You are on page 1of 161

‫‪http://www.shamela.

ws‬‬
‫مت إعداد هذا امللف آليا بواسطة املكتبة الشاملة‬

‫الكتاب‪ :‬العدول الصريف يف القرآن الكرمي ‪ -‬دراسة داللية‬


‫أطروحة تقدم هبا‪ :‬هالل علي حممود اجلحيشي‬
‫إىل جملس كلية اآلداب يف جامعة املوصل‬
‫وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه ‪ -‬فلسفة يف اللغة العربية‬
‫إبشراف‪ :‬األستاذ الدكتور حميي الدين توفيق ابراهيم‬
‫رجب ‪ 1426‬هـ ‪ ...‬ـ ‪ ...‬آب ‪ 2005‬م‬
‫مصدر الكتاب‪ :‬ملفات ( ‪ )word‬رفعها (خمتار الديرة) يف موضوعه (حبوث‬
‫مهمة جداً) ‪ -‬ملتقى أهل احلديث‬
‫مالحظة‪[ :‬هذا الكتاب من كتب املستودع مبوقع املكتبة الشاملة]‬

‫العدول الصريف يف القرآن الكرمي ـ دراسة داللية ـ‬

‫أطروحة تقدم هبا‬


‫هالل علي حممود اجلحيشي‬

‫إىل‬

‫جملس كلية اآلداب يف جامعة املوصل‬


‫وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه‬
‫فلسفة يف اللغة العربية‬

‫إبشراف‬
‫األستاذ الدكتور‬
‫حميي الدين توفيق ابراهيم‬
‫ م‬2005 ‫ آب‬... ‫ ـ‬... ‫ هـ‬1426 ‫رجب‬

)/(

The Morphological Deviation


in the Holy Qur`an
- A Syntactic Study -

A Thesis Submitted

By

Hilal Ali Mahmood Al - Jeheeshi

To
The Council of the College of Arts
University of Mosul

In Partial Fulfillment of the Requirements for the


Degree of Doctor of Philosophy
in Arabic language

Supervised By
Prof . Dr . Mohyideen Tawfik Ibrahim
A.D ... 1426 A.H 2005

)/(

Abstract

The present study is devoted to deal with a prominent


linguistic phenomenon which is referred to the
following a "Morphological deviation in the Holy Qur'an
semantic approach. Therefore, it aims at revealing all the
semantic implications of the Qur'anic text and showing all
.the different implicit means of artistic expression
It is worth mentioning , here, that any deviation from a
structure to another is usually accompanied by a
corresponding deviation in meaning ; particularly when all
the structures have the same linguistic stem from which
they are derived . Therefore, the reasons behind any deviate
.ion in the Qur'anic text are made explicit
The present study is composed of three chapters besides the
introduction. Preface and conclution , As for the proface it
and "deviation" is concerned with defining the term
presenting a comprehensive literature review subsuming
the previous and the current studies relevant to the subject.
Moreover, a reference is made to two other terms : stem
.and norm
Chapter one is primarily and exclusively confined to
deviation in Arabic focusing largely on the two types of
morphological deviation. The first is deviation from the
stem whereas the second is deviation from the norm. As for
chapter two, it deals with the morphologic at deviation
from the stem in the Holy Qur'an. On the other hand,
chapter three, is devoted to deal with the morphological
deviation from the norm . in The Holy Qur'an. Finally, the
.major results that the study has come up with are presented
It has been concluded that the morphological deviation is a
systematic and precise digression from a form to another.
Consequently, two types of deviation are distinguished. i. e.
deviation from the stem and deviation from the norm ..
The study has presented all the semantic implications of
.each type in detail

)/(

‫فهرست احملتوايت‬
‫ الصفحة‬... ‫املوضوع‬
4 ‫ ـ‬1 ... ‫املقدمة‬
16 ‫ ـ‬5 ... :‫التمهيد‬
13 ‫ ـ‬6 ... ً‫ـ العدول لغةً واصطالحا‬
16 ‫ ـ‬14 ... ‫ـ األصل والقياس‬
43 ‫ ـ‬17 ... ‫ العدول الصريف يف العربية‬:‫الفصل األول‬
35 ‫ ـ‬18 ... :‫ العدول عن األصل‬:‫املبحث األول‬
24 ‫ ـ‬19 ... :‫ العدول عن املصدر‬:ً‫أوال‬
21 ‫ ـ‬20 ... ‫ ـ العدول عن املصدر إىل اسم املصدر‬1
‫‪ 2‬ـ العدول عن املصدر إىل املصدر امليمي ‪ 21 ...‬ـ ‪22‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم الفاعل ‪ 22 ...‬ـ ‪23‬‬
‫‪ 4‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم املفعول ‪ 23 ...‬ـ ‪24‬‬
‫اثنياً‪ :‬العدول عن اسم الفاعل‪ 25 ... :‬ـ ‪28‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل اسم املفعول ‪ 25 ...‬ـ ‪26‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل الصفة املشبهة ‪ 26 ...‬ـ ‪27‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل صيغ املبالغة ‪ 27 ...‬ـ ‪28‬‬
‫‪ 4‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل املصدر ‪28 ...‬‬
‫اثلثاً‪ :‬العدول عن اسم املفعول‪ 29 ... :‬ـ ‪32‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل صيغ املبالغة ‪ 29 ...‬ـ ‪30‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل املصدر ‪30 ...‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل اسم الفاعل ‪ 30 ...‬ـ ‪31‬‬
‫‪ 4‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل الصفة املشبهة ‪ 31 ...‬ـ ‪32‬‬
‫رابعاً‪ :‬العدول عن الصفة املشبهة‪ 33 ... :‬ـ ‪34‬‬
‫ـ العدول عن الصفة املشبهة إىل اسم الفاعل ‪ 33 ...‬ـ ‪34‬‬
‫خامساً‪ :‬العدول عن الفعل‪35 ... :‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن الفعل إىل املصدر ‪35 ...‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن الفعل إىل اسم املفعول ‪35 ...‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬العدول عن القياس‪ 26 ... :‬ـ ‪43‬‬
‫أوالً‪ :‬العدول عن مصادر األفعال اجملردة املقيسة‪ 37 ... :‬ـ ‪39‬‬
‫‪ 1‬ـ ال َف ْعل ‪ 37 ...‬ـ ‪38‬‬
‫‪ 2‬ـ ال َف ُعول ‪38 ...‬‬
‫‪ 3‬ـ ال َف َعل ‪38 ...‬‬
‫‪ 4‬ـ ال ُف ُعولة أو ال َف َعالة ‪ 38 ...‬ـ ‪39‬‬

‫(‪)/‬‬
‫اثنياً‪ :‬العدول عن مصادر األفعال املزيدة‪ 40 ... :‬ـ ‪42‬‬
‫‪ 1‬ـ اإلفعال ‪40 ...‬‬
‫‪ 2‬ـ التفعيل ‪ 40 ...‬ـ ‪41‬‬
‫‪ 3‬ـ املفاعلة ‪41 ...‬‬
‫التفعل ‪ 41 ...‬ـ ‪42‬‬
‫‪4‬ـ ّ‬
‫‪ 5‬ـ التفاعل ‪42 ...‬‬
‫‪ 6‬ـ االنفعال ‪42 ...‬‬
‫‪ 7‬ـ االفتعال ‪42 ...‬‬
‫‪ 8‬ـ االستفعال ‪42 ...‬‬
‫اثلثاً‪ :‬اسم املرة ‪43 ...‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬العدول عن األصل يف القرآن الكرمي ‪ 44 ...‬ـ ‪105‬‬
‫املبحث األول‪ :‬العدول عن املصدر‪ 45 ... :‬ـ ‪58‬‬
‫أوالً‪ :‬العدول عن املصدر إىل اسم املصدر‪ 46 ... :‬ـ ‪49‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن البالغ إىل التبليغ ‪ 46 ...‬ـ ‪47‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن اخلراب إىل التخريب ‪ 48 ...‬ـ ‪49‬‬
‫اثنياً‪ :‬العدول عن املصدر إىل املصدر امليمي ‪ 50 ...‬ـ ‪54‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن التوب إىل املتاب ‪ 50 ...‬ـ ‪51‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن احليض إىل احمليض ‪ 51 ...‬ـ ‪53‬‬
‫مزق ‪ 53 ...‬ـ ‪54‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن التمزيق إىل امل ّ‬
‫اثلثاً‪ :‬العدول عن املصدر إىل اسم الفاعل‪55 ... :‬‬
‫ـ العدول عن اللغو إىل الغية ‪55 ...‬‬
‫رابعاَ‪ :‬العدول عن املصدر إىل اسم املفعول‪ 56 ... :‬ـ ‪58‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن الفتون إىل املفتون ‪ 56 ...‬ـ ‪57‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن ِ‬
‫الكذب إىل املكذوب ‪ 57 ...‬ـ ‪58‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬العدول عن اسم الفاعل‪ 59 ... :‬ـ ‪70‬‬
‫أوالً‪ :‬العدول عن اسم الفاعل إىل الصفة املشبهة‪ 60 ... :‬ـ ‪63‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن مؤمل إىل أليم ‪ 60 ...‬ـ ‪61‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن انخرة إىل خنرة ‪ 60 ...‬ـ ‪63‬‬
‫(‪)/‬‬

‫اثنياً‪ :‬العدول عن اسم الفاعل إىل اسم املفعول‪ 64 ... :‬ـ ‪66‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن ساتر إىل مستور ‪ 64 ...‬ـ ‪65‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن ٍ‬
‫آت إىل مأيت ‪ 65 ...‬ـ ‪66‬‬
‫اثلثاً‪ :‬العدول عن اسم الفاعل إىل صيغ املبالغة‪ 67 ... :‬ـ ‪68‬‬
‫مطهر إىل طهور ‪ 67 ...‬ـ ‪68‬‬ ‫ـ العدول عن ِّ‬
‫رابعاً‪ :‬العدول عن اسم الفاعل إىل املصدر‪ 69 ... :‬ـ ‪70‬‬
‫ـ العدول عن غائر إىل غور ‪ 69 ...‬ـ ‪70‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬العدول عن الصفة املشبهة‪ 71 ... :‬ـ ‪72‬‬
‫ـ العدول عن الصفة املشبهة إىل اسم الفاعل ‪72 ...‬‬
‫ـ العدول عن ضيّق إىل ضائق ‪72 ...‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬العدول عن اسم املفعول‪ 73 ... :‬ـ ‪75‬‬
‫أوالً‪ :‬العدول عن اسم املفعول إىل صيغة املبالغة‪74 ... :‬‬
‫ـ العدول عن مكظوم إىل كظيم ‪ 74 ...‬ـ ‪75‬‬
‫اثنياً‪ :‬العدول عن اسم املفعول إىل املصدر‪ 76 ... :‬ـ ‪77‬‬
‫ـ العدول عن مكذوب إىل كذب ‪ 76 ...‬ـ ‪77‬‬
‫اثلثاً‪ :‬العدول عن اسم املفعول إىل اسم الفاعل‪ 78 ... :‬ـ ‪79‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن مدفوق إىل دافق ‪ 78 ...‬ـ ‪79‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن معصوم إىل عاصم ‪79 ...‬‬
‫رابعاً‪ :‬العدول عن اسم املفعول إىل الصفة املشبهة‪80 ... :‬‬
‫ـ العدول عن مرجوم إىل رجيم ‪80 ...‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬العدول عن الفعل‪ 81 ... :‬ـ ‪83‬‬
‫أوالً‪ :‬العدول عن الفعل إىل املصدر‪82 ... :‬‬
‫ض ْرب ‪82 ...‬‬
‫ـ العدول عن اضربوا إىل َ‬
‫اثنياً‪ :‬العدول عن الفعل إىل اسم املفعول‪ 82 ... :‬ـ ‪83‬‬
‫ـ العدول عن ُُيمع إىل جمموع ‪ 82 ...‬ـ ‪83‬‬
‫جداول الفصل الثاين ‪ 84 ...‬ـ ‪105‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬العدول عن القياس يف القرآن الكرمي ‪ 106 ...‬ـ ‪147‬‬
‫أوالً‪ :‬العدول عن مصدر الثالثي (فَـ َعل) املقيس‪ 107 ... :‬ـ ‪112‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن املصدر بَعداً إىل املصدر بُـ ْعداً ‪ 107 ...‬ـ ‪108‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن اخلوف إىل اخليفة ‪109 ...‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن مسموع إىل مسمع ‪ 110 ...‬ـ ‪111‬‬
‫‪ 4‬ـ العدول عن القراءة إىل القرآن ‪ 111 ...‬ـ ‪112‬‬
‫اثنياً‪ :‬العدول عن اإلفعال‪ 112 ... :‬ـ ‪118‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن اإلصالح إىل الصلح ‪ 112 ...‬ـ ‪113‬‬


‫‪ 2‬ـ العدول عن اإلضالل إىل الضالل ‪ 113 ...‬ـ ‪114‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن اإلقراض إىل القرض ‪ 114 ...‬ـ ‪115‬‬
‫‪ 4‬ـ العدول عن اإلنبات إىل النبات ‪ 115 ...‬ـ ‪116‬‬
‫‪ 5‬ـ العدول عن اإلنشاء إىل النشأة ‪ 116 ...‬ـ ‪117‬‬
‫املهلك ‪ 117 ...‬ـ ‪118‬‬
‫‪ 6‬ـ العدول عن اإلهالك إىل َ‬
‫اثلثاً‪ :‬أ ـ العدول عن التفعيل‪ 118 ... :‬ـ ‪123‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن التعجيل إىل االستعجال ‪ 118 ...‬ـ ‪119‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن التسميات إىل األمساء ‪ 119 ...‬ـ ‪120‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن التكذيب إىل الك ّذاب ‪ 120 ...‬ـ ‪121‬‬
‫ب ـ العدول عن التفعيل إىل التفعلة‪ 121 ... :‬ـ ‪123‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن التبصري إىل التبصرة ‪122 ...‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن التحليل إىل التحلة ‪ 122 ...‬ـ ‪123‬‬
‫رابعاً‪ :‬العدول عن املفاعلة‪ 124 ... :‬ـ ‪126‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن املبايعة إىل البيع ‪124 ...‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن املعاهدة إىل العهد ‪ 124 ...‬ـ ‪126‬‬
‫خامساً‪ :‬العدول عن التفاعل‪ 127 ... :‬ـ ‪129‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن التداين إىل ال َديْن ‪ 127 ...‬ـ ‪128‬‬
‫العلو ‪128 ...‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن التعايل إىل ّ‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن التواعد إىل امليعاد ‪129 ...‬‬
‫التفعل‪ 130 ... :‬ـ ‪133‬‬
‫سادساً‪ :‬العدول عن ُّ‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن التبتّل إىل التبتيل ‪ 130 ...‬ـ ‪131‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن التقبل إىل القبول ‪ 131 ...‬ـ ‪132‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن التقوالت إىل األقاويل ‪ 132 ...‬ـ ‪133‬‬
‫سابعاً‪ :‬العدول عن االفتعال‪ 134 ... :‬ـ ‪136‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن اإلختيار إىل اخلرية ‪ 134 ...‬ـ ‪135‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن االتقاء إىل تقاة ‪ 135 ...‬ـ ‪136‬‬
‫اثمناً‪ :‬العدول عن االستفعال‪ 137 ... :‬ـ ‪138‬‬
‫ـ العدول عن املُ ْستَـ ْعتَبِني إىل املعتبني ‪ 137 ...‬ـ ‪138‬‬
‫جداول الفصل الثالث ‪ 139 ...‬ـ ‪147‬‬
‫اخلامتة ‪ 148 ...‬ـ ‪152‬‬
‫املصادر واملراجع ‪ 153 ...‬ـ ‪170‬‬
‫امللخص ابللغة االنكليزية ‪A ِ...‬‬

‫(‪)/‬‬

‫إقرار املشرف‬

‫أشهد أن إعداد هذه األطروحة املوسومة بـ " العدول الصريف يف القرآن الكرمي ـ دراسة داللية ـ " جرى‬
‫ابشرايف يف جامعة املوصل‪ ،‬وهي جزء من متطلبات درجة الدكتوراه فلسفة يف اللغة العربية‪.‬‬

‫التوقيع‪:‬‬
‫األسم‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬حميي الدين توفيق ابراهيم‬
‫التاريخ‪ 2005 / / ... :‬م‬

‫إقرار رئيس جلنة الدراسات العليا‬

‫بناء على التوصية اليت قدمها املشرف‪ ،‬أرشح هذه األطروحة للمناقشة‪.‬‬

‫التوقيع‪:‬‬
‫األسم‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد الوهاب حممد علي العدواين‬
‫التاريخ‪ 2005 / / ... :‬م‬

‫إقرار رئيس قسم اللغة العربية‬

‫بناءاً على التوصيتني اللتني قدمهما املشرف‪ ،‬ورئيس جلنة الدراسات العليا‪ ،‬أرشح هذه األطروحة‬
‫للمناقشة‪.‬‬

‫التوقيع‪:‬‬
‫رئيس القسم‪ :‬أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬عبد هللا فتحي الظاهر‬
‫التاريخ‪ 2005 / / ... :‬م‬

‫(‪)/‬‬

‫إقرار جلنة املناقشة‬

‫نشهد أبننا أعضاء جلنة املناقشة قد أطلعنا على هذه الرسالة املوسومة بـ‬
‫" العدول الصريف يف القرآن الكرمي ـ دراسة داللية ـ "‪ ،‬وانقشنا الطالب يف حمتوايهتا وفيما له عالقة هبا‬
‫بتاريخ ‪ 2005 / /‬م ونعتقد أبهنا جديرة ابلقبول لنيل شهادة الدكتوراه فلسفة يف اختصاص آداب‬
‫اللغة العربية‪.‬‬
‫األستاذ الدكتور‬
‫حميي الدين توفيق ابراهيم‬
‫عضوا ‪ ...‬عضواً ومشرفاً‬

‫قرار جملس الكلية‬


‫اجتمع جملس كلية اآلداب جبلسته ‪ ...‬املنعقدة بتاريخ ‪ 2004 / / ...‬م‬
‫وقرر منحه شهادة الدكتوراه فلسفة يف اختصاص اللغة العربية‪.‬‬

‫مقرر جملس الكلية ‪ ...‬رئيس جملس الكلية‬


‫معاون عميد الكلية لإلدارية والطلبة ‪ ...‬عميد كلية اآلداب‬
‫الدكتور زهري علي أمحد النحاس ‪ ...‬الدكتور حممد ابسل قاسم العزاوي‬

‫(‪)/‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫َّاس ِيف ه َذا الْ ُقر ِ‬
‫آن‬ ‫ْ‬ ‫ض َربْـنَا لِلن ِ‬ ‫{ولََق ْد َ‬‫َ‬
‫ِم ْن ُك ِّل َمثَ ٍل لَ َعلَّ ُه ْم يَـتَ َذ َّك ُرو َن ‪-‬‬
‫ري ِذي ِع َو ٍج لَ َعلَّ ُه ْم‬ ‫رآان َع َربِيًّا غَ ْ َ‬
‫قُ ً‬
‫يَـتَّـ ُقو َن}‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫الزَمر‬
‫سورة ُّ‬
‫اآليتان ‪ 27‬ـ ‪28‬‬

‫(‪)/‬‬

‫املقدمة‬
‫(‪)1/1‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على خامت األنبياء واملرسلني سيدان حممد بن عبد هللا‪،‬‬
‫احلمد هلل ّ‬
‫الغر امليامني‪ ،‬وعلى من اهتدى هبديه واقتدى به إىل يوم‬
‫وص ْحبه ّ‬
‫ورضوان هللا تعاىل على آله الطيبني‪َ ،‬‬
‫الدين ‪..‬‬
‫أما بعد ‪..‬‬
‫فإ ّن موضوع دراستنا للماجستري كان ـ اختالف صيغ الفعل املشتقة من جذر واحد يف القرآن الكرمي ـ‬
‫وقد تبني أ ّن دراسة العدول الصريف يف القرآن الكرمي أتيت استكماالً لدراستنا تلك‪ ،‬إذ إِ ّن العدول‬
‫الصريف يُشكل ظاهرة لغوية ابرزة هلا أمهيتها يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهلا قيمتها التعبريية يف الداللة القرآنية؛‬
‫من هنا كان ينبغي إخضاع هذه الظاهرة للدرس والتحليل ليمكن من خالهلا االنطالق لتجلية دالالت‬
‫النص القرآين‪ ،‬واستكناه أسرار التعبري الفين فيه‪ ،‬إذ إ ّن العدول ال أييت إالّ لداللة معينة يرجحها‬
‫سره الداليل‪ ،‬فالعدول عن مبىن إىل مبىن آخر يؤدي‬ ‫السياق فبتحديد موطن العدول ميكن معرفة ِّ‬
‫حتماً إىل العدول عن معىن إىل معىن آخر ال سيما إذا مااتفقت املباين يف اجلذر اللغوي املشتقة منه‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس رّكز البحث على استقراء العدول الذي ورد يف القرآن الكرمي فيما بني الصيغ‬
‫املعدول عنها واملعدول إليها حسب اتفاقها يف جذر واحد‪ ،‬ويف كوهنا تقع يف سياق واحد‪ ،‬فاالتفاق‬
‫يف االشتقاق والسياق مها املعياران املعتمدان يف تتبع أنواع العدول الصريف يف القرآن الكرمي مع‬
‫اإلفادة من معطيات علمي الصرف والداللة؛ إذ يتضح يف مستوى اللغة الصريف دالالت خمصوصة‬
‫لكل صيغة من الصيغ تتميز هبا من غريها من صيغ املشتقات‪ ،‬مثلما تظهر لألفعال دالالت خاصة‬
‫هبا سواء أكانت تلك الداللة أصلية أم فرعية‪ ،‬كما يظهر يف املستوى الداليل للغة دور السياق يف‬
‫املوضع الذي ترد فيه كل صيغة من الصيغ املعدولة‪ ،‬فضالً عن اإلفادة من طبيعة داللة املادة اللغوية‬
‫املشتقة منها تلك الصيغ‪ ،‬وبناءً على هذا فقد انقسمت الدراسة إىل نوعني من العدول الصريف يف‬
‫املستوى الصريف للغة ومها العدول عن األصل احلاصل يف صيغ‬

‫(‪)2/1‬‬
‫املشتقات أنفسها‪ ،‬والعدول عن القياس احلاصل يف صيغ املصادر املشتقة من أفعاهلا على غري‬
‫القياس‪.‬‬
‫وقد متّ استقراء مواضع العدول الصريف يف القرآن الكرمي ابلتتبع والقراءة للمصحف الشريف مع‬
‫االستعانة ابملعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي صنعة الشيخ اجلليل حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬فضالً‬
‫عن التعويل كثرياً على مؤلَّف الشيخ الدكتور حممد عبد اخلالق عضيمة املوسوم (دراسات ألسلوب‬
‫القرآن الكرمي) يف أقسامه اخلاصة ابلدراسات الصرفية لألفعال واملصادر واملشتقات‪ ،‬وال سيما يف‬
‫إشاراته املفيدة ملواضع العدول الصريف يف مباحث املفسرين واللغويني‪ ،‬ممّا ق ّدم إضاءات مهمة أفادت‬
‫الباحث كثرياً يف حتليل الصيغ موضع العدول يف القرآن الكرمي‪ ،‬وقد استفيد أيضاً من بعض‬
‫الدراسات احلديثة اليت تناولت ظاهرة العدول يف الصيغ الصرفية‪ ،‬ومن ذلك دراسة الدكتور حممود‬
‫سليمان ايقوت (لظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية)‪ ،‬و (اإلعجاز الصريف يف القرآن الكرمي) للدكتور‬
‫بعض من مواطن العدول يف‬‫عبد احلميد أمحد يوسف هنداوي الذي أفرد فيه مبحثاً خاصاً لدراسة ٍ‬
‫القرآن الكرمي‪.‬‬
‫كما جتدر اإلشارة إىل أطروحتني للدكتوراه قُ ّدمتا إىل كلية اآلداب ـ قسم اللغة العربية فيها تناولتا‬
‫موضوع العدول‪ ،‬ومها (االتساع يف اللغة عند ابن جين) للسيد حسن سليمان حسني‪ ،‬و (ظاهرة‬
‫العدول بني البالغة العربية واألسلوبية احلديثة) للسيد عبد العزيز عبد هللا حممد‪.‬‬
‫وقد انقسم البحث على ثالثة فصول‪ ،‬فضالً عن املقدمة والتمهيد واخلامتة‪.‬‬
‫إذ اهتم التمهيد أوالً ابلتعريف ابلعدول يف اللغة ويف االصطالح‪ ،‬مع االشارة إىل مباحث القدماء‬
‫وتضمن كذلك االشارة إىل األصل والقياس كوهنما معيارين عند القدماء يف‬
‫واحملدثني هلذا املصطلح‪ّ ،‬‬
‫معرفة ما هو فرع‪ ،‬وما هو خالف القياس‪.‬‬
‫وأما الفصل األول فقد تضمن دراسة عن العدول الصريف العربية بشكل عام انطُلِق من خالله إىل‬
‫حتديد نوعني من العدول الصريف يف العربية عموماً ويف القرآن الكرمي خصوصاً‪ ،‬ومها العدول عن‬
‫ووضعه يف املدخل أو‬
‫ُ‬ ‫األصل‪ ،‬والعدول عن القياس؛ ممّا جعله يُش ّكل فصالً منفرداً ال ميكن تلخيصه‬
‫التمهيد‪.‬‬
‫يف حني تناول الفصل الثاين ابلدرس والتحليل العدول عن األصل يف القرآن الكرمي يف مباحث مخسة‬
‫وهي العدول عن املصدر‪ ،‬والعدول عن اسم الفاعل‪ ،‬والعدول عن‬

‫(‪)3/1‬‬
‫الصفة املشبهة‪ ،‬والعدول عن اسم املفعول‪ ،‬والعدول عن الفعل شكلت أنواع العدول الصريف عن‬
‫أصل يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث فقد تطرق إىل العدول الصريف عن القياس يف القرآن الكرمي يف مثانية أقسام‬
‫ش ّكلت أنواع العدول الصريف عن قياس مع حتليل مناذج مهمة من أنواع هذا العدول يف القرآن‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫مث ُس ّجلت يف خامتة املطاف أهم النتائج اليت توصل إليها البحث مرتبةً حسب ورودها يف الداللة‪.‬‬
‫وقد اختط البحث لنفسه منهجاً واضحاً يف التحليل قائماً يف األساس على بيان موضع العدول يف‬
‫السر الداليل‬
‫اآلية القرآنية وموازنة الصيغ املعدول عنها ابلصيغ املعدول إليها من أجل اخللوص إىل ّ‬
‫الذي من أجله حصل العدول عن صيغة إىل أخرى مع األخذ بنظر االعتبار أن منهج االنتقاء ملواضع‬
‫العدول يف البحث قائم على حسب وجود ٍ‬
‫كالم للعلماء من اللغويني واملفسرين يف كل موضع‬
‫للعدول الصريف يف القرآن الكرمي‪ ،‬وحسب تنوع دالالت كل نوع من أنواعه مما يُثري دالالت‬
‫املوضوع ذاته‪.‬‬
‫وبعد فهذا البحث جهد متواضع هو جهد املُقل وقد بذل فيه ال ُقصارى‪ ،‬فإن كان ّمثَّ توفيق وس ٍ‬
‫داد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وجل‪ ،‬وإن كان َمثَّةَ هنات فمن نفسي اليت من شيمتها أهنّا يعرتيها النقص‪ ،‬فالكمال هلل‬
‫عز ّ‬‫فمن هللا َّ‬
‫وحده يف ُعاله‪.‬‬
‫وال يسعين بعد إالّ أن أق ّدم خالص شكري وتقديري إىل كل من ق ّدم يل العون واملساعدة يف سبيل‬
‫وأخص منهم ابلشكر اخلالص‪ ،‬والتقدير الوافر أُستاذي الفاضل وشيخي اجلليل‬
‫ّ‬ ‫إِمتام هذا البحث‪،‬‬
‫علي يف إرشاداته العلمية اليت أفادت‬ ‫ِ‬
‫األستاذ الدكتور حميي الدين توفيق ابراهيم لما له من فضل كبري ّ‬
‫علي كذلك من‬ ‫ِ‬
‫البحث مذ كان بذرة إىل أن استوى على ُسوقه أجدين قاصراً عن شكره‪ ،‬ولما له ّ‬
‫مجيل يف إزالة اهلنات‪ ،‬وإقالة العثرات وتذليل الصعوابت اليت اعتورت مسرية البحث أجدين قاصراً‬
‫علي تواضع طالب العلم ألستاذه‪ ،‬فله مين‬
‫عن ر ّده إالّ بكلمات هي جزء من الوفاء الذي ميليه ّ‬
‫جم وافر الشكر‪ ،‬وفائق االحرتام ‪..‬‬
‫وبتواضع ّ‬
‫وهللا املوفق وهو يهدي السبيل‪.‬‬

‫الباحث‬
‫هالل علي حممود‬

‫(‪)4/1‬‬
‫التمهيد‬

‫ـ العدول لغةً واصطالحاً‬


‫ـ األَصل والقياس‬

‫(‪)5/1‬‬

‫التمهيد‬

‫ـ العدول لغةً واصطالحاً‪:‬‬


‫الع ْدل مبعىن االستواء‬
‫للجذر (ع‪ .‬د‪ .‬ل) داللتان ترجع إحدامها إىل األخرى‪ ،‬وإحدى هاتني الداللتني َ‬
‫متأت من معادلة احلِ ْمل على الدابة أبن ُُيعل طرفاه على استواء واحد‪،‬‬
‫أو املساواة‪ .‬وهذا املعىن ٍ‬
‫ويقال لكل طرف ِع ْدل‪ ،‬وال يتأتى هذا املعىن إالّ ابلتحريك واإلمالة‪ ،‬ومن هنا جاءت الداللة الثانية‬
‫وهي العدول مبعىن امليل‪ .‬قال اخلليل (ت ‪ 175‬هـ)‪ِ " :‬‬
‫والع ْدالن‪ :‬احلِ ْمالن على الدابّة من جانبني‪،‬‬
‫والع ْدل أن تَـ ْع ِدل‬ ‫ِ‬
‫ومجعه أعدال‪ُ ،‬عدل أحدمها ابآلخر يف االستواء كي ال يرجح أحدمها بصاحبه‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫والع ْد ُل أحد ِمحْلَي اجلمل‪ ،‬ال‬
‫وعدلت أان عن الطريق‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫شيء عن وجهه فتميله‪ ،‬وعدلتُه عن كذا‪،‬‬ ‫ال َ‬
‫للحمل؛ ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْدل‬
‫سوى ابآلخر ابلكيل والوزن " (‪ .)1‬ويُلحظ أ ّن داللة َ‬ ‫ومسّي ع ْدالً ألَنّهُ يُ ّ‬ ‫يقال إالّ ْ‬
‫آت من معادلة األعدال على الدابة من جانبني‪،‬‬ ‫متأتيةٌ من العدول ذلك أ ّن األصل يف اشتقاق الع ْدل ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الع ْدل عن جهته فتُميله‪ ،‬حىت يُعادل الع ْدل اآلخر من اجلهة األخرى حىت يتساواي‬ ‫أي أَ ْن تًـ ْع ِد َل ِ‬
‫الع ْد ُل‪ :‬اسم ِمحْل‬
‫ابلكيل والوزن‪ ،‬كي ال يرجح أحدمها بصاحبه‪ ،‬قال األزهري (ت ‪370‬هـ)‪ِ " :‬‬
‫س ّوى به" (‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫معدول حب ْمل‪ ،‬أي ُم َ‬
‫وداللة العدول على امليل متأتيةٌ من معادلة األمحال‪ ،‬إذ البُ ّد من إمالتها عند تسوية بعضها ببعض‪،‬‬
‫ومن هنا أَشكل على ابن فارس (ت ‪ 395‬هـ) فجعل للجذر‬
‫يدل‬
‫يدل على استواء واآلخر ّ‬
‫(ع‪ .‬د‪ .‬ل) " اصلني صحيحني‪ ،‬لكنهما متقابالن كاملتضادين‪ ،‬أحدمها ّ‬
‫على اعوجاج" (‪ ،)3‬وهو يف احلقيقة أَصل واحد وهو امليل‪ ،‬قال ذو ّ‬
‫الرمة (‪:)4‬‬
‫ف من َْْن ِو غريها ‪ِ ...‬حياء ولو طاوعتُهُ مل يُـ َع ِ‬
‫ادل‬ ‫وإين أل ُْْني الطَ ْر َ‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫ميل وليس َج ْوراً‪ .‬ومعىن‬
‫مال إليها‪ ،‬فاملعادلة هنا امليل‪ ،‬ولكنه ٌ‬
‫أي‪ :‬لو طاوعتهُ أبن ال أُْنيه عنها لَ َ‬
‫العدول يتحدد على وفق تعدية الفعل ابحلرف‪ ،‬قال ابن القطاع‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬كتاب العني‪ 38 /2 :‬ـ ‪.39‬‬
‫(‪ )2‬هتذيب اللغة‪.209 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬مقاييس اللغة‪.246 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬ديوان ذي الرمة‪ :‬ص ‪.493‬‬

‫(‪)6/1‬‬

‫والكافر ابهلل أشرك‪ ،‬وعن الشيء‬ ‫ِ‬


‫ابلشيء ساواه به‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والشيء‬ ‫(ت ‪ 515‬هـ)‪َ " :‬ع َدل يف حكمه َع ْدالً‪،‬‬
‫ُ‬
‫والطريق عدوالً مال " (‪ .)1‬فداللة امليل واخلروج جاءت من تقييد الفعل ابحلرف (عن)‪ ،‬مث إ ّن جميء‬
‫دل ال يُقال‬
‫فالع ُ‬‫الع ْدل‪ ،‬وذلك برابط املساواة والتساوي‪ِ ،‬‬ ‫الع ْدل مبعىن املساواة‪ ،‬مشتق يف األَصل من ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫س معتدل‬ ‫له ع ْد ٌل إالّ بعد أن يُـ ْعدل بغريه‪ ،‬فانتفاء امليل عن الشيء يكون َع ْدالً؛ ولذا قيل هذا‪ " :‬فَـ َر ٌ‬
‫واحد من اخل ّدين " (‪)2‬‬ ‫صب واحدة من العينني‪ ،‬ومل متل على ٍ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫الغُّرةِ إذا توسط ْ‬
‫ت غُ َّرتُه جبهتَهُ فلم تُ ْ‬
‫فكل ما ُحلظ فيه معىن التوسط واملساواة هو َع ْد ٌل‪ ،‬أي‪ :‬نقيض اجلَْور (‪ " .)3‬وهو ما قام يف النفوس‬ ‫ُّ‬
‫مستقيم " (‪ ،)4‬وقيل هو‪ " :‬األمر املتوسط بني اإلفراط والتفريط " (‪.)5‬‬ ‫ٌ‬ ‫أنّه‬
‫تبني أ ْن العدول ليس ميالً وخروجاً عن ح ّد التوسط واملساواة‪ ،‬إ ّمنا هو ميل وخروج إليهما‪،‬‬
‫وممّا تقدم ّ‬
‫مبعىن أنه يتضمن داللة امليل املنضبط املقصود‪ ،‬ال داللة اخلروج الشاذّ الذي هو مبعىن اجلور‪.‬‬
‫يعّب عن مدلوله بدقة‪ ،‬ويرتسم فيه حمتواه على‬
‫وللتدليل على كون مصطلح (العدول) مصطلحاً فكرايً ّ‬
‫ْن ٍو أصيل ينبغي اإلشارة إىل أنه مشت ٌق من قول العرب‬
‫(عدل عن الطريق)‪ ،‬أي خرج عنه أو مال عنه إىل غريه‪ ،‬إذ هو خروج مقصود؛ إذ إ ّن املعىن السالب‬
‫للخروج عن الطريق هو (جار عن الطريق)‪ ،‬هذا فضالً عن كون العدول عن الشيء يستوجب‬
‫العدول إىل شيء آخر‪ ،‬إذ هو ليس مبعىن جار أو ش ّذ أو شيء من هذا القبيل‪ ،‬ومن هنا ميكن القول‬
‫إ ّن هذه الداللة هي اجلديرة أبن تكون دالة على معىن العدول‪.‬‬
‫ٌ‬
‫معدول إليه هو‬ ‫وطرف‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫معدول عنه هو األصل أو القياس‪،‬‬ ‫طرف‬
‫أي البد أن يكون يف العدول طرفان ٌ‬
‫(متَـ َّو ّّف يف القرن‬
‫عرفه السجلماسي ُ‬
‫الفرع أو خالف القياس‪ ،‬ولذا ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬كتاب األفعال‪.363 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪.434 /11 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬مجهرة اللغة‪ ،‬ابن دريد‪ ،28 /2 :‬واتج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬اجلوهري‪.1760 /5 :‬‬
‫(‪ )4‬القاموس احمليط‪ ،‬الفريوز آابدي‪.13 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬اتج العروس‪ ،‬الزبيدي‪.9 /8 :‬‬

‫(‪)7/1‬‬

‫الثامن للهجرة) بقوله‪ " :‬اسم حممول يشابه به شيءٌ شيئاً يف جوهره املشرتك هلما" (‪ .)1‬فاملشاهبة بني‬
‫شيئني يف اجلوهر املشرتك هلما تتطلب أن يكون أح ُد هذين الشيئني أصالً‬
‫واآلخر فرعاً‪ ،‬وهو يف اللغة كذلك؛ ألن العدول عن طريق يعين الدخول يف طريق آخر‪.‬‬
‫ويتحقق مصطلح العدول يف املستوى الصريف للغة على وجهني‪:‬‬
‫أوهلما‪ :‬العدول عن األصل‪ ،‬ويتحقق ذلك يف الصيغة املفردة ذاهتا‪ ،‬إذ هناك من‬
‫املفردات ما حتتمل معىن صيغة أخرى‪ ،‬أو أتيت على لفظ صيغ أُخر وهي‬
‫ضح هذا الوجه يف املصادر واملشتقات ْنو‪ :‬امسي الفاعل‬
‫مبعناها‪ ،‬وقد تو ّ‬
‫واملفعول‪ ،‬والصفة املشبهة‪ ،‬وصيغ املبالغة‪ ،‬وقد أشار إىل ذلك علماء اللغة‬
‫كما سيذكر الحقاً إن شاء هللا‪.‬‬

‫واثنيهما‪ :‬العدول عن القياس‪ ،‬ويتحقق هذا النوع من العدول بني صيغتني الصيغة الثانية‬
‫خالف الصيغة األوىل‪ ،‬حسب قانون القياس الصريف‪ ،‬وإمنا هو يف احلقيقة‬
‫ّردة‪ ،‬ويكون ذلك يف األفعال ومصادرها‪ ،‬واملشتقات‪،‬‬
‫خروج عن القاعدة املط َ‬
‫كما سيتضح يف الصفحات القادمة مبشيئة هللا‪.‬‬

‫وقد أشار اللغويّون القدماء إىل ظاهرة العدول الصريف يف مباحثهم عن الصيغ الصرفية‪ُ ،‬م َع ّّبين عنها‬
‫مبصطلحات خمتلفة (‪ ،)2‬ومن دون تفريق بني العدول عن أصل‪ ،‬أو العدول عن قياس‪ ،‬إالّ أنّه من‬
‫تبني َّأهنما نوعان حمددان وإن مل يُ َ‬
‫شر إليهما‪.‬‬ ‫االستقراء ّ‬
‫فلقد انل موضوع العدول اهتماماً واسعاً يف مصنّفات علماء العربية‪ ،‬وقد تواردت عليه مصطلحات‬
‫خمتلفة منها‪ :‬اجملاز‪ ،‬وااللتفات‪ ،‬والعدول واالْنراف‪ ،‬والتصرف‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬املنزع البديع‪ :‬ص ‪ ،448‬وينظر‪ :‬ظاهرة العدول بني البالغة العربية واألسلوبية احلديثة‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه تقدم هبا عبد العزيز عبد هللا حممد‪ ،‬إىل جملس كلية اآلداب‪ ،‬جامعة املوصل ـ ‪:2000‬‬
‫ص‪.26‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،‬سيبويه‪568 /3 ،110 /1 :‬؛ ومعاين القرآن‪ ،‬الفراء‪153 /2 :‬؛ شرح‬
‫القصائد السبع الطوال‪ ،‬أبو بكر األنباري‪ :‬ص ‪ 375‬ـ ‪376‬؛ إعراب ثالثني يف القرآن الكرمي‪ ،‬ابن‬
‫خالويه‪ :‬ص ‪8‬؛ شرح ابن سيبويه‪ ،‬السريايف‪11 /1 :‬؛ التمام‪ ،‬ابن جين‪ :‬ص ‪72‬؛ البيان يف‬
‫غريب اعراب القرآن‪ ،‬أبو الّبكات ابن األنباري‪72 /1 :‬؛ شرح املفصل‪ ،‬ابن يعيش‪55 /5 :‬؛‬
‫شرح الكافية‪ ،‬الرضي األسرتاابذي‪3 /1 :‬؛ وشرح الشافية‪ ،‬الرضي األسرتاابذي‪،176 /1 :‬‬
‫‪177‬؛ شرح ابنت سعاد‪ ،‬ابن هشام‪ :‬ص ‪15‬؛ شرح التصريح على التوضيح‪ ،‬خالد األزهري‪:‬‬
‫‪80 /2‬؛ وينظر‪ :‬ظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪ ،‬د‪ .‬حممود سليمان ايقوت‪ :‬ص ‪ 7‬ـ ‪.9‬‬

‫(‪)8/1‬‬

‫والنقل‪ ،‬واخلروج‪ ،‬والتجاوز‪ ،‬واالتساع‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬واالنتقال‪ ،‬وخمالفة مقتضى الظاهر‪ ،‬واالنعطاف‪،‬‬
‫والتلون والتلوين (‪.)1‬‬

‫وهذه املصطلحات ال تنفك يف الداللة على مفهوم العدول‪ ،‬ولكن ابعتبارات متفاوتة‪ ،‬إذ هو يف‬
‫اعتبار البالغيني خيص املستوى الرتكييب يف اللغة‪ ،‬وأطلقوا عليه اجملاز وااللتفات‪ ،‬وذلك ٍ‬
‫متأت عندهم‬ ‫ّ‬
‫تضمنها النصوص اإلبداعية‪ ،‬فضالً عن اهتمامهم ابلنظر‬
‫من اهتمامهم بتبيان اللمحات الفنية اليت ّ‬
‫خيتص مبستوى دون مستوى آخر من مستوايت اللغة‪ ،‬يف حني ظهرت‬ ‫إىل النص نظراً مشولياً ال ّ‬
‫مصطلحات العدل‪ ،‬واالتساع‪ ،‬والعدول‪ ،‬والتصرف‪ ،‬واالْنراف‪ ،‬واالنتقال وغريها لدى اللغويني‪،‬‬
‫نتيجة اهتمامهم ابملسائل اللغوية كما سنرى ذلك مفصالً‪.‬‬
‫فأبو عبيدة (ت ‪ 210‬هـ) يُسميه جمازاً‪ ،‬قال‪ " :‬ومن اجملاز ما جاء لفظه لفظ الواحد الذي له مجاع‬
‫منه ووقع معىن هذا الواحد على اجلميع " (‪ ،)2‬مث يقول‪ " :‬ومن جماز املصدر الذي يف موضع األسم‬
‫والرتْق) (‪ .)3‬ومعىن اجملاز‬
‫(الّب َّ‬
‫أو الصفة " َّ‬
‫" يتسع ليشمل معناه يف اللغة‪ " ،‬فاجملاز َم ْف َعل من جاز الشيء جبوزه إذا تع ّداه‪ .‬وإذا عُدل ابللفظ‬
‫عما يوجبه أصل اللغة وصف أبنه جماز على معىن أهنّم جازوا به موضعه األصلي‪ ،‬أو جاز هو مكانه‬
‫ّ‬
‫وضع فيه أوالً " (‪ .)4‬فيكون اجملاز على هذا األساس خروجاً عن أصل الوضع اللغوي‪ ،‬ويشري‬
‫الذي َ‬
‫ابن املعتز (ت ‪296‬هـ) إىل العدول يف‪ " :‬ابب االلتفات‪ :‬وهو انصراف املتكلم عن املخاطبة إىل‬
‫اإلخبار وعن اإلخبار إىل املخاطبة‪ ،‬وما يشبه ذلك من االلتفات االنصراف عن معىن يكون فيه إىل‬
‫معىن آخر "‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬جماز القرآن‪ ،‬أبو عبيدة‪9 /1 :‬؛ والبديع‪ ،‬ابن املعتز‪ :‬ص ‪ 58‬ـ ‪59‬؛ واخلصائص‪،‬‬
‫ابن جين‪ 214 /1 :‬ـ ‪ 188 /3 ،360 /2 ،215‬ـ ‪267‬؛ والفروق يف اللغة‪ ،‬العسكري‪:‬‬
‫ص ‪190‬؛ وإعجاز القرآن‪ ،‬الباقالين‪ :‬ص ‪ 273‬ـ ‪274‬؛ واملثل السائر‪ ،‬ابن األثري‪،193 /1 :‬‬
‫‪184 /2‬؛ واإليضاح يف علوم البالغة‪ ،‬القزويين‪ :‬ص ‪159‬؛ والتبيان‪ ،‬الطييب‪،153 /1 :‬‬
‫وكتاب الطراز‪ ،‬العلوي‪132 /2 :‬؛؛ ومنهاج البلغاء وسراج األدابء‪ ،‬القرطاجين‪ :‬ص ‪314‬؛‬
‫والّبهان يف علوم القرآن‪ ،‬الزركشي‪.246 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬جماز القرآن‪ 9 /1 :‬ـ ‪.10‬‬
‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.12 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬أسرار البالغة‪ ،‬اجلرجاين‪ :‬ص ‪.356‬‬

‫(‪)9/1‬‬

‫(‪ .)1‬وقد توسع ابن جين (ت ‪ 392‬هـ) يف ذكر األلفاظ الدالة على العدول على ْنو االْنراف‬
‫(‪ ،)2‬والعدول‪ ،‬ونقض العادة‪ ،‬وشجاعة العربية‪ ،‬واالتساع وغريها (‪.)3‬‬
‫ويستعمل أبو هالل العسكري (ت ‪ 395‬هـ) مصطلح العدول يف كالمه على الفرق بني صيغيت‬
‫َشد مبالغة ألنه أ ُّ‬
‫شد عُدوالً "‬ ‫(رحيم) و (رمحن) يقول‪ " :‬فإن (الرحيم) مبالغة لعدوله‪ ،‬وإن (الرمحن) أ ُّ‬
‫(‪ .)4‬وعلى ْنو ذلك قال أبو بكر الباقالين‬
‫(ت ‪ 403‬هـ) َّ‬
‫إن‪( :‬رمحان) عدل عن (راحم) للمبالغة " (‪.)5‬‬

‫فصل ضياء الدين ابن األثري (ت ‪ 637‬هـ) القول يف الكالم عن العدول‪ ،‬وإن كان يُسميه اترة‬
‫وقد ّ‬
‫ابلعدول‪ ،‬واترة ابلنقل واالنتقال‪ ،‬وذلك يف الفصل الذي عقده بعنوان (قوة اللفظ لقوة املعىن) (‪،)6‬‬
‫واملهم أَ ّن ابن األثري أدرك َّ‬
‫أن العدول عن صيغة من األلفاظ إىل صيغة أخرى ال يكون إالّ لنوع‬
‫خصوصية اقتضت ذلك (‪ .)7‬ومن هنا جاء إفراده ملبحث خاص ابلعدول الصريف مسّاه (اختالف‬
‫صيغ األلفاظ واتفاقها) (‪ ،)8‬يقول فيه‪ " :‬أما اختالف صيغ األلفاظ فإهنّا إذا نقلت من هيئة إىل هيئة‬
‫كنقلها مثالً من وزن من األوزان إىل وزن آخر‪ ،‬وإن كانت اللفظة واحدة‪ ،‬أو لنقلها من صيغة األسم‬
‫وح ْسنها صار قبحاً "‬
‫إىل صيغة الفعل أو من صيغة الفعل إىل صيغة األسم انتقل قبحها فصار ُح ْسناً‪ُ ،‬‬
‫(‪ .)9‬ومسّاه القرطاجين (ت ‪ 684‬هـ) بـ (االنعطاف) (‪ ،)10‬ومسّاه الزركشي (‪ 794‬هـ) ابلتلوين‪ ،‬أو‬
‫خطاب التلوين (‪.)11‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬كتاب البديع‪ :‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التمام‪ :‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اخلصائص‪ 152 /1 :‬ـ ‪ 267 /3 ،153‬ـ ‪268‬؛ وينظر‪ :‬االتساع يف اللغة عند ابن‬
‫جين‪ ،‬أطروحة دكتوراه تقدم هبا حسن سليمان حسني‪ ،‬إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪:1995 ،‬‬
‫ص ‪.51‬‬
‫(‪ )4‬الفروق يف اللغة‪ :‬ص ‪.190‬‬
‫(‪ )5‬إعجاز القرآن‪ :‬ص ‪ 273‬ـ ‪.274‬‬
‫(‪ )6‬املثل السائر‪279 /2 :‬؛ وينظر‪ :‬اخلصائص‪ ،‬ابن جين‪.264 /3 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬م‪ .‬ن‪.279 /2 :‬‬
‫(‪ )8‬م‪ .‬ن‪.417 /3 :‬‬
‫(‪ )9‬م‪ .‬ن‪ 417 /1 :‬ـ ‪.418‬‬
‫(‪ )10‬منهاج البلغاء وسراج األدابء‪ :‬ص ‪.314‬‬
‫(‪ )11‬الّبهان يف علوم القرآن‪.246 /2 :‬‬

‫(‪)10/1‬‬
‫وهذه كلها أنواع من العدول إالّ أن العدول الصريف يتمثل يف اختالف اهليئة‪ ،‬واألوزان‪ ،‬واالنتقال يف‬
‫الصيغة بني اإلمسية والفعلية‪ ،‬أي أَ ْن أييت معىن اللفظ‬
‫" خالف مقتضى الظاهر " (‪ ،)1‬ومن ذلك مثالً‪ " :‬وصف الواحد ابجلمع " (‪ ،)2‬وبذلك خيرج‬
‫االلتفات الذي‪ " :‬هو العدول من أسلوب يف الكالم إىل أسلوب آخر خمالف لألول " (‪ )3‬عن‬
‫العدول الصريف‪.‬‬
‫ومثلما تعددت األلفاظ الدالة على مصطلح العدول عند القدماء تعددت كذلك لدى احملدثني‬
‫والسيما علماء األسلوبية (‪ ،)4‬وسبب تعدد املصطلحات ملفهوم العدول لدى احملدثني خيتلف عن‬
‫سبب تعدد مصطلحاته لدى اللغويني القدماء‪ ،‬إذ إ ّن مأتى تعدد املصطلحات لدى القدماء مشولية‬
‫الدراسات اللغوية عندهم‪ ،‬يف حني أن تعددها لدى احملدثني ٍ‬
‫متأت يف أحيان كثرية من أتثر الدراسات‬
‫احلديثة ابلنظرايت اللغوية الغربية‪ ،‬فيكون مأتى تعددها عن طريق الرتمجة‪ ،‬وسبب ذلك انعدام املعاجم‬
‫املتخصصة بوضع املصطلحات (‪.)5‬‬
‫وقد ترجم الدكتور عبد السالم املسدي للفظة ( ‪ ) Ecart‬ابالنزايح أو التجاوز‪ ،‬الذي يعين اخلروج‬
‫عن األصل‪ ،‬مث قال مستدركاً‪ :‬ميكن أن ُْنيي هلا لفظة عربية وهي (العدول) (‪ .)6‬ويتعدد مفهوم‬
‫العدول عند األسلوبني من خالل مفهومي‪:‬‬
‫ـ الواقع اللغوي النفعي‪.‬‬
‫املكرس‪.‬‬
‫ـ والواقع اللغوي َّ‬
‫وقد ُع َّّب عن الواقع األول بعبارات‪ :‬األصل‪ ،‬واإلستعمال املألوف‪ ،‬والوضع احليادي‪ ،‬والدرجة‬
‫الصفر‪ ،‬والسنن اللغوية‪ ،‬واخلطاب الساذج‪ ،‬والعبارة الّبيئة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬اإليضاح‪ ،‬القزويين‪ :‬ص ‪.159‬‬
‫(‪ )2‬التبيان‪ ،‬الطييب‪.153 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬كتاب الطراز‪ ،‬العلوي‪.132 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬األسلوبية واألسلوب‪ ،‬عبد السالم املسدي‪98 :‬؛ والبالغة واألسلوبية‪ ،‬د‪ .‬حممد عبد‬
‫املطلب‪:‬‬
‫ص ‪68‬؛ ومفهوم العدول يف الدراسات األسلوبية املعاصرة‪ ،‬د‪ .‬عبد هللا صولة‪ ،‬اجمللة العربية‬
‫للثقافة‪ ،‬العدد (‪ )32‬سنة ‪ :1997‬ص ‪.146‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬مشاكل وضع املصطلحات اللغوية أو تقنيات الرتمجة‪ ،‬د‪ .‬حممد رشاد محزاوي‪ ،‬جملة‬
‫اللسان‬
‫العريب‪ ،‬العدد (‪ )1‬سنة ‪ :1980‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬األسلوبية واألسلوب‪ :‬ص ‪ 162‬ـ ‪.163‬‬

‫(‪)11/1‬‬

‫املكرس بعبارات‪ :‬االنزايح‪ ،‬والتجاوز‪ ،‬واالْنراف‪ ،‬واالختالل‪ ،‬واإلطاحة‪ ،‬واملخالفة‪،‬‬


‫وعُ َّّب عن الواقع َّ‬
‫والشناعة‪ ،‬واالنتهاك‪ ،‬وخرق السنن‪ ،‬والعصيان‪ ،‬والتحريف (‪.)1‬‬
‫ٍ‬
‫عندئذ أبنّه اخلروج عن النمط‬ ‫عرف العدول‬‫ومسي بكل هذه األمساء ألنه خروج عن املعيار‪ ،‬فيُ َّ‬
‫املعياري‪ ،‬ولذا ُع َّد هذا اخلروج أداة من أدوات التحليل األسلويب الذي يهتم ابملوازنة بني اخلصائص‬
‫والسمات اللغوية يف النص ُمرتبطة بسياقاهتا‪ ،‬وبني ما يقابلها من خصائص ومسات يف النص املفارق‪،‬‬
‫وهذه املوازنة مبنية على أساس إحصائي (‪ .)2‬فالعدول يتمثل يف مستوى اللغة اإلبداعي الذي يعتمد‬
‫على اخرتاق مثالية اللغة يف األداء العادي وانتهاكها (‪ " .)3‬ومعىن ذلك أن للغة مستويني‪ :‬عادايً‬
‫أقر به اللغويون‪ ،‬وأما‬
‫ومنحرفاً‪ ،‬أما املستوى العادي فهو ما أرتضاه علماء النحو والتصريف وما ّ‬
‫املستوى املنحرف فهو ما ُيور على النظام اللغوي املألوف وخيل أبنساق اللغة وأُطرها " (‪.)4‬‬
‫ولعل أبرز تعريفات األسلوبني وعلماء اللسانيات للعدول القول أبنه‪ " :‬اخلروج عن اللغة النفعية إىل‬
‫اللغة اإلبداعية " (‪ )5‬أي هو اخلروج عن املستوى النمطي إىل املستوى الفين‪ ،‬فاملستوى النمطي ميثل‬
‫اف عن املعيار‬
‫النظام أو األصل اللغوي (‪ُ ،)6‬مثَّ ُع ّّب عنه أبنه اْنراف عن قاعدة ما (‪ ،)7‬أو أبنّه اْنر ٌ‬
‫املوجود يف اللغة‪ ،‬أو أبنه‪ " :‬خروج عن القاعدة اللغوية " أو أبنه‪ " :‬شكل منحرف عن املعيار " (‪.)8‬‬
‫بقي أن يقال‪ :‬أن هذا اخلروج ينبغي أن ينضبط بضوابط معينة‪ ،‬وعلى وفق مسوغات مقبولة‪،‬‬
‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫عادي للغة مبا يُ ِّ‬
‫سوغ اخلروج عن األصل‬ ‫والعدول بتعريف أحد احملدثني‪ " :‬هو استخدام غري ّ‬
‫املتواضع عليه يف مستوايت اللغة الصوتية واملعجمية والداللية والرتكيبية واإليقاعية؛‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬األسلوبية واألسلوب‪ ،‬د‪ .‬عبد السالم املسدي‪ :‬ص ‪ 98‬ـ ‪.99‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬األسلوب دراسة لغوية احصائية‪ ،‬د‪ .‬سعد مصلوح‪ :‬ص ‪.9‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البالغة واألسلوبية‪ ،‬د‪ .‬حممد عبد املطلب‪ :‬ص ‪.198‬‬
‫(‪ )4‬األسلوب واألسلوبية‪ ،‬د‪ .‬فتح هللا أمحد سليمان‪ :‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ )5‬البالغة واألسلوبية‪ ،‬د‪ .‬حممد عبد املطلب‪ :‬ص ‪.248 ،7‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬اإلعجاز الصريف يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬عبد احلميد أمحد يوسف هنداوي‪ :‬ص ‪.141‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬علم األسلوب‪ ،‬د‪ .‬صالح فضل‪ :‬ص ‪.179‬‬
‫(‪ )8‬علم اللغة‪ ،‬برند شبلنر‪ :‬ص ‪.61‬‬

‫(‪)12/1‬‬

‫سوغٌ‬
‫ألغراض فنية يقتضيها سياق اخلطاب وحال املنشئ واملتلقي " (‪ .)1‬إذاً فهو خروج منضبط ُم ّ‬
‫ري‪ ،‬ولكي ْندد العدول يف اللغة ينبغي أوالً أن ْندد الضوابط املعيارية يف مستوايت‬
‫عن أصل معيا ّ‬
‫مسوغات اخلروج عن تلك الضوابط‪ ،‬سواء أكانت‬
‫اللغة‪ ،‬ومبعرفة هذه الضوابط ميكن التعرف على ّ‬
‫صوتية‪ ،‬أم صرفية‪ ،‬أم ْنوية‪ ،‬أم داللية‪ ،‬والشيء املهم هنا هو حتديد الضوابط املعيارية يف املستوى‬
‫الصريف للغة وهو ذلك املستوى الذي يتناول الكلمة املفردة وما يطرأ عليها من تغيري خارج السياق‪،‬‬
‫وما هلذا التغيري من أتثري داخل السياق‪ ،‬والكلمة املفردة تشمل األمساء املعربة‪ ،‬واألفعال املتصرفة‪،‬‬
‫اليت هي موضوعة علم الصرف‪ ،‬وهو " علم أبصول يعرف هبا أبنية الكلم اليت ليست إبعراب وال‬
‫بناء " (‪ .)2‬فهي الكلمات اليت تكون عرضةً للتغيري‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن العدول الصريف يتحدد‬
‫خيص حتديداً اختالف‬
‫مسوغ عن معيار حمدد يف األفعال‪ ،‬واملصادر‪ ،‬واملشتقات يف ما ّ‬
‫بكل خروج َّ‬
‫الصيغ ذوات املعاين‪ ،‬على أن يكون هذا اخلروج لنكته داللية مقصودة‪ ،‬أو للمسة فنية مقبولة‪ ،‬وهذا‬
‫لن يتأتى إالّ بعد وضع الضوابط املعيارية جلميع الصيغ سواء أكانت أفعاالً‪ ،‬أم مصادر‪ ،‬أم مشتقات‪،‬‬
‫مسوغات ذلك العدول من صيغة إىل أخرى‪ ،‬كما ميكن‬
‫يتبني بال أدىن ريب ّ‬
‫وبعد وضع هذه الضوابط ّ‬
‫تبني الدالالت املقصودة‪ ،‬واللمسات الفنية اليت اكتنفت النص‪ ،‬ومن هذه الضوابط األصل اللغوي‬
‫ُّ‬
‫الذي وضعت له الصيغة‪ ،‬أو القياس أو القاعدة املطّردة اليت شاعت وكثُر استعماهلا حىت أصبحت‬
‫معياراً‪ ،‬فما خرج عن املعيار يُعد عدوالً عنه‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ظاهرة العدول بني البالغة العربية واألسلوبية احلديثة‪ ،‬اطروحة دكتوراه تقدم هبا عبد العزيز عبد‬
‫هللا‪:‬‬
‫ص ‪.37‬‬
‫(‪ )2‬شرح الشافية‪ ،‬الرضي األسرتاابدي‪.1 /1 :‬‬

‫(‪)13/1‬‬
‫ـ األصل والقياس‪:‬‬
‫وردت اشارات واضحة عند اللغويني للتعبري عن األصل والقياس يف مواطن مبثوثة يف كتبهم‪ ،‬ومن‬
‫رجل قتّال إذا‬
‫فعال) تقول‪ٌ :‬‬
‫تبني تفريقهم بني ما هو أصل‪ ،‬وبني ما هو قياس‪ " :‬ومن ذلك ( ّ‬
‫خالهلا ّ‬
‫كان كثري القتل‪ ،‬فأما قاتل فيكون للقليل والكثري؛ ألنه أصل " (‪ .)1‬ومن ذلك أيضاً جعل مفردات‬
‫اللغة أصوالً وفروعاً من حيث داللتها على اجلنس وعلى العدد‪ ،‬على ْنو جعل املذكر هو األصل‬
‫واملؤنث فرعاً له‪ ،‬وكذلك جعل املفرد أصالً واملثىن واجلمع فرعني له (‪.)2‬‬
‫ف املذكر واملؤنث ابملصدر من دون أن تلحقه عالمة التأنيث حني وصف‬ ‫ص َ‬ ‫وعلى هذا األساس و ِ‬
‫ُ‬
‫املؤنث ابملصدر فيقال‪َ :‬ر ُج ٌل َع ْد ٌل‪ ،‬وامرأةٌ َع ْد ٌل‪ ،‬وذلك ألن األصل لقوته امحل للمعىن من الفرع‬
‫سوغه القوة‬
‫لضعفه واألصول لقوهتا يتصرف فيها‪ ،‬والفروع لضعفها يتوقف هبا‪ ،‬ويقصر عن بعض ما تُ ّ‬
‫ألصوهلا (‪ .)3‬أي َّ‬
‫إن األصل يف املصدر أنه مذكر‪ ،‬وملا كان التأنيث فرعاً عن األصل مل تلحق عالمة‬
‫التأنيث حينما صار وصفاً ملؤنث‪ ،‬ومن هنا قيل‪" :‬إ ّمنا يٌعدل عن األصل إىل الفرع لسبب اقتضاه"‬
‫(‪ ،)4‬وهو معىن جديد فيه ما يف األصل وزايدة؛ إذ إنه فرعٌ من أصل‪ .‬وعندما يقال يف ٍ‬
‫شيء انّه هو‬ ‫ٌ‬
‫األصل أو هو األول فليس املقصود أنه األسبق يف االستعمال‪ ،‬إمنا املقصود ما كان أوقر يف النفس‪،‬‬
‫ومقدماً يف اإلحساس على غريه‪ " ،‬فمختلف ظواهر اللغة تنتظمها‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬املقتضب‪113 /2 :‬؛ وشرح املفصل‪ ،‬ابن يعيش‪.13 /6 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬القياس يف النحو‪ ،‬د‪ .‬مىن إلياس‪ :‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اخلصائص‪.201 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬املثل السائر‪ ،‬ابن األثري‪.77 /2 :‬‬

‫(‪)14/1‬‬

‫خطوط خفية‪ ،‬وهذه اخلطوط الكّبى اليت تنشعب عنها اخلطوط اليت دوهنا هي اليت جعلها أصوالً‪،‬‬
‫وجعل الباقي فروعاً " (‪.)1‬‬
‫وقد ذكر العدول عن القياس يف بعض مباحث اللغويني‪ ،‬ومن ذلك ما ذُكِ َر من حتديد أمساء مطّردة‪،‬‬
‫أي‪ :‬مقيسة وهي‪ :‬املصادر‪ ،‬وامسا الفاعل واملفعول‪ ،‬والصفة املشبهة‪ ،‬واسم التفضيل‪ ،‬وامسا الزمان‬
‫واملكان‪ ،‬واسم اآللة‪ ،‬وقسم ال يَطّرد وهي‪ :‬األمساء املتصلة ابألفعال من جهة االشتقاق‪ ،‬كال ُقربة من‬
‫قرب قربة بل اختصت ببعض املسمني (‪.)2‬‬
‫القرب‪ ،‬إذ ال يقال‪ :‬لكل ما يُ ّ‬
‫وطائي‪ ،‬وبِ ٌّ‬
‫صري‪ ،‬ألفاظ‬ ‫ّ‬ ‫بدوي‪،‬‬
‫ُمثَّ يُـ َع ّّبعن العدول عن القياس صرحياً يف ابب النسب فاأللفاظ مثل‪ّ :‬‬
‫طيئي‬
‫(طائي)‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫(بدوي)‪ :‬ابدي أو ابدوي نسبةً إىل البادية‪ ،‬ويف‬
‫ّ‬ ‫معدولة عن القياس‪ ،‬إذ القياس يف‬
‫ري نسبةً إىل بَصرة (‪.)3‬‬
‫ص ّ‬ ‫نسبةً إىل (طيء)‪ ،‬ويف (بِ ّ‬
‫صري)‪ :‬بَ ْ‬
‫السيوطي‪ " :‬إ ّن الشيء إذا اطّرد يف االستعمال‪ ،‬وش ّذ عن القياس فال بُ ّد من اتّباع السمع‬
‫ّ‬ ‫ويقول‬
‫الوارد به فيه نفسه‪ ،‬لكنه ال يتخذ أصالً يقاس عليه غريه " (‪ .)4‬فيظهر أ ّن السبب يف جعل الشيء‬
‫قاعدةً ومعياراً يقاس عليه هو االطّراد وكثرة االستعمال‪ ،‬وأ ّن ما يش ّذ عن هذه القاعدة وهي‪:‬‬
‫بناء على ما ورد السماع به‪ ،‬ولكنه ال يقاس عليه‪ ،‬ولكنه يبقى‬
‫(االطراد يف االستعمال) يؤخذ به ً‬
‫حينئذ البحث عن السبب الذي اقتضى هذا اخلروج أو هذا‬‫ٍ‬ ‫خالف القياس وعدوالً عنه‪ ،‬وينبغي‬
‫بدوي‪ ،‬إذ هو ٌ‬
‫عدول‬ ‫العدول‪ ،‬أهو معىن جديد‪ ،‬أم جمرد عدول ألسباب خارجية على ْنو النسبة يف ّ‬
‫عن القياس‪ ،‬ولكن ليس ملعىن جديد‪.‬‬
‫والقياس فكراتن متداخلتان؛ إذ ال ميكن معرفة األقيسة من دون معرفة األُصول‪ ،‬إذ القياس‪:‬‬
‫ُ‬ ‫واألصل‬
‫ٌ‬
‫" محَْل فر ٍع على أصل بعلّة‪ ،‬وإجراء حكم األصل على الفرع " (‪ ،)5‬فال قياس من غري معرفة األَصل‬
‫الذي هو‪ " :‬املعىن األول الذي تؤول إليه كل صورة‪ ،‬وهو احلكم الذي يستحقه الشيء بذاته " (‪.)6‬‬
‫تبني‬
‫فبمعرفة األَصل يف كل شيء ميكن عند ذلك ُّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬القياس يف النحو‪ ،‬د‪ .‬مىن إلياس‪ :‬ص ‪.35‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح املفصل‪ ،‬ابن يعيش‪.43 /6 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح املفصل‪.10 /6 :‬‬
‫(‪ )4‬املزهر‪.229 /1 :‬‬
‫(‪ )5‬لُمع األدلة يف أصول النحو‪ ،‬ابن األنباري‪ :‬ص ‪93‬؛ وينظر‪ :‬فقه اللغة العربية‪ ،‬د‪َ .‬كاصد ايسر‬
‫الزيدي‪ :‬ص ‪.273‬‬
‫(‪ )6‬القياس يف النحو‪ ،‬مىن إلياس‪ :‬ص ‪.32‬‬

‫(‪)15/1‬‬
‫يتبني ما هو خالف‬
‫تبني القياس بناءً على االطّراد والكثرة‪ّ ،‬‬
‫وتبني القياس‪ ،‬مث من خالل ّ‬
‫الفرع‪ّ ،‬‬
‫القياس‪.‬‬
‫كل من األصل والقياس يتواردان يف مباحث كثرية يف اللغة وجب حتديد املقصود هبما يف‬‫وملّا كان ّ‬
‫ٍ‬
‫فحينئذ ينبغي أن يُقال‪ :‬األصل الصريف‪ ،‬والقياس الصريف‪ ،‬كما ينبغي‬ ‫املستوى الصريف يف اللغة‪،‬‬
‫التعريف هبما‪ ،‬فاألَصل الصريف‪ :‬هو املعىن األول الذي حتمله الصيغة الصرفية‪ ،‬على ْنو كون صيغة‬
‫اسم الفاعل الدالّة على من قام ابلفعل أصل صيغ املبالغة فتكون صيغ املبالغة معدولة عن اسم‬
‫الفاعل‪.‬‬
‫والقياس الصريف‪ :‬هو املعيار املُطَّرد الذي تنضبط به الصيغ الصرفية‪ ،‬من مثل القانون الذي خيضع له‬
‫اشتقاق املصدر من األفعال‪.‬‬

‫(‪)16/1‬‬

‫الفصل األول‬

‫العدول الصريف يف‬


‫العربية‬

‫ـ املبحث األول‪ :‬العدول عن األصل‬


‫ـ املبحث الثاين‪ :‬العدول عن القياس‬

‫(‪)17/1‬‬

‫املبحث األول‬

‫العدول عن األصل‬

‫(‪)18/1‬‬
‫املبحث األول‬
‫العدول عن األَصل‬

‫لقد أشار اللغويون يف مجلة مباحثهم إىل اختالف معاين الصيغ يف العربية‪ ،‬وال سيما يف مباحثهم‬
‫اخلاصة ابلكالم على خصائص العربية ومنها طاقتها التعبريية الكامنة يف مباين صيغها الصرفية‬
‫معان متعددة ختتلف ابختالف السياق الذي ترد فيه‪ ،‬فضالً عن إمكانية تبادهلا‬ ‫وإمكانية داللتها على ٍ‬
‫من سياق إىل آخر حسب إرادة املتكلم ملعناه املقصود وغرضه املطلوب‪ ،‬وعلى هذا األساس حصل‬
‫خيص حتديداً صيغ‬
‫العدول بني صيغ املشتقات يف العربية وال سيما يف مستوى اللغة الصريف‪ ،‬فيما ّ‬
‫املصادر‪ ،‬واسم الفاعل‪ ،‬والصفة املشبهة‪ ،‬واسم املفعول‪ ،‬وصيغ املبالغة إلمكانية تبادهلا من سياق إىل‬
‫آخر على وفق التقارب املعنوي فيما بينها‪ ،‬فضالً عن التشابه اللفظي بني بعض من صيغها‪.‬‬

‫أوالً ـ العدول عن املصدر‪:‬‬


‫املصدر مشتق من مادة (ص د ر) وهو اسم مكان يقال‪:‬‬
‫ص َدراً‪ ،‬قال اخلليل‪" :‬‬
‫صدرت االبل عن املاء‪ ،‬إذا انصرفت عنه‪ ،‬وعلى هذا األساس ُمسي املصدر َم ْ‬
‫املصدر‪ :‬أصل الكلمة الذي تصدر عنه األفعال " (‪ .)1‬وقال الشريف اجلرجاين‪ " :‬املصدر‪ :‬هو‬
‫االسم الذي اشتَ ًّق منه الفعل وصدر عنه " (‪ ،)2‬ومن املعروف أ ّن النحاة اختلفوا يف املصدر والفعل‬
‫أيُّـ ُهما هو األصل؛ فذهب البصريون إىل أن املصدر هو األصل‪ ،‬وذهب الكوفيون إىل أن األصل هو‬
‫الفعل (‪.)3‬والشيء املهم أن املصدر يدل على احلدث جمرداً من الزمن يف حني يدل الفعل على‬
‫احلدث مقرتانً بزمان‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬العني‪.96 /7 :‬‬
‫(‪ )2‬التعريفات‪ ،‬اجلرجاين‪ :‬ص ‪.114‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬االنصاف يف مسائل اخلالف‪ ،‬ابن األنباري‪ ،‬مسألة رقم (‪.235 /1 :)28‬‬

‫(‪)19/1‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم املصدر‪:‬‬
‫نحاس (ت‬
‫املصدر هو احلدث‪ ،‬واسم املصدر هو اسم ملعىن احلدث نفسه‪ ،‬قال هباء الدين ابن ال ّ‬
‫‪ 698‬هـ) (‪ :)1‬املصدر هو الفعل الصادر عن االنسان وغريه‪ ،‬واسم املصدر‪ :‬اسم املعىن الصادر عن‬
‫ب ي ح)‬ ‫س ِ‬ ‫سبِّح ال لفظ َ‬
‫(ت ْ‬ ‫املسمى به التسبيح الذي هو صادر من املُ َ‬
‫االنسان وغريه‪ ،‬كسبحان ّ‬
‫املعّب عنه هبذه احلروف ومعناه الّباءة والتنزيه " (‪ .)2‬هذا فضالً عن أ ّن للمصدر فِعالً‬
‫بل املعىن ّ‬
‫ُيري عليه كاالنطالق يف انطلق‪ ،‬واسم املصدر هو اسم وليس له فِ ْعل ُيري عليه كالقهقرى‪ ،‬فإنه نو ٌ‬
‫ع‬
‫من الرجوع وال فِ ْعل له ُيري عليه من لفظه (‪ .)3‬واألظهر أ ّن الفرق بني املصدر وامسه هو أ ّن املصدر‬
‫يدل على نفس احلدث الواقع مع الفاعل‪ ،‬يف حني يدل اسم املصدر على لفظ املصدر‪ ،‬فالغُسل يدل‬
‫الدال على الفعل احلاصل من املغتسل‪ ،‬والوضوء يدل على لفظ التوضؤ الدال‬
‫على لفظ االغتسال ّ‬
‫على ِ‬
‫الفعل‪ ،‬فاسم املصدر خيالف املصدر يف اللفظ وهذه املخالفة مبنية أساساً على فعل املصدر‬
‫املشتق منه‪:‬‬
‫" فاسم املصدر يدل على لفظ املصدر الذي يدل على احلدث‪ ،‬فيكون اسم املصدر داالً على‬
‫احلدث بواسطة داللته على لفظ املصدر‪ ،‬وعلى هذا يكون معىن املصدر‪ ،‬ومعىن اسم املصدر خمتلفاً‬
‫" (‪ .)4‬والذي يبدو أ ّن يف اسم املصدر داللة الفعل املشتق منه املصدر‪ ،‬سواء أكان ذلك الفعل‬
‫الذي اشتق منه املصدر جمرداً أم مزيداً‪ ،‬قال سيبويه‪ " :‬وأما التبيان فليس على ٍ‬
‫شيء من الفعل حلقته‬
‫الزايدة‪ ،‬ولكنه بين هذا البناء فلحقته الزايدة كما حلقت الرئمان وهو من الثالثة وليس من التّفعال‪،‬‬
‫ولو كان أصلها من ذلك فتحوا التاء‪ ،‬فإ ّمنا هي من بيّنت‪ ،‬كالغارة من أغرت‪ ،‬والنبات من أنبت "‬
‫(تبني)‪ ،‬والتبيني من الفعل‬
‫(‪ .)5‬فالتبيان اسم مصدر أقيم مقام التبيني‪ ،‬والتبيان مشت ٌق من الفعل ّ‬
‫التبني‪ ،‬احتمل داللة التَ ُّبني فضالً عن داللة التبيني‪،‬‬
‫(بني) وملا كان التبيان داالً على ُّ‬
‫ّ‬
‫__________‬
‫النحاس احلليب النحوي‪ ،‬ومن‬
‫(‪ )1‬هو حممد بن ابراهيم بن أيب نصر أبو عبد هللا هباء الدين بن ّ‬
‫تالمذته أبو‬
‫حيان‪ ،‬ينظر‪ :‬بغية الوعاة‪ 13 /1 :‬ـ ‪.14‬‬
‫(‪ )2‬األشباه والنظائر‪ ،‬السيوطي‪.185 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬كتاب األمايل النحوية‪ ،‬ابن احلاجب‪ ،126 /4 :‬وينظر‪ :‬األشباه والنظائر‪ ،‬السيوطي‪.185 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬منحة اجلليل على شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬الشيخ حممد حميي الدين عبد احلميد‪:‬‬
‫‪.98 /2‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب‪ ،84 /4 :‬وينظر‪ :‬شرح الشافية‪ ،‬الرضي االسرتاابدي‪.167 /1 :‬‬
‫(‪)20/1‬‬

‫ومها داللتا التكلف واملبالغة‪ ،‬وكذلك العطاء فيه داللة الفعل الثالثي (عطا) فضالً عن داللة (أعطى)‬
‫إالّ أنَّه بقي أن يقال إ ّن هذا ال يعين كون اسم املصدر حيتمل الداللتني يف وقت واحد‪ ،‬إذ إ ّن إحدى‬
‫الداللتني أصلية وهي داللة الفعل الذي قد اشتق منه اسم املصدر‪ ،‬وداللة أخرى خارجية متأتيةٌ من‬
‫بناء على هذا األساس ميكن النظر يف التعريف الذي وضعه‬
‫داللة الفعل الذي اشتق منه املصدر‪ ،‬و ً‬
‫النحاة السم املصدر بكونه‪ :‬ما ساوى املصدر يف الداللة على معناه وخالفه خبلوه لفظاً وتقديراً من‬
‫بعض ما يف فعله دون تعويض كعطاء؛ فإنّه مسا ٍو إلعطاء معىن‪ ،‬وخمالف له خبلوه من اهلمزة املوجودة‬
‫عوض عنها شيء (‪.)1‬‬ ‫يف فعله‪ ،‬وهو ٍ‬
‫خال منها لفظاً وتقديراً‪ ،‬ومل يُ ّ‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن املصدر إىل املصدر امليمي‪:‬‬


‫دل على احلدث وكان مبدوءاً مبيم‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬
‫املصدر امليمي‪ :‬هو ما ّ‬

‫(م ْف َعل)؛ إالّ إذا كان الفعل‬


‫أوهلما‪ :‬ما اشتق من الثالثي اجملرد فيكون على وزن َ‬
‫الذي اشتق منه ِمثاالً فإنّه يكون على وزن (م ْف ِعل) ْنو‪ِ :‬‬
‫موعد‪.‬‬ ‫َ‬

‫واثنيهما‪ :‬ما اشتق من غري الثالثي اجملرد‪ ،‬فيكون إببدال ايء الفعل املضارع ميماً‬
‫مضمومة وفتح ما قبل اآلخر‪ ،‬ولذا ذكره سيبويه يف اببني " ابب اشتقاقك‬
‫األمساء ملواضع بنات الثالثة اليت ليست فيها زايدة من لفظها " (‪ .)2‬ويقصد‬
‫به النوع األول‪ ،‬مث ذكره يف " ابب ما يكون من املصادر مفعوالً " (‪.)3‬‬
‫يقصد به اثين النوعني‪.‬‬

‫وقد ُع ّد املصدر امليمي عدوالً عن املصدر األصلي‪ ،‬ومن ذلك قول العرب‪ :‬إ ّن يف أ ِ‬
‫َلف درهم‬
‫س َّرحاً؛ أي تسرحياً‪،‬‬
‫وأما يف املزيد فنحو قوهلم‪ُ " :‬س ّرح به ُم َ‬
‫ض ْرابً (‪ .)4‬هذا يف اجملرد‪ّ ،‬‬
‫ض َرابً‪ ،‬أي‪َ :‬‬
‫ملَ ْ‬
‫واملضرب‪ .‬قال جرير‪:‬‬
‫َ‬ ‫ضرب‬‫فاملسرح والتسريح مبنزلة ال ْ‬
‫َّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪.98 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب‪.87 /4 :‬‬
‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.228 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.88 /4 :‬‬

‫(‪)21/1‬‬

‫أََمل تَـعلَم مس َّرِحي القوايف ‪ِ ...‬‬


‫فالعيّاً هبِِ َّن وال اجتالاب‬ ‫ْ ْ َُْ َ‬
‫أي‪ :‬تسرحيي القوايف‪ ،‬وكذلك جتري املعصية جمرى العصيان‪ ،‬واملوجدة مبنزلة املصدر لو كان الوجد‬
‫ْ‬
‫يُتكلم به " (‪.)1‬‬
‫وعند سيبويه أن معىن املصدر امليمي ال خيتلف عن معىن املصدر األصلي (‪ .)2‬قال‪ " :‬فإذا أردت‬
‫ض ْرابً " (‪ .)3‬غري أ ّن الذي‬
‫ض َرابً‪ ،‬أي‪ :‬لَ َ‬ ‫املصدر بنيتَه على َم ْف َع ٍل‪ ،‬وذلك قولك‪ :‬إ ّن يف ألف ٍ‬
‫درهم لَ َم ْ‬
‫يبدو أن املصدر امليمي ال يطابق املصدر يف املعىن متاماً وإالّ فَلِ َم أختلفت صيغته‪ ،‬فاملصري مثالُ ال‬
‫يطابق الصريورة‪ ،‬واملرجع ال يطابق الرجوع أو الرجع ومعىن املفر ليس يطابق معناه الفرار متاماً‪،‬‬
‫الس ْوق‪.‬‬
‫واملساق ال يطابق َّ‬
‫ث جمرد من كل شيء‪،‬‬
‫فاملصدر امليمي يف الغالب حيمل معه عنصر (الذات) خبالف املصدر فإنه َح َد ٌ‬
‫فاملساق مثالً حيمل معه ذااتً تُساق خبالف السوق الذي يدل على فعل السوق جمرداً‪ ،‬إذن املصدر‬
‫امليمي خيتلف عن املصدر األصلي من جهتني‪:‬‬

‫ٍ‬
‫بشيء آخر‪ ،‬أما املصدر امليمي فإنّه مصدر متلبس‬ ‫ث غري ُمتَـلَبِّس‬
‫األوىل‪ :‬أن املصدر األصلي َح َد ٌ‬
‫بذات يف الغالب‪ .‬واجلهة األخرى‪ :‬فإن املعىن الذي حيمله املصدر األصلي ليس هو املعىن نفسه‬ ‫ٍ‬
‫مصري اخلشب رماد‪ ،‬أي هناية أمره‪ ،‬وال يقصد املعىن نفسه إذا‬
‫الذي حيمله املصدر امليمي‪ ،‬فقولنا‪ُ :‬‬
‫قلنا‪ :‬صريورة اخلشب رماد (‪.)4‬‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم الفاعل‪:‬‬


‫وهو نوع من أنواع العدول الصريف‪ ،‬إذ تُذكر صيغة اسم الفاعل ويراد هبا املصدر‪ ،‬قال ابن فارس (ت‬
‫‪ 395‬هـ)‪ " :‬ومن سنن العرب التعويض‪ :‬وهو إقامة الكلمة مقام الكلمة " مث قال‪ " :‬ومن ذلك إقامة‬
‫الفاعل مقام املصدر يقولون‪ :‬قُ ْم قائماً‪ ،‬أي‪ :‬قياماً " (‪ .)5‬ومع ذلك وصف طائفة من العلماء هذا‬
‫النوع من العدول ابلقلة (‪ .)6‬بل‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكتاب‪ 233 /1 :‬ـ ‪ ،234‬وينظر‪ :‬األمايل الشجرية‪ ،42 /2 :‬ديوان جرير‪ :‬ص ‪ .62‬وفيه‪:‬‬
‫أمل ُختْ َ ّْب ِمبَ ْس َرِج َي القوايف‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،87 /4 :‬وينظر‪ :‬معاين األبنية‪ ،‬د‪ .‬فاضل صاحل السامرائي‪ :‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب‪.87 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪ 34‬ـ ‪.35‬‬
‫(‪ )5‬الصاحيب يف فقه اللغة‪ :‬ص ‪.237 ،236‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬شرح املفصل‪ ،‬ابن يعيش‪ ،50 /6 :‬وشرح الشافية‪ ،‬الرضي االسرتاابدي‪.176 /1 :‬‬

‫(‪)22/1‬‬

‫إن منهم من جلأ إىل أتويل بعض شواهده بتقدير حمذوف‪ ،‬ومن ذلك قوله تعاىل‪{ :‬فَـ َه ْل تَـ َرى َهلُ ْم ِم ْن‬
‫ابقِي ٍة} (سورة احلاقة ‪ )8 /‬قيل‪ :‬مبعىن نفس ابقية‪ ،‬أو ٍ‬
‫شيء ٍ‬
‫ابق واهلاء لالمسية (‪.)1‬‬ ‫َ َ‬
‫وع ّد ابن يعيش األلفاظ اليت جاءت على صيغة اسم الفاعل ْنو‪ :‬الفاضلة‪ ،‬والعافية‪ ،‬والعاقبة‪،‬‬
‫أمساء وضعت موضع املصادر (‪ .)2‬أي أنّه ينفي كوهنا أمساء فاعلني حتوي ما حتويه‬
‫والكاذبة‪ ،‬والباقية‪ً ،‬‬
‫الدال على احلدث واحلدوث وفاعله (‪ .)3‬واملقصود ابحلدث معىن املصدر‪،‬‬
‫صيغة اسم الفاعل ّ‬
‫وابحلدوث التغري وليس املالزمة والثبوت‪ ،‬كما يدل على ذات الفاعل أي صاحب الفعل (‪ .)4‬ورأي‬
‫ابن يعيش صحيح فهذه أمساء معدولة عن املصادر‪ ،‬ولذلك قيل‪ " :‬إن داللة اسم الفاعل على‬
‫املصدر أمر حيتاج إىل نظر قبل إصدار حكم‪ ،‬وقد رؤي أن استعمال ذلك قاصر على السماع فال‬
‫يُباح يف سعة اللغة‪ ،‬وعلى هذا تكون داللة (فاعل) على املصدر جمرد تطور داليل يف املعىن املعجمي‪،‬‬
‫ولقد سهل هذا االنتقال غالباً فيما اعتقد أ ّن املصدر واسم الفاعل من أصل واحد فهما يشرتكان يف‬
‫(املادة) " (‪ )5‬اللغوية مثال ذلك جميء الطاغية مبعىن الطغيان‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم املفعول‪:‬‬


‫من سنن العربية‪ :‬اقامة املفعول مقام املصدر‪ْ ،‬نو قول العرب‪ :‬مالَهُ معقول‪ ،‬وحلف حملوفة‪ ،‬وجهد‬
‫الع ْقل واجلَلَد‪ ،‬وْنو ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫جمهود‪ ،‬ويقولون‪ :‬مالَه معقول وال جملود‪ ،‬يريدون‪َ :‬‬
‫ود (‪)6‬‬
‫وجمْلُ ُ‬ ‫ت عريكتُها ‪ ...‬يبقى هلا بَـ ْع َدها ٌ‬
‫آل َ‬ ‫من اللوايت إذا النَ ْ‬
‫وقول الشاعر اآلخر‪:‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪ ،‬الرضي االسرتاابدي‪.176 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح املفصل‪.52 /6 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح التوضيح على التصريح‪ ،‬األزهري‪.65 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬معاين األبنية‪ ،‬السامرائي‪ :‬ص ‪.46‬‬
‫(‪ )5‬الزمن يف النحو العريب‪ ،‬د‪ .‬كمال ابراهيم بدري‪ :‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ )6‬ديوان الشماخ‪ :‬ص ‪ ،118‬وهو لألخطل‪ ،‬ينظر‪ :‬شعره‪ ،98 /1 :‬والرواية فيه‪:‬‬
‫(كان هلا بعده آل وجملود)‪.‬‬

‫(‪)23/1‬‬

‫ص َّبا (‪)1‬‬ ‫ِ‬


‫َخا اجمللود َم ْن َ‬
‫إ ّن أ َ‬
‫اجمللود معدول عن اجلَلَد (‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫واملقصود أ َّ‬
‫َن‬
‫ومذهب الدكتور أمحد مطلوب أن اقامة املفعول مقام املصدر من اجملاز اللغوي (‪ ،)3‬وقد قيل يف‬
‫األمساء اليت جاءت على صيغة اسم املفعول‪ ،‬مثل ما قيل يف األمساء اليت جاءت على صيغة اسم‬
‫الفاعل‪ ،‬مثل امليسور واملعسور واملرفوع واملعقول واجمللود‪ ،‬أبهنّا مصادر جاءت بلفظ املفعول؛ إالّ أ ّن‬
‫أكثر النحويني يذهبون إىل أهنا مصادر جاءت على مفعول ألن املصدر ذاته مفعول‪ ،‬فامليسور مبعىن‬
‫الع ْقل‪ ،‬واجمللود مبعىن اجلالدة (‪ .)4‬والذي يبدو أَهنّا‬
‫الع ْسر‪ ،‬واملعقول مبعىن َ‬
‫اليُ ْسر‪ ،‬واملعسور مبعىن ُ‬
‫دل على احلدث واحلدوث‬ ‫معدولة عن املصادر‪ ،‬لكنها جمردة من ذات املفعول " فاسم املفعول ما َّ‬
‫وذات املفعول كمقتول ومأسور" (‪ ،)5‬وداللته على احلدوث متأتية من قياسه ابلصفة املشبهة الدالة‬
‫على الثبوت‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬والشطر بتمامه‪ :‬واصّب فإ ّن أَخا اجمللود من صّبا‪ ،‬وهو غري منسوب يف اللسان‪.99 /4 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الصاحيب يف فقه اللغة‪ :‬ص ‪.237‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬معجم املصطلحات البالغية وتطورها‪.209 /3 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح املفصل‪ ،‬ابن يعيش‪ ،52 /6 :‬وشرح الشافية‪ ،‬الرضي السرتاابدي‪.174 /1 :‬‬
‫(‪ )5‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.59‬‬

‫(‪)24/1‬‬

‫اثنياً ـ العدول عن اسم الفاعل‪:‬‬


‫اسم الفاعل‪ :‬هو أحد املشتقات " وهو اسم مشتق من املضارع ملن قام به الفعل " (‪.)1‬وتقييد‬
‫اشتقاقه من املضارع للداللة على احلدوث‪ ،‬وإلخراج اسم التفضيل والصفة املشبهة الدالتني على‬
‫معىن الثبوت‪ ،‬وتقييده (لِمن قَام به ِ‬
‫الف ْع ُل) إلخراج اسم املفعول ألنه مشتق لذات َم ْن وقع عليه‬ ‫َْ َ‬
‫الفعل (‪ .)2‬فاسم الفاعل إذن وصف مأخوذ من املضارع املبين للمعلوم للداللة على من أحدث‬
‫دل على احلدث واحلدوث وفاعله (‪ " .)4‬ويقصد‬
‫الفعل‪ ،‬أو ملن قام به الفعل (‪ .)3‬فهو إذن ما ّ‬
‫ابحلدث معىن املصدر‪ ،‬واحلدوث ما يقابل الثبوت فـ (قائم) ـ مثالً ـ اسم فاعل يدل على القيام وهو‬
‫التغري فالقيام ليس مالزماً بصاحبه ويدل على ذات الفاعل أي صاحب‬
‫احلدث‪ ،‬وعلى احلدوث أي ّ‬
‫القيام " (‪.)5‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل اسم املفعول‪:‬‬


‫ُوسم هذا النوع من العدول ابلقلة (‪ ،)6‬قال ابن قتيبة (ت ‪ 276‬هـ)‪ " :‬ومنه أن أييت الفاعل على‬
‫لفظ املفعول به‪ ،‬وهو قليل‪ ،‬كقوله تعاىل‪{ :‬إِنَّهُ َكا َن َو ْع ُدهُ َمأْتِيًّا} (سورة مرمي ‪ )61 /‬أي‪ :‬آتياً " (‪.)7‬‬
‫أتيت األمر‪ ،‬أي‪ :‬فعلته‪ ،‬واملعىن أنّه { َكا َن َو ْع ُدهُ‬
‫الرضي إىل أ ّن " األوىل جعله من ابب‪ُ :‬‬
‫ّ‬ ‫وذهب‬
‫الس ّكيت (ت‬ ‫َم ْف ُعوالً} (سورة املزمل ‪ )18/‬كما يف اآلية " (‪ ،)8‬وهو رأي مرجوح؛ إذ نُقل عن ابن ّ‬
‫غابن ِع ّز صاحبه " (‪ .)9‬وممّا جاء شاهداً على اقامة اسم‬ ‫عيش مغبون‪ ،‬أي ٌ‬
‫‪ 246‬هـ) قول العرب‪ٌ " :‬‬
‫املفعول مقام الفاعل قوله تعاىل‪{ :‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬شرح املراح يف التصريف‪ ،‬بدر الدين حممود بن أمحد العيين‪ :‬ص ‪.115‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬م‪ .‬ن‪ :‬ص ‪.115‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املنهج الصويت للبنية العربية‪ ،‬د‪ .‬عبد الصبور شاهني‪ :‬ص ‪.114‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح التوضيح على التصريح‪ ،65 /2 :‬ومعاين األبنية‪ :‬ص ‪.46‬‬
‫(‪ )5‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.46‬‬
‫(‪ )6‬أتويل مشكل القرآن‪ ،‬ابن قتيبة‪ :‬ص ‪ ،298‬والصاحيب‪ ،‬ابن فارس‪ :‬ص ‪.220‬‬
‫(‪ )7‬أتويل مشكل القرآن‪ :‬ص ‪ ،298‬وينظر‪ :‬الصاحيب‪ :‬ص ‪ ،220‬ومعجم املصطلحات البالغية‬
‫وتطورها‪ ،‬د‪ .‬أمحد مطلوب‪.209 /3 :‬‬
‫(‪ )8‬شرح الكافية يف النحو‪.199 /2 :‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬الصاحيب‪ :‬ص ‪ ،220‬واملزهر يف علوم اللغة‪.338 /1 :‬‬

‫(‪)25/1‬‬

‫ِ‬
‫ح َج ًااب َم ْستُوًرا} (سورة اإلسراء ‪ )45 /‬أي‪ :‬ساتراً‪ ،‬وقيل‪ :‬مستوراً عن العيون كأنّه أُ ْخ َذةٌ ال َحيَ ّ‬
‫س هبا‬
‫أحد (‪ ،)1‬فهو اسم مفعول على اببه (‪،)2‬ولكن األرجح أنه عدول عن اسم الفاعل‪ ،‬فالعدول عن‬
‫ساتر إىل مستور أكثر داللة يف السرت (‪ .)3‬ففيه داللة املبالغة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل الصفة املشبهة‪:‬‬


‫قبل التحدث عن مواضع العدول عن اسم الفاعل إىل الصفة املشبهة‪ ،‬ينبغي التحدث عن بيان‬
‫الفرق بينهما‪ ،‬فالصفة املشبهة تدل على الثبوت‪ ،‬واسم الفاعل يدل على احلدوث‪ ،‬قال خالد‬
‫األزهري‪ " :‬إنّك إن أردت ثبوت الوصف قلت‬
‫س ٌن) " (‪ .)4‬وهنا تكمن‬
‫(ح َ‬
‫(حاسن) وإن أردت حدوثه قلت (حاسن) وال تقول َ‬
‫ٌ‬ ‫س ٌن) وال تقول‬
‫(ح َ‬
‫َ‬
‫معروف‬
‫ٌ‬ ‫احلكمة يف التناوب بني املشتقني‪ ،‬فالعدول عن اسم الفاعل إىل إحدى صيغ الصفة املشبهة‬
‫بناء على أن الفعل الذي يشتق منه اسم الفاعل‬‫يف اللغة‪ ،‬وقد تنبّه العلماء هلذا النوع من العدول ً‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف ْع ٌل متع ّد‪ ،‬يف حني ال تشتق الصفة املشبهة إالّ من الفعل الالزم‪ ،‬وهبذا قال سيبويه‪ " :‬وقد جاء شيءٌ‬
‫من هذه األشياء املتعدية اليت هي فاعل على فعيل‪ ،‬حني مل يريدوا به الفعل شبّهوه بظريف وْنوه‪،‬‬
‫داح‪ ،‬وصرميٌ للصارم‪ ،‬والضريب الذي يضرب ابلقداح بينهم‪ .‬وقال طريف بن متيم‬ ‫قالوا‪ :‬ضريب قِ ٍ‬
‫العنّبي‪:‬‬
‫ّ‬
‫إيل عري َف ُهم يَـتَـ َو َس ُم " (‪)5‬‬
‫ظ قًبيلَةٌ ‪ ...‬بَـ َعثُوا َّ‬
‫ت ُع َكا َ‬
‫أ ََوُكلَما َوَر َد ْ‬
‫العنّبي‪ :‬بناء عريف من الفعل عرف وهو متع ٍّد دون إرادة الفعل‪ ،‬وقول سيبويه‪:‬‬
‫ّ‬ ‫والشاهد يف قول‬
‫(شبّهوه بظريف) يدل على أن املراد بقوهلم‪ :‬ضريب قِداح‪ ،‬وصرميٌ للصارم الصفة املشبهة الدالة على‬
‫الثبوت والدوام (‪ .)6‬وقد ُع ّدت (ضريب‪ ،‬وصرمي‪ ،‬وعريف) صيغاً معدولة عن اسم الفاعل؛ ألهنّا‬
‫مشتقة من أفعال متعدية‪ ،‬والنكتةُ إرادة الداللة على الوصف ابلثبوت والدوام ال احلدوث والزوال‬
‫اللذين مها األصل يف داللة اسم‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الصاحيب‪ :‬ص ‪.238‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬معرتك األقران‪ ،‬السيوطي‪.193 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬العدول يف القرآن الكرمي ظاهرة أسلوبية‪ ،‬د‪ .‬عواطف كنوش مصطفى‪ ،‬جملة آداب البصرة‪،‬‬
‫العدد‬
‫(‪ ،)38‬سنة ‪ :2002‬ص ‪.609‬‬
‫(‪ )4‬شرح التصريح على التوضيح‪ ،82 /2 :‬وينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.75‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب‪ ،7 /4 :‬وينظر‪ :‬البيت يف‪ :‬األصمعيات‪ :‬ص ‪.127‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان على شرح األمشوين‪.314 /2 :‬‬

‫(‪)26/1‬‬

‫ٌ‬
‫معدول عن صيغة اسم‬ ‫الفاعل (‪ .)1‬ومثل ذلك وصفهم اللديغ ابلسليم محَْالً على مريض‪ ،‬وهو‬
‫الفاعل سامل (‪ .)2‬فالعدول حاصل عن الصفة املشبهة إىل اسم الفاعل‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل صيغ املبالغة‪:‬‬


‫صيغة اسم الفاعل هي أصل صيغ املبالغة‪ ،‬أي أن صيغة املبالغة هي يف احلقيقة مبالغة السم الفاعل‬
‫وعجول‪ ،‬ورحيم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طعان‪ ،‬ومقدام‪َ ،‬‬ ‫فعال‪ ،‬وم ْفعال‪ ،‬وفَعول‪ ،‬وفَعيل‪ ،‬وفَع ٌل (‪ْ ،)3‬نو‪ّ :‬‬
‫وهذه الصيغ‪ّ :‬‬
‫وحذ ٌر‪ ،‬وهي صيغ قياسية‪ ،‬وهناك صيغ مساعية‪ :‬فِعّيل‪ ،‬وفعّالة‪ ،‬ومفعيل‪ ،‬وفُـعّال‪ ،‬وفُـعُّول‪ ،‬وفيعول‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وفهامة‪ ،‬ومسكني‪ ،‬وُكبّار‪ ،‬وقُ ّدوس‪ ،‬وقَـيُّوم‪ ،‬وفاروق (‪ .)4‬فصيغة فاعل هي األصل‬ ‫وفاعول َك ِ‬
‫ص ّديق‪ّ ،‬‬
‫(فعال) للمبالغة‪ ،‬فإذا مل يرد به املبالغة يؤتى به على األصل؛ ألنه ليس فيه تكثري‬ ‫وإ ّمنا عدل عنه إىل ّ‬
‫أصل (‪.)6‬‬ ‫ِ‬
‫فأما قاتل فيكون للقليل والكثري‪ ،‬ألنه ٌ‬ ‫رجل قتّال‪ ،‬إذا كان يُكْثر القتل‪ّ ،‬‬
‫(‪ .)5‬فيقال‪ُ :‬‬
‫وكذلك يُعدل عن اسم الفاعل إىل صيغة (فعيل) اليت للمبالغة‪ْ ،‬نو قول عمرو ابن معد يكرب‪:‬‬
‫ِ‬
‫ميع ‪ ...‬يُـ ْؤرقين وأصحايب هجوعُ‬
‫الس ُ‬
‫أَم ْن َرْحيانَةَ الداعي َ‬
‫يريد‪ :‬الداعي املُ ْس ِمع (‪.)7‬‬
‫فعيل معدوالً كثرياً عن فاعل ْنو‪ :‬رحيم‪ ،‬وعليم‪ ،‬ومسيع‪ ،‬وشهيد‪ ،‬مبعىن راحم‪ :‬وعامل‪ ،‬وسامع‪،‬‬
‫وأييت ٌ‬
‫فعال اليت هي للمبالغة يف األصل للداللة على النسب‪ ،‬وللداللة‬
‫وشاهد (‪ ،)8‬وقد استعملت صيغة ّ‬
‫دل عليه ايء النسبة‬
‫على صاحب احلرفة‪ ،‬فلم أيتوا بياء النسبة‪ ،‬لكنهم يبنون بناء يدل على ْنو ما ّ‬
‫البز ّبزاز‪ ،‬ولصاحب اجلِمال مجّال‪.‬‬
‫كقوهلم لصاحب ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬حاشية الصبان على شرح األمشوين‪.314 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪.147 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ 110 /1 :‬ـ ‪ ،111‬وشرح الكافية يف النحو‪ ،‬الرضي االسرتادي‪.202 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬املرجع يف اللغة العربية ْنوها وصرفها‪ ،‬علي رضا‪.85 /1 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.110 /1 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬املقتضب‪.113 /2 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬أتويل مشكل القرآن‪ :‬ص ‪ ،297‬والصاحيب يف فقه اللغة‪ :‬ص ‪ ،238‬والبيت يف‬
‫األصمعيات‪ :‬ص ‪.172‬‬
‫(‪ )8‬جامع الدروس العربية‪ ،‬الشيخ مصطفى الغالييين‪.188 /1 :‬‬

‫(‪)27/1‬‬

‫‪ 4‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل املصدر‪:‬‬


‫ور ُج ٌل‬
‫غم‪َ ،‬‬
‫يوم ٌّ‬
‫أشار إىل ذلك سيبويه يف حديثه عن املصدر قال‪ " :‬ويقع على الفاعل ذلك قولك‪ٌ ،‬‬
‫ورج ٌل َع ْد ٌل‪ ،‬أي‪ :‬عادل وقالوا‪:‬‬
‫نَـ ْوٌم‪ ،‬إ ّمنا تريد‪ :‬النائم والغام " (‪ .)1‬وكقوهلم‪ :‬ماء غَ ْور‪ ،‬أي‪ :‬غائر‪ُ ،‬‬
‫ضي االسرتاابدي بوضع املصدر مقام اسم الفاعل‬ ‫عّب عنه الر ّ‬‫أتيتُه ِرْكضاُ‪ ،‬أي‪ :‬راكضاً (‪ ،)2‬وقد ّ‬
‫(‪.)3‬‬
‫وقد عزا ابن جين هذا العدول عن اسم الفاعل إىل املصدر إىل أمرين‪ ،‬األول‪ :‬ومسّاه صناعياً هو زايدة‬
‫األنس مبشاهبة املصدر للصفة الواقع موقعها‪ ،‬كما وقعت الصفة موقع املصدر ْنو‪( :‬أقائماً والناس‬
‫قعود) أي أتقوم قياماً والناس قعود‪ .‬فاملصدر واسم الفاعل على هذا يقوم أحدمها مقام اآلخر‪.‬‬
‫واألمر الثاين‪ :‬ومسّاه معنوايً‪ ،‬ألنه إذا وصف ابملصدر أصبح املوصوف كأنّه خملوق عن ذلك الفعل‬
‫فهو يتعاطاه ويعتاده كثرياً‪ ،‬وقد ورد هذا املعىن يف كالم العرب كثرياً كقول الشاعر‪:‬‬
‫أال أصبحت أمساءُ جاذمةَ احلَْب ِل ‪ ...‬وظنّت علينا والظنني من البخل‬
‫أي كأنه خملوق من البُخل لكثرة ما أييت به منه (‪.)4‬‬
‫ويرى ابن جين أن الوصف ابلصفة أقوى إعراابً من حيث النحو‪ ،‬والوصف ابملصدر أقوى معىن (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكتاب‪.43 /4 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح املفصل‪ ،‬ابن يعيش‪.50 /6 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪.176 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬اخلصائص‪ ،260 /3 :‬والبيت للبعيث‪ ،‬ينظر‪ :‬معجم شواهد العربية‪ ،‬عبد السالم حممد هارون‪:‬‬
‫‪.299 /1‬‬
‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪.260 /3 :‬‬

‫(‪)28/1‬‬

‫اثلثاً ـ العدول عن اسم املفعول‪:‬‬


‫اسم املفعول هو وصف مشتق من مضارع مبين للمفعول‪ ،‬للداللة على َم ْن وقع عليه الفعل (‪.)1‬‬
‫دل على احلدث واحلدوث وذات املفعول‪ ،‬وجميئه مبعىن احلدوث‬
‫وعلى هذا األساس ُع ّرف أبَنَه ما ّ‬
‫قياساً ابلصفة املشبهة الدالة على معىن الثبوت (‪ ،)2‬ومن حيث داللته على الزمن فإنّه يدل على‬
‫املضي‪ْ ،‬نو‪ :‬هو مقتول‪ ،‬أي‪ :‬قد قُتِل‪ ،‬وعلى احلال ْنو‪ :‬أقبل مسروراً‪ ،‬وعلى االستقبال ْنو قول‬ ‫ّ‬
‫كعب بن زهري‪:‬‬
‫إِنّك اي َ‬
‫ابن أَيب سلمى لَ َم ْقتُول (‪)3‬‬
‫أي‪ :‬ستُقتل‪ .‬ويدل كذلك على االستمرار ْنو‪ :‬الزال سيفك مسلوالً (‪ ،)4‬وقد أييت للداللة على‬
‫الثبوت كالصفة املشبهة ْنو‪ :‬هو ُم ّدور الوجه ومقرون احلاجبني بل هو صفة مشبهة (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح املراح يف التصريف‪ ،‬العيين‪ :‬ص ‪ ،129‬واملنهج الصويت للبنية العربية‪ :‬ص ‪.116‬‬
‫(‪ )2‬ديوان كعب بن زهري‪ :‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪ 59‬ـ ‪.60‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬شرح املفصل‪.123 /2 :‬‬

‫(‪)29/1‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل صيغ املبالغة‪:‬‬


‫تعد صيغة (فعيل) من صيغ الصفة املشبهة‪ ،‬وصيغ املبالغة‪ ،‬فالسياق وحده الكفيل ببيان داللتها‬
‫الدقيقة‪ ،‬وعلى هذا األساس جاءت صيغة (فعيل) الدالة على املبالغة معدولة عن اسم املفعول‪ ،‬مثل‬
‫جميء (قدير) مبعىن (مق ّدر) يف قول امرئ القيس‪:‬‬
‫اللحم ما بني م ْن ِ‬
‫ض ٍج ‪ ...‬صفيف شواء أو قدير ُم ًع ّجل (‪)1‬‬ ‫فظل طهاةُ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫معجل ابلطبخ‪ ،‬وكذلك الصفيف فهو مبعىن املرقق (‪ .)2‬وينبغي اإلشارة إىل أن‬ ‫فقوله‪ :‬قدير معناه ّ‬
‫العدول عن اسم املفعول إىل صيغة املبالغة يقتصر على صيغة فعيل فهي الصيغة اليت تدل على‬
‫املفعول كما يف بيت امرئ القيس‪ ،‬وعلى الفاعل كما يف عظيم وكرمي‪ ،‬أما صيغ فعال‪ِ ،‬‬
‫ومفعال‪ ،‬وفَ ِع ٌل‬ ‫ّ‬
‫فتدل على الفاعل حسب‪.‬‬‫ّ‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل املصدر‪:‬‬


‫َب‬
‫أشار سيبويه إىل أن هذا النوع من العدول قال‪ " :‬وقد ُييء املصدر على املفعول‪ ،‬وذلك قولك‪ :‬لَ ٌَ‬
‫ب األمري‪ ،‬إمنا‬ ‫ض ْر ُ‬
‫ب‪ ،‬إ ّمنا تريد‪ :‬حملوب‪ ،‬وكقوهلم‪ :‬اخلَلْق امنا يريدون املخلوق‪ ،‬ويقولون للدرهم‪َ :‬‬
‫َحلَ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يريدون‪ :‬مضروب األمري " (‪ ،)3‬وأتيت صيغ أُ َخ َر من املصادر للداللة على املفعول كال ّذبْح‪ّ ،‬‬
‫والس ْفر‪،‬‬
‫والزبْر (‪ .)4‬يريدون املذبوح‪ ،‬واملسفور‪ ،‬واملزبور‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫اجع يف هبته)) واملراد ابهلِبة‪:‬‬
‫وقد استشهد ابن جين بقول النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪(( :)-‬الر ُ‬
‫املوهوب‪ ،‬ألن الفعل نفسه ال ميكن الرجوع فيه‪ ،‬ويقول العرب‪( :‬هذا نَ ْس ُج اليَ َمن) أي‪ :‬منسوجه‬
‫(‪ .)5‬وكذلك اللفظ يف األصل مصدر‪ ،‬مث استعمل مبعىن (امللفوظ)‪ ،‬كما‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬ظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪ :‬ص ‪ ،11‬وديوان امرئ القيس‪ :‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬ديوان امرئ القيس‪ :‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب‪.43 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪.162 /1 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬املنصف‪ ،183 /2 :‬واحلديث يف سنن ابن ماجه‪ ،797 /2 :‬وفيه (العائد يف هبته‬
‫كالعائد يف قيئه)‪ ،‬وينظر‪ :‬االتساع يف اللغة عند ابن جين‪ ،‬أطروحة دكتوراه تقدم هبا حسن سليمان‬
‫حسني‪ ،‬إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ ،‬سنة ‪ :1995‬ص ‪.177‬‬

‫(‪)30/1‬‬

‫استعمل (القول) مبعىن (املقول) (‪ .)1‬وقوله تعاىل‪{ :‬ذَ ْر ُع َها َس ْبـ ُعو َن ِذ َر ً‬
‫اعا} (سورة احلاقة ‪ )22/‬فـ‬
‫(ذَ ْر ُعها) مصدر مبعىن املفعول‪ ،‬أي‪ :‬مذروعها‪ :‬أي طوهلا سبعون ِذراعاً (‪ .)2‬فجاء التعبري عن معىن‬
‫املفعول ابملصدر‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل اسم الفاعل‪:‬‬


‫أشار إىل هذا النوع من العدول ابن قتيبة يف (ابب خمالفة ظاهر اللفظ معناه) أن ُييء املفعول به على‬
‫لفظ الفاعل " (‪ .)3‬وذكر كثرياً من الشواهد عليه‪ ،‬منها شواهد قرآنية‪ ،‬ومنها أقوال للعرب ْنو قول‬
‫وسر كامت‪ ،‬أي‪ :‬مكتوم‪ ،‬قال َو ْعلة اجلَْرمي‪:‬‬
‫ليل انئم‪ ،‬أي‪ :‬منوم فيه ٌّ‬ ‫العرب‪ٌ :‬‬
‫فاجر‬
‫أمحس ُ‬
‫ُ‬ ‫اليوم‬
‫علمت أب ّن َ‬
‫ُ‬ ‫اخليل ترتى أاثئِجاً ‪...‬‬
‫أيت َ‬ ‫وملّا ر ُ‬
‫ب مفجور فيه (‪.)4‬‬ ‫ص ْع ٌ‬‫أي‪ :‬يوم َ‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ِ‬
‫الوامق‬ ‫فؤادك من حديث‬
‫َ‬ ‫فانقع‬
‫البغيض لَ َم ْن ميََ ُّل حديثَه ‪ْ ...‬‬
‫َ‬ ‫إ ّن‬
‫أي‪ :‬املوموق (‪.)5‬‬
‫ضارب‬
‫ٌ‬ ‫وجميء اسم الفاعل مبعىن اسم املفعول مذهب األصمعي فيما ُحكي عنه قول العرب‪( :‬انقةٌ‬
‫ضر ٍ‬
‫ب‪ ،‬أي مضروبة (‪ .)6‬فبناء الفعل للمفعول يدل على كون ما اشتق منه‬ ‫ذات َ َ‬
‫ضربت) أي‪ُ :‬‬ ‫إذا ُ‬
‫اسم مفعول‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل الصفة املشبهة‪:‬‬


‫يكاد هذا النوع من العدول يقتصر على صيغة (فعيل) الدالة على الصفة املشبهة‪ ،‬وَمثّة صي ٌغ أخرى‬
‫أتيت مبعىن اسم املفعول ْنو‪( :‬فعيلة) وهي نفسها‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح الكافية‪ ،‬الرضي االسرتاابدي‪ ،3 /1 :‬وحاشية الصبان‪.21 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح الكافية‪ ،‬الرضي االسرتاابدي‪ ،316 /2 :‬وظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪:‬‬
‫ص‪.55‬‬
‫(‪ )3‬أتويل مشكل القرآن‪ :‬ص ‪ ،296‬وينظر‪ :‬الصاحيب يف فقه اللغة‪ :‬ص ‪ ،220‬واملزهر‪ ،‬السيوطي‪:‬‬
‫‪ ،335 /1‬ومعرتك األقران‪ 192 /1 :‬ـ ‪.193‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬أتويل مشكل القرآن‪ :‬ص ‪ ،296‬وينظر‪ :‬املفضليات‪ :‬ص ‪ ،330‬وأاثيج‪ :‬مجاعات‪.‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الصاحيب يف فقه اللغة‪ :‬ص ‪ ،220‬واخلصائص‪ ،152 /1 :‬والبيت منسوب جلابر يف‪:‬‬
‫اللسان‪.265 /12 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬اخلصائص‪ 152 /1 :‬ـ ‪.153‬‬

‫(‪)31/1‬‬

‫حتول املفردة الداخلة عليها من الوصفية إىل األمسية‪ ،‬وقد‬


‫صيغة (فعيل) ملحقاً هبا اتء التأنيث‪ ،‬اليت ّ‬
‫إن مرجعه السماع (‪.)2‬ومن شواهده‪( :‬الشيطان الرجيم)‬ ‫قيل‪ :‬إنه على كثرته ال يُقاس عليه (‪ .)1‬إذ َّ‬
‫َصل الشيطان املرجوم‪ ،‬كما قال‪:‬‬
‫" واأل ُ‬
‫ُرِج َم به الشيطا ُن يف هوائه‬
‫كف خضيب واألصل‬ ‫أخف من الواو‪ ،‬كما يقال‪ٌ :‬‬
‫صرف عن (مفعول) إىل (فعيل)؛ ألن الياء ّ‬ ‫فَ ُ‬
‫خمضوبة‪ ،‬وحليةٌ دهني واألصل مدهونة‪ ،‬ورجل جريح وصريع‪ ،‬كل ذلك أصله الواو ألنه مفعول "‬
‫أن العلة يف العدول ِعلّة داللية‪،‬‬
‫(‪ .)3‬فالذي يُلحظ أن تعليل العدول هنا تعليل صويت‪ ،‬واألرجح َّ‬
‫فالوصف بفعيل أبلغ من مفعول ألنه يدل على الثبوت أو قريباً من الثبوت فكحيل أبلغ من‬
‫مكحول‪ ،‬ومحيد أبلغ من حممود‪ ،‬قال الكفوي‪ " :‬احلميد فعيل من احلمد مبعىن حممود وأبلغ منه‪ ،‬وهو‬
‫َم ْن حصل له من صفات احلمد أكملها " (‪.)4‬‬
‫كما أن الوصف بفعيل ال يطلق إالّ على من كان الوصف فيه حقيقة‪ ،‬فال يقال‪ :‬أسري إالّ إذا أُسر‪ ،‬يف‬
‫حني تُطلق كلمة (مأسور) على َمن مل يُؤسر‪ ،‬مث أن صيغة مفعول تدل على الشدة والضعف يف‬
‫الوصف خبالف فعيل اليت تدل على الشدة واملبالغة يف الوصف (‪ .)5‬فإقامة " فعيل مقام مفعول ألنه‬
‫أبلغ منه‪ ،‬وهلذا ال يقال لِ َم ْن ُجرح يف أُمنلته جريح ويقال له جمروح" (‪ .)6‬وهلذا قال ابن الناظم (ت‬
‫‪ 686‬هـ) إن مفعوالً يقبل " معناه الشدة والضعف‪ ،‬وبعد النقل إىل (فعيل) مل يصلح إالّ حيث يكون‬
‫معىن احلدث فيه أش ّد‪ ،‬أال ترى أ ّن من أصيب يف امنلته مبدية يُسمى جمروحاً وال يُسمى جرحياً " (‪.)7‬‬
‫وفعيل ممّا يستوي الوصف به للمذكر وللمؤنث؛ فيأيت الوصف به جمرداً من هاء التأنيث ْنو قوهلم‪:‬‬
‫كف خضيب‪ ،‬وشاة نطيح ألن معىن هذا‪ :‬جمروحة‪ ،‬ومصروعة‪،‬‬ ‫امرأة جريح‪ ،‬وصريع‪ ،‬ودهني‪ ،‬و ٌّ‬
‫ومدهونة‪ ،‬وخمضوبة‪ ،‬ومنطوحة (‪ .)8‬وقد قيل‪:‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح الكافية‪ ،‬الرضي االسرتاابدي‪.166 /7 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح التصريح على التوضيح‪.80 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬إعراب ثالثني سورة يف القرآن الكرمي‪ ،‬ابن خالويه‪ :‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ )4‬الكليات‪ ،‬معجم يف املصطلحات والفروق اللغوية‪ ،‬الكفوي‪, 159 /2 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪ 62‬ـ ‪.63‬‬
‫(‪ )6‬شرح شذور الذهب‪ :‬ص ‪ ،102‬وينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.62‬‬
‫(‪ )7‬شرح األلفية‪ ،‬ابن الناظم‪ :‬ص ‪ ،226‬وينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.62‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬الواضح يف علم العربية‪ ،‬الزبيدي‪ :‬ص‪ ،243‬وظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪:‬‬
‫ص‪.61‬‬

‫(‪)32/1‬‬

‫إ ّن هاء التأنيث إذا اثبتت يف صيغة (فعيل) دلّت على أهنا مبعىن فاعلة (‪ .)1‬وهو رأي مرجوح؛ إذ‬
‫ذهب الزركشي إىل أن (عقيم) فعيل مبعىن مفعولة ال مبعىن فاعلة‪ ،‬ولذلك مل تثبت فيها اهلاء (‪.)2‬‬

‫رابعاً ـ العدول عن الصفة املشبهة‪:‬‬


‫عرف الصفة املشبهة‪ :‬أبهنا‪ " :‬اسم مشتق من فعل الزم للداللة من قام به ذلك الفعل على معىن‬
‫تُ َّ‬
‫(مشبَّهة) للداللة على مشاهبتها السم الفاعل‪ " ،‬غري أن الفرق‬
‫الثبوت " (‪ .)3‬وتقييد الصفة بكوهنا ُ‬
‫بينهما هو أن الصفة تفيد ثبوت معناها ملن اتصف به‪ ،‬واسم الفاعل يفيد احلدوث والتجدد " (‪.)4‬‬
‫والنص على داللة الثبوت للصفة املشبهة ليس بالزم‪ ،‬فمن صيغها ما يدل على الثبوت واالستمرار‬
‫ْنو‪ :‬أمسر‪ ،‬وأبيض‪ ،‬وْنو‪ :‬طويل‪ ،‬وقصري‪ ،‬ومنها ما يدل على وجه قريب من الثبوت ْنو‪ْ :‬نيف‪،‬‬
‫ومسني‪ ،‬ومنها ماال يدل على الثبوت يف ْنو‪ :‬ظمآن وغضبان (‪.)5‬‬
‫فاألمر املهم إذن هو أن الصفة املشبهة ال تُطلق إالّ إذا اتّصف هبا صاحبها‪ ،‬خبالف اسم الفاعل إذ‬
‫ف ابلطمع‪ ،‬ويقال‪ :‬هو طامع أن يصيب‬‫ص َ‬‫الوصف فيه غري الزم‪ ،‬قال الفراء‪ " :‬يقال‪ :‬طَ ِمع إذا و ِ‬
‫ٌ ُ‬
‫منك خرياً‪ ،‬ويقولون‪ :‬هو سكران إذا كان يف سكره‪ ،‬وما هو ساكر عن كثرة الشراب‪ ،‬وهو كرمي إذا‬
‫كان موصوفاً ابلكرم فإن نويت كرماً يكون منه فيما يُستقبل قلت‪ :‬كارم " (‪ .)6‬فيكون من الوضوح‬
‫س ِّوغ العدول عن صيغة إىل صيغة أخرى‪.‬‬ ‫مبكان ُم َ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬ظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪ :‬ص ‪.62‬‬
‫(‪ )2‬الّبهان يف علوم القرآن‪ 391 /2 :‬ـ ‪.392‬‬
‫(‪ )3‬شرح املراح يف التصريف‪ :‬ص ‪.118‬‬
‫(‪ )4‬املنهج الصويت للبنية العربية‪ :‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ )6‬معاين القرآن‪ ،72 /2 :‬وينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.77‬‬

‫(‪)33/1‬‬

‫ـ العدول عن الصفة املشبهة إىل اسم الفاعل‪:‬‬


‫مل يشر العلماء إالّ إىل هذا النوع من العدول عن الصفة املشبهة‪ ،‬وتعليل ذلك أن اسم الفاعل‬
‫والصفة املشبهة يتواردان بصيغ مشرتكة‪ ،‬فضالً عن معنامها املتقارب‪ ،‬فاسم الفاعل لفظ مشتق من‬
‫الفعل الالزم واملتعدي للداللة على احلدوث‪ ،‬والصفة املشبهة لفظ مشتق من الفعل الالزم للداللة‬
‫نصاً‪ ،‬فعليه أن ُييء ابلصفة‪،‬‬
‫على الثبوت؛ ولذلك فَ َم ْن " يُرد الداللة على ثبوت الوصف ودوامه ّ‬
‫ومن يرد الداللة نصاَ على حدوثه وتقييده بزمن معني دون ابقي األزمنة‪ ،‬فعليه أن ُييء ابسم الفاعل‪،‬‬
‫تبني نوع الداللة‪ ،‬أهي الثبوت والدوام أم احلدوث " (‪ُِ .)1‬‬
‫ومح َل على‬ ‫وإنه البد مع اإلرادة من قرينة ّ‬
‫كوَِ ِ‬
‫ضائ ٌق بِه َ‬
‫ص ْد ُر َك} (سورة هود‬ ‫وحى إِلَْي َ َ‬ ‫هذا النوع من العدول قوله تعاىل‪{ :‬فَـلَ َعلَّ َ‬
‫ك َات ِر ٌك بَـ ْع َ‬
‫ض َما يُ َ‬
‫‪ " )12 /‬فإ ّمنا ُعدل عن ضيّق إىل ضائق وإن كان ضيّق أكثر منه استعماالً ألن املقام ليس مقام‬
‫الداللة على الثبوت واالستقرار‪ ،‬بل املقام مقام الداللة على احلدوث والعوارض‪ ،‬فلذلك عدل إىل ما‬
‫يدل عليه وهو صيغة اسم الفاعل " (‪ .)2‬إذ لكل من صيغيت اسم الفاعل والصفة املشبهة داللة‬
‫خاصة هبا تُوظّف حسب املعىن املراد يف السياق الذي تقتضيه داللة كل صيغة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬النحو الوايف‪ ،‬عباس حسن‪ ،307 /3 :‬وينظر‪ :‬ظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪.84 :‬‬
‫(‪ )2‬البحر احمليط‪ ،227 /5 :‬وينظر‪ :‬العدول يف القرآن الكرمي ظاهرة أسلوبية‪ ،‬الدكتورة عواطف‬
‫كنوش مصطفى‪ ،‬جملة آداب البصرة‪ ،‬العدد (‪ ،)35‬سنة ‪ ،2002‬ص ‪.610‬‬

‫(‪)34/1‬‬

‫خامساً ـ العدول عن الفعل‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن الفعل إىل املصدر‪:‬‬


‫يُعدل عن الفعل إىل املصدر لداللة مقصودة هلذا العدول وهو عدول تركييب‪ ،‬إذ هو يف احلقيقة حذف‬
‫ِ َّ ِ‬
‫الرقَ ِ‬
‫اب}‬ ‫ب ِّ‬‫ض ْر َ‬ ‫للفعل مع تقدمي املصدر النائب عن الفعل‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬فَِإذا لَقيتُ ُم الذ َ‬
‫ين َك َف ُروا فَ َ‬
‫(سورة حممد ‪ )4/‬فاألصل‪:‬‬
‫(فاضربوا الرقاب) فحذف الفعل وقُ ّدم املصدر فأنيب منابه مضافاً إىل املفعول‪ ،‬وفيه اختصار مع‬
‫إعطاء معىن التوكيد‪ ،‬ألنك تذكر املصدر‪ ،‬وتدل على الفعل ابلنسبة اليت فيه " (‪ .)1‬فاملتصور على‬
‫هذا األساس أن األصل كان‪ :‬فاضربوا ضرابً الرقاب‪ ،‬فحذف الفعل‪ ،‬وقُ ّدم املصدر (ضرابً) مث أضيف‬
‫(فضرب الرقاب) للداللة على معىن التوكيد (‪ .)2‬إذن فالعدول عن‬
‫َ‬ ‫إىل املفعول به (الرقاب) فصار‪:‬‬
‫الفعل إىل املصدر أييت يف اللغة للداللة على التوكيد‪ ،‬فالتعبري ابملصدر يُوحي ابملبالغة والتوكيد يف معىن‬
‫الفعل‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن الفعل إىل اسم املفعول‪:‬‬


‫جاء اسم املفعول معدوالً عن الفعل املضارع املبين للمفعول‪ ،‬وقد أشار إىل ذلك ابن األثري‪ ،‬ومثّل له‬
‫اس َوذَلِ َ‬
‫ك يَـ ْوٌم َم ْش ُهو ٌد} (سورة هود ‪ )103 /‬أي‪ُُ :‬يمع (‪،)3‬‬ ‫بقوله تعاىل‪{ :‬ذَلِ َ‬
‫ك يَـ ْوٌم َْجم ُموعٌ لَهُ النَّ ُ‬
‫قال الزخمشري‪ " :‬فإن قلت ألي‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكشاف‪ ،‬الزخمشري‪.530 /3 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬ظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪ :‬ص ‪, 56‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املثل السائر‪.199 /2 :‬‬

‫(‪)35/1‬‬

‫فائدة أَوثر اسم املفعول على فعله؟ قلت‪ :‬ملا يف اسم املفعول من داللة على ثبات معىن اجلمع لليوم‬
‫وأنه يوم البد من أن يكون ميعاداً مضروابً ُُيمع الناس له " (‪.)1‬‬
‫(ُيمع) إىل اسم املفعول (جمموع) ومل يكن هذا العدول تزويقاً لفظياً وال‬
‫وقد ُعدل عن الفعل املضارع ُ‬
‫صنعة أسلوبية يف الكالم وإمنا ألمر أهم من ذلك وأعظم‪ ،‬وهو الداللة على ثبوت معىن اجلمع لليوم‬
‫موصوف ابجلمع‪ ،‬وأوضح ما يوضح ذلك هو قول هللا تعاىل عن ذلك اليوم‪{ :‬يَـ ْوَم َُْي َم ُع ُك ْم‬
‫وإن ذلك ُ‬
‫لِيَـ ْوِم ا ْجلَ ْم ِع} (سورة التغابن ‪ )9/‬فهناك عالقة بصيغة اجلمع بني اآليتني فكلتامها تنصب يف مدلول‬
‫واحد (‪.)2‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكشاف‪.428 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املثل السائر‪ ،199 /2 :‬فن االلتفات يف البالغة العربية‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قاسم فتحي‬
‫سليمان‪ ،‬كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ ،‬سنة ‪ :1988‬ص ‪.36‬‬

‫(‪)36/1‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫العدول عن القياس‬

‫ذهب أغلب العلماء إىل كون مصادر األفعال اجملردة مساعية‪ ،‬ومصادر األفعال املزيدة قياسية‪ ،‬إالّ أن‬
‫مطردة لألفعال‬
‫مرونة اللغة وطواعيتها كسرت هذه القاعدة يف احلالني‪ ،‬إذ جاءت مصادر مقيسة ّ‬
‫اجملردة‪ ،‬مثلما انتفت صفة االطّراد عن بعض مصادر األفعال املزيدة‪ ،‬وكيما تتضح الصورة وتتجلّى‬
‫معاملها على ْنو ّبني ودقيق‪ ،‬البد من حتديد املصادر املقيسة وغري املقيسة لألفعال اجملردة واملزيدة‬
‫على ٍ‬
‫حد سواء‪.‬‬
‫أوالً ـ العدول عن مصادر األفعال اجملردة املقيسة‪:‬‬
‫ابب واحد‬
‫تقسم األفعال اجملردة إىل ثالثية ورابعية‪ ،‬والثالثية تنقسم إىل ستة أبواب‪ ،‬أما الرابعية فلها ٌ‬
‫وهو ابب (فَـ ْعلَل)‪ ،‬ولألبواب الستة دعائم وهي‪ :‬ماخالف حركة عني ماضيه حركة عني مضارعه‪،‬‬
‫ح‪ ،‬وأما ابب فَـتَ َح يَـ ْفتَ ُح‪ ،‬فالغالب‬
‫ِح يَـ ْف َر ُ‬ ‫ض ِر ُ‬
‫ب‪ ،‬وفَر َ‬ ‫ب يَ ْ‬
‫وض َر َ‬
‫صر‪َ ،‬‬
‫ص َر يَـ ْن ُ‬
‫وهي ثالثة أبواب‪ :‬ابب نَ َ‬
‫ْرم فيكون للداللة على الطبائع والسجااي‪،‬‬ ‫عليه فيما كان عينه أو المه حرفاً َحلْقياً‪ ،‬وأما ابب َك ُرَم يَك ُ‬
‫ب ابب حمدود األفعال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َْحيس ُ‬
‫وابب َحس َ‬
‫واملعيار الذي على أساسه ح ّدد العلماء املصادر القياسية هلذه األفعال التعدية واللزوم‪ ،‬واملالحظ أ ّن‬
‫متعد والزم‪ ،‬إالّ أفعال ابب‬ ‫مجيع أفعال األبواب فيها ما هو ٍ‬
‫(كرم) فال أتيت إالّ الزمة‪ ،‬إذ تبني أن الفعل املتعدي خيتلف يف ب ْنية مصدره عن بِنية مصدر الفعل‬
‫ُ‬
‫الالزم‪ ،‬وبتحديد املقيس من تلك املصادر يتبني غري املقيس منها‪:‬‬

‫متعد من األبواب (نصر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفرح)‬ ‫‪ 1‬ـ ال َفعل‪ :‬وهو مصدر قياسي لكل فعل ٍ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫س َحلْساً‪ ،‬قال‬
‫ْح ُ‬
‫س يَـل َ‬
‫ض ْرابً‪َ ،‬و َحل َ‬ ‫ض ِر ُ‬
‫ب َ‬ ‫ب يَ ْ‬
‫وض َر َ‬
‫صراً‪َ ،‬‬
‫صر نَ ْ‬
‫ص َر يَـ ْن ُ‬
‫ْنو‪ :‬نَ َ‬
‫سيبويه‪ " :‬األفعال تكون من هذا [يقصد التعدية] على ثالثة أبنية‪ :‬على فَـ َعل‬
‫يَـ ْف ُع ُل‪ ،‬وفَـ َعل يَـ ْف ِعل‪ ،‬وفَ ِعل يَـ ْف َعل‪ .‬ويكون املصدر فَـ ْعالً‪ ،‬واالسم فاعالً " (‪.)1‬‬
‫ُخ ُر هلذه األفعال غري (ال َف ْعل) وهي متعدية‪ْ ،‬نو‪( :‬ال َف َعل)‬
‫وقد أتيت مصادر أ َ‬
‫ال) و ِ‬
‫(الف ْعالن) و (ال ُف ْعالن) و (ال ُف َعال)‬ ‫و (ال َف ِعل) و (ال ُفعل) و ِ‬
‫(الف َع ُ‬ ‫ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكتاب‪.5 /4 :‬‬

‫(‪)37/1‬‬

‫(الفعالة) و ِ‬
‫(الف ْعلة) و (ال َف َعالةُ) و (ال َف َعلَةُ) و (ال َف ِعلةُ) و (ال َف ْعالن)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫و َ‬
‫والسؤال‪،‬‬
‫والشكران‪ُّ ،‬‬ ‫رب‪ ،‬واحلِجاب‪ ،‬واحلِرمان‪ُّ ،‬‬ ‫ب‪ ،‬وا ُّ‬ ‫ِ‬
‫لش ُ‬ ‫ب‪ ،‬وال َكذ ُ‬‫ْنو احلَلَ ُ‬
‫والس ِرقة‪ ،‬واللَبّان (‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والنكايةُ‪ ،‬والن ْشدة‪ ،‬والنَّصاحة‪ ،‬والغَلَبَةُ‪َ ،‬‬
‫قياسي لكل ٍ‬
‫فعل الزم من ابب (نصر) كقعد قعوداً‪ ،‬وابب‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2‬ـ ال ُف ُعول‪ :‬وهو مصدر‬
‫(ضرب) كجلس جلوساً‪ ،‬وابب (فرح) كركِن ركوانً‪ ،‬وابب (فتح) كذهب‬
‫ذُ ُهوابً‪ ،‬وقالوا ذهاابً‪ ،‬وال ُف ُعول فيه أكثر (‪.)2‬‬
‫وقد أتيت مصادر معدولة عن ال ُف ُعول على ْنو‪( :‬ال َف ْعل) و (ال َف َعل) و‬
‫(الفعل) و (ال ُفعال) و (ال َفعال) و ِ‬ ‫ِ‬
‫(الف َعالة) و‬ ‫َ‬ ‫(ال َف ِعل) و (ال ُف ْعل) و ْ‬
‫ْت‪ ،‬واللَبَث‪ ،‬واللَعب‪ ،‬واملُكْث‪،‬‬ ‫(ال َف ِعلة) و (ال ُف ْعالن) على ْنو‪َّ :‬‬
‫السك ُ‬
‫اب‪ ،‬واخلِالفة‪ ،‬وال َف ِطنةُ‪ ،‬وا ُّلر ْجحان (‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫واحل ّج‪ ،‬والنُّعاس‪ ،‬وال َذ َه َ‬

‫ح) ْنو‪ :‬فَرِح‬ ‫ِ‬


‫‪ 3‬ـ ال َف َعل‪ :‬وهو املصدر املقيس لكل ف ْعل الزم من ابب (فَرِح يَـ ْف َر ُ‬
‫ح فَـ َرحاً‪ ،‬قال ابن مالك‪ " :‬إذا كان الفعل الالزم على (فَعِل) فمصدره‬ ‫يَـ ْف َر ُ‬
‫ِح َم َرحاً) " (‪.)4‬‬
‫(مر َ‬
‫ِح فَـ َرحاً) و َ‬
‫املطّرد (فَـ َع ٌل) كـ (فَر َ‬

‫‪ 4‬ـ ال ُف ُعولة أو ال َف َعالة‪ :‬ومها مصدران قياسيان لكل فِ ْعل من ابب ( َك ُرَم) ْنو‪:‬‬
‫عّب عنه ابن مالك بقوله‪:‬‬
‫وج ُز َل َُْي ُزل َج َزالةُ‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫َس ُه َل يَ ْس ُه ُل ُس ُهولة‪َ ،‬‬
‫(ج ُزالً) (‪)5‬‬
‫اجعل أو (فَـ َعالة) جعال ‪ ...‬قياس مصدر املضاهي َ‬
‫(فُـ ُعولةٌ) ْ‬
‫أي كل فعل كان وزنه على (فَـعُل) فمصدره املقيس (فُـ ُعولة)‪ :‬كـ‬
‫(س ُهولة) و (صعوبة) و (ملوحة) و (عذوبة)‪ ،‬أو (فَـ َعالة)‪َ :‬ك‬
‫ُ‬
‫(صباحة) و (مالحة) و (صراحة) (‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ 6 /4 :‬ـ ‪.9‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬م‪ .‬ن‪.9 /4 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬م‪ .‬ن‪ 9 /4 :‬ـ ‪.11‬‬
‫(‪ )4‬شرح التوضيح‪.2223 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪.2221 /4 :‬‬
‫(‪ )6‬حاشية الصبان‪.305 /1 :‬‬

‫(‪)38/1‬‬
‫وكل ما عدا هذه املصادر القياسية فمر ّده إىل السماع والنقل‪ ،‬وهو يف حقيقته عدول عن القياس؛‬
‫ولذا قال ابن مالك‪:‬‬
‫ٍ‬
‫كسخط َوِرضى (‪)1‬‬ ‫وما أتى خمالفاً ملا مضى ‪ ...‬فبابهُ النقل‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬شرح ابن عقيل‪.126 /2 :‬‬

‫(‪)39/1‬‬

‫اثنياً ـ العدول عن مصادر األفعال املزيدة‪:‬‬


‫ذهب العلماء إىل أن مصادر األفعال املزيدة مصادر قياسية مطّردة؛ ولذا فكل ما خرج عن صيغ‬
‫هذه املصادر فهو يف احلقيقة عدول عن القياس وخروج عليه‪ ،‬وهذا بيان تلك املصادر‪:‬‬

‫سن‬
‫‪ 1‬ـ اإلفعال‪ :‬قال سيبويه‪ " :‬املصدر على أفعلت إفعاالً أبداً " (‪ْ )1‬نو‪ :‬أحسن ُْحي ُ‬
‫إحساانً هذا يف الفعل الصحيح‪ ،‬أما املعتل فالقياس (إفالة) ْنو‪ :‬أقام إقامة‬
‫اء‪ ،‬مثل أقمته‬
‫وأريته إراءة (‪ .)2‬وقد حيذفون وال يعوضون إذ " قالوا‪ :‬أريته إر ً‬
‫{و َّ‬
‫اَّللُ أَنْـبَـتَ ُك ْم‬ ‫إقاماً " (‪ .)3‬وقد يعدل عن اإلفعال إىل (ال َف َعال) ْنو قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫ض نَـبَ ًاات} (سورة نوح ‪ )17 /‬ألنه إذا قال‪ :‬أنبته فكأنه قال‪ :‬قد‬‫ِم ْن األ َْر ِ‬
‫نبت " (‪.)4‬‬

‫كرم‬
‫فعلت فاملصدر منه على التفعيل " (‪ْ )5‬نو‪ّ :‬‬ ‫‪ 2‬ـ التفعيل‪ :‬قال سيبويه‪ " :‬وأما ّ‬
‫أن انساً من العرب يقولون كلّمته ك ِالّماً‪ ،‬ومحّلته‬
‫ْرم تكرمياً‪ ،‬وذكر سيبويه َّ‬
‫يُك ِّ‬
‫ِمحّاالً (‪ .)6‬وهذا يعين أن لفعّلت املضعّف مصدراً آخر هو (فِعّال)‪ ،‬واألرجح‬
‫أنه عدول عن املصدر املقيس‪ .‬والذاهبون هذا املذهب استدلوا على كونه لغة‬
‫ميانية فصيحة (‪.)7‬‬
‫جرب َجتْ ِربَةً وهو قليل (‪.)8‬‬ ‫ِ‬
‫وأييت (تَـ ْفعلة) عدوالً عن القياس ْنو‪ّ :‬‬
‫املعتل ْنو‪ :‬زّكى تزكيةً‪ ،‬وقد يُعدل عن (تَـ ْف ِعلة)‬
‫ويكون مقيساً يف الفعل ّ‬
‫إىل (التفعيل) يف املعتل ْنو قول الشاعر‪:‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكتاب‪ ،78 /4 :‬وينظر‪ :‬كتاب التكملة‪ ،‬أبو علي الفارسي‪ :‬ص ‪.509‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.83 /4 :‬‬
‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.83 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.80 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪.80 /4 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،80 /4 :‬وكتاب التكملة‪ :‬ص ‪.509‬‬
‫الفراء‪.229 /3 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ّ ،‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان على شرح األمشوين‪.306 /2 :‬‬

‫(‪)40/1‬‬

‫ت تنزي َدلْوها تنزايً ‪ ...‬كما تُـنَ ِزي شهلةٌ صبيّا‬


‫َابتَ ْ‬
‫والقياس (تنزية) ولذا قيل‪ :‬هو ضرورة (‪ .)1‬والعدول عن التفعيل املقيس إىل‬
‫التفعلة يكون قليالً‪ ،‬وهو انتج عن حذف ايء التفعيل والتعويض عنها ابلتاء‬
‫جرب جتربة‪ ،‬وغالباً ما يكون يف ما‬ ‫ِ‬
‫فيصريونه تَـ ْفعلة ويكون هذا قليالً يف ْنو ّ‬
‫جزأ جتزئة‪ ،‬ووطّأ توطئة‪ ،‬إذ القياس‪ :‬جتزيئاً وتوطيئاً (‪.)2‬‬
‫المه مهزة ْنو ّ‬
‫عدول عنه يف ِ‬
‫الف ْعل‬ ‫فالتفعيل هو القياس يف مصدر (فعل)‪ِ ،‬‬
‫والف ّعال والتفعلة ٌ‬ ‫ّ‬
‫املعتل ويرجع عنها إىل األصل‬
‫ّ‬ ‫الصحيح‪ ،‬والتفعلة قياس مطّرد يف الفعل‬
‫املقيس (التفعيل) يف الضرورة‪.‬‬

‫ت فإن املصدر منه الذي ال ينكسر أبداً‬


‫‪ 3‬ـ املفاعلة‪ :‬قال سيبويه‪ " :‬وأما فاعل ُ‬
‫مفاعلة " (‪ ،)3‬ومثّل لذلك أبمثلة منها جالسته جمالسة‪ ،‬وقاعدتُه مقاعدة‪ِ ،‬‬
‫والفعال‬
‫وإن جاء كثرياً لـ (فاعل) إالّ أنه ليس بقياس‪ ،‬بل هو ٌ‬
‫عدول عنه " وأما‬
‫استفعلت " (‪ .)4‬وأما الفيعال‬
‫ُ‬ ‫املفاعلة فهي اليت تلزم وال تنكسر كلزوم االستفعال‬
‫فهو مصدر اثلث لـ (فاعل)‪ ،‬وإن قيل إنه ِفعال قد ُحذفت ايؤه‪ ،‬فكأّ ّن سيبويه‬
‫عال يف فاعل‬‫الرضي االسرتاابدي " فِ ٌ‬
‫ّ‬ ‫يُع ّد فيعاالً أصالً ِلفعال (‪ .)5‬إىل أن مذهب‬
‫مقصور فيعال‪ ،‬والياء يف مكان ألف فاعل " (‪.)6‬‬

‫تفعل جاءوا فيه جبميع ما جاء‬ ‫لت فإ ّن ال ّ‬


‫تفع ُ‬
‫وأما مصدر ّ‬ ‫التفعل‪ :‬قال سيبويه‪ّ " :‬‬‫‪4‬ـ ّ‬
‫حتملت ِِحت َّماالً‬
‫وأما الذين قالوا‪ّ :‬‬
‫يف تَـ َفعَّل " (‪ ،)7‬وهذا هو القياس املطّرد‪ّ " .‬‬
‫فإهنم يقولون‪ :‬قاتلت قيتاالً‪ ،‬فيوفرون احلرف وُييئون به على مثال إفعال‬
‫(التفعل)‬
‫فعال مصدر معدول عن ّ‬ ‫وعلى مثال قوهلم‪ :‬كلّمته كالّماً " (‪ .)8‬فالتِ ّ‬
‫الف ّعال‪ ،‬قد‬‫الفعال‪ ،‬وعن التفعيل إىل ِ‬ ‫ملقيس‪ ،‬ومثلما ُعدل عن املفاعلة إىل ِ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‪ ،‬الرضي االسرتاابدي‪ ،165 /1 :‬وقائل البيت جمهول‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬شرح األمشوين‪ ،96 /4 :‬وحاشية الصبان على شرح األمشوين‪.306 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب‪.80 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.81 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬م‪ .‬ن‪.81 /4 :‬‬
‫(‪ )6‬شرح الشافية‪.166 /1 :‬‬
‫(‪ )7‬الكتاب‪.79 /4 :‬‬
‫(‪ )8‬الكتاب‪.80 /4 :‬‬

‫(‪)41/1‬‬

‫َّل إِلَْي ِه تَـ ْبتِيالً} (سورة‬


‫{وتَـبَـت ْ‬
‫التفعل إىل التفعيل‪ْ ،‬نو قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫يَعدل عن ّ‬
‫املزمل‪ )8 /‬أو االفتعال ْنو قول ِ‬
‫القطامي (‪:)1‬‬
‫وليس أبن تَـتَـبَّـ ُعه اتّباعاً‬
‫استقبلت منه ‪َ ...‬‬
‫َ‬ ‫وخري األم ِر ما‬
‫ُ‬
‫التفعل إىل االنفعال ْنو قول رؤبة (‪:)2‬‬ ‫ومنه العدول عن ّ‬
‫ب‬‫ضِ‬‫تطويت انطواء احلِ ْ‬‫وقد ّ‬
‫يت وانطويت‬
‫تطو ُ‬
‫وقد علل سيبويه ذلك ابحتاد املعىن‪ ،‬قال‪ " :‬ألن معىن ّ‬
‫واحد " (‪.)3‬‬
‫تفاعلت فاملصدر التفاعل " (‪ ،)4‬وقد يعدل عن‬
‫ُ‬ ‫‪ 5‬ـ التفاعل‪ :‬قال سيبويه‪ " :‬و ّأما‬
‫التفاعل إىل االفتعال ْنو‪ :‬جتاوروا اجتواراً‪ ،‬ألن معىن جتاوروا واجتوروا‬
‫واحد (‪ .)5‬وقد يعدل عن التفاعل إىل ِ‬
‫الف ْعلّى ْنو‪ :‬تراموا ِرميّاً (‪.)6‬‬ ‫ُ‬

‫‪ 6‬ـ االنفعال‪ :‬املصدر املقيس للفعل (انفعل) هو االنفعال ْنو‪ :‬انطلق انطالقاً (‪.)7‬‬

‫افتعلت فمصدره عليه افتعاالً " (‪ْ،)8‬نو‪ :‬احتبست‬


‫ُ‬ ‫‪ 7‬ـ االفتعال‪ :‬قال سيبوبه‪ " :‬وأما‬
‫احتباساً‪ ،‬ويعدل عن االفتعال إىل التفاعل‪ ،‬إذ قد يقال‪ :‬اجتوروا جتاوراً؛ ألن‬
‫معىن اجتوروا جتاوروا واحد (‪.)9‬‬

‫‪ 8‬ـ االستفعال‪ :‬ومن املصادر املقيسة اإلستفعال مصدراً للفعل استفعل فيقال‪:‬‬
‫فأما استفعلت فاملصدر عليه االستفعال " (‪،)10‬‬
‫استفعل استفعاالً‪ ،‬قال سيبويه " ّ‬
‫على ْنو قوهلم‪ :‬استخرجت استخراجاً‪ ،‬واستصعبت استصعاابً‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ديوان القطامي‪ :‬ص ‪ ،40‬وينظر‪ :‬معجم شواهد العربية‪.214 /1 :‬‬
‫العجاج‪ :‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ )2‬ديوان رؤبة بن ّ‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.82 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪.81 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬م‪ .‬ن‪.81 /4 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬شرح األمشوين‪.309 /2 :‬‬
‫(‪ )7‬الكتاب‪.79 /4 :‬‬
‫(‪ )8‬م‪ .‬ن‪.78 /4 :‬‬
‫(‪ )9‬م‪ .‬ن‪.81 /4 :‬‬
‫(‪ )10‬م‪ .‬ن‪.79 /4 :‬‬

‫(‪)42/1‬‬
‫اثلثاً‪ :‬اسم املرة‪:‬‬
‫القياس يف مصدر املرة من الثالثي واملزيد على فَـ ْعلة‪ ،‬إالّ ما خالف القياس فيأيت من املزيد على وفق‬
‫اشتقاق املصدر منه مع زايدة التاء عالمة على التأنيث‪ ،‬قال سيبويه‪ " :‬فإذا جاءوا ابملرة جاءوا هبا‬
‫قعدت قَـ ْعدة‪ ،‬وأتيت أَتْيةً " (‪ ،)1‬لكنهم عدلوا إىل‬
‫ُ‬ ‫على (فَـ ْعلة) كما جاءوا بتَ ْمرة على متَْر‪ ،‬وذلك‪:‬‬
‫املصدر املقيس إذ‪:‬‬
‫" قالوا‪ :‬أتيتُه إتيانة ولقيته لقاءةً واحدة‪ ،‬فجاءوا به على املصدر املستعمل يف الكالم كما قالوا‪:‬‬
‫أعطى إعطاءةً واستُدرج استدراجة‪ ،‬وْنو إتيانة قليل‪ ،‬واالطّراد على فَـ ْعلة " (‪.)2‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكتاب‪.45 /4 :‬‬
‫(‪ )2‬م‪ .‬ن‪.45 /4 :‬‬

‫(‪)43/1‬‬

‫الفصل الثاين‬
‫العدول عن األصل يف القرآن الكرمي‬

‫(‪)44/1‬‬

‫املبحث األول‬

‫العدول عن املصدر‬

‫(‪)45/1‬‬

‫املبحث األول‬
‫العدول عن املصدر‬
‫ورد العدول عن املصدر يف القرآن الكرمي على أربعة أنواع وهي‪ :‬العدول إىل اسم املصدر‪ ،‬واملصدر‬
‫امليمي‪ ،‬واسم الفاعل‪ ،‬واسم املفعول‪ ،‬وقد تناول البحث مناذج من هذه األنواع ابلدرس والتحليل‬
‫بغية التوصل إىل داللة العدول فيها‪.‬‬

‫أوال ـ العدول عن املصدر إىل اسم املصدر‪:‬‬


‫ورد كثرياً من أمساء املصادر يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهو يف احلقيقة معدولة عن مصادرها‪ ،‬ولقد تطرق‬
‫البحث إىل قسم منها ابلدرس والتحليل على وفق اشارات العلماء ومباحثهم فيها وال سيما يف كتب‬
‫التفسري‪ ،‬والبد من القول‪ :‬إ ّن املفسرين مل يقفوا طويالً على بيان الفرق بني داللة املصدر من جهة‬
‫وداللة اسم املصدر من جهة أخرى‪ ،‬وقد أبدى بعضهم إشارات قليلة لتجلية ما هو غامض وتبيني ما‬
‫هو مبهم‪.‬‬
‫وعلى ْنو ما َم ّر كان االنتقاء واالختيار لنماذج من أمساء املصادر املعدولة عن مصادرها‪ ،‬فضالً عن‬
‫كل آية تطرق إىل تفسريها العلماء على وفق التفسري اللغوي الذي يتناوله‬
‫اختيار اآلايت‪ ،‬إذ ليس ّ‬
‫ابلدراسة والتحليل‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن التبليغ إىل البالغ‪:‬‬


‫اصل واح ٌد وهو الوصول إىل الشيء (‪ ،)1‬يقال‪ :‬بَـلَ َغ يَـ ْبـلُ ُغ بُـلُوغاً وبالغاً من ابب‬
‫الباء والالم والغني ٌ‬
‫ص َر)‪ ،‬وبَـلُغ يَـ ْبـلُ ُغ بَالغَةً من ابب ( َك ُرَم)‪ ،‬ومعىن‬
‫(نَ َ‬
‫" البُـلُوغ والبَالَغ‪ :‬االنتهاء إىل أقصى املقصد واملنتهى‪ ،‬مكاانً أو زماانً أو أمراً " (‪ .)2‬وأييت البالغ‬
‫ين} (سورة األنبياء ‪/‬‬ ‫مبعىن التبليغ‪ ،‬ومبعىن الكفاية‪ْ ،‬نو قوله تعاىل‪{ :‬إِ َّن ِيف ه َذا لَبال ً ِ ٍ ِ ِ‬
‫غ ال َق ْوم َعابد َ‬ ‫َ َ‬
‫اَّللُ يَـ ْعلَ ُم َما تُـ ْب ُدو َن َوَما تَكْتُ ُمو َن} (سورة‬ ‫الر ُسو ِل إِال الْبَال ُ‬
‫غ َو َّ‬ ‫{ما َعلَى َّ‬
‫‪ .)3( )106‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫املائدة ‪ ،)99 /‬وقد اختلف يف‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬مقاييس اللغة‪.301 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬املفردات‪.144 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬م‪ .‬ن‪.144 :‬‬

‫(‪)46/1‬‬
‫البالغ هنا أهو مصدر من بَـلَغ أم اسم مصدر من بلّغ‪ ،‬قال الزخمشري‪ " :‬تشديد يف اُياب القيام مبا‬
‫أمر به‪ ،‬وأن الرسول قد فرغ مما وجب عليه من التبليغ‪ ،‬وقامت عليكم احلُجة‪ ،‬ولزمتكم الطاعة‪ ،‬فال‬
‫عذر لكم يف التفريط " (‪ .)1‬وجميءُ البالغ معدوالً عن التبليغ للداللة على كون البالغ يشتمل‬
‫كماً‪ ،‬فالرسالة بالغ‪ ،‬وعمله يف ايصال‬ ‫املعنيني كليهما‪ ،‬فكأ َّ‬
‫َن املقصود ابلبالغ رسالة يؤديها الرسول ّ‬
‫الرسالة تبليغ‪ ،‬وقال ابن عطية‪ " :‬فحال من آمن وشهد شهادة احلق‪ ،‬فإنّه قد عصم من الرسول ماله‬
‫ودمه‪ ،‬فليس على الرسول من جهته أكثر من التبليغ‪ ،‬وهللا بعد ذلك يعلم ما ينطوي عليه صدره‬
‫وهو اجملازي حبسب ذلك ثواابً أو عقاابً‪ ،‬والبالغ مصدر من بَـلَ َغ يبلُغ‪ ،‬واآلية معناها الوعيد للمؤمنني‬
‫إن اْنرفوا ومل يتمثلوا ما بُـلّغ إليهم " (‪ .)2‬أي‪ :‬إن الرسول ليس مكل ّفاً إالّ ابلبالغ‪ ،‬أي اإليصال‪،‬‬
‫وأصل البالغ البلوغ وهو الوصول‪ ،‬ومن ذلك البالغة وهي إيصال املعىن إىل النفس يف حسن صورة‬
‫اللفظ‪ ،‬فالبالغ كفاية ألنه يبلغ مقدار احلاجة (‪ .)3‬إذ ليس املقصود أ ّن الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ -‬مكلف إبُياد اإلميان يف قلوب الناس (‪ .)4‬بل املقصود محَْل الرسالة‪ ،‬وإيصاهلا‪ ،‬فالعالقة بني‬
‫البالغ والتبليغ الزمية وأجاز أبو حيان‪ " :‬الوجهني‪ ،‬قال‪ " :‬وقيل ُيوز أن يكون (البالغ) اسم جنس‬
‫واملعىن ما على كل من ارسل إالّ البالغ‪ ،‬والبالغ والبلوغ مصدران لبلَغ‪ ،‬وإذا كان البالغ مصدراً‬
‫فعّب ابلالزم عن امللزوم‪ ،‬وحيتمل أن يكون مصدراً‬
‫لبلّغ فبالغ الشرائع مستلزم لتبليغ من أُرسل هبا ّ‬
‫لبلّغ املشدد على حذف الزوائد فمعىن البالغ التبليغ " (‪.)5‬‬
‫وممّا تقدم تبني َّ‬
‫أن [الزخمشري يرى أن البالغ هنا مبعىن التبليغ‪ ،‬وأجازه أبو حيان‪ .‬وأ َّما ابن عطية وابن‬
‫اجلوزي والقرطيب فيذهبون إىل أنه مصدر من بَـلَ َغ‪ ،‬وليس اسم املصدر من بلّغ‪ ،‬والراجح أنه اسم‬
‫مصدر من (بَـلَ َغ) مبعىن التبليغ؛ ألن البالغ يستلزم التبليغ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكشاف‪.682 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬احملرر الوجيز‪ 59 /5 :‬ـ ‪.60‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.327 /6 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬زاد املسري‪ ،‬ابن اجلوزي‪.432 /2 :‬‬
‫(‪ )5‬البحر احمليط‪ 26 /4 :‬ـ ‪.27‬‬

‫(‪)47/1‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن التخريب إىل اخلراب‪:‬‬
‫اج َد َِّ‬
‫اَّلل أَ ْن يُ ْذ َك َر‬ ‫ورد اسم املصدر (خراب) يف قوله ‪ -‬سبحانه وتعاىل ‪{ :-‬ومن أَظْلَم ِممَّن منَع مس ِ‬
‫ََ ْ ُ ْ َ َ َ َ‬
‫امسُهُ َو َس َعى ِيف َخ َر ِاهبَا} (سورة البقرة ‪َّ )114/‬‬
‫إن‬ ‫يها ْ‬ ‫ِ‬
‫فَ‬
‫َص ٌل يدل على التثلم والتثقب واخلراب ضد العمارة‪ ،‬يُقصد فيه الفساد واالفساد "‬ ‫(خ ر ب) " أ ْ‬
‫(‪ ،)1‬وهو غالباً ما يَـ ْقرتن بتخريب الُبنيان وهدمه‪ ،‬واملالحظ هو العدول يف الصيغة عن التخريب إىل‬
‫اخلراب‪ ،‬أي العدول عن املصدر إىل اسم املصدر‪ ،‬والبد من نكتة داللية ترشح من خالل أتمل‬
‫السياق‪ ،‬قال الزخمشري‪ " :‬اخلراب يكون ابنقطاع الذكر أو بتخريب البنيان " (‪ .)2‬ويظهر أنه جعل‬
‫داللة اخلراب مقصورة على انقطاع الذكر‪ ،‬يف حني جعل داللة التخريب مقصورة على داللة نقض‬
‫متأت مما ذُكِر يف أ ّن يهود " أعانوا خبت نصر على ختريب بيت املقدس‬
‫البنيان‪ ،‬وترجيح الداللة الثانية ٍ‬
‫حني قتلت بنو اسرائيل حيىي بن زكراي ‪ -‬عليه السالم ‪ .)3( " -‬وعلى هذا يكون السعي يف ختريب‬
‫املسجد ّإما حقيقياً وذلك ابهلدم والنقض‪ ،‬كالتخريب الذي حدث مرتني‪ ،‬أوالمها يف زمن خبت نصر‪،‬‬
‫واثنيهما على يد الرومان بعد والدة املسيح (‪ -‬عليه السالم ‪ )-‬على أيدي الرومان الذين غزوا بين‬
‫وإما أن يكون جمازاً ملنع املصلني واملتعبدين من دخوله‪ ،‬وقد‬
‫وحرقوا التوراة‪ّ ،‬‬
‫اسرائيل فقتلوا وسبوا ّ‬
‫يراد به ختريب املسجد احلرام حني منع املشركون رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬واملسلمني من‬
‫يتأول على بيت هللا احلرام ومل يظهر‬ ‫ِ‬
‫دخوله (‪ .)4‬قال الرازي‪ " :‬ليس ألحد أن يقول‪ :‬كيف يَص ّح أن ّ‬
‫فيه التخريب؛ واجلواب " أن منع الناس من إقامة شعائر العبادة فيه يكون ختريباً له‪ ،‬وقيل‪ :‬إ ّن أاب‬
‫فخربته قُريش ملّا هاجر " (‪ ،)5‬ولذلك قال القرطيب‪" :‬‬
‫بكر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬كان له موضع صالة ّ‬
‫اب هلا " (‪ .)6‬وهذا هو‬
‫على اجلملة تعطيل املساجد عن الصالة‪ ،‬وإظهار شعائر اإلسالم فيها خر ٌ‬
‫الراجح ألن املقصود من ختريبها ابهلدم وغريه تعطيلها عن ذكر هللا‪ ،‬إذ إن " العمارة‪ :‬إحياء املكان‬
‫وإشغاله مبا وضع له " (‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬مقاييس اللغة‪.174 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬الكشاف‪.179 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬احملرر الوجيز‪ ،‬ابن عطية‪.454 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التفسري الكبري‪11 /4 :‬؛ واجلامع ألحكام القرآن‪.77 /2 :‬‬
‫(‪ )5‬التفسري الكبري‪.11 /4 :‬‬
‫(‪ )6‬اجلامع ألحكام القرآن‪.77 /2 :‬‬
‫(‪ )7‬نظم الدرر‪.119 /2 :‬‬
‫(‪)48/1‬‬

‫والذي يبدو أن وصف تعطيل املساجد عن ذكر هللا (ابخلراب) الذي هو اسم مصدر هو عدول عن‬
‫الوصف ابملصدر (ختريب)‪ ،‬وذلك ألن املراد اخلراب والتخريب وهو التعطيل عن ذكر هللا والتهدمي‪،‬‬
‫خرب‬
‫ألن اسم املصدر (خراب) يشملهما معاً‪ ،‬فاخلراب اسم مصدر مبعىن التخريب أو هو مصدر َ‬
‫املكان خيرب خراابً وهو هنا السعي يف هدمها ورفع بنياهنا‪ ،‬وُيوز أن يراد ابخلراب تعطيلها عن‬
‫َع ّم) تنبيه على كون اخلراب يشمل التعطيل عن‬
‫َعم (‪ .)1‬ولفظة (أ َ‬
‫الطاعات اليت وضعت هلا فيكون أ ّ‬
‫الذكر فيكون املعىن معنوايً‪ ،‬والتهدمي فيكون املعىن حقيقياً‪ ،‬وهو نقض البنيان‪ ،‬فاخلراب اسم‬
‫للتخريب مثل السالم اسم للتسليم (‪.)2‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التبيان يف اعراب القرآن‪ ،‬أبو البقاء العكّبي‪107 /1 :‬؛ وفتح البيان‪ ،‬القنوجي‪/1 :‬‬
‫‪.257‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التبيان يف اعراب القرآن‪ ،‬أبو البقاء العكّبي‪.107 /1 :‬‬

‫(‪)49/1‬‬

‫اثنياً ـ العدول عن املصدر إىل املصدر امليمي‪:‬‬


‫تناول هذا املبحث بعض املصادر امليمية املعدولة عن املصدر األصل؛ ألنه ثبت الفرق يف الداللة بني‬
‫املصدرين كون املصدر يدل على احلدث جمرداً من الذات‪ ،‬يف حني يدل املصدر امليمي على احلدث‬
‫مقرتانً مع عنصر الذات‪ ،‬وعلى هذا األساس تناول املبحث بعضاً من هذه املصادر ابلدرس‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن التوب إىل املتاب‪:‬‬


‫احلا فَِإنَّه يـتوب إِ َىل َِّ‬
‫اَّلل َمتَ ًااب}‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬ومن َاتب و َع ِمل ِ‬
‫ص ً ُ َُ ُ‬ ‫ََ ْ َ َ َ َ‬
‫(سورة الفرقان ‪ ،)77/‬يُلحظ يف اآلية الكرمية جميء (متاابً) معدوالً عن (تَـ ْوابً أو توبة) إذ أنه األصل‪،‬‬
‫والبد يف هذا العدول من نكتة داللية‪ ،‬فالتائب هو الذي " يرتك املعاصي ويندم عليها ويدخل يف‬
‫العمل الصاحل " (‪ .)1‬والتوب يف اللغة الرجوع عن الذنب‪ ،‬أو هو مجع توبة واملعىن واحد (‪.)2‬‬
‫وأما يف االصطالح فالتوبة " ترك الذنب لقبحه والندم على ما فرط منه‪ ،‬والعزمية على ترك املعاودة‪،‬‬
‫وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من األعمال ابإلعادة " (‪ .)3‬فالتوبة ال تكون نصوحاً إالّ بثالثة أوجه‪،‬‬
‫االعرتاف ابلذنب‪ ،‬والندم عليه‪ ،‬واإلقالع عنه (‪ .)4‬هذا عن التوبة والتوب‪ ،‬فماذا عن (املتاب)؟‬
‫أشار املفسرون إىل َّ‬
‫أن معىن‬
‫(متاابً) هو‪ :‬التوب املرضي عند هللا ‪ -‬عز وجل ‪،-‬املك ّفر للخطااي والذنوب‪ ،‬احملصل للثواب العظيم‬
‫(‪ .)5‬قال القرطيب‪ " :‬وقيل‪ :‬أي من اتب بلسانه ومل حيقق ذلك بفعله‪ ،‬فليست تلك التوبة انفعة بل‬
‫من اتب وعمل صاحلاً فحقق توبته ابألعمال الصاحلة فهو الذي اتب إىل هللا متاابً‪ ،‬أي اتب حق‬
‫التوبة النصوح‪ ،‬ولذا أ ّكد ابملصدر فـ (متاابً) مصدر معناه التأكيد " (‪ .)6‬ومعىن التأكيد ٍ‬
‫متأت من‬
‫كونه مصدراً ميمياً قليل الدوران يف الكالم مما‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬الكشاف‪.295 /3 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪.226 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬املفردات‪ :‬ص ‪.169‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التعريفات‪ ،‬اجلرجاين‪ :‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الكشاف‪295 /3 :‬؛ التفسري الكبري‪13 /24 :‬؛ وتفسري أيب السعود‪.230 /6 :‬‬
‫(‪ )6‬اجلامع ألحكام القرآن‪.53 /13 :‬‬

‫(‪)50/1‬‬

‫ُيعله أكثر لفتاً لالنتباه‪ ،‬فيكون أكثر توكيداً ملعىن التوبة (‪ ،)1‬قال البقاعي‪ " :‬أي رجوعاً عظيماً جداً‬
‫فيخف ما كان عليه‬
‫ّ‬ ‫أبن يرغبه هللا يف األعمال الصاحلة فال يزال كل يوم يف زايدة يف نيته وعمله‪،‬‬
‫ثقيالً‪ ،‬ويتيسر له ما كان عسرياً‪ ،‬ويسهل عليه ما كان صعباً " (‪ .)2‬ووقوع اإلخبار عن التائب أبنه‬
‫اتئب بصيغة املصدر امليمي (متاابً) البد من أن يُصرف إىل معىن مفيد (‪)3‬؛ وهو ما أشار إليه‬
‫الراغب‪ " :‬أي‪ :‬التوبة التامة‪ ،‬وهو اجلمع بني ترك القبيح وحتري اجلميل " (‪.)4‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن احليض إىل احمليض‪:‬‬


‫وه َّن َح َّىت‬ ‫اء ِيف ال َْم ِح ِ‬
‫يض َوال تَـ ْق َربُ ُ‬ ‫سَ‬
‫ِ‬ ‫ك َع ْن الْ َم ِح ِ‬
‫يض قُ ْل ُه َو أَذًى فَا ْعتَ ِزلُوا النّ َ‬ ‫{ويَ ْسئَـلُونَ َ‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ني َوُِحي ُّ‬
‫ب ال ُْمتَطَ ِّه ِر َ‬
‫ين} (سورة البقرة‬ ‫َّوابِ َ‬ ‫اَّللَ ُِحي ُّ‬
‫ب التـ َّ‬ ‫اَّللُ إِ َّن َّ‬ ‫وه َّن ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث أ ََم َرُك ْم َّ‬ ‫يَط ُْه ْر َن فَِإ َذا تَطَه َّْر َن فَأْتُ ُ‬
‫‪.)222 /‬‬
‫ذُكر يف سبب نزول هذه اآلية الكرمية أ ّن العرب يف اجلاهلية كانوا ال يؤاكلون احلائض وال يساكنوها‬
‫سئل النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عن ذلك فنزلت (‪ .)5‬واملقصود ابحمليض‪:‬‬ ‫كفعل اليهود فَ ُ‬
‫احليض‪ ،‬وإن كان على وزن َم ْفعِل‪ ،‬إذ املصدر امليمي يكون على َم ْف َعل‪ ،‬فيقال‪َ :‬حمَاض على القياس‪،‬‬
‫كيل‪ ،‬ومثله قول الراعي‬ ‫ولكنه جاء على ِ‬
‫(م ْفعل) يف ْنو قوهلم‪( :‬ما يف بُـ ّرك َم َكال ومكيل) أي‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫النمريي‪:‬‬
‫اد مقيالً‬
‫يستطيع هبا ال ُقر ُ‬
‫ُ‬ ‫هن فو َق َم َزل ٍّة ‪ ...‬ال‬ ‫بُنِ ْ‬
‫يت مراف ُق َّ‬
‫سناً‪ ،‬على وزن َم ْف ِعل (‪.)6‬‬ ‫جئت جميئاً َح َ‬
‫أي‪ :‬قيلولة‪ ،‬وْنو قوهلم‪ُ :‬‬
‫وال ضري يف قوهلم حماض وحميض؛ ألن املسموع يف ذوات الياء األلف ْنو املعاش واملعيش‪ ،‬واملعاب‬
‫واملعيب‪ ،‬كما يف قول رؤبة يف املعيش‪:‬‬
‫وم َّر ٍ‬
‫أعوام نَـتَـ ْف َن ريشي‬ ‫ٍ‬
‫املعيش ‪َ ...‬‬ ‫إليك أشكو ِش ّدة‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬سر االعجاز يف تنوع الصيغ املشتقة من أصل لغوي واحد يف القرآن‪ ،‬د‪ .‬عودة هللا منيع‬
‫القيسي‪ :‬ص ‪.25‬‬
‫(‪ )2‬نظم الدرر‪.431 /13 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.19 /30 :‬‬
‫(‪ )4‬املفردات‪ :‬ص ‪.169‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.54 /3 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬األخفش‪173 /1 :‬؛ وينظر‪ :‬شعر الراعي النمريي‪ :‬ص ‪.126‬‬

‫(‪)51/1‬‬

‫أراد‪ :‬العيش‪ ،‬على أنه اسم مصدر عند الطّبي إستدالالً منه على كون (احمليض) اسم مصدر (‪.)1‬‬
‫ور ّد ذلك ابن عطية بع ّده (احمليض) مصدراً كاحليض‪ ،‬ومثله املقيل من قال يقيل (‪ .)2‬يف حني ع ّد‬
‫اغب (احمليض)‪ :‬مصدراً‪ ،‬واسم زمان ومكان (‪ .)3‬قال أبو حيّان‪ " :‬وال فرق بني أن يقال فيه‬
‫الر ُ‬
‫مروي عن ابن املسيب (‪،)4‬‬
‫مصدر ويقال فيه اسم مصدر فاملعىن واحد‪ ،‬والقول أبن احمليض مصدر ٌّ‬
‫اء ِيف ال َْم ِح ِ‬
‫يض} فلو أُريد به املصدر‬ ‫سَ‬
‫ِ‬
‫وقال ابن عبّاس‪ :‬هو موضع الدم بقوله تعاىل‪{ :‬فَا ْعتَ ِزلُوا النّ َ‬
‫لكان الظاهر منع االستمتاع هبا فيما فوق السرة ودون الركبة " (‪.)5‬‬
‫وهذا غري اثبت فلزم القول ابلنسخ أو التخصيص‪ ،‬وذلك خالف األصل‪ ،‬وأما محله على املكان‬
‫فيكون املعىن فاعتزلوا النساء يف موضع احليض‪ ،‬وإن كان مقصوداً به الزمان صار املعىن فاعتزلوهن‬
‫وقت احليض‪ ،‬واملصدر أرجح‪ ،‬وإن كان استعمال (املَْف َعل) يف املوضع أكثر وأشهر‪ ،‬وذلك كقوله ‪-‬‬
‫عز وجل ‪{ :-‬قُ ْل ُه َو أَذًى} وموضع الدم نفسه ليس أبذى ألن األذى كيفية خمصوصة وهو جمرٌد‪،‬‬
‫واحملس ال يكون جمرداً‪َ ،‬وُر َّد هذا املعىن على حذف (ذو) أي‪( :‬ذو ً‬
‫أذى) (‪.)6‬‬ ‫ُّ‬ ‫س‪،‬‬
‫واملوضع ُحمَ ُّ‬
‫السيل وفاض‪ ،‬وحاضت الشجرة أي‬
‫ُ‬ ‫واحليض مشتق من معىن " السيالن واالنفجار؛ يُقال‪ :‬حاض‬
‫سالت رطوبتها‪ ،‬ومنه احليض أي احلوض؛ ألن املاء حييض إليه أي يسيل‪ ،‬والعرب تدخل الواو على‬
‫الياء والياء على الواو؛ ألهنما من حيز واحد‪ ،‬قال ابن عرفة‪ :‬احمليض واحليض اجتماع الدم إىل ذلك‬
‫املوضع‪ ،‬وبه ُمسّي احلوض الجتماع املاء فيه " (‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪380 /2 :‬؛ وينظر‪ :‬ديوان رؤبة بن العجاج‪ :‬ص ‪ 78‬ـ ‪ ،79‬وفيه‪:‬‬
‫ِ‬
‫ابلتمشيش‬ ‫أشكو إليك شدة املعيش ‪َ ...‬د ْهراً نت ّقس امل ّخ‬
‫أعوام تَّبيْ َن ريشي ‪ ...‬نتف احلُبارى عن قرى رهيشي‬ ‫وج ْه َد ٍ‬
‫َ‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬احملرر الوجيز‪.251 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪.265‬‬
‫(‪ )4‬وهو أبو حممد سعيد بن املسيب بن حزن بن أيب وهي املخزمي القرشي‪ ،‬وهو سيد التابعني‪ ،‬مجع‬
‫بني احلديث والفقه والزهد والورع‪ ،‬تويف عام ‪ 94‬للهجرة‪ .‬ينظر‪ :‬األعالم‪ ،‬الزركلي‪.102 /3 :‬‬
‫(‪ )5‬البحر احمليط‪.166 /2 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬البحر احمليط‪.166 /2 :‬‬
‫(‪ )7‬اجلامع ألحكام القرآن الكرمي‪55 /3 :‬؛ وفتح البيان‪.447 /1 :‬‬

‫(‪)52/1‬‬

‫ومن هذا املعىن اللغوي انتقل إىل دائرة االصطالح فقيل‪ " :‬احليض‪ :‬عبارة عن الدم الذي ينقضه رحم‬
‫ٍ‬
‫سليمة من الداء والصغر" (‪.)1‬‬ ‫ابلغ ٍة‬
‫يتبني أن اخلالف يف داللة (احمليض) يتجه ْنو وجهتني؛ األُوىل كون (احمليض) على‬ ‫ومن خالل ما تقدم ّ‬
‫(م ْف َعل) القياسي‪ ،‬الثانية أ ّن حتديد داللة (احمليض) بناء على حتديد كونه‬ ‫ِ‬
‫وزن َم ْفعل‪ ،‬وليس على وزن َ‬
‫مصدراً ميمياً‪ ،‬أو أسم مكان‪ ،‬أو اسم زمان‪ ،‬يف الوجهة األوىل ُحسمت املسألة يف أن األلف والياء‬
‫تتواردان؛ ألهنما من حيز واحد‪ ،‬قال الزجاج‪ " :‬ويقال حاضت حيضاً وحماضاً وحميضاً واملصدر يف‬
‫فعل‪ ،‬لكن املَْف ِعل جيّد " (‪.)2‬‬
‫هذا الباب اببه امل َ‬
‫ووجه جودته مشاهبة صيغة مضارعه املكسور العني ْنو اجمليء واملبيت‪ ،‬قال ابن عاشور‪ " :‬وعندي أنه‬
‫ملا صار احمليض امساً للدم السائل من املرأة ُعدل به عن قياس أصله من املصدر إىل زنة اسم املكان‬
‫وجيء على زنة املكان للداللة على أنه صار امساً فخالفوا فيه أوزان األحداث إشعاراً ابلنقل فرقاً بني‬
‫املنقول منه واملنقول إليه " (‪.)3‬‬
‫خيص داللة (احمليض) فقد قيل إهنا تدل على املصدر أي مبعىن احليض‪ ،‬فضالً عن زايدة‬
‫أما فيما ّ‬
‫معنوية وهي اإلشارة إىل مكان احليض؛ ولذا يكون االعتزال عن اجلماع (‪ .)4‬قال الراغب‪ " :‬احمليض‪:‬‬
‫وموضعهُ " (‪.)5‬‬
‫ُ‬ ‫احليض ووقت احليض‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن التمزيق إىل املَُم ّزق‪:‬‬


‫ورد هذا النوع من العدول يف موضعني يف سورة سبأ‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ال الَّ ِذين َكفروا هل نَ ُدلُّ ُكم َعلَى رج ٍل يـنَـبِئُ ُكم إِذَا م ِزقـْتُم ُك َّل ممََُّز ٍق إِنَّ ُكم لَِفي َخل ٍْق ج ِد ٍ‬
‫يد} (سورة‬ ‫{وقَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ُ ّ ْ ُّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫َ‬
‫لى حبيث تكون عظاماً‬ ‫ِ‬
‫سبأ ‪ .)7 /‬املقصود هبذا التمزيق تفريق األوصال بعد املوت‪ ،‬وما يلحقها من ب ً‬
‫وتراابً ورفااتً (‪ .)6‬وللتعبري ابملصدر امليمي أتكي ٌد على‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬التعريفات‪ ،‬اجلرجاين‪ :‬ص ‪.50‬‬
‫(‪ )2‬معاين القرآن واعرابه‪ ،‬الزجاج‪254 /1 :‬؛ وينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.365 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬التحرير والتنوير‪.365 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬نظم الدرر‪.274 /3 :‬‬
‫(‪ )5‬املفردات‪ :‬ص ‪265‬؛ والبحر احمليط‪166 /2 :‬؛ وفتح البيان‪.447 /1 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.62 /22 :‬‬

‫(‪)53/1‬‬
‫املسرح يف قول جرير (‪)1‬‬ ‫حضور عنصر الذات أي َّ‬
‫أن هناك ذااتً متََُّزق‪ ،‬واملَُم ّز ُق مصدر ميمي مثل َّ‬
‫س َّرحي القوايف ‪ ...‬فال عيّاً َهبِ َّن وال اجتالاب‬
‫أََملْ تَـ ْعلَمي ُم َ‬
‫وأجاز الزخمشري أن يكون املمزق مكاانً على اعتبار أن معناه‪ " :‬ما حصل من األموات يف بطون‬
‫كل مذهب‪ ،‬وما ساقته الرايح فطرحته كل مطرح "‬
‫مرت به السيول فذهبت به َّ‬
‫الطري والسباع‪ ،‬وما َّ‬
‫(‪.)2‬‬
‫هذا فضالً عن َّ‬
‫أن التعبري ابملصدر يفيد املبالغة يف التقطيع والتفريق بعد املوت يف كل ما من شأنه أن‬
‫يبق شيء يف أجسادهم‬
‫ميزق جسد اإلنسان من الرتاب والرايح وطول الزمان متزيقاً عظيماً‪ ،‬حبيث مل َ‬
‫مع شيء‪ ،‬بل صار الكل حبيث ال مييز ترابه من تراب األرض‪ ،‬هذا زايدة على ما ذهبت به السيول‬
‫كل مذهب‪ ،‬فصار مع اختالطه برتاب األرض والتباسه متباعداً بعضه عن بعض (‪ .)3‬ومعىن املبالغة‬
‫ٍ‬
‫متأت من الداللة اللغوية للتمزيق الذي يعين " تفكيك األجزاء املتالصقة بعضها عن بعض حبيث‬
‫تصري قِطَعاً متباعدة " (‪ .)4‬مع ما يوحيه التمزيق من شناعة يف التفريق‪ ،‬وعلى هذا املعىن يُفسر قوله‬
‫اه ْم ُك َّل ممََُّز ٍق إِ َّن ِيف‬ ‫اهم أَح ِ‬ ‫ِ‬
‫يث َوَم َّزقـْنَ ُ‬
‫اد َ‬ ‫َس َفا ِرَان َوظَلَ ُموا أَن ُف َ‬
‫س ُه ْم فَ َج َعلْنَ ُ ْ َ‬ ‫ني أ ْ‬
‫تعاىل‪{ :‬فَـ َقالُوا َربَّـنَا َابع ْد بَ ْ َ‬
‫صبَّا ٍر َش ُكوٍر} (سورة سبأ ‪ ،)19 /‬أي إن َسبَأ ملا دعوا هذا الدعاء تفرقوا ومتزقوا‪،‬‬ ‫ك ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫آلايت ل ُك ِّل َ‬ ‫َذل َ َ‬
‫قال القرطيب‪ " :‬قال الشعيب*‪ :‬فلحقت األنصار بيثرب‪ ،‬وغسان ابلشام‪ ،‬واألسد ُبعمان‪ ،‬وخزاعة‬
‫بتهامة‪ ،‬وكانت العرب تضرب هبم املثل فتقول‪ :‬تفرقوا أيدي سبأ وأايدي سبأ **‪،‬أي مذاهب سبأ‬
‫مفرقة فضالً عن معىن‬
‫املمزق هي اإلشارة إىل ذات ّ‬
‫وطرقها " (‪ .)5‬فداللة العدول عن التمزيق إىل ّ‬
‫بلوغ هناية التمزيق‪ ،‬قال أبو السعود‪ " :‬ويف عبارة التمزيق اخلاص بتفريق املتصل وخرقه من‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ديوان جرير‪ :‬ص ‪.66‬‬
‫(‪ )2‬الكشاف‪568 /3 :‬؛ وينظر‪ :‬حاشية اجلمل‪.461 /3 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬نظم الدرر‪.451 /15 :‬‬
‫(‪ )4‬التحرير والتنوير‪.149 /22 :‬‬
‫* وهو عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار الشعيب احلمريي‪ ،‬وكنيته أبو عمرو‪ ،‬راوية من التابعني‪،‬‬
‫يضرب املثل حبفظه‪ ،‬وهو من رجال احلديث الثقات‪ ،‬ينظر‪ :‬األعالم‪.251 /3 :‬‬
‫تفرق جلماعة ال اجتماع له‪ ،‬ينظر‪ :‬جممع األمثال‪ ،‬امليداين‪275 /1 :‬؛‬
‫** يُضرب هذا املثل يف كل ّ‬
‫واملستقصى يف أمثال العرب‪ ،‬الزخمشري‪.89 /2 :‬‬
‫واألسد لغة يف األ ْزد‪ ،‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪.39 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬اجلامع ألحكام القرآن‪ْ ،186 /14 :‬‬
‫(‪)54/1‬‬

‫هتويل األمر والداللة على ش ّدة التأثري واإليالم ماال خيفى أي مزقناهم متزيقاً ال غاية وراءه حبيث‬
‫يضرب به األمثال يف كل فرقة ليس بعدها وصال " (‪.)1‬‬

‫اثلثاً ـ العدول عن املصدر إىل اسم الفاعل‪:‬‬


‫ورد هذا النوع من العدول يف صيغ يف القرآن الكرمي‪ ،‬وقد حاول العلماء أتويل بعضها على اعتبار‬
‫أهنّا أمساء‪ ،‬أو أهنّا صفات‪ ،‬ولكن يرجح كوهنا أمساء فاعلني معدولة عن مصادر للداللة على ٍ‬
‫معان‬ ‫َُ‬
‫مرادة يُثبتها سياق احلال‪ ،‬كما سريد يف املبحث‪.‬‬

‫ـ العدول عن اللغو إىل الغية‪:‬‬


‫قال تعاىل‪{ :‬ال تَسمع فِيها ِ‬
‫الغيَةً} (سورة الغاشية ‪ ،)11 /‬وهو وصف للجنة أبن ال يُ ْس َم ُع يف كالم‬ ‫َُْ َ‬
‫لغو؛ ألهنم ال يتكلمون إالّ ابحلكمة ومحد هللا على مارزقهم من النعيم الدائم (‪.)2‬والغية‬
‫أهلها ٌ‬
‫معدولة عن لغو‪ ،‬فالعرب تضع الفاعل موضع املصدر‪ ،‬فيقولون‪ :‬قُ ْم قائماً‪ ،‬أي‪ :‬قُ ْم قياماً (‪ُ ،)3‬مثَّ‬
‫قيل إ ّن اللغو هو‪ :‬الباطل‪ ،‬أو إنه الشتم‪ ،‬أو احللف‪ ،‬أو الكذب‪ ،‬أو املعصية (‪ .)4‬ومعاين هذه‬
‫األلفاظ متقاربة ألهنا منطلقة من معىن (اللغو) يف اللغة‪ ،‬وهو‪ " :‬من الكالم ماال يُعت ّد به‪ ،‬وهو الذي‬
‫كر‪ ،‬فيجري َجمْ َرى اللَّغا‪ ،‬وهو صوت العصافري وْنوها من الطيور " (‪.)5‬‬ ‫ِ‬
‫روية وف ْ‬‫ورد ال عن ّ‬‫يُ ُ‬
‫وقد اختلف يف أتويله على ثالثة أوجه‪:‬‬
‫أوهلا‪ :‬أ ّن (الغية) مبعىن لَغْ ٍو‪ ،‬على أهنا مصدر‪.‬‬
‫واثنيها‪ :‬أهنا كلمةٌ ذات لغو‪ ،‬على معىن النسب على ْنو‪ :‬دارع أي صاحب درع‪.،‬‬
‫نفس تلغو‪ ،‬على أن (الغية) صفة (نفس) احملذوفة (‪.)6‬‬
‫واثلثها‪ :‬أهنا ٌ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬تفسري أيب السعود‪.129 /7 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬معاين القرآن واعرابه‪ ،‬الزجاج‪244 /5 :‬؛ واجلامع ألحكام القرآن‪.33 /20 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.97 /17 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.33 /20 :‬‬
‫(‪ )5‬املفردات‪ :‬ص ‪.742‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬تفسري البيضاوي‪484 /5 :‬؛ وتفسري أيب السعود‪150 /9 :‬؛ وروح املعاين‪.115 /30 :‬‬

‫(‪)55/1‬‬

‫والراجح أن (الغية) معدولة عن اللغو (‪ .)1‬للداللة على نفي اللغو عن كالم أهل اجلنة‪ ،‬إذ ليس يف‬
‫كالمهم إالّ الصدق واحل ّق‪.‬‬

‫رابعاً ـ العدول عن املصدر إىل اسم املفعول‪:‬‬


‫ورد هذا النوع من العدول يف صيغ معدودة أشار إليها أغلب العلماء‪ ،‬واستناداً على هذا انطلق‬
‫البحث يف حتليلها ودرسها وبيان دالالت العدول فيها‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن ال ُفتُون إىل املفتون‪:‬‬


‫ص ُرو َن ‪ِ -‬أبَيِّي ُك ُم ال َْم ْفتُو ُن} (سورة القلم ‪ 5 /‬ـ ‪ ،)6‬هذه اآلية خطاب للنيب‬‫صر ويـ ْب ِ‬
‫قال تعاىل‪{ :‬فَ ِ‬
‫ستُـ ْب ُ َ ُ‬
‫َ‬
‫‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وملن خالفه وك ّذبه لبيان صدق النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬وكذهبم‬
‫بعدما اهتّموه ابجلنون (‪ .)2‬ويف قوله تعاىل‪ِ { :‬أبَييِّ ُك ْم ال َْم ْفتُو ُن} أربعة أقوال‪:‬‬

‫أوهلا‪ :‬أن املفتون اسم مفعول على أصله‪ ،‬والباء زائدة يف املبتدأ‪ ،‬وقد ُر ّد هذا القول‬
‫ألن الباء ال تزاد يف املبتدأ إالّ يف قوهلم حبسبك‪.‬‬

‫واثنيها‪ :‬أن الباء مبعىن (يف)‪ ،‬واملعىن‪ :‬يف أي فرقة وطائفة منكم املفتون‪،‬‬
‫ويكون املفتون هنا أيضاً اسم مفعول على األصل‪.‬‬

‫واثلثها‪ :‬أن الباء سببية على تقدير حمذوف‪ ،‬واملعىن أبيكم فُ ََت املفتون وهو مذهب‬
‫األخفش‪ ،‬واملفتون هنا أيضاً اسم مفعول على األصل‪.‬‬

‫ورابعها‪ :‬أن املفتون مصدر جاء على مفعول كاملعقول وامليسور‪ ،‬والتقدير أبيكم‬
‫الفتون (‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪.743‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪ 25 /29 :‬ـ ‪26‬؛ وتفسري القرآن العظيم‪.403 /4 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬حاشية اجلمل‪.383 /4 :‬‬

‫(‪)56/1‬‬

‫ِ‬
‫وعندئذ يكون اإلعراب أن اجلار واجملرور‬ ‫ويرجح أن املفتون هنا يراد به املصدر (ال ُفتون) أي اجلنون‪،‬‬
‫(أبيكم) خّب مقدم‪ ،‬و (املفتون) مبتدأ مؤخر‪ .‬ويؤيد هذا الوجه قوهلم ما لفالن جملود وال معقول‪ ،‬أي‬
‫َع ْق ٌل وجالدة‪ ،‬وقول الراعي النمريي أيضاً‪:‬‬
‫حىت إذا مل يرتكوا لعظامه ‪ ...‬حلماً وال لفؤاده معقوالً‬
‫ورجحه النحاس أيضاً‪ ،‬قال‪" :‬‬
‫رجح الطّبي هذا املعىن أي أبيّكم اجلنون (‪ّ .)2‬‬
‫أي عقالً (‪ ،)1‬وقد ّ‬
‫املفتون مبعىن الفتنة والفتون‪ ،‬كما يقال ليس له معقول وال معقود رأي (‪ ،)3‬وإىل مثل ذلك ذهب ابن‬
‫عطية قال‪ " :‬املفتون مبعىن الفتنة‪ ،‬كما قالوا ما له معقول‪ ،‬وكما قالوا‪( :‬أقبل ميسوره‪ ،‬ودع معسوره)‬
‫فاملعىن أبيّكم الفتنة والفساد الذي مسّوه جنوانً " (‪.)4‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل سبب جميء لفظ (املفتون) للداللة على اجلنون‪ ،‬إذ أن املفتون‪ :‬أسم مفعول مشتق‬
‫من الفتنة للداللة على الذي أصابته اجلِ ّن‪ ،‬فيقولون‪ :‬فَـتَـنَـ ْتهُ اجلِ ّن‪ ،‬وميكن أن يصدق على املضطرب‬
‫يف أمره‪ ،‬املفتون يف عقله حرية وتقلقالً‪ ،‬وإيثار لفظ املفتون دون لفظ اجملنون من الكالم املوجه‪ ،‬أو‬
‫التورية ليصح على الطرفني (‪.)5‬‬
‫فاألرجح إذن أن ُحيمل على معىن العدول أبن " يكون (املفتون) مصدراً على وزن مفعول مثل املعقول‬
‫مبعىن العقل واجمللود مبعىن اجلَلَد‪ ،‬وامليسور لليُسر واملعسور لِض ّده‪ .‬ويف املثل (خذ من ميسوره‪ ،‬ودع‬
‫معسوره) " (‪ ،)6‬وجميء (املفتون) معدوالً عن الفتنة للداللة على َّ‬
‫أن املراد الذات اليت تلبّست حقيقة‬
‫وضل عنه‪ ،‬إذ ليس املقصود بيان احلدث حسب‪ ،‬فال ُفتون موجود بدعوى‬ ‫ابل ُفتُون فَ َحاد عن احلق َّ‬
‫ولكن املطلوب متييز الذات املتلبسة ابلفتنة أي صاحب الفتنة‪.‬‬
‫الكافرين أنفسهم‪َّ ،‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن ال َك ِذب إىل املكذوب‪:‬‬


‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪229 /18 :‬؛ وينظر‪ :‬شعر الراعي النمريي‪ :‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.14 /29 :‬‬
‫(‪ )3‬إعراب القرآن‪.482 /3 :‬‬
‫(‪ )4‬احملرر الوجيز‪.30 /15 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.66 /29 :‬‬
‫(‪ )6‬أساس البالغة‪ ،‬الزخمشري‪ :‬ص ‪419‬؛ التحرير والتنوير‪.67 /29 :‬‬

‫(‪)57/1‬‬

‫وب} (سورة هود ‪ ،)65 /‬قال الطّبي‪ " :‬هذا األَجل الذي أجلتكم‬ ‫ُ‬ ‫قال تعاىل‪َ { :‬ذلِ َ‬
‫ك َو ْع ٌد غَ ْري َم ْك ُذ ٍ‬
‫َو ْعد من هللا‪ ،‬وعهدكم ابنقضائه اهلالك‪ ،‬ونزول العذاب غري مكذوب‪ :‬بقول مل يك ُذبْكم َم ْن اعلمكم‬
‫ذلك " (‪ .)1‬ومكذوب جاء على وزن مفعول للداللة على احلدث وهو معىن املصدر؛ قال البغوي‬
‫وروي أنه قال هلم‪ :‬أيتيكم العذاب بعد ثالثة أايم فتصبحون يف‬ ‫ِ‬
‫(ت ‪ 516‬هـ)‪ " :‬أي‪ :‬غري َكذب‪ُ ،‬‬
‫األول ووجوهكم مصفرة‪ ،‬ويف اليوم الثاين حممرة‪ ،‬ويف الثالث مسودة‪ ،‬فكان كما قال‪ :‬فأَاتهم العذاب‬
‫يف اليوم الرابع " (‪ .)2‬وقد ذكر الزخمشري يف (مكذوب) ثالثة أتويالت أوهلا‪ :‬أنَّه على االتساع يف‬
‫للو ْعد‪ :‬نَِفي‬
‫الظرف حبذف احلرف‪ ،‬فيكون املعىن‪ :‬غري مكذوب فيه‪ ،‬واثنيها‪ :‬أنه على اجملاز كأنّه قيل َ‬
‫بك‪ ،‬فإذا ُويف به فقد صدق ومل يكذب‪ ،‬واثلثها‪ :‬على أنه معدول عن املصدر كاجمللود واملعقول‬
‫فيكون املعىن‪ :‬غري كذب (‪ .)3‬واملصدر قد يرد بلفظ املفعول على ْنو اجمللود واملعقول (‪.)4‬‬
‫الو ْعد أبنّه مكذوب يف حني أ ّن وصف‬
‫والذي دعا املفسرين إىل أتويل اآلية على االتساع هو وصف َ‬
‫املكذوب يف احلقيقة لإلنسان‪ ،‬ألنه يُقال‪َ :‬ك َذبَ َزيْ ٌد َع ْمراً يف مقالته‪ ،‬فزيد كاذب‪ ،‬وعمرو مكذوب‪،‬‬
‫واملقالة مكذوب فيها‪ ،‬ولكنه حذف اجلار فصار اجملرور مفعوالً على التوسع فأَقيم الفاعل مقامه‪،‬‬
‫ولكن الذي يرتجح جميء لفظ‬
‫ب)‪ ،‬على ْنو اجمللود واملعقول واملنشور واملغبون (‪.)5‬‬ ‫ِ‬
‫(مكذوب) معدوالً به عن املصدر ( َكذ ٌ‬
‫والتعبري عن معىن املصدر وهو احلدث بصيغة املفعول للداللة على املبالغة يف وصف هذا (الوعد)‬
‫نيب هللا صاحل ‪ -‬عليه‬ ‫الوارد يف اآلية أبَنّه غري مكذوب‪ ،‬فهو واقع حتماً وقطعاً‪ ،‬إذ هو َو ْعد من ّ‬
‫وها َأتْ ُك ْل ِيف‬ ‫السالم ‪ -‬لقومه بعد أن عقروا الناقة‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وايقَـوِم ه ِذهِ َانقَةُ َِّ‬
‫اَّلل لَ ُك ْم آيَةً فَ َذ ُر َ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫سوها بِ ٍ‬ ‫ض َِّ‬
‫َّعوا ِيف َدا ِرُك ْم ثَالثَةَ أ ََّايٍم ذلِ َ‬
‫ك‬ ‫ال متََتـ ُ‬
‫وها فَـ َق َ‬ ‫اب قَ ِر ٌ‬
‫يب ‪ -‬فَـ َع َق ُر َ‬ ‫ْخ َذ ُك ْم َع َذ ٌ‬
‫سوء فَـيَأ ُ‬
‫اَّلل َوال متََ ُّ َ ُ‬ ‫أ َْر ِ‬
‫َو ْع ٌد غَ ْري َم ْك ُذ ٍ‬
‫وب}‬ ‫ُ‬
‫اخلّب‪ ،‬إذا‬
‫ب َ‬ ‫ّب به الكاذب‪ ،‬يقال‪َ :‬ك َذ َ‬ ‫(سورة هود ‪ 64/‬ـ ‪ .)65‬قال ابن عاشور‪ " :‬املكذوب الذي خيُِْ ُ‬
‫اختلقه " (‪ .)6‬وعلى هذا ال يكون هنا عدول‪ ،‬ولكن األرجح الرأي األول ألن الوعد غري اخلّب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬جامع البيان‪.77 /12 :‬‬
‫(‪ )2‬تفسري البغوي‪.177 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكشاف‪408 /2 :‬؛ وفتح البيان‪.207 /6 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التفسري الكبري‪17 /18 :‬؛ اجلامع ألحكام القرآن‪.41 /9 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية اجلمل‪.409 /2 :‬‬
‫(‪ )6‬التحرير والتنوير‪.113 /12 :‬‬

‫(‪)58/1‬‬

‫املبحث الثاين‬

‫العدول عن اسم الفاعل‬

‫(‪)59/1‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫العدول عن اسم الفاعل‬

‫ورد العدول عن اسم الفاعل يف القرآن الكرمي إىل املصدر‪ ،‬واسم املفعول‪ ،‬والصفة املشبهة‪ ،‬وصيغ‬
‫املبالغة‪ ،‬وقد اخرتان آايت معينة تناول فيها البحث هذا النوع العدول ابلدرس والتحليل‪.‬‬

‫أوالً ـ العدول عن اسم الفاعل إىل الصفة املشبهة‪:‬‬


‫جاء هذا النوع من العدول يف صيغ كثرية تناول البحث قسماً منها على وفق ما أحدثه العدول من‬
‫تعمق فكرة تتبع املدلوالت الكامنة يف اللغة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫دالالت ّ‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن مؤمل إىل أليم‪:‬‬


‫يم ِمبَا َكانُوا يَ ْك ِذبُو َن} (سورة البقرة ‪/‬‬‫ضا وَهلم ع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬ ‫اد ُه ُم َّ‬
‫اَّللُ َم َر ً َ ُ ْ َ ٌ‬ ‫قال تعاىل‪ِ{ :‬يف قُـلُوهبِِ ْم َم َر ٌ‬
‫ض فَـ َز َ‬
‫‪ , )10‬ورد وصف العذاب بكونه أليماً يف مواضع عديدة يف القرآن الكرمي‪ ،‬و (أليم) صفة مشبهة‬
‫مشتقة من أََمل َأيْ َملُ أَلَماً فهو ِآمل‪ ،‬واألََمل‪ :‬الوجع الشديد (‪ .)1‬واألليم‪ :‬صفة مشبهة معدولة عن اسم‬
‫الفاعل من آمل املتعدي‪ ،‬أي‪ُ :‬مؤِمل‪ ،‬ومعناه املوجع‪ ،‬والعرب تضع فعيل يف موضع ُم ْف ِعل‪ ،‬ومنه قول ذي‬
‫الرمة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يم‬
‫ك ُوجوهها َو َه ٌج أَل ُ‬
‫صّ‬‫ونرفَع يف صدور َمشَْر َدالت ‪ ...‬يَ ُ‬
‫أي‪ :‬مؤمل‪ ،‬ومنه قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي‪:‬‬
‫السميع‬
‫ُ‬ ‫أ َِم ْن رحيانة الداعي‬
‫اب‬
‫{وَهلُ ْم َع َذ ٌ‬
‫ب وجيع مبعىن موجع‪ ،‬وعلى ْنوه جاء قوله تعاىل‪َ :‬‬ ‫مبعىن املُ ْس ِمع (‪ .)2‬كما يقال‪َ :‬‬
‫ض ْر ٌ‬
‫يم} (‪ .)3‬وذهب الزخمشري إىل ع ّد وصف العذاب بكونه (أليماً)‬ ‫ِ‬
‫أَل ٌ‬
‫__________‬
‫ِ‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪82‬؛ ويف خمتار الصحاح َوقَ ْد أَملَ من ابب (طَ ِر َ‬
‫ب)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جماز القرآن‪182 ،32 /1 :‬؛ ديوان ذي الرمة‪ :‬ص ‪592‬؛ واألصمعيات‪ :‬ص ‪.172‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪123 /1 :‬؛ والبحر الوجيز‪165 /1 :‬؛ واجلامع ألحكام القرآن‪.198 /1 :‬‬

‫(‪)60/1‬‬

‫للمفعول وليس للفاعل على طريقة قوهلم‪َ :‬ج ّد ِجدَّه‪ ،‬وكذلك األَمل يف احلقيقة للمؤمل كما أ ّن اجلِ ّد‬
‫للجا ّد (‪ .)1‬على اعتبار أنه جماز يف الرتكيب " للمبالغة فيكون حموالً من فعل هلا ونسبته إىل العذاب‬
‫جما ٌز أل ّن العذاب ال أي َملُ إ ّمنا أيْ َملُ صاحبه فصار نظري قوهلم شعر شاعر والشعر اليشعر امنا الشاعر‬
‫انظمه " (‪ .)2‬والراجح أنه جماز يف اإلفراد " فأليم فعيل من األِمل مبعىن ُم ْف ِعل كالسميع مبعىن املسمع "‬
‫دل على املبالغة لشدة عذاب هللا للمنافقني يف اآلخرة فضالً عن‬
‫(‪ ،)3‬فيكون (أليم) صفة مشبهة يَ ّ‬
‫كونه الزماً‪ ،‬ومعىن (أَليم) شديد األمل وهو الوجع الالزم الذي خيلص إىل قلوهبم (‪ .)4‬وداللة العدول‬
‫(مؤِمل) إىل الصفة املشبهة (أَليم) هي إثبات كون األَمل دائماً‪ ،‬وكأن الوجع فيه صفة‬
‫عن اسم الفاعل ُ‬
‫تغري فيها وال تبديل‪.‬‬
‫الزمة له ال ّ‬
‫وأما ما قيل عن كون (أليم) مبعىن مفعول على طريق اجملاز العقلي أل َّ‬
‫َن املؤَمل هو املع ّذب دون العذاب‬
‫كما قالوا‪ :‬ج ّد ج ّده فهو مرجوح‪ ،‬وكذلك كون فعيل مبعىن فاعل من أَِمل مبعىن صار ذا أمل (‪ ،)5‬على‬
‫أساس اشتقاق (أَليم) من (أَِملَ) الالزم إذ شرط اشتقاق الصفة املشبهة أن تشتق من الالزم‪ ،‬قال ابن‬
‫مالك (‪:)6‬‬
‫مجيل الظَّ ِ‬
‫اه ِر‬ ‫ْب َِ‬
‫اه ِر ال َقل ِ‬ ‫وصوغُ َها ِمن ال ِزٍم ِحل ِ‬
‫اض ِر ‪َ ...‬كطَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬
‫واشتقاقها من (أَملَ) الالزم ال مينع كوهنا مبعىن ُم ْف ِعل وليس بفاعل‪ ،‬أل َّ‬
‫َن املراد داللة اسم الفاعل وهي‬
‫(احلدوث) املعدول عنها إىل داللة (الثبوت) اخلاصة ابلصفة املشبهة‪.‬‬
‫وأما ما قيل أنّه مل يثبت عن العرب (أليم) مبعىن مؤمل‪ ،‬وإ ّمنا قيس على نظريها ْنو السميع والوجيع‬
‫مبعىن املسمع واملوجع كقول عمرو بن معد يكرب‪:‬‬
‫وجيع (‪)7‬‬
‫ب ُ‬ ‫ت هلا ِخبَْي ٍل ‪َ ...‬حتيةُ بينهم َ‬
‫ض ْر ٌ‬ ‫وخيل قد َدلَ ْف ُ‬
‫فهو مردود بقول ذي الرمة الذي استشهد به أبو عبيدة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫َليم‬
‫ك ُوجوهها َو َه ٌج أ ُ‬‫صّ‬‫ونرفع يف صدور َمشَْر َدالت ‪ ...‬يَ ُ‬ ‫ُ‬
‫أي‪ُ :‬م ْؤِمل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الكشاف‪60 /1 :‬؛ وتفسري أيب السعود‪.42 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬البحر احمليط‪.59 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬البحر احمليط‪.53 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬نظم الدرر‪109 /1 :‬؛ وفتح البيان‪.92 /1 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.182 /1 :‬‬
‫(‪ )6‬شرح ابن عقيل‪.141 /2 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪182 /1 :‬؛ وينظر‪ :‬خزانة األدب‪.264 /9 :‬‬

‫(‪)61/1‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن انخرة إىل خنرة‪:‬‬
‫وردت صيغة (خنرة) يف‪ ،‬قوله تعاىل‪َ { :‬ءإِذَا ُكنَّا ِعظَ ًاما َِخن َرةٌ} (سورة النازعات ‪.)11 /‬‬
‫يُلحظ جميء لفظة (خنرة) بصيغة الصفة املشبهة (فَ ِعلة) عدوالً عن صيغة اسم الفاعل (انخرة) على‬
‫الرغم من جميء فواصل اآلي اليت قبلها واليت بعدها على صيغة اسم الفاعل كالراجفة‪ ،‬والرادفة‪،‬‬
‫الر ِ‬
‫اج َفةُ ‪-‬‬ ‫ف َّ‬ ‫وواجفة‪ ،‬وخاشعة‪ ،‬واحلافرة‪ ،‬وخاسرة‪ ،‬وواحدة والساهرة (‪ .)1‬قال تعاىل‪{ :‬يَـ ْوَم تَـ ْر ُج ُ‬
‫ودو َن ِيف ا ْحلَافِ َرةِ ‪َ -‬ءإِذَا‬ ‫اج َفةٌ ‪ -‬أَبصارها َخ ِ‬
‫اش َعةٌ ‪ -‬يَـ ُقولُو َن َء َّإان لَ َم ْر ُد ُ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫وب يـومئِ ٍذ و ِ‬
‫الرادفَةُ ‪ -‬قُـلُ ٌ َ ْ َ َ‬
‫تَـ ْتـبـعها َّ ِ‬
‫َ َُ‬
‫اه َرةِ} ((سورة‬ ‫لس ِ‬
‫اح َدةٌ ‪ -‬فَِإذَا ُه ْم ِاب َّ‬ ‫اسرةٌ ‪ -‬فَِإ َّمنَا ِهي َزجرةٌ و ِ‬
‫ِ‬ ‫ُكنَّا ِعظَ ًاما َِخنرةً ‪ -‬قَالُوا تِل َ ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫ْك إذًا َك َّرةٌ َخ َ‬ ‫َ‬
‫النازعات ‪ 6 /‬ـ ‪.)14‬‬
‫الطمع والطامع‪ ،‬ومعنامها البالية‪،‬‬ ‫وقد وردت يف اآلية قرآءاتن‪( " :‬انخرة) و (خنرة) ومها لغتان مثل ِ‬
‫متر هبا الريح فتنخر فيها الريح أي‪:‬‬
‫وفَـ ّرقوا بينهما فقالوا‪ :‬النخرة‪ :‬البالية‪ ،‬والناخرة‪ :‬اجملوفة اليت ّ‬
‫تصوت " (‪ ،)2‬وقيل‪ " :‬الناخرة اليت أُكلت أطرافها وبقيت أوساطها‪ ،‬والنخرة‪ :‬اليت فسدت كلّها "‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫بنسبته إىل حالة منافية له والعامل‬ ‫(‪ .)3‬واالستفهام جاء يف سياق اإلنكار بل هو " أتكيد الر ّد ونفيه‬
‫يف (إذا) يدل عليه (مردودون) أي‪ :‬أئذا كنا عظاماً ابلية نرد ونبعث مع كوهنا أبعد شيء عن احلياة "‬
‫(‪ُ .)4‬مثَّ أ ّكد اإلنكار وبُولغ فيه مبجيء (خنرة) صفة مشبهة معدوالً إليها عن صيغة اسم الفاعل‬
‫(انخرة)‪ ،‬فالتعبري ابلصفة املشبهة أبلغ من التعبري ابسم الفاعل (‪ ،)5‬وإن كان قُرئ بـ (انخرة) (‪.)6‬‬
‫صرحوا إب ّن (فِعالً) أبلغ من (فاعل) وإن كانت حروفه‬
‫قال اآللوسي‪ " :‬وقراءة األكثرين أبلغ فقد ّ‬
‫أكثر‪ ،‬وقوهلم‪ :‬زايدة املبين تدل على زايدة املعىن أغليب إذا احتد النوع ال إذا اختلف‪ ،‬كأن كان فاعل‬
‫امساً وفَ ِع ٌل صفة مشبهة " (‪ .)7‬وعلى هذا األساس‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.35 /30 :‬‬
‫(‪ )2‬تفسري البغوي‪ ،443 /4 :‬وينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.197 /19 :‬‬
‫(‪ )3‬تفسري القرآن العظيم‪.468 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬تفسري أيب السعود‪.98 /9 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تفسري البيضاوي‪.446 /5 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬كتاب السبعة يف القراءات‪ 670 /1 :‬ـ ‪.671‬‬
‫(‪ )7‬روح املعاين‪.28 /30 :‬‬

‫(‪)62/1‬‬
‫بلى‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫سرت (الناخرة) ابلبالية‪ ،‬و (النخرة) ابألشد ً‬
‫فُ ّ‬
‫(النخرة) اليت بليت‪ ،‬و (الناخرة) اليت مل تُنخر بعد‪ ،‬إذ املعىن بني الصيغتني ليس واحداً (‪ ،)1‬إذ أ ّن‬
‫صيغة (خنرة) تدل على الثبوت‪ ،‬وصيغة (انخرة) تدل على احلدوث‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬روح املعاين‪.28 /30 :‬‬

‫(‪)63/1‬‬

‫اثنياً ـ العدول عن اسم الفاعل إىل اسم املفعول‪:‬‬


‫وصف هذا النوع بقلة وروده يف العربية ولكنه جاء يف القرآن الكرمي للداللة على ٍ‬
‫معان مقصودة يف‬
‫النص القرآين‪ ،‬ممّا ُيعل هذا النوع من العدول اثبتاً وأصيالً يف العربية‪ ،‬من ذلك‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن ساتر إىل مستور‪:‬‬


‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ك وب ْ َّ ِ‬ ‫{وإِ َذا قَـ َرأْ َ‬
‫ين ال يُـ ْؤمنُو َن ِابآلخ َرة ح َج ًااب َم ْستُ ً‬
‫ورا} (سورة‬ ‫ني الذ َ‬‫ت الْ ُق ْرآ َن َج َعلْنَا بَـ ْيـنَ َ َ َ َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫االسراء ‪.)45 /‬‬
‫ورا} قوالن‪:‬‬
‫{م ْستُ ً‬
‫ويف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫أوهلما‪ :‬ان احلجاب مستور عنهم فال يرونه‪.‬‬
‫واثنيهما‪ :‬ان احلجاب ساتر عنكم ما وراءه‪ ،‬ويكون مستوراً مبعىن ساتراً (‪.)1‬‬
‫فيكون املعىن على القول األول‪ :‬جعلنا بني فهم ما تقرأ وبينهم حجاابً فال يقرون بنبوتك وال ابلبعث‪،‬‬
‫يتأول على ثالثة أوجه‪:‬‬
‫وإبقاء (مستوراً) على موضوعه من كونه اسم مفعول ّ‬
‫أوهلا‪ :‬أنه مستور عن أعني الكفار فال يرونه‪.‬‬
‫واثنيها‪ :‬أنه مستور به الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عن رؤيتهم‪ ،‬ونُسب السرت إليه ملا كان‬
‫مستوراً به‬
‫وهو رأي املّبد‪.‬‬
‫واثلثها‪ :‬أنه ذو سرت قياساً على صيغة البن واتمر أي ذو ل ٍ‬
‫َب ومتر‪ ،‬وكذلك قالوا عليه‪:‬‬
‫رجل مرطوب أي ذو رطبة‪ ،‬وال يقال رطبته‪ ،‬ومكان مهول أي ذو هول‪،‬‬
‫وجارية مغنوجة‪ ،‬وال يقال هلت املكان وال غنجت اجلارية (‪ .)2‬وإىل ذلك‬
‫ذهب البيضاوي‪ ،‬قال‪( :‬مستوراً) أي ذا سرت (‪ .)3‬قال الكازروين‪ " :‬وإمنا‬
‫ُمحل على ذلك ألن املستور معناه احلقيقي ما يسرته شيء لكن احلجاب ليس‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.176 /10 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬البحر احمليط‪.42 /6 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬تفسري البيضاوي‪.121 /3 :‬‬

‫(‪)64/1‬‬

‫كذلك فمعناه ذو سرت أي صاحب سرت على معىن أن يتصف أبن يسرت‬
‫أتول (مستوراً)‬
‫شيئاً " (‪ ،)1‬فداللة احلجاب متنع عن كونه مستوراً‪ ،‬ولذا ّ‬
‫حسي " (‪ )2‬أي أن احلجاب ال تراه‬ ‫س مبعىن غري ّ‬ ‫على أنه‪ " :‬مستوراً عن احل ّ‬
‫األعني فهو مستور عنها (‪ .)3‬فيكون على معىن اسم املفعول‪.‬‬

‫واألوىل أن يكون (مستوراً) معدوالً عن اسم الفاعل (ساتراً)‪ ،‬وإليه ذهب األخفش ومجاعة قياساً على‬
‫كالم العرب يف مشؤوم وميمون يريدون شائم وايمن؛ ألنه من شأمهم ومينهم (‪ .)4‬كما أن أبلغية‬
‫القرآن الكرمي تتفق وهذا املعىن‪ ،‬إذ حقيقة احلجاب أن يكون ساتراً ال مستوراً‪ ،‬فضالً عن أن املعىن‬
‫الس ْرت الذي يعين " تغطية الشيء وإخفائه " (‪ ،)5‬ومحل اللفظ على معناه اللغوي أوىل من محله على‬
‫َّ‬
‫املعىن اجملازي فحقيقة احلجاب‪ " :‬الساتر الذي حيجب عن البصر ما وراءه " (‪ .)6‬وعلى هذه الرؤية‬
‫ميكن التساؤل أنّه إذا كان حقيقة احلجاب أن يكون مانعاً عن اإلدراك‪ ،‬فكيف به إذا كان مستوراً‪،‬‬
‫آن معاً‪ " ،‬فوصف احلجاب‬‫فيكون ذلك احلجاب ساتراً لغريه مستوراً بنفسه‪ ،‬فهو ساتر ومستور يف ٍ‬
‫ابملستور مبالغة يف حقيقة جنسه‪ ،‬أي حجاابً ابلغاً الغاية يف حجب ما حيجبه هو حىت كأنه مستور‬
‫بساتر آخر‪ ،‬فذلك يف قوله أن يُقال‪ :‬حجاابً فوق حجاب " (‪ ،)7‬فجاء العدول عن (ساتر) إىل اسم‬
‫املفعول (مستور) للداللة على املبالغة يف السرت واإلخفاء (‪.)8‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن ٍ‬
‫آت إىل مأيت‪:‬‬
‫َّات َع ْد ٍن الَِّيت َو َع َد َّ‬
‫الر ْمحَ ُن‬ ‫ورد اسم املفعول (مأتياً) معدوالً عن أسم الفاعل (آتياً) يف قوله تعاىل‪{ :‬جن ِ‬
‫َ‬
‫ب إِنَّهُ َكا َن َو ْع ُدهُ َمأْتِيًّا} (سورة مرمي ‪ ،)61/‬قال الطّبي " خرج اخلّب على أ ّن الوعد هو‬
‫ادهُ ِابلْغَْي ِ‬ ‫ِ‬
‫عبَ َ‬
‫املأيت ومعناه أنه هو الذي أييت ومل‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬حاشية الكازروين‪.121 /3 :‬‬
‫(‪ )2‬تفسري أيب السعود‪.75 /5 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬فتح البيان‪.400 /7 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬األخفش‪391 /2 :‬؛ وجامع البيان‪ 93 /15 :‬ـ ‪94‬؛ وحاشية الصاوي‪:‬‬
‫‪315 /2‬؛ وحاشية اجلمل‪.628 /2 :‬‬
‫(‪ )5‬املفردات‪.396 :‬‬
‫(‪ )6‬التحرير والتنوير‪.116 /15 :‬‬
‫(‪ )7‬م‪ .‬ن‪.117 /15 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬تفسري الشعراوي‪ 8572 /14 :‬ـ ‪.8573‬‬

‫(‪)65/1‬‬

‫يقل وكان وعده آتياً ألن كل ما أاتك فأنت أتتيه" (‪ ،)1‬أي أ ّنَ (مأتياً) مبعىن (آتياً) (‪.)2‬‬
‫علي‬
‫ت ّ‬ ‫تفرق بني قول القائل‪ :‬أَتَ ْ‬‫والعرب ال ّ‬
‫ُ‬ ‫وقد جاء العدول هنا " ألن كل من أَاتك فقد أتيته‬
‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫َمخسو َن ٍ‬
‫ووصلت إىل اخلّب " (‪ .)3‬و ّ‬ ‫ُ‬ ‫إيل اخلّب‬
‫وصل ّ‬
‫مخسني سنة ويقول َ‬ ‫َ‬ ‫أتيت على‬‫سنة وبني قوله ُ‬
‫أن كليهما مبعىن واحد (‪ .)5‬والذي يبدو أهنّما‬ ‫ما وصل إليك فقد وصلت إليه (‪ ،)4‬على اعتبار َّ‬
‫األمر أي أ َّن مثَّة َم ْن قد أتى به‬ ‫ٍ‬
‫َمر أي هو الذي ابدر ابإلتيان‪ ،‬وأتى عليه ُ‬ ‫ليسا ابعتبار واحد فأتى األ َ‬
‫الو ْعد ابجلنّة يف احلقيقة هو اآليت ُج ِعل‬ ‫إليه‪ .‬فيكون معىن ِ‬
‫(ماْتياً) أي‪ُ :‬ه ْم أيْتو َن إىل الوعد‪ ،‬وملّا كان َ‬
‫َ‬
‫الو ْعد الذي "‬
‫أن َ‬ ‫(مأتياً) معدوالً عن (آتياً)‪ ،‬والنكتةُ يف جميء (مأْتياً) معدوالً عن (آتياً) للداللة على َّ‬
‫أيتيه َم ْن ُو ِع َد له ال حمالة بغري ُخلْف " (‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬جامع البيان‪.101 /16 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تفسري البغوي‪117 /3 :‬؛ وتفسري القرآن العظيم‪.130 /3 :‬‬
‫(‪ )3‬تفسري البغوي‪.201 /3 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.126 /11 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تفسري القرآن العظيم‪.130 /3 :‬‬
‫(‪ )6‬تفسري أيب السعود‪.272 /5 :‬‬

‫(‪)66/1‬‬

‫اثلثاً ـ العدول عن اسم الفاعل إىل صيغ املبالغة‪:‬‬


‫جاء هذا النوع من العدول يف القرآن الكرمي يف عدة صيغ منها‪:‬‬

‫ـ العدول عن مطَ ِّهر إىل طهور‪:‬‬


‫الرايح ب ْشرا بني ي َدي ر ْمحتِ ِه وأَنزلْنا ِمن ا َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ورا} (سورة‬
‫اء طَ ُه ً‬
‫لس َماء َم ً‬ ‫{و ُه َو الَّذي أ َْر َس َل َِّ َ ُ ً َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫الفرقان ‪ .)48 /‬صيغة (طهور) من صيغ املبالغة اخلمسة الرئيسة (‪ .)1‬وطهور معدول يف احلقيقة عن‬
‫اسم الفاعل‬
‫(مطهر)‪ ،‬وإىل ذلك ذهب أصحاب الشافعي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ ،-‬أل ّن " الطاهر ضرابن‪ :‬ضرب ال‬
‫يتعداه الطهارة كطهارة الثوب فإنه طاهر غري ُمطهر به‪ ،‬وضرب يتعداه فيجعل غريه طاهراً به فوصف‬
‫هللا تعاىل املاء أبنه طهور تنبيهاً على هذا املعىن " (‪ .)2‬وقد ر ّد الراغب هذا القول على اعتبار " أن‬
‫وفعل وإمنا يبىن ذلك من فَـ ُعل " (‪ .)3‬أي أنه حمتمل للمعنيني إذ إن املاء طاهر‬
‫فعوالً ال يبىن من أفعل ّ‬
‫ومطهر (‪ )4‬ومعىن ذلك أ ّن‬‫ّ‬
‫ولكن األمر ليس كذلك إذ إن‬
‫(طهر) املتعدي‪ّ ،‬‬
‫(طَ ُهوراً) بناء للمبالغة مشت ٌق من ّ‬
‫(طَ ُهوراً) مشت ٌق من (طَ ُهر) الالزم ُمثَّ أنه ملّا محل معىن التطهري قيل‪ :‬إ ّن‬
‫(مطَ ّهر)‪ :‬فيكون معىن (طهوراً)‪ :‬بليغاً يف طهارته‪ ،‬وهو ما‬ ‫طهر املتعدي مبعىن اسم الفاعل ُ‬ ‫(طَ ُهوراً) من ّ‬
‫اء لِيُطَ ِّه َرُك ْم بِ ِه}‬ ‫كان طاهراً يف نفسه مطهراً لغريه‪ ،‬ويعضده قوله تعاىل‪{ :‬ويـنـ ِز ُل علَي ُكم ِمن َّ ِ‬
‫الس َماء َم ً‬ ‫َ َُ ّ َ ْ ْ ْ‬ ‫ّ‬
‫(سورة األنفال ‪ .)5( )11 /‬فتبني " أن املقصود من املاء إمنا هو للتطهر به فوجب أن يكون املراد‬
‫من كونه طهوراً أنه هو املطهر به؛ ألنه تعاىل ذكره يف معرض اإلنعام‪ ،‬فوجب محله على الوصف‬
‫األكمل‪ ،‬وال شك أن ِّ‬
‫املطهر أبلغ من الطاهر " (‪ ،)6‬إذ يصح القول أب ّن كل طهور طاهر‪ ،‬وليس كل‬
‫مطهراً‬
‫املنزل من السماء يف كون معناه‪ :‬طاهراً يف نفسه ّ‬
‫طاهر طهوراً‪ ،‬وطَ ُهور هو الوصف األبلغ للماء ّ‬
‫لغريه‪ ،‬ال سيما أن (الطهور) بناء مبالغة يف طاهر‪ ،‬واملبالغة هي اليت‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر احمليط‪.15 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬املفردات‪ :‬ص ‪.526‬‬
‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪ :‬ص ‪.526‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬منهج الراغب يف كتابه مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬رسالة ماجستري تقدم هبا رافع عبد هللا‬
‫مالو‪،‬‬
‫إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ :1989 ،‬ص ‪.153‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الكشاف‪.284 /3 :‬‬
‫(‪ )6‬التفسري الكبري‪.90 /24 :‬‬

‫(‪)67/1‬‬

‫اقتضت أن يكون طاهراً ِّ‬


‫مطهراً وهو مذهب اجلمهور‪ ،‬وأما مذهب أيب حنيفة فإ ّن معىن (طَ ُهوراً)‬
‫طاهراً (‪ .)1‬وال‬ ‫طاهراً؛ ودليله قوله تعاىل‪{ :‬وس َقاهم رُّهبم َشرااب طَهورا} (سورة اإلنسان ‪ )21 /‬أي‪ِ :‬‬
‫َ َ ُ ْ َ ُْ َ ً ُ ً‬
‫أرجح أنه معدول عن‬
‫(طاهر) إلرادة كون ماء السماء ابلغاً منتهى الطهارة إذا مل خيتلط به شيء يكدره‪ ،‬ومعناه‪ " :‬أ ّن املاء‬
‫النازل من السماء هو ابلغ هناية الطهارة يف جنسه من املياه‪ ،‬ووصف املاء ابلطهور يقتضي أنّه ِّ‬
‫مطه ٌر‬
‫معىن يف الوصف‪ ،‬فاقتضاؤه يف هذه اآلية أنّه‬ ‫لغريه؛ إذ العدول عن صيغة فاعل إىل صيغة فَعول لزايدة ً‬
‫مطهر لغريه اقتضاء إلتزامي ليكون مستكمالً وصف الطهارة القاصرة واملتعدية فيكون ذكر هذا‬
‫اء‬ ‫الوصف إدماجاً ملنه يف أثناء املنن املقصودة‪ ،‬ويكون كقوله تعاىل‪{ :‬ويـنـ ِز ُل علَي ُكم ِمن َّ ِ‬
‫الس َماء َم ً‬ ‫َ َُ ّ َ ْ ْ ْ‬ ‫ّ‬
‫لِيُطَ ِّه َرُك ْم بِ ِه} وصف الطهارة الذاتية وتطهريه‪ ،‬فيكون هذا الوصف إدماجاً " (‪ .)2‬ومعىن اإلدماج‬
‫مطهراً لغريه‪.‬‬
‫كون لفظ (طهور) حيمل معنيني اثنني كونه طاهراً يف نفسه ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.28 /13 :‬‬
‫(‪ )2‬التحرير والتنوير‪ 47 /19 :‬ـ ‪.48‬‬

‫(‪)68/1‬‬
‫رابعاً ـ العدول عن اسم الفاعل إىل املصدر‪:‬‬
‫ورد هذا النوع من العدول يف صيغ عدة‪ ،‬أشار املفسرون إىل بعضها‪ ،‬وتناولوه ابلبحث‪ ،‬وعلى وفق‬
‫ذلك تطرق البحث إىل منوذ ٍج وحيد حسب وهو العدول عن غائ ٍر إىل غَ ْور‪.‬‬

‫ـ العدول عن غائر إىل غوٍر‪:‬‬


‫صبِ َح َما ُؤ َها غَ ْوًرا} (سورة الكهف ‪ ،)41 /‬ومعىن (الغور) يف اللغة‪ " :‬املنهبط من‬
‫قال تعاىل‪{ :‬أ َْو يُ ْ‬
‫األرض " (‪ ،)1‬مث استعمل يف كل ما اخنفض قال أبو عثمان ابن القطاع‪ " :‬غار املاء غوراً‪ :‬فاض وغار‬
‫تغور غؤوراً‪ ،‬وغار الرجل‬
‫النهار‪ :‬اشت ّد‪ ،‬وغارت الشمس والقمر والنجوم غياراً‪ :‬غابت‪ ،‬وغارت العني ُ‬
‫كل استعماالت مادة (غور) يُلحظ فيها معىن االخنفاض وهو‬ ‫على أهله يغار غريًة وغاراً " (‪ُ .)2‬‬
‫ني}‬‫َصبَ َح َما ُؤُك ْم غَ ْوًرا فَ َم ْن َأيْتِي ُك ْم ِمبَ ٍاء َمعِ ٍ‬
‫الذهاب ُس ْفالً‪ ،‬وعليه معىن قوله تعاىل‪{ :‬قُ ْل أ ََرأَيْـتُ ْم إِ ْن أ ْ‬
‫(سورة امللك ‪ ،)30 /‬قال أبو عبيدة‪ " :‬أي‪ :‬غائراً‪ ،‬والعرب تصف الفاعل مبصدره وكذلك االثنني‬
‫واجلميع على لفظ املصدر‪ ،‬قال عمرو بن كلثوم‪:‬‬
‫ص ُفوان‬ ‫ِ‬
‫جياده نَـ ْوحاً عليه ‪ ...‬مقلّدة أَعنَّتها ُ‬
‫تظل ُ‬‫ُّ‬
‫(غوراً)‪ :‬ذاهباً قد غار يف‬
‫ضع املصدر مكان اسم الفاعل (‪ .)4‬ومعىن ْ‬ ‫أي‪ :‬انئحات " (‪ ،)3‬أي َو ْ‬
‫مذهب فال تلحقه الرشاء‪ ،‬يعين ال تناله الدالء‪ ،‬قال ابن عطية‪( " :‬الغور) مصدر يوصف به املاء‬
‫املفرد واملياه الكثرية‪ ،‬كقولك‪ :‬رجل َع ْدل وْنوه‪ ،‬ومعناه‪ :‬ذاهباً يف األرض ال يستطاع تناوله " (‪،)5‬‬
‫فهو عكس املاء املعني الذي هو‪ " :‬املاء الظاهر الذي تراه العيون " (‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬املفردات‪ :‬ص ‪.618‬‬
‫(‪ )2‬كتاب األفعال‪.22 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬جماز القرآن‪ 403 /1 :‬ـ ‪404‬؛ وينظر‪ :‬مجهرة أشعار العرب‪ ،‬أبو زيد القرشي‪ :‬ص ‪،186‬‬
‫وفيها‪ ... :‬تركنا اخليل عاكفةً عليه‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.249 /15 :‬‬
‫(‪ )5‬احملرر الوجيز‪315 /9 :‬؛ وينظر‪ :‬التفسري الكبري‪.76 /30 :‬‬
‫(‪ )6‬التفسري الكبري‪.76 /30 :‬‬

‫(‪)69/1‬‬
‫والوصف ابملصدر عدوالً عن اسم الفاعل (غائراً) مبالغة يف الوصف‪ ،‬وَك َّ‬
‫أن املاء صارت حقيقته غوراً‪،‬‬
‫قال البقاعي‪ " :‬وملا كان املقصود املبالغة‪ ،‬جعله نفس املصدر فقال (غوراً) أي انزالً يف األرض حبيث‬
‫دل على ذلك الوصف ابملصدر " (‪.)1‬‬
‫ال ميكن لكم نيله بنوع حيلة‪ ،‬مبا ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬نظم الدرر‪271 /20 :‬؛ وينظر‪ :‬فتح البيان‪.249 /14 :‬‬

‫(‪)70/1‬‬

‫املبحث الثالث‬

‫العدول عن الصفة‬
‫املشبهة‬

‫(‪)71/1‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫العدول عن الصفة املشبهة‬

‫ـ العدول عن الصفة املشبهة إىل اسم الفاعل‪:‬‬


‫ـ العدول عن ضيق إىل ضائق‪:‬‬
‫ورد نوع واحد من العدول عن الصفة املشبهة‪ ،‬فقد ُعدل عنها إىل اسم الفاعل‪ ،‬وجاء منه صيغة‬
‫واحدة وهي (ضائق) املعدول عن صيغة (ضيّق)‪.‬‬
‫كوَِ ِ‬
‫ضائ ٌق بِه َ‬
‫ص ْد ُر َك} (سورة هود ‪،)12 /‬‬ ‫وحى إِلَْي َ َ‬ ‫وذلك يف قوله تعاىل‪{ :‬فَـلَ َعلَّ َ‬
‫ك َات ِر ٌك بَـ ْع َ‬
‫ض َما يُ َ‬
‫سب‬
‫وقد نزلت بعد أن قال املشركون لرسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬ائتنا بكتاب ليس فيه ّ‬
‫آهلتنا‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬هالّ أُنزل عليه ملك يشهد له ابلنبوة والصدق‪ ،‬أو يُعطى كنزاً يستغين به هو‬
‫وأتباعه (‪ .)1‬فقد جاء (ضائق) معدوالً به عن (ضيّق) للمشاكلة مع (اترك) املعطوف عليه؛ و‬
‫زم (‪.)2‬ألن (اسم الفاعل) يدل على احلدوث‪ ،‬و (الصفة املشبهة) تدل على‬
‫(ضائق)‪ ،‬و (ضيّق) ال ٌ‬
‫النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬إمنا هو ضيق طارئ ملا‬
‫الثبوت (‪ .)3‬وعلى هذا فإن ضيق صدر ّ‬
‫يعرض له يف تبليغ الرسالة من الشدائد؛ ولذا " ُعدل عن ضيّق الصفة املشبهة إىل ضائق اسم الفاعل‬
‫ليدل على أن الضيّق مما يعرض له ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أحياانً " (‪.)4‬‬
‫ّ‬
‫وجاء العدول هنا عن (ضيّق) وهو األكثر استعماالً؛ ألن املقام مقام الداللة على احلدوث والعوارض‪،‬‬
‫وليس مقام الداللة على الثبوت واالستقرار (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪12 /9 :‬؛ وتفسري الواحدي‪.115 /11 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.12 /9 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬معاين األبنية‪ :‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ )4‬روح املعاين‪.19 /12 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية حميي الدين شيخ زادة على تفسري البيضاوي‪ 2 :‬ـ ‪.36 /3‬‬

‫(‪)72/1‬‬

‫املبحث الرابع‬

‫العدول عن اسم املفعول‬

‫(‪)73/1‬‬

‫املبحث الرابع‬
‫العدول عن اسم املفعول‬

‫ورد العدول عن اسم املفعول يف القرآن الكرمي على أربعة أنواع‪ ،‬وهي العدول عن اسم املفعول إىل‬
‫املصدر‪ ،‬واسم الفاعل‪ ،‬والصفة املشبهة‪ ،‬وصيغة املبالغة‪.‬‬
‫أوالً ـ العدول عن اسم املفعول إىل املبالغة‪:‬‬
‫ورد هذا النوع من العدول يف صيغ ع ّدة‪ ،‬وال سيما صيغة (فعيل)‪ ،‬ولكن املشكل هو أهنا تنصرف إىل‬
‫معىن املبالغة أحياانً‪ ،‬وإىل معىن الصفة املشبهة أحياانً أخرى‪ ،‬ولذا اقتصر البحث على ما أُمجع على‬
‫أهنا جاءت للمبالغة وهي صيغة‬
‫(كظيم) معدوالً هبا عن (مكظوم)‪.‬‬

‫ـ العدول عن مكظوم إىل كظيم‪:‬‬


‫يم} (سورة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{وتَـ َو َّىل َع ْنـ ُه ْم َوقَ َ‬
‫َّت َع ْيـنَاهُ م َن ا ْحلُْزن فَـ ُه َو َكظ ٌ‬
‫ف َوابْـيَض ْ‬
‫وس َ‬
‫َس َفى َعلَى يُ ُ‬
‫ال َايأ َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫وصف ملآل سيدان يعقوب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بعد فِراق ابنه يوسف ‪ -‬عليه‬ ‫ٌ‬ ‫يوسف ‪ ،)84 /‬يف اآلية‬
‫السالم ‪ ،-‬ومعىن (كظيم) هنا أن يعقوب ‪ -‬عليه السالم ‪ :-‬مملوء من الغيظ على أوالده ومن احلزن‬
‫على يوسف وأخيه‪ ،‬وهو مع ذلك ال يظهر ما يسؤوهم‪ ،‬ففعيل هنا مبعىن مفعول (‪.)1‬وهو مشتق من‬
‫(ال َكظَم) وهو‪َ " :‬خمَْرج النَـ َفس‪ ،‬يقال‪ :‬أخذ ب َكظَ ِمه‪ ،‬وال ُكظُوم‪ :‬احتباس النَـ َفس‪ ،‬ويُ ّ‬
‫عّب به عن‬
‫السكوت " (‪ ،)2‬ولكنه سكوت على حزن وغيظ حبيس صدر صاحبه‪ ،‬وعلى هذا القياس قيل‪ :‬إ ّن‬
‫(كظيم) مبعىن (كاظم)؛ ألن يعقوب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬مل يكن يشكو إىل ٍ‬
‫أحد‪ ،‬بل كان يكتم يف‬
‫نفسه‪ ،‬وميسك مهّه يف صدره‪ ،‬وكان يكظمه أي ير ّده إىل قلبه وال يُرسله ابلشكوى والغضب والضجر‬
‫(‪ .)3‬ولكنه مبعىن (مكظوم) أي مملوء من احلزن مع س ّد طريق نَـ َف ِسه املصدور (‪ ،)4‬والتعبري بـ (‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينتظر‪ :‬الكشاف‪498 /2 :‬؛ وتفسري أيب السعود‪.302 /4 :‬‬
‫(‪ )2‬املفردات‪ :‬ص ‪.712‬‬
‫(‪ )3‬احملرر الوجيز‪.51 /7 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التفسري الكبري‪.400 /18 :‬‬

‫(‪)74/1‬‬

‫الدال على املبالغة عدوالً عن (مفعول) للداللة على أ ّن (كظيم)‪ " :‬شديد ال َكظْم المتالئه من‬
‫كظيم) ّ‬
‫الكرب‪ ،‬مانع نفسه من عمل ما يقتضيه ذلك مبا آاته هللا من العلم واحلكمة‪ ،‬وذلك أشد ما يكون‬
‫على النفس وأقوى ما يكون للحزن‪ ،‬فهو فعيل مبعىن مفعول وهو أبلغ منه " (‪ .)1‬فضالً عن أن‬
‫(كظم) تدور على املنع من اإلظهار‪ ،‬ويلزمه الكرب ألنه من شأن املمنوع مما قد امتأل منه‪ ،‬ويلزمه‬
‫االمتالء ألن مادونه ليس فيه قوة الظهور " (‪.)2‬‬
‫وجه املعىن إىل معىن املبالغة يف (كاظم) على اعتبار أ َّ‬
‫َن ال َكظْم هو‪ :‬اإلمساك النفساين‪ ،‬والكاظم‬ ‫وقد يُ ّ‬
‫ولكن االعتبار األَوىل أَ ْن يُـ َو َّجه (كظيم) مبعىن‬
‫الذي ال يظهر احلزن بني الناس‪ ،‬وإمنا يبكي يف َخلْوته‪ّ ،‬‬
‫وم} (سورة القلم ‪ ،)3( )48 /‬أي‪ " :‬مملوء‬ ‫(مكظوم) وهو احملزون كقوله تعاىل‪{ :‬إِ ْذ َان َدى َو ُه َو َم ْكظُ ٌ‬
‫من احلزن ممسك عليه ال يبّثه " (‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬نظم الدرر‪.196 /10 :‬‬
‫(‪ )2‬نظم الدرر‪.197 /10 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.43 /13 :‬‬
‫(‪ )4‬اجلامع ألحكام القرآن‪.163 /9 :‬‬

‫(‪)75/1‬‬

‫اثنياً ـ العدول عن اسم املفعول إىل املصدر‪:‬‬


‫جاء هذا النوع من العدول على ِع ّدة صيغ منها‪ :‬خبَْس‪ ،‬وَك ِذب‪ ،‬وُك ْره‪ ،‬ومعناها‪ :‬مبخوس‪ ،‬ومكذوب‪،‬‬
‫ومكروه‪.‬‬

‫ـ العدول عن مكذوب إىل كذب‪:‬‬


‫ب} (سورة يوسف ‪ ،)18/‬ومعناه مكذوب‪ ،‬وهو جعل‬ ‫يص ِه بِ َدٍم َك ِذ ٍ‬
‫قال تعاىل‪{ :‬وجاءوا َعلَى قَ ِم ِ‬
‫ََ ُ‬
‫املصدر يف كالم العرب مفعوالً وابلعكس (‪ .)1‬وقد قيل‪ :‬إنه وصف ابملصدر للمبالغة‪ ،‬كأنّه نفس‬
‫الكذب وعينه (‪ .)2‬وكونه (كذابً) ألن أخوة يوسف قالوا‪ :‬ليعقوب ‪ -‬عليه السالم ‪{ :-‬أَ َكلَهُ‬
‫مزق جلده ومل‬ ‫ِ‬
‫ب}‪ .‬وقد غمسوا قميصه يف دم َج ْدي‪ .‬فقال‪ :‬لقد كان هذا الذئب رفيقاً اببين ّ‬
‫ال ّذئْ ُ‬
‫ميزق ثيابه " (‪ ،)3‬وهذا دليل على عدم وجود دم ال شك فيه وإن مل يكن دم يوسف ‪ -‬عليه السالم‬
‫‪ ،-‬ويف هذا القول رأاين‪:‬‬

‫أوهلما‪ :‬أنه على اجملاز‪ ،‬فيكون معناه‪ :‬مكذوب فيه على ْنو قوله تعاىل‪{ :‬فَ َما‬
‫اهلالل)‪.‬‬
‫ارُهتُ ْم} (سورة البقرة ‪ ،)16/‬ومنه قول العرب‪( :‬الليلَةَ ُ‬ ‫رِحب ْ ِ‬
‫ت جتَ َ‬ ‫ََ‬
‫وهو رأي ْناة البصرة (‪.)4‬‬

‫واثنيهما‪ :‬أن (كذابً ) مصدر مبعىن مفعول‪ ،‬ومعناه‪ :‬وجاءوا على قميصه بدم‬
‫مكذوب (‪ ،)5‬ومنه قول العرب‪( :‬ماله َع ْقل وال معقول)‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن املعىن ذو كذب على النسب مبعىن مكذوب فيه (‪ .)6‬ومعىن النسب‬
‫وصف الدم ابملصدر على سبيل املبالغة (‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪.38 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬الكشاف‪451 /2 :‬؛ والبحر احمليط‪289 /5 :‬؛ وجامع البيان‪.301 /6 :‬‬
‫(‪ )3‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪38 /2 :‬؛ والتفسري الكبري‪.104 /18 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪364 /2 :‬؛ والتفسري الكبري‪.104 /18 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.98 /9 :‬‬
‫(‪ )6‬تفسري البيضاوي‪.46 /3 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬حاشية اجلمل‪.441 /2 :‬‬

‫(‪)76/1‬‬

‫ب) عدوالً عن اسم املفعول (مكذوب) إلرادة الداللة على املبالغة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واملهم أ ّن التعبري ابملصدر ( َكذ ٌ‬
‫قال البقاعي‪ " :‬أطلق عليه املصدر مبالغة ألنه غري مطابق للواقع؛ ألهنم ا ّدعوا أنه دم يوسف ‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ -‬والواقع أنه دم سخلة ذحبوها ولطخوه بدمها " (‪ .)1‬فهو دم حقاً لكنه ليس الدم املزعوم‪،‬‬
‫فهو دم مكذوب (‪.)2‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬نظم الدرر‪.31 /10 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.238 /12 :‬‬

‫(‪)77/1‬‬
‫اثلثاً ـ العدول عن اسم املفعول إىل اسم الفاعل‪:‬‬
‫جاء هذا النوع من العدول يف عدة صي ٍغ‪ ،‬نتناول اثنتني منهما ابلدرس‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن مدفوق إىل دافق‪:‬‬


‫الرتائِ ِ‬ ‫الصل ِ‬ ‫ج ِم ْن بَ ْ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب}‬ ‫ْب َو ََّ‬ ‫ني ُّ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬فَـلْيَنظُ ِر ا ِإل َ‬
‫نسا ُن م َّم ُخل َق ‪ُ -‬خل َق م ْن َماء َداف ٍق ‪ -‬خيَْ ُر ُ‬
‫(سورة الطارق ‪ 5 /‬ـ ‪ ،)7‬ومعىن دافق‪ :‬مدفوق على أنه فاعل مبعىن مفعول على مذهب أهل احلجاز‬
‫يف النعت يقولون‪ :‬هذا سر كامت‪ ،‬وهم انصب‪ ،‬أي‪ :‬مكتوم‪ ،‬ومنصوب (‪ .)1‬قال البغوي‪ " :‬مدفوق‬
‫اضيَ ٍة}‬
‫ش ٍة ر ِ‬ ‫ِ‬
‫مصبوب يف الرحم وهو املين فاعل مبعىن مفعول كقوله تعاىل‪{ :‬فَـ ُه َو يف عي َ َ‬
‫الصب وأراد ماء الرجل وماء املرأة ألن الولد خملوق منهما وجعله‬ ‫ّ‬ ‫(سورة القارعة ‪ ،)7 /‬والدفق‬
‫واحداً المتزاجهما " (‪ .)2‬ومذهب سيبويه والزجاج أن (دافق) على النسب أي‪ :‬ذو دفق؛ على‬
‫اعتبار أن معىن َّ‬
‫الدفْق يف اللغة‪ :‬دفق املاء بعضه لبعض ك َدفْع الوادي والسيل إذا جاء يركب بعضه‬
‫بعضاً‪ ،‬وعلى هذا املعىن يصح أن يكون املاء دافقاً ألن بعضه يدفع بعضاً فمنه دافق ومدفوق (‪.)3‬‬
‫منصب (‪ .)4‬والصحيح أ ّن الدفق يف‬
‫ّ‬ ‫الصب مبرةٍ واحدةٍ فيكون دافق مبعىن‬
‫ّ‬ ‫وقيل معىن الدفق هو‪:‬‬
‫والصب‪ ،‬ومها متقارابن ألن الدفق " هو دفع الشيء قُ ُدماً من ذلك َدفَ ُق‬
‫ّ‬ ‫اللغة يتنازعه معنيان الدفع‬
‫الصب‪ ،‬فيقال‪ :‬دفق املاء والدمع يدفق دفقاً‬
‫ّ‬ ‫املاء وهو ماء داف ٌق " (‪ .)5‬كما قيل أن الدفق معناه‪:‬‬
‫ترجح‬
‫الصب ّ‬
‫ّ‬ ‫مبرة (‪.)6‬ومن ذهب إىل معىن‬
‫انصب ّ‬
‫ّ‬ ‫انصب‪ ،‬وقيل‬
‫ّ‬ ‫ودفوقاً واندفق وتدفّق واستدفق‪:‬‬
‫ُ‬
‫(دفَق) متعدايً‪ ،‬والذي ذهب إىل أنه مبعىن االندفاع جعله الزماً‪ ،‬على اعتبار أن املاء يدفع بعضه‬
‫عنده َ‬
‫الدفْق‪ :‬أن يكون مبعىن الصب ويكون لصاحبه واسناده‬ ‫بعضاً‪ ،‬وقد ذهب النسفي إىل أن األصل يف َّ‬
‫إىل املاء جماز (‪ .)7‬وقيل‪ :‬إن (دافق)‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪353 /3 :‬؛ وجامع البيان‪.143 /30 :‬‬
‫(‪ )2‬تفسري البغوي‪.273 /4 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬احملرر الوجيز‪.398 /15 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬البحر احمليط‪.455 /8 :‬‬
‫(‪ )5‬مقاييس اللغة‪.286 /2 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪.387 /11 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬تفسري النسفي‪.331 /4 :‬‬

‫(‪)78/1‬‬

‫ويرتجح كونه مبعىن املفعول‪ ،‬وهو مذهب قطرب إذ يقال‬


‫على معىن النسب أي‪ :‬من ماء ذي دفق‪ّ .‬‬
‫منصب بقوة (‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫دفقت املاء إذا صببته‪ ،‬وهو مدفوق أي مصبوب‪ ،‬ومندفق أي‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن معصوم إىل عاصم‪:‬‬


‫ورد اسم الفاعل (عاصم) معدوالً عن اسم املفعول (معصوم) يف قوله تعاىل يف قصة نوح ‪ -‬عليه‬
‫ِ‬ ‫وح آبْـنَهُ َوَكا َن ِيف َم ْع ِزٍل َايبُ ََّ‬
‫ال‬ ‫ين ‪ -‬قَ َ‬ ‫ب َم َعنَا َوال تَ ُك ْن َم َع الْ َكاف ِر َ‬
‫ين ْارَك ْ‬ ‫{وَان َدى نُ ٌ‬ ‫السالم ‪ -‬وابنه‪َ :‬‬
‫ج‬ ‫اَّلل إِال َم ْن َرِح َم َو َح َ‬
‫ال بَـ ْيـنَـ ُه َما ال َْم ْو ُ‬
‫اصم الْيـوم ِمن أَم ِر َِّ‬
‫ال ال َع ِ َ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫ص ُم ِين ِم ْن ال َْم ِاء قَ َ‬
‫سآ ِوي إِ َىل جب ٍل يـ ْع ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ني}‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ َكا َن م ْن ال ُْمغْ َرق َ‬
‫(سورة هود ‪ 42 /‬ـ ‪ ،)45‬أي‪ :‬أن معناه‪ :‬ال معصوم (‪ .)2‬إذ ال يُنكر أن خيرج املفعول على فاعل‪،‬‬
‫فيكون املعىن‪ :‬ال معصوم اليوم من أمر هللا (‪ .)3‬وقد قيل إنّه‪ " :‬ليس يعين أن العاصم مبعىن املعصوم‪،‬‬
‫وإ ّمنا ذلك تنبيه منه على املعىن املقصود بذلك‪ ،‬وذلك أن العاصم واملعصوم يتالزمان‪ ،‬فأيُّـ ُهما حصل‬
‫حصل معه اآلخر " (‪ .)4‬وليس كذلك إذ إ ّن َم ْن ذهب إىل كونه على معىن اسم الفاعل جعل معىن‬
‫صم)‪ :‬وهي ما يُش ّد هبا احلِبال‬
‫(الع ُ‬
‫صم)‪ :‬اإلمساك؛ ألنّه مشتق من ُ‬ ‫(الع ْ‬
‫أن َ‬‫(عاصم)‪ :‬مانع‪ ،‬والصحيح َّ‬
‫محلت على ظهر البعري مث يُروى عليها (‪.)5‬‬ ‫من نتوءات تعمل يف ِ‬
‫القربة وْنوها ليمكن الش ّد هبا إِذا ُِ‬
‫ُ‬
‫شيء حيفظ املعتصم به من املاء‪ ،‬وإن‬‫فيكون معىن‪( :‬ال عاصم) على هذا األصل‪ ،‬أي‪ :‬اليوجد َمثَّة ٍ‬
‫فلما انتفى وجود العاصم انتفى وجود املعصوم‪ ،‬فيكون التعبري عن‬
‫لتجأ إليه جبالً عالياً‪ّ ،‬‬
‫كان هذا املُ َ‬
‫هذا املعىن ابسم الفاعل‬
‫(عاصم) أبلغ يف نفي ِ‬
‫العصمة عن العاصني‪ ،‬والدليل على كون (عاصم) معدوالً عن (معصوم)‬
‫(م ْن) يف حمل نصب على االستثناء فيصري املعىن‪ :‬ال معصوم من أمر هللا‬
‫اإلستثناء املتصل على اعتبار َ‬
‫وهو الغرق واهلالك إالّ الذين رمحهم هللا فأجناهم يف السفينة (‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬التفسري الكبري‪.129 /31 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تفسري غريب القرآن‪ :‬ابن قتيبة‪ :‬ص ‪.204‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪.15 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬املفردات‪ :‬ص ‪ 569‬ـ ‪.570‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪.407 /12 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬التبيان يف اعراب القرآن‪ ،‬العكّبي‪.700 /2 :‬‬

‫(‪)79/1‬‬

‫رابعاً ـ العدول عن اسم املفعول إىل الصفة املشبهة‪:‬‬


‫ورد هذا النوع من العدول يف صيغة (رجيم) املعدولة عن اسم املفعول (مرجوم) على اعتبار أن‬
‫(رجيم) صفة مشبهة‪.‬‬

‫ـ العدول من مرجوم إىل رجيم‪:‬‬


‫اها ِم ْن ُك ِّل‬ ‫وردت الصفة املشبهة (رجيم) معدوالً هبا عن اسم املفعول (مرجوم) يف قوله تعاىل‪ِ :‬‬
‫{و َحفظْنَ َ‬
‫َ‬
‫يم} (احلجر ‪ ،)34 /‬أي أن هللا‬ ‫ان رِج ٍيم} (احلجر‪ ،)17/‬وقوله تعاىل‪{ :‬فَا ْخرج ِم ْنـ َها فَِإنَّ َ ِ‬
‫ٍ‬
‫ك َرج ٌ‬ ‫ُْ‬ ‫َش ْيطَ َ‬
‫ف من مفعول‬ ‫ص ِر َ‬
‫تعاىل ذكره بقوله إلبليس ا ْخ ُر ْج من اجلنة أو السماء فإنك رجيم‪ ،‬والرجيم‪ :‬املرجوم ُ‬
‫الرجم يف‬
‫إىل فعيل (‪ .)1‬وقد اختلف يف معناه‪ ،‬فقيل‪ :‬املشتوم‪ ،‬وامللعون‪ ،‬واملطرود (‪ .)2‬وأصل َّ‬
‫اللغة‪ :‬الرمي ابحلجارة‪ ،‬يُقال‪ :‬رمجه يَـ ْر ُمجُه رمجاً فهو مرجوم ورجيم‪ .‬ومنه استعري للطَّرد واللَّعن َّ‬
‫والشتم‬
‫(‪ .)3‬على سبيل اإلبعاد‪ ،‬قال القرطيب‬
‫اختص ابلشيطان ألنه؛‬
‫ّ‬ ‫" الرجيم أي‪ :‬املُْبـ َعد من اخلري املهان " (‪ .)4‬والرجيم وصف‬
‫" مطرود من اخلري والكرامة َّ‬
‫فإن َم ْن يُطرد يرجم ابحلجر‪ ،‬أو شيطان يُرجم ابلشهب " (‪ .)5‬فرجيم‬
‫صفة مشبهة جاءت معدولة عن اسم املفعول (مرجوم) للداللة على أن وصف الرجم وهو الطرد‬
‫واللّعن اثبت ومستمر يف الشيطان؛ ولذا قيل‪ :‬إنّه‪ :‬مطرود عن اخلري كلّه ومن الكرامة (‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬جامع البيان‪32 /14 :‬؛ وتفسري القرآن العظيم‪.17 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.32 /14 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪345‬؛ ولسان العرب‪.227 /12 :‬‬
‫(‪ )4‬اجلامع ألحكام القرآن‪.90 /1 :‬‬
‫(‪ )5‬تفسري البيضاوي‪.369 /3 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬تفسري القرآن العظيم‪17 /1 :‬؛ وروح املعاين‪.228 /23 :‬‬

‫(‪)80/1‬‬

‫املبحث اخلامس‬
‫العدول عن الفعل‬

‫(‪)81/1‬‬

‫املبحث اخلامس‬
‫العدول عن الفعل‬

‫وردت اإلشارة إىل العدول عن الفعل يف العربية يف الفصل األول‪ ،‬وقد جاء نوعني من العدول عن‬
‫الفعل ومها‪ :‬العدول عن الفعل إىل املصدر‪ ،‬والعدول عن الفعل إىل اسم املفعول‪.‬‬

‫أوالً ـ العدول عن الفعل إىل املصدر‪:‬‬

‫ـ العدول عن اضربوا إىل ضرب‪:‬‬


‫اب َح َّىت إِ َذا‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫الرقَ ِ‬
‫ب ِّ‬‫ض ْر َ‬ ‫ورد هذا النوع من العدول يف قوله تعاىل‪{ :‬فَِإذا لَقيتُ ُم الذ َ‬
‫ين َك َف ُروا فَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء} ‪...‬‬
‫شدُّوا ال َْوَاث َق فَإ َّما َمنًّا بَـ ْع ُد َوإ َّما ف َد ً‬ ‫أَثْ َخنتُ ُم ُ‬
‫وه ْم فَ ُ‬
‫ش ّد‬
‫شدُّوا ال َْوَاث َق} ومل يقل‪ :‬فَ َ‬
‫الرقاب‪ ،‬والدليل عليه قوله تعاىل‪{ :‬فَ ُ‬
‫َ‬ ‫(سورة حممد ‪ )4/‬أي‪ :‬فاضربوا‬
‫الواثق‪ ،‬والعدول عن الفعل إىل املصدر حاصل يف حذف الفعل وتقدمي املصدر فأُنيب منابه مضافاً‬
‫إىل املفعول‪ ،‬وفيه معىن التوكيد (‪ ،)1‬فاألصل على هذا األساس ـ فاضربوا ضرابً الرقاب‪ ،‬فحذف‬
‫(فضرب الرقاب) إلرادة داللة‬
‫َ‬ ‫الفعل وقُ ّدم املصدر (ضرابً) مث أُضيف إىل املفعول به (الرقاب) فصار‪:‬‬
‫التوكيد (‪.)2‬‬
‫اثنياُ ـ العدول عن الفعل إىل اسم املفعول‪:‬‬

‫ـ العدول عن ُُْي َمع إىل جمموع‪:‬‬


‫اف ع َذاب ِ‬
‫اآلخ َرةِ َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل يف وصف يوم القيامة‪{ :‬إِ َّن ِيف َذلِ َ‬
‫ع لَهُ‬
‫ك يَـ ْوٌم َْجم ُمو ٌ‬ ‫ك آليَةً ل َم ْن َخ َ َ َ‬
‫َّاس َوذَلِ َ‬
‫ك يَـ ْوٌم َم ْش ُهو ٌد} (سورة هود ‪)103 /‬‬ ‫الن ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الكشاف‪.530 /3 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬ظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪ :‬ص ‪.56‬‬

‫(‪)82/1‬‬

‫(ُيمع) إلرادة معىن الثبوت‪ ،‬قال ابن األثري "‬


‫فالعدول يف جميء (جمموع) معدوالً عن الفعل املضارع ُ‬
‫(ُيمع) ملا فيه من الداللة‬
‫فإمنا آثر اسم املفعول الذي هو (جمموع) على الفعل املستقبل الذي هو ُ‬
‫على ثبات معىن اجلمع لليوم وأنه املوصوف هبذه الصفة " (‪ .)1‬ويظهر هذا املعىن واضحاً يف قوله‬
‫تعاىل‪{ :‬يَـ ْوَم َُْي َم ُع ُك ْم لِيَـ ْوِم ا ْجلَ ْم ِع} (سورة التغابن ‪ )9 /‬ولكن جميء العدول عن الفعل املستقبل‬
‫(ُيمع) إىل اسم املفعول (جمموع) إلرادة إثبات أن مجع الناس يوم القيامة‬ ‫ُ‬
‫ـ حاصل ـ وأنه يف حكم املقضي واملفروغ منه‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬املثل السائر‪.199 /2 :‬‬

‫(‪)83/1‬‬

‫جداول‬
‫الفصل الثاين‬

‫(‪)84/1‬‬
‫أوالً ـ العدول عن املصدر‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم املصدر‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ك الْبَالغُ} ‪ ...‬آل عمران ‪20 /‬‬ ‫{وإِ ْن تَـ َولَّ ْوا فَِإ َّمنَا َعلَْي َ‬
‫‪ 1‬ـ بالغ ‪َ ...‬‬
‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬املائدة ‪92 /‬‬ ‫{فَِإ ْن تَـ َولَّْيـتُ ْم فَا ْعلَ ُموا أ ََّمنَا َعلَى َر ُسولنَا الْبَالغُ ال ُْمبِ ُ‬
‫ول إِالّ الْبَالغُ} ‪ ...‬املائدة ‪99 /‬‬ ‫الر ُس ِ‬‫{ما َعلَى َّ‬ ‫َ‬
‫ك ‪ ...‬الرعد ‪... 40 /‬‬ ‫ض الَّ ِذي نَ ِع ُد ُه ْم أ َْو نَـتَـ َوفَّـيَـن َ‬
‫َّك فَِإ َّمنَا َعلَْي َ‬ ‫َّك بَـ ْع َ‬‫{وإِ ْن َما نُ ِريَـن َ‬ ‫َ‬
‫الْبَالغُ}‬
‫َّاس َولِيُن َذ ُروا بِ ِه} ‪ ...‬ابراهيم ‪52 /‬‬ ‫{ه َذا بَالغٌ لِلن ِ‬ ‫َ‬
‫ني} ‪ ...‬النحل ‪35 /‬‬ ‫الر ُس ِل إِالّ الْبَالغُ ال ُْمبِ ُ‬ ‫{فَـ َه ْل َعلَى ُّ‬
‫ني} ‪ ...‬النحل ‪82 /‬‬ ‫ك الْبَالغُ ال ُْمبِ ُ‬ ‫{فَِإ ْن تَـ َولَّ ْوا فَِإ َّمنَا َعلَْي َ‬
‫ني} ‪ ...‬النور ‪54 /‬‬ ‫ول إالّ الْبَالغُ ال ُْمبِ ُ‬ ‫الر ُس ِ‬‫{ َما َعلَى َّ‬
‫ني} ‪ ...‬العنكبوت ‪18 /‬‬ ‫الر ُسولِ إالّ الْبَالغُ ال ُْمبِ ُ‬ ‫{ما َعلَى َّ‬ ‫َ‬
‫ني} ‪ ...‬يس ‪17 /‬‬ ‫{وَما َعلَْيـنَا إالّ الْبَالغُ ال ُْمبِ ُ‬ ‫َ‬
‫ك إِال ‪ ...‬الشورى ‪... 48 /‬‬ ‫اك َعلَْي ِه ْم َح ِفيظًا إِ ْن َعلَْي َ‬ ‫ضوا فَ َما أ َْر َسلْنَ َ‬ ‫{فَِإ ْن أَ ْع َر ُ‬
‫الْبَالغُ}‬
‫اس ُقو َن} ‪ ...‬األحقاف ‪35 /‬‬ ‫ك إِال الْ َقوم الْ َف ِ‬ ‫{بَالغٌ فَـ َه ْل يُـ ْهلَ ُ‬
‫ُْ‬
‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬التغابن ‪12 /‬‬ ‫{فَِإ ْن تَـ َولَّْيـتُ ْم فَِإ َّمنَا َعلَى َر ُسولنَا الْبَالغُ ال ُْمبِ ُ‬
‫ِ ٍ ِِ‬
‫ب ـ بالغاً ‪{ ...‬إِ َّن ِيف َه َذا لَبَالغًا ل َق ْوم َعابد َ‬
‫ين} ‪ ...‬األنبياء ‪106 /‬‬
‫اَّلل َوِر َساالتِِه} ‪ ...‬اجلن ‪23 /‬‬ ‫{إالّ بالغًا ِمن َِّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ُّ‬
‫الدنْـيَا نُـ ْؤته م ْنـ َها} ‪ ...‬آل عمران ‪45 /‬‬ ‫{وَم ْن يُ ِر ْد ثَـ َو َ‬
‫‪ 2‬ـ ثواب ‪َ ...‬‬
‫اآلخ َرةِ نُـ ْؤتِِه ِم ْنـ َها} ‪ ...‬آل عمران ‪145/‬‬ ‫{ومن ٍٍ ي ِر ْد ثَـواب ِ‬
‫ََ ْ ُ َ َ‬

‫(‪)85/1‬‬
‫الدنْـيَا} ‪ ...‬آل عمران ‪148/‬‬ ‫اب ُّ‬ ‫آات ُه ْم َّ‬
‫اَّللُ ثَـ َو َ‬ ‫{فَ َ‬
‫اآلخ َرةِ} ‪ ...‬آل عمران ‪148/‬‬ ‫اب ِ‬ ‫{و ُح ْس َن ثَـ َو ِ‬ ‫َ‬
‫اب} ‪ ...‬آل عمران ‪195/‬‬ ‫اَّللُ ِع ْن َدهُ ُح ْس ُن الثَّـ َو ِ‬‫{و َّ‬ ‫َ‬
‫الدنْـيَا} ‪ ...‬النساء ‪134 /‬‬ ‫اب ُّ‬ ‫{م ْن َكا َن يُ ِري ُد ثَـ َو َ‬ ‫َ‬
‫الدنْـيَا َواآلخ َرة} ‪ ...‬النساء ‪134 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{فَع ْن َد َّ‬
‫اَّلل ثَـ َو ُ‬
‫ت ُم ْرتَـ َف ًقا} ‪ ...‬الكهف ‪31 /‬‬ ‫سنَ ْ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َّكئِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َو َح ُ‬‫يها َعلَى األ ََرائك ن ْع َم الثـ ََّو ُ‬ ‫ني ف َ‬ ‫{مت َ‬ ‫ُ‬
‫اَّلل َخ ْري لِمن آمن و َع ِمل ص ِ‬ ‫ِ‬
‫احلًا} ‪ ...‬القصص ‪80 /‬‬ ‫اب َّ ٌ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫{ويْـلَ ُك ْم ثَـ َو ُ‬
‫ب ـ ثواابً ‪َ ...‬‬
‫َّات َجتْ ِري ِمن َحتْتِها األ َْهنَار ثَـوااب ِمن ِع ْن ِد َِّ‬ ‫َّهم جن ٍ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل} ‪ ...‬آل عمران ‪195/‬‬ ‫ُ ًَ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫{وألُ ْدخلَنـ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ري ثَـ َو ًااب َو َخ ْريٌ ُع ْقبًا} ‪ ...‬الكهف ‪44 /‬‬ ‫ك ال َْواليَةُ ََّّلل ا ْحلَ ِّق ُه َو َخ ٌْ‬ ‫{هنَال َ‬ ‫ُ‬
‫ك ثَـ َو ًااب َو َخ ْريٌ أ ََمالً} ‪ ...‬الكهف ‪46 /‬‬ ‫ري ِع ْن َد َربِّ َ‬‫ات َخ ٌْ‬‫احلَ ُ‬ ‫الص ِ‬‫ات َّ‬ ‫{والْبَاقِيَ ُ‬ ‫َ‬
‫ك ثَـ َو ًااب َو َخ ْريٌ َم َردًّا} ‪ ...‬مرمي ‪76 /‬‬ ‫ري ِعنْ َد َربِّ َ‬ ‫ات َخ ٌْ‬‫احلَ ُ‬ ‫الص ِ‬‫ات َّ‬ ‫{والْبَاقِيَ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وه ْم م ْن قَـ ْريَتِ ُك ْم} ‪ ...‬األعراف ‪82 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب قَـ ْومه إِال أَ ْن قَالُوا أَ ْخ ِر ُج ُ‬ ‫{وَما َكا َن َج َو َ‬ ‫‪3‬ـ جواب ‪َ ...‬‬
‫وط ِم ْن قَـ ْريَتِ ُك ْم} ‪ ...‬النمل ‪56 /‬‬ ‫آل لُ ٍ‬ ‫اب قَـ ْوِم ِه إِال أَ ْن قَالُوا أَ ْخ ِر ُجوا َ‬ ‫{فَ َما َكا َن َج َو َ‬
‫اَّللُ ‪ ...‬العنكبوت ‪... 24 /‬‬ ‫اب قَـ ْوِم ِه إِال أَ ْن قَالُوا اقْـتُـلُوهُ أ َْو َح ِّرقُوهُ فَأَجنَاهُ َّ‬ ‫{فَ َما َكا َن َج َو َ‬
‫ِم ْن النَّا ِر}‬
‫نت ِم َن ‪ ...‬العنكبوت ‪... 29 /‬‬ ‫اب َِّ‬
‫اَّلل إِ ْن ُك َ‬ ‫اب قَـ ْوِم ِه إِال أَ ْن قَالُوا ائْتِنَا بِ َع َذ ِ‬ ‫{فَ َما َكا َن َج َو َ‬
‫ني}‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الصادق َ‬
‫مجيالً} ‪ ...‬األحزاب ‪28 /‬‬ ‫ني أُمتِّ ْع ُك َّن وأُس ِر ْح ُك َّن سراحا َِ‬
‫ََ ً‬ ‫َ َّ‬ ‫‪4‬ـ سراح ‪{ ...‬فَـتَـ َعالَ ْ َ َ‬
‫مجيالً} ‪ ...‬األحزاب ‪49 /‬‬ ‫وه َّن سراحا َِ‬
‫وه َّن َو َس ِّر ُح ُ َ َ ً‬ ‫{فَ َمتِّ ُع ُ‬
‫ِ ِ‬
‫الما} ‪ ...‬هود ‪69 /‬‬ ‫يم ِابلْبُ ْش َرى قَالُوا َس ً‬ ‫ت ُر ُسلُنَا إبْـ َراه َ‬ ‫اء ْ‬‫{ولََق ْد َج َ‬ ‫‪5‬ـ سالما ‪َ ...‬‬
‫ال إِ َّان ِم ْن ُك ْم َو ِجلُو َن} ‪ ...‬احلجر ‪52 /‬‬ ‫الما قَ َ‬ ‫ِ‬
‫{إِ ْذ َد َخلُوا َعلَْيه فَـ َقالُوا َس ً‬

‫ِ‬
‫يها لَغْ ًوا إِالّ َس ً‬
‫الما} ‪ ...‬مرمي ‪62 /‬‬ ‫{ال يَ ْس َم ُعو َن ف َ‬

‫(‪)86/1‬‬
‫ِ‬
‫الما} ‪ ...‬الفرقان ‪63 /‬‬ ‫{وإِ َذا َخاطَبَـ ُه ُم ا ْجلَاهلُو َن قَالُوا َس ً‬
‫الما} ‪ ...‬الفرقان ‪75 /‬‬ ‫{ويـلَ َّقو َن فِ َ ِ‬
‫يها َحتيَّةً َو َس ً‬ ‫َُ ْ‬
‫ِ‬
‫الم قَـ ْوٌم ُمن َك ُرو َن} ‪ ...‬الذارايت ‪25 /‬‬
‫ال َس ٌ‬ ‫{إِ ْذ َد َخلُوا َعلَْيه فَـ َقالُوا َس ً‬
‫الما قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الما} ‪ ...‬الواقعة ‪26 /‬‬ ‫يما ‪ -‬إِال قيالً َس ً‬
‫الما َس ً‬ ‫يها لَغْ ًوا َوال َأتْث ً‬
‫{ال يَ ْس َم ُعو َن ف َ‬
‫اَّلل َِمس ِ‬
‫يم} ‪ ...‬البقرة ‪227 /‬‬ ‫{وإِ ْن َع َزُموا الطَّال َق فَِإ َّن ََّ ٌ‬
‫يع َعل ٌ‬ ‫‪6‬ـ الطالق ‪َ ...‬‬
‫ان} ‪ ...‬البقرة ‪229 /‬‬ ‫وف أَو تَس ِريح إبِِحس ٍ‬ ‫{الطَّال ُق م َّرَات ِن فَإمس ٌ ِ ٍ‬
‫اك مبَ ْع ُر ْ ْ ٌ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫{و َعلَى‬
‫‪ 7‬ـ العذاب = (ورد هذا اللفظ يف القرآن الكرمي يف أربع مئة واثنني وعشرين موضعاً) ‪َ ...‬‬
‫يم} ‪ ...‬البقرة ‪... 6 /‬‬ ‫ِ‬
‫اب عَظ ٌ‬ ‫ش َاوةٌ َوَهلُ ْم َع َذ ٌ‬ ‫صا ِرِه ْم ِغ َ‬ ‫أَبْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يما} ‪ ...‬الفتح ‪25 /‬‬ ‫ين َك َف ُروا م ْنـ ُه ْم َع َذ ًااب أَل ً‬‫{لَ ْو تَـ َزيَّـلُوا لَ َع َّذبْـنَا الذ َ‬
‫وذ} ‪ ...‬هود ‪108 /‬‬ ‫{عطَاء غَ ْري َْجم ُذ ٍ‬
‫‪ 8‬ـ عطاء ‪َ ً َ ...‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك} ‪ ...‬االسراء ‪20 /‬‬ ‫{ ُكالً ُمنِ ُّد َه ُؤالء َو َه ُؤالء ِم ْن َعطَاء َربِّ َ‬
‫ورا} ‪ ...‬االسراء ‪20 /‬‬ ‫ك َْحمظُ ً‬ ‫{وَما َكا َن َعطَاءُ َربِّ َ‬ ‫َ‬
‫س ًااب} ‪ ...‬النبأ ‪36 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء م ْن َربِّ َ‬
‫اء ح َ‬ ‫ك َعطَ ً‬ ‫{ج َز ً‬‫َ‬
‫اب} ‪ ...‬ص ‪39 /‬‬ ‫ك بِغَ ِْري ِحس ٍ‬ ‫{ه َذا َعطَا ُؤَان فَ ْامنُ ْن أ َْو أ َْم ِس ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫‪ 9‬ـ كالم ‪{ ...‬وقَ ْد َكا َن فَ ِري ٌق ِم ْنـهم يسمعو َن َكالم َِّ‬
‫اَّلل ُمثَّ ُحيَ ِّرفُونَهُ} ‪ ...‬البقرة ‪75 /‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ْ َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{وإِ ْن أ ِ‬
‫الم َّ‬
‫اَّلل} ‪ ...‬التوبة ‪6 /‬‬ ‫ار َك فَأَج ْرهُ َح َّىت يَ ْس َم َع َك َ‬ ‫استَ َج َ‬‫ني ْ‬ ‫َح ٌد م ْن ال ُْم ْش ِرك َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل} ‪ ...‬الفتح ‪15 /‬‬ ‫{يُ ِري ُدو َن أَ ْن يُـبَ ّدلُوا َك َ‬
‫الم َّ‬
‫االيت وبِ َك ِ‬ ‫ك َعلَى الن ِ ِ‬
‫المي} ‪ ...‬األعراف ‪144 /‬‬ ‫َّاس ب ِر َس ِ َ‬ ‫{إِِّين ْ‬
‫اصطََف ْيـتُ َ‬
‫ني} ‪ ...‬البقرة ‪... 36 /‬‬ ‫ض ُم ْستَـ َق ٌّر َوَمتَاعٌ إِ َىل ِح ٍ‬ ‫{ولَ ُك ْم ِيف األ َْر ِ‬ ‫‪ 10‬ـ متاع ‪َ ...‬‬
‫اد} ‪ ...‬آل عمران ‪... 185/‬‬ ‫س ال ِْم َه ُ‬ ‫اهم َج َهن ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َوب ْئ َ‬
‫يل ُمثَّ َمأ َْو ُ ْ ُ‬ ‫{متَاعٌ قَل ٌ‬ ‫= (وردت يف ‪َ ...‬‬
‫ني} ‪ ...‬األنبياء ‪... 111 /‬‬ ‫{وإِ ْن أَ ْد ِري لَ َعلَّهُ فِ ْتـنَةٌ لَ ُك ْم َوَمتَاعٌ إِ َىل ِح ٍ‬
‫القرآن الكرمي يف ‪َ ...‬‬
‫إحدى وعشرين ‪...‬‬
‫موضعاً)‬
‫ب ـ متاعاً ‪{ ...‬ومتِّعوه َّن َعلَى الْم ِ‬
‫وس ِع قَ َد ُرهُ َو َعلَى ال ُْم ْقِ ِرت قَ َد ُرهُ َمتَ ً‬
‫اعا ‪ ...‬البقرة ‪... 236 /‬‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫وف}‬ ‫ِابلْمعر ِ‬
‫َ ُْ‬
‫ري إِ ْخ َرا ٍج} ‪ ...‬البقرة ‪240 /‬‬ ‫ِ‬ ‫صيَّةً ألَ ْزو ِ‬
‫اج ِه ْم َمتَ ً ِ‬ ‫{و ِ‬
‫اعا إ َىل ا ْحلَْول غَ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪)87/1‬‬
‫ارةِ} ‪ ...‬املائدة ‪96 /‬‬ ‫اعا لَ ُك ْم َولِ َّ‬
‫لسيَّ َ‬ ‫ص ْي ُد الْبَ ْح ِر َوطَ َع ُامهُ َمتَ ً‬ ‫{أُح َّل لَ ُك ْم َ‬
‫ِ‬
‫س ًّمى} ‪ ...‬هود ‪3 /‬‬ ‫َج ٍل ُم َ‬‫سنًا إِ َىل أ َ‬ ‫اعا َح َ‬ ‫{مثَّ تُوبُوا إِلَْي ِه ميَُتِّ ْع ُك ْم َمتَ ً‬
‫ُ‬
‫ني} ‪ ...‬النحل ‪80 /‬‬ ‫اعا إِ َىل ِح ٍ‬ ‫َص َوافِ َها َوأ َْوَاب ِرَها َوأَ ْش َعا ِرَها أ ََاث ًاث َوَمتَ ً‬ ‫{وم ْن أ ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اعا إِ َىل ح ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬يس ‪44 /‬‬ ‫يخ َهلُ ْم َوال ُه ْم يُن َق ُذو َن ‪ -‬إِال َر ْمحَةً منَّا َوَمتَ ً‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ْه ْم فَال َ‬ ‫{نُـغْ ِرقـ ُ‬
‫{ْنن جعلْناها تَذْكِرةً ومت ِ‬
‫ين} ‪ ...‬الواقعة ‪73 /‬‬ ‫ْم ْق ِو َ‬‫اعا لل ُ‬ ‫َْ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ً‬
‫اعا لَ ُك ْم َوألَنْـ َع ِام ُك ْم} ‪ ...‬النازعات ‪33 /‬‬ ‫{متَ ً‬ ‫َ‬
‫اعا لَ ُك ْم َوألَنْـ َع ِام ُك ْم} ‪ ...‬عبس ‪32 /‬‬ ‫{وفَاكِ َهةً َوأ ًَّاب ‪َ -‬متَ ً‬ ‫َ‬
‫َح ٌد} ‪ ...‬الفجر ‪26 /‬‬ ‫ِ‬
‫{وال يُوث ُق َوَاثقَهُ أ َ‬ ‫‪ 11‬ـ واثقهُ ‪َ ...‬‬

‫(‪)88/1‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم املصدر امليمي‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ك َم ْبـلَغُ ُه ْم ِم َن ال ِْعل ِْم} ‪ ...‬النجم ‪30 /‬‬ ‫‪ 1‬ـ مبلغهم ‪َ { ...‬ذلِ َ‬
‫اب} ‪ ...‬الرعد ‪30 /‬‬ ‫ْت َوإِلَْي ِه َمتَ ِ‬
‫‪ 2‬ـ متاب ‪{ ...‬قُ ْل ُه َو َرِّيب ال إِلَهَ إِال ُه َو َعلَْي ِه تَـ َوَّكل ُ‬
‫اَّلل َمتَ ًااب} ‪ ...‬الفرقان ‪71 /‬‬ ‫احلا فَِإنَّه يـتوب إِ َىل َِّ‬ ‫ب ـ متاابً ‪{ ...‬ومن َاتب و َع ِمل ِ‬
‫ص ً ُ َُ ُ‬ ‫ََ ْ َ َ َ َ‬
‫اء‬ ‫ات أَ ْن َْجنعلَ ُهم َكالَّ ِذين آمنُوا و َع ِملُوا َّ ِ ِ‬
‫السيِئَ ِ‬ ‫‪ 3‬ـ حمياهم ‪{ ...‬أَم ح ِس َّ ِ‬
‫الصاحلَات َس َو ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫رت ُحوا َّ ّ‬ ‫اج ََ‬
‫ين ْ‬ ‫ب الذ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫اه ْم َوممََا ُهتُ ْم} ‪ ...‬اجلاثية ‪21 /‬‬ ‫َْحميَ ُ‬
‫ِِ‬ ‫اليت ونُ ِ‬
‫ني} ‪ ...‬األنعام ‪162 /‬‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫سكي َو َْحميَاي َوممََ ِايت ََّّلل َر ِّ‬ ‫ص ِ َ ُ‬ ‫{قُ ْل إِ َّن َ‬
‫يما ُك ْنـتُ ْم فِ ِيه َختْتَلِ ُفو َن} ‪ ...‬آل عمران ‪55 /‬‬ ‫ِ‬
‫يل َم ْرِجعُ ُك ْم فَأ ْ‬
‫َح ُك ُم بَـ ْيـنَ ُك ْم ف َ‬ ‫{مثَّ إِ ََّ‬
‫مرجعكم ‪ُ ...‬‬
‫‪4‬ـ ُ‬
‫ِ‬
‫اَّلل مرِجع ُكم َِ‬
‫مج ًيعا} ‪ ...‬املائدة ‪48 /‬‬ ‫{إِ َىل َّ َ ْ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫اَّلل مرِجع ُكم َِ‬
‫مج ًيعا} ‪ ...‬املائدة ‪105 /‬‬ ‫{إِ َىل َّ َ ْ ُ ْ‬
‫{مثَّ إِلَْي ِه َم ْرِج ُع ُك ْم} ‪ ...‬األنعام ‪60 /‬‬ ‫ُ‬
‫{مثَّ إِ َىل َربِّ ُك ْم َم ْرِج ُع ُك ْم} ‪ ...‬األنعام ‪164 /‬‬ ‫ُ‬
‫مجيعا و ْع َد َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّلل َح ًّقا} ‪ ...‬يونس ‪4 /‬‬ ‫{إِلَْيه َم ْرج ُع ُك ْم َ ً َ‬
‫{مثَّ إِلَْيـنَا َم ْرِج ُع ُك ْم} ‪ ...‬يونس ‪23 /‬‬ ‫ُ‬
‫اَّلل َم ْرِج ُع ُك ْم َو ُه َو َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير} ‪ ...‬هود ‪4 /‬‬ ‫{إِ َىل َِّ‬
‫يل َم ْرِج ُع ُك ْم فَأُنَـبِّئُ ُك ْم ِمبَا ُك ْنـتُ ْم تَـ ْع َملُو َن} ‪ ...‬العنكبوت ‪8 /‬‬ ‫{إِ ََّ‬
‫يل َم ْرِج ُع ُك ْم فَأُنَـبِّئُ ُك ْم ِمبَا ُكنتُ ْم تَـ ْع َملُو َن} ‪ ...‬لقمان ‪15 /‬‬ ‫{مثَّ إِ ََّ‬
‫ُ‬
‫{مثَّ إِ َىل َربِّ ُك ْم َم ْرِج ُع ُك ْم فَـيُـنَـبِّئُ ُك ْم ِمبَا ُك ْنـتُ ْم تَـ ْع َملُو َن} ‪ ...‬الزمر ‪7 /‬‬ ‫ُ‬
‫{مثَّ إِ َىل َرّهبِِ ْم َم ْرِج ُع ُه ْم} ‪ ...‬األنعام ‪108 /‬‬ ‫ب ـ مرجعهم ‪ُ ...‬‬
‫َّك فَِإلَْيـنَا َم ْرِج ُع ُه ْم} ‪ ...‬يونس ‪46 /‬‬ ‫{أ َْو نَـتَـ َوفَّـيَـن َ‬
‫الدنْـيَا ُمثَّ إِلَْيـنَا َم ْرِج ُع ُه ْم} ‪ ...‬يونس ‪70 /‬‬ ‫ع ِيف ُّ‬ ‫{متَا ٌ‬‫َ‬
‫ك ُك ْف ُرهُ إِلَْيـنَا َم ْرِج ُع ُه ْم فَـنُـنَـبِّئُـ ُه ْم ِمبَا َع ِملُوا} ‪ ...‬لقمان ‪23 /‬‬
‫{ َوَم ْن َك َف َر فَال َْحي ُزنْ َ‬
‫إلىل ا ْجلَ ِح ِيم} ‪ ...‬الصافات ‪68 /‬‬ ‫{مثَّ إِ َّن َم ْرِج َع ُه ْم َ‬ ‫ُ‬
‫ضاةِ َِّ‬ ‫َّاس من ي ْش ِري نَـ ْف ِ‬ ‫‪ 5‬ـ مرضاة ‪ِ ...‬‬
‫اَّلل} ‪ ...‬البقرة ‪207 /‬‬ ‫اء َم ْر َ‬
‫سهُ ابْتغَ َ‬ ‫َ‬ ‫{وم ْن الن ِ َ ْ َ‬ ‫َ‬

‫(‪)89/1‬‬

‫اَّلل} ‪ ...‬البقرة ‪265 /‬‬ ‫ضاةِ َِّ‬ ‫اء َم ْر َ‬ ‫ِ‬ ‫{ومثَل الَّ ِذ ِ‬
‫ين يُنف ُقو َن أ َْم َوا َهلُ ْم ابْتغَ َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫يما} ‪ ...‬النساء ‪114 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬‫ضاة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج ًرا َعظ ً‬ ‫ف نُـ ْؤتيه أ ْ‬ ‫س ْو َ‬ ‫اَّلل فَ َ‬ ‫اء َم ْر َ‬‫ك ابْتغَ َ‬ ‫{وَم ْن يَـ ْف َع ْل َذل َ‬‫َ‬
‫ضاةَ أَ ْزو ِ‬ ‫اَّلل لَ َ ِ‬ ‫{ايأَيُّـها النِ ِ‬
‫ك} ‪ ...‬التحرمي ‪1 /‬‬ ‫اج َ‬ ‫ك تَـ ْبـتَغي َم ْر َ َ‬ ‫َح َّل َُّ‬ ‫َّيب ملَ ُحتَِّرُم َما أ َ‬‫َ َ ُّ‬
‫ِِ ِ‬ ‫{إِ ْن ُكنتُ ْم َخ َر ْجتُ ْم ِج َه ً‬
‫ض ِايت} ‪ ...‬املمتحنة ‪1 /‬‬ ‫اء َم ْر َ‬‫ادا ِيف َسبيلي َوابْتغَ َ‬
‫اص ْوا ِابل َْم ْر َمحَ ِة} ‪ ...‬البلد ‪17 /‬‬ ‫لص ِّْب َوتَـ َو َ‬‫اص ْوا ِاب َّ‬ ‫{وتَـ َو َ‬
‫‪ 6‬ـ الرمحة ‪َ ...‬‬
‫اَّللُ بَِق ْوٍم ُسوءاً فَال َم َر َّد لَهُ} ‪ ...‬الرعد ‪11 /‬‬ ‫اد َّ‬ ‫{وإِ َذا أ ََر َ‬
‫‪ 7‬ـ َم َر ّد ‪َ ...‬‬
‫ك لِل ِّدي ِن الْ َقيِّ ِم ِم ْن قَـ ْب ِل أَ ْن َأيِْيتَ يَـ ْوٌم ال َم َر َّد لَهُ ِم َن ‪ ...‬الروم ‪... 43 /‬‬ ‫{فَأَقِ ْم َو ْج َه َ‬
‫َِّ‬
‫اَّلل}‬
‫ب يَـ ُقولُو َن َه ْل إِ َىل َم َرٍّد ِم ْن ‪ ...‬الشورى ‪... 44 /‬‬ ‫ِ‬
‫{وتَـ َرى الظَّال ِم َ‬
‫ني لَ َّما َرأ َْوا ال َْع َذا َ‬ ‫َ‬
‫َسبِ ٍ‬
‫يل}‬
‫اَّلل} ‪ ...‬الشورى ‪47 /‬‬ ‫{است ِجيبوا لِربِ ُكم ِمن قَـب ِل أَ ْن أيِْيت يـوم ال مر َّد لَه ِمن َِّ‬
‫َ َ َْ ٌ ََ ُ ْ‬ ‫ْ َ ُ َّ ْ ْ ْ‬
‫ك ثَـ َو ًااب َو َخ ْريٌ َم َردًّا} ‪ ...‬مرمي ‪76 /‬‬‫ات َخ ْريٌ ِع ْن َد َربِّ َ‬ ‫الص ِ‬
‫احلَ ُ‬ ‫ات َّ‬ ‫{والْبَاقِيَ ُ‬ ‫ب ـ مر ّدا ‪َ ...‬‬
‫اب النَّا ِر} ‪ ...‬غافر ‪43 /‬‬ ‫ِ‬ ‫َّان إِ َىل َِّ‬
‫اَّلل َوأ َّ‬ ‫{وأ َّ‬
‫َص َح ُ‬ ‫ني ُه ْم أ ْ‬ ‫َن ال ُْم ْس ِرف َ‬ ‫َن َم َرد َ‬ ‫ج ـ مر ّدان ‪َ ...‬‬
‫سا ُق} ‪ ...‬القيامة ‪29 /‬‬ ‫اق ‪ -‬إِ َىل ربِ َ ِ ٍ‬ ‫لس ِ‬‫السا ُق ِاب َّ‬ ‫{والْتَـ َّف ْ‬
‫ك يَـ ْوَمئذ ال َْم َ‬ ‫َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫‪ 8‬ـ املساق ‪َ ...‬‬
‫صيَ ِة َّ‬
‫الر ُس ِ‬
‫ول} ‪ ...‬اجملادلة ‪8 /‬‬ ‫ان وم ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫اج ْو َن ِاب ِإل ِْمث َوال ُْع ْد َو َ َ‬‫‪ 9‬ـ معصية ‪َ { ...‬ويَـتَـنَ َ‬
‫ول} ‪ ...‬اجملادلة ‪9 /‬‬ ‫صيَ ِة َّ‬
‫الر ُس ِ‬ ‫ان وم ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫اج ْوا ِاب ِإل ِْمث َوال ُْع ْد َو َ َ‬ ‫{إِذَا تَـنَ َ‬
‫اج ْيـتُ ْم فَال تَـتَـنَ َ‬
‫ال معاذَ َِّ‬
‫اي} ‪ ...‬يوسف ‪23 /‬‬ ‫س َن َمثْـ َو َ‬ ‫اَّلل إِنَّهُ َرِّيب أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫‪ 10‬ـ معاذ ‪{ ...‬قَ َ َ َ‬
‫َج ًرا فَـ ُه ْم ِم ْن َمغْ َرٍم ُمثْـ َقلُو َن} ‪ ...‬الطور ‪40 /‬‬
‫‪ 11‬ـ مغرم ‪{ ...‬أ َْم تَ ْسأَ ُهلُ ْم أ ْ‬
‫َج ًرا فَـ ُه ْم ِم ْن َم ْغ َرٍم ُمثْـ َقلُو َن} ‪ ...‬القلم ‪46 /‬‬ ‫{أ َْم تَ ْسأَ ُهلُ ْم أ ْ‬
‫َّخ ُذ َما يُ ِنف ُق َم ْغ َرًما} ‪ ...‬التوبة ‪98 /‬‬
‫اب من يـت ِ‬ ‫ب ـ مغرما ‪ِ ...‬‬
‫{وم ْن األَ ْع َر ِ َ ْ َ‬ ‫َ‬

‫اب ِابل َْمغْ ِف َرةِ} ‪ ...‬البقرة ‪175 /‬‬


‫رتْوا الضَّاللَةَ ِاب ْهلَُدى َوال َْع َذ َ‬
‫ين ا ْش ََ‬
‫‪ 12‬ـ املغفرة ‪{ ...‬أُولَئِ َ َّ ِ‬
‫ك الذ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ يَ ْد ُعو إِ َىل ا ْجلَنَّة َوال َْم ْغف َرة إبِِ ْذنه} ‪ ...‬البقرة ‪221 /‬‬
‫{و َّ‬‫َ‬

‫(‪)90/1‬‬

‫ص َدقَ ٍة يَـ ْتـبَـ ُع َها أَذًى} ‪ ...‬البقرة ‪263 /‬‬ ‫وف ومغْ ِفرةٌ َخ ِ‬
‫ري م ْن َ‬ ‫{قَـ ْو ٌل َم ْع ُر ٌ َ َ َ ٌْ‬
‫يم} ‪ ...‬البقرة ‪268 /‬‬ ‫ضال و َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫{و َّ ِ‬
‫اَّللُ َواس ٌع َعل ٌ‬ ‫اَّللُ يَع ُد ُك ْم َمغْف َرةً م ْنهُ َوفَ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫{و َسا ِر ُعوا إِ َىل َم ْغف َرة م ْن َربِّ ُك ْم َو َجنَّة} ‪ ...‬آل عمران ‪133/‬‬ ‫َ‬
‫ك َج َزا ُؤ ُه ْم َم ْغ ِف َرةٌ ِم ْن َرّهبِِ ْم} ‪ ...‬آل عمران ‪136/‬‬ ‫{أ ُْولَئِ َ‬
‫ري ِممَّا َُْي َم ُعو َن} ‪ ...‬أل عمران ‪157/‬‬ ‫{لَمغْ ِفرةٌ ِمن َِّ‬
‫اَّلل َوَر ْمحَةٌ َخ ٌْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫يما} ‪ ...‬النساء ‪96 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ات ِم ْنهُ َوَم ْغ ِف َرًة َوَر ْمحَةً َوَكا َن َّ‬
‫{ َدرج ٍ‬
‫ورا َرح ً‬ ‫اَّللُ غَ ُف ً‬ ‫ََ‬
‫َج ٌر ‪ ...‬املائدة ‪... 9 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{و َع َد َّ َّ‬
‫الصاحلَات َهلُ ْم َم ْغف َرةٌ َوأ ْ‬ ‫آمنُوا َو َعملُوا َّ‬ ‫ين َ‬ ‫اَّللُ الذ َ‬ ‫َ‬
‫يم}‬ ‫ِ‬
‫َعظ ٌ‬
‫ات ِع ْن َد َرّهبِِ ْم َوَمغْ ِف َرةٌ َوِر ْز ٌق َك ِرميٌ} ‪ ...‬األنفال ‪4 /‬‬ ‫{ َهلُ ْم َد َر َج ٌ‬
‫َج ٌر ‪ ...‬هود ‪... 11 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ات أ ُْولَئِ َ‬‫احل ِ‬ ‫{إِال الَّ ِذين صّبوا و َع ِملُوا َّ ِ‬
‫ك َهلُ ْم َمغْف َرةٌ َوأ ْ‬ ‫الص َ‬ ‫َ َ َُ َ‬
‫ري}‬ ‫ِ‬
‫َكب ٌ‬
‫ك ُه ْم ال ُْم ْؤِمنُو َن َح ًّقا َهلُ ْم َم ْغ ِف َرةٌ َوِر ْز ٌق َك ِرميٌ} ‪ ...‬األنفال ‪74 /‬‬ ‫{أ ُْولَئِ َ‬
‫َّاس َعلَى ظُل ِْم ِه ْم} ‪ ...‬الرعد ‪6 /‬‬ ‫ك لَ ُذو َمغْ ِف َرةٍ لِلن ِ‬ ‫{وإِ َّن َربَّ َ‬
‫َ‬
‫ات َهلُ ْم َم ْغ ِف َرةٌ َوِر ْز ٌق َك ِرميٌ} ‪ ...‬احلج ‪50 /‬‬ ‫{فَالَّ ِذين آمنُوا و َع ِملُوا َّ ِ‬
‫احل ِ‬
‫الص َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّبءُو َن ممَّا يَـ ُقولُو َن َهلُ ْم َم ْغف َرةٌ َوِر ْز ٌق َك ِرميٌ} ‪ ...‬النور ‪26 /‬‬ ‫ك ُم ََّ‬ ‫{أ ُْولَئِ َ‬
‫يما} ‪ ...‬األحزاب ‪35 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َّد َّ‬
‫َج ًرا َعظ ً‬‫اَّللُ َهلُ ْم َم ْغف َرًة َوأ ْ‬ ‫{أ َ‬
‫ك َهلُ ْم َم ْغ ِف َرةٌ َوِر ْز ٌق َك ِرميٌ} ‪ ...‬سبأ ‪4 /‬‬ ‫{أ ُْولَئِ َ‬
‫ري} ‪ ...‬فاطر ‪7 /‬‬ ‫ات َهلُم َمغْ ِفرةٌ وأ ْ ِ‬ ‫احل ِ‬ ‫{والَّ ِذين آمنُوا و َع ِملُوا َّ ِ‬
‫َج ٌر َكب ٌ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫الص َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ٍِ‬ ‫{فَـبَ ِّ‬
‫َج ٍر َك ِر ٍمي} ‪ ...‬يس ‪11 /‬‬ ‫ش ْرهُ ِمبَغْف َرة َوأ ْ‬
‫اب أَلِ ٍيم} ‪ ...‬فصلت ‪43 /‬‬ ‫ك لَ ُذو َم ْغ ِفرةٍ َوذُو ِع َق ٍ‬ ‫{إِ َّن َربَّ َ‬
‫َ‬
‫ات َوَم ْغ ِف َرةٌ ِم ْن َرّهبِِ ْم} ‪ ...‬حممد ‪15 /‬‬ ‫يها ِمن ُك ِل الثَّمر ِ‬
‫{وَهلُ ْم ف َ ْ ّ َ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ات ِم ْنـ ُه ْم َمغْ ِف َرةً َوأَ ْج ًرا ‪ ...‬الفتح ‪... 29 /‬‬ ‫اَّلل الَّ ِذين آمنُوا و َع ِملُوا َّ ِ‬
‫احل ِ‬
‫الص َ‬ ‫{و َع َد َُّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫يما}‬ ‫ِ‬
‫َعظ ً‬
‫ِ‬ ‫اَّلل قُـلُ َ ِ‬ ‫{أُولَئِ َ َّ ِ‬
‫َج ٌر ‪ ...‬احلجرات ‪... 3 /‬‬ ‫وهبُ ْم للتَّـ ْق َوى َهلُ ْم َم ْغف َرةٌ َوأ ْ‬ ‫ين ْامتَ َح َن َُّ‬ ‫ك الذ َ‬ ‫ْ‬
‫يم}‬ ‫ِ‬
‫َعظ ٌ‬
‫اس ُع ال َْمغْ ِف َرةِ} ‪ ...‬النجم ‪32 /‬‬ ‫كوِ‬
‫{إِ َّن َربَّ َ َ‬

‫(‪)91/1‬‬

‫اآلخرةِ ع َذاب َش ِدي ٌد ومغْ ِفرةٌ ِمن َِّ‬ ‫ِ‬


‫ض َوا ٌن} ‪ ...‬احلديد ‪20 /‬‬ ‫اَّلل َوِر ْ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫{وِيف َ َ ٌ‬ ‫َ‬
‫{سابُِقوا إِ َىل َم ْغ ِف َرةٍ ِم ْن َربِّ ُك ْم َو َجن ٍَّة} ‪ ...‬احلديد ‪21 /‬‬ ‫َ‬
‫ب َهلُم َمغْ ِفرةٌ وأ ْ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ري} ‪ ...‬امللك ‪12 /‬‬ ‫َج ٌر َكب ٌ‬ ‫ش ْو َن َرَّهبُ ْم ِابلْغَْي ِ ْ َ َ‬ ‫{إِ َّن الذ َ‬
‫ين خيَْ َ‬
‫اَّللُ ُه َو أ َْه ُل التَّـ ْق َوى َوأ َْه ُل ال َْم ْغ ِف َرةِ} ‪ ...‬املدثر ‪56 /‬‬
‫اء َّ‬ ‫شَ‬ ‫{وَما يَ ْذ ُك ُرو َن إِال أَ ْن يَ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ب يَن َقلبُو َن} ‪ ...‬الشعراء ‪227 /‬‬ ‫َي ُمن َقلَ ٍ‬‫ين ظَلَ ُموا أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫{و َسيَـ ْعلَ ُم الذ َ‬ ‫‪ 13‬ـ منقلب ‪َ ...‬‬
‫ريا ِم ْنـ َها ُمن َقلَبًا} ‪ ...‬الكهف ‪36 /‬‬ ‫ِ‬
‫ت إ َىل َرِّيب َألَج َد َّن َخ ْ ً‬
‫{ولَئِ ْن ُرِد ْد ُ ِ‬ ‫َ‬
‫يد} ‪ ...‬سبأ ‪7 /‬‬ ‫‪ 14‬ـ ممزق ‪{ ...‬إِذَا م ِزقـْتُم ُك َّل ممََُّز ٍق إِنَّ ُكم لَِفي َخل ٍْق ج ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ْ‬
‫اه ْم ُك َّل ممََُّز ٍق} ‪ ...‬سبأ ‪19 /‬‬ ‫يث َوَم َّزقـْنَ ُ‬
‫اد َ‬ ‫اهم أَح ِ‬
‫{فَ َج َعلْنَ ُ ْ َ‬
‫ف الْمم ِ‬
‫ات} ‪ ...‬لإلسراء ‪75 /‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫‪ 15‬ـ املمات ‪{ ...‬إِ ًذا َألَ َذقـْنَ َ‬
‫ف ا ْحلَيَاة َوض ْع َ َ َ‬ ‫ض ْع َ‬
‫اه ْم ‪ ...‬اجلاثية ‪... 21 /‬‬ ‫اء َْحميَ ُ‬ ‫{أَ ْن َْجنعلَ ُهم َكالَّ ِذين آمنُوا و َع ِملُوا َّ ِ ِ‬
‫الصاحلَات َس َو ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫َوممََا ُهتُ ْم}‬
‫ِِ‬ ‫اليت ونُ ِ‬
‫ني} ‪ ...‬األنعام ‪162 /‬‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬ ‫سكي َو َْحميَاي َوممََ ِايت ََّّلل َر ِّ‬ ‫ص ِ َ ُ‬ ‫{قُ ْل إِ َّن َ‬
‫ك فَانظُْر َما َذا تَـ َرى} ‪ ...‬الصافات ‪102 /‬‬ ‫ين إِِّين أ ََرى ِيف ال َْمنَ ِام أِّ‬
‫َين أَ ْذ َحبُ َ‬ ‫{ايبُ ََّ‬
‫‪ 16‬ـ املنام ‪َ ...‬‬
‫ك قَلِيالً} ‪ ...‬األنفال ‪43 /‬‬ ‫اَّللُ ِيف َمنَ ِام َ‬‫{إِ ْذ يُ ِري َك ُه ُم َّ‬
‫{وِمن ِ‬
‫َّها ِر} ‪ ...‬الروم ‪23 /‬‬ ‫آايتِه َمنَ ُام ُك ْم ِابللَّْي ِل َوالنـ َ‬‫َ ْ َ‬
‫ت ِيف َمنَ ِام َها} ‪ ...‬الزمر ‪42 /‬‬ ‫ني َم ْوِهتَا َوالَِّيت َملْ متَُ ْ‬‫سح َ‬
‫{اَّلل يـتـو َّّف األَنْـ ُف ِ‬
‫َ‬ ‫َُّ َ َ َ‬
‫اَّلل} ‪ ...‬يوسف ‪66 /‬‬ ‫ال لَن أُر ِسلَه مع ُكم ح َّىت تُـ ْؤتُ ِوين موثًِقا ِمن َِّ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫‪ 17‬ـ موثقاً ‪{ ...‬قَ َ ْ ْ ُ َ َ ْ َ‬
‫اَّلل} ‪ ...‬يوسف ‪80 /‬‬ ‫َخ َذ علَي ُكم موثًِقا ِمن َِّ‬ ‫ريُه ْم أََملْ تَـ ْعلَ ُموا أ َّ‬‫{قَ َ ِ‬
‫ْ‬ ‫َن أ ََاب ُك ْم قَ ْد أ َ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫ال َكب ُ‬
‫اَّلل َعلَى ما نَـ ُق ُ ِ‬ ‫ب ـ موثقهم ‪{ ...‬فَـلَ َّما آتَـ ْوهُ َم ْوثَِق ُه ْم قَ َ‬
‫يل} ‪ ...‬يوسف ‪66 /‬‬ ‫ول َوك ٌ‬ ‫َ‬ ‫ال َُّ‬
‫ني} ‪ ...‬البقرة ‪66 /‬‬ ‫‪ 18‬ـ موعظة ‪{ ...‬فَجعلْنَاها نَ َكاالً لِما ب ْني ي َديـها وما َخ ْل َفها ومو ِعظَةً لِل ِ‬
‫ْمتَّق َ‬
‫ُ‬ ‫َ ََْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ََ‬ ‫ََ َ‬
‫ف} ‪ ...‬البقرة ‪275 /‬‬ ‫اءهُ َم ْو ِعظَةٌ ِم ْن َربِِّه فَانتَـ َهى فَـلَهُ َما َسلَ َ‬ ‫{فَ َم ْن َج َ‬
‫ني} ‪ ...‬آل عمران ‪138/‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫{ه َذا بَـيَا ٌن لِلن ِ‬
‫َّاس َو ُه ًدى َوَم ْوعظَةٌ ل ْل ُمتَّق َ‬ ‫َ‬
‫ني} ‪ ...‬املائدة ‪46 /‬‬ ‫{ومص ِّدقًا لِما ب ْني ي َدي ِه ِمن التـَّوراةِ وه ًدى ومو ِعظَةً لِل ِ‬
‫ْمتَّق َ‬
‫ُ‬ ‫َُ َ َ َ َ َ ْ ْ ْ َ َ ُ ََْ‬

‫(‪)92/1‬‬

‫اح ِم ْن ُك ِّل َش ْي ٍء َم ْو ِعظَةً} ‪ ...‬األعراف ‪145 /‬‬ ‫{وَكتَـ ْبـنَا لَهُ ِيف األَل َْو ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اءتْ ُك ْم َم ْوعظَةٌ م ْن َربِّ ُك ْم َوش َفاءٌ ل َما ِيف ‪ ...‬يونس ‪... 57 /‬‬ ‫َّاس قَ ْد َج َ‬‫{اي أَيُّـ َها الن ُ‬ ‫َ‬
‫الص ُدوِر}‬ ‫ُّ‬
‫{وجاء َك ِيف ه ِذهِ ا ْحل ُّق ومو ِعظَةٌ و ِذ ْكرى لِل ِ‬
‫ني} ‪ ...‬هود ‪120 /‬‬ ‫ْم ْؤمنِ َ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ ََْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫سنَ ِة} ‪ ...‬النحل ‪125 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِاب ْحلِك ِ‬‫يل َربِّ َ‬‫ع إِ َىل َسبِ ِ‬
‫ْمة َوال َْم ْوعظَة ا ْحلَ َ‬
‫َ‬ ‫{ا ْد ُ‬
‫ين َخلَ ْوا ِم ْن قَـ ْبلِ ُك ْم ‪ ...‬النور ‪34 /‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫{ولََق ْد أَنزلْنَا إِلَْي ُكم ٍ ِ ٍ‬
‫آايت ُمبَـيّنَات َوَمثَالً م ْن الذ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ني}‬ ‫ومو ِعظَةً لِل ِ‬
‫ْمتَّق َ‬
‫ُ‬ ‫ََْ‬

‫(‪)93/1‬‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم الفاعل‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫‪ 1‬ـ ابقية ‪{ ...‬فَـ َه ْل تَـ َرى َهلُ ْم ِم ْن َابقِيَ ٍة} ‪ ...‬احلاقة ‪8 /‬‬
‫ين ظَلَ ُموا ِم ْن ُك ْم َخ َّ‬
‫اصةً} ‪ ...‬األنفال ‪25 /‬‬ ‫ص َّ َّ ِ‬
‫يَب الذ َ‬
‫ِ‬
‫{واتَّـ ُقوا ف ْتـنَةً ال تُ ِ َ‬
‫‪ 2‬ـ خاصة ‪َ ...‬‬
‫ال تَطَّلِ ُع َعلَى َخائِنَ ٍة ِم ْنـ ُه ْم إِال قَلِيال ِم ْنـ ُه ْم ‪ ... } ...‬املائدة ‪13 /‬‬ ‫{وال تَـ َز ُ‬ ‫‪ 3‬ـ خائنة ‪َ ...‬‬
‫ور} ‪ ...‬غافر ‪19 /‬‬ ‫ني َوَما ُختْ ِفي ُّ‬
‫الص ُد ُ‬ ‫{يَـ ْعلَ ُم َخائِنَةَ األَ ْع ُ ِ‬
‫‪ 4‬ـ شاكلته ‪{ ...‬قُ ْل ُكلٌّ يَـ ْع َم ُل َعلَى َشاكِلَتِ ِه} ‪ ...‬اإلسراء ‪84 /‬‬
‫اغيَ ِة} ‪ ...‬احلاقة ‪5 /‬‬ ‫‪ 5‬ـ الطاغية ‪{ ...‬فَأ ََّما َمثُود فَأ ُْهلِ ُكوا ِابلطَّ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬آل عمران ‪137/‬‬‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم َك ّذبِ َ‬
‫ض فَانْظُروا َك ْي َ‬ ‫ريوا ِيف األ َْر ِ‬ ‫‪ 6‬ـ عاقبة ‪{ ...‬فَس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬األنعام ‪11 /‬‬ ‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم َك ّذبِ َ‬ ‫{ َك ْي َ‬
‫ف تَـ ْعلَ ُمو َن َم ْن تَ ُكو ُن لَهُ َعاقِبَةُ الدَّا ِر} ‪ ...‬األنعام ‪135 /‬‬ ‫س ْو َ‬‫{فَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬األعراف ‪84 /‬‬ ‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم ْج ِرم َ‬ ‫{فَانظُْر َك ْي َ‬
‫ين} ‪ ...‬األعراف ‪86 /‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الْ ُم ْفسد َ‬ ‫{وانظُُروا َك ْي َ‬ ‫َ‬
‫ين} ‪ ...‬األعراف ‪103 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم ْفسد َ‬ ‫{فَانظُْر َك ْي َ‬
‫ادهِ والْعاقِبةُ لِل ِ‬ ‫َّلل يوِرثُـها من ي َ ِ ِ ِ‬ ‫{إِ َّن األَر ِ ِ‬
‫ني} ‪ ...‬األعراف ‪128 /‬‬ ‫ْمتَّق َ‬
‫شاءُ م ْن عبَ َ َ َ ُ‬ ‫ض َّ ُ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬يونس ‪39 /‬‬ ‫ف َكا َن َعاقبَةُ الظَّال ِم َ‬ ‫{فَانْظُْر َك ْي َ‬
‫ِ‬
‫ين} ‪ ...‬يوسف ‪73 /‬‬ ‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم ْن َذ ِر َ‬ ‫{فَانْظُْر َك ْي َ‬
‫ني} ‪ ...‬هود ‪49 /‬‬ ‫{فَاصِّب إِ َّن الْعاقِبةَ لِل ِ‬
‫ْمتَّق َ‬‫َ ُ‬ ‫ْْ‬
‫ين ِم ْن ‪ ...‬يوسف ‪... 109 /‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الذ َ‬ ‫ض فَـيَـ ْنظُُروا َك ْي َ‬ ‫ريوا ِيف األ َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫{أَفَـلَ ْم يَس ُ‬
‫قَـ ْبلِ ِه ْم}‬
‫ك َوال َْعاقِبَةُ لِلتَّـ ْق َوى} ‪ ...‬النحل ‪36 /‬‬ ‫ك ِر ْزقًا َْْن ُن نَـ ْرُزقُ َ‬ ‫{ال نَ ْسأَلُ َ‬
‫{والعاقِبَةُ لِلتَّـ ْق َوى} ‪ ...‬طه ‪132 /‬‬ ‫َ‬
‫َّلل َعاقِبَةُ ْاأل ُُموِر} ‪ ...‬احلج ‪41 /‬‬ ‫{وَِِّ‬
‫َ‬
‫ين} ‪ ...‬النمل ‪14 /‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم ْفسد َ‬ ‫{فَانظُْر َك ْي َ‬

‫(‪)94/1‬‬

‫ف َكا َن َعاقِبَةُ َم ْك ِرِه ْم} ‪ ...‬النمل ‪51 /‬‬‫{فَانظُْر َك ْي َ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم ْج ِرم َ‬
‫ني} ‪ ...‬النمل ‪69 /‬‬ ‫{فَانظُُروا َك ْي َ‬
‫{وَم ْن تَ ُكو ُن لَهُ َعاقِبَةُ الدَّا ِر} ‪ ...‬القصص ‪37 /‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬القصص ‪40 /‬‬ ‫ف َكا َن َعاقبَةُ الظَّالم َ‬ ‫{فَانظُْر َك ْي َ‬
‫ني} ‪ ...‬القصص ‪83 /‬‬ ‫{والْعاقِبةُ لِل ِ‬
‫ْمتَّق َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ين ِم ْن قَـ ْبلِ ِه ْم} ‪ ...‬الروم ‪9 /‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الذ َ‬ ‫{ َك ْي َ‬
‫السوأَى} ‪ ...‬الروم ‪10 /‬‬ ‫َساءُوا ُّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ين أ َ‬‫{مثَّ َكا َن َعاقبَةَ الذ َ‬ ‫ُ‬
‫ين ِم ْن قَـ ْب ُل} ‪ ...‬الروم ‪42 /‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الذ َ‬ ‫{فَانظُُروا َك ْي َ‬
‫اَّلل َعاقِبَةُ األ ُُموِر} ‪ ...‬لقمان ‪.22 /‬‬ ‫{وإِ َىل َِّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ين م ْن قَـ ْبل ِه ْم} ‪ ...‬فاطر ‪44 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الذ َ‬ ‫{ َك ْي َ‬
‫ِ‬
‫ين} ‪ ...‬الصافات ‪73 /‬‬ ‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْمن َذ ِر َ‬ ‫{فَانظُْر َك ْي َ‬
‫ين ِم ْن قَـ ْبلِ ِه ْم} ‪ ...‬غافر ‪21 /‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الذ َ‬ ‫{ َك ْي َ‬
‫ين ِم ْن قَـ ْبلِ ِه ْم} ‪ ...‬غافر ‪82 /‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الذ َ‬ ‫{ َك ْي َ‬
‫ِ‬
‫ين} ‪ ...‬الزخرف ‪25 /‬‬ ‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْمن َذ ِر َ‬ ‫{فَانظُْر َك ْي َ‬
‫ين ِم ْن قَـ ْبلِ ِه ْم} ‪ ...‬حممد ‪10 /‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الذ َ‬ ‫{ َك ْي َ‬
‫{وَكا َن َعاقِبَةُ أ َْم ِرَها ُخ ْس ًرا} ‪ ...‬الطالق ‪9 /‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يها} ‪ ...‬احلشر ‪17 /‬‬ ‫{فَ َكا َن َعاقبَـتَـ ُه َما أ ََّهنُ َما ِيف النَّا ِر َخال َديْ ِن ف َ‬
‫ون َِّ‬
‫اَّلل َك ِ‬
‫اش َفةٌ} ‪ ...‬النجم ‪ 57/‬ـ ‪58‬‬ ‫ت اآل ِزفَةُ ‪ -‬لَْيس َهلَا ِمن ُد ِ‬ ‫‪ 7‬ـ كاشفة ‪{ ...‬أَ ِزفَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت الْواقِعةُ ‪ -‬لَيس لِوقـْعتِها َك ِ‬
‫اذبَةٌ} ‪ ...‬الواقعة ‪ 1 /‬ـ ‪2‬‬ ‫ْ َ َ ََ‬ ‫‪ 8‬ـ كاذبة ‪{ ...‬إِذَا َوقَـ َع ْ َ َ‬
‫الغيَةً} ‪ ...‬الغاشية ‪11 /‬‬ ‫‪ 9‬ـ الغية ‪{ ...‬ال تَسمع فِيها ِ‬
‫َُْ َ‬

‫(‪)95/1‬‬

‫‪ 4‬ـ العدول عن املصدر إىل اسم املفعول‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫صر ويـبْ ِ‬
‫ص ُرو َن ‪ِ -‬أبَيِّي ُك ُم ال َْم ْفتُو ُن} ‪ ...‬القلم ‪ 5 /‬ـ ‪6‬‬ ‫‪ 1‬ـ املفتون ‪{ ...‬فَ ِ‬
‫ستُـ ْب ُ َ ُ‬‫َ‬
‫وبٍٍٍ} ‪ ...‬هود ‪65 /‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ك َو ْع ٌد غَ ْري َم ْك ُذ ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ 2‬ـ مكذوب ‪َ { ...‬ذل َ‬
‫ُ‬

‫اثنياً ـ العدول عن اسم الفاعل‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل اسم املفعول‪:‬‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ب إِنَّهُ َكا َن َو ْع ُدهُ َمأْتِيًّا} ‪ ...‬مرمي ‪61 /‬‬ ‫ادهُ ِابلْغَْي ِ‬ ‫‪ 1‬ـ مأتيا ‪{ ...‬وع َد َّ ِ‬
‫الر ْمحَ ُن عبَ َ‬ ‫ََ‬
‫وم} ‪ ...‬الطور ‪44 /‬‬ ‫‪ 2‬ـ مركوم ‪{ ...‬وإِ ْن يـروا كِس ًفا ِمن َّ ِ ِ‬
‫اب َم ْرُك ٌ‬
‫الس َماء َساقطًا يَـ ُقولُوا َس َح ٌ‬ ‫َ ََ ْ ْ ْ‬
‫ك وبني الَّ ِذين ال يـ ْؤِمنو َن ِاب ِ‬
‫آلخ َرةِ ‪ ...‬اإلسراء ‪45 /‬‬ ‫{وإِذَا قَـ َرأْ َ‬
‫ت الْ ُق ْرآ َن َج َعلْنَا بَـ ْيـنَ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫‪ 3‬ـ مستوراً ‪َ ...‬‬
‫‪...‬‬
‫ورا}‬ ‫ِ‬
‫ح َج ًااب َم ْستُ ً‬
‫يها َخالِ ُدو َن} ‪ ...‬البقرة ‪25‬‬ ‫ِ‬
‫َّرةٌ َو ُه ْم ف َ‬
‫اج ُمطَه َ‬ ‫يها أَ ْزَو ٌ‬
‫ِ‬
‫{وَهلُ ْم ف َ‬‫‪ 4‬ـ مطهرة ‪َ ...‬‬
‫ضوا ٌن ِمن َِّ‬ ‫{خالِ ِد ِ‬
‫اَّلل} ‪ ...‬آل عمران ‪15 /‬‬ ‫َّرةٌ َوِر ْ َ َ‬ ‫اج ُمطَه َ‬ ‫يها َوأَ ْزَو ٌ‬‫ين ف َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫اج ُمطَ َّه َرةٌ َونُ ْدخلُ ُه ْم ِظالً ظَلِيالً} ‪ ...‬النساء ‪57 /‬‬ ‫ِ‬
‫يها أَ ْزَو ٌ‬
‫{ َهلُ ْم ف َ‬
‫َّرةٍ} ‪ ...‬عبس ‪12/‬ـ ‪14‬‬ ‫ف م َك َّرم ٍة ‪ -‬مرفُ َ ٍ‬
‫وعة ُمطَه َ‬ ‫ص ُح ُ َ َ ْ‬
‫{فَمن َشاء ذَ َكرهُ ‪ِ -‬يف ُ ٍ‬
‫َْ َ َ‬
‫ول ِمن َِّ‬
‫َّرةً} ‪ ...‬البينة ‪2 /‬‬ ‫ص ُح ًفا ُمطَه َ‬ ‫اَّلل يَـ ْتـلُوا ُ‬ ‫{ر ُس ٌ ْ‬ ‫َ‬
‫ب ا ْحل ِ‬ ‫‪ 5‬ـ مكظوم ‪{ ...‬وال تَ ُكن َك ِ‬
‫وم} ‪ ...‬القلم ‪48 /‬‬ ‫وت إِ ْذ َان َدى َو ُه َو َم ْكظُ ٌ‬ ‫صاح ِ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل الصفة املشبهة‪:‬‬

‫(‪)96/1‬‬

‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬


‫‪ 1‬ـ أليم ‪{ ...‬وَهلم َع َذاب أَلِيم ِمبَا َكانُوا يك ِ‬
‫ْذبُو َن} ‪ ...‬البقرة ‪... 10 /‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫َ ُْ‬
‫[وقد ورد صيغة ‪...‬‬
‫(أليم) يف اثنني وسبعني موضعاً يف القرآن الكرمي]‬
‫ض} ‪ ...‬البقرة ‪117 /‬‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬‫السمو ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َّ َ َ‬ ‫‪ 2‬ـ بديع ‪{ ...‬بَد ُ‬
‫َىن يَ ُكو ُن لَهُ َولَ ٌد} ‪ ...‬األَنعام ‪101 /‬‬ ‫ض أ َّ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫السمو ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َّ َ َ‬ ‫{بَد ُ‬
‫َّلل َح ِسيبًا} ‪ ...‬النساء ‪6 /‬‬ ‫‪ 3‬ـ حسيباً ‪َ { ...‬ك َفى ِاب َِّ‬
‫اَّللَ َكا َن َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َح ِسيبًا} ‪ ...‬النساء ‪86 /‬‬ ‫{إِ َّن َّ‬
‫ك َح ِسيبًا} ‪ ...‬األَسراء ‪14 /‬‬ ‫ك الْيَـ ْوَم َعلَْي َ‬ ‫ك َك َفى بِنَـ ْف ِس َ‬‫{اقـ َْرأْ كِتَابَ َ‬
‫َّلل َح ِسيبًا} ‪ ...‬األَحزاب ‪39 /‬‬ ‫اَّلل وَك َفى ِاب َِّ‬ ‫ش ْو َن أ َ ِ‬
‫َح ًدا إالَّ ََّ َ‬ ‫{والَ خيَْ َ‬ ‫َ‬
‫ني} ‪ ...‬النعام ‪163 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يك لَهُ َوبِ َذل َ‬ ‫‪ 4‬ـ شريك ‪{ ...‬ال َش ِر َ‬
‫ت َوأ ََان أ ََّو ُل ال ُْم ْسلم َ‬
‫ك أُم ْر ُ‬
‫ْك} ‪ ...‬األَسراء ‪111 /‬‬ ‫يك ِيف الْمل ِ‬ ‫{وَملْ يَ ُك ْن لَهُ َش ِر ٌ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يك ِيف ال ُْملْك} ‪ ...‬الفرقان ‪2 /‬‬ ‫ِ‬ ‫{وَملْ يَ ُك ْن لَهُ َش ِر ٌ‬‫َ‬
‫{وَما َهلُ ْم فِي ِه َما ِم ْن ِش ْر ٍك َوَما لَهُ ِم ْنـ ُه ْم ِم ْن ظَ ِه ٍري} ‪ ...‬سبأ ‪22 /‬‬‫‪ 5‬ـ ظهري ‪َ ...‬‬
‫ري} ‪ ...‬التحرمي ‪4 /‬‬ ‫ك ظَ ِه ٌ‬ ‫{وال َْمألَئِ َكةُ بَـ ْع َد ذَلِ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{ال َأيْتُو َن ِمبثْله َولَ ْو َكا َن بَـ ْع ُ‬
‫ريا} ‪ ...‬األَسراء ‪88 /‬‬ ‫ض ظَ ِه ً‬ ‫ض ُه ْم لبَـ ْع ٍ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ريا} ‪ ...‬الفرقان ‪55 /‬‬ ‫{وَكا َن الْ َكاف ُر َعلَى َربّه ظَ ِه ً‬ ‫َ‬
‫ت علَ َّي فَـلَن أَ ُكو َن ظَ ِهريا لِل ِ‬
‫ني} ‪ ...‬القصص ‪17 /‬‬ ‫ْم ْج ِرم َ‬ ‫ً ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب ِمبَا أَنْـ َع ْم َ َ‬ ‫ال َر ِّ‬ ‫{قَ َ‬
‫{فَال تَ ُكونَ َّن ظَ ِه ِ ِ‬
‫ين} ‪ ...‬القصص ‪86 /‬‬ ‫ريا ل ْل َكاف ِر َ‬‫ً‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص ْوا ُر ُسلَهُ َواتَّـبَـ ُعوا أ َْم َر ُك ِّل َجبَّا ٍر َعنيد} ‪ ...‬هود ‪59 /‬‬ ‫{و َع َ‬
‫‪ 6‬ـ عنيد ‪َ ...‬‬
‫يد} ‪ ...‬ابراهيم ‪15 /‬‬ ‫{واستَـ ْفتَحوا و َخاب ُك ُّل جبَّا ٍر َعنِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ‬
‫يد} ‪ ...‬ق ‪24 /‬‬ ‫{أَل ِْقيا ِيف جهنَّم ُكلَّ َك َّفا ٍر َعنِ ٍ‬
‫َ ََ َ‬
‫آلايتِنَا َعنِي ًدا} ‪ ...‬املدثر ‪15 /‬‬ ‫ب ـ عنيداً ‪َ { ...‬كالّ إِنَّهُ َكا َن َ‬
‫‪ 7‬ـ قرين ‪{ ...‬قَ َ ِ ِ‬
‫ين} ‪ ...‬الصافات ‪51 /‬‬ ‫ال قَائ ٌل م ْنـ ُه ْم إِِّين َكا َن ِيل قَ ِر ٌ‬

‫(‪)97/1‬‬

‫ين} ‪ ...‬الزخرف ‪36 /‬‬ ‫ض لَهُ َش ْيطَ ًاان فَـ ُه َو لَهُ قَ ِر ٌ‬ ‫ش َع ْن ِذ ْك ِر َّ‬
‫الر ْمحَ ُن نُـ َقيِّ ْ‬ ‫{وَم ْن يَـ ْع ُ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ين} ‪ ...‬الزخرف ‪38 /‬‬ ‫س الْ َق ِر ُ‬
‫ك بُـ ْع َد ال َْم ْش ِرقَ ْني فَب ْئ َ‬ ‫ت بَـ ْي ِين َوبَـ ْيـنَ َ‬
‫ال َايلَْي َ‬
‫{قَ َ‬
‫اء قَ ِرينًا} ‪ ...‬النساء ‪38 /‬‬ ‫سَ‬ ‫الش ْيطَا ُن لَهُ قَ ِرينًا فَ َ‬ ‫{وَم ْن يَ ُك ِن َّ‬ ‫َ‬
‫ي َعتِي ٌد} ‪ ...‬ق ‪23 /‬‬ ‫ال قَ ِرينُهُ َه َذا َما لَ َد َّ‬ ‫{وقَ َ‬
‫َ‬
‫الل ب ِع ٍ‬ ‫ال قَ ِرينُهُ َربـَّنَا َما أَطْغَْيـتُهُ َولَكِ ْن َكا َن ِيف َ‬
‫يد} ‪ ...‬ق ‪27 /‬‬ ‫ض ٍ َ‬ ‫{قَ َ‬
‫ال قَ ِعي ٌد} ‪ ...‬ق ‪17 /‬‬ ‫شم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َع ْن الْيَ ِم ِ‬ ‫‪ 8‬ـ قعيد ‪{ ...‬إِ ْذ يـتَـلَ َّقى الْمتَـلَ ِّقي ِ‬
‫ني َو َع ْن ال ّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫صوا َِجنيًّا} ‪ ...‬يوسف ‪80 /‬‬ ‫ِ‬
‫سوا م ْنهُ َخلَ ُ‬ ‫استَـ ْيـئَ ُ‬
‫‪ 9‬ـ جنيّا ‪{ ...‬فَـلَ َّما ْ‬
‫ب الطُّوِر األ َْميَ ِن َوقَـ َّربْـنَاهُ َِجنيًّا} ‪ ...‬مرمي ‪52 /‬‬ ‫{وَان َديْـنَاهُ ِم ْن َجانِ ِ‬
‫َ‬
‫ودو َن ِيف ا ْحلَافِ َرةِ ‪ -‬أَئِ َذا ُكنَّا ِعظَ ًاما َِخن َرةً} ‪ ...‬النازعات‪10/‬ـ‪11‬‬ ‫‪ 10‬ـ خنرة ‪{ ...‬يَـ ُقولُو َن أَئِنَّا لَ َم ْر ُد ُ‬
‫َخي ‪ -‬ا ْش ُد ْد بِ ِه ‪ ...‬طه ‪ 29 /‬ـ ‪... 31‬‬ ‫‪ 11‬ـ وزيراً ‪{ ...‬واجعل ِيل وِزيرا ِمن أ َْهلِي ‪ -‬هارو َن أ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ َْ ْ َ ً ْ‬
‫أَ ْزِري}‬
‫ارو َن َوِز ًيرا} ‪ ...‬الفرقان ‪35 /‬‬ ‫ِ‬
‫َخاهُ َه ُ‬
‫اب َو َج َعلْنَا َم َعهُ أ َ‬
‫وسى الْكتَ َ‬
‫{ولََق ْد آتَـ ْيـنَا ُم َ‬
‫َ‬

‫(‪)98/1‬‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل صيغ املبالغة‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ني} ‪ ...‬الدخان ‪51 /‬‬ ‫ني ِيف َم َق ٍام أ َِم ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ 1‬ـ أمني ‪{ ...‬إِ َّن ال ُْمتَّق َ‬
‫ني} ‪ ...‬التني ‪3 /‬‬ ‫{و َه َذا الْبَـلَ ِد األ َِم ِ‬ ‫َ‬
‫اء َان م ْن بَ ِش ٍري َوال نَ ِذي ٍر} ‪ ...‬املائدة ‪19 /‬‬ ‫ِ‬
‫‪ 2‬ـ بشري ‪{ ...‬أَ ْن تَـ ُقولُوا َما َج َ‬
‫ري َونَ ِذ ٌير} ‪ ...‬املائدة ‪19 /‬‬ ‫ِ‬
‫اء ُك ْم بَش ٌ‬ ‫{فَـ َق ْد َج َ‬
‫ري لَِق ْوٍم يُـ ْؤِمنُو َن} ‪ ...‬األَعراف ‪188 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{إِ ْن أ ََان إِالّ نَذ ٌير َوبَش ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ريا} ‪ ...‬يوسف ‪96 /‬‬ ‫اء الْبَشريُ أَلْ َقاهُ َعلَى َو ْج ِهه فَ ْارتَ َّد بَص ً‬ ‫{فَـلَ َّما أَ ْن َج َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ري} ‪ ...‬هود ‪2 /‬‬ ‫اَّللَ إِنَِّين لَ ُك ْم منْهُ نَذ ٌير َوبَش ٌ‬ ‫{أَالَّ تَـ ْعبُ ُدوا إِالّ َّ‬
‫ريا َونَ ِذ ًيرا} ‪ ...‬البقرة ‪119 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ـ بشرياً ‪{ ...‬إِ َّان أ َْر َسلْنَ َ ِ‬
‫اك اب ْحلَ ِّق بَش ً‬
‫ريا َونَ ِذ ًيرا} ‪ ...‬سبأ ‪28 /‬‬ ‫اك إِالَّ َكافَّةً لِلن ِ ِ‬
‫َّاس بَش ً‬ ‫{وَما أ َْر َسلْنَ َ‬‫َ‬
‫ريا َونَ ِذ ًيرا} ‪ ...‬فاطر ‪24 /‬‬ ‫ِ‬ ‫{إِ َّان أ َْر َسلْنَ َ ِ‬
‫اك اب ْحلَ ِّق بَش ً‬
‫َك بَ ِغيًّا} ‪ ...‬مرمي ‪20 /‬‬ ‫س ْس ِين بَ َ‬
‫ش ٌر َوَملْ أ ُ‬ ‫َىن يَ ُكو ُن ِيل غُ ٌ‬
‫الم َوَملْ ميَْ َ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫‪ 3‬ـ بغياً ‪{ ...‬قَالَ ْ‬
‫ك بَ ِغيًّا} ‪ ...‬مرمي ‪28 /‬‬ ‫ت أ ُُّم ِ‬‫وك ْام َرأَ َس ْوٍء َوَما َكانَ ْ‬ ‫ت هارو َن ما َكا َن أَب ِ‬
‫ُ‬ ‫{ايأُ ْخ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫‪ 4‬ـ حفيظ ‪{ ...‬فَمن أَبصر فَلِنـ ْف ِس ِه ومن ع ِمي فَـعلَيـها وما أ ََان علَي ُكم ِحب ِف ٍ‬
‫يظ} ‪ ...‬األَنعام ‪104 /‬‬ ‫ََ ْ َ َ َ ْ َ ََ َ ْ ْ َ‬ ‫َ ْ ْ ََ َ‬
‫اَّلل َخ ْري لَ ُكم إِ ْن ُكنتم م ْؤِمنِني وما أ ََان علَي ُكم ِحب ِف ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫يظ} ‪ ...‬هود ‪86 /‬‬ ‫ُْ ُ َ ََ َ ْ ْ َ‬ ‫{بَقيَّةُ َّ ٌ ْ‬
‫يم} ‪ ...‬يوسف ‪55 /‬‬ ‫ض إِِّين ح ِفي ٌ ِ‬ ‫اج َعل ِْين َعلَى َخ َزائِ ِن األ َْر ِ‬
‫ظ َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ‬ ‫{قَ َ‬
‫اب َح ِفيظٌ} ‪ ...‬ق ‪4 /‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫{قَ ْد علِمنا ما تَـ ْنـ ُقص األَر ِ‬
‫ض م ْنـ ُه ْم َوع ْن َد َان كتَ ٌ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ َْ َ‬
‫اب ح ِف ٍ‬ ‫ِ‬
‫يظ} ‪ ...‬ق ‪32 /‬‬ ‫وع ُدو َن ل ُك ِّل أ ََّو ٍ َ‬ ‫{ه َذا َما تُ َ‬ ‫َ‬
‫اك َعلَْي ِه ْم َح ِفيظًا} ‪ ...‬النساء ‪80 /‬‬ ‫{وَم ْن تَـ َو َّىل فَ َما أ َْر َسلْنَ َ‬
‫َ‬
‫اك َعلَْي ِه ْم َح ِفيظًا} ‪ ...‬األَنعام ‪107 /‬‬ ‫{وَما َج َعلْنَ َ‬ ‫َ‬
‫اك َعلَْي ِه ْم َحفيظًا} ‪ ...‬الشورى ‪48 /‬‬ ‫ِ‬ ‫{فَ َما أ َْر َسلْنَ َ‬
‫ك ح ِف ٌّي ع ْنـها قُل إِ َّمنَا ِعلْمها ِع ْن َد َِّ‬
‫اَّلل} ‪ ...‬األَعراف ‪187 /‬‬ ‫َُ‬ ‫ك َكأَنَّ َ َ َ َ ْ‬ ‫‪ 5‬ـ حف ّي ‪{ ...‬يَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ك َرِّيب إِنَّهُ َكا َن ِيب َح ِفيًّا} ‪ ...‬مرمي ‪47 /‬‬ ‫َستَـ ْغ ِف ُر لَ َ‬
‫ك َسأ ْ‬ ‫ال َسالَ ٌم َعلَْي َ‬
‫{قَ َ‬

‫(‪)99/1‬‬

‫يب} ‪ ...‬املائدة ‪117 /‬‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫نت أَنْ َ‬ ‫‪ 6‬ـ رقيب ‪{ ...‬فَـلَ َّما تَـ َوفَّـ ْيـتَ ِين ُك َ‬
‫الرق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب} ‪ ...‬هود ‪93 /‬‬ ‫{و ْارتَقبُوا إِِّين َم َع ُك ْم َرق ٌ‬ ‫َ‬
‫يب َعتِي ٌد} ‪ ...‬ق ‪18 /‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫{ما يـل ِْف ُ ِ‬
‫ظ م ْن قَـ ْو ٍل إِالّ لَ َديْه َرق ٌ‬ ‫َ َ‬
‫الس ِمي ِع} ‪ ...‬هود ‪24 /‬‬ ‫ني َكاألَ ْعمى واألَص ِم والْب ِ‬
‫ص ِري َو َّ‬ ‫{مثَل الْ َف ِري َق ْ ِ‬
‫َ َ َّ َ َ‬ ‫‪ 7‬ـ مسيع ‪ُ َ ...‬‬
‫اج نَـ ْبـتَلِ ِيه فَ َج َعلْنَاهُ َِمس ًيعا ‪ ...‬اإلنسان ‪... 2 /‬‬
‫شٍ‬ ‫َنسا َن ِم ْن نُطْ َف ٍة أ َْم َ‬ ‫ِ‬
‫{إ َّان َخلَ ْقنَا األ َ‬
‫ريا}‬ ‫ِ‬
‫بَص ً‬
‫ورا} ‪ ...‬الفرقان ‪48 /‬‬ ‫‪ 8‬ـ طهوراً ‪{ ...‬وأَنزلْنا ِمن َّ ِ‬
‫اء طَ ُه ً‬ ‫الس َماء َم ً‬ ‫َ ََ ْ‬
‫ِ ِ ٍ‬
‫ورا} ‪ ...‬اإلنسان ‪21 /‬‬ ‫اه ْم َرُّهبُ ْم َش َر ًااب طَ ُه ً‬‫َسا ِوَر م ْن فضَّة َو َس َق ُ‬ ‫{و ُحلُّوا أ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 4‬ـ العدول عن اسم الفاعل إىل املصدر‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ورا} ‪ ...‬الفرقان ‪18 /‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ 1‬ـ بوراً ‪ِ ...‬‬
‫سوا ال ّذ ْك َر َوَكانُوا قَـ ْوًما بُ ً‬ ‫آاب َء ُه ْم َح َّىت نَ ُ‬
‫َّعتَـ ُه ْم َو َ‬
‫{ولَك ْن َمتـ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ورا} ‪ ...‬الفتح ‪12 /‬‬ ‫ك ِيف قُـلُوبِ ُك ْم َوظَنَـ ْنـتُ ْم ظَ َّن َّ‬
‫الس ْوء َوُك ْنـتُ ْم قَـ ْوًما بُ ً‬ ‫{وُزيِّ َن َذلِ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يع لَهُ طَلَبًا} ‪ ...‬الكهف ‪41 /‬‬ ‫صبِ َح َما ُؤ َها غَ ْوًرا فَـلَ ْن تَ ْستَط َ‬ ‫‪ 2‬ـ غوراً ‪{ ...‬أ َْو يُ ْ‬
‫ني} ‪ ...‬امللك ‪30 /‬‬ ‫َصبَ َح َما ُؤُك ْم غَ ْوًرا فَ َم ْن َأيْتِي ُك ْم ِمبَ ٍاء َم ِع ٍ‬‫{قُ ْل أ ََرأَيْـتُ ْم إِ ْن أ ْ‬
‫ازةٍ ِم ْن ال َْع َذ ِ‬ ‫َّه ْم ِمبََف َ‬
‫اب} ‪ ...‬آل عمران ‪188/‬‬ ‫سبَـنـ ُ‬‫‪ 3‬ـ مفازة ‪{ ...‬فَألَ َحتْ َ‬
‫ازِهتِ ْم} ‪ ...‬الزمر ‪61 /‬‬ ‫ين اتَّـ َقوا ِمبََف َ‬ ‫{ويـنَ ِجي َّ َّ ِ‬
‫اَّللُ الذ َ‬ ‫َُ ّ‬

‫(‪)100/1‬‬

‫اثلثاً ـ العدول عن الصفة املشبهة‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ العدول عن الصفة املشبهة عن اسم الفاعل‪:‬‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫كوَِ ِ‬
‫ضائ ٌق بِه َ‬
‫ص ْد ُر َك} ‪ ...‬هود ‪112 /‬‬ ‫وحى إِلَْي َ َ‬ ‫‪ 1‬ـ ضائق ‪{ ...‬فَـلَ َعلَّ َ‬
‫ك َات ِر ٌك بَـ ْع َ‬
‫ض َما يُ َ‬

‫(‪)101/1‬‬

‫رابعاً ـ العدول من اسم املفعول‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل صيغ املبالغة‪:‬‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ريا} ‪ ...‬األَنسان ‪8 /‬‬
‫يما َوأَس ً‬ ‫ام َعلَى ُحبّه م ْسكينًا َويَت ً‬ ‫{ويُطْع ُمو َن الطَّ َع َ‬ ‫‪ 1‬ـ أسرياً ‪َ ...‬‬
‫ث} ‪ ...‬البقرة ‪71 /‬‬ ‫ض َوالَ تَ ْس ِقي ا ْحلَْر َ‬
‫ري األ َْر َ‬ ‫‪ 2‬ـ ذلول ‪{ ...‬إِ َّهنَا بـ َقرةٌ الَ ذَلُ ٌ ِ‬
‫ول تُث ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫شوا ِيف َمنَاكبِ َها} ‪ ...‬امللك ‪15 /‬‬ ‫ِ‬
‫ض ذَلُوالً فَ ْام ُ‬ ‫{ه َو الَّذي َج َع َل لَ ُك ْم األ َْر َ‬ ‫ُ‬
‫يم} ‪ ...‬يوسف ‪84 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّت َع ْيـنَاهُ م َن ا ْحلُْزن فَـ ُه َو َكظ ٌ‬‫{وابْـيَض ْ‬‫‪ 3‬ـ كظيم ‪َ ...‬‬
‫ِ‬ ‫{وإِذَا بُ ِّ‬
‫يم} ‪ ...‬النحل ‪58 /‬‬ ‫َح ُد ُه ْم ِابألَنثَى ظَلَّ َو ْج ُههُ ُم ْس َودًّا َو ُه َو َكظ ٌ‬ ‫ش َر أ َ‬ ‫َ‬
‫يم} ‪ ...‬الزخرف ‪17 /‬‬ ‫ِ‬
‫{ظَ َّل َو ْج ُههُ ُم ْس َودًّا َو ُه َو َكظ ٌ‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل املصدر‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ين} ‪ ...‬يوسف ‪30 /‬‬ ‫ودةٍ وَكانُوا فِ ِيه ِمن َّ ِ ِ‬ ‫‪ 1‬ـ خبَْس ‪{ ...‬و َشروه بِثَم ٍن خبَْ ٍ ِ‬
‫الزاهد َ‬ ‫ْ‬ ‫س َد َراه َم َم ْع ُد َ َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬
‫السمو ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫ات َواأل َْر ِ‬
‫ض} ‪ ...‬النمل ‪25 /‬‬ ‫ب َء ِيف َّ َ َ‬ ‫ِج ْ‬
‫اخلَ ْ‬ ‫بء ‪{ ...‬أَالَّ يَ ْس ُج ُدوا ََّّلل الذي خيُْر ُ‬ ‫‪ 2‬ـ اخلَ ْ‬
‫ب} ‪ ...‬يوسف ‪18 /‬‬ ‫يص ِه بِ َدٍم َك ِذ ٍ‬ ‫ب ‪{ ...‬وجاءوا َعلَى قَ ِم ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫‪ 3‬ـ َك ِذ ٍ‬
‫ال َو ُه َو ُك ْرهٌ لَ ُك ْم} ‪ ...‬البقرة ‪216 /‬‬ ‫ب َعلَْي ُك ُم ال ِْقتَ ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ 4‬ـ ُك ْره ‪ُ { ...‬كت َ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫ض َع ْتهُ ‪ ...‬األحقاف ‪15 /‬‬ ‫س ًاان َمحَلَْتهُ أ ُُّمهُ ُك ْرًها َوَو َ‬
‫نسا َن ب َوال َديْه إ ْح َ‬‫ص ْيـنَا ا ِإل َ‬
‫{وَو َّ‬
‫َ‬
‫ُك ْرًها}‬

‫(‪)102/1‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل اسم الفاعل‪:‬‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ب اجعل ه َذا بـلَ ًدا ِ‬ ‫‪ 1‬ـ آمنا ‪{ ...‬وإِ ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫آمنًا} ‪ ...‬البقرة ‪126 /‬‬ ‫يم َر ِّ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ال إبْـ َراه ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ات م َق ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يم َوَم ْن َد َخلَهُ َكا َن آمنًا} ‪ ...‬آل عمران ‪97 /‬‬ ‫ام إبْـ َراه َ‬ ‫ت بَـيِّنَ ٌ َ ُ‬ ‫آاي ٌ‬‫{فيه َ‬
‫ب اجعل ه َذا بـلَ ًدا ِ‬ ‫{وإِ ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫آمنًا} ‪ ...‬ابراهيم ‪35 /‬‬ ‫يم َر ِّ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ال إبْـ َراه ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ات ُك ِّل َش ْيء} ‪ ...‬القصص ‪57 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{أ ََوَملْ ُمنَ ّك ْن َهلُ ْم َح َرًما آمنًا ُُْي ََب إلَْيه َمثََر ُ‬
‫آمنًا} ‪ ...‬العنكبوت ‪67 /‬‬ ‫{أَوَمل يـروا أ ََّان جعلْنا حرما ِ‬
‫َ َ َ َ ًَ‬ ‫َ ْ ََ ْ‬
‫ِ‬
‫{أَفَ َم ْن يُـ ْل َقى ِيف النَّا ِر َخ ْريٌ أ َْم َم ْن َأيِْيت آمنًا يَـ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة} ‪ ...‬فصلت ‪40 /‬‬
‫ودو َن ِيف ا ْحلَافِ َرةِ} ‪ ...‬النازعات ‪10 /‬‬ ‫‪ 2‬ـ احلافرة ‪{ ...‬يَـ ُقولُو َن أَئِنَّا لَ َم ْر ُد ُ‬
‫نسا ُن ِم َّم ُخلِ َق ‪ُ -‬خلِ َق ِم ْن َم ٍاء َدافِ ٍق} ‪ ...‬الطارق ‪ 5 /‬ـ ‪6‬‬ ‫‪ 3‬ـ دافق ‪{ ...‬فَـلْيَنظُ ِر ا ِإل َ‬
‫اضيَ ٍة} ‪ ...‬احلاقة ‪21 /‬‬ ‫ش ٍة ر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ 4‬ـ راضية ‪{ ...‬فَـ ُه َو ِيف عي َ َ‬
‫اضيَ ٍة} ‪ ...‬القارعة ‪ 6 /‬ـ ‪7‬‬ ‫ش ٍة ر ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َم َوا ِزينُهُ ‪ -‬فَـ ُه َو ِيف عي َ َ‬ ‫{فَأ ََّما َم ْن ثَـ ُقلَ ْ‬
‫ف} ‪ ...‬يونس ‪22 /‬‬ ‫‪ 5‬ـ عاصف ‪{ ...‬جاء ْهتَا ِريح َع ِ‬
‫اص ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ‬
‫اص ٍ‬ ‫الريح ِيف يـوٍم َع ِ‬ ‫اد ا ْشتَد ْ ِ‬ ‫{أَ ْعما ُهلُم َكرم ٍ‬
‫ف} ‪ ...‬ابراهيم ‪18 /‬‬ ‫َّت بِه ِّ ُ َ ْ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫اَّلل ِمن َع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اص ٍم} ‪ ...‬يونس ‪27 /‬‬ ‫{وتَـ ْرَه ُق ُه ْم ذلَّةٌ َما َهلُ ْم م ْن َّ ْ‬ ‫‪ 6‬ـ عاصم ‪َ ...‬‬
‫اَّلل إِالَّ َم ْن َرِح َم} ‪ ...‬هود ‪43 /‬‬ ‫اصم الْيـوم ِمن أَم ِر َِّ‬
‫ال ال َع ِ َ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫{قَ َ‬
‫اص ٍم} ‪ ...‬غافر ‪33 /‬‬ ‫اَّلل ِمن َع ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ين َما لَ ُك ْم م َن َّ ْ‬ ‫{يَـ ْوَم تُـ َولو َن ُم ْدب ِر َ‬

‫‪ 4‬ـ العدول عن اسم املفعول إىل الصفة املشبهة‪:‬‬

‫(‪)103/1‬‬

‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬


‫ت بِ ْد ًعا ِم ْن ُّ‬
‫الر ُس ِل َوَما أَ ْد ِري َما يُـ ْف َع ُل ِيب َوال بِ ُك ْم} ‪ ...‬األحقاف ‪9 /‬‬ ‫‪ 1‬ـ بِ ْدع ‪{ ...‬قُ ْل َما ُك ْن ُ‬
‫ب أَتْـ َر ًااب ‪ ... -‬النبأ ‪ 31 /‬ـ ‪... 34‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ 2‬ـ دهاقا ‪{ ...‬إِ َّن لِل ِ‬
‫ازا ‪َ -‬ح َدائ َق َوأَ ْعنَ ًااب ‪َ -‬وَك َواع َ‬‫ني َم َف ً‬‫ْمتَّق َ‬
‫ُ‬
‫ْسا ِد َهاقًا}‬
‫َوَكأ ً‬
‫{وفَ َديْـنَاهُ بِ ِذبْ ٍح َع ِظ ٍيم} ‪ ...‬الصافات ‪107 /‬‬ ‫‪ 3‬ـ ذبْح ‪َ ...‬‬
‫ِ‬
‫الرِج ِيم} ‪ ...‬آل عمران ‪36 /‬‬ ‫ان َّ‬ ‫ك َوذُ ِّريَّـتَـ َها ِم ْن َّ‬
‫الش ْيطَ ِ‬ ‫{وإِِّين أ ُِعي ُذ َها بِ َ‬‫‪ 4‬ـ رجيم ‪َ ...‬‬
‫ان َرِج ٍيم} ‪ ...‬احلجر ‪17 /‬‬ ‫اها ِمن ُك ِل َش ْيطَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫{و َحفظْنَ َ ْ ّ‬ ‫َ‬
‫يم} ‪ ...‬احلجر ‪34 /‬‬ ‫ال فَا ْخرج ِم ْنـ َها فَِإنَّ َ ِ‬
‫ك َرج ٌ‬ ‫{قَ َ ُ ْ‬
‫ان ال َّرِج ِيم} ‪ ...‬النحل ‪98 /‬‬ ‫َّلل ِم ْن َّ‬
‫الش ْيطَ ِ‬ ‫ت الْ ُقرآ َن فَاست ِع ْذ ِاب َِّ‬
‫َْ‬ ‫{فَِإذَا قَـ َرأْ َ ْ‬
‫يم} ‪ ...‬ص ‪77 /‬‬ ‫ال فَا ْخرج ِم ْنـ َها فَِإنَّ َ ِ‬
‫ك َرج ٌ‬ ‫{قَ َ ُ ْ‬
‫ان َرِج ٍيم} ‪ ...‬التكوير ‪25 /‬‬ ‫{وما ُهو بَِقو ِل َش ْيطَ ٍ‬
‫ََ َ ْ‬
‫اَّللَ يُـ ْزِجي َس َح ًااب ُمثَّ يُـ َؤلِّ ُ‬
‫ف بَـ ْيـنَهُ ُمثَّ َُْي َعلُهُ ُرَك ًاما} ‪ ...‬النور ‪43 /‬‬ ‫َن َّ‬‫‪ 5‬ـ ركاماً ‪{ ...‬أََملْ تَـ َرى أ َّ‬
‫ني} ‪ ...‬الطور ‪51 /‬‬ ‫‪ 6‬ـ رهني ‪ُ { ...‬ك ُّل ام ِر ٍئ ِمبَا َكس ِ‬
‫ب َره ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ت َرهينَةٌ} ‪ ...‬املدثر ‪38 /‬‬ ‫ِ‬ ‫سبَ ْ‬ ‫ب ـ رهينة ‪ُ { ...‬ك ُّل نَـ ْف ٍ ِ‬
‫س مبَا َك َ‬
‫يد} ‪ ...‬ابراهيم ‪16 /‬‬ ‫{من ورائِِه جهنَّم ويس َقى ِمن م ٍاء ص ِد ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫‪ 7‬ـ صديد ‪ْ ُ َ ُ َ َ َ َ ْ ...‬‬
‫س ًّمى} ‪ ...‬طه ‪129 /‬‬ ‫َج ٌل ُم َ‬
‫ِ‬
‫ك لَ َكا َن ل َز ًاما َوأ َ‬ ‫ت ِم ْن َربِّ َ‬ ‫{ولَ ْوال َكلِ َمةٌ َسبَـ َق ْ‬ ‫‪ 8‬ـ لزاماً ‪َ ...‬‬
‫ف يَ ُكو ُن لَِز ًاما} ‪ ...‬الفرقان ‪77 /‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫َّ‬
‫{فَـ َق ْد َكذبْـتُ ْم فَ َ‬

‫خامساً ـ العدول عن الفعل‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ العدول عن الفعل إىل املصدر‪:‬‬

‫(‪)104/1‬‬

‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬


‫ِ َّ ِ‬
‫الرقَ ِ‬
‫اب} ‪ ...‬حممد ‪4 /‬‬ ‫ب ِّ‬‫ض ْر َ‬ ‫ض ْرب ‪{ ...‬إِذا لَقيتُ ُم الذ َ‬
‫ين َك َف ُروا فَ َ‬ ‫‪1‬ـ َ‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن الفعل إىل اسم املفعول‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫َّاس َوذَلِ َ‬
‫ك يَـ ْوٌم َم ْش ُهو ٌد} ‪ ...‬هود ‪103 /‬‬ ‫ع لَهُ الن ُ‬ ‫‪ 1‬ـ جمموع ‪{ ...‬ذَلِ َ‬
‫ك يَـ ْوٌم َْجم ُمو ٌ‬

‫(‪)105/1‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫العدول عن القياس يف‬


‫القرآن الكرمي‬

‫(‪)106/1‬‬

‫أوالً ـ العدول عن مصدر الثالثي (فَـ َع َل) املقيس‪:‬‬

‫انتقاء على وفق ما أاثرته‬


‫يف هذا النوع من العدول جاءت صيغ متعددة‪ ،‬جرى البحث يف قسم منها ً‬
‫من دالالت متنوعة‪ ،‬كي ال يكون مثة تكرار يف حبث املعاين املتشاهبة‪ ،‬ومنها العدول عن (بَـ َعداً)‬
‫مصدر الثالثي (بَ ِعد) إىل (بُـ ْعداً) مصدر الفعل (بَـ ُعد)‪،‬والعدول من (اخلوف) إىل (اخليفة) وعن‬
‫(القراءة) مصدر (قرأ) املقيس إىل (القرآن) مصدر (قرأ) السماعي‪ ،‬وكذلك العدول عن اسم املفعول‬
‫(مسموع) للفعل الثالثي (مسع) إىل اسم املفعول ( ُم ْس َمع) للفعل الرابعي‬
‫(أمسع)‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن املصدر (بَـ َعداً) إىل املصدر (بُـ ْعداً)‪:‬‬


‫ود} (سورة هود ‪ )95 /‬يلحظ جميء (بُـ ْعداً) املصدر غري‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬أَال بُـ ْع ًدا لِ َم ْديَ َن َك َما بَ ِع َد ْ‬
‫ت َمثُ ُ‬
‫املقيس لـ (بَ ِعد) الذي من ابب (فَرِح) ومصدره بَـ َعداً (‪ .)1‬ويف التفريق بني الصيغتني داللة أشار إليها‬
‫الزخمشري‪ ،‬قال‪ " :‬املعىن يف البناءين واحد‪ ،‬وهو نقيض ال ُقرب‪ ،‬إالّ أهنم أرادوا التفصلة بني البَـ َعد من‬
‫فرقوا بني ضماين اخلري والشر‪ ،‬فقالوا‪ :‬وعد وأَوعد " (‪.)2‬‬
‫فغريوا البناء؛ كما ّ‬
‫جهة اهلالك وبني غريه‪ّ ،‬‬
‫وس ْحقاً للكافر؛ إذ فيه معىن‬‫ور ْعياً لك‪ُ ،‬‬
‫أسلوب من أساليب الدعاء ابملصدر ْنو‪َ " :‬س ْقيا َ‬ ‫ٌ‬ ‫ويف (بُـ ْعداً)‬
‫ت)‪ :‬هلكت‪ ،‬قالت ِخرنق بنت ه ّفان‪:‬‬ ‫وحتصل‪ ،‬ومعىن (بَ ِع َد ْ‬ ‫ٍ‬
‫اإلخبار عن شيء قد وجب ّ‬
‫العداةِ وآفةَ اجلُْزِر‬
‫الذين ُه ُم ‪ُ ...‬س ُّم ُ‬
‫ِ‬
‫الَ يَـ ْبع َد ْن قومي َ‬
‫أي‪ :‬ال يهلكن (‪.)3‬‬
‫وداللة اهلالك يف (البَـ َع ِد) متحققة يف األصل من معىن البُـ ْعد‪ ،‬الذي هو ض ّد ال ُق ْرب‪ ،‬وليس هلما َح ّد‬
‫حمدود‪ ،‬وإمنا حبسب اعتبار املكان بغريه‪ ،‬ويقال يف األكثر يف‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬خمتار الصحاح‪ ،57 :‬وفيه هو من ابب طرب‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكشاف‪.425 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬احملرر الوجيز‪.389 /7 :‬‬

‫(‪)107/1‬‬

‫البُـ ْعد احملسوس‪ ،‬ويف املعقول قليالً‪ ،‬ويقال بَ ِع َد‪ :‬مات‪ ،‬والبَـ َعد أكثر ما يقال يف اهلالك‪ ،‬ومنه قول‬
‫النابغة‪:‬‬
‫الناس يف األَدىن ويف البَـ َع ِد‬
‫ضالً على ِ‬ ‫فتلك تُبلغين النعما َن َّ‬
‫إن له ‪ ...‬فَ ْ‬
‫ئ هبما‪ ،‬قرأ أبو عبد الرمحن السلمي‪:‬‬ ‫والبُـ ْعد والبَـ َعد‪ :‬ضد ال ُقرب (‪ .)1‬ولتقارب املعىن بينهما قُ ِر َ‬
‫اس يَـ ُع ّد (بُـ ْعداً َوبَـ ْعداً)‬ ‫ت َمثُود) (‪ .)2‬على األصل‪ ،‬إالّ أن قراءة اجلمهور ابلكسر‪ّ ،‬‬
‫والنح ُ‬ ‫( َك َما بَـ ُع َد ْ‬
‫ولكن األرجح أَ ّن‬ ‫ِ‬
‫مصدرين للفعل (بَعد) مبعىن هلك‪ّ ،‬‬
‫الشر خاصة‪ ،‬يقال‪ :‬بَ ِع َد يَـ ْبـ َعد‬ ‫ِ‬
‫والشر ومصدرها البُـ ْعد‪ ،‬وبَعدت تستعمل يف ّ‬
‫ّ‬ ‫(بَـ ُعد) تستعمل يف اخلري‬
‫بَـ َعداً‪ ،‬والبَـ َع ُد على قراءة اجلماعة مبعىن اللعنة‪ ،‬وقد ُيتمع معىن اللغتني لتقارهبما يف املعىن‪ ،‬فيكون ممّا‬
‫جاء مصدر على غري ِ‬
‫لفظه لتقارب املعاين" (‪.)3‬‬
‫وهلذا التغاير يف الصيغ معىن وهو أَ ّن عذاب قوم صاحل‪ ،‬وقوم شعيب كان ابلصيحة إالّ أ ّن صيحة مثود‬
‫كانت من حتتهم‪ ،‬وصيحة مدين كانت من فوقهم‪ ،‬فجاء التغيري لتخصيص معىن البعد مبا يكون‬
‫بسبب اهلالك (‪.)4‬‬
‫وهو يف احلقيقة عدول عن القياس‪ ،‬إذ القياس بَ ِع َد يَـ ْبـ َعد بَـ َعداً‪ ،‬من ابب (فرح)‪ ،‬وبَـ ُع َد يَـ ْبـعُ ُد بُـ ْعداً من‬
‫وتذمه ُمثَّ‬
‫(كرم) (‪ .)5‬وداللته هنا كما مسّاه أبو حيّان النحوي‪ ،‬االستطراد‪ " :‬وهو أَن متدح شيئاً ّ‬ ‫ابب ُ‬
‫بشيء هو غرضك يف ّأوله " (‪ .)6‬وهنا ذكر ‪ -‬سبحانه وتعاىل ‪ -‬مثود ابلبُعد‬ ‫ٍ‬ ‫أتيت يف آخر الكالم‬
‫الذي هو ض ّد القرب أي صارت بعيدة من رمحة هللا‪ ،‬مث جيء بتوضيح هذا البُـ ْعد أبَنّه َهالك وفناء‪،‬‬
‫وهو داللة صيغة (بَ ِعدت)‪ ،‬فَ ُجمع بني دالليت البُـ ْعد واهلالك‪ ،‬ليكون أشنع يف العذاب‪ ،‬وأنكى يف‬
‫العقاب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪133‬؛ وديوان النابغة‪ :‬ص ‪20‬؛ وشرح املعلقات‪ ،‬النحاس‪.166 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اعراب القرآن‪ ،‬النحاس‪109 /2 :‬؛ واحملتسب‪327 /1 :‬؛ ومعجم القراءات القرآنية‪:‬‬
‫‪.132 /3‬‬
‫(‪ )3‬اجلامع ألحكام القرآن‪.62 /9 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬تفسري البيضاوي‪37 /3 :‬؛ وتفسري أيب السعود‪238 /4 :‬؛ وروح املعاين‪.129 /12 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬القاموس احمليط‪ ،‬الفريوزآابدي‪.228 /1 :‬‬
‫(‪ )6‬البحر احمليط‪.257 /5 :‬‬

‫(‪)108/1‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن اخلوف إىل اخليفة‪:‬‬


‫ب لَ ًك ْم َمثَال ِم ْن أَنْـ ُف ِس ُك ْم َه ْل لَ ُك ْم ِم ْن َما‬
‫{ض َر َ‬
‫جاء العدول عن اخلوف إىل اخليفة يف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫س ُك ْم َك َذلِ َ‬
‫ك نُـ َف ِّ‬
‫ص ُل‬ ‫ت أ َْميَانُ ُكم ِمن ُشرَكاء ِيف ما رَزقـْنَا ُكم فَأَنْـتُم فِ ِيه سواء َختَافُ َ ِ ِ‬
‫وهنُ ْم َكخي َفت ُك ْم أَن ُف َ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫ْ ْ َ َ َ َ ْ ْ‬ ‫َملَ َك ْ‬
‫ت لَِق ْوٍم يَـ ْع ِقلُو َن} (سورة الروم ‪ )28 /‬ضرب هللا مثالً لقوم يعقلون يف معرض الر ّد على املشركني‬ ‫اآلاي ِ‬
‫َ‬
‫أبهنم ال يرضون أن يشاركهم يف األموال وْنوها مماليكهم‬ ‫الذين يعبدون من دون هللا من خملوقاته‪َّ ،‬‬
‫وهم مثلهم يف البشرية غري خملوقني لكم بل هلل تعاىل لكنهم يرضون أبن ُيعلوا هلل شركاء من َخل ِْقه‬
‫سبحانه تعاىل (‪.)1‬‬
‫واخلوف حاصل منهم بسبب اخلشية من أَن يرثوهم بعد موهتم‪ ،‬أو أ ّن اخلوف حاصل بسبب خشيتهم‬
‫من أَن يقامسوهم األَموال (‪ .)2‬واخلوف يف اللغة‪ " :‬توقّع مكروهٍ عن أمارة مظنونة أو معلومة " وأما‬
‫اخليفة‪ :‬فهي احلالة اليت عليها االنسان من اخلوف " (‪ ،)3‬أي هي اسم هيئة على ْنو اجلِلسة‬
‫والقعدة‪ ،‬أي أ ّن جلسته وقعدته حسنة ال تكاد تفارقها هذه‬ ‫والقعدة‪ ،‬إذ يقال‪ :‬فالن حسن اجلِلسة ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ‬
‫وهنُ ْم‬
‫{ختَافُ َ‬
‫اهليئة احلسنة (‪ .)4‬فيكون معىن اخليفة حالة اخلوف الدائمة‪ ،‬قال الراغب‪ " :‬قوله تعاىل َ‬
‫َن اخلوف منهم حالةٌ الزمة ال‬ ‫َك ِخي َفتِ ُكم أَن ُفس ُكم} أي‪ :‬كخوفكم‪ ،‬وختصيص ِ‬
‫لفظ اخليفة تنبيهاً أ َّ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ِيف نَـ ْفسه خي َفةً ُم َ‬
‫وسى‬ ‫تفارقهم" (‪ .)5‬ومثله قوله تعاىل يف قصة موسى (‪ -‬عليه السالم ‪{ :)-‬فَأ َْو َج َ‬
‫ف} (سورة طه ‪ 67 /‬ـ ‪ )68‬ملا الزم من حالة اخلوف‬ ‫‪ -‬قُـلْنَا ال َختَ ْ‬
‫صي السحرةِ وحباهلَم أ ََّهنا تسعى‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬قَالُوا‬ ‫والرهبة موسى (‪ -‬عليه السالم ‪ )-‬عندما رأى ِع َّ‬
‫صيُّـ ُه ْم ُخيَيَّ ُل إِلَْي ِه ِم ْن‬
‫ال بل أَلْ ُقوا فَِإ َذا ِحبا ُهلُم و ِع ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َاي ُم َ ِ‬
‫وسى إ َّما أَ ْن تُـلْق َي َوإ َّما أَ ْن نَ ُكو َن أ ََّو َل َم ْن أَلْ َقى ‪ -‬قَ َ َ ْ‬
‫ِس ْح ِرِه ْم أ ََّهنَا تَ ْس َعى} (سورة طه ‪ 65 /‬ـ ‪.)66‬‬
‫فتبني أ َّ‬
‫َن العدول عن اخلوف إىل اخليفة للداللة على إرادة معىن داللة اسم اهليئة وهي مالزمة ال طارئة‬ ‫ّ‬
‫على ْنو اخلوف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪38 /21 :‬؛ وروح املعاين‪.59 /7 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.39 /21 :‬‬
‫(‪ )3‬املفردات‪ :‬ص ‪.303‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬معاين األَبنية يف العربية‪ :‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ )5‬املفردات‪ :‬ص ‪.303‬‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن مسموع إىل ُم ْس َمع‪:‬‬


‫ادوا‬
‫ين َه ُ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫قال تعاىل على لسان الذين هادوا يف خطاهبم للنيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪{ :)-‬م َن الذ َ‬
‫ْسنَتِ ِه ْم َوطَ ْعنًا ِيف‬ ‫امسع غَري مسم ٍع ور ِ‬
‫اعنَا لَيًّا ِأبَل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُحيَ ِّرفُو َن الْ َكل َم َع ْن َم َواضعه َويَـ ُقولُو َن َمس ْعنَا َو َع َ‬
‫ص ْيـنَا َو َْ ْ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫ال ِّدي ِن} (سورة النساء ‪.)46 /‬‬
‫َمسَع)‪ ،‬إذ القياس أَن يكون (مسموع) من‬
‫(م ْس َمع) وهو اسم مفعول من (أ ْ‬
‫فالعدول حاصل يف جميء ُ‬
‫الثالثي الذي ورد بصيغة فعل األمر (امسع) يف اآلية‪ ،‬وإ ّمنا هني اليهود عن استعماهلم هذه الصيغة ألهنا‬
‫َمسَ َع فال ٌن فالانً إذا َسبَّهُ‪ ،‬فقوهلم‪:‬‬ ‫الذم‪ ،‬واحتمال املدح فيها ٍ‬
‫متأت من قوهلم‪ :‬أ ْ‬ ‫حتتمل املدح وحتتمل ّ‬
‫آت من قوهلم‪ :‬امسع منّا مدعواً‬ ‫ذم فيه ٍ‬ ‫ري ُم ْس َم ٍع} أي‪ :‬غري ُم ْس َمع مكروهاً‪ ،‬واحتمال ال ّ‬
‫امسَ ْع غَ ْ َ‬
‫{و ْ‬
‫َ‬
‫َصم غري ُم ْس َمع‪ ،‬قالوا ذلك اتّكاالً‬ ‫ِ‬
‫عليك ـ بال َمس ْعت؛ ألنه لو أُجيبت دعوهتم عليه مل يسمع‪ ،‬فكان أ ّ‬
‫مسمع‬
‫على أَن قوهلم ـ ال مسعت ـ دعوة مستجابة‪ ،‬أو امسع غري ُجماب إىل ما تدعو إليه‪ .‬ومعناه‪ :‬غري َ‬
‫جواابً يوافقك‪ ،‬فكأنك مل تسمع شيئاً‪ ،‬أو امسع غري مسمع كالماً ترضاه‪ ،‬فسمعك عنه ٍ‬
‫انب (‪.)1‬‬
‫والصحيح أ ّن املراد بقوهلم‪:‬‬
‫ري ُم ْس َم ٍع}‪ ،‬الدعاء على النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬ـ بال َِمس ْعت‪ ،‬أي يدعون عليه‬
‫امسَ ْع غَ ْ َ‬
‫{و ْ‬
‫َ‬
‫َذى‪ ،‬وعليه أكثر املفسرين (‪.)2‬‬
‫مسمع مكروهاً وال أ ً‬
‫ابلصمم‪ ،‬وهم يُظهرون أهنم يريدون‪ :‬امسع غري َ‬
‫(م ْس َمع) مع أنه القياس؛ ألن فيه معىن اإللباس الذي يريد أن‬
‫ولكنه العدول عن (مسموع) إىل ُ‬
‫والشر‪ ،‬ولكن بلباس يظهر ّأول وهلة وأ ّن به‬
‫ّ‬ ‫ضحه النص القرآين حماكاة حلال اليهود يف ارادهتم الذم‬
‫يُو ّ‬
‫ت مكروهاً أو فتالً هبا‬ ‫ري ُم ْس َم ٍع} موضع ال أُ ْ‬
‫مسع َ‬ ‫معىن املدح واخلري‪ ،‬قال البيضاوي وضعوا‪{ " :‬غَ ْ َ‬
‫{وطَ ْعناً يف ال ّدي ِن}‬
‫السب والتحقري نفاقاً َ‬
‫ّ‬ ‫وضماً ما يظهرون من الدعاء والتوقري إىل ما يضمرون من‬
‫وطعناً ابلدين واستهزاء به وسخرية " (‪ ،)3‬فيكون هذا الكالم يف حكم غري املسموع؛ ألن ماال‬
‫يرتضيه‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الكشاف‪517 /1 :‬؛ والتفسري الكبري‪.122 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪157 /5 :‬؛ وتفسري اخلازن‪.365 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬تفسري البيضاوي‪ 90 /2 :‬ـ ‪.91‬‬

‫(‪)110/1‬‬

‫يتوجه بسمعه إليه حىت يسمع بكماله‪ ،‬فكأنه غري مسموع (‪ .)1‬فَ ُخولِف بني الصيغتني‬
‫السامع ال ّ‬
‫للداللة على اجلمع بلني السماع واإلمساع يف املعىن إلرادة اإللباس حماكاةً لسياق احلال يف اآلية‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ العدول عن القراءة إىل القرآن‪:‬‬


‫قال تعاىل‪{ :‬إِ َّن َعلَْيـنَا مجَْ َعهُ َوقُـ ْرآنَهُ ‪ -‬فَِإذَا قَـ َرأْ َانهُ فَاتَّبِ ْع قُـ ْرآنَهُ}‬
‫(سورة القيامة ‪ 17 /‬ـ ‪ )18‬وهذا أمر للنيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬ابالستماع جلّبيل (‪ -‬عليه‬
‫السالم ‪ )-‬حني يقرأ عليه القرآن ألجل فهم أحكامه وأوامره ونواهيه للعمل به‪ ،‬قال الطّبي‪:‬‬
‫" ودللنا على أن معىن قوله (قرآنه) قراءته فقد ّبني ذلك عن معىن قوله {فَِإ َذا قَـ َرأْ َانهُ فَاتَّبِ ْع قُـ ْرآنَهُ ‪ُ -‬مثَّ‬
‫إِ َّن َعلَْيـنَا بَـيَانَهُ} " (‪ )2‬أي‪ :‬أن معىن (قرآنه)‪ :‬قراءته (‪ .)3‬ومنه قول حسان ابن اثبت‪:‬‬
‫الليل تسبيحاً وقُرآان‬
‫ط عنوا ُن السجود به ‪ ...‬يُقطّع َ‬
‫ض ّحوا أبمش َ‬
‫َ‬
‫أي‪ :‬قراءة (‪ ،)4‬واآلية تعليم للنيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬بعدم العجلة يف أخذ القرآن خمافة أن‬
‫يتفلّت منك أبن حترك به لسانك؛ أل ّن هللا هو الذي تكفل إبثبات قراءته يف لسانك وهو تعليل‬
‫للنهي‪ ،‬حبيث إذا قرأانه عليك بلسان جّبيل فكرر قراءته حىت يرسخ يف ذهنك (‪.)5‬‬
‫العدول عن (القراءة) وهي املصدر املقيس إىل (ال ُقرآن) وهو املصدر السماعي‪،‬‬
‫َ‬ ‫وبذلك يتبني َّ‬
‫أن‬
‫ٌ‬
‫عدول مقصود يراد منه بيان داللة التحرك واملبالغة يف قراءة القرآن من أَجل التثبت يف معرفة أحكامه‬
‫للعمل هبا‪ ،‬وهو ما تدل عليه صيغة (فُعالن) وهي احلركة واملبالغة‪ ،‬قال ابن عباس‪ " :‬إذا مجعناه‬
‫وأثبتناه يف صدرك فاعمل به " (‪ ،)6‬يف حني ال يتحقق يف القراءة إالّ معىن " ضم احلروف والكلمات‬
‫بعضها إىل بعض يف‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬حاشية الكازورين‪.91 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬جامع البيان‪.190 /29 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكشاف‪661 /4 :‬؛ والتفسري الكبري‪.224 /30 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬احملرر الوجيز‪ ،215 /15 :‬والبيت غري موجود يف الديوان‪.‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تفسري البيضاوي‪.422 /5 :‬‬
‫(‪ )6‬املفردات‪ :‬ص ‪.668‬‬

‫(‪)111/1‬‬

‫الرتتيل " (‪ .)1‬فاملراد إذن اإلشارة إىل ضرورة احلرص على معرفة معاين القرآن الكرمي‪ ،‬وليس جمرد‬
‫القراءة‪.‬‬

‫اثنياً ـ العدول عن اإلفعال‪:‬‬


‫لقد جاءت صيغ كثرية يف القرآن الكرمي معدولة عن (اإلفعال) وهو املصدر القياسي للفعل الرابعي‬
‫(أفعل)‪ ،‬ولكن وقع االختيار على مناذج عدة من هذا النوع من العدول لتعدد صيغها املعدول إليها‪،‬‬
‫وتنوع دالالهتا على وفق ذلك‪ ،‬وهذه النماذج هي‪ :‬العدول عن اإلصالح إىل الصلح‪ ،‬والعدول عن‬
‫ّ‬
‫اإلضالل إىل الضالل‪ ،‬والعدول عن اإلقراض إىل القرض‪ ،‬والعدول عن اإلنبات إىل النبات‪ ،‬والعدول‬
‫عن اإلنشاء إىل النشأة‪ ،‬والعدول عن اإلهالك إىل املهلك‪.‬‬

‫الصلح‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ العدول عن اإلصالح إىل ُّ‬


‫ْحا‬
‫صل ً‬
‫اضا فَال جناح علَي ِهما أَ ْن ي ِ‬
‫صل َحا بَـ ْيـنَـ ُه َما ُ‬
‫َُ َ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫وزا أ َْو إِ ْع َر ً‬ ‫شً‬ ‫ت ِم ْن بَـ ْعلِ َها نُ ُ‬
‫{وإِ ْن ْام َرأَةٌ َخافَ ْ‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ريا} (سورة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش َّح َوإِ ْن ُحتْ ِسنُوا َوتَـتَّـ ُقوا فَِإ َّن َّ‬
‫اَّللَ َكا َن مبَا تَـ ْع َملُو َن َخب ً‬ ‫س ُّ‬ ‫ت األَن ُف ُ‬
‫ض َر ْ‬‫ُح ِ‬ ‫ري َوأ ْ‬
‫ْح َخ ٌْ‬
‫الصل ُ‬
‫َو ُّ‬
‫النساء ‪)128 /‬‬
‫صلِ َحا) من (أصلح) وهي قراءة الكوفيني عاصم ومحزة والكسائي‪،‬‬ ‫ويف (يُصلحا) قراءاتن‪ :‬األوىل‪( :‬يُ ْ‬
‫(يصاحلا) من (تصاحل) وهي قراءة ابن عامر‬ ‫عضمرو من البصريني‪ ،‬والقراءة الثانية‪َّ :‬‬
‫وهي قراءة أيب ْ‬
‫وابن كثري وانفع‪ ،‬واألوىل على معىن ا ِإلصالح الذي هو ضد الفساد‪ ،‬ويف معىن القراءة الثانية داللة‬
‫التصاحل (‪ .)2‬والراجح أَ ّن يف معىن‬
‫تطيب له نفساً على القسمة‪ ،‬او عن‬
‫(الصلح)‪ :‬التصاحل‪ ،‬وهو أن يتصاحل الرجل واملرأة على أن َ‬
‫(صلْحاً) أهو على املصدرية أم على اإلمسية‪ ،‬والصحيح‬
‫بعضها (‪ .)3‬وقد تراجح عند ابن عطية داللة ُ‬
‫فالصلْح لفظ‬
‫مصدر انتقل إىل معىن اإلمسية‪ُّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫أَنّه‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬املفردات‪ :‬ص ‪668‬؛ وينظر‪ :‬الّبهان يف علوم القرآن‪ ،‬الزركشي‪.277 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪278 /9 :‬؛ واحتاف فضالء البشر يف القراءات األربع عشر‪ :‬ص ‪194‬؛‬
‫واجلامع ألحكام القرآن‪260 /5 :‬؛ وينظر‪ :‬معجم القراءات القرآنية‪.167 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكشاف‪571 /1 :‬؛ وتفسري النسفي‪.252 /1 :‬‬

‫(‪)112/1‬‬

‫عام مطلق‪ ،‬وهو ما تسكن إليه النفوس‪ ،‬ويزول به اخلالف (‪ .)1‬وجميء‬


‫ّ‬
‫(صلحاً) معدوالً به عن (اإلصالح) الذي هو املصدر املقيس للفعل (يُصلح) للداللة على إرادة‬
‫املعنيني الصلح واإلصالح‪ ،‬إذ ال ميكن تصور وجود صلح من دون إصالح يسبقه‪ ،‬واإلصالح‬
‫ٍ‬ ‫مستعمل يف التنازع والتشاجر‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬إِال من أَمر بِ ٍ‬
‫ني الن ِ‬
‫َّاس}‬ ‫الح بَ ْ َ‬
‫ص ٍ‬ ‫ص َدقَة أ َْو َم ْع ُروف أ َْو إِ ْ‬
‫َ ْ ََ َ‬
‫صلحا بينهما‬ ‫(سورة النساء ‪ .)2( )114 /‬فالصالح مبعىن اإلصالح (‪ ،)3‬إذ إ ّن التقدير‪( :‬أن يُ ْ‬
‫إصالحاً)‪ ،‬ونكتة العدول عن‬
‫(إصالحاً) هي أنه ملا كان املأمور به حيصل أبَقل ما يقع عليه اسم الصلح بُين املصدر على غري‬
‫القياس‪ ،‬فجاء من الفعل اجملرد (يُصلح) وهو (الصلح)‪ ،‬وحيصل أبن تلني املرأة فترتك بعض املهر أو‬
‫بعض القسم أو ْنو ذلك‪ ،‬وأن يلني هلا هو إبحسان العشرة يف مقابلة ذلك (‪ .)4‬هذا فضالً عن أن‬
‫(الصلح) ال حيصل إالّ بعد إصالح‪ ،‬فجاء العدول للداللة على املعنيني‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن اإلضالل إىل الضالل‪:‬‬


‫ك َوَما أُن ِز َل ِم ْن قَـ ْبلِ َ‬
‫ك‬ ‫ين يَـ ْز ُع ُمو َن أ ََّهنُ ْم َ‬
‫آمنُوا ِمبَا أُن ِز َل إِلَْي َ‬ ‫َّ ِ‬
‫قال تعاىل يف وصف املنافقني‪{ :‬أََملْ تَـ َر إِ َىل الذ َ‬
‫ضالَالً بَ ِعي ًدا}‬
‫ضلَّ ُه ْم َ‬ ‫ُ‬ ‫وت َوقَ ْد أ ُِم ُروا أَ ْن يَ ْك ُف ُروا بِ ِه َويُ ِري ُد َّ‬
‫الش ْيطَا ُن أَ ْن ي ِ‬ ‫ي ِري ُدو َن أَ ْن يـتَحا َكموا إِ َىل الطَّاغُ ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫(النساء ‪.)60 /‬‬
‫يف قوله تعاىل‪{ :‬ي ِ‬
‫ضلَّ ُه ْم َ‬
‫ضالَالً} عدول عن القياس؛ وهلذا فإ ّن (ضالالً) انتصب " على املعىن أي‬ ‫ُ‬
‫فيضلون ضالالً " (‪ ،)5‬قال أبو حيان‪ " :‬ضالالً ليس جارايً على يُضلّهم فيحتمل أن يكون جعل‬
‫مكان إضالل‪ ،‬وحيتمل أن يكون مصدراً مطاوع يضلهم أي فيضلون ضالالً بعيداً " (‪ ،)6‬فأبو حيان‬
‫أضل‪ ،‬أي يريد الشيطان أن‬
‫يرى أن ضالالً يف اآلية حيتمل أن يكون مصدراً لفعل حمذوف مطاوع ّ‬
‫يضلهم فيضلون ضالالً بعيداً‪ .‬واألرجح أنه معدول عن القياس (إضالل)‪ ،‬وأما ضالل فهو مصدر‬
‫ضالَالً بَ ِعي ًدا} (سورة النساء ‪ " )116/‬واملعىن‪ :‬أن‬
‫ض َّل َ‬
‫(ضل)‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬فَـ َق ْد َ‬
‫ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬احملرر الوجيز‪ 247 /4 :‬ـ ‪.248‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬التفسري الكبري‪67 /11 :‬؛ واجلامع ألحكام القرآن‪.260 /5 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬تفسري البيضاوي‪120 /2 :‬؛ وحاشية الكازروين‪.120 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬نظم الدرر‪.422 /5 :‬‬
‫(‪ )5‬اجلامع ألحكام القرآن‪.171 /5 :‬‬
‫(‪ )6‬البحر احمليط‪.280 /3 :‬‬

‫(‪)113/1‬‬

‫الشيطان يريد أن يُضلّهم مث يريد بعد ذلك أن يضلّوا هم أبنفسهم‪ ،‬فالشيطان يبدأ املرحلة وهم‬
‫يتموهنا‪ ،‬فهو يريد منهم املشاركة يف أن يبتدعوا الضالل ويذهبوا فيه كل مذهب‪ ،‬يريد أن يطمئن إىل‬
‫أهنّم يقومون مبهمته هو " (‪.)1‬‬
‫‪ 3‬ـ العدول عن اإلقراض إىل القرض‪:‬‬
‫ط َوإِلَْي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ِ‬
‫سُ‬ ‫اَّللُ يَـ ْقبِ ُ‬
‫ض َويَـ ْب ُ‬ ‫ريةً َو َّ‬ ‫اع َفهُ لَهُ أَ ْ‬
‫ض َعافًا َكث َ‬ ‫سنًا فَـيُ َ‬
‫ضا َح َ‬ ‫ض َّ‬
‫اَّللَ قَـ ْر ً‬ ‫{م ْن َذا الَّذي يُـ ْق ِر ُ‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫تُـ ْر َج ُعو َن} (سورة البقرة ‪.)245 /‬‬
‫قال الطّبي‪ " :‬إ ّمنا مسّاه هللا تعاىل ذكره قرضاً؛ ألن معىن القرض‪ :‬إعطاء الرجل غريه ماله ممّلِكاً له‪،‬‬
‫ليقضيه مثله إذا اقتضاه؛ فلما كان إعطاء من أعطى أهل احلاجة والفاقة يف سبيل هللا‪ ،‬وإ ّمنا يُعطيهم ما‬
‫يعطيهم من ذلك ابتغاء ما وعده هللا عليه من جزيل الثواب عنده يوم القيامة مسّاه قرضاً‪ ،‬إذا كان‬
‫معىن القرض يف لغة العرب ما وصفناه " (‪ )2‬إذ القرض يف اللغة القطع مث ُمسّي قطع املكان وجتاوزه‬
‫قَـ ْرضاً‪ ،‬مث مسّي ما يدفع إىل االنسان من املال بشرط رِّد بدله قرضاً (‪ .)3‬قال القرطيب‪ " :‬القرض اسم‬
‫لكل ما يلتمس عليه اجلزاء‪ ،‬وأقرض فال ٌن فالانً أي أعطاه ما يتجاوزه‪ ،‬أصله القطع‪ ،‬ومنه املقراض‬
‫قطعت له من مايل قطعة ُُيازى عليها‪ ،‬وانقرض القوم‪ :‬انقطع أثرهم وهلكوا " (‪ .)4‬والقرض‬
‫ُ‬ ‫وأقرضته‬
‫عّب أبو حيّان أبنه اسم أُقيم مقام‬ ‫ٌ‬
‫معدول به عن املصدر املقيس للفعل الرابعي (أقرض)‪ ،‬أو كما ّ‬ ‫اسم‬
‫ٌ‬
‫املصدر اإلقراض (‪ .)5‬وإ ّمنا قام القرض مقام اإلقراض ملعىن مقصود وهو إرادة معىن (القرض) وهو‪:‬‬
‫اسالف املال بنية إرجاع مثله‪ ،‬مث أطلق جمازاً على البذل ألجل اجلزاء‪ ،‬ومنه بذل النفس واجلسم رجاء‬
‫الثواب‪ ،‬إذ ان املعىن معىن اإلقراض فعل القرض وهو السلف (‪ .)6‬فاملراد إذن بذل القرض وليس‬
‫فعل‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬معاين النحو‪ ،‬د‪ .‬فاضل صاحل السامرائي‪589 /2 :‬؛ وينظر‪ :‬التعبري القرآين‪ ،‬د‪ .‬فاضل‬
‫السامرائي‪ :‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ )2‬جامع البيان‪.592 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪.666‬‬
‫(‪ )4‬اجلامع ألحكام القرآن‪.156 /3 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬البحر احمليط‪.444 /3 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.245 /2 :‬‬

‫(‪)114/1‬‬

‫القرض‪ ،‬فعُ ّّب عن نتيجة اإلقراض وهي بذل القرض‪ ،‬فلما مل يكن فعل القرض وهو اإلقراض مراداً‬
‫عدل عنه إىل القرض الذي " هو بذل ٍ‬
‫شيء لريد مثله أو مساويه " (‪.)1‬‬ ‫ُ‬

‫‪ 4‬ـ العدول عن اإلنبات إىل النبات‪:‬‬


‫{وأَنْـبَـتَـ َها نَـبَ ًاات َح َ‬
‫سنًا}‬ ‫قال تعاىل يف حق مرمي (عليها السالم)‪َ :‬‬
‫(سورة آل عمران ‪ .)37/‬قال الطّبي‪ " :‬معناه‪ :‬وأنبتها َرُّهبا يف غذائه ورزقه نبااتً حسناً " (‪ ،)2‬وهي‬
‫يف احلقيقة‪ " ،‬جماز عن الرتبية احلسنة العائدة عليها مبا يُصلحها يف مجيع أحواهلا " (‪ )3‬من بركة هذا‬
‫النبات احلسن الذي أنبتها هللا ّأايها يف الدنيا أهنا تنبت يف اليوم مثل ما ينبت املولود يف عام واحد‪،‬‬
‫{وأَنْـبَـتَـ َها نَـبَ ًاات}‬
‫وأما يف الدين فألهنا نبتت يف الصالح والسداد والعفة والطاعة (‪ .)4‬ويلحظ يف َ‬
‫جميء (أفعل) يف (وأنبتها) وجميء مصدر الثالثي (نَـبَت) وهو (النبات) يف (نبااتً) وذلك من اإلعالم "‬
‫بكمال األمرين من إمدادها يف النمو الذي هو غيب عن العيون وكماهلا يف ذاتية النبات الذي هو‬
‫معىن‬
‫ظاهر للعني‪ ،‬فَ َك ُم َل يف االنبات والوقوع حسن التأثري وحسن األثر‪ ،‬فأَعرب عن إنباهتا ونباهتا ً‬
‫حسناً " (‪.)5‬‬
‫أخف من (إنبااتً)‪ " ،‬فلما تسىن اإلتيان‬
‫عزا ابن عاشور العدول عن اإلنبات إىل النبات لكون (نبااتً) ّ‬
‫به ألنه مستعمل فصيح مل يعدل عنه إىل الثقيل كماالً يف الفصاحة " (‪ ،)6‬وهو تعليل لفظي‪،‬‬
‫والصحيح إ ّن العلة يف العدول معنوية وهي كون‬
‫خفي‪ ،‬فعدلت اآلية عنه إىل ما هو ظاهر وهو‬‫وجل وهو ّ‬‫عز ّ‬ ‫" االنبات إِمنا ينظر فيه إىل صنع هللا ّ‬
‫النبات حيث تتجلّى فيه مظاهر اإلبداع والقدرة‪ ،‬فكان ذلك أقوى مناسبة ملقام بيان قدرة هللا تعاىل‬
‫ولطف صنعه‪ ،‬واالمتنان على عباده بنعمه " (‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬التحرير والتنوير‪.246 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬جامع البيان‪.344 /6 :‬‬
‫(‪ )3‬الكشاف‪.358 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التفسري الكبري‪.31 /8 :‬‬
‫(‪ )5‬نظم الدرر‪.356 /4 :‬‬
‫(‪ )6‬التحرير والتنوير‪.204 /27 :‬‬
‫(‪ )7‬اإلعجاز الصريف يف القرآن الكرمي‪ ،‬د‪ .‬عبد احلميد أمحد يوسف هنداوي‪ :‬ص ‪.168‬‬

‫(‪)115/1‬‬

‫اَّللُ أَنْـبَـتَ ُك ْم ِمن األ َْر ِ‬


‫ض نَـبَ ًاات} (سورة نوح‬ ‫{و َّ‬‫وقد ورد هذا النوع من العدول يف سورة نوح‪ ،‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫‪ )17/‬وقد أشار الرازي إىل سر العدول عن القياس يف هذه اآلية قال وفيه " دقيقة لطيفة وهي أَنه لو‬
‫قال إنبااتً كان املعىن أنبتكم إنبااتً عجيباً غريباً‪ ،‬وملا قال أنبتكم نبااتً كان املعىن انبتكم فنبتم نبااتً‬
‫وصفة هللا غري حمسوسة لنا‪ ،‬فال نعرف أن ذلك‬ ‫عجيباً‪ ،‬وهذا أَوىل ألن اإلنبات صفة هللا تعاىل ِ‬
‫اإلنبات إنبات عجيب‪ ،‬وهذا املقام االستدالل على كمال قدرة هللا تعاىل فال ميكن اثباته ابلسمع‪،‬‬
‫وأما ملا قال‪:‬‬
‫{أَنْـبَـتَ ُك ْم ِم ْن األ َْر ِ‬
‫ض نَـبَااتً} على معىن أنبتكم فنبتم نبااتً عجيباً كامالً كان ذلك وصفاً للنبات بكونه‬
‫عجيباً كامالً‪ ،‬وكون النبات كذلك أمراً شاهداً حمسوساً‪ ،‬فيمكن االستدالل به على كمال قدرة هللا‬
‫السر اللطيف "‬
‫تعاىل‪ ،‬فكان هذا موافقاً هلذا املقام؛ فظهر أن العدول من تلك احلقيقة كان هلذا ّ‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪ 5‬ـ العدول عن اإلنشاء إىل النشأة‪:‬‬


‫ريوا ِيف األ َْر ِ‬
‫ض فَانْظُُروا‬ ‫ِ‬
‫قال تعاىل على لسان ابراهيم (‪ -‬عليه السالم ‪ )-‬وهو خياطب قومه‪{ :‬قُ ْل س ُ‬
‫اَّللَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير} (سورة العنكبوت ‪.)20 /‬‬ ‫نشئ النَّ ْشأَةَ ِ‬
‫اآلخ َرةَ إِ َّن َّ‬ ‫ْق ُمثَّ َّ ِ‬
‫اَّللُ يُ ُ‬ ‫ف بَ َدأَ ْ‬
‫اخلَل َ‬ ‫َك ْي َ‬
‫قال الزخمشري‪ " :‬إهنّما نشأاتن‪ ،‬وإن كل واحدة منها إنشاء‪ ،‬أي ابتداء واخرتاع‪ ،‬وإخراج من العدم‬
‫إىل الوجود‪ ،‬ال تفاوت بينهما إالّ أن اآلخرة إنشاء بعد إنشاء مثله‪ ،‬واألوىل ليست كذلك " (‪.)2‬‬
‫فاملعىن اللغوي للنّ ْشئ‪ :‬إحداث الشيء وتربيته‪ ،‬وأكثر ما يُقال يف حدوث الشيء شيئاً فشيئاً‪ ،‬قال‬
‫ال} (سورة الرعد ‪ )12 /‬أي‪ :‬يكون حدوثه يف اهلواء شيئاً فشيئاً‪،‬‬ ‫اب الثَِّق َ‬ ‫{ويُـ ْن ِش ُئ َّ‬
‫الس َح َ‬ ‫تعاىل‪َ :‬‬
‫نشئ‪ ،‬إذ األصل (إنشاء) (‪ .)4‬وقد جاء‬ ‫واالنشاء‪ :‬إُياد الشيء وتربيته (‪.)3‬والنشأةُ‪ :‬مصدر م َؤّكد لِي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫(النشأة) معدوالً به عن القياس للداللة على كون املراد ليس حقيقة اإلنشاء وهو اإلُياد واإلحداث‬
‫للشيء ومراعاته شيئاً فشيئاً على التدريج‪ ،‬وإمنا يراد نتيجة هذا اإلنشاء‪ ،‬وهي الصورة املتحصلة منه‪،‬‬
‫واحلالة الكائنة إليه‪ ،‬فالصورة واحلالة اليت يكون فيها اإلُياد (نَ ْشأَة) بعد انشاء‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬التفسري الكبري‪.140 /30 :‬‬
‫(‪ )2‬الكشاف‪448 /3 :‬؛ وفتح البيان‪.179 /10 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪.807‬‬
‫(‪ )4‬تفسري أيب السعود‪.35 /7 :‬‬

‫(‪)116/1‬‬
‫فضالً عن كوهنا نشأة واحدة؛ ولذا " عّب عنها بصيغة املرة ألهنا نشأة دفعية ختالف النشأ األول "‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪ 6‬ـ العدول عن اإلهالك إىل املَْهلَك‪:‬‬


‫اه ْم لَ َّما ظَلَ ُموا َو َج َعلْنَا لِ َم ْهلِ ِك ِه ْم‬ ‫{وتِل َ‬
‫ْك الْ ُق َرى أ َْهلَكْنَ ُ‬ ‫جاء هذا النوع من العدول يف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫َم ْو ِع ًدا} (سورة الكهف ‪.)59 /‬‬
‫يف اآلية عدول عن القياس؛ إذ القياس أن يكون (وجعلنا إلهالكهم) هذا على املصدر االصيل‪ ،‬أما‬
‫على املصدر امليمي فكان ينبغي أن يكون القياس (لِ ُم ْهلَ ِكهم) وعليها جاءت قراءة احلجاز والعراق‪،‬‬
‫وهي اليت ع ّدها الطّبي أوىل ابلصواب من قراءة عاصم (لِ َم ْهلَ ِكهم) بفتح امليم والالم (‪ .)2‬ولكن‬
‫(م ْهلِ ِكهم) بفتح امليم وكسر الالم ألنه " قيل‪( :‬أهلكناهم) وقد‬ ‫الذي يرجح قراءة حفص عن عاصم َ‬
‫قال قيل‪:‬‬
‫حل أبهل ال ُقرى‪ ،‬فعاد إىل املعىن‪ ،‬وأجرى الكالم عليه دون اللفظ "‬
‫(وتلك القرى) ألن اهلالك إمنا َّ‬
‫(م ْف ِعل)‬
‫(‪ .)3‬هذا فضالً عن كون الفعل إذا كان من ابب (ضرب) أييت املصدر امليمي منه على َ‬
‫بكسر العني‪ ،‬وأييت امسا الزمان واملكان على‬
‫(م ْف َعل) بفتح الالم (‪ .)4‬وملّا كان (هلك) من ابب (ضرب) جاء املصدر امليمي منه على القياس‬ ‫َ‬
‫(م ْهلك)‪ ،‬وهو يف احلقيقة معدول عن املصدر املقيس (إهالك)‪ ،‬قال الزخمشري‪ " :‬أي‪ :‬فضربنا‬ ‫ِ‬
‫وهو َ‬
‫إلهالكهم وقتاً َم ْعلوماً ال يتأَخرون عنه " (‪.)5‬‬
‫والنكتة يف العدول عن (ا ِإلهالك) إىل (املَْهلِك) أي العدول عن املصدر القياسي لـ (أهلك) إىل‬
‫املصدر امليمي للداللة على أ ّن اهلالك الذي حل هبم مل حيصل إالّ بعد ٍ‬
‫إمهال ليكونوا إىل التوبة أقرب‪،‬‬ ‫ّ‬
‫سيحل أبهل القرى‪ ،‬إن مل‬
‫ّ‬ ‫إذ ليس املراد التعبري عن اإلهالك ذاته‪ ،‬بل املراد التعبري عن اهلالك الذي‬
‫يتوبوا‪ ،‬هذا فضالً عن كون اإلهالك يكون يف الدنيا‪ ،‬واملَْهلِك يكون يف اآلخرة‪ ،‬أي‪ :‬فأهلكناهم يف‬
‫الدنيا ملا ظلموا أي وقت أن ظلموا مث جعلنا لِ َمهلِكهم يف اآلخرة موعداً وهو يوم القيامة‪ ،‬حبيث‬
‫جعلنا إلهالكهم وقتاً‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬التحرير والتنوير‪.231 /20 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪270 /15 :‬؛ وينظر‪ :‬احتاف فضالء البشر يف القراءات األربع عشر‪،‬‬
‫الدمياطي‪ :‬ص ‪292‬؛ واحلجة يف القراءات السبعة‪ ،‬ابن خالويه‪ :‬ص ‪227‬؛ كتاب السبعة يف‬
‫القراءات‪ ،‬ابن جماهد‪ :‬ص ‪393‬؛ والنشر يف القراءات العشر‪ ،‬ابن اجلزري‪311 /2 :‬؛ وينظر‪:‬‬
‫معجم القراءات القرآنية‪ 378 /3 :‬ـ ‪.379‬‬
‫(‪ )3‬جامع البيان‪.270 /15 :‬‬
‫(‪ )4‬شرح الكافية الشافية‪ ،‬ابن مالك‪.2246 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬الكشاف‪.7 /3 :‬‬

‫(‪)117/1‬‬

‫معلوماً ال يستأخرون عنه ساعة وال يستقدمون‪ ،‬فليعتّبوا هبم وال يغرتوا بتأخري العذاب عنهم (‪.)1‬‬

‫اثلثاً ـ العدول عن التفعيل‪:‬‬


‫جرى البحث يف ثالثة مناذج على هذا النوع من العدول وهي‪ :‬العدول عن التعجيل إىل االستعجال‪،‬‬
‫عّب عن‬ ‫والعدول عن التسميات إىل األمساء‪ ،‬والعدول عن التكذيب إىل ِ‬
‫الك ّذاب‪ ،‬وهذه النماذج إ ّمنا تُ ّ‬
‫دالالت متعددة ومتنوعة‪ ،‬أشري إليها يف كل منوذج على حدة‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن (التعجيل) إىل االستعجال‪:‬‬


‫ين ال يَـ ْر ُجو َن‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش َّر ْ ِ‬
‫است ْع َجا َهلُ ْم ِاب ْخلَِْري لَُقض َي إِلَْي ِه ْم أ َ‬
‫َجلُ ُه ْم فَـنَ َذ ُر الذ َ‬ ‫اَّللُ لِلن ِ‬
‫َّاس َّ‬ ‫{ولَ ْو يُـ َع ِّج ُل َّ‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫اء َان ِيف طُغْيَاهنِِ ْم يَـ ْع َم ُهو َن} (سورة يونس‪.)11/‬‬ ‫ِ‬
‫ل َق َ‬
‫{استِ ْع َجا َهلُ ْم ِاب ْخلَ ِْري} موضع تعجيله هلم اخلري إشعاراً‬ ‫ضع ْ‬ ‫إذ القياس أن يكون على (تعجيل) " فَـ َو ْ‬
‫أن هللا تعاىل‬ ‫بسرعة إِجابته هلم واسعافه بطلبهم‪ ،‬حىت كأ ّن استعجاهلم ابخلري تعجيل هلم " (‪ ،)2‬ومعناه َّ‬
‫نفس أو مال أو ولد مثل ما يريدون فعله‬ ‫أجاب ُدعاء الناس ابلشر ملا هلم فيه مضرة ومكروه يف ٍ‬ ‫لو َ‬
‫عجل شيئاً فقد طلب تعجيله‪،‬‬ ‫معهم يف إجابتهم إىل اخلري ألَهلكهم (‪ .)3‬قال الرازي‪ " :‬إ ّن كل من ّ‬
‫ِ‬
‫معجالً كان مستعجالً‪ ،‬فيصري التقدير‪ ،‬ولو استعجل هللا للناس‬
‫وإذا كان كذلك‪ ،‬فكل من كان ّ‬
‫الشر ٍَ استعجاهلم ابخلري إالّ أنه تعاىل وصف نفسه بتكوين العجلة وصفهم بطلبها ألن الالئق به تعاىل‬
‫َّ‬
‫هو التكوين والالئق هبم هو الطلب " (‪ .)4‬فيكون‪ " :‬التعجيل من هللا‪ ،‬واالستعجال من العبد "‬
‫عجل يدل على الوقوع واستعجل‬
‫عجل غري مدلول استعجل ألن ّ‬
‫(‪ ،)5‬وذلك ألن " مدلول ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬تفسري البيضاوي‪146 /3 :‬؛ وحاشية اجلمل‪.32 /3 :‬‬
‫(‪ )2‬الكشاف‪331 /2 :‬؛ وينظر‪ :‬التفسري الكبري‪.51 /17 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬احملرر الوجيز‪113 /7 :‬؛ وفتح البيان‪.24 /6 :‬‬
‫(‪ )4‬التفسري الكبري‪.51 /17 :‬‬
‫(‪ )5‬اجلامع ألحكام القرآن‪.22 /8 :‬‬

‫(‪)118/1‬‬

‫يدل على طلب التعجيل وذاك واقع من هللا تعاىل وهذا مضاف إليهم " (‪ ،)1‬أي أن االستعجال‬
‫مضاف إىل اخلَلْق‪.‬‬
‫ٌ‬
‫فتبني بذلك أَ َّن العدول عن القياس وهو (التعجيل) إىل (االستعجال) للداللة على الطلب واملبالغة‬
‫ّ‬
‫{خلِ َق‬
‫الكامنة يف صيغة (استفعل)‪ ،‬املنسجمة مع السياق يف حماكاة الطبيعة البشرية‪ ،‬قال تعاىل‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫ا ِإل َ‬
‫نسا ُن م ْن َع َج ٍل} (سورة األنبياء ‪،)37/‬وعلى هذا األساس " ذكر يف جانب ّ‬
‫الشر (يُـ َع ّجل) الدال‬
‫اخلري هلم بلفظ‬
‫وعّب عن تعجيل هللا َ‬
‫أبقل ما يتحقق فيه معناه‪ّ ،‬‬
‫على أصل جنس التعجيل ولو ّ‬
‫الطلب هنا "‬
‫ُ‬ ‫(استعجاهلم) الدال على املبالغة مبا تفيده زايدة السني والتاء لغري الطلب إذ ال يظهر‬
‫ابق يف صيغة (استفعل) وهذا املعىن فيها وان دلّت على معىن آخر فرعي‪.‬‬ ‫(‪،)2‬بل إ ّن معىن الطلب ٍ‬
‫ش ّر مثلما هم يبالغون يف طلب استعجال حتقيق اخلري‬
‫عجل هلم ال َ‬
‫فيكون املعىن‪ :‬لو أن هللا يُ ّ‬
‫ِ‬
‫{لَ ُقض َي إِلَْي ِه ْم أ َ‬
‫َجلُ ُه ْم} أي‪ :‬أُهلكوا‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن التسميات إىل األمساء‪:‬‬


‫اَّلل ِهبا ِمن س ْلطَ ٍ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬إِ ْن ِه َي إِال أ ْ‬
‫ان} (سورة النجم‪)23/‬‬ ‫َنز َل َُّ َ ْ ُ‬ ‫وها أَنْـتُ ْم َو َ‬
‫آاب ُؤُك ْم َما أ َ‬ ‫َمسَاءٌ َمسَّْيـتُ ُم َ‬
‫(مسَّى) كان املصدر املقيس (تفعلهُ)‪،‬‬ ‫إذ القياس (تسميات) ألنه إذا كان الفعل مضع ّفاً من املنقوص َ‬
‫س ُّمو َن ال َْمالئِ َكةَ تَ ْس ِميَةَ اْألُنْـثَى} (سورة النجم ‪،)27 /‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين ال يُـ ْؤمنُو َن ابآلخ َرة لَيُ َ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬إِ َّن الذ َ‬
‫والع ّزى ومناة‪ ،‬وهي يف احلقيقة أمساء‬
‫فهذه األمساء مقصود هبا اآلهلة اليت كانوا يعبدوهنا‪ ،‬وهي‪ :‬الالت ُ‬
‫ال مسميات حتتها‪ ،‬فما هذه املنحواتت " إالّ أمساء مسّيتموها هبواكم وشهوتكم‪ ،‬ليس لكم من هللا على‬
‫صحة تسميتها برهان تتعلقون به " (‪ ،)3‬إ ّمنا هي تسميات جمردة من أي واقع‪ ،‬قال ابن عطية‪ " :‬أي‬
‫تسميات اخرتعتموها أنتم وآابؤكم‪ ،‬ال حقيقة هلا‪ ،‬وال أنزل هللا تعاىل هبا برهاانً وال ُح ّجة " (‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬حاشية اجلمل‪.336 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬التحرير والتنوير‪.107 /11 :‬‬
‫(‪ )3‬الكشاف‪.423 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬احملرر الوجيز‪.105 /14 :‬‬

‫(‪)119/1‬‬

‫سمى هبا‪ ،‬وفيه‬


‫سمى وإمنا يُ ّ‬
‫مشكل ألن أمساء ال تُ ّ‬
‫ٌ‬ ‫وجميء لفظ (أمساء) معدوالً به عن (تسميات)‬
‫جواابن‪ :‬لغوي‪ ،‬ومعنوي‪ ،‬وأ ّّما اللغوي وهو أَ ّن التسمية وضع االسم‪ ،‬فيكون املعىن‪ :‬أمساء‬
‫وضعتموها‪ ،‬يقال‪ :‬مسّيتُه زيداً ومسّيته بزيد‪ ،‬فسميتموها مبعىن مسّيتم هبا‪ .‬وأما املعنوي فهو أنه لو قال‬
‫يد ابين‪ ،‬فعندها سيكون قد‬‫(أمساء مسيتهم هبا) الستدعى ذكر مفعول آخر على ْنو قوهلم‪ :‬مسّيت بز ٍ‬
‫صار لألصنام اعتباراً وراء أمسائها (‪ .)1‬فاألمساء أَلفاظ‪ ،‬واملسميات معاين‪ ،‬والتسميات إطالق ٍ‬
‫ألفاظ‬
‫على املسميات ذوات املعاين‪ ،‬قال أبو حيان‪ " :‬ومعىن األمساء أي ألفاظ احدثتموها أنتم وآابؤكم‬
‫ومسيّت آهلة (‪ " .)3‬وليس فيها‬
‫ت ُ‬ ‫فهي فارغة ال ُمسميات حتتها " (‪.)2‬فهي يف احلقيقة حجارة ُِْنتَ ْ‬
‫شيءٌ من معىن اآللوهية أو للصفة اليت تصفوهنا هبا من كوهنا آهلة وبنات وشفعاء‪ ،‬أو لألمساء املذكورة‬
‫والع ّزى لعزهتا‪ ،‬ومناة‬
‫الالت عليها ابعتبار استحقاقها للعكوف على عبادهتا‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫فإهنم كانوا يطلقون‬
‫تبني أن سبب العدول عن‬
‫العتقادهم أهنا تستحق أن يتقرب إليها ابلقرابني " (‪ .)4‬وبذلك ّ‬
‫(التسميات) إىل‬
‫(األمساء) إلرادة الوصف الدقيق لواقع تلك األصنام أبَهنّا جمرد ألفاظ ال مدلوالت هلا‪ ،‬إذ إن " املراد‬
‫ابملسميات مدلوالت األَمساء سواء أكانت جواهر أَم أَعراضاً أَم معاين أَم معنوية " (‪.)5‬‬
‫ّ‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن التكذيب إىل الك ّذاب‪:‬‬


‫{وَك َّذبُوا ِِب َايتِنَا كِ َّذاابً} (سورة النبأ ‪ .)28 /‬واملقصود هبؤالء املكذبني مشركو قريش؛ ألهنم‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬على الرغم من وضوح اآلايت اليت جاء هبا‪ ،‬ويف {كِ َّذ ًااب}‬ ‫ك ّذبوا ّ‬
‫قوالن‪ ،‬أوهلما‪ :‬قول البصريني يف كون (كِ ّذاابً) مصدر (ك ّذب) الرابعي‪ ،‬موازانً ملصدر (أفعل) الذي‬
‫فاعل ِفعاالً (‪ .)6‬واثنيهما‪ :‬قول الكوفيني يف كون (كِ ّذاابً) لغة ميانية فصيحة‪،‬‬
‫هو اإلفعال‪ ،‬ومثله َ‬
‫فيقولون‪:‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التفسري الكبري‪.300 /28 :‬‬
‫(‪ )2‬البحر احمليط‪.310 /5 :‬‬
‫(‪ )3‬اجلامع ألحكام القرآن‪.680 /17 :‬‬
‫(‪ )4‬تفسري البيضاوي‪.173 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬حاشية الصاوي على اجلاللني‪.20 /1 :‬‬
‫(‪ )6‬معاين القرآن‪ ،‬األخفش‪525 /2 :‬؛ وجامع البيان‪ ،‬الطّبي‪.16 /30 :‬‬

‫(‪)120/1‬‬

‫معدول به عن القياس وهو‬ ‫ٌ‬ ‫مصدر‬ ‫ّن ِ‬


‫(الك ّذاب)‬ ‫ولكن الذي يبدو أ َّ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫القميص خ َّراقاُ (‪ّ .)1‬‬
‫َ‬ ‫قت‬
‫َخ َّر ُ‬
‫القياسي إالّ‬ ‫مقيس ال يتخلف‪ ،‬فال يكون العدول عن املصدر‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫(التكذيب)؛إذ لكل فعل مزيد مصدر ٌ‬
‫{وَك َّذبُوا ِِب َايتِنَا كِ َّذ ًااب} للداللة‪" :‬‬
‫ملعىن‪ ،‬وجميء (الك ّذاب) معدوالً به عن (التكذيب) يف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫على أهنم ك ّذبوا جبميع دالئل هللا تعاىل يف التوحيد والنبوة واملعاد والشرائع والقرآن‪ ،‬وذلك يدل على‬
‫كمال حال القوة النظرية يف الرداءة والفساد والبعد عن سواء السبيل " (‪ .)2‬فيكون معىن (ك ّذاابً)‪:‬‬
‫التكذيب الكبري الشديد (‪ .)3‬فضالً عن تضمنه معىن َك َذبُوا؛ ألن كل ُم َك ّذب ابحلق كاذب؛ ألَهنّم‬
‫كانوا عند املسلمني كاذبني‪ ،‬وكان املسلمون عندهم كاذبني فبينهم مكاذبة " (‪ ،)4‬وهذا هو السر يف‬
‫(الك ّذاب) مقام التكذيب (‪ " .)5‬وُيوز أن يكون ِ‬
‫الك ّذاب للمبالغة وصفاً ملصدر حمذوف‬ ‫إقامة ِ‬
‫فاملعىن تكذيباً ابلغاً ذلك التكذيب إىل هناية الكذب " (‪.)6‬‬

‫ب ـ العدول عن التفعيل إىل التفعلة‪:‬‬


‫وردت ثالث صيغ معدولة من التفعيل إىل التفعلة يف القرآن الكرمي وهي‪( :‬تبصرة‪ ،‬وحتلة‪ ،‬وتذكرة)‬
‫(فعل) املعتل‬
‫(فعل) الصحيح (التفعيل) ويف ّ‬
‫والقياس‪ :‬التبصري‪ ،‬والتحليل‪ ،‬والتذكري؛ ألَن القياس يف ّ‬
‫الناقص (التفعلة)‪ ،‬فتكون تلك قد جاءت عدوالً عن القياس قياساً على صيغة (التفعلة) القياسية‬
‫وصى توصية‪ ،‬وغطّى تغطيةً‪.‬‬
‫(فعل) ْنو‪ّ :‬‬
‫لألفعال املعتلة الناقصة اليت على وزن ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬الفراء‪229 /3 :‬؛ وجامع البيان‪ ،‬الطّبي‪16 /30 :‬؛ واحملرر الوجيز‪:‬‬
‫‪.290 /15‬‬
‫(‪ )2‬التفسري الكبري‪.18 /31 :‬‬
‫(‪ )3‬اجلامع ألحكام القرآن‪118 /19 :‬؛ وفتح البيان‪ ،‬القنوجي‪.39 /15 :‬‬
‫(‪ )4‬اجلامع ألحكام القرآن‪.119 /19 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تفسري البيضاوي‪.240 /4 :‬‬
‫(‪ )6‬حاشية الكازروين على تفسري البيضاوي‪.240 /4 :‬‬

‫(‪)121/1‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن التبصري إىل التبصرة‪:‬‬


‫يها ِم ْن ُك ِّل‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يها َرَواس َي َوأَنْـبَـ ْتـنَا ف َ‬
‫ِ‬
‫ض َم َد ْد َان َها َوأَلْ َق ْيـنَا ف َ‬
‫{واأل َْر َ‬
‫ورد هذا النوع من العدول يف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫يب} (ق ‪ 7 /‬ـ ‪.)8‬‬ ‫ص َرةً َو ِذ ْك َرى لِ ُك ِّل َع ْب ٍد ُمنِ ٍ‬
‫يج ‪ -‬تَـ ْب ِ‬
‫َزْو ٍج َهبِ ٍ‬
‫ص َر) والقياس فيه‬ ‫والعدول يف (تبصرة) كوهنا مصدر الفعل الصحيح (بَ َّ‬
‫حباسة‬
‫(تبصرياً)‪ ،‬وقد جاء املصدر (تبصرة) عدوالً عن القياس‪ ،‬وهو مبعىن التبصري الذي هو‪ :‬التعريف ّ‬
‫وهنُ ْم} (سورة املعارج ‪ 10 /‬ـ ‪ " )11‬أي‪ :‬يعرفوهنم‬ ‫ص ُر َ‬
‫يما ‪ -‬يُـبَ َّ‬ ‫مح ِ‬ ‫البصر‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وال يسأ ُ ِ‬
‫يم َمح ً‬‫َل َ ٌ‬ ‫َ َْ‬
‫احلميم حىت يعرفه (‪ ،)2‬فيكون التبصري‪ :‬التعريف‬‫ُ‬ ‫احلميم‬
‫َ‬ ‫" (‪ )1‬فاهلل ‪ -‬سبحانه وتعاىل ‪ -‬يُـبَ ِّ‬
‫ص ُر‬
‫بصرتُه تبصرياً وتبصرةً‪،‬‬
‫ابلبصر (‪ .)3‬ولكن يف معىن التبصرة‪ :‬التبصري؛ " أي‪ :‬تبصرياً وتبياانً‪ .‬يقال‪ّ :‬‬
‫رجحها‬ ‫كما يقال‪ :‬ق ّدمته تقدمياً وتقدمةً‪ ،‬وذ ّكرته تذكرياً وتذكرة " (‪ .)4‬إالّ أنه يف معىن التبصرة داللة يُ ّ‬
‫عبد منيب‪ ،‬فضالً عن معىن‬ ‫السياق وهي داللة كون هذا التبصري ملرة واحدة؛ إذ هو خاص بكل ٍ‬
‫التفعلة الذي هو ما يؤدي إىل الشيء‪ ،‬فيكون معىن التبصرة‪ :‬ما يؤدي إىل اإلبصار (‪.)5‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن التحليل إىل التحلة‪:‬‬


‫يم} (سورة التحرمي ‪.)2 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض هللاُ لَ ُك ْم َِحتلَّةَ أ َْميَانِ ُك ْم َو َّ‬
‫يم ا ْحلَك ُ‬
‫اَّللُ َم ْوال ُك ْم َو ُه َو ال َْعل ُ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬قَ ْد فَـ َر َ‬
‫حرم النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬على نفسه زوجه أُم ابراهيم مارية‬ ‫نزلت هذه اآلية بعد أن ّ‬
‫القبطية فلم يقرهبا حىت أخّبت عائشة (‪ ،)6‬فأنزل هللا قوله خماطباً النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪:)-‬‬
‫اَّلل غَ ُف ِ‬ ‫ضاةَ أَ ْزو ِ‬ ‫اَّلل لَ َ ِ‬ ‫{ايأَيُّـها النِ ِ‬
‫يم}‬ ‫ك َو َُّ ٌ‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫اج َ‬ ‫ك تَـ ْبـتَغي َم ْر َ َ‬ ‫َّيب ملَ ُحتَِّرُم َما أ َ‬
‫َح َّل َُّ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬تفسري غريب القرآن‪ ،‬ابن قتيبة‪ :‬ص ‪.485‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.73 /29 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اختالف صيغ الفعل املشتقة من جذر واحد يف القرآن الكرمي‪ ،‬رسالة ماجستري تقدم هبا‬
‫هالل‬
‫علي حممود إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ :2000 ،‬ص ‪.228‬‬
‫(‪ )4‬املفردات‪ :‬ص ‪.128‬‬
‫(‪ )5‬معاين األبنية يف العربية‪ :‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬لباب النقول يف أسباب النزول‪.217 /1 :‬‬

‫(‪)122/1‬‬

‫(سورة التحرمي ‪ .)1 /‬ويف شرع هللا بعد حترمي النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪َ )-‬حتلّة األَميان وهي‬
‫كرم تكرمه (‪ .)1‬وهو "‬ ‫احلنث يف القسم إالّ إذا كان يف معصية‪ ،‬وحتلَّة مصدر الفعل (حلّل) ْنو‪ّ :‬‬
‫ليس مصدر مقيساً‪ ،‬واملقيس التحليل والتكرمي‪ ،‬ألن قياس (فعّل) الصحيح هو التفعيل " (‪ )2‬وجميئه‬
‫معدوالً إىل حتلةً للداللة على خصوصية يف هذا التحليل‪ ،‬وهو كونه خاصاً بتحليل اليمني‪ ،‬وهو كفارة‬
‫القسم‪ ،‬فضالً عن كون معىن صيغة التفعلة ما يؤدي إىل الشيء‪ ،‬فيكون معىن { َِحتلَّةَ أ َْميَانِ ُك ْم}‪ :‬ما‬
‫يؤدي إىل حتليلها ابلكفارة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬النهر املاد‪ ،‬أبو حيان‪.288 /8 :‬‬
‫(‪ )2‬البحر احمليط‪288 /8 :‬؛ وينظر‪ :‬روح املعاين‪.148 /28 :‬‬

‫(‪)123/1‬‬

‫رابعاً ـ العدول عن املفاعلة‪:‬‬


‫جاءت ثالثة مناذج على هذا النوع من العدول وهي‪ :‬العدول عن اجملازاة إىل اجلزاء‪ ،‬والعدول عن‬
‫اجملاهدة إىل اجلهاد‪ ،‬والعدول عن املعاهدة إىل العهد‪ ،‬وسنتناول العدول عن املبايعة إىل البيع‪،‬‬
‫والعدول عن املعاهدة إىل العهد‪ ،‬ألنه عدول من الوضوح مبكان‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول عن املبايعة إىل البيع‪:‬‬
‫اَّلل ا ْش َ ِ ِ‬
‫رتى منَال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫ني‬ ‫جاء هذا النوع من العدول يف موضع واحد يف سورة التوبة‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬إِ َّن ََّ َ‬
‫اَّلل فَـيـ ْقتـلُو َن ويـ ْقتـلُو َن و ْع ًدا علَي ِه ح ًّقا ِيف التـَّوراةِ‬ ‫َن َهلم ا ْجلنَّةَ يـ َقاتِلُو َن ِيف سبِ ِ ِ‬
‫َْ‬ ‫يل َّ َ ُ َ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫س ُه ْم َوأ َْم َوا َهلُ ْم ِأب َّ ُ ْ َ ُ‬
‫أَن ُف َ‬
‫استَـ ْب ِش ُروا بِبَـ ْي ِع ُك ُم الَّ ِذي َابيَـ ْعتُ ْم بِ ِه َو َذلِ َ‬ ‫آن ومن أَو َّف بِعه ِدهِ ِمن َِّ‬
‫ك ُه َو الْ َف ْوُز‬ ‫اَّلل فَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يل َوالْ ُق ْر ِ َ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫َوا ِإل ِجن ِ‬
‫يم}‬ ‫ِ‬
‫ال َْعظ ُ‬
‫(سورة التوبة ‪.)111 /‬‬
‫العدول حاصل يف املخالفة بني مصدر الفعل (ابيع) الذي هو املبايعة واجمليء مبصدر الفعل (ابيع)‬
‫الذي هو البيع‪ ،‬فصار الكالم ابيع بيعاً ويف هذا العدول نكتة داللية وهي اإلشعار بكون هذا البيع‬
‫املثمن وأَخذ الثمن " (‪ ،)1‬ولكن املقصود ابلبيع يف اآلية‬
‫َي بيع الذي هو مبعىن "إعطاء َّ‬
‫ليس كأ ّ‬
‫املبايعة؛ أل ّن ابيع الذي على وزن (فاعل) مل أيت يف القرآن الكرمي إالّ للداللة على البيعة‪ ،‬وهي عهد‬
‫النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬وبني املؤمنني لبذل الطاعة (‪ .)2‬وجميئه معدوالً عن املبايعة إىل‬
‫بني ّ‬
‫البيع لإلشعار بكون هذا البيع مغايراً لسائر البيوع فإنّه بيع للفاين ابلباقي (‪.)3‬‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن املعاهدة إىل العهد‪:‬‬


‫اه ُدوا َع ْه ًدا نَـبَ َذهُ فَ ِري ٌق ِم ْنـ ُه ْم بَ ْل أَ ْكثَـ ُرُه ْم ال يُـ ْؤِمنُو َن} (سورة البقرة ‪،)100 /‬‬
‫قال تعاىل‪{ :‬أ ََوُكلَّ َما َع َ‬
‫وهذه اآلية وصف لليهود يف نقضهم الوعد‪ ،‬ومن‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬املفردات‪.155 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اختالف صيغ الفعل املشتقة من جذر واحد يف القرآن الكرمي‪ ،‬رسالة ماجستري تقدم هبا‬
‫هالل‬
‫علي حممود إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ :2000 ،‬ص ‪.170‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬تفسري أيب السعود‪.196 /3 :‬‬

‫(‪)124/1‬‬
‫ذلك تكذيبهم للنيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬مع أنه قد أخذ هللا منهم العهد يف تصديقه‪ ،‬قال‬
‫هللا‪:‬‬
‫ْكتاب كِتاب َِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫اَّلل م ِ ِ‬ ‫{ولَ َّما جاءهم رس ٌ ِ ِ ِ ِ‬
‫اء‬
‫اَّلل َوَر َ‬ ‫ص ّد ٌق ل َما َم َع ُه ْم نَـبَ َذ فَ ِري ٌق م ْن الذ َ‬
‫ين أُوتُوا ال َ َ َ َ‬ ‫ول م َن ع ْند َّ ُ َ‬ ‫َ َ َُ ْ َ ُ‬
‫ظُ ُهوِرِه ْم َكأ ََّهنُ ْم ال يَـ ْعلَ ُمو َن} (سورة البقرة ‪.)101 /‬‬
‫معدول به عن (املعاهدة) وإن كان أقرب إىل األمسية منها إىل املصدرية؛ ولذا قيل‪ :‬هو اسم‬ ‫ٌ‬ ‫و (العهد)‬
‫تضمن (عاهد) معىن (أَعطى) (‪.)1‬‬
‫مصدر وليس مبصدر‪ ،‬وقد جاء نصبه على أنه مصدر‪ ،‬أو َّ‬
‫فالع ْهد‪ :‬حفظ الشيء ومراعاته حاالً بعد‬
‫والصحيح أنه مصدر انتقل معناه من املصدرية إىل اإلمسية‪َ ،‬‬
‫حال‪ ،‬من قوهلم‪ :‬للمطر‪ :‬عه ٌد‪ِ ،‬‬
‫وع َهاد‪ ،‬وللروضة اليت أصاهبا املطر روضة معهودة‪ ،‬على اعتبار معىن‬ ‫َْ‬
‫التفقد واملراعاة‪ ،‬ومنه ُمسّي املَْوثِق الذي يلزم مراعاته وحفظه َع ْهداً (‪ .)2‬والعهد املقصود هو العهد‬
‫النيب العريب آمنوا به‪ ،‬وأخرجوا‬
‫الذي كان بينهم وبني هللا تعاىل‪ ،‬كان قد أخذه عليهم إن خرج ّ‬
‫املشركني من دايرهم‪ ،‬وأن اليعينوا أحداً من الكافرين عليه‪ ،‬ولكنهم نقضوا العهد‪ ،‬مع ما أظهر هللا ‪-‬‬
‫عز وجل ‪ " -‬من الدالئل الدالة على نبوة حممد (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،)-‬وعلى صحة شرعه‪" ،‬‬
‫فكان ذلك كالعهد منه سبحانه وقبوهلم لتلك الدالئل كاملعاهدة منهم هلل سبحانه وتعاىل " (‪ ،)3‬ومسة‬
‫نقض العهود والغدر مسة اليهود‪ ،‬ويف ذكر ذلك تسلية لرسول هللا (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪)-‬؛ ألن‬
‫من يُعتاد منه طريقة معينة‪ ،‬ال يكون فيه صعوبة على النفس من خمالفته‪ ،‬كصعوبة من مل جتد عادته‬
‫بذلك (‪.)4‬‬
‫وقد ُعدل عن القياس للداللة على كون هذا املوثق املأخوذ عليهم عهداً الزماً للحفظ والرعاية يف‬
‫ذمتهم‪ ،‬فال جمال لديهم لنقضه‪ ،‬فهو ليس معاهدة وإمنا هم عاهدوا أي تكفلوا حبفظ عهد واحد من‬
‫ابلنيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،)-‬وقد أُخذ عليهم هذا العهد يف التوراة‬
‫العهود ورعايته وهو اإلميان ّ‬
‫حىت مسيت التوراة ابلعهد؛ قال ابن عاشور‪ " :‬واملراد ابلعهد عهد التوراة أي ما اشتملت عليه من‬
‫ّ‬
‫أَ ْخذ العهد على بين اسرائيل ابلعمل مبا أُمروا به أخذاً مكرراً ّ‬
‫حىت‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬احملرر الوجيز‪412 /1 :‬؛ والبحر احمليط‪324 /1 :‬؛ وتفسري أيب السعود‪.135 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪ 591‬ـ ‪.592‬‬
‫(‪ )3‬التفسري الكبري‪.183 /3 :‬‬
‫(‪ )4‬تفسري غرائب القرآن ورغائب الرمحن‪ ،‬نظام الدين احلسن بن حممد بن حسني النيسابوري‪/1 :‬‬
‫‪.344‬‬
‫(‪)125/1‬‬

‫ُمسّيت التوراة ابلعهد‪ ،‬وقد تكرر منهم نقض العهد مع أنبيائهم ومن مجلة العهد الذي أخذ عليهم‪ ،‬أن‬
‫يؤمنوا ابلرسول املُص ِّدق ابلتوراة " (‪.)1‬‬
‫سراً لطيفاً وهو أ ّن النقض الذي نقضوه هو العهد ذاته‪،‬‬
‫ولعل يف العدول عن املعاهدة إىل العهد ّ‬
‫ّ‬
‫فكأهنم انقضني حلقيقة العهد حبيث ال يؤمنون بوجود عهد أَصالً؛ ولذا ُع ّّب عن عد اعتقادهم به بقوله‬
‫تعاىل‪{ :‬نَـبَ َذهُ}‪ ،‬ومعىن النبذ " إلقاء الشيء وطرحه لقلّة اإلعتداد به‪ ،‬ولذلك يقال‪ :‬نبذته نَـ ْبذ النَـ ْعل‬
‫اخلَلِق " (‪ .)2‬وقطعاً فاملعاهدة هذه ليست كالعهد‪ ،‬فهم يدخلون يف املعاهدة وال يلتزمون ابلعهد‪،‬‬
‫وينبغي التنبيه على أ ّن من العلماء من أعرب (عهدا) هنا مفعوالً به‪ ،‬على اعتبار أن معىن عاهدوا‬
‫أعطوا (‪ ،)3‬ولذلك قيل إن (عهداً) هنا أقرب إىل االمسية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬التحرير والتنوير‪.100 /1 :‬‬
‫(‪ )2‬املفردات‪ :‬ص ‪.788‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬حاشية اجلمل‪.84 /1 :‬‬

‫(‪)126/1‬‬

‫خامساً ـ العدول عن التفاعل‪:‬‬


‫تناول هذا املبحث ثالثة مناذج من العدول يف هذا النوع وهي‪ :‬العدول عن التداين إىل الدين‪،‬‬
‫والعدول عن التعايل إىل العلو‪ ،‬والعدول عن التواعد إىل امليعاد‪ ،‬وهذه هي النماذج اليت وردت يف‬
‫القرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن التداين إىل ال َديْن‪:‬‬


‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ب‬
‫ب بَـ ْيـنَ ُك ْم َكات ٌ‬
‫س ًّمى فَا ْكتُـبُوهُ َولْيَكْتُ ْ‬ ‫آمنُوا إِذَا تَ َدايَنتُ ْم بِ َديْ ٍن إِ َىل أ َ‬
‫َج ٍل ُم َ‬ ‫{ايأَيُّـ َها الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ِابل َْع ْد ِل} (سورة البقرة ‪.)282 /‬‬
‫(ديْن) معدوالً به عن (التداين) ألنه هو املصدر القياسي للفعل‪،‬‬ ‫وجميء َ‬
‫(تداين) للتأكيد على رأي األخفش (ت ‪ 215‬هـ) ألن (تداينتم) يدل على وجود الدين ْنو قول‬
‫رؤبة‪:‬‬
‫طلت بَـ ْعضاً وأَ ّدت بَـ ْعضاً‬
‫داينت أروى والديو ُن تُقضى ‪ ...‬فَ َم ْ‬
‫ُ‬
‫فلم يقل‪ :‬داينت أروى بدين (‪ .)1‬وقيل إ ّن ذكر (بدين) لبيان ُحكم الدين دون حكم اجملازاة؛ ألن‬
‫من العرب َم ْن يقول‪ ::‬تداينا مبعىن جتازينا‪ ،‬ومبعىن تعاطينا األَخذ واإلعطاء بدين (‪ .)2‬ويكون مبعىن‪:‬‬
‫مؤجالً (‪ .)3‬فذكر (بِ َديْ ٍن)‬
‫مؤجل فاكتبوه‪ ،‬فضالً عن بيان نوعه بني كونه حاالً أو ّ‬
‫إذا تعاملتم بدين ّ‬
‫لتخصيص معىن (التداين) للمعاملة ابل َدين؛ أل ّن التداين واملداينة تدل على اجملازاة واملعاطاة‪ ،‬وإن كان‬
‫يف معىن الدين األخذ والعطاء (‪.)4‬‬
‫ابطل‪ ،‬فلو قال‪ :‬إذا تداينتم لبقي النص مقصوراً على‬ ‫أن معىن التداين‪ " :‬بيع الدين ابلدين وهو ٌ‬ ‫كما َّ‬
‫بيع الدين ابلدين وهو ابطل‪ّ ،‬أما ملا قال {إِذَا تَ َدايَنتُ ْم بِ َديْ ٍن} كان املعىن‪ :‬إذا تداينتم تدايناً حيصل فيه‬
‫وحينئذ خيَُْرج عن النص بَـ ْيع الدين ابلدين‪ ،‬ويبقى بيع العني ابلدين‪ ،‬أو بيع الدين ابلعني‬ ‫ٍ‬ ‫دين واحد‪،‬‬
‫فإ ّن حاصل كل واحد منهما دين واحد ال غري" (‪ ،)5‬إذ ان ال َديْن يف الشرع " عبارة عن كل معاملة‬
‫كان أحد العوضني فيها‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪189 /1 :‬؛ والكشاف‪324 /1 :‬؛ وينظر‪ :‬ديوان رؤبة‪ :‬ص ‪.79‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪46 /6 :‬؛ واحملرر الوجيز‪.500 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الكشاف‪.324 /1 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬تفسري النسفي‪.135 /1 :‬‬
‫(‪ )5‬التفسري الكبري‪.17 /7 :‬‬

‫(‪)127/1‬‬

‫نقداً واآلخر يف الذمة نسيئة‪ ،‬فإ ّن العني عند العرب ما كان حاضراً والدين ما كان غائباً " (‪.)1‬‬
‫إذن فالعدول عن (التداين) إىل (الدين) لنكة داللية نبّه عليها البيضاوي بقوله‪:‬‬
‫واحلال وأنه الباعث على‬
‫ّ‬ ‫املؤجل‬
‫" وفائدة ذكر الدين أن ال يتوهم من التداين اجملازاة ويعلم تنوعه إىل ّ‬
‫الكتبة " (‪.)2‬‬
‫العلُ ّو‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن التعايل إىل ُ‬
‫ريا} (سورة اإلسراء ‪ )43/‬وذلك‬‫ِ‬
‫{س ْب َحانَهُ َوتَـ َع َاىل َع َّما يَـ ُقولُو َن ُعلُ ًّوا َكب ً‬
‫قال تعاىل يف تنزيه ذاته العلية‪ُ :‬‬
‫يف معرض الر ّد على الكافرين‪ ،‬قوله ‪ -‬عز وجل ‪:-‬‬
‫{قُل لَو َكا َن معه ِ‬
‫آهلَةٌ َك َما يَـ ُقولُو َن إِذًا البْـتَـغَ ْوا إِ َىل ِذي ال َْع ْر ِ‬
‫ش َسبِيالً} (سورة اإلسراء ‪.)42 /‬‬ ‫ََُ‬ ‫ْ ْ‬
‫علواً) وليس (تعالياً) فهو عدول عن القياس‪ ،‬إذ جاء مصدر (تعاىل) ُعلً ّواً‬ ‫فالعدول حاصل يف (تعاىل ّ‬
‫جل يف عاله (‪ .)4‬قال البقاعي‪" :‬‬ ‫وليس تعالياً (‪ .)3‬واملراد املبالغة يف الّباءة والنزاهة ممّا وصفوه به ّ‬
‫{ع َّما يَـ ُقولُو َن} من هذه النقائض اليت اليرضاها‬
‫و {تَـ َع َاىل} أي عال وعظم العلو بصفات الكمال َ‬
‫ابلعلي األعلى " (‪ .)5‬والنكتة‬
‫ّ‬ ‫لنفسه أحد من عُقالء خلقه‪ ،‬فضالً عن رئيس من رؤسائكم‪ ،‬فكيف‬
‫(علواً) إلرادة حتقق املعنيني‪ ،‬معىن‬
‫يف العدول عن املصدر املقيس (تعالياً) إىل مصدر الفعل الثالثي ّ‬
‫(علُواً) إيذاانً أب ّن‬
‫(علواً) إذ إنه قد " أتى ابملصدر اجملرد يف قوله ُ‬
‫املبالغة يف (تعاىل)‪ ،‬ومعىن التجرد يف ّ‬
‫الفعل جمرٌد يف احلقيقة وان أيت به على صيغة التفاعل إيذاانً ابملبالغة " (‪ ،)6‬فمجيء (علواً) إذن‬
‫ابلعلو حب ّق ال مبجرد اال ّدعاء " (‪.)7‬‬
‫معدوالً به عن (التعاىل) " للداللة على أن التعاىل هو لالتّصاف ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬اجلامع ألحكام القرآن‪243 /3 :‬؛ وينظر‪ :‬فتح البيان‪.146 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬تفسري البيضاوي‪269 /1 :‬؛ وتفسري أيب السعود‪.269 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬معاين القرآن‪ ،‬األخفش‪.390 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الكشاف‪.669 /2 :‬‬
‫(‪ )5‬نظم الدرر‪ 422 /11 :‬ـ ‪.423‬‬
‫(‪ )6‬نظم الدرر‪.423 /11 :‬‬
‫(‪ )7‬التحرير والتنوير‪.23 /20 :‬‬

‫(‪)128/1‬‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن التواعد إىل امليعاد‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬إِ ْذ أَنْـتُ ْم ِابل ُْع ْد َوةِ ُّ‬
‫اع ُّْ‬
‫دمت ال ْختَـلَ ْفتُ ْم‬ ‫َس َف َل م ْن ُك ْم َولَ ْو تَـ َو َ‬
‫بأْ‬‫الرْك ُ‬ ‫الدنْـيَا َو ُه ْم ِابل ُْع ْد َوة الْ ُق ْ‬
‫ص َوى َو َّ‬
‫اد ولَ ِكن لِيـ ْق ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض َي َّ‬
‫اَّللُ أ َْم ًرا َكا َن َم ْف ُعوالً}‬ ‫ِيف الْم َيع َ ْ َ‬
‫(سورة األنفال ‪.)42 /‬‬
‫نزلت يف معركة بدر‪ ،‬خياطب فيها هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬املؤمنني أبَنّه " لو كان اجتماعكم يف املوضع‬
‫الذي اجتمعتم فيه‪ ،‬أنتم أيّها املؤمنون وعدوكم من املشركني‪ ،‬عن ميعاد منكم ومنهم {ال ْختَـلَ ْفتُ ْم ِيف‬
‫ض َي‬‫اد} لكثرة عدد عدوكم‪ ،‬وقلّة عددكم‪ ،‬ولكن هللا مجعكم على غري ميعاد بينكم وبينهم {لِيـ ْق ِ‬ ‫ال ِْميع ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫نصره أولياءه من املؤمنني ابهلل ورسوله‪ ،‬وهالك‬ ‫َّ‬
‫اَّللُ أ َْم ًرا َكا َن َم ْف ُعوال} وذلك القضاء من هللا كان ُ‬
‫أعدائه وأعدائكم ببدر ابلقتل واألَسر " (‪ .)1‬فاخلالف احلاصل سيكون يف امليعاد أي الختلفتم يف‬
‫زمان القتال‪ ،‬حىت وإن " أعلم كل منكم اآلخر ابخلروج للقتال {ال ْختَـلَ ْفتُم ِيف ال ِْميع ِ‬
‫اد}‪ ،‬أي لتخلّفتم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عن امليعاد أي املواعدة أي التواعد مبعىن أنكم مل توفوا مبا أعلمتم به بل تتخلفون عن اخلروج‪،‬‬
‫فامليعاد معناه التواعد " (‪ ،)2‬وامليعاد يف اللغة‪ :‬املواعدة ووقتها ومكاهنا (‪ .)3‬وبذلك يتبني أ ّن‬
‫االختالف يكون يف زمان املواعدة‪ ،‬وليس االختالف يف أهنم يتواعدون أم ال يتواعدون‪ ،‬ولذا قيل‪:‬‬
‫حال الطرف اآلخر حلدث االختالف يف امليعاد هيبة من‬ ‫طرف َ‬ ‫كل ٍ‬ ‫إهنّم لو تواعدوا القتال بعدما َعلِم ُّ‬
‫العدو وأيساً من الظفر عليهم (‪.)4‬‬
‫ّ‬
‫إذن فالعدول عن التواعد إىل امليعاد للداللة على أن املراد زمان الوعد‪ ،‬ال حقيقة التواعد‪ ،‬فاملراد‬
‫زمان وقوع احلدث‪ ،‬وهو التواعد‪ ،‬الوقوع احلدث جمرداً من الزمان؛ ولذا ورد بصيغة (امليعاد) الدالة‬
‫على توكيد زمان الوعد‪ ،‬إذ مل ِ‬
‫أيت يف القرآن الكرمي إالّ للداللة على الزمان (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬جامع البيان‪.565 /13 :‬‬
‫(‪ )2‬حاشية اجلمل‪.246 /1 :‬‬
‫(‪ )3‬خمتار الصحاح‪ :‬ص ‪700‬؛ وينظر‪ :‬اللسان‪.478 /4 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬روح املعاين‪.7 /10 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬سر االعجاز يف تنوع الصيغ املشتقة من أصل لغوي واحد يف القرآن‪ ،‬د‪ .‬عودة هللا منيع‬
‫القيسي‪ :‬ص ‪.192‬‬

‫(‪)129/1‬‬

‫سادساً ـ العدول عن التفعل‪:‬‬


‫وردت ستة مناذج على هذا النوع من العدول‪ ،‬وقع البحث على ثالثة منها وهي‪ :‬العدول عن التبتُّل‬
‫عّب‬
‫التقوالت إىل األقاويل‪ ،‬وهذه النماذج تُ ّ‬
‫إىل التبتيل‪ ،‬والعدول عن التقبّل إىل القبول‪ ،‬والعدول عن ّ‬
‫التفعل إىل غريه من الصيغ غري املقيسة عليه‪.‬‬
‫سر العدول عن ّ‬
‫عن ّ‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن التبتُّل إىل التبتيل‪:‬‬


‫َّل إِلَْي ِه‬ ‫اس َم َربِّ َ‬
‫ك َوتَـبَـت ْ‬ ‫{واذْ ُك ِر ْ‬
‫قال تعاىل خماطباً النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬يف بداية البعثة‪َ :‬‬
‫تَـ ْبتِيالً} (سورة املُّزِّمل ‪.)8 /‬‬
‫يلحظ يف اآلية جميء {تَـ ْبتِيال} معدوالً به عن املصدر املقيس للفعل (بتّل) وهو (التَـبَـتُّل)‪ ،‬وقد جاء‬
‫اختيار هذه العبارة الدقيقة لإلشعار أبَ ّن (التبتل) وهو اإلنقطاع إىل هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ابلعبادة‪ ،‬هو‬
‫املقصود ابلذات أوالً‪ ،‬مث جاء ذكر (التبتل) وهو التصرف واالنشغال ابلعبادة اثنياً لإلشعار أنه البُ ّد‬
‫منه ولكنه مقصود ابلغرض (‪ .)1‬وليس املقصود اإلتيان بـ (تبتيالً)؛ ألن معىن تبتّل بَـتَّل نفسه‪ ،‬مراعا ًة‬
‫معنوي أَشار إليه ابن القيّم‪ " :‬ومصدر تبتَّل إليه (تَـبُـتّل) كالتعلم‬
‫ّ‬ ‫ولكن املقصود‬
‫حل ّق الفواصل (‪ّ .)2‬‬
‫لس ّر لطيف‪ .‬فإن يف هذا الفعل إيذاانً ابلتدريج‬ ‫والتفهم ولكن جاء على (التفعيل) مصدر (فعل) ِ‬
‫ّ‬
‫والتعمل والتكثر واملبالغة‪ .‬فأَتى ابلفعل الدال على أحدمها وابملصدر الدال اآلخر فكأنه‬
‫ّ‬ ‫والتكلف‬
‫قيل‪ :‬بتّل نفسك إىل هللا تبتيالً وتبتّل إليه تبتُّالً فَـ ُفهم املعنيان من الفعل واملصدر " (‪ .)3‬وفيه ملحظ‬
‫تربوي وهو اجلمع بني معىن التدرج يف صيغة (تبتل إليه)‪ ،‬والتكثري يف صيغة (تبتيالً) " إذ األصل أن‬
‫يتدرج اإلنسان من القلّة إىل الكثرة واملعىن أمحل نفسك على التبتّل واالنقطاع إىل هللا يف العبادة شيئاً‬
‫فشيئاً حىت تصل إىل الكثرة "‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التفسري الكبري‪.178 /30 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.30 /19 :‬‬
‫(‪ )3‬التفسري القيم‪ ،‬ابن قيّم اجلوزية‪ :‬ص ‪ 501‬ـ ‪502‬؛ وينظر‪ :‬التعبري القرآين‪ ،‬د‪ .‬فاضل السامرائي‪:‬‬
‫ص ‪.35‬‬

‫(‪)130/1‬‬

‫(‪ .)1‬وهنا تكمن فائدة العدول وهي تضمني معىن الفعلني وذلك عن طريق اجمليء ابملصدر معدوالً به‬
‫عن القياس‪ " ،‬فالسالك إىل هللا ال غىن له عن تكلف التبتّل وحماولته ليحمل نفسه عليه لثقله عليها‬
‫أول أمره‪ ،‬والبد من إكثار التبتّل وحماولته حىت تعتاده النفس وتطاوع له " (‪)2‬‬
‫‪ 2‬ـ العدول عن التقبّل إىل القبول‪:‬‬
‫س ٍن} (سورة آل عمران ‪.)37 /‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫قال تعاىل يف قصة (مرمب) (عليها السالم)‪{ :‬فَـتَـ َقبَّـلَ َها َرُّهبَا ب َقبُول َح َ‬
‫وذلك بعد أن نذرت امرأة عمران ما يف بطنها هلل‪ ،‬وبعد أن وضعتها أنثى قال تعاىل‪{ :‬إِ ْذ قَالَ ْ‬
‫ت ْام َرأَةُ‬
‫يم} (سورة آل عمران ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫يع ال َْعل ُ‬
‫ت َّ ِ‬
‫السم ُ‬ ‫ك َما ِيف بَط ِْين ُحمَ َّرًرا فَـتَـ َقبَّ ْل ِم ِّين إِنَّ َ‬
‫ك أَنْ َ‬ ‫ب إِِّين نَ َذ ْر ُ‬
‫ت لَ َ‬ ‫ِ‬
‫ع ْم َرا َن َر ِّ‬
‫‪.)35‬‬
‫ويلحظ إخراج املصدر على غري لفظه‪ ،‬إذ القياس (فَـتَـ َقبَـلَها َرُّهبا بِتَـ َقبُّ ٍل)‪ ،‬والعرب أتيت ابملصادر على‬
‫أصول األفعال وإن اختلفت ألفاظها يف األفعال ابلزايدة (‪ .)3‬وقد ذكر الزخمشري يف (قَبول)‬
‫ط به؛ والثاين‪ :‬أن يكون مصدراً‬ ‫كالسعُوط ملا يُ ْس َع ُ‬
‫الشيء َّ‬
‫َ‬ ‫وجهان‪ :‬أحدمها أن يكون اسم ما تقبل به‬
‫على تقدير حذف املضاف‪ ،‬أي‪ :‬فتقبلها بذي قبول أي أبم ٍر ذي قبول‪ ،‬يف كال الوجهني يكون املعىن‬
‫االختصاص‪ ،‬وهو‪ :‬إقامتها مقام الذكر يف النذر (‪ .)4‬والصحيح أن (قَـبَول) مصدر (قَبِل) وهو‬
‫ضوء‪،‬‬
‫وو ُ‬ ‫مذهب سيبويه يف أ َّ‬
‫َن هناك مخسة مصادر جاءت على وزن (فَـ ُعول) وهي‪ :‬قًـبُول‪ ،‬وطَ ُهور‪َ ،‬‬
‫ولكن الراجح أنه عدول عن املصدر املقيس‬ ‫وو ُلوغ‪ّ .‬‬
‫ووقُود‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫(تقبُّل) إىل مصدر الثالثي (قَبِل) إلرادة اإلشارة إىل معىن صيغيت (تَـ َف َّعل) و‬
‫تصّب أي‪َ :‬ج ّد‬
‫التفعل) داللة على شدة اعتناء الفاعل إبظهار الفعل‪ ،‬يقال‪ّ :‬‬ ‫(فَـ َعل)‪ ،‬ففي معىن ( ّ‬
‫واجتهد يف إظهار الصّب‪ ،‬وكذلك (التقبُّل) يدل على املبالغة يف إظهار القبول (‪ .)5‬قال الرازي‪" :‬‬
‫س ٍن حىت تصري املبالغة أكمل؟ واجلواب أن لفظ التقبّل وإن‬ ‫فإن قيل ِملَ َملْ يقل‪ :‬فتقبلها ُّ‬
‫رهبا بتقبّل َح َ‬
‫أفاد ما ذكران إالّ أنه يفيد نوع تكلف‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬التعبري القرآين‪ ،‬السامرائي‪ :‬ص ‪.35‬‬
‫(‪ )2‬اإلعجاز الصريف يف القرآن الكرمي‪ ،‬هنداوي‪ :‬ص ‪.167‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.344 /6 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الكشاف‪.357 /1 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬التفسري الكبري‪.29 /8 :‬‬

‫(‪)131/1‬‬
‫على خالف الطبع‪ ،‬أما القبول فإنّه يفيد معىن القبول على وفق الطبع‪ ،‬فذكر التقبّل ليفيد اجلد‬
‫واملبالغة‪ ،‬مث ذكر القبول ليفيد أ ّن ذلك ليس خالف الطبع بل على وفق الطبع‪ ،‬وهذه وإن كانت‬
‫ممتنعة يف حق هللا تعاىل‪ ،‬إالّ أهنا تدل من حيث العناية على حصول العناية العظيمة يف تربيتها " (‪.)1‬‬
‫(التفعل)‪ :‬اشعار‬
‫درج والتتابع‪ ،‬ففي استعمال صيغة ّ‬
‫(التفعل) من معىن التَ ُّ‬
‫هذا فضالً عن ما يف صيغة ّ‬
‫يف معىن التدرج والتطور‪ ،‬والزايدة يف كل طور تتطور إليه‪ ،‬فضالً عن معىن التواصل والتتابع‪ ،‬حىت ظل‬
‫العلو احملمدي فكانت من‬
‫حىت ارتقت إىل ّ‬
‫بركة حتريرها متجدداً هلا يف نفسها وعائداً بركته على أ ُّمها ّ‬
‫أزواجه‪ ،‬ومن يتصل به (‪ .)2‬قال أبو السعود‪ " :‬وإمنا عدل عن الظاهر لإليذان مبقارنة التقبُّل لكمال‬
‫الرضا وموافقته للعناية الذاتية " (‪.)3‬‬

‫‪ 3‬ـ العدول عن التَـ ُق ّوالت إىل األَقاويل‪:‬‬


‫ِ‬ ‫َخ ْذ َان ِم ْنهُ ِابلْيَ ِم ِ‬
‫ني ‪ُ -‬مثَّ لََقطَ ْعنَا م ْنهُ ال َْوتِ َ‬
‫ني ‪ -‬فَ َما‬ ‫ض األَقَا ِو ِ‬
‫يل ‪ -‬أل َ‬ ‫{ولَ ْو تَـ َق َّو َل َعلَْيـنَا بَـ ْع َ‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن ُكم ِمن أ ٍ‬
‫ين} (سورة احلاقة ‪ 44 /‬ـ ‪.)47‬‬ ‫َحد َع ْنهُ َحاج ِز َ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ِ‬
‫التقول‪ :‬افتعال القول‪ ،‬كأنه فيه تكلفاً من املُْفتَعل‪ ،‬وتسمى املتقولة (أقاويل) تصغرياً‬ ‫قال الزخمشري‪ّ " :‬‬
‫هلا وحتقرياً‪ ،‬كقولك‪ :‬األعاجيب واألضاحيك‪ ،‬كأهنّا مجع أفعولة من القول واملعىن لو ا ّدعى علينا شيئاً‬
‫مل نقله لقتلناه صّباً‪ ،‬كما يفعل امللوك مبن يتك ّذب عليهم معاجلة ابلسخط واالنتقام " (‪ .)4‬واملقصود‬
‫ابخلطاب النيب (‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ )-‬أَنّهُ لو ّ‬
‫تقول على هللا شيئاً من غري القرآن لعاقبه (‪،)5‬‬
‫تقوالً ألنّه قول‬
‫ومسّي االفرتاءُ ّ‬
‫(تقول)‪ :‬تكلّف وأَتى بقول من قبل نفسه (‪ ،)6‬أي افرتاه " ُ‬
‫ومعىن ّ‬
‫التقول مبعىن (ال َك ِذب) ُع ّدي بـ (على) (‪.)8‬‬
‫ُمتكلَّف وكل كاذب يتكلّف ما يكذبه " (‪ ،)7‬وملا كان ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬التفسري الكبري‪.30 /8 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬نظم الدرر‪.356 /4 :‬‬
‫(‪ )3‬تفسري أيب السعود‪.20 /2 :‬‬
‫(‪ )4‬الكشاف‪607 /4 :‬؛ والتفسري الكبري‪.118 /30 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬احملرر الوجيز‪.80 /15 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.187 /18 :‬‬
‫(‪ )7‬فتح البيان‪.303 /14 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.145 /29 :‬‬
‫(‪)132/1‬‬

‫(التقوالت) فقد قيل‪ :‬إهنّا مجع اجلمع (‪)1‬؛ وهو (أقوال)‬


‫وأما (األقاويل) املعدولة عن القياس وهو ّ‬
‫ّ‬
‫رجحه البقاعي " ألنه يلزم أن ال يعاقب مبا دون ثالثة أقوال " (‪ )2‬على‬
‫اليت هي مجع (قول)‪ ،‬وقد ّ‬
‫اعتبار داللة (األقاويل) على الكثرة‪ ،‬قال ابن عاشور‪ " :‬األقاويل‪ :‬مجع أقوال الذي هو مجع قول‪،‬‬
‫أي بعضاً من جنس األقوال اليت هي كثرية فلكثرهتا جيء هلا جبمع اجلمع الدال على الكثرة‪ ،‬أي‪ :‬لو‬
‫نسب إلينا قليالً من ٍ‬
‫أقوال كثرية صادقة؛ يعين لو نسب إلينا شيئاً قليالً مل نُ ّنزله ألخذان منه ابليمني "‬
‫(‪.)3‬‬
‫وقيل‪ :‬إ ّن (األقاويل) مجع (أقوولة) على مثال أُضحوكة مفرد أضاحيك؛‬
‫املتقولة (أقاويل) تصغرياً هلا وحتقرياً " (‪ ،)4‬فيكون املعىن‪ :‬أنه لو نسب إلينا قوالً‬
‫" ومسّى األقوال ّ‬
‫صغرياً يف القرآن َملْ نًـ ُقلْهُ‪ ،‬ومل أنذن يف قوله ألخذان منه ابليمني‪ ،‬أي ابلقوة (‪.)5‬‬
‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر احمليط‪329 /8 :‬؛ ونظم الدرر‪380 /20 :‬؛ والتحرير والتنوير‪.145 /29 :‬‬
‫(‪ )2‬نظم الدرر‪.380 /20 :‬‬
‫(‪ )3‬التحرير والتنوير‪.145 /29 :‬‬
‫(‪ )4‬الكشاف‪.607 /4 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية اجلمل‪.403 /4 :‬‬

‫(‪)133/1‬‬

‫سابعاً ـ العدول عن االفتعال‪:‬‬


‫جاءت أربعة مناذج على هذا النوع من العدول وهي‪ :‬العدول عن االختيار إىل اخلرية‪ ،‬والعدول عن‬
‫الريْب‪ ،‬والعدول عن االغرتاف إىل الغرفة‪ ،‬والعدول عن االتقاء إىل التُقاة‪ ،‬وقد وقع‬
‫االرتياب إىل َّ‬
‫البحث على منوذجني منها وهو العدول عن االختيار‪ ،‬واالتقاء‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ العدول عن االختيار إىل اخلرية‪:‬‬


‫اخلِريةُ سبحا َن َِّ‬
‫اَّلل َوتَـ َع َاىل َع َّما يُ ْش ِرُكو َن} (سورة‬ ‫ار َما َكا َن َهلُُم ْ ََ ُ ْ َ‬
‫شاءُ َوخيَْتَ ُ‬
‫ك خيَْلُ ُق َما يَ َ‬
‫{وَربُّ َ‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫القصص ‪.)68 /‬‬
‫واملعىن‪ :‬أ ّن هللا سبحانه وتعاىل خيلق ما يشاء وخيتار من يشاء‪ ،‬وليس ٍ‬
‫ألحد أن خيتار على هللا‪ ،‬فتكون‬
‫وجه‬ ‫(ما) يف {ما َكا َن َهلُم ِْ‬
‫ريةُ} انفية (‪ .)1‬أي‪ " :‬ال نرسل الرسل على اختيارهم هم " (‪ .)2‬وقد ّ‬ ‫اخل ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الطّبي معىن اخل َرية إىل كوهنا الشيء الذي َخيتار من البهائم واألنعام والرجال والنساء على ْنو قوهلم‪:‬‬
‫عطي اخلِرية وليس االختيار فيكون التوجيه‪ " :‬وربّك خيلق ما يشاء‪ ،‬وخيتار ما يشاء‪ ،‬مل يكن هلم‬ ‫فالن اُ َ‬
‫خري هبيمة‪ ،‬أو خري طعام‪ ،‬أو خري رجل أو أمرأة " (‪ ،)3‬واألرجح أن املراد أن هللا هو " الذي يُوقع‬ ‫ُ‬
‫فلرمبا ارت ّد أح ٌد ممن أظهر‬
‫االختيار ملا يشاء فرييد الكفر لألشرار‪ ،‬واإلميان لألبرار‪ ،‬الاعرتاض عليه‪ُ ،‬‬
‫املتاب‪ ،‬ملا سبق عليه من الكتاب فكان من أَهل التباب " (‪ ،)4‬فاهلل خيتار ما يشاء اختياره من غري‬
‫اُياب عليه وال منع عليه أصالً (‪ .)5‬وملّا كان هذا املعىن هو املراد نفى هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬عن خلقه‬
‫االختيار واخلرية‪ ،‬فاالختيار‪ :‬طلب ما هو خري وفعله‪ ،‬واخلِرية‪ :‬احلالة اليت حتصل للمستخري واملختار‪،‬‬
‫أي ان‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬معاين القرآن واعرابه‪ ،‬الزجاج‪114 /4 :‬؛ وتفسري السمرقندي املسمى بـ (حبر العلوم)‪،‬‬
‫أبو الليث نصر بن حممد بن أمحد بن ابراهيم السمرقندي‪.524 /2 :‬‬
‫(‪ )2‬تفسري السمرقندي‪.524 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬جامع البيان‪.102 /20 :‬‬
‫(‪ )4‬نظم الدرر‪.339 /14 :‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬تفسري أيب السعود‪.22 /7 :‬‬

‫(‪)134/1‬‬

‫(اخلِرية)‪ :‬اسم هيئة ْنو‪ :‬اجلِلْسة‪ِ ،‬‬


‫والق ْعدة حلال اجلالس والقاعد (‪ .)1‬ومعىن اخلرية‪ " :‬أن يفعلوا أو‬ ‫َ‬
‫يُفعل هلم كل ما خيتارونه " (‪.)2‬‬
‫ويف العدول عن (االختيار) املصدر املقيس لـ (اختار) إىل (اخلِ َرية) نكتة داللية‪ ،‬وهي إرادة نفي حتقق‬
‫االختيار واخلرية معاً عن اخللق وإثباهتا هلل وحده‪ ،‬إذ ال ميكن أن حيصل اختيار من دون ِخ َرية‪ " ،‬فهو‬
‫تعبري ابملسبب عن السبب ألنه إذا خلي عنه كان عقيماً فكان عدماً " (‪ ،)3‬ولذا جاء لفظ (خيتار)‬
‫س‬ ‫ِ‬
‫خاص ابهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فكذلك اإلختيار (‪ ،)4‬فاخلَلْق " لَْي َ‬ ‫مقرتانً ابخللق‪ ،‬لبيان أنه كما اخللق ٌ‬
‫أي شيء‪ ،‬وال أن يقرتحوا على هللا أن خيلق ما خيتارونه " (‪.)5‬‬
‫هلم اختيار يف خلق ّ‬

‫‪ 2‬ـ العدول عن االتقاء إىل تقاة‪:‬‬


‫ك فَـلَيس ِمن َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّخ ِذ الْم ْؤِمنو َن الْ َكافِ ِرين أَولِي ِ‬
‫اَّلل ِيف‬ ‫اء م ْن ُدون ال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫ني َوَم ْن يَـ ْف َع ْل َذل َ ْ َ ْ‬ ‫َ ََْ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬ال يَـت ِ ُ ُ‬
‫اَّلل نَـ ْفسهُ وإِ َىل َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ري} (سورة آل عمران ‪.)28 /‬‬ ‫اَّلل ال َْمص ُ‬ ‫َش ْيء إِالَّ أَ ْن تَـتَّـ ُقوا م ْنـ ُه ْم تُـ َقاةً َوُحيَ ّذ ُرُك ُم َُّ َ َ‬
‫والتقية املقصودة يف اآلية التقية من الك ّفار ال من غريهم (‪ .)6‬حبيث تكون تلك املواالة خمالفة‬
‫ومعاشرة ظاهرة والقلب مطمئن ابلعداوة والبغضاء‪ ،‬وانتظار زوال املانع‪ ،‬ويكون ذلك عندما ُخياف‬
‫من جهة أمر ُيب اتقاؤه (‪)7‬؛ولذا ُع ِّدي الفعل (تتقوا) بـ (من) لتضمنه معىن ختافوا او حتذروا (‪.)8‬‬
‫فتكون (تقاة) مصدراً (‪ .)9‬ونصبها إمنا جرى على املصدرية " والتقدير‪ :‬تتقوا منهم اتّقاء‪ ،‬فتقاة واقع‬
‫موقع االتقاء والعرب أتيت ابملصادر‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪.301‬‬
‫(‪ )2‬نظم الدرر‪.339 /14 :‬‬
‫(‪ )3‬م‪ .‬ن‪.339 /14 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.165 /20 :‬‬
‫(‪ )5‬معارج التفكر ودقائق التدبر‪ ،‬عبد الرمحن حسن حبنكة امليداين‪.450 /9 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬جامع البيان‪.316 /6 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬الكشاف‪351 /1 :‬؛ وفتح البيان‪.215 /2 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬تفسري البيضاوي‪.12 /2 :‬‬
‫(‪ )9‬حاشية الكازروين‪.12 /2 :‬‬

‫(‪)135/1‬‬

‫انئبة عن بعضها واألصل تتقوا اتقاء " (‪ ،)1‬فـ (تقاة) مصدر وأصلها‪ " :‬وقية فقلبت واوها املضمومة‬
‫اتء كما يف تَـ ُؤ َدة وختمة والياء ألفاً " (‪ ،)2‬فعلى هذا األساس ال تكون (تقاة) اسم مصدر لإلتقاء كما‬
‫ذهب إىل ذلك ابن عاشور (‪ .)3‬وإمنا تكون مصدراً معدوالً به عن املصدر املقيس (اتقاء) للداللة‬
‫على اجلمع بني معنيَ ْي االتقاء والتقاة‪ ،‬فاالتقاء هو جتنب املكروه‪ ،‬وهو حاصل يف (تتقوا)‪ ،‬ومعىن‬
‫(تقاة) الوقاية واحلفظ‪ .‬كأمنا يتحصل احلفظ والوقاية بتجنّب املكروه‪ .‬هذا فضالً عن ختصيص نوع‬
‫وتتبني داللة‬
‫االتقاء املراد بكونه (تقاة) واحدة تزول عند زوال املانع وهو ما حيصل من جهته اخلوف‪ّ ،‬‬
‫اَّللَ َح َّق تُـ َقاتِِه} (سورة آل عمران ‪ )102 /‬يف كوهنا جاءت للزايدة يف‬
‫العدول يف قوله تعاىل‪{ :‬اتَّـ ُقوا َّ‬
‫توكيد الفعل لدى املخاطبني الذي هو (اتقوا) (‪ ،)4‬فالطلب حاصل يف حتقق التقوى حقيقةً وليس‬
‫جمرد االتقاء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬حاشية اجلمل‪ 258 /1 :‬ـ ‪.259‬‬
‫(‪ )2‬تفسري البيضاوي‪.34 /2 :‬‬
‫(‪ )3‬التحرير والتنوير‪.220 /3 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اخلالف الصريف يف ألفاظ القرآن الكرمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬تقدم هبا كاطع جار هللا سطام‬
‫الدراجي‪ ،‬إىل كلية الرتبية (ابن رشد) ـ جامعة بغداد‪ ،‬سنة ‪ :2000‬ص ‪.42‬‬

‫(‪)136/1‬‬

‫اثمناً ـ العدول عن االستفعال‪:‬‬


‫ـ العدول عن املستعتبني إىل املعتبني‪:‬‬
‫منوذج واح ٌد يف هذا النوع من العدول يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهو العدول عن اسم املفعول من‬
‫ورد ٌ‬
‫(استعتب)‪ ،‬إىل اسم املفعول من (أعتب)‪.‬‬
‫ِ‬
‫فصلت ‪.)24/‬‬ ‫ني} (سورة ّ‬ ‫َّار َمثْـ ًوى َهلُ ْم َوإِ ْن يَ ْستَـ ْعتِبُوا فَ َما ُه ْم م ْن ال ُْم ْعتَبِ َ‬
‫ّبوا فَالن ُ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬فَِإ ْن يَ ْ‬
‫صِ ُ‬
‫العتَب‪ ،‬وهي الرجعة هلم إىل الذي ُحيبون‬ ‫وهذا عدول عن القياس‪ ،‬قال الطّبي‪ " :‬وإن يسألوا ُ‬
‫ِ‬
‫ني} يقول‪ :‬فليسوا ابلقوم الذين يُرجع هبم إىل اجلنة‪،‬‬ ‫بتخفيف العذاب عنهم {فَ َما ُه ْم م ْن ال ُْم ْعتَبِ َ‬
‫فيخفف عنهم ما هم فيه من العذاب " (‪ .)1‬أي أن (يَ ْستَـ ْعتِبُوا) تدل على السؤال والطلب وهو‬
‫العتَب وهي الرجوع‪ ،‬إذ إ ّن صيغة (استفعل) تدل على الطلب‪ ،‬ومعىن (املُْعتَبِني)‪ :‬مل‬ ‫مبعىن طلب ُ‬
‫العتَب وهي الرضا فما هم ممّن يُعطاها‬ ‫العتَب (‪ .)2‬قال أبو حيان‪ " :‬وإن طلبوا ُ‬ ‫يُعتبوا‪ ،‬أي‪ :‬مل يُعطوا ُ‬
‫ويستوجبها " (‪.)3‬‬
‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ب يف اللغة‪ :‬كل مكان ٍ‬
‫الع ْت ُ‬
‫انب بنازلة‪ ،‬ومنه قيل‪ :‬للمرقاة‪ ،‬وألسك ّفة الباب‪َ ،‬عتَـبَةٌ‪ُ ،‬مثَّ استعري َ‬ ‫والعتَ ُ‬
‫َ‬
‫ت‬‫(العتَب)‪ ،‬فيقتال‪ :‬أَ ْعتَـ ْب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫واملَْعتبَةُ‪ :‬لغلظة ُيدها االنسان يف نفسه على غريه‪ ،‬وأصل اشتقاقه من َ‬
‫العتب‪ ،‬ويقال كذلك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أظهرت له الغلظة اليت وجدت يف الصدر‪ ،‬وأعتبتُه َمحَلْتُه على َ‬
‫ُ‬ ‫فالانً‪ ،‬أي‪:‬‬
‫الع ْتب هبذا املعىن انتقل‬ ‫فلما كان َ‬‫لت عنه شكواه (‪ّ .)4‬‬ ‫لت َعتَـبَهُ عنه ْنو‪ :‬أشكيتُه‪ ،‬أي‪ :‬أَز ُ‬
‫أعتبته‪ :‬أز ُ‬
‫ب)‪َ :‬رضي‪ ،‬أي أُزيل َعتَـبُه‪ .‬فيقال‪:‬‬
‫إىل معىن الرضا‪ ،‬فيكون معىن (استعتب)‪ :‬طلب الرضا‪ ،‬و (أَ ْعتَ َ‬
‫استعتب طلب أن يُـ ْعتَب‪ ،‬ومنه قيل‪ :‬استعتبته فأَعتبين‪ ،‬أي‪ :‬اسرتضيته فأرضاين (‪ .)5‬فيكون معىن‬
‫ِ‬
‫ني} أي املرضيني الذين يُزال‬‫الع ْتب‪ ،‬وهو املؤاخذة ابلذنب {فَ َما ُه ْم م َن ال ُْم ْعتَبِ َ‬
‫اآلية إ ْن " يطلبوا زوال َ‬
‫الع ْتب عنهم ليُعفى عنهم ويُرتك عذاهبم " (‪ ،)6‬وبذلك يتبني سر العدول عن (املستعتبني) إىل املعتبني‬ ‫َ‬
‫مع أنّه القياس‪ ،‬وهو اختالف دالليت كل من (استعتب) و (أَعتب)‪ ،‬ففي األوىل داللة الطلب‪ ،‬ويف‬
‫العتَب وهي رجوع املعتوب عليه إىل ما يُرضي العاتب‪،‬‬
‫فلما كان املراد‪ :‬إن يسألوا ُ‬
‫الثانية داللة اإلزالة‪ّ ،‬‬
‫فما هم‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬جامع البيان‪.110 /24 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الكشاف‪196 /4 :‬؛ والتفسري الكبري‪118 /27 :‬؛ وتفسري البيضاوي‪.117 /4 :‬‬
‫(‪ )3‬البحر احمليط‪.493 /7 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬املفردات‪ :‬ص ‪.600‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن‪.231 /15 :‬‬
‫(‪ )6‬نظم الدرر‪.174 /17 :‬‬

‫(‪)137/1‬‬

‫ٍ‬
‫حينئذ‪ ،‬فالرضى يف‬ ‫من الذين يُقبل عتاهبم (‪ ،)1‬عدل عن صيغة (املستعتبني)‪ ،‬إذ ال يتحقق املعىن‬
‫الع ْتب‪.‬‬
‫العتاب يكون بصيغة (أعتب) اليت تدل على إزالة ما كان من أجله َ‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪.273 /24 :‬‬

‫(‪)138/1‬‬
‫جداول‬
‫الفصل الثالث‬

‫(‪)139/1‬‬

‫أوالً ـ العدول عن مصدر (فَـ َع َل) املقيس‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ود} ‪ ...‬هود ‪95 /‬‬ ‫ت َمثُ ُ‬ ‫‪ 1‬ـ بُـ ْعداً ‪{ ...‬أَال بُـ ْع ًدا لِ َم ْديَ َن َك َما بَ ِع َد ْ‬
‫ِِ ِ‬
‫ف} ‪ ...‬طه ‪67 /‬‬ ‫وسى ‪ -‬قُـلْنَا ال َختَ ْ‬ ‫س ِيف نَـ ْفسه خي َفةً ُم َ‬ ‫‪ 2‬ـ خيفة ‪{ ...‬فَأ َْو َج َ‬
‫الم َعلِ ٍيم} ‪ ...‬الذارايت ‪28 /‬‬ ‫شروهُ بِغُ ٍ‬
‫ف َوبَ َّ ُ‬ ‫س ِم ْنـ ُه ْم ِخي َفةً قَالُوا ال َختَ ْ‬
‫{فَأ َْو َج َ‬
‫س ُك ْم} ‪ ...‬الروم ‪28 /‬‬ ‫ب ـ خيفته ‪{ ...‬فَأَنْـتُم فِ ِيه سواء َختَافُ َ ِ ِ‬
‫وهنُ ْم َكخي َفت ُك ْم أَن ُف َ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫ْ‬
‫ري ُم ْس َم ٍع} ‪ ...‬النساء ‪46 /‬‬ ‫ِ‬
‫امسَ ْع غَ ْ َ‬
‫ص ْيـنَا َو ْ‬‫{ويَـ ُقولُو َن َمس ْعنَا َو َع َ‬‫‪ 3‬ـ ُم ْس َم َع ‪َ ...‬‬
‫‪ 4‬ـ قرآنه ‪{ ...‬فَِإذَا قَـ َرأْ َانهُ فَاتَّبِ ْع قُـ ْرآنَهُ} ‪ ...‬القيامة ‪18 /‬‬

‫(‪)140/1‬‬

‫اثنياً ـ العدول عن اإلفعال مصدر (أفعل) املقيس‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫سنًا} ‪ ...‬األنفال ‪17 /‬‬ ‫‪ 1‬ـ بالء ‪{ ...‬ولِيـبلِي الْم ْؤِمنِ ِ‬
‫الء َح َ‬ ‫ني م ْنهُ بَ ً‬ ‫َ ُْ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ادا ُِحيبُّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس من يـتَّخ ُذ من ُد ِ‬ ‫‪ 2‬ـ حب ‪ِ ...‬‬
‫ب َّ‬
‫اَّلل} ‪ ...‬البقرة ‪165 /‬‬ ‫وهنُ ْم َك ُح ِّ‬ ‫ون َّ‬
‫اَّلل أَن َد ً‬ ‫ْ‬ ‫{وم ْن الن ِ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬
‫ِ‬
‫اخلَ ِْري َع ْن ذ ْك ِر َرِّيب} ‪ ...‬ص ‪32 /‬‬ ‫ب ْ‬‫ت ُح َّ‬ ‫ال إِِّين أ ْ‬
‫َحبَـ ْب ُ‬ ‫{فَـ َق َ‬
‫ال ُحبًّا َمجًّا} ‪ ...‬الفجر ‪20 /‬‬ ‫{وُِحتبُّو َن ال َْم َ‬
‫َ‬
‫احلًا ِم ْن ذَ َك ٍر أ َْو أُنثَى َو ُه َو ُم ْؤِم ٌن فَـلَنُ ْحيِيَـنَّهُ َحيَاةً ‪ ...‬النحل ‪... 97 /‬‬
‫‪ 3‬ـ حياة ‪{ ...‬من َع ِمل ص ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫طَيِّبَةً}‬
‫ص ٍة ِذ ْك َرى الدَّا ِر} ‪ ...‬ص ‪46 /‬‬ ‫‪ 4‬ـ خالصة ‪{ ...‬إِ َّان أَ ْخلَصن ِ ِ‬
‫اه ْم خبَال َ‬‫َْ ُ‬
‫‪ 5‬ـ ُم ْد َخالً ‪{ ...‬نُ َك ِّف ْر َع ْن ُك ْم َسيِّئَاتِ ُك ْم َونُ ْد ِخ ْل ُك ْم ُم ْد َخال َك ِرميًا} ‪ ...‬النساء ‪31 /‬‬
‫ض ْونَهُ} ‪ ...‬احلج ‪59 /‬‬ ‫َّه ْم ُم ْد َخال يَـ ْر َ‬ ‫ِ‬
‫{لَيُ ْدخلَنـ ُ‬
‫اَّلل ‪ ...‬الروم ‪... 10 /‬‬ ‫ت َِّ‬ ‫السوأى أَ ْن َك َّذبوا ِِباي ِ‬ ‫َساءُوا ُّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ين أ َ‬
‫{مثَّ َكا َن َعاقبَةَ الذ َ‬ ‫‪ 6‬ـ السوأى ‪ُ ...‬‬
‫َوَكانُوا ِهبَا يَ ْستَـ ْه ِزئُون}‬
‫ْحا} ‪ ...‬النساء ‪128 /‬‬ ‫‪ 7‬ـ صلحاً ‪{ ...‬فَال جناح علَي ِهما أَ ْن ي ِ‬
‫صل ً‬‫صل َحا بَـ ْيـنَـ ُه َما ُ‬‫َُ َ َ ْ َ ُ ْ‬
‫ض َال ًال بَ ِعي ًدا} ‪ ...‬النساء ‪60 /‬‬ ‫الش ْيطَا ُن أَ ْن ي ِ‬
‫ضلَّ ُه ْم َ‬ ‫ُ‬ ‫{ويُ ِري ُد َّ‬ ‫‪ 8‬ـ ضالالً ‪َ ...‬‬
‫َعدُّوا لَهُ ُع َّد ًة} ‪ ...‬التوبة ‪46 /‬‬ ‫وج َأل َ‬
‫اخلُُر َ‬ ‫ادوا ْ‬ ‫{ولَ ْو أ ََر ُ‬
‫‪ 9‬ـ ُع ّدة ‪َ ...‬‬
‫ين} ‪ ...‬الصافات ‪32 /‬‬ ‫‪ 10‬ـ غاوين ‪{ ...‬فَأَ ْغ َويْـنَا ُك ْم إِ َّان ُكنَّا غَا ِو َ‬
‫َّس َل ‪ ...‬البقرة ‪205 /‬‬
‫ث َوالن ْ‬ ‫يها َويُـ ْهلِ َ‬
‫ك ا ْحلَْر َ‬ ‫‪ 11‬ـ الفساد ‪{ ...‬وإِذَا تَـو َّىل سعى ِيف األَر ِ ِ ِ ِ‬
‫ض ليُـ ْفس َد ف َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ََ‬
‫‪...‬‬
‫اد}‬
‫سَ‬ ‫اَّللُ ال ُِحي ُّ‬
‫ب الْ َف َ‬ ‫َو َّ‬
‫ِ‬
‫سنًا} ‪ ...‬البقرة ‪245 /‬‬
‫ضا َح َ‬ ‫ض َّ‬
‫اَّللَ قَـ ْر ً‬ ‫{م ْن ذَا الَّذي يُـ ْق ِر ُ‬
‫‪ 12‬ـ قرضاً ‪َ ...‬‬
‫سنًا} ‪ ...‬املائدة ‪12 /‬‬ ‫ضا َح َ‬ ‫ضتُ ُم َّ‬
‫اَّللَ قَـ ْر ً‬ ‫{وأَقـ َْر ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاع َفهُ لَهُ} ‪ ...‬احلديد ‪11 /‬‬ ‫سنًا فَـيُ َ‬ ‫ضا َح َ‬ ‫ض َّ‬
‫اَّللَ قَـ ْر ً‬ ‫{م ْن ذَا الَّذي يُـ ْق ِر ُ‬ ‫َ‬
‫ف ‪ ...‬احلديد ‪... 18 /‬‬
‫اع ُ‬
‫ضَ‬ ‫سنًا يُ َ‬ ‫ضوا َّ‬ ‫ِ‬
‫ص ّدقَات َوأَقـ َْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{إِ َّن ال ُْم َّ‬
‫ضا َح َ‬ ‫اَّللَ قَـ ْر ً‬ ‫ني َوال ُْم َّ‬‫ص ّدق َ‬
‫َهلُ ْم}‬
‫ضِ‬
‫اع ْفهُ لَ ُك ْم َويَـغْ ِف ْر لَ ُك ْم} ‪ ...‬التغابن ‪17 /‬‬ ‫سنًا يُ َ‬ ‫ضوا َّ‬ ‫{إِ ْن تُـ ْق ِر ُ‬
‫ضا َح َ‬ ‫اَّللَ قَـ ْر ً‬

‫(‪)141/1‬‬

‫سنًا} ‪ ...‬املزمل ‪20 /‬‬ ‫ضوا َّ‬ ‫الصال َة َوآتُوا َّ‬


‫الزَكا َة َوأَقْ ِر ُ‬ ‫ِ‬
‫ضا َح َ‬ ‫اَّللَ قَـ ْر ً‬ ‫يموا َّ‬ ‫{وأَق ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ٍ‬
‫سنًا} ‪ ...‬آل عمران ‪37 /‬‬ ‫س ٍن َوأَنْـبَـتَـ َها نَـبَ ًاات َح َ‬‫‪ 13‬ـ نبااتً ‪{ ...‬فَـتَـ َقبَّـلَ َها َرُّهبَا ب َقبُول َح َ‬
‫ض نَـبَ ًاات} ‪ ...‬نوح ‪17 /‬‬ ‫اَّللُ أَنْـبَـتَ ُك ْم ِم َن األ َْر ِ‬
‫{و َّ‬‫َ‬
‫ك لَ َعلَّ ُه ْم يَـ ْهتَ ُدو َن} ‪ ...‬السجدة ‪3 /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نذ َر قَـ ْوًما َما أ ََات ُه ْم م ْن نَ ِذي ٍر م ْن قَـبْل َ‬ ‫ِ‬
‫‪ 14‬ـ نذير ‪{ ...‬لتُ ِ‬
‫اآلخ َرَة} ‪ ...‬العنكبوت ‪20 /‬‬ ‫نشئ النَّ ْشأَةَ ِ‬ ‫{مثَّ َّ ِ‬
‫اَّللُ يُ ُ‬ ‫‪ 15‬ـ النشأة ‪ُ ...‬‬
‫اه ْم لَ َّما ظَلَ ُموا َو َج َعلْنَا لِ َم ْهلِ ِك ِه ْم َم ْو ِع ًدا} ‪ ...‬الكهف ‪59 /‬‬ ‫ْك الْ ُق َرى أ َْهلَكْنَ ُ‬‫{وتِل َ‬ ‫ِِ‬
‫‪16‬ـ َم ْهلكهم ‪َ ...‬‬

‫(‪)142/1‬‬
‫(فعل) املقيس‪:‬‬
‫اثلثاً ـ أ‪ :‬العدول عن التفعيل مصدر ّ‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ 1‬ـ ذكرى ‪ِ ...‬‬
‫ني} ‪ ...‬الذارايت ‪55 /‬‬ ‫{وذَ ّك ْر فَِإ َّن ال ّذ ْك َرى تَن َف ُع ال ُْم ْؤمنِ َ‬ ‫َ‬
‫ت ال ِّذ ْك َرى} ‪ ...‬األعلى ‪9 /‬‬ ‫{فَ َذ ّكِر إِ ْن نَـ َفع ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ 2‬ـ أمساء ‪{ ...‬أ َُجتَادلُونَِين ِيف أ ْ‬
‫آاب ُؤُك ْم} ‪ ...‬األعراف ‪71 /‬‬ ‫وها أَنْـتُ ْم َو َ‬
‫َمسَاء َمسَّْيـتُ ُم َ‬
‫آاب ُؤُك ْم} ‪ ...‬يوسف ‪4 /‬‬ ‫وها أَنْـتُ ْم َو َ‬
‫اء َمسَّْيـتُ ُم َ‬
‫َمسَ ً‬‫{ما تَـ ْعبُ ُدو َن ِم ْن ُدونِِه إِال أ ْ‬ ‫َ‬
‫آاب ُؤُك ْم} ‪ ...‬النجم ‪23 /‬‬ ‫وها أَنْـتُ ْم َو َ‬ ‫{إِ ْن ِه َي إِال أ ْ‬
‫َمسَاءٌ َمسَّْيـتُ ُم َ‬
‫ات} ‪ ...‬غافر ‪64 /‬‬ ‫َحسن صورُكم ورَزقَ ُكم ِمن الطَّيِب ِ‬
‫{ص َّوَرُك ْم فَأ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ ْ َّ‬ ‫صوركم ‪َ ...‬‬ ‫‪3‬ـ ُ‬
‫ري} ‪ ...‬التغابن ‪3 /‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص َوَرُك ْم َوإلَْيه ال َْمص ُ‬ ‫س َن ُ‬ ‫َح َ‬
‫ص َّوَرُك ْم فَأ ْ‬
‫{و َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫است ْع َجا َهلُ ْم اب ْخلَ ِْري لَُقض َي إلَْي ِه ْم ‪ ...‬يوسف ‪... 11 /‬‬ ‫َّاس َّ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ للن ِ‬ ‫ِ‬
‫{ولَ ْو يُـ َع ّج ُل َّ‬
‫الش َّر ْ‬ ‫‪4‬ـ استعجالكم ‪َ ...‬‬
‫َجلُ ُه ْم}‬
‫أَ‬
‫{وَك َّذبُوا ِِب َايتِنَا كِ َّذ ًااب} ‪ ...‬النبأ ‪28 /‬‬ ‫‪ 5‬ـ ك ّذاابً ‪َ ...‬‬
‫ِ‬

‫(‪)143/1‬‬

‫(فعل) املقيس‪:‬‬
‫ب‪ :‬العدول عن التفعيل مصدر ّ‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫يها ِم ْن ُك ِّل َزْو ٍج ‪ ...‬ق ‪ 7 /‬ـ ‪... 8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يها َرَواس َي َوأَنْـبَـ ْتـنَا ف َ‬
‫ِ‬
‫ض َم َد ْد َان َها َوأَلْ َق ْيـنَا ف َ‬ ‫{واأل َْر َ‬‫‪ 1‬ـ تبصرة ‪َ ...‬‬
‫يب}‬ ‫ص َرًة َو ِذ ْك َرى لِ ُك ِّل َع ْب ٍد ُمنِ ٍ‬ ‫يج ‪ -‬تَـ ْب ِ‬‫َهبِ ٍ‬
‫ِ‬ ‫اَّللُ لَ ُك ْم َِحتلَّةَ أ َْميَانِ ُك ْم َو َّ‬
‫يم ‪ ...‬التحرمي ‪... 2 /‬‬ ‫اَّللُ َم ْوال ُك ْم َو ُه َو ال َْعل ُ‬ ‫ض َّ‬ ‫‪ 2‬ـ َِحتلّة ‪{ ...‬قَ ْد فَـ َر َ‬
‫يم}‬ ‫ِ‬
‫ا ْحلَك ُ‬
‫شى} ‪ ...‬طه ‪ 1 /‬ـ ‪3‬‬ ‫ك الْ ُق ْرآ َن لِتَ ْش َقى ‪ -‬إِال تَذْكِ َرةً لِ َم ْن خيَْ َ‬ ‫‪ 3‬ـ تذكرة ‪{ ...‬طه ‪َ -‬ما أَنْـ َزلْنَا َعلَْي َ‬
‫{ْنن جعلْناها تَذْكِرةً ومت ِ‬
‫ين} ‪ ...‬الواقعة ‪73 /‬‬ ‫ْم ْق ِو َ‬ ‫اعا لل ُ‬ ‫َْ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ً‬
‫اعيَةٌ} ‪ ...‬احلاقة ‪12 /‬‬ ‫{لِنجعلَها لَ ُكم تَذْكِرةً وتَ ِعيـها أُذُ ٌن و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ َ ْ َ َ ََ‬
‫ني} ‪ ...‬احلاقة ‪48 /‬‬ ‫{وإِنَّهُ لَتَذْكِرةٌ لِل ِ‬
‫ْمتَّق َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫{إِ َّن َه ِذه تَذْكِ َرةٌ فَ َم ْن َشاءَ َّاختَ َذ إِ َىل َربِِّه َسبِيالً} ‪ ...‬املزمل ‪19 /‬‬ ‫ِ‬
‫ني} ‪ ...‬املدثر ‪49 /‬‬ ‫ضَ‬ ‫{فَما َهلُم َع ِن التَّذْكِرةِ م ْع ِر ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫{ َكال إِنَّهُ تَذْكِ َرةٌ ‪ -‬فَ َم ْن َشاءَ ذَ َك َرهُ} ‪ ...‬املدثر‪ 54/‬ـ ‪55‬‬
‫{إِ َّن َه ِذهِ تَذْكِ َرةٌ فَ َم ْن َشاءَ َّاختَ َذ إِ َىل َربِِّه َسبِيال} ‪ ...‬االنسان ‪29 /‬‬
‫{ َكال إِنَّهُ تَذْكِ َرةٌ ‪ -‬فَ َم ْن َشاءَ ذَ َك َرهُ} ‪ ...‬عبس‪ 11/‬ـ ‪12‬‬

‫(‪)144/1‬‬

‫(فاعل) املقيس‪:‬‬
‫رابعاً ـ العدول عن املفاعلة مصدر َ‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫استَـ ْب ِش ُروا بِبَـ ْي ِع ُك ُم الَّ ِذي َابيَـ ْعتُ ْم بِ ِه} ‪ ...‬التوبة ‪111 /‬‬
‫‪ 1‬ـ بيعكم ‪{ ...‬فَ ْ‬
‫ريا} ‪ ...‬الفرقان ‪52 /‬‬‫اه ْد ُهم بِ ِه ِج َه ً ِ‬ ‫‪ 2‬ـ جهاداً ‪{ ...‬فَال تُ ِط ِع الْ َكافِ ِرين وج ِ‬
‫ادا َكب ً‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬
‫ادهِ} ‪ ...‬احلج ‪78 /‬‬ ‫اَّلل ح َّق ِجه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{و َجاه ُدوا ِيف َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫اه ُدوا َع ْه ًدا نَـبَ َذهُ فَ ِري ٌق ِم ْنـ ُه ْم} ‪ ...‬البقرة ‪100 /‬‬‫‪ 3‬ـ َع ْهداً ‪{ ...‬أ ََوُكلَّ َما َع َ‬
‫ِِ‬
‫اه ُدوا} ‪ ...‬البقرة ‪177 /‬‬ ‫{وال ُْموفُو َن بِ َع ْهده ْم إِذَا َع َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬‫{وأ َْوفُوا بِ َع ْه ِد َّ‬
‫اه ْد ُْمت} ‪ ...‬النحل ‪91 /‬‬ ‫اَّلل إِذَا َع َ‬ ‫َ‬

‫خامساً ـ العدول عن التفاعل مصدر (تفاعل) املقيس‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫س ًّمى فَا ْكتُـبُوهُ} ‪ ...‬البقرة ‪282 /‬‬ ‫‪ 1‬ـ َديْن ‪{ ...‬إِ َذا تَ َدايَنتُ ْم بِ َديْ ٍن إِ َىل أ َ‬
‫َج ٍل ُم َ‬
‫ريا} ‪ ...‬االسراء ‪43 /‬‬ ‫ِ‬
‫{س ْب َحانَهُ َوتَـ َع َاىل َع َّما يَـ ُقولُو َن ُعلُ ًّوا َكب ً‬
‫‪ 2‬ـ ُعلُواً ‪ُ ...‬‬
‫اد} ‪ ...‬األنفال ‪42 /‬‬ ‫دمت ال ْختَـلَ ْفتُم ِيف ال ِْميع ِ‬
‫اع ُّْ‬ ‫{ولَ ْو تَـ َو َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ 3‬ـ امليعاد ‪َ ...‬‬

‫(‪)145/1‬‬

‫فعل) املقيس‪:‬‬
‫التفعل مصدر (تَ َّ‬
‫سادساً ـ العدول عن ُّ‬
‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫{وتَـبَـتَّ ْل إِلَْي ِه تَـ ْبتِيالً} ‪ ...‬املزمل ‪8 /‬‬ ‫‪ 1‬ـ تبتيالً ‪َ ...‬‬
‫الز ِاد التَّـ ْق َوى} ‪ ...‬البقرة ‪197 /‬‬ ‫ِ‬
‫{وتَـ َزَّو ُدوا فَإ َّن َخ ْ َ‬
‫ري َّ‬ ‫‪ 2‬ـ الزاد ‪َ ...‬‬
‫س ٍن} ‪ ...‬آل عمران ‪37 /‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫‪ 3‬ـ قَـبُول ‪{ ...‬فَـتَـ َقبَّـلَ َها َرُّهبَا ب َقبُول َح َ‬
‫َخ ْذ َان ِم ْنهُ ِابلْيَ ِم ِ‬
‫ني} ‪ ...‬احلاقة ‪44/‬ـ ‪45‬‬ ‫يل ‪ -‬أل َ‬ ‫ض األَقَا ِو ِ‬
‫{ولَ ْو تَـ َق َّو َل َعلَْيـنَا بَـ ْع َ‬
‫‪ 4‬ـ األقاويل ‪َ ...‬‬
‫يب إِال إِذَا متََ َّىن أَلْ َقى ‪ ...‬احلج ‪52 /‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 5‬ـ أمنية ‪{ ...‬وما أَرسلْنا ِمن قَـبلِ َ ِ‬
‫ك م ْن َر ُسول َوال نَِ ٍّ‬ ‫ََ ْ َ َ ْ ْ‬
‫الش ْيطَا ُن ِيف أ ُْمنِيَّتِ ِه}‬
‫َّ‬

‫سابعاً ـ العدول عن االفتعال مصدر (افتعل) املقيس‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫‪ 1‬ـ أمانة ‪{ ...‬فَـ ْليُـ َؤ ِّد الَّ ِذي ْاؤُمتِ َن أ ََمانَـتَهُ} ‪ ...‬البقرة ‪283 /‬‬
‫اَّللَ ال ُِحي ُّ‬‫س ُه ْم إِ َّن َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َم ْن َكا َن ‪ ...‬النساء ‪... 107 /‬‬ ‫{وال ُجتَاد ْل َع ِن الذ َ‬
‫ين خيَْتَانُو َن أَن ُف َ‬ ‫خواانً ‪َ ...‬‬ ‫‪2‬ـ ّ‬
‫ِ‬
‫َخ َّو ًاان أَث ً‬
‫يما}‬
‫ريةُ} ‪ ...‬القصص ‪68 /‬‬ ‫ك خيَْلُ ُق ما يشاء وخيَْتَار ما َكا َن َهلُم ِْ‬
‫اخل ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َُ َُ‬ ‫{وَربُّ َ‬
‫‪ 3‬ـ خرية ‪َ ...‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب} ‪ ...‬هود ‪93 /‬‬ ‫{و ْارتَقبُوا إِِّين َم َع ُك ْم َرق ٌ‬ ‫‪ 4‬ـ رقيب ‪َ ...‬‬
‫ِ‬
‫َّدو َن} ‪ ...‬التوبة ‪45 /‬‬ ‫وهبُ ْم فَـ ُه ْم ِيف َريْب ِه ْم يَ ََ‬
‫رتد ُ‬ ‫ت قُـلُ ُ‬‫{و ْارَاتبَ ْ‬ ‫‪ 5‬ـ ريبهم ‪َ ...‬‬
‫ُّوهنَا} ‪ ...‬األحزاب ‪49 /‬‬ ‫‪ 6‬ـ ِع ّدة ‪{ ...‬فَ َما لَ ُك ْم َعلَْي ِه َّن ِم ْن ِعدَّةٍ تَـ ْعتَد َ‬
‫ف غُ ْرفَةً بِيَ ِدهِ} ‪ ...‬البقرة ‪249 /‬‬ ‫ِ‬
‫{وَم ْن َملْ يَط َْع ْمهُ فَِإنَّهُ م ِّين إِال َم ْن ا ْغ ََ‬
‫رت َ‬ ‫‪ 7‬ـ غُرفة ‪َ ...‬‬
‫اَّلل ِيف َش ْي ٍء إِال أَ ْن تَـتَّـ ُقوا ِم ْنـ ُه ْم ‪ ...‬آل عمران ‪... 28 /‬‬
‫ك فَـلَيس ِمن َِّ‬ ‫ِ‬
‫{وَم ْن يَـ ْف َع ْل ذَل َ ْ َ ْ‬ ‫‪ 8‬ـ تقاة ‪َ ...‬‬
‫تُـ َقا ًة}‬
‫اَّللَ َح َّق تُـ َقاتِِه} ‪ ...‬آل عمران ‪102/‬‬ ‫آمنُوا اتَّـ ُقوا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫{ايأَيُّـ َها الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫َ‬

‫(‪)146/1‬‬

‫اثمناً ـ العدول عن االستفعال مصدر (استفعل) املقيس‪:‬‬


‫الصيغة ‪ ...‬اآلية ‪ ...‬السورة ورقم اآلية‬
‫ِ‬
‫{وإِ ْن يَ ْستَـ ْعتِبُوا فَ َما ُه ْم م َن ال ُْم ْعتَبِ َ‬
‫ني} ‪ ...‬فصلت ‪24 /‬‬ ‫ِ‬
‫ـ ُم ْعتَبني ‪َ ...‬‬

‫(‪)147/1‬‬
‫اخلامتة‬

‫(‪)148/1‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬

‫أن مصطلح العدول من املصطلحات املَُعِّّبة‬


‫ويف اخلتام البُ َّد من تسجيل أهم نتائج البحث‪ ،‬فقد ظهر َّ‬
‫عن معناها اللغوي الدقيق‪ ،‬إذ ملّا كان العدول يف اللغة مشتقاً من العدول عن الطريق الذي يعين‬
‫اخلروج من طريق والدخول يف طريق آخر‪ ،‬صار العدول الصريف يعين اخلروج من صيغة إىل صيغة‬
‫معياري حمدد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سوغاً عن أصل‬
‫أخرى‪ ،‬فيكون العدول الصريف على هذا األساس خروجاً منضبطاً ُم َّ‬
‫والعدول من الظواهر األسلوبية اليت شاعت يف اللغة العربية‪ ،‬ووردت اإلشارة إليها يف مباحث علماء‬
‫العربية األقدمني من دون البحث يف هذه الظاهرة على ْنو منفصل وحمدد‪ ،‬وإمنا جرى تناول العدول‬
‫ابلبحث والدراسة يف مباحث مبثوثة‪ ،‬ومبصطلحات متعددة وال سيما يف حبوث البالغيني‪ ،‬فضالً عن‬
‫اللغويني‪ ،‬ومن تلك املصطلحات الدالة على مفهوم العدول لديهم االلتفات‪ ،‬والرجوع‪ ،‬واالْنراف‪،‬‬
‫والتحول‪ ،‬والتحويل‪ ،‬وخمالفة مقتضى الظاهر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والتحريف‪ ،‬والصرف‪ ،‬واالنصراف‪ ،‬والنقل‪ ،‬واالنتقال‪،‬‬
‫واالتساع‪ ،‬وشجاعة العربية‪ ،‬واحلمل على املعىن‪ ،‬واالنعطاف‪ ،‬والتلون‪ ،‬واجملاز‪ ،‬ونقض العادة‪ ،‬إالّ أنه‬
‫يبقى العدول هو املصطلح اجلامع ملعاين هذه األلفاظ كلها‪ ،‬فضالً عن كونه األنسب يف االستعمال يف‬
‫مسوغ من‬
‫مستوايت اللغة‪ ،‬وعلى وفق هذا األساس أُطلق العدول الصريف على كل خروج منضبط ّ‬
‫عياري حمدد يف املستوى اللغوي الذي يبحثه علم الصرف‪.‬‬
‫صيغة إىل أخرى عن أصل م ّ‬
‫ومثلما تعددت األلفاظ اليت أشارت إىل مفهوم العدول عند القدماء من علماء اللغة‪ ،‬تعددت كذلك‬
‫تلك األلفاظ لدى علماء اللغة احملدثني وإن كانت أكثر حتديداً عند تناوهلا ابلدرس يف مباحثهم وال‬
‫مصطلح‬
‫ٍ‬ ‫سيما عند علماء األلسنية واألسلوب حىت طغى على البحث النقدي لديهم‪ ،‬وإن حلظ جميء‬
‫أخر يوازي العدول يف الشيوع واالنتشار هو مصطلح االنزايح‪ ،‬ولكنه الُياريه يف دقة التعبري عن‬
‫معىن اخلروج املقصود املنتظم على وفق طبيعة حركية اللغة وقوانينها‪ ،‬فضالً عن أ ّن مصطلح االنزايح‬
‫ترمجة حرفية للفظة ( ‪ ) `e certe‬األجنبية‪ ،‬ومع ذلك مل يبق االنزايح هو املصطلح الوحيد الدال‬
‫على معىن العدول‪ ،‬وإ ّمنا وردت مصطلحات أُخرايت يف مباحث احملدثني ْنو‪ :‬االْنراف‪ ،‬واالختالل‪،‬‬
‫واالنتهاك‪ ،‬والتجاوز‪ ،‬واملخالفة‪ ،‬واللحن‪ ،‬وخرق السنن‪ ،‬والشناعة‪ ،‬واإلطاحة‪ ،‬والتحريف‪ ،‬ممّا يدلل‬
‫على أن مفهوم العدول لديهم ليس بذلك‬

‫(‪)149/1‬‬

‫االنضباط واالنتظام حبيث يكون كل خروج على سبيل املخالفة واالختالف حسب‪ ،‬عدوالً من دون‬
‫مراعاةٍ ٍ‬
‫دقيقة لطبيعة قوانني اللغة وحركتها‪.‬‬
‫املرجح‬
‫ومن هنا انّبى البحث للتفتيش عن مقياس يعتمد عليه يف حتديد قوانني العدول حىت يكون ّ‬
‫ملعرفة َّ‬
‫أن هناك عدوالً يف هذا النص أو ذاك‪ ،‬فوجد معيارا األصل والقياس ومها ممّا قد استعمل يف‬
‫دراسات علماء العربية ومباحثهم‪ ،‬على الرغم من دقة الفرق بني األَصل والقياس يف كون القياس‬
‫ُيري على أَصل‪ ،‬واألصل يتحدد على وفق الشيوع والكثرة لظاهرة من الظواهر يف البنية الكامنة‬
‫للغة مث يقاس عليه‪.‬‬
‫ُستُـ ْنبِط أ ّن العدول الصريف يف القرآن الكرمي على نوعني‪ ،‬عدول عن‬
‫وانطالقاً من هذين املعياَرين أ ْ‬
‫أصل‪ ،‬وعدول عن قياس‪ ،‬يكون أوهلما‪ :‬خاصاً ابلصيغة منفردة يف كوهنا تدل على معىن صيغة أخرى‬
‫فتكون الصيغة األوىل معدوالً عنها إىل غريها مبعناها‪ ،‬فالصيغة األوىل هي األصل‪ ،‬والثانية خالف‬
‫األصل‪.‬‬
‫وقد جاء العدول عن األصل يف القرآن الكرمي على مخسة أقسام‪:‬‬

‫أوهلا‪ :‬العدول عن املصدر إىل اسم املصدر‪ ،‬وإىل املصدر امليمي‪ ،‬وإىل اسم‬
‫الفاعل‪ ،‬وإىل اسم املفعول‪.‬‬

‫واثنيها‪ :‬العدول عن اسم الفاعل إىل اسم املفعول‪ ،‬واىل الصفة املشبهة‪ ،‬وإىل صيغ‬
‫املبالغة‪ ،‬وإىل املصدر‪.‬‬

‫واثلثها‪ :‬العدول عن اسم املفعول إىل صيغ املبالغة‪ ،‬وإىل املصدر‪ ،‬وإىل اسم‬
‫الفاعل‪ ،‬وإىل الصفة املشبهة‪.‬‬
‫ورابعها‪ :‬العدول عن الصفة املشبهة إىل اسم الفاعل‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬العدول عن الفعل إىل املصدر‪ ،‬وإىل اسم املفعول‪.‬‬

‫خيص العدول عن جميء الصيغة القياسية قياساً على‬


‫ويكون النوع الثاين‪ :‬وهو العدول عن القياس ّ‬
‫الفعل‪ ،‬ومن هنا جاء العدول عن القياس يف القرآن الكرمي على مثانية أقسام‪.‬‬

‫أوهلا‪ :‬العدول عن مصدر الثالثي (فَـ َعل) املقيس‪.‬‬


‫واثنيهما‪ :‬العدول عن اإلفعال مصدر (أفعل) املقيس‪.‬‬
‫(فعل) املقيس‪.‬‬
‫واثلثها‪ :‬العدول عن التفعيل مصدر ّ‬

‫(‪)150/1‬‬

‫ورابعها‪ :‬العدول عن املفاعلة مصدر‪( :‬فاعل) املقيس‪.‬‬


‫وخامسها‪ :‬العدول عن التفاعل مصدر (تفاعل) املقيس‪.‬‬
‫وسادسها‪ :‬العدول عن التفعُّل مصدر (تفعَّل) املقيس‪.‬‬
‫وسابعها‪ :‬العدول عن االفتعال مصدر (افتعل) املقيس‪.‬‬
‫واثمنها‪ :‬العدول عن االستفعال مصدر (استفعل) املقيس‪.‬‬

‫ولقد تبني أ ّن دالالت العدول عن أصل ختتلف عن دالالت العدول عن القياس؛ إذ لكل نوع منها‬
‫دالالته اخلاصة به حيتمها طبيعة كل سياق ورد فيه العدول بناءً على املعىن املقصود الذي يُراد حتقيقه‬
‫يف النص القرآين‪ ،‬فأحياانً يراد اجلمع بني دالليت الصيغتني من خالل اجمليء ابلفرع عدوالً عن الصيغة‬
‫األَصل‪ ،‬على ْنو اجمليء ابسم املصدر معدوالً إليه عن املصدر للداللة على احلَ َدث الذي هو معىن‬
‫املصدر ابللفظ الدال على معىن احلدث الذي هو اسم املصدر فيكون املصدر بذلك جامعاً املعنيني‬
‫املسمى به‪ ،‬وأحياانً أخرى يراد اإلشارة إىل داللة دقيقة تتحقق يف الصيغة املعدول‬
‫احلدث واللفظ ّ‬
‫إليها على ْنو العدول عن املصدر إىل املصدر امليمي الذي يتحقق فيه داللته على احلدث مقرتانً‬
‫رجحها السياق كاملبالغة وْنوها‪ ،‬وقد‬
‫بعنصر الذات املتلبسة ابحلدث‪ ،‬فضالً عن داللة جديدة يُ ّ‬
‫ظهرت داللة املبالغة واضحة يف العدول عن املصدر‪ ،‬إىل اسم املفعول‪ ،‬والعدول عن اسم الفاعل إىل‬
‫الصفة املشبهة‪ ،‬وكذلك العدول عن اسم الفاعل إىل اسم املفعول‪ ،‬والعدول عن اسم الفاعل إىل‬
‫املصدر‪ ،‬فضالً عن إرادة تثبيت داللة صيغة أخرى أو نفيها عنها عن طريق العدول هبا إىل صيغة‬
‫فلما كانت الصفة املشبهة تدل على‬
‫أخرى على ْنو العدول عن الصفة املشبهة إىل اسم الفاعل‪ّ ،‬‬
‫الثبوت‪ ،‬وصيغة اسم الفاعل تدل على احلدوث‪ ،‬فإذا أريد إثبات صفة احلدوث يف صيغة معينة جيء‬
‫هبا على صيغة اسم الفاعل‪ ،‬وإذا أريد نفي صفة الثبوت جيء بصيغة اسم الفاعل معدوالً هبا عن‬
‫الصفة املشبهة‪ ،‬وهذه سبيل صعبة ال يقيس عليها إالّ األفذاذ ممّن وهبوا خفااي فن العدول‪ ،‬وأدركوا‬
‫طواايه‪ .‬وطريقة إشراب صيغة معىن صيغة أخرى معدول عنها إليها من الدالالت اليت اتضحت يف‬
‫أغلب أقسام العدول عن األصل‪ ،‬وال سيما يف صيغ املشتقات مثل اسم الفاعل‪ ،‬والصفة املشبهة‪،‬‬
‫وصيغ املبالغة‪ ،‬واسم املفعول‪ ،‬لتداخل أشكال صيغها‪ ،‬ولتقارب معانيها‪ ،‬ولذا أمكن إشراب معاين‬
‫بعض صيغها معاين بعضها اآلخر‪.‬‬

‫(‪)151/1‬‬

‫ضحت أكثر يف كوهنا جتيء معّبةً عن ذاهتا من خالل عدوهلا‬


‫وأما دالالت العدول عن القياس فقد تو ّ‬
‫الظاهر عن القياس وأَنه البُ ّد من داللة مقصودة يف هذا العدول‪ ،‬ومن تلك الدالالت اجلمع بني‬
‫دالليت الصيغتني عن طريق املخالفة بينها ابلقياس‪ ،‬فضالً عن إرادة داللة كل صيغة من الصيغ من‬
‫أَجل التنبيه على إرادة معىن ٍ‬
‫كل من الصيغتني حبيث لو مل ُخيالف بينهما يف القياس ملا حتقق املعىن‬
‫املراد على وفق السياق الذي ورد به ذلك العدول‪ ،‬وقد ظهر هذا النوع من الداللة يف العدول عن‬
‫املصادر املقيسة لألَفعال املزيدة؛ ممّا جعل العدول طاقة تعبريية فذة هي أحد مكامن األسرار الرابنية‬
‫لإلعجاز اللغوي يف القرآن الكرمي‪ ،‬والسيما أن العدول الصريف مل ِ‬
‫أيت يف القرآن الكرمي إالّ مسوغاً‬
‫منضبطاً خاضعاً ملعيا ٍر معني الحييد عنه أبداً‪ ،‬ممّا جعله فنّاً راقياً يرتقي ابلنفس ّأميا ُرقّ َي‪ ،‬ويُلهب ّ‬
‫احلس‬
‫الوجداين عند اإلنسان ابلفكر األصيل الذي حيدد مساره ْنو رقيّه األصيل أبن يكون عبداً هلل‬
‫سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫(‪)152/1‬‬
‫‪-‬‬

‫املصادر واملراجع‬

‫املصادر واملراجع‬

‫(‪)153/1‬‬

‫أوالً‪ :‬املخطوطات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ االتساع يف اللغة عند ابن جين‪ :‬حسن سليمان حسني‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫مقدمة إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ 1416 ،‬هـ = ‪ 1996‬م‪ ،‬إبشراف‬
‫األستاذ الدكتور حميي الدين توفيق ابراهيم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اختالف صيغ الفعل املشتقة من جذر واحد يف القرآن الكرمي‪ :‬هالل علي‬
‫حممود اجلحيشي‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬مقدمة إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪،‬‬
‫املوصل ‪ 1421‬هـ = ‪ 2000‬م‪ ،‬إبشراف األستاذ الدكتور حميي الدين توفيق‬
‫ابراهيم‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اخلالف الصريف يف ألفاظ القرآن الكرمي‪ :‬كاطع جارهللا سطام الدراجي‪،‬‬
‫اطروحة دكتوراه‪ ،‬مقدمة إىل كلية الرتبية (ابن رشد) ـ جامعة بغداد‪،‬‬
‫‪ 1420‬هـ = ‪ 2000‬م‪ ،‬إبشراف األستاذ الدكتور هاشم طه شالش‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ظاهرة العدول بني البالغة العربية واألُسلوبية احلديثة‪ :‬عبد العزيز عبد هللا‬
‫حممد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬مقدمة إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ 1419،‬هـ‬
‫= ‪ 1999‬م‪ ،‬إبشراف األستاذ املساعد الدكتور أمحد فتحي رمضان‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ فن االلتفات يف البالغة العربية‪ :‬قاسم فتحي سليمان‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬مقدمة‬
‫إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ 1408 ،‬هـ = ‪ 1988‬م‪ ،‬إبشراف الدكتور‬
‫جليل رشيد فاحل‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ منهج الراغب يف كتابه مفردات ألفاظ القرآن‪ :‬رافع عبد هللا مالوا‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬مقدمة إىل كلية اآلداب ـ جامعة املوصل‪ 1409 ،‬هـ = ‪1989‬م‪،‬‬
‫إبشراف األستاذ املساعد الدكتور كاصد ايسر الزيدي‪.‬‬

‫اثنياً‪ :‬الكتب املطبوعة‪:‬‬

‫(‪)154/1‬‬

‫‪ 1‬ـ إحتاف فضالء البشر يف القراءات األربع عشر‪ :‬أمحد حممد الدمياطي املعروف‬
‫ابلبناء الدمياطي (ت ‪ 1117‬هـ)‪ ،‬تصحيح‪ :‬علي حممد الضبّاع‪ ،‬مطبعة‬
‫املشهد احلسيين‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ االتقان يف علوم القرآن‪ :‬الشيخ أبو الفضل جالل الدين عبد الرمحن بن أيب‬
‫بكر السيوطي الشافعي (ت ‪ 911‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل ابراهيم‪،‬‬
‫اهليئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪.1974 ،‬‬
‫‪ 3‬ـ أسرار البالغة‪ :‬عبد القاهر اجلرجاين (ت ‪471‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬هـ ـ ريرت‪،‬‬
‫استانبول‪ 1954 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ األُسلوب دراسة لغوية إحصائية‪ :‬الدكتور سعد مصلوح‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار البحوث‬
‫العلمية‪ 1400 ،‬هـ = ‪ 1980‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ األُسلوب واألُسلوبية مدخل نظري ودراسة تطبيقية‪ :‬الدكتور فتح هللا أمحد‬
‫سليمان‪ ،‬الدار الفنية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1990 ،‬‬
‫‪ 6‬ـ األُسلوبية واألُسلوب‪ :‬الدكتور عبد السالم املسدي‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار العربية للكتاب‪،‬‬
‫الرابط‪ 1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ األشباه والنظائر يف النحو‪ :‬الشيخ جالل الدين السيوطي‪ ،‬ط‪ ،2‬مطبعة دائرة‬
‫املعارف العثمانية بعاصمة الدولة اآلصفية‪ ،‬حيدر آابد الدكن‪ 1359 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ األصمعيات‪ ،‬اختيار‪ :‬أيب سعيد عبد امللك بن قريب بن عبد امللك األصمعي‬
‫(ت ‪ 216‬هـ)‪ ،‬حتقيق وشرح‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ ،‬وعبد السالم حممد‬
‫هارون‪ ،‬دار املعارف مبصر‪ 1964 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ اإلعجاز الصريف يف القرآن الكرمي ـ دراسة نظرية تطبيقية ـ (التوظيف‬
‫البالغي لصيغة الكلمة)‪ :‬الدكتور عبد احلميد أمحد يوسف هنداوي‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫املكتبة العصرية للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪ 1422 ،‬هـ = ‪ 2001‬م‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ إعجاز القرآن‪ :‬القاضي أبو بكر حممد بن الطيّب (ت ‪ 403‬هـ)‪ ،‬مطبعة‬
‫مصطفى البايب احلليب‪ ،‬القاهرة‪ 1978 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ إعراب ثالثني سورة من القرآن الكرمي‪ :‬أبو عبد هللا احلسني بن أمحد املعروف‬
‫اببن خالويه (ت ‪370‬هـ)‪ ،‬دار الرتبية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫(‪)155/1‬‬

‫‪ 12‬ـ إعراب القرآن‪ :‬أبو جعفر أمحد بن حممد بن امساعيل النحاس (ت‪338‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬الدكتور زهري غازي زاهد‪ ،‬مطبعة العاين‪ ،‬بغداد‪ 1397 ،‬هـ =‬
‫‪ 1977‬م‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ األَعالم‪ :‬خري الدين الزركلي (ت ‪ 1976‬م)‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار العلم للماليني‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ األُصول يف النحو‪ :‬أبو بكر حممد بن سهل بن السراج النحوي البغدادي‬
‫(ت ‪ 316‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد احلسني الفتلي‪ ،‬مطبعة النعمان‪ ،‬النجف‬
‫األشرف‪ 1973 ،‬م‪.‬‬
‫العلي‬
‫‪ 15‬ـ األَمايل الشجرية‪ :‬ضياء الدين أبو السعادات هبة هللا بن علي بن محزة ّ‬
‫احلسين املعروف اببن الشجري (ت ‪ 542‬هـ)‪ ،‬دار املعرفة للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ األَمايل النحوية (أَمايل القرآن الكرمي)‪ :‬مجال الدين أبو عمرو بن عثمان بن‬
‫عمر بن احلاجب النحوي املالكي (ت ‪ 664‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬هادي حسن‬
‫محودي‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة النهضة العربية‪ ،‬عامل الكتب‪1405 ،‬هـ = ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني البصريني والكوفيني‪ :‬كمال الدين‬
‫أبو الّبكات عبد الرمحن بن حممد بن سعيد األنباري (ت ‪ 577‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ اإليضاح يف علوم البالغة‪ :‬جالل الدين حممد بن عبد الرمحن اخلطيب‬
‫القزويين (ت ‪ 739‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبد املنعم خفاجي‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫منشورات دار الكتاب اللبناين‪ 1391 ،‬هـ = ‪ 1971‬م‪.‬‬
‫‪ 19‬ـ البحر احمليط‪ :‬أثري الدين أبو عبد هللا حممد بن يوسف بن علي النحوي‬
‫األندلسي (ت ‪745‬هـ)‪ ،‬مكتبة ومطابع النصر احلديثة‪ ،‬الرايض‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 20‬ـ الّبهان يف علوم القرآن‪ :‬االمام بدر الدين حممد بن عبد هللا الزركشي‬
‫(ت ‪ 794‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل ابراهيم‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الفكر‪،‬‬
‫القاهرة‪ 1400 ،‬هـ = ‪ 1980‬م‪.‬‬

‫(‪)156/1‬‬

‫‪ 21‬ـ بغية الوعاة يف طبقات اللغويني والنحاة‪ :‬الشيخ جالل الدين السيوطي‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫أبو الفضل ابراهيم‪ ،‬املكتبة العصرية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 22‬ـ البالغة واألُسلوبية‪ :‬الدكتور حممد عبد املطلب‪ ،‬اهليئة املصرية العامة‬
‫للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ 1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 23‬ـ البيان يف غريب إعراب القرآن‪ :‬أبو الّبكات ابن األنباري (ت ‪ 577‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬الدكتور طه عبد احلميد طه‪ ،‬مراجعة‪ :‬مصطفى السقا‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب للطباعة والنشر‪ ،‬واهليئة املصرية العامة للتأليف والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ 1389‬هـ = ‪ 1969‬م‪.‬‬
‫‪ 24‬ـ أتويل مشكل القرآن‪ :‬أبو حممد عبد هللا بن مسلم بن قتيبة (ت ‪ 276‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬السيد أمحد صقر‪ ،‬ط‪ ،3‬املكتبة العلمية‪ ،‬املدينة املنورة‪140،‬هـ =‬
‫‪ 1982‬م‪.‬‬
‫‪ 25‬ـ اتج العروس من جواهر القاموس‪ :‬حمب الدين أبو الفيض السيد حممد‬
‫املرتضى احلسيين الواسطي الزبيدي (ت ‪ 1208‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ليبيا‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬بنغازي‪ ،‬طبع على مطابع دار صادر‪ ،‬بريوت‪ 1386 ،‬هـ‬
‫= ‪ 1966‬م‪.‬‬
‫‪ 26‬ـ اتج اللغة وصحاح العربية‪ :‬امساعيل بن محّاد اجلوهري (ت ‪ 400‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬أمحد عبد الغفور عطار‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ 1407‬هـ = ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ 27‬ـ التبيان يف إعراب القرآن‪ :‬أبو البقاء عبد هللا بن احلسني العكّبي‬
‫(ت ‪ 616‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي حممد البجاوي‪ ،‬مطبعة عيسى البايب احلليب‬
‫وشركاه‪ ،‬القاهرة‪ 1396 ،‬هـ = ‪ 1976‬م‪.‬‬
‫‪ 28‬ـ التبيان يف املعاين والبيان‪ :‬احلسني بن عبد هللا بن حممد الطييب (ت‪743‬هـ) ‪...‬‬
‫حتقيق عبد احلميد أمحد يوسف هنداوي‪ ،‬املكتبة التجارية‪ ،‬مكة املكرمة‪،‬‬
‫د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 29‬ـ التحرير والتنوير‪ :‬االمام الشيخ حممد الطاهر بن عاشور (ت ‪ 1976‬هـ)‪،‬‬
‫الدار التونسية للنشر‪ ،‬الدار اجلماهريية للنشر والتوزيع واالعالن‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫(‪)157/1‬‬

‫‪ 30‬ـ التعبري القرآين‪ :‬الدكتور فاضل صاحل السامرائي‪ ،‬مطابع دار الكتب للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬جامعة املوصل‪.1988 ،‬‬
‫‪ 31‬ـ التعريفات‪ :‬أبو احلسن علي بن حممد بن علي اجلرجاين املعروف ابلسيد‬
‫الشريف (ت ‪ 816‬هـ)‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪ 1971 ،‬م‪.‬‬
‫املسمى (إرشاد العقل السليم إىل مزااي القرآن الكرمي)‪:‬‬
‫‪ 32‬ـ تفسري أيب السعود ّ‬
‫أبو السعود حممد بن حممد بن العمادي (ت ‪982‬هـ)‪ ،‬أشرف على الطبع‪:‬‬
‫حممد عبد اللطيف‪ ،‬مكتبة ومطبعة حممد علي صبيح وأوالده مبيدان األزهر‪،‬‬
‫د‪ .‬ت‪.‬‬
‫الفراء‬
‫‪ 33‬ـ تفسري البغوي املسمى (معامل التنزيل)‪ :‬أبو حممد احلسني بن مسعود ّ‬
‫البغوي (ت ‪ 516‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬خالد العك‪ ،‬ومروان سوار‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار‬
‫املعرفة‪ ،‬بريوت‪ 1407 ،‬هـ ـ ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫املسمى (لباب التأويل يف معاين التنزيل)‪ :‬عالء الدين بن‬
‫‪ 34‬ـ تفسري اخلازن ّ‬
‫حممد بن ابراهيم البغدادي الصويف املعروف ابخلازن‪ ،‬الناشر‪ :‬حممد أمني‬
‫دمج وشركاه‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫املسمى (أنوار التنزيل وأسرار التأويل)‪ :‬انصر الدين أبو‬
‫‪ 35‬ـ تفسري البيضاوي ّ‬
‫سعيد عبد هللا بن عمر بن حممد الشريازي البيضاوي (ت ‪ 791‬هـ)‪،‬‬
‫املكتبة التجارية الكّبى‪ ،‬مطبعة حممد‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫املسمى (حبر العلوم)‪ :‬أبو الليث نصر بن حممد بن أمحد‬
‫‪ 36‬ـ تفسري السمرقندي ّ‬
‫ابن ابراهيم السمرقندي (ت ‪ 375‬هـ)‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬الشيخ علي حممد‬
‫معوض‪ ،‬والشيخ عادل أمحد عبد املوجود‪ ،‬والدكتور زكراي عبد اجمليد‬
‫ّ‬
‫النويت‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ 1413 ،‬هـ = ‪ 1993‬م‪.‬‬
‫‪ 37‬ـ تفسري الشعراوي وهي (خواطر فضيلة الشيخ حممد متويل الشعراوي حول‬
‫القرآن الكرمي)‪ ،‬طبع أخبار اليوم‪ ،‬قطاع الثقافة‪ ،‬القاهرة‪ 1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 38‬ـ تفسري غرائب القرآن ورغائب الرمحن‪ :‬نظام الدين احلسن بن حممد بن‬
‫احلسني القمي النيسابوري (ت ‪ 728‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الشيخ زكراي عمريات‪،‬‬
‫ط ‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1416 ،‬هـ = ‪ 1996‬م‪.‬‬

‫(‪)158/1‬‬

‫‪ 39‬ـ تفسري غريب القرآن‪ :‬ابن قتيبة‪ ،‬حتقيق‪ :‬السيد أمحد صفر‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1398 ،‬هـ = ‪ 1978‬م‪.‬‬
‫‪ 40‬ـ تفسري القرآن العظيم‪ :‬أبو الفداء امساعيل بن عمر بن كثري الدمشقي‬
‫(ت ‪ 774‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬خالد العك‪ ،‬ومروان سوار‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الفكر‪،‬‬
‫بريوت‪ 1401 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 41‬ـ التفسري القيّم لإلمام ابن القيم‪ :‬اإلمام بن قيّم اجلوزية (ت ‪ 751‬هـ)‪،‬‬
‫مجعه‪ :‬حممد أويس الندوي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حامد الفقي‪ ،‬جلنة الرتاث‬
‫العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫املسمى (مفاتح الغيب)‪ :‬اإلمام فخر الدين أبو عبد هللا حممد‬
‫‪ 42‬ـ التفسري الكبري ّ‬
‫ابن عمر بن حسني الرازي (ت ‪ 604‬هـ)‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ 1405 ،‬هـ = ‪ 1985‬م‪.‬‬
‫املسمى (مدارك التنزيل وحقائق التأويل)‪ :‬اإلمام أبو الّبكات‬
‫‪ 43‬ـ تفسري النسفي ّ‬
‫عبد هللا بن أمحد بن حممود النسفي (ت ‪ 701‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد‬
‫العليم الّبدوين‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الشعب‪ ،‬القاهرة‪ 1372 ،‬هـ‪.‬‬
‫املسمى (الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز)‪ :‬أبو احلسن علي‬
‫‪ 44‬ـ تفسري الواحدي ّ‬
‫ابن أمحد الواحدي (ت ‪ 468‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬صفوان عدانن داودي‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬والدار الشامية‪ ،‬بريوت‪ 1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 45‬ـ التمام يف تفسري أشعار هذيل‪ :‬أبو الفتح عثمان بن جين‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد انجي‬
‫القيسي‪ ،‬والدكتور أمحد مطلوب‪ ،‬والدكتورة خدُية احلديثي‪ ،‬بغداد‪1381 ،‬‬
‫هـ = ‪ 1962‬م‪.‬‬
‫‪ 46‬ـ هتذيب اللغة‪ :‬أبو منصور حممد بن أمحد األزهري (ت ‪370‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫عبد السالم حممد هارون‪ ،،‬وآخرون‪ ،‬الدار القومية العربية للطباعة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ 1384‬هـ = ‪ 1964‬م‪.‬‬
‫‪ 47‬ـ جامع البيان يف أتويل آي القرآن‪ :‬أبو جعفر حممد بن جرير الطّبي‬
‫(ت ‪ 310‬هـ)‪ ،‬ط ‪ ،2‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب وأوالده‬
‫مبصر‪ 1373 ،‬هـ = ‪ 1954‬م‪.‬‬

‫(‪)159/1‬‬

‫‪ 48‬ـ جامع الدروس العربية‪ :‬الشيخ مصطفى الغاليين‪ ،‬ط ‪ ،12‬املطبعة العصرية‬
‫للطباعة والنشر‪ 1393 ،‬هـ = ‪ 1973‬م‪.‬‬
‫‪ 49‬ـ اجلامع ألحكام القرآن‪ :‬االمام أبو عبد هللا حممد بن أمحد األنصاري القرطيب‬
‫(ت ‪671‬هـ)‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪1408 ،‬هـ = ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ 50‬ـ اجلدول يف إعراب القرآن وصرفه وبيانه مع فوائد ْنوية هامة‪ ،‬تصنيف‪:‬‬
‫حممود صايف‪ ،‬ط ‪ ،1‬انتشارات مدين‪ ،‬مطبعة النهضة‪ ،‬قم‪.‬‬
‫‪ 51‬ـ مجهرة أشعار العرب‪ :‬أبو زيد حممد بن أيب اخلطّاب القرشي (ت‪170‬هـ)‬
‫شرحه وضبطه وق ّدم له‪ :‬األستاذ علي فاعور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ 1406‬هـ = ‪ 1986‬م‪.‬‬
‫‪ 52‬ـ مجهرة اللغة‪ :‬أبو بكر حممد بن احلسن األَزدي البصري (ت ‪ 321‬هـ)‪،‬‬
‫مطبعة دائرة املعارف العثمانية‪ ،‬حيدر آابد الدكن‪ 1345 ،‬هـ‪ ،‬نشر مكتبة‬
‫املثىن‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫املسماة ابلفتوحات اإلهلية بتوضيح اجلاللني‬
‫‪ 53‬ـ حاشية اجلمل على اجلاللني ّ‬
‫للدقائق اخلفية‪ :‬سليمان اجلمل‪ ،‬مطبعة مصطفى حممد صاحب املكتبة‬
‫التجارية الكّبى مبصر‪ 1352 ،‬هـ = ‪ 1933‬م‪.‬‬
‫‪ 54‬ـ حاشية الصاوي على تفسري اجلاللني‪ :‬أمحد بن حممد الصاوي املالكي‬
‫اخللويت‪ ،‬راجعه‪ :‬عبد العزيز سيد األهل‪ ،‬ملتزم الطبع‪ :‬عبد احلميد أمحد‬
‫حنفي‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 55‬ـ حاشية الصبان على شرح األمشوين‪ :‬حممد بن علي الصبّان (ت ‪900‬هـ)‪،‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬عيسى البايب احلليب وشركاه‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 56‬ـ حاشية الكازروين على تفسري البيضاوي‪ :‬العالمة أبو الفضل القرشي‬
‫الصديقي اخلطيب املشهور ابلكازروين‪ ،‬وهو مطبوع هبامش تفسري‬
‫البيضاوي‪ ،‬املكتبة التجارية الكّبى‪ ،‬مطبعة حممد‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 57‬ـ حاشية حميي الدين شيخ زادة على تفسري البيضاوي‪ ،‬املكتبة اإلسالمية‪،‬‬
‫تركيا‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 58‬ـ احلجة يف القراءات السبع‪ :‬ابن خالويه‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد العال سامل مكرم‪،‬‬
‫ط ‪ ،1‬طبع دار الشروق‪ ،‬بريوت‪ 1971 ،‬م‪.‬‬

‫(‪)160/1‬‬

‫‪ 59‬ـ ِخزانة األدب ولب لباب لسان العرب‪ :‬عبد القادر بن عمر البغدادي‬
‫(ت ‪ 1093‬هـ)‪ ،‬حتقيق وشرح‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪ ،‬ط ‪ ،3‬مكتبة‬
‫اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪ 1409 ،‬هـ = ‪ 1989‬م‪.‬‬
‫‪ 60‬ـ اخلصائص‪ :‬صنعة أيب الفتح عثمان بن جين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد علي النجار‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬مصورة عن دار الكتب املصرية‪،‬‬
‫القاهرة‪ 1371 ،‬هـ = ‪ 1952‬م‪.‬‬
‫‪ 61‬ـ دراسات ألسلوب القرآن الكرمي‪ :‬الشيخ حممد عبد اخلالق عضيمة‪ ،‬دار‬
‫احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 62‬ـ ديوان امرئ القيس‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل ابراهيم‪ ،‬دار املعارف‪،‬‬
‫القاهرة‪ 1958 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 63‬ـ ديوان رؤبة بن العجاج‪ ،‬وهو منشور ضمن كتاب (جمموع أشعار العرب)‬
‫اعتىن بتصحيحه وترتيبه‪ :‬وليم بن الورد الّبوسي‪ ،‬اليبزك‪ 1903 ،‬ـ نشر‬
‫مكتبة املثىن يف بغداد‪.‬‬
‫‪ 64‬ـ ديوان شعر ذي الرمة غيالن بن عقبة العدوي‪ ،‬عين بتصحيحه وتنقيحه‪:‬‬
‫كارليل هنري هيس مكارتين‪ ،‬طبع مبطبعة كلية كمّبيج‪ 1337 ،‬هـ =‬
‫‪ 1919‬م‪.‬‬
‫‪ 65‬ـ ديوان الشماخ‪ ،‬شرح‪ :‬أمحد بن األمني الشنقيطي‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ 1927‬م‪.‬‬
‫‪ 66‬ـ ديوان القطامي‪ ،‬حتقيق‪ :‬ج‪ .‬ابرت‪ ،‬ليدن‪ 1902 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 67‬ـ ديوان النابغة الذبياين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل ابراهيم‪ ،‬دار املعارف‬
‫مبصر‪ 1977 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 68‬ـ روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين‪ :‬أبو الفضل شهاب‬
‫الدين السيد حممود اآللوسي البغدادي (ت ‪ 1270‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور‬
‫مصطفى ديب البغا‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار احياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 69‬ـ زاد املسري يف علم التفسري‪ :‬اإلمام أبو فرج مجال الدين عبد الرمحن بن علي‬
‫ابن حممد بن اجلوزي القرشي البغدادي (ت ‪ 597‬هـ)‪ ،‬ط ‪ ،1‬املكتب‬
‫اإلسالمي للطباعة والنشر‪ ،‬دمشق‪ 1384 ،‬هـ = ‪ 1964‬م‪.‬‬

‫(‪)161/1‬‬

‫‪ 70‬ـ الزمن يف النحو العريب‪ :‬الدكتور كمال ابراهيم بدري‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار أُمية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرايض‪ 1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 71‬ـ سر اإلعجاز يف تنوع الصيغ املشتقة من أصل لغوي واحد يف القرآن‪:‬‬
‫عمان‪،‬‬
‫الدكتور عودة هللا منيع القيسي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار البشري للنشر والتوزيع‪ّ ،‬‬
‫مؤسسة الرسالة للطباعة والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ 1416 ،‬هـ = ‪ 1996‬م‪.‬‬
‫‪ 72‬ـ سنن ابن ماجة‪ :‬احلافظ أبو عبد هللا حممد بن يزيد القزويين (ت ‪275‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ 1372 ،‬هـ =‬
‫‪ 1952‬م‪.‬‬
‫‪ 73‬ـ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ :‬هباء الدين عبد هللا بن عقيل العقيلي‬
‫اهلمداين املصري (ت ‪ 769‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪،‬‬
‫ط ‪ ،15‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪ 1392،‬هـ = ‪ 1971‬م‪. .‬‬
‫‪ 74‬ـ شرح األمشوين على ألفية ابن مالك‪ :‬علي بن حممد األمشوين (ت‪939‬هـ)‬
‫مع حاشية الصبّان‪ ،‬مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 75‬ـ شرح ألفية ابن مالك‪ :‬حممد بن حممد بن عبدهللا بن مالك النحوي‬
‫(ت ‪ 686‬هـ)‪ ،‬املطبعة العلوية‪ ،‬النجف‪ 1342 ،‬هـ ‪..‬‬
‫‪ 76‬ـ شرح التوضيح على التصريح‪ :‬خالد بن عبد هللا األزهري (ت ‪ 905‬هـ)‪،‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 77‬ـ شرح ديوان جرير‪ :‬شرح‪ :‬حممد امساعيل عبد هللا الصاوي‪ 1353 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 78‬ـ شرح ديوان كعب بن زهري‪ ،‬صنعة‪ :‬اإلمام أيب سعيد السكري‪ ،‬نسخة‬
‫مصورة من دار الكتب‪ ،‬املكتبة العربية‪ ،‬القاهرة‪ 1369 ،‬هـ = ‪ 1950‬م‪.‬‬
‫‪ 79‬ـ شرح شذور الذهب يف معرفة كالم العرب‪ :‬اإلمام أبو حممد عبد هللا مجال‬
‫الدين بن يوسف بن أمحد بن عبد هللا ابن هشام (ت ‪ 761‬هـ)‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫املكتبة التجارية الكّبى‪ ،‬ومطبعة السعادة‪ ،‬مصر‪ 1385 ،‬هـ = ‪ 1965‬م‪.‬‬
‫‪ 80‬ـ شرح شافية ابن احلاجب‪ :‬الشيخ رضي الدين حممد بن احلسن االسرتاابدي‬
‫النحوي (ت ‪ 686‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد نور احلسن‪ ،‬وحممد الزفزاف‪،‬‬
‫وحممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1395 ،‬هـ =‬
‫‪ 1975‬م‪.‬‬

‫(‪)162/1‬‬

‫‪ 81‬ـ شرح القصائد السبع الطوال اجلاهليات‪ :‬أبو بكر حممد بن القاسم األنباري‬
‫(ت ‪ 328‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار املعارف‬
‫مبصر‪ 1400 ،‬هـ = ‪ 1980‬م‬
‫‪ 82‬ـ شرح قصيدة ابنت سعاد‪ :‬أبو حممد مجال الدين عبد هللا بن هشام األنصاري‪،‬‬
‫د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 83‬ـ شرح الكافية الشافية‪ :‬مجال الدين أبو عبد هللا حممد بن عبد هللا بن مالك‬
‫الطائي اجليّاين (ت ‪672‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عبد املنعم أمحد هريري‪،‬‬
‫دار املأمون للرتاث‪ ،‬مكة املكرمة‪ 1402 ،‬هـ = ‪ 1982‬م‪.‬‬
‫الرضي االسرتاابدي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 84‬ـ شرح الكافية يف النحو البن احلاجب‪ ،‬شرح‪ :‬الشيخ‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1405 ،‬هـ = ‪ 1985‬م‪.‬‬
‫‪ 85‬ـ شرح املراح يف التصريف‪ :‬العالمة بدر الدين حممود بن أمحد العيين‬
‫(ت ‪ 855‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عبد الستار جواد‪ ،‬مطبعة الرشيد‪،‬‬
‫بغداد‪.1990 ،‬‬
‫‪ 86‬ـ شرح املعلقات التسع املشهورات‪ :‬أبو جعفر النحاس‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد خطاب‬
‫العمر‪ ،‬دار احلرية‪ ،‬مطبعة احلكومة‪ ،‬بغداد‪ 1393 ،‬هـ = ‪ 1973‬م‪.‬‬
‫‪ 87‬ـ شرح املفصل‪ :‬موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش النحوي (ت ‪643‬هـ)‪،‬‬
‫عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪ ،‬ومكتبة املتنيب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫القيسي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 88‬ـ شعر الراعي النمريي‪ ،‬حتقيق ودراسة‪ :‬الدكتور نوري محودي‬
‫وهالل انجي‪ ،‬مطبعة اجملمع العلمي العراقي‪ ،‬بغداد‪1400 ،‬هـ = ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ 89‬ـ الصاحيب يف فقه اللغة وسنن العرب يف كالمها‪ :‬أبو احلسني أمحد بن فارس‬
‫ابن زكراي (ت ‪ 395‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى الشوميي‪ ،‬مؤسسة أ‪ .‬بدران‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪ 1382 ،‬هـ = ‪ 1963‬م‪.‬‬
‫‪ 90‬ـ صفوة التفاسري‪ :‬حممد علي الصابوين‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار القرآن الكرمي‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ 1401‬هـ = ‪ 1981‬م‪.‬‬
‫‪ 91‬ـ ظاهرة التحويل يف الصيغ الصرفية‪ :‬الدكتور حممود سليمان ايقوت‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار املعرفة اجلامعية‪ 1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 92‬ـ علم األُسلوب مبادئه واجراءاته‪ :‬الدكتور صالح فضل‪ ،‬مؤسسة خمتار للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ 1992 ،‬م‪.‬‬

‫(‪)163/1‬‬
‫‪ 93‬ـ علم اللغة والدراسات األدبية‪ :‬برند شبلنر‪ ،‬ترمجة‪ :‬الدكتور حممد جاد الرب‪،‬‬
‫د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 94‬ـ فتح البيان يف مقاصد القرآن‪ :‬أبو الطيّب صديق بن حسن بن علي بن‬
‫احلسني (ت ‪ 1307‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد هللا بن ابراهيم األنصاري‪ ،‬دار‬
‫إحياء الرتاث اإلسالمي بقطر‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬لبنان‪ 1410 ،‬هـ =‬
‫‪ 1989‬م‪.‬‬
‫‪ 95‬ـ الفروق يف اللغة‪ :‬أبو هالل العسكري‪ ،‬حتقيق‪ :‬جلنة إحياء الرتاث العريب‬
‫يف دار اآلفاق اجلديدة‪ ،‬منشورات‪ :‬دار اآلفاق اجلديدة‪ ،‬بريوت‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 96‬ـ فقه اللغة العربية‪ :‬الدكتور كاصد ايسر الزيدي‪ ،‬مديرية دار الكتب للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬جامعة املوصل‪ 1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 97‬ـ القاموس احمليط‪ :‬جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوزآابدي (ت‪817‬هـ)‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ 1403 ،‬هـ = ‪ 1983‬م‪.‬‬
‫‪ 98‬ـ القياس يف النحو مع حتقيق ابب الشاذ من املسائل العسكرايت أليب علي‬
‫الفارسي‪ :‬الدكتورة مىن إلياس‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر‪،‬‬
‫دمشق‪ 12405 ،‬هـ = ‪ 1985‬م‪.‬‬
‫‪ 99‬ـ كتاب األَفعال‪ :‬أبو القاسم علي بن جعفر بن القطاع السعدي الصقلي‬
‫(ت ‪ 515‬هـ)‪ ،‬ط ‪ ،1‬دائرة املعارف العثمانية بعاصمة الدولة اآلصفية‪،‬‬
‫حيدر آابد الدكن‪ 1360 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 100‬ـ كتاب البديع‪ :‬عبد هللا بن املعتز (ت ‪ 296‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬اغناطيوس‬
‫كراتشفوفسكي‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار املسرية ‪ 1399 /‬هـ = ‪ 1979‬م‪ ،‬مكتبة‬
‫املثىن‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ 101‬ـ كتاب التكملة‪ :‬أبو علي الفارسي النحوي (ت ‪ 377‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫الدكتور كاظم حبر املرجان‪ ،‬طبع مبطابع مديرية دار الكتب للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬جامعة املوصل‪ 1401 ،‬هـ = ‪ 1981‬م‪.‬‬
‫‪ 102‬ـ كتاب السبعة يف القراءات‪ :‬أبو بكر أمحد بن موسى العباس ابن جماهد‬
‫(ت ‪ 324‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور شوقي ضيف‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار املعارف‪،‬‬
‫القاهرة‪ 1972 ،‬م‪.‬‬

‫(‪)164/1‬‬

‫‪ 103‬ـ كتاب سيبويه‪ :‬أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنّب (ت ‪180‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫عبد السالم حممد هارون‪ ،‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬القاهرة‪1408 ،‬هـ = ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ 104‬ـ كتاب الطراز املتضمن ألسرار البالغة وعلوم حقائق اإلعجاز‪ :‬السيد اإلمام‬
‫حيىي بن محزة بن علي بن ابراهيم العلوي اليمين (ت ‪ 747‬هـ)‪ ،‬أشرف‬
‫على مراجعته وضبطه وتدقيقه‪ :‬مجاعة من العلماء‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ 1402 ،‬هـ = ‪ 1982‬م‪.‬‬
‫‪ 105‬ـ كتاب الكافية يف النحو‪ :‬اإلمام مجال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر‬
‫املعروف اببن احلاجب النحوي املالكي (ت ‪ 646‬هـ)‪ ،‬شرحه‪ :‬الشيخ‬
‫رضي الدين االسرتاابدي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1405 ،‬هـ =‬
‫‪ 1985‬م‪.‬‬
‫‪ 106‬ـ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل يف وجوه التأويل‪:‬‬
‫جار هللا حممود بن بن عمر الزخمشري (ت ‪ 538‬هـ)‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ ،‬بريوت‪ 1366 ،‬هـ = ‪ 1947‬م‪.‬‬
‫‪ 107‬ـ الكليات معجم يف املصطلحات والفروق اللغوية‪ :‬أبو البقاء أيوب بن موسى‬
‫احلسيين الكفوي (ت ‪ 1094‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عدانن درويش‪،‬‬
‫وحممود املصري‪ ،‬منشورات‪ :‬وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪ 1975‬م‪.‬‬
‫‪ 108‬ـ لباب النقول يف أسباب النزول‪ :‬الشيخ جالل الدين السيوطي‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫عبد الرمحن حممد قاسم النجدي‪ ،‬دار إحياء العلوم‪ ،‬بريوت‪ 1413 ،‬هـ‬
‫= ‪ 1992‬م‪.‬‬
‫‪ 109‬ـ لسان العرب‪ :‬مجال الدين حممد بن مكرم بن منظور األنصاري‬
‫(ت ‪ 711‬هـ)‪ ،‬طبعة مصورة عن طبعة بوالق‪ ،‬املؤسسة املصرية‬
‫العامة للتأليف واألنباء والنشر‪ ،‬الدار املصرية للتأليف والرتمجة‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 110‬ـ ملع األدلة‪ :‬أبو الّبكات كمال الدين بن حممد األنباري‪ ،‬حتقيق‪ :‬سعيد‬
‫األفغاين يف (رسالتان البن األنباري)‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ 1391‬هـ = ‪ 1971‬م‪.‬‬

‫(‪)165/1‬‬

‫‪ 111‬ـ املثل السائر يف أدب الكاتب الشاعر‪ :‬ضياء الدين بن األثري (ت ‪ 637‬هـ)‬
‫ق ّدم له وحققه وشرحه وعلّق عليه‪ :‬الدكتور أمحد احلويف‪ ،‬والدكتور بدوي‬
‫طبانة‪ ،‬ط‪ ،2‬مطابع الفرزدق التجارية‪ ،‬منشورات دار الرفاعي‪ ،‬الرايض‪،‬‬
‫‪ 1403‬هـ = ‪ 1983‬م‪.‬‬
‫‪ 112‬ـ جماز القرآن‪ :‬أبو عبيدة معمر بن املثىن التيمي (ت ‪ 210‬هـ)‪ ،‬عارضه‬
‫أبصوله وعلّق عليه‪ :‬الدكتور حممد فؤاد سزكني‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبة اخلاجني‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪ 1390 ،‬هـ = ‪ 1970‬م‪.‬‬
‫‪ 113‬ـ جممع األمثال‪ :‬أبو الفضل أمحد بن حممد بن أمحد بن ابراهيم النيسابوري‬
‫امليداين (ت ‪ 518‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ 1392 ،‬هـ = ‪ 1972‬م‪.‬‬
‫‪ 114‬ـ احملتسب يف تبيني وجوه شواذ القراءات واإليضاح عنها‪ :‬أبو الفتح عثمان‬
‫ابن جين‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور علي النجدي انصف‪ ،‬وعبد احلليم النجار‪،‬‬
‫والدكتور عبد الفتاح امساعيل شليب‪ ،‬جلنة إحياء الرتاث اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة‬
‫دار التحرير للطبع والنشر‪ ،‬القاهرة‪1386،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 115‬ـ احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز‪ :‬أبو حممد عبد احلق بن عطية‬
‫األندلسي (ت ‪ 546‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الرحايل الفارقي‪ ،‬وعبد هللا بن‬
‫ابراهيم األنصاري‪ ،‬والسيد عبد العال السيد ابراهيم‪ ،‬وحممد الشافعي‬
‫صادق عنايت‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة دار العلوم‪ ،‬الدوحة‪1398 ،‬هـ = ‪1977‬م‪.‬‬
‫‪ 116‬ـ احملكم واحمليط األعظم يف اللغة‪ :‬ابن سيدة أبو احلسن علي بن امساعيل‬
‫الفراج‪ ،‬ط ‪ ،1‬شركة مكتبة‬
‫(ت ‪ 458‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الستار أمحد ّ‬
‫ومطبعة مصطفى البايب احلليب وأوالده‪ ،‬مصر‪ 1377 ،‬هـ = ‪ 1958‬م‪.‬‬
‫‪ 117‬ـ املرجع يف اللغة العربية ْنوها وصرفها‪ :‬علي رضا‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 118‬ـ خمتار الصحاح‪ :‬حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي (ت ‪666‬هـ)‪،‬‬
‫دار الرسالة‪ ،‬الكويت‪ 1402 ،‬هـ = ‪ 1982‬م‪.‬‬
‫‪ 119‬ـ املستقصى يف أمثال العرب‪ ،‬العالمة األديب أَبو القاسم جار هللا حممود بن‬
‫عمر الزخمشري (ت ‪538‬هـ)‪ ،‬مطبعة جملس دائرة املعارف العثمانية‪،‬‬

‫(‪)166/1‬‬

‫حبيدر آابد الدكن ابهلند‪ ،‬حتت مراقبة الدكتور حممد عبد املعيد خان‪،‬‬
‫‪ 1381‬هـ = ‪ 1962‬م‪.‬‬
‫‪ 120‬ـ معارج التف ّكر ودقائق التدبّر‪ :‬عبد الرمحن حسن حبنكة امليداين‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬بريوت‪ 1420 ،‬هـ = ‪ 2000‬م‪.‬‬
‫‪ 121‬ـ معاين القرآن‪ ،‬صنعة‪ :‬اإلمام أيب احلسن سعيد بن مسعدة اجملاشعي البلخي‬
‫البصري‪ ،‬املعروف ابألخفش األوسط (ت ‪ 215‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور‬
‫فائز طه‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار البشري وداراألمل‪ 1401 ،‬هـ = ‪ 1981‬م‪.‬‬
‫الفراء (ت ‪ 207‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫‪ 122‬ـ معاين القرآن‪ :‬أبو زكراي حيىي بن زايد ّ‬
‫النجار‪ ،‬وأمحد يوسف جنايت‪ ،‬وعبد الفتاح‪ ،‬امساعيل شليب‪،‬‬
‫حممد علي ّ‬
‫ط ‪ ،2‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪ 1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 123‬ـ معاين القرآن وإعرابه‪ :‬أبو اسحاق ابراهيم بن السري الزجاج (ت‪311‬هـ)‬
‫شرح وحتقيق‪ :‬الدكتور عبد اجلليل عبده شليب‪ ،‬دار احلديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ 1424‬هـ = ‪ 2004‬م‪.‬‬
‫‪ 124‬ـ معاين النحو‪ :‬الدكتور فاضل صاحل السامرائي‪ ،‬مطبعة التعليم العايل يف‬
‫املوصل‪ ،‬وبيت احلكمة للنشر والرتمجة والتوزيع‪ ،‬بغداد‪ 1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 125‬ـ معرتك األقران يف إعجاز القرآن‪ :‬الشيخ جالل الدين السيوطي‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫أمحد مشس الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1408 ،‬هـ = ‪ 1988‬م‪.‬‬
‫‪ 126‬ـ معجم ألفاظ القرآن الكرمي‪ :‬جممع اللغة العربية‪ ،‬ط ‪ ،2‬اهليئة املصرية‬
‫العامة للتأليف والنشر مبصر‪ 1390 ،‬هـ = ‪ 1970‬م‪.‬‬
‫‪ 127‬ـ معجم شواهد العربية‪ :‬األستاذ عبد السالم حممد هارون‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة‬
‫اخلاجني‪ ،‬مصر‪ 1392 ،‬هـ = ‪ 1972‬م‪.‬‬
‫‪ 128‬ـ معجم املصطلحات البالغية وتطورها‪ :‬الدكتور أمحد مطلوب‪ ،‬مطبعة‬
‫اجملمع العلمي العراقي‪ ،‬بغداد‪ 1407 ،‬هـ = ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ 129‬ـ املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي‪ ،‬صنعة‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪،‬‬
‫مطابع الشعب‪ ،‬مصر‪ 1378 ،‬هـ‪.‬‬

‫(‪)167/1‬‬

‫‪ 130‬ـ مفردات ألفاظ القرآن‪ :‬احلسني بن حممد بن املفضل املعروف ابلراغب‬


‫األصفهاين (ت ‪ 425‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬صفوان عدانن داودي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬بريوت‪ 1412 ،‬هـ = ‪ 1992‬م‪.‬‬
‫الضيب‪ ،‬شرح‪ :‬أبو‬
‫ّ‬ ‫‪ 131‬ـ املفضليات‪ ،‬اختيار‪ :‬أيب العباس املفضل بن حممد‬
‫حممد القاسم بن حممد بن بشار األنباري‪ ،‬عين بطبعه‪ :‬كارلوس يعقوب‬
‫اليل‪ ،‬مطبعة اآلابء اليسوعيني‪ ،‬بريوت‪ 1920 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 132‬ـ مقاييس اللغة‪ :‬ابن فارس‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبد السالم هارون‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب وأوالده‪ ،‬مصر‪ 1391 ،‬هـ‬
‫= ‪ 1971‬م‪.‬‬
‫‪ 133‬ـ املقتضب‪ :‬أبو العباس املّبد (‪ 285‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبد اخلالق‬
‫عضيمة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 134‬ـ منحة اجلليل بشرح ابن عقيل‪ :‬الشيخ حممد حميي الدين عبد احلميد‪،‬‬
‫مطبوع على شرح ابن عقيل‪ ،‬ط ‪ ،15‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪ 1392 ،‬هـ =‬
‫‪ 1972‬م‪.‬‬
‫‪ 135‬ـ املنزع البديع يف جتنيس أساليب البديع‪ :‬أبو حممد القاسم السجلماسي‬
‫(جمهول الوفاة) انتهى من كتابه هذا (يف ‪ 704‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عالل‬
‫الغازي‪ ،‬ط ‪ ،1‬الرابط‪ 1401 ،‬هـ = ‪ 1980‬م‪.‬‬
‫‪ 136‬ـ املنصف‪ :‬شرح اإلمام أيب الفتح عثمان بن جين النحوي لكتاب التصريف‬
‫لإلمام أيب عثمان املازين النحوي البصري (ت ‪ 247‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫ابراهيم مصطفى‪ ،‬وعبد هللا أمني‪ ،‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب‬
‫احلليب وأوالده‪ ،‬مصر‪ 1373 ،‬هـ = ‪ 1954‬م‪.‬‬
‫‪ 137‬ـ منهاج البلغاء وسراج األُدابء‪ ،‬صنعة‪ :‬أيب احلسن حازم القرطاجين‬
‫(ت ‪ 684‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد احلبيب ابن اخلوجة‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ 1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 138‬ـ املنهج الصويت للبنية العربية‪ ،‬رؤية جديدة يف الصرف العريب‪ :‬الدكتور‬
‫عبد الصبور شاهني‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ 1400 ،‬هـ = ‪ 1980‬م‪.‬‬
‫‪ 139‬ـ النحو الوايف‪ :‬األستاذ عباس حسن‪ ،‬ط ‪ ،5‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬

‫(‪)168/1‬‬

‫‪ 140‬ـ النشر يف القراءات العشر‪ :‬أبو اخلري حممد بن حممد الدمشقي املعروف‬
‫اببن اجلزري (ت ‪ 833‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 141‬ـ نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور‪ :‬برهان الدين أبو احلسن ابراهيم بن‬
‫عمر البقاعي (ت ‪ 885‬هـ)‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة‪1389،‬هـ‬
‫= ‪ 1969‬م‪.‬‬
‫‪ 142‬ـ النهر املا ّد من البحر‪ :‬أبو حيان النحوي‪ ،‬منشور على حاشية تفسري البحر‬
‫احمليط‪ ،‬مكتبة ومطابع النصر احلديثة‪ ،‬الرايض‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ 143‬ـ الواضح يف علم العربية‪ :‬أبو بكر حممد بن احلسن بن عبد هللا الزبيدي‬
‫اإلشبيلي النحوي (ت ‪ 379‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمني علي السيد‪ ،‬دار‬
‫املعارف مبصر‪ 1975 ،‬م‪.‬‬

‫(‪)169/1‬‬
‫اثلثاً‪ :‬الدورايت‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العدول يف القرآن ظاهرة أسلوبية‪ :‬الدكتورة عواطف كنوش مصطفى‪ ،‬جملة‬
‫آداب البصرة‪ ،‬العدد (‪ ،)35‬سنة ‪ 12422‬هـ = ‪ 2002‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مشاكل وضع املصطلحات اللغوية أو تقنيات الرتمجة‪ :‬الدكتور حممد رشاد‬
‫محزاوي‪ ،‬جملة اللسان العريب‪ ،‬اجلمهورية التونسية‪ ،‬العدد (‪ ،)1‬لسنة‬
‫‪.1980‬‬
‫‪ 3‬ـ مفهوم العدول يف الدراسات األسلوبية احلديثة‪ :‬الدكتور عبد هللا صولة‪ ،‬اجمللة‬
‫العربية للثقافة‪ ،‬العدد (‪ ،)32‬السنة السادسة عشرة‪ ،‬لسنة ‪ 1417‬هـ =‬
‫‪ 1997‬م‪.‬‬

‫(‪)170/1‬‬

‫امللخص‬

‫تتناول هذه األطروحة ظاهرة لغوية ابرزة وهي (العدول الصريف يف القرآن الكرمي)‪ ،‬ابلدرس والتحليل‬
‫على وفق املنهج الداليل؛ ولذا وصفت هذه الدراسة بكوهنا دراسة داللية‪ ،‬واّتبع هذا املنهج بغية‬
‫التوصل إىل جتلية دالالت النص القرآين‪ ،‬وأستكناه أَسرار التعبري الفين فيه؛ إذ إن كل عدول من مبىن‬
‫كمعىن آخر‪ ،‬وال سيما إذا ما اتفقت املباين يف‬
‫ً‬ ‫إىل مبىن آخر يؤدي حتماً إىل العدول عن معىن إىل‬
‫وسره الداليل يف النص‬
‫تتبني نكتة العدول ّ‬
‫اجلذر اللغوي املشتقة منه تلك املباين‪ ،‬وعلى هذا األساس ّ‬
‫القرآين‪.‬‬
‫وقد انقسم البحث إىل ثالثة فصول‪ ،‬فضالً عن املقدمة والتمهيد واخلامتة‪.‬‬

‫وقد اهتم التمهيد أوالً ابلتعريف ابلعدول يف اللغة ويف االصطالح‪ ،‬مع االشارة إىل مباحث القدماء‬
‫واحملدثني هلذا املصطلح‪ ،‬فضالً عن اإلشارة إىل معياري األصل والقياس يف اللغة‪.‬‬

‫أما الفصل األول فقد تضمن دراسة عن العدول يف العربية بشكل عام‪ُ ،‬مثَّ انطلق من خالله إىل حتديد‬
‫نوعني من العدول الصريف يف القرآن الكرمي‪ ،‬ومها العدول عن األصل والعدول القياس‪.‬‬
‫يف حني تناول الفصل الثاين ابلدراسة والبحث والتحليل العدول الصريف عن األصل يف القرآن‬
‫الكرمي‪.‬‬

‫وأما الفصل الثالث‪ ،‬فقد تناول العدول الصريف عن القياس يف القرآن الكرمي‪.‬‬

‫ُمثَّ ُس ِجلّت أهم النتائج اليت توصل إليها البحث يف اخلامتة‪.‬‬

‫تبني أن العدول الصريف يف اللغة هو خروج من صيغة إىل أخرى بشكل منتظم ومنضبط‪ ،‬وعلى‬ ‫وقد َّ‬
‫هذا األساس تُ ِو ّ‬
‫صل إىل نوعني من العدول الصريف ومها العدول عن األصل‪ ،‬والعدول عن القياس‪،‬‬
‫ضحت دالالت خاصة لكل نوع من أَنواع هذا العدول يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫وقد تو ّ‬

‫(‪)171/1‬‬

You might also like