‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫‪ -.10‬ﺍﻟﻘﻳﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻬﻳﺩﺭﻭﻣﺗﺭﻳﺔ ‪Les mesures hydrométriques‬‬

‫ﺗﺣﺗﺎﺝ ﻛﻝ ﺩﺭﺍﺳــﺔ ﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺭﻓﺔ ﻛﻣﻳﺔ ﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ ﺍﻟﺳــﻁﺣﻲ ﻋﻧﺩ ﻣﺻــﺏ ﺣﻭﺽ‬
‫ﻧﻬﺭﻱ‪ .‬ﺗﺳــﻣﻰ ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺣﺩﺓ ﺍﻟﺯﻣﻥ ﺑﺎﻟﺻــﺑﻳﺏ ﻭﺗﻘﺎﺱ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻣﺗﺭ ﻣﻛﻌﺏ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻟﻠﻣﺟﺎﺭﻱ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭﺓ ﻭﺑﻭﺣﺩﺓ ﺍﻟﻠﺗﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺎﺭﻱ ﺍﻟﺻــﻐﻳﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻳﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻗﻳﺎﺱ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﻣﻌﻘﺩﺓ ﺗﺣﺗﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﺩﻭﺍﺕ ﻭﺗﻘﻧﻳﺎﺕ ﻭﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﺭﻳﺎﺿـﻳﺔ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﺳـﺗﻧﺗﺎﺝ‬
‫ﻛﻣﻳـﺔ ﺍﻟﻣﻳـﺎﻩ ﺍﻟﻣﺗـﺩﻓﻘـﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻣـﺎﺋﻲ ﻭﺑـﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﺣﺳـــــﺎﺏ ﻛﻣﻳـﺔ ﺍﻟﻣﻳـﺎﻩ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻡ ﺻـــــﺭﻓﻬـﺎ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﺣﻭﺽ ﺧﻼﻝ ﻣﺩﺓ ﺯﻣﻧﻳﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ )ﺍﻟﺷـــــﻬﺭ ﺍﻭ ﺍﻟﺳـــــﻧﺔ‪ .(..‬ﻏﻳﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻛﻣﻳﺔ ﺗﻌﺭﻑ ﺗﻐﺎﻳﺭﻳﺔ‬
‫ﻣﺟـﺎﻟﻳـﺔ ﻭﺯﻣﻧﻳـﺔ ﺩﺍﺧـﻝ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﺣﻭﺽ ﻭﻣﻥ ﺣﻭﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺭ‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳـــــﺗﻭﻯ ﺍﻟﻣﺟـﺎﻟﻲ ﻟﺗﺗﺑﻊ‬
‫ﺍﻟﺗﻐـﺎﻳﺭﻳـﺔ ﺑﻳﻥ ﺃﺣﻭﺍﺽ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻭ ﺑﻳﻥ ﺃﺟﺯﺍء ﻣﻥ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﺣﻭﺽ )ﻓﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻭﺟﻭﺩ ﻋـﺩﺓ ﻣﺣﻁـﺎﺕ‬
‫ﻗﻳﺎﺱ( ﻳﺗﻡ ﺍﻟﻠﺟﻭء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺻــــﺑﻳﺏ ﺍﻟﻧﻭﻋﻲ‪ .‬ﺑﻳﻧﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳــــﺗﻭﻯ ﺍﻟﺯﻣﻧﻲ ﻳﺗﻡ ﻗﻳﺎﺱ ﺍﻟﺻــــﺑﻳﺏ‬
‫ﺍﻟﻠﺣﻅﻲ ﻭﻣﺗﻭﺳـﻁ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻟﻳﻭﻣﻲ ﻭﻣﺗﻭﺳـﻁ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻟﺷـﻬﺭﻱ ﻭﺍﻟﻔﺻـﻠﻲ ﻭﻣﺗﻭﺳـﻁ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ‬
‫ﺍﻟﺳﻧﻭﻱ ﻗﺻﺩ ﺗﺗﺑﻊ ﺍﻟﺗﻐﺎﻳﺭﻳﺔ ﺍﻟﺯﻣﻧﻳﺔ ﻭﺗﺫﺑﺫﺏ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﻣﻥ ﻓﺗﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺭﻯ‪.‬‬

‫‪ -1.10‬ﻁﺭﻕ ﻗﻳﺎﺱ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺍﻟﻧﻬﺭﻱ‬

‫ﺃ‪ -.‬ﺍﻟﻘﻳﺎﺱ ﺍﻟﻳﺩﻭﻱ ﺍﻟﺣﺟﻣﻲ‬
‫ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺱ ﻛﻤﻴﺔ )ﺣﺠﻢ( ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺇﻧﺎء ﺳﻌﺘﻪﻣﻌﺮﻭﻓﺔﻣﺴﺒﻘﺎ‪ ،‬ﻭﺣﺴﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻤﻠﺌﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫‪ ،Q = V/T‬ﺣﻴﺚ‬
‫‪ Q‬ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺐ‪ ،‬ﻭ ‪ V‬ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺠﻢ‪ ،‬ﻭ ‪ T‬ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ‬
‫ﺏ‪ -.‬ﻗﻳﺎﺱ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎﺩ ﺳﺭﻋﺔ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔﻣﺴــــﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﺮﺿــــﻲ ﻟﻠﻤﺠﺮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ )ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ( ﻭﻣﻌﺪﻝ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪Q=A*V‬‬
‫ﺣﻴﺚ‪ = Q ،‬ﺍﻟﺼﺒﻴﺐ ﻭ ‪= A‬ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ ﻭ ‪= V‬ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ‬

‫‪53‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﻭﺗﻘــــﺎﺱ ﺳــــﺮﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎء ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻫﻤﻬﺎ‪ ،‬ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﺍﺩﺓ ‪ ،Moulinet‬ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺱ ﺳــﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻘﺎﻁﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﺘﻢ ﺣﺴــﺎﺏ ﻣﺘﻮﺳــﻂ‬
‫ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ‪ .‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻮﺍﺩ ﻁﺎﻓﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ‪.‬‬

‫ﺝ‪ -.‬ﻗﻳﺎﺱ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎﺩ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻧﺳﻭﺏ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ‬

‫ﺗﺭﺗﻛﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻭﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﺿـﻁﺭﺍﺩﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ﻭﺑﻳﻥ‬
‫ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﺑﺭﺓ ﻓﻳﻪ ﻭﻳﻌﻛﺱ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻛﻣﻳﺔ‪ .‬ﺗﺗﻡ ﺗﺭﺟﻣﺔ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺻـﺑﻳﺏ‬
‫ﺑﺎﺳـﺗﻌﻣﺎﻝ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻟﻣﻌﺎﻳﺭﺓ ﻭﻫﻭ ﻋﺑﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻣﺑﻳﺎﻥ ﻳﺗﻛﻭﻥ ﻣﻥ ﻣﺣﻭﺭﻳﻥ‪ ،‬ﻣﺣﻭﺭ ﺍﻷﻓﺎﺻـﻳﻝ ﻳﻌﺑﺭ‬
‫ﻋﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﻧﺳــــﻭﺏ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﻬﺭ‪ ،‬ﻭ ﻣﺣﻭﺭ ﺍﻻﺭﺍﺗﻳﺏ ﻭﻳﻌﺑﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺻــــﺑﻳﺏ‪ .‬ﻳﺗﻡ ﺗﻘﺩﻳﺭ‬
‫ﺍﻟﺻــــﺑﻳﺏ ﺍﻟﻣﻘﺎﺑﻝ ﻟﻛﻝ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺑﻭﺍﺳــــﻁﺔ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻟﻣﻌﺎﻳﺭﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﻡ ﺍﻧﺟﺎﺯﻩ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎﺩ ﺩﺭﺍﺳــــﺎﺕ‬
‫ﺭﻳﺎﺿﻳﺔ ﺗﺄﺧﺫ ﺑﻌﻳﻥ ﺍﻹﻋﺗﺑﺎﺭ ﺷﻛﻝ ﺍﻟﻣﻘﻁﻊ ﺍﻟﻣﺑﻠﻝ ﻭﺍﻻﻧﺣﺩﺍﺭ‪.‬‬

‫ﺗﻭﺟﺩ ﻋﺩﺓ ﻁﺭﻕ ﻟﻘﻳــــــﺎﺱ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻭﺗﺳـﺗﻌﻣﻝ ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳـﻁﺭﺓ ﺍﻟﻣﺩﺭﺟﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻣﻭﺟﺎﺕ ﻓﻭﻕ‬
‫ﺻﻭﺗﻳﺔ ﺍﻭ ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺍﻟﻠﻳﻣﻧﻳﻐﺭﺍﻑ‪.‬‬

‫ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳــﻁﺭﺓ ﺍﻟﻣﺩﺭﺟﺔ ‪ ، limnimètre‬ﺗﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺿــﻊ ﺳــﻠﻡ ﺍﻟﻘﻳﺎﺱ ﻭﻫﻭ ﻋﺑﺎﺭﺓ ﻋﻥ‬
‫ﺳـﻠﻡ ﻋﻣﻭﺩﻱ ﻣﺩﺭﺝ ﺑﺎﻟﺳـﻧﺗﻳﻣﺗﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻌﺔ ﺧﺷـﺑﻳﺔ ﺍﻭ ﺣﺩﻳﺩﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﺳـﻣﻧﺗﻳﺔ ﻣﺛﺑﺗﺔ ﺑﺎﺣﻛﺎﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﺣﺩﻯ ﺿــــﻔﺗﻲ ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ‪ .‬ﺗﺗﻁﻠﺏ ﻗﺭﺃﺓ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺣﺿــــﻭﺭ ﺍﻟﻣﻛﻠﻑ ﺑﺎﻟﻘﺭﺃﺓ ﺑﺷــــﻛﻝ‬
‫ﻣﺳــﺗﻣﺭ ﻓﻲ ﻣﻭﻗﻊ ﺍﻟﻘﻳﺎﺱ‪ .‬ﻟﻬﺫﺍ ﻳﺗﻡ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻛﺎﻥ ﻣﺣﻁﺔ ﺍﻟﻘﻳﺎﺱ ﺑﻌﻧﺎﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﺗﺳــﻣﺢ‬
‫ﺑﺳـــــﻬﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﻭﺃﻥ ﻳﺗﻣﻳﺯ ﺍﻟﻘﻁـﺎﻉ ﺍﻟﻣﺑﻠـﻝ ﺑـﺎﻟﺛﺑـﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳـــــﺗﻘﺭﺍﺭ‪ ،‬ﻋﻣﻭﻣـﺎ ﻳﺗﻡ ﺍﺧﺗﻳـﺎﺭ ﺃﻣـﺎﻛﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﻧﺎﻁﺭ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﺗﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﺿـﺎﻳﻖ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻌﻭﺭ ﺍﻟﺻـﺧﺭﻳﺔ‪ .‬ﺗﺳـﺗﺩﻋﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺭﺃﺓ ﺍﻟﻣﺳـﺗﻣﺭﺓ‬
‫ﻹﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻧﺳـﻭﺏ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻭﺣﺿـﻭﺭ ﻣﺳـﺗﻣﺭﺍ ﻟﻠﺷـﺧﺹ ﺍﻟﻣﻛﻠﻑ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺔ‪ .‬ﻟﺗﻔﺎﺩﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻛﺭﺍﻩ‬
‫ﻳﺗﻡ ﺍﻋﺗﻣﺎﺩ ﻁﺭﻕ ﺍﺧﺭﻯ ﻟﻘﻳﺎﺱ ﺍﻻﺭﺗﺗﻔﺎﻉ‪.‬‬

‫ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺍﻟﻠﻳﻣﻧﻳﻐﺭﺍﻑ ‪ ،Limnigraphe‬ﺗﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻭﺩ ﺟﺳﻡ ﻁﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺑﺋﺭ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺭﻯ‬
‫ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻳﺭﺗﺑﻁ ﺍﻟﺟﺳﻡ ﺍﻟﻁﺎﻓﻲ ﺑﺄﻟﺔ ﻟﺗﺳﺟﻳﻝ ﺗﻐﻳﺭ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺟﺳﻡ ﺍﻟﻁﺎﻓﻲ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻳﻭﺍﻓﻖ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ‪ .‬ﺗﺳـﻣﺢ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺑﺗﺳـﺟﻳﻝ ﻣﺳـﺗﻣﺭ ﻟﺗﻐﻳﺭ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ‬
‫ﺍﻟﻠﺣﻅﻲ ﻟﻣﻧﻬﺎ ﺗﻘﺗﺻﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺟﺎﺭﻱ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ﺩﺍﺋﻣﺔ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ‪.‬‬

‫‪54‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﺗﻘﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﻭﺟﺎﺕ ﻓﻭﻕ ﺻـــﻭﺗﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺿـــﻊ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﺭﺳـــﺎﻝ ﻭﺍﺳـــﺗﻘﺑﺎﻝ ﺍﻟﻣﻭﺟﺎﺕ ﻓﻭﻕ‬
‫ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ﺣﻳﺙ ﻳﺗﻡ ﺣﺳــﺎﺏ ﺳــﺭﻋﺔ ﺫﻫﺎﺏ ﻭﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻣﻭﺟﺎﺕ ﻭﺍﺳــﺗﺧﺭﺍﺝ ﺍﻟﻣﺳــﺎﻓﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻗﻁﻌﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻁﺭﺣﻬﺎ ﻣﻥ ﻋﻣﻖ ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻣﻭﻗﻊ ﺍﻟﺟﻬﺎﺯ ﻳﺳــﻣﺢ ﺑﺣﺳــﺎﺏ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻧﺳــﻭﺏ‬
‫ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫‪ -2.10‬ﺍﻟﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻟﻬﻳﺩﺭﻭﻛﺭﺍﻓﻲ ‪L’hydrogramme‬‬

‫ﻳﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻟﻬﻳـﺩﺭﻭﻏﺭﺍﻓﻲ ﺍﻭ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻟﺗﺻـــــﺭﻳﻑ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺻـــــﺑﻳـﺏ ﺍﻟﻧﻬﺭﻱ ﻭﺍﻟﻣـﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﺯﻣﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺩﺭﻭﺳﺔ‪ .‬ﻳﻣﻛﻥ ﻣﻥ ﺣﺳﺎﺏ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﻭﺧﺻﺎﺋﺹ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ ﺃﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬

‫ﻣﺩﺓ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺗﺩﺭﻳﺟﻲ ﻟﻠﺟﺭﻳﺎﻥ‪ :‬ﻫﻲ ﺍﻟﻣﺩﺓ ﺍﻟﻣﺳـﺗﻐﺭﻗﺔ ﺑﻳﻥ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺗﺳـﺟﻳﻝ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ ﻭﻭﻗﺕ ﺑﻠﻭﻍ‬
‫ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ )ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺍﻻﻗﺻﻰ(‪.‬‬

‫ﻣﺩﺓ ﺍﻻﻧﺧﻔﺎﺽ ﺍﻟﺗﺩﺭﻳﺟﻲ ﻟﻠﺟﺭﻳﺎﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻣﺩﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺳﺗﻐﺭﻗﻬﺎ ﺍﻟﺟﻳﺭﺍﻥ ﻟﻠﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻲ‬
‫ﺍﻱ ﻣﺩﺓ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﻣﻧﺳﻭﺏ ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﺯﻣﻥ ﺍﻻﺳـــــﺗﺟـﺎﺑـﺔ ‪ : Temps de réponse‬ﺍﻟﻣـﺩﺓ ﺍﻟﺯﻣﻧﻳـﺔ ﺑﻳﻥ ﺑـﺩﺍﻳـﺔ ﺍﻟﺗﺳـــــﺎﻗﻁـﺎﺕ ﻭﺑـﺩﺍﻳـﺔ‬

‫ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻳﺎﻩ ﺍﻻﻣﺗﻁﺎﺡ ﻓﻲ ﻣﺧﺭﺝ ﺍﻟﺣﻭﺽ‪.‬‬

‫ﺯﻣﻥ ﺍﻟﺗﺭﻛﺯ ‪Temps de concertation‬‬

‫ﻫﻲ ﺍﻟﻣﺩﺓ ﺍﻟﻔﺎﺻــﻠﺔ ﺑﻳﻥ ﻭﻗﺕ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﺗﺳــﺎﻗﻁﺎﺕ ﻭﻭﻗﺕ ﻭﺻــﻭﻝ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻻﻗﺻــﻰ ﺍﻟﻰ ﻣﺧﺭﺝ‬
‫ﺍﻟﺣﻭﺽ‪ .‬ﻭﺗﻘـﺎﺑـﻝ ﺍﻟﻣـﺩﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣـﺔ ﻟﺟﺭﻳـﺎﻥ ﺍﻟﻣـﺎء ﻣﻥ ﺃﺑﻌـﺩ ﻧﻘﻁـﺔ ﻓﻲ ﻋـﺎﻟﻳـﺔ ﺍﻟﺣﻭﺽ ﺍﻟﻰ ﻣﺻـــــﺏ‬
‫ﺍﻟﻭﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺳـــﺎﻓﻠﺔ‪ .‬ﻛﻠﻣﺎ ﻗﻝ ﺯﻣﻥ ﺍﻟﺗﺭﻛﺯ ﺯﺍﺩ ﺧﻁﺭ ﻓﺟﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻔﻳﺿـــﺎﻥ ﻭﺍﻻﻣﺗﻁﺎﺡ‪ .‬ﻳﺗﺄﺛﺭ ﺯﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﺗﺭﻛﺯ ﺑﺎﻻﻧﺣﺩﺍﺭ ﻭﺑﻁﻭﻝ ﺍﻟﺭﻭﺍﻓﺩ ﻭﺷﻛﻝ ﺍﻟﺣﻭﺽ ﻭﻛﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﺳﺎﻗﻁﺎﺕ ﻭﻧﻔﺎﺫﻳﺔ ﻭﺗﺷﺑﻊ ﺍﻟﺗﺭﺑﺔ‪.‬‬

‫ﻳﺗﻡ ﺗﺣﺩﻳﺩﻩ ﻋﻥ ﻁﺭﻳﻖ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﻳﻎ ﻭ ﺍﻟﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ‪SYNDER‬ﻭ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ‬

‫‪GIANDOTTI‬ﺍﻟﺗﺎﻟﻳﺔ‪:‬‬
‫‪ Tc = (4√A + 1,5* L)/ (0,8√ (Hmoy-Hmin):‬ﺣﻳﺙ ﺃﻥ ‪:‬‬
‫‪= Tc‬ﺯﻣﻥ ﺍﻟﺗﺭﻛﺯ ﺑﺎﻟﺩﻗﻳﻘﺔ )ﺩ(‪L ،‬ﻁﻭﻝ ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻲ )ﻛﻠﻡ( ‪= A ،‬ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺣﻭﺽ‬
‫)ﻛﻠﻡ‪ = Hmoy ، (3‬ﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﺗﻭﺳﻁ )ﻡ( ‪= Hmin ،‬ﺃﺩﻧﻰ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ )ﻡ(‬

‫‪55‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﻗﻳﺎﺱ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺑﺎﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﻳﺩﻭﻳﺔ )ﻗﻳﺎﺱ ﺍﻟﺣﺟﻡ ﻭﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺯﻣﻥ(‬

‫ﻁﺭﻕ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺑﻘﻳﺎﺱ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻭﺍﺳﺗﻌﻣﺎﻝ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻟﻣﻌﺎﻳﺭﺓ )ﻳﻘﺎﺱ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺑﻭﺍﺳﻁﺔ ﺍﻟﻣﺳﻁﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﺭﺟﺔ ﺍﻭﺍﻟﻠﻳﻣﻧﻳﻐﺭﺍﻑ ﺍﻭﺍﻟﻣﻭﺟﺎﺕ ﻓﻭﻕ ﺻﻭﺗﻳﺔ(‬

‫‪56‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﻁﺭﻕ ﺣﺳﺎﺏ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻝ ﺳﺭﻋﺔ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻭﻣﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻣﺑﻠﻝ )ﺗﺣﺳﺏ ﺍﻟﺳﺭﻋﺔ ﺑﻭﺍﺳﻁﺔ ﺍﻟﺩﻭﺍﺭﺓ ﺍﻭ‬
‫ﺟﺳﻡ ﻁﺎﻓﻲ‪(...‬‬

‫‪57‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫‪ -3.10‬ﺃﻧﻭﺍﻉ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ‪Types des débits‬‬

‫ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻟﻳﻭﻣﻲ ‪)Débit Journalier‬ﻣﺗﻭﺳـﻁ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻟﻠﺣﻅﻲ ﻣﺭﺗﻳﻥ ﺍﻭ ﺛﻼﺕ ﻗﻳﺎﺳـﺎﺕ ﻓﻲ‬
‫‪ 24‬ﺳﺎﻋﺔ(‪ ،‬ﻭﻳﺳﻣﺢ ﺑﻔﻬﻡ ﺗﻐﺎﻳﺭﻳﺔ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺧﻼﻝ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﺷﻬﺭ ﺍﻭ ﺍﻟﺳﻧﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻟﺷــﻬﺭﻱ ‪)Débit mensuel‬ﻣﺗﻭﺳــﻁ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻟﻳﻭﻣﻲ ﺧﻼﻝ ﻛﻝ ﺍﻟﺷــﻬﺭ( ﻳﺳــﻣﺢ‬

‫ﺑﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﺗﻐﺎﻳﺭﻳﺔ ﺍﻟﺷﻬﺭﻳﺔ ﻟﻠﺻﺑﻳﺏ ﺩﺍﺧﻝ ﻧﻔﺱ ﺍﻟﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺗﺻﺭﻳﻑ ﺍﻟﻧﻬﺭﻱ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻟﺷــﻬﺭﻱ ﺑﻳﺳــﻧﻭﻱ‪) ،Débit mensuel interannuel‬ﻣﺗﻭﺳــﻁ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﻟﻠﻧﻔﺱ‬

‫ﺍﻟﺷﻬﺭ ﺧﻼﻝ ﻋﺩﺓ ﺳﻧﻭﺍﺕ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻟﺳــﻧﻭﻱ )‪ )Débit annuel (module annuel‬ﻣﺗﻭﺳــﻁ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻟﻳﻭﻣﻲ ﺧﻼﻝ‬

‫ﺍﻟﺳﻧﺔ(‪ ،‬ﻳﺳﻣﺢ ﺑﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺗﻐﺎﻳﺭﻳﺔ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺍﻟﺳﻧﻭﻱ ﺧﻼﻝ ﻓﺗﺭﺓ ﺯﻣﻧﻳﺔ ﻁﻭﻳﻠﺔ ﺗﻣﺗﺩ ﻟﻌﺩﺓ ﺳﻧﻭﺍﺕ‪،‬‬

‫ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻷﻗﺻـﻰ ﺍﻟﻳﻭﻣﻲ ﻭ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻻﻗﺻـﻰ ﺍﻟﺷـﻬﺭﻱ ﺍﻭ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻻﻗﺻـﻰ ﺍﻟﺳـﻧﻭﻱ‪ ،‬ﻫﻲ‬
‫ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻳﻡ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳـــــﺟﻠﻬـﺎ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺭﺍﺕ ﺍﻟﺯﻣﻧﻳـﺔ‪ .‬ﻭﻫﻲ ﻗﻳﻡ ﺗﻣﻛﻥ ﻣﻥ ﺣﺳـــــﺎﺏ ﻓﺗﺭﺍﺕ ﺭﺟﻭﻉ‬
‫ﺍﻻﻣﺗﻁﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺻــﻭﻯ ﺑﺎﻟﺣﻭﺽ ﺍﻟﻣﺩﺭﻭﺱ‪ .‬ﻭﻳﻣﻛﻥ ﺣﺳــﺎﺏ ﺗﺭﺩﺩ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻻﻗﺻــﻰ ﻣﻥ ﻓﻬﻡ‬
‫ﺍﻟﺳـﻠﻭﻙ ﺍﻟﻬﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻲ ﻭﻣﻥ ﻣﻸﻣﺔ ﺍﻟﻣﻧﺷـﺂﺕ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ )ﺍﻟﺳـﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﻧﺎﻁﺭ ﻭﺍﻟﻌﺗﺑﺎﺕ ‪ (...‬ﻟﺗﺗﻸﻡ ﻣﻊ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺻﺑﻳﺏ ﺍﻷﻗﺻﻰ‬

‫ﺍﻟﺻـــﺑﻳﺏ ﺍﻻﺟﻣﺎﻟﻲ )‪ :Module normale (module interannuel‬ﻣﻌﺩﻝ ﺻـــﺑﻳﺏ ﻋﺩﺓ‬

‫ﺳﻧﻭﺍﺕ ﻭﺣﺩﺗﻪ ﺍﻟﻣﺗﺭ ﻣﻛﻌﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺻـــﺑﻳﺏ ﺍﻟﻣﺣﺩﺩ ‪ : Débit spécifique‬ﻭﺣﺩﺗﻪ ﺍﻟﻠﺗﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻠﻣﺗﺭ ﻣﺭﺑﻊ‪ ،‬ﻳﻣﻛﻥ ﻣﻥ‬
‫ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺑﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻣﺳـﺎﺣﺔ ﺑﻳﻥ ﺃﺣﻭﺍﺽ ﻧﻬﺭﻳﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺍﻭ ﺃﺣﻭﺍﺽ ﻓﺭﻋﻳﺔ ﻟﻧﻔﺱ ﺍﻟﺣﻭﺽ‬
‫ﺍﻟﻧﻬﺭﻱ‪.‬‬

‫ﺻﺑﻳﺏ ﺍﻟﺷﺢ ‪ :Débit d’étiage‬ﻳﻘﺻﺩ ﺑﻪ ﺃﻗﻝ ﻗﻳﻣﺔ ﻟﻠﺻﺑﻳﺏ ﺧﻼﻝ ﻣﺩﺓ ﺯﻣﻧﻳﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻣﻌﺎﻣﻝ ﺍﻟﺷـﻬﺭﻱ ﻟﻠﺻـﺑﻳﺏ ِ‪) :CMD‬ﻣﺗﻭﺳـﻁ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻟﺷـﻬﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻭﺳـﻁ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻟﺳـﻧﻭﻱ(‬
‫ﻳﺳـﻣﺢ ﺑﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﺷـﻬﻭﺭﺍﻟﺭﻁﺑﺔ ﺣﻳﺙ ﺗﻛﻭﻥ ﻗﻳﻣﺗﻪ ﺃﻛﺑﺭ ﻣﻥ ‪ 1‬ﺍﻱ ﺍﻟﺷـﻬﻭﺭ ﺣﻳﺙ ﻣﺗﻭﺳـﻁ ﺍﻟﺻـﺑﻳﺏ‬
‫ﺍﻟﺷــﻬﺭﻱ ﺃﻛﺑﺭ ﻣﻥ ﻣﺗﻭﺳــﻁ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻟﺳــﻧﻭﻱ ﺍﻻﺟﻣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺷــﻬﻭﺭ ﺍﻟﺟﺎﻓﺔ ﺣﻳﺙ ﺗﻛﻭﻥ ﻗﻳﻣﺗﻪ‬
‫ﺃﺻﻐﺭ ﻣﻥ ‪.1‬‬
‫‪58‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬
‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫‪ -4.10‬ﻋﺟﺯ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ )ﻣﻌﺎﻣﻝ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ( ‪Déficit d’écoulement‬‬

‫ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺑﻳﻥ ﺣﺟﻡ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺻـــﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺣﻭﺽ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻣﺧﺭﺝ )ﻣﺻـــﺏ( )‪ (Q‬ﻋﻠﻰ ﻛﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺳـﺗﻘﺑﻠﻬﺎ ﺍﻟﺣﻭﺽ ﺍﻟﻧﻬﺭﻱ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺳـﺎﻗﻁﺎﺕ‪ ، (P‬ﻭﻳﻌﺑﺭ ﻋﻧﻬﺎ ﺍﻳﺿـﺎ ﺑﻣﻌﺎﻣﻝ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ )‪.(Ce‬‬
‫ﺣﻳﺙ ‪Ce= Q/P‬‬

‫‪ -5.10‬ﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ )ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻬﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻲ( ‪Le régime d’écoulement‬‬

‫ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻬﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺻـﻠﻳﺔ ﻟﻠﺻـﺑﻳﺏ ﺍﻟﺷـﻬﺭﻱ ﺑﻳﺳـﻧﻭﻱ ﻟﻠﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ﺧﻼﻝ‬
‫ﻓﺗﺭﺓ ﺯﻣﻧﻳﺔ ﺗﻘﺎﺱ ﺑﻌﺩﺓ ﺳــﻧﻭﺍﺕ‪ .‬ﻳﺣﺩﺩ ﺗﻭﺯﻳﻊ ﻣﺗﻭﺳــﻁ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻟﺷــﻬﺭﻱ ﺑﻳﺳــﻧﻭﻱ ﺍﻟﺳــﻠﻭﻙ‬
‫ﺍﻟﻬﻳـﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﻧﻅـﺎﻡ ﺍﻟﻬﻳـﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻲ ﻟﻠﻣﺟـﺎﺭﻱ ﺍﻟﻣـﺎﺋﻳـﺔ )ﺍﻻﻭﺩﻳـﺔ ﻭﺍﻻﻧﻬـﺎﺭ( ﺣﻳـﺙ ﻳﻣﻛﻥ ﺗﻣﻳﺯ‬
‫ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻻﻧﻅﻣﺔ ﺍﻟﻬﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‪ ،‬ﺍﺑﺭﺯﻫﺎ ‪:‬‬

‫ﺃ‪ -.‬ﻧﻅــﺎﻡ ﺍﻟﻬﻳــﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻲ ﺍﻟﺑﺳـــــﻳﻁ ‪ :Régime hydrologique simple‬ﻳﺗﻣﻳﺯ ﺑﻭﺟﻭﺩ‬

‫ﻣﻧﻭﺍﻝ ﻭﺍﺣﺩ )ﻗﻳﻣﺔ ﻗﺻﻭﻯ( ﻳﺗﻧﺎﺳﺏ ﻣﻊ ﻓﺗﺭﺍﺕ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﻘﺻﻭﻯ‪ ،‬ﻣﺻﺩﺭ ﺗﻐﺫﻳﺔ ﺍﻷﺣﻭﺍﺽ ﺫﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺑﺳﻳﻁ ﻳﻛﻭ ﺃﺣﺎﺩﻳﺎ ﻣﻁﺭﻱ ﺍﻭ ﺛﻠﺟﻲ ﺍﻭ ﺟﻠﻳﺩﻱ‬

‫ﺏ‪ -.‬ﺍﻟﻧﻅـﺎﻡ ﺍﻟﻬﻳـﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻲ ﺍﻟﻣﺭﻛـﺏ ‪ :Régime hydrologique complexe‬ﻳﺗﻣﻳﺯ ﻫـﺫﺍ‬

‫ﺍﻟﻧﻭﻉ ﺑﺗﻣﻭﻳﻥ ﻣﺗﻧﻭﻉ ﻣﻁﺭﻱ ﻭﺛﻠﺟﻲ ﺣﻳـﺙ ﻳﺗﻣﻳﺯ ﺑﻣﻧﻭﻟﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺻـــــﻳﻑ ﺑﻌـﺩ ﺫﻭﺑـﺎﻥ ﺍﻟﺟﻠﻳـﺩ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺟﺑﺎﻝ ﻭﺑﻣﻧﻭﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺷــﺗﺎء ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺍﻟﺗﺳــﺎﻗﻁﺎﺕ ﺍﻟﻣﻁﺭﻳﺔ‪ .‬ﻳﻣﻳﺯ ﻋﻣﻭﻣﺎ ﺍﻻﺣﻭﺍﺽ ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ ﺫﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺗﻐﺫﻳﺔ ﺍﻟﻣﻁﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺛﻠﺟﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺝ‪ -.‬ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻬﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻲ ﺍﻟﻣﺗﻭﺳــﻁﻲ ‪: Régime hydrologique méditerranéen‬‬

‫ﻳﻣﻳﺯ ﺍﻻﺣﻭﺍﺽ ﺍﻟﺻﻐﺭﻯ‪ ،‬ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﺫﻯ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺳﺎﻗﻁﺎﺕ ﺍﻟﻣﻁﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﻁﺎﻕ ﺍﻟﻣﺗﻭﺳﻁﻲ‪،‬‬
‫ﺣﻳﺙ ﻳﻅﻬﺭ ﻣﻧﻭﺍﻟﻳﻥ )ﻗﻳﻣﺗﻳﻥ ﻗﺻـــﻭﻳﺗﻳﻥ( ﻭﺍﺣﺩﺓ ﺧﻼﻝ ﻓﺻـــﻝ ﺍﻟﺭﺑﻳﻊ )ﺷـــﻬﺭ ﺃﺑﺭﻳﻝ( ﻭﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ‬
‫ﺧﻼﻝ ﻓﺻﻝ ﺍﻟﺧﺭﻳﻑ )ﺷﻬﺭ ﺍﻛﺗﻭﺑﺭ ﺍﻭ ﻧﻭﻧﺑﺭ(‪،‬‬

‫‪59‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫‪ -.2‬ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ‪L’environnement‬‬
‫‪ -.1.2‬ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ‪Concept de l’environnement‬‬
‫ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ‪ ، L’environnement‬ﺍﺳـــــــــﺗﺧﺩﻡ ﻣﺻــﻁﻠﺢ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫ﻣﻌـﺎﺟﻡ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳـﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻳﻌﻧﻲ ﺍﻟﻣﻛـﺎﻥ ﺍﻟـﺫﻱ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳـﻪ ﺍﻟﻛـﺎﺋﻥ ﺍﻟﺣﻲ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳــــﻳـﺔ‬
‫ﻳﻘـﺎﺑـﻝ ﻣﺻـــــﻁﻠﺢ ﺍﻟﺑﻳﺋـﺔ ‪ Environnement‬ﻭﻳـﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺧـﺎﺭﺟﻳـﺔ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁـﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﺅﺛﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﺎﺋﻑ ﺍﻟﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﻟﻠﻛﺎﺋﻧﺎﺕ ﺍﻟﺣﻳﺔ‪ .‬ﻭﻳﺗﻔﻖ ﺍﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺣﺎﺿــﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‬
‫ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺑﻳﺋـﺔ ﻳﺷــــﻣـﻝ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻣـﻝ ﺍﻟﺧـﺎﺭﺟﻳـﺔ ﺍﻟﺣﻳـﺔ ﻭﻏﻳﺭﺍﻟﺣﻳـﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﻳﺵ ﻓﻳﻬـﺎ‬
‫ﺍﻟﻛﺎﺋﻧﺎﺕ ﺍﻟﺣﻳﺔ ﻭﺗﺅﺛﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺎﺕ ﺍﻟﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻘﻭﻡ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺗﻧﺣﺻـــﺭ ﻓﻲ ﺭﻗﻌﺔ ﺿـــﻳﻘﺔ‬
‫ﺗﺷـﻛﻝ ﻭﺳـﻁ ﻋﻳﺵ ﺍﻟﻛﺎﺋﻥ ﺍﻟﺣﻲ ﺍﻭ ﺗﺗﺳـﻊ ﻟﺗﺷـﻣﻝ ﺍﻟﻛﺭﺓ ﺍﻷﺭﺿـﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻣﻭﻣﻬﺎ ﻣﻥ‬
‫ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻏﻠﻔﺔ ﺭﺋﻳﺳــﺔ ﻫﻲ‪ :‬ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺟﻭﻱ ‪Atmosphère‬ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ‪hydrosphère‬‬
‫ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺻـﺧﺭﻱ ‪ lithosphère‬ﻭﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻻﺣﻳﺎﺋﻲ ‪Biosphère.‬ﻭﻳﻣﻛﻥ ﺍﺟﻣﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ‬
‫ﺗﺗﻛﻭﻥ ﻣﻥ ﻣﻛﻭﻧﻳﻥ ﺃﺳـﺎﺳـﻳﺎﻳﻥ‪ :‬ﺍﻟﻣﻛﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﻛﻭﻧﺎﺕ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﺣﻳﺔ ﺗﺗﻔﺎﻋﻝ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳﻧﻬﺎ ﺑﺷـﻛﻝ‬
‫ﻣﺗﻭﺍﺯﻥ ﻟﺗﺷﻛﻝ ﻧﻅﺎﻡ ﺑﻳﺋﻲ‪.‬‬

‫ﻣﺻــــﻁﻠﺢ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺑﻳﺋﻲ‪ Ecosystème‬ﺍﺳــــﺗﺧﺩﺍﻡ ﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﺳــــﻧﺔ ‪1935‬ﻡ ﻣﻥ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‬
‫ﺍﻟﺑﺭﻳﻁﺎﻧﻲ "ﺁﺭﺛﺭ ﺟﻭﺭﺝ ﺗﺎﻧﺳﻠﻲ" ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻓﻪ ﺏ "ﻧﻅــﺎﻡ ﻳﺗﺄﻟﻑ ﻣﻥ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﺗﺭﺍﺑﻁﺔ ﻭﻣﺗﺑﺎﻳﻧﺔ‬
‫ﻧﻭﻋﺎ ﻭﺣﺟﻣﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﺎﺋﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺿــــﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻧﺎﺻــــﺭ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻌﺿــــﻭﻳﺔ ﺗﺭﺑﻁﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻓﻳﺯﻳﺎﺋﻳﺔ‬
‫ﻭﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﻭﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ ﺗـــﻭﺍﺯﻥ ﻣﺳـــﺗﻘﺭ ﻧﺳﺑﻳﺎ ﻳﺗﺧﻠﻠﻪ ﺗﺩﻓﻖ ﻟﻠﻣﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻁﺎﻗﺔ‪ .‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻣﻪ‬
‫ﻟﻡ ﻳﻧﺗﺷـﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺳـﺗﻳﻧﺎﺕ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺷـﺭﻳﻥ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺑﺩﺃﺕ ﺗﺑﺭﺯ ﺍﻟﻣﺷـﻛﻼﺕ ﺍﻟﺑﻳﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺻـﺑﺢ‬
‫ﻻﺑــــــﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺣﻛﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻳﻥ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﻣﻛﻭﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺣﻳﺔ ﻭﻏﻳﺭ ﺍﻟﺣﻳﺔ‬
‫ﺣﺗﻰ ﻳﺗﺳـــــﻧﻰ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻳـﺎﺕ ﺍﻟﺣﻔـﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺗﻭﺍﺯﻥ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺭﻑ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟـﺫﻱ ﻳـﺩﺭﺱ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ‬
‫ﺑﻌﻠﻡ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﺍﻭ ﺍﻻﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳﺎ ‪.‬‬

‫ﻳﺷــﻳﺭ ﻣﺻــﻁﻠﺢ ‪ Ecologie‬ﺍﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺩﺭﺱ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻛﺎﺋﻧﺎﺕ ﺍﻟﺣﻳﺔ ﺑﺎﻟﻭﺳــﻁ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻌﻳﺵ ﻓﻳـﻪ ﻭﻳﻬﺗﻡ ﺑﻁﺭﻕ ﻣﻌﻳﺷـــــﺗﻬـﺎ ﻭﺗﻭﺍﺟﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌـﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺟﻣﻌـﺎﺕ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻳﺗﺿـــــﻣﻥ‬
‫ﺃﻳﺿــﺎ َ ﺩﺭﺍﺳــﺔ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﺣﻳﺔ ﻣﺛﻝ ﺧﺻــﺎﺋﺹ ﺍﻟﻣﻧﺎﺥ )ﺍﻟﺣﺭﺍﺭﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺭﻁﻭﺑﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺷــﻌﺎﻋﺎﺕ‪،‬‬
‫ﻏﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻭﺍﻟﻬﻭﺍء( ﻭﺍﻟﺧﺻـــﺎﺋﺹ ﺍﻟﻔﻳﺯﻳﺎﺋﻳﺔ ﻭﺍﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ ﻟﻭﺳـــﻁ ﻋﻳﺵ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻛﺎﺋﻧﺎﺕ ﺍﻟﺣﻳﺔ‬

‫‪60‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﻭﺗـﺄﺛﻳﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺷـــــﻁﺗﻬـﺎ ﺍﻟﺣﻳﻭﻳـﺔ )ﺍﻟﺗﻐـﺫﻳـﺔ ﻭﺍﻟﺗﻧﻔﺱ ﻭﺍﻟﻧﻣﻭ ﻭﺍﻟﺗﻛـﺎﺛﺭ‪ (...‬ﻭﺗـﺩﺭﺱ ﺍﻻﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳـﺎ‬
‫ﺗﺄﺛﻳﺭ ﺍﻟﻣﺷﻛﻼﺕ ﺍﻟﺑﻳﺋﻳﺔ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻭﺍﺯﻥ ﺍﻷﻧﻅﻣﺔ ﺍﻟﺑﻳﺋﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻳﺷـــﻛﻝ ﺍﻹﻧﺳـــﺎﻥ ﺟﺯء ﻣﻥ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺑﻳﺋﻲ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﻛﺎﻥ ﻗﺩﻳﻣﺎ ﻛﻝ ﻧﺷـــﺎﻁ ﻳﻘﻭﻡ ﺑﻪ ﻻ ﻳﺗﺭﻙ ﺍﺛﺭ ﻛﺑﻳﺭ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻛﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻭﺳـﻁ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻲ‪ ،‬ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛﻝ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻛﺎﺋﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺭﻯ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺩﻯ ﻗﺭﻭﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﺯﻣﻥ‬
‫ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻣﺧﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌـــــﺔ ﻓﻲ ﺣﺩﻭﺩ ﻗﺩﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺗﻣﺎﻝ ﺇﻥ ﻟﻡ ﺗﻛﻥ ﺃﺩﻧﻰ‬
‫ﺑﻛﺛﻳﺭ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻥ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺑﻳﺋﻲ ﻳﻌﻳﺩ ﺗﺩﻭﻳﺭﻫﺎ ﺑﻧﻔﺳــــﻪ ﺑﺎﻟﺷــــﻛﻝ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺣﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺗﻭﺍﺯﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳـﻊ ﻋﺷـﺭ ﻣﻊ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺻـﻧﺎﻋﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﻧﺗﺷـﺎﺭﻫﺎ ﺑﺷـﻛﻝ ﻭﺍﺳـﻊ ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺭﺣﻠـــــﺔ ﺃﺛﻘﻠـــــﺕ ﺍﻟﻣﺧﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺑﺎﺕ ﻳﻠﻘﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ‬
‫ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﺃﺻــــﺑﺣﺕ ﺗﻔﻭﻕ ﺣﺩﻭﺩ ﺍﺣﺗﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻛﺛﻳﺭ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬـــــــــﻭﺭ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﺷـــــﻛﻼﺕ ﺍﻟﺑﻳﺋﻳـﺔ ﺳـــــﺑﺑـﺕ ﺍﺧﺗﻼﻝ ﺍﻟﺗﻭﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺃﻧﻅﻣﺗﻬـﺎ‪ ،‬ﻫﻣـﺕ ﺑـﺎﺍﻷﺳـــــﺎﺱ ﺗﻬـﺩﻳـﺩ ﺍﻟﺗﻧﻭﻉ‬
‫ﺍﻟﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻲ‪ ،‬ﺗﻠﻭﺙ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﺳـﺗﻧﺎﻑ ﺍﻟﺛﺭﻭﺍﺕ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻭﺍﻻﺣﺗﺭﺍﺭﻭﻣﺎ ﺻـﺎﺣﺑﻪ ﻣﻥ ﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﻣﻧﺎﺧﻳﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -2.2‬ﺗﻁﻭﺭ ﺍﻻﻫﺗﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﺑﻳﺋﺔ‬
‫ﻟﻘـﺩ ﺑـﺩﺃ ﺍﻹﻫﺗﻣـﺎﻡ ﺑـﺎﻟﺑﻳﺋـﺔ ﻛﻣﺳـــــﺅﻭﻟﻳـﺔ ﺟﻣـﺎﻋﻳـﺔ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﺟﻣﻭﻋـﺔ ﻣﻥ ﺍﻻﺟﺗﻣـﺎﻋـﺎﺕ ﻭﺍﻻﻓـﺎﻗﻳـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺍﻷﻣﻡ ﺍﻟﻣﺗﺣﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺳــــﻬﺭ ﻋﻠﻲ ﺑﻠﻭﺭﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﺅﺗﻣﺭﺍﺕ ﺩﻭﻟﻳﺔ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺍﻧﺑﺛﻘﺕ‬
‫ﻋﻧﻬـﺎ ﺍﻟﻌـﺩﻳـﺩ ﻣﻥ ﺍﻻﺗﻔـﺎﻗﻳـﺎﺕ ﻣﻥ ﺑﻳﻥ ﺃﺑﺭﺯ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻣﺅﺗﻣﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻣﺅﺗﻣﺭ ﺳـــــﺗﻭﻛﻬﻭﻟﻡ ‪ ،1972‬ﺃﻭ‬
‫ﻣﺅﺗﻣﺭ ﺍﻻﻣﻡ ﺍﻟﻣﺗﺣﺩﺓ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﺍﻹﻧﺳـﺎﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺗﺑﺭ ﻣﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺗﺟﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺩﻋﺕ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﺗﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻣﺣﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻼﻩ ﺗﻘﺭﻳﺭ ﺑﺭﻭﻧﺗﻼﻧـﺩ ‪ 1987‬ﺍﻟـﺫﻱ ﻣﻬـﺩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻖ ﻟﻌﻘـﺩ ﻣﺅﺗﻣﺭ ﻗﻣـﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺭﻳﻭ ﺩﻳﺟـﺎﻧﻳﺭﻭ‬
‫‪ ،1992‬ﺣﻳﺙ ﺗﺑﻠﻭﺭ ﺑﺷــﻛﻝ ﺭﺳــﻣﻲ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳــﺗﺩﺍﻣﺔ‪ .‬ﺗﺭﺟﻣﺔ ﻣﺧﺭﺟﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺅﺗﻣﺭ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻌﺭﻑ ﺑﺎﻻﺟﻧـﺩﺓ ‪ 21‬ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﻣـﺕ ﺗﺭﺟﻣﺗﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳـــــﺗﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻣﺣﻠﻳـﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﺗﺭﺍﻋﻲ‬
‫ﺍﻟﺑﻳﺋــﺔ‪ ،‬ﻭﻛــﺎﻥ ﺑــﺎﻟﻣﻐﺭﺏ ﻗــﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣــﺎء ‪ 95 -10‬ﺃﻫﻡ ﺗﻧﺯﻳــﻝ ﻟﻬــﺫﻩ ﺍﻷﺟﻧــﺩﺓ‪ .‬ﺗﻼﻩ ﻣﺅﺗﻣﺭ‬
‫ﺟﻭﻫﻧﺳـﺑﻭﺭﻍ‪ ،‬ﺑﻌﺩ ﻋﺷـﺭ ﺳـﻧﻭﺍﺕ ﺍﻱ ﻓﻲ ﺳـﻧﺔ ‪ .2002‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺅﺗﻣﺭ ﺍﻧﻌﻘﺩ ﺑﺯﺧﻡ ﺃﻗﻝ ﻣﻥ ﺳـﺎﺑﻘﻪ‬
‫ﻟﻛﻥ ﺑـﺎﻫﺗﻣـﺎﻡ ﻋـﺎﻟﻣﻲ ﻛﺑﻳﺭ ﺗﺣـﺕ ﻋﻧﻭﺍﻥ ﻣﺅﺗﻣﺭ ﺍﻷﻣﻡ ﺍﻟﻣﺗﺣـﺩﺓ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳـﺔ ﺍﻟﻣﺳــــﺗـﺩﺍﻣـﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻐـﺎﻳـﺔ‬
‫ﻣﻧـﻪ ﺗﻘﻳﻳﻡ ﻣـﺎﺗﻡ ﺍﻧﺟـﺎﺯﻩ ﺑﻌـﺩ ﻣﺅﺗﻣﺭ ﻗﻣـﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﺟـﺎﻭﺯ ﺍﻟﻣﻌﻳﻘـﺎﺕ ﻭﺗﻌﺯﻳﺯ ﻣﻛـﺎﻧـﺔ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳـﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﺳﺗﺩﺍﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﺑﻌـﺩ ﺫﻟـﻙ ﺗﻡ ﻋﻘـﺩ ﻗﻣـﺔ ﺍﺧﺭﻯ ﺑﺭﻳﻭ ﺩﻳﺟﻧﻳﺭﻭ ﺭﻳﻭ ‪ ،20+‬ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧـﺕ ﺧﻁـﺔ ﻋﻣـﻝ ﻷﻋـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ‬
‫ﻓﻰ ﺍﻟﻧﻣﻭ ﺍﻻﻗﺗﺻـــــﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺗﻘـﺩﻡ ﺍﻟﻌـﺩﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺗﻣـﺎﻋﻳـﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺄﻛﻳـﺩ ﺣﻣـﺎﻳﺔ ﺍﻟﺑﻳﺋﻲ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻣـﻝ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﺣﻘﻳﻖ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﺩﺍﻣﺔ ﺍﻟﺳﺑﻌﺔ ﻋﺷﺭ‪.‬‬
‫ﺧﻼﻝ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻣـﺩﺓ ﺗﻡ ﺍﺑﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌـﺩﻳـﺩ ﻣﻥ ﺍﻻﺗﻔـﺎﻗﻳـﺎﺕ ﺍﻷﺧﺭﻯ ﺧﻼﻝ ﺃﻫﻣﻬـﺎ ﺍﺗﻔـﺎﻗﻳـﺔ ﻓﻳﻧـﺎ ﻟﺣﻣـﺎﻳـﺔ‬
‫ﺍﻻﻭﺯﻭﻥ‪ ،‬ﺍﻻﺗﻔـﺎﻗﻳـﺔ ﺍﻻﻁـﺎﺭ ﻟﻠﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﺍﻟﻣﻧـﺎﺧﻳـﺔ ‪ 1992‬ﺍﺗﻔـﺎﻗﻳـﺔ ﺣﻣـﺎﻳـﺔ ﻭﺍﺳـــــﺗﺧـﺩﺍﻡ ﺍﻟﻣﺟـﺎﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺭﺓ ﻟﻠﺣﺩﻭﺩ ﻫﻠﻧﺳـﻛﻲ ‪ ،1992‬ﻭﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻧﻭﻉ ﺍﻟﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻲ ‪ ،1995‬ﺍﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺍﻟﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻧﻔـﺎﻳـﺎﺕ ﺍﻟﺧﻁﺭﺓ ﻭﺍﻟﺗﺧﻠﺹ ﻣﻧﻬـﺎ ﻋﺑﺭ ﺍﻟﺣـﺩﻭﺩ ‪ ،1989‬ﺍﻋﻼﻥ ﻛﻳﻭﺗﻭ ﻟﻺﺗﺯﺍﻣـﺎﺕ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻭﻥ ﻟﻠﺣـﺩ‬
‫ﻣﻥ ﺍﻧﺑﻌـﺎﺙ ﺍﻟﻐـﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟـﺩﻓﺋـﺔ‪ ،‬ﺍﺗﻔـﺎﻗﻳـﺔ ﺣﻣـﺎﻳـﺔ ﺍﻻﺭﺍﺿـــــﻲ ﺍﻟﺭﻁﺑـﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻫﻣﻳـﺔ ﺍﻻﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳـﺔ ﻋـﺎﻡ‬
‫‪ 1971‬ﺑﻣﺩﻳﻧﺔ ﺭﺍﻣﺳــﺎﺭ ﺍﻻﻳﺭﺍﻧﻳﺔ‪ ،‬ﺍﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻠﻭﺙ ﺑﻌﻳﺩ ﺍﻟﻣﺩﻯ ﻟﻠﻬﻭﺍء ﺍﻟﻣﻧﻌﻘﺩﺓ ﺑﺟﻧﻳﻑ ‪،1979‬‬
‫ﺍﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺣﻣﺎﻳﺔ ﻭﺻﻳﺎﻧﺔ ﻁﺑﻘﺔ ﺍﻻﻭﺯﻭﻥ ﻋﺎﻡ ‪ 1985‬ﻭﺑﺭﻭﺗﻭﻛﻭﻝ ﻣﻭﻧﺗ﷼ ‪.1987‬‬

‫‪ -.2.3‬ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﺩﺍﻣﺔ ‪Concept du développement durable‬‬

‫ﺑﺩﺃ ﺍﻻﻫﺗﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﺑﻳﺋﺔ ﺑﺷـــﻛﻝ ﺭﺳـــﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻡ ﺍﻟﻣﺗﺣﺩﺓ ﻣﻧﺫ ﻣﺅﺗﻣﺭ ﺳـــﺗﻭﻛﻬﻭﻟﻡ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺩ ﺫﻛﻝ ﺑﻌﻘﺩ‬
‫ﺗﺑﻠﻭﺭ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳـــﺗﺩﺍﻣﺔ ﺣﻳﺙ ﻅﻬﺭ ﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻘﺭﻳﺭ ﺑﺭﻭﻧﺗﻼﻧﺩ ﺳـــﻧﺔ‪ ،1987‬ﻋﻥ‬
‫ﺍﻟﻠﺟﻧـﺔ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻣﻳـﺔ ﻟﻠﺑﻳﺋﺔ ﻭﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻋﺭﻑ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳـــــﺗﺩﺍﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳـــــﺗﺟﻳﺏ ﻟﺣﺎﺟﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺣـﺎﺿـــــﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻣﺱ ﺑﻘـﺩﺭﺓ ﺍﻻﺟﻳـﺎﻝ ﺍﻟﻣﻘﺑﻠـﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﻳـﺔ ﺣـﺎﺟﻳﺗﻬـﺎ‪ .‬ﻭﻳﻘﻭﻡ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻣﻔﻬﻭﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺛﻼﺙ ﺭﻛﺎﺋﺯ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﺣﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻛﺭﺱ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻣﻔﻬﻭﻡ ﻓﻲ ﻗﻣـﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺭﻳﻭ ﺩﻳﺟـﺎﻧﻳﺭﻭ ﺑـﺎﻋﺗﺑـﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳـﺔ ﻭﺍﻟﺑﻳﺋـﺔ ﻋﻧﺻـــــﺭﺍﻥ‬
‫ﻣﺗﻼﺯﻣﺎﻥ ﻓﻼ ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﻋﻥ ﺗﻧﻣﻳﺔ ﻻ ﺗﺭﺍﻋﻲ ﺣﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﺑﻳﺋﺔ ﻭﻗﺩ ﺟﺎء ﻛﻣﻔﻬﻭﻡ ﺑﺩﻳﻝ ﻭﻣﻭﺳـــﻊ‬
‫ﻟﻣﻔﺎﻫﻳﻡ ﺗﻧﻣﻭﻳﺔ ﺳــــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻳﺗﻣﺛﻝ ﺟﻭﻫﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻔﻬﻭﻡ ﻓﻲ ﻛﻳﻔﻳﺔ ﺗﺣﻘﻳﻖ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻻﻗﺗﺻــــﺎﺩﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺭﻓـﺎﻫﻳـﺔ ﺍﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻳـﺔ ﺑـﺄﻗـﻝ ﻗـﺩﺭ ﻣﻥ ﺍﺳـــــﺗﻬﻼﻙ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳـﺔ ﻭﺑـﺎﻟﺣـﺩ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻥ ﺍﺣـﺩﺍﺙ‬
‫ﺍﻟﺗﻠﻭﺙ ﻭﺍﻟﺿـــــﺭﺭ ﺍﻟﺑﻳﺋﻲ‪ .‬ﺑﺣﻳـﺙ ﻳﻘﻭﻡ ﺍﻟﻣﻔﻬﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛـﺔ ﺃﺑﻌـﺎﺩ‪ ،‬ﺍﻟﺑﻌـﺩ ﺍﻻﻗﺗﺻـــــﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺑﻌـﺩ‬
‫ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺑﻌﺩ ﺍﻟﺑﻳﺋﻲ‪ .‬ﺍﻟﺑﻌﺩ ﺍﻻﻗﺗﺻـﺎﺩﻱ ﻳﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻧﺗﺎﺝ ﻣﺎ ﻳﻌﻁﻲ ﺣﺎﺟﻳﺎﺕ ﺍﻻﻧﺳـﺎﻥ ﺍﻻﺳـﺎﺳـﻳﺔ‬
‫ﻭﺗﺣﺳـﻳﻥ ﻣﺳـﺗﻭﻯ ﺍﻟﻌﻳﺵ‪ .‬ﺍﻟﺑﻌﺩ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻳﻬﻡ ﺍﺭﺳـﺎء ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺿـﻣﻥ ﻟﺟﻣﻳﻊ‬
‫ﺍﻻﻓﺭﺍﺩ ﺣﻖ ﺍﻟﻭﻟﻭﺝ ﺩﻭﻥ ﺗﻣﻳﻳﺯ ﻟﻠﺧﺩﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺍﻟﺻــﺣﺔ ﻭﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻡ ﻭﺍﻟﺳــﻛﻥ ﻭﺍﻟﺗﺄﻣﻳﻥ ﺿــﺩ‬

‫‪62‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﺧﻁﺭ ﻭﺍﻟﺣﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﻛﺭﻳﻣﺔ‪ .‬ﺍﻟﺑﻌﺩ ﺍﻟﺑﻳﺋﻲ‪ :‬ﺍﻟﺣﺩ ﻣﻥ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﺍﻟﺿـــﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺑﻳﺋﺔ ﻭﺍﻻﺳـــﺗﻐﻼﻝ‬
‫ﺍﻻﻣﺛﻝ ﻟﻠﻣﻭﺍﺭﺩ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳـﺗﻭﻯ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺗﻣﺕ ﺑﻠﻭﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺻـﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﺭﺳـﺎء ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻻﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻣﻧﺫ‬
‫‪ 1992‬ﺃﻫﻣﻬـﺎ ﻗـﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣـﺎء ﻭﻗـﺎﻧﻭﻥ ﺣﻣـﺎﻳـﺔ ﺍﻟﻬﻭﺍء ﻭﻗـﺎﻧﻭﻥ ﺩﺭﺍﺳـــــﺔ ﺍﻻﺛـﺎﺭ ﺍﻟﺑﻳﺋﻲ‪...‬ﺑﻌـﺩ ﺫﻟـﻙ‬
‫ﺗﺑﻠﻭﺭﺕ ﺍﻻﺳـــﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻳﺔ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳـــﺗﺩﺍﻣﺔ ﺑﻌﺩ ﺍﻟﻣﺻـــﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻻﻁﺎﺭ ﻟﻠﺑﻳﺋﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳــــﺗﺩﺍﻣﺔ ﺳــــﻧﺔ ‪ 2014‬ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﺗﻛﺯ ﻓﻲ ﻣﺿــــﻣﻭﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ‬
‫ﺃﻫﻣﻬﺎ‪ :‬ﺗﻌﺯﻳﺯ ﺣﻛﺎﻣﺔ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳــــﺗﺩﺍﻣﺔ ﻭﺍﻧﺟﺎﺡ ﺍﻻﻧﺗﻘﺎﻝ ﻧﺣﻭ ﺍﻻﻗﺗﺻــــﺎﺩ ﺍﻻﺧﺿــــﺭ ﻭﺗﺩﺑﻳﺭ‬
‫ﻭﺗﺛﻣﻳﻥ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﻠﻳﻌﻳـﺔ ﻭﺍﻟﻣﺣـﺎﻓﻅـﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻧﻭﻉ ﺍﻟﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻧـﺎﻳـﺔ ﺑـﺎﻟﻣﺟـﺎﻻﺕ ﺍﻟﻬﺷـــــﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻧﻬﻭﺽ ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﺩﺍﻣﺔ‪...‬‬

‫ﺃﻫﻡ ﺍﻻﺷﻛﺎﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﺑﻳﺋﻳﺔ ﺍﻟﻣﺭﺗﺑﻁﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎء ﺑﺎﻟﻣﻐﺭﺏ‬

‫‪Problématiques environnementales liées à l’eau au Maroc‬‬
‫ﻧﺩﺭﺓ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ‪La pénurie d’eau‬‬
‫ﻳﻘﺻــﺩ ﺑﻧﺩﺭﺓ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ‪ Pénurie d’eau‬ﺍﻭ ﺍﻻﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ‪ ، stress hydrique‬ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻛﻭﻥ ﻓﻳﻬﺎ ﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺃﻗﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﺎﺟﻳﺎﺕ‪ .‬ﻭﺗﻘﺩﺭ ﺍﻷﻣﻡ ﺍﻟﻣﺗﺣﺩﺓ ﺣﺎﺟﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺳــﻧﻭﻳﺔ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻣـﺎء ﻓﻲ ﺣﻭﺍﻟﻲ ‪ 1700‬ﻣﺗﺭ ﻣﻛﻌـﺏ‪ .‬ﻭﻋﻧـﺩ ﺍﻧﺧﻔـﺎﺽ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﻋﻥ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺣـﺩ ﺗﻛﻭﻥ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ‬
‫ﺣـﺎﻟـﺔ ﺇﺟﻬـﺎﺩ ﻣـﺎﺋﻲ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺗﻌﺭﻑ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻣـﺎﺋﻳـﺔ ﺍﻟﺳـــــﻁﺣﻳـﺔ ﻭﺍﻟﺟﻭﻓﻳـﺔ ﺍﺭﺗﺑـﺎﻁـﺎ ﻭﺛﻳﻘـﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺳـــﺎﻗﻁﺎﺕ ﺍﻟﻣﻁﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺧﻳﺭﺓ ﺗﺗﻣﻳﺯ ﺑﺗﻐﺎﻳﺭﻳﺔ ﺯﻣﻧﻳﺔ ﻭﻣﺟﺎﻟﻳﺔ ﻣﺗﻔﺎﻭﺗﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻐﺭﺏ ﻳﻌﺭﻑ‬
‫ﺗﻌﺎﻗﺏ ﻭﺿـﻌﻳﺎﺕ ﺍﻟﻧﺩﺭﺓ ﺧﻼﻝ ﻓﺗﺭﺍﺕ ﺍﻟﺟﻔﺎﻑ ﺍﻟﻁﻭﻳﻠﺔ ﺗﻔﺻـﻠﻬﺎ ﻭﺿـﻌﻳﺎﺕ ﻭﻓﺭﺓ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺗﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺭﻁﺑﺔ ﺍﻟﻘﺻــﻳﺭﺓ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻘﺎﺑﻝ ﺗﺗﻌﺭﺽ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺿــﻐﻁ ﻭﺍﻻﺳــﺗﻧﺯﺍﻑ ﺑﺳــﺑﺏ ﻓﺭﻁ‬
‫ﺍﻻﺳــﺗﻌﻣﺎﻝ ﺍﻟﻣﻧﺯﻟﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺻــﻧﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺳــﻳﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺗﺭﻓﻳﻪ‪ .‬ﺃﺩﻯ ﺍﻟﺿــﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺗﺭﺍﺟﻊ ﺣﺻـــــﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻳـﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﻝ ﻣﻥ ‪ 730‬ﻣﺗﺭ ﻣﻛﻌـﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺳــــﻧـﺔ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻅﻝ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻭﺿــﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻣﻭﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﻣﻐﺭﺏ ﻣﻬﺩﺩﺓ ﺑﺎﻟﻌﺟﺯ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻛﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﻌﺑﺄﺓ ﻭﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﻣﺗﺯﺍﻳﺩ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻁﻘﻪ ﺍﻟﺟﻧﻭﺑﻳﺔ ﻭﺍﻟﺟﻧﻭﺑﻳﺔ ﺍﻟﺷــﺭﻗﻳﺔ‪ .‬ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻣﺭﺗﻘﺏ ﺃﻥ ﻳﺻــﻝ ﺍﻟﻌﺟﺯ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ‪ 2030‬ﺇﻟﻰ ﺣﻭﺍﻟﻲ ‪ 5‬ﻣﻠﻳـﺎﺭﺍﺕ ﻣﻥ ﺍﻻﻣﺗـﺎﺭ ﺍﻟﻣﻛﻌﺑـﺔ ﻓﻲ ﻣﻘـﺎﺑـﻝ ‪ 2‬ﻣﻠﻳـﺎﺭ‬
‫ﻣﺗﺭ ﻣﻛﻌﺏ ﺍﻟﺗﻲ ﺳـﺟﻠﺕ ﺧﻼﻝ ﺳـﻧﺔ ‪ ،2009‬ﻭﻳﺷـﻛﻝ ﻋﺟﺯ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺣﻭﺍﻟﻲ ‪20‬ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣﻥ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻛﻣﻳﺔ‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬
‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﺗﻁﻭﺭ ﺣﺻﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺎء ﺑﺎﻟﻣﺗﺭ ﻣﻛﻌﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺳﻧﺔ ﻣﺎ ﺑﻳﻥ ‪ 1960‬ﻭ ‪2020‬‬

‫ﺗﻠﻭﺙ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ‪La pollution de l’eau‬‬

‫ﻳﻘﺻــــﺩ ﺑﺗﻠﻭﺙ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺗﻐﻳﺭ ﻓﻲ ﺧﻭﺍﺻــــﻪ ﺍﻟﻔﻳﺯﻳﺎﺋﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻻﺣﻳﺎﺋﻳﺔ ﺑﺷــــﻛﻝ ﻳﺗﻌﺩﻯ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﻳﻳﺭ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﺻـﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺷـﺭﺏ ﻭﺍﻟﺳـﻘﻲ‪ .‬ﻗﺩ ﻳﺣﺩﺙ ﺍﻟﺗﻠﻭﺙ ﺑﺷـﻛﻝ ﻣﺑﺎﺷـﺭ‬
‫ﺍﻭ ﺑﺷـــﻛﻝ ﻏﻳﺭ ﻣﺑﺎﺷـــﺭ‪ .‬ﺗﺗﻌﺭﺽ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﺳـــﻁﺣﻳﺔ ﻭﺍﻟﺑﺎﻁﻧﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺷـــﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻠﻭﺙ‬
‫ﻭﺧﻔﺽ ﺟﻭﺩﺗﻬﺎ‪ .‬ﻳﻅﻬﺭ ﺍﻟﺗﻠﻭﺙ ﺍﺳــﺎﺳــﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺎﺭﻱ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﺭﻕ ﺍﻟﺗﺟﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺳــﻛﺎﻧﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺣﺿــــﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﻭﻳﺔ‪ .‬ﺗﺳــــﺗﻘﺑﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻣﻘﺫﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻣﻧﺯﻟﻳﺔ ﺑﺎﻷﺳــــﺎﺱ ﺑﺎﻻﺿــــﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻻﻓﺭﺍﻏﺎﺕ ﺍﻟﺻـﻧﺎﻋﻳﺔ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻭﺍﻓﺭﺍﻏﺎﺕ ﺍﻟﺗﻁﻬﻳﺭ ﺍﻟﺳـﺎﺋﻝ‪ .‬ﺗﻌﺭﻑ ﺍﻟﻔﺭﺷـﺎﺕ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺗﻠﻭﺛﺎ‬
‫ﻣﻬﻣﺎ ﺑﺳــﺑﺏ ﺍﻻﻓﺭﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﺳــﺗﻌﻣﺎﻝ ﺍﻻﺳــﻣﺩﺓ ﺍﻟﻔﻼﺣﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻧﺗﺷــﺭ ﺍﺳــﺎﺳــﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻟﺳــﻘﻭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ ﻛـﺎﻟﻐﺭﺏ ﻭﺗـﺎﺩﻟـﺔ ﻭﻁﺭﻳﻔـﺔ ﻭﺳـــــﺎﻳﺱ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﺑﻳﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻣﻠﻭﺛـﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺣﻳـﺔ ﻧﺟـﺩ ﺍﻟﻧﺗﺭﺍﺕ‬
‫ﻭﺍﻻﺯﻭﺕ ﻭﺍﻟﻛﺎﻟﺳــﻳﻭﻡ ﻭﺍﻟﺑﻭﺗﺎﺳــﻳﻭﻡ ﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺩﻳﺩ ﻭﺍﻟﻣﻧﻐﻧﻳﺯﻳﻭﻡ ﻭﺍﻟﺯﻧﻙ ﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻣﻭﺍﺩ ﺍﻟﻛﻳﻣﻳﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻣﻭﺟﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺑﻳﺩﺍﺕ ﺍﻻﻋﺷﺎﺏ ﻭﺍﻟﺣﺷﺭﺍﺕ‪.‬‬

‫ﺗﻭﺣﻝ ﺍﻟﺳﺩﻭﺩ ‪L’envasement des barrages‬‬

‫ﺗﻌﻳﺵ ﻣﻌﻅﻡ ﺍﻟﺳـﺩﻭﺩ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻳﺔ ﺍﺷـﺎﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺗﻭﺣﻝ ﻭﺗﺭﺍﺟﻊ ﺣﻘﻳﻧﺔ ﺍﻟﺗﺧﺯﻳﻥ‪ .‬ﻳﺭﺟﻊ ﺳـﺑﺏ ﺍﻟﺗﻭﺣﻝ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺿــﻌﻑ ﺍﻟﻐﻁﺎء ﺍﻟﻧﺑﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳــﺗﻭﻯ ﺍﻷﺣﻭﺍﺽ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻟﺟﺎﻓﺔ ﻭﺷــﺑﻪ‬
‫ﺍﻟﺟـﺎﻓـﺔ ﺍﻟﻣﻣﺗـﺩﺓ ﺟﻧﻭﺏ ﺍﻻﻁﻠﺱ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﻭﻓﻲ ﻣﻠﻭﻳـﺔ‪ ،‬ﻳﺯﻳـﺩ ﻣﻥ ﺣـﺩﺗﻬـﺎ ﺿـــــﻌﻑ ﺗﻬﻳﺋـﺔ ﺍﻷﺣﻭﺍﺽ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺭﻯ ﻳﺳـﺎﻫﻡ ﻋﺩﻡ ﺍﻧﺗﻅﺎﻡ ﺍﻟﺗﺳـﺎﻗﻁﺎﺕ ﻭﺗﺭﻛﺯﻫﺎ ﺍﻟﺯﻣﻧﻲ ﻭﺍﻟﻣﺟﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻣﻛﺎﻧﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﺭﻳﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﻳﺯ ﺑﺭﻛﻳﺯﺓ ﺻـﺧﺭﻳﺔ ﻁﻔﻠﻳﺔ )ﺻـﻠﺻـﺎﻟﻳﺔ( ﻫﺷـﺔ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﺭﻳﻑ‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﻳﻘﺩﺭ ﺍﻟﺗﻭﺣﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺳـــﺩﻭﺩ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﻳﻥ ‪ 0,2‬ﻭ ‪ 11‬ﻣﻠﻳﻭﻥ ﻣﺗﺭ ﻣﻛﻌﺏ ﻛﻣﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺣﺎﻝ ﺑﺳـــﺩ‬
‫ﺍﻟﻭﺣﺩﺓ‪ .‬ﻳﺳــﺑﺏ ﺍﻟﺗﻭﺣﻝ ﺗﺭﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﺳــﺩﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﺧﺯﻳﻥ ﺗﺗﺭﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﻳﻥ ‪ 1%‬ﻭ ‪84%‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺣﺎﻝ ﻓﻲ ﺳـﺩ ﻣﺷـﺭﻉ ﺣﻣﺎﺩﻱ ﻭ ‪ 43%‬ﻓﻲ ﺳـﺩ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﺧﺎﻣﺱ ﻭ‪ 47%‬ﻓﻲ ﺳـﺩ ﺳـﻳﺩﻱ‬
‫ﺩﺭﻳﺱ ﺑﺣﻭﺽ ﺗﺎﻧﺳﻳﻔﺕ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻳﺿﺎﻧﺎﺕ ‪Les inondations‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑﺭ ﺍﺷــﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﻔﻳﺿــﺎﻧﺎﺕ ﻣﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻻﺷــﻛﺎﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﻣﺧﺎﻁﺭ ﺍﻟﺑﻳﺋﻳﺔ ﻧﻅﺭﺍ ﻟﻠﺧﺳــﺎﺋﺭ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺧﻠﻔﻬـﺎ ﻭﻟﺗﺭﺩﺩﻫﺎ ﺑﺷــــﻛـﻝ ﻣﺳـــــﺗﻣﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻣﺟـﺎﻻﺕ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻳـﺔ ﺍﻟﺭﻁﺑـﺔ ﻭﺍﻟﺟـﺎﻓﺔ‪ .‬ﺗﺭﺗﻧﺑﻁ‬
‫ﺍﻟﻔﻳﺿــــﺎﻧﺎﺕ ﺑﺗﻅﺎﻓﺭ ﻋﺩﺓ ﻋﻭﺍﻣﻝ ﺃﻫﻣﻬﺎ ﻛﻣﻳﺔ ﻭﻋﻧﻑ ﺍﻟﺗﺳــــﺎﻗﻁﺎﺕ ﺍﻟﻣﻁﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺗﻡ ﺗﺭﺟﻣﺔ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﺗﺳـــﺎﻗﻁﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺳـــﺗﻭﻯ ﺍﻟﺟﺭﻳﺎﻥ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ﺣﻳﺙ ﺗﻔﻳﺽ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﺟﺎﺭﻱ ﺍﻻﻋﺗﻳﺎﺩﻳﺔ ﻟﺗﻐﻣﺭ‬
‫ﺍﻟﻣﺟﺭﻯ ﺍﻟﻔﻳﺿــــﻲ ﺣﻳﺙ ﺗﺗﺭﻛﺯ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺍﻷﻧﺷــــﻁﺔ ﺍﻟﺑﺷــــﺭﻳﺔ )ﺍﻟﺳــــﻛﻥ ﻭﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ‪.(...‬‬
‫ﺑـﺎﻻﺿـــــﺎﻓـﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺗﺳـــــﺎﻗﻁـﺎﺕ ﺗﺗـﺩﺧـﻝ ﻋﻭﺍﻣـﻝ ﺃﺧﺭﻯ ﻓﻲ ﺩﻳﻧـﺎﻣﻳـﺔ ﺍﻟﺟﺭﻳـﺎﻥ‪ ،‬ﺃﻫﻣﻬـﺎ ﺍﻟﻁﺑﻭﻏﺭﺍﻓﻳـﺎ‬
‫ﻭﻁﺭﻕ ﺍﻟﺗﻬﻳﺋﺔ ﻭﺍﺳﺗﻐﻼﻝ ﺍﻟﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻧﻬﺭﻱ ﻟﻸﻭﺩﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺗﺭﺗﺑﻁ ﺍﻟﻔﻳﺿـــﺎﻧﺎﺕ ﺑﻧﻭﻋﻳﻥ ﻣﻥ ﺍﻷﺣﻭﺍﺽ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻻﺣﻭﺍﺽ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭﺓ ﺗﺅﺩﻱ ﺍﻟﺗﺳـــﺎﻗﻁﺎﺕ ﺍﻟﻣﻌﻣﻣﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳــﺎﺣﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﻭﺽ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﺑﻳﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﻳﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻓﻳﺿــﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺳــﺎﻓﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﻭﻥ ﺃﺳــﺎﺳــﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺳــﻬﻭﻝ ﺍﻟﻔﻳﺿــﻳﺔ ﺍﻟﻣﻧﺑﺳــﻁﺔ ﻭﺍﻟﺷــﺎﺳــﻌﺔ ﻧﻣﻭﺫﺝ ﺍﻻﺣﻭﺍﺽ ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻐﺭﺏ ﺣﻭﺽ ﺳـــﺑﻭ ﻭﺣﻭﺽ ﻣﻠﻭﻳﺔ ﻭﺣﻭﺽ ﺳـــﻭﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﻭﻉ ﻣﻥ ﺍﻟﺳـــﻬﻭﻝ ﺗﺳـــﺎﻫﻡ‬
‫ﺍﻟﻔﺭﺷــﺎﺕ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺷــﺑﻊ ﺍﻟﺳــﻁﺢ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺗﺳــﺭﺏ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﺩﺓ ﺍﻟﻔﻳﺎﺿــﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩ ﺗﻣﺗﺩ ﻟﻌﺩﺓ‬
‫ﺍﺳـــﺎﺑﻳﻊ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻘﺎﺑﻝ ﻧﺟﺩ ﻓﻳﺿـــﺎﻧﺎﺕ ﻣﺭﺗﺑﻁﺔ ﺑﺎﻻ ﻣﺗﻁﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻭﻳﺔ ﻟﻼﺣﻭﺽ ﺍﻟﺻـــﻐﺭﻯ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺷـــﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺳـــﻛﻧﻳﺔ ﺍﻟﺣﺿـــﺭﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺷـــﺑﻪ ﺣﺿـــﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻧﺟﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﻭﻉ ﻋﻣﻭﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻟﺟﺑﻠﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﻳﺯ ﺑﻘﻭﺓ ﺍﻟﺳﻳﻭﻝ )ﺃﻭﺭﻳﻛﺎ ﻭﺍﻟﺣﺎﺟﺏ(‪ ،‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﻭﻉ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﻳﺿﺎﻧﺎﺕ ﻳﻛﻭﻥ‬
‫ﻓﺟﺎﺋﻳﺎ ﻭﻻ ﻳﺩﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ‪.‬‬

‫ﺃﺻـﺑﺣﺕ ﺍﻟﻔﻳﺿـﺎﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺃﻛﺛﺭ ﺗﺭﺩﺩﺍ ﻣﻥ ﺍﻟﺳـﺎﺑﻖ ﺑﺳـﺑﺏ ﺍﻟﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﺍﻟﻣﻧﺎﺧﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻅﻬﺭ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻭﺯﻳﻊ ﺍﻟﻣﺟﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺯﻣﻧﻲ ﻟﻠﺗﺳـــﺎﻗﻁﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺗﻲ ﺃﺻـــﺑﺣﺕ ﺃﻛﺛﺭ ﺗﺭﻛﻳﺯﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻣﻥ ﻭﺍﻟﻣﻛﺎﻥ‪.‬‬
‫ﺍﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻳﺿﺎﻧﺎﺕ ﻛﺛﻳﺭﺓ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﻫﻭ ﺑﻳﺋﻲ ﻭﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﻫﻭ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﻭﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﻫﻭ ﺍﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﺗﺩﻫﻭﺭ ﺍﻟﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻟﺭﻁﺑﺔ ‪Dégradation des zones humides‬‬

‫ﻳﺗﻣﻳﺯ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺑــﺎﻟﺗﻧﻭﻉ ﺍﻟﺟﻳﻭﻟﻭﺟﻲ ﻭﺍﻟﻁﺑﻭﻏﺭﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﻣﻧــﺎﺧﻲ ﻭﺑــﺎﻻﻧﻔﺗــﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﻬﺗﻳﻥ‬
‫ﺑﺣﺭﻳﺗﻳﻥ‪ .‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻧﻭﻉ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺭﻭﺯ ﻣﺟﺎﻻﺕ ﺑﻳﺋﻳﺔ ﻣﺗﻧﻭﻋﺔ )ﺑﻳﺋﺔ ﺻﺣﺭﺍﻭﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻳﺋﺔ ﺟﺑﻠﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻧﺗﻘــﺎﻟﻳــﺔ ﻭﺑﻳﺋــﺎﺕ ﺑﺣﺭﻳـﺔ(‪ .‬ﻳﺗﻭﻓﺭ ﺍﻟﺗﺭﺍﺏ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣﻭﻋـﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺭﻁﺑــﺔ ﺫﺍﺕ‬
‫ﺍﻷﻫﻣﻳﺔ ﺍﻟﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﺳـﻭﺍء ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳـﺎﻁ ﺍﻟﺟﺑﻠﻳﺔ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻷﻭﺳـﺎﻁ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﺻـﺣﺭﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺟﺎﻓﺔ ﺍﻭ‬
‫ﺍﻷﻭﺳــﺎﻁ ﺍﻟﺳــﺎﺣﻠﻳﺔ‪ .‬ﻭﺗﻌﺭﻑ ﺍﻟﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻟﺭﻁﺑﺔ ﺣﺳــﺏ ﺍﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺭﻣﺳــﺎﺭ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻧﻅﻣﺔ ﺑﻳﺋﻳﺔ ﺣﻳﺙ‬
‫ﺍﻟﻣـﺎء ﻫﻭ ﺍﻟﻌـﺎﻣـﻝ ﺍﻷﺳـــــﺎﺱ ﺍﻟـﺫﻱ ﻳﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻳﺋـﺔ ﻭﺍﻟﺣﻳـﺎﺓ ﺍﻟﻧﺑـﺎﺗﻳـﺔ ﻭﺍﻟﺣﻳﻭﺍﻧﻳـﺔ ﺍﻟﻣﺭﺗﺑﻁـﺔ ﺑﻬـﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺷـﻣﻝ ﺍﻟﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻟﻭﺍﺳـﻊ ﻟﻸﺭﺍﺿـﻲ ﺍﻟﺭﻁﺑﺔ ﻛﻼً ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﻌﺫﺑﺔ ﻭﺍﻟﻧﻅﻡ ﺍﻹﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺭﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺳـــﺎﺣﻠﻳﺔ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﺑﺣﻳﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﻣﺳـــﺗﻧﻘﻌﺎﺕ ﻭﺍﻷﺭﺍﺿـــﻲ ﺍﻟﻌﺷـــﺑﻳﺔ ﺍﻟﺭﻁﺑﺔ ﻭﺍﻟﻭﺍﺣﺎﺕ‬
‫ﻭﻣﺻـﺑﺎﺕ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺩﻟﺗﺎﺕ ﻭﻣﺳـﻁﺣﺎﺕ ﺍﻟﻣﺩ ﻭﺍﻟﺟﺯﺭ ﻭﺃﺷـﺟﺎﺭ ﺍﻟﻣﺎﻧﻐﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻟﺳـﺎﺣﻠﻳﺔ‬
‫ﺍﻷﺧﺭﻯ ﻭﺍﻟﺷﻌﺎﺏ ﺍﻟﻣﺭﺟﺎﻧﻳﺔ‪...‬‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺳــﻁ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﻣﻐﺭﺏ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺟﺑﺎﻝ ﺍﻷﻁﻠﺱ ﺍﻟﻣﺗﻭﺳــﻁ ﻭﺍﻷﻁﻠﺱ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﻧﺟﺩ ﺑﺣﻳﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﺳــﻠﻲ ﻭﺗﺳــﻠﻳﺕ ﻭﺑﺣﻳﺭﺍﺕ ﺍﻛﻠﻣﺎﻡ ﺍﺯﻛﺯﺍ‪ ،‬ﺑﺣﻳﺭﺓ ﻻﻟﺔ ﺗﺎﻛﺭﻛﻭﺳــﺕ ‪،‬ﺃﻛﻠﻣﺎﻡ ﺳــﻳﺩﻱ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺿــﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻓﺭﺍﺡ‪ ،‬ﺿـﺎﻳﺔ ﻋﻭﺍء‪ ،‬ﺿـﺎﻳﺔ ﺣﺷـﻼﻑ‪ ،‬ﺿـﺎﻳﺔ ﺍﻟﺭﻭﻣﻲ‪ ،‬ﺗﺷـﻛﻝ ﺍﻟﺑﺣﻳﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻬﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻧﻭﻋﺎﻟﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻲ ﻭﺗﻭﻓﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻭﺍﻉ ﺳـــﻣﻛﻳﺔ ﻭﺗﻧﻭﻉ ﺍﻻﺻـــﻧﺎﻑ ﺍﻟﻧﺑﺎﺗﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ‬
‫ﻣﻬﻣـﺎ ﻓﻲ ﺍﺳـــــﺗﻘﺑـﺎﻝ ﺍﻟﻁﻳﻭﺭ ﺍﻟﻣﻬـﺎﺟﺭﺓ‪ .‬ﺗﻌﺭﻑ ﻣﻌﻅﻡ ﺍﻟﺑﺣﻳﺭﺍﺕ ﺑـﺎﻟﻣﻐﺭﺏ ﺗﺭﺍﺟﻌـﺎ ﻫـﺎﻣـﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻧﺳــﻭﺑﻬﺎ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ﺑﺳــﺑﺏ ﺗﻭﺍﻟﻲ ﺳــﻧﻭﺍﺕ ﺍﻟﺟﻔﺎﻑ ﻭﺑﺳــﺑﺏ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﺑﺷــﺭﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺍﺳــﺎﺱ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺿـﺦ ﺍﻻﻟﻲ ﻟﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﻔﺭﺷـﺎﺕ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﻭﺗﺣﻭﻳﻝ ﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﻣﺟﺎﺭﻱ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻣﻐﺫﻳﺔ ﻟﻠﺑﻳﺣﺭﺍﺕ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻧﺟﺩ‬
‫ﺍﻟﻌـﺩﻳـﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺣﻣﻳـﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﻧﺗﺯﻫـﺎﺕ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳـﺔ ﻣﻥ ﻗﺑﻳـﻝ ﺍﻟﻣﻧﺗﺯﻩ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﺍﻓﺭﺍﻥ‪ ،‬ﻣﺣﻣﻳـﺔ ﺟﻳﻭﺑـﺎﺭﻙ‬
‫ﻣﻛﻭﻥ‪ ،‬ﻣﻧﺗﺯﻩ ﺍﻷﻁﻠﺱ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﺍﻟﺷــــﺭﻗﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻣﻧﺯﻩ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﻟﺗﺎﺯﻛﺔ ﺑﺗﺎﺯﺓ ﻭﺍﻟﻣﻧﺗﺯﻩ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﺗﻭﺑﻘﺎﻝ‬
‫ﺑﺎﻻﻁﻠﺱ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻧﺗﺯﻩ ﺳــﻭﺱ ﻣﺎﺳــﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻧﺗﺯﻩ ﺗﻼﺳــﻣﻁﺎﻥ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﺑﺎﻟﺭﻳﻑ ‪ .‬ﺗﺗﻭﻓﺭ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺯﻫﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﺭﻭﺍﺕ ﺣﻳﻭﺍﻧﻳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻁﻳﻭﺭ ﺍﻟﻣﻬﺩﺩﺓ ﺑﺎﻻﻧﻘﺭﺍﺽ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻭﺍﻉ ﻧﺑـﺎﺗﻳـﺔ ﻣﺣﻠﻳـﺔ‪ .‬ﺗﻭﺍﺟـﻪ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺯﻫـﺎﺕ ﻣﺟﻣﻭﻋـﺔ ﻣﻥ ﺍﻹﻛﺭﺍﻫـﺎﺕ ﺍﻟﻣﺭﺗﺑﻁـﺔ ﺑﺗﺭﺍﺟﻊ‬
‫ﻛﻳﻣﺔ ﺍﻟﺗﺳـﺎﻗﻁﺎﺕ ﻭﺗﻭﺍﻟﻲ ﺳـﻧﻭﺍﺕ ﺍﻟﺟﻔﺎﻑ ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺿـﻐﻁ ﺍﻟﺑﺷـﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﺧﺎﺻـﺔ‬
‫ﺍﻟﻐﻁﺎء ﺍﻟﻧﺑﺎﺗﻲ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﻭﻱ ﻭﺍﻟﺻﻳﺩ ﻭﺍﻟﺭﻋﻲ‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬

‫ﻭﺣﺩﺓ ﺑﻳﺋﺔ ﻭﻫﻳﺩﺭﻭﻟﻭﺟﻳﺔ‬ ‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﺑﻥ ﻁﻔﻳﻝ ﺍﻟﻘﻧﻳﻁﺭﺓ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳـــــﺗﻭﻯ ﺍﻟﺳـــــﻭﺍﺣـﻝ ﺍﻟﻣﻐﺭﺑﻳـﺔ ﻧﺟـﺩ ﺍﻟﻌـﺩﻳـﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻧـﺎﻁﻖ ﺍﻟﺭﻁﺑـﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﻳﺯ ﺑﺗﻧﻭﻋﻬـﺎ‬
‫ﺍﻟﺑﻳﻭﻟﻭﺟﻲ ﺧﺎﺻـﺔ ﺍﻟﻁﻳﻭﺭ ﻭﺍﻻﺳـﻣﺎﻙ ﻭﺍﻟﻧﺑﺎﺗﺎﺕ ﺑﻌﺿـﻬﺎ ﻣﻬﺩﺩ ﺑﺎﻻﻧﻘﺭﺍﺽ‪ .‬ﻭﻧﺟﺩ ﻥ ﺑﻳﻥ ﺃﻫﻣﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻣﺭﺟﺔ ﺍﻟﺯﺭﻗﺎء ﻋﻠﻰ ﺷــﺎﻁﺊ ﻣﻭﻻﻱ ﺑﻭﺳــﻠﻬﺎﻡ‪ .‬ﻣﺣﻣﻳﺔ ﺳــﻳﺩﻱ ﺑﻭﻏﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻘﺭﺏ ﻣﻥ ﻣﻬﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺿـﻔﺔ ﺍﻟﻳﺳـﺭﻯ ﻟﻭﺍﺩﻱ ﺳـﺑﻭ‪ .‬ﻣﻧﺗﺯﻩ ﺃﺧﻧﻳﻔﻳﺱ ﺑﺎﻟﻘﺭﺏ ﻣﻥ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻁﺭﻓﺎﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺣﻳﺭﺓ ﻣﺎﺭﺗﺷـﻳﻛﺎ ﺑﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﻧﺎﻅﻭﺭ ﻭﺑﻧﻲ ﺍﻧﺻﺎﺭ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺳـﺗﻭﻯ ﺍﻟﺳـﺎﻭﺍﺣﻝ ﺃﻥ ﻣﺻـﺑﺎﺕ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ ﺗﺗﺷـﻛﻝ ﻣﻧﺎﻁﻖ ﺭﻁﺑﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳـــﺑﻳﻝ ﺍﻟﻣﺛﺎﻝ ﻣﺻـــﺏ ﻭﺍﺩﻱ ﻣﻠﻭﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﻟﺳـــﻌﻳﺩﻳﺔ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻣﺎء‪ ،‬ﻣﺻـــﺏ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻠﻛﻭﺱ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﺭﺍﺋﻳﺵ‪ ،‬ﻣﺻـــﺏ ﻭﺍﺩﻱ ﺳـــﺑﻭ ﺑﻣﻬﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺻـــﺏ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻡ ﺍﻟﺭﺑﻳﻊ ﺑﺄﺯﻣﻭﺭ ﻭﻣﺻـــﺏ ﻭﺍﺩ ﺍﺑﻭ‬
‫ﺭﻗﺭﺍﻕ ﺑﺳــﻼ‪ .‬ﺗﺗﻌﺭﺽ ﺍﻟﻣﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺳــﺎﺣﻠﻳﺔ ﺍﻟﻘﺭﻳﺑﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺻــﺑﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺿــﻐﻁ ﺑﺷــﺭﻱ ﻛﺑﻳﺭ‬
‫ﺧﺎﺻــــﺔ ﺍﻻﻣﺗﺩﺍﺩ ﺍﻟﻌﻣﺭﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺗﻠﻭﺙ ﺍﻟﻣﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺻــــﻠﺏ ﻭﺍﺳــــﺗﻧﺯﺍﻑ ﺍﻟﺭﻣﺎﻝ ﻭﺍﻟﻐﻁﺎء ﺍﻟﻧﺑﺎﺗﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺛﺭﻭﺓ ﺍﻟﺳــﻣﻛﻳﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻳﻌﺭﻑ ﺍﻟﺻــﺑﻳﺏ ﺍﻟﻧﻬﺭﻱ ﺗﺭﺍﺟﻌﺎ ﺑﺳــﺑﺏ ﺗﻭﺍﻟﻲ ﺳــﻧﻭﺍﺕ ﺍﻟﺟﻔﺎﻑ ﻭﻫﻭ‬
‫ﺍﻻﻣﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺳـﺎﻫﻡ ﺑﻣﻌﻳﺔ ﺍﻟﺿـﺦ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺭﺷـﺎﺕ ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺩﻡ ﻣﻳﺎﻩ ﺍﻟﺑﺣﺭ ﺍﻟﻣﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺷـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻣﺎﺋﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺟﻬﺔ ﺍﻟﺟﻧﻭﺑﻳﺔ ﺍﻟﺷـﺭﻗﻳﺔ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﺻـﺣﺭﺍﻭﻳﺔ )‪(Présahara‬ﺍﻟﺟﺎﻓﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺗﻧﺗﺷـﺭ ﻣﻧﺎﻁﻖ‬
‫ﺍﻟﻭﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑﺭ ﻣﻧﺎﻁﻖ ﺭﻁﺑﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﺍﻳﻛﻭﻟﻭﺟﻳﺔ ﻭﺳﻭﺳﻳﻭﺍﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺍﺣﺎﺕ‬
‫ﻧﺟﺩ ﻭﺍﺣﺎﺕ ﺣﻭﺽ ﺩﺭﻋﺔ ﻭﻭﺍﺣﺎﺕ ﺣﻭﺽ ﺯﻳﺯ )ﻣﺻــﻧﻔﺔ ﺭﺍﻣﺳــﺎﺭ( ﻭﻭﺍﺣﺎﺕ ﺣﻭﺽ ﻛﻳﺭ ﺛﻡ‬
‫ﻭﺍﺣﺎﺕ ﻓﻳﻛﻳﻙ‪ .‬ﺗﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﻭﺍﺣﺎﺕ ﻣﻥ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﻧﺎﻁﻖ ﺍﻷﻛﺛﺭ ﻋﻁﻭﺑﺔ ﺑﺳـــﺑﺏ ﻫﺷـــﺎﺷـــﺔ ﻣﻧﻅﻭﻣﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺑﻳﺋﻳـﺔ ﻭﺗﻁﺭﻑ ﻅﺭﻭﻓﻬـﺎ ﺍﻟﻣﻧـﺎﺧﻳـﺔ‪ .‬ﺗﻌﻳﺵ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧـﺎﻁﻖ ﺗﺭﺍﺟﻌـﺎ ﻭﺗـﺩﻫﻭﺭﺍ ﻛﺑﻳﺭﺍ ﺑﺳــــﺑـﺏ ﺗﻭﺍﻟﻲ‬
‫ﺳـﻧﻭﺍﺕ ﺍﻟﺟﻔﺎﻑ ﺍﻟﻁﻭﻳﻠﺔ ﻭﺗﺭﺩﺩ ﻣﺧﺎﻁﺭ ﺍﻟﻔﻳﺿـﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻳﺿـﺎ ﺑﺳـﺑﺏ ﺗﺭﺍﺟﻊ ﻗﺩﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺻـﻣﻭﺩ‬
‫ﺑﺳﺑﺏ ﺍﻟﺗﺣﻭﻻﺕ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻟﺳﺎﻣﻛﻧﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﻟﺣﺳﻥ ﻭﻳﻌﺑﻭﺏ‬