You are on page 1of 89

‫بيت املقدس عنوان املرحلة‬

‫أعده أبو بكر؛ سامر رياض‬

‫‪1‬‬
‫ﵟبسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡٗ‬ ‫ۡ‬ ‫َٰ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬
‫ج ِد‬
‫سبحن ٱلذِي أسرى بِعب ِده ِۦ ليلا مِن ٱلمس ِ‬ ‫َٰ‬
‫ۡ‬ ‫َّ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ٱلحر ِام إلى ٱلم ۡسج ِد ٱلأقصا ٱلذِي بَٰركنا ح ۡولهۥُ‬ ‫ۡ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ ۡ َٰ َّ ُ ُ‬
‫ل ِن ِريهۥ مِن ءايتِنا إِنهۥ هو ٱلس ِميع ٱلب ِصير ‪١‬ﵞ‬
‫ۡ‬
‫ﵝال ِإسراء ‪ :‬ﵑﵜ‬
‫‪2‬‬
‫حلقات بيت المقدس عنوان‬
‫المرحلة‬ ‫‪3‬‬
4
‫التحرر‬ ‫قدسية‬ ‫االرتباط‬
‫أول‬
‫من‬ ‫القضية‬ ‫باهلل تعالى‬
‫خطوات‬ ‫النصر‬
‫الشعوبية‬ ‫الفلسطينية‬
‫النصر‬ ‫مرهون‬ ‫وليس‬
‫والقومية‬
‫التربية‬ ‫بالقلوب‬ ‫وأنها‬ ‫مقيدًا‬
‫وجميع‬
‫وتزكية‬ ‫المقدسة‬ ‫قضية‬ ‫بالحدود‬
‫الدعوات‬
‫النفس‬ ‫إسالمية‬ ‫األرضية‬
‫الهدامة‬
‫‪5‬‬
‫الجبرية وصف‬
‫نعني بالمرحلة‬
‫عام ينطبق على‬
‫الملك الجبري‬
‫جميع المجتمع‬

‫تحرير بيت‬ ‫الجبرية هي‬


‫المقدس هو نهاية‬ ‫هيمنة السلطة‬
‫مرحلة الجبرية‬ ‫والقوة على‬
‫والظلم‬ ‫‪ 6‬الضعيف‬
‫وبعد‪:‬‬
‫• فهذه السلسلة فيها البشرى للمسلمين بانتهاء مرحلة‬
‫الجبرية التي نعيش خواتيمها‪.‬‬
‫• وبشرى ألهل غزة أنهم من خير الناس وفي خير رباط‪.‬‬
‫• وبشرى بتحرير المسجد األقصى قريباً ونحن نعيش بوادره‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫• فهذه السلسلة فيها التحذير ألعداء اإلسالم وهم الكيان اإلسرائيلي ومن‬
‫يساندهم من القوى العالمية أن وقت أفولهم قد حان وذهب ريحهم‪.‬‬
‫• وتحذير لألنظمة والحكومات وعلماء السوء والمطبعين والمخذلين أن‬
‫يختاروا بأي فريق هم فهذا زمن تمايز الفسطاطين‪.‬‬
‫• وتحذير لعموم المسلمين الذين أهمتهم أنفسهم وال يبالون بما يصيب‬
‫المسلمين في فلسطين وغزة أن يكتبوا في ديوان أهل الخذالن والمقت‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫املراحل السياسية لألمة اإلسالمية‬
‫النبوة والخالفة الراشدة األولى‬

‫‪9‬‬
‫المراحل السياسية لألمة اإلسالمية‬
‫ف َح ِديََث ُه‪َ ،‬ف َج ََ‬
‫اء أَ ُبو‬ ‫ان َب ِشيرَ َر ُج ً َ‬
‫ل َي ُك ُّ َ‬ ‫اّلل ‪َ ،‬و َك ََ‬ ‫ول ََِّ‬
‫ودا ِفي ا ْل َم ْس ِج َِد َم ََع َر ُس َِ‬ ‫ال‪ُ ( :‬ك َّنا ُق ُع ً‬ ‫ن َس ْعدَ ‪َ ‬ق ََ‬ ‫ن َب ِشيرَِ ْب َِ‬ ‫ان ْب ََ‬
‫الن ْع َم ََ‬
‫• عن ُّ‬
‫ان ح َذي َف َُة َق ِ‬
‫اع ًدا َم ََع َب ِشيرَ‪َ ،‬ف َق ََ‬
‫ال ُح َذ ْي َف َُة‪ :‬أَ َنا أَ ْح َف َُ‬ ‫اّلل ‪ِ ‬في ْاْلُمر ِ‬ ‫ول َّ ِ‬‫يث رس ِ‬ ‫ظحِ‬ ‫َ‬ ‫ال‪ :‬يا ب ِ‬
‫ظ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫؟‬ ‫اء‬
‫ََ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬‫ع‬‫َث ْع َل َب ََة َف َق ََ َ َ ُ ْ َ ْ‬
‫س‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ير‬
‫َ‬ ‫ش‬
‫ول ََِّ‬
‫اّلل ‪:‬‬ ‫ال َر ُس َُ‬ ‫ال ُح َذ ْي َف َُة‪َ :‬ق ََ‬ ‫س أَ ُبو َث ْع َلب ََة َف َق ََ‬‫ُخ ْطب َت ُه‪َ ،‬ف َج َل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ون‪ ،‬ث ُ هم يَ ْرفَعُ َها ِإذَا شَا َء أ َ ْن يَ ْرفَعَ َها‪.‬‬
‫َّللاُ أ َ ْن ت َ ُك َ‬
‫• «إِنَّ ُك ْم فِي النُّبُ َّو ِة َما شَا َء ه‬
‫ون‪ ،‬ث ُ هم يَ ْرفَعُ َها ِإذَا شَا َء أ َ ْن يَ ْرفَعَ َها‪.‬‬‫َّللاُ أ َ ْن ت َ ُك َ‬
‫ون َما شَا َء ه‬ ‫ُون ِخ َالفَة َ‬
‫علَى ِم ْن َهاجِ النُّبُ َّو ِة‪ ،‬فَت َ ُك ُ‬ ‫• ث ُ َّم تَك ُ‬
‫ون‪ ،‬ث ُ هم يَ ْرفَعُ َها ِإذَا شَا َء أ َ ْن يَ ْرفَعَ َها‪.‬‬
‫َّللاُ أ َ ْن يَ ُك َ‬
‫ون َما شَا َء ه‬ ‫ضا‪ ،‬فَيَ ُك ُ‬ ‫ُون ُم ْلكًا عَا ًّ‬ ‫• ث ُ َّم تَك ُ‬
‫ون‪ ،‬ث ُ هم يَ ْرفَعُ َها ِإذَا شَا َء أ َ ْن يَ ْرفَعَ َها‪.‬‬
‫َّللاُ أ َ ْن ت َ ُك َ‬
‫ون َما شَا َء ه‬ ‫ُون َج ْب ِريَّةً‪ ،‬فَت َ ُك ُ‬
‫• ث ُ َّم تَك ُ‬
‫علَى ِم ْن َهاجِ النُّبُ َّو ِة» ‪ ،‬ث ُ َّم َ‬
‫س َكتَ ‪.‬‬ ‫ُون ِخ َالفَةٌ َ‬
‫• ث ُ َّم تَك ُ‬
‫ينَ‬ ‫ِِ‬ ‫ون أَ ِم َ‬
‫ت ِإ َلي َِه‪ :‬إني أَ ْر ُجو أَ َْن ََي ُك ََ‬ ‫ت ِإ َلَي َِه أُ َذ ِكر َُه ا ْل َح ِد َ َ‬
‫ان ِفي َص َح َاب ِت ِه‪َ ،‬ف َك َتب ُ َ‬ ‫الن ْع َم َِ‬ ‫ال‪َ :‬ف َق ِد ََم ُع َم َر َو َم َع َُه َيزِ َُ‬
‫ير ا ْل ُم ْؤمن َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يث َف َك َتب ُ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫يد ْب َُ‬
‫ن‬
‫ُ‬
‫• َق ََ‬
‫اب َفأَ ْد َخ َل َُه َع ََلى ُع َمر‪َ ،‬ف ُس َر ب َِِه َوأَ ْع َجب َُه) اهـ‪.‬‬ ‫يد ا ْل ِك َت َ َ‬
‫ال‪َ :‬فأَ َخ ََذ َيزِ َُ‬ ‫اض َوا ْل َجبرِ َّي َِة َق ََ‬‫ك ا ْل َع ِ َ‬ ‫َب ْع ََد ا ْل ُم ْل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫) حديث حسن رواه أحمد في مسنده‪ :‬ح‪ ،18406‬أبي داود الطيالسي في مسندهك ح‪ ،439‬ورواه البزار في مسنده‪ :‬ح‪• ،2796‬‬
‫‪10‬‬
‫النبوة‬

‫اخلالفة الراشدة‬
‫امللك العضوض‬
‫امللك اجلربي‬
‫اخلالفة الراشدة الثانية‬ ‫‪11‬‬
‫ِإنَّ ُك ْم فِي النُّبُ َّو ِة‬
‫مرحلة‬
‫النبوة‬

‫المرحلة‬ ‫المرحلة‬
‫المدنية‬ ‫المكية‬

‫المرحلة‬ ‫المرحلة‬
‫الجهرية‬ ‫السرية‬
‫‪12‬‬
‫ُون ِخ َالفَة َ‬
‫علَى ِم ْن َهاجِ النُّبُ َّو ِة‬ ‫ث ُ َّم تَك ُ‬
‫وهم على الترتيب التالي‪:‬‬
‫الحسن بن‬ ‫علي بن‬ ‫عثمان بن‬ ‫عمر بن‬
‫أبو بكر الصديق‬
‫علي‬ ‫أبي طالب‬ ‫عفان‬ ‫الخطاب‬
‫مدة هذه الخالفة ثالثون عا ًما لورود النص‪ :‬عن سفينة ‪ ‬قال‪ :‬خطبنا رسول هللا ﷺ فقال‪:‬‬
‫«اخلالفة يف أميت ثالثون سنة‪ ،‬ثم يكون ملك»‪.‬‬
‫ثم قال سفينة‪ :‬أمسك خالفة أبي بكر‪ ،‬وخالفة عمر ثنتا عشرة سنة وستة أشهر‪،‬‬
‫وخالفة عثمان ثنتا عشرة سنة‪،‬‬
‫ثم خالفة علي تكملة الثالثين‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فمعاوية؟ قال‪ :‬كان أول الملوك»‬
‫«مسند أبي داود الطيالسي» (‪)430 /2‬‬ ‫‪13‬‬
‫املراحل السياسية لألمة اإلسالمية‬
‫الملك العضوض‬

‫‪14‬‬
‫ث ُ َّم تَك ُ‬
‫ُون ُم ْلكًا عَا ًّ‬
‫ضا‬
‫الخالفة األموية‬

‫الخالفة العباسية‬

‫الخالفة األندلسية‬

‫دولة المماليك والسلجوقية واأليوبيين ‪....‬‬

‫الخالفة العثمانية والمغولية‬


‫‪15‬‬
‫الفرق بين الخليفة والملك‬
‫عن عمر بن اخلطاب ‪ ‬أنه سأل أصحابه وفيهم طلحة والزبري وسلمان وكعب ‪ ‬فقال‪:‬‬
‫«إين سائلكم عن شيء‪ ،‬وإايكم أن تكذبوين فتهلكوين وهتلكوا أنفسكم‪ ،‬أنشدكم ابهلل ماذا‬
‫جتدوين يف كتبكم‪ ،‬أخليفة أان أم ملك؟»‬
‫فقال طلحة والزبري‪ :‬إنك لتسألنا عن أمر ما نعرفه‪ ،‬ما ندري ما اخلليفة‪،‬‬
‫ولست مبلك‬

‫فقال عمر‪ :‬إن يقل فقد كنت تدخل فتجلس مع رسول هللا ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الفرق بين الخليفة والملك‬
‫مث قال سلمان‪ :‬وذلك أنك تعدل يف الرعية‪ ،‬وتقسم بينهم ابلسوية‪ ،‬وتشفق عليهم‬
‫شفقة الرجل على أهله‪.‬‬

‫وقال حممد بن يزيد‪ :‬وتقضي بكتاب هللا‪.‬‬

‫فقال كعب‪ :‬ما كنت أحسب أن يف اجمللس أحدا يعرف اخلليفة من امللك غريي‪ ،‬ولكن هللا‬
‫مأل سلمان حكما وعلما‪ ،‬مث قال كعب‪ :‬أشهد أنك خليفة ولست مبلك‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفرق بين الخليفة والملك‬
‫قال كعب‪ :‬ال‪ ،‬ولكن بنعتك‪،‬‬
‫أجد نبوة‪ ،‬مث خالفة ورمحة‬
‫فقال له عمر‪« :‬وكيف ذاك؟»‬
‫وقال حممد بن يزيد‪ :‬خالفة على‬
‫قال‪ :‬أجدك يف كتاب هللا‬
‫منهاج نبوة‪ ،‬مث ملكا عضوضا‬
‫وجربية‬ ‫هشيم‪:‬‬ ‫قال‪ :‬وقال‬ ‫قال عمر‪« :‬جتدين ابمسي؟»‬
‫وملكا عضوضا‬
‫«الفنت لنعيم بن محاد»‬
‫(‪)101 /1‬‬ ‫فقال عمر‪« :‬ما أابيل إذا جاوز ذلك رأسي»‬
‫‪18‬‬
‫رواية في معنى العضوض‬
‫عن حذيفة أنه حدث عن رسول هللا ﷺ أنه قال‪:‬‬
‫عضوضا‪ ،‬يعض الموسر على ما في يديه‪ ،‬ولم‬ ‫ً‬ ‫" إن بعد زمانكم هذا زما ًنا‬
‫يؤمر بذلك‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬ﵟوما أنف ۡق ُتم مِن ش ۡيء ف ُهو ُي ۡخل ِ ُف ُهۥۖ و ُهو خ ۡيرُ‬
‫ٱلرزِقِين ﵞ ﵝ َسبَإ ‪ :‬ﵙﵓﵜ ‪ ،‬ويشهد شرار خلق اهلل‪ ،‬ويبايعون كل مضطر‪ ،‬أال إن بيع‬ ‫َٰ‬ ‫َّ‬
‫المضطرين حرام‪ ،‬المسلم أخو المسلم‪ ،‬ال يظلمه‪ ،‬وال يخونه وإن كان عندك‬
‫هالكا إلى هالكه "‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خير فجد به على أخيك‪ ،‬وال تزده‬
‫➢ هذا نص حديث حذيفة‪ ،‬والقطعة التي ذكر أبو محمد من حديث علي‪ ،‬التي هي " نهى عن بيع المضطرين"‪ :‬إنما هي فيه بالمعنى‪.‬‬
‫➢وكرثر بن حكيم ضعيف‪ ،‬وهو الذي أراد بقوله‪ :‬إنه مع االنقطاع ضعيف‪ ،‬فاعلم ذلك‪.‬‬
‫▪ المصدر‪ :‬بيان الوهم واإليهام في كتاب األحكام‪ ،‬علي بن محمد بن عبد الملك الكتامي الحميري الفاسي‪ ،‬أبو الحسن ابن القطان (المتوفى ‪٦٢٨ :‬هـ)‪ ،‬ج‪ / 1‬ص‪157‬‬
‫‪19‬‬
‫ضا‪ :‬كناية عن شدة التمسك والتعلق بالشيء‪ .‬وظهر هذا المعنى في بداية الدولة األموية‬‫معنى عا ً‬
‫بعد أن طلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنهما البيعة البنه يزيد‪ ،‬وبقي أمر والية‬
‫العهد قائمة إلى نهاية هذه المرحلة‪.‬‬

‫جاء في بعض الروايات أن بعد الملك العاض يكون إمارات‪ ،‬هذه اإلمارات داخلة في الملك العضوض‪،‬‬
‫ولكنه يدل على تمزق األمة ألكثر من دولة لها حكم خاص بها‪.‬‬

‫وجاء في بعض الروايات أنها وصفت مرحلة الملك العضوض بأنها مقترنة بالرحمة‪ ،‬وهذا إشارة أنها‬
‫إسالمية تحتكم بالشرع والعدل في الغالب وأنها ذاتية الحكم ال يُتحكم بها من خارجها‬

‫ال بد من اإلشارة أن آخر الخلفاء في الملك العضوض هو الشريف الحسين بن علي وابنه علي ‪1925‬م‪،‬‬
‫حيث عُرضت الخالفة على الشريف الحسين أواخر الخالفة العثمانية إال أنه رفضها لوجود الخليفة‬
‫للمسلمين‪ ،‬ثم وافق عليها بعد إعالن انتهاء الخالفة العثمانية ‪1924‬م‪.‬‬

‫وبعزل الشريف علي بن الحسين على يدي عبد العزيز آل سعود تبدأ مرحلة الحكم الجبري وتمزق األمة‬
‫اإلسالمية إلى دول مستقلة عن بعضها‬
‫‪20‬‬
‫املراحل السياسية لألمة اإلسالمية‬

‫الملك الجبري‬
‫‪21‬‬
‫رواية أخرى لحديث مراحل األمة‬
‫عن أيب عبيدة ومعاذ بن جبل‪ ،‬عن رسول هللا ﷺ قال‪:‬‬
‫‪" .1‬إن هذإ إلمر بدأ نبوة ورمحة‪،‬‬
‫‪ .2‬مث يكون خالفة ورمحة‪،‬‬
‫‪ .3‬مث ً‬
‫ملك عضوضً ا‪،‬‬
‫‪ .4‬مث اكئن جربية وع ًتوإ وفسا ًدإ يف إلرض؛‬
‫‪ ‬يس تحلون إحلرير وإلفروج وإمخلور‪ ،‬يرزقون عىل ذكل وينرصون‪ ،‬حىت يلقوإ هللا"‬
‫‪‬قال مظهر إدلين َّإلزيْدَ ي‬
‫إن إحلَنَ يفي إملشهور ابمل ْظهِري (ت ‪ ٧٢٧‬هـ) ‪"( :‬مث اكئن جربية"؛ أي‪ :‬مث يغلب‬
‫إلظمل وإلفساد عىل إمللوك حبيث يقل عدهلم‪ ،‬ويكرث ظلمهم وفسادمه) المفاتيح في شرح المصابيح (‪)342 /5‬‬
‫‪22‬‬
‫سميت بالجبرية داللة على كثرة الظلم والقهر الحاصل في هذه المرحلة‬

‫أن السيطرة واللغة المتبعة هي القوة بأشكالها المختلفة لذا يكثر فيها االنقالب السياسية‬
‫والعسكرية وقد وصفت في بعض الروايات الصراع على السلطة بتكادم الحمير‬

‫في بعض األحاديث وصفت المراحل السابقة عليها بالرحمة ولم توصف هذه المرحلة بذلك وهذا‬
‫يدل على أنها بعيدة عن المنهج اإلسالمي‬

‫يكثر فيها الدعوات الهدامة التي هي أبواب جهنم‪ ،‬سواء كانت كفرية كالعلمانية والبرجماتية‬
‫والرأس مالية والصهيونية والشيوعية‪ ،‬أو كانت بدعية كالشيعة والمجسمة والخوارج‬
‫‪23‬‬
‫فنت املرحلة اجلربية‬
‫(األحالس‪ ،‬السراء‪ ،‬الدهيماء‪ ،‬الظلماء‪،‬‬
‫جبل الذهب)‬
‫‪24‬‬
‫حديث مرتبط بمرحلة الجبرية‬
‫عن عبد هللا بن معر يقول‪« :‬كنا قعو ًدإ عند رسول هللا ﷺ‪ ،‬فذكر إلفنت فأكرث يف ذكرها حىت ذكر‪:‬‬
‫‪‬فتنة إلحالس‪ ،‬فقال قائل‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬وما فتنة إلحالس؟ قال‪ :‬يه هرب وحرب‪،‬‬
‫‪‬مث فتنة إلرسإء دخهنا من حتت قديم رجل من أهل بييت يزمع أنه مين وليس مين‪ ،‬وإمنا أوليايئ إملتقون‪،‬‬
‫‪‬مث يصطلح إلناس عىل رجل كورك عىل ضلع‪،‬‬
‫‪‬مث فتنة إدلهاميء ال تدع أحدً إ من هذه إلمة إال لطمته لطمة‪ ،‬فاذإ قيل‪ :‬إنقضت متادت‪ ،‬يصبح إلرجل فهيا مؤمنًا ومييس‬
‫اكفرإ‪ ،‬حىت يصري إلناس إىل فسطاطني‪:‬‬‫ً‬
‫‪‬فسطاط إميان ال نفاق فيه‪،‬‬
‫‪ ‬وفسطاط نفاق ال إميان فيه‪،‬‬
‫فاذإ اكن ذإمك فانتظروإ إدلجال من يومه أو من غده‪».‬‬
‫«سنن أيب دإود» (‪ 152 /4‬ط مع عون إملعبود‬
‫‪25‬‬
‫فتن مرحلة ال َج ْب ِريَّةً‬
‫بدأت مع انتهاء الخالفة اإلسالمية العثمانية إلى وقتنا هذا وحدث فيها‬
‫فتن أربعة هي‪:‬‬

‫الفتنة الرابعة‬
‫الصماء البكماء‬ ‫فتنة الدهيماء‬ ‫فتنة السراء‬ ‫فتنة األحالس‬
‫العمياء الظلماء‬

‫‪26‬‬
‫فتن مرحلة‬
‫ال َج ْب ِريَّةً‬

‫‪27‬‬
‫فتنة األحالس‬

‫‪28‬‬
‫فتنة‬
‫األحالس‬

‫‪29‬‬
‫ففتنة األحالس لها معنيان‬
‫اإللزام‬ ‫الخفاء‬
‫ويدخل فيها االتفاقيات الدولية الن ى‬ ‫وهو ما يحاك تحت الستار فال يعرف‪ ،‬فيدخل تحت هذا‬
‫البمتها الخالفة‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫الن كانت تحاول العبث‬
‫الصهيونية ي‬ ‫المعن جميع المؤامرات‬
‫العثمانية ومنها‬
‫بالخالفة العثمانية ى يف أواخر عهدها‪،‬‬

‫وأكبها اجتماع‬
‫ر‬
‫المؤتمر الصهيونى‬
‫المناداة بالشعارات‬ ‫التالعب بعقول‬ ‫ي‬
‫المعاهدات الدولية‬ ‫ى‬ ‫عام ‪1897‬م‪،‬‬
‫التآلف مع ألمانيا‬ ‫الباقة المبعدة عن‬
‫ر‬ ‫المسلمي‬ ‫الطالب‬ ‫معاهدة سايكس‬
‫كمعاهدات مع‬ ‫حيث انبثق عنه‬
‫ى يف الحرب العالمية‬ ‫اإلسالم وإنشاء‬ ‫الوافدون عىل‬ ‫بيكو ى يف تقسيم‬
‫روسيا وإلغاء‬ ‫اتفاق اليهود عىل‬
‫األوىل‪.‬‬ ‫األحزاب‬ ‫الجامعات‬ ‫الخالفة العثمانية‬
‫العبودية وغبها‬ ‫قوم‬ ‫ىي‬ ‫إنشاء وطن‬
‫والتكتالت‬ ‫األوروبية‬
‫لهم ى يف الفلسطي‬
‫والقدس‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫العمل السري المبطن من األوروبيين والصهاينة والماسونية‬
‫ضد الخالفة العثمانية‬

‫خصائص فتنة األحالس‬


‫إثارة العرقيات والقوميات واألحزاب وبروز نشاط وهيمنة‬
‫يهود الدونمة‬

‫بداية األطماع االستعمارية بعد ظهور الثورة الصناعية‬

‫تحرك العصبية الصهيونية إليجاد وطن قومي في فلسطين‬

‫إلزام الخالفة العثمانية بمعاهدات دولية تضعف تماسكها‬


‫وقوتها وآخرها التحالف األلماني في الحرب العالمية األولى‬
‫‪31‬‬
32
‫فتنة السراء‬

‫‪33‬‬
‫فتنة السراء‬
‫المعاهدات السرية بين‬ ‫استجابة أصحاب الفكر‬
‫الدول األوربية وشيوخ‬ ‫والسياسة لشعارات‬
‫العرب وسالطين البالد‬ ‫الماسونية والصهيونية‬
‫اإلسالمية‬ ‫البراقة‬

‫الدعوة للتغريب وتقليد‬ ‫ارتباط التجمعات‬


‫الغرب في أنماط‬ ‫والمفكرين واألحزاب‬
‫معايشهم وأفكارهم‬ ‫مع الدول الغربية‬
‫‪34‬‬
‫مالحظة مهمة‬

‫‪35‬‬
‫مالحظة مهمة‪ :‬عن الشريف الحسين‬
‫توجس الشريف‬ ‫رفض الشريف‬
‫الصداقة القائمة‬
‫الحسين من‬ ‫الحسين بيعة‬ ‫نفس الحديث‪:‬‬
‫بين السلطان‬
‫البريطانيين‬ ‫العرب بالخالفة‬ ‫{ثم يصطلح‬
‫عبد الحميد‬
‫حين أخبره ابنه‬ ‫بعد الثورة‬ ‫الناس على‬
‫كان هناك عداء‬ ‫الثاني والشريف‬
‫عبد هللا بمبعوث‬ ‫العربية الكبرى‬ ‫رجل كورك‬
‫قائم بين االتحاد‬ ‫الحسين حيث تم‬
‫اإلنجليز لعقد‬ ‫لوجود الخليفة‬ ‫على ضلع} وقد‬
‫والترقي (يهود‬ ‫رجوع الشريف‬ ‫ً‬
‫اتفاق معه‪ ،‬إال‬ ‫متعلال بحديث‬ ‫بايع المسلمون‬
‫الدونمة) وبين‬ ‫إلمارة الحجاز‬
‫أنه رفض‬ ‫{إذا بويع‬ ‫الشريف الحسين‬
‫الشريف الحسين‬ ‫بمرسوم‬
‫استقباله وطلب‬ ‫لخليفتين فاقتلوا‬ ‫بعد ثالثة أيام‬
‫وهذا ما جعل‬ ‫سلطاني من‬
‫صرفه‬ ‫اآلخر منهما}‬ ‫من إعالن إلغاء‬
‫السلطان عبد‬ ‫السلطان عبد‬
‫بالحسنى‪،‬‬ ‫وأعلن والءه‬ ‫الخالفة سنة‬
‫الحميد يثق‬ ‫الحميد قبل‬
‫وأخبر ابنه أنه‬ ‫للخليفة العثماني‬ ‫‪1924‬م وأما‬
‫بالشريف وهذا‬ ‫اإلطاحة به‬
‫ال يستطيع ذلك‬ ‫وصارح بعدائه‬ ‫من قال إن ابنه‬
‫بخالف البعض‬ ‫بعام‪ ،‬وكان في‬
‫إال بعد مشاورة‬ ‫لالتحاديين‪،‬‬ ‫هو المقصود‬
‫القائلين بغير‬ ‫ضمن المرسوم‬
‫العرب حول‬ ‫ولكنه وافق‬ ‫هنا فخطأ ألن‬
‫ذلك‬ ‫إشارة‬
‫قيام ثورة ضد‬ ‫على بيعة‬ ‫الخالفة آلت إليه‬
‫لالستمرار في‬
‫االتحاديين‬ ‫العرب بالخالفة‬ ‫بتنازل األب‬
‫التصدي‬
‫وعدم وجود‬ ‫بعد إعالن‬ ‫البنه‬
‫لالتحاديين‬
‫اإلمكانيات‬ ‫إلغائها‬
‫‪36‬‬
‫مالحظة مهمة‪ :‬عن الشريف الحسين‬
‫بعض المراسالت‬
‫بين الشريف‬
‫واإلنجليز جعلت‬ ‫كان سبب تفكير‬
‫ارسال الشريف ابنه‬
‫هذا األمر جعل‬ ‫االنجليز حذرين من‬ ‫الشريف الحسين‬
‫فيصل لمشاورة‬
‫البريطان يفكرون في‬ ‫طرح أمر الخالفة‬ ‫بالثورة على‬
‫العرب في الشام‬
‫عقد تحالف مع غير‬ ‫أمامه لشدة رفض‬ ‫االتحاديين وليس‬
‫والعراق حول القيام‬
‫الشريف تحسبًا لعدم‬ ‫الشريف لفكرة خلع‬ ‫الخالفة هو مساومتهم‬
‫بالثورة وأخذه‬
‫رضوخ الشريف لهم‬ ‫الخليفة والثورة عليه؛‬ ‫له على التخلي عن‬
‫الموافقة على ذلك‬
‫وكان ذلك مع قبيلة‬ ‫كما ورد في مراسلة‬ ‫الشريعة اإلسالمية‬
‫ومنهم المحدث‬
‫آل السعود وعلى‬ ‫وزير الخارجية‬ ‫وسعيهم في قتل‬
‫األكبر لبالد الشام‬
‫أيديهم تم االنقالب‬ ‫البريطاني إلى السفير‬ ‫المفكرين العرب‬
‫الشيخ بدر الدين‬
‫على الخالفة وإنهائها‬ ‫البريطاني حيث جاء‬ ‫والسعي في التتريك‬
‫الحسني رحمه هللا‬
‫بمحاصرتهم لخليفة‬ ‫فيها‪" :‬فال يجوز إبداء‬ ‫ومحاربة العربية‬
‫وذلك بعد قيام‬
‫المسلمين الشريف‬ ‫إشارة إلى الخالفة‬ ‫وسيطرتهم على‬
‫االتحاديين لقتل‬
‫علي بن الشريف‬ ‫ألن العالم اإلسالمي‬ ‫الخالفة حتى صار‬
‫المفكرين العرب‬
‫الحسين سنة ‪1925‬م‬ ‫كله سيستنكر أية‬ ‫الخليفة العثماني‬
‫وإعدامهم‬
‫مبادرة أو تدخل من‬ ‫صورة فقط‬
‫جانب دولة غير‬
‫مسلمة في هذا األمر‬
‫‪37‬‬
38
‫فتنة الدهيماء‬
‫‪« ‬قوله‪‌:‬الدهيماء‪:‬‬
‫‪ ‬بعض الناس يذهب بها إىل الدهيم ي‬
‫وه الداهية وبلية‪[ .‬غريب الحديث ‪ -‬أبو عبيد ‪-‬‬
‫ط الهندية (‪])125 /4‬‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫وه فتنة عوام الناس الذين ساروا بعيدا عن إرشاد علماء الشيعة‪ ،‬بل إن‬‫‪ ‬ي‬
‫منهم من يحارب مناهج أهل السنة ومذاهبهم العلمية باسم الدين والسنة‪،‬‬
‫ى‬
‫بل األده أنهم يجعلون أهل السنة بأنهم أهل البدعة‪ ،‬ويكب يف العوام‬
‫االنقالبات والمظاهرات وظهور الرويبضة ويصبح الناس همج والمسلمون‬
‫غثاء كغثاء السيل‬
‫‪39‬‬
‫أحاديث في فتنة الدهيماء‬

‫❖ «عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول لثوبان‪" :‬كيف أنت يا ثوبان‪ ،‬إذ تداعت عليكم‬
‫األمم كتداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه؟!" قال ثوبان‪ :‬بأبي وأمي يا رسول هللا‪ ،‬أمن قلة‬
‫بنا؟ قال‪ " :‬ال‪ ،‬بل أنتم يومئذ كثير‪ ،‬ولكن يلقى في قلوبكم الوهن " قالوا‪ :‬وما الوهن؟ يا رسول‬
‫هللا؟ قال‪" :‬حبكم الدنيا‪ ،‬وكراهيتكم القتال"»‪[ .‬مسند أحمد (‪ 332 /14‬ط الرسالة)]‬
‫❖ «عن ثوبان مولى رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ " :‬يوشك أن تداعى عليكم األمم من كل‬
‫أفق كما تداعى األكلة على قصعتها "قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أمن قلة بنا يومئذ؟ قال‪ " :‬أنتم يومئذ‬
‫كثير‪ ،‬ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل تنتزع المهابة من قلوب عدوكم‪ ،‬ويجعل في قلوبكم الوهن‬
‫" قال‪ :‬قلنا‪ :‬وما الوهن؟ قال‪" :‬حب الحياة‪ ،‬وكراهية الموت"»‪[ .‬مسند أحمد (‪ 82 /37‬ط الرسالة)]‬

‫‪40‬‬
‫أحاديث في فتنة الدهيماء‬
‫❖ عن حذيفة بن اليمان يقول‪ :‬كان الناس يسألون رسول هللا ‪ ‬عن الخير‪ ،‬وكنت أسأله عن الشر‬
‫مخافة أن يدركني‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إنا كنا في الجاهلية وشر‪ ،‬فجاءنا هللا بهذا الخير‪ ،‬فهل بعد‬
‫هذا الخير من شر؟ قال‪( :‬نعم)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال‪( :‬نعم‪ ،‬وفيه دخن)‪ .‬قلت وما دخنه؟ قال‪( :‬قوم يهدون بغير‬
‫هديي‪ ،‬تعرف منهم وتنكر)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال‪( :‬نعم‪ ،‬دعاة إلى أبواب جهنم‪ ،‬من أجابهم إليها قذفوه فيها)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬صفهم لنا؟ فقال‪( :‬هم من جلدتنا‪ ،‬ويتكلمون بألسنتنا)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال‪ :‬تلزم جماعة المسلمين وإمامهم‪ ،‬قلت‪ :‬فإن لم يكن لهم جماعة‬
‫وال إمام؟ قال‪( :‬فاعتزل تلك الفرق كلها‪ ،‬ولو أن تعض بأصل شجرة‪ ،‬حتى يدركك الموت وأنت على‬
‫ذلك)»‪[ .‬صحيح البخاري (‪])1319 /3‬‬

‫‪41‬‬
‫انتهاء الحكم اإلسالمي وإعالن العلمانية وغيرها من الدعوات المبعدة عن تحكيم‬
‫الشريعة‬

‫استعمار البالد اإلسالمية وأولها فلسطين وجعل بيت المقدس بيد الكيان‬
‫اإلسرائيلي المزروع في وسط الوطن العربي لضمان فرقة العرب‬

‫تقسيم بالد المسلمين وظهور الحدود االستعمارية مما جعل بالد المسلمين ً‬
‫دوال‬
‫متفرقة‬

‫ظهور هيئة األمم المتحدة ونظام الفيتو كسقف دولي لالستعمار وسرقة األوطان‬
‫واستمرار الطغيان‬

‫انتشار الدعوات الهدامة الكافرة والضالة والمبتدعة‪ ،‬ومحاربة أهل السنة وما‬
‫يربط بها من مدارس علمية وتربوية وعلومهم وخاصة علمي الكالم والتصوف‬
‫‪42‬‬
43
‫الفتنة الرابعة؛ الصماء البكماء العمياء‬
‫❖ «عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪" :‬الفتنة الرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحر‪ ،‬ال يبقى بيت من العرب‬
‫والعجم إال مألته ذالً وخوفًا‪ ،‬تطيف بالشام‪ ،‬وتغشى بالعراق‪ ،‬وتخبط بالجزيرة بيدها ورجلها‪،‬‬
‫تعرك األمة فيها عرك األديم‪ ،‬ويشتد فيها البالء حتى ينكر فيها المعروف‪ ،‬ويعرف فيها المنكر‪،‬‬
‫ال يستطيع أحد يقول‪ :‬مه مه‪ ،‬وال يرقعونها من ناحية إال تفتقت من ناحية‪ ،‬يصبح الرجل فيها‬
‫كافرا‪ ،‬وال ينجو منها إال من دعا كدعاء الغرق في البحر‪ ،‬تدوم اثني عشر‬ ‫ً‬ ‫مؤمنًا ويمسي‬
‫عا ًما‪ ،‬تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب‪ ،‬فيقتتلون عليها حتى يقتل من كل‬
‫تسعة سبعة»‪[ .‬الفتن لنعيم بن حماد (‪])238 /1‬‬
‫❖ عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪« :‬الفتنة الرابعة ثمانية عشر عا ًما‪ ،‬ثم تنجلي حين‬
‫تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب‪ ،‬تكب عليه األمة‪ ،‬فيقتل عليه من كل تسعة سبعة»‪.‬‬
‫[الفتن لنعيم بن حماد (‪])336 /1‬‬

‫‪44‬‬
‫الفتنة الرابعة؛ الصماء البكماء العمياء‬
‫❖ عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪:‬‬
‫«تأتيكم‌من‌بعدي‌أربع‌فنت‪‌،‬فالرابعة‌منها‌‌الصماء‌‌العمياء‌املطبقة‪‌،‬تعرك‌األمة‌فيها‌‬
‫بالبالء‌عرك‌األديم‪‌،‬حتى‌ينكر‌فيها‌املعروف‪‌،‬ويعرف‌فيها‌املنكر‪‌،‬متوت‌فيها‌قلوبهم‌‬
‫كما‌متوت‌أبدانهم»‪[‌.‬الفتن لنعيم بن حماد (‪])67 /1‬‬

‫عن أرطاة بن المنذر قال‪ :‬بلغنا أن رسول هللا ‪ ‬قال‪:‬‬


‫«تكون‌يف‌أميت‌أربع‌فنت‌تصيب‌أميت‌يف‌آخرها‌فنت‌مرتادفة‪‌،‬فاألوىل‌تصيبهم‌فيها‌بالء‌‬
‫حتى‌يقول‌املؤمن‪‌:‬هذه‌مهلكيت‪‌،‬ثم‌تنكشف‪‌،‬والثانية‌حتى‌يقول‌املؤمن‪‌:‬هذه‌مهلكيت‪‌،‬ثم‌‬
‫تنكشف‪‌،‬والثالثة‌كلما‌قيل‪‌:‬انقضت‪‌،‬متادت‪‌،‬والفتنة‌الرابعة‌‌تصريون‌‌فيها‌‌إىل‌الكفر‪‌،‬إذا‌‬
‫كانت‌األمة‌مع‌هذا‌مرة‪‌،‬ومع‌هذا‌مرة‪‌،‬بال‌إمام‪‌،‬وال‌مجاعة‪‌،‬ثم‌املسيح‪‌،‬ثم‌طلوع‌‬
‫الشمس‌من‌مغربها‪‌،‬ودون‌الساعة‌اثنان‌وسبعون‌دجاال‪‌،‬منهم‌من‌ال‌يتبعه‌إال‌رجل‌‬
‫واحد»‪[‌.‬الفتن لنعيم بن حماد (‪])56 /1‬‬ ‫‪45‬‬
‫فتنة الرابعة الصماء البكماء العمياء الظلماء‬

‫هي فتنة العلماء‬

‫لذا يتخبط الناس كما‬ ‫عمياء عن رؤية‬ ‫بكماء عن قول‬ ‫صماء عن سماع‬
‫يتخبطون في الظالم‬ ‫الحق وحكم الشرع‬ ‫الحق ونصرته‬ ‫الحق والنصح‬

‫‪46‬‬
‫الفتنة الرابعة؛ الصماء البكماء العمياء‬
‫❖ هذه الفتنة اختلفت الروايات في بيان مدتها أنها ‪ 12‬عا ًما أو ‪ 18‬عا ًما‪.‬‬
‫❖ ويبقى السؤال هل نحن فيها؟ ومتى تبدأ؟‬

‫إن كانت الفتنة الرابعة هي الربيع العربي فأغلب الظن أنها بدأت بعد‬
‫كثير من العلماء‬
‫معركة الفرقان في غزة في فلسطين من يوم ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2008‬إلى‬
‫يقولون إن الربيع‬
‫‪ 18‬يناير ‪2009‬م‪ ،‬الموافق هجريًا ‪ 29‬ذي الحجة ‪1429‬هـ ‪22 -‬‬
‫العربي هي الفتنة‬
‫محرم ‪1430‬هـ‬
‫الرابعة‪ ،‬لشدة الحيرة‬
‫حيث أدت هذه المعركة إلى إحداث احتقان في الوطن العربي مع‬
‫فيها والقتل والتغيرات‬
‫األوضاع الصعبة التي يعيشها اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا‪.‬‬
‫وبدأ على إثرها الربيع العربي في تونس ‪2010 / 12 / 17‬م – ‪11‬‬ ‫وينطبق عليها الكثير‬
‫من أوصاف هذه الفتنة‬
‫‪ /‬محرم ‪1432 /‬هـ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫من نهاية معركة الفرقان في غزة‬
‫نهاية الفتنة الرابعة‪:‬‬

‫الفتنة الرابعة؛ الصماء البكماء العمياء‬


‫‪ 22‬محرم‬ ‫‪ 22‬محرم‬
‫‪ 12‬سنة‬
‫‪1442‬هـ‬ ‫‪1430‬هـ‬
‫‪2020 / 9 / 9‬م‬

‫‪2026 / 7 / 7‬م‬
‫أو‬
‫‪ 22‬محرم‬ ‫‪ 22‬محرم‬
‫‪ 18‬سنة‬
‫‪1448‬هـ‬ ‫‪1430‬هـ‬
‫‪48‬‬
‫من بداية الربيع العربي في تونس‬

‫الفتنة الرابعة؛ الصماء البكماء العمياء‬


‫نهاية الفتنة الرابعة‪:‬‬

‫‪1444‬هـ‬ ‫‪ 12‬سنة‬ ‫‪1432‬هـ‬


‫موافق‬
‫‪2022‬م‬
‫موافق‬
‫‪2028‬م‬ ‫أو‬
‫‪1450‬هـ‬ ‫‪ 18‬سنة‬ ‫‪1432‬هـ‬
‫‪49‬‬
‫الفتنة الرابعة؛ الصماء البكماء العمياء‬

‫‪.1‬‬

‫‪.2‬‬

‫‪.3‬‬

‫‪.4‬‬

‫‪50‬‬
‫بيت املقدس عنوان املرحلة‬
‫(طريق الخالص من الجبرية)‬

‫أعده أبو بكر؛ سامر رياض‬

‫‪51‬‬
‫في فضل جهاد أهل بيت المقدس‬
‫• عن أبي أمامة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪:‬‬
‫" ال تزال طائفة من أميت على الدين ظاهرين‪ ،‬لعدوهم‬
‫قاهرين‪ ،‬ال يضرهم من خالفهم إال ما أصابهم من ألواء‪،‬‬
‫حتى يأتيهم أمر اهلل وهم كذلك "قالوا‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬وأين‬
‫هم؟ قال‪ " :‬ببيت املقدس‪ ،‬وأكناف بيت املقدس "‬
‫• حديث صحيح لغيره «مسند أحمد» (‪ 657 /36‬ط الرسالة)‪ ،‬ورواه الواسطي في «فضائل البيت المقدس» (ص‪ )193‬وزاد فيه‪« :‬إال ما‬
‫أصابهم من ألواء‪ ،‬وهم كالشيء بين األكلة»‪ ،‬رواه السيوطي في جمع الجوامع «الجامع الكبير» (‪ )291 /22‬وزاد فيه‪َ « :‬إال َما‬
‫َاء َبيْنَ األَكلَ ِة»‬ ‫أَ َ‬
‫صا َب ُهم من ألواء وهم َك ِ‬
‫اإلن ِ‬
‫‪52‬‬
‫نظرة تأمل في الحديث‪:‬‬

‫• فيه إشارة إلى اتصال السند النبوي مع هؤالء الطائفة وهم أهل السنة‬
‫بمدارسهم العلمية والتربوية والفكرية والدعوية‬ ‫ال تزال‬
‫• كما فيه إشارة إلى االستمرارية في حركتهم وجهادهم‬

‫• الطائفة الجماعة وفي بعض الروايات بلفظ "عصابة" فليست هي من‬


‫قبيل الجيوش النظامية وليست منتسبة لدولة إسالمية التي تحمي‬
‫ظهورهم‪ ،‬ففيه إشارة إلى حصول ضعف الدولة المسلمة أو عدم‬ ‫طائفة من أمتي‬
‫وجودها‬

‫• أن ارتباطهم ارتباط ديني إيماني وليس ارتباط قومي أو فئوي أو‬


‫شعوبي‪ ،‬وهذا يفيد أنهم من طلبة العلم والتزكية‬
‫• ظاهرين أنهم يصدحون بالحق ويجاهرون بنصرته والدعوة إليه ويشار‬
‫على الدين ظاهرين‬
‫إليهم في ذلك‬
‫‪53‬‬
‫نظرة تأمل في الحديث‪:‬‬
‫• فيه إشارة أنهم ال يبالون بمدى قوة وغطرسة عدوهم‪ ،‬فهذه الطائفة تعتز بنفسها ومبادئها‬
‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ۡ ُ ۡ ُ ۡ ۡ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ‬
‫ُ‬
‫فاهلل ينصرهم ﵟإِن تنصروا ٱهلل ينصركم ويثبِت أقدامكم ﵞ ﵝمحمد ‪ :‬ﵗﵜ‬
‫َّ‬
‫لعدوهم قاهرين‬
‫• فيه أن عدوهم يستشعر في نفسه الهزيمة أمامهم مهما تبجح باالنتصار الظاهري‬

‫• وفي رواية (ال يضرهم من خذلهم) وفيه إشارة أن هؤالء القوم سيالقون من الخذالن‬
‫من المسلمين‪ ،‬بل سيالقون من يطعنونهم في ظهورهم من أبناء جلدتهم‪ ،‬فليحذر‬
‫المسلم أن يكون من المرجفين والمخذلين ولو بكلمة‪.‬‬ ‫ال يضرهم من‬
‫• وفيه إشارة إلى أنهم سيكونون على المنهج المرضي هلل ورسوله وأن من يخالفهم في‬
‫أصولهم عنده خلل في التصور والمنهج‪ ،‬فليحذر المسلم من التسرع في اتهام أولئك‬ ‫خالفهم‬
‫في عقائدهم‪ ،‬وليتبين سوء المخالفين لهم في دينهم وإن تعمموا وتزيُّوا بزي العلماء‬
‫والوعاظ‪.‬‬
‫• الألواء‪ :‬الشدة وضيق المعيشة‪ ،‬وهذا موجود في حياة أهل الشام‪ ،‬وأشدها ما يحصل في غزة والقدس‪،‬‬
‫تضييق على معايشهم وحصار غزة في ظل القصف والتدمير ومجازر اليهود بني صهيون المالعين‪.،‬‬
‫• وفي بعض الروايات‪( :‬إال أصابهم من ألواء وهم كاإلناء بين األكلة) وفيه إشارة إلى تكالب قوى الكفر‬
‫والعمالة عليهم بالمماطلة في تقديم الخدمات الرئيسية من ماء ودواء وطعام وكهرباء وأشدها في غزة‬
‫أصابهم من ألواء‬
‫اليوم وقد انمحقت كل دعاوى الغرب والمنظمات المنادية بحقوق اإلنسانية‪ ،‬إرضا ًء ألسيادهم‬
‫األمريكان وأوروبا وطفلهم المدلل الكيان اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫‪54‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬أول هذا‬
‫‪‬األمر نبوة ورحمة‪،‬‬
‫‪‬ثم يكون خالفة ورحمة‪،‬‬
‫‪‬ثم يكون ملكا ورحمة‪،‬‬
‫‪‬ثم يكون إمارة ورحمة‪،‬‬
‫‪‬ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر‪.‬‬
‫‪‬فعليكم بالجهاد‪ ،‬وإن أفضل جهادكم الرباط‪ ،‬وإن أفضل رباطكم عسقالن»‬
‫«المعجم الكبير للطبراني» (‪ ،)88 /11‬وقال في مجمع الزوائد‪ :‬ورجاله ثقات‪،‬‬
‫‪55‬‬
‫(فعليكم بالجهاد‪ ،‬وإن أفضل جهادكم‬
‫الرباط‪ ،‬وإن أفضل رباطكم عسقالن)‬

‫‪56‬‬
‫• ذكر النبي ‪ ‬المراحل السياسية لألمة وسبق الكالم‬
‫عليها‪ ،‬ولكن الملفت للنظر أنه ذكر مرحلة الجبرية‬
‫وأعقبها بالوصية بالجهاد إشارة إلى عدة أمور‪:‬‬

‫الجهاد لن يعطله المرحلة الجبرية‬

‫الجهاد يأخذ أشكال متعددة فكل ما فيه نصرة هلل وهزيمة للعدو فهو جهاد‬

‫األفضلية لنوع من الجهاد وهو الرباط‬


‫‪57‬‬
‫الجهاد لن يعطله المرحلة الجبرية‬
‫بل هو باق كما جاء في حديث «عن أنس‬
‫إن جهاد أهل غزة‬ ‫بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪... " :‬‬

‫اآلن ومن ينصرهم‬ ‫والجهاد ماض منذ بعثني اهلل إلى أن يقاتل‬
‫آخر أمتي الدجال‪ ،‬ال يبطله جور جائر‪ ،‬وال‬

‫جهاد مشروع ممدوح‬ ‫عدل عادل واإليمان باألقدار "»‬


‫(«سنن سعيد بن منصور ‪ -‬الفرائض إلى الجهاد ‪ -‬ت األعظمي» (‪)176 /2‬‬

‫‪58‬‬
‫• قال ابن أبي حاتم‪ :‬سمعت عمرو بن سواد‪ :‬قال لي‬
‫الشافعي‪ :‬ولدت بعسقالن‪ ،‬فلما أتى علي سنتان‪ ،‬حملتني‬
‫أمي إلى مكة‪.‬‬
‫• وقال ابن عبد الحكم‪ :‬قال لي الشافعي‪ :‬ولدت‬
‫بغزة سنة خمسين ومائة‪(،‬السير للذهبي )‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ .1‬أن النيب ﷺ مدح هذا اجلهاد وأثنى على‬
‫جماهدي عسقالن وغزة تابعة هلا‪.‬‬
‫‪ .2‬أن جهاد أهل فلسطني جهاد واضح لعدو‬
‫واضح الكفر وواضح العدوان‪.‬‬
‫‪ .3‬أن جهاد فلسطني هو من قبيل جهاد فرض‬
‫العني السرتجاع أرض إسالمية مغصوبة‬
‫‪60‬‬
‫قوله ﷺ‪" :‬وإن أفضل رباطكم عسقالن"‬
‫هذا المقطع في طيه بشارة بأن النصر حليف غزة ومن‬
‫يناصرها‪ ،‬ولعل ما يحصل في طوفان األقصى هو‬
‫ترجمة لهذا الحديث فقد تنتهي هذه الجولة من‬
‫معركة التحرير بتحرير عسقالن أو أجزاء منها‪.‬‬

‫‪(1‬تكالب قوى الكفر العالمي وهذا واضح ويتحقق‬


‫‪(2‬انفجار انتفاضة في الضفة الغربية وستكون‬
‫عنوانها انتفاضة "الزحف المقدس إلى بيت‬
‫المقدس"‪ ،‬ونحن في انتظارها‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫إن مدح النبي ﷺ لجهاد عسقالن يحمل في طيه تحذير‬
‫أولئك القوم الذين يخذلون المجاهدين والمرابطين‬
‫فيها‪ ،‬فإن المدح والثناء هو تزكية وإذن نبوي أن‬
‫جهادهم مشروع ورباطهم مرفوع‪.‬‬
‫ومن يقف من أولئك المرابطين موقف المخالف لهم‬
‫تحت أي ذريعة هو مخالفة للنبي ﷺ‪ ،‬وهؤالء المخذلون‬
‫والمرجفون أنواع‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫بيت املقدس عنوان املرحلة‬
‫فتنة جبل الذهب والصيلمة‬
‫أعده أبو بكر؛ سامر رياض‬

‫‪63‬‬
‫❖ «عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪:‬‬
‫(يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب‪ ،‬فمن حضره فال يأخذ منه شيئا)‪ .‬وفي رواية‬
‫(يحسر عن جبل من ذهب)» [البخاري (‪ ])2605 /6‬وفي رواية (عن جبل من ذهب وفضة) [الفتن لنعيم بن حماد (‪/1‬‬
‫‪ ،])335‬وفي رواية (وحتى يحسر الفرات بالكوفة عن جبل من ذهب) [أشراط الساعة وذهاب األخيار وبقاء األشرار لعبد الملك بن‬
‫حبيب (‪])91 /1‬‬
‫❖ عن أبي هريرة ‪ :‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪:‬‬
‫« ال تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه‪ ،‬فيقتل من كل‬
‫مائة تسعة وتسعون‪ ،‬ويقول كل رجل منهم‪ :‬لعلي أكون أنا الذي أنجو» [صحيح مسلم (‪])174 /8‬‬
‫وفي رواية (فإذا سمع الناس بذلك ساروا إليه‪ ،‬فيقول من عنده‪ :‬لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله) وفي أخرى‬
‫(من كل مائة تسعون) وفي رواية (فيقتل من كل ألف تسع مئة) وفي أخرى (من كل عشرة تسعة) وفي أخرى (من كل تسعة‬
‫سبعة)‬
‫‪64‬‬
‫❖ عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪:‬‬
‫«الفتنة الرابعة ثمانية عشر عا ًما‪ ،‬ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات‬
‫عن جبل من ذهب‪ ،‬تكب عليه األمة‪ ،‬فيقتل عليه من كل تسعة سبعة»‪.‬‬
‫[الفتن لنعيم بن حماد (‪])336 /1‬‬
‫❖ «‪" - 75 /4‬عن علي ‪ ‬قال‪:‬‬
‫الفتن أربع‪ :‬فتنة السراء‪ ،‬وفتنة الضراء‪ ،‬وفتنة كذا‪ ،‬فذكر معدن الذهب‪،‬‬
‫ثم يخرج رجل من عشيرة النبي ‪ ‬يصلح على يديه أمره"‪.‬‬
‫نعيم‪ ،‬وسنده صحيح على شرط م»‪[ .‬جمع الجوامع المعروف بـ الجامع الكبير (‪])127 /17‬‬

‫‪65‬‬
‫❖ وعن رجل من أهل الشام يقال له عمار قال‪ :‬أدربنا عا ًما‪ ،‬ثم قفلنا وفينا شيخ من‬
‫خثعم‪ ،‬فذكر الحجاج فسبه وشتمه‪ .‬فقلت له‪ :‬لم تشتمه وهو يقاتل أهل العراق في‬
‫طاعة أمير المؤمنين؟ قال‪ :‬إنه هو الذي أكفرهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪:‬‬
‫«يكون‌يف‌هذه‌األمة‌مخس‌فنت‪‌،‬فقد‌مضت‌أربع‪‌،‬وبقيت‌واحدة‌وهي‌الصيلم‪‌،‬‬
‫وهي‌‌فيكم‌‌يا‌‌أهل‌‌الشام‪‌،‬فإن‌أدركتها‌فإن‌استطعت‌أن‌تكون‌حجرًا‌فكنه‪‌،‬وال‌‬
‫تكن‌مع‌واحد‌من‌الفريقني‪‌،‬أال‌فاختذ‌نفقًا‌يف‌األرض»‪‌.‬‬
‫[حديث ضعيف‪ :‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل(‪ ، ،)304 /34‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (‪])309 /7‬‬
‫وفي رواية‪« :‬فإن أدركت اخلامسة فاستطعت أن تقعد يف بيتك فافعل‪ ،‬وإن استطعت‬
‫أن تبتغي نفقًا يف األرض فتدخل فيه فافعل»‪[ .‬زهر الفردوس (‪])401 /4‬‬

‫‪66‬‬
‫➢ ومعنى الصيلم‪ :‬الداهية‪.‬‬
‫➢ [لسان العرب (‪« :])340 /12‬وفي الحديث‪ :‬في هذه األمة خمس فتن قد مضت‬
‫أربع وبقيت واحدة وهي الصيرم؛ وكأنها بمنزلة الصيلم‪ ،‬وهي الداهية التي‬
‫تستأصل كل شيء كأنها فتنة قطاعة‪ ،‬وهي من الصرم القطع‪ ،‬والياء زائدة‪...‬‬
‫قال األزهري‪ :‬أصلها صلمة‪ .‬وأمر صيلم‪ :‬شديد مستأصل‪ ،‬وهو الصيلمية‪.‬‬
‫والصيلم‪ :‬األمر المستأصل‪ ،‬ووقعة صيلمة من ذلك‪ .‬واالصطالم‪ :‬االستئصال‪.‬‬
‫واصطلم القوم‪ :‬أبيدوا‪ .‬واالصطالم إذا أبيد قوم من أصلهم قيل اصطلموا»‪.‬‬
‫➢ «صرم هي بمنزلة الصيلم وهي الدامية المستأصلة»‪[ .‬الفائق في غريب الحديث (‪])297 /2‬‬

‫‪67‬‬
‫لورود روايات بأن ختام الفتنة الرابعة يكون بجبل الذهب ورواية أخرى بالموت؟‬
‫جبل الذهب‬
‫وفيها استئصال النظام العالمي الصهيوني‬

‫ألنها ذكرت بعد أربع فتن وبتصريح أنها خامسة؟‬ ‫فتنة خامسة‬

‫هل فتنة الصيلم هي‪:‬‬


‫إذ أجمع الناس أن ما يحصل في غزة ليس لها مثيل وأنها إبادة جماعة؟‬
‫حرب غزة‬
‫(طوفان األقصى)‬
‫أو أن معركة طوفان األقصى فيها استئصال العدو اإلسرائيلي والمشروع الصهيوني؟‬

‫إنهاء االحتالل اإلسرائيلي؟‬


‫من غزة (طوفان‬
‫إبادة اهل غزة؟‬
‫األقصى)‬
‫تهجير أهل غزة والفلسطينيين عمو ًما؟‬ ‫ممتدة في ختام‬
‫مرحلة الجبرية؟‬
‫نهاية الهيمنة األمريكية؟‬
‫إلى جبل الذهب‬
‫نهاية الصهيونية العالمية؟‬
‫‪68‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬جبل الذهب يُفهم على حقيقته‪ ،‬وهو ذهب خام أو تعبير عن كنوز من الذهب‬
‫المدفونة‬

‫ثانيًا‪ :‬البد أن نفهم حديث فتنة الذهب وفق السنن الكونية التي وضعها هللا تعالى‬
‫للكون‬

‫ثالثًا‪ :‬نحن في عصرنا الحديث هناك معطيات البد من اعتبارها في فهم الحديث‬
‫منها الجانب االقتصادي والسياسي والعسكري‬

‫رابعًا‪ :‬جبل الذهب إشارة إلى أزمة اقتصادية عالمية قد تنشأ عن أزمة سياسية‬
‫تتعلق بهيمنة الدوالر ودولتها األمريكية التي ستنهار وتضعف وتفقد هيمنتها‬

‫اقتتال الناس في عصرنا على جبل الذهب هو اقتتال الدول بجيوشها النظامية‪،‬‬
‫حتى تدعم اقتصادها وسيادتها من خالل االستيالء على جبل الذهب لدعم العملة‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫سا‪ :‬وصف الحديث أن الناس تتداعى إلى األخذ من جبل الذهب إشارة أنها‬
‫خام ً‬
‫حرب عالمية تؤدي إلى تدمير القوى المتقاتلة‬

‫وصف الحديث لشدة القتل في فتنة جبل الذهب هو إشارة أنها حرب يستخدم فيها‬
‫أسلحة فتاكة وقد رأينا في عصرنا تنوع األسلحة وقوة تدميرها‬

‫في عصرنا فإن دمار القوى يعني تدمير الجيوش النظامية وأنظمتها‪ ،‬وبالتالي‬
‫انتهاء النظام العالمي الحالي والهيمنة الصهيونية العالمية‬

‫لن ينجو من جبل الذهب إال أهل الزهد والتزكية للنفس‪ ،‬وسيقتتل على الذهب أهل‬
‫السلطة والمال والجشع والجوع‬

‫وظيفة جبل الذهب في الحقيقة هو إنهاء كامل لمرحلة الجبرية والقضاء على‬
‫تهديدات الكفر العالمي باستخباراته وتحالفاته وعسكرته للتهيأة للخالفة‬
‫الراشدة الثانية وحكم المهدي المنتظر‬
‫‪70‬‬
‫بيت املقدس عنوان املرحلة‬
‫(وختامها مسك‪ :‬الخالفة‬
‫الراشدة الثانية)‬
‫أعده أبو بكر؛ سامر رياض‬

‫‪71‬‬
‫عود على بدأ‪ :‬المراحل السياسية لألمة اإلسالمية‬
‫ف َح ِديََث ُه‪َ ،‬ف َج ََ‬
‫اء أَ ُبو‬ ‫ان َب ِشيرَ َر ُج ً َ‬
‫ل َي ُك ُّ َ‬ ‫اّلل ‪َ ،‬و َك ََ‬ ‫ول ََِّ‬
‫ودا ِفي ا ْل َم ْس ِج َِد َم ََع َر ُس َِ‬ ‫ال‪ُ ( :‬ك َّنا ُق ُع ً‬ ‫ن َس ْعدَ ‪َ ‬ق ََ‬ ‫ن َب ِشيرَِ ْب َِ‬ ‫ان ْب ََ‬
‫الن ْع َم ََ‬
‫• عن ُّ‬
‫ان ح َذي َف َُة َق ِ‬
‫اع ًدا َم ََع َب ِشيرَ‪َ ،‬ف َق ََ‬
‫ال ُح َذ ْي َف َُة‪ :‬أَ َنا أَ ْح َف َُ‬ ‫اّلل ‪ِ ‬في ْاْلُمر ِ‬ ‫ول َّ ِ‬‫يث رس ِ‬ ‫ظحِ‬ ‫َ‬ ‫ال‪ :‬يا ب ِ‬
‫ظ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫؟‬ ‫اء‬
‫ََ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬‫ع‬‫َث ْع َل َب ََة َف َق ََ َ َ ُ ْ َ ْ‬
‫س‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ير‬
‫َ‬ ‫ش‬
‫ول ََِّ‬
‫اّلل ‪:‬‬ ‫ال َر ُس َُ‬ ‫ال ُح َذ ْي َف َُة‪َ :‬ق ََ‬ ‫س أَ ُبو َث ْع َلب ََة َف َق ََ‬‫ُخ ْطب َت ُه‪َ ،‬ف َج َل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ون‪ ،‬ث ُ هم يَ ْرفَعُ َها ِإذَا شَا َء أ َ ْن يَ ْرفَعَ َها‪.‬‬
‫َّللاُ أ َ ْن ت َ ُك َ‬
‫• «إِنَّ ُك ْم فِي النُّبُ َّو ِة َما شَا َء ه‬
‫ون‪ ،‬ث ُ هم يَ ْرفَعُ َها ِإذَا شَا َء أ َ ْن يَ ْرفَعَ َها‪.‬‬‫َّللاُ أ َ ْن ت َ ُك َ‬
‫ون َما شَا َء ه‬ ‫ُون ِخ َالفَة َ‬
‫علَى ِم ْن َهاجِ النُّبُ َّو ِة‪ ،‬فَت َ ُك ُ‬ ‫• ث ُ َّم تَك ُ‬
‫ون‪ ،‬ث ُ هم يَ ْرفَعُ َها ِإذَا شَا َء أ َ ْن يَ ْرفَعَ َها‪.‬‬
‫َّللاُ أ َ ْن يَ ُك َ‬
‫ون َما شَا َء ه‬ ‫ضا‪ ،‬فَيَ ُك ُ‬ ‫ُون ُم ْلكًا عَا ًّ‬ ‫• ث ُ َّم تَك ُ‬
‫ون‪ ،‬ث ُ هم يَ ْرفَعُ َها ِإذَا شَا َء أ َ ْن يَ ْرفَعَ َها‪.‬‬
‫َّللاُ أ َ ْن ت َ ُك َ‬
‫ون َما شَا َء ه‬ ‫ُون َج ْب ِريَّةً‪ ،‬فَت َ ُك ُ‬
‫• ث ُ َّم تَك ُ‬
‫علَى ِم ْن َهاجِ النُّبُ َّو ِة» ‪ ،‬ث ُ َّم َ‬
‫س َكتَ ‪.‬‬ ‫ُون ِخ َالفَةٌ َ‬
‫• ث ُ َّم تَك ُ‬
‫ينَ‬ ‫ِِ‬ ‫ون أَ ِم َ‬
‫ت ِإ َلي َِه‪ :‬إني أَ ْر ُجو أَ َْن ََي ُك ََ‬ ‫ت ِإ َلَي َِه أُ َذ ِكر َُه ا ْل َح ِد َ َ‬
‫ان ِفي َص َح َاب ِت ِه‪َ ،‬ف َك َتب ُ َ‬ ‫الن ْع َم َِ‬ ‫ال‪َ :‬ف َق ِد ََم ُع َم َر َو َم َع َُه َيزِ َُ‬
‫ير ا ْل ُم ْؤمن َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يث َف َك َتب ُ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫يد ْب َُ‬
‫ن‬
‫ُ‬
‫• َق ََ‬
‫اب َفأَ ْد َخ َل َُه َع ََلى ُع َمر‪َ ،‬ف ُس َر ب َِِه َوأَ ْع َجب َُه) اهـ‪.‬‬ ‫يد ا ْل ِك َت َ َ‬
‫ال‪َ :‬فأَ َخ ََذ َيزِ َُ‬ ‫اض َوا ْل َجبرِ َّي َِة َق ََ‬‫ك ا ْل َع ِ َ‬ ‫َب ْع ََد ا ْل ُم ْل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫• حديث حسن رواه أحمد في مسنده‪ :‬ح‪ ،18406‬أبي داود الطيالسي في مسندهك ح‪ ،439‬ورواه البزار في مسنده‪ :‬ح‪.2796‬‬
‫‪72‬‬
‫عالقة جبل الذهب بالخالفة الراشدة الثانية‬

‫❖ «"عن علي ‪ ‬قال‪:‬‬


‫الفتن أربع‪ :‬فتنة السراء‪ ،‬وفتنة الضراء‪ ،‬وفتنة كذا‪ ،‬فذكر معدن الذهب‪،‬‬
‫ثم يخرج رجل من عشيرة النبي ‪ ‬يصلح على يديه أمره"‪.‬‬
‫نعيم‪ ،‬وسنده صحيح على شرط مسلم»‪[ .‬جمع الجوامع المعروف بـ الجامع الكبير‪])127 /17( - 75 /4‬‬

‫‪73‬‬
‫عاصمة اخلالفة الراشدة الثانية‬

‫‪74‬‬
‫متى تكون بيعة املهدي؟‬

‫‪75‬‬
‫عن تبيع‪ ،‬قال‪« :‬سيعوذ بمكة عائذ فيقتل‪ ،‬ثم يمكث الناس برهة‬
‫متى تكون بيعة املهدي؟‬ ‫من دهرهم‪ ،‬ثم يعوذ عائذ آخر‪ ،‬فإن أدركته فال تغزونه‪ ،‬فإنه‬
‫جيش الخسف»‪[ .‬الفتن لنعيم بن حماد (‪])327 /1‬‬

‫العائذ األول‪ :‬هو محمد القحطاني ومعه جيهيمان العتيبي وتم‬


‫تصفيتهم في عام ‪1400‬هـ‪ ،‬وأما العائذ الثاني هو المهدي‬
‫المنتظر‬
‫عن أبي هريرة أن رسول هللا ‪ ‬قال‪" :‬أعمار أمتي ما بين‬
‫الستين إلى السبعين‪ ،‬وأقلهم من يجوز ذلك"‪( .‬صحيح لغيره) [سنن ابن‬
‫ماجه (ص‪ 892‬ت هادي)]‬

‫فتكون المدة الزمانية من ستين إلى سبعين وقد تمتد إلى قريب‬
‫المئة‪ ،‬والحديث يخبر أنها برهة من أعمار من عاصر حادثة‬
‫العائذ األول‬
‫فلو فرضنا أن مولودًا ولد في زمن فتنة جهيمان ‪1400‬هـ فنزيد‬
‫عليها ‪ 60‬سنة كحد أدنى فتكون بيعة المهدي ما بين ‪1460‬هـ إلى ما‬
‫قبل ‪1500‬هـ‬ ‫‪76‬‬
‫متى تكون بيعة املهدي؟‬
‫فيكون ظهور المهدي‬
‫ما بين ‪1460‬هـ إلى‬ ‫فيكون الحج في‬ ‫إذا حولنا التاريخ‬ ‫‪1400 /1/ 1‬هـ ‪+‬‬
‫يكون = ‪/ 2 / 5‬‬
‫ما قبل ‪1500‬هـ‬ ‫فصل الشتاء من‬ ‫الهجري إلى‬ ‫‪/1/1 = 60‬‬
‫بشرط أن يكون الحج‬ ‫‪2038‬م‬
‫تلك السنة‬ ‫الميالدي‬ ‫‪ 1460‬هـ‬
‫في الشتاء‬

‫عن ثوبان ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪:‬‬


‫«يقتتل عند كنزكم ثالثة كلهم ابن خليفة‪ ،‬ثم ال يصير إلى واحد منهم‪ ،‬ثم تطلع الرايات‬
‫السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتاال لم يقاتله قوم ‪ -‬ثم ذكر شيئا فقال ‪ -‬إذا رأيتموه‬
‫فبايعوه ولو حبوا على الثلج‪ ،‬فإنه خليفة هللا المهدي» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين "‬
‫[التعليق ‪ -‬من تلخيص الذهبي]‪ - 8432‬على شرط البخاري ومسلم‪[ .‬المستدرك على الصحيحين (‪])510 /4‬‬

‫‪77‬‬
‫ُون ِخ َالفَة َ‬
‫علَى ِم ْن َهاجِ النُّبُ َّو ِة‬ ‫ث ُ َّم تَك ُ‬
‫تبدأ ببيعة المهدي المنتظر وهو محمد بن عبد هللا‬

‫يكون بيت المقدس عاصمة الخالفة الراشدة الثانية‬

‫أهم عالمة للمهدي خسف الجيش الذي يأتي لقتاله‬

‫يسبق ذلك حرب جبل الذهب وهي حرب عالمية‬

‫تكون حرب جبل الذهب في نهاية الفتنة الرابعة‬


‫‪78‬‬
‫مالحظات مهمة‬ ‫ال عالقة بين تحرير المسجد األقصى والمهدي المنتظر‬

‫ولن تكون هناك قضية الصراع اإلسالمي الصهيوني في‬


‫فلسطين‬

‫ال عالقة للمهدي بالعالمات الكبرى ولن يعاصر األعور‬


‫الدجال‬

‫دولة الخالفة الراشدة الثانية طويلة نسبيًا وسيعقب المهدي‬


‫خلفاء راشدون‬

‫عن خيثمة عن رسول هللا ‪ ‬قال‪« :‬سيكون من بعدي خلفاء‪ ،‬ومن بعد الخلفاء‬
‫أمراء‪ ،‬ومن بعد األمراء ملوك جبابرة‪ ،‬ثم يخرج رجل من أهل بيتي يمأل األرض‬
‫عدال كما ملئت جورا‪ ،‬ثم يؤمر بعده القحطاني ‪ ،‬فوالذي بعث محمدا ما هو بدونه»‬ ‫‪79‬‬
‫بيت املقدس عنوان املرحلة‬
‫خامتة‬
‫أعده أبو بكر؛ سامر رياض‬

‫‪80‬‬
‫حقائق البد من التذكير بها‬
‫‪ .1‬فلسطين أرض إسالمية محتلة‪ ،‬ولم يتغير وصفها من دار إسالم إلى دار كفر‪ ،‬وهذا‬
‫بخالف بعض المنتسبين للعلم‪ ،‬وعليهم أن يراجعوا أنفسهم‪ ،‬ويكفي في بيان هذه‬
‫الحقيقة قول رسول هللا ‪:‬‬
‫(عن أبي أمامة ‪ ‬قال‪ :‬قال ‪" :‬ال تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين‪ ،‬لعدوهم‬
‫قاهرين‪ ،‬ال يضرهم من خالفهم إال ما أصابهم من ْلواء‪ ،‬حتى يأتيهم أمر اّلل‪ .‬وهم كذلك"‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول اّلل وأين هم؟ قال‪" :‬ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وأخرجه أيضا الطبراني‬
‫قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات)‬

‫فالصلوات قائمة واْلذان يرفع والمسلمون منتشرون في أرجاء أراضي فلسطين‪ ،‬والمرابطون‬
‫في المسجد اْلقصى متواجدون ومستمرون‪ ،‬والقرآن يُقرأ وعلى مكبرات الصوت‪ ...‬وغير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫حقائق البد من التذكير بها‬
‫‪ .2‬المقاومة الفلسطينية المسلحة بكافة فصائلها ومهما كانت انتماءاتها فرادى‬
‫وجماعات؛ حماس والجهاد وشهداء األقصى وأبو علي مصطفى وغيرها ممن يقاتل‬
‫ألجل هللا تعالى وحماية المقدسات واألراضي اإلسالمية فهم المرابطون المجاهدون‬
‫أصحاب الحق وأصحاب األرض ونواب عن جميع المسلمين األتقياء الشرفاء‪ ،‬ولن‬
‫يتم القضاء عليهم وال هزمهم‪ ،‬وليسوا إرهابيين وال مجرمين وال قطاع طريق وال‬
‫أدعياء‪.‬‬
‫ومن يناقش في هذا فعليه أن يواجه رسول اّلل ‪ ‬كما سبق في الحديث أكناف بيت‬
‫المقدس وحديث (وخير رباطكم عسقلن) وأحاديث فضائل بيت المقدس وأهلها‪.‬‬
‫وهذا الشرف لهؤالء المجاهدين وأنصارهم في جميع أنحاء العالم مستمرون إلى أن‬
‫يحاربوا اْلعور الدجال مع سيدنا عيسى عليه السلم في آخر الزمان‪ .‬وعلى المسلم أن‬
‫يختار الكينونة معهم والشرف بذلك أو البعد عنهم والخزي في ذلك‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫حقائق البد من التذكير بها‬
‫‪ .3‬على الشعب الفلسطيني أوالً والعربي ثانيًا والعالم اإلسالمي ثالثًا أن يعلموا‬
‫رجع األرض المقدسة فلسطين والقدس إال أصحاب القلوب‬ ‫أنه لن يُ ِ‬
‫المقدسة والنفوس الزكية أصحاب العبودية الحقة هلل تعالى وأي خلل في‬
‫هذا سيؤخر تحرير القدس وفلسطين والعالم اإلسالمي برمته من‬
‫الصهيونية العالمية‪.‬‬
‫‪ .4‬الكيان اإلسرائيلي كيان محتل ألرض فلسطين اإلسالمية وغاصب لحق‬
‫ساكنيها والمسلمين‪ ،‬وهو كيان زائل وال حق له في البقاء في فلسطين‪ ،‬بل‬
‫هو كيان مجرم وليس لهم دولة ومصيرهم الطرد من أرض فلسطين‪ ،‬وأن‬
‫الصهيونية العالمية من خلفهم منظمة إرهابية مجرمة وعلى أحرار العالم‬
‫‪ 83‬الخالص من سطوتهم وهي اآلن في أفول وزوال‪.‬‬
‫حقائق البد من التذكير بها‬
‫‪ .5‬وبناء على ما سبق فعلى جميع العالم كله أن يفقه ويفهم أن فلسطين دولة عربية إسالمية واحدة‬
‫موحدة ال تتجزأ؛ وأنه ال يوجد شيء اسمه "حل الدولتين"‪ ،‬بل الحل الوحيد هو تحرير كامل األراضي‬
‫الفلسطينية ورجوع أهلها إليها‪ ،‬وال مكان للكيان الصهيوني اإلسرائيلي في أي شبر فيها وال أصغر‬
‫من ذلك شاء من شاء وأبى من أبى‪.‬‬
‫‪ .6‬صحيح أن قتلى وجرحى ومفقودي إخواننا في غزة كبير يقرب من المئة ألف‪ ،‬لكن خسائر العدو‬
‫ضا كبير‪ ،‬فقتالهم وجرحاهم هم جنود وعسكر‪ ،‬وكل ما يؤدي إلى إخراج الجندي من‬ ‫الصهيوني أي ً‬
‫الخدمة فهو بمثابة الموت‪ ،‬فقتلى العدو وجرحاه هم في حكم الموتى‪ ،‬وتقديري أن كل ثالثة‬
‫ً‬
‫فضال عن اآلليات‬ ‫فلسطينيين يقابله جندي خارج عن الخدمة (‪ 3‬فلسطيني ‪ 1 :‬جندي صهيوني)‪،‬‬
‫والخسائر المعنوية إعالمية وتعاطفية‪.‬‬
‫لكن هناك فرق بين فلسطيني شهيد أو جريح مدني ‪-‬أغلبهم أطفال ونساء ‪ -%75‬فهو ليس خسارة‬
‫حقيقية في موازين القوة‪ ،‬فالشهادة شرف وجنة والجريح سيخدم بلده ويبنيه بطريقة أو أخرى‪ .‬رغم أن‬
‫قطرة دم مسلم ومسلمة أغلى من الدنيا وما فيها‪.‬‬
‫ً‬
‫فضال عن كونه في النار‪.‬‬ ‫أما الجندي العسكري فخروجه عن الخدمة فخسارة حقيقية فهو إضعاف قوة لبلده‬
‫‪84‬‬
‫نحن اآلن في طوفان األقصى وبطوالت المقاومة في غزة ثم الضفة والصمود األسطوري والرباط‬
‫العجيب من أهل غزة العزة‬
‫هذه المعركة لها احتماالن‪:‬‬
‫‪ -1‬انتهاءها بانتصار المقاومة ثم بعد برهة قليلة سيكون هناك انفجار لزحف مقدس إلى القدس‪.‬‬
‫‪ -2‬أو ستستمر هذه المعركة وتتوسع في جميع فلسطين ثم المنطقة وتحرير فلسطين‬
‫قد يحصل تهجير ألهل فلسطين إلى البالد المجاورة مما سيؤدي إلى اندالع مواجهات حقيقية على‬
‫حدود األردن‪ ،‬وقد تندلع مواجهات على حدود األردن الحتمال أن يتحامق المحتل الصهيوني‬
‫بالسعي الحتالل شرق نهر األردن‪.‬‬
‫ما يحدث في غزة هو آواخر الفتنة الرابعة وهي الصيلم التي ذكر أمرها في بعض األحاديث‪،‬‬
‫والصيلم أي االستئصال‪ ،‬واالستئصال يكون بالقتل كما يحدث اآلن وبالتهجير كما يحاول االحتالل‬
‫‪85‬‬
‫ما بعد االحتالل اإلسرائيلي‬
‫يكثر اآلن في أوساط السياسيين والصهاينة وقوى الكفر والشر والظلم العالمي‬
‫الحديث عما بعد المقاومة في غزة‪ ،‬لذا فمن حقنا أن نتكلم عما بعد االحتالل‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬بل واألمريكي وكذلك ما بعد الهيمنة الصهيونية فنقول‪:‬‬

‫مرحلة الخالفة‬
‫حرب جبل‬ ‫أزمة اقتصادية‬ ‫نهاية إسرائيل‬
‫الراشدة الثانية‬ ‫ثم انهيار أمريكا‬
‫الذهب وانهيار‬ ‫وسياسية‬ ‫قاب قوسين أو‬
‫وعاصمتها‬ ‫وحلفاؤها‬
‫النظام العالمي‬ ‫عالمية‬ ‫أدنى‬
‫القدس‬

‫‪86‬‬
‫وهنا مالحظة مهمة جدًا جدًا جدًا‪ ....‬وهي‪:‬‬

‫أنه ال عالقة مباشرة بين تحرير القدس وفلسطين‬


‫ونهاية العالم‪ ،‬وال بين المهدي ونهاية العالم‪ ،‬فالخالفة‬
‫الراشدة الثانية ستكون طويلة ويتعاقبها عدد من الخلفاء‬
‫بل وال بين تحرير فلسطين ونشوء الخالفة الراشدة‬
‫فسيكون بينهما عدة سنوات‪.‬‬

‫وليس المهدي هو من سيحرر فلسطين‪ ،‬بل ستكون‬


‫محررة وسيأتيها ويستقر فيها‪.‬‬

‫هذا خالصة ما فهمته من تفكري في أحاديث الفتن‬


‫وفقه التحوالت وهللا أعلم‬ ‫‪87‬‬
88
89

You might also like