You are on page 1of 30

‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫المسكن الروماني بالمدن التحصينية (مسكن الفسيفساء بتيديس نموذجا)‬

‫أ‪ .‬بوعويرة نبيل ‪-‬بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة‪ -2‬الجزائر‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تعترب عمارة ادلسكن من أىم وأوىل النشاطات ادلعمارية اليت مارسها اإلنسان‪،‬‬
‫وذلك دلا كان ذلا من أمهية ودور كبًنين يف ربسٌن ظروف معيشة الفرد منذ‬
‫بدايات وجوده على وجو األرض‪ ،‬حيث ظلت أمهيتها راسخة يف عمران سلتلف‬
‫احلضارات اإلنسانية‪ ،‬وىو األمر الذي ذبلى بوضوح يف عمارة ادلساكن الرومانية‬
‫دبختلف أضلاء العامل الروماين‪ ،‬حيث سنسعى ىنا لتأكيد ذلك من خبلل دراسة‬
‫لعينة من مساكن ادلدن التحصينية‪ ،‬وىو ما عرف اصطبلحا دبسكن‬
‫الفسيفساء‪ ،‬إذ رغم طبيعة الدور السياسي والعسكري الذي لعبتو ادلدينة اليت‬
‫وجد هبا(تيديس) إال أنو استطاع بتخطيطو مسايرة سلططات ادلساكن الرومانية‬
‫دبختلف مدن العامل الروماين على غرار روما‪ ،‬تيمقاد ومجيلة‪ ،..‬كما استطاع‬
‫أيضا أن حيفظ لنفسو نوعا من اخلصوصية ادلعمارية اليت نتجت عن الطبيعة‬
‫العسكرية للمدينة زيادة عن خصوصيتها التضاريسية‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪263‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

The houses architecture is the first and most important


architectural activities practiced by human, Because of
its role in improving human living conditions since the
beginning of its existence on earth, where it has
maintained its importance through the history of
civilizations, this was justified by the architecture of the
houses in Roman civilization, We seek through this
research to confirm This important By studying the
monuments of the mosaic house in Tiddis site. Despite
the military role of the city, but the plan of the house
was similar with houses plans of Roman cities like
Rome, Timgad and djemila…, on top of that it is
characterized by architectural specificities due by the
political role of Tiddis and the topography of the city.
9‫مقدمة‬

Le castellum ( ‫تيديتانوروم‬ ‫الكاستلوم‬ ‫أو‬ ‫تيديس‬


‫) واحدة من بٌن ادلدن اليت كانت تابعة لئلقليم‬Tidditanorum
‫ ىذا اإلقليم الذي غل ادلنطقة اليت حازىا سيتيوس من‬،‫الكونفدرايل السريت‬
‫ إذ كان يضم أربع مستعمرات ىي مستعمرة سًنتا‬،‫قيصر يف العهد اإلمرباطوري‬
‫) ومستعمرة غولو‬Rusicade( ‫) ومستعمرة روسيكادا‬Cirta(

262 98‫العدد‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫(‪ )Chulu‬ومستعمرة ميبلف (‪ ،1)Milev‬ومن بٌن القرى اليت كانت تابعة‬


‫وصدار (‪ )Seddar‬وتيديس‬
‫دلستعمرة سًنتا ضلصي‪ 9‬كالديس (‪ً )Caldis‬‬
‫(‪ )Tiddis‬وسيبل (‪ )Sila‬وتيجيسيس (‪ )Tigisis‬وأوزيليس (‪.2)Uzelis‬‬

‫رغم أن ادلدينة كان ذلا دور عسكري بدرجة أوىل إال أن عمراهنا قد‬
‫احتوى على ك ما ديكن أن ربتويو ادلدن الرومانية من منشآت دينية‪،‬‬
‫عسكرية‪ ،‬ومدنية‪ ،‬وذلك مع بعض اخلصوصيات واالستثناءات اليت ميزت‬
‫أغلب ىذه ادلنشآت‪.‬‬

‫إذا كلًنىا من ادلدن الرومانية فقد عرف عمراهنا وجود ادلساكن اخلاصة‬
‫ذات التخطيطات وادلساحات ادلتباينة وقد ذبسد أحسن مثال هبا فيما اصطلح‬
‫عليو (فيبل الفسيفساء)‪ ،‬حيث يعد بشك ما مثاال للمنزل الروماين احلضري‬
‫(‪ )Domus‬وذلك لشك عمارتو اليت تتقاطع نوعا ما مع عمارة ادلساكن‬
‫الرومانية سواء يف روما أو يف ادلقاطعات الرومانية‪ ،‬حيث سنسعى فيما يلي من‬
‫صفحات ىذا البحث إىل تقصي أىم مكونات وشليزات ىذا ادلسكن وبالتايل‬
‫التعرف على طبيعة تقسيماتو ومنو ربري مدى تأثر عمارتو بعمارة ادلسكن‬
‫الروماين‪.‬‬

‫‪263‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫المسكن الروماني بشمال إفريقيا‪ 9‬لقد اختلفت ادلخططات ادلعمارية‬


‫للمساكن الرومانية عن بعضها البعض يف سلتلف ادلقاطعات الرومانية‪ ،‬وىذا‬
‫لعوام كثًنة منها الظروف ادلناخية وكذلك اخلصائص االجتماعية لك‬
‫مقاطعة‪ ،‬فادلسكن الروماين األفريقي مثبل مل حيتوي يف اللالب على قاعات‬
‫مللقة‪ ،‬فقد جاءت ك قاعاتو مفتوحة على فضاء داخلي قد يكون ساحة أو‬
‫حديقة أو أن يكون مسبحا أحيانا أخرى‪ ،‬وصلد عادة نافورة ماء يف ىذا‬
‫الفضاء الداخلي‪ ،‬والقاعة الرئيسية فيو ىي قاعة األويكوس (‪ )Oecus‬وىي‬
‫قاعة أك وعزومات‪ ،‬كما أن ىنآك غرف ذات طابع استثنائي يف ادلنازل‬
‫الرومانية األفريقية مث منازل بوالرجييا (‪ ،3)Bulla Regia‬وىي غرف ربت‬
‫أرضية وتضاء بواسطة فتحات على مستوى أرضية الشارع‪ ،‬بنيت دلقاومو احلرارة‬
‫الشديدة يف فص الصيق‪ ،‬وصلد دائما األمبلوفيوم (‪ 4)Impluvium‬متامخا‬
‫ألحد جدران ادلنزل عوض آن يشل مركز القاعة‪ ،‬وديكن أن نعترب ىذه‬
‫اخلصوصيات أصلية زللية‪ ،‬هتدف أساسا دلقاومة احلرارة الشديدة يف فص‬
‫الصيف بالنسبة لللرف ربت األرضية وضمان التهوية بالنسبة للتوزيع ادلعماري‬
‫اجلديد ألقسام ادلنزل مث موضع األمبلوفيوم (‪.)Impluvium‬‬

‫خبصوص دراستنا ىذه حول ادلسكن الروماين بادلدن التحصينية فسوف نعتمد‬
‫فيها مبدأ دراسة مكونات مسكن الفسيفساء بتيديس ومنو ادلقارنة بٌن ما توفر‬

‫‪264‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫لدينا يف سلططو من جهة وادلخططات النموذجية للمسكن الروماين من جهة‬


‫أخرى‪.‬‬

‫مسكن الفسيفساء (‪ )La maison à mosaïque‬بتيديس‪ 9‬إن‬


‫سلطط مسكن الفسيفساء يف غكلو العام عبارة عن غبو منحرف قاعدتو‬
‫الكربى باذباه الشرق‪ ،‬والصلرى باذباه اللرب‪ ،‬وىذا ادلركب بذاتو ديث جزء من‬
‫رلموعة مباين زلاذية لو‪ ،‬حيث أن جانبو األدين يرتبط مع رلموعة من القاعات‬
‫ادلرتبطة بدورىا مع منشآت أخرى يصعب معرفة طبيعتها احلقيقية رغم علو‬
‫أسوارىا‪ ،‬أما جهتو اليسرى فقد حفت بطريق يوص إىل درج الديكيمانوس‬
‫الكبًن (أنظر صورة ‪.)10‬‬

‫للعلم فإنو يف وصفنا وأثناء اعتمادنا على ادلخطط ادلنجز من طرف برتيي‬
‫(‪ 5)Berthier‬قد عملنا على إعطاء تسميات حرفية لقاعات ادلبىن تتوافق‬
‫مع األحرف ادلوجودة داخ ادلخطط العام لقاعات ىذا ادلبىن‪ ،‬وىذا قصد‬
‫تقدمي غروحات واضحة ووصف دقيق (أنظر شكل‪.)10‬‬

‫بهو الجهة الغربية (ط)‪ :‬أىم مداخ ىذا ادلبىن يقع باجلهة اللربية أين ينفتح‬
‫بعتبة تفضي مباغرة إىل هبو‪ ،‬وقد بنيت ىذه العتبة يف فرتة متأخرة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يثبتو تَ َوض َعها فوق تبليط سابق‪ ،‬إن حالة احلفظ السيئة ذلذا اجلزء صعبت من‬

‫‪265‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫معرفة الدور احلقيقي للفضاء أو األرضية اليت تعلو اخلزانات ىذا الفضاء الذي‬
‫يرتبع على أكرب ادلساحات هبذا ادلنزل وىي ادليزة اليت ذبعلنا نستبعد أن يكون‬
‫رلرد هبو (‪ )Vestibule‬أو شلر مرتبط بادلدخ اللريب يف حٌن نتحفظ يف‬
‫اجلزم بكونو (‪ 6)Atrium‬لعدم وجود أدلة تبٌن انفتاحو على اللرف احمليطة‬
‫بو وىي ادليزة الرئيسية اليت ديتاز هبا ك (‪ ،)Atrium‬ىذا ولو علمنا أيضا أن‬
‫األجزاء من السقف الذي يعلو جوانب األتريوم وحييط ب (‪)Impluvium‬‬
‫يكون زلمي دبا يسمى ب (كنًة) أو سقيفة ملطاة بالقرميد وتستند على ىيك‬
‫من عوارض خشبية كبًنة ربم بدورىا على أربع دعامات أو أعمدة تشل ك‬
‫واحدة من ىن زاوية وديكن أن تكون أكثر من أربعة إذا زادت مساحة‬
‫األتريوم‪ ،7‬إذا ومن ىذا ادلعطى فإننا ديكن أن نتحفظ أيضا يف اجلزم بوجود ىاتو‬
‫األعمدة اليت مل يبقى ذلا أثر على أرضية البهو‪ ،‬زيادة على ذلك فإن ادلستوى‬
‫التحت أرضي ذلذه األرضية والذي غللت ك مساحتو باخلزانٌن ذبعلنا نستبعد‬
‫وجود ىذه األجزاء من ادلسكن بسبب تأثًن ثقلها على غطاء اخلزانٌن‪.‬‬

‫الخزان ذو الحوضين (ط)‪ :‬غطي ىذا اخلزان بلطاء غ َك أرضية للقاعة ذات‬
‫ادلدخ ادلباغر من الرواق اللريب‪ ،‬ولقد امتاز ىذين احلوضٌن بنفس اخلصائص‬
‫وقد اتصبل فيما بينهما بواسطة قناة‪.‬‬

‫‪266‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ -‬احلوض اللريب أصلز غطاؤه خبرسانة مبلط شلزوجة باحلصى على غك سقف‬
‫مقبب ذو وجو داخلي زلدب‪ ،‬وقد ثقب سقف ىذا اخلزان يف جانبيو ليسمح‬
‫دبرور أنبوبٌن فخاريٌن بطول ‪9769‬م وقطر ‪ 97,9‬م يستعمبلن يف م ء‬
‫اخلزان‪ .‬أما احلوض الشرقي فقد وجد جبهتو اجلنوبية ثقب للتفريغ حيث مازال‬
‫يلتصق بو جزء من أنبوب رصاصي‪.‬‬

‫بالقرب من البوابة اللربية ذلذه القاعة اليت تعلو احلوضٌن يوجد حوض صلًن من‬
‫احلجارة على غك برمي دائري بقياس ‪9739‬م قطر داخلي ‪ 9759‬قطر‬
‫خارجي و‪9729‬م عمق‪ ،‬وقد احتوى ىذا الربمي على ثقب دائري يقاب أحد‬
‫األنبوبٌن الفخاريٌن السابقٌن اللذين يستعمبلن يف ملئ اخلزان (أنظر‬
‫صورة‪)12‬‬

‫وىنا يظهر أن دور ىذا احلوض أو الربمي احلجري الصلًن ديكن أن يتشابو مع‬
‫دور (‪ )Impluvium‬يف ادلنازل الرومانية وىو ذبميع ادلياه اليت قد تأيت من‬
‫اخلارج أو اليت تنزل من سقف ادلبىن‪ ،‬إال أن السقف يف ىذا اجلزء من ادلبىن‬
‫فرضية‬ ‫أيضا‬ ‫نستبعد‬ ‫وبالتايل‬ ‫ملطى‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يفرتض‬
‫وجود(‪ ،8)Compluvium‬أرضية ىذه القاعة سبث حاليا أعلى مستوى‬
‫جملمع فيبل الفسيفساء‪ ،‬ىذا رغم عدم احتوائها على جدران زليطة وذلك بعد‬

‫‪267‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫هتدمها غبو الكلي ومع ىذا فإننا نرى أن مستوى ىذه القاعة مع أنو ديث‬
‫مستوى الطابق األرضي مقارنة مع ادلدخ اللريب‪ ،‬إال أنو يف نفس الوقت ديث‬
‫مستوى الطابق العلوي بالنسبة للقاعات الشرقية اليت ذلا مستوى ربت أرضي‬
‫ينخفض عن ادلستوى األول دبا يفوق ادلرتين‪.‬‬

‫القاعتين (د‪ ،‬هـ)‪ :‬مها قاعتان منحرفتان عن ادلنزل لكنهما تابعتان لو وتقعان‬
‫بزاويتو اجلنوبية‪.‬‬

‫القاعة (د) اجلدار اجلنويب ذلذه القاعة ىو اجلدار الوحيد ادلبين حبجارة كبًن على‬
‫غك تقنية (‪ .)Opus Quadratum‬تتص ىذه القاعة بالقاعة (ى )‬
‫اليت بدورىا تتص باخلارج بواسطة باب يتجو ضلو الشمال‪.‬‬

‫اجلدران احمليطة هباتٌن القاعتٌن أصلزت من الدبش ادلربوط بادلبلط الطيين‬


‫وفصلت أيضا حبجارة كبًنة رابطة (‪ ،)pierre de chainage‬يف احلافة‬
‫الشمالية ذلذه القاعة (ى ) وجد ما يسمى دبزراب أو ساقية‪ ،‬تسمح بإجبلء‬
‫ادلياه‪ ،‬جدران ىذه الساقية بنيت من الدبش حيث بلغ عمقها ‪9759‬م‬
‫وعرضها ‪9729‬م وتَعرب ك طول القاعة (ى )‪ ،‬مستوى أرضية ىاتٌن القاعتٌن‬
‫ينخفض دبا يفوق ادلرت عن مستوى أرضية القاعات احملاذية ذلا من منزل‬

‫‪268‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫الفسيفساء (م‪ ،‬ل)‪ ،‬وكذلك مستوى األسوار احلالية ادلهدمة واليت ينتهي‬
‫ارتفاعها عند بداية أرضية القاعات (م‪ ،‬ل)‪.‬‬

‫إذا كانت ىاتٌن القاعتٌن (د‪ ،‬ى ) ال يشكبلن جزء من منزل الفسيفساء فإن‬
‫جدارمها اللريب حيف الساحة اليت بنيت عليها القاعة الساخنة حلمام ىذا‬
‫ادلسكن‪ ،‬ألن ىذا ادلسكن الذي أنشأ يف الفرتة الرومانية قد تألف من رلمع‬
‫ىيدروليكي مركب من‪9‬‬

‫‪ -‬خزان ذو حوضان يف اجلهة اللربية(ط )‪.‬‬


‫‪ -‬قاعة فسيفساء كبًنة يف الوسط (ي)‪.‬‬
‫‪ -‬هبو مبين فوق خزان ماء يف اجلانب اللريب (ط)‪.‬‬
‫‪ -‬ويف اجلنوب قاعة ساخنة أو قاعة التعرق (‪ )Caldarium‬هبا آثار‬
‫لدرج‪ ،‬شلا يشًن إىل وجود طابق علوي بادلعلم‪.‬‬
‫‪ -‬ىذا باإلضافة إىل رلموعة من ادلكونات األخرى ذلذا ادلنزل‪ ،‬حيث‬
‫سنعددىا مع ما يلي من القاعات واللرف‪.‬‬

‫قاعة الفسيفساء الكبرى (ي)‪ 9‬ربدىا من اللرب قاعة اخلزان ذو احلوضٌن‬


‫وقد بلطت أرضيتها بفسيفساء‪ ،‬قياسات ىذه القاعة قدرت ب‬
‫‪4774×5739‬م جدارىا اللريب ىو اجلدار الشرقي ادلزدوج لقاعة اخلزانات‬

‫‪279‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫(ط) فص ثبلث مرات بواسطة حجارة كبًنة متعامدة فوق بعضها تتخل‬
‫واجهة مبنية بالدبش ادلتوسط دبا يشبو تقنية (‪.)Opus Africanum‬‬

‫اجلدار الشرقي ىدم جزء كبًن منو‪ ،‬أما اجلدار اجلنويب فقد فص بعتبتٌن‬
‫أصلرمها تدخ إىل القاعة الساخنة (‪ ،)Caldarium‬والكبًنة تدخ إىل‬
‫حوض مائي‪.‬‬

‫بلطت أرضية ىذه القاعة بفسيفساء مربعة مل يبقى منها إال جزء‬
‫بسيط‪ ،‬ىذا التبليط مجع بٌن لوحتٌن متبلصقتٌن‪ ،‬اللوحة ادلهمة منهما قدر‬
‫قياس ضلعها ب ‪ 3769‬م وقد تكونت األرضية أيضا من غريط فسيفسائي‬
‫دبكعبات بيضاء ورمادية وبنية‪ ،‬فص بٌن حواف الفسيفساء واجلدار إطار‬
‫الفسيفساء ذو العرض ‪9739‬م وىو مزخرف بأزىار اللوتس ادلتتابعة وادلنمنمة‬
‫واليت تنفص عن بعضها بواسطة خلفية سوداء‪ ،‬وسط الفسيفساء مزين بعناصر‬
‫دائرية ضمنها أزىار وأغكال معينات متناوبة‪ ،‬وقد اختلفت ك زىرة عن‬
‫األخرى‪ ،‬أما ادلعينات فجاءت مزخرفة بديكور على غك أغعة زليطة بدائرة‬
‫مركزية صلًنة يصدر منها سهمٌن وزىرتٌن باذباىات متعامدة‪ ،‬وتفصلهما عن‬
‫بعضها أربعة خطوط صلًنة‪ ،‬كما تنفص كلها عن بعضها البعض بواسطة‬
‫خلفية من مكعبات بيضاء‪ ،‬ولقد جاءت أغكال الدوائر كلها بلون أسود‬
‫واألزىار بلون أمحر وبين‪( 9‬أنظر صورة‪.)10‬‬
‫‪27,‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫اللوحة األخرى ادللتصقة هبذه اللوحة الفسيفسائية من اجلهة اجلنوبية‬


‫كانت مستطيلة‪ ،‬اختلف إطارىا عن إطار اللوحة الكربى حيث كان مزخرفا‬
‫خبطوط منحنية متبلفًة فيما بينها‪ ،‬منتهية برؤوس ثبلثية وزخرفتها الداخلية‬
‫كانت على غك ورقات ىبللية ربيط بدائرتٌن بيضويتٌن متعاقدتٌن ويشكبلن‬
‫تعامد‪.‬‬

‫يف وسط ىذه القاعة (ي) توجد قاعدة عمود موضوعة فوق ببلطة‬
‫مربعة (أنظر صورة‪ )10‬يرجح (برتيي) أهنا كانت ربم عمودا يبدو وكأن لو‬
‫عبلقة مع النتوء ادلوجود يف الركيزة اليسرى للباب الذي يربط ىذه القاعة مع‬
‫اللرفة اجلنوبية ذات احلوض الصلًن‪ ،10‬حيث ديكن أن حيم ىذا النتوء وىذا‬
‫العمود قوسا علويا وىذا بسبب التقاب والتناظر الذي حيققو ىذين اجلزأين‬
‫(ىذا إذا استبعدنا التدخبلت البلحقة اليت مست ادلبىن) ‪ ،‬لكن نقص‬
‫ادلعطيات ادلادية صعبت من تأكيد ىذه النظرية‪ ،‬وإذا صح ىذا التصور بوجود‬
‫القوس فإن القاعة (ي) باإلمكان أيضا أن تكون فضاء مفتوحا بدون تسقيف‪،‬‬
‫يظهر أيضا هبذه القاعة وعلى طول احلافة ادلوازية للجدار الشرقي بقايا حلطام‬
‫أنابيب فخارية متسلسلة تشك قناة تنطلق من زاوية اجلدار اجلنويب لتنتهي يف‬
‫زاوية اجلدار الشمايل أين تقرتب من البئر ادلوجود بالزاوية اللربية للبهو (ح) ‪،‬‬

‫‪273‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫حالة حفظ أرضية ىذه القاعة سيئة جدا وىذا دلا مسها من زبريب أدي إىل‬
‫اندثار جزء كبًن من الفسيفساء‪.‬‬

‫إذا رغم ادلوقع الوسطي ذلذه القاعة إال أهنا تستبعد أن تكون (‪)Atrium‬‬
‫ويبقى دورىا متعلق بلرف احلمام (م‪-‬ل) ومنو باإلمكان أن يكون ذلا دور‬
‫(‪ 11)Tepidarium‬أو (‪ 12)Apodyterium‬ىذه األدوار اليت تؤكدىا‬

‫قاعات‬ ‫مع‬ ‫مقارنة‬ ‫القاعة‬ ‫ذلذه‬ ‫ادلعمارية‬ ‫اخلصائص‬


‫(‪Tepidarium‬و‪ )Apodyterium‬يف احلمامات الرومانية‪ ،13‬وذلك‬
‫إبتداءا بتموقعها الوسطي زيادة إىل مساحتها الكبًنة وكذلك أرضيتها ادلزينة‬
‫بالفسيفساء وانفتاحها على حوض احلمام البارد‪.‬‬

‫القاعة الساخنة (‪( )LE Caldarium‬م‪ ،‬ل)‪ :‬من خبلل العتبة الضيقة‬
‫بطرف اجلدار اجلنويب لقاعة الفسيفساء نستطيع أن ندخ إىل القاعة الساخنة‪،‬‬
‫حيث نبلحظ عند ادلدخ بقايا فسيفساء ذات غك غطرصلي بلون أبيض‬
‫وأسود‪ ،‬جدران ىذه القاعة على غك متجانس وقد بنيت غالبيتها باآلجرعلى‬
‫غك تقنية قطع اآلجر (‪ )Opus Testaceum‬الذي يتخللو أحيانا‬
‫لوحات من الدبش الصلًن‪ ،‬على غك رمز زائد (‪ )+‬شلا يعطينا تقنية أخرى‬

‫‪272‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫ىي التقنية ادلختلطة (‪ )Opus Mixtum‬ولقد قسمت القاعة إىل‬


‫حجرتٌن‪9‬‬

‫الحجرة الشمالية (م)‪ 9‬احتوت على بقايا دعامات اذليبوكوست ادلكعبة‪.‬‬

‫الحجرة الجنوبية (ل)‪ :‬أصلر من احلجرة األوىل‪ ،‬وقد احتوت أيضا على بقايا‬
‫دعامات اذليبوكوست مصفوفة فوق بعضها البعض وقد فقدت ادلبلط الرابط‬
‫بينها‪ ،‬يظهر على حواف ىذه القاعة بعض بقايا التبليط اليت تلطي طبقة‬
‫خرسانة ترتكز بدورىا على الدعائم السابقة‪ ،‬ربط آجر وحجارة ىذه القاعة‬
‫بادلبلط الذي زاد من مقاومة جدراهنا اليت ال تزال حبالة حفظ حسنة‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإهنا مل َزب ٌ من مظاىر التلف الذي يطال حواف اجلدران العلوية‪،‬‬
‫وكذلك أرضيتها اليت خربت كليا‪.‬‬

‫قاعة الحوض الصغير (ي‪ :)2‬العتبة الكربى اليت الحظناىا يف اجلدار اجلنويب‬
‫لقاعة الفسيفساء الكربى (ي) واليت رجحنا أن يكون لركيزهتا اليمىن عبلقة مع‬
‫العمود الذي يتوسط القاعة (ي) قد حفت مباغرة من الداخ حبوض صلًن‬
‫ذو أبعاد داخلية قدرت ب ‪,779‬م× ‪,739‬م‪ ،‬وىو زلاط يف جوانبو الثبلثة‬
‫بواسطة حافة على غك مقاعد ملبسة كليا دببلط‪ ،‬تبليط ىذا اخلزان كان‬
‫بتقنية السنبلة (‪ )Opus Spicatum‬عن طريق استعمال اآلجر‪ ،‬أما قناة‬

‫‪273‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫تفريلو فوجدت باجلهة الشمالية‪ .‬اجلدار اجلنويب الذي تستند عليو حافة ىذا‬
‫احلوض مل يبقى منو إىل أثر أساسو‪ ،‬وكذلك اجلدار الشرقي فقد بقي منو جزء‬
‫يسًن‪ .‬يف حٌن أن اجلدار اللريب قد بقي منو جزء مهم مبين بتقنية ( ‪Opus‬‬
‫(ي)‬ ‫بالقاعة‬ ‫احلوض‬ ‫ىذا‬ ‫الرتباط‬ ‫ونظرا‬ ‫‪،)Vittatum‬‬
‫(‪ )Apodyterium‬وبعده عن قاعات (‪ )LE Caldarium‬فهو أقرب‬
‫ألن يكون حوض استحمام بارد (‪.)Piscine froide‬‬

‫البهو (ح)‪ :‬يبدو ىذا اجلزء على غك هبو بقياس ‪5‬م × ‪3‬م مبين باحلجارة‬
‫الصلًنة ينفتح يف غربو على سلم بإحدى عشرة درجة‪ ،‬وال تزال أرضيتو ربتفظ‬
‫جبزء من الفسيفساء اليت يبدو أهنا أصلزت دبكعبات بيضاء وسوداء على غك‬
‫غطرصلي‪.‬‬

‫اجلدار الشرقي ذلذا البهو (ح) مل يبقى منو إال جزء بسيط حيث ترتفع‬
‫قمتو لتتساوى مع أرضية ىذا البهو‪ ،‬وىو ديث جزء اجلدار اخلارجي للمنزل‪،‬‬
‫طريقة بنائو استعم فيها حجارة كبًنة باإلضافة إىل حجارة متوسطة‪ ،‬وتسود‬
‫فواصلو أحيانا بعض احلجارة الصلًنة‪ ،‬وىو يف عمومو جدران غًن منتظم‬
‫التقنية‪ ،‬وىو خبصائص بنائو وميبلنو وعدم توافق زواياه مع زوايا جدران‬
‫القاعات األخرى يظهر وكأنو خيص معلم آخر سابق‪ ،‬أما اجلدران الشمالية‬

‫‪274‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫واجلنوبية فقد بنيت بنفس الطريقة حيث استعملت فيها تقنية ( ‪Opus‬‬
‫‪.)Vittatum‬‬

‫ىذا الفضاء (ح) إن صح االفرتاض فإنو أقرب إىل أن جيسد لنا فضاء مفتوح‬
‫على غك (‪ ،)Atrium‬ىذا اجلزء من ادلسكن الروماين الذي يعترب أىم جزء‬
‫تدور خبللو حياة األسرة وىذا بسبب اتساعو زيادة إىل توفره على اإلضاءة‬
‫الطبيعية من خبلل فتحة يف سقفو تسمى (‪ )Compluvium‬كما تعم‬
‫‪14‬‬
‫أيضا على هتوية ادلنزل باإلضافة إىل ربصي مياه األمطار‪ ،‬وتكون غالبا مربعة‬

‫وشلا زاد من نسبة ىذا االفرتاض ىو توفر ىذه القاعة يف زاويتها اجلنوبية اللربية‬
‫على حوض دائري صلًن يعلو بئر أو خزان ربت أرضي‪ ،‬وىو بذلك جيسد ولو‬
‫بصفة ادلقاربة ما يسمى يف العمارة الرومانية (‪ )Impluvium‬والذي يعم‬
‫‪15‬‬
‫على مجع مياه االمطار احملصلة على السقف الستعماذلا يف وقت احلاجة‬
‫(أنظر صورة‪.)10‬‬

‫لكن اإلغكال الذي نواجهو يف طرح ىذه الفرضية ىو نفس اإلغكال ادلطروح‬
‫يف البهو (ط) وادلتعلق بالسقيفة اليت مل يوجد أثر لؤلعمدة احلاملة ذلا‪.‬‬

‫‪275‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫القاعة (ن‪ :)2‬ربتفظ يف قسمها الشمايل على تبليطها الفسيفسائي‪ ،‬الشريط‬


‫الفاص بٌن إطار الفسيفساء واحلائط ملئ دبكعبات ذات لون أسود أما اإلطار‬
‫فكان مزخرف بأغكال سلتلفة يصعب ربديدىا بسبب التخريب الذي مسها‪.‬‬

‫القاعة (ن)‪ :‬تتص مع القاعة (ن‪ )3‬أرضيتها أيضا تعرضت للتخريب بعدما‬
‫حفر بوسطها حفرة ذات قطر ‪,734‬م لتحوي صخرة ذات فجوة أو حوض‬
‫بعمق ‪9729‬م‪ ،‬على غرب القاعتٌن (ن‪+‬ن‪ )3‬صلد رواقٌن متوازيٌن مشكلٌن‬
‫من غرف مفصولة جبدار طوي دون أية فتحة بينهما‪ ،‬فيما خيص طبيعة ودور‬
‫ىاتٌن اللرفتٌن السابقتٌن فإنو يصعب التكهن بو‪.‬‬

‫يف زلور القاعة (ن) صلد اللرف ادلتتالية‪( 9‬ص‪ +‬ع‪ +‬ف)‪ ،‬خبصوص الدور‬
‫الذي قد لعبتو ىذه القاعات فإنو يبقى مبهما‪،‬‬

‫الغرفة (ص)‪ :‬ترتفع أرضيتها عن مستوى اللرفتٌن السابقتٌن‪ ،‬وىي مبلطة‬


‫بببلط مصنوع دبادة اآلجر األمحر الذي تسوده بعض احلبات السوداء‪ ،‬وىو‬
‫مصفوف بتقنية السنبلة (‪ ،)Opus Spicatum‬وخبلفا للتخريب الذي‬
‫عرفتو ىذه األرضية يف فرتات متقدمة من التاريخ والذي كان نتيجة إنشاء‬
‫معصرة زيتون هبا فإن حالة حفظها ال تزال حسنة بسبب ادلقاومة اجليدة لآلجر‬
‫باإلضافة إىل مبلط الربط وكذلك طريقة ربطها ادلتقنة‪.‬‬

‫‪276‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫الغرفة (ع)‪ :‬جدراهنا الشمالية واجلنوبية امتازت بالضخامة وقد بنيت بالدبش‬
‫الصلًن وادلتوسط ادلختلط بطبقات من اآلجر‪.‬‬

‫الغرفة (ف)‪ :‬مللقة من ك اجلهات‪ ،‬غللت حواف جدراهنا الشمالية واللربية‬


‫جبدران صلًنة على غك مقاعد‪ ،‬كما يتكئ جدارىا اللريب على الصخر‪.‬‬

‫باإلضافة إىل احملور السابق (القاعة ن) فإن باحملور الثاين‪ ،‬أي زلور القاعة (ن‪)3‬‬
‫صلد اللرف ادلتتالية (ش‪ +‬س‪ +‬ت‪ +‬ر) واليت ال ربتوي على أية بوابة خارجية‪،‬‬
‫شلا صعب معرفة الدور احلقيقي ذلا‪ ،‬ىاتو اللرف اليت يرجح أن تكون عبارة عن‬
‫أقبية سفلية نظرا لوجود درج خيدم الطابق العلوي فوقهم‪ ،‬وقد تكون استعملت‬
‫كمخازن للمؤونة فيما قد تستل اللرف اليت فوقها ألدوار سلتلفة مث ‪(9‬‬
‫‪16(Cubiculum‬أو (‪ 17)Cellulae‬خاصة باخلدم‪.‬‬

‫الغرفة (ش)‪ :‬ىي غرفة صلًنة جدارىا اجلنويب حيد الدرج السابق‪.‬‬

‫الغرف (س ‪ +‬ت ‪+‬ر)‪ :‬ىذه اللرف ادلتبلصقة حفت من جوانبها اخلارجية‬


‫األربعة بواسطة جدران بالدبش الصلًن وادلبلط الطيين‪ ،‬وىي بتجاورىا تشك‬
‫فضاء ذو غك مستطي مقسم بسورين وسطيٌن‪ ،‬واحد بٌن اللرفتٌن (س) و‬
‫(ت) ال تظهر من خبللو أية فتحة‪ ،‬أما الثاين فكان بٌن (ت) و (ر) حيث‬
‫يظهر جبانبو األدين أثر َلدرج صلًن‪.‬‬

‫‪277‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫إن اجلدار الطبيعي الصخري الذي يشك الواجهة اللربية لللرفة (ر) تظهر بو‬
‫آثار دللارة صلًنة تشل منتصف ىذه الواجهة‪.‬‬

‫القاعة (و)‪ :‬ىذه القاعة ادلثلثية يف الزاوية اجلنوبية اللربية من ادلبىن تعرضت‬
‫أرضيتها للتخريب‪ ،‬ندخ إىل ىذه اللرفة عن طريق عتبة تربط ىذه اللرفة‬
‫بلرفة احلوض الصلًن (ي‪.)3‬‬

‫القاعة (و‪ 9)2‬ىي عبارة عن رواق ندخلو من ادلدخ الوحيد للجهة اجلنوبية‬
‫اليت احتوت الواجهات الثبلث للجدار اخلارجي (أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج) وقد وجد هبا‬
‫مدخلٌن‪ ،‬األول يفضي إىل الساحة ادلشرتكة بٌن القاعتٌن (د‪ ،‬ى ) والكالداريوم‪،‬‬
‫أما الثاين فيفضي إىل قاعة احلوض الصلًن(ي‪ ،)3‬حيث يذكر‬
‫برتيي(‪ )Berthier A‬أن ىذا الرواق قد كان مبلطا باآلجر وبتقنية غًن‬
‫منتظمة‪ ،‬لكن تأثًن عوام التلف على ىذه األرضية مل ترتك هبا ىذا التبليط‪،‬‬
‫حيث أن أىم ما دييز ىذه األرضية ىو وجود قناة أرضية متوسطة احلجم مبنية‬
‫من حجارة الدبش الصلًن‪ ،‬إذ تنطلق ىذه القناة من عتبة الباب اليت تربط ىذا‬
‫الرواق بقاعة احلوض الصلًن (ي‪ )3‬منتهية يف الزاوية اجلنوبية الشرقية ذلذا‬
‫الرواق‪.‬‬

‫‪278‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫القاعة (ح‪ :)2‬إن اختبلف أغكال وأنواع البناء تشهد على أن ىذا ادلبىن قد‬
‫تعرض للكثًن من التعديبلت يف مراح سلتلفة من تارخيو‪ ،‬ىذه ادلراح اليت‬
‫تتجسد يف ادلستويات السرتاتيلرافية ادلكتشفة يف القاعة (ح‪ )3‬الواقعة جنوب‬
‫البهو (ح)‪ ،‬حيث يفصلها عنو اجلدار اجلنويب ذلذا األخًن‪ ،‬وذلذه القاعة نفس‬
‫شليزات البهو األول ونفس تقنيات البناء‪ ،‬ونفس ادلقاسات‪ ،‬وال زبتلف عنو إال‬
‫يف مستوى أرضيتها ادلنخفضة‪ ،‬وقد احتوت ىذه القاعة جبدارىا اللريب على‬
‫فتحة تربطها بقاعة الفسيفساء (ي)‪ ،‬ولقد استطاع برتيي هبذه القاعة أن يقوم‬
‫دبقطع كام للتوضعات اليت وجدت هبا‪ ،‬األمر الذي مسح لو باخلروج بعدة‬
‫نتائج زبص تاريخ ادلبىن‪.‬‬

‫ولئلغارة فان الطبقات العليا مل تكن إال توضعات بسيطة‪ ،‬وخبصوص‬


‫أخفض مستوى أثري ذلذه التوضعات فقد كان على عمق ‪­3739‬م‪ ،‬حيث‬
‫استطاع برتيي أن يقوم بالرفع األثري للطبقتٌن التاليتٌن‪918‬‬

‫‪ -‬طبقة ذات عمق ‪ ­3739‬م هبا مقعد ذو عرض ‪9754‬م وعلو‪97,4‬م‪،‬‬


‫بين من الدبش الصلًن ويستند على اجلدار الشرقي‪ ،‬هبا أيضا قطعة وحيدة من‬
‫الفخار ادلستعم يف قبور البازيناس دلدينة تيديس‪.‬‬

‫‪289‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ -‬طبقة ذات عمق ‪ ­,739‬م تلي ببلطات مسيكة متوضعة على طبقتٌن‪،‬‬
‫وتقطع وسط القاعة غاغلة ك عرضها لتشك مسار ذو عرض ‪ 9769‬م‪ ،‬يف‬
‫الزاوية اجلنوبية الشرقية قد اخت ىذا ادلستوى بسبب وجود حفرة بقطر ‪,724‬‬
‫م وعمق ‪9739‬م ىذه احلفرة اليت كان مستواىا العلوي بنفس مستوى‬
‫الببلطات السابقة‪.‬‬

‫ولقد احتوت ىذه احلفرة على العديد من البقايا األثرية اليت استطاع‬
‫برتيي أن يعدد منها‪ 9‬كسور قرميد التسقيف‪ ،‬كسور اآلجر‪ ،‬قطع جلرار كبًنة‪،‬‬
‫حجارة مصفحة‪ ،‬بقايا فحم‪ ،‬قطع فخار‪ ،‬عظام حيوانات صلًنة وطيور‪ ،‬ثبلثة‬
‫أنياب خنزير‪ ،‬قطع صلًنة من احلديد ادلؤكسد‪ ،‬عظام الزيتون احملروقة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل قطعيت فسيفساء وثبلث قطع نقدية تعود للقرن الرابع (‪93‬م)‪ ،‬قطعتٌن ل ‪9‬‬
‫كونستونس (‪ )Constance‬وقطعة لتيودوز األول (‪،)Théodose 1er‬‬
‫وغًنىا‪.19‬‬

‫نتائج الدراسة الطبقية المنجزة من طرف برتيي‪:‬‬

‫من ك البقايا وادلعطيات السابقة الناذبة عن ىذه القراءة الطبقية‬


‫استطاع برتيي أن خيرج دبجموعة النتائج اليت زبص أىم ادلراح ادلتعاقبة على‬

‫‪28,‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪20‬‬
‫معلم منزل الفسيفساء كك ‪ ،‬حيث رأى أن حيصرىا يف ست (‪ )5°‬مراح‬
‫ىي‪9‬‬

‫‪ -‬المرحلة األولى‪ 9‬بقي منها غيء قلي سبث يف ادلقعد ادلكتشف يف‬
‫أسف مستويات التنقيب‪ ،‬باإلضافة إىل القلي من اللقى اليت من بينها‬
‫قطعة فخار مزخرفة تنتمي إىل منط الفخار الذي استعم يف قبور‬
‫البازيناس بادلدينة‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ 9‬مكوناهتا كانت أكثر أمهية إذ احتوت على أسوار‬
‫بتقنية بناء ما قب رومانية‪ ،‬وىي نفسها أسوار الفرتة اليت وجدت ربيط‬
‫بادللارة الصلًنة يف اللرفة (ر)‪ ،‬أين وجد هبا مصباح ذو غك دلفيين‬
‫(‪ ،)Delphini forme‬وهبذا ديكن إرجاعها إىل الفرتة البونية‬
‫القددية اليت ينتمي إليها ىذا ادلستوى (سطح أرضية ادلنزل)‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة‪ 9‬تظهر عليها الطبعة الرومانية دبخلفاهتا ادلتعددة من‬
‫أرضيات الفسيفساء‪ ،‬ادلنشآت اذليدروليكية باإلضافة إىل الكالداريوم‬
‫ادلزدوج وغًنىا‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الرابعة‪ 9‬وتتجلى يف الرتكيب غًن ادلنتظم ألرضية احلوض‬
‫الصلًن اليت بلطت باآلجر‪ ،‬باإلضافة إىل التعديبلت اليت أدخلت على‬
‫العتبة ادلفضية إىل القاعة الساخنة‪.‬‬

‫‪283‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ -‬المرحلة الخامسة‪ 9‬تتجسد يف ادلرحلة اليت حول فيها دور ادلنزل إىل‬
‫دور صناعي سبث يف إنشاء مطحنة الزيتون على حساب زبريب‬
‫الفسيفساء‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة السادسة‪ 9‬تظهر يف التوزيع الفوضوي ألفران الفخار‪ ،‬وفيها‬
‫صار ك ادلنزل عبارة عن أطبلل استللها الفخاريون يف بناء أحد أفراهنم‬
‫بالقاعة الساخنة‪ ،‬ويف ىذه ادلرحلة بالذات قد اخت نظام قنوات ادلياه‬
‫وتوقف عن اجلريان‪ ،‬وىي نفس ادلرحلة لنفس األغخاص الذين ىدموا‬
‫معصرة الزيتون ووضعوا دعامة فوق حجر الطحن الدائري‪ ،‬واستعملوا‬
‫حجارة الثق ادلوازن (‪ )Contre poids‬يف تدعيم األسوار‪.21‬‬
‫خاتمة‪9‬‬
‫من خبلل ىذه الدراسة ادلقارنة دلكونات مسكن الفسيفساء مع‬
‫ادلساكن النموذجية للعمارة الرومانية استطعنا اخلروج دبجموعة من‬
‫ادلبلحظات والنتائج اليت نصيلها فيما يلي‪9‬‬
‫‪ -‬أوىل النتائج زبص التسمية ادلنسوبة ذلذا ادلسكن ( ‪La villa à‬‬
‫‪ )mosaïque‬واليت استعملت من طرف بعض الباحثٌن وعلى‬
‫رأسهم (‪ ،)André Berthier‬ىذا التصنيف أي (‪ )Villa‬يظهر‬
‫أنو ال يتوافق مع طبيعة ادلعلم الذي ىو جزء من مدينة متكاملة‬

‫‪282‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫دبنشآهتا‪ ،‬وىذا ما يتعارض مع طبيعة وخصوصية الفيبل اليت تنقسم‬


‫حسب ادلعماري األثري (‪ )Pierre gros‬إىل رلموعة من األصناف‬
‫مث (‪ )Villa rustica‬و (‪ )Villa Urbana‬واليت يبىن أغلبها‬
‫خارج ادلدن‪.22‬‬
‫‪ -‬نبلحظ من خبلل ادلخطط العام للمسكن باإلضافة إىل االختبلف‬
‫الشديد يف مستوى أرضياتو تأثًن عام التضاريسية غًن ادلستوية الذي‬
‫كانت لو انعكاسات متعددة سبثلت يف اعتماد تقنية البناء بالطوابق‬
‫زيادة على عدم توازن واستقامة زوايا اللرف ادللتصقة بك زليط اجلدار‬
‫اخلارجي للمنزل‪.‬‬
‫‪ -‬امتاز ىذا ادلسكن بتقسيماتو ذات التخطيط ادلعقد‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫تعاقب التدخبلت والتليًنات ادلعمارية عليو عرب ادلراح ادلختلفة لتاريخ‬
‫ادلدينة‪ ،‬وكذلك انعدام ادلصادر ادلكتوبة بو‪ ،‬وىي كلها أمور صعبت من‬
‫معرفة طبيعة أصحاب ادلسكن كما صعبت أيضا من عملية القراءة‬
‫الواضحة والفهم اجليد لعناصره واألدوار اليت لعبتها قاعاتو‪.‬‬
‫‪ -‬فيما خيص فضاء األتريوم (‪ )Atrium‬هبذا ادلسكن (قاعة ح)‬
‫فخبلفا دلا غاع يف أغلب ادلساكن الرومانية باختبلف أماكنها‪ ،‬فإنو مل‬
‫يشل كما ىو معتاد فضاءً وسطيا يف ادلنزل ب جاء يف هناية الرواق‬

‫‪283‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫ادلنطلق من ادلدخ الرئيسي للبهو (ط) وىو هبذا توسط فقط قاعات‬
‫اجلانب الشرقي‪.‬‬
‫‪ -‬من أىم ما يبلحظ يف ىذا ادلنزل ىو نسبة ادلساحة اليت يشللها‬
‫الفضاء ادلخصص للحمام ولواحقو اليت تشل ما يقارب ربع ¼ من‬
‫ادلساحة اإلمجالية للمنزل وىي نسبة كبًنة مقارنة بادلساحة الصلًنة‬
‫للمنزل‪ ،‬وكذلك فإن من أىم ادلبلحظات اليت ديكن اخلروج هبا ىي‬
‫األولوية واالىتمام ادلخصصٌن لتوفًن عنصر ادلاء يف ىذا ادلنزل وىو ما‬
‫يشهد عليو السعة الكبًنة ادلخصصة للخزانٌن ربت البهو (ط) ىذا‬
‫االحتياطي الكبًن للمياه يدل بدرجة أوىل على االستلبلل الواسع ذلذا‬
‫العنصر احليوي وىذا ما لو عبلقة دون غك مع وجود احلمام‪.‬‬
‫‪ -‬لقد كان ذلذا ادلنزل سلططا استثنائيا بسبب تقسيماتو غًن الطبيعية‬
‫مقارنة مع سلتلف ادلنازل الرومانية‪ ،‬مع ذلك ورغم الصعوبة الظاىرة يف‬
‫قراءة عناصره إال أنو من خبلل ما تبقى من تقسيماتو فإننا نستطيع‬
‫مبلحظة غياب بعض العناصر ادلعمارية ادلألوفة يف العمارة الرومانية مث‬
‫(‪،)L'Oecus( ،)Le jardin( ، 23) Le Peristylium‬‬
‫(‪.25)Le tablinum( ،24)Les Boutiques‬‬

‫‪284‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ -‬نستطيع يف آخر ادلبلحظات أن نرد ك ىذه ادلميزات واالستثناءات‬


‫اليت عرفها منزل الفسيفساء بتيديس إىل رلموعة من األمور أمهها‬
‫اخلصائص التضاريسية للمدينة اليت امتازت بضيق ادلساحة ادلخصصة‬
‫للبناء‪ ،‬ىذا باإلضافة إىل دورىا السياسي العسكري بصفتها مدينة‬
‫ربصينية فرضت على ساكنيها منطا معيشيا معينا زبلوا دبوجبو العمارة‬
‫من مظاىر األهبة والبذخ‪ ،‬ودلي ذلك أن منزل الفسيفساء بتيديس‬
‫يبقى ديث أحسن مثال للمنزل الروماين هبذه ادلدينة‪.‬‬

‫صورة ‪ :10‬منزل الفسيفساء بتيديس‬

‫‪285‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫شكل ‪ :10‬المخطط العام لمنزل الفسيفساء عن ( ‪Berthier‬‬


‫‪)(A), Tiddis cité antique de Numidie‬‬
‫بتصرف‪ .‬مالحظة‪( :‬تغيير حجم الصورة يفسد مقياس الرسم)‬

‫‪286‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫صورة ‪ :12‬البرميل المائي الممون لخزانات منزل الفسيفساء‬

‫صورة ‪ :10‬مقاطع من الفسيفساء المتبقية بالمنزل‬

‫‪287‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫صورة ‪ :10‬قاعدة العمود الذي يتوسط قاعة الفسيفساء (ي)‬

‫صورة‪ :10‬الحوض الذي يعلو الخزان التحت أرضي بالبهو(ح)‬

‫‪288‬‬ ‫العدد‪98‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

:‫الهوامش‬

‫ ص‬،3996 ‫ الرباط‬،7 ‫ ج‬،‫ زلمد التازي سعود‬9‫ تر‬،‫ تاريخ مشال إفريقيا القدمي‬، ‫ أصطيفان أكصي‬1
.,39

2
Gsell (St), Atlas Archéologique de l'Algérie .F17 N°126, Paris
1991. p 12.
3
Adam (JP), la construction romaine, matériaux ET
techniques, 3emme Ed, Paris 1995, p317.
.‫ احلوض الذي جيمع ادلياه النازلة من السقف‬4
5
Berthier (A), Tiddis cité antique de Numidie, Mémoires de
l'académie des inscriptions et belles lettres T30, BOCCARD,
Paris 2000, p 85.
.‫ فضاء مفتوح على اذلواء الطلق زلاط بأربعة أروقة‬6
7
Gorini (R) et autres, Initiation au latin civilisation et langue,
Ed Fernand Nathan, Paris 1970, p57.
.‫ سقف مائ ضلو الداخ يف ساحة األتريوم‬8
‫ زيادة على االستعانة بالصور‬،‫ أعتمد يف الوصف على ما تبقى يف ادلوقع من أجزاء ىذه الفسيفساء‬9
.‫القددية‬
10
Berthier (A), Op. Cit. p 92.
.‫ القاعة الوسطى الدافئة يف احلمامات الرومانية‬11
‫ قاعة نزع ادلبلبس يف احلمامات الرومانية‬12
13
Pierre Gros, L'architecture romaine, du début de III siècle av
J-C à la fin du Haut-Empire, 1 les monuments public, 2eme Ed,
France 2002, pp 388-415.

399 98‫العدد‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

14
Pierre Gros, L'architecture romaine, du début de III siècle av
J-C à la fin du Haut-Empire, 3 Maison, Palais, Villa et
tombeaux, France 2006, p22.
15
Macaulay David, Naissance d'une cité Romaine, Paris 1977,
pp.66.67.
.‫ غرف النوم‬16
.‫ غرف صلًنة للخدم‬17
18
Berthier (A), Op. Cit. p 96.

19
IBID. p 97.

20
IBID. p 98.

21
IBID. p 98.

22
Pierre Gros, L'architecture romaine, du début de III siècle av
J-C à la fin du Haut-Empire, 3 Maison…, Op. Cit p265.
.‫ ىو رواق معمد حييط حبديقة تتوسط ادلنزل الروماين‬23
.‫ زلبلت أو دكاكٌن صلًنة‬24
.‫ وىي غرفة تتوسط األتريوم والربستيليوم‬25

39, 98‫العدد‬

You might also like