Professional Documents
Culture Documents
كلية اآلداب
قسم اآلثار
المستوى الثاني
2021
2
فهرس الموضوعات
3
مقدمة
يأتى معنى التاريخ وهو مصطلح واسع ،تضم مادته أحداث كثيرة ،مضى عليها الزمن،
وانقضت قرون عليه ،ويحتوى التاريخ على سجالت الماضى التى ارتبطت بعناصره
الثالثة وهى األحداث والزمان والمكان ،وإذا رصدنا تاريخ األمم نجد أن هناك معلومات
وأخبار موجهة إلعالم األخرين بأشياء معينة بغض النظر عن مدى حقيقة هذه األحداث،
ويعد علم التاريخ القديم هو أحد العلوم اإلنسانية الذى يدرس تراث األمم السابقة من خالل
الوثائق والكتابات القديمة ،وقد ارتبط التاريخ بتقدم علم اآلثار حيث ارتبطا معا من خالل
االستعانة بالكشوف األثرية ،التى تؤكدها كتابات األدباء والمؤرخين القدامى ،وتثبت
مصداقية مانقلوه إلينا عن عصرهم.
ومن المعروف لدارسى التاريخ والحضارة الرومانية أن العنصر الالتينى من سكان إيطاليا
القديمة ،والذى كان يحمل هذا االسم Nomen Latinumكان قد وصل إلينا حوالى
أوائل األلف األولى ق.م ،قد استقروا واحترفوا مهنة الزراعة والرعى ،وأقاموا أماكن أللهتهم
وهياكل مقدسة لمعبوداتهم ولتأدية صلواتهم ولتقديم قرابينهم؛ طمعا في ترضية اآللهة
وكسبا لرضاها ودرءا لغضبها وشرورها.
-1لم يتم تدوين التاريخ الرومانى إال على يد أول مؤرخ رومانى هو فابيوس بيكتور،
حوالى 200ق.م -كما جاء أول مؤلف التينى على يد كاتو متناوال أصل المدن اإليطالية
4
وتاريخ روما القديمة .كما تعتبر كتابات تيتوس ليفيوس وديو كاسيوس من أهم الكتابات
األدبية التى تسرد تاريخ الرومان.
-3الكشوف األثرية والمصادر الوثائقية األثرية والنقوش التى تدعم الكتابات التاريخية
القديمة.
تعد قوانين األلواح األثنى عشر هى أول القوانين الرومانية المكتوبة ،وقد ُكتبت هذه
القوانين على اثني عشر لوحاً مثبتة على منصة المتحدث في المحكمة الرومانية .وقد
كانت هذه القوانين األسس التي تقوم عليها الحقوق الخاصة للمواطن الروماني .ومع
وجود خالف حول وجود وزمن هذا القانون إال أن معظم الباحثين يعتبرون تاريخ صدوره
في عام 450-449ق.م.
اعتبر الرومان قانون األلواح االثني عشر قانونهم المدني ،وقد جاء هذا القانون من أجل
كسر احتكار رجال الدين للقانون وكذلك للسعي في مساواة الطبقة العامة بطبقة األشراف.
وكانت القوانين تتناول اإلجراءات القانونية مثل الملكية والحيازة وقوانين البناء والعقوبة
مكون من عشرة رجال) .وقد
على مخالفة تلك القوانين ،وقد قام بهذه المهمة (مجلس ّ
أيضا على
بنى المجلس تلك القوانين على القوانين المدنية والجنائية الرومانية السابقة ،و ً
العادات الدينية ،وكانت القوانين تطبق بالتساوي على كل المواطنين ،وقد كتبت للمأل
5
مرت األلواح األصلية حوالي
حتى يستطيع عامة الجمهور معرفة حقوقهم القانونية .وقد ُد ّ
390ق.م ،.ولكن أجزاء كبيرة من القوانين قد ُحفظت من الضياع في أعمال الكتَّاب
الرومان الذين كانوا يحفظونها عن ظهر قلب.
6
-5المعاهدات :وكانت المعاهدات التى تعقدها روما نوعين ،وبمقتضى إحدهما كان
الطرفان يعتبران ندين متكافئين ويلتزمان بمساعدة بعضهما في الحروب ،وكانت نصوص
هذه المعاهدات تحفر على لوحات من البرونز تعلق على تل الكابيتول.
-6القوانين الشخصية وكانت تصدرها الجمعية الشعبية الرومانية تصدرها باسم Acta
populiوقد جرت العادة على حفر هذه الق اررات على لوحات برونزية وإيداعها في معبد
ساتورنوس ،وبذلك فكان هذا المعبد يؤدى عدة وظائف منها دار للعبادة ثم كونه الخزانة
العامة ،ودار للمحفوظات العامة.
-7ق اررات السناتو :وكانت خالل القرنين األخيرين من عصر الجمهورية تودع أيضا في
معبد ساتورنوس (وهو يساوى كرونوس إله الزمن عند اإلغريق).
-8السجالت التنفيذية :وهى سجالت الحكام وكبار رجال الكهنة وكانت تحفظ في مكاتب
كل منهم وهى إما قوائم لإلحصاء تتضمن بيانات إحصائية عن عدد المواطنين الرومان-
أو القوائم السنوية للحكام تسجل فيها أسماء شاغلى مناصب الهيئات المختلفة داخل
الدولة-وحوليات كبار الكهنة والتى يسجل فيها أيام األعياد الدينية وأيام انعقاد المحاكم
وكل مايتضمنه الشئون الدينية للمعابد.
8
-كان الملك التينوس من ساللة ساتورنوس يحكم منطقة الالتيوم حين وصول إينياس
إليها فزوجه من ابنته الفيينا وبعد موت الملك خلفه إينياس على العرش وبنى مدينة
سماها الفينيوم إكراما لزوجته وأصبح شعبه يعرف باسم الشعب الالتينى نسبة إلى
التينوس ،وقد اختفى إينياس فيما بعد بعاصفة هوجاء ،فأصبح معبود لدى شعبه باسم
جوبيتر - .بعد اختفاء إينياس تولى ابنه اسكانيوس الحكم ،فقام ببناء مدينة ألبا في أعلى
جبال األبنين ،وسرعان ما أصبحت هذه المدينة أهم مدينة في الالتيوم ،واتخذها عاصمة
له ،وبعد موته حكم المدينة أبناؤه وأحفاده ومنهم الملك نوميتر Nomiturالذى رزق بابنة
(ريا سيلفيا) -وابنا أيضا ،وقد ثار عليه اخوه األصغر أميليوس ،وعزله عن العرش
وتولى مكانه ونفاه ،ثم قتل ابنه ونذر ابنة أخيه لإللهة فيستا إلهة الموقد عند الرومان،
حتى تبقى عذراء لمدة ثالثين عام ،ولكن اإلله مارس أعجب بالفتاة وتزوجها وأنجب منها
طفلين ،هما ريموس ورومولوس،
وعندما سمع الملك أميليوس
غضب غضبا شديدا وأمر بإلقاء
الطفلين في نهر التيبر ،ولكن
اآللهة تدخلت فنجا الطفالن من
الغرق ،وحملتهم ذئبة Lupaمن
الجبال وأرضعتهما وحلق صقر
فوق رأسيهما للحماية ،وظال كذلك
إال أن عثر عليهما راعى قطعان
الملك فوستولوس وقامت وزوجته
9
بتربيتهما ،وعندما شب الطفالن وبلغا الثامنة عشرة من عمرهما علما بما جرى لجدهما،
فقاما بقتل الملك أميليوس وأعادا جدهما إلى العرش ،واعترافا بشجاعة التوأم منحهما
جدهما أراضى التالل السبعة على ضفاف نهر التيبر ،فقرر األخوان بناء مدينة لهما في
هذه المنطقة ،فقاما باستشارة اآللهة فيمن يضع أساس المدينة فاختارت اآللهة
رومولوس ،فأخذا محراثه النحاسي ،وقام بحفر أخدود ليكون سو ار للمدينة ،وبدأ ببناء
األسوار؛ فغضب ريموس من تجاهل األلهة له.وقام بالقفز على السور ،مستهينا بما يفعله
اخوه فغضب رومولوس وقتل أخاه .وبذلك انفرد رومولوس بالسلطة ،وأكمل بناء روما
على أثار دماء أخيه.
10
الذئبة ترضع التوأم ريموس ورمولوس
-أنشأ رومولوس مدينة روما ،وقد استوطن تل البالتين ،وهو أحد التالل السبعة التى
أقيمت عليها روما ،وهذه التالل عبارة عن مجموعة من التالل بالقرب من مصب نهر
التيبر ،ويبدو أن العلماء قد اتفقوا على تاريخ نشأة روما هو الحادى والعشرين من إبريل
عام 753ق.م .وقد لجأ رومولوس من أجل إكثار سكان مدينته إلى اجتذاب أكبر عدد
من الناس فقام ببناء قصر على تل الكابيتول ،واستقر فيه المغامرون والمشردون ،ولكن
11
جيرانه من السابين رفضوا تزويج بناتهم لهؤالء الرومان ،فلجأ رومولوس إلى حيلة ودعاهم
إلى احتفال ثم أرسل أتباعه فخطفوا نساؤهم وتزوجوهم ونتيجة ذلك قامت الحرب بين
الرومان والسابين ثم عقد الصلح بين الطرفين بتوسط النساء السابينات ،وأصبح نتيجة
ذلك كال من رومولوس وتاثيوس السابينى ملكان يحكمان معا ،وبعد فترة قتل تاثيوس في
الحرب وانفرد رومولوس بالحكم .وبعد فترة تولى الملك السابينى نوما بومبيليوس.
12
الرومان األوائل:
-وقد عرفت إيطاليا خالل القرن الثامن ق.م ثالثة عناصر بشرية هامة؛ كان لها دورها
في تطوير الحضارة في شبه الجزيرة اإليطالية؛ فكان اإلتروسكيون في شمال إقليم ال تيوم
Latiumوالذين تعلم الالتين منهم األبجدية؛ وقد أدى اتصال اإلتروسك باإلغريق إلى
تعلمهم الكتابة اإلتروسكية ،والصناعة والتجارة ،حيث استغلوا األرض في الزراعة بمختلف
األشجار والخضرة والحبوب ،وقام اإلتروسك ببسط سيطرتهم على جزء كبير من إقليم
الالتيوم من الشمال وعلى إقليم كمبانيا في الجنوب حيث اتخذوا مدينة كابوا Capua
مدينة لهم.
-ثم اليونانيون الذين احتلوا جنوب إيطاليا وشمال صقلية ،حيث عاشوا حياتهم في
مستعمراتهم الجديدة خارج بالدهم والتى سموها اليونان الكبرى – Magna Graciaوبعد
حوالى قرنين دخل إ لى شبة الجزيرة اإليطالية عنصر جديد في موجة غزو حملت معها
مهاجرين كلتيين Celtsإلى نهر البو.
13
كان سكان إيطاليا يعيشون حوالى 1000ق.م في هيئة وحدات قروية تشكل كل مجموعة
منها في هيئة دويلة تقوم على النظام القبلى وتدعى Pagusوقد تتجمع هذه التنظيمات
عند الضرورة في هيئة اتحادات وكانت تربط أبناء المجتمع اإليطالى الرابطة القائمة على
العرف ،وهى بمثابة دستور غير مكتوب ،بمقتضاه تسعى التنظيمات هذه إلى حل
الخصومات التى تنشب بينها بالطريق السلمى .وقد ظلت هذه المناطق اإليطالية في
عزلة عن المجتمعات األكثر تحضرا؛ حتى شهدت هجرتان هما الهجرة اإلتروسكية
والهجرة اإلغريقية .ومن هذه الشعوب القديمة في إيطاليا ومنها-:
-2الفيال نوفا Villanovaظهر هذا الشعب في بداية األلف األول ق.م ،ولعلهم جاءوا
من منطقة نهر الدانوب ،وعاشوا في قرى ذات أكواخ مستديرة الشكل ،وتميزوا بتربية
الماشية وزراعة األرض وأحسنوا صناعة المنسوجات .كما استعملوا الحديد في أسلحتهم
فعرفت حضارتهم بعصر الحديد.
14
-مقـــــــومـــــات الـــــــــحضــــــــــــارة الــــــــــــــرومــــــــــانــــيـــة
تمتد شبة الجزيرة اإليطالية في البحر األبيض المتوسط ،فتقسمه إلى قسمين شرقى
وغربى -كما تتوسط سواحل أوروبا على البحر المتوسط ،ويحيط بشبه الجزيرة من الشمال
الشرقى جمهورية كرواتيا -ومن الشمال النمسا وسويسرا ،ومن الشمال الغربى فرنسا،
وغربا البحر التيرانى ،وجنوبا البحر األيونى ،وشرقا البحر األدرياتيكى ،ويتبعها عدد من
الجزر الصغيرة والكبيرة وأهمها جزيرة صقلية التى يفصلها عن إيطاليا مضيق ميسينا،
وجزيرة سردينيا الفاصل بينها وبين البحر التيرانى.
-1السهل الكبير الشمالى وهو وادى البو -:ويحيط بهذا السهل بالد األلب الجبلية من
الشمال والغرب ،وهذا السهل أرضه رسوبيه فهى لذلك خصبة جدا ،وينتهى السهل الكبير
في الشرق بساحل منخفض تكثر فيه المستنقعات وتمتد السهول الضيقة من الشرق
والغرب على سواحل المنحدرات جبال األبنين مثل سهول إتروريا والالتيوم وكمبانيا
المحيطة بمدينة نابولى؛ لذا اتقن اإليطاليون الزراعة وتربية الماشية قبل أن يتقنوا التجارة.
-2القسم الجنوبى أو جبال األبنين-:يمتد القسم الجنوبى لشبه الجزيرة اإليطالية من
الشمال الغربى نحو الجنوب الشرقى لمسافة 1000كم ،وتنحدر هذه الجبال تدريجيا نحو
األدرياتيك ،وتعتبر سلسلة جبال األبنين هى العمود الفقرى لشبه الجزيرة اإليطالية حيث
15
تمتد من الشمال إلى الجنوب ،ومن وسطها تاركة سهول ساحلية ضيقة على الجانبين
الشرقى والغربى.
-3األنهار :تتغذى جبال األلب التى تسكوها الثلوج بمياه األنهار والروافد اإليطالية ،ومع
هذا تندر األنهار الصالحة للمالحة بسبب قصر مجراها وانحدارها.
16
مذبح مارس-القرن األول-يصور
تجسيد لنهر التيبر-وأسطورة تأسيس
ريموس والطفالن روما-والذئبة
ورومولوس.
17
أوال :العصر الملكى (509-753ق.م)
-يمثل أعلى الهرم فى هذا التنظيم السياسي الملك Rexالذى كانت بيده السلطات
السياسية والقضائية إال ان الصفة الدينية كانت هى الغالبة ،فهو الذى يقدم الذبائح لأللهة،
ويتولى الملك التقويم السنوى بمساعدة كبار رجال الدين من الكهنة ،فتحدد فيه األعياد،
ويبدأ ع د السنين بدءا من عهد الملك ،وبالرغم من أن الملك لم يكن حكمه وراثيا ؛ بل
كان موظفا منتخب من مجلس الشيوخ الذين لم يبلغ عددهم في العصر الملكى عن
100عضو ،فكان بمجرد توليه الحكم يجمع في يديه جميع السلطات ال تحدها اى قيود
حتى أنه يدخل في نظامها حق الحياة والموت على المواطنين.
كانت المالمح الرئيسية للتنظيم السياسي تأسست كما ذكرنا عام 753ق.م فالعامة
Plebesكانوا يجمعون من حين الخر في مجلس يدعى مجلس األحياء Comita
Curiatessيجتمع فيها الناس ،ولم تكن مهمة هذا المجلس تزيد عن الموافقة على
الق اررات التى يصدرها مجلس الشيوخ Senatusالذى كان يضم أرستقراطية روما من
كبار أصحاب األراضى ،وهى الطبقة التى كانت تسمى األشراف.
-إن المجتمع الرومانى القديم كان صورة مصغرة مما كانت عليه حياة األسرة في روما
فكان األ ب ذا سلطة مطلقة على األبناء والزوجة والعبيد ،وكان للملك حوزة السلطة
المطلقة ( Imperiumالسلطة الملكية العليا) وهى بمثابة تفويض شعبى لشخص ما
ليحكم بالقوة ،فمن يحصل على هذه السلطة وجبت طاعته ،وكان الملك عندما يتولى
18
الحكم كانت تصاحبه شاراته الرمزية ومن اهمها عصا Fascesالتى كانت رمز لضرورة
طاعة الملك.
إن المعلومات التاريخية الحقيقية عن الملوك الرومان قليلة ومحدودة ،ويغلب عليها
الطابع األسطورى ،ومازال الشك يحيط ببداية حكمهم ؛ فقد حكم الرومان في هذه الفترة
ستة ملوك من السابين؛ففى البداية تولى العرش رومولوس (716-753ق.م)البطل
األسطورى و هو المؤسس األسطورى لروما ،ويذكر أنه حين تولى الحكم دعا جموع
الرومان لالجتماع فى جمعية عمومية ،ومنحهم قوانين تنظم حياتهم.
19
الملك نوما بومبيليوس
وأختار كاهنات عذارى للربة فيستا من أجل الحفاظ على النار المقدسة الخاصة بها،
عددا من المعابد فى روما ،أشهرها معبد اإلله يانوس وهو حارس أبواب السماء
وبنى ً
وإله البدايات والنهايات ،واشتق منه يناير أول شهر فى السنة الميالدية ،الذى كان
يصور غالبا برأس ذى وجهين أحدهما للداخل ،واآلخر للخارج ،وتوضع على البوابات
فى الداخل .وقد اعتاد الرومان على غلق معبد يانوس فى روما وقت السلم.
20
ثالثة أبطال من روما (األخوة هوراتيوس) مع األبطال األلبينين (األخوة كورياس) فتغلب
األبطال الرومان على خصومهم ،وورثت روما من ألبا زعامتها على إقليم الالتيوم ،ولكن
سرعان أن تمردت مدينة ألبا على روما فقام الرومان باحتاللها وهدمها وأصبح الكابيتول
هو المعبد الرئيسي بدال من كافو Cavoالمكان المقدس عند سكان الالتين القدماء.
ابتهاجا بهذا النصر ،غير أن أخت البطل المنتصر ظلت تنتحب
ً وأقيمت االحتفاالت
وتنوح بسبب مقتل خطيبها الذى كان أحد أبطال البالونجا ،وضاعف من حزنها أن أخاها
-البطل -ارتدى قميصا كانت قد صنعته بنفسها لخطيبها ،فما كان من أخيها إال أن
قتلها ،وقال عبارته الشهيرة التى صارت مضربا للمثل فيما بعد " :فليهلك كل من ينوح
على أعداء روما ".وقد قام الملك توليوس بغزو البالونجا نفسها ،ودمرها ،ثم جلب سكانها،
وأسكنهم على تل كايليوس ،وقد صعقه الرعد واحترق هو ومنزله بعد أن حكم اثنين
عام.
وثالثين ً
-بعد غضب األلهة على الملك هوستيليوس تولى خلفا له الملك أنكوس مارتيوس
616-640 Ancus Martiusق.م ،ومن أهم أعماله بناء جسر وميناء أوستيا وحصن
تل الجانيكول لحماية روما من الغرب .وقد ذكرالمؤرخ ديونيسوس الهاليكارناسى أن
الملك انكوس ماركوس تلقى من الكهنة تعليقاتهم على الطقوس الدينية التى ألفها نوما،
وقام بنسخ هذه القوانين الدينية على ألواح خشبية نصبها فى السوق العامة.
-تولى بعد وفاة الملك أنكوس ثالثة ملوك من اإلتروسك امتد حكمهم منذ (-616
509ق.م) وأول هؤالء الملوك كان تاركوينيوس القديم وكان لقبه قبل توليه الحكم
لوكومون وتعنى شيخ القبيلة ،ومن أهم انجازاته في روما هو بناء الفورم وساحة المصارعة
21
Circusكما عمل على تجفيف المستنقعات وبذلك توسعت مساحة األراضى القابلة
للزراعة؛ كما أخضع السابين واإلتروسكان لحكمه ،وزاد أعضاء مجلس الشيوخ فعين 100
شيخ جديد؛ وبعد فترة دبر أبناء الملك أنكوس مارتيوس مؤامرة لقتله انتقاما ألبيهم.
-قتل الملك سيرفيوس توليوس نتيجة مؤامرة قام بها الملك تاركوينيوس المتغطرس
Lucius Taquinius Superpusوقد اشتهر بجرائمه وحكمه االستبدادى وقام بإلغاء
كل تنظيمات سلفه وبسبب ظلمه وخوفا على حياته قام باتخاذ حرس خاص لحمايته .أما
أهم منجزاته العمرانيه فهى بناء المعبد المكرس للثالوث اإللهى ،كما اشتهر بحروبه
22
المتواليه ضد الالتين والسابين ،وقد أثارت تصرفاته المستبدة شعبه فثاروا عليه وطردوه
وبهذا سقطت الملكية ،وبدأ عهد جديد هو العصر الجمهورى في روما.
وهو ينتمي في أصله إلى اإلتروسك فهو يعد من سالله الملك لوكيوس تاركوينيوس
Luciusمن توسكانيا الذي طالب بالتاج وزاد نفوذه ،واستمر نفوذ التوسكان على
الرومان .وقد قامت في عهد تاركوينيوس المتغطرس انتفاضة شعبية سقطت على إثرها
الملكية ليبدأ عهد جديد وهو العصر الجمهوري .وتذكر المصادر أنه حفيد الملك
تاركوينيوس بريسكيوس الملك الخامس في روما الملكية ،ووصف عهد الملك تاركوينيوس
بأنه عهد استبداد وهو ما يبرر إلغاء النظام الملكي ،وأشارت المصادر أنه حمل لقب
Superbusوهي بالالتينية تعني الفخور أو المتعجرف.
كانت األسرة هى أساس بناء المجتمع الرومانى في العهد الملكى يمارس رب األسرة
سلطة مطلقة على جميع أفراد أسرته ،كان المجتمع الرومانى خالل العصر الملكى مكون
من طبقتين أساسيتين هم طبقة األحرار -وطبقة العامة.
23
وكانت طبقة الرجال األحرار تنقسم بدورها إلى 3طبقات هم.
24
كانت الحقوق السياسية مقتصرة على الطبقات الثالث األولى من طبقات األحرار بينما
حرمت طبقة العبيد والعتقاء ،أما طبقة األحرار فتتألف من كبار مالك األراضى وكانت
تحكم روما في البداية ألن بيدها السلطات التشريعية والتنفيذية والدينية والقضائية ،وكانت
طبقة العامة تتأ لف من متوسطى الحال من أصحاب األراضى ومن التجار وأصحاب
الحرف والعاملين في الزراعة .يتكون المجتمع الرومانى من طبقتين :هما طبقة البطارقة
,وطبقة العامة ,وتتكون الطبقة األولى من كبار ُمالَك األراضي ,وتتمتع هذه الطبقة بنفوذ
وامتيازات فى الدولة؛ لثراء أفرادها وإلمامهم بأساليب القتال ,وتمتعهم بكثرة االتباع ؛مما
يتيح لهم جمع أعداد كبيرةأثناء الحروب ,فضالً عن عراقة أصلهم وثقافتهم وتوافر الفرص
؛ ليكونوا من مستشارى الملك فى الجوانب الدينية والسياسية والقضائية.
أما طبقة العامة :فقد شملت هذه الطبقة متوسطى الدخل األحرار من مالَّك األراضى الصغيرة
والتجار وأرباب الحرف المختلفة ,وممن يؤجرون األراضي ,وهؤالء ارتبطوا بعالقات
والتزامات مع أصحاب االراضى حتى يضمنوا حماية أصحاب األرض من ذات الطبقة
؛ تحقيقاً لألمان ومواجهة اعتداء اآلخرين عليهم مقابل بقائهم على والئهم بفالحة أراضى
.
من يتبعون ,وتقديم المساعدة القتالية إذا اقتضى األمر
25
-2الحياة االقتصادية :
كان المجتمع الرومانى في العهد الملكى يغلب على أفراده الحياة االقتصادية البسيطة
ومنها الزراعية والصناعية والتجارية ،وقد شغلت الزراعة وتربية الماشية واألغنام جانبا
كبيرا ،وبالطبع كسائر المجتمعات الرعوية؛ فإن موارد المجتمع الرومانى كان مستمدا من
تربية الماشية واألغنام ،التى أخذت في التوسع عندما بدأت روما في توسعاتها إلى منطقة
األبنين الجبلية ،وبقيت زراعة الزيتون واألشجار المثمرة ضمن نطاق محدود.
كانت مساحة اإلقليم الرومانى ال تزيد عن ( 500كم),إال أن فالحة األرض ورعى الماشية
من أبرز األنشطة االقتصادية ,وقد اتسمت ملكية األراضى الزراعية بالملكية الفردية,بينما
ويرجح إنشاء
َّ ملكية األراضى الرعوية بالملكية الجماعية ,كما شهدت الصناعة تقدم ًا
نقابات للعمال األحرار خالل هذا العصر من أولئك المشتغلين بصناعة الفخار والمعادن
,كالحديد ,والذهب ودباغة الجلود وغيرها ,كما حضيت التجارة الداخلية والخارجية بازدهار
,فضال عن إقامة مستعمرة وسوق على تل االفنتين؛ لتسهيل التقاء التجار اآلتين مع
التجار القادمين من أماكن خارجية مختلفة .ولم يهمل الرومان الصناعة والتجارة حيث
ازدهرت صناعة الفخار والبرونز والحديد ازدها ار كبي ار وكذلك التماثيل واألعمدة التى
أخذت عن اإلغريق.
26
-3الحياة الدينية:
لما كان المجتمع القديم مازال في مراحل تطوره األولى ،حيث لعب الدين دو ار أساسيا في
استقرار وسالم المجتمعات البشرية ،فكان الملك هو المسئول األول على أن يفوز برضاء
اآللهة عن مجتمهم ولما كان الملك اليستطيع ان يقوم بأعباء تأدية فروض الطاعة والوالء
لأللهة المدينة فقد استعان بمجلس صغير من رجال الدين والكهنة ،Pontificiumإلى
جانب المجلس األصغر من العرافين Auguresالذين كانوا متمرسين في تفسير الظواهر
الطبيعية وكذلك التنبؤ بمشيئة األلهة.
جاءت المرحلة التالية لتأسيس الدين الروماني البدائى نتيجة صعوبة تقبل الرومان لفكرة
الموت ،فتحولت األرواح إلى شكل مادى بالرغم من أنها لم تبلغ في البداية داخل العقلية
الرومانية مبلغ اآللهة ولم ترق إلى مصافها ،1ووفًقا لما ورد عند أوفيديوس 2فقد كان تقديم
القرابين والعقائد الجنائزية والموت الركيزة األساسية لتأسيس مدينة روما3؛ ولذلك فقد أَله
الرومان القوة الحيوية والطاقة الخفية والقوة التي تتحكم بالعمل وتحققه ،كذلك فقد أسرع
الرومان إلى تأليه مجردات لها خواص رمزية وتجسيدها4؛ فكان إللهة الفضيلة معبدها
وعلى ذلك كانت النزعة الدينية لدى الرومان تجعلهم يؤلهون قوى طبيعية الحصر
لها ،فلقد اعترف الرومان بعدد اليحصى من هذه القوى وسرعان ماقاموا بإضافتها إلى
مظاهر عبادة األسالف فقد كان الموتى في اعتقادهم كائنات مقدسة وكانوا يكنون لهم
كل التبجيل ،وقد نشأت حول الموت عبادة كبرى؛ بينما كان كل ميت في فكرهم إله،
وفرضت لهم قوانين وقواعد كما أدركوا أنه مادام المتوفي في حاجة لطعام وشراب فإن
الواجب يفرض على األحياء قضاء هذه الحاجة .فقد عبد الرومان الموتى ووجهوا إليهم
صلوات وقرابين.8
الذى ظهر فى نهاية القرن الثالث ق.م؛ ويعنى الموتى الذين أمكن إرضائهمManes .إرضاؤهم بالقرابين ،وقد كان لفظ
ومنذ بداية القرن األول الميًلدي تبدأ طقوس الجنازة في عصر شيشرون بمجرد وضع جسد المتوفي في المقبرة حيث
يقسم القربان بين اآللهة وبين المتوفي وأسرته ثم يوضع الجزء الخاص بالمتوفي علي المذبح ويحرق جنباا إلى جنب
مع جسد المتوفي ،ثم يحرق الجزء الخاص باإللهة كيريس علي المذبح أيضاا ،وبعدها تأكل األسرة نصيبها في مأدبة
خاصة ,ويوضع رماد المتوفى في مقبرته وبعدها بثمانية أيام يجتمع أهل المتوفى مرة أخرى لًلحتفال بقبول اآللهة
Rüpke, J. 2007: 270قربان المتوفى .للمزيد ،راجع :بارندر جفرى 75 :1993ومابعدها؛
28
-مفهوم األرواح عند الرومان
اعتقد الرومان أن كل شيء في الطبيعة تسكنه األرواح التي تفسر وجود هذا العدد الكبير
من اآللهة في البانثيون الروماني ،وتظهر المشيئة اإللهية عن طريق الظواهر الطبيعية
التي يبحث الشخص الروماني التقي عن تفسير لها .وهذا يعلل االهتمام الكبير المقدم
للفأل والنذر في كل مظهر من مظاهر الحياة اليومية الرومانية.
وكان من أسباب ظهور العرافة هو االرتباط بالتقاليد اإلتروسكية التي تعتبر أن استطالع
رغبات اآللهة هو إجراء ضروري يجب اتخاذه قبل اإلقدام علي أي من األمور العامة.
ولم تلبث القواعد الخاصة بتسيير النذر أن بلغت من التعقيد الشديد ما اقتضي تشكيل
هيئة من العرافين المتمرسين بأمور استطالع رغبات اآللهة.
.كانت مراقبة تحليق الطيور في طيرانها وطريقة التقاط الدجاج لطعامها .من أهم مهام
العرافة ،وكان كهنة العرافة مقسمين إلى عرافي اآلوغر ، augurعرافي هاروسبيكس
Haruspexوعرافي هاريولوس Hariolusالذين كانوا أقل انتشا ار من النوعين
29
األولين .ولما كانت عقيدة الرومان الدينية تعتمد على مبدأ إطعام اإلله ألن اإلله هو
الذي أنضج الخبز ،وأعد األغذية ،وإلشباع جوع اآللهة وعطشها إذا أراد أن يتجنب
اما عليهم تقديم بواكير الثمار لآللهة؛ وبذلك كان الغذاء يقتسم مابين
غضبهم .فكان لز ً
البشر واآللهة؛ ألن اآللهة في المفهوم األسطوري على غرار البشر ،كما كان عادة تقديم
القرابين لآللهة هي أساس لنظام اجتماعي للدولة الرومانية؛ بسبب طقوس العبادة القائمة
على تقديمات القرابين من أجل تغذية اإلله بكل مايلذ حواسه من أشياء مادية من لحوم
وكعك وخمر وعطور ومالبس وحلى ،وغيرها.
أساسا إلى األسرة التي تورث السلطة السياسية ،وكان رب األسرة ً ترمز الديانة
( )Paterfamiliasوهو مسئول السلطة في األسرة مثلما الحال بالنسبة لإلمبراطور فهو
المسئول عن اإلمبراطورية ويقوم بالهيمنة على كل من حوله .مع مالحظة التركيبة البيئية
للرومان وانتمائهم للبيئة الزراعية التي نبتت منها تلك الطقوس العديدة والتي قامت عليها
الديانة الرومانية ،وجب عليهم الحفاظ على أصولهم الزراعية من خالل إقامة االحتفاالت
وتقديم القرابين في المدن والواليات حتى يثبتوا أن موروثاتهم القديمة مازالت سائدة،
أيضا في حياتهم المدنية الجديدة.
وطوعت ً
30
شيشرون في أحد كتاباته أن روح اإلنسان تعيش بعد الموت لمواصلة التوجيه والمعرفة
إلى األجيال الالحقة؛ ووجب على االبن أن يقدم القرابين إلى روح والده وأرواح جميع
أجداده ،فقد كان الرومان يعتقدون إذا انقطع الغذاء الجنائزي للموتى فإن الموتى يخرجون
فو ار من قبورهم أشباح لتلوم األحياء على إهمالهم وتحاول معاقبتهم فترسل عليهم األم ارض
وتصيب األراضى الزراعية الجدب حتى يعاود األحياء تقديم القرابين وإراقة السوائل التى
أساسا جوهرًيا في استقرار المجتمع الروماني
ً تدخلها القبر من جديد التي أصبحت
وسالمه ،فقد كان الرومان يؤمنون بعقيدة فلسفية تفيد بأن الروح يمكنها أن تعيش بعد
الموت ألنها التزال حبيسة الجسد.
جاءت المرحلة التالية لتأسيس الدين الروماني البدائى نتيجة صعوبة تقبل الرومان
لفكرة الموت ،فتحولت األرواح إلى شكل مادى بالرغم من أنها لم تبلغ في البداية داخل
العقلية الرومانية مبلغ اآللهة ولم ترق إلى مصافها ،وعلى ذلك كانت النزعة الدينية لدى
31
الرومان تجعلهم يؤلهون قوى طبيعية الحصر لها ،فلقد اعترف الرومان بعدد اليحصى
من هذه القوى وسرعان ماقاموا بإضافتها إلى مظاهر عبادة األسالف فقد كان الموتى
في اعتقادهم كائنات مقدسة وكانوا يكنون لهم كل التبجيل.
كان المعتقد الدينى لألسرة داخل حدود البيت يعتمد على اآللهة التي بفضلها ينجحون
ويضمنون سالمتهم وتتحقق رفاهيتهم ويزيد خيرهم ،ولذلك مارس األفراد في الحياة
الرومانية الطقوس الدينية الخاصة بالمناسبات التي وقعت على عاتق رب األسرة ،وسميت
باألمور المقدسة الخاصة ) ،(Sacra Privataالتي ُيناط بها حماية أفراد األسرة ،وهي
32
في حقيقة األمر القوى الغيبية ) (Numiniaالتي يناط بها حماية وحدة العشيرة )(Gens
،الخاصة بها ،ومن هذه اآللهة-1 .فيستا ( )Vestaربة النار والموقد اإللهة فيستا:
إلهة "موقد البيت" وهي أخت لجوبيتر ،وهي ربة عذراء اتخذت مكانة كبيرة في روما،
معبدا دائري الشكل ،وفي منتصفه تشتعل النار
حيث شيد لها الملك نوما بومبيليوس ً
المقدسة ،التي ترمز إلى
ضمان سلطان روما ،وكانت
كاهنات وهن الفيستاالت
اإللهة تتولين حراسة النار
المقدسة ،أما عن تصويرها في
الفن فكانت تصور بهيئة سيدة
ضخما
ً ثوبا
مهيبة ترتدي ً
بوشاح ،Stolaوتمسك أحيانا
قرن خيرات ،أو طبق الباتيرا،
وغالبا كانت تصور
ً أو شعلة
في وضع الجلوس على
مقعد.حيث كان الموقد من ضروريات المنزل الريفي بسبب برودة الشتاء القارس كما
صباحا ،وقبل البدء في تناول
ً تفرضه الطبيعة في بالدهم ،وقد كانت تؤدى إليها الصلوات
وجبة اإلفطار ،كما كان يتم وضع أكاليل الزهور عند موقدها في أيام االحتفاالت ،ويتم
وضع قطع الطعام في الموقد بغرض التقرب إليها.
33
عملة رومانية ترجع إلى بداية القرن األول الميالدى تصور اإللهة فيستا جالسة على
العرش وتمسك الصولجان بيدها اليسرى بينما تمد يدها اليمنى ممسكة بطبق الباتي ار-
ترتدى اإللهة غطاء للرأس.
34
-الالريس( )Laresارتبطت عبادة Larبـالموتى Manesفي روما ،وتتشابه مع
عبادة األبطال عند اإلغريق ،ويذكر Smithأن اسم Larذو أصل إتروري ويعني سيد،
أو ملك أو بطل ،وكان الالريس عند الرومان في األصل هو مؤسس األسرة ووجب على
الرومان تبجيل مؤسسو عبادتهم المنزلية ،وبعد فترة انفصلوا عن عبادة األسالف وتحولوا
إلى آلهة محلية موجودة في جميع المنازل الرومانية لحمايتها ،وامتدت إلى الميادين
المختلفة وكانت تعبد عند تقاطع الطرق مع بعضها؛ لتصبح فيما بعد آلهة عامة وأصبح
الالريس يرتبط بعبادة Compitaالتي كان يشرف عليها الماجيستري ،كما يرى البعض
أن الالريس كانت آلهة زراعية وكانت الوظيفة األساسية لهم هم حراس للمدينة والحقول،
أن األرواح هي التي تسكن األماكن وليس الموتى.
ويصور الفنان اثنين من الالريس في هيئة شبابية يرتديان تونيك قصير من جلد الكلب
به حزام يغطى الجزء السفلى ،ويقفان في وضع المواجهة ويخطوان بخطوات خفيفة أشبه
بالرقص ،وفي المنتصف يصور جينوس (عبقرية رب األسرة) يقدم اإلراقة ،والثعبان رمز
لآللهة الخيرة أو ألرواح العائلة التى تحمى األسرة.
35
-المصدر (مكان الكشف):
عثر عليه فى منزل Vetti
رقم تحت بومبى فى
)(VI.15.1
ارتبط الالريس باحتفال Compitaliaالذي يرمز إلى حدود الحقول الزراعية والخط
الفاصل بين مفترق الطرق والموتى ،واستخدمت الالريس في صيغة الجمع إشارة إلى
المنزل الملئ باألرواح ،وجدير بالذكر أنه لم يعثر على قطع فنية ترجع إلى العصر
الجمهوري تخص الالريس ،وبوجه عام صور الالريس في هيئة شابين توأم متشابهين
وغالبا ما يقفان على أطراف
ً يرتديان رداء قصير من جلد الكلب بحزام عند الوسط
أصابعهما وكأنهما في وضع الرقص ،ويشير ارتدائهما لجلد الكلب إلى دورهما كحراس
للمدينة ،وقد أقيمت على شرفهم العديد من االحتفاالت أهمها Parentaliaالذي يقام في
أيضا إلى الديسكوروي طبًقا للديانة اليونانية ،أو التوأم ريموس
ديسمبر ،كما يرمزان ً
ورمولوس مؤسسا روما وهى أرواح األرض الزراعية والقوى الخاصة بأرواح الموتى التي
تظل حية تطوف بأماكن إقامتها فوق األرض ،وهي كناية عن الوطن أو المنزل ،وهذه
36
القوة يلجأ إليها أفراد العائلة طلبا للعون والحماية ،فهي بذلك ترمز إلى العالقة بين األرواح
طبيعيا أن يعتقد الروماني القديم في آلهة تخص
ً المعنوية والسكان من البشر وكان
األرض التي يزرعها ويعيش على ريعها طول العام ،وكان البد أن يشكرها على خيرها
عند موسم الحصاد.
37
-3بيناتس(- )Penatesارتبط البيناتس مع االسم Penusوهي اآللهة التي عبدها
الرومان في البداية ويحتفظون بصورها في الفناء Atriumمن منازلهم ،كما اقترنت
البيناتس Penetraliaوهي الطقوس التي تقام لحماية األسرة بأكملها فقد كان ينظر
إلى الثالوث الروماني جوبيتر وجونو ومينرفا أنهم حماة المنازل ومروجين للسعادة
والوئام في األسرة واشتقت Penatesمن كلمة Penetralisالتي أطلقت على
جوبيتر نفسه ،ارتبطت البيناتس أيضا بأبوْلون ونبتون ألنهما كانا يطوقان جدران
تجسيدا للقومية والوطنية داخل
ً طروادة لحمايتها ،ويشير البعض أن البيناتس يعد
اإلمبراطوريةوهى القوى الخاصة بتأمين غذاء األسرة ،وأرواح غرفة التخزين والتموين
التي اليخلو منها أى بيت حيث كانت تجتمع كل ضروريات الحياة الريفية البسيطة
من ألبان وجبن
ولحوم وكل أنواع
التي المحاصيل
تجود بها أرض
وكانت األسرة
حامية األرواح
المكان.
38
-4جينوس( )Geniusوهى الروح الحارسة وبصفة خاصة ترمز إلى عبقرية رب
األسرة ،وهنا يبرز دور رب األسرة ومدى خوف أهله عليه وحرصهم على أن تتولى
حمايته روح مسئولة عنه؛ وذلك بسبب خطورة دوره وأهميته بالنسبة ألفراد األسرة ،الذين
يعتمدون عليه في كل شئ ،ويتوقف عليه مصير األسرة بكاملها بما في ذلك العبيد .ولكن
متمثال في المواطن
ً في حقيقة األمر كان جينوس يرمز إلى عبادة البطل الروماني الحى
األول أو األمير وهو األمر الذي تجسد فيما بعد
في مبدأ العبقرية ذات الطبيعة اإللهية التي بداخل كل فرد ،لتجعله يرتفع إلى مصاف
المثالية اإللهية ،وتغلغت فكرة العبقرية داخل العقل الروماني واتسعت لتصبح المبدأ
الرئيسي الذي تقوم حوله جميع األحداث الكبرى في حياتهم ،وحينما تتجسد العبقرية
الذكورية في شخص اإلله جوبيتر ،فإن عبقرية كل أنثى تمثلت في داخل قوتها التناسلية
في شخص اإللهة يونو.
39
يانوس أو جانوس (بالالتينية ): Ianusهو إله البوابات و المداخل واإلنتقاالت والطرق
والممرات والمخارج في الميثولوجيا الرومانية ،هذا اإلله له وجهين ،وجه ينظر للمستقبل
ووجه ينظر للماضي ،هو اإلله التقليدي لشهر يناير ويعتبر أصل إسمه ،ويعتبر حسب
الميثولوجيا أنه مثير وحاسم النزاعات والحروب والسالم.
40
طابعا سحرًيا يتسم بالغموض يضم اإليماءات والصيغ
لقد اتخذت تلك الطقوس في البداية ً
الدينية؛ إال أنه مع الوقت تحولت تلك الطقوس إلى ممارسات دينية أصبحت بمثابة قانون
دينى يرتبط بواجبات الفرد تجاه اآللهة؛ ويحمل التقوى واألمانة في تنفيذ كل ماهو واجب
على البشر كنوع من العدالة والسالم نحو هذه اإللهة.
وفى أواخر العصر الملكى أصبحت هناك هيئات دينية فى المجتمع الرومانى تمثلت
فى :هيئة كبار الكهنة ,وهيئة حارقى القرابين ,وهيئة العرافين ,وهيئة الراقصين الذين
كانوا يؤدون رقصات دينية ,وهم مسلحون الستجداء رضا إله الحرب مارس ,وهيئة أخوة
الذئب الذين يعدون حول السياج المقدس ؛ ليبعدوا األرواح الشريرة عن دولتهم ,والعقم
عن نسائهم وقطعانهم.
-4الجيش والفتوحات
كان الملك هو رأس التنظيم السياسي ،فهو الذى يعقد المعاهدات ،وكان يمثل الدولة في
عالقاتها الخارجية ،ويقود جيشها بنفسه .ولم يكن الجيش يزيد عن 3000رجل و300
فارس يجندون من القبائل.
وقد تركزت السلطة خالل العصر الملكى بين الملك -مجلس الجماعات -مجلس
الشيوخ Senatus.أو السناتو
-الملك :كانت الملكية األولى انتخابية ولمدى الحياة حيث يقوم مجلس الجماعات بانتخاب
الملك ويمنحه مجموع السلطات التنفيذية وإذا مات الملك فإن صالحياته تعود إلى الشعب
41
الذى يمثله بصورة دائمة مجلس الشيوخ بالحكم لمدة خمسة أيام فقط ينتخب خاللها ملكا
مؤقتا يتسلم السلطة لمدة قصيرة وينتخب خلفا له.
42
-مجلس الجماعات :جمعية األحياء أو الجمعية الكورية Comitia Curiataويتكون
من ممثلى الجماعات الثالثين وعدد األصوات فيه ثالثون صوتا ،ويكفى إلنجاح أى قرار
فيه تجميع 16صوت بجانب القرار ،ومن مهماته أنه ينتخب الملوك –يصوت على
القوانين -له سلطات قضائية -اعالن الحرب والنظر في أمور السلم.
-مجلس الشيوخ :يتكون من رؤساء األسر القوية ويقوم الملك باختيارهم وعددهم ثالثمائه
وأهم مهامه :إسداء النصح والمشورة للملك -مساعدة الملك في جميع أمور الدولة -يوافق
على ق اررات مجلس الجماعات ويعطيها الصفة القانونيةSenatus. .مجلس الشيوخ أو
السناتو كان عدد أعضاء مجلس الشيوخ مائة عضو ،وكان فى أول أمره يضم أى كان
يضم كبار السن المحنكين.
43
ثانيا :العصر الجمهورى (30-509ق.م)
:Res publica Romanaبمجرد انتهاء الحكم الملكى وطرد أخر الملوك أصبحت
كلمة Rexكلمة مكروهة لدى الشعب الرومانى ( كلمة )Rexلذلك سمى نظام الحكم
الجديد Res Publicaكترجمة حرفية لمصطلح (الشئ العام) بمعنى النظام الذى يعنى
باألمور العامة والشعب ،أو الغالبية العظمى من الناس وليس ذلك النظام اإلرستقراطى،
الذى كان يعنى بمصالح األغنياء والنبالء واألشراف .وهذا الحكم يبدأ عام 509ق م).
التغيرات التي
استمرت حتى قيام اإلمبراطورية الرومانية في عام 27ق م .من أبرز ُّ
و َّ
توسع ُسلطة الدولة الرومانية من مدينة روما إلى ُقَّوة ُكبرى
شهدها عهد الجمهورية هو ُّ
كافة حوض البحر األبيض المتوسط .تمكنت الجمهورية الرومانية خالل أول حكمت َّ
44
بات
متكررة على شمال أفريقيا وهسبانيا وما َ
ّ بقرن واحد ،استولت روما بحروب
اآلن جنوب فرنسا.
انهار في هذا العصر النظام الملكي وتوسعت روما وتحولت إلى التجارة ،لتصير
مرك از في البحر المتوسط .فتعقدت المعامالت وظهرت النقود البرونزية والفضية واتصل
الرومان بالشعوب األخرى خاصة اإلغريق مما أضعف الروح الدينية لهم وأدى إلى تطور
القواعد القانونية وتحريرها من الجمود .كما أدى الصراع بين األشراف والعامة إلى ظهور
قانون األلواح االثنى عشر وهو أهم تشريع في هذه المرحلة .وقدشهد العصر الجمهورى
المبكر نضج مؤسسات الحاكم الجمهورية ،والصراع بين طبقات المجتمع الرومانى.
كانت أهم التغييرات التى طرأت على النظام السابق وإحالل بعض الوظائف الجديدة
لتأدية مصالح الشعب على أحسن وجه وضمان القيام بالمهام الموكلة إلى شاغل تلك
المناصب دون تهاون.
أوال :اإلبقاء على سلطة اإلمبريوم Imperiumولكن إعطاؤها لحاكمين اثنين عرفا
باسم القنصلين Consulesولمدة زمنية محددة -هى سنة واحدة -بعد أن كانت في
العهد الملكى مدى الحياة .وبذلك فإن بعد انتهاء العام يترك القنصالن منصبيهما ويتخليان
عن وظيفتيهما ويصبحان مرة ثانية مواطنين عاديين.
-القنصالن :consulبعد القضاء على النظام الملكي حل محل الملك حاكمان ينتخبهما
مجلس الشعب لمدة سنة ،وهما القنصالن اللذان يتمتعان بسلطات الملك .فلهما إدارة
الجمهورية وقيادة الجيش والمحافظة على القوانين والعرف وتنظيم التحكيم في الخالفات،
45
مع تقيد سلطاتهما بنظام التظلم أمام مجلس الشعب من أحكامهم الصادرة داخل المدينة.
ويخضع القنصالن للنظام المزدوج ،وفي حالة حدوث ظروف خطيرة يعين القنصالن
دكتاتو ار له كامل السلطات ويخضع كذلك للنظام المزدوج ولكن زميله ال يملك نفس
السلطات ويطلق على هذا األخير قائد الفرسان .وكان للقنصالن العديد من الموظفين
لمساعدتهما في أداء مهامهما خاصة بعد تطور الدولة الرومانية وتوسعها ،ثم صار هؤالء
الموظفين حكاما ينتخبون مباشرة من مجلس الشعب ويمارسون مهاما محددة .
-اشترك الشعب جميعا في انتخاب القنصلين الجديدين داخل جمعية شعبية تسمى
الجمعية المئوية Comita Centuriataوهى التى حلت محل الجمعية القديمة
المعروفة باسم جمعية األحياء ( )Comita Curiataوالتى كانت لهاصالحية إصدار
القوانين وانتخاب الحكام والمسئولين الذين يتمتعون بسلطة اإلمبريوم -كما كان لها
صالحية إعالن الحرب وإبرام السالم مع أعداء روما ،وكان مكان انعقاد جلساتها في
ميدان الحرب في ساحة اإلله مارس ( )Compus Martiusخارج أسوار مدينة روما.
وكانت سلطة القنصالن تبادلية داخل وخارج روما ،أى أنها كانت فى يد قنصل واحد
فقط ،فى وقت ما ،فإذا كان القنصل خارج روما يحارب أعدائها فإنه سيحمل السلطة
المطلقة في يده هو.
-وقد حرص الرومان على أال يستعبد أى من القنصلين بتلك السلطة المطلقة فأعطوا
لكل منهما حق االعتراض على ق اررات األخر أو ما يعرف األن باسم حق الفيتو Veto
.كما أدخل الرومان وظائف جديدة تمام وهى الوظائف العامة لضمان سير العمل على
46
الوجه الصحيح وتأدية كل مواطن لواجباته تجاه الدولة من المشاركة في تأدية الخدمة
العسكرية (االلتحاق بالجيش) ودفع الضرائب كل حسب ثروته.
47
-2أمين الخزانة العامة : Quaestorكان للقائمان على هذا المنصب منذ 449ق.م
يختصان باإلنابة عن القنصلين في قضايا القتل بدون مبرر وكانا ينتخبان من الجمعية
القبلية ،في كل عام ،وعندما اكتسب العامة حق تولى هذه الوظيفة وصل عددهم إلى
أربعة من أصل اثنين ،ولكن مع ظهور وظيفة البرايتور اقتصر نشاط الكوايستور على
الشئون المالية ،وكانت هذه الوظائف من أدنى الوظائف العامة ولكن كانت خطوة على
طريق تولى مناصب أكبر.
-3الرقيب :Censorـ حاكم اإلحصاء :أنشئ هذا المنصب في 435ق،م ويقوم حاكم
وعد المواطنين الرومانيين المكلفين بالضرائب وثرواتهم ومراقبة اآلداب
اإلحصاء بإحصاء ّ
العامة ،فله استبعاد من ارتكب فعال مشينا من قوائم الجندية ،وبالتالي يفقد حق االقتراع
وتولي المناصب العامة.وهو بهذا يقوم بدور الرقيب على أخالق الرومان وشرفهم .وقد
فتح هذا المنصب أمام العامة وسمح لهم بتوليه سنة 351ق،م ،لكنه وفي تطور الحق
صار مكلف باختيار أعضاء الشيوخ ولذالك اقتصر تولي منصب حاكم اإلحصاء على
من شغل وظيفة القنصل.
وكان على عاتق الرقيب أن يسجل جميع المواطنين الرومان وممتلكاتهم ،ويفحص القوائم
ويتأكد من سالمة البيانات ويعاقب المخادعين ،ويقدر ضريبة الملكية على أساس الثروة
وكانت تجمع هذه الضريبة وقت الحروب.
48
-4الحاكم القضائى : Praetorالحاكم القضائي :فصلت والية القضاء المدني عن
أعمال القنصلين سنة 367ق م ومنذ ذلك التاريخ تولى الحاكم القضائي المسمى البريتور
المدني .الفصل في المنازعات التي تحدث بيـن الرومان وبعد توسع الدولة الرومانيـة
ووجود األجــانب بداخلهـا ظهر منصب آخر هـو بريتـور األجانب وذلك في سنة 242ق،م
ليقوم بالفصل في المنازعات التي تتم بين األجانب فيما بينهم أو بين الرومان واألجانب.
وكان يعين عن طريق االنتخاب
-5مسئول األمن والتجارة -:aedilis :لم تكن هذه الوظيفة العامة في الدولة حتى عام
367ق.م ،وأصبحت وظيفة اإليديليس وظيفة سنوية عامة يتوالها صاحبها باالنتخاب
كما كان يشغلها أربعة موظفين اثنان منهم من العامة وإثنان من األشراف ،ومن أهم مهام
هذه الوظيفة-:
-صيانة شوارع روما وتطبيق المرور فيها.
-تدبير امداد روما بالمياه والحبوب
-اإلشراف على المعامالت التجارية في األسواق ورقابة الموازيين
-حفظ األمن والنظام وخاصة في الحفالت واألعياد.
هكذا تأكد لنا شيوع تولى العامة لمعظم المناصب اإلدارية المختلفة خالل العصر
الجمهورى ،ذلك العصر الذى أشرك عامة الشعب plebsفي الحكم واإلدارة وأصبح
نظام الدولة الجديد نظام جمهورى يشارك إدارته جمهور الشعب جنبا إلى جنب مع النبالء
واألشراف وأصحاب المصالح العليا في البالد.
49
إدخال مبدأ "الرتب" الستة خالل العصر الجمهورى
ومما يؤسف له أن الصراع الطبقى بين األشراف Patriciiوالعامة Plebsبدأ منذ بدايات
القرن الخامس ق.م أى حوالى 494ق.م وانتهى تقريبا مع بداية القرن الثالث ق.م ،وقد
تحقق العديد من الحقوق حيث تكونت جمعية القبائل وشاركوا في سن القوانين والتشريعات
وكسبوا حق تولى منصب القنصلية عام 367ق.م وأصبحوا أعضاء في السيناتو -كما
حصلوا على ح ق تمكين طبقة العامة بنصف أعداد الجماعات الدينية المختصة بالنبوءة
المقدسة وجماعة كبار الكهنة وجماعة العرافين وذلك منذ عام 300ق.م.
-وظلت طبقة السيناتو التى تتكون مجلس الشيوخ من كبار شخصيات المجتمع الرومانى،
وكان المجلس يباشر أعماله كهيئة استشارية وليست تنفيذية او تشريعية.
50
أما عن سلطة مجلس الشيوخ :فقد صار أعضاء مجلس الشيوخ يعينون من قبل
القنصالن من بين الحكام الجمهوريين الذين انتهت مدة واليتهم مدى الحياة ،وبهذا صار
للعامة الحق في العضوية به بعد أن سمح لهم بتولي مناصب الحكام .ثم انتقل حق تعين
أعضاء مجلس الشيوخ من القنصالن إلى أمـا عن سلطات واختصاصات مجلس الشيوخ
فقد عرفت توسعا وزيادة كبيرة فصار له باإلضافة إلى وظائفه القديمة:
-المصادقة على مشروعات مجالس العامة ،التي صارت معادلة للقوانين التي تصدر
من المجالس الشعبية.
-له حق مساءلة الحكام قضائيا بعد انتهاء مدة واليتهم عن أداء مهامهم.
-تحديد اختصاصات الحكام المتعددين الذين يتولون نفس المنصب ،وهو الذي يحدد
كيفية إدارة الواليات الرومانية.
-له اختصاصات مالية كمراقبة حكام اإلحصاء المتولين للشؤون المالية للدولة.
ثالثا :المجالس الشعبية :نظمت المجالس الشعبية في هذا العهد تنظيما جديدا فظهرت
مجالس جديدة وحدثت المجالس القديمة ،فباإلضافة إلى المجالس الثالثية المقصورة على
اإلشراف ،ظهرت مجالس جديدة كمجالس الوحدات المئوية ومجالس القبائل ومجالس
العامة.
51
ـ مجالس الشعب الثالثية القديمة :نقصت أهمية هذه المجالس في هذا العهد بالنظر إلى
ازدياد قوة العامة ونقص دور العشائر وانحصر اختصاصها في الموافقة على الوصايا
والتصرفات التي تؤدي إلى تغير نظام األسرة كالتبني.
ـ مجالس القبائل :وتضم األشراف والعامة حيث قسمت روما إلى أحياء ،أما
اختصاصاتها فهي انتخاب حكام التحقيق واألسواق والموافقة على مشروعات القوانين
ـ مجالس الوحدات المئوية الجديدة :وقامت هذه المجالس على تقسيم الشعب الروماني
إلى خمسة طبقات حسب الثروة التي يمتلكها أفراد كل طبقة وكل طبقة لها عدد من
الوحدات يرتبط بمقدار ثرواتها .وكانت مهمة مجالس الوحدات المئوية هي انتخاب
القناصل والحاكم القضائيين وحاكم اإلحصاء والنظر في مشاريع القوانين بالموافقة أو
الرفض مع لزوم تصديق مجلس الشيوخ على فرارها حتى تصبح قوانين هذه المجالس
نافذة وملزمة .كما كان يحق لألفراد المحكوم عليهم باإلعدام التظلم أمامها ،فلها نظر
استئناف الدعاوى الجنائية التي حكم فيها باإلعدام باإللغاء أو التأبيد .ويجب اإلشارة إلى
أن مجالس القبائل والمجالس المئوية لها حق التصويت على المشاريع التي يتقدم بها
القناصلة.
ـ مجالس العامة :حصل العامة على حق االجتماع في مجالس خاصة بهم سنة471
ق،م وتنعقد هذه المجالس بدعوة أحد نقباء العامة المنتخب من قبلها .أما عن مهام هذه
المجالس فقد كانت تشرع لطبقة العامة فقط حيث تتخذ ق ارراتها بشأن ما يقترحه عليها
حكام العامة وقد كانت هذه الق اررات ملزمة لطبقة العامة فقط ،ولكن بعد صدور قانون
هورتنسيا سنة 287ق م أصبحت ق اررات مجالس العامة ملزمة حتى لطبقة األشراف
52
كذلك .وفي نهاية العصر الجمهوري سميت ق اررات هذه المجالس بالقوانين وشكلت مصد ار
هام للتشريع.
3ـ القانــون البريتوري :بعـد اتساع الجمهورية الرومانية لجأ القناصل إلى تعيين بعض
الحكام ،وأنشأ البريتور المدني 367ق،م للفصل في المنازعات التي تثور بين المواطنين
الرومان ،وتمثلت سلطة هذا األخير في االستماع إلى إدعاء األطراف وإحالتهما إلى حكم
للفصل في منازعاتهم .وبعد تخلص القانون الروماني من سيطرة رجال الدين توسعت
سلطات البريتور حيث صار يبين القواعد القانونية بشأن النزاع ليلتزم بها الحكم أو
القاضي .وبعد صدور قانون إيبوتيا الذي أباح لألفراد شرح دعواهم بدون إجراءات رسمية
ظهرت سلطة البريتور في خلق قواعد قانونية جديدة ،حيث صار يوجد صيغ دعاوى
لحماية مراكز قانونية.
53
أيضا إلى ثالثين مئينا .ويعزى هذا التعديل أو
centuriaeست مئات من المشاة ً
االصالح إلى الملك أحد ملوك األتروسكين القدماء الذين - Servius Tullius
سيرفيوس توليوس حكموا مدينة روما خالل منتصف القرن السادس قبل الميالد،-
وكان هذا اإلصالح هو األساس فى نشوء الجمعية المئوية .ارتكزت فكرة هذا اإلصالح
العسكرى المنسوب إليه على أساس الثروة و الوضع االجتماعى أى تجنيد كل المواطنين
الرومان للعمل فى الجيش حسب الطبقات االجتماعية وحسب مقدرة كل طبقة اقتصاديا .
وبناء على ذلك كان المواطنون األغنياء فى مقدمة الجيش ألنهم كانوا يستطيعون تجهيز
ً
أنفسهم بالسالح الجيد والخيول ،فى حين كان الفقراء والمعدمون فى المؤخرة لعدم قدرتهم
على امتالك الخيول واألسلحة .وبالتالى كان الجيش يتكون من جنود من المواطنين غير
محترفين أى يتم استدعاؤهم عند الحاجة ،وكان كل مواطن يتمتع باللياقة البدنية يخضع
للخدمة العسكرية كجزء من التزاماته تجاه الدولة .وبالتالى كان يتحمل تبعات و نفقات
الخدمة من جيبه الخاص ألن فلسفة الخدمة حينذاك كانت جزًءا من التزاماته تجاه الدولة
و بالتالى فهى غير مأجورة .وكانت الوحدة األساسية فى الجيش التى كانت تتألف من
٥٠٠من المشاة و ٣٠٠من الفرسان.
كان للقنصالن سلطة اإلمبريوم والتى كان يحق لهما بمقتضاها قيادة الجيوش ،وكان
السناتو الرومانى يتولى أثناء الحرب تحديد أعداد القوات الالزمة ،وكذلك ما يلزمها من
نفقات ،وكانت القنصلية فى المقام األول سلطة تلك ؛ Imperium militareعسكرية
ألن حاملها يتمتع بالسلطة العسكرية السلطة التى كانت بمثابة الحق الدستورى لتسيير
الجيوش ،وهذه السلطة ال Extra pomeriumتصبح نافذة المفعول إال خارج أسوار
54
روما الوهمية وكانت االنتصارات العسكرية التى يحققها القنصل تكسبه شهرة كبيرة وهتاف
الجنود من أجل منحة لقب قائد منتصر.
55
التوسع الرومانى خالل العصر الجمهورى
بدأت روما مشوار التوسع الخارجى بإقامة العديد من العالقات مع جيرانها والقرى الالتينية
عام 493ق.م ،وعقدت روما معاهدة كاسيوس وبموجبها أصبحت روما وإقليم الالتيوم
قوة واحدة ،ومن بنود هذه االتفاقية-:
ومع بداية العصر الجمهورى تطورت التجارة وتوسعت فبدأ العامة معها يكتسبون
القوة االقتصادية التي ستمكنهم من الحصول على القوة السياسية ،حيث طالب العامة
بالمساواة فنشأ النزاع بين األشراف والعامة فقامت عدة ثورات :في سنة 494ق ،م اعتصم
العامة بتـل خارج المدينة والتهديد باالنسحاب وتكويـن مدينـة خاصة بهـم وبذلـك قبــل
األشراف بوجـود حاكمان للعامة لهما حق االعتراض على ق اررات الحكام ومجلس الشيوخ
والمجالس الشعبية في حق العامة ،ولهما الحصانة حيث أن المعتدي عليهما يعاقب
باإلعدام.
ـ في سنة 471ق،م صدر قانون بيبليا إلنشاء مجالس خاصة بالعامة والتي كان لها
التصويت على المشروعات التي يتقدم بها حكام العامة .وقد كانت ق اررات هذه المجالس
ملزمة للعامة فقط ،ولكن ومع صدور قانون هورتنسيا 286ق،م صارت هذه الق اررات
56
ملزمة لجميع المواطنين من أشراف وعامة بل وفي نهاية العصر الجمهوري سميت هذه
الق اررات بالقوانين.
ـ في سنة 462ق ،م طالب العامة بوضع لجنة لوضع مجموعة قانونية للمساواة بينهم
وبين األشراف فوضع قانون األلواح الـ.12
ـ في سنة 445ق ،م صدر قانون كانوليا الذي أباح الزواج بين األشراف والعامة.
ـ في سنة 367ق ،م صدر قانون ليسينيا الذي أنشئ وظيفة البريتور المدني وحاكم
األسواق وللعامة تولي المنصبين وأوجبت أن يكون أحد القنصلين من العامة.
ـ في سنة 300ق ،م سمح للعامة بتولي المناصب الدينية العليا فصار لهم الحق في
تولي وظيفة الكاهن األعظم بموجب قانون أوقيلني ،وبهذا تحققت المساواة.
إن توحيد شبه الجزيرة اإليطالية وصهر تلك القبائل في بوتقة واحدة كانت األساس الذي
قامت عليه اإلمبراطورية الرومانية فيما بعد إضافة إلى أن تلك الحروب دارت أغلبها فى
إيطاليا ،وكانت قد أكسبت الرومان خبرة كافية لخوض المزيد من المعارك مدفوعين في
ذلك بنشوة االنتصارات ،والحصول على مكاسب جديدة .ولعله من المنصف والمفيد ذكره
ما ميز الرومان عن غيرهم هو قدرتهم علي استيعاب الدروس واعتمادهم على الكفاءة
والتنظيم األمر الذي أهلهم ألن يكونوا قوة مؤثرة في تاريخ العالم القديم و غرب البحر
المتوسط خاصة على مدى قرون عديدة من الزمن .لقد أدرك الرومان خطورة الوجود
القرطاجي على مقربة من السواحل اإليطالية في صقلية Sechilliaوسردينيا Sardinia
وكورسيكا Corsicaتلك الجزر العامة ذات الموقع الممتاز .التى تجود به من منتجات
57
زراعية ومواد خام الزمة للصناعة و أن اإلصالحات التي شهدتها شبه الجزيرة اإليطالية،
وإصدار التشريعات قد شملت الز ارعة واإلقتصاد وشق الطرق والممرات والقوانين المنظمة
لمرافق الدولة ،وهو ما يمثل بنيـة تحتيـة مكنت الرومان مـن السيـر بخطى ثابتة من أجل
بناء إمبراطوريتهم.
--طروادة اإليطالية
تعنى مدينة طروادة الكثير والكثير بالنسبة لليونان ،وتغنى بها الشاعر الكبير هوميروس
فى ملحمتيه الخالدتين اإللياذة واألوديسة .ومن المالحظ أنُ كتاب الرومان وشعراءهم
عمدوا إلى نسج التاريخ الرومانى على غرار مثيله اليونانى ،وأدخلوا علية حكايات
وأساطير شبيهة بالتاريخ اليونانى ،لذلك حاولوا نسج معارك كبيرة تظهر أمجاد وبطوالت
الرومان كما هو الحال بالنسبة لليونان ،حيث نسجوا بعض األساطير حول حصار مدينة
أو أخرى إلبراز مثل هذا الجانب .وطروادة محل الحديث هنا ليست طروادة اآلسيوية،
بل هى أقوى المدن األتروسكية على اإلطالق ،والتى كانت تقع على Veiiمدينة فييى
بعد حوالى ٩أميال شمال روما ،وكانت هذه المدينة كبيرة ،ونعم أهلها بالرخاء والثراء
من مكاسب تجارتهم المزدهرة ،وهذا دعم رغبتها فى حرية المالحة فى نهر التيبر
والوصول إلى البحر .الصراع إ ًذا كان صراع حياة أو موت بين روما وفييى من أجل
السيطرة على نهر التيبر وضفتيه ومصبه ،ولو أن روما ُهزمت فى هذا الصراع لقاست
األمرين ،والقت نفس المصير التى واجهته مدينة فييى بعد هزيمتها على يد الرومان بعد
حصار دام عشر سنوات ،إذ سقطت عام ٣٩٦ق.م بعد حصار طويل أشبه ما يكون
58
بحصار اليونان لطروادة ،لذلك حاولت االساطير الرومانية ان تقارن بين هذه المدينة
وبين حصار اإلغريق اإلسطورى لطروادة ،فقد ادعت ان حصار فييى استمر عشر
سنوات مثل حصار طروادة ؛ وقد لجأ الرومان إلى حيلة ذكية Comillusالبطوالت عهد
بها الجنرال الرومانى كاميللوس لدخول فييى .قام بحفر نفًقا تحت األرض ووصل الى
داخل المدينة المحاصرة ،وطبًقا لخطته توقف الحفر تحت قلعة المدينة الرئيسية .وتوقف
كاميللوس ليستمع وينصت لكهنة األتروسكيين فى المعبد وهم يذبحون األضاحى قربانا
ًأللهتهم ،وسمع أحد الكهنه يروى لزعماء األتروسكيين أن من يكمل الشعائر الدينية
سيكون النصر حليفة ،هنالك أندفع كاميللوس إلى المعبد ،وأكمل الشعائر الدينية ثم
واصل اندفاعه إلى الطريق العام وفتح بوابات المدينة ليتدفق الجيش
وعندما ظفرت روما بالمدينة تم تقسيمها إلى مساحات صغيرة وزعت على المواطنين
الرومان ،وهو إجراء يشير إلى افتقاد روما لمساعدة الحلف فى حصار هذه المدينة .وقد
كان لسقوط هذه المدينة األتروسكية العظيمة نتائج مهمة منها مضاعفة مساحة نفوذ
روما التى أصبحت بمقتضى هذا النصر أكبر مدينة فى التيوم.
-2كذلك ساهمت فى إبراز مفهوم الجندية عام ٣٦٧ق.م )تطورات دستورية داخل
روما فتحت بمقتضاها الوظائف العليا أمام العامة للمشاركة بإيجابية فى الدفاع عن
روما ،وحيث إن روما كانت -قبل غزوة الغال -تعتمد على الرجال وليس األسوار ،لذلك
تمت إحاطة المدينة بسور دفاعى لحمايتها نسب بطريق الخطأ إلى الملك سيرفيوس
تولليوس فعرف باسم" سور سرفيوس "
. -3عودة الروح والوعى للرومان ،فقد لحق بالمدينة دمار شامل ومجاعة بين الناجين
من الموت الذين برزوا من بين األنقاض ،إلى جانب عودة الكهنة وهم يحملون تماثيل
اآللهة التى قالوا إنهم دفنوها حتى ال يصل إليها العدو البربرى .لقد كانت عودة هذه
التماثيل بمثابة عودة الروح المعنوية والوعى للرومان ،لذلك شمر الجميع عن ساعد الجد
61
إلعادة بناء مدينتهم لكى تعود إلى الحالة التى كانت عليها قبل غزوة الغال البربرية ،
وكان انتشار تشييد المعابد لآللهة أهم عالمات رخاء ونضج المدينة بعد انسحاب الغال،
وكأن الرومان يكافئون آلهتهم التى وقفت .بجانبهم ،وقاتلت معهم فى أصعب اللحظات
. -4ضرورة أن تعيد روما صياغة عالقاتها بحلفائها الالتين ،وهو ما نتج عنه اتفاقية
أو تسوية ٣٣٨ق.م التى تعتبر إحدى العالمات المميزة لتاريخ روما االستعمارى ،والتى
كانت بداية لدمج سهل الالتيوم.
-روما والسامنيون
السامنيون Samniumهم إحدى القبائل الجبلية التى تسكن مرتفعات األبنين الجنوبية،
وتسيطر على مساحة شاسعة من األرض تمتد من ساحل Apenninesاألدرياتيكى
سكانيا يتميز
ً عنصر
ًا وجنوبا حتى خليج تارنتوم ،وكان السامنيون
ً مارة بشمال روما،
بالشراسة وحب القتال ،و قد كانت القبائل السمنية تعيش حياة .Sabinesعلى أنفسهم
62
اسم السامنيين القبائل البدائية متعاونة فيما بينها على رعى قطعان الماشية واألغنام،
وزراعة المساحات الضيقة من أراضيهم الجبلية .ولما كانت ظروفهم الحياتية صعبة ،وال
تحقق االكتفاء ألعدادهم الغفيرة ،فقد اضطروا للتوسع واالستيالء على السهول مثل سهل
كمبانيا فى الغرب -حيث أقام اإلغريق معظم مستوطناتهم ،-وسهل لوكانيا فى الجنوب،
وعلى هذا كان الجنوب الذى يسكنه اإلغريق مشكلة أخرى وتحد جديد؛ فكان على
الرومان مواجهته نتيجة لسياستهم االستعمارية الهادفة البتالعه ،ولكنه تحد من نوع
جيوشا خارجية من بالد اليونان
ً جديد؛ ألن روما كان عليها-هذه المرة -أن تواجه
األصلية حيث دأبت المستوطنات اإلغريقية-خصوصا تارنتوم Tarentumزعيمة
65
المدن اإلغريقية فى جنوب إيطاليا -على االستنجاد بالقادة اإلغريق للوقوف في وجه
مناوئيها في جنوب إيطاليا ،وكانت مدينة تارنتوم أشهرالمستوطنات اإلغريقية على
اإلطالق ،وأشدها بأسا بسبب امتالكها أكبر أسطول فى المياه اإليطالية ،لذلك أخذت
على عاتقها رد العدوان عن إغريق إيطاليا .وجدير بالذكر أن انتصار روما على
السامنيين أفزع تارنتوم خوفا من عواقب ازدياد قوة روما ،فتدخلت للتوفيق بين السامنيين
وروما فى حوالى عام ٣١٤ق.م ،لكن روما رفضت تدخلها ،وأقامت مستوطنة
فنوسيا Vunesiaبالقرب منها .وقد اندلعت ش اررة الحرب عندما أغرقت تارنتوم بعض
سفن األسطول في خليج تارنتوم ،بل إنها Thuriiالروماني المتمركزة في مدينة ثورى
اعتبرت ظهور هذه السفن فى هذه المنطقة خرًقا لشروط معاهدة ٣٣٤ق.م بين الطرفين،
والتى نصت على عدم دخول السفن الحربية الرومانية خليج تارنتوم ثم هاجم جيشها
مدينة ثوري وطرد الحامية الرومانية منها ،والتى كانت قد فاستنجدت ثورى بروما التى
67
خريطة تمثل الجمهورية الرومانية وأقصى اتساع لها حتى 44ق.م
68
-إخضاع شمال إيطاليا :لقد تأخرت روما في شمال إيطاليا حتى بداية القرن الثانى ق.م
إثر الحروب القوية بين روما وقرطاج بقيادة هنيبال الذى كان يحارب روما من الشمال
ويحتفظ بإقليمين فيه ،ورحيله من الشمال في عام 203ق.م استسلمت لروما كل مدن
وأقاليم الراين حيث أقامت روما هناك مستعمرات رومانية والتينية ،لتأكيد سيادتها ونفوذها
ولضمان الوالء لها ،كما انشات عدد من الطرق لتسهيل التواصل بروما عبر إتروريا
وحتى وادى نهر البو ،ولم تنس روما إنشاء قاعدتين بحريتين عند لونا وجنوة بعد هزيمة
الغال في عام 320ق.م.
أدرك الرومان أن الوقت قد حان ،لوضـع حـد لسـيادة قرطاجـة فـي غـرب البحر األبيض
المتوسط معلنين بذلك انتهاء عصر السالم الذي ساد العالقـات الرومانيـة القرطاجيـة وأن
تلـك المعاهـدات المعقـودة بـين الطـرفين ،أن تلـك المعاهـدة التـي عقـدت منـذ أواخـر القـرن
السـادس 509ق.م ،والتـي جـددت لمـرات عديـدة أرادت بهـا روما إبعاد قرطاجة وعدم
تحويلها إلى خصم فـي تلـك الفتـرة التـي شـهدت ذلـك الصـراع بـين الرومـان و القبائل
اإليطالية ،عندها توجـه الرومـان بأنظـارهم إلـى مـا وراء إيطاليـا ،ورنـت أبصـارهم إلـى
صـقلية والجــزر المتاخمــة لش ـواطئ إيطاليــا مســتغلين حمــاس االالف الجنــود المقــاتلين
الــذين اعتــادوا حيــاة الحرب مدفوعين بنشوة تلك اإلنتصارات التي حققها الرومان بالداخل
.
69
شكلت صقلية بؤرة التصادم بين قرطاجة و اإلغريق نتيجة لطبيعة المنافسة البحرية
في غربي البحر المتوسط ,و إمتد عبر القرن الخامس والرابع ق م فكان إمتالك هذه
الجزيرة يجعل من مالكها سيدا على البحر األبيض المتوسط ،و قد تركز بالمنطقة سابقا
اإلستيطان الفينيقي ومنه تغلغل القرطاجيون بالمنطقة ،حيث مثلت لهم ضرورة الستمرار
التجارة بين الشرق و الغرب كما مثلت لها سوقا جامعة مشتركة يلتقي فيها التجار
اإلغريق و الفينيقيون و االتروسك و الرومان فيما بعد فكانت المركز التجاري المهم و
السوق الرائجة لتصريف البضائع الرقطاجية كما أن جغرافيتها تعتبر نقطة مهمة على
الطريق الواصلة بين قرطاجة وسردينيا فعملت بقوة على حضورها بالجزيرة.
حاول الطرفان التوسع على حساب المنطقة بإنشاء المستوطنات و التنافس في ذلك,
فأسس القرطاجيون عديد المستوطنات ومنها موتينا التي شهدت بعض اإلستقالل
اإلقتصادي و السياسي عن قرطاجة نفسها في بعض األحيان ,ومثلت نقطة االرتكاز
اإلقتصادي في الجزيرة فعرفت بها صناعة مزدهرة أبرزها صناعة النسيج و منشآت
اقتصادية و كانت موتينا عبارة عن سوق أو محطة لترويج البضائع القرطاجية
70
خريطة توضح عالقة روما بصقلية
-غير أن الرومان استطاعوا استعادتها بعد أن دفعوا مبالغ مالية كبيرة مقابل انسحاب
الغاليين منها أخذ الرومان في إجراء العديد من اإلصالحات خاصة العسكرية بإقامة
العديد من التحصينات حول المدينة للدفاع عنها إذ تكررت تلك الهجمات ) ،وكما أستطاع
الرومان الصمود في وجه ذلك الخطر والقضاء عليه ،لقد استطاعوا إخضاع السمنيون
Samnitesومدن الثيوم Latiumوكمبانيا Campaniaكانت سنة 260ق.م هي
71
السنة التي أحكم فيها الرومان سيطرتهم على شبه الجزيرة اإليطالية ومن ثم إقامة دولة
موحدة قوية لها من التجارب ما أهلها ألن تدخل حرب جديدة ،ولكن هذه المرة ضد
قرطاجة تلك القوة البحرية واإلقتصادية المهيمنة على الحوض الغربي للبحر األبيض
المتوسط ،وأن يصبح ذلك الحوض حوض روماني خالص بعد سلسلة من المعارك
الطاحنة التي خاضتها سواء في صقلية أم أسبانيا والمغرب القديم ،والتي انتهت بتدمير
قرطاجة في منتصف القرن الثاني قبل الميالد ،ومن ثم استكمال السيطرة الرومانية على
مناطق جديدة.
-ولعل من أهم المآخذ التي تؤخذ على السياسة القرطاجية أن ساستها قد أغفلوا ما يقـوم
به الـرومان من استعدادات من حيث تحقيق الوحدة واالنسجام بين قبائل إيطاليا ،وما
قاموا به من إصالحات على الصعيد الداخلي في الوقت الذي لم تهتم فيه قرطاجة إال
بجمع األموال وفرض الضرائب ،بل معاداة سكان المغرب القديم واعتمادها على المرتزقة
في إعداد جيوشها ،وإسهاماتها الحضارية بقدر ما يمثل وقوفا إلى جانب روما أو إنقاص
لدور قرطاجة في المنطقة ،وإبراز للحقائق التاريخية المجردة من العاطفة والتحيز .لقد
صار وقوع الصدام بين الدولتين وشيكا؛ إن لروما كقوة لها أهداف توسعية وقرطاجة تلك
الدولة التي انصب جل اهتمامها لتحقيق المكاسب االقتصادية دون إعداد العدة لحماية
تلك المكاسب ،وكانت سنة 261ق.م هي السنة التي شهدت اشتعال فتيل الحرب بين
الدولتين.
72
الطرق التجارية القرطاجية
73
قبل منتصف القرن الـ 3ق.م اشتد التنافس بين اإلمبراطورية الرومانية واإلمبراطورية
القرطاجية في البحر األبيض المتوسطّ وتسبب ذلك في اندالع 3حروب بونية فما هي
أسباب هذه الحروب؟ وما هي أبرز نتائجها؟
-انتهت الحرب البونية األولى بهزيمة قرطاج سنة 241ق.م .وقد فرضت روما
(المنتصرة) على قرطاج (المهزومة) معاهدة سلم قاسية سنة 241ق.م جاء فيها:
أ -عقوبات مالية :تدفع قرطاج غرامة لروما قيمتها 1000تالنت أوبويي (وحدة وزن
ونقد عند الرومان واإلغريق) بشكل فوري وغرامة أخرى على امتداد 20سنة وقيمتنها
2200تالنت أوبويي( .نتج عنها إضعاف خزينة قرطاج واضعاف اقتصادها).
ب -عقوبات عسكرية :إطالق سراح أسرى الرومان دون فدية أو شروط .وعدم مهاجمة
حلفاء روما سواء في أوروبا أو في شمال إفريقيا.
74
ج :-االنسحاب من صقلية ومن كل الجزر الواقعة بين ايطاليا وصقلية لفائدة الرومان.
تعوض لها
-الحرب البونية الثانية 218-202ق.م :.بحثت قرطاج عن موارد بديلة ّ
ما فقدته في الحرب البونية األولى ،فتوسعت داخل شبه جزيرة ايبيريا سنة 237ق.م.
تخوفت روما
يجيا ّ .-
وأسست فيها مدينة قرطاجنة سنة 228ق.م .واسترجعت قوتها تدر ّ
ولما هاجم القائد القرطاجي وهو
مجدداّ .
من استرجاع قرطاج لقوتها وفكرت في محاربتها ّ
هانيبال حلفاء روما في مدينة " في شبه جزيرة إيبيريا سنة 219ق.م اعتبرت روما هذا
الهجوم خرقا من قبل قرطاج لمعاهدة السلم لسنة 241ق.م ولذلك سارعت إلى إعالن
الحرب عليها سنة 218ق.م.
75
-إن ما يتمتع به هانيبال مـن مقـدرة ،جعلتـه يـدرك إن خيـر الوسـائل الدفاعيـة هـي
مباغتـة العــدو ومهاجمتـه مـن حيـت لـم يكـن متوقعـا ،فبـدأ أعمالــه بتوجيــه ض ـربات متتاليــة
وقاســية لحلفــاء الرومان في شبه الجزيرة األيبيرية وكانت مدينـة سـاجنتوم أول أهـدافهم و
التـي كثيـ ار مـا أعلنـت العـداء للقرطـاجيين مسـتنجدة بأعـدائهم الرومـان حيـث حاصـرهم
هانيبـال شـهور عـدة انتهـت بسـقوطها وكـان ذلــك فــي ســنة 249ق.م ،وقد رأت رومـ ـا
أن ذلـ ـك العمـ ـل كـ ـان موجهـ ـا لسـ ـمعتها وهيبتهـ ـا العسـ ـكرية أمـ ـام حلفائها وأرسل
الرومان لجنة إلى قرطاجـة تحمـل احتجاجـا مـن مجلـس الشـيوخ الرومـاني يطـالبوا فيـه
بإيقاف العدوان على حلفاء روما ،وطالبوا قرطاجة بتنحية هانيبال من قيادة الجيوش.
وقوبلــت طلبــات الرومــان تلــك بــالرفض مــن جانــب القرطــاجيين الـذين قـرروا القتـال دفاعـا
عـن مصالحهم كانت سنة 248ق.م تاريخا الشتعال الحـرب مـرة أخـر ى تلـك الحـرب
التـي أدرك هانيب ــال حتمي ــة وقوعه ــا ،وق ــرر نق ــل الح ــرب إلــى األرض اإليطالي ــة وأخ ــذ
بإع ــداد الجيــوش المدربــة ،باإلضــافة إلــى جنـوده األوفيــاء مــن المشــاة والفرســان الليبيــين
الــذين صــاحبوه فـي معاركــه بأسـبانيا فقـد تمكـن مـن تجنيـد العديـد مـن رجـال القبائـل
األسـبانية عاقـدا العـزم علـى تحقيـق مبتغــاه ومهاجمـة الرومـان فـي عقـر دارهـم فـي محاولـة
لتحقيـق مشـروعية ال ارمـي للقضـاء علـى ذلـك الخطـر.
76
هانيبــال -اسـتطاع
بســرعة فائقــة وب ارعــة
النظيــر منقطعــة
الموانـع اجتيــاز
المتمثلــة الطبيعيــة
فــي سلس ــلة جب ــال
عل ــى البيرني ــه
الح ــدود األســبانية الفرنســية ،س ــائ ار بمحـ ـاذاة نهـ ـر الـ ـرون Ronليقــوم باجتياز جبال
األلـب Allpالشـاهقة الواقعـة فـي الشـمال اإليطـالي مصـطحبا سـالحه السـري الفيلـة ليبتــدع
أعمالــه العس ــكرية داخــل شــبه الجزي ـرة اإليطاليــة مختـا ار الزمــان والمكــان المناســبين لتنفيــذ
خططــه البارعــة والتــي كانــت كفيلــة لتحقيــق االنتصــار.
77
-في المرحلة األولى عبر القائد العسكري القرطاجي – هنيبال -جبال اآللب وحقق
انتصارات ساحقة على الرومان في ايطاليا (في تراسيمانوس سنة 217ق.م و في معركة
قانة 216ق.م).
قائدا ف ًذا
وكانت شخصية هانيبال هى الشخصية المحورية خالل هذه الحرب ،فقد كان ً
وأستا ًذا فى فن الخطط الحربية ،إذ استطاع أن يضع خطة ليس فقط ليطوق ممتلكات
أيضا لكى يقهر روما فى عقر
روما فى الجزر التى استولت عليها من قرطاجة ،ولكن ً
دارها عن طريق دق أبواب روما من شمال إيطاليا .ومما الشك فيه أن هذا الفكر كان
على جانب كبير من المخاطرة والمجازفة المحسوبة من جانب قائد فى حجم هانيبال،
بر عبر جبال البرانس واأللب ،واالنقضاض على شمال
حيث تلخصت خطته فى الزحف ًا
إيطاليا ،وهناك سيجد المعاونة الصادقة من الغال الذين كانوا يكرهون الرومان ،ويتحينون
الفرصة لالنتقام منهم ،ثم يستمر فى زحفه حتى أبوليا فى الجنوب ليقطع خطوط
المواصالت الرومانية ،ويضم حلفاء روما الناقمين عليها والذين سوف يشجعهم انتصاره
فى الشمال على االنتفاض السترداد استقاللهم.
ولكن بعض االعتبارات التى سقطت من حسابات هانيبال أولم يقدرها حق التقدير،
ومنها •الخسائر التى قد يتكبدها من جراء عبور جبال البرانس ونهر الرون وجبال األلب
من المال والعتاد والجنود والفيلة المدربة ،ولن يستطيع تعويض كل هذا من الغال •.
اعتقاده أن اإليطاليين سوف ينضمون إليه لسحق روما لشدة كراهيتهم لها ،لكنه فوجئ
أن اإليطاليين لم يفتر والؤهم نحو روما التى أروا فيها الزعيمة الطبيعية لهم ،وذلك بسبب
78
نجاح روما فى صهر اإليطاليين وربطهم بها .من هذا المنطلق كان بقاء حلفاء روما
على والئهم لها العامل الحاسم فى إفشال خطة هانيبال.
-الخطة البارعة التى ُوضعت لمواجهته ومحاصرته داخل إيطاليا والتى تسببت فى قطع
اإلمدادات عنه سواء من إسبانيا أو من قرطاجة ،لذلك لم تصل إليه إال إمدادات يسيرة
بلغته بعد فوات األوان ،كما نجح األسطول الرومانى فى قطع االتصال بينه وبين قرطاجة
قوة وصالبة الرومان فى الدفاع عن مدينتهم المحصنة إذ أن القضاء عليهم ال يتحقق
إال باالستيالء على روما ذاتها ،وهنا مكمن خطورة المغامرة التى أقدم عليها هانيبال،
ألن احتالل روما كان يتطلب معدات عسكرية معينة لم .تكن متوفرة معه.
-أما المرحلة الثانية سنة 210ق أنزل القائد الروماني بابليوس كورنيليوس سكيبيو
وهدد عاصمتها التي لم تكن محمية (لم يترك هانيبال قوات
قواته على سواحل قرطاج.م ّ
مسلحة لحمايتها = خطأ عسكري فادح).
انتصر الرومان في الحرب البونية الـ 2وفرضوا معاهدة أخرى على قرطاج كانت شروطها
قاسية سنة 201ق.م حيث فرضت على قرطاج:
أ -عقوبات مالية - :أن تدفع غرامة إلى روما بقيمة 10000تالنت أوبيي على امتداد
ى 50سنة.
ب -عقوبات عسكرية - :إطالق سراح كل األسرى الرومان ودون شروط- .أن تسلم
100شاب من أفضل ما تمتلكه من المقاتلين إلى روما .وتسليم جل األسلحة واألسطول
والفيلة إلى الرومان.
80
معركة زاما عام 202ق.م –هزيمة القائد القرطاجى هنيبال على يد الرومانى سكيبيو
طالب النائب في السيناتوس واسمه "قاطون" 153ق.م طالب حكومة بالده بتدمير
ّ
مجددا اإلمبراطورية الرومانية.و بين 193ق.م
قرطاج قبل أن تسترجع قوتها وتهدد ّ
و152ق.م توسع القائد النوميدي ماسينيسان على حساب األراضي التابعة لقرطاج
فتقدمت قرطاج بشكوى الى حليفته روما طالبة منها الضغط عليه حتى يوقف توسعاته
ولما تصدت قرطاج بنفسها لتوسعات ماسينيسان نتيجة
الترابية ،فتظاهرت روما بالحيادّ ،
الدمار االقتصادى الذى لحق بقرطاج ،إضافة إلى محاولة كبار اإلقطاعيين الرومان
لسحق تجارة تصدير النبيذ والزيتون القرطاجية ،كل هذه العوامل أدت إلى نشوب الحرب
حيث اعتبرت روما ذلك اعتداء على حليفها وخرقا لمعاهدة السلم التي وقعتها قرطاج مع
81
روما سنة 201ق.م .وسارعت إلى إعالن الحرب على قرطاج سنة 149ق.م.
-قاوم القرطاجيون العدوان العسكري الروماني 3سنوات (146-149ق.م) .لكنهم
انهزموا.
-قام القائد الروماني " سكيبيو إيمليانوس" بتخريب قرطاج وإحراقها وتم رش الملح على
أرضها حتى ال يقع إعمارها من جديد .سقطت قرطاج وتحولت أراضيها إلى مستعمرة
رومانية تحت اسم إفريقيا البرو قنصلية .وأحرقت عن أخرها وبيع خمسون ألف من رجالها
كعبيد؛ و لكن رغم سقوط قرطاج وتدميرها وسيطرة روما على كافة سواحل البحر المتوسط
لم ينقطع تأثير الحضارة البونية في المنطقة المتوسطية في العهد الروماني.
82
كانت أهم العوامل فى تحقيق االنتصار على هنيبال وتدمير قرطاج ،تتلخص في ثالثة
أهداف هى:-
•الهدف الرئيسى منها هو حصار هانيبال داخل إيطاليا عن طريقين؛ أولهما تمثل فى
قطع خط الرجعة عليه إلى أفريقيا ،وجاء تحقيق هذا الهدف من خالل استيالء روما
على جزيرة صقلية التى كانت بمثابة جسر بالغ األهمية بين إيطاليا وأفريقيا.
-ثم تبع ذلك استيالء الرومان على عدد من المدن الصغرى فى سامنيوم وأبوليا ،وكللت
روما انتصاراتها باسترداد المدينة الكبرى تارنتوم .وهكذا كان استيالء الرومان على عدد
من المواقع اإلستراتيجية إلى جانب قطع اتصال هانيبال بالغال ،وتضييق الخناق على
القوات القرطاجية فى أبوليا وعلى حلفاء هانيبال اللوكانى والبروتيى -األثر الكبير فى
تأزم موقف هانيبال فى إيطاليا ،ولم يعد أمامه إال وصول اإلمدادات القادمة من إسبانيا،
وهذا ما تنبه إليه الرومان ،وبالتالى فإن الحرب البونية الثانية أو حرب هانيبال ( التى
كانت لها نتائج بعيدة المدى؛ ألنها كانت بداية الطريق نحو اإلمبراطورية الرومانية فى
الخارج.
-إذ أصبحت صقلية وسردينيا وإسبانيا واليات رومانية ،وذاقت روما لذة تكوين واليات
خارج إيطاليا ،وتفتحت شهية الرومان للمزيد والمزيد من الممتلكات بعد أن تحولت روما
إلى سيدة حوض البحر المتوسط الغربى بال منازع ،وكان عليها أن تولى وجهها شطر
الحوض الشرقى للبحر المتوسط حيث الممالك الهللينستية الثالث التى تمخضت عن
تقسيم تركة اإلسكندر األكبر بعد وفاته بين قواده ،هذا إلى جانب بعض الممالك الصغيرة
الموجودة فى الشرق ،وقد أفلحت روما فى ابتالع الواحدة بعد األخرى ،وكان احتالل
مصر هو مسك الختام بالنسبة للرومان حيث اكتملت منظومة الفتوحات الرومانية،
83
وأصبح الرومان القطب األوحد فى العالم المسكون حينذاك ،وتحول البحر المتوسط إلى
بحيرة داخلية بالنسبة لهم .
لقد كان هدف روما من التدخل فى الشرق الهللينستى هو منع قيام أى نظام سياسى
قوى فى الشرق ُيخشى أن يكون خط ار على الدولة الرومانية ،وكلما تضاعف عدد الدول
المستقلة فى الشرق كلما كان ذلك أجدى وأنفع بالنسبة لروما ،وكلما زادت االرتباكات
وتعقدت األمور الداخلية لكل دولة من دول الشرق كلما تضاعف أمل روما في أن
تصبح سيدة الموقف والقوة المتحكمة فى مصير الشرق بأسره .وقد اعتمد الفكر العسكرى
خالل هذه المرحلة على عدد من اآلليات أو الوسائل التى كان أهمها على اإلطالق ما
يعرف باسم الممالك العميلة مثل نوميديا وبرجامون ورودس ،وقد كانت هذه الممالك–
خصوصا برجامون ورودس -أداة طيعة فى يد الرومان لجر مقدونيا وسوريا لحلبة القتال .
84
أما بالنسبة للممالك الهللينستية الكبرى فقد استنفدت الموارد االقتصادية المتاحة ال فى
كفاحها ضد روما ،وإنما في حروب طاحنة مستمرة فيما بينها.
85
الرومانية ،وحتى االنتصارات الجزئية التي تم تحقيقها فلم تكن تتم إال بتكاليف باهظة .
( ( وجهود مضنية تتحملها كلها هذه المدن وتجدر اإلشارة إليه هو أن أهالي الواليات
الخاضعة لحكم الرومان أخذت تتطلع إلى فرصة انشغال روما في (الخالص من الحكم
الروماني البغيض وانتهز ميثراداتيس الحرب األهلية الدائرة ،وقد شجع هذا السلوك من
ميثراداتيس اإلغريق الخاضعين لحكم الرومان على االنضمام إلى ميثراداتيس للتخلص
من الحكم الروماني ،وكان ال بد من أن يحارب ذلك ،واختار مجلس الشيوخ أحد
القنصلين الموجودين عام ٨٨ق.م (الملك الثري الرومان أداء هذه المهمة وكان هو
ليوكيوس كورنيليوس سوال والذي قاد الحرب ضد ميثراداتيس وأنزل به خسائر جسيمة
حتى اضطر إلى عقد معاهدة صلح عام ٨٤ق.م تنازل بمقتضاها عن جميع فتزحاته
ودفع تعويض لروما مقابل احتفاظه بمملكته بنطوس ثم اعترف به صديقاً لروما ،ثم عاد
مرة أخرى ميثراداتيس ملك بنطوس إلى ساحة القتال ضد روما.
وقد كانت بالد اليونان ذات أهمية كبرى خصوصا بالنسبة لمقدونيا لوقوعها بالقرب منها
مباشرة ،ومنذ أن قام فيليب وابنه اإلسكندر بغزو بالد اليونان لتأمين ظهره قبل قيامه
بحمالته على بالد الفرس صار لمقدونيا حق التدخل والتسلط ،لذلك عملت على تثبيت
أقدامها فى بالد اليونان من خالل احتالل ثالث قالع كانت بمثابة مراكز إستراتيجية،
وهذه القالع هى ديمترياس وخالكيس وكورنثا التى اشتهرت باسم" أغالل بالد اليونان.
86
-الحياة الدينية واالقتصادية واالجتماعية خالل العصر الجمهورى-:
أوال :الحياة الدينية -:لم يط ار أى تغيير على ديانة األسرة باستثناء بعض المؤثرات
األتروسكية واإلغريقية التى ظهرت في الديانة الرسمية الملكية فقد تابع الرومان بناء
المعابد والهياكل والتماثيل لأللهة بدال من الذبائح ،فدخل عدد أخر من اآللهة اإلغريقية
وانضمت للمعبودات الرومانية ومنها-:
-عبادة اإلله إسكليبيوس إله الطب وابنته سالوس بسبب تفشى مرض الطاعون في روما.
وقد أصبحت الديانة الرسمية رم از لوحدة الدولة ،وقد أصبحت الديانة الرومانية لها أثرها
األخالقى الذى أسهم بشكل كبير في تنمية الشعور بالواجب والحفاظ على التقاليد .وكان
إلقامة الشعائر الدينية على شرف اآللهة أهمية كبيرة ألن قدرة األلهة الرومانية كفيلة
برعاية الدولة ،ولذلك حرص الكهنة على تقديم القرابين واإلشراف على الشعائر الدينية
في المناسبات العامة والخاصة،
وفي النصف األول من عصر الجمهورية كانت مظاهر العبادة تكمن في التعبد وسكب
قدر من السوائل خاصة النبيذ واللبن والعسل ،ذلك بضمان كسب رضاء اإلله وإذا استجاب
المعبود إلى المتعبد كان يتم بعدها تقديم قربان من الكعك أو أضحية ،كما أجريت القرابين
في وقت متأخر من عصر الجمهورية بطريقة تالئم طبيعة الشعب الروماني وبيئته وكانت
االحتفاالت الدينية في البداية تتسم ببسطاتها ،وتبدأ بوضع كتلة صغيرة تمثل المذبح
87
شكال أكبر مع
يجيا اتخدت القرابين ً
وكومة من األعشاب وبعض األغصان النباتية .وتدر ً
وضع المزيد من الهياكل ،ومع نمو اإلمبراطورية الرومانية أصبحت العبادة البسيطة أكثر
تعقيدا ونشأت الكهنوت والطقوس الرسمية ،وأصبحت القرابين سمة أساسية في الدين
ً
الروماني خالل المراسم العامة أو الخاصة
ثاني ا :الحياة االجتماعية :بقيت األسرة عي عهد الجمهورية كما كانت في عهد الملكية
هى الركيزة األساسية ألن المجتمع عبارة عن مجموعة من األسر ،وكان نظام حياتهم
يعتمد على نظام التبعية الذى كان معروفا في العصر الملكى ،فلكل أسرة عدد من األتباع
األحرار الذين كانوا في السابق عبيد األسرة وتم عتقهم Libertiومستأجرى أرضها ،وقد
اختلف أتباع األسرة تبعا لثرائها ،ومكانتها ونفوذها.
-كما عرف الرومان ثالثة أنواع من الزواج يكتسب سلطة الزوج على زوجته ويعرف هذا
النوع باسم Confarratioوهذا الزواج كان أقدم األنواع وأكثرها شيوعا بين البطارقة
ويتم في حفل دينى وحضور 10شهود وأحد كبار الكهنة لمباركة الزواج بتالوة عبارات
مقدسة.
-أما النوع الثانى من الزواج كان يكتسب صفة الصورية وهو نوع قديم كان شائعا بين
العامة ويتم بحضور 5شهود.
-النوع الثالث من الزواج هو أبسط أنواع الزواج الرومانية ويتم االتفاق بين الزوجين على
أن يعاش ار بعضهما معاشرة األزواج مع تمتع كل منهم بسلطة متساوية.
88
وفى جميع األحوال كان الزواج مسألة شخصية ال تتم بموجب عقد قانونى أو صيغة
خاصة ،وما كان يصحبه من مراسم وحفالت لم يكن له أى طابع قانونى ،ومادام الزواج
مسألة شخصية فالطالق أيضا كان أيضا مسالة شخصية من السهل الحصول عليه.
-الزراعة :ظل المجتمع الرومانى مجتمعا زراعيا ،وقد ساعدت فتوحات الرومان خارج
حدود روما على زيادة رقعة المساحة العامة لألراضى ،والتى كانت الدولة تملكها ،وقد
استغل المواطنون الرومان عند إقامة مستعمرات رومانية أن تخصص مساحات األراضى
لالستغالل العام،
التجارة :اتسعت تجارة البحر األبيض المتوسط اتساعاً لم يسبق له مثيل من قبل بسبب
إصالح إدارة الحكم ووسائل النقل .ففي أحد طرفي عملية التبادل كان البائعون الجائلون
يطوفون بالريف ويبيعون أهله كل شيء من عيدان الثقاب إلى الحرير المستورد الغالي
الثمن .وشبيه بهؤالء من يبيعون البضائع "بالمزاد" ،وكان عملهم أيضاً المناداة على
البضائع المفقودة .
وكانت هناك أسواق يومية وأخرى دورية ،وكنت ترى أصحاب الحوانيت يساومون
المشترين ويخسرون الموازين ،ويرقبون في حذر مفتشي الحكومة (اإليديل) الذين كانت
مهمتهم مراقبة المكاييل والموازين .وكان أرقى من هؤالء في السلم التجاري الحوانيت التي
تصنع بنفسها سلعا؛ وكانت هذه الحوانيت عماد الصناعة والتجارة جميعاً .وكان في
الثغور البحرية أو بالقرب منها بائعو الجملة ) (magnaruيبيعون لتجار التجزئة أو
للمستهلكين البضائع المستوردة حديثاً من خارج البالد؛ وكان صاحب السفينة أو رئيس
بحارتها في بعض األحيان يبيع ما فيها من البضائع قبل أن يفرغها.
89
وظلت إيطاليا مائتي عام وميزان التجارة في غير صالحها ،فقد كانت تشترى أكثر مما
تبيع .،كانت تصدر بعض الفخار األريتيني Arretineوبعض الخمر والزيت ،واألدوات
المعدنية والزجاج ،والروائح العطرية من كمبانيا؛ أما ما عدا هذه من المنتجات فقد كانت
تحتفظ به لنفسها .وكان لتجار الجملة في هذه األثناء وكالء يشترون البضائع إليطاليا
من كافة أنحاء اإلمبراطورية ،وكان للتجار األجانب سماسرة يعرضون بضائعهم في
إيطاليا؛وبهذه العملية المزدوجة جاءت طيبات نصف العالم إلى إيطاليا لتتلذذ بها أفواه
عظماء الرومان ،وتكتسي بها أجسادهم ،وتزدان بها بيوتهم؛ وفي ذلك يقول إيليوس
أرستيديس" Aelis Aristides:من شاء أن يرى جميع طيبات العالم فعليه أن يطوف
العالم كله أو يقيم في روما.
خالل العهد الجمهوري ،تم شحن الحبوب إلى مدينة روما من صقلية وسردينيا و خالل
القرن األول قبل الميالد ،كانت المصادر الرئيسية الثالثة للقمح سردينيا وصقلية وشمال
مركز في مدينة قرطاج القديمة ،تونس الحالية .ومع
ًا أفريقيا ،أي المنطقة التي كانت
انضمام مصر إلى اإلمبراطورية الرومانية عهد اإلمبراطور أغسطس ،أصبحت مصر
المصدر الرئيسي لتوريد الحبوب لروما ،وقد كان المؤرخ جوزيفوس يدعي أن أفريقيا كانت
تغذي روما لمدة ثمانية أشهر من السنة ومصر أربعة فقط .على الرغم من أن هذا
التصريح قد يتجاهل الحبوب من صقلية ،ويبالغ في تقدير أهمية أفريقيا ،إال أن هناك
القليل من الشك بين المؤرخين بأن أفريقيا ومصر كانت أهم مصادر الحبوب لروما الى
جانب قمح البحر االسود القادم من مملكة البوسفور العميلة في ما يعرف اليوم بالقرم ,
و في الفترة الجمهورية وللمساعدة في ضمان إمدادات الحبوب لروما ، ،قام Gaius
90
Gracchusبتوطين 6000مستعمر قرب قرطاج في القرن األول قبل الميالد ضمن
هكتار (62
ًا ما عرف بمشروع قانون سمبورنيا ، Lex Semproniaومنحهم حوالي 25
فدانا) لزراعة الحبوب التي يعاد تصديرها لروما كما نصت حزمة قوانين Lex
ً
Semproniaالمثيرة للجدل حينها على ان يتم توزيع القمح على المواطنين الرومان
بالمجان منعا الستخدام سالح القمح في االنتخابات القنصلية كوسيلة لتقرب من المواطنين
وكسب تعاطفهم.
91
جراكوس أحد الترابنة المنتخبين عام 133ق.م ،حيث أقام مشروع قانون األراضى الذى
يكفل إعادة تكوين طبقة العامة وكانت تسانده جماعة قوية من أعضاء مجلس الشيوخ.
حتى عام 140ق.م كانت اإلقطاعيات الزراعية الكبرى قد انتشرت تماما في جميع أنحاء
الجمهورية الرومانية ،وكان مجلس السيناتو محتك ار للسلطة السياسية إال بعد ظهور زعيما
اإلصالح األخوان تيبيريوس جراكوس وجايوس جراكوس ،حيث نادى تيبريوس جراكوس
بتوزيع األراضى الزراعية على فقراء الرومان ورشح نفسه لمنصب الترايبون (نقيب العامة)
في عام 133ق.م فقدم اقتراح بإعادة تطبيق قانون ليكينوس سيكستوس الصادر عام
367ق.م الذى حدد الحد األقصى للملكية الفردية من األراضى بأال يزيد عن 500فدان
رومانى (إيوجيرا) – أما األراضى الزائد عن ذلك فتسلم للدولة لتعيد توزيعها على الفالحين
في شكل مساحات صغيرة تبلغ الوحدة منها 30يوجي ار للفالح الواحد ،وقد قام تيبريوس
بتشكيل لجنة لإلصالح الزراعى تكونت منه ومعه أخيه وأبيوس كالوديوس لممارسة
تطبيق هذا االقتراح عمليا بعد أن استطاع اصدار قانون من مجلس السيناتو لتفعيل هذا
النظام.
-وبعد انتهاء مدة تولى تيبريوس جراكوس منصب نقيب العامة قام بإعادة ترشيح نفسه
لضمان استمرار هذا القانون فقد بعض من أنصار السيناتو بالقبض عليه وقتلوه عام
132ق.م ،إال أن لجنة اإلصالح الزراعى ظلت تمارس عملها أربعة عشر عاما وقام
جايوس جراكوس أخوه بتنفيذ حكم أخيه بشأن اإلصالح الزراعى.
92
-كون جايوس جراكوس جبهة قوية ضد مجلس الشيوخ من أصحاب المصالح المالية
والتجارية والحلفاء ،وأعاد ترشيح نفسه مرة أخرى لمنصب الترايبون من عام -124
122ق.م وأصدر خالل هذه الفترة عدد من القوانين التى تضمنت تنفيذ برامج اإلصالح
الزراعى .ونتيجة الزدياد شعبية جايوس جراكوس بين الفقراء الرومان على وجه
الخصوص بسبب القوانين التى كان هدفها توزيع الغالل على الفقراء بنصف سعر السوق
مجانا فقد دبر السيناتو الهجوم عليه وقتل عام 121ق.م ومنذ ذلك الوقت أصبح الصراع
الحزبى سمة مميزة للحياة السياسية في روما كما أن الحرب األهلية أدت إلى إدخال
أساليب جديدة تتسم بالعنف على السياسة.
-بعد موت األخوين جراكوس عمل السيناتو على وقف تنفيذ قانون اإلصالح الزراعى
حتى تم إلغاؤه عام 111ق.م ،وقد ظهر جايوس ماريوس الذى عين برايتور على أسبانيا
وانتخب قنصال عام 107ق.م إلنهاء الحروب الرومانية في إفريقيا واستطاع ماريوس
خالل عامين؛ تطوير الجيش الرومانى وتسليح عدد كبير من فقراء روما.
األخوان جراكوس
93
تدهور أحوال الجمهورية وإنذار بالحرب األهلية
-بعد تسع سنوات من ترك جايوس ماريوس لمنصب القنصل نشبت الحرب األهلية بين
روما وحلفاؤها من اإليطاليين نتيجة لتعارض المصالح اإلقتصادية بين الطرفين ودامت
هذه الحروب ثالثة سنوات من 88-90ق.م – ثم تعرضت روما ألخطر مواجهة عسكرية
منذ الحروب البونية تمثلت في قوة الملك
ميثرداس السادس الذى أراد فرض سيطرته
على الساحل الشمالى للبحر األسود وقد انتهز
ميثرادس السادس حاكم بونتوس (63-134
ق.م فرصة انشغال روما في الحرب األهلية
الدائرة بينها وبين حلفائها من اإليطاليين فهاجم
أسيا في عام 88ق.م واكتسح القوات الرومانية
بها ،وخسرت روما أسيا بعد أن دبر مذبحة قتل فيها 150ألف من الرومان واإليطاليين
في أسيا.
-يوليوس قيصر وإصالحاته-:ولد يوليوس قيصر في عام 100ق.م –وقد تزوج ابنة
قانا معلنا تمسكه بأهداف العامة ال النبالء ،وعند وفاة سوال عاد يوليوس قيصر إلى روما،
وانخرط في السياسة ،تدرج يوليوس قيصر في المناصب حتى استطاع أن يصل للقب
الكاهن العظم ،وسارع إلى والية أسبانيا ليتولى حكمها عام 61ق.م ،ورجع يوليوس قيصر
ليرشح نفسه لقنصلية 59ق.م .
94
-اختار مجلس السيناتو أحد القنصلين الموجودين عام 88ق.م ألداء المهمة للقضاء
على الملك ميثرادس فكان القنصل الرومانى لوكيوس كورنيليوس سوال (138ق.م78-
ق.م) -الذى خاض الحرب ضد ميثرادس وأنزل به خسائر جسيمة إلى أن عقد معاهدة
صلح عام 84ق.م تنازل بمقتضاها عن جميع فتوحاته ودفع تعويض لروما مقابل احتفاظ
بمملكته بونتوس.
-أعلن سوال نفسه ديكتاتور على روما بعد عودته إلى إيطاليا على رأس جيشه ،وكضمان
لنفسه أمر بأن ال يسمح ألى جيش أن يعسكر في إيطاليا وأن يدخل القادة العسكريين
روما كأشخاص عاديين.
-وبعد موت سوال عام 78ق.م عاد ميثرادس السادس يقاتل ضد روما ،وفى إيطاليا
ظهرت ثورة العبيد تحت زعامة
سبارتاكوس والتى أظهرت ضعف
وانتشرت المركزية، الحكومة
القرصنة في البحر المتوسط ،كما
شهدت نفس الفترة عدد من أهم
القادة العسكريين ،الذين خلفوا سوال
اللذان وكراسوس بومبى مثل
استطاعوا اخماد ثورة العبيد التى
استمرت حتى 71ق.م .
95
-حرب العبيد الثالثة أو حرب المصارعين 73-71ق.م) تعتبر حرب العبيد الثالثة
الحرب الوحيدة في السلسلة التي هزت وهددت القلب الروماني وهو إيطاليا نفسها ،كما
أثارت انتباه الشعب نتيجة إلى فوز المتمردين المتكرر ضد الجيش الروماني وزيادة
أعدادهم بسرعة بين عامين 73و 71قبل الميالد .وفى جنوب صقلية ووسطها فقد تجمع
نحو ستين ألفاً من أسرى الحرب الخاضعين لنظام العبودية ،وأعلنوا الثورة على سادتهم
واستولوا على المدن والقرى وأسسوا حكومة خاصة بهم ،لذلك شرعت روما بإرسال جيش
إلخماد ثورة العبيد ،هذا باإلضافة إلى أن أصحاب المزارع الصغيرة من األحرار انضموا
تحت لواء هذه الثورة فأخذوا يحرقون المزارع الكبيرة العائدة لإلشراف من أصحاب الثروة
والنفوذ. ،فكانت ثورة العبيد بداية الشرار للتخلص من الحكم الجائر في روما
قضي على التمرد من خالل جهود عسكرية مركزة لقائد وحيد وهو ماركوس ليسينيوس
كراسوس ،بحلول نهاية 73ق.م ،قاد سبارتاكوس وكريكسوس مجموعة كبيرة من الرجال
المسلحين الذين أثبتوا أن لديهم القدرة على مواجهة الجيوش الرومانية.
96
كراسوس سبارتاكوس
97
-نجح القائد الرومانى بومبى في القضاء على الملك الفارسي ميثرادس عام 66ق.م كما
استولى على دمشق وعاد إلى أسيا الصغرى عام 64ق.م فأعاد تنظيمها مرة أخرى
وواصل مسيرته إلى مملكة يهوذا فى فلسطين واستولى على أورشليم عام 63ق.م ،وقد
عمل بومبى على دمج الواليات الجديدة مثل سوريا وكريت إلى أمالك اإلمبراطورية
الرومانية -ووضع دستور جديد خاص بها،وشجع الحياة المدنية في منطقة الشرق األدنى
فأنشأ حوالى 39مدينة في أسيا الصغرى وسوريا.
القائد بومبي
-خالل فترة غياب القائد بومبى فى أسيا كانت شعبية يوليوس قيصر في ازدياد مستمر
ولذلك فحين عاد بومبى إلى روما تكون حلف ثالثى ضم كراسوس وبومبى ويوليوس
قيصر وقد بدأ هذا التحالف عام 60ق.م ،وبعد انتهاء قنصلية قيصر استطاع ضم بالد
98
الغال القريبة لمدة خمسة سنوات ،ووضعت ثالثة فرق عسكرية رومانية تحت إمرته ،فقام
قيصر بغزواته الشهيرة لبالد الغال بداية من عام 58ق.م وحتى 52ق.م ،وحين عاد إلى
إيطاليا بعد نجاح مهمته سنة 51ق.م وخالل هذه الفترة تمكن قيصر من تكوين جيش
قوى يدين له بالوالء والوحدة ،وحينها جدد قيصر تحالفه مع زمالئه كراسوس وبومبى.
-أدى موت كراسوس إثر محاربته لمملكة بارثيا؛ إلى تفجر الصراع بين بومبى وقيصر
،حيث انحاز مجلس الشيوخ إلى بومبى ليقف في وجه قيصر ،فعين بومبى قنصال وحيدا
واحتل مركز (بطل مجلس الشيوخ) وكان رد قيصر على هذه اإلجراءات دخوله إيطاليا
بجيوشه وعبوره نهر الروبيكون ،وعلى إثر ذلك اندلعت الحرب األهلية حيث استطاع
قيصر السيطرة على إيطاليا ودخل روما واستمر الصراع بين بومبى وقيصر خارج إيطاليا
على مراحل حتى انتهى بانتصار قيصر على بومبى في معركة فارسالوس 48ق.م ،
وهرب بومبى إلى مصر إال أنه قتل عند شاطئ اإلسكندرية ،ولما كان قيصر قد تعقبه
لذا لم يكن أمامه مفر من التدخل في النزاعات القائمة وقتها بين العائلة البطلمية المالكة
في مصر وبدأت عالقته بالملكة البطلمية كليوبات ار السابعة.
-كانت انتصارات قيصر كافية ليركز جميع سلطات الدولة في يده؛ لذا أضاف السمه
لقب إمبراطور ومنحته الجمعية الشعبية عام 49ق.م ،لقب دكتاتور ثم في عام 46ق.م
عين دكتاتور لمدة عشر سنوات وفى عام 44ق.م عدل التعيين ليصبح دكتاتو ار مدى
الحياة ثم اغدقت عليه الكثير من األلقاب الشرفية والوظائف واالمتيازات والسلطات ،وقد
أثار هذا الموقف ثائرة الجمهوريين الذين أحسوا بعودة النظام الملكى وكان على رأس من
99
خان قيصر ودبر مؤامرة لقتله بعض من أتباع قيصر نفسه وهو بروتوس في 15مارس
عام 44ق.م.
يوليوس قيصر
100
-بعد موت قيصر ظهر
ماركوس أنطونيوس كخليفة
له في جيشه ولبيدوس الذى
شغل منصب قائد فرسان
القصر ،كما ظهر جايوس
أوكتافيوس ابن أخ يوليوس
قيصر والذى تبناه وجعله
وريثا له ،وفى عام 34ق.م تم إئتالف ثالثى أخر بين كل من ماركوس أنطونيوس
ولبيدوس وأوكتافيوس لمدة خمسة سنوات.
-وفى الفترة من 36ق.م وحتى معركة أكتيوم البحرية الواقعة على سواحل البحر األيونى
في اليونان عام 31ق.م أدى طموح الملكة كليوبات ار أن تخلق فجوة واسعة سياسية بين
أوكتافيوس وأنطونيوس حيث استمالت أنطونيوس إلى جانبها ورأت أن بإمكانها السيطرة
عليه وبالتالى نسيطر على روما ،كما فعلت مع قيصر من قبل ،لذلك قام أوكتافيوس
بحرب دعائية ضد أنطونيوس وكليوالت ار داخل روما ،لذا فعندما تولى أوكتافيوس منصب
القنصل عام 31ق.م أعلن الحرب على أنطونيوس باعتباره خائنا لروما وانتصر في
موقعة أكتيوم وشهد العام التالى سيطرة أوكتافيوس على مصر وانتحار أنطونيوس وتبعته
كليوباترا ،ودخلت مصر بذلك حوزة اإلمبرطورية الرومانية.
101
معركة أكتيوم البحرية –غرب اليونان
102
ثالثا :العــــــــصــــــــر اإلمـــــبــــــــــراطورى( 27ق.م284-م)
ينقسم العصر اإلمبراطورى الرومانى إلى مرحلتين-:
-1العصر الرومانى المبكر ويبدأ من (27ق.م284-م)
-2العصر الرومانى المتأخر ويبدأ من 476-285م)
دعم اوكتافيوس نفسه عن طريق المصاهرة فأصبح بعد زواجه من ليفيا ممثال ألسرتين
من أعرق االسر الرومانية هما ال ليفيوس وال كالوديوس ،وخالل صراعه مع انطونيوس
خرج من االئتالف الثالثي الذي كان يضمه وانطونيوس وليبدوس وذلك بحجة انقاذ
الجمهورية وفي العام التالي انتخب قنصال وكلفه السيناتو بكثير من المناصب والسلطات
الدستورية وأدت إلي تحوله الي دكتاتور مطلق ولهذا رفض أوكتافيوس أن يصبح دكتاتو ار
بذكاء شديد .
وفي 13يناير عام 27ق.م تنازل أوكتافيوس عن كافة سلطاته التي وضعها السيناتو
بين يديه إبان حربه ضد كليوبات ار واعلن انه يفوض الشعب الروماني والسيناتو في كافة
سلطاته .قد قسمت واليات االمبراطورية تبعا لهذا الحادث الي قسمين هما الواليات
إذ منح السيناتو حق االشراف علي الواليات السيناتورية – الواليات االمبراطورية
المستكينة التي يستطيع السيناتو جني ثماراها مثل والية أفريقيا ووالية آسيا ووالية نوميديا
(الجزائر) ووالية برقة واألراضي الليبية .
103
قد احتفظ أوكتافيوس لنفسه بأسبانيا وبالد الغال وبلجيكا وألمانيا كما احتفظ في الشرق
بوالية سوريا وفينيقيا وقبرص ومصر .
وقد حمل اغسطس العديد من السلطات االمبراطورية والتي بموجبها حكم الواليات جميعا
وهي
-1سلطة االمبريوم العسكري
-2اللقب االوغسطي
-3اللقب االمبراطوري
-4السلطة التريبونية
-5سلطة االمبريوم االعلي
104
Augustus Pontifex Maximus
105
-2امسك اغسطس بالوظائف المؤدية لعضوية مجلس السيناتو وحرص علي ان
يرشح لها المخلصين من رجاله وهكذا دخل الفرسان الول مرة مجلس الشيوخ
ليصبحوا اعضاء فيه
يرس اجتماعاتها القنصالن
-3بدا السيناتو يتحول الي محكمة دستورية عليا أ
لمحاكمة مرتكبي المخالفات وخصوصا الخيانة العظمي.
-4أنشأ اغسطس لجنة سيناتورية استشارية مكونة من كبار المسئولين ومنها
القناصل مضاف اليهم 15سيناتور يختارون بالقرعة .
-5اعتمد علي طبقة الفرسان اذ كان في حاجة ماسة إلي مفوضين عسكريين
بسلطات خاصة لقيادة الفرق المقيمة في الواليات الرومانية المختلفة.
-1أ درك االمبراطور ان العالم قد ساده السالم وانه ليس بحاجة الي الحشد
العسكري لذا بدا عدد الفرق الرومانية ياخذ في التناقص إلي أن اصبح 28
بعد ان كان 60فرقة وبعد ان قام االمبراطور بتسريحهم كان يوطنهم في
مستعمرات اشتراها من ماله الخاص وربما كان يقصد من ذلك ان يزيد من
والء جنوده له
-2تخلص من الجند واعدادهم الكبيرة عن طريق اقامة محميات في المناطق
االست ارتيجية علي طول االمبراطورية وأنشأ قاعدتين لالسطول الروماني في
كال من ميسينا ورافانا.
106
-3انشا خدمة بريدية علي طول الطرق والكباري وعلي الممرات المائية الهامة
لنقل الرسائل ولتحريك القوات العسكرية بسهولة ولضمان توصيل المؤن والعتاد
اليها .
-4بدا سياسة التسكين العسكري وابقي علي نظام التطوع في التجنيد بالرغم من
انه اضطر الي الزام الناس علي االلتحاق بالجيش في بعض االحيان فرفع
بذلك مستوي الضباط كما ابقي علي تكوين الجيش من جزئين وهما الفرق
الرومانية legionsوالقوات المساعدة .auxilii
-5اضاف الي الجيش قوة جديدة وهي قوة الحرس البريتوري وقسمها اغسطس
الي 9وحدات من الخيالة يتكون كال منها من الف راكب وكانوا يختارون من
االيطاليين ويتقاضون رواتب عالية
-6حرص أغسطس دائما علي إرضاء الجنود إتقاء لشرهم فادخل عام 13ق.م
نظام المكافاة المالية بدل من منح الجندي عند تسريحه قطعة ارض فكان
كل جندي من الحرس البريتوري يتسلم ثالثة االف دينار
-7ادرك أهمية تأمين وحراسة الشواطيء االيطالية وتامين البحار من خطر
القراصنة فانشا قوة بحرية دائمة وجعل قيادتها في مدينة رافانا وميسينا .
108
أن أغسطس هو المخلص الذي حرر روما ،ووصفه بأنه مبعوث اآللهة بالسالم والرخاء
تقول أن اإلله أبوّلون تحول في صورة ثعبان كبير وضاجع آتيا والدة أغسطس ً
ليال فحملت
وأنجبت ولدها العظيم أغسطس ،ولقد مهد أغسطس لعبادته بأن جمع كل االتجاهات
الدينية في عبادة اإلله يوليوس المؤله وغذاها بالروايات واألساطير حتى أنه ربط مابين
أسرته وإينياس الجد األسطورى للرومان بكونه ابن فينوس ربة الجمال التي ينحدر من
ساللتها يوليوس قيصر ،والذي أشيع أنه ظهر كنجم في السماء بعد مقتله .كل هذه
الروايات كان الغرض الرئيسي منها هو تأليه نفسه؛ ألنه كان على يقين بأنه سوف يتحول
إلى اإلله أغسطس المؤله بعد وفاته
109
لقد كان إلعادة إحياء الديانة الرومانية القديمة عبء كبير ،وقد تلمس أغسطس الخطر
من محاولته تجاهل الطبقة الكهنوتية المسيطرة التي كان لها دور كبير في السيطرة على
مجريات األمور ،ومن أهم إنجازات أغسطس في المجال الدينى هو إحياء الجماعات
الكهنوتية القديمة والتي يطلق عليها ( ،)Collegiaحيث أقام الرومان هيئات وجماعات
تتولى اإلشراف على الطقوس والشعائر للتكفير عن الخطايا والغفران وإلرضاء آلهتهم
وإقامة سالم دائم .ففي عام 42ق.م قام أغسطس ببرنامج إعادة بناء المعابد التي طالها
الدمار إثر الحروب التي خاضتها الجمهورية ،كما قام بتكريس معبد جديد أقامه في الفورم
القديم ليوليوس قيصر ،كما قام بإعادة بناء معبد أبوّلون على البالتين ،وقام بإعادة بناء
معبد مارس المنتقم في 2ق.م ،كم ــا قـ ـ ــام أغس ـ ــطس بإن ـ ـ ـ ــشاء جمــــاعة كهــــــنوتية
بـــــــــاسم األخــوة أرفال ) ، (Fratres Arvalesحيث أحيا أغسطس هذا الكهنوت،
الذي ازدهر بقوة في عصر نيرون (68-54م) وأصبح اختصاصهم يمتد إلى اإلشراف
على تقديم القرابين واألضاحي الخاصة بالمناسبات مثل أعياد الميالد الخاصة بالبيت
اإلمبراطورى.
استمر العصر اليوليوكالودي (68-14م) على نهج أغسطس فقد شهد هذا
العصر تخليد األباطرة بعد موتهم وخلق شعائر لعبادتهم ،وتكوين هيئة دينية من العتقاء
معينا في
دور ًلإلشراف على عبادة األباطرة؛ وبالرغم من أن عبادة األباطرة قد أدت ًا
نفوس الرومان إال أنها لم تشبع النهم الروحى لهم ،ومن ثم راحت العبادات الشعبية تنتشر
مخالفا للعبادات الرسمية السياسية.
ً متخذة طريًقا
110
-اإلصالح االجتماعى واألخالقى-:
اتجه أغسطس إلى االصالح األخالقى ووضع القيم التى انتهكت عند الحروب األهلية
مع نهاية العصر الجمهورى ،وقد استهتر الناس باألخالق والمثل ،وقد تفككت األسرة
الرومانية ولذلك عزم أغسطس على إصدار مجموعة من القوانين الخالقية الخاصة
بالزواج-:
-شجعت هذه القوانين الشباب على الزواج بإعطاء امتيازات للمتزوجين على حساب
العزاب ،كما شجعت هذه القوانين على األنجاب وحاربت الزنا وشملت قوانين تنص على
الحد من اإلسراف ومظاهر البذخ،وكانت البساطة صفة جوهرية من صفات الرومانى
القديم التى حاول أغسطس إحيائها.
111
والمسرح والرياضة بعكس تيبيريوس ومن ثم أصبح معبود السيناتو والجماهير .وقد اهتمم
بإصالح الطرق الهامة في أسبانيا ،وأنشأ العديد من الواليات والممالك في طراقيا.
-اإلمبراطور نيرون:تولى الحكم بعد موت كالوديوس وكان محبا للفن وتلميذ للفيلسوف
واألديب سينكا ،وقد مارس نيرون حياة اللهو والبذخ الذى أنتج عنه إفالس الخزانة العامة
مما اضطره إلى تخفيض قيمة العملة الرومانية ولجأ إلى عمليات المصادرة من أجل
تعويض هذا اإلفالس .وقد حدث في عصره حريق ضخم دمر حوالى 10أحياء وكانت
الخسائر مروعة ،وفيما يخص حكم الواليات اإلمبراطورية فقد تدهورت الواليات ولم يهتم
نيرون بالشعوب التابعة له حيث اندلعت الثورات وحركات التمرد.
-حتى مقتل نيرون في عام 68ق.م وعمت الفوضى في أرجاء روما وحتى بداية عام
69م تعاقب على العرش أربعة من األباطرة هم جالبا -وأتو وفيليتوس -وأخي ار
فسباسيانوس ،وقد عرف هذا العام باسم عام األباطرة األربعة فلم يكن اإلمبراطور يستقر
112
على عرشه سوى أسابيع أو أشهر قليلة وذلك بسبب تدخل الجيوش الرومانية في العرب
في شئون السياسة.
113
مبنى الكولوسيوم
-اإلمبراطور تيتوس(81-79ق.م) كان قائد الحرس البرايتورى وابنا لفسبسيانوس وما أن
تولى العرش حتى قام بحملة لتقويض مملكة اليهود في أورشليم وهدم هيكل سليمان ،وقد
توفى اإلمبراطور عن عمر يناهز 42عام إثر حمى أصابته وبكاه السيناتو والشعب
الرومانى ورفع لمصاف األلهة.
114
-اإلمبراطور دوميتيان (96-81م):هو أخو تيتوس وكان محبا للسلطة والنفوذ وقد
حرص على إرضاء الجيش وتنظيم وسائل اإلمداد العسكرى ،وقد ورث عن أبيه وأخيه
المهارة المالية اإلدارية ،وأصر على جمع الضرائب أول بأول ،وحاول إصالح االقتصاد
الرومانى بالعناية بالزراعة ،وقد تم اغتياله على يد زوجته واثنان من الحرس البرايتورى
لتنتهى عصر األسرة الفالفية.
-اإلمبراطور (تراجانوس) 117-98ق.م :هو أول إمبراطور يجلس على العرش ينحدر
من أصول غير رومانية وبالتحديد من أصل أسبانى ،تقلد العديد من المناصب –ووسع
نظام المعونة الغذائية والرعاية التعليمية ألبناء الفقراء وحرص على تحسين الطرق
115
والكبارى والجسور والموانئ .وشهد عهده ثورة اليهود الكبرى في عام 115ق.م والتى
بدأت في قورينة وامتدت إلى قبرص ومصر وفلسطين إال أنه قمعها بكل عنف .كما أقام
حملتين عسكريتين على مملكة البارثيين.
117
-اإلمبراطور هادريان(138-117م)-:تمتع باحترام كبير من قوات الجيش وبين جموع
الشعب الرومانى ،وورث هادريان إمبراطورية كبيرة مترامية األطراف بعد التوسع العسكرى
الذى قام به تراجان ،ولذلك اتخذ هادريان قرار بإحداث تغيير شامل في السياسة الخارجية
لوقف النزيف االقتصادى وإحياء السالم الرومانى ،وهجر سياسة التوسع .كما أصبحت
اصالحاته في مجال التشريع وأصبحت ق ارراته مصدر للقوانين التشريعية.
118
-كومودوس (192-180م):انهمك في عالمه الخاص تاركا الحكم واحتقر السيناتو
واكتشف مؤامرة يحيكها ضده زعماء السيناتو فانتقم بوحشية من أعضاء المجلس .وقد
تدهور االقتصاد في عهده وأغرق نفسه في الترف والملذات حتى أفرغ الخزانة وتركها
خاوية ،ونتيجة تصرفاته الخاطئة تأمر عليه قائد الحرس البرايتورى ،وقتل لتبدأ فترة صراع
القادة العسكريين على العرش.
119
-اإلمبراطور كراكال وأخيه جيتا (218-211م) بدأ الصراع بين األخوين عقب وفاة
والدهم اإلمبراطور سبتميوس وانتهى بعد عام واحد بمقتل جيتا في مؤامرة دبرها له كراكال،
وجعل من نصيحة أبيه بالعناية بالجيش واالعتماد عليه في كافة شئون الحكم واإلدارة،
ولم يضيف كراكال جديد في مجال السياسة والحرب ،فيما عدا الدستور األنطونينى أو
مايعرف باسم قانون كراكال الذى يقضى بمنح األحرار من ساكنى الواليات اإلمبراطورية
حق المواطنة الرومانية وهذا القانون صدر في عام 212م.
وعموما فيما يخص مغامراته العسكرية فقد حاول السير على خطى اإلسكندر األكبر وبدأ
مغامرته العسكرية في الغرب عندما سحق قبائل األلمانيين ثم اتجه شرقا حتى وصل إلى
سوريا دون مقاومة وسار إلى اإلسكندرية وجمع الشباب السكندرى وقام بمذبحة اإلسكندرية
الذى قتل فيها العديد من السكندريين ،وتم اغتياله في روما بعد تدهور أحوالها التى
وصلت إلى مرحلة اإلفالس في أواخر عام 217م.
-اإلمبراطور ألجابالوس السورى (222-218م) تفرغ هذا اإلمبراطور لنشر عبادة إله
الشمس الذى كان يعمل كاهنا له في مدينة حمص السورية وأغتيل ليتولى بعده ألكسندر
سيفيروس الذى حكم (235-222م) وألنه كان ضيعفا فشل فى مواجهة الفرس واأللمان
فاغتاله جنده لتقاعسه عن محاربة األلمان وعينوا بدال منه قائدهم ماكسيمينوس الذى
تولى الحكم من تركيا عام 235م لتبدأ الفوضى والتفكك واالنهيار االقتصادى ،واستمر
الحال خمسون عام حتى 284م حيث ظهر اإلمبراطور دقلديانوس ليتولى العرش ويعيد
عهد األباطرة الصالحين ويبدأ عصر اإلمبراطورية الرومانية المتأخرة.
120
الحياة الدينية خالل نهاية العصر الرومانى المبكر-:
-إبان القرن الثاني الميالدي سادت العدالة والحرية في ظل نظام حكومي وعسكري
محكم وتحقق للمواطنين مزايا وساد األمن والطمأنينة ،9وشعر الشعب ألول مرة برعاية
الدولة لهم ،وأتيحت فرص التعليم أمام الجميع وقد نجحت اإلمبراطورية في بناء الطرق
المعبدة التي تربط بين أجزاء اإلمبراطورية فقد سادت حالة من االستقرار أدى إلى تنظيم
الدولة للمهرجانات العديدة واألعياد من أجل تمجيد اآللهة والترفيه على المواطنين؛ وكان
الغرض من تلك االحتفاالت هو فرض النظام الديني وإشارة للوحدة واستجابة لآللهة.10
نبع عن التسامح العام رغبة من أصحاب العقائد والجماعات المختلفة احترام اآللهة
صور مختلفة إلله واحد ،وكان الجميع على استعداد لمزج جميع تلك العقائد في
ًا واعتبارها
عقيدة كبرى ،ولهذا وصف هذا العصر بأنه عصر المزج الديني والفكري وفي نفس الوقت
تمهيدا
ً كانت الجماهير تتعطش لديانة أسمى تحقق لمعتنقيها الخلود الروحي وكان هذا
النتشار الديانات التوحيدية.11
منذ بداية القرن الثالث الميالدي كان من الطبيعى مع تحرك مركز الجاذبية
- 12اإللهة إيزيس :كانت اإللهة إيزيس المعروفة باسم " إيسيت" وتعني المتربعة على عرشها ،وهي ربة القمر
واألمومة عند المصريين القدماء ،وذاع صيتها بسبب ا ستعادتها لجثة أخيها وزوجها أوزوريس الذي أصبح في
المعتقدات المصرية القديمة إلها للعالم اآلخر بعد أن قتله أخاه ست .وتعد اإللهة إيزيس هي األم في ثالوث اإلسكندرية
شيد لها العديد من المعابد وكانت في المعتقد المصري ونالت مكانة عظيمة خًلل العصرين اليوناني والروماني ،و ُ
القديم هي إلهة األرض والقوى المتحكمة في األرض ونباتها ،واعتبرت ربة للزراعة والمحاصيل الزراعية ،حيث
اعتبرها المصريون مكتشفة القمح؛ ولذلك اقترنت (بديمتر -كيريس) ،وكان إليزيس العديد من االحتفاالت التي قدمت
فيها أيضا باكورة الثمار باعتبارها مكتشفة نبات القمح والشعير .للمزيد ،راجع Smith, W. s.v. Isis; Kennedy,
M. 1998: 52.
- 13اإلله ميثرا :Mithraهو إله النور عند الفرس ويعني اسمه بالفارسية "الشمس" ،وقد انتشرت عبادته عند الرومان
بد اءا من نهاية القرن األول ق.م ،وامتدت حتى وصلت إلى ذروتها مع بداية القرن الثاني الميًلدي ،وأصبحت تسيطر
على أفكار اإلمبراطورية الرومانية ،وتقام وجبة الذبيحة المطلوبة في عبادة ميثرا؛ فكان لها ممارسات تظهر في
تخصيص غرفة طعام كبيرة ملحق بها المذبح ،وكانت موائد القرابين تحتوي على الماء والخبز المقدم مع النبيذ ،أما
عن التضحيات الحيوانية؛ فكانت تتم خارج تلك الحجرة في إحدى الكهوف ،وكان ميثرا يصور بهيئة شاب وسيم
المًلمح يرتدي رداء يصل طوله إلى الركبتين وذي أكمام طويلة تصل إلى الرسغين ،بحزام عند الخصر ،ويرتدي
القبعة الفريجية (شكل ،) 1وهي عبارة عن غطاء للرأس قد تبدو مستديرة عند نهايتها وبها انثناءة من أعلى عند القمة
التي بدت محشوة بمواد أخرى تجعلها تميل من األمامSmith, W. 1890: s.v. Taurobolium; Kennedy, .
M. 1998: 210.
للمزيد.راجعTurcan, R. 1980: 34ff; Farone, C., & Naiden, F. 2012: 156: .
أما لمزيد من التفاصيل عن المًلبس الفريجية بأنواعها ،راجع :شيماء عبدالمنعم 229 : 2010ومابعدها.
- 14سيد أحمد الناصري Rostovtzeff, M. 1944: 82; .335 :1998
122
مبرر ذلك بأنهم قوم مثيرون للشغب والتمرد،
اعتناق الديانة اليهودية أو المسيحية15؛ ًا
خاصة بعد أن رفضوا المشاركة في الحياة العامة لإلمبراطورية واالحتفاالت الدينية،
ويتضمن المرسوم :تعليمات كل الوالة في كافة األقاليم بمتابعة عملية تقديم القرابين
والتضحيات من قبل الفئتين أمام تماثيل اإلمبراطور ،وكل من يخالف ذلك يعاقب بالحرق
والتعذيب والضرب حتى الموت ،ومن بعده تولى العسكريون الذين يفتقرون إلى الخبرة
المدنية مقاليد الحكم.16
كان منتصف القرن الثالث الميالدي نذير أزمة كبرى حيث انتقلت السلطة من يد
النبالء الرومان إلى يد الطبقات األرستقراطية ،حينما وقع العرش في عام 284م في يد
حاكم إداري عسكري وهو دقلديانوس (305-284م)؛ فقسم اإلمبراطورية إلى أربعة أجزاء
رغبة منه في مجابهة مقتضيات الموقف الجديد ،وأصبح هناك أربعة حكام يتشاركون
معه في الحكم؛ فمرت اإلمبراطورية خالل الفترة (285-235م) بمرحلة عدم استقرار،
حيث كانت اإلمبراطورية تقاتل من أجل البقاء.17
- 15لقد نظرت الحكومة الرومانية منذ عصر نيرون (68-54م) نظرة الشك إلى المسيحيين ولم يكن عداء األباطرة
عصرا للحرية كما أن الرومان لم يتدخلوا
ا الصالحين لهذه الديانة قائ اما على اعتراض العقيدة؛ ألن هذه العصور كانت
في الديانات المنتشرة بين رعاياهم ومنها اليهودية ،ولكن كان العداء الوحيد للمسيحيين نابعاا من منطلق سياسي وهو
عزوف المسيحيين عن تقديم القرابين لإلمبراطور الروماني باعتباره إل اها وحرق البخور أمام تماثيله مما أعتبره
األباطرة تمردا سياسياا على سلطة اإلمبراطور واإلمبراطورية ،واعتبروها بمثابة خيانة عظمى للدولة الرومانية ،وقد
أرجع البعض السبب في هذا المرسوم هو خوف اإلمبراطور من المسيحية على وحدة اإلمبراطورية؛ حيث انتشرت
المسيحية بسرعة كبيرة خاصة في الواليات الشرقية ،وقد أصبحوا شديدي التأثير بل وزادت أعدادهم بشكل كبير،
ويرى البعض أن سبب االضطهاد يعود إلى زيارة سبتيموس سيفيروس إلى مصر عام 200م ،وإصدار هذا المرسوم
بعد شيوع مذاهب دينية متعددة في مصر وشمال أفريقيا .للمزيد عن تلك المرحلة التاريخية راجع :سيد أحمد الناصرى
344 :1991ومابعدها.
-16سيد أحمد الناصرى 204 :1991ومابعدها
- 17سيد أحمد الناصرى 344 :1991ومابعدها.
Beard, M., North, J.& Price, S. 1998: 272f.
123
لما كانت عقيدة الرومان الدينية تعتمد على مبدأ إطعام اإلله ألن اإلله هو الذي
أنضج الخبز ،وأعد األغذية ،وإلشباع جوع اآللهة وعطشها إذا أراد أن يتجنب غضبهم.
اما عليهم تقديم بواكير الثمار لآللهة؛ وبذلك كان الغذاء يقتسم مابين البشر فكان لز ً
واآللهة؛ ألن اآللهة في المفهوم األسطوري على غرار البشر ،كما كان عادة تقديم القرابين
لآللهة هي أساس لنظام اجتماعي للدولة الرومانية18؛ بسبب طقوس العبادة القائمة على
تقديمات القرابين من أجل تغذية اإلله بكل مايلذ حواسه من أشياء مادية من لحوم وكعك
وخمر وعطور ومالبس وحلى ،وغيرها.19
كما كانت التضحية وترتيل الصلوات على المذبح بمثابة احتفال مقدس ،وتأتي
التضحية من جراء تتبع المواد الملوثة أو التي تم تدنيسها لتطهيرها عن طريق النار
المقدسة ،لتصبح تلك القرابين ذات قدسية بعد عبورها إلى منطقة اإلله المقدسة ،وتذكر
المصادر وجوب تجهيز القربان والتزام الكاهن بطقوس اختيار حيوان القرابين ،لتذهب
عن طيب خاطر إلى الذبح بعد موافقة اآللهة .20
كان للمواطن الروماني الحق في تقديم القرابين لآللهة باسم المدينة ،وعلى العكس
أساسا إلى األسرة
لم يكن هذا الحق لألجنبي إذ ليس له نصيب من الديانة ،وترمز الديانة ً
التي تورث السلطة السياسية ،وكان رب األسرة ( )Paterfamiliasوهو مسئول السلطة
في األسرة مثلما الحال بالنسبة لإلمبراطور فهو المسئول عن اإلمبراطورية ويقوم بالهيمنة
كاليغوال
كلوديوس
عم كاليغوال .شقيق
(بالًلتينية: TIBE جرمانيكوس ابن أخ
RIVS CLAVD 25/26يناير 41 ،م – 13أكتوبر ،تيبيريوس .ابن أخ كبير
IVS CAESAR وحفيد من أغسطس ،أعلن 54م
AVGVSTVS من كإمبراطور
GERMANICV قبل الحرس البريتوري.
)S
126
ابن أخ كبير ،وأبن نيرون
غالبا
أوثو
(بالًلتينية: MARCV
15يناير 69 ،م – إبريل ،16عُين بواسطة الحرس S
SALVIVS OTHO البريتوري 69م
CAESAR
)AVGVSTVS
127
فيتليوس
استولى على السلطة
17إبريل 69 ،م – 20بدعم من الجيوش (بالًلتينية : AVLVS
(مضادا ا VITELLIVS GER األلمانية ديسمبر 69 ،م
MANICVS لـ غالبا/أوثو)
)AVGVSTVS
فسبازيان
أستولى على السلطة (بالًلتينية : TITVS
21ديسمبر 69 ،م – 24بدعم من الجيوش FLAVIVS
ا يونيو 79 ،م
(مضادا CAESAR VESPA الشرقية
SIANVS AVGVS لـ فيتليوس)
)TVS
تيتوس
دوميتيان
(بالًلتينية : TITVS
FLAVIVS 14سبتمبر 81 ،م – 18
إبن فسبازيان
CAESAR DOMI سبتمبر 96 ،م
TIANVS AVGVS
)TVS
128
السًللة األنطونية( )192-96
نيرفا
عُين
(بالًلتينية : MARCVS 18سبتمبر 96 ،م – 27يناير ،بواسطة مجلس
COCCEIVS NERV الشيوخ 98م
A CAESAR الروماني
)AVGVSTVS
تراجان
هادريان
(بالًلتينية : CAESAR
11أغسطس 117 ،م – 10األبن ال ُمتبني PVBLIVS AELIVS
ووريث تراجان TRAIANVS HAD يوليو 138 ،م
RIANVS AVGVST
)VS
أنطونيوس بيوس
(بالًلتينية : CAESAR
TITVS 10يوليو 138 ،م – 7مارس ،األبن ال ُمتبني AELIVS
ووريث هادريان HADRIANVS AN 161م
TONINVS AVGV
)STVS PIVS
129
األبن ال ُمتبني
ووريث أنطونيو
س
لوسيوس فيروس بيوس وصهر
(بالًلتينية : CAESAR ماركوس
7مارس 161 ،م – ? مارس
LVCIVS AVRELI أوريليوس،
169م
VS VERVS AVGV شارك
)STVS اإلمبراطور مار
كوس
أوريليوس في
الحكم حتي وفاته
ال ُمتبني،األبن
صهر
ماركوس أوريليوس ووريث أنطونيو
(بالًلتينية : CAESAR بيوس، س
MARCVS 7مارس 161 ،م – 17شارك
AVRELIVS ANTO اإلمبراطور لو مارس 180 ،م
NINVS سيوس أورليوس
)AVGVSTVS فيروس في
الحكم حتي 169
م
كومودوس األبن
(بالًلتينية : CAESAR الطبيعي لـماركو
MARCVS س أوريليوس؛
177م – 31ديسمبر 192 ،م
AVRELIVS COM االمبراطور
MODVS ANTONI من المشترك
)NVS AVGVSTVS 177م
130
تم
تع
ي
ن
ه
بو
ا
س
ط
ة
برتيناكس
(ا
بالًلتينية: CAES 1يناير 193 ،م – 28
AR PVBLIVS ل
مارس 193 ،م
PEح HELVIVS
RTINAX AVG ر
)VSTVSس
ا
ل
ب
ر
ي
تو
ر
ي
ديديوس جوليانوس
131
سيبتيموس
سيفيروس
(بالًلتينية: CAES
9أبريل 193 ،م – 4استولى على السلطة بدعم AR
LVCIVS SEPT []a
من جيوش بانونيا فبراير 211 ،م
IMIVS
SEVERVS PE
RTINAX
)AVGVSTVS
ماكرينوس
كان قائد برايتوري تحت
(بالًلتينية: CAES
حكم كاراكًل ،وربما تآمر
AR MARCVS
على قتل كاراكًل وأعلن
OPELLIVS
11أبريل 217 ،م – 8نفسه اإلمبراطور بعد
SEVERVS M
جعل كاراكًل، يونيو 218 ،م
ACRINVS AV [اإلنجليزية]
ابنه ديادومينيان
GVSTVS PIVS
ُمشارك االمبراطور في
)FELIX
[اإلنج مايو 218م
مع ديادومينيان
ليزية]
132
(بالًلتينية: MAR
CVS
OPELLIVS
ANTONINVS
DIADVMENI
)ANVS
إيل جبل
القانون (بالًلتينية: MAR في حفيد
CVS ، سيفيروس سيبتيموس 8يونيو 218 ،م – 11من
االمبراطور المعلن من قبل AVRELIVS مارس 222 ،م
ANTONINVS الحشود السورية
)AVGVSTVS
سيفيروس ألكسندر
القانون (بالًلتينية: CAES في حفيد
13مارس 222 ،م – 18من سيبتيموس سيفيروسAR MARCVS ،
ابن عم وريث بالتبني AVRELIVS S مارس 235 ،م
EVERVS من إيل جبل
ALEXANDER
)AVGVSTVS
133
أزمة القرن الثالث ( )285–235
أعلن
ماكسيمينوس ثراكس
اإلمبراطور من
الجيوش (بالًلتينية : CAESAR 20مارس 235 ،م – قبل
GAIVS بعد IVLIVS األلمانية يونيو 238م
VERVS MAXIMINVS مقتل سيفيروس
)AVGVSTVS ألكسندر
أعلن
اإلمبراطور
تمرد خًلل
ضد ماكسيمينو
س ثراكس ،في
حين أن القنصل
جورديان األول في أفريقيا .حكم
(بالًلتينية : CAESAR باالشتراك مع
MARCVS ابنه كورديان
22مارس 238 ،م –
ANTONIVS GORDIA وفي الثاني،
12أبريل 238 ،م
NVS SEMPRONIANV معارضة
S AFRICANVS ماكسيمينوس.
)AVGVSTVS وهو من الناحية
الفنية غاصب
ولكن للحكم،
رجعي بأثر
شرع من قبل ُ
ُحكم غورديان
الثالث
134
جورديان الثاني أعلن
(بالًلتينية : CAESAR اإلمبراطور ،مع
MARCVS والده جورديان
22مارس 238 ،م – األول ،مضادا ا
ANTONIVS GORDIA
NVS SEMPRONIANV لـ ماكسيمينوس 12إبريل 238 ،م
S ROMANVS ثراكس بموجب
AFRICANVS قانون مجلس
)AVGVSTVS الشيوخ.
أعلن إمبراطور
مشترك
[اإلن
مع بالبينوس
بابينوس جليزية] بواسطة م
(بالًلتينية : CAESAR جلس الشيوخ
22إبريل 238 ،م – الروماني مضادا ا
MARCVS
CLODIVS PVPIENVS لـ ماكسيمينوس 29يوليو 238 ،م
MAXIMVS في ثراكس؛
)AVGVSTVS الحق وقت
شارك
اإلمبراطور
بالبينوس.
أعلن إمبراطور
مشترك
مع بابينوس بوا
سطة مجلس
[اإلنجليزية]
الشيوخ
بالبينوس
الروماني بعد
(بالًلتينية : CAESAR 22إبريل 238 ،م – وفاة جورديان
DECIMVS CAELIVS األول و كوردي 29يوليو 238 ،م
CALVINVS BALBINV الثاني، ان
)S PIVS AVGVSTVS مضادا ا
لـ ماكسيمينوس
ثراكس؛ وفي
الحق وقت
شارك
اإلمبراطور
135
بابينوس
و غورديان
الثالث
أعلن
اإلمبراطور من
قبل
أنصار جورديان
األول و كوردي
ان الثاني ،ومن
بـ مجلس ثم
غورديان الثالث الشيوخ
الروماني؛
(بالًلتينية : CAESAR 22إبريل 238 ،م – إمبراطور
MARCVS مشترك 11فبراير 244 ،م
ANTONIVS GORDIA مع بابينوس و با
)NVS AVGVSTVS [اإلنجليزية]
لبينوس
حتى يوليو 238
م; األبن األكبر
وصهر
جورديان األول
وجورديان
على الثاني،
التوالي
136
محافظا ا كان
تحت حكم فيليب
ديكيوس العربي؛
(بالًلتينية : CAESAR االمبراطور
GAIVS MESSIVS المعلن من قبل
QVINTVS نهر جيوش
TRAIANVS DECIVS الدانوب والذي
)AVGVSTVS سبتمبر /أكتوبر 249م هزم وقتل فيليب
مع هيرينوس في معركة – يونيو 251م
[اإلنجليزية]
[اإلنجليزية]
إتروسكوس ; فيرونا
(بالًلتينية: QVINTVS HE جعل
RENNIVS أبنه هيرينوس
[اإلنج
ETRVSCVS MESSIVS إتروسكوس
)DECIVS AVGVSTVS ليزية] مشارك
اإلمبراطور في
أوائل 251م
هوستيليان
أبن ديكيوس ،تم
قبوله كوريث (بالًلتينية : CAESAR
من CAIVS يونيو 251م – أواخر للعرش
VALENS HOSTILIAN قبل مجلس 251م
VS MESSIVS الشيوخ
QVINTVS الروماني
)AVGVSTVS
137
ارك اإلمبراطور
في أواخر 251
م.
محافظ مويسيا،
االمبراطور
المعلن من قبل
إميليانوس نهر جيوش
(بالًلتينية : CAESAR الدانوب وذلك
أغسطس 253م –
MARCVS بعد
أكتوبر 253م
AEMILIVS AEMILIA هزيمة القوط؛
)NVS AVGVSTVS قُبل كإمبراطور
بعد
وفاة تريبونيانو
س غالوس
[ا
محافظ نوركيم
إلنجليزية] و رائيتي
فاليريان ا ،االمبراطور
المعلن من قبل
(بالًلتينية : CAESAR نهر أكتوبر 253م – 260جيوش
PVBLIVS بعد الراين م
LICINIVS VALERIAN وفاة تريبونيانو
)VS AVGVSTVS س غالوس؛ قُبل
كإمبراطور بعد
وفاة إميليانوس
أبن فاليريان،
عُين اإلمبراطور غالينوس
138
من NVS VALERIANVS إغتياله
قبل بوستوموس )AVGVSTVS
[اإلنجليزية].
كوينتلوس
أخ كًلوديوس
يناير 270م – سبتمبر الثانى ،حصل (بالًلتينية : CAESAR
على السلطة بعد MARCVS AVRELIVS 270م
CLAVDIVS QVINTIL وفاته
)LVS AVGVSTVS
أعلن إمبراطور
من قبل جيوش أوريليان
انتخب
تاسيتوس بواسطة مجلس
الشيوخ
(بالًلتينية : CAESAR 25سبتمبر 275 ،م – الروماني الستب
MARCVS ادل أوريليان، يونيو 276م
CLAVDIVS TACITVS بعد فترة قصيرة
)AVGVSTVS من خلو
[اإلنجليزية]
العرش
139
[اإلنجليزية]
فلوريانوس [اإلن
أخ تاسيتوس
(بالًلتينية : CAESAR جليزية] ،أنتخبه
يونيو 276م – سبتمبر
MARCVS في الجيش
276م
ANNIVS FLORIANVS ليحل الغرب
)AVGVSTVS محل أخيه
حاكم المقاطعات
الشرقية ،أعلن بروبس
كان قائد
برايتوري تحت
[اإلن
حكم بروبس
كاروس جليزية] ;استولى
(بالًلتينية : CAESAR سبتمبر /أكتوبر 282م على السلطة قبل
MARCVS – أواخر يوليو /أوائل أو بعد مقتل
AVRELIVS CARVS A بروبس؛ جعل أغسطس 283م
[ا
)VGVSTVS ابنه كارينوس
إلنجليزية] مشارك
اإلمبراطور
283م
إبن ماركوس
نوميريان
أوريليوس
يوليو/أوائل كاروس ،خلفه (بالًلتينية : CAESAR أواخر
باالشتراك مع MARCVS AVRELIVS – م 283 أغسطس
أخيه كارينوس [ا NVMERIVS NVMERI 284م
)ANVS AVGVSTVS إلنجليزية]
140
كارينوس أبن ماركوس
(بالًلتينية : CAESAR أوريليوس
MARCVS أوائل 283م – 285م كاروس ،حكم
مع قليًلا
AVRELIVS CARINVS
)AVGVSTVS أخيه نوميريان
141
قائمة بأهم األحداث التاريخية فى العصر اليونانى والرومانى
143
قائمة بأهم االحتفاالت المقامة في روما والقرابين المقدمة فيها
144
وأكاليل شرف إله ولكن
الزهور-مع رش اشتق من كلمة
للحبوب المملحة
والكعك
إراقة النبيذ مع حرق فيستا Vinalia Priora
أول قطفة
145
146
147
148
الــــــمــــــراجــــــــع العربية
-أحمد غانم حافظ ،اإلمبراطورية الرومانية من النشأة إلى االنهيار ،اإلسكندرية.2007 ،
-أسد رستم ،الروم في سياستهم وحضارتهم وثقافتهم ،الجزء األول ،بيروت1955 ،
-حسين الشيخ ،الرومان ،دراسات في تاريخ الحضارات القديمة ،اإلسكندرية.2004 ،
-سيد أحمد الناصرى ،تاريخ اإلمبراطورية السياسى والحضارى ،القاهرة ،بدون تاريخ.
-عبداللطيف أحمد على ،التاريخ الرومانى ،عصر الثورة من تيبريوس جراكوس إلى
أوكتافيوس أغسطس ،بيروت ،بدون تاريخ.
-محمد السيد عبدالغنى ،تاريخ الرومان حتى نهاية العصر الجمهورى ،الجزء األول ،منذ
نشأة روما حتى نهاية العصر الجمهورى المبكر ،اإلسكندرية.2005 ،
-مصطفى العبادى ،اإلمبراطورية الرومانية النظام اإلمبراطورى ومصر الرومانية،
اإلسكندرية.2006 ،
-رستوفتزف ،تاريخ اإلمبراطورية الرومانية االجتماعى واالقتصادى ،الجزء األول ،ترجمة
ذكى على ،محمد سالم1957 ،م.
-ول ديورانت ،قصة الحضارة ،الجزء الثانى من المجلد الثالث ،قيصر والمسيح والحضارة
الرومانية.1963 ،
149
المراجع األجنبية
Dillon, M.& Garland, L. 2005: Ancient Rome from the Early Republic to the
Assassination of Julius Caesar, Routledge.
Cornell, Tim J. The beginnings of Rome: Italy and Rome from the Bronze
Age to the Punic Wars (c. 1000–264 BC). London: Routledge, 1995.
Keaveney, Arthur. Rome and the unification of Italy. 2nd edition. Bristol:
Bristol Phoenix, 2005.
150