You are on page 1of 150

1

‫كلية اآلداب‬

‫قسم اآلثار‬

‫شعبة اآلثار اليونانية والرومانية‬

‫المادة‪ /‬التاريخ الروماني‬

‫كود المادة‪ /‬أثر ي ‪203‬‬

‫المستوى الثاني‬

‫عدد الساعات‪ 3 :‬ساعات‬

‫استاذ المادة‪ /‬د‪ /‬رانيا سمير زيدان‬

‫‪2021‬‬

‫‪2‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬


‫‪3‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬المصادر األدبية للتاريخ الرومانى‬
‫‪5‬‬ ‫المبحث الثاني التكوين األسطورى لمدينة روما‪-:‬‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ -:‬مقومات الحضارة الرومانية‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث الرابع‪ -:‬العصر الملكى‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث الخامس ‪-:‬العصر الجمهورى‬

‫‪39‬‬ ‫المبحث السادس ‪ -:‬الفتوحات العسكرية الخارجية‬


‫‪69‬‬ ‫المبحث السابع‪ -:‬الصراع الرومانى القرطاجى‬
‫‪91‬‬ ‫المبحث الثامن‪ -:‬تيبريوس جراكوس ومشروع‬
‫توزيع األراضى‬
‫‪65‬‬ ‫المبحث التاسع‪ -:‬حرب العبيد‬
‫‪103‬‬ ‫المبحث العاشر ‪-:‬العصر اإلمبراطورى‬

‫‪140‬‬ ‫قائمة أباطرة الرومان‬


‫‪148‬‬ ‫المراجع‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫يأتى معنى التاريخ وهو مصطلح واسع‪ ،‬تضم مادته أحداث كثيرة‪ ،‬مضى عليها الزمن‪،‬‬
‫وانقضت قرون عليه‪ ،‬ويحتوى التاريخ على سجالت الماضى التى ارتبطت بعناصره‬
‫الثالثة وهى األحداث والزمان والمكان‪ ،‬وإذا رصدنا تاريخ األمم نجد أن هناك معلومات‬
‫وأخبار موجهة إلعالم األخرين بأشياء معينة بغض النظر عن مدى حقيقة هذه األحداث‪،‬‬
‫ويعد علم التاريخ القديم هو أحد العلوم اإلنسانية الذى يدرس تراث األمم السابقة من خالل‬
‫الوثائق والكتابات القديمة‪ ،‬وقد ارتبط التاريخ بتقدم علم اآلثار حيث ارتبطا معا من خالل‬
‫االستعانة بالكشوف األثرية‪ ،‬التى تؤكدها كتابات األدباء والمؤرخين القدامى‪ ،‬وتثبت‬
‫مصداقية مانقلوه إلينا عن عصرهم‪.‬‬

‫ومن المعروف لدارسى التاريخ والحضارة الرومانية أن العنصر الالتينى من سكان إيطاليا‬
‫القديمة‪ ،‬والذى كان يحمل هذا االسم ‪ Nomen Latinum‬كان قد وصل إلينا حوالى‬
‫أوائل األلف األولى ق‪.‬م‪ ،‬قد استقروا واحترفوا مهنة الزراعة والرعى‪ ،‬وأقاموا أماكن أللهتهم‬
‫وهياكل مقدسة لمعبوداتهم ولتأدية صلواتهم ولتقديم قرابينهم؛ طمعا في ترضية اآللهة‬
‫وكسبا لرضاها ودرءا لغضبها وشرورها‪.‬‬

‫‪-‬اما عن المصادر األدبية للتاريخ الرومانى فكان أهمها‪-:‬‬

‫‪-1‬لم يتم تدوين التاريخ الرومانى إال على يد أول مؤرخ رومانى هو فابيوس بيكتور‪،‬‬
‫حوالى ‪200‬ق‪.‬م‪ -‬كما جاء أول مؤلف التينى على يد كاتو متناوال أصل المدن اإليطالية‬

‫‪4‬‬
‫وتاريخ روما القديمة ‪ .‬كما تعتبر كتابات تيتوس ليفيوس وديو كاسيوس من أهم الكتابات‬
‫األدبية التى تسرد تاريخ الرومان‪.‬‬

‫‪-2‬األساطير‪ :‬وهى مستمدة من القصص الشعبى والروايات اإلرستقراطية الرومانية التى‬


‫تحمل معلومات كثيرة موثوق فيها‪.‬‬

‫‪ -3‬الكشوف األثرية والمصادر الوثائقية األثرية والنقوش التى تدعم الكتابات التاريخية‬
‫القديمة‪.‬‬

‫‪ -4‬قوانين األلواح االثني عشر ‪Lex Duodecim Tabularum‬‬

‫تعد قوانين األلواح األثنى عشر هى أول القوانين الرومانية المكتوبة‪ ،‬وقد ُكتبت هذه‬
‫القوانين على اثني عشر لوحاً مثبتة على منصة المتحدث في المحكمة الرومانية‪ .‬وقد‬
‫كانت هذه القوانين األسس التي تقوم عليها الحقوق الخاصة للمواطن الروماني ‪.‬ومع‬
‫وجود خالف حول وجود وزمن هذا القانون إال أن معظم الباحثين يعتبرون تاريخ صدوره‬
‫في عام ‪ 450-449‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫اعتبر الرومان قانون األلواح االثني عشر قانونهم المدني‪ ،‬وقد جاء هذا القانون من أجل‬
‫كسر احتكار رجال الدين للقانون وكذلك للسعي في مساواة الطبقة العامة بطبقة األشراف‪.‬‬
‫وكانت القوانين تتناول اإلجراءات القانونية مثل الملكية والحيازة وقوانين البناء والعقوبة‬
‫مكون من عشرة رجال)‪ .‬وقد‬
‫على مخالفة تلك القوانين‪ ،‬وقد قام بهذه المهمة (مجلس ّ‬
‫أيضا على‬
‫بنى المجلس تلك القوانين على القوانين المدنية والجنائية الرومانية السابقة‪ ،‬و ً‬
‫العادات الدينية‪ ،‬وكانت القوانين تطبق بالتساوي على كل المواطنين‪ ،‬وقد كتبت للمأل‬

‫‪5‬‬
‫مرت األلواح األصلية حوالي‬
‫حتى يستطيع عامة الجمهور معرفة حقوقهم القانونية‪ .‬وقد ُد ّ‬
‫‪390‬ق‪.‬م‪ ،.‬ولكن أجزاء كبيرة من القوانين قد ُحفظت من الضياع في أعمال الكتَّاب‬
‫الرومان الذين كانوا يحفظونها عن ظهر قلب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-5‬المعاهدات‪ :‬وكانت المعاهدات التى تعقدها روما نوعين‪ ،‬وبمقتضى إحدهما كان‬
‫الطرفان يعتبران ندين متكافئين ويلتزمان بمساعدة بعضهما في الحروب‪ ،‬وكانت نصوص‬
‫هذه المعاهدات تحفر على لوحات من البرونز تعلق على تل الكابيتول‪.‬‬

‫‪ -6‬القوانين الشخصية وكانت تصدرها الجمعية الشعبية الرومانية تصدرها باسم ‪Acta‬‬
‫‪ populi‬وقد جرت العادة على حفر هذه الق اررات على لوحات برونزية وإيداعها في معبد‬
‫ساتورنوس‪ ،‬وبذلك فكان هذا المعبد يؤدى عدة وظائف منها دار للعبادة ثم كونه الخزانة‬
‫العامة‪ ،‬ودار للمحفوظات العامة‪.‬‬

‫‪-7‬ق اررات السناتو‪ :‬وكانت خالل القرنين األخيرين من عصر الجمهورية تودع أيضا في‬
‫معبد ساتورنوس (وهو يساوى كرونوس إله الزمن عند اإلغريق)‪.‬‬

‫‪-8‬السجالت التنفيذية‪ :‬وهى سجالت الحكام وكبار رجال الكهنة وكانت تحفظ في مكاتب‬
‫كل منهم وهى إما قوائم لإلحصاء تتضمن بيانات إحصائية عن عدد المواطنين الرومان‪-‬‬
‫أو القوائم السنوية للحكام تسجل فيها أسماء شاغلى مناصب الهيئات المختلفة داخل‬
‫الدولة‪-‬وحوليات كبار الكهنة والتى يسجل فيها أيام األعياد الدينية وأيام انعقاد المحاكم‬
‫وكل مايتضمنه الشئون الدينية للمعابد‪.‬‬

‫‪--‬التكوين األسطورى لمدينة روما‪ -:‬تعددت الروايات والمصادر سواء اإلغريقية‬


‫والرومانية حول أصل مدينة روما األسطورى؛ ومنها تلك األسطورة التى تذكر أن البطل‬
‫الطروادى إينياس(ابن اإللهة فينوس‪-‬من البطل الطروادى إنخسيس) قد هرب بعد سقوط‬
‫طروادة بيد اليونان وتدميرها وبعد مغامرات عديدة في مختلف أرجاء ساحل البحر‬
‫المتوسط‪ ،‬رسى هذا البطل بسفينته على شواطئ نهر التيبر في مدخل سهل الالتيوم في‬
‫‪7‬‬
‫نفس الموقع‪ ،‬الذى نزل فيه اإلله ساتورنوس‪ ،‬بعد ان خلفه ابنه جوبيتر على عرش ألهة‬
‫األوليمبوس وحل محله‪ ،‬ومن هنا سميت المنطقة بالالتيوم المشتقة من الفعل الالتينى‬
‫‪ Latere‬أى إختبأ حيث توارى ساتورنوس فيما بعد ف ارره وقد قام اإلله ساتورنوس اعترافا‬
‫بفضل سكان المنطقة بتعليمهم زراعة القمح والكرمة‪.‬‬

‫الجد األسطورى للرومان‪-‬البطل الطروادى إينياس‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬كان الملك التينوس من ساللة ساتورنوس يحكم منطقة الالتيوم حين وصول إينياس‬
‫إليها فزوجه من ابنته الفيينا وبعد موت الملك خلفه إينياس على العرش وبنى مدينة‬
‫سماها الفينيوم إكراما لزوجته وأصبح شعبه يعرف باسم الشعب الالتينى نسبة إلى‬
‫التينوس‪ ،‬وقد اختفى إينياس فيما بعد بعاصفة هوجاء‪ ،‬فأصبح معبود لدى شعبه باسم‬
‫جوبيتر ‪- .‬بعد اختفاء إينياس تولى ابنه اسكانيوس الحكم‪ ،‬فقام ببناء مدينة ألبا في أعلى‬
‫جبال األبنين‪ ،‬وسرعان ما أصبحت هذه المدينة أهم مدينة في الالتيوم‪ ،‬واتخذها عاصمة‬
‫له‪ ،‬وبعد موته حكم المدينة أبناؤه وأحفاده ومنهم الملك نوميتر‪ Nomitur‬الذى رزق بابنة‬
‫(ريا سيلفيا)‪ -‬وابنا أيضا‪ ،‬وقد ثار عليه اخوه األصغر أميليوس‪ ،‬وعزله عن العرش‬
‫وتولى مكانه ونفاه‪ ،‬ثم قتل ابنه ونذر ابنة أخيه لإللهة فيستا إلهة الموقد عند الرومان‪،‬‬
‫حتى تبقى عذراء لمدة ثالثين عام‪ ،‬ولكن اإلله مارس أعجب بالفتاة وتزوجها وأنجب منها‬
‫طفلين‪ ،‬هما ريموس ورومولوس‪،‬‬
‫وعندما سمع الملك أميليوس‬
‫غضب غضبا شديدا وأمر بإلقاء‬
‫الطفلين في نهر التيبر‪ ،‬ولكن‬
‫اآللهة تدخلت فنجا الطفالن من‬
‫الغرق‪ ،‬وحملتهم ذئبة ‪ Lupa‬من‬
‫الجبال وأرضعتهما وحلق صقر‬
‫فوق رأسيهما للحماية‪ ،‬وظال كذلك‬
‫إال أن عثر عليهما راعى قطعان‬
‫الملك فوستولوس وقامت وزوجته‬
‫‪9‬‬
‫بتربيتهما‪ ،‬وعندما شب الطفالن وبلغا الثامنة عشرة من عمرهما علما بما جرى لجدهما‪،‬‬
‫فقاما بقتل الملك أميليوس وأعادا جدهما إلى العرش‪ ،‬واعترافا بشجاعة التوأم منحهما‬
‫جدهما أراضى التالل السبعة على ضفاف نهر التيبر‪ ،‬فقرر األخوان بناء مدينة لهما في‬
‫هذه المنطقة‪ ،‬فقاما باستشارة اآللهة فيمن يضع أساس المدينة فاختارت اآللهة‬
‫رومولوس‪ ،‬فأخذا محراثه النحاسي‪ ،‬وقام بحفر أخدود ليكون سو ار للمدينة‪ ،‬وبدأ ببناء‬
‫األسوار؛ فغضب ريموس من تجاهل األلهة له‪.‬وقام بالقفز على السور‪ ،‬مستهينا بما يفعله‬
‫اخوه فغضب رومولوس وقتل أخاه‪ .‬وبذلك انفرد رومولوس بالسلطة‪ ،‬وأكمل بناء روما‬
‫على أثار دماء أخيه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الذئبة ترضع التوأم ريموس ورمولوس‬

‫‪ -‬أنشأ رومولوس مدينة روما‪ ،‬وقد استوطن تل البالتين‪ ،‬وهو أحد التالل السبعة التى‬
‫أقيمت عليها روما‪ ،‬وهذه التالل عبارة عن مجموعة من التالل بالقرب من مصب نهر‬
‫التيبر‪ ،‬ويبدو أن العلماء قد اتفقوا على تاريخ نشأة روما هو الحادى والعشرين من إبريل‬
‫عام ‪753‬ق‪.‬م‪ .‬وقد لجأ رومولوس من أجل إكثار سكان مدينته إلى اجتذاب أكبر عدد‬
‫من الناس فقام ببناء قصر على تل الكابيتول‪ ،‬واستقر فيه المغامرون والمشردون‪ ،‬ولكن‬
‫‪11‬‬
‫جيرانه من السابين رفضوا تزويج بناتهم لهؤالء الرومان‪ ،‬فلجأ رومولوس إلى حيلة ودعاهم‬
‫إلى احتفال ثم أرسل أتباعه فخطفوا نساؤهم وتزوجوهم ونتيجة ذلك قامت الحرب بين‬
‫الرومان والسابين ثم عقد الصلح بين الطرفين بتوسط النساء السابينات‪ ،‬وأصبح نتيجة‬
‫ذلك كال من رومولوس وتاثيوس السابينى ملكان يحكمان معا‪ ،‬وبعد فترة قتل تاثيوس في‬
‫الحرب وانفرد رومولوس بالحكم‪ .‬وبعد فترة تولى الملك السابينى نوما بومبيليوس‪.‬‬

‫تالل روما السبعة‬

‫‪12‬‬
‫الرومان األوائل‪:‬‬

‫شهدت إيطاليا في المرحلة المبكرة من العصر الحديدى انبثاق الجماعات اإلنسانية‬


‫المختلفة التى لعبت أدوار رئيسية في تاريخها‪ ،‬وكان اإليطاليون موزعين إما في إقليم‬
‫الالتيوم الواقع جنوب نهر التيبر الذين اتخذوا من مدينة ألبالونجا مدينة ومركز لهم‬
‫‪–- Albalonga‬كما نزلت عدة قبائل صغيرة من الهرنيكى والفاليسكى حيث يتشابهون‬
‫كثي ار مع قبائل الالتين من حيث الجنس واللغة‪ -‬وفى وديان المنطقة الوسطى من جبال‬
‫األبنين حيث كان يعيش عدد كبير من القبائل تدعى قبائل األومبرية السابلية‪.‬‬

‫‪-‬وقد عرفت إيطاليا خالل القرن الثامن ق‪.‬م ثالثة عناصر بشرية هامة؛ كان لها دورها‬
‫في تطوير الحضارة في شبه الجزيرة اإليطالية؛ فكان اإلتروسكيون في شمال إقليم ال تيوم‬
‫‪ Latium‬والذين تعلم الالتين منهم األبجدية؛ وقد أدى اتصال اإلتروسك باإلغريق إلى‬
‫تعلمهم الكتابة اإلتروسكية‪ ،‬والصناعة والتجارة‪ ،‬حيث استغلوا األرض في الزراعة بمختلف‬
‫األشجار والخضرة والحبوب‪ ،‬وقام اإلتروسك ببسط سيطرتهم على جزء كبير من إقليم‬
‫الالتيوم من الشمال وعلى إقليم كمبانيا في الجنوب حيث اتخذوا مدينة كابوا ‪Capua‬‬
‫مدينة لهم‪.‬‬

‫‪ -‬ثم اليونانيون الذين احتلوا جنوب إيطاليا وشمال صقلية‪ ،‬حيث عاشوا حياتهم في‬
‫مستعمراتهم الجديدة خارج بالدهم والتى سموها اليونان الكبرى ‪– Magna Gracia‬وبعد‬
‫حوالى قرنين دخل إ لى شبة الجزيرة اإليطالية عنصر جديد في موجة غزو حملت معها‬
‫مهاجرين كلتيين ‪ Celts‬إلى نهر البو‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫كان سكان إيطاليا يعيشون حوالى ‪1000‬ق‪.‬م في هيئة وحدات قروية تشكل كل مجموعة‬
‫منها في هيئة دويلة تقوم على النظام القبلى وتدعى ‪ Pagus‬وقد تتجمع هذه التنظيمات‬
‫عند الضرورة في هيئة اتحادات وكانت تربط أبناء المجتمع اإليطالى الرابطة القائمة على‬
‫العرف‪ ،‬وهى بمثابة دستور غير مكتوب‪ ،‬بمقتضاه تسعى التنظيمات هذه إلى حل‬
‫الخصومات التى تنشب بينها بالطريق السلمى‪ .‬وقد ظلت هذه المناطق اإليطالية في‬
‫عزلة عن المجتمعات األكثر تحضرا؛ حتى شهدت هجرتان هما الهجرة اإلتروسكية‬
‫والهجرة اإلغريقية‪ .‬ومن هذه الشعوب القديمة في إيطاليا ومنها‪-:‬‬

‫‪-1‬التيرامارى ‪ Terramare‬وهم شعوب سكنت البلدان الشمالية‪ ،‬وكانوا يعيشون من‬


‫زراعة األرض وتربية الماشية واصطياد الحيوانات البرية‪ ،‬واتقنوا صناعة الخزف واستعمال‬
‫النحاس فضال عن الخشب والبرونز‪.‬‬

‫‪-2‬الفيال نوفا ‪ Villanova‬ظهر هذا الشعب في بداية األلف األول ق‪.‬م ‪ ،‬ولعلهم جاءوا‬
‫من منطقة نهر الدانوب‪ ،‬وعاشوا في قرى ذات أكواخ مستديرة الشكل‪ ،‬وتميزوا بتربية‬
‫الماشية وزراعة األرض وأحسنوا صناعة المنسوجات‪ .‬كما استعملوا الحديد في أسلحتهم‬
‫فعرفت حضارتهم بعصر الحديد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪-‬مقـــــــومـــــات الـــــــــحضــــــــــــارة الــــــــــــــرومــــــــــانــــيـــة‬

‫جغرافية إيطاليا القديمة‬

‫تمتد شبة الجزيرة اإليطالية في البحر األبيض المتوسط‪ ،‬فتقسمه إلى قسمين شرقى‬
‫وغربى‪ -‬كما تتوسط سواحل أوروبا على البحر المتوسط‪ ،‬ويحيط بشبه الجزيرة من الشمال‬
‫الشرقى جمهورية كرواتيا‪ -‬ومن الشمال النمسا وسويسرا‪ ،‬ومن الشمال الغربى فرنسا‪،‬‬
‫وغربا البحر التيرانى‪ ،‬وجنوبا البحر األيونى‪ ،‬وشرقا البحر األدرياتيكى‪ ،‬ويتبعها عدد من‬
‫الجزر الصغيرة والكبيرة وأهمها جزيرة صقلية التى يفصلها عن إيطاليا مضيق ميسينا‪،‬‬
‫وجزيرة سردينيا الفاصل بينها وبين البحر التيرانى‪.‬‬

‫‪-‬السطح‪ :‬ينقسم سطح إيطاليا إلى قسمين هما ‪-:‬‬

‫‪-1‬السهل الكبير الشمالى وهو وادى البو‪ -:‬ويحيط بهذا السهل بالد األلب الجبلية من‬
‫الشمال والغرب‪ ،‬وهذا السهل أرضه رسوبيه فهى لذلك خصبة جدا‪ ،‬وينتهى السهل الكبير‬
‫في الشرق بساحل منخفض تكثر فيه المستنقعات وتمتد السهول الضيقة من الشرق‬
‫والغرب على سواحل المنحدرات جبال األبنين مثل سهول إتروريا والالتيوم وكمبانيا‬
‫المحيطة بمدينة نابولى؛ لذا اتقن اإليطاليون الزراعة وتربية الماشية قبل أن يتقنوا التجارة‪.‬‬

‫‪-2‬القسم الجنوبى أو جبال األبنين‪-:‬يمتد القسم الجنوبى لشبه الجزيرة اإليطالية من‬
‫الشمال الغربى نحو الجنوب الشرقى لمسافة ‪1000‬كم‪ ،‬وتنحدر هذه الجبال تدريجيا نحو‬
‫األدرياتيك‪ ،‬وتعتبر سلسلة جبال األبنين هى العمود الفقرى لشبه الجزيرة اإليطالية حيث‬

‫‪15‬‬
‫تمتد من الشمال إلى الجنوب‪ ،‬ومن وسطها تاركة سهول ساحلية ضيقة على الجانبين‬
‫الشرقى والغربى‪.‬‬

‫‪ -3‬األنهار‪ :‬تتغذى جبال األلب التى تسكوها الثلوج بمياه األنهار والروافد اإليطالية‪ ،‬ومع‬
‫هذا تندر األنهار الصالحة للمالحة بسبب قصر مجراها وانحدارها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مذبح مارس‪-‬القرن األول‪-‬يصور‬
‫تجسيد لنهر التيبر‪-‬وأسطورة تأسيس‬
‫ريموس‬ ‫والطفالن‬ ‫روما‪-‬والذئبة‬
‫ورومولوس‪.‬‬

‫المزروعات ‪ :‬تنمو في الوديان األراضى المنخفضة األشجار الدائمة الخضرة وعلى‬


‫المرتفعات تنمو أشجار البلوط والصنوبر بشكل كثيف على هيئة غابات موجودة حتى‬
‫اآلن‪ ،‬ومن أشهر مزروعات حوض البحر المتوسط الغالل والحبوب‪ ،‬وكذلك المحاصيل‬
‫الثالثة الشهيرة هى الزيتون والتين والعنب‪.‬‬

‫تاريخ روما السياسى وأنظمة الحكم‪-:‬‬

‫انقسم تاريخ روما السياسى إلى ثالثة عصور‪-:‬‬

‫أوال‪ :‬العصر الملكى (‪509-753‬ق‪.‬م)‬

‫ثانيا‪ :‬العصر الجمهورى (‪30-509‬ق‪.‬م)‬

‫ثالثا‪ :‬العصر اإلمبراطورى (‪27‬ق‪.‬م‪476-‬م)‬

‫‪17‬‬
‫أوال‪ :‬العصر الملكى (‪509-753‬ق‪.‬م)‬

‫‪-‬النظام السياسيى الملكى بعد تأسيس روما‪-:‬‬

‫‪-‬يمثل أعلى الهرم فى هذا التنظيم السياسي الملك ‪ Rex‬الذى كانت بيده السلطات‬
‫السياسية والقضائية إال ان الصفة الدينية كانت هى الغالبة‪ ،‬فهو الذى يقدم الذبائح لأللهة‪،‬‬
‫ويتولى الملك التقويم السنوى بمساعدة كبار رجال الدين من الكهنة‪ ،‬فتحدد فيه األعياد‪،‬‬
‫ويبدأ ع د السنين بدءا من عهد الملك‪ ،‬وبالرغم من أن الملك لم يكن حكمه وراثيا ؛ بل‬
‫كان موظفا منتخب من مجلس الشيوخ الذين لم يبلغ عددهم في العصر الملكى عن‬
‫‪100‬عضو ‪ ،‬فكان بمجرد توليه الحكم يجمع في يديه جميع السلطات ال تحدها اى قيود‬
‫حتى أنه يدخل في نظامها حق الحياة والموت على المواطنين‪.‬‬

‫كانت المالمح الرئيسية للتنظيم السياسي تأسست كما ذكرنا عام ‪753‬ق‪.‬م فالعامة‬
‫‪ Plebes‬كانوا يجمعون من حين الخر في مجلس يدعى مجلس األحياء ‪Comita‬‬
‫‪ Curiatess‬يجتمع فيها الناس ‪ ،‬ولم تكن مهمة هذا المجلس تزيد عن الموافقة على‬
‫الق اررات التى يصدرها مجلس الشيوخ ‪ Senatus‬الذى كان يضم أرستقراطية روما من‬
‫كبار أصحاب األراضى‪ ،‬وهى الطبقة التى كانت تسمى األشراف‪.‬‬

‫‪ -‬إن المجتمع الرومانى القديم كان صورة مصغرة مما كانت عليه حياة األسرة في روما‬
‫فكان األ ب ذا سلطة مطلقة على األبناء والزوجة والعبيد‪ ،‬وكان للملك حوزة السلطة‬
‫المطلقة ‪( Imperium‬السلطة الملكية العليا) وهى بمثابة تفويض شعبى لشخص ما‬
‫ليحكم بالقوة‪ ،‬فمن يحصل على هذه السلطة وجبت طاعته‪ ،‬وكان الملك عندما يتولى‬

‫‪18‬‬
‫الحكم كانت تصاحبه شاراته الرمزية ومن اهمها عصا ‪ Fasces‬التى كانت رمز لضرورة‬
‫طاعة الملك‪.‬‬

‫‪-‬عصر الملكية (‪509-753‬ق‪.‬م)‬

‫إن المعلومات التاريخية الحقيقية عن الملوك الرومان قليلة ومحدودة‪ ،‬ويغلب عليها‬
‫الطابع األسطورى‪ ،‬ومازال الشك يحيط ببداية حكمهم ؛ فقد حكم الرومان في هذه الفترة‬
‫ستة ملوك من السابين؛ففى البداية تولى العرش رومولوس (‪716-753‬ق‪.‬م)البطل‬
‫األسطورى و هو المؤسس األسطورى لروما‪ ،‬ويذكر أنه حين تولى الحكم دعا جموع‬
‫الرومان لالجتماع فى جمعية عمومية‪ ،‬ومنحهم قوانين تنظم حياتهم‪.‬‬

‫‪ -‬وبعده تولى الملك نوما بومبيليوس(‪673-715‬ق‪.‬م) ‪ Numa Pompelius‬الملك‬


‫السابينى الذى اشتهر بالتقوى ونظم للرومان مؤسساتهم الدينية وشجعهم على الزراعة‪.‬‬
‫ووزع عليهم األراضى التى خلفها رومولوس‪ .‬وتم انتخابه بعد اختفاء رومولوس على أثر‬
‫العاصفة‪ ،‬والواقع أنه لم يشتبك فى أية حروب‪ ،‬لذلك كانت لديه فرصة طيبة للعمل‪. ،‬‬
‫ومن أعماله سن عدد من القوانين والطقوس والشعائر الدينية‪ ،‬كما أنه خصص كهنة‬
‫لإلله جوبيتر‪ ،‬ومارس‪ ،‬وكويرينوس‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫الملك نوما بومبيليوس‬
‫وأختار كاهنات عذارى للربة فيستا من أجل الحفاظ على النار المقدسة الخاصة بها‪،‬‬
‫عددا من المعابد فى روما‪ ،‬أشهرها معبد اإلله يانوس وهو حارس أبواب السماء‬
‫وبنى ً‬
‫وإله البدايات والنهايات‪ ،‬واشتق منه يناير أول شهر فى السنة الميالدية‪ ،‬الذى كان‬
‫يصور غالبا برأس ذى وجهين أحدهما للداخل‪ ،‬واآلخر للخارج‪ ،‬وتوضع على البوابات‬
‫فى الداخل ‪.‬وقد اعتاد الرومان على غلق معبد يانوس فى روما وقت السلم‪.‬‬

‫‪-‬خلفه الملك توللوس هوستيليوس(‪641-672‬ق‪.‬م) ‪ Tulus Hostilius‬وبحكمه بدأ‬


‫‪Alba Longa‬‬ ‫حكم الملوك البشر في روما ؛ وعاد الى سياسة الحرب والتوسع على‬
‫حساب جيران روما ونشبت في عصره الحرب بين روما ومدينة ألبا؛ وتصارع خاللها‬

‫‪20‬‬
‫ثالثة أبطال من روما (األخوة هوراتيوس) مع األبطال األلبينين (األخوة كورياس) فتغلب‬
‫األبطال الرومان على خصومهم‪ ،‬وورثت روما من ألبا زعامتها على إقليم الالتيوم‪ ،‬ولكن‬
‫سرعان أن تمردت مدينة ألبا على روما فقام الرومان باحتاللها وهدمها وأصبح الكابيتول‬
‫هو المعبد الرئيسي بدال من كافو ‪ Cavo‬المكان المقدس عند سكان الالتين القدماء‪.‬‬
‫ابتهاجا بهذا النصر‪ ،‬غير أن أخت البطل المنتصر ظلت تنتحب‬
‫ً‬ ‫وأقيمت االحتفاالت‬
‫وتنوح بسبب مقتل خطيبها الذى كان أحد أبطال البالونجا‪ ،‬وضاعف من حزنها أن أخاها‬
‫‪-‬البطل ‪-‬ارتدى قميصا كانت قد صنعته بنفسها لخطيبها‪ ،‬فما كان من أخيها إال أن‬
‫قتلها‪ ،‬وقال عبارته الشهيرة التى صارت مضربا للمثل فيما بعد " ‪:‬فليهلك كل من ينوح‬
‫على أعداء روما ‪".‬وقد قام الملك توليوس بغزو البالونجا نفسها‪ ،‬ودمرها‪ ،‬ثم جلب سكانها‪،‬‬
‫وأسكنهم على تل كايليوس‪ ،‬وقد صعقه الرعد واحترق هو ومنزله بعد أن حكم اثنين‬
‫عام‪.‬‬
‫وثالثين ً‬
‫‪-‬بعد غضب األلهة على الملك هوستيليوس تولى خلفا له الملك أنكوس مارتيوس‬
‫‪616-640 Ancus Martius‬ق‪.‬م ‪ ،‬ومن أهم أعماله بناء جسر وميناء أوستيا وحصن‬
‫تل الجانيكول لحماية روما من الغرب ‪ .‬وقد ذكرالمؤرخ ديونيسوس الهاليكارناسى أن‬
‫الملك انكوس ماركوس تلقى من الكهنة تعليقاتهم على الطقوس الدينية التى ألفها نوما‪،‬‬
‫وقام بنسخ هذه القوانين الدينية على ألواح خشبية نصبها فى السوق العامة‪.‬‬

‫‪-‬تولى بعد وفاة الملك أنكوس ثالثة ملوك من اإلتروسك امتد حكمهم منذ (‪-616‬‬
‫‪509‬ق‪.‬م) وأول هؤالء الملوك كان تاركوينيوس القديم وكان لقبه قبل توليه الحكم‬
‫لوكومون وتعنى شيخ القبيلة‪ ،‬ومن أهم انجازاته في روما هو بناء الفورم وساحة المصارعة‬

‫‪21‬‬
‫‪ Circus‬كما عمل على تجفيف المستنقعات وبذلك توسعت مساحة األراضى القابلة‬
‫للزراعة؛ كما أخضع السابين واإلتروسكان لحكمه‪ ،‬وزاد أعضاء مجلس الشيوخ فعين ‪100‬‬
‫شيخ جديد؛ وبعد فترة دبر أبناء الملك أنكوس مارتيوس مؤامرة لقتله انتقاما ألبيهم‪.‬‬

‫فتولى صهره سيرفيوس توليوس ‪534-578 ( Servius Tullius‬ق‪.‬م)‪ ،‬حيث تنسب‬


‫إليه إقامة التنظيمات اإلدارية األولى في روما حيث قسمها إلى عدة دوائر كما قسم‬
‫أراضيها إلى مناطق متعددة‪ ،‬وأحاط مدينة روما بسور ‪ ،‬وقسم المجتمع إلى خمسة‬
‫طبقات‪ ،‬ويعزى إلى الملك سيرفيوس توليوس نظاما عسكريا جديدا بدال من نظام العشائر‬
‫الوراثية كان األساس فى نشوء الجمعية المئوية ‪.‬وقد ارتكزت فكرة هذا اإلصالح العسكرى‬
‫المنسوب إليه على أساس الثروة والوضع االجتماعى‪ ،‬أى تجنيد كل المواطنين الرومان‬
‫وبناء‬
‫ً‬ ‫للعمل فى الجيش حسب الطبقات االجتماعية‪ ،‬وحسب مقدرة كل طبقة اقتصاديا‪،‬‬
‫على ذلك كان المواطنون األغنياء فى مقدمة الجيش؛ ألنهم كانوا يستطيعون تجهيز‬
‫أنفسهم بالسالح الجيد والخيول‪ ،‬فى حين كان الفقراء فى المؤخرة لعدم قدرتهم على‬
‫امتالك الخيول واألسلحة الثقيلة ‪.‬ويذكر أن سرفيوس قسم الشعب وكل وحدة ‪– centuria‬‬
‫الرومانى‪-‬أغنياء وفقراء ‪-‬إلى عدد ‪ ١٩٣‬وحدة مئوية كما يتضح من اسمها ‪-‬تتكون من‬
‫مائة محارب‪ ،‬وكان كل فرد يقف وفًقا لالمتيازات االجتماعية لطبقته‪.‬‬

‫‪-‬قتل الملك سيرفيوس توليوس نتيجة مؤامرة قام بها الملك تاركوينيوس المتغطرس‬
‫‪ Lucius Taquinius Superpus‬وقد اشتهر بجرائمه وحكمه االستبدادى وقام بإلغاء‬
‫كل تنظيمات سلفه وبسبب ظلمه وخوفا على حياته قام باتخاذ حرس خاص لحمايته‪ .‬أما‬
‫أهم منجزاته العمرانيه فهى بناء المعبد المكرس للثالوث اإللهى‪ ،‬كما اشتهر بحروبه‬

‫‪22‬‬
‫المتواليه ضد الالتين والسابين‪ ،‬وقد أثارت تصرفاته المستبدة شعبه فثاروا عليه وطردوه‬
‫وبهذا سقطت الملكية‪ ،‬وبدأ عهد جديد هو العصر الجمهورى في روما‪.‬‬

‫وهو ينتمي في أصله إلى اإلتروسك فهو يعد من سالله الملك لوكيوس تاركوينيوس‬
‫‪ Lucius‬من توسكانيا الذي طالب بالتاج وزاد نفوذه‪ ،‬واستمر نفوذ التوسكان على‬
‫الرومان‪ .‬وقد قامت في عهد تاركوينيوس المتغطرس انتفاضة شعبية سقطت على إثرها‬
‫الملكية ليبدأ عهد جديد وهو العصر الجمهوري‪ .‬وتذكر المصادر أنه حفيد الملك‬
‫تاركوينيوس بريسكيوس الملك الخامس في روما الملكية‪ ،‬ووصف عهد الملك تاركوينيوس‬
‫بأنه عهد استبداد وهو ما يبرر إلغاء النظام الملكي‪ ،‬وأشارت المصادر أنه حمل لقب‬
‫‪ Superbus‬وهي بالالتينية تعني الفخور أو المتعجرف‪.‬‬

‫‪-‬المظاهر الحضارية الرومانية في عصر الملكية‪-:‬‬

‫‪-1‬المجتمع الرومانى في العهد الملكى‪:‬‬

‫كانت األسرة هى أساس بناء المجتمع الرومانى في العهد الملكى يمارس رب األسرة‬
‫سلطة مطلقة على جميع أفراد أسرته‪ ،‬كان المجتمع الرومانى خالل العصر الملكى مكون‬
‫من طبقتين أساسيتين هم طبقة األحرار ‪-‬وطبقة العامة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وكانت طبقة الرجال األحرار تنقسم بدورها إلى ‪ 3‬طبقات هم‪.‬‬

‫ج‪-‬طبقة العتقاء د‪-‬العبيد‬ ‫ب‪-‬طبقة األتباع‬ ‫أ‪-‬طبقة النبالء او األشراف‬

‫‪24‬‬
‫كانت الحقوق السياسية مقتصرة على الطبقات الثالث األولى من طبقات األحرار بينما‬
‫حرمت طبقة العبيد والعتقاء‪ ،‬أما طبقة األحرار فتتألف من كبار مالك األراضى وكانت‬
‫تحكم روما في البداية ألن بيدها السلطات التشريعية والتنفيذية والدينية والقضائية‪ ،‬وكانت‬
‫طبقة العامة تتأ لف من متوسطى الحال من أصحاب األراضى ومن التجار وأصحاب‬
‫الحرف والعاملين في الزراعة‪ .‬يتكون المجتمع الرومانى من طبقتين ‪ :‬هما طبقة البطارقة‬
‫‪ ,‬وطبقة العامة‪ ,‬وتتكون الطبقة األولى من كبار ُمالَك األراضي‪ ,‬وتتمتع هذه الطبقة بنفوذ‬
‫وامتيازات فى الدولة؛ لثراء أفرادها وإلمامهم بأساليب القتال‪ ,‬وتمتعهم بكثرة االتباع ؛مما‬
‫يتيح لهم جمع أعداد كبيرةأثناء الحروب‪ ,‬فضالً عن عراقة أصلهم وثقافتهم وتوافر الفرص‬
‫؛ ليكونوا من مستشارى الملك فى الجوانب الدينية والسياسية والقضائية‪.‬‬

‫أما طبقة العامة‪ :‬فقد شملت هذه الطبقة متوسطى الدخل األحرار من مالَّك األراضى الصغيرة‬
‫والتجار وأرباب الحرف المختلفة ‪ ,‬وممن يؤجرون األراضي‪ ,‬وهؤالء ارتبطوا بعالقات‬
‫والتزامات مع أصحاب االراضى حتى يضمنوا حماية أصحاب األرض من ذات الطبقة‬
‫؛ تحقيقاً لألمان ومواجهة اعتداء اآلخرين عليهم مقابل بقائهم على والئهم بفالحة أراضى‬
‫‪.‬‬
‫من يتبعون‪ ,‬وتقديم المساعدة القتالية إذا اقتضى األمر‬

‫‪25‬‬
‫‪-2‬الحياة االقتصادية ‪:‬‬

‫كان المجتمع الرومانى في العهد الملكى يغلب على أفراده الحياة االقتصادية البسيطة‬
‫ومنها الزراعية والصناعية والتجارية‪ ،‬وقد شغلت الزراعة وتربية الماشية واألغنام جانبا‬
‫كبيرا‪ ،‬وبالطبع كسائر المجتمعات الرعوية؛ فإن موارد المجتمع الرومانى كان مستمدا من‬
‫تربية الماشية واألغنام‪ ،‬التى أخذت في التوسع عندما بدأت روما في توسعاتها إلى منطقة‬
‫األبنين الجبلية‪ ،‬وبقيت زراعة الزيتون واألشجار المثمرة ضمن نطاق محدود‪.‬‬

‫كانت مساحة اإلقليم الرومانى ال تزيد عن (‪ 500‬كم)‪,‬إال أن فالحة األرض ورعى الماشية‬
‫من أبرز األنشطة االقتصادية‪ ,‬وقد اتسمت ملكية األراضى الزراعية بالملكية الفردية‪,‬بينما‬
‫ويرجح إنشاء‬
‫َّ‬ ‫ملكية األراضى الرعوية بالملكية الجماعية‪ ,‬كما شهدت الصناعة تقدم ًا‬
‫نقابات للعمال األحرار خالل هذا العصر من أولئك المشتغلين بصناعة الفخار والمعادن‬
‫‪ ,‬كالحديد‪ ,‬والذهب ودباغة الجلود وغيرها‪ ,‬كما حضيت التجارة الداخلية والخارجية بازدهار‬
‫‪ ,‬فضال عن إقامة مستعمرة وسوق على تل االفنتين؛ لتسهيل التقاء التجار اآلتين مع‬
‫التجار القادمين من أماكن خارجية مختلفة‪ .‬ولم يهمل الرومان الصناعة والتجارة حيث‬
‫ازدهرت صناعة الفخار والبرونز والحديد ازدها ار كبي ار وكذلك التماثيل واألعمدة التى‬
‫أخذت عن اإلغريق‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -3‬الحياة الدينية‪:‬‬

‫لما كان المجتمع القديم مازال في مراحل تطوره األولى‪ ،‬حيث لعب الدين دو ار أساسيا في‬
‫استقرار وسالم المجتمعات البشرية‪ ،‬فكان الملك هو المسئول األول على أن يفوز برضاء‬
‫اآللهة عن مجتمهم ولما كان الملك اليستطيع ان يقوم بأعباء تأدية فروض الطاعة والوالء‬
‫لأللهة المدينة فقد استعان بمجلس صغير من رجال الدين والكهنة ‪ ،Pontificium‬إلى‬
‫جانب المجلس األصغر من العرافين ‪ Augures‬الذين كانوا متمرسين في تفسير الظواهر‬
‫الطبيعية وكذلك التنبؤ بمشيئة األلهة‪.‬‬

‫جاءت المرحلة التالية لتأسيس الدين الروماني البدائى نتيجة صعوبة تقبل الرومان لفكرة‬
‫الموت‪ ،‬فتحولت األرواح إلى شكل مادى بالرغم من أنها لم تبلغ في البداية داخل العقلية‬
‫الرومانية مبلغ اآللهة ولم ترق إلى مصافها‪ ،1‬ووفًقا لما ورد عند أوفيديوس‪ 2‬فقد كان تقديم‬
‫القرابين والعقائد الجنائزية والموت الركيزة األساسية لتأسيس مدينة روما‪3‬؛ ولذلك فقد أَله‬
‫الرومان القوة الحيوية والطاقة الخفية والقوة التي تتحكم بالعمل وتحققه‪ ،‬كذلك فقد أسرع‬
‫الرومان إلى تأليه مجردات لها خواص رمزية وتجسيدها‪4‬؛ فكان إللهة الفضيلة معبدها‬

‫‪Beard, M.& North, J, and Price, S. 1998: 21. - 1‬‬


‫‪- 2‬أوفيديوس‪43 (:‬ق‪.‬م‪17 -‬م) شاعر روماني ولد في مدينة سلمونا اإليطالية التي تبعد حوالي تسعين ا‬
‫ميًل عن روما‪،‬‬
‫كان أبوه ينتمي إلى أسرة ثرية من طبقة الفرسان‪ ،‬وعاش في عصر أغسطس‪ ،‬وقد أظهر تفوقا في المناقشات الخطابية‬
‫جعله ينضم إلى حاشية الوزير مايكيناس‪ ،‬وكان معاصرا لشعراء منهم فيرجيليوس وهوراس‪ ،‬ومن أهم أعماله فن‬
‫الهوى واألعياد والتحوالت واألوليجيات‪.‬‬
‫للمزيد راجع‪ :‬أحمد عتمان ‪229 :1989‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪Ovid, Fasti, 4.833- 3‬‬
‫سا في األصل من كلمات تشير‬ ‫‪.- 4‬يذكر أوفيديوس (‪ (Ovid, Fasti, 4.133‬أن هناك أسماء لبعض اآللهة اشتقت أسا ا‬
‫إلى خصائصها؛ فعلى سبيل المثال ال الحصر اشتق اسم فينوس ‪ ،Venus‬ربة الجمال‪ ،‬من الصفة ‪ Venutus‬أي‬
‫"المليح" وهكذا تم تشخيص القوى المانحة للجمال في كيان الربة فينوس‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫الذي أقامه الرومان في عام ‪233‬ق‪.‬م‪ ،5‬والتي ارتبطت بالتقوى‪ ،‬واإليمان‪ ،6‬وجميعها‬
‫تشير إلى صفات الفرد المثالي داخل روما التي يجب أن يتصف بها على جميع األصعدة‬
‫لترضى اآللهة عنه‪ ،‬ومن بعد الموت ينال الخلود‪.7‬‬

‫وعلى ذلك كانت النزعة الدينية لدى الرومان تجعلهم يؤلهون قوى طبيعية الحصر‬
‫لها‪ ،‬فلقد اعترف الرومان بعدد اليحصى من هذه القوى وسرعان ماقاموا بإضافتها إلى‬
‫مظاهر عبادة األسالف فقد كان الموتى في اعتقادهم كائنات مقدسة وكانوا يكنون لهم‬
‫كل التبجيل‪ ،‬وقد نشأت حول الموت عبادة كبرى؛ بينما كان كل ميت في فكرهم إله‪،‬‬
‫وفرضت لهم قوانين وقواعد كما أدركوا أنه مادام المتوفي في حاجة لطعام وشراب فإن‬
‫الواجب يفرض على األحياء قضاء هذه الحاجة‪ .‬فقد عبد الرومان الموتى ووجهوا إليهم‬
‫صلوات وقرابين‪.8‬‬

‫‪ - 5‬أندريه‪ ،‬إ‪ ،‬جانين‪ ،‬أ‪.202 :1986 .‬‬


‫‪- 6‬اإللهة ‪ :Fides‬كانت تجسيداا لإليمان والنوايا الحسنة‪ ،‬أقام لها الملك نوما معبدها في الكابيتول بالقرب من معبد‬
‫جوبيتر‪ ،‬فقد توطدت عبادتها في الًلتيوم منذ عصر رومولوس‪ ،‬وكان الرومان يقسمون بها‪ ،‬وكانت تصور على هيئة‬
‫إمرأة شابة بثياب بيضاء‪ ،‬ويداها متشابكتان‪ ،‬وتتوج بالغار أو نبات الزيتون‪ ،‬وكانت شعاراتها السلحفاة والحمامة‪،‬‬
‫وتقدم لها القرابين دائما مع تغطية الرأس‪ ،‬وأغلب التقديمات من الفاكهة والحبوب والتراق لها دماء‪ .‬للمزيد‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪Smith, W. 1874: s.v. Fides; Feeny. D. 1998:86.‬؛ وانظر أيضا كومًلن ‪.304 :1992‬‬
‫‪Grimal, P. 1963: 104; Newby, Z. 2016:64. - 7‬‬
‫‪ -‬لم ينس الرومان ذويهم من الموتى فقد كان الرومان يعتبرون الموتى مستمرين فى حياة غامضة‪ ،‬وكان من المهم ‪8‬‬

‫الذى ظهر فى نهاية القرن الثالث ق‪.‬م؛ ويعنى الموتى الذين أمكن إرضائهم‪Manes .‬إرضاؤهم بالقرابين‪ ،‬وقد كان لفظ‬
‫ومنذ بداية القرن األول الميًلدي تبدأ طقوس الجنازة في عصر شيشرون بمجرد وضع جسد المتوفي في المقبرة حيث‬
‫يقسم القربان بين اآللهة وبين المتوفي وأسرته ثم يوضع الجزء الخاص بالمتوفي علي المذبح ويحرق جنباا إلى جنب‬
‫مع جسد المتوفي‪ ،‬ثم يحرق الجزء الخاص باإللهة كيريس علي المذبح أيضاا‪ ،‬وبعدها تأكل األسرة نصيبها في مأدبة‬
‫خاصة‪ ,‬ويوضع رماد المتوفى في مقبرته وبعدها بثمانية أيام يجتمع أهل المتوفى مرة أخرى لًلحتفال بقبول اآللهة‬
‫‪ Rüpke, J. 2007: 270‬قربان المتوفى‪ .‬للمزيد‪ ،‬راجع‪ :‬بارندر جفرى ‪75 :1993‬ومابعدها؛‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬مفهوم األرواح عند الرومان‬

‫اعتقد الرومان أن كل شيء في الطبيعة تسكنه األرواح التي تفسر وجود هذا العدد الكبير‬
‫من اآللهة في البانثيون الروماني‪ ،‬وتظهر المشيئة اإللهية عن طريق الظواهر الطبيعية‬
‫التي يبحث الشخص الروماني التقي عن تفسير لها‪ .‬وهذا يعلل االهتمام الكبير المقدم‬
‫للفأل والنذر في كل مظهر من مظاهر الحياة اليومية الرومانية‪.‬‬

‫َق ِسم شيشرون كهنة الرومان إلى ثالثة أنواع‪-:.‬‬

‫‪ .1‬الذين يهتمون بالشعائر‪.‬‬


‫‪ .2‬الذين يقومون بتفسير أقوال اآللهة أي كهنة الوحي‪.‬‬
‫‪ .3‬الذين يتنبئون بالمستقبل عن طريق العالمات التي تظهر في السماء والفأل‬
‫المختلفة وهم العرافون‪.‬‬

‫وكان من أسباب ظهور العرافة هو االرتباط بالتقاليد اإلتروسكية التي تعتبر أن استطالع‬
‫رغبات اآللهة هو إجراء ضروري يجب اتخاذه قبل اإلقدام علي أي من األمور العامة‪.‬‬
‫ولم تلبث القواعد الخاصة بتسيير النذر أن بلغت من التعقيد الشديد ما اقتضي تشكيل‬
‫هيئة من العرافين المتمرسين بأمور استطالع رغبات اآللهة‪.‬‬

‫‪ .‬كانت مراقبة تحليق الطيور في طيرانها وطريقة التقاط الدجاج لطعامها‪ .‬من أهم مهام‬
‫العرافة‪ ،‬وكان كهنة العرافة مقسمين إلى عرافي اآلوغر‪ ، augur‬عرافي هاروسبيكس‬
‫‪Haruspex‬وعرافي هاريولوس ‪ Hariolus‬الذين كانوا أقل انتشا ار من النوعين‬

‫‪29‬‬
‫األولين‪ .‬ولما كانت عقيدة الرومان الدينية تعتمد على مبدأ إطعام اإلله ألن اإلله هو‬
‫الذي أنضج الخبز‪ ،‬وأعد األغذية‪ ،‬وإلشباع جوع اآللهة وعطشها إذا أراد أن يتجنب‬
‫اما عليهم تقديم بواكير الثمار لآللهة؛ وبذلك كان الغذاء يقتسم مابين‬
‫غضبهم‪ .‬فكان لز ً‬
‫البشر واآللهة؛ ألن اآللهة في المفهوم األسطوري على غرار البشر‪ ،‬كما كان عادة تقديم‬
‫القرابين لآللهة هي أساس لنظام اجتماعي للدولة الرومانية؛ بسبب طقوس العبادة القائمة‬
‫على تقديمات القرابين من أجل تغذية اإلله بكل مايلذ حواسه من أشياء مادية من لحوم‬
‫وكعك وخمر وعطور ومالبس وحلى‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫أساسا إلى األسرة التي تورث السلطة السياسية‪ ،‬وكان رب األسرة‬ ‫ً‬ ‫ترمز الديانة‬
‫(‪ )Paterfamilias‬وهو مسئول السلطة في األسرة مثلما الحال بالنسبة لإلمبراطور فهو‬
‫المسئول عن اإلمبراطورية ويقوم بالهيمنة على كل من حوله‪ .‬مع مالحظة التركيبة البيئية‬
‫للرومان وانتمائهم للبيئة الزراعية التي نبتت منها تلك الطقوس العديدة والتي قامت عليها‬
‫الديانة الرومانية‪ ،‬وجب عليهم الحفاظ على أصولهم الزراعية من خالل إقامة االحتفاالت‬
‫وتقديم القرابين في المدن والواليات حتى يثبتوا أن موروثاتهم القديمة مازالت سائدة‪،‬‬
‫أيضا في حياتهم المدنية الجديدة‪.‬‬
‫وطوعت ً‬

‫اعتمد المجتمع الروماني القديم في مراحل تطوره على الطقوس والمهرجانات‪،‬‬


‫باإلضافة إلى عبادة األسالف؛ وتُعرف سوزينا ‪ Susina‬عبادة األسالف‬
‫‪Mosmaiorum‬بأنها طقوس كان يؤديها أفراد األسرة؛ إلبراز اهتمامهم براحة الموتى‬
‫في مقابرهم وتجديد دائم ألرواحهم الخالدة‪ ،‬فعندما يموت أحد أفراد األسرة يصبح ‪Manes‬‬
‫وهم أرواح الموتى وتعمل تلك األرواح الخيرة على العمل على راحة أفراد األسرة‪ ،‬ويشير‬

‫‪30‬‬
‫شيشرون في أحد كتاباته أن روح اإلنسان تعيش بعد الموت لمواصلة التوجيه والمعرفة‬
‫إلى األجيال الالحقة؛ ووجب على االبن أن يقدم القرابين إلى روح والده وأرواح جميع‬
‫أجداده‪ ،‬فقد كان الرومان يعتقدون إذا انقطع الغذاء الجنائزي للموتى فإن الموتى يخرجون‬
‫فو ار من قبورهم أشباح لتلوم األحياء على إهمالهم وتحاول معاقبتهم فترسل عليهم األم ارض‬
‫وتصيب األراضى الزراعية الجدب حتى يعاود األحياء تقديم القرابين وإراقة السوائل التى‬
‫أساسا جوهرًيا في استقرار المجتمع الروماني‬
‫ً‬ ‫تدخلها القبر من جديد التي أصبحت‬
‫وسالمه‪ ،‬فقد كان الرومان يؤمنون بعقيدة فلسفية تفيد بأن الروح يمكنها أن تعيش بعد‬
‫الموت ألنها التزال حبيسة الجسد‪.‬‬

‫كان الغرض من استخدام تلك المفاهيم هو السيطرة على المواطنين من خالل‬


‫االمتثال للقيم والواجبات الرومانية‪ ،‬ولقد كان الرومان في روما يعتقدون أن الملك )‪(Rex‬‬
‫سالما‬
‫ً‬ ‫هو المسئول األول بأن يفوز برضا اآللهة عن مجتمعهم ومدينتهم مما يحقق‬
‫سماويا؛ يعود بالنفع والخير على أهل األرض الذين يحرصون على دوام الطاعة والوالء‬
‫ً‬
‫لآللهة حتى ال تغضب؛ فتصب عليهم الكوارث والمصائب‪ ،‬وكان الملك صاحب السلطة‬
‫المطلقة )‪ (Imperium‬في الدولة‪ ،‬وهى بمثابة تفويض شعبي لشخص الملك يحكم فيه‬
‫وفق إطار أو حق شرعى‪.‬‬

‫جاءت المرحلة التالية لتأسيس الدين الروماني البدائى نتيجة صعوبة تقبل الرومان‬
‫لفكرة الموت‪ ،‬فتحولت األرواح إلى شكل مادى بالرغم من أنها لم تبلغ في البداية داخل‬
‫العقلية الرومانية مبلغ اآللهة ولم ترق إلى مصافها‪ ،‬وعلى ذلك كانت النزعة الدينية لدى‬
‫‪31‬‬
‫الرومان تجعلهم يؤلهون قوى طبيعية الحصر لها‪ ،‬فلقد اعترف الرومان بعدد اليحصى‬
‫من هذه القوى وسرعان ماقاموا بإضافتها إلى مظاهر عبادة األسالف فقد كان الموتى‬
‫في اعتقادهم كائنات مقدسة وكانوا يكنون لهم كل التبجيل‪.‬‬

‫كان المعتقد الدينى لألسرة داخل حدود البيت يعتمد على اآللهة التي بفضلها ينجحون‬

‫ويضمنون سالمتهم وتتحقق رفاهيتهم ويزيد خيرهم‪ ،‬ولذلك مارس األفراد في الحياة‬
‫الرومانية الطقوس الدينية الخاصة بالمناسبات التي وقعت على عاتق رب األسرة‪ ،‬وسميت‬
‫باألمور المقدسة الخاصة )‪ ،(Sacra Privata‬التي ُيناط بها حماية أفراد األسرة‪ ،‬وهي‬

‫‪32‬‬
‫في حقيقة األمر القوى الغيبية )‪ (Numinia‬التي يناط بها حماية وحدة العشيرة )‪(Gens‬‬
‫‪ ،‬الخاصة بها‪ ،‬ومن هذه اآللهة‪-1 .‬فيستا (‪ )Vesta‬ربة النار والموقد اإللهة فيستا‪:‬‬
‫إلهة "موقد البيت" وهي أخت لجوبيتر‪ ،‬وهي ربة عذراء اتخذت مكانة كبيرة في روما‪،‬‬
‫معبدا دائري الشكل‪ ،‬وفي منتصفه تشتعل النار‬
‫حيث شيد لها الملك نوما بومبيليوس ً‬
‫المقدسة‪ ،‬التي ترمز إلى‬
‫ضمان سلطان روما‪ ،‬وكانت‬
‫كاهنات‬ ‫وهن‬ ‫الفيستاالت‬
‫اإللهة تتولين حراسة النار‬
‫المقدسة‪ ،‬أما عن تصويرها في‬
‫الفن فكانت تصور بهيئة سيدة‬
‫ضخما‬
‫ً‬ ‫ثوبا‬
‫مهيبة ترتدي ً‬
‫بوشاح ‪ ،Stola‬وتمسك أحيانا‬
‫قرن خيرات‪ ،‬أو طبق الباتيرا‪،‬‬
‫وغالبا كانت تصور‬
‫ً‬ ‫أو شعلة‬
‫في وضع الجلوس على‬
‫مقعد‪.‬حيث كان الموقد من ضروريات المنزل الريفي بسبب برودة الشتاء القارس كما‬
‫صباحا‪ ،‬وقبل البدء في تناول‬
‫ً‬ ‫تفرضه الطبيعة في بالدهم‪ ،‬وقد كانت تؤدى إليها الصلوات‬
‫وجبة اإلفطار‪ ،‬كما كان يتم وضع أكاليل الزهور عند موقدها في أيام االحتفاالت‪ ،‬ويتم‬
‫وضع قطع الطعام في الموقد بغرض التقرب إليها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫عملة رومانية ترجع إلى بداية القرن األول الميالدى تصور اإللهة فيستا جالسة على‬
‫العرش وتمسك الصولجان بيدها اليسرى بينما تمد يدها اليمنى ممسكة بطبق الباتي ار‪-‬‬
‫ترتدى اإللهة غطاء للرأس‪.‬‬

‫تصور‬ ‫نحتية‬ ‫لوحة‬


‫تقدمن‬ ‫فيستا‬ ‫كاهنات‬
‫قرابين الفاكهة على مذبح‬
‫مزين‬ ‫الشكل‬ ‫دائري‬
‫بالفاكهة أمام معبد فيستا‪،‬‬
‫بينما تجلس اإللهة فيستا‬
‫وتحمل الصولجان في‬
‫يدها اليسري‬

‫‪ -‬المادة الخام‪ :‬الرخام‬


‫اليوناني‬

‫‪ -‬مكان الحفظ‪ :‬فيال‬


‫ألباني ‪ -‬روما ‪ -‬رقم ‪.1010‬‬

‫‪ -‬التقنية‪ :‬نحت بارز‪-‬التاريخ القرن األول الميالدى‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬الالريس(‪ )Lares‬ارتبطت عبادة ‪ Lar‬بـالموتى ‪ Manes‬في روما‪ ،‬وتتشابه مع‬
‫عبادة األبطال عند اإلغريق‪ ،‬ويذكر ‪ Smith‬أن اسم ‪ Lar‬ذو أصل إتروري ويعني سيد‪،‬‬
‫أو ملك أو بطل‪ ،‬وكان الالريس عند الرومان في األصل هو مؤسس األسرة ووجب على‬
‫الرومان تبجيل مؤسسو عبادتهم المنزلية‪ ،‬وبعد فترة انفصلوا عن عبادة األسالف وتحولوا‬
‫إلى آلهة محلية موجودة في جميع المنازل الرومانية لحمايتها‪ ،‬وامتدت إلى الميادين‬
‫المختلفة وكانت تعبد عند تقاطع الطرق مع بعضها؛ لتصبح فيما بعد آلهة عامة وأصبح‬
‫الالريس يرتبط بعبادة ‪ Compita‬التي كان يشرف عليها الماجيستري‪ ،‬كما يرى البعض‬
‫أن الالريس كانت آلهة زراعية وكانت الوظيفة األساسية لهم هم حراس للمدينة والحقول‪،‬‬
‫أن األرواح هي التي تسكن األماكن وليس الموتى‪.‬‬

‫‪ -‬تصوير جدارى من أحد المنازل في بومبى‪ -‬تصور اثنان من الالريس‬

‫‪ -‬التاريخ‪ :‬منتصف القرن األول‪.‬م‪.‬‬

‫ويصور الفنان اثنين من الالريس في هيئة شبابية يرتديان تونيك قصير من جلد الكلب‬
‫به حزام يغطى الجزء السفلى‪ ،‬ويقفان في وضع المواجهة ويخطوان بخطوات خفيفة أشبه‬
‫بالرقص‪ ،‬وفي المنتصف يصور جينوس (عبقرية رب األسرة) يقدم اإلراقة‪ ،‬والثعبان رمز‬
‫لآللهة الخيرة أو ألرواح العائلة التى تحمى األسرة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -‬المصدر (مكان الكشف)‪:‬‬
‫عثر عليه فى منزل ‪Vetti‬‬
‫رقم‬ ‫تحت‬ ‫بومبى‬ ‫فى‬
‫)‪(VI.15.1‬‬

‫‪ -‬مكان الحفظ‪ :‬المتحف‬


‫القومي ‪ -‬نابولي‪-‬‬

‫‪ -‬التقنية‪ :‬تصوير جدارى ‪-‬‬


‫األسلوب الرابع لبومبى‪.‬‬

‫ارتبط الالريس باحتفال ‪ Compitalia‬الذي يرمز إلى حدود الحقول الزراعية والخط‬
‫الفاصل بين مفترق الطرق والموتى‪ ،‬واستخدمت الالريس في صيغة الجمع إشارة إلى‬
‫المنزل الملئ باألرواح‪ ،‬وجدير بالذكر أنه لم يعثر على قطع فنية ترجع إلى العصر‬
‫الجمهوري تخص الالريس‪ ،‬وبوجه عام صور الالريس في هيئة شابين توأم متشابهين‬
‫وغالبا ما يقفان على أطراف‬
‫ً‬ ‫يرتديان رداء قصير من جلد الكلب بحزام عند الوسط‬
‫أصابعهما وكأنهما في وضع الرقص‪ ،‬ويشير ارتدائهما لجلد الكلب إلى دورهما كحراس‬
‫للمدينة‪ ،‬وقد أقيمت على شرفهم العديد من االحتفاالت أهمها ‪ Parentalia‬الذي يقام في‬
‫أيضا إلى الديسكوروي طبًقا للديانة اليونانية‪ ،‬أو التوأم ريموس‬
‫ديسمبر‪ ،‬كما يرمزان ً‬
‫ورمولوس مؤسسا روما وهى أرواح األرض الزراعية والقوى الخاصة بأرواح الموتى التي‬
‫تظل حية تطوف بأماكن إقامتها فوق األرض‪ ،‬وهي كناية عن الوطن أو المنزل‪ ،‬وهذه‬
‫‪36‬‬
‫القوة يلجأ إليها أفراد العائلة طلبا للعون والحماية‪ ،‬فهي بذلك ترمز إلى العالقة بين األرواح‬
‫طبيعيا أن يعتقد الروماني القديم في آلهة تخص‬
‫ً‬ ‫المعنوية والسكان من البشر وكان‬
‫األرض التي يزرعها ويعيش على ريعها طول العام‪ ،‬وكان البد أن يشكرها على خيرها‬
‫عند موسم الحصاد‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪-3‬بيناتس(‪- )Penates‬ارتبط البيناتس مع االسم ‪ Penus‬وهي اآللهة التي عبدها‬
‫الرومان في البداية ويحتفظون بصورها في الفناء ‪ Atrium‬من منازلهم‪ ،‬كما اقترنت‬
‫البيناتس ‪ Penetralia‬وهي الطقوس التي تقام لحماية األسرة بأكملها فقد كان ينظر‬
‫إلى الثالوث الروماني جوبيتر وجونو ومينرفا أنهم حماة المنازل ومروجين للسعادة‬
‫والوئام في األسرة واشتقت ‪ Penates‬من كلمة ‪ Penetralis‬التي أطلقت على‬
‫جوبيتر نفسه‪ ،‬ارتبطت البيناتس أيضا بأبوْلون ونبتون ألنهما كانا يطوقان جدران‬
‫تجسيدا للقومية والوطنية داخل‬
‫ً‬ ‫طروادة لحمايتها‪ ،‬ويشير البعض أن البيناتس يعد‬
‫اإلمبراطوريةوهى القوى الخاصة بتأمين غذاء األسرة‪ ،‬وأرواح غرفة التخزين والتموين‬
‫التي اليخلو منها أى بيت حيث كانت تجتمع كل ضروريات الحياة الريفية البسيطة‬
‫من ألبان وجبن‬
‫ولحوم وكل أنواع‬
‫التي‬ ‫المحاصيل‬
‫تجود بها أرض‬
‫وكانت‬ ‫األسرة‬
‫حامية‬ ‫األرواح‬
‫المكان‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -4‬جينوس( ‪ )Genius‬وهى الروح الحارسة وبصفة خاصة ترمز إلى عبقرية رب‬
‫األسرة‪ ،‬وهنا يبرز دور رب األسرة ومدى خوف أهله عليه وحرصهم على أن تتولى‬
‫حمايته روح مسئولة عنه؛ وذلك بسبب خطورة دوره وأهميته بالنسبة ألفراد األسرة‪ ،‬الذين‬
‫يعتمدون عليه في كل شئ‪ ،‬ويتوقف عليه مصير األسرة بكاملها بما في ذلك العبيد‪ .‬ولكن‬
‫متمثال في المواطن‬
‫ً‬ ‫في حقيقة األمر كان جينوس يرمز إلى عبادة البطل الروماني الحى‬
‫األول أو األمير وهو األمر الذي تجسد فيما بعد‬

‫في مبدأ العبقرية ذات الطبيعة اإللهية التي بداخل كل فرد‪ ،‬لتجعله يرتفع إلى مصاف‬
‫المثالية اإللهية‪ ،‬وتغلغت فكرة العبقرية داخل العقل الروماني واتسعت لتصبح المبدأ‬
‫الرئيسي الذي تقوم حوله جميع األحداث الكبرى في حياتهم‪ ،‬وحينما تتجسد العبقرية‬
‫الذكورية في شخص اإلله جوبيتر‪ ،‬فإن عبقرية كل أنثى تمثلت في داخل قوتها التناسلية‬
‫في شخص اإللهة يونو‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫يانوس أو جانوس (بالالتينية )‪: Ianus‬هو إله البوابات و المداخل واإلنتقاالت والطرق‬
‫والممرات والمخارج في الميثولوجيا الرومانية‪ ،‬هذا اإلله له وجهين‪ ،‬وجه ينظر للمستقبل‬
‫ووجه ينظر للماضي‪ ،‬هو اإلله التقليدي لشهر يناير ويعتبر أصل إسمه‪ ،‬ويعتبر حسب‬
‫الميثولوجيا أنه مثير وحاسم النزاعات والحروب والسالم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫طابعا سحرًيا يتسم بالغموض يضم اإليماءات والصيغ‬
‫لقد اتخذت تلك الطقوس في البداية ً‬
‫الدينية؛ إال أنه مع الوقت تحولت تلك الطقوس إلى ممارسات دينية أصبحت بمثابة قانون‬
‫دينى يرتبط بواجبات الفرد تجاه اآللهة؛ ويحمل التقوى واألمانة في تنفيذ كل ماهو واجب‬
‫على البشر كنوع من العدالة والسالم نحو هذه اإللهة‪.‬‬

‫وفى أواخر العصر الملكى أصبحت هناك هيئات دينية فى المجتمع الرومانى تمثلت‬
‫فى ‪ :‬هيئة كبار الكهنة‪ ,‬وهيئة حارقى القرابين‪ ,‬وهيئة العرافين‪ ,‬وهيئة الراقصين الذين‬
‫كانوا يؤدون رقصات دينية‪ ,‬وهم مسلحون الستجداء رضا إله الحرب مارس ‪ ,‬وهيئة أخوة‬
‫الذئب الذين يعدون حول السياج المقدس ؛ ليبعدوا األرواح الشريرة عن دولتهم‪ ,‬والعقم‬
‫عن نسائهم وقطعانهم‪.‬‬

‫‪-4‬الجيش والفتوحات‬

‫كان الملك هو رأس التنظيم السياسي‪ ،‬فهو الذى يعقد المعاهدات‪ ،‬وكان يمثل الدولة في‬
‫عالقاتها الخارجية‪ ،‬ويقود جيشها بنفسه‪ .‬ولم يكن الجيش يزيد عن ‪ 3000‬رجل و‪300‬‬
‫فارس يجندون من القبائل‪.‬‬

‫وقد تركزت السلطة خالل العصر الملكى بين الملك‪ -‬مجلس الجماعات‪ -‬مجلس‬
‫الشيوخ ‪ Senatus.‬أو السناتو‬

‫‪-‬الملك‪ :‬كانت الملكية األولى انتخابية ولمدى الحياة حيث يقوم مجلس الجماعات بانتخاب‬
‫الملك ويمنحه مجموع السلطات التنفيذية وإذا مات الملك فإن صالحياته تعود إلى الشعب‬

‫‪41‬‬
‫الذى يمثله بصورة دائمة مجلس الشيوخ بالحكم لمدة خمسة أيام فقط ينتخب خاللها ملكا‬
‫مؤقتا يتسلم السلطة لمدة قصيرة وينتخب خلفا له‪.‬‬

‫‪licteurs‬او مرافقي الملك من الحراس ويحمل على كتفه ‪Fasces‬رمز السلطة‬


‫التنفيذية في روما ‪ imperium‬وكلمة إمبريوم تعنى السلطة المطلقة أو السلطة العليا‬
‫والقيادة العسكرية‪ ،‬من الفعل الالتينى ‪ Impero‬يعنى أمر أو أحكم‪ .‬أما عصا الفايسز‬
‫فكانت ترمز إلى الملكية وكانت عبارة عن مجموعة من العصا تلتف حول يد بلطة‬
‫كحزمة حطب‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪-‬مجلس الجماعات‪ :‬جمعية األحياء أو الجمعية الكورية ‪ Comitia Curiata‬ويتكون‬
‫من ممثلى الجماعات الثالثين وعدد األصوات فيه ثالثون صوتا‪ ،‬ويكفى إلنجاح أى قرار‬
‫فيه تجميع ‪ 16‬صوت بجانب القرار‪ ،‬ومن مهماته أنه ينتخب الملوك –يصوت على‬
‫القوانين‪ -‬له سلطات قضائية‪ -‬اعالن الحرب والنظر في أمور السلم‪.‬‬

‫‪-‬مجلس الشيوخ‪ :‬يتكون من رؤساء األسر القوية ويقوم الملك باختيارهم وعددهم ثالثمائه‬
‫وأهم مهامه‪ :‬إسداء النصح والمشورة للملك‪ -‬مساعدة الملك في جميع أمور الدولة‪ -‬يوافق‬
‫على ق اررات مجلس الجماعات ويعطيها الصفة القانونية‪Senatus. .‬مجلس الشيوخ أو‬
‫السناتو كان عدد أعضاء مجلس الشيوخ مائة عضو‪ ،‬وكان فى أول أمره يضم أى كان‬
‫يضم كبار السن المحنكين‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ثانيا‪ :‬العصر الجمهورى (‪30-509‬ق‪.‬م)‬

‫‪ :Res publica Romana‬بمجرد انتهاء الحكم الملكى وطرد أخر الملوك أصبحت‬
‫كلمة ‪ Rex‬كلمة مكروهة لدى الشعب الرومانى ( كلمة ‪ )Rex‬لذلك سمى نظام الحكم‬
‫الجديد ‪ Res Publica‬كترجمة حرفية لمصطلح (الشئ العام) بمعنى النظام الذى يعنى‬
‫باألمور العامة والشعب‪ ،‬أو الغالبية العظمى من الناس وليس ذلك النظام اإلرستقراطى‪،‬‬
‫الذى كان يعنى بمصالح األغنياء والنبالء واألشراف‪ .‬وهذا الحكم يبدأ عام ‪ 509‬ق م)‪.‬‬
‫التغيرات التي‬
‫استمرت حتى قيام اإلمبراطورية الرومانية في عام ‪ 27‬ق م‪ .‬من أبرز ُّ‬
‫و َّ‬
‫توسع ُسلطة الدولة الرومانية من مدينة روما إلى ُقَّوة ُكبرى‬
‫شهدها عهد الجمهورية هو ُّ‬
‫كافة حوض البحر األبيض المتوسط ‪.‬تمكنت الجمهورية الرومانية خالل أول‬ ‫حكمت َّ‬

‫‪ 200‬سنة من تاريخها من توسيع ُنفوذها ‪ -‬عبر التحالفات والحروب في آن واحد ‪-‬‬


‫من وسط إيطاليا‪ ،‬حتى بسطت سيطرتها على شبه الجزيرة اإليطالية بأكملها‪ .‬بعد ذلك‬

‫‪44‬‬
‫بات‬
‫متكررة على شمال أفريقيا وهسبانيا وما َ‬
‫ّ‬ ‫بقرن واحد‪ ،‬استولت روما بحروب‬
‫اآلن جنوب فرنسا‪.‬‬
‫انهار في هذا العصر النظام الملكي وتوسعت روما وتحولت إلى التجارة‪ ،‬لتصير‬
‫مرك از في البحر المتوسط‪ .‬فتعقدت المعامالت وظهرت النقود البرونزية والفضية واتصل‬
‫الرومان بالشعوب األخرى خاصة اإلغريق مما أضعف الروح الدينية لهم وأدى إلى تطور‬
‫القواعد القانونية وتحريرها من الجمود‪ .‬كما أدى الصراع بين األشراف والعامة إلى ظهور‬
‫قانون األلواح االثنى عشر وهو أهم تشريع في هذه المرحلة‪ .‬وقدشهد العصر الجمهورى‬

‫المبكر نضج مؤسسات الحاكم الجمهورية‪ ،‬والصراع بين طبقات المجتمع الرومانى‪.‬‬

‫كانت أهم التغييرات التى طرأت على النظام السابق وإحالل بعض الوظائف الجديدة‬
‫لتأدية مصالح الشعب على أحسن وجه وضمان القيام بالمهام الموكلة إلى شاغل تلك‬
‫المناصب دون تهاون‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلبقاء على سلطة اإلمبريوم ‪ Imperium‬ولكن إعطاؤها لحاكمين اثنين عرفا‬
‫باسم القنصلين ‪ Consules‬ولمدة زمنية محددة‪ -‬هى سنة واحدة‪ -‬بعد أن كانت في‬
‫العهد الملكى مدى الحياة‪ .‬وبذلك فإن بعد انتهاء العام يترك القنصالن منصبيهما ويتخليان‬
‫عن وظيفتيهما ويصبحان مرة ثانية مواطنين عاديين‪.‬‬
‫‪ -‬القنصالن ‪ :consul‬بعد القضاء على النظام الملكي حل محل الملك حاكمان ينتخبهما‬
‫مجلس الشعب لمدة سنة‪ ،‬وهما القنصالن اللذان يتمتعان بسلطات الملك‪ .‬فلهما إدارة‬
‫الجمهورية وقيادة الجيش والمحافظة على القوانين والعرف وتنظيم التحكيم في الخالفات‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫مع تقيد سلطاتهما بنظام التظلم أمام مجلس الشعب من أحكامهم الصادرة داخل المدينة‪.‬‬
‫ويخضع القنصالن للنظام المزدوج‪ ،‬وفي حالة حدوث ظروف خطيرة يعين القنصالن‬
‫دكتاتو ار له كامل السلطات ويخضع كذلك للنظام المزدوج ولكن زميله ال يملك نفس‬
‫السلطات ويطلق على هذا األخير قائد الفرسان‪ .‬وكان للقنصالن العديد من الموظفين‬
‫لمساعدتهما في أداء مهامهما خاصة بعد تطور الدولة الرومانية وتوسعها‪ ،‬ثم صار هؤالء‬
‫الموظفين حكاما ينتخبون مباشرة من مجلس الشعب ويمارسون مهاما محددة ‪.‬‬

‫‪ -‬اشترك الشعب جميعا في انتخاب القنصلين الجديدين داخل جمعية شعبية تسمى‬
‫الجمعية المئوية ‪ Comita Centuriata‬وهى التى حلت محل الجمعية القديمة‬
‫المعروفة باسم جمعية األحياء (‪ )Comita Curiata‬والتى كانت لهاصالحية إصدار‬
‫القوانين وانتخاب الحكام والمسئولين الذين يتمتعون بسلطة اإلمبريوم‪ -‬كما كان لها‬
‫صالحية إعالن الحرب وإبرام السالم مع أعداء روما‪ ،‬وكان مكان انعقاد جلساتها في‬
‫ميدان الحرب في ساحة اإلله مارس (‪ )Compus Martius‬خارج أسوار مدينة روما‪.‬‬
‫وكانت سلطة القنصالن تبادلية داخل وخارج روما‪ ،‬أى أنها كانت فى يد قنصل واحد‬
‫فقط‪ ،‬فى وقت ما‪ ،‬فإذا كان القنصل خارج روما يحارب أعدائها فإنه سيحمل السلطة‬
‫المطلقة في يده هو‪.‬‬

‫‪ -‬وقد حرص الرومان على أال يستعبد أى من القنصلين بتلك السلطة المطلقة فأعطوا‬
‫لكل منهما حق االعتراض على ق اررات األخر أو ما يعرف األن باسم حق الفيتو ‪Veto‬‬
‫‪ .‬كما أدخل الرومان وظائف جديدة تمام وهى الوظائف العامة لضمان سير العمل على‬
‫‪46‬‬
‫الوجه الصحيح وتأدية كل مواطن لواجباته تجاه الدولة من المشاركة في تأدية الخدمة‬
‫العسكرية (االلتحاق بالجيش) ودفع الضرائب كل حسب ثروته‪.‬‬

‫ومن أهم الوظائف ‪-:‬‬


‫‪-1‬نقيب العامة ‪ tribunus‬الترايبون ‪:‬كان نتيجة العديد من الفتوحات والتوسعات‬
‫واإلصالحات العسكرية تقضى بوجود أكثر من شخصين بستطيعان ممارسة السلطة في‬
‫عدة أماكن فى وقت واحد‪ ،‬ومن ثم أوجد الرومان مجالس مكونة من ‪ 3‬أو ‪ 6‬حكام‬
‫مزودين بالسلطة المطلقة العسكرية وكانوا يعرفون بـ الترابنة العسكريون ذوى السلطة‬
‫القنصلية ‪Tribuni militum consular‬‬
‫وكان هذا االجراء يهدف إلى إرضاء العامة المحرومين من تولى القنصلية وإشراكهم في‬
‫منصب يتمتع أصحابه بسلطة اإلمبريوم‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪-2‬أمين الخزانة العامة ‪ : Quaestor‬كان للقائمان على هذا المنصب منذ ‪449‬ق‪.‬م‬
‫يختصان باإلنابة عن القنصلين في قضايا القتل بدون مبرر وكانا ينتخبان من الجمعية‬
‫القبلية‪ ،‬في كل عام‪ ،‬وعندما اكتسب العامة حق تولى هذه الوظيفة وصل عددهم إلى‬
‫أربعة من أصل اثنين‪ ،‬ولكن مع ظهور وظيفة البرايتور اقتصر نشاط الكوايستور على‬
‫الشئون المالية‪ ،‬وكانت هذه الوظائف من أدنى الوظائف العامة ولكن كانت خطوة على‬
‫طريق تولى مناصب أكبر‪.‬‬
‫‪-3‬الرقيب ‪ :Censor‬ـ حاكم اإلحصاء‪ :‬أنشئ هذا المنصب في ‪ 435‬ق‪،‬م ويقوم حاكم‬
‫وعد المواطنين الرومانيين المكلفين بالضرائب وثرواتهم ومراقبة اآلداب‬
‫اإلحصاء بإحصاء ّ‬
‫العامة‪ ،‬فله استبعاد من ارتكب فعال مشينا من قوائم الجندية‪ ،‬وبالتالي يفقد حق االقتراع‬
‫وتولي المناصب العامة‪.‬وهو بهذا يقوم بدور الرقيب على أخالق الرومان وشرفهم‪ .‬وقد‬
‫فتح هذا المنصب أمام العامة وسمح لهم بتوليه سنة ‪ 351‬ق‪،‬م‪ ،‬لكنه وفي تطور الحق‬
‫صار مكلف باختيار أعضاء الشيوخ ولذالك اقتصر تولي منصب حاكم اإلحصاء على‬
‫من شغل وظيفة القنصل‪.‬‬

‫وكان على عاتق الرقيب أن يسجل جميع المواطنين الرومان وممتلكاتهم‪ ،‬ويفحص القوائم‬
‫ويتأكد من سالمة البيانات ويعاقب المخادعين‪ ،‬ويقدر ضريبة الملكية على أساس الثروة‬
‫وكانت تجمع هذه الضريبة وقت الحروب‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪-4‬الحاكم القضائى ‪ : Praetor‬الحاكم القضائي ‪ :‬فصلت والية القضاء المدني عن‬
‫أعمال القنصلين سنة ‪ 367‬ق م ومنذ ذلك التاريخ تولى الحاكم القضائي المسمى البريتور‬
‫المدني‪ .‬الفصل في المنازعات التي تحدث بيـن الرومان وبعد توسع الدولة الرومانيـة‬
‫ووجود األجــانب بداخلهـا ظهر منصب آخر هـو بريتـور األجانب وذلك في سنة ‪ 242‬ق‪،‬م‬
‫ليقوم بالفصل في المنازعات التي تتم بين األجانب فيما بينهم أو بين الرومان واألجانب‪.‬‬
‫وكان يعين عن طريق االنتخاب‬

‫‪-5‬مسئول األمن والتجارة‪ -:aedilis :‬لم تكن هذه الوظيفة العامة في الدولة حتى عام‬
‫‪ 367‬ق‪.‬م‪ ،‬وأصبحت وظيفة اإليديليس وظيفة سنوية عامة يتوالها صاحبها باالنتخاب‬
‫كما كان يشغلها أربعة موظفين اثنان منهم من العامة وإثنان من األشراف‪ ،‬ومن أهم مهام‬
‫هذه الوظيفة‪-:‬‬
‫‪-‬صيانة شوارع روما وتطبيق المرور فيها‪.‬‬
‫‪-‬تدبير امداد روما بالمياه والحبوب‬
‫‪-‬اإلشراف على المعامالت التجارية في األسواق ورقابة الموازيين‬
‫‪-‬حفظ األمن والنظام وخاصة في الحفالت واألعياد‪.‬‬
‫هكذا تأكد لنا شيوع تولى العامة لمعظم المناصب اإلدارية المختلفة خالل العصر‬
‫الجمهورى‪ ،‬ذلك العصر الذى أشرك عامة الشعب ‪ plebs‬في الحكم واإلدارة وأصبح‬
‫نظام الدولة الجديد نظام جمهورى يشارك إدارته جمهور الشعب جنبا إلى جنب مع النبالء‬
‫واألشراف وأصحاب المصالح العليا في البالد‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫إدخال مبدأ "الرتب" الستة خالل العصر الجمهورى‬

‫ومما يؤسف له أن الصراع الطبقى بين األشراف ‪ Patricii‬والعامة ‪ Plebs‬بدأ منذ بدايات‬
‫القرن الخامس ق‪.‬م أى حوالى ‪494‬ق‪.‬م وانتهى تقريبا مع بداية القرن الثالث ق‪.‬م‪ ،‬وقد‬
‫تحقق العديد من الحقوق حيث تكونت جمعية القبائل وشاركوا في سن القوانين والتشريعات‬
‫وكسبوا حق تولى منصب القنصلية عام ‪367‬ق‪.‬م وأصبحوا أعضاء في السيناتو‪ -‬كما‬
‫حصلوا على ح ق تمكين طبقة العامة بنصف أعداد الجماعات الدينية المختصة بالنبوءة‬
‫المقدسة وجماعة كبار الكهنة وجماعة العرافين وذلك منذ عام ‪300‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪-‬وظلت طبقة السيناتو التى تتكون مجلس الشيوخ من كبار شخصيات المجتمع الرومانى‪،‬‬
‫وكان المجلس يباشر أعماله كهيئة استشارية وليست تنفيذية او تشريعية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أما عن سلطة مجلس الشيوخ‪ :‬فقد صار أعضاء مجلس الشيوخ يعينون من قبل‬
‫القنصالن من بين الحكام الجمهوريين الذين انتهت مدة واليتهم مدى الحياة‪ ،‬وبهذا صار‬
‫للعامة الحق في العضوية به بعد أن سمح لهم بتولي مناصب الحكام‪ .‬ثم انتقل حق تعين‬
‫أعضاء مجلس الشيوخ من القنصالن إلى أمـا عن سلطات واختصاصات مجلس الشيوخ‬
‫فقد عرفت توسعا وزيادة كبيرة فصار له باإلضافة إلى وظائفه القديمة‪:‬‬

‫‪-‬المصادقة على مشاريع القوانين قبل عرضها على المجالس الشعبية‪.‬‬

‫‪ -‬المصادقة على مشروعات مجالس العامة‪ ،‬التي صارت معادلة للقوانين التي تصدر‬
‫من المجالس الشعبية‪.‬‬

‫‪-‬له حق مساءلة الحكام قضائيا بعد انتهاء مدة واليتهم عن أداء مهامهم‪.‬‬

‫‪-‬تعيين الحكام بعد انتهاء مدة واليتهم إلدارة الواليات الرومانية‪.‬‬

‫‪-‬تحديد اختصاصات الحكام المتعددين الذين يتولون نفس المنصب‪ ،‬وهو الذي يحدد‬
‫كيفية إدارة الواليات الرومانية‪.‬‬

‫‪-‬له اختصاصات مالية كمراقبة حكام اإلحصاء المتولين للشؤون المالية للدولة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجالس الشعبية ‪:‬نظمت المجالس الشعبية في هذا العهد تنظيما جديدا فظهرت‬
‫مجالس جديدة وحدثت المجالس القديمة‪ ،‬فباإلضافة إلى المجالس الثالثية المقصورة على‬
‫اإلشراف‪ ،‬ظهرت مجالس جديدة كمجالس الوحدات المئوية ومجالس القبائل ومجالس‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ـ مجالس الشعب الثالثية القديمة‪ :‬نقصت أهمية هذه المجالس في هذا العهد بالنظر إلى‬
‫ازدياد قوة العامة ونقص دور العشائر وانحصر اختصاصها في الموافقة على الوصايا‬
‫والتصرفات التي تؤدي إلى تغير نظام األسرة كالتبني‪.‬‬

‫ـ مجالس القبائل‪ :‬وتضم األشراف والعامة حيث قسمت روما إلى أحياء‪ ،‬أما‬
‫اختصاصاتها فهي انتخاب حكام التحقيق واألسواق والموافقة على مشروعات القوانين‬

‫ـ مجالس الوحدات المئوية الجديدة‪ :‬وقامت هذه المجالس على تقسيم الشعب الروماني‬
‫إلى خمسة طبقات حسب الثروة التي يمتلكها أفراد كل طبقة وكل طبقة لها عدد من‬
‫الوحدات يرتبط بمقدار ثرواتها‪ .‬وكانت مهمة مجالس الوحدات المئوية هي انتخاب‬
‫القناصل والحاكم القضائيين وحاكم اإلحصاء والنظر في مشاريع القوانين بالموافقة أو‬
‫الرفض مع لزوم تصديق مجلس الشيوخ على فرارها حتى تصبح قوانين هذه المجالس‬
‫نافذة وملزمة‪ .‬كما كان يحق لألفراد المحكوم عليهم باإلعدام التظلم أمامها‪ ،‬فلها نظر‬
‫استئناف الدعاوى الجنائية التي حكم فيها باإلعدام باإللغاء أو التأبيد‪ .‬ويجب اإلشارة إلى‬
‫أن مجالس القبائل والمجالس المئوية لها حق التصويت على المشاريع التي يتقدم بها‬
‫القناصلة‪.‬‬

‫ـ مجالس العامة‪ :‬حصل العامة على حق االجتماع في مجالس خاصة بهم سنة‪471‬‬
‫ق‪،‬م وتنعقد هذه المجالس بدعوة أحد نقباء العامة المنتخب من قبلها‪ .‬أما عن مهام هذه‬
‫المجالس فقد كانت تشرع لطبقة العامة فقط حيث تتخذ ق ارراتها بشأن ما يقترحه عليها‬
‫حكام العامة وقد كانت هذه الق اررات ملزمة لطبقة العامة فقط‪ ،‬ولكن بعد صدور قانون‬
‫هورتنسيا سنة ‪ 287‬ق م أصبحت ق اررات مجالس العامة ملزمة حتى لطبقة األشراف‬
‫‪52‬‬
‫كذلك‪ .‬وفي نهاية العصر الجمهوري سميت ق اررات هذه المجالس بالقوانين وشكلت مصد ار‬
‫هام للتشريع‪.‬‬

‫‪3‬ـ القانــون البريتوري‪ :‬بعـد اتساع الجمهورية الرومانية لجأ القناصل إلى تعيين بعض‬
‫الحكام‪ ،‬وأنشأ البريتور المدني ‪ 367‬ق‪،‬م للفصل في المنازعات التي تثور بين المواطنين‬
‫الرومان‪ ،‬وتمثلت سلطة هذا األخير في االستماع إلى إدعاء األطراف وإحالتهما إلى حكم‬
‫للفصل في منازعاتهم‪ .‬وبعد تخلص القانون الروماني من سيطرة رجال الدين توسعت‬
‫سلطات البريتور حيث صار يبين القواعد القانونية بشأن النزاع ليلتزم بها الحكم أو‬
‫القاضي‪ .‬وبعد صدور قانون إيبوتيا الذي أباح لألفراد شرح دعواهم بدون إجراءات رسمية‬
‫ظهرت سلطة البريتور في خلق قواعد قانونية جديدة‪ ،‬حيث صار يوجد صيغ دعاوى‬
‫لحماية مراكز قانونية‪.‬‬

‫‪-‬رابعا‪- :‬الجيش الرومانى‬


‫كان الجيش هو األداة الطيعة التى نفذت الفكر االستعمارى الرومانى‪ ،‬إذ مكن روما من‬
‫بسط سيادتها وإقرار نفوذها‪ ،‬وهذا الجيش الرومانى فى عهد الملوك يتكون من ‪٣٠٠٠‬‬
‫راجل و ‪ ٣٠٠‬فارس يؤخذون بالتساوى من القبائل الثالث القديمة ‪.‬أى أن كل قبيلة كانت‬
‫تقدم قوة مؤلفة من ‪ ١٠٠٠‬راجل بقيادة ضابطهم إلى جانب فصيلة تتألف من ‪، ١٠٠‬‬
‫‪tribunus militum‬الذى كان يحمل لقب ويبدو أن هذا النظام ظل ‪. tribunus‬‬
‫متبعا خالل النصف األول من القرن السادس قبل‬
‫‪celerum‬فارس تحت إمرة ضابطهم ً‬
‫الميالد‪ ،‬ثم أدخل عليه تعديل بسيط تم بقتضاه مضاعفة عدد الفرسان بحيث أصبح‬
‫‪ ٦٠٠‬فارس قسمت إلى أى ست وحدات قوة كل منها ‪ ١٠٠‬فارس‪ ،‬وتم تقسيم )‬

‫‪53‬‬
‫أيضا إلى ثالثين مئينا ‪.‬ويعزى هذا التعديل أو‬
‫‪centuriae‬ست مئات من المشاة ً‬
‫االصالح إلى الملك أحد ملوك األتروسكين القدماء الذين ‪- Servius Tullius‬‬
‫سيرفيوس توليوس حكموا مدينة روما خالل منتصف القرن السادس قبل الميالد‪،-‬‬
‫وكان هذا اإلصالح هو األساس فى نشوء الجمعية المئوية ‪.‬ارتكزت فكرة هذا اإلصالح‬
‫العسكرى المنسوب إليه على أساس الثروة و الوضع االجتماعى أى تجنيد كل المواطنين‬
‫الرومان للعمل فى الجيش حسب الطبقات االجتماعية وحسب مقدرة كل طبقة اقتصاديا ‪.‬‬
‫وبناء على ذلك كان المواطنون األغنياء فى مقدمة الجيش ألنهم كانوا يستطيعون تجهيز‬
‫ً‬
‫أنفسهم بالسالح الجيد والخيول‪ ،‬فى حين كان الفقراء والمعدمون فى المؤخرة لعدم قدرتهم‬
‫على امتالك الخيول واألسلحة‪ .‬وبالتالى كان الجيش يتكون من جنود من المواطنين غير‬
‫محترفين أى يتم استدعاؤهم عند الحاجة‪ ،‬وكان كل مواطن يتمتع باللياقة البدنية يخضع‬
‫للخدمة العسكرية كجزء من التزاماته تجاه الدولة ‪.‬وبالتالى كان يتحمل تبعات و نفقات‬
‫الخدمة من جيبه الخاص ألن فلسفة الخدمة حينذاك كانت جزًءا من التزاماته تجاه الدولة‬
‫و بالتالى فهى غير مأجورة ‪.‬وكانت الوحدة األساسية فى الجيش التى كانت تتألف من‬
‫‪ ٥٠٠‬من المشاة و ‪ ٣٠٠‬من الفرسان‪.‬‬

‫كان للقنصالن سلطة اإلمبريوم والتى كان يحق لهما بمقتضاها قيادة الجيوش‪ ،‬وكان‬
‫السناتو الرومانى يتولى أثناء الحرب تحديد أعداد القوات الالزمة‪ ،‬وكذلك ما يلزمها من‬
‫نفقات‪ ،‬وكانت القنصلية فى المقام األول سلطة تلك ؛ ‪Imperium militare‬عسكرية‬
‫ألن حاملها يتمتع بالسلطة العسكرية السلطة التى كانت بمثابة الحق الدستورى لتسيير‬
‫الجيوش‪ ،‬وهذه السلطة ال ‪ Extra pomerium‬تصبح نافذة المفعول إال خارج أسوار‬
‫‪54‬‬
‫روما الوهمية وكانت االنتصارات العسكرية التى يحققها القنصل تكسبه شهرة كبيرة وهتاف‬
‫الجنود من أجل منحة لقب قائد منتصر‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫التوسع الرومانى خالل العصر الجمهورى‬

‫بدأت روما مشوار التوسع الخارجى بإقامة العديد من العالقات مع جيرانها والقرى الالتينية‬
‫عام ‪493‬ق‪.‬م‪ ،‬وعقدت روما معاهدة كاسيوس وبموجبها أصبحت روما وإقليم الالتيوم‬
‫قوة واحدة‪ ،‬ومن بنود هذه االتفاقية‪-:‬‬

‫‪-‬حق المواطنة الرومانية ‪citivas‬‬

‫‪-‬حق الزواج من سيدات رومانيات‬

‫‪-‬حق التجارة والتعامل داخل روما‬

‫‪-‬حق ممارسة الحقوق المدنية‪.‬‬

‫ومع بداية العصر الجمهورى تطورت التجارة وتوسعت فبدأ العامة معها يكتسبون‬
‫القوة االقتصادية التي ستمكنهم من الحصول على القوة السياسية‪ ،‬حيث طالب العامة‬
‫بالمساواة فنشأ النزاع بين األشراف والعامة فقامت عدة ثورات‪ :‬في سنة ‪ 494‬ق‪ ،‬م اعتصم‬
‫العامة بتـل خارج المدينة والتهديد باالنسحاب وتكويـن مدينـة خاصة بهـم وبذلـك قبــل‬
‫األشراف بوجـود حاكمان للعامة لهما حق االعتراض على ق اررات الحكام ومجلس الشيوخ‬
‫والمجالس الشعبية في حق العامة‪ ،‬ولهما الحصانة حيث أن المعتدي عليهما يعاقب‬
‫باإلعدام‪.‬‬

‫ـ في سنة‪ 471‬ق‪،‬م صدر قانون بيبليا إلنشاء مجالس خاصة بالعامة والتي كان لها‬
‫التصويت على المشروعات التي يتقدم بها حكام العامة‪ .‬وقد كانت ق اررات هذه المجالس‬
‫ملزمة للعامة فقط‪ ،‬ولكن ومع صدور قانون هورتنسيا ‪ 286‬ق‪،‬م صارت هذه الق اررات‬
‫‪56‬‬
‫ملزمة لجميع المواطنين من أشراف وعامة بل وفي نهاية العصر الجمهوري سميت هذه‬
‫الق اررات بالقوانين‪.‬‬

‫ـ في سنة ‪ 462‬ق‪ ،‬م طالب العامة بوضع لجنة لوضع مجموعة قانونية للمساواة بينهم‬
‫وبين األشراف فوضع قانون األلواح الـ‪.12‬‬

‫ـ في سنة ‪ 445‬ق‪ ،‬م صدر قانون كانوليا الذي أباح الزواج بين األشراف والعامة‪.‬‬

‫ـ في سنة ‪ 367‬ق‪ ،‬م صدر قانون ليسينيا الذي أنشئ وظيفة البريتور المدني وحاكم‬
‫األسواق وللعامة تولي المنصبين وأوجبت أن يكون أحد القنصلين من العامة‪.‬‬

‫ـ في سنة ‪ 300‬ق‪ ،‬م سمح للعامة بتولي المناصب الدينية العليا فصار لهم الحق في‬
‫تولي وظيفة الكاهن األعظم بموجب قانون أوقيلني‪ ،‬وبهذا تحققت المساواة‪.‬‬

‫إن توحيد شبه الجزيرة اإليطالية وصهر تلك القبائل في بوتقة واحدة كانت األساس الذي‬
‫قامت عليه اإلمبراطورية الرومانية فيما بعد إضافة إلى أن تلك الحروب دارت أغلبها فى‬
‫إيطاليا ‪ ،‬وكانت قد أكسبت الرومان خبرة كافية لخوض المزيد من المعارك مدفوعين في‬
‫ذلك بنشوة االنتصارات‪ ،‬والحصول على مكاسب جديدة‪ .‬ولعله من المنصف والمفيد ذكره‬
‫ما ميز الرومان عن غيرهم هو قدرتهم علي استيعاب الدروس واعتمادهم على الكفاءة‬
‫والتنظيم األمر الذي أهلهم ألن يكونوا قوة مؤثرة في تاريخ العالم القديم و غرب البحر‬
‫المتوسط خاصة على مدى قرون عديدة من الزمن ‪.‬لقد أدرك الرومان خطورة الوجود‬
‫القرطاجي على مقربة من السواحل اإليطالية في صقلية ‪Sechillia‬وسردينيا ‪Sardinia‬‬
‫وكورسيكا ‪ Corsica‬تلك الجزر العامة ذات الموقع الممتاز ‪.‬التى تجود به من منتجات‬

‫‪57‬‬
‫زراعية ومواد خام الزمة للصناعة و أن اإلصالحات التي شهدتها شبه الجزيرة اإليطالية‪،‬‬
‫وإصدار التشريعات قد شملت الز ارعة واإلقتصاد وشق الطرق والممرات والقوانين المنظمة‬
‫لمرافق الدولة‪ ،‬وهو ما يمثل بنيـة تحتيـة مكنت الرومان مـن السيـر بخطى ثابتة من أجل‬
‫بناء إمبراطوريتهم‪.‬‬

‫الفتوحات العسكرية الخارجية وتكوين اإلمبراطورية‪-:‬‬

‫‪--‬طروادة اإليطالية‬
‫تعنى مدينة طروادة الكثير والكثير بالنسبة لليونان‪ ،‬وتغنى بها الشاعر الكبير هوميروس‬
‫فى ملحمتيه الخالدتين اإللياذة واألوديسة ‪.‬ومن المالحظ أنُ كتاب الرومان وشعراءهم‬
‫عمدوا إلى نسج التاريخ الرومانى على غرار مثيله اليونانى‪ ،‬وأدخلوا علية حكايات‬
‫وأساطير شبيهة بالتاريخ اليونانى‪ ،‬لذلك حاولوا نسج معارك كبيرة تظهر أمجاد وبطوالت‬
‫الرومان كما هو الحال بالنسبة لليونان‪ ،‬حيث نسجوا بعض األساطير حول حصار مدينة‬
‫أو أخرى إلبراز مثل هذا الجانب ‪.‬وطروادة محل الحديث هنا ليست طروادة اآلسيوية‪،‬‬
‫بل هى أقوى المدن األتروسكية على اإلطالق‪ ،‬والتى كانت تقع على ‪ Veii‬مدينة فييى‬
‫بعد حوالى ‪ ٩‬أميال شمال روما‪ ،‬وكانت هذه المدينة كبيرة‪ ،‬ونعم أهلها بالرخاء والثراء‬
‫من مكاسب تجارتهم المزدهرة ‪ ،‬وهذا دعم رغبتها فى حرية المالحة فى نهر التيبر‬
‫والوصول إلى البحر ‪.‬الصراع إ ًذا كان صراع حياة أو موت بين روما وفييى من أجل‬
‫السيطرة على نهر التيبر وضفتيه ومصبه‪ ،‬ولو أن روما ُهزمت فى هذا الصراع لقاست‬
‫األمرين‪ ،‬والقت نفس المصير التى واجهته مدينة فييى بعد هزيمتها على يد الرومان بعد‬
‫حصار دام عشر سنوات‪ ،‬إذ سقطت عام ‪٣٩٦‬ق‪.‬م بعد حصار طويل أشبه ما يكون‬

‫‪58‬‬
‫بحصار اليونان لطروادة‪ ،‬لذلك حاولت االساطير الرومانية ان تقارن بين هذه المدينة‬
‫وبين حصار اإلغريق اإلسطورى لطروادة‪ ،‬فقد ادعت ان حصار فييى استمر عشر‬
‫سنوات مثل حصار طروادة ؛ وقد لجأ الرومان إلى حيلة ذكية ‪ Comillus‬البطوالت عهد‬
‫بها الجنرال الرومانى كاميللوس لدخول فييى ‪.‬قام بحفر نفًقا تحت األرض ووصل الى‬
‫داخل المدينة المحاصرة‪ ،‬وطبًقا لخطته توقف الحفر تحت قلعة المدينة الرئيسية ‪.‬وتوقف‬
‫كاميللوس ليستمع وينصت لكهنة األتروسكيين فى المعبد وهم يذبحون األضاحى قربانا‬
‫ًأللهتهم‪ ،‬وسمع أحد الكهنه يروى لزعماء األتروسكيين أن من يكمل الشعائر الدينية‬
‫سيكون النصر حليفة‪ ،‬هنالك أندفع كاميللوس إلى المعبد‪ ،‬وأكمل الشعائر الدينية ثم‬
‫واصل اندفاعه إلى الطريق العام وفتح بوابات المدينة ليتدفق الجيش‬
‫وعندما ظفرت روما بالمدينة تم تقسيمها إلى مساحات صغيرة وزعت على المواطنين‬
‫الرومان‪ ،‬وهو إجراء يشير إلى افتقاد روما لمساعدة الحلف فى حصار هذه المدينة ‪.‬وقد‬
‫كان لسقوط هذه المدينة األتروسكية العظيمة نتائج مهمة منها مضاعفة مساحة نفوذ‬
‫روما التى أصبحت بمقتضى هذا النصر أكبر مدينة فى التيوم‪.‬‬

‫غزو بالد الغال‪-:‬‬


‫لم يهنأ الرومان طويال بنشوة االنتصار‪،‬إذ حتى تعرضوا فى فترة تكوينهم لخطر داهم‬
‫كاد أن يقضى عليهم‪ ،‬ونعنى به خطر الغال‪ ،‬والغال هم مجموعة من القبائل(تقريبا‬
‫ثمانى قبائل )استقرت فى شمال إيطاليا حتى عرف هذا اإلقليم باسم بالد الغال على‬
‫هذه الناحية من جبال األلب وهى ترجمة حرفية لالسم وكانت أهم نتيجة ترتبت على‬
‫استقرارهم هى فقدان األتروسكيين لمناطق نفوذهم فى وادى البو‪ ،‬فضال عن أن هذا‬
‫‪59‬‬
‫اإلقليم الشمالى أصبح مكمن خطر وتهديد لبقية إيطاليا وقد تقدم الغال صوب روما‬
‫نفسها حتى هزموا جيوش الرومان وحلفاءهم هزيمة نكراء على ضفاف نهر أليا أحد‬
‫فروع نهر التيبر‪ ،‬وقد حدثت على األرجح عام ‪ ٢٨٧‬ق‪ .‬م وربما عام ‪ ٣٩٠‬ق‪.‬م )‬
‫مفتوحا إليها‬
‫ً‬ ‫متر من روما‪ ).‬لذلك أصبح الطريق‬
‫‪ Allia‬تبعد حوالى ستة عشر كيلو ًا‬
‫السيما أن الناجين قد فروا إما إلى مدينة فييى القريبة ليتحصنوا بها‪ ،‬أو إلى روما ليخبروا‬
‫السناتو بالهزيمة ‪.‬وكانت أخبار وحشية الغال قد وصلت إلى روما‪ ،‬لذلك عندما وصل‬
‫شجاعا بنقل الرجال‬
‫ً‬ ‫ار‬
‫الغال إليها وجدوا بواباتها مهجورة بال حراس؛ ألن السناتو اتخذ قرًا‬
‫والشباب واألسلحة وعدد كبير من النساء والشيوخ واألطفال إلى أعلى القلعة لمقاومة‬
‫الغال ‪.‬وقد تجلت صالبة الرومان وشجاعتهم فى موقف أعضاء السناتو حيث يظهر‬
‫معدن الرومان األصيل ووفاؤهم آللهتهم وقت المحن‪ ،‬لقد أبى عليهم كبرياؤهم أن يهربوا‪،‬‬
‫فجلسوا فى وقار كاآللهة فوق مقاعدهم العاجية بعد أن وضعوا على أكتافهم عباءتهم‬
‫السناتورية‪ ،‬واتخذوا مجالسهم فى ساحة المدينة‪،‬‬
‫وفى حدائق منازلهم ناذرين أنفسهم آللهة العالم السفلى من أجل إنقاذ الشعب الرومانى ‪.‬‬
‫هكذا ضرب رجال السناتو المثل فى التضحية بالذات‪ ،‬ومواجهة الموت من أجل سالمة‬
‫الشعب الرومانى‪ .‬وقد كانت هذه المحنة قاسية على الرومان؛ وهى تعرض روما للحصار‬
‫والتهديد من جانب شعب أجنبى‪ ،‬لذلك أخذ الرومان على عاتقهم مهمة التوسع‪ ،‬وبالتالى‬
‫فان عنصرالهجوم أصبح يرمى أكثر مما تستلزمه ضرورات الدفاع خصوصا بعد الكارثة‬
‫المروعة التى نزلت بالجمهورية الرومانية‪ ،‬والتى كادت تقضى عليها ‪ ،‬لذلك أدرك‬
‫الرومان ضرورة أن يكونوا دولة قوية حتى ال تبتلعهم الدول األقوى‪ ،‬وإن لم يتوسعوا‬
‫فسوف يتقلصون ‪.‬من هنا نعتقد أن محنة الغال كانت بمثابة النذير للرومان‪ ،‬وبعدها‬
‫‪60‬‬
‫كانت هناك سياسة غير معلنة من جانب الرومان تقضى بالتوسع والتمدد‪ ،‬وقد اقتضت‬
‫هذه السياسة ثالث عناصر ‪:-‬أولهما تحديد حدود آمنة( التيوم)‪ ،‬وثانيهما هو حدود‬
‫وصول؛ أى التى يصل إليها النفوذ الرومانى‪ ،‬ويكون فى مأمن إيطاليا)‪ ،‬و ًا‬
‫أخير حدود‬
‫توسع وتمدد( حوض البحر المتوسط ‪).‬وعلى هذا األساس أصبحت هناك ثالثة خطوط‬
‫لسياسة روما العامة وهى أمن‪ ،‬ونفوذ‪ ،‬وتوسع‪.‬‬
‫دروسا‬
‫ً‬ ‫وقد تعود الرومان على االستفادة من المحن التى تمر بهم‪ ،‬وعلمتهم محنة الغال‬
‫كثيرة أهمها ‪:-.‬‬
‫جيشا من البطارقة األشراف وحدهم غير‬
‫‪-1‬ضرورة إعادة النظر فى تكوين الجيش‪ ،‬ألن ً‬
‫قادر على الوفاء بكل األمور العسكرية الدفاعية والهجومية‪.‬‬

‫‪-2‬كذلك ساهمت فى إبراز مفهوم الجندية عام ‪ ٣٦٧‬ق‪.‬م )تطورات دستورية داخل‬
‫روما فتحت بمقتضاها الوظائف العليا أمام العامة للمشاركة بإيجابية فى الدفاع عن‬
‫روما‪ ،‬وحيث إن روما كانت‪ -‬قبل غزوة الغال ‪-‬تعتمد على الرجال وليس األسوار‪ ،‬لذلك‬
‫تمت إحاطة المدينة بسور دفاعى لحمايتها نسب بطريق الخطأ إلى الملك سيرفيوس‬
‫تولليوس فعرف باسم" سور سرفيوس "‬

‫‪. -3‬عودة الروح والوعى للرومان‪ ،‬فقد لحق بالمدينة دمار شامل ومجاعة بين الناجين‬
‫من الموت الذين برزوا من بين األنقاض‪ ،‬إلى جانب عودة الكهنة وهم يحملون تماثيل‬
‫اآللهة التى قالوا إنهم دفنوها حتى ال يصل إليها العدو البربرى ‪.‬لقد كانت عودة هذه‬
‫التماثيل بمثابة عودة الروح المعنوية والوعى للرومان‪ ،‬لذلك شمر الجميع عن ساعد الجد‬
‫‪61‬‬
‫إلعادة بناء مدينتهم لكى تعود إلى الحالة التى كانت عليها قبل غزوة الغال البربرية ‪،‬‬
‫وكان انتشار تشييد المعابد لآللهة أهم عالمات رخاء ونضج المدينة بعد انسحاب الغال‪،‬‬
‫وكأن الرومان يكافئون آلهتهم التى وقفت ‪.‬بجانبهم‪ ،‬وقاتلت معهم فى أصعب اللحظات‬

‫‪. -4‬ضرورة أن تعيد روما صياغة عالقاتها بحلفائها الالتين‪ ،‬وهو ما نتج عنه اتفاقية‬
‫أو تسوية ‪ ٣٣٨‬ق‪.‬م التى تعتبر إحدى العالمات المميزة لتاريخ روما االستعمارى‪ ،‬والتى‬
‫كانت بداية لدمج سهل الالتيوم‪.‬‬

‫‪--‬استسالم كامبانيا ‪ : Campania‬نجحت روما بأسلوبها المتميز في تحييد أعدائها‬


‫أو بالقوة المسلحة مالم تنفع الوسائل الدبلوماسية في إقناع كمبانيا بإلغاء تحالفها مع‬
‫الالتين ضد روما وتوصلت معها إلى عقد صلح منفرد ومنحت أهلها حق التعامل معها‬
‫والزواج منها‪ .‬كما اعطت بعض مدن كامبانيا حقوق المواطنة المدنية‪ .‬فأصبحت تلك‬
‫المدن مثل كوماى ‪ Cumae‬جزءا من روما بعد فشل مدن الوحدة الالتينية عقب الثورة‬
‫في عام ‪340‬ق‪.‬م ضد روما وانهزامهم هزيمة ثقيلة عند جبل فيزوفيوس عام ‪338‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪-‬روما والسامنيون‬
‫السامنيون ‪ Samnium‬هم إحدى القبائل الجبلية التى تسكن مرتفعات األبنين الجنوبية‪،‬‬
‫وتسيطر على مساحة شاسعة من األرض تمتد من ساحل‪ Apennines‬األدرياتيكى‬
‫سكانيا يتميز‬
‫ً‬ ‫عنصر‬
‫ًا‬ ‫وجنوبا حتى خليج تارنتوم‪ ،‬وكان السامنيون‬
‫ً‬ ‫مارة بشمال روما‪،‬‬
‫بالشراسة وحب القتال‪ ،‬و قد كانت القبائل السمنية تعيش حياة ‪ .Sabines‬على أنفسهم‬
‫‪62‬‬
‫اسم السامنيين القبائل البدائية متعاونة فيما بينها على رعى قطعان الماشية واألغنام‪،‬‬
‫وزراعة المساحات الضيقة من أراضيهم الجبلية ‪.‬ولما كانت ظروفهم الحياتية صعبة‪ ،‬وال‬
‫تحقق االكتفاء ألعدادهم الغفيرة‪ ،‬فقد اضطروا للتوسع واالستيالء على السهول مثل سهل‬
‫كمبانيا فى الغرب ‪ -‬حيث أقام اإلغريق معظم مستوطناتهم‪ ،-‬وسهل لوكانيا فى الجنوب‪،‬‬

‫وبذلك راحوا يدفعون الفولوسكيين أمامهم مما كان ً‬


‫سببا فى الحرب بينهم وبين الرومان ‪.‬‬
‫دائما يهدد أمن وسالمة المستوطنات اإلغريقية فى جنوب‬
‫خطر ً‬‫ًا‬ ‫هكذا كان السامنيون‬
‫إيطاليا‪ ،‬إلى جانب أن الحدود السامنية الرومانية كانت ملتهبة بسبب الزيادة المستمرة‬
‫فى عدد السكان‪ ،‬والمعروف لدى المؤرخين أن السامنيين اعتادوا إرسال الفائض من‬
‫السكان للبحث عن أرض جديدة كل عام‪ ،‬وعرفت هذه العملية باسم ‪. Ver Sacrum‬‬

‫اعا من أجل السيطرة‬


‫‪-‬لقد وصف ليفيوس الصراع بين روما والسامنيين بأنه كان صر ً‬
‫على إيطاليا‪ ،‬وقد كان التحول فى موقف روما من الدفاع الصرف إلى الهجوم وليد‬
‫الرغبة فى تأمين كيانها فقد تعلمت أن الهجوم خير وسيلة للدفاع‪ ،‬لذلك جاء تدخلها فى‬
‫إقليم كمبانيا عام ‪ ٣٤٣‬ق‪.‬م عندما هاجم السامنيون جنوب كابوا مما أتاح لروما التدخل‬
‫وجر ‪ Sidicine‬مدينة سيديكنى السامنيين للقتال الذى أسفر عن هزيمتهم‪ ،‬ونتيجة لهذه‬
‫الحرب ضمت روما سهل كمبانيا كله حتى سهل التيوم بعد أن طلب السامنيون عقد‬
‫صلح معها عام ‪٣٤١‬ق‪.‬م وما من شك فى أن هذا االنتصارقد أتاح لروما أن تخطو‬
‫خطوة جديدة نحو بلوغ هدفها فى تأمين كيانها‪ ،‬بيد أن الموقف الذى اتخذه الرومان فى‬
‫كمبانيايؤكد على ظهور عامل جديد فى السياسة الرومانية وهو عامل التوسع‪ ،‬إذ إن‬
‫نهائيا عن موقف الدفاع‪،‬و‬
‫ً‬ ‫روما لم تستطع مقاومة إغراء األراضى الكمبانية‪ ،‬فتخلت‬
‫‪63‬‬
‫تمادت فى خرق هذا القانون حين نقضت المعاهدة التى تربطها بالسامنيين‪ ،‬وتدخل روما‬
‫بهذا الشكل فى كمبانيا يؤكد بشكل ظاهر على وجود عنصر الهجوم فى السياسة‬
‫الرومانية‪.‬‬

‫‪Samnite soldiers, from a tomb frieze in Nola, Campania, 4th‬‬


‫‪century BCE.‬‬
‫‪-‬روما ومدن العصبة الالتينية‬
‫كانت محنة احتالل الغال لروما فرصة طيبة لكشف حقيقة نوايا حلفاء روما ‪-‬الالتين ‪-‬‬
‫الذين اتسم موقفهم بالسلبية‪ ،‬بل جاهرت بعض المدن بخروجها على العصبة‪ ،‬وأعلنت‬
‫تحديها لروما وتلقت المساعدة من الشعوب المعادية لروما ‪.‬وكانت هذه المدن قد شعرت‬
‫بوطأة تحكم روما وسيطرتها على كل أمور وقد كان الرومان بارعين فى إحداث التوازنات‬
‫وتأمين جانبهم‪ ،‬لذلك تحالفت روما مع السامنيين عام ‪ ٣٥٠‬ق‪.‬م‪ ،‬وفى عام ‪ ٣٤٨‬ق‪.‬م‬
‫أيضا مع قرطاجة أكبر قوة بحرية حينذاك‪ ،‬وقد تفاوضت فى هذه المعاهدة باسم‬
‫تحالفت ً‬
‫العصبة ‪.‬ووفًقا لبنود هذه االتفاقية تعهدت قرطاجة بعدم التعرض للمدن الالتينية طالما‬
‫‪64‬‬
‫بقيت على والئها لروما‪ ،‬واألغرب من هذا تعهدها بأن تعيد إلى سيطرة روما أية مدينة‬
‫التينية متمردة تسقط فى يدها ولعل بنود هذه االتفاقية تبين أن روما كانت تتوقع ثورة‬
‫المدن الالتينية داخل إقليم التيوم‪ ،‬لذلك أبرمت هذه االتفاقية بهدف التفرغ لتصفية وابتالع‬
‫هذه المدن‪.‬‬
‫‪-‬هذا التطور في الفكر العسكرى الرومانى للتوسع فى إيطاليا جعل روما تستطيع فرض‬
‫ويعتقد أن اتفاقية ‪ ٣٣٨‬ق‪.‬م‬
‫السيطرة وتوحد إيطاليا ككل تحت سيادة روما الالتينية‪ُ .‬‬
‫هى البداية الحقيقية لروما االستعمارية؛ ألنها كانت بداية لصهر سهل التيوم‬
‫اجتماعيا فى كيان واحد‪ ،‬كما أنها كانت البداية لتوحيد‬
‫ً‬ ‫سياسيا و‬
‫ً‬ ‫والمستوطنات الالتينية‬
‫جنوبا‬
‫وربط إيطاليا تحت زعامة روما ‪.‬ومعلوم أن حدود روما وصلت إلى خليج نابولى ً‬
‫نتيجة لنجاح روما فى إقناع مدن كمبانيا بالدخول فى تحالف معها‪ ،‬وأصبحت هذه المدن‬
‫جزًءا من الدولة الرومانية‪ ،‬وخدم مواطنوها فى الفرق األساسية‪ ،‬وفى المقابل شعرت مدن‬
‫كمبانيا بحاجتها إلى حماية روما لصد عدوان السامنيين‪ .‬وقد كان إدماج روما لمدن‬
‫خصوصا فى مرحلتها‬
‫ً‬ ‫استعدادا الستئناف حربها مع السامنيين‬
‫ً‬ ‫التيوم مقدمة طبيعية و‬
‫الثانية تلك الحرب التى صورها ليفيوس على أنها صراع حياة أو موت من أجل السيادة‬
‫على إيطاليا‪.‬‬

‫وعلى هذا كان الجنوب الذى يسكنه اإلغريق مشكلة أخرى وتحد جديد؛ فكان على‬
‫الرومان مواجهته نتيجة لسياستهم االستعمارية الهادفة البتالعه‪ ،‬ولكنه تحد من نوع‬
‫جيوشا خارجية من بالد اليونان‬
‫ً‬ ‫جديد؛ ألن روما كان عليها‪-‬هذه المرة ‪-‬أن تواجه‬
‫األصلية حيث دأبت المستوطنات اإلغريقية‪-‬خصوصا تارنتوم ‪ Tarentum‬زعيمة‬
‫‪65‬‬
‫المدن اإلغريقية فى جنوب إيطاليا ‪-‬على االستنجاد بالقادة اإلغريق للوقوف في وجه‬
‫مناوئيها في جنوب إيطاليا‪ ،‬وكانت مدينة تارنتوم أشهرالمستوطنات اإلغريقية على‬
‫اإلطالق‪ ،‬وأشدها بأسا بسبب امتالكها أكبر أسطول فى المياه اإليطالية‪ ،‬لذلك أخذت‬
‫على عاتقها رد العدوان عن إغريق إيطاليا ‪.‬وجدير بالذكر أن انتصار روما على‬
‫السامنيين أفزع تارنتوم خوفا من عواقب ازدياد قوة روما‪ ،‬فتدخلت للتوفيق بين السامنيين‬
‫وروما فى حوالى عام ‪ ٣١٤‬ق‪.‬م‪ ،‬لكن روما رفضت تدخلها‪ ،‬وأقامت مستوطنة‬
‫فنوسيا‪ Vunesia‬بالقرب منها‪ .‬وقد اندلعت ش اررة الحرب عندما أغرقت تارنتوم بعض‬
‫سفن األسطول في خليج تارنتوم‪ ،‬بل إنها ‪ Thurii‬الروماني المتمركزة في مدينة ثورى‬
‫اعتبرت ظهور هذه السفن فى هذه المنطقة خرًقا لشروط معاهدة ‪ ٣٣٤‬ق‪.‬م بين الطرفين‪،‬‬
‫والتى نصت على عدم دخول السفن الحربية الرومانية خليج تارنتوم ثم هاجم جيشها‬
‫مدينة ثوري وطرد الحامية الرومانية منها ‪ ،‬والتى كانت قد فاستنجدت ثورى بروما التى‬

‫‪Lucani ،‬رابطت فى ثورى عندما هاجمها اللوكانى ‪ ،‬وأرسلت ً‬


‫جيشا هزم اللوكانى‪،‬‬
‫وطردهم خارج المدينة‪ ،‬ثم ترك حامية رومانية لحماية المدينة ‪ ،‬وعلى أثر ذلك طلبت‬
‫مدن أُخرى مثل ‪ Rhegium‬وريجيوم ‪ Lucri‬لوكرى أن ترابط بها حاميات رومانية‬
‫كثير من‬
‫مماثلة مما أثار قلق ومخاوف تارنتوم وغيرها من المدن اإلغريقية التي عانت ًا‬
‫هجمات وتعديات هذه المدن‪ ،‬وزاد من مخاوفها أن دعم روما لها سوف ويمنحها ‪.‬القوة‬
‫لشن حمالت متزايدة عليها كان رد فعل روما ‪-‬على إغراق أسطولها ‪-‬هو طلب ترضية‬
‫مناسبة أى تعويض عن هذا العمل العدائى‪ ،‬لكن تارنتوم رفضت وبالغت فى عدوانها‪،‬‬
‫فاعتدت على سفراء روما وأهانتهم والحق أن مبعث هذا الرد المخيب لآلمال من جانب‬
‫تارنتوم يكمن فى شعورها بقوتها على أثر حضور أشهر قواد اإلغريق ‪ – Epirus‬ملك‬
‫‪66‬‬
‫إبيروس ‪ Pyrrhus‬القائد الكفء بيرهوس فى عصره ‪-‬لنجدتها‪ ،‬إلى جانب نجاح تارنتوم‬
‫في الحصول على تأييد بعض المدن المجاورة لها والتي كانت راغبة في مهاجمة روما‬
‫ألى سبب‪ ،‬وحيال هذا ‪.‬الرد لم يجد الرومان بدا من إعالن الحرب وقد كان العالم‬
‫اليونانى بعد اإلسكندر يغص وقد وصل بيرهوس إلى إيطاليا عام ‪ ٢٨٠‬ق‪.‬م‪ ،‬وبالفعل‬
‫ألحق الهزيمة ومن هناك تقدم باتجاه روما حتى ‪Heraclea ،‬بالجيش الرومانى عند‬
‫هراقليا وصل إلى حدود التيوم‪.‬‬

‫‪ --‬إخضاع اإلغريق في جنوب إيطاليا‪-:‬كانت تارنتوم هى أقوى المدن اإلغريقية وأكثرها‬


‫ثراءا وخصوبة‪ ،‬فقد حاولت روما أن ترجئ الدخول في صراع مباشر معها‪ ،‬حيث كانت‬
‫دائمة االتصال بالممالك اليونانية في بالد اليونان ذاتها لتضمن حماية نفسها من‬
‫اإليطاليين‪ ،‬وقد استعانت تارنتوم بملك يونانى وكان يتشبه بإلسكندر المقدونى ويدعى‬
‫بيروس ‪ Pyrrhus‬الذى كان ملكا عبى عرش إبيروس ‪ Epirus‬في شمال غرب اليونان‪.‬‬
‫وحاول هذا الملك أن يقوم بدور محور اإلغريق في الغرب‪ ،‬ولكنه اصطدم بروما ودخل‬
‫معها في ثالثة معارك تارة في إقليم سمنيوم عام ‪275‬ق‪.‬م حتى ضرب به بالمثل في‬
‫تحقيق االنتصارات الباهظة الثمن الفادحة الخسائر وبالتالى األقرب إلى الهزيمة‪ ،‬وسقطت‬
‫تارنتوم بهزيمة حاميها بيروس‪ ،‬وأصبحت تحت سيطرة روما‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫خريطة تمثل الجمهورية الرومانية وأقصى اتساع لها حتى ‪44‬ق‪.‬م‬

‫‪68‬‬
‫‪-‬إخضاع شمال إيطاليا‪ :‬لقد تأخرت روما في شمال إيطاليا حتى بداية القرن الثانى ق‪.‬م‬
‫إثر الحروب القوية بين روما وقرطاج بقيادة هنيبال الذى كان يحارب روما من الشمال‬
‫ويحتفظ بإقليمين فيه‪ ،‬ورحيله من الشمال في عام ‪203‬ق‪.‬م استسلمت لروما كل مدن‬
‫وأقاليم الراين حيث أقامت روما هناك مستعمرات رومانية والتينية‪ ،‬لتأكيد سيادتها ونفوذها‬
‫ولضمان الوالء لها‪ ،‬كما انشات عدد من الطرق لتسهيل التواصل بروما عبر إتروريا‬
‫وحتى وادى نهر البو‪ ،‬ولم تنس روما إنشاء قاعدتين بحريتين عند لونا وجنوة بعد هزيمة‬
‫الغال في عام ‪320‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫الصراع الرومانى القرطاجى‬

‫أدرك الرومان أن الوقت قد حان‪ ،‬لوضـع حـد لسـيادة قرطاجـة فـي غـرب البحر األبيض‬
‫المتوسط معلنين بذلك انتهاء عصر السالم الذي ساد العالقـات الرومانيـة القرطاجيـة وأن‬
‫تلـك المعاهـدات المعقـودة بـين الطـرفين ‪ ،‬أن تلـك المعاهـدة التـي عقـدت منـذ أواخـر القـرن‬
‫السـادس ‪ 509‬ق‪.‬م‪ ،‬والتـي جـددت لمـرات عديـدة أرادت بهـا روما إبعاد قرطاجة وعدم‬
‫تحويلها إلى خصم فـي تلـك الفتـرة التـي شـهدت ذلـك الصـراع بـين الرومـان و القبائل‬
‫اإليطالية‪ ،‬عندها توجـه الرومـان بأنظـارهم إلـى مـا وراء إيطاليـا‪ ،‬ورنـت أبصـارهم إلـى‬
‫صـقلية والجــزر المتاخمــة لش ـواطئ إيطاليــا مســتغلين حمــاس االالف الجنــود المقــاتلين‬
‫الــذين اعتــادوا حيــاة الحرب مدفوعين بنشوة تلك اإلنتصارات التي حققها الرومان بالداخل‬
‫‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫شكلت صقلية بؤرة التصادم بين قرطاجة و اإلغريق نتيجة لطبيعة المنافسة البحرية‬
‫في غربي البحر المتوسط‪ ,‬و إمتد عبر القرن الخامس والرابع ق م فكان إمتالك هذه‬
‫الجزيرة يجعل من مالكها سيدا على البحر األبيض المتوسط ‪ ،‬و قد تركز بالمنطقة سابقا‬
‫اإلستيطان الفينيقي ومنه تغلغل القرطاجيون بالمنطقة ‪ ،‬حيث مثلت لهم ضرورة الستمرار‬
‫التجارة بين الشرق و الغرب كما مثلت لها سوقا جامعة مشتركة يلتقي فيها التجار‬
‫اإلغريق و الفينيقيون و االتروسك و الرومان فيما بعد فكانت المركز التجاري المهم و‬
‫السوق الرائجة لتصريف البضائع الرقطاجية كما أن جغرافيتها تعتبر نقطة مهمة على‬
‫الطريق الواصلة بين قرطاجة وسردينيا فعملت بقوة على حضورها بالجزيرة‪.‬‬
‫حاول الطرفان التوسع على حساب المنطقة بإنشاء المستوطنات و التنافس في ذلك‪,‬‬
‫فأسس القرطاجيون عديد المستوطنات ومنها موتينا التي شهدت بعض اإلستقالل‬
‫اإلقتصادي و السياسي عن قرطاجة نفسها في بعض األحيان‪ ,‬ومثلت نقطة االرتكاز‬
‫اإلقتصادي في الجزيرة فعرفت بها صناعة مزدهرة أبرزها صناعة النسيج و منشآت‬
‫اقتصادية و كانت موتينا عبارة عن سوق أو محطة لترويج البضائع القرطاجية‬

‫‪70‬‬
‫خريطة توضح عالقة روما بصقلية‬

‫‪ -‬غير أن الرومان استطاعوا استعادتها بعد أن دفعوا مبالغ مالية كبيرة مقابل انسحاب‬
‫الغاليين منها أخذ الرومان في إجراء العديد من اإلصالحات خاصة العسكرية بإقامة‬
‫العديد من التحصينات حول المدينة للدفاع عنها إذ تكررت تلك الهجمات )‪ ،‬وكما أستطاع‬
‫الرومان الصمود في وجه ذلك الخطر والقضاء عليه‪ ،‬لقد استطاعوا إخضاع السمنيون‬
‫‪Samnites‬ومدن الثيوم ‪ Latium‬وكمبانيا ‪ Campania‬كانت سنة ‪260‬ق‪.‬م هي‬

‫‪71‬‬
‫السنة التي أحكم فيها الرومان سيطرتهم على شبه الجزيرة اإليطالية ومن ثم إقامة دولة‬
‫موحدة قوية لها من التجارب ما أهلها ألن تدخل حرب جديدة‪ ،‬ولكن هذه المرة ضد‬
‫قرطاجة تلك القوة البحرية واإلقتصادية المهيمنة على الحوض الغربي للبحر األبيض‬
‫المتوسط‪ ،‬وأن يصبح ذلك الحوض حوض روماني خالص بعد سلسلة من المعارك‬
‫الطاحنة التي خاضتها سواء في صقلية أم أسبانيا والمغرب القديم‪ ،‬والتي انتهت بتدمير‬
‫قرطاجة في منتصف القرن الثاني قبل الميالد‪ ،‬ومن ثم استكمال السيطرة الرومانية على‬
‫مناطق جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬ولعل من أهم المآخذ التي تؤخذ على السياسة القرطاجية أن ساستها قد أغفلوا ما يقـوم‬
‫به الـرومان من استعدادات من حيث تحقيق الوحدة واالنسجام بين قبائل إيطاليا‪ ،‬وما‬
‫قاموا به من إصالحات على الصعيد الداخلي في الوقت الذي لم تهتم فيه قرطاجة إال‬
‫بجمع األموال وفرض الضرائب‪ ،‬بل معاداة سكان المغرب القديم واعتمادها على المرتزقة‬
‫في إعداد جيوشها‪ ،‬وإسهاماتها الحضارية بقدر ما يمثل وقوفا إلى جانب روما أو إنقاص‬
‫لدور قرطاجة في المنطقة‪ ،‬وإبراز للحقائق التاريخية المجردة من العاطفة والتحيز ‪.‬لقد‬
‫صار وقوع الصدام بين الدولتين وشيكا؛ إن لروما كقوة لها أهداف توسعية وقرطاجة تلك‬
‫الدولة التي انصب جل اهتمامها لتحقيق المكاسب االقتصادية دون إعداد العدة لحماية‬
‫تلك المكاسب‪ ،‬وكانت سنة ‪261‬ق‪.‬م هي السنة التي شهدت اشتعال فتيل الحرب بين‬
‫الدولتين‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الطرق التجارية القرطاجية‬

‫‪73‬‬
‫قبل منتصف القرن الـ‪ 3‬ق‪.‬م اشتد التنافس بين اإلمبراطورية الرومانية واإلمبراطورية‬
‫القرطاجية في البحر األبيض المتوسطّ وتسبب ذلك في اندالع ‪ 3‬حروب بونية فما هي‬
‫أسباب هذه الحروب؟ وما هي أبرز نتائجها؟‬

‫الحرب البونية األولى (وقعت في صقلية ‪ 241-264‬ق‪.‬م‪-:‬‬

‫كقوة منافسة للقرطاجيين في الحوض الغربي‬


‫كانت أسبابها بروز اإلمبراطورية الرومانية ّ‬
‫للبحر األبيض المتوسط يرغب في بسط نفوذه وفي امتالك الثروات و ‪-‬اصرار روما‬
‫المتوسط‪ .‬واحتدام الصراع بين الطرفين من أجل‬
‫ّ‬ ‫التصدي للتوسع القرطاجي في‬
‫ّ‬ ‫على‬
‫السيطرة على مضيق ماسينا (يفصل بين صقلية وجنوب شبه جزيرة ايطاليا‪ .‬ودخول‬
‫الجيش القرطاجي مدينة ماسينا الصقلية وتدخل الجيش الروماني فيها لطرد القرطاجيين‬
‫منها‪ .‬وبذلك اندلعت الحرب البونية األولى بين قرطاج وروما‪.‬‬

‫‪ -‬انتهت الحرب البونية األولى بهزيمة قرطاج سنة ‪ 241‬ق‪.‬م‪ .‬وقد فرضت روما‬
‫(المنتصرة) على قرطاج (المهزومة) معاهدة سلم قاسية سنة ‪ 241‬ق‪.‬م جاء فيها‪:‬‬

‫أ‪ -‬عقوبات مالية‪ :‬تدفع قرطاج غرامة لروما قيمتها ‪ 1000‬تالنت أوبويي (وحدة وزن‬
‫ونقد عند الرومان واإلغريق) بشكل فوري وغرامة أخرى على امتداد ‪ 20‬سنة وقيمتنها‬
‫‪ 2200‬تالنت أوبويي‪( .‬نتج عنها إضعاف خزينة قرطاج واضعاف اقتصادها)‪.‬‬

‫ب‪ -‬عقوبات عسكرية‪ :‬إطالق سراح أسرى الرومان دون فدية أو شروط‪ .‬وعدم مهاجمة‬
‫حلفاء روما سواء في أوروبا أو في شمال إفريقيا‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ج‪ :-‬االنسحاب من صقلية ومن كل الجزر الواقعة بين ايطاليا وصقلية لفائدة الرومان‪.‬‬

‫تعوض لها‬
‫‪-‬الحرب البونية الثانية ‪ 218-202‬ق‪.‬م‪ :.‬بحثت قرطاج عن موارد بديلة ّ‬
‫ما فقدته في الحرب البونية األولى‪ ،‬فتوسعت داخل شبه جزيرة ايبيريا سنة ‪237‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫تخوفت روما‬
‫يجيا ‪ّ .-‬‬
‫وأسست فيها مدينة قرطاجنة سنة ‪ 228‬ق‪.‬م‪ .‬واسترجعت قوتها تدر ّ‬
‫ولما هاجم القائد القرطاجي وهو‬
‫مجددا‪ّ .‬‬
‫من استرجاع قرطاج لقوتها وفكرت في محاربتها ّ‬
‫هانيبال حلفاء روما في مدينة " في شبه جزيرة إيبيريا سنة ‪ 219‬ق‪.‬م اعتبرت روما هذا‬
‫الهجوم خرقا من قبل قرطاج لمعاهدة السلم لسنة ‪241‬ق‪.‬م ولذلك سارعت إلى إعالن‬
‫الحرب عليها سنة ‪218‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫الحرب البونية الثانية‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬إن ما يتمتع به هانيبال مـن مقـدرة ‪ ،‬جعلتـه يـدرك إن خيـر الوسـائل الدفاعيـة هـي‬
‫مباغتـة العــدو ومهاجمتـه مـن حيـت لـم يكـن متوقعـا ‪ ،‬فبـدأ أعمالــه بتوجيــه ض ـربات متتاليــة‬
‫وقاســية لحلفــاء الرومان في شبه الجزيرة األيبيرية وكانت مدينـة سـاجنتوم أول أهـدافهم و‬
‫التـي كثيـ ار مـا أعلنـت العـداء للقرطـاجيين مسـتنجدة بأعـدائهم الرومـان حيـث حاصـرهم‬
‫هانيبـال شـهور عـدة انتهـت بسـقوطها وكـان ذلــك فــي ســنة ‪249‬ق‪.‬م ‪ ،‬وقد رأت رومـ ـا‬
‫أن ذلـ ـك العمـ ـل كـ ـان موجهـ ـا لسـ ـمعتها وهيبتهـ ـا العسـ ـكرية أمـ ـام حلفائها وأرسل‬
‫الرومان لجنة إلى قرطاجـة تحمـل احتجاجـا مـن مجلـس الشـيوخ الرومـاني يطـالبوا فيـه‬
‫بإيقاف العدوان على حلفاء روما‪ ،‬وطالبوا قرطاجة بتنحية هانيبال من قيادة الجيوش‪.‬‬
‫وقوبلــت طلبــات الرومــان تلــك بــالرفض مــن جانــب القرطــاجيين الـذين قـرروا القتـال دفاعـا‬
‫عـن مصالحهم كانت سنة ‪248‬ق‪.‬م تاريخا الشتعال الحـرب مـرة أخـر ى تلـك الحـرب‬
‫التـي أدرك هانيب ــال حتمي ــة وقوعه ــا‪ ،‬وق ــرر نق ــل الح ــرب إلــى األرض اإليطالي ــة وأخ ــذ‬
‫بإع ــداد الجيــوش المدربــة‪ ،‬باإلضــافة إلــى جنـوده األوفيــاء مــن المشــاة والفرســان الليبيــين‬
‫الــذين صــاحبوه فـي معاركــه بأسـبانيا فقـد تمكـن مـن تجنيـد العديـد مـن رجـال القبائـل‬
‫األسـبانية عاقـدا العـزم علـى تحقيـق مبتغــاه ومهاجمـة الرومـان فـي عقـر دارهـم فـي محاولـة‬
‫لتحقيـق مشـروعية ال ارمـي للقضـاء علـى ذلـك الخطـر‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫هانيبــال‬ ‫‪-‬اسـتطاع‬
‫بســرعة فائقــة وب ارعــة‬
‫النظيــر‬ ‫منقطعــة‬
‫الموانـع‬ ‫اجتيــاز‬
‫المتمثلــة‬ ‫الطبيعيــة‬
‫فــي سلس ــلة جب ــال‬
‫عل ــى‬ ‫البيرني ــه‬
‫الح ــدود األســبانية الفرنســية‪ ،‬س ــائ ار بمحـ ـاذاة نهـ ـر الـ ـرون ‪ Ron‬ليقــوم باجتياز جبال‬
‫األلـب ‪ Allp‬الشـاهقة الواقعـة فـي الشـمال اإليطـالي مصـطحبا سـالحه السـري الفيلـة ليبتــدع‬
‫أعمالــه العس ــكرية داخــل شــبه الجزي ـرة اإليطاليــة مختـا ار الزمــان والمكــان المناســبين لتنفيــذ‬
‫خططــه البارعــة والتــي كانــت كفيلــة لتحقيــق االنتصــار‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-‬في المرحلة األولى عبر القائد العسكري القرطاجي – هنيبال‪ -‬جبال اآللب وحقق‬
‫انتصارات ساحقة على الرومان في ايطاليا (في تراسيمانوس سنة ‪ 217‬ق‪.‬م و في معركة‬
‫قانة ‪ 216‬ق‪.‬م)‪.‬‬

‫قائدا ف ًذا‬
‫وكانت شخصية هانيبال هى الشخصية المحورية خالل هذه الحرب‪ ،‬فقد كان ً‬
‫وأستا ًذا فى فن الخطط الحربية‪ ،‬إذ استطاع أن يضع خطة ليس فقط ليطوق ممتلكات‬
‫أيضا لكى يقهر روما فى عقر‬
‫روما فى الجزر التى استولت عليها من قرطاجة‪ ،‬ولكن ً‬
‫دارها عن طريق دق أبواب روما من شمال إيطاليا ‪.‬ومما الشك فيه أن هذا الفكر كان‬
‫على جانب كبير من المخاطرة والمجازفة المحسوبة من جانب قائد فى حجم هانيبال‪،‬‬
‫بر عبر جبال البرانس واأللب‪ ،‬واالنقضاض على شمال‬
‫حيث تلخصت خطته فى الزحف ًا‬
‫إيطاليا‪ ،‬وهناك سيجد المعاونة الصادقة من الغال الذين كانوا يكرهون الرومان‪ ،‬ويتحينون‬
‫الفرصة لالنتقام منهم‪ ،‬ثم يستمر فى زحفه حتى أبوليا فى الجنوب ليقطع خطوط‬
‫المواصالت الرومانية‪ ،‬ويضم حلفاء روما الناقمين عليها والذين سوف يشجعهم انتصاره‬
‫فى الشمال على االنتفاض السترداد استقاللهم‪.‬‬
‫ولكن بعض االعتبارات التى سقطت من حسابات هانيبال أولم يقدرها حق التقدير‪،‬‬
‫ومنها •الخسائر التى قد يتكبدها من جراء عبور جبال البرانس ونهر الرون وجبال األلب‬
‫من المال والعتاد والجنود والفيلة المدربة‪ ،‬ولن يستطيع تعويض كل هذا من الغال •‪.‬‬
‫اعتقاده أن اإليطاليين سوف ينضمون إليه لسحق روما لشدة كراهيتهم لها‪ ،‬لكنه فوجئ‬
‫أن اإليطاليين لم يفتر والؤهم نحو روما التى أروا فيها الزعيمة الطبيعية لهم‪ ،‬وذلك بسبب‬

‫‪78‬‬
‫نجاح روما فى صهر اإليطاليين وربطهم بها ‪.‬من هذا المنطلق كان بقاء حلفاء روما‬
‫على والئهم لها العامل الحاسم فى إفشال خطة هانيبال‪.‬‬
‫‪ -‬الخطة البارعة التى ُوضعت لمواجهته ومحاصرته داخل إيطاليا والتى تسببت فى قطع‬
‫اإلمدادات عنه سواء من إسبانيا أو من قرطاجة‪ ،‬لذلك لم تصل إليه إال إمدادات يسيرة‬
‫بلغته بعد فوات األوان‪ ،‬كما نجح األسطول الرومانى فى قطع االتصال بينه وبين قرطاجة‬
‫قوة وصالبة الرومان فى الدفاع عن مدينتهم المحصنة إذ أن القضاء عليهم ال يتحقق‬
‫إال باالستيالء على روما ذاتها‪ ،‬وهنا مكمن خطورة المغامرة التى أقدم عليها هانيبال‪،‬‬
‫ألن احتالل روما كان يتطلب معدات عسكرية معينة لم ‪.‬تكن متوفرة معه‪.‬‬
‫‪-‬أما المرحلة الثانية سنة ‪ 210‬ق أنزل القائد الروماني بابليوس كورنيليوس سكيبيو‬
‫وهدد عاصمتها التي لم تكن محمية (لم يترك هانيبال قوات‬
‫قواته على سواحل قرطاج‪.‬م ّ‬
‫مسلحة لحمايتها = خطأ عسكري فادح)‪.‬‬

‫بابليوس كورنيليوس سكيبيو اإلفريقي‬ ‫القائد القرطاجى هنيبال‬


‫‪79‬‬
‫‪-‬عاد جيش هانيبال من إيطاليا مسرعا لحماية قرطاج وتكبد خسائر فادحة في عاصفة‬
‫لكنه انهزم في‬
‫بحرية – وقبل أن يسترجع قوته‪ -‬سارع هنيبال الى قتال بيبليوس سكيبيو ّ‬
‫زاما عام ‪202‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫انتصر الرومان في الحرب البونية الـ‪ 2‬وفرضوا معاهدة أخرى على قرطاج كانت شروطها‬
‫قاسية سنة ‪201‬ق‪.‬م حيث فرضت على قرطاج‪:‬‬

‫أ ‪ -‬عقوبات مالية‪ - :‬أن تدفع غرامة إلى روما بقيمة ‪ 10000‬تالنت أوبيي على امتداد‬
‫ى‪ 50‬سنة‪.‬‬

‫ب‪ -‬عقوبات عسكرية‪ - :‬إطالق سراح كل األسرى الرومان ودون شروط‪- .‬أن تسلم‬
‫‪ 100‬شاب من أفضل ما تمتلكه من المقاتلين إلى روما‪ .‬وتسليم جل األسلحة واألسطول‬
‫والفيلة إلى الرومان‪.‬‬

‫‪-‬أن ال تقوم بأي حرب دون ترخيص من روما‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫معركة زاما عام ‪ 202‬ق‪.‬م –هزيمة القائد القرطاجى هنيبال على يد الرومانى سكيبيو‬

‫‪-‬الحرب البونية الثالثة‪141-146(:‬ق‪.‬م)‬

‫طالب النائب في السيناتوس واسمه "قاطون" ‪153‬ق‪.‬م طالب حكومة بالده بتدمير‬
‫ّ‬
‫مجددا اإلمبراطورية الرومانية‪.‬و بين ‪193‬ق‪.‬م‬
‫قرطاج قبل أن تسترجع قوتها وتهدد ّ‬
‫و‪152‬ق‪.‬م توسع القائد النوميدي ماسينيسان على حساب األراضي التابعة لقرطاج‬
‫فتقدمت قرطاج بشكوى الى حليفته روما طالبة منها الضغط عليه حتى يوقف توسعاته‬
‫ولما تصدت قرطاج بنفسها لتوسعات ماسينيسان نتيجة‬
‫الترابية‪ ،‬فتظاهرت روما بالحياد‪ّ ،‬‬
‫الدمار االقتصادى الذى لحق بقرطاج‪ ،‬إضافة إلى محاولة كبار اإلقطاعيين الرومان‬
‫لسحق تجارة تصدير النبيذ والزيتون القرطاجية‪ ،‬كل هذه العوامل أدت إلى نشوب الحرب‬
‫حيث اعتبرت روما ذلك اعتداء على حليفها وخرقا لمعاهدة السلم التي وقعتها قرطاج مع‬
‫‪81‬‬
‫روما سنة ‪ 201‬ق‪.‬م ‪.‬وسارعت إلى إعالن الحرب على قرطاج سنة ‪ 149‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪ -‬قاوم القرطاجيون العدوان العسكري الروماني ‪ 3‬سنوات (‪146-149‬ق‪.‬م)‪ .‬لكنهم‬
‫انهزموا‪.‬‬
‫‪-‬قام القائد الروماني " سكيبيو إيمليانوس" بتخريب قرطاج وإحراقها وتم رش الملح على‬
‫أرضها حتى ال يقع إعمارها من جديد ‪.‬سقطت قرطاج وتحولت أراضيها إلى مستعمرة‬
‫رومانية تحت اسم إفريقيا البرو قنصلية‪ .‬وأحرقت عن أخرها وبيع خمسون ألف من رجالها‬
‫كعبيد؛ و لكن رغم سقوط قرطاج وتدميرها وسيطرة روما على كافة سواحل البحر المتوسط‬
‫لم ينقطع تأثير الحضارة البونية في المنطقة المتوسطية في العهد الروماني‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫كانت أهم العوامل فى تحقيق االنتصار على هنيبال وتدمير قرطاج‪ ،‬تتلخص في ثالثة‬
‫أهداف هى‪:-‬‬
‫•الهدف الرئيسى منها هو حصار هانيبال داخل إيطاليا عن طريقين؛ أولهما تمثل فى‬
‫قطع خط الرجعة عليه إلى أفريقيا‪ ،‬وجاء تحقيق هذا الهدف من خالل استيالء روما‬
‫على جزيرة صقلية التى كانت بمثابة جسر بالغ األهمية بين إيطاليا وأفريقيا‪.‬‬
‫‪-‬ثم تبع ذلك استيالء الرومان على عدد من المدن الصغرى فى سامنيوم وأبوليا‪ ،‬وكللت‬
‫روما انتصاراتها باسترداد المدينة الكبرى تارنتوم‪ .‬وهكذا كان استيالء الرومان على عدد‬
‫من المواقع اإلستراتيجية إلى جانب قطع اتصال هانيبال بالغال‪ ،‬وتضييق الخناق على‬
‫القوات القرطاجية فى أبوليا وعلى حلفاء هانيبال اللوكانى والبروتيى ‪-‬األثر الكبير فى‬
‫تأزم موقف هانيبال فى إيطاليا‪ ،‬ولم يعد أمامه إال وصول اإلمدادات القادمة من إسبانيا‪،‬‬
‫وهذا ما تنبه إليه الرومان‪ ،‬وبالتالى فإن الحرب البونية الثانية أو حرب هانيبال ( التى‬
‫كانت لها نتائج بعيدة المدى؛ ألنها كانت بداية الطريق نحو اإلمبراطورية الرومانية فى‬
‫الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬إذ أصبحت صقلية وسردينيا وإسبانيا واليات رومانية‪ ،‬وذاقت روما لذة تكوين واليات‬
‫خارج إيطاليا‪ ،‬وتفتحت شهية الرومان للمزيد والمزيد من الممتلكات بعد أن تحولت روما‬
‫إلى سيدة حوض البحر المتوسط الغربى بال منازع‪ ،‬وكان عليها أن تولى وجهها شطر‬
‫الحوض الشرقى للبحر المتوسط حيث الممالك الهللينستية الثالث التى تمخضت عن‬
‫تقسيم تركة اإلسكندر األكبر بعد وفاته بين قواده‪ ،‬هذا إلى جانب بعض الممالك الصغيرة‬
‫الموجودة فى الشرق‪ ،‬وقد أفلحت روما فى ابتالع الواحدة بعد األخرى‪ ،‬وكان احتالل‬
‫مصر هو مسك الختام بالنسبة للرومان حيث اكتملت منظومة الفتوحات الرومانية‪،‬‬
‫‪83‬‬
‫وأصبح الرومان القطب األوحد فى العالم المسكون حينذاك‪ ،‬وتحول البحر المتوسط إلى‬
‫بحيرة داخلية بالنسبة لهم ‪.‬‬

‫لقد كان هدف روما من التدخل فى الشرق الهللينستى هو منع قيام أى نظام سياسى‬
‫قوى فى الشرق ُيخشى أن يكون خط ار على الدولة الرومانية‪ ،‬وكلما تضاعف عدد الدول‬
‫المستقلة فى الشرق كلما كان ذلك أجدى وأنفع بالنسبة لروما‪ ،‬وكلما زادت االرتباكات‬
‫وتعقدت األمور الداخلية لكل دولة من دول الشرق كلما تضاعف أمل روما في أن‬
‫تصبح سيدة الموقف والقوة المتحكمة فى مصير الشرق بأسره‪ .‬وقد اعتمد الفكر العسكرى‬
‫خالل هذه المرحلة على عدد من اآلليات أو الوسائل التى كان أهمها على اإلطالق ما‬
‫يعرف باسم الممالك العميلة مثل نوميديا وبرجامون ورودس‪ ،‬وقد كانت هذه الممالك–‬
‫خصوصا برجامون ورودس ‪-‬أداة طيعة فى يد الرومان لجر مقدونيا وسوريا لحلبة القتال ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫أما بالنسبة للممالك الهللينستية الكبرى فقد استنفدت الموارد االقتصادية المتاحة ال فى‬
‫كفاحها ضد روما‪ ،‬وإنما في حروب طاحنة مستمرة فيما بينها‪.‬‬

‫خريطة توضح إمبراطورية االسكندر االكبر‬


‫‪-‬فقد كان العامل األكثر أهمية في الحياة االقتصادية للعالم الهللينستي في ذلك الوقت‬
‫ليس السالم الروماني ‪ Romana Pax‬المزعوم بل االتصال االقتصادي الوثيق بين‬
‫الشرق والغرب والحاجة المتزايدة للسلع الهللينستية في األسواق الغربية‪ ،‬كما أن الحماية‬
‫العسكرية للحدود الهلينستية ضد أي عدوان خارجي لم تكن منتظمة بل كانت قاصرة إلى‬
‫حد كبير‪ ،‬فالحروب المتتالية على الحدود الشمالية لشبه جزيرة البلقان وحروب ‪ ،‬والهجمات‬
‫المتعاقبة من القراصنة وكذلك المحاوالت الفاشلة (‪( ٧٤‬ميثريداتس ‪ Mithridates‬لردع‬
‫اإلمبراطورية البارثية وحتى قوى مثل أرمينيا واألنباط أثبتت قصور القوة العسكرية‬

‫‪85‬‬
‫الرومانية‪ ،‬وحتى االنتصارات الجزئية التي تم تحقيقها فلم تكن تتم إال بتكاليف باهظة ‪.‬‬
‫( ( وجهود مضنية تتحملها كلها هذه المدن وتجدر اإلشارة إليه هو أن أهالي الواليات‬
‫الخاضعة لحكم الرومان أخذت تتطلع إلى فرصة انشغال روما في (الخالص من الحكم‬
‫الروماني البغيض وانتهز ميثراداتيس الحرب األهلية الدائرة‪ ،‬وقد شجع هذا السلوك من‬
‫ميثراداتيس اإلغريق الخاضعين لحكم الرومان على االنضمام إلى ميثراداتيس للتخلص‬
‫من الحكم الروماني‪ ،‬وكان ال بد من أن يحارب ذلك ‪ ،‬واختار مجلس الشيوخ أحد‬
‫القنصلين الموجودين عام ‪ ٨٨‬ق‪.‬م (الملك الثري الرومان أداء هذه المهمة وكان هو‬
‫ليوكيوس كورنيليوس سوال والذي قاد الحرب ضد ميثراداتيس وأنزل به خسائر جسيمة‬
‫حتى اضطر إلى عقد معاهدة صلح عام ‪ ٨٤‬ق‪.‬م تنازل بمقتضاها عن جميع فتزحاته‬
‫ودفع تعويض لروما مقابل احتفاظه بمملكته بنطوس ثم اعترف به صديقاً لروما‪ ،‬ثم عاد‬
‫مرة أخرى ميثراداتيس ملك بنطوس إلى ساحة القتال ضد روما‪.‬‬
‫وقد كانت بالد اليونان ذات أهمية كبرى خصوصا بالنسبة لمقدونيا لوقوعها بالقرب منها‬
‫مباشرة‪ ،‬ومنذ أن قام فيليب وابنه اإلسكندر بغزو بالد اليونان لتأمين ظهره قبل قيامه‬
‫بحمالته على بالد الفرس صار لمقدونيا حق التدخل والتسلط ‪ ،‬لذلك عملت على تثبيت‬
‫أقدامها فى بالد اليونان من خالل احتالل ثالث قالع كانت بمثابة مراكز إستراتيجية‪،‬‬
‫وهذه القالع هى ديمترياس وخالكيس وكورنثا التى اشتهرت باسم" أغالل بالد اليونان‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪-‬الحياة الدينية واالقتصادية واالجتماعية خالل العصر الجمهورى‪-:‬‬
‫أوال‪ :‬الحياة الدينية‪ -:‬لم يط ار أى تغيير على ديانة األسرة باستثناء بعض المؤثرات‬
‫األتروسكية واإلغريقية التى ظهرت في الديانة الرسمية الملكية فقد تابع الرومان بناء‬
‫المعابد والهياكل والتماثيل لأللهة بدال من الذبائح‪ ،‬فدخل عدد أخر من اآللهة اإلغريقية‬
‫وانضمت للمعبودات الرومانية ومنها‪-:‬‬

‫‪-‬عبادة التوأم كاستور وبلوكس=الديسقوروى‪ ،‬وهما ألهة البحارة‪،‬‬

‫‪-‬عبادة اإلله إسكليبيوس إله الطب وابنته سالوس بسبب تفشى مرض الطاعون في روما‪.‬‬

‫‪-‬االهتمام بالعرافة ودراسة التعاليم اإلتروسكية‬

‫وقد أصبحت الديانة الرسمية رم از لوحدة الدولة‪ ،‬وقد أصبحت الديانة الرومانية لها أثرها‬
‫األخالقى الذى أسهم بشكل كبير في تنمية الشعور بالواجب والحفاظ على التقاليد‪ .‬وكان‬
‫إلقامة الشعائر الدينية على شرف اآللهة أهمية كبيرة ألن قدرة األلهة الرومانية كفيلة‬
‫برعاية الدولة‪ ،‬ولذلك حرص الكهنة على تقديم القرابين واإلشراف على الشعائر الدينية‬
‫في المناسبات العامة والخاصة‪،‬‬

‫وفي النصف األول من عصر الجمهورية كانت مظاهر العبادة تكمن في التعبد وسكب‬
‫قدر من السوائل خاصة النبيذ واللبن والعسل‪ ،‬ذلك بضمان كسب رضاء اإلله وإذا استجاب‬
‫المعبود إلى المتعبد كان يتم بعدها تقديم قربان من الكعك أو أضحية‪ ،‬كما أجريت القرابين‬
‫في وقت متأخر من عصر الجمهورية بطريقة تالئم طبيعة الشعب الروماني وبيئته وكانت‬
‫االحتفاالت الدينية في البداية تتسم ببسطاتها‪ ،‬وتبدأ بوضع كتلة صغيرة تمثل المذبح‬

‫‪87‬‬
‫شكال أكبر مع‬
‫يجيا اتخدت القرابين ً‬
‫وكومة من األعشاب وبعض األغصان النباتية‪ .‬وتدر ً‬
‫وضع المزيد من الهياكل‪ ،‬ومع نمو اإلمبراطورية الرومانية أصبحت العبادة البسيطة أكثر‬
‫تعقيدا ونشأت الكهنوت والطقوس الرسمية‪ ،‬وأصبحت القرابين سمة أساسية في الدين‬
‫ً‬
‫الروماني خالل المراسم العامة أو الخاصة‬

‫ثاني ا‪ :‬الحياة االجتماعية‪ :‬بقيت األسرة عي عهد الجمهورية كما كانت في عهد الملكية‬
‫هى الركيزة األساسية ألن المجتمع عبارة عن مجموعة من األسر‪ ،‬وكان نظام حياتهم‬
‫يعتمد على نظام التبعية الذى كان معروفا في العصر الملكى‪ ،‬فلكل أسرة عدد من األتباع‬
‫األحرار الذين كانوا في السابق عبيد األسرة وتم عتقهم ‪ Liberti‬ومستأجرى أرضها‪ ،‬وقد‬
‫اختلف أتباع األسرة تبعا لثرائها‪ ،‬ومكانتها ونفوذها‪.‬‬

‫‪-‬كما عرف الرومان ثالثة أنواع من الزواج يكتسب سلطة الزوج على زوجته ويعرف هذا‬
‫النوع باسم ‪ Confarratio‬وهذا الزواج كان أقدم األنواع وأكثرها شيوعا بين البطارقة‬
‫ويتم في حفل دينى وحضور ‪ 10‬شهود وأحد كبار الكهنة لمباركة الزواج بتالوة عبارات‬
‫مقدسة‪.‬‬

‫‪ -‬أما النوع الثانى من الزواج كان يكتسب صفة الصورية وهو نوع قديم كان شائعا بين‬
‫العامة ويتم بحضور ‪ 5‬شهود‪.‬‬

‫‪-‬النوع الثالث من الزواج هو أبسط أنواع الزواج الرومانية ويتم االتفاق بين الزوجين على‬
‫أن يعاش ار بعضهما معاشرة األزواج مع تمتع كل منهم بسلطة متساوية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫وفى جميع األحوال كان الزواج مسألة شخصية ال تتم بموجب عقد قانونى أو صيغة‬
‫خاصة‪ ،‬وما كان يصحبه من مراسم وحفالت لم يكن له أى طابع قانونى‪ ،‬ومادام الزواج‬
‫مسألة شخصية فالطالق أيضا كان أيضا مسالة شخصية من السهل الحصول عليه‪.‬‬

‫‪-‬الزراعة‪ :‬ظل المجتمع الرومانى مجتمعا زراعيا‪ ،‬وقد ساعدت فتوحات الرومان خارج‬
‫حدود روما على زيادة رقعة المساحة العامة لألراضى‪ ،‬والتى كانت الدولة تملكها‪ ،‬وقد‬
‫استغل المواطنون الرومان عند إقامة مستعمرات رومانية أن تخصص مساحات األراضى‬
‫لالستغالل العام‪،‬‬

‫التجارة ‪:‬اتسعت تجارة البحر األبيض المتوسط اتساعاً لم يسبق له مثيل من قبل بسبب‬
‫إصالح إدارة الحكم ووسائل النقل‪ .‬ففي أحد طرفي عملية التبادل كان البائعون الجائلون‬
‫يطوفون بالريف ويبيعون أهله كل شيء من عيدان الثقاب إلى الحرير المستورد الغالي‬
‫الثمن‪ .‬وشبيه بهؤالء من يبيعون البضائع "بالمزاد"‪ ،‬وكان عملهم أيضاً المناداة على‬
‫البضائع المفقودة ‪.‬‬

‫وكانت هناك أسواق يومية وأخرى دورية‪ ،‬وكنت ترى أصحاب الحوانيت يساومون‬
‫المشترين ويخسرون الموازين‪ ،‬ويرقبون في حذر مفتشي الحكومة (اإليديل) الذين كانت‬
‫مهمتهم مراقبة المكاييل والموازين‪ .‬وكان أرقى من هؤالء في السلم التجاري الحوانيت التي‬
‫تصنع بنفسها سلعا؛ وكانت هذه الحوانيت عماد الصناعة والتجارة جميعاً‪ .‬وكان في‬
‫الثغور البحرية أو بالقرب منها بائعو الجملة )‪ (magnaru‬يبيعون لتجار التجزئة أو‬
‫للمستهلكين البضائع المستوردة حديثاً من خارج البالد؛ وكان صاحب السفينة أو رئيس‬
‫بحارتها في بعض األحيان يبيع ما فيها من البضائع قبل أن يفرغها‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫وظلت إيطاليا مائتي عام وميزان التجارة في غير صالحها‪ ،‬فقد كانت تشترى أكثر مما‬
‫تبيع‪ .،‬كانت تصدر بعض الفخار األريتيني ‪ Arretine‬وبعض الخمر والزيت‪ ،‬واألدوات‬
‫المعدنية والزجاج‪ ،‬والروائح العطرية من كمبانيا؛ أما ما عدا هذه من المنتجات فقد كانت‬
‫تحتفظ به لنفسها‪ .‬وكان لتجار الجملة في هذه األثناء وكالء يشترون البضائع إليطاليا‬
‫من كافة أنحاء اإلمبراطورية‪ ،‬وكان للتجار األجانب سماسرة يعرضون بضائعهم في‬
‫إيطاليا؛وبهذه العملية المزدوجة جاءت طيبات نصف العالم إلى إيطاليا لتتلذذ بها أفواه‬
‫عظماء الرومان‪ ،‬وتكتسي بها أجسادهم‪ ،‬وتزدان بها بيوتهم؛ وفي ذلك يقول إيليوس‬
‫أرستيديس" ‪ Aelis Aristides:‬من شاء أن يرى جميع طيبات العالم فعليه أن يطوف‬
‫العالم كله أو يقيم في روما‪.‬‬

‫خالل العهد الجمهوري ‪ ،‬تم شحن الحبوب إلى مدينة روما من صقلية وسردينيا و خالل‬
‫القرن األول قبل الميالد ‪ ،‬كانت المصادر الرئيسية الثالثة للقمح سردينيا وصقلية وشمال‬
‫مركز في مدينة قرطاج القديمة ‪ ،‬تونس الحالية‪ .‬ومع‬
‫ًا‬ ‫أفريقيا ‪ ،‬أي المنطقة التي كانت‬
‫انضمام مصر إلى اإلمبراطورية الرومانية عهد اإلمبراطور أغسطس ‪ ،‬أصبحت مصر‬
‫المصدر الرئيسي لتوريد الحبوب لروما ‪،‬وقد كان المؤرخ جوزيفوس يدعي أن أفريقيا كانت‬
‫تغذي روما لمدة ثمانية أشهر من السنة ومصر أربعة فقط‪ .‬على الرغم من أن هذا‬
‫التصريح قد يتجاهل الحبوب من صقلية ‪ ،‬ويبالغ في تقدير أهمية أفريقيا ‪ ،‬إال أن هناك‬
‫القليل من الشك بين المؤرخين بأن أفريقيا ومصر كانت أهم مصادر الحبوب لروما الى‬
‫جانب قمح البحر االسود القادم من مملكة البوسفور العميلة في ما يعرف اليوم بالقرم ‪,‬‬
‫و في الفترة الجمهورية وللمساعدة في ضمان إمدادات الحبوب لروما ‪ ، ،‬قام ‪Gaius‬‬

‫‪90‬‬
‫‪Gracchus‬بتوطين ‪ 6000‬مستعمر قرب قرطاج في القرن األول قبل الميالد ضمن‬
‫هكتار (‪62‬‬
‫ًا‬ ‫ما عرف بمشروع قانون سمبورنيا ‪ ، Lex Sempronia‬ومنحهم حوالي ‪25‬‬
‫فدانا) لزراعة الحبوب التي يعاد تصديرها لروما كما نصت حزمة قوانين ‪Lex‬‬
‫ً‬
‫‪Sempronia‬المثيرة للجدل حينها على ان يتم توزيع القمح على المواطنين الرومان‬
‫بالمجان منعا الستخدام سالح القمح في االنتخابات القنصلية كوسيلة لتقرب من المواطنين‬
‫وكسب تعاطفهم‪.‬‬

‫تيبريوس جراكوس ومشروع توزيع األراضى‬


‫‪-‬وسط األوضاع االجتماعية واالقتصادية السيئة التى كان يتخبط فيها الشعب الرومانى؛‬
‫وإبان انشغال الرومان بالقضاء على الثورات في أسبانيا وبينما الجميع قلق جراء حرب‬
‫العبيد الثائرين في صقلية‪ ،‬ظهر مصلح شاب في الثالثين من عمره يدعى تيبريوس‬

‫‪91‬‬
‫جراكوس أحد الترابنة المنتخبين عام ‪133‬ق‪.‬م‪ ،‬حيث أقام مشروع قانون األراضى الذى‬
‫يكفل إعادة تكوين طبقة العامة وكانت تسانده جماعة قوية من أعضاء مجلس الشيوخ‪.‬‬
‫حتى عام ‪140‬ق‪.‬م كانت اإلقطاعيات الزراعية الكبرى قد انتشرت تماما في جميع أنحاء‬
‫الجمهورية الرومانية‪ ،‬وكان مجلس السيناتو محتك ار للسلطة السياسية إال بعد ظهور زعيما‬
‫اإلصالح األخوان تيبيريوس جراكوس وجايوس جراكوس‪ ،‬حيث نادى تيبريوس جراكوس‬
‫بتوزيع األراضى الزراعية على فقراء الرومان ورشح نفسه لمنصب الترايبون (نقيب العامة)‬
‫في عام ‪133‬ق‪.‬م فقدم اقتراح بإعادة تطبيق قانون ليكينوس سيكستوس الصادر عام‬
‫‪367‬ق‪.‬م الذى حدد الحد األقصى للملكية الفردية من األراضى بأال يزيد عن ‪500‬فدان‬
‫رومانى (إيوجيرا) – أما األراضى الزائد عن ذلك فتسلم للدولة لتعيد توزيعها على الفالحين‬
‫في شكل مساحات صغيرة تبلغ الوحدة منها ‪ 30‬يوجي ار للفالح الواحد‪ ،‬وقد قام تيبريوس‬
‫بتشكيل لجنة لإلصالح الزراعى تكونت منه ومعه أخيه وأبيوس كالوديوس لممارسة‬
‫تطبيق هذا االقتراح عمليا بعد أن استطاع اصدار قانون من مجلس السيناتو لتفعيل هذا‬
‫النظام‪.‬‬

‫‪ -‬وبعد انتهاء مدة تولى تيبريوس جراكوس منصب نقيب العامة قام بإعادة ترشيح نفسه‬
‫لضمان استمرار هذا القانون فقد بعض من أنصار السيناتو بالقبض عليه وقتلوه عام‬
‫‪132‬ق‪.‬م ‪ ،‬إال أن لجنة اإلصالح الزراعى ظلت تمارس عملها أربعة عشر عاما وقام‬
‫جايوس جراكوس أخوه بتنفيذ حكم أخيه بشأن اإلصالح الزراعى‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪-‬كون جايوس جراكوس جبهة قوية ضد مجلس الشيوخ من أصحاب المصالح المالية‬
‫والتجارية والحلفاء‪ ،‬وأعاد ترشيح نفسه مرة أخرى لمنصب الترايبون من عام ‪-124‬‬
‫‪122‬ق‪.‬م وأصدر خالل هذه الفترة عدد من القوانين التى تضمنت تنفيذ برامج اإلصالح‬
‫الزراعى‪ .‬ونتيجة الزدياد شعبية جايوس جراكوس بين الفقراء الرومان على وجه‬
‫الخصوص بسبب القوانين التى كان هدفها توزيع الغالل على الفقراء بنصف سعر السوق‬
‫مجانا فقد دبر السيناتو الهجوم عليه وقتل عام ‪121‬ق‪.‬م ومنذ ذلك الوقت أصبح الصراع‬
‫الحزبى سمة مميزة للحياة السياسية في روما كما أن الحرب األهلية أدت إلى إدخال‬
‫أساليب جديدة تتسم بالعنف على السياسة‪.‬‬
‫‪-‬بعد موت األخوين جراكوس عمل السيناتو على وقف تنفيذ قانون اإلصالح الزراعى‬
‫حتى تم إلغاؤه عام ‪111‬ق‪.‬م‪ ،‬وقد ظهر جايوس ماريوس الذى عين برايتور على أسبانيا‬
‫وانتخب قنصال عام ‪107‬ق‪.‬م إلنهاء الحروب الرومانية في إفريقيا واستطاع ماريوس‬
‫خالل عامين؛ تطوير الجيش الرومانى وتسليح عدد كبير من فقراء روما‪.‬‬

‫األخوان جراكوس‬
‫‪93‬‬
‫تدهور أحوال الجمهورية وإنذار بالحرب األهلية‬
‫‪ -‬بعد تسع سنوات من ترك جايوس ماريوس لمنصب القنصل نشبت الحرب األهلية بين‬
‫روما وحلفاؤها من اإليطاليين نتيجة لتعارض المصالح اإلقتصادية بين الطرفين ودامت‬
‫هذه الحروب ثالثة سنوات من ‪88-90‬ق‪.‬م – ثم تعرضت روما ألخطر مواجهة عسكرية‬
‫منذ الحروب البونية تمثلت في قوة الملك‬
‫ميثرداس السادس الذى أراد فرض سيطرته‬
‫على الساحل الشمالى للبحر األسود وقد انتهز‬
‫ميثرادس السادس حاكم بونتوس (‪63-134‬‬
‫ق‪.‬م فرصة انشغال روما في الحرب األهلية‬
‫الدائرة بينها وبين حلفائها من اإليطاليين فهاجم‬
‫أسيا في عام ‪88‬ق‪.‬م واكتسح القوات الرومانية‬
‫بها‪ ،‬وخسرت روما أسيا بعد أن دبر مذبحة قتل فيها ‪150‬ألف من الرومان واإليطاليين‬
‫في أسيا‪.‬‬

‫‪-‬يوليوس قيصر وإصالحاته‪-:‬ولد يوليوس قيصر في عام ‪100‬ق‪.‬م –وقد تزوج ابنة‬
‫قانا معلنا تمسكه بأهداف العامة ال النبالء‪ ،‬وعند وفاة سوال عاد يوليوس قيصر إلى روما‪،‬‬
‫وانخرط في السياسة‪ ،‬تدرج يوليوس قيصر في المناصب حتى استطاع أن يصل للقب‬
‫الكاهن العظم‪ ،‬وسارع إلى والية أسبانيا ليتولى حكمها عام ‪61‬ق‪.‬م‪ ،‬ورجع يوليوس قيصر‬
‫ليرشح نفسه لقنصلية ‪59‬ق‪.‬م ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪-‬اختار مجلس السيناتو أحد القنصلين الموجودين عام ‪88‬ق‪.‬م ألداء المهمة للقضاء‬
‫على الملك ميثرادس فكان القنصل الرومانى لوكيوس كورنيليوس سوال ‪(138‬ق‪.‬م‪78-‬‬
‫ق‪.‬م)‪ -‬الذى خاض الحرب ضد ميثرادس وأنزل به خسائر جسيمة إلى أن عقد معاهدة‬
‫صلح عام ‪84‬ق‪.‬م تنازل بمقتضاها عن جميع فتوحاته ودفع تعويض لروما مقابل احتفاظ‬
‫بمملكته بونتوس‪.‬‬

‫‪ -‬أعلن سوال نفسه ديكتاتور على روما بعد عودته إلى إيطاليا على رأس جيشه ‪ ،‬وكضمان‬
‫لنفسه أمر بأن ال يسمح ألى جيش أن يعسكر في إيطاليا وأن يدخل القادة العسكريين‬
‫روما كأشخاص عاديين‪.‬‬
‫‪-‬وبعد موت سوال عام ‪78‬ق‪.‬م عاد ميثرادس السادس يقاتل ضد روما‪ ،‬وفى إيطاليا‬
‫ظهرت ثورة العبيد تحت زعامة‬
‫سبارتاكوس والتى أظهرت ضعف‬
‫وانتشرت‬ ‫المركزية‪،‬‬ ‫الحكومة‬
‫القرصنة في البحر المتوسط‪ ،‬كما‬
‫شهدت نفس الفترة عدد من أهم‬
‫القادة العسكريين‪ ،‬الذين خلفوا سوال‬
‫اللذان‬ ‫وكراسوس‬ ‫بومبى‬ ‫مثل‬
‫استطاعوا اخماد ثورة العبيد التى‬
‫استمرت حتى ‪ 71‬ق‪.‬م ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪-‬حرب العبيد الثالثة أو حرب المصارعين ‪73-71‬ق‪.‬م) تعتبر حرب العبيد الثالثة‬
‫الحرب الوحيدة في السلسلة التي هزت وهددت القلب الروماني وهو إيطاليا نفسها‪ ،‬كما‬
‫أثارت انتباه الشعب نتيجة إلى فوز المتمردين المتكرر ضد الجيش الروماني وزيادة‬
‫أعدادهم بسرعة بين عامين ‪ 73‬و‪ 71‬قبل الميالد‪ .‬وفى جنوب صقلية ووسطها فقد تجمع‬
‫نحو ستين ألفاً من أسرى الحرب الخاضعين لنظام العبودية‪ ،‬وأعلنوا الثورة على سادتهم‬
‫واستولوا على المدن والقرى وأسسوا حكومة خاصة بهم‪ ،‬لذلك شرعت روما بإرسال جيش‬
‫إلخماد ثورة العبيد‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أن أصحاب المزارع الصغيرة من األحرار انضموا‬
‫تحت لواء هذه الثورة فأخذوا يحرقون المزارع الكبيرة العائدة لإلشراف من أصحاب الثروة‬
‫والنفوذ‪. ،‬فكانت ثورة العبيد بداية الشرار للتخلص من الحكم الجائر في روما‬
‫قضي على التمرد من خالل جهود عسكرية مركزة لقائد وحيد وهو ماركوس ليسينيوس‬
‫كراسوس‪ ،‬بحلول نهاية ‪ 73‬ق‪.‬م‪ ،‬قاد سبارتاكوس وكريكسوس مجموعة كبيرة من الرجال‬
‫المسلحين الذين أثبتوا أن لديهم القدرة على مواجهة الجيوش الرومانية‪.‬‬

‫سبارتاكوس ‪ Spartacus‬هو من مصارعي الحلبه الرومانية من اصل طراقي‪ ،‬وكان‬


‫أحد قادة ثورة العبيد في حرب الرقيق الثالثة وهي إحدى كبرى اإلنتفاضات التي قام بها‬
‫عبيد االمبراطورية الرومانية‪ .‬والعديد من االعمال الفنية ترجمت ثوره سبارتكوس علي‬
‫انها ثورة المستضعفين للحصول علي حريتهم ضد اقطاعيه وامبراطوريه تقوم علي‬
‫استرقاق الناس واستغاللهم وكانت مصدر الهام للعديد من المفكرين السياسين‬

‫‪96‬‬
‫كراسوس‬ ‫سبارتاكوس‬

‫مشاهد توضح حرب العبيد الثالثة‬

‫‪97‬‬
‫‪-‬نجح القائد الرومانى بومبى في القضاء على الملك الفارسي ميثرادس عام ‪66‬ق‪.‬م كما‬
‫استولى على دمشق وعاد إلى أسيا الصغرى عام ‪64‬ق‪.‬م فأعاد تنظيمها مرة أخرى‬
‫وواصل مسيرته إلى مملكة يهوذا فى فلسطين واستولى على أورشليم عام ‪63‬ق‪.‬م‪ ،‬وقد‬
‫عمل بومبى على دمج الواليات الجديدة مثل سوريا وكريت إلى أمالك اإلمبراطورية‬
‫الرومانية‪ -‬ووضع دستور جديد خاص بها‪،‬وشجع الحياة المدنية في منطقة الشرق األدنى‬
‫فأنشأ حوالى ‪39‬مدينة في أسيا الصغرى وسوريا‪.‬‬

‫القائد بومبي‬
‫‪-‬خالل فترة غياب القائد بومبى فى أسيا كانت شعبية يوليوس قيصر في ازدياد مستمر‬
‫ولذلك فحين عاد بومبى إلى روما تكون حلف ثالثى ضم كراسوس وبومبى ويوليوس‬
‫قيصر وقد بدأ هذا التحالف عام ‪60‬ق‪.‬م‪ ،‬وبعد انتهاء قنصلية قيصر استطاع ضم بالد‬
‫‪98‬‬
‫الغال القريبة لمدة خمسة سنوات‪ ،‬ووضعت ثالثة فرق عسكرية رومانية تحت إمرته‪ ،‬فقام‬
‫قيصر بغزواته الشهيرة لبالد الغال بداية من عام ‪58‬ق‪.‬م وحتى ‪52‬ق‪.‬م‪ ،‬وحين عاد إلى‬
‫إيطاليا بعد نجاح مهمته سنة ‪51‬ق‪.‬م وخالل هذه الفترة تمكن قيصر من تكوين جيش‬
‫قوى يدين له بالوالء والوحدة‪ ،‬وحينها جدد قيصر تحالفه مع زمالئه كراسوس وبومبى‪.‬‬
‫‪ -‬أدى موت كراسوس إثر محاربته لمملكة بارثيا؛ إلى تفجر الصراع بين بومبى وقيصر‬
‫‪ ،‬حيث انحاز مجلس الشيوخ إلى بومبى ليقف في وجه قيصر‪ ،‬فعين بومبى قنصال وحيدا‬
‫واحتل مركز (بطل مجلس الشيوخ) وكان رد قيصر على هذه اإلجراءات دخوله إيطاليا‬
‫بجيوشه وعبوره نهر الروبيكون‪ ،‬وعلى إثر ذلك اندلعت الحرب األهلية حيث استطاع‬
‫قيصر السيطرة على إيطاليا ودخل روما واستمر الصراع بين بومبى وقيصر خارج إيطاليا‬
‫على مراحل حتى انتهى بانتصار قيصر على بومبى في معركة فارسالوس ‪48‬ق‪.‬م ‪،‬‬
‫وهرب بومبى إلى مصر إال أنه قتل عند شاطئ اإلسكندرية‪ ،‬ولما كان قيصر قد تعقبه‬
‫لذا لم يكن أمامه مفر من التدخل في النزاعات القائمة وقتها بين العائلة البطلمية المالكة‬
‫في مصر وبدأت عالقته بالملكة البطلمية كليوبات ار السابعة‪.‬‬

‫‪-‬كانت انتصارات قيصر كافية ليركز جميع سلطات الدولة في يده؛ لذا أضاف السمه‬
‫لقب إمبراطور ومنحته الجمعية الشعبية عام ‪49‬ق‪.‬م‪ ،‬لقب دكتاتور ثم في عام ‪46‬ق‪.‬م‬
‫عين دكتاتور لمدة عشر سنوات وفى عام ‪44‬ق‪.‬م عدل التعيين ليصبح دكتاتو ار مدى‬
‫الحياة ثم اغدقت عليه الكثير من األلقاب الشرفية والوظائف واالمتيازات والسلطات‪ ،‬وقد‬
‫أثار هذا الموقف ثائرة الجمهوريين الذين أحسوا بعودة النظام الملكى وكان على رأس من‬

‫‪99‬‬
‫خان قيصر ودبر مؤامرة لقتله بعض من أتباع قيصر نفسه وهو بروتوس في ‪ 15‬مارس‬
‫عام ‪44‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫يوليوس قيصر‬

‫‪100‬‬
‫‪-‬بعد موت قيصر ظهر‬
‫ماركوس أنطونيوس كخليفة‬
‫له في جيشه ولبيدوس الذى‬
‫شغل منصب قائد فرسان‬
‫القصر‪ ،‬كما ظهر جايوس‬
‫أوكتافيوس ابن أخ يوليوس‬
‫قيصر والذى تبناه وجعله‬
‫وريثا له‪ ،‬وفى عام ‪34‬ق‪.‬م تم إئتالف ثالثى أخر بين كل من ماركوس أنطونيوس‬
‫ولبيدوس وأوكتافيوس لمدة خمسة سنوات‪.‬‬

‫‪-‬وفى الفترة من ‪36‬ق‪.‬م وحتى معركة أكتيوم البحرية الواقعة على سواحل البحر األيونى‬
‫في اليونان عام ‪31‬ق‪.‬م أدى طموح الملكة كليوبات ار أن تخلق فجوة واسعة سياسية بين‬
‫أوكتافيوس وأنطونيوس حيث استمالت أنطونيوس إلى جانبها ورأت أن بإمكانها السيطرة‬
‫عليه وبالتالى نسيطر على روما‪ ،‬كما فعلت مع قيصر من قبل‪ ،‬لذلك قام أوكتافيوس‬
‫بحرب دعائية ضد أنطونيوس وكليوالت ار داخل روما‪ ،‬لذا فعندما تولى أوكتافيوس منصب‬
‫القنصل عام ‪ 31‬ق‪.‬م أعلن الحرب على أنطونيوس باعتباره خائنا لروما وانتصر في‬
‫موقعة أكتيوم وشهد العام التالى سيطرة أوكتافيوس على مصر وانتحار أنطونيوس وتبعته‬
‫كليوباترا‪ ،‬ودخلت مصر بذلك حوزة اإلمبرطورية الرومانية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫معركة أكتيوم البحرية –غرب اليونان‬

‫‪102‬‬
‫ثالثا ‪ :‬العــــــــصــــــــر اإلمـــــبــــــــــراطورى( ‪27‬ق‪.‬م‪284-‬م)‬
‫ينقسم العصر اإلمبراطورى الرومانى إلى مرحلتين‪-:‬‬
‫‪-1‬العصر الرومانى المبكر ويبدأ من (‪27‬ق‪.‬م‪284-‬م)‬
‫‪-2‬العصر الرومانى المتأخر ويبدأ من ‪476-285‬م)‬

‫أوكتافيوس ودعائم الحكم االمبراطوري‬

‫دعم اوكتافيوس نفسه عن طريق المصاهرة فأصبح بعد زواجه من ليفيا ممثال ألسرتين‬
‫من أعرق االسر الرومانية هما ال ليفيوس وال كالوديوس ‪ ،‬وخالل صراعه مع انطونيوس‬
‫خرج من االئتالف الثالثي الذي كان يضمه وانطونيوس وليبدوس وذلك بحجة انقاذ‬
‫الجمهورية وفي العام التالي انتخب قنصال وكلفه السيناتو بكثير من المناصب والسلطات‬
‫الدستورية وأدت إلي تحوله الي دكتاتور مطلق ولهذا رفض أوكتافيوس أن يصبح دكتاتو ار‬
‫بذكاء شديد ‪.‬‬
‫وفي ‪13‬يناير عام ‪ 27‬ق‪.‬م تنازل أوكتافيوس عن كافة سلطاته التي وضعها السيناتو‬
‫بين يديه إبان حربه ضد كليوبات ار واعلن انه يفوض الشعب الروماني والسيناتو في كافة‬
‫سلطاته ‪ .‬قد قسمت واليات االمبراطورية تبعا لهذا الحادث الي قسمين هما الواليات‬
‫إذ منح السيناتو حق االشراف علي الواليات‬ ‫السيناتورية – الواليات االمبراطورية‬
‫المستكينة التي يستطيع السيناتو جني ثماراها مثل والية أفريقيا ووالية آسيا ووالية نوميديا‬
‫(الجزائر) ووالية برقة واألراضي الليبية ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫قد احتفظ أوكتافيوس لنفسه بأسبانيا وبالد الغال وبلجيكا وألمانيا كما احتفظ في الشرق‬
‫بوالية سوريا وفينيقيا وقبرص ومصر ‪.‬‬

‫وقد حمل اغسطس العديد من السلطات االمبراطورية والتي بموجبها حكم الواليات جميعا‬
‫وهي‬
‫‪-1‬سلطة االمبريوم العسكري‬
‫‪-2‬اللقب االوغسطي‬
‫‪-3‬اللقب االمبراطوري‬
‫‪-4‬السلطة التريبونية‬
‫‪-5‬سلطة االمبريوم االعلي‬

‫تمثال أغسطس بريما بورتا‬

‫‪104‬‬
‫‪Augustus Pontifex Maximus‬‬

‫اصالحات اغسطس في المجال السياسي‬


‫‪ -1‬أدرك اغسطس اهمية السيناتو بالنسبة لروما فاكتفي بتطهيره من العناصر‬
‫المندسة والتي تسللت اليه خالل الحروب األهلية فأصدر في عام ‪ 28‬ق‪.‬م‬
‫قائمة جديدة العضاء مجلس السناتو حذف منها حوالي ‪ 200‬عضو وجاء‬
‫اسم اغسطس في أعلي القائمة كرئيس للسيناتو ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ -2‬امسك اغسطس بالوظائف المؤدية لعضوية مجلس السيناتو وحرص علي ان‬
‫يرشح لها المخلصين من رجاله وهكذا دخل الفرسان الول مرة مجلس الشيوخ‬
‫ليصبحوا اعضاء فيه‬
‫يرس اجتماعاتها القنصالن‬
‫‪ -3‬بدا السيناتو يتحول الي محكمة دستورية عليا أ‬
‫لمحاكمة مرتكبي المخالفات وخصوصا الخيانة العظمي‪.‬‬
‫‪ -4‬أنشأ اغسطس لجنة سيناتورية استشارية مكونة من كبار المسئولين ومنها‬
‫القناصل مضاف اليهم ‪ 15‬سيناتور يختارون بالقرعة ‪.‬‬
‫‪ -5‬اعتمد علي طبقة الفرسان اذ كان في حاجة ماسة إلي مفوضين عسكريين‬
‫بسلطات خاصة لقيادة الفرق المقيمة في الواليات الرومانية المختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬اصالحات اغسطس في المجال العسكري‬

‫‪ -1‬أ درك االمبراطور ان العالم قد ساده السالم وانه ليس بحاجة الي الحشد‬
‫العسكري لذا بدا عدد الفرق الرومانية ياخذ في التناقص إلي أن اصبح ‪28‬‬
‫بعد ان كان ‪ 60‬فرقة وبعد ان قام االمبراطور بتسريحهم كان يوطنهم في‬
‫مستعمرات اشتراها من ماله الخاص وربما كان يقصد من ذلك ان يزيد من‬
‫والء جنوده له‬
‫‪ -2‬تخلص من الجند واعدادهم الكبيرة عن طريق اقامة محميات في المناطق‬
‫االست ارتيجية علي طول االمبراطورية وأنشأ قاعدتين لالسطول الروماني في‬
‫كال من ميسينا ورافانا‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -3‬انشا خدمة بريدية علي طول الطرق والكباري وعلي الممرات المائية الهامة‬
‫لنقل الرسائل ولتحريك القوات العسكرية بسهولة ولضمان توصيل المؤن والعتاد‬
‫اليها ‪.‬‬
‫‪ -4‬بدا سياسة التسكين العسكري وابقي علي نظام التطوع في التجنيد بالرغم من‬
‫انه اضطر الي الزام الناس علي االلتحاق بالجيش في بعض االحيان فرفع‬
‫بذلك مستوي الضباط كما ابقي علي تكوين الجيش من جزئين وهما الفرق‬
‫الرومانية ‪ legions‬والقوات المساعدة ‪.auxilii‬‬
‫‪ -5‬اضاف الي الجيش قوة جديدة وهي قوة الحرس البريتوري وقسمها اغسطس‬
‫الي ‪ 9‬وحدات من الخيالة يتكون كال منها من الف راكب وكانوا يختارون من‬
‫االيطاليين ويتقاضون رواتب عالية‬
‫‪ -6‬حرص أغسطس دائما علي إرضاء الجنود إتقاء لشرهم فادخل عام ‪ 13‬ق‪.‬م‬
‫نظام المكافاة المالية بدل من منح الجندي عند تسريحه قطعة ارض فكان‬
‫كل جندي من الحرس البريتوري يتسلم ثالثة االف دينار‬
‫‪ -7‬ادرك أهمية تأمين وحراسة الشواطيء االيطالية وتامين البحار من خطر‬
‫القراصنة فانشا قوة بحرية دائمة وجعل قيادتها في مدينة رافانا وميسينا ‪.‬‬

‫‪-‬اصالحات اغسطس في المجال االداري‬


‫من انجازات اغسطس تكوين جهاز اداري دائم ولم تكن فكرة الجهاز االدارى‬
‫جديدة تماما؛ فقد كانت هناك حاجة ماسة إلى جهاز إدارى قوى في روما من‬
‫اجل اإلشراف على الخدمات الحيوية مثل‪-:‬‬
‫‪107‬‬
‫‪-‬إمداد روما بالقمح‬
‫‪-‬توزيع القمح على المواطنين الرومان‬
‫‪-‬الشرطة واالطفاء‬
‫‪-‬منع الفيضانات‬
‫‪-‬رصف وصيانة الشوارع‪.‬‬
‫وقد اعتمد أغسطس في جهازه اإلدارى على ‪-1:‬أعضاء مجلس السيناتو‪-2-‬طبقة‬
‫الفرسان‪-3-‬المحررين من العبيد‪.‬‬
‫‪-‬اما في المجال الدينى‪ -:‬لقد كان المجتمع الرومانى قبل أغسطس محطما أخالقيا‬
‫واجتماعيا ولم يعد للشعائر الدينية التى خلفها له األولون ‪ ،‬وقد شهدت هذه الفترة مولد‬
‫العبادة اإلمبراطورية‪.‬‬
‫عبادة اإلمبراطور‬
‫نقل الرومان عن اإلغريق مبدأ تأليه الشخصيات العظيمة بعد موتهم كانت عبادة األباطرة‬
‫رسميا بواسطة مجلس الشيوخ‬
‫ً‬ ‫يما لهم بعد موتهم وضمهم لصفوف اآللهة‬ ‫تمثل تكر ً‬
‫الروماني وهو السلطة الدينية المختصة وذلك لعمل عظيم أنجزوه أو إصالح جليل أو‬
‫ماشابه ذلك‪ ،‬وعبادة اإلمبراطور عبارة عن شعائر تقام له بعد وفاته وإعالن تأليهه؛‬
‫باعتبار أن شخص اإلمبراطور كانت تتجسد فيه قوة روما وسطوتها ووحدتها؛ مما جعل‬
‫ومركز للعبادة مثلما كان إينياس مركز اإلنيادة‬
‫ًا‬ ‫رمز لروما ووحدة اإلمبراطورية‬
‫اإلمبراطور ًا‬
‫فهو إينياس الجديد‪ ،‬لم يحدث أن تقام شعائر العبادة لإلمبراطور إبان حكمه‪ ،‬وإنما بعد‬
‫موته؛ وعلى ذلك ظهرت العديد من التقديمات إلى اإلمبراطور المؤله وعبقريته‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫أن أغسطس هو المخلص الذي حرر روما‪ ،‬ووصفه بأنه مبعوث اآللهة بالسالم والرخاء‬

‫والوئام‪ .‬لذلك ُعني أغسطس باإلله أبوّلون وعبادته ً‬


‫تأكيدا على فكرة المنقذ أو المخلص‪،‬‬
‫كما أُشيع أن أبوّلون هو الجد األكبر لعائلة يوليوس قيصر؛ بل أكثر من ذلك أن األسطورة‬

‫تقول أن اإلله أبوّلون تحول في صورة ثعبان كبير وضاجع آتيا والدة أغسطس ً‬
‫ليال فحملت‬
‫وأنجبت ولدها العظيم أغسطس‪ ،‬ولقد مهد أغسطس لعبادته بأن جمع كل االتجاهات‬
‫الدينية في عبادة اإلله يوليوس المؤله وغذاها بالروايات واألساطير حتى أنه ربط مابين‬
‫أسرته وإينياس الجد األسطورى للرومان بكونه ابن فينوس ربة الجمال التي ينحدر من‬
‫ساللتها يوليوس قيصر ‪ ،‬والذي أشيع أنه ظهر كنجم في السماء بعد مقتله‪ .‬كل هذه‬
‫الروايات كان الغرض الرئيسي منها هو تأليه نفسه؛ ألنه كان على يقين بأنه سوف يتحول‬
‫إلى اإلله أغسطس المؤله بعد وفاته‬

‫لوحة نحتية تعبر عن تأليه‬


‫بيوس‬ ‫أنطونينوس‬ ‫اإلمبراطور‬
‫وزوجته فاوستينا الكبرى في حضور‬
‫الربة روما وتجسيد معسكر اإلله‬
‫مارس‪ .‬محفوظ فى متحف الفاتيكان‬
‫–روما‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫لقد كان إلعادة إحياء الديانة الرومانية القديمة عبء كبير‪ ،‬وقد تلمس أغسطس الخطر‬
‫من محاولته تجاهل الطبقة الكهنوتية المسيطرة التي كان لها دور كبير في السيطرة على‬
‫مجريات األمور‪ ،‬ومن أهم إنجازات أغسطس في المجال الدينى هو إحياء الجماعات‬
‫الكهنوتية القديمة والتي يطلق عليها (‪ ،)Collegia‬حيث أقام الرومان هيئات وجماعات‬
‫تتولى اإلشراف على الطقوس والشعائر للتكفير عن الخطايا والغفران وإلرضاء آلهتهم‬
‫وإقامة سالم دائم‪ .‬ففي عام ‪ 42‬ق‪.‬م قام أغسطس ببرنامج إعادة بناء المعابد التي طالها‬
‫الدمار إثر الحروب التي خاضتها الجمهورية‪ ،‬كما قام بتكريس معبد جديد أقامه في الفورم‬
‫القديم ليوليوس قيصر‪ ،‬كما قام بإعادة بناء معبد أبوّلون على البالتين‪ ،‬وقام بإعادة بناء‬
‫معبد مارس المنتقم في ‪ 2‬ق‪.‬م‪ ،‬كم ــا قـ ـ ــام أغس ـ ــطس بإن ـ ـ ـ ــشاء جمــــاعة كهــــــنوتية‬
‫بـــــــــاسم األخــوة أرفال )‪ ، (Fratres Arvales‬حيث أحيا أغسطس هذا الكهنوت‪،‬‬
‫الذي ازدهر بقوة في عصر نيرون (‪68-54‬م) وأصبح اختصاصهم يمتد إلى اإلشراف‬
‫على تقديم القرابين واألضاحي الخاصة بالمناسبات مثل أعياد الميالد الخاصة بالبيت‬
‫اإلمبراطورى‪.‬‬

‫استمر العصر اليوليوكالودي (‪68-14‬م) على نهج أغسطس فقد شهد هذا‬
‫العصر تخليد األباطرة بعد موتهم وخلق شعائر لعبادتهم‪ ،‬وتكوين هيئة دينية من العتقاء‬
‫معينا في‬
‫دور ً‬‫لإلشراف على عبادة األباطرة؛ وبالرغم من أن عبادة األباطرة قد أدت ًا‬
‫نفوس الرومان إال أنها لم تشبع النهم الروحى لهم‪ ،‬ومن ثم راحت العبادات الشعبية تنتشر‬
‫مخالفا للعبادات الرسمية السياسية‪.‬‬
‫ً‬ ‫متخذة طريًقا‬

‫‪110‬‬
‫‪-‬اإلصالح االجتماعى واألخالقى‪-:‬‬
‫اتجه أغسطس إلى االصالح األخالقى ووضع القيم التى انتهكت عند الحروب األهلية‬
‫مع نهاية العصر الجمهورى‪ ،‬وقد استهتر الناس باألخالق والمثل‪ ،‬وقد تفككت األسرة‬
‫الرومانية ولذلك عزم أغسطس على إصدار مجموعة من القوانين الخالقية الخاصة‬
‫بالزواج‪-:‬‬
‫‪ -‬شجعت هذه القوانين الشباب على الزواج بإعطاء امتيازات للمتزوجين على حساب‬
‫العزاب‪ ،‬كما شجعت هذه القوانين على األنجاب وحاربت الزنا وشملت قوانين تنص على‬
‫الحد من اإلسراف ومظاهر البذخ‪،‬وكانت البساطة صفة جوهرية من صفات الرومانى‬
‫القديم التى حاول أغسطس إحيائها‪.‬‬

‫خلفاء أغسطس (أباطرة األسرة اليوليوكالودية) (‪68-14‬م)‬


‫بعد وفاة أغسطس تولى الحكم أربعة أباطرة من أسرته تلقبوا باسم األباطرة اليوليوكالوديين‬
‫نسبة إلى يوليوس (عائلة أغسطس) وكالوديوس(عائلة ليفيا زوجته)‪ ،‬ولم يشهد عهدهم‬
‫اى نزاع حزبى ولكن هذه األسرة مع مرور الوقت انهارت عام ‪69‬ق‪.‬م ‪.‬‬
‫‪-‬حيث تولى اإلمبراطور تيبريوس من الفترة (‪37-14‬م) تولى الحكم في سن ‪55‬عام‪،‬‬
‫لم يشهد عهده أحداث مؤثرة‪ ،‬كان يسير على نهج سلفه أغسطس في سياسته الداخلية‬
‫والخارجية‪.‬‬
‫‪-‬اإلمبراطور جايوس كاليجوال (‪41-37‬م)‪ :‬تولى العرش ولم يتعدى عمره ‪25‬عام‪ ،‬بدأ‬
‫عهد جديد حيث أطلق سراح المسجونين السياسيين‪ -‬وأبدى روح عصرية وميوله للفن‬

‫‪111‬‬
‫والمسرح والرياضة بعكس تيبيريوس ومن ثم أصبح معبود السيناتو والجماهير‪ .‬وقد اهتمم‬
‫بإصالح الطرق الهامة في أسبانيا‪ ،‬وأنشأ العديد من الواليات والممالك في طراقيا‪.‬‬

‫‪-‬اإلمبراطور كالوديوس (‪54-41‬م) تلقى تعليمه على يد المؤرخ الرومانى تاكيتوس‪،‬‬


‫وكانت له د راسات في سير العظماء‪ ،‬تمتع بموهبة كبيرة في كسب عطف الناس وأظهر‬
‫احترامه لمجلس السيناتو واوقف المهازل التى كانت ترتكب ضد المواطنين األبرياء‪ .‬وقد‬
‫بدأ في عهده حركة إنشاء واسعة وأعطى اهتمام كبير للتجارة الدولية‪ .‬وقد أقام عالقات‬
‫وثيقة مع ممالك البحر األسود‪.‬‬

‫‪-‬اإلمبراطور نيرون‪:‬تولى الحكم بعد موت كالوديوس وكان محبا للفن وتلميذ للفيلسوف‬
‫واألديب سينكا‪ ،‬وقد مارس نيرون حياة اللهو والبذخ الذى أنتج عنه إفالس الخزانة العامة‬
‫مما اضطره إلى تخفيض قيمة العملة الرومانية ولجأ إلى عمليات المصادرة من أجل‬
‫تعويض هذا اإلفالس‪ .‬وقد حدث في عصره حريق ضخم دمر حوالى ‪ 10‬أحياء وكانت‬
‫الخسائر مروعة‪ ،‬وفيما يخص حكم الواليات اإلمبراطورية فقد تدهورت الواليات ولم يهتم‬
‫نيرون بالشعوب التابعة له حيث اندلعت الثورات وحركات التمرد‪.‬‬
‫‪-‬حتى مقتل نيرون في عام ‪68‬ق‪.‬م وعمت الفوضى في أرجاء روما وحتى بداية عام‬
‫‪69‬م تعاقب على العرش أربعة من األباطرة هم جالبا‪ -‬وأتو وفيليتوس‪ -‬وأخي ار‬
‫فسباسيانوس‪ ،‬وقد عرف هذا العام باسم عام األباطرة األربعة فلم يكن اإلمبراطور يستقر‬
‫‪112‬‬
‫على عرشه سوى أسابيع أو أشهر قليلة وذلك بسبب تدخل الجيوش الرومانية في العرب‬
‫في شئون السياسة‪.‬‬

‫‪-‬األسرة الفالفية (‪96-69‬م)‪-:‬شملت ثالثة أباطرة هم‪-:‬‬


‫‪-‬اإلمبراطور فسباسيانوس (‪ 79-70‬م) تولى العرش وهو في سن الستين وواجه صراع‬
‫القادة وكان اول إمبراطور من فئة الجنود‪ ،‬وقد حرص فسبسيانوس على إنهاء حركة‬
‫التمرد كما حاول أن يتشبه بأغسطس فراع ينشر الشائعات على أنه رجل المعجزات‪،‬‬
‫وحرص على إقامة العديد من االصالحات العسكرية وأنشأ الجماعات العسكرية التى‬
‫عرفت باسم ‪ Collegia Inventum‬وفضل االعتماد على الطبقة الوسطى المثقفة لتخريج‬
‫كوادر الضباط المدركين لرسالة الجيش‪.‬‬
‫كما أعاد تعمير المنشأت والطرق العامة وإعادة بناء الكابيتول ومن أشهر المنشأت‬
‫المعمارية مبنى الكولوسيوم الذى أمر ببنائه وكان الغرض منه هو إعداد مكان مناسب‬
‫لعرض مباريات المبارزين وكان يسع لخمسين ألف من المشاهدين‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫مبنى الكولوسيوم‬
‫‪-‬اإلمبراطور تيتوس(‪81-79‬ق‪.‬م) كان قائد الحرس البرايتورى وابنا لفسبسيانوس وما أن‬
‫تولى العرش حتى قام بحملة لتقويض مملكة اليهود في أورشليم وهدم هيكل سليمان‪ ،‬وقد‬
‫توفى اإلمبراطور عن عمر يناهز ‪ 42‬عام إثر حمى أصابته وبكاه السيناتو والشعب‬
‫الرومانى ورفع لمصاف األلهة‪.‬‬

‫قوس نصر تيتوس يمثل االستيالء على مقتنيات المعبد اليهودى‬

‫‪114‬‬
‫‪-‬اإلمبراطور دوميتيان (‪96-81‬م)‪:‬هو أخو تيتوس وكان محبا للسلطة والنفوذ وقد‬
‫حرص على إرضاء الجيش وتنظيم وسائل اإلمداد العسكرى‪ ،‬وقد ورث عن أبيه وأخيه‬
‫المهارة المالية اإلدارية‪ ،‬وأصر على جمع الضرائب أول بأول‪ ،‬وحاول إصالح االقتصاد‬
‫الرومانى بالعناية بالزراعة‪ ،‬وقد تم اغتياله على يد زوجته واثنان من الحرس البرايتورى‬
‫لتنتهى عصر األسرة الفالفية‪.‬‬

‫ليبدأ عصر األباطرة الصالحين(‪180-96‬م)‬


‫ويطلق عليه العصر الذهبى لإلمبراطورية الرومانية وتبدأ بتولى اإلمبراطور نيرفا وتنتهى‬
‫بموت ماركوس أوريليوس‪.‬‬
‫‪-‬األمبراطور نيرفا (‪98-96‬م)‪ :‬ينحدر من أسرة عريقة عملت بالقانون وكان محبوبا من‬
‫السيناتو ومن الشعب الرومانى وقد أوقف محاكمات الخيانة العظمى‪ ،‬وأصدر مشروع‬
‫بإنشاء لجنة لمساعدة الفالحين اإليطاليين الفقراء ورعاية أبنائهم المحتاجين‪ ،‬ومن أعظم‬
‫إنجازاته عرفت باسم المعونة ‪ .ALimenta‬وقد بدأ مرحلة جديدة في نظام تولى العرش‬
‫بالتبنى من خارج األسرة فاختار خليفة له من أحد قادة الحرس البرايتورى الحازمين وهو‬
‫حاكم ألمانيا تراجانوس‪.‬‬

‫‪-‬اإلمبراطور (تراجانوس) ‪117-98‬ق‪.‬م‪ :‬هو أول إمبراطور يجلس على العرش ينحدر‬
‫من أصول غير رومانية وبالتحديد من أصل أسبانى‪ ،‬تقلد العديد من المناصب –ووسع‬
‫نظام المعونة الغذائية والرعاية التعليمية ألبناء الفقراء وحرص على تحسين الطرق‬
‫‪115‬‬
‫والكبارى والجسور والموانئ‪ .‬وشهد عهده ثورة اليهود الكبرى في عام ‪115‬ق‪.‬م والتى‬
‫بدأت في قورينة وامتدت إلى قبرص ومصر وفلسطين إال أنه قمعها بكل عنف‪ .‬كما أقام‬
‫حملتين عسكريتين على مملكة البارثيين‪.‬‬

‫عمود تراجان – ساحة روما‬


‫‪116‬‬
‫خريطة األمبراطورية الرومانية خالل القرن الثاني الميالدي‬

‫‪117‬‬
‫‪-‬اإلمبراطور هادريان(‪138-117‬م)‪-:‬تمتع باحترام كبير من قوات الجيش وبين جموع‬
‫الشعب الرومانى‪ ،‬وورث هادريان إمبراطورية كبيرة مترامية األطراف بعد التوسع العسكرى‬
‫الذى قام به تراجان‪ ،‬ولذلك اتخذ هادريان قرار بإحداث تغيير شامل في السياسة الخارجية‬
‫لوقف النزيف االقتصادى وإحياء السالم الرومانى‪ ،‬وهجر سياسة التوسع‪ .‬كما أصبحت‬
‫اصالحاته في مجال التشريع وأصبحت ق ارراته مصدر للقوانين التشريعية‪.‬‬

‫‪-‬اإلمبراطور أنطونينوس بيوس التقى (‪161-138‬م)‪ :‬كسب اإلمبراطور الجديد لقب‬


‫بيوس أى التقى تعبي ار عن تقواه وورعه تجاه هادريان وبسبب إلتزامه بالواجب والفضائل‬
‫الرومانية‪ ،‬حكم ‪23‬عام هادئة ولم يحدث في عصره أى ثورات‪ ،‬وقد أدى تنظيم الجهاز‬
‫المالى في عصر هادريان إلى االستقرار االقتصادى وامتألت الخزانة العامة باألموال‬
‫التى راح أنطونينوس ينفق على التعمير والعمران وأعمال الخير‪.‬‬

‫‪-‬اإلمبراطور ماركوس أوريليوس (‪180-161‬م)‪ :‬كان ماركوس أوريليوس فيلسوفا‬


‫بطبيعته وفى البداية أشرك معه أخوه بالتبنى وهو لوكيوس فيروس وتمكن من محاربة‬
‫البارثيين‪ ،‬كما حارب في الدانوب وهناك توفى شريكه لوكيوس فيروس وانفرد ماركوس‬
‫بالحكم‪ ،‬وقد اعتبر نفسه عضوا عاديا في مجلس السيناتو عند حضور جلساته‪ ،‬وكان‬
‫يتأثر بالفلسفة الرواقية‪ ،‬وكانت سياسته العامة هى حماية الفقراء ورعايتهم وتوفير حاجاتهم‬
‫من الغذاء‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪-‬كومودوس (‪192-180‬م)‪:‬انهمك في عالمه الخاص تاركا الحكم واحتقر السيناتو‬
‫واكتشف مؤامرة يحيكها ضده زعماء السيناتو فانتقم بوحشية من أعضاء المجلس‪ .‬وقد‬
‫تدهور االقتصاد في عهده وأغرق نفسه في الترف والملذات حتى أفرغ الخزانة وتركها‬
‫خاوية‪ ،‬ونتيجة تصرفاته الخاطئة تأمر عليه قائد الحرس البرايتورى‪ ،‬وقتل لتبدأ فترة صراع‬
‫القادة العسكريين على العرش‪.‬‬

‫‪-‬األسرة السيفيرية (‪211-193‬م)‪:‬‬


‫اإلمبراطور سبتميوس سيفيروس (‪ 211-193‬م)‪ :‬بالرغم من أصله الفينيقى إال أنه تلقى‬
‫تعليما رومانيا وثقافة التينية حيث درس الفلسفة في أثينا والقانون في روما‪ ،‬وكان طموحا‬
‫متعطشا للجاه والسلطان وكانت عقليته مزيج بين البيرقراطية والعسكرية وعزم على تغيير‬
‫هيكل نظام حكم المواطن األول‪ ،‬وقد اعتبر الجيش هو جوهر السلطة والحكم ومن ثم‬
‫أعطى الجنود وضعا متميزا‪ ،‬ومن المزايا التى حصل عليها الجنود في عهده زيادة كبيرة‬
‫في الرواتب بحجة تعويضهم عن زيادة األسعار التى ارتفعت كثي ار في عصر كومودوس‪،‬‬
‫وفتح الباب أمام العسكريين لتولى الوظائف المدنية‪ .‬وقد اتسم عصره بازدياد رقابة الدولة‬
‫على الجمهور وذلك عنطريق أجهزة ذات طابع عسكرى‪-‬وقد ظهرت في حكمه بوادر‬
‫انهيار الحياة السياسية واالقتصادية مثل انعدام األمن وظهور قطاع الطرق الذين زادت‬
‫سطوتهم في الواليات‪ ،‬أما عن سياسته الخارجية فقد هاجم مملكة البارثيين وأنشأ والية‬
‫مابين النهرين‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪-‬اإلمبراطور كراكال وأخيه جيتا (‪218-211‬م) بدأ الصراع بين األخوين عقب وفاة‬
‫والدهم اإلمبراطور سبتميوس وانتهى بعد عام واحد بمقتل جيتا في مؤامرة دبرها له كراكال‪،‬‬
‫وجعل من نصيحة أبيه بالعناية بالجيش واالعتماد عليه في كافة شئون الحكم واإلدارة‪،‬‬
‫ولم يضيف كراكال جديد في مجال السياسة والحرب‪ ،‬فيما عدا الدستور األنطونينى أو‬
‫مايعرف باسم قانون كراكال الذى يقضى بمنح األحرار من ساكنى الواليات اإلمبراطورية‬
‫حق المواطنة الرومانية وهذا القانون صدر في عام ‪212‬م‪.‬‬
‫وعموما فيما يخص مغامراته العسكرية فقد حاول السير على خطى اإلسكندر األكبر وبدأ‬
‫مغامرته العسكرية في الغرب عندما سحق قبائل األلمانيين ثم اتجه شرقا حتى وصل إلى‬
‫سوريا دون مقاومة وسار إلى اإلسكندرية وجمع الشباب السكندرى وقام بمذبحة اإلسكندرية‬
‫الذى قتل فيها العديد من السكندريين‪ ،‬وتم اغتياله في روما بعد تدهور أحوالها التى‬
‫وصلت إلى مرحلة اإلفالس في أواخر عام ‪217‬م‪.‬‬

‫‪-‬اإلمبراطور ألجابالوس السورى (‪222-218‬م) تفرغ هذا اإلمبراطور لنشر عبادة إله‬
‫الشمس الذى كان يعمل كاهنا له في مدينة حمص السورية وأغتيل ليتولى بعده ألكسندر‬
‫سيفيروس الذى حكم (‪235-222‬م) وألنه كان ضيعفا فشل فى مواجهة الفرس واأللمان‬
‫فاغتاله جنده لتقاعسه عن محاربة األلمان وعينوا بدال منه قائدهم ماكسيمينوس الذى‬
‫تولى الحكم من تركيا عام ‪235‬م لتبدأ الفوضى والتفكك واالنهيار االقتصادى‪ ،‬واستمر‬
‫الحال خمسون عام حتى ‪284‬م حيث ظهر اإلمبراطور دقلديانوس ليتولى العرش ويعيد‬
‫عهد األباطرة الصالحين ويبدأ عصر اإلمبراطورية الرومانية المتأخرة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الحياة الدينية خالل نهاية العصر الرومانى المبكر‪-:‬‬

‫‪ -‬إبان القرن الثاني الميالدي سادت العدالة والحرية في ظل نظام حكومي وعسكري‬
‫محكم وتحقق للمواطنين مزايا وساد األمن والطمأنينة‪ ،9‬وشعر الشعب ألول مرة برعاية‬
‫الدولة لهم‪ ،‬وأتيحت فرص التعليم أمام الجميع وقد نجحت اإلمبراطورية في بناء الطرق‬
‫المعبدة التي تربط بين أجزاء اإلمبراطورية فقد سادت حالة من االستقرار أدى إلى تنظيم‬
‫الدولة للمهرجانات العديدة واألعياد من أجل تمجيد اآللهة والترفيه على المواطنين؛ وكان‬
‫الغرض من تلك االحتفاالت هو فرض النظام الديني وإشارة للوحدة واستجابة لآللهة‪.10‬‬

‫نبع عن التسامح العام رغبة من أصحاب العقائد والجماعات المختلفة احترام اآللهة‬
‫صور مختلفة إلله واحد‪ ،‬وكان الجميع على استعداد لمزج جميع تلك العقائد في‬
‫ًا‬ ‫واعتبارها‬
‫عقيدة كبرى‪ ،‬ولهذا وصف هذا العصر بأنه عصر المزج الديني والفكري وفي نفس الوقت‬
‫تمهيدا‬
‫ً‬ ‫كانت الجماهير تتعطش لديانة أسمى تحقق لمعتنقيها الخلود الروحي وكان هذا‬
‫النتشار الديانات التوحيدية‪.11‬‬

‫منذ بداية القرن الثالث الميالدي كان من الطبيعى مع تحرك مركز الجاذبية‬

‫لإلمبراطورية الرومانية إلى الشرق‪ :‬أن يترك التأثير الشرقي ً‬


‫أيضا بصمته على الجانب‬
‫الديني والفكري‪ .‬فقد شهدت تلك الفترة زعزعة التراث الديني القديم‪ ،‬حيث أصبحت الديانة‬

‫‪ - 9‬سيد أحمد الناصرى ‪302 :1991‬‬


‫‪Fowler, W. 1911: 34. - 10‬‬
‫‪Stuart, J. 1912: 280. - 11‬‬
‫‪121‬‬
‫الرومانية القديمة غير قادرة على إشباع رغبة معظم الشرائح االجتماعية‪ .‬فاتجه الناس‬
‫إلى الديانات الشرقية التي كانت سائدة بالفعل خالل العصر األنطونيني (‪161-138‬م)‬
‫ومثي ار‪13‬؛ حيث امتازت‬ ‫‪12‬‬
‫والتي وصلت إلى ذروة شعبيتها في هذا العصر‪ ،‬مثل إيزيس‬
‫هذه الديانات الشرقية بعقائدها وطقوسها الجاذبة ومواساتها للمتألمين في هذه الحياة ألنها‬
‫تبشر بالنعيم وبحياة أخرى أسعد ألتباعها‪.14‬‬

‫بالغ اإلمبراطور سبتميوس سيفيروس (‪211-193‬م) باالهتمام بالجانب العسكري‬


‫وبذلك خرج عن التقاليد الرومانية‪ ،‬حيث قام أنشأ حرس جديد من سائر الواليات كما‬
‫مرسوما يمنع الرعية من‬
‫ً‬ ‫جعل الخدمة العامة إجبارية؛ في حين أصدر في عام ‪202‬م‬

‫‪ - 12‬اإللهة إيزيس‪ :‬كانت اإللهة إيزيس المعروفة باسم " إيسيت" وتعني المتربعة على عرشها‪ ،‬وهي ربة القمر‬
‫واألمومة عند المصريين القدماء‪ ،‬وذاع صيتها بسبب ا ستعادتها لجثة أخيها وزوجها أوزوريس الذي أصبح في‬
‫المعتقدات المصرية القديمة إلها للعالم اآلخر بعد أن قتله أخاه ست‪ .‬وتعد اإللهة إيزيس هي األم في ثالوث اإلسكندرية‬
‫شيد لها العديد من المعابد وكانت في المعتقد المصري‬ ‫ونالت مكانة عظيمة خًلل العصرين اليوناني والروماني‪ ،‬و ُ‬
‫القديم هي إلهة األرض والقوى المتحكمة في األرض ونباتها‪ ،‬واعتبرت ربة للزراعة والمحاصيل الزراعية‪ ،‬حيث‬
‫اعتبرها المصريون مكتشفة القمح؛ ولذلك اقترنت (بديمتر ‪ -‬كيريس)‪ ،‬وكان إليزيس العديد من االحتفاالت التي قدمت‬
‫فيها أيضا باكورة الثمار باعتبارها مكتشفة نبات القمح والشعير‪ .‬للمزيد‪ ،‬راجع ‪Smith, W. s.v. Isis; Kennedy,‬‬
‫‪M. 1998: 52.‬‬
‫‪- 13‬اإلله ميثرا ‪ :Mithra‬هو إله النور عند الفرس ويعني اسمه بالفارسية "الشمس"‪ ،‬وقد انتشرت عبادته عند الرومان‬
‫بد اءا من نهاية القرن األول ق‪.‬م‪ ،‬وامتدت حتى وصلت إلى ذروتها مع بداية القرن الثاني الميًلدي‪ ،‬وأصبحت تسيطر‬
‫على أفكار اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬وتقام وجبة الذبيحة المطلوبة في عبادة ميثرا؛ فكان لها ممارسات تظهر في‬
‫تخصيص غرفة طعام كبيرة ملحق بها المذبح‪ ،‬وكانت موائد القرابين تحتوي على الماء والخبز المقدم مع النبيذ‪ ،‬أما‬
‫عن التضحيات الحيوانية؛ فكانت تتم خارج تلك الحجرة في إحدى الكهوف‪ ،‬وكان ميثرا يصور بهيئة شاب وسيم‬
‫المًلمح يرتدي رداء يصل طوله إلى الركبتين وذي أكمام طويلة تصل إلى الرسغين‪ ،‬بحزام عند الخصر‪ ،‬ويرتدي‬
‫القبعة الفريجية (شكل‪ ،) 1‬وهي عبارة عن غطاء للرأس قد تبدو مستديرة عند نهايتها وبها انثناءة من أعلى عند القمة‬
‫التي بدت محشوة بمواد أخرى تجعلها تميل من األمام‪Smith, W. 1890: s.v. Taurobolium; Kennedy, .‬‬
‫‪M. 1998: 210.‬‬
‫للمزيد‪.‬راجع‪Turcan, R. 1980: 34ff; Farone, C., & Naiden, F. 2012: 156: .‬‬
‫أما لمزيد من التفاصيل عن المًلبس الفريجية بأنواعها‪ ،‬راجع‪ :‬شيماء عبدالمنعم ‪229 : 2010‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ - 14‬سيد أحمد الناصري ‪Rostovtzeff, M. 1944: 82; .335 :1998‬‬
‫‪122‬‬
‫مبرر ذلك بأنهم قوم مثيرون للشغب والتمرد‪،‬‬
‫اعتناق الديانة اليهودية أو المسيحية‪15‬؛ ًا‬
‫خاصة بعد أن رفضوا المشاركة في الحياة العامة لإلمبراطورية واالحتفاالت الدينية‪،‬‬
‫ويتضمن المرسوم‪ :‬تعليمات كل الوالة في كافة األقاليم بمتابعة عملية تقديم القرابين‬
‫والتضحيات من قبل الفئتين أمام تماثيل اإلمبراطور‪ ،‬وكل من يخالف ذلك يعاقب بالحرق‬
‫والتعذيب والضرب حتى الموت‪ ،‬ومن بعده تولى العسكريون الذين يفتقرون إلى الخبرة‬
‫المدنية مقاليد الحكم‪.16‬‬

‫كان منتصف القرن الثالث الميالدي نذير أزمة كبرى حيث انتقلت السلطة من يد‬
‫النبالء الرومان إلى يد الطبقات األرستقراطية‪ ،‬حينما وقع العرش في عام ‪284‬م في يد‬
‫حاكم إداري عسكري وهو دقلديانوس (‪305-284‬م)؛ فقسم اإلمبراطورية إلى أربعة أجزاء‬
‫رغبة منه في مجابهة مقتضيات الموقف الجديد‪ ،‬وأصبح هناك أربعة حكام يتشاركون‬
‫معه في الحكم؛ فمرت اإلمبراطورية خالل الفترة (‪285-235‬م) بمرحلة عدم استقرار‪،‬‬
‫حيث كانت اإلمبراطورية تقاتل من أجل البقاء‪.17‬‬

‫‪ - 15‬لقد نظرت الحكومة الرومانية منذ عصر نيرون (‪68-54‬م) نظرة الشك إلى المسيحيين ولم يكن عداء األباطرة‬
‫عصرا للحرية كما أن الرومان لم يتدخلوا‬
‫ا‬ ‫الصالحين لهذه الديانة قائ اما على اعتراض العقيدة؛ ألن هذه العصور كانت‬
‫في الديانات المنتشرة بين رعاياهم ومنها اليهودية‪ ،‬ولكن كان العداء الوحيد للمسيحيين نابعاا من منطلق سياسي وهو‬
‫عزوف المسيحيين عن تقديم القرابين لإلمبراطور الروماني باعتباره إل اها وحرق البخور أمام تماثيله مما أعتبره‬
‫األباطرة تمردا سياسياا على سلطة اإلمبراطور واإلمبراطورية‪ ،‬واعتبروها بمثابة خيانة عظمى للدولة الرومانية‪ ،‬وقد‬
‫أرجع البعض السبب في هذا المرسوم هو خوف اإلمبراطور من المسيحية على وحدة اإلمبراطورية؛ حيث انتشرت‬
‫المسيحية بسرعة كبيرة خاصة في الواليات الشرقية‪ ،‬وقد أصبحوا شديدي التأثير بل وزادت أعدادهم بشكل كبير‪،‬‬
‫ويرى البعض أن سبب االضطهاد يعود إلى زيارة سبتيموس سيفيروس إلى مصر عام ‪200‬م‪ ،‬وإصدار هذا المرسوم‬
‫بعد شيوع مذاهب دينية متعددة في مصر وشمال أفريقيا‪ .‬للمزيد عن تلك المرحلة التاريخية راجع‪ :‬سيد أحمد الناصرى‬
‫‪344 :1991‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ -16‬سيد أحمد الناصرى ‪ 204 :1991‬ومابعدها‬
‫‪ - 17‬سيد أحمد الناصرى ‪344 :1991‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪Beard, M., North, J.& Price, S. 1998: 272f.‬‬
‫‪123‬‬
‫لما كانت عقيدة الرومان الدينية تعتمد على مبدأ إطعام اإلله ألن اإلله هو الذي‬
‫أنضج الخبز‪ ،‬وأعد األغذية‪ ،‬وإلشباع جوع اآللهة وعطشها إذا أراد أن يتجنب غضبهم‪.‬‬
‫اما عليهم تقديم بواكير الثمار لآللهة؛ وبذلك كان الغذاء يقتسم مابين البشر‬ ‫فكان لز ً‬
‫واآللهة؛ ألن اآللهة في المفهوم األسطوري على غرار البشر‪ ،‬كما كان عادة تقديم القرابين‬
‫لآللهة هي أساس لنظام اجتماعي للدولة الرومانية‪18‬؛ بسبب طقوس العبادة القائمة على‬
‫تقديمات القرابين من أجل تغذية اإلله بكل مايلذ حواسه من أشياء مادية من لحوم وكعك‬
‫وخمر وعطور ومالبس وحلى‪ ،‬وغيرها‪.19‬‬

‫كما كانت التضحية وترتيل الصلوات على المذبح بمثابة احتفال مقدس‪ ،‬وتأتي‬
‫التضحية من جراء تتبع المواد الملوثة أو التي تم تدنيسها لتطهيرها عن طريق النار‬
‫المقدسة‪ ،‬لتصبح تلك القرابين ذات قدسية بعد عبورها إلى منطقة اإلله المقدسة‪ ،‬وتذكر‬
‫المصادر وجوب تجهيز القربان والتزام الكاهن بطقوس اختيار حيوان القرابين‪ ،‬لتذهب‬
‫عن طيب خاطر إلى الذبح بعد موافقة اآللهة ‪.20‬‬

‫كان للمواطن الروماني الحق في تقديم القرابين لآللهة باسم المدينة‪ ،‬وعلى العكس‬
‫أساسا إلى األسرة‬
‫لم يكن هذا الحق لألجنبي إذ ليس له نصيب من الديانة‪ ،‬وترمز الديانة ً‬
‫التي تورث السلطة السياسية‪ ،‬وكان رب األسرة (‪ )Paterfamilias‬وهو مسئول السلطة‬
‫في األسرة مثلما الحال بالنسبة لإلمبراطور فهو المسئول عن اإلمبراطورية ويقوم بالهيمنة‬

‫‪Heyman, G. 2007: 44. - 18‬‬


‫‪Morresi, F. 2012: 17. - 19‬‬
‫‪- 20‬انظر الفصل األول‪ :‬المبحث الثالث‪90 :‬‬
‫‪124‬‬
‫على كل من حوله‪ .21‬مع مالحظة التركيبة البيئية للرومان وانتمائهم للبيئة الزراعية التي‬
‫نبتت منها تلك الطقوس العديدة والتي قامت عليها الديانة الرومانية‪ ،‬وجب عليهم الحفاظ‬
‫على أصولهم الزراعية من خالل إقامة االحتفاالت وتقديم القرابين في المدن والواليات‬
‫أيضا في حياتهم المدنية‬
‫حتى يثبتوا أن موروثاتهم القديمة مازالت سائدة‪ ،‬وطوعت ً‬
‫الجديدة‪.22‬‬

‫مشهد تقديم القرابين من اإلمبراطور ماركوس أوريليوس أمام معبد الكابيتول‬

‫‪Livy, History, 1.20.1; Heyman, G. 2007: 16. - 21‬‬


‫‪Morresi, F. 2012: 17. - 22‬‬
‫‪125‬‬
‫الصورة‬ ‫األسم‬ ‫الخالفة‬ ‫فترة الحكم‬

‫ابن أخ من بعيد وابن أغسطس‬


‫بالتبني لـيوليوس قيصر ‪.‬‬
‫إمبراطورا بحكم (بالًلتينية‪: IMPE‬‬
‫ا‬ ‫‪16‬يناير‪ 27 ،‬ق‪.‬م – ‪ 19‬أغسطس‪ ،‬أصبح‬
‫الواقع نتيجة "التسوية ‪RATOR‬‬ ‫‪ 14‬م‬
‫األولى" بينه وبين مجلس ‪CAESAR DIVI‬‬
‫‪FILIVS AVGV‬‬ ‫الشيوخ الروماني‪.‬‬
‫)‪STVS‬‬

‫الطبيعي لـليفيا تيبيريوس‬ ‫االبن‬


‫الزوجة‬ ‫دروسيًل‪،‬‬
‫من (بالًلتينية‪: TIBE‬‬ ‫الثالثة ألغسطس‪،‬‬
‫‪18‬سبتمبر‪ 14 ،‬م – ‪ 16‬مارس‪ 37 ،‬زواج سابق؛ األخ غير ‪RIVS CAESA‬‬
‫‪R‬‬ ‫والزوج ‪DIVI‬‬ ‫الشقيق‬ ‫م‬
‫الثالث لجوليا الكبرى‪ ،‬ابنة ‪AVGVSTI‬‬
‫أغسطس‪ .‬التي تبناها ‪FILIVS‬‬
‫أغسطس كابنته ووريثته‪AVGVSTVS) .‬‬

‫كاليغوال‬

‫إبن شقيق وحفيد ُمتبني من (بالًلتينية‪: GAIV‬‬


‫‪S‬‬ ‫االبن ‪IVLIVS‬‬ ‫تيبيريوس‪،‬‬
‫‪CAESAR‬‬ ‫‪18‬مارس‪ 37 ،‬م – ‪ 24‬يناير‪ 41 ،‬م‬
‫الطبيعي لـجرمانيكوس‪،‬‬
‫‪AVGVSTVS‬‬ ‫حفيد كبير لـ أغسطس‪.‬‬
‫‪GERMANICV‬‬
‫)‪S‬‬

‫كلوديوس‬
‫عم كاليغوال‪ .‬شقيق‬
‫(بالًلتينية‪: TIBE‬‬ ‫جرمانيكوس ابن أخ‬
‫‪RIVS CLAVD‬‬ ‫‪25/26‬يناير‪ 41 ،‬م – ‪ 13‬أكتوبر‪ ،‬تيبيريوس‪ .‬ابن أخ كبير‬
‫‪IVS CAESAR‬‬ ‫وحفيد من أغسطس‪ ،‬أعلن‬ ‫‪ 54‬م‬
‫‪AVGVSTVS‬‬ ‫من‬ ‫كإمبراطور‬
‫‪GERMANICV‬‬ ‫قبل الحرس البريتوري‪.‬‬
‫)‪S‬‬

‫‪126‬‬
‫ابن أخ كبير‪ ،‬وأبن نيرون‬

‫الزوجة‪ ،‬وابن في القانون (بالًلتينية‪: NERO‬‬


‫وابن بالتبني من كلوديوس‪CLAVDIVS .‬‬
‫‪13‬أكتوبر‪ 54 ،‬م – ‪ 9‬يونيو‪ 68 ،‬م ابن أخ كاليجوال‪ .‬أبن أخ ‪CAESAR‬‬
‫من بعيد من تيبيريوس‪AVGVSTVS .‬‬
‫حفيد جرمانيكوس‪ ،‬حفيد ‪GERMANICV‬‬
‫)‪S‬‬ ‫حفيد أغسطس‬

‫عام األباطرة األربعة والسًللة الفًلفية (‪ 96-68‬م)‬

‫الصورة‬ ‫األسم‬ ‫الخًلفة‬ ‫فترة الحكم‬

‫غالبا‬

‫يونيو ‪ 68 ،8‬م – ‪ 15‬يناير‪ ،‬حصل علي الحكم بعد (بالًلتينية‪: SERVIV‬‬


‫إنتحار نيرون‪ ،‬بدعم من ‪S‬‬ ‫‪ 69‬م‬
‫‪SVLPICIVS GAL‬‬ ‫الجيوش اإلسبانية‬
‫‪BA CAESAR‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫أوثو‬

‫(بالًلتينية‪: MARCV‬‬
‫‪15‬يناير‪ 69 ،‬م – إبريل ‪ ،16‬عُين بواسطة الحرس ‪S‬‬
‫‪SALVIVS OTHO‬‬ ‫البريتوري‬ ‫‪ 69‬م‬
‫‪CAESAR‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫‪127‬‬
‫فيتليوس‬
‫استولى على السلطة‬
‫‪17‬إبريل‪ 69 ،‬م – ‪ 20‬بدعم من الجيوش (بالًلتينية ‪: AVLVS‬‬
‫(مضادا ا ‪VITELLIVS GER‬‬ ‫األلمانية‬ ‫ديسمبر‪ 69 ،‬م‬
‫‪MANICVS‬‬ ‫لـ غالبا‪/‬أوثو)‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫فسبازيان‬
‫أستولى على السلطة (بالًلتينية ‪: TITVS‬‬
‫‪21‬ديسمبر‪ 69 ،‬م – ‪ 24‬بدعم من الجيوش ‪FLAVIVS‬‬
‫ا‬ ‫يونيو‪ 79 ،‬م‬
‫(مضادا ‪CAESAR VESPA‬‬ ‫الشرقية‬
‫‪SIANVS AVGVS‬‬ ‫لـ فيتليوس)‬
‫)‪TVS‬‬

‫تيتوس‬

‫(بالًلتينية‪: TITVS F‬‬


‫‪LAVIVS‬‬ ‫‪24‬يونيو‪ 79 ،‬م – ‪13‬‬
‫إبن فسبازيان‬
‫‪CAESAR‬‬ ‫سبتمبر‪ 81 ،‬م‬
‫‪VESPASIANVS‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫دوميتيان‬

‫(بالًلتينية ‪: TITVS‬‬
‫‪FLAVIVS‬‬ ‫‪14‬سبتمبر‪ 81 ،‬م – ‪18‬‬
‫إبن فسبازيان‬
‫‪CAESAR DOMI‬‬ ‫سبتمبر‪ 96 ،‬م‬
‫‪TIANVS AVGVS‬‬
‫)‪TVS‬‬

‫‪128‬‬
‫السًللة األنطونية( ‪)192-96‬‬

‫الصورة‬ ‫األسم‬ ‫الخًلفة‬ ‫فترة الحكم‬

‫نيرفا‬
‫عُين‬
‫(بالًلتينية ‪: MARCVS‬‬ ‫‪18‬سبتمبر‪ 96 ،‬م – ‪ 27‬يناير‪ ،‬بواسطة مجلس‬
‫‪COCCEIVS NERV‬‬ ‫الشيوخ‬ ‫‪ 98‬م‬
‫‪A CAESAR‬‬ ‫الروماني‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫تراجان‬

‫‪28‬يناير‪ 98 ،‬م – ‪ 7‬أغسطس‪ ،‬االبن المتبنى (بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬


‫‪MARCVS VLPIVS‬‬ ‫ووريث نيرفا‬ ‫‪ 117‬م‬
‫‪NERVA TRAIAN‬‬
‫)‪VS AVGVSTVS‬‬

‫هادريان‬

‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬
‫‪11‬أغسطس‪ 117 ،‬م – ‪ 10‬األبن ال ُمتبني ‪PVBLIVS AELIVS‬‬
‫ووريث تراجان ‪TRAIANVS HAD‬‬ ‫يوليو‪ 138 ،‬م‬
‫‪RIANVS AVGVST‬‬
‫)‪VS‬‬

‫أنطونيوس بيوس‬

‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬
‫‪TITVS‬‬ ‫‪10‬يوليو‪ 138 ،‬م – ‪ 7‬مارس‪ ،‬األبن ال ُمتبني ‪AELIVS‬‬
‫ووريث هادريان ‪HADRIANVS AN‬‬ ‫‪ 161‬م‬
‫‪TONINVS AVGV‬‬
‫)‪STVS PIVS‬‬

‫‪129‬‬
‫األبن ال ُمتبني‬
‫ووريث أنطونيو‬
‫س‬
‫لوسيوس فيروس‬ ‫بيوس وصهر‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫ماركوس‬
‫‪7‬مارس‪ 161 ،‬م – ? مارس‬
‫‪LVCIVS AVRELI‬‬ ‫أوريليوس‪،‬‬
‫‪ 169‬م‬
‫‪VS VERVS AVGV‬‬ ‫شارك‬
‫)‪STVS‬‬ ‫اإلمبراطور مار‬
‫كوس‬
‫أوريليوس في‬
‫الحكم حتي وفاته‬

‫ال ُمتبني‪،‬‬‫األبن‬
‫صهر‬
‫ماركوس أوريليوس‬ ‫ووريث أنطونيو‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫بيوس‪،‬‬ ‫س‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫‪7‬مارس‪ 161 ،‬م –‪ 17‬شارك‬
‫‪AVRELIVS ANTO‬‬ ‫اإلمبراطور لو‬ ‫مارس‪ 180 ،‬م‬
‫‪NINVS‬‬ ‫سيوس أورليوس‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫فيروس في‬
‫الحكم حتي ‪169‬‬
‫م‬

‫كومودوس‬ ‫األبن‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫الطبيعي لـماركو‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫س أوريليوس؛‬
‫‪177‬م – ‪ 31‬ديسمبر‪ 192 ،‬م‬
‫‪AVRELIVS COM‬‬ ‫االمبراطور‬
‫‪MODVS ANTONI‬‬ ‫من‬ ‫المشترك‬
‫)‪NVS AVGVSTVS‬‬ ‫‪ 177‬م‬

‫األسرة السيفيرية ‪)235–193‬‬

‫لصورة‬ ‫األسم‬ ‫الخًلفة‬ ‫فترة الحكم‬

‫‪130‬‬
‫تم‬
‫تع‬
‫ي‬
‫ن‬
‫ه‬
‫بو‬
‫ا‬
‫س‬
‫ط‬
‫ة‬
‫برتيناكس‬
‫(ا‬
‫بالًلتينية‪: CAES‬‬ ‫‪1‬يناير‪ 193 ،‬م – ‪28‬‬
‫‪AR PVBLIVS‬‬ ‫ل‬
‫مارس‪ 193 ،‬م‬
‫‪PE‬ح ‪HELVIVS‬‬
‫‪RTINAX AVG‬‬ ‫ر‬
‫)‪VSTVS‬‬‫س‬
‫ا‬
‫ل‬
‫ب‬
‫ر‬
‫ي‬
‫تو‬
‫ر‬
‫ي‬

‫ديديوس جوليانوس‬

‫بإنتخابات (بالًلتينية‪: CAES‬‬ ‫فاز‬


‫‪AR‬‬ ‫‪28‬مارس‪ 193 ،‬م – ‪ 1‬أجراها الحرس‬
‫أجل ‪MARCVS DID‬‬ ‫البريتوري من‬ ‫يونيو‪ 193 ،‬م‬
‫‪IVS SEVERV‬‬ ‫منصب اإلمبراطور‬
‫‪S IVLIANVS‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫‪131‬‬
‫سيبتيموس‬
‫سيفيروس‬

‫(بالًلتينية‪: CAES‬‬
‫‪9‬أبريل‪ 193 ،‬م – ‪ 4‬استولى على السلطة بدعم ‪AR‬‬
‫‪LVCIVS SEPT‬‬ ‫[‪]a‬‬
‫من جيوش بانونيا‬ ‫فبراير‪ 211 ،‬م‬
‫‪IMIVS‬‬
‫‪SEVERVS PE‬‬
‫‪RTINAX‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫أبن سيبتيموس سيفيروس‪ ،‬كاراكًل‬


‫اإلمبراطور‬ ‫شارك‬
‫سيفيروس في الحكم من (بالًلتينية‪: CAES‬‬
‫‪ 198‬م‪ ،‬ومع سيفيروس ‪AR MARCVS‬‬
‫‪198‬م – ‪ 8‬أبريل‪ 217 ،‬م و غيتا من ‪ 209‬م حتي ‪AVRELIVS S‬‬
‫فبراير ‪ 211‬م‪ ،‬كما شارك ‪EVERVS ANT‬‬
‫االمبراطور غيتا حتى ‪ONINVS PIVS‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫ديسمبر ‪ 211‬م‬

‫إبن سيبتيموس سيفيروس‪ ،‬غيتا‬


‫اإلمبراطور‬ ‫شارك‬
‫سيفيروس و كاراكًل في (بالًلتينية‪: CAES‬‬
‫‪209‬م – ‪ 26‬ديسمبر‪ ،‬الحكم من ‪ 209‬م حتي ‪AR PVBLIVS‬‬
‫فبراير ‪ 211‬م‪ ،‬وشارك ‪SEPTIMIVS G‬‬ ‫‪ 211‬م‬
‫اإلمبراطور كاراكًل حتى ‪ETA AVGVST‬‬
‫)‪US‬‬ ‫ديسمبر ‪ 211‬م‬

‫ماكرينوس‬
‫كان قائد برايتوري تحت‬
‫(بالًلتينية‪: CAES‬‬
‫حكم كاراكًل‪ ،‬وربما تآمر‬
‫‪AR MARCVS‬‬
‫على قتل كاراكًل وأعلن‬
‫‪OPELLIVS‬‬
‫‪11‬أبريل‪ 217 ،‬م – ‪ 8‬نفسه اإلمبراطور بعد‬
‫‪SEVERVS M‬‬
‫جعل‬ ‫كاراكًل‪،‬‬ ‫يونيو‪ 218 ،‬م‬
‫‪ACRINVS AV‬‬ ‫[اإلنجليزية]‬
‫ابنه ديادومينيان‬
‫‪GVSTVS PIVS‬‬
‫ُمشارك االمبراطور في‬
‫)‪FELIX‬‬
‫[اإلنج‬ ‫مايو ‪ 218‬م‬
‫مع ديادومينيان‬
‫ليزية]‬

‫‪132‬‬
‫(بالًلتينية‪: MAR‬‬
‫‪CVS‬‬
‫‪OPELLIVS‬‬
‫‪ANTONINVS‬‬
‫‪DIADVMENI‬‬
‫)‪ANVS‬‬

‫إيل جبل‬
‫القانون (بالًلتينية‪: MAR‬‬ ‫في‬ ‫حفيد‬
‫‪CVS‬‬ ‫‪،‬‬ ‫سيفيروس‬ ‫سيبتيموس‬ ‫‪8‬يونيو‪ 218 ،‬م – ‪ 11‬من‬
‫االمبراطور المعلن من قبل ‪AVRELIVS‬‬ ‫مارس‪ 222 ،‬م‬
‫‪ANTONINVS‬‬ ‫الحشود السورية‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫سيفيروس ألكسندر‬
‫القانون (بالًلتينية‪: CAES‬‬ ‫في‬ ‫حفيد‬
‫‪13‬مارس‪ 222 ،‬م – ‪ 18‬من سيبتيموس سيفيروس‪AR MARCVS ،‬‬
‫ابن عم وريث بالتبني ‪AVRELIVS S‬‬ ‫مارس‪ 235 ،‬م‬
‫‪EVERVS‬‬ ‫من إيل جبل‬
‫‪ALEXANDER‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫‪133‬‬
‫أزمة القرن الثالث ( ‪)285–235‬‬

‫الصورة‬ ‫األسم‬ ‫الخًلفة‬ ‫فترة الحكم‬

‫أعلن‬
‫ماكسيمينوس ثراكس‬
‫اإلمبراطور من‬
‫الجيوش (بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫‪20‬مارس‪ 235 ،‬م – قبل‬
‫‪GAIVS‬‬ ‫بعد ‪IVLIVS‬‬ ‫األلمانية‬ ‫يونيو ‪ 238‬م‬
‫‪VERVS MAXIMINVS‬‬ ‫مقتل سيفيروس‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫ألكسندر‬

‫أعلن‬
‫اإلمبراطور‬
‫تمرد‬ ‫خًلل‬
‫ضد ماكسيمينو‬
‫س ثراكس‪ ،‬في‬
‫حين أن القنصل‬
‫جورديان األول‬ ‫في أفريقيا‪ .‬حكم‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫باالشتراك مع‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫ابنه كورديان‬
‫‪22‬مارس‪ 238 ،‬م –‬
‫‪ANTONIVS GORDIA‬‬ ‫وفي‬ ‫الثاني‪،‬‬
‫‪ 12‬أبريل‪ 238 ،‬م‬
‫‪NVS SEMPRONIANV‬‬ ‫معارضة‬
‫‪S‬‬ ‫‪AFRICANVS‬‬ ‫ماكسيمينوس‪.‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫وهو من الناحية‬
‫الفنية غاصب‬
‫ولكن‬ ‫للحكم‪،‬‬
‫رجعي‬ ‫بأثر‬
‫شرع من قبل‬ ‫ُ‬
‫ُحكم غورديان‬
‫الثالث‬

‫‪134‬‬
‫جورديان الثاني‬ ‫أعلن‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫اإلمبراطور‪ ،‬مع‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫والده جورديان‬
‫‪22‬مارس‪ 238 ،‬م – األول‪ ،‬مضادا ا‬
‫‪ANTONIVS GORDIA‬‬
‫‪NVS SEMPRONIANV‬‬ ‫لـ ماكسيمينوس‬ ‫‪ 12‬إبريل‪ 238 ،‬م‬
‫‪S‬‬ ‫‪ROMANVS‬‬ ‫ثراكس بموجب‬
‫‪AFRICANVS‬‬ ‫قانون مجلس‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫الشيوخ‪.‬‬

‫أعلن إمبراطور‬
‫مشترك‬
‫[اإلن‬
‫مع بالبينوس‬
‫بابينوس‬ ‫جليزية] بواسطة م‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫جلس الشيوخ‬
‫‪22‬إبريل‪ 238 ،‬م – الروماني مضادا ا‬
‫‪MARCVS‬‬
‫‪CLODIVS PVPIENVS‬‬ ‫لـ ماكسيمينوس‬ ‫‪ 29‬يوليو‪ 238 ،‬م‬
‫‪MAXIMVS‬‬ ‫في‬ ‫ثراكس؛‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫الحق‬ ‫وقت‬
‫شارك‬
‫اإلمبراطور‬
‫بالبينوس‪.‬‬

‫أعلن إمبراطور‬
‫مشترك‬
‫مع بابينوس بوا‬
‫سطة مجلس‬
‫[اإلنجليزية]‬
‫الشيوخ‬
‫بالبينوس‬
‫الروماني بعد‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫‪22‬إبريل‪ 238 ،‬م – وفاة جورديان‬
‫‪DECIMVS CAELIVS‬‬ ‫األول و كوردي‬ ‫‪ 29‬يوليو‪ 238 ،‬م‬
‫‪CALVINVS BALBINV‬‬ ‫الثاني‪،‬‬ ‫ان‬
‫)‪S PIVS AVGVSTVS‬‬ ‫مضادا ا‬
‫لـ ماكسيمينوس‬
‫ثراكس؛ وفي‬
‫الحق‬ ‫وقت‬
‫شارك‬
‫اإلمبراطور‬

‫‪135‬‬
‫بابينوس‬
‫و غورديان‬
‫الثالث‬

‫أعلن‬
‫اإلمبراطور من‬
‫قبل‬
‫أنصار جورديان‬
‫األول و كوردي‬
‫ان الثاني‪ ،‬ومن‬
‫بـ مجلس‬ ‫ثم‬
‫غورديان الثالث‬ ‫الشيوخ‬
‫الروماني؛‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫‪22‬إبريل‪ 238 ،‬م – إمبراطور‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫مشترك‬ ‫‪ 11‬فبراير‪ 244 ،‬م‬
‫‪ANTONIVS GORDIA‬‬ ‫مع بابينوس و با‬
‫)‪NVS AVGVSTVS‬‬ ‫[اإلنجليزية]‬
‫لبينوس‬
‫حتى يوليو ‪238‬‬
‫م; األبن األكبر‬
‫وصهر‬
‫جورديان األول‬
‫وجورديان‬
‫على‬ ‫الثاني‪،‬‬
‫التوالي‬

‫فيليب العربي‬ ‫كان قائد‬


‫برايتوري تحت‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫حكم غورديان‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫تولي‬ ‫الثالث‪،‬‬
‫‪IVLIVS PHILIPPVS A‬‬ ‫بعد‬ ‫السلطة‬
‫)‪VGVSTVS‬‬ ‫فبراير ‪ 244‬م –‬
‫جعل‬ ‫وفاته;‬
‫الثاني‬ ‫مع فيليب‬ ‫سبتمبر‪/‬أكتوبر ‪ 249‬م‬
‫أبنه فيليب‬
‫(بالًلتينية ‪: MARCVS‬‬ ‫الثاني مشارك‬
‫‪IVLIVS‬‬ ‫اإلمبراطور في‬
‫‪SEVERVS PHILLIPVS‬‬ ‫صيف عام ‪247‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫م‬

‫‪136‬‬
‫محافظا ا‬ ‫كان‬
‫تحت حكم فيليب‬
‫ديكيوس‬ ‫العربي؛‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫االمبراطور‬
‫‪GAIVS‬‬ ‫‪MESSIVS‬‬ ‫المعلن من قبل‬
‫‪QVINTVS‬‬ ‫نهر‬ ‫جيوش‬
‫‪TRAIANVS DECIVS‬‬ ‫الدانوب والذي‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫سبتمبر‪ /‬أكتوبر ‪ 249‬م هزم وقتل فيليب‬
‫مع هيرينوس‬ ‫في معركة‬ ‫– يونيو ‪ 251‬م‬
‫[اإلنجليزية]‬
‫[اإلنجليزية]‬
‫إتروسكوس‬ ‫;‬ ‫فيرونا‬
‫(بالًلتينية‪: QVINTVS HE‬‬ ‫جعل‬
‫‪RENNIVS‬‬ ‫أبنه هيرينوس‬
‫[اإلنج‬
‫‪ETRVSCVS MESSIVS‬‬ ‫إتروسكوس‬
‫)‪DECIVS AVGVSTVS‬‬ ‫ليزية] مشارك‬
‫اإلمبراطور في‬
‫أوائل ‪ 251‬م‬

‫هوستيليان‬
‫أبن ديكيوس‪ ،‬تم‬
‫قبوله كوريث (بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬
‫من ‪CAIVS‬‬ ‫يونيو ‪ 251‬م – أواخر للعرش‬
‫‪VALENS HOSTILIAN‬‬ ‫قبل مجلس‬ ‫‪ 251‬م‬
‫‪VS MESSIVS‬‬ ‫الشيوخ‬
‫‪QVINTVS‬‬ ‫الروماني‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬

‫تريبونيانوس غالوس‬ ‫كان‬


‫محافظ مويسيا‪،‬‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬
‫إعًلنه‬ ‫وتم‬
‫‪GAIVS‬‬
‫اإلمبراطور من‬
‫‪VIBIVS TREBONIAN‬‬
‫قبل جيوش نهر‬
‫‪VS‬‬
‫بعد‬ ‫يونيو ‪ 251‬م – الدانوب‬
‫‪GALLVS AVGVSTVS‬‬ ‫أغسطس ‪ 253‬م‬
‫وفاة ديكيوس( و‬
‫)‬ ‫مضادا ا‬
‫[اإلنجليزية]‬
‫مع فولوسيانوس‬
‫لـ هوستيليان ;)‬
‫(بالًلتينية ‪: GAIVS‬‬
‫جعل‬
‫‪VIBIVS VOLVSIANV‬‬
‫أبنه فولوسيانو‬
‫)‪S AVGVSTVS‬‬
‫س [اإلنجليزية] مش‬

‫‪137‬‬
‫ارك اإلمبراطور‬
‫في أواخر ‪251‬‬
‫م‪.‬‬

‫محافظ مويسيا‪،‬‬
‫االمبراطور‬
‫المعلن من قبل‬
‫إميليانوس‬ ‫نهر‬ ‫جيوش‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫الدانوب وذلك‬
‫أغسطس ‪ 253‬م –‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫بعد‬
‫أكتوبر ‪ 253‬م‬
‫‪AEMILIVS AEMILIA‬‬ ‫هزيمة القوط؛‬
‫)‪NVS AVGVSTVS‬‬ ‫قُبل كإمبراطور‬
‫بعد‬
‫وفاة تريبونيانو‬
‫س غالوس‬

‫[ا‬
‫محافظ نوركيم‬
‫إلنجليزية] و رائيتي‬
‫فاليريان‬ ‫ا‪ ،‬االمبراطور‬
‫المعلن من قبل‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫نهر‬ ‫أكتوبر ‪ 253‬م – ‪ 260‬جيوش‬
‫‪PVBLIVS‬‬ ‫بعد‬ ‫الراين‬ ‫م‬
‫‪LICINIVS VALERIAN‬‬ ‫وفاة تريبونيانو‬
‫)‪VS AVGVSTVS‬‬ ‫س غالوس؛ قُبل‬
‫كإمبراطور بعد‬
‫وفاة إميليانوس‬

‫أبن فاليريان‪،‬‬
‫عُين اإلمبراطور غالينوس‬

‫في (بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫المشارك‬


‫م‪PVBLIVS LICINIVS ،‬‬ ‫‪253‬‬
‫أكتوبر ‪ 253‬م – أبنه سالونينوس ‪EGNATIVS GALLIEN‬‬
‫[اإلنجليزية]‬
‫أصبح )‪VS AVGVSTVS‬‬ ‫سبتمبر ‪ 268‬م‬
‫[اإلنجليزية]‬
‫مع سالونينوس‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫جد‬ ‫وجيزة‬ ‫لفترة‬
‫(بالًلتينية ‪: PVBLIVS‬‬ ‫مشارك‬
‫االمبراطور في ‪LICINIVS‬‬
‫يوليو ‪CORNELIVS SALONI‬‬ ‫حوالي‬
‫‪ 260‬م قبل‬

‫‪138‬‬
‫من ‪NVS VALERIANVS‬‬ ‫إغتياله‬
‫قبل بوستوموس )‪AVGVSTVS‬‬
‫[اإلنجليزية]‪.‬‬

‫كلوديوس الثانى‬ ‫الجنرال‬


‫المنتصر‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫سبتمبر ‪ 268‬م – يناير في معركة‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫[اإلنجليزية]‬
‫‪،‬‬ ‫نيش‬ ‫‪ 270‬م‬
‫‪AVRELIVS CLAVDIV‬‬ ‫أخذ الحكم بعد‬
‫)‪S AVGVSTVS‬‬ ‫وفاة غالينوس‬

‫كوينتلوس‬
‫أخ كًلوديوس‬
‫يناير ‪ 270‬م – سبتمبر الثانى‪ ،‬حصل (بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬
‫على السلطة بعد ‪MARCVS AVRELIVS‬‬ ‫‪ 270‬م‬
‫‪CLAVDIVS QVINTIL‬‬ ‫وفاته‬
‫)‪LVS AVGVSTVS‬‬

‫أعلن إمبراطور‬
‫من قبل جيوش أوريليان‬

‫بعد (بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫الدانوبى‬


‫سبتمبر ‪ 270‬م –‬
‫وقاة كًلوديوس ‪LVCIVS‬‬ ‫سبتمبر ‪ 275‬م‬
‫‪DOMITIVS AVRELIA‬‬ ‫الثانى‪،‬‬
‫ا‬
‫مضادا لكوينتلو )‪NVS AVGVSTVS‬‬
‫س‬

‫انتخب‬
‫تاسيتوس‬ ‫بواسطة مجلس‬
‫الشيوخ‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫‪25‬سبتمبر‪ 275 ،‬م – الروماني الستب‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫ادل أوريليان‪،‬‬ ‫يونيو ‪ 276‬م‬
‫‪CLAVDIVS TACITVS‬‬ ‫بعد فترة قصيرة‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫من خلو‬
‫[اإلنجليزية]‬
‫العرش‬

‫‪139‬‬
‫[اإلنجليزية]‬
‫فلوريانوس‬ ‫[اإلن‬
‫أخ تاسيتوس‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫جليزية]‪ ،‬أنتخبه‬
‫يونيو ‪ 276‬م – سبتمبر‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫في‬ ‫الجيش‬
‫‪ 276‬م‬
‫‪ANNIVS FLORIANVS‬‬ ‫ليحل‬ ‫الغرب‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫محل أخيه‬

‫حاكم المقاطعات‬
‫الشرقية‪ ،‬أعلن بروبس‬

‫سبتمبر ‪ 276‬م – اإلمبراطور من (بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬


‫سبتمبر‪ /‬أكتوبر ‪ 282‬م قبل جيوش نهر ‪MARCVS‬‬
‫‪AVRELIVS PROBVS‬‬ ‫الدانوب‬
‫معارضا ا‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬
‫لـ فلوريان‬

‫كان قائد‬
‫برايتوري تحت‬
‫[اإلن‬
‫حكم بروبس‬
‫كاروس‬ ‫جليزية] ;استولى‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫سبتمبر‪ /‬أكتوبر ‪ 282‬م على السلطة قبل‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫– أواخر يوليو‪ /‬أوائل أو بعد مقتل‬
‫‪AVRELIVS CARVS A‬‬ ‫بروبس؛ جعل‬ ‫أغسطس ‪ 283‬م‬
‫[ا‬
‫)‪VGVSTVS‬‬ ‫ابنه كارينوس‬
‫إلنجليزية] مشارك‬
‫اإلمبراطور‬
‫‪ 283‬م‬

‫إبن ماركوس‬
‫نوميريان‬
‫أوريليوس‬
‫يوليو‪/‬أوائل كاروس‪ ،‬خلفه (بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫أواخر‬
‫باالشتراك مع ‪MARCVS AVRELIVS‬‬ ‫–‬ ‫م‬ ‫‪283‬‬ ‫أغسطس‬
‫أخيه كارينوس [ا ‪NVMERIVS NVMERI‬‬ ‫‪ 284‬م‬
‫)‪ANVS AVGVSTVS‬‬ ‫إلنجليزية]‬

‫‪140‬‬
‫كارينوس‬ ‫أبن ماركوس‬
‫(بالًلتينية ‪: CAESAR‬‬ ‫أوريليوس‬
‫‪MARCVS‬‬ ‫أوائل ‪ 283‬م – ‪ 285‬م كاروس‪ ،‬حكم‬
‫مع‬ ‫قليًلا‬
‫‪AVRELIVS CARINVS‬‬
‫)‪AVGVSTVS‬‬ ‫أخيه نوميريان‬

‫‪141‬‬
‫قائمة بأهم األحداث التاريخية فى العصر اليونانى والرومانى‬

‫تأسيس روما‬ ‫‪ 753 ‬ق‪.‬م‬


‫العصر الملكى‬ ‫‪509-753( ‬ق‪.‬م)‬
‫العصر الجمهورى‬ ‫‪30-509( ‬ق‪.‬م)‬
‫العصر اإلمبراطورى‬ ‫‪27( ‬ق‪.‬م‪476-‬م)‬

‫تيبريوس جراكوس نقيب للعامة‬ ‫‪133 ‬ق‪.‬م‬


‫وقف تنفيذ قانون اإلصالح الزراعى حتى تم إلغاؤه‬ ‫‪111 ‬ق‪.‬م‬
‫حرب العبيد الثالثة أو حرب المصارعين‬ ‫‪73-71‬ق‪.‬م)‬ ‫‪‬‬
‫غزو طراقيا غلى يد فليب المقدونى‬ ‫‪ 341-342 ‬ق‪.‬م‬
‫تولى اإلسكندر العرش لعد مقتل فيليب‬ ‫‪ 336 ‬ق‪.‬م‬
‫اإلسكندر يبدأ حملته الكبرى على الفرس‬ ‫‪334 ‬ق‪.‬م‬
‫فتح اإلسكندر لمصر‬ ‫‪ 332 ‬ق‪.‬م‬
‫موت اإلسكندر األكبر وتقسيم إمبراطوريته إلى ممالك‬ ‫‪323 ‬ق‪.‬م‬
‫هلليتسنية‬
‫الحرب البونية األولى‬ ‫‪241 -264 ‬ق‪.‬م‬
‫الحرب البونية الثانية‬ ‫‪202 -218 ‬ق‪.‬م‬
‫معركة زاما عام هزيمة هنيبال على يد الرومانى سكيبيو‬ ‫‪202‬ق‪.‬م‬

‫الحرب البونية الثالثة‬ ‫‪ 146-149 ‬ق‪.‬م‬


‫تدمير قرطاجة‬ ‫‪146 ‬ق‪.‬م‬
‫‪142‬‬
‫شيشرون يصبح قنصالً‬ ‫‪63 ‬ق‪.‬م‬
‫معركة فارسالوس وهزيمة بومبى على يد قيصر‬ ‫‪48 ‬ق‪.‬م‬
‫إغتيال قيصر‬ ‫‪44 ‬ق‪.‬م‬
‫موقعة أكتيوم‬ ‫‪31 ‬ق‪.‬م‬
‫أوكتافيان قنصال‬ ‫‪23-31 ‬ق‪.‬م‬
‫موت أوغسطس‬ ‫‪ 14 ‬م‬

‫األسرة اليوليو كالودية‬ ‫‪68-14 ‬م‬


‫العصر الفالفي‬ ‫‪96-69 ‬م‬
‫العصر األنطونينى‬ ‫‪193 -96 ‬م‬
‫العصر السيفيرى‬ ‫‪235 -193 ‬م‬
‫مرسوم ميالن‬ ‫‪313 ‬م‬
‫عصر دقلديانوس‬ ‫‪305-284 ‬‬
‫قسطنطين األول‬ ‫‪337 -324 ‬م‬
‫جوليان‬ ‫‪363-361 ‬م‬

‫‪143‬‬
‫قائمة بأهم االحتفاالت المقامة في روما والقرابين المقدمة فيها‬

‫تضحيات ‪ -‬كعك‬ ‫اإلله مارس‬ ‫‪Agonalia‬‬


‫العسل مع الزيت‬
‫حيوانات‬ ‫اإللهة كيريس‬ ‫‪Ambarvalia‬‬
‫السوفيتراليا‬
‫التضحيات‬ ‫مارس‬ ‫‪Ancilia‬‬
‫بأنواعها‬
‫إراقة نبيذ وقطع‬ ‫كارمنتا‬ ‫‪Carmentalia‬‬
‫الكعك‬
‫باكورة الثمار‬ ‫كيريس‬ ‫‪Cerealia‬‬
‫والمحاصيل‬
‫تقديمات من‬ ‫الريس كومبيتا‬ ‫‪Februalia‬‬
‫االراقة‬
‫والحبوب‬
‫إراقة النبيذ‬ ‫لم يقام على‬ ‫‪Feralia‬‬

‫‪144‬‬
‫وأكاليل‬ ‫شرف إله ولكن‬
‫الزهور‪-‬مع رش‬ ‫اشتق من كلمة‬
‫للحبوب المملحة‬
‫والكعك‬
‫إراقة النبيذ مع حرق‬ ‫فيستا‬ ‫‪Vinalia Priora‬‬
‫أول قطفة‬

‫‪145‬‬
146
147
148
‫الــــــمــــــراجــــــــع العربية‬

‫‪ -‬أحمد غانم حافظ‪ ،‬اإلمبراطورية الرومانية من النشأة إلى االنهيار‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬أسد رستم‪ ،‬الروم في سياستهم وحضارتهم وثقافتهم‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬بيروت‪1955 ،‬‬
‫‪-‬حسين الشيخ‪ ،‬الرومان‪ ،‬دراسات في تاريخ الحضارات القديمة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪-‬سيد أحمد الناصرى‪ ،‬تاريخ اإلمبراطورية السياسى والحضارى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪-‬عبداللطيف أحمد على‪ ،‬التاريخ الرومانى‪ ،‬عصر الثورة من تيبريوس جراكوس إلى‬
‫أوكتافيوس أغسطس‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪-‬محمد السيد عبدالغنى‪ ،‬تاريخ الرومان حتى نهاية العصر الجمهورى‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬منذ‬
‫نشأة روما حتى نهاية العصر الجمهورى المبكر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪-‬مصطفى العبادى‪ ،‬اإلمبراطورية الرومانية النظام اإلمبراطورى ومصر الرومانية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪-‬رستوفتزف‪ ،‬تاريخ اإلمبراطورية الرومانية االجتماعى واالقتصادى‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ترجمة‬
‫ذكى على‪ ،‬محمد سالم‪1957 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬ول ديورانت‪ ،‬قصة الحضارة‪ ،‬الجزء الثانى من المجلد الثالث‪ ،‬قيصر والمسيح والحضارة‬
‫الرومانية‪.1963 ،‬‬

‫‪149‬‬
‫المراجع األجنبية‬

Debevoise, N. 1938: A Political History of Parthina, London


 Dunstan, W. 2010: Ancient Rome, New York.
 Davis, W. 1912: Reading in Ancient History, 2Vol, Boston.
 Dillon, M.& Garland, L. 2005: Ancient Rome from the Early Republic to
the Assassination of Julius Caesar, Routledge.

Debevoise, N. 1938: A Political History of Parthina, London.


Davis, W. 1912: Reading in Ancient History, 2Vol, Boston.

Dillon, M.& Garland, L. 2005: Ancient Rome from the Early Republic to the
Assassination of Julius Caesar, Routledge.

Dunstan, W. 2010: Ancient Rome, New York.

Cornell, Tim J. The beginnings of Rome: Italy and Rome from the Bronze
Age to the Punic Wars (c. 1000–264 BC). London: Routledge, 1995.

Forsythe, Gary. A critical history of early Rome. Berkeley: University of


California Press, 2005.

Fox, Matthew. Roman historical myths: The regal period in Augustan


literature. Oxford: Oxford University Press, 1996.

Gabba, Emilio. Dionysius and the history of Archaic Rome. Berkeley:


University of California Press, 1991.

Holloway, R. Ross. The archaeology of early Rome and Latium. London:


Routledge, 1994.

Keaveney, Arthur. Rome and the unification of Italy. 2nd edition. Bristol:
Bristol Phoenix, 2005.

150

You might also like