You are on page 1of 19

‫مجلة االرض ‪ 156 ,9 , 2020‬قسم الجغرافيا الطبيعية ‪ ،‬كلية علوم األرض ‪ ،‬جامعة أوتريخت ‪ ، ،‬هولندا‬

‫التصحر‪ -‬الحقائق العلمية مقابل الحقائق السياسية‬

‫‪Desertification–Scientific Versus Political Realities‬‬


‫خالصة‬

‫‪:‬يُعرَّف التصحر بأنه تدهور األراضي الذي يحدث في األراضي الجافة في العالم‪ .‬إنها إحدى المشاكل العالمية المستهدفة‬
‫في إطار أهداف التنمية المستدامة ‪ .‬الهدف من هذا المقال هو مراجعة تاريخ التصحر وتقييم األدلة العلمية النتشاره‬
‫وحدته‪ .‬كانت التقديرات الكمية األولى لمدى وشدة التصحر على الصعيد العالمي هائلة ‪ ،‬وأسفرت عن إنشاء اتفاقية األمم‬
‫المتحدة لمكافحة التصحر في عام ‪. 1994‬تتمثل مهمة اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر في التخفيف من اآلثار‬
‫السلبية للتصحر في األراضي الجافة‪ .‬منذ أواخر التسعينيات ‪ ،‬أصبح العلم مهتما بشكل متزايد اتجاه دور التصحر في‬
‫االستخدام المستدام لألراضي وإنتاج الغذاء‪ .‬تعرض العديد من التقييمات العالمية المثيرة للتصحر في السبعينيات‬
‫والثمانينيات النتقادات شديدة من قبل العلماء العاملين في األراضي الجافة‪ .‬أدت المنهجيات المستخدمة واالفتقار إلى األدلة‬
‫األرضية إلى ظهور انعكاسات نقدية بشأن التصحر‪ .‬حتى أن البعض وصف التصحر بأنه أسطورة‪ .‬اعتمدت تقييمات‬
‫التصحر الالحقة على صور االستشعار عن بعد وتغييرات الغطاء النباتي في األراضي الجافة‪ .‬لم يتم العثور على أمثلة‬
‫لمساحات كبيرة متدهورة تمامًا في األدبيات العلمية‪ .‬في العلم ‪ ،‬يُن ظر إلى التصحر اآلن على أنه سمة محلية موجودة‬
‫بالتأكيد ولكنها ليست مدمرة كما كان يعتقد سابقًا‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال تزال ساحة السياسة تؤكد على خطورة المشكلة‪.‬‬
‫االدعاءات بأن ماليين الهكتارات من األراضي المنتجة تُفقد سنويًا بسبب التصحر بشكل منتظم‪.‬‬

‫‪1 .‬المقدمة‬

‫التصحر هو قضية بيئية كانت وال تزال موضوع نقاش سياسي وعلمي‪ .‬يشير مصطلح التصحر إلى تدهور األراضي في‬
‫األراضي الجافة لألرض ‪ ،‬ولكن تم تفسيره بعدة طرق مختلفة‪ .‬في السبعينيات ‪ ،‬عندما أصبحت صور األقمار الصناعية‬
‫المبكرة متاحة للعلم وعامة الناس ‪ ،‬كان التصحر غالبًا مرتبطًا باالمتداد الجنوبي للصحراء [‪ ]1‬يبدو أن هذا التصور‬
‫خاطئ ‪ ،‬ومنذ ذلك الحين نشأ الكثير من الجدل حول تعريف التصحر وأسبابه وشدته وظهوره العالمي وتأثيراته على‬
‫سكان األراضي الجافة‪ .‬على الرغم من االلتباس والتفسيرات المختلفة لما يعنيه التصحر بالفعل ‪ ،‬فقد تم نشر أرقام مقلقة‬
‫حول مدى التصحر‪ .‬نُش رت تقديرات بنسبة ‪٪ 50‬وأكثر من األراضي الجافة التي تأثرت إلى حد ما بالتصحر [‪4 ، 3‬‬
‫[ولكن هذه األرقام تعرضت النتقادات شديدة من قبل العلماء الذين يعملون بالفعل في بيئات األراضي الجافة [[‪5‬‬

‫اليوم ‪،‬ال يزال من غير الواضح حجم مشكلة التصحر بالنسبة للزراعة واألمن الغذائي‪ .‬تدعي األمم المتحدة من خالل‬
‫اتفاقية مكافحة التصحر)اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر) أن ‪ 12‬مليون هكتار من األراضي تُفقد سنويًا بسبب‬
‫التصحر والجفاف ‪ ،‬وهو ما يعادل خسارة ‪.‬‬

‫‪02‬مليون طن من إنتاج الحبوب [‪ [6‬يتم اإلدالء بالعديد من التصريحات المماثلة بانتظام‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬الصندوق‬
‫الدولي للتنمية الزراعية [‪ [ 7‬ادعى ذلك‪" :‬إن سبل عيش أكثر من ‪ 2.1‬مليار شخص يسكنون مناطق جافة في ‪ 110‬دولة‬
‫مهددة حاليًا بالجفاف والتصحر‪ ".‬من ناحية أخرى ‪ ،‬هناك علماء ادعوا أن مفهوم التصحر برمته ليس سوى أسطورة [‬
‫‪[. 8‬يزعمون أن األدلة على التصحر الهائل وغير المسبوق غير متوفرة‪ .‬فقد أصبح النقاش برمته حول التصحر منفصال‬
‫ًبين السياسة والعلوم‪ .‬في حين أن العلم يبدو وكأنه يجادل في وجود وحدّة التصحر ‪ ،‬ال يزال ميدان السياسة يدعي أنه يمثل‬
‫تهديدا خطيرا للزراعة المستدامة واإلنتاج الغذائي في األراضي الجافة العالمية‪ .‬في الواقع ‪ ،‬حددت األمم المتحدة ‪ 15‬من‬
‫أهداف التنمية المستدامة الذي يتضمن مكافحة التصحر كهدف مهم لالستخدام المستدام للنظم اإليكولوجية الزراعية‬
‫األرضية‬

‫‪ .‬الهدف من هذه المقالة هو مراجعة تاريخ أبحاث التصحر وتقييم األدلة العلمية النتشار وشدة التصحر‪ .‬لقد حاولنا مراجعة‬
‫أكثر المقاالت الصحفية المنشورة ذات الصلة والمراجعة من قبل النظراء ‪ ،‬باإلضافة إلى التقارير الدولية الرسمية التي‬
‫تنشرها هيئات السياسة الرئيسية مثل اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر‪ .‬ويختتم المقال بجزء عن الدليل العلمي لدرجة‬
‫التصحر وانتشاره عالمياً ‪ ،‬والتفاوتات القائمة بين المجالين العلمي والسياسي ‪.‬‬

‫‪. .2‬تاريخ التصحر‬


‫يزعمان استخدام مصطلح التصحر ينبع في األصل من اإلدارات االستعمارية الفرنسية والبريطانية في غرب إفريقيا في‬
‫عشرينيات وثالثينيات القرن الماضي [‪]10‬لم يتم استخدام كلمة التصحر بعد ‪ ،‬لكن الغابات كانت تخشى زيادة الجفاف‬
‫وخلق ظروف شبيهة بالصحراء على المحاصيل والمراعي بسبب الرعي الجائر والحرق غير المنضبط‪ ]11[ .‬كان‬
‫الفودن الباحث االمريكي [‪ [12‬الذي أدخل مصطلح التصحر ألول مرة ‪ ،‬وربطه بالمراعي التي تدار بشكل سيء‬
‫ومنخفضة اإلنتاجية في تونس‪ .‬لكنها كانت أوبرفيل [‪ [ 13‬أحد العلماء الفرنسيين ‪ ،‬الذي قدم مصطلح التصحر بمعنى‬
‫أوسع‪ .‬أوبر فيل ‪]13[.‬الحظ تدهور الغابات في غرب أفريقيا نتيجة االستخدام المدمر لألراضي واإلدارة المعاكسة‪.‬‬
‫استخدم مصطلح التصحر لوصف الظروف الشبيهة بالصحراء نتيجة تدهور األراضي في حزام الغابات االستوائية في‬
‫غرب إفريقيا [‪ [.14‬خالل الفترة الرطبة نسبيًا في منطقة الساحل خالل الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ‪ ،‬لم‬
‫يكن هناك الكثير من الجدل حول التصحر ‪ ،‬ولكن تم إحياء النقاش أثناء الجفاف في أوائل السبعينيات [‪ [10‬أصبح المجتمع‬
‫الدولي قلقًا بشأن مشاكل الجفاف والتدهور البيئي في منطقة الساحل‪ .‬في عام ‪ ، 1977‬تم تنظيم مؤتمر األمم المتحدة بشأن‬
‫التصحر في نيروبي لمناقشة ظاهرة التصحر وإضافة الطابع الرسمي عليها‪ .‬مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات‬
‫والجريمة[‪ ]15‬يصف التصحر بأنه‪ ..." :‬تناقص أو تدمير اإلمكانات البيولوجية لألرض ‪ ،‬مما قد يؤدي في النهاية إلى‬
‫ظروف شبيهة بالصحراء‪ .‬إنه جانب من جوانب التدهور الواسع النطاق للنظم اإليكولوجية ‪ ،‬وقد أدى إلى تقليص أو تدمير‬
‫اإلمكانات البيولوجية ‪،‬أي اإلنتاج النباتي والحيواني ‪ ،‬ألغراض متعددة االستخدامات في وقت الحاجة إلى زيادة اإلنتاجية‬
‫للطلب المتزايد من السكان في سعيهم لتحقيق التنمية‪ " .‬أسفر مكتب األمم المتحدة لمكافحة المخدرات عن خطة عمل‬
‫معتمدة من األمم المتحدة لمكافحة التصحر والتي تم تنسيقها من قبل برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ .‬تم تطوير وثائق الوطنية‬
‫في البلدان المعرضة للتصحر ‪،‬ولكن لم يتم تنفيذ معظم هذه الخطط أبدًا بسبب نقص التمويل [‪ [16‬على الرغم من‬
‫التعريف األولي للتصحر الذي قدمه أوبر فيل [‪ [13‬كان التركيز اآلن على األراضي الجافة وشبه القاحلة والجافة شبه‬
‫الرطبة ‪ ،‬وليس على منطقة الغابات االستوائية التي تتلقى كميات أكبر من األمطار‪.‬‬

‫تم اقتراح العديد من التعريفات المختلفة للتصحر خالل السبعينيات والثمانينيات ‪ ،‬مما أدى إلى االرتباك حول تعريف‬
‫التصحر في الواقع‪ .‬بالنسبة للبعض ‪ ،‬كان التصحر يعني عملية تغيير ‪ ،‬بينما اعتقد البعض اآلخر أن التصحر هو نتيجة‬
‫نهائية لعملية التغيير‪ .‬العامل المشترك في جميع التعاريف هو أن التصحر يعني عملية بيئية ضارة [‪[ 14‬مما يؤدي إلى‬
‫ظروف شبيهة بالصحراء طويلة األمد وربما ال رجعة فيها [‪. [16‬‬

‫األرقام (‪1‬و‪ ) 2‬توضح هذه التغييرات البيئية لمنطقة في باتاغونيا ‪ ،‬حيث قد تؤدي عمليات التعرية بالرياح النشطة إلى‬
‫رصيف صحراوي يمكن اعتباره مرحلة نهائية شبه صحراوية ال رجعة فيها‪.‬‬
‫شكل‪. 1‬مثال على عملية التغيير‪ :‬تآكل الرياح النشط الذي يدمر منطقة نباتية تستخدم لرعي األغنام على نطاق واسع في‬
‫مقاطعة تشوبوت ‪ ،‬باتاغونيا ‪ ،‬األرجنتين‪.‬‬

‫في عام ‪ ، 1991‬عرّف برنامج األمم المتحدة للبيئة التصحر على أنه تدهور األراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة‬
‫والجافة شبه الرطبة نتيجة التأثير البشري الضار‪ .‬تم تعديل هذا التعريف مرة أخرى خالل قمة األرض في ريو دي‬
‫جانيرو في عام ‪ 1992‬إلى [‪ [:17‬التصحر هو تدهور األراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة‬
‫نتيجة عوامل مختلفة ‪ ،‬بما في ذلك التغيرات المناخية واألنشطة البشرية‪ ".‬ال يشمل هذا التعريف المرحلة النهائية الشبيهة‬
‫بالصحراء ‪ ،‬ولكنه يصف التصحر فقط على أنه تدهور األراضي في األراضي الجافة نتيجة للتأثيرات المناخية وإدارة‬
‫األراضي البشرية‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن تدهور األراضي يشمل تدهور التربة ‪ ،‬وكذلك تدهور موارد الغطاء النباتي‪.‬‬
‫ومن ثم ‪ ،‬فإن التعريف يعتبر التصحر عملية تدريجية لفقدان إنتاجية التربة أو تدهور الموارد النباتية بسبب األنشطة‬
‫البشرية والتغيرات المناخية مثل فترات الجفاف والفيضانات الطويلة [‪ [ 18‬قد تشمل التغيرات المناخية أيضًا تغير المناخ‬
‫الذي قد يؤدي إلى جفاف أكثر حدة أو أنماط هطول األمطار غير المنتظمة التي تؤثر على اإلنتاجية البيولوجية لألرض‪.‬‬
‫تم تطوير العديد من التعريفات الجديدة للتصحر (على سبيل المثال ‪ ،‬من خالل تقييم األلفية للنظام اإليكولوجي) منذ عام‬
‫‪ ، 1992‬ولكن في هذه المقالة ‪ ،‬فإن التعريف الرائد للتصحر هو التعريف المحدد في [‪ [ 17‬في أعقاب قمة األرض ‪،‬‬
‫أنشئت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر في عام ‪. 1994‬وتتمثل مهمة اتفاقية مكافحة التصحر في تحسين الظروف‬
‫المعيشية للناس في األراضي الجافة ‪ ،‬والحفاظ على إنتاجية األراضي والتربة واستعادتها ‪ ،‬والتخفيف من آثار الجفاف [[‬
‫‪.19‬‬

‫الشكل‪.2‬مثال على مرحلة نهائية محتملة شبيهة بالصحراء‪ :‬رصيف صحراوي بعد التعرية الشديدة للرياح على األراضي‬
‫المزروعة سابقًا في مقاطعة تشوبوت ‪ ،‬باتاغونيا ‪ ،‬األرجنتين‪.‬‬

‫‪ -3‬التقييم العالمي للتصحر‬

‫قيمت المحاوالت األولى لقياس التصحر معدل زحف الصحراء الكبرى [‪1‬و‪ [ 20‬وانتقد آخرون هذه التقييمات ولم يجدوا‬
‫أي دليل على تحرك واسع النطاق للحدود الصحراوية ‪ ،‬لكنهم ذكروا أن الحدود بين الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل‬
‫األكثر رطوبة ديناميكية‪ .‬وهذا يعني أن تناوب السنوات الجافة والرطبة يؤدي إلى تحرك متكافئ للحدود الصحراوية‬
‫الظاهرة ‪ ،‬مدفوعا بالشذوذ في هطول األمطار [‪5‬و‪21‬و‪ [.22‬لكن هذا الرأي انتقد بدوره من قبل دراسات أخرى [‪23‬و‬
‫‪ [ 24‬التي أشارت إلى العيوب المنهجية ‪ ،‬ووضحت الجدل حول تقييم التصحر‪ .‬تم إجراء تقييمين عالميين لحالة التصحر‬
‫في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي (الجدول‪ )1‬تم إجراء أول تقييم لمكتب األمم المتحدة لمكافحة المخدرات في‬
‫‪ 1977-1976‬إلنتاج خريطة تصحر العالم [‪ . [26‬تم إجراء التقييم الثاني في الفترة ‪ 1984-1983‬لبرنامج األمم‬
‫المتحدة للبيئة لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ خطة عمل البرنامج اإلنمائي [‪[. 4‬قدّر التقييم األول (‪ ( 1977-1976‬أن‬
‫مساحة ‪ 97.3‬مليار هكتار ‪ ،‬أو ‪٪ 1.78‬من إجمالي األراضي الجافة (باستثناء الصحاري شديدة الجفاف) قد تأثرت‬
‫بالتصحر إلى حد ما‪ .‬أدى فقدان القدرة اإلنتاجية لألرض إلى خسارة اقتصادية سنوية تقدر بنحو ‪ 26‬مليار دوالر أمريكي‬
‫[‪ [ 25‬أكد التقييم الثاني (‪ ) 1984-1983‬خطورة المشكلة وقدر خسارة سنوية لألرض تعادل ‪ 6‬ماليين هكتار بسبب‬
‫التصحر‪ .‬يُعتقد أن ‪ 21‬مليون هكتار أخرى من األراضي تفقد صافي اإلنتاجية االقتصادية سنويًا [‪ [.4‬على الرغم من عدم‬
‫القصد منها أن تكون تقييمًا للتصحر في حد ذاته ‪ ،‬إال أن الخريطة العالمية لحالة تدهور التربة بفعل اإلنسان [‪ [27‬كان وال‬
‫يزال إلى حد ما منتجًا رئيسيًا في المناقشة حول التصحر‪ .‬تم تطوير الخريطة بواسطة مشروع التقييم العالمي لتدهور‬
‫التربة (‪ )GLASOD‬واستناداً إلى معرفة الخبراء بعمليات تدهور التربة وانتشارها في عدد كبير من البلدان‪ .‬تميز خريطة‬
‫تدهور التربة الناجم عن النشاط البشري أربع فئات من تدهور التربة (التعرية المائية ‪ ،‬والتعرية الرياح ‪ ،‬والتدهور‬
‫الكيميائي ‪ ،‬والتدهور الفيزيائي) ‪ ،‬وتوضح درجة هذه الفئات األربع على النطاق العالمي‪ .‬بناءً على مشروع التقييم العالمي‬
‫لتدهور التربة ‪ ،‬تم تقدير األرقام التالية حول تدهور التربة في األراضي الجافة‪ 43 :‬مليون هكتار من األراضي المروية ؛‬
‫‪ 216‬مليون هكتار من األراضي الزراعية البعلية ؛ و ‪ 777‬مليون هكتار من المراعي‪ .‬في المجموع ‪ 1036 ،‬مليون‬
‫هكتار (‪)٪ 5.20‬من إجمالي األراضي الجافة‬

‫تم تقدير المنطقة على أنها عرضة لشكل من أشكال تدهور التربة‪ .‬بما أن تعريف التصحر يشمل أيضًا تدهور الغطاء‬
‫النباتي [‪ ، ]3‬العالم األمريكي ‪ Dregne‬استخدمت نفس األرقام المشتقة من مشروع التقييم العالمي لتدهور التربة‬
‫وأضفت ‪ 2556‬مليون هكتار أخرى من المراعي المتدهورة (‪ ٪ 50‬من إجمالي مساحة األراضي الجافة) لتقدير التصحر‬
‫العالمي لألراضي الجافة‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فإن تقييم ‪ Dregne‬خلص إلى أن ‪ ٪ 7.70‬من األراضي الجافة في العالم تأثرت‬
‫بالتصحر‪ .‬ولكن إلى حد بعيد ‪ ،‬كان الجزء األكبر يعتبر أرضًا رعوية مع تدهور كبير في الغطاء النباتي تم وصفه بشكل‬
‫غامض إلى حد ما على أنه‪ ..." :‬على سبيل المثال ‪ ،‬جميع مناطق المراعي الواسعة في أستراليا أو حوض آرال‪-‬قزوين‬
‫في االتحاد السوفياتي"‪ .‬لم يتم تقديم أي دليل على التدهور الهائل للمراعي‪.‬‬

‫عدة دراسات ‪ ،‬كما لخصت في العالم االلماني هيلدن [‪[ 5‬وآخرون‪،[ 35[ .‬وانتقد أرقام التصحر الدراماتيكية في‬
‫السبعينيات والثمانينيات وأوائل التسعينيات [‪3‬و‪4‬و‪25‬و‪ [. 29-27‬لم تجد األبحاث في السودان أي دليل على زحف‬
‫الصحراء وال على إنشاء ظروف شبيهة بالصحراء دائمة حول القرى وحفر المياه [‪[. 5‬لقد أصبح من الواضح أن تقدير‬
‫‪٪ 50‬من المراعي المتدهورة في األراضي الجافة بواسطة ‪. Dregne‬ال معنى له طالما لم يتم تحديد التصحر بوضوح أو‬
‫لم يتم توفير طريقة قياسه [‪ [.35‬استندت تقييمات التصحر منذ عام ‪ 2000‬إلى حد كبير إلى قواعد البيانات العالمية‬
‫المتاحة للتربة وهطول األمطار والسكان البشريين [‪[ 30‬أو االستشعار عن بعد التجاهات الغطاء النباتي في األراضي‬
‫الجافة [‪31‬و‪ [. 32‬جمعت خريطة التربة في العالم المشتركة بين منظمة األغذية والزراعة واليونسكو مع قاعدة بيانات‬
‫مناخية عالمية تحتوي على بيانات من ‪ 25000‬محطة أرصاد جوية لحساب رطوبة التربة ونظم درجة الحرارة‪ .‬تم‬
‫حساب تسع فئات لنوعية األرض ( من الفئة األولى ‪" -‬مواتية جدًا إلنتاج الحبوب" إلى الفئة التاسعة ‪" -‬إنتاج الحبوب يكاد‬
‫يكون مستحيًال") باستخدام ‪ 24‬إجهادًا لألرض‪ .‬تم وضع الخريطة الناتجة عن التعرض للتصحر على خريطة الكثافة‬
‫السكانية العالمية لتحديد عدد األشخاص المتأثرين بدرجات مختلفة من التعرض للتصحر‪ .‬أشارت النتائج إلى أن ‪6.14‬‬
‫مليون كيلومتر مربع من األراضي كانت معرضة لخطر منخفض ‪ 6.13 ،‬مليون كيلومتر مربع من األراضي تعرضت‬
‫لمخاطر معتدلة ‪ 1.7 ،‬مليون كم‪2‬كانت في خطر كبير ‪ ،‬و ‪ 9.7‬مليون كيلومتر مربع كانت األرض معرضة لخطر كبير‪.‬‬
‫غطت الفئات العالية والعالية جدًا من التعرض للتصحر معًا ‪ ٪ 6.11‬من إجمالي مساحة األرض ‪ ،‬أو ‪ ٪ 5.29‬من‬
‫إجمالي مساحة األراضي الجافة ‪ ،‬بينما يعيش ‪ ٪ 2.11‬من سكان العالم في مناطق الضعف هذه‪ .‬وأشار التقييم إلى أن‬
‫‪٪ 8.26‬أخرى من األراضي الجافة كانت معرضة لخطر التصحر المعتدل‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فإن تقييم ‪. Eswaran‬أدى إلى ما‬
‫يقدر بـ ‪ ٪ 3.56‬من إجمالي مساحة األراضي الجافة باعتبارها مهددة بالتصحر إلى حد ما ‪]30[.‬‬

‫تتوفر صور االستشعار عن بعد باألقمار الصناعية منذ السبعينيات وتوفر خيارًا جيدًا لتقييم خصائص سطح األرض‬
‫بمرور الوقت وعلى نطاق مكاني واسع‪ .‬هيلدن وتوتروب [‪ [ 31‬استخدم مؤشر الغطاء النباتي لالختالف مؤشر الفرق‬
‫المعياري للغطاء النباتي (‪ )NDVI‬المشتق من مجموعة بيانات ‪ ) )GIMMS AVHRR NOAA‬دراسات نموذجة الجرد‬
‫العالمية ورسم الخرائط) ‪ ،‬لتحديد معدالت التصحر خالل الفترة ‪. 2003-1981‬يمكن اعتبار ‪ NDVI‬وكيًال لصافي‬
‫اإلنتاجية األولية (‪ )NPP‬ويمكن تفسير التغييرات في الفرق المعياري للغطاء النباتي ‪ NDVI‬على أنها تغييرات في أداء‬
‫النظام البيئي وإنتاجيته [‪ [36‬تم توحيد السالسل الزمنية ‪ NDVI‬الفرق المعياري للغطاء النباتي ومقارنتها ببيانات هطول‬
‫األمطار لنفس الفترة الزمنية‪ .‬أظهرت النتائج أن ‪ NDVI‬الفرق المعياري للغطاء النباتي وهطول األمطار مترابطان جيدًا‬
‫‪ ،‬ولوحظ تخضير عام لألراضي الجافة‪ .‬حدثت أقوى تخضير في منطقة الساحل ‪ ،‬تليها منطقة البحر األبيض المتوسط‬
‫وشرق آسيا‪ .‬يمكن تفسير التخضير القوي في منطقة الساحل من خالل عودة األمطار إلى المستوى الذي كان عليه قبل‬
‫فترة الجفاف الرئيسية في السبعينيات وأوائل الثمانينيات‪ .‬لم تجد الدراسة أي عالمات على زيادة تدهور األراضي أو‬
‫التصحر ‪ ،‬كما يتضح من انخفاض الغطاء النبات يعلى مساحات شاسعة‪ .‬تشكك هذه النتيجة في االفتراض الشائع بأن‬
‫التصحر ينتشر بسرعة ويشكل تهديدًا خطيرًا لمعيشة الناس في األراضي الجافة‪ .‬لكن الدقة المكانية الخشنة للصور (‪8×8‬‬
‫كيلومترات) قد حجبت التصحر الذي يحدث على المستويات المحلية األصغر‬

‫تم اتباع نهج مماثل من قبل باي وآخرون‪[ ، 32[ .‬الذي استخدم نفس مجموعة بيانات الفرق المعياري للغطاء النباتي‬
‫‪ GIMMS‬لحساب السالسل الزمنية لـ الفرق المعياري للغطاء النباتي ‪ ، NDVI‬ولكنه ربط أيضًا قيم ‪ NDVI‬بقيم صافي‬
‫اإلنتاجية األولية ‪ .NPP‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تم تحديد االتجاهات في كفاءة استخدام المطر المعدلة ‪ NDVI‬على النطاق‬
‫العالمي‪ .‬أظهرت النتائج أن هناك زيادة بنسبة ‪٪ 8.3‬في مؤشر ‪ NDVI‬العالمي (و ‪ ( NPP‬خالل الفترة ‪-1981‬‬
‫‪. 2003‬وتفاوتت الزيادة من ‪٪ 3‬في إفريقيا وأمريكا الشمالية إلى ‪٪ 6‬في آسيا‪ .‬ومع ذلك ‪،‬لم يتم مالحظة زيادة في مؤشر‬
‫‪ NDVI‬في كل مكان ؛ ‪ ٪ 24‬من إجمالي مساحة األرض عانت من انخفاض في مؤشر ‪ NDVI‬عندما تم النظر في‬
‫األراضي الجافة فقط ‪ ،‬لوحظت اتجاهات سلبية في جنوب إفريقيا وشمال وسط أستراليا ووسط شرقا ألرجنتين‪ .‬بشكل عام‬
‫‪ ،‬كان انخفاض مؤشر ‪ NDVI‬بشكل أساسي في المناطق الرطبة (‪ )٪ 78‬بينما أظهرت البيئات سيئة السمعة مثل منطقة‬
‫الساحل في الواقع زيادة في ‪. NDVI‬مؤلفو [‪ [ 32‬حذر من استخدام مؤشر ‪ NDVI‬لتقييم تدهور األراضي ‪،‬وذكر أن‬
‫مؤشر ‪ NDVI‬يوفر فقط بديالً عن تدهور األراضي ‪ ،‬ولكنه ال يشمل آثار التغيرات في استخدام األراضي أو تظهرا‬
‫عراض عمليات تدهور األراضي مثل تآكل التربة ‪ ،‬وتملح التربة ‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يؤدي التغيير من‬
‫الغطاء الحرجي إلى أراضي المحاصيل أو أراضي الرعي إلى انخفاض ‪ ، NDVI‬ولكنه ال يعني تلقائيًا أن األرض قد‬
‫تدهورت‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد تم التوصل إلى أن اتجاهات مؤشر ‪ NDVI‬قد تسلط الضوء على األماكن التي يحدث فيها التغيير‬
‫البيولوجي‪ .‬خرائط‪ NDVI‬لباي وآخرون‪ [ 32[ .‬في نظام معلومات تدهور األراضي العالمي التابع لمنظمة األغذية‬
‫والزراعة‪ .‬بعد ذلك ‪ [ 37[ ،‬بتقييم خريطة حالة تردي األراضي لجنوب إفريقيا من خالل مقارنة تقديرات مجال النقطة‬
‫والمساحة مع فئات الخريطة‪ .‬وقد حصلوا على موافقة بنسبة ‪٪ 33‬على تقديرات النقاط ‪ ،‬و ‪٪ 48‬على التقديرات القائمة‬
‫على المساحات‪ .‬تم تحديد عدد من المشكالت (على سبيل المثال ‪ ،‬التأثير المناخي ‪ ،‬تصنيف أراضي المحاصيل على أنها‬
‫متدهورة ) ‪ ،‬تم تقييم هذه الخريطة العالمية الجديدة لحالة تدهور األراضي من خالل مقارنة المساحات األرضية لتدهور‬
‫األراضي مع خريطة تدهور األراضي المستندة إلى مؤشر ]‪ NDVI [38‬تم الحصول على اتفاق وسيط بين حالة تدهور‬
‫األراضي على أساس ميداني ومستشعر عن بعد‪ .‬مشاكل مماثلة لتلك التي ناقشها باي ودينت[‪[ 37‬تمت مصادفتها‪ .‬وتتمثل‬
‫هذه المشاكل في (‪ ( 1‬االفتقار إلى إمكانية مالحظة عمليات محددة لتدهور األراضي عن طريق صور االستشعار عن بعد‬
‫على نطاق واسع ؛ (‪ ) 2‬التقلبات في الغطاء النباتي في المناظر الطبيعية للزراعة الديناميكية ؛(‪ ) 3‬الدقة (‪ 8‬كيلومترات)‬
‫لصور االستشعار عن بعد العالمية حظرت التمييز بين التحسينات والتدهور المتعايشين على نطاقات مكانية أصغر‬

‫‪ -4‬التصحر في منطقة الساحل القائم على االستشعار عن بعد‬

‫جريت أبحاث التصحر في العديد من بيئات األراضي الجافة ‪ ،‬مثل الصين وجنوب إفريقيا واألرجنتين ‪ ،‬لكن غالبية‬
‫تقييمات لتصحر ركزت على منطقة الساحل األفريقي ‪ ،‬والتي تعتبر بشكل عام بؤرة التصحر العالمية‪ .‬الحظت العديد من‬
‫الدراسات المستندة إلى ‪ NDVI‬تخضير منطقة الساحل بين منتصف الثمانينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين عندما‬
‫تعافى هطول األمطار إلى كميات مماثلة كما كانت قبل سنوات الجفاف [‪22‬و‪ [ 41-39‬تخضير مماثل‪.‬‬

‫لوحظت اتجاهات في مناطق األراضي الجافة األخرى [‪[ 31‬وكانت مرتبطة بتحسين هطول األمطار على مدى العقود‬
‫الثالثة الماضية[‪[. 42‬اعتمدت هذه الدراسات على مفهوم كفاءة استخدام المطر (‪ )RUE‬وهي نسبة صافي اإلنتاج األولي‬
‫(‪ )NPP‬وهطوال ألمطار [‪[ 43‬عادة ما يُفترض أن تدهور األراضي يقلل من كفاءة استخدام المطر ‪ ، RUE‬ألن المزيد من‬
‫هطول األمطار يضيع مع الجريان السطحي وتبخر التربة بسبب الغطاء النباتي المتدهور‪ .‬وبهذه الطريقة ‪ ،‬يمكن تفسير‬
‫التخفيضات في كفاءة استخدام المطر ‪ RUE‬على أنها مؤشرات على تدهور األراضي ‪ ،‬بغض النظر عن تأثيرات المناخ [‬
‫‪ [.44‬تم انتقاد استخدام ‪ RUE‬كإجراء للتصحر من قبل ‪ Hein‬و ‪ ، Ridder‬الذي افترض أن زيادة هطول األمطار‬
‫وارتفاع‪ RUE‬يخفي في الواقع تدهور األراضي الذي يسببه اإلنسان ‪ ،‬ولكن هذا الرأي رفض بشدة من قبل ‪]46[ .‬‬
‫‪ Prince‬الذي ذكر العديد من العيوب في مجموعات البيانات المتاحة وتحليل البيانات الذي أجراه ‪ Hein‬و ‪ Ridder‬في‬
‫دراسة جديدة ‪ ]47[.‬أعادوا تحليل جزء من البيانات األصلية لهين ريدر [‪[ 45‬وإضافة بيانات نباتية جديدة من منطقة‬
‫الساحل‪ .‬أظهر تحليلهم الجديد أن العالقة بين التباين السنوي في ‪ NPP‬وهطول األمطار غير خطية لمنطقة الساحل‪ .‬هناك‬
‫عالقات مختلفة للمواقع ذات كميات متفاوتة من األمطار ‪ ،‬والتي ستؤثر على درجة تأثير تدهور األراضي الذي قد يكون‬
‫له عالقة باالستشعار عن بعد مشتق من اإلنتاجية االولية ‪ ]47[ .‬جادل ‪ Hein‬بأن المزيد من البيانات الميدانية حول‬
‫أنواع النباتات ‪ ،‬والكثافة ‪ ،‬واإلنتاجية مطلوبة لتحليل منتجات االستشعار عن بعد بشكل مفيد على ‪ RUE‬وحدوث تدهور‬
‫األراضي‪ .‬وفي اآلونة األخيرة ‪ ،‬تم اإلبالغ عن دراسة تغيرات الغطاء النباتي في ‪ 260‬متجمعات مياه في الساحل في‬
‫السنغال ومالي والنيجر [‪ [ 48‬غطت الدراسة ‪ 30‬عامًا ‪ ،‬من ‪ 1983‬إلى ‪ ، 2012‬واستندت إلى قاعدة بيانات مناخ‬
‫هطول األمطار اإلفريقية[‪ [ 49‬وبيانات ‪ . NDVI GIMMS AVHRR‬دراسات نموذجة الجرد العالمية ورسم الخرائط ‪،‬‬
‫أفضل وصف للعالقة بين هطول األمطار و ‪ NPP‬هو عالقة خطية في ما يقرب من نصف متجمعات المياه (‪. ) 128‬‬
‫بينما أظهر النصف اآلخر من متجمعات المياه (‪ ) 132‬عالقة غير خطية‪ .‬تم استنتاج أن نوع العالقة له تأثير ضئيل على‬
‫اكتشاف اتجاهات التخضير أو التدهور‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬أظهرت الدراسة مرة أخرى أن جميع متجمعات المياه تقريبًا شهدت‬
‫إعادة تخضير خالل فترة الدراسة ‪ ،‬مع أربعة فقط من متجمعات المياه شهدت انخفاضًا كبيرًا على المدى الطويل في‬
‫]‪ RUE [47‬دراسة تغطي غرب إفريقيا بأكملها [‪ [ 50‬استخدم صور االستشعار عن بعد الكتشاف تغيرات استخدام‬
‫األراضي والغطاء األرضي منذ عام ‪. 1975‬وتبين أنه في جزء األراضي الجافة من غرب أفريقيا حدثت تحوالت كبيرة‬
‫من أراضي السافانا إلى أراضي المحاصيل الزراعية خالل فترة الدراسة (‪ ). 2013-1975‬مرة أخرى ‪ ،‬كانت إعادة‬
‫تخضير منطقة الساحل واضحة ‪ ،‬كما تم تحديد بعض النقاط الساخنة إلعادة التخضير الطبيعية التي يديرها المزارعون‬
‫خاصة في النيجر وبوركينا فاسو‪ ،.‬فإن الدراسات القائمة على االستشعار عن بعد ال تترك مجاالً للشك في إعادة تخضير‬
‫منطقة الساحل األفريقي بعد الجفاف الطويل في السبعينيات والثمانينيات‪ .‬تتمثل مشكلة التقييمات القائمة على مؤشر ‪NDVI‬‬
‫للتصحر في عدم القدرة على تحديد تكوين أنواع النباتات‪ .‬غالبًا ما يُن ظر إلى التغيير من األراضي العشبية إلى األراضي‬
‫العشبية على أنه تدهور لألراضي من قبل المجتمعات المحلية ‪ ،‬ولكن ال يتم التعرف عليه عمومًا على هذا النحو من قبل‬
‫العلماء الذين يعتمدون في تحليالتهم على بيانات مستشعرة عن بعد‪ .‬ال يمكن دائمًا تفسير اتجاهات التخضير المشتقة من‬
‫األقمار الصناعية على أنها تحسين أو انتعاش‪ .‬في السنغال ‪[ 51[ ،‬درس تغيرات الغطاء النباتي في الحقل ومن االستشعار‬
‫عن بعد ‪ ،‬وقام بتقييم تصورات المزارعين المحليين‪ .‬أظهر التحليل المستند إلى ‪ NDVI‬تخضير المنطقة ‪ ،‬ولكن في هذا‬
‫المجال لوحظ تغيير في أنواع النباتات ‪ ،‬والذي تم تفسيره على أنه إفقار منقبل السكان المحليين‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬لوحظ تحول‬
‫في أنواع النباتات والثراء‪ .‬انخفضت تغطية األشجار وتم استبدالها بأنواع شجيرة أكثر مقاومة للجفاف‪ .‬تم اإلبالغ عن‬
‫تغييرات مماثلة في الغطاء النباتي من صحراء تشيهواهوان في الواليات المتحدة األمريكية حيث تم استبدال األراضي‬
‫العشبية بالصحراء ‪ ،‬والذي يُع تقد أنه ناجم عن التصحر‪ .‬لكن الكتلة الحيوية الموجودة فوق سطح األرض انخفضت بشكل‬
‫هامشي [‪. [ 23‬وقد أدلى فان أوكن بمالحظات مماثلة [‪ [ 52‬الذي ربط زيادة غطاء الشجيرات على األراضي العشبية‬
‫شبه القاحلة في الجزء الجنوبي الغربي من الواليات المتحدة لرعي الحيوانات العاشبة‪ .‬أدى الرعي إلى خفض الكتلة‬
‫الحيوية لألعشاب ‪ ،‬مما قلل من كمية الوقود الناعم والقضاء التام تقريبًا على حرائق المراعي‪ .‬شجع قلة النار على زحف‬
‫الشجيرات الخشبية ]‪ [ 44،52Higginbottom Symeonakis‬خلص أيضًا إلى أن األساليب المستندة إلى ‪NDVI‬‬
‫المطورة والمطبقة تفتقر إلى التحقق من صحة نتائجها ‪ ،‬مما يجعل التحليل الواسع النطاق للتصحر غير مؤكد‪.‬‬

‫فقد وجهوا نداءً من أجل استخدام بيانات ميدانية أفضل وطرق موحدة للتحقق من تحليالت الغطاء النباتي القائمة على‬
‫االستشعار عن بعد‪ .‬يجب أن يشمل ذلك أيضًا تصورات أصحاب المصلحة حول نوع الغطاء النباتي واستخدامه في منطقة‬
‫معينة‪ .‬أصبحت بيانات االستشعار عن بعد عالية الدقة ومتعددة األطياف وتقنيات المعالجة وطرق التحليل متاحة على‬
‫نطاق واسع للعديد من تطبيقات المراقبة البيئية [‪[. 53‬ومع ذلك ‪ ،‬بالنسبة لتقديرات التصحر ‪ ،‬ال يمكن لالستشعار عن‬
‫بعد أن يوفر سوى مؤشرات تدهور األراضي ‪ ،‬مثل تغيرات الغطاء النباتي بناءً على مؤشر ‪ ، NDVI‬ولكنه ال يستطيع في‬
‫الواقع تقييم درجة تدهور األراضي‪ .‬االتجاهات في تلك المؤشرات ‪ ،‬سواء كانت سلبية أو إيجابية ‪ ،‬ال تقدم أدلة فورية‬
‫على تدهور أو تحسين خدمات النظام اإليكولوجي على نطاق واسع [‪ .[ 54‬في أفضل األحوال ‪ ،‬توفر التحليالت القائمة‬
‫على االستشعار عن بعد تقديرات لتدهور الغطاء النباتي ‪ ،‬ولكنها ال تقدم تقديرات موثوقة لعمليات تدهور التربة التي تلعب‬
‫دورًا في التصحر‪ .‬يمكن أن تحدث العمليات في الموقع مثل تآكل الرياح والمياه على نطاقات مكانية وزمنية ال تتطابق مع‬
‫خصائص بيانات االستشعار عن بعد [‪[. 54‬عالوة على ذلك ‪ ،‬قد تحدث العديد من عمليات تدهور التربة في نفس المنطقة‬
‫[‪[ 55‬مما يجعل عملية الكشف أكثر تعقيدًا‪ .‬بالنسبة للظواهر صغيرة النطاق ‪ ،‬مثل تآكل الرياح على نطاق المجال أو‬
‫تآكل األخاديد ‪ ،‬يلزم وجود صور استشعار عن بعد متعددة األطياف ذات دقة مكانية عالية ‪ ،‬وتصبح متاحة بشكل متزايد‬
‫في الواقع [‪53‬و‪ [. 54‬لكن هذه الصور ذات دقة زمنية منخفضة ‪ ،‬حيث يمر القمر الصناعي مرة واحدة فقط كل بضعة‬
‫أيام‪ .‬ومن المحتمل أن تكون العواصف الترابية أو أحداث التعرية المائية مفقودة تمامًا ‪ ،‬ولكن يمكن استخدام الصور عالية‬
‫الدقة لتقييم تآكل األخدود [‪[ 56‬وكذلك تقشر السطح [‪[ 57‬تتميز الصور ذات الدقة المكانية المنخفضة بدقة زمنية أعلى‬
‫بكثير ‪ ،‬والتي يمكن استخدامها الكتشاف العواصف الترابية واسعة النطاق [‪[ 58‬لكنها خشنة للغاية الكتشاف عمليات‬
‫التدهور الفعلية على األرض‬

‫الشكل‪.3‬عاصفة ترابية بالقرب من قرية في السنغال‪.‬‬


‫الشكل‪.4‬أخدود نشطة تربة تآكل رأسها في "البادية" شبه القاحلة في األردن‬

‫‪ -5‬عمليات تدهور التربة ونوعية التربة‬

‫من غير المحتمل على المدى القصير أن تصبح تقييمات التصحر القائمة على االستشعار عن بعد أفضل من التقييمات‬
‫الحالية‪ .‬إذن ‪ ،‬السؤال "ما مدى شدة التصحر في األراضي الجافة في العالم؟ " ال يزال إلى حد كبير دون إجابة في‬
‫األدبيات العلمية‪ .‬تعتمد بيانات تدهور الغطاء النباتي في الغالب على بيانات االستشعار عن بعد ‪ ،‬كما هو موضح في‬
‫األقسام السابقة‪ .‬البيانات الكمية لعمليات تدهور التربة الفعلية من حيث خسائر إنتاجية التربة في األراضي الجافة شحيحة‪.‬‬
‫لتقييم تآكل المياه ‪ ،‬اعتمدت معظم الدراسات على نماذج [‪[ 59‬تُظ هر دراسات هذه النقاط الساخنة العالمية للتعرية‬
‫المائية ‪،‬ولكنها ال تشمل عادةً الخسارة الفعلية إلنتاجية التربة‪ .‬التحليل لكميات التعرية المائية المقاسة [‪ [60‬أظهرت أن‬
‫معظم مجموعات البيانات تأتي من بيئات أكثر رطوبة‪ .‬تفتقر غالبية األراضي الجافة إلى مجموعات بيانات التعرية المائية‬
‫‪ ،‬باستثناء أجزاء من الواليات المتحدة وأوروبا المتوسطية‪ .‬فيما يتعلق ببيانات تآكل الرياح في األراضي الجافة ‪،‬فإن‬
‫الوضع أسوأ‪ .‬ركزت العديد من الدراسات األولية على السمات الجيومورفولوجية مثل الكثبان الرملية [‪[ 61‬ولكن عددًا‬
‫قليالً فقط من الدراسات تناولت التدهور الكمي للتربة بفعل تآكل الرياح في األراضي الجافة‪ .‬تم إجراء معظم هذا البحث‬
‫في الواليات المتحدة والصين والساحل ‪ ،‬لكن النتائج مجزأة ‪ ،‬استنادًا إلى أساليب بحث سيئة المقارنة ‪ ،‬وال تتجاوز عمومًا‬
‫نطاق حقل زراعي واحد [‪[ 62‬ومن ثم ‪ ،‬فإن الدليل العلمي الكمي في الموقع لدرجة تدهور األراضي الناجم عن تآكل‬
‫الرياح والماء ضئيل ‪ ،‬وهذا هو الحال أيضًا بالنسبة لعمليات تدهور التربة األخرى‪ .‬بناءً على مراجعة للعديد من المقاالت‬
‫المنشورة حول تدهور األراضي في الساحل [‪ [ 63‬نص إلى أن التناقض بين الدراسات مرتبط بالتعريفات العديدة لتدهور‬
‫األراضي وتفسيراتها المختلفة‪ .‬يمكن أن تؤدي هذه االختالفات في التعاريف والتفسيرات إلى مؤشرات متنوعة على نطاق‬
‫واسع لتدهور األراضي والتي قد تسبب تناقضات في أدلة التصحر‪ .‬تعرّف اتفاقية مكافحة التصحر تدهور األراضي على‬
‫أنه‪" :‬التخفيض أو الخسارة ‪ ،‬في المناطق الجافة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة لإلنتاجية البيولوجية أو االقتصادية‬
‫وتعقيد األراضي الزراعية البعلية أو األراضي الزراعية المروية أو المراعي والمراعي والغابات واألراضي الحرجية‪".‬‬
‫يشمل هذا التعريف ثالث فئات مختلفة من المؤشرات‪ ) 1( :‬اإلنتاجية البيولوجية ‪ ) 2( ،‬اإلنتاجية االقتصادية ‪ ( 3( ،‬تعقيد‬
‫النظام البيئي‪ .‬كل فئة من الفئات الثالث لها مؤشراتها الخاص‬

‫يصعب تحديدها وتقديرها ‪ ،‬مما قد يفسر "األدلة" المتناقضة على التصحر في منطقة الساحل‪ .‬راسموسن وآخرون‪63[ .‬‬
‫[قدم تمثاال يوضح المشكلة‪ .‬عندما يتم تحويل أراضي السافانا العشبية شبه الطبيعية إلى أراضٍ زراعية مزروعة ‪ ،‬فمن‬
‫المرجحان تزداد اإلنتاجية االقتصادية ‪ ،‬بينما ينخفض تعقيد النظام البيئي‪ .‬يمكن أن تزيد اإلنتاجية البيولوجية أو تنقص‪.‬‬
‫ومنثم ‪ ،‬فإن تقييمات تدهور األراضي التي تستند إما إلى المراقبة في الموقع أو االستشعار عن بعد قد توصل إلى‬
‫استنتاجات مختلفة ‪ ،‬ألنه سيتم استخدام مؤشرات مختلفة‪ .‬تتمثل إحدى الطرق البديلة لمحاولة اإلجابة على سؤال خطورة‬
‫التصحر في تحليل التغيرات في جودة التربة في األراضي الجافة ‪.‬إذا حدث التصحر لفترة طويلة في منطقة معينة ‪ ،‬فمن‬
‫المحتمل أن تنخفض جودة التربة‪ .‬سيؤدي تآكل الرياح والمياه إلى فقدان التربة ‪ ،‬وإزالة تفضيلية ألفضل جزيئات التربة‬
‫والمواد العضوية والمغذيات [‪64‬و‪[ 65‬وهذا يؤدي إلى عمق أقل للتربة ‪،‬وقدرة أقل على االحتفاظ بالمياه بسبب تدهور‬
‫بنية التربة ‪ ،‬وانخفاض خصوبة التربة‪ .‬كبديل لدرجة تدهور التربة ‪ ،‬يمكن استخدام محتوى المادة العضوية في التربة (‬
‫‪( SOM‬أو محتوى الكربون العضوي في التربة (‪)SOC‬في التربة السطحية كمقياس لجودة التربة [‪66‬و‪[ 67‬أدى البحث‬
‫في األدب إلى دراستين فقط حددتا تغيرات جودة التربة بمرور الوقت‪ .‬في دراسة حديثة ‪ ،‬تم اختيار سبعة مواقع من‬
‫األراضي الجافة حيث تم أخذ عينات التربة مؤخرًا (بعد عام ‪( 1987‬وفي الماضي(قبل عام ‪]68[ 1987‬كانت البيانات‬
‫المستخدمة في الدراسة متاحة من خالل الخدمة العالمية لمعلومات التربة (‪[ 69( ]WoSIS‬وقواعد بيانات التربة الخاصة‬
‫بخدمة معلومات التربة في إفريقيا (‪]70[ ]AFSIS‬تمت مقارنة متوسط محتويات‪ SOC‬في التربة السطحية في لحظتين من‬
‫الوقت وتم تقييم ما إذا كانت المنطقة قد خضعت ألي تدهور أو تحسين‪ .‬من بين المواقع السبعة التي تمت دراستها ‪،‬‬
‫أظهرت خمسة مواقع زيادة في محتويات ‪ ، SOC‬وانخفضت محتويات‪ SOC‬في موقعين فقط‪ .‬كانت هذه التغييرات مهمة‬
‫فقط (‪( 05.0‬في موقعين‪ .‬في المكسيك ‪ ،‬في ما بيمي ‪ ،‬انخفض متوسط محتوى ‪ SOC‬من ‪ 4.9‬جم ‪ /‬كجم حوالي عام‬
‫‪ 1980‬إلى ‪ 6.2‬جم ‪ /‬كجم في حوالي عام ‪. 2002‬ويرجع سبب هذا االنخفاض على األرجح إلى التدهور الكيميائي‬
‫للتربة نتيجة ألنشطة تعدين التربة ‪ .‬في بوركينا فاسو ‪ ،‬أظهر متوسط محتويات‪ SOC‬في التربة السطحية زيادة كبيرة من‬
‫‪ 7.6‬إلى ‪ 5.8‬جم ‪ /‬كجم خالل الفترة ‪. 1994-1973‬يشير هذا إلى أن جودة التربة قد تحسنت بالفعل في هذا الجزء من‬
‫الساحل ‪ ،‬الذي يتعارض مع مشاكل التصحر المشهود لها في منطقة الساحل‪ .‬تم تفسير الزيادة في محتويات التربة‬
‫السطحية من ‪ SOC‬في بوركينا فاسو من خالل إعادة تخضير منطقة الساحل ‪ ،‬مما أدى إلى زيادة المواد العضوية في‬
‫التربة [[‪ 68‬تم الحصول على نتيجة مماثلة لمنطقة في شرق بوركينا فاسو ‪ ،‬حيث تحسنت محتويات التربة السطحية‬
‫بشكل عام على مدى ‪ 27‬عامًا (‪ ]68[1996-1969‬المجاالت السبعة التي درسها فان فليت [‪[ 68‬ليست كافية بأي حال‬
‫من األحوال الستخالص استنتاجات حول درجة التصحر العالمي‪ .‬واحدة من المشاكل الرئيسية التي اقتصرت الدراسة‬
‫على سبع مناطق وحدها هي قلة توافر بيانات التربة متعددة الفترات الزمنية من نفس المواقع‪ .‬هذا النقص في البيانات‬
‫الزمنية المتعددة يعقد تحليل التصحر العالمي ‪ ،‬وال يمكن تحسينه إال بعد توفر المزيد من بيانات التربة في ‪ WoSIS‬و‬
‫‪ AFSIS‬وقواعد البيانات المفتوحة األخرى‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يشير التحليل مرة أخرى إلى أنه في معظم الحاالت ‪ ،‬ال يوجد دليل‬
‫علمي على حدوث تصحر خطير‪ .‬عبارات شائعة مثل "‪ ...‬ال يزال تدهور األراضي والتربة على نطاق واسع يحدث في‬
‫جميع أنحاء العالم ‪ ،‬وال تزال موارد التربة الخصبة تستنفد بسرعة ‪ ،‬مما يقلل من إمكانية إنتاج الغذاء ‪[ 67[ "...‬؛‬
‫باإلشارة إلى نص اتفاقية مكافحة التصحر وإنجازاتها و "تربة العالم تتدهور بسرعة بسبب تآكل التربة ونضوب المغذيات‬
‫وفقدان الكربون العضوي للتربة وختم التربة والتهديدات األخرى ‪ [71[ "... ،‬يبد وأنه ليس له أساس من الصحة‪ .‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬فإن تقرير "حالة موارد التربة في العالم" [‪[ 72‬تنص على أنها توفر قائمة جرد أساسية لموارد التربة وتأثير‬
‫اإلجراءات البشرية والعمليات الطبيعية على التربة في وقت معين (‪ .) 2015‬ينبغي مقارنة البيانات الجديدة المتعلقة‬
‫بمجموعة متنوعة من الموضوعات (تآكل التربة ‪ ،‬والمواد العضوية في التربة ‪ ،‬ونضوب المغذيات ‪ ،‬وما إلى ذلك) بتقييم‬
‫عام ‪ 2015‬الستخالص استنتاجات بشأن التغيرات في موارد التربة العالمية ‪ ،‬بما في ذلك تقييمات التصحر[‪[.72‬‬

‫‪ -6‬مقياس التصحر واالستدامة‬

‫استهدفت التقييمات السابقة للتصحر منطقة األراضي الجافة العالمية بأكملها ‪ ،‬باستخدام االفتراض األساسي بأن التصحر‬
‫عملية تحدث على نطاقات مكانية كبيرة ‪ ،‬مثل المناظر الطبيعية أو المقاطعة بأكملها في بلد من األراضي الجافة‪ .‬ربما‬
‫كانت هذه الفكرة مدفوعة بالرياح الشديدة ‪ 18‬من‪9، 156 11‬و‪2020‬أرض تآكل في السهول الكبرى بأمريكا الشمالية‬
‫وكندا خالل ثالثينيات القرن الماضي ‪ ،‬وهي فترة عُرفت باسم وعاء الغبار [‪ [. 73‬أدت سنوات من زراعة وحرث تربة‬
‫البراري إلى عواصف ترابية هائلة خالل فترة الجفاف الطويلة في عام ‪.′1930‬س‪ .‬تسبب تآكل الرياح في تخلي العديد‬
‫من العائالت عن الزراعة والهجرة إلى مناطق أخرى على أمل العثور على عمل‪ .‬لكن قلة العمل لهؤالء القادمين الجدد‬
‫أدت إلى أكبر مأساة اجتماعية واقتصادية في الواليات المتحدة األمريكية وبدأت البحث في مشاكل تآكل التربة وتدابير‬
‫الحفاظ على التربة [‪ [.74‬يوضح هذا المثال كيف يمكن أن يكون لعملية تدهور األراضي في بيئة األراضي الجافة تأثير‬
‫كبير على األرض واألشخاص الذين يعتمدون على نفس األرض في لقمة العيش‪ .‬لكن هل هي أيضًا حالة واضحة من‬
‫حاالت التصحر؟ وفقًا لمؤتمر األمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية [‪ [ 17‬التعريف هو ‪ ،‬ولكن في نفس الوقت ‪ ،‬لم يؤد‬
‫التدهور إلى فقدان األراضي الزراعية المنتجة‪ .‬منذ الثالثينيات من القرن الماضي ‪ ،‬ال تزال أرض ‪ Bowl Dust‬تُستخدم‬
‫في الزراعة ‪ ،‬وإن كان ذلك مع إجراءات الحفاظ على التربة المعمول بها اآلن [‪ [. 73‬القضية األخرى هي النطاق‬
‫المكاني لمشكلة تآكل الرياح نفسها‪ .‬قد تنشأ العاصفة الترابية من مساحة صغيرة نسبيًا من األرض ‪ ،‬في حين أن التأثيرات‬
‫خارج الموقع قد تؤثر على مساحة أكبر بكثير عن طريق تقليل الرؤية ‪ ،‬وتلوث الهواء والمياه السطحية ‪ ،‬وتعطيل اآلالت‬
‫والمنازل ‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬الحقيقة تقتصر على جزء صغير نسبيًا من إجمالي المنطقة المصابة‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يمكن إثراء‬
‫التربة األخرى التي تتلقى مدخالت الغبار بالمواد العضوية والمغذيات [‪[ 75‬مما يزيد من إنتاجيتهم‪ .‬من المحتمل أن‬
‫يحدث تدهور األراضي ‪ ،‬وبالتالي التصحر ‪ ،‬بشكل رئيسي على نطاق مكاني دقيق ‪ ،‬مثل حقل المزارع] [‪ 76‬مما يجعل‬
‫من الصعب تقييم التصحر على مستوى المقاطعة أو المقاطعة أو المستوى الوطني أو القاري‪ .‬حتى على المستوى الميداني‬
‫‪ ،‬من الصعب تحديد المقدار الفعلي للضرر الناجم عن عمليات تدهور األراضي مثل تآكل المياه والرياح بسبب(‪) 1‬‬
‫فترات القياس العامة القصيرة ‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى عدد قليل جدًا أو كثير من األحداث المتطرفة ‪ ) 2 ( ،‬أخطاء القياس‬
‫في التقنيات المطبقة ‪ ،‬و (‪ ) 3‬تأثيرات المقياس المكاني التي تجعل تعميم النتائج إشكالية [‪[ 77‬على الرغم من أوجه عدم‬
‫اليقين هذه ‪ ،‬فقد نشرت العديد من الدراسات معدالت فقدان التربة الخطيرة الناجمة عن التعرية بفعل الرياح [‪[78‬وتعرية‬
‫المياه [‪[ 79‬فقدان المغذيات [‪[ 80‬وتقشر السطح [‪[ 81‬بشكل عام ‪ ،‬تقدم هذه الدراسات صورة قاتمة للعديد من بيئات‬
‫األراضي الجافة ‪ ،‬ال سيما تلك التي يزرع فيها المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة المحاصيل وتربية الماشية‬
‫باستخدام القليل من المدخالت‪ .‬وهذا يثير التساؤل حول كيفية تمكن المزارعين من التعامل مع هذا التدهور الشديد [‪[. 77‬‬
‫يمكن البحث عن إجابة هذا السؤال في نموذج االستدامة [‪ [.82‬في حالة التصحر ‪ ،‬يأخذ نموذج االستدامة في االعتبار‬
‫إدارة األراضي في حالتين حصريتين متبادلتين‪ :‬االستدامة القوية مقابل االستدامة الضعيفة [‪[ . 82‬إذا كان المزارع يمتلك‬
‫أكثر من حقل واحد ‪ ،‬فقد ال يستثمر بالتساوي في كل مجال ‪ ،‬بسبب رأسماله الطبيعي والبشري واالقتصادي المحدود‪.‬‬
‫ومن ثم ‪ ،‬قد تكون بعض الحقول محمية بشكل جيد ضد القوى المهينة ‪ ،‬فيحين أن الحقول األخرى قد تترك متآكلة أو‬
‫عرضة لعمليات مهينة أخرى‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬إذا لم يتم تجاوز حد حرج ‪ ،‬فقد يتم تجديد الحقول المتدهورة سابقًا مرة أخرى‬
‫عندما تكون الموارد أفضل أو عندما تكون هناك حاجة إلى المزيد من إنتاج الغذاء‪ .‬إن الحفاظ على التربة قدر اإلمكان ‪،‬‬
‫وهو حالة من االستدامة القوية ‪ ،‬يتم الترويج له بشكل عام من قبل علماء التربة والمهندسين الزراعيين‪ .‬إنهم يرون التربة‬
‫كمورد طبيعي غير متجدد ‪ ،‬وهي جزء من رأس المال الطبيعي الذي يمتلكه المزارع‪ .‬لكنمنظور سبل العيش يرى التربة‬
‫كأحد األشكال العديدة لرأس المال ‪ ،‬والتي يمكن استغاللها جزئيًا لتحقيق االستدامة االجتماعية واالقتصادية [‪ [ 82‬هذه‬
‫حالة من االستدامة الضعيفة التي تسمح باالستعاضة عن الطبيعي برأس المال البشري ‪ ،‬طالما يتم الحفاظ على إجمالي‬
‫رأس المال أو تعزيزه [‪[ 83‬بالنظر إلى أن التربة ليست سوى شكل واحد من أشكال رأس المال الالزمة لشراء ما يكفي‬
‫من الغذاء ‪ ،‬يمكن أن يكون قرارًا منطقيًا للمزارع للسماح بالتدهور في حقل واحد أو أكثر‪ .‬إذا كان بإمكان العمالة المنزلية‬
‫المتاحة إنتاج المزيد من الدخل عن طريق بيعها في مكان آخر ‪ ،‬مما سيسمح بشراء الطعام في السوق ‪،‬فقد ال يتم إجراء‬
‫االستثمارات المطلوبة في إنتاج المحاصيل المستدام‪ .‬لكن هذا النوع من القرار قد يزيد من نجاح سبل العيش [‪[. 84‬وارن‬
‫وآخرون‪ [ 82[ .‬خلص إلى أن االستدامة الضعيفة (أو المعقولة) هي خيار حكيم يؤكد على الترابط بين الحفاظ على‬
‫الموارد الطبيعية والحفاظ على النظم االجتماعية واالقتصادية‪ .‬يعد الحفاظ على رأس المال الطبيعي ‪ ،‬مثل التربة والنباتات‬
‫والموارد المائية ‪ ،‬جزءًا من المقايضة المعقدة بين األنشطة الزراعية وغير الزراعية‬

‫‪ -7‬عرض سياسة التصحر‬

‫في السنوات الماضية ‪ ،‬طورت المؤسسات الكبرى التي تتعامل مع مشاكل التصحر أدوات التحليل والوثائق والمواقع‬
‫اإللكترونية الخاصة بالتصحر العالمي‪ .‬تستفيد هذه المنتجات الجديدة من أحدث مجموعات البيانات العالمية حول مجموعة‬
‫متنوعة من العوامل االجتماعية واالقتصادية والبيولوجية الفيزيائية التي تلعب دورًا في التصحر‪ .‬تم نشر أحدث المنتجات‬
‫التي تمت مناقشتها بإيجاز هنا من قبل ‪ ، International Conservation‬واالتحاد األوروبي و اتفاقية األمم المتحدة‬
‫لمكافحة التصحر ‪ ،‬والمنبر الحكومي الدولي لسياسات العلوم بشأن التنوع البيولوجي وخدمات النظم اإليكولوجية‪ .‬توفر‬
‫‪ International Conservation‬من خالل موقعها على الويب اتجاهات األرض منصة لرصد التغيرات األرضية‬
‫العالمية ‪.‬و يهدف إلى تتبع تحقيق أهداف التنمية المستدامة ‪ ،‬وخاصة الهدف ‪ 3.15‬من أهداف التنمية المستدامة ‪ ،‬من‬
‫خالل رصد ثالثة مؤشرات‪ :‬إنتاجية األرض ‪ ،‬والغطاء األرضي ‪ ،‬والكربون العضوي للتربة‪ .‬تدعم األداة رسم الخرائط‬
‫والرصد واإلبالغ عن تدهور األراضي والتحسينات ‪ ،‬بما في ذلك آثار خيارات اإلدارة المستدامة لألراضي‪ .‬يمكن للبلدان‬
‫تطبيق األداة لتحليل البيانات للتحضير اللتزاماتها بتقديم التقارير التفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر‪ .‬نشر االتحاد‬
‫األوروبي األطلس العالمي الثالث للتصحر ( (‪ 85( )WAD3‬والذي يوفر موردًا قيمًا للتقييمات العالمية واإلقليمية‬
‫والقطرية لعدد من مشكالت تدهور األراضي‪ .‬يمكن أن تساعد في صنع السياسات وتساعد على إيجاد حلول بيئية‪ .‬قام‬
‫‪ WAD3‬بتعيين ووصف ‪ 14‬متغيرًا تلعب دورًا في تدهور األراضي العالمي‪ .‬يدعي المؤلفون أنه لم يتم تقديم أي تقييم‬
‫نهائي لدرجة التصحر ‪ ،‬حيث تم إدراك أن "‪ ...‬ال يمكن تسجيل التصحر أو تدهور األراضي في الخرائط العالمية ‪"...‬‬
‫بدالً من ذلك ‪ ،‬تم تقييم المتغيرات األربعة عشر المحددة في المركز العالمي‪ .‬مقياس ورسمه بجد‪ .‬أحد المتغيرات المعينة‬
‫هو ديناميكيات إنتاجية األرض (‪ LDP‬وهو مقياس للكتلة الحيوية فوق سطح األرض مشتق من صور القمر الصناعي‬
‫عالية الدقة‪ 1‬كم ‪ 10 ،‬أيام) (‪(. VGT-SPOT‬تُظ هر الخريطة العالمية المناطق التي شهدت تغييرات في الحزب‬
‫الديمقراطي الليبرالي للفترة من ‪ 1999‬إلى ‪.2013‬في المجموع ‪. 20 ،‬أظهرت ‪٪ 4‬من مساحة اليابسة (‪ 22‬مليون‬
‫هكتار) اتجاهاً تنازلياً مستمراً ‪ ،‬مع وجود اختالفات كبيرة بين القارات‪ .‬بالنظر إلى قصر فترة التحليل (‪ 15‬عامًا) ‪ ،‬ليس‬
‫من الممكن حقًا تحديد ما إذا كانت هذه التغييرات ناتجة عن تدهور األراضي‪ .‬كما يتجلى الجفاف المستمر ‪ ،‬مثل جفاف‬
‫األلفية في أستراليا ‪ ،‬في الخريطة‪ .‬يحذر مؤلفو ‪ WAD3‬من االستنتاجات المتعلقة باألرقام بالقول‪" :‬ال تشير االتجاهات‬
‫المتراجعة إلى تدهور األراضي في حد ذاته ‪ ،‬وال تشير االتجاهات المتزايدة إلى التعافي"‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد تم بالفعل‬
‫استخدام نتائج التحليل قبل نشر ‪ WAD3‬في توقعات األراضي العالمية التي نشرتها اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫التصحرليس من الممكن حقًا تحديد ما إذا كانت هذه التغييرات ناتجة عن تدهور األراضي‪ .‬كما يتجلى الجفاف المستمر ‪،‬‬
‫مثل جفاف األلفية في أستراليا ‪ ،‬في الخريطة‪ .‬يحذر مؤلفو ‪ WAD3‬من االستنتاجات المتعلقة باألرقام بالقول ‪":‬ال تشير‬
‫االتجاهات المتراجعة إلى تدهور األراضي في حد ذاته ‪ ،‬وال تشير االتجاهات المتزايدة إلى التعافي"‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد تم‬
‫بالفعل استخدام نتائج التحليل قبل نشر ‪ WAD3‬في توقعات األراضي العالمية التي نشرتها اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫التصحر ليس من الممكن حقًا تحديد ما إذا كانت هذه التغييرات ناتجة عن تدهور األراضي‪ .‬كما يتجلى الجفاف المستمر ‪،‬‬
‫مثل جفاف األلفية في أستراليا ‪ ،‬في الخريطة‪ .‬يحذر مؤلفو‪ WAD3‬من االستنتاجات المتعلقة باألرقام بالقول‪" :‬ال تشير‬
‫االتجاهات المتراجعة إلى تدهور األراضي في حد ذاته ‪ ،‬وال تشير االتجاهات المتزايدة إلى التعافي"‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد تم‬
‫بالفعل استخدام نتائج التحليل قبل نشر ‪ WAD3‬في توقعات األراضي العالمية التي نشرتها اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫التصحر [‪ [ 6‬إحدى الرسائل الرئيسية من التوقعات هي "على مدى العقدين الماضيين ‪ ،‬أظهر ما يقرب من ‪ 20‬في المائة‬
‫من سطح األرض المغطى بالنباتات اتجاهات هبوط مستمرة في اإلنتاجية ‪ ،‬وذلك بشكل رئيسي نتيجة الستخدام‬
‫األراضي ‪ /‬المياه وممارسات اإلدارة‪ ".‬على موقعهم على اإلنترنت ‪ ،‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر [‪ [86‬يدعي‬
‫بشدة خطورة التصحر بالقول "‪ 12‬مليون هكتار من األراضي المنتجة تصبح قاحلة كل عام بسبب التصحر والجفاف‬
‫وحدهما" ‪ ،‬والذي يبدو أنه يستند إلى تقدير ديناميكيات إنتاجية األراضي ‪ WAD3‬لألراضي الجافة‪ .‬في تقرير خاص عن‬
‫مكافحة التصحر في أوروبا [‪[87‬تم تحديد درجة والتغير في المدى المكاني للتصحر في عامي ‪2008‬و ‪. 2017‬زيادة‬
‫هائلة قدرها ‪ 177000‬كم‪2‬في المنطقة ذات الحساسية العالية إلى العالية جداً للتصحر تم اإلبالغ عنها في جنوب أوروبا‪.‬‬
‫وقد استندت هذه الزيادة المقدرة إلى منهجية تستخدم ثالثة عوامل لحساب مؤشر شدة التصحر‪ .‬أحد العوامل هو مؤشر‬
‫الجفاف ‪ ،‬وهو النسبة بين هطول األمطار السنوي والنتح التبخر السنوي المحتمل (‪(. PET‬في تقييم عام ‪ ،2017‬استخدم‬
‫حساب ‪ PET‬طريقة مختلفة ‪ ،‬مما أدى عمومًا إلى زيادة كمية ‪[ ، 88 ]PET‬وبالتالي زيادة في مؤشر الجفاف ‪ ،‬والذي‬
‫يمثل ‪ 3/1‬في مؤشر التصحر‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فإن الزيادة الهائلة المبلغ عنها ليست زيادة في التصحر في حد ذاته ‪ ،‬ولكنها في‬
‫األساس تأثير لطريقة حساب جديدة‪ .‬إذا تم استخدام نفس حساب ‪ PET‬في عام ‪ ، 2008‬فإن مساحة أكبر بكثير كانت‬
‫ستندرج تحت فئات التصحر المرتفعة إلى العالية جدًا‪ .‬من الواضح أن زيادة التصحر قد تكون أقل دراماتيكية‪ .‬ومع ذلك ‪،‬‬
‫أوصى مؤلفو التقرير المفوضية األوروبية بوضع خطط عمل وطنية لمكافحة التصحر وتحقيق الحياد بشأن تدهور‬
‫األراضي ‪ ،‬وهوما تبنته المفوضية األوروبية‪ .‬يوضح هذا المثال كيف يمكن إعاقة وضع أي سياسة سليمة بسبب عدم‬
‫اليقين وعدم االتساق والمبالغات المحتملة في رسم خرائط التصحر‪.‬‬

‫أخيرًا ‪،‬نشر المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم اإليكولوجية (‬
‫‪ (IPBES‬تقريرًا عن تدهور األراضي في العالم [‪ [ 89‬تم تناول األراضي الجافة والتصحر على وجه التحديد في‬
‫التقرير ‪ ،‬ويناقش التقرير صعوبة رسم خرائط التصحر بسبب التفاعل المعقد للعمليات المختلفة المهمة‪ .‬بل من المسلم به‬
‫أن التصحر في منطقة الساحل محلي وليس شبه قاري من حيث الحجم‪ .‬على الرغم من هذا التفكير الناقد بشأن التصحر ‪،‬‬
‫يزعم التقرير في ملخصه لصانعي السياسات أن "التصحر يؤثر حاليًا على أكثر من ‪ 7.2‬مليار شخص ويمكن أن يساهم‬
‫في الهجرة"‪ .‬لقد تم ذكر أن هذا االدعاء راسخ‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬وفقًا لـ ‪ ، IPBES‬يتأثر سكان األراضي الجافة بالكامل بالتصحر‬
‫‪ ،‬ولكن من غير الواضح تمامًا البيانات التي يستند إليها هذا البيان بالفعل‪ .‬في بيان إعالمي مثير للغاية ‪ ،‬يحذر المنبر‬
‫الحكومي الدولي من أن رفاهية ‪ .3‬توضح هذه األمثلة االنفصال بين السياسة والعلوم عندما يتعلق األمر بالتصحر [‪9‬‬
‫[حيث قللت العديد من الدراسات العلمية على مدى السنوات العشرين الماضية من أهمية التصحر في األراضي الجافة ‪،‬‬
‫استمرت الدراسات الموجهة نحو السياسات في االدعاء بأن التصحر آخذ في التوسع ويهدد سبل عيش العديد من الناس في‬
‫األراضي الجافة‪ .‬لقد أظهر العلم أن النظم اإليكولوجية الزراعية لألراضي الجافة هي أنظمة معقدة للغاية يمكن أن تتغير‬
‫بسرعة من اإلنتاجية البيولوجية العالية إلى المنخفضة ‪ ،‬في حين يتم تعزيز اإلنتاجية االقتصادية في الواقع [‪[ 63‬ومع‬
‫ذلك ‪ ،‬ال ينبغي تفسير انخفاض اإلنتاجية البيولوجية على أنه تصحر‪ .‬لقد أصبح من الواضح أن التصحر مرتبط بهذا‬
‫التعقيد وما يرتبط به من تغييرات يمكن أن تحدث بسبب الجفاف أو اإلدارة ‪،‬ولكنه ليس بالضرورة عملية ال رجعة فيها‬
‫تدمر األرض إلى المستوى الذي ال تتاح فيه إلنتاج الغذاء أو خدمات النظام اإليكولوجي األخرى [‪ [82‬يبدو أن مستوى‬
‫السياسة المؤسسية يتبنى التصحر باعتباره النظرة الدرامية للخسارة الكاملة لألراضي ‪،‬والتي بدأت في الثمانينيات بفكرة‬
‫زائفة تتمثل في اتساع الصحاري ‪ ،‬واستعيض عنها الحقًا بتعريف اتفاقية مكافحة التصحر لتدهور األراضي في األراضي‬
‫الجافة‪ .‬ويمكن أن يساعد المزيد من الحوار بين العلم والسياسة في تعديل الجهود الدولية لوقف التصحر وتحقيق أهداف‬
‫التنمية المستدامة في األراضي الجافة العالمية‪.‬‬

‫‪ -8‬مالحظات ختامية‬

‫في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي ‪ ،‬كان يُن ظر إلى التصحر على أنه قضية بيئية عالمية تهدد حياة ماليين‬
‫األشخاص الذين يعيشون في األراضي الجافة‪ .‬ركزت معظم مناقشات التصحر على منطقة الساحل حيث أثر الجفاف‬
‫الخطير على سبل عيش السكان الريفيين المحليين‪ .‬كانت التقديرات األولى لشدة التصحر كبيرة [‪3‬و‪4‬و‪25‬و‪28‬و‪، 29‬‬
‫[ ولكن تم انتقادها الحقا ‪ ،‬ألنه ال يمكن تقديم دليل علمي لدعم التقييمات المبكرة‪ .‬في الواقع ‪ ،‬ما كان يُنظر إليه آنذاك على‬
‫أنه تصحر في منطقة الساحل كان في الواقع عواقب الجفاف الشديد ‪ ،‬الذي اختفى الحقًا عندما عادت األمطار إلى طبيعتها‬
‫وحدثت إعادة تخضير على نطاق واسع [‪31‬و‪ [ 32‬ال تتوفر أدلة على التدهور الهائل لألراضي وهجرها في األراضي‬
‫الجافة‪ .‬في العلم ‪ ،‬يُن ظر اآلن إلى التصحر على أنه مشكلة تدهور أكثر على المستوى المحلي (األشكال‪ ) 4-1‬حيث تلعب‬
‫إدارة األراضي دورًا حاسمًا في إما تحفيز أو تقليل عمليات التدهور‪ .‬إن التصحر ليس بالضرورة عملية ال رجوع فيها ؛‬
‫يمكن اعتبار التربة على أنها رأسمال طبيعي يمكن استغالله جزئيًا للحفاظ على سبل العيش االجتماعية واالقتصادية [‪.82‬‬
‫[‬

‫يظل دور العلم في النقاش حول التصحر العالمي حاسمًا‪ .‬يجب أن تعمل العلوم الطبيعية واالجتماعية معًا وأن تقدم أدلة‬
‫حول مدى وخطورة عمليات التصحر في بيئات األراضي الجافة ‪ ،‬وأسبابها وعواقبها وكيفية تأثر سكان األراضي الجافة‪.‬‬
‫ال يمكن فهم تدهور األراضي ‪ ،‬وبالتالي التصحر ‪ ،‬بمعزل عن االتجاهات األخرى في المجتمع والطبيعة [‪ [ 90‬سيلزم‬
‫استخدام التعاريف المشتركة وأساليب البحث المقبولة على نطاق واسع لتوفير معلومات مفيدة عن التصحر [‪[ 35‬حتى‬
‫اآلن ‪ ،‬ركزت التقييمات واسعة النطاق بشكل أساسي على تغيرات الغطاء النباتي ‪ ،‬والتي استخدمت كبديل لتدهور‬
‫األراضي‪ .‬ينبغي القيام بالمزيد من العمل لرسم خرائط وتصنيف شدة عمليات تدهور التربة الفعلية التي تحدث في‬
‫األراضي الجافة‪ .‬وينبغي أن يشمل ذلك عمليات مثل التعرية بفعل الرياح والمياه ‪ ،‬وكذلك التملح وتقشر التربة‪ .‬قد يؤدي‬
‫هذا إلى عالم أفضل وأكثر موضوعية‬

‫تقييمات الحالة والتغيرات في األراضي الجافة‪ .‬تقرير "حالة موارد التربة في العالم" [‪ [ 72‬يمكن أن يصبح مرجعًا رئيسيًا‬
‫يمكن مقارنة جميع الحاالت والتغيرات التي تمت مالحظتها من أجل التقييمات الموضوعية لدرجات تدهور التربة منذ عام‬
‫‪.2015‬وهذا سيساعد مؤسسات السياسة على استهداف مجاالت التخاذ إجراءات فورية ‪ ،‬وسيساعد في تطوير حلول ذات‬
‫مغزى لمحاربة حقيقية‪ .‬ومشاكل التصحر الخطيرة‪ .‬على الرغم من التفكير النقدي من قبل العلماء بشأن التصحر ‪ ،‬ال يزال‬
‫مجال السياسات يعتبر التصحر تهديدًا خطيرًا لسبل عيش سكان األراضي الجافة في العالم‪ .‬يمكن للمرء أن يدرك االنقسام‬
‫العام بين العلم والسياسة من زاويتين مختلفتين ‪.‬من منظور واحد ‪ ،‬يفشل العلم في تقديم تقييمات جادة وموضوعية وبالتالي‬
‫يحد من اتخاذ القرارات المستنيرة لصانعي السياسات‪ .‬من وجهة نظر أخرى ‪ ،‬يبدو أن صانعي السياسات يميلون إلى أخذ‬
‫األرقام من مجموعة متنوعة على نطاق واسع من التقارير العلمية التي تالئم رسالة تحذيرية لتحفيز العمل‪ .‬هناك حاجة‬
‫ماسة إلى اتصال أفضل بين العلم والسياسة تسهل فيه السياسة التقييمات العلمية بشكل أفضل وحيث يستمع العلم بشكل‬
‫أفضل إلى الرؤى المطلوبة إلعطاء التصحر العالمي االهتمام المناسب للتعامل مع الهدف ‪ 15‬من أهداف التنمية المستدامة‬
‫‪ [ 91]،‬إنه مفهوم يعكس عمليا تتدهور األراضي من خالل تنفيذ تدابير واستراتيجيات تستند إلى تقييمات متعددة المتغيرات‬
‫‪ ،‬مع األخذ في االعتبار إمكانات األراضي ‪ ،‬وظروف األرض ‪ ،‬والمرونة ‪ ،‬والعوامل االجتماعية والثقافية واالقتصادية‪.‬‬
‫قد يكون لكل بلد مشاكل مختلفة تتعلق بتدهور األراضي ‪ ،‬وقد يسعى إلى حلول أمثل تناسب الظروف المحلية‪ .‬يجب أن‬
‫يرتكز تصميم وتنفيذ هذه التدابير واالستراتيجيات بشكل ثابت على المعرفة العلمية وأهداف السياسة‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪Lamprey, H.F. Report on the desert encroachment reconnaissance in northern Sudan. 21 .1‬‬
‫‪October to 10 November 1975. UNESCO/UNEP Paris/Nairobi Republished Desertif. Control.‬‬
‫‪.Bull. 1975, 17, 1–7‬‬

‫‪Eckholm, E.; Brown, L.R. Spreading Deserts-The Hand of Man; Worldwatch Paper No. 13; .2‬‬
‫‪Worldwatch Institute: Washington, DC, USA, 1977‬‬
Dregne, H.; Kassas, M.; Rozanov, B. A new assessment of the world status of .3
.desertification. Desertif. Control. Bull. 1991, 20, 6–18

UNEP. General Assessment of Progress in the Implementation of the Plan. of Action to .4


Combat Desertification, 1978–1984; GC-12/9 United Nations Environmental Programme:
.Nairobi, Kenya, 1984

.Helldén, U. Desertification–Time for an assessment? Ambio 1991, 20, 372–383 .5

UNCCD. The Global Land Outlook, 1st ed.; United Nations Convention to Combat .6
.Desertification: Bonn, Germany, 2017

IFAD. Gender and Desertification: Expanding Roles for Women to Restore Drylands; .7
.International Fund for Agricultural Development: Rome, Italy, 2010

Thomas, D.S.; Middleton, N.J. Desertification: Exploding the Myth; Wiley: Chichester, UK, .8
.1994

Behnke, R.H.; Mortimore, M. Introduction: The end of desertification? In The End of .9


Desertification?–Disputing Environmental Change in the Drylands; Behnke, R.H., Mortimore,
,M., Eds.; Springer: Heidelberg, Germany

Swift, J. Desertification: Narratives, Winners and Losers. In The Lie of the Land; Leach, .10
M., Mearns, R., Eds.; The International African Institute: London, UK, 1996; pp. 73–90

D’Odorico, P.; Bhattachan, A.; Davis, K.F.; Ravi, S.; Runyan, C.W. Global desertification: .11 .
Drivers and feedbacks. Adv. Water Resour. 2013, 51, 326–344. [CrossRef]

.Lavauden, L. Les forêts du Sahara. Rev. Des Eaux Et 1927, 7, 329–341 .12

Aubréville, A. Climats, Forêts et Désertification de L’afrique Tropicale; Société, D., Ed.; .13
.Géographiques, Maritimes et Coloniales: Paris, France, 1949

Glantz, M.H.; Orlovsky, N.S. Desertification: A review of the concept. Desertif. Control. .14
.Bull. 1983, 9, 15–22

UNCOD. UN Conference on Desertification. In Round-up, Plan of Action and Resolutions; .15


.UN: New York, NY, USA, 1978

Helldén, U. Case studies of desertification monitoring. A discussion of EU Initiatives. In .16


Proceedings: Local & Regional Desertification Indicators in a Global Perspective, Proceedings
of the International Seminar; Enne, G., Yeroyanni, M., Eds.; Beijing, China, 16 to 18 May
.2005; European Commission-DG Research: Brussels, Belgium, 2006; pp. 195–203

United Nations. Report of the United Nations Conference on Environment and .17
Development, Volume II Proceedings of the Conference; Rio de Janeiro, 3–14 June 1992;
.A/CONF.151/26/Rev. 1 (Vol. II), United Nations: New York, NY, USA, 1993
UNCCD. Available online: https://www.unccd.int/frequently-asked-questions-faq .18
(accessed on 7 May 2020). 19. UNCCD. Available online:
.https://www2.unccd.int/convention/about-convention (accessed on 11 April 2018)

Stebbing, E.P. The encroaching Sahara: The threat to the West African colonies. Geogr. .20
J. 1935, 85, 506–524

Tucker, C.J.; Dregne, H.E.; Newcomb, W.W. Expansion and contraction of the Sahara .21
desert from 1980 to 1990. Science 1991, 253, 299–301

Nicholson, S.E.; Tucker, C.J.; Ba, M.B. Desertification, drought and surface vegetation: .22
.An example from the West African Sahel. Bull. Am. Meteorol. Soc. 1998, 79, 815–829

Huenneke, L.F.; Anderson, J.P.; Remmenga, M.; Schlesinger, W. Desertification alters .23
patterns of above ground net primary production in Chihuahuan ecosystems. Glob. Chang.
Biol. 2002, 8, 247–264

Verón, S.R.; Oesterheld, M.; Paruelo, J.M. Production as a function of resource .24
.availability: Slopes and efficiencies are different. J. Veg. Sci. 2005, 16, 351–354

UNEP. Status of Desertification and Implementation of the United Nations Plan. of .25
.Action to Combat Desertification; UNEP/GC/SS.III/3: Nairobi, Kenya, 1991

UNCOD. World Desertification Map; Document A/Conf 74/2; United Nations .26
.Conference on Desertification: Nairobi, Kenya, 1977

Oldeman, L.R.; Hakkeling, R.T.A.; Sombroek, W.G. World Map of the Status of Human- .27
.Induced Soil Degradation, 2nd ed.; ISRIC: Wageningen, The Netherlands, 1991

Mabbutt, J.A. A new global assessment of the status and trends of desertification. .28
Environ. Conserv. 1984, 11, 103–113

Dregne, H.E. Desertification of arid lands. In Physics of desertification; El-Baz, F., Hassan, .29
.M.H.A., Eds.; Martinus Nijhoff: Dordrecht, The Netherlands, 1986; pp. 4–34

Eswaran, H.; Reich, P.; Beinroth, F. Global desertification tension zones. In Sustaining .30
the Global Farm – Selected papers from the 10th International Soil Conservation
Organization Meeting; Stott, D.E., Mohtar, R.H., Steinhardt, G.C., Eds.; International Soil
Conservation Organization in cooperation with the USDA and Purdue University: West
.Lafayette, IN, USA, 2001; pp. 24–28

Helldén, U.; Tottrup, C. Regional desertification: A global synthesis. Glob. Planet. Chang. .31
2008, 64, 169–176

Bai, Z.G.; Dent, D.L.; Olsson, L.; Schaepman, M.F. Proxy global assessment of land .32
degradation. Soil Use Manag. 2008, 24, 223–234

Le, Q.B.; Nkonya, E.; Mirzabaev, A. Biomass Productivity-Based Mapping of Global Land .33
Degradation Hotspots; ZEF-Discussion Papers on Development Policy No. 193; University of
.Bonn: Bonn, Germany, 2014
Deichmann, U.; Eklundh, L. Global Digital Data Sets for Land Degradation Studies: A GIS .34
.Approach; UNEP/GEMS and GRID: Nairobi, Kenya, 1991

Verón, S.R.; Paruelo, J.M.; Oesterheld, M. Assessing desertification. J. Arid Environ. .35
2006, 66, 751–763

Rasmussen, M.S. Developing simple, operational, consistent NDVI-vegetation models by .36


applying environmental and climatic information. Part 1. Assessment of net primary
production. Int. J. Remote Sens. 1998, 19, 97–117

Bai, Z.G.; Dent, D.L. Verification Report on the GLADA Land Degradation Study: Land .37
Degradation and Improvement in South. Africa Identification by Remote Sensing; University
.of South Africa, D J Pretorius Department of Agriculture: Stellenbosch, South Africa, 2008

Anderson, W.; Johnson, T. Evaluating global land degradation using ground-based .38
measurements and remote sensing. In Economics of Land Degradation and Improvement–A
Global Assessment for Sustainable Development; Nkonya, E., Mirzabaev, A., von Braun, J.,
.Eds.; Springer International: Cham, Switzerland, 2016; pp. 85–116

Prince, S.D.; Brown de Colstoun, E.; Kravitz, L. Evidence from rain use efficiencies does .39
.not support extensive Sahelian desertification. Glob. Chang. Biol. 1998, 4, 359–374

Eklundh, L.; Olsson, L. Vegetation index trends for the African Sahel 1982–1999. .40
Geophys. Res. Lett. 2003, 30, 1430

Herrmann, S.M.; Anyamba, A.; Tucker, C.J. Recent trends in vegetation dynamics in the .41
.African Sahel and their relationship to climate. Glob. Environ. Chang. 2005, 15, 394–404

De Jong, R.; Schaepman, M.E.; Furrer, R.; de Bruin, S.; Verburg, P.H. Spatial relationship .42
between climatologies and changes in global vegetation activity. Glob. Chang. Biol. 2013, 19,
.1953–1964

Le Houerou, H.N. Rain use efficiency: A unifying concept in arid-land ecology. J. Arid .43
.Environ. 1984, 7, 213–247

Higginbottom, T.P.; Symeonakis, E. Assessing land degradation and desertification using .44
vegetation index data: Current frameworks and future directions. Remote Sens. 2014, 6,
.9552–9575

Hein, L.; de Ridder, N. Desertification in the Sahel, a reinterpretation. Glob. Chang. Biol. .45
2006, 12, 751–758

Prince, S.D.; Wessels, K.J.; Tucker, C.J.; Nicholson, S.E. Desertification in the Sahel: A .46
.reinterpretation of a reinterpretation. Glob. Chang. Biol. 2007, 13, 1308–1313

Hein, L.; de Ridder, N.; Hiernaux, P.; Leemans, R.; de Wit, A.; Schaepman, M. .47
Desertification in the Sahel: Towards better accounting for ecosystem dynamics in the
interpretation of remote sensing images. J. Arid Environ. 2011, 75, 1164–1172
Kaptué, A.T.; Prihodko, L.; Hanan, N.P. On regreening and degradation in Sahelian .48
watersheds. Proc. Natl. Acad. Sci. USA 2015, 112, 12133–12138. [PubMed]

Novella, N.S.; Thiaw, W.M. African Rainfall Climatology Version 2 for early warning .49
.systems. J. Appl. Meteorol. Climatol. 2013, 52, 588–606

CILSS. Landscapes of West. Africa–A Window on a Changing World; U.S. Geological .50
.Survey EROS, 47914 252nd St: Garretson, SD, USA, 2016

Herrmann, S.M.; Tappan, G.G. Vegetation impoverishment despite greening: A case .51
study from central Senegal. J. Arid Environ. 2013, 90, 55–66

Van Auken, O.W. Shrub invasions of North American semiarid grasslands. Annu. Rev. .52
Ecol. Syst. 2000, 31, 197–215

Johansen, K.; Roelfsema, C.; Phinn, S. High spatial resolution remote sensing for .53
.environmental monitoring and management preface. J. Spat. Sci. 2008, 53, 43–47

Mbow, C.; Brandt, M.; Ouedraogo, I.; de Leeuw, J.; Marshall, M. What four decades of .54
Earth Observation tell us about land degradation in the Sahel. Remote Sens. 2015, 7, 4048–
.4067

Visser, S.M.; Sterk, G. Nutrient dynamics—Wind and water erosion at the village scale in .55
the Sahel. Land Degrad. Dev. 2007, 18, 578–588

Vrieling, A.; Rodrigues, S.C.; Bartholomeus, H.; Sterk, G. Automatic detection of erosion .56
gullies with ASTER imagery in the Brazilian Cerrados. Int. J. Remote Sens. 2007, 28, 2723–
2738

De Jong, S.M.; Addink, E.A.; van Beek, L.P.H.; Duijsings, D. Physical characterization, .57
spectral response and remotely sensed mapping of Mediterranean soil surface crusts.
Catena 2011, 86, 24–35

Van Iersel, W.K. Suitability of Remote Sensing for Dust Storm Detection and .58
Quantification in Sahelian Africa. Master’s Thesis, Department of Physical Geography,
.Utrecht University, Utrecht, The Netherlands, 2014

Borrelli, P.; Robinson, D.A.; Fleischer, L.R.; Lugato, E.; Ballabio, C.; Alewell, C.; .59
Meusburger, K.; Modugno, S.; Schütt, B.; Ferro, V.; et al. An assessment of the global impact
.of 21st century land use change on soil erosion. Nat. Commun. 2013, 8

García-Ruiz, J.M.; Beguería, S.; Nadal-Romero, E.; González-Hidalgo, J.C.; Lana-Renault, .60
N.; Sanjuán, Y. A meta-analysis of soil erosion rates across the world. Geomorphology 2015,
239, 160–173

Livingstone, I.; Wiggs, G.F.S.; Weaver, C.M. Geomorphology of desert sand dunes: A .61
.review of recent progress. Earth-Sci. Rev. 2007, 80, 239–257

Sterk, G. Causes, consequences and control of wind erosion in Sahelian Africa: A review. .62
.Land Degrad. Dev. 2003, 14, 95–108
Rasmussen, K.; D’haen, S.A.L.; Fensholt, R.; Fog, B.; Horion, S.; Nielsen, J.O.; Rasmussen, .63
L.V.; Reenberg, A. Environmental change in the Sahel: Reconciling contrasting evidence and
interpretations. Reg. Environ. Chang. 2016, 16, 673–680

Sterk, G.; Herrmann, L.; Bationo, A. Wind-blown nutrient transport and soil productivity .64
..changes in southwest Niger. Land Degrad. Dev. 1996, 7, 325–335

.Morgan, R.P.C. Soil Erosion and Conservation; Blackwell Publishing: Oxford, UK, 2005 .65

Niemeijer, D.; Mazzucato, V. Soil degradation in the West African Sahel: How serious is .66
.it? Environ. Sci. Policy Sustain. Dev. 2002, 44, 20–31

Keesstra, S.D.; Bouma, J.; Wallinga, J.; Tittonell, P.; Smith, P.; Cerdà, A.; Montanarella, L.; .67
Quinton, J.N.; Pachepsky, Y.; van der Putten, W.H.; et al. The significance of soils and soil
science towards realization of the United Nations Sustainable Development Goals. Soil 2016,
.2, 111–128

Van Vliet, G. The level of desertification using historical and more recent data of soil .68
organic carbon. Bachelor’s Thesis, Soil Geography and Landscape group, Wageningen
.University, Wageningen, The Netherlands, 2018

Batjes, N.H.; Ribeiro, E.; van Oostrum, A.; Leenaars, J.; Hengl, T.; Mendes de Jesus, J. .69
WoSIS: Providing standardised soil profile data for the world. Earth Syst. Sci. Data 2017, 9, 1–
.14

Leenaars, J.G.B.; van Oostrum, A.J.M.; Ruiperez Gonzalez, M. Africa Soil Profiles .70
Database, Version 1.2. A Compilation of Georeferenced and Standardised Legacy Soil Profile
Data for Sub-Saharan Africa [with Dataset]; ISRIC Report 2014/01; Africa Soil Information
Service [AfSIS] project and ISRIC—World Soil Information: Wageningen, The Netherlands,
.2014

FAO. Soils are Endangered, but the Degradation Can be Rolled Back: Population Growth, .71
Industrialization and Climate Change Threaten Soil Health. News article of the Food and
Agricultural Organization of the United Nations. 4 December 2015. Available online:
.http://www.fao.org/news/story/en/item/357059/icode/ (accessed on 30 March 2020)

FAO and ITPS. Status of the World’s Soil Resources [SWSR]–Main Report; Food and .72
Agriculture Organization of the United Nations and Intergovernmental Technical Panel on
.Soils: Rome, Italy, 2015

Lee, J.A.; Gill, T.E. Multiple causes of wind erosion in the Dust Bowl. Aeolian Res. 2015, .73
.19, 15–36

Sterk, G.; Boardman, J.; Verdoodt, A. Desertification: History, causes and options for its .74
.control. Land Degrad. Dev. 2016, 27, 1783–1787

Simonson, R.W. Airborne dust and its significance to soils. Geoderma 1995, 65, 1–43. .75
[CrossRef]
.Warren, A. Land degradation is contextual. Land Degrad. Dev. 2002, 13, 449–459 .76

Warren, A.; Batterbury, S.; Osbahr, H. Soil erosion in the West African Sahel: A review .77
and an application of a “local political ecology” approach in South West Niger. Glob. Environ.
].Chang. 2001, 11, 79–95

Sterk, G.; Stein, A. Mapping wind-blown mass transport by modeling variability in space .78
.and time. Soil Sci. Soc. Am. J. 1997, 61, 232–239

Roose, E.J. Erosion et Ruisellement en Afrique de L’ouest: Vingt Années des Mesures en .79
,Petites Parcelles Expérimentales; Travaux et Documents

Office de la Recherche Scientifique et Technique de l’Outre Mer [ORSTOM]: Paris, ;78


.France, 1977

Stoorvogel, J.J.; Smaling, E.M.A.; Janssen, B.H. Calculating soil nutrient balances in Africa .80
at different scales—I Supra-national scale. Fertil. Res. 1993, 35, 227–235. [CrossRef]

Graef, F.; Stahr, K. Incidence of soil surface crust types in semi-arid Niger. Soil Tillage .81
.Res. 2000, 55, 213–218

Warren, A.; Batterbury, S.; Osbahr, H. Sustainability and Sahelian soils: Evidence from .82
.Niger. Geogr. J. 2001, 167, 324–341

Neumayer, E. Weak Versus Strong Sustainability: Exploring the Limits of Two Opposing .83
.Paradigms; Edward Elgar: Cheltenham, UK, 2003

Mortimore, M.J.; Adams, W.M. Farmer adaptation, change and ‘crisis’ in the Sahel. .84
.Glob. Environ. Chang. 2001, 11, 49–57

Cherlet, M.; Hutchinson, C.; Reynolds, J.; Hill, J.; Sommer, S.; von Maltitz, G. World Atlas .85
of Desertification; Publication Office of the European Union: Luxembourg, 2018

UNCCD. Available online: https://www.unccd.int/issues/land-and-human-security .86


.(accessed on 20 July 2018)

EU. Combating Desertification in the EU: A Growing Threat in Need of More Action, .87
.Special Report 33; European Union, European Court of Auditors: Luxembourg, 2018

Prăvălie, R.; Patriche, C.; Bandoc, G. Quantification of land degradation sensitivity areas .88
in Southern and Central Southeastern Europe. New results based on improving DISMED
.methodology with new climate data. Catena 2017, 158, 309–320

IPBES. The IPBES Assessment Report on Land Degradation and Restoration; .89
Montanarella, L., Scholes, R., Brainich, A., Eds.; Secretariat of the Intergovernmental Science-
.Policy Platform on Biodiversity and Ecosystem Services: Bonn, Germany, 2018

Andersson, E.; Brogaard, S.; Olsson, L. The political ecology of land degradation. Annu. .90
.Rev. Environ. Resour. 2011, 36, 295–319
UNCCD/Science-Policy Interface. Land in balance. In The Scientific Conceptual .91
Framework for Land Degradation Neutrality (LDN), Science-Policy Brief 02; United Nations
.Convention to Combat Desertification (UNCCD): Bonn, Germany, 2016

You might also like