You are on page 1of 22

‫الفقه السيرة‬

(DWI 20202)
IJAZAH SARJANA MUDA DAKWAH (B) SEM 3

‫هجرة النبي ﷺ إلى المدينة‬


NAMA PENSYARAH : USTAZ MOHAMAD NURUL HAFIZ BIN AB. LATIF

NAMA AHLI KUMPULAN:

1. ABDUL RAHIM BIN ABDUL MANAF (056754)


2. WAN MUHAMAD HAFIZI BIN WAN ZALIZAN(056268)
3. MUHAMMAD SHAMIM MUZAKKIR BIN HARUN (056269
4. HABIBURRAHMAN ZULKARNAIN(056192)
5. MUHAMAD FAKHRUL AZAM BIN RAMDAN (055078)
6. MUHAMMAD IMRAN BIN ROSMAHADI (054780)
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫هجرة رسول الله ﷺ‬

‫• جاء أبا بكر رضي هللا عنه يستأذن رسول هللا ﷺ هو اآلخر في الهجرة‪.‬‬

‫• فقال له رسول هللا ﷺ ‪ ((:‬على رسلك‪ ،‬فإني أرجو أن يؤذن لي )) فقال أبو بكر ‪ ((:‬وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ ))‬
‫قال‪ (( :‬نعم)) ‪ .‬فحبس أبو بكر نفسه على رسول هللا ﷺ ليصحبه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫• فاجتمعوا له في دار الندوة (وهي دار قصي بن كالب التي كانت قريش ال تقضي أمرا إال فيها) يتشاورون فيها يصنعون‬
‫بأمر رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫في دار الندوة (برلمان قريش)‬

‫• وكانت الوجوه البارزة في هذا اإلجتمع الخطير من نواب قبائل قريش‪:‬‬


‫‪ )1‬أبو جهل بن هشام‪ ،‬عن قبيلة بني مخزوم‪.‬‬
‫‪ )2‬جبير بن مطعم‪ ،‬وطعيمة بن عدي‪ ،‬والحارث بن عامر‪ ،‬عن بني عبد النوفل بن عبد املناف‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )3‬شيبة وعتبة ابنا ربيعة‪ ،‬و أبو سفيان بن حرب‪ ،‬عن بني عبد الشمس بن عبد املناف‪.‬‬
‫‪ )4‬النضر بن الحارث عن بني عبد الدار‪.‬‬
‫‪ )5‬أبو البختري بن هشام‪ ،‬وزمعة بن األسود‪ ،‬وحكيم بن حزام عن بني أسد بن عبد العزى‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ُ )6‬نبية َ‬
‫ومن ِّبه ابنا الحجاج عن بني سهم‪.‬‬
‫‪ )7‬أمية بن خلف عن بني ُج َمح‪.‬‬

‫• وملا جاءوا إلى دار الندوة حسب امليعاد‪ ،‬اعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل‪ ،‬عليه َب ٌّتله‪.‬‬
‫النقاش البرلماني والإجماع على قرار غاشم بقتل النبي ﷺ‬ ‫• أن تكامل اإلجتماع بدأ عرض اإلقتراحات والحلول‪ ،‬ودار النقاش طويالً‪.‬‬
‫• قال أبو األسود ‪ :‬نخرجه من بين أظهرنا وتنفيه من بالدنا‪ ،‬وال نبالي أين ذهب‪ ،‬وال حيث وقع‪ ،‬فقد أصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت‪.‬‬
‫• وقال أبو البختري ‪ :‬احبسوه في الحديد‪ ،‬وأغلقوا عليه باباً‪ ،‬ثم تربصوا به ما أصاب أمثاله من الشعراء الذين كانوا قبلة – زهي ًر‬
‫والنابغة‪ -‬ومن مضى منهم‪ ،‬من هذا الموت حتى يصيبه ما أصابهم‪.‬‬
‫• وبعد أن رفض البرلمان هذين االقتراحين‪ ،‬قدم إليه اقتراح آثم وافق عليه جميع أعضائه‪ ،‬تقدم به مجرمي مكة أبو جهل بن هشام‪.‬‬
‫• قال الشيخ النجدي ‪ :‬القول ما قول الرجل‪ ،‬هذا الرأي الذي ال رأي غيره‪.‬‬
‫• ووافق برلمان مكة على هذا القتراح اآلثم باإلجماع‪ ،‬ورجع النواب إلى بيوتهم ‪ ،‬وقد صمموا على تنفيذ هذا القرار الفوراً‪.‬‬
‫• فأتى جبريل عليه السالم رسول هللا ﷺ يأمر بالهجرة‪ ،‬وينهاه أن ينام في مضجعه تلك اليل‪.‬‬
‫• فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في ح ّر الظهيرة‪ ،‬قال قائل ألبي بكر‪ (( :‬هذا رسول هللا ﷺ متقنعا‪ ،‬في‬
‫ساعة لم يكن يأتينا فيها ))‪ .‬فقال أبو بكر‪ (( :‬فدا له أبي وأمي‪ .‬وهللا ما جاء به في هذه الساعة إال أمر ))‪.‬‬
‫• قال النبي ﷺ ‪ (( :‬فإني قد أذن لي في الخروج ))‪.‬‬
‫• وانطلق رسول هللا ﷺ إلى علي بن أبي طالب رضي هللا عنه فأمره أن يختلف بعده بمكة ريمثا يؤدي عن رسول‬
‫هللا ﷺ الودائع التي كانت عنده للناس‪ ،‬إذ لم يكن أحمد من أها مكة له شيء يخشى عليه إال استودعه عند رسول‬
‫هللا ﷺ لما يعلمون من صدقة وأمانته‪.‬‬
‫تطو يق منزل رسول الله ﷺ‬ ‫• واختير لذلك أحد عشر رئيسا من هؤالء األكابر‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪.١٠‬نُبية بن الحجاج‬ ‫‪.١‬أبو جهل بن هشام ‪.٤‬النضر بن الحارث ‪.٧‬طعيمة بن عدي‬
‫‪.١١‬من َ ِبّه بن الحجاج‬ ‫‪.٥‬أمية بن خلف ‪.٨‬أبو لهب‬ ‫‪.٢‬الحكم بن أبي العاص‬
‫‪.٩‬أبي بن خلف‬ ‫‪.٣‬عقبة بن أبي معيط ‪.٦‬زعمة بن األسود‬
‫• فأمر عليًّا رضي الله عنه تلك الليلة أن يضطجع على فراشه‪ ،‬ببرده الحضرمي األخضر‪ ،‬وأخبره أنه ال يصيبه مكروه‪.‬‬

‫• إذ خرج رسول الله ﷺ من البيت‪ ،‬وإخترق صفوفهم‪ ،‬وأخذ حفنة من البطحاء‪ ،‬فجعل يذره على رءوسهم‪،‬‬
‫وقد أخذ الله أبصارهم عنه فال يرونه‪.‬‬

‫اه ْم َف ُه ْم ال َ يُبْ ِص ُر َ‬
‫ون)‬ ‫يه ْم َس ّ ًدا َو ِم ْن َخل ْ ِف ِه ْم َس ّ ًدا َفأ َ ْ‬
‫غ َشيْن َ ُ‬ ‫• ( َو َج َعلْنَا ِمن بَيْ ِن أَيْ ِد ِ‬

‫• فلم يبق منهم رجل إال وقد وضع علىرأسه ترابا‪ ،‬ومضى إلى بيت أبي بكر‪.‬‬

‫• فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليال حتى لحقا بغار ثور في اتجاه اليمن‪.‬‬

‫• وكان ذلك على الراجح في اليوم الثاني من ربيع األول الموافق ‪ 20‬أيلول سنة (‪ 622‬م) بعد أن مضى ثالث عشرة سنة من‬
‫البعثة‪.‬‬
‫إذ هما في الغار‬

‫• دخل أبو بكر قبل الرسول ﷺ فلمس الغار‪ ،‬لينظر أفيه سبع أو حية‪ ،‬يقي رسول ﷺ بنفسه‪.‬‬

‫ليال‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫• كمنا في الغار ثالث‬

‫• ووضعرأسه في حجره ونام‪ ،‬فلدغ بو بكر في رجله من الحجر‪ ،‬ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول ﷺ‪.‬‬

‫• وكان يبيت عبد الله بن أبي بكر يخبرهما بأخبار مكة‪ ،‬ثم يدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت بها‪.‬‬

‫• كان يرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم‪ ،‬فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء‪ ،‬فيبيتان في‬
‫رسل –وهو لبن منحتهما ورضيفهما‪ -‬حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس‪.‬‬

‫• وكان عامر بن فهيرة يتبع بغنمه أثر عبد الله بن أبي بكر بعد ذهابه إلى مكة ليعفي عليه‪.‬‬

‫• أما المشركون فقد انطلقوا بعد أن علموا بخروج النبي ﷺ ينتشرون في طريق المدينة ويشفقون عنه في كل‬
‫المظان‪ ،‬حتى وصلوا إلى غار ثور‪.‬‬
‫• وسمع الرسول وصاحبه أقدام املشركين تخفق من حولهم فأخذ الروع أبا بكر وهمس يحدث النبي ﷺ ‪(( :‬لو نظر‬
‫أحدهم تحت قدمه لرآنا))‪ .‬فأجابه عليه الصالة والسالم ‪(( :‬يا أبا بكر‪ ،‬ما ظنك باثنين هللا ثالثهما))‪.‬‬

‫• فأعمى هللا أبصار حتى لم يحن ألحد منهم التفاته إلى ذلك الغار‪ ،‬ولم يخطر ببال واحد منهم أن يتساءل عما يكون‬
‫بداخله‪...‬‬

‫• وملا انقطع الطلب عنها خرجا‪ ،‬بعد أن جاءهما عبد هللا بن أرقط وهو من املشركين‪ ،‬كان قد استأجاره ليدهما على الطرق‬
‫الخفية الى املدينة بعد أن اطمأنا إليه‪.‬‬

‫• وواعده مع الراحلتين عند الغار فسار متبعين طريق الساحل بإرشاد من عبد هللا بن أرقط‪.‬‬
‫قدوم قباء‬

‫وصل رسول الله (ص) قباء‪ ,‬فاستقبله من فـيها وأقام فيها‬ ‫•‬
‫بضعة أيام نازال على كلثوم بن هدم‬
‫أسس النبي (ص) هناك مسجد قباء‪ ,‬وهو المسجد الذي‬ ‫•‬
‫وصفه الله‪.‬‬
‫واصل سيره إلى المدينة في الثنتي عشرة ليلة خلت من‬ ‫•‬
‫ربيع األول‪.‬‬
‫قال النبي (ص)‪ :‬ههنا المنزل إن شاء الله‪ .‬وجاء أبو أيوب‬ ‫•‬
‫فاحتمل الراحل الى بيته‪.‬‬
‫صورة عن مقام النبي (ص) في بيت أبي أيوب‬

‫• روى أبو بكر بن أبي شيبة وابن إسحاق واإلمام أحمد بن حنبل‬
‫من طرق متعددة بألفاظ متقاربة أن أبا أيوب رضي الله عنه قال‬
‫وهو يحدث عن أيام رسول الله (ص) عنده‪:‬‬
‫• فقال‪ :‬يا أبا أيوب‪ ,‬إنه ألرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في أسفل‬
‫البيت‪.‬‬
‫• وكنا نضع له العشاء‪ ,‬ثم نبعث به إليه ‪,‬فإذا رد علينا فضله‬
‫تيممت أنا وأما وأيوب موضع يده‪ ,‬فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة‪.‬‬
‫• إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة‪,‬وأنا رجل أناجى‪,‬‬
‫فأما انتم فكلوه‪.‬‬
‫العبر و العظات‬
‫‪ . ١‬من أبرز ما يظهر لنا من قصة هجرته عليه الصالة والسالم ‪ ،‬استقاؤه ألبي بكر رضيـ الله عنه دون غيره‬
‫من الصحابة كيـ يكون رفيقه في هذه الرحلة‪.‬‬
‫وقد استنبط العلماءمن ذلك مدى محبة الرسول (ص) ألبي بكر وأنه أقرب أصحابه إليه ووالهم بالخالفة من‬
‫بعده ‪ ،‬ولقد عززت هذه الداللة أمور كثيرة أخرى مثل استخالفه عليه الصالة والسالم له في الصالة بالناس‬
‫عند مرضه وإصراره على أن ال يصليـ عنه غيره ‪ .‬ومثل قوله في الحديث الصحيح‪( :‬لو كنت متخذا خليال‬
‫التخذت أبا بكر خليال‪.‬‬

‫‪ . ٢‬قد يخطر في بال المسلم أن يقارن بين هجرة عمر بن الخطب رضي الله عنه وهجرة التي عليه الصالة‬
‫والسالم ‪ ،‬ويتساءل ‪ :‬لماذا هاجر عمر عالنية متحديا المشركين دون أي خوف ووجل‪ ،‬على حين هاجر‬
‫رسول الله مستخفيا محتاطا النفسه؟أيكون عمر بن الخطاب أشد جرأة من النبي عليه الصالة والسالم؟!‬
‫والجواب ‪ :‬أن عمر بن الخطاب او أي مسلم آخر غير رسول الله ‪ ،‬يعد تصرفه تسرفا شخبأ ال حجة تشريعية‬
‫فيه ‪ ،‬فله أن يتخير من الطرق والوسائل واألساليب مايحلو له وما يتفق مع قوة جرأته وإيمانه بالله تعالي‬
‫‪ . ٣‬وفي تخلف علي رضيـ الله عنه عن النبي (صـ) في أداء الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها داللة‬
‫باهرة على التناقض العجيب الذي كان المشركون واقعين فيه ‪ ،‬ففي الوقت الذي كانوا يكذبونه ویرونه ساحرا‬
‫أو مخادعا لم يكونوا يجدون من حولهم من هو خير منه أمانة وصدقا‪ ،‬فكانوا ال يضعون حوائجهم وأموالهم التي‬
‫يخافون عليها إال عنده ! ‪ ..‬وهذا يدل علىـ أن كفرانهم لم يكن بسبب ‪ ،‬الشك لديهم في صدقه‪ ،‬وإنما هو‬
‫بسبب تكرب هم واستعألئهم على الحق الذي جاء به وخوفا على زعامتهم وطغيانهم من اتباعه ‪.‬‬

‫‪ . ٤‬ثم إننا نلمح فيـ النشاط الذي كان يبذله عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه ‪ ،‬ذاهبا آيبا بين الغار ومكة ‪،‬‬
‫يتحسس األخبار وينقلها إلى رسول الله (ص) وأبيه ‪ ،‬وفيما بدا علىـ أخته أسماء رضي الله عنها من مظاهر‬
‫االهتمام والجد في تهيء الزاد والراحلة واشتراكها فيـ إعداد العدة لتلك الرحلة ‪ ،‬نلمح فيـ ذلك صورة مما‬
‫يجب أن يكون عليه الشباب المسلم ذكورا وإناثا في سبيل الله عز وجل ومن أجل تحقيق مبادئ اإلسالم‬
‫وإقامة المجتمع اإلسالمي ‪ .‬فال يكفي أن يكون اإلنسان منطويا على نفسه مقتصرا على عباداته ‪ ،‬بل عليه‬
‫أن يستنفد طاقاته وأوجه نشاطه كلها سعيا في سبيل اإلسالم ‪ ،‬وتلك هي مزية الشباب في حياة اإلسالم في‬
‫عصر‪.‬‬
‫‪ .٥‬ام—ا— م—ا— ح——دث — — ل—س—را—قة— وفر—س—ه— وه——و ي——لج ——ق — ب—ر—س—و—ل — هللا— — — (ص) في—ن—ب——غي — — — أ—ن — ال ي——فوت—ن—ا— أ—ن—ه —ا— م——عج ——زة — خ—ا—ر——قة— ل—ر—س—و—ل —‬
‫هللا— — — (ص) ا—ت——فق — أ—ئ—م—ة— ا—لح ——دي—ث — — ع ——لى — — — صح— —ت—ه —ا— ون——قل—ه—ا— ‪ .‬وف—ي — — — م——قدم—ت—ه— ——م ا—ل—ب—خ—ا—ر—ي— — وم—س—ل——م‪ .‬فأضفه—ا— إ—ل—ى — — — م——عج ——زا—ت—ه—‬
‫ا—أل—خ—ر—ى— — ا—ل—تي — — — س—ب—ق — ا—لح ——دي—ث — — ع——ن—ه —ا—‪ ,‬في—م—ا— م—ضى — — —‪.‬‬

‫‪ .٦‬ومن أبرز املعجزات الخارقة في قصة هجرته عليه الصالة والسالم خروجه (ص) من بيته وقد أحاط به املشركون‬
‫يتربصون به ليقتلوه‪ ,‬فقد علق النوم بأعينهم جميعا حتى لم يحس به أحد منهم‪ ,‬وكان من تتمة السخرية بتآمرهم على‬
‫حياته ما امتألت به رؤوسهم من التراب الذي ألقاه رسول هللا (ص) عليها إذ خرج من بينهم وهو يتلو قوله تعالى ‪:‬‬
‫"وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ال يبصرون"‪.‬‬
‫‪ -٧‬وتكشف لنا الصورة التي استقبلت بها املدينة املنورة رسول هللا (ص) عن مدى املحبة الشديدة التي كانت تفيض‬
‫ب—ه —ا— أ—فئ——دة — ا—أل—ن—صا—ر— م—ن — أه—ل— — ا—مل— — —د—ي—ن—ة— ر—ج—ا—ال ون—س—ا—ء— وأ—ط—فا—ال‪ .‬ل—قد ك—ا—ن—وا— ي—خ—ر—ج—و—ن — ك—ل— — ي——وم — إ—ل—ى — — — ظ—اه——ر ا—مل— — —د—ي—ن—ة—‬
‫ي—ن—ت——ظر—ون — ت—ح—ت — — ل—فح— — ا—ل—شم—س — وصو—ل — ر—س—و—ل — هللا— — — (ص)‬
‫إليهم ‪ ,‬حتى إذا هب النهار ليدبر ‪ ,‬عادوا أدراجهم ليعودوا إلى االنتظار صباح اليوم الثاني‪ ,‬فلما طلع الرسول عليهم‬
‫جاشت العواطف في صدورهم وانطلقت ألسنتهم تهتف بالقصائد واألهازيج فرحا ملرآه عليه الصالة والسالم ومقدمه‬
‫عليهم ‪ ,‬ولقد بادلهم رسول اهللا (ص) املحبة املحبة ذاتها‪ ,‬حتى إنه جعل ينظر إلى والئد بني النجار من حوله‪ ,‬وهن‬
‫ينشدن ويتغنين بمقدمه‪ ,‬قائال‪" :‬أتحببنني؟ وهللا إن قلبي ليحبكن"‬

‫‪-٨‬أما الصورة التي رأينها في مقامه (ص) عند أبي أيوب األنصاري في منزله ‪ ,‬فتكشف لنا مظهرا آخر من محبة‬
‫أصحاب رسول هللا (ص) له‪ .‬والذي يهمنا من ذلك هنا ‪ ,‬هو التأمل في تبرك أبي أيوب وزوجه‪ ,‬بآثار أصابع رسول هللا‬
‫‪(.‬ص) في قصعة الطعام‪ ,‬حينما كان يرد غليها فضل طعامه‪ .‬إذن فالتبرك بآثار النبي (ص) أمر مشروع قد أقره‬
‫أسس المجتمع الجديد‬
‫األساس األول (بناء المسجد)‬

‫• لقد كانت هجرة رسول هللا ﷺ إلى املدينة‪ ,‬تعني نشأة أول دار اإلسالم إذ ذاك على وجه األرض‪ ,‬وقد كان ذلك إيذانا بظهور‬
‫الدولة اإلسالمية بإشراف منشئها األول محمد عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫• ولذا فقد كان أول عمل قام به الرسول ﷺ ‪ ,‬أن أقام األسس الهامة لهذه الدولة ولقد كانت هذه األسس ممثله في هذه‬
‫األعمال الثالثة التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بناء املسجد‬
‫ثانيا‪ :‬الؤاخاة بين املسلمين عامة واملهاجرين وألنصار خاصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬كتابة وثثيقة (دستور) حددت نظام حياة املسلمين فيما بينهم‪ ,‬وأوضحت عالقتهم مع غيرهم بصورة عامة واليهود بصورة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫• إن ناقته ﷺ بركت في موضع كنا لغالمين يتيمين من األنصار‪ ,‬وكان أسعد بن زرارة قد اتخذه مصلى قبل الهجرة رسول هللا‬
‫ﷺ إلى املدينة‪ ,‬فكان يصلي بأصحابه فيه‪.‬‬
‫بناء المسجد‬
‫• فأمر رسول هللا ﷺ أن يبنى ذلك الموضع مسجدا‪ ,‬ودعا الغالمين وكانا في كفالة أيعد بن زرارة‬
‫رضي هللا عنه‪ .‬فسام رسول هللا ﷺ فيه‪ .‬فقاال‪ :‬بل نهبه لك يا رسول هللا‪ ,‬فأبى رسول هللا‬
‫ﷺ حتى ابتاعه منهما بعشرة دنانير‪.‬‬

‫• وكان فيه شجر غرقد ونخل وقبور قديمة لبعض المشركين‪ ,‬فأمر رسول هللا ﷺ بالقبور فنبشت‬
‫وبالنخيل والشجر فقطعت‪ ,‬وصفت في قبلة المسجد‪ ,‬وجعل طوله مما يلي القبلة إلى مؤخرة مئة ذراع‪ ,‬وفي الجنين‬
‫مثل ذلك او دونه‪ ,‬ثم بنوه باللبن‪ ,‬وكان رسول هللا ﷺ يباشر البناء مع أصحابه وينقل معهم‬
‫الحجارة بنفسه‪ .‬وجعل قبلته إلى بيت المقدس‪ ,‬وجعل الجذوع‪ ,‬وسقفه بالجريد‪.‬‬

‫• وقد ظل مسجد رسول هللا ﷺ على هذا الشكل دون أي زيادة أو تغيير فيه مدة خالفة أبو بكر‬
‫رضي هللا عنه‪ ,‬ثم زاد فيه عمر رضي هللا عنه بعض التحسين‪ .‬ولكنه بناه على بنائه في عهد النبي‬
‫ﷺ باللبن والجريد وأعاه عمده خشبا‪ .‬ثم غيره عثمان رضي هللا عنه‪ ,‬فزاد فيه زيادة كبيرة‪ .‬وبنى‬
‫جداره بالحجارة المنقوشة والقصة‪.‬‬
‫العبر و الدالئل‬
‫‪1‬‬
‫مدى أهمية المسجد في المجتمع االسالمي والدولة االسالمية‬

‫فقد أقبل رسول هللا ‪ ،‬بمجرد وصوله إلى المدينة المنورة واستقراره فيها ‪ ،‬على إقامة مجتمع إسالمي راسخ‬
‫متماسك ‪ ،‬يتألف من هؤالء المسلمين ‪ ،‬األنصار والمهاجرين الذين جمعتهم المدينة المنورة ‪ .‬فكان أول خطوة‬
‫قام بها في سبيل هذا األمر ‪ :‬بناء المسجد ‪.‬‬

‫وال غرو وال عجب ‪ ،‬فإن إقامة المسجد أول وأهم ركيزة في بناء المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬ذلك أن المجتمع المسلم‬
‫إنما يكتسب صفة الرسوخ والتماسك بالتزام نظام اإلسالم وعقيدته وآدابه ‪.‬‬

‫إن من نظام اإلسالم وآدابه شیوع آصرة األخوة والمحبة بين المسلمين‬
‫إن من نظام اإلسالم وآدابه ‪ ،‬أن تشيع روح المساواة والعدل فيها بين المسلمين في مختلف شؤونهم وأحوالهم‬

‫وإن من نظام اإلسالم وآدابه ‪ ،‬أن ينصهر أشتات المسلمين في بوتقة من الوحدة الراسحة يجمعهم عليها حبل‬
‫هللا الذي هو حكمه وشرعه‬
‫‪2‬‬

‫حكم التعامل مع من لم يبلغوا سن األطفال واأليتام‬

‫استدل بعـض الفقهاء وهم الحيفية بهذا الحديث على صحة تصرف غير البالغ ) ‪ ،‬ووجه الداللة على ذلك أن النبي ‪:‬‬
‫اشترى المربد من الغالمين اليتيين ‪ ،‬بعد أن ساومه ‪ .‬ولو لم يصح تصرفها لما اشترى منها‬

‫الٱل ْيَ ِتي ِم ِإلَّا ِبٱل َّ ِتى ِه َى أ َ ْح َس ُن َحتّ َٰى يَبْل َُغ أ َ ُش ّ َد ُهۥ‬
‫َول َا تَ ْق َربُو ۟ا َم َ‬

‫أنه جاء في رواية ابن عيينة أن النبي مع كل عمها اللذين كاناـ في حجره وكفالته وابتاعه منها بواسطته ‪ .‬فال حجة‬
‫فيه لماـ ذهب إليه الحنفية ‪.‬‬

‫ثانيها ‪ :‬أن للنبي مع والية في مثل هذه األمور ‪ ،‬وأنه عليه الصالة والسالم إنما اشترى األرض منها بوصف کونه وليا‬
‫عاما لجميع المسلمين ‪ ،‬ال بوصف کونه فردا منهم ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫جواز نبش القبور الدارسة ‪ ،‬واتخاذ موضعها مسجدا إذا نظفت وطابت أرضها‬

‫ذكر اإلمام النووي تعليقا على هذا الحديث ‪ ،‬فقال ‪ :‬فيه جواز نبش القبور الدارسة وأنه إذا أزيل ترابها اختلط بصديهم ودمائهم جازت‬
‫الصالة في تلك األرض ‪ ،‬وجواز اتخاذ موضعها مسجدا ‪ ،‬إذا طيبت أرضه ‪.‬‬
‫كاأن الحديث يدل على أن األرض التي دفن فيها الموتى ودرست ‪ ،‬يجوز بيعها وأنها باقية على ملك صاحبها ‪ ،‬وورثته من بعده إذا لم‬
‫توقف ‪ ،‬وقد قال علماء السيرة عن تلك القبور التي كانت في المربد أنها كانت قبورا قديمة دارسة ‪ ،‬فال يتأتى فيها تصور الصديد‬
‫والدم ‪،‬فقد نبشت وأزيل مافيها من بقايا ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫حكم تشييد المساجد ونقشها وزخرفتها‬

‫والتشييد أن تقام عمارة المسجد بالحجارة وشبهها مما يزيد في قوة بنائه ومتانة سقفه وأركانه والنقش والزخرفة ما جاوز أصل البناء من‬
‫شتى أنواع الرينة ‪ .‬فأما التشييد فقد أجازه وأستحسنه العلماء عامة ‪ ،‬بدلیل مافعله عمر وعثمان رضي هللا عنهما من إعادة بناء مسجده‬
‫عليه الصالة والسالم ‪ ،‬وهو وإن كان شيئا لم يفعله رسول هللا ‪ ،‬إال أن عدم فعله لم يدل على المفهوم الخالف أي المنع من التشييد‬
‫والتقوية‪ ،‬إذ ال يتعلق بها وصف يخل بالحكمة التي من أجلها شرع بناء المساجد ‪ ،‬بل إن في ذلك زيادة في العناية واالهتمام بشعائر هللا‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫ِ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫آم َن ِبالل ّ ِه َوال ْيَ ْومِ‬
‫إن َّ َما يَ ْع ُم ُر َم َساجِ َد الل ّ ِه َم ْن َ‬

‫وقد اختلف العلماء في كتابة آية من القرآن في قبلة المسجد هل هي داخلة في النقش الممنوع أم ال ؟ يقول‬
‫الزرکشي في كتابه إعالم الساجد ‪ :‬ويكره أن يكتب في قبلة المسجد آية من القرآن أو شيئا منه ‪ ،‬قال مالك ‪،‬‬
‫وجوزه بعض العلماء ‪ ،‬وقال ‪ :‬ال بأس به ‪ ،‬لما روي من فعل عثان ذلك بمسجد رسول هللا ‪ ،‬ولم ينكر ذلك عليه‬

‫ومن أسوأ نتائج هذا التالعب الشيطاني ببسطاء المسلمين ‪ ،‬أن الفقراء لم يعودوا يستطيعون أن يتهربوا من مظاهر اإلغراء‬
‫الدنيوي إلى أي جهة ‪ ،‬لقد كان في المساجد مايعزي الفقير بفقره ويخرجه من جو الدنيا وزخرفها إلى اآلخرة وفضلها ‪ ،‬فأصبحوا‬
‫يجدون حتى في مظهر هذه المساجد مايذكرهم بزخارف الدنيا التي حرموها و يشعرهم بنكد الفقر وأوضاره ‪ .‬فياهلل ‪ ،‬ما أسوأ ما‬
‫وقع فيه المسلمون من هجران الحقائق إسالمهم وانشغال مظاهر كاذبة ظاهرها الدين وباطنها الدنيا بكل ما فيها من شهوات‬
‫وأهواء ‪.‬‬
‫شكرا جزيال‬

You might also like