)1حكم التلفيق في التكاليف الشرعية • بان سابقا: – ان مجال االجتهاد ه و ف ي الفروع االجتهادي ة الشرعي ة الظني ة ،اي المختلف فيها – أما في العقائد وااليمان واالخالق وكل ما علم من الدين بالضرورة فليس داخال في التلفيق • ألنه ال يجوز فيها التقليد اتفاقا • ب ل ولي س مجاال لالجتهاد ،/حت ى تكون محال للخالف الذي يبن ى علي ه التقليد والتلفيق )2أقسام الفروع الشرعية وعالقتها بالتلفيق • أن التلفيق يتأتى في المسائل الفرعية فيلزم تفصيل الحكم فيها. • تنقسم الفروع الشرعية الى ثال ثة أنواع: – النوع االول :فهو العبادات المحضة. وهذه يجوز فيه ا التلفي ق للحاج ة ،أل ن مناطه ا امتثال أوام ر هللا تعال ى • والخضوع له مع عدم الحرج. فينبغي عدم الغلو بها ،ألن التنطع يؤدي الى الهالك • أم ا العبادات المالي ة فانه ا مم ا يج ب التشدد به ا احتياط ا ،خشي ة ضياع • حقوق الفقراء .فينبغ ي عل ى المزك ي أال يأخ ذ بالقول الضعي ف او يلف ق م ن ك ّل مذهب ما هو أقرب الضاعة حق الفقير. وعلى المفتي أن يفتي في هذا النوع بما هو األحوط واألنسب مع مراعاة • حال المستفتي وكونه من أصحاب العزائم أمال )3أقسام الفروع الشرعية وعالقتها بالتلفيق (تابع) – النوع الثاني :فهو المحظورات • وه ي مبني ة عل ى االحتياط واألخ ذ بالورع مهم ا أمك ن ،أل ن هللا تعال ى ال ينهي عن شيء اال لمضرته – فال يجوز فيه ا التس امح أ و التلفي ق اال عن د الضرورات الشرعي ة ،أل ن الضرورات تبي ح المحظورات .ورد ف ي الحدي ث « :م ا نهيتك م عن ه فاجتنبوه وم ا أمرتك م ب ه ف آ توا من ه م ا اس تطعتم» فاالم ر قيده باالس تطاعة ،والنه ي أطلق ه لدف ع ضرر المنهي عنه – وكون المحظورات ال يس وغ فيه ا التلفي ق ألنه ا مبني ة عل ى الورع واالحتياط، مستند الى حديث ابن مسعود :ما اجتمع الحرام والحالل اال غلب الحرام الحالل» وحديث «دع ما يريبك الى ماال يريبك» – وأما أن المحظورات المتعلقة بحقوق العباد ال يجوز فيها التلفيق فألنها قائمة على أس اس ص يانة الح ق ومن ع االيذاء او العدوان ،فال يباح التلفي ق فيه ا .ألن ه نوع م ن االحتيال لالعتداء على الحق واضرار العباد )4أقسام الفروع الشرعية وعالقتها بالتلفيق (تابع) – النوع الثال ث :فه و المعامالت والحدود وأداء األموال م ن عش ر وخراج خم س المعادن والمناكحات. • فالمناكحات وما يتعلق بها من المفارقات مبناها سعادة الزوجين واوالدهما – ويتحقق المبني بالحفاظ على الرابطة الزوجية وتحقق الحياة الطيبة فيها كما قرر القران الكريم « فامساك بمعروف او تسريح باحسان » -البقرة (229 :)2 – فك ّل ما يؤيد هذا األصل يعمل به ولو أدى في بعض الوقائع الى التلفيق – اال أن ه ينبغ ي أ ن ال يتخ ذ التلفي ق ذريع ة لتالع ب الناس بأقضي ة النكاح والطالق مراعاة للقاعدة الشرعي ة ،وه ي « ان األص ل ف ي االبضاع التحري م » ص يانة لحقوق النس اء واالنساب ،وحينئذ يكون التلفيق ممنوعا • واما المعامالت واداء االموال والحدود المقررة وصيانة الدماء ونحوها من التكاليف المراعى فيه مصالح البشرية والمرافق الحيوية – فيج ب األخ ذ فيه ا م ن ك ل مذه ب م ا ه و أقرب ال ى مص لحة العباد وس عادتهم ول و لزم في ه التلفي ق لم ا في ه الس عي وراء تأيي د المص لحة الت ي يقص دها الشرع وأل ن مص الح الناس تتغي ر بتغي ر الزمان والعرف وتطور الحضارة والعمران ومعيار المص لحة كم ا كل م ا يضم ن ص يانة األص ول الكلي ة الخمس ة : عرفن ا ف ي األدل ة المختل ف فيهاـ وه و ّ وه ي حف ظ الدي ن والنف س والعق ل والنس ل والمال وص يانة ك ل مص لحة مقص ودة شرع ا من الكتاب او السنة او االجماع )5الخالص$ة في حكم التلفيق • والخالصة: – ان ضابط جواز التلفيق وعدم جوازه هو: • أ ن ك ل م ا أفض ى ال ى تفوي ض دعائ م الشريع ة االس المية والقضاء عل ى سياستها وحكمتها فهو محظور وخصوصا الحيل • وان ك ل م ا يؤي د دعائ م الشريع ة وم ا ترم ي الي ه حكمته ا وس ياستها الس عاد الناس ف ي الداري ن بتيس ير العبادات عليه م وص يانة مص الحهم ف ي المعامالت فهو جائز ومطلوب – يقول وهب ة الزحيل ي :التلفي ق الجائ ز ه و عن د الحاج ة والضرورة ولي س م ن أج ل العب ث أ و تتب ع األيس ر واالس هل عمدا بدون مص لحة شرعي ة .وه و مقص ور عل ى بع ض احكام العبادات والمعامالت االجتهادية ال القطعية )6تتبع الرخص • معن ى تتب ع الرخ ص :يعن ي أ ن يأخ ذ الشخ ص م ن ك ّل مذه ب م ا ه و أهون عليه وأيسر فيما يطرأ عليه من المسائل • وقد سبق البيان في التلفي ق الممنوع :أنه ال يجوز قصد تتبع الرخص عمدا أل ن م ن تتبعه ا فس ق ف ي رأ ي بعضه م ،وف ي رأ ي آخري ن ال يفس ق .ولهذا ينبغي توضيح خالف العلماء في هذا الموضوع – فقال قوم وه م الغزال ي ،وه و االص ح عن د المالكي ة والحنابل ة :يمتن ع تتب ع الرخ ص ف ي المذاه ب ألن ه مي ل م ع أهواء الناس ،والشرع جاء بالنهي عن اتباع الهوى .فال تعالى « فان تنازعتم في شيء فردوه الى هللا والرس ول » -النس اء ( . 59: )4فال يص ح رد المتنازع في ه ال ى أهواء النفوس وانما يرد الى الشريعة • نق ل ع ن اب ن عب د ال بر واب ن حزم :أن ه ال يجوز للعام ي تتب ع الرخ ص كل مس ألة مختل ف اجماعا .والس بب أن ه مؤ د ال ى اس قاط التكلي ف ف ي ّ فيها )7تتبع الرخص (تابع) – وقال آخرون وه م بع ض المالكي ة كالقراف ي وأكث ر اص حاب الشافع ي والراج ح عن د الحنفي ة: يجوز تتب ع رخ ص المذه ب ألن ه ل م يوج د ف ي الشرع م ا يمن ع من ه اذ لالنس ان ان يس لك األخ ف علي ه اذا كان ل ه اليه س بيل بأن ل م يك ن عم ل بآخ ر ،بل أن س نة الرسول صلى هللا عليه وسلّم العملية والقولية تقتضي جوازه • فانه عليه الصالة والسالم «ما خيّر بين شيئين اال اختار ايسرهما» «وكان يحب ما خفف على أمته» وقال « بعثت بالحنفية السمحة» وقال أيضا «ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد اال غلبه» • وقال الشع بي :م ا خي ر رج ل بي ن أمري ن فاختار أيس رهما اال اذا كان ذل ك أحبهم ا ال ى هللا. وقد أخذ بهذا الرأي الكمال بن الهمام في التحرير وصاحب مسلم الثبوت • وقال القرافي :يجوز تتبع الرخص بشرط اال يترتب عليه العمل بما هو باطل عند جميع م ن قلده م ،كم ا اذا قل د االمام مال ك ف ي عدم نق ض الوضوء بلم س المرأ ة بغي ر شهوة، وقل د االمام الشافع ي ف ي عدم وجوب دل ك االعضاء ف ي الوضوء ،او عدم وجوب مس ح جميع الرأس فان صالته تكون باطلة عند االمامين لعدم صحة الوضوء عند كل منهما )8تتبع الرخص (تابع) • تعليق من الدكتور الزحيلي: الحقيق ة ان القي د الذي ذكره القراف ي ،وه و «اال يترت ب عل ى تتب ع الرخ ص العم ل بم ا – ه و باط ل لدى جمي ع م ن قلده م» ال دلي ل علي ه م ن ن ص أ و اجماع ،وانم ا ه و قي د متأخركم ا قرر اب ن الهمام ف ي تحريره .فاذا جاز للشخ ص مخالف ة بع ض المجتهدي ن ف ي ك ل م ا ذه ب الي ه جازت مخالفت ه ف ي بع ض م ا ذه ب الي ه م ن باب اول ى ،كم ا قال صاحب تيسير التحرير واما ما نقل عن ابن عبد البر أنه ال يجوز للعامي تتبع الرخص اجماعا فال يسلم – صحة النقل عنه . ولو سلم فال يسلم صحة االجماع ،اذ في تفسيق متتبع الرخص عن أحمد روايتان ، – وحمل القاضي أبو يعلى الرواية المفسقة على غير متأول وال مقلد. قال ابن أمير الحاج في التقرير على التحرير :وذكر بعض الحنابلة انه ان قوي – الدليل او كان عاميا ال يفسق .وفي روضة النووي حكاية عن أبي هريرة :ال يفسق وقال الع ز ب ن عب د الس الم :وللعام ي ان يعم ل برخ ص المذاه ب ،وانكار ذل ك جه ل – مم ن أنكره .أل ن األخ ذ بالرخ ص محبوب ودي ن هللا يس ر ،وم ا جع ل عليك م ف ي الدي ن من حرج