You are on page 1of 9

‫الموضوع الرابع عشر‬

‫حكم التلفيق فى األحكام الفرعية وتتبع الرخص‬


‫‪ )1‬حكم التلفيق في التكاليف الشرعية‬
‫• بان سابقا‪:‬‬
‫– ان مجال االجتهاد ه و ف ي الفروع االجتهادي ة الشرعي ة الظني ة‪ ،‬اي‬
‫المختلف فيها‬
‫– أما في العقائد وااليمان واالخالق وكل ما علم من الدين بالضرورة‬
‫فليس داخال في التلفيق‬
‫• ألنه ال يجوز فيها التقليد اتفاقا‬
‫• ب ل ولي س مجاال لالجتهاد‪ ،/‬حت ى تكون محال للخالف الذي يبن ى علي ه‬
‫التقليد والتلفيق‬
‫‪ )2‬أقسام الفروع الشرعية وعالقتها بالتلفيق‬
‫• أن التلفيق يتأتى في المسائل الفرعية فيلزم تفصيل الحكم فيها‪.‬‬
‫• تنقسم الفروع الشرعية الى ثال ثة أنواع‪:‬‬
‫– النوع االول‪ :‬فهو العبادات المحضة‪.‬‬
‫وهذه يجوز فيه ا التلفي ق للحاج ة‪ ،‬أل ن مناطه ا امتثال أوام ر هللا تعال ى‬ ‫•‬
‫والخضوع له مع عدم الحرج‪.‬‬
‫فينبغي عدم الغلو بها‪ ،‬ألن التنطع يؤدي الى الهالك‬ ‫•‬
‫أم ا العبادات المالي ة فانه ا مم ا يج ب التشدد به ا احتياط ا‪ ،‬خشي ة ضياع‬ ‫•‬
‫حقوق الفقراء‪ .‬فينبغ ي عل ى المزك ي أال يأخ ذ بالقول الضعي ف او يلف ق م ن‬
‫ك ّل مذهب ما هو أقرب الضاعة حق الفقير‪.‬‬
‫وعلى المفتي أن يفتي في هذا النوع بما هو األحوط واألنسب مع مراعاة‬ ‫•‬
‫حال المستفتي وكونه من أصحاب العزائم أمال‬
‫‪ )3‬أقسام الفروع الشرعية وعالقتها بالتلفيق (تابع)‬
‫– النوع الثاني‪ :‬فهو المحظورات‬
‫• وه ي مبني ة عل ى االحتياط واألخ ذ بالورع مهم ا أمك ن‪ ،‬أل ن هللا تعال ى ال‬
‫ينهي عن شيء اال لمضرته‬
‫– فال يجوز فيه ا التس امح أ و التلفي ق اال عن د الضرورات الشرعي ة ‪ ،‬أل ن‬
‫الضرورات تبي ح المحظورات‪ .‬ورد ف ي الحدي ث‪ « :‬م ا نهيتك م عن ه فاجتنبوه وم ا‬
‫أمرتك م ب ه ف آ توا من ه م ا اس تطعتم» فاالم ر قيده باالس تطاعة ‪ ،‬والنه ي أطلق ه لدف ع‬
‫ضرر المنهي عنه‬
‫– وكون المحظورات ال يس وغ فيه ا التلفي ق ألنه ا مبني ة عل ى الورع واالحتياط‪،‬‬
‫مستند الى حديث ابن مسعود ‪ :‬ما اجتمع الحرام والحالل اال غلب الحرام الحالل»‬
‫وحديث «دع ما يريبك الى ماال يريبك»‬
‫– وأما أن المحظورات المتعلقة بحقوق العباد ال يجوز فيها التلفيق فألنها قائمة على‬
‫أس اس ص يانة الح ق ومن ع االيذاء او العدوان‪ ،‬فال يباح التلفي ق فيه ا ‪ .‬ألن ه نوع م ن‬
‫االحتيال لالعتداء على الحق واضرار العباد‬
‫‪ )4‬أقسام الفروع الشرعية وعالقتها بالتلفيق (تابع)‬
‫– النوع الثال ث‪ :‬فه و المعامالت والحدود وأداء األموال م ن عش ر وخراج خم س المعادن‬
‫والمناكحات‪.‬‬
‫• فالمناكحات وما يتعلق بها من المفارقات مبناها سعادة الزوجين واوالدهما‬
‫– ويتحقق المبني بالحفاظ على الرابطة الزوجية وتحقق الحياة الطيبة فيها كما قرر‬
‫القران الكريم « فامساك بمعروف او تسريح باحسان »‪ -‬البقرة (‪229 :)2‬‬
‫– فك ّل ما يؤيد هذا األصل يعمل به ولو أدى في بعض الوقائع الى التلفيق‬
‫– اال أن ه ينبغ ي أ ن ال يتخ ذ التلفي ق ذريع ة لتالع ب الناس بأقضي ة النكاح والطالق مراعاة‬
‫للقاعدة الشرعي ة ‪ ،‬وه ي « ان األص ل ف ي االبضاع التحري م » ص يانة لحقوق النس اء‬
‫واالنساب ‪ ،‬وحينئذ يكون التلفيق ممنوعا‬
‫• واما المعامالت واداء االموال والحدود المقررة وصيانة الدماء ونحوها من التكاليف‬
‫المراعى فيه مصالح البشرية والمرافق الحيوية‬
‫– فيج ب األخ ذ فيه ا م ن ك ل مذه ب م ا ه و أقرب ال ى مص لحة العباد وس عادتهم ول و لزم‬
‫في ه التلفي ق لم ا في ه الس عي وراء تأيي د المص لحة الت ي يقص دها الشرع وأل ن مص الح‬
‫الناس تتغي ر بتغي ر الزمان والعرف وتطور الحضارة والعمران ومعيار المص لحة كم ا‬
‫كل م ا يضم ن ص يانة األص ول الكلي ة الخمس ة ‪:‬‬
‫عرفن ا ف ي األدل ة المختل ف فيهاـ وه و ّ‬
‫وه ي حف ظ الدي ن والنف س والعق ل والنس ل والمال وص يانة ك ل مص لحة مقص ودة شرع ا‬
‫من الكتاب او السنة او االجماع‬
‫‪ )5‬الخالص‪$‬ة في حكم التلفيق‬
‫• والخالصة‪:‬‬
‫– ان ضابط جواز التلفيق وعدم جوازه هو‪:‬‬
‫• أ ن ك ل م ا أفض ى ال ى تفوي ض دعائ م الشريع ة االس المية والقضاء عل ى‬
‫سياستها وحكمتها فهو محظور وخصوصا الحيل‬
‫• وان ك ل م ا يؤي د دعائ م الشريع ة وم ا ترم ي الي ه حكمته ا وس ياستها‬
‫الس عاد الناس ف ي الداري ن بتيس ير العبادات عليه م وص يانة مص الحهم ف ي‬
‫المعامالت فهو جائز ومطلوب‬
‫– يقول وهب ة الزحيل ي‪ :‬التلفي ق الجائ ز ه و عن د الحاج ة والضرورة‬
‫ولي س م ن أج ل العب ث أ و تتب ع األيس ر واالس هل عمدا بدون مص لحة‬
‫شرعي ة ‪ .‬وه و مقص ور عل ى بع ض احكام العبادات والمعامالت‬
‫االجتهادية ال القطعية‬
‫‪ )6‬تتبع الرخص‬
‫• معن ى تتب ع الرخ ص‪ :‬يعن ي أ ن يأخ ذ الشخ ص م ن ك ّل مذه ب م ا ه و أهون‬
‫عليه وأيسر فيما يطرأ عليه من المسائل‬
‫• وقد سبق البيان في التلفي ق الممنوع ‪ :‬أنه ال يجوز قصد تتبع الرخص عمدا‬
‫أل ن م ن تتبعه ا فس ق ف ي رأ ي بعضه م ‪ ،‬وف ي رأ ي آخري ن ال يفس ق‪ .‬ولهذا‬
‫ينبغي توضيح خالف العلماء في هذا الموضوع‬
‫– فقال قوم وه م الغزال ي ‪ ،‬وه و االص ح عن د المالكي ة والحنابل ة ‪ :‬يمتن ع‬
‫تتب ع الرخ ص ف ي المذاه ب ألن ه مي ل م ع أهواء الناس‪ ،‬والشرع جاء‬
‫بالنهي عن اتباع الهوى‪ .‬فال تعالى « فان تنازعتم في شيء فردوه الى‬
‫هللا والرس ول »‪ -‬النس اء (‪ . 59: )4‬فال يص ح رد المتنازع في ه ال ى‬
‫أهواء النفوس وانما يرد الى الشريعة‬
‫• نق ل ع ن اب ن عب د ال بر واب ن حزم‪ :‬أن ه ال يجوز للعام ي تتب ع الرخ ص‬
‫كل مس ألة مختل ف‬ ‫اجماعا‪ .‬والس بب أن ه مؤ د ال ى اس قاط التكلي ف ف ي ّ‬
‫فيها‬
‫‪ )7‬تتبع الرخص (تابع)‬
‫– وقال آخرون وه م بع ض المالكي ة كالقراف ي وأكث ر اص حاب الشافع ي والراج ح عن د الحنفي ة‪:‬‬
‫يجوز تتب ع رخ ص المذه ب ألن ه ل م يوج د ف ي الشرع م ا يمن ع من ه اذ لالنس ان ان يس لك األخ ف‬
‫علي ه اذا كان ل ه اليه س بيل بأن ل م يك ن عم ل بآخ ر‪ ،‬بل أن س نة الرسول صلى هللا عليه وسلّم‬
‫العملية والقولية تقتضي جوازه‬
‫• فانه عليه الصالة والسالم «ما خيّر بين شيئين اال اختار ايسرهما» «وكان يحب ما‬
‫خفف على أمته» وقال « بعثت بالحنفية السمحة» وقال أيضا «ان هذا الدين يسر ولن‬
‫يشاد الدين أحد اال غلبه»‬
‫• وقال الشع بي‪ :‬م ا خي ر رج ل بي ن أمري ن فاختار أيس رهما اال اذا كان ذل ك أحبهم ا ال ى هللا‪.‬‬
‫وقد أخذ بهذا الرأي الكمال بن الهمام في التحرير وصاحب مسلم الثبوت‬
‫• وقال القرافي‪ :‬يجوز تتبع الرخص بشرط اال يترتب عليه العمل بما هو باطل عند جميع‬
‫م ن قلده م ‪ ،‬كم ا اذا قل د االمام مال ك ف ي عدم نق ض الوضوء بلم س المرأ ة بغي ر شهوة‪،‬‬
‫وقل د االمام الشافع ي ف ي عدم وجوب دل ك االعضاء ف ي الوضوء‪ ،‬او عدم وجوب مس ح‬
‫جميع الرأس فان صالته تكون باطلة عند االمامين لعدم صحة الوضوء عند كل منهما‬
‫‪ )8‬تتبع الرخص (تابع)‬
‫• تعليق من الدكتور الزحيلي‪:‬‬
‫الحقيق ة ان القي د الذي ذكره القراف ي ‪ ،‬وه و «اال يترت ب عل ى تتب ع الرخ ص العم ل بم ا‬ ‫–‬
‫ه و باط ل لدى جمي ع م ن قلده م» ال دلي ل علي ه م ن ن ص أ و اجماع‪ ،‬وانم ا ه و قي د‬
‫متأخركم ا قرر اب ن الهمام ف ي تحريره‪ .‬فاذا جاز للشخ ص مخالف ة بع ض المجتهدي ن‬
‫ف ي ك ل م ا ذه ب الي ه جازت مخالفت ه ف ي بع ض م ا ذه ب الي ه م ن باب اول ى‪ ،‬كم ا قال‬
‫صاحب تيسير التحرير‬
‫واما ما نقل عن ابن عبد البر أنه ال يجوز للعامي تتبع الرخص اجماعا فال يسلم‬ ‫–‬
‫صحة النقل عنه ‪.‬‬
‫ولو سلم فال يسلم صحة االجماع‪ ،‬اذ في تفسيق متتبع الرخص عن أحمد روايتان ‪،‬‬ ‫–‬
‫وحمل القاضي أبو يعلى الرواية المفسقة على غير متأول وال مقلد‪.‬‬
‫قال ابن أمير الحاج في التقرير على التحرير‪ :‬وذكر بعض الحنابلة انه ان قوي‬ ‫–‬
‫الدليل او كان عاميا ال يفسق ‪ .‬وفي روضة النووي حكاية عن أبي هريرة ‪ :‬ال يفسق‬
‫وقال الع ز ب ن عب د الس الم‪ :‬وللعام ي ان يعم ل برخ ص المذاه ب‪ ،‬وانكار ذل ك جه ل‬ ‫–‬
‫مم ن أنكره‪ .‬أل ن األخ ذ بالرخ ص محبوب ودي ن هللا يس ر‪ ،‬وم ا جع ل عليك م ف ي الدي ن‬
‫من حرج‬

You might also like