‫محاضرات في المناهج – مح ‪ - 3‬ع الغفيلي‬

‫العلقة بين المنهج والتدريس‬

‫تعتبر قضية العلقة بين المنهج والتدريس من القضايا التي شغلت المختصين منذ بداية حركة المناهج‪ .‬ولعلك‬
‫لحظت أن ما سبق ذكره من مفاهيم للمنهج يخلق أحيانا نوعا من النفصال بين المنهج والتدريس ‪ ،‬وأحيانا‬
‫أخرى نوعا من التداخل بينهما‪.‬‬
‫‪-1‬فيرى ماكدونالد وجونسون وبيكر وبوفام أن المنهج والتدريس حقلين مستقلين‪ .‬كما سبق تفصيل‬
‫هذا خلل مناقشة المفاهيم المختلفة للمنهج‪ .‬فهذا الفريق يرى أن المنهج هو خطة للمخرجات‬
‫والغايات النهائية التي يُسعى لتحقيقها‪ .‬أما التدريس فهو الوسيلة لتحقيق تلك الغايات وأداة لتنفيذ‬
‫هذه الخطة‪.‬‬
‫‪-2‬الكثير من المختصين في المناهج يرون أن التدريس هو عنصر من عناصر المنهج في مفهومه‬
‫الحديث‪ .‬فعلقة التدريس بالمنهج علقة الجزء للكل‪ .‬وهي علقة تكاملية‪ ،‬ذلك أن الفصل بين‬
‫المنهج والتدريس أشبه ما يكون بفصل السباحة (التدريس) عن الماء (المنهج)‪.‬‬
‫هذا الخلف تظهر فائدته انه إذا أخذنا بالقول الول فان مهمة من يضعون المناهج ستقتصر فقط على وضع‬
‫قائمة بالنواتج أو الغايات المراد تحقيقها‪ .‬دون اختيار المحتوى والنشطة وعمليات التقويم لنها من توابع‬
‫التدريس‪ .‬لذا يرى الكثير من المختصين أن هذه النظرة غير مفيدة من الناحية العملية‪ ،‬ذلك أن تحديد المحتوى‬
‫والنشطة والتقويم بالضافة إلى استراتيجيات التدريس هي من صميم عمل التخطيط للمنهج‪.‬‬
‫ويمكن لنا أن ننظر للعلقة بين المنهج والتدريس عبر أربعة مستويات تمثل نماذج مختلفة‪ .‬علما بأن لكل‬
‫نموذج مؤيدة ومناصروه‪:‬‬

‫شرح كتابي‬ ‫شرح بصري‬ ‫النموذج‬

‫يفترض الفصل بين المنهج‬
‫والتدريس‪ ،‬وكل منهما يقوم بذاته‬
‫التدريس‬ ‫المنهج‬ ‫‪ -1‬النموذج الثنائي‬

‫علقة تشابكية جزئية وكلهما في‬

‫نفس المستوى من الهمية‬
‫التدريس‬ ‫المنهج‬ ‫‪ -2‬النموذج المتشابك‬

‫اعتماد متبادل وتكاملي بين المنهج‬

‫المنهج‬
‫والتدريس فالمنهج هو النظام‬
‫الكبر والتدريس نظام اصغر‬ ‫التدريس‬
‫‪ -3‬النموذج متحد المراكز‬
‫متفرع منه‬
‫علقة منفصلة إل أن هناك علقة‬ ‫‪ -4‬النموذج الحلقي‬
‫دائرية مستمرة تؤكد التغذية‬ ‫التدريس‬ ‫المنهج‬
‫الراجعة بينهما‬ ‫(الدائري)‬
 ‫أنواع المنهج الدراسي‬
‫في الواقع الميداني المدرسي نجد أن هناك ثلثة أنواع رئيسة يتعرض لها التلميذ داخل المدرسة‪:‬‬
‫‪ -1‬المنهج الرسمي‪:‬‬
‫هو المنهج المعلن والمخطط له وهو الذي تتبناه المدرسة أو أي مؤسسة تربوية‪.‬‬
‫هذا النوع هو الذي ندرسه الن في هذا المقرر ونركز عليه وعلى فهمه وبنائه وتخطيطه‪.‬‬

‫‪ -2‬المنهج الخفي‪:‬‬
‫هو جملة ما يكتسبه التلميذ من معارف وأفكار وخبرات وسلوكيات وقيم وعادات وطبائع خارج المنهج الرسمي‬
‫المعلن‪ ،‬سواء كانت سلبية أم ايجابية‪ .‬وقد أشارت إليه الكثير من أدبيات التربية الحديثة بمصطلحات متعددة‪:‬‬
‫المنهج المستتر‪ ،‬غير المقصود‪ ،‬الباطن‪ ،‬الغير مرئي‪ ،‬الموازي‪ ،‬الضمني‪ ،‬غير المقرر‪ ،‬الذي ل يُدرس‪ .‬وهذه‬
‫المسميات –كما يظهر لك‪ -‬هي أوصاف تصف طبيعة هذا المنهج الخفي‪.‬‬
‫فالتلميذ يتعلمون قدرا كبيرا في المدرسة من مصادر غير المنهج الرسمي المقصود‪ .‬وهذه الخبرات التي‬
‫يكتسبها التلميذ عبر المنهج الخفي تكون عادة بشكل طوعي وبطريقة التقليد والتشرب وبدون إشراف‪ .‬وهذا‬
‫ما يجعل لهذا النوع من المنهج التأثير القوي الذي يحدثه على المنهج الرسمي‪ .‬وهناك مصادر متعددة للمنهج‬
‫الخفي‪ ،‬فمنها ما يتعلمه التلميذ من خلل التنظيمات والقوانين المعمول بها في المدرسة‪ ،‬ومنها مجموعة‬
‫القران والزملء‪ ،‬ومنها شخصيات المعلمين وسلوكياتهم‪ ،‬ومنها النشطة الغير صفية‪.‬‬

‫‪ -3‬المنهج الواقعي‪:‬‬
‫يفترض عند تطبيق وتنفيذ المنهج أن يكون انعكاسا صادقا وحقيقيا للمنهج الرسمي‪ .‬إل أنه في معظم الحيان‬
‫نجد أن هناك فجوة واسعة بين المنهج الرسمي الذي خطط له وبين مايجري على ارض الواقع‪.‬‬
‫إن مجموع ما يكتسبه التلميذ من واقع ممارسات المنهج الرسمي ومن واقع المنهج الخفي يتم تسميته بالمنهج‬
‫الواقعي‪( ،‬واقع المنهج الرسمي‪ +‬واقع المنهج الخفي= المنهج الواقعي)‪.‬‬

‫المنهج الرسمي‬
‫المنهج الخفي‬

‫المنهج الواقعي‬

‫وجوه ومستويات المنهج الدراسي‬

 ‫النقاشات الدائرة حول المناهج التعليمية دوما ما تكون مبنية على افتراض انه يوجد هناك صورة مشتركة‬
‫لمنهج واحد يحملها كل احد في ذهنه‪ .‬ولكن حقيقة المر غير ذلك؛ حيث أن كل فئة أو مجموعة من الشخاص‬
‫يحملون في أذهانهم صورة لوجه واحد فقط من صور وجوه المنهج المتعددة‪ .‬إن الوقوف على وجوه المنهج‬
‫المتعددة التي يراها وينطلق منها كل فئة من الناس‪ ،‬تسهم بتحرير محل النزاع وفي فهم لماذا تتعدد الراء‬
‫وتتباين‪.‬‬
‫أ‪ -‬المنهج المأمول‬
‫وهو المنهج المثالي والموصى به من قبل أفراد من المختصين والعلماء والمنظمات واللجان المتخصصة‬
‫ويعكس مرئيات المفكرين وقادة المجتمع‪ ،‬وأيضا يشمل طموحات ومتطلبات المناهج كما تراها السياسات‬
‫التعليمية والتربوية‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬هو صورة لوجه المنهج المثالي المتخيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬المنهج المكتوب‬
‫هو المنهج الرسمي والمصادق عليه من قبل السلطات الحكومية الرسمية‪ .‬وهو المكتوب والموجود في أدلة‬
‫ووثائق وأوعية المنهج المختلفة‪ .‬فالمنهج المكتوب يعتبر صورة مترجمة لوجه المنهج المأمول وهو عادة ما‬
‫يكون أضيق وأكثر تحديدا‪.‬‬
‫ج‪ -‬المنهج المنفذ‬
‫هو مايقع تنفيذه بالفعل داخل الفصل الدراسي وبإمكان المشاهد رؤيته وملحظته مثلما يطبق داخل المدرسة‪.‬‬
‫وهو في معظم الحيان ل يعكس ما هو مكتوب وصورة مشوهة عنه بسبب الفجوة بين النظرية والتطبيق‪.‬‬
‫د‪ -‬المنهج المدعم‬
‫هو المنهج كما ينعكس ويتشكل من المصادر الداعمة التي توصله للمتعلمين‪ .‬فالمنهج المدعم هو الذي يحظى‬
‫بمصادر دعم من مثل الوقت المعطى للمنهج خلل الخطة‪ ،‬والوقت الذي يحدده المدرس في تنفيذه‪ ،‬وحجم الصف‬
‫المدرسي‪ ،‬وتوفر وسائل ومصادر تعليمية‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫ه‪ -‬المنهج المتعلم‬
‫هو حاصل ما اكتسبه التلميذ فعل من قيم وخبرات ومهارات وسلوكيات من المنهج الرسمي والمنهج الخفي معا‪.‬‬
‫وهذا هو المنهج الواقعي الذي سبق الحديث عنه‪.‬‬
‫و‪ -‬المنهج المختبر‬
‫هو المنهج الذي تصمم له الختبارات لقياس مدى تحققه سواء كانت الختبارات من صنع المعلم أم من صنع‬
‫جهات أخرى مثل إدارات التعليم‪ .‬انظر الشكل في الصفحة التالية‪:‬‬
 ‫المنهج‬ ‫المنهج‬ ‫المنهج‬ ‫المنهج‬ ‫المنهج‬ ‫المنهج‬
‫المختبر‬ ‫المتعلم‬ ‫المدعم‬ ‫المنفذ‬ ‫المكتوب‬ ‫المأمول‬

‫وجـوه المنهــج المخـتـــلفة‬

‫مصطلحات ومفاهيم متعلقة بعلم المنهج‬

‫لكل علم لغته ومصطلحاته الخاصة به‪ .‬هذا القسم يشتمل على أهم المصطلحات التي سيشتمل عليها المقرر‪.‬‬
‫وهي من ناحية أخرى تعتبر اضاءات سريعة لما سيأتي من موضوعات في المقرر ومجموعة من الدوات‬
‫المفاهيمية التي تعينك على الفهم خلل قراءتك‪.‬‬

‫بنـــاء المنهج‬
‫من أكثر المصطلحات اتساعا وغموضا وهو يشير إلى‪ :‬كل العمليات التي تتعلق بصناعة المنهج‪ ،‬من تخطيط‬
‫وتصميم وتنفيذ وتقويم ومتابعة‪ ،‬ومراعاة للسس والسياسات التعليمية‪.‬‬
‫والبعض يخلط بين بناء المنهج وتطوير المنهج إل أن بناء المنهج يختلف عن تطويره في نقطة البداية والنطلق‪ .‬فالبناء يبدأ من‬
‫الصفر‪ ،‬أما التطوير فيبدأ من شيء قائم وموجود فعل ولكن يرادا الوصول به إلى أحسن وأسمى صورة ممكنة‪ .‬ولعل هذا الخلط‬
‫ناشيء عن الترجمة لكلمة ‪ Development‬في أدبيات المناهج النجليزية‪.‬‬

‫تخطيط المنهج‬
‫عملية إعداد خطة مفصلة ومتكاملة لبناء المنهج يتم فيها تحديد أهدافه ومحتواه وخبرات التعلم وطرق التدريس‬
‫والدوات والمواد اللزمة لتنفيذه وتحديد للفراد والجهات المعنيين وأدوارهم والهيكل التنظيمي وكيفية تقويمه‬
‫وكيفية متابعته‪.‬‬

‫هندسة المنهج‬
‫اختيار احد نماذج المنهج (تقليدية كانت أم مبتكرة) عند بناء المنهج والسير عليها‬
 ‫نموذج المنهج‬
‫عبارة عن تمثيل بصري (جداول‪ ،‬دوائر‪ ،‬مصفوفات) يعكس خطوات نظرية ما يسهل فهمها والعمل بها‪.‬‬
‫مع العلم انه يشيع استخدام هذا المصطلح في أدبيات المناهج بصيغة الجمع "نماذج المنهج‪".‬‬

‫تجريب المنهج‬
‫هو تطبيق المنهج المقترح بعد اكتماله بشكل جزئي وعلى عينات محدودة ولوقت محدود بهدف اتخاذ قرار‬
‫بتنفيذه وتعميمه من عدمها‪.‬‬

‫تنفيذ المنهج‬
‫من أكثر المصطلحات وضوحا من قبل العاملين في الميدان ويعني‪ :‬وضع المنهج الجديد موضع التطبيق‬
‫والعمل‪.‬‬

‫تصميم المنهج‬
‫يتعلق بالعمليات التي تستهدف تحديد وترتيب عناصر المنهج والعلقات المتبادلة بينها والمبادئ التنظيمية لهذه‬
‫العناصر‪ .‬وغالبا تستخدم عبارة "تنظيم المنهج" لتشير إلى هذا المصطلح‪.‬‬

‫نظرية المنهج‬
‫هي مجموعة من المبادئ والمفاهيم والفتراضات والعوامل المرتبطة بعلقات منطقية أو عضوية وتمثل توضيحا‬
‫منتظما لعملية المنهج‪.‬‬
‫وعموما أهمية وجود نظرية (أي نظرية لي علم) تنبع من وظائفها المفيدة‪ ،‬وهي‪ -1 :‬الشرح ‪ -2‬التفسير‬
‫‪ –3‬التنبؤ ‪ -4‬التوجيه والعمل كدليل‪ .‬ورغم صدق النظرية "العلمية" النسبي إل أنها ل تتصف بالثبات‪ ،‬لنها لو‬
‫اتصفت بالثبات أصبحت قانون وليس نظرية‪ .‬والنظرية ل يحكم عليها من زاوية الصحة أو الخطأ بل من زاوية‬
‫الجودة أو من عدمها‪.‬‬

‫أسس المنهج‬
‫تلك القوى والعوامل التي تتأثر بها عمليات بناء أو تطوير المنهج في مراحل تخطيطه واختيار عناصره وتنفيذه‬
‫وتقويمه‪ .‬وهي بمثابة المصادر الرئيسة والمنابع للفكار التربوية‪.‬‬
‫ويطلق على هذه السس في أدبيات المناهج‪ :‬أصول المنهج أو مصادر المنهج أو مقومات المنهج أو العوامل‬
‫المؤثرة في المنهج‪.‬‬

‫عناصر المنهج‬
 ‫هي مكوناته وأركانه‪ .‬والمنهج الحديث يتكون من‪ :‬الهداف‪ ،‬والمحتوى‪ ،‬والتدريس بطرقه واستراتيجياته‪،‬‬
‫والنشطة التعليمية‪ ،‬والوسائل التعليمية‪ ،‬والتقويم‪.‬‬

‫تقويم المنهج‬
‫عملية مستمرة تستهدف التعرف على نواحي القوة والضعف في المنهج في ضوء الهداف المنشودة بقصد‬
‫المعالجة والتحسين والتطوير‪.‬‬

‫صيانة المنهج‬
‫جميع الطرق والوسائل التي تضمن المحافظة على سير واستمرارية عمل المنهج كما هو مخطط له‪ ،‬من مثل‬
‫توفر الدعم المالي والفني والتدريب الخ‪.‬‬

‫أوعية المنهج‬
‫هي المواد التي تعبأ فيها عناصر المنهج‪ .‬ومن أهمها‪ :‬كتاب التلميذ‪ ،‬دليل المعلم‪ ،‬وكتب النشطة والبرمجيات‬
‫والوسائط التعليمية‪.‬‬

‫المنهج الرقمي‬
‫هو التحول من الستخدام الورقي في تدوين أوعية المنهج إلى طور حفظها وتخزينها على شكل وسائط‬
‫الكترونية من أقراص مدمجة وبرمجيات وملتيميديا وهايبرميديا‪.‬‬
‫* إن مجرد تحويل محتوى الكتاب المدرسي ‪-‬مثل‪ -‬إلى محتوى رقمي جامد يعتبر من أضيق أساليب توظيف‬
‫التقنية الحديثة في المنهج‪ ،‬ذلك أن توظيف التقنية يستلزم بالضافة إلى ذلك جعل المنهج الرقمي منهجا تفاعليا‪.‬‬

‫وثيقة المنهج‬
‫خطة مكتوبة يقوم عليها المنهج المراد بناؤه أو تطويره‪ .‬وتشكل هذه الخطة إطارا عاما يتضمن أسس بناء‬
‫المنهج ومرتكزاته ودواعي بناؤه وتطويره‪ ،‬كما تتضمن عناصر المنهج ومعايير كل منها‪ ،‬ومعايير تنفيذه‬
‫وتقويمه ومواصفات الوعية المنهجية والمواد التعليمية من كتب (طالب ومعلم) وكتب أنشطة وبرمجيات‬
‫ووسائط‪ ،‬ووسائل التقويم وأدواته‪ ،‬ومعايير التنمية المهنية للقائمين على تنفيذ المنهج وتقويمه‪.‬‬

‫سياسات المنهج‬
‫مجموعة القوانين والمعايير والرشادات التي يقصد منها ضبط بناء المنهج وتطبيقه‪ .‬وهذه السياسات قد تكون‬
‫سياسات عامة(مثل‪ :‬سياسة التعليم للدولة) أو سياسات خاصة (مثل‪ :‬سياسة قسم أو وحدة في الهيكل‬
‫التنظيمي)‪.‬‬

‫تأصيل المنهج‬
 ‫هو بناء المنهج وتطويره في ضوء السس والصول السلمية مع الستفادة مما توصل إليه العلم الحديث من‬
‫نظريات وتطبيقات ل تتعارض مع تلك السس والصول‪.‬‬

‫تطوير المنهج‬
‫قبل ان نبين المقصود بهذا المصطلح‪ ،‬ينبغي أن نبين أن ثمة مصطلحات أخرى متداخلة ومتشابكة‪ ،‬ويتم‬
‫استخدامها من قبل البعض كمرادفات له‪ .‬وهي‪:‬‬

‫تغيير المنهج ‪ /‬تجديد المنهج ‪ /‬إصلح المنهج ‪ /‬تحديث المنهج ‪ /‬تحسين المنهج ‪/‬‬
‫عصرنة المنهج‬

‫* أما بخصوص التغيير فنقول (‪ )1‬التطوير يستلزم التغيير أما التغيير وحده فقد ل يؤدي إلى التطوير؛‬
‫(‪ )2‬التطوير يتجه نحو الفضل ونحو الحسن أما التغيير فقد يتجه نحو الفضل أو نحو السوأ؛ (‪ )3‬التطوير يتم‬
‫بإرادة النسان وعن قصد أما التغيير فقد يكون أو ل يكون بإرادته؛ (‪ )4‬التطوير عملية شاملة كلية تنصب على‬
‫جوانب المنهج كافة أو جوانب الشيء المراد تطويره بينما يكون التغيير جزئيا ويركز على جانب أو نقطة‬
‫محددة‪.‬‬
‫* التجديد إدخال بعض العناصر أو الساليب الجديدة من أجهزة وتجارب ونحوها على بنية المنهج دون إحداث‬
‫تغييرات شاملة أو كلية ودون إحداث تغيير كلي في العلقات القائمة بين عناصر النظام مثل التجربة الحالية‬
‫للتقويم المستمر في المدارس البتدائية السعودية‪.‬‬
‫* الصلح يشير إلى معالجة وتعديل لعناصر ضعيفة من بين عناصر المنهج‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬الصلح يعني أن‬
‫هناك خلل أو عيوب أو مشاكل تتطلب المعالجة والحلول والعمل على تلفيها‪.‬‬
‫* التحديث اشمل من التجديد كما أن الصلح يعد احد عوامل التحديث حيث أن التحديث يتطلب إحداث تغييرات‬
‫ايجابية والتجديد في بعض العناصر وإصلح الجوانب التي تحتاج لصلح والنتقال بالمنهج لمرحلة حديثة‬
‫تواكب مستوى التقدم والتطور التقني والعلمي المعاصر‬
‫* التحسين يختلف عن الصلح والتجديد والتحديث والعصرنه في انه ل يبدأ من وجود ضعف أو خلل أو عيوب‬
‫كبيرة في المنهج‪ .‬بل يبدأ انطلقا من مستوى معين مقبول حاليا ولكن لدينا طموح إلى النتقال منه إلى مستوى‬
‫أفضل وأحسن استنادا إلى أهداف مثالية نحددها ونسعى للوصول لها‪.‬‬
‫* العصرنه يشير إلى جعل المنهج عصريا أي يتماشى مع متطلبات العصر وهو يعد خطوة أساسية للتحديث‬
‫كأدخال مادة الحاسب اللي‪ -‬وهي خطوة جزئية لكن مجموع نتائج العصرنة تعطي طابع التحديث‪ ،‬والتحديث من‬
‫ناحية أخرى يأخذ مدى أطول من العصرنه‪.‬‬

‫اذا‪ ..‬التطوير هو‪ :‬عملية شاملة ويمثل الهدف الخير الذي تسعى له جميع عمليات تغييرالمنهج وإصلحه‬
‫وتجديده وتحسينه وتحديثه المنهج وعصرنته‪ .‬فممصطلح التطوير يمثل المظلة التي تنضوي تحتها جميع هذه‬
‫المصطلحات‪ .‬أو يمكن القول أن هذه المصطلحات الجزئية تعمل متفاعلة من اجل تحقيق التطوير وان التطوير‬
‫سوف لن يحصل بدونها‪.‬‬
 ‫المنهج كنظام‬
‫هو النظر للمنهج ‪-‬عند بنائه‪ -‬على انه نظام متكامل يتكون من أجزاء وعناصر‪.‬‬
‫ومصطلح نظام يعني‪ :‬مجموعة من المكونات أو العناصر أو الجزاء المتشابكة والمترابطة فيما بينها ترابطا‬
‫قويا بحيث يؤثر كل منها في غيره ويتأثر به لتحقيق وظيفة معينة‪.‬‬

‫المنهج كخبرات‬
‫هو بناء منهج تكون وحدة بنائه وتنظيمه هي الخبرات‪.‬‬
‫والخبرة التربوية هي‪" :‬موقف تعليمي منظم يخططه المعلم ويضع تصوره لكيفية تحديد محتوياته‪ ،‬واللزم له‬
‫من المكانات والمواد التعليمية والنشطة‪ ،‬ليتفاعل معه التلميذ ويستفيد منه‪ ،‬وقد يكون الموقف داخل الفصل‬
‫الدراسي أو خارجه‪ ".‬يتضح لنا أن الخبرة التعليمية تتكون من البعاد التالية‪ :‬موقف ما‪ -‬التفاعل من جانب‬
‫التلميذ‪ -‬الحساس بنتيجة التفاعل مع الموقف‪-‬اكتساب محصلة الموقف والستفادة منه في مواجهة المواقف‬
‫التالية‪.‬‬