Professional Documents
Culture Documents
ف الدعوة والتربية
موقع الصحوة
http://www.sahwah.net
بسم ال الرحن الرحيم
مقدمة
أيام من العمر 00ل تنسى
نشأت مع باكورة الدعوة ،ف سن مبكرة ،فغذيت من رحيقها ،وتدرجت ف خطواتا 00وعشت مع إمام
الدعوة ومرشدها على القرب فترات قليلة من الزمن ،ولكنها عميقة الثر .فلقد كنت حريصا على تركيز انتباهى،
مشدودا إل يه 00ع شت م عه على الب عد ف مشغلة نف سية بالدعوة والداع ية ،فتمك نت من أقطار نف سى وتغلغلت
جذورها ف وجدان ومشاعرى 0
ذلك أن حسن البنا ف أخلقه وتصرفاته وسلوكه كان دعوة ..ينجذب إليه الناس على اختلف ثقافاتم
ونزعاتم ،حيث آمن –رضى ال عنه -بالسلم دعوة بالنسان مادتا ..فاستنهض أحاسيسه كلها ،لتعمل ف ميدان
العقل والنفس والشعور ..فانبثقت ف الناس ينابيع للخي كثية كانت مهولة وتفجرت طاقات للشباب كانت مبددة
مقهورة .وأشعلها يقظة ف الوجدان والشاعر ،وصحوة ف القلب والوعى والشعور ،فأدرك النسان بعد الغفلة
والنسيان أنه شىء غي هذا البنيان ،وأنه مذخور بكل ما تنشده النسانية من حق وخي وعدل ،وأن الياة إنا تقاس
بعظمة البدأ وشرف الغاية والنهاية فانطلق يسمو بنفسه وبالناس يبن ول يهدم يمع ول يفرق ..يب :بالب الذى
تتناجى به القلوب ،وتتساقط به الذنوب ..الب الذى جع بي الهاجرين والنصار على أعظم ما سجله التاريخ من
آيات الجد والفخار ..الب الذى ألف بي قلوب المة ،فذابت به الطبقية ..والعنصرية ،وتلشت معه الحقاد،
الب الذى قيل عنه ((إذا عطس حسن البنا ف القاهرة يقول له الخ ف أسوان :يرحك ال)) :حب ف ال ،فل إله
إل ال ول زعيم إل ممد رسول ال ول دستور إل القرآن 0
تلك العقيدة :هى جامعة القلوب ومؤلفة الرواح ،ومنفذة البشرية من الضلل ،ل فضل فيها لحد ،ول
نسب فيها لنسان إل نسب هذه العقيدة (بل ال ين عليكم أن هداكم لليان) 0
عاش حسن البنا ف قلوبنا ،كأخ وأب ،يعود مريضنا ،ويسأل عن غائبنا ،ويعاون ف حل مشكلتنا ..يؤلف
بي قلوبنا برحلت تربط القريب بالبعيد ،ويباعد بيننا وبي الصومة ،حت لتعوق سبيلنا إل القلوب (فإذا الذى
بينك وبينه عداوة ،كأنه ول حيم) 0
استحوذت شخصية البنا على نفوسنا وقلوبنا ،لا وهبه ال تعال من قدرة على اللحظة النتجة ،الت ل تفلت
من يده فيستغلها وينميها ويستفيد با 0
فالدقائق من حياته ل تضى بغي حركة وعمل ،وأحاسيسه وعواطفه مستمرة ف النتاج ..حت كانت مصلة
حياته الباركة ،الت ل تتجاوز الثلثة والربعي من السني فوق التصور واليال 0
ل يرج حسن البنا على العال بنظرية من اجتهاده ،ول ياول أن يرب لمته على ضوء ما ف العال من نظم
ومبادئ براقة ..فقد آمن إيانا عميقا ل شك معه بالسلم دعوة وحركة ونظاما ،وأنه التجربة الخية ف الياة
الدنيا ،والقول الفصل ف مكمة التاريخ 00
ل ف البادئ والهداف والناهجلذا ،فلن تد ف طريق الدعوة الطويل –بعد خسي عاما -تغييا أو تبدي ً
برغم الزلزل والباكي الت تتعرض لا الدعوة ف كل زمان ومكان ،ذلك لنا تستمد وجودها واستمرارها من نبع
اليان الذى ل ينضب وعظمة وشول السلم 0
ول يعتب هذا الكتاب ترجة لشخصية المام الشهيد حسن البنا بالعن الفن الذى تعارف عليه كتاب
التراجم ،يستقصى جوانب تكوين هذه الشخصية النفسية والهادية وآثارها العظيمة ف الياة السلمية العاصرة..
إنا هو مرد رؤية لبعض مواقف هذا الرائد العظيم ،عشتها وتذوقتها وتفاعلت معها ،فكان لا آثارها العميقة على
مرى حياتى ،حيث انرطت با ف قافلة الداية والنقاذ ..قافلة الخوان السلمي السائرة على طريق السلم
الصحيح الذى سرت به بي الناس مققا سر وجودى ،ول الفضل والنة 0
لذا وجدت أن من حق جيل الركة السلمية الديد أن أضع بي يديه ما رأيت وما وعيت من مواقف
مرشد الركة ومؤسسها ،فالركة السلمية وأجيالا أول بأن تتلمس سبل الدعوة والتربية بالوقف لتبز من خلله
أفكارها ومبادئها وترابطها بواقع الناس وقضاياهم ومشكلتم ف متلف جوانب الياة ،كما أن جيل الركة
السلمية الديد سيظل عاجزا عن الحساس بقيقة انتمائه وارتباطه بماعته إل بعد تفاعله بواقف مرشدهم الول
من كان معه واستيعابم لا ،وستظل أيضا حركة هذا اليل يعوزها النضج ما ل تستلهم تارب الدعوة ف أطوارها
السابقة 0
ولا كان موضوع هذا الكتاب ف شأنه كالكائن الى يولد صغيا ث يأخذ ف النمو حت يستوى على سوقه،
فسيى الخ القارئ نوا وزيادة ف مكونات هذه الطبعة وما تتويه من مواقف ،كما سيى اختلفا ف ترتيب
الواقف عنه ف الطبعة الول اقتضاه التسلسل التاريى للحداث 0
ولنفاذ الطبعة الول الصادرة ف ربيع ثان سنة 1398هـ – مارس 1978بناسبة مرور خسي عاما على قيام
أول تشكيلة للخوان السلمي رأت دار الدعوة للطبع والنشر بالسكندرية إصدار طبعة ثانية لقرائها الكرام فقدمت
لا الكتاب بعد إحداث هذا التطوير ،الذى نرجو أن يعل ال فيه خيا ونفعا 0
عباس السيسى
إن ال سبحانه خالق هذا الكون ومالكه 00خلق النسان وأودعه قوى العلم والفكر والدراك ((علم
النسان ما ل يعلم))( ) وفطره على معرفته ((فأقم وجهك للدين حنيفا ،فطرة ال الت فطر الناس عليها))( ) ،وسواه
2 1
ميزا بي الق والباطل والي والشر ((وهديناه النجدين))( ) ((ونفس وما سواها فألما فجورها وتقواها))( )،
4 3
وأعطاه حرية الرادة والختيار ((وقل الق من ربكم فمن شاء فليؤمن ،ومن شاء فليكفر))( ) ،ومنحه سلطة
5
للتصرف فيما يعرض له من شئون كما يشاء ..خلق ال النسان بكل هذه الصائص ،ليهبطه إل الرض وهو يمل
معه – بأمره سبحانه – مفاتيح كل شىء فيها ،ليكون أهل لعالة شئونا ومزاولة مراسم اللفة فيها ،بأمر من ال
واختيار حر منه 00لذلك كله جاء خلق النسان لهمة ورسالة (( أيسب النسان أن يترك سدى))( )0
6
وحينما عهد ال تعال إل النسان بنصب اللفة ف الرض ،وكرمه بذا الستخلف أنبأه بأن حياته الدنيا
تلك ليست هى كل ما له ف الكون من وجود ،إنا هى طور من أطوار هذا الوجود له خصائصه الت تصله با بعده،
وهو الدار الخرة ،فهى – أى الياة الدنيا -بالنسبة للخرة بكان القدمة من النتيجة 00ولذا كانت الدنيا دار
امتحان واختبار والخرة دار حساب وجزاء ((إنا خلقنا النسان من نطفة أمشاج نبتليه ،فجعلناه سيعا بصيا .إنا
ليبلوكم فيما آتاكم ،إن ربك سريع العقاب ،وإنه لغفور رحيم))( )0
2
وخلفة النسان ف الرض ليست إل بكم ما اجتمع ف كيانه عن ال من العلم الذى يتضمن ركائز
الضارات من الق والي والعدل ،ليجد به الليفة منهج اللفة شاخصا ف ضميه وما اجتمع له من خصائص
اليابية بكل طاقاتا لفرض مناهجها ف ظاهرة الياة 00وبذلك كان النسان كائنا منفعل بعوامل إلية لتحقيق
مقتضيات اللفة ف الرض .والقام يقتضى أن يعلم النسان :أنه إذ يستمد مثله وقيمه ومادة معرفته وعبه من أفق
الق العلى ،لكى يقرها ف الرض سلوكا وأوضاعا ومعاملت وعرفا صالا ،إنا يهب لعالنا الطبيعى هذا أمرا ليس
من طبيعته ،أو يدخل على أرضنا هذه لونا ليس من قبيل مادتا وعناصرها 00فهو –أى النسان -حامل ((روح))
من أفق إل أفق 00وجالب ((حق)) من كون إل كون وناقل ((رحيق)) عال قدسى إل عال يراد له أن يتقدس كل
ما فيه من أعمال العباد ومتمعاتم 00وذلك لب عمل النسان ف اللفة وممل إشارة إل خطورة مقامه ومركزه،
وهذه هى المانة الثقيلة الت حلها النسان ..أمانة عقيدة التوحيد والستقامة عليها ،وأمانة الشريعة والقيامة عليها ف
نفسه وف الرض من حوله .وجوهر هذه المانة ،هى طاعة النسان وخضوعه وانقياده ل بطلق إرادته ،وكمال
إسلمه وعبوديته ل عن طواعيه واختيار 0
استخلف ال تعال النسان على الرض بذلك الستعداد الفطرى لعرفته سبحانه ومعرفة جليل صنعه
والقرار بربوبيته وألوهيته ..هذا الستعداد كان عهدا من ال تعال لدم ..عهد تكوين وفطرة ..وإذا كان هذا العهد
قد بثت خصائصه وقواه ابتداء ،فقد انتقلت إلينا – نن بنو آدم – بطريق الوراثة تلك الصائص والقوى ،فكانت
هى التأهيل الزل الذى أعلن عنه عهد الربوبية ،إذ قال ال تعال ((ألست بربكم ؟ قالوا :بلى ))( ) .وبذا العهد
3
كانت للنسانية كافة – آدم وبنيه – صلحيتها لتلقى وحى ال ،وحل ما ف كلمه ورسالته من أمر ونى وحلل
وحرام وعقيدة وشريعة ..ولذا اجتمعت لذا العهد مزايا العهد العام 0
وما ينل ال من عهد للناس ،أى من شرع يأمرهم فيه وينهاهم ،ل ينابذ أحكام هذه الفطرة بل يوافقها
ويزكيها ..ولو خل النسان إل فطرته لستقام على عهد ال واختار ما يتضمن من مثل عليا ..ولكن تلك الفطرة
عورضت با ف جانب النسان السى من قوى وميول ،هى الت يسمونا الغرائز ..أو بعبارة أصح عورضت بقابلية
هذه الغرائز للنراف عن هداية الفطرة با يزين لا الشيطان من غرور وأهداف ل حقيقة لا ،فضلت وجحدت
وتولت من عهد ال إل ما أراد لا – الشيطان -من معصية 00ولكن كيف وقعت العصية؟ وكيف شرد النسان
عن منهج ال وعهده له ؟
يذكرونم ويبصرونم ،وياولون استنقاذ فطرهم وترير عقولم من ركام الشهوات الت تجب عنها دلئل الدى
وموحيات اليان ف النفس والفاق ويأمرون بعبادة ال وحده واجتناب كل ما عداه من وثنية وهوى وشهوة
وسلطان ((ولقد بعتثنا ف كل أمة رسول :أن أعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت))( )0
2
خات النبيي
كمال الدين وتام النعمة
واستمرت هداية ال للناس ول تنقطع ،فتراءى موكب رسل ال الكرام على طريق البشرية الوصول رسالة
واحدة ،بدى واحد للنذار والتبشي ..موكب واحد يضم هذه الصفوة الختارة من البشر :نوع وإبراهيم وإساعيل
وإسحاق ويعقوب والسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وداود وموسى ..وغيهم من قصهم ال على
نبيه صلى ال عليه وسلم ف القرآن ،ومن ل يقصصهم عليه ..موكب من شت القوام والجناس ،وشت البقاع
والرضي .ف شت الزمان ،ل يفرقهم نسب ول جنس ،ول أرض ول وطن ،ول زمن ول بيئة ،كلهم آت من ذلك
أولئك الرسل ،اقتضت عدالة ال ورحته أن يبعث بم إل عباده -يبشرونم با أعده ال للمؤمني الطائعي
من نعيم ورضوان ،وينذرونم ما أعده ال للكافرين العصاة من جحيم وغضب ..كل ذلك :لئل يكون للناس على
ال حجة بعد الرسل 0
ولكننا إذا استعرضنا موكب الرسالت ،وموكب الرسل ،منذ فجر البشرية ،ومنذ أول رسول – آدم عليه
السلم -إل هذه الرسالة الخية 00رسالة النب المى إل الناس أجعي ..فماذا نرى؟
نرى هذا الوكب التطاول التواصل .موكب الدى والنور .ونرى معال الطريق على طول الطريق .ولكننا
ند كل رسول – قبل خات النبيي –إنا أرسل لقومه .ونرى كل رسالة – قبل الرسالة الخية -إنا جاءت لرحلة
من الزمان ..رسالة خاصة ،لجموعة خاصة ،ف بيئة خاصة ..ومن ث كانت كل تلك الرسالت مكومة بظروفها
هذه ،متكيفة بذه الظروف ..كلها تعو إل إله واحد – فهذا هو التوحيد – وكلها تدعو إل عبودية واحدة لذا الله
الواحد – فهذا هو الدين – وكلها تدعو إل التلقى عن هذا الله الواحد والطاعة لذا الله الواحد – فهذا هو
السلم -ولكن لكل منها شريعة تناسب حالة الماعة وحالة البيئة وحالة الزمان والظروف ..حت إذا أراد ال أن
يتم رسالته إل البشر ،أرسل إل الناس كافة ،رسول خات النبيي برسالة ((للنسان)) ل لجموعة من الناسى ف
بيئة خاصة ،ف زمان خاص ،ف ظروف خاصة 00رسالة تاطب ((النسان)) من وراء الظروف والبيئات والزمنة،
لنا تاطب فطرة النسان التىل تتبدل ول تتحور ول بنالا التغيي ((فطرة ال الت فطر الناس عليها ل تبديل للق
ال ،ذلك الدين القيم))( ) ..وفصل ف هذه الرسالة شريعة تتناول حياة النسان من جيع أطرافها ،وف كل جوانب
1
نشاطها ،وتضع لا البادئ الكلية والقواعد الساسية فيما يتطور فيها ويتحور بتغي الزمان والكان ،وتضع لا
الحكام التفصيلية والقواني الزئية فيما ل يتطور ول يتحور بتغي الزمان والكان 00وكذلك كانت هذه الشريعة
ببادئها الكلية وبأحكامها التفصيلية متوية كل ما تتاج إليه حياة ((النسان)) منذ تلك الرسالة إل آخر الزمان ،من
ضوابط وتوجيهات وتشريعات وتنظيمات ،لكى تستمر ،وتنمو ،وتتطور ،وتتجدد حول هذا الحور وداخل هذا
الطار:
1
الصلحون والجددون
منارات على طريق خات النبيي
وعندما أنزل ال تعال يوم عرفة ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم
دينا))( ) اتضحت بصورة نائية للنسانية جعاء أنه ل انتظار بعد ذلك لرسالة أخرى أو كما وضحها رسول ال 1
صلى ال عليه وسلم (( :مثلى ومثل النبيي من قبلى كمثل رجل بن دار فأتها إل لبنة واحدة ،فجئت أنا فأتمت
تلك اللبنة))( )(( ،إنه ل نب بعدى ول أمة بعدكم))( ) ،فكان من الطبيعى لذه المة كأن تواجه ف مسيتا الطويلة
3 2
مواقف عصيبة ل عهد للتاريخ با ،فابتليت ف دينها –السلم -بؤامرات وثورات ومقاومات داخلية وخارجية
فكثيا ما كان هذا الدين عرضة لتحريف الغالي وتأويل الاهلي وانتحال البطلي ،ودخلت فيه البدع والفكار
العجمية وتسرب إليه الشرك والاهلية عن طريق التأثر بثقافات المم الفتوحة ،وعن طريق التقليد والهل ..ابتليت
هذه المة بعصور وأجيال ل تعرفها أمة قبلها وأ ،تواجه صراعا ف ميدان العقول والعلم والضارة والجتماع
والتشريع ل تواجهها أمة ف التاريخ ،ذلك أنا المة الت كتب لا أن تقود النسانية ف شوطها الخي بدى الرسالة
الاتة ،فأصبح من الحتم عليها أن تثبت جدارتا لذه القيادة ف كل زمان ومكان ،وف أى ميدان ينشط فيه
النسان ،وقد استطاعت المة السلمية أن تنهض من كبواتا وتواجه العقبات بقوة ،لعدة عوامل منها :
-اليوية الكامنة ف طبيعة الرسالة السلمية ذاتا ،الت تستطيع أن تواجه احتياجات النسان التطورة دائما ،بل
وتنمى فيه طاقات فاعلة جديدة 0
-أن ال عز وجل قد تكفل بنح المة السلمية رجال أكفاء أقوياء ،يرثون النبياء ،فينقلون روح الرسالة إل
عصرهم باستنارة ووعى يعيدان شباب المة بيث ل تكتهل ول ترم أبدا 0
وهاتان القوتان من لطف ال عز وجل للبشر جيعا ،فلو فقدت المة قدرتا على استعادة قوتا وشبابا
لفقدت النسانية الرشيدة ولضاعت أمانة السماء وأمانة النسانية ((إنا نن نزلنا الذكر وإنا له لافظون))( )0
4
ومن يتتبع تاريخ السلمي الطويل حت الن يد أنه ف كل فترة ظلم وابتعاد عن روح السلم لبد أن يظهر
أحد هؤلء الدعاة إل ال يتصدى لنراف عصره بل وجل ول تردد من الباطل مهما اشتد بطشه .ذلك أن طبيعة
الرسالة السلمية أنا تفرز من أتباعها كل عصر من هذه العصور الكرية من ينفخ نيان الماسة الدينية ليستثي
لقد قام هؤلء الدعاة إل ال والصلحون الجددون للذود عن حياض السلم والفاظ على عزة السلمي
ولذا توزعت جهودهم على جبهتي :
0 -1البهة الداخلية :لحاربة الزندقة والبدع واللاد واليوعة الت طغت على حياة السلمي
-2البهة الارجية :لتوحيد صفوف السلمي وشحذ همهم لحاربة العداء من الغزاة
والستعمرين 0
واهتم كل مصلح ببهة من هاتي البهتي أو بما معا ،ولكن بشكل متفاوت حسب الظروف العامة الت
كانت تيط بم والطاقات والمكانيات الت تيأت لم والبلد الذى كانوا يعملون فيه 0
فقد عمل الصلحون وعلى رأسهم الليفة الراشد عمر بن عبد العزيز والسن البصرى والمام أحد بن حنبل
ف زمن الدولتي الموية والعباسية على تقوي الكام ،وتوحيد صف المة ،والرد على الفرق السلمية البتدعة
وماربة الزندقة والفكار اللادية والوثنية 0
ولا سقطت بغداد بأيدى التتار كان هم الصلحي جع شل المة ورفع روحها العنوية وشحذ همها للجهاد
ف سبيل ال والوقوف ف وجهة العتداءات الارجية على ديار السلم 0
ولا انقسم العال السلمى إل دويلت وسيطر على السلمي التصوف والنعزال ،وظهرت الدعوات
الصوفية التطرفة ،ونشأت الدعوات الباطنية والبدع والرافات تصدى الصلحون –وعلى رأسهم شيخ السلم ابن
تيمية لذا التيار الارف ماولي الد من قوته والقضاء عليه ف وقت كان السلمون فيه باجة إل توحيد جهودهم
لرد العدوان الارجى عن بلدهم 0
ولا سقطت اللفة العثمانية وتقطعت أوصال العال السلمى .وبدأ الغزو العسكرى والفكرى الغرب يتاح
بلد السلم ف العصر الديث ،كان على الصلحي -وعلى رأسهم المام الشهيد حسن البنا – أن يعملوا ف عدة
جبهات ..أن يعملوا على توحيد السلمي ،وأن يقاتلوا الغزاة بالسلح ،وياهدوا الغزو الفكرى والعقائدى بالجة
والبهان ،وياولوا القضاء على الور واليوعة والبعد عن السلم الذى طرأ على نفوس السلمي ،حت تعود للسلم
دولته ،وترفرف على الرض أعلم الق والعدل والسلم 0
بر غم أن ج يع ال صلحي ف زمان نا قد اتفقوا ف الدف ،فعملوا جاهد ين لرجاع هذه ال مة إل الطر يق
الستقيم ،وإل كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ،إل أنم اختلفوا ف الطريق الذى يوصل إل هذا الدف
وف الساليب الت تتبع لتحقيقه .فالدارس لدعوة كل منهم يد أنا انصرت ف جزئية من جزئيات العمل السلمى
فقد اهتم التصوفون الصادقون بالتربية الروحية أكثر من اهتمامهم بالعمل الماعى وبث روح الهاد ،واهتم دعاة
السلفية بحاربة البدع والرافات ،وسلك آخرون سبيل القلم واللسان فوفقوا ف جانب وتعثروا ف جوانب أخرى.
لذا أغفل هؤلء الصلحون إياد طليعة مؤمنة وقاعدة شعبية إسلمية وتنظيم حركى لدعواتم يضمن لا الستمرار
لتبلغ الغاية حت ولو بعد ماتم ،وهكذا عاشوا جيعا قادة بل جنود منظمي ،فلما ماتوا عاش أتباعهم جنودا بل قادة،
وانتهت بوتم دعواتم وبقيت ذكريات ف سجل التاريخ 0
-اليزة الول :أنه إنسان منح دعوته كل نفسه ،روحه وراحته ،وقته وماله ،بل كيانه كله ..لن هذا هو الطلوب
من العاملي للسلم ف كل مكان وزمان ،بل هو لسان حال النبيي ومن ساروا على درب الق من بعدهم قل
إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشرتكم وأموال اقترفتموها وتارة تشون كسادها ومساكن
ترضونا أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله فتربصوا حت يأتى ال بأمره ))( ) ..وهذا النمط من
1
الناس وحده هو الذي يستطيع أن يلف أثرا ف الرض ،ذلك أنه استعلى على حطام الدنيا وارتفع عنه .أما الناس
الخرون فهم عبيد هذا الطام وسدنته ومن ث فإن أكب ما يستطيعون فعله أن يغترفوا ما تود به الرض عليهم،
ث تتويهم هم وما يكنون .وحي نقول بأن حسن البنا – رضى ال عنه -ارتفع عن الدنيا فليس معن ذلك أنه
ترفع عن عباد ال فيها ،بل العكس ،فهو الب الان والخ الوف والطبيب الذى يدرك أن قومه والبشرية جعاء
باجة إليه ،لنه إنا حل عبء الدعوة إل ال عندما تلى عنها الناس جيعا وواجب الطبيب أن يلزم مرضاه
وأن يتابعهم ف العلج وإن هم كرهوه لا يمل أو تنكروا له ف بعض من مراحل الطريق 000فهذا ليس بدعا ف
أخلق الناس ف كل زمان ومكان 0
خلصة المر أن البنا كان شخصية جامعة ،قامت على أسس عقائدية وفكرية وحركية تنسجم مع هذه
النظرة الشاملة للسلم ،وبذا بدت دعوته رضى ال عنه – متميزة بصائصها وميزاتا وأساليبها عن غيها من
دعوات هذا القرن 0
-وثالث هذه اليزات هو ما يطالعنا ف شخصية هذا المام العظيم ،أنه –رضى ال عنه -كان ف مستوى الحداث
عرضت له خلل مراحل عمله ف الركة السلمية تطيطا وتنفيذا ،فقامت دعوته على السس التنظيمية السليمة
الت تأخذ بالسلوب العلمى والتخطيط الرحلى للعمل السلمى ،فقد دعا للسلم كما نزل على قلب ممد
عليه الصلة والسلم وكما فهمه الصحابة – رضوان ال عليهم ،وأوجد لذه الدعوة الطليعة الؤمنة ،لتكون
القاعدة الت يقوم عليها صرح الدعوة ،كما أوجد لا هيكل تنظيميا وآخر إداريا هرميا ليضمن الضبط والربط
بي القمة والقاعدة والتجاوب والتفاهم بي القاعدة والقمة ( ) 0
1
ولئن تطلع بعض الناس هذه اليام إل ما فعله البنا وإل أسلوبه ف العمل مشيين بأصبع النقد ،فليخفضوا
تلك الصبع وليضعوها على موطن الداء ف تكوينهم هم ،فإذا كان الرجل قد استطاع بناء حركة فواجب أهل
الختصاص والتخطيط بعده أن يستمروا ف إتام ذلك البناء الضخم الذى شاده ،فلئن كانت الحداث قد امتدت إل
هامم البنا فأردته شهيدا على طريق الدعوة قبل أن يتم ما نذر نفسه له ،فليس معن ذلك قصور ف السلوب والنهج
ول خطأ ف التخطيط ،والواجب يقضى بأن يكون السلميون هذه اليام ف مستوى أحداث العصر وإمكاناته،
ليستطيعوا أن يققوا ما حقق البنا أو بعض ما حققه 0
فمما ل شك فيه أن لسان الال أوقع من لسان القال ..وأن نظرية فكرية أو موعظة توجيهية ل تتعدى
لسان التكلم وأذن السامع 0
وما ل شك فيه كذلك أن الصراعات ف العال إنا تعتمد على الهارات العملية وتسجيل الواقف ف سبيل
ترويج وطرح شعاراتا ونظرياتا التجريدية وليس العكس 0
انظر :النظام الساسى واللئحة الداخلية للخوان المسلمين (من منشورات دار النصار – القاهرة ) 1
وما ل شك فيه أن الدعوة بالوقف من شأنا أن تكسب البادئ والفكار صفة الياة ..كما أن من شأنا
أن تنح الركة القدرة على التأثي ف الحداث والناس 00كل ذلك ما يضفى عليها صفة الواقعية 0
والركة السلمية أول الركات بأن تتلمس سبل الدعوة بالوقف تترجم من خلل أفكارها ومبادئها
وتربطها بواقع الناس وقضاياهم ومشكلتم على كل صعيد .وهى إن فعلت ذلك تكون منسجمة مع الط السلمى
الذى خطه ممد بن عبد ال صلى ال عليه وسلم والتزمه الرعيل الول من السلمي رضى ال عنهم ،الذين ل يدخلوا
التاريخ إل با سجلوه من مواقف 0
فالفرق بي الدعوة بالنظرية والدعوة بالواقف كالفرق بي من ياهد ومن يتحدث عن الهاد ،وكالفرق بي
من يصب ومن يتحدث عن الصب ،وبي من يضحى ومن يتحدث عن التضحية 000إل 0
وعندما اعتمد البنا هذا السلوب ف الدعوة للسلم ،وألزم جاعته به 00كان –رضى ال عنه -ف شخصه
ترجة حية للمبادئ الت حلها بواقفه على صعيد القضايا الجتماعية والقتصادية والسياسية ،كما استطاعت جاعة
الخوان السلمي أن تأخذ زمام البادرة بالواقف الت اتصلت بقضايا المة الصيية من خلل نظرية المام ومبادئه،
وكانت الساحة لا بدون منازع ،ول تد كبي عناء ف استقطاب الماهي السلمة ،لنا –أى هذه الماهي -ل
تكن ولتواكب السيات 00مسيات الدعياء ،فقد تبنت قضايا المة باللسان السنان 00بالهاد البيا 0
إن قضايا تقيق العدالة ورفع الظلم وماهدة أعداء ال وترير النسان ما يستعبده ليكون عبدا ل وحده ..إن
مواقف التحدى للطغاة والظالي ف الداخل ،-وللصهيونية والستعمار ف الارج ..وإن الهاد على كل البهات
وبكل الوسائل إنا يقع كله ف صميم ما دعا إليه السلم ..وجاء لتحقيقه وإنفاذه ..فالسلم ثورة على فساد الفكر
كما هو ثورة على فساد الكم 00والسلم ثورة على النراف الخلقى كما هو ثورة على الظلم الجتماعى
وعلى الحتكار وأكل أموال الناس بالباطل 0
وكما عن السلم بزيادة المة ف مالت التوعية والتربية فقد عن كذلك بقيادتا ف ساحات الكفاح
0 والنضال
والركة السلمية ف العصر الديث بقيادة البنا ،الت كان لا قصب السبق ف ميادين الهاد والت غيبتها
الحنة الضاربة عن أحداث الناس وقضايا المة ،مدعوة اليوم لتأخذ موقعها ف خط الواجهة الول لكل قضية،
وموضوع (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ،وإن ال لع الحسني)( )0
1
لذلك جاءت تربية البنا مققة للهداف الت وضعها ف بناء جاعته ،الت تتركز ف تقيق التفاعل بي روح
السلم وبي أفراد الماعة بيث يتحقق من هذا لتفاعل تريدهم من ذواتم ..تريدهم من القيم الرضية كلها،
والوشائج الادية كلها ..تريدهم من العتزاز بكل ما يعتز به من حطام وأهواء 00ليعتزوا بالق وحده ..الق مردا
من أشخاصهم 00الق متلبسا بذواتم ولكنه متميزا واضحا ،بيث تتبع ذواتم الق ،ول تتبع أهواءهم ومشاعرهم
الشخصية ..وذلك بأن يتجردوا ل ..يتجردوتا له تردا خالصا 0
ما أحلى وأصدق قوله – رضى ال عنه – ف وصف ذلك النموذج الذى عمل على إياده وتكوينه:
((أستطيع أن أتصور الجاهد شخصا قد أعد عدته وأخذ أهبته وملك عليه الفكر فيما هو فيه نواحى نفسه
وجوانب قلبه ،فهو دائم التفكي ،عظيم الهتمام ،على قدم الستعداد أبدا ،إن دعى أجاب ،أو نودى لب .غدوه
ورواحه ،وحديثه وكلمه وجده ولعبه ،ل يتعدى اليدان الذى أعد نفسه له ،ول يتناول سوى الهمة الت وقف
عليها حياته وإرادته ،ياهد ف سبيلها ،تقرأ ف قسمات وجهه وترى ف بريق عينيه ،وتسمع من فلتات لسانه ما
يدلك على ما يضطرم ف قلبه من جوى لصق وأل دفي ،وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة وهة عالية وغاية
0 بعيدة))
هذا النموذج الذى حدد البنا خصائصه وملمه ،ل يتركه دون توفي كل متطلبات العملية التربوية الت تكفل
تكوي نه و هى التطلبات ال ت أدرك الب نا أن ا شرط من شروط تق يق ولدة الفرد ال سلم الذى ي ثل العامود الفقرى ف
العمل السلمى برمته ،فإذا طالعنا رسالة ((رسالة التعاليم)) ند أن خطته الت ترسم فيها خطى الداعى الول صلى
ال عليه وسلم تدور حول متطلبات ثلثة :
أو ًل :النهج الصحيح :وقد وجده الخوان السلمون ف كتاب ال وسنة رسوله وأحكام السلم حي
فهمها السلمون على وجهها غضة نقية بعيدة عن الدخائل والفتريات ،فعكفوا على دراسة السلم على هذا الساس
دراسة سهلة واسعة مستوعبة 0
بذا النهج وتطبيقاته ف سية النب الكري وأصحابه أخذ الخوان أنفسهم بتطبيق ما فهموه من دين ال
تطبيقا ل هوادة فيه 0
ولو استعرضنا هذا النهج التربوى الذى ألزم به البنا الخوان ،والذى وضحه ف رسالته تلك وف توجيهاته
وتعليماته ،لوجدنا أنه استوعب كل مكونات النسان من روح وفكر وجسد ،المر الذى يؤكد لنا دقة معالة هذا
الرب الكبي للنفس النسانية 0
-ففى مال تزكية النفس :ألزم الخوان بالورد اليومى من القرآن ،وذكر الخرة ،ونوافل العبادة ،وصيام يوم ف
السبوع أو كل أسبوعي ،والذكر اللسان والقلب ،وأداء الصلة ف أوقاتا جاعة بالسجد ،واستصحاب نية
الهاد ،وتديد التوبة 000إل 0
لقد ألزم المام البنا أفراد جاعته بذه الواجبات مستهدفا :
-1إحياء حقي قة اليان بال ،على أ نه طمأني نة يقين ية ت ل بالقلب ومن طق رو حى حى يو جه
العقل ،ومن شأن هذه الطمأنينة أن يكون ال ف حياة صاحبها هو كل شىء ،فهو وحده
ال كبي التعال ،و هو القوى الذى له جنود ال سموات والرض ،و هو الغ ن و ما عنده خ ي
وأبقى ..قسم الرزاق وحدد الحال .فمن آمن بذلك سرى ف يقينه التصديق به صرف
رجاءه ف كل حال وأنزل بساحته حاجته ،ووجد أثره ف قلبه :غن بغي مال وأنسا بغي
أهل وعزا بغي عشية ،وذلك من أكرم ثار اليان 0
-2إحياء حقيقة اليان باليوم الخر ،وذلك بأن يضع الخ السلم بي عينيه أن الخرة ويوم
الساب آت ل ريب فيه ،وأنه ف هذه الدنيا إنا يصنع بيديه ما يكون عليه ف الخرة.
وعليه أن يعل دنياه على وفق ما يريد لنفسه ف الخرة من مثوبة ال وعظيم رضوانه ،وأن
يتحرى موقع كل عمل من آخرته قبل أن يعمله 0
-3رعاية كل ما أنزل ال من أمر ونى حق رعايته ،ف غي غلو ياوز ما أرد ال من اليسر ول
ترخص يفسد هة الرء من تعظيم حرمات ال 0
-وف مال رعاية الفكر والعقل :استهدف منهج البنا تزويد عقل السلم بأصح القائق وأقوم العان وأصدق
العارف ،فإن العقل بذلك ينضج وتزداد طاقات إدراكه وتتسع آفاقه ويسمو مستواه 0
ومن أجل ذلك كانت البداية ف تكوين عقلية الخ السلم هو القرآن الكري وما صح عن رسول ال صلى
ال عليه وسلم فهما أساس هذه العارف والقائق ومك صدقها 00
وهناك أيضا واجب دراسة رسالة ف أصول العقائد على منهج السلف وكتاب ف السية النبوية ورسالة ف
فروع الفقه ،وكل ما يتعلق بفقه الدعوة كما تدده رسائل الخوان وصحفهم ،وأصول السلم كنظام اجتماعى
والتاريخ السلمى 00تاريخ العارك والسياسة ونشاط العقل وماهدة النفس وإرشاد اللق هو التطبيق العملى لا فهم
سلفنا الصال من أحكام السلم النيف 0
وكذلك على الخ السلم أن يثقف نفسه بعارف العصر ف الجتماع ،والقتصاد والصحة وكل ما يضطرب
فيه الناس سياسيا واجتماعيا وخلقيا من غى ورشد وفضيلة وانراف واستقامة بيث يعود نفسه أن يكم على ما
يرى ويسمع ويقرأ حكما يستهدف مقاييس السلم 0
لذلك كان المام البنا ينصح الخ السلم بضرورة تكوين مكتبة خاصة ،فإن وجود الد الدن من الكتب
الت تعي على تقيق أهداف تثقيف السلم ضرورة كضرورة الأكل واللبس 0
-وف مال تكوين القوة السدية :ألزم الخوان بالكشف الصحى الدورى ،والرص على القيام ببعض التمارين
الرياضية ،والقيام بالرحلت البلية أو الصحراوية أو القلية أو القروية أو النهرية للتجديف ،والبتعاد عن
السراف ف شرب القهوة والشاى ،والمتناع عن التدخي ،والعناية بالنظافة ،وتنب المر واليسر والفتر 000
إل 0
ل يكتف البنا بعالة عناصر الشخصية النسانية من نفس وعقل وجسم عند الخوان السلمي ،بل عمق
تطبيقهم للسلم بأن قدم طرقا عملية لتأدية الفرائض ،وكان ارتقاء الخ السلم ف صفوف الماعة مرهونا بتنفيذه
هذه الفرائض 00فرائض الج والزكاة 0
ثانيا :القدوة الصالة :أدرك البنا خطورة هذا العنصر ف العملية التربوية .فكان ف شخصه مثل لذه القدوة
الصالة ،وأخذ عزائم الخوان وهمهم بالنهج الذى رسه لم ف رسالة ((نظام السر ورسالة التعاليم)) فأصبحوا
أمثلة تتذى وتتبع وتقلد ،ف الماس والتضحية ،والعيش للدعوة والبدعوة وعلموا أن براعتهم ل تكون ف ترديد
نظريات التربية والتنظيم والتخطيط 0
0 ولكن بترجة ذلك إل وقائع مسوسة تسهم ف الدفع الباشر والتطوير الفعلى لجهزة الركة
كما علم الخ السلم أنه ف انطلقه لمل الناس على أن يقتدوا به متاج إل أن يوز :دمعة التهجد،
وشجاعة القاتل ،وانتباه الفقيه 0
ذلك كله بفضـل يقظـة الضميـ وحسـاسيته الذى أحدثـه البنـا فـ نفوس الخوان ،فجاء عملهـم مـع الناس
متوخ يا الرص على راب طة القلوب واجتماع الكل مة ب ي ال سلمي ،ف كل من قال ل إله إل ال يلت قى مع هم ف ظل
التوحيد وتمعه وإياهم كلمة السلم وتعصم دمه وماله وعرضه حرمة الخوة ف ال .وأحسنوا الظن بكل مالف
اجتمعوا معه على الصول فاتبعوه إن بداف قوله الق أو انصرفوا عنه إن جانبه الصواب وهم يلتمسون له العذر .ول
يكن شىء أبغض إل نفوسهم من الدال والكابرة فما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إل أوتوا الدل 0
هذه الخلق الت طبع البنا رجاله وأودعها روح أنصاره دعوة بالكلم وقدوة بالسلوك ،هى الت جعلت
الخوان أبدا بنأى عن إثارة السائل اللفية ف ماضراتم وأحاديثهم ومواقفهم ،فكان شباب الخوان بمد ال
يفيضون بشعور الخوة نو كل مسلم ،وإن معال التعصب للمذهب إن ظهرت ف كل ناد اختفت تاما من نوادى
الخوان ،فالناشئ منهم ف أحضان التصوف يعانق الخذ برأى السلف إذا أقبل عليه ،والعال التحرير من رجالم
يصلى وراء الشاب الامعى ،وحامل اللحية والعذبة ل يد حرجا ف أن يأت بعارى الرأس مت سبقه إل اصلة ،وهم
جيعا ف إحساس بعضهم نو بعض كاللقة الفرغة ل تدرى أين طرفاها 0
ثالثا :البيئة الصالة :كما أدرك البنا أهية هذا العنصر ف ناح عمليته التربوية ،فعمل على تيئة الناخات
والجواء الناسبة لتكوين وتربية عناصره فدفع بماعته إل تيئة الو السلمى لفرادها ،حت تتكون منهم الطليعة
الؤمنة الت تأخذ على عاتقها إعلء كلمة ال .وذلك با أتيح لم من ميط نظام السر والكتائب والعسكرات ،وف
نطاق مالت العمل والنشاط ف الساجد والدارس والدمات الصحية ،والشركات ،والب والدمات الجتماعية..
وتاوزت الناخات الت تيأت للتربية الخوانية هذه الجالت إل ساحة القتال ف فلسطي والقناة ،امتحانا لذه
النفوس وتطهيا لا ،وتنظيفا لقلوبا ،لكى تنال ف هذه الساحة حصيلة ضخمة من العبة والتربية ،والوعىة والنضج،
والتمحيص والتميز ،والتنسيق والتنظيم ،لترتفع إل مستوى الدور القدم لا ((أم حسبتم أن تدخلوا النة ،ولا يعلم ال
الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين؟!))( ) ..إنا هى التجربة الواقعية ،والمتحان العملى ،وإنا هو الهاد وملقاة
1
البلء ،ث الصب على تكاليف الهاد وعلى معاناة البلء 0
هذه هى التربية الت اعتمدها ((البنا)) ف تكوين صفوف جاعته ،ليعدهام بذه التربية للدور العظيم الائل
الشاق ،الذى ناطه ال بالماعة الؤمنة ف هذه الرض ،وقد شاء ال – سبحانه – أن يعل هذا الدور من نصيب
((النسان)) الذى استخلفه ف هذا اللك العريض!
•وبعد :
لقد وقفنا أمام شخصية البنا الفذة ،وكأننا نتطلع إليها من أسفل ،فكان رضى ال عنه -قمة ،والعاملون ف
القل السلمى هذه اليام ناس ألفوا العيش ف السفح ،فاستهونوا مساربه وسبله ،وأعجبوا برضى العيش ورضى
النعمة السابغة فأخلدوا إل الرض ،يتمسكون با ويغترفون منها ف بطونم ما شاءت لم الرض من عطاء ،وما مل
جوف ابن آدم إل التراب 0
فلئن كان جيل البنا ل ينصفه فإن التاريخ سيسجل له الكان اللئق ،فضل عن أن الرجل ما كان يعمل
ليسجل له التاريخ أو الجيال ،وإنا كان يعمل ف سبيل ال ولعلء كلمته 0
حي تقدم حسن البنا إل لنة المتحان الشفوى ف مدرسة دار العلوم ،ولا جلس أمام اللجنة سأله المتحن :
-ماذا تفظ من الشعر القدي ؟
-فأجاب :أحفظ العلقات السبع 0
فأخذ البنا يقرأها ف فصاحة وثبات ،ولا تأكد الستاذ المتحن من جودة حفظه قال له :على رسلك.
أريدك أن تتار بيتا أعجبك من هذه القصيدة ،فأطرق حسن البنا هنيهة ث قال :
وجاءت اليام لتكشف عن فراسة هذا الشيخ وتصدق حدسه ف البنا ،فيصبح بالفعل أمل أمته اليى
ومرشدها إل منهاج السلم الصحيح 0
لقد كان البنا هو ذلك الفت الذى أحس منذ صباه بالفراغ الذى يعان منه السلمون ف ذلك الوقت ،وهو
عدم وجود قيادة إسلمية وطليعة مؤمنة ترد الناس إل السلم وتبصرهم بالطريق وتكتل جهودهم للوقوف ف وجه
الستعمار الغرب العسكرى منه والفكرى 0
أدرك البنا أن الهل بالسلم ،وعدم إدراك حقيقة هذا الدين ،وتلوث الحيط الجتماعى فكريا وأخلقيا هو
الذى انتهى بأمته إل الضياع والشرود .والسبب ف كل ذلك إنا يعود إل ضعف التوجيه الدين السليم ف حياة
السلمي وإل خضوعهم إل توجيهات منحرفة ،بل ومتناقضة مع تعاليم السلم ،ومبادئه 0
ففى نطاق السياسة يكم السلمون بغي ما أنزل ال من القواني الوضعية الت ظهر فشلها ف أكثر من موطن
وميدان .فلم يكـن فـ السـاحة السـياسية إل أحزاب وزعماء ل يعرفون إل أوربـا وحضارتاـ .وقـد نسـوا مدهـم
وتاريهم ،فأوربا قبلتهم ف كل شىء بنظمها وأخلقها وعاداتا وأعيادها وأوضاعها الجتماعية والسياسية ،وهم ف
بيوتم وحياتم الاصة ل يعرفون شيئا من السلم ول آدابه وتقاليده ،فسلوكهم العام والاص ل ينتسب إل السلم
بأدن صلة 0
وف نطاق التربية والتعليم تعبث ف عقول السلمي الناهج والنظريات الفاسدة الخربة الت جاء با الستعمر
الورب إل بلدنا .ول يكتف الستعمر بوضع الناهج الت أنشأ الدارس والعاهد العلمية والثقافية ف عقر ديار السلم
تقذف ف نفوس أبنائه ال شك واللاد وتعلم هم ك يف ينتق صون أنف سهم ويتقرون دين هم ووطن هم وين سلخون من
تقالديهم وعقائدهم ويقدسون كل ما هو غرب ،ويؤمنون بأن ما يصدر عن الوربيي وحده هو الثل العلى ف هذه
الياة .,واحتوت هذه الدارس أبناء الطب قة العل يا و صارت وق فا علي ها .وأبناء هذه الطب قة هم القادة والكام و من
سيكون بيدهم بعد قليل مقاليد المور .ومن ل يتم نضجه ف هذه العاهد الوضعية فإن ف البعثات التلحقة ما يكفل
لم التمام 0
-الزهر :الذى ظل حت وقت قريب مثل للسلطة السلمية الواعية القادرة على احتواء الشعب وتوجيهه ودرء
كل سوء عنه ..السلطة الت كان من واجبها النهوض بالمة فكريا وأخلقيا ،ماديا ومعنويا ،اجتماعيا وسياسيا
السلطة الت كانت تقف بالمة ف مواجهة التحدى – كل تد – على أحسن ما يكون الوقوف وعيا وحكمة
وجرأة ،هذه السلطة تلى عنها رجالا بعد أن نسوا رسالتهم وسار كثي منهم ف ركاب الكام ،ووضعت
السياسة أصابعها ف شئونم ففقدوا فاعليتهم وأثرهم على النفوس 0
-والطرق الصوفية :ملت قلوب وأدمغة الناس من أتباعهم بالرافات والوهام ،وصرفتهم عن جوهر التعاليم
السلمية الصحيحة ،ومقاصدها العزيزة الكرية ،وعزلوهم عن الروح القيقية للسلم الت تلق الرجال..
عزلوهم عن هذه العان ونشأوهم على الهل والمول والستسلم ،المر الذى مكن لصحاب النفوذ
والسلطان من استغللم وتسخيهم ف أغراضهم ومطامعهم 0
فكان طبيعيا والالة هذه أن يتفسخ السلمون شعبا وزعامات ..تعتصرهم اللفات ،وتفسد أخلقهم
ومعتقداتم الرذائل والوبقات ..بل كان بديهيا بعد ذلك أن تنشأ ف هذه المة أجيال مقطوعة الصلة بالسلم .وإن
أسوأ أما ف المر أن الشكلة كانت آخذة ف التعقد يوما بعد يوم ،لن معاول الدم ف تزايد ،والقوى السلمية
الشعبية مزقة ضائعة 0
إن هذا الوضع الطي الذى آلت إليه أحوال السلمي ف هذا البلد هو الذى حفز البنا – با حباه ال من
غية وحس مرهف ووضوح ف الرؤية – إل البادرة إل تعبئة قوى أمته وحشد طاقاتا ف مسية واحدة ..مسية
واعية هادفة بناءة يكون من مهماتا تقيق الهداف التية :
أو ًل :إعادة ثقة المة بدينها على أنه النهج الؤهل لبناء حياتم على أحسن ما يكون البناء تاسكا
واستقرارا ..على أنه العقيدة القادرة على أن توض بم معترك كل صراع وتقق لم النصر والتمكي والستخلف 0
ثانيا :مواجهة الفلسفات والفكار الغازية با يكشف زيفها وانرافها ،وينح أمتنا على نقض أصولا
وكشف مثالبها وعيوبا 0
ثالثا :العمل على تنظيف الجتمع من أسباب النراف والنلل ،با يفظ على الجيال الخلق الكرية
والثل الرفيعة.
رابعا :العمل على تكوين طليعة واعية مؤهلة روحيا وفكريا وسياسيا وتنظيميا لستخلص السلمي من
الضياع والتيه الذى هم فيه ..ل ستنقاذهم من براثن الاهلية وضغوطها ومؤثراتا .لعل القوامة ف حياتم للسلم
ونظامه ..لتعبيدهم ل فكرا وأخلقا وتشريعا 0
إن كل هذه الهداف ل يتم تقيقها إل برجل قادر على الواجهة والتحدى والتغيي ،ول يكن ف الساحة
غي البنا ..ذلك الفت الذى أدرك تطلع قومه لستخلصهم واستنقاذهم من الضياع ..ذلك القائد والرشد الذى بدت
فيه كل ملمح القيادة والرشاد منذ صباه ومنذ تلمذته ف دار العلوم ..لقد ظهرت فيه كل ملمح القيادة والريادة من
وعى وإدراك وإحساس عميق بثقل التبعة وعظم السئولية سجل الكثي منه ف مذكراته الت ننصح كل عامل للسلم
أن يرص على قراءتا .وسوف نقتطف هنا موضوع النشاء الذى كتبه ف امتحان التخرج من دار العلوم ،مبينا
كيف نذر نفسه لرشاد أمته ،وكيف كان طريقه منذ البداية واضحا ..وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو
الفضل العظيم ..يقول :
( ..كان أستاذنا أحد يوسف ناتى – جزاه ال خيا – مغرما بالوضوعات الدسة بالنشاء ،وله معنا
نكات وتعليقات ظريفة ف هذه العان .ومن كلماته الأثورة ،حي كان يل الصحيح هذه الطولت ،أن يقول
والكراسات على يده ينوء بملها كما ناء طول ليلة بتصحيحها (( :خذوا يا مشايخ! وزعوا ما تزعمونه إنشاء.
عليكم بالقصد يا قوم فالبلغة الياز .وال إن ل أشب النشاء ول أذرعه)) .ونضحك ونوزع الكراسات 0
ومن الوضوعات الت أتفنا با بناسبة آخر العام الدراسى ،وكان بالنسبة ل ولفرقت المتحان النهائى سنة
1927اليلدية ،هذا الوضوع(( :اشرح أعظم آمالك بعد إتام دراستك ،وبي الوسائل الت تعدها لتحقيقها))0
وقد أجبت عنه بذا الوضوع(( :أعتقد أن خي النفوس تلك النفس الطيبة الت ترى سعادتا ف إسعاد الناس
وإرشادهم ،وتستمد سرورها من إدخال السرور عليهم ،وذود الكروه عنهم ،وتعد التضحية ف سبيل الصلح العام
ربا وغنيمة ،والهاد ف الق والداية – على توعر طريقهما ،وما فيه من مصاعب ومتاعب – راحة ولذة ،وتنفذ
إل أعماق القلوب فتشعر بأدوائها ،وتتغلغل ف مظاهر الجتمع ،فتتعرف ما يعكر على الناس صفاء عيشهم ومسرة
حياتم ،وما يزيد ف هذا الصفاء ،ويضاعف تلك السرة ،ل يدوها إل ذلك إل شعور بالرحة لبن النسان ،وعطف
عليهم ،ورغبة شريفة ف خيهم ،فتحاول أن تبئ هذه القلوب الريضة وتشرح لك الصدور الرجة وتر هاته
النفوس النقبضة ،ل تسب ساعة أسعد من تلك الت تنقذ فيها ملوقا من هوة الشقاء البدى أو الادى ،وترشده إل
طريق الستقامة والسعادة 0
((وأعتقد أن العمل الذى ل يعدو نفعة صاحبه ،ول تتجاوز فائدته عاملة قاصر ضئيل ،وخي العمال وأجلها
ذلك الذى يتمتع بنتائجه العامل وغيه ،من أسرته وأمته وبن جنسه ،وبقدر شول هذا النفع يكون جلله وخطره،
وعلى هذه العقيدة سلكت سبيل العلمي ،لن أراهم نورا ساطعا يستني به المع الكثي ويرى ف هذا الم الغفي،
وإن كان كنور الشمعة الت تضىء للناس باحتراقها))0
((وأعتقد أن أجل غاية يب أن يرى النسان إليها ،وأعظم ربح يربه أن يوز رضا ال عنه ،فيدخله حظية
قدسه ،ويلع عليه جلبيب أنسه ،ويزحزحه عن جحيم عذابه ،وعذاب غضبه .والذى يقصد إل هذه الغاية يعترضه
مفرق طريقي ،لكل خواصه وميزاته ،يسلك أيهما شاء :
أولما :طريق التصوف الصادق ،الذى يتلخص ف الخلص والعمل ،وصرف القلب عن الشتغال باللق
خيهم وشرهم وهو اقرب وأسلم 0
والثان :طريق التعليم والرشاد ،الذى يامع الول ف الخلص والعمل ويفارقه ف الختلط بالناس ودرس
أحوالم ،وغشيان مامعهم ،ووصف العلج الناجع لعللهم .وهذا أشرف عند ال وأعظم ،ندب إليه القرآن العظيم
ونادى بفضله الرسول الكري .وقد رجح الثان – بعد أن نجت الول – لتعدد نفعه ،وعظيم فضله ،ولنه أوجب
الطريقي على التعلم ،وأجلهما بن فقد شيئا (لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يذرون )0
((وأعتقد أن قومى – بكم الدوار السياسية الت اجتازوها ،والؤثرات الجتماعية الت مرت بم ،وبتأثي
الدنية الغربية ،والشبه الوربية ،والفلسفة الادية ،والتقليد الفرنى – بعدوا عن مقاصد دينهم ،ومرامى كتابم ،ونسوا
مد آبائهم ،وآثار أسلفهم ،والتبس عليهم هذا الدين الصحيح با نسب إليه ظلما وجهل ،وسترت عنهم حقيقته
الناصعة البيضاء ،وتعاليمه القيقية السمحة بجب من الوهام يسر دونا البصر ،وتقف أمامها الفكر ،فوقع العوام
ف ظلمة الهالة ،وتاه الشبان والتعلمون ف بيداء حية وشك ،أورثا العقيدة فسادا ،وبدل اليان إلادا ))!00
((وأعتقد كذلك أن النفس النسانية مبة بطبعها ،وأنه لبد من جهة تصرف إليها عاطفة حبها ،فلم أر أحدا
أول بعاطفة حب من صديق أمتزجت روحى بروحى ،فأوليته مبت ،وآثرته بصداقت))0
((كل ذلك أعتقده تأصلت ف نفسى جذوتا ،وطالت فروعها ،واخضرت أوراقها ،وما بقى إل أن تثمر،
فكان أعظم آمال بعد إتام حياتى الدراسية أملن :
(خاص) – وهو إسعاد أسرتى وقرابت ،والوفاء لذلك الصديق الحبوب ما استطعت إل ذلك سبيل ،وإل
أكب حد تسمح به حالت ويقدرن ال عليه 0
(وعام) – وهو أن أكون مرشدا معلما ،إذا قضيت ف تعليم البناء سحابة النهار ،ومعظم العام قضيت ليلى
ف تعليم الباء هدف دينهم ،ومنابع سعادتم ومسرات حياتم ،تارة بالطابة والحاورة ،وأخرى بالتأليف والكتابة،
وثالثة بالتجول والسياحة 0
وقد أعددت لتحقيق الول معرفة بالميل ،وتقديرا للحسان و((هل جزاء الحسان إل الحسان؟))
ولتحقيق الثان من الوسائل اللقية(( :الثبات والتضحية)) وها ألزم للمصلح من ظله ،وسر ناحه كله ،وما تلق بما
مصلح فأخفق إخفاقا يزرى أو يشينه ،ومن الوسائل العملية :درسا طويل ،سأحاول أن تشهد ل به الوراق الرسية
وتعرفا بالذين يعتنقون هذا البدأ ،ويعطفون على أهله ،وجسما تعود الشونة على ضآلته ،وألف الشقة على نافته،
ونفسا بعتها ل صفقة رابة ،وتارة بشيئته منجية ،راجيا منه قبولا ،سائله إتامها ،ولكليهما عرفانا بالواجب وعونا
من ال سبحانه ،أقرؤه ف قوله ((إن تنصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم))0
((ذلك عهد بين وبي رب،ن أسجله على نفسى ،وأشهد عليه أستاذى ،ف وحدة ل يؤثر فيها إل الضمي
وليل ل يطلع عليه إل اللطيف البي)) ومن أوف با عاهد عليه ال فسيؤتيه أجرا عظيما))0)0000
رأينا كيف كان البنا يعرف ما يريد ،ويعرف سبيله إل ما يريد ..ذلك أنه من أخطر ما يؤثر ف بناء شخصية
الداعية ،ويقلل أو يزيد من فاعليته وحركته من أجل بناء حضارته الديدة ،انطلقا من فكرته السلمية ،هو درجة
وضوح فكرته لديه ،وشعوره بالثقة الطلقة با وببساطتها بشكل يستطيع معه دخول معترك الصراع العقائدى
النسان ،وهو يمل شعارات واضحة مددة ،يسهل عليه مقارنتها مع العقائد والناهج بسرعة ويسر ،ويتبي له من
خلل تلك القارنة الفرق الواضح بي فكرته وبي غيها من الفكار والناهج ،ويسهل عليه هذا الوضوح إيصال
فكرته إل عقل كل إنسان شريف وقلبه ،فيقنعه بأنا هى الي الحض ،والعلم الالص والاجة اللحة ..بذا التكوين
الربان تكن حسن البنا وبطوات الواثق الطمئن من تقدي إسلمه إل متمعه التخلف وإل النسانية ،كحل جذرى
لا تعانيه من ضنك وآلم وعذاب .أنظر إليه وهو ييب عن سؤال وجهه إليه صحفى يطلب منه أن يوضح بنفسه عن
شخصيته للناس ،فقال رحه ال ((أنا سائح يطلب القيقة ،وإنسان يبحث عن مدلول النسانية بي الناس ،ومواطن
ينشد لوطنه الكرامة والرية والستقرار والياة الطيبة ف ظل السلم النيف 0
أنا متجرد أدرك سر وجوده ،فنادى :إن صلتى ونسكى ومياى وماتى ل رب العالي ،ل شريك له،
وبذلك أمرت وأنا من السلمي 0
0
حسن البنا 00ف رشيد
م
0000 1936 ف أوائل سنة
كانت قلوبنا متلهفة لرؤية حسن البنا فقد سعنا عنه كثيا وتطلعنا إل رؤيته الشخصية ..فقد كانت له عندنا
صورة – قمنا بتكبيها -وكتبنا تتها بالط الميل – (من الؤمني رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه)0
وتدد موعد حضوره إل رشيد ..وفمنا بعمل الدعاية اللزمة – وقد أوفدن الخوان إل مسجد الندى-
كى أدعو الناس لضور الفل – وبعد الصلة وقفت كى أطلب من الصلي الضور إل دار المعية للستماع إل
ماضرة يلقيها الشيخ حسن البنا 00ولكن حي وقفت تعلثم لسان وعجزت عن الكلم 000حيث كانت هذه أول
مرة أقف فيها مثل هذا الوقف 00ولكن الثان خففوا عن وسألون عن قصدى – قلت لم ما أريد بأسلوب العادى
وانصرفت ف خجل شديد 00ولكن الخوان بعد ذلك نصحون أن أستند عند الكلم إل احد أعمدة السجد حت
يتص رعدتى وخوف 0
وجهز الخوان مكان الفل تهيزا لئقا ومنظما ..وذهبنا ف مموعة كبية على أرسها الستاذ أحد
السكرى ..والاج مممود عبد الليم الكبي رئيس المعية – وتوجهنا إل مطة السكة الديد لستقبال حسن البنا
وصحبه 0
واقترب القطار وتطلعت العيون وتلهفت القلوب وتشوفت الرواح – لرؤيةب فضيلة الستاذ الرشد العام
..الذى سوف نراه لول مرة وتادى القطار حت وقف ..ونزل جع من الخوان فتسابقنا للسلم على الستاذ
الرشد العام ..ومع كوننا نعرفه من الصورة إل أننا قمنا بالتسليم على شخص آخر كان يرتدى البة والعمامة
وجسمه كبي – فكان الرجل ف حرج شديد وهو يشي إل شخصية حسن البنا ..ويقول هذا هو فضيلة الرشد
العام ..ول يكن هذا الشيخ سوى الشيخ سرحان عدوى من جعية الخوان السلمي ببلدة (بن مد) – بنفلوط قبلى
الذى كان ف صحبة فضيلة الرشد مع السيد ممد حامد أبو النصر من أعيان منفلوط قبلى 0
والتففنا حول فضيلة الرشد نسلم عليه وناول كعادتنا مع من هو أكب منا أن نقبل يده ولكنه كان يتنع عن
ذلك بشدة وسرنا ف موكب الرشد العام على القدام من مطة السكة الديد إل دار المعية 00
حت إذا اقتربنا من دار المعية رأى الستاذ البنا صورته موضوعة فوق منصة الطابة وكنت أسي بالقرب
منه ول يكن سن قد تاوز السابعة عشرة فربت على كتفى بيده وقال ل لن هذه الصورة؟ فقلت له –إنا صورة
الشيخ البنا .فقال ل – إذا كان الشيخ البنا موجود شخصيا فما الداعى لوجود هذه الصورة ..اذهب فأنزلا 0
فصعدت فوق منصبة الطابة كى أقوم بلع الصورة ولكن الخوان صاحوا ..قال لم الستاذ البنا أنا أمرته
بإنزالا .فأنزلتها 0
وكانت هذه أول صلت بالستاذ البنا ..وكان أول درس ف التوجيه والتربية تأثرت به تاما ..وإن ل أكن قد
فقهت بعد ،غي أن الضمي والقلب يعى دائما الدروس الصادقة 0
وبعد صلة العشاء ف مسجد الحلى توجه الستاذ البنا إل دار المعية -حيث امتلت جيع الساحة الحيطة
با بأهال رشيد ووجهائها وأعيانا ،وف مقدمتهم علماء رشيد الذين كنوا على مستوى كبي ف العلم والتقوى 0
0 -ث قامت مموعة من شباب الخوان وألقت نشيد يا رسول ال هل – يرضيك أنا
-ث قام الستاذ أحد السكرى فألقى كلمة حاسية شدت أنتباه الناس 0ث قال الخ عبد الكري بلول وكان ف
وقتها ل يزال طالبا بالعهد الدين فألقى قصيدة جاء فيها :
رأيت الجد ف مرساك يرسى
فجئت اليوم أفديكم بنفسى
وأبدى أن ف بلدى رجال
لم روحى وإيان وحسى
إذا ناديتهم للحق جاءوا
إل اليدان ف أبى الدمقس
يبون الكفاح ليستردوا
إل قدس الشريعة كل قدس
لم ف الوت معن سرمدى
جيل قد خل من كل لبس
فيا من فيك آمال تسامت
وكنت التاج إن توجت رأسى
يهنئكم بعيد الفطر شهم
وعى من نور هديك كل درس
ويرجو أن تكون حليف ين
مع الخوان ف عز وبأس
ث تقدم الستاذ حسن البنا بلبابه البيض وعباءته الجازية ف خطى وئيدة إل النصة وتعالت التافات (ال
أكب والمد ل) ووقف برهة صامتا – والناس قد سادهم السكون وكأن على رؤوسهم الطي – ث بدأ بمد ال
تعال وأثن عليه 00وسبح بنا ف معان رقيقة رطب با قلوبنا وأرواحنا 00ث قال :
أيها الخوان ف رشيد 00أرجو أن ل تعتبون زائر أو ضيفا – فلعل كثيا منكم ل يعرف أنن من مواليد
الحمودية وهى تبعد عن رشيد ثلثي كيلو مترا ولقد كانت الحمودية فيما مضى من أعمال مافظة رشيد وبذا ل
تعتبون ضيفا فإنا أنا من أبناء هذه النطقة وكذا والدى الشيخ عبد الرحن قد تتلمذ هنا ف مسجد زغلول على
أيدى علماء رشيد الفاضل وذكر بعض أسائهم 0
ث ل تظنوا أيها الخوة أنن جئت كى أعلمكم السلم 00وف بلدكم هذا نبع العلم وولد العلماء 00فل
تظنوا أنن إنا جئت كى أشرح لكم أو أبي لكم اللل من الرام فهذا أمر فطرى معلوم للعامة قبل الاصة – بل إن
اليوانات العجمية لتعرف اللل من الرام – ول أدل على ذلك من أن أحدكم حي يتناول طعامه ث اقتربت منه
قطة فأعطاها بيده لقمة من البز – فإن القطة سوف تأكلها وهى آمنة مطمئنة أما إذا بلت عليها بقطعة البز فإنا
ف هذه الالة سوف تسرقها ول تلبث أن ترى بعيدا عنك وهى خائفة منك تترقب أن تقوم لتضربا ..من الذى
أودع ف روعها أنا ف الرة الول أكلت حلل وف الرة الثانية أكلت حراما؟
00 إنن ل آت إليكم من أجل ذلك فأنتم ول المد على بينة من كل هذا بفضل هؤلء العلماء الجلء
ولكنن قصدت إل أن أقول لكم هل السلم الذى ارتضاه ال تعال لنا هو ذلك السلم الذى نعيشه اليوم
ف معاملتنا وف بيوتنا وف مدارسنا وف ماكمنا وف كل أحوالنا ..هل السلمون اليوم ..هم الثل الذى ينطبق مع
تعاليم السلم وأحكام القرآن – هل السلمون ينطبق عليهم قول ال تعال ( :ول العزة ولرسوله وللمؤمني)
واستطرد حسن البنا يقارن بي إسلم المس وإسلم اليوم وبي مسلمى الصدر الول ومسلمى هذا العصر ..مع
الستدلل بآيات القرآن الكري الت كانت تواتيه بسرعة أذهلت العلماء الذين دهشوا لسرعة بديهة الستاذ وسرعة
ملحقة اليات القرآنية حي يب الستشهاد با 0
ولقد تعود الناس كما تعود العلماء ..أن يأتوا ف أول أحاديثهم بالية الكرية ث يقوموا بتفسيهم ..ولكن
الستاذ حسن البنا خالف هذا النهج ف التفسي فهو يأتى بالوضوع حت إذا استكمله وأصبح واضحا ف ذهن
الستمع ختمه بالية القرآنيةب فتأتى تسجل العن وتزيده جلء ووضوحا بل إنا تنل على قلب الستمع بردا وسلما
وانشراحا 0
وبعد أن طاف بنا وأفاض وملك قلوبنا ومشاعرنا أعاد علينا تلخيصا لا قال ث اختتم حديثه بي تطلع الناس
إل الزيد وتلهفهم إل السلم عليه 0
0 وأنى حديثه ث نزل من النصة ووقف يسلم على جاهي الناس
ث أتذ ملسه بعد ذلك إل جوار النصة إلىالدار ..وبدأ الذين تأثروا بطبته يقتربون من ملسه .وبدأ هو
يرحب بم ويفسح لم ف الجلس – حت إذا ل يعد ف الدار غيهم – طلب منا أن نلس معه بعض الوقت داخل
الدار ف إحدى الجرات – ث بدأ يتعرف ويسألنا عن أسائنا .وبعد أن ت التعارف أخذ يدثنا حديثا خاصا يتقرب
به إل قلوبنا ويتعرف به على أحوالنا وكان ينادينا بأسائنا الت سرعان ما حفظها – وكان كلما ذكر اسم أحدنا
نظرنا إل هذا الخ ونن ف دهشة .كأنا ظننا أنه يعرفه قبلنا وسرعان ما ينادينا نن بأسائنا .وف ختام هذا اللقاء
طلب منا الستاذ السكرى أن نأخذ من الستاذ البنا بيعة 0
وف اليوم التال للحفل – توجه الستاذ الرشد لزيارة جعية تفيظ القرآن الكري ث زيارة بعض أعيان الدينة
(رشيد) ث ودعناه أحر وداع حيث غادرنا إل القاهرة مصحوبا برعاية ال بعد أن ترك ف نفوسنا جيعا أطيب الثر
وأعمق الفهم لدعوته ورسالته 0
قالت :ل مانع ،ولكن سوف ل أنح ف الكشف الطب حيث أن إحدى عين عليها سحابة مزمنة 0
فهزن هذا العن هزا عنيفا وتذوقت له طعما إيانيا جديدا .وتوجهت إل مدرسة الصناعات الربية بالعباسية
متوكل على ال ،واصطحبنا أحد الضباط مع بعض الزملء إل الستشفى العسكرى وكلى ثقة وأمل ف النجاح وبعد
الكشف الطب الكامل كنت ضمن من نح ف الكشف الطب .والتحقت بالدرسة وأخذت حياتى مسارا جديدا ل
يكن ف السبان 0
ول أنسى أنه حي قامت الرب العالية الثانية استعجلت وزارة الربية ترجنا لنذهب إل اليدان ف الصحراء
الغربيـة .وكان (ضرب النار) مـن مواد المتحان ،وذهبـت مـع زملئى البالغ عددهـم حوال الائة طالب إل سـاحة
(ضرب النار) وأنا شديد السى والل حيث أخشى أن أرسب ف هذا المتحان بالنسبة لضعف عين اليمن ،ولكن
سـرعان مـا تذكرت كلمـة المام (توكـل على ال وأنـت تنجـح) وفعل أشربـت روحـى هذه العقيدة واسـتيقنتها،
وتوجهت إل تبة (ضرب النار) بكل ثقة واطمئنان واستعملت عين الخرى وف النهاية وقف (الصاغ) حسي أحد
قائد التبة ليعلن :أن الفائز الول هو عباس السيسى 0
0 وكانت مفاجأة مذهلة للذين يعرفون القيقة ..ولكنها كانت من حقائق صدق التوكيل على ال تعال
وظلت (توكل على ال) حقيقة مشفوعة بذه الحداث ف حياتى ،عهقيدة ثابتة ثلزمن ف كل الواقف
الصعبة الت مرت ب أتذكرها بعمق وثقة وتعطين المل والطمئنان والصب والثبات 0
هذا ولقد فهمنا من حسن البنا حقيقة التوكل كل بنفس فهم السلمي الوائل على أنه بذل الهد ف حدود
الطاقة البشرية ،ث ترك التدبي إل من بيده التدبي ..لقد كان هذا الفهم مفتاح كل خي وبركة ووقاية من كل شر 0
وعلى هذا الفهم قامت تربية الرشد العام ،فالتوكل من لوازم كمال اليان ..ذلك أن النسان الؤمن هو
النسان الوف بواجبات خلقعه وعبوديته ل ،وهو النسان التقى النصاع دائما لمر خالقه ف كل شأن من شئون
الياة النازل عند حكم ال ف كل قضية وموضوع ..وصفة التقوى ف الخ السلم ل تكن تتوفر إل بالتربية والتعهد
الدائبي التوافقي مع أصول السلم وأحكامه حت تتحق ولدة الفئة الؤمنة المتثلة لمر ال ،الستعدة للجهاد ف
سبيله ،التحرية لسنة رسوله صلى ال عليه وسلم الت ل يضرها من خالفها حت يأتى أمر ال 0
00على هذا الفهم اندفع الخوان السلمون ياهدون لعلء كلمة ال بعزية وإصرار ل يلوون على شىء
ول يلتفتون إل إغراء (الذين قال لم الناس إن الناس قد جعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيانا ،وقالوا حسبنا ال ونعم
الوكيل )( ) ،فقد بصرهم إمامهم بقيقة التوكل ف شريعة السلم ،على أنه إدراك للمسئولية والواجب وعمل جاد
1
ملص يمله أمناء بررة ،ث هم بعد ذلك يفوضون المر إل ال ،يرضون بقدره واختياره 0
00على هذا الفهم الصحيح اندفع الخوان كما اندفع السلمون الوائل ،الذين ل يعللوا أنفسهم بالمان ول
ينتظروا أن ينصرهم ال بطريقة سحرية غامضة السباب! فظهر منهم من روائع العمال ،من صب عند الشدائد،
وصدق عند اللقاء ،وبذل وتضحية عندما تتطلب أمور السلمي البذل والتضحية ،وسعى دائب ف طلب العاش ث
الرزق بعد ذلك بيد ال ل بيد أحد سواه ،وضرب ف الرض يفتحون البلدان ويعمرونا ،ويزبون عن الطريق أعداء
ال وأعداء النسان ،وكان العمل الدائب الستمر على أساس من الكفاية التامة ف كل ناحية من نواحى الياة –
اقتصادية وسياسية واجتماعية – فأرغموا العال على أن ينحو نوا جديدا ويتخذ مسيا على منهج ال ل مكان فيه
للهواء والغراض والعصبيات ول مال فيه للثرة والنانية ،ذلك هو العهد السلمى الذى ل يزال غرة ف جبي
التاريخ 0
بأنفسهم ،وأنه ل يغي ما بم حت يغيوا ما بأنفسهم ( :أن ال ل يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم)( ) ،فهناك
2
علقة ل تنفك بي الهد البشرى الذى يبذله الناس ،وعون ال ومدده الذى يسعفهم به ،فيبلغون به ما ياهدون فيه
من الي والدى والصلح والفلح .فإرادة ال هى الفاعلة ف النهاية ،وبدونا ل يبلغ ((النسان)) بذاته شيئا ،ولكن
هذه الرادة تعي من يعرف طريقها ،ويستمد عونا ،وياهد ف ال ليبلغ رضاه 0
وقد ارتبط هذا الفهم للتوكل ارتباطا وثيقا بقوة الدولة السلمية الول وتبوئها مكان الصدارة بالنسبة لدول
الرض وشعوبا ،فكانت خي أمة أخرجت للناس 0
كما ارتبط انطاط الدولة السلمية وبلوغها تلك الدرجة من التخلف ف شت اليادين بالتواكل وفقدان
الوعى بفقدان إدراك طبيعة هذا الدين واعتماده على كواهل البشر وطاقاتم من أجل إقامته والتمكي له ،فخضعت
الشعوب السلمية إل من ليسوا من أبنائها واستجابت لكل دعوة ليست من دينها وسكنت عن كل نيل من
كرامتها ،وتملت كل ضيم ورضيت بكل هوان واستوى عندها الناصح والغاش ،فسهل قيادها إل حتفها وهلكها،
وهى راكنة إل الذين ظلموا ،مستسلمة إل الذين خانوها ،مكتفية بأن تلك أقدار مقدرة وهى ل تعلم بأن ذلتها من
كسبها وتواكلها ،وأن ضعفها يرجع إل ركونا إل غيها ،وأن تليها عن قيادة البشرية يرجع إل عدم فهمها لقيقة
هذا الدين ورفضه الذلة والوان لبنائه مهما كانت قلة عددهم وضعف عدتم 0
ولقد كان تول حياة السلمي منالعمل الخلص الاد والتوكل على ال إل الدعة والتواكل والستسلم إل
القادير ،هو السبب ف تول القيادة عن المة السلمة إل غيها ،وأصابتها بعوامل الضعف الت منيت با وانقلب
عندهم ما كان واجبا من الدين من علم يتبعه عمل ،مظورا فيه 000
وما على السلمي إذا أرادوا أن يضعوا أيديهم على بداية الطريق إل أن يعتصموا بدين ال ،واضعي نصب
أعينهم ما أمرهم ال به من كتابه وسنة نبيه ،فينهضوا كما سبق لسلفهم أن ينهضوا ،فيستردوا مفقودا ،ويفظوا
موجودا ،وينالوا عند ال مقاما ممودا ،مع وعد من ال قاطع بنصرهم ،والتمكي لم أخذه علىنفسه ف قوله تعال:
(وعد ال الذين آمنوا وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكن لم دينهم
الذى ارتضى لم ،وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونن ل يشركون ب شيئا) ( )0
3
استقبلنا حسن البنا على مطة السكة الديد بالسكندرية قبيل الغرب ف أحد أيام عام ،1937حيث كان
على موعد ليلقى كلمة ف الحتفال بذكرى مولد الرسول صلى ال عليه وسلم ف مسجد نب ال دانيال .وكنا ف
هذا الوقت قلة من الشباب ،فلما دخلنا السجد وقف جهور الصلي ف دهشة واستغراب لنم لول مرة يشاهدون
شبابا يدخل الساجد ،فهم جيعا من العمرين الذين تاوزت أعمارهم الستي عاما 0
إن مولد الرسـول صـلى ال عليـه وسـلم بدأ بنول القرآن الكريـ ،فلول هذا الكتاب مـا عرف السـلمون
شخصية الرسول العظيم ،لذا كان لزاما علينا أن نتعرف على هذا الكتاب الكري 0
وقال :إن م ثل كتاب ال كمثل ساعة ،بعض الناس يتركون ا فيلعبون ب ا ول يعرفون قيمتها ،وبعض الناس
يستفيدون من إصلحها ،وآخرون هم الذين يستعملونا ف الغرض الذى صنعت من أجله ..وهكذا كتاب ال تعال
بعض الناس يعلقونه على البواب يضعه تت وسادته عند النوم وهؤلء كالطفال ،وآخرون يقرأونه ف الفلت أو
القابر وهؤلء هم الذ ين يتقاضون أجرا عل يه ،وقل يل من الناس يتعا مل مع القرآن فيشر حه ويعل مه ويلتزم بتعالي مه
وهؤلء هم الذين يضبطون به حياتم وياهدون به ف سبيل إقامة الدولة السلمة لذلك فنحن نعمل جاهدين ،لكى
يصبح القرآن دستورنا 0
ل دستور لنا إل القرآن ..فلم ينل القرآن من علياء السماء على قلب ممد صلى ال عليه وسلم ليكون تيمة
يت جب ب ا أو أورادا تقرأ على القابر و ف الآ ت أو ليك تب ف ال سطور وي فظ ف ال صدور ف قط ،أو ليح مل أورا قا
ويهمل أخلقا ،أو ليحفظ كلما ويهجر أحكاما 0
وإن ا نزل ليهدى البشر ية إل ال سعادة وال ي ( قد جاء كم من ال نور وكتاب مبي يهدى به ال من ات بع
رضوانه سبل السلم ،ويرجهم من الظلمات إل النور بإذنه ،ويهديهم إل صراط مستقيم)()0
أل يس من الع يب أي ها ال سلمون أن ترضوا بأحكام الفر نج ول ترضوا ب كم ال ،مع أن ال تعال قد و صم
كل أمة ل تكم بأحكام كتابه بالفسق فقال ( :ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الفاسقون)() بل جعل الفسق
هينا فوصمها بالظلم (ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الظالون)()0
إن مثل كم أي ها ال سلمون عند ما ترك تم كتاب ال وراء كم ،كم ثل الر جل الذى بيده ال صباح ،فيأ ب إل أن
يطفئه ،ويلتمس غيه عند العميان 0
وأن مثل موقف السلمي اليوم من كتاب ال تعال ،كمثل جاعة أحاط بم ظلم من كل جانب ،فساروا
على غ ي هدى يبطون خ بط عشواء مع أن ف أيدي هم مفتاح كهرباء لو و صلت إل يه أ صابعهم ،ي ستطيعون بر كة
بسيطة أن يضيئوا مصباحا قويا زاهرا 000هذا مثل موقف السلمي اليوم من كتاب ال 0
وإن العال الن ،قد غشيته موجة مادية ،فجعلته كسفينة حار ربانا وأتت عليها العواصف من كل جانب،
فالنسانية قلقة معذبة ،قد اكتوت بنيان الطامع والغراض ،فهى ف حاجة إل عذب من هدى القرآن يغسل عنها أو
ضار الشقاء ويأخذ با إل السعادة 0
وإن علماء القانون ،عندمـا تركوا القرآن ،واتهوا إل غيه :مثلهـم كمثـل الرجـل الذى تكدسـت خزائنـه
بالموال ،ث يتجه إل الرابي ليقترض منهم بأفحش الفوائد الربوية ،ول يفعل ذلك عاقل أبدا 0
ل يس من الع جب أن هؤلء الغرب ي ،الذ ين ل يف تح ال ب صائرهم على نور القرآن الكر ي ي سيون على غ ي
هدى لن ال تعال يقول( :و من ل ي عل ال نورا ف ما له من نور)( ) ،ول كن الع جب ف هؤلء ال سلمي ،الذ ين ل
1
يلوا جيب من جيوبم ول بيت من بيوتم من نسخة من كتاب ال تعال 00هؤلء السلمون ،استطاع الغربيون أن
يبعدوهم عن نور قرآنم وهدى نبيهم تارة بالشهوات وطورا بالقوة والعلم (يعلمون ظاهرا من الياة الدنيا وهم عن
الخرة هم غافلون)( ) حت أصبح السلمون كما أخب الصطفى صلى ال عليه وسلم إذ يقول (( :لتتبعن سنن من
2
كان قبل كم شبا ب شب وذرا عا بذراع ،ح ت لو دخلوا ج حر ضب خرب لدخلتموه)) قالوا :اليهود والن صارى يا
رسول ال .قال (( :فمن غيهم))( )0
3
هذا مع أن ال تعال حذر السلمي من ذلك فقال (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على
أعقابكم فتنقلبوا فتنقلبوا خاسرين ،بل ال مولكم وهو خي الناصرين) ( ) عجبا عجبا!!
4
هذا هو القرآن الكري الذى اتذناه نن الخوان السلمون قانونا لنا ودستورا نستمد منه نورا ونستلهم منه
رشدا ،فهو النقذحي تترى الطوب والحن وهو الخرج من ربقة الذل وضلل الفت ،وهو الصال لكل جيل ف أى
عهد أو زمن 0
وبعد انتهاء الفل خرجنا مع حسن البنا وركبنا (حنطورا) وأخذنا نوب حفلت الولد النتشرة ف الدينة
كالعادة ف هذه اليام .وكنا نستأذن من القائمي على الفل ليشارك الستاذ البنا بكلمة ف الذكرى وكثيا ما كان
ال صخب ي سود هذه الحفال ،فعادة الجت مع ف م ثل هذه النا سبات ل يع طى للذكرى جلل ا ول للمتحدث ال و
الناسب ،ولكن ل يكن هذا السلك يسبب لنا يأسا أو تراجعا0
وب عد انتهاء ال ستاذ من هذه الولة ذهب نا إل دار الخوان بعمارة ماج ستيك بالنش ية ،وهناك سعت من
حديثه ..أنه عندما قام الخوان بعمل مظاهرات ف البلد انتصارا لقضية فلسطي عام 1936استدعاه رئيس النيابة ف
القاهرة للتحقيق معه ،وقبل أن يدخل مكتب النائب العام تقدم أحد الحامي يطلب من فضيلته أن يدخل معه أثناء
التحقيق .ولكن الستاذ لحظ أن الحامى يسك (بسيجارة) مع العلم بأن الوقت ف شهر رمضان العظم ،فقال له
الستاذ الرشد :نن ل نستعي بن يعصى ال ف طاعة ال تعال 0
كما أذكر أنن ذات يوم ،وكنا نعود من جولة داخل مدينة السكندرية قلت لفضيلته :أنا غاضب وحزين
ومتأل يا فضيلة الرشد .أليس من أهدافنا ترير الوطن السلمى من كل سلطان أجنب؟
قال :نعم .قلت :فكيف علمت أن روسيا الشيوعية قد اقتحمت دولة ألبانيا السلمة ..وبذا بدل أن نرر
وطننا من الستعمار فقد ضاع منا وطن آخر !!
قال :لو أن كل ال سلمي تألوا مثلك نكون قد بدأ نا الطر يق ،فن حن أول ف حا جة إل يق ظة و صحوة،
فالسم اليت ل يشعر بالل 0
فعلمت أن عودة الوعى هو بداية الطريق ف نوض هذه المة 0كما أذكر حي كان الستاذ الرشد يسي ف
شارع شر يف ( صلح سال) – بال سكندرية ف طريق نا إل م طة ال سكة الد يد للعودة إل القاهرة ،كان الشارع
مزدحا (بالواجات) بل هم الكثرة الكاثرة ،وكانوا ف أوج العزة والكرامة كما كانوا ف أبى وأنظف صورة ،فنظر
إلينا فضيلته ،وقال :أتدرون لاذا يتمتع هؤلء (الواجات) بذا الجد وهذا السلطان وهذه السعادة؟! ..إنم جاهدوا
وكافحوا وقاتلوا واستعذبوا الغربة والبعد عن أوطانم ،وبعد أن حققوا كل ما يتطلعون إليه من مد بنون الن ثار
جهاد هم .ون ن الن ل ينب غى ل نا أن نتطلع إل هذه الظا هر من الرا حة وال سعادة ال ت نشاهد هم في ها ق بل أن ن قق
أهدافنا ف ترير بلدنا وتكيم قرآننا ليتحقق لنا متمع إسلمى فيه العزة والمن والسعادة لكل مسلم ،والطريق طويل
والمل ف ال كبي 0
وهكذا جاء حسن البنا – كما يقول روبي جاكسون – إجابة طبيعية لقول ((غلدستون)) حينما وقف ف
ملس العموم البيطا ن و هو ي مل ((ال صحف)) ،ويقول (( :ما دام هذا الكتاب باق يا ف الرض فل أ مل ل نا ف
إخضاع السلمي 0
ودهش الناس يومئذ ! ماذا يقصد ((غلدستون)) من هذا القول ،فقد كان الصحف موجودا إذ ذاك ،ولكنه
ل يكن موجودا على الوجه الذى يشاه ((غلدستون))0
لقـد كان الناس فـ الشرق قـد طوتمـ ظلمات القرون .وأفسـدت عقائدهـم ،أقوال العلماء مـن صـنائع
ال سلطان ،الذ ين أغلقوا باب الجتهاد وأفتوا ل صال الا كم الظال ،فلم يكونوا يفهمون من القرآن إل أ نه كتاب ال
يقرآونه على القبور وف الصلة 0
حت جاء حسن البنا على أثر نداء غلدستون ،ليقول للناس ،إن خطر هذا الكتاب الذى يشاه الستعمرون،
ليس لن آيات تقرأ ف الصلة أو ترددها الشفاه ،وإنا لنه كتاب تشريع وقيادة ،وإمامة وحكم 0
وإنا يشى الغرب روح السلم لو تبدت ،دبت اليقظة ف أوصاله فأفسد ذلك على الستعمرين أغراضهم.
وقامت ف الشرق أمة تب الوت ف سبيل الرية والكرامة والعزة 0
وكان ح سن الب نا هو الر جل الذى أخر جه ال ليك تب هذه ال صفحة الديدة ف تار يخ الشرق الد يث.
أ.هـ.
1938 كان ذلك ف مؤت ر الطلب للخوان ال سلمي الذى انع قد بدار جع ية الشباب ال سلمي بالقاهرة عام
حي وقف حسن البنا للخطا بة إذ تمس أحد الخوة من الطلب فهتف حياة حسن البنا – وبرغم عدم استجابة
الاضرين لذا التاف – إل أن فضيلته وقف صامتا ل يتحرك برهة ،فاتهت إليه النظار ف تطلع ..ث بدأ حديثه ف
غضب فقال :
أي ها الخوان إن اليوم الذى يه تف ف دعوت نا بأشخاص لن يكون ولن يأ تى أبدا ،إن دعوت نا إ سلمية ربان ية
قامت على عقيدة التوحيد ،فلن تيد عنها 0
أي ها الخوان إن اليوم الذى يه تف ف دعوت نا بأشخاص لن يكون ولن يأ تى أبدا ،إن دعوت نا إ سلمية ربان ية
قامت على عقيدة التوحيد ،فلن تيد عنها 0
أي ها الخوان ل تن سوا ف غمرة الماس ال صول ال ت آم نا وهتف نا ب ا (الر سول قدوت نا) (إن ال وملئك ته
يصلون على النب يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)( )0
1
وبذا الوقف وضع المام الشهيد شباب الدعوة أمام صورة حية للمحافظة على جوهر الدعوة والستمساك
با وعدم التعلق بأشخاص مهما تكن مراكزهم ف مسية العمل السلمى 0
وف مدينة رشيد أقام الخوان حفل بناسبة ذكرى السراء والعراج على صاحبهما أفضل الصلة والسلم.
وح ي جاء أ حد التكلم ي ف ال فل و قد كان من التحم سي لن شر دعوة الخوان ،قام متحد ثا إل الناس فقال :إن
مثل نا الن من فضيلة الستاذ الرشد وهو يشي إليه ،كمثل ر سول ال صلى ال عليه و سلم بي أصحابه .وما كاد
ل: الستاذ التحدث ينتهى من هذه العبارة حت قفز المام الشهيد إل النصة ث اته إل الناس قائ ً
أيها الخوة معذرة إذا كان الستاذ التحدث قد خانه التعبي ،فأين نن من تلمذة تلمذة رسول ال صلى
ال عليه وسلم 0
0 ث نزل إل مكانه ول يستطع الستاذ التحدث إكمال الديث كما بدأه
وف اليوم التال انقطع اتصاله بالخوان ف السكندرية وبعد مدة أعلن عن تكوين جعية التقوى والرشاد!
ل يكن ف استطاعة ((البنا)) السكوت على هذه التصرفات ..ذلك أنا كانت تس الصل الكبي الذى قامت
عل يه دعو ته وجاع ته ،فقام ليعذر إل ال ف ال تو واللح ظة ويق طع م سلكا من م سالك النراف ف طر يق الدعوة
وأسـاسها الربانـ .فهـو الذى علم الخوان ل يهتفوا باسـم أحـد إل ال ،ول يعظموا شخصـا ول ييوا إنسـانا إل
الرسول الكري 0
استمع إليه وهو يشرح هذا التاف ويعمق معانيه ف النفوس حي يقول :
إن دعوة السلم أيها السلمون مبدؤها ومنتهاها أن يتصل الناس بال صلة حقيقية تطهر من قلوبم وتغي من
نفوسهم وأن يتعرفوا عليه تعرفا حقيقيا وهى الغاية الت قامت عليها السموات والرض وبعث لجلها النبيون ويقوم
با الصالون 0
فإذا لمست معرفة ال قلب النسان تول من حال إل حال ،وإذا تول القلب تول الفرد ،وإذا تول الفرد
تولت السرة ،وإذا تولت السرة تولت المة وما المة إل مموعة أسر وأفراد 0
فإننا حينما نتف ((ال غايتنا)) فإنا نريد أن تعلوا كلمة ال علي كل كلمة وأن يسود تشريع ال على كل
تشريع وأن يصبح السلمون جيعا ربانيي 0
إذن فغايتنا ال ،لننا ندعو الناس إل ال ،ونمعهم على ال ،ونعرفهم بال ،ونن نعلم أننا ما خلقنا ف هذا
الوجود إل لعبادته (وما خلقت الن والنس إل ليعبدون)( ) ..ويقول ال تعال ف الديث القدسى(( :يا عبادى ما
1
خلقتكم لستكثر بكم من قلة ،ول لستأنس بكم من وحشة ،ول لستعي بكم على أمر عجزت عنه ،ول للب
منفعة ،ول لدفع مضرة ،وإنا خلقتكم لتعبدون طويل وتذكرون كثيا وتسبحون بكرة وأصيل ))0
ونن نأتر با أمر ال به رسوله صلى ال عليه وسلم إذ قال له ( :قل إن صلتى ونسكى ومياى وماتى ل
رب العالي ،ل شريك له ،وبذلك أمرت وأنا أول السلمي)( )0
2
وننت صح ل ا ن صح به الر سول صلى ال عل يه و سلم ا بن ع مه ع بد ال بن عباس إذ قال له (( :إح فظ ال
يفظك .إحفظ ال تده تاهك .إذا سألت فاسأل ال ،وإذا استعنت فاستعن بال ،واعلم أن المة لو اجتمعت على
أن ينفعوك بشىء ،ل ينفعوك إل بشىء قد كتبه ال لك ،ولو اجتمعوا على أن يضروك بشىء ل يضروك إل بشىء قد
كتبه ال عليك .جفت القلم وطويت الصحف))()0
فنحن ل نتوكل إل على ال ،ول نطلب إل من ال .ول ناف إل ال .فلن نضام ما دام معنا ال ،فنحن ف
نعيم دائم ولو تكاثرت علينا مصائب الدنيا (الذين آمنوا وتطمئن قلوبم بذكر ال ،أل بذكر ال تطمئن القلوب()0
إننا ل نتخذ زعيما من الناس ينعق لنا وننعق له ،ويهتف لنا ونتف له .ولكنا بعثنا ممدا ف نفوسنا وأحييناه
ف ضمائرنا 0
فهو صلى ال عليه وسلم زعيم بكل ما ف معن الزعامة من قوة وسؤدد ل يداينه ف زعامته أحد من الناس،
ول يضاهيه ف سياسته سواه من اللئق ..قوة وشدة ف غي عنف ،ولي ف غي ضعف ،ويقظة ل تلحقها الغرة،
وفراسة تترق حجب الضمائر ،كأنا تدثه من أمر عواقبه .ث بعد ذلك تأييد من ال تتبعه العصمة ويده التوفيق ،وأية
زعامة أخلد على الدنيا من زعامة ممد صلى ال عليه وسلم ،وأية سياسة أروع من سياسته الت انتجت ف عشر
سني ،أمة وحضارة ودولة ف حي ل يكن العرب ل يعرفون شيئا من ذلك ،إل أنا زعامة أشار إليها صلى ال عليه
وسلم بنفسه فقال (( :أنا سيد ولد آدم ول فخر وأنا أكرم الولي والخرين ول فخر)) 0
ف كم من زعماء زالت زعامت هم برور الز من علي هم ..أ ما زعام ته صلى ال عل يه و سلم فل تزال ف ازدياد،
وآثار شريع ته ف ن و واضطراد ،فل يزيد ها تقدم الع صور إل ظهور وانبل جا ،وشدة الن قد والتمح يص إل قوة وثبا تا
000
كم من زعامة سيد لو مصت
يأتى عليها النقد ل تتجلد
يبنون مدهم على قهر الورى
والجد يبأ منهم والسؤدد
الفتح عندهم هوى وتعسف
ومالك توى وأخرى تمد
دستورك القرآن أما ذكره
فهدى وأما حكمه فمسدد
تعالوا يا زعماء اليوم نلق عليكم درسا من زعامة ممد 00إن فيكم زعماء أحزاب وليس فيكم زعيم أمة،
أما ممد فكان زعيم النسانية جعاء .بلغتم مكان الزعامة القليمية عن طريق الزبية أو الثروة أو القوة ول تستطيعوا
أن تنسوا ضعفكم الذى ارتفع على كواهل الغي 00أما ممد صلى ال عليه وسلم ،فقد بلغ الزعامة العالية عن طريق
الفقر والغربة والهاد ،وكون ف عدد الصابع من السني أمة حكمت الدنيا وسيطرت على العال ونشرت دين ال ف
الرض 0
يا زعماء اليوم :إنكم تكونون قبل الزعامة ناسا كالناس ،وتصبحون بعدها آلة كاللة ..أما ممد فقد ملك
الجاز واليمن وما داناها من العراق والشام ،وظل ينام على فراش من أدم حشوه ليف ،ويبيت اللليال هو وأهله ل
يدون العشاء ويكثون الش هر ل ي ستوقدون نارا – إن هو إل الت مر والاء – ول ا حضر ته الوفاة كا نت عنده سبعة
دناني فخاف أن يقبضه (ال) وهى عنده ،فقال لهل بيته :وزعوها على فقراء السلمي .ولكن اشتغالم -بتمريضه
وشدة وطأة الرض عل يه أن ساهم تنف يذ أمره ،فل ما أفاق من غشي ته سألم ماذا فعلوا بالدنان ي؟ ،قالت عائشة ما تزال
عندها ،فأمرها بإحضارها ،ث وضعها على كفه وقال (( :ما ظن ممد بربه إذا لقى ال وهذه الدناني عنده)) حقا
كانت الدنيا ف يده وليست ف قلبه 0
هذه هى زعامة ممد صلى ال عليه وسلم يا زعماء اليوم ! 000فهل تدون بي زعامتكم وزعامته صلة ،أو
بي سياستكم وسياسته مشابة؟ وحسبكم ما قاله أحد مستشرقى أوربا ف هذا العن :إن البشرية لتفخر بانتساب
رجل كمحمد إليها ،إذ أنه رغم أميته استطاع أن يؤسس دولة ويؤلف أمة وينشر دينا 0
ذلكم ممد الذى اتذناه زعيما لنا نتدى بداه ونقتدى به ونسي على منواله( ،لقد كان لكم ف رسول ال
أسوة حسنة)( ) ونعمل على ابتعاث تراثه واستعادة مده 0
1
********
وعلى هذا كان ((البنا)) يع مل جاهدا على تنم ية هذا الو عى العقيدى ف نفوس جاع ته ..ف قد كان –ر ضى
ال عنه –يدرك أن تكاليف العمل السلمى ضخمة وشاقة ،وأن النهوض با يتاج إل بنيان حركى متي تتوفر فيه
كل مقومات ال صمود وال ستمرار والنجاح ..هذه القومات ال ت تب عث على صمود الر كة وانت صارها هى وعي ها
العقيدى ..وعيها كحركة ووعيها كأفراد 0
ذلك أن الر سول صلى ال عل يه و سلم كان شد يد الرص – م نذ اليوم الول -على أن يأ تى بناء الما عة
ال سلمة نتي جة الو عى العقائدى ،وثرة اللتزام به والنقياد له والتفاعل م عه ..ل ت كن ((العاط فة)) هى قوة الد فع ف
كيان الماعة بل كانت العقيدة أساس البناء كله 000كل اليان الواعى وقود النفوس ومركها الصيل ف جهادها
الشاق الطويل 00
وهذا ما جعل بناء الماعة السلمة الول فريدا ف مظهره وجوهره 00ل يتخذ شكل ((حزبيا)) كالذى نراه
ف التنظيمات السياسية والزبية الديثة 00ول يتخذ شكل ((زعاميا)) يكون الناس فيه ((قطيعا)) يسي وراء الزعيم
على غي هدى 00إنا كانت ملمح هذه الماعة تؤكد العمق العقائدى فيها 0
ل تكن التبعية ف التجمع السلمى الول لشخاص ..كما ل يكن القبال عليه والنتساب إليه يستهدف
مصال العاملي فيه 00بل إن التبعية كانت للمبادئ ،وكان طمع التباع يستهدف رضاء ال عز وجل ..قال شداد
بن الاد (( :جاء رجل من العراب إل النب صلى ال عليه وسلم ،فآمن به واتبعه فقال :أهاجر معك .فأوصى به
بعض الصحابة ..فلما كانت ((غزوة خيب)) غنم رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا ،فقسمه وقسم للعراب..
فقال العرا ب للر سول :ما على هذا اتبع تك..ول كن اتبع تك على أن أر مى ها ه نا وأشار إل حل قه -ب سهم فأموت
فأدخل النة .فقال الرسول صلى ال عليه وسلم :إن تصدق ال ليصدقنك ال .ث نضوا إل القتال ،فأتى به وهو
مقتول .فقال الرسول :أهو هو؟ فقالوا :نعم .قال :صدق ال فصدقه)).
سورة الحزاب 21 : 1
هذا الو عى العقائدى هو الذى ح فظ كيان الما عة ال سلمة من النفراط ب عد موت الر سول صلى ال عل يه
وسلم .ولقد تسد ف أبى صورة وأوقع بيان حي وقف أبو بكر الصديق رضى ال عنه يعلن على الل(( :من كان
يع بد ممدا فإن ممدا قد مات ،و من كان يع بد ال فإن ال حى ل يوت)) ث قرأ على الناس قول ال تعال(( :و ما
ممد إل رسول قد خلت من قبله الرسل ،أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)( )0
1
ل قد تلى هذا الو عى ف حياة ال سلمي الا صة والعا مة ..كان الب صر الثا قب والع قل الرا جح ،والب صية
النافذة ..بل كان الضياء والنور وصوت الضمي ف كيان الفرد والماعة 0
ل قد كان ح سن الب نا حري صا على أن يتر سم بماع ته خ طى الما عة ال سلمة الول تنظي ما ووع يا وترب ية
والتزاما ،لتكون ف مستوى العباء الضخمة الت حلتها بعد أن تلى عنها الناس ..أنظر إليه – رضى ال عنه – وهو
يشترط ف بيعته أن يكون ((التجرد)) صفة لزمة للخ السلم حيث يقول (( :وأريد بالتجرد :أن تتخلص لفكرتك
من كل ما سواها من البادئ والشخاص ،لن ا أ سى الف كر وأجع ها وأعل ها ( صبغة ال و من أح سن من ال
صبغة)( ) (قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين معه ،إذ قالوا لقومهم :إنا برآء منكم وما تعبدون من دون2
ال ،كفرنا بكم ،وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ،حت تؤمنوا بال وحده)( )0
3
م نذ أك ثر من أربعي عاما كتب المام الشه يد رضوان ال عليه رسالة إل أح د خشبة باشا وز ير القانية
(العدل) ف مصر حي ذاك ،يعذر فيها إل ال ويطالبه بالكم با أنزل ال ،فىالوقت الذى كان يعكف فيه على تربية
جيله الؤمن الديد .وقد أفضى إل ربه شهيد الدعوة الت عاش لا ،وبقى اليل الذى رباه أمينا مصرا ،ل يرضى إل
بالق ،ول ييل مع الريح 0
*****
أحد إليكم ال الذى ل إله إل هو .وأصلى وأسلم على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه ومن تسك بشريعته
إل يوم الدين ،وأرفع إليك تية الخوان السلمي فالسلم عليكم ورحة ال وبركاته 0
لست ف حاجة إل أن أتقدم إليكم بالباهي الكثية والجج التضافرة على أن دواء هذه المة ف رجوعها
إل هدى السلم ف كل الشئون ،وأول هذه الشئون القانون ،فأنت بمد ال – فيما أعتقد – مقتنع بذه الفكرة :
سورة آل عمران 144 : 1
والن (معال الباشا) وقد جاء دور العمل وواجهنا القائق ،ودخلنا بوتقة التجارب ،وأصبحت وأنت شيخ
القضاة ورأس الشرعي ف مر كز تستطيع فيه أن ت قق ما يرجوه ال سلمون جيعا ويتمنونه ،ويريدون الصول عل يه
مه ما كلف هم ذلك من أثان ،و ما ك نت أ نت نف سك تتمناه وترجوه وتؤ من ب صلحيته وتعتقده ،من وجوب تعد يل
القواني ،وتوحيد الحكمة الصرية حول شريعة السلم – الن وقد صرت راعيا مسئول عن الرعية من ناحيتك 0
إن صدور المة مرجة أشد الرج لشعورها بأنا تكم بغي كتاب ال وقانونه وشريعته ،وأن الشعوب إن
تعودت ال صب حي نا فإن النفجار نتي جة طبيع ية لذا ال صب ف كث ي من الحيان ،ول يس يرج الن فس شىء أك ثر من
الصطدام بالعقيدة الراسخة الثابتة .وأن قوانيننا الالية تناف السلم وتصدمه وتطمه ف نفوس الؤمني به وهم كل
هذا الشعب ،وقد تفتحت أذهان المة وأدركت بعد ما بينها وبي دينها ف هذه الناحية فشعرت بالرج الشديد إن
بقيت الال على ما هى عليه ،فل تلجئوا الناس إل عصيان القواني واحتقار الشرائع والتبم بالقضاء وبالحكام .يا
(باشا) لنقف معا بي يدى ال ونسمع معا ،أل يقل ال تبارك وتعال :
(-2وأن احكم بينهم با أنزل ال ول تتبع أهواءهم ،واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل
ال إليـك ،فإن تولوا فأعلم أناـ يريـد ال أن يصـيبهم ببعـض ذنوبمـ وإن كثيا مـن الناس
لفاسفون .أفحكم الاهلية يبغون؟ ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون؟)( ) .ف بيان
2
طويل يستفتح بالية الكرية (ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون) (والظالون)
(والفاسقون).
0(-3إنا أنزلنا إليك الكتاب بالق لتحكم بي الناس با أراك ال ول تكن للخائني خصيما)( )
3
هذا ف الناح ية الكل ية ،و ف الناح ية الزئ ية قد ب ي القرآن كثيا من الحكام ف كثيا من الشئون الدن ية
والنائ ية والدول ية والتجار ية و ما إلي ها ،وأكدت الحاد يث ال صحيحة كل ذلك وأيد ته ،و ما أنزل ا ال وقدر ها إل
ليعمل با السلمون ،وينتهوا إل حكمه فيها ،ويستمدوا منها ويطبقوا عليها فإذا كانت قوانيننا وشرائعنا والدستور
نفسه مستمدة من معي غي هذا العي مستقاة من مصادر أوربية بتة :بلجيكية وفرنسية ورومانية وهى ف كثي من
أنقذو نا يا (با شا) من هذا الرج وأخروجو نا من هذه الور طة ،ول تعلوا أعمال نا ت صطدم بعقائد نا .وأ نا
أعرف كثيا من الناس يفضل ضياع حقوقه مدنية أو جنائية أوتارية على أن يقف بي يدى قاض يكم بغي ما أنزل
ال 0
إن التبعة (يا باشا) كبية ،ولئن كان هذا الساب شديدا فإن هناك حساب أشد ،ومهمتنا التذكي ،ول يغن
أن تتعلل بالعاذيـر فإن ال ل ينظـر إل القلوب والعمال .هذا مـن الوجهـة الروحيـة البحتـة – ولنأت مـن الوجهـة
القانونية 0
أل يعترف كبار رجال القانون من م صريي وأجا نب بأن الشري عة ال سلمية من أخ صب منا بع التشر يع
وأزكا ها وأدق ها وأشل ها؟ ول ن نس ب عد ت صريح ال سيو بيول كازللى بوجوب ت صحيح القوا عد الفا سدة ف القانون
الفرن سى العمول به ف م صر طب قا للشري عة ال سلمية ول ن نس كذلك ماضرات ال سيو لمي ي وت صرياته الطية
الواضحة ف هذا الشأن ،ول ينس بعد تقارير مؤتر لهاى ف الشادة بالشريعة السلمية وامتداح نظرياتا القانونية
والبحوث القي مة وكفايت ها ف التشر يع التام .و ف م صر كث ي من أعلم رجال القانون يؤمنون بذلك وي صرحون به
ويودون أن يكلفوا الضطلع بذا العبء وعجيب أن يكون من بينهم الستشارون ف الحاكم الختلطة بله الحاكم
الهلية ،ومن هؤلء ممد (بك) صادق فهمى رئيس مكمة النصورة الختلطة ،والستاذ عبد الرازق السنهورى (بك)
عميد كلية القوق السابق ،كما أشار إل ذلك حضرة كامل (بك) مرسى ،وعبد الفتاح (بك) السيد الستاذ على
بدوى من أساتذة القانون ف الحاكم وف كلية القوق 0
والب حث العل مى أعدل شا هد على صحة هذه النظريات ،و ما قال هؤلء ما قالوا إل ب عد درا سات طويلة
وبوث عميقة خلدوا بعضها بكتاباتم وبقى بعضها مستقرا ف نفوسهم إل الوقت الناسب ،وليس القصود من هذا
الطاب هذه الوازنات ،فذلك له موضع آخر 0
ل قد عاشرت نا هذه القوان ي خ سي عا ما وني فا ،فماذا أفادت ال مة إل كثرة الرائم وتزايد ها عا ما ب عد عام،
ويوم بعد يوم ،وانتشار الوبقات وارتكاب النايات؟ ذلك أنا ل تتفق مع طبيعتنا ،ول تصلح ف بيئتنا ،ول تدى ف
علج أدوائنا ،ول دليل أصدق من الواقع الشاهد .وذلك ف الوقت الذى ترى فيه البلد السلمية الت أخذت بشىء
من تشريع السلم قد استتب فيها المن ،وتوطدت السلطة وعمت السكينة ،وساد احترام القانون ،واطمأن الناس
على الدماء والموال والعراض .فهل تريـد مصـر أن تصـل إل هذه النتيجـة الرضيـة برجوعهـا إل تعاليـم السـلم
وشرائع السلم؟
المر واضح ل يتاج إل بيان ،وبقيت بعض شبهات يتعلق با الذين يقفون ف طريق الصلح بسن قصد
أو سوء قصد ،نب أن نناقشها ف إياز وأنا معتقد أن معاليكم أعرف الناس بأن هذه الشبهة أو هى من أن تقف ف
سبيل إصلح ما 0
أو ًل :إن ف مصر عناصر غي إسلمية إن حكمت بأحكام السلم كان ذلك متنافيا مع حرية الد ين الت
كفلها الدستور للمواطني ،وإن حكمت بغي أحكام السلم كان ذلك نوعا من المتياز البغيض الذى حدنا ال على
التخلص منه وإزاحة كابوسه عن الصدور .هذه الشبهة مردودة بزءيها ،فإنم إن عوملوا بتعاليم السلم ل يكن ف
ذلك اصطدام برية الدين ،فإن الرية الكفولة هى حرية العقيدة وحرية العبادة والشعائر وحرية الحوال الشخصية،
أما الشئون الجتماعية فهى حق المة ومظهر سيادتا ،فهم فيها تبع للكثرية فإذا ارتضت أكثر المة قانونا ف هذه
الشئون الجتماعية بصرف النظر عن مصدره فهو قانون للجميع ،إذ أن ماربة الرية من حق الدولة ،بدليل أن المم
الوربية وهى الت تفخر باحترامها للحرية والقوق الشخصية ،وتزهى بأنا أقرت الديقراطية ،ونادت بقوق النسان
– مع هذا هى تعا مل كل نزلئ ها وأقليات ا ب كم القوان ي الوضو عة الرض ية عند ها ب صرف الن ظر عن أديان م
وعقائد هم ،فالن سان ف فرن سا أو انلترا أو ألان يا أو نو ها ،سواء أكان نزيل ل يتم تع بن سيته الا صة أو مواط نا
يالف الكثرية ف الدين ،ياكم بقتضى قانون البلد الوضوع دون نظر إل قانون بلده أو تشريع دينه .وغي ذلك ل
تتحقق سيادة المة ول يتحقق استقللا الداخلى .هذا إن عوملوا بأحكام السلم وبشريعته 0
إن عوملوا بسب شرائعهم مع الحتفاظ بقوق الدولة كاملة معهم فليس ف ذلك امتياز ييف ،فإن الساواة
ف الحوال الشخصية بي السلم وغي السلم مفقودة إل إذا رضى غيه بذلك .ول يقال إن إقرارنا لؤلء الخالفي
على أحكام دين هم ف أحوال م الشخ صية امتياز منوح ل م يفضلون به غي هم ،بل هو أ مر خاص ب م ،وأ ما المتياز
الؤل فهو أن تضيع حقوق أبناء الوطن ف سبيل الجانب وغي السلمي بكم الضعف والستكانة والذلة والهانة 0
والسلم الفسيح الذى ل يتم علينا أى الطريقي فنحن نتار .والول إلينا أحب وبالنا أوجب ،ولمر ما
قال ال تابرك وتعال ف صدر آيات الكم بتنزيله( :فل تشوا الناس واخشون ول تشتروا بآياتى ثنا قليل)( )0
1
ثانيا :ويقولون كذلك إن كثيا من هذه التشريعاتن ل يكن تطبيقه عمليا ،ولنأخذ مثل (الربا) فهل نستطيع
إبطاله من ماكم نا وقانون نا ون ن مرتبطون بالنظام القت صادى الدول العام .والشب هة مردودة كذلك ب ا نشا هد من
أحوال الدول القويـة العزائم التـ وضعـت لنفسـها نظمـا اقتصـادية خاصـة فرضتهـا على أمهـا وأجـبت العال على
احترامها ،وكان العامل الكب ف ذلك صدق عزية حكوماتا وحسن استعداد شعوبا ،فل عقبة أمامنا ف مثل هذا
إل الوهـن ،وتسـيم المور والوف الذى ل مـبر له .وننـ والمـد ل أمـة غنيـة بواردهـا ،وكـل الوارد اليويـة
الضرور ية موفورة لدي نا ون ستطيع – ال ستغناء إل حد كبي عن غي نا – مع ح فظ كيان نا القت صادى لو صحت
عزائم نا -ماذا فعلت إيطال يا ح ي وق فت أمام ها بالر صاد اثنتان وخ سون دولة في ها الدول العظ مى وفر ضت علي ها
العقوبات وح صرتا دا خل ديار ها؟ أل تر غم هذه الدول على احترام مشيئت ها وتقد ير عزيت ها ،وتن فذ قرار ها بدون
سيف أو نار ،ولكن بغية الشعب وعزية الاكمي .وماذا فعلت الدول لتلر حينما أصدر أمره بعدم خروج النقد من
ألانيا بتاتا؟ هل وقف دولب التجارة ف ألانيا أم احترمت الشعوب الخرى هذه الرادة وعاملت ألانيا على أساس
البادلة التجارية ( )0
1
ل يقال إن هاتي الدولتي قويتان ونن ضعفاء ،فليس الكلم ف حشد اليوش وتهيز العدات ،ولكن نتكلم
ف الب يع والشراء وال خذ والعطاء ،و كل ش عب مه ما ض عف حر ف ذلك كله إن حددت وجه ته ،وا ستبانت غاي ته
وقويت عزيته 0
إن الشعوب الخرى يهمها أن تكون معها شرفاء ف العاملة .ونن نلحظ أن كثيا من الصارف والدائني
يرضو نن بالت سويات وفي ها نزول عن شىء من ال ق ال ساسى ف سبيل ال صول على ال ق نف سه ،فإذا م نع القانون
التعامل بالربا وتشدد ف استيفاء القوق كان ف ذلك الضمان الكاف للممولي الخرين ،ورضوا به واطمأنوا إليه،
وعاملونا على غي أساس الربا الحرم شرعا ف كل كتاب 0
ولاذا ل تكون م صر ال سابقة بإنقاذ العال ( من نظام الر با البغ يض) ولاذا ل تب شر حكو مة م صر بذا البدأ
ال سامى الن سان الرح يم ،ولاذا ل نر فع را ية الدعوة إل تر ير الن سانية من رق الر با وإقناع الشعوب بوجا هة هذه
الفكرة ك ما رف عت ب عض الدول الروب ية را ية الدعوة إل تر ير الن سان من رق العبود ية وأقنعت الشعوب بوجا هة
نظرتا وكسبت فخر هذا الدفاع؟
ول الوف وف يم اليأس؟ هل نع جز عن أن نقدم للن سانية خد مة جليلة ون ن الذ ين أنقذنا ها ف كث ي من
الواقف ،وأشعلنا بي كثي من أمها شعلة العرفان والنور؟ ليس هذا من الشعر ول من اليال (يا باشا) ولكنها حقائق
سيتنبه لا العال ،ونريد أن يكون لنا شرف السبق بذا التنبيه 0
كان ذلك قبل نشوب الحرب العالمية الثانية سنة 1939م 1
ولاذا ل تكون هذه الطوة (يا باشا) سبلينا إل الرية القتصادية ،وطريقنا إل تعويد هذا الشعب الذى طال
به عهد العتماد على الغي أن يعتمد على نفسه وعلى موارده ،وأن يستغن ف كثي من شئونه عن الناس؟ وهل هناك
فرصة أثن من هذه؟ وهل هناك عامل يساق به هذا الشعب التمسك بدينه أقوى من الدين؟ وهل هناك إنقاذ لذا
الشعب الفقي أعظم من إنقاذه من اللصوص السرقة القساة من الرابي؟
هذا م ثل أحب بت أن أتقدم به لد حض هذه الشب هة :شب هة صعوبة ت طبيق الشري عة ال سلمية ،وأخرت لذلك
أعقد السائل وألصقها ,امسها بياة الناس حت ل يكون هناك قول لقائل ،ول حجة لعتذر 0
ثالثا :ويقولون إن نا ح ي نط بق هذه الشرائع ال سلمية ف ق طع يد ال سابق ( ) ور جم الزا ن و ما إل ذلك
1
تر جع بال مة إل ع هد المج ية ،ونفوت علي ها فر صة النتفاع ب ا بل غت من ر قى ومدن ية ،ون سلكها ف نظام ال مم
التأخرة التببرة 0
وهذا كلم ل يساوى ساعه ول يستحق أن يرد عليه ،وإن ا أمله على هؤلء الناس تللهم من عقدة النظم
الجتماعية وعكوفهم على الباحية ف كل شىء واعتداؤهم على ما ليس لم من أعراض وأموال ،وتوفهم من أن
يكونوا الضحا يا الول لت طبيق هذه الن ظم الاز مة ،و ما كا نت الري ة ف يوم من اليام مظ هر الدن ية ول الر قى ول
إن القوانين الوضعية ل تستقصى حالة السارق وقت السرقة ،ول تستقصى أثر الحكم فيه وفى أهله وولده ،بل تعاقبه مطلقا ،جاهل أم عالما ،فقيرا أم 1
غنيا ،بل ربما كان علمه وغناه من أسباب تخفيف العقوبة عليه ل من أسباب تغليط العقاب .والمر ليس كذلك فى دين ال 0
إن ال عز وجل أراد ان تنشأ العفة من داخل النفس أول ،فينصرف النسان عن المعاصى وهو فى خلوته ل يطلع عليه أحد من الناس ،ويشعر
بأن ربه معه أينما كان ،مطلع على أعماله ،ل تخفى عليه منه خافية( :ما يكون من نجوى ثلثة إل هور رابعهم ،ول خمسة إل هو سادسهم ،ول أدنى
من ذلك ول أكثر إل هو معهم أينما كانوا ،ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ،إن ال بكل شىء عليم)0
وقد ذكر ال تعالى عقاب السرقة مرة واحدة ،ولكنه كرر النهى عن أكل أموال الناس بالباطل ،وصوره فى صورة مؤثرة ترد من تحدثه نفسه بأن
يمد يده إلى مال غيره ،دون حاجة إلى التخويف بالعقاب الدنيوى(( :إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا ،وسيصلون
سعيرا)( ،ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ،وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالثم وانتم تعلمون) .وفى الحديث عن الرسول عليه
السلم(( :إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام ))
تأمل قول ال تعالى ( :ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ،ويتبع غير سبيل المؤمنين نو له ما تولى ،ونصله جهنم وساءت
مصيرا ) 0
تأمل ( :من بعد ما تبين له الهدى) أعنى أنه يجب أن تبلغ الدعوة إلى السارق ،ويتهذب بالتهذيب القرآنى ،ويعرف ماله وما عليه .مما يتعين
معه القول بأن التعليم فى السلم إجبارى ،وواجب على الفرد ،وحق له فى الوقت نفسه.
فإحياء روح النسان وضميره ،وتزكية نفسه ،وتطهير قلبه واجب أول فى السلم ،عليه أكثر المعول فى أن يسلك النسان سلوكا حسنا فى
الجماعة التى يعيش فيها .وإذا كنا ندرك أثر التعليم العادى فى نفوس الناس ،فما بالنا بتعليم القرآن الذى هو أساس لكل الفضائل 0
ولكن ل يكفى أن تهذب الشخص ،وتطهر قلبه ،وتزكى نفسه ،وتحي ضميره لكى يكون إنسانا فاضلً ،فإن حاجاتته الضرورية التى بها وقاية
نفسه تغلبه على الفضائل أحيانا ،لذلك قضى أحكم الحاكمين ،وأعدل العادلين بأن يوجد فى الدين من التنظيم ما تندفع به حاجة النسان إلى السرقة.
وبمعنى آخر لبد من أن نتأكد قبل أن نعاقب إنسانا أن عذره فى ارتكاب جنايته قد سقط ،وأنه لم يرتكبها إل بغيا وعدوانا .وحاجات النسان الضرورية
هى :
-بيت يسكنه يواريه عن أعين الناس ،ويجعله فى أمن العادين والباغين 0 1
-2طعام يحفظ به نفسه 0
-3ملبس للصيف والشتاء 0
وأقول :إن اليات والحاديث التى أخذ منها الفقهاء النص على هذه الشياء الثلثة تستوجب القول بأنه يجب أن يكون مضمونا لكل إنسان
العلج المجانى من المراض متى لم يكن قادرا عليه 0
هذه الضرورات ل يحصل عليها امرؤ بالستجداء ،بل لبد من العمل ،ودينه يحضه على ذلك( :وقل اعملوا فسيرى ال عملكم ورسوله)0
وقد جاء رجل إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم يسأله فلم يعطه ما سأل ،بل أعطاه أداة العمل ،ووجهة إليه ،وقال (( :إرجع إلى لتنبئنى
بحالك))0
فيجب حينئذ على ولى المر أن يساعد الناس على إيجاد أعمال لهم ،ويهيئ لهم أسباب العمل ،ويتعهدهم حتى تصلح حالهم 0
فإذا كان دخل إنسان ل يكفيه ،أو لم يجد عمل ،أو كان غير قادر على العمل فهو فى كفالة الدولة تمده بأسباب الحياة الضرورية التى بيناها 0
أما المال الذى يلزم لذلك فيؤخذ من الزكاة التى جعلها ال فى أموال الغنياء حقا للفقراء ،فإن لم تكف الزكاة لسد حاجات الفقراء أصبح فرضا
على كل من عنده فضل من مال أن يعود به على الفقراء حتى يستوفوا حاجتهم 0
فإذا منع الفقير حقه فله أن يقاتل عليه ،لن ال يأمر بمقاتلة الباغين(( :وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما
على الخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر ال) ول شك أن مانع الحق باغ 0
كان القانون الذى ي ستأصل الري ة ويق ضى علي ها – مه ما كان من شد ته – قا سيا ول رجع يا ،ولك نه ع ي التقدم
ومظهر الرتقاء الصحيح .وهى إحن قدية ،وأفكار بالية عتيقة ،آن لا أن تنقرض وآن للمصلحي أل يعيوها شيئا
من الهتمام بعد أن رأينا أن الفكرة العامة للتشريع أصبحت متجهة إل أخذ الجرمي بالزم واستبدال السبل الرادعة
والحكام الزاجرة بظاهر الرخاوة القانونية الت ساعدت على انتشار الرائم ف المم ،وجعلت القواني تكاد تكون
عدي ة الفائدة ف تذ يب الناس ،وأضا عت على الشعوب كثيا من الموال والهود ف الحا كم وال سجون والشرط
والوظفي والقضائيي بغي طائل 0
ويقولون إن ذلك غي مكن عمل فإن رجال الشريعة السلمية ل يسنون التنسيق الواجب ورجال القانون
ل يلمون بالشري عة ال سلمية اللام الكا مل ،وم ت كان ال مر كذلك ف من يتول إخراج القانون ال سلمى الد يد
للناس ف صورة من سقة و صياغة قانون ية تا مة؟ وتلك شب هة واه ية كذلك ،والتعل يق على هذه ال صعوبة من أهون
السائل ،والدعوى غي صحيحة على إطلقها ،فإن من رجال الشريعة السلمية من يسن التنسيق القانون إل حد
كبي ،ومن هؤلء الستاذ الشيخ أحد إبراهيم (بك) وكيل كلية القوق .وإن من رجال القانون من درس كثيا منن
م سائل الشري عة درا سة تا مة عمي قة ،و من هؤلء ال ستاذ ال سنهورى .ون سوق ذلك على سبيل الثال ،وإل فىف فى
رجالنا والمد ل خي كثي ،وقد اضطلع الستاذ السنهورى وحده بكثي من هذا العبء يوم دعى لتنسيق القانون ف
العراق فأحسن وأجاد 0
وأخيا :ير جف هؤلء القائلون فكرة ماد ية ب تة تدور حول ال صال الشخ صية فيقولون إن كم بذا تعطلون
هذا اليش من رجال الحاكم الهلية قضاة ومامي ومستشارين مترمي ،وتتعصبون لرجال الحكمة الشرعية على
اختلف أعمال م ،فتعطون قو ما أك ثر م ا ي ستطيعون أن يقوموا به وترمون الخر ين من كل شىء .ذلك إل أن كم
ترون أن الحا كم الهل ية أدق نظا ما وأع ظم ف –الجراءات إحكا ما من سابقتها ،فك يف تريدون أن تملوا الن ظم
الدقيق على ما هو أقل منه ف ذلك؟ وهذه مغالطة مكشوفة فليس العلم وقفا على قوم دون آخرين ،وف وسع القاضى
الهلى والحا مى أن يدرس أحكام الشرع ال سلمى ف بض عة شهور .والنظام ف الحا كم ل يتق يد بن صوص مواد
القانون ،وإنا يرجع إل أسباب أخرى كلها تزول إذا صحت العزائم .على أننا ل نريد بذا الصلح تعصبا لناحية بل
نريد أن يزول هذا التفريق كله ونقضى على هذا النقسام ف حياة أمة تسي إل الوحدة ،ول قوة لا إل بالوحدة ،فل
ماكم أهلية ول ماكم شرعية ،ولكن مكمة واحد إسلمية على أدق النظم وأحكم الجراءات ،عماد قانونا شريعة
ال وحكم السلم 0
فلما كفل ال عز وجل للفقير حقه ،وأباح له القتال عليه ،كانت العقوبة الهينة مفسدة للمجتمع ول تتفق مع المسئوليات التى فرضها ال على
الناس ،فكان جزاء من سرق -بعد أن استوفى حقه -أن تقطع يده ،وليس بعد ذلك توازن فى الحقوق ،والواجبات ( :ومن أحسن من ال قيل) 0
من مقال للستاذ ((حسن الهضيبى)) المرشد العام للخوان المسلمين ،بالعدد الرابع من السنة الولى ((للمسلمون))0
هذه هى بعض الشبهات الت تقال وقد رأيتم (معاليكم) أنا مردودة بالجة مدفوعة بالبهان ،وذلك شأن
كل شبهة يليها ويراد با الصد عن القائق 0
ل ي بق ب عد ذلك عذر ( يا با شا) ولذا يتو جه الخوان ال سلمون إلي كم بالرجاء معتقد ين أن م ف ذلك إن ا
يثلون المة السلمية جيعا بذه الطلبي :
أو ًل :أن تسلموا معهم ببدأ (وجوب العودة إل التشريع السلمى ،وتوحيد الحكمة الصرية على أساسه
من الن ) 0
ثانيا :أن تأمروا بإعادة تشكيل لنة تعديل القواني الالية الت يرأسها الستاذ كامل (بك) صدقى تشكيل
جديدا يقق هذه الغاية بأن تسند رياستها إل معاليكم رأسا إل فضيلة شيخ الزهر أو الفت الكب ،وأن تضم بي
أعضائها أكب عدد مكن من رجالنا البارزين ف الشريعة السلمية من رجال القضاء الشرعى والزهر الشريف ،وف
القانون الوضعى بفروعه الختلفة ،ول بأس بأن يكون من بينهم الستاذ كامل صدقى (بك)0
يا (معال الباشا) إننا أمة مسلمة وقد وطدنا العزم على أل نكم بغي قانون ال وشريعة القرآن الكري وتعاليم
ممد صلى ال عليه وسلم مهما كلفنا ذلك من ثن ،ومهما بذلنا من تضحيات ،وذلك أبسط حقوقنا كأمة ل تعدل
باستقللا ف كل مظاهرة ال سياسية والجتماع ية شيئا ،فأعينو نا على الو صول إل هذا ال ق وارفعوا ع نا هذا الرج،
ول تلجثوا المة إل سلوك سبيل الضطرين 0
حسـن البنـا
أذكر أننا فوجئنا ف أحد اليام بضور فضيلة الرشد إل السكندرية وقال :إنه جاء تلبية لدعوة على باشا
ما هر لضور ح فل زفاف اب نه ،وكلف فضيل ته أ حد الخوان الذ ين رافقوه ليذ هب إل ال فل ،فإذا ل ي د ف يه أى
مالفة شرعية اتصل بالستاذ تليفونيا حت يضر ،وإذا وجد ما يسبب أى حرج قام هو بالواجب ،وانتظر فضيلته فترة
من الوقت فلما ل يتم التصال التليفون قال :أل يوجد أحد من إخواننا عنده أى مناسبة؟ قلت له :إن الخ ممد
خليل شرف الدين سيعقد قرانه الن ف منل أصهاره بشارع اليناء الشرقية.
فقال :هيا بنا ،وكلفن بشراء هدية وانتقلنا إل النل وأدركنا الفل ،واستقبلنا استقبال حارا مفرحا حيث
كانت مفاجأة أضفت على الفل أنسا وبجة وسرورا ووقارا 0
0 وتدث الستاذ حديثا قصيا خفيفا وهنأ السرتي ودعا للعروسي
وما يذكر ،أنه حدث أن أعلن عن زيارة صدقى باشا لسيناء ،واهتزت الإدارة ف الساعيلية لذلك وأخذت
ف الستعداد لستقبال رئيس الكومة وحشد الناس له بحطة السكة الديد ليقابلوه 0
وأخذوا يفكرون فيمن يطب له ف هذا الستقبال ،ودلم أحد الهتمي إل الدرس حسن البنا ،فدعى إل
قسم الشرطة وقابلة طنطاوى بك مأمور الضبط – إذ ذاك – وطلبوا إليه أن يطب لصدقى باشا ويييه بناسبة زيارته
للساعيلية ،فغضب لذلك جدا ورفض ،فلما ألحوا عليه ،قال لم أنه على استعداد أن يقدم استقالته .وما جاء ف
كلمه قوله :
((إن العقد الذى بين وبي وزارة العارف ل يلزمن بأكثر من أن أحسن عملى ف التربية والتعليم وليس فيه
نص على الطابة لرؤساء الكومات ))0
وماـ يذكـر للمام مـن مواقـف بشأن أحفال الاهل ية أن وجـه ضباط ال يش الدعوة إل كبار رجال الدولة
ورجال السـلك الدبلوماسـى للحفلة السـاهرة التـ يقيمهـا رئيـس هيئة أركان حرب اليـش وضباط نادى القوات
السلحة بناسبة تول جللة اللك سلطاته الدستورية مساء ذلك اليوم بثكنات القلعة – وقد دعى فضيلة الرشد العام
للخوان إل هذه الفلة – فاعتذر فضيلته عن الضور واكتفى بإرسال البقية التالية إل سكرتي نادى الضباط:
أش كر ل سعادة الفر يق إبراه يم ع طا ال با شا وحضرات أعضاء النادى دعوت م الوج هة إل لضور الحتفال
بنا سبة تول حضرة صاحب الللة اللك الع ظم سلطته الد ستورية وأعتذر من عدم الضور وك نت أت ن أن يكون
هذا الحتفال بعرض عسكرى قوى يليق بزم الضباط وشجاعة الندى ويبث ف النفوس معان الماسة والقدام ل
بفل غنائى ساهر 0
وال أ سأل أن يغ ي ما بأنف سنا لت صلح أحوال نا وأن ي عل ع هد جللة اللك حف ظه ال ع هد سعادة وإقبال
وحرية واستقلل – آمي 0
حسن البنا
ك نت أقوم ف رمضان بتدر يس ب عض الحكام ال سلمية ع قب صلة الف جر ف ال سجد العبا سى
وكانت أكثر ما تتعرض لحكام الصيام والزكاة ورمضان وقبيل ناية رمضان تناولنا أحكام صلة العيد بالبيان ،وجاء
ف هذه الحكام أن من السنة أن يصلى العيد ف ظاهر البلد وأن يرج لا الناس رجال ونساء يشهدن الي وجاعة
السلمي ،وإن الئمة قد اتفقوا جيعا على أفضلية صلتا ف الصحراء ما عدا المام الشافعى الذى أفت بأن صلتا ف
السجد أفضل إذا كان ف البلد مسجد يتسع لهلها جيعا 0
وبين ما ن ن نقرر هذه الحكام إذ اقترح أ حد ال ستمعي أن ن ي هذه ال سنة ونقوم ب صلة ع يد الف طر ف
الصحراء وباصة وليس بالساعيلية حينذاك إل مساجد صغية ل تتسع لبعض أهل البلد فضل عن كلهم ،ومن حولا
صحراء قد اتسعت لنود الحتلل ،وتمس السامعون جيعا لذا القتراح فلم أر بدا من موافقتهم عليه ولكن مراعاة
ل ا أعلم من سرعة انق سام الراء ف هذا البلد حول ال سائل الدين ية لشدة ح ساسيته ف هذه الناح ية ولقرب عهده
باللفات الاضية اشترطت أل نطو خطوة حت نستشي العلماء ونتفق معهم على أسلوب التنفيذ ،فإن وافقوا فذاك
وإل فإن اجتماع الراء على خلف الول أفضل من افتراقها وتشتيت الكلمة على ما هو أفضل 0
وحاولت أن أخ طو هذه الطوة فإذا ب أفا جأ بملة عني فة من الترب صي بالدعوة واتامات قا سية بأن هذه
ابتداع بالدين وتعطيل للمساجد وماربة للسلم وافتاء بالباطل ،ومن ذا الذى يقول :إن الشارع أفضل من الامع،
ما سعنا بذا ف آبائ نا الول ي ،وانت شر ال ب ب سرعة البق وأ صبح حد يث الناس ف القا هى وال ساجد والجتمعات
العامة والاصة وكانت حلة يا لا من حلة .وتصادف أنن كنت حينذاك معتكفا العشر الواخر من رمضان بالسجد
العبا سى ،فكان الناس يتقاطرون على عقب كل صلة وي سألونن عن هذه البد عة الديدة وأ نا استغرب هذه الملة
الت ل أساس لا ،وأقرر حكم الدين بكل بساطة وبراءة وأطلع الناس على النصوص الفقهية ف هذا العن ،وأتنب
الدل والراء وأو صى ب مع الكل مة والبعد عن الصومة .ول كن المر كان قد خرج من يدى و يد العلماء وت مس
المهور للحق والسنة وأعلنوا اأن الصلة ستكون ظاهر البلد ،وأعدوا الصلى لذلك فعل ،وكنت لبد أن أحضر إل
القاهرة لقضى الع يد مع ال هل في ها .فحضرت ليلة الع يد ور تب الناس أنف سهم و صلى ب م الش يخ م مد مد ين إمام
م سجد العرايش ية .وكان سرور الناس وانشراح هم بذا الظ هر ال سلمى عظيما ،وحلت ف نفو سهم بر كة ال سنة
النبوية الطهرة .وعدت من إجازة العيد ،ورأ يت آثار هذا الرتياح بادية على كل و جه ،وخدت العا صفة الغرضة،
وتقررت السنة الباركة واستمرت صلة العيدين إل الن ظاهر البلد ف مهرجان إسلمى جيل 0
وف إحدى ليال رمضان زرت منل فضيلة قاضى الساعيلية الشرعى واجتمع ف هذه الزيارة مأمور الركز
والقاضى الهلى وناظر الدرسة البتدائية ومفتش العارف ولفيف من الدباء والفضلء والحامي والعيان ،وكانت
جلسة سر لطيف 0
وطلب فضيلة القا ضى الشاى فقدم إلي نا ف أكواب من الف ضة وجاء دورى فطل بت كو با من زجاج ف قط،
فن ظر إل فضيل ته مبت سما ،وقال أظ نك ل تر يد أن تشرب لن الكوب من ف ضة فقلت :ن عم وبا صة ون ن ف ب يت
القاضى 0
فقال إن السألة خلفية ،وفيها كلم طويل ،ونن ل نفعل كل شىء حت نتشدد ف مثل هذا العن ،فقلت يا
مولنا إنا خلفية إل ف الطعام والشراب فالديث متفق عليه والنهى شديد والنب صلى ال عليه وسلم يقول ((ل
تشربوا ف آنية الذهب والفضة فإنا يرجر ف بطنه نار جهنم)) ول قياس مع النص ول مناص ف المتثال ،وحبذا لو
أمرت بأن نشرب جيعا ف أكواب من زجاج ،وتدخل بعض الاضرين ف المر وأرادوا أن يقولوا إن المر ما دام
خلفيا فل لزوم للنكار ،وأراد القاضى الهلى أن يدل بدلوه ف الدلء فقال للقاضى الشرعى :يا فضيلة القاضى ما
دام هناك نص فالنص مترم ،ولسنا ملزمي بالبحث عن الكمة وإيقاف العمل بالنص حت تظهر ،فعلينا المتثال أولً،
ث إن عرفنا الكمة فبها وإل فذلك قصور منا والعمل على كل حال واجب ،فانتهزتا فرصة وشكرت له وقلت له
مشيا إل إصبعه ،وما دمت قد حكمت فاخلع هذا الات ،فإنه من ذهب والنص يرمه ،فابتسم وقال يا أستاذ أنا
أحكم بقواني نابليون وفضيلة القاضى يكم بالكتاب والسنة وكل منا ملزم بشريعته فدعن وتسك بقاضى الشريعة،
فقلت إن المر إنا جاء للمسلمي عامة وأنت واحد منهم فهو يتجه إليك بذا العتبار ،فخلع خاته ،وكانت جلسة
متعة حقا وكان لذا صداها بعد ذلك ف جهور يرى مثل هذا الوقف العادى أمرا بعروف أو نيا عن منكر ونصيحة
ف ذات ال 0
حي اتسع عمران الدولة السلمية صدر القرن الول ،وكثرت فتوحها وأقبلت الدنيا على السلمي من كان
مكان ،و حبيت إلي هم ثرات كل شىء ،وكان خليفت هم ب عد ذلك يقول لل سحابة ف ك بد ال سماء :شر قى أو غر ب
فحيثما وقع قطرك جاءن خراجه .وكان طبيعيا أن يقبلوا على هذه الدنيا يتمتعون بنعيمها ويتذوقون حلوتا وخياتا
ف اقتصاد أحيانا وف إسراف أحيانا أخرى ،وكان طبيعيا أمام هذا التحول الجتماعى ،من تقشف عصر النبوة الزاهر
إل لي الياة ونضارتا فيما بعد ذلك ،أن يقوم من الصالي التقياء العلماء الفضلء دعاة مؤثرون يزهدون الناس ف
متاع هذه الياة الزائل ،ويذكرون م ب ا قد ين سونه من متاع الخرة البا قى(( :وإن الدار الخرة ل ى اليوان لو كانوا
يعلمون ولو كانوا يعلمون))() ومـن أول هؤلء الذيـن عرفـت عنهـم هذه الدعوة –المام الواعـظ الليـل -السـن
البصرى ،وتبعه على ذلك كثي من أضرابه الدعاة الصالي ،فكانت طائفة ف الناس معروفة بذه الدعوة إل ذكر ال
واليوم الخر .والزهادة ف الدنيا ،وتربية النفوس على طاعة ال وتقواه 0
وطرأ على هذه القائق ما طرأ على غي ها من حقائق العارف ال سلمية ،فاخذت صورة العلم الذى ين ظم
سلوك الن سان وير سم له طري قا من الياة خا صا :مراحله الذ كر والعبادة ومعر فة ال ،وناي ته الو صول إل ال نة
ومرضاة ال 0
وهذا القسم من علوم التصوف ،وأسيه ((علوم التربية والسلوك)) ،لشك أنه من لب السلم وصميمه ،ول
شك أن الصوفية قد بلغوا به مرتبة من علج النفوس ودوائها ،والطب لا والرقى با ،ل يبلغ إليها غيهم من الربي،
ولشك أنم حلوا الناس بذا السلوب على خطة عملية من حيث أداء فرائض ال واجتناب نواهيه ،وصدق التوجيه
إل يه ،وإن كان ذلك ل ي ل من البال غة ف كث ي من الحيان تأثرا بروح الع صور ال ت عا شت في ها هذه الدعوات:
كالبال غة ف ال صمت والوع وال سهر والعزلة ..ولذلك كله أ صل ف الد ين يرد إل يه ،فال صمت أ صلة العراض عن
اللغو ،والوع أصله التطوع بالصوم والسهر أصله قيام الليل ،والعزلة أصلها كف الذى عن النفس ووجوب العناية
با 00ولو وقف التطبيق العملى عند هذه الدود الت رسها الشارع لكان ف ذلك كل الي 0
ولكن فكرة الدعوة الصوفية ل تقف عند حد علم السلوك والتربية ،ولو وقفت عند هذا الد لكان خيا لا
وللناس ،ولكن ها جاوزت ذلك ب عد الع صور الول إل تل يل الذواق والوا جد ،ومزج ذلك بعلوم الفل سفة والن طق
ومواريث المم الاضية وأفكارها ،فخلطت بذلك الدين با ليس منه ،وفتحت الثغرات الواسعة لكل زنديق أو ملحد
أو فاسد الرأى والعقيدة ليدخل من هذا الباب باسم التصوف والدعوة إل الزهد والتقشف ،والرغبة ف الصول على
هذه النتائج الروحية الباهرة .وأصبح كل ما يكتب أو يقال ف هذه الناحية يب أن يكون مل نظر دقيق من الناظرين
ف دين ال والريصي على صفائه ونقائه 0
وجاء ب عد ذلك دور التش كل العملى للفكرة فنشأت فرق ال صوفية وطوائف هم كل على ح سب أ سلوبه ف
الترب ية .وتدخلت ال سياسة ب عد ذلك للتت خذ من هذه التشكيلت تكأة ع ند اللزوم ،ونظ مت أحيا نا على هيئة الن ظم
العسكرية وأخرى على هيئة المعيات الاصة 00حت انتهت إل ما انتهت إليه اليوم من هذه الصورة الثرية الت
جعت بقية ألوان هذا التاريخ الطويل ،والت يثلها الن ف مصر مشيخة الطرق الصوفية ورجالا وأتباعها 0
ول شك أن الت صوف والطرق كا نت من أ كب العوا مل ف ن شر ال سلم ف كث ي من البلدان وإي صاله إل
جهات نائبة ما كان ليصل إليها إل على يد هؤلء الدعاة ،كما حدث ويدث ف بلدان إفريقيا وصحاريها ووسطها،
وف كثي من جهات آسيا كذلك 0
ول شك أن الخذ بقواعد التصوف ف ناحية التربية والسلوك له الثر القوى ف النفوس والقلوب ،ولكلم
الصوفية ف هذا الباب صولة ليست لكلم غيهم من الناس 000ولكن هذا أفسد كثيا من هذه الفوائد وقضى عليها
0
و من وا جب ال صلحي أن يطيلوا التفك ي ف إ صلح هذه الطوائف من الناس ،وإ صلحهم سهل مي سور،
وعندهم الستعداد الكامل له ،ولعلهم أقرب الناس إليه لو وجهوا نوه توجيها صحيحا ،وذلك ل يستلزم أكثر من
أن يتفرغ ن فر من العلماء ال صالي العامل ي ،والوعاظ ال صادقي الخل صي – لدرا سة هذه الجتمعات ،والفادة من
هذه الثروة العلمية ،وتليصها ما علق با ،وقيادة هذه الماهي بعد ذلك قيادة صالة 0
وأذكر أن السيد توفيق البكرى رحه ال فكر ف ذلك ،وقد عمل دراسات علمية عملية لشيوخ الطرق وألف
لم فعل كتابا ف هذا الباب ،ولكن الشروع ل يتم ول يهتم به من بعد الشيوخ ،وأذكر من ذلك أن الشيخ عبد ال
عفيفى رحه ال كان معنيا بذه الناحية وكان يطيل الديث فيها مع شيوخ الزهر وعلماء الدين ،ولكنه كان مرد
تفكيـ نظرى ل أثـر للتوجـه إل العمـل فيـه .ولو أراد ال والتقـت قوة الزهـر بقوة الطرق الروحيـة بقوة الماعات
السلمية العملية ،لكانت أمة ل نظي لا :توجه ول تتوجه ،وتقود ول تنقاد ،وتؤثر ف غيها ول يؤثر شىء فيها،
وترشد هذا الجتمع الضال إل سواء السبيل 000).أ.هـ
ف القوصية ف إحدى جولت الدعوة دعا وجيه هذه البلدة (أحد باشا جاد الرب) المام البنا وإخوانه إل
طعام العشاء 0
وما أن انتهى المام من إلقاء خطابه ،وبدأ ينصرف وسار ف الطريق الارجى ومن ورائه الكثي من الخوان
..وهنا وقف فضيلته وقال :يا حسن ،نن لسنا ((بتوع فتة)) ول يكن أن نذهب إل منل أحد باشا هكذا ،ثلثة
فقط يذهبون معنا 0
ونظرا إل مموع مـن كان يتبعـه مـن الخوان وقال :إخوان منفلوط يسـافروا ،إخوان أسـيوط يذهبوا كذا،
إخوان كذا ،وهكذا وزع كل من حوله ،ومضى معه ثلثة فقط !
وهناك على الائدة ،كعادته دائما ل يأكل إل القليل ،ث يدخل إل مكان نومه ليكتب ف مذكراته خلصة
أعمال يومه 0
وبناء على هذا الو قف وغيه من الوا قف يأ تى قول المام الب نا الا سم ف ر سالته ((إل الشباب ي طئ من
يظن أن الخوان السلمي ((دراويش)) قد حصروا أنفسهم ف دائرة ضيقة من العبادات السلمية كل ههم صلة
وصوم ،وذكر وتسبيح ،فالخوان السلمون ل يعرفوا السلم بذه الصورة ،ول يؤمنوا به على هذا النحو ،ولكنهم
آمنوا به عقيدة وعبادة ،ووط نا وجن سية ،وخل قا ومادة ،وثقا فة وقانو نا ،و ساحة وقوة ،اعتقدوه نظا ما شامل يفرض
نفسه على كل مظاهر الياة ،ينظم أمر الدنيا كما ينظم الخرة :اعتقدوه نظاما عمليا وروحيا معا ،فهو عندهم دين
ودولة ،وم صحف و سيف ،و هم مع هذا ل يهملون أ مر عبادت م ،ول يق صرون ف أداء فرائض هم لرب م ،ياولون
إحسان الصلة ،ويتلون كتاب ال ويذكرون ال تبارك وتعال على النحو الذى أمر به ،وف الدود الت وضعها لم،
ف غي غلو ول سرف ،فل تنطع ول تعمق ،وهم أعرف بقول رسول ال صلى ال عليه وسلم(( :إن هذا الدين متي
فأوغل فيه برفق ،إن النبت ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى)) وهم مع هذا يأخذون من دنياهم بالنصيب الذى ل يضر
بآخرتمـ ،ويعملون بقول ال تبارك وتعال ((قـل مـن حرم زينـة ال التـ أخرج لعباده والطيبات مـن الرزق)) وأن
الخوان السلمي ليعلمون أن خي وصف لي جاعة وهو وصف أصحاب النب صلى ال عليه وسلم(( :رهبان بالليل
فر سان بالنهار)) ،وكذلك ياولون أن يكونوا وال ال ستعان وي طئ من ي ظن أن الخوان ال سلمي دعاة ك سل أو
إهال ،فالخوان يعلنون ف كل أوقاتم أن السلم ل بد أن يكون إماما ف كل شىء ول يرضون بغي القيادة ،والعمل
والهاد ،والسبق ف كل شىء :ف العلم وف القوة وف الصحة وف الال .والتأخر ف أية ناحية من هذه النواحى ضار
بفكرتنـا مالف لتعاليـم ديننـا ،وننـ مـع هذا ننكـر على الناس هذه الاديـة الارفـة التـ تعلهـم يريدون أن يعيشوا
لنفسهم فقط وأن ينصرفوا بواهبهم وأوقاتم وجهودهم إل النانية الشخصية فل يعمل أحدهم لغيه شيئا ،ول يعن
من أمر امته بشىء والنب صلى ال عليه وسلم يقول (( :من ل يهتم بأمر السلمي فليس منهم)) كما يقول(( :إن ال
كتب الحسان على كل شىء))0
ولكى يعلم هؤلء الدليون أن الخوان سلفيون ف عقيدتم يسدونا للناس ف مواقف العمال وأعمال ،ل
ف مهاترات وأقوال 000000
وردت ف القرآن الكري آيات وف السنة الطهرة أحاديث ،توهم بظاهرها مشابة الق تبارك وتعال للقه ف
بعض صفاتم ،نورد بعضها على سبيل الثال ،ث نقفى بذكر ما ورد فيها من القوال ،وال نسأل أن يوفقنا إل بيان
وجه الق ف هذه السألة ،الت طال فيها جدل الناس ونقاشهم إل هذا العصر ،وأن ينبنا الزلل ويلهمنا الصواب 0000
وبعد أن أورد فضيلته ناذج من اليات والحاديث الت ورد فيها لفظ الوجه ولفظ العي واليد مضافا إل ال
تبارك وتعال ،وبعض اليات الت يؤخذ منها الهة إل ال تعال 000قال :
-1فر قة أخذت بظواهر ها ك ما هى ،فن سبت إل ال وجها كوجود اللق ،ويدا أو أيديا كأيدي هم،
وضحكا كضحكهم ،وهكذا حت فرضوا الله شيخا ،وبعضهم فرضه شابا ،وهؤلء هم الجسمة
والشبهة ،وليسوا من السلم ف شىء ،وليس لقولم نصيب من الصحة ،ويكفى ف الرد عليهم،
قول ال تعال( :ليـس كمثله شىء وهـو السـميع البصـي () .وقوله تعال ( :قـل هـو ال أحدـ ،ال
الصمد ،ل يلد ول يولد ،ول يكن له كفوا أحد)0
-2فرقة عطلت معان هذه اللفاظ على أى وجه ،يقصدون بذلك نفى مدلولتا مطلقا عن ال تبارك
وتعال ،فال تبارك وتعال عندهـم ل يتكلم ول يسـمع ول يبصـر؛ لن ذلك ل يكون إل بارحـة،
والوارح يب أن تنفى عنه سبحانه؛ فبذلك يعطلون صفات ال تبارك وتعال ويتظاهرون بتقديسه،
وهؤلء هم العطلة ،ويطلق علي هم ب عض علماء تار يخ العقائد ال سلمية :الهم ية ول أ ظن أن أحدا
عنده م سكة من ع قل ي ستسيغ هذا القول التها فت! و ها قد ث بت الكلم وال سمع والب صر لب عض
اللئق بغ ي جار حة ،فك يف يتو قف كلم ال ق تبارك وتعال على الوارح؟! تعال ال عن ذلك
علوا كبيا 0
هذان رأيان باطلن ل حظ ل ما من الن ظر ،وب قى أمام نا رأيان ه ا م ل أنظار العلماء ف العقائد ،وه ا رأى
السلف ورأى اللف 0
-3أمـا السـلف رضوان ال عليهـم فقالوا :نؤمـن بذه اليات والحاديـث كمـا وردت ،ونترك بيان
القصود منها ل تبارك وتعال ،فهم يثبتون اليد والعي والعي والستواء والضحك والتعجب…
ال وكل ذلك بعان ل ندركها ،ونترك ل تبارك الحا طة بعلمها ،ولسيما وقد نينا عن ذلك ف
قول النب صلى ال عليه وسلم(( :تفكروا ف خلق ال ول تتفكروا ف ال فإنكم لن تقدروه قدره))0
قال العرا قى :رواه أ بو نع يم ف ((الل ية)) بإ سناد ضع يف ،ورواه ال صبهان ف الترغ يب والتره يب بإ سناد
أصح منه ،ورواه أبو الشيخ كذلك مع قطعهم رضوان ال عليهم بانتفاء الشابة بي ال وبي اللق .وإليك أقوالم ف
ذلك :
( أ ) روى أبو قاسم الللكائى ف (أصول السنة) عن ممد بن السن صاحب أب حنيفة رضى ال عنهما
قال (( :اتفق الفقهاء كلهم من الشرق إل الغرب على اليان بالقرآن والحاديث الت جاءت با الثقات عن رسول
ال صلى ال عليه وسلم ف صفة الرب عن وجل من غي تفسي ول وصف ول تشبيه ،فمن فسر اليوم شيئا من ذلك
ف قد خرج م ا كان عل يه النب صلى ال عل يه و سلم وفارق الما عة ،فإن م ل ي صفوا ول يف سروا ،ولكن أفتوا ب ا ف
الكتاب والسنة ث سكتوا))0
(ب) وذكر اللل ف كتاب (السنة) عن حنبل وذكره حنبل ف كتبه مثل كتاب ((السنة والحنة)) قال
حنبل(( :سألت أبا عبد ال عن الحاديث الت تروى ((إن ال تبارك وتعال ينل إل ساء الدنيا)) .و((إن ال يرى))
و((إن ال يضع قدمه)) وما أشبه هذه الحاديث؟ فقال أبو عبد ال :نؤمن با ونصدق ول كيف ول معن ول نرد
منها شيئا ،ونعلم أن ما جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم حق إذا كان بأسانيد صحاح ،ول نرد على ال قوله ،ول
يوصف ال تبارك وتعال بأكثر ما وصف به نفسه بل حد ول غاية ،ليس كمثله شىء))0
(ج) وروى حرملة بن يي قال :سعت عبد ال بن وهب يقول :سعت مالك بن أنس يقول :من وصف
شيئا من ذات ال م ثل قوله (وقالت اليهود يد ال مغلولة) فأشار بيده إل عن قه ،وم ثل قوله (و هو ال سميع الب صي)
فأشار إل عينه أو أذنه أو شىء من يديه ،قطع ذلك منه؛ لنه شبه ال بنفسه ث قال مالك :أما سعت قول الباء حي
حدث أن ال نب صلى ال عل يه و سلم ل يض حى بأر بع من الضحا يا وأشار الباء بيده ك ما أشار ال نب صلى ال عل يه
وسلم ،قال الباء :ويدى أقصر من يد رسول ال صلى ال عليه وسلم فكره الباء أن يصف يد رسول ال صلى ال
عليه وسلم إجلل له وهو ملوق ،فكيف الالق الذى ليس كمثله شىء؟!
( د) وروى أبو بكر الثرم ،وأبو عمرو الطلمنكى وأبو عبد ال بن أب سلمة الاجشون كلما طويل ف هذا
لعن ختمه بقوله(( :فما وصف ال من نفسه فسماه على لسان رسوله سيناه كما ساه ،ول نتكلف منه صفة ما
سواه ،ل هذا ول هذا ،ل نحد ما وصف ،ول نتكلف معرفة ما ل يصف))0
((اعلم ،رحك ال ،أن العصمة ف الدين أن تنتهى حيث انتهى بك ،ول تاوز ما قد حد لك؛ فإن من قوام
الدين معرفة العروف ،وإنكار النكر ،فما بسطت عليه العرفة ،وسكنت إليه الفئدة ،وذكر أصله ف الكتاب والسنة
وتوارث علمه المة فل تافن ف ذكره وصفته من ربك ما وصف من نفسه عينا ،ول تكلفن با وصف من ذلك
قدرا 0وما أنكرته نفسك ،ول تد ذكره ف كتاب ربك ،ول ف الديث عن نبيك من ذكر صفة ربك فل تتكلفن
علمه بعقلك ،ول تصفه بلسانك ،واصمت كما صمت الرب عنه من نفسه ،فإن تكلفك معرفة ما ل يصف به نفسه
مثل إنكارك ما وصف منها ،فكما أعظمت ما جحد الاحدون ما وصف من نفسه ،فكذلك أعظم تكلف ما وصف
الواصـفون ماـ ل يصـف منهـا ،فقدو ال عـز السـلمون الذيـن يعرفون العروف وبعرفتهـم يعرف ،ينكرون النكـر
وبإنكارهم ينكر ،يسمعون ما وصف ال به نفسه من هذا ف كتابه ،وما يبلغهم مثله عن نبيه ،فما مرض من ذكر هذا
وت سميته من الرب قلب م سلم ،ول تكلف صفة قدره ،ول ت سمية غيه من الرب مؤ من ،و ما ذ كر عن ر سول ال
صلى ال عليه وسلم أنه ساه من صفة ربه فهو بنلة ما سى ووصف الرب تعال من نفسه ،والراسخون ف العلم،
الواقفون حيث انتهى بم علمهم ،والواصفون لربم با وصف نفسه ،التاركون لا ترك من ذكرها ل ينكرون صفة ما
سى منها جحدا ،ول يتكلفون وصفه با ل يسم تعمقا ،لن الق ترك ما ترك وسى ما سى ،ومن (يتبع غي سبيل
الؤمني نوله نوله ما تول ،ونصله جهنم وساءت مصيا (النساء .وهب ال لنا ولكم حكما ،وألقنا بالصالي))0
قد مت لك أن ال سلف ،رضوان ال علي هم ،يؤمنون بآيات ال صفات وأحاديث ها ك ما وردت ،ويتركون بيان
القصود منها ال تبارك وتعال ،مع اعتقادهم بتنيه ال تبارك وتعال عن الشابة للقه 0
فأما اللف فقد قالوا :إننا نقطع بأن معان ألفاظ هذه اليات والحاديث ل يراد با ظواهرها ،وعلى ذلك
فهى مازات ل مانع من تأويلها ،فأخذوا يؤولون ((الوجه)) بالذات و((اليد)) بالقدوة وما إل ذلك ،هربا من شبهة
التشبيه وإليك ناذج من أقوالم ف ذلك 0
أى يريدونه .وقال الضحاك وأبو عبيدة( :كل شىء هالك إل وجهه)( ) إل هو 0
3
وعقد ف أول الكتاب فصل ضافيا ف الرد على ما قالوا إن الخذ بظاهر هذه اليات والحاديث هو مذهب
السلف؛ وخلصة ما قاله أن الخذ بالظاهر هو تسيم وتشبيه؛ لن ظاهر اللفظ هو ما وضع له ،فل معن لليد حقيقة
إل الارحة ،وهكذا .وأما مذهب السلف فليس أخذها على ظاهرها ولكن السكوت جلة عن البحث فيها .وأيضا
-2وقال فخر الدين الرازى ف كتابه ((أساس التقديس)) :واعلم أن نصوص القرآن ل يكن إجراؤها على
ظاهر ها لوجوه :الول أن ظا هر قوله تعال ( :ولت صنع على عي ن)( ) يقت ضى أن يكون مو سى عل يه ال سلم م ستقرا
1
على تلك الع ي ملت صقا ب ا م ستعليا علي ها وذلك ل يقوله عا قل ،والثا ن أن قوله تعال( :وا صنع الفلك بأعين نا) ( )
2
يقتضى أن يكون آلة تلك الصنعةن هى تلك العي ،والثالث أن إثبات العي ف الوجه الواحد قبيح فثبت أنه لبد من
الصي إل التأويل ،وذلك وهو أن تمل هذه اللفاظ على شدة العناية والراسة 0
-3قال المام الغزال ف الزء الول من كتابه ((إحياء علوم الدين)) عند كلمه على نسبة العلم الظاهر إل
البا طن وأق سام ما يتأ تى ف يه الظهور والبطون والتأو يل وغ ي التأو يل :الق سم الثالث أن يكون الشىء ب يث لو ذ كر
صريا لفهم ول يكن فيه ضرر ،ولكن يكن عنه على سبيل الستعارة والرمز؛ ليكون وقعة ف قلب الستمع أغلب
000ومنه قوله صلى ال عليه وسلم (( :إن السجد لينوى( ) من النخامة كما تنوى اللدة على النار)) .ومعناه أن
3
روح السجد وكونه معظما ،ورمى النخامة فيه تقي له فيضاد معن السجد ل تنقبض من نامة وكذلك قوله صلى
ال عليه وسلم(( :أما يشى الذى يرفع رأسه قبل المام أن يول ال رأسه رأس حار))() وذك من حيث الصورة ل
ي كن قط ول يكون ،ول كن من ح يث الع ن هو كائن إذ رأس المار ل ي كن بقيق ته ،وكو نه وشكله بل با صيته،
وهى البلدة والمق .ومن رفع رأسه قبل المام فقد صار رأسه رأس المار ف البلدة والمق ،وهو القصود دون
الش كل .وإن ا يعرف أن هذا ال سر على خلف الظا هر إ ما بدل يل عقلى أو شر عى .أ ما العقلى فأن يكون حله على
الظا هر غ ي م كن ،كقوله صلى ال عل يه و سلم(( :قلب الؤ من ب ي إ صبعي من أ صابع الرح ن ()" إذ لو فتش نا عن
قلوب الؤمني ل ند فيها أصابع ،فعلم أنا كناية عن القدرة الت هى سر الصابع وروحها الفى ،وكن بالصابع
عن القدرة لن ذلك أعظم وقعا ف تفهم تام القتدار " 0
0 وقد نعرض لثل هذا الكلم ف موضع آخر ،وفيما ذكرناه كفاية
إل هنا وضح أمامك طريقا السلف واللف ،وقد كان هذان الطريقان مثار خلف شديد بي علماء الكلم
من أئمة السلمي ،وأخذ كل يدعم مذهبه بالجج والدلة ،ولو بثت المر لعلمت أن مسافة اللف بي الطريقي ل
تتمل شيئا من هذا لو ترك أهل كل منهما التطرف والغلو ،وأن البحث ف مثل هذا الشأن ،مهما طال فيه القول ،ل
يؤدى ف النهاية إل إل نتيجة واحدة هى التفويض ل تبارك وتعال ،وذلك ما سنفصله لك إن شاء ال تعال 0
قوله صلى ال عليه وسلم (( :إن المسجد لينزوى)) أى لينقبض .قال الزبيدى فى شرح الحياء :قال العراقى :هذا لم أر له أصل فى المرفوع وإنما هو 3
من قول أبى هريرة ورواه أبن أبى شيبة فى مصنفه .قلت :ورواه كذلك عبد الرازق موقوفا على أبى هريرة ،وفى صحيح مسلم عن أبى هريرة رضى
ال عنه أيضا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى نخامة فى المسجد فى القبلة فقال(( :ما بال أحدكم مستقبل ربه فينخع أمامه أيحب أحدكم أن يستقبل
فينخع فى وجهه؟))0
بي السلف واللف :
قد علمت أن مذهب السلف ف اليات والحاديث الت تتعلق بصفات ال تبارك وتعال أن يروها على ما
جاءت عليه ،ويسكتوا عن تفسيها أو تأويلها؛ وأ ،مذهب اللف أن يؤولوها با يتفق مع تنيه ال تبارك وتعال عن
مشابة خلقه .وعلمت أن اللف شديد بي أهل الرأيي حت أدى بينهما إل التنابز باللقاب العصبية؛ وبيان ذلك
من عدة أوجه :
0 أو ًل :اتفق الفريقان على تنيه ال تبارك وتعال عن الشابة للقه
ثانيا :كل منهما يقطع بأن الراد بألفاظ هذه النصوص ف حق ال تبارك وتعال غي ظواهرها الت وضعت
لا هذه اللفاظ ف حق الخلوقات ،وذلك مترتب على اتفاقهما على نفى التشبيه 0
ثالثا :كل من الفريق ي يعلم أن اللفاظ تو ضع للت عبي ع ما يول ف النفوس أو يقع ت ت الواس م ا يتعلق
بأصحاب اللغة وواضعيها ،وأن اللغات ،مهما اتسعت ،ل تيط با ليس لهلها بقائقه علم ،وحقائق ما يتعلق بذات
ال تبارك وتعال من هذا القب يل ،فالل غة أق صر من أن تواتي نا باللفاظ ال ت تدل علىهذه القائق ،فالتح كم ف تد يد
العان بذه اللفاظ تغرير 0
وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف واللف على أصل التأويل ،وانصر اللف بينهما ف أن اللف زادوا تديد
العن الراد حيثما ألأتم ضرورة التنيه إل ذلك حفظا لعقائد العوام من شبهة التشبيه ،وهو خلف ل يستحق ضجة
ول إعناتا 0
وننـ نعتقـد أن رأى السـلف مـن السـكوت وتفويـض علم هذه العانـ إل ال تبارك وتعال أسـلم وأول
بالتباع ،حسما لادة التأويل والتعطيل؛ فإن كنت من أسعده ال بطمأنينة اليان ،وأثلج صدره ببد اليقي فل تعدل
به بديل ونعتقد إل جانب هذا أن تأويلت اللف ل توجب الكم عليهم بكفر ول فسوق ،ول تستدعى هذا الناع
الطو يل بين هم وب ي غي هم قديا أو حديثا ،و صدر ال سلم أو سع من هذا كله .و قد ل أ أ شد الناس ت سكا برأى
ال سلف ،رضوان ال علي هم ،إل التأو يل ف عدة موا طن ،و هو المام أح د بن حن بل ضى ال ع نه؛ من ذلك تأويله
لديث(( :الجر السود يي ال ف أرضه))( ) وقوله صلى ال عليه وسلم(( :قلب الؤمن من بي إصبعي من أصابع
1
الرحن( ) وقوله صلى ال عليه وسلم (( :إن لجد نفس الرحن من جانب اليمي ( )" 0
3 2
قال العراقى :رواه الحاكم وصححه من حديث عبد ال بن عمر 0 1
قال العراقى :رواه أحمد من حديث أبى هريرة فى حديث قال فيه (( :وأجد نفس ربكم من قبل اليمن)) ورجاله ثقات 0 3
و قد رأ يت للمام النووى ر ضى ال ع نه ما يف يد قرب م سافة اللف ب ي الرأي ي م ا ل يدع مال للناع
والدال ولسيما وقد قيد اللف أنفسهم ف التأويل بوازه عقل وشرعا بيث ل يصطدم بأصل من أصول الدين 0
قال الرازى ف كتا به ((أ ساس التقد يس)) (( :ث إن جوز نا التأو يل اشتغل نا على سبيل ال تبع بذ كر تلك
التأويلت على التف صيل ،وإن ل ن ز التأو يل فوض نا ب ا إل ال تعال ،فهذا هو القانون الكلى الرجوع إل يه ف ج يع
التشابات ،وبال التوفيق))0
وخلصة هذا البحث أن السلف واللف قد اتفقا على أن الراد غي الظاهر التعارف بي اللق ،وهو تأويل
ف الملة ،واتفقا كذلك على أن كل تأويل يصطدم الشرعية غي جائز ،فانصر اللف ف تأويل اللفاظ با يوز ف
الشرع ،وهو هي كما ترى ،وأمر لأ إليه بعض السلف أنفسهم ،وأهم ما يب أن تتوجه إليه هم السلمي الن
توحيد الصفوف ،وجع الكلمة ما استطعنا إل ذلك سبيل ،وال حسبنا ونعم الوكيل 0
دعا الخوان السلمون بالسكندرية إل حفل شاى أقاموه ف نادى حديقة ((أنطونيادس)) لصفوة من رجال
الفكر وأساتذة الامعة بالسكندرية ،حضره الستاذ عمر باء الدين الميى من قادة الخوان بسوريا 0
وحي جاء دور فضيلة الرشد ف الديث ،تدث بأسلوب النطقي الذى يقوم على القدمات والنتائج ،وهو
أسلوب العلماء الذين يبحثون ف ظواهر الشياء مستخدمي ((النهج العلمى)) ف البحث بغية الوصول إل القواني
الت تكم هذه الظواهر ..تدث فضيلته عن حركة التاريخ السلمى ،وكيف انتقلت قيادة البشرية اليوم إل الغرب،
ح يث الختراع واللة و سرعة الوا صلت ،واتفاق دول الغرب ر غم اختلف هم في ما بين هم على تدم ي أ مة ال سلمي
وحضارتم 0
ث أ خذ ف عرض خصائص الن سان الغر ب وحضارته وانفلته من القيم وال ثل النسانية العل يا ..فالن سان
الغرب بتكوينه التاريى مادى بطبيعته ،وجاءت حضارته الديثة لتؤصل فيه الروح الادية وتزيدها عمقا ،نتيجة حتمية
لصلته الشديدة باللة الصماء الت ل تروى ظمأ القلوب ول تتجاوب مع الفطرة النسانية ،فالنسان ف الغرب يضى
أكثر حياته يتعامل مع اللة حت أصبح وكأنه آلة تتحرك وجدان ول شعور 000
بدأ فضيلته الديث عن حركة التاريخ السلمى ،وكيف بدأ بقيام الدولة السلمية الول على قواعد النظام
الجتماعى القرآن الفاضل ،تؤمن به إيانا عميقا وتطبقه دقيقا وتنشره ف العالي ،حت كان اللفة الول رضى ال
عنه يقول(( :لو ضاع من عقال بعي لوجدته ف كتاب ال)) وحت أنه ليقاتل ما نعى الزكاة ويعتبهم مرتدين لدمهم
هذا الركـن مـن أركان هذا النظام ويقول(( :وال لو منعونـ عقال كانوا يؤدونـه لرسـول ال صـلى ال عليـه وسـلم
لقاتلتهم مت استمسك السيف بيدى)) وكانت الوحدة بكل معانيها ،ومظاهرها تشمل هذه المة الناشئة .فالوحدة
الجتماعية شاملة بتعميم نظام القرآن ولغة القرآن ،والوحدة السياسية شاملة ف ظل أمي الؤمني وتت لواء اللفة
ف العاصمة ،ول يل دونا أن كانت الفكرة السلمية فكرة ل مركزية ف اليوش ،وف بيوت الال ،وف تصرفات
الولدة ،إذ أن الم يع ي صدرون عن عقيدة واحدة ويعملون بتوج يه عام مت حد .ول قد طاردت هذه البادئ القرآن ية
الوثنية الخرفة ف جزيرة العرب وبلد الفرس فضت عليها ،وطاردت اليهودية الاكرة فحصرتا ف نطاق ضيق وقضت
على سلطانا الدي ن وال سياسى قضاء تا ما ،و صارعت ال سيحية ال صليبية ح ت ان صر ظل ها ف قار تى آ سيا وأفريق يا
وانازت إل أور با ف ظل الدولة الرومان ية الشرق ية بالق سطنطينية وتر كز بذلك ال سلطان الرو حى وال سياسى بالدولة
ال سلمية ف القارت ي العظيمت ي وأل ت على القارة الثال ثة تا جم الق سطنطينية من الشرق وتا صرها ح ت يهد ها
الصار وتأتيها من الغرب وتقتحم الندلس وتصل جيوشها الظفرة إل قلب فرنسا وإل شال وجنوب إيطاليا وتقيم
ف غرب أور با دولة شام ة البنيان مشر قة بالعلم والعرفان ،وي تم ل ا ب عد ذلك ف تح الق سطنطينية نف سها وح صر-
الصليبية ف هذا الزء الحدود من قلب أوربا ،وتخر الساطيل السلمية عباب البحرين البيض والحر فيصي كل
منه ما بية إ سلمية ،وتق بض قوات الدولة ال سلمية بذلك على مفات يح البحار ف الشرق والغرب وت تم ل ا ال سيادة
البية والبحرية وقد اتصلت هذه المم السلمية بغيها من المم ،ونقلت كثيا من الضارات ولكنها تغلبت بقوة
إيانا ومتانة نظامها عليها جيعا فعربتها أو كادت واستطاعت أن تصبغها وأن تملها على لغتها ودينها با فيها من
روعـة وحيويـة وجال ،ول ينعهـا أن تأخـذ النافـع مـن هذه الضارات جيعا مـن غيـ أن يؤثـر ذلك فـ وحدتاـ
الجتماعية أو السياسية 0
و مع هذه القوة البال غة وال سلطان الوا سع فإن عوا مل التحلل قد أخذت تت سلل إل كيان هذه ال مة القرآن ية
وتعظم وتنشر وتقوى شيئا فشيئا 000
وأخذت ال مة ال سلمية تنت قل من هزي ة إل هزي ة و من اندحار إل اندحار و من حفرة إل حفرة ب سبب
اللفات والنصراف السياسية والعصبية وتنازع الرياسة والاه ..واللفات الدينية والذهبية والنصراف عن جوهر
الد ين ،0000والنغماس ف ألوان الترف والنع يم 00وانتقال ال سلطة إل من ل يتذوقوا ط عم ال سلم ال صحيح 00
وإهال العلوم العمل ية والعارف الكون ية ..والغرور ب سلطانم والنداع بقوت م وإهال الن ظر ف التطور الجتما عى
للمم من غيهم والنداع بدسائس التملقي من خصومهم 0
أخذت هذه العوا مل تع مل ف كيان الدولة ال سلمية وال مة ال سلمية عمل ها وظ نت ال مم الوتورة أن قد
سنحت الفرصة لتأخذ بثأرها وتقضى على هذه الدولة السلمية الت فتحت بلدها من قبل وغيت معال أوضاعها
ف كل شئون الياة ،فاندر التتار كال سيل الدا فق على الدولة ال سلمية وأخذوا يقطعون أشلء ها جزءا جزءا ح ت
و صلوا إل بغداد عا صمة الل فة العبا سية ووطأو ها بنعال م ف ش خص اللي فة ال ستعصم ،وبذلك تبدد ش ل الدولة
وانت ثر ع قد الل فة لول مرة وتفر قت ال مة ال سلمية إل دويلت صغية ،ف كل قبيلة في ها أم ي للمؤمن ي وم نب،
وتنبهت الصليبية ف أوربا وجعت جوعها وقذفت الشرق السلم ف آسيا وافريقيا بكتائبها ف تسع حلت صليبية
اشتملت على خ ي ما في ها من فر سان وملوك وعتاد ،وتك نت هذه القوات الزاح فة من إقا مة دولة صليبية ف ب يت
القدس وتديد أمم السلم ف الشرق والغرب ،ومهاجة مصر أقوى هذه الدول إذ ذاك 0
ولكن ال تبارك وتعال ل يأذن بعد للباطل أن ينتصر نعلى الق فاستطاعت مصر أن تمع حولا فلول بعض
هذه الدويلت وتقذف ب م ف ن ر ال صليبيي بقيادة صلح الد ين فت ستعيد من هم ب يت القدس وتري هم ك يف تكون
الزية ف حطي ،ث تقف ف وجه اللتتار بقيادة الظاهر بيبس وتردهم على أعقابم خاسئي ف عي جالوت ث تعيد
ر سم الل فة من جد يد ،وير يد ال ب عد ذلك أن تقوم لل سلم دولة وار فة الظلل قو ية البأس شديدة الراس ت مع
كل مة أهله وت ضم ت ت لوائ ها مع ظم أم ة وشعو به ويأ ب ل ا علو ال مة إل أن تغزوا ال صليبية ف ع قر دار ها فتف تح
القسطنطينية ويتد سلطانا ف قلب أوربا حت يصل إل فيينا ،تلك هى دولة التراك العثمانية 0
واطمأنت الدولة السلمية تت لواء العثمانيي إل سلطانا واستنامت إليه وغفلت عن كل ما يدور حولا
ول كن أور با ال ت ات صلت بأضواء ال سلم غر با بالندلس وشر قا بالملت ال صليبية ل ت ضع الفر صة ول تغ فل عن
الستفادة بذه الدروس فأخذت تتقوى وتتجمع تت لواء الفرنة ف بلد الغال ،واستطاعت بعد ذلك أن تصد تيار
الغزو السلمى الغرب وأن تبث الدسائس بي صفوف السلمي بالندلس وأن تضرب بعضهم ببعض إل أن قذفت
بمـ أخيا إل مـا وراء البحـر أو إل العدوة الفريقيـة ،فقامـت مقامهـم الدولة السـبانيولية الفتيـة ومـا زالت تتقوى
وتتج مع وتف كر وتتعلم وتوب البلد وتك شف القطار ح ت كان ك شف أمي كا عمل من أعمال أ سبانيا وك شف
طر يق ال ند عمل من أعمال البتغال ،وتوالت صيحات ال صلح ون بغ ب ا كث ي من ال صلحينن وأقبلت على العلم
الكو ن والعر فة النت جة الثمرة .وانت هت ب ا هذه الثورات ال صلحية إل تكو ين القوميات وقيام دولة قو ية جعلت
هدف ها جي عا أن تزق هذه الدولة ال سلمية ال ت قا ستها أور با وا ستأثرت دون ا بإفريق يا وآ سيا وتال فت هذه الدول
الفتية على ذلك أحلفا رقت با إل درجة القداسة ف كثي من الحيان 0
وامتدت اليدى الورب ية بكم الكشف والضرب ف الرض والرحلة إل أقصى آفاقها البعيدة إل كثي من
بلدان ال سلم النائ ية كال ند وب عض الوليات ال سلمية الجاورة ل ا وأخذت تع مل ف جد للوصول إل تز يق دولة
ال سلم القو ية الوا سعة وأخذت ت ضع لذلك الشروعات الكثية ت عب عن ها أحيانا بال سألة الشرق ية وأخرى بإقت سام
تركة الرجل الريض ،وأخذت كل دولة تنتهز الفرصة السانة وتنتحل السباب الواهية وتاجم الدولة الوادعة اللهية
ل انسلخ فيه عن الدولة العثمانية كثيفتنقص بعض أطرافها أو تد جانبا من كيانا ،واستمرت هذه الهاجة أمدا طوي ً
من القطار السلمية ،وقعت تت السلطان الورب (كالغرب القصى وشال أوربا) واستقل فيه كثي من البلد غي
ال سلمية ال ت كا نت ت ت سلطان العثماني ي كاليونان ودول البلقان وكان الدور التا مى ف هذا ال صراع الرب
العال ية الول سنة 1918-1914ميلد ية الذى انت هى بزي ة ترك يا وحلفائ ها وبذلك سنحت الفر صة الكاملة لقوى
ـ على هذا الياث الض خم مـن أمـم ال سلمشعوب أور با (انلترا وفرن سا) وإل جوارهاـ (إيطال يا) فوضعـت يده ا
وشعبوه ،وبسطت سلطانا عليها ف أساء متلفة من احتلل واستعمار ووصاية وانتداب 0
ولقد خرجت الدول الوربية من الرب العالية وبذور القد والبغضاء متأصلة ف صدور الكثي منها وجاء
مؤتر الصلح ومعاهداته لطمات قاسية لبعضها وخيبة أمل مؤلة لكثي منها ،هذا إل ظهور كثي من الفكر الديدة
والبادئ التعصبة الشديدة التعصب ،ولبد أن تنتهى هذه الال بذه المم إل خلف جديد وحرب طاحنة ضروس
تبدد شلهم وتزق وحدتم وتعيدهم إل رشدهم وتردهم عن ظلمهم ،وتب لمم السلم فرصة أخرى تسوى فيها
صفوفها وتمع شلها وتستكمل حريتها وتسترد دولتها ووحدتا تت لواء أمي الؤمني( :ونريد أن نن على الذين
استضعفوا ف الرض وتعلهم الوارثي)0
إن ال مم الورب ية ال ت ات صلت بال سلم وشعو به ف الشرق بالروب ال صليبية و ف الغرب بجاورة عرب
الندلس ومالطتهم ل تستفد من هذا التصال مرد الشعور القوى أو التجمع والتوحد السياسى ولكنها أفادت ذلك
يق ظة ذهنية وعقلية كبية واكتسبت علوما ومعارف جة وظهرت فيها نضة أدبية وعلمية وا سعة النطاق ،وقامت
الكنيسة تناهض هذه الظاهرة الغريبة بكل ما أوتيت من قوة ،وتذيق رجالا من الدباء والعلماء مر العذاب ،فتعتدى
عليهم ماكم التفتيش وتثي ضدهم الدول والشعوب ،ولكن ذلك كله ل يدها نفعا ول تثبت تعاليمها أمام حقائق
العلم وكشوفه ،وخرجت النهضة العلمية منتصرة كل النتصار وتنبهت الدولة بذلك فصارعت الكنيسة هى الخرى
حت صرعتها وتلص بذلك الجتمع الأورب تلصا تاما من سلطانا وطارد رجالا إل العابد والديرة وألزم الباب
القامة ف الفاتيكان وحصر عمل رجال الدين ف نطاق ضيق من شئون الياة ل يرجون عنه ول يتطلعون إل سواه
ول ت بق أور با على ال سيحية إل كتراث تاري ى ،وعا مل من عوا مل تذ يب الب سطاء والغرار من دهاء الشعوب،
ووسـيلة مـن وسـائل التغلب والسـتعمار وقضاء الآرب السـياسية ،وامتـد أمام الوربييـ رواق العلم وانفسـخ مال
الختراعات والكشف وضاعفت الاكينة النتاج ووجهت الياة وجهة صناعية ،وسار ذلك جنبا إل جنب مع نشأة
الدولة القوية وامتداد سلطانا إل كثي من البلد والقطار ،فأقبلت الدنيا على هذه المم من كل مكان فكان طبيعيا
ب عد ذلك أن تقوم الياة الورب ية على قاعدة إق صاء الد ين عن مظا هر الياة الجتماع ية وبا صة الدولة والحك مة
والدرسة وطغيان النظرة الادية وجعلها القياس ف كل شىء 000وتبعا لذلك سارت مظاهر هذه الضارة مادية بتة
تدم ما جاءت به الديان السماوية وتنا قض كل الناقضة تلك الصول ال ت قرر ها ال سلم الن يف وجعل ها أ ساسا
لضارته ،الت جعت بي الروحاية والادية جيعا ،ومن أهم الظواهر الذى لزمت الدنية الوربية :
-3الثرة ف الفراد ،فكل إن سان ل ير يد إل خي نفسه .و ف الطبقات ف كل طب قة تتعال عمن سواها وتود أن
تظى بالغان دونا .وف الشعوب ،فكل أمة تتعصب لنسها وتنتقص غيها وتاول أن تلتهم من هى أضعف
منها 0
-4الربا والعتراف بشرعيته واعتباره قاعدة التعامل والتفنن ف صورة وضروبه وتعميمه بي الدول والفراد ،وقد
انت جت هذه الظا هر الاد ية البح تة ف الجت مع الور ب ف ساد النفوس وض عف الخلق والترا خى ف مار بة
الرائم فكثرت الشكلت وظهرت البادئ الدامـة واشتعلت الثورات الخربـة الدمرة واضطربـت النظـم
القتصـادية والجتماعيـة والسـياسية فلم تسـتقر على حال وتزقـت الدول بالطوائف والحزاب وتناحرت
الشعوب على الطا مع والحقاد ،وأثب تت هذه الدن ية الدي ثة عجز ها التام عن تأم ي مت مع الن سان وإقرار
الطمأنينة والسلم فيه وفشلها ف إسعاد الناس رغم ما فتحت عليه من حقائق العلم والعرفة وما وفرت لم
من أسباب الغن والثراء وما مكنت لدولا ف الرض من قوة وسلطان ولا يض عليها قرن كامل من الزمان
) (0 2
وانتهى المام رضى ال عنه إل هذا الد الذى كشف فيه عن زيف الضارة الغربية وسذاجة من اندعوا
ب ا ،ث انت قل إل ك شف ذلك الغزو الضارى لل مة ال سلمية فقال (ع مل الوربيون جاهد ين على أن تغ مر مو جة
هذه الياة الاد ية بظاهر ها الفا سدة وجراثيم ها القتالة ج يع البلد ال سلمية ال ت امتدت إلي ها أيدي هم وأوقع ها سوء
الطالع تتـ سلطانم ،مع حرصـهم الشد يد على أن يتجزوا دون هذه المـم عنا صر الصـلح والقوة مـن العلوم
والعارف وال صناعات والن ظم الناف عة و قد أحكموا خ طة هذا الغزو الجتما عى إحكا ما شديدا وا ستعانوا بدهائ هم
السياسى وسلطانم العسكرى حت ت لم ما أرادوا ) 0
وهكذا كان حسن البنا قادرا -بعون ال تعال له – أن ياطب كل فئة بلغتها وف ميدانا وعلى طريقتها ..
لقـد كان رحهـ ال يعرف لكـل مقام مقاله فكان يعرف لغات الزهرييـ والامعييـ والهندسـي والصـوفية وأهـل
ال سنة ..كان يعرف ل غة الفلح ي وأ صحاب الرف… كان يعرف كل ذلك ليب طه ف لبا قة مع دعو ته ومعال ها
الكبى ،فيجئ كلمه عجبا يأخذ باللباب 000
يؤسفنى عدم التمكن من تسجيل هذا الحديث فى وقت القائه ،وكنت أود ذلك لول جاذبية أسلوب المام رضى ال عنه (ومعالجته الخاذة لهذا 2
الموضوع ..ولهمية المعانى والحقائق التى تضمنها الحديث وضرورتها للنشء المسلم وجدت من الضرورى إثباتها فى كتابى هذا فاستعنت فى سردها
بما جاء فى رسالة ن((بين المس واليوم)) فقد احتوت خلصة لهذا الحديث القيم 0
حسن البنا 0000والكيد الرخيص
لبد لن يتصرو لثل هذا العمل الكبي ف الوقت الذى فسدت فيه النفوس ول يعد هناك عمل يكن أن يفهم
على أنه مرد أو خالص ل 00
كان ل بد ل سن الب نا من أن يوا جه بكائد من ذوى الغراض ،و قد حفلت حياة هذا الرائ العظ يم بألوان
شت من الكيد الرخيص ل تنته يوما ول تدأ لظة 00
ومنذ اليوم الول ،ول يكن للرجل يومها قوة لا خطرها ،ومع ذلك فقد كان ذلك الطابع للدعوة يثي بعض
النفوس الريضة الت تكره العيش ف النور ،وتقد على كل عامل 000
واجهت حسن البنا مكائد متعددة كان يقضى عليها بالكمة ..فقد كان خلقه الياب ،يكنه من مواصلة
هذه الكائد ،وقد بدأ ذلك عندما وطن نفسه على العمل لفكرته 0
حدث عند ما بدأ الخوان بناء م سجدهم ف ال ساعيلية ،وكان عمل ضخ ما جديدا أن أو عز ب عض الناس
ال صدور على ال ستاذ الب نا ..فنش طت الد سائس والفت نة ،وكان من بين ها عري ضة موق عة بأ ساء لف يف من أهال
الساعيلية إل رئيس الوزراء اساعيل صدقى باشا – إذ ذاك – جاء فيها :
0 أو ًل :إن هذا الدرس متصل بوسكو ويستمد الال من هناك لنه يبن مسجد وجيعة
ثانيا :إن هذا الدرس وفدى ،يع مل ضد النظام الا ضر (نظام صدقى) ويقول إن النتخابات بذه ال صورة
باطلة ،وأن دستور سنة 30باطل 0
ثالثا :إن هذا الدرس ألقى ماضرة ف نادى العمال سنة 1930عن أب بكر الصديق ،فقال إن انتخابه كان
مباشرا ول يكن من درجتي وإن النتخاب باطل ،وأنه ألقى ماضرة أخرى عن عمر بن عبد العزيز قال فيها إن عمر
ل يأخذ من بيت الال شيئا 0
واهتمت الكومة إهتماما كبيا بذه العريضة ،وكلفت مراقب التعليم ف الساعيلية بتحقيقها فزار الدرسة
000
وف حجرة الناظر قال الراقب :هو ده كله الستاذ حسن ! 000
ودعـا الغرضيـ والشتركيـ فـ العريضـة كذلك ،والتأم الشمـل ،وتعاقـب الطباء ..ودهـش الرجـل وهـو
يستمع ،أن هذا الطيب نار والخر جناين والثالث مكوجى 000
وقال :هذه أعجب مدرسة رأيتها ..ول يلبث أن تناول شارة الخوان ووضعها على صدره وأعلن انضمامه
00 للجماعة
***
ذات يوم فوجئت بإثن ي من أخلص الخوان دخل على ف حالة من الل الشد يد ،وقال إن ف البلد إشا عة
قوية ضدنا ونن ل يكنننا أن نسكت على هذه الشاعات فأسح لنا أن ننتقم من هؤلء الذين يتقولون علينا بالباطل
فابتسمت وقلت لما إن ذلك من الي وال تبارك وتعال يقول (( :لتبلون ف أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين
أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيا وإن تصبوا وتتقوا فإن ذلك من عزم المور))( ) فعلينا بالصب
1
وبالتقوى ،وهذا دليل حقية الدعوات أن يتقول عليها الناس بالباطل وأنتما تعلمان ماذا قيل عن دعوة السلم الول
وعن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وأخذت أسترسل ف هذه العان .فقال ف أل ولكن هذا الذى سعناه ل يكن
أنسكت عليه أبدا فإنه كلم فظيع يذيعه قوم معروفون ولم أثرهم ف نفوس الناس!!!
فقلت :وما هذا ،فقالوا إنم يقولون إنك تقول لنا ف دروسك اعبدون من دون ال ،وإن الخوان السلمي
يعتقدون بناء على هذا أن الشيخ البنا إله يعبد وليس بشرا ول نبيا ول وليا ول شيخا)) .ولقد ترينا مصدر الشاعة
قبل أن نضر إليك فعرفنا أن الذى يذيع هذا شيخ عال يشغل منصبا دينيا ويصدقه الناس فيما يقول ،فلم نكتف بذا
ولكنا ذهبنا إليه وسألناه من الذى أخبه بذا فقال :لقد سعته بأذن من استاذكم ،فأستغربنا المر وكررنا عليه القول
فأكد لنا أنه سع هذا القول منك .ونن طبعا ل نصدق هذا أبدا ،ولكنا جئنا نسأل ونن ف أشد الدهشة من جرأة
هؤلء الناس ،ونريد مع هذا أن نعرف حقيقة هذا القول وأصل هذه الشاعة!!!
نزل هذا الكلم نزول الصـاعقة ،وعجبـت كيـف يبلغ الكيـد بالناس بعضهـم لبعـض هذا البلغ العجيـب،
وأخذت أف كر ف ملس ج عى بذا الش يخ أو شىء ي كن أن يكون ذري عة لب عض هذا القول فلم أتذ كر شيئا ،ولك ن
قمت من فورى وأخذت هذين الخوين واستدعيت إثني من إخواننا الدرسي الفضلء أعلم أن لما بذا الشخص
فقلت له نعم أذكر هذه الكاية فقال أليس معن هذا أنم يعبدونك .وهنا رأينا أحد الخوان من أصدقائه
الدرسي الذين معى قام من فوره وإنال عليه شتما وهم به ليضربه ف بيته فأخذ ياطبه أهذا ما تعلمته يا أستاذ وهذا
مبلغك من الفهم ومن المانة ف الجالس ومن الصدق ف نقل القول .ولكنا حلنا بينهما والتفت إلي وقلت له يا
إ ستاذ ل قد ذكرت هذا ولك أن تف هم ف يه ما تشاء ولك نك أض فت إل يه أن ن أ نا الذى آ مر الخوان بعبادة غ ي ال
((حاش ل وتعالت دعوته عن ذلك علوا كبيا)) وأن هذه هى عقيدة الخوان الت سعتها من ،وحذفت من القول
أنن عاتبته على هذا التعبي عتابا قاسيا وقلت له إن هذا التعبي غي إسلمى جاءنا به الدب الورب واليوعة الغربية،
وانزلق إل أل سنتنا وأقلم نا ب كم التقل يد الع مى ،وإن من وا جب كل م سلم أن يترس من م ثل هذه الت عبيات
واللفاظ .لقد ذكرت الكاية يا أ ستاذ ون سيت هذا التعل يق ،وعلى كل حال فح سبنا هذا منك و قد و ضح الصبح
لذى عيني ،ولكن الخوان الاضرين وكلهم أصدقاؤه ل يكتفوا بذا وألزموه أن يوضح المر توضحيا جليا ف حفل
عام من إحفال الخوان وإل فهم سيعلمون كيف يعاقبونه أشد العقاب وقد كا ،ونزل الرجل على حكم أصدقائه،
و ف أول ماضرة أ سبوعية و قف فأعلن الكا ية وأعلن أ نه ل يق صد إل مرد نقل ها ك ما هى ،وأ نه شا كر للخوان
ودعوتم جيل أثرها ف نفوس المة عامة والشباب خاصة ،وقضى المر 0
ومن أجل ما حدث أنه بعد أن ألقى الستاذ الرشد خطابه ،كان قد سبق واعده مطبوعا ف ملة النذير ،فقام
الخوة بتوزي عه على الاضر ين ف الال ،وقالوا إ نه لول مرة ي ضر مندو بو ال صحف والجلت ،وم ا هو جد ير
بالذ كر أن ر سالة الؤت ر الا مس تع تب من أ هم الر سائل ال ت تو ضح (مبادئ الخوان وحركت هم ومنهج هم ف كل
الجالت بقوة وصراحة ووضوح وهى مرجع هام ومصدر أمي لتفهم حقيقة (حركة الخوان السلمي)0
ولقد لفت نظرى ف دعوة الستاذ الرشد العام إل الؤتر الامس أنه دعا (على باشا إسلم) وهو شخصية
كبية ومن الحبي للخوان ف مدي نة بن سويف ..ليقوم بإفتتاح هذا الؤتر ..مع أن هذا الصنف نادر وجوده ف
صفوف جاعة الخوان ،ولكن الستاذ البنا يعطى لكل موقف ما يناسبه من الرجال وما يصلح لتحقيق غاية ل يصلح
لا غيه – (والكمة ضالة الؤمن) ولا كان هذا الؤتر له أهيته الكبى فقد اختار فضيلة الرشد له مكانا يعتب أكب
دار لا شهرتا وهى سراى آل لطف ال باليزة ،واتذ له كل تدابي الدعاية اللزمة على أوسع نطاق ،ولا كانت
الصحافة والشعور العام ل يهتم إل بالؤترات الت يضرها العيان والوجهاء فكان لبد من أن يستعان بأحد هؤلء
الوجهاء الشهود لم بالسمعة الطيبة وحسن اللق ومبة الناس له 0
وبالفعـل صـدرت جريدة الهرام فـ اليوم التال ناشرة على إحدى صـفحاتا أخبار هذا الؤترـ وصـورة
فوتوغراف ية لعلى إ سلم با شا و هو ي طب ف الؤت ر وبذا ا ستطاع الرأى العام أن يتعرف على كل شىء من أهداف
جاعة الخوان السلمي… ورحم ال إمامنا الشهيد ،الذى كان يعرف أقدار الرجال ويعرف لكل موقف ما يلئمه
ليصل به إل ما يقق أهداف الدعوة ف صب وحلم وأناة وإنتهى هذا الؤتر العظيم بالقرارات التية :
أو ًل :يقرر الؤترون تأي يد مك تب الرشاد العام للخوان ال سلمي ف خطو ته الوف قة ويشكرون لضرات
أعضائه نوضهم بعبء الدعوة 0
ثانيا :الع مل علىن شر دعوة الخوان ،كل دائرة في ما ي يط ب ا من القرى والبلدان ،والع مل على تكو ين
الكتائب وفرق الوالة ف شعبهم 0
ثالثا :يقترح الؤترون على مكتب الرشاد العام السراع ف تشكيل اللجان التية :
( أ ) ل نة د ستورية من أعضاء الما عة الخت صي لدرا سة ن صوص الد ستور ال صرى والواز نة بين ها وب ي
القواعد الساسية ف نظام الكم السلمى ،ث العمل على لحلل النظم السلمية مل غيها ما ل يتفق معها 0
(ب) لنة قانونية للموازنة بي القانون الوضعى ف كل فروعه وبي القانون السلمى وبيان نواحى اللف
بينهما ،ومطالبة الكومة بتعديل القانون حت يتفق مع أحكام السلم 0
(ج) ل نة علم ية لو ضع كتاب مت صر مف يد ف العقائد والعبادات والخلق والعاملت ال سلمية ،مد عم
بالدلة من الكتاب والسنة ،بعيد عن مناحى اللف وتشعب الراء حت يكون مرجعا للخوان ولن شاء 0
(د ) لنة فنية تكون مهمتها دراسة مشروع بناء دار لكتب الرشاد العام بالقاهرة ومعرفة ما يلزم لذلك من
0 النواحى
(هــ) ل نة خاصـة لدرا سة قض ية طرابلس وإتاذ ما ي كن مـن الو سائل للمحاف ظة على كيان ا العر ب
والسلمى 0
رابعا :تية الفت الكب والجاهدين الكرام ف فلسطي الباركة وأعضاء اللجنة العربية العليا وفضلء أعضاء
الوفود ال سلمية الماد بؤت ر لندن ،مع إر سال برق ية ل سماحة الف ت بقره بلبنان ،ول سمو رئ يس و فد م صر بلندن
بالؤتر ،ولوزير خارجية انلترا بتأييد الطالب العربية بناسبة إنعقاد الؤتر الامس للخوان السلمي 0
خامسا :مطال بة الكو مة الصرية بال سراع ف سن التشريعات اللزمة لماية الداب والخلق والعقائد،
ويقترح الؤترون على الكومـة أن تسـرع فـ تكويـن لنـة مـن علماء الزهـر ورجال المعيات السـلمية ورجال
القانون لرشادها إل ما يب أن تفعل ف هذا السبيل ف كل نواحى التربية الامة .وتضي القواني اللزمة لذلك
فالمر ل يتمل البطاء 0
سـادسا :رفـع هذه القرارات وإبلغهـا إل الهات الختصـة وإذاعتهـا فـ الرائد وعلى شعـب الخوان
السلمي ف القطر وف الارج 0
0 وقد أرسلت البقيات الشار إليها إل أصحابا ،وأخذ الكتب يعد العدة لنفاذ هذه القرارات
ب عد أن عاد ممود فه مى النقرا شى با شا ب عد إلقاء خطا به بالمع ية العموم ية لل مم التحدة ،قام الخوان
ال سلمون بع مل مؤترات شعب ية لتأي يد الطالب الوطن ية بلء النل يز عن أرض م صر 00إذ كانوا قادوا الظاهرات
وأعلنوا عن يوم اللء ويوم الريق :إذ كانوا يمعون كل الكتب والجلت النليزية ويرقونا ف اليادين العامة ف
عوا صم الحافظات ،ك ما قاموا بتوز يع آلف من شارات اللء ،وأنزلوا كل اللفتات الكتو بة بالل غة النليز ية من
الحال التجارية 0
وكان الؤتر الشعب الول بدينة القاهرة ف أحد أيام عيد الضحى البارك ،حيث اجتمع له أكثر من نصف
مليون موا طن ل تت سع ل م دار الخوان ففر شت الشوارع الحي طة بيدان اللم ية الديدة بال صي ،وخ طب ف هذا
الؤتر الستاذ احد السكرى والستاذ لويس فانوس عضو ملس الشيوخ .وحي دعى الستاذ الرشد للقاء كلمته
قام من وسط الماهي حيث كان يلس معهم على الصي 0
إن نا ن ن ال صريي نطالب بلء القوات البيطان ية عن الو طن العر ب وال سلمى و ف ن فس الو قت ل نزال
نتعامل معهم وناملهم وليس هذا السلوب بخرجهم من بلدنا .إننا ف حاجة إل شعور من البعض ينبع من قلوبنا
ومن فقه عقيدتنا… إنه ل يكن خروج العداء بالعن السياسى وحده ول الصلحة وحدها ،ولكن لبد من عامل
العقيدة أولً ،فلبد من أن يدفعنا إل ذلك شعور من البغض ،وهل اليان إل الب والبغض؟ ! ولذا فأنا أقول لكم
إذا سلم عليكم إنليزى فأغسل يديك سبع مرات بالاء إحداهن بالتراب 0
ث قال :يب أن يعلم كل مصرى أن مصر تدين بريطانيا العظمى بوال 500مليون جنيه ،وعلى هذا يكون
نصيب كل فرد عشرون جنيها فيجب على كل مصرى أن يطالب بقه ف هذا الدين 0
ث قال :ليعلم كل م صرى أن بريطان يا قد خر جت من الرب العال ية الثان ية فقية ومدي نة لم يع الدول،
وأصـبح مثلهـا الن فـ نظـر الشعوب (كخيال الآتـة) الذى يضعـه الزارعون ف وسـط الزارع ليهبوا بـه العصـافي
والطيور ،أو مثل رجل غن أصابه الفقر وباع كل ما يلكه سوى بدلة (ريدنوت) ،أبقى عليها وحدها ليلبسها ف
الفلت الكبى ليظن الناس حي يرج با أنه ل يزال باهه وغناه 0
وختم الستاذ الرشد خطابه فقال :إننا يب أن نرضع أطفالنا كراهية وبغض النليز ،وسنجعل من قنوتنا ف
الصلة (اللهم رب العالي وأمان الائفي ومذل التكبين وقاسم البارين :تقبل دعاءنا وأجب نداءنا وأنلنا حقنا ورد
إلينا حريتنا .اللهم إن هؤلء الظالي قد طغوا ف البلد فأكثروا فيها الفساد ،اللهم فرق جعهم وفل حدهم وشتت
شلهم وأجعل بأسهم بينهم شديدا واهزمهم وانصرنا عليهم ) 0
00ث قال بكل قوة وحاس :سوف نعلم أولدنا الرية والوطنية كما نعلمهم السورة من القرآن ..إياك نعبد
وإياك نستعي .إهدنا الصراط الستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غي الغضوب عليهم .كما نعلمهم اخرجوا من
بلدنا مصر والسودان وفلسطي وسوريا ولبنان والعراق وسائر بلد السلمي 0
وضج الؤتر بالتافات الت دوت ف كل الرجاء ،واختتم ف ساعة متأخرة من الليل وبات آلف الخوان ف
القاهرة والقاليم ف الرض الفضاء العدة لبناء دار الطباعة والنشر السلمية القابلة لسجد قيسون بشارع ممد على
0
وف أرض دار الطباعة والنشر وقف الستاذ الرشد على منصة وظل الخوان يسلمون عليه أفرادا إل قبيل
الفجر ..ول زلت أذكر وأنا أقف ف الصف الطويل كى أسلم على فضيلته :قول أحد الخوة وهو يسلم عليه :هل
تذكرن يا فضيلة الرشد؟ فنظر إليه ث قال له :نعم أذكرك ،ألست فلن الذى ألقى قصيدة ف حفل طنطا مطلعها
كذا .وك نت ق بل أن يرد عل يه ال ستاذ ف غا ية الشفاق من هذا الو قف الرج ،ك ما ك نت غ ي م ستسيغ ل ثل هذا
ال سؤال ،ذلك أن الستاذ الر شد كثيا ما يسلم على كل بأسه وأحيانا ي ستوقفه ليسأله عن بعض شأنه ،والديث
يطول ف الحاطة بدة ذاكرة الستاذ الرشد الت ميزه ال با 0
وبعد إنتهاء الؤتر الشعب الول بالقاهرة دعا الخوان السلمون بالسكندرية إل عقد مؤتر شعب ،وقاموا
بالدعاية اللزمة ،حت احتشد أكثر من عشرة آلف مواطن داخل الكان العد للحفل وخارجه .كما حرص الخوان
ف هذا الؤت ر علىتوف ي كل و سائل ال من والحاف ظة على النظام .وذه بت جوالة الخوان بال سكندرية ل ستقبال
فضيلة الر شد و صحبه حي حضورهم بالقطار ف الح طة ،فعندما و صل القطار تعالت التافات ((بشراك يا مصر))
كل ردد الخوان ال سلمون هتاف هم ( ال أ كب ول ال مد) مدو يا ف كل الرجاء ،ونزل من القطار الو فد الرا فق
لل ستاذ الر شد ليقول ل نا :إن ال ستاذ سيلتقى ب كم ف شع بة مرم بك .وانتاب الخوان شعرو بالض يق ،ول كن ل
يسعهم إل النصراف بنفس النظام إل الشعبة ف مظاهرة إسلمية رائعة ،والشرطة تراقب دون أى تدخل 0
وبعد أن انصرف الخوان من مطة السكة الديد خرج الستاذ الرشد من الحطة ذاتا ف هدوء وركب
عربة (حنطور) وسار ف الطريق إل شعبة مرم بك ،ول نلتفت لذا الوقف إل بعد أن وصلنا حيث فهمنا من ذلك
أن الستاذ الرشد ل يرغب ف هذه الصورة من الستقبالت ،وأنه آثر أن يكون الستقبال عاديا 0
وف الساء تدث فضيلته ف الؤتر الذى حضره فيمن حضر الستاذ فؤاد سراج الدين سكرتي حزب الوفد
وآخرون ،وكان مـن كلمـه فـ هذا الؤترـ قوله :إن السـلم نظام شامـل كامـل ،إذا كان بعـض السـلمي يهلون
السلم بذا الشمول ،فإننا نعذرهم إذا صح أن الهل عذر 0
ولزلت أذكر هذا الثل الدقيق ،الذى صور به –فضيلته -حال الناس ف نظرهم إل السلم أجزاء وتفاريق..
قال :إن ن أم ثل ال سلم كهرم كبي له أرب عة أركان ،إذا و قف أ حد أما مه ل يرى م نه إل وج ها واحدا ،فيقول :إن
السلم عبادة ،ويقول آخر :إن السلم تصوف ،ويقول ثالث :إن السلم معاملة ،ويقول رابع إن السلم سياسة،
و كل من هم يتع صب ل ا رأى ..وهكذا تعددت آراؤ هم وت صوراتم ب سب ما رأوا من أركان ال سلم والقي قة أن
ال سلم هو كل هذا الذى رأى كل من هم ،ولكن هم لن يدركوه كامل ولن ييطوا به كله إل إذا وقفوا على ق مة
الرم ،وساعتئذ تنكشف لم حقيقة السلم التكاملة مرة واحدة 0
وبعد أن انتهى الؤتر الذى أستمر أكثر من أربع ساعات متصلة ازدحم الناس ليسلموا على فضيلته فأقبل
عليهم بانشراح وبعد أن اتنتهى خرج إل الباب فوجد الستاذ فؤاد سراج الدين ينتظره بسيارته ،فلما دعاه ليكب
معه شكره واعتذر له حيب أن شعبة مرم بك على مقربة من الكان 0
ولا ذهب فضيلته إل شعبة مرم بك وقف الخوان من حوله يسلمون عليه ،وقد لحظت أن بعض الخوة
يعودون مرة أخرى لل سلم ،وطل بت من الخوان أن يت صرفوا ح ت يعطوا لفضيلة الر شد فر صة للرا حة ،فان صرف
الخوان 0
وح ي ذهب نا إل منل الهندس م مد القراق صى لل مبيت عنده طلب ن ال ستاذ و سألن ف عتاب :لاذا أمرت
الخوان ف شعبة مرم بك بالنصراف؟ فقلت :لنن اشفقت على فضيلتكم من التعب والرهاق .فقال :ومن قال
إتن متعب .قلت :السفر طويل والؤتر الذى استمر أكثر من أربع ساعات ث إن بعض الخوان يسلمون عليك أكثر
من مرة ،ولكن يبدو أنك ل تفهم 00إن سعادتى ل تقدر حي أضع يدى ف يد إخوان ..إنا روح وحياة وسعادة
تسح التعب والل والرهاق .فأطرقت خجل وبدأت أفهم بل أتذوق 0
وحيـ جاء موعـد تناول طعام العشاء ،جل سنا على الائدة وكان فضيلتـه يقوم بنف سه بتوز يع الطعام علي نا،
ويرغبنا ف الصناف الوجودة ،ويتناول معنا الحاديث الت تدخل علينا السرور… 0000ذلك أنه كان يتلطف معنا
بصورة ترفع كل التكلف وتشعرنا بالب والخوة الصادقة ،حيث يشعر كل واحد منا بأنه أقرب إل قلبه من غيه 0
0 وف صباح اليوم التال غادر السكندرية ف أمان ال إى دمنهور حيث دعى لصلة المعة ف مسجد الزرقا
دعا الركز العام للخوان السلمي رؤساء الناطق والشعب ومراكز الهاد ف جيع أناء الملكة الصرية إل
الجتماع ف اليوم الثا ن من ع يد الف طر 2من شوال 1364الوا فق 8من سبتمب 1945للن ظر ف مو قف الخوان من
القوق والوطنية ف ذه الونة 0
و قد ل ب الدعوى ألفان وخ سمائة ع ضو يثلون فروع اليئة ودام الجتماع برئا سة فضيلة ال ستاذ ((ح سن
الب نا)) الر شد العام حوال أر بع ساعات تناولوا ف يه الب حث ف مو قف الما عة من القوق الوطن ية ،ك ما تناولوا
موضوع القانون ر قم 49ل سنة ) ( 1945الذى أ صدرته وزارة الشئون الجتماع ية الاص بالمعيات وب عد مناقشات
1
يقرر الجتمعون بإعتبارهم المعية العمومية للخوان السلمون الت تثل مناطقهم وشعبهم ف الملكة الصرية
ما يأتى :
أولً – فيما يتعلق بوقف الخوان السلمي بناسبة صدور القانون رم 49لسنة 1945الاص بتنظيم المعيات
اليية والؤسسات الجتماعية 0
إن جا عة الخوان ال سلمي هيئة إ سلمية جام عة تع مل لتحق يق القا صد والغراض ال ت جاء ب ا ال سلم
النيف ومنها :
-1الغرض العل مى :و هو شرح دعوة القرآن الكر ي شرحا دقيقا ،وعرض ها عرضا يوا فق روح
العصر ويرد عنها الباطيل والشبهات 0
-2الغرض العلمى :وهو جع كلمة المة الصرية والمم السلمية عامة على هذه البادئ احت
يتكون رأى إسلمى عام يعمل على نصرتا وتقيقها 0
-3الغرض القتصادى :وهو يرمى إل تنمية الثروة القومية من زراعية وصناعية وتارية ويعمل
على تريرها وحايتها 0
-4الغرض الجتماعى :وهو يقق رفع مستوى العيشة وكفالة التوازن الجتماعى بي الفراد
والطبقات وضمان تكافؤ الفرص للجميع بكافحة الرض والفقر والهل والرذيلة وتشجيع
أعمال الب 0
-5الغرض الوط ن القو مى :و هو تر ير وادى الن يل ،وال ساهة ف الع مل على ا ستقلل البلد
العرب ية والشعوب ال سلمية من كل سلطان أج نب ،وا ستنقاذ القليات ال سلمية ف كل
مكان ومساعدتا إل الوصول إل حقها وتأييد الوحدة العربية والسي إل الامعة السلمية
0
-6الغرض العال ى :و هو الشار كة ف بناء ال سلم العال ى على قوا عد من الخوة الن سانية
والعدالة الدول ية ،وتل ية مبادئ ال سلم العال ية ال ت ت قق هذه القوا عد ليقوم النظام العال ى
على أساس جديد من تآزر الادة والروح 0
انظر قصة هذا القانون كاملة فى كتاب ((الخوان المسلمون ..أحداث صنعت التاريخ)) للستاذ محمود عبد الحليم الجزء الثانى الصفحات من 175إلى 1
ثانيا - :فيما يتعلق بوقف اليئة من القوق الوطنية فقد قرر الجتمعون ما يأتى :
(ب) حل مسألة السودان حل سريعا على أساس أن مصر والسودان وطن واحد للسودان ما للمصرى من
حقوق وعليه ما عليه من واجبات 0
(ج) قناة السويس أرض مصرية تقوم مصر وحدها براستها وحايتها وتنظيم شئونا 0
(د ) ر فع ج يع القيود القت صادية والتجار ية والال ية والنقد ية ال ت قبلت ها م صر م ساهة من ها ف الجهود
الرب( ) .واستيفاء ديون الرصدة السترلينية والديون الخرى الت لصر على انلترا 0 1
-2مطالبـة المـم التحدة – تطبيقـا ليثاق الطلنطـى الذى أعلنتـه – أن تعترف بقـ
الو طن العر ب وال سلمى ف الر ية وال ستقلل .وإ ستنكار كان ت صريح أو رأى
ير مى إل انتقاض حقوق هذه ال مم وتشج يع ال ستعمار الظال على التد خل ف
شئونا 0
ـز هذه
ـب اليئات والحزاب والماعات أن تنتهـ ـن واجـ -3يرى الجتمعون أن مـ
الفر صة ال ت إن فا تت فل تعوض ،للع مل متمع ي أو منفرد ين على هذه الهداف
بو سائل يت فق علي ها .وعلى الر كز العام للخوان ال سلمي أن يؤلف لنةتذكر هم
بواجبهم وتدعوهم إل القيام به إبراء للذمة وإعذارا إل ال والناس 0
-4على الركـز العام للخوان السـلمي أن يقوم بواجبـه كامل فـ هذه السـاعات
الفاصلة بأن يعمل بكل الوسائل لتحقيق هذه الغايات ومن ذلك :
(ج) الدعوة لعقد مؤتر عرب إسلمى ف إحدى عواصم القطار العربية لتن سيق خطة العمل الشترك بي
الشعوب العرب ية وال سلمية والبدء ف ذلك م نذ الن بإر سال مندوب ي من الر كز العام للخوان ال سلمي
للتفاهم على ذلك مع اليئات الوطنية والسلمية الختلفة ف هذه البلد 0
فى الحرب العالمية الثانية ،فقد كانت مصر حليفة لبريطانيا فى هذا الوقت 0 1
(د ) إرسال الوفود والبعثات إل عواصم الدول الكبى لبث الدعوة وتنوير الشعوب والكومات ف القضية
الوطنية والسلمية 0
-5إن مصر ،والمم العربية والسلمية – وهى ترى من واجبها أن تساهم ف المن
العالىـ وفـ بناء الضارة الديدة على أسـاس العدالة والسـاواة ل تعـد غافلة ول
له ية ع ما يدور حول ا من أحداث ج سام وإتفاقات ومؤترات تتناول م صالها
الوهرية وحقوقها الطبيعية .وإن من حق أية دولة أن تثل ف أى اجتماع يتصل
بذا القوق والصـال فإذا ل تدرك المـم الكـبى هذه القائق فإن الجتمعيـ –
و هم الري صون على إ ستقرار الطمأني نة وال سلم – يدركون أن الش عب ال صرى
والشعوب العربية والسلمية ستضطر اضطرارا إل الوقوف من الدول العتدية ف
الارج والكومات غيـ الوطنيـة التـ تصـادقها فـ الداخـل موقفـا ل يعيـ على
التعاون العالى النشود الذى هو أمنية الميع 0
-6با أن العال الن تتقاذفه عدة تيارات فكرية ونفسانية ،وبا أن الشعور العالى قد
تيأ للرجوع إل الدوء الروحى وبا أن كلمة الدول الكبى قد اجتمعت على أن
من حق كل أمة أن تضع نظامها الداخلى كما تريد ،وبا أن الفكرة السلمية قد
ظفرت بالتقدير الكامل ف مؤتر لهاى سنة 1938وف مؤتر واشنطون سنة 1942
وبا أنا ف حقيقتها أكمل نظام إجتماعى للمسلم وغي السلم عرفته النسانية بوما
أن الدستور الصرى ينص ف الادة 149على أن (السلم دين الدولة واللغة العربية
لغتها الرسية) فإ من واجب الكومة الصرية كائنة ما كانت أن تعمل على تقيق
ذلك عمليا وأن يكون من مظاهر ذلك :
0 ( أ ) أن تعلن أنا حكومة إسلمية تلتزم أحكام السلم وتدعو إليه وتثل فكرته دوليا
(ب) أن تترم فرائضه وتقاليده رسيا وتلزم با موظفيها وعمالا السلمي 0
(ج) أن ترم النكرات الت يرمها السلم من المر وما يتصل با والزنا وما يهد له والربا وما يحقه من
قمار وكسب حرام 0
(د) أن ي ستند التعل يم على الترب ية ال سلمية وي قق ف نفوس التعلم ي فضائل ال سلم العل يا ويثقف هم ف
أحكامه 0
(هـ) أن يستند التعليم على التربية السلمية ويقق ف نفوس التعلمي فضائل السلم العليا ويثقفهم ف
أحكامه 0
عدنـا بعـد حفـل الشاى الذى أقامـه الخوان لرجال الفكـر والامعـة بالسـكندرية فـ نادى حديقـة
((انطونيادس))( ) إل دار شع بة الخوان بحرم بك وكا نت نوع ية ال ستمعي تتلف عن نوع ية ال ستمعي ف ح فل 1
الشاى ،فأختلف أ سلوب الدعوة والداع ية ..ف فى هذه الرة أ خذ ال ستاذ الب نا يشرح دعو ته ،ومراحل ها م ستخدما
أسلوب التشبيه وضرب المثال ،هذا السلوب الذى يىء ف القرآن الكري بتصويره الفن للتوضيح والبانة وإقامة
الدليل ،فلو قرأت قوله تعال (( :أل تر كيف ضرب ال مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها ف السماء
تؤ تى أكل ها كل ح ي بإذن رب ا ،ويضرب ال المثال للناس لعل هم يتذكرون ،وم ثل كل مة خبي ثة اجت ثت من فوق
الرض ما ل ا من قرار)( ) تل حظ أ سلوبا رائ عا ف الت صوير الف ن وإبراز الكل مة الطي بة ف أج ل بشجرة مقطو عة ل
2
000ذكر فضيلته أن وزيرا حدثه فقال :أنت يا فضيلة الرشد مثلك ف هذه الدعوة كرجل ورث مع أهله
قصرا فخما كبيا مضى عليه أكثر من ألف عام ،وهذا القصر بدأ يتهدم وكاد يسقط .فرأيت أن تمع الورثة جيعا
وتشاورهم ف أمر إصلح هذا القصر وترميمه قبل أن يسقط .ولكن الميع رفضوا ذلك ،فبعضهم إحتج بأن القصر
ل مالة سيسقط وأن إ صلحه ع بث ل طائل من ورائه .وبعض هم اعتذر عن أ نه ل ي عد له أ مل ف هذه الياة ف قد
قارب الوت .وبعضهم احتج بضيق ذات يده ..وهكذا تعلل الميع بالعاذير
ولقد كنت مقدرا لو تعاون معى الورثة تعاونا وثيقا ،فإنه ف المكان أن نتصر الوقت ف إصلح هذا القصر
ح ت ي تم ذلك في ما ل يزد عن عشر ين عا ما .فل ما ر فض الور ثة التعاون م عى رأ يت أن ل أتلى عن وا جب الوفاء
لنقاذ هذا القصر ،وقلت ف نفسى الهم هو الوصول إل الصلح كطال الزمن أم قصر ،ومضيت ف العمل مستعينا
بال تعال .وبدأت أحيط هذا القصر بسور عال كما يفعل ف تديد العمارات اليلة للسقوط ..وحجبت القصر عن
الع ي تا ما .وأخذت أجوب البلد وأتدث مع العباد وأب ن لب نة ح ت إذا أطمأن نت إل سلمة الق صر وقوة بنيا نه
رفعت هذا السور ،ففوجئ الناس بذا القصر قويا جديدا ودهشوا مت وكيف ت ذلك؟! ث أشاعوا من أين الال ومن
أين الرجال؟! 00ولكن كل ذلك حدث بعد فوات الوان ،وبعد أن ظهر القصر قويا شاما 0
انظر :موضوع ((حسن البنا ..ورجال الفكر والثقتافة)) فى هذا الكتاب 0 1
000ل قد نشأت دعوة الخوان ال سلمي ف نا ية العشرينات وتبلورت أهدجاف ها أول ما تبلورت ف ن فس
المام الشهيد ،وقد أجع الذين عاصروه والذين كتبوا عنه من معارضيه ومؤيديه أنه كان داعية متمكنا من دعوته
فاها لضمونا الجتماعى والركى مدركا لا ييط با وما ستواجهه من أخطار وما يب عليه أن يققه من أهداف.
وايان الداعية بدعوته وتكنه منها هو أول بوادر النجاح والنصر لا ،لذا حرص البنا من أول يوم ف دعوته أن يدد
ال سس العقائد ية والرك ية ل ا تديدا واض حا ل ل بس ف يه ول غموض ،ول كن التكت يك الر كى كان يق ضى بأن ل
يوضح مراحل دعوته ومعال طريقها بشكل كامل منذ اليوم الول لنطلقته ،ولذا ل يفصح البنا عن جيع أهداف
دعوة الخوان ووسائلها جلة واحدة فيلفت إليها أنظار العداء التربصي با فيضربونا قبل أن يشتد عودها ويكثر
أتباعها ،ولذا كانت مططات الدعوة واضحة بالنسبة للبنا وضوح الشمس ف رابعة النهار كما كانت مراحلها مددة
ومتكاملة ف نفسه ،إل أنه كان يفصح عنها الاصة إخوانه بي الفينة والخرى أما بقية الناس فكانوا ل يعرفون عن
أهداف الدعوة ووسائلها إل الهداف والوسائل الرحلية النية الت كان يعلن عنها ف أحاديثه وخطبه للناس كافة،
والذى يراجع كتابات البنا يرى أن التسلسل التاريى لا كان يدم الهدافن الرحلية الت حددت مرحلة من مراحل
ال سية العا مة لدعو ته ،ولعدم وضوح هذه الفكرة ف نفوس الكثي ين أخذوا يتهمون هذه الدعوة بأن ا ل ت قم على
أسس عقائدية أو حركية وإنا قامت على شعارات عاطفية وخطب نارية ومقالت وكتب يطغى عليها هذا الطابع،
والذى يرا جع ر سائل المام الشه يد يرى أن دعوة الخوان قا مت على أ سس ثاب تة لتحق يق أهداف مدودة بو سائلن
مشروعة ومعروفة وأنه يؤكد على أسلوب ((التدرج ف الطوات))( ) للوصول بالدعوة إل أهدافها 0
1
والقي قة أن هذه الدعوة بق يت مهولة بالن سبة للعداء ،إذ كانوا يعدون ا واحدة من الركات ال صوفية أو
جع ية دين ية تقليد ية من المعيات ال ت كا نت منتشرة ف م صر آنذاك ،ول ي كن هدف الدعوة ف مرحلة التعر يف
والتربية هذه تميع أكب عدد من الفراد الذين يرتفع الد العاطفى ف نفوسهم بدرجة كافية ،ولكن كان الدف هو
اختيار النصار الذين يصلحون لمل أعباء هذه الدعوة لتكوين القاعدة القوية السليمة منهم كجزء من مطط الدعوة
الشامـل الذى يهدف إل إياد جيـل مـن الؤمنيـ الفاهيـ لتعاليـم السـلم والذى يكون الطليعـة الؤمنـة التـ تقود
السلمي لقامة حكم ال ف الرض 0
وبق يت دعوة الخوان مهولة بالن سبة للعداء ول تبز كقوة تدد أطماع ال ستعمرين وتعر قل مططات م إل
حين ما أف صح الب نا عن أهداف هذه الدعوة ف ((الؤت ر الا مس)) لقادة الخوان الذى ع قد عام 1939ح يث أعلن
انظر رسالة ((المؤتمر الخامس))0 1
موقف الخوان من الستعمرين غربيي وشرقيي ،وموقفهم من الدعوات الاضرة كالقومية والوطنية ،وموقفهم من
الحزاب واليئات وأنظ مة ال كم القائ مة ف م صر والعال العر ب .وم نذ ذلك ال ي أ خذ العداء يعدون الخططات
لضرب هذه الدعوة .وعلى أثـر إشتراك الخوان فـ الرب الفلسـطينية عام ،1947ظهروا كأكـب حركـة شعبيـة
إلسلمية ف مصر والعال السلمى ،ولكن مع ازدياد قوة الخوان شعبيا وحركيا ازداد إهتمام العداء بم وأخذوا
ينظرون إليهم على أنم العدو الوحيد الذى يتهدد مطامعهم ،ولذا قرروا القضاء عليهم مهما كلفهم ذلك من ثن،
وم نذ عام 1948بدأت مرحلة جديدة ف م سية هذه الدعوة 00مرحلة البتلء والح نة ،وبدأت ترى علي هم سنة ال
ف – تح يص أ صحاب الدعوات .وتوالت ال حن ح ت الن وكان م كر العداء عات يا ول كن ال كان خ ي الاكر ين،
فإزدادت الدعوة حت شل نورها كل قارات الدنيا وإزدادت عمقا ف نفوس أصحابا ..وال غالب على أمره ولكن
أكثر الناس ل يعلمون 0
ق بل أن أذ هب إل القاهرة لول مرة 000ك نت أطالع ف ملة النذ ير ل سان حال الخوان ال سلمي مقالت
كثية ت ت عنوان ( يا شباب سيدنا م مد) ،وكان هذا ال ستفتاح ملف تا للن ظر ح يث أ نه يتكرر – وأخيا و صل إل
علم نا ون ن ف ال سكندرية أن هناك ممو عة من شباب الخوان التح مس قد اختلف مع ال ستاذ الب نا حول ب عض
المور :من ها تع جل موا قف ق بل أوانن ها وق بل أن تث بت الدعوة أركان ا وتتع مق روح ها ف قلوب الناس 00وعقدت
جلسات كثية معهم لتصفية هذا اللف ولكن الشباب أصر على موقفه – -ما دعا الستاذ الرشد إل الستجابة
لنسحابم من جاعة الخوان السلمي وتنازل لم عن ملة النذير وما بقى من مال ف صندوق الماعة 0
وبالرجوع إل ر سالة الؤت ر الا سم نقرأ في ها ما يش ي إل مقدمات هذا اللف ف قد جالء ف فقرة ت ت
عنوان (مصارحة) ما يلى :
اسعوها من كلمة عالية داوية من فوق هذا النب ف مؤتركم هذا الامع إن طريقكم هذا مرسومة خطواته
موضو عة حدوده .ول ست مال فا هذه الدود ال ت اقتن عت كل القتناع بأن ا ا سلم طر يق للو صول ،أ جل قد تكون
طريقا طويلة ولكن ليس هناك غيها – وإنا تظهر الرجولة بالصب والثابرة والد والعمل الدائب ،فمن أراد منكم أن
يستعجل ثرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانا فلست معه ف ذلك بال ،وخي له أن ينصرف عن هذه الدعوة
إل غيها من الدعوات ،ومن صب معى حت تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويي القطاف فأجره ف ذلك
على ال ،ولن يفوتنا وإياه أجر الحسني :إما النصر والسيادة ،وإما الشهادة والسعادة))0
وتفا صيل هذه الق صة ل أعرف عن ها شيئا ( ) سوى أن ن قد عثرت على الوثائق ال ت تو ضح ن قط اللف
1
0 وقد خرجت هذه الجموعة وأطلقوا على أنفسهم (جاعة شباب سيدنا ممد) صلى ال عليه وسلم
وهذه هى الوثي قة الول ال ت صدرت ف أول الحرم سنة 1359الوا فق 9فباير – 1940ف العدد الول من
السنة الثالثة ف ملة النذير (لسان حال شباب ممد) 00تت عنوان :
ب سم ال الرح ن الرح يم الذى بيده اللك و هو ل كل شىء قد ير وبأن با سم الرع يم الع ظم م مد سيد ال نبياء
والر سلي نتقدم إل إخوان نا ف ال معلن ي ت ت را ية القرآن الكر ي مدار اللف الذى ا ستعر بينناب وب ي الخوان
السلمي مسائل جوهرية تص صميم الدعوة الت بايعنا ال على أن نعمل ف ميدانا ف غر هوادة أو ضعف أو لي
مشهدين ال على ما نقول وهو نعم الول ونعم النصي 0
وإل إخوان نا ف ال ن سرد بإياز أو جه اللف بين نا وبين هم مذكر ين من عرفوا الدعوة وآمنوا ب ا بأن ا ل
تنحصر ف مكان ول تتوقف على شخص ولكنها دعوة الق ،دعوة إلها واحدة وزعيمها واحد خات النبياء ممد
صلوات ال وسلمه عليه وهى مفروضة على كل مؤمن 0
أوجه اللف
( )1الشورى
يرى فضيلة الرشد العام للخوان السلمي أنه ل شورى ف الدعوة ،وأن الدعوة إنا ينهض با فرد واحد له
أن يأمر وعلى الميع أن يطيع .وقد خالفناه ف هذا الرأى .واصرررنا على موقفنا لن ف رأى فضيلته مالفة للنظام
السياسى للسلم وتديا لصدريه العظيمي الكتاب والسنة ((فبما رحة من ال لنت لم ولو كنت فظا غليظ القلب
ل نفضوا من حولك ،فاعف عنهم واستغفر لم وشاورهم ف المر))(( .وأمرهم شورى بينهم))0
حاول نا أن نتفا هم مع فضيل ته كثيا فأ ب إل أن يكون را ية الف صل ولو كان ف ذلك إق صاء للمخل صي من
الخوان السلمي .ث عاد إل التعلل أخيا بأنه ل يد ف الخوان من هو أهل للشورى وهذا ما ل نقره عليه 0
من مبادئ الخوان السلمي ان ل ناح للدعوة إل بقوة الشعب الذاتية وتوجيه الرأى العام توجيها إسلميا
خالصـا دون العتماد على الكام ولكـن السـتاذ حاد عـن هذا البدأ القويـ معلنـا أن ناح الدعوة مرهون بإرضاء
انظر تفاصيل هذه الفتنة فى كتاب ((الخوان المسلمون ..أحداث صنعت التاريخ ))للستاذ محمود عبد الحليم ،الجزء الول الصفحات من 200إلى 1
عارضنا هذا بكل قوة مرددين أقوال فضيلته بأننا إسلميون غي حزبيي واننا نعمل ل ولرسوله ل لزعيم ول
لزب مدعمي هذا بطبه ف الناسبات الكثية وبقالته ف صحف الخوان 0
فأب إل العمل براية واصر على الضى فيه ((افحكم الاهلية يبغون ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون))
0
طلبنا من فضيلته تكوين هيئة قوية لراقبة الال والحافظة عليه لتكون مسئولة أمام الخوان السلمي فأعرض
فضيلته واصم اذنيه عن هذا القول الذى نعده طلبا عادل يتفق مع ابسط مبادئ الدارة 0
وكان من نتيجة عدم الخذ بذا الرأى أن انفقت اموال كثية ل نقول ف أغراض شخصية ولكن على القل
ف غي الغراض الت جعت من أجلها 0
فأو ًل :على سبيل الثال :قد ج ع ف عام 1939أك ثر من 300جن يه م صرى قي مة اشتراكات سهم الدعوة،
وكان الواجب أن يكون نصف هذا البلغ على القل باقيا ف خزانة الماعة حسب القانون الال لذا السهم ،ولكن
بكل اسف ل يوجد مليم واحد من هذا البلغ ف خزانة الخوان 0
ثانيا :على سبيل الثال أيضا قد جع ف خلل عام أو أكثر على سبيل الكتتاب من الشعب مبالغ لساعدة
فلسطي الشقيقة ف منتها الت تتازها وبلغ مموع هذه الكتتابات حسب بيان الستاذ الخي مبلغ 570جنيها مصريا
0
وما ل شك فيه أن هذا البلغ يعتب أمانة ف ذمة الخوان فرض عليهم أن يؤدوها لصحابا بجرد وصولا إل
0 أيديهم
ومع ذلك فلم ي صل لفل سطي من هذا البلغ سوى 465جنيها على ثلث دفعات أما با قى البلغ ف قد اعترف
الستاذ ان جزءا كبيا منه انفق ف شئون المعية الاصة ،ول يرى فضيلته ف ذلك مانعا شرعيا 0
ث عاد وقال بعد أن سع من احد الخوان حكم الشرع ف هذا أنه مستعد لمع هذا البلغ وإرساله والهم أنه
ل يوجد كذلك بزانة المعية مليم واحد من هذا البلغ أيضا0
( )4تطهي الدعوة
الفنـا على فضيله ورجوناه غيـ مرة أن يرص على طهارة الدعوة باقصـاء كـل العضاء الذيـن تشوب اخلقهـم
الشوائب ليسلم هذا البناء الذى كنا وما زلنا نفديه بأنفسنا وحت يسمو عن الظان والشبهات وكان من بي هؤلء
العضاء اشخاص اعترف فضيل ته ف احاد يث متعددة ب عد أن تبي تقيقات اجرا ها بنف سه بأن ف وجود هم أضرارا
ب سمعة الدعوة من الناح ية اللق ية .ولك نه أ صر على إبقائ هم فضل عن أ نه ا سند إلي هم اعمال رئي سية وأ خذ يش يد
بذكرهم ف رحلته إل الصعيد وغيه 0
وأخيا
0 على هذا اختلفنا وكان موقفنا واضحا جليا ل غموض فيه
وكان اختلف نا على البادئ العا مة فلم نل جأ إل دعا ية شخ صية ول إل أ ساليب كلم ية متخذ ين من م مد
صلوات ال وسلمه عليه إماما ومن كتاب ال الكري منهاجا 0
هوجنا أشد الهاجة وعودينا أشد العاداة فلم نقابل العدوان بثله بل كنا نردد قوله تعال ((وإذا سعوا اللغو
أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلم عليكم ل نبتغى الاهلي))0
غي أن هذا الوقف الادئ نفسه ل يعجب فضيلة الستاذ .فقد اعلن وقد راعه تأييد الخوان السلمي التوال
لوقفنا بأنه ل يستطيع العمل معنا على هذ السس الت نتمسك با بق كل الستمساك ويأب بكل قوة أن يب على
أى واحد منها ولذلك فقد اعلن فصلنا من جاعة الخوان السلمي 0
ولا كنا قد عاهدنا ال تعال على أن نظل طوال حياتنا جنودا للسلم ناهد ف سبيله ((حت ل تكون فتنة
ويكون الدين كله ل)) عاملي تت راية القرآن متأسي بالزعيم الول سيد النبياء ،واشرف الرسلي ممد بن عبد
ال عليه أفضل الصلة والسلم 0
ولا كان الهاد ف سبيل ال والعمل تت راية رسوله ل يتقيد بأمكنة ول أشخاص فقد عزمنا على السي ف
طريقنا مستعيني بال مقتدين بسية سيد النبياء معتمدين على أنفسنا وروضها على العمل لتحقيق الثل العليا الت
نؤمن با ( .ولينصرن ال من ينصره إن ال لقوى عزيز) (إن تنصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم)0
ونن إذ نسي ف طريقنا ف عزم وقوة مزودين بأعمق اليان رائدنا الخلص ووجهتنا ال ،نرحب بجهود
كل شاب مؤمن يدين بذه الغاية النبيلة مقبلي علىتلك اليادين الت تعرفونا.
أيها السلمون البرار – ميادين الهاد والتضحية مترسي خطى الجاهدين والنصار الذين صدقوا ما عاهدوا
0 ال عليه
رد الستاذ الرشد على شباب سيدنا ممد ( )
إل الذين تلفوا عن الصف
السلم عليكم ورحة ال وبركاته
وب عد :ف قد قرأت بيان كم ف ملة النذ ير عن موقف كم م ن و من إخوان كم ف جا عة الخوان السلمي ال ت
نشأت ف روضها ودرجتم ف عشها وتعلمتم الغية على السلم من دعاتا .وإليكم كلمت فيما ذكرت ل حرصا على
الرد ولكن تبيانا للحق وتذكرة لكم ويعلم ال كم يعز على ويز ف نفسى أن تقفوا هذا الوقف وأن تتنكروا للحقيقة
هذا التن كر وأن ت ستفتحوا عمل كم الد يد بذا التج ن الذى نيت كم ع نه وحذرت كم إياه والذى ما زد ت به على أن
نقضتم عهدكم وعققتم أباكم وخاصمتم إخوتكم وقللتم عددكم وأوهنتم جلدكم وأضعتفتم قوتكم وحاولتم صدع
بناء شادة ال وهو عليه حفيظ ،وقد حاول ذلك من قبلكم من هو أشد منكم قوة وأكثر جعا فلم يظفروا بطائل وال
غالب على أمره ،ولقد كنت أود لكم غي هذا من العمل الدى واليادين النافعة وتعهدت لكم بساعدتكم ف ذلك
أ كب ال ساعدة إن سلكتم هذه ال سبيل فغلبت كم العاط فة على عقول كم ووضع تم لنف سكم ألقا با و صفات لتج سموا
الطب وتولوا الواقع ولكن الناس بأخلقهم ل بألقابم ،فغفر ال لكم وهدانا وإياكم وصدق ال العظيم (إن هى إل
فتنتك تضل با من تشاء وتدى با من تشاء وأنت ولينا فأغفر لنا وأرحنا وأنت خي الغافرين)( )0
1
-1يسرن أن تعلموا
علم ال أي ها البناء أن ن ل ي سؤن – لو صدقتم -أن أ جد ل كم رو حا وثا بة وحا سة فيا ضة وغية صادقة
ويسرن أن أراكم تعملون للسلم ف اليدان الذى ترضونه تبنون ول تدمون وتؤسسون ول تنقضون 0
ول قد قل تم أن ن فضلت كم وأن تم تعلمون – وإخوان كم الذ ين حضروا الجتماع الذى دعوت كم إل يه يعلمون
كذلك أنكم أنتم الذين أحلفتم ف طلب الفصل وألحتم إلاحا ،وذلك لا بينتموه من نية وما اعتزمتموه من عمل
منذ أمد بعيد ،وأنتم بي ظهر انينا فلم يسعن إل أن أنزل على رغبتكم ف ذلك داعيا لكم بالتوفيق والخلص ،إذ أن
أكب ما يسر الوالد أن يرى أبنه موفقا وأن ل ينسب إليه هذا التوفيق وأنتم تعلمون أن ملة النذير كانت ل فأعطيتكم
إياها وتنازلت لكم عنها عن طيب خاطر بشرط أن تنصرف جهودكم إل عمل نافع وميدان فيه خي للسلم ،ولئن
كان العدد الول علينا فالعدد الثان وما يليه قد يكون لنا بكم خدمة الدعوة العامة الت نعمل لا جيعا 0
-2الشورى
زعمتم أيها البناء أن أرى أنه ل شورى ف الدعوى وسامكم ال ف هذا الدعاء على وعلى القيقة ،فأنا ل
أقل هذا ولكن أنركت أن يتحكم فرد تأثر بدعايته سبعة عشر فردا من أفراد أسرة ف بقية ألف من هؤلء الفراد
صدر هذا الرد فى نشرة خاصة ،فلم يكن للخوان فى ذلك الوقت مجلة بعد أن تنازل فضيلة المرشد عن مجلة ((النذير)) لشباب محمد 0
سورة العراف 155 : 1
وهم إخوانكم بالقاهرة وهو ما أردتوه أنتم فقد أبيتم إل أن أنزل على أراء بعضكم ولو خالف هذا آراء الميع من
الخوان ،أفهذه هـى الشورى التـ تريدوناـ؟ وقـد دعوتكـم إل المعيـة العموميـة للخوان بالقاهرة لتعرضوا عليهـا
آراءكم وتطلبون إليها ماتريدون فأبيتم هذا ول زلت أدعوكم إليه وأستطيع أن أقول إنن أكتب هذا باسم ألف من
إخوانكم ف القاهرة عدا شعب القاليم المسمائة فماذا ترون؟ وهل بعد هذا لزلتم تصرون على أنه ل شورى ف
الدعوة؟
هذا هو ما وقع وهذا هو ما نسي عليه الن ،فالشورى ماثلة ف كل عمل من أعمالنا والمد ل كما أرادها
السلم وصورها ،والشورى السلمية ليس فيها أغلبية ول أقلية ،فالمام يستوضح الراء ،والشورى السلمية ليس
في ها أغلب ية ول أقل ية ،فالمام ي ستوضح الراء و هو أم ي علي ها ث يأ خذ ب ا ي تبينله من ها جي عا فينفذه و فق أحكام
السلم ،وهو مسئول بعد ذلك عن نتائج سياسته ،هذه هى النظرية السلمية للشورى وإن كنا ف الواقع قد اتذنا
ف تطبيق ها صورة قري بة إل ما الف الناس من هذه التشكيلت ،ول قد كان آ خر نظام للخوان ف مك تب القاهرة
أرتضيتموه أنتـم وعملتـم على أسـاسه ووقعتـم بذلك على مضره هـو نظام اللجان ،فلكـل لنـة عملهـا واسـتقللا
والشورى تسودها بأوسع معانيها ،ولقد كان بعضكم ف هذه اللجان فعل فهل شعرت بأن أحدا وقف ف طريقكم ف
شىء؟ ولكنكم أردت الستئثار الذى يتناف مع الشورى فأبينا عليكم ذلك حرصا على قوق إخوانكم الذين هم أكثر
منكم إلاما بالدعوة وغية عليها وحرصا على خيها والنهوض با ويفضلونكم بعد ذلك بالسبقية إليها والصب على
آلمها والتضحيات ف سبيلها ،ث بالسن الذى يقدره السلم ويله الحل اللئق بلل التجربة 0
وب عد ،فن حن ف دور تكو ين وترب ية والتكو ين والترب ية ف حا جة إل التوج يه الازم والب عد عن اللف ف
الرأى والنقسام ف النقاش وهو ما أقصد إليه وأعمل عليه ويوافقن ف ذلك كل الخوان السلمي 0
-3التلعب الال
غفـر ال لكـم أيهـا البناء – فلكـم أن تقولوا كـل شىء إل أن الخوان -ينظرون إل الال أو يتطلعون إل
الدنيا فإن من يقرأ هذا العنوان يظن أن الخوان قد ملوا جيوبم من الموال العامة ،ث ماذا تذكرون بعد ذلك 0
()1تذكرون أن سـهم الدعوة قـد بلغ أكثـر مـن 300ثلثائة جنيـه مصـرى وكان الفروض أن
ن صفها ي ب أن ي ظل للم ساهي ،ون سيتم أن قرار ج ع سهم الدعوة أجاز للمك تب أن
يستخدم هذا النصف ف عمل تارى ،وذلك ما كان فإننا جددنا مطبعة الخوان السلمي
وقيمتهـا الن تزيـد على أكثـر مـن الائة والمسـي جنيهـا ،فماذا فـ هذا التصـرف مـن
التلعب ،وقد وقع وفقا للقرار العلن الوضوع ف حدود مصلحة الدعوة وخيها 0
فهل يقال بعد هذا إن هناك تلعبا فيما يمع من أموال ،وإذا كان كل ما جع معروفا بالليم وكل ما صرف
كذلك بدليل ما أوردت من أرقام فأين التلعب الزعوم؟
ولقد علم الناس أجعون ،وف مقدمتهم أبناء فلسطي البواسل أن الخوان السلمي هم الذين يفدون فلسطي
الشقيقة بأموالم وأولدهم ودمائهم ،ولكنكم أردت أن ترفعوا بذلك ((قميص عثمان)) وال بيننا وبينكم وهو أحكم
الاكمي.
إنن أعتب عليكم ف هذا عتبا شديدا وما كنت أظن أنكم تتجاوزون الق هذه الجاوزة ف نقاط واضحة
بينة ،تعلمون أنتم وجه الق فيها قبل غيكم من الناس ،ولكن غفر ال لكم أيضا 0
وأك ثر أمر كم عج با بل أشده غرا بة وأ كبه تن يا أن تذكروا أن ن أعل نت ((أن ناح الدعوة مرهون بإرضاء
الكام والعمل تت ألويتهم الزبية )) ..وما كنت أدرى أن لاجتكم ف الصومة تدوكم إل هذا الفتراء البي
على شخصى وأنتم تعلمون وقد تلقيتم أن ناحها مرهون بإرضاء ال وحده والسي على منهاج رسول ال صلى ال
عليه وسلم كما اعترفتم بذلك ف بيانكم وعليه سرنا ونسي حت يفتح ال بينننا وبي قومنا بالق وهو خي الفاتي،
ون ن نرى مع هذا أن توج يه الدعوة للحاكم ي وماطبت هم ب ا وتعريف هم إيا ها من أن فع الشياء لتحق يق أغراض ها
والوصول من أقرب الطرق إل أهدافها فإن ال يصلح بالواحد منهم أمة – لو أصلحه ال وأنتم تعلمون قول رسول
ال صلى ال عليه وسلم ((الدين النصيحة قلنا لن يا رسول ال قال ل ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم ((وقول
السن البصرى)) لو ككانت ل دعوة أعلم أنا مستجابة لعلتها للسلطان فإن ال يصلح بصلحه خلقا كثيا ولقد
علم الناس جيمعا با فيهم والكام أنفسهم أننا كم وجهنا ونوجه على الدوام إليهم كلمة الق قوية مدوية ل يثنينا
عن ذلك ما قاسيناه من اضطهاد وعنت ،ول نشى إل ال وهو حسبنا ونعم الوكيل 0
ونن نرى كذلك أنه ليست ف كل الظروف تكون ماصمة الاكم وإخراجه من السلم ،فقد يقف الاكم
أمام خصم قوى للسلم يدفعه ويول دون غايته فيكون من المق ل من الد ين أن يرح السلمون من يول دون
وصول عدوهم إل غايته منهم ،وهذا كلم أنتم أعلم بضمونه ول يفى معناه على الناس ،وعلى كل حال لن يكون
الاكمون أعوا نا للخوان ال سلمي على ترب ية الش عب وتوجي هه إ سلميا مثمرا خ ي من أن يكونوا خ صوما لؤلء
الداعي يولون بينهم وبي ما يريدون وموقفنا من الكام جيعا ومن الحزاب جيعا موقف الدعاة ل الشياع ومال
أن ننضوى تت لواء حزب كائنا من كان أو أن نالئ حاكما كائنا من كان 0
وأغلب الظن أيها البناء .أنكم أنتم الذين استخدمتم مطايا للحزبية البغيضة من حيث ل تشعرون وفتشوا
أنفسكم من يتصل الن بكم ومن ينشط ف نشر دعايتكم معكم فستعلمون صدق ما أقول 0
وما يؤسف حقا أن تعجز الحزاب عن أن تد سبيل إل صفوف الخوان إل عن طريقكم ،وإن كان كل
ذلك وأكثر منه سيتحطم على صخرة الدعوة الباركة الت ستظل بعون ال وحده الوى اللصق بي جوانح كل ما
يريد الكيد للسلم وتسؤه الدعوة إل ال 0
-5تطهي الدعوة
من فضل ال على الخوان السلمي ف كل و قت أن دعوت م تن فى خبث ها ك ما ين فى الك ي خ بث الد يد،
وهذه قاعدة جربناها مرارا كثية ونجموعة الخوان ف القاهرة فيما أعتقد هى أطهر مموعة عرفتها هيئة من اليئات
ولقد تنيتم على بعض إخوانكم بكلم ل حقيقة له ،ولقد أصغيت إليكم ودرست ما قلتم وتبينت مبلغه من الصحة
فإذا هو إتام واه منهار ل أساس له ول دليل عليه وما كنت لدع يقين لشككم ولقد نصحت لكم وعرفتكم حكم
السلم فيما تقولون فأبيتم إل أن تلجوا بالباطل ول أقول ف هذه غفر ال لكم فليست هذه من حقى ،ولكن أنصح
لكم مرة أخرى أن تسترضوا إخوانكم الذين خضتم فيهم فإن عقاب ال ف ذلك قاس شديد ول أزال أذكركم بقوله
تعال ((والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما اكتسبوا فقد احتملوا بتانا وإثا مبينا))()0
وأخيا
ل أعرض هنا لا سلكتم من أساليب ل تتفق مع الق الر فضل عن السمو والتكرم الذين يب أن يكون أول
ما يتصف به عامل للسلم ،ول أحاول أن أكشف عما ف بيانكم من مغالطات وأمور ل تتفق مع الواقع فإن أكره
الدل أشد الكراهية ،وحسب أن تكلمت ف رؤوس الوضوعات الامة ،وطبعا سيكون هذا هو البيان الول والخي
من جهت ف هذا الوضوع 0
0 ول معكم بعد ذلك كلمة أخية فأستمعوا إليها إن شئتم وال يتولنا وإياكم بسن الرعاية
أول – ما دمتم قد أعددت أنفسكم للعمل للسلم ف ميدان أخذتوه فأوصيكم أن تكونوا بنائي ل هادمي
وحينئذ عليكم أن تفكروا ف ابتكار ميادين تعملون فيها وتذمون السلم با ودعوا الصومة جانبا فإن النصراف
إل البناء خي ألف مرة وأجدى من النصراف إل الدم ،وعلم ال أنن ل أريد بذا إل أن تنصرف الهود إل النافع
الفيد 0
ثانيا – لقد كنتم قبل الن جنودا فأصبحتم تقولون إنكم اليوم قادة ،وواجبات القائد القائد أثقل بكثي وأدق
من واجبات الندى فأحرصوا دائما على أن تظهروا أمام الناس بالظهر اللئق بكرامة الدعوة السلمية ف كل ناحية
من نواحى تصرفاتكم الشخصية أو المعية 0
ثالثا :أحب أن تكموا خطتكم وأن تسوسوا طريقكم بالعقل والعاطفة معا فل تتركوا للحماسة وحدها أن
تقودكم ف مسالك ل يفيد فيها الدعوة ول ينفع الداعي إل العقل الكامل والتصرف الدقيق الحكم ،فالكيس الكبس
أيها البناء.
رابعا :أحب أن تعتقدوا أول وآخرا أنن ل أضمر لكم إل الي وقد أغضبت عن سيئاتكم لسناتكم وعن
ت صرفكم لنيات كم ال ت أر جو أن تكون خية فاضلة ،وال أ سأل أن ل يكون ذلك ل كم فت نة و هو ال ستعان على ما
تصفون 0
أي ها الخوان ال سلمون – لقد أراد إخوان كم هؤلء أن يتطوا لنف سكم هذا الطر يق فدعوهم و ما اختاروا
لنفسهم حت يرشدهم العمل وهو خي مرشد إل مناهج الصواب وعزية عليكم مشددة مؤكدة أن ل توضوا فيهم
وأن ل تنالوا منهم وأن ل تملوا لم ف نفوسكم إل الحبة والخاء واذكروا قول ال تبارك وتعال (ول تنسوا الفضل
بينكم)() وقوله تعال (فامساك بعروف أو تسريح بإحسان) ولقد تاسكنا يوم عملنا معا بالعروف فنحب أن نفترق
بالح سان و هو من جانب نا أن ن سكت فل نرح وأن نتف ضل فنعفوا ون صفح ول تن سوا أن م ثل دعوت كم البار كة
الباركة القوية لبد وأن تلقى صعابا وأشواكا سواء من الذين بعدوا عنها فلم يستجيبوا لا أو من الذين خالطوها فلم
تفقهها قلوبم ،ولقد علمتم أن مثل هذا قد سبق أن وقع لكم ولغيكم وهى سنة الدعوات قديا وحديثا ،وقد خرج
عليكم بعض إخوانكم وداروا دورتم فمنهم من رجع إل حظية الخوان ثانية ولأ إل الصف كما كان ومنهم من
قبع ف داره حت يفصل ال ف أمره وهو أحكم الاكمي على أننا سنعمل على الستفادة من هذه الدروس القيمة إن
شاء ال ولن نتلقاها الن ونن ل نزال ف بدء الطريق خي من أن نتلقاها ف وقت يعظم فيه أثر الطأ وتتضخم فيه
نتائج الغلط 0
وفق ال الميع لي العمل وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم ،والسلم عليكم ورحة ال
0 وبركاته
كان مساء الميس من كل أسبوع ف الركز العام القدي من عام 1940موعدا للقاء دائم لفضيلة الرشد العام
مع الطلب 00وكانت ماضرة ذلك اليوم (نظرة السلم للمرأة) ،وبينما فضيلته يتحدث إلينا إذا بلبة تدث خارج
ال صالة ،ويتقدم أ حد الخوة بور قة مكتو بة ،فيقرأ ها ال ستاذ الر شد ث ي ستأذن معتذرا عن الحاضرة ويرج ..وبعد
فترة من الوقت يعتلى الشيخ عبد العز عبد الستار النصة ويتحدث إلينا حديثا حاسيا ينبئ أن ف المر شيئا .نتبي
بعده أنه قد صدر أمر عسكرى بنقل الستاذ إل قنا 0
وإجتمع مكتب الرشاد ف الال وتناول المر بالبحث والناقشة ،وتمس أكثر العضاء لعدم تنف يذ المر
على أن يقدم ال ستاذ الرشد إ ستقالته من وزارة العارف ،وبذلك ل يكون ل حد سلطان عل يه .وب عد أن استفاضت
الناقشات ..أخذ فضيلته الكلمة فقال :إن أمر الستقالة سهل ل يتطلب سوى ورقة وقلم ،ولكن هل سيقف المر
عند الستقالة؟ إن أمرا عسكريا آخر سيصدر بإعتقال ف الال وخاصة أن الحكام العسكرية مفروضة على البلد
والعباد ،لذلك أرى أن النقل أيسر الضرار وأنفع للدعوة من العتقال ،وهى فرصة أتاحها ال تعال لنعطى للصعيد
حقه ف نشر الدعوة ،وتربية الخوان ،ويؤجر الرء رغم أنفه ..ث إننا ل نقدم للستقالة با يعوضنا عنها حيث جزءا
كبيا من الرتب يدفع لدمة الدعوة ،وبعد الستقالة فإن الدعوة ستدفع ،ول ين وقت ذلك بعد ..وشرح ال صدور
الخوان بذا الرأى 0
وحزم ال ستاذ الر شد أمتع ته وغادر القاهرة ف أول قطار إلىق نا 00وفو جئ الخوان هناك بن قل فضيل ته
إلي هم ،ول يل بث أن شارك هم ف نشاط هم بالدار كوا حد من هم ،واند هش الشباب ك يف أ نه كان ي ستقبل بعض هم
ويسلم عليه بأسهن دون أن يراه قبل ذلك على الطلق ،فلما سألوه عن ذلك متعجبي :أخبهم أنه كان حي يوقع
على بطاقة الوالة بصفته الرئيس العام للجوالة كان يفظ السم والصورة معا 0
وبعد أن استقر الرشد ف قنا عدة أيام دعا الخوان إل مؤتر جامع حضره السلمون والسيحيون على السواء
يتقدمهم شيخ العهد الدين ومطران قنا .وتناول حسن البنا ف خطابه قضية الكم بالشريعة السلمية .فقال :ما هو
معلوم عن جاعة الخوان السلمي أنم يدعون ويتصدرون الدعوة إل الكم بالقرآن الكري ،وهذه القضية ولشك
تثي بعض الوف والشكوك عند إخواننا السيحي .وأنا أحب أن أجلى هذه القضية بروح الودة با قد خفى أو يفى
عن الناس من أمور لن يتبينوا فيها وجه الق والصواب .فالناس أعداء ما جهلوا .ل شك أننا مع إخواننا القباط نعتب
أنفسنا عربا ،حيث أننا جيعا نتكلم اللغة العربية ونتعامل با… وما دمنا عربا فمن الطبيعى أن نتحمس للتحاكم مور
لن يتبينوا فيها وجه الق والصواب .فالناس أعداء ما جهلوا .ل شك أننا مع إخواننا القباط نعتب أنفسنا عربا ،حيث
أننا جيعا نتكلم اللغة العربية ونتعامل با… وما دمنا عربا فمن الطبيعى أن نتحمس للتحاكم إل قانون عرب ل إل
قانون غرب متنوع الصادر فرنسى وبلجيكى وغي ذلك ،والقانون العرب الوحيد الامع الشامل الذى جربناه مسلمي
ومسيحيي مئات السني هو القرآن الكري 000
فإذا اعترض على أن القرآن كتاب السلمي ،فنقول ،فيكن ذلك اعتقادا السلمي كدين وليكن قانونا عاديا
عند القباط ،كما نتحاكم نن اليوم إل قانون نابليون 0
000ث قال :إن الشواهد التاريية الكررة والت ل تتمل النكار بال تشهد بأنه ف ظل حكم الشريعة
ال سلمية عاش ال سلمون وال سيحون ف وئام و سلم ل يس له مث يل ،وضرب بذلك عدة أمثلة ،أه ها مو قف اللي فة
ع مر بن الطاب ر ضى ال ع نه من ال صلة من كني سة القيا مة ،ك ما ذ كر بع ضا من و صيته الشهية ،وا ستطرد ف
ضرب المثلة الية من واقع تاريخ اللفاء 0
ث ختم حديثه فقال :إن السلم ل يعرف معن الديقراطية الت يد مدلولا الناس حسبما تقضى مصالهم،
فالسلم ل يعرف هذه التغيات بل هو شريعة العدل الت ل تتغي ول تتبدل تبعا للمصال والهواء 0
و قد أثار هذا الد يث متلف التاهات ،ف قد كان حدي ثا على نقله إل ق نا ،بعيدا عن ال ستدلل باليات
القرآنية أو الحكام الفقهية .ول تض أسابيع وهو ف حركة دائبة ورحلت وزيارات وخطب وماضرات ،إل وقد
صدر قرار من وزير العارف بنقله فورا من قنا إل القاهرة 0
ول ت ض أيام ح ت صدر قرار باعتقاله ف معت قل الزيتون بالقاهرة ،فاعت صم الطلب ف م سجد ال سلطان
السن بعد صلة يوم من أيام المعة ،فأفرج عن فضيلته بعد أيام… .وبعد أن ت الفراج عن فضيلة الرشد استقبلناه
ف مصلى (بدروم) الركز العام القدي بكل أشواقنا وعواطفنا الارة .وبدأ حديثه معنا فقال :لقد كانت فترة العتقال
بثابة إعتكاف إجبارى أو مطة ف طريق السفر الطويل راجعت فيها كتاب ال تعال حفظا ودراسة وتدبرا ،وعرفت
واختل طت بأناس آخر ين .ووجدت فر صة أخلو في ها إل نف سى أ ستعرض أحداث الا ضى وأف كر ف الا ضر بدوء
وروية ،وأعتقد أننا لن نسر شيئا ف أمر قد قدره ال لنا ..فإن ما يدث لنا من عذاب أو اضطهاد ،أمر قد تعاهدنا
عليه ،فل غرابة فيه ولن يؤثر فيما عقدنا العزم عليه ،ولكنه فقط – يعطينا الؤشرات ويذرنا من الطبات ويفتح أعيننا
على ما هو آت 00فإن ما يدث لنا لن يوقف حركة الدعوة ،ولن يرهب أبناءها الذين اعتقدوا أن أقل ما يطلب ف
سبيلها هو الدم والال ( 000وال غالب على أمره ولكن أكثر الناس ل يعلمون)0
000ث استطرد الستاذ الب نا فقال :حي جاء أمر الفراج ع ن سألت عن شول هذا المر بالفراج عن
ال ساتذة أح د ال سكرى وع بد الك يم عابد ين ،فق يل الفراج ع نك وحدك .فر ضت الروج وا ستمسكت بذلك
متذكرا قصة المام والصياد الت حفظناها من أيام الدراسة ،الت تكى أن مموعة من المام قد وضعت ف شبكة
صـياد ،وتصـادف وجود فأر صـديق لقائد سـرب المام ،فأراد أن يقوم بقرض الشبكـة لتخليـص قائد المام وحده
فرفض أن ينجو بنفسه دون زملئه .فقام الفأر بتخليص الميع 000وهكذا خجلت من نفسى ،كيف أخرج وأترك
إخوان؟ ولكن ماولت واتصالت كثية بذلت حت أعطون وعدا بإستصدار قرار الفراج عنهم 000وخرجت آسفا
لذلك ،ولكن كما قلت لكم من قبل :هذا هو الطريق ،وبقى علينا أن نواصل العمل مسترشدين بذه الحداث ف
سبيل الوصول إل الغاية النشودة 0
ف إجتماع بالك تب الدارى للخوان بال سكندرية ف ع هد وزارة إ ساعيل با شا صدقى ،أل قت الشر طة
القبض على حوال 50خسي من الخوان ،وأودعتهم سجن الجانب .وف نفس السبوع نظم الخوان مظاهرة من
فر قة الوالة خر جت فجأة من ميدان م طة ال سكة الد يد قب يل الغرب ت مل الشا عل متج هة إل ميدان ق صر رأس
الت ي ،خ طب في ها ال ستاذ أح د ال سكرى من شر فة مك تب ال ستاذ أم ي مر عى الحا مى بشارع الغر فة التجار ية
((سعيد)) ،ث مضت هذه الظاهرة ف سيها حت بلغت القصر وقدمت مذكرة بشأن معاهدة صدقى بيفن ث انصرفت
0
وبعد فترة حققت النيابة مع الخوة الحتجزين ف سجن الجانب ث أمرت بالفراج عنهم .وبصفت والخ
عادل بجت من العسكريي فقد حولنا إل السلطة العسكرية ،حيث وضعت ف معتقل معسكر كوم الشقافة والخ
عادل ف معسكر اللوائح العسكرية سلح الصيانة ،وحوكمنا أمام ملس عسكرى مركزى بتهمة انضمامنا إل جاعة
الخوان مالف ي بذلك اللوائح الع سكرية ال ت تق ضى بعدم تد خل رجال ال يش ف ال سياسة .وأر سلت إل فضيلة
الرشد عدة خطابات أبدى استعدادنا لتحمل كل ما يترتب من عقوبات مهمنا كانت شدتا وقسوتا ،وأطلب منه
أل يمل نفسه عبء السعى لساعدتنا وانشغاله بقضيتنا فالمور ترى بالقادير 00
وف سراى سيدى بشر انعقد الجلس العسكرى ،وحضرنا بالراسة الشددة فوجدنا ف استقبالنا مموعة من
الحامي الذين أوفدهم فضيلة الرشد العام 0
وبعد أن أقسم أعضاء الجلس العسكرى اليمي على الصحف الشريف سألنا رئيس الجلس ،هل هناك أى
اعتراض على الجلس؟ فقلت له :ل ،ول كن ل نا طلب .فقال :ما هو؟ فقلت ن ن ل نر يد ماك مة على أ ساس قانون
الجراءات العسكرية ،ولكن نريد الحاكمة على أساس الصحف الشريف الذى أقسمت عليه 0
وهنا أحس رئيس الجلس أن القضية سوف تتحول إل قضية إسلمية سياسية ،ث اته إل السادة الحامي
فطلبوا من الحك مة تأج يل الل سة أ سبوعا للطلع على تقار ير الق سم الخ صوص (البا حث) العا مة الن ،فوا فق
ورفعت اللسة 0
وعد نا إل مع سكر سلح ال صيانة م عا ،و ف ال ساء من ن فس اليوم صدر قرار بالفراج ع نا ،وتوجه نا من
العسكر إل شعبة الخوان برأس التي حيث استقبلنا الخوان أحسن استقبال 0
ث سافرت والخ عادل لقابلة فضيلة الر شد بالقاهرة ،وب عد أن شكرناه على جهده الكر ي مع نا ،قلت :يا
فضيلة الرشـد ،لاذا أجهدت نفسـك كـل هذا الجهاد فـ سـبيل الفراج عنـا؟ فقال :أنتـم تنظرون إل تبعات هذه
القضية نظرة فردية وأنا أنظر إليها نظرة أبعد وأشل ،ذلك أن صدور أى حكم عليكما بتهمة النتماء إل الخوان 00
هذا الكم مهما كانت شدته سوف يعوق حركتنا الوليدة ف صفوف اليش ،كما أن طبيعة العمل باليش تتلف
عن طبيعته ف القطاعات الخرى فلبد منتقدير تبعات كل عمل بالنسبة لستقبل الدعوة أولً0
وه نا ح ضر الخ ال كبي ال صاغ ممود لب يب الذى ر حب ب نا ودعا نا لتناول طعام الغذاء م عه فلبي نا الدعوة
0 شاكرين
وكان الخوان بالسكندرية بصدرون نشرة شهرية عن نشاطهم يوزعونا على جيع الناطق ،وبينما كنت
بطبعة رمسيس أراجع السودة فيها خب ف صدر الصفحة الول بعنوان (لقاء رجلي 00التقى اليوم الستاذ حسن
البنا الرشد العام للخوان السلمي بسماحة الشيخ أمي السين مفت فلسطي الكب بعد غياب طويل ،وكان لقاء
وكانت ذكريات)0
فكرت أن أعود إل الر شد كى أطل عه على م سودة النشرة وأ ستاذنه ف ن شر هذا الزء من ال ب ،ول ا قرأ
الب ،توقف قليل ث قال :وما هو الغرض من نشر هذا النبأ ،وما هى الفائدة الت ستعود علينا من نشرة؟ قلت :لقد
قرأت ف جيع الصحف نبأ زيارة كل الزعماء السياسي لسماحة الفت ،ولسنا أقل من هؤلء ف أداء الواجب .فتبسم
الستاذ الرشد وقال :يا أخى هذه إعلنات وزيارات ماملة ،أما زيارتى فهى زيارة ترى بنظار آخر ويفهمها أعداء
السلم بفهم آخر ..إن زيارات الخوان ينبن عليها عمل 0
ومن قبل حي بدأ حسن البنا دعوته ف الساعيلية عام .1928كانت الدعوة قد اكتمل تصورها ف ضميه،
ولكنه كان يؤمن بأن الزمن جزء من العلج ،وأن لكل مقام مقال ..لذا فهو حي كون ما يسمى (فرق العمل) ليتم
با الصور أو صورة الدعوة ،كانت هذه الفرق على هيئة الفرق العسكرية من حيث النظام والتدريب وأيضا اللبس
الت كانت على شكل بنطلون طويل يشبه بنطلون عسكرى السوارى وله (قايش) من اللد ..لذا تنبه حسن البنا إل
هذه الصورة وأدرك أنا سوف تترك ف نفوس الناس فضل عن السلطة والنليز شعورا بالذر والوف ما قد يتضح
من أمرها ،ولسيما أن تسميتها (فرق العمل) يوحى بثل هذا الشك 00
لذا أ سرع ح سن الب نا بإلغاء هذه الفرق وتويل ها إل فرق الكشا فة وانض مت إل جع ية الكشا فة الهل ية
وأصبحت تابعة لنظامها الساسى 0
وبعد توقيع معاهدة 1936اتذ حزب الوفد فرقا شبه عسكرية لونا أزرق ،وكان مسموحا لكل إنسان أن
ينضـم إليهـا .وكذلك اتذـ حزب مصـر الفتاة بينهمـا ،فانتهـز اللك فاروق الفرصـة واصـدر أمرا ملكيـا بلـ جيـع
التشكيلت ش به الع سكرية ،ول ا كا نت فرق الخوان قد تولت لمع ية الكشا فة العا مة ،فلم يشمل هم هذا ال مر ..
وهكذا كان حسن البنا بعيد النظر يرى بنور ال.
خطب حسن البنا المعة ف مسجد الشيخ باليدان بالسكندرية وامتلت الشوارع ،وبعد الصلة خرجنا من
ال سجد ون ن ف طريق نا إل شارع (فرن سا) مرر نا بارة ي سكن ب ا ب عض اليهود وفجأة سقط من النازل لوح من
زجاج بوار ح سن الب نا ول كن ال سلم فلم ي صب أ حد ب سوء ،غ ي أن الخوة أخذوا يتشككون ف ال مر ول كن
الستاذ هونه عليهم ول يتخذ منه فرصة للثارة وقال :إنه حادث عابر غي مقصود 0
وتوجه نا إل الك تب الدارى بشارع كني سة دبا نة ،فأ ستراح فضيل ته ب عض الو قت ،ث ا ستأنفنا ال سفر إل
الزيرة الضراء و هى بلدة ال ستاذ أم ي مر عى الحا مى رئ يس الخوان بال سكندرية آنذاك ،وت قع هذه البلدة ف
مواجهة مدينة رشيد من الشرق ،وف الطريق وقفت أمام كشك مرور كوبرى الدية ولحظ فضيلة الرشد وجود
(قلة ماء) أمام شرطى الرور فاستأذنه للشرب فأسرع الشرطى مسرورا مرحبا به وتدث معه كلمات ،فلما بدأت
السيارة تتحرك قلت له :ربا تكون القلة غي صحية ،فنظر إل وقال :لقد وقفنا لظة ويب الستفادة با ف نشر
الدعوة 0
ووصلنا إل رشيد وركبنا ف طريقنا إل الزيرة الضراء حيث استقبلنا استقبال طيبا ،ث تناولنا الغداء على
مائدة الستاذ أمي مرعى شقيق الستاذ مصطفى مرعى النائب العام السابق ،وبعده توجهنا إل مسجد البلدة .وبدأ
فضيلة الر شد حدي ثه الذى يؤلف القلوب وير طب الشا عر ،ث عرج على ق صة فقال :كان هناك ملك ..وقام أ حد
الوزراء ف المل كة بع مل فت نة دف عت اللك إل ال ستغناء عن وزرائه واحدا تلو ال خر .وذات يوم جاء لزيارة اللك
رجل صال ،وجنس بي اللك وبي الوزير ومعه صورة لا وجهان إحداها قبيح والخر جيل ،وسأل اللك عن رأيه
ف هذه الصورة فقال اللك :إنا صورة قبيحة جدا ..ث سأل الوزير عن الصورة الت يراها فقال :صورة جيلة ،وهنا
حدثت مشادة كبية بي اللك والوزير .ولكن الرجل الصال أسرع وقلب الصورة ،فتبي كل منهما حقيقة الصورة
بوجهيها ،وهنا قال الشيخ للملك :يب على كل إنسان أن ل يصدق حكما على شىء قبل أن يتبينه (يا أيها الذين
()
1
آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمي) 0
وبعد أن أنى فضيلته حديثه العميق ،فهمنا بعد ذلك أنه توجد ف هذه البلدة بعض اللفات ،كما عرفنا أن
حسن البنا قبل أن يدخل أى بلدة يلم بكل ما يتعلق با من أحوال حت ل يصطدم بأمور تعوق أداء رسالته 0
وعدنا إل مدينة رشيد ف مركب آلية وكان عددنا كبيا ،وجلس الستاذ مع مموعة من الخوان ف مقدمة
الر كب وجلس با قى الخوة على ال سطح الذى تو جد ت ته الاكي نة ال ت ترك الر كب ،ول ا اقتر بت الر كب من
الشاطىء اصطدمت بقاع النيل فسقط بعض الخوة داخل الركب ففزع الخوان وبقى حسن البنا ثابتا ل يتحرك،
حت إذا هدأت الثائرة قال للخوان الثبات عند الشدة أنا وأكرم 0
وف كفر الصيلحة بلدة عبد العزيز باشا فهمى حدثت مشادة بي الخوان وبي أفراد عائلة الباشا ،وكان من
عادة ال ستاذ الب نا و من أخل قه ال سلمية إ نه إذا نزل بلدا فإ نه يبدأ بزيارة عمدت ا أو كبي ها .و من وراء هذا الع ن
مدلولت ل حصر لا 0
وعلى أثر هذه الشادة توجه بعض الخوان من كفر الصيلحة إل القاهرة وقدموا شكواهم إل فضيلة الرشد
وقالوا في ما قالوا إ نه ب عد ذلك ل ي ستحب لفضيلت كم أن تقوم بزيارة ع بد العز يز با شا فه مى ع ند حضورك للبلدة.
وصرفهم الستاذ الرشد ونصحهم أن يلتزموا الكمة والصب 0
وم ضت اليام واعتزم ال ستاذ زيارة ك فر ال صيلحة – وا ستقبل الخوان مرشد هم هذه الرة ب صورة شعب ية
حاسية .وسار الوكب متجها ناحية شعبة الخوان السلمي – غي أن الستاذ البنا طلب من السائق التوجه إل دار
عبد العزيز باشا فهمى كالعادة – ول يستطع السائق إل تنفيذ طلب الستاذ أمام تعجب الخوان ودهشتهم وسار
الوكب حت وصل إل منل الباشا الذى كان هو وعائلته يتشككون ف هذه الزيارة بعد الذى حدث واستقبله الباشا
وعائلته استقبال كريا وودعوه وداعا لئقا 0
0 وف الساء ازدحم السرادق بالخوان والذين جاءوا ليزيدوا النار اشتعال ويصطادوا ف الاء العكر
ووقف حسن البنا وحلق بالناس جيعا ف عال جديد بعيد كل البعد عما يول ف خاطرهم حت إذا رطب
النفوس وربط بي القلوب برباط السلم النيف عاد إل الوضوع ،فقال إنه جاء منذ مدة وفد من الشعبة وحدثوه
عن الشادة الت حدثت بي الخوان وبي عائلة عبد العزيز باشا فهمى وقالوا له إنه ل يستحسن بعد ذلك أن تبدأ
بزيار ته كالعتاد ووعدت م خيا ول كن الخوان ك ما تعلمون ف كل ت صرفاتم عن عقيدة وشري عة ول يتكمون إل
هوى ول يقادون إل شهوة (ول يرـ منكـم شنآن قوم على أن ل تعدلوا ،اعدلوا هـو أقرب للتقوى)() ،لذا حيـ
جئت إل هذا البلد الط يب كان ل بد أن أد خل البلد من الباب ول ي كن أن أدخله من الشباك ،والباب الوح يد لذا
البلد هو منل عبد العزيز باشا فهمى 0
حت إذا أنى الستاذ الرشد هذه الكلمات الكيمة الؤمنة تعالت التافات (ال أكب ول المد) من الناس
جيعا ..الخوان وغي الخوان وأعداء الخوان 0
وتصافحت اليدى وربط ال ب ي القلوب وهكذا فقه الرشد رحه ال بعمق معن قوله تعال (ومن أحسن
قول من دعا إل ال وعمل صالا وقال إنن من السلمي ول تستوى السنة ول السيئة ،ادفع بالت هى أحسن فإذا
الذى بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم)( )0
1
بعد توقيع معاهدة سنة 1936مع انلترا ( ) توجه مصطفى النحاس باشا رئيس الكومة وزعيم حزب الوفد
2
إل فرنسا لضور مؤتر مونترو لبحث إلغاء المتيازات الجنبية والحاكم الختلطة 00
وقبـل أن يغادر ميناء السـكندرية كان هناك وفـد مـن شباب الخوان السـلمي يقدم له مذكرة مـن فضيلة
الر شد العام ،تف يد بأن إلغاء المتيازات الجنب ية هى مرحلة وفر صة سانة ل ستقلل القضاء ال صرى ا ستقلل يبعده
عن ال ستمرار ف ج عل القوان ي الضريب ية هى م صدره ف الحكام ..تلك القوان ي ال ت فرض ها علي نا ال ستعمر تبعا
لهدافه ف تطيم عقيدة السلمي .أما وقد أعطينا الفرصة للختبار فينبغى أن نتار التشريع السلمى الذى ينبع من
عقيدة المة وتاريها الحيد ،وهو تشريع ممع عليه من جيع السلمي وأقرته ج يع الؤترات الدولية الت اعتبت
التشريع السلمى معطيا ومستجيبا لكل متطلبات التغي ف الجتمعات النسانية ف كل زمان ومكان 0
لقد كتب حسن البنا هذه الذكرة الت تمل نصيحته لصطفى النحاس باشا قبل سفره ،لنه كان يعرف تام
العرفة أن مؤتر مونترو يمع كل أصحاب الصال الستعمارية ف البلد العربية والسلمية ،وأنم ل يوافقون إطلقا
على ال كم بالشري عة ال سلمية عن ال كم ،ح يث أن هذا أ مر قد توا صى به أعداء ال سلم .فضل عن أن زعماء
ال سلمي وقادت م ل يكونوا قد ترروا ب عد من ال ستعمار الفكرى الذى رضعوه ف مدارس ال ستعمار والتبش ي،
فقلدوا الغرب ف كل شىء وصبغوا حياتنا الجتماعية والدرسية بطابع بعيد كل البعد عن روح السلم ومنهجه ف
الياة 0
وعاد النحاس باشا من رحلته إل فرنسا بعد قرار إلغاء المتيازات الجنبية وأقام له رجال حزب الوفد حفل
إ ستقبال كبي ف حدي قة انطونيادس بالن هة بال سكندرية خ طب ف يه رف عة النحاس با شا خطا با مذا عا نوه ف يه عن
مضمون الرسالة الت بعث با إليه الستاذ الرشد العام – فقال :
تضمنت هذه المعاهدة نصا بإلغاء المتيازات الجنبية ،التى كانت كانت تخول للجانب -انجليز وفرنسيين وإيطاليين وغيره من الوربين – حقوقا 2
يتميزون بها عن الوطنيين المصريين ،كان منها أنه إذا ارتكب أحدهم جرما فإنه ل يحاكم أمام المحاكم الوطنية حيث شكلت لهم محاكم خاصة بهم أطلق
عليها اسم ((المحاكم المختلطة)) تميزت أحكامها بأنها كانت صورية تختلف اختلفا كبيرا عن ألحكام التى تصدرها المحاكم الوطنية على المصريين فى
جرائم متشابهة 0
إن جا عة ل وزن ل ا ول قي مة تطالب أن يكون القرآن د ستور ال مة – وال سلم عال النبات ول يس ف
حاجة إل هذه الصيحات – أو هكذا قال .
وف السبوع التال صدرت ملة (النذير) لسان حال ((الخوان السلمون)) بطاب مفتوح إل صاحب القام
الرفيع مصطفى النحاس باشا رئيس الكومة وزعيم حزب الوفد – جاء فيه 000
نن حي نكتب إل رفعتكم هذا الطاب ل نطلب منكم مصلحة شخصية ول منفعة ذاتية وإنا هى النصيحة
ل ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم 0
يا رفعة الباشا :لقد جاء ف خطاب كم بنا سبة إلغاء المتيازات الجنبية والذى أنعقد ف حديقة انطونيادس
بالسكندرية – كلم يتصل بماعتنا وكان لزاما علينا أن نرد الق إل نصابه – فقد قلتم إن جاعة ولى وزن لا
ول قيمة تطالب بأن يكون القرآن دستور المة – والسلم عال النبات وليس ف حاجة إل هذه الصيحات!!
أ ما أن السلم عال النبات وليس ف حا جة إل هذه الصيحات .فإ ن أقول أن وا قع السلمي من وجود
الحتلل على أرضهم ف كل البلد العربية والسلمية – فضل عن أنم يكمون ف بلدهم بغي شريعة ربم ..دليل
على أن السلم ف حاجة شديدة وملحة لكل صيحة بل ولكل يد تبن صرح السلم من جديد 0
وكيف يكون السلم عال النبات يا رفعة الباشا وقد عقدت مؤتركم هذا قبل صلة الغرب وانتهى بعد
صلة العشاء فأهدر ت فري ضة إ سلمية على اللف من ال سلمي الذ ين حضروا هذا الؤت ر وعلى رأ سهم زع يم أ مة
تدعى السلم.
وإ ن لزلت أذ كر ت صريح رفعت كم لرا سل إحدى الوكالت الجنب ية( ) ح ي قلت إ نك مع جب بل ت فظ
1
بكمال أتاتورك مؤسس تركيا الديثة ..لقد تعجبنا كيف يكون إعجابك برجل حارب السلم بإناء اللفة وتغيي
اللغـة العربيـة إل اللغـة اللتينيـة ومنـع الذان باللغـة العربيـة وإغلق السـاجد وإحالتهـا إل متاحـف ..وأخيا إلغاء
التحاكم بالشريعة السلمية 0
صدر التصريح لمراسل شركة البناء الناضولية فى يونيو سنة 1935ونصه كما جاء على لسان النحاس باشا (( :أنا بل تحفظ بكمال أتاتورك ليس 1
فقط بناحيته العسكرية ولكن لعبقريته الخالصة وفهمه لمعنى الدولة الحديثة التى تستطيع وحدها فى الحوال العالمية الحاضرة أن تعيش وتنمو ))!!!
يا رفعة الباشا :يب أن تعلم أن ضمي مصر ل يزال حيا مفعما بالسلم وأن الشعب السلم ل يرتضى بغي
الكم بالقرن شرعة وبديل 0
كتب ال ستاذ الرشد ف ملة النذير العدد العاشر 5جاد ثان سنة 1357ال سنة الول (االخوان بي السياسة
والدين – أهو تدخل حزب أم قيام بواجب إسلمى؟ أيها الناس تردوا عن الغاية وافهموا المور على وجهها )0
ل ير يد كث ي من الناس أن ينظروا إل القائق إل بنظار مطموس بالغايات ملوث بالهواء سودته الزازات
الزبية وتكاثفت على زجاجه الضغائن الشخصية وما دام ذلك كذلك فلن يصل هذا إل الق وإن كان أوضح من
النهار وأضوأ من الش مس الشر قة – فالوى وال ق ل يتمعان .والغا ية والن صاف خ صمان لدودان ولو أت بع ال ق
أهواءهم لفسدت السموات والرض ومن فيهن))0
ول يريـد هذا الصـنف مـن الناس أن يفهـم أن السـلم قـد أفتـ فـ شئون الياة جيعا وتناول أمور الدنيـا
والخرة بالبيان واليضاح ورسم للناس فيها حدودا إن إتبعوها فهم مسلمون صادقون وإن خرجوا عليها فهم آثون
مالفون يقولون مال يفعلون .ومـا دام السـلم قـد بيـ للناس نظام الكـم وقواعده ،ووضـح لمـ حقوق الاكـم
والحكوم ف بيان شامل فاصل فإن السلم بذا قد ضرب ف صميم السياسة وتناول أخص خصائص رجالا وزج
بأحكا مه ف تيار ها وألزم الناس النول على هذه الحكام و هل أو ضح ف هذا من ال تبارك وتعال (( وأن أح كم
بينهم با أنزل ال ول تتبعأهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل ال إليك فإن تولوا فأعلم أنا يريد ال أن
يصيبهم ببعض دنوبم وإن كثيا من الناس لفاسقون أفحكم الاهلية يبغون من أحسن من ال حكما لقوم يوقنون).
وما دام السلم قد فرض على الناس أن يهروا بالق وأن يأمروا بالعروف وأن ينهوا عن النكر وأل يقروا ظالا على
ظلمه وأل يستسلموا لائر ف جوره وأن ياهدوا أمراءهم وحكامهم وأول الرأى منهم ف سبيل إقامة موازين العدل
حت تقوم وإعلء كلمة ال حت ترتفع على الرءوس وإظهار شعائر السلم حت تسمو كل منار فهو بذلك قد فرض
على السلمي جيعا اليقظة السياسية والتدخل ف شئون السياسة وأعطى المة حق مراقبة قوادها وزعمائها وحكامها
وأمرائ ها وملوك ها ووزراءئ ها وأ هل النفوذ والرأى في ها ف ما من كبي إل وال ق م نه و ما من ضع يف إل و هو أقوى
الناس بقه وهل أوضح ف ذلك من قول ال تعال (لعن الذين كفروا من بن إسرائيل على لسان داود وعيسى بن
مر ي ذلك ب ا ع صوا وكانوا يعتدون ،كانوا ل يتناهون عن من كر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) و من قول الر سول
صلى ال عل يه و سلم ( سيد الشهداء حزة بن ع بد الطلب ور جل قام إل إمام جائر فأمره وناه فقتله ) ف أحاد يث
وآيات أك ثر من أن يت سع ل ا كتاب ..ما دام ال سلم يقول هذا أي ها الناس فل يس هناك شىء أ سه د ين وآ خر ا سه
سياسة وهى بدعة أوربية أراد خصومكم با أن تفتر حاستكم للسلم وأن يصرفوكم عن نظمه إل نظمهم الفاسدة،
وليس هناك ف حقيقة المر إل شىء واحد هو شريعة ال الت صلح عليها أمر الدنيا والخرة ووضعت الناس أفضل
الن ظم ف سياسة معاش هم ومعاد هم وحكم ها وقضائ هم وحرب م و سلمهم وأخذ هم وعطائ هم (اليوم أكملت ل كم
دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا ) 0
أي ها الناس – ضعوا عن أب صاركم هذه الناظ ي اللو نة ال ت قدمت ها إلي كم أور با وروج ها علي كم ساسة هذا
العصـر وانظروا إل السـلم بنور ال الذى هداكـم إليـه فحبـب إليكـم اليان وزينـه فـ قلوبكـم ترون ذلك جليـا
وتبصرونه واضحا وتعلمون أن الق ف جانب الخوان السلمي وأن الطأ كل الطأ ف نظرات الزعماء السياسي
الذين يفرقون بي السياسة والدين 0
وب عد – أي ها الناس .ف قد اختل فت أحكام كم على الخوان وكتابات – الخوان ف هذه ال صحيفة وذهب تم
في ها كل مذ هب وجافي تم ال صواب كثيا وحكم تم بأهوائ كم إل بقي قة ال مر وال سألة أب سط من ذلك وأهون م ا
تظنون 0
كتب الخوان ينتقدون رجال الكومة الاضرة نقدا مرا لذعا أليما فيه صراحة وفيه وضوح وفيه حساب
عسي وفيه مؤاخذة شديدة .نقدوا وزير الارجية ف حفل البعثة اليرانية وما كان فيه من خر ورقص وعبث ولو
بأموال الفلحي با يالف أوامر الدين ،ونقدوا وزير الداخلية السابق ف سفره ظهر المعة وتركه أداء فريضتها مع
منشوره للمديرين والحافظي ورجال الدارة بوجوب مشاركة السلمي ف أداء هذه الفريضة القدسة ،ونقدوا وزير
الال ية الال والنائب العام ف حضور مياد ين ال سباق والراه نة على ال يل و هى بوضعها الا ضر قمار صريح ل شك
ف يه ،ونقدوا رئ يس الوزراء ف ت صريه الاص بقض ية فل سطي( ) و ف إعجا به بفر سان الغار بة يزينون مياد ين فرن سا
1
وهم سللة الشاوس الفاتي من أبطال الوحدين كتبوا ف كل هذا وسوف ل تقف هذه القلم عن هذا النقد أو
هذا النصح ما وجدت إليه سبيل ولن تقف ف سبيلها عقو بة أو ماكمة فنحن نر تل دائ ما قول الر سول (إن أع ظم
كلمة حق عن سلطان جائر) فلماذا تأولتم أنتم أيها الناس كلماتنا هذه؟ ونظرت إليها من خلل غايتكم وغفلتم تاما
عن الدافع القيقى لا ،فأما الكوميون منكم فقالوا ف أنفسهم وف متمعاتم وفديون ناسيون مهرجون مأجورون
ل يرضي هم شىء ول يعترفون بحمدة ،كل ه هم خ صومة الكو مة وعداوة الكو مة والن يل من الكو مة ورجال
الكومـة .وقال الوفديون وأنصـارهم إن الكومـة ل تغدق على هؤلء القوم مـن العانات الاديـة ول تعطهـم مـن
ال صروفات ال سرية ول تقق ل م مطالب شخ صية ف هم لذا يملون عليها وينتقدون رجالا ويشهرون بأعمال ا وهو
انتصار للوفد مبي 0
وك تب الخوان مع الكلمات ال سابقة و ف أعداد واحدة ينقدون رف عة النحاس با شا ف ت صريه عن الدود
السلمية وينددون بوقفه من التشريع السلمى ويعيبون على الؤتر الوفدى إضاعته لصلة الغرب ويطالبون الوفد
ورجال الوفـد بالرص على شعائر السـلم ومظاهـر السـلم .فانعكسـت اليـة وانقلبـت التهمـة وفرح الكوميون
سئل رفعته من أحد الصحفيين عما أعده لقضية فلسطين ،فأجاب :أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين) ..ومعنى ها أن الستعمار 1
حسن البنا
وتضى اليام ويعرف حزب الوفد الخوان السلمي وزنم وقدرهم 000وهذا هو الدليل :
ف مساء الحد 12من جادى الول الوافق 16من مايو 1943كنت ف القاهرة حي تفضل بزيارة دار الركز
العام للخوان ال سلمي أ صحاب العال فؤاد سراج الد ين با شا وز ير الزرا عة وع بد الم يد ع بد ال ق وز ير الشئون
الجتماعية وأحد حزة بك وزير التموين – وممود سليمان عنان وزير التجارة والصناعة وسعادة صلح الدين بك
سكرتي عام ملس الوزراء – وبعض حضرات الشيوخ والنواب الحترمي يتقدمهم صاحب العزة عبد الميد الوكيل
بـك وممود عبـد اللطيـف بـك وكان بيـ زوار الدار فـ هذه الليلة صـاحب العزة ممود زكـى بـك خـبي مصـر
القتصادى ف السودان يرافقه حضرات إخواننا طلب القوق السودانيي 0
وعلى مائدة شاى ب سيطة على سطح الدار جهزت ب كبات ال صوت – أو صلت كلمات الطباء إل ألوف
الاضرين من الخوان وأهال الى وكانت فرق الوالة على جانب الطريق لتحية الضيوف والحافظة على النظام 0
أما صفة التواضع فقد تلت ف وقفة وزير الزراعة وقوله ((إنه يعتب نفسه من الن جنديا ف جيش الخوان
الرار )) 0
وقال وز ير الشئون الجتماع ية (( :إ نه يعت قد أن دعوة الخوان سيكون ل ا شأن عظ يم ف ال ستقبل ح يث
سيلتقى عندها الميع وتكون الوسيلة الوحيدة لنقاذ الشعب الصرى)) 000
وقد ذكر حضرات أصحاب العال الوزراء ما قامت به الكومة من مناصرة الفكرة السلمية وتقيق كثي
ما يطالب به السلم ويعمل له الخوان السلمون كإلغاء البغاء والشروع ف تنظيم الزكاة ومناصرة اللغة العربية لغة
القرآن الكري وتري تعاطى المور ف أيام الواسم والعياد الرسية 000
وباخت صار شد يد أذ كر من كلمات ال ستاذ الر شد حضرات أ صحاب العال وال سعادة والعزة :حضرات
ال سادة الفضلء والخوة الح بة جي عا – ال سلم علي كم ورح ة ال وبركا ته وب عد – ف هى ساعة طي بة كري ة تلك
الساعة الت تفضلتم فيها – بزيارة دار الخوان فأسعدتونا بلقائكم وآنستمونا بتشريفكم – فشكر ال لكم وجزاكم
عنا خيا 00
وكانت مفاجأة سارة أن يزورنا كذلك هؤلء الخوة الكرام من طلبة القوق بالسودان ،أولئك الذين انتقلوا
من وطنهم النوب إل وطنهم الشمال وخرجوا من دارهم إل دارهم ف سبيل التزود من العلم وتوثيق روابط الخوة
والب ..ول يس هذا أي ها ال سادة بأول ج يل تسدونه لذا الدار ومن ها الذ ين في ها – ف قد أراد ال أن يت حن الخوان
لظ هر مبلغ حكمت هم وح سن تقدير هم للظروف وعلج هم للحوادث ولي سلك ب م ف ذلك المتحان م سالك أ هل
الدعوات واليان من قبل (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن
ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي) 0
فوجدنا من حضراتكم حي الحنة ج يل الشاركة ف العاطفة وح سن الساعدة والعاونة على تصفية الو
ومناصرة الق .حت عادت الياه إل ماريها بفضل جهودكم الوفقة ..وانقشعت الغشاوة وظهر وجه الباءة مشرقا
وتلك سنة ال أل يقوم البا طل إل ف غفلة ال ق – بل نقذف بال ق على البا طل فيندم غه فإذا هو زا هق – وإن من
الوفاء أن أذكر ف هذا الوقف رجل جليل وقف إل جانب الخوان حي الحنة موقفا كريا وكان له ف الدفاع عن
دعوتم أثر مشكور ونصيب موفور ذلك هو سعادة عبد الواحد الوكيل باشا رحه ال وتغمده برضوانه 0
ولي ست هذه الوا قف إل جا نب الخوان دعوت م غري بة من كم ،لن هذه الدعوة لي ست بعيدة من كم ،فدار
الخوان بأبـ قرقاص هـى دار معال وزيـر الشئون الجتماعيـة باذات وأسـركم الكريةـ وآلكـم الفضـل هـم الذيـن
يشجعون هذه الدعوة ف البلدجان والقاليم فليس من العجيب بعد ذلك أن تسعد بكم دار الخوان لنكما جيعا من
الخوان وتدفعن هذه الصلة بي حضراتكم وبي الدعوة إل أن أتبسط قليل ف الديث عن غاية الخوان ووسائلهم
وخصائص دعوتم 00
عن مجلة ((الخوان المسلمون)) العدد 12الصادر فى 9جمادى الخر سنة 1362/12يونيه سنة ( 1943باختصار)0 1
قال :و من خ صائص هذه الدعوة أن ا م نذ نشأت و قد م ضى علي ها الن خ س عشرة سنة عا صرت في ها
متلف اليئات والكومات ل تنحدر يو ما من اليام إل الزالق ال سياسية ول تنحدر يو ما ول تتلون باللوان الزب ية
ول تتورط ف النافع الشخصية ول تضع ليمنة عظيم من العظماء أو سلطان وجيه من الوجهاء – ول تعمل ساعة
من نار ل ساب ش خص أو هيئة أو حزب أو دولة لن ا صبغة ال و من أح سن من ال صبغة ودعوة ال سلم و هل
أقدس منها دعوة؟
وهداية ال للناس أجعي ل تنفرد با أمة دون أمة (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالي نذيرا)
وهى مياث رسول ال صلى ال عليه وسلم – فهى أكرم على ال وعلى القائمي با من أن تكون وسيلة لغنم حزب
أو تورط سياسى أو استغلل شخصى (ومن أحسن قول من دعا إل ال وعمل صالا وقال إنن من السلمي)0
ولقد قام الخوان السلمي بدعوتم معتمدين بعد ال وحده على أنفسهم وجهودهم ل يتوجهون إل بوحى
من ضمائرهم ول ينفقون إل من ذات يدهم ول يستمدون من أحد عونا إل ال ( وكفى بال وليا وكفى بال نصيا)
و هم يعتقدون أن ذلك سر ناح هم به متم سكون وع يه ثابتون إن شاء ال (ولين صرن ال من ين صره إن ال لقوى
عزيز)0
وكان ما يظن بعض الناس أن الخوان السلمي فكرة موضوعة وهيئة مصنوعة صنعتها أيد وأهواء لتنال من
الو فد أو من غيه فتنتصر لزب على حزب أو تظا هر قو ما على قوم وذلك و هم ل أصل له وبا طل ل خ ي ف يه (إن
يتبعون إل الظن وما توى النس ولقد جائهم من ربم الدى ،وإن الظن ل يغن عن الق شيئا) فالخوة السلمون
حزبيي ولن يكونوا كذلك بل هم دعاة وحدة وسلم وصفاء ووئام يمعون ول يفرقون ويبنون ول يهدمون ويودون
من أعماق قلوبم أن تتمع كلمة العالي من أبناء هذا الوطن العزيز على ما فيه خيه وهناءته ويشي إل ذلك قانونم
الساسى… وهم بعد ذلك يأملون من الوفد وهو اليئة التأسيسية والسياسية الكبى ومن رفعة رئيسة الليل وهو
الر جل ال سلم الغيور على دي نه – الؤدى لفرائ ضه أن يكون عو نا للخوان على أداء ر سالتهم وتق يق غايت هم فيقدم
للمجتمع الصرى خدمة جلى يكتب له أجرها ويسجل له أثرها (فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره)0
وقال الستاذ الرشد 00وكلمة ختام ية أتوجه با إل حضرات أصحاب العال الوزراء خاصة وإل أولياء
المور عا مة بعاطفة الو طن ل بلسان السياسى و هى النصيحة الواجبة ل معدى عنها ول مناص منها -ر سول ال
صلى ال عليه وسلم ( .الدين النصيحة قلنا لن يا رسول ال قال :ل ولرسوله ولكتابه ولئمة السلمي وعامتهم)0
أيها السادة الوزراء – إنكم أولياء المر ورعاة الشعب وأنتم السئولون بي يدى ال عما استودعكم وقد قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ككلم راع وكلكم مسئول عن رعيته) ف أيدى سلطات واسعة ل يجزكم شىء
عن استخدامها والنتفاع ف خي هذا الشعب با – إن ال ليزع بالسلطان مال يزع بالقرآن فاقدروا هذه التبعة وإنا
لعظية – واستخدوا هذه السلطات النتشرة وتقربوا إل ال بناصرة العروف النكر وصال العمل (واتقوا يوما ترجعون
فيه إل ال ث توف كل نفس ما كسبت وهم ل يظلمون ) 0
وف الطاب الشهور باسم ((من مدرس إل رفعة الرئيس الليل)) ( ) ،وهو الطاب الذى بعثه الرشد إل
1
حزب الوفد يشكره وأعضاء حزبه على تقريرهم مساعدة إخواننا البطال الجاهدين عرب فلسطي ف ذلك الوقت
وأيضا على دعوتم مثلى الشعوب الشرقية الظلومة إل حضور مؤتر الزب 0
00ف هذا الطاب الذى ذكره فيه بوقفه من السلم وتاون أعضاء حزبه ف واجباتم السلمية وإهالم
إحياء شرائع السلم لساب ما يسمونه ((الوحدة الوطنية بي عنصرى المة ،ف هذا الطاب قام فضيلته بكشف
أبعاد تصريح (الرئيس الليل) لكا تب شر كة البناء الناضولية ودللت إعجابه بكمال أتاتورك الت تع ن أن الوفد
يشجع اللدينية فقال 00 (( :هذا التصريح ليس تصريا أجوفا وليس تصريا يصدر هكذا عن ماملة أو عن غي
روية سابقة وفكرة مستقرة تريد أن تبز إل حيز الوجود ف الوقت الناسب حي تتهيأ لا الظروف وإن سبق اللسان
فأظ هر مكنون الضم ي فأن تم ت سجلون ف هذا الت صريح أن هناك شيئا ا سه الدولة الدي ثة ،و هى ال ت فهم ها كمال
أتاتورك ف دولته الديثة قد ترد من كل الظاهر السلمية فكأنكم ف هذا تعلنون ف صراحة أن مصر ل تستطيع أن
تعيش وأن تنمو ف الحوال العالية الاضرة إل إذا تردت هى الخرى من كل مظاهر السلم كما فعلت تركيا،
وكأن هذا هو عنوان منهاجكم ومور الصلح الذى تريدونه لذا الوطن بعد النتهاء من قضاياه الارجية ،ولست
رجل من آحاد الناس بل أنتم زعيم يؤول إليه الكم وتلقى إليه مقاليد المة !!!
000هذا التصريح دليل مادى بي يدى الذين يرون أن الوفد يعمل على سياسة إن ل تكن تناوئ السلم
فهى على القل ل تستمد منه ول تعن بشأنه ويسرها أن تتخلص من تبعاته 00
وما جاء ف هذا الطاب أيضا قول فضيلة الرشد 00 (( :والن وقد فكرت ف التاه إل الناحية السلمية
العربية فأصدرت فراركم بصوص فلسطي الباسلة وبصوص دعوة مثلى المم الشرقية 00
الن والمر كذلك – هل لنا أن نأخذ من هذا أن الوفد جاد ف تعديل موقفه الاضى من السلم أم لزالت
هذه الظاهرات مناورات سياسية إقتضتها الظروف والوادث يراد با النتصار السياسى على خصوم والوفد والعودة
إل قيادة الرأى العام ث إل ال كم ،ح ت إذا ت عاد سيته الول من الغضاء والتجا هل والهال ل كل إ صلح ي ت
بصلة إل السلم – ثق يا باشا بأنه إذا كانت هذه الغاية فإن ال ل يؤيد إل من أخلص له وصدق توجهه إليه ولن
ينال الو فد شيئا م ا يف كر ف يه أو يتطلع إل يه فإن ال أ شد غية على دي نه من أن يكون سلما للمطا مع ومط ية للهواء
والشهوات وإن كانت الول فندع الاضى جانبا ولننسه بيه وشره ولنضع منهاجا للمستقبل فذلك هو الذى يعن
انظر نص هذا الخطاب فى كتابنا القادم بمشيئة ال (فى قافلة الخوان المسلمين) 0 1
ال مة ويؤدى إل النجاح ولي كن هذا النهاج مرتكزا على قوا عد ال سلم م ستمدا من تعالي مه ال سامية وأ صوله ال نبيلة
الدقيقة .ولذلك – إن صح العزم عليه – علمات ودلئل نطالبكم با وناسبكم عليها فل قيمة لدعوى بغي دليل
وبرهان .ومن هذه الدلئل :
أو ًل :أن يكون أعضاء الو فد واليئة الوفد ية وعلى رأ سهم رفعت كم ناذج صالة لل ستمساك بال سلم ف
أنفسهم وبيوتم وكل مظاهر حياتم فيؤدون الفرائض ويؤمون الساجد ويتنعون عن غشيان الندية الفاجرة والذهاب
إل الصالت الليفة ويصدرون عن هذه السالك ف ت صرفاتم العا مة والاصة وتزد أن اجتماعات الوفد ومؤترات
الوفد بلحظة الوقات وأداء الصلوات ويبنه على ذلك تنبيها جادا ف كل اللجان الوفدية صغية أو كبية ويراقب
أعضاؤ ها ف هذا ويؤخذون به على أن القدوة ال سنة من جانب كم وجا نب أعضاء الو فد البارز ين في ها الكفا ية ف
التأثي وحل النصار على إنتهاج هذه الطة القوية والتمسك بآداب السلم وشعائره ومظاهره 0
ثانيا :أن يعلن الوفد منهاجه الصلحى مستمدا من قواعد إسلمية متضمنا لا يأتى :
-3العناية بتجنيد القادرين ف المة جيعا تنيدا تطوعيا ل يكلف الكومة شيئا باسم الواجب
الدين الفروض على كل مسلم؛ واجب الهاد القدس الذى يدوى به النفي العام ف قوله
تعال ((انفروا خفافا وثقال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ف سيل ال))0
-4ماربة الوبقات الت يرمها ال والت أفسدت أخلقنا وهددت متمعنا والقضاء عليها قضاء
تاما كالبغاء والقمار والمور والتهتك والراقص والصالت والندية الداعرة 00إل ،وأخذ
كل خارج عن أداب السلم بالعقوبة الرادعة 0
-5العنا ية بشروعات ال صلح القت صادى وال ستعانة ف تق يق ذلك بتنظ يم الزكاة جبا ية
ومصرفا 0
-6مقاومة روح التقليد الورب وتعويد الشعب العتزاز بكرامته وقوميته 0
-7العنا ية بإ صلح الدارة وال سرة والقر ية وتطه ي ذلك كله من كل ما يتنا ف تهيدا لعودة
((اللفة)) وتوكيدا للوحدة الت فرضها السلم 0
-8دعوة خصوم الوفد السياسيي إل انتهاج هذا النهج وبذلك يقضى على الزبية السياسية 0
هذه ناذج ماـ يبـ أن يعلنـه الوفـد فـ منهاجـه الديـد على المـة ل نقصـد بإيرادهـا السـتقراء التام ول
الستقصاء الكامل ولكن نسوقها كأمثلة ما يب أن يكون 0
وعـز على الحزاب يومهـا أن تطوى صـفحتها بيـ الطلب وجاهيهـم بعـد أن جرى السـلم فـ عروق
الركة الطلبية فأيقظ وجدانا وحرك ضميها فدبرت عناصر من تلك الحزاب جريتها بأحد النوادى الاصة با ف
شبي الكوم ليل 00ونفذت ا ف مدر سة شبي الكوم الثانو ية نارا 00وكا نت النا سبة ال ت أختارت ا العنا صر الزب ية
لتنفيذ مؤامرتا هى ذكرى الولد النبوى 0
1367لقد قامت هذه العناصر الزبية باغتيال الطالب صادق سعد مرعى ف 24ربيع الول من العام الجرى
..حيث التف طلب الدرسة حول الفكرة السلمية وأقاموا احتفال بذكرى الولد ل يد الزبيون لم فيه مال
فأعماهم القد والنق عن السبيل السوى 00فعبوا عما ف النفوس ف حزبية منحرفة ضلت طريقها بنجر أغمدوه
ف صدر الطالب الشهيد 0
ل يس اغتيال صادق سعد مر عى يوم ال سبت الا ضى بتلك الطع نة الئ مة ال ت سددها إل قل به وك يل إحدى
اللجان الزبية بدرسة شبي الكوم الثانوية إل ثرة من ثار النظل الت ننيها من شجرة الزبية البغيضة القاتلة منذ
قامت ف مصر هذه الحزاب ..ومن الي لذه المة أن تتجرع كأس القيقة وإن كان مرا من أن نتمادى ف تاهل
هذا الداء عن ذلك الوباء ،فما زال سبيل اللص ف يدها… وما زالت إرادتا من إرادة ال ،وال يقول(( :وإن هذه
امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون))00
لقد حل الشهيد إخوانه الطلب والهال على العناق إل بلدته ميت موسى ف مشهد رهيب حيث قر ف
مثواه الخي وشيعوه بالعبات السفوحة ورثوه بسيته العطرة فقد كان زهرة شباب الدرسة وألعهم نما .أنضر ما
يكون فتوة وشبابا وأقوى ما يكون وطنية وإيانا وأكمل ما يكون خلقا ودينا 00وتبادل الناس فيه العزاء وكلهم ف
الطب سواء ..ومع ذلك فما بقى من الادث السيف ف قلب مصر ،وتلف عنه ف نفس كل مصرى أكب من أن
يزول بالدموع والل أو ينسى مع الحداث واليام .وإن ما شهدناه بأعيننا ولسناه بأنفسنا ف شبي الكوم وف بلد
الفقيد وعند كل من بلغه الب من الزن البالغ على الشهيد العزيز والثورة الصارخة على هؤلء الثي الذين حاكوا
الؤامرة ف نادي هم و سخروا ل ا الدوات من الشباب الضلل ل يردع هم عن ذلك ما فة ح ساب من د ين أو قانون.
وحديث الناس ف كل مكان عن هذا الادث وبواعثه وعن مدبريه وحزبم ،كل ذلك جعل المر أخطر وأجل من
أن يعال بالكتفاء بتقد ي ع نق القا تل للمق صلة ف الو قت الذى يعلم الم يع ف يه أن ال سئول عن هذا التوج يه وذلك
التدبي هم السئولون عن الزب الذين أعمتهم شهوة الكم عن الصلحة العامة وأحلت لم ما حرم ال من قتل أنفس
البرياء بدافع القد على المني العاملي لدعوة ال ورسوله ما داموا ل يعملون لدعوة زعيم أو حزب كأنا هى أمة
الطاغوت ل أمة السلم 0
لقد كان الناس يتساءلون :أحقا هى يد مصرية تلك الت سددت الطعنة إل قلب مصرى؟ وهل هو توجيه
إ سلمى ذلك التوج يه الذى ا ستعمل الغتيال وتدم ي هذه الؤامرات؟ ..فكان الواب الذى ل يتغ ي :بل هى يد
حزبية عمياء ..ل يكمها وطن أو دين 0
وف 3ربيع الثان سنة 13 ،1368فباير سنة :1948كتب المام الشهيد حسن البنا نداءه إل الخوان الطلب
يذكرهم برسالتهم وبضرورة الرتفاع عن مهاترات الحزاب ووسائلها ومؤامراتا ..كتب رحه ال يقول :
((السلم عليكم ورحة ال ..وبعد ..فالن وقد إنتهت إجازتكم وعدت إل معاهدكم أحب أن أتقدم
إليكم بالوصية بعد جيل العزاء ف شهيدنا البور وفقيدنا العزيز الطالب النجيب :صادق سعد مرعى ..عوضنا ال
فيه الي وأجزل له ولسرته الكرية ولنا أجر الصب آمي ..فأوصيكم بثلث فاذكروا دائما :
-1أنكـم فـ دور العلم ومعاهده طلب قبـل أن تكونوا منتسـبي إل – أحزاب أو هيئات ..
أنكـم أسـرة واحدة تمعهـا كرامـة العلم وقدسـية الزمالة واحفظوا على أنفسـكم وحدتاـ
واحذروا كل فتنة ،وأعرضوا عن اللغو ول تشغلوا أنفسكم إل بالنافع الفيد 00
-2ول تن سوا أبدا أن خ ي ما تك سبونه لنف سكم وتعتدون به لمت كم ف هذه الرحلة من
حياتكم أن تنهلوا من العلم الذى بي أيديكم وأن تستزيدوا منه ما وسعتكم الستزادة ول
يكن قصارى هكم أن تتازوا امتحانا ولكن اجعلوا هكم أن تلوا قلوبكم ورءوسكم با
يقيم مد هذه المة على أساس متي 0
-3والثال ثة يا شباب أن تكونوا أمناء على الدور الذى تملو نه ف قلوب كم وعلى معادن ل ي
الت أقرتا يد ال ف حنايا ضلوعكم وأعلموا أن المل فيكم بقدر ما تفظون من أخلقكم
وليكن جهادكم لنفسكم أول شعية ترضون با ربكم وتعززون با أوطانكم .فو ال ما
أودى بذا الوطن العظيم سلح ول رهبة إل هذا الصغار ف اللق والعبث ف الضمائر ف
النفوس الرخي صة أ ما أن تم يا طلب شبي الكوم فو صيت ل كم خا صة أن تت سبوا فقيد كم
الكري ل عز وجل وأن تتركوا للقضاء ما يعن له من الكم الرادع إن شاء ال وأن يكون
ا ستشهاد فقيد كم العز يز عبة تلمون ب ا شل كم موتقطعون ب ا الطر يق على فت نة يراد ب ا
التفر يق ب ي صفوفكم ع ما أن تم ب سبيله من طلب العلم والتفرغ له .هذه و صيت أزجي ها
إليكم .وكلى فيكم أمل وثقة .وال على قلوبكم نعم الليفة ..والسلم عليكم ورحة ال
وبركاته 00
حسن البنا
الرشد العام للخوان السلمي
وغادر نفضيلة الر شد و صحبه ال سكندرية إل دمنهور ،وع ند ال سجد كان الش هد مثيا ح يث حا صرت
قوات المنن السجد من كل مكان ،ودخل الستاذ الرشد مع ناية الذان ،وفوجئنا بعركة بي الخوان والوفديي
باليدى مع ضج يج التافات .ول يتن به الخوان لطورة الو قف و ما يتر تب على ذلك من ما طر على حياة فضيلة
الرشد ف هذا الزحام الذى يتلط فيه من نعرف بن ل نعرف 0
ولكن الستاذ ل ينتظر ،فقد صعد النب ف الال وصاح بأعلى صوته :يا أبناء السلم ..يا أتباع ممد عليه
ال صلة وال سلم ..يا من جئ تم لعبادة ال وحده ..و ظل ال ستاذ ينادى ب ثل هذه العا ن إل أن جلس الناس جي عا
وهدأت الثائرة وخيم الصمت الرهيب على الميع :ث بدأ يطب المعة ملقا بالصلي ف ساء الب والخوة ف ال
تعال ،وتناول كيف وحد السلم بي الوس والزرج وبي البيض والسود وبي العرب والعجمى ،وتناول اليات
والحاديث النبوية الشريفة ف هذا الباب حت تاوبت القلوب ودمعت العيون 000
وبعد أداء صلة المعة أسرع فضيلته إل إلقاء كلمة أخرى ،حت ل يدع فرصة للشقاق واللف واستمر
حديثه أكثر من ساعة حت انفض الناس ف هدوء وخرجوا من السجد وقد ظهر عليهم الل والزنلما أوقعهم فيه
الشيطان ،واستطاع الستاذ الرشد با وهبه ال تعال من قوة العزية وسرعةالركة والبادرة أن ينقذ الوقف ويرد إل
الماه ي رشد ها ووعي ها دون أن يش ي ف خطب ته إل أى إتام أو تر يح أو مفاضلة ول كن رد الناس جي عا إل أ صل
عقيدتم السلمية الت من ال عليهم با حيث يقول ( :واذكروا نعمة ال عليكم إذ كنتم أعداء ،فألف بي قلوبكم،
فأصبحتم بنعمته إخوانا)0
ول ت ض شهور على هذا الادث ،ح ت سافر ال ستاذ الر شد إل مدي نة بور سعيد ،فا ستقبله الخوان هناك
ومعهم فرق الوالة ا ستقبال شعب يا كري ا ،وبين ما كان مو كب الوالة ي شق طري قه ف قلب الدي نة إذا بشباب حزف
الوفد يهاجم الخوان ويلقى عليهم الجارة ويصطدم بم ف معركة ..ث ل يقنع شباب حزب الوفد بذا فتوجه إل
دار شع بة الخوان وح طم زجاج نوافذ ها وأتلف ب عض أثاث ها .وح ضر مد ير ال من ف الال و سيطر على الو قف
وطلب من فضيلة الر شد أن ي ساعده على ذلك ،وقال له ال ستاذ الر شد :إ نه قد أمر كل الخوان أن يلتزموا الدوء
والسكينة ،وأنه شخصيا قد اعتزم السفر إلىالقاهرة وسوف يوفد بعض الخوان لتصفية الو بي الخوان والوفد 0
وغادر فضيلته بور سعيد ،ول يلبث أن أوفد الستاذ عمر التلمسان وفوضه بالتصرف ف الوضوع .وقابل
ال ستاذ ع مر مد ير ال من الذى أده شه ك يف أن الخوان و قد اعتدى علي هم ي سعون لل صلح مع اللج نة الوفد ية ف
بور سعيد فر حب بذه ال سماحة .وع قد الخوان ف دار اللج نة اجتما عا للم صالة وعند ما أراد العقلء من اللج نة
الوفدية الذهاب إلىدار الخوان لرد الزيارة اعترض على ذلك زعماء الزب ،ولكن برغم هذا العتراض ذهب وفد
منهـم إل دار الخوان واسـتقبلوا هناك أحسـن إسـتقبال ،ومـع هذا هاجـم بعـض شباب الوفـد دار الخوان وقـت
وجودوفد هم ف ضيا نة الخوان ،ول كن الخوان ل يلتفتوا إل ذلك وتاهلوه تا ما .وانت هت الفت نة وق ضى علي ها ف
مهدها ،ونسى الوفديون والخوان ف بورسعيد هذا الادث 000
وتضى شهور ث تندلع الرب ف فلسطي عام ، 1948واشترك الخوان السلمون ف العركة بكتيبتي من
شبابم ..كتيبة قادها فضيلة الرشد إل غزة عن طريق القنطرة شرق والعريش ،وكتيبة أخرى تركت إل القدس بعد
إتام تدريبها ف معسكر قطنا بسوريا 00
وكان من القرر ترحيل الكتيبة الثانية من ميناء السكندرية ولكن الستاذ الرشد رأى ترحيلها عن طريق بور
سعيد فأرسل إل الخ الاج أحد الصرى كى يتسعد لستقبال الكتيبة لتوديعها إل سوريا بكل ما تمله من سلح
وعتاد ومؤمن بالسفن من ميناء بور سعيد 00
وانتقل حسن البنا إل بور سعيد قبل أن تصل الكتيبة ،وحي وصلت كان ف استقبالا جوالة الخوان هناك
بالو سيقى والناشيـد الما سية واسـتيقظت بور سـعيد على هذا الشهـد الرائع الثيـ الذى ألبـ العواطـف وأشعـل
الماس 0
ووقف حسن البنا وسط الموع الحتشدة من أهل بور سعيد ليقول كلمات قليلة ذات دللة :
أيها الناس 00أتذكرون يوما ف العام الاضى ..يوم كنا ف مثل هذا الستعراض ودون أسباب ول مبرات
هوجنا وحطمت دارنا بل ذنب ول جريرة ،أتذكرون هذا اليوم؟ ..إن الخوان السلمي أبعد نظرا من أن تستفزهم
هذه العارك الانب ية ،لن م أحرص على دماء ب ن دين هم ووطن هم أن تذ هب ف سبيل الطا مع والهواء ..ف سبيل
الزعامات ال ت ل ت قى رب ا و ف أرواح أبناء وطن ها .ول قد كان الخوان ي ستطيعونأن يردوا هذا العتداء بثله ،ول كن
السارة ستكون علينا جيعا فنحن مهما اختلفنا ف الرأى فإننا بنود دين واحد يعيش ف متمع واحد ف وطن واحد
0لذا آ ثر الخوان ال سلمون الك مة وادخروا جهد هم وجهاد هم لقتال أعداء ال سلم .وها هم جنود ال سلم
يتحركون على بر كة ال إل فل سطي (فليقا تل ف سبيل ال الذ ين يشرون الياة الدن يا بالخرة) و ف هذا فليتنا فس
التنافسون ..والسلم عليكم ورحة ال وبركاته 0
وتعالت التافات وازداد الماس وتركت الكتيبة وسط مظاهرة من عامة الشعب إل ميناء بور سعيد ،وعاد
الستاذ الرشد إل القاهرة ليصرف شئون دعوته ،ث ينتقل إل دمشق ليلحق بذه الكتيبة ويستقبلها هناك مع الخوان
بسوريا ف وجود الدكتور مصطفى السباعى ،فكانت هذه أول مرة ينتقل فيها الستاذ البنا إل سوريا 0
وبناسبة الديث عن مواقف الستاذ البنا من تصرفات حزب الوفد ،أذكر أنه ف يوم من أيام سنة 1947قام
الخوان بالقاهرة بع مل ا ستعراض لفرق الوالة ب ى الدرب الح ر وبين ما هذه الفرق تول الشوارع يتقدم ها أ حد
الخوان حامل بي يديه ((الصحف الشريف)) ،إذ تصدى للجوالة رجال الشرطة وعلى رأسهم مأمور قسم الدرب
الح ر ،و قد ت سبب هذا الشتباك ف سقوط ((ال صحف الشر يف)) علىالرض فثار الخوان وهاج مع هم الهال
الذين استثارتم هذه الفعلة النكراء 0
وكادت تدث فتنة ،لول وجود الخ الستاذ سعد الدين الوليلى الذى عمل بكل جهده على تدئة الثورة ف
النفوس ،ف الوقت الذى اضطلع اللواء سليم زكى حكمدار القاهرة بإنقاذ الوقف .وكان من الصعب جدا تدئة الو
ح يث اع تب الخوان ومع هم عا مة الناس أن هذا الاد يث ف يه إها نة بال غة لكتاب ال تعال وامتهان لقدا سته ،وذ هب
اللواء سليم زكى إلىدار الركز العام – للخوان القريب من الادث وقابل الستاذ الرشد واعتذر له .ولكن الستاذ
الب نا اح تج على هذا الادث الث ي والذى لول حك مة شباب الخوان لدى إل أ سوأ العوا قب ..وهدأ فضيلة الر شد
من ثائرة الخوان ووعدهم بأنه سوف يرد على هذا الوقف با يتناسب مع حكمة الخوان وجلل الدعوة 0
وفـ م ثل هذا اليوم ونفـس الوقـت مـن ال سبوع التال خرجـت جوالة الخوان بعدد كبي يضا عف العدد
ال سابق تتقدم ها فرق الو سيقى مع أعلم الخوان ،وتتلو ها كوك بة من الخوان ييطون بالخ ((حا مل ال صحف
الشر يف)) و سارت هذه الفرق توب ن فس الشوارع ،وت تف ببادئ ال سلم وتن شد الناش يد ال سلمية الما سية،
والماهي تستقبلها بالتافات والتصفيق وتيط با من كل جانب ف حاسة متحدية بذلك رجال الشرطة 0
وبعد هذا الستعراض الرائع والستقبال العظيم عادت الفرق إل الركز العام ،حيث كان ف استقبالا فضيلة
الرشد الذى تدث إليهم حديثا أراح قلوبم وأثلج صدورهم 0
حيـث وقـف النقراشـى باشـا فـ ملس المـن يعرض قضيـة مصـر ويطالب بلء النليـز ،وقـف الخوان
السـلمون بكـل ثقلهـم فـ البلد يدعمون موقفـه .وحيـ عاد إل مصـر – بعـد أن خذله ملس المـن – واسـتسلم
للعيب النليز وصارت قضية البلد ألعوبه ف يد الستعمر – بعث إليه الخوان السلمون برسالة نشرتا جريدة
(الخوان السلمون) منذ ثلثي عاما .تضع النقاط على الروف ،وتوضح العال ،وتؤكد :أن الخوان السلمي –
من واقع إيانم بدعوتم وفهمهم لصولا – إنا يتحركون وهم ل يستهدفون إل الصلحة العامة ،ول يرصون إل
على رضاء ال ،وإعلء راية السلم 0
0 ومن أجل ذلك كانت رسالة الخوان السلمي لرئيس الكومة حينئذ صورة لفهمهم
((حضرة صاحب الدولة ممود فه مى النقرا شى با شا رئ يس الكو مة ال صرية .ال سلم علي كم ورح ة ال
وبركاته ،وبعد 00
فقد شعر الخوان السلمي منذ عودة دولتكم من أمريكا بعد تعليق القضية الصرية ف ملس المن بأن تلك
الماسة الباهرة ،وتلك الصراحة الظاهرة ،قد خبت جذوتا ،ولنت حدتا ،وراقبوا مواقف الكومة وتصرفاتا ف
شئون البلد اليو ية ،فلم يدوا أن ا خ طت بال مة خطوة حاز مة ف تق يق مطالب ها ،أون جت ب ا ن جا واض حا ف
الصلح الداخلى يقضى على مظاهر التحلل والفساد ف حياتا الجتماعية ف كل تصرف .ولا ل يدوا أثرا لذلك:
ل يكن بد من أن يقولوا كلمتهم ويؤدوا أمانتهم 0
وقـد اعتـبت الكومـة عريضـة الخوان الرفوعـة إل ملك البلد معارضـة لاـ ،فرتبـت على ذلك خطوات
إيابية -على قاعدة الكومة الصرية الت يضيق صدرها بكلمة الق – وأصدرت أمرها إل رجالا بصادرة حرية
الخوان ،والوقوف ف طر يق نشاط هم .وكان من ذلك أن صودر ح فل فرع هيئة وادى الن يل العل يا لنقاذ فل سطي
بالنيا بجرد أن تبينت الدارة أن للخوان يدا ف إقامته – كما قبض على بعض طلب الامعة من الخوان وزج بم
ف ال سجن وعوملوا أ سوأ معاملة ف الو قت الذى ترك ف يه العتدون الشاغبون ي سرحون ويرحون ويظهرون بظ هر
العتدى عليهم وطارد البوليس طلب مدرسة السنطة الصناعية وأطلق عليها الرصاص وأصاب منهم عشرين طالبا لن
معظمهم من طلب الخوان 0
ولا كان الظرف ف غاية الدقة والرج وكنا جيعا أمام قضايا هامة يتصل با مستقبل العال العرب السلمى
كله ويتوقف عليها مصيه وأهها قضية فلسطي القدسة وكان نشاط الخوان ف هذه النواحى هاما وأساسيا وعظيما
لنم اليئة الت حلت هذا العبء منذ أكثر من خس عشرة سنة ،ونضت به ونبهت الذهان إليه وجعت القلوب
والهود من حوله والت هى على استعداد كامل لواصلة هذا الهاد حت يتحقق النصر بإذن ال 00لذا أحببت أن
أكتب لدولتكم حت تتحدد المور والواقف 0
ولكن هذه العارضة تكون قوية واضحة أو هادثة لينة حسب ما يترتب عليها من خي للوطن والسلم .فإذا
ظهر من إحدى الكومات استعداد لتقبل النصح وعزم على التاه إل الي وكانت تصرفاتا ل تؤدى إل كارثة من
الكوارث الوطنية أو الجتماعية كانت معارضة الخوان إياها هادئة لينة أخذا بأداب القرآن الكري ( :فقول له قول
لي نا لعله يتذكر أو يشى أما إذا كانت الظروف واللبسات والعمال والتصرفات ستؤدى إل نكسة وطنية يضيق
معها حق وطن وتكبل نضته بالقيود والغلل فإن الخوان ل يسعهم ف دينهم ول ف وطنيتهم أن يسكتوا عن ذلك
ساعة من نار أخذا بأدب القرآن أيضا (( :فأنبذ إليهم على سواء)) .وهم حينئذ ل يهربون من تبعات ول يتنصلون
من مسئوليات ويعتبون كل ما يصيبهم جهادا ف سبيل ال لم أجره ومثوبته.
تلك قاعدة الخوان ال سلمي العا مة ال ت طبقو ها مع كل الكومات على ال سواء ل يلينوا يو ما لرغ بة ول
يعنفوا لره بة ول يالئوا أحدا على حقوق الو طن ولن ت ستطيع حكو مة من الكومات كائ نة ما كا نت أن ترى ل ا
عليهم يدا يغضون لا حي تغضب وذلك هو بعينه مسلكهم مع حكومتكم أول وآخرا 0
واجب الكومة
ول كن الخوان مع هذا ل يعلنوا ب عد إن م خارجون على القانون ف هم سيجعلون معارضت هم ف حدود ها
القانونية .يكتبون ف صحفهم ويتمعون ف أنديتهم وينشرون رأيهم بكل وسيلة مشروعة 0
وهم يريدون من الكومة أن تسلك معهم هذا السلك وترتفع بأساليبها عن التصرفات الصغية الت تتعارض
مع القانون وتعتب عدوانا عليه ،فل تنع إجتماعا بغي حق ول تقبض على أحد بل مبر لتكون قدوة للمة ول تضطر
غيها لرتكاب الطأ فتسقط هيبة النظم وتضيع حرمة القواني.
وإذا ل تأ خذ الكو مة بذا التوجيه السليم والنصح الخلص فل ها أن تتع سف كما تشاء وعلي ها تبعة عملها
وعلى الباغى تدور الدائرة 0
وكانت اللحظة الواضحة اللية أن النفذ الوحيد لعلن الرأى وأن النب الذى كانت تعلن فيه شكاية أهل
ال ق ف ذلك الو قت هو م نب ملس النواب الذى كا نت ال صحف ل ترؤ على و قف ن شر مضاب طه و ما ب ا من
مناقشات ..فكان هذا الجلس بذلك هو البصيص الوحيد من النور الذى يني الظلم أمام الكبوتي الضطهدين 0
وهذا هو الذى حدا بالؤت ر ال سادس للخوان ال سلمي النع قد ف ينا ير 1941أن ي صدر قرار ن صه (الذن
لكتـب الرشاد العام للخوان السـلمي بالتقدم بالكفاء مـن الخوان السـلمي إل اليئات النيابيـة الختلفـة ليفعوا
صوت الدعوة وليعلنوا كل مة الما عة في ما ي هم الو طن) وكان هذا أول تو جه للخوان ال سلمي إل اقتحام ميدان
النتخابات 0
وف مارس 1942تقدم الستاذ الرشد ورشح نفسه ف دائرة الساعيلية ونظرا لن الخوان يأخذون أنفسهم
ب سنة التدرج ف الطوات ف قد رأوا أن يتقدم من هم ال ستاذ الر شد ف قط عن دائرة ال ساعيلية – و ف مارس تو جه
الستاذ الرشد إلىالساعيلية فأستقبل من عامة الهال بالترحاب والتأييد حينما أعلن إعتزامه ترشيح نفسه نائبا عن
مدينة الساعيلية .حامية الدعوة ورافعة لوائها ،وسرعان ما إنتشرت اللفتات والعلنات الت تمل عبارات التأييد
مثل (انتخبوا رجل الدعوة السلمية ف القرن العشرين) (مرحبا بسن البنا داعية السلم) (الساعيلية ترحب بقائد
النه ضة ال سلمية) وخر جت ملة و ف أ حد صفحاتا (روبرتاج) عن ترش يح ح سن الب نا عن دائرة ال ساعيلية بقلم
الستاذ مصطفى أمي وعلى الصفحة صورة للستاذ الرشد ف موقف خطاب رائع يسبح ف آفاق من السمو ويلق
بالماهي ف ساء من الصفاء والخوة والب ف ال تعال وتدث الستاذ مصطفى أمي عن روعة إستقبال الشعب
الساعيلى للستاذ حسن البنا وكيف أنم دفعوا له قيمة التأمي .وختم حديثه بقوله (إن مستقبل هذه الماعة ليفوق
حساب كل متفائل) ونشط الستاذ البنا ف زياراته بدائرة الساعيلية يطب وياضر ويقوم بزيارات السر والعائلت
والماعات مسلمي ومسيحيي حت أنه قد وكل أحد السيحيي ليكون وكيل عنه ف إحدى دوائر الساعيلية 0
فتعالت التافات غاض بة من كل مكان ،ول كن ال ستاذ الر شد قال :أي ها الخوة ال سألة أول وأخيا م سألة
دعوة ليست مسألة أشخاص .ولقد تأسيت ف هذا الوقف بوقف رسولنا صلى ال عليه وسلم ف صلح الديبية يوم
رأى ال صحابة رضوان ال علي هم أن ل يعطوا الدن ية ف دين هم ،ورأى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم .ون ن ل سنا
طلب مراكز ول نرد من الترش يح إل أن ند م نبا نعلن ف يه عن دعوتنا ونقول ف يه كل مة ال ق .فإذا تيسر لنا ذلك
على أو سع مدى ف حدود الظروف ال ت يتاح ل أن أف صلها ل كم ح ي ت سمح الظروف بذلك نكون قد وفق نا إل
أحسن اللول وعسى أن تكرهوا شيئا ويعل ال فيه خيا كثيا 00إن أريد الصلح ما استطعت وما توفيقى إل بال
0
ث قال ال ستاذ الر شد :أي ها الخوة ننت قل إل مع ن آ خر .تعلمون أن هناك حر با ضرو سا تأ كل الخ ضر
واليابس ،ونن نعيش على أطراف هذه الرب ،وأعتقادى أن ال تعال قد صنع هذه الرب لصال العرب والسلمي
وأذكر أنن كنت ف سفر فرأيت بعض الفلحي يشعلون النار ف أراضيهم الزراعية فلما سألت عن السبب قيل ل إن
هذه الرض قد شاخت وتعذرت زراعتها والريق يقوم بتجديد تربتها ،وتذكرت ف الال أن هذه الرب لبد أن
فيها خيا إما أن تصلح من طبيعة الغرب فتعيد إليه رشده وترد إليه عقله فيخرج من بلدنا إل غي عودة ،وإما أن
تكون نارا عليهم ونورا يضىء لنا الطريق 0
أيها الخوة :إن تفاوت التوازن بي قوة البلد العربية والسلمية وقوة الدول الغربية ال ستعمارية ل تعطى
فرصـة للتحرر واللص .فكانـت هذه الروب إرادة ربانيـة ليذيـق ال الغرب بعضهـم بأس بعـض ،فيشتـت شلهـم
ويضعف قوتم وينهى دولتهم .وبذا يكون هناك شبه توازن ف القوى بي الشرق والغرب .والذى يهمنا الن هو أن
توجد قيادة إسلمية تستفيد من هذه الظروف العالية الت نادرا ما تتحقق ،فتتوحد كل البهات السلمية ف وجه
فلول ال ستعمار ،فتخرج بريطان يا ،فتتو حد كل البهات ال سلمية ف و جه فلول ال ستعمار ،فتخرج بريطان يا من
م صر وفل سطي وال سودان ،والعراق ،وتغادر فرن سا سوريا ولبنان وبلد الغرب ،وتذ هب إيطال يا من ليب يا إل غ ي
رجعة ،وتعود النند وأندونيسيا وأفريقيا وغيها بلدا إسلمية ترفرف عليها راية القرآن 0
أيها الخوة :ل تظنوا أن هذا خيال أو مال 00إنه حقيقة مستقرة ف قلوب الؤمني ،وإن كنتم ف ريب من
ذلك ،فل قد قرأت اليوم على أ ثر اليش اللان ( خط ماجي نو) الذى ي مى حدود فرن سا ..قرأت أن ((بيتان)) زع يم
فرنسا ورئيس حكومتها قد أمر قائد السطول البحرى الفرنسى أن يدخل ف وسط البحر البيض التوسط ويقوم
بتدمي السطول كله ،خوفا أن يستول عليه اليش اللان ويستعمله ف حرب برية ضد انلترا حليفة فرنسا
أيها الخوة :ف ختام كلمت هذه نقرأ معا قول ال تعال ( :هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب
من ديارهم لول الشر ما ظننتم أن يرجوا ،وظنوا أنم مانعتهم حصونم من ال ،فآتاهم ال من حيث ل يتسبوا
وقذف ف قلوبم الرعب 0يربون بيوتم بأيديهم وأيدى الؤمني فاعتبوا يا أول البصار)0
0أيها الخوة الفضلء :هذه بيوتم يربونا بأيديهم 0 0بقى أيدى الؤمني (كتب ال لغلب أنا ورسلى)
وانفض هذا الجتماع الطي بدوء وسلم ،وعاد حسن البنا إل القاهرة ليسم خطة مرحلته الديدة على
ضوء مـا وعده النحاس باشـا ،وأخـذ يوب البلد طول وعرضا داعيا إل ال تعال دون أن يترك لظـة مـن حياتـه
الباركة إل ويضيها عامل لي دعوته ..فكانت الفترة الزمنية ما بي عام 1942إل ناية العام 1948هى أبرك الفترات
وأنحها ف تاريخ الدعوة ،حيث أتيح للمام أن يسابق الزمن ف الوصول بالدعوة السلمية إل مضمونا الكامل ف
كل متاحى الياة الجتماعية والسياسية والقتصادية والتربوية 0
و ف وزارة أ حد با شا ما هر عام .. 1945عاد الخوان ف ال ساعيلية إل ترش يح ال ستاذ الب نا للمرة الثان ية
وإزدحت الدينة بوفود الخوان من كل البلد وإمتلت الساجد والدارس الهلية والنازل بالوافدين ،وعلت التافات
السـلمية على كـل لسـان حتـ ألسـنة الطفال فـ كـل مكان وإرتفعـت العلم فـ الدينـة وامتلت باللفتات
والعلنات والنشورات ،وسرت الظاهرات السلمية بالدراجات (والوتوسيكلت) والسيارات الت تمل اللفتات،
وانعقدت الؤترات الت خطب فيها حسن البنا فكانت صورة شعبية رائعة لمارسة الخوان أساليب الياة الجتماعية
والسياسية 00
ومن النشورات النتخابية الت صدرت عن فضيلة الرشد النشور التال :
بسم ال الرحن الرحيم
المد ل وصلى على سيدنا مد وعلى آله وصحبه وسلم
الساعيلية ف 12مرم 1364هجرية
سيدى الخ الناضل الكري
السلم عليكم ورحة ال وبركاته
وب عد – ف قد عر فت في كم ب مد ال صدق الد ين وقوة اليق ي وتأي يد العامل ي فا ستخرت ال تبارك وتعال
وتقدمت مرشحا نفسى لعضوية ملس النواب عن دائرتكم الكرية لعمل ف هذا اليدان على ما فيه حفظ حقوق
الو طن العز يز وصلح الجت مع ال صرى والرجوع به إل هدى ال سلم الن يف وتعال يم القرآن الكر ي ال ت ي سعد ف
ظلها السلمون وغي السلمي من أبناء هذا الوطن البارك فما بعث سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم إل رحة للعالي
والت تدعو إل الماعة والوحدة وتنظر إل الخالفي نظرة الب والحسان ((ل ينهاكم ال عن الذين ل يقاتلوكم ف
الديـن ول يرجوكـم مـن دياركـم أن تـبوهم وتسـقطوا إليهـم ،إن ال يبـ القسـطي)) ،تقدمـت لتظهـر الفكرة
السلمية ف هذا الوسط الذى بيده مقاليد التشريع لذه المة العزيزة ولتلتفت إليها أنظار النواب وهم خلصة أعيان
البلد فنعمل جيعا على أن تعود المة إل هدى السلم ونظام السلم وساطلب بأسكم بالمور التية إن شاء ال :
()1إ صلح الدر سة ال صرية بو ضع سياسة ثاب تة للتعل يم ترت كز على تعال يم ال سلم وقوا عد الترب ية الوطن ية
الصحيحة 0
()2إصلح الحكمة الصرية باستمداد القانون من وحى السماء ومن وضع ال ل من شهوات الناس وأهوائهم
وبذلك يسود المن وتنوى الرية وتقام حدود ال بعد أن تللت روابط السرة الصرية وتفككت عراها
ويب إصلح تعليم الفتيات والقضاء على هذا التيار الفاسد من التبج والختلط 0
()4ماربة النكرات الت حطمت أرواحنا وأجسامنا وذهبت بعقولنا وأموالنا وأوجبت سخط ال ونقمته من الزنا
والبغاء والمر واليسر والراقص ودور اللهو الليج ماربة مثمرة بإسم القانون والنيابة 0
()5ر فع م ستوى العي شة ف طبقات الش عب الظلو مة بتنظ يم الزكاة ومقاو مة الر با وت صي الشركات ومقاو مة
البطالة وإنصاف العامل والزارع ،والوظف الصغي وتنظيم الضمان الجتماعى لؤلء جيعا 0
()6هذا إل تقو ية روح العتزاز بالكرا مة القوم ية وإظهار ذلك ف كل النا سبات والفلت الر سية والحاف ظة
الكاملة على حقوق الواطن العزيز وسلمته وحريته واستقلله 0
هذه بعض الطالب ال ت نلح ف إجابتها و سنعمل على تقيقها بتأي يد ال سبحانه وح سن مؤازرتكم وج يل
ثقت كم ويعلم ال ما ق صدت بذلك مغن ما دنيو يا من مال أو جاه فذلك كله زائل وعرض حائل وإن ا شعرت شعورا
قويا بأن الكفاح ف سبيل هذه الغايات واجب متوم يفرضه السلم على كل مسلم وتقضية مصلحة والوطن من كل
مصرى ول شك أنكم تشاركونن هذه العقيدة وتدونن بتأييدكم ف العمل لا وال ول التوفيق ولست أقصد بذلك
تر يح ش خص ول مار بة حزب ول تن قص زع يم فالم يع مطالبون بالع مل لذا النهاج القو ي وأ نا ب مد ال أع مل
لذلك منذ أكثر من عشرات سنوات ولذا تألفت جاعات الخوان السلمي ف نواحى القطر الختلفة وأعتقد أنه قد
جاء الوقت للعمل لذه الغايات بالوسائل الرسية ف ملس النواب والقضية لذا ليست قضية شخصية أو حزبية ولكنها
قضية الوطن والسلم وهو يوم له ما بعده إن شاء ال ،فاستلهموا ال الرشد وسلوه جيل السداد وأيدوا هذه الدعوة
البيئة الالصة لوجهه الكري وإل لقاء قريب نتفاهم فيه مشافهة تفاها أوسع إن شاء ال وفقنا ال وإياكم لي ما
يب ويرضى – والسلم عليكم ورحة ال وبركاته)،،،
حسن البنا
وكان منافس الستاذ البنا –ف هذه الرة – الدكتور سليمان عيد – وهو طبيب ولكنه مع ذلك وف نفس
الوقت التعهد بتوريد جيع أنواع الغذية لقوات اليش النليزى ف منطقة القناة ،ومن هنا كانت أهية ناحه ف
النتخابات ،ولذا كان مدعما من كل السلطات 0
ـ والدكتور سليمان ع يد ،فامتلت ال ساعيلية ف إنتخاباتوانتهـت النتخابات بالعادة بيـ ال ستاذ البن ا
العادة بوفود غزيرة من متلف البلد ،وكانت القطارات الت تر بالساعيلية تمل الوفود وقد زينت بالورود وسعف
النخيل عليها شعارات الخوان السلمي ،كما حاصرت قوات المن الت جاءت إل الدينة من العاصمة جيع منافذ
الدي نة ،فضل عن تأ هب قوات الحتلل – ر غم صدور الوا مر بعدم نزول قوات ال يش النليزى إل ال ساعيلية
طوال أيام النتخابات 0
وف صبيحة يوم القتراع بالصوات توزع الخوان ف كل الناطق لراقبة لان النتخابات 000وقبيل العصر
فوجئ الخوان بماعات من غي أهل الدينة ينضمون لصفوف الناخبي ومعهم تذاكر إنتخابية مزورة ،ولا أكتشف
الخوان التزوير وعلموا أن هناك مزنا كبيا للدكتور سليمان عيد يتجمع فيه هؤلء ،ث يتم توزيعهم من هناك إل
مقار لان النتخابات 0
وصـدر المـر للخوان فتجمعوا حول هذا الخزن بصـورة رهيبـة تنذر بالطـر( ) وفجأة اقتحمـت بعـض
1
سيارات اليش النليزى الضخمة هذا التجمع وخاضت بيننا بسرعة وبل اكتراث ،كما تبعها قوات الشرطة الصرية
وهم يطلقون النار على جوع الخوان ،وإستطاع بعض الخوان أن يستول منهم علت ببعض السلحة ،وهنا كادت
تقع كارثة لول أن أصدر الستاذ الرشد أوامره إل الستاذ سعد الدين الوليلى بأن يصرف الخوان ف الوقت الذى
ومما يذكر لمامنا الشهيد ،أنه كان غاية خصمه ،بحيث ل يقع منا ما يكدر سفوه أو يسىء إليه ،يقول أحد المعلقين الجانب؛ لقد كان الخوان غاية فى 1
الحماسة والشدة فى سبيل عدم تمكين خصمهم من الوصول إلى غايته عن طريق غير شريف ،فكانوا يحاصرون مصنع اللبن وفيه التذاكر المزورة،
وكادت أن تنشب المعركة ،لول أن جاءها الرجل ((القصير)) – يقصد المرشد -ونادى بصوته الحازم :تعالوا ..وسرعان ما انصرفت هذه المجموعات
الضخمة ملبية أمر هذا الرجل ..عجبا ،هؤلء جميعا يطيعون هذا الرجل القصير !00
أ سرع فيـه اللواء النليزى ((فا يز باترك)) حكمدار الشر طة ال صرية ف القناة برجاء لل ستاذ الب نا أن يرد الخوان
السلح إل الشرطة .وكان الستاذ قد سبقه إل ذلك حقنا للدماء رغم ما حدث من القبض على بعضهم وما أصاب
الخوان من إصابات بالغة 0
وك تب ال ستاذ الر شد مذكرة إل أح د ما هر ك ما أر سل له عدة برقيات احتجا جا على التزو ير وت صدى
رجال المن للخوان 0
ويقول الستاذ الرشد ردا على سؤال لحد الخوان يقول :
((إذا كانت الكومة ل ترغب ف أن تفوز ف النتخابات ،فلماذا ل تصارحك؟ كما فعل ذلك من قبل
النحاس باشا عام 1942؟ 000
قال :ل كل حكو مة أ سلوب و سياسة ع مل ،وهذه الكو مة ل تر يد إخفاء خضوع ها لل ستعمار .ك ما أن ا
تريد ف نفس الوقت أن ل تعل من الخوان ف نظر الشعب أبطال ،وتريد أن تصور للناس أن النتخابات حرة ليس
فيها أى ضغط من الكومة ،وف نفس الوقت هى متفقة مع النليز وتعهدت بالعمل على سقوط مرشح الخوان 0
ولزلت أتصور مشهد آخر أمسية سبقت يوم إجراء النتخابات ،حيث عقد مؤتر ضخم ف شارع الثلثي
حضره فضيلة الرشد ومموعة من النواب الذين فازوا ف الدور الول للنتخابات فىالبلد الجاورة وقد جاءوا لتأييد
الستاذ الرشد 0وكان هتافنا (إل البلان يا بنا) من التافات التقليدية ف –النتخابات ،ولكن هتافا جديدا (إل البنا
يا برلان) قد صدر من الخ الرحوم مصطفى شعبان من السكندرية قد دوى ف الجتماع فرددته الماهي كالرعد
بوعى وحاس 0
وف اليوم الذى أعلن فيه فوز الدكتور سليمان عيد على منافسه فضيلة الرشد العام 00بل ف الساعة الت هز
هذا النبأ مشاعر الخوان ،خرجت الساعيلية ف أقوى مسية – شيبا وشبابا وأطفال – تتف بالدعوة السلمية ف
قوة وحاس واندفاع إل دار الخوان ال سلمي ف صورة رهي بة ،ول ي د ح سن الب نا بدا من الروج إل الماه ي
خطي با وبأعلى صوت قال :يا أبناء ال ساعيلية الوفياء 00أي ها الخوان الذ ين جئ تم من كل مكان إن هذه الشود
الائلة بذه الصورة القوية الرائعة :بذا الواقع الصادق والقيقة القائمة لتصم الكومة بالتزوير والتضليل ،وإن الباطل
ل يغن عن الق شيئا ،وإن دولة الظلم ساعة ودولة الق إل قيام الساعة 0
وإن ع جز أ مة عن أن تد فع أ حد أبنائ ها إل البلان ليقول كل مة ال ق وال سلم لدل يل على أن الر ية رياء
وهباء وأن الستعمار هو سر البلء 0
أيها الخوة :إنن أحس أن مراجلكم تغلى بالثورة وعلى شفا النفجار ولكن ف هذا الوقف لبد من صمام
المان فاكظموا غيظكم وادخروا ماءكم ليوم الفصل ،وهو آت ل ريب فيه ..ويؤمئذ يفرج الؤمنون بنصر ال 0
ووصـيت لكـم أيهـا الخوان ،أن تنصـرفوا إل منازلكـم وبلدكـم مشكوريـن مأجوريـن ،وأن تفوتوا على
أعدائكم فرصة الصطدام بكم 0
ويضر ن ه نا ما كت به فضيل ته ف م نب الم عة على صفحات جريدة الخوان ال سلمي اليوم ية ت ت عنوان
((منطق الؤمني)) كتب فضيلته يقول :
(وجه إل أحد الخوان هذا السؤال :هذه هى الفاوضات بيننا وبي النليز ،تسي ف طريق ملتو متشعب ل
أول له ول آخر ،وهاهم أولء يراوغوننا على عادتم ،ويؤخرون البت ف قضيتنا حت يفرغوا من مشاكلهم وستضيع
منا الفرص فرصة بعد أخرى ،من مؤتر الصلح إل ملس المن ،إل هيئة المم .فلماذا ننتظر بعد ذلك؟
0 فقلت :وليكن ذلك ،لن يضرونا إل أذى ،وكل الوقت للمؤمن فرصة طال الزمن أو قصر
ووجه إل آخر ف نفس الجلس سؤال ثانيا فقال :وها هى ذى انلترا جادة ف أن تصرف أنظار الناس ف
قض ية فل سطي إل مشروع التق سيم البغ يض الذى لن يقبله عر ب وا حد ،ولن يوا فق عل يه م سلم وا حد من الح يط
الادى إل الح يط الطل سى ،ك ما أن ا هى وحليفت ها أمري كا ،لزال تا تاولن إتام الرض القد سة بالهاجر ين من
اليهود سرا وعلنية ،حت يتم لم ما قرروا من إدخال مائة ألف يهودى ونن قاعدون ،فهل تودون أن ننتظر متفرجي
حت تغص فلسطي بؤلء الفاقي؟
0 فقلت :وماذا يضيك؟ أل تفظ جواب السكندر :أن الزار الاهر تسره كثرة الغنم
وان فض الجلس 0وخلوت إل نف سى أف كر في ما سعت وقلت ،ودارت بلدى هذه الوا طر :إن نا مع شر
العرب وال سلمي ف أناء الرض ،نطلب ح قا مقررا ل نا ،مقد سا عند نا ،عزيزا علي نا ،فن حن نطلب الرب ية ،و هى
للنسان كالغذاء والواء والاء ،ل يكن أن نعيش بغيها ول أن نيا بدونا ونطلب الوحدة والرتباط والتجمع ،وأن
تزول من بيننا هذه الواجز الصناعية والوائل السياسية التىمزقت با وحدتنا يد الطامع والهواء ف حوادث التاريخ
التعاقبة ،ووحدتنا من صنع ال لنا ،قررها القرآن وأكدها اليان ،ومهدت لا طبيعة أرضنا ،وثبتتها شركة تاريية ف
الصال واللم والمال ،هى أبقى على الزمن الباقى من الزمن 0
ونطلب بعد هذين القي أن يفسح لنا الجال بي المم العاملة لنقول كلمتنا وإنا لق ،ولنبلغ رسالتنا وإنا
لي ،ولنساهم ف بناء العال وإن ذلك لعدل وإنصاف 0
ذلك ما نرجو من مطالب ،وما ناهد ف سبيله من حقوق ل بغى فيه ول عدوان ،ول جحود ول نكران،
وليس فيه من الباطل مثقال ذرة 0
ولذا نن مؤمنون أعمق اليان بأننا سنفوز ف نضالنا وسننتصر ف كفاحنا لننا على الق والق باق خالد
ول قيام للباطل إل ف غفلة الق 0
ونن معشر العرب والسلمي ،نؤمن بكتاب كري ،وعدنا ربنا فيه بأنه سيضاعف الجر ويزل الثوبة للذين
ياهدون ف سبيل الق ،فمن قال كلمة أو أنفق نفقة ،أو احتمل مشقة أو شاكته شوكة ،أو مسه جوع أو نصب ،
أو ل قى ف جهاده أ قل عناء ،فذلك كله ع ند ر به ي سجله له ويز يه به وثي به عل يه( :ذلك بأن م ل ي صيبهم ظ مأ ول
ن صب ول مم صة ف سبيل ال ،ول يطأون موطئا يغ يظ الكفار ،ول ينالون من عدو نيل ،إل ك تب ل م به ع مل
صال ،إن ال ل يضيع اجر الحنسني .ول ينفقون نفقة صغية ول كبية ،ول يقطعون واديا إل كتب لم ،ليجزيهم
ال أحسن ما كانوا يعملون) 0
ون ن مع شر العرب وال سلمي ،نعت قد أن أول البدهيات ف إيان نا ،وح جر الزاو ية ف عقيدت نا أن :ل نا ر با
عظيما قويا قديرا ،بيده ملكوت كل شىء ،له التصرف واللك واللق والمر من قبل ومن بعد( :إن ربكم ال الذى
خلق ال سموات والرض ف ستة أيام ،ث ا ستوى على العرش ،يغ شى الل يل والنهار يطل به حثي ثا ،والش مس والق مر
والنجوم مسخرات بأمره ،أل له اللق والمر تبارك ال رب العالي)( .ولن يصيبنا إل ما كتب ال لنا)0
0 ولن ينقص ال أحدا شيئا من رزقه( .وف السماء رزقكم وما توعدون)
0 ولن ينقص ال أحدا شيئا من رزقه ز( وف السماء رزقكم وما توعدون)
ولن تتد إليه يد بنفع أو ضر ،إل بقضاء الق وقدر سبق( :جفت القلم وطويت الصحف) .ولقد عاتب
القرآن ب عض الضعفاء ،وك شف عن خبيئة الضعف ف أنف سهم ،فقال (وطائ فة قد أهت هم أنف سهم ،يظنون بال غ ي
الق ظن الاهلية ،يقولون :هل لنا من المر من شىء؟! قل :إن المر كله ل ،يفون ف أنفسهم مال يبدون لك،
يقولون :لو كان ل نا من ال مر شىء ما قتلنا ها ه نا ،قل :لو كن تم ف بيوت كم لبز الذ ين ك تب علي هم الق تل إل
مضاجعهم ،وليبتلى ال ما ف صدوركم ،وليمحص ما ف قلوبكم ،وال عليم بذات الصدور) 0
و قد وعد نا هذا الرب الل يل ال كبي العظ يم – والذى بيده ملكوت كل شىء ،والذى له ج ند ال سموات
والرض ،والذى ل يعلم جنوده إل هـو ،والذى أحاط بكـل شىء علمـا وعدا لن يلف :أنـه ينصـر عباده الؤمنيـ
ويدهم بتأييده الغالب ما جاهدوا ف سبيله واستقاموا على الق الذى رسم لم ( :إنا لتنصر رسلنا والذين آمنوا ف
الياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد)( .ولينصرن ال من ينصره إن ال لقوى عزيز)( .وكان حقا علينا نصر الؤمني)( .إن
ينصركم ال فل غالب لكم)( .وال غالب على أمره ولكن أك ثر الناس ل يعلمون)( .إن الرض ل يورث ها من يشاء
من عباده والعاقبة للمتقي)( .إذ يوحى ربك إل اللئكة :أن معكم ،فثبتوا الذين آمنوا ،سألقى ف قلوب الذين كفروا
الرعب ،فأضربوا فوق العناق وأضربوا منهم كل بنان) (.فلم تقتلوهم ولكن ال قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن
ال ر مى ،وليبلى الؤمن ي م نه بلء ح سنا إن ال سيع عل يم) ( .هو الذى أخرج الذ ين كفروا من أ هل الكتاب من
ديارهم لول الشر ،ما ظننتم أن يرجوا ،وظنوا أنم مانعتهم حصونم من ال ،فأتاهم ال من حيث ل يتسبوا،
وقذف ف قلوبم الرعب ،يرجون بيوتم بأيديهم وأيدى الؤمني ،فاعتبوا يا أول البصار) 0
ول يشترط علينا ربنا لينل نصره إل أن نؤمن به وحده ،ونعتمد عليه وحده ،ونفعل أمره ونتنب نيه ،ونعد
لعدائنا ما استطعنا من قوة ،ليس بلزم أن تكون نظي قوتم ،أو مثل عدتم ،فإنا يراد منا ما إستطعنا ونرجو من ال
ب عد ذلك مال يرجون( :وعد ال الذ ين آمنوا من قبل هم ،وليمك نن ل م دينهم الذى أرتضى ل م ،وليبدلنهم من بعد
خوفهم أمنا ،يعبدونن ل يشركون ب شيئا)( .وأعدوا لم ما أستطعتم من قوة ومن رباط اليل ،ترهبون به عدو ال
وعدوكم) 0
ومن هذه القدمات السابقة :أننا على الق ولن يضيع ال أجر العاملي للحق ،ولن يصيبهم إل ما كتب ال
ل م ،ولن يتخلى عن هم رب م ويدع هم لعدائ هم وخ صومهم ،بل الن صر حليف هم والعاق بة مكفولة ل م ،ن ستطيع أن
نستخلص النتيجة الحققة 0
إنه مهما حاول الغاصبون البطلون ،وراوغ الدهاة الطامعون ،فإننا إل حقنا واصلون ،ولن يغي ذلك شيئا من
النتيجة الحتمة والرادة الحكمة ،ولن تد لسنة ال تبديل 0
ذلك منطقنا نن الؤمني ف سهولته وبساطته ومقدماته ونتائجه وقد عاهدنا ال عهدا لن نيس به ولن ننث
فيه إن شاء ال ،أن نيا لذه القوق أو نوت ف سبيلها وكلها جيل ( :قل :هل تربصون بنا إل إحدى السنيي)0
0 ولعل من الي لنا وللقوم أل يهزأوا بذا النطق ،أو يضحكوا من هذا الديث .ليعلمن نبأه بعد حي
ب عد أن وض عت الرب العال ية الثان ية أوزار ها سنة ،1945نقلت ،وكالت النباء عن جون كي مش و هو
مراسل يهودى لوكالة رويتر قوله :أن جاعة فاشيستية ف مصر هى جاعة (الخوان السلمون)) قد انتهزوا فرصة
الرب فقاموا بتدريب جنودهم والستيلء على بعض السلحة من اليش البيطان أثناء معارك الصحراء سنة ،1941
ليشنوا با حربا على النليز 0
وجاء هذا النبأ ف الفترة الت حل فيها الخوان لواء الركة الوطنية ضد الحتلل البيطان حيث برز شبابم
الامعى الذى قاد حلت التوعية بالقوق الوطنية وإثارة الشاعر ضد الستعمر الغاصب ماول دفع الكومة لتاذ
موقف إياب يقق آمال المة ف الرية والستقلل ووحدة وادى النيل ..والتقى فضيلة الرشد العام برئيس الكومة
يهيب به أن يعمل بغي تردد وأن يسارع بذا العمل مت وجد الطريق أمامه مهدة ،وإل فعليه أن يستنفر المة للجهاد
ويتقدمها هو ف هذه العركة الصيية ،وليكن على ثقة تامة بأنا جيعا من ورائه 0
وللسف إنصرت جهود الكومة ف الذكرة الصرية والرد البيطان عليها ،المر الذى أثار الشاعر وألب
الفكار ،فخرج الطلب ليعلنوا احتجاج هم على هذا الو قف التخاذل ،و هم ف الطر يق إل ق صر عابد ين دبرت ل م
الكومة ما يعرف بادث كوبرى عباس ( )0
1
00ف ظل هذه الظروف أصدر جون كيمش تصريه وطالعه الخوان وأدركوا ما يرمى من بلبلة الفكار،
فضل عن التحريض السافر عليهم والتشكيك ف نواياهم بالنسبة للحكومة والقصر 0
وكان من طبي عة المام الب نا أن ين ظر إل المور من زوا يا تتلف عن ن ظر كث ي من الخوان ،ف هو دائما
يستفيد من الحداث حت لو كانت ضد جاعة الخوان فيحولا إل إتاه ف مصلحة الماعة بكل هدوء وحكمة 00
لذا أسرع فضيلته فدعا رجال الصحافة ( ) ووكالت النباء العالية والحلية إل مؤتر صحفى على مائدى شاى بدار
2
طالع تفاصيل حادث كوبرى عباس .فى كتاب ((الخوان المسلمون ..أحداث صنعت التاريخ)) للستاذ محمود عبد الحليم ،الجزء الول ..نشر دار 1
وحي سرى نبأ هذا الؤتر إحتشد عدد كبي من الخوان – ليستقبلوا ضيوفهم أكرم إستقبال ،فوقف حسن
البنا يتحدث إل الضيوف باللغة العربية الت يترجها أحد الخوة إل لغة أجنبية ..وقف فضيلته بتحدث بنفس الروح
والشا عر ال ت يتحدث ب ا إل عا مة الخوان .شار حا للحاضر ين دعوة الخوان ال سلمي وغايت هم وو سائلهم بل غة
بسيطة أفهمتهم أهداف الماعة وكان ما قاله :إن جاعة الخوان ..جاعة إسلمية تعن بشئون وطنها السلمى كله
إجتماعيا وسياسيا لن العدالة والربية من صميم الدعوة السلمية ،ول يتم إسلم السلم ول يقق شريعته إل بالرية
0
ث أشار إل تصريات جون كيمش فقال :كنا نب للكاتب أن يتحرى القيقة فل يلجئنا للرد عليه ،ولكننا
نشكره على كل حال إذ هيأ لنا هذا اللقاء الطيب بالتحدث إليكم ،فالواقع الذى يؤيده الدليل أن الخوان ل يوجد
عندهم جيش بالصطلح العروف ،ولكن هناك ما يسمى فرق الكشافة وهى منظمة معترف نبها دوليا ومعروف أن
ـ ف جع ية الكشا فة الهل ية بالقاهرة ،وتارس مؤسـسها هو (بادن باول) ،وفرق الكشا فة الخوان ية مسـجلة قانون ا
نشاط ها طبقا للوائح والقوان ي ،ف هى إذن نظام ر سى معترف به من الدولة ،وم ثل هذه الفرق ل يطلق علي ها ج يش
كما ادعى جون كيمش ف رسالته 0أما أنه يستعدى علينا النليز وعملءهم مدعيا أننا نغتصب منهم السلحة كى
نطرد هم ب ا من بلد نا ،فالعروف أن النل يز وأ سلحتهم غ ي مرغوب فيه ما على أرض نا ،أ ما و قد وض عت الرب
أزوارها فإنه يتعي أن يرجوا من بلدنا ويتركوا أسلحتهم لنا ،ولم ثنها من مبلغ الربعمائة مليون جنيه الذى هو
د ين لشعب نا على بريطان يا ،فإذا ل تف عل بريطان يا ذلك فلتعلم أن نا قطع نا الع هد مع رب نا على النت صار لدين نا وبلد نا
ولتعلمن نبأه بعد حي 00
وتناول المام الب نا ب عد ذلك التطورات ال ت نشأت م نذ دخول النل يز م صرى ح ت بلغ هذا الش عب وع يه
وقوة عزمه على إجلئهم بال يتمل أى تسويف .وختم كلمته – للضيوف وشكرهم ،ث دعاهم لزيارة الركز العام
وخصوصا الكتبة السلمية بالدار وودعهم الخوان بظاهر الحترام والودة 0
00وهكذا ي ستطيع ح سن الب نا ف الو قت النا سب با سته الؤم نة أن يعلن عن فكر ته ومبادئه ال سلمية
بالكمة ويرد الكيد إل نور أصحابه 0
وقال :إن هذه الشبهات إن دلت على شىء فإنما تدل على تجاهل حقيقة مبادئ هذه الجماعة وأهدافها ،وإننا قد أعلنا مرارا أن الخوان هيئة إسلمية
جامعة ،تعمل فى وضح النهار على تحقيق المبادئ السلمية التى ترتكز على الشورى الحقة ،وتكفل سعادة المجتمع وتحفظ حقوق الوطن ،وهى ل تعمل
فى الظلم ،وذلك سر ما وصلت إليه من قوة وانتشار ،أما ما يقال من أن الخوان يحرزون أسلحة وجدوها فى الصحراء فهى فرية مضحكة ل تجد لها
محل إل فى خيال صاحبها وحده( .عن كتاب ((حسن البنا)) للستاذ أنور الجندى)0
قبيـل إنتهاء الرب العاليـة الثانيـة وإنزام فرنسـا أمام اليوش اللانيـة طالبـت سـوريا الشقيقـة بلء قوات
الحتلل الفرن سى عن أراضي ها ،ول كن فرن سا ماطلت ول ت قف ول تف بوعودها وأصرت على إ ستمرار الحتلل
رغم أنزامها فهب الشعب السورى الشقيق ف ثورة عارمة يدافع عن حريته وكرامته
وه نا رأى المام الشه يد بعاطف ته ال سلمية وإح ساسه العم يق بوحدة الشا عر وال صي أن ي قف الخوان ف
مصر إل جانب إخوانم الجاهدين ف سوريا ،فأرسل إل سفي سوريا بصر الطاب التال :
فإن الخوان السلمي ف الملكة الصرية يشاركون الكومة السورية الجاهدة السورى الباسل الشعور ضد
ال ستعمار والعدوان والظلم ف هذه الو نة الدقي قة من تار يخ العرو بة و هم ينتهزون هذه الفر صة فيعلنون أن عشرة
ألف شاب من شباب الخوان يرجون قبولم كمتطوعي ف اليش السورى وهم على أت الستعداد للسفر ف أى
و قت ترى الكو مة ال سورية أن تدعو هم ف يه إل النضمام إل القوات الجاهدة وأداء الوا جب الفروض على كل
عرب ،فأتشرف بأن أخطر سيادتكم بذلك إنتظارا لوامركم 0
وعندمـا قابلت فرسـنا بقواتاـ الغاشةـ هذه الثورة بالقوة والنار وقصـفت مدفعيتهـا الثقيلة الشعـب السـورى
العزل ف سقط كث ي من الضحا يا والشهداء ،رأى ح سن الب نا أن من وا جب الخوان وبو حى من مبادئ هم و من
صميمها (إنا الؤمنون إخوة) أن يسارعوا بأداء حقوق الخوة بتضميد جراح القاتلي وهذا أضعف اليان ..لذا قرر
الخوان إيفاد بعثة طبية إل سوريا برياسة الخ الدكتور ممد سليمان وسكرتارية الستاذ عبد الكيم عابدين لؤاساة
سوريا ف نكبتها ،وقد غادرت البعثة القاهرة إل دمشق( ) ،وهى مزودة بالطباء والمرضي وكل ما تتاجه من أدوية
1
وإسعافات 0
وهناك شرت البعثة عن ساعد الد ونزلت الساجد وجعلوا منها مستشفيات ،وواصلوا الليل بالنهار ف صب
وصمت وعاطفة جياشة بالب نو إخوانم ف سوريا 0
كان فى استقبال هذه البعثة حين وصولها إلى دمشق كل من السادة نجيب بك البرازى نائب حماه وخالد بك الداغستانى محافظ حماة وسعد اله الجابرى 1
وبعد مضى عدة أسابيع من وصول بعثة الخوان الطبية للقاهرة وبعد أداء رسالتها ف سوريا .جاءنا وفد من
دار الرقم من شباب سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم من حلب بسوريا الشقيقة – لزيارة الخوان بالقاهرة والقاليم
ردا على البعثة الطبية – وكان جيعهم من الشباب وعلى رأسهم الستاذ عبد الرحن الباشا ..واستقبلهم الخوان
بال سكندرية أع ظم ا ستقبال وقاموا بزيارة كث ي من ش عب الث غر وكان في هم خطباء على در جة كبية من الماس
والوعى وكانوا كثيا ما يتناولون ف خطبهم ما يسمى (بالقومية العربية) ،ويشيدون با ويتكرر الكلم عنها كثيا ما
ل فت ن ظر جوع الخوان – ح يث أن الخوان ل ي سبق أن جعلوا للقوم ية العرب ية مكان ال صدارة ف أحاديث هم ف هم
يؤمنون بالامعة السلمية واللفة السلمية – وف اللسات الاصة ناقشنا معهم هذا السلوب وأبدينا رأينا فيما
يتصل بوضوع القومية العربية – ولقد تبي من الناقشات أن موضوع القومية العربية هو الذى يسود الفكر السورى
ومنطقة (الوادى الصيب) سوريا والردن والعراق 0
وعلى أ ثر هذه الزيارات التبادلة ب ي جا عة الخوان ف م صر وجع ية شباب م مد ب سوريا وعلى أ ثر هذا
التل حم والتجاوب – اجت مع الخوة من شباب م مد صلى ال عل يه و سلم ب سوريا وتناقشوا ف أ مر انضمام هم إل
جاعـة الخوان السـلمي بالقاهرة وإختاروا فضيلة السـتاذ الشيـخ مصـطفى السـباعى ليكون مراقبا عاما للخوان
السلمي بسوريا 0
وعلى أثر هذا جاء وفد من إخوان سوريا على رأسهم فضيلة الشيخ مصطفى السباعى لقابلة فضيلة الرشد
العام ومبايعتـه ،وتـ ذلك والمـد ل رب العاليـ وأقام الخوتان بالقاهرة حفل كـبيا بذه الناسـبة الطيبـة وترحيبا
بالخوة السوريي الكرام 0
وف عام 1947دخلت الكوليا وإنتشر وباؤها ف مصر ،وإنتاب الشعب الصرى الفزع والوف ،وأسرع
فضيلة الرشد بتجنيد شباب الخوان ف جيع البلد للمساهة ف النشاط الطب وعزل الصحاء عن الرضى والساعدة
ف الجراءات ال صحية والتطع يم والتمو ين .وب عد إنقاذ البلد من هذا البلد رأت وزارة الشئون الجتماع ية أن تقدم
لشباب الخوان الذين اشتركوا ف هذا الجهود الطي مكافآت مالية تقديرا لهادهم 0
ول كن ال ستاذ الر شد رح ه ال ر فض الكافآت باعتبار أن الخوان ال سلمي قد قاموا بواجب هم ال سلمى،
الذى يفرضه عليهم دينهم وعقيدتم ومشاعرهم السلمية 0
وهكذا يغت نم ال ستاذ الب نا هذه الظروف ليعلن عن شول الدعوة ال سلمية وإحاطت ها وحركت ها ال ت تش مل
أمور السلمي جيعا 0
بعد أن أدى الستاذ الرشد صلة العيد توجه إل دار الركز العام القدي باللمية الديدة ،وتوافد الخوان
لتهنئته بالعيد ،وجلست ف زاوية من الجرة الفسيحة أرقبه ،فكان رحه ال يستقبل كل أخ مسلما عليه بأسه أو
بكنيته برارة وابتسامة مشرقة ،ث يشي إليه ليجلس .ث يتابعه بالسؤال عن صحته ،والستفسار عن أحواله الشخصية
الت كان يعرف الكثي منها حيث كان موضع ثقة الخوان ومشورتم .ودخل أحد الخوان فسلم عليه وهنأه ث قال
له :لعل المر قد انتهى بي والخ الطبيب قد وفقه ال .فقال الخ :ببكة دعواتكم يا فضيلة الرشد ..وكانت هذه
الكلمات مدعاة لي سأل ب عض الخوة هذا الخ عن الوضوع و هى مشار كة أخو ية واج بة تفرض ها آداب ال سلم
وأخل قه ،فتب سم الخ قائل :الوضوع أن فضيلة الر شد كان عند نا ف البلد وكا نت عندى جامو سة متع سرة ف
الولدة فلما علم بذلك نصحن بإحضار طبيب لنقاذها 0
ث تدث أ حد الخوة من الاضر ين فطلب من ال ستاذ الر شد أن يت صل بوز ير الوقاف ل ساعدته ف بناء
م سجد بالبلد ..فقال له :طبعا ي ستحسن أن نت صل به الن أول لتهنئ ته بالع يد ،وب عد الع يد نتحدث م عه ف هذا
الوضوع 0
ث دخل بعد ذلك أحد الخوة ومعه طفلن فأستقبله الستاذ الرشد أحسن إستقبال ث قبل الطفلي وأجلس
كل طفل منهما على ناحية بواره ،ودق الرس فحضر الستاذ أنس الجاجى فهمس ف أذنه بكلمات وانصرف ث
عاد بعد قليل ومعه قطعتان من اللوى (شيكولته) فأعطى الستاذ الرشد لكل طفل منها واحدة 0
وبعد فترة نزل الخوان إل فناء الركز العام حيث ضاقت الجرة بم وجاء الستاذ الرشد وشاركنا الديث
وأجاب على بعض السئلة .وبينما ن ن كذلك إذا بعزيز با شا الصرى يدخل علينا فحيانا وصعد إل الدور العلوى
وبقى الستاذ الرشد جالسا معنا .وبعد قليل جاء الستاذ أنس يب فضيلته بوجود الباشا ويطلب مقابلته .فاستأذن
فضيلته قائل :هل تسمحوا ل ؟
وبعد القابلة الت ل تطل كثيا عاد إلينا واستأنف حديثه معنا .وبعد صلة الظهر إنصرفنا وعاد إل منله ف
0 أمان ال
00 وهكذا كان يعيش الستاذ بي الخوان بكل حواسه ومشاعره وكله حركة وحياة ويقظة
دموع
وأنقل هنا ما سجله أحد الخوة عن حساسية المام الشهيد 00كتب الخ يقول :
" ..دخلت عليه" فقابلن بالبشر والترحاب ،وقال :ستسافر يوم الثلثاء للسودان "
0
وأردت أن أنصرف ،ث التفت إليه فجأة وقلت :ولكن يا فضيلة الستاذ !؟
قال ( رحه ال) :ولكن ماذا؟
قلت :إن ل مشاكل كثية وشكاوى وفية ،أود أن أتدث إليكم فيها بعضها عام وبعضها خاص
فقال :هون عليك ،وكل أمرك إل ال 00
قلت :إذن أ نا أ سعد ما أكون ،ماد مت تعرف ..ولك نه ا ستبقان ،وأ خذ يتحدث عن مشاكلى وشكاواى
يتحدث هو بنفسه ..عجبت وال كل العجب ،لنه أحاط بدقائق نفسى ودخائل حسى ،بل إن هناك مسائل كانت
ف با طن الشعور ،هو الذى ذكر ن ب ا ..و ما انت هى من حدي ثه ح ت قلت :وال يا فضيلة ال ستاذ ،إ ن سعيد كل
ال سعادة ول أش كو من شىء أبدا ..قلت ذلك و صوتى متهدج ودمو عى منهمرة وأحا سيسى متدف قة ،ث هج مت
عليه ،وكان واقفا ول شىء على رأسه ..هجمت عليه واحتضنته بي ذراعى ف شدة وعنف وأخذت أقبل رأسه..
فاستمر هذا الوقف فترة من الزمن ،وهو صامت مستسلم ،ول أتركه إل حي دخل علينا الخ الستاذ سعد الوليلى،
وإذا بالستاذ يبكى بكائى وعيناه مليئتان بالدموع 0
وكثيا ما كان هذا الب طل القوى يب كى بدموع غزار ،وإ ن لذ كر ف ذلك اليوم أن أ ستلم ذات يوم بدار
(الشهاب) برقية من والد أحد الشهداء ف فلسطي ،ردا على برقية من فضيلة الستاذ له ،وكانت برقية والد الشهيد
برقية مؤثرة فيها تضحية وفدائية وإستبسال … بكى الستاذ كثيا ،وبكى الاضرون ،وكانت لظات من الساسية
الرهفة والشعور العميق! وهذه لحة خاطفة على كل حال للذكرى والتبصرة 0
ومع قصة دموع هذا القائد العظيم يروى لحد الخوان هذا الشهد يقول :
عرضت عليه – يقصد فضيلة الرشد – ذات مرة خطابا من أحد الخوان وكان بي عدة خطابات وأوراق
قدمتها إليه ،وغفلت لظة ،أنظر إل من ف الغرفة ،وإذا ب أرى دمعات كبية تتساقط على الطاب ..ودهشت ،لقد
كنت قرأت الطاب قبل ذلك ،ولكنه ل يثر ف نفسى ما أثاره ف نفس الرجل الكبي؟
ك نت أعرف أن الرا سل ب عث 4جنيهات إعا نة للجما عة ،فماذا ف هذا من ع جب ،ف الو قت الذى كا نت
هناك مئات النيهات تتقاطر علينا !! 00ولكنه هو – كقائد – قد أثاره ما ل يثرن 0
كت بالراسل يقول :أكتتب كثيون ف أسهم جريدة الخوان ،ث تنازلوا عنها عندما ناديتم فضيلتكم بأن
يتنازلون عنها ..ولا كنت راغبا ف أن اشارك ف هذه التضحية ،ول يكن ل شرف الساهة لضيق ذات يدى ،فقد
أرسلت لكم نصف مرتب الشهرى وهو قيمة ثن سهم ،أتنازل عنه 00
00 وقال الرجل معلقا :بثل هؤلء وبذه النقود القليلة تنتصر الدعوة
وم ضت اليام وجاء ال ستاذ الر شد إل ال سكندرية ف ليلة من ش هر رمضان البارك ،وكان م عه و فد من
الخوان بالسودان وبعد أن حضروا مؤترا شعبيا ف حى باكوس ،عاد الستاذ إل دار الكتب الدارى قبيل منتصف
الليل ،وأوصان أن أوقظه قبيل الفجر لتناول السحور ولكنه بقى ف حجرته يصلى القيام لفترة طويلة ث نام 0
وحضرت ممو عة من الخوان لت صلى مع فضيل ته وتتناول م عه ال سحور ،وأحضرت له طعا ما فاخرا ،فل ما
اجتمع الخوان على الطعام قال ل :هل كل الخوان سيأكلون مثل طعامى هذا؟ فقلت له :كل واحد حضر ومعه
طعامه .فقال :سآكل من طعامهم ،ورفض هذا الطعام فوزعناه على الخوان 0
ولا دخلنا مسجد الدار وجد الحذية خارج الصلى بدون تنظيم ،فقال مدعبا :ألستم ف أسر؟ قلنا :نعم .
فقال :فلماذا ل تعلوا أحذيتكم على شكل أسر؟
وبعد الصلة قرآنا الأثورات ،وعند شروق الشمس حضر الستاذ الستشار مني دله بسيارته ،فقد كان على
مو عد مع فضيلته للعودة إل القاهرة وع ند باب النل وقبل أن ير كب السيارة سألن عن بواب العمارة ،فقلت :إ نه
نائم .فأعطان له مبلغا مع تياته 0
كان حديث الثلثاء أو ك ما كان يلو لكثي من الخوان أن يسميه ((عاطفة الثلثاء)) ..كان هذا الديث
عجبا من العجب الذى أحاط بذا الرجل 000من ج يع أناء القاهرة ،يتجمع يوم الثلثاء من كل أسبوع بالركز
العام ،الخوان وغ ي الخوان ،وي قف الر جل ف لبا سه الب يض الشفاف ،والعباءة البيضاء والو جه الوضاء واللح ية
الرسلة ،يتحدث ف موضوع يتاره ل على سبيل الحاضرة ،ولكن على سبيل الديث الرسل 0
00كان هذا الديث عجبا ..كان كل أخ له مشكلة أو مسألة أو قضية يذهب إل هذا اللقاء البارك ليعود
إل بيته وقد حلت مشكلته 0
ف هذا اللقاء ال سبوعى ،كان التكا فل ال سلمى يتحول ع ند ح سن الب نا إل عمل ية ((تآخ)) فعال ..و هى
عمل ية جوهر ية ب ا ي صبح الن سان ((أ خا م سلما)) بتأث ي ال ية القرآن ية ح يث كا نت ت صدر من هذا القائد بن فس
الشروط النفسية الت كانت ف عمل النب صلى ال عليه وسلم وصحابته الكرام من قبل 00هذه العملية كانت من نبع
الق وفيضه ،وهو السر الذى أشرق ف متمع مكة المزق ،فآخى بي بلد ((البعد)) وأب بكر ((السيد)) وجعلهما
أخوين ل يول بي روحيهما ف ال حائل 0
00 ونورد فيما يلى جزءا من أحد أحاديث فضيلته ف هذا اللقاء يؤكد فيه على رابطة القلوب بي السلمي
يقول :
00قلت لكم دائما وأكرر هذا القول ليثبت ف الذهان أنا نعمتان ل تشتريان بال ول تنالن بيلة أو مهود
ولكنهما منحة من ال لعباده يقذفهما ف قلب من يشاء منهم – هاتان ها (اليان والب)0
أكرر لكم هذا العن – أردت أن أذكركم بذه القيقة حقيقة الخاء الذى يمعنا على اليان بعقيدة الناداة
بكتاب ال كنظام أساسى للحكم ولصلح العال – وما يستتبعه هذا الخاء من شعور الب نو الجتمعي على هذه
الغاية السامية الكرية الرتبطي با 0
هذه القيقة يب أن نؤمن با ونذيعها ف الناس ونطبقها على أنفسنا أول كإخوان مسلمي فل نشعر نو
مسلم إل بالب والخاء ول نفتح باب الشر بالصومة والفرقة والنقسام والنتيجة من هذا كله – أن كل مسلم أخ
ل نا – لن نا جي عا إخوة نع مل ف اليدان ال سلمى العام – وإذا ل يرع الناس هذا ف سنرعاه ن ن من جانب نا – لن نا
مقيدون با نقول وبا ندعوا إليه الناس .إننا دعاة مبادئ فلنتمسك با ول أقبل منكم أيها الخوان تاونا أو تفريطا ف
هذا البدأ 0فزنوا صلتكم بالناس بذا اليزان – ول يستخفنكم الغضب للنفس وأقبلوا النصيحة من السلم – ما كان
حق فخذوه وإل فاستمسكوا ببدأكم إن أعداءنا وخصومنا هم الكافرون – الذين ينشرون الباطيل بيننا – ويغيون
على أوطاننا وحرياتنا ويضمرون الشر لنا ويريدون أن يتفرق السلمون وينقسموا ،فإذا عرفتم هذا فأعلموا أن هؤلء
الذين يتحدونكم لعلهم يقولون ما يقولون فيكم بدافع الغية والرص على سلمة الدين وسلمة الجتمع السلمى
من وجهة نظرهم 0
فد يكون أسلوبم هذا خاطئا – وفكرتم فيها غلو وشطط ولكن الدافع كري والقصد حسن فإذا تققتم من
براءة النية فتقبلوا النصح أو ناقشوه – وقد يكون اللف ف الوسيلة – فهم يسكون البل من أحد طرفيه مثل بينما
غيهم يرى رأس الكمة ف أن يسك البل من الوسط حت ل ييد ف يده .ولكن مع هذا فتعرفوا القصد فإن كان
خيا فل تتهموه وتفاهوا مع صاحب الرأى ف رأ يه .فإذا ل يقت نع فقولوا له ( ما دام صادق الن ية م با للخ ي) :إن
الكم بيننا وبينك ف الفصل ف هذا اللف هو (إمام) لننا مستعبدون فتعال (للمام) وليس للمسلمي الن إمام –
فتعال نن سى كل شىء الن – ونع طل كل شىء أمام القض ية ال كبى –قض ية تر ير الرض ال سلمية فلنج عل هذا
غايتنا الول – حت نستطيع أن نأت بكم ال ونفصل ف هذه اللفات – إذ أنه بدون هذه الكومة السلمية الت
تمى شرع ال فل نظام للمسلمي ول أحكام !؟
كان من أدب الخوان بالقاهرة إذا أراد أحدهم أن يسافر إل بلدته إستأذن ف ذلك من الستاذ الرشد رحه
ال .فضل عن أنه إذا كانت هناك رسالة أو مهمة تقتضى السرعة كلفه با 0
وذات يوم توجه الخ الاج عبد الرزاق هويدى يستأذن ف السفر إل بلدته ،فلما إستفسر منه فضيلة الرشد
عن سبب سفره الفا جئ أ خبه أن جده مر يض وير يد عياد ته .فد عا له وأبل غه تنيا ته له بالشفاء وتو جه الاج ع بد
الرزاق إل بلده – وفـ اليوم التال فوجئت عائلة هويدى جيعـا فأسـرعت ترحـب بقدمـه .وشباب عائلة هويدى له
ميول سياسية متباينة فمنهم الوفدى ومنهم السعدى وحول سرير الد الكب دارت بعض الحاديث الفيفة .وقال
ال د كلمات ترح يب وش كر لل ستاذ الر شد ونوه بف ضل الخوان ف أن م جعلوا من الاج ع بد الرزاق شخ صية
إسلمية مؤمنة 0
فرد الستاذ الرشد فقال إنه ل فضل للخوان ف ذلك .فلخوان والمد ل يرزقون من كل عائلة كرية بن
يثلهم ف هذه العائلة 0
ونزلت هذه الكلمات الرقيقة الواعية على قلوب الميع بردا وسلما وتذوقوا منها وبا قيمة الدعوة الداعية
00
وأذ كر يوم تو ف إل رح ة ال والد أ حد الخوان الفضلء ف أ سيوط وكان على خلف مع الخوان م نذ
سنتي ..ولكن فضيلة الرشد انتقل بسرعة من القاهرة إل بلدته – وحي وصل أستقبل أحسن استقبال وحي جاء
وقت صلة العصر توجهت جوع العزين إل السجد وبعد أداء الصلة – طلب الصلون من فضيلة الستاذ الرشد
أن يلقـى عليهـم موعظـة فوقـف فضيلتـه وشكرهـم وقال :لقـد حئت معزيـا ول آت داعيـا وكانـت هذه الكلمات
الخلصة الكبية العن هى أعظم دعوة 0
ف منة الخوان سنة 1948م 00كان كل شىء عند المام البنا هينا ف سبيل إخراج العتقلي ،فكان يروى أنه
يسمع صراخ أطفال العتقلي يدوى ف أذنيه ليل نار 00
قالوا له :لقد أعتقلوهم جيعا وتركوك! فما هى الكمة؟! ..إنه من الي أن نرج إل سوريا ،أو الجاز،
أو باكستان ،فرفض وقال :هذا هو الب ،كيف أترك هؤلء ف العتقلت ول أسعى لخراجهم 00
وكتبوا له ف العتقل يقولون :دعك من أمرنا 00وخذ الطريق الذى تراه ،ولكنه أصر على أن يرج هؤلء
أو يوت !
وقال له بعض التحمسي :أل ترى أنم قد حاربونا ،أع نف الرب فحطموا بناء عشرين عاما ..صودرت
الموال وحلت الشركات ،وأغل قت الش عب والر كز العام وأعت قل الخوان باللف ،أل يس هذا مو عد ال ية(( :أذن
للذين يقاتلون بأنم ظلموا 0)) 000
قال :لن أكون داعية فتنة ،ولن آمر بنكر ..ولن أغضب لشخصى ،ولن أنتقم لنفسى..
ول ا سع بق تل ((النقرا شى)) ..جزع وأ سف ،وإن و جد عذره ف أ نه قد ح يل بي نه وب ي أتبا عه ،ب عد أن
إنفرط من يده بل الماعة وسائل التوجيه والقيادة 00و 000
وأش فق مك تب الرشاد أن ل ي ستطيع الخوان سداد با قى البلغ .فطلبوا من فضيلة الر شد ع قد اجتماع
لناقشة هذا الوضوع .وف الجتماع طمأنم فضيلته قائل :إنن سوف أعلن ف ملة الخوان عن شراء دار للجماعة
مع صورة لا على الصفحة الول وأطلب من الخوان التبع ..وأتعشم أن يسددوا البلغ ف الشهر الول أو الشهر
الثان أو الثالث ،فإذا ل يغطوا قيمة البلغ كله فإن أحفظ من أساء الخوان أكثر من عشرين ألفا ،وسوف أكتب لك
واحد منهم خطابا بالبيد أطالبه أن يساهم ف شراء الدار ببلغ جنيه واحد 00فصمت أعضاء الكتب ول يعترضوا
وكلهم أمل ف أن يوفق ال الخوان ف هذا الشروع 0
ول ت ض الشهور الثل ثة ح ت سدد الخوان البلغ مع تكال يف التأث يث ،فضل عن أن الخوات ال سلمات
أرسـلن لفضيلة الرشـد بعـض حليهـن وبعـض متاعهـن ،كمـا وصـلت للمركـز العام تـبعات كثية مـن أناء العال
السلمى وبقيت الشياء العينية مثل اللى وخلفه وديعة ف خزينة الركز العام ،فلم يقبل الستاذ الرشد أن يتصرف
فيها كرمز على وفاء الخوان وبذلم ف سبيل دعوتم 0
و ف حد يث لجلة (م سامرات ال يب) مع فضلة الر شد ،سأل مندوب الجلة فضيل ته فقال :هل أ نت غ ن؟ وكان
جوا به ر ضى ال ع نه :ن عم أ نا غ ن بذه القلوب الؤم نة ال ت تا بت م عى ف ال .فقال مندوب الجلة :أقصد الناح ية
الادية .فقال فضيلته :نعم غن والمد ل ..فكل أموال الخوان الت ف جيوبم ملك للدعوة 0
وحي سدد الخوان ثن الدار وت تأثيثها ،دعا الركز العام الخوان للحتفال بافتتاح دارهم الديدة وأعد
لذلك إستعراضا لوالة الخوان ف حدود عشرين ألف يثلون جيع الشعب والناطق ف أناء البلد ،وأعد لك الفرق
الوافدة مراكز إيواء مهزة بكل وسائل الراحة والتموين 0
وبين ما كا نت وفود الخوان ف طريق ها إل القاهرة ع صر يوم الم يس ا ستعدادا للحتفال ال كبي ف صباح
يوم المعة صدر قرار من دولة أحد باشا ماهر رئيس الكومة بنع الحتفال ومنع الستعراض ،ولكن أكثر الدعوين
كانوا قد و صلوا إل القاهرة وا ستضافتهم مرا كز اليواء ف صدر توج يه من الر كز العام بأن يؤدى الخوان جيع هم
صلة المعة ف جامع الزهر .وما أن أقترب موعد الصلة حت ل يعد ف ساحة السجد متسع لحد ف الوقت الذى
حاصرت قوات الشرطة كل الطرق الؤدية إل السجد 0
وما أن انتهت الصلة حت اشرأبت العناق إل الشيخ عبد العز عبد الستار كان موجودا بالسجد ..فقال
فضيل ته يدث نا وب عد أن ح د ال تعال وأث ن عل يه قال ب صوت قوى :أي ها الخوان ن ن ل نل تق ف هذا ال سجد على
شكل مظاهرة ،وإن ا ليس ف القاهرة بعد قرار مصادرة الحتفال بافتتاح دار نا مكان يت سع لذا اللقاء ف شكله و ف
مضمونه سوى الامع الزهر 00وصاح الستاذ أي ها الخوان إن نا لسنا را غبي ف إثارة ول خائفي من أ ية قوة،
ولكن نا أب عد نظرا من أن ت ستفزنا الوادث فنغا مر بأ مر دعوت نا ،وإن ن وال أي ها الخوان ل ضع ال ق ف ي ن وأ ضع
روحى ف يسارى ل أخاف ف ال لومة لئم ،وليس أعظم ف الصب من أن يلك النسان نفسه عند الغضب ،والن
أيها الخوة لقد حقق نا بذا اللقاء بعض ما تيش به نفوسنا بنحوكم ،كما أنكم أعلنتم بذا اللقاء مدى ارتباطكم
بدعوتكم ف دقة التنظيم وسرعة الستجابة وضبط النفس ،فإن أهيب بكم أن تنصرفوا ف هدوء مشكورين مأجورين
ول تعطوا لعدائكم فرصة الصطدام بكم 0
ودوى السجد بالتافات السلمية ،وبدأت هذه الموع تنصرف ف هدوء ونظام ،ول أكون مبالغا إذا قلت
إن بعض الخوان غلب عليهم البكاء والنشيج من جلل الوقف وروعته ..وخرجت الوفود من الامع جاعات ف
صمت 0
وبغي توجيه سابق وجدت جوع الخوان نفسها متجهة إل ميدان اللمية الديدة ول تض أكثر من ساعة
حت تمعت ف دار الركز العام الديد دون أن تعترض طريقها قوات الرطة ..وما أن ازدحت الدار وما حولا حت
وصل فضيلة الرشد مع بعض الخوان وفوجئ بذا الؤتر الذى افتتح بالقرآن الكري ،ث تكلم الستاذ عبد الكيم
عابد ين كل مة حا سية ،و ما أن بلغ ف كل مه حد الجوم العن يف على ق صر عابد ين وق صر الدوبارة (م قر الندوب
السامى البيطان) إذا بفضيلة الرشد يشي باختتام الفل .وبعد أن ت الفل بآيات من القرآن الكري خرج الخوان
ليعودوا إل بلدهم ف هدوء 0
وجاءت سنة 1948ليصدر النقراشى باشا رئيس الكومة السعدية حينئذ قرارا عسكريا بل جاعة الخوان
السلمي ووضع متلكاتم تت الراسة 0ث قرر أن يعل من مركزهم العام مقرا للبوليس .وجاء من بعده إبراهيم
عبد الادى فظل على سياسة سلفه ف ماربة الخوان ودعوتم والتنكيل بم .ث ألف حسي سرى باشا وزارة إئتلفية
لجراء انتخابات ف البلد ،ووعد حزب الوفد الخوان السلمي بعودة جاعتهم ودورهم ومركزهم العام إذا صوتووا
إل جانبه ف النتخابات .ولكن بعد فوز الوفد وتشكيله الكومة تنكر وزير الداخلية الوفدى لكل الوعود ومضى ف
سياسة منع الماعة من مزاولة نشاط ها فأ صدر قانون المعيات بقصد م نع الخوان السلمي من الع مل بالسياسة.
فلما قاوم الخوان هذا القانون ف مظاهرة كبى أام ملس النواب حينئذ قرر الوزير الوفدى بيع الركز العام للخوان
السلمي إل وزارة الداخلية لعله مقرا لبوليس الدرب الحر .وف سنة 1951ألغت الكومة معاهدة سنة 1936مع
انلترا تت ضغط الشعب 00ول يكن ف اليدان غي الخوان السلمي ليواجهوا الحتلل بقوة السلح 00وخضع
الوز ير الوفدى – ت ت ض غط الظروف – لقرار ملس الدولة الذى كان قد أن صف الخوان ب عد أن رفعوا دعوا هم
ضد الكومة أمامه 0
عبة
وتسلم الخوان السلمون مركزهم العام الذى اشتروه بلى نسائهم وبا باعوه من متلكاتم ..كما تسلموا
جيع السلمي متلكاتم ..ومضى عهد ..وبدأ عهد ،وعادت الماعة لنشر دعوتا وجع السلمي على السلم-
الصحيح ..وكان وما زال ف كل ذلك أكثر من عبة 00لن يعتب !!
وت ت عنوان (جاء ال ق وز هق البا طل) كت بت ملة الدعوة م نذ ستة وعشر ين عا ما تتحدث عن ذلك ..
فقالت :ف يوم 8ديسمب 1948وف الساعة الادية عشر مساء دوى صوت الذيع لنشرة الخبار بأول خب فإذا به أمر
ع سكرى ب ل جع ية الخوان ال سلمي .فأ سرعنا إل دار الر كز العام باللم ية الديدة ح يث وجد نا المام الشه يد
الرشد الراحل ف مكتبه رابط الأش ثابت النان وقد وصله ومعه صفوة من الخوان ل تكن قد انصرفت بعد 0
ومضت دقائق معدودات ف حديث هام وإذا بصوت يشق الفضاء عرفنا فيه صوت معاون الدار وخرجنا إل
الفناء نستطلع ما يدث فرأينا القوات السلحة والسيارات الصفحة تاصر الدار من كل جانب ث تقتحمها وكأنا
تقت حم ح صنا منيعا ملؤه النود وال سلح وعلى رأس القوة ضا بط شا هر م سدسه مث بت ب صره وحوا سه ف ش خص
فضيلة الرشد العام وقال :إن عندى أمرا بالقبض على من بالدار عدا فضيلة الرشد .ث أخذ يرجو فضيلته أن يسهل
مهمته لنه (عبد الأمور)00
وخرجنا من الر كز العام ب عد أن أغلق البول يس أبوا به إل سيارة من سيارات البول يس كا نت ع ند الباب وركب نا ف
حراسة الند وهم شاهروا السلح وأب فضيلة الرشد العام رحه ال إل أن يركب معنا ويطلب إل رئيس القوة أن
يعتقله معنا 00وعبثا حاول الضابط العتذار وقد ركب معنا السيارة حت مقر الحافظة من السيارة واته إل مكتب
الكمدار 0وكان هذا آخر عهدنا به – رحه ال – 00
أما بقية القصة فيعرفها الخوان تاما وسع الناس عنها أشياء وغابت عنهم أشياء فقد رحل الحرار إل الناف
والعتقلت وتوالت حوادث التعذيـب والتنكيـل بالطهار وانتهكـت الرمات وقتـل البرياء ..ففـى 8ديسـمب 1948
أغلقت دار الركز العام للخوان السلمي وصودرت متلكات م وشركاتم وأموالم ف كل مكان ظل مصيها م نذ
ذلك الي يتأرجح ف كفة القدر ،فقد قرر النقراشى باشا رئيس الوزراء والاكم العسكرى ووزير الداخلية يومئذ أ
نيجعل من هذه الدار مقرا لقسم الدرب الحر ،وقرر دولته بكل هيلمانه أن يفتتحه بنفسه ف أول يناير سنة 1949ما
يدل دللة واضحة على أن حل جاعة الخوان ومصادرة أملكهم ل يكن الغرض منه الحافظة على المن العام كما
تب جح وكيله ع بد الرح ن عمار وإن ا كان النتقام والتش فى وإرواء غل يل ال قد الدف ي 0قرر النقرا شى با شا ذلك
فضحكت منه القدار ..وجاء بعده إبراهيم باشا عبد الخادى ول يفكر كسلفه ف إفتتاح قسم الدرب الحرم بدار
الركز العام .وظل ف منصبه حت طرد من الكم 00
وجاءت وزارة سرى با شا الئتلف ية وكان وز ير العارف في ها من ال سعديي فلم يك تم ح قه فأ صدر أمرا
بتحويل الركز العام إل مدرسة للبنات 00ولكن ،مرة أخرى تضحك القدام ويسقط وزير العارف إل غي رجعة
00
وأخيا ترى النتخابات ويعود الوفد إل الكم على أكتاف الخوان السلمي وبعد أن بذل سكرتيه العام
الوعود بعودة جا عة الخوان ورد الموال الغت صبة ..ول كن معال يه ل ي كد يلس علىكر سى ال كم ح ت تبخرت
الوعود ،و مد ال مر الع سكرى ب ل جا عة الخوان ال سلمي سنة أخرى ،وظلت الدار وبق ية المتلكات ت ت يد
الارس المي بعد أن رفعت الراسة عن أموال اليهود والصهيونيي 00
وحاول معاليه مع بعضهم أن يغي الخوان اسم جاعتهم حت يأخذوا دارهم ومتلكاتم فرفض الخوان..
وذهب البعض وبقى الخوان بأسهم وعلى عهدهم ..وف 20أبريل من نفس العام سقط المر العسكرى وحل مله
قانون المعيات 00
وف أول مايو قابل وزير الداخلية ف حكومة الوفد وفدا من الخوان السلمي ذهب يطالبه بتسليم الركز
العام وبقية الدور ..فرفض معاليه واعتذر بأن المعية ليس لا كيان قانون وهو ل يدرى لن يسلم الدار .ث أخذ
يساوم ويقرى بتسجيل الخوان طبقا لقانون المعيات الديد 00وبعدئذ فهو على استعداد لتسليم الدار والموان 00
ورفض الخوان ف إباء وشم بعد أن قاوموا قانون المعيات الذى أراد أن يسخ دعوتم ويول بينهم وبي الشتغال
بالشئون الوطنية وفتحوا شعبهم من السكندرية إل أسوان وإتذوا لم مركزا عاما مؤقتا ف حى الظاهر يباشرون فيه
نشاطهـم ويعقدون اجتماعاتمـ ويديرون حركتهـم ودعوتمـ فـ سـبيل إعلء كلمـة ال وإعادة مدـ السـلم وعزة
السلمي 0
وب قى الر كز العام وبق ية الملتكات والموال م صادرة .وأراد وز ير الداخل ية الوفدى أن ينت قم من الخوان
الذين شقوا عليه عصا الطاعة ول يروا له ولقانونه ساجدين فأوعز بكتابة مذكرة ببيع الركز العام إل وزارة الداخلية
ليكون مقرا لقسم الدرب الحر ..وهكذا بعث الوزير الوفدى اقتراح النقراشى باشا من رمسه ولكن معاليه ل يكن
أسعد حظا من دولته ..فقد سخرت القدار منه كما سخرت من سلفه ..فقد رفع الخوان قضية أمام ملس الدولة
ليقاف تنفيذ البيع فحكم لم القضاء وقرر البادئ الالدة الت أقرت الق والعدل فقرر أن جاعة الخوان السلمي
عادت بسقوط الحكام العرفية وأن أموالم ومتلكاتم يب أن ترد إليهم وأن قانون المعيات ل ينطبق عليهم 00
ولكن وزير داخلية الكومة الوفدية رفض أن يضع لمر القضاء وأصر على عدم تسليم الدار والمتلكات
حت جاءت الظروف السياسية الخية بعد إلغاء معاهدة سنة 1936فإذا به يتنازل عن قانون المعيات ويصرح بأن
للخوان أن يتشغلوا بال سياسة ك سائر ال صريي ث أر سل ي ستفت ملس الدولة بشأن الموال فأفتاه بأحق ية الما عة
لدورها وأموالا 00
وأخيا ..وف 15ديسمب سنة 1951هبط الوحى على الوزير فطلب الوراق الاصة بماعة الخوان السلمي
وأطلع على فتوى قسم الرأى ف ملس الدولة بشأن متلكاتم ،ولعل معاليه ل يكن قد أطلع عليها من قبلّ!! .ث رأى
معاليه أن إلغاء الحكام العرفية قد أعاد إل الماهي حياتا القانونية!! وأنه ينبغى أن تسلم أموالا إليها ،ولذلك أصدر
معاليه قرارا بذلك وتسلم الخوان دار الركز العام 00
ومضى عصر ..ث جاء عصر عبد الناصر با هو أنكى وأمر 00جاء ليفعل الفاعيل با ل يستطع غيه من
وزراء الحزاب ف عصر ما قبل الثورة 00جاء ليفتعل حادث العتداء عليه بالنشية ويثي الدهاء لتقوم بإشعال النار
ف الركز العام ومكتبته السلمية ف أكتوبر سنة ،1954ث ليجعل من هذا الركز الذى كان ملتقى للمسلمي ف كل
مكان مقرا لقسم شرطة الدرب الحر 0
هذه قصة الركز العام نذكرها اليوم للعبة وللتاريخ وهى عبة ذات شقي - :
-أ ما ال شق الول ،ف هو خاص بالطغاة وال ستبدين وأرزاق هم فإذا ب م ل يلكون لنف سهم نفعا ول ضرا ولو كان
بعضهم لبعض ظهيا !!
-أ ما ال شق الثا ن عن ال عبة ،ف هو خاص بالؤمن ي ال صادقي ..فمه ما أظل مت اليام وادل مت الطوب وبل غت
القلوب الناجر فما عليهم إل أن يستعينوا بالصب والصلة ويكونوا با ف يد ال أوثق ما ف يد الناس وليطلبوا
الوائج بعزة النفس فالنصر لم ف النهاية والعاقبة للمتقي 0
فيا أيها السعديون والوفديون والناصريون :هل اعتبت ..هل رأيتم ما وعكم ربكم حقا ؟
إن نا ن ن الخوان ال سلمي قد رأي نا ما وعد نا رب نا حقا( ..و قل جاء ال ق وز هق البا طل ،إن البا طل كان
زهوقا)
0
ولكن ليس هناك مع هة حسن البنا وعزمه وتصميمه وأمله العظيم ف نصر ال وتأييده شىء اسه الستحيل،
ف فى صباح يوم 3جادى الثان ية سنة 1365ه ـ الوا فق 5ما يو سنة 1946ت قق ال مل وأ صبح ال ستحيل مكنا واليال
حقي قة ،وطل عت على الناس أو ضح من فلق ال صبح ((الخوان ال سلمون)) ل سان حال دعوة ال ق والقوة والر ية)
جريدة يومية ،ظلت تصدر موجهة الياة والحداث من منطلق إسلمى خالص حت أواخر سنة 1948م ،حت أغلقها
النقراشى مع الجراءت التعسفية الت سبقت أمره العسكرى بل هيئة الخوان ومصادرة متلكاتا وإلقاء اللف من
أعضائ ها ف غيابات ال سجون والعتقلت ض من خ طة إ ستعمارية صهيونية صليبية للقضاء على هذه اليئة واغتيال
مرشدها المي 0
00صدرت ((الخوان ال سلمون))جريدة يوم ية تارب اللاد والباح ية والظال الجتماع ية وال سياسية
الزبية والستعمار والصهيونية ..صدرت لتدحض كل دعاوى الزيف والباطل والجون ف صحافة الانات وأوكار
اليانة والتآمر والرذيلة ،صحافة جورجى زيدان ويعقوب صروف وآل تقل 0
صدر العدد الول يرسى فيه المام البنا قواعد العلم السلمى بقال ضاف بعنوان ((مطلع الفجر)) زينت
به هذه الريدة صفحتها الول ،وتع تب البادئ ال ت قرر ها ح سن الب نا والن هج الذى أخت طه هذا الرائد العظ يم هو
()
الساس الذى استقى منه نؤتر جاكرتا للعلم السلمى النعقد ف أواخر سنة 1980ميثاقه 0
1
ورأي نا أن نورد ف ال صفحات التال ية نص مقال المام بفقرا ته ال سبع مع قبي بب عض الوقائع ال ت تك شف ل نا
كيف ألزم الخوان بأخلقيات هذا اليثاق 0
مطالع الفجر
إيمانا بال ورسوله واستلماما لكتاب ال عز وجل وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم وعمل باسلم وعطائه الموصول ووعيا بما يحدق بهذه المة من 1
اخطار وبدور السلم فى حمايتهما وانبعاثها وتقديرا لهمية الدور الذى تقوم به وسائل العلم على اختلف أصنافها ،وحافظا على الواجب العلمى
وسمو أهدافه وشرف المهنة وتقاليدها ،وانطلقا من الهداف التى تمثل آمال المة السلمية وطموحاتها ،يقر العلميون المسلمون ميثاق الشرف
العلمى السلمى الذى يلتزمون به ويجعلونه نبراس أعمالهم ومصر التقنين لواجابتهم وحقوقهم 0
المادة (: )1
اللتزام :
( أ ) بترسيخ إيمانه بقيم السلم ومبادئه الخلقية 0
(ب) بالعمل على تكامل شخصيته السلمية 0
(ج ) بتقديم الحقيقة له خالصة فى حدود الداب السلمية 0
( د) بتبيين واجباته له تجاه الخرين وبحقوقه وحرياته الساسية 0
المادة (: )2
يعمل العلميون على جمع كلمة المسلمين ويدعون إلى التحلى بالعقل والخوة السلمية ،والتسامح فى حل مشكلتهم ويلتزمون :
( أ ) بمجاهدة الستعمار واللحاد فى كل أشكاله والعدوان فى شتى صوره والحركات الفاشية والعنصرية 0
(ب) بمجاهدة الصهيونية واستعمارهم الستيطانىوأشكال القمع والقهر التى يمارسها العدو الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى والشعوب العربية 0
(ج ) باليقظة الكاملة لمواجهة الفكار والتيارات المعادية للسلم 0
المادة (: )3
يلتزمون :
( أ ) بالتدقيق فيما يذاع وينشر ويعرض حماية للمة السلمية من التأثيرات الضارة بشخصيتها السلمية وبيمها ومقدساتها ودرء الخطار عنها
0
(ب) بأداء رسالتهم فى الموب عف كريم حرصا على شرف المهنة وعلى الداب السلمية فل يستخدمون ألفاظا نابية ول ينشرون صورا خليعة
ول يتعرضون بالسخرية والطع الشخصى والقذف والسب والشتم وإثارة الفتن ونشر الشائعات وسائر المهاترات 0
(ج) بالمتناع عن إذاعة ونشر كل ما يسم الداب العامة أو يوحى بالنحلل الخلقى أو يرغب فى الجريمة والعنف والنتحار أو يبعث الرعب أو
يثير الغرائز سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.
(د ) بالمتناع عن إذاعة ونشر العلن التجارى فى حالة تعارضه مع الخلق العامة والقيم السلمية 0
المادة (: )4
يلتزمون بنشر الدعوة السلمية والتعريف بالقضايا السلمية 0
((بسم ال الرحن الرحيم ،المد ل رب العالي ،الرحن الرحيم ،مالك يوم الدين إياك ،نعبد وإياك نستعي،
إهدنا الصراط الستقيم – ربنا آتنا من لدنك رحة وهىء لنا من أمرنا رشدا 0
() 1
تكون الدعوة من الدعوات واض حة ناج حة ،و مع وضوح ها وناح ها ي ظل أمر ها مغمورا ف الناس ،وت ظل
قلوبم منصرفة عنها ،حت يتم لا أن تتلك قلوب الؤمني با وأن تنجسم ف أشخاصهم وأن تؤثر ف مريات حياتم
وحخياة من يتصل بم ،وحينئذ تتنبه أحاسيس الناس ومشاعرهم ،وتتفتح أبصارهم ،ويلتفتون ينة ويسرة نو هذا
النور ي سبونه جديدا و هو قد ي ،ويظنو نه مفاجئا وهو متئد ،ويك ثر التهامس والتساؤل ث يتحول إل نقاش وتاور،
و قد يتجاوز هذا ل د إل إتام وتا تر ،أو ت جم وتشا جر ،وينت هى ذلك كله بإنت صار ال ق وإنت صاف أهله ،كذلك
يضرب ال الق والباطل ،فأما الزبد فيذهب جفاء ،وأما ما ينفع الناس فيمكث ف الرض 0وكذلك نشأت دعوة
الخوان السلمي منذ سبعة عشر عاما واضحة ناجحة إسلمية صحيحة ،وأخذت طريقها إل الظهور حت تلكت
الف القلوب من الؤمني با ،وتسمت صورة كاملة ف صورهم ومشت على الرض قوية فتية بأقدامهم وأثرت ف
مريات حيات م واه تز لذا التأ ثر كيان الجت مع ال صرى و سرى هذا التيار البارك إل القطار الجاورة فتل فت الناس
يتساءلون مت؟ وأين وكيف؟ وماذا يقصدون؟ وف أى طريق يسيون؟ أتابعون أم متبوعون؟ دينيون أم سياسيون؟ وما
شأن جعية خيية بشركات مالية ،وما موضع دعوة دينية ف الياة الصرية ؟ 0000إل 0
()2
والسلم النيف دعوة إنسانية عالية ل دعوة جنسية إقليمية ،وقد تصوره السلمون أنفسهم بفعل الوادث
التعاقبة ،وظروف الجيال التطاولة على صور شت منها القريب من حقيقته ،ومنها البعيد كل البعد من أهدافه وغايته
ومنها ما أصاب الحز وطبق الفصل ووصل إل عي اليقي وكل إناء بالذى فيه ينصح 0
كما أحاطت به عند غي السلمي خرافات وشبهات وأقاصيص وخيالت ليست من الق ف قليل ول كثي
ولذا سيكون من مهمة هذه الصحيفة حيال الدعوة السلمية العامة واجبات خس :
(أول ا) تل ية تعال يم ال سلم والك شف ع ما في ها من رو عة وجال ،وعرض ها عر ضا يلئم أ سلوب الع صر
ويثبت أنا أفضل النظمة للجمعية النسانية 0
نص ميثاق جاكرتا الذى حضره ( )450أربعمائة وخمسون شخصية من كافة أشكال ووسائل العلم السلمى يمثلون بلدهم :والدفاع عنها وتعريف 1
الشعوب السلمية بعضها ببعض والهتمام بالتراث السلمى والتاريخ والحضارة السلمية ومزيد العناية باللغة العربية والحرص على سلمتها
ونشرها بين أبناء المة السلمية وبالخصوص بين القليات السلمية وبإحلل الشريعة السلمية محل القوانين الوضعية لسترجاع السيادة التشريعية
للقرآن والسنة 0
ويتعهدون بالمجاهدة من أجل تحرير فلسطين وفى مقدمتها القدس وكافة القطار السلمية المضطهدة 0
ويلتزمون بتثبيت فكرة المة السلمية المنزهة عن القليمية الضيقة والتعصب العنصرى والقبلى واستنهاض الهمم لمقاومة التخلف فى جميع
مظاهره وتحقيق التنمية الشاملة التى تضمن للمة الزدهار والرق والمناعة 0
0 (وثانيهما) رد ما يوجه إليها من إتامات باطلة وشبهات ل حقيقة لا
(وثالث ها) تقر يب وجهات النظ كر ب ي أ هل القبلة جي عا من غ ي دخول ف مناقشات مذهب ية عقي مة ،أو
مادلت ل توصـل إل حقيقـة والعمـل على جعـ الكلمـة حول القـ الشترك بأنزه القلم وأنبلهـا ،وأعدل الراء
وأحكمها ف حدود القاعدة الذهبية ( 00نتعاون فيما أتفقنا عليه ،ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه)0
(ورابعها) تعزيز هذه القيقة الليلة الرائعة الت يتعامى عنها كثي من الغرضي وياولون إخفاءها أو تشويهها
و هى :أن ال سلم الن يف ل يا صم دي نا ول يه ضم عقيدة ول يظلم غ ي الؤمن ي به مثقال ذرة ،ول تث مر تعالي مه
حي تسود بي أبناء الوطن الواحد إل الب والوئام والتعاون والسلم مهما إختلفت نلهم وتباينت معقتداتم (ل
ينها كم ال عن الذ ين ل يقاتلو كم ف الد ين ول يرجو كم من ديار كم أن تبوهم وتق سطوا إلي هم ،إن ال ي ب
القسطي)0
(وخامسها) رسم الطريق الوصلة إل إعادة نظامه وتطبيق أحكامه ف الياة الفردية وف البيت وف الدرسة
وف الدولة وف كل شئون الجتمع الصالة والتحذير من الروج على هذه التعاليم السمحة 0
()3
وستناضل هذه الصحيفة ف سبيل هذه القوق بكل ما أوتيت من قوة فتعمل للحرية والوحدة وتارب الظلم
والطغيان ف كل مكان وهى حي تعن أعظم العناية بالكفاح ف سبيل حرية وادى النيل ووحدته لن تنسى أبدا أداء
واجبهـا كامل فـ سـبيل أى قطـر مـن أقطار العروبـة وأوطان السـلم مهمـا بعدت بـه الدار .إناـ الؤمنون إخوة،
والسلمون عدول بعضهم على بعض يسعى بذمتهم أدناهم ،وهم يد على من سواهم .فلئن كانت جريدة الخوان
بكم مصدرها مصرية إقليمية ،فهى بكم روحها ومنهجها عربية إسلمية بل لك أن تقول إنا إنسانية عالية(( ،وما
أرسلناك إل رحة للعالي))0
()4
ولقد ترك الستعمار كما تركت الرب أعمق الثار ف أخلقنا وإقتصادياتنا ومدارسنا وكل شئون حياتنا،
ووجه نا مـن الشكلت الجتماع ية ما يتاج إل العلج الا سم السـريع ،وإرتفعـت أصـوات الكث ي مـن الطوائف
واليئات التـ شعرت بوطأة الفقـر والرض أدركـت سـوء أثـر الهـل والرذيلة بالشكايـة والسـتصراخ ،وصـحيفة
كصحيفة الخوان تعتمد على الشعب وتتصل بختلف طبقاته ،ويشعر القائمون عليها أت الشعور با يعان من ضيق
وإرهاق ،لبـد أن تفتـح صـدرها لذه الظلمات ،ويعلو صـوتا بذه الشكايات ،ويشتـد إهتمامهـا بعلج هذه
الشكلت ،وتصـل عـن طريقهـا مطالب الواطنيـ مـن موظفيـ وعمال ومزارعيـ وتار وطلب ..إل .إل جهات
الختصاص 0
()5
وجريدة الخوان وإن كانت صحيفة إخوانية فلن تكون خاصة بم ،أو وقفا عليهم ،بل هى ترجو أن تكون
النب العام للهيئات السلمية ،والماعات الصلحية ،على اختلف ألوانا وبلدانا وترحب بكل ما يقدم إليها ما دام
متفقا مع خطتها ومنهاجها 0
()6
إننا نؤمن أعمق اليان بأن رسالتنا الول أن نقول الق ،وأن نهر به ل يقعدنا عن ذلك رغبة أو رهبة ،ول
نشى فيه لومة لئم كما نؤمن بأن النصيحة والرشاد والثناء أو النقد يب أن يكون ذلك كله ف أسلوب عال رفيع،
ل مهاترة ول افتراء ((أدفع بالت هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم)) وسيكون ذلك موقفنا من
الفرادواليئات والحزاب والكومات على السواء ،ل نؤيد ول ناتر ،ولكن نرقب ونوجه ونرجوا ف ذلك كله وجه
ال وصال الوطن 0
()7
سنحاول ما ا ستطعنا أل تكون جريدة الخوان مق صورة على لون من ألوان الغذاء الفكرى والرو حى ،ما
وجدنا إل الستيعاب سبيل ،فسيكون فيها دنيا ودين وعلم وفن وأدب ورياضة وقصص وفكاهة فالقلوب تل كما
تل البدان ،فالتمسوا لا طرائف الكمة ،وستعترضنا ف بعض الوضوعات عقبات واعتراضات وليس القيد بالرأى
كالطلق من القيد ،ويا ويح الشجى من اللى ،ولكنا مع هذا سنسدد ونقارب فما كان خيا نشرناه ول نبال ،وما
كان شرا كإعلنات المر وأندية اليسر وحفلت اللعة والجون أهلناه ول كرامة .وما اختلفت فيه الثار والنتائج
ترينا الفائدة ف النشر أو الهال ونبهنا على جانب الصلح ،وحذرنا من عوامل السوء والفساد ،يملنا على ذلك
الرغبة ف أن تكون الصحيفة وافية باجات القراء .على أن الصحافة مرآن لياة المة ومهمة الصحفى الكشف عن
مستور الياة ومواجهة واقعها والعمل على تدعيم نواحى الي ومقاومة نواحى الشر ،وليس معن النشر ف ناحية من
النواحى ،إقرارها أو الوافقة عليها ،فقد يكون كل الغرض الدللة عليها والتحذير منها 0
ونن بعد ذلك نرحب بكل نصح أو توجيه ،والكمة ضالة الؤمن أن وجدها فهو أحق الناس با ،وكنا
نرجو أن تكون صحيفتنا مولودا ل طفولة لا ،لول أن ذلك ليس من سنة الياة ،فل أقل من أن نتعاون جيعا على أن
ينشأ هذا الولود وهو ابن كل مب للصلح نشأةو طبيعية تدفع به دفعا سريعا إل النمو والكمال 0
0000 بذه الكلمة ،وهذا الرجاء ،نقدم هذه الصحيفة إل قرائها الكرام
حسن البنا
وظل حسن البنا ساهرا على إرساء هذه القواعد عمليا ،فلم يسمح بأى خروج أو انراف عن تلكم البادىء
من أحد مررى هذه الريدة 0
فد حدث أن هاجت صحافة حزب الوفد هجوما يمل ف طياته كل رذائل الزبية وموبقاتا مستخدمة ف
ذلك كــل فنون الكذب والفتراء متحللة مــن كــل قيود الخلق ،فأثار ذلك حفيظــة الخوة مررى جريدة
((الخوان)) فرد بعهضم على الجوم بنفس السلوب ،وكالوا بنفس الكيال فردهم المام البنا إل منهج الريدة،
وكتب إليهم الرسالة التالية الت نشرت على صفحات الريدة إذعانا للحق 00
وكان الخ الكاتب يستطيع أن يصل إل كل ما يريد بعبارة قوية رصينة تمل طابع النصيحة والرص على
قبول ا وال ستماع ل ا – تبت عد عن التشه ي والل مز – و قد ني نا ع ند أ شد الن هى ،وإن من إرشاد ال ق تبارك وتعال
لوسى وهارون عليهما الصلة والسلم ((فقول له قول لينا لعله يتذكر أو يشى)) .ول حجة فيما تتناوله الصحف
الوفدية من أعراضنا بغي الق ،أو تلغ فيه صباح مساء من الباطل ،وأين إذن فضل الدعوة وسو الفكرة – وجلل
در جة الع قو ومنلة الكاظم ي الغ يظ والقتداء ب سيد الب شر صلى ال عل يه و سلم )) ((الل هم ا هد قو مى فإن م ل
يعلمون )) ونن حي نكتب ما نكتب ف بعض الحيان من ردود على ما ينشر ف هذه الصحف ،أنا نريد أن نق
حقا ونب طل باطل – ل أن نساجلها ف ميدان ال صومة فالصومة بيننا وب ي القوم – لي ست خصومة شخصية أبدا
ولن تكون ولكنها خصومة فكرة ونظام – هم يريدون لذه المة نظاما اجتماعيا مسوخا من تقليد الغرب والكم
والسياسة والقضاء والتعليم والقتصاد والثقافة – ونن نريد لا وضعا ربانيا سليما من تعاليم السلم وهديه وإرشاده
فـ هذه النواحـى جيعـا 00وهـم يعلمون تام العلم أنمـ ل يسـتطيعون أن يقفوا أمام هذه الدعوة الؤيدة بنصـر ال
التمك نة ف قلوب الؤمن ي من أبناء هذه ال مة الدعو مة بإيان خ سمائة مليون من الب شر ( ) من الح يط إل الح يط
1
كلهم يفرح با ويهش لا – ويتمن للداعية لا كل توفيق وناح – فهم لذا يعملون جاهدين على صبغ هذا اللف
بالصبغة الشخصية والتاه إل الناورات الزبية – فمنلق إل منازلم ف هذا اليدان التافه وهم فيه أغلب وعليه أقدر
ولكننا بمد ال أشد يقظة مايظنون وأنفذ بصية ما يسبون ((او من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يشى به ف
الناس كمن مثله ف الظلمات ليس بارج منها ( ) ولذا أرجو أن ترص الريدة – كل الرص على تي اللفاظ –
2
وانتقاء ،العبارات – وتنب النواحى الشخصية التافهة وترى العان الكلية الامعة مع تصحيح النية – وكبح جاح
الغضب وكظم الغيظ وقتل شهوة النتقام ال يعلم أننا أشد الناس ألا لصومة ل يستفيد منها إل أعداء الوطن والدين
– وإننا نر قب بفارغ الصب تلك الساعة الت يفتح ال فيها هذه القلوب ويهدى إل الق هذه النفوس والقلوب بي
يدى ال يقلبها كيف يشاء – اللهم يا مقلب القلوب والبصار ثبت قلوبنا على دينك 0
كمـا قرأت كذلك تتـ الصـورة التـ نشرتوهـا بالمـس أيضا تقدياـ ل ولفضيلة الخ السـتاذ مصـطفى
السباعى وف نايته هاتان الكلمتان (قائد وجندى) فإن أردت بالقائد فضيلة الستاذ السباعى وبالندى هذا الضعيف
الذى ما أعتب نفسه يوما من اليام إل أصغر جنود دعوة الق فقد أحسنتم وصفا وشكر ال لكم وإن كنتم تقصدون
مـا تبادر إل الذهان مـن أول وهلة حيـ يرون مرشدا ومراقبـا – فإل ال أبرأ ماـ صـنعتم وإل الخوان أعتذر عمـا
وضعتم ،وأرجو أن ل تملنكم الداعبات الصحفية على مثل هذه التعبات النفسية وال أسأل أن يوفقنا جيعا للخي
وأن يسدد خطانا لا يب ويرضى وأن يمع القلوب على ما فيه خي الوطن العزيز 0
دعـا الخوان متلف طوائف الشعـب الصـرى ..علماء وأطباء وماميـ وطلب وعمال إل القيام بظاهرة
سلمية كبى للتعبي عن مشاعر شعب وادى النيل نو فلسطي الشقيقة ،تبدأ يوم الحد أول صفر سنة 1367هـ –
14من ديسمب سنة 1947م بعد صلة الظهر من ميدان الزهر الشريف 00
وبر غم كل الؤامرات ال ستعمارية ال ت عملت على تفت يت وحدة ال مة ال سلمة وعزل شعوب ا بعض ها عن
بعض وضرب مشاعر الخوة السلمية ،لب أكثر من نصف مليون من هيئات وطوائف شعب مصر النداء فخرج يعب
و ف ل ظة من نار هذا اليوم الالد قدم ح سن الب نا للدن يا جيعا البهان ال ساطع والدل يل القا طع على ز يف
دعاوى القومية والوالنعرات الشعوبية ،حيث هبت جاهي مصر تترق كل حجب الظلم الت أقامها الستعمر الثيم
ليحول بي نه وب ي رؤ ية الآ سى والفظائع ال ت يتجرع ويلت ا أشقاؤه ف أوطان ال سلم ..هب ش عب م صر كال سيل
الادر يز يح ركام الز يف والهالة ،ركام الفكار العف نة والذا هب النت نة 00انت قض ش عب م صر ي طم كل حوا جز
الفر قة والختلف ال ت ا صطنعتها الهواء وغمقت ها ال سياسة ال ستعمارية 00انت قض هذا الش عب ال سلم من غفو ته
يعلنها ف حسم وحزم كالرعد تصم آذان العملء والبناء :أن مصر عاشت إسلمية وستعيش إسلمية رغم الكيد،
فهى بأرواحها وأفلذ أكبادها فداء الرض القدسة ف فلسطي وفداء شعبها الشقيق 0
وصدرت جريدة ((الخوان السلمون)) ف اليوم التال تصف هذه الظاهرة ف كلمات من نور 00تقول ك
(مظاهرة خالدة ل يسبق لا مثيل 000
00 -احتشد أكثر من نصف مليون ف حاسة بالغة من متلف الدارس ،والعاهد – طلب الامعات والعمال
0 -الرشد العام يقف خارج الزهر يشرف بدقة على تنظيم الظاهرة الكبى
-أعلم العرب فوق (الكونتننتال) – ازدحم الفندق بمثلى الصحف ،وكان عدد الصحفيي المريكيي كبي !!00
-تكلم الر شد العام )1( :دماؤ نا فداء فل سطي – أرواح نا فداء فل سطي – يا زعماء العرب أن تم القادة وهؤلء
النود قد وقفوا دماء هم للدفاع عن فل سطي يا زعماء العرب :إن هذا الشباب ل يس هازل ولكن هم جادون قد
عاهدوا ال ،ث عاهدوا الوطن أن يوتوا من أجله – إن كان ينقصنا السلح فسنستخلصه من أعدائنا ونقذف بم
ف البحر 0
يا زعماء العروبة :لقد تألبت الدنيا تريد أن تسلب حقنا ،ولقد عاهدنا ال على أن نعيش كراما أو نوت
كراما ،وإن أعلن من فوق هذا النب أن الخوان السلمي قد تبعوا بعشرة آلف متطوع هم على أت استعداد لتلبية
ندائكم ف سبيل إنقاذ فلسطي 00
وكتب فضيلة الرشد ف جريدة ((الخوان السلمون)) اليومية ف بابه السبوعى ((حديث المعة)) يستصرخ
الضمائر السلمية ،ويستنصر الشقاء للشعب الذبيح ف فلسطي الشقيقة 00وهذا نص الديث :
(( وإن استنصروكم ف الدين 00فعليكم النصر 00إل على قوم بينكم وبينهم ميثاق وال با تعملون بصي.
والذين كفروا ..بعضهم أولياء بعض ،إل تفعلوه تكن فتنة ف الرض وفساد كبي ))( )
1
فدنوت منه ،وسلمت عليه بالعربية – فرد السلم 00فقلت :من أنت يرحك ال 0وما نبؤك؟ فقال :أسي
من السلمي 00أسرن هذا الرومى ،وعاد ب إل بلده ففقأ عين ،وجعلن هكذا أدير الرحى ،حت يأتى أمر ال فسألته
عن اسه ،وبلده ،وقبيلته ،ونسبه ..وما كان ل من عمل حي عدت ،قبل أنطرقت باب أمي الؤمني وأخبته الب
..فأحتقن وجهه ،واحتدم غضبا ،ودعا بداوة ،وكتب للك الروم :قد بلغن من الن كذا وكذا ..وأنكم بذلك قد
نقضتم ما بيننا وبينكم من عهد ((أن تسلموا كل أسي من السلمي)) ..فوا ال الذى ل إله إل هو ،لئن ل ترسل إل
بذا السي ،لبعثن إليك بنود يكون ألما عندك ،وآخرها عندى ودعا برسول ،فسلمه الكتاب ،وأمره أل يضيع وقتا
ف غي ضرورة حت يصل 0
ودخل الرسول على ملك الروم ،وسلمه الكتاب .فأصفر وجهه وأقسم أنه ما علم عن أمر هذا السي شيئا.
وقال :
00 ل نكلف الرجل الصال عناء الرب ،ولكنا نبعث له بأسيه معززا مكرما ،وقد كان
ويذكر تلميذتنا ،وطلبة الكاتب من أبنائنا ..قصة أسية عمورية الت هتفت باسم العتصم أمي الؤمني،
فأجاب ا من فوره ،وأق سم أن يدرك ها حجرا حجرا و سار على رأس جي شه فب بق سمه ،وانت صر على عدوه و سوى
عمورية بالرض وما اسها ورسها من صحائف الوجود وانتقم لعزة السلم ،واستخلص السية من بي ذراعى
وجب هة ال سد ،وعاد مظفرا كري ا وقرأت ..وابت سمت وبك يت ..ف كتب نا الفقه ية م سألة :أمرأة سبيت بالشرق
وجب على أهل الغرب إستنقاذها مهما كلفهم ذلك،وينفق المام ما ف بيت الال فإن فن أنفق ما له هو كله ،فإن
ل يف .استدان من الرعية على بيت الال حت يستنقذ هذه السبية 0
ث انظروا ماذا أنتم فاعلون؟ ول يكن حظكم من النتصار لذه الواطن الذبيحة أن تصيحوا :
واعمـراه ! 00
وامعتصماه !00
ودخل ماهدو الخوان السلمي فلسطي ،ليقرروا القيقة الالدة :أن الرض القدسة ف فلسطي ل تررها
إل الرب القد سة ت ت را ية ل إله إل ال م مد ر سول ال ،يوض ها م سلمون متوضئون ..وهذه هى القي قة ك ما
تقررها وقائع العركة الول .كما وصفتها جريدة الخوان اليومية ف عددها رقم 604الصادر ف 9جادى الخرة سنة
1367هـ – 18أبريل سنة 1948م ..قالت :
أكتب إليكم من ميدان القتال – نن الن ف منتصف الطر يق بي غزة وخان يونس انتهت العر كة الول
بي الصريي واليهود – إنا أول معركة حربية توضها مصر ضد اليهود – إثنا عشر شهيدا وخسة من الرحى ،إنم
يملون م الن ليدفنوا ف د ير البلح ،إن ن أتأ مل القتلى واحدا واحدا ل يس بين هم وا حد م صاب ف ظهره إن بعض هم
أصيب مرة أو مرتي ومع ذلك بقى يمل بندقيته ويضرب با – إنم يملونم الن ليدفنوا كما هم بغي غسيل أو
كفن فإن تقاليد السلم أن يدفن الشهيد بلبس العركة – كان منظرا رائعا – هذا جيوش الارشال اللنب وانتصرت
إنت صاراتا الخية ..أ صبحت نق طة البدا ية ال ت تطلق من ها م صر ر صاصاتا على م ستعمرات اليهود وت صاعدت
الصوات تبحث عن الاج عبد الالق لقد كان يارب ف العركة ومعه ابنه ممد عبد الالق – وسقط ابنه قتيل إل
جانبه فلمن يبك عليه بل حل بندقيته وراح يقتل با الذين قتلوا ولده ! ث انتهت العركة ول ينتظر الاج عبد الالق
ليشيع جنازة ولده مع الشيعي بل ذهب مع ابن أخيه الريح أحد يوسف إل مستشفى غزة 0
وقال له إخوانه إننا نغزيك ! قال كل بل هنئون هنئون إنن سأبقى هنا لنال بعض الشرف الذى ناله ابن
– قلت من عبد الالق …؟! فإذا به عبد الالق يوسف حسن يوسف من بلده قويسنا منوفية ..وهو مزارع يبلغ
الام سة والربع ي طو يل القا مة فارغ العود ..حاد الن ظر تبدو عل يه الث قة والطمئنان ،و قف يتق بل تا ن الجاهد ين
وكأنه يزف ولده إل عروس 0وقد كان ولده يبلغ العشرين من العمر 0
ومن العجيب أن أغلب القتلى الصريي ل يتجاوز الامسة والعشرين وجيعهم من الخوان السلمي ..وقد
و قف القائد ممود لب يب يروى ل نا أن أ حد الشباب إنتدب لفارة الع سكر ولك نه أ صر على أن يكون ف مقد مة
الجاهدين – وقال له القائد أنت صغي السن ،فليتقدم أول من يكبك سنا وبكى الشاب الصرى ولكن القائد أصر
على بقائه – ولا علم أن الذى حل مكانه قد قتل ف بداية العركة وأخبه زملؤه بذلك إزداد بكاء وحزنا 0
1948 وبدأت هذه العر كة ف ال ساعة الثان ية من صباح ال سبت 30جادى الول سنة 1367الوا فق 10أبر يل
كان الو أشبه بالنسيم العليل – وقد أصر النود على أن يستحموا قبل العركة إستعدادا للموت وصلوا على أنفسهم
صلة النازة وتلوا جيعا آيات من كتاب ال وذ هب كل من هم إل الو قع الذى اخت ي له ،كان الظلم دام سا ،ف قد
كنا ف آخر يوم للشهر العرب ،سواد ف كل مكان ترى أشباحا تتحرك وقد إرتدت أحذية من الكاوتشوك تمل ف
أيديها الدافع والبنادق كلم كالمس وبدأوا يقصون السلك الشائكة الت تيط بالستعمرة اليهودية حت إذا انتهوا
من خطها الول أخذوا ينسفون الط الثان وإذا بدافع الاون وقنابل الدخان تطلق من الهة الشرقية لتغطية الجوم.
وا ستيقظ اليهود وراحوا يضربون أوكار مدا فع الاون و هم يظنون أن الجوم العر ب قد بدأ من تلك الناح ية ،وه نا
ت سلل الفدائيون واقتحموا الما كن اللغو مة ووضعوا اللغام والتفجرات ف ال صون فن سفوا جزءا من البج ودمروا
كل ال صون ،وأ خذ ال صريون واليهود يتقاذفون القنا بل اليدو ية ويتراشقون بدا فع التو ن جن والبنادق البن ،و ظن
اليهود ف أول ال مر أن العر كة ب سيطة ولكن هم ب عد ساعتي تنبهوا إل خطورة الجوم فا ستغاثوا بال يش البيطا ن
فحضرت الدبابات ول ا وجدت أن ال صريي قد لغموا الرض را حت تر فع اللغام وكا نت الدبابات البيطان ية تر فع
العلم البيضاء ووقفت بي الصريي واليهود وصدرت الوامر بعدم إطلق النار 0
ورأى القائد البيطا ن الشهداء وأطل عه قائد الخوان على تفا صيل العر كة وك يف أن العرب ل ي سروا من
أسلحتهم شيئا بل إنم استعادوا أسلحة الشهداء والرحى فدهش ،وذهب إل حيث يرقد الشهداء وحن رأسه قائل:
إنن ف دهشة كيف استطعتم أن تفعلوا كل هذا ..لقد كنت ف فرقة الكوماندوس البيطانية ول أشهد جرأة كالت
رأيتها الن 00ولو كان معى ثلثة آلف من هؤلء لفتحت بم فلسطي ،ث تقدم القائد البيطانىت إل الرحى
الصريي وقبل كل منهم ف جبينه وقال من أى بلد هؤلء البطال!! فقالوا من مصر 0
" أم حسبتم أن تدخلوا النة ،ولا يعلم ال الذين جاهدوا منكم ،ويعلم الصابرين ) ())0
1
ودعوى اليان وحدها ل تكفى ف كثي ول قليل! ((ومن الناس من يقول آمنا بال ،وباليوم الخر ،وما هم
بؤمني))( )
2
وهذا ناموس ال الذى ل يتغ ي ،و سنته ال ت ل تتخلف(( :ولنبلون كم ح ت نعلم الجاهد ين من كم وال صابرين
ونبلو أخباركم))) (0
3
وكلنا مؤمنون بكم الوراثة ،فقد ولدنا على هذا الدين القيم ،والمد ل على نعمة اليان وكثيهم الؤمنون
بالتعلم والطا بة ،ول كن سن هم الذ ين ي ستطيعون أن يتمثلوا مع ن اليان ،وي سنوا الت عبي ع نه لنف سهم وللناس 0
هؤلء ومن من يصدق فيه معن اليان حت يتذوق حلوته ،ويد طعمه ويستشعر برده على فؤاده ،كما يس برارته
ودفئه ونوره وإشراقه؟؟؟
ولكن هذا كله ل يكفى ،حت يقف الرء وجها لوجه أمام حقائق اليان العملية ،وأوضح هذه القائق :ما
اتصل بالهاد والشهادة والوت ف سبيل ال والعزوف عن متع الياة الدنيا ،إيثارا لا عند ال 0
وهؤلء الشهداء الثن عشر ،ومن قبلهم الشهيد العزيز السعيد الخ حسي اللوس ،الذى اختاره ال لواره
ف حادث انقلب سيارة الؤمن والهمات للشهداء بسيناء ..قد أوقفونا نن الخوان وأوقفوا أسرهم الكرية وأوقفوا
المة الصرية كلها ..أما حقائق اليان وجها لوجه 00
إن مـن حقائق اليان الول أن الوت حـق ،وأن الجـل مدود ،وأن العمـر واحـد ،ل ينقـص ول يزيـد ..
((فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول يستقدمون))( ) 0وأن الب لن يؤخر الوفاة وأن الشجاعة لن تدن الوت،
4
وأن قدر ال من وراء ذلك كله ،ول راد لقضائه ول مع قب لك مه(( ..أين ما تكونوا يدرك كم الوت ،ولو كن تم ف
صادقي))( )0
2
وإن من حقائق اليان الول أن ال تبارك وتعال ،ك تب على الؤمن ي كتا با لز ما ،وفري ضة مك مة ..أن
يقاتلوا ف سبيل الق ،وأن يدافعوا عن صورة الدين ،وأن ياهدوا ف سبيل ال تعال ،حت تعلوا كلمته ،وترفع رايته.
وأن من نكص عن ذلك فله عذاب أليم ف الدنيا بالصغار وف الخرة بالحيم والنار (( ..كتب عليكم القتال وهو
كره لكم ،وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم ،وعسى أن تبوا شيئا وهو شر لكم ،وال يعلم وأنتم ل تعلمون))
) (0 3
((إن ال اشترى من الؤمني أنفسهم وأموالم ..بأ ،لم النة ،يقاتلون ف سبل ال فيقتلون ويقتلون ،وعدا
عليه حقا ف التوراة والنيل والقرآن 00ومن أوف بعهده من ال 00؟ فأستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به ،وذلك هو
الفوز العظيم))( )0
4
وأن من حقائق اليان الول :أن من مات ف سبيل ال أو ق تل ماهدا ..ف هو شه يد ،حى يرزق ع ند ال
تبارك وتعال ،وأنه ل يد من مس الوت ،إل كما يد النسان الى الساس من قرصة نلة ،وأنه ل يفت ف موته،
وكفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ،وأنه يبعث يوم القيامة بكلومه وجروحه ودمائه الطاهرة الزكية 00اللون لون
الدم ،والريح ريرح السك ،وأن له عند ال تبارك وتعال من الثوبة والجر ،وأفضل ما عند ال لسائر الذين ماتوا بغي
شهادة ((ل ي ستوى القاعدون من الؤمن ي غ ي أول الضرر ،والجاهد ين ف سبيل ال بأموال م وأنف سهم ،ف ضل ال
الجاهد ين بأموال م وأنف سهم على القاعد ين در جة وكل و عد ال ال سن وف ضل ال الجاهد ين على القاعد ين أ جر
عظيما ،درجات منه ومغفرة ورحة ،وكان ال غفورا رحيما))( )0
5
((الذيـن آمنوا ،وهاجروا ،وجاهدوا فـ سـبيل ال بأموالمـ وأنفسـهم أعظـم درجـة عنـد ال وأولئك هـم
الفائزون ،يبشرهـم ربمـ برحةـ م نه وروضان ،وجنات ل م في ها نع يم مقيـم ،خالد ين في ها أبدا ،إن ال عنده أجـر
عظيم))( )06
ومن يؤمن بذه القائق إيانا صحيحا ،لشك ول ريب ف أنه يفرح ويسر ،ويسارع ويبادر ،ويار لحبابه
وذويه هذه الوتة السعيدة الكرية ،الت لن تأتى قبل أوانا ،ولكنها تظهر ف أروع صورها ،وأجل ألوانا 00
فيا أيها الخوان السلمون ،أنتم وأسركم والتصلون بكم :لقد عاهدت ال على اليان الكامل بكل حقائقه
ومقتضياته ،ولقد كان ،وسجلوا عليكم هتافكم وعرف الناس عنكم ذلك ف كل الدن :الهاد سبيلنا ..والوت ف
سبيل ال أسى أمانينا .وأنتم بذا التاف كنتم تعلنون حقائق اليان نظريا .وها أنتم أولء قد وقفتم أمامها عمليا..
فماذا أنتم فاعلون ..؟
أغلب الظن أنكم ستنجحون ف هذا المتحان ،ناحا منقطع النظي بإذن ال ،وبشائر ذلك واضحة ،ودلئله
لئحة ،وأن الدار الخرة لى اليوان لو كانوا يعلمون 0
احتفل الخوان السلمون ف جيع الشعب والناطق احتفالت رائعة بناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس
أول شعبة للجماعة ف الساعيلية ف شهر ذى القعدة سنة 1347الوافق مارس 1928حيث بلغت عدد شعب الخوان
حت هذا اليوم ألفان ( )2000شعبة ف مصر وخسون ( )50شعبة ف ال سودان والبلد العرب ية والسلمية وبلغ عدد
الخوان العامل ي ن صف مليون وب عد صدور القانون ر قم 49لعام 1945أنشئت طبقا لن صوصه أق سام الب والد مة
الجتماعية للخوان السلمي 0
وبناسبة الحتفال برور عشرين عاما فقد عقد ف مدينة الساعيلية مركز الدعوة الول مؤترا إسلميا كبيا
حضره آلف من رجال الخوان من جيع الشعب كما حضره مندوبون من الخوان بالدول العربية والسلمية كذا
ب عض الزعماء ال سلمي الذ ين يعملون ف ح قل الدعوة ال سلمية ف العال – ك ما ا ستعرض ال ستاذ الر شد العام
وصـحبه الكرام أكـب اسـتعراض لوالة والكشافـة إذ تاوز عددهـم عشرة آلف بلبسـهم الكشفيـة وموسـيقاهم
الماسية تتقدمهم الوتوسيكلت والسيارات وأعلم الناطق ث على راس هذا العرض الكبي حرس شرف حول حامل
الصحف الشريف – واستمر هذا الؤتر ثلث أيام متتالية شهدت فيه الساعيلية أبى أيامها حيث أرتفعت اللفتات
والعلم تر حب برجال وضيوف الدعوة ال سلمية وقا مت الدي نة بالترح يث بالوافد ين ففتحوا بيوت م ومدار سهم
وجيع الساجد لتكون دورا للضيافة 0
وصدر العدد الاص لريدة الخوان السلمي اليومية بناسبة مرور عشرين عاما ف يوم 2ذى القعدة – 1368
5سبتمب 1948يزيد صفحاته عن العشرين متوجا بصور مؤتر الساعيلية واستعراض الوالة وصور الطباء وبعد ذلك
سـرد متكامـل لتاريـخ جاعـة الخوان السـلمي – كمـا صـدر نفـس هذا العدد بعدة لغات كالنليزيـة والفرنسـية
والردية وأرسلت منه مئات النسخ للعال العرب والسلمى .ويعتب هذا العدد من أهم مصادر معرفة تاريخ الدعوة
كما كان سجل حافل بأهم الواقف والحداث 0
00 غزة تتفل
وإنتهز الخوان ف شعبة غزة هذه الفرصة فدعوا إل عقد مؤتر بدارهم وكانت فرصة التقى فيها جع كبي
من أبناء مدينة غزة وقدتدث ف هذا اللقاء فضيلة الشيخ عمر صوان قاضى قضاة غزة فأثن على الدعوة ومنهجها ف
التكوين والتربية كذا أشار إل خطوات الدروسة ف تقيق أهدافهم ونوه بشخصية الستاذ البنا الذى يقود الماعة
على أ ساس من كتاب ال و سنة ر سوله – ث تدث عن تاريخ دعوة الخوان م ستندا ف حدي ثه إل ك تب الخوان
ورسائل الستاذ الرشد العام – ث أبرق إخوان غزة إل الستاذ الرشد مهنئي بذه الناسبة الكرية 0
عقد بدار الركز العام للخوان السلمي بالقاهرة مؤترا صحفيا بناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس أول
شعبة للخوان 0
00أكثر الناس ل يعرفون إل أن الخوان يريدون إقامة الدود السلمية وهذا ف القيقة تصور قاصر ،فإن الخوان
يريدون إحياء النظام ال سلمى الجتما عى الكا مل و هو كل ل يق بل التجزئة ووحخدة متكاملة ب كل مظاهره من
حيث الثل العليا الجتماعية أول ث من حيث أوضاعه العملية الت تل كل مشاكل الياة القتصادية والجتماعية
علىأن قضية الدود السلمية نفسها ل يفهمها الكثرون على وضعها السلمى الصحيح ولو فهمو ها لعرفوا أنا
أعدل وأرحم وأحكم تشريع لكافحة الرية مكافحة ناجحة تفوق أحدث النظريات القانونية والنفسية والجتماعية
للتشريع الديث ما ل يدع مل لتاذ الدود وأحكامها سببا لتام الركة السلمية التقدمية بالرجعية – وليست
حركة الخوان السلمي حركة طائفية موجهة ضد عقيدة من العقائد أو دين من الديان أو طائفة من الطوائف إذ أن
الشعور الذى يهيمن على نفوس القائمي با أن القواعد الساسية للرسالت جيعا قد أصبحت مهددة الن باللادية
والباح ية وعلى الرجال الؤمن ي بذه الديان أن يتكاتفوا ويوجهوا جهود هم إل إنقاذ الن سانية من هذ ين الطر ين
الزاحف ي – ول يكره الخوان ال سلمون الجا نب النلء ف البلدالعرب ية وال سلمية ول يضمرون ل م سوءا ح ت
اليهودالواطن ي ل ي كن بين نا وبين هم إل العلقات الطي بة – أ ما اشتراك هم الفعلى ف م ساعدة الع صابات ال صهيونية
بفلسطي بكل صنوف الساعدة فلم يكن بد من أن يشعروا بأن هذا السلك العوج الاطئ قد أفقدهم العطف .ولقد
لونت الفهام القاصرة والدعايات الغرضة دعوة الخوان (السلمية النقية) بثلث ألوان خاطئة :ابتدأت باللون الدين
القاصـر إذ أن الخوان متمسـكون فـ دعوتمـ وتصـرفاتم بآداب السـلم وتوجيهاتـه .ثـ تل ذلك اللون السـياسى
الا طئ بنا سبة اشتراك الخوان ف الهادالوط ن القدس وبلؤ هم ف ذلك البلء ال سن الذى سبقوا به الحزاب
السياسية الحترفة والذى هو ف القيقة سر هذا الوعى الوطن الديد والعامل الكب ف قوة الرأى العام الصرى ما
جعـل بعـض الناس يظـن أن الخوان السـلمي قـد انصـرفوا مـن الديـن إل السـياسة ول يفرقوا بيـ العمـل الوطنـ
والحتراف السـياسى ومادروا أن هذا الهاد الوطنـ مـن صـميم السـلم ..واللون القيقـى للدعوة بعيـد عـن هذا
الت صور كله فهو اللون السلمى النقى الالص ( صبغة ال ومن أحسن من ال صبغة ونن له عابدون) وهم لذلك
متدينون ووطنيون وماهدون لن هذا كله من لب السلم وصميمه 0
ولسنا نعتقد أن ف مصر حزبية وخطط بالعن السياسى الدقيق وكل ما هنالك خلفات شخصية بي نفر من
العيان الذين يتداولون كراسى الكم خلفات تدور حول مسالك الشخاص ومصال التباع ،ولقد كنا حريصي
على أن تكون صلتنا بالم يع طي بة ح ت ن ستطيع أن ن صل بالدعوة وأهدف ها ال سامية إل قلوب م فيجتمعون علي ها أو
ين صر إلي ها من هم من ي مع ال به الكل مة ويقرب مرا حل الطر يق ،ول كن ق صور النظرة الشخ صية والزب ية ومطا مع
الذناب والو سطاء ودس النل يز والجراء حال دون ا ستقرار هذا ال و الادئ الذى ت حص ف يه القائق وتدد ف يه
الوسائل والغايات .ونن نشعر أمام هذا الوضع بكثي من السف على ما يضيع ف هذا العداء الوهى من جهد ومال
ف و قت ن ن أحوج ما نكون ف يه من م صائب وويلت – ل ي كف ب عد لقناع نا بأ نه ل ناح إل بالوحدة والتفاق
ونن ل نعتب أنفسنا حزبا سياسيا – بل نن حركة إسلمية شاملة مهمتنا توجيه الشعب توجيها سليما وتيئته تيئة
صالة 0
أيها الخوة الضفلء :كلمة أخية بذه الناسبة مضى عشرين عاما على دعوة الخوان السلمي :إن من الي
أن أصارحكم بأ،كم قد وصلتم بدعوتكم إل هذه الرحلة من النجاح والظهور ووصلت حالة العال إل ما وصلت
إليه من التغي والتطور ،وتفصيل ذلك أنكم قد أصبحتم تواجهون الدنيا جيعا بدعوتكم وأقول وأنا شديد السف
أنكم الن القوة الوحيدة الصامدة أمام الطرين الداهي اللذين يهددان العال السلمى العرب أول ويهددان البشرية
كلها بعد ذلك وهى خطر اللاد وخطر الستعباد فإن هذه الادية الطاغية الارفة الت استولت على تفكي وتصرفات
الدول الكبى فجعلتها ل تزن المور إل بيزان النافع والصال الشخصية الستعمارية – ول تقيم وزنا لا عدا ذلك
من الثل العليا وقواعد الي والنصاف والسمو ودفعت با بعد ذلك إل الرغبة والتحايل على أن تبقى قيود العبودية
وأغلل ا ف أعناق وأيدى وأر جل الشعوب الناشئة ال ت ل تر ضى أبدا بغ ي الر ية والتقدم ،هذه الاد ية ال ت تقود ها
اليهود ية العال ية وتول ا الدول ال ستعمارية ل علج ل ا إل ف دعوتك من ل قوة ت صمد أمام ها الن مع ال سف إل
جاعتكم ولذا أبشركم – وأنذركم بأنكم منذ الساعة ستتعرضون لشد المتحانات وأقسى الختبارات ولكنكم إن
صبت وثبتم فستكون لكم الغلبة ول شك – فاستعدوا للمتحان وأصبوا وصابروا ولن يكون إل إحدى السنيي
السعادة بالنصر أو الشهادة ف سبيل الق وكلها خي ول المد وكل عشرين سنة وأنتم بي 0
كانت بعثة الج للخوان السلمي ف عام 1367هجرية الوافق 1948ميلدية أكب بعثة عرفتها مكة مهبط
الوحى من جيع البعثات ،وقد أراد المام البنا – رضى ال عنه – أن يؤدى رسالته على أتها ،وكأن به كان يشعر
بد نو ال جل واللقاء القر يب بالح بة – م مد صلى ال عل يه و سلم و صحبه – فو ضع منا سك ال ج على الذا هب
الربعة بميع اللغات الشرقية من عربية وأردية وفارسية وتركية وجعلها ف عدد خاص من جريدة الخوان السلمي،
وفيها دعوة كرية موجهة من الرشد العام للخوان السلمي إل عامة السلمي ف جيع القطار بأن يرجعوا إل دينهم
فيعرفوه ،وإل قرآن م فيجعلوه د ستورهم ال ق وإل سنة نبيهم فيقيمو ها ،ث ينظرون ماذا سيكون ل م .و هم ل بد
بالغون كل ما يريدون ف دنيا هم وأخرا هم بف ضل توكل هم على ال ورضا هم عن دي نه وعبادت م لالق هم سبحانه
وتعال 0
00ف مكة الكرمة وبوار الكعبة القدسة دعا فضيلته إل مؤتر إسلمى لمراء الج من جيع أناء العال
السلمى ،كما وجهت الدعوة إل المراء والوزراء السعوديي .وكان اجتماعا كبيا انعقد ف القاعة الكبى (بفندق
بنك مصر ) بوار وزارة الالية السعودية وقريبا من قصر أمي الدينة ونائب اللك 00وكان موضوع هذا الجتماع
(الدعوة إلىجمع كلمة السلمي ،وأنه ل خي ول سعادة للمة السلمية إل إذا جعلت دستورها القرآن الكري)
وكان من خطباء هذا الؤت ر مندوبون من :الباك ستان وال ند وجزر الل يو وجاوة والعراق وإيران وترك يا والزائر
وتونـس ومراكـش وليبيـا والسـودان واليمـن والكويـت ومصـر والجاز والتركسـتان الشرقيـة وسـوريا وفلسـطي
وأفغانستان والصي 0
وبعد أن انتهى الندوبون جيعا من إلقاء كلماتم الؤثرة النطوية على الي للسلم والسلمي ،أعتلى فضيلة
الرشد منصة الطابة ،وكان بادى التأثر من الكلمنات الت ألقيت والت ترمى إل هدف واحد أل وهو :العمل بكتاب
ال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ..وقف حسن البنا وقفته الخية بي زعماء السلمي جيعا ،ث افتتح كلمه،
فقال :
ال مد ل رب العال ي ،والصلة وال سلم على أشرف ال سلمي سيدنا ممد وعلى آله وصبه أجعي ،وبعد
فالسلم عليكم ورحة ال وبركاته أيها السلمون الكرام :
إخوان :إن أشعر بأن جعنا هذا يباركه ال رب العالي وتضره ملئكة السماء .ل بل يباركه رسول ال
صلى ال عليه وسلم الشرع العظم الذى جاء على فترة من الرسل لداية الناس إل حظية رب العالي 0
أيها الخوان :إننا ف هذا البلد الرام ،وأمام بيت ال الرام ،وزمزم ومقام إبراهيم نعاهد ال عهدا وثيقا على
أننا سنحمل عبء الهاد والتضحية ف سبيل إعتناقب مبادئ السلم السامية ،وتعاليمه الكيمة ،وسنحارب بعون
ال جيع البدع والرافات الدخيلة على ديننا السليم البن على التوحيد الصحيح نلكم الفكرة السليمة الت من ذاق
طعمها ذاق حلوة اليان وكان عند ال من القبولي 0
أي ها الخوان :هل تدركون لاذا تأخر نا عن أ سلفنا؟ إ نه جواب وا حد ل ثا ن له أول و هو ،عدول نا عن
طر يق القرآن والع مل ب كل ما جاء به ال نب الكر ي عل يه ال صلة وال سلم ،ث ارت فع صوته قائل :بعبارة مؤثرة بلي غة:
أعلموا أن سعادة السلمي ل تتحقق ول تكون إل بعلهم القرآن الكري دستورهم وقانونم ،وأحلوها عن كلمة ،إن
ال ل ين صر القوم الفا سقي الذ ين هجروا دين هم و سلكوا طر يق الشيطان الرج يم .ويوم أن نعود إل حظية القرآن
والسنة والطهرة يوم أن نرى نصر ال ماثل أمام أعيننا لنه وعد من ال ووعد ال صادق ل يتخلف ،اقرأوا قول ال
تعال (وكان حقا علينا نصر الؤمني) 0
ث خنقته العبات فقال بصوت متهدج :اللهم قد بلغت ،ال فأشهد .
0 هنا وجلت القلوب وإنسابت العيون بالعبات وانفض الجتماع على التمسك بذا العهد
وانتقل حسن البنا إل مدينة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وتوجه إل مسجده الشريف ومكث فيه رضى
ال ع نه متأمل متفكرا ح ت جاء و قت ال صلة وكان سوقت الظ هر فأدى ال صلة ،ث أط بق عل يه الم يع من زعماء
المم السلمية يستشيونه ف أمر دينهم ،ويطلبون من ال تعال بإلاح ف هذه الماكن والبقاع الطهرة أن يعز ال
السلم وال سلمي وينصرهم على أعدائهم ث حدثهم فقال ( :إن ال ل يغي ما بقوم ح ت يغيوا ما بأنفسهم ،وإذا
أراد ال بقوم سوءا فل مرد له و ما ل م من دو نه من وال)( ) ..وأ خذ يشرح ل م هذه ال ية بأ سلوبه الع طر العذب
1
الميل ويشي لم أن الرسول الكري نزل عليه القرآن ف أن مبة ال للمؤمني ل تكون إل بأتباعهم للنب ،قال تعال :
( قل إن كن تم تبون ال فاتبعون يبب كم ال ،ويغفر لكم ذنوبكم وال غفور رحيم)( ) فما علي نا إل اتباع هذا النب
2
حت تكون من أمته الية الت يذكرها ال ف كتابه ( :كنتم خي أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن
المن كر وتؤمنون بال ( ) وقوله ( :وكذلك جعلنا كم أ مة و سطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الر سول علي كم
3
شهيدا)( )0
4
أيها الخوة السلمون :إن دين السلم الذى أضعنا تعاليمه وأهدرنا أحكامه ف هذه اليام ونظرنا إل المم
الغربية وقلدناها ف مدنيتها الكاذبة .جدير بأن يلقى منا رعاية وعناية .ونسأل ال رب العرش العظيم أن يهدينا جيعا
سواء السبيل ويرينا الق حقا ويرزقنا إتباعه ،والباطل باطل ويرزقنا اجتنابه ..إن رب سيع الدعاء 0
بعد النتهاء من الصلة وإلقاء كلمة جامعة ف السلمي ف السجد النبوى توجه مسرعا إل زيارة الشهداء ف
غزوة أ حد وخا صة قب سيدنا حزة بن ع بد الطلب عم ال نب صلى ال عل يه و سلم و سيد الشهداء الذى حزن عل يه
الرسول حزنا شديدا ،والذى عندما سع بأ ،الكفار مثلوا بسده رضى ال عنه تثيل قال لمثلن بسبعي منهم ،فنل
قوله تعال ( :وإن عاقب تم فعاقبوا ب ثل ما عوقب تم به ،ولئن صبت ل و خ ي لل صابرين .وا صب و ما صبك إل بال ول
تزن عليهم ولتك ف ضيق ما يكرون ،إن ال مع الذين اتفقوا والذين هم مسنون)) (.
1
تذكر المام الشهيد نذه الادثة وتلك الصيبة الت من با النب الكري ف عمه حزه رضى ال عنه ،فتمن
على ال أن ينال هذه الشهادة وي شر مع الشهداء وال صالي ،ث صلى ركعت ي ف الما كن الطاهرة ،وأ خذ يتر حم
على الشهداء واحدا واحدا ،وأخذ يذكرهم ويترجم حياة كل شهيد وقصة استشهاده كأنه كان حاضرا الوقعة مع
ر سول ال صلى ال عل يه و سلم .ح ت أن الرافق ي له دهشوا عند ما وجدوا أن فضيل ته يعرف هم حقائق عن هؤلء ل
يعرفوها .ويقول الناس ف هذه الماكن :أن حسن البنا يعلم الكثي ما نعلم بل أنه يزداد عنا علما ودقة عن علمنا ف
هذه الثار السلمية الكرية 0
وانتهت الزيارة ف الدينة النورة ..وعدنا بعدها إل مصر لنجد أمامنا خيوطا للمؤامرة الكبى على تصفية
الماعة باعتقال أفرادها واغتيال إمامها 0
م مد على الطا هر أ ستاذ ج يل من القادة والزعماء العرب ،كانوا يرتادون مال سه ال ت كا نت ندوات – ف
القاهرة – تضـم إل جانـب الصـحفيي والدباء زعماء التحرريـة اللجئيـ إل القاهرة آنذاك .ولقـد اخرج السـتاذ
الطاهر ف سنة 1950كتابا بعنوان ((معتقلت هاكستيب)) لكن الكتاب اختفى من السواق ف ماولة من السلطة
هكذا استشهد
تكنت الصحف أخيا بعد تفيف الرقابة من نشر كيفية استشهاد الشيخ حسن البنا رحه ال وكيفية دفنه.
وإن أثبت هذه اللصات عن تارينا الاضر ليعرفها اليل القبل 00
((ف نو الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم السبت الثان عشر من شهر فباير عام 1949غادر الشيخ
حسن البنا وزوج شقيقته الستاذ عبد الكري منصور الحامى دار جعية الشبان السلمي بشارع اللكة نازل بالقاهرة
0وا ستدعى الش يخ ح سن الب نا سيارة ركب ها وم عه صهره ..وا ستدارت ال سيارة لتت جه بالش يخ ح سن الب نا ورفي قه
وجهت ها من باب المع ية إل شارع الل كة نازل فإذا بشاب ي ضع حول رأ سه ((كوف يه) بيضاء يش هر م سدسا راح
يطلق منه الرصاص على من ف السيارة فأصابت الطلقة الول صدر الشيخ حسن البنا من الهة اليمن ولا التفت إل
الناحية الت ظن أن العتدى يقف فيها أصيب بمس رصاصات أخرى ف ظهره .ولا فزع واقفا أصيب بطلق آخر ف
فخذه اليسر ،أما السائق قد انبطح على ((دواسة)) مقعده ،ث أفاق من ذهوله بعد برهة فأطلق لسيارته العنان إل مقر
السعاف ..ورأى طبيب السعاف سوء حالة الشيخ البنا فأمر بنقله إل مستشفى القصر العين ،وهناك تبي أن الشيخ
قد أصيب برصاصتي نافذتي ف صدره ،وكسر أحد أضلعه ،وحدوث نزيف باطن ،أما الحامى فكانت حالته ل
تدعوا إل اليأس الشديد..
وأجريت عملية نقل الدم إل الشيخ البنا 00وف الساعة الثانية عشرة والدقيقة الثانية والعشرين فاضت روحه
متأثرا براحه 00
ونشرت جريدة ((الكتلة)) الت يصدرها الستاذ مكرم عبيد (باشا) وصف د فن الرحوم الشيخ حسن البنا
و ما راف قه من أحداث وفظائع وجعل ته ت ت عنوانات تك فى تلوت ا لل عن الظال ي الجرم ي ،و هى :الق بض على
العزين ،ومنع الصلة على جثمان الفقيد ،ومنع تلوة القرآن على روحه ،ث نشرت الوصف التاريى التى ،وهو
مستقى من أقوال فضيلة الشيخ أحد البنا والد الرحوم الشيخ حسن البنا 0
نقلت جثة الفقيد إل بيته ف سيارة ترسها سيارات ملوءة بفريق من رجال البوليس السلحي ،وقد أنساهم
هول الرية أن الوتى ل يتكلمون ول ينطقون!
0 وتتابعت على باب السكن طرقات كان صداها يطحن قلب الشيخ الكبي طحن الرحى
كان الوالد هو وحده الذى يعلم وينتظر ،فإن أشقاء الفقيد جيعا كانوا داخل العتقلت والسجون .وفتحوا
الباب وأدخلوا الثـة ،ونشـج الوالد الحطـم بالبكاء فقالوا له ..ل بكاء ول عويـل ،بـل ول مظاهـر حداد ول أحـد
يصلى عليه سواك 0
ولنترك الشيخ أحد البنا والد الشيخ حسن يتم القصة قال :أبلغت نبأ موته ف الساعة الواحدة وقيل أنم لن
يسلموا إل جثتهم إل إذا وعدتم بأن تدفن ف الساعة التاسعة صباحا بل احتفال .وإل فإنم سيضطرون إل حل
الثة من مستشفى القصر العين إل القب 0
واضطررت إزاء هذه الوامر إل أن أعدهم بتفيذ كل ما تطلبه الكومة رغبة من ف أن تصل جثة ولدى إل
بيته فألقى عليه نظرة أخية 0
0 وقبيل الفجر حلوا الثة إل البيت متسللي فلم يشهدها أحد من اليان ول يعلم بوصولا سواى
و ظل ح صار البول يس مضرو با ل حول الب يت وحده بل حول ال ثة نف سها ل ي سمحون لن سان بالقتراب
منها مهما كانت صلته بالفقيد 0
وق مت بنف سى بإعداد ج ثة ولدى للدفـن .فإن أحدا من الرجال الختصـي بذا ل ي سمح له بالدخول .ثـ
أنزلت الثة حي وضعت ف النعش وبقيت مشكلة من يملها إل مقرها الخي 0
طلبت إل رجال البوليس أن يضروا رجال يملون النعض فرفضوا .قلت لم ليس ف البيت رجال ،فأجابوا:
فليحمله النساء ! وخرج نعش الفقيد ممول على أكتاب النساء !
ومشت النازة الفريدة ف الطريق فإذا بالشارع كله قد رصف برجال البوليس ،وإذا بعيون الناس من النوافذ
والبواب تصرح ببيق الزن والل ،والسخط على الظلم الذى احتل جانب الطريق!
وعندما وصلنا إل جامع قيسون للصلة على جثمان الفقيد ،كان السجد خاليا حت من الدم .وفهمت
بعد ذلك أن رجال البوليس قدموا إل بيت ال وأمروا من فيه بالنصراف ريثما تتم الصلة على جثمان ولدى 0
ووق فت أمام الن عش أ صلى فأنر مت دمو عى .ل ت كن دمو عا بل كا نت ابتهالت إل ال سماء أن يدرك ال
الناس برحته 00
ومضى النعش إل مدافن المام فوارينا التراب هذا المل الغال وعدنا إل البيت الباكى الزين .ومضى النهار
وجاء الليل ول يضر أحد من العزين لن النود منعوا الناس من الدخول .أما الذين استطاعوا الوصول إلينا للعزاء
فلم ي ستطيعوا العودة إل بيوت م ف قد ق بض علي هم وأودعوا العتقلت ،إل شخ صا واحدا هو مكرم عب يد با شا ،الذى
كان يتحدى الظالي 0
ونشرت جريدة الكتلة البيانات التالية عما حدث بعد دفن الرحوم الشيخ حسن البنا تت عنوانات صارخة
مؤلة وهى (( :البوليس بلقى القبض على جثة الشيخ البنا ،وكيف قبضوا على ميت آخر ..حصار البوليس للمقابر
وإقامة حراسة دائمة ،وبعد ذلك سردت (الكتلة)) ما يأتى :
ف إثنت عشرة ساعة قتل الشيخ البنا ،وشرح ،وغسل ،وإنطوت صفحة حياته .عادت النساء الل تى حلن
النعش على أكتافهن وعاد الوالد الواله الزين .وقبل أن يغشى مدافن حى المام الشافعى كانت ثلة من النود تاصر
الطرق الؤد ية إل ال قبة وقوات كبية ت يط بنل الفق يد لتم نع الداخل ي ولو كانوا من مرتلى آى الذ كر الك يم،
وتقبض على الارجي ولو كانوا من جيان الراحل الكري 0
ول قد ق بض أ حد رجال البول يس ف ذلك اليوم على ر جل من أ صدقاء الفق يد متلب سا بري ة إحراز م صحف
كان يفيه ف طيات ثبابه فأسلموه إل من بيدهم أوامر العتقال !
واليوم نسطر قصة جديدة ،من قصص الظلم والهل ظلت مطويةب ل يعلم با الناس .قصة الصراع العنيف
الذى دار بي رجال البوليس وبي جثمان الشيخ حسن البنا 0
فقد أشيع ذات مساء أن أصدقاء الشيخ البنا من آلهم أن يدفن الرجل بذه الصورة الزرية الؤلة ،قد اعتزموا
اختطاف الثة من قبها وإخفاءها عن أعي البوليس 0
وطي الب إل السلطات ،فأمرت بضاعفة الراسة والتأكد من كل شخص ير بالطرقات الؤدية إل مدافن
المام الشافعى ،وكان النود – السلحون يتناوبون الراسة بعيون يقظة وقلوب مرتعشة ..خصصوا فرقا من رجال
البوليس للسهر (على جثته) وحراستها خشية أن ينقلها بعض الناس إل مكان يليق بقامها .وأب الظالون الذين كان
بيد هم ال مر إل أن يضطهدوا الر جل ف مو ته وإل أن ير سوه ب ند من عند هم ك ما كان ول يزال يرس ش خص
إبراهيم عبد الادى باشا بطل العهد الغابر الثيم نفسه!
و ف الليلة ال ت ظنوا أن ا مو عد تنف يذ الؤامرة اليال ية ،مؤامرة خ طف ال ثة ،امتلت مقابر المام الشاف عى
برجال البوليس ،ولول مرة تنعج مقابر الحياء وتقض مضاجعهم 0
وكان رجال البوليس كلما اشتبهوا ف شخص أو ف جاعة من الارة أوقفوهم وفتشوهم ،وسألوهم إل أين
هم ذاهبون ،فإذا اطمأنوا إلي هم – وهذا أ مر نادر – سحوا ل م بالن صراف وإذا أرتابوا في هم – وهذا هو الغالب
قبضوا عليهم وأودعوهم غياهب العتقلت .ولح نفر من البوليس بعض الناس يملون نعشا ويسيون به بي القابر،
ولعلهم كانوا قد قدموا به من مكان بعيد يدركوا القابر إل بعد الغروب ،فوجئ الشيعون بأسلحة تلمع ف الظلم
وأصوات تأمرهم بالوقوف وبوضع النعش على الرض للتحقق من اليت .ورفع أحد النود غطاء النعش وسلط عليه
ضوء مصباح كهربائى ف يده ،ث أمرهم بإعادة الغطاء وأن يضوا ف طريقهم ،بعد أن تبي للجندى الذكى أن وجه
ال يت يتلف عن و جه الش يخ نالب نا! وهكذا قدر للموات أن يلقوا ن صيبهم من الظلم الذى حاق بالحياء ف ذلك
العهد 0
وهكذا ظلت القابر تنعم بالراحة والدوء منذ الزل حت جاء هذا العهد فلم يسلم من ظلمه وجوره وخوفه
وجهله الموات الذين هم ف رعاية ال وبي يديه 0
ن ن الن ع قب جنازة الش يخ ح سن الب نا .و قد و صفنا لك جان با م ا حدث دا خل ب يت الش يخ وخار جه..
وبقى أن نصف ما وقع من حوادث أثناء سي النازة وبعدها أدت إل اعتقال مئات من الناس لسباب غريبة ل تكاد
ت صدق و قد حشدوا هؤلء الظلوم ي حشدا دا خل غر فة ضي قة عف نة هى سجن نق طة المام ي القري بة من الدا فن!
وإليك بعض السباب الت اعتقلوهم من أجلها :
هذا الشاب الذى يلبس رباط عنق أسود (كرافته) حدادا على أبيه التوف منذ أيام .لقد أدرك رجل البوليس
بفطنته أنه يلبسها حدادا على الشيخ البنا ،واستبعدت فطنته ويقظته أن يكون هناك سبب آخر دفع بالثياب إل لبس
الكرافتة السوداء ،فهو إذن من غي شك من أشياع البنا ومريديه الذين كانت تتعقبهم السلطة الغاشة تنكل بم أسوأ
تنكيل ..وقد أودعوه السجن ث العتقل رهن التحقيق !!
لقد خلع الستاذ حامد جودة رئيس ملس النواب النحل السواد الذى كان يلبسه حدادا على ممود باشا ف
ذلك اليوم بالذات حت ل يقال أنه حزن على مقتل الشيخ البنا فيلقى بعض التاعب من البوليس!
ول نسب أن هناك سببا آخر دفعه إل أن يلع السواد ف ذلك اليوم ول يضن على مقتل النقراشى باشا إل
أيام !! ( ) 1
و شن البول سفى ذلك اليوم حلة عني فة على ال ساجد ف العا صمة .فكانوا ل ي سمحون ل حد بال صلة أو
العبادة ب عد ال صلوة مباشرة ،وإن أ حد حدث ته نف سه بأن يط يل ف ال صلة فإ نه يكون قد أورد نف سه موارد التهل كة
وعرض حريته للضياع وشخصه للتنكيل وأولده وأسرته للتشريد والوع والل ،والدموع 0
وكان بعض رجال البوليس من وهبهم الول رقة قلب عبد الادى باشا يستنكفون أن يلعوا أحذيتهم أثناء
دخول ال ساجد فكانوا يقتحمون ا بأحذيت هم القذرة يطأون ال سجد بنعال م غ ي مراع ي حر مة ال سجد ول كرا مة
السلمي .وليتخيل القارئ شخصا واقفا بي يدى اله يؤدى فرائض دينه ،فإذا بعصا غليظة أو غي غليظة تنهال عليه
وإذا برجال البوليس يدفعونه من بيت ال إل منفى الطور وعيون موسى بصحراء سيناء إرضاء لعيون عبد الادى باشا
0
تعليل جانبه الصواب ،لن حامد جوده كان أحد المسئولين فى الحكومة التى نفذت مؤامرة قتل المام ،فإن كان قد خلع السواد ،فقد خلعه فرحا لنجاح 1
الرة الول ف ع هد نابليون يوم وطئت خيوله – ولعل ها كا نت جامة – صحن الامع الزهر ،و قد اعتذر
نابليون ليئة كبار العلماء وتأسف لذا الادث 0
والرة الثان ية بل مئات الرات حد ثت ف ع هد إبراه يم ع بد الادى با شا ول يعتذر ل ل ول للناس – إنت هى
كلم جريدة الكتلة 0
إن منع الناس من شهود النازة ومن التعزية قد وقفت على شىء منه بنفسى ،وذلك أن خب مصرع الشهيد
البنا ل أعرف به إل من صحف الصباح ويا له من صباح ،فلم أتردد لظة بان الرحوم قد أغتيل غدرا وأن لعصابة
إبراهيم باشا عبد الادى إطلعا على إغتياله أخذا بثأر رئيس وزراء عهدهم ممود النقراشى باشا على ظن منهم أن
الستاذ البنا هو الذى أوعز بقتله!
وقد بادرت إل التليفون أ سأل ب عض الصدقاء عن موعد النازة لنشهد ها جي عا فقالوا إن الفق يد قد أسلم
الروح عند منتصف الليل وأنه دفن ف الصباح البكر بأمر الكومة حت ل تقع مظاهرات أو إضطرابات ،فلم استغرب
هذه الفظائع من وزارة (عهد))مغضوب عليها من المة ،وقد لطخت سعتها بدم رجل عظيم كالستاذ البنا ،الذى
يكم له كل من عرفه بالتزان والرصانة وإستحالة التفكي ف اليعاز بقتل أحد ،ل النقراشى ول سواه 00
كان مكتب ف تلك الليلة حافل بالزائرين أكثر من كل ليلة ،وكان الديث كله حديث جرية قتل الرحوم
البنا ،وكان كل منا يعزى الخر ،وقد اقترحت على الاضرين أن نقوم جيعا ونذهب إل سرادق التعزية العتاد ف
مثل هذا الظروف ،فقالوا إن الكومة منعت إقامة سرادق للعزاء ولذلك جئنا لنتبادل العزاء عندك 0
وقب يل منت صف الل يل ل ي بق ف الك تب عندى إل ال ستاذ م مد سعيد العريان وكان من زملء الفق يد ف
الدراسة فكان يبكى صديقه بكاء شديدا 0
فقلت له ما رأيك يا فلن ف أن نذهب الن إل منل الفقيد لتعزية والده وأهله فقال هذا حسن وهيا بنا،
فركب نا سيارة ال ستاذ العريان .فإذا ب ى اللم ية الذى ف يه دار الرحوم الب نا مظلم النبات مط فأ الضواء ،وكا نت
الدكاكيـ كلهـا مغلقـة ،فأطلقنـا أنوار السـيارة فإذا بالنود بألبسـتهم السـوداء يلحون فـ ذلك الظلم كالشباح،
وبأيدي هم البنادق مشر عة ،وإذا ب م يقفون ل نا ف عرض الطر يق سدا ،ويشيون إل ال سائق بالتاه إل غ ي اتاه نا،
فتعجب نا من هذه الحتياطات وأوعز نا إل ال سائق بالتاه إل غ ي اتاه نا ،وأوعز نا إل ال سائق أن يدور ويد خل من
النطقة من شارع آخر وليكن ما يكون ،ولكن الشرطة ل تسمح بالركة إل إذا عادت من حيث أتت وإل! ..وإل
فإنم يطلقون علينا النار! عند ذلك رجعنا ونن نمد ال على أنم اكتفوا منا بالرجوع 000
حسن البنا 000الرجل الذى حطم الطاغوت
ول يس كل إن سان ي كن أن يكون قائدا ،لن القيادة ل ا ميزات ا وخ صائصها ولذا فبين ما ت د من ب ن آدم
كثيين تد القادة العظماء ف تاريخ البشرية قليلي 0
وقد يكون النسان قائدا ،ولكن ليس كل القادة سواء ،فبعضهم ،يكون قائدا ف ناحية معينة ،وبعضهم تتوفر
فيه العناصر القيادية بكاملها فيقى إل مصاف القادة العظماء ،وقد يكون النسان قائدا عظيما ،ولكن الفرق شاسع
بي القائد الذى يسخر طاقاته ومواهبه لصلحته الشخصية وبي القائد الذى يعيش لغيه ويسخر مواهبه لسعاد أمته
وبن وطنه 0
وليـس كـل قائد يكـن أن يكون داعيـة ،لن القادئ قـد يقود الناس بالترغيـب أو بالترهيـب بالحسـان أو
بالقهر ،فيطيعهخ الناس إتقاء لشره أو طعمعا ف خيه ،أما الداعية فيقود قلوب الناس إل ما يريد أن يقود أجسادهم،
لن ف كلمه طاقة ربانية تنطلق من قلبه العامر باليان لتصل إل قلوب الناس ،فيتبعونه عن قناعة ويطيعونه عن مبة
ور ضا لن رباط الخوة ف ال قد ج ع بين هم فكان هذا الرباط هو ال ساس ل كل ع مل والنطلق ل كل ترك .و كل
داع ية ي كن أن يكون قائدا ول كن ل يس كل قائد ي كن أنيكون داع ية ،لن الدعاة إل ال ي ستندون إل ر كن رك ي
ويعتمدون على قوة ل تنضب ول تفقد تلك قوة ال الزظلية الت تدعم الؤمني ،فهم بروح ال يعملون ،وبكلم ال
ينطقون ،وبتأييده ينتصرون وعليه يتوكلون (وكان حقا علينا نصر الؤمني)0
وليس كل داعية يكن أن يكون شهيدا ،فالداعية يعمل ل وف سبيله ولكنه قد ينجح وقد يفشل ،وقد يتقبل
ال عمله و قد ل يتق بل ،أ ما الشه يد ف قد تق بل ال عمله ،ومن حه شهادة اجتياز المتحان الربا ن ،ش هد علي ها ال
وملئكته قبل أن يشهد عليها الناس 0
ول يس القائد ال صلح هو من ياول الؤرخون ف هذه اليام أن يبنوا له مدا أك ثر من مده ،أو ي صنعوا له
تاريا أكب من عمله ،فأصحاب القلم الرخيصة كثيون ف هذه اليام فهم يستطيعون أن يصنعوا ذلك لقل الناس
قدرا وأكثرهم أذى لمته ووطنه ،فإذا به بي عشية وضحاها بطل من أبطال التاريخ وعلما من أعلم هذه المة ،لن
المانةم العلم ية لذه اليام قد تضاءلت وغل بت الهواء والعتقدات الشخ صية على القائق العلم ية ،ولذا كان القائد
الصلح هو من ياول الكتاب – ف هذه اليام -أن يشوهوا تاريه ،ويفوا ذكراه ويستصغروا أعماله ،ولكن حسن
البنا رحه ال كان شخصية ل يدرك البلى ذكراها ،ول يستطيع الغش السياسى أن يطمس تاريها أو يشوه حقيقتها،
لنه رحه ال كان أكب من الؤرخي ،لقد كان كالشمس ف رابعة النهار 0
هذا الموضوع فى أصله مقال للستاذ نبيه عبد ربه نعيد نشرة ببعض تصرف نشرته جريدة ((الشهاب)) البيروتية فى ذكرى استشهاد المام سنة
0 1971
قد تنكر العي ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الاء من سقم والداعية الؤمن أكب من السلطة والدنيا،
لنه عرف الدنيا على حقيقتها ،وأدرك كنهها وطبيعتها ،فهى ليست له بدار مقام ،ولكنه فيها كعابر سبيل يبحث عن
الطريق إل الدار الباقية ،ويبحث عن الزاد الذى يعينه على السي ف هذا الطريق حت نايته فيجد ف تقوى ال خي
زاد ،و ف رضوان ال أف ضل غا ية ،فل يع مل إل ال ول وحده ل يبت غى ال جر إل من ال وحده ،ل يط مع ف جزاء
الناس أو شكر هم له ف حيا ته ،ك ما ل يط مع ف مدح هم وثنائ هم ب عد ما ته ،لن رضا هم ل ينف عه بدون ر ضا ال،
ومدحهم ل يديه نفعا إذا ل يزده قرب من ال ،ولكن حسن الذكرى جائزة معجلة ينحها ال للمؤمني ،فقد روى
مسلم عن أب ذر رضى ال عنه أنه قال يا رسول ال ((الرجل يعمل العمل ويمده الناس عليه ويثنون عليه به؟!)).
فقال عليه الصلة والسلم ((تلك عاجل بشرى الؤمن)) وصدق ال العظيم (الذين آمنوا وكانوا يتقون ،لم البشرى
ف الياة الدنيا وف الخرة .ل تبديل لكلمات ال ذلك هو الفوز العظيم)( )0
1
لقد عاش حسن البنا ل ،ووهب حياته للدعوة ل وكان هدفه رضوان ال ،فصغرت ف عينيه الدنيا بكاملها،
فلم يكن يبتغى فيها من الناس جزاء ول شكورا ول زعامة ول مال ،بل كان يفرغ من جيبه بيوبم ،ويدل من دلوه
بدلئهم ،فلم يكن يشى غي ال ربا ،ول يضمر لحد أذى ول شرا ،تفوا نفسه للشهادة ف سبيل ال ف كل حي،
ف قد كان رح ه ال ي سأل ال الشهادة دائما أثناء سجوده ،ل قد صدق ال ف صدقه ال ،وأ قر عي نه وإ ستجاب دعاءه،
وألقه ف موكب النبيي والصديقي والشهداء ف مقعد صدق عند مليك مقتدر 0
أقام الشيخ ((أحد عبد الرحن البنا)) – والد الشهيد ،ف الحمودية يعمل سحابة ناره ف إصلح الساعات
ويقضى ما بقى من وقته ف دراسة الفقه ،والتوحيد وحفظ القرآن وتويده ،وكانت له مكتبة قيمة تضم متلف الفنون
والعلوم ال سلمية ،ول ا ب ن أ هل القر ية م سجدا ل م كلفوه بإلقاء أول خط بة ج عة ف يه ،فنال إعجاب الم يع لعل مه
وف صاحته .واشت غل ب عد ذلك إما ما وخطي با ل سجد البلدة ،فكان يق سم وق ته ب ي الدرا سة ال سلمية ،وإ صلح
الساعات 0
ع كف الش يخ أح د على درا سة الف قه على الذا هب الرب عة وك تب ال سنة فدرس ((مو طأ مالك وم سند
الشافعى)) وألف كتبا عدة منها ((بدائع النن ف جع وترتيب مسند الشافعى والسنن)) وعلق عليه وشرحه ،ورتب
0 تزوج الشيخ أحد امرأة تقية من عائلة ((أبو قورة)) فولدت له خسة ذكور وبنتي
كان ((حسن البنا)) أكب أولد الشيخ ((أحد البنا)) ولد ف ((الحمودية)) من ريف مصر ف ((أكتوبر سنة
))1906وتلقى علومه البتدائية ف قريته ف ((مدرسة الرشاد الدينية)) ث انتقل بعد ذلك إل الدرسة العدادية ،ولا
قرر ملس مديريـة البحية إلغاء نظام الدارس العداديـة ل يكـن أمامـه إل أن يتار بيـ أن يتقدم إل العهـد الدينـ
بالسكندرية ليكون أزهريا ،أو إل مدرسة العلمي الولية وهو ل يزال ف منتصف سن الرابعة عشرة من العمر ،وقد
ا ستغرقت الدرا سة في ها ثلث سنوات كا نت نتيجت ته ف إمتحان الكفاءة الول الول على مدر سته والا مس على
القطر الصرى .وقد أهلته نتيجتهخ هذه لن يقبل ف ((دار العلوم ول يتجاوز من العمر السادسة عشرة ،فانتقل لذلك
إل القاهرة ث تبعته عائلته بعد ذلك ،وكان يقسم وقته ف القاهرة بي دراسته ،والدعوة إل ال ،ومساعدة وتالده ف
إصلح الساعات ،وحصل على ((دبلوم دار العلوم)) ف يونيه من عام .1927وكانت نفسه مترددمة بعد ذلك بي
السـتزادة مـن العلم بأن يتقدم بطلب بعثـة للخارج أو أن يعمـل مدرسـا فيعلم الولد فـ النهار ويعلم آباءهـم أمور
دينهـم بعـد ذلك ،قود حسـم هذا التردد عنده أن دار العلوم ل ترشـح أحدا للبع ثة فـ ذلك العام ،فعيـ مدرسـا فـ
الساعيلية 0
ف الساعيلية
و ف 19سبتمب 1927سافر ((ح سن الب نا)) إل ال ساعيلية لت سلم في ها عمله الد يد ،وكان مل صا ف عمله
ينتزع إعجاب جيع رؤسائه ،وكان يقضى أوقات فراغه ف التلوة والرياضة والطالعة ،حت إذا أرخى الليل سدوله
ذهب إل ((زاوية الاج مصطفى بالعراقية)) ليعظ فيها من الغرب إل العشاء من تمع من طلب العلم وأهل الي،
وبعد ذلك يرج إل القاه ليعظ جهورها ويسمعهم كلمة الق ويلقى ف قلوبم أشعة اليان ،وكان هدفه من كل
هذا دراسة متمع الساعيلية وما فيه من تيارات وإتاهات لغرض ف نفسه وعهد قطعه مع ربه على أن يمع قوى
الي ويربط بينها برباط العقيدة ،ويوجه هذه القوى الوجهة الت تعود على السلم بالي وتصلح حال السلمي 0
نتيجة لذه الهود التف حول ((حسن البنا)) جع خفي وأعجب به كل من رآه أو سعه وكانوا يسألونه ف
خلواتم هذا السؤال ((ولكن ما هو السبيل؟ وأخيا زاره ف منله ستة من الؤمني وطلبوا منه أن يدد لم الطريق
العملى لستعادة مد السلم وعزة السلمي ،فشكر لم هذه الروح الطيبة وطلب منهم أن يبايعوا ال على أن يكونوا
جنودا لدعوة ال سلم ففي ها حياة الو طن وعزة ال مة ،وكا نت بي عه… .وكان ق سما أن ن يا إخوا نا نع مل لل سلم
وناهد ف سبيله 0
وهكذا ولدت أول تشكيلة للخوان ال سلمي من هؤلء ال ستة حول هذه الفكرة وعلى هذه ال صورة وبذه
0 التسمية
ووضع الجر الساسى لدار الخوان السلمي ومسجدهم ف الساعيلية ف 5مرم 1348هـ وتوالت بعد
ذلك افتتاح شعب للخوان ف منطقة الساعيلية والسويس ،أما ف القاهرة فقد قررت ((جعية الضارة السلمية))
أن تنضم بركزها وجيع فروعها إل ((جاعة الخوان السلمي)) إيانا منها بأن وحدة الصف السلمى وضم الهود
الية بعض ها إل ب عض أف ضل من التفر قة والع مل ت ت أك ثر من ا سم أو لف تة وبذا نشأت أول شع بة للخوان ف
القاهرة والت ما لبثت أن نت وإزداد نشاطها وأصبحت فيما بعد الركز العام للخوان السلمي ،وكان ذلك ف عام
1932للميلد 0
زواجه :
لقد أعجب أهل الساعيلية بالستاذ (حسن البنا) أيا إعجاب وخاصة الؤمني منهم ،وكان من بي هؤلء
(الاج حسي الصول) من وجهاء الساعيلية إذ كان يقف إل جانب الستاذ البنا ويشد أزره ويساعد ف كثي من
المور ،وكان له عدد من الولد كلهم من الخوان السلمي ،فأحب الاج حسي أن تتم اللفة بينهم فزوجه من
إحدى بناتـه ،وكان زواج السـتاذ البنـا مـن ابنـة الاج حسـي ليلة السـابع والعشريـن مـن شهـر رمضان مـن عام
1351هـ ،فكانت أمرأة مؤمنة متسبة كانت مع الستاذ البنا ف السراء ،والضراء وهذه سنة ال أن (الطيبات للطيبي)
0
ولا اطمأن الستاذ البنا على دعوته ف الساعيلية ،وجد أن وجوده ف القاهرة أفضل من بقائه ف الساعيلية
لن ا مر كز كل نشاط ،ولذا ل بد أن يكون لل سلم نشاط بارز في ها ،ولذا طلب النتقال إل القاهرة ر سيا ،فن قل
إليها ف أكتوبر عام . 1932وبانتقال الستاذ البنا إل القاهرة بدأ عهد جديد بالنسبة لدعوة الخوان اتسم بالتوسع
والنفتاح فقوى الركز العام ،وإزداد نشاطه وزادت شعب الخوان ف طول مصر وعرضها حت بلغت حوال الفى
شعبة ف مصر وحدها عدا شعبهم ف معظم البلد العربية والسلمية 0
-2استشهاده :
كان ح سن الب نا خا صة والخوان بش كل عام شو كة ف حلق فاروق وزباني ته ،و صخرة شام ة ف و جه
الستعمار والصهيونية وأذنابم ،ولقد حاول النليز وفاروق النيل منه ومن إخوانه تارة بالساعدات الادية والعروض
الغرية وتارة بالتهديد والفصل من الوظيفة والنقل إل الماكن النائية ،وتارة بالعتقال والسجن إل أن ذلك ما كان
يزيده (رحه ال) إل ثباتا على دعوته وشحذا لعزيته فكان يزيدهم ذلك حقدا وحنقا عليه ،وقد تطور هذا القد إل
ت صميم للتخلص م نه رح ه ال ظ نا من هم أ نه إن مات ما تت دعو ته بو ته ،وأخيا تآ مر ال ستعمار وال صهيونية على
اغتياله ،فاغتيل أمام جعية الشبان السلمي ف القاهرة ،وبالرغم أن إصابته ل تكن قاتلة إل أنه لا نقل إل – الستشفى
ل ي سعف وب قى كذلك ح ت تو ف رح ه ال .وكان ا ستشهاده ف 12من فباير 1949و قد بلغ من الع مر الثان ية
والربعي ،وسارت جنازته متواضعة ل يمل نعشها إل النساء ول يسي خلفها إللى والده ماطا بملة السلح من
زبانية فاروق الذين إغتالوا (حسن البنا) ليقدموه هدية له يوم عيد ميلده ،ولا اطمأن فاروق أن حسن البنا قد مات
يروى عنه أ نه قال (الن إستقر عرشى) و قد طو يت قض ية مقتله ول ي قق فيها التحق يق اللزم لن الصم فيها هو
القاضى وسجلت قضية مقتله ضد مهول 0
ل يت حسن البنا وإنا انطلقت مبادؤه من إطارها الذى التزمته حينا وتررت الفكرة السلمية من نطاق
اللحم والدم لتواصل أمرها ف آخرين ،إنطلقت الفكرة من قلب واحد لتربو من جديد ف قلوب هيأها لا ال على
قدر ،أ ما الطار الطا هر وال سم العز يز ف قد رد إل أهله ،ليخرج من هذه الدن يا متواض عا ي سي الظ هر ك ما دخل ها
متواض عا ي سي الظ هر وك ما عاش في ها كذلك ،و ساهت الكو مة التحضرة ف هذا التوا ضع والي سر فحر مت على
الشيع ي أن يقربوه ورأى الناس يؤمئذ عج با ف النازات ،رأوا نع شا ي مل لول مرة ف تار يخ الب شر على أعناق
النساء 0
وفـ وحشـة الشارع القفـر مـن الغادى والرائح ،إل مـن هذه النازة التمهلة الفريدة ،إرتتـ النازل على
الانبي وأجهشت النوافذ والشرفات بالبكاء وهم يرون حسن البنا العظيم ،يمل على كتف زوجته وابنته إل مقره
الخي 0
واستشهد حسن البنا وبقيت دعوة ال بعده وقد زادها استشهاده أنصارا كما زادها صلبة وقوة،؛ وذهب
فاروق وبقيت دعوة الخوان صامدة شامة 0
قول فصل
جاء ف الذكرة الت كتبها المام الشهيد حسن البنا قبيل إستشهاده مفندا با أسباب التامات الباطلة ،الت
انتحلتها حكومة السعديي للكيد للخوان وتدبي قرار الل الغاشم الذى استصدرته ضد القانون والدستور عام 1948
وهذه الذكرة العظيمة ،رغم أنا تعال موقفا سياسيا بي جاعة مغلوبة على أمرها قد حلت بأمر عسكرى
للعملء بوحى من سادتم الستعمرين ،وتدبي من الصهيونية العالية على أثر إنتكاس حرب فلسطي وتوقيع معاهدة
(رودس) والشتراط ف أحد بنودها بتعهد الدول العربية (بل جيع اليئات الدينية التطرفة -ف زعمهم) -والخوان
بالطبع على رأس هذه اليئات الت تارب اليهود ف فلسطي .ورغم أن الوضوع يقتضى أن يعال بصورة فيها بعض
الهادنة للوصول إل تقيق مصلحة الماعة ف الروج من مأزق منة مدبرة على أوسع حدود وأبعد من حدود مصر
ذاتا 000رغم كل هذا فإن أسجل هنا سطورا من هذه الذكرة ليقف الخ السلم أو كل مسلم على حقيقة اليان
وعظمة العقيدة السلمية 0
(ول ننسى ف هذا الضمار عمل الصابع الفية والدسائس من ذوى الغايات الذين خاصموا هذه الدعوة من
أول يوم وترب صوا ب ا الدوائر .ح ت أمكنت هم منه عا الفر صة و ساعدتم الظروف فأحكموا ال طة ودأبوا على التدب ي
والكيد حت وصلوا ف النهاية إل ما يريدون فاليهودية العالية والشيوعية الدولية والدول الستعمارية وأنصار اللاد
والباحية ،كل هؤلء من أول يوم يرون الخوان ودعوت م ال سد الن يع الذى يول بينهم وبي ما يريدون من با طل
وفو ضى وإف ساد ول يألون جهدا ف معادات م بكل ما ي ستطيعون و هم ل ي ستطيعوا كتمان شعورهم هذا ول إخفاء
سرورهم وفرحهم لنجاح خطتهم حي أعلن قرار الل فأقاموا الآدب وأولوا الولئم وتبادلوا التهان وجعلوه يوما من
أيام الوا سم والعياد – وهكذا أقرت الكو مة ال صرية بذا الت صرف أع ي الضال ي الضلل ي بالعدوان على الؤمن ي
العامل ي فإل ال الشت كى وال غالب على أمره ول كن أك ثر الناس ل يعلمون – وتلك اليام نداول ا ب ي الناس ول
عاقبة المور ) 0
وكتب المام الشهيد ف الصفحة 41من نفس الذكرة تت عنوان :من الذى يفعل هذا ويكم به ؟
الكومة الصرية الت أخفقت ف الفاوضات مع النليز فقطعتها وذهبت إل ملس المن فعادت يفى حني
وتركت قضية الوطن على رفوفه ف زوايا الهال والنسيان وتاهلت النليز بعد ذلك تاهل تاما وتركتهم يفعلون
ما يريدون حجت أضاعت بذا التجاهل السودان وأتبعت سياسة التردد والضطراب ف قضية فلسطي .وقبلت الدنة
الول فأضاعت بذا القبول كل شىء ،وحرمت اليش الصرى الباسل ثرة إنتصاره وأفقدت الوطن مليي الموال
وآلف الرجال فضل عن فقدان الكرا مة و سوء الال والال – ودللت يهود م صر ((فلم تت خذ أى إجراء يت فق مع
موقف هم من منا صرة أعداء الو طن)) ال ت يع يش في ها الج نب آم نا مطمئ نا على نف سه وماله وعب ثه وف ساده وي مى
جنود ها حانات ال سكرات وبيوت العاهرات ودور النكرات وأبواب الرا قص والبارات – وال ت عجزت كل الع جز
عن إنقاذ شعبها من براثن الفقر والرض والهل والغلء الفاحش الذى يئن منه القوياء فضل عن الضعفاء – والت ل
يؤيدها ول يساندها إل نفر قليل ضئيل من أصحاب الصال الشخصية فهىن ف واد والمة ف واد .هذه الكومة
هى الت تطارد الخوان السلمي وهم الشعب وتكم عليهم بالجرام والنفى والتشريد ومصادرة الموال والملك
والريات 0