You are on page 1of 481

‫م‬ ‫هـ ‪6991 -‬‬ ‫‪1416‬‬

‫حسن)‬ ‫الآداب ( على‬ ‫لمكتبة‬ ‫الطبع محفوظة‬ ‫حقوق‬


‫الاسلابة‬ ‫الفكربة‬ ‫الحركة‬ ‫من‬ ‫ناحبة‬ ‫لراصة لأهم‬

‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫المجدِّدون‬

‫مشر‬ ‫الرابع‬ ‫إلى‬ ‫الا‪ 9‬لى‬ ‫من القرن‬

‫‪!0137 - ! 001‬‬

‫رأس‬ ‫لهذه الأمة على‬ ‫يبعث‬ ‫الله‬ ‫( إن‬

‫لها دينَها!‬ ‫مَن يجدد‬ ‫مائة سنة‬ ‫كل‬

‫شريف‬ ‫حديث‬

‫المتعالى الصَّعيدى‬ ‫عبد‬

‫اللغة العربية‬ ‫بكلية‬ ‫الأستاذ‬

‫الأزهر‬ ‫الجامع‬ ‫كليات‬ ‫من‬

‫م‬ ‫هـ ‪6991 /‬‬ ‫‪1416‬‬

‫لنثم! هـالطبع‬ ‫ا‬ ‫م!‬ ‫ملتز‬

‫هر‪6‬‬ ‫اللا‬ ‫ا&هـب!ا‬ ‫‪ ،2‬باد‬ ‫ب‬ ‫ا؟‪14‬‬ ‫مكتبة‬

‫ت‪TA- A1A :‬‬


‫لئ!قئيا!!‬

‫اء الكتاب‬ ‫هد‬ ‫إ‬

‫أرقى الحركات‬ ‫حركةَ التجديد فى الإسلام ‪ ،‬وهى‬ ‫عزيز علىَّ ؟ لأنه يؤرخ‬ ‫هذا كتاب‬

‫فيه‪.‬‬ ‫التى حدثت‬

‫غيره ؟‬ ‫من‬ ‫ما لم أجده‬ ‫نبله وفضله‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وجدتُ‬ ‫عزيز على‬ ‫لىانى أهديه إلى صديق‬

‫ماله‬ ‫‪ ،‬وبذل‬ ‫والتجديد‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى سبيل‬ ‫فى جهادى‬ ‫البدء فى مساعدتى‬ ‫فضل‬ ‫فله وحده‬

‫مؤلفاتى‪.‬‬ ‫ودينه من‬ ‫ما يراه نافعا لوطنه‬ ‫نشر‬ ‫فى‬

‫مكتبة الاَداب والمطبعة‬ ‫‪ ،‬صاحب‬ ‫حسن‬ ‫‪ ،‬هو الأستاذ على‬ ‫العزيز على‬ ‫وهذا الصديق‬

‫‪،‬ة تقديرأ‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫اسمى‬ ‫بجانب‬ ‫يُذكر اسمه‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬دمانى ليسرنى‬ ‫بالقاهرة‬ ‫النموذجية‬

‫‪.‬‬ ‫لذكره‬ ‫وتخليدأ‬ ‫‪،‬‬ ‫لفضله‬

‫الصعيدى‬ ‫المتعال‬ ‫عبد‬


‫بنِي!فىتاِ!!لَشق!‬

‫شعيب‬ ‫وبو‬ ‫لسان احدهم‬ ‫فقال على‬ ‫بالتجديد والإصلاح‬ ‫رسله‬ ‫الذى بعث‬ ‫دئه‬ ‫الحمد‬

‫تَوَكلْتُ‬ ‫عَلَيهِ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالثه‬ ‫إِ!‬ ‫تَوْفِيقِى‬ ‫وَمَا‬ ‫‪،‬‬ ‫اسْتَطَغتُ‬ ‫مَا‬ ‫الإصْلاَحَ‬ ‫إِلآَ‬ ‫أرِيدُ‬ ‫إنْ‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬

‫تكفل‬ ‫‪ ،‬بشريحة‬ ‫للعالميَن‬ ‫رحمة‬ ‫الجعوث‬ ‫محمد‬ ‫على‬ ‫رالسلاآ‬ ‫والصلاة‬ ‫أنيبُ "(‪)1‬‬ ‫وإَلَية‬

‫بعدها‬ ‫شئ‬ ‫إلى‬ ‫إذا بلوا ؟ فلا يحتاجون‬ ‫فيهم‬ ‫ما يبَى‬ ‫إذا كَبوا ‪ ،‬وتجدد‬ ‫النهوض‬ ‫لأصَحاَبها‬

‫زمان‬ ‫لكل‬ ‫صالحة‬ ‫؟ لأنها أتت‬ ‫تجديدهم‬ ‫عن‬ ‫الأمم قبلهم لعجزها‬ ‫بهم كما احتاجت‬ ‫ينهض‬

‫النهوض‬ ‫عن‬ ‫أصحابها‬ ‫‪ ،‬فلا يقف‬ ‫والأحوال‬ ‫الظروت‬ ‫‪ ،‬غنية بعوامل التجديد فى كل‬ ‫ومكان‬

‫بانحرافهم عنها ‪ ،‬وفهمهم‬ ‫النهوض‬ ‫يقفون عن‬ ‫هـانما‬ ‫؟‬ ‫اطراد نهوضهم‬ ‫دون‬ ‫منها يحول‬ ‫لشىء‬

‫لها فهما سيئا‪.‬‬

‫الرابع عر‬ ‫الأول إلى‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪-‬‬ ‫فهذا كتاب‬ ‫وبعد‬

‫فى نهوضها‬ ‫ويبين العوامل التى أثرت‬ ‫تاريخ الأمة الإسلامية‬ ‫أدق ناحية فى‬ ‫‪ -‬يشرح‬ ‫الهجرى‬

‫عليها فكان‬ ‫القرون التى مرت‬ ‫قرن من‬ ‫فى كل‬ ‫الرجال الذين ظهروا‬ ‫‪ ،‬ويدرس‬ ‫وانحطاطها‬

‫زمنِ‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ليُنتفع بدرسهم‬ ‫توجيهها‬ ‫فى‬ ‫الآثار‬ ‫‪ ،‬أو أثر من‬ ‫حياتها‬ ‫فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫لهم‬

‫‪ ،‬دانى‬ ‫هذا العصر‬ ‫فى‬ ‫بنا‬ ‫الطريق لمجذد ينهض‬ ‫أمثالهم ‪ ،‬ويفتح‬ ‫تخريج‬ ‫فيه عن‬ ‫عقمت‬

‫هذا الجهاد صرحا‬ ‫‪ ،‬وأبنى به فى‬ ‫جديدأ‬ ‫جهادا‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫إلى جهادى‬ ‫بهذا‬ ‫أضيف‬

‫مشيداَ‪.‬‬

‫**ع!‬

‫‪ :‬آبة ‪8.A‬‬ ‫) هود‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬


‫الإسلام والتجديد‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ :‬شهادة‬ ‫خمس‬ ‫النبى ع!ىيخ!ا " بُنى الإسلام على‬ ‫قول‬ ‫يقرؤون‬ ‫المسلمين‬ ‫كثير من‬

‫‪،‬‬ ‫رمضان‬ ‫وصوم‬ ‫‪،‬‬ ‫هـايتاء الزكاة‬ ‫‪،‬‬ ‫الصلاة‬ ‫داقال!‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫محمدا‬ ‫الله وان‬ ‫إلا‬ ‫اله‬ ‫لا‬

‫من‬ ‫كغيره‬ ‫فقط‬ ‫عبادة‬ ‫دين‬ ‫الإسلام‬ ‫أن‬ ‫فيفهمون‬ ‫‪،‬‬ ‫أ‬ ‫إليه سبيلا‬ ‫لمن استطاع‬ ‫البيت‬ ‫وحبئَ‬

‫داؤها‬ ‫‪A‬‬ ‫إلا‬ ‫فيه منهم‬ ‫يطلب‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الخمس‬ ‫الأركان‬ ‫هذه‬ ‫إلا على‬ ‫لا يقوم‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان‬

‫لا يكون‬ ‫واخراهم‬ ‫دنياهم‬ ‫فى‬ ‫أن نجاحهم‬ ‫الخاطىء‬ ‫الفهم‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫بها ‪ ،‬ثم يبنون‬ ‫والتصديق‬

‫بها‬ ‫لأنه يكون‬ ‫أداثها ‪،‬‬ ‫إلا بعدم‬ ‫فيها لا يكون‬ ‫نجاحهم‬ ‫عدم‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫العبادات‬ ‫إلا بأداء هذه‬

‫اتخاذ‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫حاجة‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الدنيا والأخرى‬ ‫فى‬ ‫النجاح‬ ‫سبب‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬ورضاه‬ ‫الثه تعالى‬ ‫رضا‬

‫دنياه أو اخراه‬ ‫فى‬ ‫عبده‬ ‫بيد الله ‪ ،‬ف!ذا أراد نجاح‬ ‫شىء‬ ‫كل‬ ‫؟ لأن‬ ‫لهذا النجاح‬ ‫أخرى‬ ‫أشاب‬

‫إليه‪.‬‬ ‫تؤدى‬ ‫أخرى‬ ‫إلى أسباب‬ ‫‪ ،‬ولم يحتج‬ ‫بمجرد رضاه‬ ‫ذلك‬ ‫حصل‬

‫العبادات ‪ ،‬حتى‬ ‫امر هذه‬ ‫فى‬ ‫التغالى‬ ‫إلى‬ ‫بالمسلمين‬ ‫هذا الفهم الخاطىء‬ ‫صار‬ ‫وقد‬

‫الأديرة‬ ‫وبنوا فيه ما يشبه‬ ‫‪،‬‬ ‫قبلهم‬ ‫الأديان‬ ‫أهل‬ ‫ابتدعها‬ ‫رَهبانِية كما‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫ابتدعوا‬

‫الانقطاع‬ ‫يريد‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫فيها للعبادة‬ ‫لينقطع‬ ‫‪،‬‬ ‫الخوانقاه ونحوها‬ ‫من‬ ‫والصوامع‬

‫النهار ‪،‬‬ ‫قيام الليل وصوم‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫بالشهادتين‬ ‫النطق‬ ‫بتكرير‬ ‫الذكر‬ ‫فى‬ ‫حياتهم‬ ‫إليها ‪ ،‬فيقضوا‬

‫‪ ،‬فلا شىء‬ ‫الدين عندهم‬ ‫‪ ،‬وكان هذا هو كل‬ ‫سنة‬ ‫كل‬ ‫إليه‬ ‫الحج هرعوا‬ ‫جاء موسم‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬

‫أو صناعة‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫فى دنياهم‬ ‫بالمسلمين‬ ‫فيه مما ينهض‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ولا شىء‬ ‫عمل‬ ‫فيه من‬

‫من‬ ‫نجاحا‬ ‫فيها أقل‬ ‫يجعلهم‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫دنياهم‬ ‫عليهم‬ ‫مما يحفظ‬ ‫هذا‬ ‫أو تجارة ‪ ،‬وما إلى‬ ‫أو زراعة‬

‫أمرهم‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬فيملك‬ ‫عدو‬ ‫حماهم‬ ‫يستبيح‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫طامع‬ ‫فيهم‬ ‫لا يطمع‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫غيرهم‬

‫ويُضيع عليهم دينهم ودنياهم‪.‬‬

‫‪ ،‬لأن‬ ‫التجديد‬ ‫من‬ ‫الإسلام شىء‬ ‫فى‬ ‫هناك‬ ‫لم يكن‬ ‫هذا الفهم الخاطىء‬ ‫ولو صح‬

‫الزكاة‬ ‫لا تغيير فيها ‪ ،‬وكذلك‬ ‫الصلاة‬ ‫هى‬ ‫التغيير ‪ ،‬فالصلاة‬ ‫لا تقبل‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫العبادة‬ ‫أمور‬

‫فيها أو ندخل‬ ‫أو ننقص‬ ‫الصلاة‬ ‫فى‬ ‫نزيد‬ ‫ان‬ ‫‪ ،‬فلا يمكن‬ ‫بالشهادتين‬ ‫والنطق‬ ‫والحج‬ ‫والصوم‬

‫نغير او نبدل‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الصوم‬ ‫فى‬ ‫أو نؤخر‬ ‫نقدم‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫التغير‬ ‫فيها شيئا من‬

‫امر الحج‪.‬‬ ‫الزكاة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬فلا‬ ‫الدنيا والآخرة‬ ‫لصلاح‬ ‫جامع‬ ‫دين‬ ‫الإسلام‬ ‫؟ لأن‬ ‫صحيح‬ ‫غير‬ ‫الفهم‬ ‫هذا‬ ‫ولكن‬
‫(لآَ قَليلأ ‪)1(،‬‬ ‫أوِتيتُم مًنَ افعفم‬ ‫وَمَا‬ ‫أ‬ ‫الآية ‪:‬‬ ‫فى‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫الحياة ‪ ،‬كما‬ ‫هذه‬ ‫آخر‬ ‫الى‬

‫للَغرور بالعَلم سبيلا‬ ‫‪ ،‬ولا يجعل‬ ‫مصراعيه‬ ‫على‬ ‫العلمْ‬ ‫فى‬ ‫الارتقاء والتجديد‬ ‫ليفتح باب‬

‫الجمود‬ ‫إلى‬ ‫ويؤدى‬ ‫‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫الارتقاء والتجديد‬ ‫دون‬ ‫يقف‬ ‫الذى‬ ‫لأنه هو‬ ‫‪،‬‬ ‫نفوسنا‬ ‫إلى‬

‫المذموم فيه‪.‬‬

‫أنه تاريخ‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وندرسه‬ ‫الإسلام‬ ‫تاريخ المجددين فى‬ ‫نبحث‬ ‫هذا الأساس‬ ‫وعلى‬

‫‪ ،‬ولا نذكر‬ ‫فى أبور أخراهم‬ ‫تاريخ نهوضهم‬ ‫فى أمور دنياهم قبل أن يكون‬ ‫المسلمين‬ ‫نهوض‬

‫مجرد‬ ‫من‬ ‫بما اكتفوا به يخهم‬ ‫فيهم‬ ‫نكتفى‬ ‫الغاية ‪ ،‬ولا‬ ‫لهذه‬ ‫يعمل‬ ‫إلا من‬ ‫المجددين‬ ‫فيه من‬

‫الشهرة فى العلم‪.‬‬

‫طي!*‬ ‫*‬

‫‪.‬‬ ‫‪ :‬آية ‪85‬‬ ‫(‪ ) 1‬الإسراء‬


‫‪ ،‬وقد‬ ‫الدنيا أيضا‬ ‫فيه ما يصلح‬ ‫يدخل‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الاَخرة وحدها‬ ‫ما يصلح‬ ‫الاْمر فيه على‬ ‫يقتصر‬

‫غيرها‬ ‫تمتاز على‬ ‫الإسلامية‬ ‫العبادات‬ ‫لأن‬ ‫عباداته السابقة‬ ‫الدنيا‬ ‫به صلاح‬ ‫فيما يقصد‬ ‫يدخل‬

‫؟ لا"ن‬ ‫دئه تعالى‬ ‫الخضوع‬ ‫إظهار‬ ‫مجرد‬ ‫التعبد ‪ ،‬ولا‬ ‫منها مجرد‬ ‫بأنها لا يُقصد‬ ‫العبادات‬ ‫من‬

‫منها فى‬ ‫يُقصد‬ ‫دمانما‬ ‫له ‪،‬‬ ‫الخضوع‬ ‫إظهارنا‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫عبادتنا وليس‬ ‫عن‬ ‫غنى‬ ‫الله تعالى‬

‫‪ ،‬والحقيقة‬ ‫أخرانا‬ ‫فى‬ ‫علينا بشىء‬ ‫أن تعود‬ ‫‪ ،‬قبل‬ ‫دنيانا‬ ‫فى‬ ‫علينا بالمصلحة‬ ‫تعود‬ ‫الاكثر أمور‬

‫فى‬ ‫يثيبنا عليها‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الدنيوية‬ ‫لمصالحنا‬ ‫العبادات‬ ‫لنا هذه‬ ‫يُثرع‬ ‫أن‬ ‫تعالى‬ ‫اللّه‬ ‫من‬ ‫أنه فضل‬

‫لنا فى‬ ‫لنفعها‬ ‫‪-‬رغبة‬ ‫‪:‬‬ ‫رغبتان‬ ‫لنا فيها‬ ‫‪-‬‬ ‫ويكون‬ ‫‪،‬‬ ‫أدائها‬ ‫فى‬ ‫رغبتنا‬ ‫الثواب‬ ‫بهذا‬ ‫لتزداد‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَخرة‬

‫أخرانا‪.‬‬ ‫لنا فى‬ ‫لنفعها‬ ‫ورغبة‬ ‫‪،‬‬ ‫دنيانا‬

‫بها النهوض‬ ‫‪ ،‬قُصد‬ ‫معا‬ ‫دينية ومدنية‬ ‫نهضة‬ ‫هو‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫عبادة فقط‬ ‫دين‬ ‫ليس‬ ‫فالإسلام‬

‫فى‬ ‫العرب‬ ‫كان‬ ‫ثانيا ‪ ،‬وقد‬ ‫البشر‬ ‫بسائر‬ ‫لينهضوا‬ ‫‪،‬‬ ‫أولا‬ ‫منهم‬ ‫الرسول‬ ‫اختير‬ ‫الذي‬ ‫بالعرب‬

‫أقرب‬ ‫جهل‬ ‫غيرها ؟ لأن الأمم التى تفسد على‬ ‫من‬ ‫إلى الصلاح‬ ‫أمة أمية أقرب‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬

‫الإسلام فى قوله‬ ‫من‬ ‫بهذا القصد‬ ‫‪ ،‬وقد صرخَ‬ ‫علم‬ ‫على‬ ‫التى تفسد‬ ‫الاْمم‬ ‫من‬ ‫إلى الصلاح‬

‫وَيُعَفمُهُمُ‬ ‫وَيُزَكيهِنم‬ ‫اَيَاتِهِ‬ ‫عَلَيْهِم‬ ‫يَتلُو‬ ‫مِّنْهُمْ‬ ‫رَسُولأ‬ ‫الأميينَ‬ ‫فِى‬ ‫بَعَثَ‬ ‫هُوَ ائَذى‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬

‫على‬ ‫الأميين‬ ‫يؤْثر‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫فهو‬ ‫فُبِين أ(‪)1‬‬ ‫لَفِى ضَلاَل‬ ‫قَبْلُ‬ ‫مِن‬ ‫لًهاِن كَانُوا‬ ‫وَالْحِكْمَةَ‬ ‫الْكتَابَ‬

‫الدين‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫‪ ،‬والنهوض‬ ‫أميتهم‬ ‫الدَين محوُ‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫القصد‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ليدل‬ ‫لفظَ العرب‬

‫الدنيا ‪ ،‬وبها‬ ‫الحياة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫العظمى‬ ‫‪ ،‬وغايته‬ ‫الكبرى‬ ‫الإسلام‬ ‫وظيفة‬ ‫هى‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫والعلم‬

‫الغاية‬ ‫بهذه‬ ‫لأنه كفل‬ ‫‪،‬‬ ‫الرسل‬ ‫به خاتمَ‬ ‫بُعث‬ ‫الذى‬ ‫الرسول‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫خاتمةَ الأديان‬ ‫كان‬

‫ذلك‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الأخرى‬ ‫على‬ ‫منهما‬ ‫مصلحة‬ ‫فيها كفة‬ ‫ترجح‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الدنيا والاَخرة‬ ‫مصلحة‬

‫‪ ،‬وناسب‬ ‫والأحوال‬ ‫الظروف‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬ولاءم‬ ‫ومكان‬ ‫زمان‬ ‫لكل‬ ‫الثمرائع القديمة ‪ ،‬فصلح‬ ‫فى‬

‫من‬ ‫‪ ،‬إلى الفُرس وغيرهم‬ ‫السامية‬ ‫الشعوب‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫والأجناس‬ ‫الشعوب‬ ‫كل‬

‫على‬ ‫جميعأ‬ ‫إليهم‬ ‫لأنه نظر‬ ‫‪،‬‬ ‫الحامية‬ ‫الشعوب‬ ‫من‬ ‫البربر وغيرهم‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الآرية‬ ‫الشغوِب‬

‫‪ ،‬ولا تمييز فيها‬ ‫على يشعب‬ ‫لشعب‬ ‫‪ ،‬لا إيثار فيها‬ ‫عادلة‬ ‫عامة‬ ‫بشرائع‬ ‫إليهم‬ ‫‪ ،‬وأتى‬ ‫سواء‬

‫لجنس على جنس‪.‬‬

‫غايته‬ ‫؟ لأنه إذا كانت‬ ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫للتجديد‬ ‫الغاية يتسع‬ ‫هذه‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫والإسلام‬

‫حد‬ ‫عند‬ ‫الارتقاء ‪ ،‬ولا تقف‬ ‫طريق‬ ‫فى‬ ‫تسير‬ ‫النهوض‬ ‫هذا‬ ‫العام بالإنسانية ‪ ،‬فوسائل‬ ‫النهوض‬

‫الارتقاء فى‬ ‫على‬ ‫لأنها تعتمد‬ ‫‪،‬‬ ‫العبادات‬ ‫أمر‬ ‫يخالف‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأمرها‬ ‫لا تتعذاه‬ ‫محدوك‬

‫‪ ،‬ووصل‬ ‫امتد به الزمان‬ ‫وإن‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫الكمال‬ ‫ان يبلغ‬ ‫لا يمكن‬ ‫‪ ،‬والإنسان‬ ‫والعرفان‬ ‫العلم‬

‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫الجمعة‬ ‫(‪ ) 1‬سورة‬


‫بن‬ ‫حرملة‬ ‫المسند عمت‬ ‫فى‬ ‫سفيان‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬ ‫وأخرجه‬ ‫‪.- .‬‬ ‫انمفرئ‬ ‫داود‬ ‫بن‬ ‫الربيع سليمان‬ ‫أبى‬

‫الربيع بن‬ ‫عن‬ ‫الأصم‬ ‫الحاكم فى المستدرك عن‬ ‫‪ ،‬وأخرجه‬ ‫بن سَواد جميعأ‬ ‫عمرو‬ ‫وعن‬ ‫يحى‬

‫وحرملة‬ ‫بن سواد‬ ‫رواية عمرو‬ ‫الكامل من‬ ‫مقدمة‬ ‫فى‬ ‫ابن عدى‬ ‫المؤذن ‪ ،‬وأخرجه‬ ‫سليمان‬

‫بهذا‬ ‫بن وهب‬ ‫اللّه‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ‫؟ كلهم‬ ‫ابن وهب‬ ‫بن أخى‬ ‫بن وهب‬ ‫بن عبد الرحمن‬ ‫وأحمد‬

‫ولا عن‬ ‫بن أبىْ أيوب‬ ‫سديد‬ ‫عن‬ ‫ابن وهب‬ ‫‪ :‬لا أعلم رواه عن‬ ‫الإسناد ‪ ،‬قال ابن عدى‬

‫ورواية‬ ‫سابقأ‬ ‫المذكورة‬ ‫صالح‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫‪ :‬ورواية‬ ‫الحافظ‬ ‫الثلاثة ‪ ،‬قال‬ ‫هؤلاء‬ ‫غير‬ ‫ابن يزيد‬

‫ابن وهب‪.‬‬ ‫رووه عن‬ ‫وأبى الربيع ترد عليه ‪ ،‬فهم ستة أنفس‬ ‫الأصم‬

‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الإجابة‬ ‫فيه أمة‬ ‫الأمة‬ ‫من‬ ‫المراد‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫هذا‬ ‫شرح‬ ‫فى‬ ‫قيل‬ ‫وقد‬

‫فى‬ ‫قدمته‬ ‫الذى‬ ‫الأساس‬ ‫على‬ ‫ظاهرة‬ ‫هذا‬ ‫هـارادة‬ ‫‪،‬‬ ‫أن يراد أمة الدعوة‬ ‫‪ ،‬ويجور‬ ‫المسلمون‬

‫يتعدى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫والمدنى‬ ‫الدينى‬ ‫يراد منه النهوض‬ ‫سبق‬ ‫؟ لأنه كما‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫فهم‬

‫النهضة‬ ‫بتأثيرْ‬ ‫الاوربية‬ ‫قيام النهضة‬ ‫من‬ ‫حصل‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫يعاصرهم‬ ‫من‬ ‫المسلمين إلى‬ ‫من‬

‫الإسلامية‪.‬‬

‫المولد‬ ‫من‬ ‫تعتبر‬ ‫هل‬ ‫‪:‬‬ ‫المجذدون‬ ‫فيها أولثك‬ ‫يُبعث‬ ‫اعتبار المئين التى‬ ‫فى‬ ‫واختُلف‬

‫اعتبار الثانى‪،‬‬ ‫بعضهم‬ ‫واستظهر‬ ‫الوفاة ؟‬ ‫‪ ،‬أو من‬ ‫الهجرة‬ ‫البعثة ‪ ،‬أو من‬ ‫‪ ،‬أو من‬ ‫النبوى‬

‫محتمل‪.‬‬ ‫عندى‬ ‫‪ ،‬وكلّ‬ ‫اعتبار الثالث‬ ‫بعضهم‬ ‫واستظهر‬

‫من‬ ‫فالمراد‬ ‫‪.‬‬ ‫لا أولها‬ ‫المراد آخرها‬ ‫‪:‬فقيل‬ ‫المائة‬ ‫رأس‬ ‫المراد من‬ ‫فى‬ ‫أيضا‬ ‫واختُلف‬

‫الثنة فى كلامه‪،‬‬ ‫عالم ‪،‬يثمار بالعلم إلى مقامه ‪ ،‬وينصر‬ ‫حى‬ ‫وهو‬ ‫المائة‬ ‫انقضت‬ ‫البعث من‬

‫المائة الجديدة‬ ‫قبل‬ ‫مات‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫انقضائها‬ ‫بعد‬ ‫يبق‬ ‫الماثة ولم‬ ‫اَخر‬ ‫على‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫ان‬ ‫قيل‬ ‫حتى‬

‫حيث‬ ‫المائة من‬ ‫رأس‬ ‫بأن‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫اعتُرض‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫مجددأ‬ ‫لا يكون‬ ‫أيام مثلا‪،‬‬ ‫بخمسة‬

‫تاج‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬قال‬ ‫بمعنى آخره‬ ‫الشىء‬ ‫اللغة رأسُ‬ ‫فى‬ ‫بأنه جاء‬ ‫‪ ،‬وأجيب‬ ‫اللغة ‪ :‬أولها لا آخرها‬

‫على‬ ‫إنما يكون‬ ‫الإرسال‬ ‫وهو‬ ‫البعث‬ ‫إن‬ ‫وقيل‬ ‫‪،‬‬ ‫آخره‬ ‫وقيل‬ ‫طرفه‬ ‫الشىء‬ ‫‪ :‬رأسُ‬ ‫العروص‬

‫لنثمر‬ ‫لنفع الأنام ‪ ،‬وانتصابه‬ ‫للتصدى‬ ‫تأهُّله‬ ‫العالم‬ ‫إرسال‬ ‫معنى‬ ‫؟ لأن‬ ‫بمعنى أوله‬ ‫القرن‬ ‫رأس‬

‫‪ ،‬والمراد أن الله‬ ‫اتفاقى‬ ‫قيد الرأس‬ ‫إن‬ ‫‪ .‬وقيل‬ ‫لا بعث‬ ‫أخذ‬ ‫القرن‬ ‫آخر‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وموته‬ ‫الأحكام‬

‫أم فى‬ ‫وسطها‬ ‫أم فى‬ ‫المائة‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫أكان‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫المجدد‬ ‫هذا‬ ‫مائة سنة‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫يبعث‬ ‫تعالى‬

‫‪ ،‬هـانما‬ ‫رأسها‬ ‫المبعوث على‬ ‫من‬ ‫افضل‬ ‫هو‬ ‫من‬ ‫المائة‬ ‫وسط‬ ‫فى‬ ‫اَخرها ‪ ،‬لأنه قد يكون‬

‫وخروج‬ ‫‪،‬‬ ‫البدع‬ ‫وظهور‬ ‫‪،‬‬ ‫غالبا‬ ‫القرن‬ ‫علماء‬ ‫مظنةَ انخرام‬ ‫لكونه‬ ‫بالذكر‬ ‫الرأس‬ ‫خُصَص‬

‫الحرادث‬ ‫جرت‬ ‫إليه ‪ ،‬وقد‬ ‫لا داعى‬ ‫بالرأس‬ ‫التقييد‬ ‫؟ لأن‬ ‫عندى‬ ‫المختار‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الدجَالين‬

‫‪.‬‬ ‫المجدد‬ ‫هذا‬ ‫منوالها بعثُ‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فليكن‬ ‫التقيد بزمن‬ ‫عدم‬ ‫التاريخية على‬
‫إلا‬ ‫يبهون واحدأ أو أكثر ؟ فقيل انه لا يكون‬ ‫المائة‬ ‫فى‬ ‫يبعث‬ ‫من‬ ‫أيضأ هل‬ ‫واختلف‬

‫مائة‬ ‫كل‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫يبعث‬ ‫الله‬ ‫بأن‬ ‫التصريح‬ ‫الحديث‬ ‫روايات‬ ‫بعض‬ ‫فى‬ ‫أ لأنه جاء‬ ‫واحد‬

‫رأس‬ ‫على‬ ‫الثه يبعث‬ ‫" إن‬ ‫الرواية المشهورة‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫واحد‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫إنه قد يكون‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫رجلا‬

‫ابن‬ ‫هذا‬ ‫اختار‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫وغيره‬ ‫الواحد‬ ‫على‬ ‫) يطلق‬ ‫( من‬ ‫! ولفظ‬ ‫الخ‬ ‫يجدد‬ ‫ماثة من‬ ‫كل‬

‫أنواع الخير ‪ ،‬ولا‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫فى‬ ‫لا ينحصر‬ ‫تجديدها‬ ‫المحتاج إلى‬ ‫الصفات‬ ‫انجتماع‬ ‫؟ لأن‬ ‫حجر‬

‫واحد‪.‬‬ ‫الخير كلها فى شخص‬ ‫يلزم أن تجتمع خصال‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫حدشا فجددى المئين‬

‫‪ -‬باب‬ ‫الملاحم‬ ‫جاء فى سُنن أبى داود سليمان بن الأشعث السئجستانى فى أول كتاب‬

‫أخبرنى‬ ‫وهب(‪)1‬‬ ‫ابن‬ ‫‪ ،‬أخبرنا‬ ‫المهرِىّ‬ ‫داود‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫‪ :‬حدثنا‬ ‫المائة ‪-‬‬ ‫قرن‬ ‫فى‬ ‫ما يذكر‬

‫أبى هريرة‬ ‫‪ ،‬عن‬ ‫أبى علقمة‬ ‫‪ ،‬عن‬ ‫بن يزيد المعافرى‬ ‫شراحيلَ‬ ‫‪ ،‬عن‬ ‫بن أبى أيوب‬ ‫سعيد‬

‫مائة‬ ‫كل‬ ‫رأس‬ ‫الأمة على‬ ‫لهذه‬ ‫الثه يبعث‬ ‫( إن‬ ‫‪ ،‬قال‬ ‫الله لجصخغ‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫‪-‬‬ ‫فيما أعلم‬ ‫‪-‬‬

‫‪.‬‬ ‫لها دينها !‬ ‫يجدد‬ ‫من‬ ‫سنة‬

‫يَجز به‬ ‫‪ ،‬لم‬ ‫شُرَيح الإسكندرانى‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫‪ :‬رواه عبد‬ ‫هذا‬ ‫أبو داود بعد‬ ‫قال‬ ‫وقد‬

‫به‬ ‫يأت‬ ‫ولم‬ ‫الحديث‬ ‫هذا‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫‪ ،‬فأعضل‬ ‫المعافرى‬ ‫زيد‬ ‫بن‬ ‫شراحيل‬ ‫‪ ،‬يعنى‬ ‫شراحيل‬

‫ما‬ ‫هو‬ ‫المعضل‬ ‫‪ ،‬والحديث‬ ‫وأبا هريرة‬ ‫أبا علقمة‬ ‫‪ ،‬إذ أسقط‬ ‫الأول‬ ‫الطريق‬ ‫فى‬ ‫كما‬ ‫متصلا‬

‫شريح‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫وعبد‬ ‫‪:‬‬ ‫المنذرى‬ ‫قال‬ ‫‪.‬‬ ‫التوالى‬ ‫بشرط‬ ‫اثنان فأكثر‬ ‫إسناده‬ ‫من‬ ‫سقط‬

‫عضله‪.‬‬ ‫به ‪ ،‬وقد‬ ‫الاحتجاج‬ ‫على‬ ‫ومسلم‬ ‫البخارى‬ ‫‪ ،‬اتفق‬ ‫ثقة‬ ‫الإسك!ندرانى‬

‫‪ ،‬وقول‬ ‫معضل‬ ‫وطريق‬ ‫متصل‬ ‫‪ :‬طريق‬ ‫طريقين‬ ‫مرويا من‬ ‫الحديث‬ ‫هذا يكون‬ ‫وعلى‬

‫الحديث‬ ‫هذا‬ ‫حدثنى‬ ‫ان أبا هريرة‬ ‫علمى‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬يعنى‬ ‫" فيما أعلم‬ ‫الأول‬ ‫الطريق‬ ‫فى‬ ‫أبى علقمة‬

‫‪ ،‬فاستدرك‬ ‫برفعه‬ ‫جزمه‬ ‫عدم‬ ‫فى‬ ‫ظاهر‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫المنذرى‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫عليه‬ ‫لا موقوفأ‬ ‫مرفوعأ‬

‫لا‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫‪ ،‬لكن‬ ‫نعم‬ ‫‪ " :‬قلت‬ ‫بقوله‬ ‫‪I‬‬ ‫داود‬ ‫أبى‬ ‫سنن‬ ‫شرح‬ ‫المعبود‬ ‫‪ 9‬عون‬ ‫صاحب‬ ‫عليه‬

‫النبى عرَص‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫مرفوعأ‬ ‫كونه‬ ‫النبوة ‪ ،‬فتعين‬ ‫شأن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬إنما هو‬ ‫الراوى‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫يقال‬

‫‪ ،‬منهم‬ ‫تصحيحه‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫‪ :‬اتفق‬ ‫"‬ ‫" مرقاة الصعود‬ ‫فى‬ ‫قال السيوطى‬ ‫وقد‬

‫المتأخرين‬ ‫من‬ ‫صحته‬ ‫على‬ ‫نَم!‬ ‫وممن‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫" المدخل‬ ‫فى‬ ‫" والبيهقى‬ ‫" المستدرك‬ ‫فى‬ ‫الحاكم‬

‫أنه‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫‪ :‬اتفق‬ ‫شيخنا‬ ‫‪ :‬قال‬ ‫الجامع‬ ‫شرح‬ ‫فى‬ ‫العلقمى‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫حجر‬ ‫ابن‬ ‫الحافظ‬

‫وابن حجر‪،‬‬ ‫ابو الفضل العراقى‬ ‫المتأخرين‬ ‫من‬ ‫على صحته‬ ‫‪ ،‬وممن نص‬ ‫صحيح‬ ‫حديث‬

‫فتح‬ ‫فى‬ ‫‪54‬‬ ‫المنا‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫( المدخل‬ ‫فى‬ ‫أ والبيهقى‬ ‫" المستدرك‬ ‫المتقدمين الحاكبم فى‬ ‫ومن‬

‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والبيهقى‬ ‫‪،‬وصححه‬ ‫الفتن‬ ‫فى‬ ‫‪،‬والحاكم‬ ‫الملاحم‬ ‫فى‬ ‫أبو داود‬ ‫‪ :‬أخرجه‬ ‫القدير‬

‫ابن‬ ‫الحافظ‬ ‫‪ .‬وقال‬ ‫صحح‬ ‫‪ :‬سنده‬ ‫وكيره‬ ‫العراقى‬ ‫الزين‬ ‫‪ ،‬قال‬ ‫هريرة‬ ‫أبى‬ ‫عن‬ ‫كلهم‬ ‫المعرفة‬

‫أبو داود فى السنن عن‬ ‫‪ -‬أخرجه‬ ‫بمعالى ابن إدرشى‬ ‫العسقلانى فى ‪ -‬توالى التأسيس‬ ‫حجر‬

‫بن وهب‪.‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫) هو‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬


‫الاختلاف فى المجددين‬

‫بهذا‬ ‫المراد‬ ‫أنه‬ ‫إمامهم‬ ‫فى‬ ‫قوم‬ ‫الدين بن كثير ‪ :‬قد ادَّعى كل‬ ‫قال الحافظ عماد‬

‫العلماء‬ ‫أصناف‬ ‫من‬ ‫صنف‬ ‫طائفة وكل‬ ‫كل‬ ‫العلم من‬ ‫حملة‬ ‫‪ ،‬والظاهر أنه يعم‬ ‫الحديث‬

‫تأويل‬ ‫فى‬ ‫‪ 9 :‬تكلموا‬ ‫الأصول‬ ‫جامع‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫ولغويين‬ ‫ونحاة‬ ‫وفقهاء‬ ‫ومحذثين‬ ‫مفسرين‬

‫‪ ،‬والأوْلى‬ ‫عليه‬ ‫الحديث‬ ‫‪ ،‬وحمل‬ ‫مذهبه‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫القائم الذى‬ ‫أشارْ إلى‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫الحديث‬ ‫هذا‬

‫انتفاع‬ ‫ف!ن‬ ‫؟‬ ‫بالفقهاء‬ ‫أيضا‬ ‫يختص‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫والجمع‬ ‫الواحد‬ ‫على‬ ‫تقع‬ ‫مَن ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬ف!ن‬ ‫العموم‬

‫كونه‬ ‫ينبغى‬ ‫المبعوث‬ ‫والقرأء واْلوُعاظ ‪ ،‬لكن‬ ‫الحديث‬ ‫الأمر وأصحاب‬ ‫بأولى‬ ‫أيضأ‬ ‫الأمة يكون‬

‫بن عبد الحزيز‪،‬‬ ‫الأولى من أولى الأمر‪ :‬عمر‬ ‫رأس‬ ‫هذه الفنون ‪،‬ففى‬ ‫من‬ ‫فى كل‬ ‫إليه‬ ‫مشاراً‬

‫وابن سيرينَ‬ ‫والحسن‬ ‫الثة‬ ‫بن عبد‬ ‫وسالم‬ ‫بن الباقر والقاسم بن محمد‬ ‫الفقهاء محمد‬ ‫ومن‬

‫اَلثانية‬ ‫رأس‬ ‫‪ .‬وفى‬ ‫المحدِّثين الزهرى‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫القُرأء ‪ :‬ابن كثير‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫طبقتهم‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬

‫حنيفة‪،‬‬ ‫أبى‬ ‫أصحاب‬ ‫من‬ ‫والفُؤلُؤى‬ ‫الشافعى‬ ‫الفقهاء‪:‬‬ ‫‪.،‬ومن‬ ‫المأمون‬ ‫‪:‬‬ ‫الأمر‬ ‫أولى‬ ‫من‬

‫‪:‬‬ ‫الْقُرأء‬ ‫‪ ،‬و!ن‬ ‫الرضا‬ ‫بن موسى‬ ‫الإمامية ‪ :‬على‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫مالك‬ ‫أصحاب‬ ‫من‬ ‫وأشهب‬

‫أولى‬ ‫الثالثة من‬ ‫وفى‬ ‫‪.‬‬ ‫الكرخى‬ ‫الزهاد‪:‬‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫معين‬ ‫‪ :‬ابن‬ ‫المحذثين‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الخضئرَمىّ‬

‫والخًلال‬ ‫‪،‬‬ ‫الحنفى‬ ‫‪.-‬‬ ‫والطحاوى‬ ‫‪،‬‬ ‫الشافعى‬ ‫سرَيج‬ ‫ابن‬ ‫‪:‬‬ ‫الفقهاء‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫المقتدر‬ ‫‪:‬‬ ‫الأمر‬

‫أولى‬ ‫من‬ ‫الرابعة‬ ‫وفى‬ ‫‪.‬‬ ‫النَسائى‬ ‫؟‬ ‫إلمحدثين‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأشعرى‬ ‫‪:‬‬ ‫المتكلمين‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحنبلى‬

‫الحنفى‪،‬‬ ‫والخوارزمى‬ ‫‪،‬‬ ‫الشافعى‬ ‫الاسفرايينى‬ ‫‪:‬‬ ‫الفقهاء‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالئه‬ ‫القادر‬ ‫‪:‬‬ ‫الأمر‬

‫ومن‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫فورك‬ ‫وابن‬ ‫‪،‬‬ ‫الباقلانى‬ ‫‪:‬‬ ‫المتكلمين‬ ‫‪،‬ومن‬ ‫الحنبلى‬ ‫والحسين‬ ‫المالكى‬ ‫الوهاب‬ ‫وعبد‬

‫‪.‬‬ ‫القرون‬ ‫بقية‬ ‫فى‬ ‫يقال‬ ‫وهكذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الثورى‬ ‫‪:‬‬ ‫الزهاد‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحاكم‬ ‫‪:‬‬ ‫المحدثين‬

‫تحفة‬ ‫‪-‬‬ ‫سماها‬ ‫أرجوزة‬ ‫المجذدين إلى القرن التاسع فى‬ ‫الحافظ السيوطى‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬

‫قال نجيها‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المهتدين بأخبار المجددين‬

‫السئُنَبما‬ ‫لأهل‬ ‫المانح الفضل‬ ‫المنَة‬ ‫الحمد دئه العظيم‬

‫نبىٌ دينه لا يندرس‬ ‫على‬ ‫نلتمسَ‬ ‫والسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫ثم‬

‫معتبر‬ ‫حافظ‬ ‫رواه كلُّ‬ ‫أتى فى خبر مشتهر‬ ‫لقد‬

‫الأمة‬ ‫لهذى‬ ‫رتنا‬ ‫يبعث‬ ‫راس كل مائة‬ ‫فى‬ ‫بأن‬

‫مجذ‬ ‫لأنه‬ ‫دين الهدى‬ ‫عليها عالما يجذدُ‬ ‫مَئا‬

‫وقر‬ ‫ب!جماع‬ ‫العدل‬ ‫خليفة‬ ‫المائة الأولى عُمَر‬ ‫عند‬ ‫فكان‬

‫الساريه‬ ‫العلوم‬ ‫لما له من‬ ‫الثانيه‬ ‫عند‬ ‫كان‬ ‫والثافعى‬

‫‪%‬‬ ‫‪I‬‬
‫أصة‬ ‫عذَهُ صَق‬ ‫والأشرى‬ ‫وابن سُرَيج ثالثُ الأئمة‬

‫حكوا‬ ‫قد‬ ‫خلف‬ ‫الاسفرايينى‬ ‫أو‬ ‫رابع أو سهل‬ ‫والباقلاَنى‬

‫جدال‬ ‫من‬ ‫وعذُه ما فيه‬ ‫الغزالى‬ ‫هو‬ ‫الحبر‬ ‫والخامس‬

‫يوازى‬ ‫مثله‬ ‫والرانحى‬ ‫الفخر الإمام الرآزِى‬ ‫والسادس‬

‫باتفاق‬ ‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫ابن‬ ‫الراقى إلى المراقى‬ ‫والسابع‬

‫الدين‬ ‫الأنام زين‬ ‫حافظ‬ ‫او‬ ‫البلقينى‬ ‫هو‬ ‫الحبر‬ ‫والثامنُ‬

‫الفئه‬ ‫بين‬ ‫حياته‬ ‫على‬ ‫و!و‬ ‫المائه‬ ‫أن تمضى‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫والشرط‬

‫كلا!‪4‬‬ ‫ادُّخة فى‬ ‫وينصر‬ ‫بالعلم إلى مقامهِ‬ ‫يُشار‬

‫الزمن‬ ‫أهل‬ ‫علمه‬ ‫يعثمَ‬ ‫وأن‬ ‫لكل فن‬ ‫وأن يكون جامعأ‬

‫قَوِى‬ ‫وهْو‬ ‫المصطفى‬ ‫بيت‬ ‫مِن آل‬ ‫قد رُوِى‬ ‫حديث‬ ‫فى‬ ‫يكون‬ ‫وأن‬

‫والجمهورُ‬ ‫الحديث‬ ‫نطق‬ ‫قد‬ ‫وكونه فردأ هو المشَهوز‬

‫ما الهادى وَعَدْ‬ ‫أتتْ ولا يخلف‬ ‫قَد‬ ‫المئين‬ ‫وهذه تاسعة‬

‫جحَدُ‬ ‫لي!‬ ‫اللّه‬ ‫فيها ففضل‬ ‫المجذدُ‬ ‫أننى‬ ‫رجوتُ‬ ‫وقد‬

‫الايات‬ ‫للهذ و‬ ‫لمئينفيهايأقيعيسىنبىا‬ ‫واخرا‬

‫أَمَّهْ‬ ‫قد‬ ‫بعضنا‬ ‫الصلاة‬ ‫وفى‬ ‫الأمَّه‬ ‫الدين لهذى‬ ‫يجذد‬

‫يعلم‬ ‫السماء‬ ‫وفى‬ ‫بحكمنا‬ ‫لشرعنا ويجكم‬ ‫مقرراَ‬

‫بُدِى‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ‫ويُرفَعُ القراَن‬ ‫مِن مجدَب‬ ‫لم يبق‬ ‫وبعده‬

‫الساعه‬ ‫قيام‬ ‫إلى‬ ‫رَفْعه‬ ‫صِق‬ ‫والإضاعَه‬ ‫الأشرار‬ ‫وتكثر‬

‫صا‬ ‫أ‬
‫دونَ‬ ‫و‬ ‫لخفا‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫جلاَ‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫عَ!ص!‬ ‫ما‬ ‫عَلى‬ ‫للهَ‬ ‫ا‬ ‫أحمد‬ ‫و‬

‫ة‬ ‫ص‬ ‫المكر‬ ‫به‬ ‫أصحا‬ ‫!حَ‬ ‫وا لآلِ‬ ‫الر حمه‬ ‫نبى‬ ‫على‬ ‫مصليا‬

‫أبى داود ‪ -‬أن المجدد على رأس‬ ‫سق‬ ‫‪ ،‬شرح‬ ‫المعبود‬ ‫كتاب ‪ -‬عون‬ ‫وذكر صاحب‬

‫الأثر فى أعيان‬ ‫خلاصة‬ ‫الدين الرملى ‪ ،‬كما ذكره صاحب‬ ‫هو شمس‬ ‫القرن العاشر الهجرى‬

‫هو إبراهيم بن حسن‬ ‫القرن الحادى عشر‬ ‫رأس‬ ‫‪ .‬ثم ذكر أن المجدد على‬ ‫القرن الحادى عشر‬

‫على‬ ‫المجدد‬ ‫وأن‬ ‫المنورة ‪.‬‬ ‫المدينة‬ ‫ونزيل‬ ‫المسندين‬ ‫وعمدة‬ ‫المحققين‬ ‫خاتمة‬ ‫الكورانى‬ ‫الكردى‬

‫‪ ،‬والسيد مرتضى‬ ‫المدينة‬ ‫الفلانى نزيل‬ ‫بن نوح‬ ‫بن محمد‬ ‫صالح‬ ‫هو‬ ‫القرن الثانى عشر‬ ‫رأس‬

‫السيد نذير حسين‪،‬‬ ‫هو‬ ‫القرن الثالث عشر‬ ‫رأس‬ ‫المجدد على‬ ‫الزَّبيدى ‪ .‬وأن‬ ‫الحسينى‬

‫البوفالى‬ ‫خان‬ ‫حسن‬ ‫الأنصارى اليمانى ‪ ،‬والنواب صدبق‬ ‫بن محسن‬ ‫حسين‬ ‫والقاضى‬

‫القنوجى‪.‬‬

‫‪ -‬تاريخ الأستاذ‬ ‫كت!ابه‬ ‫المجذدِين فى تصدير‬ ‫أسماء بعض‬ ‫رضا‬ ‫وقد ذكر السيد رشيد‬

‫‪12‬‬
‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫الحاجة‬ ‫بحسب‬ ‫يبعثون‬ ‫المجددون‬ ‫ا كان‬ ‫إنم‬ ‫‪( :‬‬ ‫فقال‬ ‫‪-‬‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الإمام الشيخ‬

‫بن‬ ‫الإمام عمر‬ ‫؟ فكان‬ ‫بين الناس‬ ‫بنيان العدل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهدموا‬ ‫الدين‬ ‫لباس‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫أبلى‬ ‫لما‬

‫بالشقاق‬ ‫مزقوا‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫بنو أمية وأخلقوا‬ ‫قومه‬ ‫الثانى لما أبلى‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫مجدداَ‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬

‫العباس‬ ‫بنى‬ ‫بعض‬ ‫لمَا أخلق‬ ‫الثالث‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫مجددأ‬ ‫حنبلَ‬ ‫بن‬ ‫الإمام أحمد‬ ‫وفَرتوا ‪ ،‬وكان‬
‫دير‬
‫الفتنة وابتغاء تأويله‪،‬‬ ‫ابتغاء‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬ ‫الأمة ‪،‬باتباع ما تشابه‬ ‫سلف‬ ‫السنة ‪ ،‬ورشاد‬ ‫لباس‬ ‫من‬

‫ما يتعارض‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬بالقياس‬ ‫الغيب‬ ‫عالم‬ ‫فى‬ ‫ورد‬ ‫الله وما‬ ‫صفات‬ ‫فى‬ ‫الاَراء النظرية‬ ‫وتحكيم‬

‫الرابع بهذا المعنى‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫مجددأ‬ ‫الأشعرى‬ ‫أبو الحسن‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الشهادة‬ ‫عالم‬ ‫فى‬

‫شبرقت‬ ‫لما‬ ‫وأول السادس‬ ‫مجدداَ فى أواخر القرن الخامس‬ ‫الغزالى‬ ‫الإسلام أبو حامد‬ ‫وحجة‬

‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الظاهرى‬ ‫بن حزم‬ ‫على‬ ‫الفلاسفة وزندقة الباطنية ‪ ،‬والإمام أبو محمد‬ ‫نزعات‬

‫وتلميذه‬ ‫تَيميهَ‬ ‫الإسلام ابن‬ ‫‪ ،‬وشيئ‬ ‫الثرعية‬ ‫فقه النصوص‬ ‫الآراء من‬ ‫سحقت‬ ‫لما‬ ‫السادس‬

‫الفلسفية‬ ‫البدع‬ ‫مزقت‬ ‫ما‬ ‫لجميع‬ ‫مِن‬ ‫الثا‪9‬‬ ‫وأول‬ ‫السابع‬ ‫القرن‬ ‫آخر‬ ‫فى‬ ‫القيًم مجددين‬ ‫ابن‬

‫الدينية‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫السنية ‪،‬‬ ‫والسنة‬ ‫الكتاب‬ ‫مِن حُلل‬ ‫والإلحادية‬ ‫والتصوفية‬ ‫والكلامية‬

‫‪.‬‬ ‫العام ‪،‬‬ ‫الدينى‬ ‫التجديد‬ ‫الأمثال فى‬ ‫هؤلاء‬ ‫وحمبنا‬

‫فى‬ ‫انحصر‬ ‫خاصَاِ‬ ‫تجديدهم‬ ‫‪ ،‬كان‬ ‫قرن‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫آخرون‬ ‫مجددون‬ ‫‪ ( :‬وظهر‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫الموافقات‬ ‫صاحب‬ ‫الشاطبى‬ ‫إسحاق‬ ‫‪ ،‬كابى‬ ‫كبير أو صغير‬ ‫أو موضع‬ ‫أو شعب‬ ‫قطر‬

‫الهند‪،‬‬ ‫فى‬ ‫خان‬ ‫صديق‬ ‫محمد‬ ‫والسيد‬ ‫الله الدهلوى‬ ‫‪ ،‬وولى‬ ‫الأندلس‬ ‫فى‬ ‫والاعتصام‬

‫فى نجد‪،‬‬ ‫بن عبد الوهاب‬ ‫محمد‬ ‫البركوى فى الترك ‪ ،‬والشيخ‬ ‫بن بير على‬ ‫والمولى محمد‬

‫للجهاد‬ ‫آيم ون‬ ‫مجددون‬ ‫إوهناك‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫! ثم‬ ‫اليمن‬ ‫فى‬ ‫الورير‬ ‫وابن‬ ‫والشوكانى‬ ‫والمقبلى‬

‫فيه‪،‬‬ ‫العمران‬ ‫أركان‬ ‫هـاقامة‬ ‫البلاد له ‪،‬‬ ‫وفتح‬ ‫ملكه‬ ‫‪ ،‬أو تجديد‬ ‫الإسلام‬ ‫بالدفاع عن‬ ‫الحربى‬

‫العباسيين‬ ‫خلفاء‬ ‫‪ ،‬كبعض‬ ‫معروفون‬ ‫‪ ،‬ورجاله‬ ‫والوسط‬ ‫والغرب‬ ‫الشرق‬ ‫فى‬ ‫كثيرون‬ ‫وهم‬

‫الذى‬ ‫الدين الأيوبى‬ ‫صلاح‬ ‫التجديد ‪ ،‬كالسلطان‬ ‫بين أنواع من‬ ‫جمع‬ ‫من‬ ‫والأمويين ‪ ،‬ومنهم‬

‫البلاد الإشلامية المقدسة‬ ‫عن‬ ‫الافرنج المتحدة ‪ ،‬وأجلاهم‬ ‫شعوب‬ ‫من‬ ‫الصليبيين‬ ‫جيوش‬ ‫كسر‬

‫الترك‬ ‫فتح‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاد المصرية‬ ‫الباطنية من‬ ‫انعُيديين‬ ‫مَلاحدة‬ ‫دولة‬ ‫وأزال‬ ‫‪،‬‬ ‫وغيرها‬

‫الإسلام ورالت‬ ‫ملك‬ ‫‪ ،‬ثم ذكر أنه اتع‬ ‫الإسلام‬ ‫فيها مجد‬ ‫ممالك أوربا عرت‬ ‫لكثير من‬

‫مختلفة فى الأجناس‬ ‫إلى شعوب‬ ‫أمته السياسية‬ ‫وحدة‬ ‫دوله ‪ ،‬فتفرقت‬ ‫وكثرت‬ ‫أحكامه‬ ‫وحدة‬

‫‪ ،‬وكان يظهر فى‬ ‫والفروع‬ ‫مختلفة فى الأصول‬ ‫إلى مذاهب‬ ‫الدينية‬ ‫ملته‬ ‫‪ ،‬ووحدة‬ ‫والأوطان‬

‫الإدارة والعمران كمحمد‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫العلم كما تقدم‬ ‫فى‬ ‫متفرقون‬ ‫مجددون‬ ‫المتفرقة‬ ‫هذه الدول‬

‫فى تركستان‬ ‫بك‬ ‫الجزاثر ‪ ،‬ويعقوب‬ ‫كالأمير عبد القادر فى‬ ‫الحرب‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫باشا بمصر‬ ‫على‬

‫الترك ‪ ،‬وخير‬ ‫باشا وفؤاد باشا فى‬ ‫باشا وعلى‬ ‫رشد‬ ‫السياسة كمصطفى‬ ‫الصينية ‪ ،‬وفى‬

‫‪13‬‬
‫الأمة‬ ‫حال‬ ‫أن ذكر‬ ‫! إلى‬ ‫السنوسى‬ ‫كالتيد‬ ‫العامة والبدو‬ ‫إرشاد‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫تونس‬ ‫فى‬ ‫باشا‬ ‫الدين‬

‫!‬ ‫نوع اَخر غير المجددين السابقين يعرفون‬ ‫من‬ ‫إلى مجددين‬ ‫وحاجتهأ‬ ‫الإسلامية فى عصرنا‬

‫بينهم‬ ‫الفرق‬ ‫اتساع‬ ‫بها بعد‬ ‫اللحاق‬ ‫إلى‬ ‫المسلمين‬ ‫حاجة‬ ‫مدنيتها‪ ،.‬ومقدار‬ ‫إليه أوربا فى‬ ‫وصلت‬

‫‪.‬‬ ‫المصرى‬ ‫عبده‬ ‫‪ ،‬ومحمد‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫هذا‬ ‫أجل‬ ‫الله إليهم من‬ ‫بعث‬ ‫وبينها ‪ ،‬وقد‬

‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫نضيف‬ ‫‪ ،‬ولكنا‬ ‫المجددين‬ ‫أسماء‬ ‫فى‬ ‫بيان خلافهم‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫الآن على‬ ‫ولنقتصر‬

‫عون‬ ‫‪-‬‬ ‫صاحب‬ ‫‪ ،‬فقد ذكر‬ ‫بعض‬ ‫الفرق على‬ ‫بعض‬ ‫إليه تعصب‬ ‫يدعو‬ ‫مما‬ ‫مثلأ‬ ‫الخلاف‬

‫البدعة ‪ ،‬ويكثر العلم ويُعز‬ ‫من‬ ‫السنَة‬ ‫أن يبين‬ ‫المجدد‬ ‫أبى داود ‪ -‬أن شرط‬ ‫سق‬ ‫شرح‬ ‫المعبود‬

‫البتة هـان كان‬ ‫مجددأ‬ ‫لا يكون‬ ‫كذلك‬ ‫لا يكون‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلها‬ ‫ويكسر‬ ‫البدعة‬ ‫‪ ،‬ويقمع‬ ‫أهله‬

‫عَذ‬ ‫من‬ ‫الأصول‬ ‫جامع‬ ‫عليه‬ ‫ما نم!‬ ‫‪ ،‬وأنكر‬ ‫لهم‬ ‫مرجعأ‬ ‫بين الناس‬ ‫‪ ،‬مشهوراً‬ ‫عالمأ بالعلوم‬

‫الرضا الإمامى الشيعى‪،‬‬ ‫المرتضى أخو‬ ‫المجددين ‪ ،‬وكذلك‬ ‫الإمامى الثميعى من‬ ‫أبى جعفر‬

‫رأس‬ ‫‪ ،‬ففى‬ ‫مائة سنة‬ ‫كل‬ ‫رأس‬ ‫الاكابر على‬ ‫من‬ ‫إشارة إلى جماعة‬ ‫‪ :‬ة الحديث‬ ‫وهذا نصه‬

‫الطحاوى‬ ‫جعفر‬ ‫المقتدر وأبو‬ ‫الثالثة‬ ‫" وعلى‬ ‫قال‬ ‫أن‬ ‫" إلى‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫الأولى‬

‫الرابعة القادر بالته‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫والنسائى‬ ‫الأشعرى‬ ‫الحسن‬ ‫وأبو‬ ‫الإمامى‬ ‫جعفر‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫الحنفى‬

‫الإمامى‬ ‫الرضا‬ ‫اخو‬ ‫الحنفى والمرلضى‬ ‫الخوارزمى‬ ‫الأسفراببنى وأبو بكر محمد‬ ‫وأبو حامد‬

‫الرتبة دمان‬ ‫هذه‬ ‫لا يستحقون‬ ‫الشيعة‬ ‫علماء‬ ‫؟ لأن‬ ‫بين‬ ‫‪ ،‬وغلط‬ ‫فاحش‬ ‫خطأ‬ ‫‪ ،‬فهذا عنده‬ ‫الخ‬

‫وهم‬ ‫كيف‬ ‫‪،‬‬ ‫الاشتهار‬ ‫غاية‬ ‫واشتهروا‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫أقصى‬ ‫وبلغوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الاجتهاد‬ ‫إلى‬ ‫وصلوا‬

‫البدع فكيف‬ ‫؟ ويروجون‬ ‫يحيونها‬ ‫فكيف‬ ‫السنن‬ ‫يجدِّدونه ؟ ويميتون‬ ‫‪ ،‬فكيف‬ ‫الدين‬ ‫يخربون‬

‫اهـ‪.‬‬ ‫السبيل‬ ‫سواء‬ ‫الله تعالى‬ ‫الغالين المبطلين ‪ ،‬هداهم‬ ‫إلا من‬ ‫؟ وليسوا‬ ‫يمحونها‬

‫تحاقق فيه‬ ‫التجديد فمن‬ ‫اساس‬ ‫فيما سبق‬ ‫‪ ،‬وقد ذكرت‬ ‫غلو فى التعصب‬ ‫وهذا عندى‬

‫الفرق الإسلامية ‪ ،‬ولا شك‬ ‫من‬ ‫سنيأ أم كان شيعيأ أم كان غيرهما‬ ‫‪ ،‬سواء كان‬ ‫فهو مجدد‬

‫الاَن‬ ‫عليه‬ ‫القضاء‬ ‫وأنه يجب‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫بين الفرق‬ ‫الممقوت‬ ‫آثار التعصب‬ ‫أثر من‬ ‫هذا‬ ‫أن‬

‫بىاب التجديد‬ ‫فى‬ ‫لهذا التعصب‬ ‫أنه لا محل‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫وألفتهم‬ ‫وحدتهم‬ ‫لتعود للمسلمين‬

‫له أدنى‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫فيها إليه ‪ ،‬واكبر‬ ‫ينظر‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫أسمى‬ ‫التجديد‬ ‫فكرة‬ ‫؟ لأن‬ ‫والمجددين‬

‫أن يكون‬ ‫‪ ،‬فلا يصح‬ ‫الممقوت‬ ‫التعصب‬ ‫ذلك‬ ‫أن يتعالى على‬ ‫أثر فيها ؟ لأن المجدد يجب‬

‫‪ ،‬بل‬ ‫بالمسلمين‬ ‫النهوض‬ ‫إليه من‬ ‫فيما يرمى‬ ‫ولا‬ ‫التجديد‬ ‫غايته من‬ ‫أثر فى‬ ‫الدين‬ ‫لمذهبه فى‬

‫يقصد‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫فريقْ‬ ‫على‬ ‫يميز فريقا‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫جميعأ‬ ‫المسلمين‬ ‫إلى‬ ‫دعوته‬ ‫فى‬ ‫ينظر‬ ‫أن‬ ‫يجب‬

‫بهم جميعأ‬ ‫أن ينهضت‬ ‫؟ ويقصد‬ ‫فى خير المسلمين جميعا‬ ‫فرقة بل يسعى‬ ‫بالتجديد فرقة دون‬

‫واحدة فيما‬ ‫كلمتفم‬ ‫التجديد ‪ ،‬ويجعل‬ ‫غايته من‬ ‫بينهم على‬ ‫؟ ليجمع‬ ‫فيهم جميعأ‬ ‫وأن يجدد‬

‫‪.‬‬ ‫النهوض‬ ‫من‬ ‫يقصده‬

‫‪14‬‬
‫إلى تلك‬ ‫‪ ،‬ويصير‬ ‫الممقوت‬ ‫التعصب‬ ‫ذلك‬ ‫المجددين عن‬ ‫تجرد من‬ ‫أن من‬ ‫ولا بخفى‬

‫فرق‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫سنئا أو شيعيَا أو غير‬ ‫أن يكون‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬لا يضره‬ ‫التجديد‬ ‫الغاية السامية من‬

‫لا‬ ‫أنه مسلم‬ ‫الا إلى‬ ‫‪ ،‬ولا ينظر‬ ‫الدينى‬ ‫مذهبه‬ ‫ينسى‬ ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫دعوته‬ ‫؟ لأنه فى‬ ‫المسلمين‬

‫التعصب‬ ‫علىلم ذلك‬ ‫معه‬ ‫نتعالى‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الناحية السامية‬ ‫هذه‬ ‫إليه من‬ ‫ننظر‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫غير‬

‫فيه فله‬ ‫؟ ف!ن ‪/‬كانس مصيبأ‬ ‫وربه‬ ‫لنفسه‬ ‫الدينى‬ ‫ومذهبه‬ ‫نتركه‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫عليه‬ ‫تعالى‬ ‫كما‬ ‫الممقوت‬

‫اجتهاده‬ ‫له ثوابه على‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬إنْ لم‬ ‫ربه‬ ‫ب!معه عفو‬ ‫فيه فقد‬ ‫مخطئا‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬و(ن‬ ‫وثوابه‬ ‫أجره‬

‫‪.‬‬ ‫قصده‬ ‫وحسن‬

‫***‬

‫‪15‬‬
‫فى القرن الأول‬ ‫المجددون‬

‫القرن الا"ول الهجرى‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫الأول‬ ‫ربغ‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫ليلة مضت‬ ‫يوم الاثنين لاثنتى عشرة‬ ‫فجر‬ ‫فى‬ ‫عد!هنَجّ!ا‬ ‫ا‬ ‫النبى‬ ‫ولد‬

‫من‬ ‫‪02‬‬ ‫أنو شِروان ‪ ،‬وهذا يوافق‬ ‫كسرى‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫عام الفيل ‪ ،‬ولأربعين سنة خلت‬ ‫فى‬

‫وثمانية ايام ‪،‬‬ ‫أشهر‬ ‫وستة‬ ‫هلالية‬ ‫سنة‬ ‫أتم أربعين‬ ‫بعثته حين‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫م‬ ‫‪057‬‬ ‫سنة‬ ‫أغسطس‬

‫الخميس‬ ‫المدينة يوم‬ ‫إلى‬ ‫مكة‬ ‫من‬ ‫هجرته‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫م‬ ‫‪61 0‬‬ ‫سنة‬ ‫أغسطس‬ ‫من‬ ‫‪6‬‬ ‫يوافق‬ ‫وهذا‬

‫على‬ ‫منه ‪ ،‬وقد مضى‬ ‫لية خلت‬ ‫لاثنتى عشرة‬ ‫المدينة‬ ‫ربيع الأول ‪ ،‬فوصل‬ ‫شهر‬ ‫أول يوم من‬

‫‪ ،‬وتوافق هجرته‬ ‫سنة‬ ‫عشرة‬ ‫ثلاث‬ ‫إقامته بمكة نحو‬ ‫‪ ،‬فتكون‬ ‫سنة‬ ‫وخمسون‬ ‫مولده ثلاث‬

‫من‬ ‫ليلة خلت‬ ‫الاثنين لليلتين أو لاثنتى عثمرة‬ ‫وفاته يوم‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫م‬ ‫‪622‬‬ ‫يونيه سنة‬ ‫من‬ ‫‪28‬‬

‫ابتداء‬ ‫ف!ذا جعلنا‬ ‫‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫يوافق‬ ‫وهذا‬ ‫"‬ ‫الهجرة‬ ‫من‬ ‫تسع‬ ‫سنة‬ ‫الأول‬ ‫ربيع‬ ‫شهر‬

‫‪.‬‬ ‫‪fV 18‬‬ ‫انتهاؤه سنة‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫م‬ ‫‪622‬‬ ‫ابتداؤه سنة‬ ‫‪ ،‬يكون‬ ‫الهجرة‬ ‫من‬ ‫التأريخ القرنَ الأول‬

‫‪،‬‬ ‫بالقوة والاستبداد‬ ‫العالم‬ ‫يتْنازعان حكم‬ ‫والفُرس‬ ‫الروم‬ ‫ودولتا‬ ‫الإسلام‬ ‫ظهر‬ ‫وقد‬

‫فى‬ ‫لها أثرها‬ ‫كان‬ ‫الوثنية‬ ‫فى‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫نشأة‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بالنصرانية‬ ‫تدين‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫وكانت‬

‫اضطهدت‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الخالص‬ ‫التوحيد‬ ‫إلى‬ ‫تدعو‬ ‫التى‬ ‫فيها بالنصرانية‬ ‫تأخذ‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫نصرانيتها‬

‫يقولون‬ ‫الذين‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫التثليث‬ ‫عقيدة‬ ‫فيها إلى‬ ‫يذهبون‬ ‫الذين‬ ‫وناصرت‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫المتمسكين‬

‫ورثت‬ ‫قد‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫‪ .‬وكانت‬ ‫القدس‬ ‫وروح‬ ‫والابن‬ ‫الأقانيم الثلاثة ‪ :‬الأب‬ ‫الإله من‬ ‫بتركب‬

‫تاييد‬ ‫نحو‬ ‫الفلسفة‬ ‫بهذه‬ ‫تنحرف‬ ‫اليونان قبلها ‪ ،‬فاخذت‬ ‫دولة‬ ‫فيما ورثته عن‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬

‫‪ ،‬لأن فلسفة‬ ‫فلسفة أرسطو‬ ‫على‬ ‫فل!فة افلاطون‬ ‫فى ذلك‬ ‫آثرت‬ ‫عقيدتها فى الضرانية حتى‬

‫المثل‬ ‫صاحبة‬ ‫أفلاطون‬ ‫له فلسفة‬ ‫تتسع‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫العقيدة‬ ‫فى‬ ‫انحرافها‬ ‫لا تؤيد‬ ‫واقعية‬ ‫أرسطو‬

‫‪ .‬وقد‬ ‫النصرانية‬ ‫فى‬ ‫الانحراف‬ ‫ذلك‬ ‫بينها وبين‬ ‫التوفيق‬ ‫يمكن‬ ‫خيالية‬ ‫العقلية ‪ ،.‬لأنها فلسفة‬

‫تندفع‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫اليونان الأصلية‬ ‫لفلسفة‬ ‫مخلصة‬ ‫اليونان القديمة مدارس‬ ‫أثينا عاصمة‬ ‫فى‬ ‫بقيت‬

‫دولة‬ ‫‪ ،‬فناصبتها‬ ‫والدين‬ ‫بين الفلسفة‬ ‫المثمؤَه‬ ‫الخلط‬ ‫ذلك‬ ‫تخلط‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫التحريف‬ ‫تيار ذلك‬ ‫فى‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪952‬‬ ‫سنة‬ ‫الروم‬ ‫ملك‬ ‫جستنيان‬ ‫أن أغلقها‬ ‫وتناوئها إلى‬ ‫تناهضها‬ ‫تزل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫العداء‬ ‫الروم‬

‫‪16‬‬
‫كسرى‬ ‫منهم إلى بلاد الفرس فى عهد‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬فهرب‬ ‫فى البلاد‬ ‫فلاسفتها‬ ‫وشرَّد‬

‫‪.‬‬ ‫ببلاد الفرس‬ ‫جنديسابود!‬ ‫مدينة‬ ‫فى‬ ‫مدرسة‬ ‫‪ ،‬وأنثاْ لهم‬ ‫وفادتهم‬ ‫اْنو شِرْوَانَ ‪ ،‬فأكرم‬

‫رجال‬ ‫اضطهاد‬ ‫فيها أقسى‬ ‫واضطهد‬ ‫‪،‬‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫فى‬ ‫والدين‬ ‫العلم‬ ‫حال‬ ‫ساء‬ ‫وبهذا‬

‫عقيدة‬ ‫على‬ ‫مقصورة‬ ‫الدولة كانت‬ ‫إن وظائف‬ ‫لها فى العقيدة ؟ حتى‬ ‫العلم والدين المخالفون‬

‫عقيدتهم‬ ‫فى‬ ‫يخالفونهم‬ ‫الذين‬ ‫النصارى‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫منها المصريون‬ ‫حُرم‬ ‫الروم الملكية ‪ ،‬وقد‬

‫ابتداء‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫الفساد‬ ‫عوامل‬ ‫استفحلت‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫جميعا‬ ‫تجمعهم‬ ‫النصرانية‬ ‫كانت‬ ‫!ان‬

‫الدينية والأطماع‬ ‫الخلاِقات‬ ‫بسبب‬ ‫الثورات‬ ‫فيها‬ ‫وظهرت‬ ‫‪،‬‬ ‫الميلادى‬ ‫السادس‬ ‫القرن‬ ‫من‬

‫سلفه‬ ‫قتل‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫ملك‬ ‫فوكاس‬ ‫الميلادى تولى‬ ‫السابع‬ ‫القرن‬ ‫أول‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫السياسية‬

‫غلبوا‬ ‫قد‬ ‫الفرس‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الرومَ بعده‬ ‫وملكَ‬ ‫أفريقية وقتله‬ ‫هِرَقل حاكمُ‬ ‫فثار عليه‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬

‫هذه‬ ‫واسترد‬ ‫بهم‬ ‫وظفر‬ ‫هرقل‬ ‫ممتلكاتهم ‪ ،‬فحاربهم‬ ‫كثير من‬ ‫دولة الروم واستولوا على‬

‫أراد أن يحمل‬ ‫لاْنه‬ ‫؟‬ ‫فيها‬ ‫الدينية‬ ‫الفتن‬ ‫بإثارة‬ ‫دولته‬ ‫أن أضعف‬ ‫لم يلبث‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الممتلكات‬

‫العقيدة‬ ‫له فى‬ ‫المخالفون‬ ‫فثار عليه‬ ‫الملكية ‪،‬‬ ‫الروم‬ ‫عقيدة‬ ‫فيها على‬ ‫النصارى‬ ‫بالقوة جميع‬

‫هذه‬ ‫من‬ ‫فخلصهم‬ ‫الإسلام‬ ‫جاء‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫ممتلكاتهم‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫الدينية‬

‫فى‬ ‫دولته‬ ‫أهل‬ ‫بين‬ ‫وسوَّى‬ ‫‪،‬‬ ‫العقائد‬ ‫فى‬ ‫احراراَ‬ ‫الناس‬ ‫وجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫الاضطهادات‬

‫‪.‬‬ ‫وغيره‬ ‫بين مسلم‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يفرق‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫السياسية‬ ‫حقوقهم‬

‫أنوشروان‬ ‫‪-‬أمرها بعد وفاة كسرى‬ ‫؟ فقد اضطرب‬ ‫كان الحال فى دولة الفرس‬ ‫وكذلك‬

‫فيها‬ ‫فانتشرت‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫الميلادى‬ ‫السادس‬ ‫القرن‬ ‫فيها ابتداء من‬ ‫الفساد‬ ‫عوامل‬ ‫واستفحلت‬

‫تنمعة‬ ‫سنين‬ ‫فى*أربع‬ ‫عرشَها‬ ‫ادعى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فيها‬ ‫الملك‬ ‫النزاع على‬ ‫‪ ،‬وكثر‬ ‫والفق‬ ‫الدسائس‬

‫بنظرية‬ ‫يدينون‬ ‫ملوكها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بعضا‬ ‫بعضهم‬ ‫‪ ،‬فيقتل‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬كانوا يقتتلون‬ ‫الأمراء‬ ‫من‬

‫بشىء‬ ‫‪ ،‬لا يعنى‬ ‫استبداديأ‬ ‫حكما‬ ‫‪ ،‬وحكموها‬ ‫طبقات‬ ‫الرعية إلى‬ ‫فقسموا‬ ‫المقدَّس(‪)1‬‬ ‫الحق‬

‫أرسل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الألوهية‬ ‫إلى دعوى‬ ‫أن وصلوا‬ ‫النظرية إلى‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫الاكاسرة‬ ‫قد تغالى‬ ‫(‪)1‬‬

‫الذى‬ ‫الصليب‬ ‫خشب‬ ‫المقدس وأخذ‬ ‫بيت‬ ‫م ‪ -‬على‬ ‫‪614‬‬ ‫سنة ‪-‬‬ ‫حير‪ ،‬استولى جيشه‬ ‫كسرى‬

‫الروم ما يأتى‪:‬‬ ‫ملك‬ ‫الى هرقل‬ ‫المسيحيون‬ ‫يقدسه‬

‫الأغريق‪،‬‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ألم أقض‬ ‫عبده‬ ‫مرقل‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫العالم كله‬ ‫وسيد‬ ‫الآلهة‬ ‫أعظم‬ ‫كسرى‬ ‫إ من‬

‫المقدس والإسكندرية؟‬ ‫قيسرية وبيت‬ ‫من يدى‬ ‫‪ ،‬فلماذا لم يخفص‬ ‫(نك تقول (نك تئق فى إلهك‬

‫إلى‬ ‫؟ إذا قدمتَ‬ ‫ذنوبك‬ ‫جميع‬ ‫لك‬ ‫أننى ساغفر‬ ‫على‬ ‫؟‬ ‫أيضا‬ ‫القسطنطينية‬ ‫أخرب‬ ‫أنا لن‬ ‫وهل‬

‫الزيتون ‪ ،‬وسأنظر إليك نظرة‬ ‫الأراضى والكروم وعروش‬ ‫‪ ،‬وسأمنحك‬ ‫وأطفالك‬ ‫زوجنك‬ ‫معك‬

‫أن ينقذ نفسه من‬ ‫الذى لم يستطع‬ ‫الميح‬ ‫ذلك‬ ‫الخائب فى‬ ‫بأملك‬ ‫نفسك‬ ‫‪ ،‬لا تغش‬ ‫رحيمة‬

‫!‬ ‫اليهود الذين قتلوه وصلبوه‬

‫‪17‬‬
‫)‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫( ‪ - 2‬المجددون‬
‫أن تبقى فى‬ ‫‪ ،‬لأن الرعية يجب‬ ‫بها فى علم أو نحوه‬ ‫للنهوض‬ ‫أمر الرعية ‪ ،‬ولا يعمل‬ ‫من‬

‫القائم‬ ‫كان‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫نحوه‬ ‫او‬ ‫‪-‬إليه بعلم‬ ‫تتسامى‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المقدس‬ ‫الملك‬ ‫من‬ ‫مركزها‬

‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫اليونان والسريان‬ ‫من‬ ‫أجنبية‬ ‫عناصر‬ ‫الفرس‬ ‫دولة‬ ‫من‬ ‫العهد‬ ‫هذا‬ ‫العلمية فى‬ ‫بالحركة‬

‫مدرسة‬ ‫أمر‬ ‫كانوا يتولون‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬فهم‬ ‫المجوس‬ ‫ديانة الفرس‬ ‫خلاف‬ ‫على‬ ‫بالنصرانية‬ ‫كدينون‬

‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫فيها أيضا‬ ‫صاروا‬ ‫وقد‬ ‫البلاد ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫العلمية‬ ‫المدارس‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫جندَيسابور‬

‫العهد بأحسن‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫العلم فى دولة الفرس‬ ‫الخلط المشوه بين الفلسفة والدين ؟ فلم يكن‬

‫‪.‬‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫منه فى‬ ‫حظا‬

‫الجمود ‪ ،‬وطغى‬ ‫من‬ ‫ما يكون‬ ‫الى أشد‬ ‫العهد ‪ ،‬وصار‬ ‫العلم القهقرى فى ذلك‬ ‫فرجع‬

‫أغراضه‪،‬‬ ‫الايشبداد ‪ ،‬يخدم‬ ‫ذلك‬ ‫فى ركاب‬ ‫سار‬ ‫عليه استبداد الملوك فى الدولتين ‪ ،‬حتى‬

‫‪.‬‬ ‫أو تقويبمَ معؤج‬ ‫فاسد‬ ‫فيه إصلاحَ‬ ‫يحاول‬ ‫‪،‬ولا‬ ‫ماَربه‬ ‫وشاعد‬

‫فيه بأمور الدين‪،‬‬ ‫‪ ،‬فقد استدوا‬ ‫العهد‬ ‫ذلك‬ ‫الدين فى‬ ‫حالُ رجال‬ ‫كان‬ ‫وكذلك‬

‫الله يح!ون‬ ‫دون‬ ‫أربابا من‬ ‫الدين‬ ‫باسم‬ ‫أنفسهم‬ ‫جعلوا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫العلم‬ ‫فيه لأنفسهم‬ ‫واحتكروا‬

‫الدين بذلك‬ ‫الرعية طاعة عمياء فى تحليلهم وتحريمهم فصإر‬ ‫‪ ،‬وتطيعهم‬ ‫بشهواتهم‬ ‫ويحرً مون‬

‫ذ‬ ‫إ‬ ‫له ‪،‬‬ ‫باحتكارهم‬ ‫العلم‬ ‫جمد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فيه اجتهادا أو تجديدا‬ ‫ير الناس‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫تقليدا وجمودا‬

‫ويفسر‬ ‫فى ركابه يخدمه‬ ‫‪ ،‬وسار‬ ‫ا&ين‬ ‫بجمود‬ ‫فى الدين إلى العلم ‪ ،‬فجمد‬ ‫تعذَى جمودهم‬

‫والتجديد يخه‪.‬‬ ‫الاجتهاد‬ ‫على‬ ‫ويقلده ‪ ،‬ولا يجرؤ‬ ‫نصوصه‬

‫لم‬ ‫فيه طريقا جديدا‬ ‫‪ ،‬وسلك‬ ‫الناش‬ ‫فى‬ ‫الحكم‬ ‫طريق‬ ‫الإسلام أصلح‬ ‫فلما جاء‬

‫مقَذَسا فى‬ ‫حقا‬ ‫ير أن بكون‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أو كسرَوئا‬ ‫استئثارا قيصرئا‬ ‫يجعله‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫يعرفوه‬

‫منها‪،‬‬ ‫وَثَته‬ ‫له من‬ ‫‪ ،‬تختار‬ ‫الأمة كلها‬ ‫فى‬ ‫عائا‬ ‫حقا‬ ‫جعله‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫فريق‬ ‫الأمة دون‬ ‫من‬ ‫فريق‬

‫لأنه‬ ‫وَتَته ‪،‬‬ ‫كما‬ ‫عزلته‬ ‫‪ ،‬دهان استبذَ وجار‬ ‫الحكم‬ ‫أبقته فى‬ ‫والعدل‬ ‫فيها بالشئورى‬ ‫حكم‬ ‫ف!ن‬

‫‪ ،‬فلها الحق‬ ‫الأمة‬ ‫من‬ ‫حكفه‬ ‫استمد‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫العزل‬ ‫معه‬ ‫لا يصح‬ ‫مقدس‬ ‫بحق‬ ‫لم يتوؤَ الحكم‬

‫ولايته‪.‬‬ ‫فى‬ ‫لها الحق‬ ‫كما‬ ‫عزله‬ ‫فى‬

‫جموذا‬ ‫الدين‬ ‫‪. ،‬فلم يجعل‬ ‫الحكم‬ ‫أمر‬ ‫استقام‬ ‫لما‬ ‫والعلم‬ ‫فيه أمر الدين‬ ‫استقام‬ ‫وكذلك‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫تحريف‬ ‫فيه من‬ ‫ما كان‬ ‫على‬ ‫وقضى‬ ‫‪،‬‬ ‫والتجديد‬ ‫الاجتهاد‬ ‫فيه باب‬ ‫فتح‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫أو تقليذا‬

‫‪ ،‬فاتفق‬ ‫الحقيقة‬ ‫عن‬ ‫يبعده‬ ‫مما كان‬ ‫الدين‬ ‫‪ ،‬لأنه خَقَصَ‬ ‫العلم‬ ‫بهذا بينه وبين‬ ‫‪ ،‬فقرب‬ ‫تشويه‬

‫استقام‬ ‫بهذا أمر العلم كما‬ ‫‪ ،‬واستقام‬ ‫مهما‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫المقصودة‬ ‫الغاية‬ ‫يخها ‪ ،‬لأنها‬ ‫والعلم‬ ‫هو‬

‫الدين‪،‬‬ ‫بين رجال‬ ‫محتكرأ‬ ‫يبق‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والتجديد‬ ‫الاجتهاد‬ ‫باب‬ ‫فيه أيضا‬ ‫‪ ،‬وفتح‬ ‫أمر الدين‬

‫ولا‬ ‫دين‬ ‫‪2‬‬ ‫فيه‬ ‫بينهم‬ ‫لا يفرق‬ ‫‪،‬‬ ‫الأجناس‬ ‫سائؤ‬ ‫من‬ ‫فيه رواده‬ ‫واشترك‬ ‫الناس‬ ‫بابه لكل‬ ‫فتح‬ ‫بل‬

‫‪18‬‬
‫واحدة‬ ‫منهما‬ ‫الغاية‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫الدين‬ ‫شيل‬ ‫غير‬ ‫آخر‬ ‫بينهم لأن له شيلا‬ ‫يفرق‬ ‫كان‬ ‫مما‬ ‫غيره‬

‫‪.‬‬ ‫الدنيا والاَخرة‬ ‫سعادة‬ ‫‪ ،‬وهى‬

‫من‬ ‫فداه الأسير‬ ‫‪ ،‬إذ جعل‬ ‫بدر‬ ‫غزوة‬ ‫فى‬ ‫مثلاً عظيمَا‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫علصتجيماا‬ ‫النبى‬ ‫ضرب‬ ‫وقد‬

‫من‬ ‫الغلم "يؤخذ‬ ‫أن‬ ‫فأفاد بهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫فتان‬ ‫من‬ ‫لعشرة‬ ‫والكتابة‬ ‫الخط‬ ‫تعليم‬ ‫المشركين‬

‫أن‬ ‫‪ ،‬ولأن الدين لا يصح‬ ‫وحدهم‬ ‫المسلمين‬ ‫المسلم ‪ ،‬لأنه لا يخص‬ ‫من‬ ‫المشرك كما يؤخذ‬

‫‪ ،‬ومثل هذا ما فعله‬ ‫عونا له ومساعدا‬ ‫أن يكون‬ ‫العلم ‪ ،‬بل يجب‬ ‫عثرة فى سبيل‬ ‫حجر‬ ‫يقف‬

‫إلى علمه‬ ‫بالرجوع‬ ‫وطبيبها ‪ ،‬فقد كان يأمر أصخابه‬ ‫العرب‬ ‫بن كلدة فيلسوف‬ ‫مع الحارث‬

‫(سلامه‪.‬‬ ‫لا يصح‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫إنه أسلم‬ ‫قيل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وطبه‬

‫أراد بعضهم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫باعتدال‬ ‫يأخذونه‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫فيه امر التدين‬ ‫استقام‬ ‫وكذلك‬

‫ف!ن‬ ‫؟‬ ‫برفق‬ ‫فيه‬ ‫فأوغل‬ ‫‪،‬‬ ‫متين‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫إن‬ ‫!‬ ‫علب!هنجلأا‬ ‫النبى‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫بالغلو‬ ‫يأخذه‬ ‫أن‬

‫شىء‬ ‫نفر بدا عليهم‬ ‫على‬ ‫خلافته‬ ‫فى‬ ‫عمر‬ ‫أنكر‬ ‫! وقد‬ ‫ابقى‬ ‫‪ ،‬ولا ظهرأ‬ ‫قطع‬ ‫المنبت لا أرضا‬

‫ديننا‪.‬‬ ‫تميتوا علينا‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫التصوف‬ ‫من‬

‫ما سنه‬ ‫والدين والعلم على‬ ‫الحكم‬ ‫المسلمون بعده فى‬ ‫سار‬ ‫النبى علص!م‬ ‫مات‬ ‫فلط‬

‫والدين‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫يجددون‬ ‫أوائل القرن الأول الهجرى‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ومضوا‬ ‫لهم‬ ‫الإسلام‬

‫وخالد‬ ‫بن على‬ ‫والحسين‬ ‫وعلى‬ ‫وعثمان‬ ‫المجددين أبو بكر وعمر‬ ‫فيهم من‬ ‫والعلم ‪ ،‬وظهر‬

‫ابن يزيد‪.‬‬

‫الجمود‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فصاروا‬ ‫الجاهلية‬ ‫من‬ ‫أحوال‬ ‫إلى‬ ‫بهم‬ ‫ورجعوا‬ ‫بنو مروان‬ ‫فيهم‬ ‫استبد‬ ‫ثم‬

‫ختام ذلك‬ ‫فى‬ ‫العزيزْ‬ ‫بن عبد‬ ‫المجددين إلا عمر‬ ‫بينهم من‬ ‫الدين والعلم ‪ ،‬ولم يظهر‬ ‫فى‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬

‫بن عبد العزيز‪،‬‬ ‫هذا القرن إلا عمر‬ ‫مجددى‬ ‫من‬ ‫ممن ذكرت‬ ‫والمتقدمون لا يعدون‬

‫والحسن‬ ‫الله‬ ‫وسالم بن عبد‬ ‫بن محمد‬ ‫الفقهاء القاسم‬ ‫من‬ ‫بعضهم‬ ‫إليه‬ ‫وقد أضاف‬

‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الزهرى‬ ‫المحدثين‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫القراء ‪ :‬ابن كثير‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫طبقتهم‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫سيرين‬ ‫وابن‬

‫هذا هو التجديد المعتد‬ ‫فى التجديد من أنه الشهرة فى العلم والنفع به ‪ ،‬وليس‬ ‫أصلهم‬ ‫على‬

‫والتجديد‪.‬‬ ‫الأسلام‬ ‫على‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫بيان هذا‬ ‫سبق‬ ‫به ‪ ،‬كما‬

‫***‬

‫‪91‬‬
‫أبو بكر الصديق‬

‫‪ 634‬م ‪،‬‬ ‫اهـ‪-‬‬ ‫"‪r1‬‬ ‫سنة‬ ‫‪،‬وتوفى‬ ‫بعد النبى عيئيئّ بسنتين وأشهر‬ ‫ولد أبو بكر الصديق‬

‫‪.‬‬ ‫عمره‬ ‫من‬ ‫الثالثة والستين‬ ‫فى‬ ‫وهو‬

‫قومه‪،‬‬ ‫فى‬ ‫محثبأ‬ ‫عالما تاجرأ‬ ‫فاضلا‬ ‫رجلا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الإسلام‬ ‫بمكة قبل‬ ‫نشأ أبو بكر‬ ‫وقد‬

‫الخمر‬ ‫يشرب‬ ‫وعاداتهم الفاسدة ‪ ،‬فلم يكن‬ ‫عقاثدهم‬ ‫فى كثير من‬ ‫ولكنه كان لا لاركهم‬

‫وعاداتهم‬ ‫هذا من عقائدهم‬ ‫ما كان نحو‬ ‫جبههم وإدمانهم لها ‪ ،‬وكذلئه‬ ‫ما كان من‬ ‫مثلهم على‬

‫‪ ،‬كان‬ ‫الرذيلة‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وينهى‬ ‫بالفضيلة‬ ‫‪ ،‬ويأمر‬ ‫التوحيد‬ ‫الى‬ ‫يدعو‬ ‫النبى عفستةا‬ ‫‪ .‬فلما بعث‬

‫استعداد لها ‪ ،‬بما‬ ‫نفسه حسن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لا"ن هذه الدعوة صادفت‬ ‫وآمن‬ ‫أجاب‬ ‫أبو بكر أول من‬

‫اخذ‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الايمان بها‬ ‫بمجرد‬ ‫يكتف‬ ‫بها لم‬ ‫ولما آمن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫قبل‬ ‫السابق‬ ‫أمره‬ ‫من‬ ‫كان‬

‫اليها‬ ‫فاجابه‬ ‫‪،‬‬ ‫دعوتهم‬ ‫له فى‬ ‫قومه‬ ‫إلف‬ ‫ما كانْمن‬ ‫ويستخدم‬ ‫إليها ‪،‬‬ ‫الدعوة‬ ‫فى‬ ‫يشارك‬

‫ابن عبيد‬ ‫وطلحة‬ ‫بن عوف‬ ‫الرحمن‬ ‫وعبد‬ ‫بن عفان‬ ‫عقلاء فتيانهم ‪ ،‬مثل عثمان‬ ‫من‬ ‫بعض‬

‫النبى عيئصم‪،‬‬ ‫رأى‬ ‫بعد هذا صاحب‬ ‫بن الجراح ‪،‬ثم مكث‬ ‫عُبَيدة‬ ‫والرئير بن العوام وأبى‬ ‫الثه‬

‫أكثر‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫العقل‬ ‫‪ ،‬ورجاحة‬ ‫الرأى‬ ‫حسن‬ ‫يمتاز به من‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫أصحابه‬ ‫وأقرب‬

‫فيه بالعقل‬ ‫‪ ،‬وشارك‬ ‫ظهوره‬ ‫أول‬ ‫من‬ ‫لا"نه صاحبه‬ ‫‪،‬‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫الجديدة‬ ‫وغايته‬ ‫للإسلام‬ ‫فهفا‬

‫الحسن‪.‬‬ ‫‪ ،‬والرأى‬ ‫الراجح‬

‫للمسلمين‬ ‫خليفة‬ ‫صار‬ ‫وحين‬ ‫‪،‬‬ ‫علإ!هنجّ!ا‬ ‫النبى‬ ‫وفاة‬ ‫بعد‬ ‫فيه‬ ‫ذلك‬ ‫أثر‬ ‫ظهر‬ ‫وقد‬

‫مناهضة‬ ‫فى‬ ‫وأقواهم‬ ‫‪،‬‬ ‫صإليه الإسلام‬ ‫دعا‬ ‫الذى‬ ‫فهمًا للتجديد‬ ‫الصحابة‬ ‫اكثر‬ ‫بعده ‪،‬فكان‬

‫إلى‬ ‫بالإسلام‬ ‫الرجوع‬ ‫وتريد‬ ‫‪،‬‬ ‫التجديد‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫تغطى‬ ‫أن‬ ‫التى تحاول‬ ‫النزاعات‬

‫الأول‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددين‬ ‫أول‬ ‫بهذا‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫والنهوض‬ ‫التقدم‬ ‫دون‬ ‫بالمسلمين‬ ‫الوراء‪،‬وتقف‬

‫قرن‬ ‫مَن يُبعث فى كل‬ ‫يحصر‬ ‫من‬ ‫لو ذهبنا مذهب‬ ‫بهذا اللقب‬ ‫‪ ،‬بل كان أجدرهم‬ ‫الهجرى‬

‫فى مجدد واحد‪.‬‬


‫مبلغها‪،‬‬ ‫دهشتهم‬ ‫‪ ،‬وبلغت‬ ‫عل!هنجّ!ا‬ ‫المسلمون بوفاته‬ ‫أخذ‬ ‫أثر هذا أولأ حين‬ ‫فظهر‬

‫رسلهم‪،‬‬ ‫فى‬ ‫الا"ديان قبلهم‬ ‫أهل‬ ‫غلا‬ ‫كما‬ ‫أمره‬ ‫فى‬ ‫ليغلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بموته‬ ‫لا يصدقون‬ ‫فكادوا‬

‫منها ذلك‬ ‫‪ ،‬ومحا‬ ‫وتهذيبها‬ ‫الدينية‬ ‫العقيدة‬ ‫تجديد‬ ‫فى‬ ‫نجح‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫القهقرى‬ ‫بالإسلام‬ ‫ويرجعوا‬

‫عمر‬ ‫بذلك‬ ‫منها ‪ ،‬وكان ممن أخذ‬ ‫الخلق إلى مرتبة الألوهية أو قريب‬ ‫ببعض‬ ‫الذى يصل‬ ‫الغلؤَ‬

‫‪ ،‬فقد‬ ‫دونه‬ ‫بغيره ممن كان‬ ‫ظنك‬ ‫‪ ،‬فما‬ ‫بين الصحابة‬ ‫تقدمه‬ ‫فى‬ ‫هو‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫ابن الخطاب‬

‫أن‬ ‫‪ ،‬ويذكر‬ ‫خبرها‬ ‫بنفى‬ ‫خطيبأ‬ ‫الناس‬ ‫فى‬ ‫بلغته الوفاة ‪ ،‬وقام‬ ‫حين‬ ‫الذهول‬ ‫عليه‬ ‫استولى‬
‫قومه‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فقد غاب‬ ‫بن عمران‬ ‫موسى‬ ‫إلى ربه كما ذهب‬ ‫‪ ،‬ولكنه ذهب‬ ‫لم يمت‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬

‫القائلين بذلك‪،‬‬ ‫يهدد‬ ‫عمر‬ ‫‪ ،‬ثمَانطلق‬ ‫مات‬ ‫قد‬ ‫قيل‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫إليهم‬ ‫رجع‬ ‫ليلة ‪ ،‬ثم‬ ‫أربعين‬

‫عقيدة الرجعة التى‬ ‫‪ ،‬وهذا من‬ ‫إليهم فيقطع أيديهم وأرجلهم‬ ‫سيرجع‬ ‫الله‬ ‫أن رسول‬ ‫ويذكر‬

‫أثر‬ ‫له أسوأ‬ ‫لكان‬ ‫تم‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫الدين‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫الجهل‬ ‫‪ ،‬بتأثير أهل‬ ‫الأديان‬ ‫أهل‬ ‫فيها بعض‬ ‫وقع‬

‫داره‬ ‫فى‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫البدع ‪.‬والأوهام‬ ‫من‬ ‫فيه ما لا يحصى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وتتابع بعد‬ ‫الإسلام‬ ‫في‬

‫المسلمين‬ ‫فوجد‬ ‫إليها‪،‬‬ ‫!هتَجّآا أسرع‬ ‫النبى‬ ‫بوفاة‬ ‫علم‬ ‫فلما‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫ضواحى‬ ‫بالسئُنح من‬

‫ابنته عائشة‪،‬‬ ‫إلى بيت‬ ‫إليهم بل ذهب‬ ‫‪ ،‬فلم يقف‬ ‫سبق‬ ‫بما‬ ‫يخطبهم‬ ‫وعمر‬ ‫مجتمِعين‬

‫‪:‬‬ ‫يقبله ويقول‬ ‫وجعل‬ ‫وجهه‬ ‫عن‬ ‫البيت ‪ ،‬فكشف‬ ‫ناحية من‬ ‫النبى علا!جآا مسجَّى فى‬ ‫فوجد‬

‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫فقال! ‪ :‬أيها‬ ‫إفقام فيهم‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫خرج‬ ‫ميتَا ! ثم‬ ‫أطيبك‬ ‫! وما‬ ‫حئا‬ ‫ما أطيبك‬

‫‪،‬‬ ‫لا يموت‬ ‫الله حى‬ ‫الله فإق‬ ‫بهان يعبد‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫مات‬ ‫قد‬ ‫محمدا‬ ‫فان‬ ‫محمدًا‬ ‫يعبد‬ ‫كان‬ ‫من‬

‫أوْ‬ ‫فَاتَ‬ ‫أفَ!نْ‬ ‫‪،‬‬ ‫الرشُلُ‬ ‫قَبْله‬ ‫مِن‬ ‫قَد خَلَتْ‬ ‫رَسُولٌ‬ ‫إِلأَ‬ ‫مُحَفَدٌ‬ ‫وَمَا‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫تلا‬ ‫ثم‬

‫اللهُ‬ ‫وَسَيَجْزِى‬ ‫‪،‬‬ ‫شَئأ‬ ‫اَلئَهَ‬ ‫يَضُرَّ‬ ‫فَلَن‬ ‫عَقبَيْه‬ ‫عَلَى‬ ‫يَنقلِبْ‬ ‫وَمَن‬ ‫‪،‬‬ ‫أعْقَابكُمْ‬ ‫عَلَى‬ ‫انقَلَبْتُمْ‬ ‫قُتِلَ‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬وأيقن‬ ‫رجلاه‬ ‫ما تحمله‬ ‫عَلىَ الا"رض‬ ‫الآية خر‬ ‫هذه‬ ‫عمر‬ ‫‪ ،‬فلمَا سمع‬ ‫(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫الشَّاكِرِينَ‬

‫كانوا‬ ‫أنهم‬ ‫شك‬ ‫‪ .‬ولا‬ ‫يقول‬ ‫لما‬ ‫يستمعون‬ ‫الذين‬ ‫المسلمون‬ ‫معه‬ ‫‪ ،‬وأيقن‬ ‫مات‬ ‫قد‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬

‫أشيع‬ ‫حينما‬ ‫احد‬ ‫بغزوة‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫نزلت‬ ‫قد‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫القرآن‬ ‫الاَية من‬ ‫هذه‬ ‫يعرفون‬

‫كان‬ ‫ومن‬ ‫عمر‬ ‫منها‬ ‫يفهم‬ ‫فلم‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫سمعوا‬ ‫حين‬ ‫‪ ،‬فانهزموا‬ ‫قتل‬ ‫النبى قد‬ ‫أن‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫من‬ ‫أبو بكر‬ ‫ما أخذه‬ ‫منها‬ ‫يأخذوا‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫نزلت‬ ‫الذى‬ ‫العتاب‬ ‫إليه إلا هذا‬ ‫يستمع‬

‫إثبات‬ ‫لم تنزل من أجل‬ ‫لاْنها‬ ‫البث!ر‬ ‫غيره من‬ ‫على‬ ‫عليه الموت كما يجوز‬ ‫النبى عيئنجم يجوز‬

‫فهم‬ ‫حين‬ ‫بكر‬ ‫ابى‬ ‫موقف‬ ‫أروع‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫الإشارة‬ ‫منها بطريق‬ ‫يفهم‬ ‫كان‬ ‫المعنى ‪ ،‬وان‬ ‫هذا‬

‫لا‬ ‫حقائق‬ ‫‪ ،‬وأنه دين‬ ‫الإسلام‬ ‫رسالة‬ ‫فهم‬ ‫على‬ ‫الصحابة‬ ‫أقدر‬ ‫أنه كان‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ودل‬ ‫منها‬ ‫ذلك‬

‫‪.‬‬ ‫تقليد وجمود‬ ‫لا دين‬ ‫تجديد‬ ‫‪ ،‬وأنه دين‬ ‫أوهام‬ ‫دين‬

‫سقيفة‬ ‫فى‬ ‫بلغه أنهم اجتمعوا‬ ‫حين‬ ‫الأنصار‬ ‫موقفه من‬ ‫فى‬ ‫ثانيا‬ ‫أثر ذلك‬ ‫ثم ظهر‬

‫أن‬ ‫يفهمون‬ ‫‪ ،‬والناس‬ ‫النبى عل!هبم‬ ‫بتجهيز‬ ‫مشتغلا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫منهم‬ ‫ليبايعوا واحداَ‬ ‫ساعدة‬ ‫بنى‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫ولاية أمر الإسلام‬ ‫على‬ ‫كان ‪.‬خلافا بين المهاجرين والأنصار‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ما حصل‬

‫إمارتها قبل‬ ‫المدينة ‪ ،‬وأنهم كانوا اصحاب‬ ‫أن الأنصار فهموا أنهم أهل‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫يُدخلون‬

‫وفاته‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬فلا بد أن يعودا إليهم أمرها‬ ‫النبى لحهتجم‬ ‫حياة‬ ‫فى‬ ‫عنها‬ ‫سكتوا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الإسلام‬

‫فهمه لرسالة‬ ‫‪ ،‬وبحن‬ ‫سياسته‬ ‫أبو بكر عليها بحسن‬ ‫‪ ،‬فقضى‬ ‫ظاهرة‬ ‫نزعة رجعية‬ ‫وهذه‬

‫‪.‬‬ ‫الجديدة‬ ‫الإسلام‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4 4‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫عمران‬ ‫ا!‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫الأمر الرجعى‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫أكثر من‬ ‫إلى‬ ‫صار‬ ‫قبله ‪ ،‬بل‬ ‫المدينة هـامارتها‬ ‫أمر‬ ‫الأمر فيه لم يعد‬ ‫لأن‬

‫تبىْ‬ ‫فلم‬ ‫اليها ‪،‬‬ ‫الهجرة‬ ‫المدينة بعد‬ ‫أحوال‬ ‫تغيرت‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الضيق‬ ‫الحد‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫لىالى أوسع‬

‫الجزيرة‬ ‫لأهل‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫المسلمين‬ ‫إليها من‬ ‫ولمن هاجر‬ ‫لهم‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫وحدهم‬ ‫الأولين‬ ‫لأهلها‬

‫أمرهم‬ ‫يراعى‬ ‫أن‬ ‫ولابد‬ ‫‪،‬‬ ‫بالإسلام‬ ‫دانوا جميعا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫أقصاها‬ ‫إلى‬ ‫أقصاها‬ ‫العربية من‬

‫هذه الأحوال الجديدة‬ ‫راعى‬ ‫حين‬ ‫‪ ،‬وقد كان أبو بكر مجددأ‬ ‫عليهم‬ ‫واليا‬ ‫فيمن يكون‬ ‫جميعأ‬

‫أساسأ‬ ‫لولاية الإسلام‬ ‫وضع‬ ‫‪ ،‬وحين‬ ‫الأولون‬ ‫أهلها‬ ‫نظر‬ ‫الوراء كما‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫للمدينة‬

‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الاستئثار‬ ‫أنواع‬ ‫من‬ ‫غيبر هذا‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫قبيلة‬ ‫عصبية‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫دار‬ ‫فيه عصبية‬ ‫لا يراعى‬

‫زمانهم‬ ‫أحوال‬ ‫يناسب‬ ‫مذهب‬ ‫فيه أى‬ ‫‪ ،‬يذهبون‬ ‫جميعأ‬ ‫الأمر فيه للمسلمين‬ ‫يكون‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫والتجديد‬ ‫قابلا ل!صلاح‬ ‫يكون‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫لأمورهم‬ ‫فيه صلاحأ‬ ‫ويرون‬ ‫‪،‬‬ ‫ومكانهم‬

‫‪.‬‬ ‫محدود‬ ‫جامدأ عند حد‬ ‫يقف‬

‫‪.‬له فيها دينى‬ ‫حق‬ ‫عن‬ ‫ير أنه تولاها‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بالخلافة‬ ‫أن بويع‬ ‫ثالثأ بعد‬ ‫أثر ذلك‬ ‫ظهر‬ ‫ثم‬

‫منزلة‬ ‫فى‬ ‫أنه صار‬ ‫‪ ،‬أو يرى‬ ‫أو أهله‬ ‫لنفسه‬ ‫يخها بشىء‬ ‫أن يستأثر‬ ‫الى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فيجره‬ ‫أو دنيوى‬

‫له‪،‬‬ ‫الملوك المعاصرون‬ ‫كما يحكم‬ ‫‪ ،‬بل يحكمهم‬ ‫معه رأى‬ ‫لأحد‬ ‫غيره ‪ ،‬فلا يكون‬ ‫فوق‬

‫حكما‬ ‫فيهم‬ ‫‪ ،‬ويقيم‬ ‫وشهواته‬ ‫لنفسه‬ ‫أموالهم‬ ‫‪ ،‬وشتحل‬ ‫أو قيصريا‬ ‫استبدادأ كسرويأ‬ ‫فيجعلها‬

‫جديدأ‬ ‫حكمَا‬ ‫فيهم‬ ‫‪ ،‬ولا ينشىء‬ ‫الحكم‬ ‫من‬ ‫مضى‬ ‫لما‬ ‫تقليدأ‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫الماضى‬ ‫إلى‬ ‫بهم‬ ‫يرجع‬

‫‪ ،‬لانما هو‬ ‫ما‬ ‫له فيه مصلحة‬ ‫لا يرى‬ ‫‪ ،‬يل‬ ‫مصلحته‬ ‫الرعية فوق‬ ‫فيه مصلحة‬ ‫‪ ،‬يضع‬ ‫صالحا‬

‫عهد‬ ‫على‬ ‫ويقضى‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشورى‬ ‫ويسوسها‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعدل‬ ‫ليحكمها‬ ‫‪،‬‬ ‫واجيرها‬ ‫الرعية‬ ‫خادم‬

‫هو الذى نادى به‬ ‫‪ ،‬وذلك‬ ‫التجديد فى الحكم‬ ‫هو التجديد كل‬ ‫فى العالم ‪ ،‬وذلك‬ ‫الاستبداد‬

‫تمت بيعته‪.‬‬ ‫حين‬

‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫بخيركم‬ ‫ولست‬ ‫عليكم‬ ‫وليت‬ ‫قد‬ ‫ف!نى‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫أيها‬ ‫‪. .‬‬ ‫بعد‬ ‫أما‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬

‫والضعيف‬ ‫‪،‬‬ ‫خيانة‬ ‫والكذب‬ ‫‪،‬‬ ‫أمانة‬ ‫الصدق‬ ‫‪،‬‬ ‫فقومونى‬ ‫لىان أسأت‬ ‫‪،‬‬ ‫فأعينونى‬ ‫أحسنت‬

‫آخذ‬ ‫حتى‬ ‫عندى‬ ‫‪ ،‬والقوى فيكم ضعيف‬ ‫الله‬ ‫إن شاء‬ ‫أريح عليه حقه‬ ‫حتى‬ ‫فيكم قوى‪ 3‬عندى‬

‫تشيع‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الله بالذل‬ ‫الله إلا ضربهم‬ ‫سبيل‬ ‫لا يَاَع قوثم الجهاد فى‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫شاء‬ ‫منه ان‬ ‫الحق‬

‫الثه‬ ‫عصيت‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫الثه ورسوله‬ ‫ما اطعت‬ ‫الله بالبلاء ‪ ،‬أطيعونى‬ ‫الا عمهم‬ ‫قوم‬ ‫فى‬ ‫الفاحشة‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫عليبهم‬ ‫لى‬ ‫فلا طاعة‬ ‫ورسوله‬

‫ذلك‬ ‫العالم فى‬ ‫كانتا تحكمان‬ ‫اللتين‬ ‫الدولتين‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫لم يعرفه‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫فهذا تجديد‬

‫لهذا‬ ‫أبو بكر‬ ‫وفى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الغرب‬ ‫فى‬ ‫الروم‬ ‫‪ ،‬ودولة‬ ‫الشرق‬ ‫فى‬ ‫الفرس‬ ‫دولة‬ ‫‪ ،‬وهما‬ ‫الوقت‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫منهم‬ ‫يرض‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫كأنه‬ ‫فيهم‬ ‫فسار‬ ‫‪،‬‬ ‫للرعية‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫أخذه‬ ‫الذى‬ ‫العهد‬

‫الثه‪-‬‬ ‫‪ :‬يا خليفة‬ ‫بقوله‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫رجل‬ ‫خاطبه‬ ‫بويع‬ ‫لما‬ ‫(نه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عليهم‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫يرفعوه‬

‫‪22‬‬
‫الله‪،‬‬ ‫رسول‬ ‫خليفة‬ ‫الثه ‪ ،‬ولكنى‬ ‫بخليفة‬ ‫له ‪ :2‬لست‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫نجى حديثه‬ ‫يمضى‬ ‫بدعه‬ ‫فلم‬

‫الله‬ ‫رسول‬ ‫أنه خليفة عن‬ ‫الخلافة ‪ ،‬ويثبت‬ ‫فى‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫له أدنى حق‬ ‫لينفى بهذا أن يكون‬

‫‪ ،‬فلما‬ ‫غيره‬ ‫فيما دون‬ ‫له حقا‬ ‫بينهما تجعل‬ ‫لصلة‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫‪ ،‬لا لقرابة بينهما‬ ‫المسلمين‬ ‫باختيار‬

‫كسرويأ‬ ‫‪ ،‬ولم يجعله‬ ‫شيئأ من أمره‬ ‫فى الحكم‬ ‫الوفاة لم يغير مكثه‬ ‫أدركه مرض‬

‫بعده أمرهم‪،‬‬ ‫يلى‬ ‫من‬ ‫للمسلمين‬ ‫يختار‬ ‫أخذ‬ ‫بالقوة ‪ ،‬بل‬ ‫أو يؤخذ‬ ‫يورث‬ ‫أو قيصريا‬

‫للملوك‬ ‫إلى اَخره ‪ ،‬ويضرب‬ ‫فى تجديد حكمه‬ ‫رأيهم ‪ ،.‬ليمضى‬ ‫ويأخذ‬ ‫فى ذلك‬ ‫ويستشيرهم‬

‫الغفلة‬ ‫مما وقعوا فيه من‬ ‫رعاياهم‬ ‫‪ ،‬ويوقظ‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫مثل‬ ‫أعلى‬ ‫عصره‬ ‫فى‬ ‫المستبدين‬

‫‪.‬‬ ‫والاستبداد‬ ‫الظلم‬ ‫من‬ ‫حكمهم‬ ‫ما فى‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وينبههم‬ ‫والجمود‬

‫الإسلام بعد وفاة النبى عوص‪،‬‬ ‫الرجعية على‬ ‫طغت‬ ‫رابعأ حين‬ ‫أثر ذلك‬ ‫ثم ظهر‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫قام فى‬ ‫الذى‬ ‫أن يدين للخيفة‬ ‫الإسلام ‪ ،‬وكره بعضهم‬ ‫عن‬ ‫العرب‬ ‫فارتد كثر‬

‫الأمر‪،‬‬ ‫المسلمون فى ذلك‬ ‫وقد اختلف‬ ‫\‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫الدولة فى‬ ‫ضريبة‬ ‫فمنع الزكاة التى هى‬

‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫هذه الدولة الجديدة على‬ ‫فرض‬ ‫يقيموا حربا فى‬ ‫الآَ‬ ‫بكر ‪-‬‬ ‫أبا‬ ‫إلا‬ ‫‪-‬‬ ‫ورأوا جميعأ‬

‫أمر‬ ‫والدولة‬ ‫‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫وعقيدة‬ ‫عبادة‬ ‫وإنما هو‬ ‫‪،‬‬ ‫له بالدولة‬ ‫لا شأن‬ ‫نظرهم‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫لأن‬

‫‪،‬‬ ‫فى هذا الفهم الخاطىء‬ ‫ابو بكر وحده‬ ‫الإسلام ‪ ،‬وقد خالفهم‬ ‫من‬ ‫فى شىء‬ ‫ليس‬ ‫دنيوى‬

‫العقيدة‬ ‫الناس‬ ‫تعليم‬ ‫مجرد‬ ‫منه‬ ‫لا يراد‬ ‫لأنه‬ ‫الجديدة‬ ‫الإسلام‬ ‫برسالة‬ ‫منهم‬ ‫أعرف‬ ‫وكان‬

‫الله‬ ‫وعذ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الناس‬ ‫فى‬ ‫صالح‬ ‫جديد‬ ‫هذا إقامة حكم‬ ‫يراد منه مع‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الصحيحة‬

‫وجمَملُوا‬ ‫منكُمِ‬ ‫آمنُوا‬ ‫إتَذِينَ‬ ‫ابثهُ‬ ‫وَعَدَ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫نجعإلى‬ ‫فقال‬ ‫كتاببما ‪،‬‬ ‫مخكم‬ ‫في‬ ‫بهذا‬ ‫المسلمين‬

‫لَهُم دِينهُم اثذِى‬ ‫وَلَيُمكنن‬ ‫نجَبلِهِم‬ ‫ائذِينَ مِن‬ ‫كَمَا استَخلَفَ‬ ‫الأرضم‬ ‫في‬ ‫ليَسْتَخلفَنَهُمْ‬ ‫الصحالحَات‬

‫بَعدَ‬ ‫كَفَرَ‬ ‫ومَن‬ ‫شَيْئأ ‪،‬‬ ‫يُشرِكُونَ بِى‬ ‫لا‬ ‫يَغبُدُونَنِى‬ ‫‪،‬‬ ‫أفنأ‬ ‫خَوفهم‬ ‫بَغد‬ ‫ئنَ‬ ‫وَلَيُبَدكنَهُم‬ ‫لَهم‬ ‫ارتَضَى‬

‫الثه له هذا‬ ‫حقق‬ ‫أن‬ ‫الا بعد‬ ‫عدصنجم‬ ‫النبى‬ ‫يمت‬ ‫(امَ ولم‬ ‫ذَلكَ فَاولَئِكَ هُمُ الفَاسقُون ‪،‬‬

‫هذه‬ ‫فى‬ ‫قام ابو بكر خليفة‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫العرب‬ ‫جزيرة‬ ‫للمسلَمين دولة فى‬ ‫الَوعد ‪ ،‬وقامت‬

‫دولة فى هذه الدنيا‪،‬‬ ‫كل‬ ‫عليها من اهلها كما هو حق‬ ‫خرج‬ ‫محاربة من‬ ‫حقه‬ ‫الدولة ‪ ،‬فمن‬

‫والمدنية‬ ‫الدينية‬ ‫للنهضة‬ ‫فيها ويمكن‬ ‫والرجعية‬ ‫الفساد‬ ‫دعاة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويقضى‬ ‫ليعيد لها سلطانها‬

‫‪،‬‬ ‫والفساد‬ ‫الرجعية‬ ‫دعاة‬ ‫محاربة‬ ‫رأيه فى‬ ‫على‬ ‫أبو بكر‬ ‫اصر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫الإسلام‬ ‫أتى‬ ‫التى‬

‫نفسه‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فسرت‬ ‫منه‬ ‫التى بدت‬ ‫الشجاعة‬ ‫خالفه أن الحق معه ‪ ،‬وبهرتهم تلك‬ ‫من‬ ‫راى‬ ‫حتى‬

‫دعاة‬ ‫على‬ ‫قضوا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫دولتهم‬ ‫الخارجين على‬ ‫قلتهم يحاربون‬ ‫‪ ،‬وقاموا على‬ ‫إلى نفوسهم‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬والفضل‬ ‫جديد‬ ‫من‬ ‫الإسلام بعد أن كاد يختفى‬ ‫الرجعية والفساد ‪ ،‬وأعادوا سلطان‬

‫‪.‬‬ ‫‪5 5‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫لنور‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫ص!‪.-2‬‬
‫فى‬ ‫وتجديد‬ ‫‪،‬‬ ‫ودولة‬ ‫بأنه دين‬ ‫وعلمه‬ ‫‪،‬‬ ‫صحيحا‬ ‫فهفا‬ ‫الإسلام‬ ‫رسالة‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫لفهم‬ ‫هذا‬

‫الدنيوية معا‪.‬‬ ‫والسياسة‬ ‫الدينية‬ ‫العقيدة‬

‫أبى بكر‬ ‫أشار على‬ ‫بن الخطاب‬ ‫القرآن ‪ ،‬ف!ن عمر‬ ‫فى جمع‬ ‫خامسأ‬ ‫أثر ذلك‬ ‫ثم ظهر‬

‫الحفاظ ‪ ،‬فلما شرع‬ ‫قتل بها من‬ ‫وقعة اليمامة ‪ ،‬لكئرة من‬ ‫عقب‬ ‫فى مصحف‬ ‫القراَن‬ ‫بجمع‬

‫كان‬ ‫القرن ‪،‬لأنه‬ ‫ذلك‬ ‫ثقافة بالنسبة إلى‬ ‫اْكثر الصحابة‬ ‫كان‬ ‫له شابأ‬ ‫اختار‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫أبو بكر‬

‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫وصات‬ ‫البربية قد‬ ‫تكن‬ ‫العربية ‪ ،‬ولم‬ ‫العبرية مع‬ ‫‪ ،‬ويعرف‬ ‫القراءة والكتابة‬ ‫يجيد‬

‫وجعلته‬ ‫‪،‬‬ ‫ثقافته‬ ‫اللغة من‬ ‫بهذه‬ ‫معرفته‬ ‫فزادت‬ ‫‪،‬‬ ‫كالعبرية‬ ‫علمية‬ ‫لغة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫القرن‬

‫ثابت‬ ‫بن‬ ‫زيد‬ ‫هو‬ ‫الشاب‬ ‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الأجنبية‬ ‫والثقافة‬ ‫الإسلامية‬ ‫الثقافة‬ ‫بين‬ ‫يجمع‬

‫‪ :‬إنك‬ ‫له أبو بكر‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫بذلك‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫على‬ ‫يشير‬ ‫عمر‬ ‫كان‬ ‫حين‬ ‫جالسا‬ ‫‪،‬وكان‬ ‫الأنصارى‬

‫‪،‬لته لخةيخم ‪ ،‬فتتبع القرآن‬ ‫لرسول‬ ‫الوحى‬ ‫تكتب‬ ‫‪ ،‬كنت‬ ‫ولا نتهمك‬ ‫عاقل‬ ‫شاب‬ ‫ررجل‬

‫إلا‬ ‫إسلاما‬ ‫وأسبق‬ ‫اكبر منه سنا‬ ‫ممن كان‬ ‫غيره‬ ‫على‬ ‫الشاب‬ ‫هذا‬ ‫يؤثر أبو بكر‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫فاجمعه‬

‫ثقافة الدين‪،‬‬ ‫مع‬ ‫يقدّر ئقافة العلم‬ ‫مجدد‬ ‫تفكير‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫والعلمية‬ ‫لثقافته الإسلامية‬ ‫مراعاة‬

‫المسائل‬ ‫من‬ ‫القرآن‬ ‫جمع‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫والجامدين‬ ‫الرجعيين‬ ‫يهم‬ ‫كما‬ ‫البحت‬ ‫التدين‬ ‫أمر‬ ‫يهمه‬ ‫ولا‬

‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫الفن‬ ‫‪ ،‬وتقدير‬ ‫والفن‬ ‫الدين‬ ‫بين‬ ‫يجمع‬ ‫له من‬ ‫يخئار‬ ‫أن‬ ‫الدينية الفنية ‪ ،‬فالواجب‬

‫لا‬ ‫رجعيا‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫التجديد‬ ‫الميل إلى‬ ‫كبير من‬ ‫ذا حظ‬ ‫كان‬ ‫اْنه‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫الحد من‬

‫فقط‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫ناحية‬ ‫‪ ،‬دانما يقدر‬ ‫وأهله‬ ‫الفن‬ ‫يقدر‬

‫الث!ورى فى‬ ‫حكم‬ ‫خلافته أن يعمم‬ ‫محاولته بعد أن استقرت‬ ‫سادسَا فى‬ ‫ثم أثر ذلك‬

‫كانوا‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫عليهم‬ ‫الأمر فيها مقصورا‬ ‫أن كان‬ ‫المدينة بعد‬ ‫أهل‬ ‫فيها غير‬ ‫‪ ،‬فيدخل‬ ‫المسلمين‬

‫إليهم فى أمور المسلمين‪،‬‬ ‫السبق فى الإسلام ‪ ،‬وأوْلى بأن يرجع‬ ‫وأنصار أهل‬ ‫مهاجرين‬ ‫من‬

‫الإسلام دين عام لا يفرق بين‬ ‫‪،‬ن‬ ‫غيرهم‬ ‫دون‬ ‫بالشورى‬ ‫فلم ير أبو بكر أن يستمر اسثارهم‬

‫الحكم‪.‬‬ ‫أمور‬ ‫من‬ ‫بشىء‬ ‫فريق‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولا يؤثر فريقا منهم‬ ‫الناس‬

‫مكة‬ ‫إلى أهل‬ ‫الشام اراد أن يرسل‬ ‫الجيوشن إلى فتح‬ ‫أبو بكر أن يرسل‬ ‫رأى‬ ‫فحين‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫ورأى‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬ ‫عليه فى ذلك‬ ‫‪ ،‬ويستمدُّهم إليه ‪ ،‬فاعترض‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫لاورهم‬

‫هذا عليه عكرمة‬ ‫‪ ،‬وقد أنكر‬ ‫وحدهم‬ ‫المدينة‬ ‫لأهل‬ ‫الشورى فى الحكم‬ ‫يكون حق‬

‫فى‬ ‫‪ :‬ألسنا إخوانكم‬ ‫لعمر‬ ‫‪ ،‬فقال سهيل‬ ‫مكة‬ ‫اهل‬ ‫من‬ ‫بن عمرو‬ ‫وسهيل‬ ‫بن أبى جهل‬

‫صالحأ‬ ‫الأمر قدمأ‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لكم‬ ‫قدم‬ ‫اللّه‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫؟ أف!نكم‬ ‫التسب‬ ‫فى‬ ‫ابيكم‬ ‫‪ ،‬وبنى‬ ‫الإسلام‬

‫إلا نصيحة‬ ‫ما بلغكم‬ ‫والله ما قلت‬ ‫‪ :‬إنى‬ ‫له عمر‬ ‫؟ فقال‬ ‫بحقنا‬ ‫‪ ،‬ومستهينون‬ ‫ارحامنا‬ ‫قاطعوا‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫من‬ ‫منكم‬ ‫هو أفضل‬ ‫فيما بينكم وبين من‬ ‫بالإسلام ‪ ،‬وتحريا للعدل‬ ‫لمن سبقكم‬

‫فى‬ ‫الشورى‬ ‫حق‬ ‫جميعأ‬ ‫للمسلمين‬ ‫أن يكون‬ ‫‪ ،‬لأنه يجب‬ ‫هذا مع أبى بكر‬ ‫الحق فى‬ ‫وكان‬

‫المدينة‬ ‫فى أول خلافة أبى بكر استئثار أهل‬ ‫قد اقتضث‬ ‫المسلمين‬ ‫ظروف‬ ‫‪ ،‬و(ذا كانت‬ ‫الحكم‬

‫فى‬ ‫أن يتدرج‬ ‫يجب‬ ‫‪ ،‬ف!نه كان‬ ‫مكة‬ ‫فيه أهل‬ ‫أن يشاركهم‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫اقتضت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بهذا الحق‬

‫‪24‬‬
‫فيه‬ ‫فى هذا التدرج كما مضى‬ ‫‪ ،‬ولو أنه مضى‬ ‫المسلمين جميعأ‬ ‫يشمل‬ ‫تعميم هذا الحق حتى‬

‫الخلفاء الراشدين‪،‬‬ ‫منهم جميعأ هذا الحق بعد حكم‬ ‫المسلمون لمن سلب‬ ‫خضع‬ ‫لما‬ ‫بكر ‪،‬‬ ‫اْبو‬

‫شيئأ‬ ‫ينكرون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫فيهم‬ ‫لاستبدادهم‬ ‫‪ ،‬يرضخون‬ ‫المستبدين‬ ‫بيد الحكام‬ ‫ألعوبة‬ ‫صاروا‬ ‫حتئ‬

‫ساءت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫حزمأ‬ ‫استبدادهم‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫عدلا‬ ‫ظلمهم‬ ‫جعل‬ ‫‪ ،‬بل يحاولون‬ ‫ظلمهم‬ ‫من‬

‫جاهلية‬ ‫إلى‬ ‫الأمر‬ ‫صار‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا اسمه‬ ‫الإسلام‬ ‫طن‬ ‫يبق‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الأحوال‬ ‫وتبدلت‬ ‫الأمور‬

‫فى‬ ‫التدرج‬ ‫بعدم‬ ‫هذا‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫وجاهلية‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬جاهلية‬ ‫الأولى‬ ‫كالجاهلية‬

‫لنا أبو بكر‪.‬‬ ‫التى سنها‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫سنة‬

‫بينهم‬ ‫لا تتعاظم‬ ‫العطاء ‪ ،‬حتى‬ ‫تسويته بين الناس فى‬ ‫سابعا فى‬ ‫أثر ذلك‬ ‫ثم ظهر‬

‫من‬ ‫اْتى يومًا مال‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبقات‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫ممتازة على‬ ‫طبقة‬ ‫بينهم‬ ‫تظهر‬ ‫‪،‬ولا‬ ‫الفروق‬

‫صدقتم‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫فضِّلنا‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫وقالوا‬ ‫الأنصار‬ ‫فغضبت‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫فيه‬ ‫فساوى‬ ‫البحرين‬

‫‪:‬‬ ‫‪ .‬فقالوا‬ ‫وجل‬ ‫دثه عز‬ ‫كان‬ ‫دمان صبر‪-‬م‬ ‫للدنيا ‪،‬‬ ‫ما عملتموه‬ ‫صار‬ ‫أفضلكم‬ ‫أرد‪-‬ئم أن‬ ‫إن‬

‫عليه‬ ‫وأثنى‬ ‫اللّه‬ ‫المنبر فحمد‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫فرقى‬ ‫‪،‬‬ ‫انصرفوا‬ ‫ثم‬ ‫‪.‬‬ ‫تعالى‬ ‫للّه‬ ‫إلا‬ ‫عملنا‬ ‫واللّه ما‬

‫فى‬ ‫آويناكم‬ ‫إذا‬ ‫تقولوا‬ ‫أن‬ ‫شئتم‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنصار‬ ‫يا معشر‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫عئىنَجّم‬ ‫النبى‬ ‫على‬ ‫وصلى‬

‫ما لا‬ ‫الفضل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬هـان لكم‬ ‫‪ ،‬لقلتم‬ ‫بأنفسنا‬ ‫أموالنا ‪ ،‬ونصرناكم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وشاطرناكم‬ ‫ظلالنا‬

‫‪:‬‬ ‫الغنوى‬ ‫طفيل‬ ‫قال‬ ‫وأنتم كما‬ ‫‪ ،‬فنحن‬ ‫به الأمد‬ ‫‪ ،‬د!ان طال‬ ‫العدد‬ ‫يحصيه‬

‫فى الو)طئين فزلت‬ ‫نعلنا‬ ‫بنا‬ ‫أزلقت‬ ‫عنا جعفراَ حين‬ ‫الله‬ ‫جزى‬

‫لملت‬ ‫منا‬ ‫تلاقى الذى يلقون‬ ‫ولو أن أمنا‬ ‫يَمَقونا‬ ‫أن‬ ‫أبوا‬

‫أدفأت وأظلت‬ ‫ظلال بيوت‬ ‫بيوتهم‬ ‫فى ظلال‬ ‫أسكنونا‬ ‫هم‬

‫فيها‬ ‫‪ ،‬استخلص‬ ‫دولة عظيمة‬ ‫أبو بكر بهذه النزعة التجديدية للمسلمين‬ ‫وقد أسس‬

‫منهم فى ذلك‬ ‫الشام من دولة الروم ‪ ،‬وقد رضى‬ ‫‪ ،‬واستخلص‬ ‫دولة الفرس‬ ‫العراق لهم من‬

‫على‬ ‫أنه مشف‬ ‫راى‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫الضرورية‬ ‫حاجته‬ ‫عن‬ ‫شيئا‬ ‫يزيد‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫وعياله‬ ‫نفسه‬ ‫بما يكفى‬

‫المسلمَين‪،‬‬ ‫مال‬ ‫من‬ ‫ما عندنا‬ ‫‪ :‬ردوا‬ ‫قال‬ ‫المال ‪ ،‬بل‬ ‫بيت‬ ‫من‬ ‫بما اخذ‬ ‫نفسه‬ ‫لم تطب‬ ‫الموت‬

‫من‬ ‫أصبت‬ ‫بما‬ ‫للمسلمين‬ ‫وكذا‬ ‫كذا‬ ‫التى بمكان‬ ‫‪ ،‬لهان أرضى‬ ‫المال شيئأ‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫لم أصب‬ ‫ف!نى‬

‫يقول‬ ‫المال تنفيذاً لأمره ‪ ،‬وجعل‬ ‫بيت‬ ‫على‬ ‫وردة‬ ‫الأرض‬ ‫هذه‬ ‫ثمن‬ ‫عمر‬ ‫‪ .‬فاستخلص‬ ‫أموالهم‬

‫مقالاْ‬ ‫بعده‬ ‫‪،‬حد‬ ‫ألآ يدع‬ ‫‪ ،‬لقد احب‬ ‫الله أبا بكر‬ ‫‪ :‬يرحم‬

‫!‬ ‫!‬ ‫!‬

‫‪25‬‬
‫عمر بن الخطاب‬

‫لأربع بقين من‬ ‫سنة وتوفى‬ ‫عشرة‬ ‫بنحو ثلاث‬ ‫!هتجيماا‬ ‫بعد النبى‬ ‫بن الخطاب‬ ‫ولد عمر‬

‫‪ ،‬وقيل أقل من‬ ‫سنة‬ ‫توفى ثلاثا وستين‬ ‫حين‬ ‫‪ ،‬وكان عمره‬ ‫مْ‬ ‫‪643‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫الحجة سنة ‪23‬‬ ‫ذى‬

‫كئر‪.‬‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫ذلك‬

‫يعرف‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها القراءة والكتابة‬ ‫وتعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫قبل‬ ‫بمكة‬ ‫عمر‬ ‫لأ‬ ‫وقد‬

‫شبابه أنواعأ‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وقد حذق‬ ‫رجلا‬ ‫عشر‬ ‫قبل الإسلام إلا سبعة‬ ‫قريش‬ ‫القراءة والكتابة من‬

‫وبرز‬ ‫‪،‬‬ ‫ورواه‬ ‫الشعر‬ ‫وتذوق‬ ‫‪،‬‬ ‫والفروسية‬ ‫الخيل‬ ‫وركوب‬ ‫البدنية ‪ ،‬كالمصارعة‬ ‫الرياضة‬ ‫من‬

‫الى‬ ‫فى سفاراتها‬ ‫الكلام فاختارته قريش‬ ‫حسن‬ ‫البيان‬ ‫‪ ،‬وكان جيد‬ ‫العرب‬ ‫فى معرفة أناب‬

‫وقومه‪،‬‬ ‫أبيه‬ ‫عن‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وقد ورث‬ ‫المنافرة‬ ‫فى‬ ‫تُرضى‬ ‫حكومته‬ ‫القبائل ‪ ،‬وكانت‬ ‫غيرها من‬

‫مكة‬ ‫الشبه ‪ ،‬ولكنه كاق كغيره منِ شبان‬ ‫بكر كل‬ ‫ابا‬ ‫هذا كان يثبه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫بنى عدى‬

‫إسلامه‬ ‫تأخر‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫إليهن‬ ‫والجلوس‬ ‫بالنساء‬ ‫وَلوغا بها ‪ ،‬شغوفا‬ ‫للخمر‬ ‫محبا‬

‫إسلام أبى بكر‪.‬‬ ‫قليلا عن‬

‫ما‬ ‫‪ ،‬وأدرك‬ ‫حقيقتها‬ ‫على‬ ‫الإسلام‬ ‫رسالة‬ ‫‪ ،‬فعرف‬ ‫أسلم‬ ‫حين‬ ‫الثقافة‬ ‫أفادته هذه‬ ‫وقد‬

‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫أمور الدين والدنيا ‪ ،‬فجعل‬ ‫فى‬ ‫التجديد والإصلاح‬ ‫عوامل‬ ‫عليه من‬ ‫تنطوى‬

‫تقليد‬ ‫أنه دين‬ ‫على‬ ‫الإسلام‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫إليه الخلافة بعد‬ ‫اكت‬ ‫عينيه حين‬ ‫نصب‬

‫‪ ،‬وعلى‬ ‫بىنهوض‬ ‫تقدم‬ ‫أنه دين‬ ‫اليه على‬ ‫نظر‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الدلالة الحرفية للنصوص‬ ‫على‬ ‫وجمود‬

‫‪ ،‬ولا يصح‬ ‫وأغراضها‬ ‫بمقاصدها‬ ‫أن تؤخذ‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫وأغراض‬ ‫لها مقاصد‬ ‫أن نصوصه‬

‫دلالتها الحرفية‪.‬‬ ‫الجمود على‬

‫قبله ‪ ،‬ولا تكاد‬ ‫أشبه بسنة أبى بكر من‬ ‫الاجتهاد والتجديد‬ ‫سنته فى ذلك‬ ‫وكانت‬

‫أو سنة‬ ‫‪ ،‬فيقال ‪ -‬سنة الشيخين‬ ‫تقرن سنته إلى سنة أبى بكر‬ ‫عنها‪،‬ولهذا‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫تخرج‬

‫بعض‬ ‫فى‬ ‫وتجديدات‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسة‬ ‫فى‬ ‫) تجديدات‬ ‫بكر‬ ‫له ( كأبى‬ ‫وكان‬ ‫الأول!من ‪-‬‬ ‫الخليفتين‬

‫أمور الدين‪.‬‬

‫سلطة‬ ‫القضاء عن‬ ‫سلطة‬ ‫الدواوين ‪ ،‬وفصل‬ ‫الدولة إلاء‬ ‫سياسة‬ ‫فى‬ ‫تجديداته‬ ‫فمن‬

‫إليه واظهر‬ ‫المسلمين‬ ‫توجيه‬ ‫أبو بكر على‬ ‫عمل‬ ‫الدولة الذى‬ ‫بالأول معنى‬ ‫الإدارة ‪ ،‬فثئت‬

‫ودولة وان رسالته‬ ‫أن الاسلام دين‬ ‫فى‬ ‫أحد‬ ‫لا يرتاب‬ ‫حتى‬ ‫ظهوراً واضحأ‬ ‫بذلك‬ ‫شعارها‬

‫بين‬ ‫الفصل‬ ‫الثانى مدينة أوربا الحديثة فى‬ ‫فى‬ ‫وتجديد فى أمور الدنيا والدين وسبق‬ ‫إصلاح‬

‫وشتوى‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫بالعدل‬ ‫الحكم‬ ‫من‬ ‫القضاء‬ ‫يتمكن‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الادارية والقضائية‬ ‫السلطة‬

‫‪026‬‬
‫بدأ‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكومية‬ ‫السلطات‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫سلطته‬ ‫على‬ ‫تطغى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫والمحكوم‬ ‫الحاكم‬ ‫أمامه‬

‫ثم‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫على‬ ‫قاضيا‬ ‫أبا الدرداء‬ ‫وأقام‬ ‫سلطته‬ ‫المدينة عن‬ ‫قضاء‬ ‫‪ ،‬ففصل‬ ‫هدها بنفسه‬ ‫فى‬

‫لقيس‬ ‫مصر‬ ‫‪ ،‬وقضاء‬ ‫الأشعرى‬ ‫البصرة لأبى موسى‬ ‫‪ ،‬وقضاء‬ ‫الكوفة لشريح‬ ‫قضاء‬ ‫جعل‬

‫سلطته‬ ‫الوالى ‪ ،‬وللقاضى‬ ‫بجانب‬ ‫يقوم فى ذلك‬ ‫‪ ،‬فكان القاضى‬ ‫السهمى‬ ‫ابن أبى العاص‬

‫السلطة‬ ‫إلى‬ ‫الإدارية لا يتعداها‬ ‫سلطته‬ ‫وللوالى‬ ‫التنفيذية ‪،‬‬ ‫السلطة‬ ‫إلى‬ ‫لا يتعداها‬ ‫القضائية‬

‫القضائية‪.‬‬

‫الغنائم تقسم‬ ‫السواد بالعراق ‪ ،‬فقد كانت‬ ‫تجديداته في الدين ما فعله فى أرض‬ ‫ومن‬

‫للجند‬ ‫منها‬ ‫وأربعة‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫مصارفه‬ ‫في‬ ‫يصرنجه‬ ‫الأمر‬ ‫لولى‬ ‫منها‬ ‫فخُصى‬ ‫‪،‬‬ ‫قبله أخماسأ‬

‫وَلذى‬ ‫وللرشُولِ‬ ‫خُمُسهُ‬ ‫دثهِ‬ ‫فَأن‬ ‫شَىءِ‬ ‫من‬ ‫غَنمتُم‬ ‫أَثمَا‬ ‫واعلَمُوا‬ ‫إْ‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الغانجين‬

‫أرَادَوا ‪.‬‬ ‫بَالعراق‬ ‫السواد‬ ‫أرض‬ ‫فتحوا‬ ‫فلما‬ ‫(‪)1‬‬ ‫"‬ ‫السئبيلِ‬ ‫وَابنِ‬ ‫والمسَاكِين‬ ‫وَاليَتَامَى‬ ‫القُربَى‬

‫الذين‬ ‫للجند‬ ‫أخماسفا‬ ‫المال ‪ ،‬وأربعة‬ ‫لبيت‬ ‫خمسها‬ ‫‪ ،‬فيكوَن‬ ‫ا‪،‬ية‬ ‫هذه‬ ‫مقتضى‬ ‫على‬ ‫قسمتها‬

‫فى دولتى الفرسْ والروم ‪ ،‬ولا‬ ‫قبل الإسلام‬ ‫شىء‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬وقد كان الجند يأخذون‬ ‫فتحوها‬

‫مع‬ ‫دهاقين الفرس‬ ‫يفعل‬ ‫‪ ،‬كما كان‬ ‫عنهم‬ ‫يفيض‬ ‫البلاد إلا الفتات الذى‬ ‫لأهل‬ ‫يتركون‬

‫الآية‪،‬‬ ‫مع ظاهرءتلك‬ ‫أن يجرى‬ ‫لم يرض‬ ‫عمر‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫فى أرضهم‬ ‫الفلاحين الذين يعملون‬

‫ظروف‬ ‫فيها ما يَجد من‬ ‫‪ ،‬ولا يراعى‬ ‫النصوص‬ ‫ظواهر‬ ‫على‬ ‫ممن يجمد‬ ‫لأنه لم يكن‬

‫والروَم ‪ ،‬فقال لهم‬ ‫دولتا الفرس‬ ‫تجرى‬ ‫مع جنده كما كانت‬ ‫أن يجرى‬ ‫‪ ،‬ولم يرض‬ ‫وأحوال‬

‫قد قسمت‬ ‫بعلوجها‬ ‫الأرض‬ ‫المسلمين فيجدون‬ ‫بمن يأتى من‬ ‫‪ :‬فكيف‬ ‫حينما أرادوا ذلك‬

‫‪ :‬ما الأرض‬ ‫عوف‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫له عبد‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫برأى‬ ‫ما هذا‬ ‫؟‬ ‫وحيزت‬ ‫الآباء‬ ‫عن‬ ‫وَورِثت‬

‫‪ ،‬ولست‬ ‫تقول‬ ‫إلا كما‬ ‫‪ :‬ها هو‬ ‫له عمر‬ ‫فقال‬ ‫يع!نى الجند ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إلا ما أفاء الله عليهم‬ ‫والعلوج‬

‫كَلأ على‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫عسى‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫نيل‬ ‫فيه كبير‬ ‫بلد فيكون‬ ‫بعدى‬ ‫‪ ،‬والثه ما يفتح‬ ‫ذلك‬ ‫أرى‬

‫تُسَذُ به‬ ‫فماذا‬ ‫‪،‬‬ ‫بعلوجها‬ ‫الشام‬ ‫وأرض‬ ‫‪،‬‬ ‫بعلوجها‬ ‫العراق‬ ‫ارض‬ ‫ف!ذا قسمت‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬

‫له‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫والعراق‬ ‫الشام‬ ‫أرض‬ ‫من‬ ‫البلد وبغيره‬ ‫بهذا‬ ‫للذرُّية وا‪،‬رامل‬ ‫يكون‬ ‫وما‬ ‫؟‬ ‫الثغور‬

‫‪،‬‬ ‫رأ!‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫يحضروا‬ ‫لم‬ ‫قوم‬ ‫ما أفاء الثه علينا بأسيافنا على‬ ‫‪ :‬أتقف‬ ‫الجند‬

‫رأسهم‬ ‫على‬ ‫فريق‬ ‫وذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫فاختلفوا‬ ‫الأولين‬ ‫المهاجرين‬ ‫فجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬فاستشر‬ ‫فقالوا له‬

‫بن‬ ‫عثمالق بن عفان وعلى‬ ‫رأسهم‬ ‫فريق على‬ ‫الجند ‪ ،‬وذهب‬ ‫إلى رأى‬ ‫ابن عوت‬ ‫ابن الرحمن‬

‫الأنصار ‪:‬‬ ‫من رؤساء‬ ‫الى عثرة‬ ‫عمر‬ ‫ثم أرسل‬ ‫إلى رأى عمر‬ ‫اللّه‬ ‫بن عبيد‬ ‫وطلحة‬ ‫أبى طالب‬

‫لتشتركوا فى أمانتى‬ ‫‪ :‬إنى لم أرعجكم‬ ‫‪ ،‬وقال لهم‬ ‫الخزرج‬ ‫من‬ ‫وخمسة‬ ‫الأوس‬ ‫من‬ ‫خمسة‬

‫من‬ ‫‪ ،‬خالفنى‬ ‫بالحق‬ ‫اليوم تقرون‬ ‫وأنتم‬ ‫‪،‬‬ ‫كأحدكم‬ ‫واحد‬ ‫‪ ،‬ف!نى‬ ‫أموركم‬ ‫من‬ ‫فيما حملت‬

‫‪.‬‬ ‫‪4 1‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫الأنفال‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪27‬‬
‫من‬ ‫‪ ،‬فلكم‬ ‫هوَ هواى‬ ‫الذى‬ ‫الرأى‬ ‫أريد اْن تتبعوا هذا‬ ‫‪ ،‬ولست‬ ‫وافقنى‬ ‫من‬ ‫ووافقنى‬ ‫خالفنى‬

‫‪ .‬فقالوا‬ ‫به إلا الحق‬ ‫ما أريد‬ ‫بأمز أريده‬ ‫نطقت‬ ‫كنت‬ ‫لئن‬ ‫فواللّهِ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحق‬ ‫ينطق‬ ‫الثه كتاب‬

‫أنى‬ ‫زعموا‬ ‫القوم الذين‬ ‫هؤلاء‬ ‫كلام‬ ‫سمعتم‬ ‫‪ :‬قد‬ ‫لهم‬ ‫يا أمير المؤمنين ‪ ،‬فقال‬ ‫نسمع‬ ‫له ‪ :‬قل‬

‫لهم‬ ‫هو‬ ‫شيئأ‬ ‫ظلمتهم‬ ‫كنت‬ ‫لئن‬ ‫‪،‬‬ ‫ظلما‬ ‫أركب‬ ‫أن‬ ‫باللّه‬ ‫أعوذ‬ ‫وإنى‬ ‫‪،‬‬ ‫حقوقهم‬ ‫أظلمهم‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫كسرى‬ ‫يفتح بعد أرض‬ ‫لم يبق شىء‬ ‫اْنه‬ ‫رأيت‬ ‫‪ ،‬لكنى‬ ‫لقد شقيتُ‬ ‫وأعطيته غيرهم‬

‫اْهله واْخرجت‬ ‫اْموال بين‬ ‫من‬ ‫ما غنموا‬ ‫فقسمت‬ ‫‪،‬‬ ‫وعلوجهم‬ ‫وأرضهم‬ ‫غنَّمنا الله أموالهم‬

‫الا!رضين بعلوجها‪،‬‬ ‫أن أحبس‬ ‫‪ ،‬وقد رأيت‬ ‫‪ ،‬وأنا فى توجيهه‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫فوجهته‬ ‫الخمس‬

‫‪ :‬المقاتلة‬ ‫فيئأ للمسلمين‬ ‫فتكون‬ ‫‪،‬‬ ‫يؤدونها‬ ‫الجزية‬ ‫رقابهم‬ ‫وفى‬ ‫فيها الخراج‬ ‫عليهم‬ ‫وأضع‬

‫‪ ،‬أراْيتم هذه‬ ‫يلزمونها‬ ‫رجال‬ ‫لا بد لها من‬ ‫؟‬ ‫الثغور‬ ‫‪ ،‬أرأيتم هذه‬ ‫بعدهم‬ ‫ولمن يأتى‬ ‫والذرية‬

‫أين‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫عليهم‬ ‫العطاء‬ ‫إدراك‬ ‫بد من‬ ‫ولا‬ ‫بالجيوش‬ ‫أن تشحن‬ ‫لها من‬ ‫بدَّ‬ ‫لا‬ ‫؟‬ ‫المدن العظام‬

‫ما قلت‬ ‫‪ ،‬فنعم‬ ‫رأيك‬ ‫له ‪ :‬الرأى‬ ‫؟ فقالوا جمجأ‬ ‫والعلوج‬ ‫الأرضون‬ ‫إذا قسمت‬ ‫هؤلاء‬ ‫يعطى‬

‫به رجع‬ ‫ما يتةه ون‬ ‫عليهم‬ ‫وتجرى‬ ‫المدن بالرجال‬ ‫الثغور وهذه‬ ‫هذه‬ ‫لم تشحن‬ ‫‪ ،‬إن‬ ‫وما رأيتَ‬

‫الكفر إلى مدنهم‪.‬‬ ‫أهل‬

‫مواضعها‪،‬‬ ‫الأرض‬ ‫يضع‬ ‫له جزالة وعقل‬ ‫رجل‬ ‫فلما وافقوه على رأيه سأل عن‬

‫له بصر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بن حنيف‬ ‫عثمان‬ ‫رأيهم على‬ ‫‪ ،‬فاجتمع‬ ‫العلوج ما يحتملون‬ ‫على‬ ‫ويضع‬

‫وتجربة‪-‬‬ ‫وعقل‬

‫لعمالها ليكون‬ ‫تركها‬ ‫بين فاتحيها ‪ ،‬بل‬ ‫‪ ،‬لم يقسمها‬ ‫الشام‬ ‫أرض‬ ‫فى‬ ‫عمر‬ ‫فعل‬ ‫وكذلك‬

‫إلا على‬ ‫لا يعتمد‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫رائع‬ ‫وتجديد‬ ‫اجتهاد‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫أعطيات‬ ‫فى‬ ‫خراجها‬

‫من‬ ‫عليه كما فعل‬ ‫أو سنة يقيس‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫نص‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬ولا يبحث‬ ‫الرأى والمصلحة‬ ‫محض‬

‫الفاتحين‪،‬‬ ‫الأرض! على‬ ‫فى قسمة‬ ‫ظاهر‬ ‫كان أمام نص‬ ‫لا"نه‬ ‫الفقهاء ‪،‬‬ ‫من‬ ‫أتى بعد الصحابة‬

‫‪،‬‬ ‫الرأى‬ ‫فيه إلا محض‬ ‫الاجتهاد‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فلا سبيل‬ ‫الفتح‬ ‫هذا‬ ‫وقوع‬ ‫به إلى‬ ‫العمل‬ ‫استمر‬ ‫وقد‬

‫العطاء للجند‬ ‫الديوان وفرض‬ ‫استحداث‬ ‫ومن‬ ‫والا"حوال‬ ‫الظروف‬ ‫من‬ ‫ما جذ‬ ‫ومراعاة‬

‫الدين‬ ‫مرونة فى‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫الخاصة‬ ‫الإسلام العامة قبل نصوصه‬ ‫مقاصد‬ ‫‪ ،‬وملاحظة‬ ‫وغيرهم‬

‫لا رسالة‬ ‫وتجديد‬ ‫إصلاح‬ ‫‪ ،‬وأنها رسالة‬ ‫الإسلام‬ ‫رسالة‬ ‫حقيقة‬ ‫يعرف‬ ‫إلا من‬ ‫عليها‬ ‫لا يجرؤ‬

‫تقليد‪.‬‬ ‫جمود ومحض‬

‫سادة‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫المؤتَفة قلوبهم‬ ‫مع‬ ‫ما فعله‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫وتجديده‬ ‫اجتهاده‬ ‫ومن‬

‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الزكاة تأليفأ لهم‬ ‫من‬ ‫سهمأ‬ ‫لهم‬ ‫اللّه‬ ‫‪ ،‬فجعل‬ ‫الإسلام‬ ‫أظهروا‬ ‫العرب‬

‫ع!هيَئّ‬ ‫النبى‬ ‫وكان‬ ‫(‪)1‬‬ ‫"‬ ‫قُلُوبُهُمْ‬ ‫وَالمْؤَلَّفَةِ‬ ‫عَلَيْهَا‬ ‫والعَامِلِينَ‬ ‫وَالمسَاكِينِ‬ ‫لِلْفُقَرَاءِ‬ ‫الضَدَقَاتُ‬ ‫إِنَّما‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اَية‬ ‫‪:‬‬ ‫التوبة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪28‬‬
‫عيينة ابنِ‬ ‫جاء‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫خلافته‬ ‫فى‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫يعطيهم‬ ‫أبو بكر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الغنائم أيضا‬ ‫من‬ ‫يعطيهم‬

‫قبل أن يستوفياها‪،‬‬ ‫لهما بها ‪ ،‬ثم مات‬ ‫فكتب‬ ‫منهم يطلبان أرضا‬ ‫والاْقرع بن حاب!‬ ‫حصن‬

‫لهما‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫لهما بها‪،‬‬ ‫أبو بكر‬ ‫أعطاه‬ ‫الذى‬ ‫الثتاب‬ ‫بعده يستوفيانها منه ‪ ،‬فمزق‬ ‫عمر‬ ‫فأتيا إلى‬

‫‪،‬‬ ‫بهذا‬ ‫يكتف‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫السيف‬ ‫تبتم !الا بيننا وبينكم‬ ‫فإن‬ ‫عنكما؟‬ ‫وأغننى‬ ‫الإسلام‬ ‫الله أعر‬ ‫إن‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫راعى‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫قلوبهم‬ ‫المؤلفة‬ ‫من‬ ‫غيرهما‬ ‫وكذلك‬ ‫‪c‬‬ ‫الزكاة‬ ‫فى‬ ‫نصيبهما‬ ‫منعهما‬ ‫بل‬

‫الأمر فى ذلك‬ ‫السابق ‪ ،‬ولم يجعل‬ ‫النص‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولم يجمد‬ ‫والأحوال‬ ‫تجدد الظروف‬

‫ذهب‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫إعطالْهما‬ ‫من‬ ‫الإسلام‬ ‫مقصد‬ ‫راعى‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫يتدل‬ ‫لا يتغير ولا‬ ‫محضا‬ ‫تقليداَ‬

‫تبعة له‪.‬‬ ‫تغير الحكم‬ ‫القصد‬

‫اسم‬ ‫أنفوا من‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫تغلبَ‬ ‫بنى‬ ‫نصارى‬ ‫مع‬ ‫ما فعله‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫وتجديده‬ ‫اجتهاده‬ ‫ومن‬

‫يضاعفها‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫زكاةً كالمسلمين‬ ‫منهم‬ ‫يأخذ‬ ‫أن‬ ‫عمر‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وطلبوا‬ ‫منهم‬ ‫الجزية التى تؤخ!ذ‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫فى‬ ‫صريح‬ ‫النص‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫الزكاة كالمسلمين‬ ‫عليهم‬ ‫وجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬فقبل‬ ‫عليهم‬

‫أن الإسلام دين‬ ‫الدين وفهمه‬ ‫فى‬ ‫مرونة عمر‬ ‫الجزية ‪ ،‬ولكنها‬ ‫هو‬ ‫منهم‬ ‫يؤخذ‬ ‫الذى‬

‫دونها‬ ‫يحول‬ ‫اْن‬ ‫الاعتبارات ولا يصح‬ ‫غيرها من‬ ‫أن تقدم فيه المصلحة على‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫مصلحة‬

‫فى هذه الجزية إلر‪ ،‬هذا الحد‪،‬‬ ‫أنه ما دام الأمر قد وصل‬ ‫تقليد ‪ ،‬وعندى‬ ‫أو محض‬ ‫جمود‬

‫به‪.‬‬ ‫رضوا‬ ‫بما‬ ‫بنى تغلب‬ ‫عمر‬ ‫فيه الزكاة ‪ ،‬وانما أخذ‬ ‫ف!نه لا يلزم أن تضاعف‬

‫فيه ولا قيصرية ولا‬ ‫‪ ،‬لا كسروية‬ ‫أبى بكر‬ ‫فى خلافته جديداً كحكم‬ ‫عمر‬ ‫وكان حكم‬

‫دنياه‬ ‫أمور‬ ‫فى‬ ‫عمر‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الرعية‬ ‫على‬ ‫فيه بشىء‬ ‫امتياز‬ ‫‪،‬ء ولا‬ ‫استبداد‬ ‫فيه ولا‬ ‫طغيان‬

‫أنا‬ ‫‪،‬‬ ‫فقال‬ ‫اللّه‬ ‫مال‬ ‫له من‬ ‫يحل‬ ‫عما‬ ‫يومأ‬ ‫سئل‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلفين‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫حظأ‬ ‫أقل‬

‫‪ ،‬وما أحج‬ ‫الصيف‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وحلة‬ ‫الشتاء‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬حلة‬ ‫حلتان‬ ‫لى‬ ‫‪ ،‬يحل‬ ‫منه‬ ‫اْستحل‬ ‫بما‬ ‫اْخبركم‬

‫بأغناهم ولا‬ ‫ليس‬ ‫قريش‬ ‫من‬ ‫رجل‬ ‫كقوت‬ ‫أهلى‬ ‫وقوت‬ ‫‪ ،‬وقوتى‬ ‫الظهر‬ ‫من‬ ‫عليه وأعتمر‬

‫ما يصيبهم‪.‬‬ ‫يصيبنى‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫رجل‬ ‫‪ ،‬ثم أنا بعد‬ ‫بأفقرهم‬

‫فيه لكل‬ ‫‪ ،‬فكان يخضع‬ ‫أبى بكر‬ ‫مثل حكم‬ ‫الشورى‬ ‫يقوم على‬ ‫كان حكمه‬ ‫وكذلك‬

‫‪،‬‬ ‫أو صغيرأ‬ ‫بهيرأ كان‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫فرد‬ ‫أى‬ ‫بالنقد يوجَّه إليه من‬ ‫يضيق‬ ‫‪،‬لا‬ ‫يراه صوابأ‬ ‫رأى‬

‫فيك‬ ‫راْينا‬ ‫فقال ‪ :‬لو‬ ‫فليقومه ‪ ،‬فقام رجل‬ ‫اعوجاجا‬ ‫فى‬ ‫منكم‬ ‫رأى‬ ‫يوفا فقال ‪ :‬من‬ ‫خطب‬ ‫وقد‬

‫‪.‬من يقوَم اعوجاج‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫جعل‬ ‫دثه الذى‬ ‫‪ :‬الحمد‬ ‫عمر‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫لقومناه بسيوفنا‬ ‫اعوجاجا‬

‫يا‬ ‫‪ :‬أنصدقك‬ ‫امرأة فقالت‬ ‫فقامت‬ ‫المهور‪،‬‬ ‫التغالى فى‬ ‫عن‬ ‫يوما فنهى‬ ‫خطب‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بسيفه‬ ‫عمر‬

‫قِنطَارأ‬ ‫إحْدَاهُنً‬ ‫وآتَيْتُمْ‬ ‫قَكَانَ زَوْج‬ ‫اسْتبدَالَ زَوْج‬ ‫اردئمْ‬ ‫لَ!اِنْ‬ ‫‪(:‬‬ ‫تعالى‬ ‫اللّه‬ ‫قول‬ ‫نصدق‬ ‫اْم‬ ‫عمر‬

‫عمر‪.‬‬ ‫امراة وأخَطأ‬ ‫أو اصابت‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫الله وكذبَ‬ ‫‪ :‬صدق‬ ‫أ(‪)1‬فقال‬ ‫شَيْئًا‬ ‫مِنْهُ‬ ‫تَأْخُذُوا‬ ‫فلاَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫النساء‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪92‬‬
‫فى الحكم من أول خلافته إلى اَخرها ‪ ،‬وقد‬ ‫برسالة الإسلام الجديدة‬ ‫وبهذا‪.‬وَفَى عمر‬

‫ا!‬ ‫بحسب‬ ‫‪ْ:‬‬ ‫له‬ ‫الخلافة بعده ‪ ،‬فقال‬ ‫الثه‬ ‫عبد‬ ‫ابنه‬ ‫أن يولي‬ ‫الصحابة‬ ‫عليه بعض‬ ‫عرض‬

‫وهو‬ ‫النبى عبئ‬ ‫‪ ،‬مات‬ ‫بعده فى ستة‬ ‫‪ .‬ثم نجعل الأمر شورى‬ ‫أن يتولاها منهم واحد‬ ‫عمر‬

‫‪.‬‬ ‫بن عوف‬ ‫وعبد الرحمن‬ ‫وسعد‬ ‫والزبير وطلحة‬ ‫‪ :‬عثمان وعلى‬ ‫راض‬ ‫عنهم‬

‫بين‬ ‫‪ :‬منها تفضيله‬ ‫أشياء يشرة‬ ‫أبى بكر إلا فى‬ ‫حكم‬ ‫عن‬ ‫عمر‬ ‫حكم‬ ‫ولم يختلف‬

‫كان‬ ‫هذا‬ ‫إن‬ ‫قيل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫السبق‬ ‫التفضيل‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يراعى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العطاء‬ ‫فى‬ ‫الناس‬

‫الغنى‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ظاهرة‬ ‫مغالاة‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الطبقات‬ ‫نظام‬ ‫من‬ ‫بعد‬ ‫له أثره فيما كان‬

‫‪ ،‬لانما اخذ‬ ‫الطبقات‬ ‫نظام‬ ‫أساس‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬والامتياز ينهما‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫الفقير دىء‬ ‫لا يمتاز عن‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫فى اَخر خلافته‬ ‫عزم‬ ‫أن عمر‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫الشعوب‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫عن‬ ‫المسلمون نظام الطبقات‬

‫‪.‬‬ ‫العزم‬ ‫هذا‬ ‫أن يُمضى‬ ‫قبل‬ ‫أدركه‬ ‫الموت‬ ‫الفقراء ‪ ،‬ولكن‬ ‫على‬ ‫الأغنياء فيردها‬ ‫فضول‬ ‫يأخذ‬

‫أمره فيه‬ ‫‪ ،‬وقد بلغ من‬ ‫وغيرهم‬ ‫مسلمين‬ ‫دماء الناس من‬ ‫نفسه عن‬ ‫يصون‬ ‫وكان عمر‬

‫خراج‬ ‫من‬ ‫ما عليه‬ ‫إليه يثمكو‬ ‫ذهب‬ ‫قد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫لؤلبزة الفارسى‬ ‫أبى‬ ‫دم‬ ‫على‬ ‫اَثر دمه‬ ‫أن‬

‫له رحأ‬ ‫منه ان يصنع‬ ‫‪ ،‬ثم طلب‬ ‫صناعات‬ ‫من‬ ‫ما يعرف‬ ‫بكثير على‬ ‫‪ ،‬فرأى أنه ليس‬ ‫لسيده‬

‫‪ .‬فقال‬ ‫غاضبأ‬ ‫انصرف‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بها الناس‬ ‫يتحدث‬ ‫رحأ‬ ‫لك‬ ‫له ‪ :‬لأصنعنَّ‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫بالريح‬ ‫تطحن‬

‫بها‪،‬‬ ‫له دينه أن يأخذه‬ ‫لا يبيح‬ ‫ظنة‬ ‫كانت‬ ‫العبد آنفا ‪ .‬ولكنها‬ ‫‪ :‬لقد أوعدنى‬ ‫لمن حوله‬ ‫عمر‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫قتله على‬ ‫إثم‬ ‫ليتحمل‬ ‫وآثر أنَ يتركه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها نفسه‬ ‫التى ذهبت‬ ‫الطعنة‬ ‫تلك‬ ‫ليطعنه‬ ‫فتركه‬

‫شيئأ من إثمه‪.‬‬ ‫يتحمل‬

‫***‬
‫عثمان بن عفان‬

‫هـ‪-‬‬ ‫‪35‬‬ ‫سنة‬ ‫تُوفىَ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫سنين‬ ‫بنحو سبع‬ ‫عل!هنَجّ!ا‬ ‫بعد النبى‬ ‫بني عفان‬ ‫ولد عثمان‬

‫الثمانين‪.‬‬ ‫على‬ ‫م ‪ ،‬وكان قد نيف‬ ‫‪656‬‬

‫وثراتهم فتربى‬ ‫قريش‬ ‫بنى أمية رؤساء‬ ‫بمكة قبل الإسلام ‪ ،‬وكان من‬ ‫وقد نشأ عثمان‬

‫بمكة‬ ‫ذلك‬ ‫كان يعرف‬ ‫ندرة من‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫القراءة والكتابة‬ ‫النعمة واليسار ‪ ،‬وتعلم‬ ‫فى احضان‬

‫إعراض‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫بما‬ ‫يتأثر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫ظهوره‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫ممن بادر إلى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الإسلام‬ ‫قبل‬

‫التجديد‬ ‫وكراهة‬ ‫القديم ‪،‬‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫فيهم‬ ‫يغلب‬ ‫اليسار‬ ‫لأن ذوى‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫قومه‬

‫بهذا الدين‬ ‫أخذه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫عثمان‬ ‫التجديد فى نفس‬ ‫مبلغ حب‬ ‫‪ ،‬وهذا يدل على‬ ‫والمجددين‬

‫الغنى‬ ‫بأسباب‬ ‫زينة الدنيا ‪ ،‬والأخذ‬ ‫الميل إلى‬ ‫من‬ ‫قومه‬ ‫عن‬ ‫ما ورثه‬ ‫نفسه‬ ‫لم يغير فى‬ ‫الجديد‬

‫فيها‬ ‫ألتى يأخذ‬ ‫المباحات‬ ‫زينة الدنيا والميل إليها من‬ ‫فى‬ ‫الزهد‬ ‫جعل‬ ‫الإسلام‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫ومظاهره‬

‫لكل‬ ‫الدين ملائما‬ ‫يكون‬ ‫زمانه ومكانه ‪ ،‬وحتى‬ ‫بفطرته ‪ ،‬وبما تقتضيه ظروف‬ ‫شخص‬ ‫كل‬

‫فيه مدح‬ ‫أتى‬ ‫الدنيا ‪ ،‬كما‬ ‫فى‬ ‫الزهد‬ ‫فيه مدح‬ ‫أتى‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫ومكان‬ ‫زمان‬ ‫لكل‬ ‫‪ ،‬وصالحا‬ ‫فطرة‬

‫عندَ‬ ‫زِينَتكُم‬ ‫خُذُوا‬ ‫بَنِى آبَمَ‬ ‫يَا‬ ‫‪! :‬‬ ‫قال تعالى‬ ‫تحريمها ‪ ،‬كما‬ ‫إلى‬ ‫يذهب‬ ‫من‬ ‫بزينتها وذم‬ ‫الأخذ‬

‫الله التَى‬ ‫رِينَةَ‬ ‫حَيئمَ‬ ‫مَن‬ ‫قُل‬ ‫*‬ ‫المسرِفينَ‬ ‫يُحبُ‬ ‫لاَ‬ ‫إئهُ‬ ‫‪،‬‬ ‫تُب!رِفُوا‬ ‫وَلاَ‬ ‫وَاشرَبُوا‬ ‫وَكُلُوا‬ ‫مَسجد‬ ‫كُل‬

‫يَوْمَ‬ ‫الدنيَا خَالصَه‬ ‫الحيَاة‬ ‫اَمَنُواَفى‬ ‫لفذَينَ‬ ‫هِىَ‬ ‫قُل‬ ‫‪،‬‬ ‫الررق‬ ‫منَ‬ ‫والطيبَات‬ ‫لِعَبًاده‬ ‫أخرَجَ‬

‫‪.‬‬ ‫"ا)‬ ‫أ‬ ‫يَغلَمُونَ‬ ‫لقَوإَ‬ ‫اَلآَيَات‬ ‫نُفَصَئلُ‬ ‫لَكَ‬ ‫كَذً‬ ‫‪،‬‬ ‫الفِيَامةِ‬

‫عهد‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫النبى !صّ‬ ‫عهد‬ ‫على‬ ‫الدنيا‬ ‫فى‬ ‫الزهد‬ ‫بمظهَرَ‬ ‫وقد أَخذ الإسلام‬

‫الشعار الظاهر‪،‬‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫المظهر الغالب‬ ‫هو‬ ‫فى ذلك‬ ‫الزهد‬ ‫‪ ،‬فكان مظهر‬ ‫أبى بكر وعمر‬

‫إلى هذا المظهر ‪،‬جمستوى‬ ‫تدعو‬ ‫كانت‬ ‫نشأتهم وغلبة الفقر عليهم‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫لأن أحوال‬

‫لأ‬ ‫‪.‬‬ ‫ظاهر‬ ‫وغنى‬ ‫فقر مدقع‬ ‫هناك‬ ‫فيه ‪ ،‬ولا يكون‬ ‫الناس‬

‫الفرس‬
‫ثروة "‪1‬‬ ‫إليهم‬ ‫واكت‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫الدنيا على‬ ‫انثالت‬ ‫وقد‬ ‫عثمان‬ ‫خلافة‬ ‫أتت‬ ‫ثم‬

‫طريق‬ ‫فى‬ ‫بالمسلمين‬ ‫يأخذ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الظروف‬ ‫هو الخليفة المناسب لتلك‬ ‫والروم ‪ ،‬فكان عثمان‬

‫الله الى‬ ‫ساقه‬ ‫الذى‬ ‫الغنى‬ ‫ولمظاهر‬ ‫‪،‬‬ ‫الننية الجديدة‬ ‫للدولة‬ ‫الإسلام‬ ‫صلاحية‬ ‫يظهر‬ ‫جديد‬

‫آثار‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫الإسلام‬ ‫‪ ،‬ليخلصوا‬ ‫المسلمون‬ ‫التى سيرثها‬ ‫الحضارة‬ ‫بأسباب‬ ‫‪ ،‬وللاخذ‬ ‫أهلها‬

‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫هذا‬ ‫فضل‬ ‫بها ؟ فلعثمان‬ ‫الأخذ‬ ‫إلى‬ ‫ثأته‬ ‫ظروت‬ ‫فيها ‪ ،‬ودعته‬ ‫البداوة التى نشأ‬

‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫لأعر‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪31‬‬
‫الإسلام‬ ‫سماحة‬ ‫فيه كثيراً من‬ ‫وأظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬ ‫هذا‬ ‫فتح‬ ‫الذى‬ ‫لأنه هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬

‫‪ ،‬ليتمتعوا‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫التوسعة‬ ‫‪ ،‬ويحب‬ ‫الا"غنياء‬ ‫به‬ ‫ينعم‬ ‫بما‬ ‫ينعم‬ ‫غنيا‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫الجديدة‬

‫إليهم‪.‬‬ ‫اللّه‬ ‫ساقه‬ ‫الذى‬ ‫بالغنى‬

‫أبوابها‬ ‫(‪ )1‬وجعل‬ ‫والكلس‬ ‫بالمدينة بناها بالحجر‬ ‫داراً‬ ‫له‬ ‫فاتخذ‬ ‫بنفسه‬ ‫بداْ عثمان‬ ‫وقد‬

‫ألين‬ ‫يأكل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالمدينة وكيرها‬ ‫والعيون‬ ‫والجنان‬ ‫الأموال‬ ‫‪ ،‬واقتنى‬ ‫والعرعر(‪)2‬‬ ‫الساج‬ ‫من‬

‫والكرم‬ ‫الجود‬ ‫نهاية فى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫بالذهب‬ ‫أسنانه‬ ‫ويشذُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الثياب‬ ‫أفخر‬ ‫ويلبس‬ ‫‪،‬‬ ‫الطعام‬

‫والبذل فى القريب والبعيد‪.‬‬ ‫والسماحة‬

‫كبار الصحابة ‪ ،.‬منهم الزبير بن العوام ‪،‬‬ ‫كثير من‬ ‫فى ذلك‬ ‫عثمان‬ ‫مسلك‬ ‫ثم سلك‬

‫البحرين‬ ‫من‬ ‫الجهات‬ ‫الاْموال وأصحاب‬ ‫ينزلها التجار واْرباب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالبصرة‬ ‫بنى دارأ عظيمة‬

‫قائمة بالبصرة فى زمنه ‪ Y"1 2‬هـ‬ ‫أنها كانت‬ ‫الذهب‬ ‫‪ ،‬وقد ذكر المسعودى فى مروج‬ ‫وغيرهم‬

‫‪،‬‬ ‫دينار‬ ‫ألف‬ ‫وفاته خمسين‬ ‫ماله بعد‬ ‫‪،‬وبلغ‬ ‫والإسكندرية‬ ‫والكوفة‬ ‫ابتنى مثلها بمصر‬ ‫وكذلك‬

‫‪.‬‬ ‫من الأمصار‬ ‫سبق‬ ‫بما‬ ‫‪ ،‬وخطط‬ ‫فرس‬ ‫وألف‬

‫زمانا‬ ‫بعده‬ ‫شهرزلاا‬ ‫بقيت‬ ‫‪،‬‬ ‫بالكوفة‬ ‫داراً عظيمة‬ ‫بنى‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫عبيد‬ ‫بن‬ ‫طلحة‬ ‫ومنهم‬

‫العراف‬ ‫من‬ ‫غلته‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫والساج‬ ‫دارأ مثلها بالمدينة بناها بالاَجر والجِص‬ ‫شيد‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫طويلا‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫له بناحية سراة (‪ )3‬اكثر من‬ ‫دينار ‪ ،‬وكان‬ ‫يوم ألف‬ ‫كل‬

‫؟‬ ‫مربطه مائة فرص‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ابتنى داره ووسعها‬ ‫بن عوف‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫ومنهم‬

‫ألفأ‪.‬‬ ‫وثمانين‬ ‫أربعة‬ ‫ماله‬ ‫ثمن‬ ‫رُيعُ‬ ‫وفاته‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬وبلغ‬ ‫الغنم‬ ‫من‬ ‫اَلاف‬ ‫وعث!رة‬ ‫‪،‬‬ ‫بجر‬ ‫ألف‬ ‫وله‬

‫‪ ،‬وجعل‬ ‫ووسعها‬ ‫سمكها‬ ‫‪ ،‬فرفع‬ ‫‪ ،‬ابتنى داره بالعقيق‬ ‫وقاص‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫سعد‬ ‫ومنهم‬

‫الولاية‪.‬‬ ‫مقر‬ ‫جعله‬ ‫قصراً عظيما‬ ‫أمير بالكوفة‬ ‫وهو‬ ‫‪ ،‬وبنى‬ ‫شرفات‬ ‫أعلاها‬

‫أميال‬ ‫على‬ ‫بالجرف‬ ‫المعروف‬ ‫الموضع‬ ‫‪ ،‬ابتنى داره بالمدينة فى‬ ‫الأسود‬ ‫بن‬ ‫المقداد‬ ‫ومنهم‬

‫والباطنْ‬ ‫الظاهر‬ ‫مجَصصة‬ ‫‪ ،‬وجعلها‬ ‫شرفات‬ ‫أعلاها‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫المدينة‬ ‫من‬

‫الدولة‬ ‫بهذه‬ ‫يليق‬ ‫جديد‬ ‫مظهر‬ ‫إلى‬ ‫مظهرها‬ ‫وانتقل‬ ‫‪،‬‬ ‫المدينة‬ ‫عمرا"ن‬ ‫بذلك‬ ‫اتسع‬ ‫وقد‬

‫أنواع من‬ ‫بعض‬ ‫المدينة‬ ‫انتشر فى‬ ‫سكانها تغالى فى هذا الباب ‪ ،‬حتى‬ ‫بعض‬ ‫الجدبدة ‪ ،‬ولكن‬

‫من‬ ‫رجلا‬ ‫عليها‬ ‫عثمان‬ ‫فاستعمل‬ ‫‪،‬‬ ‫الجلاهقات(‪)4‬‬ ‫على‬ ‫والرمى‬ ‫الحمام‬ ‫طيران‬ ‫مثل‬ ‫‪،‬‬ ‫اللهو‬

‫بإحراقها‪.‬‬ ‫منها‬ ‫ونحوهما‪،‬ويتخذ‬ ‫والرخام‬ ‫به الحجر‬ ‫يمْوم‬ ‫ما‬ ‫) هو‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫السرو‬ ‫شجر‬ ‫هو‬ ‫(‪)2‬‬

‫وقصب‬ ‫ال!سوم‬ ‫فيها‬ ‫تنبت‬ ‫أخاديد‬ ‫وتتخللها‬ ‫صنعاء‬ ‫الى‬ ‫عرفة‬ ‫من‬ ‫تمتد‬ ‫جبال‬ ‫سلسلة‬ ‫‪) (r‬‬

‫‪.‬‬ ‫والقرط‬ ‫السكر‬

‫به الطير‪.‬‬ ‫يرمى‬ ‫البندق الذى‬ ‫‪ :‬وهو‬ ‫جلهق‬ ‫جمع‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪"2‬أ‬
‫‪،‬‬ ‫اللهو بالشدة‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫فى‬ ‫مَن تغالى‬ ‫عثمان‬ ‫أخذ‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الجلاهقات‬ ‫ورمى‬ ‫فقصها‬ ‫ليث‬ ‫بنى‬

‫‪.‬‬ ‫الثام أو غيره‬ ‫إلى‬ ‫بعضهم‬ ‫ينفى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بعضهم‬ ‫يضرب‬ ‫فكان‬

‫استمر على‬ ‫من‬ ‫الإسلام لم يُرض‬ ‫هذا التجديد الذى كان لازما لإظهار سماحة‬ ‫ولكن‬

‫أختاَ بالزهد‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫أشد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الغفارى‬ ‫ذر‬ ‫أبى‬ ‫مثل‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫بالزهد‬ ‫الأخذ‬

‫البأدية عُرفوا يخما بعد‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫مبالغته فيه ‪ ،‬وكذلك‬ ‫أثرأ فى‬ ‫بالبادية‬ ‫لنشأته بين قومه‬ ‫ولعل‬

‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬ويثيرون‬ ‫بالنسك‬ ‫‪ ،‬ويظهرون‬ ‫الزهد‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬كانوا يبالغون‬ ‫الخوارج‬ ‫باسم‬

‫وكان‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫أضافوها‬ ‫أخرى‬ ‫أمور‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫هذا‬ ‫إحداث‬ ‫عليه‬ ‫فأخذوا‬

‫أبو الفتح‬ ‫فى إنكار ذلك‬ ‫مذهبهم‬ ‫‪ .‬وممن ذهب‬ ‫هذا التجديد‬ ‫أجل‬ ‫مبعثها نقمتهم عليه من‬

‫‪ ،‬وقد نقل عنه‬ ‫الترجيح بين الصحابة‬ ‫رسالته التى أنشأها فى‬ ‫البسْتى فى‬ ‫بن محمد‬ ‫على‬

‫‪،‬‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫الخلافة عثمان‬ ‫‪ :‬ولما أتت‬ ‫عثمان‬ ‫فى‬ ‫قال‬ ‫فقد‬ ‫‪-‬‬ ‫اليمنى‬ ‫كتابه ‪-‬‬ ‫فى‬ ‫ذلك‬ ‫العُتبى‬

‫توسع‬ ‫‪ ،‬حين‬ ‫الأئمة‬ ‫سيرة‬ ‫‪ ،‬وتغيير‬ ‫‪ ،‬بزينة الملك‬ ‫النسك‬ ‫زئ‬ ‫تبديل‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫منه ما كان‬ ‫كان‬

‫ما أتى‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتيهَ به سوء‬ ‫ما جنى‬ ‫ثمرة‬ ‫اجتنى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫النعمة‬ ‫فى‬

‫أولئك النساك‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫الصحابة‬ ‫وغيرهما من‬ ‫أبو بكر وعمر‬ ‫ولم يكن‬

‫‪:‬‬ ‫بالذرة وقال‬ ‫‪ ،‬فخفقه‬ ‫متماوت‬ ‫للنسك‬ ‫مُظهر‬ ‫برجل‬ ‫اتى‬ ‫إن عمر‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫دينهم‬ ‫المتنطعين فى‬

‫‪.‬‬ ‫اللّه "‬ ‫أماتك‬ ‫‪،‬‬ ‫ديننا‬ ‫علينا‬ ‫تُصت‬ ‫لا‬ ‫‪I‬‬

‫‪ :‬علىَّ أن‬ ‫له عئمان‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫بالزهد‬ ‫الناس‬ ‫يأخذ‬ ‫أن‬ ‫عثمان‬ ‫من‬ ‫أبو ذر‬ ‫طلب‬ ‫وقد‬

‫الاجتهاد‬ ‫إلى‬ ‫أدعوهم‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الزهد‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولا أجبرهم‬ ‫الرعية‬ ‫ما على‬ ‫واَخذ‬ ‫ما على‬ ‫أقضى‬

‫‪.‬‬ ‫والاتصاد‬

‫الناس‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫طريأ‬ ‫لا يزال غضا‬ ‫الإسلام‬ ‫‪ ،‬إذ كان‬ ‫لينأ عادلا‬ ‫حكمه‬ ‫فى‬ ‫عثمان‬ ‫وكان‬

‫عن‬ ‫إذ صانه‬ ‫بدمه‬ ‫وأغراهم‬ ‫‪،‬‬ ‫اللين‬ ‫هذا‬ ‫عليه‬ ‫فجرَّأهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ومكان‬ ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫هم‬

‫أن‬ ‫التجديد الذى يجب‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫الخارجين عليه ‪،‬ونقمتهم‬ ‫جمود‬ ‫ضحية‬ ‫دمائهم ‪ ،‬فذهب‬

‫حسناته‪.‬‬ ‫من أعظم‬ ‫يعذَ‬

‫أبو بكر وعمر‪،‬‬ ‫فيها بالثمورى كما كان يأخذ‬ ‫خلافته يأخذ‬ ‫فى‬ ‫عثمان‬ ‫مضى‬ ‫وقد‬

‫يوافقونه عليه‪،‬‬ ‫فيه إلى رجال‬ ‫أن يركن‬ ‫الخلافة اضطر‬ ‫التجديد فى زى‬ ‫ذلك‬ ‫اَثر‬ ‫ولكنه حين‬

‫‪،‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫الحكَم‬ ‫ابن عمه‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الحكَم‬ ‫بن‬ ‫مَروْان‬ ‫إليه‬ ‫به ‪ ،‬فقرب‬ ‫نفوسهم‬ ‫ولا تضيق‬

‫التى‬ ‫الظروف‬ ‫ومراعاة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدولة‬ ‫مظهر‬ ‫تجديد‬ ‫ما يراه من‬ ‫يرون‬ ‫عمالأ‬ ‫واتخذ‬

‫الازدراء‬ ‫بعين‬ ‫إليها أعداؤها‬ ‫ينظر‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الدول‬ ‫بين‬ ‫مكانتها‬ ‫لها‬ ‫لتكون‬ ‫‪،‬‬ ‫اليها‬ ‫صارت‬

‫له‬ ‫عاملا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫على‬ ‫سفيان‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫معاوية‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫أقر عمر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والاحتقار‬

‫الروم‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫بين‬ ‫بالشام‬ ‫بأنه يقوم‬ ‫عليه‬ ‫أنكره‬ ‫حين‬ ‫لعمر‬ ‫اعتذر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الشام‬ ‫على‬

‫‪rr‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫( ‪ - 3‬المجددون‬
‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫والاحتقار‬ ‫الازدراء‬ ‫إليه بعين‬ ‫نظروا‬ ‫المظهر‬ ‫بهذا‬ ‫بينهم‬ ‫يظهر‬ ‫ف!ذا لم‬ ‫‪،‬‬ ‫المتحضرين‬

‫الإسلام‬ ‫السياسة التى لا يع‬ ‫حسن‬ ‫منه هذا العذر‪،‬لأنه من‬ ‫‪ ،‬فقبل عمر‬ ‫تستقم له سياستهم‬

‫إلا أن يقرها‪.‬‬

‫بنى أمية ‪ ،‬فقام أولئك‬ ‫من‬ ‫الغرض‬ ‫وكان كثير من العمال الذين اختارهم عثمان لذلك‬

‫الى‬ ‫هذا‬ ‫يؤدى‬ ‫أن‬ ‫خافوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫العمال‬ ‫أولئك‬ ‫عثمان‬ ‫لاختيار‬ ‫وقعدوا‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫المتنطعون‬

‫بالخلافة‬ ‫يعهد‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫بعثمان‬ ‫الأمر‬ ‫يصير‬ ‫وان‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫أمية بالحكم‬ ‫بنى‬ ‫استئثار‬

‫وأوهام‬ ‫ظنون‬ ‫هى‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫نفسه شىء‬ ‫فى‬ ‫لم يكن‬ ‫أن عثمان‬ ‫الله‬ ‫إليهم ‪ ،‬ويعلم‬

‫أمية مما‬ ‫خبنى‬ ‫مكن‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫لعثمان‬ ‫قتلهم‬ ‫الله أن‬ ‫ويعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫المتنطعين‬ ‫أولئك‬ ‫بنفوس‬ ‫قامت‬

‫‪.‬‬ ‫شؤون‬ ‫خلقه‬ ‫‪ ،‬ودثه فى‬ ‫ما يفعل‬ ‫بعواقب‬ ‫الجاهل‬ ‫شأن‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫عنه‬ ‫أرادوا إبعادهم‬

‫أم المؤمنين ‪ ،‬فهو‬ ‫أم سلمة‬ ‫كتابه إلى‬ ‫عثمان‬ ‫فى‬ ‫به الكلام‬ ‫ما يختم‬ ‫أن خير‬ ‫أرى‬ ‫واننى‬

‫كانوا‬ ‫كان يعالج أمره مع هؤلاء الخارجين عليه بالروح الإسلامية الجديدة وكيف‬ ‫كيف‬ ‫يرينا‬

‫اليها‪:‬‬ ‫‪ ،‬فكتب‬ ‫أمره وامرهم‬ ‫إليه فى‬ ‫كتبست‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫متمردة‬ ‫رجعية‬ ‫جاهلية‬ ‫يقابلونها بروح‬

‫‪،‬‬ ‫للدلاء(‪)2‬‬ ‫الماتح‬ ‫تطأطؤ‬ ‫لهم‬ ‫تطاطاتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫غثَرة(‪)1‬‬ ‫رعَاع‬ ‫النفر‬ ‫هؤلاء‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬ ‫يا أمنا‬ ‫(‬

‫‪ ،‬عذيرى‬ ‫إخوانأ‬ ‫الحق‬ ‫وأرانيهم‬ ‫‪،‬‬ ‫شيطانأ‬ ‫الباطل‬ ‫‪ ،‬فأراهمنى‬ ‫تلذُد المضطر‬ ‫لهم‬ ‫وتلدَّدت‬

‫‪،‬‬ ‫لا ينطقون‬ ‫يوم‬ ‫وحسبهم‬ ‫‪ ،‬والله حسبى‬ ‫جاهلا‬ ‫‪ ،‬وعالم‬ ‫سفيهأ‬ ‫حليم‬ ‫منهم‬ ‫الله ‪ ،‬ألا ينهى‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فيعتذرون‬ ‫لهم‬ ‫يؤذَن‬ ‫ولا‬

‫***‬

‫الغثرة ‪.‬‬ ‫وكذلك‬ ‫الناس‬ ‫‪ :‬سفلة‬ ‫الرعاع‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫دلو‪.‬‬ ‫‪ :‬جمع‬ ‫والدلاء‬ ‫‪،‬‬ ‫المتخرج‬ ‫تح‪:‬‬ ‫لما‬ ‫ا‬ ‫)‪(T‬‬

‫‪34‬‬
‫على بن أبى طالب‬

‫‪ ،‬وتوفىَ سنة‬ ‫سنة‬ ‫بنحو عشرين‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫قبل الهجرة‬ ‫بن أبى طالب‬ ‫ولد على‬

‫الستين سنة‪.‬‬ ‫م ‪ ،‬وقد نئفَ على‬ ‫‪661‬‬ ‫‪ 04‬هـ ‪-‬‬

‫‪،‬‬ ‫العيال‬ ‫كثير‬ ‫أباه كان‬ ‫لأن‬ ‫النبى عل!هيخم ‪،‬‬ ‫بيت‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫بمكة قبل‬ ‫على‬ ‫لأ‬ ‫وقد‬

‫يعرف‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بيته تربية حسنة‬ ‫‪ ،‬فرثاه فى‬ ‫عليه‬ ‫منه عليأ تخفيفأ‬ ‫أخذ‬ ‫جدب‬ ‫مكة‬ ‫فلما أصاب‬

‫‪ ،‬فبادر إلى الإيمان‬ ‫عمره‬ ‫العشر من‬ ‫فى نحو‬ ‫وهو‬ ‫النبى عرط‬ ‫القراءة والكتابة ‪ ،‬وقد بعث‬

‫أول‬ ‫من‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدعوة‬ ‫رافق‬ ‫وبهذا‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫من‬ ‫أسبق‬ ‫إنه كان‬ ‫قيل‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬

‫إليه‬ ‫تقصد‬ ‫بما‬ ‫أدراهم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الجديدة‬ ‫برسالتها‬ ‫الناس‬ ‫أعرف‬ ‫من‬ ‫نهايتها ‪ ،‬وكان‬ ‫إلى‬ ‫ظهورها‬

‫فى أمر الدين والدنيا‪.‬‬ ‫الإصلاخ‬ ‫من‬

‫خلافة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وآثر الطاعة‬ ‫الجماعة‬ ‫لزم رأى‬ ‫حين‬ ‫على‬ ‫نفس‬ ‫فكان لهذا أثره فى‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫عرف‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫بالخلافة‬ ‫منهم‬ ‫أنه أحق‬ ‫يرى‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫وعثمان‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬

‫الطاعة ولزوم الجماعة ‪ ،‬ليستقر أمر‬ ‫الجاهلية هو حسن‬ ‫ورجعية‬ ‫الفرق بين تجديد الإسلام‬

‫جاهليتهم‪،‬‬ ‫فى‬ ‫الفوضى‬ ‫من‬ ‫ما كانوا عليه‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ولا يعودوا‬ ‫النظام بينهم‬ ‫‪ ،‬وشود‬ ‫المسلمين‬

‫خاطر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الجديذ‬ ‫الدين‬ ‫ذللي‬ ‫قديمها على‬ ‫‪ ،‬ويطغى‬ ‫الإسلام‬ ‫تجديد‬ ‫على‬ ‫رجعيتها‬ ‫فتتغلب‬

‫الأمر‪،‬‬ ‫أن يثير فيه الفتنة إذا فاته ذلك‬ ‫تأليده ‪ ،‬فلا يصح‬ ‫فى‬ ‫جهاد‬ ‫أروع‬ ‫‪ ،‬وقذم‬ ‫فيه بنفسه‬

‫إضعاف‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وتؤدى‬ ‫الم!لمين‬ ‫تضر‬ ‫رجعية‬ ‫جاهلية‬ ‫لأنها نزعة‬ ‫عليه‬ ‫بالخلافة غيره‬ ‫وآثر الناس‬

‫تأييده ‪.‬‬ ‫فى‬ ‫جهاده‬ ‫وضياع‬ ‫الإسلام‬

‫ما‬ ‫لتحقيق‬ ‫‪ ،‬فلم ينتهزه فرصة‬ ‫عثمان‬ ‫قتل‬ ‫الأمر بعد‬ ‫اضطرب‬ ‫له اثره فيه حين‬ ‫كان‬ ‫كما‬

‫وش!بق‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه بالسيف‬ ‫ويأخذهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقوة‬ ‫عليه‬ ‫الناس‬ ‫فيجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫بالخلافة‬ ‫أحقته‬ ‫يراه من‬

‫‪ ،‬لأن الولاية‬ ‫الحكم‬ ‫عن‬ ‫التعفف‬ ‫وأظهر‬ ‫‪ ،‬ولكنه تردد وأحجم‬ ‫هذا الخلاف‬ ‫غيره فى وسط‬

‫‪ ،‬لا طغيان‬ ‫شعبيأ شوريأ‬ ‫ا!كم‬ ‫طواعية واختيار ‪ ،‬ليكون‬ ‫عن‬ ‫أن تكون‬ ‫الإسلام يجب‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬فلما طبوه‬ ‫والتجديد‬ ‫النهوض‬ ‫فى‬ ‫مصأ‬ ‫الوراء ‪ ،‬بل‬ ‫فيه إلى‬ ‫‪ ،‬ولا رجوع‬ ‫فيه ولا استبداد‬

‫‪،‬‬ ‫الأشواك‬ ‫ه من‬ ‫ام‬ ‫أم‬ ‫ما يراه‬ ‫اجابتهم‬ ‫يمنعه من‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫التردد‬ ‫إليها بعد‬ ‫الخلافة أجابهم‬ ‫إلى‬

‫يمدم‬ ‫أن‬ ‫فلابد‬ ‫الفتنة ‪،‬‬ ‫خطر‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫رأى‬ ‫ولأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫لا تثنيه العقبات‬ ‫شجاعأ‬ ‫لأنه كان‬

‫‪،‬‬ ‫البناء والإلثاء‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫الصفوف‬ ‫يتقدم‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫والانتكاس‬ ‫ليقيه الرجعية‬ ‫الصفوف‬

‫فى‬ ‫غيره أولى منه بتقدم الصفوف‬ ‫فاك‬ ‫الجهادين ‪ ،‬ولي!‬ ‫‪ ،‬وينال شرف‬ ‫ليفور بالأجرين‬

‫‪ro‬‬
‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫النظام إلى‬ ‫ويعيد‬ ‫‪،‬‬ ‫الجاهلية‬ ‫النكسة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫الإسلام‬ ‫‪ ،‬لينتشل‬ ‫الفوضى‬ ‫هذه‬

‫اختلاله‪.‬‬ ‫قبل‬

‫بها من‬ ‫أنه أحق‬ ‫يرى‬ ‫وهو‬ ‫الخلافة‬ ‫أنه إذا تولى‬ ‫يرون‬ ‫له منافسون‬ ‫عليأ كان‬ ‫ولكن‬

‫التحقيق‬ ‫ترك‬ ‫عثمان‬ ‫قام بالخلافة بعد‬ ‫حين‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بعده‬ ‫ذريته من‬ ‫فى‬ ‫ميراثأ‬ ‫‪ ،‬فسيجعلها‬ ‫غيره‬

‫إلى سيرة أبى بكر‬ ‫‪ ،‬لانه آثر أن يعود‬ ‫الأمصار‬ ‫عماله على‬ ‫عزل‬ ‫فى‬ ‫قتله ‪ ،‬وشرع‬ ‫فى‬

‫الى‬ ‫الدنيا‬ ‫للناس فى أمر‬ ‫عثمان‬ ‫اتخاذ الزهد شعاراَ للدولة ‪ ،‬بعد أن أدى تساهل‬ ‫وعم ر فى‬

‫عنده‬ ‫لعلاجها‬ ‫اصلح‬ ‫فليسى‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫دمه‬ ‫التى ذهب‬ ‫الفتنة‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والوقوع‬ ‫التنازع عليها‬

‫‪ ،‬أو ارجاء‬ ‫قتله وغيره‬ ‫من‬ ‫فيها‬ ‫حدث‬ ‫عما‬ ‫‪ ،‬والتغاضى‬ ‫أسبابها‬ ‫القضاء على‬ ‫من‬

‫عنه‪،‬‬ ‫بالتفاضى‬ ‫الفتنة ‪ ،‬فينساه الناس‬ ‫آثار هذه‬ ‫‪ ،‬وتزول‬ ‫النظام‬ ‫أن يستقر‬ ‫فيه إلى‬ ‫التحقيق‬

‫بأن‬ ‫‪ ،‬ولرميه‬ ‫عليه‬ ‫للتشنيع‬ ‫الفرصة‬ ‫‪ ،‬فانتهز المنافسون له هذه‬ ‫بالتغطية عليها‬ ‫أحقاده‬ ‫وتذهب‬

‫الذين ثاروا عليه‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولمطالبته بالأخذ بثاره من‬ ‫عثمان‬ ‫الناس على‬ ‫تحريض‬ ‫فى‬ ‫له ضلعا‬

‫لهم هذا المطلب‪.‬‬ ‫عليه ليحقق‬ ‫وللخروج‬

‫عصبية‬ ‫النكسة السابقة ‪ ،‬وأخذت‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫رجعية‬ ‫نكسة‬ ‫الإسلام فى‬ ‫فوقع‬

‫النظام والطاعة للدولة‪،‬‬ ‫ما أقامه من‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتحاول أن تقضى‬ ‫فيه برأسها‬ ‫الجاهلية تطل‬

‫أن‬ ‫على‬ ‫رأى‬ ‫وهنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الطاعة‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫حقا‬ ‫للدولة‬ ‫يرى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بالقوة‬ ‫حقه‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫ليأخذ‬

‫إلى تفاقم أمرها‪،‬‬ ‫عثمان فى علاجها‬ ‫هذه الرجعية ‪ ،‬بعد أن أدى تساهل‬ ‫على‬ ‫بالسيف‬ ‫يقضى‬

‫بهذا خلافة‬ ‫‪ ،‬فمضت‬ ‫الشدة‬ ‫بد من‬ ‫لم ينفع اللين فى إقرار النظام فى الدولة لم يكن‬ ‫هـاذا‬

‫وبين عائشة‬ ‫بينه‬ ‫الجمل‬ ‫‪ ،‬وكان من ذلك وقعة‬ ‫الظام‬ ‫داخلية لإقرار‬ ‫على فى حرب‬

‫معاوية‬ ‫بينه وبين‬ ‫صِفِّين‬ ‫وقعة‬ ‫الثه ‪ ،‬ثم‬ ‫عبيد‬ ‫بن‬ ‫وطلحة‬ ‫العوام‬ ‫أم المؤمنين والزبير بن‬

‫‪.‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫وعمرو‬ ‫سفيان‬ ‫ابن أبى‬

‫خلافهم‬ ‫وكان‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫الخلاف‬ ‫فى ذلك‬ ‫الناس بعد وقوعهم‬ ‫وقد هان هؤلاء الزعماء على‬

‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫حرمة‬ ‫الزعماء‬ ‫لأولئك‬ ‫لا ترى‬ ‫‪،‬‬ ‫كثيرة بين المسلمين‬ ‫قيام رجعيات‬ ‫سببأ فى‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫نظام الحكم‬ ‫الجاهلية على‬ ‫يؤثر فوضى‬ ‫حتى‬ ‫‪ ،‬بل يغالى بعضها‬ ‫ا!اعة‬ ‫فى‬ ‫أو حقا‬

‫‪.‬‬ ‫الخوارج‬ ‫بعض‬ ‫إلى ذلك‬ ‫ذهب‬

‫مِن على‬ ‫الفريقين المتحاربين‬ ‫على‬ ‫الفوضى‬ ‫أنصار‬ ‫من‬ ‫الائتمار‬ ‫ذلك‬ ‫وهنا كان‬

‫البيعة‬ ‫الخلافة القائمة على‬ ‫عهد‬ ‫‪ ،‬وانقضاء‬ ‫وحده‬ ‫قتل على‬ ‫من‬ ‫ما كان‬ ‫؟ وكان‬ ‫ومعاوية‬

‫‪ ،‬وأجيره‬ ‫لا سيده‬ ‫الشعب‬ ‫أنه خادم‬ ‫القائم به يرى‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫حكمها‬ ‫‪ ،‬وانقضاء‬ ‫والشورى‬

‫لا مالكه‪.‬‬

‫الذى اعتمد عل!‪،‬‬ ‫بالسيف‬ ‫فقام بالحكم بعد على‬ ‫الاسّمار‪،‬‬ ‫وقد نجا معاوية من ذلك‬

‫‪ri‬‬
‫رجعى‬ ‫حبهم‬ ‫بهذا فى‬ ‫المسلمون‬ ‫قبله ‪ ،‬فوقع‬ ‫الخلفاء الأربعة‬ ‫قام حكم‬ ‫كما‬ ‫لا ببيعة وشورى‬

‫إليها‪،‬‬ ‫كما كان ينظر الخلفاء الراشدون‬ ‫‪ ،‬ولا ينظر إلى مصلحتهم‬ ‫الشورى‬ ‫لا يعتمد على‬

‫فيه‪.‬‬ ‫خاصة‬ ‫‪ ،‬ولا يرون لهم مصلحة‬ ‫أنفسهم فى الحكم‬ ‫كانوا ينكرون‬ ‫حين‬

‫على‬ ‫قضى‬ ‫لا"نه‬ ‫‪،‬‬ ‫أخرى‬ ‫جهة‬ ‫له نفع من‬ ‫هذا كان‬ ‫مع‬ ‫قيام معاوية بالحكم‬ ‫ولكن‬

‫الحكم‬ ‫رجعية‬ ‫أسوأ أثرأ من‬ ‫رجعية‬ ‫الناس فيها ‪ ،‬وهى‬ ‫التى أراد الخوارج وقوع‬ ‫الفوضى‬

‫شرع‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفوضى‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫والنظام‬ ‫‪،‬‬ ‫النظام ما فيه‬ ‫فيه من‬ ‫الحكم‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الاستبدادى‬

‫يوقع‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫عادل‬ ‫حكم‬ ‫إلى‬ ‫لا يؤدى‬ ‫عليه‬ ‫الخروج‬ ‫الجائر إذا كان‬ ‫للحاكم‬ ‫الطاعة‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬لأن‬ ‫ظاهرة‬ ‫حكمةٌ‬ ‫الفوضى‬ ‫الإسلام على‬ ‫‪ ،‬ولإيثار الحكم الجائر فى‬ ‫الفوض‬ ‫الناس فى‬

‫كله‪.‬‬ ‫لا يترك‬ ‫كله‬ ‫يُدرَك‬ ‫لا‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫أهون‬ ‫الشر‬ ‫بعض‬

‫الخوارج المتنطعين (فى الدين‪،‬‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫للحكم‬ ‫أن معاولة مع هذا كان أصلح‬ ‫على‬

‫عشرين‬ ‫نحو‬ ‫حكمه‬ ‫‪ ،‬وقد مكث‬ ‫فى سياسته‬ ‫لينا‬ ‫فى دينه ‪،‬‬ ‫سمحا‬ ‫حال‬ ‫كل‬ ‫لأنه كان على‬

‫إلى مثل ما كان عليه‬ ‫‪ ،‬وأعاد الفتح الإسلامى‬ ‫فيها حوله‬ ‫المسلمين‬ ‫جمهور‬ ‫سنة جمع‬

‫‪ ،‬ولو‬ ‫ربه‬ ‫ثوابه عند‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وله‬ ‫الفق‬ ‫بتلك‬ ‫ضعفه‬ ‫بعد‬ ‫قوته‬ ‫ل!سلام‬ ‫‪ ،‬فعادت‬ ‫أو كثر‬

‫تنطعهم‬ ‫الحكم مقامه لساروا فى‬ ‫الدين قاموا فى‬ ‫البدو المتنطعين فى‬ ‫الخوارج من‬ ‫أن أولئك‬

‫فينا‬ ‫وتبعث‬ ‫‪،‬‬ ‫عصرنا‬ ‫فى‬ ‫بها غيرنا‬ ‫نفاخر‬ ‫التى‬ ‫الحضارة‬ ‫تلك‬ ‫ل!سلام‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينى‬

‫منها‪.‬‬ ‫أرقى‬ ‫لم تكن‬ ‫‪ ،‬إن‬ ‫مثلها‬ ‫حضارة‬ ‫تجديد‬ ‫فى‬ ‫الأمل‬

‫فى‬ ‫ذريته مخطئين‬ ‫الخلافة إرلا فى‬ ‫أن يجحل‬ ‫على‬ ‫من‬ ‫الذين خافوا‬ ‫كان‬ ‫ولقد‬

‫حكما‬ ‫أن يكون‬ ‫‪ ،‬ولكنه كان يرى‬ ‫بلا شك‬ ‫ذلك‬ ‫له حقا فى‬ ‫‪ ،‬لأن علئأ كان يرى‬ ‫خوفهم‬

‫التقليد الجديد‬ ‫‪ ،‬ويوافق‬ ‫واختيارهم‬ ‫المسلمين‬ ‫برضا‬ ‫‪ ،‬يقوم‬ ‫قيصريأ‬ ‫ولا‬ ‫لا كسرويأ‬ ‫إسلاميأ‬

‫الأمر‬ ‫‪ ،‬دانما يكون‬ ‫الناس‬ ‫بأمور‬ ‫فيه الحاكم‬ ‫فلا يستبد‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫لنظام‬ ‫به الإسلام‬ ‫أتى‬ ‫الذى‬

‫اختاره‬ ‫الخلافة الذى‬ ‫حكم‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫لا يكاد يخالف‬ ‫بينه وبينهم ‪ ،‬وهذا حكم‬ ‫فيه شورى‬

‫القوة والاستبداد الذى حكم‬ ‫حكم‬ ‫شىء‬ ‫وفاة النبى عيئنجم ‪ ،‬ولا يشبه فى‬ ‫المسلمون عقب‬

‫الخلفاء الراشدين‪.‬‬ ‫به المسلمون بعد انقضاء عهد‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫وعثمان‬ ‫المسلمون إلى ابى بكر وعمر‬ ‫تخطاه‬ ‫راضيا حين‬ ‫على‬ ‫ولهذا سكت‬

‫إلى‬ ‫فيها المسلمون ‪ ،‬بل سكت‬ ‫التى اضطرب‬ ‫الفتنة‬ ‫الحكبم بالقوة فى تلك‬ ‫أن يأخذ‬ ‫يحاول‬

‫التقليد الجديد‬ ‫لهذا‬ ‫وفى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫قبله‬ ‫كالخلفاء‬ ‫خليفة‬ ‫بهذا‬ ‫فصار‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫اليه بيعتهم‬ ‫صار‬ ‫أن‬

‫عليه‬ ‫فعرضوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وافاه الأجل‬ ‫أن‬ ‫وفائه إلى‬ ‫على‬ ‫ومكث‬ ‫‪،‬‬ ‫حكمه‬ ‫فى‬ ‫به الإسلام‬ ‫أتى‬ ‫الذى‬

‫‪ ،‬فقال‬ ‫غيرهم‬ ‫الأمر من‬ ‫بهذا‬ ‫أولى‬ ‫أنهم‬ ‫رأيه فى‬ ‫يوافق‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫أمورهم‬ ‫ابنه الحسن‬ ‫أن بلى‬

‫‪37‬‬
‫على‬ ‫بالقوة‬ ‫هذا‬ ‫حقهم‬ ‫يفرض‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫لأنه‬ ‫‪.‬‬ ‫أنهاكم‬ ‫ولا‬ ‫لا آمركم‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬

‫أن يقوم برضاهم‪،‬‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫قبوله أو رفضه‬ ‫فى‬ ‫أن لهم حقا‬ ‫‪ ،‬بل كان يرى‬ ‫المسلمين‬

‫بيعة الخلافة‪.‬‬ ‫يتم ببيعة تشبه‬ ‫وأن‬

‫أن أقرر أن ثورة الخوارج عليهما لم تكن‬ ‫وعلى‬ ‫عثمان‬ ‫ولا يفوتنى بعد الكلام على‬

‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫قريش‬ ‫منافسة‬ ‫عيها‬ ‫حملهم‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫للدين‬ ‫خالصة‬ ‫يُظهرون‬ ‫كما‬

‫أن‬ ‫نرى‬ ‫ولكنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الرأى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لا نخالفهم‬ ‫ونحن‬ ‫‪،‬‬ ‫جميعا‬ ‫المسلمين‬ ‫حق‬ ‫الحكم‬ ‫أن‬ ‫يرون‬

‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكانوا أعرف‬ ‫قريش‬ ‫كانوا من‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫السابقين‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫مناسبأ‬ ‫لم يكن‬ ‫ظرفه‬

‫‪ ،‬لأن‬ ‫وفاة النبى عرط‬ ‫لهم عقب‬ ‫الحكم‬ ‫أن يكون‬ ‫الواجب‬ ‫من‬ ‫برسالته الجديدة ‪،‬فكان‬

‫الصحيحة‪،‬‬ ‫وجهته‬ ‫به فى‬ ‫يمضى‬ ‫حاكم‬ ‫طريا ‪ ،‬فلا بد له من‬ ‫لا يزال كضا‬ ‫الإسلام كان‬

‫لمهاجرى‬ ‫المدينة‬ ‫الأنصار من أهل‬ ‫‪ ،‬وقد عرف‬ ‫ويجنبما النكسة الرجعية بعد وفاة النى لحهضم‬

‫من‬ ‫لهم‬ ‫لأن‬ ‫به ‪،‬‬ ‫أولى‬ ‫أنهم‬ ‫ظنوا‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الأمر بالحسنى‬ ‫‪ ،‬فسلَّموا لهم‬ ‫الفضل‬ ‫هذا‬ ‫قريثى‬

‫‪ ،‬ولو‬ ‫الإسلام‬ ‫الفرقة على‬ ‫من‬ ‫خوفأ‬ ‫لهم‬ ‫سئَموا‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫المهاجرين‬ ‫فضل‬ ‫ما يدانى‬ ‫الفضل‬

‫قاموا بفتنتهم التى يجنى‬ ‫لما‬ ‫الأنصار‬ ‫للإسلام مثل‬ ‫الاخلاص‬ ‫الخوارج من‬ ‫عند اولئك‬ ‫كان‬

‫‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫آثارها إلى‬ ‫الإسلام‬

‫*‬ ‫**‬

‫‪38‬‬
‫الحسين بن على‬

‫عوص‪،‬‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬وأمه فاطمة بنت‬ ‫بن أبى طالب‬ ‫الحسين بن على‬ ‫الثه‬ ‫أبو عبد‬ ‫هو‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪967 -‬‬ ‫وقيل سنة سبع من الهجرة ‪ ،‬وتوفى سنة ‪! 06‬‬ ‫ولد سنة أربع وقيل سنة ست‬

‫وقعة‬ ‫معه‬ ‫‪ ،‬وشهد‬ ‫بالخلافة‬ ‫أن بويع‬ ‫بعد‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫خرج‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أبيه بالمدينة‬ ‫مع‬ ‫ن!ثمأ‬ ‫وقد‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫الحسن‬ ‫أخيه‬ ‫مع‬ ‫‪ ،‬ثبم بقى‬ ‫قتل‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫وبقى‬ ‫‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫وقتال‬ ‫وصفين‬ ‫الجمل‬

‫معاوية‪.‬‬ ‫‪ ،‬وأقام بها مدةَ مُلك‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫الأمر لمعاوية ‪ ،‬فتحول‬ ‫سلم‬

‫من‬ ‫ما شابه‬ ‫قد شابه‬ ‫كان‬ ‫هـاَن‬ ‫الأمر لمعاوية ‪،‬‬ ‫تسليم‬ ‫من‬ ‫فيه الجماعة‬ ‫فيما دخل‬ ‫فدخل‬

‫وحقنأ‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫كلمة‬ ‫إيثازا لاتفاق‬ ‫باختيار‬ ‫له الأمر‬ ‫سلم‬ ‫الحسن‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة‬ ‫استعمال‬

‫أمره على‬ ‫ظهور‬ ‫من‬ ‫به الظروف‬ ‫قضت‬ ‫بما‬ ‫له ‪ ،‬والرضا‬ ‫التسليم‬ ‫المصلحة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫لدمائهم‬

‫أمية‬ ‫بنى‬ ‫من‬ ‫معاوية‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫منه‬ ‫الأمر‬ ‫بذلك‬ ‫أولى‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لىان كان‬ ‫غيره‬

‫مناوأة‬ ‫هذا على‬ ‫حملهم‬ ‫الجاهلية ‪ ،‬وقد‬ ‫فى‬ ‫بين قريش‬ ‫الذين كانوا يمثلون طبقة الأشراف‬

‫الخاصة‪،‬‬ ‫منزلة‬ ‫العامة الى‬ ‫ورفع‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبقات‬ ‫بين‬ ‫التسوية‬ ‫أغراضه‬ ‫من‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬

‫المسلمين‬ ‫أمر‬ ‫معاوية‬ ‫ولى‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدنيا والآخرة‬ ‫فى‬ ‫الشرِف‬ ‫معيار‬ ‫الصالح‬ ‫العمل‬ ‫وجعل‬

‫جعل‬ ‫قبله ‪ ،‬بل‬ ‫الخلفاء الراشدون‬ ‫سار‬ ‫كما‬ ‫حكمه‬ ‫يسِر فى‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الأموية‬ ‫طبيعته‬ ‫عليه‬ ‫غلبت‬

‫فيه‬ ‫‪ ،‬ولا تسوية‬ ‫الرعية‬ ‫فيه برأى‬ ‫لا اعتداد‬ ‫‪،‬‬ ‫والقياصرة‬ ‫ا!اسرة‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫شبفا‬ ‫حكمه‬ ‫فى‬

‫منه‪.‬‬ ‫المسلمين‬ ‫سائر‬ ‫‪ ،‬وحرمان‬ ‫بعده‬ ‫بالحكم‬ ‫إيثار قومه‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬ولا تعفف‬ ‫بين طبقاتها‬

‫فى‬ ‫وسلوكه‬ ‫!‬ ‫العهِد بعده‬ ‫بولاية‬ ‫(يثار ابنه يزيد‬ ‫ما لجأ إليه من‬ ‫اثر ذلك‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫هذه السدة الرجعية فى‬ ‫سن‬ ‫به الأمر إليه ‪ ،‬فكان بهذا أول من‬ ‫القوة الذى صار‬ ‫طريق‬ ‫ذلك‬

‫الكوفة سنة‬ ‫أراد عزله عن‬ ‫بن شعبة حيما‬ ‫المغيرة‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫حمله‬ ‫‪ .‬وكان اول من‬ ‫الاسلام‬

‫أعيان‬ ‫ذهب‬ ‫‪ :‬إنه قد‬ ‫له‬ ‫وقال‬ ‫معاوية‬ ‫بن‬ ‫يزيد‬ ‫وقابل‬ ‫الشام‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فذهب‬ ‫م‬ ‫‪675‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪56‬‬

‫من‬ ‫وانت‬ ‫‪،‬‬ ‫أبناؤهم‬ ‫بقى‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫وذَوُو أسنانهم‬ ‫قريش‬ ‫وآله وكبراء‬ ‫عفبخم‬ ‫النبى‬ ‫أصحاب‬

‫المؤمنين أن‬ ‫ما يمنع أمير‬ ‫أدرى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالستُنة ؤالسياسة‬ ‫وأعلمهم‬ ‫رأيا ‪،‬‬ ‫وأحسنهم‬ ‫أفضلهم‬

‫قال ‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫يتم ؟‬ ‫ذلك‬ ‫ترى‬ ‫أوَ‬ ‫‪:‬‬ ‫ه يزيد‬ ‫ل‬ ‫؟ فقال‬ ‫البيعة‬ ‫لك‬ ‫يعقد‬

‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫يزيد‬ ‫‪ :‬ما يقول‬ ‫له‬ ‫المغيرة وقال‬ ‫‪ ،‬فأحضر‬ ‫اباه بذلك‬ ‫يزيد‬ ‫فأخبر‬

‫منك‬ ‫يزيد‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫عثمان‬ ‫بعد‬ ‫الدماء والاختلاف‬ ‫سفك‬ ‫من‬ ‫ما كان‬ ‫يا أمير المؤمنين ‪ ،‬قد رأيتَ‬

‫‪،‬‬ ‫دماء‬ ‫‪ ،‬ولا تُسفك‬ ‫منك‬ ‫وخلفا‬ ‫للناس‬ ‫كهفا‬ ‫كان‬ ‫حادث‬ ‫بك‬ ‫له ‪ ،‬ف!ن حدث‬ ‫‪ ،‬فاغقد‬ ‫خَلف‬

‫‪93‬‬
‫زياد‬ ‫‪ ،‬ويكفيك‬ ‫الكوفة‬ ‫أهل‬ ‫‪ :‬اكفيك‬ ‫بهذا ؟ فقال‬ ‫لى‬ ‫‪ :‬ومن‬ ‫معاوية‬ ‫فتنة ‪ ،‬فقال‬ ‫ولا تكون‬

‫يخالفك‪.‬‬ ‫أحد‬ ‫المصرين‬ ‫هذين‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫البصرة‬ ‫أهل‬

‫الكوفة ‪ ،‬لىان ألبسه ما‬ ‫بقائه واليا على‬ ‫من‬ ‫هذا إلىْ غرضه‬ ‫من‬ ‫المغيرة‬ ‫وصل‬ ‫وقد‬ ‫بر‬

‫الأمر‪،‬‬ ‫منه أن يمهد لذلك‬ ‫وطلب‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫معاوية‬ ‫‪ ،‬فرده‬ ‫العامة‬ ‫إرادة المصلحة‬ ‫من‬ ‫ألبسه‬

‫منهم‬ ‫المغيرة عشرة‬ ‫‪ ،‬فأوفد‬ ‫أمية‬ ‫بنى‬ ‫أنصار‬ ‫إليه بعض‬ ‫أجابه‬ ‫فيه ‪ ،‬حتى‬ ‫الناس‬ ‫يحبب‬ ‫فاخذ‬

‫بذلك‬ ‫زياد أزا يقوم‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وأرسل‬ ‫عليها‬ ‫عزمه‬ ‫قوى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫ليزيد‬ ‫البيعة‬ ‫فزينوا له‬ ‫معاوية‬ ‫إلى‬

‫فى‬ ‫شروطه‬ ‫هذا الأمر لعدم استكمال‬ ‫فى‬ ‫أن يتريث‬ ‫إليه زياد ينصحه‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫البصرة‬ ‫فى‬

‫به من‬ ‫أولع‬ ‫ما قد‬ ‫مع‬ ‫وتهاون‬ ‫رسلة‬ ‫صاحب‬ ‫ويزيد‬ ‫‪. .‬‬ ‫‪ْ9 :‬‬ ‫له‬ ‫قال‬ ‫مما‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫يزيد‬

‫ساعده‬ ‫ريادا كان‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫وكفَّ‬ ‫‪،‬‬ ‫زياد‬ ‫بنصيحة‬ ‫معاوية‬ ‫" فعمل‬ ‫‪. .‬‬ ‫الصيد‬

‫بينهما‪.‬‬ ‫خلاف‬ ‫سبب‬ ‫فيه لئلا يكون‬ ‫ير أن يخالفه‬ ‫الأيمن ‪ ،‬فلم‬

‫فيه‬ ‫المدينة كتابا يعزم‬ ‫على‬ ‫عامله‬ ‫الحكم‬ ‫بن‬ ‫مروان‬ ‫إلى‬ ‫معاوية‬ ‫زيأد أرسل‬ ‫مات‬ ‫فلما‬

‫‪ ،‬وقام‬ ‫وماجوا‬ ‫القوم‬ ‫‪ ،‬فهاج‬ ‫المسجد‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فقرأه مروان‬ ‫البيعة لابنه يزيد‬ ‫على‬

‫أن تجعلوها‬ ‫تريدون‬ ‫‪ ،‬ولكنكم‬ ‫لأمة محمد‬ ‫‪ :‬ما الخيارَ أردتم‬ ‫فقال‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫الرحمنَ‬ ‫عبد‬

‫الثه‬ ‫مثله عبد‬ ‫‪ ،‬وفَعل‬ ‫فأنكر‬ ‫على‬ ‫الْحُسين بن‬ ‫‪ ،‬وقام‬ ‫قام هرقل‬ ‫هرقل‬ ‫مات‬ ‫هِرْقَلية ‪ ،‬كلما‬

‫الزّبير‪.‬‬ ‫ابن‬

‫الزُبير‬ ‫الله بن‬ ‫وعبد‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫الحسين‬ ‫فلقى‬ ‫المدينة ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫سار‬ ‫ذلك‬ ‫معاوية‬ ‫بلغ‬ ‫فلما‬

‫بين‬ ‫نخيرك‬ ‫‪:‬‬ ‫الزبير‬ ‫بن‬ ‫اللّه‬ ‫عبد‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫ليزيد‬ ‫البيعة‬ ‫فى‬ ‫وكلمهم‬ ‫‪،‬‬ ‫عمر‬ ‫الله بن‬ ‫وعبد‬

‫عمر‪،‬‬ ‫أبو بكر أو كما صنع‬ ‫لحةب!ا ‪،‬أو كما صنع‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫كما صنع‬ ‫‪ :‬تصنع‬ ‫خصال‬ ‫ثلاث‬

‫لهم‪:‬‬ ‫معاوية‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫أبا بكر‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬فارتضى‬ ‫أحدا‬ ‫يستخلف‬ ‫س!نجلأا ولم‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬ ‫قُبض‬

‫صنع‬ ‫كما‬ ‫‪ ،‬فاصنع‬ ‫‪ :‬صدقتَ‬ ‫‪ ،‬فقالوا له‬ ‫الاختلاف‬ ‫‪ ،‬وأخاف‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫مثل‬ ‫فيكم‬ ‫ليس‬

‫‪ ،‬دمان شئت‬ ‫بنى أبيه فاستخلفه‬ ‫من‬ ‫ليس‬ ‫قريش‬ ‫قاصية‬ ‫من‬ ‫إلى رجل‬ ‫‪ ،‬ف!نه عهد‬ ‫أبو بكر‬

‫من ولده ولا من‬ ‫فى ستة نفر ليس فيهم أحد‬ ‫شورى‬ ‫الأمر‬ ‫عمر ‪،‬جعل‬ ‫فاصنع كما صنع‬

‫قد‬ ‫ف!نى‬ ‫‪:‬‬ ‫لبم‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫؟‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫عندكم‬ ‫هل‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫معاوية‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫أبيه‬ ‫بنى‬

‫لهذا الأمر‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫بانه سيجمع‬ ‫اخبرهم‬ ‫‪ .‬ثم‬ ‫أنذر‬ ‫من‬ ‫أنه قد أعذر‬ ‫إليكم‬ ‫أن أتقدم‬ ‫أحببت‬

‫سادة‬ ‫الرهط‬ ‫هؤلاء‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬ ‫الناس‬ ‫جمع‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫خلافَا له‬ ‫بالقتل إن أظهروا‬ ‫وهددهم‬

‫رضوا‬ ‫‪ ،‬لىانهم قد‬ ‫مشورتهم‬ ‫إلا عن‬ ‫يقضى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫أمر دونهم‬ ‫يُبتَر‬ ‫لا‬ ‫‪،‬‬ ‫وخيارهم‬ ‫المسلمين‬

‫النفر‪،‬‬ ‫هؤلاء‬ ‫بيعة‬ ‫يتربصون‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫فبايع‬ ‫اللّه ‪.‬‬ ‫اسم‬ ‫على‬ ‫فبايعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫ليزيد‬ ‫وبايعوا‬

‫‪:‬‬ ‫فقالوا‬ ‫؟‬ ‫وبايعتم‬ ‫وأعطيتم‬ ‫رضيتم‬ ‫فلِمَ‬ ‫‪،‬‬ ‫تبايعون‬ ‫لا‬ ‫أنكم‬ ‫زعمتم‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫فقالوا‬ ‫فلقوهم‬

‫القتل‪.‬‬ ‫وخفنا‬ ‫كادنا‬ ‫‪،‬‬ ‫فقالوا‬ ‫؟‬ ‫الرجل‬ ‫على‬ ‫تردوا‬ ‫أن‬ ‫منعكم‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫لهم‬ ‫فعلنا‪،‬فقالوا‬ ‫ما‬ ‫والله‬
‫معاوية فى‬ ‫‪ ،‬لاجتماع كلمة المسلمين على‬ ‫فى هذا السكوت‬ ‫عذرهم‬ ‫النفر‬ ‫وكان لهؤلاء‬

‫بهذا‬ ‫أضاف‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الإجماع‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫لهم‬ ‫ثلاثة لا يصح‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬

‫الناس بالقوة فى‬ ‫فى أخذ‬ ‫أخرى‬ ‫رجعية‬ ‫فى خلافة على‬ ‫معاوية إلى رجعيته فى تحكيم السيف‬

‫عصا‬ ‫شق‬ ‫‪ ،‬وكراهتهم‬ ‫الأمر لقيام سلطانه‬ ‫ظاهر‬ ‫الناس له فى‬ ‫خضع‬ ‫البيعة ‪ ،‬وقد‬ ‫هذه‬
‫الطاعة‪.‬‬

‫‪ ،‬لعلمه أنهم عند‬ ‫ذلك‬ ‫الناس من‬ ‫ما يخشاه‬ ‫الحسين أن ينتظر إلى أن يذهب‬ ‫فرأى‬

‫أبيه ‪ ،‬لأنها‬ ‫بسلطان‬ ‫منهم‬ ‫التى أخذت‬ ‫البيعة‬ ‫بهذه‬ ‫‪ ،‬ولا يفون‬ ‫ليزيد‬ ‫لا يدينون‬ ‫معاوية‬ ‫موت‬

‫بيعة باطلة‪.‬‬

‫الوليد بن عتبة‪،‬‬ ‫المدينة‬ ‫م ‪ ،‬وكان الوالى على‬ ‫‪967‬‬ ‫‪ 06‬هـ‪-‬‬ ‫معاوية سنة‬ ‫وقد مات‬

‫‪ :‬أما‬ ‫له‬ ‫الوليد منه البيعة قال‬ ‫طلب‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫الحسين‬ ‫البيعة له من‬ ‫أن يأخذ‬ ‫إليه يزيد‬ ‫فأرسل‬

‫على‬ ‫تظهرها‬ ‫أن‬ ‫سرَا دون‬ ‫بها منى‬ ‫تجتزىء‬ ‫أراك‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بيعته سِرآ‬ ‫لا يعطى‬ ‫مثلى‬ ‫البيعة ف!ن‬

‫أمرَا‬ ‫إلى البيعة دعوتنا مع الناس ‪،‬فكان‬ ‫فدعوتهم‬ ‫إلى الناس‬ ‫الناس علانيه ‪ ،‬ف!ذا خرجت‬

‫‪.‬‬ ‫واحدًا‬

‫بما عزم‬ ‫القيام‬ ‫من‬ ‫لجأ إليها ليتمكن‬ ‫حيلة‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫ليزيد‬ ‫البيعة‬ ‫يريد‬ ‫الحسين‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫‪ ،‬دماقامة‬ ‫أمية‬ ‫بنى‬ ‫استبداد‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬وتخليص‬ ‫الرجعية‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫للقضاء‬ ‫العمل‬ ‫من‬ ‫عليه‬

‫العهد الذى كان‬ ‫الراعى ‪ ،‬ويسير على‬ ‫الرعية قبل مصلحة‬ ‫فيه مصلحة‬ ‫تراعى‬ ‫شورى‬ ‫حكم‬

‫أيام الخلفاء الراشدين‪.‬‬ ‫فى‬ ‫عليه‬

‫فيه‪:‬‬ ‫إليه كتابا جاء‬ ‫‪،‬فكتبوا‬ ‫بالكوفة‬ ‫شيعته‬ ‫وكاتب‬ ‫مكة‬ ‫المدينة إلى‬ ‫من‬ ‫الحسين‬ ‫فخرج‬

‫بثير‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬ف!ن النعمان‬ ‫الهدى‬ ‫على‬ ‫بك‬ ‫ان يجمعنا‬ ‫اللّه‬ ‫علينا لعل‬ ‫فاقدمْ‬ ‫‪،‬‬ ‫علينا (مام‬ ‫إنه ليس‬

‫بلغنا‬ ‫قد‬ ‫ولو‬ ‫‪،‬‬ ‫عيد‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫نخرج‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫جمعة‬ ‫فى‬ ‫معه‬ ‫نجتمع‬ ‫‪ ،‬ولسنا‬ ‫الإمارة‬ ‫قصر‬ ‫فى‬

‫‪.‬‬ ‫وألحقناه بالشام‬ ‫الكوفة‬ ‫من‬ ‫أخرجناه‬ ‫مخرجك‬

‫عليهم‬ ‫قدم‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫له بيعتهم‬ ‫ليأخذ‬ ‫عَقيل‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫عمه‬ ‫ابن‬ ‫إليهم‬ ‫الحسين‬ ‫فأرسل‬

‫بشير‬ ‫بن‬ ‫النعمان‬ ‫إلى‬ ‫يزيد‬ ‫ممن يهوى‬ ‫ألفأ ‪ ،‬فقام رجل‬ ‫اثنا عشر‬ ‫منهم‬ ‫وبايعه‬ ‫عليه‬ ‫اجتمعوا‬

‫‪ :‬لا"ن اكونَ ضعيفا‬ ‫له النعمان‬ ‫البلد ‪ .‬فقال‬ ‫فسد‬ ‫‪ ،‬قد‬ ‫إو مستضعف‬ ‫ضعيف‬ ‫له ‪ :‬إنك‬ ‫فقال‬

‫‪.‬‬ ‫سترأ‬ ‫لأهتك‬ ‫‪ ،‬ما كنتُ‬ ‫معصيته‬ ‫قوتأ فى‬ ‫أن اكون‬ ‫من‬ ‫إلى‬ ‫أحب‬ ‫اللّه‬ ‫طاعة‬ ‫فى‬

‫الله‬ ‫عُبيدَ‬ ‫الكوفة وأضافها الى‬ ‫بهذا إلى يزيد فعزل النعمان بن بشير عن‬ ‫الرجل‬ ‫فكب‬

‫‪ .‬فأقبل‬ ‫به قتله‬ ‫ظفر‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫عقيل‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫يطلب‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وامره‬ ‫البصرة‬ ‫ابن رياد واليه على‬

‫أحد‬ ‫لا يمر على‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫متلئما‬ ‫دخلها‬ ‫حتى‬ ‫الكوفة‬ ‫إلى‬ ‫البصرة‬ ‫أهل‬ ‫بعض‬ ‫الله فى‬ ‫عُبَيْد‬

‫قدم‬ ‫الحسين‬ ‫الله ! يظنونه‬ ‫رسول‬ ‫يا ابن‬ ‫السلام‬ ‫‪ 9‬عليك‬ ‫المجلس‬ ‫له أهل‬ ‫إلا قال‬ ‫فيسلم‬

‫فقتله‪.‬‬ ‫وجده‬ ‫حتى‬ ‫بن عقيل‬ ‫مسلم‬ ‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫‪ ،‬وجع!!‬ ‫القصر‬ ‫الثه‬ ‫‪ ،‬فنزل عبيد‬ ‫عليهم‬

‫‪41‬‬
‫منه القدوم إلى الكوفة‪،‬‬ ‫إلى الحسين يطلب‬ ‫قبل قتله قد أرسل‬ ‫بن عقيل‬ ‫وكان مسلم‬

‫لا‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الكوفة بهم‬ ‫يقصد‬ ‫‪ ،‬وسار‬ ‫أهله وشيعته‬ ‫من‬ ‫ثمانين رجلا‬ ‫الحسين فى نحو‬ ‫فتجفز‬

‫بن‬ ‫بن سعد‬ ‫رأسه عمر‬ ‫على‬ ‫بن رياد له جيشا‬ ‫الله‬ ‫عُيد‬ ‫‪ ،‬فجهز‬ ‫بن عقيل‬ ‫يعلم قتل مسلم‬

‫ونحو‬ ‫فارسأ‬ ‫الا أربعون‬ ‫الحسين‬ ‫مع‬ ‫يكن‬ ‫بِكربَلاء ‪ ،‬ولم‬ ‫والحسين‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬فالتقى‬ ‫وقاص‬ ‫أبى‬

‫بمن‬ ‫الحسين‬ ‫فقاتلهم‬ ‫‪،‬‬ ‫العدد‬ ‫هذا‬ ‫أضعاف‬ ‫زياد يبلغ‬ ‫الله بن‬ ‫عبيد‬ ‫جيش‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ماثة رجل‬

‫أن قُتِل‪،‬‬ ‫الى‬ ‫يقاتلهم‬ ‫يزل‬ ‫بيته ‪،‬ولم‬ ‫أهل‬ ‫شائا من‬ ‫عشر‬ ‫سبعة‬ ‫فيهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫قلتهم‬ ‫على‬ ‫معه‬

‫على‬ ‫‪ ،‬ومنهم‬ ‫يزيد‬ ‫بيته إلى‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫بقى‬ ‫ومن‬ ‫‪ ،‬فأرسله‬ ‫زياد‬ ‫الله بن‬ ‫عبيد‬ ‫إلى‬ ‫برأسه‬ ‫فأتى‬

‫إلى‬ ‫يزيد أرسلهم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فلما قدموا‬ ‫على‬ ‫بنت‬ ‫زينب‬ ‫عمته‬ ‫! ومنهم‬ ‫مريضأ‬ ‫وكان‬ ‫ابن الحسين‬

‫المدينة‪.‬‬

‫الرجعية السياسية التى أحدثها بنو أمية‬ ‫القضاء على‬ ‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫الحسين شهيدأ‬ ‫فذهب‬

‫‪ ،‬وفى‬ ‫الخير للناس‬ ‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫الشهداء الذين استشهدوا‬ ‫أجر‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وله فى‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬

‫عن‬ ‫سيلهم‬ ‫فى‬ ‫استشهد‬ ‫قعود من‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫أجره‬ ‫من‬ ‫العامة ‪ ،‬ولا ينقص‬ ‫المصلحة‬ ‫سبيل‬

‫القائمين به‪.‬‬ ‫قدره تهاون الناس فى نصر‬ ‫‪ ،‬لأن الحق لا يُنقص من‬ ‫نصرته‬

‫على‬ ‫جَدًه ‪ ،‬لأنه خرج‬ ‫بسيف‬ ‫قُتِلَ‬ ‫أن الحسين‬ ‫يرى‬ ‫أنصار الرجعية والجمود من‬ ‫ومن‬

‫‪:‬‬ ‫وجوه‬ ‫من‬ ‫مردود‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫أثمة المسلمين‬ ‫إمام من‬

‫سبق‪.‬‬ ‫باطلة كما‬ ‫‪ :‬أن البيعة ليزيد كانت‬ ‫أولها‬

‫عليه‬ ‫ممن خرج‬ ‫كان‬ ‫أبيه ‪ ،‬بل‬ ‫موت‬ ‫البيعة بعد‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫‪ :‬أن يزيد لم يجمع‬ ‫وثانيها‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪682‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪"i1‬‬ ‫سنة‬ ‫انمُرًىَّ‬ ‫عُقبَة‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫إليهم‬ ‫‪ ،‬فبعث‬ ‫عامله‬ ‫طردوا‬ ‫المدينة وقد‬ ‫أهل‬

‫والنهب‪،‬‬ ‫فى القتل والسفب‬ ‫‪،‬فأباحها لجيشه ثلاثة ايام قضا‬ ‫له‬ ‫سلمت‬ ‫حتى‬ ‫المدينة‬ ‫فحاصر‬

‫بن‬ ‫إليه مسلم‬ ‫‪ ،‬فسار‬ ‫الزبير لنفسه‬ ‫الله بن‬ ‫فيها عبد‬ ‫‪ ،‬إذ دعا‬ ‫مكة‬ ‫عليه أهل‬ ‫ممن خرج‬ ‫وكان‬

‫الى‬ ‫بالجيض‬ ‫نُمَير ‪ ،‬وسار‬ ‫بن‬ ‫الحصَين‬ ‫فقام مكانه‬ ‫الطريق‬ ‫فى‬ ‫مات‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المدينة‬ ‫من‬ ‫عقبة‬

‫يزيد‪،‬‬ ‫موت‬ ‫خبر‬ ‫اليهم‬ ‫أن ورد‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫الزبير‬ ‫الثه بن‬ ‫عبد‬ ‫القتال بينه وبين‬ ‫‪،‬ودار‬ ‫فحاصرها‬ ‫مكة‬

‫بنى‬ ‫عقد‬ ‫انفرط‬ ‫تم امر أبيه قبله ‪ ،‬بل‬ ‫يتم أمره كما‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫م‬ ‫‪682‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪63‬‬ ‫سنة‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬

‫وابنه عبد‬ ‫انحكم‬ ‫بن‬ ‫مروان‬ ‫قام فيهم‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫وحده‬ ‫إلا الشام‬ ‫لهم‬ ‫يبق‬ ‫ولم‬ ‫أمية بموته‬

‫معاوية‪.‬‬ ‫الملك فعاد أمرهم كما كان فى عهد‬

‫عقيل‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫أولأ‬ ‫أرسل‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫وحده‬ ‫مجارفة‬ ‫بعمله‬ ‫يقم‬ ‫لم‬ ‫الحسين‬ ‫‪ :‬أن‬ ‫وثالثها‬

‫يمكنه‬ ‫قوة‬ ‫بالعراق‬ ‫إليه أن‬ ‫أرسل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫إليهم‬ ‫يسير‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬فقام بالبيعة له قبل‬ ‫العراق‬ ‫أهل‬ ‫إلى‬

‫هذا‬ ‫الرجعية الجاهلية ‪ ،‬فسار اليهم على‬ ‫تلك‬ ‫القضاء على‬ ‫بها إلى غايته من‬ ‫أن يصل‬

‫به عليه‪،‬‬ ‫ر يزيد الذى يحتج‬ ‫أم‬ ‫‪ ،‬وذهب‬ ‫إلى غرضه‬ ‫‪ ،‬ولو أنهم قاموا معه لوصل‬ ‫الأساس‬

‫‪42‬‬
‫من‬ ‫دعاه‬ ‫من‬ ‫عنق‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫أولا‬ ‫يزيد‬ ‫عنق‬ ‫فى‬ ‫ا دمه‬ ‫دانم‬ ‫‪،‬‬ ‫أية شائبة‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫فلا يكون‬

‫عنه ثانيا‪.‬‬ ‫ثم نكل‬ ‫العراق‬ ‫اهل‬

‫من‬ ‫ذلك‬ ‫الظلمة ‪ ،‬فقد اسسّنوا من‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫من‬ ‫الفقهاء قد مغ‬ ‫كان بعض‬ ‫هـاذا‬

‫كتاب‬ ‫الفقهاء الإمام الجُرَيتى فى‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫ذكر‬ ‫المفسدة بولايته ‪ ،‬وممن‬ ‫‪ ،‬وعظمت‬ ‫ظلمه‬ ‫فحش‬

‫‪ ،‬ف!ذا ما‬ ‫نادر الفسق‬ ‫فى‬ ‫وهذا‬ ‫‪(:‬‬ ‫قال‬ ‫‪ 3،‬ثم‬ ‫بذلك‬ ‫الإمام لا ينعزل‬ ‫أن‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫الغياثى‬

‫ووضحت‬ ‫الحقوق‬ ‫وتعطلت‬ ‫‪،‬‬ ‫السداد‬ ‫وزال‬ ‫‪،‬‬ ‫العدوان‬ ‫منه‬ ‫وفشا‬ ‫‪،‬‬ ‫العصيان‬ ‫منه‬ ‫تواصل‬

‫بالصفات‬ ‫غيره‬ ‫يده وتولية‬ ‫كص‬ ‫أمكن‬ ‫الأمر المتفاقم ‪ ،‬ف!ن‬ ‫هذا‬ ‫استدراك‬ ‫الخيانة ‪ ،‬فلا بد من‬

‫ومصادمة‬ ‫إلا ب!راقة الدماء‬ ‫بالشوكة‬ ‫لاستظهاره‬ ‫ذلك‬ ‫يمكن‬ ‫لم‬ ‫وان‬ ‫‪،‬‬ ‫فالبدار البدار‬ ‫المعتبرة‬

‫‪ ،‬ف!ن كان‬ ‫وقوجمه‬ ‫به بما يفرض‬ ‫إليه مبتلون‬ ‫مدفوعون‬ ‫ما الناس‬ ‫يقاس‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬فالوجه‬ ‫الأهوال‬

‫؟ بل‬ ‫بالدفع‬ ‫التشاغل‬ ‫المتوقع ‪ ،‬دالا فلا يسوغ‬ ‫احتمال‬ ‫فالواجب‬ ‫مما يتوقع‬ ‫الواقع الناجز كثر‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الله تعالى‬ ‫إلى‬ ‫والابتهال‬ ‫‪،‬‬ ‫الصبر‬ ‫يتعين‬

‫حين‬ ‫خطته‬ ‫من‬ ‫يزيد ‪ ،‬كما يؤخذ‬ ‫أن الحسين كان فى مثل هذا الموقف من‬ ‫ولا شك‬

‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫عليه ثم‬ ‫الله وأثنى‬ ‫فحمد‬ ‫خطيبا‬ ‫أصحابه‬ ‫قام فى‬ ‫به ‪ ،‬فقد‬ ‫أحيط‬

‫معروفها‬ ‫وأدبر‬ ‫‪،‬‬ ‫وتنكرت‬ ‫تغيرت‬ ‫قد‬ ‫الدنيا‬ ‫دان‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمر‬ ‫من‬ ‫ما ترون‬ ‫بى‬ ‫نزل‬ ‫( قد‬

‫‪ ،‬ألا ترون‬ ‫الوبيل‬ ‫كالمرعى‬ ‫‪ ،‬وعيش‬ ‫الاناء الأخس‬ ‫لم يبق منها الا كصبابة‬ ‫‪ ،‬حين‬ ‫واستمرت‬

‫لا‬ ‫‪! ،‬انى‬ ‫وجل‬ ‫لقاء الثه عز‬ ‫المؤمن فى‬ ‫‪ ،‬ليرغب‬ ‫لا يُتناهى عنه‬ ‫به ‪ ،‬والباطل‬ ‫لا يُعمل‬ ‫الحق‬

‫‪.‬‬ ‫برمَا "‬ ‫إِلأ‬ ‫الظالمين‬ ‫مع‬ ‫والحياة‬ ‫‪،‬‬ ‫سعادة‬ ‫الا‬ ‫الموت‬ ‫أرى‬

‫***‬

‫‪43‬‬
‫خالد بن يزيد‬

‫معاولة الحكم بعد أن نازع‬ ‫‪ :‬تولى جده‬ ‫خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان‬ ‫هو‬

‫نحو‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫مكث‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫النَة الرجعية‬ ‫الإسلام هذه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وسن‬ ‫فيه عليّ! بالسيف‬

‫ابنه يزيد‬ ‫خلفه‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫هنات‬ ‫فيه من‬ ‫ما كان‬ ‫على‬ ‫بعده‬ ‫فيه خيرًا ممن أتى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫سنة‬ ‫عث!رين‬

‫يزيد‬ ‫فى عهد‬ ‫الحكم بالقوة ‪ ،‬وقد جرى‬ ‫‪ ،‬وسنَّ فى الإسلام إرث‬ ‫عهده‬ ‫ولىَّ‬ ‫بعد أن جعله‬

‫‪ ،‬إلى وقعة الحرَّة‬ ‫بن أبى طالب‬ ‫‪ ،‬مِن قتل الحسين بن على‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫شديدة‬ ‫أحداث‬

‫‪.‬‬ ‫الأحداث‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫المدينة‬ ‫واستباحة‬

‫م!عاوية وكان‬ ‫‪ ،‬فقام بعده ابنه‬ ‫سنين‬ ‫ثلاث‬ ‫إلا نحو‬ ‫الحكم‬ ‫يزيد فى‬ ‫يمكث‬ ‫ولم‬

‫أبوه وجدُّه فيه فازداد فيه‬ ‫ما تحمله‬ ‫إلى‬ ‫فيه ‪ ،‬ونظر‬ ‫زهد‬ ‫الملك حتى‬ ‫يتولى‬ ‫يكد‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫مريضأ‬

‫منه‬ ‫‪ ،‬فطلبوا‬ ‫فيهم‬ ‫شورى‬ ‫ليجعله‬ ‫الحكم‬ ‫‪ ،‬ويعتزل‬ ‫إليهم‬ ‫ليرد أمرهم‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬فجمع‬ ‫كرها‬

‫فلا أتقلد‬ ‫‪،‬‬ ‫خلافتكم‬ ‫حلاوة‬ ‫‪ :‬والله ما ذقت‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫خالداً‬ ‫أخاه‬ ‫عليهم‬ ‫يو!ى‬ ‫أن‬

‫يزيد‬ ‫بن‬ ‫ثمْ خالد‬ ‫‪،‬‬ ‫الْحكَم‬ ‫بن‬ ‫مروان‬ ‫فيه‬ ‫بايعوا‬ ‫بالجابية‬ ‫مؤتمرأ‬ ‫أمية‬ ‫بنى‬ ‫أنصار‬ ‫فعقد‬ ‫‪.‬‬ ‫وررها‬

‫الحكم‬ ‫الأمر لمروان بن‬ ‫تئمَ‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫خالد‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بعده‬ ‫من‬

‫العزيز‪.‬‬ ‫عبد‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الملك‬ ‫‪ :‬عبد‬ ‫ابنيه‬ ‫وبايع‬ ‫‪،‬‬ ‫العهد‬ ‫هذا‬ ‫نقض‬

‫الى‬ ‫المسلمين‬ ‫التى سبقت‬ ‫الشعوب‬ ‫ميل إلى معارف‬ ‫معاوية بن أبى سفيان‬ ‫فى‬ ‫وكان‬

‫الا إلى‬ ‫نفسه‬ ‫تتطلع‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫جدأ‬ ‫جميقة‬ ‫ناحية‬ ‫الى‬ ‫ذلك‬ ‫اتجه فى‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعلم‬ ‫الاشتغال‬

‫فى‬ ‫كتاب‬ ‫بوضع‬ ‫‪ ،‬وأمره‬ ‫صنعاء‬ ‫شَرية من‬ ‫بن‬ ‫عبيد‬ ‫لأجله‬ ‫استقدم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التاريخ‬ ‫علم‬ ‫معرفة‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫الماضين‬ ‫وأخبار‬ ‫الملوك‬ ‫ا‬ ‫له كتاب‬ ‫فوضع‬ ‫‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫هذا‬

‫من‬ ‫‪ ،‬لأنه لم يجد‬ ‫الحكمة‬ ‫علوم‬ ‫بالميل إلى‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬وأربى‬ ‫جده‬ ‫عن‬ ‫ذلك‬ ‫خالد‬ ‫فورث‬

‫جميعا‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬فسبق‬ ‫الناحية‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫التوسع‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬أو يصرفه‬ ‫ما يثمغله مثله‬ ‫الملك‬ ‫أمور‬

‫القديمة‬ ‫الأمم‬ ‫سبقتهم‬ ‫التى‬ ‫الحكمة‬ ‫بعلوم‬ ‫العناية‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ولفتهم‬ ‫التجديد‬ ‫من‬ ‫ناحية‬ ‫أهم‬ ‫إلى‬

‫الأمم‬ ‫عالة على‬ ‫الحكمية‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ولا يكونوا‬ ‫والدين‬ ‫العلم‬ ‫على‬ ‫إليها ‪ ،‬لتقوم حضارتهم‬

‫السابقين‪.‬‬

‫فيه حد‬ ‫النزعة الرجعية قد جاوزت‬ ‫طريا ‪ ،‬ولم تكن‬ ‫وقد كان الإسلام لا يزال غضا‬

‫ير‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الحكمية‬ ‫بالعلوم‬ ‫الاشتغال‬ ‫دينه يمنعه من‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫ير خالد‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫العلم‬ ‫إلى‬ ‫الحكم‬

‫حياته فى الاشتغال‬ ‫الدين ‪ ،‬فقضى‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫عليه فى ذلك‬ ‫العلماء شيئا يؤخذ‬ ‫من‬ ‫معاصروه‬

‫‪ ،‬كما نزع‬ ‫التجديد‬ ‫فى باب‬ ‫لهم به سنة عظيمة‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وسن‬ ‫معارف‬ ‫بهذا التجديد فى‬

‫‪ff‬‬
‫التى كان يقوم‬ ‫‪ ،‬ب!عادته إلى الشورى‬ ‫الحكم الإسلامى‬ ‫قبله إلى إصلاح‬ ‫معاوية من‬ ‫أخوه‬

‫القيام بهذا‬ ‫على‬ ‫القوة ما يساعده‬ ‫من‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫معاوية‬ ‫ا ‪ ،‬ولكن‬ ‫أيام الخلفاء الراشدين‬ ‫عليها‬

‫الحكم‪.‬‬ ‫اعتزال‬ ‫لم يمهله إلا أياما بعد‬ ‫المرض‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫الإصلاح‬

‫فى‬ ‫العلوم النافعة للمسلمين‬ ‫الاشتغال بالعلوم الحكمية على‬ ‫فى‬ ‫خالد‬ ‫اقتصر‬ ‫وقد‬

‫بغيرها‬ ‫يشتغل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الحكمية‬ ‫العلوم‬ ‫الطبيعية من‬ ‫العلوم‬ ‫إلا إلى‬ ‫نفسه‬ ‫تنرجه‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫دنياهم‬

‫تلك‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫دينا عمليا‬ ‫الوقت‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫كان‬ ‫الإسلام‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫الإلهيات‬ ‫من‬

‫المنطق ونحوه‬ ‫إلى علم‬ ‫فى حاجة‬ ‫الإلهيات ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫العويصة فى باب‬ ‫النظريات الفلسفية‬

‫إليها‪.‬‬ ‫العلوم التى رأ! المسلمون فيما بعد أن دينهم فى حاجة‬ ‫من‬

‫‪ ،‬مثل إصْطفْن‬ ‫اليونان وغيرهم‬ ‫المشتغلين بهذه العلوم من‬ ‫حوله‬ ‫وقد بدأ خالد فجمع‬

‫والنجوم‬ ‫الطمب‬ ‫كتب‬ ‫بترجمة‬ ‫‪ ،‬فأمرهم‬ ‫له مريان!‬ ‫يقال‬ ‫الرهبان‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ورجل‬ ‫الإسكندرى‬

‫من‬ ‫كان‬ ‫حتى‬ ‫العلوم‬ ‫بهذه‬ ‫يشتغل‬ ‫أخذ‬ ‫اللغة العربية ‪ ،‬ثم‬ ‫إلى‬ ‫والقبطية‬ ‫اليونانية‬ ‫من‬ ‫والكيمياء‬

‫وكان بصيرا بهذين العلمين‬ ‫والكيمياء‬ ‫الطب‬ ‫بفنون العلم ‪ ،‬وله كلام فى صناعة‬ ‫أعلم قرل!‬

‫مريانس‬ ‫عن‬ ‫الكيمياء‬ ‫صنعة‬ ‫أخذ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وبراعته‬ ‫معرفته‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫رساثل‬ ‫‪ ،‬وله‬ ‫متقنأ لهما‬

‫الراهب‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫له مع‬ ‫ما جرى‬ ‫إحداهن‬ ‫‪ :‬تضمنت‬ ‫رسائل‬ ‫‪ ،‬وله فيها ثلاث‬ ‫السابق‬ ‫الراهب‬

‫‪،‬‬ ‫ومقطوعات‬ ‫كثيرة مطولات‬ ‫إليها ‪ ،‬وله فيها أشعار‬ ‫التى أشار‬ ‫‪ ،‬والرموز‬ ‫منه‬ ‫تعلمه‬ ‫وصورة‬

‫‪ -‬أنه رأى‬ ‫‪ -‬الفِهرست‬ ‫‪ ،‬وقد ذكر ابن النديم فى كتاب‬ ‫علمه‬ ‫وسعة‬ ‫تصرفه‬ ‫حسن‬ ‫تدلط على‬

‫‪ :‬كتاب‬ ‫كتبه‬ ‫من‬ ‫رأى‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫ورقة‬ ‫خمسمائة‬ ‫نحو‬ ‫المعنى يبلغ‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كثيرا‬ ‫له شعرأ‬

‫ابنه‬ ‫إلى‬ ‫ؤصته‬ ‫‪ ،‬وكتاب‬ ‫الصغيرة‬ ‫الصحيفة‬ ‫‪ ،‬وكتاب‬ ‫الكبيرة‬ ‫الصحيفة‬ ‫‪ ،‬وكتاب‬ ‫الحرارات‬

‫انفرد بها‬ ‫ناحية‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫التجديد‬ ‫الناحية من‬ ‫هذه‬ ‫آثاره فى‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الصنعة‬ ‫فى‬

‫علماء‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫قدرها‬ ‫إليها كما‬ ‫المسلمين‬ ‫حاجة‬ ‫غيره‬ ‫أحد‬ ‫يقذر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫القرن‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫خالد‬

‫النواحى الدينية والأدبية ‪ ،‬فلم‬ ‫الناحية من‬ ‫إلى غير هذه‬ ‫القرن منصرفين‬ ‫فى ذلك‬ ‫المسلمين‬

‫فى‬ ‫تقصيرهم‬ ‫يدل على‬ ‫مما‬ ‫القرن ‪،‬‬ ‫بعد هذا‬ ‫كما ظهر‬ ‫ممتاز‬ ‫يظهر بينهم فى هذه العلوم حكيم‬

‫هذه الناحية‪.‬‬

‫سنة‬ ‫‪ ،‬إلى ان توفى‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫بهذه الناحية الجديدة‬ ‫مشتنلا‬ ‫خالد‬ ‫مكث‬ ‫وقد‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪07 4‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪85‬‬

‫***‬

‫‪fa‬‬
‫عمر بن عبد العزيز‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫بن الخطاب‬ ‫بن عمر‬ ‫عاصم‬ ‫بن عبد العزيز بن مَرْوان ‪ ،‬وأمه بنت‬ ‫عمر‬ ‫هو‬

‫حضرته‬ ‫لما‬ ‫سليمان‬ ‫أن‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫بعهد‬ ‫مروان‬ ‫بن‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫بعد‬ ‫الحكم‬ ‫تولى‬

‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫ومكحولا‬ ‫الزهرى‬ ‫بن شهاب‬ ‫بن حَيوة ومحمد‬ ‫الوفاة بمرج دابق دعا رجاء‬

‫‪ :‬إذا أنا‬ ‫؟ وقال‬ ‫عليها‬ ‫‪ ،‬وأشهدهم‬ ‫وصيته‬ ‫غازبا ونافرا ‪ ،.‬فكتب‬ ‫عسكره‬ ‫في‬ ‫العلماء ممن كان‬

‫دفنه‬ ‫من‬ ‫فزغوا‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫اقرؤوا‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫جامعة‬ ‫فأذنوا بالصلاة‬ ‫متُ‬

‫‪ ،‬وتشؤَفُوا‬ ‫\‬ ‫واشرأئوا للملك‬ ‫بنو مروان‬ ‫الناس وحضر‬ ‫فاجتمع‬ ‫‪-‬‬ ‫الصلاة جامعة‬ ‫نادوا ‪-‬‬

‫فى‬ ‫المؤمنين سليمان‬ ‫أمير‬ ‫سضاه‬ ‫من‬ ‫أرضيتم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬أيها الناس‬ ‫فقال‬ ‫الزهرى‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫نحوه‬

‫بن‬ ‫يزيد‬ ‫بعده‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫‪ ،‬ف!ذا اسم‬ ‫‪ .‬فقرأ الكتاب‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫؟ فقالوا‬ ‫وصيته‬

‫دعىَ‬ ‫حين‬ ‫‪ ،‬فاسترجع‬ ‫الناس‬ ‫أواخر‬ ‫فى‬ ‫؟ وكان‬ ‫عمر‬ ‫‪ :‬أين‬ ‫فقال‬ ‫‪ ،‬فقام مكحول‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬

‫المنبر‪،‬‬ ‫به إلى‬ ‫وذهبوا‬ ‫فأقاموه‬ ‫‪،‬‬ ‫بيده وعضديه‬ ‫فأخذوا‬ ‫فأتاه قوم‬ ‫أو ثلاثا ‪،‬‬ ‫مرتين‬ ‫باسمه‬

‫الناس‬ ‫بايعه من‬ ‫‪ -‬فكان أول من‬ ‫مراق‬ ‫خمس‬ ‫‪ -‬وللفبر‬ ‫الثانية‬ ‫المرقاة‬ ‫على‬ ‫وجلس‬ ‫فصعد‬

‫بايع‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫جميعأ‬ ‫الناس‬ ‫يبايعا ‪ ،‬وبايع‬ ‫ولم‬ ‫فانصرفا‬ ‫وهشام‬ ‫سعيد‬ ‫‪ ،‬وقام‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫يزيد‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫بيومين‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫وهشام‬ ‫سعيد‬

‫قيل إنه كان‬ ‫التنعم ‪ ،‬حتى‬ ‫وعفته يبالغ فى‬ ‫صلاحه‬ ‫قبل الملك مع‬ ‫عمر‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫يؤثره‬ ‫سليمان‬ ‫رأى‬ ‫ولكنه‬ ‫يستحسنها‬ ‫ولم‬ ‫استخشنها‬ ‫ف!ذا لبسها‬ ‫؟‬ ‫دينار‬ ‫الحلة بألف‬ ‫يشترى‬

‫الأمر‬ ‫فى توثيق‬ ‫به ويجتهدون‬ ‫الظن‬ ‫العلماء يحسنون‬ ‫أولئك‬ ‫‪ ،‬ورأى‬ ‫اخوته‬ ‫بالملك على‬

‫ير‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫والتجديد‬ ‫النهوض‬ ‫طريق‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫‪ ،‬ويسير‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫ما فسد‬ ‫له ‪ ،‬لعله يصلح‬

‫صار‬ ‫منذ‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫يتطلع‬ ‫الذى‬ ‫الأمل‬ ‫هذا‬ ‫يحقق‬ ‫أن‬ ‫رأى‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫ظنهم‬ ‫يخيب‬ ‫أن‬

‫أمه أثر فى‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫بن الخطاب‬ ‫عمر‬ ‫ورثه عن‬ ‫لِماَ‬ ‫فيهم جوراَ واستبدادا ‪ ،‬وكان‬ ‫الحكم‬

‫ما‬ ‫‪،‬وتجديد‬ ‫الحكم‬ ‫من‬ ‫ما فسد‬ ‫ب!صلاح‬ ‫القرن‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬فختم‬ ‫إليه الملك‬ ‫أن صار‬ ‫بعد‬ ‫تغيير حاله‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫ونث!ره فى‬ ‫إصلاحه‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬والعمل‬ ‫جموده‬ ‫بالعلم بعد‬ ‫‪ ،‬والنهوض‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫بلى‬

‫‪ ،‬إنى‬ ‫الناس‬ ‫‪ :‬أيها‬ ‫فقال‬ ‫المنبر‬ ‫الأمة ‪ ،‬فصعد‬ ‫الأمر إلى‬ ‫رد‬ ‫ولى‬ ‫لما‬ ‫إنه‬ ‫وقيل‬ ‫(‪)1‬‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫من‬ ‫مشورة‬ ‫له ‪ ،‬ولا‬ ‫طلبة‬ ‫فيه ‪ ،‬ولا‬ ‫منى‬ ‫كان‬ ‫رأى‬ ‫غير‬ ‫بهذا الأمر عن‬ ‫ابتليت‬ ‫قد‬

‫‪ :‬قد اخترناك‬ ‫‪ .‬فقال الناس‬ ‫‪ ،‬فاختاروا لأنفسكم‬ ‫بيعتى‬ ‫من‬ ‫اعناقكم‬ ‫ما فى‬ ‫قد خلعت‬ ‫لانى‬

‫والبركة‪.‬‬ ‫باليمن‬ ‫الأمر‬ ‫قل‬ ‫‪،‬‬ ‫ورضيناك‬ ‫المؤمنين‬ ‫يا أمير‬

‫‪II‬‬
‫القصيرة ‪:‬‬ ‫المدة‬ ‫كثيرة فى هذه‬ ‫وقد كان لعمر إصلاحات‬

‫وأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫الصالحين‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫إليه أهلها‬ ‫فقرب‬ ‫‪،‬‬ ‫العمل ‪ /‬بالشورى‬ ‫إعادة‬ ‫منها‬

‫الناس‬ ‫له أمر‬ ‫فاشقام‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمور‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫بمشورتهم‬ ‫ويعمل‬ ‫‪،‬‬ ‫الملك‬ ‫أمور‬ ‫فى‬ ‫يستشيرهم‬

‫واشباحتهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الملوك فيهم‬ ‫استبداد‬ ‫قبله من‬ ‫ب!زالة ما أرهقهم‬ ‫رضاهم‬ ‫وكسب‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشورى‬

‫‪ ،‬دهاراقتهم دماءهم‪.‬‬ ‫أموالهم‬

‫بهذا‬ ‫‪ ،‬فأرضى‬ ‫أجناسها وآرائها وعفائدها‬ ‫اختلاف‬ ‫الأمة على‬ ‫طواثف‬ ‫ومنها إنصاف‬

‫المخالفين‬ ‫أشد‬ ‫من‬ ‫الفق والثورات الداخلية ‪،‬وكان‬ ‫على‬ ‫المخالفين فيها قبل الموافقين ‪ ،‬وقضى‬

‫م‬ ‫ذ‬ ‫به بنو أمية من‬ ‫يأخذ‬ ‫ما كان‬ ‫ب!بطال‬ ‫الشيعة‬ ‫‪ ،‬فأرضى‬ ‫طائفتا ال!ثهيعة والخوارج‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬

‫وأرضى‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫مما اخذ‬ ‫وغيرها‬ ‫كفدكَ‬ ‫إليهم‬ ‫ذُريته‬ ‫حقوق‬ ‫ورد‬ ‫المنابر ‪،‬‬ ‫على‬ ‫بهت‬ ‫على‬

‫الشف‪،‬‬ ‫استعمال‬ ‫من‬ ‫به قبل‬ ‫‪ ،‬لىابطال ما كانوا يؤخذون‬ ‫والإقناع‬ ‫بالحجة‬ ‫بأخذهم‬ ‫الخوارج‬

‫الحكم‪.‬‬ ‫الملوك فى‬ ‫‪ ،‬واستبداد‬ ‫الدنيا والدين‬ ‫أمور‬ ‫فساد‬ ‫منه من‬ ‫يشكون‬ ‫لما‬ ‫الإصغاء‬ ‫وعدم‬

‫له‪:‬‬ ‫غ ويقول‬ ‫قتل الخوارج‬ ‫الملك عن‬ ‫بن عبد‬ ‫سليمان‬ ‫قبل الملك ينهى‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫الخارجى‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫‪ :‬هيه‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫بخارجى‬ ‫سليمان‬ ‫‪ .‬فاتى‬ ‫توبة‬ ‫يحدثوا‬ ‫حتى‬ ‫الحبس‬ ‫ضَفنهم‬

‫له‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫بعمر‬ ‫لْدعا سليمان‬ ‫‪،‬‬ ‫؟‬ ‫الفاسق‬ ‫ابن‬ ‫يا فاسق‬ ‫أقؤل‬ ‫‪ :‬وماذا‬ ‫له‬

‫عليه؟‬ ‫ترى‬ ‫ماذا‬ ‫‪:‬‬ ‫لعمر‬ ‫سليمان‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الخارجى‬ ‫فأعادها‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫مقالة‬ ‫اسمع‬

‫أن تشتمه‬ ‫‪ :‬أرى‬ ‫؟ فقال‬ ‫عليه‬ ‫بماذا ترى‬ ‫لتخبرنى‬ ‫عليك‬ ‫‪ :‬عزمت‬ ‫له سليمان‬ ‫‪،‬فقال‬ ‫فسكت‬

‫كما شتمك‪.‬‬

‫‪ :‬رأيناك‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫قبله‬ ‫مروان‬ ‫بنى‬ ‫ملوك‬ ‫أمر‬ ‫فى‬ ‫الخوارج‬ ‫له بعض‬ ‫جاء‬ ‫ملك‬ ‫فلما‬

‫على‬ ‫انك‬ ‫زعمتَ‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫سبيلهم‬ ‫غير‬ ‫المظالم ‪ ،‬وسلكتَ‬ ‫وسنميتها‬ ‫بيتك‬ ‫أهل‬ ‫أعمال‬ ‫خالفتَ‬

‫‪،‬‬ ‫أو يفرق‬ ‫وبينك‬ ‫بيننا‬ ‫يجمع‬ ‫‪ ،‬فهذا الذى‬ ‫فالعنهم وتبرأ فهم‬ ‫ضلال‬ ‫على‬ ‫وهم‬ ‫هدى‬

‫ارضاه‬ ‫لا بذ منها ‪ ،‬ولم يزذ به حتى‬ ‫مفروضة‬ ‫فريضة‬ ‫ليى‬ ‫الذنوب‬ ‫بأن لعن أهل‬ ‫فأجابه عمر‬

‫الدين‪،‬‬ ‫فى‬ ‫الأمور ‪ ،‬لبداوتهم وتنطعهم‬ ‫اصعب‬ ‫إقناع الخوارج من‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وأقت‬

‫وعدله‪.‬‬ ‫ب!خلاصه‬ ‫والحقيقة أنه أرضاهم‬

‫الناس‬ ‫حال‬ ‫أن تهتم ب!صلاح‬ ‫الناس ‪ ،‬لأن الحكومة يجب‬ ‫عن‬ ‫ومنها تخفيفه الضراثب‬

‫على‬ ‫مقصورا‬ ‫عملها‬ ‫أن يكون‬ ‫‪ ،‬ولا يصح‬ ‫دنياهم وأخراهم‬ ‫إلى ما فيه صلاحِ‬ ‫لارشادهم‬

‫حمله‬ ‫فى الدولة ‪،‬حتى‬ ‫اهم عمل‬ ‫جباية الضرائب‬ ‫قبله يجعل‬ ‫جباية الضرائب ‪ ،‬وقد كان من‬

‫فى (بطاله‪،‬‬ ‫وشدد‬ ‫ذلك‬ ‫أهلها ‪ ،‬فأبطل عمر‬ ‫كان يُسلم من‬ ‫من‬ ‫إبقاء الجزية على‬ ‫هذا على‬

‫من‬ ‫على‬ ‫بالجزية ‪ ،‬واستاذن فى أن يفرضها‬ ‫أن الإسلام أضر‬ ‫شكا‬ ‫مصر‬ ‫(ن واليه على‬ ‫حتى‬

‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫الثه رأيك‬ ‫قَغ‬ ‫أسلم‬ ‫عمن‬ ‫الجزية‬ ‫فضع‬ ‫‪. . .‬‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫فيه‬ ‫يقول‬ ‫إليه كتابا‬ ‫فأرسل‬ ‫‪،‬‬ ‫أسلم‬

‫‪47‬‬
‫أن يدخل‬ ‫من‬ ‫أشقى‬ ‫لَعُمَرُ‬ ‫ولعَمْرى‬ ‫‪،‬‬ ‫يبعثه جابيا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫علإصنجم هاديا‬ ‫محمدا‬ ‫الله إنما بعث‬

‫يديه لما‪.‬‬ ‫فى الإسلام على‬ ‫الناس كلهم‬

‫الشرعية‬ ‫العلوم‬ ‫بين‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫تفرقته‬ ‫وعدم‬ ‫‪،‬‬ ‫ونشرها‬ ‫العلوم‬ ‫بتدوين‬ ‫اهتمامه‬ ‫ومنها‬

‫‪ ،‬وصلاح‬ ‫المسلمين وتقدمهم‬ ‫لنهوض‬ ‫أنواعه ضرورى‬ ‫أن العلم بكل‬ ‫‪ ،‬لأنه يرى‬ ‫وغيرها‬

‫دنياهم وأخراهم‪.‬‬ ‫حال‬

‫لا يكتبون‬ ‫قبله‬ ‫الناس‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫علم‬ ‫الشرعية‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫بتدوينه‬ ‫مما ا!م‬ ‫و‬

‫الكتابة ‪ ،‬ويخافون‬ ‫على‬ ‫الحفظ‬ ‫كانوا يؤثرون‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحابة‬ ‫وفتاوى‬ ‫النبى لح!ج!ا‬ ‫أقوال‬

‫للضياع‬ ‫القرآن والسنة ‪ ،‬والكتبُ عرضة‬ ‫حفظ‬ ‫إلى إهمال‬ ‫الكتب‬ ‫على‬ ‫الاعتماد‬ ‫أن يجرهم‬

‫أن هذه‬ ‫الدين ‪ ،‬فرأى عمر‬ ‫معه علم‬ ‫فات‬ ‫لها عارض‬ ‫‪ ،‬ولو عرض‬ ‫والتحريف‬ ‫والتصحيف‬

‫الرواية‬ ‫فيها على‬ ‫يعتمدون‬ ‫كانوا‬ ‫التى‬ ‫آثار الجاهلية‬ ‫من‬ ‫وأثر‬ ‫‪،‬‬ ‫الجمود‬ ‫نزعات‬ ‫من‬ ‫نزعة‬

‫على‬ ‫الإسلام‬ ‫قضى‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫فيهم‬ ‫هذا‬ ‫يبقى‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الكتابة بينهم‬ ‫لندرة‬ ‫‪،‬‬ ‫والحفظ‬

‫ملكَا‬ ‫أنفوضى‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫البداوة حضارة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وبذَلهم‬ ‫الكتابة والقراءة فيهم‬ ‫‪ ،‬وأشاع‬ ‫أميتهم‬

‫التجديد‬ ‫هذا‬ ‫باب‬ ‫‪ ،‬ليفتح‬ ‫الرجعية‬ ‫فيه أثر تلك‬ ‫ظهر‬ ‫الذى‬ ‫العلم‬ ‫ذلك‬ ‫فبدأ بتدوين‬ ‫‪،‬‬ ‫ودولة‬

‫محمد‬ ‫لا"بى بكر‬ ‫أذن‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫منه فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫تدوين‬ ‫فى‬ ‫ويمضوا‬ ‫للمسلمين‬

‫وأرسله‬ ‫كتاب‬ ‫النبى لخهتج!ا فدونه فى‬ ‫حديث‬ ‫من‬ ‫ما حفظ‬ ‫تدوين‬ ‫فى‬ ‫بن حزم‬ ‫ابن عمر‬

‫تدوين السنة ‪ ،‬كما‬ ‫‪ ،‬وكان له بهذا فضل‬ ‫الأمصار‬ ‫من‬ ‫مصر‬ ‫منه فى كل‬ ‫بنسخة‬ ‫إليه ‪ ،‬فبعث‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫اللّه‬ ‫عند‬ ‫عظيم‬ ‫فضل‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫مصحف‬ ‫فى‬ ‫القراَن‬ ‫تدوين‬ ‫فضل‬ ‫كان لعثمان بن عفان‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الواجب‬ ‫هذا‬ ‫قبله ‪ ،‬فقيامه به أدى‬ ‫الحديث‬ ‫تدوين‬ ‫الواجب‬ ‫كان‬

‫بنقلها إلى‬ ‫‪ ،‬فقد عنى‬ ‫وغيره‬ ‫الطب‬ ‫من‬ ‫الحكمة‬ ‫العلوم علوم‬ ‫ومما اهتم بنشره من‬

‫الكنانى‬ ‫أبجر‬ ‫بن‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫مثل‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫المشتغلين‬ ‫اليه بعض‬ ‫يقرث‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫اللغة العربية‬

‫‪ ،‬وقيل‬ ‫فى الطب‬ ‫أهرن القس‬ ‫كتاب‬ ‫له ترجمة‬ ‫‪ ،‬وقد تولى ماسرجيس‬ ‫البصرى‬ ‫وماسرجيس‬

‫فأمر‬ ‫الكتب‬ ‫خزائن‬ ‫فى‬ ‫وجده‬ ‫عمر‬ ‫‪ ،‬فلما جاء‬ ‫بن الحكم‬ ‫أيام مروان‬ ‫فى‬ ‫ذلك‬ ‫إنه تولى‬

‫قوى‬ ‫كتاب‬ ‫الكتب‬ ‫السريانية إلى العربية وله من‬ ‫ينقل من‬ ‫ماسرجيس!‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ب!خراجه‬

‫عمر‬ ‫‪ ،‬ومعرفة‬ ‫ومنافعها ومضارها‬ ‫العقاقير(‪)1‬‬ ‫قوى‬ ‫‪ ،‬وكتاب‬ ‫ومنافعها ومضارها‬ ‫ا‪،‬طعمة‬

‫الجامدين‬ ‫من يعاديها من‬ ‫رد على‬ ‫بفضلها فى الدين ‪ ،‬وفيه أعظم‬ ‫الحكمة يشهد‬ ‫علوم‬ ‫بفضل‬

‫‪.‬‬ ‫بعده‬ ‫أتوا‬ ‫الذين‬

‫كما‬ ‫ذلك‬ ‫بعده ولم يحاول‬ ‫الحكم‬ ‫إصلاح‬ ‫على‬ ‫أنه لم يعمل‬ ‫عمر‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫وقد‬

‫ذكر المقريزى أن‬ ‫خالد بن يزيد ‪ ،‬وكذلك‬ ‫الكلام على‬ ‫فى‬ ‫معاوية بن يزيد فيما سبق‬ ‫حاول‬

‫‪..‬‬ ‫أو أصولها‬ ‫النباتات‬ ‫به من‬ ‫ما يتداوى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫عقار‬ ‫جمع‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪48‬‬
‫الوليد(‪1)1‬‬ ‫الملك جَباراَ ‪ ،‬وكان‬ ‫عبد‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫أمية قال‬ ‫بنى‬ ‫ملوك‬ ‫إذا ذكر‬ ‫كان‬ ‫المنصور‬ ‫أبا جعفر‬

‫‪ ،‬ف!ذا قيل‬ ‫بين عميان‬ ‫أعور‬ ‫عمر(‪)3‬‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫وفرجه‬ ‫هَفُه بطنه‬ ‫(‪)2‬‬ ‫سليمان‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫مجنونا‬

‫؟(د‬ ‫ا‬ ‫إ‬ ‫(‪)4‬‬ ‫استحقاق‬ ‫بغير‬ ‫ويتولها‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلا‬ ‫لها‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ممن‬ ‫يقبلها‬ ‫الآَ‬ ‫عدله‬ ‫من‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫عدل‬

‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أيضأ‬ ‫عليه‬ ‫يؤخذ‬ ‫قد‬ ‫فهذا‬

‫من العلماء‬ ‫من سبق‬ ‫بم!ثمورة‬ ‫فى هذا بأن العهد له من سليمان كان‬ ‫عمر‬ ‫وقد يعتذر عن‬

‫منه إليه ‪"ً،‬س‬ ‫اقرب‬ ‫كانوا‬ ‫ممن‬ ‫وغيرهم‬ ‫إخوته‬ ‫على‬ ‫بمشورتهم‬ ‫آثره سليمان‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الصالحين‬

‫‪!-‬ا‬ ‫إرادة الخير والمصلحة‬ ‫صادراَ عن‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫هوى‬ ‫عهداَ صادراَ عن‬ ‫لا يكون‬ ‫وبهذا‬

‫‪ ،‬وهذا"ا‬ ‫بعده‬ ‫لمن يتولى‬ ‫عمر‬ ‫وعهد‬ ‫‪،‬‬ ‫لعمر‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫عهد‬ ‫مثل‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬

‫بغير!‬ ‫وتولاها‬ ‫‪،‬‬ ‫لها أهلا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أنه قبلها ممن‬ ‫من‬ ‫المنصور‬ ‫عليه‬ ‫ما أخذه‬ ‫إبطال‬ ‫فى‬ ‫يكفى‬

‫‪،‬هـس‬ ‫بيعته باختيارهم‬ ‫فأعادوا‬ ‫المسلمين‬ ‫الأمر إلى‬ ‫أنه رد‬ ‫فيما سبق‬ ‫أنه روى‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫استحقاق‬

‫فى‬ ‫جباراً‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫النقد لغيره‬ ‫هذا‬ ‫أن يوجه‬ ‫قبل‬ ‫نفسه‬ ‫أن ينظر إلى‬ ‫بالمنصور‬ ‫أجدر‬ ‫وما كان‬

‫بين‬ ‫شورى‬ ‫بجعله‬ ‫ببده‬ ‫الحكم‬ ‫إصلاح‬ ‫‪ ،‬وأما أنه لم يحاول‬ ‫مروان‬ ‫الملك بن‬ ‫عبد‬ ‫مثل‬ ‫حكمه‬

‫أنه‬ ‫‪ ،‬فراى‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫يزيد‬ ‫بينه وبين‬ ‫جمع‬ ‫بعهد‬ ‫بأنه تولى‬ ‫أيضأ‬ ‫عنه‬ ‫يعتذر‬ ‫فقد‬ ‫المسلمين‬

‫ما‬ ‫كتابه " معجم‬ ‫فى‬ ‫البكرى‬ ‫أبو عبيد‬ ‫عنه‬ ‫روى‬ ‫به ‪ ،‬ولهذا‬ ‫تولى‬ ‫تغيير عهد‬ ‫له فى‬ ‫لا حق‬

‫) ‪.‬‬ ‫الأعوص(ْ‬ ‫‪ :‬صاحب‬ ‫رجلين‬ ‫أحد‬ ‫لم أعد‬ ‫أن أعهد‬ ‫لى‬ ‫‪ :‬لو كان‬ ‫أنه قال‬ ‫!‬ ‫استعجم‬

‫‪ ،‬لم‬ ‫له فضل‬ ‫وكان‬ ‫‪4‬‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫إسماعيل‬ ‫‪ ،‬يعنى‬ ‫تيم‬ ‫بنى‬ ‫أو أعمشى‬

‫من‬ ‫بن أبى بكر الصديق ‪،‬وكان‬ ‫بن محمد‬ ‫بنى أمية ‪ ،‬والقاسم‬ ‫سلطان‬ ‫من‬ ‫بشىء‬ ‫يتلبس‬

‫بالمدينة‪.‬‬ ‫الفقهاء السبعة‬ ‫التابعين ‪ ،‬وأحد‬ ‫سادات‬

‫‪،‬‬ ‫مدة قصرة‬ ‫فيه‬ ‫م ‪ ،‬فمكث‬ ‫هـ ‪717 -‬‬ ‫سنة ‪99‬‬ ‫قد تولى الحكم‬ ‫أن عمر‬ ‫على‬

‫‪ ،‬بعد‬ ‫القرن‬ ‫ذلك‬ ‫أواخر‬ ‫فى‬ ‫لامعة‬ ‫درة‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫م‬ ‫‪72‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 0 1‬اهـ‪-‬‬ ‫سنة‬ ‫إذ توفى‬

‫دماء‬ ‫وسفك‬ ‫الاستبداد‬ ‫به من‬ ‫تلطخت‬ ‫بما‬ ‫‪ ،‬وتلطخت‬ ‫الفساد‬ ‫من‬ ‫فيها ما ظهر‬ ‫أن ظهر‬

‫‪.‬‬ ‫العباد‬

‫بعده‬ ‫أتى‬ ‫المثل فيمن‬ ‫هذا‬ ‫ينفع‬ ‫ف!ذا لم‬ ‫‪،‬‬ ‫يعده‬ ‫مثلاَ لمن أتى‬ ‫بعدله‬ ‫ويكميما أنه ضرب‬

‫عليه‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫لا ذنب‬ ‫قبله ‪ ،‬إنه‬ ‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫مثل‬ ‫الأمر الى‬ ‫الملوك الظالمين ‪ ،‬إذ عاد‬ ‫من‬

‫الملك‪.‬‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫يعنى‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الملك‬ ‫الوليد بن عبد‬ ‫يعنى‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )3‬يعنى عمر بن عبد العزيز‪.‬‬

‫المطبعة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ص‬ ‫للمقريزى‬ ‫فيما بين بنى أمية وبنى هاشم‬ ‫النزاع والتخاصم‬ ‫(‪)4‬‬

‫الإبرأهيمية‪.‬‬

‫كان ينزل به‪.‬‬ ‫المدينة‬ ‫شرقى‬ ‫(‪ )5‬موضع‬

‫‪94‬‬
‫)‬ ‫الأصلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬
‫بالم!لمين‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬ولو أراد‬ ‫القصير‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫بقدر ما أمكنه فى‬ ‫الاصلاح‬ ‫فى‬ ‫مضى‬ ‫وقد‬

‫الإسلام‬ ‫حدود‬ ‫يتزموا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الفساد‬ ‫أمعنوا فى‬ ‫يهانوا قد‬ ‫‪ ْ،‬ولكنهم‬ ‫بينهم‬ ‫حكمه‬ ‫لأطال‬ ‫خيرأ‬

‫‪،‬‬ ‫الفساد‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫بالمضى‬ ‫عقابهم‬ ‫‪ ،‬فأراد أن يطيل‬ ‫الخلفاء الراشدين‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫قصيرة‬ ‫الا مدة‬

‫‪.‬‬ ‫شؤون‬ ‫خلقه‬ ‫ولئه فى‬

‫بنى امية‬ ‫ملوك‬ ‫بعده لبعض‬ ‫أفتى العلماء الرجعيون‬ ‫الفساد حتى‬ ‫فى ذلك‬ ‫ولقد مضوا‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬ويستبد‬ ‫ما لاء‬ ‫‪ ،‬ليذنب‬ ‫حكمه‬ ‫الثه فى‬ ‫عن‬ ‫نائب‬ ‫عليه ‪،‬لأنه‬ ‫بأنه لا عقاب‬ ‫ولى‬ ‫حين‬

‫منهم ‪ -‬وكانوا عربا‪-‬‬ ‫جماعة‬ ‫البصرى‬ ‫التابعين الحسن‬ ‫سيد‬ ‫على‬ ‫الرعية ما يشاء ‪ ،‬وقد دخل‬

‫لأنه كان‬ ‫هذا" العلج (‪1 )1‬‬ ‫قالوا ‪ :‬أنطيع‬ ‫أنفسهم‬ ‫بما لا تهوى‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬فلما أشار‬ ‫يستشيرونه‬

‫الثه أمرأ‬ ‫ليقض‬ ‫‪،‬‬ ‫الجاهلية‬ ‫أنواع رجحية‬ ‫أسو!‬ ‫إلى‬ ‫وعادوا‬ ‫‪،‬‬ ‫نجسبهم‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬ففخروا‬ ‫مولى‬

‫مفعولا‪.‬‬ ‫كان‬

‫***‬

‫‪ :‬الرجل من كفار العجم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬العلج فى أصله‬


‫القرن الثانى الهجرى‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫م ‪ ،‬وكان الملمون‬ ‫‪815‬‬ ‫الى سنة‬ ‫سنة ‪971‬‬ ‫من‬ ‫يمتد القرن الثانى الهجرى‬

‫رصالته‬ ‫فى‬ ‫النكسم‬ ‫من‬ ‫الاسلام‬ ‫ما أصاب‬ ‫أثر فيهم‬ ‫كانوا قد‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫العالم‬ ‫أمم‬ ‫أقوى‬ ‫القرن‬

‫أساص‬ ‫على‬ ‫قيام الحكم‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫رصالة‬ ‫عن‬ ‫حادت‬ ‫لأن الدولة فيهم‬ ‫‪،‬‬ ‫التجديدية‬

‫‪،‬‬ ‫الذُنيوى‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫بينهم‬ ‫بالمساواة‬ ‫‪،‬‬ ‫والأديان‬ ‫التفرقة فيه بين الث!عوب‬ ‫‪ ،‬وعدم‬ ‫الشورى‬

‫الجنسية‬ ‫بينها العداوات‬ ‫‪ ،‬وتقيم‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫التى تثير الرعية بعضها‬ ‫العصبيات‬ ‫على‬ ‫والقضاء‬

‫عليهم‪،‬‬ ‫يؤخذ‬ ‫ما كان‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫كانوا أقوياء عظماء‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫الملوك فى‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫والدينية‬

‫الأسلام من‬ ‫فى حكم‬ ‫البلاد التى دخلت‬ ‫الدولة الأموية أن يحافظوا على‬ ‫فأمكنهم فى عهد‬

‫كان‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫شمالأ‬ ‫فرنسا‬ ‫الى‬ ‫الهند جنوبأ‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫غربأ‬ ‫الأطل!نطى‬ ‫المحيط‬ ‫الى‬ ‫شرلا‬ ‫الصين‬

‫منهم‬ ‫وأبعد‬ ‫‪،‬‬ ‫أمية قوة‬ ‫بنى‬ ‫ملوك‬ ‫من‬ ‫كانوا أعظم‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫العباص‬ ‫بنى‬ ‫ملوك‬

‫الاستفادة‬ ‫تجافى بهم عن‬ ‫فيهم عُنجهية عربية جاهية‬ ‫‪ ،‬ويمتارون عليهم بأنهم لم يكن‬ ‫همة‬

‫آباثهم‪.‬‬ ‫ما ورثوه عن‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتجعلهم يجمدون‬ ‫من غيرهم‬

‫أخذت‬ ‫حتى‬ ‫تظهر‬ ‫م ‪ ،‬فلم تكد‬ ‫‪974‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪132‬‬ ‫سنة‬ ‫الدولة العباسية‬ ‫قامت‬ ‫وقد‬

‫باب‬ ‫‪ ،‬ففتحت‬ ‫الياصية‬ ‫عظمتها‬ ‫علمية تضاهى‬ ‫عظمة‬ ‫للدولة الاصلامية‬ ‫أن يكون‬ ‫على‬ ‫تعمل‬

‫غير‬ ‫الشعوب‬ ‫عند‬ ‫بعين التقدير الى ما كان‬ ‫‪ ،‬ونظرت‬ ‫مصراعيه‬ ‫العلم على‬ ‫التجديد فى‬

‫هذا‬ ‫ابتدأ‬ ‫فى نقلها الى اللنة العربية ‪،‬وقد‬ ‫نفيس‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬فبذلت‬ ‫وفل!فات‬ ‫علوم‬ ‫العربية من‬

‫م ‪ ،‬فَعُنىَ‬ ‫‪754‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫ملكه صنة ‪137‬‬ ‫ابتداء‬ ‫المنصور ‪ ،‬وكاق‬ ‫ثانى ملوكها أبى جعفر‬ ‫فى عهد‬

‫الفلسفة‪،‬‬ ‫علوم‬ ‫فى‬ ‫الدينية متقدما‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫براكه‬ ‫مع‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلفية‬ ‫العلوم‬ ‫بثر‬

‫الملوك منذ أغلق‬ ‫يرعاها من‬ ‫من‬ ‫هذ‪ .‬الحلوم قد ففدت‬ ‫النجوم ‪ ،‬وقد كانت‬ ‫ولا سيما صناعة‬

‫الدولة‬ ‫الى‬ ‫فلاسفتها‬ ‫بن‬ ‫ففر بعض‬ ‫بإثينا قُبيل الاصلام‬ ‫الروم مدارصها‬ ‫ملك‬ ‫جستنيان‬

‫العلوم‬ ‫لتدريس‬ ‫بجنديسابور‬ ‫مدرسة‬ ‫‪ ،‬فأنثأ لهم‬ ‫أنوضِروان‬ ‫كسرى‬ ‫عهد‬ ‫الفارسية فى‬

‫يقوم برعايتهم مثله‪،‬‬ ‫من‬ ‫فارس‬ ‫ملوك‬ ‫بعد‪ .‬من‬ ‫الفلسف!ية والطبيةَ ‪ ،‬وَلكنهم لم يجدوا‬

‫الدولة‬ ‫محل‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدولة‬ ‫قامت‬ ‫أن‬ ‫يخها الى‬ ‫واستمروا‬ ‫ف!يها ‪،‬‬ ‫بوظائفهم‬ ‫هم‬ ‫فقاموا‬

‫‪51‬‬
‫اخرى‬ ‫أ‬ ‫دارس‬ ‫‪5‬‬ ‫إدى‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫واليعقوبيين‬ ‫النُسطوريين‬ ‫الئُرْيان‬ ‫من‬ ‫نصارى‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫الفارسية‬

‫بأساتذة‬ ‫أولا‬ ‫المنصور‬ ‫فاتصل‬ ‫‪،‬‬ ‫حران‬ ‫ومدينة‬ ‫بمدينة نَصيبين‬ ‫قائمة‬ ‫كانت‬ ‫الفلسفية‬ ‫للعلوم‬

‫أطبائها طبيا له ‪ ،‬وقد تم فى عهده‬ ‫رئيس‬ ‫بن بختيشوع‬ ‫جورجيس‬ ‫واتخذ‬ ‫جنديسابور‬ ‫مدرسة‬

‫من‬ ‫ما ترجم‬ ‫أول‬ ‫المنطق والنجوم‬ ‫علم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اللغة العربية‬ ‫إلى‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫بعض‬ ‫نقل‬

‫أرسطو‬ ‫المقفع كتب‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬ ‫فترجم‬ ‫‪،‬‬ ‫إليهما‬ ‫شديدة‬ ‫كانت‬ ‫الحاجة‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬

‫وترجم‬ ‫‪،‬‬ ‫وأنا ليطيقا(‪)1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أرمنياس‬ ‫وبارى‬ ‫‪،‬‬ ‫ياس‬ ‫‪ :‬قاطيغور‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫المنطق‬ ‫الثلاثة فى‬

‫من‬ ‫رجل‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫اللغة العربية‬ ‫إلى‬ ‫بال!ندهند‬ ‫المعروف‬ ‫الحساب‬ ‫الفزارى‬ ‫إبراهيم‬ ‫بن‬ ‫فحمد‬

‫فى‬ ‫أصلا‬ ‫العرب‬ ‫ليتخذه‬ ‫‪،‬‬ ‫بترجمته‬ ‫إبراهيم‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫المنصور‬ ‫فأمر‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫أتى‬ ‫قد‬ ‫الهند‬

‫الكواكب‪.‬‬ ‫حركات‬

‫بن‬ ‫بن جورجيس‬ ‫م ‪ ،‬اتخذ بختيشوع‬ ‫‪786‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪017‬‬ ‫الرشيد سنة‬ ‫هارون‬ ‫ملك‬ ‫ولما‬

‫كمدرسة‬ ‫‪-‬‬ ‫طب‬ ‫مدرسة‬ ‫ببغداد بيمارستانا ‪-‬‬ ‫وأمره أن ينشىء‬ ‫طبيبأ له ‪،‬‬ ‫بختيشوع‬

‫وتلاميذهم‪،‬‬ ‫جنديسابور‬ ‫مدرسة‬ ‫أساتذة‬ ‫من‬ ‫له أساتذة‬ ‫‪،‬واستحضر‬ ‫ب!نشائه‬ ‫‪ ،‬فقام‬ ‫جنديسابور‬

‫العالم‬ ‫فى‬ ‫والفدفة‬ ‫لعلوم الطب‬ ‫مركز‬ ‫به بغداد أهم‬ ‫‪ ،‬وصارت‬ ‫المدرسة‬ ‫هذه‬ ‫محل‬ ‫فحل‬

‫كله‪.‬‬

‫‪ ،‬وأقبل‬ ‫سبقه‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫‪ 8‬م ‪ ،‬فاربى فى ذلك‬ ‫"‪11‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫المأمون سنة ‪A91‬‬ ‫ثم ملك‬

‫القسطنطينية بالهدايا‬ ‫سبيلها ملوك‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأتحف‬ ‫مواضعها‬ ‫الفلسفة أمن‬ ‫علوم‬ ‫طلب‬ ‫على‬

‫أفلاطون‬ ‫كتب‬ ‫من‬ ‫إليه ما عندهم‬ ‫العلوم فأرسلوا‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫النفيسة ‪ ،‬وكانوا قد زهدوا‬

‫بنقلها إلى‬ ‫وأمرهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المترجمين‬ ‫لها أشهر‬ ‫فاختار‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬ ‫وأرسطو‬

‫بين المسلمين‪،‬‬ ‫عصره‬ ‫فى‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫انتشرت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫قراءتها‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫ثم رغَّب‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬

‫‪.‬‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫العالم فى‬ ‫أساتذة‬ ‫وصاروا‬

‫هذا القرن ‪ ،‬لأنه كان‬ ‫فى‬ ‫الكمال‬ ‫الخضارة الإسلامية بهذا إلى درجة‬ ‫وصلت‬ ‫وقد‬

‫الثانى‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الدينية والأدبية ‪ ،‬فاستكملت‬ ‫الأول الصبغة‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الغالب عليها‬

‫المشتغلين بالعلوم‬ ‫بجانب‬ ‫العلوم‬ ‫بهذه‬ ‫فيها المشتغلون‬ ‫‪ ،‬وظهر‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫ما ينقصها‬

‫منزلة غيرهم‪.‬‬ ‫عن‬ ‫لا تقل‬ ‫الدولة‬ ‫منزلة فى‬ ‫لهم‬ ‫والأدبية " ‪ ،‬وصار‬ ‫الدينية‬

‫مدينة القسطنطينية وما‬ ‫فى‬ ‫هذا القرن قد انكمشت‬ ‫دولة الروم الشرقية فى‬ ‫وكانت‬

‫فضعف‬ ‫‪،‬‬ ‫بأوروبا‬ ‫يجاورها‬ ‫وما‬ ‫البلقان‬ ‫بلاد‬ ‫وبعضى‬ ‫‪،‬‬ ‫بآسيا‬ ‫الأناضول‬ ‫بلاد‬ ‫من‬ ‫حولها‬

‫آثارلاالفلاسفة‬ ‫من‬ ‫فيها‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫قيمة‬ ‫تعرت‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫العلم‬ ‫شأن‬ ‫وانحط‬ ‫‪،‬‬ ‫شأنها‬

‫تحليل‬ ‫‪:‬‬ ‫والثالث‬ ‫‪،‬‬ ‫القضية‬ ‫أى‬ ‫‪:‬‬ ‫العبارة‬ ‫‪:‬‬ ‫والثانى‬ ‫‪،‬‬ ‫المقولات‬ ‫‪:‬‬ ‫الأول‬ ‫معنى‬ ‫(‪)1‬‬

‫أشكاله‪.‬‬ ‫اى‬ ‫‪:‬‬ ‫القياس‬

‫‪52‬‬
‫المسلمين ‪ ،‬وعرفوا لها‪،‬‬ ‫ملوك‬ ‫أكثرها فى هذا القرن طلابها من‬ ‫استولى على‬ ‫الأقدمين ‪،‬حتى‬

‫بغارة القبائل البربرية‬ ‫الإسلام‬ ‫قبل‬ ‫سقطت‬ ‫قد‬ ‫الغربية فكانت‬ ‫الروم‬ ‫‪ ،‬أما دولة‬ ‫قيمتها دونها‬

‫بينها‪،‬‬ ‫القالْل ‪ ،‬فتقاسمتها‬ ‫تلك‬ ‫قبضة‬ ‫فى‬ ‫بلادها‬ ‫‪ ،‬ووقعت‬ ‫عليها‬ ‫أوربا وشرقها‬ ‫شمال‬ ‫من‬

‫شارلمالت ‪ ،‬فاستولى‬ ‫فيها الإمبراطور‬ ‫‪ ،‬وظهر‬ ‫الكارلوفنجية‬ ‫الدولة‬ ‫فيها بفرنسا‬ ‫قامت‬ ‫أن‬ ‫إلى‬

‫قبل‬ ‫كانت‬ ‫الغربية كما‬ ‫الروم‬ ‫مملكة‬ ‫تجديد‬ ‫على‬ ‫وعمل‬ ‫‪،‬‬ ‫الغربية‬ ‫أوربا‬ ‫بلاد‬ ‫معظم‬ ‫على‬

‫مثله فى ترقية العلوم والفنون فى‬ ‫لهارون الرشيد ‪ ،‬فرغب‬ ‫كان معاصرأ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫سقوطها‬

‫فى هذا إلى ما"‬ ‫المعارف ‪ ،‬ولكنه لم يصل‬ ‫لسائر‬ ‫جامعة‬ ‫فى باريس‬ ‫مدرسة‬ ‫دولته ‪ ،‬وأثأ‬

‫اجتهد‬ ‫من‬ ‫يجد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بعده‬ ‫يبق‬ ‫إليه فيه لم‬ ‫ما وصل‬ ‫ان‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫الرشيد‬ ‫إليه هارون‬ ‫وضل‬

‫المملكة‬ ‫تدبير هذه‬ ‫على‬ ‫يقدر‬ ‫العزيمة ‪،‬فلم‬ ‫ضعيف‬ ‫الملوك كان‬ ‫من‬ ‫قام بعده‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫فيه مثله‬

‫قبله‪.‬‬ ‫به شارلمان‬ ‫بما نهض‬ ‫يمكنه ان ينهض‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الواسعة‬

‫كما‬ ‫أن تنهض‬ ‫‪ ،‬وتحاول‬ ‫أمرها‬ ‫تتعثر فى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أن أوربا كانت‬ ‫نأخذ‬ ‫هذا‬ ‫ومن‬

‫أوائل‬ ‫القسطنطينية فى‬ ‫ليو الثالث ملك‬ ‫حاول‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫نهوضها‬ ‫فى‬ ‫المسلمون فتخفق‬ ‫ينهض‬

‫هذا‬ ‫تاثر فى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫فىءالنصرانية‬ ‫والتماثيل‬ ‫الصور‬ ‫عبادة‬ ‫يبطل‬ ‫أن‬ ‫الميلادى‬ ‫الثامن‬ ‫القرن‬

‫فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫بهذا‬ ‫يقوم‬ ‫فأراد ان‬ ‫‪،‬‬ ‫وغيرها‬ ‫الحروب‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫واتصاله‬ ‫للمسلمين‬ ‫بمجاورته‬

‫الغربية‪،‬‬ ‫بابا الكنيسة‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫يؤافقه‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫لها‬ ‫الإسلام‬ ‫زعزعة‬ ‫من‬ ‫راى‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫النصرانية‬

‫البابا لجأ‬ ‫على‬ ‫عنيفة‬ ‫ثورات‬ ‫بسببه‬ ‫‪ ،‬وقامت‬ ‫الشرقية‬ ‫الكنيسة‬ ‫بينها وبين‬ ‫به العداوة‬ ‫واشتدت‬

‫البلاد وزاده‬ ‫من‬ ‫يملكه‬ ‫إليه ما كان‬


‫‪1‬‬ ‫وأعاد‬ ‫شارلمان‬ ‫الملك‬ ‫فساعده‬ ‫‪،‬‬ ‫فرنسا‬ ‫ملوك‬ ‫إلى‬ ‫بسببها‬

‫له حق‬ ‫صار‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫دنْيويأ‬ ‫دينيا وملكَا‬ ‫رئيسأ‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫أوربا‬ ‫البابا فى‬ ‫نفوذ‬ ‫عظم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عليها‬

‫والتماثيل‬ ‫الصور‬ ‫عبادة‬ ‫على‬ ‫الكنيستين‬ ‫النزاع بين‬ ‫انتهى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا وعزلهم‬ ‫ملوك‬ ‫تولية‬

‫يستقرْ هذا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫موته‬ ‫بعد‬ ‫القسطنطينية‬ ‫على‬ ‫تملكت‬ ‫ليو الرابع لها حين‬ ‫زوج‬ ‫إيرينا‬ ‫ب!عادة‬

‫الإصلاح‬ ‫هذا‬ ‫تأثر فى‬ ‫القديم من‬ ‫فيها على‬ ‫الجامدون‬ ‫النصرانية ‪ ،‬وغلب‬ ‫فى‬ ‫الإصلاح‬

‫بالتجديد الإسلامى‪.‬‬

‫الناحية العلمية‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫فى هذا القرن متأخرة عن‬ ‫أن أوربا كانت‬ ‫على‬ ‫ومما يدل‬

‫عظيم‪،‬‬ ‫‪ ،‬وفيل‬ ‫ثمين‬ ‫فيها شطرنج‬ ‫هدية‬ ‫الملك شارلمان‬ ‫إلى‬ ‫أهدى‬ ‫الرشيد‬ ‫وما إليها أن هارون‬

‫المخترعات‬ ‫من‬ ‫دقاقة‬ ‫شمسية‬ ‫وساعة‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاد الأوربية‬ ‫فى‬ ‫لا توجد‬ ‫التى‬ ‫البذور‬ ‫من‬ ‫وكثير‬

‫شارلمان‬ ‫فى نفس‬ ‫الدهشة‬ ‫إليها المسلمون فى هذا القرن ‪ ،‬فأثارت هذه الساعة من‬ ‫التى وصل‬

‫والسحر‪.‬‬ ‫أنها تدار بالشياطين‬ ‫ظنوا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫ما أثارت‬ ‫وحاشيته‬

‫لها أثرها‬ ‫الأموية كان‬ ‫قيام الدولة‬ ‫منذ‬ ‫ح‬ ‫بها المسلمون‬ ‫التى أصيب‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسة‬ ‫ولكن‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫كلمتهم‬ ‫فرقت‬ ‫النكسة‬ ‫هذه‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫العظمة‬ ‫تلك‬ ‫إليه من‬ ‫فيما وصلوا‬

‫‪or‬‬
‫الذين يجاهدون‬ ‫هم‬ ‫‪ ،‬بل كان الملوك وحدهم‬ ‫العظمة‬ ‫تلك‬ ‫بناء‬ ‫فى‬ ‫جميعا‬ ‫تجعلهم يشتركون‬

‫من‬ ‫أن‬ ‫(ذ رأى‬ ‫‪،‬‬ ‫مث!اركتهم‬ ‫فى‬ ‫المصلحة‬ ‫وجد‬ ‫الأمة‬ ‫من‬ ‫الا فريق‬ ‫لثاركهم‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬

‫الأمة بالمصلحة‪،‬‬ ‫على‬ ‫فيما يعود‬ ‫‪ ،‬فيشاركهم‬ ‫وسيئاتهم‬ ‫بين حناتهم‬ ‫الأمة أن يفرق‬ ‫مصلحة‬

‫الأمة‪.‬‬ ‫الى‬ ‫بها‬ ‫التى أساءوا‬ ‫ال!نكسة الرجعية‬ ‫عبن تلك‬ ‫ويغض‬

‫اصلاحها‪،‬‬ ‫فى طريق‬ ‫اختلفت‬ ‫هذه النكسة الى فرق‬ ‫الأمة فى (صلاح‬ ‫وقد انقسمت‬

‫هذه الفرقة‬ ‫ظاهرت‬ ‫‪،‬وقد‬ ‫ال!ئُنة‬ ‫بعد هذا بفرقة أهل‬ ‫التى عرفت‬ ‫فمنهم فرقة الجماعة ‪ ،‬وهى‬

‫الأمة ‪ ،‬وكانت‬ ‫باختيار من‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬لأن حكومتهم‬ ‫وعليتا ب!خلاص‬ ‫وعثمان‬ ‫بكر وعمر‬ ‫أبا‬

‫بذى‬ ‫أجناسها وأديانها ‪ ،‬و‪-‬صتعين‬ ‫اختلاف‬ ‫الأمة على‬ ‫بين طوائف‬ ‫العدل فى حكمها‬ ‫تتحرى‬

‫من‬ ‫بعدها‬ ‫أتى‬ ‫من‬ ‫رأى‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫مقذسة‬ ‫أنها حكومة‬ ‫ترى‬ ‫لنم قكن‬ ‫لأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫الرأى‬

‫‪.‬‬ ‫الحكوماث‬

‫هذ‪.‬‬ ‫‪ ،‬رأت‬ ‫غير هذه الأسس‬ ‫بنى أمية وبنى العباص بعد هذا على‬ ‫حكومة‬ ‫فلما قامت‬

‫المسلمين ‪،‬ولكنها لم‬ ‫جماعة‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫من‬ ‫التفرق ‪ ،‬وخوفا‬ ‫من‬ ‫الفرقة أن تسالمها حذرا‬

‫منها‬ ‫كثير‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫لا يُتعذ به‬ ‫منها‬ ‫إلا فريقا‬ ‫‪،‬‬ ‫أنفسهم‬ ‫تقدي!‬ ‫على‬ ‫ملوكها‬ ‫توافق‬ ‫تكن‬

‫أحسن‪.‬‬ ‫بالتى هى‬ ‫الرفيق ‪ ،‬ويعظهم‬ ‫بالنصح‬ ‫يأخذهم‬

‫لنفسه هذا‬ ‫بنى أمية ‪ -‬أول من رعم‬ ‫ملوك‬ ‫وكان عبد الملك بن مروان ‪ -‬من‬

‫نقد‬ ‫كلمة‬ ‫المنبر‬ ‫على‬ ‫اليه وهو‬ ‫وخه‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فهدد‬ ‫الموعظة والنصح‬ ‫‪ ،‬وتعالى عن‬ ‫اتقديس‬

‫يوما‬ ‫خطب‬ ‫بن يوسف‬ ‫(ن الحجاج‬ ‫بالقتل (ن عاد الى مثلها ‪ ،‬وجاراه عماله وولاته ‪ ،‬حتى‬

‫‪:‬‬ ‫فمال‬

‫فمن‬ ‫‪،‬‬ ‫اليكم‬ ‫الظل‬ ‫وأنا امتداد هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرض‬ ‫الثه فى‬ ‫الامام ظِل‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫( أما بعد‬

‫السماء‬ ‫من‬ ‫فكأنما خر‬ ‫بالثه‬ ‫يشرك‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫نفسه نِدم وشريكا‬ ‫الأمر فقد جعل‬ ‫نارعنا هذا‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫سحيق‬ ‫مكان‬ ‫فى‬ ‫به الريح‬ ‫‪ ،‬أو تهوى‬ ‫الطير‬ ‫فتخطفه‬

‫اليه‬ ‫شكا‬ ‫ولاة حين‬ ‫ومن‬ ‫الحجاج‬ ‫فى‬ ‫أن يقول‬ ‫البصرى‬ ‫هذا لم يمنع الحسن‬ ‫ولكن‬

‫الله دُولا‪،‬‬ ‫ومال‬ ‫‪،‬‬ ‫الله خولا‬ ‫عباد‬ ‫اتخذوا‬ ‫الله ا ‪-‬‬ ‫قاتلهم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ( :‬ما لهم‬ ‫له‬ ‫ظلمه‬ ‫رجل‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينار والدرهم‬ ‫على‬ ‫وقتلوا التاس‬

‫الله‬ ‫‪ :‬ما أخذ‬ ‫‪ 3‬فقال‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫‪ :‬ما حملك‬ ‫له‬ ‫فأتاه فقال‬ ‫فأرسل‬ ‫قوله‬ ‫الحجاجَ‬ ‫فبلغ‬

‫‪ :‬لا أبا لك‪،‬‬ ‫له الحجاج‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫يكتمونه‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫للناص‬ ‫ليُبيننَه‬ ‫المواثيق‬ ‫من‬ ‫العلماء‬ ‫على‬

‫لسانك‪.‬‬ ‫من‬ ‫عليك‬ ‫‪ ،‬فأقصر‬ ‫نصيحتك‬ ‫لا نتهم‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ائا‬ ‫‪ ،‬أما‬ ‫علينا الناس‬ ‫تحرض‬

‫بنى العباس وقد‬ ‫ملوك‬ ‫من‬ ‫لنفسه هذا التقديس‬ ‫رعم‬ ‫أول مق‬ ‫المنصور‬ ‫وكان أبو جعفر‬

‫‪:‬‬ ‫يوئا فقال‬ ‫خطب‬

‫‪of‬‬
‫وأق‬ ‫‪،‬‬ ‫وتسديده‬ ‫بتوفيقه‬ ‫أسوسكم‬ ‫‪،‬‬ ‫أرضه‬ ‫الله فى‬ ‫إنما أنا سلطان‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫أيها‬ ‫"‬

‫قُفلا‬ ‫الله عليهُ‬ ‫جعلنى‬ ‫قد‬ ‫‪،‬‬ ‫ب!ذنه‬ ‫وأعطيه‬ ‫‪،‬‬ ‫ب!رإدته‬ ‫‪ .،‬وأتًبم‬ ‫بمشئته‬ ‫أعمل‬ ‫فَيئه ‪،‬‬ ‫على‬ ‫خارنه‬

‫يقفلنى‬ ‫أن‬ ‫شاء‬ ‫و(ذا‬ ‫‪،‬‬ ‫فتحنى‬ ‫وأرراقكم‬ ‫فَيئكم‬ ‫وقسم‬ ‫لأعطياتكم‬ ‫يفتحنى‬ ‫أن‬ ‫إذا شاء‬ ‫‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أقفلنى‬

‫معه‬ ‫يطلب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالنصيحة‬ ‫رياد أن يجابهه‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫التقديس‬ ‫يمنع هذا‬ ‫فلم‬

‫من‬ ‫سلطانى‬ ‫‪ :‬كيف‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫عليه‬ ‫وفد‬ ‫الملك‬ ‫فلما تولى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمر‬ ‫اليهم‬ ‫أن يصير‬ ‫قبل‬ ‫العلم‬

‫شيئأ الا رأيته فى‬ ‫الجور‬ ‫من‬ ‫سلطانهم‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬ما رأيت‬ ‫الرحمن‬ ‫له عبد‬ ‫؟ فقال‬ ‫أمية‬ ‫بنى‬ ‫سلطان‬

‫بن‬ ‫عمر‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الأعوان‬ ‫نجد‬ ‫لا‬ ‫(نا‬ ‫‪:‬‬ ‫المنصور‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫سلطانك‬

‫ببرهم‬ ‫أتوه‬ ‫بَرم‬ ‫كان‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫ينفق‬ ‫ما‬ ‫إليها‬ ‫يُجلب‬ ‫‪،‬‬ ‫السوق‬ ‫بمنزلة‬ ‫السلطان‬ ‫‪( :‬ن‬ ‫العزيز‪-‬‬ ‫عبد‬

‫يتكلم‪.‬‬ ‫ولم‬ ‫المنصور‬ ‫‪ .‬فأطرق‬ ‫أتوه بفجورهم‬ ‫فاجرأ‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬و(ن‬

‫اعتقادهم‬ ‫سوء‬ ‫الملوك هذا المسلك لأنهم كانوا مع‬ ‫السنة مع أولئك‬ ‫أهل‬ ‫ا سلك‬ ‫لانم‬

‫‪ ،‬بل كانوا يرونهم مؤمنين مذن!ن‪،‬‬ ‫غيرهم‬ ‫وذنوبهم كما كفرهم‬ ‫بظلمهم‬ ‫فيهم لا يكفرونهم‬

‫طاعة‬ ‫المتغلب كما تجب‬ ‫طمة‬ ‫وكانوا يرون أن الملك يقوم بالغلبة كما يقوم بالبيعة ‪ ،‬فتجب‬

‫‪ ،‬ف!ذا‬ ‫عليه‬ ‫قوة يمكنه بها التغلب‬ ‫عنده‬ ‫لمن تجتمع‬ ‫عليه‬ ‫الخروج‬ ‫كانوا يرون‬ ‫هذا‬ ‫المبايع ‪ ،‬ومع‬

‫مع محمد‬ ‫بجوار الخروج‬ ‫‪ ،‬ولهذا أفتى مالك‬ ‫له الخروج‬ ‫القوة لم يجز‬ ‫عنده تلك‬ ‫لم توجد‬

‫أعناقنا بيعة‬ ‫في‬ ‫‪( :‬ن‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬فقيل‬ ‫المنصور‬ ‫على‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬ ‫الثه بن‬ ‫ابن عبد‬

‫‪. . .‬‬ ‫يمين‬ ‫مكرَه‬ ‫على‬ ‫وليس!‬ ‫‪،‬‬ ‫مكرَهين‬ ‫بايعتم‬ ‫انما‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫للمنصور‬

‫‪ ،‬ولم يخرج‬ ‫قرشى‬ ‫لكل‬ ‫الحق ثابت‬ ‫كانوا يرون أن ذلك‬ ‫وهذا الى إن أهَل السنة‬

‫السنة أن يغلوا فى أمرهم كما غلا‬ ‫‪ ،‬فلم ير أهل‬ ‫قريش‬ ‫من‬ ‫كونهم‬ ‫بنو أمية وبنو العباس عن‬

‫‪.‬‬ ‫والخوارج‬ ‫الشيعة‬ ‫فى‬ ‫الحق‬ ‫هذا‬ ‫لم ير لهم‬ ‫من‬

‫النكسة الرجعية فرقة المرجئة‪،‬‬ ‫تلك‬ ‫فى (صلاح‬ ‫الفرق التى كان لها رأى‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬

‫تؤثر مسألة‬ ‫الفرق ‪ ،‬لأنها كانت‬ ‫من‬ ‫من غيرهم‬ ‫السنة فى هذا الاصلاح‬ ‫الى أهل‬ ‫أقرب‬ ‫وهى‬

‫أنهم‬ ‫‪ ،‬بل ترى‬ ‫غيرها‬ ‫ذهب‬ ‫كما‬ ‫بكفرهم‬ ‫الى القطع‬ ‫‪ ،‬ولا تذهب‬ ‫أوبئلث الملوك أيضا‬

‫السنة ‪ ،‬لأنهم يقطعون‬ ‫أهل‬ ‫فى هذا تخالف‬ ‫مُرجَون إلى يوم البعث كسائر المذنبين ‪ ،‬وهى‬

‫نظرها الى أولئك‬ ‫السنة فى‬ ‫أهل‬ ‫شيئأ من‬ ‫أشد‬ ‫‪ ،‬فتكون‬ ‫عصيانهم‬ ‫الدنيا ب!يمانهم مع‬ ‫فى‬

‫‪.‬‬ ‫الملوك‬

‫‪ ،‬حين‬ ‫أمرهم‬ ‫آخر‬ ‫بنى أمية فى‬ ‫على‬ ‫الى الخروج‬ ‫رعمائها‬ ‫بأحد‬ ‫هذا‬ ‫صار‬ ‫وقد‬

‫الأرد‬ ‫عظيم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الأردى‬ ‫سُريج‬ ‫بن‬ ‫الحارث‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫وتفاقمْشرهم‬ ‫أمرهم‬ ‫اضطرب‬

‫استبداد‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ليقضى‬ ‫والسنة والشورى‬ ‫الى الكتاب‬ ‫يدعو‬ ‫بخراسان‬ ‫‪ ،‬فخرج‬ ‫بخراسان‬

‫‪55‬‬
‫الدعوة‬ ‫بث‬ ‫له فى‬ ‫وزيراَ‬ ‫الدينية‬ ‫الفرق‬ ‫من‬ ‫الجهمية‬ ‫رئيس‬ ‫صفوان‬ ‫الجهمَ بن‬ ‫أمية ‪ ،‬واتخذ‬ ‫بنى‬

‫م‬ ‫‪734‬‬ ‫‪ 16‬اهـ‪-‬‬ ‫سنة‬ ‫بن عبد الملك‬ ‫هشام‬ ‫عهد‬ ‫أولأ فى‬ ‫خرج‬ ‫وخطابةً ‪ ،‬وقد‬ ‫جمتابةَ‬

‫الأرد وتميم ودهاقين‬ ‫كثير من‬ ‫‪ ،‬فتبعه جمغ‬ ‫والبيعة للرضا‬ ‫وسنة رسوله‬ ‫الله‬ ‫يدعو إلى كتاب‬

‫وأقام بها اثنتى‬ ‫بلاد الترك‬ ‫إلى‬ ‫الحارث‬ ‫‪ ،‬ففر‬ ‫تغلبوا عليهم‬ ‫هشام‬ ‫جند‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بلاد العجم‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪743‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫الأمان وعاد سنة ‪126‬‬ ‫فأخذ‬ ‫بالعود إلى خراسان‬ ‫‪ ،‬ثم روسل‬ ‫جمشرة سنة‬

‫أمره أيضأ‪،‬‬ ‫على‬ ‫فَغُلبَ‬ ‫بنى أمية ‪،‬‬ ‫آخر ملوك‬ ‫مروان بن محمد‬ ‫بعد هذا فى عهد‬ ‫وقد خرج‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪745‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫ليقتل سنة ‪128‬‬

‫‪،‬‬ ‫النكسة الرجعية فرقهْ الخوارج‬ ‫تلك‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬ ‫لها رأى‬ ‫الفرق التى كان‬ ‫ومن‬

‫كفر غيرهم‬ ‫بذنوبهم كما ترى‬ ‫تكفرهم‬ ‫الملوك ؟ لأنها كانت‬ ‫أولئك‬ ‫الفرق على‬ ‫أشد‬ ‫وكانت‬

‫تر‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫وحدهم‬ ‫لا لقريش‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫لجميع‬ ‫حق‬ ‫الخلافة‬ ‫أن‬ ‫ترى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫العصاة‬ ‫من‬

‫خروجها‬ ‫ابتدات‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫يخالفهم‬ ‫مسالمة من‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الملوك‬ ‫مسالمة أولئك‬

‫الناس بمظهر النُسك‪،‬‬ ‫فى أخذ‬ ‫سنة أبى بكر وعمر‬ ‫على‬ ‫حينما رأته يخرج‬ ‫عثمان‬ ‫فى عهد‬

‫فى‬ ‫خرجت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫امية‬ ‫بنى‬ ‫سيما‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫راد نفوذها‬ ‫قد‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫قريشأ‬ ‫أن‬ ‫ؤرأت‬

‫ثم‬ ‫‪.‬‬ ‫قتاله‬ ‫فى‬ ‫المضى‬ ‫واَثره على‬ ‫‪،‬‬ ‫معاوية‬ ‫بينه وبين‬ ‫رأته قبلَ التحكيم‬ ‫حينما‬ ‫على‬ ‫عهد‬

‫بن عبد العزيز‪،‬‬ ‫عمر‬ ‫إلا فى عهد‬ ‫بنى أمية ‪ ،‬ولم تلق السيف‬ ‫ملوك‬ ‫بعده على‬ ‫من‬ ‫خرجت‬

‫الخروج على‬ ‫وواصلت‬ ‫السيف‬ ‫بعده إلى حمل‬ ‫عادت‬ ‫‪ ،‬فلما مات‬ ‫عدله وزهده‬ ‫كان من‬ ‫لِمَا‬

‫لم يمكنهم‬ ‫الثلة بحيث‬ ‫أنصارها كانوا من‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بنى أمية وبنى العباس‬ ‫ملوك‬ ‫بعده من‬ ‫من‬

‫المسلمين كانوا لا يوافقونهم‬ ‫النكسة الرجعية ‪ ،‬لأن جمهور‬ ‫تلك‬ ‫فى إصلاح‬ ‫تحقيق منهجهم‬

‫البداوة والعنجهية‬ ‫عليهم‬ ‫إليهم ؟ ولأنهم كانوا يغلب‬ ‫قريش‬ ‫الأمر من‬ ‫ذلك‬ ‫خروج‬ ‫على‬

‫الممكن‬ ‫من‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بين المسلمين‬ ‫امرها‬ ‫استقر‬ ‫قد‬ ‫الحضارة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫والتشدد‬

‫فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫الخشونة الدينية والاجتماعية‬ ‫عنها إلى تلك‬ ‫أحد‬ ‫أن يصرفهم‬

‫عاقبة منها‪.‬‬ ‫بتلك النكسة الرجعية رجعية اسوأ‬ ‫يتبذَلوا‬ ‫أن‬ ‫شىء‬

‫الرجعية فرقة المعتزلة‬ ‫النكسة‬ ‫تلك‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬ ‫الفرق التى كان لها رأى‬ ‫تلك‬ ‫ومن‬

‫الإيمان‬ ‫نفى‬ ‫الخوارج فى‬ ‫الملوك ‪ ،‬لأنها وافقت‬ ‫أولئك‬ ‫الشدة على‬ ‫الخوارج فى‬ ‫تلى‬ ‫وهى‬

‫ليسوا‬ ‫موحًدون‬ ‫‪ :‬إنهم‬ ‫قالت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫مثلهم‬ ‫بكفرهم‬ ‫تحكم‬ ‫لم‬ ‫المذنبين ‪ ،‬ولكنها‬ ‫كسائر‬ ‫عنهم‬

‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫النار مثلهم‬ ‫فى‬ ‫يخلدون‬ ‫أنهم‬ ‫رأت‬ ‫هذا‬ ‫؟ ومع‬ ‫المنزلتين‬ ‫بين‬ ‫بل‬ ‫ولا كافرين‬ ‫بمؤمنين‬

‫من‬ ‫الملوك وأمثالهم‬ ‫النار لهؤلاء‬ ‫فى‬ ‫الخلود‬ ‫لأنها رأت‬ ‫‪،‬‬ ‫الخوارج‬ ‫‪ :‬مخانيث‬ ‫للمعتزلة‬ ‫قيل‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫غيرهم‬ ‫ومن‬ ‫منهم‬ ‫قتال مخالفيهم‬ ‫‪ ،‬ولا على‬ ‫كفارأ‬ ‫تسمتهم‬ ‫على‬ ‫تجسر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫العصاة‬

‫‪56‬‬
‫المنكر‪،‬‬ ‫الاعتزال الأمر بالمعروف والنهى عن‬ ‫أهم أصول‬ ‫‪ ،‬لىان كان من‬ ‫الخوارج‬ ‫جسرت‬

‫أولئك الملوك ‪.‬‬ ‫الخروج على‬ ‫قليلا منهم على‬ ‫يحمل‬ ‫مما‬ ‫وكان هذا‬

‫بالقدر‬ ‫القول‬ ‫أحدث‬ ‫من‬ ‫إنه أول‬ ‫قيل‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الجهنى‬ ‫معبد‬ ‫المعتزلة‬ ‫أواثل‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫مع ابن الأشعث‪.‬‬ ‫صبرًا لخروجه‬ ‫بن يوسف‬ ‫‪ ،‬وقد قتله الحجاج‬ ‫أصولهم‬ ‫أهتمُ‬ ‫وهو‬

‫مولى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الدمشقى‬ ‫بن أبى غيلان‬ ‫القدر غيلان‬ ‫فى‬ ‫تكلم‬ ‫من‬ ‫إن أول‬ ‫وقيل‬

‫ثم سال‬ ‫عمر‬ ‫مات‬ ‫عنه حتى‬ ‫هذا فكف‬ ‫بن عبد العزيز على‬ ‫‪ ،‬وقد لامه عمر‬ ‫عثمان بن عفان‬

‫‪ ،‬فأمر بقطع‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫هشام‬ ‫فيه عند‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬فسعى‬ ‫مفؤَها‬ ‫رجلا‬ ‫الماء ‪ ،‬وكان‬ ‫فيه سيل‬

‫وقتله وصلبه‪.‬‬ ‫يديه ورجليه‬

‫مروج‬ ‫‪-‬‬ ‫فى‬ ‫المسعودى‬ ‫ذكر‬ ‫دولة بنى أمية ‪ ،‬حىَ‬ ‫فى آخر‬ ‫للمعتزلة شأن‬ ‫ثم ظهر‬

‫وغيرهم‬ ‫المعتزلة‬ ‫الوليد بن يزيد كان مع سابقة من‬ ‫يزيد بن الوليد على‬ ‫‪ -‬أن خروج‬ ‫الذهب‬

‫كانت‬ ‫ولهذا‬ ‫؟‬ ‫مكانه‬ ‫وتولى‬ ‫الوليدَ‬ ‫يزيدُ‬ ‫فقتل‬ ‫‪،‬‬ ‫دمشق‬ ‫غوطة‬ ‫من‬ ‫والْمِرة‬ ‫داريا‬ ‫أهل‬ ‫من‬

‫الملك اكثر من‬ ‫فى‬ ‫بن عبد العزيز ‪ ،‬ولكنه لم يمكث‬ ‫عمر‬ ‫الديانة على‬ ‫فى‬ ‫تفضله‬ ‫المعتزلة‬

‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫قبله‬ ‫ملوكهم‬ ‫عنى‬ ‫اجتمعوا‬ ‫بنو أمية كما‬ ‫عليه‬ ‫يجتمع‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫مات‬ ‫ئم‬ ‫أشهر‬ ‫خمسة‬

‫عامة المسلمين‪.‬‬ ‫مذهب‬ ‫سنة سلفه من الملوك ‪ ،‬وعن‬ ‫بالاعتزال عن‬ ‫خرج‬

‫قدريا أيضأ‪،‬‬ ‫بنى أمية ‪ ،‬وكان‬ ‫ملوك‬ ‫آخر‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫بعده مروان بن محمد‬ ‫وقد ولى‬

‫المعتزلة‬ ‫أوائل‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫درهم‬ ‫بن‬ ‫الجعد‬ ‫مؤدبه‬ ‫إلى‬ ‫نسبة‬ ‫الجعدى‬ ‫له مروان‬ ‫يقال‬ ‫ولهذا‬

‫عن‬ ‫لخروجه‬ ‫عنه عامة المسلمين‬ ‫أمر يزيد ‪ ،‬وانصرف‬ ‫من‬ ‫أمر مروان كثر‬ ‫‪ ،‬كاضطرب‬ ‫أيضا‬

‫دولته‪.‬‬ ‫لبنى العباس القضاء على‬ ‫العوامل التى س!هلت‬ ‫‪ ،‬وكان هذا من‬ ‫مذهبهم‬

‫؟ لأنهم آثروا التقرب إلى‬ ‫بعد هذا فى أواثل دولة بنى العباس‬ ‫المعتزلة‬ ‫أمر‬ ‫وقد ضعف‬

‫قد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاعتزال‬ ‫القول‬ ‫الرشيد‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫المعتمر‬ ‫بن‬ ‫بشر‬ ‫أظهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫المسلمين‬ ‫عامة‬

‫وأخذ‬ ‫بن عطاء‬ ‫واصل‬ ‫وأبا عثمان الزعفرانى صاحبى‬ ‫إلى البصرة فلقى بشر بن سعيد‬ ‫ذهب‬

‫الرشيد‬ ‫‪ ،‬فأخذه‬ ‫فشا فيهم‬ ‫إلى بغداد فدعا الناس إلى الاعتزال حتى‬ ‫‪ ،‬ثم رجع‬ ‫عنهما‬

‫من‬ ‫العدل والتوحيد والوعيد وغيرها‬ ‫فى‬ ‫مزاوجا‬ ‫رجزأ‬ ‫السجن‬ ‫فى‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬فجعل‬ ‫فحبسه‬

‫كل‬ ‫الناس مثلها ‪ ،‬فألهجوا ب!نشادها فى‬ ‫لم يسمع‬ ‫بيت‬ ‫قال أربعين ألف‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫اصولهم‬

‫الناس مبئ الكلام الذى‬ ‫أضرُّ على‬ ‫‪ :‬ما يقوله فى السجن‬ ‫‪ ،‬فقيل للرشيد‬ ‫ومحفل‬ ‫مجلس‬

‫(‪)1‬‬
‫وبينهم‪.‬‬ ‫بينه‬

‫فيه شىء‬ ‫المأمون كان‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاعتزال‬ ‫القول‬ ‫ظهر‬ ‫الرشيد‬ ‫المأمون بن‬ ‫عهد‬ ‫فلما كان‬

‫بمثل ما كانوا‬ ‫لغيرهم‬ ‫يكيلون‬ ‫أخذوا‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫ظهروا‬ ‫فلما‬ ‫المعتزلة ‪،‬‬ ‫مذهب‬ ‫الميل إلى‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الأهواء والباع لأبى الحسين الملطى ص‬ ‫أهل‬ ‫والرد على‬ ‫التضيه‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ov‬‬
‫هذا‬ ‫‪ ،‬وقد صرفهم‬ ‫مذاهبهم‬ ‫عن‬ ‫ليصرفوهم‬ ‫ويعذبونهم‬ ‫‪ ،‬فكانوا يحبسونهم‬ ‫يكيلون به لهم‬

‫الحكم‬ ‫‪ ،‬فمكث‬ ‫النكسة الرجعية التى كانوا ينكرونها قبل أن يظهر أمرهم‬ ‫تلك‬ ‫(صلاح‬ ‫عن‬

‫ما‬ ‫مثل‬ ‫به الى‬ ‫ما يعود‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫يدخله‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫قبله‬ ‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫المأمون على‬ ‫عهد‬ ‫فى‬

‫غيرهم‪،‬‬ ‫من‬ ‫الاصلاح‬ ‫الى‬ ‫أن المعتزلة كانوا أقرب‬ ‫‪ ،‬بع‬ ‫الخلفاء الراشدين‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫كان‬

‫الظن فيهم‪.‬‬ ‫المأمون خيب‬ ‫بهذا فى عهد‬ ‫ظهورهم‬ ‫ولكن‬

‫فرقة الشيعة‪،‬‬ ‫النكسة الرججة‬ ‫تلك‬ ‫فى إصلاح‬ ‫الفرق التى كان لها رأى‬ ‫تلك‬ ‫ومن‬

‫بنى أمية‬ ‫الخلافة دون‬ ‫الحق فى‬ ‫وأولاده أصحاب‬ ‫أبى طالب‬ ‫بن‬ ‫أن على‬ ‫ترى‬ ‫وكانت‬

‫الحق ‪ ،‬ليسيروا‬ ‫ذلك‬ ‫الا بتمكينهم من‬ ‫النكسة الرجعية لا يكون‬ ‫تلك‬ ‫‪ ،‬وأن (صلاح‬ ‫وغيرهم‬

‫العنجهية‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويقضوا‬ ‫وغيرهم‬ ‫الناس بالعدل ‪ ،‬ويساووا فى الحكم بين العرب‬ ‫فى حكم‬

‫مثل‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫العرب‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫الفرقة‬ ‫هذه‬ ‫كثر‬ ‫كان‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫بها بنو أمية‬ ‫حكم‬ ‫العربية التى‬

‫الحق‬ ‫ذلك‬ ‫أيضأ لاكتصابهم‬ ‫تكفيرهم‬ ‫ترى‬ ‫الملوك ‪ ،‬فكانت‬ ‫أولثك‬ ‫على‬ ‫الخوارج فى شدتها‬

‫تأخذ بالتقية‬ ‫‪ ،‬ولكنها كانت‬ ‫لها فرصة‬ ‫عليهم كلما سنحت‬ ‫الى الخروج‬ ‫أهله ‪ ،‬وتعمد‬ ‫من‬

‫‪ ،‬ويكون‬ ‫تحين الفرصة‬ ‫الجهر ‪ ،‬حتى‬ ‫السر دون‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وتؤثر العمل‬ ‫الخوارج‬ ‫خلاف‬ ‫على‬

‫هناك أمل فى النصر‪.‬‬

‫بن الحنيفة ‪ ،‬وهو‬ ‫الشيعة يقال لها الكيسانية تقول ب!مامة محمد‬ ‫وكان هناك فرقة من‬

‫الى‬ ‫افيمامة بعده‬ ‫انتقلت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أمه‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫بنسبته‬ ‫اشتهر‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫أبناء على‬ ‫من‬

‫سليممان بن‬ ‫على‬ ‫أبو هاضم‬ ‫‪lij f‬‬ ‫‪V) I‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫سنة ‪AA‬‬ ‫منه ‪ ،‬وفى‬ ‫بوصاية‬ ‫أبى هاشم‬ ‫ابنه‬

‫ذلاقة‬ ‫رآه من‬ ‫لِمَا‬ ‫دولته‬ ‫منه على‬ ‫خاف‬ ‫‪ ،‬ويقال ان سليمان‬ ‫عبد الملك بن مروان فى دمشق‬

‫له‬ ‫‪ ،‬فتلطف‬ ‫قعد فى طريقه بلبن مسموم‬ ‫له من‬ ‫عنده دس‬ ‫من‬ ‫لسانه وقوة نفسه ‪ ،‬فلما رجع‬

‫بن‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫كان يقيم محمد‬ ‫فى طريقه إلى اقليم الثراة ‪،‬حيث‬ ‫سقاه منه ‪ ،‬وكان‬ ‫حتى‬

‫العقبة‪،‬‬ ‫مقربة من‬ ‫البحر الميت على‬ ‫من‬ ‫الى الجنوب‬ ‫ترية صغيرة‬ ‫فى الحميمة ‪ ،‬وهى‬ ‫عباس‬

‫اليه‬ ‫‪ ،‬وأفضى‬ ‫الامامة‬ ‫فى‬ ‫حقه‬ ‫عن‬ ‫بدنو أجله نزل لمحمد بن على‬ ‫الها وأحس‬ ‫فلما وصل‬

‫‪.‬‬ ‫الدعاة‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫الكوفة‬ ‫فى‬ ‫دعاته‬ ‫داعى‬ ‫الى‬ ‫كتبأ يسلمها‬ ‫وأعطاه‬ ‫وأسرارها‪،‬‬ ‫بالدعوة‬

‫الإمامة أبضأ‪،‬‬ ‫فئ‬ ‫حقا‬ ‫لهم‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬نرى‬ ‫الرأوَندية‬ ‫لها‬ ‫بفال‬ ‫شيعة‬ ‫للعباسبن‬ ‫صار‬ ‫وبهذا‬

‫النبى‬ ‫عن‬ ‫ذلك‬ ‫منه ب!رث‬ ‫‪ ،‬كان أحق‬ ‫‪ ،‬لأن العباص‬ ‫أولاد على‬ ‫بها من‬ ‫أنهم أحق‬ ‫بل ترى‬

‫بالارث من ابن العم‪.‬‬ ‫‪ ،‬لأن العم أحق‬ ‫!صَ‬

‫‪ ،‬فأمروا‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫الشيعة يخالفرنهم‬ ‫أن جمهور‬ ‫كانوا يرون‬ ‫بنى العباس‬ ‫ولكن‬

‫تلطفهم‬ ‫حسن‬ ‫من‬ ‫؟ وبهذا وغيره‬ ‫ا! محمد‬ ‫بين الثيعة بالرضا من‬ ‫أن يظهروا‬ ‫دعاتهم‬

‫منهم فى مناوأة‬ ‫الأموببن ؟ مع أن العلوبن كانوا أشد‬ ‫العلوببن أن يظهروا على‬ ‫دون‬ ‫أمكنهم‬

‫‪OA‬‬
‫ومَن بعده ‪ ،‬ولم يُقتل من‬ ‫الحسين بن على‬ ‫قتل من‬ ‫من‬ ‫بنى امية ‪ :‬وقد قتل منهم فى ذلك‬

‫قتل منهم‪.‬‬ ‫بنى العباس مثل من‬

‫رادوا فى‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫النكسة الرجعبة‬ ‫تلك‬ ‫ضيئا من‬ ‫لم يصلحوا‬ ‫فلما قام بنو العباس‬

‫دينى‪،‬‬ ‫حق‬ ‫فيها من‬ ‫بما لهم‬ ‫الخلافة‬ ‫أخذوا‬ ‫أنهم‬ ‫لاعتقادهم‬ ‫‪،‬‬ ‫امية‬ ‫بنى‬ ‫على‬ ‫الاستبداد‬

‫الرعية‪.‬‬ ‫فزادوا بهذا تعاليأ على‬

‫عن‬ ‫‪ْ،‬والتعجب‬ ‫يديه‬ ‫منهم تقبيل الأرص! بين‬ ‫أحدث‬ ‫المنصور أول من‬ ‫كان أبو جعفر‬ ‫و‬

‫‪ ،‬فلما شكا‬ ‫شَمته عند العطسة‬ ‫رجلا‬ ‫ضرب‬ ‫إن الربيع حاجبه‬ ‫‪ ،‬وحتى‬ ‫عيها‬ ‫الرعية والترفع‬

‫الربيع يمنع‬ ‫بن‬ ‫الفضل‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫الأدب‬ ‫‪ ،‬وأخطأ‬ ‫السنة‬ ‫الرجل‬ ‫‪ :‬أصاب‬ ‫قال‬ ‫المنصور‬ ‫الى‬ ‫ذلك‬

‫ف!ذا‬ ‫‪،‬‬ ‫دعاء‬ ‫عيادتكم‬ ‫اجعلوا‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقول‬ ‫‪،‬‬ ‫جوابا‬ ‫يقتضى‬ ‫ثىء‬ ‫عن‬ ‫يسأل‬ ‫الخليفة أن‬ ‫عائد‬

‫أردت‬ ‫دان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالكرامة‬ ‫الله الأمير‬ ‫‪ :‬أصبح‬ ‫فقل‬ ‫؟‬ ‫الأمير‬ ‫أصبح‬ ‫‪ :‬كيف‬ ‫تقول‬ ‫أن‬ ‫أردت‬

‫‪،‬‬ ‫الجواب‬ ‫المسألمة توجب‬ ‫ف!ن‬ ‫والرحمة‬ ‫الأمير الشفاء‬ ‫الله على‬ ‫‪ :‬أنزل‬ ‫فقل‬ ‫حاله‬ ‫عن‬ ‫السؤال‬

‫التى‬ ‫ا!اسرة‬ ‫سق‬ ‫‪ .‬إلى غير هذا من‬ ‫اشتد عل!‬ ‫‪ ،‬وان أجابك‬ ‫اشتد عليك‬ ‫لان لم يجبك‬

‫أحياها بنو العباس فى دولتهم‪.‬‬

‫العنجهية العربية‪،‬‬ ‫بنى أمية من‬ ‫كان فى عهد‬ ‫بما‬ ‫الثعوبية الفارسية‬ ‫استبدلوا‬ ‫وكذلك‬

‫فى‬ ‫الفرس‬ ‫عهدهم‬ ‫على‬ ‫برجعية عربية ‪ ،‬وتحكم‬ ‫فارسية‬ ‫فسادأ بفساد ‪ ،‬ورجعية‬ ‫فاستبدلوا‬

‫بنى العباص!‬ ‫فى عهف‬ ‫‪ ،‬فذذَ العرب‬ ‫بنى أمية فى الفرس‬ ‫عهد‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬كما تحكم العرب‬ ‫العرب‬

‫تَصر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫نفسها‬ ‫الرعية على‬ ‫انقسام‬ ‫استمر‬ ‫المهانة ‪ ،‬وبهذا‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫‪ ،‬ولحقهم‬ ‫ذلا شديدأ‬

‫جميعَأ‬ ‫‪ ،‬ليخلصوا‬ ‫وتجمعها الماواة فى الحكم‬ ‫ينها العدل والانصاف‬ ‫يزلف‬ ‫الى أمة واحدة‬

‫أو دينى‪.‬‬ ‫قومى‬ ‫للدولة ‪ ،‬ولا يفرق بينهم فيها تعصب‬

‫تث!يعهم‬ ‫من‬ ‫خففوا‬ ‫؟ الا أنهم‬ ‫الجمهور‬ ‫الى‬ ‫التقرب‬ ‫فى‬ ‫شيثأ‬ ‫بنو العباص‬ ‫يفعل‬ ‫ولم‬

‫هواهم‬ ‫من‬ ‫الشبعة الى العلوببن كنر‬ ‫ببن الشبعه ‪ ،‬ورأوا هوى‬ ‫لأنهم رأوا أنهم دخلاء‬

‫ولم يثذ‬ ‫عقائدهم‬ ‫كثير من‬ ‫فى‬ ‫السنة ‪ ،‬ووافقوهم‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫اليهم ‪ ،‬فتقربوا الى الجمهور‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫السنة‬ ‫مناوأة أهل‬ ‫على‬ ‫الثلاثة‬ ‫‪( ،‬ذ توالى‬ ‫والواثق‬ ‫الا المامون والمعتصم‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫عنهم‬

‫قبلهم‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫الى‬ ‫الأمر بعدهم‬ ‫رجع‬

‫السنة ‪ ،‬فرأى بنو العباس أن الأمر لا يستقيم‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫الرعية على‬ ‫وكان جمهور‬

‫بقاء‬ ‫لأن‬ ‫‪6‬‬ ‫الناس‬ ‫نفوص‬ ‫فى‬ ‫له الا أثر قليل‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫اليهم‬ ‫إلا بالتقرب‬ ‫لهم‬

‫الى‬ ‫التقرب‬ ‫عليه ذلك‬ ‫‪ ،‬فلم يغط‬ ‫نفوسهم‬ ‫الأثر فى‬ ‫له كبر‬ ‫الرجعية كان‬ ‫انكسة‬ ‫تلك‬

‫الحكم‪.‬‬ ‫فى‬ ‫الفساد‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫ما يري‬ ‫له مع‬ ‫ه لا قيمة‬ ‫لان‬ ‫العائة ؟‬ ‫فى‬ ‫الغالب‬ ‫المذهب‬

‫زلك‬ ‫العامة من‬ ‫نفوص‬ ‫أئره فى‬ ‫العباسيين‬ ‫والملوك‬ ‫لهذا الانقطاع بين الرعية‬ ‫وقد كان‬

‫‪95‬‬
‫الثقافة اليونانية‬ ‫الا!جنبية ‪ :‬من‬ ‫الثقافات‬ ‫فيه إلى‬ ‫ولجؤوا‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫قاموا‬ ‫الذى‬ ‫العلمى‬ ‫التجديد‬

‫ثقافة إسلامية‬ ‫السنة كانت‬ ‫لاْن ثقافة أهل‬ ‫القديمة ‪،‬‬ ‫الثقافات‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫والهندية‬ ‫والفارسية‬

‫الثقافات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫نفروا‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫واطمئنانهم‬ ‫العامة‬ ‫ثقة‬ ‫محل‬ ‫علماؤهم‬ ‫وكانْ‬ ‫‪،‬‬ ‫خالصة‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الملوك‬ ‫أولئك‬ ‫أقبل‬ ‫كما‬ ‫يقبلوا عليها‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫النفور‬ ‫فى‬ ‫العامة‬ ‫الا"جنبية تبعهم‬

‫النافع‪،‬‬ ‫ما فيها من‬ ‫بين‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يفرقوا‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫حكمهم‬ ‫إلى‬ ‫إليها لعدم صاطمئنانهم‬ ‫يطمئنوا‬

‫فى‬ ‫دخيلة‬ ‫الثقافات‬ ‫هذه‬ ‫إلا لأن‬ ‫لا لشىء‬ ‫‪،‬‬ ‫البغض‬ ‫إليهما معًا بعين‬ ‫نظروا‬ ‫النافع ‪ ،‬بل‬ ‫وغير‬

‫عليها‪،‬‬ ‫المسلمون‬ ‫أن يقتصر‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫الخالصة‬ ‫الإسلامية‬ ‫‪ ،‬وأنه لا قيمة إلا لثقافتهم‬ ‫الإسلام‬

‫‪.‬‬ ‫الثقافات‬ ‫من‬ ‫النظر فيما عداها‬ ‫أن يرفضوا‬ ‫ويجب‬

‫شىء‬ ‫أن يتفقوا على‬ ‫العلماء والملوك لأمكنهم‬ ‫بين أولئك‬ ‫حسنة‬ ‫ولو كان هناك صلة‬

‫بما‬ ‫بريئة ‪ ،‬لينتفع المسلمون‬ ‫علمية‬ ‫فيه نظرة‬ ‫العامة به ‪ ،‬وتنظر‬ ‫تثق‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫التجديد‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬

‫منه‬ ‫ويُنْقَدَ‬ ‫إلا به ‪،‬‬ ‫ملكهم‬ ‫عبى‬ ‫أن يحافظوا‬ ‫يمكنهم‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫عنه‬ ‫لهم‬ ‫نافع لا غنى‬ ‫علم‬ ‫فيه من‬

‫ولا تحامل‪.‬‬ ‫النقد فى غير تعنت‬ ‫ما يستحق‬

‫شىء‬ ‫الاتفاق على‬ ‫العلماء والملوك لم يمكنهم من‬ ‫الصلة بين أولئك‬ ‫انقطاع تلك‬ ‫ولكن‬

‫منه‬ ‫يقف‬ ‫أن‬ ‫فيه إلى‬ ‫الأمر‬ ‫وآل‬ ‫‪،‬‬ ‫الفريقين‬ ‫بين‬ ‫به الجفوة‬ ‫زادت‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫التجديد‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬

‫هذا‬ ‫أواخر‬ ‫الملوك فى‬ ‫أولئك‬ ‫عنهم‬ ‫ينصرف‬ ‫لىالى أن‬ ‫‪،‬‬ ‫متعنتا‬ ‫رجعيا‬ ‫موقفأ‬ ‫العلماء‬ ‫أولئك‬

‫تلك‬ ‫إلى‬ ‫ينظرون‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫جانبأ‬ ‫كانوا ألين منهم‬ ‫لأنهم‬ ‫المعتزلة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫خصومهم‬ ‫إلى‬ ‫القرن‬

‫المعتزلة‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫يغلو‬ ‫كما‬ ‫أمرها‬ ‫فى‬ ‫يَغلون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫إنصاف‬ ‫الأجنبية نظرة‬ ‫الثقافات‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫اواخر‬ ‫الملوك فى‬ ‫أولئك‬ ‫إلى‬ ‫انضمامهم‬ ‫يؤثِّر‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫أتباع بين العامة‬ ‫لهم‬ ‫يكن‬ ‫لم‬

‫من‬ ‫لمَا كان‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫نفرتهم‬ ‫زاد فى‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الجديدة‬ ‫العلوم‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫إقبال الناس‬ ‫فى‬ ‫شيئا‬

‫المعتزلة‪.‬‬ ‫بينهم وبين‬ ‫الدينية‬ ‫الخصومة‬

‫العلوم‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫هذا الموقف الرجعى‬ ‫السنة فى‬ ‫أهل‬ ‫ولا يفوتنا بعد أن ذكرنا وقوع‬ ‫"‬

‫السنة‬ ‫اهل‬ ‫خلط‬ ‫هذا القرن هو‬ ‫فى‬ ‫الحكم‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬ ‫الإخفاق‬ ‫الجديدة أن نذكر أن سبب‬

‫على‬ ‫تقتصر‬ ‫الفرق لم تكن‬ ‫لأن هذه‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرق السابقة بين السياسة والدين‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬

‫‪ ،‬بل‬ ‫إلى السياسة والحكم‬ ‫الحقيقة ترجع‬ ‫فى‬ ‫النكسة الرجعية ‪ ،‬وهى‬ ‫تلك‬ ‫إصلاح‬ ‫محاولة‬

‫من‬ ‫تعالى وغير ذلك‬ ‫اللّه‬ ‫فى القدر وصفات‬ ‫النكسة آراء أخرى‬ ‫إلى رأيها فى تلك‬ ‫تضم‬ ‫كانت‬

‫تلك‬ ‫إصلاح‬ ‫الخلط‬ ‫بهذا‬ ‫والتبس‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسة‬ ‫الدين‬ ‫بين‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الدينية ‪ ،‬فخلطت‬ ‫الأمور‬

‫آخر‪،‬‬ ‫لها ولا‬ ‫لا أول‬ ‫متاهات‬ ‫الدينية فى‬ ‫الخلافات‬ ‫بهذه‬ ‫لأنها وقعت‬ ‫‪،‬‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسة‬

‫إصلاح‬ ‫‪ ،‬مع أن محاولة‬ ‫المتاهات‬ ‫النكسة الرجعية بين هذه‬ ‫تلك‬ ‫إصلاح‬ ‫طريق‬ ‫فضلَّت عن‬

‫ان تبقى فرقأ سياسية خالصة‬ ‫‪" ،‬وكان الواجب‬ ‫الأول فى ظهورها‬ ‫السبب‬ ‫هذه النكسة كانت‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬ولاسيما‬ ‫والسياسة‬ ‫فيه بين الدين‬ ‫تخلط‬ ‫ولا‬ ‫السياسى‬ ‫الإصلاح‬ ‫هذا‬ ‫أمرها ‪،‬على‬ ‫تقصر‬

‫دينى‬ ‫فساد‬ ‫بينهم‬ ‫يظهر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أمر دينهم‬ ‫فى‬ ‫وفاق‬ ‫على‬ ‫الفرق‬ ‫هذه‬ ‫ظهور‬ ‫كانوا قبل‬ ‫المسلمين‬

‫لإصلاحهْ‬ ‫فرق‬ ‫ظهور‬ ‫يقتضى‬

‫نافع‪،‬‬ ‫فيها إلى رأى‬ ‫أن يصلوا‬ ‫الغاية السياسية لا"مكنهم‬ ‫تلك‬ ‫ولو أنهم اقتصروا على‬

‫فى عداوات‬ ‫‪ ،‬ولم يوقعهم‬ ‫تُعَذ‬ ‫ولا‬ ‫لا تحصى‬ ‫الدينى إلى خلافات‬ ‫بهم الخلاف‬ ‫ولم يتشعب‬

‫لا‬ ‫‪،‬‬ ‫سياسيأ‬ ‫خلافا‬ ‫أصله‬ ‫فى‬ ‫كان‬ ‫بينهم‬ ‫الخلاف‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها بعضا‬ ‫دينية كفَّر بعضهم‬

‫دينية‪.‬‬ ‫تكفيراً ولا عداوة‬ ‫يقتضى‬

‫النكسات‬ ‫عدد‬ ‫الطين بلة ‪ ،‬واكثروا من‬ ‫غايتهم‬ ‫عن‬ ‫زادوا بهذا الانحراف‬ ‫وقد‬

‫انقلاب‬ ‫فى‬ ‫سياسية‬ ‫رجعية‬ ‫‪ :‬نكسة‬ ‫ثلاث‬ ‫رجعية‬ ‫نكسات‬ ‫المسلمون فى‬ ‫‪ ،‬فوقع‬ ‫الرجعية‬

‫الاجتماعية‬ ‫انقلاب وحدتهم‬ ‫اجتماعية فى‬ ‫رجعية‬ ‫‪ ،‬ونكسة‬ ‫استبدادى‬ ‫إلى حكم‬ ‫حكمهم‬

‫الديية إلى فرق‬ ‫وحدتهم‬ ‫انقلاب‬ ‫دينية فى‬ ‫رجعية‬ ‫ودينية ‪ ،‬ونكسة‬ ‫جنسية‬ ‫إلى عصبيات‬

‫تجديدات‬ ‫أهم‬ ‫الأخيرة تجديداً من‬ ‫بهذه النكسة‬ ‫أضاعوا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بعضا‬ ‫بعضها‬ ‫يعادى‬

‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الاختلاف‬ ‫عند‬ ‫المداوة‬ ‫فى‬ ‫سببا‬ ‫اتخاذه‬ ‫وعدم‬ ‫‪،‬‬ ‫الرأى‬ ‫فى‬ ‫التسامح‬ ‫‪ َ،‬وهو‬ ‫الإسلام‬

‫يكون‬ ‫د!انما‬ ‫‪،‬‬ ‫واقتناع‬ ‫إقناع‬ ‫فيه‬ ‫يكون‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫التعصب‬ ‫فيه‬ ‫تثير‬ ‫والعداوة‬ ‫‪،‬‬ ‫واقتناع‬ ‫إقناع‬ ‫الرأى‬

‫‪.‬‬ ‫الصواب‬ ‫إلى‬ ‫المختلفون‬ ‫‪ ،‬ولا يصل‬ ‫الحقيقة‬ ‫تضيع‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫والجمود‬ ‫فيه التعنت‬

‫‪:‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أيضأ‬ ‫ظهرتا‬ ‫رجعيتان‬ ‫نكستان‬ ‫هناك‬ ‫وكان‬

‫الرعية وتعاليهم‬ ‫الملوك فى‬ ‫استبداد‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الطبقات‬ ‫نظام‬ ‫‪ :‬ظهور‬ ‫اْولاهما‬

‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالضعفاء‬ ‫فيها‬ ‫الا!قوياء‬ ‫واستبداد‬ ‫‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫بعضها‬ ‫تبعه تعالى‬ ‫فيه عليها‬

‫السيادة فى‬ ‫والعظماء وأصحاب‬ ‫الا"مراء‬ ‫الغنى والتعاظم من‬ ‫فى‬ ‫طبقة مسرفة‬ ‫هناك‬ ‫ظهرت‬

‫‪ ،‬ولا تكاد‬ ‫به بطونها‬ ‫ما تشبع‬ ‫تجد‬ ‫‪ ،‬فلا تكاد‬ ‫الفقر‬ ‫من‬ ‫بالتراب‬ ‫لصقت‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وطبقة‬ ‫الدولة‬

‫لا تشعر‬ ‫الثانية أنها صارت‬ ‫على‬ ‫الطبقة الأولى‬ ‫تعالى‬ ‫بلغ من‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫به أجسامها‬ ‫تجد ما تستر‬

‫شهواتها‬ ‫فى‬ ‫أموالها‬ ‫دانما تنفق‬ ‫‪،‬‬ ‫الزكاة ونحوها‬ ‫مالها من‬ ‫فى‬ ‫لها حقا‬ ‫أن‬ ‫ترى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بها‬

‫تجود به فى‬ ‫فى هذا ما كانت‬ ‫‪ ،‬ويدخل‬ ‫عند حد‬ ‫إسرافَا لا يقف‬ ‫فى ذلك‬ ‫وملذاتها ‪ ،‬وتسرف‬

‫المتملقين‪،‬‬ ‫كبرياءها من‬ ‫يرضى‬ ‫الشعراء ‪ ،‬ومن‬ ‫يمدحها من‬ ‫من‬ ‫الشهرة والمجد على‬ ‫كسب‬

‫التى‬ ‫الواسعة‬ ‫بالضياع‬ ‫تجود‬ ‫كانت‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الدنانير والدراهم‬ ‫من‬ ‫بالألوف‬ ‫عليهم‬ ‫تجود‬ ‫ممانت‬

‫بنت‬ ‫فى زدراج المأمون بخديجة‬ ‫ما حصل‬ ‫ذلك‬ ‫ولا يعذ ‪ ،‬ومن‬ ‫تملك منها ما لا يحصى‬ ‫كانت‬

‫الأموال ما لم ينثره ولم‬ ‫من‬ ‫فى ذلك‬ ‫بوران ‪ ،‬فقد نثر الحسن‬ ‫التى تسمى‬ ‫بن سهل‬ ‫الحسن‬

‫بنادق‬ ‫والقواد‬ ‫الهاشميين‬ ‫أنه نثر على‬ ‫‪ ،‬وذلك‬ ‫إسلام‬ ‫ولا فى‬ ‫جاهلية‬ ‫فى‬ ‫قط‬ ‫يفعله ملك‬

‫البندقة اذا‬ ‫‪ ،‬فكانت‬ ‫وغير ذلك‬ ‫دواب‬ ‫وصفات‬ ‫جوار‬ ‫وأسماء‬ ‫فيها رقاع بإسماء ضياع‬ ‫مسك‬

‫‪61‬‬
‫الى‬ ‫فيها ‪ ،‬فيمضى‬ ‫وسعوده‬ ‫(قباله‬ ‫قدر‬ ‫فتحها فقرأ ما فيها ‪ ،‬يخجد على‬ ‫فى يد الرجل‬ ‫وقعت‬

‫كذا من‬ ‫طوج‬ ‫يقال لها فلانة الفلانية من‬ ‫فيقول له ‪ :‬ضيعة‬ ‫لذلك‬ ‫نُصب‬ ‫الوكيل الذى‬

‫على‬ ‫ذلك‬ ‫نثر بعد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫كذا‬ ‫‪ b‬بة صفتها‬ ‫و‬ ‫لها فلانة الفلانية ‪،‬‬ ‫يقال‬ ‫‪ ،‬وجارية‬ ‫كذا‬ ‫رشاق‬

‫‪،‬‬ ‫المأمون وقواده‬ ‫على‬ ‫وأنفق‬ ‫‪،‬‬ ‫الفبر‬ ‫وبيض‬ ‫المسك‬ ‫ونوافج‬ ‫الدنانير والدراهم‬ ‫الناس‬ ‫سائر‬

‫المكارين والحمالن‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫جنوده أيام مقامه عنذه‬ ‫كان معه من‬ ‫ومن‬ ‫أصحابه‬ ‫جميع‬ ‫وعلى‬

‫من‬ ‫أحد‬ ‫‪ ،‬فلم يكن‬ ‫ويخره‬ ‫تابع ومتبوع ومرتزق‬ ‫من‬ ‫العسكر‬ ‫ضمه‬ ‫من‬ ‫وكل‬ ‫والملاحن‬

‫تعتلفه البهائم‪.‬‬ ‫مما‬ ‫ولا‬ ‫يطعم‬ ‫مما‬ ‫المأمون‬ ‫شيئأ فى عسكر‬ ‫الناس يثرى‬

‫ظهورها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الصوفية‬ ‫باسم‬ ‫التدين تسمى‬ ‫فى‬ ‫مرفة‬ ‫جماعة‬ ‫والثانية ‪ :‬ظهور‬

‫‪ ،‬فأراد هؤلاء‬ ‫السابق‬ ‫النحو‬ ‫على‬ ‫الغنى‬ ‫مظاهر‬ ‫فى‬ ‫والعظماء‬ ‫الملوك والأمراء‬ ‫لاسراف‬ ‫نتيجة‬

‫أوقاتهم‬ ‫شغل‬ ‫الزهد فيها ‪ ،‬وفى‬ ‫ب!سرافهم فى‬ ‫الدنيا‬ ‫حب‬ ‫فى‬ ‫الصوفية أن يقابلوا اسرافهم‬

‫فى‬ ‫القرن الأول أن الاصلام بكره الإسراف‬ ‫الكلام على‬ ‫فى‬ ‫سبق‬ ‫بال!نصك والتعبد ‪ ،‬وقد‬

‫بظهر بذلك‬ ‫يكره من‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ولهذا‪.‬كان عمر‬ ‫فى حب‬ ‫‪ ،‬كما يكره الاصراف‬ ‫الزهد والنك‬

‫نفر‬ ‫الأول‬ ‫القرن‬ ‫أواخر‬ ‫فى‬ ‫عمر‬ ‫بعد‬ ‫ظهر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫اماتة الدين‬ ‫الى‬ ‫أنه يؤدى‬ ‫‪ ،‬ويرى‬ ‫المظهر‬

‫‪،‬‬ ‫الصوف‬ ‫باسم الصوفية ‪ ،‬بل قيل لهم أصحاب‬ ‫يُعرفوا‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫الصوف‬ ‫بلبس‬ ‫ظهروا‬

‫لأن فيه (علانا عن‬ ‫يكره لباسم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ا!ية‬ ‫أصحاب‬ ‫يسميهم‬ ‫البصرى‬ ‫الحسن‬ ‫وكان‬

‫السنجى‬ ‫لفرقد‬ ‫كانوا يقولون‬ ‫الرهبنة ‪ ،‬حتى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأنه يمثل نوعأ‬ ‫والتقوى‬ ‫الزهد‬

‫هذه عنك‪.‬‬ ‫نصرانيتك‬ ‫ا) ‪ :‬ضع‬ ‫أو البخىا‬

‫من‬ ‫أخذا‬ ‫الصوفية‬ ‫باسم‬ ‫‪ ،‬وسُموا‬ ‫الزهد‬ ‫فى‬ ‫المبالغين‬ ‫عدد‬ ‫الثانى كثر‬ ‫القرن‬ ‫جاء‬ ‫فلما‬

‫الملوك‬ ‫إعمراف‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫مبتدعن‬ ‫يرونهم‬ ‫كانوا‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫بهم‬ ‫وفُتن الناس‬ ‫‪،‬‬ ‫الصوت‬ ‫لبسهم‬

‫المتصوفة الذين يظهرون‬ ‫هؤلاء‬ ‫عليهم‬ ‫يؤثرون‬ ‫الننى جعلهم‬ ‫مظاهر‬ ‫والعظماء فى‬ ‫والأمراء‬

‫هارون‬ ‫الزهاد مع‬ ‫العلماء‬ ‫بن المبارك من‬ ‫الله‬ ‫لبد‬ ‫هذا ما حصل‬ ‫بمظاهر الفقر ‪ ،‬ومن‬

‫وتقطعت‬ ‫‪،‬‬ ‫اليه‬ ‫الناس‬ ‫فاحتفل‬ ‫المبارك ‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫الرئة ؤرد‬ ‫هارون‬ ‫ف!نه لما قدم‬ ‫‪،‬‬ ‫الرضيد‬

‫رأت‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫الخشب‬ ‫قصر‬ ‫برج‬ ‫من‬ ‫هارون‬ ‫أم ولد‬ ‫فأشمرفت‬ ‫‪،‬‬ ‫النبرة‬ ‫وارتفعت‬ ‫‪،‬‬ ‫النعال‬

‫الملك‪،‬‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫والثه‬ ‫‪:‬‬ ‫فقالت‬ ‫‪،‬‬ ‫خراصان‬ ‫عالمُ‬ ‫؟‬ ‫قالوا‬ ‫‪3‬‬ ‫هذا‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫تالت‬ ‫وكثرتهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الناص‬

‫والعصا والثمرط والأَعوان ‪.‬‬ ‫بَالو!‬ ‫إليه‬ ‫الناس‬ ‫الرثيد الذى يجمع‬ ‫هارون‬ ‫لا ملك‬

‫أصحابه‬ ‫يطعم‬ ‫أمثل رهاد هذا القرن ‪ ،‬فكان‬ ‫من‬ ‫بن المبارك كان‬ ‫الثه‬ ‫أن عد‬ ‫على‬

‫الا مع‬ ‫لا يثله‬ ‫شيئأ‬ ‫إذا اثتهى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫صائما‬ ‫نهاره‬ ‫هو‬ ‫ويظل‬ ‫‪،‬‬ ‫والخبيص‬ ‫الفالوذج‬

‫عجلة‬ ‫على‬ ‫سفرته تحمل‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ع!‬ ‫لا حساب‬ ‫‪ :‬بلغنا أن طعام الضيف‬ ‫‪ ،‬ويقول‬ ‫ضيف‬

‫‪.‬‬ ‫بن يعقوب‬ ‫منه فرقد‬ ‫بالبصرة‬ ‫‪ :‬صضع‬ ‫أن البخة‬ ‫القاموس‬ ‫فى‬ ‫جاء‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪6I‬‬
‫ابن‬ ‫لسفرة‬ ‫مشويا‬ ‫دجاجأ‬ ‫حاملين‬ ‫بعيرين‬ ‫‪ :‬رأيت‬ ‫الطالقانى‬ ‫أبو اسحاق‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫أو عجلتين‬

‫قل‪،‬‬ ‫المال قد‬ ‫كان‬ ‫(ن‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫صلة‬ ‫من‬ ‫فقلل‬ ‫‪،‬‬ ‫المال‬ ‫قل‬ ‫قد‬ ‫‪:‬‬ ‫مرة‬ ‫له‬ ‫وقيل‬ ‫‪:‬‬ ‫المبارك‬

‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫أيضأ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اليوم فقط‬ ‫الدنيا الا قوت‬ ‫من‬ ‫‪ :‬ليى‬ ‫يقول‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫قد نفد‬ ‫ف!ن العمر‬

‫له ما‬ ‫ذكر‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫الناس‬ ‫سؤال‬ ‫عن‬ ‫بها وجهه‬ ‫الدنيا ليصون‬ ‫(مساك‬ ‫الزهد‬ ‫العبد عن‬ ‫لا يُخرج‬

‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بذكرهم‬ ‫قوما يُستشفى‬ ‫ذكرتم‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫منِالبادة‬ ‫أصباط‬ ‫بن‬ ‫بوسف‬ ‫عليه‬ ‫كان‬

‫وشهود‬ ‫لعيادة المرضى‬ ‫لحةنج!ا ؟ ومن‬ ‫الثه‬ ‫رسول‬ ‫لستن‬ ‫فمن‬ ‫ذلك‬ ‫النابر جميعهم‬ ‫إن فعل‬

‫القُرَب ‪.‬‬ ‫أنواعأ من‬ ‫؟ وعد‬ ‫الجنائز‬

‫الزهد‬ ‫القرن فى‬ ‫هذا‬ ‫مَن متصوفة‬ ‫تغالى‬ ‫من‬ ‫أشذ‬ ‫أدهم‬ ‫(براهيم بن‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬

‫كئير‬ ‫عن‬ ‫إلى بنداد ‪ ،‬وأخذ‬ ‫أولاد الملوك ‪ ،‬فتفقه ودخل‬ ‫كورة بلخ من‬ ‫‪ ،‬وكان من‬ ‫والنك‬

‫‪ ،‬ويشترك‬ ‫والطحن‬ ‫البساتين والحمل‬ ‫العمل بالحصاد وحفظ‬ ‫العلماء ‪ ،‬وكان يعيثى من‬ ‫من‬

‫كيليكيا ‪ -‬عبد لأبيه يحمل‬ ‫أرض‬ ‫‪ -‬من‬ ‫جاءه الى المَصيصة‬ ‫مع الغزاة فى قتال الروم ‪ ،‬وقد‬

‫مالأ عظيمًا ‪ ،‬فأعتق‬ ‫وخلف‬ ‫‪،‬‬ ‫فى بلخ‬ ‫مات‬ ‫قد‬ ‫اباه‬ ‫‪ ،‬ويخبره أن‬ ‫درهم‬ ‫الاف‬ ‫اليه عثرة‬

‫تحته‪،‬‬ ‫فروَا لا قميص‬ ‫الثاء‬ ‫فى‬ ‫يلبس‬ ‫يعبأ بمال أبيه ‪ .‬وكان‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الدراهم‬ ‫‪ ،‬ووهبه‬ ‫العبد‬

‫التراب ؟ وقد‬ ‫الطعام الحلال يثل‬ ‫‪ ،‬وكان (ذا لم يجد‬ ‫ولا يخذى‬ ‫الصيف‬ ‫ولا يتعمم فى‬

‫ما كان لى طعام الا الطين‬ ‫نفى‬ ‫أن أعين على‬ ‫الطين ‪ ،‬وقال ‪ :‬لولا أخاف‬ ‫شهرأ يثل‬ ‫مكث‬

‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقول‬ ‫‪،‬‬ ‫ما استطاع‬ ‫والطعام‬ ‫ا!ل‬ ‫يقلل‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫أموت‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫الحلال‬ ‫أجد‬ ‫حتى‬

‫لوقع‪.‬‬ ‫الريح‬ ‫‪0‬‬ ‫نفخته‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫فيه روح‬ ‫ليس‬ ‫وكأنه‬ ‫يُرى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الصًرف‬ ‫الحلال‬ ‫يحتمل‬

‫الصلاة فى‬ ‫على‬ ‫لا تجب‬ ‫حتى‬ ‫‪ :‬إنى لأتمنى المرض‬ ‫وكان يكره الاختلاط بالناس ‪ ،‬ويقول‬

‫فيجدونه‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬ف!يجىء‬ ‫خارج‬ ‫بابه من‬ ‫يغلق‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫ولا يرونى‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬ولا أرى‬ ‫جماعة‬

‫‪.‬‬ ‫ميذهبون‬ ‫مغلقأ‬

‫كالتى فروا منها‪،‬‬ ‫رجعية‬ ‫نكة‬ ‫أن هؤلاء الزهاد المتصوفين قد وقعوا فى‬ ‫ولا شك‬

‫استئثارهم‬ ‫فى‬ ‫الملوك والأمراء والعظماء‬ ‫لرجعية‬ ‫العلاج الصحيح‬ ‫ما فعلوه هو‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫‪،‬‬ ‫الطبقات‬ ‫نظام‬ ‫محو‬ ‫بهذا على‬ ‫يعملوا‬ ‫لم‬ ‫لأنهم‬ ‫الفقراء ‪،‬‬ ‫طبقة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتعاليهم‬ ‫بالأموال‬

‫الفقراء‬ ‫الفقراء بتعالى‬ ‫على‬ ‫تعاليهم‬ ‫يقابل‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬ورأوا‬ ‫الفقراء‬ ‫طبقة‬ ‫إلى‬ ‫أنفسهم‬ ‫و(نما ضموا‬

‫هذا‬ ‫ومثل‬ ‫‪.‬‬ ‫الأغنياء‬ ‫على‬ ‫التكبر‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التواضع‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫المبارك‬ ‫ابن‬ ‫سئل‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫عيهم‬

‫وجعلوهم‬ ‫الفقراء‬ ‫الى‬ ‫بهذا‬ ‫أساءوا‬ ‫أراهم‬ ‫دانى‬ ‫‪،‬‬ ‫الرجعية‬ ‫النكة‬ ‫لهذه‬ ‫حلأ‬ ‫لا يصلح‬

‫به ‪ ،‬وظنوا‬ ‫ورضوا‬ ‫فقرهم‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬فركنوا‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫المثل الأعلى‬ ‫الفقر هو‬ ‫مظهر‬ ‫أن‬ ‫يفهمون‬

‫الفقر بين الملمين‪،‬‬ ‫حب‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫يثابون عل!يه ‪ ،‬وكان‬ ‫قناعة وتواضع‬ ‫أنه مظهر‬

‫دول‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫ما كان‬ ‫بفقرهم‬ ‫عليهم‬ ‫الدنيا ‪ ،‬وضاع‬ ‫فقراء فى‬ ‫غيرهم‬ ‫دون‬ ‫صاروا‬ ‫حتى‬

‫‪Ir‬‬
‫فى دينه هو محاربة‬ ‫أن أهم شىء‬ ‫نسى‬ ‫جزاء من‬ ‫باهرة ‪ ،‬وكان هذا‬ ‫‪ ،‬وحضارات‬ ‫عظيمة‬

‫يزعم‬ ‫كما‬ ‫مقدسًا‬ ‫فيه شيئا‬ ‫الفقر‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫فلا يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الزكاة ونحوها‬ ‫من‬ ‫بما فرضه‬ ‫الفقر‬

‫أتوا‬ ‫الذين‬ ‫المتصوفة‬ ‫من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫حالا‬ ‫أحسن‬ ‫هذا‬ ‫كانوا مع‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫المتصوفة‬ ‫أولئك‬

‫بعدهم‪.‬‬

‫الرجعية‬ ‫هذه النكسات‬ ‫يصلح‬ ‫إلى مجدد‬ ‫هذا القرن محتاجين‬ ‫وقد كان المسلمون فى‬

‫ما بين شعوب‬ ‫ويزيل‬ ‫‪،‬‬ ‫سياسى‬ ‫نفور‬ ‫من‬ ‫وحكامها‬ ‫ما بين الرعية‬ ‫فيه ‪ ،‬ليزيل‬ ‫التى حدثت‬

‫ما بين‬ ‫ويزيل‬ ‫‪،‬‬ ‫دينى‬ ‫نفور‬ ‫الدينية من‬ ‫الفرق‬ ‫ما بين‬ ‫ويزيل‬ ‫‪،‬‬ ‫اجتماعى‬ ‫نفور‬ ‫من‬ ‫الدولة‬

‫فيها أولئك‬ ‫التى سيوقعهم‬ ‫الوهدة‬ ‫فى‬ ‫الوقوع‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويمنع المسلمين‬ ‫دنيوى‬ ‫تفاوت‬ ‫من‬ ‫طبقاتها‬

‫والاجتماع‬ ‫أمور الدين والسياسة‬ ‫فى‬ ‫شامل‬ ‫(صلاح‬ ‫المسلمين على‬ ‫‪ ،‬ويجمع‬ ‫المتصوفة‬

‫تنتكس‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إليها فى‬ ‫وصلوا‬ ‫الىَ‬ ‫العلمية‬ ‫النهضة‬ ‫تطَرد تلك‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫والعلم‬

‫المأمون من‬ ‫هذا القرن‬ ‫مجددى‬ ‫من‬ ‫المتقدمون‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫منها‬ ‫نفرة عامتهم‬ ‫بسبب‬

‫من‬ ‫الرضا‬ ‫موسى‬ ‫بن‬ ‫الفقهاء ‪ ،‬وعلى‬ ‫من‬ ‫وأشهب‬ ‫واللؤلؤى‬ ‫الأمر ‪ ،‬والشافعى‬ ‫أولى‬

‫‪ ،‬وفى‬ ‫الزهاد‬ ‫من‬ ‫والكرخى‬ ‫‪،‬‬ ‫المحذثين‬ ‫من‬ ‫معين‬ ‫القراء ‪ ،‬وابن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬والحضرمى‬ ‫الإمامية‬

‫‪ ،‬فلنهتم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫إليه المسلمون‬ ‫يحتاج‬ ‫الذى‬ ‫المجدد‬ ‫إلى‬ ‫أقربهم‬ ‫المأمون كان‬ ‫أن‬ ‫رأص!‬

‫دراسة‬ ‫لأنها تغنى عن‬ ‫والكرخى‬ ‫الشافعى‬ ‫إليه دراسة‬ ‫أن نضيف‬ ‫بينهم ‪ ،‬على‬ ‫بدراسته من‬

‫غيرهما ممن ذكروهم‪.‬‬

‫*!*‬

‫‪64‬‬
‫العباسى‬ ‫المأمون‬

‫المسصور ‪،‬‬ ‫المهدى بن أبى جعفر‬ ‫الرشيد بن محمد‬ ‫المأمون بن هارون‬ ‫الثه‬ ‫عبد‬ ‫هو‬

‫تسمى‬ ‫فارسية‬ ‫أمه أم ولد‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫م‬ ‫‪786‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪017‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬ولد‬ ‫العباس‬ ‫بنى‬ ‫سابعُ ملوك‬

‫وهثم‬ ‫أبيه‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫‪ ،‬وسمع‬ ‫فى نفاسها به ‪ ،‬وقد قرأ العلم فى صغره‬ ‫ماتت‬ ‫مراجل‬

‫وأيام‬ ‫والعربمِة‬ ‫الفقه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وبرع‬ ‫اليزيدى‬ ‫عن‬ ‫الأدب‬ ‫علوم‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫العؤَام وغيرهم‬ ‫وَعئاد بن‬

‫عهد‬ ‫قد‬ ‫الرشيد‬ ‫ابوه هارون‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫ومهر‬ ‫وعلومها‬ ‫عُنِىَ بالفلسفة‬ ‫ولما كبر‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬

‫بن‬ ‫جعفر‬ ‫بنت‬ ‫زبيدة‬ ‫ام الأمين‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫للمأمون‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫ثم‬ ‫لابنه الأمين‬ ‫بعده‬ ‫بالأمر من‬

‫بن‬ ‫بن محمد‬ ‫بن الربيع بن يونس‬ ‫له وزيره الفضنل‬ ‫زين‬ ‫أبيه‬ ‫بعد‬ ‫ولى‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫المنصور‬

‫أخاه‬ ‫ويخلع‬ ‫بعده لابنه موسى‬ ‫من‬ ‫أن يعهد‬ ‫بن عفان‬ ‫عثمان‬ ‫مولى‬ ‫بن كيسان‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫المقاومين للنفوذ‬ ‫العروبة يتزعم‬ ‫خالص‬ ‫لم يكن‬ ‫الربيع !ان‬ ‫بن‬ ‫الفضل‬ ‫المأمون ‪ ،.‬وكان‬

‫عليهم‬ ‫يغلب‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫العرب‬ ‫نفوذ‬ ‫تقوية‬ ‫على‬ ‫ويعمل‬ ‫‪،‬‬ ‫العباسية‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الفارسى‬

‫الأمين للفضل‬ ‫الث!يعة ‪ ،‬فلما سمع‬ ‫مذهب‬ ‫الفرس‬ ‫على‬ ‫السنة ‪ ،‬كما كان يغلب‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬

‫أمره‬ ‫أن تراجع‬ ‫يلبث‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫وفضلا‬ ‫وعلمَا‬ ‫حزمأ‬ ‫دونه‬ ‫الأمين‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫للمأمون‬ ‫الفرس‬ ‫انضم‬

‫هـ‪-‬‬ ‫‪891‬‬ ‫قتله سنة‬ ‫بعد‬ ‫الملك‬ ‫وتولى‬ ‫‪،‬‬ ‫له الغلبة عليه‬ ‫فتمت‬ ‫‪،‬‬ ‫أمام أخيه‬ ‫ضعفه‬ ‫وظهر‬

‫م‪.‬‬ ‫‪Arr‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫فيه إلى أن توفى سنة ‪218‬‬ ‫م ‪ ،‬وقد مكث‬ ‫‪813‬‬

‫بنى العباس حزمًا وعزمَا وحلمَا وعلمَا ورئا ودهاة وهيبة‬ ‫رجال‬ ‫المأمون أفضل‬ ‫وكان‬

‫يعرف‬ ‫الرشيد‬ ‫أبوه هارون‬ ‫للانتقام ‪ ،‬وكان‬ ‫‪ ،‬كارها‬ ‫للعفو‬ ‫‪ ،‬مجا‬ ‫وسماحة‬ ‫وسزددا‬ ‫وشجاعة‬

‫حزم‬ ‫المأمون ‪-‬‬ ‫يعنى‬ ‫الله ‪-‬‬ ‫عبد‬ ‫فى‬ ‫لأعرف‬ ‫‪ :‬ه (نى‬ ‫عنه أنه قال‬ ‫روى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفضل‬ ‫له هذا‬

‫نفسه‪-‬‬ ‫يعنى‬ ‫الرابع ‪-‬‬ ‫إلى‬ ‫أنسبه‬ ‫أن‬ ‫أشاء‬ ‫ولو‬ ‫الهادى‬ ‫وعزة‬ ‫‪،‬‬ ‫المهدى‬ ‫ونسك‬ ‫‪،‬‬ ‫المنصور‬

‫‪ ،‬مبذًر‬ ‫انه منقاد الى هواه‬ ‫لأعلم‬ ‫‪ ،‬دانى‬ ‫عليه‬ ‫‪-‬‬ ‫الأمين‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬ ‫محمدا‬ ‫قذمت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫لنسبته‬

‫بنى‬ ‫وميل‬ ‫‪-‬‬ ‫زبيدة‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬ ‫أم جعفر‬ ‫‪ ،‬ولولا‬ ‫رأيه الإماء والناء‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬يثماركه‬ ‫يده‬ ‫حوته‬ ‫لما‬

‫بِعَمرِه ‪-‬‬ ‫‪ ( :‬معاوية‬ ‫فيقول‬ ‫لنفسه‬ ‫ذلك‬ ‫المأمون يعرف‬ ‫" وكان‬ ‫الثه عليه‬ ‫عبد‬ ‫لقدمت‬ ‫هاشم‬

‫! ‪.‬‬ ‫بنفى‬ ‫وأنا‬ ‫‪-‬‬ ‫بن يوسف‬ ‫‪ -‬يعنى الحجاج‬ ‫‪ -‬وعبد الملك بحخاجه‬ ‫بن العاص‬ ‫يعنى عمرو‬

‫قبله‪،‬‬ ‫فيها سلفه‬ ‫سار‬ ‫التى‬ ‫العلمية‬ ‫النهضة‬ ‫اليه فى‬ ‫الملك‬ ‫اس‬ ‫المأمون حين‬ ‫سار‬ ‫وقد‬

‫فلاسفة وفمَهاء‬ ‫العلماء من‬ ‫بين المسلمين أعاظم‬ ‫‪ ،‬وظهر‬ ‫إلى ذروتها فى عهده‬ ‫وصلت‬ ‫حتى‬

‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫الدنيا‬ ‫أئمة‬ ‫فكانوا‬ ‫العلماء‬ ‫طوائف‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وغير‬ ‫وأدباء ومؤرخين‬ ‫ومح!ثين‬

‫العالم‪.‬‬ ‫فى‬ ‫دولة‬ ‫أعظم‬ ‫العظيمة‬ ‫العلية‬ ‫النهضة‬ ‫بهذه‬ ‫الدولة العباشة‬ ‫وكانت‬

‫‪065‬‬ ‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫( ‪ - 5‬المجددون‬


‫فى‬ ‫أمر جامع‬ ‫على‬ ‫المسلمين‬ ‫فى ملكه أراد بها أن يجمع‬ ‫وقد نزع المأمون نزعةً جديدة‬

‫اختلافهم‬ ‫بسبب‬ ‫قائمة بيهم‬ ‫الجفوة التى كانت‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ليقضى‬ ‫الدين والعلم والحكم‬

‫كل‬ ‫لاْن‬ ‫طائفة منها لعلمها‬ ‫كل‬ ‫تتعصب‬ ‫العلم إلى طوائف‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫متعادية‬ ‫فى الدين إلى فرق‬

‫فى‬ ‫اختلافهم‬ ‫بسبب‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫ما جهلوا‬ ‫أعداء‬ ‫‪ ،‬والناس‬ ‫الأخرى‬ ‫ما عند‬ ‫طائمْة منها تجهل‬

‫التقرب من‬ ‫الملوك يعملودخ عبى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وقد كان سلفه‬ ‫الحكم إلى عباسيين وعَلويين وغيرهم‬

‫السنة يتجافونهم‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العامة‬ ‫فى‬ ‫الغالب‬ ‫المذهب‬ ‫هو‬ ‫كان‬ ‫مذهبهم‬ ‫السُّنة ‪ ،‬لأن‬ ‫أهل‬

‫فيما‬ ‫قد مال إليهم طمغا‬ ‫كثير منهم‬ ‫‪ ،‬دمان كان‬ ‫الرعية بهواهم‬ ‫وحكمهم‬ ‫لاستبدادهم‬

‫العدل بقدر ما يمكن‪،‬‬ ‫ومعاونتهم على‬ ‫مقاطعتهم‬ ‫من‬ ‫الضررين‬ ‫‪ ،‬أو ارتكابا لأخف‬ ‫عندهم‬

‫بين الحاكم‬ ‫هذه الذبذبة الاجتماعية ‪ ،‬وأراد أن يجعلها علاقة خالصة‬ ‫المأمون عن‬ ‫فلم يرض‬

‫والرعية‪.‬‬

‫له‬ ‫الحقيقة أنه كان‬ ‫ولكن‬ ‫المعتزلة ‪،‬‬ ‫عقائد‬ ‫على‬ ‫المأمون كان‬ ‫أن‬ ‫بين الناس‬ ‫والمعروف‬

‫لأنه كان‬ ‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫المعتزلة‬ ‫اكثر ميلاَ إلى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫ينفرد به وحده‬ ‫والعلم‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫رأى‬

‫الزاهر للفلسفة‬ ‫العصر‬ ‫هو‬ ‫عصره‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بالفلسفة وعلومها‬ ‫خالصا‬ ‫إيمانا‬ ‫يؤمن‬

‫ما‪،‬‬ ‫حد‬ ‫تأثروا بها إلى‬ ‫أمر الفلسفة ‪،‬هـان كانوا قد‬ ‫فى‬ ‫كانوا يقتصدون‬ ‫والمعتزلة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬

‫المعتزلة فى‬ ‫المأمون يخالف‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫الاستفادة‬ ‫إلى‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفرق‬ ‫أقرب‬ ‫فكانوا‬

‫المامون‬ ‫المعتزلة ‪ ( :‬إن‬ ‫زعماء‬ ‫من‬ ‫أشرس‬ ‫بن‬ ‫ثمامة‬ ‫قال‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫عقائدهم‬ ‫أهم‬ ‫القدَر وهو‬

‫إلا‬ ‫المعتزلة‬ ‫يوافق‬ ‫المأمون لم‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬والظاهر‬ ‫بالقدر(‪)1‬‬ ‫القول‬ ‫ا لتركه‬ ‫أنه سُنى‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬ ‫عامى‬

‫الله تعالى‪.‬‬ ‫الرؤية عن‬ ‫القراَن ونفى‬ ‫بخلق‬ ‫القول‬ ‫فى‬

‫خير‬ ‫أن‬ ‫فرأى‬ ‫‪،‬‬ ‫رأيه‬ ‫متأثر فيها برأىِ غير‬ ‫غير‬ ‫الجديدة‬ ‫نزعته‬ ‫المأمون فى‬ ‫مصى‬ ‫وقد‬

‫فيما‬ ‫يخها البحث‬ ‫ليدور‬ ‫‪،‬‬ ‫مناظرة‬ ‫مجالس‬ ‫لهم‬ ‫يعقد‬ ‫الدينية أن‬ ‫بين الفرق‬ ‫للجمع"‬ ‫وسيلة‬

‫الخلاف بينهم‬ ‫‪،‬ويزول‬ ‫ودليل‬ ‫دعوى‬ ‫منهم ما عند الآخر من‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬ويعرف‬ ‫خلاف‬ ‫بينهم من‬

‫له‬ ‫‪ -‬أن يجمع‬ ‫التُنة‬ ‫قضاته ‪ -‬وكان من أهل‬ ‫قاضى‬ ‫بن كثم‬ ‫بالإقناع والاقتناع ‪ ،‬فأمر يحى‬

‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫رجلا‬ ‫أربعين‬ ‫أعلامهم‬ ‫له من‬ ‫فاختار‬ ‫‪،‬‬ ‫بغداد‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫العلم‬ ‫وأهل‬ ‫الفقهاء‬ ‫وجوه‬

‫والعلم ‪ ،‬فلما‬ ‫فنون الحديث‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وافاض‬ ‫مسائل‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وسأل‬ ‫المامون لهم‬ ‫جلس‬ ‫حضروا‬

‫مجلسنا‬ ‫ان يكون‬ ‫لأرجو‬ ‫انى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ " :‬يا أبا محمد‬ ‫كثم‬ ‫بن‬ ‫ليحى‬ ‫قال‬ ‫المجلس‬ ‫ذلك‬ ‫انفضن‬

‫وأصلح‬ ‫ما هو أرضى‬ ‫على‬ ‫هذه الطوائف‬ ‫لاجتماع‬ ‫سبئا‬ ‫إتمامه‬ ‫وتأييده على‬ ‫الله‬ ‫هذا بتوفيق‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫كرها‬ ‫فيرد بالعدل‬ ‫‪ ،‬داما معاند‬ ‫طوعا‬ ‫فينقاد‬ ‫فيتبين وشّبت‬ ‫‪ ،‬إما شاكٌ‬ ‫للدين‬

‫لم تكن‬ ‫نبيلة ‪ ،‬ولكنها‬ ‫إصلاحية‬ ‫المأمون ‪ ،‬وغاية‬ ‫من‬ ‫محمودة‬ ‫نزعة‬ ‫أن هذه‬ ‫ولا شك‬

‫‪.‬‬ ‫‪04‬‬ ‫(‪ )1‬كتاب بغداد لابن طيفور ‪ -‬ص‬

‫‪66‬‬
‫‪ ،‬لأن‬ ‫الفرق‬ ‫نشأ بين تلك‬ ‫الذى‬ ‫الخلاف‬ ‫ذلك‬ ‫المسلمين فى‬ ‫كلمة‬ ‫لجمع‬ ‫ة ا‪.‬ناجحة‬ ‫‪2‬‬ ‫الوش‬

‫فيه! لمن‬ ‫الظفر‬ ‫كثيرا ما يكون‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫دائما‬ ‫الحق‬ ‫فيها لصاحب‬ ‫الظفر‬ ‫لا يكون‬ ‫‪ ،5‬ا! اظرة‬ ‫ا‬ ‫مرا‬

‫بين‬ ‫طبيعى‬ ‫أمر‬ ‫الخلاف‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫معه‬ ‫‪-‬‬ ‫الحق‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫وإن‬ ‫كلاما‬ ‫أفصح‬ ‫يكون‬

‫فى‬ ‫سببا‬ ‫إذا صار‬ ‫انحرافه‬ ‫تقويم‬ ‫يمكن‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الوسائل‬ ‫من‬ ‫(زالته بوسيلة‬ ‫‪ ،‬فلا يمكن‬ ‫الناس‬

‫‪ ،‬ويستحل‬ ‫بعض‬ ‫حربَا على‬ ‫بعضها‬ ‫‪ ،‬فيصير‬ ‫‪ ،‬وأثار بينها العداوة والبغضاء‬ ‫الفرقة بين الأمة‬

‫المحق‪.‬‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬والضعيف‬ ‫المبطل‬ ‫هو‬ ‫القوى‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فيها دم الضعيف‬ ‫القوى‬

‫من‬ ‫الطغيان‬ ‫أهل‬ ‫بنى أمية ‪ ،‬ويتقرب‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫المعتزلة يُضطهَدون‬ ‫القدرية من‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫القسرى‬ ‫خالد‬ ‫قتل‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫القرآن‬ ‫أو خلق‬ ‫بالقدر‬ ‫القول‬ ‫يُظهر‬ ‫من‬ ‫العامة بقتل‬ ‫إلى‬ ‫حكامها‬

‫‪،‬‬ ‫القرآق‬ ‫بخلق‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫الجعد‬ ‫وكان‬ ‫‪,‬‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أيام هشام‬ ‫فى‬ ‫درهم‬ ‫بن‬ ‫الجعد‬

‫تقبَّل‬ ‫‪ :‬انصرفوا وضخُوا‬ ‫وقال للناس فى اَخر خطبته‬ ‫فى يوم أضحى‬ ‫حبسه‬ ‫فأخذه خالد من‬

‫بهذا إلى‬ ‫ليتقرب‬ ‫فذبحه‬ ‫نزل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫درهم‬ ‫بن‬ ‫اليوم بالجعد‬ ‫أضحى‬ ‫أريد أن‬ ‫‪ ،‬فإنى‬ ‫منكم‬ ‫اللّه‬

‫الرعية‪،‬‬ ‫الظلم الذى أرهق‬ ‫عن‬ ‫الدولة ‪،‬ويشغلهم‬ ‫الفساد الذى شمل‬ ‫‪ ،‬ويلهيهم به عن‬ ‫العامة‬

‫من‬ ‫شىء‬ ‫هذا فى‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫صاعين‬ ‫السنة الصاع‬ ‫كالوا ‪،‬هل‬ ‫المعتزلة بعد ذلك‬ ‫فلما ظهر‬

‫ن‬ ‫ا‬ ‫يبيح‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫او العلم‬ ‫أو السياسة‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫الخلات‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫لأنه لا يقر مثل‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬

‫‪،‬‬ ‫مأجور‬ ‫الخلاف‬ ‫فى‬ ‫المصيب‬ ‫أن‬ ‫لأنه يرى‬ ‫؟‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫للعداوة‬ ‫سبئا‬ ‫الخلاف‬ ‫هذا‬ ‫يكون‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫دنياهم‬ ‫فى‬ ‫إخوانأ‬ ‫الواحد‬ ‫أو الوطن‬ ‫الواحد‬ ‫أبناء الدين‬ ‫‪ ،‬ليعيش‬ ‫فيه معذور‬ ‫والمخطىء‬

‫أحوالهم‪.‬‬ ‫تفسد‬ ‫بينهم عداوة‬ ‫تقوم‬

‫الفرق اصلا‬ ‫بين تلك‬ ‫لإزالة الخلاف‬ ‫راَها‬ ‫فى الوسيلة التى‬ ‫أن المأمون قد وضع‬ ‫على‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫كثير! ما يرى‬ ‫المختلفين‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫يراه معانداَ بالكره‬ ‫من‬ ‫رد‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫خطيراَ‬

‫أو تعذيب‬ ‫من سجن‬ ‫بوسائل الكره‬ ‫رأيه‬ ‫على‬ ‫لنفسه حمله‬ ‫معاند ‪ ،‬فيستحل‬ ‫الآخر‬

‫المقصود منه‪،‬‬ ‫إلى عكس‬ ‫هذا يزيد الخلاف حذَة ‪ ،‬ويؤدى‬ ‫‪ ،‬ومثل‬ ‫الوسائل‬ ‫من‬ ‫أو نحوهما‬

‫القول بخلق‬ ‫الكره على‬ ‫السنة بوسائل‬ ‫أهل‬ ‫أن يحمل‬ ‫المأمون لنفسه بهذا الأصل‬ ‫ؤقد استحل‬

‫عهد‬ ‫وفى‬ ‫عهده‬ ‫هئم الدولة فى‬ ‫كبر‬ ‫حدةً بين المسلمين ‪ ،‬وجعل‬ ‫القرآن ‪ ،‬فزاد الخلات‬

‫"‬ ‫الشؤون‬ ‫كثير من‬ ‫به عن‬ ‫هذا الرأى ‪ ،‬فانصرفت‬ ‫الناس على‬ ‫بعده حمل‬ ‫المعتصم والواثق من‬

‫ولا تنفع‪.‬‬ ‫فتنة تضر‬ ‫به فى‬ ‫زمنا لا يستهان‬ ‫النافعة ‪ ،‬وضيعت‬

‫اراد بها‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫الحكم‬ ‫مسألة‬ ‫فى‬ ‫جديدة‬ ‫نزعة‬ ‫إلى‬ ‫المأمون أيضأ‬ ‫توجه‬ ‫وقد‬

‫قام من‬ ‫الذى‬ ‫السياسى‬ ‫الخلاف‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ما بينهم‬ ‫ليزول‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫بين كلمتهم‬ ‫يجمع‬ ‫أن‬ ‫أيضا‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫والبغضاء‬ ‫العداوة‬ ‫بينهم‬ ‫ونشر‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫على‬ ‫كلمتهم‬ ‫‪ ،‬وفرق‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫عهد‬

‫‪67‬‬
‫القصة‬ ‫هذه‬ ‫هذا من‬ ‫‪ ،‬ولا أدذَ على‬ ‫أيضا‬ ‫النكسة ب!خلاص‬ ‫هذه‬ ‫إصلاح‬ ‫نظر المأمون فى‬

‫التى نسوقها‪:‬‬

‫بن صالح‬ ‫عليه على‬ ‫يوئا للمناظرة فدخل‬ ‫جلس‬ ‫المأمون‬ ‫بن أكثم أن‬ ‫يحى‬ ‫روى‬

‫‪،‬‬ ‫مشمرة‬ ‫غلا!‬ ‫بيض‬ ‫ثياب‬ ‫عليه‬ ‫بالباب‬ ‫واقف‬ ‫‪ :‬رجل‬ ‫‪ :‬يا أمير المؤمنين‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫الحاجب‬

‫قد‬ ‫ثياب‬ ‫عليه‬ ‫رجل‬ ‫عليه‬ ‫فدخل‬ ‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫‪ :‬ائذن‬ ‫المأمون‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫للمناظرة‬ ‫الدخول‬ ‫ويطلب‬

‫الله‪،‬‬ ‫ورحمة‬ ‫عليكبم‬ ‫‪ :‬السلام‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫البساط‬ ‫طرف‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فوقف‬ ‫يده‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ونعله‬ ‫شمرها‬

‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫فدنا‬ ‫‪،‬‬ ‫ادنُ‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫؟‬ ‫منك‬ ‫الدنو‬ ‫فى‬ ‫أتأذن‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫السلام‬ ‫وعليك‬ ‫‪:‬‬ ‫المأمون‬ ‫فقال‬

‫دئه فيه‬ ‫أن‬ ‫بما تعلم‬ ‫تكلم‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫كلامك‬ ‫فى‬ ‫أتأذن‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫فجلس‬ ‫‪،‬‬ ‫اجلس‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬

‫عليك‬ ‫الملمين‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬أباتجماع‬ ‫جلسته‬ ‫قد‬ ‫انت‬ ‫الذى‬ ‫المجلس‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫‪ :‬أخبرنى‬ ‫‪ ،‬قال‬ ‫رضا‬

‫ولا‬ ‫منهم‬ ‫باجتماع‬ ‫‪ :‬لم أجلسه‬ ‫‪ . .‬قال‬ ‫؟‬ ‫بسلطانك‬ ‫بالقوة عليهم‬ ‫أم بالمغالبة لهم‬ ‫منك‬ ‫ورضا‬

‫لهاما‬ ‫رضا‬ ‫‪ :‬إما على‬ ‫المسلمون‬ ‫حمده‬ ‫قبلى‬ ‫سلطان‬ ‫أمر المسلمين‬ ‫يتولى‬ ‫كان‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫بمغالبة‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫من‬ ‫ولاية هذا الأمر بعده فى أعناق من حضره‬ ‫معى‬ ‫كره ‪ ،‬فعقد لى ولآخر‬ ‫على‬

‫‪ ،‬فأعطوا ذلك‪:‬‬ ‫معى‬ ‫العهد لى ولآخر‬ ‫الحجاج‬ ‫الحرام من‬ ‫الله‬ ‫بيت‬ ‫حضر‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫فأخذ‬

‫عليها‪،‬‬ ‫التى مضى‬ ‫هذا البيل‬ ‫على‬ ‫له محى‬ ‫الذى عقد‬ ‫‪ ،‬فمضى‬ ‫اما طائعين واما كارهين‬

‫ومغاربها على‬ ‫الأرض‬ ‫أنى أحتاج الى اجتماع كلمة المسلمين فى ثارق‬ ‫إلى علمت‬ ‫فلما صار‬

‫الإسلام ‪ ،‬وانتقصت‬ ‫حبل‬ ‫المسلمين اضطرب‬ ‫عن‬ ‫أنى متى تخيت‬ ‫فرأيت‬ ‫‪ ،‬ثم نظرت‬ ‫الرضا‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫وتعالى‬ ‫الله سبحانه‬ ‫أحكام‬ ‫التنازع ‪ ،‬فتعطلت‬ ‫‪ ،‬ووقع‬ ‫والفتة‬ ‫الهرج‬ ‫‪ ،‬وغلب‬ ‫أطرافه‬

‫ويسوسهم‪،‬‬ ‫يجمعهم‬ ‫له سلطان‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫سبيله‬ ‫فى‬ ‫يجاهد‬ ‫بيته ‪ ،‬ولم‬ ‫أحد‬ ‫يحبئ‬

‫للمسلمين‪،‬‬ ‫بهذا الأمر حياطة‬ ‫‪ ،‬فقمت‬ ‫ظالم‬ ‫لمظلوم من‬ ‫‪ ،‬ولم يؤخذ‬ ‫السبل‬ ‫وانقطعت‬

‫على‬ ‫المسلمون‬ ‫يجتمع‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫أيديهم‬ ‫‪ ،‬واَخذا على‬ ‫لشلهم‬ ‫‪ ،‬وضابطا‬ ‫لعدوهم‬ ‫ومجاهذا‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫من‬ ‫كرجل‬ ‫الأمر إليه ‪ ،‬وكون‬ ‫به ‪ ،‬فأسلم‬ ‫الرضا‬ ‫على‬ ‫عليه‬ ‫كلمتهم‬ ‫تتفق‬ ‫رجل‬

‫به‬ ‫ورضوا‬ ‫رجل‬ ‫على‬ ‫اجتمعوا‬ ‫المسلمين ‪ ،‬فمتى‬ ‫الى جماعة‬ ‫رسولى‬ ‫أيها الرجل‬ ‫وأنت‬

‫المامون على‬ ‫‪ ،‬فأمر‬ ‫الثه ‪ ،‬وقام‬ ‫ورحمة‬ ‫عليكم‬ ‫‪ :‬السلام‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫إليه من‬ ‫خرجت‬

‫يا‬ ‫‪ :‬وجهت‬ ‫وقال‬ ‫ثم رجع‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ففعل‬ ‫مقصده‬ ‫يعرف‬ ‫طلبه من‬ ‫بأن ينفذ فى‬ ‫ابن صالح‬

‫‪:‬‬ ‫‪ . .‬فقال‬ ‫‪3‬‬ ‫الرجل‬ ‫‪ :‬لقيت‬ ‫فقالوا له‬ ‫رجلا‬ ‫عشر‬ ‫فيه خمسة‬ ‫مسجد‬ ‫أمير المؤمنين إلى‬

‫المسلمين‬ ‫أمر‬ ‫فى‬ ‫أَنه ناظر‬ ‫ذكر‬ ‫‪،‬‬ ‫خيرا‬ ‫إلا‬ ‫قال‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫لك‬ ‫قال‬ ‫فما‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫‪.‬‬ ‫نعم‬

‫الظالم‪،‬‬ ‫من‬ ‫للمظَلوم‬ ‫الله ‪ ،‬ويأخذ‬ ‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫والجهاد‬ ‫بالحج‬ ‫‪ ،‬ويقوم‬ ‫سبلهم‬ ‫أن تأمن‬ ‫الى‬

‫‪ ،‬قالوا‪:.‬‬ ‫إليه منه‬ ‫الأمر إليه ‪ ،‬وخرج‬ ‫سلم‬ ‫برجل‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬ف!ذا رضى‬ ‫الأحكام‬ ‫ولا يعطل‬

‫‪.‬‬ ‫وافترقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بأسا‬ ‫بهذا‬ ‫نرى‬ ‫ما‬

‫هذه‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولكنه لم يقتصر‬ ‫حكمه‬ ‫الصالحة فى‬ ‫النية‬ ‫المأمون هذه‬ ‫وقد كان يكفى‬

‫بيته‬ ‫من غير أهل‬ ‫رجلا‬ ‫فى تنفيذها ‪ ،‬واراد أن يختار هو للمسلمين‬ ‫الصالحة ‪ ،‬بل مضى‬ ‫النية‬

‫‪68‬‬
‫إلى هذا‬ ‫عليه ويلى الأمر بعده ‪ ،‬وقد كان المسلمون منقسمين‬ ‫تجتمع كلمتهم‬ ‫العباسن‬ ‫من‬

‫‪ ،‬من‬ ‫قرشيا‬ ‫أن يكون‬ ‫أنه يجب‬ ‫السنة كانوا يرون‬ ‫‪ ،‬فأهل‬ ‫الولاية عليهم‬ ‫له حق‬ ‫فيمن‬ ‫العهد‬

‫أنه لا‬ ‫والمعتزلة يرون‬ ‫‪ ،‬والخوارج‬ ‫علويا‬ ‫أن يكون‬ ‫أنه يجب‬ ‫يرون‬ ‫‪ ،‬والشيعة‬ ‫كان‬ ‫قريثى‬ ‫أى‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫لجميع‬ ‫ثابت‬ ‫الحق‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫علويا‬ ‫ولا‬ ‫قرشيا‬ ‫أن يكون‬ ‫يجب‬

‫بمدينة‬ ‫أوليائه ‪ ،‬وكان‬ ‫المأمون خواصَّ‬ ‫جمع‬ ‫م ‪-‬‬ ‫‪816‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سنة‬ ‫فلما كانت‬

‫افضل‬ ‫وقته أحد‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فلم يجد‬ ‫ك!‬ ‫ولد العباس وولد على‬ ‫أنه نظر فى‬ ‫مَرو ‪ ،‬فأخبرهم‬

‫على‬ ‫اسمه‬ ‫‪ ،‬فبايع له بولاية العهد وضرب‬ ‫الرضا‬ ‫موسى‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫بالأمر من‬ ‫ولا أحق‬

‫اللباس‬ ‫من‬ ‫رالة السواد‬ ‫?‬ ‫ب‬ ‫وأمر‬ ‫‪،‬‬ ‫أم الفضل‬ ‫بابنته‬ ‫ابنه محمدَا‬ ‫وزوج‬ ‫‪،‬‬ ‫الدنانير والدراهم‬

‫العلويين‪.‬‬ ‫شعار‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫بدله الخضرة‬ ‫‪ ،‬ووضع‬ ‫العباسيين‬ ‫شعار‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫والأعلام‬

‫العلم‬ ‫من‬ ‫عظيم‬ ‫جانب‬ ‫على‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪767‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪015‬‬ ‫الرضا سنة‬ ‫وقد ولد على‬

‫التى تجمعن‬ ‫والخصال‬ ‫بن موسى‬ ‫على‬ ‫مدح‬ ‫‪ :‬علام تركت‬ ‫قيل لأبى نواس‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والورع‬

‫إلا (عظامأ‬ ‫ذلك‬ ‫لأبيه ‪ ،‬والله ما تركت‬ ‫خادمأ‬ ‫جبريل‬ ‫إمام كان‬ ‫مدح‬ ‫‪ :‬لا يستطيع‬ ‫فيه ؟ فقال‬

‫مثله‪:‬‬ ‫فى‬ ‫أن يقول‬ ‫مثلى‬ ‫قدر‬ ‫له ‪ ،‬وليس‬

‫البيهِ‬ ‫الكلام‬ ‫فى فنون من‬ ‫الناس طرا‬ ‫أحسنُ‬ ‫قيلَ لى أنت‬

‫فى يدى مجتنيه‬ ‫الذُر‬ ‫يثمر‬ ‫لك جيًد القريض مديح‬

‫تجمعن فيه؟‬ ‫التى‬ ‫والخصال‬ ‫فعلام تركتَ مدح ابن موسى‬

‫خادم‪ t‬لأبيه‬ ‫كان جبريل‬ ‫إمام‬ ‫مدح‬ ‫قلتُ ‪ :‬لا أستطيع‬

‫علويا‬ ‫لكونه‬ ‫يكون‬ ‫ان‬ ‫قبل‬ ‫‪،‬‬ ‫الخصال‬ ‫هذه‬ ‫لما امتاز به من‬ ‫المأمون له كان‬ ‫فاختيار‬

‫كما يزعم‬ ‫اعتقاد شيعى‬ ‫اخياره له عن‬ ‫كما تعتقد الشيعة ‪ ،‬فلم يكن‬ ‫أو لكونه إماما معصوم!‬

‫بين المسلمين‪،‬‬ ‫الأمر شورى‬ ‫اختاره ليجعل‬ ‫دانما‬ ‫المؤرخين ‪،‬‬ ‫من‬ ‫الأمور بظاهرها‬ ‫ياخذ‬ ‫من‬

‫له‪:‬‬ ‫المأمون قالت‬ ‫ا! بيت‬ ‫أن بعض‬ ‫الصولى‬ ‫‪ ،‬وقد روى‬ ‫ولا يستأثر به العباسيون وحدهم‬

‫والأمر فيهم‪،‬‬ ‫برهم‬ ‫على‬ ‫منك‬ ‫اقدرُ‬ ‫والأمر فيك‬ ‫بن أبى طالب‬ ‫بر أولاد على‬ ‫على‬ ‫إنك‬

‫‪ ،‬ثم عمر‪،‬‬ ‫شيئا‬ ‫هاشم‬ ‫بنى‬ ‫من‬ ‫احدأ‬ ‫لم يول‬ ‫ولى‬ ‫لما‬ ‫لأن أبا بكر‬ ‫ما فعلت‬ ‫‪ :‬إنما فعلت‬ ‫فقال‬

‫اليمن‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫وعبيدَ‬ ‫‪،‬‬ ‫البصرة‬ ‫عباس‬ ‫بن‬ ‫اللّه‬ ‫عبدَ‬ ‫فولى‬ ‫على‬ ‫ولى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫كذلك‬ ‫عثمان‬ ‫ثم‬

‫أعناقنا‬ ‫فى‬ ‫هذه‬ ‫فكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫شيئا‬ ‫ولاه‬ ‫حتى‬ ‫منهم‬ ‫حدأ‬ ‫‪l‬‬ ‫‪ ،‬وما ترك‬ ‫البحرين‬ ‫‪ ،‬وقثم‬ ‫ومعبداَ مكة‬

‫لا عقيدة‬ ‫المكافأة ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫فعله‬ ‫باعثه على‬ ‫من‬ ‫أيضا‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بما فعلت‬ ‫ولده‬ ‫فى‬ ‫كافأته‬ ‫حتى‬

‫لعلى الرضا حفا فيه كما تعتقد الشيعة‪.‬‬ ‫ترى‬ ‫شيية‬

‫أنه كان‬ ‫عنه‬ ‫نقل‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫المرجئة كثر‬ ‫يميل إلى‬ ‫المأمون كان‬ ‫أن‬ ‫والحقيقة‬

‫الصحابة‪،‬‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫على‬ ‫على‬ ‫تفضيل‬ ‫رأيه فى‬ ‫هذا‬ ‫الملوك (‪ )1‬ولا ينافى‬ ‫دين‬ ‫‪ :‬الإرجاء‬ ‫يقول‬

‫‪- 45‬‬ ‫‪9‬طويل فى كتاب بغداد لابن طيفور ‪ -‬ص‬ ‫كلام‬ ‫بن كثم من‬ ‫وقد قال فى ذلك ليحى‬

‫‪. 51‬‬ ‫لابن طيفور ‪ -‬ص‬ ‫بغداد‬ ‫(‪ )1‬كتاب‬

‫‪96‬‬
‫أنه لا يجوز‬ ‫وظنوا‬ ‫‪،‬‬ ‫!ت‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫تفضيل‬ ‫فى‬ ‫علينا ما نقوله‬ ‫ة فطائفةٌ عابوا‬

‫‪ ،‬فكيف‬ ‫الحجاج‬ ‫أنتقص‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬والله ما أستحلُّ‬ ‫السلف‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫إلا بانتقاص‬ ‫على‬ ‫تفضيل‬

‫قيمته‬ ‫لعل‬ ‫الذى‬ ‫أو بالشىء‬ ‫أو بالخشبة‬ ‫العَود‬ ‫من‬ ‫ليأتين بالقطعة‬ ‫الرجل‬ ‫‪ ،‬و(ن‬ ‫الطيب‬ ‫السلف‬

‫يده عليه‪،‬‬ ‫وضع‬ ‫‪ ،‬أو قد‬ ‫عل!هجم‬ ‫للنبى‬ ‫كان‬ ‫هذا‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫‪ ،‬فيقول‬ ‫أو نحوه‬ ‫إلا درهما‬ ‫لا تكون‬

‫بالنظر‬ ‫وأتبرك‬ ‫وعينى‬ ‫وجهى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ثم أضعه‬ ‫وأكثر‬ ‫دينار وأقل‬ ‫بألف‬ ‫فيه ‪ ،‬فأشتريه‬ ‫أو شرب‬

‫ماله ودمه دونه‪،‬‬ ‫وبذل‬ ‫قد صحبه‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وحرمة‬ ‫أصحابه‬ ‫حق‬ ‫لا أرعى‬ ‫إليه وبمسه ‪ ،‬فكيف‬

‫فى‬ ‫هذا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ولو‬ ‫والله‬ ‫‪. .‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫سبحان‬ ‫يا‬ ‫‪،‬‬ ‫العسرة‬ ‫وأوقات‬ ‫الشدة‬ ‫أيام‬ ‫معه‬ ‫وصبر‬

‫الصحابة‬ ‫فى‬ ‫الشيعة‬ ‫جمهور‬ ‫لا يعتقده‬ ‫هذا‬ ‫! ومثل‬ ‫جميلا‬ ‫الأخلاق‬ ‫فى‬ ‫لكان‬ ‫معروفا‬ ‫الدين‬

‫‪ ،‬فالمأمون بهذا‬ ‫عليأ‬ ‫وتاخيرهم‬ ‫وعثمان‬ ‫وعمر‬ ‫أبا بكر‬ ‫تقديمهم‬ ‫فيه ‪ ،‬بسبب‬ ‫اعتقادهم‬ ‫لسوء‬

‫على‪.‬‬ ‫تفضيل‬ ‫الثسيعة فى‬ ‫يوافق‬ ‫‪ ،‬لىان كان‬ ‫الشيعة‬ ‫السنة من‬ ‫المرجئة وأهل‬ ‫إلى‬ ‫أقرب‬

‫‪ ،‬فثار عامتهم‬ ‫الرضا‬ ‫بيعة علىّ‬ ‫من‬ ‫المأمون‬ ‫ما فعله‬ ‫بلغهم‬ ‫حينما‬ ‫بغداد‬ ‫ثار أهل‬ ‫وقد‬

‫مما سبق‪،‬‬ ‫باعثه عليه‬ ‫يفهموا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫للتشيع‬ ‫إيثارَا‬ ‫رأوا فيما فعله‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫السنة‬ ‫اهل‬ ‫من‬ ‫لأنهم‬

‫خلع‬ ‫‪ ،‬فاجتمعوا على‬ ‫على‬ ‫العباص إلى بيت‬ ‫من بيت‬ ‫وثار العباسيون لأنهم رأوا الأمر يخرج‬

‫طراز‬ ‫من‬ ‫إبراهيم‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫التُنى‬ ‫الخليفة‬ ‫ولقبوه‬ ‫‪،‬‬ ‫المهدى‬ ‫بن‬ ‫إبراهيم‬ ‫وتولية‬ ‫المأمون‬

‫ب!يثاره ‪،‬‬ ‫الذى قضى‬ ‫المذهبى هو‬ ‫التعصب‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الرضا فى العلم والفضل‬ ‫المأمون وعلى‬

‫‪:‬‬ ‫بغداد‬ ‫بايعه أهل‬ ‫حين‬ ‫الخزاعى‬ ‫فيه دعبل‬ ‫قال‬ ‫الغناء ‪ ،‬ولهذا‬ ‫إجادة‬ ‫أمره كان‬ ‫أن أظهر‬ ‫مع‬

‫مائق(‪)1‬‬ ‫أطلس‬ ‫كل‬ ‫إليبما‬ ‫فهفا‬ ‫وأهله‬ ‫بالعراق‬ ‫نعر ابن شكلة‬

‫من بعده لمخارق(‪)2‬‬ ‫فلتصلحن‬ ‫بها‬ ‫إن كان (براهيم مضطلغا‬

‫بغداد لا يمكنه أن يدنو‬ ‫بعيدا عن‬ ‫‪ ،‬ومكث‬ ‫شديد‬ ‫فى حرج‬ ‫وقد وقع المأمون من ذلك‬

‫أنهم‬ ‫يُعلمهم‬ ‫بغداد‬ ‫إلى أهل‬ ‫م ‪ ،‬فكتب‬ ‫‪818‬‬ ‫الرضا سنة ‪ 2 30‬هـ‪-‬‬ ‫على‬ ‫منها إلى أن مات‬

‫إليهم بجيثمه‬ ‫‪ ،‬فسار‬ ‫جواب‬ ‫أغلظ‬ ‫جوابه‬ ‫‪ ،‬فرذوا‬ ‫مات‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ما نقمبرا عليه الا ببيعته لعلى‬

‫عفا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫المهدى‬ ‫بن‬ ‫إبراهيم‬ ‫اليه ‪ ،‬واختفى‬ ‫الناس‬ ‫تسلل‬ ‫بغداد‬ ‫من‬ ‫قرب‬ ‫مَرو ‪ ،‬فلما‬ ‫من‬

‫عنه‪.‬‬

‫حكم‬ ‫فى‬ ‫الأمر‬ ‫وترك‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫السياسى‬ ‫الإصلاح‬ ‫هذا‬ ‫المأمون فيما أراده من‬ ‫فأخفق‬

‫طريق‬ ‫هناك‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بعد ذلك‬ ‫إصلاحه‬ ‫‪ ،‬ولم يحاول‬ ‫الفاسد‬ ‫طريقه‬ ‫فى‬ ‫المسلمين يجرى‬

‫ان يبقى الحكم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫منه إلى النجاح‬ ‫‪ ،‬وأقرب‬ ‫الحكم‬ ‫هذا الطريق فى إصلاح‬ ‫من‬ ‫أسهل‬

‫رأيهم فيهم ‪ ،‬ثم يجعله حكفا‬ ‫مع سوء‬ ‫غيرهم‬ ‫فى العباسيين الذين كان العامة يؤثرونهم على‬

‫‪.‬‬ ‫سوداء‬ ‫جارية‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫نسبه الى أمه شكلة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ :‬مُغَن معروف‬ ‫) مخارق‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬


‫الجل والعقد لى‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬بل يقوم بجانبه مجلس‬ ‫وحده‬ ‫لا ينفرد فيه الملك بالحكم‬ ‫شوريأ‬

‫‪ ،‬وهذا‬ ‫مصلحتها‬ ‫الملك فوق‬ ‫مصلحة‬ ‫‪ ،‬ولا يجعلوا‬ ‫مصالحها‬ ‫رعاية‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لينوبوا عنها‬ ‫الا!مة‬

‫او غيرهما‪.‬‬ ‫الملك عباسيًا أو علويأ‬ ‫أن يكون‬ ‫بعده‬ ‫‪ ،‬ولا يهم‬ ‫الحقيقى‬ ‫الإصلاح‬ ‫هو‬

‫ما كان يتمتع به المأمون‬ ‫على‬ ‫السابق يدل‬ ‫الشكل‬ ‫بذلك‬ ‫الإصلاح‬ ‫التفكير فى‬ ‫ولكن‬

‫لجعله هو‬ ‫يكفى‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وهذا فى رأ!‬ ‫رجال‬ ‫غيره من‬ ‫فى‬ ‫عقلية ممتارة لا توجد‬ ‫من‬

‫الى ظروف‬ ‫يرجع‬ ‫ف!ن ذلك‬ ‫إصلاح‬ ‫من‬ ‫فيما قصده‬ ‫المجدد الوحيد فيه ‪! ،‬اذا كان قد أخفق‬

‫قد‬ ‫كانوا‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫خير‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫لأنه قصد‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫مما يرجع‬ ‫اكثر‬ ‫عصره‬

‫أغراضه‬ ‫تناوئه وتعاديه ‪ ،‬وتشوه‬ ‫‪ ،‬فاخذت‬ ‫الإصلاح‬ ‫عن‬ ‫أعماها التعصب‬ ‫انقسموا إلى فرق‬

‫العلماء الجامدين‪،‬‬ ‫العامة من‬ ‫عليه العامة وأشباه‬ ‫وتؤلب‬ ‫‪،‬‬ ‫والتجديد‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬

‫‪.-‬‬ ‫الدين‬ ‫المتنطعة فى‬ ‫والطوائف‬

‫إلر‪ ،‬التجديد‪،‬‬ ‫نزعته‬ ‫المأمون فى‬ ‫مناصرة‬ ‫إلى‬ ‫غيرها‬ ‫من‬ ‫أقرب‬ ‫المعتزلة‬ ‫طائفة‬ ‫وكانت‬

‫لا‬ ‫محدودة‬ ‫ثقافة‬ ‫ذات‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫نقمة‬ ‫الطواثف‬ ‫أشد‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫طائفة‬ ‫وكانت‬

‫بعين‬ ‫‪ ،‬وينظر‬ ‫الثقافات‬ ‫من‬ ‫بغيرها‬ ‫يضيق‬ ‫الثقافة‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وصاحب‬ ‫الفقه والحديث‬ ‫علم‬ ‫تتعدى‬

‫بنقل‬ ‫رأته يهتم‬ ‫المأمون حين‬ ‫النقمة على‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫حملها‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ثقافة أجنبية‬ ‫كل‬ ‫إلى‬ ‫البغض‬

‫دينهم‬ ‫لينتفعوا بها فى‬ ‫دراستها‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫ويحبب‬ ‫‪،‬‬ ‫اللغة العربية‬ ‫إلى‬ ‫الأجنبية‬ ‫الثقافات‬

‫بايع لعلى‬ ‫بغداد حين‬ ‫ما كان من إثارتها عليه أهل‬ ‫فى ذلك‬ ‫الأعمى‬ ‫تعصبها‬ ‫ودنياهم ‪ ،‬ومن‬

‫مما لا تحمد‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫لأنه من‬ ‫المهدى‬ ‫بن‬ ‫إبراهيم‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬ففضلت‬ ‫فيما سبق‬ ‫الرضا‬

‫له دون‬ ‫يصلح‬ ‫بحيث‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫لمثل هذا‬ ‫صالحا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫إبراهيم‬ ‫؟ لأن‬ ‫الطائفة‬ ‫هذه‬ ‫عليه‬

‫مسألة‬ ‫فى‬ ‫عليها جام غضبه‬ ‫‪ ،‬فصت‬ ‫المأمون أخيرأ بهذه الطائفة‬ ‫‪ ،‬وقد ضاق‬ ‫الرضا‬ ‫على‬

‫خصامها‬ ‫فى‬ ‫وتغالى‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫خاصمها‬ ‫الذى‬ ‫الميدان‬ ‫اختيار‬ ‫يحسن‬ ‫لم‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫القرآن‬ ‫خلق‬

‫المعتزلة‬ ‫تهم‬ ‫التى كانت‬ ‫المسألة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫يغالى‬ ‫له أن‬ ‫كان‬ ‫المعتزلة ‪ ،‬وما‬ ‫من‬ ‫بتأثير خصومها‬

‫الى الفلاسفة من‬ ‫أن مذهبه كان أقرب‬ ‫‪ ،‬وقد سبق‬ ‫فى نطاق مذهبهم‬ ‫‪ ،‬لأنها تدخل‬ ‫وحدهم‬

‫وغيرهم‪.‬‬ ‫المعتزلة‬

‫الخلافات‬ ‫من‬ ‫فىْ دولته‬ ‫‪ ،‬ب!زالة ما كان‬ ‫الاجتماعية‬ ‫النكسة‬ ‫المأمون إصلاح‬ ‫فات‬ ‫وقد‬

‫يحاول‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقراء‬ ‫وطبقة‬ ‫الأغنياء‬ ‫طبقة‬ ‫بين‬ ‫الكبير‬ ‫الفارق‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الجنسية‬

‫النهضة‬ ‫تلك‬ ‫شيئا ‪ ،‬إلا ما كان من‬ ‫أن يفعل‬ ‫دون‬ ‫عهده‬ ‫‪ ،‬وبهذا مضى‬ ‫أيضا‬ ‫ذلك‬ ‫اصلاح‬

‫العلمية‪.‬‬

‫**‬ ‫*‬

‫‪71‬‬
‫الإمام الشافعى‬

‫م ‪ ،‬وهى‬ ‫‪767‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪015‬‬ ‫‪ ،‬ولد سنة‬ ‫الشافعى‬ ‫بن إدريس‬ ‫محمد‬ ‫الله‬ ‫هو أبو عبد‬

‫الفقهاء‬ ‫بها من‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫بمكة على‬ ‫العلم‬ ‫طلب‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فيها الإمام أبو حنيفة‬ ‫السنة التى توفى‬

‫له‬ ‫أذن‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الطلب‬ ‫سن‬ ‫فى‬ ‫لا يزال‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقه‬ ‫فى‬ ‫عظيما‬ ‫شأنا‬ ‫فبلغ‬ ‫‪،‬‬ ‫والمحدثين‬

‫مكة‬ ‫من‬ ‫الفقه ‪ ،‬فرحل‬ ‫من‬ ‫بما حصله‬ ‫لم يقنع‬ ‫‪ .‬ولكنه‬ ‫الزنجى‬ ‫خالد‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫شيخه‬ ‫بانفُتيا‬

‫سنة‬ ‫عنده إلى ان توفى‬ ‫‪ ،‬فمكث‬ ‫الامام مالك‬ ‫على‬ ‫والحديث‬ ‫الفقه‬ ‫ليدرس‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬

‫منه ‪ ،‬فتولى‬ ‫أعمال الدولة يكتسب‬ ‫من‬ ‫نفسه الى عمل‬ ‫م ‪ ،‬وحينئذ اتجهت‬ ‫‪597‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪917‬‬

‫بينه وبين‬ ‫هذا‬ ‫فأفسد‬ ‫‪،‬‬ ‫الملق والصانعة‬ ‫لا يقبل‬ ‫فيه عادلا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اليمن‬ ‫من‬ ‫بنجران‬ ‫عملا‬

‫بالميل إلى‬ ‫ويتهمه‬ ‫‪،‬‬ ‫بغداد‬ ‫له فى‬ ‫يكيد‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫وحمله‬ ‫‪،‬‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫اليمن‬ ‫والى‬

‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫التهمة‬ ‫بهذه‬ ‫أيضا‬ ‫اتهموا‬ ‫تسعة‬ ‫مع‬ ‫بغداد‬ ‫الى‬ ‫ب!حضاره‬ ‫‪ ،‬فأمر الرشيد‬ ‫العلويين‬

‫فقبه‪،‬‬ ‫له أنه رجل‬ ‫مما اتهم به ‪ ،‬وذكر‬ ‫الرشيد‬ ‫عند‬ ‫الث!افعى‬ ‫فتبرأَ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪08 0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪184‬‬ ‫سنة‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫بن الحسن‬ ‫الرشيدُ عنه محمدَ‬ ‫‪ ،‬فسأل‬ ‫ذلك‬ ‫بعرت‬ ‫بن الحسن‬ ‫وأن قاضيه محمد‬

‫شأنه‪،‬‬ ‫من‬ ‫رُفع عليه‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫كبير‬ ‫حظ‬ ‫العلم‬ ‫‪ :‬له من‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫حيفة‬ ‫أبى‬ ‫أصحاب‬

‫التهمة‪.‬‬ ‫تلك‬ ‫‪ .‬ونجا بهذا من‬ ‫أمره‬ ‫فى‬ ‫أنظر‬ ‫حتى‬ ‫إليك‬ ‫‪ :‬فخذه‬ ‫له الرشيد‬ ‫فقال‬

‫الرأى ‪ ،‬كما‬ ‫بُعرفون بأصحاب‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫فقه العراقمِن‬ ‫حامل‬ ‫بن الحسن‬ ‫محمد‬ ‫وكان‬

‫العراق على‬ ‫فقه أهل‬ ‫الشافعى يدرس‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫الحديث‬ ‫بأصحاب‬ ‫كان فقهاء الحجار يعرفون‬

‫أقام ببغداد فى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحديث‬ ‫أهل‬ ‫وفقه‬ ‫الرأى‬ ‫له فقه أهل‬ ‫اجتمع‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الحسن‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫‪ ،‬فاقام بها‬ ‫الفقهين‬ ‫بين هذين‬ ‫يجمع‬ ‫بفقه جديد‬ ‫مكة‬ ‫انتقل منها إلى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫سنتين‬ ‫نحو‬ ‫ذلك‬

‫للفقه يرجع‬ ‫أصول‬ ‫وضع‬ ‫فقهه الجديد ‪ ،‬وقد بدا له فيها أنه يجب‬ ‫يدرس‬ ‫سنين‬ ‫تسع‬ ‫نحو‬

‫رسالته التى‬ ‫فى ذلك‬ ‫الآراء ‪ ،‬فوضع‬ ‫الباطل بين ما تشعَّب فيه من‬ ‫اليها فى معرفة الحق من‬

‫يجرى‬ ‫الفقه علمَا كليا له أصول‬ ‫بها علم‬ ‫الفقه ‪ ،‬وجعل‬ ‫أصول‬ ‫علم‬ ‫اختراع‬ ‫له بها فضل‬ ‫كان‬

‫جديد‬ ‫بهذا الى اساس‬ ‫أن يصل‬ ‫فتاوى وافضية جزئية ‪ ،‬وقد أمكه‬ ‫عليها ‪ ،‬وكان قبلها علم‬

‫لا تعدل‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الجديد‬ ‫مذهبه‬ ‫لا تحتمل‬ ‫بيئة الحجاز‬ ‫أن‬ ‫ولمكنه رأى‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقه‬ ‫لدراسة‬

‫به‬ ‫تعارض‬ ‫أنها كانت‬ ‫البلاد لفقه مالك‬ ‫بعض‬ ‫تعصب‬ ‫بلغ من‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫غيره‬ ‫بفقه مالك‬

‫الفقه الجديد‪.‬‬ ‫فيها ذلك‬ ‫‪ ،‬ليضع‬ ‫م‬ ‫‪81 0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪591‬‬ ‫بغداد سنة‬ ‫ثانيا إلى‬ ‫‪ .‬فرحل‬ ‫الحديث‬

‫النظر‬ ‫عن‬ ‫ويعجزون‬ ‫يحفظونه‬ ‫حديث‬ ‫أصحاب‬ ‫إتَا‬ ‫قبل الشافعى‬ ‫الناس‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫‪72‬‬
‫‪ ،‬فجمع‬ ‫الآثار والسق‬ ‫عن‬ ‫النظر والجدل ويعجزون‬ ‫الرأى يجيدون‬ ‫‪ ،‬واما أصحاب‬ ‫والجدل‬

‫أهل‬ ‫على‬ ‫الراى‬ ‫أهل‬ ‫اشيلاء‬ ‫بسببه‬ ‫‪ ،‬فانقطع‬ ‫بالرأى‬ ‫الحديث‬ ‫‪ ،‬ونصر‬ ‫بين الأمرين‬ ‫الشافعى‬

‫سنة‬ ‫عنه‬ ‫إلا وتذهب‬ ‫أحد‬ ‫‪ ( :‬ما من‬ ‫يقول‬ ‫أنه كان‬ ‫للحديث‬ ‫انتصاره‬ ‫بلغ من‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحديث‬

‫الثه‬ ‫فيه عر‪ ،‬رسول‬ ‫أصل‬ ‫من‬ ‫أو أضَلت‬ ‫قول‬ ‫‪ ،‬فمهما قلتُ من‬ ‫لمحةنجم وتعزُب‬ ‫الله‬ ‫لرسول‬

‫قولىأ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الثه !نَجّم‬ ‫ما قال رسول‬ ‫‪ ،‬فالقول‬ ‫ما قلت‬ ‫عليسهبمَ خلاف‬

‫الحديث‬ ‫مون‬ ‫يقدً‬ ‫كانوا‬ ‫الحديث‬ ‫هذا وبين الفقهاء قبله أن أصحاب‬ ‫بينه فى‬ ‫والفرق‬

‫‪ ،‬فلم يقدم‬ ‫الضعيف‬ ‫الحديث‬ ‫الرأى على‬ ‫الرأى يقدمون‬ ‫الرأى ‪ ،‬وكان أهل‬ ‫على‬ ‫الضعيف‬

‫فيه مؤافقته للحديث‬ ‫إطلاقه ‪ ،‬بل شرط‬ ‫إطلاقه ‪ ،‬ولم يقدم الرأى على‬ ‫على‬ ‫الحديث‬ ‫هو‬

‫على‬ ‫إلحاق أمر غير منصوص‬ ‫عنده الرأى بهذا فى قاعدة القياس ‪ ،‬وهو‬ ‫‪ ،‬وانحصر‬ ‫الصحيح‬

‫الخمر فى‬ ‫النبيذ على‬ ‫‪ ،‬كقياس‬ ‫علة الحكم‬ ‫لاشتراكه معه فى‬ ‫حكمه‬ ‫بأمرٍ معلو!‬ ‫حكمه‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫القياس‬ ‫قاعدة‬ ‫من‬ ‫أعم‬ ‫هذا‬ ‫قبل‬ ‫الرأى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الإسكار‬ ‫علة‬ ‫فى‬ ‫لاشتراكهما‬ ‫الحرمة‬

‫وتأمل‬ ‫فكر‬ ‫بعد‬ ‫بأنه ما يراه القلب‬ ‫والتابعبن‬ ‫الصحابة‬ ‫عن‬ ‫المأثور‬ ‫الرأى‬ ‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫عرت‬

‫ما عرف‬ ‫فيه الأمارات ‪ ،‬فهو يعتمد فى الحكم على‬ ‫تتعارض‬ ‫مما‬ ‫الصواب‬ ‫لمعرفة وجه‬ ‫وطلب‬

‫‪،‬‬ ‫القياس‬ ‫فى‬ ‫كما‬ ‫معين‬ ‫نص‬ ‫فيه الاعتماد على‬ ‫العامة ‪ ،‬ولا يجب‬ ‫الدين بأصوله‬ ‫من‬

‫الظاهر الذى تدل عليه‬ ‫الاعتماد على‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫قاعدة أهل‬ ‫على‬ ‫بهذا لا يخرج‬ ‫والشافعى‬

‫القانون ‪.‬‬ ‫الشريعة أو روح‬ ‫روح‬ ‫فى عصرنا‬ ‫يسمى‬ ‫مما‬ ‫ما عدا هذا‬ ‫‪ ،‬ويرفض‬ ‫النصوص‬

‫يغلب‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫بغداد‬ ‫فى‬ ‫الفقه الجديد‬ ‫لهذا‬ ‫مجا‪،‬‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫الشافعى‬ ‫ولكن‬

‫"‪،‬‬ ‫والمعتزلة‬ ‫فيه أمر الفلاسفة‬ ‫ظهر‬ ‫المأمون الذى‬ ‫عصر‬ ‫فى‬ ‫سيما‬ ‫‪،‬ولا‬ ‫الرأى‬ ‫أهل‬ ‫طريقة‬ ‫عليها‬

‫من‬ ‫‪ ،‬فارتحل الشافعى‬ ‫أبى حنيفة وأصحابه‬ ‫الرأى من‬ ‫الاعتماد على‬ ‫أكثر غلوأ فى‬ ‫وهم‬

‫مذهبه فى الفقه ‪ ،‬فاقام‬ ‫المجال لثر‬ ‫م ؟ وفيها وجد‬ ‫‪814‬‬ ‫هـ ‪-‬‬ ‫سنة ‪991‬‬ ‫بغداد الى مصر‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪818‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫توفى سنة ‪302‬‬ ‫بها حتى‬

‫‪.‬يتجاور حدود‬ ‫لا‬ ‫تجديد ضيق‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫الشافعى‬ ‫!ا جدده‬ ‫كل‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬

‫على‬ ‫الاعتماد‬ ‫وآثر‬ ‫‪،‬‬ ‫واسعا‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الرأى‬ ‫على‬ ‫فيه الاعتماد‬ ‫أنه ضيق‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقه‬

‫الطريق‬ ‫الفقه ‪ ،‬ومهد‬ ‫الاجتهاد فى‬ ‫بهذا باب‬ ‫الشريعة ‪ ،‬فضيق‬ ‫روح‬ ‫دون‬ ‫النصوص‬ ‫ظاهر‬

‫إذا‬ ‫الحديث‬ ‫باتباع‬ ‫ويأمر‬ ‫تقليده‬ ‫عن‬ ‫ينهى‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫لم يقصد‬ ‫وان‬ ‫لايثار التقليد عليه‬

‫قوله‪.‬‬ ‫خالف‬

‫فى‬ ‫ظواهر النصوص‬ ‫الشافعى غيره من أهل السنة فى الجمود على‬ ‫وقد جارى‬

‫عليه‬ ‫جرى‬ ‫كما‬ ‫العقل‬ ‫دليل‬ ‫على‬ ‫الاعتماد‬ ‫التأويل فيها ‪ ،‬ويذم‬ ‫يذم‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫والفروع‬ ‫الأصول‬

‫منهم فى هذا ما اعتمدوا عليه من‬ ‫(نه لم يحمد‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫المعتزلة‬ ‫من‬ ‫علماء الكلام فى عصره‬

‫‪73‬‬
‫بالرد عليهم‬ ‫الاشتغال‬ ‫فى‬ ‫يرى‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الزنادقة‬ ‫الرد على‬ ‫فى‬ ‫والمنطق‬ ‫بالعقل‬ ‫الاستعانة‬

‫التفرق الدينى الذى أشاع بين المسلمين‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫إشاعةَ لزندقتهم ‪ ،‬فلم تتجه نفسه للسمو‬

‫‪،‬‬ ‫الرأى‬ ‫المخالفة فى‬ ‫الدينية بعذر‬ ‫الفرق‬ ‫بين‬ ‫التسامح‬ ‫لنشر‬ ‫يعمل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والتباغض‬ ‫التعادى‬

‫يستفيد‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫النصوص‬ ‫فى‬ ‫تأويلا‬ ‫لا يقبل‬ ‫الذى‬ ‫المتزمت‬ ‫الجانب‬ ‫فى‬ ‫كان‬ ‫بل‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫عند غيرهم‬ ‫الوسائل التى توجد‬ ‫من‬ ‫دينهم بالمنطق أو نحوه‬ ‫الدفاع عن‬ ‫المسلمون فى‬

‫التى ترْجمَت‬ ‫النافعة‬ ‫بالعلوم‬ ‫الاستفادة‬ ‫من‬ ‫تحرجهم‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫المسلمين‬ ‫جمود‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫كان‬

‫لهم‪.‬‬

‫وفروعه‬ ‫الفين‬ ‫أصول‬ ‫فى‬ ‫والرأى‬ ‫العقل‬ ‫على‬ ‫الذين اعتمدوا‬ ‫لأولئك‬ ‫كان‬ ‫ولقد‬

‫من‬ ‫أهون‬ ‫النبى علصيخم ‪ ،‬وأن الخطأ فى الرأى كان عندهم‬ ‫على‬ ‫الكذب‬ ‫من‬ ‫فيما شاع‬ ‫عذرهم‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫غير قصد‬ ‫‪ ،‬ويقع تارة من‬ ‫عمد‬ ‫عن‬ ‫تارةً‬ ‫الإثم ‪ ،‬وقد كان هذا يقع‬ ‫الوقوع فى ذلك‬

‫لحذَثت عن‬ ‫لأرى أنى لو شئت‬ ‫كنت‬ ‫إنْ‬ ‫واللهِ‬ ‫‪+ :‬‬ ‫كان يقول‬ ‫أنه‬ ‫بن حصين‬ ‫عمران‬ ‫عن‬ ‫روى‬

‫رسول‬ ‫أصحاب‬ ‫أن رجالا من‬ ‫ذلك‬ ‫أبطأنى عن‬ ‫يومين متتابعين ‪ ،‬ولكن‬ ‫عل!هنَجّ!ا‬ ‫اللّه‬ ‫رسول‬

‫كما‬ ‫ما هى‬ ‫أحاديث‬ ‫‪ ،‬ويتحدثون‬ ‫كما شهدت‬ ‫‪ ،‬وشهدوا‬ ‫كما سمعت‬ ‫سمعوا‬ ‫!نَجّلأا‬ ‫الله‬

‫اْجلس‬ ‫‪ :‬كنت‬ ‫والشيبانى‬ ‫أبو عمرو‬ ‫‪ .‬وقال‬ ‫"‬ ‫شُبَه لهم‬ ‫كما‬ ‫يُشَثه لى‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وأخاف‬ ‫يقولون‬

‫الثه‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫ف!ذا قال‬ ‫‪،‬‬ ‫الله لحةبم‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬قال‬ ‫لا يقول‬ ‫‪،‬‬ ‫حولا‬ ‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫إلى‬

‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫كان‬ ‫ذا ‪ ،‬ولهذا‬ ‫من‬ ‫ذا أو قريب‬ ‫أو نحو‬ ‫‪ :‬هكذا‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫استقلَّته رعدة‬ ‫لخةنجم‬

‫خطا‬ ‫كان‬ ‫دان‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫فمن‬ ‫صوائا‬ ‫كان‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫برأ!‬ ‫هذا‬ ‫‪ :‬أقول‬ ‫برأيه ويقول‬ ‫الفتوى‬ ‫بؤثر‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫الصحابة‬ ‫نقله بعض‬ ‫رأيه حديثا‬ ‫فرحَا إذا وافق‬ ‫يطير‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولقد‬ ‫الث!يطان‬ ‫ومن‬ ‫فمنى‬

‫بمثل ما قضى‬ ‫قضى‬ ‫اللّه علب!هنج!ا‬ ‫الصحابة بأن رسول‬ ‫فى المفوضة بمهر مثلها‪،‬فثمهد بعض‬ ‫قضى‬

‫الفرق‬ ‫من‬ ‫عذزا قوئا لمن يسلك‬ ‫ف!نه يكون‬ ‫الصحابة‬ ‫فضلاء‬ ‫به ‪ ،‬ف!ذا كان هذا شأنُ بعض‬

‫وظواهرها كما يجمد غيرهم‪.‬‬ ‫على النصوص‬ ‫‪ ،‬ولا يجمد‬ ‫الإسلامية فى ذلك مسلكهم‬

‫مجدِّدا فيما يتعلق بالرجعية التى‬ ‫لم يكن‬ ‫بأن الشافعى‬ ‫هذا يمكننا أن نحكم‬ ‫ومن‬

‫فى‬ ‫فيما يتعلق بالرجعية التى وقعت‬ ‫مجددا‬ ‫لم يكن‬ ‫فيها الفرق الإسلامية ‪ ،‬وكذلك‬ ‫وقعت‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وأنها قد تكون‬ ‫قريش‬ ‫السنة أن الإمامة فى‬ ‫أهل‬ ‫مثل‬ ‫يرى‬ ‫؟ لأنه كان‬ ‫الإسلامى‬ ‫الحكم‬

‫على‬ ‫غلب‬ ‫قرشى‬ ‫‪ 9 :‬كل‬ ‫أنه قال‬ ‫عنه‬ ‫حرملة‬ ‫روى‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫ثَمَّت ضرورة‬ ‫بيعة إن كان‬ ‫غير‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫ابرجعية‬ ‫لتلك‬ ‫منه إقرار‬ ‫فهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫خليفة‬ ‫فهو‬ ‫الناس‬ ‫عل!‬ ‫واجتمع‬ ‫بالسيف‬ ‫الخلافة‬

‫يكون‬ ‫بالسيف‬ ‫ياخذه‬ ‫عليها ‪ ،‬فمن‬ ‫يُولَى‬ ‫تولية من‬ ‫الحق فى‬ ‫الإسلام الأمة صاحبة‬ ‫جعل‬

‫فى‬ ‫لأنه يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫ما وقع‬ ‫يسوغ‬ ‫أن‬ ‫لا يصح‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫عليه‬ ‫الناس‬ ‫واجتماع‬ ‫‪،‬‬ ‫غاصبا‬

‫و(نما يسوغها‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫الناس‬ ‫اجتماع‬ ‫لا يسوغها‬ ‫المعصية‬ ‫‪ ،‬ولأن‬ ‫عجزهم‬ ‫ناشئا عن‬ ‫الغالب‬

‫‪74‬‬
‫من‬ ‫كثر‬ ‫كان فيه ضرر‬ ‫إذا‬ ‫عليه‬ ‫تحريم الخروج‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫الثافعى يقصد‬ ‫التوبة منها ‪ ،‬ولعل‬

‫بقائه‪.‬‬

‫على‬ ‫فيما يتعلق بالرجعية الاجتماعية التى قامت‬ ‫مجددا‬ ‫الشافعى‬ ‫لم يكن‬ ‫وكذلك‬

‫‪ ،‬فقد انقسم الفقهاء فى مقياس‬ ‫بعض‬ ‫فوق‬ ‫بعضها‬ ‫الإسلامية ‪ ،‬ورفع‬ ‫التفريق بين الشعوب‬

‫الكفاءة ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫الجمهور إلى اعتبار النسب‬ ‫‪ ،‬فذهب‬ ‫الشعوب‬ ‫النكاح بين تلك‬ ‫فى‬ ‫الكفاءة‬

‫عنه أنه قال ‪:‬‬ ‫‪ ،‬وقد روى‬ ‫مغالاة فى ذلك‬ ‫‪ -‬من أشدهم‬ ‫غير عربى‬ ‫وكان أبو حنيفة ‪ -‬وهو‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫كفؤا لقريق‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫أحد‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫كذلك‬ ‫‪ ،‬والعرب‬ ‫بعضا‬ ‫أكفاء بعضهم‬ ‫قريش‬

‫النكاح‬ ‫الموْلى العرببة يفسخ‬ ‫‪ :‬إذا نكح‬ ‫الثورى‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫للعرب‬ ‫كفؤا‬ ‫العرب‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫أحد‬ ‫ليس‬

‫إلى‬ ‫مالك‬ ‫الفقهاء كالإمام‬ ‫بعض‬ ‫الروايات ‪ ،‬وذهب‬ ‫فى بعض‬ ‫بن حنبل‬ ‫قال أحمد‬ ‫‪ ،‬وبذلك‬

‫قوله‬ ‫فى‬ ‫القراَن‬ ‫به‬ ‫ما نطق‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫فيها‬ ‫للنسب‬ ‫الكفاءة فلا اعتبار عنده‬ ‫فى‬ ‫اعتبار الدين‬

‫إِنَّ‬ ‫‪،‬‬ ‫لِتَعَارَفُوا‬ ‫وَقَبَائِلَ‬ ‫شُعُوبَا‬ ‫وَجَعَلْنَاكُمْ‬ ‫ذَكَر ومنثَى‬ ‫خَلَقنَاكُم فن‬ ‫إِنَا‬ ‫النَاسُ‬ ‫يَأيهَا‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬

‫على‬ ‫قضاء‬ ‫فيه‬ ‫كان‬ ‫الرأى‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫ولا‬ ‫خَبيرٌ ‪)1(،‬‬ ‫اللهَ عَلِيثم‬ ‫‪ ،‬إِن‬ ‫أتْقَاكُمْ‬ ‫عِندَ الثه‬ ‫اكْرَمكُم‬

‫بين‬ ‫إرالة الفوارق‬ ‫من‬ ‫يتمكن‬ ‫أن‬ ‫بها قبل‬ ‫الَإسلام‬ ‫أصيب‬ ‫التى‬ ‫اَلاجتماعية‬ ‫الرجعية‬ ‫تلك‬

‫منه‬ ‫فى جنس‬ ‫‪ ،‬ولا توجد‬ ‫جنس‬ ‫على‬ ‫منها شعبا واحدا لا يعلو فيه جنس‬ ‫‪ ،‬ليجعل‬ ‫شعوبه‬

‫‪:‬‬ ‫بين الرأيين فقال‬ ‫الشافعى‬ ‫توسط‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫غيره‬ ‫الدولة دون‬ ‫فى‬ ‫بشىء‬ ‫الاستئثار‬ ‫إلى‬ ‫نزعة‬

‫ف!ذا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمرأة والأولياء‬ ‫تقصير‬ ‫هـانما هو‬ ‫‪،‬‬ ‫فأرذَ به الكاح‬ ‫حراما‬ ‫ا!فاء‬ ‫غير‬ ‫نكاح‬ ‫" لي!‬

‫أنه‬ ‫أيضا‬ ‫" وروى‬ ‫فله فسخه‬ ‫إلا واحدا‬ ‫‪ ،‬فلو رضوا‬ ‫حقا لهم تركوه‬ ‫ويكون‬ ‫صح‬ ‫رضوا‬

‫بهذا على‬ ‫الشافعى‬ ‫يقض‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫"‬ ‫حديث‬ ‫من‬ ‫بالنسب‬ ‫الكفاءة‬ ‫اعتار‬ ‫فى‬ ‫يثبت‬ ‫‪ :‬ا لم‬ ‫قال‬

‫هذه الناحية أيضأ‪،‬‬ ‫من‬ ‫مجددا‬ ‫فى الإسلام ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫الرجعية الاجتماعية التى قامت‬ ‫تلك‬

‫بين بين‪.‬‬ ‫كان مذهبه فى ذلك‬ ‫ل!ان‬

‫ثقافته‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها المأمون‬ ‫التى حقَق‬ ‫الواسعة‬ ‫الآفاق‬ ‫من‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الشافعى‬ ‫وأين‬

‫بالثقافة الإسلامية‬ ‫فيها‬ ‫ألَمَّ‬ ‫التى‬ ‫المأمون‬ ‫ثقافة‬ ‫مثل‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫ضيقة‬ ‫فقهية‬ ‫ثقافة‬ ‫كانت‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الشافعى‬ ‫‪.‬من‬ ‫دينه‬ ‫فى‬ ‫سماحة‬ ‫كثر‬ ‫فكان‬ ‫نواعها‪،‬‬
‫‪t‬‬ ‫اختلات‬ ‫على‬ ‫الأجنبية‬ ‫والثقافات‬

‫ما‬ ‫كل‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫الإسلام‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫أجنى‬ ‫مصدر‬ ‫من‬ ‫مأخوذأ‬ ‫كان‬ ‫نافع ولو‬ ‫تجديد‬ ‫بكل‬ ‫يَضق‬

‫المؤمن‬ ‫ضالة‬ ‫‪ :‬الحكممة‬ ‫قيل‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫صاحبه‬ ‫شخص‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫يهمه‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫فى‬ ‫ينفع‬

‫يطلبها أنى وَجدها‪.‬‬

‫ثقافة منه فلم‬ ‫كثر‬ ‫وكان‬ ‫عاصره‬ ‫آخر‬ ‫فقيه سنى‬ ‫من‬ ‫ال!تُنى‬ ‫الفقيه‬ ‫بل أين الشافعى‬

‫بتلك‬ ‫المتأثر‬ ‫بعلم الكلام‬ ‫بها ‪ ،‬ولم يضق‬ ‫الشافعى‬ ‫الثقافات الأجنبية كما ضاق‬ ‫بتلك‬ ‫يضق‬

‫المولود سنة‬ ‫بن كثم‬ ‫يحى‬ ‫الشافعى به ‪ ،‬وهذا الفقيه السنى هو القاضى‬ ‫كما ضاق‬ ‫الثقافات‬

‫‪75‬‬
‫بالفقه بصيرا‬ ‫عالما‬ ‫فقيها‬ ‫م ‪ ،‬فقد كان‬ ‫‪857‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪ 776‬م ‪ ،‬والمتوفى سنة ‪243‬‬ ‫‪ 06‬اهـ‪-‬‬

‫الدنيا ‪ ،‬وقد‬ ‫أعلام‬ ‫أحد‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الثمافعى‬ ‫أصحاب‬ ‫فى‬ ‫الدارقطنى‬ ‫‪ ،‬ذكره‬ ‫بالأحكام‬

‫ورياسته‬ ‫وعممه‬ ‫الناس فضله‬ ‫من‬ ‫الكبير والصغير‬ ‫‪ ،‬ولم يستتر عن‬ ‫خبره‬ ‫اشتهر أمره ‪ ،‬وعرت‬

‫المأمون ولم يتقدمه‬ ‫على‬ ‫غب‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الملوك وغيرهم‬ ‫رمانه من‬ ‫لأمره وأمر أهل‬ ‫وسياسته‬

‫المتزئتين‬ ‫غيره من‬ ‫كما انزوى‬ ‫الدنيا واهلها‬ ‫‪ ،‬ولم ينزو عن‬ ‫الناس جميعا‬ ‫عنده من‬ ‫أحد‬

‫كل‬ ‫متفننا فى‬ ‫لانه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫ثقافتهم‬ ‫ثقافته وصق‬ ‫إلا سعة‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫يوصله‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والرجعيين‬

‫الحديث‬ ‫‪ ،‬واذا رآه يخفظ‬ ‫الحديث‬ ‫الفقه سأله عن‬ ‫يحفظ‬ ‫العلوم ‪ ،‬وكان إذا نظر الى رجل‬

‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫ويخجله‬ ‫‪ ،‬ليقطعه‬ ‫الكلام‬ ‫عن‬ ‫سأله‬ ‫النحو‬ ‫‪ ،‬لاذا رآه يعلم‬ ‫النحو‬ ‫عن‬ ‫سأله‬

‫المأمون‬ ‫يد‬ ‫فى‬ ‫يده‬ ‫فوضع‬ ‫‪،‬‬ ‫ودينه‬ ‫علمه‬ ‫فى‬ ‫مرنا‬ ‫وجعلته‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫تفنن‬ ‫التى‬ ‫العلوم‬ ‫من‬

‫السنة‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫(خوانه من‬ ‫بها كما ضاق‬ ‫ليساعده فى النهضة العلمية التى قام بها ‪ ،‬ولم يضق‬

‫‪.‬‬ ‫الآن‬ ‫شأنه‬ ‫غير‬ ‫شأن‬ ‫ل!سلام‬ ‫كانوا مثله لكان‬ ‫أنهم‬ ‫ولو‬

‫**!ي!‬

‫‪.‬‬ ‫‪ :‬آية ‪1 3‬‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫لحجر‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪76‬‬
‫معروف الكرخى‬

‫بن فيرور‪ ،‬وقيل الفيروزان ‪ ،‬وقيل علىُ ‪ ،‬ولُقب بالكرخى‬ ‫معروف‬ ‫أبو محفوظ‬ ‫هو‬

‫صبى‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫نصرانى‬ ‫‪ ،‬فأسلماه إلى مؤدب‬ ‫أبواه نصرانيين‬ ‫بغداد ‪ ،‬وكان‬ ‫نسبة الى كرخ‬

‫ذلك‬ ‫على‬ ‫الواحد ‪ -‬فيضربه‬ ‫‪ :‬بل هو‬ ‫ثلاثة ‪ -‬فيقول‬ ‫‪ -‬ثالث‬ ‫له ‪ :‬قل‬ ‫مؤدبه يقول‬ ‫وكان‬

‫‪ :‬ليته‬ ‫‪ ،‬وكانا يفولان‬ ‫منهما‬ ‫‪ ،‬فاَلمهمأ هربه‬ ‫أبويه‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫منه ولم‬ ‫‪ ،‬فهرب‬ ‫مبرحا‬ ‫ضربا‬

‫أى دين شاء فنوافقه عليه‪.‬‬ ‫اليا على‬ ‫يرجع‬

‫يديه ‪ ،‬ثم رجع‬ ‫على‬ ‫الرضا فأسلم‬ ‫بن موسى‬ ‫الى على‬ ‫هرب‬ ‫حين‬ ‫وقد لجأ معروف‬

‫‪.‬‬ ‫معروف‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫بالباب‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقيل‬ ‫‪،‬‬ ‫الباب‬ ‫فدق‬ ‫قولهما‬ ‫بلنه‬ ‫حين‬ ‫أبويه‬ ‫الى‬

‫ب!سلامه‪.‬‬ ‫أخبرهضا‬ ‫حين‬ ‫أبواه‬ ‫فأسلم‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫على‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫؟ ‪. .‬‬ ‫دين‬ ‫أى‬ ‫على‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقيل‬

‫عنه‬ ‫معروف‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫الزهد‬ ‫إماما فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الرضا‬ ‫موسى‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫لزم بعد‬ ‫ثم‬

‫من‬ ‫وغيره‬ ‫بابن ال!ماك‬ ‫هذا‬ ‫تأثر فى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الاعتدال‬ ‫حد‬ ‫يلزم‬ ‫بالغ فيه ولم‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الزهد‬

‫يعظ‬ ‫يقال له ابن السماك وهو‬ ‫رجل‬ ‫على‬ ‫كان مارآ بالكوفة ‪ ،‬فوقف‬ ‫أنه‬ ‫الزهاد ‪ ،‬وقد روى‬

‫‪ ،‬ومن‬ ‫عنه جملة‬ ‫بكليته أعرض‬ ‫الثه‬ ‫عن‬ ‫‪ ( :‬مَن أعرض‬ ‫وعظه‬ ‫خلال‬ ‫‪ ،‬فقال فى‬ ‫الناس‬

‫كان‬ ‫ومن‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫الخلق‬ ‫بوجوه‬ ‫وأقبل‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫الله برخمته‬ ‫بقلبه أقبل‬ ‫الله تعالى‬ ‫على‬ ‫أقبل‬

‫الثه‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأقبل‬ ‫معروف‬ ‫قلب‬ ‫فى‬ ‫الكلام‬ ‫هذا‬ ‫وقتا ما " فوقع‬ ‫يرحمه‬ ‫فالئه تعالى‬ ‫ومرة‬ ‫مرة‬

‫الفقر ومحبة‬ ‫‪ ،‬ولزوم‬ ‫دته تعالى‬ ‫والطاعة‬ ‫العبادة‬ ‫الزهاد مداومة‬ ‫أولئك‬ ‫طريقة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫تعالى‬

‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫‪ :‬أوص‬ ‫موته‬ ‫مرض‬ ‫له فى‬ ‫أنه قيل‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫أمر معروف‬ ‫من‬ ‫بلغ‬ ‫الفقراء ‪ ،‬وقد‬

‫الدنيا عريانا كما دخلتها عريانا‪،‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ف!نى أريد أن أخرج‬ ‫فتصذَقوا بقميص‬ ‫إذا مت‬

‫ومائتين‪.‬‬ ‫أريق‬ ‫ست‬ ‫‪،‬وقيل‬ ‫ومائتين‬ ‫إحدى‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫م‬ ‫‪815‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪2 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫وكانت‬

‫الدنيا ‪،‬فأرادوا‬ ‫على‬ ‫البلى بتنازع المسلمين‬ ‫أدركه‬ ‫قد‬ ‫الزهاد راوا الإسلام‬ ‫بهؤلاء‬ ‫وكانى‬

‫حد‬ ‫الى‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫ومبالنتهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الننى‬ ‫على‬ ‫الممر‬ ‫!ايثارهم‬ ‫‪،‬‬ ‫عنها‬ ‫ب!عراضهم‬ ‫يجددوه‬ ‫أن‬

‫الزفاد ‪،‬‬ ‫القرن الثانى من‬ ‫فى مجددى‬ ‫به عَذ معروف‬ ‫ما يمكن أن يوجه‬ ‫الفقر ‪،‬وهذا‬ ‫تقديى‬

‫مثل هؤلاء الزهاد قد يؤثر فى أولئك‬ ‫‪ ،‬لأن وجود‬ ‫الصحة‬ ‫من‬ ‫له وجه‬ ‫توجيه قد يكون‬ ‫وهو‬

‫الناس دينهم ودنياهم‪.‬‬ ‫من أمرهم ما أفسد على‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ويصلح‬ ‫على‬ ‫المتنازعين‬

‫له أسوأ أثر بين‬ ‫الفقر كان‬ ‫تقديى‬ ‫أمره م الى حد‬ ‫الزهاد فى‬ ‫مبالغة أولئك‬ ‫ولكن‬

‫أمر‬ ‫الدنيا بالغلو فى‬ ‫أمر‬ ‫فى‬ ‫الغلؤ‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫فساد‬ ‫أرادوا أن يصلحوا‬ ‫بهم‬ ‫‪ ،‬وكأنى‬ ‫المسلمين‬

‫‪ ،‬و(نما‬ ‫أمر الدنيا أو الآخرة‬ ‫النلو فى‬ ‫بدين‬ ‫لي!‬ ‫‪ ،‬والاسلام‬ ‫‪ ،‬فداوَوا غلوَا بنلو‬ ‫الآخرة‬

‫‪vv‬‬
‫فيه من‬ ‫لا يمدح‬ ‫أمر دنياه ‪ ،‬كما‬ ‫فى‬ ‫يفرط‬ ‫فيه من‬ ‫‪ ،‬فلا يمدح‬ ‫أمرهما‬ ‫فى‬ ‫الاعتدال‬ ‫دين‬ ‫هو‬

‫‪.‬‬ ‫أمر أخراه‬ ‫فى‬ ‫يفرط‬

‫لا تزال‬ ‫الدنيا كانت‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫الأثر السىء‬ ‫ذلك‬ ‫يظهر‬ ‫ولم‬

‫لها سلطان‬ ‫لا يزال‬ ‫نفوسهم‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫أودعها‬ ‫آثار القوة التى‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫مقبلة‬

‫دعوة‬ ‫عدوها‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الزهاد‬ ‫أولئك‬ ‫الدنيا من‬ ‫فى‬ ‫التفريط‬ ‫كثيرا لدعوة‬ ‫يسمعوا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بينهم‬

‫المسلمون‬ ‫يصير‬ ‫معناه أن‬ ‫هذا‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الزهاد‬ ‫اولثك‬ ‫قدسه‬ ‫الفقر كما‬ ‫يقدسوا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫ضعف‬

‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫اكبر من‬ ‫أغنياء ‪ ،‬ولا مصيبة‬ ‫فقراء وغيرهم‬

‫أولئك‬ ‫يرى‬ ‫فيه كما‬ ‫المثل الأعلى‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫مباح‬ ‫الزهد‬ ‫أن هذا‬ ‫وعندى‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفقر‬ ‫تقديس‬ ‫حد‬ ‫أمره إلى‬ ‫الغلو فى‬ ‫بعدم‬ ‫مشروطة‬ ‫أن إباحته‬ ‫أيضا‬ ‫‪ ،‬وعندى‬ ‫الزهاد‬

‫يُزى به الناس حقارة‬ ‫لاْنه‬ ‫العلويين ‪،‬‬ ‫الرضا وغيره من‬ ‫بن موسى‬ ‫على‬ ‫الزهد من‬ ‫يجمل‬

‫شيئا‪،‬‬ ‫عندهم‬ ‫لا تساوى‬ ‫الملوك أن دنياهم‬ ‫أولئك‬ ‫‪ ،‬ويرى‬ ‫عليهم‬ ‫الدنيا التى آثروا بها غيرهم‬

‫منهم كما تجعله‬ ‫لا تجعله جميلا‬ ‫المسلمين ‪ ،‬لأن ظروفهم‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫ولكنه لا يجمل‬

‫وغيرهم‪،‬‬ ‫العلويين‬ ‫من‬ ‫فيه مذمومة‬ ‫المبالغة‬ ‫العلويين ‪ ،‬ولكن‬ ‫الرضا وغيره من‬ ‫من‬ ‫جميلا‬

‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫الممدوح‬ ‫أمر الدنيا هو‬ ‫فى‬ ‫والاعتدال‬

‫المجددين‬ ‫منهم فى‬ ‫أن يعذَ واحد‬ ‫لا يصح‬ ‫الخصوص‬ ‫على‬ ‫المتصوفة‬ ‫والحق أن أولئك‬

‫‪ ،‬والإماتة‬ ‫وغيره‬ ‫عمر‬ ‫من‬ ‫إماتة للدين كما سبق‬ ‫التصوف‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لان مذهبهم‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬

‫التجديد‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫إليها بين من‬ ‫يدعو‬ ‫ان يُذكر من‬ ‫له ‪ ،‬اولا يصح‬ ‫تجديداَ‬ ‫لا تكون‬ ‫للدين‬

‫الدنيا أرادوا‬ ‫على‬ ‫بتنازع المسلمين‬ ‫بلى‬ ‫الإسلام‬ ‫رأوا أن‬ ‫لما‬ ‫أنهم‬ ‫فيما سبق‬ ‫قد ذكرت‬ ‫هـاذا كنت‬

‫عَذَ معروفا‬ ‫لتوجيه من‬ ‫أنه احتمال‬ ‫هذا على‬ ‫‪ ،‬فقد ذكرت‬ ‫عنها‬ ‫بإعراضهم‬ ‫أن يجددوه‬

‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الصحة‬ ‫من‬ ‫له وجه‬ ‫أنه توجيه قد يكون‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وذكرت‬ ‫بين مجددى‬ ‫الكرخى‬

‫‪.‬‬ ‫مقبول‬ ‫غير‬ ‫أنه توجيه‬ ‫إلى‬ ‫الإشارة‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الاحتمال‬ ‫هذا‬ ‫تضعيف‬ ‫فيه ما فيه من‬

‫أنه مما‬ ‫منه على‬ ‫‪ ،‬فيقبل‬ ‫يميل إليه بفطرته‬ ‫شخص‬ ‫لا يُقبل إلا من‬ ‫الزهد‬ ‫أن‬ ‫هـانى أرى‬

‫إليه‬ ‫يميل‬ ‫لمن‬ ‫الإسلام‬ ‫أباحه‬ ‫دمانما‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫فرضه‬ ‫او‬ ‫مما ندبه‬ ‫لا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫أباحه‬

‫فى‬ ‫شخص‬ ‫لكل‬ ‫اْتى ملائما‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫لا عسر‬ ‫يسر‬ ‫لاْنه دين‬ ‫؟‬ ‫فيه‬ ‫الاعتدال‬ ‫مع‬ ‫بفطرته‬

‫أمره‬ ‫لا يزيد‬ ‫‪-‬‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫الزهد‬ ‫شأن‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬دماذا كان‬ ‫فيها معصية‬ ‫التى لا تكون‬ ‫الحدود‬

‫دعوة‬ ‫شأن‬ ‫الناس عليها ‪ ،‬كما هو‬ ‫يُحمل‬ ‫أن يُتخذ دعوة‬ ‫مباحا ‪ -‬فلا يصح‬ ‫أن يكون‬ ‫على‬

‫به بين‬ ‫ليعرفوا‬ ‫المتصوفة‬ ‫أولئك‬ ‫يتصنعه‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫وتكلفا‬ ‫تصتعا‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لأنه يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫التجديد‬

‫الزهد الذى أباحه‬ ‫هذا هو‬ ‫بينهم ‪ ،‬وليس‬ ‫لها طابع مخصوص‬ ‫طائفة‬ ‫‪ ،‬وليكونوا‬ ‫الناس‬

‫الث!خص‬ ‫ليتكلفه‬ ‫يبحه‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫يميل إليه بفطرته‬ ‫لمن‬ ‫انه رخصة‬ ‫على‬ ‫لأنه أباحه‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬

‫‪VA‬‬
‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫والتكلف‬ ‫بالدعوة‬ ‫إليه الناس‬ ‫إذا صار‬ ‫الدين‬ ‫على‬ ‫الخطر‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫أو يتصنعه‬

‫لها‬ ‫العمل‬ ‫عدم‬ ‫على‬ ‫إلى نفرتهم منها ‪ ،‬ويحملهم‬ ‫يؤدى‬ ‫بهذا الشكل‬ ‫الدنيا‬ ‫عن‬ ‫إعراضهم‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫حصل‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الدين‬ ‫الدنيا ضياع‬ ‫ضياع‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫هـاضاعتها‬

‫من‬ ‫بعدِّه‬ ‫السر فى إيثارهم له‬ ‫عن‬ ‫لأبحث‬ ‫الكرخى‬ ‫معروف‬ ‫إلى الكلام على‬ ‫وأعود‬

‫فيما‬ ‫عليها‬ ‫يعتمدون‬ ‫كانوا‬ ‫التى‬ ‫الشهرة‬ ‫ولعلها‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫غيره‬ ‫دون‬ ‫المتصوفة‬ ‫فى‬ ‫المجددين‬

‫أقواله أو أفعاله‪،‬‬ ‫فى‬ ‫بشىء‬ ‫لا أراه يمتاز عليهم‬ ‫‪ ،‬ولكنى‬ ‫مجددا‬ ‫يعدونه‬ ‫يمن‬ ‫عليه‬ ‫يعتمدون‬

‫باب‬ ‫عنه‬ ‫‪ ،‬وأغلق‬ ‫العمل‬ ‫باب‬ ‫عليه‬ ‫فتح‬ ‫خيرا‬ ‫‪ :‬إذا أراد الله بعبد‬ ‫له أقوالا منها‬ ‫ذكروا‬ ‫فقد‬

‫قوله‪:‬‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫الجدل‬ ‫له باب‬ ‫‪،‬وفتح‬ ‫العمل‬ ‫باب‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬دهاذأ أراد الله بعبذ شراَ أغلق‬ ‫الجدل‬

‫الدنيا من‬ ‫حب‬ ‫إخراج‬ ‫‪ :‬لولا‬ ‫قوله‬ ‫ومنها‬ ‫‪.‬‬ ‫منهم‬ ‫الصادقين‬ ‫أقل‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫الصالحين‬ ‫ما أكثر‬

‫قلوبهم لما‬ ‫ذَرة فى‬ ‫الدنيا‬ ‫حب‬ ‫و كان من‬ ‫ول‬ ‫‪،‬‬ ‫الطاعات‬ ‫فعل‬ ‫ما قدروا على‬ ‫العارفين‬ ‫قلوب‬

‫والمفتون‬ ‫‪،‬‬ ‫الدنيا اضطرازا‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫‪ :‬العارف‬ ‫قوله‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫واحدة‬ ‫سجدة‬ ‫لهم‬ ‫صحت‬

‫بين‬ ‫وأسكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الخذلان‬ ‫عنه‬ ‫زوى‬ ‫خيرًا‬ ‫الله بعبد‬ ‫إذا أراد‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫ومنها‬ ‫‪.‬‬ ‫اختيارا‬ ‫إليها‬ ‫يرجع‬

‫على‬ ‫تكون‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الصالحة‬ ‫الأعمال‬ ‫عن‬ ‫عطله‬ ‫شرا‬ ‫دهاذا اراد الله بعبد‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقراء الصادقين‬

‫استوت‬ ‫العالم بالعلم‬ ‫‪ :‬إذا عمل‬ ‫قوله‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫بين الأغنياء‬ ‫‪ ،‬وأسكنه‬ ‫الجبال‬ ‫من‬ ‫قلبه اثقل‬

‫‪.‬‬ ‫فى قلبه مرض‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫المؤمنين ‪ ،‬وكرهه‬ ‫له قلوب‬

‫من‬ ‫أقوأل غيره‬ ‫تجد لها نظائر من‬ ‫الكرخى‬ ‫معروف‬ ‫الأقوال المنسوبة إلى‬ ‫وهذه‬

‫فيه‪،‬‬ ‫الصواب‬ ‫بيان الرأى‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الزهد‬ ‫المبالغة فى‬ ‫باب‬ ‫فى‬ ‫تدخل‬ ‫‪ ،‬وكلها‬ ‫المتصوفة‬

‫من‬ ‫كل‬ ‫المؤمنين ‪ ،‬وكرهه‬ ‫له قلوب‬ ‫استوت‬ ‫العالم بالعلم‬ ‫يهمنا قوله الا!خير ‪ 9‬إذا عمل‬ ‫ولكن‬

‫مبالغتهم فى‬ ‫هذا القرن كانوا مع‬ ‫المتصوفة فى‬ ‫أن أولئك‬ ‫أ ف!نه يدلنا على‬ ‫قلبه مرض‬ ‫فى‬

‫العبادة والزهد يكفى‬ ‫العلم ‪ ،‬ولا يرون أن مجرد‬ ‫عن‬ ‫العبادة والزهد لا يرون أنهم فى غنى‬

‫صحيح‪،‬‬ ‫أساس‬ ‫به على‬ ‫العمل‬ ‫‪ ،‬ليقوم‬ ‫العلم‬ ‫من‬ ‫لا بد معهما‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الثه تعالى‬ ‫نيل رضا‬ ‫فى‬

‫‪.‬‬ ‫منقوص‬ ‫غير‬ ‫كاملا‬ ‫الله‬ ‫رضا‬ ‫وينال بالعلم والعمل‬

‫لا"ن‬ ‫التصوف‬ ‫هذا القرن فى‬ ‫مجدد‬ ‫ان يكون‬ ‫يستحق‬ ‫يقال إن معروفا الكرخى‬ ‫وقد‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫ونظر‬ ‫فلسفة‬ ‫‪ ،‬لا تصوف‬ ‫وورع‬ ‫زهد‬ ‫تصوت‬ ‫كان‬ ‫انواع التصوت‬ ‫من‬ ‫أقدم نوع‬

‫الزهاد‬ ‫فى الكتابات الأدبية اسما لطائفة معينة من‬ ‫أول ما اشعملت‬ ‫كلمة الصوفى‬ ‫استعملت‬

‫كل‬ ‫فى‬ ‫الزهد وانتشرت‬ ‫حركة‬ ‫النساك ! وقد عمت‬ ‫من‬ ‫" الصوفية‬ ‫الجاحظ‬ ‫الذين سماهم‬

‫المسلمين‬ ‫رجال‬ ‫الافا من‬ ‫ف!ن‬ ‫الدنيا ‪،‬‬ ‫مجانبة‬ ‫الميل إلى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ظهر‬ ‫عندما‬ ‫مكان‬

‫أصحابهم‪،‬‬ ‫من‬ ‫نفر قليل‬ ‫دماما مع‬ ‫‪ ،‬إما فرادى‬ ‫دينية هادئة‬ ‫حياة‬ ‫إلى‬ ‫اعتزلوا الناس‬ ‫ونساثهم‬

‫هذا‬ ‫‪ ،‬دمان لم تأخذ‬ ‫القرن‬ ‫نهاية هذا‬ ‫قبل‬ ‫تظهر‬ ‫التى ابتدأت‬ ‫الخانقاهات‬ ‫إلى‬ ‫فر بعضهم‬ ‫وقد‬

‫‪97‬‬
‫القيامة ‪ ،‬فبالغوا فى‬ ‫الآخرة وأهوال‬ ‫عذاب‬ ‫اليقين من‬ ‫نفوسهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬عندما رسخ‬ ‫الاسم‬

‫التوبة‬ ‫اساليب‬ ‫بمختلف‬ ‫مهما صغرت‬ ‫مخالفة للشرع‬ ‫كل‬ ‫بالمعصية ‪ ،‬وكفروا عن‬ ‫الشعور‬

‫زهاد‬ ‫رآه من‬ ‫بما‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وربما تأثر بعضهم‬ ‫والتوكل‬ ‫الذكر‬ ‫أساليب‬ ‫اصطنعوا‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫والندم‬

‫‪ 9‬الله!‬ ‫بترديد كلمة‬ ‫‪ ،‬مصحوبا‬ ‫التأمل‬ ‫الأمر نوعَا من‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫الذكر‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫المسيحين‬

‫لهم فيه إرادة ‪،‬‬ ‫عمل‬ ‫كل‬ ‫التجرد عن‬ ‫إلى حد‬ ‫به بعضهم‬ ‫‪ ،‬أما التوكل فقد أخذ‬ ‫أو نحوها‬

‫‪.‬‬ ‫الرزق‬ ‫فى طلب‬ ‫السعى‬ ‫عن‬ ‫وامتنعوا حتى‬

‫بأنه الأخذ‬ ‫‪ ،‬وعرئه‬ ‫التصوت‬ ‫فى‬ ‫جديدا‬ ‫مسلكا‬ ‫فسلك‬ ‫الكرخى‬ ‫معروف‬ ‫فجاء‬

‫بالتعليم‪،‬‬ ‫لا يكتسب‬ ‫شىء‬ ‫اللّه‬ ‫محبة‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫يقول‬ ‫الخلائق ‪،‬ثم‬ ‫أيدى‬ ‫مما فى‬ ‫‪ ،‬واليأس‬ ‫بالحقاثق‬

‫الثه‪،‬‬ ‫فى‬ ‫فكرهم‬ ‫‪ :‬أن يكون‬ ‫ثلاثة‬ ‫بأمور‬ ‫اللّه‬ ‫أولياء‬ ‫‪ ،‬ثم يعرف‬ ‫وفضل‬ ‫اللّه‬ ‫هبة من‬ ‫إنما هى‬

‫من‬ ‫نوع‬ ‫أى‬ ‫نفه‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫للعارف‬ ‫‪ ،‬هـاذا لم يكن‬ ‫باللّه‬ ‫شغلهم‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫باللّه‬ ‫يقوموا‬ ‫وأد‬

‫يتتبع أقواله وأقوال‬ ‫‪ ،‬هـان من‬ ‫أنواع السعادة‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫متقلب‬ ‫نفسه‬ ‫‪ ،‬ف!نه فى‬ ‫أنواع السعادة‬

‫يتجه‬ ‫المخالفة ‪ ،‬لأن تصوفهم‬ ‫طرار أقوالهم كل‬ ‫يخالف‬ ‫طراز آخر‬ ‫أن أقواله من‬ ‫غيره يدرك‬

‫جوهره‬ ‫فى‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫‪ ،‬أما تصوفه‬ ‫الآخرة‬ ‫عذاب‬ ‫من‬ ‫‪ :‬النجاة بالنفس‬ ‫‪ ،‬هى‬ ‫غاية عملية‬ ‫نحو‬

‫الواصل‪،‬‬ ‫هو‬ ‫عندهم‬ ‫العارف‬ ‫العية ‪ ،‬لأن‬ ‫الذات‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫قصد‬ ‫‪ ،‬بمعنى‬ ‫للمعرفة‬ ‫وسيلة‬

‫النظرى لمن أتى بعده ‪.‬‬ ‫التصوف‬ ‫بهذا أساس‬ ‫فوضع‬

‫من‬ ‫الكرخى‬ ‫معاصرى‬ ‫منه عند بعض‬ ‫شىء‬ ‫يوجد‬ ‫التصوف‬ ‫الاتجاه الجديد فى‬ ‫وهذا‬

‫هذا‬ ‫لك‬ ‫أين‬ ‫‪ :‬من‬ ‫مبتسما‬ ‫راَه مرة‬ ‫وقد‬ ‫الطائى‬ ‫داود‬ ‫سأل‬ ‫بعضهم‬ ‫أن‬ ‫ورد‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫المتصوفة‬

‫عيد‪،‬‬ ‫يوم‬ ‫فاليوم‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنس‬ ‫شراب‬ ‫له‬ ‫يقال‬ ‫شرابا‬ ‫الصباح‬ ‫أعطونى‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫الانشراح‬

‫العدوية‬ ‫أقوال رابعة‬ ‫فى‬ ‫لغة هذا الحب‬ ‫تجد‬ ‫للابتهاج فيه ‪ .‬وكذلك‬ ‫نفسى‬ ‫أسلمت‬

‫‪.‬‬ ‫الدارانى(‪)1‬‬ ‫سليمان‬ ‫وأبى‬

‫الإلهى‪:‬‬ ‫قول رابعة فى الحب‬ ‫ومن‬

‫جلوسى‬ ‫اراد‬ ‫من‬ ‫وأبحتُ جسمى‬ ‫محذثى‬ ‫الفؤاد‬ ‫فى‬ ‫إنى جعلتك‬

‫أنيسى‬ ‫قلبى للفؤاد‬ ‫وحبيب‬ ‫مؤانس‬ ‫منى للجليس‬ ‫فالجسمُ‬

‫‪ ،‬ف!ذا‬ ‫كما سبق‬ ‫الزهد نزعة رجعية‬ ‫فى‬ ‫والمبالغة‬ ‫هذا كله ان التصوف‬ ‫عن‬ ‫والجواب‬

‫زاد الطين‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الجديدة‬ ‫النزعة‬ ‫فيه تلك‬ ‫ونزع‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه ما زاده‬ ‫وزاد‬ ‫الكرخى‬ ‫معروف‬ ‫جاء‬

‫إلى‬ ‫بعده‬ ‫أتى‬ ‫من‬ ‫ليتدرج‬ ‫المعرفة ‪،‬‬ ‫مقام‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫التصوف‬ ‫من‬ ‫الغاية‬ ‫وجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫بلة‬

‫الإسلام فى‬ ‫من‬ ‫قديمة ليست‬ ‫رجعية‬ ‫‪ ،‬وكلها نزعات‬ ‫الوجود‬ ‫الحلول والاتحاد ووحدة‬ ‫دعوى‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫‪114‬‬ ‫‪،07‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫! ص‬ ‫وتاريخه‬ ‫الإسلامى‬ ‫التصوف‬ ‫‪ " :‬فى‬ ‫) كتاب‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫هـ‪.‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪8 O‬‬ ‫او‬ ‫‪،‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ه‬ ‫سنة‬ ‫رابعة‬ ‫وتوفيت‬ ‫هـ‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫صنة‬ ‫الدارانى‬ ‫توفى‬

‫‪08‬‬
‫فى أصله دين عملى‪،‬‬ ‫هندية أو فارسية أو يونانية ‪ ،‬لأن الإسلام‬ ‫نزعات‬ ‫هى‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫شىء‬

‫المعرفة‬ ‫مقام‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬أما الوصول‬ ‫الدنيا والاَخرة‬ ‫سعادة‬ ‫إلى‬ ‫به إلا الوصول‬ ‫العمل‬ ‫ولا يراد من‬

‫التجديد فيه‪،‬‬ ‫الإسلام ‪ ،‬ولا يمكن أن يعد من‬ ‫عن‬ ‫غريب‬ ‫المقامات فهو شىء‬ ‫او غيرها من‬

‫الإسلابم‬ ‫الله فى‬ ‫‪ ،‬ومعرفة‬ ‫قديمة‬ ‫رجعية‬ ‫نزعات‬ ‫بنا إلى‬ ‫‪ ،‬ويذهب‬ ‫الوراء‬ ‫بنا إلى‬ ‫لأنه يرجع‬

‫‪ ،‬وهى‬ ‫ب!قامة الأدلة عليه‬ ‫الكرثم‬ ‫القراَن‬ ‫عُنىَ‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫إنما يراد منها الاعتقاد بوجوده‬

‫التى‬ ‫وبالوسائل‬ ‫المعروفة لنا ‪،‬‬ ‫بالعلوم‬ ‫والأرض‬ ‫السماوات‬ ‫خلق‬ ‫فى‬ ‫النظر‬ ‫إلى‬ ‫أدلة ترجع‬

‫‪ ،‬وما‬ ‫ووسائلها‬ ‫الغاية‬ ‫المسلم بهذه‬ ‫من‬ ‫قنع الإسلام‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الاعتقاد‬ ‫إلى‬ ‫العلم للوصول‬ ‫سنها‬

‫لنمسلمين‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫لا يرضاه‬ ‫وعناء‬ ‫‪،‬‬ ‫ينفع‬ ‫ولا‬ ‫يضر‬ ‫قد‬ ‫تصنع‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫المتصوفة‬ ‫يتكلفه‬

‫قال‬ ‫واستمداد السلطان منه ‪ ،‬حتى‬ ‫الثه‬ ‫الحظوة عند‬ ‫دعوى‬ ‫معرودا الكرخى‬ ‫ذلك‬ ‫وقد أورث‬

‫بى‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫فأقسم‬ ‫الله حاجة‬ ‫إلى‬ ‫لك‬ ‫له ‪ :‬إذا كانت‬ ‫لتلمذ‬

‫بيشهم بإجابة‬ ‫مماته ؟ لأنه اشتهر‬ ‫وبعد‬ ‫حياته‬ ‫فى‬ ‫بمعروت‬ ‫فتنة الناس‬ ‫سببأ فى‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬

‫يستسقون‬ ‫بغداد‬ ‫كالن أهل‬ ‫مات‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫حياته‬ ‫فى‬ ‫منه الدعوة‬ ‫يطلبون‬ ‫فكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الدعوة‬

‫معروفا‬ ‫‪ :‬رأيت‬ ‫ألسقطى‬ ‫سرىّ‬ ‫تلميذه‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫مجرت‬ ‫ترياق‬ ‫‪ :‬قبر معروف‬ ‫بقبره ‪ ،‬ويقولون‬

‫؟‬ ‫هذا‬ ‫‪ :‬من‬ ‫لملائكته‬ ‫يقول‬ ‫قدرته‬ ‫جلت‬ ‫والبارى‬ ‫‪،‬‬ ‫العرش‬ ‫تحت‬ ‫النوم وكأنه‬ ‫فى‬ ‫الكرخى‬

‫فلا‬ ‫حبى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬سكر‬ ‫الكرخى‬ ‫معروف‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫يا ربنا منا‬ ‫أعلم‬ ‫‪ :‬أنت‬ ‫يقولون‬ ‫وهم‬

‫فى‬ ‫الكرخى‬ ‫معروفا‬ ‫‪ :‬رأيت‬ ‫يقول‬ ‫أبى‬ ‫‪ :‬سمعت‬ ‫الحسن‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪ .‬وقال‬ ‫إلا بلقائى‬ ‫يفيق‬

‫‪ :‬بزهدك‬ ‫فقلت‬ ‫‪،‬‬ ‫لى‬ ‫غفر‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫الله بك‬ ‫فعل‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقلت‬ ‫‪،‬‬ ‫موته‬ ‫النوم بعد‬

‫‪.‬‬ ‫الفقراء‬ ‫‪ ،‬ومجة‬ ‫الفقر‬ ‫‪ ،‬ولزومى‬ ‫ابن إلسماك‬ ‫موعظة‬ ‫بقبول‬ ‫‪ :‬لا ‪ ،‬بل‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫وورعك‬

‫تعالى‪،‬‬ ‫اللّه‬ ‫إقباله على‬ ‫فى‬ ‫سببا‬ ‫كانت‬ ‫التى‬ ‫السابقة‬ ‫الموعظة‬ ‫المماك‬ ‫ابن‬ ‫بموعظة‬ ‫ويعنى‬

‫الرضا‪.‬‬ ‫بن موسى‬ ‫مولاه على‬ ‫ما كان عليه ‪ ،‬إلا خدمة‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫واعراضه‬

‫الاعتدال‬ ‫مسلك‬ ‫فى زهدهم‬ ‫الزهاد سلكوا‬ ‫أولئك‬ ‫وغيره من‬ ‫ولو أن معروفا الكرخى‬

‫أمر غريب‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫مماتهم‬ ‫وبعد‬ ‫حياتهم‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫‪ ،‬ولما فتنوهم‬ ‫زهدهم‬ ‫إلى‬ ‫لفتوا الناس‬ ‫لما‬

‫وأقبلوا كل‬ ‫‪،‬‬ ‫فُتنوا بحبها‬ ‫الدنيا التى‬ ‫زهد‬ ‫فى‬ ‫(ذا كان‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫يلفتهم‬ ‫الناس‬ ‫بين‬

‫الزهد فيها ‪ ،‬وربما يفتق‬ ‫يغالى فى‬ ‫الدنيا يلفته من‬ ‫حب‬ ‫ينالى فى‬ ‫الإقبال عليها ‪ ،‬ومن‬

‫بين‬ ‫انئه وسط‬ ‫‪ ،‬ودين‬ ‫غلو‬ ‫إلى‬ ‫غلو‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويفر‬ ‫الزهد‬ ‫مثله فى‬ ‫‪ ٍ،‬فيغالى‬ ‫زهدها‬ ‫بمغالاته فى‬

‫‪ ،‬وهم‬ ‫الاعتدال‬ ‫حد‬ ‫عند‬ ‫امورهم‬ ‫يقفوا فى‬ ‫العامة أن‬ ‫وأشباه‬ ‫للعامة‬ ‫أنى‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫وذاك‬ ‫هذا‬

‫السبيل‪.‬‬ ‫سواء‬ ‫إلى‬ ‫الهادى‬ ‫والثه‬ ‫‪،‬‬ ‫أفرطوا‬ ‫لىاذا عادَوا‬ ‫فَرَّطوا ‪،‬‬ ‫إذا احبوا‬

‫***‬

‫‪81‬‬ ‫فى الاسلام )‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪6‬‬


‫القرن الثالث‬ ‫المجددون فى‬

‫القرن الثالث الهجرى‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫م ‪ ،‬وقد كان المسلمون‬ ‫‪129‬‬ ‫سنة‬ ‫هـإلى‬ ‫‪816‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫يمتد القرن الثالث الهجرى‬

‫تأثير النكسات‬ ‫بسبب‬ ‫الضعف‬ ‫من‬ ‫‪! ،‬ان كانوا قد اعتراهم شىء‬ ‫أمم العالم أيضا‬ ‫فيه أقوى‬

‫الدول‬ ‫أقوى‬ ‫التى كانت‬ ‫فيه الدولة العباسية‬ ‫ضعفت‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة فيهم‬ ‫الرجعية‬

‫الدول القوية التى كانت‬ ‫فيها من‬ ‫عليه ما ظهر‬ ‫قد غطَى‬ ‫هذا الضعف‬ ‫الإسلامية ‪ ،‬ولكن‬

‫حمت‬ ‫فقد‬ ‫؟‬ ‫بمصر‬ ‫طُولونَ‬ ‫بنى‬ ‫ودولة‬ ‫‪،‬‬ ‫بخراسان‬ ‫طاهر‬ ‫بنى‬ ‫‪ ،‬كدولة‬ ‫لها بالطاعة‬ ‫تدين‬

‫اْطراف المسلمين‬ ‫الثانية‬ ‫الدولة‬ ‫‪ ،‬كما حمت‬ ‫الشرق‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫الدولة الأولى أطراف‬

‫بلاد المسلمين ‪ ،‬فردتها‬ ‫بعض‬ ‫تغير على‬ ‫قد أخذت‬ ‫دولة الروم الشرقية ‪ ،‬وكانت‬ ‫جهة‬ ‫من‬

‫بلاد‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫قوية‬ ‫دولة‬ ‫إنشاء‬ ‫من‬ ‫تمكنوا‬ ‫قد‬ ‫بنو أمية‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫أعقابها‬ ‫على‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬

‫المجاورة لها يخها‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫على‬ ‫أوربا الغربية ‪ ،‬وظهرت‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فتوكلت‬ ‫الأندلس‬

‫كان لهم‬ ‫فيه ملوك‬ ‫العلمية ‪ ،‬وظهر‬ ‫نهضتهم‬ ‫المسلمون فى هذا القرن على‬ ‫وقد حافظ‬

‫‪-‬‬ ‫الرشيد ( ‪127‬‬ ‫‪ ،‬كالواثق بن المعتصم بن هارون‬ ‫النهضة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫أثر فى‬

‫كان يسمى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫وفضله‬ ‫المأمون فى علمه‬ ‫مثل عمه‬ ‫م ) وكان‬ ‫‪847 -‬‬ ‫‪842‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪132‬‬

‫فى‬ ‫يعقد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫والحكماء‬ ‫آراء العلماء‬ ‫على‬ ‫بالوقوف‬ ‫شغوفا‬ ‫لا!نه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫المأمون الأصغر‬

‫الذهبى‬ ‫بموته العصر‬ ‫انتهى‬ ‫المأمون ‪ ،‬وقد‬ ‫عمه‬ ‫المسائل العلمية مثل‬ ‫فى‬ ‫للمناظرة‬ ‫مجلسا‬ ‫قصره‬

‫من‬ ‫سبقه‬ ‫من‬ ‫ومثل‬ ‫مثله‬ ‫اقوياء‬ ‫مِلوك‬ ‫ملوكهم‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫يظهر‬ ‫لا!نه لم‬ ‫‪،‬‬ ‫العباسية‬ ‫للدولة‬

‫‪-‬‬ ‫( ‪927‬‬ ‫المعتصم‬ ‫بن‬ ‫المتوكل‬ ‫بن‬ ‫الموفَق‬ ‫بن‬ ‫المعتضد‬ ‫منهم‬ ‫يستثنى‬ ‫أن‬ ‫ويمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ملوكهم‬

‫‪ ،‬وكان فيه ميل‬ ‫عهده‬ ‫بنى العباس شيئا فى‬ ‫م ) فقد تجدد ملك‬ ‫‪209‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪298‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪928‬‬

‫‪-‬‬ ‫المحاضرة‬ ‫حسن‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫جاء‬ ‫وقد‬ ‫بها بين المسلمين ‪،‬‬ ‫العلوم والنهوض‬ ‫لنشر‬

‫أنه يريده‬ ‫‪ ،‬فذكر‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫فسئل‬ ‫‪،‬‬ ‫الذرع‬ ‫فى‬ ‫استزاد‬ ‫ببغداد‬ ‫قصره‬ ‫بنى‬ ‫لما‬ ‫أنه‬ ‫للسيوطى(‪)1‬‬

‫من‬ ‫صناعة ومذهب‬ ‫رؤساء كل‬ ‫موضع‬ ‫فى كل‬ ‫يرتب‬ ‫ومقاصر‬ ‫ليبنى فيه دورا ومساكن‬

‫‪. 156‬‬ ‫ب ‪2‬ص‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪82‬‬
‫اختار‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫الأرزاق السنية ‪ ،‬ليقصد‬ ‫عليهم‬ ‫العلوم النظرية والعملية ‪ ،‬ويجرى‬ ‫مذاهب‬

‫عنه‪.‬‬ ‫رثيسا فيأخذ‬ ‫أو صناعة‬ ‫علما‬

‫فى‬ ‫وأديانهم‬ ‫أجناسهم‬ ‫اختلاف‬ ‫أفراد الرعية على‬ ‫رغبة كثير من‬ ‫وهذا إلى ما كان من‬

‫قائمة‬ ‫لا تزال‬ ‫الحكمية‬ ‫العلوم‬ ‫الرغبة فى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫أنواعها‬ ‫اختلاف‬ ‫العلوم على‬ ‫من‬ ‫الاستزادة‬

‫لها ‪ ،‬كالمتوكل بن المعتصم‬ ‫الملوك‬ ‫بعض‬ ‫مناهضة‬ ‫ما كان من‬ ‫الأفراد ‪ ،‬على‬ ‫بكثير من‬

‫الوراقين‬ ‫يمنع‬ ‫كان‬ ‫المعتضد السابق أنه‬ ‫إلى‬ ‫وينسب‬ ‫`)‬ ‫‪Ali-‬‬ ‫‪A-=VM‬‬ ‫‪247 -‬‬ ‫( ‪232‬‬

‫الإلهيات‬ ‫؟ كقسم‬ ‫منها‬ ‫لنوع خاص‬ ‫هذا كان‬ ‫‪ ،‬فلعل‬ ‫الفلسفة وما شاكلها‬ ‫بيع كتب‬ ‫من‬

‫الصناعة‬ ‫رؤساء‬ ‫من‬ ‫رئيس‬ ‫لكل‬ ‫موضمعا‬ ‫بقصره‬ ‫تخصيصه‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأنه ينافى ما سبق‬ ‫ونحوه‬

‫النظرية والعملية‪.‬‬ ‫العلوم‬ ‫ومذاهب‬

‫القرن‬ ‫فى‬ ‫إلا قليلا عنها‬ ‫تضعف‬ ‫لم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫نهضة‬ ‫مبلغ‬ ‫هو‬ ‫فهذا‬

‫تمزقها‬ ‫الشرقية‬ ‫امبراطوريتها‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ضعفا‬ ‫‪ ،‬أما أوربا ف!نها ازدادت‬ ‫السابق‬

‫الدولة‬ ‫ملوك‬ ‫أول‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫المكدونى‬ ‫باسيل‬ ‫عهد‬ ‫إلا فى‬ ‫شيئا‬ ‫تقو‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الداخلية‬ ‫الفتن‬

‫لانتشار‬ ‫محبا‬ ‫‪،‬‬ ‫والذكاء‬ ‫بالفطنة‬ ‫معروفا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الهرقلية‬ ‫الدولة‬ ‫بعد‬ ‫قامت‬ ‫التى‬ ‫المكدونية‬

‫قام بعده‬ ‫مات‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫دولته‬ ‫على‬ ‫وغيرهم‬ ‫المسلمين‬ ‫هجوم‬ ‫يقاوم‬ ‫أن‬ ‫استطاع‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫العلوم‬

‫لا قيمة لهم‪.‬‬ ‫ضعفاء‬ ‫ملوك‬

‫أمرها‪،‬‬ ‫بعده وضعف‬ ‫الغربية ‪ ،‬فقد انقسمت‬ ‫إمبراطورية شارلمان‬ ‫كان حال‬ ‫وكذلك‬

‫العلوم‬ ‫نشر‬ ‫فى‬ ‫" ألفرد " فقد سعى‬ ‫هذا القرن بقيام ملكها‬ ‫فى‬ ‫تظهر‬ ‫إنجلترا بدأت‬ ‫ولكن‬

‫إلى اللغة الإنجليزية‪،‬‬ ‫الكتب‬ ‫بعض‬ ‫الكتب ‪،‬كما ترجم‬ ‫فيها ‪ ،‬وقام بتأليف بعض‬ ‫والصناعات‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫العبارة ‪ -‬يجب‬ ‫هذه‬ ‫وصيته‬ ‫فى‬ ‫وجدت‬ ‫م ‪ ،‬وقد‬ ‫‪09 0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫وفاته سنة ‪YVV‬‬ ‫وكانت‬

‫بها‬ ‫يتمثلون‬ ‫‪ ،‬وصازوا‬ ‫بعده‬ ‫الإنكليز‬ ‫فكادْ لها أثرها فى‬ ‫‪-‬‬ ‫كافكارهم‬ ‫الإنكليز أحرارا‬ ‫يكون‬

‫حاديثهم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فى‬

‫من‬ ‫لم تخل‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫شارلمان‬ ‫العلمية التى قام بها الاعبراطور‬ ‫أن الحركة‬ ‫على‬

‫سكوت‬ ‫فيه جون‬ ‫اكبر رجالها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أثر منها‬ ‫ابدى‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فبقى‬ ‫أثر بعدها‬

‫فلسفته‬ ‫أول فلاسفة المسلمين ‪ ،‬ولكن‬ ‫الكندى‬ ‫عاصر‬ ‫مدرسى‬ ‫أول فيل!وف‬ ‫أريجينا ‪ ،‬وهو‬

‫سنة‬ ‫توفى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫منها التوفيق بين الدين والفلسفة‬ ‫غرضه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫دينية محضة‬ ‫كانت‬

‫به البلاد الإسلامية فى هذا‬ ‫تزخر‬ ‫ما كانت‬ ‫هذا لا يذكر بجانب‬ ‫م ‪ ،‬ومثل‬ ‫‪877‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪264‬‬

‫العلوم ‪.‬‬ ‫علم من‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫ودين‬ ‫جنس‬ ‫الحكماء والعلماء ‪ ،‬من كل‬ ‫القرن من‬

‫العلمية‬ ‫نهضتهم‬ ‫‪ ،‬فوقفت‬ ‫السابقة‬ ‫الرجعية‬ ‫نكساتهم‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫بقوا مع‬ ‫المسلمين‬ ‫ولكن‬

‫هذه‬ ‫بينما زاد امر‬ ‫‪،‬‬ ‫قليلا عنه‬ ‫تراجعت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫المأمون‬ ‫عهد‬ ‫إليه فى‬ ‫وصلت‬ ‫الحد الذى‬ ‫عند‬

‫‪Ar‬‬
‫الناس بالقوة ‪ -‬بعد‬ ‫المعتصم والواثق فى حمل‬ ‫مضى‬ ‫‪ ،‬فاشتد النزاع الدينى بسبب‬ ‫النكسات‬

‫بن حنبل‪،‬‬ ‫لهم فيه الإمام أحمد‬ ‫وقف‬ ‫من‬ ‫القرآن ‪ ،‬وكان أشد‬ ‫القول بخلق‬ ‫المأمون ‪ -‬على‬

‫‪ ،‬وقد لقى‬ ‫موقفه‬ ‫السنة يؤيدونه فى‬ ‫أهل‬ ‫ورائه جمهور‬ ‫من‬ ‫لهذه القوة ‪ ،‬وكان‬ ‫فلم يذعن‬

‫‪ ،‬ونهى‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫إلى‬ ‫مال‬ ‫الواثق‬ ‫بعد‬ ‫المتوكل‬ ‫ولى‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫والسَّجن‬ ‫الجلد‬ ‫من‬ ‫فيه ما لقى‬

‫بترك‬ ‫‪ ،‬وأمرهم‬ ‫البحث‬ ‫فنهاهم عن‬ ‫القرآن ‪ ،‬ولكنه تغالى فى ذلك‬ ‫القول بخلق‬ ‫الناس عن‬

‫بالت!ليم‬ ‫الملوك قبله ‪ ،‬ويأخذوا‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫كانوا عليه‬ ‫عما‬ ‫الاَراء ‪ ،‬ليكفوا‬ ‫النظر والمباحثة فى‬

‫وذريته ‪ ،‬ومنع‬ ‫بن ابى طالب‬ ‫على‬ ‫شأن‬ ‫من‬ ‫فانتقص‬ ‫ذلك‬ ‫والتقليد ‪ ،‬بل تغالى اكثر من‬

‫يبق‬ ‫ولم‬ ‫فهدم‬ ‫قبر الحسين‬ ‫أمر بهدم‬ ‫‪ ،‬ئم‬ ‫الكوفة‬ ‫والغرىِّ بأرض‬ ‫زيارة قبر الحسين‬ ‫من‬ ‫الناس‬

‫على‬ ‫شان‬ ‫يعظمون‬ ‫السنة ‪ ،‬لأنهم‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫هذا لي!‬ ‫له أثر ‪ ،‬ومثل‬

‫العهد من‬ ‫ذلك‬ ‫فيهم على‬ ‫‪ ،‬وقد يكون‬ ‫وعثمان‬ ‫أبى بكر وعمر‬ ‫شأن‬ ‫وذريته ‪ ،‬كما يعظمون‬

‫القول بخلق‬ ‫الغلو ‪،‬لأنه كان فيمن قرتهم إليه بحد رفع محنة‬ ‫فى ذلك‬ ‫كان يوافق المتوكل‬

‫فيهم من‬ ‫ونحوه (‪ )1‬فلا يبعد أن يكون‬ ‫بالتجسيم‬ ‫الحشوية الذين يقولون‬ ‫من‬ ‫القرآن بعضٌ‬

‫عن‬ ‫بالكف‬ ‫المنتصر بعد المتوكل فأمر‬ ‫‪ ،‬وقد جاء‬ ‫وذرشه‬ ‫فى على‬ ‫هذا الغلو‬ ‫وافقه على‬

‫إليهم‪،‬‬ ‫برد فدك‬ ‫‪ ،‬وأمر‬ ‫قبورهم‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫زيارة قبر الحسين‬ ‫للناس‬ ‫‪ ،‬وأباح‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬ ‫ا!‬

‫لشيعتهم‪.‬‬ ‫لهم أوقافهم وترك التعرض‬ ‫وأطلق‬

‫عنصر‬ ‫هو‬ ‫ثالث‬ ‫فيها عنصر‬ ‫‪ ،‬فدخل‬ ‫زاد أمر النك!ة الرجعية الاجتماعية‬ ‫وكذلك‬

‫التنَة‬ ‫من‬ ‫العرب‬ ‫جمهور‬ ‫ان‬ ‫رأى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أمه أمَة تركية‬ ‫كانت‬ ‫المعتصم‬ ‫أن‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الترك‬

‫من‬ ‫الفرس‬ ‫جمهور‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫القرآن‬ ‫بخلق‬ ‫القول‬ ‫بسبب‬ ‫العباسيين‬ ‫الأمر بينهم وبين‬ ‫تفاقم‬ ‫الذين‬

‫كان للعلويين ‪ ،‬وقد أنجذه العباسيون منهم‬ ‫تشعهم‬ ‫؟ لاْن أصل‬ ‫بن أبى طالب‬ ‫على‬ ‫شيعة‬

‫‪ ،‬واختار عنصر‬ ‫والفُرس‬ ‫غير العرب‬ ‫عنصر‬ ‫‪ ،‬فرأى أن يعتمد على‬ ‫بطريقة الحيلة كما سبق‬

‫النهر‪،‬‬ ‫ما وراء‬ ‫بلاد‬ ‫فى‬ ‫الرقيق‬ ‫أسواف‬ ‫إليه من‬ ‫يجلبون‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫أمه‬ ‫لكون‬ ‫الترك‬

‫فى‬ ‫الكبيرة ‪ ،‬وتبعه‬ ‫الولايات‬ ‫‪ ،‬وقلدهم‬ ‫المناصب‬ ‫إليهم أعلى‬ ‫‪ ،‬وأسند‬ ‫قصره‬ ‫حراسة‬ ‫فولاهم‬

‫خمسين‬ ‫على‬ ‫زاد عددهم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫منظرهم‬ ‫وجمال‬ ‫شجاعتهم‬ ‫كان من‬ ‫لما‬ ‫دولته ‪،‬‬ ‫هذا وجوه‬

‫العربية وأحكام‬ ‫‪ ،‬فيعلمونهم‬ ‫المناصب‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫يصلوا‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫يُعنون بتثقيفهم‬ ‫ألفا ‪ ،‬وكانوا‬

‫الأمراء المثقفين‬ ‫زمرة‬ ‫فى‬ ‫الدخول‬ ‫‪ ،‬ليمكنهم‬ ‫وغيرها‬ ‫الدينية‬ ‫العلوم‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬ويدرِّسون‬ ‫الإسلام‬

‫بلإدهم‪.‬‬ ‫فى‬ ‫عليها‬ ‫آثار البداوة التى نشئوا‬ ‫عنهم‬ ‫وتزول‬

‫بهم إلى مرتبة مَن‬ ‫‪ ،‬ولم يمكنه أن يصل‬ ‫منهم‬ ‫إلى غرضه‬ ‫المعتصم لم يصل‬ ‫ولكن‬

‫أمر أنا‬ ‫قلبى‬ ‫‪ :‬فى‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫إبراهيم‬ ‫بن‬ ‫إليه يوما إسحاق‬ ‫جلس‬ ‫الفُرْس ‪ ،‬وقد‬ ‫من‬ ‫قبلهم‬ ‫ظهر‬

‫‪.‬‬ ‫‪89‬‬ ‫والرد على أهل الأهواء والبدع لأبى الحسين الملطى ‪ -‬ص‬ ‫التنبيه‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Af‬‬
‫انا‬ ‫أربعة أنجبوا ‪ ،‬واصطنعتُ‬ ‫اصطنع‬ ‫المأمون وقد‬ ‫أخى‬ ‫إلى‬ ‫‪ :‬نظرت‬ ‫طويلة‬ ‫مدة‬ ‫فيه منذ‬ ‫افكر‬

‫‪ :‬طاهر‬ ‫قال‬ ‫؟‬ ‫أخوك‬ ‫اصطنعهم‬ ‫الذين‬ ‫‪ :‬ومن‬ ‫له إسحاف‬ ‫! فقال‬ ‫منهم‬ ‫أحد‬ ‫يفلح‬ ‫لم‬ ‫أربعة‬

‫يُرَ‬ ‫لم‬ ‫الذى‬ ‫الرجل‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫طاهر‬ ‫الثه بن‬ ‫وعبد‬ ‫‪،‬‬ ‫وسمعت‬ ‫رأيتَ‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الحسين‬ ‫ابن‬

‫إبراهيم‪،‬‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫أبدا ‪ ،‬وأخوك‬ ‫منك‬ ‫السلطان‬ ‫لا يعتاض‬ ‫والثه الذى‬ ‫‪ ،‬فأنت‬ ‫مثله ‪،‬وأنت‬

‫أمره ‪ -‬يعنى قتله له‪-‬‬ ‫إلى ما صار‬ ‫الأفشين ‪ ،‬فقد رأيت‬ ‫؟ وأنا فاصطنعت‬ ‫وأين مثل محمد‬

‫‪:‬‬ ‫له إسحاق‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫فيه‬ ‫فلا مغنى‬ ‫‪ ،‬ووصيف‬ ‫‪ ،‬فلا شىء‬ ‫أيه ‪ ،‬وايتاخ‬ ‫‪ ،‬ففشل‬ ‫وأشناس‬

‫فروعها‪،‬‬ ‫فأنجبت‬ ‫‪،‬‬ ‫فاستعملها‬ ‫الأصول‬ ‫إلى‬ ‫أخوك‬ ‫نظر‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫أعرك‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫يا أمير‬

‫لَمُقاساة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬يا إسحاق‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫لها‬ ‫لا أصول‬ ‫إذ‬ ‫‪،‬‬ ‫تنجب‬ ‫فلم‬ ‫فروعا‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫واستعمل‬

‫من يد‬ ‫الأمر كان قد خرج‬ ‫‪ .‬ولكن‬ ‫هذا الجواب‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫أسهل‬ ‫المدة‬ ‫هذه‬ ‫ما مر بى فى طول‬

‫العرب‬ ‫على‬ ‫تغلبوا‬ ‫يلبثوا أن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الترك‬ ‫هؤلاء‬ ‫مع‬ ‫شيئا‬ ‫يفعل‬ ‫يمكنه أن‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫المعتصم‬

‫وعزلهم‪،‬‬ ‫بيدهم أمر تولتهم‬ ‫صار‬ ‫العباس!ن أنفسهم ‪ ،‬حتى‬ ‫ملوك‬ ‫‪ ،‬بل تغلبوا على‬ ‫والفرس‬

‫دماء كثير منهم‪.‬‬ ‫ولم يتورعوا عن‬

‫يتنازعون‬ ‫الذين‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫يتنازعون‬ ‫ثلاثة عناصر‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫فكان‬

‫كان‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫العلمية فى‬ ‫النهضة‬ ‫الترك نكبة على‬ ‫غلبة عنصر‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫فقط‬ ‫قبله عنصرين‬

‫لهم تاريخ قديم فى‬ ‫نثمأتهم البدوية ‪ ،‬ولانهم لم يكن‬ ‫الطبع بسبب‬ ‫خشونة‬ ‫عليهم من‬ ‫يغلب‬

‫بعد تغلبهم على‬ ‫مشجعا‬ ‫العلمية منهم‬ ‫‪ ،‬فلم تجد النهضة‬ ‫الفرس‬ ‫مثل‬ ‫العلم والحضارة‬

‫فى‬ ‫والنظر‬ ‫البحث‬ ‫‪ ،‬ويكرهون‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫كانوا يميلون إلى‬ ‫انهم‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الدولة‬

‫شعوب‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫منهم إلى الفرس‬ ‫إلى العرب‬ ‫هذا أقرب‬ ‫العلوم النظرية ‪ ،‬وكانوا فى‬

‫الدولة‪.‬‬

‫القرن‬ ‫فسادا عنها فى‬ ‫النكسة الرجعية السياسية ‪ ،‬فقد زادت‬ ‫فى‬ ‫الأمرْ‬ ‫كان‬ ‫وكذلك‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬أما فى‬ ‫الرعية‬ ‫فى‬ ‫أقوياء يستدون‬ ‫ملوك‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬

‫يعرفه‬ ‫لم‬ ‫جديد‬ ‫فيه استبداد‬ ‫فنشأ‬ ‫‪،‬‬ ‫معا‬ ‫بالملوك والرعية‬ ‫التركية تستبد‬ ‫الطاثفة‬ ‫تلك‬ ‫فكانت‬

‫بيد تلك‬ ‫ألعوبة‬ ‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الرعية‬ ‫قبل‬ ‫بناره الملوك‬ ‫اكتوى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫الإسلام‬

‫لا‬ ‫عاجزة‬ ‫والرءسة‬ ‫‪،‬‬ ‫تشاء‬ ‫من‬ ‫او تقتل‬ ‫تشاء‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وتعزل‬ ‫منهم‬ ‫تشاء‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬تولى‬ ‫الطائفة‬

‫ذلك‬ ‫من‬ ‫تقاسيه‬ ‫ما‬ ‫نفسها‬ ‫عن‬ ‫تمنع‬ ‫أن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الملوك‬ ‫فى‬ ‫استبدادها‬ ‫تقاوم‬ ‫أن‬ ‫يمكنها‬

‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوائل‬ ‫فى‬ ‫والواثق‬ ‫الطائفة إلا المعتصم‬ ‫تلك‬ ‫استبداد‬ ‫من‬ ‫ينج‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الاستبداد‬

‫والمعتز‬ ‫أمر المنتصر والمستعين‬ ‫انتهى‬ ‫أمره بقتلها له ‪ ،‬وكذلك‬ ‫المتوكل فانتهى‬ ‫بعدهما‬ ‫جاء‬ ‫وقد‬

‫م ) فاستبد به‬ ‫‪298‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪AV‬‬ ‫هـ=ْ‬ ‫‪927 -‬‬ ‫( ‪256‬‬ ‫المعتمد بعدهم‬ ‫والمهتدى بعده ‪ ،‬وقد ولى‬

‫والشام ‪،‬‬ ‫مصر‬ ‫الطائفة قد أقام ملكا فى‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫بن طولون‬ ‫أحمد‬ ‫الموفق ‪ ،‬وكان‬ ‫أخوه‬

‫‪85‬‬
‫يؤديه إليهم كل‬ ‫خراج‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫المنابر‬ ‫على‬ ‫فى الخطبة باسمهم‬ ‫علاقته بالعباسيين‬ ‫وانحصرت‬

‫الموفق‬ ‫المعتمد ‪ ،‬ولما مات‬ ‫على‬ ‫الاستئثار بالسلطة‬ ‫الموفق فى‬ ‫بينه وبين‬ ‫سنةْ ‪ ،‬فقام نزاع طويل‬

‫المعتمد‬ ‫يلبث‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بعده‬ ‫العهد‬ ‫ولاية‬ ‫لنفسه‬ ‫مثله بالمعتمد ‪ ،‬وجعل‬ ‫فاستبد‬ ‫ابنه المعتضد‬ ‫خلفه‬

‫المعتضد‬ ‫بعده‬ ‫بأنه سُتمَ ‪ ،‬فقام‬ ‫الإشاعات‬ ‫تواترت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فجأة‬ ‫ومات‬ ‫إلا أشهرا‬ ‫بعده‬

‫نفوذ‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فضعف‬ ‫ملكه‬ ‫قوبا فى‬ ‫م ) وكان‬ ‫‪209‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪298‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪928‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪927‬‬

‫بعده‬ ‫قبله ‪ ،‬فاَل الأمر من‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫عكس‬ ‫على‬ ‫طبيعى‬ ‫انتهى أمره بموت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأتراك‬ ‫أولئك‬

‫إلى‬ ‫م ) وقد عاد نفوذ الأتراك فى عهده‬ ‫‪809 -‬‬ ‫‪Y!4‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪592 -‬‬ ‫لابنه المكتفى ( ‪928‬‬

‫بعده‬ ‫الأتراك‬ ‫فبايع أولئك‬ ‫أبيه ‪،‬‬ ‫مثل‬ ‫طبيعى‬ ‫بموت‬ ‫انتهى‬ ‫أمره‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫مئل‬

‫بعضهم‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫أيديهم‬ ‫فى‬ ‫ألعوبة‬ ‫‪ ،‬ليكون‬ ‫عمره‬ ‫من‬ ‫الثالثة عشرة‬ ‫فى‬ ‫المقتدر وهو‬ ‫لأخيه‬

‫تمت‬ ‫حتى‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫واجتهد‬ ‫المعتز ‪،‬‬ ‫بن‬ ‫اللّه‬ ‫عبد‬ ‫وآثر عليه‬ ‫‪،‬‬ ‫توليته لأنه صبى‬ ‫فى‬ ‫خالف‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪809‬‬ ‫له سنة ‪ Y 69‬هـ‪-‬‬ ‫البيعة‬

‫علم‬ ‫لما‬ ‫الط!رِئ‬ ‫جرير‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫أن‬ ‫الخلفاء(‪)1‬‬ ‫‪ :‬تاريخ‬ ‫كتابه‬ ‫فى‬ ‫السيوطى‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬

‫فمن‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫المعتز‬ ‫ابن‬ ‫بويع‬ ‫‪:‬‬ ‫قيل‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫الخبر‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫المعتز‬ ‫ابن‬ ‫ومبايعة‬ ‫المقتدر‬ ‫بخلع‬

‫قيل‪:‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫للقضاء‬ ‫ذكر‬ ‫فمن‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫داود‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫قيل‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫للوزارة‬ ‫رُشح‬

‫ممن‬ ‫واحد‬ ‫‪ :‬كل‬ ‫قال‬ ‫؟‬ ‫وكيف‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقيل‬ ‫‪،‬‬ ‫يتم‬ ‫لا‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫فأطرق‬ ‫‪.‬‬ ‫المثنى‬ ‫أبو‬

‫إلا إدى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وما رأى‬ ‫‪ ،‬والدنيا مولية‬ ‫مدبر‬ ‫الرتبة ‪ ،‬والزمان‬ ‫معناه عالى‬ ‫فى‬ ‫متقدم‬ ‫سميتهم‬

‫لمدته طولا‪.‬‬ ‫‪ ،‬وما أرى‬ ‫اضمحلال‬

‫المقتدر‬ ‫إلى‬ ‫الأمر أرسل‬ ‫د‬ ‫‪-‬م‬ ‫لما‬ ‫المعتز‬ ‫ابن‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫الطبرى‬ ‫من‬ ‫النبوءة‬ ‫هذه‬ ‫صدقت‬ ‫وقد‬

‫‪ ،‬فاجتمع‬ ‫دار الملك‬ ‫له الانتقال إلى‬ ‫يتيسر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫طاهر‬ ‫بن‬ ‫دار محمد‬ ‫إلى‬ ‫يأمره بالانصراف‬

‫منهم‪،‬‬ ‫هرب‬ ‫رآهم‬ ‫فلما‬ ‫المعتز ‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫يقيم‬ ‫كان‬ ‫حيث‬ ‫المخرئم ‪-‬‬ ‫إلى‬ ‫المقتدر واتجهوا‬ ‫أنصار‬

‫انتهت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫حبسه‬ ‫فى‬ ‫مات‬ ‫أن‬ ‫ابن المعتز إلى‬ ‫حُبس‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ‫المقتدر‬ ‫الأمر إلى‬ ‫فعاد‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪329‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪032‬‬ ‫بقتله سنة‬ ‫المقتدر‬ ‫ولاية‬

‫لأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫المقام‬ ‫لها هذا‬ ‫لا يتسع‬ ‫طويلة‬ ‫وقفة‬ ‫تستحق‬ ‫جرير‬ ‫ابن‬ ‫النبوءة من‬ ‫هذه‬ ‫ولكن‬

‫هذا‬ ‫القوة فى‬ ‫لهم من‬ ‫ما كان‬ ‫المسلمين مع‬ ‫مصير‬ ‫غافلا كغيره عن‬ ‫أنه لم يكن‬ ‫على‬ ‫تدل‬

‫على‬ ‫بكثير‬ ‫هذا‬ ‫ولي!‬ ‫‪،‬‬ ‫مولية‬ ‫ودنياهم‬ ‫‪،‬‬ ‫مدبر‬ ‫زمانهم‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫يرى‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬

‫يدرسه‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫للاعتبار‬ ‫التاريخ‬ ‫يدرس‬ ‫مؤرخ‬ ‫من‬ ‫ما ينتظر‬ ‫أقل‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الكبير‬ ‫المؤرخ‬ ‫ذلك‬

‫‪.‬‬ ‫والأخبار‬ ‫الحوادث‬ ‫لمجرد‬

‫والاضطرابات‬ ‫الفق‬ ‫‪ ،‬فكثرت‬ ‫عليهم‬ ‫الأتراك‬ ‫أولئك‬ ‫بتجرؤ‬ ‫هيبة العباسين‬ ‫زالت‬ ‫وقد‬

‫‪.‬‬ ‫‪l‬‬ ‫‪52‬‬ ‫صر‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Al‬‬
‫لا تتعدى‬ ‫‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫تبعيتها لها صورية‬ ‫‪ ،‬فكانت‬ ‫ولاتها‬ ‫لبعض‬ ‫دول‬ ‫‪ ،‬وقام بداخلها‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬

‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫أحيانا‬ ‫يؤدى‬ ‫الخوارج‬ ‫من‬ ‫المنابر وقليلا‬ ‫على‬ ‫للعباسيين‬ ‫الخطبة‬

‫قامت بخراسان بعد‬ ‫م ) وقد‬ ‫= ‪309‬‬ ‫‪867‬‬ ‫‪ 092‬هـ=‬ ‫‪-‬‬ ‫الصفارية ( ‪254‬‬ ‫الدولة‬

‫بغداد فى عهد‬ ‫على‬ ‫تستولى‬ ‫‪ ،‬وكادت‬ ‫وبلاد السند‬ ‫‪ ،‬وامتد نفوذها إلى فارس‬ ‫بنى طاهر‬

‫م ) وقد ن!ض‪،‬ت ببلاد ما‬ ‫‪4A9 -‬‬ ‫‪874‬‬ ‫‪=.+,‬‬ ‫‪938 -‬‬ ‫المعتمد ‪ ،‬ومنها الدولة السامانية ( ‪261‬‬

‫هـ=‬ ‫‪292‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪254‬‬ ‫(‬ ‫الطولونية‬ ‫الدولة‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫الصفارية‬ ‫الدولة‬ ‫إليها إرث‬ ‫النهر ‪،‬وا!‬ ‫وراء‬

‫هـ‪-‬‬ ‫والشام ‪ ،‬ومنها الدولة الفاطمية ( ‪567-792‬‬ ‫بمصر‬ ‫قامت‬ ‫م ) وقد‬ ‫‪509‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪868‬‬

‫لا تقر بسيادة‬ ‫علوية‬ ‫دولة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫والشام‬ ‫ومصر‬ ‫ببلاد المغرب‬ ‫قامت‬ ‫م ) وقد‬ ‫‪117 -1 g . 9‬‬

‫الأغالبة‬ ‫‪ ،‬كدولة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫قبل‬ ‫قامت‬ ‫دول‬ ‫بعض‬ ‫إلى‬ ‫السابقة ‪ ،‬وهذا‬ ‫الدول‬ ‫مثل‬ ‫العباسيين‬

‫مثل‬ ‫العباسيين‬ ‫البلاد من‬ ‫هذه‬ ‫اقتطعت‬ ‫علوية‬ ‫دولة‬ ‫وكانت‬ ‫بمراكش‬ ‫الأدارسة‬ ‫‪ ،‬ودولة‬ ‫بتونس‬

‫الدولة الفاطمية‪.‬‬

‫أنفسهم‬ ‫بها على‬ ‫المسلمون‬ ‫فانقسم‬ ‫‪،‬‬ ‫الملك‬ ‫على‬ ‫تتنازع وتتحارب‬ ‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫جمهورهم‬ ‫تجمع‬ ‫واحدة‬ ‫دولة‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الجهة أيضا‬ ‫هذه‬ ‫من‬

‫فلم‬ ‫النظر عنها‬ ‫العباسيون‬ ‫أغضى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أمية بالأندلس‬ ‫بنى‬ ‫إلا دولة‬ ‫غيرها‬ ‫دولة‬ ‫هناك‬ ‫يكن‬

‫بتلك‬ ‫الهجرى‬ ‫الثالث‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫السياسية‬ ‫الرجعية‬ ‫أثر النكسة‬ ‫‪ ،‬فاشتد‬ ‫بينهم وبيها‬ ‫حرب‬ ‫يقم‬

‫الجفوة‬ ‫هذه‬ ‫بين الملك والرعية‬ ‫الجفوة‬ ‫مكان‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وأضافت‬ ‫المسلمين‬ ‫كلمة‬ ‫التى فرقت‬ ‫الدول‬

‫‪،‬‬ ‫واحدة‬ ‫رعية‬ ‫تبق‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫متعددة‬ ‫رعايا‬ ‫إلى‬ ‫انقسمت‬ ‫الاْمة‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الدول‬ ‫تلك‬ ‫بين رعايا‬

‫ما‬ ‫الدينية بقدر‬ ‫المصلحة‬ ‫لا تهمها‬ ‫‪،‬‬ ‫متعادية‬ ‫دول‬ ‫إلى‬ ‫وتفرقت‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسى‬ ‫تباعدها‬ ‫فاتسع‬

‫السياشة‪.‬‬ ‫المصلحة‬ ‫تهمها‬

‫الذين‬ ‫هم‬ ‫كانوا‬ ‫الصوفية‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ازداد سوءأ‬ ‫فقد‬ ‫الطبقات‬ ‫أما نظام‬

‫الأغنياء‬ ‫بين‬ ‫الفوارق‬ ‫بتقريب‬ ‫الصحيح‬ ‫علاجه‬ ‫إلى‬ ‫يتوجهوا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه أيضا‬ ‫علاجه‬ ‫تولوا‬

‫سموا‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬ ‫الفقر‬ ‫تحبيب‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاطىء‬ ‫علاجهم‬ ‫فى‬ ‫مضوا‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫والفقراء‬

‫المفاضلة بين الفقر والغنى‪،‬‬ ‫حول‬ ‫‪ ،‬وكان هناك خلاف‬ ‫الصوفية‬ ‫اسم‬ ‫فقراء بجانب‬ ‫أنفسهم‬

‫الفقير الصابر ‪ ،‬وقد ذهب‬ ‫إلى تفضيل‬ ‫الغنى الشاكر‪ ،‬وفريق ذهب‬ ‫إلى تفضيل‬ ‫ففريق ذهب‬

‫فى الزهد ‪ ،‬وكان‬ ‫المبالغة‬ ‫الغنى ‪،‬تمشيا مع نزعتهم فى‬ ‫الفقر على‬ ‫الصوفية إلى تفضيل‬ ‫جمهور‬

‫من‬ ‫م ‪ " :‬لا تاخذ‬ ‫= ‪AIV‬‬ ‫المتوفى سنة ‪253‬‬ ‫السقطى‬ ‫سرى‬ ‫الفقر قول‬ ‫مثلهم الأعلى فى‬

‫حملهم‬ ‫! ‪ ./‬وقد‬ ‫منه أحداً شيئأ‬ ‫ما تعطى‬ ‫معك‬ ‫‪ ،‬ولا يكن‬ ‫شيئأ‬ ‫أحدأ‬ ‫‪ ،‬ولا تسل‬ ‫شيئأ‬ ‫أحد‬

‫فى‬ ‫إلى نظريات‬ ‫‪ ،‬وصاروا‬ ‫أجسامهم‬ ‫تضاءلت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الشبع‬ ‫إيثار الجوع على‬ ‫هذا على‬

‫‪87‬‬
‫إلى مقام‬ ‫الوصول‬ ‫سبيل‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وجعلوا‬ ‫والنفوس‬ ‫إلى إماتة الأجسام‬ ‫تؤدى‬ ‫التصوف‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫اخترعوها‬ ‫التى‬ ‫المقامات‬ ‫من‬ ‫منه‬ ‫أبعد‬ ‫إلى‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫المعرفة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫هذا‬ ‫خطا‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫م ‪-‬‬ ‫‪985‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫ذو النون المصرى‬ ‫وكان‬

‫على‬ ‫التصوف‬ ‫رجال‬ ‫قيل إنه أحق‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الكرخى‬ ‫النظرى بعد معروف‬ ‫الخطوة فى التصوف‬

‫الأحوال‬ ‫فى‬ ‫تكلم‬ ‫أول من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫التصوف‬ ‫واضعأسس‬ ‫عليه اسم‬ ‫بأن يطلق‬ ‫الإطلاق‬

‫‪،‬‬ ‫والسماع‬ ‫للوجد‬ ‫تعريفات‬ ‫وضع‬ ‫كان أول من‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫مصر‬ ‫الولاية فى‬ ‫أهل‬ ‫ومقامات‬

‫عنده إلى هذه المقامات‬ ‫الوصول‬ ‫سبيل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫التوحيد بالتعريف الصوفى‬ ‫عرف‬ ‫من‬ ‫وأول‬

‫إنكاره‬ ‫ربه يكون‬ ‫العبد من‬ ‫‪ ( :‬إنه بمقدار ما يعرت‬ ‫قوله‬ ‫المأثور عنه‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫إنكار العبد لنفسه‬

‫النفس ب!نكارها فقط‪.‬‬ ‫إلا إلى هضم‬ ‫فى هذا لم يصل‬ ‫لنفسه ! ‪ .‬وهو‬

‫‪ ،‬فلم‬ ‫ذلك‬ ‫م ‪ -‬فى‬ ‫‪AV‬‬ ‫‪4‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪261‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫أبو يزيد البسطامى‬ ‫ثم ترقى‬

‫إلى إماتتها‬ ‫‪ ،‬بل دعاهم‬ ‫إنكار نفوسهم‬ ‫المسلمين على‬ ‫حمل‬ ‫به ذو النون من‬ ‫رضى‬ ‫بما‬ ‫يرض‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫شأنه‬ ‫جل‬ ‫سواه‬ ‫الوجود‬ ‫فى‬ ‫لا يكون‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بها‬ ‫باتصالها‬ ‫الله تعالى‬ ‫ذات‬ ‫فى‬ ‫لتفنى‬

‫‪ :‬ا للخلق‬ ‫قوله‬ ‫أخفها‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود‬ ‫وحدة‬ ‫دعوى‬ ‫فى‬ ‫تدخل‬ ‫اقوال‬ ‫إلى‬ ‫به هذا‬ ‫وصل‬

‫آثاره‬ ‫‪ ،‬وغيبت‬ ‫غيره‬ ‫هُويُته بهوية‬ ‫‪ ،‬وفنيت‬ ‫رسومه‬ ‫‪ ،‬لأنه محيت‬ ‫للعارف‬ ‫‪ ،‬ولا حال‬ ‫أحوال‬

‫فى‪-‬‬ ‫منى‬ ‫صاحوا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الحق‬ ‫إلى‬ ‫الحق‬ ‫من‬ ‫‪ ( :‬خرجت‬ ‫قوله‬ ‫أشدها‬ ‫أ ‪ ،‬ومن‬ ‫بآثار غيره‬

‫إليه‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫نسبة‬ ‫ينكر‬ ‫‪ ، 1 1‬وبعضهم‬ ‫أنا أنت‬ ‫" يا من‬

‫وغيره‬ ‫أبى يزيد البسطامى‬ ‫من‬ ‫جراءة فى ذلك‬ ‫الحلاج أشد‬ ‫الحسين بن منصور‬ ‫وكان‬

‫‪ :‬أنا‬ ‫قوله‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫بها‬ ‫يستتر‬ ‫ولم‬ ‫الدعاوى‬ ‫بهذه‬ ‫جاهر‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫متصوفة‬ ‫من‬

‫وقوله‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الحق‬

‫بدنا‬ ‫حللنا‬ ‫روحان‬ ‫نحن‬ ‫انا‬ ‫أهوى‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫أهوى‬ ‫أنا من‬

‫أبصرتنا‬ ‫أبصرتَه‬ ‫ل!اذا‬ ‫أبصرتَه‬ ‫أبصرتَنى‬ ‫ف!ذ‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪ 03 0‬هـ‪-‬‬ ‫سنة‬ ‫وقد قتل الحلاج فى ذلك‬

‫كان‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الوجود‬ ‫هذا القرن لم يعتادوا الكلام بلغة وحدة‬ ‫صوفية‬ ‫جمهور‬ ‫ولكن‬

‫الأذواق‬ ‫باصحاب‬ ‫عقيدة باطنية خاصة‬ ‫بها علانية ‪ ،‬بل عدوها‬ ‫منهم لم يصرح‬ ‫يستعملها‬

‫وثيقة‬ ‫صلة‬ ‫نظرياتهم الصوفية على‬ ‫أن تكون‬ ‫واجبهم‬ ‫‪ ،‬لأنهم رأوا أن من‬ ‫والمعرفة منهم‬

‫وفى‬ ‫نظرياتهم‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫يعتمدون‬ ‫أساسا‬ ‫القراَن والسنة‬ ‫اتخذوا‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫بالعقيدة‬

‫لكل‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬ؤيرون‬ ‫أغراضهم‬ ‫تلائم‬ ‫تأويلات‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كانوا يذهبون‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫أحوالهم‬

‫المعانى فى‬ ‫هذه‬ ‫تشرق‬ ‫الذين‬ ‫عباده‬ ‫من‬ ‫الثه إلا للخاصة‬ ‫لا يكشفه‬ ‫باطنا‬ ‫القرآن‬ ‫فى‬ ‫كلمة‬

‫قول او عمل‬ ‫منهم من‬ ‫ما يصدر‬ ‫‪ ،‬وقد كانوا يعتقدون أن جميع‬ ‫وجدهم‬ ‫قلوبهم فى أوقات‬

‫‪AA‬‬
‫وبين ظاهر‬ ‫بينه‬ ‫التعارض‬ ‫من‬ ‫ما ظهر‬ ‫فى ذلك‬ ‫‪ ،‬لىان ظهر‬ ‫الشرع‬ ‫لروح‬ ‫الموافقة‬ ‫موافق كل‬

‫‪ " :‬إن رياء العارفن‬ ‫م‬ ‫‪98‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪277‬‬ ‫الخراز المتوفى سنة‬ ‫قال أبو سعيد‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫الشريعة‬

‫‪.‬‬ ‫المريدين !‬ ‫إخلاص‬ ‫من‬ ‫أفضل‬

‫بها‪،‬‬ ‫أنواع الغرور‬ ‫أقبح‬ ‫إلى‬ ‫إماتة النفس‬ ‫من‬ ‫زعموه‬ ‫بما‬ ‫المتصوفة‬ ‫هؤلاء‬ ‫وصل‬ ‫وهكذا‬

‫ودعوى‬ ‫والاتحاد‬ ‫الحلول‬ ‫بدعوى‬ ‫‪،‬‬ ‫الألوهية‬ ‫مرتبة‬ ‫فى‬ ‫جعلها‬ ‫من‬ ‫بها أقبح‬ ‫لأنه لا غرور‬

‫‪ ،‬ولهذا وضعوا‬ ‫الشرع‬ ‫لروح‬ ‫عنها موافق‬ ‫ما يصكر‬ ‫أن كل‬ ‫دعوى‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الوجود‬ ‫وحدة‬

‫لها‬ ‫فيها الأولياء ‪ ،‬وكان‬ ‫يخرجون‬ ‫مدرسة‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬وجعلوا‬ ‫بين العبد والرب‬ ‫وسطاء‬ ‫أنفسهم‬

‫‪ ،‬ومن‬ ‫تلامذتها مريدين‬ ‫‪ ،‬وكانوا يسمون‬ ‫أساتذتهم‬ ‫على‬ ‫يتلقاها تلامذتها‬ ‫قواعد ورسوم‬

‫من أستاذ يتخذه مرشدا‬ ‫أعمى ‪،‬ولا بد للمريد عندهم‬ ‫لأستاذه خضوعا‬ ‫المريد‬ ‫أن يخضع‬ ‫اَدابها‬

‫‪ :‬ا من‬ ‫البسطامى‬ ‫قال يزيد‬ ‫إليها ‪،‬ولهذا‬ ‫الوصول‬ ‫المقامات التى يريد‬ ‫به إلى‬ ‫‪ ،‬ويصل‬ ‫وهاديا‬

‫‪ ،‬فذكر‬ ‫ذلك‬ ‫أكثر من‬ ‫بما هو‬ ‫النون المصرى‬ ‫ذو‬ ‫! ‪ ،‬وصرح‬ ‫ف!مامه إلثيطان‬ ‫له أستاذ‬ ‫لم يكن‬

‫لربه‪.‬‬ ‫طاعته‬ ‫به من‬ ‫أولى‬ ‫المريد لأستاذه‬ ‫أن طاعة‬

‫بين الأغنياء والفقراء نظام‬ ‫إلى نظام الطبقات‬ ‫القرن بذلك‬ ‫هذا‬ ‫متصوفة‬ ‫فأضافت‬

‫الله تعالى‪،‬‬ ‫عند‬ ‫دينية ممتازة لها حظوة‬ ‫طبقة‬ ‫أنفسهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬إذ جعلوا‬ ‫منه‬ ‫أسوأ‬ ‫آخر‬ ‫طبقات‬

‫عامة‬ ‫الدنيوية من‬ ‫حاجاته‬ ‫بريد قضاء‬ ‫إليه ‪ ،‬وفيمن‬ ‫عنده فيمن يريد الوصول‬ ‫ولها وساطة‬

‫فى‬ ‫الكهنوت‬ ‫نظام‬ ‫يشبه‬ ‫رجعى‬ ‫نظام‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫للطبقات‬ ‫نظام‬ ‫أسوأ‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الناس‬

‫فساذا‬ ‫النظام أشد‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فيكون‬ ‫بين العبد والرب‬ ‫وسطاء‬ ‫فيها‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫الكاثوليكية‬ ‫المسيحية‬

‫‪.‬‬ ‫والفقراء‬ ‫بين الأغياء‬ ‫نظام الطبقات‬ ‫من‬ ‫الرجعية‬ ‫فى‬ ‫وأدخل‬

‫كثيرة ‪:‬‬ ‫فى وقوع أولئك المتصوفة فى رجعيات‬ ‫وقد كان هذا سيأ‬

‫والأشعار‬ ‫القصائد‬ ‫بسماع‬ ‫الذكر‬ ‫عند‬ ‫‪ ،‬ليطربوا‬ ‫وال!ماع‬ ‫بين الذكر‬ ‫الجمع‬ ‫منها رجعية‬

‫سئل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫العبادات‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫يتبع فى‬ ‫ما كان‬ ‫إلى‬ ‫بالعبادة الإسلامية‬ ‫‪ ،‬ويرجعوا‬ ‫والغناء‬

‫‪ :‬ما بال‬ ‫وشيخها‬ ‫المتصوفة‬ ‫سيد‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪09 9‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪792‬‬ ‫الجنيد المتوفى سنة‬ ‫أبو القاسم‬

‫فى‬ ‫القرآن يطرب‬ ‫فى‬ ‫شىء‬ ‫‪ :‬وأى‬ ‫؟ فقال‬ ‫القرآن لا يطربون‬ ‫(ذا سمعوا‬ ‫أصحابك‬

‫منه‬ ‫حرف‬ ‫عندي كل‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلق‬ ‫بصفات‬ ‫لا يليق‬ ‫‪،‬‬ ‫حق‬ ‫عند‬ ‫من‬ ‫نزل‬ ‫؟ ‪ . .‬القرآن حق‬ ‫الدنيا‬

‫الآخرة من‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ف!ذا سمعوه‬ ‫وجل‬ ‫منه إلا الوفاء لثه عز‬ ‫لا يخرجهم‬ ‫الخلق واجب‬ ‫على‬

‫؟‬ ‫فيطربون‬ ‫والغحاء‬ ‫والأشعار‬ ‫القصائد‬ ‫يسمعون‬ ‫بالهم‬ ‫فما‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقيل‬ ‫‪. . .‬‬ ‫أطربهم‬ ‫قائله‬

‫يكون‬ ‫الإنساق‬ ‫عن‬ ‫أيضأ‬ ‫سئل‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫المحبين‬ ‫كلام‬ ‫‪ ،‬ولأنه‬ ‫أيديهم‬ ‫‪ :‬لأنها مما عملته‬ ‫فقال‬

‫الميثاق الأول‬ ‫الذرية فى‬ ‫خاطب‬ ‫لما‬ ‫‪ :‬ة إن الثه تعالى‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫اضطرب‬ ‫السماع‬ ‫هادئا ف!ذا سبم‬

‫السماع‬ ‫‪ ،‬ف!ذا سمعوا‬ ‫الكلام الأرواح‬ ‫سماع‬ ‫عذوبة‬ ‫استقرعت‬ ‫ألَستُ بِرمجُم "‬ ‫بقوله !‬

‫‪98‬‬
‫ال!نفسى‬ ‫الكبت‬ ‫هو‬ ‫لىانجا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجنيد‬ ‫ما ذكره‬ ‫غير‬ ‫عندى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫" والسبب‬ ‫ذلك‬ ‫ذكر‬ ‫حركَهم‬

‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫السماع‬ ‫من‬ ‫به أنفسهم‬ ‫ما يروحون‬ ‫طلبوا‬ ‫أرهقهم‬ ‫لما‬ ‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫به المتصوفة‬ ‫يأخذ‬ ‫الذى‬

‫أجله‬ ‫من‬ ‫أنفكم‬ ‫الترويح عن‬ ‫‪ ،‬وما كان أغناهم عن‬ ‫النفسى‬ ‫هذا الكبت‬ ‫كان أغناهم عن‬

‫الرجعية‪.‬‬ ‫النكسة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والوقوع‬ ‫بالسماع‬

‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫لا خير‬ ‫ضر‬ ‫العالم‬ ‫أن‬ ‫يرون‬ ‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫التشاؤم‬ ‫فى‬ ‫إمعانهم‬ ‫ومنها‬

‫دهاذا كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الأفعال‬ ‫فىْ جميع‬ ‫التقصير‬ ‫ورؤية‬ ‫والكمد‬ ‫التزام الحزن‬ ‫أنفسهم‬ ‫على‬ ‫أوجبوا‬

‫الحِيرى المتوفى‬ ‫‪0‬‬ ‫أبو عثمان‬ ‫كان‬ ‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫منها بالزهد‬ ‫التخلص‬ ‫ف!نه يجب‬ ‫محضا‬ ‫شرا‬ ‫الدنيا‬

‫الزهد فى‬ ‫وَيُعذ‬ ‫‪،‬‬ ‫شىء‬ ‫كل‬ ‫الزهد المطلق فى‬ ‫وجوب‬ ‫م ‪ -‬يرى‬ ‫‪019‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪892 -‬‬ ‫سنة‬

‫على‬ ‫هذا‬ ‫حملهم‬ ‫وقد‬ ‫الثه ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫قربة‬ ‫الحلال‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫المباح فضيلة‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫فريضة‬ ‫الحرام‬

‫عليها‬ ‫يظهر‬ ‫!اديث‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ورووا‬ ‫الهجرة‬ ‫المائتين من‬ ‫بعد‬ ‫المسلمين‬ ‫لجميع‬ ‫العزوبة‬ ‫إباحة‬

‫أحدكم‬ ‫يربى‬ ‫ولأن‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬لأمتى‬ ‫العزوبة‬ ‫المائتين أبيحت‬ ‫بعد‬ ‫( إذا كان‬ ‫حديث‬ ‫مثل‬ ‫‪،‬‬ ‫الوصع‬

‫الحاذ(‪)1‬‬ ‫الخفيف‬ ‫الماثتين‬ ‫الناس بعد‬ ‫( خير‬ ‫أن يربى ولدا " وحديث‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫جَروَ كلب‬

‫الرهبنة المشحية‪،‬‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الفارسية‬ ‫الزرادشتية‬ ‫أثر من‬ ‫كله‬ ‫" وهذا‬ ‫ولد‬ ‫له ولا‬ ‫لا أهل‬ ‫الذى‬

‫الرجعية‪.‬‬ ‫فهو أيضا من النكسات‬

‫بن معاذ الرازى المتوفى‬ ‫يحيى‬ ‫‪ ،‬وقد كتب‬ ‫والسكر‬ ‫المحبة والوجد‬ ‫فى‬ ‫ومنها مذهبهم‬

‫من كثرة ما شربت‬ ‫‪ ( :‬سكرت‬ ‫م ‪ -‬إلى أبى يزيد البسطامى يقول‬ ‫‪VA‬‬ ‫ا‬ ‫هـ ‪-‬‬ ‫سنة ‪258 -‬‬

‫وما‬ ‫والأرض‬ ‫ال!ماوات‬ ‫بحور‬ ‫شرب‬ ‫إليه أبو يزيد ‪ :‬ة غيرك‬ ‫! ‪ ،‬فكت‬ ‫محبته‬ ‫كأس‬ ‫من‬

‫‪،‬‬ ‫البدع والأوهام‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ .‬وكل‬ ‫)‬ ‫مزيد‬ ‫من‬ ‫‪ ":‬هل‬ ‫‪ .‬ويقول‬ ‫خارج‬ ‫‪ ،‬ولسانه‬ ‫بعد‬ ‫روى‬

‫نزعة‬ ‫هذه‬ ‫لىانما‬ ‫المحبة ‪،‬‬ ‫بكأص‬ ‫لشكرها‬ ‫يجىء‬ ‫الراقدة ‪ ،‬ولم‬ ‫لتنبيه العقول‬ ‫الإسلام‬ ‫جاء‬ ‫وقد‬

‫‪،‬‬ ‫والأفعال‬ ‫الأقوال‬ ‫فى‬ ‫الشطح‬ ‫من‬ ‫عنهم‬ ‫ليداروا بها ما يصدر‬ ‫اتخذوها‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أيضا‬ ‫رجعية‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الصوفية‬ ‫الجنيد وجمهور‬ ‫كان‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫مؤاخذتهم‬ ‫بها عند‬ ‫ويعتذروا‬

‫‪.‬‬ ‫نخا نحوه‬ ‫عنهم إلا أبو يزيد ومن‬ ‫‪ ،‬ولم ثذ‬ ‫الصحو‬ ‫السير فى طريق‬ ‫يفض!لون‬

‫شيخهم‬ ‫هذا يقول‬ ‫العلم ‪ ،‬وفى‬ ‫على‬ ‫العبادة والزهد‬ ‫طريقهم‪ 2‬فى‬ ‫ومنها تفصيهم‬

‫إلى‬ ‫أوقعه‬ ‫واذا أراد الله بالمريد خيرا‬ ‫‪،‬‬ ‫العلماء‬ ‫علم‬ ‫عن‬ ‫غَنى‬ ‫" المريد الصادق‬ ‫‪:‬‬ ‫الجنيد‬

‫العرب‬ ‫الأمية التى كان عليها‬ ‫إلى حال‬ ‫نزعة رجعية‬ ‫‪،‬القرأء ‪ ،‬وهذه‬ ‫الصوفية ومنعه صحبة‬

‫وساثل‬ ‫العلم وغيره من‬ ‫‪ ،‬وثر‬ ‫محوها‬ ‫العمل على‬ ‫أهم أغراضه‬ ‫قبل الإسلام ‪ ،‬وكان من‬

‫المتصوفة علىِ‬ ‫أولئك‬ ‫بعض‬ ‫النزعة الرجعية‬ ‫هذه‬ ‫حملت‬ ‫الحضارةْ بين المسلمين ‪ ،‬وقد‬

‫أضر‬ ‫توجيها‬ ‫بعضها‬ ‫‪ ،‬لىالى توجيه‬ ‫وغيره‬ ‫التى لا فاثدة فيها كالسحر‬ ‫العلوم‬ ‫ببعض‬ ‫الاشتغال‬

‫‪.‬‬ ‫والعيال‬ ‫المال‬ ‫القليل‬ ‫‪:‬‬ ‫الحاذ‬ ‫والخفيف‬ ‫‪،‬‬ ‫الظهر‬ ‫‪:‬‬ ‫الحاذ‬ ‫(‪)1‬‬
‫الحصى‬ ‫‪ ،‬وتحويل‬ ‫ذهب‬ ‫إلى‬ ‫النحاس‬ ‫تحويل‬ ‫إلى‬ ‫السحر‬ ‫الكيمياء بوسائل‬ ‫علم‬ ‫بها ‪ ،‬كتوجيه‬

‫‪،‬‬ ‫النون المصرى‬ ‫ذو‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المتصوفة‬ ‫بهذا من‬ ‫اشتغل‬ ‫‪ ،‬وممن‬ ‫كريمة‬ ‫أحجار‬ ‫إلى‬ ‫ونحوه‬

‫العلوم‬ ‫من‬ ‫فرعا‬ ‫الكيمياء قديما تعد‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الكيمياء والسحر‬ ‫أصحاب‬ ‫أنه من‬ ‫ذكروا‬ ‫فقد‬

‫الطلسمات‬ ‫وثيقة بعلم‬ ‫صلة‬ ‫بعيد‬ ‫عهد‬ ‫منذ‬ ‫العلمان‬ ‫هذان‬ ‫اتصل‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫السحرية‬

‫فى المذهب الأفلاطونى الجديد ‪ ،‬كما‬ ‫تبدو واضحة‬ ‫الصلة‬ ‫والثيوسوفيا(‪ )1‬وهذه‬

‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫بابل وحرآن‬ ‫أهل‬ ‫الصابئة من‬ ‫مذهب‬ ‫(‪ )2‬وفى‬ ‫اليونانى‬ ‫الغنوسى‬ ‫المذهب‬ ‫فى‬ ‫تظهر‬

‫كثيرا من‬ ‫تصوفهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأدخلوا‬ ‫الرجعية إلى ابعد حدودها‬ ‫المتصوفة فى‬ ‫أولئك‬ ‫وصل‬

‫المصرى‬ ‫ذا النون‬ ‫يوما‬ ‫زار رجل‬ ‫وقد‬ ‫النافعة ‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫عن‬ ‫التى أبعدتهم‬ ‫السحرية‬ ‫الخرافات‬

‫النون قائلا ‪ :‬ة هل‬ ‫به ذو‬ ‫‪ ،‬فصاح‬ ‫والعنبر يسجر‬ ‫النذُ‬ ‫وحوله‬ ‫ذهب‬ ‫من‬ ‫بين يديه طستا‬ ‫فرأى‬

‫مقدار‬ ‫الدلالة على‬ ‫ما فيه من‬ ‫هذا‬ ‫" ‪ . .‬وفى‬ ‫؟‬ ‫بسطهم‬ ‫حال‬ ‫الملوك فى‬ ‫على‬ ‫ممن يدخل‬ ‫أنت‬

‫عن‬ ‫‪ ،‬وانصرفوا‬ ‫الخرافات‬ ‫بتلك‬ ‫اشتغلوا‬ ‫حين‬ ‫المتصوفة‬ ‫فيها أولئك‬ ‫التى وقع‬ ‫السحيقة‬ ‫الوهدة‬

‫دنياهم‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬ ‫نافعا‬ ‫ليكون‬ ‫‪،‬‬ ‫إليها‬ ‫العلم‬ ‫الإسلام‬ ‫وجه‬ ‫التى‬ ‫الصحيحة‬ ‫الوجهة‬

‫المتصوفة فى هذا‬ ‫انحرات‬ ‫‪ .‬وقد وصل‬ ‫ولا تنفعهم‬ ‫تضرهم‬ ‫خرافات‬ ‫‪ ،‬ولا يكون‬ ‫وأخراهم‬

‫‪l‬ن‬ ‫حكى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الجهل‬ ‫فى‬ ‫إلى أبعد مدى‬ ‫ببعضهم‬ ‫العلم الصحيحة‬ ‫وجهة‬ ‫القرن عن‬

‫ذا أعارض‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫‪ :‬ما هذا‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫شيئا‬ ‫يكتب‬ ‫وهو‬ ‫الحلاج‬ ‫على‬ ‫دخل‬ ‫بعضهم‬

‫هذا القرن‬ ‫متصوفة‬ ‫من‬ ‫الخواص‬ ‫بن حمزة‬ ‫سمنون‬ ‫الحسن‬ ‫أبا‬ ‫بعضهم‬ ‫رأى‬ ‫القرآن ‪ .‬وكذلك‬

‫تبدد لحمه وتناثر‪،‬‬ ‫حتى‬ ‫به ساقه وفخذه‬ ‫يضرب‬ ‫‪ ،‬وبيده تجضيب‬ ‫دجلة‬ ‫شاطىء‬ ‫جالسا على‬

‫‪:‬‬ ‫ويقول‬ ‫ينشد‬ ‫وهو‬

‫تقلبهِ‬ ‫فى‬ ‫منى‬ ‫ضاع‬ ‫به‬ ‫أعيش‬ ‫قلب‬ ‫لى‬ ‫كان‬

‫تطلبه‬ ‫فى‬ ‫عيلَ صبرى‬ ‫فقد‬ ‫على‬ ‫فاردُدهُ‬ ‫رفي‬

‫به‬ ‫المستغيث‬ ‫ياَ غياث‬


‫رمق‬ ‫ما دام لى‬ ‫وأغِث‬

‫لها‬ ‫لنفسه هذا اللقب القبيح هضفا‬ ‫‪ ،‬ويرضى‬ ‫هذا يلقِّب نفسه الكذاب‬ ‫وكان سمنون‬

‫فى زعمه‪.‬‬

‫فى‬ ‫للعلم قد أوقغ بعصْهم‬ ‫التوجيه الصحيح‬ ‫ذلك‬ ‫المتصوفة عن‬ ‫انخراف‬ ‫كان‬ ‫هـاذا‬

‫التفكير اليونانى‪.‬‬ ‫خصاثص‬ ‫من‬ ‫المعرفة الإلهية ‪ ،‬وهذا‬ ‫النزعة نحو‬ ‫) هى‬ ‫'‬ ‫(‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫وأساسها‬ ‫‪،‬‬ ‫معرفة‬ ‫يونانية بمعنى‬ ‫كلمة‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫غنوسيس‬ ‫إلى‬ ‫نسبة‬ ‫) الغنوسى‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬

‫اتحاد العالنم بالمعلوم ‪.‬‬ ‫من‬ ‫العرفان الحاصل‬ ‫‪ ،‬دانما هو‬ ‫العلم النظرى‬ ‫ليس‬ ‫العرفان الحق‬

‫‪19‬‬
‫وقع به فى علوم غريبة‬ ‫‪ ،‬ف!ن جمهورهم‬ ‫والطلسمات‬ ‫والكيمياء‬ ‫الاشتغال بمثل علوم السحر‬

‫‪ ،‬وفى‬ ‫وباطنا‬ ‫ظاهرأ‬ ‫للشريعة‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫ما يزعمونه‬ ‫قائمة على‬ ‫الباطنية ‪ ،‬وهى‬ ‫العلوم‬ ‫يسمونها‬

‫الثه ‪ ،‬أوح‬ ‫خزائن‬ ‫‪ " :‬العارفون‬ ‫م‬ ‫‪298‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪927‬‬ ‫الخرار المتوفى سنة‬ ‫أبو سعيد‬ ‫يقول‬ ‫هذا‬

‫عنها‬ ‫الأبدية ‪ ،‬ويخبرون‬ ‫فيها بلسان‬ ‫‪ ،‬يتكلمون‬ ‫عجيبة‬ ‫‪ ،‬وأخبارأ‬ ‫غريبة‬ ‫قيها علومأ‬ ‫الثه تعالى‬

‫الآدمى المتوفى سنة‬ ‫بن سهل‬ ‫بن محمد‬ ‫أبو العباس أحمد‬ ‫بعبارات أزلية " ‪ ،‬ويقول‬

‫أسنوَة‬ ‫الله‬ ‫كَانَ لكُم فِى رَسُولِ‬ ‫لَقَد‬ ‫‪!:‬‬ ‫قوله تعالى‬ ‫م ‪ -‬فى تفسير‬ ‫‪219‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪903‬‬ ‫‪-‬‬

‫الَبواطن‬ ‫دون‬ ‫‪،‬‬ ‫المرضية‬ ‫والعبادات‬ ‫‪،‬‬ ‫الشريفة‬ ‫الأخلاق‬ ‫من‬ ‫الظواهر‬ ‫‪ :‬أى‬ ‫(‪)1‬‬ ‫!‬ ‫حَسَنَة‬

‫الإيمان‬ ‫وقوام‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمنافقين‬ ‫وشرائعه‬ ‫الإسلام‬ ‫قوام‬ ‫‪:‬‬ ‫أيضأ‬ ‫ويقول‬ ‫‪،‬‬ ‫والإشارات‬ ‫والأسرار‬

‫إلا ليبرروا بها ما‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫يدعوا‬ ‫لم‬ ‫أنهم‬ ‫شك‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫وجل‬ ‫بالثه عز‬ ‫بالعارفين‬ ‫وشرائعه‬

‫الديانات‬ ‫موجوداَ فى‬ ‫ما كان‬ ‫نحو‬ ‫وعباده على‬ ‫الثه‬ ‫بين‬ ‫أنهم وسطاء‬ ‫دعوى‬ ‫لهم من‬ ‫سبق‬

‫الأولى‪.‬‬ ‫الرثنية‬ ‫فى‬ ‫موجودأ‬ ‫ما كان‬ ‫نحو‬ ‫الربوبي! على‬ ‫دعوى‬ ‫بها إلى‬ ‫ليصلوا‬ ‫القديمة ‪ ،‬بل‬

‫الرجعية كان له‬ ‫النكسات‬ ‫تلك‬ ‫إليه الصوفية فى هذا القرن من‬ ‫أن ما وصل‬ ‫ولا شك‬

‫‪ ،‬فكانت‬ ‫الحالم‬ ‫القوة فى‬ ‫أصحاب‬ ‫كانوا لا يزالون‬ ‫فيه ‪ ،‬ولكنهم‬ ‫المسلمين‬ ‫أحوال‬ ‫اَثاره فى‬

‫المتصوفة كانوا يسيرون‬ ‫أن اولئك‬ ‫الرجعية فيهم ‪ ،‬على‬ ‫النكسات‬ ‫آثار تلك‬ ‫على‬ ‫قوتهم تغطى‬

‫المسلمين فى‬ ‫لأن جمهور‬ ‫الجهر به الا قليل منهم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولم يجرؤوا‬ ‫حذر‬ ‫على‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وكانت‬ ‫حضارتهم‬ ‫عليها‬ ‫التى قامت‬ ‫النافعة‬ ‫العلوم‬ ‫إلى‬ ‫منصرفين‬ ‫القرن كانوا لا يزالون‬ ‫هذا‬

‫اتجاهات‬ ‫من‬ ‫ينفرون‬ ‫‪ ،‬فكانوا‬ ‫!لفرن‬ ‫هذا‬ ‫العالم فى‬ ‫سادة‬ ‫‪ ،‬وتجعلهم‬ ‫دنياهم‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫تنهض‬

‫يعلًم‬ ‫المتصوفة ‪-‬‬ ‫أمثل أولئك‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫الجنيد ‪-‬‬ ‫‪ ،‬ولهذا كان‬ ‫الغريبة عليهم‬ ‫الصوفية‬

‫لا يراهم فيها‬ ‫سراديب‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫خاصة‬ ‫بيوت‬ ‫‪ ،‬ويقوم بتعليمهم فى‬ ‫لمريديه سرأ‬ ‫التصوف‬

‫فيما‬ ‫التهمة‬ ‫بهذه‬ ‫الصوفية‬ ‫كبير من‬ ‫عدد‬ ‫أتهم‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫بالزندقة مرارأ‬ ‫اتهم‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫أحد‬

‫مصر‪.‬‬ ‫الخراز إلى‬ ‫أثرها أبو سعيد‬ ‫المحنة التى فر على‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫ببغداد‬ ‫بمحنة الصوفية‬ ‫يعرف‬

‫‪-‬‬ ‫‪Ail‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪247 -‬‬ ‫السنة الذين أعاد إليهم المتوكل العباسى ( ‪232‬‬ ‫وقد كان أهل‬

‫مع‬ ‫حالهم‬ ‫المتصوفة ‪ ،‬بعكس‬ ‫لأولئك‬ ‫اضطهادأ‬ ‫وأقل‬ ‫تسامحأ‬ ‫كثر‬ ‫م ) نفوذهم‬ ‫‪Al‬‬ ‫‪I‬‬

‫امام المتوكل‬ ‫مثل‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫الزندقة‬ ‫بتهمة‬ ‫بغداد‬ ‫إلى‬ ‫المصرى‬ ‫النون‬ ‫ذو‬ ‫أرسل‬ ‫وقد‬ ‫المعتزلة ‪،‬‬

‫من‬ ‫شىء‬ ‫مجلسه‬ ‫فى‬ ‫إذا جرى‬ ‫بن حنبل‬ ‫احمد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫‪ ،‬فعفا عنه ورذَه إلى مصر‬ ‫وعظه‬

‫‪ 09 1‬م ‪ :‬ما تقول فى هذا‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫المتوفى سنة ‪928‬‬ ‫الصوفى‬ ‫كلام المتصوفة يقول لأبى حمزة‬

‫تغاليهم‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫المتصوفة فى طريقتفم‬ ‫أولئك‬ ‫فى مضى‬ ‫؟ وقد كان هذا سببأ‬ ‫يا صديقى(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫الأحزاب‬ ‫سورة‬ ‫(‪)1‬‬

‫الصوفية‪.‬‬ ‫الانكار على‬ ‫من‬ ‫ما يخالفه‬ ‫اليه أيضا‬ ‫قد نسب‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪29‬‬
‫فيه‬ ‫ما وقع‬ ‫أشد‬ ‫م ‪-‬‬ ‫‪219‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪903‬‬ ‫‪-‬‬ ‫قتل الحلاج شة‬ ‫فيها بعد هذا القرن ‪ ،‬وكان‬

‫وعامتهم‬ ‫اكس‬ ‫خاصة‬ ‫الدولة ‪ ،‬ومن‬ ‫رؤساء‬ ‫هذا كان له أنصار من‬ ‫المتصوفة ‪ ،‬ومع‬ ‫لأولئك‬

‫من أهل السنة‪.‬‬

‫الملامتية ‪ -‬نسبة غير عربية إلى‬ ‫تسمى‬ ‫المتصوفة‬ ‫هذا القرن فرقة من‬ ‫فى‬ ‫قامت‬ ‫وقد‬

‫إلى بساطته الأولى قبل أن يصير‬ ‫فى هذا القرن ‪ ،‬وترجع‬ ‫التصوف‬ ‫‪ -‬تحاول إصلاح‬ ‫الملامة‬

‫م ‪ -‬شيخ‬ ‫‪884‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪271‬‬ ‫القصار المتوفى سنة ‪-‬‬ ‫بن احمد‬ ‫نظريأ ‪ ،‬وكان حمدون‬ ‫تصوفأ‬

‫ما‬ ‫أشد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الملامتية‬ ‫مذهب‬ ‫انتشر‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫ببلاد فارس‬ ‫نيسابور‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الطائفة‬ ‫هذه‬

‫من‬ ‫الأحوال‬ ‫يُظهر فيهم هذه‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬فكانوا يكرهون‬ ‫أحوالهم‬ ‫عليه كتمان‬ ‫يحرصون‬

‫مجالس‬ ‫لا تحضرون‬ ‫‪ :‬ما لكم‬ ‫بعضهم‬ ‫سئل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والتواجد والذكر والصياح‬ ‫السماع‬

‫يظهر‬ ‫أن‬ ‫خشية‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫لىانكارأ‬ ‫كراهية‬ ‫السماع‬ ‫مجلس‬ ‫تركنا‬ ‫أ ليس‬ ‫ة‬ ‫فقال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫السماع‬

‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫وبين‬ ‫بينهم‬ ‫الفرق‬ ‫يكون‬ ‫! وبهذا‬ ‫عينا‬ ‫عزيز‬ ‫‪ ،‬وذلك‬ ‫نُسِرةُ‬ ‫ما‬ ‫أحوالنا‬ ‫علينا من‬

‫مريديهم‬ ‫على‬ ‫يحرمونه‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫أولى‬ ‫إلا أن تركه‬ ‫السماع‬ ‫فى‬ ‫لا يرون‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫قليلا‬ ‫المتصوفة‬

‫تحريمأ مطلقأ‪.‬‬

‫أتى بعد‬ ‫فيها من‬ ‫وقع‬ ‫شديدة‬ ‫لكسات‬ ‫كان شبأ‬ ‫فى أساسه‬ ‫الملامتية‬ ‫أن مذهب‬ ‫على‬

‫لومهم‬ ‫على‬ ‫هذا عندهم‬ ‫‪ ،‬ولا يقتصر‬ ‫لوم النفس‬ ‫اساس‬ ‫يقوم على‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬لأن مذهبهم‬

‫بما يوجب‬ ‫النايىق‬ ‫بين‬ ‫لا يظهرون‬ ‫فكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫الناس‬ ‫إليه لوم‬ ‫يضيِفون‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫لأنفسهم‬

‫الناسا‬ ‫من‬ ‫ما يجلب‬ ‫فعل‬ ‫كانوا يتعمدون‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫أنفسهم‬ ‫إلى‬ ‫الغرور‬ ‫‪ ،‬لئلا يتسرَب‬ ‫مدحهم‬

‫‪ ( :‬الملامة‬ ‫بعضهم‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫بالذم والتأنيب‬ ‫عليهم‬ ‫ألسنتهم‬ ‫‪ ،‬ويرسل‬ ‫والاردراء‬ ‫السخط‬

‫بهم‬ ‫ما يليق‬ ‫للخلق‬ ‫أظهروا‬ ‫الملافة‬ ‫‪ :‬أهل‬ ‫آخر‬ ‫‪ .‬وقال‬ ‫شراَ !‬ ‫تضمر‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الأ تظهرَ خيرا‬

‫ودائعه‬ ‫من‬ ‫عندهم‬ ‫ما للحق‬ ‫‪ ،‬وصانوا‬ ‫الطباع‬ ‫نتائج‬ ‫هو‬ ‫وما‬ ‫والأخلاق‬ ‫أنواع المعاملات‬ ‫من‬

‫أوقاتهم‬ ‫حفظ‬ ‫على‬ ‫تعالى‬ ‫الحق‬ ‫مع‬ ‫قاموا‬ ‫الملامة قوم‬ ‫( أهل‬ ‫‪:‬‬ ‫آخر‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫المكنونة "‬

‫‪،‬‬ ‫والعبادات‬ ‫القرب‬ ‫أنواع‬ ‫من‬ ‫ما أظهروا‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫انفسهم‬ ‫فلاموا‬ ‫‪،‬‬ ‫أسرارهم‬ ‫ومراعاة‬

‫على‬ ‫الخلق‬ ‫فلامهم‬ ‫‪،‬‬ ‫محاسنهم‬ ‫عنهم‬ ‫وكتموا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫هم‬ ‫ما‬ ‫قبائح‬ ‫للخلق‬ ‫وأظهروا‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫بواطنهم‬ ‫من‬ ‫ما يعرفونه‬ ‫على‬ ‫أنفسهم‬ ‫‪ ،‬ولاموا‬ ‫ظواهرهم‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬وعؤَل‬ ‫والباطن‬ ‫الظاهر‬ ‫بتحسين‬ ‫‪ ،‬لأنه أتى‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫من‬ ‫لي!ى‬ ‫كله‬ ‫وهذا‬

‫‪ ،‬والله‬ ‫بالظاهر‬ ‫أن أحكم‬ ‫( أمرت‬ ‫النبى عيئنجم‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫ظواهرهم‬ ‫على‬ ‫للناس‬ ‫معاملته‬

‫عليه‬ ‫يجب‬ ‫ما فيه ‪ ،‬بل‬ ‫قبائح‬ ‫للناس‬ ‫يظهر‬ ‫أن‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫لأحد‬ ‫! ولا يصح‬ ‫السرائر‬ ‫يتولى‬

‫قصتَر النبى !هتجةا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الناس‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لئلا تثميع الفاحشة‬ ‫الأقل‬ ‫على‬ ‫او يسترها‬ ‫أن يصلحها‬

‫فقال ‪:‬‬ ‫والأقرع بن حابس‬ ‫بن حصن‬ ‫عيَينة‬ ‫عما أعطاهُ‬ ‫بالعباس بن مرداس‬

‫‪RT‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫والأقرع‬ ‫بين عيينة‬ ‫!‬ ‫أتجعل نهبى ونهب الب‬

‫يفوقان مرداسَ فى المجمع‬ ‫ولا حابس‬ ‫وما كان حصن‬

‫‪ .‬ولا‬ ‫عنه‬ ‫لسانه‬ ‫ليقطعوا‬ ‫عطائه‬ ‫" فزادوا فى‬ ‫لسانه‬ ‫عنى‬ ‫النبى علثسهبغ ‪ 9‬اقطعوا‬ ‫فقال‬

‫نزعة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيهم‬ ‫الناس‬ ‫ألسنة‬ ‫ليرسلوا‬ ‫قبائحهم‬ ‫ب!ظهار‬ ‫هذا‬ ‫يخالفون‬ ‫الملامتية‬ ‫أن‬ ‫شك‬

‫فيه‬ ‫فيما وقع‬ ‫متأخروهم‬ ‫وقع‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫الكلبيون‬ ‫فيها قبلهم‬ ‫وقع‬ ‫رجعية‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫بيانه بعد‬ ‫وسيأتى‬ ‫‪،‬‬ ‫قبلهم‬ ‫الكلبيين‬ ‫متأخرو‬

‫الخلافات‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫يسمو‬ ‫إلى مجدد‬ ‫حاجة‬ ‫القرن السابق فى‬ ‫ف!ذا كان المسلمون فى‬

‫إليه‬ ‫لما وصلت‬ ‫‪،‬‬ ‫أشد‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إليه فى‬ ‫حاجتهم‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسية‬ ‫الدينية والجنسية‬

‫الحد‪.‬‬ ‫الرجعية فيه من ذلك‬ ‫النكسات‬

‫الأمر ‪ ،‬وابن سريج‬ ‫أولى‬ ‫القرن المقتدر من‬ ‫هذا‬ ‫مجددى‬ ‫المتقدمون من‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬

‫المتكلمين والنساثى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬والَأشعرى‬ ‫الفقهاء‬ ‫من‬ ‫والخلآَل الحنبلى‬ ‫الحنفى‬ ‫والطحاوى‬ ‫الافعى‬

‫المحدثين‪.‬‬ ‫من‬

‫أخلق‬ ‫لما‬ ‫القرن الثالث‬ ‫مجدداَ فى‬ ‫كان‬ ‫بن حببل‬ ‫أن أحمد‬ ‫رضا‬ ‫السيد رشيد‬ ‫وذكر‬

‫المقتدر وابن سريج‬ ‫بالذكر من‬ ‫عندى‬ ‫أولى‬ ‫السنة ‪ ،‬وهو‬ ‫لباس‬ ‫من‬ ‫العباس‬ ‫بنى‬ ‫بعض‬

‫وازن‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫منهم‬ ‫بالذكر‬ ‫أولى‬ ‫الأشعرى‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫والنسائى‬ ‫والخلال‬ ‫والطحاوى‬ ‫والشافعى‬

‫"(‪ )2‬بين‬ ‫الأشعرى‬ ‫الحسن‬ ‫الإمام أبى‬ ‫إلى‬ ‫المفترى فيما نُسب‬ ‫كتابه " تبمِن كذب‬ ‫فى‬ ‫ابن عساكر‬

‫الأشعرى‬ ‫أبو الحسن‬ ‫الثالثة ‪-‬‬ ‫مجدد‬ ‫أى‬ ‫إنه ‪-‬‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫‪ :‬وأقول‬ ‫فقال‬ ‫سريج‬ ‫وابن‬ ‫الأشعرى‬

‫على‬ ‫للرد‬ ‫انتدب‬ ‫الذى‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫أقرب‬ ‫الدين‬ ‫تجديد‬ ‫إلى‬ ‫السنة‬ ‫بنصر‬ ‫قيامه‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫أصوب‬

‫الرد عليهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكتبه‬ ‫مشتهرة‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وحالتهُ فى‬ ‫المضللة‬ ‫المبتدعة‬ ‫أصناف‬ ‫المعتزلة ‪ ،‬وساثر‬

‫الفقه وفروعه‬ ‫أصول‬ ‫بعلم‬ ‫مضطلعأ‬ ‫‪،‬‬ ‫فقيها‬ ‫فكان‬ ‫سريج‬ ‫بن‬ ‫فأما أبو العباس‬ ‫‪،‬‬ ‫منتشرة‬

‫حياته‪:‬‬ ‫أظهر‬ ‫ثلاثين سنة كانت‬ ‫القرن الرابع الهجرى‬ ‫فى‬ ‫قضى‬ ‫الأشعرى‬ ‫نبيها ‪ ،‬ولكن‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫إلى هذا‬ ‫تأخيره‬ ‫عندى‬ ‫فالأولى‬

‫عليه‬ ‫سنتكلم‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬فهو‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫إلا ابن حنبل‬ ‫المتقدمون‬ ‫ممن ذكره‬ ‫فلا يبقى‬

‫؟‬ ‫المأمون‬ ‫كعمه‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫العباسيين‬ ‫من‬ ‫إليه الواثق‬ ‫يضاف‬ ‫أن‬ ‫ويجب‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬

‫عمر‬ ‫سنة‬ ‫بين العباسمِن‬ ‫يحيى‬ ‫أن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫لأنه أراد فى‬ ‫‪،‬‬ ‫العباسيين‬ ‫من‬ ‫المهتدى‬ ‫وكذلك‬

‫أن يذكر‬ ‫يصح‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫العباس‬ ‫بنى‬ ‫فى‬ ‫بشىء‬ ‫المقتدر‬ ‫يكن‬ ‫أمية ‪ ،‬ولم‬ ‫بنى‬ ‫العزيز فى‬ ‫ابن عبد‬

‫‪.‬‬ ‫والمهتدى‬ ‫الواثق‬ ‫ب!زاء‬

‫‪.‬‬ ‫مرداس‬ ‫بن‬ ‫العباس‬ ‫‪ :‬فرس‬ ‫العبيد‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪54 ،‬‬ ‫‪53‬‬ ‫(‪ )2‬ص‬

‫‪of‬‬
‫اوْلى‬ ‫فلاسفة هذا القرن ‪ ،‬وهم‬ ‫من‬ ‫فيلسوفا‬ ‫ذكروهم‬ ‫مع من‬ ‫المتقدمون‬ ‫ولم يذكر‬

‫نهض‬ ‫بالمسلمين فى دنياهم ‪ ،‬ومتى‬ ‫التى تنهض‬ ‫‪ ،‬لأن العلوم الفلفية هى‬ ‫بالذكر !من غيرهم‬

‫دنياه أضاع‬ ‫اضاع‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الآخرة‬ ‫قنطرة‬ ‫الدنيا‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫دينهم‬ ‫فى‬ ‫نهضوا‬ ‫دنياهم‬ ‫فى‬ ‫المسلمون‬

‫التُنة غالئا كانوا هم‬ ‫أهل‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫المأمون‬ ‫بعد‬ ‫منهم‬ ‫مجددا‬ ‫المتقدمون‬ ‫لم يذكر‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫أخراه‬

‫يكن‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫معلوم‬ ‫وأصحابها‬ ‫وعلومها‬ ‫للفلسفة‬ ‫‪ ،‬وعداؤهم‬ ‫المجددين‬ ‫هؤلاء‬ ‫يعينون‬ ‫الذين‬

‫عدو‬ ‫نظرهم‬ ‫؟ لأن الدين فى‬ ‫بها بين المجددين‬ ‫يشتغل‬ ‫أن يُعَد من‬ ‫المستساغ عندهم‬ ‫من‬

‫أن‬ ‫نرى‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫المجددين السابق مجدد‬ ‫حديث‬ ‫‪ ،‬والمجدد بمقتضى‬ ‫للفلسفة‬

‫كان مجددا‬ ‫أن يذكر أن ابن حنبل‬ ‫رضا‬ ‫للسيد رشيد‬ ‫‪ ،‬رما كنا نحب‬ ‫الدين والفلسفة أخوان‬

‫المأمون‬ ‫ببعضهم‬ ‫لأنه يعنى‬ ‫؟‬ ‫السنة‬ ‫لباس‬ ‫من‬ ‫العباس‬ ‫بنى‬ ‫بعض‬ ‫أخلق‬ ‫لما‬ ‫الثالث‬ ‫القرن‬ ‫فى‬

‫علوم الفلسفة‪.‬‬ ‫فى نصر‬ ‫حذا حذوه‬ ‫ومن‬

‫هذا القرن أيضا بهؤلاء المجدِّدين‪،‬‬ ‫فى‬ ‫فى التجديد لم تتحقق‬ ‫المسلمين‬ ‫حاجة‬ ‫ولكن‬

‫من‬ ‫الملوك ‪ ،‬وابن حنبل‬ ‫الواثق من‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫نختاره منهم‬ ‫من‬ ‫دراسة‬ ‫من‬ ‫سيظهر‬ ‫كما‬

‫الفلاسفة‪.‬‬ ‫من‬ ‫والرازى‬ ‫‪ ،‬والكند!‬ ‫الملوك‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬والمهتدى‬ ‫الفقهاء‬

‫***‬

‫‪59‬‬
‫الواثق العباسى‬

‫هـ‪-‬‬ ‫المعتصم بن هارون الرشيد ‪ ،‬تولى الملك سنة ‪227‬‬ ‫هارون بن محمد‬ ‫هو‬

‫أشهر‬ ‫وتسعة‬ ‫سنين‬ ‫الملك خمس‬ ‫فى‬ ‫م ‪ ،‬فمكث‬ ‫‪846‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪232‬‬ ‫سنة‬ ‫م ‪ ،‬وتوفى‬ ‫‪841‬‬

‫بوما‪.‬‬ ‫وثلاثة عشر‬

‫فى طريقته فى نشر العلوم‬ ‫المامون ‪ ،‬وسار‬ ‫عمه‬ ‫فى التجديد العلمى مسلك‬ ‫وقد سلك‬

‫المأمون الأصغر‪،‬‬ ‫كان يلفب‬ ‫العلوم الفلسفية ‪ ،‬حتى‬ ‫أنواعها ‪ ،‬ولا سيما‬ ‫اختلاف‬ ‫على‬

‫‪ ،‬راغبا فى‬ ‫مجلسه‬ ‫من‬ ‫مبعداَ لأهله‬ ‫‪،‬‬ ‫للتقليد‬ ‫‪ ،‬مبغضا‬ ‫لأهله‬ ‫‪ ،‬مكرما‬ ‫للنظر‬ ‫محبا‬ ‫وكان‬

‫الفلاسفة والمتطببين وغيرهم‪،‬‬ ‫من‬ ‫الناس وآرائهم ‪ ،‬ممن تقدم وتأخر‬ ‫علوم‬ ‫على‬ ‫الإشراف‬

‫من الإلهيات ‪.‬‬ ‫ويناظرهم فى علوم الطبيعيات وما بعد ذلك‬ ‫وكان يجمعهم‬

‫وماخذ‬ ‫اطب‬ ‫ا‬ ‫معرفة‬ ‫إدراك‬ ‫كيفية‬ ‫أعلم‬ ‫أن‬ ‫‪ ( :‬أحببتُ‬ ‫لهم‬ ‫يومًا فقال‬ ‫جمعهم‬ ‫وقد‬

‫ذلك‬ ‫العقل ؟ أم علم‬ ‫جهة‬ ‫القياس والسنة ؟ أم يُدرَك من‬ ‫أم من‬ ‫الحس‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬أذلك‬ ‫أصوله‬

‫‪ .‬وقد كان‬ ‫أ‬ ‫من أهل الشريعة ؟‬ ‫جماعة‬ ‫إليه‬ ‫السمع كما يذهب‬ ‫منِ جهة‬ ‫وطريقه يعلم عندكم‬

‫كانا‬ ‫وسلمويه‬ ‫؟ وقيل إن حنين بن إسحاق‬ ‫وميخائيل فيمن حضر‬ ‫ماسوَيْه‬ ‫وابن‬ ‫ابن يختيشوع‬

‫فى هذا المجلس‪.‬‬ ‫فيمن حضر‬

‫هو‬ ‫به الطب‬ ‫يدرك‬ ‫الأطباء أن الطريق الذى‬ ‫من‬ ‫طوائف‬ ‫‪ :‬زعم‬ ‫قائل‬ ‫فقال منهم‬

‫متغايرة ‪ ،‬فيوجد‬ ‫فى أحوال‬ ‫واحد‬ ‫محسوس‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وحذُوه بأن يتكرر الحس‬ ‫التجربة فقط‬

‫ان التجربة‬ ‫‪ ،‬ورعموا‬ ‫المجرب‬ ‫لذلك‬ ‫‪ ،‬والحافظ‬ ‫أولها‬ ‫فى‬ ‫يوجد‬ ‫كما‬ ‫اَخر الأحوال‬ ‫فى‬ ‫بالحس‬

‫‪ ،‬داليها تنقسم‬ ‫وصحت‬ ‫‪ ،‬وبها علمت‬ ‫لها أوائل ومقدمات‬ ‫الى مبادىء أربعة هن‬ ‫ترجع‬

‫الخ‪.‬‬ ‫الخ‬ ‫‪. . .‬‬ ‫لها‬ ‫أجزاء‬ ‫بذلك‬ ‫فصارت‬ ‫‪،‬‬ ‫التجربة‬

‫وتسهيلها أن‬ ‫الطب‬ ‫أمر صناعة‬ ‫منهم الى أن الحيلة فى تقريب‬ ‫طائفة أخرى‬ ‫وذهبت‬

‫لا غاية‬ ‫اذ كان‬ ‫‪،‬‬ ‫لها‬ ‫الجامعة‬ ‫الحاضرة‬ ‫الأصول‬ ‫الى‬ ‫ومولداتها‬ ‫العلل‬ ‫من‬ ‫أشخاص‬ ‫ُتُرَد‬

‫الحال‬ ‫الموجود فى‬ ‫الحاضر‬ ‫الطبيعة والمرض‬ ‫نفس‬ ‫الدواء من‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأن يستدل‬ ‫لتولدها‬

‫والأسباب‬ ‫الأزمان والأوقات‬ ‫ودون‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاعلة التى عدمت‬ ‫الأسباب‬ ‫دون‬ ‫‪،‬‬ ‫والوقت‬

‫علة‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫ما يكون‬ ‫بكل‬ ‫‪ ،‬وألزموا التحفظ‬ ‫وحدودها‬ ‫طبائع الأعضاء‬ ‫ومعرفة‬ ‫والعادات‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫فيها‬ ‫لا ريب‬ ‫التى‬ ‫الظاهرة‬ ‫المعلومات‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫بأن زعموا‬ ‫وبرهنوا‬ ‫‪،‬‬ ‫توجد‬ ‫أو لم‬ ‫وجدت‬

‫الحال لا‬ ‫ينفى الآخر فى‬ ‫أحدهما‬ ‫وجود‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫حال‬ ‫فى‬ ‫اجتماعهما‬ ‫لا يجوز‬ ‫الضدين‬

‫الظاهر‬ ‫‪ ،‬والشىء‬ ‫خفى‬ ‫شىء‬ ‫كل‬ ‫ظاهر يست!دل به على‬ ‫هذا كشىء‬ ‫‪ ،‬قالوا ‪ :‬وليس‬ ‫محإلة‬

‫‪69‬‬
‫قول‬ ‫بيًن ‪ ،‬وهذا‬ ‫غير‬ ‫ما يوجبه‬ ‫على‬ ‫القطع‬ ‫‪ ،‬فيكون‬ ‫الاستدلال‬ ‫‪ ،‬فيختلف‬ ‫الوجوه‬ ‫يحتمل‬

‫الطب‬ ‫بأصحاب‬ ‫قوم يعرفون‬ ‫التقدم فى اليونانيين ‪ ،‬وهم‬ ‫وأهل‬ ‫المتطببين‬ ‫حذاق‬ ‫من‬ ‫جماعة‬

‫‪.‬‬ ‫وغيره‬ ‫ماموص‬ ‫‪ ،‬مثل‬ ‫الجلى‬

‫فى‬ ‫‪ :‬الامَ يذهبون‬ ‫الأعظم‬ ‫جمهورهم‬ ‫عن‬ ‫‪ :‬فأخبرونى‬ ‫جميعا‬ ‫لهم‬ ‫الواثق‬ ‫فقال‬

‫ذلك؟‬

‫‪.‬‬ ‫القياس‬ ‫‪ :‬إلى‬ ‫فقالوا‬

‫ذلك؟‬ ‫وكيف‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬

‫من‬ ‫ماخوذ‬ ‫الطب‬ ‫معرفة‬ ‫إلى‬ ‫والقانون‬ ‫الطريق‬ ‫الطائفة أن‬ ‫هذه‬ ‫‪ :‬زعمت‬ ‫فقالوا جميعا‬

‫فى‬ ‫الأبدان‬ ‫معرفة‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫وأفعالها‬ ‫والأعضاء‬ ‫الأبدان‬ ‫طبائع‬ ‫معرفة‬ ‫‪ ،‬فمنها‬ ‫أولية‬ ‫مقدمات‬

‫والاطعمة‬ ‫والعادات‬ ‫والصنائع‬ ‫والأعمال‬ ‫واختلافها‬ ‫ا‪،‬هوية‬ ‫؟ ومعرفة‬ ‫والمرض‬ ‫الصحة‬

‫لا‬ ‫الطبيب‬ ‫على‬ ‫‪ :‬فالواجب‬ ‫قالوا‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الأمراض‬ ‫قوى‬ ‫ومعرفة‬ ‫‪،‬‬ ‫والأسفار‬ ‫والأشربة‬

‫طبائع الأمراض‬ ‫النظر فى‬ ‫المريض‬ ‫(ذا أراد علاج‬ ‫المقدمات التى قد صحت‬ ‫هذه‬ ‫محالة من‬

‫ذلك‪،‬‬ ‫الحاضرة والأسباب ‪ ،‬ليستدل بجميع‬ ‫والأغذية والعادات والأزمان والأوقات‬ ‫والأبدان‬

‫الخ‪.‬‬ ‫‪ . . .‬الخ‬ ‫عنهم‬ ‫وتأخر‬ ‫تقدم‬ ‫فيمن‬ ‫وجالينوس‬ ‫أبقراط‬ ‫قول‬ ‫يا أمير المؤمنين ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وهذا‬

‫؟‬ ‫الإنسان‬ ‫الغذاء من‬ ‫آلات‬ ‫‪ :‬ما اول‬ ‫بين الجماعة‬ ‫من‬ ‫الواثق لحنين‬ ‫فقال‬

‫منها‬ ‫‪،‬‬ ‫سنا‬ ‫وثلاثون‬ ‫اثنتان‬ ‫والأسنان‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسنان‬ ‫وفيه‬ ‫‪،‬‬ ‫الفم‬ ‫الغذاء‬ ‫اَلات‬ ‫‪ :‬أول‬ ‫فقال‬

‫الخ‪.‬‬ ‫الخ‬ ‫‪. . .‬‬ ‫سنا‬ ‫عشر‬ ‫ستة‬ ‫الأعلى‬ ‫اللحى‬ ‫فى‬

‫فيه‬ ‫كتابا تذكر‬ ‫لى‬ ‫‪ ،‬فصئفْ‬ ‫الاَلات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫فيما ذكرت‬ ‫‪ :‬أحشتَ‬ ‫الواثق لحنين‬ ‫فقال‬

‫فيه‬ ‫‪ :‬يذكر‬ ‫مقالات‬ ‫ثلاث‬ ‫له كتابا جعله‬ ‫فصنف‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫معرفته‬ ‫الى‬ ‫ما يحتاج‬ ‫جميع‬

‫الجسد‪.‬‬ ‫الفرق بين الغذاء والدواء المسهل وا‪ 3‬ت‬

‫كثيرة ؟ وأنْ‬ ‫مسائل‬ ‫غيره عن‬ ‫وفى‬ ‫فى هذا المجلس‬ ‫حُنينا‬ ‫وقد ذكروا أن الواثق سأل‬

‫المسائل الطبيعية ‪ ،‬يذكر فيه أنواعا‬ ‫بكتاب‬ ‫ترجمه‬ ‫كتابا‬ ‫فيه‬ ‫‪ ،‬ثم صنف‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫حنينا أجاب‬

‫واثق‬ ‫وال‬ ‫يسأله‬ ‫؟ فكان‬ ‫الواثق‬ ‫ندماء‬ ‫من‬ ‫حنينا نديم‬ ‫يسأل‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫‪ .‬وقيل‬ ‫العلوم‬ ‫من‬

‫الواثق‪،‬‬ ‫أضجر‬ ‫والمجيب‬ ‫السائل‬ ‫من‬ ‫الكلام‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فلما كثر‬ ‫الساثل‬ ‫يورده‬ ‫مما‬ ‫ويتعجب‬ ‫يسمع‬

‫فقطع ذلك وأجار كل واحد ممن حضر‪.‬‬

‫هو‬ ‫هذا العالم الذى‬ ‫الزهد فى‬ ‫فى‬ ‫حضره‬ ‫منهم عتا‬ ‫واحد‬ ‫ثم أمره م أن يخبر كل‬

‫زهد‬ ‫الأخبار عن‬ ‫له من‬ ‫ما سنح‬ ‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬فذكر‬ ‫الدثور والفناء والغرور‬ ‫عالم‬

‫ودوجانس‪.‬‬ ‫والحكماء المتقدمين ‪ ،‬مثل سقراط‬ ‫اليونانيين‬ ‫الفلاسفة من‬

‫‪ ،‬فليخبرنى‬ ‫فيما ذكرتم‬ ‫الحكاية‬ ‫أحسنتم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فيما وصفتم‬ ‫‪ :‬قد كثرتم‬ ‫الواثق‬ ‫فقال‬

‫‪AV‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫( ‪ - 7‬المجددون‬
‫‪ ،‬وقد جُعل‬ ‫وفاة الاسكندر‬ ‫نُطق الحكماء الذين حضروا‬ ‫من‬ ‫ما سمع‬ ‫أحسن‬ ‫عن‬ ‫واحد‬ ‫كل‬

‫فى التابوت الأحمر‪.‬‬

‫حضر‬ ‫به من‬ ‫ما نطق‬ ‫‪ ،‬وأحسن‬ ‫حسن‬ ‫ما ذكروه‬ ‫‪ .‬كل‬ ‫‪ :‬يا أمير المؤمنين‬ ‫بعضهم‬ ‫فقال‬

‫‪ :‬إن‬ ‫فقال‬ ‫الهند ‪-‬‬ ‫حكماء‬ ‫إنه لبعض‬ ‫قيل‬ ‫وقد‬ ‫‪-‬‬ ‫الحكماء دوجانس‬ ‫المشهد من‬ ‫ذلك‬

‫قول‬ ‫هذا المعنى من‬ ‫! وأخذ‬ ‫منه أص‬ ‫اليوم أوعظ‬ ‫أنطقُ منه اليوم ‪ ،‬وهو‬ ‫الإسكندرَ أمس‬

‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫العتاهية حيث‬ ‫أبى‬ ‫الحكيم‬

‫من يدتا‬ ‫تراب دفنك‬ ‫نفضت‬ ‫ثم إنى‬ ‫حزن!ا بدفنك‬ ‫كفى‬

‫حيا‬ ‫منك‬ ‫اليؤم أوعظ‬ ‫وأنت‬ ‫لى عظات‬ ‫فى حياتك‬ ‫وكانت‬

‫‪ ،‬ثم قام من‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫حضر‬ ‫من‬ ‫معه كل‬ ‫فاشتد بكاء الواثق وعلا نحيبه ‪ ،‬وبكى‬

‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫وهو‬ ‫فَوره ذلك‬

‫وانحدار‬ ‫يخها انخفاض‬ ‫خُلقت‬ ‫الدهر فى تقديره‬ ‫وصروف‬

‫فخار‬ ‫منها‬ ‫هُؤَة‬ ‫فى‬ ‫هوى‬ ‫إذَ‬ ‫إعلائها‬ ‫على‬ ‫المرء‬ ‫بينما‬

‫مححتعار‬ ‫شىء‬ ‫المرء‬ ‫وحياة‬ ‫قوم ساعة‬ ‫متعةُ‬ ‫إنما‬

‫مما‬ ‫حسان‬ ‫أخبار‬ ‫‪ :‬وللواثق‬ ‫‪ ،‬ثَم قال‬ ‫الواثق‬ ‫أخبار‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫المسعودى‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬

‫للنظر بين‬ ‫الذى عقده‬ ‫فى مجلسه‬ ‫المباحثة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وما كان يجرى‬ ‫الأحداث‬ ‫كان فى أيامه من‬

‫الفروع والأصول (‪. )1‬‬ ‫فى جميع‬ ‫الفقهاء والمتكلمين فى أنواع العلوم من العقليات وال!معيات‬

‫التجديد ‪ -‬مجدد‬ ‫نواحى‬ ‫ما عداها من‬ ‫الناحية ‪ -‬دون‬ ‫هذه‬ ‫أن الواثق فى‬ ‫ولا شك‬

‫كان يجمع‬ ‫الحدود ‪ ،‬لأن مجلسه‬ ‫التجديد فيها ‪ ،‬سَمِحٌ فى دينه إلى أقصى‬ ‫حدود‬ ‫إلى أقصى‬

‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫إلى غيرهما‬ ‫إلى نصرانى‬ ‫مسلم‬ ‫أديانهم ‪ ،‬من‬ ‫اختلاف‬ ‫بين العلماء على‬

‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫دينأ من‬ ‫لا يعرف‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫العلم‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫دينه‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫حرجأ‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫فلا يرى‬

‫مسلمأ كان أو غير مسلم‪.‬‬ ‫طلبه من صاحبه‬ ‫يجب‬ ‫لهانما‬

‫العلم فى‬ ‫سار فى هذا الطريق لوصل‬ ‫العباسيين‬ ‫ملوك‬ ‫أتى بعد الواثق من‬ ‫ولو أن من‬

‫ملوك‬ ‫قبله من‬ ‫ومن‬ ‫الواثق‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫قبل‬ ‫الحديثة‬ ‫نهضته‬ ‫إليه فى‬ ‫ما وصل‬ ‫إلى‬ ‫الإسلام‬

‫إلى هذه الغاية ‪ ،‬وقد كانت‬ ‫الذى يوصل‬ ‫بالعلم فى الطريق الصحيح‬ ‫العباسيين كانوا يسيرون‬

‫ذلك‬ ‫العباسيين فى‬ ‫حضارة‬ ‫لها مثل‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫بحار الجهل‬ ‫غارقة فى‬ ‫عصرهم‬ ‫‪.‬أوربا فى‬

‫متأخر‪.‬‬ ‫زمن‬ ‫الا فى‬ ‫الملوك العباسيون‬ ‫به أولئك‬ ‫لثتغل‬ ‫كان‬ ‫بما‬ ‫تشتغل‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫العهد‬

‫بهذه العلوم الطارئة‬ ‫وغيره كانوا يضيقون‬ ‫السنة كابن حنبل‬ ‫اهل‬ ‫من‬ ‫المتشددين‬ ‫ولكن‬

‫البلاد ‪ ،‬حتى‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫العامة عليها‬ ‫‪ ،‬ويثيرون‬ ‫سِرآ وجهرأ‬ ‫يحاربونها‬ ‫‪ ،‬فكانوا‬ ‫الإسلام‬ ‫على‬

‫‪.‬‬ ‫‪36 - 03‬‬ ‫‪ 4‬ص‬ ‫نلمسعودى ج‬ ‫ومعادن الجوهر‬ ‫(‪ )1‬مروج الذهب‬

‫‪AA‬‬
‫بالعلوم‬ ‫الاشتغال‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫وقصروا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجديدة‬ ‫العلمية‬ ‫الحركة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫القضاءُ‬ ‫لهم‬ ‫تم‬

‫بهم‬ ‫‪ ،‬ويصلوا‬ ‫النهوض‬ ‫بعد‬ ‫الجمود‬ ‫إلى‬ ‫بهم‬ ‫الأدبية ‪ ،‬ليصيروا‬ ‫العلوم‬ ‫الدينية وما إليها من‬

‫الرائعة‪.‬‬ ‫القوة‬ ‫تلك‬ ‫بعد‬ ‫الضعف‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫‪I‬‬

‫فى‬ ‫وأبيه ‪ ،‬وتشدد‬ ‫عمه‬ ‫الدين مسلك‬ ‫المتشددين فى‬ ‫أولئك‬ ‫الواثق مع‬ ‫سلك‬ ‫وقد‬

‫أبيه‬ ‫فى عهد‬ ‫لابن حنبل‬ ‫‪ ،‬وقد جرى‬ ‫النة‬ ‫أهل‬ ‫مخالفوه من‬ ‫كما تشدد‬ ‫القراَن‬ ‫مسألة خلق‬

‫له بسجن‬ ‫أبيه لم يعرض‬ ‫الواثق بعد‬ ‫‪ ،‬فلما ولى‬ ‫عليه‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫مما شأتى‬ ‫ما جرى‬ ‫المعتصم‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الى‬ ‫الأماكن‬ ‫فى‬ ‫يتنقل‬ ‫وأخذ‬ ‫‪ .‬فاختفى‬ ‫بأرض‬ ‫إليه ‪ :‬لا تساكنى‬ ‫أرسل‬ ‫وَ(نما‬ ‫‪،‬‬ ‫أو نحوه‬

‫مع ابن حنبل‪.‬‬ ‫اللينَ‬ ‫من‬ ‫هذا شىء‬ ‫الواثق ‪ ،‬وفى‬ ‫مات‬

‫ألا يشددَ فيها‬ ‫‪ ،‬ورأى‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫المسألة‬ ‫هذه‬ ‫أمره لان فى‬ ‫والظاهر أنه فى آخر‬

‫أهل‬ ‫من‬ ‫الففه والحديث‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ومما يؤيد هذا أنه أتى لثيخ‬ ‫أبوه وعمه‬ ‫كما كان يثدد‬

‫ودعا‬ ‫‪،‬‬ ‫!ائب‬ ‫غير‬ ‫عليه‬ ‫فسلم‬ ‫الهيئة ‪،‬‬ ‫حسن‬ ‫طوال‬ ‫مقيد‬ ‫‪،‬‬ ‫الثغر الامى‬ ‫( أذنة ) من‬

‫بسالك‬ ‫فيما‬ ‫دؤاد‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫الله أحمد‬ ‫أبا عبد‬ ‫‪ ،‬أجب‬ ‫‪ :‬با شيئ‬ ‫له الواثق‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫فأوجز‬

‫الله‬ ‫عبد‬ ‫أبو‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫المناظرة‬ ‫عن‬ ‫ويضعف‬ ‫يقل‬ ‫أحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫يا أمير‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬

‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫المناظرة‬ ‫عن‬ ‫يضعف‬

‫كلامه‪3‬‬ ‫فى‬ ‫أتأذن‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫يا أمير‬ ‫عل!يك‬ ‫هؤن‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫له‪.‬‬ ‫أذنتُ‬ ‫قد‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫اليه؟‬ ‫الناص‬ ‫‪ ،‬ما دعوتَ‬ ‫له ‪ :‬يا أحمد‬ ‫فقال‬ ‫أحمد‬ ‫على‬ ‫الشيخ‬ ‫فأقبل‬

‫‪.‬‬ ‫القرآن‬ ‫بخلق‬ ‫القول‬ ‫‪ :‬إلى‬ ‫أحمد‬ ‫فقال‬

‫فلا يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫داخلة‬ ‫(يها‬ ‫الناص‬ ‫دعوت‬ ‫التى‬ ‫هذه‬ ‫‪ :‬مقالتك‬ ‫الثيخ‬ ‫فقال‬

‫بها؟‬ ‫تاما الا بالقول‬ ‫الدين‬

‫‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫أحمد‬ ‫فقال‬

‫أو تركهم‪3‬‬ ‫اليها‬ ‫دعا الناص‬ ‫!ص‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬رسول‬ ‫فقال الشيئ‬

‫‪ :‬تركهم‪.‬‬ ‫فقال أحمد‬

‫يعلمها‪3‬‬ ‫أو لم‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫فقال الثيخ ‪ :‬فعلمها‬

‫‪ :‬علمها‪.‬‬ ‫فقال أحمد‬

‫وتركهم‬ ‫صةنج!ا‬ ‫اله‬ ‫يَدْعُهم إليه رسول‬ ‫ما لم‬ ‫الى‬ ‫الناص‬ ‫دعوتَ‬ ‫فَلِمَ‬ ‫‪:‬‬ ‫الث!يخ‬ ‫فقال‬ ‫؟‬

‫أحمد‪.‬‬ ‫فسكت‬

‫واحلة‪.‬‬ ‫‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬هذه‬ ‫الشيئ‬ ‫فقال‬


‫أكمَفتُ‬ ‫انيَونمَ‬ ‫‪! :‬‬ ‫كتابه العزيز‬ ‫الثه فى‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬يا أحمد‬ ‫ب!اعة‬ ‫بعد‬ ‫لأحمد‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫‪ :‬لا يكون‬ ‫أنت‬ ‫(‪ )1‬فقلت‬ ‫لكُمُ الإسنلاَمَ دينا أ‬ ‫وَرَضيتُ‬ ‫عَلَيكُم نغمَتى‬ ‫ومتممتُ‬ ‫دِينكُم‬ ‫لكُم‬

‫نقصانك؟‬ ‫فى‬ ‫داتمامه أو أنت‬ ‫إكمالَه‬ ‫فى‬ ‫أصدق‬ ‫فالَثه‬ ‫‪،‬‬ ‫اَلقرَآن‬ ‫تاما إلا بمقالتكم بخلق‬ ‫الدين‬

‫أحمد‪.‬‬ ‫فأمسك‬

‫شاشط‪.‬‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫‪ :‬يا أمير‬ ‫الشيخ‬ ‫فقال‬

‫أثهَا‬ ‫يَا‬ ‫فىْ كتابه !‬ ‫وجل‬ ‫الثه عز‬ ‫قول‬ ‫عن‬ ‫يا أحمد‬ ‫‪ :‬أخبرنى‬ ‫ساعة‬ ‫بعد‬ ‫لأحمد‬ ‫ثم قال‬

‫إليها مما بفَغه‬ ‫الناس‬ ‫دعوت‬ ‫التى‬ ‫هذه‬ ‫فمقالتك‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أ‬ ‫بكَ‬ ‫رً‬ ‫الرشُولُ بَفغ مَا أنزِلَ الَيكَ مِن‬

‫لا؟‬ ‫أَم‬ ‫للأت‬ ‫الرسول !ص‬

‫فأمسك أحمد‪.‬‬

‫ثالصة‪.‬‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫‪ :‬يا أمير‬ ‫الشيخ‬ ‫فقال‬

‫مقالتك‬ ‫الله عدصتجآا من‬ ‫رسول‬ ‫‪ ،‬ما علم‬ ‫يا احمد‬ ‫‪ :‬أخبرنى‬ ‫ساعة‬ ‫بعد‬ ‫لأحمد‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫عنهم أم لا؟‬ ‫أن أمسك‬ ‫لالى القول بها أوسعه‬ ‫اليها‬ ‫الناس‬ ‫هذه التى دعوت‬

‫له ذلك‪.‬‬ ‫‪ :‬بل اتع‬ ‫فقال أحمد‬

‫لعلى ك!‪،‬‬ ‫لعثمان ‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫لأبى بكر وعمر‬ ‫‪ :‬وكذلك‬ ‫فقال الثخ‬

‫‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫أحمد‬ ‫فقال‬

‫لنا ما اتع‬ ‫يتسع‬ ‫‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬إذا لم‬ ‫الواثق وقال‬ ‫إلى‬ ‫وجهه‬ ‫الشيخ‬ ‫فصرف‬

‫الله علينا‪.‬‬ ‫سع‬ ‫و‬ ‫‪ ،‬فلا‬ ‫ولأصحابه‬ ‫عائهتجيماا‬ ‫الله‬ ‫لرسول‬

‫الله عفنجم‬ ‫لرسول‬ ‫لنا ما اتع‬ ‫يتح‬ ‫لم‬ ‫الثه علينا ان‬ ‫وسمع‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫الواثق‬ ‫فقال‬

‫الواثق‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫جاذب‬ ‫قيده‬ ‫فكوا‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫قيده‬ ‫اقطعوا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫ولأصحابه‬

‫عليه‪،‬‬ ‫أجاذب‬ ‫نيتى أن‬ ‫فى‬ ‫عقدت‬ ‫‪ :‬لأنى‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫عليه‬ ‫جاذبتَ‬ ‫‪ :‬لم‬ ‫له‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫دعوه‬

‫هذا لمَ‬ ‫عبدك‬ ‫‪ ،‬سل‬ ‫‪ :‬يا رب‬ ‫أقول‬ ‫حتى‬ ‫وبدنى‬ ‫بين كفنى‬ ‫أن يجعل‬ ‫أوصيت‬ ‫ف!ذا أخذته‬

‫فئَ أهلى؟‬ ‫ظلمَا وأراع‬ ‫قيدنى‬

‫‪ ،‬اجعلنى‬ ‫‪ :‬يا شيخ‬ ‫الواثق‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫حضر‬ ‫من‬ ‫وكل‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬وبكى‬ ‫الواثق‬ ‫فبكى‬

‫‪-‬فى حل‪.‬‬

‫لرسول‬ ‫(عظائا‬ ‫حل‬ ‫فى‬ ‫جعلتُك‬ ‫حتى‬ ‫منزلى‬ ‫من‬ ‫‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬ما خرجتُ‬ ‫فقال‬

‫منه‪.‬‬ ‫الثه عل!هب!ا لقرابتك‬

‫وعدم‬ ‫بلباقته‬ ‫الشيخ الذى عُرف‬ ‫العهد كانوا مثل ذلك‬ ‫السنة فى ذلك‬ ‫أهل‬ ‫كل‬ ‫فليت‬

‫‪.‬‬ ‫‪6 7‬‬ ‫آبة‬ ‫‪:‬‬ ‫ن دة‬ ‫ا‬ ‫الم‬ ‫)‪(Y‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آبة‬ ‫‪:‬‬ ‫ئدة‬ ‫لما‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫فيها برأيه ‪ ،‬فلم‬ ‫‪ ،‬مع احتفاظ كل‬ ‫أحسن‬ ‫بالتى هى‬ ‫المسألة‬ ‫الكلام فى هذه‬ ‫يقطع‬ ‫تنطعه كيف‬

‫‪ ،‬ثم تعصبوا‬ ‫السنة وخصومهم‬ ‫أهل‬ ‫فيها من‬ ‫تشددوا‬ ‫فيها رأسه من‬ ‫رأسه كما ركب‬ ‫يركب‬

‫التكفير به‪.‬‬ ‫لرايهم فيها إلى حد‬

‫يليق‬ ‫موقف‬ ‫له ‪ ،‬وهو‬ ‫يحمد‬ ‫مما‬ ‫الشيخ‬ ‫ذلك‬ ‫( الواثق " مع‬ ‫أن موقف‬ ‫ولا شك‬

‫هذه‬ ‫اقتصاره على‬ ‫التجديد فى الإسلام ‪ ،‬ولكن‬ ‫حركة‬ ‫بموقفه السابق فى الناحية العلمية من‬

‫الرجعية التى وقعوا فيها ‪ ،‬لأن‬ ‫النكسات‬ ‫انتشال المسلمين من‬ ‫فى‬ ‫ليكفى‬ ‫الناحية لم يكن‬

‫المسلمين ‪ ،‬وقد يذكر له مع ذلك‬ ‫احوال‬ ‫به كل‬ ‫كلها ‪ ،‬لتصلح‬ ‫أن يشملها‬ ‫التجديد يجب‬

‫أتقلدها‬ ‫الله‬ ‫بعده ‪ ،‬فقال ‪ :‬لا يرانى‬ ‫لابنه من‬ ‫موته أن يوصى‬ ‫مرض‬ ‫فى‬ ‫سثل‬ ‫موقفه حين‬

‫واسعة‪.‬‬ ‫الثه رحمة‬ ‫‪ ،‬فرحمه‬ ‫وميتا‬ ‫حيا‬

‫!ي!**‬

‫‪101‬‬
‫أحمد بن حنبل‬

‫أسرته‬ ‫‪ ،‬نشأت‬ ‫الشيبانى‬ ‫هلال‬ ‫بن‬ ‫حنبل‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫الله‬ ‫أبو عبد‬ ‫هو‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫أمية‬ ‫بنى‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫سَرَخس‬ ‫واليا على‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫خراسان‬ ‫الى‬ ‫انتقل جده‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بالبصرة‬

‫ممات‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫م‬ ‫‪078‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪164‬‬ ‫بها سنة‬ ‫فولدته‬ ‫بغداد‬ ‫إلى‬ ‫انتقلت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫به أمه بمرو‬ ‫حملت‬

‫وقد‬ ‫الدنيا ‪،‬‬ ‫حاضرة‬ ‫العهد‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫بغداد‬ ‫وكانت‬ ‫أمه بتربيته ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫طفل‬ ‫أبوه وهو‬

‫الى‬ ‫نفسه‬ ‫فاتجهت‬ ‫‪،‬‬ ‫وأدباء وفلاسفة‬ ‫ومتصوفة‬ ‫وفقهاء‬ ‫فراء ومحذثين‬ ‫بأئمة العلم من‬ ‫رخرت‬

‫العلوم ‪ :‬مسلك‬ ‫لدراسة هذه‬ ‫مسلكان‬ ‫عهده‬ ‫العراق على‬ ‫في‬ ‫الشريعة ‪ ،‬وكان‬ ‫دراسة علوم‬

‫رواية الحديث‪،‬‬ ‫من‬ ‫الفتاوى والأقضية كثر‬ ‫الرأى الذين يُعنون باستخراج‬ ‫أهل‬ ‫الفقهاء من‬

‫الفتاوى‬ ‫استخراج‬ ‫أكثر من‬ ‫وحفظه‬ ‫برواية الحديث‬ ‫يعنون‬ ‫المحذثين الذين‬ ‫ومسلك‬

‫اتجاهه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العراق‬ ‫فى‬ ‫علمائه‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ ‫الثانى ‪ ،‬وطلب‬ ‫المسلك‬ ‫‪ ،‬فاختار‬ ‫والأقضية‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪597‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫فى سنة ‪917‬‬ ‫الى ذلك‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫بن بشير الواسطى‬ ‫هثيم‬ ‫على‬ ‫الحديث‬ ‫يطلب‬ ‫سنوات‬ ‫بغداد سبع‬ ‫فى‬ ‫فمكث‬

‫إلى البصرة والحجار واليمن والكوفة والشام ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فرحل‬ ‫الحديث‬ ‫طلب‬ ‫فى‬ ‫بعد ذلك‬ ‫رحل‬

‫التقى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫التى بناه عليها‬ ‫الجديدة‬ ‫وأصوله‬ ‫ففهه‬ ‫عنه‬ ‫فأخذ‬ ‫الحجار‬ ‫فى‬ ‫بالشافعى‬ ‫التقى‬ ‫وقد‬

‫كان‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫علمه‬ ‫اكتمل‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها أيضا‬ ‫عنه‬ ‫فأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫بغداد‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫به بعد‬

‫ما‬ ‫يدوًن كل‬ ‫حفظه‬ ‫‪ ،‬وكان مع جودة‬ ‫الأحاديث‬ ‫الشافعى يعوًل عليه أحيانا فى معرفة صحة‬

‫المحدثين‪.‬‬ ‫يروبه عن‬

‫والفتوى بعد أن بلغ الأربعين ‪ ،‬فطار صيته فى بغداد وغيرها من‬ ‫للتحديث‬ ‫ثم جلس‬

‫الرواة أن درسه‬ ‫ذكر بعض‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫سائر النواحى‬ ‫والفقه من‬ ‫الحديث‬ ‫طلاب‬ ‫البلاد ‪ ،‬وقصده‬

‫يسمح‬ ‫لم يكن‬ ‫أنه‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫خمسمائة‬ ‫منهم نحو‬ ‫‪ ،‬وأنه كان بكتب‬ ‫ا‪ 3‬ف‬ ‫خمسة‬ ‫كان يبلغ نحو‬

‫أو ينقلوها‬ ‫يدونوها‬ ‫أن‬ ‫لهم‬ ‫يسمح‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬أما فتاويه الفقهية فلم‬ ‫الحديث‬ ‫الا بتدوين‬ ‫لهم‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫والحديث‬ ‫القرآن‬ ‫بجوار‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫آراء الناس‬ ‫الباع تدوين‬ ‫من‬ ‫يرى‬ ‫لأنه كان‬ ‫؟‬ ‫عنه‬

‫أنى‬ ‫‪ :‬اشهدوا‬ ‫لأصحابه‬ ‫‪،‬فقال‬ ‫بخراسان‬ ‫ونشرها‬ ‫عنه مسائل‬ ‫تلاميذه روى‬ ‫بلغه أن بعض‬

‫كتابة فتاوى غيره من الفقهاء ‪.‬‬ ‫كان ينهى عن‬ ‫كله ‪ .‬وكذلك‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫رجعتُ‬

‫‪ ،‬يتأثر بأقوالهم‬ ‫والتابعين‬ ‫الصحابة‬ ‫عصر‬ ‫من‬ ‫غير عصره‬ ‫فى‬ ‫بهذا يعيش‬ ‫وقد كان‬

‫‪ ،‬وقد غالى بهذا فى مذهب‬ ‫فى عصرهم‬ ‫لم يكن‬ ‫شىء‬ ‫من البدعة (حداث‬ ‫وأفعاله! ‪ ،‬ويرى‬

‫به‬ ‫تابعى كبير تخلف‬ ‫بأنه‬ ‫معاصريه‬ ‫بعض‬ ‫وصفه‬ ‫التثمدد ‪ ،‬حتى‬ ‫فيه كل‬ ‫السنة ‪ ،‬وتشدد‬ ‫أهل‬

‫لم يؤثر عن‬ ‫نما‬ ‫عصره‬ ‫فيه أهل‬ ‫ما خاض‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫الأعراض‬ ‫هذا على‬ ‫‪ ،‬وقد حمله‬ ‫الزمن‬

‫؟‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫عن‬ ‫الناص‬ ‫ينهى‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الرد عليهم‬ ‫لنفسه‬ ‫يستجيز‬ ‫لم يكن‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫السلف‬ ‫ذلك‬

‫‪201‬‬
‫يتأثر بالمتشددين‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫للسلف‬ ‫معروفة‬ ‫لم تكن‬ ‫فلسفية‬ ‫العقاثد بطرق‬ ‫فى‬ ‫لأنه يتكلم‬

‫من‬ ‫التحرج‬ ‫هذا‬ ‫لا يتحرج‬ ‫منهم‬ ‫كان‬ ‫يتأثر بمن‬ ‫ولا‬ ‫؟‬ ‫والتابعين‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫دينهم‬ ‫فى‬

‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬

‫المجدد المطلوب‬ ‫ان يكون‬ ‫‪ ،‬ويبعد به عن‬ ‫ابن حبل‬ ‫على‬ ‫أن مثل هذا يؤخذ‬ ‫ولا شك‬

‫إزالة‬ ‫‪ ،‬ليمكنه‬ ‫المجدد‬ ‫ذلك‬ ‫اللازم فى‬ ‫التسامح‬ ‫به عن‬ ‫لانه يبد‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬

‫الرأى سببأ للعداوة‬ ‫فى‬ ‫الخلاف‬ ‫من‬ ‫؟ ولا يجعل‬ ‫العداوة الدينية بين الفرق الإسلامية‬

‫أنه لا شىء‬ ‫‪ ،‬لأنه يرى‬ ‫للدين‬ ‫مخالفا‬ ‫د!ان لم يكن‬ ‫جديد‬ ‫كل‬ ‫كراهة‬ ‫على‬ ‫يحمله‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫بينهم‬

‫أولئك السلف‪.‬‬ ‫غير ما كان فى عهد‬

‫فيه برأى‬ ‫جهر‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القرآن‬ ‫بخلق‬ ‫فتنة القول‬ ‫فى‬ ‫سببا لموقفه المعروف‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫الحبس‬ ‫من‬ ‫ما أصابه‬ ‫على‬ ‫وصبر‬ ‫‪،‬‬ ‫مخلوق‬ ‫غير‬ ‫القراَن‬ ‫بأن‬ ‫القول‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأصر‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬

‫ما‬ ‫المأمون والمعتصم والواثق ‪ ،‬وكان‬ ‫من‬ ‫الأرض‬ ‫ملوك‬ ‫أقوى‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وقاوم فى‬ ‫والجلد‬

‫المعتصم‪.‬‬ ‫والجلد فى عهد‬ ‫الحبس‬ ‫أصابه من‬

‫المجد‪،‬‬ ‫من‬ ‫له فى التاريخ صفحة‬ ‫‪ ،‬وقد دونت‬ ‫عيها‬ ‫فى الرأى يحمد‬ ‫شجاعة‬ ‫وهذه‬

‫غيره من‬ ‫القرآن وفى‬ ‫القول بخلق‬ ‫يكفًر مخالفيه فى‬ ‫هذا أنه كان‬ ‫عليه فى‬ ‫يؤخذ‬ ‫ولكن‬

‫الفريقين فى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فتغالى كل‬ ‫النة‬ ‫وأهل‬ ‫المعتزلة ‪ ،‬كما كان مخالفوه يكفرونه هو‬ ‫أصول‬

‫من‬ ‫كلا‬ ‫أن‬ ‫ولو‬ ‫‪،‬‬ ‫رمنا طويلا‬ ‫المسلمين‬ ‫شغلت‬ ‫فتنة شديدة‬ ‫جعلوها‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫لرأيه‬ ‫التعصب‬

‫غير أن يكفره‬ ‫الرأى لترك للاَخر رأيه من‬ ‫التسامح فى‬ ‫ما جاء به الإسلام من‬ ‫الفريقين راعى‬

‫به‬ ‫يقصدون‬ ‫المعتزلة‬ ‫القرآن من‬ ‫قالوا بخلق‬ ‫أن الذين‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫بالقوة عنه‬ ‫صرفه‬ ‫فيه ‪ ،‬أو يحاول‬

‫الزاثدة على‬ ‫الكلإم‬ ‫بصفة‬ ‫لا يقولون‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫والأصوات‬ ‫الحروت‬ ‫المركبة من‬ ‫الألفاظ‬ ‫هذه‬

‫‪ ،‬فلم‬ ‫الصفة‬ ‫به هذه‬ ‫القرآن قصدوا‬ ‫خلق‬ ‫قالوا بعدم‬ ‫‪ ،‬والذين‬ ‫السنة‬ ‫قال أهل‬ ‫كما‬ ‫ذاته تحالى‬

‫بالخلاف فيها‬ ‫للتشبث‬ ‫هناك معنى‬ ‫‪،‬ولم يكن‬ ‫القراَن‬ ‫فى مسألة خلق‬ ‫حقيقى‬ ‫بينهم خلاف‬ ‫يكن‬

‫‪،‬‬ ‫فيها راية السلام‬ ‫يرفع‬ ‫مجدد‬ ‫الفتنة إلى‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫محتاجين‬ ‫المسلمون‬ ‫كان‬ ‫الفريقين ‪ ،‬وقد‬ ‫من‬

‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫إخوان‬ ‫جميعا‬ ‫أنهم‬ ‫ليعلموا‬ ‫والمعتزلة ‪،‬‬ ‫السنة‬ ‫ء بين أهل‬ ‫يهدى‬ ‫برأى‬ ‫ويطفئها‬

‫الواثق‬ ‫الحد ‪ ،‬وقد كان موقف‬ ‫إلى ذلك‬ ‫المسألة‬ ‫هذه‬ ‫بينهم فى‬ ‫الخلاف‬ ‫أن يفرق‬ ‫ولا يصح‬

‫المعتصم وابن حنبل‪.‬‬ ‫موقف‬ ‫الواثق خيرأ من‬ ‫فى الكلام على‬ ‫السنى فيما سبق‬ ‫والشيئ‬

‫من‬ ‫عليه السلف‬ ‫إحياء ما كان‬ ‫على‬ ‫قام به ابن حنبل‬ ‫التجديد الذى‬ ‫وبهذا يقتصر‬

‫أسرف‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫المخالف‬ ‫فيه بتكفير‬ ‫أسرف‬ ‫قد‬ ‫كان‬ ‫‪! ،‬ان‬ ‫انه الحق‬ ‫ما يرون‬ ‫قول‬ ‫فى‬ ‫الشجاعة‬

‫قوله ولا‬ ‫‪ ،‬لا يلين فى‬ ‫وفاته‬ ‫إلى‬ ‫حياته‬ ‫أول‬ ‫بهذا من‬ ‫نفسه‬ ‫أخذ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بتكفيره‬ ‫أيضا‬ ‫مخالفه‬

‫فيه اكثر منه‪،‬‬ ‫بعضهم‬ ‫غالى‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫بعده‬ ‫أتباعه من‬ ‫هذا‬ ‫عنه‬ ‫ورث‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫لائم‬ ‫لومة‬ ‫يخثى‬

‫‪.‬‬ ‫‪fAoo‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪(Yf‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫وكانت‬

‫!ي!*‬ ‫*‬
‫المهتدى العباسى‬

‫‪ ،‬كان أبوه الواثق ملكا عظيما‪،‬‬ ‫الواثق بن المعتصم‬ ‫المهتدى بن هارون‬ ‫محمد‬ ‫هو‬

‫الذى‬ ‫فى مرضه‬ ‫أبوه ولم يعهد له ‪ ،‬وقد سئل‬ ‫‪ ،‬وقد مات‬ ‫المأمون الأصغر‬ ‫كان بلقب‬ ‫حتى‬

‫ابنه عنه‬ ‫‪ ،‬فورث‬ ‫وميتا‬ ‫حيا‬ ‫الله أتقلدها‬ ‫‪ :‬لا يرانى‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫بعده‬ ‫له من‬ ‫منه أن يوصى‬ ‫مات‬

‫الملك‪.‬‬ ‫فى‬ ‫الزهد‬ ‫عنه‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫الفضل‬ ‫هذا‬

‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫المتوكل‬ ‫بن‬ ‫المنتصر‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫المعتصم‬ ‫بن‬ ‫المتوكل‬ ‫أخوه‬ ‫أبيه الواثق‬ ‫بعد‬ ‫ولى‬ ‫وقد‬

‫عزل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وحبسه‬ ‫المهتدى‬ ‫‪ ،‬فاعتقل‬ ‫المتوكل‬ ‫المعتز بن‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫المعتصم‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫المستعين بن‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫قبل‬ ‫حاول‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الواثق‬ ‫بن‬ ‫للمهتدى‬ ‫وبايعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪986‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪255‬‬ ‫المعتز سنة‬ ‫الأتراك‬

‫به‬ ‫‪ ،‬فأتى‬ ‫كلامه‬ ‫يراه وش!مع‬ ‫حتى‬ ‫البيعة‬ ‫‪ ،‬فأبَى قبول‬ ‫المعتز‬ ‫بينهم وبين‬ ‫يبايعوا له أن يُصلح‬

‫‪ ،‬ما هذا‬ ‫‪ :‬يا أخى‬ ‫له‬ ‫وقال‬ ‫إليه وعانقه‬ ‫‪ ،‬فوثب‬ ‫منديل‬ ‫رأسه‬ ‫وعلى‬ ‫مدنس‬ ‫قميص‬ ‫وعليه‬

‫بينه‬ ‫يصلح‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫فعرض‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫أصلح‬ ‫ولا‬ ‫أطيقه‬ ‫لا‬ ‫أمر‬ ‫‪:‬‬ ‫المعتز‬ ‫فقال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫الأمر‬

‫من‬ ‫حل‬ ‫‪ :‬فأنا فى‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫لها‬ ‫يَرضوننى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫لى‬ ‫لا حاجة‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫وبينهم‬

‫حضرته‬ ‫عن‬ ‫فأقاموه‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫وجهه‬ ‫المهتدى‬ ‫فحؤل‬ ‫‪.‬‬ ‫وسعة‬ ‫حل‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬أنت‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫بيعتك‬

‫خلعه‪.‬‬ ‫أيام من‬ ‫ستة‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬وقتلوه‬ ‫محبسه‬ ‫إلى‬ ‫وردوه‬

‫الأتراك فيها ‪ ،‬وكان المسلمون قد‬ ‫أولئك‬ ‫بسوء تصرف‬ ‫الدولة قد ساءت‬ ‫حال‬ ‫وكانت‬

‫يقوم‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫بالزهد‬ ‫الحال‬ ‫هذه‬ ‫يصلح‬ ‫أن‬ ‫الدنيا ‪ ،‬فآثر المهتدى‬ ‫على‬ ‫بتنازعهم‬ ‫حالهم‬ ‫ساءت‬

‫بنى أمية‪.‬‬ ‫العزيز فى‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫قام به عمر‬ ‫بما‬ ‫بنى العباس‬ ‫فى‬

‫عشايا‬ ‫عند المهتدى بعض‬ ‫‪ :‬كنت‬ ‫بن القاسم الهاشمى‬ ‫وقد قال أبو العباس بن هاشم‬

‫وأمر‬ ‫‪،‬‬ ‫بنا المغرب‬ ‫صفَى‬ ‫حتى‬ ‫فجلست‬ ‫؟‬ ‫بالجلوس‬ ‫فأمرنى‬ ‫‪،‬‬ ‫لأنصرف‬ ‫فقمتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫رمضان‬

‫خَل‪،‬‬ ‫آخر‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫إناء ملح‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫عليه رغيفان‬ ‫خلاف‬ ‫طبق‬ ‫‪ ،‬وأحضر‬ ‫بالطعام فأحضر‬

‫كذلك‬ ‫طعاما جيدا ‪ ،‬فلما رأئ كلى‬ ‫يحضر‬ ‫أنه‬ ‫‪ ،‬ظتأ منى‬ ‫مقتصرأ‬ ‫فكلتُ‬ ‫فدعانى إلى ا!ل‬

‫قلت‪:‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫غدا‬ ‫الصوم‬ ‫تريد‬ ‫افلست‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫بلى‬ ‫‪:‬‬ ‫قلت‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫صائما‬ ‫كنت‬ ‫أما‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬

‫‪.‬‬ ‫ما ترى‬ ‫غير‬ ‫ههنا‬ ‫‪ ،‬فليس‬ ‫عشاءك‬ ‫واشوف‬ ‫‪ :‬كل‬ ‫‪ . .‬قال‬ ‫؟‬ ‫رمضان‬ ‫شهر‬ ‫لا وهو‬ ‫وكيف‬

‫رزته؟‬ ‫ووسع‬ ‫النعمة‬ ‫الله عليك‬ ‫أسبغ‬ ‫‪ :‬ولِمَ يا أمير المؤمنين وقد‬ ‫وقلت‬ ‫قوله‬ ‫من‬ ‫فعجبت‬

‫أمية‬ ‫بنى‬ ‫من‬ ‫أنه كان‬ ‫فى‬ ‫فكرتُ‬ ‫ولكن‬ ‫دثه ‪،‬‬ ‫‪ ،‬والحمد‬ ‫ما وصفت‬ ‫الأمر على‬ ‫‪( :‬ن‬ ‫فقال‬

‫بما‬ ‫نفسى‬ ‫وأخذتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫مثله‬ ‫خلفاثهم‬ ‫فى‬ ‫ألا يكون‬ ‫هاشم‬ ‫لبنى‬ ‫‪ ،‬فغرتُ‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫‪ +‬عمر‬

‫رايت‪.‬‬
‫مسلك‬ ‫أسلك‬ ‫حتى‬ ‫‪ ،‬دعونى‬ ‫هاشم‬ ‫‪ :‬يا بنى‬ ‫لهم‬ ‫وقال‬ ‫هاشم‬ ‫بنى‬ ‫دعا‬ ‫فلما آثر هذا‬ ‫!‬

‫بن عبد العزيز فى بنى أمية‪.‬‬ ‫فيكم مثل عمر‬ ‫بن عبد العزيز ‪ ،‬فثون‬ ‫عمر‬

‫‪،‬‬ ‫الفقهاء‬ ‫منارل‬ ‫ورفع‬ ‫‪،‬‬ ‫العلماء‬ ‫فقرب‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫القصد‬ ‫أمره إلى‬ ‫فى‬ ‫ذهب‬ ‫ثم‬

‫من‬ ‫والفضة‬ ‫الذهب‬ ‫اَنية‬ ‫‪ ،‬وأمر ب!خراج‬ ‫والمطعم والمشرب‬ ‫والفرض‬ ‫اللباس‬ ‫من‬ ‫وقلل‬

‫المجال!‬ ‫فى‬ ‫التى كانت‬ ‫إلى الصور‬ ‫‪ ،‬وعمد‬ ‫دنانير ودراهم‬ ‫وضربت‬ ‫الخزائن ‪ ،‬فكسرت‬

‫السباع‬ ‫وقتل‬ ‫‪،‬‬ ‫والديوك‬ ‫‪،‬‬ ‫الملوك‬ ‫يدى‬ ‫بها ببن‬ ‫يناطح‬ ‫كان‬ ‫التى‬ ‫الكباش‬ ‫وذبح‬ ‫‪،‬‬ ‫فمحيت‬

‫قبله‬ ‫الملوك‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫ب!باحته‬ ‫الشريعة‬ ‫ترد‬ ‫لم‬ ‫فرش‬ ‫وكل‬ ‫الديباج‬ ‫بسط‬ ‫ورفع‬ ‫‪،‬‬ ‫المحبوسة‬

‫وسائر مؤنه‬ ‫لمائدته‬ ‫وجعل‬ ‫‪ ،‬فأزال ذلك‬ ‫درهم‬ ‫آلاف‬ ‫يوم عشرة‬ ‫موائدها فى كل‬ ‫تنفق على‬

‫له‬ ‫سفطِ‬ ‫من‬ ‫الليل أخرج‬ ‫الصيام ‪ ،‬ف!ذا دخل‬ ‫‪ ،‬وكان يواصل‬ ‫مائة درهم‬ ‫يوم نحو‬ ‫فى كل‬

‫‪،‬‬ ‫الى أن يدركه الصباح‬ ‫يركع وشجد‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫نفسه‬ ‫الجبة وغل‬ ‫‪ ،‬فلبس‬ ‫وكل‬ ‫جبة صوف‬

‫‪.‬‬ ‫الاَخرة‬ ‫العشاء‬ ‫بعد‬ ‫الليل إلا ساعة‬ ‫ينام من‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫فيها للعائم والخاص‬ ‫وجلس‬ ‫‪،‬‬ ‫قبة المظالم‬ ‫وسقاها‬ ‫‪،‬‬ ‫أبواب‬ ‫قبة لها اربعة‬ ‫بنى‬ ‫ثم‬

‫وكان‬ ‫القِيان ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫ونهى‬ ‫‪،‬‬ ‫الشراب‬ ‫وحرئم‬ ‫المنكر ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫ونهى‬ ‫بالمعروف‬ ‫وأمر‬ ‫‪،‬‬ ‫للمظالم‬

‫الناس ويؤم بهم‪.‬‬ ‫إلى المسجد الجامع ‪ ،‬ويخطب‬ ‫جمعة‬ ‫كل‬ ‫يحضر‬

‫العامة‬ ‫على‬ ‫وطاة هذه ايإصلاحات‬ ‫فى الرعية ‪ ،‬فثقلت‬ ‫الفساد كان قد استحكم‬ ‫ولكن‬

‫يمهلوا‬ ‫تبرتُا بها ‪ ،‬فلم‬ ‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫الدولة كثر‬ ‫الأتراك المتغلبون على‬ ‫أولئك‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والخاصة‬

‫‪ ،‬فصرفهما‬ ‫بغا يتزعمانهم‬ ‫بن‬ ‫وموسى‬ ‫بايكيال‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫ونصفا‬ ‫شهرأ‬ ‫عشر‬ ‫إلا أحد‬ ‫المهتدى‬

‫‪ ،‬ولكنهما لم يلبثا‬ ‫معهما فشيعهما‬ ‫‪ ،‬وخرج‬ ‫لشرهما‬ ‫اتقاءً‬ ‫الخوارج‬ ‫بعض‬ ‫المهتدى إلى حرب‬

‫‪،‬‬ ‫سامرآ‬ ‫بجسر‬ ‫فعسكر‬ ‫خرح‬ ‫برجوعهما‬ ‫؟ فلما استشعر‬ ‫غير أن يلقيا شرا‬ ‫أن قفلا من‬

‫بالعامة مستنصرأ‬ ‫سامرا مستغيثا‬ ‫‪ ،‬فدخل‬ ‫هزمه‬ ‫وحاربه بايكيال حتى‬ ‫قتاله‬ ‫من‬ ‫فتحرفَي موسى‬

‫منهم‪.‬‬ ‫أحد‬ ‫ينصره‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بالناس‬

‫لم‬ ‫عظيمة‬ ‫سيرة‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫تحمل‬ ‫‪ :‬أتريد أن‬ ‫وقالوا له‬ ‫الأتراك‬ ‫أولئك‬ ‫عليه‬ ‫قبض‬ ‫ثم‬

‫بيته والخلفاء‬ ‫علئ!هنج!ا وأهل‬ ‫الرسول‬ ‫سيرة‬ ‫على‬ ‫أحملهم‬ ‫أن‬ ‫أريد‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫يعرفوها‬

‫‪،‬‬ ‫الآخرة‬ ‫فى‬ ‫إلدنيا ورغبوا‬ ‫فى‬ ‫زهدوا‬ ‫قوم‬ ‫مع‬ ‫كان‬ ‫لحةنج!ا‬ ‫‪ :‬الرسول‬ ‫‪ ،‬فقالوا له‬ ‫الراشدين‬

‫وغير‬ ‫وجَزَرِى ومغربى‬ ‫تركى‬ ‫رجالك‬ ‫أنت‬ ‫دانما‬ ‫‪،‬‬ ‫وغيرهم‬ ‫وعلى‬ ‫وعثمان‬ ‫كأبى بكر وعمر‬

‫‪ ،‬دانما كرضهم‬ ‫امر آخرتهم‬ ‫من‬ ‫عليهم‬ ‫ما يجب‬ ‫‪ ،‬لا يعلمون‬ ‫أنواع الأعاجم‬ ‫من‬ ‫ذلك‬

‫؟ وهذا يدل على‬ ‫الواضحة‬ ‫من‬ ‫ما ذكرت‬ ‫تحملهم على‬ ‫هذه الدنيا ‪ ،‬فكيف‬ ‫من‬ ‫ما استعجلوه‬

‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫الحق‬ ‫يعرفون‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الأتراك‬ ‫أولئك‬ ‫نفوس‬ ‫من‬ ‫الفساد‬ ‫ما بلغ‬ ‫مقدار‬

‫الباطل‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫يؤثرون‬

‫‪501‬‬
‫صاحب‬ ‫المهتدى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫هذا المفى وأشباهه‬ ‫فى‬ ‫والمراجعة‬ ‫فقثر منهم ومنه الكلام‬

‫‪ ،‬فأمكنه أن يؤثًر‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫أن يستعين ببعضهم‬ ‫مدة ولايته على‬ ‫فى‬ ‫جرى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫حيلة‬

‫قام فيهم‬ ‫البهاتب‬ ‫وهب‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫كاد الأمر يتم بينه وبينهم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫ويهذثهم‬ ‫فيهم‬

‫‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫كير‬ ‫‪ ،‬فنيته فيكم‬ ‫بلسانه‬ ‫‪ ،‬أعطاكم‬ ‫تدبيركم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وخطأ‬ ‫منكم‬ ‫رأى‬ ‫سوء‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫فقال‬

‫بالخناجر‪،‬‬ ‫وجاءوا‬ ‫منه استرجعوا‬ ‫هذا‬ ‫‪ .‬فلما سمعوا‬ ‫جمعكم‬ ‫ويفرق‬ ‫جميعا‪،‬‬ ‫عليكم‬ ‫وسيأتى‬

‫فى أوداجه ‪ ،‬ثم‬ ‫بخنجره‬ ‫لبايكيال ‪ ،‬فجرحه‬ ‫ابن عم‬ ‫المهتدى بخنجره‬ ‫قام على‬ ‫وكان أول من‬

‫‪ ،‬ثم أقبل على‬ ‫سكران‬ ‫منه ‪ ،‬وكان‬ ‫روى‬ ‫حتى‬ ‫يمصه‬ ‫عليه والدم يفور منه فأخذ‬ ‫انكب‬

‫فى هذا اليوم من الخمر‪.‬‬ ‫من المهتدى كما رويت‬ ‫أصحابنا قد رويت‬ ‫يا‬ ‫فقال ‪:‬‬ ‫أصحابه‬

‫عجيب‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الى غرضه‬ ‫الملك المصلح قبل أن يصل‬ ‫ذلك‬ ‫أولئك القساة على‬ ‫فقضى‬

‫ما كان‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وندموا‬ ‫عليه‬ ‫ويبهون‬ ‫ينوحون‬ ‫بغداد‬ ‫به فى‬ ‫قتلوه داروا‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫أنهم‬ ‫أمرهم‬

‫هـ‪-‬‬ ‫‪256‬‬ ‫المهتدى سنة‬ ‫قتل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫‪ ،‬وأجهلهم‬ ‫أقساهم‬ ‫قتله ‪ ،‬فما كان‬ ‫من‬ ‫منهم‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪087‬‬

‫المطلوب ف!! هذا القرن‬ ‫الإصلاح‬ ‫كل‬ ‫لم يكن‬ ‫أراده المهتدى‬ ‫الذى‬ ‫أن الاصلاح‬ ‫على‬

‫حاله‬ ‫من‬ ‫يؤخذ‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫عليه‬ ‫الناس‬ ‫يحمل‬ ‫أراد أن‬ ‫الذى‬ ‫الزهد‬ ‫بالغ فى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬

‫‪،‬‬ ‫عليه ريخفان‬ ‫خلاف‬ ‫بطبق‬ ‫‪ ،‬فجاءوا‬ ‫الطعام‬ ‫‪ ،‬فأمر ب!حضار‬ ‫رمضان‬ ‫فى‬ ‫انتهى صومه‬ ‫عندما‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫فى‬ ‫المثل الأعلى‬ ‫هو‬ ‫الحد ليس‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫؟ فالزهد‬ ‫‪ ،‬وب!ناء فيه خل‬ ‫وب!ناء فيه ملح‬

‫‪ ،‬والمسلمون فى‬ ‫أجسامهم‬ ‫قواهم ويضعف‬ ‫الناس عليه ؟ لأنه ينهك‬ ‫جمهور‬ ‫حمل‬ ‫ولا يصح‬

‫تحمل‬ ‫الثه ‪ ،‬وأن يقووا على‬ ‫شيل‬ ‫أن يقوموا بالجهاد فى‬ ‫قوية ليمكنهم‬ ‫الى أجسام‬ ‫حاجة‬

‫‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫أعباء‬

‫فى هذا القرن إلى تقوية الحركة العلمية التى‬ ‫حاجة‬ ‫أشد‬ ‫ولقد كان المسلمون محتاجين‬

‫ينهض‬ ‫من‬ ‫بنى العباس بعدهما‬ ‫ملوك‬ ‫التدهور بعد المأمون والواثق ولم تجد من‬ ‫فى‬ ‫أخذت‬

‫نصيرأ‬ ‫تجد‬ ‫وما إليها ‪ ،‬ولم‬ ‫الدينية‬ ‫العلوم‬ ‫على‬ ‫قصرها‬ ‫مَن يناوئها ويحاول‬ ‫وجدت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫بها‬

‫عظماء‬ ‫بعض‬ ‫دولة العباسيين ‪ :‬ففيها ظهر‬ ‫الممالك المتفرعة من‬ ‫بعض‬ ‫هذا القرن الا من‬ ‫فى‬

‫فى هذه الممالك ‪ ،‬ولم‬ ‫الفلاسفة الذين ظهروا‬ ‫المسلمين ‪ ،‬كالرازى وكيره من‬ ‫الفلاسفة من‬

‫عقولهم‪،‬‬ ‫على‬ ‫السنة كانوا قد استحوذوا‬ ‫للعباسيين ‪ ،‬لأن أهل‬ ‫يظهروا فى البلاد التى بقت‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫به حال‬ ‫الزهد الذى أراد المهتدى أن يصلح‬ ‫الدين هو‬ ‫الأعلى فى‬ ‫المثل‬ ‫فرأوا أن‬

‫العصر‬ ‫هو‬ ‫عصرهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الأولون‬ ‫ملوكهم‬ ‫نشره‬ ‫فى‬ ‫اجتهد‬ ‫العلم الذى‬ ‫يروه فى‬ ‫ولم‬

‫الزاهر للعباسيين‪.‬‬

‫***‬

‫‪601‬‬
‫‪،‬‬ ‫المزيج المعتدل‬ ‫حرارة‬ ‫أمثال‬ ‫الحرارة أربعة‬ ‫له من‬ ‫يكون‬ ‫فلا بد أن‬ ‫‪2‬‬ ‫بدرجة‬ ‫حازا‬ ‫الدواء‬

‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫بها كردان‬ ‫المبتكرة ‪ ،‬وقد أعجب‬ ‫الكندى‬ ‫نظريات‬ ‫نظرية من‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫وهكذا‬

‫أقوى‬ ‫هم‬ ‫مفكرأ‬ ‫اثنى عشر‬ ‫من‬ ‫بها واحدأ‬ ‫عذَ الكندى‬ ‫النهضة (‪ )1‬حتى‬ ‫عصر‬ ‫أوربا فى‬

‫المفكرين فى العالم‪.‬‬

‫نبوكه‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫للمسلمين‬ ‫بالفلسفة‬ ‫الاشغال‬ ‫فتح باب‬ ‫على‬ ‫وقد اقتصر تجديد الكندى‬

‫عن‬ ‫نفسه بالبحث‬ ‫‪ ،‬فلم يشغل‬ ‫فيلسوت‬ ‫فى المسلمين لقب‬ ‫استحق‬ ‫فيها الى أن كان أول من‬

‫عاصر‬ ‫التى عُنىَ بها الفلاسفة بعده ‪ ،‬وقد‬ ‫الإصلاحات‬ ‫أو غيره من‬ ‫للحكم‬ ‫صالحة‬ ‫طريقة‬

‫إلى‬ ‫المتوكل فانصرف‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫الاضطهاد‬ ‫‪ ،‬وناله بعض‬ ‫العباسى‬ ‫الحكم‬ ‫نفوذ الأتراك فى‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫منه‬ ‫بها ولا يحتملون‬ ‫لا يضيقون‬ ‫النفوذ فى عصره‬ ‫التى كان أصحاب‬ ‫الاشتغال بالفلسفة‬

‫الحكم أو غيره ‪.‬‬ ‫يفكر فى (صلاح‬

‫والفلاسفة‪،‬‬ ‫المعتزلة‬ ‫يضطهد‬ ‫لأنه كان‬ ‫أذاه ‪،‬‬ ‫من‬ ‫فناله كثير‬ ‫المتوكل‬ ‫عهدَ‬ ‫أدرك‬ ‫وقد‬

‫لأبناء‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بن شاكر‬ ‫ابنى موسى‬ ‫وأحمد‬ ‫محمد‬ ‫به عند المتوكل من‬ ‫وُشِىَ‬ ‫أنه‬ ‫الغريب‬ ‫ومن‬

‫عليهم‬ ‫يغلب‬ ‫كان‬ ‫الفلسفة والمثشغلين بها ‪ ،‬ولكنه‬ ‫على‬ ‫عظيم‬ ‫فضل‬ ‫شاكر‬ ‫بن‬ ‫موسى‬

‫الفلاسفة‬ ‫ويوافق‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهية‬ ‫بالعلوم‬ ‫يشتغل‬ ‫الكندى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الرياضية‬ ‫بالعلوم‬ ‫الاشتغال‬

‫بن‬ ‫موسى‬ ‫ابنا‬ ‫وأحمد‬ ‫به محمد‬ ‫‪ ،‬فوشى‬ ‫الوجود‬ ‫القدماء فيما ذهبوا اليه فى حقيقة واجب‬

‫وأودعاها‬ ‫‪،‬‬ ‫كتبه كلها‬ ‫داره فأخذا‬ ‫إلى‬ ‫وجههما‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫واَذاه‬ ‫ضربه‬ ‫حتى‬ ‫المتوكل‬ ‫عند‬ ‫شاكر‬

‫بها ا‪.‬‬ ‫خاصة‬ ‫خزانة‬ ‫فى‬ ‫عندهما‬

‫النهر المعروف‬ ‫تد أراد حفر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المتوكل‬ ‫عند‬ ‫منهما‬ ‫الثه أراد أن يثأر للكندى‬ ‫ولكن‬

‫هذا‬ ‫فبلغ‬ ‫‪،‬‬ ‫بناء فوهته‬ ‫فى‬ ‫كلط‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫بحفره‬ ‫قام‬ ‫له مهندسأ‬ ‫فاختارا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالجعفرى‬

‫الغلط‬ ‫عن‬ ‫بلنهه‬ ‫هذا النهر إن كان ما‬ ‫شاطىء‬ ‫على‬ ‫أن يصلبهما‬ ‫وأقسم‬ ‫‪ ،‬فأحضرهما‬ ‫المتوكل‬

‫مما وقعا‬ ‫ينقذهما‬ ‫إليه أن‬ ‫فتوسلا‬ ‫‪،‬‬ ‫المتوكل‬ ‫حاشة‬ ‫مقذَئا فى‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫سند‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حقأ‬

‫اليه‪،‬‬ ‫بحملها‬ ‫موسى‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬فقام محمد‬ ‫كتبه‬ ‫الكندى‬ ‫يردأ على‬ ‫حتى‬ ‫أن يجيبهما‬ ‫فيه ‪ ،‬فأبى‬

‫إلى المتوكل وأخبره بأنهما لم يغلطا‪،‬‬ ‫‪ ،‬فذهب‬ ‫بن على‬ ‫باستيفائها كلها إلى سند‬ ‫خطه‬ ‫وأخذ‬

‫الغلط‪.‬‬ ‫قبل ان يظهر ذلك‬ ‫المتوكل بعد هذا بشهرين‬ ‫وقد مات‬

‫وأدركه‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫فاَثر العزلة عن‬ ‫‪،‬‬ ‫الكندى‬ ‫نفس‬ ‫أثره فى‬ ‫الاضطهاد‬ ‫لهذا‬ ‫كان‬ ‫وقد‬

‫هذه الأبيات ‪:‬‬ ‫عنه فى ذلك‬ ‫يروى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫اليأس من إصلاحهم‬

‫اوربا‪.‬‬ ‫بدء نهضة‬ ‫الكلام على‬ ‫فى‬ ‫العصر‬ ‫بيان هذا‬ ‫) سيأتى‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪801‬‬
‫نَكًس‬ ‫أو‬ ‫جفونك‬ ‫فغصًض‬
‫الأرؤس‬ ‫أنات إلذتابى على‬
‫فاستجلس‬ ‫بيتك‬ ‫ءُقر‬ ‫وفى‬
‫يديك‬ ‫واقبض‬ ‫سوادك‬ ‫وضائل‬
‫فاصتأنس‬ ‫اليوم‬ ‫وبالوحدة‬ ‫ؤَ‬
‫العذُ‬ ‫فابغ‬ ‫مليكك‬ ‫وعند‬
‫بالأنفس‬ ‫التعرر‬ ‫و(ن‬ ‫الرجال‬ ‫قلوب‬ ‫فى‬ ‫ف!نً الغِنَى‬

‫مملس‬ ‫ثروة‬ ‫شَ‪:‬ى‪ 3‬وذى‬


‫عسرة‬ ‫أخى‬ ‫مِن‬ ‫ترى‬ ‫وكاثن‬
‫يُرسَس‬ ‫لم‬ ‫بعد‬ ‫أنه‬ ‫علَى‬
‫ميت‬ ‫"‬ ‫شخص‬ ‫ئم‬ ‫قا‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫و‬

‫تحتسى‬ ‫الذى‬ ‫جميعَ‬ ‫تقيك‬ ‫تثشهى‬ ‫ما‬ ‫النفسَ‬ ‫تُطعم‬ ‫ف!نَ‬

‫فيها‬ ‫أنه عرف‬ ‫‪ ،‬لا يتعدى‬ ‫سلبى‬ ‫التجديد موقف‬ ‫الناحية من‬ ‫هذه‬ ‫موقفه فى‬ ‫ولكن‬

‫تنبيه الأمة إلى‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫يجب‬ ‫بما‬ ‫يقم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫إيجابى‬ ‫فيه ب!صلاح‬ ‫أن يقوم‬ ‫يحاول‬ ‫الداء ‪ ،‬فلم‬

‫‪ ،‬ويعتزل‬ ‫فلسفته ينظر فيها ويبحث‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬بل عكف‬ ‫والاجتماعى‬ ‫الفساد السياسى‬ ‫ذلك‬

‫له ‪ ،‬و(ن كان‬ ‫عليه ولا يحسب‬ ‫يؤخذ‬ ‫عجز‬ ‫‪ ،‬وهذا موقف‬ ‫أدركه اليأس منهم‬ ‫الناس حين‬

‫الناس‬ ‫عامة‬ ‫فيه من‬ ‫وقع‬ ‫‪ ،‬وممن‬ ‫الفساد‬ ‫هذا‬ ‫يدرك‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ممن‬ ‫غيره‬ ‫حال‬ ‫من‬ ‫فيه أخف‬ ‫حاله‬

‫وخاصتهم‪.‬‬

‫***‬

‫‪901‬‬
‫الفيلسوف‬ ‫الكِنْدى‬

‫‪ ،‬ولد فى أواخر القرن الثانى‬ ‫الكندى‬ ‫بن الصباح‬ ‫بن (سحاق‬ ‫يعفوب‬ ‫هو أبو يوسف‬

‫نسبه‬ ‫ينتهى فى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫سنة‬ ‫م ‪ ،‬وقد بلغ سبعين‬ ‫‪873‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪026‬‬ ‫شة‬ ‫‪ ،‬وتوفى‬ ‫الهجرى‬

‫الجاهلية ‪ ،‬ثم دان‬ ‫فى‬ ‫كندة كلها‬ ‫على‬ ‫ملكا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الكندى‬ ‫قيس‬ ‫بن‬ ‫الأشعث‬ ‫إلى‬

‫النبى لحةبم‪.‬‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ووفد‬ ‫بالإسلام‬

‫بالذكر بينهم‪،‬‬ ‫جدير‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫القرن الثالث الهجرى‬ ‫ولا يذكره المتفدمون بين مجددى‬

‫‪ ،‬وهذا‬ ‫‪ ،‬فتاَخى فيه الإسلام والفلسفة‬ ‫فيلسوف‬ ‫المسلمين لقب‬ ‫من‬ ‫استحق‬ ‫لأنه أول من‬

‫بعده‬ ‫التجديد بين المسلمين ‪ ،‬وقد عكرف‬ ‫من‬ ‫فى الأسلام ‪ ،‬وفتحى لباب عظيم‬ ‫عظيم‬ ‫حدث‬

‫نبنوا فيها‪،‬‬ ‫حتى‬ ‫علومها‬ ‫فأقبلوا على‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫لا يعادى‬ ‫الإسلام‬ ‫أن‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫كثير‬

‫وكان منهم فلاسفة نفخر الآن بهم‪.‬‬

‫فيها ‪ ،‬ودرس‬ ‫فأتم تعليمه‬ ‫بغداد‬ ‫انتقل الى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بالبصرة‬ ‫العلم‬ ‫طلب‬ ‫بدأ الكندى‬ ‫وقد‬

‫بالفلسفة‬ ‫الشغف‬ ‫العلوم الفلسفية ‪ ،‬وكان شديد‬ ‫والموسيقى وغيرها من‬ ‫والفلك‬ ‫الطب‬ ‫علوم‬

‫والمعارف‬ ‫العلوم‬ ‫له بهذا من‬ ‫‪ ،‬فاجتمع‬ ‫والهندية‬ ‫الفارسية‬ ‫الفلسفة‬ ‫معها‬ ‫درس‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫اليونانية‬

‫‪.‬‬ ‫الاسلام‬ ‫قبله فى‬ ‫لأحد‬ ‫ما لم يجتمع‬

‫فى‬ ‫فلاسفة اليونان ‪ ،‬وكان يحذو‬ ‫من‬ ‫الم!ثئائين‬ ‫فى الإسلام بمذهب‬ ‫أخذ‬ ‫أول من‬ ‫وهو‬

‫قبله‬ ‫ما ترجم‬ ‫كثيرأ من كتبه الى العربية ‪ ،‬ودرس‬ ‫‪ ،‬وقد ترجم‬ ‫رئيسهم‬ ‫أرسطو‬ ‫تألمه حذو‬

‫الفلسفة تبلغ نحو‬ ‫فى‬ ‫ورسائل‬ ‫‪ ،‬وله كتب‬ ‫ترجمته‬ ‫وإصلاح‬ ‫شرحه‬ ‫‪ ،‬وحاول‬ ‫منها‬

‫كتاب ورسالة‪.‬‬ ‫وثلائماثة‬ ‫عشر‬ ‫خمسة‬

‫اهتمامه‬ ‫من‬ ‫بلغ‬ ‫وقد‬ ‫إلهيأ ‪،‬‬ ‫منه فيلسوفا‬ ‫كثر‬ ‫طبيعيا‬ ‫رياضيا‬ ‫فيلسوفا‬ ‫الكندى‬ ‫وكان‬

‫يرصل‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫درسها‬ ‫يجيد‬ ‫حتى‬ ‫فيلسوفا‬ ‫لا يكون‬ ‫أن الانسان‬ ‫يرى‬ ‫أنه كان‬ ‫بالرياضيات‬

‫الطبية‪،‬‬ ‫نظرياته‬ ‫أحيانأ فى‬ ‫الرياضيات‬ ‫‪ ،‬ويدخل‬ ‫والأعداد‬ ‫بالحروف‬ ‫العنان لخياله فيما يتعلق‬

‫هندسى‪،‬‬ ‫تناصب‬ ‫الأدوية على‬ ‫هذه‬ ‫فعل‬ ‫بنى‬ ‫المركبة ‪ ،‬فقد‬ ‫بالأدوية‬ ‫المتعلفة‬ ‫نظريته‬ ‫فى‬ ‫كما‬

‫فى الكيفيات‬ ‫هندسى‬ ‫الأمر فى هذه الأدوية أمر تناسب‬ ‫الموسيفى عليه ‪ ،‬فجعل‬ ‫كما بنى فعل‬

‫الدواء حارم‬ ‫‪ ،‬ف!ذا أهـلد أن يكون‬ ‫واليابس‬ ‫الحار والبارد والرطب‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫المحسوشة‬

‫يكون‬ ‫‪ ،‬واذا أهـلد أن‬ ‫المزيج المعتدل‬ ‫حرارة‬ ‫الحرارة ضعف‬ ‫له من‬ ‫يكون‬ ‫فلا بد أن‬ ‫ا‬ ‫بدرجة‬

‫‪701‬‬
‫الرازى الفيلسوف‬

‫فى‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪AO‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪236‬‬ ‫بن زكريا الرازى ‪ ،‬ولد سنة‬ ‫أبو بكر محمد‬ ‫هو‬

‫بين شارب‬ ‫من‬ ‫غناء يخرج‬ ‫‪ " :‬كل‬ ‫قال‬ ‫وجهه‬ ‫‪ ،‬فلما التحى‬ ‫بالعود ويغنى‬ ‫شبيبته يضرب‬

‫فقرأهما قراءة‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫والفلسفة‬ ‫الطب‬ ‫دراسة كتب‬ ‫وأقبل على‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬فنزع عن‬ ‫ولحية لا يُستظرف‬

‫منها وعلل‬ ‫الصحبح‬ ‫معرفة غوابرها الغاية ‪ ،‬واعتقد‬ ‫مؤلفيها ‪ ،‬نجلغ من‬ ‫على‬ ‫متعقب‬ ‫رجل‬

‫هو‬ ‫صار‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الطب‬ ‫علم‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫علويمِ الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫وقته‬ ‫(‪fU‬‬ ‫كان‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫السفيم‬

‫‪ ،‬ولما عهد‬ ‫بغداد‬ ‫‪ ،‬ثم بيمارستان‬ ‫الرى‬ ‫دبر بيمارستان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫العصر‬ ‫اليه بين أطباء هذا‬ ‫المشار‬

‫عل!‬ ‫لا ينكرها‬ ‫طريقة‬ ‫التجأ الى‬ ‫عليه‬ ‫لاقامة ببمارستان‬ ‫بغداد‬ ‫فى‬ ‫مكان‬ ‫اختيار أفضل‬ ‫اليه فى‬

‫بغداد ‪ ،‬وأعلن‬ ‫نواحى‬ ‫ناحية من‬ ‫الحديثة ‪ ،‬فعفق قطعة لحم فى كل‬ ‫نظرية المكروب‬ ‫أصحاب‬

‫اللحم عن‬ ‫قطعة‬ ‫الناحية التى يتأخر فيها فاد‬ ‫هى‬ ‫ناحية يقام عليها البيمارستان‬ ‫أن أصلح‬

‫‪.‬‬ ‫الأخرى‬ ‫النواحى‬

‫الطب‪،‬‬ ‫علم‬ ‫كتبه فى‬ ‫‪ ،‬وأشهرها‬ ‫الفلفة‬ ‫علوم‬ ‫الرارى كتبا كثيرة فى‬ ‫ألف‬ ‫وقد‬

‫يتناولها‬ ‫الأطباء قبله ‪ ،‬بل‬ ‫بالتقليد مذاهب‬ ‫فيها ‪ ،‬فلا يأخذ‬ ‫عليه‬ ‫تغلب‬ ‫التجديد‬ ‫نزعة‬ ‫وكانت‬

‫كلاثم جالينوس‬ ‫على‬ ‫الرازى‬ ‫كتابه ( شكوك‬ ‫مقدمة‬ ‫فى‬ ‫ما ذكره‬ ‫هذا‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالنقد الشديد‬

‫الناس‬ ‫أن كثيرأ من‬ ‫لأعلم‬ ‫‪ " :‬انى‬ ‫فيها‬ ‫قال‬ ‫اليه " فقد‬ ‫التى نسبت‬ ‫الكتب‬ ‫الأطباء فى‬ ‫فاضل‬

‫مثل‬ ‫رجل‬ ‫مناقضة‬ ‫على‬ ‫يلوموننى‬ ‫‪ ،‬وكثيرأ منهم‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫تأليف‬ ‫فى‬ ‫يستجهلوننى‬

‫أنا لذلك‬ ‫منها ‪ ،‬وأجد‬ ‫ومكانه‬ ‫أجزاء الفلسفة‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫وتقدمه‬ ‫جلاله‬ ‫فى‬ ‫جالينوس‬

‫‪-‬‬ ‫منة ‪ -‬يعنى جالينوس‬ ‫الخلق على‬ ‫هو أعظم‬ ‫من‬ ‫بمقابلة‬ ‫قد بُليت‬ ‫فى نفسى ‪،‬إذ كنت‬ ‫مضضا‬

‫‪،‬‬ ‫سيده‬ ‫العبد‬ ‫به‬ ‫يقابل‬ ‫أن‬ ‫ينبغى‬ ‫مما لا‬ ‫‪،‬‬ ‫اقتفيت‬ ‫وأثره‬ ‫‪،‬‬ ‫اهتديت‬ ‫به‬ ‫‪،‬‬ ‫منفعة‬ ‫لى‬ ‫وأكئرهم‬

‫لم تكن‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫التى أنا ذاكرها‬ ‫الثكوك‬ ‫الله أن هذه‬ ‫يشهد‬ ‫‪ ،‬وبودى‬ ‫أستاذه‬ ‫والتلميذ‬

‫الفلسفة لا‬ ‫صناعة‬ ‫‪ ،‬لكن‬ ‫العظيم قدره ‪ ،‬الجليل خطره‬ ‫الخير الفاضل‬ ‫هذا الرجل‬ ‫فى كتب‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫الاستقصاء‬ ‫وترك‬ ‫مساهلتهم‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫والقبول‬ ‫للرؤساء‬ ‫الت!ليم‬ ‫تحتمل‬

‫فى كتابه فى‬ ‫جاليوس‬ ‫تلاميذه والمتعلمين منه ‪ ،‬كما قد ذكر ذلك‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫يحب‬ ‫الفيلسوف‬

‫لامنى‬ ‫‪ ،‬وأما من‬ ‫أتباعهم القبول منهم بلا برهان‬ ‫الذين يكلفون‬ ‫وبخ‬ ‫حيث‬ ‫منافع الأعضاء‬

‫وراء‬ ‫الفلاسفة‬ ‫صنة‬ ‫نبذ‬ ‫قد‬ ‫(ذ كان‬ ‫‪،‬‬ ‫لا أعُده فيلسوفا‬ ‫ف!نى‬ ‫الكوك‬ ‫هذه‬ ‫استخراج‬ ‫فى‬

‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫عليهم‬ ‫الاعتراض‬ ‫وترك‬ ‫تقليد الرؤساء‬ ‫من‬ ‫الرعاع‬ ‫بشة‬ ‫‪ ،‬وتمك‬ ‫ظهره‬

‫الاسلام‬ ‫فلاسفة‬ ‫بها الرارى‬ ‫سبق‬ ‫داصلاحها‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تجديد‬ ‫فى‬ ‫نزعة‬ ‫وهذه‬

‫‪011‬‬
‫بدء الاشتغال بها فى‬ ‫ان نزعة التجديد فى الفلسفة لم تتأخر كثيرأ عن‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتدل‬ ‫جميعا‬

‫بعض‬ ‫من‬ ‫الفلسفة‬ ‫تحارَب‬ ‫لم‬ ‫لو‬ ‫النجاح‬ ‫من‬ ‫يُقَذَر لها‬ ‫ماذا كان‬ ‫والله يعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫قصيرة‬ ‫بها بأزمان‬ ‫الاشتغال‬ ‫بعد‬ ‫عليها‬ ‫قضوا‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫الجامدين‬

‫فلاسفة الاسلام ‪ ،‬ويكون‬ ‫أيدى‬ ‫على‬ ‫يتم إصلاحها‬ ‫التجديد حتى‬ ‫طريق‬ ‫يتركوها تسير فى‬

‫الحديث‪.‬‬ ‫فلاسفة أوربا فى العصر‬ ‫السبق به على‬ ‫لهم فضل‬

‫فى‬ ‫الكبار ‪ :‬يدخل‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الحاوى‬ ‫كتاب‬ ‫الطب‬ ‫الرازى فى‬ ‫كتب‬ ‫ومن‬

‫‪،‬‬ ‫الاختلاف‬ ‫إليه عند‬ ‫والرجوع‬ ‫منه‬ ‫النقل‬ ‫فى‬ ‫الأطباء‬ ‫عمدة‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫مجلدا‬ ‫ثلاثين‬ ‫مقدار‬

‫أيضا‬ ‫وهو‬ ‫الأعصاب‬ ‫كتاب‬ ‫الكبار النافعة ‪ ،‬ومنها‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫أيضا‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الجامع‬ ‫ومنها كتاب‬

‫فيه بين العلم‬ ‫المختارة ‪ ،‬جمع‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫صغره‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وهو"‬ ‫المنصورى‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫كبير‬

‫بن‬ ‫بن نصر‬ ‫بن نوح‬ ‫منصور‬ ‫لأبى صالح‬ ‫صنفه‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أحد‬ ‫اليه كل‬ ‫‪ ،‬ويحتاج‬ ‫والعمل‬

‫قبل‬ ‫صغره‬ ‫حال‬ ‫ه فى‬ ‫ل‬ ‫قد ألفه‬ ‫الملوك السامانية ‪ ،‬وكان‬ ‫‪ ،‬أحد‬ ‫سامان‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫إسماعيل‬

‫الكيمياء‬ ‫صناعة‬ ‫إثبات‬ ‫كتابا فى‬ ‫بغداد‬ ‫إلى‬ ‫انتقل‬ ‫أن‬ ‫له بعد‬ ‫ألَف‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫إليه الملك‬ ‫يصير‬ ‫أن‬

‫له‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫دينار‬ ‫بألف‬ ‫وحباه‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫وشكره‬ ‫فأعجبه‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫فدفعه‬ ‫بغداد‬ ‫به من‬ ‫وقصده‬

‫مما‬ ‫ذلك‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫له الرارى‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الفعل‬ ‫إلى‬ ‫الكتاب‬ ‫فى‬ ‫ذكرت‬ ‫الذى‬ ‫هذا‬ ‫تخرج‬ ‫أن‬ ‫أردت‬

‫كلفة ‪ ،‬فقال‬ ‫ذلك‬ ‫كله ‪ ،‬وكل‬ ‫ذلك‬ ‫صنعة‬ ‫‪ ،‬لالى احكام‬ ‫وعقاقير صحيحة‬ ‫إلى آلات‬ ‫يحتاج‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫الى العمل‬ ‫كتابك‬ ‫ما ضمنته‬ ‫تخرج‬ ‫كاملا حتى‬ ‫لك‬ ‫اليه أحضره‬ ‫ما احتجت‬ ‫له ‪ :‬كل‬

‫قصدك‬ ‫على‬ ‫كافأناك‬ ‫‪ :‬قد‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫أراده منه‬ ‫عما‬ ‫فعجز‬ ‫العقاقير والآلات‬ ‫له تلك‬ ‫أحضر‬

‫أمر أن‬ ‫‪ .‬ثم‬ ‫كتابك‬ ‫فى‬ ‫الكذب‬ ‫هذا‬ ‫تخليد‬ ‫على‬ ‫معاقبتك‬ ‫دينار ‪ ،‬ولا بد من‬ ‫بالألف‬ ‫وتعبك‬

‫الضرب‬ ‫به إلى بغداد ‪ ،‬فكان ذلك‬ ‫وسير‬ ‫‪ ،‬ثم جهزه‬ ‫ينقطع‬ ‫رأسه حتى‬ ‫بالكتاب على‬ ‫يضرب‬

‫من‬ ‫أبصرتُ‬ ‫‪ " :‬قد‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫عمى‬ ‫حتى‬ ‫بقدحهما‬ ‫يسمح‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫عينيه‬ ‫الماء فى‬ ‫نزول‬ ‫سبب‬

‫خاتمة ذلك‬ ‫هذه‬ ‫أن تكبرن‬ ‫يليق‬ ‫كان‬ ‫أ وما‬ ‫عينين‬ ‫الى‬ ‫لى‬ ‫‪ ،‬فلا حاجة‬ ‫منها‬ ‫مللت‬ ‫الدنيا حتى‬

‫والفلسفة‬ ‫للعلم‬ ‫ما قدمه‬ ‫نظير‬ ‫فى‬ ‫له خطؤه‬ ‫يغتفر‬ ‫ان‬ ‫الواجب‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫العظيم‬ ‫الفيلسوف‬

‫التراث العظيم‪.‬‬ ‫من ذلك‬

‫الآن فضل‬ ‫ظهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الكتاب‬ ‫قدر ذلك‬ ‫الملك لم يعرف‬ ‫أن الظاهر أن ذلك‬ ‫على‬

‫لعله‬ ‫‪-‬‬ ‫الاسرار‬ ‫سر‬ ‫فيه كتابا سماه‬ ‫أوربا أنه ألف‬ ‫علماء‬ ‫‪ ،‬وذكر‬ ‫الكيمياء‬ ‫علم‬ ‫على‬ ‫الرازى‬

‫علمى‬ ‫منهج‬ ‫فيه على‬ ‫سار‬ ‫الرازى ‪-‬‬ ‫رأس‬ ‫الملك على‬ ‫مزقه ذلك‬ ‫الذى‬ ‫الكتاب‬ ‫ذلك‬ ‫هو‬

‫أوائل‬ ‫‪ ،‬وقد ذكروا أيضا أن الرازى كان من‬ ‫الحديث‬ ‫يسير عليه علماء عصرنا‬ ‫تجريبى كالذى‬

‫الى تفاعل‬ ‫المريض‬ ‫ضفاء‬ ‫ينسب‬ ‫إنه كان‬ ‫( حتى‬ ‫الطب‬ ‫علم‬ ‫على‬ ‫الكيمياء‬ ‫علم‬ ‫طق‬ ‫من‬

‫على‬ ‫إنه أوجب‬ ‫ال!نفس ! ‪ ،‬حتى‬ ‫الجسم تابعا لأخلاق‬ ‫مزاج‬ ‫‪ ،‬ويجعل‬ ‫جسمه‬ ‫كيمياثى فى‬

‫‪111‬‬
‫فى‬ ‫جديدة‬ ‫نظريات‬ ‫هذه‬ ‫فيها ‪ ،‬وكل‬ ‫لم يثق‬ ‫بها لان‬ ‫ويرجِّيه‬ ‫الصحة‬ ‫المريض‬ ‫أن يوهم‬ ‫الطبيب‬

‫من‬ ‫للرارى‬ ‫وقع‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫العلمين‬ ‫هذين‬ ‫لها قيمتها فى‬ ‫‪ ،‬واتكارات‬ ‫الكيمياء‬ ‫وعلم‬ ‫الطب‬ ‫علم‬

‫لم‬ ‫ف!نهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫أوربا فى‬ ‫لعلماء‬ ‫منه‬ ‫واكثر‬ ‫الاَن كثيرا مثله‬ ‫يقع‬ ‫الإخفاق‬ ‫ذلك‬

‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫قبل‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫كثيرة‬ ‫تجارب‬ ‫إلا بعد‬ ‫العلمية‬ ‫ابتكاراتهم‬ ‫فى‬ ‫النجاح‬ ‫إلى‬ ‫يصلوا‬

‫مرة‬ ‫التجربة‬ ‫يكررون‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫اليأس‬ ‫فى‬ ‫الإخفاق‬ ‫فلا يوقعهم‬ ‫‪،‬‬ ‫التجربة‬ ‫فى‬ ‫يخفقون‬ ‫النجاح‬

‫عند‬ ‫الياس‬ ‫يدركها‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫التجارب‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫بأموالها‬ ‫دولهم‬ ‫عليهم‬ ‫تضن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫مرة‬ ‫بعد‬

‫على‬ ‫تشجعهم‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الرازى‬ ‫الملك‬ ‫به ذلك‬ ‫بمثل ما عاقب‬ ‫او تعاقبهم‬ ‫عنهم‬ ‫فتقطعها‬ ‫إخفاقهم‬

‫‪،‬‬ ‫ويخطئون‬ ‫يصيبون‬ ‫بشر‬ ‫فيها ‪ ،‬لأنهم‬ ‫إذا أخطؤوا‬ ‫‪ ،‬وتعذرهم‬ ‫والتجارب‬ ‫البحث‬ ‫فى‬ ‫المضى‬

‫دفعوا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫العلماء العاملين‬ ‫أولئك‬ ‫بقدر‬ ‫واستهانتهم‬ ‫الملوك وطغيانهم‬ ‫أولئك‬ ‫استبداد‬ ‫ولكنه‬

‫ومجدهم‪،‬‬ ‫عزهم‬ ‫ممالكهم وذهب‬ ‫‪ ،‬فضاعت‬ ‫تأخروا وتقدم غيرهم‬ ‫غاليا حين‬ ‫ذلك‬ ‫ثمن‬

‫للعلم منزلته وللعلماء قدرهم‪.‬‬ ‫من عرف‬ ‫وورثهم‬

‫كتبه فيها إلى اللاتينية‪،‬‬ ‫فترجمت‬ ‫النهضة للرازى فضله‬ ‫عصر‬ ‫أوربا فى‬ ‫وقد عرفت‬

‫كتبه مع‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫زمنا طويلا‬ ‫عليها‬ ‫فيها تعتمد‬ ‫الطب‬ ‫جامعات‬ ‫‪ ،‬وظلت‬ ‫مرات‬ ‫عدة‬ ‫وطبعتها‬

‫تنل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الميلابى‬ ‫عشر‬ ‫السابع‬ ‫القرن‬ ‫إلى‬ ‫لوفان‬ ‫جامعة‬ ‫فى‬ ‫للتدرشى‬ ‫ابن سينا أساسا‬ ‫كتب‬

‫على‬ ‫أمرها‬ ‫إذ اقتصر‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا قليلا‬ ‫الحظوة‬ ‫من‬ ‫اليونان الطبية ما نالته كتبه‬ ‫فلاسفة‬ ‫مؤلفات‬

‫‪.‬‬ ‫لجاليوس‬ ‫الخلاصات‬ ‫الكلم لبقراط ‪ ،‬وبعض‬ ‫جوامع‬ ‫بعض‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪239‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪31 1‬‬ ‫سنة‬ ‫وفاة الرازى‬ ‫وكانت‬

‫***‬

‫‪112‬‬
‫القرن الرابع الهجرى‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫هذا القرن‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫م‬ ‫‪01‬‬ ‫‪90‬‬ ‫م إلى سنة‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫يمتد القرن الرابع الهجرى‬

‫العنصر‬ ‫تسلط‬ ‫شعوبها بسبب‬ ‫هيتها من نفوس‬ ‫الدولة العباسية فى الانحلال ‪ ،‬وزالت‬ ‫أخذت‬

‫وعزلهم‪،‬‬ ‫توليتهم‬ ‫بيدهم‬ ‫الترك ‪ ،‬إذ كان‬ ‫ألعوبة بيد أولئك‬ ‫صاروا‬ ‫حتى‬ ‫ملوكها‪،‬‬ ‫على‬ ‫التركى‬

‫المقتدر‬ ‫هذه الدولة فى ء!د‬ ‫ضعف‬ ‫بقتلهم ‪ ،‬رقد ظهر‬ ‫عزلهم‬ ‫وكثيرأ ما كانوا يصحبون‬

‫م ) وصار ملوكها ينقصهم كثير من الصفات اللارمة‬ ‫‪329 -‬‬ ‫‪809‬‬ ‫‪ 032‬هـ=‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪592‬‬

‫منهم له شعر‬ ‫ملك‬ ‫م ) آخر‬ ‫‪049‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Art‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪ryA -‬‬ ‫( ‪322‬‬ ‫الراضى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫للملك‬

‫منبر يوم الجمعةَ‪.‬‬ ‫على‬ ‫منهم خطب‬ ‫منهم انفرد بتدبير الجند‪ ،‬وآخر ملك‬ ‫ملك‬ ‫مدَؤن ‪،‬وآخر‬

‫فى‬ ‫الأتراك ‪ ،‬واستعادة نفوذهم‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫بالثورة للتخلص‬ ‫الفارسى‬ ‫فبدأ الث!عب‬

‫للعباسيين‪،‬‬ ‫ظاهراَ بالطاعة‬ ‫تدين‬ ‫لهم‬ ‫دول‬ ‫‪ ،‬فقاموا ب!نشاء‬ ‫اكتافهم‬ ‫على‬ ‫التى قامت‬ ‫الدولة‬

‫الأتراك ‪.‬‬ ‫التسلط عليهم بدل أولئك‬ ‫على‬ ‫وتعمل‬

‫م )‬ ‫‪999‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪874‬‬ ‫هـ =‬ ‫‪938‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الدولة السامانية ( ‪261‬‬ ‫الفارسية‬ ‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬

‫الإسلام فى‬ ‫سامان‬ ‫‪ ،‬وقد اعتنق جدهم‬ ‫أصلها إلى بهرام جور‬ ‫أسرة فارسية يرجع‬ ‫من‬ ‫وهى‬

‫المأمون ‪،‬‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫له ثلاثة أولاد‬ ‫ظهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أصدا‬ ‫له ابن سماه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الأموية‬ ‫الدولة‬ ‫آخر‬

‫دولة‬ ‫إنشاء‬ ‫من‬ ‫العباسية‬ ‫الدولة‬ ‫ضعف‬ ‫ظهور‬ ‫تمكنوا بعد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫النهر‬ ‫بلاد ما وراء‬ ‫فولأَهم‬

‫عليها‪،‬‬ ‫قضوا‬ ‫حتى‬ ‫بخراسان‬ ‫الدولة الصفارية‬ ‫يناهضون‬ ‫بهذه البلاد ‪ ،‬ثم أخذوا‬ ‫لهم‬

‫أهم‬ ‫دولتهم من‬ ‫عاصمة‬ ‫بخارى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الابقة‬ ‫المدة‬ ‫تلك‬ ‫لهم دولة قوية مكثت‬ ‫وظهرت‬

‫لها‬ ‫السامانى مكتبة لا يوجد‬ ‫بن نصر‬ ‫نوح‬ ‫عهد‬ ‫فى هذا القرن ‪ ،‬وكان بها على‬ ‫الثقافة‬ ‫مراكز‬

‫فى‬ ‫لا يوجد‬ ‫مما‬ ‫المشهورة بأيدى الناس وغيرها‬ ‫الكت‬ ‫فن من‬ ‫‪ ،‬فيها من كل‬ ‫نظير فى عصرها‬

‫فى‬ ‫لها اكبر فضل‬ ‫التى كان‬ ‫المكتبة‬ ‫معرفته ‪ ،‬وهى‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فضلأ‬ ‫باسمه‬ ‫ولا سمع‬ ‫سواها‬

‫هذه الدولة‪،‬‬ ‫رائجة فى عهد‬ ‫والعلم والفلسفة سوق‬ ‫فلسفة ابن سينا ‪ ،‬وكان للأدب‬ ‫تكوين‬

‫والطب‬ ‫الفلك‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬أما العلم والفلسفة‬ ‫الفارسى‬ ‫الأدب‬ ‫تُعنىَ بتشجيع‬ ‫ولكنها كانت‬

‫فيها بالعربية‪.‬‬ ‫التأليف‬ ‫فكان‬ ‫وغيرهما‬

‫‪113‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫( ‪ - 8‬المجددون‬
‫دول‬ ‫إلى‬ ‫تفرعت‬ ‫م ) ثم‬ ‫‪329‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪31 0‬‬ ‫(‬ ‫سنة‬ ‫قامت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بويه‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬ ‫ومنها‬

‫الرى وهمدان‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وبعضها‬ ‫العراق والأهواز وكرمان‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وبعضها‬ ‫فارس‬ ‫فى‬ ‫بعضها‬

‫ملوكها‬ ‫‪ ،‬وينتهى نسب‬ ‫الهجرى‬ ‫القرن الخاسى‬ ‫الأول من‬ ‫الى النصف‬ ‫لىاصبهان ‪ ،‬واستمرت‬

‫شيعة‬ ‫البلاد كلها ‪ ،‬وكانوا من‬ ‫هذه‬ ‫ملكهم‬ ‫شمل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أيضا‬ ‫فيما يقال إلى بهرام جور‬

‫هـ‬ ‫‪356 -‬‬ ‫معز الدولة بن بويه ( ‪rn‬‬ ‫فى التشيع ‪ ،‬وفد استولوا فى عهد‬ ‫المغالين‬ ‫العلويين‬

‫وقد اراد‬ ‫‪ِ،‬‬ ‫بنى الحباس‬ ‫المستكفى من‬ ‫بغداد ‪ ،‬وكان هذا فى عهد‬ ‫م ) على‬ ‫‪669 -‬‬ ‫‪459‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقاء الخلافة‬ ‫أن‬ ‫رأى‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫مكانها‬ ‫علوية‬ ‫دماقامة خلافة‬ ‫إزالة الخلافة العباسية‬ ‫الدولة‬ ‫معز‬

‫عينيه وتولية المطيع‬ ‫المستكفى وسَفل‬ ‫‪ ،‬فاكتفى بعزل‬ ‫ملكه‬ ‫مصلحة‬ ‫فى‬ ‫العباسية الضعيفة‬

‫المطيع ألعوبة بيد بنى بويه كما كان‬ ‫م ) فصار‬ ‫‪739 -‬‬ ‫‪459‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪363 -‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪f‬‬ ‫مكانه سنة (‬

‫فى‬ ‫بويه‬ ‫بنى‬ ‫شأن‬ ‫عظم‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بعده‬ ‫الطائع‬ ‫أمر‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫بيد الأتراك‬ ‫قبله ألعوبة‬ ‫من‬

‫وخورستان‬ ‫وعمان‬ ‫وفارس‬ ‫بغداد والعراق وكرمان‬ ‫الدولة ‪ ،‬إذ امتد سلطانه على‬ ‫عضد‬ ‫عهد‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫أمراء‬ ‫من‬ ‫وكثير‬ ‫بويه‬ ‫بنى‬ ‫له أمراء‬ ‫ودان‬ ‫‪،‬‬ ‫ومنبج‬ ‫وحرأن‬ ‫بكر‬ ‫وديار‬ ‫والموصل‬

‫العلم‬ ‫رجال‬ ‫مقصد‬ ‫الملوك ‪ ،‬وكان قصره‬ ‫ملك‬ ‫بثاهنشاه الأعظم‬ ‫المنابر‬ ‫له على‬ ‫وكان يُخطب‬

‫ما يقصر‬ ‫الآلات‬ ‫له من‬ ‫واعد‬ ‫العضدى‬ ‫البيمارستان‬ ‫ببغداد‬ ‫أنشأ‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫والفلسفة‬ ‫والأدب‬

‫هـ‪-‬‬ ‫وفاته سنة ‪372‬‬ ‫مثل ترتيبه ‪ ،‬وكانت‬ ‫الدنيا‬ ‫فى‬ ‫إنه لم يكن‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫وصفه‬ ‫عن‬ ‫الشرح‬

‫م ) وقد‬ ‫‪199‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪rA‬‬ ‫ا‬ ‫بدله القادر (‬ ‫وتولى‬ ‫الطائع‬ ‫خلع‬ ‫بهاء الدولة‬ ‫عهد‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫م‬ ‫‪829‬‬

‫‪ ،‬دان استبد‬ ‫القوة‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫على‬ ‫وكان‬ ‫وأربعين سنة‬ ‫إحدى‬ ‫نحو‬ ‫الحكم‬ ‫القادر فى‬ ‫بقى‬

‫المعتزلة‬ ‫السنة من‬ ‫المذاهب المخالفة لأهل‬ ‫محو‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وقد عمل‬ ‫بهاء الدولة دونه بالسلطة‬

‫عمل‬ ‫وكذلك‬ ‫" ‪،‬‬ ‫الشيعة‬ ‫من‬ ‫بويه‬ ‫بنى‬ ‫كسائر‬ ‫كان‬ ‫بهاء الدولة‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫وغيرهم‬ ‫والفلاسفة‬

‫الموصل‬ ‫فى‬ ‫العباسية ‪ ،‬فقام!‬ ‫بالدولة‬ ‫المستبدين‬ ‫الأتراك‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫التخلص‬ ‫على‬ ‫العرب‬

‫الدولة‬ ‫ملوكها سيف‬ ‫أعظم‬ ‫م ) ومن‬ ‫‪929‬‬ ‫بنى تغلب (‪ 317‬هـ‪-‬‬ ‫دولة الحمدانيين من‬ ‫وحلب‬

‫كثيرة مع دولة الروم الشرقية‪،‬‬ ‫له حروب‬ ‫م ) وكانت‬ ‫‪669 -‬‬ ‫‪449‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪356 -‬‬ ‫( ‪333‬‬

‫الفارابى‬ ‫ابو نصر‬ ‫قصده‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والكتاب‬ ‫والثمعراء‬ ‫العلماء والفلاسفة‬ ‫مقصد‬ ‫قصره‬ ‫وكان‬

‫للدولة‬ ‫بالطاعة‬ ‫تدين‬ ‫الحمدانن‬ ‫دولة‬ ‫‪ ،+‬وكانت‬ ‫العطف‬ ‫من‬ ‫منه ما لقى‬ ‫‪ ،‬فلقى‬ ‫الفيلسوف‬

‫بويه‪.‬‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬ ‫ملوك‬ ‫مثل‬ ‫كانوا ييسيعن‬ ‫ملوكها‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫العباسية أيضأ‬

‫إلى‬ ‫م ) وتنسب‬ ‫‪09 9‬‬ ‫هـ=‬ ‫الدولة الفاطمية فى بلاد المنرب سنة ( ‪792‬‬ ‫وقد قامت‬

‫الدولة‬ ‫زاحمت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫منها‬ ‫بن ابى طالب‬ ‫أبناء على‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأن ملوكها‬ ‫!كما‬ ‫فاطمة‬

‫انتسابَهم إلى على‬ ‫العباس‬ ‫أنكر بنو‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والشام‬ ‫مصر‬ ‫على‬ ‫العباسية ‪ ،‬واستولت‬

‫‪،‬‬ ‫القذَاح الأهوازى‬ ‫ميمون‬ ‫الله بن‬ ‫له عبد‬ ‫يقال‬ ‫فارسى‬ ‫رجل‬ ‫إلى‬ ‫نسبهم‬ ‫‪ ،‬وارجعوا‬ ‫وفاطمة‬

‫‪114‬‬
‫بن‬ ‫نسبتهم الى إسماعيل‬ ‫‪ ،‬ويثبت‬ ‫عيهم‬ ‫تعصبهم‬ ‫أن هذا من‬ ‫كان يرى‬ ‫ابن خلدون‬ ‫ولكن‬

‫‪ ،‬وكان من أشهر‬ ‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫فى هذا‬ ‫هذه الدولة إلى أوج عظمتها‬ ‫‪ ،‬وقد وصلت‬ ‫الصادق‬ ‫جعفر‬

‫‪،‬‬ ‫والشعراء‬ ‫والكتاب‬ ‫العلماء والفلاسفة‬ ‫فيه بينها كثير من‬ ‫‪ ،‬فنغ‬ ‫فيه العزيز والحاكم‬ ‫ملوكها‬

‫العلوم‬ ‫لدراسة‬ ‫دار الحكمة‬ ‫‪ 1 0‬م داراَ أسماها‬ ‫‪50‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪593‬‬ ‫بالقاهرة سنة‬ ‫الحاكم‬ ‫أثأ‬ ‫وقد‬

‫مثله فى‬ ‫ما لم يجتمع‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫أنواعها ‪ ،‬وألحق بها مكتبة جمعت‬ ‫اختلاف‬ ‫الفلسفية على‬

‫‪ ،‬وما‬ ‫أموره‬ ‫فى‬ ‫مضطربا‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫كان‬ ‫الحاكم‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫دار العلم‬ ‫‪ ،‬وسماها‬ ‫العالم‬ ‫مكتبات‬

‫من محاسنه‪.‬‬ ‫يحفظه‬ ‫مما‬ ‫التاريخ من مساوئه كثر‬ ‫يحفظه‬

‫فيه‬ ‫ملوكها‬ ‫أعظم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫قاثمة فى‬ ‫لا تزال‬ ‫بنى أمية بالأندلس‬ ‫دولة‬ ‫وكانت‬

‫والفلسفة‬ ‫بالعلم‬ ‫الحكم‬ ‫نهض‪.‬‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المستنصر‬ ‫الثانى‬ ‫وابنه الحكم‬ ‫الناصر‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬

‫بغداد والقاهرة‬ ‫مكبات‬ ‫‪ ،‬وأنشأ بقرطبة مكتبة تضارع‬ ‫عطمة‬ ‫نهضة‬ ‫الأندل!‬ ‫فى‬ ‫والأدب‬

‫فى آخر‬ ‫بن عامر تغلب‬ ‫المنصور‬ ‫مراكز المافة الإسلامية فى هذا القرن ‪ ،‬ولكن‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬

‫العامة وأهل‬ ‫إلى‬ ‫فتقرب‬ ‫‪،‬‬ ‫دونه‬ ‫الحكم‬ ‫تدبير‬ ‫وتولى‬ ‫الثانى المؤئد ‪،‬‬ ‫ثام‬ ‫على‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫الفلسفة‪.‬‬ ‫كتب‬ ‫بحرق‬ ‫التُنة‬

‫هذا القرن ‪ ،‬ومنها دولة‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫دول‬ ‫إلاء‬ ‫الأتراك من‬ ‫أولئك‬ ‫بحض‬ ‫تمكن‬ ‫وقد‬

‫اولاد‬ ‫من‬ ‫بن طُقج‬ ‫محمد‬ ‫بعد الدولة الطولونية الاخشيد‬ ‫بمصر‬ ‫التى ألأها‬ ‫الإخشيديين‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪39 o‬‬ ‫‪= -A‬‬ ‫‪ry r‬‬ ‫سنة‬ ‫قامت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بايإخشد‬ ‫يلقب‬ ‫ملكها‬ ‫فرغانة ‪ ،‬وكان‬ ‫ملوك‬

‫تدين بالطاعة للدولة العباسية‪.‬‬ ‫م ‪ ،‬وكانت‬ ‫‪Ali = -A‬‬ ‫الى سنة ‪rO 8‬‬ ‫ومكثت‬

‫النهر سنة‬ ‫الدولة التَامَانية ببلاد ما وراء‬ ‫أنقاض‬ ‫على‬ ‫الدولة الغزنوية التى قامت‬ ‫ومنها‬

‫ملوكها فى‬ ‫اعظم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫تدين بالطاعة للدولة العباسية ايضا‬ ‫م ‪ ،‬وكانت‬ ‫هـ = ‪769‬‬ ‫‪366‬‬

‫فى بلاد الهند والغور ‪ ،‬وقد‬ ‫عظيمة‬ ‫له قوحات‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بن شُكتكين‬ ‫هذا القرن محمود‬

‫والشيعة‬ ‫المعتزلة والفلاسفة‬ ‫من‬ ‫السُّنة‬ ‫أهل‬ ‫بمَحاربة مخالفى‬ ‫إليه القادر العباسى‬ ‫كتب‬

‫ديارهم‪،‬‬ ‫من‬ ‫وشردهم‬ ‫المنابر‬ ‫‪ ،‬وأمر بلعنهم على‬ ‫‪ ،‬فاجتهد فى قتلهم واضطهادهم‬ ‫وكيرهم‬

‫أول‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لأنهم عوملوا‬ ‫الاضطهاد‬ ‫ذلك‬ ‫بعض‬ ‫بدولته مِن الأشعرية‬ ‫نال مَن كان‬ ‫وقد‬

‫لأهل الت‪.‬‬ ‫مخالف‬ ‫على أن مذبهم‬ ‫ظهورهم‬

‫فى‬ ‫الأرض‬ ‫دول‬ ‫أعظم‬ ‫الخلاف واققاتل كانت‬ ‫من‬ ‫بينها‬ ‫ما ‪،‬كأن‬ ‫هذه الدول على‬ ‫ولكن‬

‫العالم‪،‬‬ ‫دول‬ ‫على‬ ‫السياسى‬ ‫البق‬ ‫لهم من‬ ‫ما كان‬ ‫فيه للمسلمين‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فحفظت‬

‫دولة منها كانوا ينافسون‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬لأن ملوك‬ ‫السبق العلمى‬ ‫فيه ما كان لهم من‬ ‫حفظت‬ ‫وكذلك‬

‫من‬ ‫يخرها‬ ‫على‬ ‫به مكانتها‬ ‫‪ ،‬وتسمو‬ ‫‪ ،‬لتزدان به دولقم‬ ‫بالعلم والأدب‬ ‫النهوض‬ ‫فى‬ ‫غيرهم‬

‫‪.‬‬ ‫الدول‬

‫‪115‬‬
‫المكدونية‪،‬‬ ‫بالدولة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫فيها محكومة‬ ‫الشرقية‬ ‫مملكةُ الروم‬ ‫أما أوربا فكانت‬

‫سقطت‬ ‫ضعات‬ ‫القوة ‪ ،‬ثم توالى عليها ملوك‬ ‫من‬ ‫فيها الا ملكان كان لهما شىء‬ ‫ولم يظهر‬

‫كان‬ ‫المملكة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫فذه‬ ‫غيرها حكمت‬ ‫دولة أخرى‬ ‫الدولة ‪ ،‬وقامت‬ ‫هذه‬ ‫عهدهم‬ ‫فى‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪89‬‬ ‫‪A_=V‬‬ ‫‪377‬‬ ‫سنة‬ ‫سقطت‬ ‫دولة الروم الغربية التى أنشأها شارلمان ‪ ،‬وقد‬ ‫حال‬

‫عهده‬ ‫‪ ،‬وقد قضى‬ ‫كابيت‬ ‫إلى أول ملوكها هوك‬ ‫‪ ،‬وتنتسب‬ ‫الكابيتانية‬ ‫مكانها الدولة‬ ‫وقامت‬

‫بعد ألفريد الكبير‬ ‫حكم‬ ‫إنجلترا ف!ن من‬ ‫الحال فى‬ ‫كان‬ ‫الدولة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫هذه‬ ‫تأسيس‬ ‫فى‬

‫دولتها‪.‬‬ ‫وأسقطوا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أواخر‬ ‫فى‬ ‫عليها‬ ‫أغاروا‬ ‫الدنيمركيين‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بها مثله‬ ‫نهض‬

‫‪ ،‬لأن‬ ‫حالها السياسى‬ ‫من‬ ‫حظأ‬ ‫هذا القرن بأحسن‬ ‫العلم بأوربا فى‬ ‫حال‬ ‫ولم يكن‬

‫أوربا‪.‬‬ ‫العلمية فى‬ ‫الحركة‬ ‫ركود‬ ‫فيه من‬ ‫كان‬ ‫بما‬ ‫يمتاز‬ ‫الميلادى‬ ‫العاشر‬ ‫القرن‬

‫القرن الرابع‬ ‫فى‬ ‫والعلمى‬ ‫السياسى‬ ‫السبق‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫ما كان‬ ‫المسلمين على‬ ‫ولكن‬

‫‪ ،‬فثَانت دولهم‬ ‫إضعافهم‬ ‫على‬ ‫الرجعية السابقة لا تزال تعمل‬ ‫النكسات‬ ‫كانت‬ ‫الهجرى‬

‫وتسقط‬ ‫دولة‬ ‫فتقوم‬ ‫‪،‬‬ ‫التطاحن‬ ‫هذا‬ ‫الأنعام فى‬ ‫سَوق‬ ‫رعاياها‬ ‫‪ ،‬وتسوق‬ ‫الملك‬ ‫على‬ ‫تتطاحن‬

‫وسقوط‬ ‫قيام دولة‬ ‫فى‬ ‫الزمن‬ ‫فيمضى‬ ‫‪،‬‬ ‫واختيارها‬ ‫لا ب!رادة الشعوب‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة‬ ‫بحكم‬ ‫دولة‬

‫‪ ،‬ليستقر‬ ‫القوة فيها‬ ‫أصحاب‬ ‫أطماع‬ ‫‪ ،‬وقطع‬ ‫لها‬ ‫شعبها‬ ‫باختيار‬ ‫فيه دولة‬ ‫‪ ،‬ولا تستقر‬ ‫دولة‬

‫‪.‬‬ ‫التقدم والنهوض‬ ‫بأشاب‬ ‫الأخذ‬ ‫على‬ ‫أهلها‬ ‫البلاد ‪ ،‬وتتوافر جهود‬ ‫فى‬ ‫الأمن‬

‫العلويًة‬ ‫للشيعة‬ ‫ظهر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫سيما‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫تتنازع وتتطاحن‬ ‫الدينية‬ ‫فرقهم‬ ‫كانت‬ ‫وكذلك‬

‫‪ ،‬وأخذت‬ ‫السنة‬ ‫لأهل‬ ‫العباسية‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الأمر‬ ‫فاستقر‬ ‫‪،‬‬ ‫المغرب‬ ‫وبلاد‬ ‫والشام‬ ‫بمصر‬ ‫دولة‬

‫ظاهرأ فى‬ ‫السنهَ‬ ‫المخالفين لأهل‬ ‫‪ ،‬وكان اضطهاد‬ ‫الفرق المخالفة لهم‬ ‫فى بلادها كل‬ ‫تضطهد‬

‫فى‬ ‫مثلها‬ ‫تكن‬ ‫فلم‬ ‫العباسية‬ ‫الفارسية‬ ‫‪ ،‬أما الدول‬ ‫الغزنوية‬ ‫كالدولة‬ ‫التركية العباسية‬ ‫الدول‬

‫كثير‬ ‫السامانية التى كان‬ ‫‪ ،‬كالدولة‬ ‫السنة اكثر منهم‬ ‫المخالفين لأهل‬ ‫توالى‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫ذلك‬

‫الدولة البويهية‪.‬‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫المعتزلة‬ ‫من‬ ‫وزرائها‬ ‫من‬

‫؟ لأنه فيما‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫منها فى‬ ‫أسوأ‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسات‬ ‫كانت‬ ‫وبهذا‬

‫شىء‬ ‫على‬ ‫لا تزال‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الحباسية‬ ‫الدولة‬ ‫كانمت‬ ‫السياسية‬ ‫الرجعية‬ ‫بالنكسة‬ ‫يتعلق‬

‫من‬ ‫ما أصابها‬ ‫أصابها‬ ‫قد‬ ‫هـان كانت‬ ‫حولها‬ ‫ملتفة‬ ‫الإسلامية‬ ‫الشعوب‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة‬ ‫من‬

‫ظهر‬ ‫فقد‬ ‫القرن‬ ‫‪ ،‬أما هذا‬ ‫وعزلهم‬ ‫توليتهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وتدخلهم‬ ‫ملوكها‬ ‫على‬ ‫التركى‬ ‫العنصر‬ ‫تغلب‬

‫مقر سلطانها‪،‬‬ ‫فى‬ ‫شاركها‬ ‫إن بعضها‬ ‫بلادها ‪ ،‬حتى‬ ‫الدول على‬ ‫تلك‬ ‫فيه بتغلب‬ ‫ضعفها‬

‫ويعزلونهم‪،‬‬ ‫الذين يولونهم‬ ‫‪ ،‬وكانوا هم‬ ‫بنى العباس‬ ‫ملوك‬ ‫فأقام ملوكها ببغداد بجانب‬

‫الطامعة‬ ‫الدول‬ ‫‪ ،‬وازداد العداء بين هذه‬ ‫الدولة العباسية‬ ‫فى‬ ‫السياسية‬ ‫الوحدة‬ ‫عرى‬ ‫فانفصمت‬

‫‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫تبغا لانقسام‬ ‫شعوبُها‬ ‫‪ ،‬وانقسمت‬ ‫ملكها‬ ‫فى‬

‫‪116‬‬
‫يصل‬ ‫الدينية لم‬ ‫التنازع بين الفرق‬ ‫لأن‬ ‫الدينية ؟‬ ‫الرجعية‬ ‫بالنكسة‬ ‫فيما يتعلق‬ ‫وكذلك‬

‫بخلق‬ ‫فيه فتنةَ القول‬ ‫ما‬ ‫أشذُ‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫والتحارب‬ ‫التقاتل‬ ‫حد‬ ‫الى‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬

‫هذا‬ ‫الشدة على‬ ‫رعيتها بوسائل‬ ‫دولة حمل‬ ‫محاولة‬ ‫الأمر فيها لم يجاور‬ ‫القراَن ‪ ،‬ولكن‬

‫‪،‬‬ ‫التقاتل والتحارب‬ ‫حد‬ ‫إلى‬ ‫الدينية‬ ‫التنازع فيه بين الفرق‬ ‫وصل‬ ‫فقد‬ ‫القرن‬ ‫‪ ،‬أما هذا‬ ‫القول‬

‫الدين‬ ‫على‬ ‫منهما دولتان تتنازعان‬ ‫فيه لكل‬ ‫‪ ،‬لأنه صار‬ ‫السنة والشيعة‬ ‫بين أهل‬ ‫كما حصل‬

‫السنة ‪ ،‬وتناست‬ ‫أهل‬ ‫هذا القرن لمذهب‬ ‫فى‬ ‫التى أخلصت‬ ‫دولة العباس!نن‬ ‫‪ ،‬وهما‬ ‫والحكم‬

‫التشيع الْعَلوى ‪،‬‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫التشيع ‪،‬ودولة الفاطميين التى قامت‬ ‫أساس‬ ‫القائم على‬ ‫ماضيها‬

‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫ب!زائه‬ ‫إلا أن يحتضنوا‬ ‫العباسيون‬ ‫يجد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الأول‬ ‫أصله‬ ‫إلى‬ ‫بها التشغ‬ ‫فرجع‬

‫الدين ‪ ،‬وتفاقم‬ ‫ثوب‬ ‫يلبس‬ ‫الذى كان‬ ‫الخلاف‬ ‫ذلك‬ ‫السياسة بينهما فى‬ ‫السنة ؟ فدخلت‬

‫التقاتل‪.‬‬ ‫حد‬ ‫الأمر بها فيه إلى‬

‫القرن‬ ‫هذا القرن منها فى‬ ‫النكسة الرجعية الاجتماعية أسوأ أثرأ فى‬ ‫كانت‬ ‫وكذلك‬

‫الدولة‬ ‫بالنفوذ فى‬ ‫الاستئثار‬ ‫على‬ ‫كان‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫العناصر‬ ‫التنازع بين‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬

‫لها‬ ‫فارسية‬ ‫دولة‬ ‫به ‪ ،‬فهذه‬ ‫خاصة‬ ‫فيه دولة‬ ‫عنصر‬ ‫لكل‬ ‫صار‬ ‫فقد‬ ‫القرن‬ ‫‪ ،‬أما هذا‬ ‫العباسية‬

‫لها صبغتها‬ ‫عربية‬ ‫دولة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬ ‫لها صبغتها‬ ‫تركية‬ ‫دولة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫الفارسية‬ ‫صبغتها‬

‫منها يهـمه أمر دولته‬ ‫عنصر‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫غايته‬ ‫إلى‬ ‫العناصر‬ ‫بين هذه‬ ‫الانقسام‬ ‫العربية ‪ ،‬فوصل‬

‫واحد‬ ‫دين‬ ‫أنه يجمعها‬ ‫‪ ،‬وتنسى‬ ‫الملك‬ ‫على‬ ‫تتقاتل‬ ‫دولها‬ ‫‪ ،‬فصارت‬ ‫أمر دينه‬ ‫مما يهمه‬ ‫كثر‬

‫جميعا‬ ‫فى هذا فكرة الدولة الواحدة للمسلمين‬ ‫بينها ‪ ،‬وقد ضاعت‬ ‫التقاتل والتحارب‬ ‫يحرم‬

‫الدول‬ ‫تعدد‬ ‫لا ينكر‬ ‫والإسلام‬ ‫‪،‬‬ ‫المتحددة المتباغضة‬ ‫القومية‬ ‫الدول‬ ‫تلك‬ ‫محلها‬ ‫وحل‬ ‫‪،‬‬

‫التباغض‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫بين دولهْ أو أفراده مثل‬ ‫أن يكون‬ ‫القومية فيه ‪ ،‬دانما ينكر‬

‫أيضا فى‬ ‫التى استمرت‬ ‫التصوف‬ ‫الرجعية نكسة‬ ‫إلى هذه النكسات‬ ‫أن يضاف‬ ‫ويجب‬

‫وخاصتهم‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫إليها عامة‬ ‫تجذب‬ ‫وأخذت‬ ‫‪،‬‬ ‫وفساذا‬ ‫فيه سوءًا‬ ‫ورادت‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫فى‬ ‫سرآ فى سراديب‬ ‫التصوف‬ ‫وقد كان أبو القاسم الجنيد فى القرن السابق يعلم الناس أصل‬

‫م ‪ -‬يعلم‬ ‫‪459‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪334‬‬ ‫الشبلى المتوفى سنة ‪-‬‬ ‫بن يونس‬ ‫أبو بكر جعفر‬ ‫بغداد ‪ ،‬فصار‬

‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫تصوفه‬ ‫الشبلى متغاليا فى‬ ‫بغداد جهرًا ‪ ،‬وقد كان‬ ‫فى‬ ‫التصوف‬ ‫الناس مسائل‬

‫سَرَبا(‪)1‬‬ ‫يوم‬ ‫كل‬ ‫ينزل‬ ‫ابتداء أمره‬ ‫فى‬ ‫فيه أنه كان‬ ‫مغالاته‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الجنيد‬ ‫فيه مثل‬ ‫معتدلا‬

‫الخُشب حتى‬ ‫نفسه بتلك‬ ‫قلبه غفلة ضرب‬ ‫‪ ،‬فكان إذا دخل‬ ‫القضبان‬ ‫من‬ ‫معه حزمة‬ ‫ويحمل‬

‫بيديه ورجليه‬ ‫يضرب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحزمة تفنى قبل أن يمسى‬ ‫‪ ،‬فربما كانت‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫يكسرها‬

‫بعض‬ ‫على‬ ‫بعضهم‬ ‫الناس يسلم‬ ‫‪ ،‬فرأى‬ ‫يوم عيد ثوبين جديدين‬ ‫لبس‬ ‫الحائط ‪ ،‬وقد‬ ‫على‬

‫‪.‬‬ ‫الأرض‬ ‫‪ :‬الحفير تحت‬ ‫السرب‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪117‬‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫أردت‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫ذلك‬ ‫فعلت‬ ‫لم‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقيل‬ ‫تَنُور ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫ثيابه‬ ‫فطرح‬ ‫‪،‬‬ ‫ثيابهم‬ ‫لأجل‬

‫جميع‬ ‫العيد مزق‬ ‫إذا أقبل‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وسودا‬ ‫ثيابا رزقا‬ ‫‪ ،‬ثم لبس‬ ‫هؤلاء‬ ‫ما يحبد‬ ‫أحرق‬

‫وأنت‬ ‫يتزينون‬ ‫والناس‬ ‫‪،‬‬ ‫أقبل‬ ‫قد‬ ‫والعيد‬ ‫ملبوسك‬ ‫جميع‬ ‫‪ :‬مزقت‬ ‫له‬ ‫فقيل‬ ‫‪،‬‬ ‫ملبوسه‬

‫أو قلنسوة‬ ‫صوف‬ ‫إذا أعجبه‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫فقره‬ ‫على‬ ‫وصبره‬ ‫‪ :‬رينة الفقير فقره‬ ‫فقال‬ ‫؟!‬ ‫هكذا‬

‫الله تعالى‬ ‫دون‬ ‫إليه المس‬ ‫مالت‬ ‫شىء‬ ‫‪ :‬كل‬ ‫‪ ،‬ويقول‬ ‫النار فأحرقها‬ ‫لفها فأدخلها‬ ‫أو عمامة‬

‫إذا‬ ‫النفش‬ ‫تتبعه‬ ‫فربما‬ ‫‪،‬‬ ‫باقية‬ ‫صورته‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫به‬ ‫تتصدق‬ ‫لا‬ ‫لم‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقيل‬ ‫‪،‬‬ ‫إتلافه‬ ‫وجب‬

‫‪ .‬وقد‬ ‫وجل‬ ‫الله عز‬ ‫على‬ ‫‪9‬‬ ‫ب!قبإل‬ ‫اتلافه مبادرة‬ ‫في‬ ‫أسرع‬ ‫الاحراق‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الغير‬ ‫رأته على‬

‫الثمبلى زعقة‬ ‫(‪ )1‬فزعق‬ ‫بِائذِى أوحَينَا الَيكَ "‬ ‫لَنَذهَبَن‬ ‫شِئنَا‬ ‫وَلَئِن‬ ‫امام فقرأ أ‬ ‫مرة خلف‬ ‫صلى‬

‫وقد‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪:‬‬ ‫؟ْ‬ ‫لأمثالنا‬ ‫خطابه‬ ‫فكف‬ ‫‪،‬‬ ‫لأحبابه‬ ‫خطابه‬ ‫هذا‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫تخرج‬ ‫روحه‬ ‫كادت‬

‫وأنث!د مداعبا‪:‬‬ ‫‪ ،‬فقام وصلى‬ ‫إلى الغروب‬ ‫الشمس‬ ‫دنت‬ ‫حتى‬ ‫أخر مرة العصر‬

‫من كدائى‬ ‫فلا أدرى عَثمائى‬ ‫صلاتى‬ ‫مِن عشقى‬ ‫اليومَ‬ ‫نسيتُ‬

‫بالداهية الدهياء التى‬ ‫التصوف‬ ‫فى‬ ‫مغالاته‬ ‫فيها عند‬ ‫التى وقع‬ ‫الدواهى‬ ‫هذه‬ ‫ثم ختم‬

‫إمامه‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫الوجود‬ ‫الحلول والاتحاد ووحدة‬ ‫دعوى‬ ‫فى‬ ‫فيها الحلاج قبله ‪ ،‬فدخل‬ ‫وقع‬

‫عامر‪:‬‬ ‫بنىا‬ ‫أنه قيل لمجنون‬ ‫حكى‬ ‫بنى عامر مع محبوبته ليلى ‪ ،‬وهذا حين‬ ‫مجنون‬ ‫فى ذلك‬

‫ذريعة‬ ‫المحبة‬ ‫لأن‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫ولمَ‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقيل‬ ‫‪،‬‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫ليلى‬ ‫أتحب‬

‫الحكاية‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫الثمبلى‬ ‫يريد‬ ‫ولا‬ ‫‪.‬‬ ‫لَيلى‬ ‫وأنا‬ ‫‪،‬‬ ‫أنا‬ ‫فليلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الذريعة‬ ‫سقطمت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫للوصلة‬

‫العلية‪.‬‬ ‫الذات‬ ‫من‬ ‫معشوقه‬ ‫الا تمثيل حال ه مع‬

‫من‬ ‫ألتصوف‬ ‫كان‬ ‫دانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدعوى‬ ‫هذه‬ ‫الذى ‪-‬وقع فى‬ ‫هو‬ ‫الشبلى وحده‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫فيه بعد‬ ‫تغلغلت‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود‬ ‫وحدة‬ ‫بصبغة‬ ‫مصطبغا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫وبداية‬ ‫الثالث‬ ‫نهاية القرن‬

‫غرابة‬ ‫الآتية ‪ ،‬ولا‬ ‫القرون‬ ‫فى‬ ‫بيان هذا‬ ‫سيأتى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫مفوماته‬ ‫أعظم‬ ‫صارت‬ ‫حتى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫المرتعثى‬ ‫بن محمد‬ ‫الثه‬ ‫عبد‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فقد سئل‬ ‫فى‬ ‫التصوف‬ ‫هذا حال‬ ‫أن يكون‬ ‫فى‬

‫" لىانما‬ ‫وتبيسْوكتمان‬ ‫إشكال‬ ‫تعريفه فقال ‪ ( :‬الئصوف‬ ‫م عن‬ ‫هـ = ‪939‬‬ ‫المتوفى سنة ‪328‬‬

‫الغريبة‪،‬‬ ‫الدعاوى‬ ‫الى تلك‬ ‫والكتمان (ذا وصل‬ ‫والتبيس‬ ‫الاشكال‬ ‫إلى حال‬ ‫المتصوف‬ ‫يصل‬

‫بها‪،‬‬ ‫أو تأويلها اذا أخذوا‬ ‫إنكارها‬ ‫؟ ليمكنهم‬ ‫التلبيس‬ ‫ثوب‬ ‫إلا فى‬ ‫بها المتصوفة‬ ‫فلا يظهر‬

‫هذا الشطح‬ ‫بغداد والعراق ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫بين صوفية‬ ‫ونحوها‬ ‫وقد كثر الث!طح بهذه الدعاوى‬

‫فى الاعتذار عما يث!طحون‬ ‫إليه‬ ‫يركنون‬ ‫‪ ،‬وتلبيسا صوفيا‬ ‫الدعاوى‬ ‫تلك‬ ‫أيضا من‬ ‫الا دعوى‬

‫العلم‪،‬‬ ‫الجهل فيهم على‬ ‫لم يقعوا فيها الا حينما غلب‬ ‫الأحوال الغريبة ‪ ،‬وهم‬ ‫تلك‬ ‫به من‬

‫‪.‬‬ ‫‪ :‬آية ‪86‬‬ ‫) الاسراء‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪11 8‬‬
‫المتوفى‬ ‫نجيد السلمى‬ ‫بن‬ ‫إسماعيل‬ ‫قال أبو عمرو‬ ‫لا يعتذُ به ‪ ،‬حتى‬ ‫شيثا‬ ‫العلم عندهم‬ ‫وصار‬

‫نفعه‪،‬‬ ‫كثر من‬ ‫صاحبه‬ ‫على‬ ‫نتيجة علم ف!ن ضرره‬ ‫يكون‬ ‫حال‬ ‫م ‪ :‬كل‬ ‫‪769‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫سنة ‪366‬‬

‫فى هذا القرن كانت‬ ‫فرقة منهم ببلاد فارس‬ ‫فى مجافاة العلم أنه نشات‬ ‫أمرهم‬ ‫وقد بلغ من‬

‫طبيبا‬ ‫بابا ‪ ،‬كان‬ ‫أبا الخير بن‬ ‫يدعى‬ ‫شيخ‬ ‫رأسها‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالدواء أئأ كان‬ ‫التطتب‬ ‫ترفض‬

‫بالصبر‬ ‫نصحه‬ ‫والدواء ‪ ،‬ف!ذا أتى إليه مريض‬ ‫فى الطب‬ ‫وزهد‬ ‫‪ ،‬ثم تصوف‬ ‫فأسلم‬ ‫مسيحيا‬

‫للعيش‬ ‫ذريعة‬ ‫التوكل‬ ‫هذا‬ ‫اتخذوا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التوكل‬ ‫ينافى‬ ‫زعمه‬ ‫فى‬ ‫التطبب‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫المرض‬ ‫على‬

‫لم يتعفف‬ ‫كان منهم من‬ ‫‪ ،‬حنى‬ ‫بها عليهم‬ ‫التى كان الناس يتصدقون‬ ‫الصدقات‬ ‫طريق‬ ‫عن‬

‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬مثل أبى عبد‬ ‫التصوف‬ ‫السؤال من أصول‬ ‫الناس ‪ ،‬ومنهم من عد‬ ‫سؤال‬ ‫عن‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بنيسابور‬ ‫الملامتية‬ ‫شيخ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪49‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ err 9‬هـ‪-‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫النيسابورى‬ ‫منازل‬

‫يطعم‬ ‫بعضهم‬ ‫الراد ! وكان‬ ‫‪ ،‬وذل‬ ‫المكاسب‬ ‫ذل‬ ‫لم يذق‬ ‫فقير‬ ‫فى‬ ‫‪ " :‬لا خير‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫قال‬

‫الحلوى‬ ‫يصنع‬ ‫ممن‬ ‫جماعة‬ ‫‪ ،‬ودعا‬ ‫الأبيض‬ ‫السكر‬ ‫من‬ ‫أحمالا‬ ‫مرة‬ ‫‪ ،‬فاتخذ‬ ‫الفقراء الحلوى‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫السكر‬ ‫كلها من‬ ‫أعمدة‬ ‫على‬ ‫ومحاريب‬ ‫جدارَا وعليه شرفات‬ ‫السكر‬ ‫ذلك‬ ‫فعملوا من‬

‫يبتسم‪.‬‬ ‫وانتهبوها وهو‬ ‫وكسروها‬ ‫دعا الصوفية فهدموها‬

‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫مألوفا عند‬ ‫شئا‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫الرواج‬ ‫هذا القرن ذلك‬ ‫فى‬ ‫ولما بلغ التصوف‬

‫المؤلفات‬ ‫هذه‬ ‫أشهر‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫‪1‬‬ ‫ومقاماته‬ ‫أحواله‬ ‫‪ ،‬وتبين‬ ‫أصوله‬ ‫كثيرة تشرح‬ ‫فيه مؤلفات‬ ‫ظهرت‬

‫م ‪ ،‬ثما بلغ من‬ ‫‪699‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪381‬‬ ‫المكى المتوفى سنة‬ ‫لأبى طالب‬ ‫‪-‬‬ ‫القلوب‬ ‫‪ -‬قوت‬ ‫كتاب‬

‫ونقباء ونجباء وأبدال وغيرهم‪،‬‬ ‫له دولة فيها أقطاب‬ ‫فى هذا القرن أن صارت‬ ‫التصوت‬ ‫رواج‬

‫ففال ‪:‬‬ ‫ووظائفهم‬ ‫‪ 339‬م عددهم‬ ‫الكتانى المتوفى سنة ‪ 322‬هـ=‬ ‫وقد ذكر أبو بكر بن محمد‬

‫أربعة‪،‬‬ ‫والعمد‬ ‫‪،‬‬ ‫سبعة‬ ‫والأخيار‬ ‫‪،‬‬ ‫أربعون‬ ‫والأبدال‬ ‫‪،‬‬ ‫سبعون‬ ‫‪ ،‬والنجباء‬ ‫ثلثمائة‬ ‫النقباء‬

‫والأخيار‬ ‫‪،‬‬ ‫الشام‬ ‫والأبدال‬ ‫‪،‬‬ ‫مصر‬ ‫والنجباء‬ ‫‪،‬‬ ‫النقباء المغرب‬ ‫فمسكن‬ ‫‪،‬‬ ‫واحد‬ ‫والغوث‬

‫ف!ذا عرضت‬ ‫‪،‬‬ ‫بمكة‬ ‫مسكنة‬ ‫والغوث‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرض‬ ‫روايا‬ ‫فى‬ ‫والعمد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرض‬ ‫فى‬ ‫شَياحون‬

‫ثم‬ ‫العمد‬ ‫ثم‬ ‫الأخيار‬ ‫ثم‬ ‫الأبدال‬ ‫ثم‬ ‫النجباء‬ ‫ثم‬ ‫النقباء‬ ‫فيها‬ ‫ابتهل‬ ‫العامة‬ ‫أمر‬ ‫من‬ ‫حاجة‬

‫بين‬ ‫وساطتهم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫نظموا‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫دعوته‬ ‫تجاب‬ ‫حتى‬ ‫مسألته‬ ‫‪ ،‬فلا يُتم الغوث‬ ‫الغوث‬

‫حكومة‬ ‫مثل‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫وأمكنتها‬ ‫وظائفها‬ ‫‪،‬ورتبوا‬ ‫التى اخترعوها‬ ‫الحكومة‬ ‫بهذه‬ ‫والرب‬ ‫الناس‬

‫بينهما إلا‬ ‫فرق‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بين العبد والرب‬ ‫الوساطة‬ ‫دعوى‬ ‫مثلها على‬ ‫‪ ،‬لأنها تقوم‬ ‫روما‬ ‫فى‬ ‫البابا‬

‫باطنية‪.‬‬ ‫المتصوفة حكومة‬ ‫أولئك‬ ‫‪ ،‬وحكومة‬ ‫ظاهرية‬ ‫حكومة‬ ‫البابا‬ ‫أن حكومة‬

‫دعوته بين الناس‬ ‫فى هذا القرن ‪ ،‬فظهرت‬ ‫وسطوته‬ ‫سلطته‬ ‫التصوف‬ ‫وبهذا كان لذلك‬

‫كان‪ /‬هناك‬ ‫‪ ،‬ويد‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫امتحنوا‬ ‫يمتحنوا فيها كما‬ ‫بالدعاة اليها والمؤلفين فيها ‪ ،‬ولم‬

‫ينهى‬ ‫كان‬ ‫بشار‬ ‫ابن‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫هزيلا‬ ‫(نكارأ ضعيفأ‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫فيه‬ ‫عليهم‬ ‫أنكر‬ ‫من‬

‫‪911‬‬
‫فى‬ ‫‪ :‬كم‬ ‫له‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫يومأ يمتحنه‬ ‫جاءه‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫لكلامه‬ ‫والاستماع‬ ‫بالشبلى‬ ‫الاجتماع‬ ‫عن‬ ‫الناس‬

‫‪ ،‬فأكثر ابن بشار عليه ‪ ،‬فقال له‬ ‫الشبلى‬ ‫فسكت‬ ‫الإبل ؟ ‪ -‬يعنى زكاتها ‪-‬‬ ‫من‬ ‫خمس‬

‫فى‬ ‫لك‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫له ابن بشار‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫يلزم أمثالنا كلها‬ ‫‪ ،‬وفيما‬ ‫شاة‬ ‫الشرع‬ ‫واجب‬ ‫‪ :‬فى‬ ‫الشبلى‬

‫خيث‬ ‫‪،‬‬ ‫!ت‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫؟‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫نعم‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫إمام‬ ‫ذلك‬

‫الله ورسوله‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫لعيالك‬ ‫خلفتَ‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫عل!هنج!ا‬ ‫النبى‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫كله‬ ‫ماله‬ ‫أخرج‬

‫الاجتماع بالشبلى‪.‬‬ ‫أحداَ عن‬ ‫ابن بشار ولم ينه بعد ذلك‬ ‫فرجع‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫وثلثمائة‬ ‫وأربعين‬ ‫نيف‬ ‫الئيناتى المتوفى سنة‬ ‫أبو الخير الأقطع‬ ‫عليهم‬ ‫أنكر‬ ‫وممن‬

‫به ‪ ،‬وقد‬ ‫تانس‬ ‫كانت‬ ‫والهوام‬ ‫السباع‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫بها ‪ ،‬ويقال‬ ‫ومات‬ ‫مصر‬ ‫صكن‬ ‫ثم‬ ‫بالمغرب‬ ‫نشأ‬

‫‪ ،‬فخرج‬ ‫كلامهم‬ ‫من‬ ‫صدره‬ ‫‪ ،‬فضاق‬ ‫بث!طحهم‬ ‫البغداديين يتكلمون‬ ‫من‬ ‫عليه جماعة‬ ‫دخل‬

‫أحوالهم‬ ‫وتغيرت‬ ‫‪ ،‬وسكتوا‬ ‫إلى البعض‬ ‫بعضهم‬ ‫البيت فانضم‬ ‫‪ ،‬فجاء السبع فدخل‬ ‫عنهم‬

‫أين‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬يا إخوانى‬ ‫وقال‬ ‫أبو الخير عليهم‬ ‫فدخل‬ ‫‪،‬‬ ‫شديداَ‬ ‫منه خوفا‬ ‫وخافوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وألوانهم‬

‫حالا‬ ‫هذا أحسن‬ ‫الخير كان فى‬ ‫أبا‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫السبعَ عنهم‬ ‫؟ ثم طرد‬ ‫الدعاوى‬ ‫تلك‬

‫الصوفية فى هذا القرن ‪.‬‬ ‫من دعاوى‬ ‫أخرى‬ ‫‪ ،‬ولكنه كان واقعأ فى دعاوى‬ ‫منهم‬

‫‪،‬مات‬ ‫الملامتية‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ينورى‬ ‫الدً‬ ‫بن محمد‬ ‫وممن أنكر عليهم أبو العباس أحمد‬

‫‪ ،‬وهدموا‬ ‫التصوت‬ ‫أركان‬ ‫‪ :‬ة نقضوا‬ ‫زمانه‬ ‫صوفية‬ ‫جمن‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وثلثمائة‬ ‫الأربعين‬ ‫بعد‬

‫إخلاصا‪،‬‬ ‫الأدب‬ ‫‪ ،‬وسوء‬ ‫زيادة‬ ‫الطمع‬ ‫‪ ،‬سموا‬ ‫أحدثوها‬ ‫معانيها بأسماء‬ ‫وغيروا‬ ‫‪.‬ا‪،‬‬ ‫سيلها‬

‫إلى‬ ‫ابتلاء ‪،‬والرجوع‬ ‫الهوى‬ ‫واتباع‬ ‫‪،‬‬ ‫طيبة‬ ‫بالمذموم‬ ‫والتلذذ‬ ‫‪،‬‬ ‫شطجا‬ ‫الحق‬ ‫عن‬ ‫والخروج‬

‫‪،‬وبذاءة اللسان‬ ‫عملا‬ ‫حلاوةً ‪،‬والسؤال‬ ‫‪ ،‬والبخل‬ ‫الخلق صولةَ‬ ‫‪،‬وسوء‬ ‫الدنيا وصولا‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫الحظوظ‬ ‫فى‬ ‫والزهد‬ ‫والأدب‬ ‫الحياء‬ ‫على‬ ‫درجوا‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫القوم‬ ‫طريقَ‬ ‫هذا‬ ‫‪ ,la ،‬كان‬ ‫سلامة‬

‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫حالا‬ ‫هذا القرن أحسن‬ ‫لم يكونوا فى‬ ‫لململامتية‬ ‫أولئك‬ ‫ولكن‬

‫الى‬ ‫يدعو‬ ‫صرفا‬ ‫سلبيا‬ ‫مذهبا‬ ‫أصله‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬إذ كان‬ ‫مذهبهم‬ ‫التقاليد التى قام عليها‬ ‫فى‬ ‫غيروا‬

‫أتباعه‬ ‫‪ ،‬فغالى‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المؤاخذة‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫بيان ما على‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحسنات‬ ‫إخفاء‬

‫م ؟‬ ‫‪089‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪037‬‬ ‫الفرآء المتوفى سنة‬ ‫بن حمدون‬ ‫بن أحمد‬ ‫فى هذا القرن ‪ ،‬مثل محمد‬

‫والظهور‬ ‫المخالفة‬ ‫بتعقُد‬ ‫مريدهم‬ ‫فطالبوا‬ ‫‪،‬‬ ‫إيجابيا‬ ‫اتجاها‬ ‫به‬ ‫اتجهوا‬ ‫ف!نهم‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫غيره‬ ‫وكذلك‬

‫عند‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫وازدراءهم‬ ‫سخطهم‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وتجلبْ‬ ‫بالمظاهر التى تثير لومهم‬ ‫الناس‬ ‫فى‬

‫يأتى من‬ ‫هذا التأديب الذى‬ ‫وتأديبها ‪ ،‬وما أسوأ‬ ‫تقويم المس‬ ‫طرق‬ ‫طريقا من‬ ‫الملامتية‬

‫ما يخهى الثه عنه‪.‬‬ ‫ارتكاب‬

‫تلك‬ ‫يصلح‬ ‫الى مجدد‬ ‫حاجة‬ ‫هذا القرن كالقرن السابق فى‬ ‫وبهذا كان المسلمون فى‬

‫‪? 02‬‬
‫السابق‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫منها فى‬ ‫أشد‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إليه فى‬ ‫الحاجة‬ ‫كانت‬ ‫فيه ‪ ،‬بل‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسات‬

‫ضرراً‪.‬‬ ‫أثرأ ‪ ،‬وأشد‬ ‫القرن أسوأ‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كانت‬ ‫النكسات‬ ‫لأن هذه‬

‫‪ ،‬والأسفرايينى‬ ‫الأمر‬ ‫اولى‬ ‫" القادر " من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجددى‬ ‫من‬ ‫المنفدمون‬ ‫ذكر‬ ‫وفد‬

‫‪ ،‬والباقلانى‬ ‫الفقهاء‬ ‫من‬ ‫الحنبلى‬ ‫المالكى والحسين‬ ‫الوهاب‬ ‫وعبد‬ ‫الحنفى‬ ‫والخوارزمى‬ ‫الشافعى‬

‫يذكر‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬ ‫الزهاد(‪)1‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬والثورى‬ ‫المحذثين‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬والحاكم‬ ‫المتكلمين‬ ‫من‬ ‫فورك‬ ‫وابن‬

‫! تبيين كذب‬ ‫عليه فى كتاب‬ ‫ابن عساكر‬ ‫‪ ،‬وقد رخح‬ ‫الصعلوكى‬ ‫بن محمد‬ ‫سهل‬ ‫الطيب‬ ‫أبا‬

‫البإقلانى‪،‬‬ ‫بن الطث‬ ‫بكر محمد‬ ‫أبا‬ ‫"(‪)2‬‬ ‫الأشعرى‬ ‫إلى الإمام أبى الحسن‬ ‫المفترى فيما نسب‬

‫اظهر‬ ‫‪ ،‬وقدره‬ ‫أن ينكر‬ ‫أكبر من‬ ‫‪ ،‬وذكره‬ ‫القوم شأنا‬ ‫رتب‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأعلى‬ ‫منه مكانا‬ ‫لأنه أشهر‬

‫أن تشهر‪.‬‬ ‫من‬ ‫أشهر‬ ‫أن يُستر ‪ ،‬وتصانيفه‬ ‫من‬

‫القرن الرابع ‪ ،‬وخالف‬ ‫فى مجددى‬ ‫الأشعرى‬ ‫الحسن‬ ‫أبا‬ ‫رضا‬ ‫وقد ذكر السيد رشيد‬

‫القرن‬ ‫مجددى‬ ‫فى‬ ‫هذا فيما سبق‬ ‫القرن الثالث ‪ ،‬وقد رجحت‬ ‫مجددى‬ ‫بهذا مَن ذكره فى‬

‫الباقلانى ولا‬ ‫معه‬ ‫أن يذكر‬ ‫القرن الرابع لم يصح‬ ‫فى‬ ‫الأشعرى‬ ‫ذكر‬ ‫لىاذا‬ ‫الثالث ‪،‬‬

‫الدفاع‬ ‫فيه إلا حسن‬ ‫لهما‬ ‫ولي!‬ ‫‪،‬‬ ‫الكلامى‬ ‫مذهبه‬ ‫له فى‬ ‫كانا مقلدين‬ ‫لأنهما‬ ‫‪،‬‬ ‫ابن فورَك‬

‫ومَن‪ .‬ذكر‬ ‫منِ الأسفرايينى‬ ‫الأربعة‬ ‫الفقهاء‬ ‫أولئك‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫نشره‬ ‫فى‬ ‫لىالا السعى‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬

‫الكلام‬ ‫ابن سُريج الشافعى فى‬ ‫على‬ ‫الأشعرى‬ ‫فى ترجيح‬ ‫ابن عساكر‬ ‫عن‬ ‫سبق‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫معه‬

‫بعلم أصول‬ ‫إلا فقيها مضطلعا‬ ‫لم يكن‬ ‫القرن الثالث ‪ ،‬فقد ذكر أن ابن سريج‬ ‫مجددى‬ ‫على‬

‫لقب‬ ‫استحقاق‬ ‫فى‬ ‫أن الاشتهار بعلم الفقه لا يكفى‬ ‫فى‬ ‫صريح‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الفقه وفروعه‬

‫أولئك‬ ‫يمتاز عن‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫وغيرهما‬ ‫والأسفرايينى‬ ‫ابن سريج‬ ‫مثل‬ ‫مقفد‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لا سيما‬ ‫التجديد‬

‫‪.‬‬ ‫والزهاد‬ ‫الأمر والمحذثين‬ ‫مِن أولى‬ ‫معهم‬ ‫الفقهاء مَن ذكر‬

‫للدراسة إلا‬ ‫مستحقا‬ ‫المجددين فى القزن الرابع الهجرى‬ ‫ذكره من‬ ‫فلا يبقى ممن سبق‬

‫لهم محاولات‬ ‫الفلاسفة الذين كانت‬ ‫إليه بعض‬ ‫ان يضاف‬ ‫‪ ،‬ويجب‬ ‫الأشعرى‬ ‫أبو الحسن‬

‫غيرهم‪،‬‬ ‫من‬ ‫بالذكر‬ ‫أجدر‬ ‫أنهم‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫ذكرهم‬ ‫المتقدمون‬ ‫‪ ،‬دهان اهمل‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫تجديدية‬

‫الصفا‪.‬‬ ‫إخوان‬ ‫رسائل‬ ‫منهم الفارابى ‪ ،‬وأصحاب‬ ‫وسنذكر‬

‫***‪.‬‬

‫القرن الثانى‪.‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الثورى‬ ‫‪ :‬سفيان‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫المعروف‬ ‫الثورى‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪. 54‬‬ ‫(‪ )2‬ص‬

‫‪IV‬‬
‫الأشعرى‬ ‫أبو الحسن‬

‫الأشعرى‬ ‫‪ ،‬ينتهى نسبه الى أبى موسى‬ ‫الأشعرى‬ ‫بن (سماعيل‬ ‫على‬ ‫أبو الحسن‬ ‫هو‬

‫صكن‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بالبصرة‬ ‫الهجرة‬ ‫من‬ ‫وماثتين‬ ‫ستين‬ ‫وقيل‬ ‫سبعين‬ ‫سنة‬ ‫النبى علإصتجم ‪ ،‬ولد‬ ‫صاحب‬

‫فى‬ ‫أيام الجمع‬ ‫يجلس‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫الهجرة‬ ‫من‬ ‫وثلثماثة‬ ‫وثلاثين‬ ‫نيف‬ ‫به! سنة‬ ‫أن توفى‬ ‫إلى‬ ‫بغداد‬

‫علم‬ ‫فى‬ ‫المعتزلةَ‬ ‫لزم‬ ‫المنصور ببغداد ‪ ،‬وقد‬ ‫جامع‬ ‫فى‬ ‫المروزى الشافعى‬ ‫أبى إسحاق‬ ‫حلقة‬

‫الاعتزال ‪ ،‬ولكنه لم يكن‬ ‫مذهب‬ ‫‪ ،‬إلى أن تبحر فى‬ ‫أربعين سنة‬ ‫نحو‬ ‫عنهم‬ ‫الكلام يأخذ‬

‫كثيرأ ما يورد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫والصواب‬ ‫فيه الحق‬ ‫يتحرى‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫المعتزلة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫له كغيره‬ ‫يتعصب‬

‫أمره ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫جوابا شافيا ‪ ،‬يخير‬ ‫منهم‬ ‫فلا يجد‬ ‫الدرس‬ ‫الأسئلة فى‬ ‫أساتذته منهم‬ ‫على‬

‫مذهبه‪.‬‬ ‫الشك فى صحة‬ ‫ويعتريه‬

‫يوما ‪ ،‬وخرج‬ ‫عشر‬ ‫خمسة‬ ‫بيته‬ ‫الناس فى‬ ‫عن‬ ‫الحيرة ‪ ،‬فغاب‬ ‫هذه‬ ‫ثم أراد أن يقطع‬

‫‪ ،‬إنما‬ ‫الناس‬ ‫‪ ( :‬معاشر‬ ‫وقال‬ ‫المنبر‬ ‫‪ ،‬فصعد‬ ‫الجمعة‬ ‫يوم‬ ‫بالبصرة‬ ‫الجامع‬ ‫المسجد‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬

‫حقْ على‬ ‫عندى‬ ‫الأدلة ‪ ،‬ولم يترجح‬ ‫فتكافأت عندى‬ ‫لأنى نظرت‬ ‫المدة‬ ‫فى هذه‬ ‫تغيبتُ عكم‬

‫فى‬ ‫ما أودعته‬ ‫الى‬ ‫فهدانى‬ ‫‪،‬‬ ‫وتعالى‬ ‫تبارك‬ ‫اللْه‬ ‫فاستهديت‬ ‫‪،‬‬ ‫حق‬ ‫على‬ ‫باطلٌ‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫باطل‬

‫من‬ ‫هذا " وانخلع‬ ‫ثوبى‬ ‫من‬ ‫أعتقده كما انخلحتُ‬ ‫ما كنت‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫وانخلعت‬ ‫كتبى هذه‬

‫فيه‬ ‫أظهر‬ ‫‪ ،‬وكتاب‬ ‫اللُّمَع‬ ‫كتب‬ ‫‪ ،‬فمنها‬ ‫الناس‬ ‫الى‬ ‫الكتب‬ ‫به ‪ ،‬ودفع‬ ‫ورمى‬ ‫عليه‬ ‫كان‬ ‫ثوب‬

‫أنه‬ ‫‪ :‬والظاهر‬ ‫كتبه‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وغير‬ ‫)‬ ‫الأستار‬ ‫وهنك‬ ‫الأسرار‬ ‫( كشف‬ ‫عَوار المعتزلة ‪ ،‬شماه‬

‫الناس ‪ ،‬وفى‬ ‫فيها عن‬ ‫التى غاب‬ ‫المدة‬ ‫قبل هذه‬ ‫عليه مدة طويلة أأف فيها هذه الكتب‬ ‫مضت‬

‫لم‬ ‫ومن‬ ‫عرفنى‬ ‫فقد‬ ‫( مَن عرفنى‬ ‫‪:‬‬ ‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫ونادى‬ ‫الجامع‬ ‫فى‬ ‫كرسيا‬ ‫أنه رقى‬ ‫رواية‬

‫الثه لا تراه‬ ‫وأن‬ ‫القرآن‬ ‫أتجول بخلق‬ ‫‪ ،‬كنت‬ ‫فلان‬ ‫ابن‬ ‫‪ :‬انا فلان‬ ‫بنفسى‬ ‫فأنا أعرئه‬ ‫يعرفنى‬

‫المعتزلة مخرج‬ ‫على‬ ‫للرد‬ ‫معتقد‬ ‫مقلع‬ ‫وأنا تائب‬ ‫‪،‬‬ ‫أنا أفعلها‬ ‫الشر‬ ‫أفعال‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأبصار‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ومعايبهم‬ ‫لفضائحهم‬

‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫فيه أن‬ ‫‪ ،‬كانوا يرون‬ ‫شديد‬ ‫جمود‬ ‫الأشعرى‬ ‫قبل‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫فى‬ ‫وكان‬

‫إذاعة‬ ‫الرد عليهم‬ ‫؟ لأن‬ ‫الزنادقة ونحوهم‬ ‫بالرد على‬ ‫الاشتغال‬ ‫‪ ،‬وأنه لا يصح‬ ‫مذمومة‬ ‫بدعة‬

‫التأويل‬ ‫‪ ،‬وأنه لا يصح‬ ‫النقل‬ ‫دليل‬ ‫عند‬ ‫الوقوف‬ ‫أنه يجب‬ ‫يرون‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫بين الناس‬ ‫لشبههم‬

‫‪،‬‬ ‫الجمود‬ ‫هذا‬ ‫!فى‬ ‫الأشعرى‬ ‫ثاركهم‬ ‫الأدلة العقلية المنطقية ‪ ،‬فلم‬ ‫إلى‬ ‫عنه‬ ‫العدول‬ ‫فيه ‪ ،‬ولا‬

‫الكلام ‪،‬‬ ‫علم‬ ‫بأساليب‬ ‫إثباتها‬ ‫فى‬ ‫السنة ان يشعان‬ ‫الأخذ بعقاثد أهل‬ ‫مع‬ ‫أنه يجب‬ ‫وراى‬

‫‪122‬‬
‫أن يحجم‬ ‫أنه لا يصح‬ ‫رأى‬ ‫الأدلة النقلية ‪ ،‬وكذلك‬ ‫مع‬ ‫المنطقية‬ ‫الأدلة العقلية‬ ‫تقام عليها‬ ‫وأن‬

‫التأويل‬ ‫بعض‬ ‫ارتكاب‬ ‫الى‬ ‫الجأه هذا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫لشبهته‬ ‫أن فيه إذاعة‬ ‫بزعم‬ ‫المخالف‬ ‫عن‬ ‫عنْالرد‬

‫كالمعتزلة‪.‬‬ ‫فيه ولا يسرف‬ ‫يقتصد‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫النقل‬ ‫دليل‬ ‫فى‬

‫المعتزلة وتفريط‬ ‫بين إفراط‬ ‫وسطأ‬ ‫جديدأ‬ ‫مذهبا‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫الأشعرى‬ ‫مذهب‬ ‫فجاء‬

‫فى‬ ‫السنة وأشباههم‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫القدامى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫‪ ،‬فنفر منه الفريقان‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫القدامى‬

‫مذهبه مذهب‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫‪.،‬‬ ‫الفريقين‬ ‫‪ ،‬ولكنه انتصر أخيرأ على‬ ‫المعتزلة‬ ‫عليه من‬ ‫الجمود أشد‬

‫السنة أثر‬ ‫أهل‬ ‫القدامى من‬ ‫ومغاربها ‪ ،‬ولم يبق لمذهب‬ ‫الأرض‬ ‫المسلمين فى مشارق‬ ‫جمهور‬

‫الشيعة‪.‬‬ ‫فرق‬ ‫أثر الا بين بعض‬ ‫المعتزلة‬ ‫‪،‬ولم يبق لمذهب‬ ‫الحنابلة‬ ‫من‬ ‫المتشددين‬ ‫إلا بين بعض‬

‫فيه دائرة الفِرَق الدينية ‪ ،‬ولم‬ ‫‪ ،‬لم يتعذ‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الأشعرى‬ ‫تجديد‬ ‫مبلغ‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬

‫لم يصل‬ ‫هذا‬ ‫ومع‬ ‫‪،‬‬ ‫والاجتماعية‬ ‫السياسية‬ ‫الرجعية‬ ‫بالئكسة‬ ‫فيما يتعلق‬ ‫فيه (صلاحا‬ ‫يحاول‬

‫المعتزلة‬ ‫مخالفيه من‬ ‫‪ ،‬لأنه كان شديدأ على‬ ‫المطلوب‬ ‫الناحية الى الأصلاح‬ ‫فى تلك‬ ‫(صلاحه‬

‫بينهما بدل‬ ‫به النسامح‬ ‫يحصل‬ ‫الدينية ولم‬ ‫النزاع بين الفرق‬ ‫إصلاحه‬ ‫يحسم‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫وغيرهم‬

‫تاثب مقلع عنه‪،‬‬ ‫أنه‬ ‫الاعتزال‬ ‫عن‬ ‫هذا به وهو‪ ،‬يعلن فى رجوعه‬ ‫بحصل‬ ‫‪ ،‬وكيف‬ ‫التخاصم‬

‫‪ ،‬بل جاء فى بعض‬ ‫فى نظره آثمين عاصين‬ ‫المعتزلة‬ ‫يكون‬ ‫به وحي!ذ‬ ‫عاصيا‬ ‫اَثما‬ ‫أى أنه كان‬

‫( اشهدوا‬ ‫ثم قال‬ ‫وسطه‬ ‫على‬ ‫كان قد شده‬ ‫شريطا‬ ‫قطع‬ ‫المنبر‬ ‫صعد‬ ‫الروإِيات عنه أنه حين‬

‫فيه‬ ‫كنت‬ ‫مما‬ ‫الساعة ‪ ،‬وأنى تائب‬ ‫غير دين الإصلام ‪ ،‬وأنى قد أسلمت‬ ‫على‬ ‫أنى كنت‬ ‫على‬

‫الذى‬ ‫مذنبين ‪ ،.‬ولكن‬ ‫لا مسلمين‬ ‫كُفارا‬ ‫نظره‬ ‫فى‬ ‫المعتزلة‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وحيمئذ‬ ‫بالاعتزال‬ ‫القول‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫مسلمون‬ ‫فساق‬ ‫أنهم‬ ‫بين الأشعرية‬ ‫استقر‬

‫هذا‬ ‫أربعين سنة كل‬ ‫معتقدأ صوابه‬ ‫مكث‬ ‫الأ يتنكرَ لمذهب‬ ‫بالأشعرى‬ ‫الأجدر‬ ‫وكان‬

‫المعاندين‬ ‫فيه من‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫المدة‬ ‫هذه‬ ‫فى اعتقاده له كل‬ ‫كان مخلصا‬ ‫التنكر ‪ ،‬لأنه بلا شك‬

‫‪ ،‬ويرى‬ ‫فيه‬ ‫عليها‬ ‫يعتمد‬ ‫النظر‬ ‫من‬ ‫له وجوه‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫عل!‬ ‫ويصرون‬ ‫الخطأ‬ ‫يعرفون‬ ‫الذين‬

‫المعتزلة‪،‬‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫شأن‬ ‫كان‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومئل‬ ‫الاسلام‬ ‫هو‬ ‫ان لم يكن‬ ‫الإسلام‬ ‫أنه لا ينافي‬ ‫معها‬

‫يُئابرن‬ ‫مجتهدون‬ ‫هم‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫ملمون‬ ‫فُص!اق‬ ‫‪ :‬إنهم‬ ‫أو يقال‬ ‫عنهم‬ ‫أن يُنفى الإسلام‬ ‫فلا يصح‬

‫ما‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫مذهبه‬ ‫كثيرأ فى‬ ‫بهم‬ ‫انتفع الأشعرى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫خطئهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويُعذرون‬ ‫صوابهم‬ ‫على‬

‫أصاتذته المعتزلة‪،‬‬ ‫استفاده من‬ ‫إنما‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫القدامى من‬ ‫مذهب‬ ‫المرونة على‬ ‫به من‬ ‫بمتاز‬

‫خصوتهم‬ ‫اللائق أن يبالغ فى‬ ‫من‬ ‫هناك قيمة لمذهبه ‪ ،‬فلم يكن‬ ‫لم يكن‬ ‫المرونة‬ ‫ولولا هذه‬

‫الحق‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولا يض‪.‬بع‬ ‫تلميذه‬ ‫على‬ ‫حقه‬ ‫‪ ،‬وللاستاذ‬ ‫كانوا أساتذته‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫لهم‬ ‫مخالفته‬ ‫بعد‬

‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫الرأى‬ ‫فى‬ ‫مخالقه‬

‫***‬

‫‪123‬‬
‫الفارابى‬ ‫‪:‬‬ ‫الثانى‬ ‫المعلم‬

‫الفارابى ‪ ،‬وُلد بفاراب فى أطرات‬ ‫بن أوزلغ بن طرخان‬ ‫بن محمد‬ ‫محمد‬ ‫هو أبو نصر‬

‫وتعلنم التركية‬ ‫‪ ،‬فنثمأ بها‬ ‫م‬ ‫‪873‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪026‬‬ ‫سنة‬ ‫بلاد الترك حوالى‬ ‫مما يلى‬ ‫فارس‬

‫على‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫فدرس‬ ‫بغداد‬ ‫إلى‬ ‫انتقل‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫واليونانية والسريانية‬ ‫والعربية‬ ‫والفارسية‬

‫‪،‬‬ ‫الفكرة‬ ‫ووضوح‬ ‫‪،‬‬ ‫العبارة‬ ‫بحسن‬ ‫غيره‬ ‫يمتاز على‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫يونس‬ ‫بن‬ ‫متَى‬ ‫بشرا‬ ‫أبى‬

‫يمتاز على‬ ‫تاليفه ‪ ،‬ولهذا‬ ‫‪ ،‬فتأثر به الفارابى فى‬ ‫الغموض‬ ‫إلى‬ ‫التعقيد المؤدى‬ ‫من‬ ‫والخلوص‬

‫حرَّان ‪ ،‬فتلقى‬ ‫إلى‬ ‫بغداد‬ ‫من‬ ‫رحل‬ ‫المعانى ‪ ،‬وقد‬ ‫‪ ،‬ووضوح‬ ‫الألفاظ‬ ‫بجزالة‬ ‫الكندى‬ ‫تأليف‬

‫علوم‬ ‫إلى بغداد فأعاد بنفسه دراسة‬ ‫المنطق ‪ ،‬ثم رجع‬ ‫من‬ ‫طرفا‬ ‫حيلإن‬ ‫يوحنَا بن‬ ‫على‬

‫على‬ ‫معانيها والوقوف‬ ‫استخراج‬ ‫فى‬ ‫نغ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بالدرس‬ ‫أرسطو‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬وتناول كتب‬

‫يقال إنه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫لقراءتها‬ ‫فيها ‪ ،‬وتكرار‬ ‫طويلة‬ ‫دراسة‬ ‫إلا بعد‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أغراضها‬

‫لأرسطو‬ ‫الطبيعى‬ ‫السماع‬ ‫‪ ( :‬قرأتُ‬ ‫أنه قال‬ ‫عنه‬ ‫‪ ،‬ونقل‬ ‫مائة مرة‬ ‫لأرسطو‬ ‫النفس‬ ‫قرأ كتاب‬

‫‪.‬‬ ‫أ(‪)1‬‬ ‫قراءته‬ ‫معاودة‬ ‫إلى‬ ‫محتاج‬ ‫أنى‬ ‫‪ ،‬وأرى‬ ‫مرة‬ ‫أربعين‬ ‫الحكيم‬

‫‪ ،‬فدخل‬ ‫الدولة الحمدانى‬ ‫سيف‬ ‫قاصدأ‬ ‫الفارابى فى اَخر حياته إلى حلب‬ ‫ثم رحل‬

‫فن حتى‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫يكلمهم‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫والشعراء والأدباء‬ ‫بالعلماء‬ ‫حاقل‬ ‫وهو‬ ‫مجلسه‬ ‫عليه فى‬

‫ن‬ ‫‪%‬‬ ‫الدولة ‪ ،‬وأراد‬ ‫سيف‬ ‫عين‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فعظم‬ ‫يكتبون ما يقول‬ ‫الكلام ‪ ،‬وأخذوا‬ ‫عن‬ ‫سكتوا‬

‫يؤثر‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫اليوم‬ ‫فى‬ ‫منه بأربعة دراهم‬ ‫المال ‪ ،‬فاكتفى‬ ‫بيت‬ ‫كبيرا من‬ ‫رزقا‬ ‫عليه‬ ‫يجرى‬

‫لا يُرى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الراتب‬ ‫بذلك‬ ‫فأقام بها مكتفيا‬ ‫دمشق‬ ‫إلى‬ ‫قصد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫والزهد‬ ‫التقشف‬ ‫عيشة‬

‫فيها كتبه‪،‬‬ ‫‪ ،‬ويؤلف‬ ‫عليه‬ ‫‪،‬فيتناوبه فيها المشتغلون‬ ‫رياض‬ ‫ماء أو مشتبك‬ ‫مجتمَع‬ ‫فيها إلا عند‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪59‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪933‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫وكانت‬

‫وضع‬ ‫الذى‬ ‫لأنه هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفلسفة‬ ‫على‬ ‫!‬ ‫الأول‬ ‫الفضل‬ ‫صاحب‬ ‫والفارابى‬

‫يلفب‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫على‬ ‫الإسلام‬ ‫فلاسفة‬ ‫أول‬ ‫يُعَذُ‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫مساثلها‬ ‫ورتب‬ ‫‪،‬‬ ‫اساسها‬

‫فى‬ ‫أرسطو‬ ‫يشبه‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫المعلم الأول‬ ‫يلقب‬ ‫أرسطو‬ ‫كان‬ ‫المعلم الثانى ‪ ،‬كما‬

‫اول‬ ‫‪ ،‬وجعله‬ ‫المنطق وهذبه‬ ‫مسائل‬ ‫من‬ ‫ما تفرق‬ ‫هو الذى جمع‬ ‫أن أرسطو‬ ‫اليونان ‪ ،‬وذلك‬

‫فى‬ ‫هذا‬ ‫الفارابى مثل‬ ‫صنع‬ ‫‪ ،‬وفد‬ ‫المعروفة‬ ‫أقسامها‬ ‫قتَمها إلى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫وفاتحتها‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬

‫بهذا لأن‬ ‫السماع الطبيعى فى الموجودات الطبيعية بالاجمال ‪ ،‬وسس‬ ‫كتاب‬ ‫(‪ )1‬يبحث‬

‫‪ ،‬وشمى‬ ‫معلم‬ ‫إلى‬ ‫الاستماع‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫فهمه‬ ‫‪ ،‬او لأنه يتعذر‬ ‫تلاميذه‬ ‫فدونه‬ ‫ألقاه دروسا‬ ‫أرسطو‬

‫‪.‬‬ ‫الكيان‬ ‫سمع‬ ‫أيضا‬

‫‪M‬‬
‫ورتبه‪،‬‬ ‫وهذبه‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫العربية من‬ ‫قبله الى‬ ‫ما ترجم‬ ‫فجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفلسفة‬

‫يُذكر‬ ‫بجديد‬ ‫فى هذا التجديد الفلسفى فى هذا القرن ‪ ،‬هـان كان لم يأت‬ ‫وبهذا كان له فضل‬

‫خالفت‬ ‫ولو‬ ‫الحقيقة‬ ‫الى‬ ‫ويدعو‬ ‫‪،‬‬ ‫المجتهد‬ ‫فيها نظر‬ ‫ينظر‬ ‫كان‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫فى‬

‫أرسطو‪.‬‬ ‫مذهب‬

‫طريقة الحكم فى كتابه‪-‬‬ ‫ب!صلاح‬ ‫المملمين‬ ‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫عُنىَ‬ ‫الفارابى أول من‬ ‫وكان‬

‫الحكم فى الإسلام ‪ ،‬وكان له به‬ ‫ب!صلاح‬ ‫بهذا فيمن عنى‬ ‫الفاضلة ‪ -‬فدخل‬ ‫المدينة‬ ‫أهل‬ ‫اَراء‬

‫‪،‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫التجديد فى هذا القرن ‪ ،‬دان كان قد تأثر فى كتابه بجمهورية‬ ‫محاولة‬ ‫من‬ ‫حظ‬

‫له أثر بين المسلمين‪.‬‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫للبيئة الإسلامية‬ ‫مجافيا‬ ‫فأتى‬

‫الحاكم‬ ‫الذى يكون‬ ‫هو‬ ‫الأعلى للحكومة‬ ‫المثل‬ ‫هذا الكتاب أن‬ ‫وقد ذكر الفارابى فى‬

‫إرادة فرد‬ ‫تحت‬ ‫أنفسهم‬ ‫يضعون‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫بالضرورة‬ ‫اجتمعوا‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫فيه فيلسوفا‬

‫على‬ ‫مسيطرة‬ ‫الحكومة‬ ‫بهيئة دينية ‪ ،‬لكون‬ ‫متصلا‬ ‫ما كان‬ ‫الحكومات‬ ‫‪ ،‬وأفضل‬ ‫يمثل الحكومة‬

‫التى‬ ‫الأشياء‬ ‫على‬ ‫فيها التعاون‬ ‫بالاجتماع‬ ‫التى يقصد‬ ‫والمدينة‬ ‫‪،‬‬ ‫والدنيوية للأمة‬ ‫الدينية‬ ‫الأمور‬

‫ما تنال‬ ‫على‬ ‫كلها‬ ‫مدنها‬ ‫التى تتعاون‬ ‫‪ ،‬والأمة‬ ‫المدينة الفاضلة‬ ‫الحقيقة هى‬ ‫فى‬ ‫تُنال بها السعادة‬

‫تتعاون‬ ‫الذى‬ ‫الصحيح‬ ‫التائمَ‬ ‫البدن‬ ‫تشبه‬ ‫والمدينة الفاضلة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاضلة‬ ‫الأمة‬ ‫هى‬ ‫به السعادة‬

‫قفاضلة‬ ‫مخلفة‬ ‫عليه ‪ ،‬والبدن أعضاؤه‬ ‫حفظها‬ ‫تتميم حياته ‪ ،‬وعلى‬ ‫كلها على‬ ‫أعضاؤه‬

‫مراتبها من‬ ‫تقرب‬ ‫‪ ،‬ومنها أعضاء‬ ‫القلب‬ ‫وهو‬ ‫رئيس‬ ‫واحد‬ ‫‪ ،‬فمنها عضو‬ ‫الفطرة والقوى‬

‫بالطبع‬ ‫هو‬ ‫لما‬ ‫ابتغاء‬ ‫بها فعله‬ ‫يفعل‬ ‫قوة‬ ‫فيه بالطبع‬ ‫منها جعلت‬ ‫واحد‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫الرئيس!‬ ‫ذلك‬

‫أغراض‬ ‫حسب‬ ‫تفعل فعلها على‬ ‫فيها قوى‬ ‫أخرى‬ ‫‪ ،‬ومنها أعضاء‬ ‫الرئيس‬ ‫العضو‬ ‫ذلك‬ ‫غرض‬

‫فى‬ ‫الثانية‬ ‫الرتبة‬ ‫هى‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫واسطة‬ ‫الرئيس‬ ‫بينها وبين العضو‬ ‫التى ليس‬ ‫الأعضاء‬ ‫هذه‬

‫التى فى‬ ‫الأعضاء‬ ‫هذه‬ ‫أغراض‬ ‫حسب‬ ‫أفعالها على‬ ‫تفعل‬ ‫أخرى‬ ‫‪ ،‬ومنها أعضاء‬ ‫الأعضاء‬

‫المدينة‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫مخدومة‬ ‫غير‬ ‫خادمة‬ ‫تكون‬ ‫أعضاء‬ ‫إلى‬ ‫أن ينتهى‬ ‫إلى‬ ‫المرتبة الثانية ‪ ،‬وهكذا‬

‫من‬ ‫مراتبهم‬ ‫تقرب‬ ‫‪ ،‬وقوم‬ ‫رئيس‬ ‫‪ ،‬ففيها إنسان‬ ‫الهيئات‬ ‫متفاضلة‬ ‫الفطرات‬ ‫مختلفة‬ ‫أجزاؤها‬

‫المرتبة الثانية‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫ودونهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المرتبة الأولى‬ ‫أهل‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫مقصوده‬ ‫ما هو‬ ‫كفعلون‬ ‫الرئيس‬

‫‪ ،‬وهم‬ ‫المراتب‬ ‫أدنى‬ ‫فى‬ ‫ويكونون‬ ‫‪،‬‬ ‫يُخدَمون‬ ‫ولا‬ ‫يَخدمُون‬ ‫قوم‬ ‫إلى‬ ‫تنتهى‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫وهكذا‬

‫‪.‬‬ ‫الأسفلون‬

‫للمدينة الفاضلة‪،‬‬ ‫إلى رئي!‬ ‫فى إثبات الحاجة‬ ‫الفلسفة‬ ‫لا تهمه هذه‬ ‫والإسلام‬

‫إلى‬ ‫أهلها‬ ‫فيه تقسيم‬ ‫يلزم‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫فيها‬ ‫إنسان‬ ‫أو أفضل‬ ‫فيلسوفا‬ ‫رئيسها‬ ‫ولا يلزم فيه أن يكون‬

‫‪ ،‬هـان كان‬ ‫فيلسوفا‬ ‫لىان لم يكن"‬ ‫أهلها‬ ‫يرضاه‬ ‫المدينة فيه من‬ ‫رئيس‬ ‫المراتب الآلية ‪ ،‬بل‬ ‫هذه‬

‫فرد‬ ‫‪ ،‬ولكل‬ ‫الفاضل‬ ‫للرياسة دون‬ ‫منه ؟ لأن المفضول قد يصلح‬ ‫هو أفضل‬ ‫فيها من‬ ‫يوجد‬

‫‪Ira‬‬
‫لا يقر‬ ‫أن الإسلام‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫الفارق‬ ‫أن يلزم مع‬ ‫‪ ،‬ولا يصح‬ ‫ما يناسبه‬ ‫المدينة فيه أن يفعل‬ ‫من‬

‫كأسنان‬ ‫فيه سواسية‬ ‫دانما الناس‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاضلة‬ ‫المدينة‬ ‫تلك‬ ‫كطبقات‬ ‫طبقات‬ ‫إلى‬ ‫الناس‬ ‫تقسيم‬

‫المشط‪.‬‬

‫الحكم على‬ ‫هذا القرن ‪ :‬هذا التجديد فى إضلاخ‬ ‫للفارابى تجديدان فى‬ ‫وبهذا يكون‬

‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫قبله من‬ ‫ما ترجم‬ ‫تهذيب‬ ‫فى‬ ‫الابق‬ ‫‪ ،‬والتجدبد‬ ‫تأثره بالفلسفة‬ ‫حسب‬

‫فيه كتابا‬ ‫السامانى ‪ ،‬دانه وضع‬ ‫بن نوح‬ ‫هذا منه منصور‬ ‫طلب‬ ‫وترتيبه ‪ ،‬ويقال ان الذى‬

‫اطلع‬ ‫جتى‬ ‫بن نوح‬ ‫الفارابى فى خزانة منصور‬ ‫مسؤَذا بخط‬ ‫ة التعليم الثانى ! وقد ظل‬ ‫سماه‬

‫‪.‬‬ ‫الشفاء‬ ‫منه كتاب‬ ‫‪ ،‬فلخص‬ ‫ابن شنا‬ ‫عليه‬

‫كتاب‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫بأغراضها‬ ‫العلوم والتعريف‬ ‫الفارابى أيضا كتابا فى (حصاء‬ ‫وقد وضع‬

‫الأهتداء‬ ‫العلوم كلها عن‬ ‫طلاب‬ ‫‪ ،‬ولا يتننى‬ ‫مذهبه‬ ‫أحد‬ ‫اليه ‪ ،‬ولم يذهب‬ ‫لم يبق‬ ‫عظيم‬

‫للفارابى‪.‬‬ ‫أيضا‬ ‫يذكر‬ ‫آخر‬ ‫تجديد‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫‪9‬‬ ‫النظر‬ ‫وتقديم‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬

‫الفلسفة نظر‬ ‫ينظر فى‬ ‫لم يكن‬ ‫أنه‬ ‫من‬ ‫التجديد ما سبق‬ ‫باب‬ ‫أن المهم فى‬ ‫على‬

‫مذهب‬ ‫خالفت‬ ‫ولو‬ ‫الحقيقة‬ ‫الى‬ ‫يدعو‬ ‫وأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫المجتهد‬ ‫فيها نظر‬ ‫ينظر‬ ‫كان‬ ‫المقلد ‪ ،‬بل‬

‫فى‬ ‫الاجتهاد‬ ‫باب‬ ‫فنح‬ ‫من‬ ‫بهذا أول‬ ‫لأنه كاق‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان جميعا‬ ‫فلاسفة‬ ‫أعظم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫أرسطو‬

‫علومها‪.‬‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫ب!مكان‬ ‫الابتكار فيها ‪ ،‬وأشعره‬ ‫طريق‬ ‫لمن بعده‬ ‫‪ ،‬ومهد‬ ‫الفلسفة‬

‫***‬

‫‪IYI‬‬
‫إخوان ألصفا‬

‫الوفا!‬ ‫الصفا وخلآن‬ ‫( إخوان‬ ‫فلسفية باسم‬ ‫رسائل‬ ‫القرن الرابع الهجرى‬ ‫فى‬ ‫ظهرت‬

‫الفلسفة على‬ ‫إليه المسلمون إلى هذا القرن فى‬ ‫ما وصل‬ ‫فلسفية تجمع‬ ‫دائرة معارف‬ ‫وهى‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان ظهورها‬ ‫إلى عمليات‬ ‫الى رياصات‬ ‫إلهيات إلى طبيعيات‬ ‫أقسامها من‬ ‫اختلاف‬

‫من أئَفها‪،‬‬ ‫عليها اسم‬ ‫غير أن يكون‬ ‫أهل الستنة ‪ ،‬فدعا هذا الى أن تظهر من‬ ‫العراق معسكر‬

‫رأسه‬ ‫وعلى‬ ‫ال!تُنة‬ ‫أهل‬ ‫‪ :‬معسكر‬ ‫معسكرين‬ ‫الى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫انقسم‬ ‫الإسلامى‬ ‫الأن آلغالم‬

‫رأسه‬ ‫الشيعة وعلى‬ ‫‪ ،‬ومعكر‬ ‫بلاد الشرق‬ ‫بعض‬ ‫العراق رما إليه من‬ ‫فى‬ ‫العباسيون‬

‫الفلسفة‬ ‫السنة يحارب‬ ‫أهل‬ ‫معسكر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والشام وبلاد المغرب‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫الفاطميون‬

‫بالتأويل‬ ‫الاسلام‬ ‫بينها وبين‬ ‫التقريب‬ ‫ويحاول‬ ‫الفلسفة‬ ‫يناصر‬ ‫الشيعة‬ ‫معسكر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وأهلهَا‬

‫معسكر‬ ‫‪ ،‬ولا شِما‬ ‫الآخر‬ ‫المعسكر‬ ‫سراَ فى‬ ‫يعملون‬ ‫دعاة‬ ‫المعسكرين‬ ‫من‬ ‫لكل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ونحوه‬

‫على‬ ‫التشديد‬ ‫الى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فدعاهم‬ ‫بلاد العباسيين‬ ‫الدعاة فى‬ ‫له كثير من‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫الفاطميين‬

‫من دعاة الفإطميين‪.‬‬ ‫من يظهر بها‬ ‫الفلسفة وَأهلها ‪ ،‬لأنهم كانوا يظنون أن كل‬

‫البيت‪،‬‬ ‫أئمة أهل‬ ‫بعض‬ ‫وضع‬ ‫إنها من‬ ‫هذه الرسائل ‪ ،‬فقل‬ ‫وقد اختُلف فيمن الف‬

‫وضع‬ ‫‪ ،‬وفيل (نها من‬ ‫حقيقة‬ ‫على‬ ‫اختلافا لا يثبت‬ ‫اسمه‬ ‫إلى هذا فى‬ ‫ذ!‬ ‫من‬ ‫واختلف‬

‫الصفا‬ ‫( إخوان‬ ‫الفَت بالبصرة باسم‬ ‫جماعة‬ ‫وضع‬ ‫المعتزلة ‪ ،‬واقل إنهأ من‬ ‫متكلمى‬ ‫بعض‬

‫‪ ،‬ومت!ئع‬ ‫وقاد‬ ‫‪ ،‬وذهن‬ ‫غالب‬ ‫له ذكاء‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫رفاعة‬ ‫بن‬ ‫زيد‬ ‫رأسهم‬ ‫الوفا " وعلى‬ ‫وخلأن‬

‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أيام الناس‬ ‫وحفظ‬ ‫‪،‬‬ ‫والبلاغة‬ ‫الحماب‬ ‫فى‬ ‫الكتابة البارعة‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫والنثر‬ ‫النظم‬ ‫قول‬ ‫فى‬

‫بالبصرة‬ ‫فصادف‬ ‫‪،‬‬ ‫فن‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫وتصرث‬ ‫‪،‬‬ ‫الآراء والديانات‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وتبضُر‬ ‫المقالات‬ ‫وسماع‬

‫البُستى‬ ‫بن نصر‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬منهم أبؤ سليمان‬ ‫الجماعة‬ ‫تلك‬ ‫منهم‬ ‫الف‬ ‫شكله‬ ‫على‬ ‫جماعة‬

‫‪،‬‬ ‫النهرجورى‬ ‫أحمد‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫الزنجانى‬ ‫هارون‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫الحسن‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمقدسى‬ ‫المعروف‬

‫‪.‬‬ ‫المدن‬ ‫من‬ ‫ببنداد وغيرها‬ ‫فروع‬ ‫لجماعتهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وغيرهم‬

‫تعمل‬ ‫تجديدية‬ ‫غاية‬ ‫لها‬ ‫لأنها كانت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجددى‬ ‫فى‬ ‫الجماعة‬ ‫هذه‬ ‫ا دخلت‬ ‫لانم‬

‫واختلطت‬ ‫‪،‬‬ ‫بالجهالات‬ ‫مينست‬ ‫قد‬ ‫الشريعة‬ ‫رأت‬ ‫الرسائل‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫ما جاء‬ ‫‪ ،‬ف!نها على‬ ‫لها‬

‫للحكمة‬ ‫حاوية‬ ‫لأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا بالفلسفة‬ ‫وتطهيرها‬ ‫غسلها‬ ‫الى‬ ‫لا سبيل‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫بالضلالات‬

‫اليونانية والشريعة‬ ‫الاجتهادية‬ ‫الفلسفة‬ ‫انتظمت‬ ‫ومتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الاجتهادية‬ ‫والمصلحة‬ ‫الاعتقادية‬

‫‪.‬‬ ‫الكمال‬ ‫العربية فقد حصل‬

‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫الفلسفة لجمهور‬ ‫الغاية أن تقرب‬ ‫هذه‬ ‫أجل‬ ‫الجماعة من‬ ‫هذه‬ ‫رأت‬ ‫وقد‬

‫‪127‬‬
‫الشريعة‪،‬‬ ‫بينها وبين‬ ‫أنه لا خلاف‬ ‫‪ ،‬ويعلموا‬ ‫منها‬ ‫نفرتهم‬ ‫‪ ،‬وتزول‬ ‫حقيقتها‬ ‫على‬ ‫ليفهموها‬

‫أسلوبا أدبيا‬ ‫‪ ،‬وسلكت‬ ‫الغامض‬ ‫الجاث‬ ‫الفلسفى‬ ‫الأسلوب‬ ‫الرسائل عن‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫فعدلت‬

‫باختيار ألفاظها‬ ‫‪ ،‬فعُنيت‬ ‫بها‬ ‫الاشتغال‬ ‫إلى‬ ‫ويشوقهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫جمهور‬ ‫على‬ ‫الفلسفة‬ ‫يُسهل‬

‫وألفاظ‬ ‫‪،‬‬ ‫متقن‬ ‫وتئ!يه‬ ‫‪،‬‬ ‫كثير‬ ‫فيها خيال‬ ‫فجاء‬ ‫‪،‬‬ ‫أدبيا سهلا‬ ‫أِسلوبها‬ ‫ليكون‬ ‫‪،‬‬ ‫وأساليبها‬

‫بالفلسفة‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫تطهير‬ ‫من‬ ‫الجديد‬ ‫الغرض‬ ‫ذلك‬ ‫بها إلى‬ ‫‪ ،‬لتصل‬ ‫ميسَرة‬ ‫‪ ،‬ومعان‬ ‫متخيرة‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬بل جاء‬ ‫الناس‬ ‫الجماعة لكل‬ ‫الرساثل مباحة عند هذه‬ ‫هذه‬ ‫هذا لم تكن‬ ‫ومع‬

‫لمن لا‬ ‫‪ ،‬وبذلها‬ ‫أهلها‬ ‫غير‬ ‫فى‬ ‫بوضعها‬ ‫يضيعها‬ ‫ألأَ‬ ‫عنده‬ ‫لمن حصلت‬ ‫إليها أنه ينبغى‬ ‫التمهيد‬

‫داء ‪،‬‬ ‫؟ لأنها للاول‬ ‫مستوجبها‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وصرفها‬ ‫مستحقها‬ ‫عن‬ ‫بمنعها‬ ‫فيفا ‪ ،‬وألآَ يظلمها‬ ‫يرغب‬

‫وضده‬ ‫اضىء‬ ‫أ‬ ‫يفعل‬ ‫هذا‬ ‫ومع‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬ ‫لا يختلف‬ ‫الكبير الذى‬ ‫‪ ،‬كالترياق‬ ‫دواء‬ ‫وللثانى‬

‫القوابل‪.‬‬ ‫اختلاف‬ ‫بحسب‬

‫‪:‬‬ ‫إلى أربعة أقسام‬ ‫تنقسم‬ ‫الرسائل‬ ‫وهذه‬

‫العدد‬ ‫اختلافها فى‬ ‫على‬ ‫الرياضيات‬ ‫فى‬ ‫رسالة‬ ‫أربع عشرة‬ ‫على‬ ‫يشتمل‬ ‫‪-‬‬ ‫أولها‬

‫أوله‬ ‫يتأثر فى‬ ‫القسم‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫المنطق‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫العملية‬ ‫الفنون‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫والفلك‬ ‫رالهندسة‬

‫عن‬ ‫لا يختلف‬ ‫منطقه‬ ‫لان‬ ‫‪،‬‬ ‫أرسطو‬ ‫بفلسفة‬ ‫اَخره‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫وأفلاطون‬ ‫فيثاغورث‬ ‫بفلسفة‬

‫منطقه‪.‬‬

‫الطبيعيات كلها يبدأ بالهَيُولى‬ ‫‪ ،‬وهبر فى‬ ‫دثمرة رسالة‬ ‫سبع‬ ‫على‬ ‫وثانيها ‪ -‬يشتمل‬

‫يصل‬ ‫حتى‬ ‫يتدرج‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الآثار العلوية‬ ‫إلى‬ ‫ينتقل‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫والحركة‬ ‫والمكان‬ ‫والزمان‬ ‫والصورة‬

‫النفس‪،‬‬ ‫بعلم‬ ‫ينتهى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الإنسان‬ ‫‪ ،‬ثم إلى‬ ‫الحيوان‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫النبات‬ ‫المعادن ‪ ،‬ثم إلى‬ ‫إلى‬

‫أرسطو‪.‬‬ ‫بفلسفة‬ ‫أوله الى آخره‬ ‫يتأثر من‬ ‫لموهذا القسم‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬تبحث‬ ‫رسائل‬ ‫عشر‬ ‫الرساثل النفسانية العقلية ‪ ،‬وهى‬ ‫على‬ ‫وثالثها ‪ -‬يشتمل‬

‫الصفا‬ ‫" إخوان‬ ‫رأى‬ ‫المبأدىء العقلية على‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيثاغورث‬ ‫رأى‬ ‫المبادىء العقلية على‬

‫العقل‬ ‫فى‬ ‫! ثم‬ ‫كبير‬ ‫إنسان‬ ‫العالم‬ ‫( إن‬ ‫الحكماء‬ ‫معنى ! قول‬ ‫فى‬ ‫" ثم‬ ‫الوفا‬ ‫وخلاَّن‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫والدهور‬ ‫والزمان‬ ‫والأعصار‬ ‫القرون‬ ‫واختلاف‬ ‫والأدوار‬ ‫الاكوار‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫والمعقول‬

‫أجناس‬ ‫كمية‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫القيامة‬ ‫أحوال‬ ‫إليه من‬ ‫وما‬ ‫البعث‬ ‫ماهية‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫العشق‬ ‫ماهية‬

‫الحدود‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫والمعلولات‬ ‫العلل‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫وغاياتها‬ ‫ومبادئها‬ ‫اختلافها‬ ‫وكيفية‬ ‫الحركات‬

‫الحديثة‪.‬‬ ‫والأفلاطونية‬ ‫وأرسطو‬ ‫فيثاغورث‬ ‫يتأثر بفلسفة‬ ‫القسم‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫والرسوم‬

‫إحدى‬ ‫الدينية ‪ ،‬وهى‬ ‫الرسائل الناموسية الإلهية والشرعية‬ ‫على‬ ‫‪ -‬يشتمل‬ ‫ورابعها‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫والفلسفية‬ ‫الناموسية‬ ‫الشرعية‬ ‫الديانات‬ ‫فى‬ ‫الاَراء والمذاهب‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬تبحث‬ ‫رسالة‬ ‫عشرة‬

‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الوفا‬ ‫وخِلاَّن‬ ‫الصفا‬ ‫إخوان‬ ‫"‬ ‫اعتقاد‬ ‫بيان‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫تعالى‬ ‫اللّه‬ ‫إلى‬ ‫الطريق‬ ‫ماهية‬ ‫فى‬

‫‪128‬‬
‫ماهية‬ ‫فى‬ ‫الوفا ‪ ،‬ثم‬ ‫وخلان‬ ‫الصفا‬ ‫إخوان‬ ‫عشرة‬ ‫يهفية‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الرئانيين الإلهيين‬ ‫ومذاهب‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الشرعى‬ ‫الإلهىّ والوضع‬ ‫الناموس‬ ‫ماهية‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫المؤمنين المحفين‬ ‫الإيمان وخصال‬

‫والمردة‬ ‫والملائكة‬ ‫والجن‬ ‫الروحانيين‬ ‫أفعال‬ ‫كيفية‬ ‫فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الثه تعالى‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫كيفية‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫العالم بأسره‬ ‫نضد‬ ‫كيفية‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫وكيفيتها‬ ‫أنواع السياسات‬ ‫كمة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫والشياطين‬

‫الفلسفة‬ ‫المؤثرة فى‬ ‫العناصر‬ ‫فيه كل‬ ‫تجتمع‬ ‫القسم‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫ونحوهما‬ ‫والعزائم‬ ‫السحر‬ ‫ماهية‬ ‫فى‬

‫وغيرها‪.‬‬ ‫واليونانى‬ ‫والفارسى‬ ‫الهندى‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الإسلامية‬

‫‪2‬نسَتْ‬ ‫التى‬ ‫الشريعة‬ ‫تطهير‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫منها‬ ‫المقصود‬ ‫الغرض‬ ‫تؤدِّ‬ ‫لم‬ ‫الرسائل‬ ‫هذا‬ ‫ولكن‬

‫كانت‬ ‫بها‬ ‫الثريعة‬ ‫تطهير‬ ‫قصد‬ ‫التى‬ ‫الفلسفة‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫بالضلالات‬ ‫واختلطت‬ ‫‪،‬‬ ‫بالجهالات‬

‫عليها مئات‬ ‫قديمة مضت‬ ‫فلسفة‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫بالضلالات‬ ‫‪ ،‬مختلطة‬ ‫بالجهالات‬ ‫مدنَسة أيضأ‬

‫فى هذه‬ ‫لهذا نصيب‬ ‫أن يكون‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫فى الكمال‬ ‫السنين ‪ ،‬ترقَ!ت فيها العقول وتدرجت‬

‫الشريعة‬ ‫الفلاسفة أرادوا أن يطفروا‬ ‫من‬ ‫الرسائل وغيرها‬ ‫هذه‬ ‫أصحاب‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬ولكن‬

‫منهم‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫فيها‬ ‫المطلوب‬ ‫بالإصلاح‬ ‫قيامهم‬ ‫؟ وعدم‬ ‫عليها‬ ‫جمودهم‬ ‫القديمة مع‬ ‫بالفلسفة‬

‫‪،‬‬ ‫بالجمود‬ ‫أن يُدَاوى الجمود‬ ‫يمكن‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫دينى‬ ‫جمود‬ ‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫فلسفى‬ ‫جمود‬

‫إلى‬ ‫قصدوا‬ ‫الرسائل‬ ‫تلك‬ ‫‪ ،‬ولو أن أصحاب‬ ‫والتجديد‬ ‫الجمود بالإصلاح‬ ‫يداوى‬ ‫لهانما‬

‫الحديث‪،‬‬ ‫العصر‬ ‫فى‬ ‫إصلاحها‬ ‫أوربا فيما قاموا به من‬ ‫الفلسفة أيضأ لسبقوا أهل‬ ‫إصلاح‬

‫على‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫؟ إذ يجتمعان‬ ‫بين الفلسفة والدين‬ ‫التقريب‬ ‫من‬ ‫غرضهم‬ ‫إلى‬ ‫ولَوصلوا‬

‫رسالهَ المجددين‬ ‫بينهما ويناوىء‬ ‫ما يباعد‬ ‫والتعصب‬ ‫الجمود‬ ‫من‬ ‫فيهما‬ ‫‪ ،‬ولا يكون‬ ‫الإصلاح‬

‫فيهما‪.‬‬

‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الفلسفة‬ ‫تهذيب‬ ‫فى‬ ‫الاسلام‬ ‫به فلاسفة‬ ‫ما قام‬ ‫لا ننكر‬ ‫هذا‬ ‫ومع‬

‫الحديث‪.‬‬ ‫العصر‬ ‫فيها لا يُذكر ب!زاء فلاسفة‬ ‫أثرهم‬

‫***‬

‫‪912‬‬
‫فى الاسلام )‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪9‬‬
‫المجددون فى القرن الخا‬

‫القرن الخامسى الهجرى‬ ‫العالم في‬ ‫حال‬

‫هذا‬ ‫م ‪ ،‬وفى‬ ‫‪6011‬‬ ‫م ‪ ،‬إلى سنة‬ ‫‪01 01‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫الهجرى‬ ‫يمتد القرن الخاص‬

‫الدولة‬ ‫القوة ؟ فقامت‬ ‫بدلها بحكم‬ ‫إسلامية أخرى‬ ‫دول‬ ‫إسلامية وقامت‬ ‫دول‬ ‫القرن ذهبت‬

‫وأخيه داود‬ ‫بك‬ ‫طغريل‬ ‫فيها ملك‬ ‫‪ 1‬م ‪ ،‬إذ توطد‬ ‫‪930‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪431‬‬ ‫سنة‬ ‫باثمرق‬ ‫الص!لجوقية‬

‫الدولة الناشئة‬ ‫بين الدولة الغزنوية وهذه‬ ‫‪ ،‬وقامت‬ ‫بخراسان‬ ‫سلجوق‬ ‫بن‬ ‫ابنى ميكائيل‬

‫بك‬ ‫طغريل‬ ‫استولى‬ ‫إلىِ أن‬ ‫العراق‬ ‫يمتد إلى‬ ‫ملكها‬ ‫أخذ‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عليها‬ ‫بفوزها‬ ‫انتهت‬ ‫حروب‬

‫مْى عهد‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫بُويه ‪،‬‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬ ‫منها‬ ‫وأزال‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5501‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪447‬‬ ‫سنة‬ ‫بغداد‬ ‫على‬

‫شاه بن ألب‬ ‫ملك‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫الدولة غاية عظمتها‬ ‫هذه‬ ‫بلغت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫العباسى‬ ‫بالته‬ ‫القائم‬

‫بلاد الإسلام فى الئسمال‬ ‫أقاصى‬ ‫الصين إلى اَخر الشام ‪ ،‬ومن‬ ‫حدود‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فبلغت‬ ‫أرسلان‬

‫هـ=‬ ‫‪485‬‬ ‫سنة‬ ‫توفى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الشرقية‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫له إتاوة على‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بلاد اليمن‬ ‫آخر‬ ‫إلى‬

‫‪ ،‬وقامت‬ ‫الملك‬ ‫على‬ ‫وبركيارق‬ ‫بين ابنيه محمود‬ ‫وفاته انقسام‬ ‫بعد‬ ‫حصل‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫م‬ ‫‪1 0‬‬ ‫‪29‬‬

‫دولا‬ ‫هذا القرن إلا وكانت‬ ‫فى هذه الدولة ‪ ،‬فلم يأت آخر‬ ‫كان لها أثر سىء‬ ‫بينهما حروب‬

‫المستعمرين من امم الفرنجة أن ينتزعوا منها كثيرأ‬ ‫الصليبيين‬ ‫أمكن‬ ‫نفسها ‪ ،‬حتى‬ ‫على‬ ‫مقمة‬

‫هـ=‬ ‫‪094‬‬ ‫إلى الشام سنة‬ ‫مسيرهم‬ ‫المقدس (‪ )1‬وكان‬ ‫بيت‬ ‫بلاد الشام ‪ ،‬ويستولوا على‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪6901‬‬

‫الأتراك ‪،‬‬ ‫من‬ ‫عادة غيرهم‬ ‫التنة على‬ ‫أهل‬ ‫بمذهب‬ ‫أتراكا يأخذون‬ ‫السلجوقيون‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الفعلية‬ ‫السلطة‬ ‫من‬ ‫شيئأ‬ ‫لهم‬ ‫يتركوا‬ ‫‪ ،‬د!ان لم‬ ‫العباس‬ ‫لبنى‬ ‫بالطاعة‬ ‫يدينون‬ ‫وكانوا‬

‫فى‬ ‫والسلجوقيين‬ ‫العباسيين‬ ‫لاتفاق‬ ‫بُوَيه ‪،‬‬ ‫ببنى‬ ‫علاقتهم‬ ‫من‬ ‫أحسن‬ ‫كانت‬ ‫بهم‬ ‫علاقاتهم‬

‫أهل السنة‪.‬‬ ‫الأخذ بمذهب‬

‫هذا القرن الدولة الخوارزمية ‪ ،‬وهى‬ ‫بالمشرق فى‬ ‫الدول الإسلامية التى قامت‬ ‫ومن‬

‫تنسب‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫‪ 1 0‬م‬ ‫‪69‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪94‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سنة‬ ‫بدء ظهورها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫السلجوقية‬ ‫دولة تركية كالدولة‬

‫من‬ ‫بركيارق‬ ‫تابعة لدولة‬ ‫أمرها‬ ‫أول‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ملكها‬ ‫قاعدة‬ ‫‪ ،‬لأنها كانت‬ ‫خوارزم‬ ‫مدينة‬ ‫إلى‬

‫استيلاء الصليبيبن عليه‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫المقدس‬ ‫بيت‬ ‫على‬ ‫الدولة الفاطمية قد استولت‬ ‫كانت‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪1 M0‬‬
‫إلى أن استولت‬ ‫بالتدريج‬ ‫تقوى‬ ‫‪ ،‬وأخذت‬ ‫عنها بعد ذلك‬ ‫‪ ،‬ثم انفصلت‬ ‫السلجوقيين‬ ‫ملوك‬

‫وما وراء النهر‪.‬‬ ‫بلاد خراسان‬ ‫على‬

‫دولة بنى أمية‬ ‫‪ ،‬فانتهت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أمر المسلمين بالمغرب فى‬ ‫اضطرب‬ ‫وكذلك‬

‫! ملوك‬ ‫ملوكها‬ ‫متفرقة يسمى‬ ‫فيه دول‬ ‫‪ ،‬وقامت‬ ‫م‬ ‫‪1601‬‬ ‫هـ =‬ ‫‪704‬‬ ‫سنة‬ ‫بالأندلس‬

‫بهذه‬ ‫الأندلس‬ ‫أمر المسلمين فى‬ ‫ضعف‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بعضا‬ ‫يحارب‬ ‫بعضها‬ ‫" وكان‬ ‫الطوائف‬

‫‪.‬ر‬ ‫ضعفهم‬ ‫الفرنجة بعد‬ ‫من‬ ‫أعداؤهم‬ ‫فيهم‬ ‫‪ ،‬وطمع‬ ‫الحروب‬

‫للمرابطين‬ ‫‪ ،‬ويقال‬ ‫ام‬ ‫‪0‬‬ ‫‪56‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪448‬‬ ‫المرابطين سنة‬ ‫دولة‬ ‫الأقصى‬ ‫الغرب‬ ‫فى‬ ‫وقامت‬

‫تاشفين‪،‬‬ ‫بن‬ ‫يوسف‬ ‫ملوكهم‬ ‫أقوى‬ ‫ومن‬ ‫البربر المغربية ‪،‬‬ ‫قبائل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫الملثَّمون أيضا‬

‫واتخذهَا مقرأ‬ ‫الذى بنى مدينة مراكش‬ ‫م ‪ ،‬وهو‬ ‫‪9601‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪462‬‬ ‫الملك سنة‬ ‫وقد تولى‬

‫سنة‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫له أكثرفا‬ ‫دان‬ ‫حتى‬ ‫بلاد المغرب‬ ‫من‬ ‫ما جاوره‬ ‫على‬ ‫يستولى‬ ‫أخذ‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫لملكه‬

‫إليهم‬ ‫فسار‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرنجة علهم‬ ‫تغلب‬ ‫بسبب‬ ‫الأندلس‬ ‫به أهل‬ ‫م استنجد‬ ‫‪ .‬ا‬ ‫‪Al‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪947‬‬

‫ملوك‬ ‫حكم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ليقضى‬ ‫إلى ملكه‬ ‫أن يضمه‬ ‫‪ ،‬ثم رأى‬ ‫كبير أنقذ الأَندلس منهم‬ ‫بجيش‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫كلمة‬ ‫لجمع‬ ‫فيه ميل‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫المسلمين‬ ‫كلمة‬ ‫فرقوا‬ ‫الذين‬ ‫الطوائف‬

‫أهل‬ ‫بمذهب‬ ‫مثلهم‬ ‫يأخذ‬ ‫المنابر ‪ ،‬وكان‬ ‫دولته على‬ ‫فى‬ ‫العباسيين‬ ‫للملوك‬ ‫دعا‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫القرن‬

‫ما فى دعوة‬ ‫إلى حد‬ ‫تذكر له فى هذا القرن ‪ ،‬وتدخل‬ ‫أن هذه نية صالحة‬ ‫السنة ‪ ،‬ولا شك‬

‫التجديد فيه‪.‬‬

‫أمكن‬ ‫القرن السابق ‪ ،‬حتى‬ ‫هذا القرن اْسوأ حالا منهم فى‬ ‫في‬ ‫وبهذا كان ‪-‬المسلمون‬

‫بلاد‬ ‫المقدس وكثير من‬ ‫بيت‬ ‫على‬ ‫فى عُقر دارهم بالمشرق ‪ ،‬وششولوا‬ ‫الفرنجة أن يهاجموهم‬

‫المرابطين‬ ‫بن تاشفين ملك‬ ‫بالمغرب ‪ ،‬ولولا يوسف‬ ‫الأندل!‬ ‫أخذوا يهاجمون‬ ‫الشام ‪ ،‬وحتى‬

‫فى‬ ‫الاستيلاء‬ ‫يمكنهم‬ ‫لم‬ ‫الفرنجة‬ ‫هـاذا كان‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫القطر‬ ‫هذا‬ ‫لضاع‬

‫سشة‬ ‫‪ ،‬فدخلوها‬ ‫صقلية‬ ‫جزيرة‬ ‫أن يستولوا على‬ ‫‪ ،‬فقد أمكنهم‬ ‫الأندلس‬ ‫المغرب على‬

‫م ‪ ،‬وبقى بها‬ ‫‪1901‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪484‬‬ ‫م ‪ ،‬و‪-‬ئم لهم الاستيلاء عليها كلها سنة‬ ‫‪5201‬‬ ‫‪ 344‬هـ=‬

‫فكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرنجة ثقإفةً ومدنية‬ ‫من‬ ‫أرقى‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫استيلاثهم‬ ‫بعد‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫كثير‬

‫إلبهم‪.‬‬ ‫فى ذلك‬ ‫يرجعون‬

‫قوة‬ ‫قوة تضاهى‬ ‫بهم‬ ‫كانوا لا يزالون‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إليه فى‬ ‫ما وصلوا‬ ‫مع‬ ‫المسلمين‬ ‫ولكن‬

‫فى‬ ‫يصمدوا‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الشام‬ ‫فى‬ ‫المشرقي للفرنجة‬ ‫فى‬ ‫أن يصمدوا‬ ‫‪ ،‬وبها أمكنهم‬ ‫فيهم‬ ‫الطامعين‬

‫نواحى‬ ‫فى‬ ‫أعدائهم‬ ‫على‬ ‫بالهجوم‬ ‫عليهم‬ ‫الهجوم‬ ‫يقابلوا هذا‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫للفرنجة بالأندلس‬ ‫المغرب‬

‫ضعفهم‪.‬‬

‫والتفرق مثل ما يعانى المسلمون فيه‪،‬‬ ‫الضعف‬ ‫أوربا فى هذا القرن تعانى من‬ ‫وكانت‬

‫‪m‬‬
‫المسلمين ‪ ،‬فأمكن‬ ‫القضاء على‬ ‫فى‬ ‫أغراضهم‬ ‫أهلها من‬ ‫تمكن‬ ‫عدم‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫وكان‬

‫فى‬ ‫عليهم‬ ‫أن يهجموا‬ ‫‪ ،‬وأمكنهم‬ ‫فى المشرق وا!لغرب‬ ‫عليهم‬ ‫أن بصذُوا هجماتهم‬ ‫المسلمين‬

‫الناحية الضعيفة فى‬ ‫هى‬ ‫دولة الروم الشرقية‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫عيهم‬ ‫الضعيفة كما هجموا‬ ‫نواحيهم‬

‫بلادها‪،‬‬ ‫كثير من‬ ‫استولوا على‬ ‫حتى‬ ‫عليها السلجوقيون‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فهجم‬ ‫أوربا فى‬

‫بهذا‬ ‫أمكنها‬ ‫أوربا الغربية ‪ ،‬وقد‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فهئوا لنجدتها‬ ‫الفرنجة عليهم‬ ‫بأولئك‬ ‫تستنجد‬ ‫وجعلوها‬

‫لأولئك‬ ‫الأهم‬ ‫المقصد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫منهم‬ ‫بلادها‬ ‫بعض‬ ‫تسترد‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫بهم‬ ‫عنها‬ ‫المسلمين‬ ‫أن تشغل‬

‫أول‬ ‫على‬ ‫أن يقضوا‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬وقد أمكن‬ ‫المقدس‬ ‫بيت‬ ‫الفرنجة بلاد الشام للاستيلاء على‬

‫من‬ ‫عليه‬ ‫ما استولت‬ ‫على‬ ‫الثانية لم تستول‬ ‫الحملة‬ ‫‪ ،‬ولما جاءت‬ ‫آسيا الصغرى‬ ‫فى‬ ‫منهم‬ ‫حملة‬

‫فادحة‪.‬‬ ‫خسائر‬ ‫المسلمون‬ ‫أن كبدها‬ ‫بلاد الشام إلأ بعد‬

‫ف!نها‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرقية‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫من‬ ‫حالأ‬ ‫أحسن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا الغربية فى‬ ‫و(ذا كانت‬

‫الحملات‬ ‫الذين قاموا بتلك‬ ‫ملوكها هم‬ ‫نفسها فيه ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫على‬ ‫هذا منقسمة‬ ‫مع‬ ‫كانت‬

‫هنا‬ ‫من‬ ‫جمعوهم‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬فهم‬ ‫المسيحى‬ ‫الدين‬ ‫قيامها بتأثير رجال‬ ‫كان‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد الشام‬ ‫على‬

‫ناحية الدين ‪ ،‬لينتزعوا مقدشاتهم‬ ‫من‬ ‫أوربا ‪ ،‬واستغلوا فى هذا شعورهم‬ ‫شعوب‬ ‫من‬ ‫وهناك‬

‫ببلاد الشام من أيدى المسلمين‪.‬‬

‫الدين المسيحى فى أوربا فى هذا القرن ‪ ،‬حتىْ كانوا أصحاب‬ ‫فزاد بهذا نفوذ رجال‬

‫فيها‬ ‫العلم‬ ‫ويخضع‬ ‫‪،‬‬ ‫بأيديهم‬ ‫فيها‬ ‫الشاسة‬ ‫زمام‬ ‫يمسكون‬ ‫‪،‬‬ ‫دولها‬ ‫فى‬ ‫والعقد‬ ‫الحل‬

‫ال!ثام‬ ‫فى‬ ‫بالمسلمين‬ ‫اهلها‬ ‫اتصل‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫فشيئأ‬ ‫شيئأ‬ ‫فيها تغير‬ ‫الحال‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫للاهوتهم‬

‫الاستفادة‬ ‫على‬ ‫يعملون‬ ‫‪ ،‬وأخذوا‬ ‫والعلم‬ ‫الحضارة‬ ‫فى‬ ‫منهم‬ ‫أرقى‬ ‫فرأوهم‬ ‫‪c‬‬ ‫وصقلية‬

‫‪ ،‬فعنى‬ ‫النشاط العلمى‬ ‫من‬ ‫ببعض‬ ‫الميلادى يقومون‬ ‫فى القرن الحادى عشر‬ ‫‪ ،‬وشرعوا‬ ‫منهم‬

‫العربية ‪ ،‬ولكن‬ ‫عن‬ ‫الطبية والفلكية‬ ‫الكتب‬ ‫بعض‬ ‫! الإيطالية بترجمة‬ ‫كاسينو‬ ‫( مونتى‬ ‫رهبان‬

‫فى‬ ‫بضاعتهم‬ ‫مناطقة ‪ -‬تنحصر‬ ‫‪-‬‬ ‫جدليين‬ ‫بعض‬ ‫ظهور‬ ‫فى‬ ‫له إلا أثر ضئيل‬ ‫هذا لم يكن‬

‫المقولات‬ ‫وكتب‬ ‫‪،‬‬ ‫المنطق‬ ‫فى‬ ‫إيساغوجى‬ ‫بكتاب‬ ‫الإلمام‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأفلاطونية‬ ‫الاَراء‬ ‫بعض‬

‫بقواعد المنطق‬ ‫الاستفادة‬ ‫غايتهم محاولة‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الأولى لأرسطو‬ ‫والعبارة والتحليلات‬

‫المسالْل اللاهوتية‪.‬‬ ‫معالجة‬ ‫فى‬

‫أقصى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫دون‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أوربا‬ ‫كانت‬ ‫وبهذا‬

‫المتوفى سنة‬ ‫صقلية‬ ‫الأول ملك‬ ‫ان روجر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫مهم‬ ‫الاستفادة‬ ‫محاولة‬ ‫فيها‬ ‫غايتها‬

‫الاستعانة‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫الجزيرة فى‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫استلائه‬ ‫بعد‬ ‫نفسه‬ ‫م ) وجد‬ ‫‪11 0 1‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪594‬‬

‫طريقتهم‬ ‫وسلك‬ ‫العربية منهم‬ ‫فيها ‪ ،‬فتعلم‬ ‫الأعظم‬ ‫السواد‬ ‫هم‬ ‫؟ وكانوا‬ ‫أهلها‬ ‫من‬ ‫بالمسلمين‬

‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫الموظفين‬ ‫كبار‬ ‫‪ ،‬وأبقى‬ ‫وفلاسفتهم‬ ‫ومنجميهم‬ ‫منه أطباءهم‬ ‫‪ ،‬وقرت‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬

‫‪132‬‬
‫لا أوربى‪،‬‬ ‫شرقى‬ ‫ملك‬ ‫يبدو وكأنه مظهر‬ ‫ملكه فى صقلية‬ ‫‪ ،‬وبهذا كان مظهر‬ ‫فى وظائفهم‬

‫المسلمون بعض‬ ‫يشغل‬ ‫مملكة مسيحية‬ ‫‪ -‬مظهر‬ ‫هذا المظهر الغريب‬ ‫على‬ ‫صقلية‬ ‫مكثت‬ ‫وقد‬

‫أتى بعده‬ ‫الأول ومن‬ ‫روجر‬ ‫فى عهد‬ ‫صقلية‬ ‫شاهدت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫قرن‬ ‫‪ -‬أكثر من‬ ‫العالية‬ ‫وظائفها‬

‫لأولئك‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫النورماندية‬ ‫الإسلامية‬ ‫للثقافة‬ ‫عظيما‬ ‫ازدهازا‬ ‫النورمانديين‬ ‫الملوك‬ ‫من‬

‫مقرأ‬ ‫جعلوها‬ ‫صقلية‬ ‫على‬ ‫إيطاليا ‪ ،‬فلما استولوا‬ ‫جنوب‬ ‫فى‬ ‫قوية أسسوها‬ ‫دولة‬ ‫النورمانديين‬

‫لملكهم‪.‬‬

‫من‬ ‫منهم‬ ‫هذا القرن لا ينسينا ما ظهر‬ ‫فى‬ ‫العلمى‬ ‫المسلمين بسبقهم‬ ‫احتفاظ‬ ‫ولكن‬

‫من‬ ‫ما ضاع‬ ‫ضياع‬ ‫فى‬ ‫الضعف‬ ‫أثر هذا‬ ‫من‬ ‫السابق فيه ‪ ،‬ولا ينسينا ما كان‬ ‫الضعف‬

‫ملك‬ ‫الله لهم‬ ‫قيض‬ ‫لولا أن‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الأندلس‬ ‫يفقدون‬ ‫كادوا‬ ‫أنهم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بلادهم‬

‫الذى سيصيبهم‬ ‫لتنبيههم للخطر‬ ‫هذا ما يكفى‬ ‫‪ ،‬وقد كان فى‬ ‫بن تاشفين‬ ‫المرابطين يوسف‬

‫ظلوا فى‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫غير إصلاح‬ ‫إلى هذا القرن من‬ ‫الرجعية التى بقيث‬ ‫النكسات‬ ‫تلك‬ ‫بسبب‬

‫غفلتهم عن إصلاحهاْ‬

‫المشرق أثره‬ ‫فى‬ ‫العربى والفارسى‬ ‫العنصر‬ ‫التركى بالقوة على‬ ‫العنصر‬ ‫لتغلب‬ ‫وكان‬

‫والفارسى‪-‬‬ ‫العربى‬ ‫‪-‬‬ ‫العنصرين‬ ‫‪ ،‬لأن كلا‬ ‫الإسلامية‬ ‫البلاد‬ ‫فيه من‬ ‫ما ضاع‬ ‫ضياع‬ ‫فى‬ ‫أيضا‬

‫يقابلوا ما أصيبت‬ ‫التركية ‪ ،‬فلم‬ ‫السلجوقية‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الرعية‬ ‫من‬ ‫الأعظم‬ ‫السواد‬ ‫يؤلف‬ ‫كان‬

‫كانوا يرون‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الاهتمام‬ ‫من‬ ‫يستحقه‬ ‫بما‬ ‫بالشام‬ ‫بلادها‬ ‫بعض‬ ‫الفرنجة على‬ ‫استيلاء‬ ‫به من‬

‫وفى‬ ‫فيهم‬ ‫واستبدادها‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫بالقوة‬ ‫الحكم‬ ‫لاغتصابها‬ ‫‪،‬‬ ‫فيهم‬ ‫شرعية‬ ‫دولة‬ ‫أنها ليست‬

‫ما بقى‬ ‫بسبب‬ ‫والرعية‬ ‫الدولة‬ ‫بين‬ ‫اتفاق‬ ‫هناك‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫باسمهم‬ ‫تحكم‬ ‫الذين‬ ‫العباسيين‬

‫تحكمها‬ ‫التى‬ ‫الشعوب‬ ‫بين‬ ‫اتفاق‬ ‫هناك‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسية‬ ‫الرجعية‬ ‫أثر النكسة‬ ‫بينهما من‬

‫عدم‬ ‫أثره فى‬ ‫كله‬ ‫لهذا‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الاجتماعية‬ ‫الرجعية‬ ‫أثر النكسة‬ ‫من‬ ‫بينهما‬ ‫ما بقى‬ ‫بسبب‬

‫أن يهم‬ ‫كان يجب‬ ‫أنه‬ ‫البلاد ‪ ،‬مع‬ ‫تلك‬ ‫ضياع‬ ‫هذه الدولة من‬ ‫أصاب‬ ‫بما‬ ‫اكتراث هذه الشعوب‬

‫المسلمين جميعا‪.‬‬

‫الرجعية ‪ ،‬ولا‬ ‫النكسات‬ ‫تلك‬ ‫فيه فى إصلاح‬ ‫هذا القرن من غير أن يفكر أحد‬ ‫فمضى‬

‫‪ ،‬وجعلتا‬ ‫والمحكومين‬ ‫بين الحاكمين‬ ‫؟ إذ باعدتا‬ ‫الاجتماعية‬ ‫والنكسة‬ ‫السياسية‬ ‫النكسة‬ ‫سيما‬

‫‪ ،‬اللهم إلا ما كان من أبى الحزم جَهورَ بن محمد‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫يتعالى بعضها‬ ‫الرعية طبقات‬

‫يسَمَّ‬ ‫لم‬ ‫ف!نه فيما يقال‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪01‬‬ ‫‪43‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪fro‬‬ ‫سنة‬ ‫وفاته‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بالأندلس‬ ‫أمير قرطبة‬

‫بأيدى‬ ‫الأموال‬ ‫ارتفاع‬ ‫" فجعل‬ ‫يصلح‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫يقوم‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫‪ " :‬انا أدبر الناس‬ ‫وقال‬ ‫بالملك‬

‫السلاح‬ ‫عليهِم‬ ‫وقرر‬ ‫‪،‬‬ ‫مضاربة‬ ‫أموالا‬ ‫وأعطاهم‬ ‫‪،‬‬ ‫العوائم جندا‬ ‫وصير‬ ‫‪،‬‬ ‫وديعة‬ ‫الأكابر‬

‫داره‬ ‫من‬ ‫يتحول‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الصالحين‬ ‫بزى‬ ‫وهو‬ ‫المرضى‬ ‫ويعود‬ ‫الجنائز ‪،‬‬ ‫يشهد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والعُذَة‬

‫‪133‬‬
‫طغت‬ ‫الذى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫التقدير فى‬ ‫تستحق‬ ‫جَهور‬ ‫لابن‬ ‫تجديدية‬ ‫نزعة‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫دار السلطنة‬ ‫إلى‬

‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫عقول‬ ‫على‬ ‫استولى‬ ‫قد‬ ‫الفساد كان‬ ‫العامة طغيانا كبيرا ‪ ،‬ولكن‬ ‫على‬ ‫فيه الخاصة‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫التجديدية‬ ‫النزعة‬ ‫هذه‬ ‫أحد‬ ‫يقذر‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫وفى‬ ‫الأندلس‬

‫هذه‬ ‫عن‬ ‫أيضا‬ ‫أقلع‬ ‫جهور‬ ‫ابن‬ ‫ولعل‬ ‫‪،‬‬ ‫العوام‬ ‫بطبقة‬ ‫للنهوض‬ ‫فيه أحد‬ ‫يعمل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫القرن‬

‫‪،‬‬ ‫ابنَ زيدون‬ ‫سجن‬ ‫الذى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمراء‬ ‫من‬ ‫فيه غيره‬ ‫يمضى‬ ‫فيما كان‬ ‫ومضى‬ ‫‪،‬‬ ‫النزعة‬

‫‪.‬‬ ‫مستبدا‬ ‫حاكما‬ ‫أنه انقلب‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫هنا مقام ذكرها‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫معروفة‬ ‫معه‬ ‫وقصته‬

‫النكشين‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫هذا القرن بأقل أثرا فى‬ ‫النكسة الرجعية الدينية فى‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬ ‫ْ‬

‫دينيين‪:‬‬ ‫مُعَسكرين‬ ‫إلى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫بقوا منقسمين‬ ‫المسلمين‬ ‫؟ لأن‬ ‫والاجتماعية‬ ‫السياسية‬

‫كل‬ ‫فبقى‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاطمية‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الشيعة‬ ‫ومعسكر‬ ‫‪،‬‬ ‫العباسية‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫معسكر‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الكوارث‬ ‫من‬ ‫ما يصيبه‬ ‫يهمه‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاَخر‬ ‫الدوائر‬ ‫بتربص‬ ‫المعسكرين‬ ‫من‬ ‫واحد‬

‫النكسة‬ ‫ومما زاد فى‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫ما أصاب‬ ‫بينهما‬ ‫الخلاف‬ ‫حدة‬ ‫من‬ ‫يخفّف‬

‫ظهور‬ ‫بسبب‬ ‫فيه انقسام خطير‬ ‫السنة ‪ ،‬فقد وقع‬ ‫أهل‬ ‫معسكر‬ ‫فى‬ ‫الرجعية الدينية ما حدث‬

‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫هـ‪،.‬‬ ‫القدامى‬ ‫بعض‬ ‫باَراء‬ ‫متأثرأ‬ ‫السلجوقى‬ ‫بك‬ ‫طغريل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫فرقة الأشعرية‬

‫دفتى‬ ‫بين‬ ‫القراَن ليس‬ ‫أن‬ ‫يزعمون‬ ‫الأشعرية‬ ‫أن‬ ‫عنده‬ ‫فزعما‬ ‫‪،‬‬ ‫المش!هة‬ ‫الكرامية‬ ‫وبعض‬

‫بلعنهم‬ ‫م‬ ‫‪5301‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪445‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬فأمر فى‬ ‫مزاعمهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬إلى غير هذا‬ ‫المصحف‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫والتدريس‬ ‫بالوعظ‬ ‫القيام‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ومنعهم‬ ‫المساجد‬ ‫الخطابة فى‬ ‫عن‬ ‫المنابر ‪ ،‬وعزلهم‬ ‫على‬

‫ووزيره نظام الملك فرفعا‬ ‫شاه السلجوقى‬ ‫‪ ،‬وقد أتى بعده ملك‬ ‫ونفيهم‬ ‫تشريدهم‬ ‫فى‬ ‫سعى‬

‫غيره‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فظهر‬ ‫مذهبهم‬ ‫لنشر‬ ‫وغيرها‬ ‫الدينية‬ ‫المدارس‬ ‫‪ ،‬وأنشأ‬ ‫الأشعرية‬ ‫عن‬ ‫الحيف‬ ‫ذلك‬

‫يكون‬ ‫ان‬ ‫اجدره‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫تعامله‬ ‫كانت‬ ‫الذى‬ ‫بالعسف‬ ‫يعاملها‬ ‫وأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫المذاهب‬ ‫من‬

‫أول‬ ‫فى‬ ‫العسف‬ ‫من‬ ‫ذاق‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬ ‫‪،‬‬ ‫الغلبة له‬ ‫تمت‬ ‫أن‬ ‫الدينية بعد‬ ‫الفرق‬ ‫بين‬ ‫سلام‬ ‫رسول‬

‫أمره ما ذاقه‪.‬‬

‫فيه شأنه‪،‬‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فقد استفحل‬ ‫فى‬ ‫التصوف‬ ‫بعد هذا كله نكسة‬ ‫ولا ننسى‬

‫فى‬ ‫علمية‬ ‫المع شخصية‬ ‫استهوى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫العامة والخاصة‬ ‫قلوب‬ ‫طريقه يستهوى‬ ‫فى‬ ‫ومضى‬

‫الحافلة‬ ‫العلمية‬ ‫حياته‬ ‫فختم‬ ‫‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫الواسع‬ ‫العالم‬ ‫الغزالى‬ ‫شخصية‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫افتتن به المتصوفة‪،‬‬ ‫الذى‬ ‫الكتاب‬ ‫وهو‬ ‫لما‬ ‫فيه كتابه ( الإحياء‬ ‫ألف‬ ‫‪،‬وقد‬ ‫التصوف‬ ‫إلى‬ ‫بالركون‬

‫علماء‬ ‫بعض‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬إلا ما يحكى‬ ‫به جمجهم‬ ‫المسلمون‬ ‫افتق‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫أثر فيهم‬ ‫له أعظم‬ ‫وكان‬

‫بينهم من إحراقهم له‪.‬‬ ‫المغرب عند أول ظهوره‬

‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وُجدت‬ ‫الصوفية‬ ‫أن الخانقاهات‬ ‫خططه‬ ‫المقريزى فى‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬

‫فى‬ ‫الفضل‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا فيه‬ ‫وتنتشر‬ ‫تكثر‬ ‫انها لم‬ ‫يريد‬ ‫ولعله‬ ‫‪،‬‬ ‫قبله‬ ‫انها وجدت‬ ‫والحقيقة‬

‫‪134‬‬
‫لأنه يعدُّ مؤسس‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪01‬‬ ‫‪94‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪441‬‬ ‫الخير المتوفى سنة‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫فيه لأبى‬ ‫انتشارها‬

‫هذا‬ ‫بذلك‬ ‫‪ ،‬فشاع‬ ‫لقواعده وأصوله‬ ‫واضع‬ ‫‪ ،‬وأول‬ ‫الإسلامى‬ ‫التصوف‬ ‫نظام الرهبنة فى‬

‫فيها‬ ‫‪ ،‬لينقطع‬ ‫المسيحية‬ ‫الأديرة فى‬ ‫نظام‬ ‫على‬ ‫له الخانقاهات‬ ‫‪ ،‬وأنشئت‬ ‫التصوف‬ ‫النظام فى‬

‫النتيجة‬ ‫هى‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫أديرتهم‬ ‫فى‬ ‫الرهبان عنهم‬ ‫‪ ،‬كما ينقطع‬ ‫الناس‬ ‫المتصوفة عن‬

‫فيها المتصوفة‪،‬‬ ‫الرجعية التى وقع‬ ‫أسوأ النكسات‬ ‫من‬ ‫الزهد ‪ ،‬وهى‬ ‫فى‬ ‫للمغالاة‬ ‫المحتومة‬

‫الدين‪،‬‬ ‫باسم‬ ‫الدنيا‬ ‫فى‬ ‫العمل‬ ‫عن‬ ‫التعطل‬ ‫لأنها أباحت‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫أثر فى‬ ‫لها أسوأ‬ ‫وكان‬

‫فى‬ ‫به نفورأ‬ ‫المسلمون‬ ‫فزاد‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫المثل الا"على‬ ‫هو‬ ‫الدينى‬ ‫التعطل‬ ‫هذا‬ ‫وجعلت‬

‫المتصوفة‪.‬‬ ‫إليه أولئك‬ ‫مال‬ ‫الذى‬ ‫الكسل‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ومالوا إلى‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫المتصوفة فى هذا القرن ‪ ،‬ولا سيما بعد‬ ‫أولئك‬ ‫أن ينكر على‬ ‫يجرؤ‬ ‫أحد‬ ‫ولم يكن‬

‫وأمراثه ‪ ،‬وهو‬ ‫ملوكه‬ ‫نفوذأ لدى‬ ‫هذا القرن وأعظمهم‬ ‫اكبر علماء‬ ‫إلى صفوفهم‬ ‫انضم‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الإسلام " ويمكن‬ ‫‪ 9‬حجة‬ ‫لقب‬ ‫المسلمين به أن منحوه‬ ‫إعجاب‬ ‫بلغ من‬ ‫الغزالى الذى‬

‫عصره‬ ‫فتصوفة‬ ‫على‬ ‫يأخذ‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬كان‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫فارسى‬ ‫صوفى‬ ‫ذلك‬ ‫يستثنى من‬

‫نفوسهم‬ ‫ورغبات‬ ‫قلوبهم‬ ‫الكاذبة علمًا إلهيا ‪ ،‬ونزوات‬ ‫‪ ،‬وأوهامهم‬ ‫شرغا‬ ‫شهواتهم‬ ‫تسميتهم‬

‫شرع‬ ‫إهمال‬ ‫‪،‬‬ ‫فناء للنفس‬ ‫‪ ،‬واإنكار الدين‬ ‫صفاء‬ ‫الزندقة فقرأ ‪ ،‬والشك‬ ‫حبأ إلهيا ‪ ،‬وتسميتهم‬

‫‪.‬‬ ‫النصوف(‪)1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫فى‬ ‫طريقأ‬ ‫علصتجيماا‬ ‫النبى‬

‫بن‬ ‫يوسف‬ ‫أبى يعقوب‬ ‫أيضأ ما كان من إنكار فقيهين على‬ ‫ذلك‬ ‫ويمكن أن يستثنى من‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪114‬‬ ‫‪0‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪535‬‬ ‫سنة‬ ‫والمتوفى‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1 0‬‬ ‫‪48‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪44‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المولود سنة‬ ‫الهمذانى‬ ‫أيوب‬

‫من‬ ‫كثير‬ ‫فيها‬ ‫اجتمع‬ ‫له خانقاه‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بخراسان‬ ‫المريدين‬ ‫إليه تربية‬ ‫انتهى‬ ‫الذى‬ ‫وهو‬

‫الحق‪،‬‬ ‫من‬ ‫الحق ‪ ،‬ورسول‬ ‫سَفَر إلى‬ ‫‪ " :‬السماع‬ ‫كلامه‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫والصلحاء‬ ‫والعلماء‬ ‫المتصوفة‬

‫ومعانى‬ ‫‪،‬‬ ‫وعوائده‬ ‫الفتح‬ ‫وبَوادى‬ ‫‪،‬‬ ‫وموارده‬ ‫الغيب‬ ‫وفواثد‬ ‫‪،‬‬ ‫ائده‬ ‫‪j‬‬ ‫وز‬ ‫الحق‬ ‫لطائف‬ ‫وهو‬

‫وَللاسرار‬ ‫‪،‬‬ ‫حياتها‬ ‫وللقلوب‬ ‫‪،‬‬ ‫غذاؤها‬ ‫وللاشباح‬ ‫‪،‬‬ ‫قوتها‬ ‫للارواح‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫وبشاراته‬ ‫الكشف‬

‫العبادة‬ ‫بين‬ ‫تج!ع‬ ‫‪،‬‬ ‫رجعية‬ ‫نكسة‬ ‫أنه‬ ‫سبق‬ ‫الذى‬ ‫السماع‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫إلخ‬ ‫" إلخ‬ ‫‪. . .‬‬ ‫بقاؤها‬

‫عليه‬ ‫ما كانت‬ ‫مثل‬ ‫إلى‬ ‫الخالصة‬ ‫بالعبادة الإسلامية‬ ‫وترجع‬ ‫‪،‬‬ ‫والأناشيد‬ ‫الأغانى‬ ‫وسماع‬

‫الأديان السابقة‪.‬‬ ‫فى‬ ‫العبادات‬

‫منهم‬ ‫‪ ،‬ويصدر‬ ‫الوجد‬ ‫‪! ،‬خذهم‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫الهمذانى يتكلم بمثل هذا‬ ‫وكان‬

‫‪ :‬وقالا له حين‬ ‫الفقيهان ‪ -‬وكانا فى مجلسه‬ ‫؟ فانكر عليه ذانك‬ ‫الشطح‬ ‫فى حال‬ ‫ما يصدر‬

‫‪ :‬ة اسكتا‬ ‫لهما‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫مبتدع‬ ‫ف!نما أنت‬ ‫‪ :‬اسكت‬ ‫به‬ ‫بمثل ما يتكلم‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫يتكلم‬ ‫كان‬

‫‪،‬‬ ‫أنصاره‬ ‫من‬ ‫موتهما‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ماتا مكانهما‬ ‫له أنهما‬ ‫المنتصرون‬ ‫يذَعى‬ ‫" وهنا‬ ‫لا عثشما‬

‫‪. 8‬‬ ‫المحجوب للجحويرى ص‬ ‫(‪ )1‬كشف‬

‫‪135‬‬
‫ابنى اسره‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫له‬ ‫باكية فقالت‬ ‫جاءته‬ ‫همذان‬ ‫أمرأة من‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫نحو‬ ‫له من‬ ‫ومما يذكرون‬

‫لها‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫فرجه‬ ‫وعخل‬ ‫‪،‬‬ ‫أسره‬ ‫فلث‬ ‫‪ :‬اللهم‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫تصبر‬ ‫فلم‬ ‫‪ .‬فصئرها‬ ‫الإفرنج‬

‫‪ ،‬فقال‬ ‫وسألته‬ ‫‪ ،‬فتعجبت‬ ‫الدار‬ ‫فى‬ ‫المرأة ف!ذا ولدها‬ ‫بها ‪ ،‬فذهبت‬ ‫تجديه‬ ‫دارك‬ ‫إلى‬ ‫اذهبى‬

‫‪ ،‬فأتانى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬والحرس‬ ‫رجلى‬ ‫فى‬ ‫(‪ )1‬والقيود‬ ‫العظمى‬ ‫القسطنطينية‬ ‫فى‬ ‫الساعة‬ ‫‪ :‬كنتُ‬ ‫لها‬

‫البصر‪.‬‬ ‫فاحتملنى وَأتى بى إلى هنا كلمح‬ ‫شخص‬

‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫به صيتهم‬ ‫فانتشر‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫المتصوفة‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫وقد‬

‫الجرأة ‪ ،‬بعد‬ ‫كثير من‬ ‫إلى‬ ‫يحتاج‬ ‫الإنكار عليهم‬ ‫صار‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫ومريدوهم‬ ‫به أتباعهم‬ ‫وكئرت‬

‫يتسترون خوفا من الإنكار عليهم‪.‬‬ ‫أن كانوا فى أول ظهورهم‬

‫فى‬ ‫قد بلغ مبلغه‬ ‫والمغرب‬ ‫الأندلس‬ ‫فى‬ ‫هذا القرن لم يكن‬ ‫فى‬ ‫التصوف‬ ‫ولكن‬

‫شخصية‬ ‫فيه ‪ ،‬وهى‬ ‫علمية‬ ‫ألمع شخصية‬ ‫استهوى‬ ‫أن‬ ‫المشرق‬ ‫أمره فى‬ ‫لأنه بلغ من‬ ‫‪،‬‬ ‫المشرق‬

‫ألمع شخصية‬ ‫يستهوى‬ ‫يمكنه ان‬ ‫لم‬ ‫والمغرب‬ ‫الأندل!‬ ‫وَلكنه فى‬ ‫‪،‬‬ ‫ما سبق‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫الغزالى‬

‫الصوفية ‪ ،‬حتى‬ ‫أولئك‬ ‫على‬ ‫علماء عصره‬ ‫‪ ،‬فقد كان أشد‬ ‫ابن حزم‬ ‫شخصية‬ ‫فيهما ‪ ،‬وهى‬

‫‪ ( :‬إن‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ومما قاله فى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫صوفية‬ ‫من‬ ‫الخير وأشباهه‬ ‫أبى‬ ‫سعيد‬ ‫أبى‬ ‫بكفر‬ ‫حكم‬

‫‪ " :‬واتصل‬ ‫بعضهم‬ ‫‪ ،‬وزاد‬ ‫!‬ ‫الشرائع‬ ‫عنه‬ ‫الله سقطت‬ ‫عرف‬ ‫من‬ ‫إن‬ ‫يقول‬ ‫من‬ ‫الصوفية‬ ‫من‬

‫أبا الخير من‬ ‫أبا سعيد‬ ‫يكنى‬ ‫رجلا‬ ‫هذا‬ ‫عصرنا‬ ‫اليوم فى‬ ‫أن بنيسابور‬ ‫‪ .‬وبلغنا‬ ‫"‬ ‫بالله تعالى‬

‫فى‬ ‫يصلى‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫الرجال‬ ‫على‬ ‫المحرتم‬ ‫الحرير‬ ‫يلبس‬ ‫ومرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الصوف‬ ‫يلبس‬ ‫‪ ،‬مرة‬ ‫الصوفية‬

‫بالئه من‬ ‫‪ ،‬ونعوذ‬ ‫محض‬ ‫كفر‬ ‫نافلة ‪ ،‬وهذا‬ ‫ولا‬ ‫فريضة‬ ‫لا يصلى‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫ركعة‬ ‫اليوم ألف‬

‫‪.‬‬ ‫الضلال‬

‫بأمثال هؤلاء‬ ‫الظن‬ ‫يحسن‬ ‫كان‬ ‫الغزالى الذى‬ ‫على‬ ‫بهذا‬ ‫ليسمو‬ ‫لهان ابن حزم‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫ويمكننا‬ ‫‪،‬‬ ‫وافعالهم‬ ‫أقوالهم‬ ‫من‬ ‫الشريعة‬ ‫ما يخالف‬ ‫تأويل‬ ‫فى‬ ‫نفسه‬ ‫ويجهد‬ ‫‪،‬‬ ‫المتصوفة‬

‫على‬ ‫ايضأ‬ ‫أنكر‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المعرىِّ‬ ‫أبا العلاء‬ ‫المغرب‬ ‫فى‬ ‫حزم‬ ‫ابن‬ ‫إلى‬ ‫المشرق‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫نضيف‬

‫هذا‬ ‫المنحرفة فى‬ ‫الطوائف‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫‪ ،‬كما أنكر على‬ ‫هذا القرن إنكارأ شديدأ‬ ‫صوفية‬

‫الصوفية‪:‬‬ ‫فى الإنكار على‬ ‫شعره‬ ‫القرن ‪ ،‬ومن‬

‫‪:‬‬ ‫فقل لهمُ وأهونْ بالحلول‬ ‫جيل‬ ‫شر‬ ‫التصوف‬ ‫جيل‬ ‫أرى‬

‫لى‬ ‫البهائم وارقصو‬ ‫كلوا كل‬ ‫‪:‬‬ ‫عبدتموه‬ ‫حين‬ ‫أقالَ الله‬

‫الحاجة فيه إلى‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فكانت‬ ‫المسلمين فى‬ ‫الخطر على‬ ‫إذن ناقوس‬ ‫لقد دق‬

‫‪ ،‬ويجمع‬ ‫الصدع‬ ‫القرون السابقة ‪ ،‬ليراب‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫السياسى‬ ‫الدينى الاجتماعى‬ ‫المصلح‬

‫بهم‪،‬‬ ‫الخطر الذى حل‬ ‫أمام ذلك‬ ‫المسلمين يدا واحدة‬ ‫‪ ،‬ويزيل الحزازات ‪ ،‬ويجعل‬ ‫الشمل‬

‫الوقت‪.‬‬ ‫دولة الروم الثرقية فى ذلك‬ ‫عاصمة‬ ‫(‪ )1‬هى‬

‫‪% rll‬‬
‫اتحاد بين‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫إليها الرعية‬ ‫تطمئن‬ ‫شورية‬ ‫حكومات‬ ‫من‬ ‫ما كانوا عليه‬ ‫مثل‬ ‫إلى‬ ‫بهم‬ ‫ويعود‬

‫الخلإت‬ ‫ما بينها إلى‬ ‫يرجع‬ ‫الدينية‬ ‫اتحاد بين فرقها‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫(خوانا‬ ‫يجعلهم‬ ‫شعوبها‬

‫‪ ،‬ويُعذَر‬ ‫‪ ،‬يُثاب (ذا أصاب‬ ‫المسائل الفرعية‬ ‫فى‬ ‫فيها كالمجتهد‬ ‫المجتهد‬ ‫‪ ،‬ويجعل‬ ‫الاجتهاد‬ ‫فى‬

‫ذا أخطأ‪.‬‬ ‫إ‬

‫السيوطى‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الخامس‬ ‫القرن‬ ‫مجدد‬ ‫كان‬ ‫الغزالى‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫المتقدمون‬ ‫اتفق‬ ‫وقد‬

‫‪:‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫ذكر‬ ‫السابقة عند‬ ‫أرجوزته‬ ‫فى‬

‫جدال‬ ‫وعَدفى ما فيه من‬ ‫الغزالى‬ ‫هو‬ ‫الحَبرُ‬ ‫والخامس‬

‫إلى الإمام أبى الحسن‬ ‫المفترى فيما نسبَ‬ ‫" تبيين كذب‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫ابن عساكر‬ ‫ونقل‬

‫أمير المؤمنين المسترشد‬ ‫الخامسة‬ ‫المائة‬ ‫رأس‬ ‫ان الذى كان على‬ ‫بعضهم‬ ‫" عن‬ ‫الأشعرى(‪)1‬‬

‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الإمام ( ابو حامد‬ ‫الخمسمائة‬ ‫رأسِ‬ ‫على‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫أن‬ ‫‪ :‬وعندى‬ ‫قال‬ ‫بالئه ‪ ،‬ثم‬

‫أصوليأ‬ ‫فقيها فاضلا‬ ‫عالما عاملا‬ ‫لأنه كان‬ ‫الفقيه ‪،‬‬ ‫! الطوسى‬ ‫الغزالى‬ ‫محمد(‪)2‬‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫والشام‬ ‫بخراسان‬ ‫عاصره‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وبرر‬ ‫الآفاق‬ ‫بالعلم فى‬ ‫‪ ،‬انتشر ذكره‬ ‫عاقلا‬ ‫مصنفا‬ ‫كاملا‬

‫‪.‬‬ ‫والعراق‬

‫هـ‪-‬‬ ‫‪512‬‬ ‫له الملك سنة‬ ‫‪ ،‬وبويع‬ ‫م‬ ‫‪2901‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪485‬‬ ‫ولد المسترشد سنة‬ ‫وقد‬

‫وشهامة‬ ‫عالية‬ ‫ذا همة‬ ‫أ أنه كان‬ ‫الخلفاء‬ ‫كتابه ( تاريخ‬ ‫فى‬ ‫السيوطى‬ ‫وذكر‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1118‬‬

‫السلطان‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بنفسه‬ ‫الحروب‬ ‫وباشر‬ ‫‪،‬‬ ‫ترتيب‬ ‫أحسن‬ ‫الخلافة ورتبها‬ ‫أمور‬ ‫‪ ،‬ضبط‬ ‫زائدة‬

‫قتال بينهما أسِرَ فيه المسترشد‪،‬‬ ‫‪ ،‬فوقع‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫بغداد‬ ‫على‬ ‫المتفلب‬ ‫هو‬ ‫السلجوقى‬ ‫مسعود‬

‫هذا القرن ‪،‬‬ ‫مجددى‬ ‫فى هذا ما يجعله من‬ ‫ام ‪ ،‬وليس‬ ‫‪134‬‬ ‫وقتل فى أسره سنة ‪ 953‬هـ‪-‬‬

‫نمَوم‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫إلا الغزالى‬ ‫الخامس‬ ‫القرن‬ ‫مجددى‬ ‫من‬ ‫المتقدمون‬ ‫ممن ذكره‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫فلا يبقى‬

‫‪،‬‬ ‫العلاء المعرئ‬ ‫وأبى‬ ‫حزم‬ ‫وابن‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫إليه دراسة‬ ‫نصص‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫المسترشد‬ ‫دون‬ ‫بدراسته‬

‫منهم‪.‬‬ ‫كل‬ ‫دراسة‬ ‫بعد‬ ‫هذا‬ ‫سيتبين‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الغزالى‬ ‫بهذا من‬ ‫أحق‬ ‫لأنهم‬

‫حاجة‬ ‫أشد‬ ‫الذى يحتاجون‬ ‫هذا القرن بالمجدد‬ ‫هذا لم يظفر المسلمون ايضا فى‬ ‫ومع‬

‫جميعها‪،‬‬ ‫الرجعية ‪ ،‬فيقوم ب!صلاحها‬ ‫نكساتهم‬ ‫تجديده كل‬ ‫المجدد الذى يشمل‬ ‫إليه ‪ ،‬وهو‬

‫بالمسلمين فى‬ ‫فى غيرها ‪ ،‬ولا تجعله ينهض‬ ‫إصلاحه‬ ‫ما يحاول‬ ‫منها تفسد‬ ‫ولا يقع فى نكسة‬

‫‪،‬‬ ‫المجدد‬ ‫ذلك‬ ‫هو‬ ‫الغزالى‬ ‫‪ ،‬فلم‪ -‬يكن‬ ‫بين الأمم‬ ‫المكان اللائق بهم‬ ‫‪ ،‬ليحتلوا‬ ‫ودنياهم‬ ‫دينهم‬

‫‪.‬‬ ‫وأبو العلاء المعرى‬ ‫حزم‬ ‫ابن سينا وابن‬ ‫لم يكن‬ ‫وكذلك‬

‫***‬

‫لا محمد‪.‬‬ ‫أحمد‬ ‫الثانى‬ ‫(‪ )2‬سيأتى أن اسم جده‬ ‫‪.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫(‪ ) 1‬صر‪،‬‬

‫‪M‬‬
‫الإسلام الغزالى‬ ‫صحجة‬

‫أو تشديدها‪،‬‬ ‫الزاى‬ ‫بن اْحمد الغزالى ‪ ،‬بتخفيف‬ ‫بن محمد‬ ‫محمد‬ ‫أبو حامد‬ ‫هو‬

‫أبوه رجلا‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪5801‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪045‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬ولد بمدينة طوس‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫الخلاف‬ ‫على‬

‫له يسمى‬ ‫وأخ‬ ‫وتركه صغيراَ هو‬ ‫‪ ،‬فمات‬ ‫له بطوس‬ ‫دكان‬ ‫ويبيعه فى‬ ‫الصوف‬ ‫فقيرأ يغزل‬

‫إلى‬ ‫أ بوصيته‬ ‫فقا‬ ‫‪،‬‬ ‫الخط‬ ‫إليه أن يعفمهما‬ ‫‪ ،‬وطلب‬ ‫له متصوفا‬ ‫صاحئا‬ ‫بهما‬ ‫‪ ،‬وأوصى‬ ‫أحمد‬

‫وقتهما‪.‬‬ ‫ليستعينا بوقفها على‬ ‫بمدرسة‬ ‫بأن يلتحقا‬ ‫‪ ،‬فنصحهما‬ ‫لهما‬ ‫اْن نفد ما تركه‬

‫الراذكانى ‪ ،‬ثم انتقل إلى نيسابور‬ ‫أحمد‬ ‫على‬ ‫مبدأ أمره بطوس‬ ‫فى‬ ‫الغزالى‬ ‫وقد أخذ‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫الأشعرى‬ ‫مذهب‬ ‫عنه‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫المعالى الجوينى‬ ‫أبى‬ ‫إمام الحرمين‬ ‫دروس‬ ‫إلى‬ ‫واختلف‬

‫زمن‬ ‫الاْعيان المشار إليهم فى‬ ‫من‬ ‫مدة قريبة ‪ ،‬وصار‬ ‫فى‬ ‫تخرج‬ ‫الاشتغال حتى‬ ‫جذَ فى‬

‫‪ 1‬م‬ ‫‪850‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪478‬‬ ‫سنة‬ ‫أن مات‬ ‫له إلى‬ ‫ملازما‬ ‫لم يزل‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫أستاذه‬

‫شاه السلجوقى‪،‬‬ ‫نظام الملك وزير ملك‬ ‫‪ ،‬ولقى‬ ‫نيسابور إلى العسكر‬ ‫من‬ ‫فخرج‬

‫النظامية ببغداد سنة‬ ‫بمدرسته‬ ‫إليه التدريس‬ ‫فوض‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الإقبال عليه‬ ‫فى‬ ‫وبالغ‬ ‫وعظمه‬ ‫فأكرمه‬

‫صار‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫منزلته بينهم‬ ‫العراق ‪ ،‬وارتفعت‬ ‫به أهل‬ ‫م ‪ ،‬فأعجب‬ ‫‪1901‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪484‬‬

‫الاسم‪.‬‬ ‫الرتبة ‪ ،‬مسموع‬ ‫‪ ،‬عالى‬ ‫الجاه ‪ ،‬زائد الحشمة‬ ‫عظيم‬

‫على‬ ‫ان يطلع‬ ‫باطنيا إلا أحب‬ ‫‪ ،‬لا يرى‬ ‫بالاطلاع والبحث‬ ‫هذا شغوفأ‬ ‫مع‬ ‫وكان‬

‫كنه فلسفته‪،‬‬ ‫إلا أراد ان يعلم‬ ‫فيلسوفا‬ ‫ما عنده ‪ ،‬ولا‬ ‫إلا أراد أن يعرف‬ ‫‪ ،‬ولا ظاهريا‬ ‫نحلته‬

‫صفوته‪،‬‬ ‫سر‬ ‫يعرف‬ ‫إلا أراد أن‬ ‫صوفيا‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫غاية كلامه‬ ‫إلى‬ ‫إلا أراد أن يصل‬ ‫متكلما‬ ‫ولا‬

‫فيها‬ ‫‪ ،‬ووضع‬ ‫فى عصره‬ ‫أحد‬ ‫العلوم ما لم يجمعه‬ ‫من‬ ‫كله ‪ ،‬وجمع‬ ‫بعلم ذلك‬ ‫أحاط‬ ‫حتى‬

‫بعدهْ‬ ‫الناس من‬ ‫شغل‬ ‫ما صار‬ ‫الكتب‬ ‫من‬

‫البيئة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وتكرهه‬ ‫شيئا فشيئا‬ ‫عليه‬ ‫تتغلب‬ ‫فيها اخذت‬ ‫التى نشأ‬ ‫البيئة الصوفية‬ ‫ولكن‬

‫الصالح‪،‬‬ ‫سنة السلف‬ ‫إليهم ‪،‬لاْنهم لم يكونوا على‬ ‫ومن‬ ‫الملوك والوزراء‬ ‫بها من‬ ‫التى اتصل‬

‫بالتغلب وعلى‬ ‫الذين يقوم حكمهم‬ ‫السلجوقيون‬ ‫‪ ،‬وأين أولئك‬ ‫غيرهم‬ ‫من‬ ‫وإن كانوا أحسن‬

‫بين‬ ‫ولا يفرق‬ ‫الشورى‬ ‫أساس‬ ‫الذى يقوم على‬ ‫الحكم الإسلامى‬ ‫العنصرية التركية من‬ ‫أساس‬

‫وعنصر؟‬ ‫عنصر‬

‫الآخرة‬ ‫الدنيا ودواعى‬ ‫دواعى‬ ‫إليه الغزالى أخذت‬ ‫صار‬ ‫الحال الذى‬ ‫هذا‬ ‫وفى‬

‫سنة‬ ‫من‬ ‫ستة أشهر‬ ‫فى ذلك‬ ‫قضى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫ما يفعل‬ ‫بينها فى حيرة لا يدرى‬ ‫تتجاذبه ‪ ،‬وهو‬

‫به ‪ ،‬وأصيب‬ ‫‪ ،‬فتأثرت صحتهِ‬ ‫شديدين‬ ‫وهم‬ ‫فى غم‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫‪ 1‬م ووقع‬ ‫‪0‬‬ ‫‪59‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪488‬‬

‫‪138‬‬
‫إليه‪،‬‬ ‫من يختلف‬ ‫نفسه أن يدرِّس يوما واحداَ تطييبا لقلوب‬ ‫(‪ )1‬فكان يجاهد‬ ‫لسانه‬ ‫فى‬ ‫بحبسة‬

‫‪،‬‬ ‫والشراب‬ ‫الطعام‬ ‫وقرم‬ ‫الهضم‬ ‫فيه قوة‬ ‫سوءًا وبطلت‬ ‫حاله‬ ‫زادت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فلا يمكًنه النطق‬

‫بالجنون ‪،‬‬ ‫أنه أصيب‬ ‫بعضهم‬ ‫‪ ،‬فزعم‬ ‫واختلفوا فى حقيقة مرضه‬ ‫فاجتهد الأطباء فى علاجه‬

‫استولى‬ ‫الحال الذى‬ ‫ذلك‬ ‫هو‬ ‫مرضه‬ ‫يعلم أن سبب‬ ‫لا!نه‬ ‫‪،‬‬ ‫يقولون‬ ‫بما‬ ‫سره‬ ‫يهزأ فى‬ ‫وكان‬

‫منه‪.‬‬ ‫عليه ولم يعرف كيف يتخلص‬

‫التردد ويؤثر داعى‬ ‫ذلك‬ ‫السنة أن يقطع‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫الستة الأشهر‬ ‫بعد تلك‬ ‫عزم‬ ‫وقد‬

‫فى‬ ‫ففرئه‬ ‫له مال‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحج‬ ‫أنه يقصد‬ ‫مظهِرًا‬ ‫بغداد‬ ‫من‬ ‫فيه ‪ ،‬فخرج‬ ‫نشأ‬ ‫الذى‬ ‫التصوف‬

‫هـ=‬ ‫سنة ‪948‬‬ ‫به هذه الرحلة إلى دمشق‬ ‫‪ ،‬وانتهت‬ ‫منه إلا قدر الكفاف‬ ‫بغداد ولم يدخر‬

‫والتعبد‬ ‫بالرياضة‬ ‫مشتغلا‬ ‫مسجدها‬ ‫بالمنارة الغربية من‬ ‫فأقام بها مدةً معتكفًا‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5901‬‬

‫‪ ،‬ثم ترك‬ ‫الصوفية‬ ‫طريق‬ ‫الثياب على‬ ‫من‬ ‫الخشن‬ ‫ولبس‬ ‫‪ ،‬مؤْثرأ التقشف‬ ‫النفس‬ ‫ومجاهدة‬

‫السلطان‬ ‫ةلى‬ ‫منها‬ ‫يسافر‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمن‬ ‫فأقام بها مدةً من‬ ‫الأسكندرية‬ ‫إلى‬ ‫دمشق‬

‫فعدل‬ ‫بلغه أنه مات‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫والتقوى‬ ‫الصلاح‬ ‫من‬ ‫عنه‬ ‫بلغه‬ ‫لما‬ ‫بالمغرب‬ ‫تاشِفين‬ ‫بن‬ ‫يوسف‬

‫جانبها‬ ‫إلى‬ ‫واتخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫فأقام بداره‬ ‫طوس‬ ‫بلده‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫عاد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫السفر‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬

‫‪ ،‬إلى‬ ‫القلوب‬ ‫أرباب‬ ‫ومجالسة‬ ‫العبادة‬ ‫وقته على‬ ‫‪ ،‬ووزع‬ ‫للصوفية‬ ‫‪ ،‬وخانقاه‬ ‫للفقهاء‬ ‫مدرسة‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1111‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫سنة‬ ‫أن توفى‬

‫الذى‬ ‫ضعفه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫كونه أدرك فساد الحال فى عصره‬ ‫والغزالى فى هذا لا يزيد عن‬

‫الفساد ‪ ،‬ولا‬ ‫لذلك‬ ‫الصحيح‬ ‫بالإصلاح‬ ‫القيام‬ ‫لم يمكنه من‬ ‫التردد الذ! أسقمه‬ ‫بدا فى ذلك‬

‫‪ ،‬وبيان‬ ‫إليهم فى أول حياته بفساد حكمهم‬ ‫الذين ركن‬ ‫الملوك والوزراء‬ ‫أولئك‬ ‫مواجهة‬ ‫من‬

‫الذى‬ ‫التصوف‬ ‫دنياهم ‪ ،‬ولجأ إلى ذلك‬ ‫منهم ومن‬ ‫‪ ،‬وغاية ما فعله أن هرب‬ ‫إصلاحه‬ ‫طرق‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫الاَخرة‬ ‫الدنيا إلى‬ ‫عن‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬ولا يراد منه الا صرف‬ ‫الفساد‬ ‫فيه لذلك‬ ‫لا علاج‬

‫فيه أيضا‪.‬‬ ‫وقعوا‬ ‫الذى‬ ‫الفساد‬ ‫من‬ ‫هذا‬

‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫؟ إذ قلدوه‬ ‫بعده‬ ‫المسلمين‬ ‫أثر فى‬ ‫أسوأ‬ ‫التصوف‬ ‫طريق‬ ‫لإيثار الغزالى‬ ‫وكان‬

‫جمهور‬ ‫صار‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫أشعريا‬ ‫كان‬ ‫الغزالى‬ ‫أن‬ ‫سيما‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫علم‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وفضلوه‬ ‫التصوف‬

‫الدنيا‬ ‫‪ ،‬فأخذت‬ ‫ميلهم إلى التصوف‬ ‫فى‬ ‫الغزالى قدوتهم‬ ‫كان‬ ‫هذا المذهب‬ ‫المسلمين على‬

‫الدنيا‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫دنياهم‬ ‫من‬ ‫ما يضيع‬ ‫بقدر‬ ‫منهم‬ ‫الاَخرة تضيع‬ ‫‪ ،‬وأخذت‬ ‫شيئأ فشيئا‬ ‫منهم‬ ‫تضيع‬

‫‪ ،‬ليصبح‬ ‫الآخرة‬ ‫بمراعاة مطالب‬ ‫أتى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫بمراعاة مطالبها‬ ‫الإسلام‬ ‫أتى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الآخرة‬ ‫قنطرة‬

‫الإسلام بعد‬ ‫‪ ،‬وبهذا كله صار‬ ‫منهما‬ ‫شىء‬ ‫ولا يفوتهم‬ ‫أمر دنياهم وأخراهم‬ ‫للمسلمين‬

‫‪ ،‬ولكن‬ ‫أهله‬ ‫من‬ ‫قبله تقليدَا لطائفة‬ ‫التصوف‬ ‫ان كان‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫كبير‬ ‫حد‬ ‫إلى‬ ‫صوفيا‬ ‫دينَا‬ ‫الغزالى‬

‫إرادته‪.‬‬ ‫عند‬ ‫الكلام‬ ‫‪ :‬تعذر‬ ‫الحبسة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪913‬‬
‫المتصوفة‬ ‫من‬ ‫فيه غيره‬ ‫فيما وقع‬ ‫يقع‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫عالم‬ ‫أخذ‬ ‫بالتصوف‬ ‫يأخذ‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫كان‬ ‫الغزالى‬

‫صوفيا‬ ‫قبل أن يكون‬ ‫عالما كبيراَ‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫الدعاوى‬ ‫من‬ ‫الوجود ونحوها‬ ‫وحدة‬ ‫دعوى‬ ‫من‬

‫الإسلام‬ ‫أوسمع المجال فى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أصحابها‬ ‫من‬ ‫الدعاوى‬ ‫قد عُنى بتأويل تلك‬ ‫‪ ،‬دمان كان‬

‫منه‪.‬‬ ‫العلماء قبله يُخرجونهم‬ ‫أن كان‬ ‫فيه ‪ ،‬بعد‬ ‫لقبولهم‬

‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫على‬ ‫شعواء‬ ‫أقام حربا‬ ‫آثر التصوف‬ ‫حين‬ ‫بلة أن الغزالى‬ ‫الطين‬ ‫وزاد‬

‫من‬ ‫ويعد‬ ‫الأشعرى‬ ‫عقيدة‬ ‫يناصر‬ ‫عصره‬ ‫فى‬ ‫انه كان‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫الكلام‬ ‫منه علم‬ ‫إنه لم يسلم‬ ‫حتى‬

‫حربه‬ ‫من‬ ‫وعلومها‬ ‫الفلسفة‬ ‫نصيب‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫مثله‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫لا تجافى‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫الإشعرية‬

‫الفلسفة‬ ‫فيه على‬ ‫فشغَ‬ ‫أ‬ ‫الفلاسفة‬ ‫تهافت‬ ‫"‬ ‫كتابه‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ألف‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫نَصيب‬ ‫أوفى‬

‫لا تنافى‬ ‫الفلسفة‬ ‫أن‬ ‫كانوا يرون‬ ‫أنهم‬ ‫مع‬ ‫الفلاسفة‬ ‫فيه بكفر‬ ‫‪ ،‬وحكم‬ ‫تشنيع‬ ‫أشد‬ ‫وعلومها‬

‫دان‬ ‫‪،‬‬ ‫فمأجور‬ ‫أصاب‬ ‫إن‬ ‫والمجتهد‬ ‫‪،‬‬ ‫بينهما‬ ‫التوفيق‬ ‫فى‬ ‫اجتهادهم‬ ‫لهم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬

‫‪.‬‬ ‫فمعذور‬ ‫أخطأ‬

‫به نواحى‬ ‫‪ ،‬لأنه عرف‬ ‫التجديد‬ ‫باب‬ ‫ما فى‬ ‫إلى حد‬ ‫الغزالى يدخل‬ ‫هذا من‬ ‫ومثل‬

‫‪ ،‬إذ كرةَ‬ ‫المشرق‬ ‫فى‬ ‫الفلسفة‬ ‫به على‬ ‫قضى‬ ‫فيه حتى‬ ‫تغالى‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫الضعف‬

‫الفارابى‬ ‫أظهره من‬ ‫فيلسوفا مثل من‬ ‫بعد هذا أن يظهر‬ ‫عجز‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬حتى‬ ‫أهله فى علوم‬

‫أمر‬ ‫فى‬ ‫عنها‬ ‫الاستغناء‬ ‫يمكنهم‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫للمسلمين‬ ‫غيرها‬ ‫ألزم من‬ ‫الفلسفة‬ ‫أن علوم‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫وغيره‬

‫فى‬ ‫فضله‬ ‫‪ ،‬هـان للغزالى‬ ‫إصلاح‬ ‫إلى‬ ‫تحتاج‬ ‫القديمة كانت‬ ‫الفلسفة‬ ‫أن‬ ‫نزاع فى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫دنياهم‬

‫هدم‬ ‫‪ ،‬دانما حاول‬ ‫إصلاحه‬ ‫لم يحاول‬ ‫أن عرفه‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الفساد‬ ‫ما فيها من‬ ‫بعض‬ ‫معرفة‬

‫على‬ ‫السبق‬ ‫لحاز به قصب‬ ‫إصلاحها‬ ‫أنه حاول‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫عليها‬ ‫التى شنها‬ ‫الحرب‬ ‫بتلك‬ ‫الفلسفة‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫قبل‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪ ،‬لأنه درس‬ ‫بهذا السبق‬ ‫جديرأ‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫أوربا فى‬ ‫فلاسفة‬

‫أعدائها ‪ ،‬ولكن‬ ‫بها كما حاربها غيره من‬ ‫جهل‬ ‫استوعبها ‪ ،‬ولم يحاربها عن‬ ‫يحاربها حتى‬

‫لا يمكن‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫الى‬ ‫للوصول‬ ‫الوحيد‬ ‫أنه الطريق‬ ‫يرى‬ ‫جعلته‬ ‫التصوت‬ ‫فى‬ ‫مغالاته‬

‫لا‬ ‫المحارب‬ ‫منها موقف‬ ‫‪ ،‬ووقف‬ ‫بالفلسفة‬ ‫ظنه‬ ‫فساء‬ ‫‪،‬‬ ‫أو غيرها‬ ‫إليها ‪ ،‬بالفلسفة‬ ‫الوصول‬

‫فيها من‬ ‫‪ ،‬وأحدث‬ ‫الصحيح‬ ‫طريقها‬ ‫بها فى‬ ‫لسار‬ ‫الموقف‬ ‫منها هذا‬ ‫انه وقف‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫المصلح‬

‫فلاسفتنا‪،‬‬ ‫فيها من‬ ‫ممن تغالى‬ ‫بهذا‬ ‫اجدر‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أوربا‬ ‫فلاسفة‬ ‫بعده‬ ‫ما أحدثه‬ ‫التجديد‬

‫الدين ‪ ،‬وضاع‬ ‫بالجمود فى‬ ‫غيرهم‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬كما أصيب‬ ‫بالجمود فى‬ ‫جمهورهم‬ ‫فأصيب‬

‫الجمودين‪.‬‬ ‫المسلمون بين هذين‬

‫!*!ي!‬

‫‪014‬‬
‫ابن سينا‬ ‫الرئيس‬ ‫الشيخ‬

‫قرى‬ ‫من‬ ‫خَرْميثنا‬ ‫بن سينَا ‪ ،‬وُلد بقرية‬ ‫بن على‬ ‫الله‬ ‫الحسين بن عبد‬ ‫أبو على‬ ‫هو‬

‫منصور‬ ‫بن‬ ‫القرية لنوح‬ ‫هذه‬ ‫أبوه يتولى عمل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪089‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪037‬‬ ‫سنة‬ ‫بخارى‬

‫الثميعة‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫صغيراَ‬ ‫لا يزال‬ ‫وهو‬ ‫بخارى‬ ‫إلى‬ ‫منها‬ ‫أبوه‬ ‫انتقل‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫السامانى‬

‫فحفظ‬ ‫‪،‬‬ ‫ببخارى‬ ‫داره‬ ‫فى‬ ‫لابنه المعلمين‬ ‫فأحضر‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫نظر‬ ‫وله‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسماعيلية‬

‫والجبر ‪ ،‬ثم‬ ‫الدين والحساب‬ ‫الأدب وأصول‬ ‫بعضَا من‬ ‫العاشرة ‪ ،‬كما حفظ‬ ‫دون‬ ‫وهو‬ ‫القراَن‬

‫المنطق وأقليدس‬ ‫عليه علم‬ ‫‪ ،‬وأحكم‬ ‫إيساغوجى‬ ‫الله الناتلى كتاب‬ ‫أبى عبد‬ ‫قرأ على‬

‫فيقرأ‬ ‫الزاهد‬ ‫إسماعيل‬ ‫إلى‬ ‫يختلف‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫فاقه فى‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والمجسطى‬

‫فيه‪.‬‬ ‫ويناظر‬ ‫عليه الفقه ويباحث‬

‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫بدراسة‬ ‫يشتغل‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫أخذ‬ ‫الله الناتلى بخارى‬ ‫أبو عبد‬ ‫ولما ترك‬

‫لم‬ ‫وهو‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬كل‬ ‫أطباء عصره‬ ‫نبغ فيه وفاق‬ ‫حتى‬ ‫الطب‬ ‫لدراسة‬ ‫أتمها ‪ ،‬ثم تفرغ‬ ‫حتى‬ ‫بنفسه‬

‫نهاره وليله فى‬ ‫الى دراسة المنطق والفلسفة وكان يقضى‬ ‫‪ ،‬ثم رجع‬ ‫عث!رة سنة‬ ‫ست‬ ‫يجاوز‬

‫لما‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫تتضح‬ ‫حتى‬ ‫اللّه‬ ‫ودعا‬ ‫وصلى‬ ‫توضأ‬ ‫مسألة‬ ‫عليه‬ ‫ف!ذا تعسرت‬ ‫‪،‬‬ ‫دراستها‬

‫‪،‬‬ ‫مرة‬ ‫‪ ،‬فقرأه أربعين‬ ‫فهمه‬ ‫إلى‬ ‫سبيلا‬ ‫لم يجد‬ ‫" لأرسطو‬ ‫الطيعة‬ ‫( ما بعد‬ ‫كتاب‬ ‫إلى‬ ‫وصل‬

‫وهو‬ ‫بثلاثة دراهم‬ ‫كتائا فاشتراه‬ ‫عليه‬ ‫فعرض‬ ‫أن أتاه ورأق‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فتركه‬ ‫منه بطائل‬ ‫يظفر‬ ‫فلم‬

‫‪ ،‬ووصل‬ ‫الفارابى‬ ‫نصر‬ ‫! لأبى‬ ‫الطبيعة‬ ‫ما بعد‬ ‫أ أغراض‬ ‫كتاب‬ ‫فيه ‪ ،‬فلما قرأه وجده‬ ‫زاهد‬

‫كتب‬ ‫دراسته لغيره من‬ ‫هذا سببأ فى‬ ‫؟ وكان‬ ‫الكتاب‬ ‫ذلك‬ ‫عليه من‬ ‫ما أغلق‬ ‫به الى فهم‬

‫‪.‬‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫‪ ،‬وتأثره بفلسفته‬ ‫الفارابى‬

‫منه‪.‬ابن سينا حين‬ ‫‪ ،‬فطلب‬ ‫فن‬ ‫كل‬ ‫السامانى مكتبة فيها من‬ ‫لنوح بن منصور‬ ‫وكان‬

‫علم‬ ‫من‬ ‫فيها بكتب‬ ‫النظر فيها ‪ ،‬فظفر‬ ‫نزل به أن يأذن له فى‬ ‫مرض‬ ‫من‬ ‫دعاه لمعالجته‬

‫سنة‪.‬‬ ‫عشرة‬ ‫بلغ ثمانى‬ ‫قد‬ ‫ما فيها ‪ ،‬وكان‬ ‫كل‬ ‫علم‬ ‫قراءتها حتى‬ ‫‪ ،‬فاستوعب‬ ‫الأوائل‬

‫اثنتين وعشرين‬ ‫لا يتجاوز‬ ‫أبوه وهو‬ ‫بالتعليم والتأليف إلى أن مات‬ ‫يشتغل‬ ‫ثم اخذ‬

‫بملوك بنى بويه‬ ‫المدن ويتصل‬ ‫يتنقل فى‬ ‫‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫الأعمال فى بخارى‬ ‫‪ ،‬فتولى بعض‬ ‫سنة‬

‫إذا تولى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أحيانأ‬ ‫بالتعليم والتأليف‬ ‫وشتغل‬ ‫‪،‬‬ ‫أحيانا‬ ‫الوزارة لهم‬ ‫‪ ،‬يختولى‬ ‫وغيرهم‬

‫مرض‬ ‫اَخر حياته‬ ‫فى‬ ‫أدركه‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والتأليف‬ ‫ليله بالتعيم‬ ‫‪.‬نهاره بها ‪ ،‬ويشغل‬ ‫الوزارة يشغل‬

‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫علاجه‬ ‫من‬ ‫أن يئس‬ ‫إليه ‪ ،‬إلى‬ ‫يعود‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫فيبرأ منه‬ ‫يعالجه‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫القولنج‬

‫وتاب‬ ‫اعشل‬ ‫المعالجة ! ثم‬ ‫فلا تنفع‬ ‫التدبير ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫عجز‬ ‫قد‬ ‫بدنى‬ ‫يدبر‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫المدبر‬ ‫إ‬

‫‪141‬‬
‫مرة‬ ‫يختمه‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫قراءة القرآن‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأقبل‬ ‫أرقَاءه‬ ‫الفقراء ‪ ،‬وأعتق‬ ‫على‬ ‫بما معه‬ ‫وتصدق‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 1‬م‬ ‫‪360‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪428‬‬ ‫سنة‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫ثلاثة أيام ‪ ،‬ومات‬ ‫كل‬

‫يأخذوا‬ ‫فيه أن‬ ‫لا!نهم آثروا‬ ‫‪،‬‬ ‫العباسيين‬ ‫من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫تحارَبُ فى‬ ‫الفلسفة‬ ‫وكانت‬

‫إلى‬ ‫بالميل‬ ‫ويتهمونه‬ ‫‪،‬‬ ‫بالفلسفة‬ ‫يشتغل‬ ‫فيمن‬ ‫الشر‬ ‫يتوجسون‬ ‫وكانوا‬ ‫الئُنة ‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫بمذهب‬

‫الرجعية‬ ‫فى‬ ‫بهذا‬ ‫فأوغلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالكفر‬ ‫ويرمونه‬ ‫دينه‬ ‫فى‬ ‫ويطعنون‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاطميين‬ ‫أعدائهم‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الرجعية‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫فخرج‬ ‫‪،‬‬ ‫والنظر‬ ‫البحث‬ ‫من‬ ‫الرعية‬ ‫ومنعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والجمود‬

‫الدراسة‬ ‫الفلسفة تلك‬ ‫علوم‬ ‫‪ ،‬ودرس‬ ‫الجمود‬ ‫فيه غيره من‬ ‫لنفسه أن يقع فيما وقع‬ ‫يرض‬

‫فيها‬ ‫‪ ،‬وخرج‬ ‫والتجديد‬ ‫رتبة الاجتهاد‬ ‫فيها إلى‬ ‫وصل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عصره‬ ‫التى لم تتهيأ لغيره فى‬

‫لنا‬ ‫آن‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫القدماء‬ ‫لمذاهب‬ ‫شروح‬ ‫ما كُتبَ من‬ ‫‪ ! :‬حسبنا‬ ‫يقول‬ ‫دائرة التقليد ‪ ،‬وكان‬ ‫من‬

‫بنا )‪. 1‬‬ ‫خاصَّة‬ ‫فلسفة‬ ‫نضع‬ ‫أن‬

‫كتابه " منطق‬ ‫مقدمة‬ ‫فى‬ ‫ما جاء‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫نزعته‬ ‫فى‬ ‫له أيضأ‬ ‫ومما يذكر‬

‫فيما اختلف‬ ‫كلامأ‬ ‫أن نجمع‬ ‫إلى‬ ‫بنا‬ ‫الهمة‬ ‫نزعت‬ ‫فقد‬ ‫‪ْ.‬‬ ‫‪ 9 :‬وبعد‬ ‫قال فيها‬ ‫المشرقيين " فقد‬

‫نبالى مفارقة‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫أو عادةِ أو إلف‬ ‫أو هوى‬ ‫فيه لفتة عصية‬ ‫فيه ‪ ،‬لا نلتفت‬ ‫البحث‬ ‫أهل‬

‫كتب‬ ‫منا من‬ ‫سُمع‬ ‫ولَما‬ ‫‪،‬‬ ‫فهم‬ ‫وقلة‬ ‫غفلة‬ ‫عن‬ ‫إلفاَ‬ ‫اليونانحِنن‬ ‫كتب‬ ‫ألفه متعلمو‬ ‫لما‬ ‫منا‬ ‫تظهر‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫إلا إياهم‬ ‫يهذ‬ ‫الله لم‬ ‫أن‬ ‫بالمشائين(‪ )1‬الظانين‬ ‫المتفلسفة المشغوفين‬ ‫من‬ ‫للعاميين‬ ‫ألَّفناها‬

‫نام‬ ‫لما‬ ‫تنبهه‬ ‫فى‬ ‫‪-‬‬ ‫أرسطو‬ ‫‪ -‬يعنى‬ ‫سلفهم‬ ‫أفضل‬ ‫منا بفضلِ‬ ‫اعتراف‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫سواهم‬ ‫يُنل رحمةَ‬

‫‪،‬‬ ‫الأشياء‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫فى‬ ‫الحق‬ ‫إدراكه‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫مما رتبوه‬ ‫خيرأ‬ ‫ترتيبه العلوم‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫ذووه‬ ‫عنه‬

‫ما بتنه فيها السلف‬ ‫الناسَ على‬ ‫إطلاعه‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫أكثر العلوم‬ ‫فى‬ ‫صحيحة‬ ‫لأصول‬ ‫تفطنه‬ ‫وفى‬

‫‪،‬‬ ‫تمييز مخلوط‬ ‫يده إلى‬ ‫مَدَّ‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫يكون‬ ‫إنسان‬ ‫عليه‬ ‫ما يقدر‬ ‫أقصى‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫بلاده‬ ‫وأهل‬

‫فيما بناه ‪،‬‬ ‫ويرقُوا ثُلما يجدونه‬ ‫‪،‬‬ ‫يلضُوا شعثه‬ ‫أن‬ ‫مَن بعده‬ ‫على‬ ‫ويحق‬ ‫‪،‬‬ ‫مفسد‬ ‫وتهذيب‬

‫ما ورثه منه‪،‬‬ ‫عهدة‬ ‫أن يفرغ نفسه من‬ ‫بعده على‬ ‫‪ ،‬فما قدر من‬ ‫أعطاها‬ ‫ويفرعوا أصولا‬

‫‪ ،‬فهو مشغول‬ ‫تقصيره‬ ‫من‬ ‫ما فرط‬ ‫لبعض‬ ‫فيه ‪ ،‬والتعصب‬ ‫فى تفهم ما أحسن‬ ‫عمره‬ ‫فذهب‬

‫ما قاله‬ ‫أن يضع‬ ‫ما استحل‬ ‫‪ ،‬ولو وجدها‬ ‫فيها عقله‬ ‫له مهلة يراجع‬ ‫‪ ،‬لش‬ ‫سلف‬ ‫بما‬ ‫عمره‬

‫فسهل‬ ‫‪ ،‬وأما نحن‬ ‫(‪)2‬‬ ‫إياه‬ ‫له ‪ ،‬أو تنقيح‬ ‫‪ ،‬أو إصلاح‬ ‫عليه‬ ‫مزيد‬ ‫المفتقر إلى‬ ‫موضع‬ ‫الاولون‬

‫جهة‬ ‫غير‬ ‫إلينا من‬ ‫وقع‬ ‫قد‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يبعد‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫لما قالوه أول! ما اشتغلنا‬ ‫علينا التفهم‬

‫توفيق‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ووجدنا‬ ‫الحداثة‬ ‫ريعان‬ ‫فيه بذلك‬ ‫اشتغلنا‬ ‫الذى‬ ‫الزمان‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اليونانيين علوم‬

‫العلم الذى‬ ‫من‬ ‫بالنمط‬ ‫ذلك‬ ‫قابلنا جميع‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أورثوه‬ ‫لما‬ ‫التفطن‬ ‫علينا بسببه مدة‬ ‫الله ما قصر‬

‫مدرسته‪.‬‬ ‫حديقة‬ ‫فى‬ ‫ثمى‬ ‫وهو‬ ‫يعلمهم‬ ‫؟ لانه كان‬ ‫أتباع أرسطو‬ ‫هم‬ ‫(‪)1‬‬

‫فى هذا بالفارابى‪.‬‬ ‫(‪ )2‬لعله يعرض‬

‫‪lil‬‬
‫حرفَا حرفا‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غيره‬ ‫اسم‬ ‫المشرقيين‬ ‫له عند‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يبعد‬ ‫ولا‬ ‫‪-‬‬ ‫اليونانيون المنطق‬ ‫يسميه‬

‫ما‬ ‫‪ ،‬وزاف‬ ‫ما حق‬ ‫‪ ،‬فحق‬ ‫وجهه‬ ‫شىء‬ ‫‪ ،‬وطلبنا لكل‬ ‫ما عصى‬ ‫ما تقابل وعلى‬ ‫فوقفنا على‬

‫شق‬ ‫كرهنا‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫المشائين من‬ ‫إلى‬ ‫الاعتزاء‬ ‫شديدى‬ ‫بالعلم‬ ‫المشتغلون‬ ‫ولما كان‬ ‫‪،‬‬ ‫زاف‬

‫فرقهم‬ ‫أوْلى‬ ‫إذ كانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وتعصثَبنا للمشائين‬ ‫‪،‬‬ ‫إليهم‬ ‫فانحزنا‬ ‫‪،‬‬ ‫ا!مهور‬ ‫ومخالفة‬ ‫العصا‬

‫عما‬ ‫‪ ،‬وأغضينا‬ ‫منه‬ ‫أربهمْ‬ ‫يبلغوا‬ ‫فيه ‪ ،‬ولم‬ ‫ما أرادوه وقصروا‬ ‫لهم" ‪ ،‬وكملنا‬ ‫بالتعصب‬

‫‪،‬‬ ‫واقفون‬ ‫باطله‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫شاعرون‬ ‫بدخلته‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫ومخرجا‬ ‫له وجهَا‬ ‫فيه ‪ ،‬وجعلنا‬ ‫تخبطوا‬

‫بأغطية‬ ‫غطيناه‬ ‫‪ ،‬وأما الكثير فقد‬ ‫عليه‬ ‫الصبر‬ ‫لم يمكن‬ ‫الذى‬ ‫الشىء‬ ‫فعن‬ ‫بمخالفتهم‬ ‫ف!ن جهرنا‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫التغافل‬

‫لم‬ ‫؟ ولو‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬ ‫السير‬ ‫بدء‬ ‫سينا كان‬ ‫ابن‬ ‫من‬ ‫أن هذا‬ ‫شك‬ ‫ولا‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫بها المسلمون قبل‬ ‫‪ ،‬ولنهض‬ ‫فى هذا الطريق‬ ‫الفلسفة فى المشرق لسارت‬ ‫بعده على‬ ‫يقض‬

‫فيه‪.‬‬ ‫وقعوا‬ ‫التأخر الذى‬ ‫فى‬ ‫يقعوا ب!همالها‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫بها أورُبا فى‬ ‫تنهض‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬فأعْطى‬ ‫الإسلام‬ ‫الفلاسفة فى‬ ‫شيخ‬ ‫ابن سينا بهذا أن يكون‬ ‫استحق‬ ‫وقد‬

‫الإسلام بأنه عرف‬ ‫فلاسفة‬ ‫غيره من‬ ‫‪ ،‬ويمتاز ابن سينا على‬ ‫الرئيس‬ ‫الشيخ‬ ‫الفلسفة لقب‬

‫لا تسلم احيانا‬ ‫الفهم ‪ ،‬دمان كانت‬ ‫سهلة‬ ‫علوم الفلسفة فى صورة‬ ‫من‬ ‫ما حصله‬ ‫يجمع‬ ‫كيف‬

‫كبيرة فى‬ ‫موسوعة‬ ‫الشفاء وهو‬ ‫كتاب‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫ما وضعه‬ ‫أشهر‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫تدقيق متكلف‬ ‫من‬

‫‪،‬‬ ‫إلى عصره‬ ‫الطب‬ ‫فى‬ ‫ألف‬ ‫كتاب‬ ‫أعظم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الطب‬ ‫القانون فى‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬ومنه كتاب‬

‫الفلسفة ‪ ،‬وقد اعتمد الناس على‬ ‫فى‬ ‫ذاعت‬ ‫مما‬ ‫اكثر‬ ‫الطب‬ ‫ابن سينا فى‬ ‫شهرة‬ ‫وبه ذاعت‬

‫من‬ ‫الفلاسفة‬ ‫ما وضعه‬ ‫على‬ ‫وآثروها‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫به من‬ ‫امتازت‬ ‫لما‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫كتب‬

‫الشفاء‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ،‬فترجموا‬ ‫الحاضرة‬ ‫بدء نهضتها‬ ‫أورُبا فى‬ ‫بها فلاسفة‬ ‫اهتم‬ ‫قبله ‪ ،‬وقد‬ ‫الكتب‬

‫فى‬ ‫عليه‬ ‫يعتمدون‬ ‫العهد‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫فلاسفتها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫النهضة‬ ‫هذه‬ ‫أوائل‬ ‫فى‬ ‫اللاتينية‬ ‫اللغة‬ ‫الى‬

‫ومفسر‬ ‫مقلد أرسطو‬ ‫بيكون (‪ )1‬أن ابن سينا هو‬ ‫روجر‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أرسطو‬ ‫فلسفة‬ ‫فهم‬

‫وسعه‪.‬‬ ‫ما فى‬ ‫بقدر‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪ ،‬ومتمم‬ ‫تعاليمه‬

‫‪،‬‬ ‫أعداء الفلسفة فى عصره‬ ‫عليه فى دينه من‬ ‫الطعن‬ ‫ابن سينا مع هذا من‬ ‫ولم يسلم‬

‫له‪،‬‬ ‫‪ ،‬فلم يعبأ بتكفيرهم‬ ‫الجمود وأعداء التجديد‬ ‫اصحاب‬ ‫عليه بالكفر من‬ ‫الحكم‬ ‫ومن‬

‫بينهما‪،‬‬ ‫بأنه لا خلاف‬ ‫يؤمن‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫حياته‬ ‫من‬ ‫يوم‬ ‫آخر‬ ‫إلى‬ ‫والدين‬ ‫للفلسفة‬ ‫وأخلص‬

‫بالفارسية يقول فيها‪:‬‬ ‫عليه فى دينه برباعية من شعر‬ ‫من كان يطعن‬ ‫وقد رد على‬

‫الدين‬ ‫طريد‬ ‫تجعلنى‬ ‫أن‬ ‫عليك‬ ‫سهلأ‬ ‫ليس‬

‫إيمانى‬ ‫من‬ ‫إيمانْ اخكَمُ‬ ‫هناك‬ ‫ليس‬ ‫إذْ‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪912‬‬ ‫‪i‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬ومات‬ ‫م‬ ‫‪I‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪i‬‬ ‫انجليزى ولد سنة‬ ‫فيلسوف‬ ‫هو‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪143‬‬
‫متبرما‬ ‫كافراَ‬ ‫الدهر‬ ‫أعَذُ فى‬ ‫كنتُ‬ ‫‪J‬ذا‬

‫مسلما‬ ‫تجده‬ ‫من‬ ‫الدهر‬ ‫طولَ‬ ‫يكون‬ ‫فلن‬ ‫إذن‬

‫حاربها‬ ‫اشى‬ ‫بالفلسفة‬ ‫أخذه‬ ‫لا يتجاوز‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫به‬ ‫قام‬ ‫الذى‬ ‫التجديد‬ ‫أن‬ ‫على‬

‫‪ ،‬لأنه‬ ‫الإسلام‬ ‫لها فى‬ ‫قذر‬ ‫الذى‬ ‫الكمال‬ ‫بها حد‬ ‫بلوغه‬ ‫‪ ،‬ولا يعدو‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الجامدون‬

‫النكسة‬ ‫إصلاح‬ ‫النكسة الرجعية الدينية ‪ ،‬ولا فى‬ ‫إصلاح‬ ‫بعد هذا فى‬ ‫له عمل‬ ‫لم يكن‬

‫منه انه‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الاجتماعية‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسة‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسية‬ ‫الرجعية‬

‫العنصرية الجنسية‪،‬‬ ‫أساس‬ ‫هذا القرن على‬ ‫فى‬ ‫الفارسية التى قامت‬ ‫بالوزارة للدول‬ ‫اشتغل‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫الخضوع‬ ‫لملوكها كل‬ ‫غير مراعاة لاختيار الرعية ‪ ،‬فخضع‬ ‫القوة من‬ ‫أساس‬ ‫وعلى‬

‫هذه‬ ‫فى‬ ‫حكم‬ ‫‪ ،‬لأنه كان طالب‬ ‫الدين أو السياسة أو الاجتماع‬ ‫فى‬ ‫القيام ب!صلاح‬ ‫يحاول‬

‫بالحكم والوظيفة فى‬ ‫يقم‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫الإصلاح‬ ‫والوظيفة غير مقصد‬ ‫الحكم‬ ‫‪ ،‬وطلبُ‬ ‫الدول‬

‫فيها‪.‬‬ ‫بالإصلاح‬ ‫الاهتمام‬ ‫بينه وبين‬ ‫‪ ،‬لا يمكنه ان يجمع‬ ‫حياته‬

‫***‬

‫‪144‬‬
‫الأندلسى!‬ ‫ابن حزم‬

‫الأندلبمى ‪ ،‬ينتهى نسبه الى يزيد‬ ‫بن حزم‬ ‫بن‪-‬سعيد‬ ‫بن أحمد‬ ‫على‬ ‫أبو محمد‬ ‫هو‬

‫ابن حزم‬ ‫‪ ،‬وكان يزيد الذى ينتهى إليه نسب‬ ‫الأموى‬ ‫يزيد بن أبى سفيان بن حرب‬ ‫مولى‬

‫أبوه وزيرأ‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪499‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪384‬‬ ‫بمدينة قرطبة سنة‬ ‫الفُرْس ‪ ،‬وقد ولد ابن حزم‬ ‫من‬

‫فى بيت‬ ‫ابن حزم‬ ‫بعده ‪ ،‬فثأ‬ ‫بن أبى عامر ولابنه المظفر من‬ ‫الده‬ ‫بن عبد‬ ‫مخمد‬ ‫للمنصور‬

‫‪،‬‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫مركزه‬ ‫تُعذُه لشغل‬ ‫ثقافة ؤاسغة‬ ‫وتئقيفه‬ ‫بتربيته‬ ‫أبوه‬ ‫‪ ،‬وعُنى‬ ‫وعلم‬ ‫نباهة وجاه‬

‫المذحجى‬ ‫بن الحسن‬ ‫محمد‬ ‫المنطقَ‬ ‫فى‬ ‫شيخه‬ ‫والقلسفة ‪ ،‬وكان‬ ‫الدين والأدب‬ ‫علوم‬ ‫فدرس‬

‫الأندلس‬ ‫أهل‬ ‫بهذا أجمعه‬ ‫ابن حزم‬ ‫طبيبأ ‪ ،‬فكأن‬ ‫أديبا شاعرأ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بابن الكنانى‬ ‫المعروف‬

‫من‬ ‫حظه‬ ‫ووفور‬ ‫‪،‬‬ ‫اللسان‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫توشُعه‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫معرفة‬ ‫‪ ،‬وأوسعهم‬ ‫الإسلام‬ ‫قاطبةً لعلوم‬

‫الذكاء‬ ‫إليه المنتهى فى‬ ‫أنه كان‬ ‫الذهبى‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ؤالأخبار‬ ‫والمعرفة بالسير‬ ‫البلاغة والشعر‬

‫والاَداب والمنطق‬ ‫والملل والنحل‬ ‫وال!نة والمذاهب‬ ‫العلم بالكتاب‬ ‫ؤسعة‬ ‫الذهن‬ ‫وحدة‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الكتب‬ ‫وكثرة‬ ‫والثروة‬ ‫والرياسة‬ ‫والسؤدد‬ ‫والحشمة‬ ‫والديانة‬ ‫‪2‬‬ ‫الصدق‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫والشعر‬

‫فى‬ ‫همة‬ ‫منك‬ ‫‪ :‬أنا أعظم‬ ‫يومًا فقال‬ ‫الموطا ناظر!‬ ‫شارع‬ ‫أبا الوليد سليمان‬ ‫أن الباجى‬ ‫ذكروا‬

‫وأنا أسهر‬ ‫وطلبتُه‬ ‫‪،‬‬ ‫الذهب‬ ‫بمشكاة‬ ‫تسهر‬ ‫عليه‬ ‫معان‬ ‫طلبتَه وأنت‬ ‫لأنك‬ ‫‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫طلب‬

‫تريد‬ ‫حال‬ ‫رجاء‬ ‫العلم‬ ‫طلبت‬ ‫لأنك‬ ‫‪،‬‬ ‫لا لك‬ ‫كلامٌ عليك‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫‪ .‬فقالى له ابن حزم‬ ‫بقنديل‬

‫‪.‬‬ ‫إل! نفعه دنيا وأخرى‬ ‫لا أرجو‬ ‫طلبتُه‬ ‫‪ ،‬ولكنى‬ ‫تبديلها بمثل حالى‬

‫مالك‪،‬‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫الأندلس‬ ‫أهل‬ ‫جمهور‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المذهب‬ ‫شافعى‬ ‫ونشأ ابن حزم‬

‫‪ ،‬فكان‬ ‫وفقهه‬ ‫الحديث‬ ‫التوسع فى علوم‬ ‫‪ ،‬وقد أغراه هذا على‬ ‫ذلك‬ ‫فنشا مخالفًا لهم فى‬

‫استقر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والسنة‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬ ‫الأحكام‬ ‫باستنباط‬ ‫‪ ،‬واشتغاله‬ ‫تقليد الشافعى‬ ‫تركه‬ ‫سببا فى‬

‫الأندلس‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫الظاهر ‪ ،‬فزاد بهذا ش!ذوذا على‬ ‫أهل‬ ‫به الأمر إلى اختيار مذهب‬

‫لا‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫المعروفة‬ ‫الأربعة‬ ‫بتقليد المذأهب‬ ‫أخذوا‬ ‫القرن ‪-‬قد‬ ‫هدا‬ ‫فى‬ ‫المسدمين‬ ‫جمهور‬ ‫لأن‬

‫‪،‬‬ ‫الأحكام‬ ‫وأصول‬ ‫الماَخذ‬ ‫‪ ،‬لتقاربها فى‬ ‫ألى بعض‬ ‫بعضها‬ ‫الانتقال من‬ ‫فى‬ ‫حرجا‬ ‫يرون‬

‫الأربعة التى‬ ‫الأصول‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الظاهر ‪ ،‬لأنه ينكر الأخذ بالقياس‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫بخلاف‬

‫السابقة‪.‬‬ ‫المذاهب‬ ‫عليها‬ ‫اتفقت‬

‫أن يشتغل ‪.‬بأمور الحكم كما كان‬ ‫الطلب‬ ‫مرحلة‬ ‫من‬ ‫انتهائه‬ ‫قد آثر بحد‬ ‫ابن حزم‬ ‫وكان‬

‫ما‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بافه‬ ‫للمعتمد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الرحمن‬ ‫بالته عهد‬ ‫للمستظهر‬ ‫!‬ ‫الوزارة‬ ‫‪ ،‬فتقلد‬ ‫قبل‬ ‫أبوه من‬

‫أفل‬ ‫لجمهؤر‬ ‫المذهب‬ ‫فى‬ ‫الثقافة الواسعة ومخالفته‬ ‫الذكاء الحاد وتلك‬ ‫ذلك‬ ‫عليه من‬ ‫كان‬

‫ة ‪14‬‬ ‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫(‬


‫أن يترك‬ ‫فاَثر‬ ‫‪،‬‬ ‫ما فى وسعهم‬ ‫فى الكيد له بكل‬ ‫يسعون‬ ‫‪ ،‬وجعلهم‬ ‫حساده‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫عصره‬

‫له‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫‪ ،‬والتأليف‬ ‫بالدرس‬ ‫‪ ،‬فاشتغل‬ ‫بالعلم‬ ‫الاشتغال‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬لينقطع‬ ‫بالحكم‬ ‫الاشتغال‬

‫أبيه‬ ‫عنا‪.‬ه بخط‬ ‫أنه اجتمع‬ ‫الفضل‬ ‫ابنه أبو رافع‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫لغيره‬ ‫توجد‬ ‫اَثار لا تكاد‬ ‫هذا‬ ‫فى‬

‫ورقة‪.‬‬ ‫من ثمانين ألف‬ ‫قريب‬ ‫‪ ،‬تث!تمل على‬ ‫أربعمائة مجلد‬ ‫نحو‬ ‫تاَليفه‬ ‫من‬

‫الاسلام فى‬ ‫شرائع‬ ‫الجامعة لجمل‬ ‫الخصال‬ ‫الى فهم‬ ‫( الإيصال‬ ‫كتاب‬ ‫تاَليفه‬ ‫ومن‬

‫بعدهم‬ ‫والتابعين ومن‬ ‫الصحابة‬ ‫فيه أقوال‬ ‫! أورد‬ ‫والاجماع‬ ‫والسنة‬ ‫والحرام‬ ‫والحلال‬ ‫الواجب‬

‫أ الاحكام‬ ‫كتاب‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫طائفة‬ ‫لكل‬ ‫والحجة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقه‬ ‫مسائل‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫أئمة‬ ‫من‬

‫الملل‬ ‫فى‬ ‫الفصل‬ ‫(‬ ‫كتاب‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الحجج‬ ‫وإيراد‬ ‫التقصى‬ ‫غاية‬ ‫فى‬ ‫!‬ ‫الأحكام‬ ‫لأصول‬

‫مراتب‬ ‫فى‬ ‫الفقه ‪ ،‬وكتاب‬ ‫أبواب‬ ‫ومساثله على‬ ‫الإجماع‬ ‫فى‬ ‫) وكتاب‬ ‫والأهواء والنحل‬

‫للتوراة‬ ‫اليهود والنصارى‬ ‫تبديل‬ ‫‪ ،‬إظهار‬ ‫‪ ،‬وكتاب‬ ‫ببعض‬ ‫بعضها‬ ‫وتعلق‬ ‫طلبها‬ ‫وكيفية‬ ‫العلوم‬

‫لم يُبق‬ ‫معنى‬ ‫! وهذا‬ ‫التأويل‬ ‫مما لا يحتمل‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ما بأيديهم‬ ‫تناقض‬ ‫‪ ،‬وبيان‬ ‫والانجيل‬

‫الفقهية‪،‬‬ ‫والأثلة‬ ‫العلمية‬ ‫اليه بالألفاظ‬ ‫المنطق والمدخل‬ ‫بحد‬ ‫( التقريب‬ ‫كتاب‬ ‫اليه ‪ ،‬ومنها‬

‫قبله‪،‬‬ ‫أحد‬ ‫الممخرقين به طريقة لم بسلكها‬ ‫الظن عنه ولديب‬ ‫و(زالة سوء‬ ‫نيابة‬ ‫فى‬ ‫سلك‬

‫أقوال أهل‬ ‫المردية من‬ ‫المخزية والقبائح‬ ‫الفضائح‬ ‫المنجية من‬ ‫" النصائح‬ ‫كتاب‬ ‫وفها‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫والشغ‬ ‫‪،‬‬ ‫والخوارج‬ ‫‪،‬‬ ‫والمرجئة‬ ‫‪،‬‬ ‫المعتزلة‬ ‫‪:‬‬ ‫الأربع‬ ‫الباع‬

‫من‬ ‫يَسلَم أحد‬ ‫لا يكاد‬ ‫‪،‬‬ ‫المتقدمين‬ ‫العلماء‬ ‫فى‬ ‫الوقوع‬ ‫كثير‬ ‫كان‬ ‫حزم‬ ‫ابن‬ ‫ولكن‬

‫بن‬ ‫الحجاج‬ ‫وسيفُ‬ ‫حزم‬ ‫ابن‬ ‫لسانُ‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫العريف‬ ‫بن‬ ‫فيه أبو العباس‬ ‫قال‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫لسانه‬

‫على‬ ‫فتمالؤوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وقته‬ ‫لفقهاء‬ ‫واستهدف‬ ‫‪،‬‬ ‫القلوب‬ ‫عنه‬ ‫فنفرت‬ ‫‪،‬‬ ‫شقيقين‬ ‫الثقفى‬ ‫يوسف‬

‫فتنته‪،‬‬ ‫من‬ ‫سلاظينهم‬ ‫وحذروا‬ ‫ع!‬ ‫وشنعوا‬ ‫تضليله‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وردوا قوله وأجمعوا‬ ‫بغضه‬

‫وامتدت‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاده‬ ‫عن‬ ‫الملوك وشردته‬ ‫فأقصته‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫الدنو اليه والأخذ‬ ‫عن‬ ‫عوامهم‬ ‫ونهوا‬

‫ذلك‪:‬‬ ‫قال فى‬ ‫وتمزيقا ‪ ،‬وقد‬ ‫كتبما حردا‬ ‫العامة الى‬ ‫أيدى‬

‫صدرى‬ ‫فى‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫القرطاس‬ ‫تضمنه‬ ‫لا تحرتجوا الذى‬ ‫تحرقوا القرطاس‬ ‫وان‬

‫قبرى‬ ‫أنزِل ويُدفن فى‬ ‫إن‬ ‫وينزل‬ ‫ركاثبى‬ ‫استقفَت‬ ‫حيث‬ ‫معى‬ ‫يسير‬

‫وقولوا بعلم كى يرى الناس من يدرى(‪)1‬‬ ‫رق وكاغد‬ ‫من إحراق‬ ‫دعونى‬

‫ستر‬ ‫لثه من‬ ‫تبغون‬ ‫ما‬ ‫دون‬ ‫فكم‬ ‫بدأة‬ ‫المكاتب‬ ‫فى‬ ‫فعودوا‬ ‫والا‬

‫أيضا‪:‬‬ ‫ومما قاله فى ذلك‬

‫الغروبُ‬ ‫أن مطلعى‬ ‫عيبى‬ ‫ولكن‬ ‫العلوم منيرة‬ ‫جو‬ ‫فى‬ ‫أنا الشمس‬

‫دان رمانا لم أنل خصبَه جدب‬ ‫لضُيعْ‬ ‫ضيعونى‬ ‫وان رجا‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ :‬القرطاس‬ ‫‪ ،‬والكافد‬ ‫اليضاء‬ ‫نيه ‪ ،‬والصحيفة‬ ‫يكف‬ ‫رتيق‬ ‫‪:‬جلد‬ ‫الرق‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ ،‬فتوفى‬ ‫لبْلةَ‬ ‫إلى‬ ‫انتهى‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫مكان‬ ‫الى‬ ‫مكان‬ ‫من‬ ‫مشردإً يتنقل‬ ‫ابن حزم‬ ‫يزل‬ ‫ولم‬

‫م‪.‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ir‬‬ ‫=‬ ‫‪A‬‬ ‫‪456‬‬ ‫بها سنة‬

‫هذا‬ ‫بها فى‬ ‫الثقافة الواسعة التى تثقف‬ ‫تلك‬ ‫إلا أن يقذر لابن حزم‬ ‫منصفا‬ ‫ولا يسع‬

‫لذلك‬ ‫الخنوع‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫المشهورة‬ ‫الأربعة‬ ‫المذاهب‬ ‫تقليد‬ ‫على‬ ‫الجمود‬ ‫من‬ ‫وتحرره‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬

‫ناحية دينية‬ ‫لم ينكره الا من‬ ‫‪ ،‬دان كان‬ ‫هوة سحيقة‬ ‫المسلمين فى‬ ‫سيردى‬ ‫الذى‬ ‫التصوف‬

‫ما‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫من‬ ‫ببعض‬ ‫هذا‬ ‫قام فى‬ ‫قد‬ ‫إذا كان‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫سبق‬ ‫كما‬ ‫صرفة‬

‫إليه‪،‬‬ ‫حاجة‬ ‫التجديد الذى كان المسلمون فى‬ ‫من‬ ‫ما سبق‬ ‫هذا لا يذكر بجانب‬ ‫تناوله من‬

‫التجديد‪.‬‬ ‫منه الى‬ ‫اقرب‬ ‫الجمود‬ ‫إلى‬ ‫فائدته ‪ ،‬وجَعله‬ ‫ضيع‬ ‫وجه‬ ‫أنه قد تناوله على‬ ‫على‬

‫جامداَ‬ ‫مذهبا‬ ‫المثمهورة آثر عليها‬ ‫الأربعة‬ ‫المذاهب‬ ‫تقليد‬ ‫على‬ ‫الجمود‬ ‫ترك‬ ‫ف!نه حين‬

‫الأصول‬ ‫والسنة من‬ ‫إلا الكتاب‬ ‫والسنة ‪ ،‬ولا يأخذ‬ ‫الكتاب‬ ‫نصوص‬ ‫ظواهر‬ ‫عند‬ ‫يقف‬

‫‪ ،‬ومن‬ ‫الله تعالى‬ ‫أحكام‬ ‫فى‬ ‫بالرأى‬ ‫القول‬ ‫من‬ ‫لأنه يعده‬ ‫بالقياس‬ ‫الأخذ‬ ‫‪ ،‬ويرفض‬ ‫الفقهية‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫جامدأ‬ ‫ضيقأ‬ ‫مذهبأ‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫الأحكام‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫‪1‬ى‬ ‫بالر‬ ‫القول‬ ‫عنده‬ ‫المنكرات‬ ‫أشد‬

‫تقليد‬ ‫دائرة الجمود على‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬د!ان خرج‬ ‫دائرة التجديد‬ ‫هذا القرن فى‬ ‫تقليده فى‬ ‫يدخل‬

‫‪.‬‬ ‫المثمهورة‬ ‫الأربعة‬ ‫المذاهب‬

‫الوقوع فى‬ ‫عليه ص‬ ‫د أثره فيما أخذ‬ ‫المتشدً‬ ‫المذهب‬ ‫ذلك‬ ‫لإيثار ابن حزم‬ ‫وقد كان‬

‫بين‬ ‫بالخلاف‬ ‫‪ ،‬ويخرج‬ ‫هذا المذهب‬ ‫خالف‬ ‫مذهب‬ ‫بكل‬ ‫يضيق‬ ‫العلماء المتقدمين ‪ ،‬فجعله‬

‫‪ ،‬إلى‬ ‫المتكلمين‬ ‫بين‬ ‫الخلاف‬ ‫‪ ،‬وامتاز به على‬ ‫عليه‬ ‫جرى‬ ‫الذى‬ ‫الدينى‬ ‫التسامح‬ ‫الفقهاء من‬

‫فيه‬ ‫بينهم‬ ‫يجرى‬ ‫لما‬ ‫بين المسلمين‬ ‫إثارة العداوة‬ ‫من‬ ‫بين المتكلمين‬ ‫الخلاف‬ ‫عليه‬ ‫ما جرى‬ ‫مثل‬

‫المسلمينْ‬ ‫كلمة‬ ‫مما فرق‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وما إلى‬ ‫والضلأل‬ ‫بالفسق‬ ‫‪ ،‬والحكم‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫الطعن‬ ‫من‬

‫من‬ ‫الظاهرية فى مذهبهم فى وقوع شىء‬ ‫على من يخالف‬ ‫الإنكار‬ ‫فمرة يقول فى‬

‫لو‬ ‫اقوال‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫مذاعة‬ ‫بدعة‬ ‫‪ ،‬الا ومعها‬ ‫ما رأينا سُنة مضاعة‬ ‫‪ :‬ولكن‬ ‫البئر‬ ‫فى‬ ‫النجاسات‬

‫قول منها مصيبة فى التحكم‬ ‫‪ ،‬إذ كل‬ ‫ضخم‬ ‫سفر‬ ‫التخليط لقام فى بيان ذلك‬ ‫تتبع ما فيها من‬

‫أيضأ‪:‬‬ ‫الموضوع‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫خالفهم‬ ‫فيمن‬ ‫يقول‬ ‫‪،‬ومرة‬ ‫)‬ ‫‪0‬‬ ‫إلخ(‬ ‫‪ . . .‬إلخ‬ ‫والتناقضن‬ ‫والفاد‬

‫السخرياء(‪)2‬‬ ‫زيادة فى‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ليكون‬ ‫ذلك‬ ‫تفصيل‬ ‫سألناهم‬ ‫ذلك‬ ‫هـان فرقوا بين كل‬

‫العقلاء‬ ‫سؤال‬ ‫من‬ ‫ليس‬ ‫كله‬ ‫‪ :‬وهذا‬ ‫أيضا‬ ‫فيه‬ ‫خالفهم‬ ‫فيمن‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫والتخليط‬

‫‪ ،‬وحمقى‬ ‫الملحدين‬ ‫نوكى‬ ‫سؤال‬ ‫هو‬ ‫المؤمنين ‪ ،‬بل‬ ‫العلماء‬ ‫اعتراضات‬ ‫يشبه‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫المسلمين‬

‫زادوا فى‬ ‫ذلك‬ ‫تحديد‬ ‫على‬ ‫اقدموا‬ ‫‪ :‬ف!ن‬ ‫فيه أيضا‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫الجهال‬ ‫المتحيرين‬ ‫الدهريين‬

‫‪.‬‬ ‫الموضوع‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لابن حزم‬ ‫المحلى ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫انظر كتاب‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫والمد فيها غير معروت‬ ‫الخرية‬ ‫هى‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪147‬‬
‫لا يحل‬ ‫فسادا ومجهولا‬ ‫كالميتة‬ ‫تركوا قولهم‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وإن لم يقدموا على‬ ‫والهوس‬ ‫الضلال‬

‫ما‬ ‫منها إلى‬ ‫اْقرب‬ ‫الهوس‬ ‫إلى‬ ‫هى‬ ‫أقوال‬ ‫‪ :‬وهذه‬ ‫فيه أيضا‬ ‫يقول‬ ‫ومرة‬ ‫به فى‪-‬الدين‬ ‫القول‬

‫بالئه من‬ ‫‪ ،‬ونعوذ‬ ‫عنه‬ ‫نهى‬ ‫الا!ثرين‬ ‫هذين‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬وليس‬ ‫فيه اْيضأ‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫يعقل‬

‫مواضعه‪.‬‬ ‫الكلم عن‬ ‫وتحريف‬ ‫الضلال‬

‫فيه‬ ‫مع تسامحهم‬ ‫المشهورة‬ ‫الاْربعة‬ ‫المذاهب‬ ‫المسلمين على‬ ‫جمهور‬ ‫أن جمود‬ ‫ولا شك‬

‫هذا التسامح‪،‬‬ ‫على‬ ‫يقضى‬ ‫الذى‬ ‫الا"سلوب‬ ‫ذلك‬ ‫منها مع‬ ‫تحرر ابن حزم‬ ‫خيرأ من‬ ‫كان‬

‫أسوأ أثرأ‬ ‫فى الفروع يكون‬ ‫فيه تفرفا آخر‬ ‫فى العقائد وتباغضهم‬ ‫المسلمين‬ ‫إلى تفرق‬ ‫ويضيف‬

‫يخالف‬ ‫هذا‬ ‫أنه فى‬ ‫فتنة ‪ ،‬مع‬ ‫‪ ،‬ويثير بينهم فتنة إلى‬ ‫فرقة‬ ‫فُرقة إلى‬ ‫‪ ،‬ويزيدهم‬ ‫التباغض‬ ‫فى‬

‫مخطى‬ ‫الحق‬ ‫فيه وجه‬ ‫يُعرف‬ ‫لم‬ ‫فيما‬ ‫المجتهد‬ ‫أن‬ ‫" من‬ ‫‪ 9‬الفصل‬ ‫كتابه‬ ‫إليه فى‬ ‫ما ذهب‬

‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫مأجور‬ ‫معذور‬

‫التقيد فيها يظواهر‬ ‫يرى‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الفروع‬ ‫فى‬ ‫كثمأنه‬ ‫الأصول‬ ‫فى‬ ‫ابن حزم‬ ‫شأن‬ ‫وكان‬

‫أن شيئأ\‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫حس‬ ‫ضرورة‬ ‫اْو‬ ‫أو إجماع‬ ‫إلا بنص‬ ‫ولا يسِّوغ تعداى ذلك‬ ‫‪َ،‬‬ ‫النصوص‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الفروع ويكفى‬ ‫فى‬ ‫ويفسِّق كما فعل‬ ‫يكفر فى ذلك‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ظاهره‬ ‫على‬ ‫فيها ليس‬

‫أهل‬ ‫أقوال‬ ‫المردية من‬ ‫والقبائح‬ ‫المخزية‬ ‫الفضائح‬ ‫المنجية من‬ ‫! النصائح‬ ‫السابق‬ ‫كتابه‬ ‫اسم‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫والشيع‬ ‫والخوارج‬ ‫والمرجئة‬ ‫المعتزلة‬ ‫‪:‬‬ ‫الا!ربع‬ ‫البدع‬

‫إليه‬ ‫المجدد الذى يحتاج‬ ‫أن يكون‬ ‫هذا غاية تجديده لا يصح‬ ‫يكون‬ ‫أن من‬ ‫ولا شك‬

‫ابن حزم‬ ‫التى حاول‬ ‫الفروع‬ ‫لا فى‬ ‫‪،‬‬ ‫الجفاء بينهم‬ ‫‪ ،‬هـازالة أسباب‬ ‫كلمتهم‬ ‫المسلمونْلجمع‬

‫التى‬ ‫الأصول‬ ‫‪ ،‬ولا فى‬ ‫فيما بينهم‬ ‫قبله متسامحين‬ ‫الجفاء فيها ‪ ،‬وكانوا‬ ‫بينهم أسباب‬ ‫أن ينشر‬

‫المختلفون فب!ا إخوانا فى‬ ‫يكون‬ ‫الفروع ‪ ،‬حتى‬ ‫فى‬ ‫فيها كالخلاف‬ ‫الخلاف‬ ‫أن يكون‬ ‫يجب‬

‫وشيَلة إلى‬ ‫؟ بل يكون‬ ‫الخصام‬ ‫أسباب‬ ‫من‬ ‫فيها سيأ‬ ‫بيهم‬ ‫الخلاف‬ ‫؟ ولا يكون‬ ‫الإسلام‬

‫‪.‬‬ ‫والوئام‬ ‫المودة‬ ‫زيادة‬

‫*!*‬

‫‪IiA‬‬
‫المعرى‬ ‫أبو العلاء‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪739‬‬ ‫هـ=‬ ‫المعرى التنويخى ‪ ،‬ولد سنة ‪363‬‬ ‫بن سليمان‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫هو أحمد‬

‫‪ ،‬ولما‬ ‫عمره‬ ‫السنة الثالثة من‬ ‫فى‬ ‫وهو‬ ‫الجدرىَ‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكص‬ ‫النعمالق بالشام‬ ‫ببلدة معرة‬ ‫ونشأ‬

‫الشام‬ ‫إلى" طرابلس‬ ‫ثم رحل‬ ‫‪c‬‬ ‫علماء بلده‬ ‫بعض‬ ‫العربية عن‬ ‫أخذ‬ ‫الطلب‬ ‫سن‬ ‫إلألى‬ ‫وصل‬

‫باللاذقية ونزل‬ ‫فاجتاز‬ ‫أهلها(‪)1‬‬ ‫اليسار من‬ ‫ذوو‬ ‫وقفها‬ ‫قد‬ ‫كتب‬ ‫خزالْن‬ ‫به!ا‬ ‫بها دار علم‬ ‫وكائت‬

‫أوائل‬ ‫منه كلامًا من‬ ‫فسمع‬ ‫‪،‬‬ ‫الأوائل‬ ‫علوم‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫يشدو‬ ‫به راهب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫دير الفاروس‬

‫نسيجَا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫العلم‬ ‫دور‬ ‫إلى‬ ‫يذهب‬ ‫وأخذ‬ ‫طرابلس‬ ‫اصصتقر فى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة‬ ‫أقوال‬

‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫بثقافة واسعة‬ ‫‪ ،‬وتئقف‬ ‫علم‪"/‬غزير‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فحصل‬ ‫‪-‬‬ ‫الحافظة‬ ‫وقوة‬ ‫الذكاء والفهم‬ ‫فى‬ ‫وحده‬

‫‪،21‬‬ ‫الأدب‬ ‫المادة فى‬ ‫‪ ،‬غزير‬ ‫العلم‬ ‫من‬ ‫وافر البضاعة‬ ‫أنه كان‬ ‫على‪-‬‬ ‫ومَبغضوه‬ ‫محبوه‬ ‫اثفق‬ ‫حتى‬

‫غريبها‬ ‫‪-‬شوافدها‪/‬ومعزفة‬ ‫اللغة وحفظ‬ ‫فى‬ ‫العجائب‬ ‫‪ ،‬أغجوبه‬ ‫بالنحو ؤالصرف‬ ‫حاذقا‬

‫لا‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ء‬ ‫!ْ‬ ‫‪.‬‬ ‫لى‬ ‫‪-‬والنثر‬ ‫الشعز‬ ‫فنى‬ ‫فى‬ ‫بزاعَته‬ ‫إلى‬ ‫وهن!ا‬ ‫‪،‬س‬ ‫ودقائفها"‬ ‫وأسرارها‬

‫بيته‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫الثراء مق‬ ‫ذؤى‬ ‫من‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫‪" ،‬ولكنه‬ ‫ثراء وغنى‬ ‫بيت‬ ‫وكان ‪-‬أبو العلاء من‬

‫بعض‬ ‫بَيد‬ ‫الوقف‬ ‫فى ذلك‬ ‫قومه ‪- ،‬ومع هذا عورض‬ ‫يثاركه فيه غيره من‬ ‫له ؤقف‬ ‫خفف‬ ‫إنما‬

‫فيها‪-‬‬ ‫سواجتمع‬ ‫بم‬ ‫م‪-‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪80‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪99‬؟‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬فسافر إلى بغداد شاكيا ذلك‬ ‫حلب‬ ‫نواب‬

‫من" اكابرها‬ ‫ذكائهْ ‪ ،‬ثم ‪-‬قصد‬ ‫وفطنته وفرط‬ ‫بفضله‬ ‫شهدا‬ ‫ؤقد‬ ‫والمرتضى‬ ‫الرضى‬ ‫بالشريف‬

‫‪ ،‬فلبم يجد‬ ‫أمر وققه‬ ‫‪3‬‬ ‫إليهَفى‬ ‫اْذاه‬ ‫تطرق‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬مِن كفط‬ ‫أغراضه‬ ‫بلؤغ‬ ‫على‬ ‫الإعانة بِجاههم‬

‫أفام‬ ‫بها مثلة ‪،‬؟ وقد‬ ‫فبنم يجد‬ ‫علمه‬ ‫ليستزيد" من‬ ‫بغداد‬ ‫إلى‬ ‫وقيلى إنه سافر‬ ‫‪،‬‬ ‫إنصاف!‬ ‫منهم‬

‫منزله‬ ‫ولزم‬ ‫‪-‬إلى المعرة فأقام بفا‪،-‬‬ ‫زجع‬ ‫بهما ‪ ،‬ثم‬ ‫الكتب‬ ‫يتفقد محزائن‬ ‫وسبعة ء؟أشهر‬ ‫ببغداد سنة‬

‫تحضُل‬ ‫عن‬ ‫نفس‪"-‬تف!رف‬ ‫ل!َ‬ ‫والمئزل ‪ ،‬وكانت!‬ ‫‪ :‬العمى‬ ‫المحبسين‬ ‫‪-‬نفس!رهين‬ ‫‪ ،‬وحممى‬ ‫لا يفارقه‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬والزهد‬ ‫والمأكل‬ ‫ا‪.‬لملبوسِ‬ ‫خشن‬ ‫ذلئ!‬ ‫الموجمود ‪ ،‬فاقتضى‬ ‫قدر‬ ‫علىء‬ ‫حاله‬ ‫‪ ،‬فمشى‬ ‫المق‬

‫دينارا ‪،‬ص قدَّر جمنها لجن لخدمه‬ ‫ثلاثين‬ ‫مقدار‬ ‫السبنة‬ ‫له فى‬ ‫بحصل‬ ‫الذى‬ ‫وكان‬ ‫ملافي أبدني! ‪،‬‬

‫وحلاويه‬ ‫‪،‬‬ ‫مطبوخا‪،‬‬ ‫إذا أكل‬ ‫العدس‬ ‫أكله‬ ‫قكان‬ ‫لمؤنته ‪،‬‬ ‫الآخر‬ ‫النصف‬ ‫وأبقى‬ ‫‪،‬‬ ‫النصف‬

‫البرْدى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وجصيره‬ ‫الشتاء‬ ‫فى‬ ‫لبَّاد‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وفرشه‬ ‫القطن‬ ‫من‬ ‫الثياب‬ ‫خشن‬ ‫التين ‪ ،‬ولباسه‬

‫؟‪ 3‬لأنه كَان‬ ‫تدينا‬ ‫اللحم‬ ‫لا يأكل‬ ‫أنه كان‬ ‫ذكروا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫ما سوى‬ ‫‪ ،‬وترك‬ ‫الصيف‬ ‫فى‬

‫له‪،‬‬ ‫فيه تعذيبا‬ ‫لأن‬ ‫‪2‬‬ ‫الحَيوانَ ‪،‬‬ ‫لأ يذبحوا‬ ‫كى‬ ‫‪-‬لا يأكلونه‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫المتقدمين‬ ‫الحكماء‬ ‫رأى‬ ‫يرى‬

‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬ ‫الحيراق‬ ‫‪/‬جميع‬ ‫فئ‬ ‫حطلقا‬ ‫خ!لإيلام‬ ‫يرون‬ ‫لا‬ ‫وهم‬

‫أبى ‪-‬العلاء*لأنها جددت‬ ‫بها دار جملم فى"زمِنَ‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أن طرابلس‬ ‫العديبم‬ ‫ابن‬ ‫ذكر‬ ‫(‪)1‬‬

‫هـ‪3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بعده‬


‫‪،‬‬ ‫الآفاق‬ ‫إليه الطلبة من‬ ‫‪ ،‬وسار‬ ‫الناس‬ ‫عنه‬ ‫وأخذ‬ ‫التصيف‬ ‫فى‬ ‫شرع‬ ‫ولما لزم منزله‬

‫التاَليف عددأ‬ ‫من‬ ‫وترك‬ ‫‪،‬‬ ‫كثير‬ ‫خلق‬ ‫منه‬ ‫فاستفاد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأقدار‬ ‫وأهل‬ ‫والورراء‬ ‫العلماء‬ ‫وكاتبه‬

‫ما‬ ‫لزوم‬ ‫‪ ،‬وديوان‬ ‫الغفران‬ ‫‪ :‬رسالة‬ ‫النثر والشعر‬ ‫آثاره فى‬ ‫أهم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫علم‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫ضخما‬

‫لم‬ ‫شامل‬ ‫واسح‬ ‫نقد‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجتمع‬ ‫نقد‬ ‫اَرائه فى‬ ‫أهم‬ ‫يحويان‬ ‫لأنهما‬ ‫‪،‬‬ ‫لا يلزم‬

‫النفس‬ ‫وتلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الثقافة الواسعة‬ ‫له تلك‬ ‫هياه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫مثله‬ ‫بالإصلاح‬ ‫حُى‬ ‫ممن‬ ‫يتهيأ لغيره‬

‫‪ ،‬وتُرك مع‬ ‫عصره‬ ‫اهل‬ ‫من‬ ‫إنصافا‬ ‫لم يلق‬ ‫حين‬ ‫الجحود‬ ‫ذلك‬ ‫لاقاه من‬ ‫الأبية ؟ وما‬ ‫الشريفة‬

‫القاسية فى بيته ‪ ،‬وحوله‬ ‫الحياة‬ ‫ويحيا تلك‬ ‫الكفاف‬ ‫ذلك‬ ‫يعيثى على‬ ‫ونبوغه وعلمه‬ ‫فضله‬

‫جواد‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫وغيره‬ ‫مأكل‬ ‫ما يقدمه لهم من‬ ‫يجد‬ ‫‪ ،‬فلا‬ ‫بلد‬ ‫كل‬ ‫تلاميذه من‬

‫لمن‬ ‫أجرا‬ ‫ما يعطيه‬ ‫لا يجد‬ ‫إنه كان‬ ‫فيه ‪ ،‬حتى‬ ‫نشأ‬ ‫الذى‬ ‫الكريم‬ ‫البيت‬ ‫‪ ،‬وبذلك‬ ‫بطبعه‬ ‫كريم‬

‫أربعمائة‪،‬‬ ‫سنة‬ ‫منذ‬ ‫مسكنى‬ ‫‪ :‬ا لزمتتُ‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫قال‬ ‫تاَليفه ‪ ،‬وقد‬ ‫ما يمليه من‬ ‫نسخ‬ ‫يتولى‬

‫‪ ،‬فأمليت‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫إلى‬ ‫أن أضطر‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫الله وتحميده‬ ‫تسبيح‬ ‫أن أتوفر على‬ ‫على‬ ‫واجتهدت‬

‫الثه‬ ‫أحسن‬ ‫‪،‬‬ ‫هاشم‬ ‫أبى‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫أبو الحسن‬ ‫الثميخ‬ ‫نسخها‬ ‫وتولى‬ ‫‪،‬‬ ‫اشياء‬

‫على‬ ‫يأخذ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫رمنه‬ ‫فى‬ ‫؟ لأنه افنى‬ ‫بيضاء‬ ‫‪ ،‬وأيادى‬ ‫جمة‬ ‫حقوقأ‬ ‫بذلك‬ ‫‪ ،‬فألزمنى‬ ‫معونته‬

‫وفاة‬ ‫وكانت‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫والأرراء‬ ‫الزمن‬ ‫حوادث‬ ‫ويكفيه‬ ‫‪،‬‬ ‫له الجزاء‬ ‫والثه يحسن‬ ‫؟‬ ‫ثمنه‬ ‫ما صنع‬

‫‪ 1 0‬م‬ ‫‪58‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪944‬‬ ‫العلاء سنة‬ ‫أبى‬

‫فيه أحدأ‬ ‫‪ ،‬فلا يحابى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فساد‬ ‫يرى‬ ‫العلاء أن‬ ‫العزلة لأبى‬ ‫تلك‬ ‫هيأت‬ ‫ولقد‬

‫انهم‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫للرعية‬ ‫وأمرائه وظلمهم‬ ‫عصره‬ ‫ملوك‬ ‫استداد‬ ‫من‬ ‫ما كان‬ ‫‪ ،‬فأنكر‬ ‫منه شيئأ‬ ‫يرجو‬

‫النكسة‬ ‫هن‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫وشتبدوا‬ ‫لا ليظلموها‬ ‫‪،‬‬ ‫بمصالحها‬ ‫لها ليقوموا‬ ‫إلا أجراء‬ ‫ليسوا‬

‫‪:‬‬ ‫أبو العلاء‬ ‫‪ ،‬وفيها يقول‬ ‫وشقائبم‬ ‫بلاء المسلمين‬ ‫سبب‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫الرجية‬

‫امراؤها‬ ‫صلاحها‬ ‫بغير‬ ‫أمرت‬ ‫أمةَ‬ ‫أعاشر‬ ‫فكم‬ ‫‪،‬‬ ‫المقام‬ ‫مُل‬

‫أجراؤها‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وعدَوْا مصالحها‬ ‫كيدفا‬ ‫واستجاروا‬ ‫الرعيةَ‬ ‫ظلموا‬

‫امرائها ذلك‬ ‫بهذا الحال ‪ ،‬قبل أن ينكر على‬ ‫الأمة رضاها‬ ‫هذا ينكر على‬ ‫فى‬ ‫وهو‬

‫‪.‬‬ ‫والاستبداد‬ ‫الظلم‬

‫أيضأ‪:‬‬ ‫فى ذلك‬ ‫ويقول‬

‫اللوامع‬ ‫البزاة‬ ‫خطف‬ ‫اذا خطفوا‬ ‫شرهم‬ ‫الناس يُمسون‬ ‫أمراءَ‬ ‫أرى‬

‫المطامع‬ ‫أخسْ‬ ‫فى‬ ‫يحابى‬ ‫وطاغ‬ ‫فموفق‬ ‫حاكم‬ ‫مصر‬ ‫كل‬ ‫وفى‬

‫أسراب العيون الدوامع‬ ‫فتكسب‬ ‫مستحقه‬ ‫عن‬ ‫فينفى الملكَ‬ ‫يجور‬

‫الهوامع‬ ‫لم يلتن بالفيوث‬ ‫صفا‬ ‫وجوههم‬ ‫قومٌ كأن‬ ‫ومِن حوله‬

‫‪015‬‬
‫ولقول‪:‬‬

‫خادم‬ ‫للقوم‬ ‫لنا وأميرُ القوم‬ ‫الأمورَ تكشفصت‬ ‫تَبَينا‬ ‫اذا ما‬

‫‪:‬‬ ‫وبقول‬

‫؟‬ ‫ومكوس‬ ‫جزية‬ ‫نؤخذُ‬ ‫فعلام‬ ‫رعبة‬ ‫ملوكَا لا نحوط‬ ‫وأرى‬

‫‪:‬‬ ‫ويقول‬

‫لَة‬ ‫أدط يسجدوا‬ ‫رعيةً‬ ‫يريد‬ ‫ملك‬ ‫رفيُ‬ ‫البرية‬ ‫شر‬ ‫ومِن‬

‫‪:‬‬ ‫وبفول‬

‫انصرفْ‬ ‫ثم‬ ‫مثلكَ‬ ‫جاء‬ ‫فكم‬ ‫لا تظلمن‬ ‫المصر‬ ‫أيا والى‬

‫‪:‬‬ ‫ويقول‬

‫الحقً‬ ‫عن‬ ‫ما قالوا العدولُ‬ ‫حقيقةُ‬ ‫دانما‬ ‫العدولُ‬ ‫المصر‬ ‫فى‬ ‫يقولون‬

‫‪:‬‬ ‫ويقول‬

‫‪ :‬ساسهْ‬ ‫ويقال‬ ‫حكمهُم‬ ‫فينفذ‬ ‫عقل‬ ‫بغير‬ ‫الأمور‬ ‫يسوسون‬

‫خَساسَهْ‬ ‫رياسَتُه‬ ‫ومِن زفي‬ ‫منهم‬ ‫الحياة وأث‬ ‫من‬ ‫فأث‬

‫فى الحكم ‪،‬فقال فى ذلك‪:‬‬ ‫الملكية‬ ‫إلى أن أنكر حق‬ ‫وبلغ الأمر بأبى العلاء فى ذلك‬

‫الملكا‬ ‫خلق‬ ‫الا للذى‬ ‫مُلْكَ‬ ‫ولا‬ ‫بالملوك سفاهه‬ ‫رجاذ‬ ‫تسمت‬

‫‪:‬‬ ‫وقال‬

‫واستأثر الترك وإلديلمُ‬ ‫ت‬ ‫الى ما علص‬ ‫قريش‬ ‫تسامت‬


‫غَيلنمُ(‪)1‬‬ ‫غانيةْ‬ ‫بالملك‬ ‫أن تستبد‬ ‫ينكر العقل‬ ‫وهل‬

‫النكسة الرجعية الدينية‪،‬‬ ‫ما كان من‬ ‫نظراته الاصلاحية‬ ‫تناول أبو العلاء فى‬ ‫وكذلك‬

‫سائر‬ ‫الدين من‬ ‫اليهم رجال‬ ‫؟ ثم أضاف‬ ‫المتصوفة منهم‬ ‫المسلمين ولا سيما‬ ‫فنقد علماء‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫قبله وبعده‬ ‫ممن نظر فى التجديد والإصلاح‬ ‫أوسع‬ ‫نظرته فى ذلك‬ ‫الأديان ‪ ،‬فكانت‬

‫قال فى ذلك‪:‬‬

‫النساء‬ ‫يعظ‬ ‫حيلة‬ ‫بصاحب‬ ‫حُر‬ ‫روَيدكَ قد غُررتَ وأنت‬

‫مساء‬ ‫عمد‬ ‫على‬ ‫ويشربها‬ ‫صبحا‬ ‫الصهباء‬ ‫فيكم‬ ‫يحرئم‬ ‫قال‬

‫المبحا‬ ‫أيد تحمل‬ ‫فلا تغرنك‬ ‫ولا نسك‬ ‫عندهُم دين‬ ‫ولش‬ ‫و‬

‫سُبُحا(‪)2‬‬ ‫الخنا‬ ‫وباتوا فى‬ ‫يسئحون‬ ‫غدوا بيضئا مفارقهم‬ ‫شيوخ‬ ‫وكم‬

‫كثيرة الشعر‪.‬‬ ‫شابة‬ ‫(‪)1‬‬

‫سابح‪.‬‬ ‫(‪ )2‬جمع‬

‫‪151‬‬
‫‪:‬‬ ‫وقال‬

‫الصوامع‬ ‫أهل‬ ‫الرهبان‬ ‫يقينَا ولا‬ ‫زاهد‬ ‫الأرض‬ ‫‪0‬‬ ‫عالم‬ ‫ما فى‬ ‫لعمرك‬

‫‪:‬‬ ‫وقال‬

‫التلاوات‬ ‫الفوائد لا حب‬ ‫كسبُ‬ ‫قارلْها‬ ‫حَمَّل اقوراةَ‬ ‫لىانما‬

‫وقال فى الصوفية‪:‬‬

‫قُلبا‬ ‫ما‬ ‫باللفظ‬ ‫فأتى‬ ‫صفوية‬ ‫ناسبكم‬ ‫صَفْوِ قال‬ ‫كنتمُ أهلَ‬ ‫لو‬

‫فى حلبا(‪)1‬‬ ‫العيش‬ ‫وتارة يجلبون‬ ‫اَونة‬ ‫فى بدليس‬ ‫لإبليس‬ ‫جند‬

‫‪:‬‬ ‫الفقهاء والقراء‬ ‫فى‬ ‫وقال‬

‫مُرًاق‬ ‫اللفظ‬ ‫فقهاء‬ ‫عن‬ ‫فَعَد‬ ‫فنتبعه‬ ‫موجود‬ ‫لا نسك‬ ‫وَالنسك‬

‫وقال فيهم أيضا‪:‬‬

‫قراؤها‬ ‫لتنالها‬ ‫وتقرأَت‬ ‫حبها‬ ‫فى‬ ‫فقهاؤها‬ ‫وتجالدت‬

‫‪:‬‬ ‫وقال‬

‫حّمٌ والزُّمَر(‪)2‬‬ ‫من‬ ‫به أغانى‬ ‫أِغانىْ الغَواة لهم‬ ‫الكتاب‬ ‫صار‬

‫لأ‬ ‫‪:‬‬ ‫تفليدهم‬ ‫ذم‬ ‫فى‬ ‫وقال‬

‫ومالكا‬ ‫الشافعى‬ ‫واتبعتُ‬ ‫سُدى‬ ‫ت!ركته‬ ‫إدنْ‬ ‫مغضبا‬ ‫عقلى‬ ‫وينفر‬

‫وقال فى الوعاظ منهم‪:‬‬

‫وطوّلها‬ ‫ءزانَ معناها‬ ‫بخطبة‬ ‫م!‬ ‫داع‪ /‬قام‪ .‬فى‬ ‫لا يخدعنَك‬

‫تقؤَلها‬ ‫ناس‬ ‫‪-‬على‬ ‫مقاله‬ ‫مِن ذى‬ ‫حيل‬ ‫سوى‬ ‫فما العظالفُ دان راعحق‬

‫‪-‬‬ ‫(‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:3‬‬ ‫الأدباةص‬ ‫فى‪،‬‬ ‫وقال‬

‫‪-‬أدباء‬ ‫المين إلا معشر‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ ‫موطن‬ ‫كل‬ ‫الأقؤام فى‬ ‫وما أدًب‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫!َ‬ ‫‪،‬‬ ‫أ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-‬الشعر‪،‬ء‬ ‫لأفى‬ ‫وقال‬

‫شعراؤها‬ ‫شرارها‬ ‫خيراً وأن‬ ‫لا تقتنى‬ ‫بأنها‬ ‫شعرت‬ ‫فرقأ‬

‫المساواة‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الاجتماعية‬ ‫النكسة‬ ‫العلأء في‬ ‫شأن‪+‬أبى‬ ‫كان‬ ‫وكذلك‬

‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫هذا‬ ‫وفى‬ ‫في"‪،‬‬ ‫مغايهاَ‬ ‫بأوسع‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫الاجتماعية‬

‫آل بربر‬ ‫من‬ ‫علىِ امرىء‬ ‫لا يمخبرَن ال!اشِمى‬

‫‪3‬‬ ‫(‬ ‫الإَكهقنبر‬ ‫عيلإه‬ ‫ما عيى‬ ‫يجلص‬ ‫فالجق‬

‫‪.‬‬ ‫ابقراَن‬ ‫‪/‬من‬ ‫سورتان‬ ‫‪11‬‬ ‫وانزبر‬ ‫وحم‬ ‫القرآن‬ ‫‪:‬‬ ‫) الكتاب‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬بلدان‬ ‫وحلب‬ ‫بدليس‬ ‫(‪)1‬‬

‫قنبرا ‪.‬‬ ‫ومولاه‬ ‫أبى طالب‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫يعنى‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪5!W‬‬
‫‪:‬‬ ‫هذا يقول‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫سواء‬ ‫مثتركا بين الناس على‬ ‫المال‬ ‫أن يكون‬ ‫يجب‬ ‫أنه‬ ‫وكان يرى‬

‫الأمر مشتركا‬ ‫خلْتُ‬ ‫البسيطة‬ ‫من‬ ‫قدرُ أنملة‬ ‫أو!لغيرى‬ ‫لى‬ ‫لو كان‬

‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫ولقول‬

‫أمير مدؤَج‬ ‫فقير معرى أو‬ ‫وتحخه‬ ‫الشتاء‬ ‫لقد جاءنا هذا‬

‫مدح‬ ‫الزهد ‪ ،‬لىالى أن يقع فيما وقع فيه الصوفية من‬ ‫عيشة‬ ‫إيثار‬ ‫وقد دعاه هذا إلى‬

‫‪ ،‬ومما قاله فى‬ ‫ترضيهم‬ ‫القناعة ا!ى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولحملهم‬ ‫الفقراء آلامهم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ليخفف‬ ‫الفقر‬

‫الغنى‪:‬‬ ‫إيثار الفقر على‬

‫السزف‬ ‫به‪-‬‬ ‫مأمون‬ ‫افئقارك‬ ‫إن‬ ‫تبذره‬ ‫مِن مال‬ ‫أحمد‬ ‫والفقر‬

‫"‬ ‫؟‬ ‫‪ ،‬فيقول‬ ‫الرزق‬ ‫طلب‬ ‫فى‬ ‫ذم السعى‬ ‫فى‬ ‫فسلكهم‬ ‫الى أن يسلك‬ ‫س‬ ‫دعاه ذلك‬ ‫بل‬

‫وا‪-‬لمل(‪)1‬‬ ‫الالرف‬ ‫فوق‬ ‫والرمح‬ ‫بالسيف‬ ‫مجتهدا‬ ‫الفتى لابتغاء الرزق‬ ‫يسعىَ‬

‫كمل‬ ‫ومَن‬ ‫نَقص‬ ‫المقاديرُ من‬ ‫به‬ ‫أقام لؤافاه الذى ‪-‬سفحط‬ ‫ولو‬

‫؟َ‬ ‫ثم يْقول‬

‫غير مموّلط(‪)2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫فعاد‬ ‫الحريصُ‬ ‫وسعى‬ ‫بجَدِّهْ‬ ‫المقيمُ‬ ‫المال‬ ‫أحرز‬ ‫كم‬
‫‪%‬لا بعد‬ ‫المال لا تكون‬ ‫فى‬ ‫‪+3‬الاشتراكية‬ ‫لأ‬ ‫‪،‬‬ ‫إصلاحه‬ ‫ما ‪-‬حاول‬ ‫ابو العلاء بذلك‬ ‫فأفسد‬

‫جميفأ‬ ‫‪-‬وهم‬ ‫الشتاء عنينهم‬ ‫فيحل‬ ‫‪،‬‬ ‫فقراء‬ ‫كلهم‬ ‫"‬ ‫الناس‬ ‫المال عاش‬ ‫‪ ،‬ف!ذاكا!م يُجفع‬ ‫جمعه‬

‫مع‬ ‫تتهض‬ ‫أن‬ ‫الأمة يمكن‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫وكساة‬ ‫عراة‬ ‫وفيهمَ‬ ‫عليهم‬ ‫يحل‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫أسوأ‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫عراة‬

‫فيها غنَى!‬ ‫يكن‬ ‫الفقر ؤلم‬ ‫إذا عمها‬ ‫‪ ،‬وَلا يمكن !أن تنهض‬ ‫والفقر‬ ‫القتى‬ ‫وجود‬

‫!َ ‪-‬‬ ‫ا‬ ‫‪- :‬‬ ‫فمَال‬ ‫عاد‬ ‫ثم‬ ‫ء‬ ‫ظلمهم‬ ‫والأمراء‬ ‫االلوك‬ ‫؟على‬ ‫أنكر‬ ‫كما‬ ‫وهذا‬

‫‪-+‬‬ ‫السانى‬ ‫الماطر‬ ‫"مثل‬ ‫للارض‬ ‫فالملكُ‬ ‫"‬ ‫بطاعتها‬ ‫ولاسرها‬ ‫الملوك‬ ‫واخش‬

‫‪)-‬‬ ‫أو ‪-‬بفرساق‬ ‫برَجل‬ ‫حموك‬ ‫وكم‬ ‫به‬ ‫يعاش‬ ‫نفع‬ ‫فلفم‬ ‫إنْ يظنموا‬

‫‪-‬‬ ‫ء ‪-‬ا‬ ‫‪-‬‬ ‫غشَان‬ ‫فاْرسق أو أربا!‬ ‫اربابُ‬ ‫ومظلمةِ‬ ‫مِن جورِ‬ ‫قبل‬ ‫خلثْ‪-‬‬ ‫وهل‬ ‫‪-‬‬

‫‪-‬ء‪-‬‬ ‫‪!-‬‬ ‫‪--‬‬ ‫وَ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬

‫‪--03‬ا‬ ‫‪3‬‬ ‫لمْلأ‬ ‫‪-‬‬ ‫أظلم‬ ‫ضعفنا‬ ‫على‬ ‫ثنحن‬ ‫ك‬ ‫الملو‬ ‫أعاذلُ إنْ ظلمتْنا‬ ‫ا‬

‫‪/‬فنَْ‬ ‫‪-‬فيه صوخْ!ف‬ ‫‪-‬هذإ‪ .‬لضعف‬ ‫يكوق‬ ‫‪- ،‬وفد‬ ‫‪4‬‬ ‫شيأتى‬ ‫كما‬ ‫عليه‬ ‫مما حُفِل‬ ‫هذا‬ ‫يكون‬ ‫وقذ‬ ‫لاْ‬

‫ص‬ ‫"‬ ‫‪ "-.‬ص‪،-‬‬ ‫‪6+‬‬ ‫‪ْ:‬‬ ‫ص‬ ‫بها‬ ‫أخذ!ْ‬ ‫فى‬ ‫قالهْ‬ ‫ومما‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتقية‬ ‫يأخذ‬ ‫اكان‬ ‫ولهدا‬ ‫‪َ،‬‬ ‫له‬ ‫أذافم‬

‫‪،‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪!-‬ا‪-‬كا‬ ‫‪.‬‬ ‫جمخرّر‬ ‫‪-.7‬فألْت‬ ‫تفغل‬ ‫"وإن‬ ‫‪ْ-‬شطرأ‬ ‫"قعنثرأ‪ْ--‬‬ ‫دينك‬ ‫بكنه‬ ‫لا‪/‬تخبرن!"‬

‫‪ --‬ص‬ ‫‪--‬‬ ‫كامنأ ويقررء‪---‬‬ ‫يُظبهر‬ ‫والنطق‬ ‫أهله‬ ‫يكفى‬ ‫الصمت‬ ‫ف!ن‬ ‫واصمت‬

‫ا‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ر‬ ‫‪3‬‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫الكريم‬ ‫الفرس‬ ‫‪:‬ا‬ ‫الطرف‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫!بم‬ ‫"ت‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫س ‪-‬‬ ‫‪--‬‬ ‫"‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الحظ‬ ‫‪:‬‬ ‫الجد‬ ‫(‪)2‬‬

‫و‬ ‫‪153‬‬
‫حاله أثرها فى نجاته من‬ ‫ولزهده وضعف‬ ‫محبسيه‬ ‫منه ولكونه رهين‬ ‫التقية‬ ‫لهذه‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬كما حصل‬ ‫ويقبل شفاعته‬ ‫يقدره ويعظمه‬ ‫الملوك والأمراء ‪ ،‬بل كان بعضهم‬ ‫أولئك‬ ‫أذى‬

‫فسار‬ ‫المعرة‬ ‫على أهل‬ ‫‪ ،‬وكان قد غضب‬ ‫حلب‬ ‫بن مرداس صاحب‬ ‫من أسد الدولة صالح‬

‫‪ ،‬فخرج‬ ‫عنده‬ ‫لهم‬ ‫العلاء ليشفع‬ ‫أبى‬ ‫أهلها الى‬ ‫‪ ،‬ففزع‬ ‫رجلا‬ ‫أعيانها شعين‬ ‫من‬ ‫إليها واعتقل‬

‫قصيرأ يقوده رجل‪،‬‬ ‫فرأى شيخأ‬ ‫صالح‬ ‫ويده فى يد قائده ‪ ،‬وأبصره‬ ‫المدينة‬ ‫أبواب‬ ‫أحد‬ ‫من‬

‫الأمير‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫سلم‬ ‫يديه‬ ‫بين‬ ‫مثل‬ ‫فلما‬ ‫‪.‬‬ ‫به‬ ‫جيئونى‬ ‫‪،‬‬ ‫العلاء‬ ‫أبو‬ ‫هذا‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬

‫مَتنُه‬ ‫لان‬ ‫‪،‬‬ ‫القاطع‬ ‫إبراده ‪ ،‬أو كالسيف‬ ‫وطإب‬ ‫وسطُه‬ ‫قاظ‬ ‫كالنهار الماتع ؟‬ ‫الله بقاء؟ ‪-‬‬ ‫أطال‬

‫لاَ‬ ‫‪! :‬‬ ‫صالح‬ ‫فقال‬ ‫(‪)1‬‬ ‫أ‬ ‫الجَاهِلِينَ‬ ‫عَنِ‬ ‫نجُذ العفوَ وَأمُر بِانعُرف وَأغرِض‬ ‫أ‬ ‫حَذاه‬ ‫وخشن‬

‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫أبو العلاء وهو‬ ‫‪ ،‬فرجع‬ ‫وأهلها‬ ‫لكَالمعرة‬ ‫(‪ )2‬قد وهبت‬ ‫"‬ ‫اليَومَ‬ ‫عَلَيكُمُ‬ ‫تَثْرِيبَ‬

‫مُغضلِ‬ ‫داء‬ ‫يعافى كل‬ ‫رب‬ ‫من براثن صالح‬ ‫المعرةَ‬ ‫نَجى‬

‫تفضسل‬ ‫جناح‬ ‫ألحفهم‬ ‫اللّه‬ ‫بعوضة‬ ‫فيها جناح‬ ‫لى‬ ‫ما كان‬

‫فى‬ ‫التغالى‬ ‫على‬ ‫هذا من كان يطعن عليهم من رجال الدين ونحوهم‬ ‫وقد حمل‬

‫هذا‬ ‫لسانه تثبت إلحاده ورندقته ‪ ،‬ولم يتورع عن‬ ‫أشعار على‬ ‫أمره ‪ ،‬إلى أن استباحوا وضع‬

‫إلى‬ ‫يصلوا‬ ‫لم‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫دمه‬ ‫استباحة‬ ‫على‬ ‫والأمراء‬ ‫الملوك‬ ‫ليحملوا‬ ‫‪،‬‬ ‫تلامذته‬ ‫بعض‬

‫العلاء‬ ‫بأبى‬ ‫أنه اجتمع‬ ‫المنازى الشاعر‬ ‫حدث‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫الملوك والأمراء‬ ‫هؤلاء‬ ‫منه عند‬ ‫غرضهم‬

‫وأساءوا‬ ‫على‬ ‫فكذبوا‬ ‫قومى‬ ‫‪ :‬حسدنى‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫ويحكى‬ ‫عنك‬ ‫يروى‬ ‫الذى‬ ‫‪ :‬ما هذا‬ ‫له‬ ‫فقال‬

‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫الدنيا والآخرة‬ ‫لهم‬ ‫تركتَ‬ ‫وقد‬ ‫ماذا حسدوك‬ ‫على‬ ‫‪:‬‬ ‫المنارى له‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى‬

‫اللحم؟‬ ‫أكل‬ ‫من‬ ‫لمَ تمتنع‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫والله‬ ‫إى‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫الشيخ‬ ‫ايها‬ ‫ؤالاَخرة‬

‫إنه‬ ‫تقول‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫لعمرى‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫للحيوان‬ ‫رحمه‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫يثله‬ ‫من‬ ‫ولِمَ تلوم‬

‫فما‬ ‫‪،‬‬ ‫ويتعوضون‬ ‫اللحمان‬ ‫به عن‬ ‫ويتجرون‬ ‫‪،‬‬ ‫ما يثلون‬ ‫يجدون‬ ‫‪ ،‬إنهم‬ ‫الناس‬ ‫شره‬ ‫من‬

‫الناس والبهائم والطير‪،‬‬ ‫لا غذاء لها غير اللحوم من‬ ‫تقول فى السباع والجوارح التى خلقت‬

‫ذاك‬ ‫من‬ ‫لم يخلص‬ ‫به ‪ ،‬حتى‬ ‫به عنها ولا تتجزى‬ ‫تعتاض‬ ‫‪ ،‬ولا طعام‬ ‫ودمائها وعظامها‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫منه بخلقه‬ ‫بأراف‬ ‫أنت‬ ‫فما‬ ‫نحن‬ ‫نقوله‬ ‫لها الذى‬ ‫الخالق‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫الأرض‬ ‫حشرات‬

‫بأحذق‬ ‫‪ -‬فما أنت‬ ‫مذهبك‬ ‫الطبائع المحدثة لذاك ‪ -‬على‬ ‫منه فى تدبيره ‪ ،‬دهان كانت‬ ‫أحكم‬

‫وعقلك‬ ‫وعملك‬ ‫رأيك‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫تعطلها‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عملاَ‬ ‫‪ ،‬ولا أحكم‬ ‫صنعه‬ ‫‪ ،‬ولا أتقن‬ ‫منها‬

‫‪ .‬قال المنارى ‪ :‬فأمسك‪.‬‬ ‫عندها‬ ‫محسوس‬ ‫غير‬ ‫إيجادها(‪)3‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأنت‬ ‫منها وأرجح‬ ‫أوفى‬

‫‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫يوسف‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫لأعرا ف‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫الطباثع‪.‬‬ ‫أوجدته‬ ‫مما‬ ‫أى‬ ‫)‪(r‬‬

‫‪lof‬‬
‫وأساءوا‬ ‫على‬ ‫فكذبوا‬ ‫قومى‬ ‫‪ 9‬حسدنى‬ ‫العلاء‬ ‫أبى‬ ‫قول‬ ‫الحكاية‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫يهمنا‬ ‫لمانما‬

‫إليه‬ ‫ما نسبه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫إلحاده ورندقته‬ ‫ونثر يثبت‬ ‫شعر‬ ‫إليه من‬ ‫ما ينسب‬ ‫به كل‬ ‫! لنرفض‬ ‫إلى‬

‫‪ ،‬دان كان هذا هو‬ ‫بالحيوان‬ ‫اللحم رحمة‬ ‫كل‬ ‫أنه امتنع عن‬ ‫هذه الحكاية ‪ ،‬من‬ ‫المنازى فى‬

‫يمتنع عن‬ ‫أنه كان‬ ‫أرى‬ ‫دانى‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫أعداؤه‬ ‫عل!‬ ‫مما اختلقه‬ ‫هذا‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫عنه‬ ‫الشائع‬

‫به‬ ‫صرح‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬وهذا هو‬ ‫هذا شرغا‬ ‫فى‬ ‫بالحيوان ‪ ،‬ولا شىء‬ ‫اللحم زهداَ لا رحمة‬ ‫كل‬

‫الناس به ‪ ،‬وقد جاء هذا فى رثائه له‪،‬‬ ‫أعرف‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫بن همام‬ ‫على‬ ‫تلميذه أبو الحسن‬

‫‪:‬‬ ‫فقال‬

‫دما‬ ‫جفنى‬ ‫من‬ ‫اليويمِ‬ ‫أرقت‬ ‫فلقد‬ ‫زهادة‬ ‫تُرِقِ الدماء‬ ‫لم‬ ‫إنْ كنتَ‬

‫مدحه‪،‬‬ ‫ومن‬ ‫العلاء‬ ‫أَبا‬ ‫ذم‬ ‫مَن‬ ‫اعتبرت‬ ‫‪( :‬نى‬ ‫له‬ ‫رسالة‬ ‫فى‬ ‫العديم‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫وقد‬

‫لقيه هو المادح له‪.‬‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬ووجدتُ‬ ‫من ذمه لم يره ولا صحبه‬ ‫كل‬ ‫فوجدتُ‬

‫إثبات الولاية والكرامة له ‪ ،،‬ومما‬ ‫لأبى العلاء إلى حد‬ ‫يتعصب‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫ومن‬

‫فارشا ليقتله‪،‬‬ ‫خمسين‬ ‫لإحضاره‬ ‫‪ ،‬فجهز‬ ‫ان ح!ئاده أغروا به وزير حلب‬ ‫فى ذلك‬ ‫يحكون‬

‫‪ :‬إن‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫لذلك‬ ‫وتألموا‬ ‫اليه‬ ‫بنو عمه‬ ‫له بالمعرة ‪ ،‬فاجتمع‬ ‫مجلسِ‬ ‫أبو العلاء فى‬ ‫فأنزلهم‬

‫فارسا‬ ‫الخمسين‬ ‫على‬ ‫المجلس‬ ‫فوقع‬ ‫‪،‬‬ ‫الله تعالى‬ ‫ودعا‬ ‫قام فصلى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫ربا يمنعنى‬ ‫لى‬

‫‪.‬‬ ‫فمات‬ ‫الوزير بحلب‬ ‫الحمام على‬ ‫‪ ،‬ووقع‬ ‫فماتوا‬

‫يتعصب‬ ‫الحد ‪، ،‬من‬ ‫له إلى ذلك‬ ‫يتعصب‬ ‫بين من‬ ‫وسطا‬ ‫العلاء كان‬ ‫أَبا‬ ‫والحق أن‬

‫المؤاخذات فى‬ ‫من‬ ‫ما سبق‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫مجددا‬ ‫إلا مصلخا‬ ‫عليه إلى رميه بالإلحاد ‪ ،‬فلم يكن‬

‫أمره علىْ العامة‬ ‫‪ ،‬فشؤهوا‬ ‫الجمود عليهم‬ ‫كانوا قد غلب‬ ‫عصره‬ ‫أهل‬ ‫عليه ‪ ،‬ولكن‬ ‫ذلك‬

‫رجعيتهم‬ ‫فى‬ ‫إلى اَخر الشوط‬ ‫لشيروا‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫ذلك‬ ‫العامة قى‬ ‫وانقادت‬ ‫‪،‬‬ ‫وأشباههم‬

‫وجمودهم‪.‬‬

‫عليه أيضا ‪ ،‬ومنها نهيه فى غير‬ ‫تؤخذ‬ ‫غير ما سبق‬ ‫جمود‬ ‫وكان فى أبى العلاء نواحى‬

‫فى غير‬ ‫عنهن‬ ‫الحج‬ ‫الكتابة والقراءة ‪ ،‬ومنها إسقاطه‬ ‫الن!ماء‬ ‫تعليم‬ ‫لزومياته عن‬ ‫من‬ ‫موضع‬

‫من‬ ‫الى منعهن‬ ‫يىّكهـ)‬ ‫‪ ،‬وقد سبقته عاثشة‬ ‫مكة فى عصره‬ ‫أهل‬ ‫لزومياته لسوء حال‬ ‫من‬ ‫موضع‬

‫كتابى‪-‬‬ ‫فى‬ ‫جاء‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫هذا‬ ‫عليها‬ ‫ابن حزم‬ ‫الزينة ‪ ،‬فرد‬ ‫من‬ ‫أحدثنه‬ ‫لما‬ ‫المساجد‬ ‫فى‬ ‫الصلاة‬

‫فوائده‬ ‫يُحرمن‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الفساد‬ ‫لذلك‬ ‫أيضا‬ ‫الحج‬ ‫أبو العلاء يمنعهن‬ ‫فجاء‬ ‫‪-‬‬ ‫الاجتهاد‬ ‫ميدان‬ ‫فى‬

‫ذلك‪،‬‬ ‫بسبب‬ ‫تدهورن‬ ‫مما‬ ‫كثر‬ ‫‪ ،‬ليتدهورن‬ ‫المساجد‬ ‫فى‬ ‫فوائد الصلاة‬ ‫حُرمن‬ ‫كما‬ ‫الاجتماعية‬

‫‪ ،‬ويأمر‬ ‫المساجد‬ ‫فى‬ ‫الصلاة‬ ‫النساء من‬ ‫منع‬ ‫عاثث!ة فى‬ ‫رأى‬ ‫مثل‬ ‫أبو العلاء يرى‬ ‫وكان‬

‫اليه ‪ ،‬وهذا هو‬ ‫يخرجن‬ ‫مما‬ ‫ونحو"‬ ‫لذلك‬ ‫خروجهن‬ ‫الصلاة فيها ‪ ،‬وينهى عن‬ ‫عن‬ ‫بحخبهن‬

‫عليهن بأضيق معانيه‪.‬‬ ‫الحجاب الذى ضرب‬

‫‪155‬‬
‫‪.03-‬‬ ‫"‪-َ+‬‬ ‫)‪َ-:‬‬ ‫اص!‪-‬نرلك‬ ‫يه‬ ‫‪-‬‬ ‫لإمم!‬ ‫‪--‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫كالثريَّا‪.‬‬ ‫خنم!اء‪-‬مكسه‬ ‫أتت‬


‫فزقديها ‪!2‬‬ ‫المواطن‬ ‫وطت!!‪-‬محْتى‬

‫لديها‬ ‫!ا‪ /‬تحاوله‬ ‫ز‪ --‬لإلفما‬ ‫‪-‬ا‪-‬بمنزله!ا وصامت‬ ‫‪،‬بوءصلَّت‬

‫‪.‬كل‪-‬‬ ‫‪-‬خ‬ ‫إلىلا‪.‬يديفا‬ ‫اقوإإ!‬ ‫بى‬ ‫وأصا!‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،-‬‬ ‫ترمى‬ ‫إ!مرطتد‬ ‫جاءبت‬ ‫ولكى‬ ‫ص‬ ‫‪-‬ر‬ ‫*‬ ‫كل‬ ‫‪.‬‬ ‫لم‬

‫‪-ْ-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بمحْمدَيَها‬ ‫المقدير‪-‬‬ ‫الثه‬ ‫لاولا‪.‬‬ ‫‪-‬ص‬ ‫أتته‬ ‫محمدلا‪-‬في!ط‬ ‫‪ ،‬ولهس‬

‫فىص‬ ‫!‬
‫!‬ ‫‪-‬‬ ‫‪َْ1 3‬‬ ‫صسحد!هل‬ ‫أنضلَ‬ ‫إفبت!‬ ‫نبهنن‬ ‫‪-،‬‬ ‫‪.‬خود‪!----‬‬ ‫الصلو‪،‬ت‬ ‫‪3‬‬ ‫با ‪+‬ر!ا‪-‬مت‬ ‫‪4‬‬ ‫إذا‬ ‫ا‬ ‫دلم‬

‫ملحديها‬ ‫أفضل‬ ‫يظَن هناك‬ ‫خفيا‬ ‫فلا يفتأ مصَلاها‬

‫‪-‬‬ ‫‪--‬ص‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫‪، -‬‬ ‫رز‬ ‫‪3--‬‬ ‫"‬ ‫‪/‬‬ ‫‪،-‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫!!‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪----‬‬ ‫لىيضا‪--‬ة‬ ‫وقال‬

‫أ‬ ‫!‬ ‫ء‬ ‫‪5‬‬

‫لم‪/‬‬ ‫لت‪،‬ل! خ!‬ ‫‪63‬‬ ‫‪--‬لهـا‬ ‫ررخبم‬ ‫ابن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫ث‬ ‫‪.‬مودمه‪/‬‬ ‫احمره‬ ‫إلا‪!-.‬لسن‬ ‫!‪-23‬ح‬ ‫‪--،-‬ص‪-‬‬

‫‪ْ-‬‬ ‫‪-./‬‬ ‫ور‪-‬‬ ‫يه!لملفسم ‪5،-‬‬ ‫!!ئئْمع‬ ‫افَئَ‬ ‫نالمانه‬ ‫‪،/--‬إ‪-‬‬ ‫ل!‬ ‫طوأشيم‬ ‫ل!ها‬ ‫صنجيو‬ ‫فذلك‬

‫ته‬ ‫‪3‬فىلا‪!-‬زوْميا‬ ‫عذم‬ ‫‪.‬كثك‬ ‫بل‬ ‫*‬ ‫‪،-‬‬ ‫!ا!ننالمين‬ ‫د!ا&‬ ‫العلاعا نجئ ‪-‬عذاهجملئئً‬ ‫‪1‬‬ ‫أبع‬ ‫‪.‬‬ ‫تشد! يد‬ ‫كقتصر‬ ‫‪ ..--‬ولم‬
‫ار‬

‫حياة‬ ‫‪3‬‬ ‫من‬ ‫‪4‬‬ ‫ضه‬ ‫ص‬ ‫به‬ ‫أخذَ‪-‬‬ ‫بما!‬ ‫هذاْخأثر‬ ‫قئ‬ ‫و!ى‬ ‫ب‬ ‫جمفافمهم‬ ‫بهفقحالهلافى‬ ‫!وان!*لالن!لوى‬ ‫اجتماع‬

‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫‪--‬‬ ‫ء‬ ‫*‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لى‬ ‫‪-‬‬ ‫؟‬ ‫م!‬ ‫‪73‬‬ ‫بر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫‪-‬هـ!‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬ث‬ ‫‪-‬‬ ‫‪!3‬‬ ‫‪.‬ت‬ ‫‪،‬ء‬ ‫‪-‬‬ ‫ت‬ ‫‪--‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- -‬ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬ا‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫!أ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لم ‪3‬‬ ‫كا‬ ‫هـ‪-‬ء‬ ‫‪-‬ءكا‪-‬ص‬ ‫ى‬ ‫‪.‬‬ ‫الزهل!‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫"‪-‬‬ ‫‪-‬؟‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫؟ ‪-‬‬ ‫‪.- -‬‬ ‫‪-.‬ة‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪َ-‬‬ ‫‪--‬د‪-‬لا‬ ‫ط‪!-‬ي‬ ‫)‬ ‫م!*‬ ‫‪.‬‬ ‫‪*-‬‬ ‫‪-‬كا‬ ‫‪6‬‬ ‫!‪----‬ء‬ ‫!‪.-‬‬ ‫حت‪3‬‬ ‫‪َ،‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪--‬ءص‪،‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪ ،‬ت‬ ‫‪-.---‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪-/‬‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬ص‪-‬ا‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫س!‬ ‫س*ت‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬ ‫‪3-‬‬ ‫‪-!-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫هـ‪-‬ء‪-----.-‬‬ ‫*‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫عَ‪-‬‬ ‫ر"ث‬ ‫ث‬ ‫‪-‬لم‪-.‬‬ ‫لم‬ ‫!‬ ‫)‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ءَ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ر س‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬ا‬ ‫‪-‬‬ ‫ت‬ ‫!‬ ‫‪- /-‬‬ ‫‪!.‬‬ ‫ب‬ ‫‪-‬ير‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫)‬ ‫!ط‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ت‬ ‫‪..‬‬ ‫ء‬ ‫"‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬ا‬ ‫ء‬ ‫‪-‬‬ ‫!لم!‪ً-‬‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫اء‬ ‫هـ!‬ ‫ط‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪َ:‬‬ ‫‪+-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬ ‫‪-‬كا‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫لأ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪*-،‬لم‬ ‫‪،.‬لإ‪-‬ا‪/‬ء‬ ‫!‬ ‫بر‬ ‫ص‪/-‬‬ ‫ء‪9--‬‬ ‫ص‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ر!‬ ‫*‪-‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫هـلملا‪-‬‬ ‫‪-‬ط‬ ‫ا زر‬ ‫‪--.‬‬ ‫ا‬ ‫دكا‪-‬يمغ‬ ‫‪!-‬‬ ‫رر‬ ‫ب‬ ‫‪-.-3‬‬ ‫ص !‬ ‫‪"-‬ع‪-‬ء‪!"/-‬‬ ‫ا‬ ‫د‪".-‬أ‬ ‫‪.-/‬؟س*‬ ‫)‬ ‫‪-،-".‬ا‬ ‫د‪.‬‬

‫!‬ ‫‪!.-‬‬ ‫!ء‪-‬ء‬ ‫‪ً.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬ص‬ ‫ر‪.--‬طَ‬ ‫الم‬ ‫‪6‬‬ ‫كا‪--‬‬ ‫هـخ‪+.‬‬ ‫!‪-‬ثإ‪-.‬‬ ‫جم!‪.‬‬ ‫ص‬ ‫‪.،،:‬ء‪---‬‬ ‫أ‬ ‫هـ‪-.‬‬ ‫‪.3‬ى‬ ‫بى‪--‬‬ ‫ت‬ ‫ص‪-‬ء‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬جتسس؟‬

‫‪--‬ر!‪،‬‬ ‫!‪،-‬‬
‫‪-‬ط!‬

‫حيح‬

‫َ‪-‬كأا‬

‫ا‪-‬صه!‬ ‫دَس‬

‫‪ 6‬ة أر‬
‫القرن السادس‬ ‫المجددون فى‬

‫الهجرى‬ ‫القرن السادس‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫هذا‬ ‫ابتدأ‬ ‫م ‪ ،‬وقد‬ ‫إلى سنة ‪3012‬‬ ‫م‬ ‫سنة ‪7011‬‬ ‫من‬ ‫الهجرى‬ ‫يمتد القرن السادس‬

‫والدول‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن السابق‬ ‫أواخر‬ ‫بلاده فى‬ ‫من‬ ‫ما ضاع‬ ‫بضياع‬ ‫جريح‬ ‫القرن والاسلام‬

‫اعلى‬ ‫منقسمون‬ ‫‪ ،‬لا"ن ملوكها‬ ‫والمسلمين‬ ‫الإسلام‬ ‫أصاب‬ ‫الذى‬ ‫بهذا الجرح‬ ‫لا تشعر‬ ‫الإسلامية‬

‫رعيته ودينه‪،‬‬ ‫يهمه مصلحة‬ ‫مما‬ ‫اكثر‬ ‫نفسه وملكه‬ ‫منهم يهمه مصلحة‬ ‫واحد‬ ‫اْنفسهم ‪ ،‬وكل‬

‫ناشئة‬ ‫دول‬ ‫‪ ،‬وبين‬ ‫منها خير‬ ‫‪ ،‬فلا يرجى‬ ‫الأخير‬ ‫نفسها‬ ‫منتهية تلفظ‬ ‫بين دول‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وهى‬

‫دين أو غيره ‪.‬‬ ‫آخر من‬ ‫تثبيت ملكها ‪ ،‬ولا تلتفت إلى شىء‬ ‫شىء‬ ‫يهمها قبل كل‬

‫انفصلت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫السابق‬ ‫كالقرن‬ ‫واحدة‬ ‫دولة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لم تكن‬ ‫السلجوقية‬ ‫فالدولة‬

‫فى‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫أخذت‬ ‫بالمَوْصل ‪ ،‬وقد‬ ‫زنكى‬ ‫الدين‬ ‫‪ ،‬ك!رمارة عماد‬ ‫هنا وهناك‬ ‫منها الإمارات‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫"‪141‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪095‬‬ ‫سنة‬ ‫انقرضت‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫عنها‬ ‫الإمارات‬ ‫هذه‬ ‫انفصال‬ ‫بعد‬ ‫الضعف‬

‫الناصر العباسى‪.‬‬ ‫وكان هذا فى عهد‬

‫ملكها‬ ‫وك ان‬ ‫‪,‬‬ ‫بغداد‬ ‫فى‬ ‫السلجوقية‬ ‫الدولة‬ ‫مقام‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫الخوارزمية‬ ‫الدولة‬ ‫وأرادت‬

‫عليها‪،‬‬ ‫بغداد ليستولى‬ ‫وما وراء النهر ‪ ،‬فقصد‬ ‫بخراسان‬ ‫سلطانه‬ ‫شاه قد عظم‬ ‫خوارزم‬

‫عهد‬ ‫فى‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫كانت‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫ببغداد‬ ‫ص!اعادِة دارها‬ ‫ا‪-‬لسلطنة‬ ‫يطلب‬ ‫الناصر‬ ‫إلى‬ ‫وأرسل‬

‫حظ‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بلا‪ /‬جواب‬ ‫خوارزم‬ ‫الدار وردَّ رسول‬ ‫هذه‬ ‫الناصر‬ ‫فهدم‬ ‫‪،‬‬ ‫السلجوقيين‬

‫عنها‪،‬‬ ‫بلاده ‪-‬لبعده‬ ‫فى‬ ‫وطمعوا‬ ‫قَد تألبوا عليه‬ ‫الترك‬ ‫أمم‬ ‫أن‬ ‫شاه‬ ‫خوارزم‬ ‫بلغ‬ ‫أن‬ ‫الناصر‬

‫بلاده ‪.‬‬ ‫من‬ ‫العباسيين‬ ‫خطبة‬ ‫بغداد ‪ ،‬وقطع‬ ‫الاستيلاء على‬ ‫عن‬ ‫الى بلاده وانصرف‬ ‫فرجع‬

‫م‪،‬‬ ‫(‬ ‫‪I‬‬ ‫‪AY‬‬ ‫=‪A-‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪78‬‬ ‫سنة‬ ‫هذا‬ ‫ص‪ ،‬وكان‬ ‫الغزنموية‬ ‫أيضا! الدولة‬ ‫القرن‬ ‫ا‬ ‫هذإ‬ ‫فى‬ ‫وانتهت‬

‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1152‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪547‬‬ ‫سنة‬ ‫قبىَية ابتدت‬ ‫دولة‬ ‫وكانت‬ ‫؟‬ ‫الغورية‬ ‫الدولة‬ ‫مكانها‬ ‫فقامت‬

‫تبلغه ‪،‬دولة‬ ‫اببلاد ما لم‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫فتوح!اتها‬ ‫وبلغت‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد الهند‬ ‫فى‬ ‫بفتوحاتها‬ ‫ملكها‬ ‫اتسع‬

‫قبلها‪.‬‬ ‫إسلامية‬

‫هـ‪-‬‬ ‫‪552‬‬ ‫سنة‬ ‫انتهاؤها‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمغرب‬ ‫المرايطين‬ ‫دولة‬ ‫القرد!‬ ‫ص‬ ‫ا هذا‬ ‫فى‬ ‫انتهت!‬ ‫‪0‬‬ ‫وبهذلك‬

‫بولة‬ ‫لها‪ ،‬أيضِا‬ ‫ويقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الموحدين‬ ‫دولة‬ ‫والأندلس‬ ‫المغرب‬ ‫فى‬ ‫فخلفتها‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ا !‬ ‫صه‬ ‫‪7‬‬

‫‪157‬‬
‫هـ=‬ ‫بن تومَرت الملقب بالمهدى سنة ‪514‬‬ ‫الدولة التى أنشأها محمد‬ ‫بنى عبد المؤمن ‪ ،‬وهى‬

‫بالمشرق ‪،‬‬ ‫الفلسفة بالمغرب بعد أن حوربت‬ ‫علوم‬ ‫دولة قوية أحيت‬ ‫م ‪ ،‬وكانت‬ ‫‪0112‬‬

‫الحفبد وغيره من‬ ‫‪ ،‬مثل ابن رشد‬ ‫المشرق أن ينجبه فى عهدها‬ ‫الفلاسفة ما عجز‬ ‫من‬ ‫وأنجبت‬

‫بن عبد المؤمن ‪ ،‬وكان فى دولة الموحدين‬ ‫يوسف‬ ‫ملوكها أبو يعقوب‬ ‫أشهر‬ ‫فلاسفتها ‪ ،‬ومن‬

‫المأمون فى دولة العباسسين‪.‬‬ ‫ثبه‬

‫انتهاؤها سنة ( ‪ 5 67‬هـ=‬ ‫‪،‬وكان‬ ‫فى هذا القرن دولة الفاطميين بمصر‬ ‫اتهت‬ ‫وكذلك‬

‫أخذ‬ ‫فى‬ ‫الصليبيون بالشام قد طمعوا‬ ‫الدين الأيوبى ‪ ،‬وكان‬ ‫يد صلاح‬ ‫م ) على‬ ‫‪1171‬‬

‫الدين‬ ‫بن عماد‬ ‫نور الدين محمود‬ ‫ملوكها إلى السلطان‬ ‫آخر‬ ‫العاضد‬ ‫منها ‪ ،‬فأرسل‬ ‫مصر‬

‫أبيه ‪ ،‬وأخذ‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫ملكه‬ ‫‪ ،‬واتع‬ ‫موته‬ ‫اباه بعد‬ ‫قد خلف‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫به عليهم‬ ‫يستنجد‬ ‫زنكى‬

‫الدين‬ ‫أسد‬ ‫العاضد‬ ‫الى‬ ‫فأرسل‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫الخنناق‬ ‫ويضيِّق‬ ‫‪،‬‬ ‫ويغزوهم‬ ‫الصليبيين‬ ‫يناوىء‬

‫الدين يوسف‬ ‫ابن أخيه صلاح‬ ‫معه عدة أمراء يهم‬ ‫‪ ،‬وأرسل‬ ‫عساكره‬ ‫من‬ ‫فى عسكر‬ ‫شيركوه‬

‫هذا بأن‬ ‫على‬ ‫ع!نها ‪ ،‬فكافأه العاضد‬ ‫الصلييون‬ ‫رحل‬ ‫مصر‬ ‫شيركوه‬ ‫‪ ،‬فلما قارب‬ ‫ابن أيوب‬

‫الناصر‪،‬‬ ‫الملك‬ ‫ولفبه‬ ‫الوزارة مكانه‬ ‫الدين‬ ‫صلاح‬ ‫ابن أخيه‬ ‫ولى‬ ‫وزيراً له ‪ ،‬ولما مات‬ ‫جعله‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الدين‬ ‫إلى صلاح‬ ‫نور الدين محمود‬ ‫م ) أرسل‬ ‫‪1171‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪567‬‬ ‫سنة‬ ‫فلما كانت‬

‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بهذا أمر الدولة الفاطمية‬ ‫‪ ،‬فانتهى‬ ‫للعباسيين‬ ‫ويخطب‬ ‫بمصر‬ ‫الفاطم!ن‬ ‫خطبة‬ ‫يقطع‬

‫الحروب‬ ‫من‬ ‫صفحة‬ ‫به‬ ‫‪ ،‬وزالت‬ ‫الدولة العباسية‬ ‫السنة فى‬ ‫أهل‬ ‫ب!زاء معسكر‬ ‫للشيعة‬ ‫معسكرًا‬

‫بين أصحاب‬ ‫العداء الدينى‬ ‫الأمر على‬ ‫المذهبية ‪ ،‬واقتصر‬ ‫الخلافات‬ ‫بسبب‬ ‫الإسلام‬ ‫الدينية فى‬

‫المذاهب‪.‬‬ ‫هذه‬

‫فى الباطن لإنشاء‬ ‫يعمل‬ ‫الدين بمصر مُظهرأ الطاعة لنور الدين ‪ ،‬وهو‬ ‫صلاح‬ ‫ومكث‬

‫م ‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪1172‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪568‬‬ ‫سنة‬ ‫الغرب‬ ‫طرابلس‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ثم استولى‬ ‫دولة له بمصر‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الدين‬ ‫نور‬ ‫يلبث‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بلاد اليمن‬ ‫) وعلى‬ ‫بلاد أفريقية ( تونس‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫على‬ ‫استولى‬

‫حِمص‬ ‫على‬ ‫فاستولى‬ ‫الدين إلى دمشق‬ ‫صلاح‬ ‫‪ ،‬فسار‬ ‫م‬ ‫‪1173‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪956‬‬ ‫سنة‬ ‫مات‬

‫بهذا الدولة‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫مملكة نور الدين‬ ‫داخلة فى‬ ‫البلاد التى كانت‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬ ‫وحماة‬

‫من‬ ‫عنصر‬ ‫الكرد ‪ ،‬وهم‬ ‫الدين اول ملوكها من‬ ‫صلاح‬ ‫الدولة ‪ ،‬وكان‬ ‫هذه‬ ‫الأيوبية مكان‬

‫السياسة الإسلامية بالدولة الأيوبية ‪ ،‬وقد اخذ‬ ‫مسرح‬ ‫تظهر على‬ ‫العناصر المسلمة التى بدات‬

‫الدولة‬ ‫له هذه‬ ‫بعد أن صارت‬ ‫الشام‬ ‫الصليبيين من‬ ‫عاتقه (خراج‬ ‫الدين على‬ ‫صلاح‬

‫ملوك‬ ‫بعض‬ ‫الحروب‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫اشترك‬ ‫كثيرة ‪ ،‬وقد‬ ‫بينه وبينهم حروب‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫الواسعة‬

‫موضع‬ ‫‪ ،‬وجعله‬ ‫له ذكرأ حسنا‬ ‫البطولة فا خلد‬ ‫ضروب‬ ‫الدين من‬ ‫صلاح‬ ‫أوربا ‪ ،‬فأبدى‬

‫‪ ،‬وافتتاحه بيت‬ ‫بانتصاره عيهم‬ ‫الحروب‬ ‫هذه‬ ‫انتهت‬ ‫الصليبعِن والمسلمين ‪ ،‬وقد‬ ‫إعجاب‬

‫‪158‬‬
‫ما‬ ‫الإسلام ‪ ،‬واسترذَ المسلمون بعض‬ ‫بهذا جرح‬ ‫فالتأم‬ ‫م ‪،‬‬ ‫‪1187‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫المقدس سنة ‪583‬‬

‫هيبتهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫ضاع‬

‫مكانتهم العلمية ‪ ،‬بسبب‬ ‫هذا القرن يفقدون‬ ‫فى‬ ‫المشرق أخذوا‬ ‫المسلمين فى‬ ‫ولكن‬

‫السابق‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الغزالى‬ ‫عليها‬ ‫حملها‬ ‫التى‬ ‫بالحملة‬ ‫وتأثرهم‬ ‫الفلسفية‬ ‫للعلوم‬ ‫معاداتهم‬

‫‪ ،‬لأنهما كانا يتقربان للعامة‬ ‫الدين‬ ‫صلاح‬ ‫ودولة‬ ‫الدين‬ ‫نور‬ ‫دولة‬ ‫فى‬ ‫عليها‬ ‫حملة‬ ‫أشد‬ ‫وكانت‬

‫معروفون‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫الفقهاء والأشعرية‬ ‫الدين من‬ ‫لرجال‬ ‫قوى‬ ‫سلطان‬ ‫دوليهما‬ ‫فى‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫بالفلمفة‬ ‫يشتغل‬ ‫من‬ ‫دم كل‬ ‫‪ ،‬فاستباحوا‬ ‫الفلسفة‬ ‫لعلوم‬ ‫الشديد‬ ‫بعدائهم‬

‫‪ ،‬وأغروا به‬ ‫الدين السهرؤردى‬ ‫بضهاب‬ ‫المعروف‬ ‫بن حبش‬ ‫استباحوا دم أبى الفتح يحيى‬

‫والده بأنه يعتقد‬ ‫أخبر‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫حلب‬ ‫قلحة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فحبسه‬ ‫الدين‬ ‫صلاح‬ ‫السلطان‬ ‫بن‬ ‫الملك الظاهر‬

‫العلماء ب!باحة دمه‪.‬‬ ‫أن أفتى‬ ‫‪ ،‬فأمره بقتله بعد‬ ‫الفلاسفة‬ ‫مذهب‬

‫فى عهد‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬وذلك‬ ‫علوم‬ ‫نصرة‬ ‫المشرق فى‬ ‫هذا القرن محل‬ ‫المغرب فى‬ ‫فحل‬

‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫برقة‬ ‫إلى‬ ‫المحيط‬ ‫البحر‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫بلاد المغرب‬ ‫لها جميع‬ ‫التى دان‬ ‫الموحًدين‬ ‫دولة‬

‫هذه‬ ‫بن عبد المؤمن كان فى‬ ‫يوسف‬ ‫يعقوب‬ ‫أبا‬ ‫أن الملك‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأندلس‬ ‫جزيرة‬ ‫من‬

‫الأدب‬ ‫علوم‬ ‫القرآن الكريم ‪ ،‬ويعرت‬ ‫يحفظ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بنى العباس‬ ‫المأمون من‬ ‫الدولة مثل‬

‫كتب‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وجمع‬ ‫بعلم الطب‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وبدأ من‬ ‫الحكمة‬ ‫إلى علوم‬ ‫‪ ،‬ثم طمح‬ ‫والحديث‬

‫مثل‬ ‫الفلاسفة‬ ‫فيه من‬ ‫‪ ،‬وظهر‬ ‫عهده‬ ‫الفلسفة فى‬ ‫علوم‬ ‫الحكمة شيئا كثيرأ ‪ ،‬فاردهرت‬

‫ابنه أبو يوسف‬ ‫بعده‬ ‫‪ ،‬فقام بالملك‬ ‫م‬ ‫‪1162‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪558‬‬ ‫سنة‬ ‫تُوُفى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وغيره‬ ‫ابن رُشد‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الفقهاء‬ ‫الفقه ‪ ،‬ونهى‬ ‫فروع‬ ‫أن أمر برفض‬ ‫إصلاحاته‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫بالمنصور‬ ‫الملفب‬ ‫يعقوب‬

‫المتقدمين‪،‬‬ ‫المجتهدين‬ ‫أحداً من‬ ‫يقلدوا‬ ‫أن‬ ‫عليهم‬ ‫النبوية ‪ ،‬وحرتم‬ ‫وال!نة‬ ‫يُعنوا إلا بالكتاب‬

‫الظاهرية‬ ‫نال مذهب‬ ‫لغيرهنم ‪ ،‬وقد‬ ‫تقليد‬ ‫غبر‬ ‫من‬ ‫اليه اجتهادهم‬ ‫بما يؤدى‬ ‫أحكامهم‬ ‫تكون‬ ‫بل‬

‫عند‬ ‫إليه الفلسفة فى عهدهم‬ ‫بيان مقدار ما وصلت‬ ‫التقدير في هذه الدولة ‪،‬وسيأتى‬ ‫كثيرأ من‬

‫لها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الإسلامية‬ ‫إليه الفلسفة‬ ‫ما وصلت‬ ‫أرقى‬ ‫فلسفته‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ابن رُشد‬ ‫على‬ ‫الكلام‬

‫تقدير الفلسفة فى دولة الموحدين‬ ‫الفلسفة فى أوربا‪ ،‬ولكن‬ ‫غيرها فى نهضة‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫الفضل‬

‫بن عبد المؤمن‪.‬‬ ‫من قدرها بعد يوسف‬ ‫ملوكها‬ ‫من‬ ‫العهد ‪،‬لأنه لم يوجد‬ ‫كان قصير‬

‫بها ‪ ،‬لأن‬ ‫الرجعية التى أصيوا‬ ‫النكسات‬ ‫فى هذا القرن أشد‬ ‫التصوف‬ ‫نك!ة‬ ‫وكانت‬

‫السابق‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫الصوفية‬ ‫فيه الخانقاهات‬ ‫‪ ،‬فانتشرت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫استفحل‬ ‫شأنه‬

‫للتبرك‬ ‫السابقين‬ ‫الصوفية‬ ‫قبور‬ ‫‪ ،‬ويزورون‬ ‫والنذور‬ ‫بالزيارات‬ ‫أصحابها‬ ‫يقصدون‬ ‫الناص‬ ‫وصار‬

‫من أصحابها‪.‬‬ ‫قضاء الحاجات‬ ‫بها ‪ ،‬ولطلب‬

‫قطبين من أقطابه الأربعة‬ ‫فى هذا القرن ظهور‬ ‫التصوف‬ ‫شأن‬ ‫استفحال‬ ‫على‬ ‫ومما ساعد‬

‫‪915‬‬
‫الْجيلى العلوى‬ ‫‪ ،‬وهما الشيخ عبد القادر بن موسى‬ ‫الذين افتق المسلمون بهم بعد ظهورهم‬

‫المتوفى‬ ‫الرفاعى‬ ‫الحسين‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫‪ ،‬والشيخ‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪561‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫الطالبى‬

‫بنى رفاعة‪.‬‬ ‫عربية تسمى‬ ‫قبيلة‬ ‫إلى‬ ‫م ‪ ،‬وينسب‬ ‫‪1174‬‬ ‫هـ!‬ ‫‪057‬‬ ‫سنة‬

‫أتاه‬ ‫عهده‬ ‫هذا القرن أن الملك العباسى فى‬ ‫شأنه فى‬ ‫عظمة‬ ‫فأما الجيلى فقد بلغ من‬

‫منها‬ ‫‪ ،‬ولا يخرج‬ ‫معه‬ ‫أحداَ أن يدخلها‬ ‫ولا يمكن‬ ‫خلوته‬ ‫به ليلاً ‪ ،‬وَكان يدخل‬ ‫يريد الاجتماع‬

‫قطُّ‬ ‫لأحد‬ ‫لا يقوم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫هذا"الوقت‬ ‫به إلى‬ ‫له الاجتماع‬ ‫يتيسر‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫الفجر‬ ‫طلوع‬ ‫إلا عند‬

‫الجلوس‬ ‫يرى‬ ‫‪ ،‬لا"نه كان‬ ‫سلطان‬ ‫ولا‬ ‫ورير‬ ‫بباب‬ ‫قط‬ ‫يلمَّ‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الدولة‬ ‫وأعيان‬ ‫العظماء‬ ‫من‬

‫أو وزير‬ ‫للفق!ير ‪ ،‬ف!ذا جاءه ملك‬ ‫المعجلة‬ ‫الحقوبات‬ ‫داناهم من‬ ‫بسماط الملوك ومن‬ ‫على‬

‫من‬ ‫هذا‬ ‫فأين‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقراء‬ ‫أعين‬ ‫فى‬ ‫‪- ،‬إعزاراَ للطريق‬ ‫له‬ ‫لا يقوم‬ ‫حتى‬ ‫‪.‬‬ ‫يخرج‬ ‫الدار ثم‬ ‫يدخل‬

‫‪.‬‬ ‫الإنكار عليهم ؟‬ ‫خوفأ من‬ ‫كانوا يتسترون بتصوفهم‬ ‫الصوفية حين‬ ‫حال‬

‫إلا ركبه‪،‬‬ ‫هولأ‬ ‫يترك‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الشديدة‬ ‫بدء أمره بالمجاهدات‬ ‫فى‬ ‫نفسه‬ ‫ا!ي!لى‬ ‫أخذ‬ ‫وقد‬

‫‪،‬‬ ‫وغيره‬ ‫الشوك‬ ‫حافيأ فى‬ ‫خُريقة ‪ ،‬ويمشى‬ ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويضع‬ ‫صوت‬ ‫جبة‬ ‫يلبس‬ ‫وك!انكا‬

‫الحال‬ ‫طرقه‬ ‫الخس! ‪ ،‬ولم يزل عالى هذا حتى‬ ‫وقمامة البقل وورق‬ ‫الشوك‬ ‫ويق!تات بخرنوب‬

‫إلى البيمارستان ‪ ،‬ودنا‬ ‫حمل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والجنون‬ ‫‪ ،‬ويتظاهر بالخرس‬ ‫وجهه‬ ‫يهيم على‬ ‫وأخذ‬

‫ثلاثة عشر‬ ‫الإسلام يعرف‬ ‫الأمور التى تأباها سماحهْ‬ ‫هذه‬ ‫الموت ‪+‬؟ ولكنه كان مع‬ ‫من‬

‫رسأ‬ ‫‪3‬‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ودرسأ‬ ‫التفسير‬ ‫من‬ ‫درسأ‬ ‫مدوسته‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫يقرؤون‬ ‫‪ ،‬وكانوأ‬ ‫علضا‬

‫وعلوم‬ ‫التفسير‬ ‫الن!هار‬ ‫طرفى‬ ‫عليه‬ ‫يقرؤون‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلاف‬ ‫من‬ ‫ودوسا‬ ‫‪،‬‬ ‫المذهب‬ ‫من‬

‫يقرأ القرآن بالقراءات بعد الظهر"‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫و!لنحو‬ ‫والأصول‬ ‫والخلاف‬ ‫وابذهب‬ ‫الحديث‬

‫دعاوى‬ ‫التغالى فى‬ ‫لم يمنعه من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫وابن حنبل‬ ‫الشافعى‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫ويفتى‬

‫يأخذ‬ ‫من‬ ‫رمنه‬ ‫فى‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحلاج‬ ‫الحسين‬ ‫عثر‬ ‫لم‬ ‫‪:‬‬ ‫يفولهْفيها‬ ‫‪ ،‬ومما كان‬ ‫الصوفية‬

‫إلى يوم القيامة ‪ ،‬آخذ‬ ‫ومحبى‬ ‫ومريدى‬ ‫اْصحابى‬ ‫عثر مركوبه من‬ ‫من‬ ‫بيده ‪ ،‬وأنا لكل‬

‫الحلاج‬ ‫على‬ ‫ينكر‬ ‫" فلم‬ ‫إلخ‬ ‫إلخ‬ ‫‪. . .‬‬ ‫منصوب‬ ‫ورعحى‬ ‫‪،‬‬ ‫مسرج‬ ‫‪ ،‬يا هذاَفرصى‬ ‫ييده‬

‫والاتحاد وليحدة‬ ‫الحلول‬ ‫دعوى‬ ‫رهى‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫بالجهر‬ ‫عثرته‬ ‫عليه‬ ‫‪! ،‬انما أخذ‬ ‫سبق‬ ‫فيما‬ ‫دعواه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الوجود‬

‫الدعاوى‬ ‫تلك‬ ‫له مثل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الناس‬ ‫المنزلة عند‬ ‫هذه‬ ‫‪-‬ففد بلغ أيضًا مثل‬ ‫وأما الرفاصى‬

‫الله‬ ‫من‬ ‫القرب‬ ‫محل‬ ‫بلغ‬ ‫الأحوال‬ ‫من‬ ‫إزا تمكن‬ ‫العبد‬ ‫! إن‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫ذلك‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة‬

‫برجله ‪، -‬‬ ‫كالخلخا‪-‬ل‬ ‫الأرضونه‬ ‫وصارت‬ ‫‪،‬‬ ‫السبع‬ ‫للسماوات‬ ‫خارقة‬ ‫همته‬ ‫وصارت‬ ‫‪،‬‬ ‫تعالى‬

‫يرضئ‬ ‫الحق تعالى‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫شىء‬ ‫‪ ،‬لا يعجزه‬ ‫الحق جلَّ وعلا‬ ‫صفات‬ ‫صفةً من‬ ‫وصار‬

‫‪:‬‬ ‫المقامات‬ ‫أعلى‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫المريد الذى‬ ‫أيضَا قوله ‪.‬فى‬ ‫‪ ، !-‬ومنها‬ ‫لسخطه‬ ‫‪ ،-‬ويسخط‬ ‫لرضاه‬

‫‪016‬‬
‫فى‬ ‫غرق‬ ‫عميق‬ ‫‪ ،‬لأنه بحر‬ ‫الخلائق‬ ‫عقول‬ ‫لا يسعه‬ ‫بكلام‬ ‫الله تعالى‬ ‫عن‬ ‫يتكلم‬ ‫‪ . .‬وهناك‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫غيرهم‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فضلاً‬ ‫العلماء والصلحاء‬ ‫من‬ ‫به ايمان جماعة‬ ‫‪ ،‬وذهب‬ ‫كثير‬ ‫خلق‬ ‫ساحله‬

‫‪:‬‬ ‫يطيرها عنه ‪ ،‬ولقول‬ ‫لا يطيرها ‪ ،‬ولا يدع أحد‬ ‫بعوضة‬ ‫جسمه‬ ‫على‬ ‫جلس‬ ‫إذا‬ ‫وكان‬

‫؟‬ ‫لقيه بالسلام‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫لها " وجمان يبتدىء‬ ‫تعالى‬ ‫الحق‬ ‫قسمه‬ ‫الدم الذى‬ ‫من‬ ‫تشرب‬ ‫ة دعوها‬

‫ذلك‪،‬‬ ‫له فى‬ ‫‪ ،‬فقيل‬ ‫صباحا‬ ‫‪ :‬أنعم‬ ‫له‬ ‫يقول‬ ‫خنزيرا‬ ‫لىاذا رأى‬ ‫واْلأنعام ‪،‬‬ ‫الكلاب‬ ‫حتى‬

‫أفعاله وأقواله‪.‬‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫! إلى‬ ‫الجميل‬ ‫نفسى‬ ‫‪ :‬أ أعود‬ ‫فقال‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫أصحابه‬ ‫على‬ ‫الإنكار‬ ‫الناس‬ ‫تهيب‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫المبلغ فى‬ ‫هذا‬ ‫التصوف‬ ‫ولما بلغ‬

‫الإنكار‬ ‫تهيمب‬ ‫فى‬ ‫لها أثرها‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫الإنكار‬ ‫تجرأ على‬ ‫عمن‬ ‫كثيرة‬ ‫حكايات‬ ‫حكوا‬

‫‪ ،‬ولو بلغ فى مخالفة الثمرع ما‬ ‫منهم‬ ‫ما يصدر‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫التغاضى‬ ‫الناس ‪ ،‬وفى‬ ‫عليهم من‬

‫أذِكياء‬ ‫مائة فقيه من‬ ‫الاَفاق اجتمع‬ ‫فى‬ ‫الجيلى‬ ‫اشتهر‬ ‫لما‬ ‫أنه‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫حكاياثهم‬ ‫فمن‬ ‫‪،‬‬ ‫بلغ‬

‫فيها‪،‬‬ ‫ليمتحنه‬ ‫مسائل‬ ‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫جمع‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫إليه ليمتحنوه‬ ‫‪ ،‬وذهبوا‬ ‫بغداد‬

‫على‬ ‫نور ‪ ،‬فمرت‬ ‫بارقة من‬ ‫صدره‬ ‫من‬ ‫الجيلى ‪ ،‬فظهرت‬ ‫أطرق‬ ‫فلما استقر بهم المجلس‬

‫‪ ،‬ومزقوا‬ ‫واحدة‬ ‫صيحة‬ ‫وصاحوا‬ ‫‪ ،‬فبهتوا واضطربوا‬ ‫قلوبهم‬ ‫ما فى‬ ‫فمحت‬ ‫صدورهم‬

‫عما كان عندهم‪،‬‬ ‫فأجاب‬ ‫الكرسى‬ ‫الجيلى على‬ ‫‪ ،‬ثم صعد‬ ‫أجسامهم‬ ‫ثيابهم ‪ ،‬وكشفوا‬

‫إلى الرفاعى كتابا‬ ‫أن الشيخ إبراهيم البستى كتب‬ ‫فى ذلك‬ ‫حكاياتهم‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫فاعترفوا بفضله‬

‫الخ‬ ‫‪. . .‬‬ ‫والنساء‬ ‫الرجال‬ ‫ب!ن‬ ‫جمع‬ ‫يا من‬ ‫‪،‬‬ ‫مبتدع‬ ‫اى‬ ‫‪،‬‬ ‫دجال‬ ‫أىْ‬ ‫‪،‬‬ ‫أعور‬ ‫أىْ‬ ‫‪:‬‬ ‫فيه‬ ‫جاء‬

‫أنشد‪:‬‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫خيرا‬ ‫الله عنى‬ ‫جزاه‬ ‫‪،‬‬ ‫قال‬ ‫فيما‬ ‫صدق‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫قرأه‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫الخ‬

‫مريب‬ ‫غير‬ ‫اللّه‬ ‫عند‬ ‫إذا كنتُ‬ ‫بريبة‬ ‫زمانى‬ ‫أبالى من‬ ‫فلستُ‬

‫أين‬ ‫يعرفوا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫المغنى ‪ ،‬فلما قرأه هام‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫جوابا‬ ‫الشتى‬ ‫إلى‬ ‫وكتب‬

‫‪.‬‬ ‫إ!‬ ‫ذهب‬

‫فى دفع‬ ‫من أحوالهم‬ ‫لا يمد‬ ‫بما‬ ‫الصوفية المسلمين فى هذا القرن‬ ‫أولئك‬ ‫شغل‬ ‫وهكذا‬

‫أمر الدنيا ‪ ،‬ليهيئوا لأعدائهم‬ ‫إهمال‬ ‫اليه من‬ ‫ما يدّعونهم‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فانصرفوا‬ ‫بهم‬ ‫المحدق‬ ‫الخطر‬

‫الغفلة التى ضربها‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫بلادهم‬ ‫على‬ ‫الا!تلاء‬ ‫أمر‬ ‫‪ ،‬وشمهِّلوا لهم‬ ‫الاستئلار بها دونهم‬

‫ذلك‬ ‫القرن لخطر‬ ‫هذا‬ ‫المسلمين فى‬ ‫من‬ ‫هذا لم يتنبه أحد‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫عيهم‬ ‫التصوت‬ ‫ذلك‬

‫أبا الفرج‬ ‫الدين‬ ‫إلا جمال‬ ‫اللهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بينهم‬ ‫الرواج‬ ‫ذلك‬ ‫أمره‬ ‫راج‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫التصوف‬

‫التصوف‬ ‫على‬ ‫الإنكار‬ ‫فى‬ ‫‪،‬‬ ‫إبليس‬ ‫تلبش!‬ ‫(‬ ‫كتابه‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الف‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الجوزى‬

‫اندفاعهم فى‬ ‫عن‬ ‫المسلمين‬ ‫واد ‪ ،‬فلم تصرف‬ ‫فى‬ ‫صرنجة‬ ‫كأنها‬ ‫‪ ،‬ولكنها كانت‬ ‫وأصحابه‬

‫الإسلام‬ ‫صار‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أيما التباس‬ ‫بالاسلام‬ ‫التبس‬ ‫قد‬ ‫الغزالى‬ ‫بعد‬ ‫التصوت‬ ‫التيه ‪ ،‬لأن‬ ‫ذلك‬

‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫العقيدة‬ ‫أشعرى‬ ‫الغزالى‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫مدنى‬ ‫دين‬ ‫أصله‬ ‫أنه فى‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫به دينَا صوفئا‬

‫‪161‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪11‬‬
‫نظرة الغزالى‬ ‫المسلمين ‪ ،‬نظروا إلى التصوف‬ ‫بها جمهور‬ ‫وأخذ‬ ‫عقيدة الأشعرى‬ ‫انتصرت‬

‫يعادون‬ ‫الغالب‬ ‫كانوا فى‬ ‫الحنابلة ؟ لأنهم‬ ‫من‬ ‫وكيره‬ ‫الجوزى‬ ‫الفرج‬ ‫لأبى‬ ‫يسمعوا‬ ‫اليه ‪ ،‬ولم‬

‫من أهل السنة‪.‬‬ ‫السلف‬ ‫فى العقائد بمذهب‬ ‫‪،‬ويأخذون‬ ‫الأشعرى‬ ‫مذهب‬

‫نفس‬ ‫الصليبية‬ ‫الحروب‬ ‫الغربية من‬ ‫به شعوبها‬ ‫ما قامت‬ ‫ف!ن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أما أوربا فى‬

‫بعض‬ ‫تسترد‬ ‫أن‬ ‫فأمكنها‬ ‫‪،‬‬ ‫عنها‬ ‫المسلمين‬ ‫لأنه شغل‬ ‫؟‬ ‫فيها‬ ‫الشرقية‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫عن‬ ‫شيئا‬

‫قوية‬ ‫دول‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫المسلمون‬ ‫البلاد التى أخذها‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬وتستعيد‬ ‫قوتها‬

‫الصليبيين‬ ‫من‬ ‫الشام‬ ‫بفتح‬ ‫الديق‬ ‫وانجلترا ‪ ،‬فلما قام صلاح‬ ‫وفرنسا‬ ‫جرمانيا‬ ‫بأوربا الغربية فى‬

‫بينهم وبينه حروب‬ ‫لحربه ‪ ،‬فوقعت‬ ‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫ملوك‬ ‫سار‬ ‫المقدس‬ ‫بيت‬ ‫على‬ ‫والاشيلاء‬

‫الراسخ‪،‬‬ ‫كالطود‬ ‫لهم‬ ‫ثبت‬ ‫الدين‬ ‫صلاح‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫والهزيمة‬ ‫فيها النصر‬ ‫تبادلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشام‬ ‫شديدة‬

‫بالثمام للملمين‬ ‫بقاياهم‬ ‫ويتركوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بلادهم‬ ‫إلى‬ ‫ويعودوا‬ ‫يصالحوه‬ ‫أن‬ ‫اضطرهم‬ ‫أن‬ ‫إلى‪.‬لا‬

‫الكنيسة فى أوربا ‪ ،‬لمادكان‬ ‫رجال‬ ‫بتأثير‬ ‫قامت‬ ‫أن هذه الحروب‬ ‫‪ ،‬وقد سبق‬ ‫عيهم‬ ‫يقضون‬

‫الاستعمارية التى شنوها‬ ‫الحروب‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫أوقعوهم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫شعوبها‬ ‫السيطرة على‬ ‫لهم من‬

‫ثانئا‪.‬‬ ‫عيهم‬ ‫فار المسلمون‬ ‫ثم‬ ‫أو‪،،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬ففاروا فيها على‬ ‫الدين‬ ‫باسم‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬

‫كانت‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫منها فى‬ ‫أحسن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا العلمية فى‬ ‫حال‬ ‫وكانت‬

‫أوربا‬ ‫أمم‬ ‫لاتصال‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الفضل‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الاسلامية‬ ‫العلمية‬ ‫الحركة‬ ‫وراء‬ ‫تسير‬ ‫لا تزال‬

‫الثانى ملك‬ ‫روجر‬ ‫من‬ ‫ما حصل‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الصليبية وغيرها‬ ‫الحروب‬ ‫بالمسلمين فى‬

‫منه‪،‬‬ ‫علماء المسلمين وفلاسقهم‬ ‫الأول فى تقريب‬ ‫روجر‬ ‫أبيه‬ ‫طريق‬ ‫؟ ف!نه سار على‬ ‫صقلية‬

‫جغرافصٌ‬ ‫‪ ،‬وكان اعظم‬ ‫بلاد المغرب إلى صقلية‬ ‫من‬ ‫الإدرايسى‬ ‫استقدم الريف‬ ‫الذى‬ ‫وهو‬

‫الفن‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬لينتفع به فى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫العالم فى‬

‫كثيرة فى‬ ‫كتب‬ ‫‪ ،‬ونقلت‬ ‫النهوض‬ ‫أوربا بعض‬ ‫الحركة الأدبية والعلمية فى‬ ‫فنهضت‬

‫‪ ،‬فظهر‬ ‫والترجمة‬ ‫النقل‬ ‫بحركة‬ ‫النهضة‬ ‫هذه‬ ‫ابتدأت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫اللاتينية‬ ‫العربية إلى‬ ‫من‬ ‫الفلسفة‬

‫‪،‬‬ ‫الانجليزى‬ ‫بث‬ ‫أوف‬ ‫أديلار (‬ ‫مثل‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة‬ ‫درجة‬ ‫إلى‬ ‫لا يصلون‬ ‫مترجمون‬ ‫فيها‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫الصقلى‬ ‫أرسيب‬ ‫وهنرى‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيطالى‬ ‫كريمونا‬ ‫دى‬ ‫‪ ،‬وجيراردو‬ ‫الأسبانى‬ ‫وجنديسالفى‬

‫الموجودات‬ ‫‪ ،‬وكان ‪.‬برنار يفسر‬ ‫الفرنسِن‬ ‫تييرى‬ ‫وأخيه‬ ‫شارتر‬ ‫برناردى‬ ‫مثل‬ ‫فيها فلاسفة‬ ‫ظهر‬

‫مثالها‬ ‫الثه على‬ ‫خلق‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫والمثُل القديمة‬ ‫‪،‬‬ ‫العدم‬ ‫من‬ ‫المخلوقة‬ ‫والمادة‬ ‫‪،‬‬ ‫الثه‬ ‫‪:‬‬ ‫ثلاثة‬ ‫بأصول‬

‫وأرسطو‬ ‫افلاطون‬ ‫بين‬ ‫يوفًق‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫مضطربة‬ ‫كتلة‬ ‫كانت‬ ‫التى‬ ‫بالمادة الأولى‬ ‫اتحدت‬ ‫صورا‬

‫التوراة بالمعانى‬ ‫من‬ ‫التكوين‬ ‫سفر‬ ‫يشرح‬ ‫تييرى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزيئات‬ ‫فى‬ ‫الصور‬ ‫بوضعه‬

‫الأولى‬ ‫الثلاثة‬ ‫المعانى‬ ‫ويرد‬ ‫‪،‬‬ ‫والعناصر‬ ‫الكلية‬ ‫والنفس‬ ‫والمثل‬ ‫الصانع‬ ‫‪:‬‬ ‫الأربعة‬ ‫الأفلاطونية‬

‫ابعلة الصورية‪،‬‬ ‫هو‬ ‫والله الابن‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاعلية‬ ‫العلة‬ ‫هو‬ ‫فالثه الأب‬ ‫الأقاليم الثلاثة ‪،‬‬ ‫الى‬

‫?‬ ‫‪lv‬‬
‫من‬ ‫يجعل‬ ‫العلة المادية ‪ ،‬ولكنه‬ ‫الأربعة فهى‬ ‫العلة الغائية ‪ ،‬أما العناصر‬ ‫هو‬ ‫القدس‬ ‫والروح‬

‫بها المادة ‪.‬‬ ‫التى تصؤَر‬ ‫الكلية أو قوة الصانع‬ ‫النفس‬ ‫القدس‬ ‫الروح‬

‫فى‬ ‫بالأخلاق‬ ‫المشتغلين‬ ‫أعظم‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫أبيلار الفرنسى‬ ‫الفلاسفة‬ ‫هؤلاء‬ ‫!ومن‬

‫المسألة الخلقية إلى‬ ‫وأرجع‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعقل‬ ‫تُعرف‬ ‫المسيحية‬ ‫الأخلاق‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫ذهب‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫عهده‬

‫موروثة‬ ‫خطيئة‬ ‫هناك‬ ‫أن يكون‬ ‫‪ ،‬وأنكر‬ ‫أن الخطيئة شخصية‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫والنية ‪ ،‬ورتب‬ ‫الضمير‬

‫الكنيسة‪.‬‬ ‫ترى‬ ‫اَدم كما‬ ‫عن‬

‫قاطعة ملزمة‪،‬‬ ‫أن الحجة القلية ليست‬ ‫‪ ،‬وكان يرى‬ ‫ليل الفرنسى‬ ‫الان دى‬ ‫ومنهم‬

‫صورة‬ ‫إلى أن الدليل العقلى فى كمل‬ ‫الحجة العقلية ‪ ،‬وقد ذهب‬ ‫التعويل على‬ ‫فلا بد من‬

‫أن غاية أولئك‬ ‫يدل على‬ ‫فى الفلسفة ‪ ،‬وهو‬ ‫فيه جديد‬ ‫هذا ليى‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫هو الدليل الرياضى‬

‫والدين‪.‬‬ ‫التوفيق بين الفلسفة‬ ‫على‬ ‫كانوا يعملون‬ ‫دينية ‪ ،‬لأنهم‬ ‫كانت‬ ‫الفلاسفة‬

‫بين شعوبها‬ ‫طائفة‬ ‫بظهور‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫على‬ ‫امتازت‬ ‫أوربا قد‬ ‫ولكن‬

‫طبقة‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫الدين والفلاحين‬ ‫ورجال‬ ‫الاشراف‬ ‫طبقات‬ ‫إلى جانب‬ ‫طبقة جديدة‬ ‫ألفت‬

‫فى‬ ‫أوربا ‪ ،‬وبعثت‬ ‫ملوك‬ ‫امتيازات من‬ ‫على‬ ‫‪( -‬ذ حصلت‬ ‫الطبقة الوسطى‬ ‫البرجوازية ‪-‬‬

‫تنشيط‬ ‫أفرادها فى‬ ‫البلاد ‪ ،‬وتنافس‬ ‫فى‬ ‫الترف‬ ‫‪ ،‬وأذاعت‬ ‫الحرية الشخصية‬ ‫إلى‬ ‫نزوعا‬ ‫شعوبها‬

‫‪.‬‬ ‫الفنون‬

‫الرعية‬ ‫وطبقة‬ ‫‪،‬‬ ‫إليهم‬ ‫ومَن‬ ‫المستبدين‬ ‫الحكام‬ ‫إلا طبقة‬ ‫فيهم‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬ ‫أما المسلمون‬

‫فيها مثل تلك‬ ‫الحرية ‪. ،‬ولم يكن‬ ‫من‬ ‫لهذا الاستبداد ‪ ،‬ولم تنزع إلى شىء‬ ‫التى خضعت‬

‫الطبقة فى أوربا‪.‬‬

‫الثرق‬ ‫أن‬ ‫نجد‬ ‫العلمية‬ ‫الحركة‬ ‫فى‬ ‫الأوربية‬ ‫والبلاد‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫لىاذا وازئا بين‬

‫بها ‪ ،‬وأن بلاد المغرب خلفت‬ ‫يشتغل‬ ‫استباحة دم من‬ ‫الفلسفة إلى حد‬ ‫قد عادى‬ ‫الإسلامى‬

‫إلا فى عهد‬ ‫هذا لم يكن‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الموحدين‬ ‫عهد‬ ‫فى تقدير الفلسفة على‬ ‫الإسلامى‬ ‫الشرق‬

‫بلاد المغرب كما‬ ‫الفلسفة بعده فى‬ ‫بن عبد المؤمن ‪ ،‬ثم حوربت‬ ‫يوسف‬ ‫الملك أبى يعقوب‬

‫الى‬ ‫الميل‬ ‫العلماء‬ ‫بعض‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وظهر‬ ‫الجمود‬ ‫العلوم فى‬ ‫بلاد المشرق ‪ ،‬فبدأت‬ ‫فى‬ ‫حوربت‬

‫أخذت‬ ‫فقد‬ ‫الأوربيةَ‬ ‫أما البلاد‬ ‫‪،‬‬ ‫الرارى‬ ‫الفخر‬ ‫على‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫سيأتى‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الاختصار‬

‫‪ ،‬وهذا‬ ‫اللاتينية‬ ‫فلسفة اليونان والإسلام إلى‬ ‫كتب‬ ‫فى ترجمة‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬وتسعى‬ ‫فضل‬ ‫تعرف‬

‫الأوربية‪.‬‬ ‫وابلاد‬ ‫الإسلامية‬ ‫البلاد‬ ‫فى‬ ‫له نتائج خطيرة‬ ‫أمر ستكون‬

‫النَائج الخطيرة ‪،‬‬ ‫يقدر تلك‬ ‫الى مجذد‬ ‫القرن محتاجين‬ ‫هذا‬ ‫المسلمون فى‬ ‫فكان‬

‫‪ ،‬ويهتم كل‬ ‫بفضلها‬ ‫الأوربيين‬ ‫وضعور‬ ‫معاداة المسلمين للفلفة‬ ‫على‬ ‫ما سيترتب‬ ‫ويعرت‬

‫يعالجها‬ ‫من‬ ‫أن لم تجد‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫والاجتماعية‬ ‫والسياصية‬ ‫الدينية‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسات‬ ‫بعلاج‬ ‫الاهتمام‬

‫‪163‬‬
‫فيه‬ ‫وقعوا‬ ‫الذى‬ ‫الجمود‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويتخلصوا‬ ‫النهوض‬ ‫فى‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬ليأخذ‬ ‫السابقة‬ ‫القرون‬ ‫فى‬

‫الأوربية‬ ‫الأمم‬ ‫يَدَعون‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫بخناقهم‬ ‫أخذه‬ ‫بعد‬ ‫علاجه‬ ‫ويصعب‬ ‫‪،‬‬ ‫فيهم‬ ‫يزمن‬ ‫أن‬ ‫قبل‬

‫تحقيق‬ ‫القرون السابقة عن‬ ‫فى‬ ‫بعد أن عجزت‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وتقوى‬ ‫ميدان النهوض‬ ‫؟تسبقهم فى‬

‫أطماعها فيهم‪.‬‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫وجدنا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إليه فى‬ ‫يحتاجون‬ ‫المنلمون‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫المجدد‬ ‫هذا‬ ‫لهاذا بحثنا عن‬

‫أولى الأمر ؟ وابن رُشد الحفيد من‬ ‫بن عبد المؤمن من‬ ‫يوسف‬ ‫أبو يعقوب‬ ‫إليه هو‬ ‫الأقرب‬

‫السيوطى‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫كان‬ ‫الرازى‬ ‫ان الفخر‬ ‫المتقدمون‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفلاسفة‬

‫أرجوزته‪:‬‬ ‫فى‬

‫يوازى‬ ‫مثله‬ ‫والرافعى‬ ‫الفخر الإمام الرازى‬ ‫والسادس‬

‫علوم‬ ‫فى‬ ‫بسهم‬ ‫الرازى الذى كان يضرب‬ ‫الرافعى فقيفا شافعيا ‪ ،‬فلا يضاهى‬ ‫وكان‬

‫فى منزلة ابن رشد‪.‬‬ ‫كبير ولكنه لم يكن‬ ‫كثيرة "‪ ،‬وكان واسعَ الاطلاع إلى حد‬

‫جمثل الرافعى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الغنى‬ ‫عبد‬ ‫الحافظ‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجددى‬ ‫من‬ ‫يَعُدُّ‬ ‫المتقدمين مَن‬ ‫ومن‬

‫الرافعى‬ ‫أن شهرة‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الحديث‬ ‫علم‬ ‫إلا فى‬ ‫لم تكن‬ ‫شهرته‬ ‫؟ لأن‬ ‫للرازى‬ ‫مضاهاته‬ ‫عدم‬ ‫فى‬

‫الفقه‪.‬‬ ‫إلا فى علم‬ ‫لم تكن‬

‫أولى‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫العلماء ابن حزم‬ ‫من‬ ‫القرن السادس‬ ‫أن مجدد‬ ‫رضا‬ ‫السيد رشيد‬ ‫وذكر‬

‫"من‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫أبطال الحرب‬ ‫الدين فقد كان من‬ ‫الدين الأيوبى ‪ ،‬فأما صلاح‬ ‫الأمر صلاح‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫لا السادس‬ ‫الخامس‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫‪ ،‬وأما ابن حزم‬ ‫ما سبق‬ ‫على‬ ‫أنححار التجديد‬

‫التقليد‪،‬‬ ‫ما آثروه من‬ ‫على‬ ‫فخرج‬ ‫عصره‬ ‫أهل‬ ‫على‬ ‫العقائد والفروع قد غلب‬ ‫التقليد فى‬

‫فى مخالفيهم‬ ‫‪ ،‬ويقدح‬ ‫لهم‬ ‫الظاهر ‪ ،‬ويغالى فى التعصب‬ ‫أهل‬ ‫ولكنه كان يميل إلى مذهب‬

‫تقليد إلى‬ ‫من‬ ‫غاية أمره أنه خرج‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫المجددين‬ ‫شيمة‬ ‫من‬ ‫لي!‬ ‫‪ ،‬والقدح‬ ‫المتقدمين‬ ‫من‬

‫الخامس‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫بيان هذا‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫تقليد‬

‫المؤمن‪،‬‬ ‫بن عبد‬ ‫إلا يوسف‬ ‫القرن السادس‬ ‫مجددى‬ ‫للدراسة من‬ ‫وبهذا لا يصلح‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫الجوزى‬ ‫الفرج‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫الإدريسى‬ ‫والشريف‬ ‫‪،‬‬ ‫الرازى‬ ‫والفخر‬ ‫‪،‬‬ ‫الحفيد‬ ‫رشد‬ ‫وابن‬

‫فهم رسالة التجديد‬ ‫القرن أبعدَهم عن‬ ‫هذا‬ ‫أنه مجدد‬ ‫المتفدمون‬ ‫الفخر الرازى الذى ذكر‬

‫عندهم‬ ‫مجدده‬ ‫فليكن‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه غيرهم‬ ‫غلبوا‬ ‫الذين‬ ‫الأشعرية‬ ‫أئمة‬ ‫أظهر‬ ‫كان‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬

‫منهم‪.‬‬

‫***‬

‫‪164‬‬
‫بن عبد المؤمن‬ ‫يوسف‬

‫الموحِّدين ‪ ،‬عُنىَ أبوه‬ ‫ملوك‬ ‫من‬ ‫بن عبد المؤمن بن على‬ ‫بن يوسف‬ ‫أبو يعقوب‬ ‫هو‬

‫ظهور‬ ‫فى‬ ‫نشأ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والعلم‬ ‫الحرب‬ ‫رجال‬ ‫اكمل‬ ‫به وب!خوته‬ ‫‪ ،‬فقرن‬ ‫بتهذيبه عناية عظيمة‬

‫متفننا‪،‬‬ ‫فقيها حافظا‬ ‫العلماء ‪ ،‬وكان‬ ‫قراءة العلم بين أفاضل‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫الفرسان‬ ‫بين أبطال‬ ‫الخيل‬

‫‪.‬‬ ‫وبقية العلوم‬ ‫الأدب‬ ‫ميله إلى‬ ‫اكثر من‬ ‫والفلسفة‬ ‫الحكمة‬ ‫ميله إلى‬ ‫كان‬ ‫ولكن‬

‫بسياسة‬ ‫عارفا‬ ‫‪،‬‬ ‫مملكته‬ ‫لخراج‬ ‫ضابطا‬ ‫‪،‬‬ ‫مناعأ‬ ‫جَمَّاعا‬ ‫بأنه كان‬ ‫بعضهم‬ ‫وصفه‬ ‫وقد‬

‫غيبته‬ ‫‪ ،‬وله فى‬ ‫يحضر‬ ‫لا يكاد‬ ‫حتى‬ ‫‪ ،‬ويغيب‬ ‫يغيب‬ ‫لا يكاد‬ ‫حتى‬ ‫ربما يحضر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫رعيته‬

‫لذلك‪.‬‬ ‫علم من صلاحهم‬ ‫لما‬ ‫الأمور إليهم ‪،‬‬ ‫قد فؤَض‬ ‫وخلفاء وحكام‬ ‫نواب‬

‫الوجه‪،‬‬ ‫‪ ،‬مستدير‬ ‫الشعر‬ ‫سواد‬ ‫‪ ،‬شديد‬ ‫تعلوه حمرة‬ ‫اَخر بأنه كان أبيض‬ ‫ووصفه‬

‫الحديث‪،‬‬ ‫‪ ،‬حسن‬ ‫الألفاظ‬ ‫‪ ،‬حلو‬ ‫اللسان‬ ‫حواشى‬ ‫‪ ،‬رقيق‬ ‫جهارة‬ ‫صوته‬ ‫فى‬ ‫‪،‬‬ ‫اعين‬ ‫اْفوَه‬

‫الجاهلية‬ ‫فى‬ ‫لأيامها‬ ‫‪ ،‬وأحفظَهم‬ ‫العرب‬ ‫تكلمت‬ ‫كيف‬ ‫الناس‬ ‫المجالسة ‪ ،‬أعرفَ‬ ‫طيب‬

‫أبيه‪،‬‬ ‫حياة‬ ‫لها فى‬ ‫أيام ولايته‬ ‫أشبيلية‬ ‫فضلاء‬ ‫‪ ،‬ولقى‬ ‫ذلك‬ ‫عنايته إلى‬ ‫صرف‬ ‫‪،‬‬ ‫والإسلام‬

‫جوادأَ ‪،‬‬ ‫‪ ،‬سخيأ‬ ‫الهمة‬ ‫الملوكية ‪ ،‬بعيد‬ ‫شديد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫البخارئ‬ ‫صحيح‬ ‫يحفظ‬ ‫إنه كان‬ ‫ويقال‬

‫‪.‬‬ ‫شيئا كثيرا‬ ‫الحكمة‬ ‫من‬ ‫يحفظ‬ ‫أيامه ‪ ،‬وكان‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫استغنى‬

‫بالراحة‪،‬‬ ‫منه اشتغاق‬ ‫فظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫ابنه محمدا‬ ‫الملك‬ ‫على‬ ‫بعده‬ ‫استخلف‬ ‫أبوه قد‬ ‫وكان‬

‫وأربعين‬ ‫خمسة‬ ‫ولايته‬ ‫مدة‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫فخلع‬ ‫عليه‬ ‫الناس‬ ‫فاختلف‬ ‫‪،‬‬ ‫البطالة‬ ‫فى‬ ‫وانهماك‬

‫سنة‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الكلمة‬ ‫عليه‬ ‫واتفقت‬ ‫‪،‬‬ ‫أخاهِيوسف‬ ‫بعد‬ ‫بالملك‬ ‫الناس‬ ‫فبايع‬ ‫‪،‬‬ ‫يوما‬

‫من‬ ‫خرج‬ ‫الأندلص‬ ‫من‬ ‫بلاد مردنيس‬ ‫له الأمر وملك‬ ‫م ‪ ،‬فلما استوثق‬ ‫‪1162‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪558‬‬

‫‪ ،‬فأقام‬ ‫وبذة‬ ‫له تسمى‬ ‫مدينة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فنزل‬ ‫أيضا‬ ‫الا"ندلس‬ ‫من‬ ‫بلاد الأذفونش‬ ‫قاصدا‬ ‫أشبيلية‬

‫جث!‬ ‫فى‬ ‫للغزو‬ ‫‪ "V1‬ا ا م تجهز‬ ‫هـ=‬ ‫‪957‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫عنها‬ ‫انصرف‬ ‫ثم‬ ‫لها شهورا‬ ‫محاصرا‬

‫الأندلس‪،‬‬ ‫إلى شنترين فى غرب‬ ‫ونزلط أشبيلية ‪ ،‬ثم رحل‬ ‫‪ ،‬وعبر إلى جزيرة الأندلس‬ ‫عظيم‬

‫البرد ‪ ،‬فطلبوا منه أن يرجع‬ ‫المسلمون من‬ ‫الشتاء وخاف‬ ‫عليها إلى ان هجم‬ ‫وضيق‬ ‫فحاصرها‬

‫راحلون‬ ‫‪ :‬نحن‬ ‫وقال‬ ‫منهم‬ ‫ذلك‬ ‫إليها ‪ ،‬فقبل‬ ‫عادوا‬ ‫الزمان‬ ‫إذا طاب‬ ‫حتى‬ ‫أشبيلية‬ ‫إلى‬ ‫عنها‬

‫فئة‬ ‫فى‬ ‫النهر وتركوه‬ ‫الليل وعبروا‬ ‫فى‬ ‫الرحيل‬ ‫تعجلوا‬ ‫الناس‬ ‫‪ .‬ولكن‬ ‫الله تعالى‬ ‫إن شاء‬ ‫غدا‬

‫مَن‬ ‫معه‬ ‫بقى‬ ‫من‬ ‫فدافعهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫كثر‬ ‫عبور‬ ‫فرصة‬ ‫الفرنجة إليه منتهزين‬ ‫‪ ،‬فخرج‬ ‫قليلة‬

‫سبب‬ ‫كانت‬ ‫سُرَّته طعنة‬ ‫تحت‬ ‫فطعنوه‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫ووصلوا‬ ‫تغلبوا عليهم‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الجند‬ ‫اعيان‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1184‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪058‬‬ ‫موته ‪ ،‬وكان هذا فى سنة‬

‫‪I‬‬ ‫‪Ia‬‬
‫فيه‬ ‫يؤثر‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫قدرها‬ ‫‪.‬‬ ‫للفلسفة‬ ‫عرف‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫الحظيم‬ ‫الملك‬ ‫وهذا‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬وأعاد للفلسفة مكانتها‬ ‫جمودهم‬ ‫على‬ ‫وعلمائه عليها ‪ ،‬بل خرج‬ ‫عصره‬ ‫ملوك‬ ‫تألب‬

‫إليه مَن‬ ‫ما لم يصل‬ ‫إلى‬ ‫تجديدها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ووصل‬ ‫مملكته‬ ‫معالمها فى‬ ‫من‬ ‫ما بلى‬ ‫‪ ،‬وجدد‬ ‫دولته‬

‫من‬ ‫الغاية التى رفعت‬ ‫نحو‬ ‫ووخهه‬ ‫‪،‬‬ ‫الحفيد‬ ‫رشد‬ ‫لابن‬ ‫أنار الطريق‬ ‫الذى‬ ‫لأنه هو‬ ‫‪،‬‬ ‫قبه‬

‫ممند‬ ‫‪ ،‬فساله‬ ‫الملك‬ ‫أن يتولى‬ ‫قبل‬ ‫بمجلسه‬ ‫ابن رشد‬ ‫قد أوصل‬ ‫ابن طفيل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫فلسفته‬ ‫شأن‬

‫له برأيه فى‬ ‫يصرح‬ ‫أن‬ ‫ابن رشد‬ ‫‪ . .‬فتهيب‬ ‫أزلية ؟‬ ‫مبدأ أو هى‬ ‫للسماء‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫به‬ ‫انصاله‬

‫‪ ،‬فلما تهيب‬ ‫الفلسفة‬ ‫النظر إلى‬ ‫فى‬ ‫أمراء عصره‬ ‫خلاف‬ ‫أنه على‬ ‫يعرف‬ ‫‪ ،‬لأنه لم يكن‬ ‫ذلك‬

‫ذلك‪،‬‬ ‫فى‬ ‫وأرسطو‬ ‫أفلاطون‬ ‫فيه رأى‬ ‫‪ ،‬وشرح‬ ‫سؤاله‬ ‫عن‬ ‫الجواب‬ ‫هو‬ ‫تولى‬ ‫ابن رشد‬

‫أيضا‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫برأيه فى‬ ‫‪ ،‬وأدلى‬ ‫إليه ابن رشد‬ ‫فاطمأن‬

‫أرسطو‬ ‫كتب‬ ‫يشرح‬ ‫ذكى‬ ‫الى فيلسوف‬ ‫فى حاجة‬ ‫بأنه‬ ‫فلما تولى الملك أخبر ابن ‪-‬طفيل‬

‫‪ ،‬فقام‬ ‫لهذه الكتب‬ ‫جديد‬ ‫منه أن يقوم بشرح‬ ‫وطلب‬ ‫‪ ،‬فأحضره‬ ‫ابن رشد‬ ‫‪ ،‬فدله على‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫سبقه‬ ‫من‬ ‫شروح‬ ‫الى فهمها من‬ ‫لها أقرب‬ ‫شروحه‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ما طلب‬ ‫على‬ ‫بشرحها‬

‫فأنار بهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الكتب‬ ‫تلك‬ ‫راَه فى‬ ‫ال! لنقص‬ ‫منه هذا‬ ‫يطلب‬ ‫لم‬ ‫الملك‬ ‫ألى هذا‬ ‫شك‬

‫الجديدة ‪ ،‬وبهذا‬ ‫الشروح‬ ‫من‬ ‫الذى قصده‬ ‫له الغرض‬ ‫‪ ،‬ووضَّح‬ ‫لابن رشد‬ ‫الإصلاح‬ ‫طريق‬

‫لم‬ ‫‪ ،‬ولولا إرشاده لابن رشد‬ ‫غيرها‬ ‫من‬ ‫إلى فلسفة أرسطو‬ ‫أقرب‬ ‫فلسفة ابن رشد‬ ‫كانت‬

‫العظيمة‪.‬‬ ‫الميزة‬ ‫لها هذه‬ ‫يكن‬

‫هذا القرن ‪ ،‬ولكن‬ ‫مجدد‬ ‫غيره إلى أن يكون‬ ‫من‬ ‫والحق أن هذا الملك كان أقرب‬

‫الناحية التى‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫الملك‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫أهله‬ ‫ينظر‬ ‫فيه ‪ ،‬فلم‬ ‫مكروهة‬ ‫كانت‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفلسفة‬

‫من‬ ‫مكانه‬ ‫‪ ،‬فرفعوا‬ ‫الأندلس‬ ‫فى‬ ‫جهاده‬ ‫إلى‬ ‫نظروا‬ ‫دهانما‬ ‫"‪،‬‬ ‫رتبة التجديد‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫يستحق‬

‫بلاد‬ ‫إحيائه لها فى‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫الاشتغال بالفلسفة ‪،‬وعما‬ ‫منه من‬ ‫كان‬ ‫عما‬ ‫أجله ‪ ،‬وتغاضوا‬

‫الفلسفة‪،‬‬ ‫على‬ ‫التعصب‬ ‫عهد‬ ‫المغرب ‪ ،‬بعد أن انتهى أمرها فى بلاد المشرق ‪ ،‬وقد مضى‬

‫التجديد من غيرهم‪.‬‬ ‫بلقب‬ ‫المجددون فيها أجدر‬ ‫وصار‬

‫‪،‬‬ ‫لغيره‬ ‫قيادة الجيوش‬ ‫وترك‬ ‫‪،‬‬ ‫بنفسه‬ ‫الجهاد‬ ‫عن‬ ‫عدل‬ ‫الفيلسوف‬ ‫الملك‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫ولو‬

‫مما ربحت‪،‬‬ ‫أكثر‬ ‫الفلسفة‬ ‫منه‬ ‫لربحت‬ ‫‪،‬‬ ‫الواسع‬ ‫الملك‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫مما عاش‬ ‫أكثر‬ ‫وعاش‬

‫التقدم‬ ‫طريق‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فسارت‬ ‫مملكته‬ ‫أركانها فى‬ ‫‪ ،‬وثبتت‬ ‫مما ارتفعت‬ ‫كثر‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫وارتفعت‬

‫أن ينتفع بها غيرهم‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫‪ ،‬وانتفع بها المسلمون‬ ‫والنهوض‬

‫!ي!**‬

‫‪166‬‬
‫الحفيد‬ ‫ابن رشد‬

‫بالحفيد‬ ‫‪ ،‬ويلقب‬ ‫بن رشد‬ ‫بن أحمد‬ ‫بن أحمد‬ ‫الفقه أبو الوليد محمد‬ ‫هو الفيلسوف‬

‫الحفيد‬ ‫الفقه ‪ ،‬وقد ولد ابن رشد‬ ‫المقدمات فى‬ ‫كتاب‬ ‫الجذ صاحب‬ ‫ابن رشد‬ ‫له عن‬ ‫تمييرأ‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬ونشأ‬ ‫جده‬ ‫كان‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫أبوه قاضيَا لها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪1126‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪52‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سنة‬ ‫بقرطبة‬

‫إليها قبلهم‪،‬‬ ‫ينظرون‬ ‫المرابطون‬ ‫كان‬ ‫الفلسفة كما‬ ‫الذين لم ينظروا إلى‬ ‫الموحدين‬ ‫عهد‬

‫العلوم الدينية والعربية والفلسفة دراسة‬ ‫‪ ،‬فدرس‬ ‫بالستَجن والقتل‬ ‫أصحابها‬ ‫ويؤخذون‬

‫بين العلوم الدينية والفلسفية‪،‬‬ ‫الفلاسفة بجمعه‬ ‫كان قبله من‬ ‫من‬ ‫امتار على‬ ‫دقيقة ‪ ،‬حتى‬

‫الفلسفة‬ ‫دراسة‬ ‫فى‬ ‫تعمق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أئمة الفلسفة‬ ‫من‬ ‫يعد‬ ‫أئمة الفقه ‪ ،‬كما‬ ‫أن يعذَ من‬ ‫واستحق‬

‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أرسطو‬ ‫فلسفة‬ ‫سيما‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الفلاسفة‬ ‫من‬ ‫سبقه‬ ‫لها ممن‬ ‫أكثر فهفا‬ ‫كان‬ ‫حتى‬ ‫اليونانية‬

‫أوائل عصر‬ ‫أوربا فى‬ ‫عليه فلاسفة‬ ‫أطلق‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫غيره‬ ‫توفيقأ من‬ ‫كثر‬ ‫شرحها‬ ‫فى‬ ‫كان‬

‫الكون نظرة صائبة ففسره‬ ‫كتاب‬ ‫على‬ ‫‪ :‬ألقى أرسطو‬ ‫وقال بعضهم‬ ‫الث!ارح(‪)1‬‬ ‫النهضة لقب‬

‫غامضها‪،‬‬ ‫نظرة صائبة ففسرها وشرح‬ ‫أرسطو‬ ‫كتب‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ثم القى ابن رشد‬ ‫غامضه‬ ‫وشرح‬

‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة فى الإلهات‬ ‫غير مذهب‬ ‫بأنه‬ ‫الشيخ الرئيس‬ ‫ابن سينا وهو‬ ‫يرمى‬ ‫وكان ابن رشد‬

‫‪.‬‬ ‫لا فيلسوف‬ ‫أنه متكلم‬ ‫يرى‬ ‫كان‬ ‫ظنيا لا يقينيا ‪ ،‬كما‬ ‫صار‬ ‫حتى‬

‫فقّربه‬ ‫الموحدين له هذا الفضل‬ ‫ملوك‬ ‫بن عبد المؤمن من‬ ‫يوسف‬ ‫أبو يعقوب‬ ‫وقد عرت‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫الشيخوخة‬ ‫حينما أدركه عجز‬ ‫طبيبأ له بدل أبى بكر بن طفيل‬ ‫‪ ،‬واتخذه‬ ‫مجلسه‬ ‫من‬

‫حجة‬ ‫وصِار‬ ‫الدينية ‪،‬‬ ‫الوظيفة‬ ‫هذه‬ ‫ولى‬ ‫الذى‬ ‫المسلم‬ ‫الفيلسوف‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫قرطبة‬ ‫قضاء‬ ‫ولاه‬

‫ابنه‬ ‫الملك وقام بعده‬ ‫ذلك‬ ‫توفى‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫والدين‬ ‫بين الفلسفة‬ ‫أنه لا عداء‬ ‫فعلية ملى‬

‫الذين‬ ‫الجامدين‬ ‫أبيه ‪ ،‬لتغقُب‬ ‫نظرة‬ ‫الفلسفة‬ ‫الى‬ ‫لم ينظر‬ ‫بالمنصور‬ ‫الملفب‬ ‫يعقوب‬ ‫أبو يوسف‬

‫على‬ ‫صدره‬ ‫‪ ،‬فاوغروا‬ ‫ينقاد إليهم‬ ‫ومن‬ ‫الدين‬ ‫رجال‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫عليه‬ ‫وعلومها‬ ‫الفلسفة‬ ‫يكرهون‬

‫منزلة الفيلسوف‬ ‫كالط يرعى‬ ‫هذا أن ابن رشد‬ ‫على‬ ‫لاشتغاله بالفلسفة ‪ ،‬وساعدهم‬ ‫ابن رشد‬

‫مجلس‬ ‫إذا حضر‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫دونهم‬ ‫منزلة‬ ‫فى‬ ‫نفسه‬ ‫فلا يضع‬ ‫‪،‬‬ ‫لهؤلا ء الملوك‬ ‫معاشرته‬ ‫فى‬

‫ألف‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫يا أخى‬ ‫‪ :‬تسمع‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫قال‬ ‫العلم‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫أو باحثه‬ ‫وكلمه‬ ‫المنصور‬ ‫يوسف‬ ‫أبى‬

‫البربر‬ ‫ملك‬ ‫الزرافة عند‬ ‫رأيت‬ ‫‪ :‬وقد‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫فيه الزرافة واوصافها‬ ‫فذكر‬ ‫الحيوان‬ ‫كتابا فى‬

‫ابن رشد‬ ‫على‬ ‫غضب‬ ‫لما‬ ‫المضور‬ ‫(ن‬ ‫‪ ،‬ويقال‬ ‫المغربية‬ ‫قبائل البربر‬ ‫لأنه من‬ ‫‪-‬‬ ‫المنصور‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬

‫القارىء بملك البربر‪،‬‬ ‫على‬ ‫البرتن ‪ -‬فتصحف‬ ‫ا قال ‪ -‬ملك‬ ‫إنم‬ ‫بأنه‬ ‫إليه‬ ‫هذا اعتذر‬ ‫من أجل‬

‫أوربا‪.‬‬ ‫بدء نهضة‬ ‫الكلام على‬ ‫فى‬ ‫العصر‬ ‫بيان هذا‬ ‫سيأتى‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪IIV‬‬
‫عميه لاشتغاله‬ ‫إثارة المنصور‬ ‫الدين على‬ ‫رجال‬ ‫الجامدين من‬ ‫ساعد‬ ‫مما‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫إلى‬

‫بالفلسفة‪.‬‬

‫عندهم‬ ‫الجامدين لم يكن‬ ‫أن أولئك‬ ‫تدل على‬ ‫دبرَتْ لابن رشد‬ ‫وهذا إلى تهمة أخرى‬

‫كلام‬ ‫لبعض‬ ‫تلخيصه‬ ‫‪ ،‬فقد نظروا فى‬ ‫الاشتغال بالفلسفة‬ ‫لمعاقبته على‬ ‫صحيح‬ ‫سبب‬

‫الآلهة ‪ -‬فاخذوا هذه الجملة من‬ ‫الرهُرة أحد‬ ‫أفي‬ ‫قولهم ‪ ْ-‬فقد ظهر‬ ‫القدماء ‪ ،‬فرأوه يحكى‬

‫‪ ،‬وناقل‬ ‫غيره‬ ‫لها عن‬ ‫أنه ناقل‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫ابن رشد‬ ‫كلام‬ ‫أنها من‬ ‫على‬ ‫وقَذَموها للمنصور‬ ‫تلخيصه‬

‫بكافر‪.‬‬ ‫الكفر ليس‬

‫قرْطبة يسكنها‬ ‫بلدة قريبة من‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫أليسَانة‬ ‫بالنفى إلى‬ ‫‪ ،‬وعاقبه‬ ‫لهم‬ ‫المنصور‬ ‫فسمع‬

‫من‬ ‫إلا ما كان‬ ‫الفلسفة‬ ‫كتب‬ ‫بماحراق‬ ‫وأمر‬ ‫البلاد ‪،‬‬ ‫وفرَّقهم فى‬ ‫أصحابه‬ ‫نفى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫اليهود‬

‫وسَمْتِ‬ ‫والنهار‬ ‫الليل‬ ‫أوقات‬ ‫معرفة‬ ‫إلى‬ ‫النجوم‬ ‫علم‬ ‫به من‬ ‫يتوصل‬ ‫وما‬ ‫أو الحساب‬‫‪2‬‬ ‫الطب‬

‫وكرمه‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫‪،‬فعفا‬ ‫إليه‬ ‫مما نسب‬ ‫له براءة ابن رشد‬ ‫ان ظهر‬ ‫لم يلبث‬ ‫المنصور‬ ‫القبلة ‪ ،‬ولكن‬

‫الركود‬ ‫أدركها‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫المغرب‬ ‫فى‬ ‫الركود‬ ‫أدركها‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الفلسفة‬ ‫من‬ ‫لم يغير موقفه‬ ‫كان‬ ‫لان‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪8911‬‬ ‫هـ=‬ ‫بعد هذا نشة ‪595‬‬ ‫وفاة ابن رشد‬ ‫قبله فى المشرق ‪ ،‬وكانت‬

‫المثرق بكتابه ‪ 9‬تهافت‬ ‫الفلسفة فى‬ ‫الغزالى على‬ ‫بعد أن قضى‬ ‫أتى ابن رشد‬ ‫وقد‬

‫كتابا فى الرد عليه سماه‬ ‫أهله ‪ ،‬فألف‬ ‫عقول‬ ‫فيه على‬ ‫يخيم‬ ‫الجمود‬ ‫الفلاسفة " وجعل‬

‫إليه الغزالى‬ ‫ما ذهب‬ ‫‪ ،‬وأبطل‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫الفلسفى‬ ‫فيه للتجديد‬ ‫" انتضر‬ ‫التهافت‬ ‫أ تهافت‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫اخطئوا‬ ‫إن‬ ‫ويعذرون‬ ‫يثابون إنْ اصابوا‬ ‫مجتهدؤن‬ ‫بأنهم‬ ‫‪ ،‬وحكم‬ ‫الفلاسفة‬ ‫تكفير‬ ‫من‬

‫فيه‬ ‫! فذكر‬ ‫الاتصال‬ ‫من‬ ‫والشريعة‬ ‫فيما بين الحكمة‬ ‫المقال‬ ‫" فصل‬ ‫سماه‬ ‫آخز‬ ‫بكتاب‬ ‫أيد هذا‬

‫بهذا‬ ‫وقف‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والعقل‬ ‫الدين‬ ‫بين‬ ‫لأنه لا خلاف‬ ‫‪،‬‬ ‫والشريعة‬ ‫بين الفلسفة‬ ‫أنه لا خلاف‬

‫بالدليل‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬وأثبت‬ ‫منها‬ ‫بأقوى‬ ‫فيه حجتهم‬ ‫‪ ،‬قارع‬ ‫الجامدين‬ ‫أمام أولئك‬ ‫عظيما‬ ‫موقفا‬ ‫كله‬

‫معاداة الفلسفة‪.‬‬ ‫إليه من‬ ‫مما ينسبونه‬ ‫برىء‬ ‫أن الإسلام‬ ‫القوى‬

‫‪ ،‬فاستمروا‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫العظيم‬ ‫الموقف‬ ‫هذا‬ ‫له فى‬ ‫نصيرا‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫ابن رشد‬ ‫ولكن‬

‫الفلسفة‬ ‫على‬ ‫فضله‬ ‫لهذا الفيلسوف‬ ‫‪ ،‬ولم يعرف‬ ‫المشرق والمغرب‬ ‫للفلسفة فى‬ ‫عدائهم‬ ‫على‬

‫‪ ،‬ونال‬ ‫الإسلام‬ ‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫‪ ،‬فانتفعوا به أكثر من‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫أوربا فى‬ ‫إلا فلاسفة‬

‫منهم‪.‬‬ ‫ما لم ينله غيره‬ ‫تقديرهم‬ ‫من‬

‫إليها فى‬ ‫يحتاجون‬ ‫المسلمون‬ ‫التى كان‬ ‫التجديد‬ ‫‪/‬من نواحى‬ ‫بغير هذا‬ ‫ابن رشد‬ ‫يقم‬ ‫ولم‬

‫الجاهلية بين‬ ‫العصبية‬ ‫يزيل‬ ‫أن‬ ‫ولَم يحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫فيهم‬ ‫الحكم‬ ‫إصلاح‬ ‫يحاول‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫هو‬ ‫كان‬ ‫الدينية ‪ ،‬بل‬ ‫الفرق‬ ‫اختلات‬ ‫فى‬ ‫التسامح‬ ‫ينشر‬ ‫أن‬ ‫يحاول‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الإسلامية‬ ‫الشعوب‬

‫على‬ ‫شديدة‬ ‫كما كانت‬ ‫الدينية‬ ‫هذه الفرق‬ ‫هذا التسامح ‪ ،‬لأنه كان شديدا على‬ ‫نفسه ينقصه‬

‫‪168‬‬
‫تُرمَى‬ ‫كما‬ ‫بالكفر‬ ‫رميها‬ ‫عن‬ ‫لا يتورع‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫بالضلال‬ ‫رميها‬ ‫عن‬ ‫لا يتورع‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الفلسفة‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫يجب‬ ‫الفيلسوف‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫التكفير‬ ‫فى‬ ‫الموقف‬ ‫هذا‬ ‫أن يقف‬ ‫من‬ ‫كبر‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫الفلاسفة‬

‫الاجتهاد فى‬ ‫إلى جواز‬ ‫بعد أن ذهب‬ ‫‪ ،‬ولا سيما‬ ‫الصدر‬ ‫‪ ،‬رحبط‬ ‫الأفق‬ ‫واسع‬ ‫يكون‬

‫الفروع كما تقصره تَلك الفرق الدينية‪.‬‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولم يقصره‬ ‫الأصول‬

‫بحرق‬ ‫اخرب‬ ‫ا‬ ‫فى‬ ‫المفتينْ‬ ‫من‬ ‫) أنه كان‬ ‫'‬ ‫(‬ ‫الكبرى‬ ‫الطبقات‬ ‫فى‬ ‫إليه الشعرانى‬ ‫نسب‬ ‫وقد‬

‫فى‬ ‫تشذد‬ ‫لا"نه‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضأ‬ ‫عليه‬ ‫مما يؤخذ‬ ‫كان‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ف!ذا صح‬ ‫للغزالى‬ ‫الدين‬ ‫إحياء "علوم‬ ‫كتاب‬

‫لا ينسينا فضل‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫‪ .‬ولكن‬ ‫الفلاسفة‬ ‫بطائفة‬ ‫يليق‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الفقهاء‬ ‫بطائفة‬ ‫يليق‬ ‫الإنكار‬

‫بين‬ ‫التوفيق‬ ‫براعته فى‬ ‫فىلأ‬ ‫ولا‬ ‫المشرق‬ ‫فى‬ ‫ذهابها‬ ‫بعد‬ ‫المغرب‬ ‫فى‬ ‫الفلسفة‬ ‫تجديد‬ ‫فى‬ ‫ابن رشد‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫المتقدمين‬ ‫من‬ ‫قبله فيلسوف‬ ‫يسلكه‬ ‫لم‬ ‫طريقأ‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لأنه سلك‬ ‫‪،‬‬ ‫والإسلام‬ ‫الفلسفة‬

‫كتابه‬ ‫‪! ،‬ان‬ ‫الديق‬ ‫علوم‬ ‫فى‬ ‫الواسعة‬ ‫بدراسته‬ ‫عليهبم‬ ‫امتيازه‬ ‫إلى‬ ‫امتيازه بهذا يرجع‬ ‫أن‬ ‫شك‬

‫‪ ،‬جعل‬ ‫مبلغا عظيما‬ ‫الدراسة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫أنه بلغ‬ ‫على‬ ‫ليدل‬ ‫‪-‬‬ ‫ونهاية المقتصد‬ ‫بداية المجتهد‬ ‫‪-‬‬

‫عليه‬ ‫سخطهم‬ ‫من‬ ‫ما كان‬ ‫فيها على‬ ‫بفضله‬ ‫ويشهدون‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫بمنزلته‬ ‫يعترفون‬ ‫الفقهاء بعده‬

‫الفلسفة‪.‬‬ ‫بعلوم‬ ‫لاشتغاله‬

‫له بها‬ ‫العملية شهد‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫تجديدات‬ ‫له من‬ ‫ما كان‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫ولا يفوتنا أن نضيف‬

‫الدموية‪،‬‬ ‫الدورة‬ ‫إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫الطب‬ ‫فى‬ ‫الكليات‬ ‫كتابه ‪-‬‬ ‫فى‬ ‫أنه أشار‬ ‫فذكروا‬ ‫أوربا !‪،‬‬ ‫فلاسقة‬

‫أوربا ‪ ،/‬كما ذكروا أن كولمبوس‬ ‫فلاسفة‬ ‫بعض‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫فى‬ ‫قبل أن يكشفها‬ ‫وهذا‬

‫كتب‬ ‫بمطالعة‬ ‫الأطلنطى‬ ‫طريق‬ ‫إلى السفر قاصداَ الهند من‬ ‫أنه انبعث‬ ‫نفسه‬ ‫عن‬ ‫حدث‬

‫هذا‬ ‫تجديدات‬ ‫أمريكا ‪ ،‬إلى غير هذا من‬ ‫إلى كشف‬ ‫‪ ،‬فكان هذا سببا فى وصوله‬ ‫ابن رشد‬

‫الفقيه‪.‬‬ ‫الفيلسوف‬

‫طيلأط!!‬

‫‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫(‪!)1‬اص‬

‫‪916‬‬
‫الدين الرازى‬ ‫فخر‬

‫بن الحسين التيمى البكرى الرازى ‪ ،‬ولد‬ ‫بن عمر‬ ‫الدين محمد‬ ‫فخر‬ ‫الله‬ ‫هو أبو عبد‬

‫والده‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫العربية والفارسية‬ ‫‪ ،‬وتعلم‬ ‫وخمسمائة‬ ‫وأربحين‬ ‫او ثلاث‬ ‫أربع‬ ‫بالرًى سنة‬

‫وأخذ‬ ‫الرى‬ ‫إلى‬ ‫عاد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫مدة‬ ‫عليه‬ ‫واشتغل‬ ‫السمعانى‬ ‫الكمال‬ ‫قصد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أن مات‬ ‫إلى‬ ‫بالرى‬

‫طويلة‬ ‫مدة‬ ‫عليه‬ ‫بها ‪ ،‬وقرأ‬ ‫إليها ليدرص‬ ‫طلب‬ ‫حين‬ ‫مراغة‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وصحبه‬ ‫المجد الجيلى‬ ‫على‬

‫أهلها‬ ‫بينه وبين‬ ‫فجرى‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫تمهر فى‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫خوارزم‬ ‫قصد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫والحكمة‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬

‫البلد بسب‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فأخرجوه‬ ‫شافعيا‬ ‫أشعريا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والاعتقاد‬ ‫المذهب‬ ‫إلى‬ ‫فيما يرجع‬ ‫كلام‬

‫بها طبيبْ‬ ‫الرًى ‪ ،‬وكان‬ ‫‪ ،‬فعاد إلى‬ ‫ذلك‬ ‫له فيها مثل‬ ‫ما وراء النهر فجرى‬ ‫قصد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫اعتقاده‬

‫مات‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫منهما‬ ‫ابنان قىوجهما‬ ‫الدين‬ ‫ولفخر‬ ‫له اب!ان‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫ونعمة‬ ‫ثروة‬ ‫?‪.j‬‬ ‫‪Li4,‬‬

‫‪ ،‬وعامل‬ ‫الأسفار‬ ‫‪ ،‬فلارم‬ ‫ثروته‬ ‫بهذا‬ ‫‪ ،‬واتسعت‬ ‫أمواله‬ ‫على‬ ‫الدين‬ ‫فخر‬ ‫استولى‬ ‫الطبيب‬

‫منه‬ ‫حقه‬ ‫اليه لاشيفاء‬ ‫‪ ،‬ثم مضى‬ ‫المالط‬ ‫من‬ ‫جملة‬ ‫غزنة فى‬ ‫صاحب‬ ‫الدين الغورى‬ ‫شهاب‬

‫خراسان‬ ‫الى‬ ‫عاد‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫كثير‬ ‫مال‬ ‫جهته‬ ‫له من‬ ‫وحصل‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫والإنعام‬ ‫إكرامه‬ ‫فى‬ ‫فبالغ‬

‫ونال أشش‬ ‫عنده‬ ‫شَاه ‪ ،‬فحظى‬ ‫بخوارزم‬ ‫المعروف‬ ‫بن تكثى‬ ‫محمد‬ ‫بالسلطان‬ ‫واتصل‬

‫"في‬ ‫‪.‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪= -‬‬ ‫‪06 6‬‬ ‫شة‬ ‫وفاته بمدينة هراة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫المراتب‬

‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫رمانه فى‬ ‫أهل‬ ‫فاق‬ ‫الرارى‬ ‫الدين‬ ‫فخر‬ ‫أن‬ ‫ابن خلكان‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬

‫القراَن‬ ‫تفسير‬ ‫منها‬ ‫‪،‬‬ ‫غديدة‬ ‫فنون‬ ‫فى‬ ‫مفيدة‬ ‫له تصانيف‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأوائل‬ ‫وعلم‬ ‫والمعقولات‬

‫ونهاية‬ ‫العالية ‪،‬‬ ‫‪ :‬المطالب‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫وغريبة‬ ‫غريب‬ ‫فيه كل‬ ‫‪ ،‬جمع‬ ‫الكريم‬

‫ومنها‬ ‫‪ ،‬والمعالم ‪،‬‬ ‫‪ :‬المحصول‬ ‫الفقه‬ ‫أصول‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫وغيرها‬ ‫‪ ،‬والمحصل‬ ‫العقول‬

‫الطب‪:‬‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫‪ ،‬وغيرها‬ ‫الحكمة‬ ‫عيون‬ ‫وشرح‬ ‫الإشارات‬ ‫وشرح‬ ‫‪ :‬الملخص‬ ‫الحكمة‬ ‫فى‬

‫الفنون‬ ‫كتبه فى‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫كير‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫الوجيز‬ ‫‪ :‬شرح‬ ‫الفقه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫للقانون‬ ‫الكليات‬ ‫شرح‬

‫بها ورفضوا‬ ‫اشتفلوا‬ ‫الناس‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫عظيمة‬ ‫فيها سعادة‬ ‫ررق‬ ‫ممتعة منتشرة‬ ‫وكلها‬ ‫‪،‬‬ ‫المختلفة‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫إليه‬ ‫لم يُسبق‬ ‫بما‬ ‫فيها‬ ‫‪،‬وأتى‬ ‫كتبه‬ ‫فى‬ ‫الترتيب‬ ‫هذا‬ ‫اخترع‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫المتقدمين ‪ ،‬وهو‬ ‫كتب‬

‫والكلام‬ ‫الأصول‬ ‫الفقه وعلم‬ ‫فى‬ ‫بر القدماء‬ ‫الرازى‬ ‫الدين‬ ‫فخر‬ ‫أن‬ ‫العبرى‬ ‫ابن‬ ‫وذكر‬

‫له‬ ‫عليه ‪ ،‬ثم عق‬ ‫وغيرها واستدرك‬ ‫الإشارات‬ ‫ابن سينا فى شرح‬ ‫‪ ،‬وأنه رد على‬ ‫والحكمة‬

‫‪ ،‬وأنه كان‬ ‫طائل‬ ‫على‬ ‫مالا كثيرا ولم يحصل‬ ‫ذلك‬ ‫قى‬ ‫الكيمياء ‪ ،‬وضيع‬ ‫بعمل‬ ‫أن تهؤس‬

‫رمانه‬ ‫فى‬ ‫أنه كان‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫العقدة‬ ‫انحلال‬ ‫به من‬ ‫يظن‬ ‫كان‬ ‫لِمَا‬ ‫أن العوام تمثل بجثته‬ ‫يخشى‬

‫‪.‬‬ ‫‪474‬‬ ‫ا ص‬ ‫خلكان ب‬ ‫وفيات الأعيان لابن‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪017‬‬
‫ة كزين‬ ‫تصانيف جليلة فى المنطق والحكمة‬ ‫فضلاء أصحاب‬ ‫جماعة من تلامذته سادات‬

‫‪ ،‬وشمس‬ ‫الدين الخونجى بمصر‬ ‫‪ ،‬وأفضل‬ ‫بخراسان‬ ‫الدين المصرى‬ ‫وقطب‬ ‫الدين الكشى‬

‫وسراج‬ ‫الأرموى‬ ‫الدين‬ ‫وتاج‬ ‫‪،‬‬ ‫بالروم‬ ‫الأبهرى‬ ‫‪ ،‬وأثير الدبن‬ ‫بدمشق‬ ‫الخسروشاهى‬ ‫الدين‬

‫‪.‬‬ ‫بقونية(‪)1‬‬ ‫الأمورى‬ ‫الدين‬

‫مقلدا‬ ‫العقائد‬ ‫فى‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫مجددا‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫الرازى‬ ‫الدين‬ ‫فخر‬ ‫أن‬ ‫والحق‬

‫النظر‬ ‫تحاميهم‬ ‫زمانه فى‬ ‫أشعرية‬ ‫يخالف‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫للشافعى‬ ‫الفقه مقلدا‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫للاشعرى‬

‫وعلم‬ ‫الفلسفة‬ ‫بين‬ ‫فجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫التقرير والبحث‬ ‫فى‬ ‫بأسلوبها‬ ‫تأثرهم‬ ‫وعدم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬كالكلام‬ ‫الفلسفة‬ ‫مسائل‬ ‫كثيرا من‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫استعار‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولعله‬ ‫الكلام‬

‫‪،‬‬ ‫الكلام‬ ‫لعلم‬ ‫الفلسفة‬ ‫مسائل‬ ‫بهذا‬ ‫فأخضع‬ ‫‪،‬‬ ‫مسائلها‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫وغير‬ ‫والأعراض‬ ‫الجواهر‬

‫قبل‬ ‫بها كما كانت‬ ‫دراسة خاصة‬ ‫هذا العلم الدينى ‪ ،‬ولم تعد تدرس‬ ‫لواحق‬ ‫من‬ ‫صارت‬ ‫حتى‬

‫بعد الغزالى خلطوا‬ ‫الذين جاءوا‬ ‫المتكلمين‬ ‫مقدمته أن‬ ‫فى‬ ‫ابن خلدون‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ذلك‬

‫فى‬ ‫)لرازى‬ ‫الفخر‬ ‫فعله‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫واحد‬ ‫كأنها فن‬ ‫‪ ،‬فصارت‬ ‫الفلسفة‬ ‫بمسائل‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫مسائل‬

‫الفخر الرازى‬ ‫علماء الكلام ‪ ،‬وبهذا يكون‬ ‫بعده من‬ ‫من‬ ‫كتابه ‪ -‬الحكم المشرقية ‪ -‬وجمبع‬

‫أذاع الطريقة التقريرية الفلسفية‪.‬‬ ‫‪ ،‬وأول من‬ ‫المتقدمين وتلخيصها‬ ‫معارف‬ ‫يجمع‬ ‫عُنىَ‬ ‫أول من‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫المختلفة‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫الى‬ ‫بلاغة‬ ‫إلى‬ ‫نحو‬ ‫إلى‬ ‫تفسير‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫سائر‬ ‫فى‬

‫سماه‬ ‫‪ ،‬وأسرار البلاغة ‪ -‬فى كتاب‬ ‫كتابى عبد القاهر فى البلاغة ‪ -‬دلائل الإعجاز‬ ‫اختصر‬

‫كتابى‬ ‫عكس‬ ‫الأدبية علي‬ ‫الطريقة‬ ‫التقريرية دون‬ ‫فيه بالطريقة‬ ‫‪ -‬عنى‬ ‫‪ -‬دراية الإعجاز‬

‫البلاغة‪.‬‬ ‫علوم‬ ‫التقريرية فى‬ ‫الطريقة‬ ‫أظهر‬ ‫من‬ ‫بهذا أول‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫القاهر‬ ‫عبد‬

‫ما صارت‬ ‫خلاف‬ ‫الدين الرازى على‬ ‫فخر‬ ‫هذه الطريقة التقريرية فى كتب‬ ‫كانت‬ ‫ولكن‬

‫قوته‬ ‫له‬ ‫لا ايزال‬ ‫العربى‬ ‫الأسلوب‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫نشأتها‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه بعدها‬

‫إليه بعد ذلك‪،‬‬ ‫التأليف ما صارت‬ ‫وسوء‬ ‫والتعقيد‬ ‫الحث!و‬ ‫فيها من‬ ‫‪ ،‬فلم يكن‬ ‫وسلطانه‬

‫أمره ‪ ،‬فنقل‬ ‫فى آخر‬ ‫الطريقة‬ ‫هذه‬ ‫الدين الرازى الا أن ندم على‬ ‫فخر‬ ‫من‬ ‫هذا لم يكن‬ ‫ومع‬

‫ير فيها فائدة‬ ‫فلم‬ ‫الفلسفية‬ ‫والمناهج‬ ‫الكلامية‬ ‫الطرق‬ ‫أنه اختبر‬ ‫الافعية‬ ‫طبقات‬ ‫صاحب‬ ‫عنه‬

‫دثه ‪ ،‬ويمنع‬ ‫والجلال‬ ‫العظمة‬ ‫تسليم‬ ‫فى‬ ‫لأنه يسعى‬ ‫القراَن ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫الفائدة التى وجدها‬ ‫تماوى‬

‫‪:‬‬ ‫اَخر أبره‬ ‫فى‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫والمناقضات‬ ‫إيراد المعارضات‬ ‫فى‬ ‫التعمق‬ ‫عن‬

‫العالمبن ضلالُ‬ ‫سعى‬ ‫وأكثر‬ ‫عقالُ‬ ‫العقول‬ ‫إقدام‬ ‫نهاية‬

‫أذى ووبال‬ ‫دنيانا‬ ‫وحاصل‬ ‫من جسومنا‬ ‫وأرواحنا فى وحشة‬

‫ان جمعنا فيه قيل وقالوا‬ ‫سوى‬ ‫عمرنا‬ ‫بحثنا طول‬ ‫ولم نستفد من‬

‫‪.‬‬ ‫‪445 ،‬‬ ‫‪418‬‬ ‫(‪ )1‬تاريخ ابن العبرى ص‬

‫‪IVI‬‬
‫الطريقة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫المضى‬ ‫الدين الرازى من‬ ‫فخر‬ ‫بعد‬ ‫أتى‬ ‫لم يمنع من‬ ‫هذا‬ ‫ولكن‬

‫أوضاع‬ ‫‪ ،‬وقلبت‬ ‫علومنا‬ ‫سائر‬ ‫النظرية‬ ‫الفلسفة‬ ‫غزت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫التعليم والتأليف‬ ‫التقريرية فى‬

‫وعلو م البلاغة‪،‬‬ ‫النحو‬ ‫‪ ،‬كعلم‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫كثيرة من‬ ‫بها ثمرة‬ ‫‪ ،‬وضاعت‬ ‫العلوم عندنا‬ ‫سائر‬

‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫الرجعية‬ ‫السنة‬ ‫هذه‬ ‫سن‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫الرازى‬ ‫الفخر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الوراء‬ ‫إلى‬ ‫بعلومنا‬ ‫فرجعت‬

‫‪.‬‬ ‫بها مجددا‬ ‫أن يعد‬ ‫يصح‬

‫الفرقة الناجية‬ ‫أن الأشعرية هى‬ ‫الدين الرازى إلى هذا أشعريا متعصبا يرى‬ ‫وكان فخر‬

‫شيئأ‬ ‫لم يصلح‬ ‫الدينية ‪ ،‬كما‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسة‬ ‫شيئأ من‬ ‫يصلح‬ ‫الدينية ‪ ،‬فلم‬ ‫الفرق‬ ‫سائر‬ ‫دون‬

‫يده‬ ‫وضع‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسية‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسة‬ ‫من‬ ‫شيئة‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الاجتماعية‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسة‬ ‫من‬

‫على‬ ‫ثروته‬ ‫تجارية لتزيد فى‬ ‫معاملات‬ ‫معهم‬ ‫‪ ،‬وآثر أن يعقد‬ ‫زمانه‬ ‫ملوك‬ ‫الجبابرة من‬ ‫يد‬ ‫فى‬

‫ملكهم‪.‬‬ ‫أحوال‬ ‫شيئا من‬ ‫أن يصلح‬

‫بالعربية‬ ‫يعظ‬ ‫‪ ،‬وأنه كان‬ ‫يد بيضاء‬ ‫الوعظ‬ ‫له فى‬ ‫أنه كان‬ ‫ابن خلكان‬ ‫وذكر‬

‫بمدينة هراة‬ ‫مجلسه‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫البكاء‬ ‫ويكثر‬ ‫الوعظ‬ ‫حال‬ ‫فى‬ ‫الوجد‬ ‫يلحقه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والفارسية‬

‫إجابة ‪ ،‬وقد‬ ‫باحسن‬ ‫سائل‬ ‫كل‬ ‫يجيب‬ ‫المذاهب والمقالات ‪ ،‬فيسألونه وهو‬ ‫أرباب‬ ‫يحضره‬

‫إلى مذهب‬ ‫التأويل كالكرامية وغيرهم‬ ‫تتحامى‬ ‫التى كانت‬ ‫الطوائف‬ ‫بسببه كثير من‬ ‫رجع‬

‫القرن السادس‬ ‫بين مجددى‬ ‫ذكره‬ ‫يعنيه من‬ ‫الذى‬ ‫التجديد‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولعل‬ ‫الأشعرية‬

‫الخطر‬ ‫فيه ناقوص‬ ‫دق‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المطلوب‬ ‫التجديد‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الهجرى‬

‫الفرق الإسلامية‪،‬‬ ‫من‬ ‫أخرى‬ ‫فرقة على‬ ‫الوسيلة لدرئه تغليب‬ ‫المسلمين ‪ ،‬ولم تكن‬ ‫على‬

‫والعلمى‪،‬‬ ‫والاجتماعى‬ ‫والسياسى‬ ‫الدينى‬ ‫الفسَاد‬ ‫ما كانوا فيه من‬ ‫إصلاح‬ ‫الوسيلة‬ ‫كانت‬ ‫صمانما‬

‫العلم من‬ ‫فى‬ ‫سنَّ ما سبق‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬بل كان هو‬ ‫‪-‬من هذا‬ ‫شىء‬ ‫الفخر الرازى فى‬ ‫ولم يكن‬

‫الشامل‬ ‫إنه ‪.‬حفظ‬ ‫ويقال‬ ‫‪،‬‬ ‫والتجديد‬ ‫الابتكار‬ ‫دون‬ ‫والتلخيص‬ ‫والحفظ‬ ‫العناية فيه بالجمع‬

‫لها‬ ‫وكان‬ ‫التقريرية التى تُعنَى بالقشور‬ ‫الطريقة‬ ‫فيه تلك‬ ‫سن‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الحرمين‬ ‫لإمام‬

‫‪.‬‬ ‫القرون‬ ‫من‬ ‫ما سنبينه فيما سيأتى‬ ‫اثسلمين‬ ‫تاخر‬ ‫الأثر فى‬ ‫من‬

‫ما‬ ‫الهجرى‬ ‫السادس‬ ‫القرن‬ ‫يمئل فى‬ ‫أنه أراد أن‬ ‫الرازى‬ ‫الدين‬ ‫فخر‬ ‫فى‬ ‫ما يقال‬ ‫وغاية‬

‫العقلية والفلسفية‪،‬‬ ‫بالعلوم‬ ‫اشتغاله‬ ‫مثله على‬ ‫‪ ،‬فندم‬ ‫الخامس‬ ‫القرن‬ ‫قبله فى‬ ‫مثله الغزالى‬

‫والمناهج‬ ‫الكلامية‬ ‫الطرق‬ ‫تاملت‬ ‫ولقد‬ ‫‪. . .‬‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫الذات‬ ‫أقسام‬ ‫فى‬ ‫صنفه‬ ‫الذى‬ ‫كتابه‬ ‫فى‬ ‫وقال‬

‫أخبرنى‬ ‫‪:‬‬ ‫الصلاح‬ ‫ابن‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫غليلا‬ ‫تروى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫عليلا‬ ‫تشفى‬ ‫رأيتها‬ ‫فما‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬لفلسفية‬

‫بعلم‬ ‫أشتغل‬ ‫لم‬ ‫يا ليتنى‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫الرازى‬ ‫الدين‬ ‫فخر‬ ‫أنه سمع‬ ‫مرتين‬ ‫الطوغانى‬ ‫القطب‬

‫‪ ،‬وبكى‪.‬‬ ‫الكلام‬

‫‪172‬‬
‫مثل التى حدثت‬ ‫العلم حالة صوفية‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫إلى ما وصل‬ ‫له بعد أن وصل‬ ‫ثم حدث‬

‫يوما‬ ‫منها مستغيثا ‪ ،‬وقد وعظ‬ ‫يصرخ‬ ‫نوبات‬ ‫وعظه‬ ‫مجالس‬ ‫فى‬ ‫تنتابه‬ ‫للغزالى ‪ ،‬فكانت‬

‫العالم‪،‬‬ ‫‪ :‬يا سلطان‬ ‫فاستغاث‬ ‫له حال‬ ‫‪ ،‬وحصلت‬ ‫الدين الغورى‬ ‫السلطان شهاب‬ ‫بحضرة‬

‫يبقى‪.‬‬ ‫الرازى‬ ‫‪ ،‬ولا تلبيس‬ ‫يبقى‬ ‫لا سلطانك‬

‫الفخر الرازى ‪ ،‬لان الغزالىَ حين‬ ‫من‬ ‫حالته الصوفية أصدق‬ ‫الغزالى كان فى‬ ‫ولكن‬

‫ينقطع‬ ‫فلم‬ ‫الرازى‬ ‫‪ ،‬أما الفخر‬ ‫زمانه‬ ‫ملوك‬ ‫"عن‬ ‫ماله ‪ ،‬وانقطع‬ ‫من‬ ‫تجرد‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫صار‬

‫دينار ‪،‬‬ ‫منها ثمانون ألف‬ ‫ثروة ضخمة‬ ‫عن‬ ‫ماله ‪ ،‬لأنه مات‬ ‫زمانه ولم يتجرد من‬ ‫ملوك‬ ‫عن‬

‫ولا تلبيس‬ ‫‪-‬‬ ‫فيما سبق‬ ‫ما عناه بقوله‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولعل‬ ‫حاله‬ ‫لحقيقة‬ ‫مطابقا‬ ‫تصوفه‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬

‫والله أعلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يبقى‬ ‫الرازى‬

‫!‬ ‫!‬ ‫!‬

‫‪wr‬‬
‫الإدريسى‬ ‫الشريف‬

‫العلوى الطالبى ‪ ،‬ولد فى سبتة بالمغرب‬ ‫بن إدرشى‬ ‫الثه‬ ‫بن عبد‬ ‫محمد‬ ‫الله‬ ‫هو أبو عبد‬

‫بالأندلس‪،‬‬ ‫قرطبة‬ ‫به إلى‬ ‫‪ ،‬فذهبا‬ ‫أبواه أندلسيين‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪11‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫=‬ ‫_‬ ‫‪394‬‬ ‫سنة‬ ‫الأقصى‬

‫انتهى بها إلى‬ ‫طويلة‬ ‫رحلة‬ ‫الجغرافيا ‪ ،‬ثم رحل‬ ‫‪2‬‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ونبغ‬ ‫علمائها‬ ‫على‬ ‫بها وأخذ‬ ‫فنثا‬

‫الثانى‪.‬‬ ‫ملكها روجر‬ ‫فى عهد‬ ‫‪ ،‬وذلك‬ ‫صقلية‬

‫‪،‬‬ ‫بلاد المغرب‬ ‫إليه من‬ ‫استقدمه‬ ‫الذى‬ ‫إنه هو‬ ‫‪ ،‬ويقال‬ ‫الملك‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫بصقلية‬ ‫فنزل‬

‫يلبس‬ ‫إنه كان‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫لعاداتهم‬ ‫محبا‬ ‫‪،‬‬ ‫بثقافتهم‬ ‫مولعا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫بحضارة‬ ‫معجبا‬ ‫وكان‬

‫الدين‬ ‫رجال‬ ‫أوربا‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫فأثار هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫عربية‬ ‫بحروف‬ ‫يطرز‬ ‫رداؤه‬ ‫وكان‬ ‫؟‬ ‫ملابسهم‬

‫من‬ ‫أن كل‬ ‫‪ ،‬لأنهم كانوا يزعمون‬ ‫وثنى‬ ‫نصف‬ ‫عنه انه ملك‬ ‫يقولون‬ ‫‪ ،‬وجعلهم‬ ‫المسيحى‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫من ذلك‬ ‫الوثنيين ‪ ،‬ولا يسشون‬ ‫فهو من‬ ‫خالفهم‬

‫رعاية‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ووجد‬ ‫مقرأ لنشاطه العلمى‬ ‫صقلية‬ ‫مدينة بلرم عاصمة‬ ‫الإدرشى‬ ‫فاتخذ‬

‫المشتاق‬ ‫نزهة‬ ‫‪-‬‬ ‫لط كتابه المشهور‬ ‫وضع‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ثاطه‬ ‫على‬ ‫له ما ساعده‬ ‫المسيحى‬ ‫الملك‬ ‫هذا‬

‫وضعه‬ ‫كتاب‬ ‫أصح‬ ‫م ‪ ،‬وهو‬ ‫‪1153‬‬ ‫هـ=‬ ‫اختراق الآفاق ‪ -‬وكان فراغه منه سنة ‪548‬‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وجمع‬ ‫العلم‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المتقدمون‬ ‫ما ذكره‬ ‫على‬ ‫اشتمل‬ ‫الجغرافيا ‪ ،‬وقد‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫المسلمون‬

‫على‬ ‫تدل‬ ‫انتقادية‬ ‫له فيه نظرات‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الطويلة‬ ‫الرحلات‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫صاحبه‬ ‫إليه ما استفاده‬

‫وغيرها‪.‬‬ ‫الأرض‬ ‫كروية‬ ‫الجغرافيا ‪ ،‬مئل‬ ‫لعلم‬ ‫الأساسية‬ ‫الحقائق‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وتمكنه‬ ‫أفقه‬ ‫سعة‬

‫شكل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ومصوَّرا للأرض‬ ‫له كرة سماوية‬ ‫منه أن يصنع‬ ‫وكان هذا الملك قد طلب‬

‫من‬ ‫ينقل‬ ‫بما‬ ‫بالمعاينة لا‬ ‫البلاد‬ ‫أخبار‬ ‫منه أن يحقق‬ ‫طلب‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الفضة‬ ‫له من‬ ‫‪ ،‬فصنعهما‬ ‫قرص‬

‫والغرب‬ ‫أقاليم الشرق‬ ‫الى‬ ‫ساروا‬ ‫‪،‬‬ ‫أذكياء‬ ‫ألئاء فطناء‬ ‫أناس‬ ‫على‬ ‫الاختيار‬ ‫فوقع‬ ‫‪،‬‬ ‫الكتب‬

‫‪ ،‬وكان الإدريسى يدؤن‬ ‫ما لاهدونه‬ ‫كل‬ ‫يصورون‬ ‫مصؤرين‬ ‫معهم‬ ‫‪ ،‬وأخذوا‬ ‫جنوبا وشمالا‬

‫الجغرافيا‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫كتاب‬ ‫أوفى‬ ‫‪ ،‬فجاء‬ ‫له كتابه السابق‬ ‫تكامل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫اليه منهم‬ ‫ءما يصل‬ ‫كل‬

‫الوسطى‪.‬‬ ‫القرون‬ ‫جغرافص‬ ‫اعظم‬ ‫‪ ،‬وعُذَ به الإدرشى‬ ‫العهد‬ ‫ذلك‬ ‫إلى‬

‫‪ ،‬فتعلمت‬ ‫اللاتينية‬ ‫اللنة‬ ‫إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪/‬الآفاق‬ ‫اختراق‬ ‫المشتاق فى‬ ‫نزهة‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫ترجم‬ ‫وقد‬

‫ألفه المسلمون فى‬ ‫كتاب‬ ‫أصح‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫القرون الوسطى‬ ‫الجغرافيا فى‬ ‫أوربا منه علم‬

‫عنه‪،‬‬ ‫أوربا أخذ‬ ‫عن‬ ‫المسلمين بعد الإدرشى‬ ‫من‬ ‫من كتب‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫هـايطاليا‬ ‫بلاد أوربا‬ ‫وصف‬

‫هذه‬ ‫مع‬ ‫اللاتينية‬ ‫إلى‬ ‫البلاد ‪ ،‬فلما ترجم‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫اشتمل‬ ‫لما‬ ‫مصؤَرات‬ ‫عدة‬ ‫على‬ ‫اشتمل‬ ‫وقد‬

‫الجغرافيا الحديث‪.‬‬ ‫علم‬ ‫أن ظهر‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫ثلاثة قرون‬ ‫عليها‬ ‫أوربا تعتمد‬ ‫مكثت‬ ‫المصورات‬

‫‪174‬‬
‫الاستوائية‬ ‫البحيرات‬ ‫من!بع النيل ‪ ،‬وعلى‬ ‫على‬ ‫احتوى‬ ‫مصور‬ ‫المصورات‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬

‫مصورات‬ ‫أعقم‬ ‫المصور‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫أوربا إلا فى‬ ‫رُؤَاد‬ ‫إليها‬ ‫الكبيرة التى لم يصل‬

‫زمانا‬ ‫مما ظُن‬ ‫أفريقئة أعظم‬ ‫جغرافية‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫معارف‬ ‫أن‬ ‫يثبت‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫طرافة‬ ‫الإدريسى‬

‫طويلا‪.‬‬

‫بعد‬ ‫الفرنسية‬ ‫اللغة‬ ‫إلى‬ ‫ترجم‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫فى‬ ‫قيمته‬ ‫الإدريسى‬ ‫لكتاب‬ ‫يزال‬ ‫ولا‬

‫فى‬ ‫مغمورا‬ ‫صاحبه‬ ‫وكان‬ ‫بيننا ‪،‬‬ ‫مجهولا‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫اللغة اللاتينية ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫ترجمته‬

‫أوربا‬ ‫تنويه علماء‬ ‫كتابه عندنا إلا بعد‬ ‫فضل‬ ‫يعرف‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫فيها بعده‬ ‫المسلمون‬ ‫الغفلة التى وقع‬

‫له ‪ ،‬وقد طبدت‬ ‫خلاصة‬ ‫العلماء بعده فوضع‬ ‫بعض‬ ‫شأنه ‪ ،‬وقد عدا عل!‬ ‫من‬ ‫به ‪ ،‬ورفعهم‬

‫مجاراة أسلافنا فى‬ ‫ادركنا العجز عن‬ ‫هذه الخلاصة بالعربية ‪ ،‬وكان شأننا فى هذا كشأننا حين‬

‫بها‬ ‫‪ ،‬لنكتفى‬ ‫الخلاصات‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫عمدنا‬ ‫دمانما‬ ‫؟‬ ‫علمهم‬ ‫نزد شيئا فى‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫العلمى‬ ‫التجديد‬

‫التجديد‬ ‫لغيرنا ميدان‬ ‫ونترك‬ ‫‪،‬‬ ‫المذموم‬ ‫الجمود‬ ‫ذلك‬ ‫عليها‬ ‫‪ ،‬ونجمد‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫التوصمع‬ ‫عن‬

‫مفعولا‪.‬‬ ‫الله أمرا كان‬ ‫‪ ،‬ليقضى‬ ‫فيه أسلافنا‬ ‫سار‬ ‫الذى‬

‫أسامى الكتب والفنون كتاب ‪ -‬نزهة المشتاق فى‬ ‫الظنون عن‬ ‫وذكر كتاب كشف‬

‫الا انه للشريف‬ ‫يذكر‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫علماء‬ ‫ما عرفه‬ ‫أمره‬ ‫من‬ ‫يعرف‬ ‫فلم‬ ‫‪-‬‬ ‫الآفاق‬ ‫اختراق‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫صقلية‬ ‫الفرنجى صاحب‬ ‫لرجار‬ ‫‪ ،‬صنفه‬ ‫الصقلى‬ ‫الإدرشى‬ ‫بن محمد‬ ‫محمد‬

‫‪ ،‬وذكر‬ ‫منوفية‬ ‫البلاد والممالك‬ ‫فيه أوصاف‬ ‫‪ ،‬وأورد‬ ‫الأقاليم السبعة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ورتبه‬ ‫أصحابه‬

‫بالميل والفرسخ‪.‬‬ ‫المسافات‬

‫أوربا‬ ‫علماء‬ ‫له به فيما سبق‬ ‫الجغرافيا مما شهد‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫تجديداته‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫يذكر‬ ‫فلم‬

‫الساكنة فى‬ ‫الشعوب‬ ‫‪ -‬احد‬ ‫الماليز‬ ‫ياسم ‪-‬‬ ‫سمِى‬ ‫كان أول من‬ ‫أنه‬ ‫له به أيضا من‬ ‫شهدوا‬ ‫مما‬ ‫و‬

‫الجنس‪،‬‬ ‫العلاقات ووجدة‬ ‫من‬ ‫مدغشقر‬ ‫‪ ،‬وقد ذكر ما بين هذه الجزيرة وجزيرة‬ ‫جزيرة جاوه‬

‫إليه‬ ‫لم يصل‬ ‫فى المحيط الهدى‬ ‫عظيم‬ ‫إلى تبسيط‬ ‫الجغرافى وصل‬ ‫أن مصوره‬ ‫بهذا على‬ ‫فدل‬

‫أنه امتداد لقارة أفريقية‪،‬‬ ‫على‬ ‫ذلك‬ ‫إليه من‬ ‫الجغرافيون قبله ‪ ،‬دان كان قد ذكر ما وصل‬

‫اليونانى تجله‪.‬‬ ‫جغرافيا بطليموس‬ ‫أساس‬ ‫قائمة على‬ ‫كانت‬ ‫لأن جغرافيته‬

‫***‬

‫‪WC‬‬
‫الجوزى‬ ‫ابن‬ ‫أبو الفر!‬

‫‪،‬‬ ‫البكرى‬ ‫التَّيمى‬ ‫الجَوْزى القرشى‬ ‫بن محمد‬ ‫بن على‬ ‫الدين عبد الرحمن‬ ‫جمال‬ ‫هو‬

‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪514‬‬ ‫ببغداد سنة‬ ‫ولد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫الخليفة الا!ول أبى‬ ‫نسبه إلى‬ ‫ينتهى‬

‫جمع‬ ‫العل!ا غلى‬ ‫طلب‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بالروأيات‬ ‫جماعة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وقرأه‬ ‫لأالقرآن‬ ‫قليلا حفظ‬ ‫ولما ترعرع‬

‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫أوذى‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫شديد‬ ‫تعصب‬ ‫وفيه‬ ‫‪،‬‬ ‫المذهب‬ ‫حنبلى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫كثير‬

‫نك‬ ‫‪0‬‬ ‫إلا‬ ‫عيب‬ ‫‪ :‬ما بك‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬ ‫له قائل‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الشدة‬ ‫له وناله فيه ما ناله من‬ ‫تعصبه‬

‫‪:‬‬ ‫الحال‬ ‫فى‬ ‫فأنشده‬ ‫‪،‬‬ ‫حنبلى‬

‫عارها‬ ‫لك‬ ‫ظاهر‬ ‫شكاة‬ ‫وتلك‬ ‫أنى أحبها‬ ‫وعَيّرنى الواشون‬

‫من‬ ‫‪ ،‬ويقصدونه‬ ‫لوعظه‬ ‫جداَ ‪ ،‬وكان الناس يرتاحون‬ ‫صغير‬ ‫بالوعظ وهو‬ ‫وقد اشتغل‬

‫شأنه‬ ‫‪ ،‬وعظم‬ ‫بين العامة والخاصة‬ ‫صيته‬ ‫‪ ،‬وذاع‬ ‫بهذا أمره بينهم‬ ‫‪ ،‬فاشتهر‬ ‫لسماعه‬ ‫فج‬ ‫كل‬

‫مع الشيخ‬ ‫عليه خلعة‬ ‫الملك خلع‬ ‫باللّه‬ ‫المشنجد‬ ‫ولى‬ ‫ولما‬ ‫الوزير أبى هُبيرة ‪،‬‬ ‫عهد‬ ‫فى‬

‫الوعظ‬ ‫فى‬ ‫أبو الفرج‬ ‫فتكلم‬ ‫‪،‬‬ ‫القصر‬ ‫بجامع‬ ‫الجلوس‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫وأذن‬ ‫‪،‬‬ ‫الفادر وأمثاله‬ ‫عبد‬

‫يتراوح‬ ‫له ‪ ،‬وكان عددهم‬ ‫مجلس‬ ‫‪ ،‬كما كانوا يفعلون فى كل‬ ‫مجلسه‬ ‫القوم على‬ ‫واحتشد‬

‫ألفا‪.‬‬ ‫عشر‬ ‫وخمسة‬ ‫آلاف‬ ‫الدوام بين عشرة‬ ‫على‬

‫المضىء‬ ‫المصباح‬ ‫‪-‬‬ ‫له كتاب‬ ‫ألف‬ ‫به ‪ ،‬وقد‬ ‫الفرج‬ ‫أبى‬ ‫اتصال‬ ‫قوى‬ ‫المستضىء‬ ‫ولما ولى‬

‫بمصر‬ ‫للعباسيين‬ ‫الخطبة‬ ‫‪ -‬بمناسبة عودة‬ ‫مصر‬ ‫‪ -‬النصر على‬ ‫‪ -‬ثم كتاب‬ ‫فى خلافة المستضىء‬

‫القبول وحضور‬ ‫له من‬ ‫وحصل‬ ‫المستضىء‬ ‫بهذا عند‬ ‫الفاطميين ‪ ،‬وقد حظى‬ ‫عهد‬ ‫وانقضاء‬

‫مء ‪،‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪IVA‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪0VI‬‬ ‫سنة‬ ‫يوم عاشوراء‬ ‫‪ ،‬وقد تكلم‬ ‫ما لا يكاد يوصف‬ ‫الملوك مجالسه‬

‫السذة‬ ‫بين يدى‬ ‫‪ " :‬لو أننى مثت‬ ‫له أثناء وعظه‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫مجلسه‬ ‫أمير المؤمنين حاضرا‬ ‫وكان‬

‫مع‬ ‫لك‬ ‫كان‬ ‫إليه ‪ ،‬كما‬ ‫حاجتك‬ ‫مع‬ ‫لته سبحانه‬ ‫‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬كن‬ ‫لقلت‬ ‫الشريفة (‪)1‬‬

‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫له منك‬ ‫أشكر‬ ‫احد‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫فلا ترضى‬ ‫‪،‬‬ ‫أحدَا فوقك‬ ‫يجعل‬ ‫‪ ،‬إنه لم‬ ‫عنك‬ ‫غناه‬

‫هذه‬ ‫فى‬ ‫وتقدم‬ ‫‪،‬‬ ‫المحبوسين‬ ‫بعض‬ ‫وأطلق‬ ‫‪،‬‬ ‫كثيرة‬ ‫بصدقات‬ ‫المؤمنين يومئذ‬ ‫أمير‬ ‫فتصدق‬

‫لأتباع مذهبه تعظيم‬ ‫‪ ،‬وحصل‬ ‫بن حنبل‬ ‫قبر الإمام أحمد‬ ‫على‬ ‫ينصب‬ ‫لوح‬ ‫بعمل‬ ‫السنة‬

‫عند‬ ‫المذهب‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ف!نه ما ارتفع‬ ‫بسببك‬ ‫كله‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫الفرج‬ ‫لأبى‬ ‫يقولون‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬فجعل‬ ‫زائد‬

‫كلامك‪.‬‬ ‫إلا بسماع‬ ‫السلطان‬

‫كرارش!‪،‬‬ ‫اليوم أربع‬ ‫فى‬ ‫يكتب‬ ‫أنه كان‬ ‫ذكروا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التاليف‬ ‫كثير‬ ‫أبو الفرج‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫عليه كالمنبر ونحوه‬ ‫السدة ما يجلس‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Wl‬‬
‫ثبثمائة‬ ‫على‬ ‫‪ :‬زيادة‬ ‫فقال‬ ‫مصنفاته‬ ‫اعدد‬ ‫عن‬ ‫سئل‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫مثاركة‬ ‫علم‬ ‫كل‬ ‫له فى‬ ‫وكاذ‪،‬‬

‫واحد‪،‬‬ ‫كراس‬ ‫ما هو‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫مجلدا‬ ‫عثرون‬ ‫ما هو‬ ‫المصنفات‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫مصنفا‬ ‫وأربعين‬

‫مصنفاته المغنى‬ ‫التبويب والترتيب ‪ ،‬ومن‬ ‫الناس ‪ ،‬حسن‬ ‫مصنفات‬ ‫وكان كثير الاطلاع على‬

‫والناسخ‪،‬‬ ‫المنسوخ‬ ‫معرفة‬ ‫فى‬ ‫الراسخ‬ ‫‪ ،‬وعمدة‬ ‫التفسير‬ ‫علم‬ ‫المسير فى‬ ‫‪ ،‬وزاد‬ ‫التفسير‬ ‫فى‬

‫إبليس‪.‬‬ ‫‪ :‬تلبيس‬ ‫‪ ،‬وانما يهمنا هنا منها كتابه المشهور‬ ‫مؤلفاته‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫إلى‬

‫‪:‬‬ ‫قبره‬ ‫على‬ ‫أن يكتب‬ ‫أوصى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫م‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪795‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫وكانت‬

‫لديه‬ ‫الذنب‬ ‫كثر‬ ‫عمن‬ ‫الصفح‬ ‫كثير‬ ‫يا‬

‫يديه‬ ‫جرم‬ ‫عن‬ ‫الصفح‬ ‫المذنب يرجو‬ ‫جاءك‬

‫إليه‬ ‫إحسان‬ ‫الضيف‬ ‫وجزاء‬ ‫أنا ضيص‬

‫على‬ ‫فى أمر الناس بالتقوى ‪ ،‬وحثهم‬ ‫قضاها‬ ‫هذا حياة واعظ‬ ‫وحياة أبى الفرج فى‬

‫الملوك أيضا بهذا‬ ‫الناس بهذا منه ‪ ،‬ورضى‬ ‫‪ ،‬وقد رضى‬ ‫المحرمات‬ ‫وترك‬ ‫القيام بالطاعات‬

‫الطاعة‪،‬‬ ‫الخروج على‬ ‫لزوم الجماعة ‪ ،‬وعدم‬ ‫على‬ ‫الناس فى وعظه‬ ‫منه ‪ ،‬لأنه كان يحث‬

‫بوعظه‬ ‫‪ ،‬واستهوى‬ ‫ألباب الناس‬ ‫ملك‬ ‫مشهور‬ ‫واعظ‬ ‫ما يطلبه الملوك من‬ ‫وهذا كان أقصى‬

‫شىء‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫مذهبه‬ ‫كثيراً لأهل‬ ‫دنياه ‪ ،‬واستفاد‬ ‫بهذا كثيرا فى‬ ‫أفاد أبو الفرج‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أفئدتهم‬

‫ما‬ ‫الدنيا على‬ ‫إلى‬ ‫نظره‬ ‫يوافق‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫وأتباعه‬ ‫لنفسه‬ ‫الفواثد‬ ‫هذه‬ ‫منهم‬ ‫أن يستفيد‬ ‫عليه‬

‫فى‬ ‫يغضى‬ ‫ما كان يأخذه منهم جعله‬ ‫‪ -‬ولكن‬ ‫كتابه ‪ -‬تلبيس إبليس‬ ‫الكلام على‬ ‫سيأتى فى‬

‫على‬ ‫قيام حكمهم‬ ‫به ‪ ،‬وهو‬ ‫أن يصارحوا‬ ‫يجب‬ ‫كان‬ ‫بما‬ ‫مصارحتهم‬ ‫عن‬ ‫لهم‬ ‫وعظه‬

‫العمل‬ ‫‪ ،‬دماهفالهم‬ ‫بالرعية‬ ‫التهوض‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وغفلتهم‬ ‫فيه بالشورى‬ ‫أخذهم‬ ‫‪ ،‬وعدم‬ ‫الاستبداد‬

‫‪ ،‬قبل أن يسبقه‬ ‫حضارته‬ ‫من‬ ‫الإسلام ‪ ،‬واسترداد ما ذهب‬ ‫مجد‬ ‫من‬ ‫استعادة ما ضاع‬ ‫على‬

‫للملك‬ ‫وعظه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فلا يكتفى‬ ‫والمعارف‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬ويتقدم‬ ‫الحضارة‬ ‫ميدان‬ ‫فى‬ ‫غيره‬

‫‪ ،‬فلا يفهم‬ ‫أحداً فوقه‬ ‫يجعل‬ ‫لأنه لم‬ ‫‪،‬‬ ‫غيره‬ ‫شكر‬ ‫دثه فوق‬ ‫شكره‬ ‫منه أن يكون‬ ‫بأن يطلب‬

‫يقوم‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫المحبوسين‬ ‫بعض‬ ‫يطلق‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫كثيرا‬ ‫منه أن يتصدق‬ ‫إلا أنه يطلب‬ ‫هذا‬ ‫الملك من‬

‫الناس‬ ‫فوق‬ ‫‪ ،‬مع أن هذا الملك لم يكن‬ ‫بن حنبل‬ ‫قبر الإمام أحمد‬ ‫على‬ ‫ينصب‬ ‫لوح‬ ‫بعمل‬

‫هـالكه باستيلاء‬ ‫ضاعت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بغداد‬ ‫فى‬ ‫سجينا‬ ‫يعيش‬ ‫كان‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫أبو الفرج‬ ‫ذكر‬ ‫كما‬ ‫جميعا‬

‫له ولا‬ ‫لا حول‬ ‫إلا ملكا صوريا‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫وغيرهم‬ ‫السلجوقيين‬ ‫عليها من‬ ‫استولى‬ ‫من‬

‫من‬ ‫لا يغنيان‬ ‫ومداهنة‬ ‫دهاما ملق‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫إما غفلة‬ ‫هذه‬ ‫الفرج‬ ‫ابى‬ ‫‪ ،‬فكلمة‬ ‫قوة‬

‫الحقيقة شيئا‪.‬‬

‫فى أبى الفرج من التشدد فى الدين ما فى غيره من أتباع ابن‬ ‫هذا‬ ‫وقد كان مع‬

‫سُنة‬ ‫خالفت‬ ‫التى‬ ‫الفرق‬ ‫إلى‬ ‫البغض‬ ‫بعين‬ ‫وينظر‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫التأويل‬ ‫يذم‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫حنبل‬

‫‪177‬‬ ‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪12‬‬


‫موقفا‬ ‫الاشعرية الذين حاولوا أن يقفوا فى ذلك‬ ‫عن‬ ‫التأويل ‪ ،‬ولا يرضى‬ ‫فى ترك‬ ‫السلف‬

‫الذى يداوى‬ ‫إلى السمو‬ ‫وعظه‬ ‫فى‬ ‫السنة ‪ ،‬فلم يصل‬ ‫أهل‬ ‫والقدامى من‬ ‫المعتزلة‬ ‫بين‬ ‫وسطا‬

‫أن يستغل‬ ‫عليه‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬رقد‬ ‫خلافاتهم‬ ‫فى‬ ‫بينهم‬ ‫التسامح‬ ‫الفُرْقة الدينية ‪ ،‬وينشر‬ ‫هذه‬ ‫جراح‬

‫ما بينهم‬ ‫‪ ،‬ويزيل‬ ‫المسلمين‬ ‫به بين فرق‬ ‫النبيل ‪ ،‬ليجمع‬ ‫الغرض‬ ‫ذلك‬ ‫له فى‬ ‫الجماهير‬ ‫انقياد‬

‫السنة والشيعة فى‬ ‫نزاع ببغداد بين أهل‬ ‫نه وقع فى عهده‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬وقد حكى‬ ‫وتخاصم‬ ‫تشاحن‬ ‫من‬

‫‪ ،‬فاقاما‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫ابو الفرج‬ ‫بما يقوله‬ ‫الفريقين‬ ‫اتفاق‬ ‫‪ ،‬ووقع‬ ‫وعلى‬ ‫بكر‬ ‫بين أبى‬ ‫المفاضلة‬

‫من‬ ‫البديهة ‪ :‬ا أفضلهما‬ ‫‪ ،‬فقال على‬ ‫وعظه‬ ‫فى مجلس‬ ‫الكرسى‬ ‫على‬ ‫يسأله عنه وهو‬ ‫من‬

‫بها‪.‬‬ ‫احتج‬ ‫الفريقين‬ ‫من‬ ‫فكل‬ ‫‪،‬‬ ‫قال‬ ‫فيما‬ ‫لا يراجَع‬ ‫حتى‬ ‫الحال‬ ‫فى‬ ‫ابنته تحته " ونزل‬ ‫كانت‬

‫لنفسه‪.‬‬

‫نهربه‬ ‫المسألة ‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫الصريح‬ ‫الجواب‬ ‫عن‬ ‫لأبى الفرج أن يتهرب‬ ‫وما كان‬

‫‪ ،‬وانه‬ ‫وعظه‬ ‫له فى‬ ‫المنقادة‬ ‫الجماهير‬ ‫تلك‬ ‫‪.‬على إرضاء‬ ‫مبلغ حرصه‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫بهذا الشكل‬

‫امتثال الأوامر واجت!ناب‬ ‫‪ ،‬وأنها هى‬ ‫التقوى‬ ‫على‬ ‫حثهم‬ ‫لا يتعدى‬ ‫فيه مسلكا‬ ‫يسلك‬ ‫كان‬

‫يكادون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫دائرتها‬ ‫فى‬ ‫يدورون‬ ‫الوعاظ‬ ‫لا يزال‬ ‫التى‬ ‫الأبور‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وما الى‬ ‫النواهى‬

‫فلا يتأثرون‬ ‫يسمعونه‬ ‫‪ ،‬و!اروا‬ ‫فى الوعظ‬ ‫الناس أسلوبهم‬ ‫مج‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫يتعدونها فى وعظهم‬

‫فيها‪،‬‬ ‫التى وقعوا‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسات‬ ‫علاج‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬ولا يصل‬ ‫يوم‬ ‫كل‬ ‫يسمعونه‬ ‫به ‪ ،‬لأنه كلام‬

‫فى دنياهم وأخراهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتأخرهم‬ ‫مجدهم‬ ‫فى ضياع‬ ‫السبب‬ ‫وكانت‬

‫الاثتغال‬ ‫السنة والشيعة للامبم على‬ ‫أهل‬ ‫إرضاء‬ ‫الفرج لم يؤثر فى ذلك‬ ‫أبا‬ ‫ولو أن‬

‫فرقت‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫تؤخر‬ ‫ولا‬ ‫لا تقدم‬ ‫المسائل التى‬ ‫التافهة ‪ ،‬لأنها من‬ ‫المسألة‬ ‫بهذه‬

‫و(ثما‪،‬‬ ‫بها حراما‬ ‫الاشتغال‬ ‫‪ ،‬فيكون‬ ‫بعضا‬ ‫بعضهم‬ ‫يعادى‬ ‫فريقين‬ ‫‪ ،‬وجعلتهم‬ ‫المسلمين‬ ‫كلمة‬

‫الأفضل‬ ‫يعلم‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫وتعالى‬ ‫والثه سبحانه‬ ‫‪،‬‬ ‫النزاع بين المسلمين‬ ‫استمرار‬ ‫إلى‬ ‫لأنه يؤدى‬

‫أمرهما وانتهى ‪ ،‬ومضى‬ ‫‪ ،‬وقد مضى‬ ‫حسابهما‬ ‫الذى سيتولى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫أبى بكر وعلى‬ ‫من‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫كلمة‬ ‫تفريق‬ ‫إلى‬ ‫يؤد‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫ورفق‬ ‫هدوء‬ ‫فى‬ ‫الخلافة‬ ‫بينهما على‬ ‫الخلاف‬

‫أنه‬ ‫رأيه فى‬ ‫لعلى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫واختيار‬ ‫رضا‬ ‫ه قام بالخلافة على‬ ‫أن‬ ‫رأيه فى‬ ‫بكر‬ ‫لأبى‬

‫كلمة‬ ‫تفريق‬ ‫من‬ ‫فبايعه حذرا‬ ‫عاد‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫عفصم‬ ‫النبى‬ ‫من‬ ‫لقربه‬ ‫بها منه‬ ‫أحق‬

‫التى‬ ‫الوسائل‬ ‫من‬ ‫بوسيلة‬ ‫عليه‬ ‫غيره‬ ‫أن يحمل‬ ‫يحاول‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫برأيه لنفط‬ ‫‪ ،‬واحتفظ‬ ‫المسلمين‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫لنا‬ ‫لا يحق‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫رأيه‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫نرى‬ ‫أن‬ ‫فى‬ ‫عليا‬ ‫‪ ،‬ولا بأس‬ ‫الكلمة‬ ‫تفريق‬ ‫إلى‬ ‫تؤدى‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫مخالفين‬ ‫ف!ذا بالغنا فيه نكون‬ ‫‪،‬‬ ‫يبالغ فيه‬ ‫لم‬ ‫نفسه‬ ‫أنه هو‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫نبالغ فى‬

‫به ‪ ،‬لأنه لم يفرق‬ ‫التمسك‬ ‫يواففه فى رأيه ثم يخالفه فى حد‬ ‫شيعته من‬ ‫من‬ ‫أن يكون‬ ‫يصح‬

‫كلمتهم‪.‬‬ ‫جمع‬ ‫مثله على‬ ‫أن نحافظ‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫به كلمة المسلمين‬

‫‪178‬‬
‫بين‬ ‫يذكر‬ ‫به أن‬ ‫لأنه لا يستحق‬ ‫‪،‬‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫هنا لشىء‬ ‫أبا الفرج‬ ‫لم أذكر‬ ‫ولكنى‬

‫التجديد فى كتابه ‪ -‬تلبيس‬ ‫مواقف‬ ‫أسمى‬ ‫له من‬ ‫ذكرته لموقف‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬ولكنى‬ ‫مجددى‬

‫التجديد‪،‬‬ ‫ان يذكر له فى هذه الناحية من‬ ‫فيه مع الصوفية موقفا يجب‬ ‫‪ -‬فقد وقف‬ ‫إبليس‬

‫لا‬ ‫‪ ،‬وكان فى هأ‪.‬ا صريحا‬ ‫الدين فى تصوفهم‬ ‫بحكم‬ ‫‪ ،‬ونطق‬ ‫فى أمرهم‬ ‫إذ وفَى القول حقه‬

‫عكس‬ ‫المسلمين ‪ ،‬على‬ ‫العامة وأشباه العامة من‬ ‫فى هذا القرن على‬ ‫طغيان سلطانهم‬ ‫يخشى‬

‫حاله فيما سبق‪.‬‬

‫‪ ،‬فذكر أن أهل‬ ‫النبى عفصةا‬ ‫أصحاب‬ ‫الضقة من‬ ‫الى أهل‬ ‫تصوفهم‬ ‫فأبطل أولا نشة‬

‫‪ ،‬لأنهم كانوا فقراء يقدمون‬ ‫الضرورة‬ ‫الصدقة بحكم‬ ‫من‬ ‫قعدوا فى المسجد وكلوا‬ ‫إنما‬ ‫الصفة‬

‫ليأووا‬ ‫مسجده‬ ‫فى‬ ‫لح!نجلأا صفة‬ ‫النبى‬ ‫لهم‬ ‫فبنى‬ ‫‪،‬‬ ‫مال‬ ‫ولا‬ ‫لهم‬ ‫أهل‬ ‫المدينة ‪ ،‬ولا‬ ‫على‬

‫من‬ ‫وخرجوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحال‬ ‫تلك‬ ‫عن‬ ‫استغنوا‬ ‫المسلمين‬ ‫الله على‬ ‫فتح‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫إليها ‪ ،‬ويناموا فيها‬

‫لهم‪.‬‬ ‫التى فتحت‬ ‫الدنيا‬ ‫يطلبون‬ ‫صفتهم‬

‫ومجاهدة‬ ‫النفس‬ ‫هو رياضة‬ ‫عندهم‬ ‫أن الأولين منهم ذكروا أن الصوف‬ ‫ثانيا‬ ‫ثم ذكر‬

‫والحلم‬ ‫الزهد‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫الفضيلة‬ ‫الأخلاق‬ ‫على‬ ‫وحمله‬ ‫‪،‬‬ ‫الرذيلة‬ ‫الأخلاق‬ ‫عن‬ ‫بردة‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبع‬

‫المدائح فى‬ ‫الحسنة التى تكب‬ ‫الخصال‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬الى غير ذلك‬ ‫والصدق‬ ‫والإخلاص‬ ‫والصبر‬

‫بعدهم‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫عليهم فى أشياء ‪ ،‬ثم لبس‬ ‫لئ!‬ ‫ابليس‬ ‫والثواب فى الآخرة ‪ ،‬ولكن‬ ‫الدنيا‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫عليهم‬ ‫الثانى ‪ ،‬فزاد تلبيط‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫زاد طمعه‬ ‫قرن‬ ‫مضى‬ ‫‪ ،‬وكلما‬ ‫تابعيهم‬ ‫من‬

‫التمكن‪.‬‬ ‫تمكن من المتأخرين منهم كل‬

‫‪ ،‬فلما أطفا‬ ‫العمل‬ ‫المقصود‬ ‫ان‬ ‫‪ ،‬وأراهم‬ ‫الغلم‬ ‫عن‬ ‫انه صدهم‬ ‫عليهم‬ ‫ما لثس‬ ‫فأول‬

‫ترك الدنيا‬ ‫ذلك‬ ‫أن المقصود من‬ ‫أراه‬ ‫من‬ ‫فمنهيِم‬ ‫‪،‬‬ ‫فى الظلمات‬ ‫تخبطوا‬ ‫العلم عندهم‬ ‫مصباح‬

‫أنه خُلق‬ ‫ونسوا‬ ‫‪،‬‬ ‫المال بالحقارب‬ ‫وشبهوا‬ ‫‪،‬‬ ‫أبدانهم‬ ‫يصلح‬ ‫ما‬ ‫فرفضوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجملة‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وهؤلاء‬ ‫لا يضطجع‬ ‫من‬ ‫فيهم‬ ‫إنه كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫النفوس‬ ‫الحملة على‬ ‫‪ ،‬وبالغوا فى‬ ‫للمصالح‬

‫غير الجائة‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولكنهم على‬ ‫حسنة‬ ‫مقاصدهم‬ ‫كانت‬

‫لهم‬ ‫‪ ،‬وصنفوا‬ ‫والخطرات‬ ‫الجوع والفقر والوساوس‬ ‫ثم جاء أقوام فتكلموا لهم فى‬

‫وأفردوه بصفات‬ ‫التصوف‬ ‫فهذبوا مذهب‬ ‫‪ ،‬مثل الحارث المحاسبى ‪ ،‬وجاء أخرون‬ ‫فى ذلك‬

‫وتميزوا بزيادة‬ ‫‪،‬‬ ‫والتصفيق‬ ‫والرقص‬ ‫والوجد‬ ‫بالمرئعة والماع‬ ‫الاختصاص‬ ‫من‬ ‫بها ‪،‬‬ ‫ميزوه‬

‫ويتكلمون‬ ‫‪،‬‬ ‫إوضاعأ‬ ‫لهم‬ ‫يضعون‬ ‫والأشياخ‬ ‫‪،‬‬ ‫ينمى‬ ‫الأمر‬ ‫ما زال‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫والطهارة‬ ‫الظافة‬

‫‪ ،‬وسموه‬ ‫العلوم‬ ‫فيه أوفَى‬ ‫رأوا ما هم‬ ‫حئى‬ ‫العلماء‬ ‫البعد عن‬ ‫بهم‬ ‫يزل‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫بواقعاتهم‬

‫إلى‬ ‫الجوع‬ ‫به‬ ‫خرج‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الظاهز‬ ‫العلم‬ ‫الث!ريعة‬ ‫علم‬ ‫وجعلوِا‬ ‫‪،‬‬ ‫الباطن‬ ‫العلم‬

‫مستحسَن‬ ‫شخضا‬ ‫تخيلوا‬ ‫فكأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫والهيمان‬ ‫الحق‬ ‫عشق‬ ‫فادَعى‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاسدة‬ ‫الخيالات‬

‫‪917‬‬
‫‪ ،‬حتى‬ ‫ا!لطرق‬ ‫باقوام منهم‬ ‫تشعبت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫والبدعة‬ ‫بين الكفر‬ ‫به ‪ ،‬وهؤلاء‬ ‫‪ ،‬فهاموا‬ ‫الصورة‬

‫إبليس‬ ‫زال‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاتحاد‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحلول‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫فمنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫عقائدهم‬ ‫فسدت‬

‫فصنف‪7‬‬ ‫السلمى‬ ‫أبو عبد الرحمن‬ ‫سننا ‪ ،‬وجاء‬ ‫لأنفسهم‬ ‫جعلوا‬ ‫بفنون البدع حتى‬ ‫يخبطهم‬

‫القرآن‬ ‫فى تفسيرهم‬ ‫فيه العجب‬ ‫‪ ،‬فذكر عنهم‬ ‫التفسير‬ ‫لهم حقائق‬ ‫‪ ،‬وجمع‬ ‫السق‬ ‫لهم كتاب‬

‫السراج‬ ‫لهم أبو نصر‬ ‫العلم ‪ ،‬وصنف‬ ‫أصول‬ ‫من‬ ‫إلى أصل‬ ‫غير إسناد ذلك‬ ‫يقع لهم من‬ ‫بما‬

‫لهم‬ ‫‪،‬وصنصْ‬ ‫المرذول‬ ‫الاعتقاد القبيح والكلام‬ ‫فيه بهثيرا من‬ ‫ذكر‬ ‫‪-‬‬ ‫لمع الصوفية‬ ‫‪-‬‬ ‫كتابا سماه‬

‫فيه الى‬ ‫لا يستند‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫الباطلة‬ ‫فيه الأحاديث‬ ‫" فذكر‬ ‫القلوب‬ ‫‪ 9‬قوت‬ ‫المكى كتاب‬ ‫أبو طالب‬

‫لا‬ ‫فارغ‬ ‫كلام‬ ‫وهذا‬ ‫لما‬ ‫المكاشفين‬ ‫بعض‬ ‫‪ 9‬قال‬ ‫فيه قول‬ ‫‪ ،‬وردد‬ ‫الصحيحة‬ ‫الأصول‬ ‫من‬ ‫أصل‬

‫حدود‬ ‫فى‬ ‫" الحلية " وذكر‬ ‫كتاب‬ ‫الأصبهانى‬ ‫أبو نعيم‬ ‫لهم‬ ‫وصنَف‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫التعويل‬ ‫يصح‬

‫القشرى كتاب‬ ‫لهم عبد الكرثم بن هوازن‬ ‫‪ ،‬وصنف‬ ‫أشياء منكرة قبيحة‬ ‫التصوف‬

‫أيبر حامد‬ ‫لهم‬ ‫وصنف‬ ‫‪،‬‬ ‫الفناء والبقاء‬ ‫فى‬ ‫الكلام‬ ‫من‬ ‫فيها العجائب‬ ‫" فذكر‬ ‫إ!الرسالة‬

‫أفضل‬ ‫المال‬ ‫ذكر ان فقد‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أحوالهم‬ ‫فى كثير من‬ ‫‪ -‬الإحياء ‪ -‬فجاراهم‬ ‫كتاب‬ ‫الغزالى‬

‫عز‬ ‫الثه‬ ‫ذكر‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬لأن أقل ما فيه الاشتغالَ ب!صلاحه‬ ‫إلى الخيرات‬ ‫دان صرف‬ ‫وجوده‬ ‫من‬

‫والعلم‪.‬‬ ‫الفهم‬ ‫رتبته فى‬ ‫فيها عن‬ ‫باْشياء نزل‬ ‫السماع‬ ‫‪ ،‬ثم أباح لهم‬ ‫وجل‬

‫الفرق‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأنه يدل‬ ‫الزهد‬ ‫يزيد على‬ ‫معروف‬ ‫مذهب‬ ‫أن التصوف‬ ‫ثالثا‬ ‫ثم ذكر‬

‫الزهاد‬ ‫على‬ ‫قد لتس‬ ‫إبليس‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫‪ ،‬وقد ذموا التصوف‬ ‫بينهما أن الزهد لم يذمه أحد‬

‫لا ينجون‬ ‫بأنهم‬ ‫إبليس‬ ‫عليهم‬ ‫الدنيا ‪ ،‬فلئس‬ ‫ذم‬ ‫فىِ القرآن والحديث‬ ‫سمعوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬

‫عن‬ ‫‪ ،‬وبعدوا‬ ‫الجبال‬ ‫إلى‬ ‫وجوههم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فخرجوا‬ ‫منها‬ ‫الدنيا والفرار‬ ‫إلا بترك‬ ‫الاخرة‬ ‫فى‬

‫أن هذا‬ ‫إليه‬ ‫‪ ،‬ويخيل‬ ‫الواحد منهم كالوخ!‬ ‫يصير‬ ‫العلم ‪ ،‬حتى‬ ‫الجمعة والجماعة ومجالس‬

‫ادنى‬ ‫هو‬ ‫الذى‬ ‫فاستبدلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالزهد‬ ‫اشتغالا‬ ‫العلم‬ ‫عن‬ ‫أعرضوا‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقى‬ ‫الزهد‬ ‫هو‬

‫‪ ،‬وكم‬ ‫غيره‬ ‫إلى‬ ‫متعد‬ ‫نفعه‬ ‫عتبة بابه ‪ ،‬والعالم‬ ‫نفعه‬ ‫لا يتعدى‬ ‫‪ ،‬لاْن الزاهد‬ ‫خير‬ ‫هو‬ ‫بالذى‬

‫لا يزيد‬ ‫من‬ ‫فمنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫تركُ المباحات‬ ‫الزهد‬ ‫ان‬ ‫ظنوا‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫متعبد‬ ‫من‬ ‫الصواب‬ ‫إلى‬ ‫رد‬

‫بدنه‪،‬‬ ‫صبس‬ ‫حتى‬ ‫المطعم‬ ‫يقلل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ومنهم‬ ‫الفاكهة‬ ‫لا يذوق‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ومنهم‬ ‫الشعير‬ ‫خبز‬ ‫على‬

‫عئرجّ!ا ‪ ،‬ولا‬ ‫الرسول‬ ‫طريقة‬ ‫هذه‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬ ‫‪.،‬‬ ‫البارد‬ ‫الماء‬ ‫ويمنعها‬ ‫الصوف‬ ‫بلبس‬ ‫نفسه‬ ‫ويعذب‬

‫النبى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫كلوا‬ ‫‪ ،‬فاذا وجدوا‬ ‫شيئا‬ ‫يجدوا‬ ‫إذا لم‬ ‫‪! ،‬انما كانوا يجوعون‬ ‫أصحابه‬ ‫طريقة‬

‫‪ :‬أنا‬ ‫يقول‬ ‫رجل‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحلوى‬ ‫‪ ،‬هـلحب‬ ‫الدجاج‬ ‫‪ ،‬ويأكل‬ ‫ويحبه‬ ‫اللحم‬ ‫علَسهيم يأكل‬

‫يقوم‬ ‫‪ ،‬وهل‬ ‫أحمق‬ ‫رجل‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫البصرى‬ ‫الحسن‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫لا اْقوم بشكره‬ ‫لأنى‬ ‫الخبيص‬ ‫آكل‬

‫المشوى‬ ‫اللحم‬ ‫سفرته‬ ‫فى‬ ‫حمل‬ ‫إذا سافر‬ ‫الثورى‬ ‫سفيان‬ ‫وكان‬ ‫‪. .‬‬ ‫الماء البارد ؟‬ ‫بشكر‬

‫من‬ ‫والتقلل‬ ‫المباحات‬ ‫ترك‬ ‫فى‬ ‫الصوفية‬ ‫من‬ ‫تبعهم‬ ‫الزهاد ومن‬ ‫اْولئك‬ ‫‪ .‬ولما تغالى‬ ‫وِالفالوذج‬
‫الشبان والمبتدئين ‪ ،‬مع أنه من‬ ‫من‬ ‫فى زمرتهم‬ ‫فيمن يريد الدخول‬ ‫شرطا‬ ‫الطعام ججلوا ذلك‬

‫‪ ،‬أما الث!بان فانهم‬ ‫عليه‬ ‫يصبرون‬ ‫والكهول‬ ‫الشيوخ‬ ‫‪ ،‬فإن‬ ‫الجوع‬ ‫الشبان‬ ‫على‬ ‫الأشاء‬ ‫أضر‬

‫الغذاء أخذت‬ ‫معدتهم‬ ‫تجد‬ ‫‪ ،‬ف!ذا لم‬ ‫عليه‬ ‫أن يصبروا‬ ‫‪ ،‬فلا يمكنهم‬ ‫الطعام‬ ‫هضم‬ ‫على‬ ‫أقدر‬

‫‪.‬‬ ‫به وتفسده‬ ‫الجسم‬ ‫‪ ،‬فتغذى‬ ‫البدن‬ ‫فى‬ ‫المجتمعة‬ ‫الفضول‬ ‫من‬

‫فى الزهد ‪ ،‬فيريهم‬ ‫الصوفية لصدقهم‬ ‫المتقدمين من‬ ‫ثم ذكر أن إبليس كان يُل!س على‬

‫الفقر‪،‬‬ ‫ب!اط‬ ‫على‬ ‫أموالهم ‪ ،‬ويجلسون‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فيتجردون‬ ‫شره‬ ‫من‬ ‫ويخوفهم‬ ‫المال‬ ‫عيب‬

‫لقلة العلم ‪ ،‬وهذا الفعل لا يلام‬ ‫خطأ‬ ‫أفعالهم فى ذلك‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫صالحة‬ ‫مقاصدهم‬ ‫وكانت‬

‫بها عن‬ ‫يستغنى‬ ‫له صناعة‬ ‫‪ ،‬أو كانت‬ ‫لنفسه‬ ‫ادَّخرها‬ ‫كفاية قد‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫عليه إذا كان‬ ‫صاحبه‬

‫إلى‬ ‫احتاج‬ ‫ثم‬ ‫كله‬ ‫المال الحلال‬ ‫به ‪ ،‬فأما إذا أخرج‬ ‫فتصدق‬ ‫شبهة‬ ‫المال عن‬ ‫‪ ،‬أو كان‬ ‫الناس‬

‫‪ ،‬أو يأخذ‬ ‫أو لصدقاتهم‬ ‫الإخوان‬ ‫لمق‬ ‫إما أن يتعرض‬ ‫‪ ،‬فهو‬ ‫عياله‬ ‫وأفقر‬ ‫الناس‬ ‫أيدى‬ ‫ما فى‬

‫الحارث‬ ‫ذكر‬ ‫ؤقد‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫المنهى‬ ‫المذموم‬ ‫الفعل‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫والشبهات‬ ‫الظلم‬ ‫أرباب‬ ‫من‬

‫فيه أعذرُ من‬ ‫‪ ،‬والحارث‬ ‫ونصره‬ ‫الغزالى‬ ‫‪ ،‬وشيَّده أبو حامد‬ ‫كثيرأ‬ ‫كلاما‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المحاسبى‬

‫ما دخل‬ ‫نصرة‬ ‫عليه‬ ‫أوجب‬ ‫التصوف‬ ‫فى‬ ‫دخوله‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫أفقه‬ ‫كان‬ ‫أبا حامد‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫حامد‬ ‫أبى‬

‫‪ ،‬فما بقى‬ ‫ضرورته‬ ‫له إلا قدر‬ ‫لا يبقى‬ ‫ماله حتى‬ ‫من‬ ‫أن يخرج‬ ‫للمريد‬ ‫أنه ينبغى‬ ‫فيه ‪ ،‬وعنده‬

‫الشرع‬ ‫كله خلاف‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫الله‬ ‫عن‬ ‫إليه قلبه ‪ ،‬فهو محجوب‬ ‫يلتفت‬ ‫له درهم‬

‫إذْ جعله‬ ‫‪،‬‬ ‫بحفظه‬ ‫وأمر‬ ‫قدره‬ ‫عطم‬ ‫الله قد‬ ‫لأن‬ ‫المال ‪،‬‬ ‫من‬ ‫للمراد‬ ‫فهم‬ ‫وسوء‬ ‫‪،‬‬ ‫والعقل‬

‫تُؤْتُوا‬ ‫وَلاَ‬ ‫‪( :‬‬ ‫تعالى‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫شريف‬ ‫فهو‬ ‫الشريف‬ ‫قوامأ للآدمى‬ ‫جُعل‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫قوامأ للادمى‬

‫الله عيئنَجّم اْنه‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫صح‬ ‫وقد‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0 0 0‬‬ ‫قيَامًا‬ ‫كُمْ‬ ‫اللهُ‬ ‫جَعَلَ‬ ‫الَّتِى‬ ‫امْوَالكُمُ‬ ‫الْممتُفَهَاءَ‬

‫عالة‬ ‫أن تدعهم‬ ‫من‬ ‫لك‬ ‫أغنياء خير‬ ‫ورثتك‬ ‫تترك‬ ‫! لأن‬ ‫‪َ:‬‬ ‫لسعد‬ ‫المال ‪ ،‬وقال‬ ‫إضاعة‬ ‫عن‬ ‫نهى‬

‫‪ ،‬فمن‬ ‫يعز‬ ‫وجهه‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫جمعه‬ ‫فتنة المال ‪ ،‬وأن‬ ‫من‬ ‫أنه يخاف‬ ‫ينكر‬ ‫" ولا‬ ‫يتكفَّفون الناس‬

‫والاستكثار منه‬ ‫جمعه‬ ‫قصد‬ ‫لابد منه ‪ ،‬وأما من‬ ‫حِلها فهذا امر‬ ‫البلغة من‬ ‫كسب‬ ‫اقتصر على‬

‫لىان‬ ‫‪،‬‬ ‫المقصود‬ ‫والمباهِاة فبئس‬ ‫به المفاخرة‬ ‫قصد‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫مقصوده‬ ‫فى‬ ‫فينظر‬ ‫الحلا ل‬ ‫بطريق‬

‫ا!إخوان‬ ‫على‬ ‫التوسعة‬ ‫‪ ،‬وقصد‬ ‫زمانه‬ ‫لحوادث‬ ‫‪ ،‬وادخر‬ ‫نفقته‬ ‫تلزمه‬ ‫ومن‬ ‫نفسه‬ ‫إعفاف‬ ‫قصد‬

‫كثير‬ ‫من‬ ‫النية أفضل‬ ‫بهذه‬ ‫جمعه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫قصده‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬اثيب‬ ‫المصالح‬ ‫الفقراء وفعل‬ ‫!اغناء‬

‫‪.‬‬ ‫الطاعات‬ ‫من‬

‫الفقراء‬ ‫يدخل‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫صبره‬ ‫على‬ ‫أثيب‬ ‫ابتلى به فصبر‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫أن الفقر مرض‬ ‫ذكر‬ ‫ثم‬

‫نعمة‪،‬‬ ‫البلاء ‪ ،‬أما المال فهو‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬لمكان صبرهم‬ ‫عام‬ ‫الأغنياء بخمسمائة‬ ‫الجنة قبل‬

‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫النساء‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪W‬‬
‫جمالمعتزل فى‬ ‫والفقير‬ ‫‪،‬‬ ‫والمجاهد‬ ‫كالمفتى‬ ‫فهو‬ ‫تعب‬ ‫وان‬ ‫والغنى‬ ‫‪،‬‬ ‫شكر‬ ‫إلى‬ ‫تحتاج‬ ‫والنعمة‬

‫المفتى والمجاهد‪.‬‬ ‫اكثر من‬ ‫أمن‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فهو‬ ‫زاوية‬

‫أموالهم رهدأ‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬كانوا يخرجون‬ ‫الصوفية‬ ‫المتقدمين من‬ ‫ثم ذكر أن هذا كان حال‬

‫الدنيا‬ ‫مالوا إلى‬ ‫فقد‬ ‫‪ ،‬فاما متاخروهم‬ ‫الفعل‬ ‫فى‬ ‫غلطوا‬ ‫ولكنهم‬ ‫الخير بذلك‬ ‫فيها ‪ ،‬فقصدوا‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬ويجلس‬ ‫ولإ يعمل‬ ‫الك!سب‬ ‫يقدر على‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فمنهم‬ ‫كان‬ ‫أىً وجه‬ ‫من‬ ‫المال‬ ‫وجمع‬

‫من‬ ‫الباب ‪ ،‬ومنهم‬ ‫بطرق‬ ‫‪ ،‬وقلبه معلق‬ ‫الناس‬ ‫صدقات‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويعمد‬ ‫الرباط أو المسجد‬

‫أموالهنم ‪ ،‬وقد‪.‬دخل‬ ‫ما يريده من‬ ‫طلب‬ ‫كبار الظلمة ‪ ،‬ولا يتورع عن‬ ‫بيوت‬ ‫فيقصد‬ ‫يخرج‬

‫( كلنا‬ ‫‪:‬‬ ‫له الأمير‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫فقبله‬ ‫شيئا‬ ‫فأعطاه‬ ‫فوعظه‬ ‫منهم‬ ‫أمير‬ ‫على‬ ‫الصوفية‬ ‫بعض‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫دانما الشًباكُ تختلف‬ ‫‪،‬‬ ‫صيادون‬

‫على‬ ‫يدل‬ ‫جيد‬ ‫كلام‬ ‫‪ ،‬وكله‬ ‫الصوفية‬ ‫على‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫كثيرأ غير‬ ‫أبو الفرج‬ ‫وذكر‬

‫العامة كانت‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫جارفا‬ ‫كان‬ ‫السيل‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫التجديد‬ ‫الناحية من‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫مستنيرة‬ ‫عقلية‬

‫التجديد‪،‬‬ ‫الناحية من‬ ‫هذه‬ ‫جامداَ فيما عدا‬ ‫رجعيا‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المتصوفة‬ ‫أولئك‬ ‫على‬ ‫تتهافت‬

‫الكلام ‪،‬‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫الخوض‬ ‫‪ ،‬ويكره‬ ‫النصوص‬ ‫ظواهر‬ ‫عند‬ ‫الوقوف‬ ‫العقائد يرى‬ ‫فى‬ ‫فكان‬

‫الثافعى انه‬ ‫‪ ،‬وينقل عن‬ ‫السلف‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬ ‫الشافعى وابن حنبل‬ ‫فى هذا مذهب‬ ‫ويذهب‬

‫فى‬ ‫أن ينظر‬ ‫له من‬ ‫خير‬ ‫الشرك‬ ‫ما عدا‬ ‫الثه عنه‬ ‫ما نهى‬ ‫العبد بكل‬ ‫يُبتلى‬ ‫لأنْ‬ ‫‪ :‬ا‬ ‫يقول‬ ‫كان‬

‫الكلام‬ ‫أبدا ‪ ،‬علماء‬ ‫كلام‬ ‫صاحب‬ ‫‪ :‬أ لا يفلح‬ ‫أنه كان‪ .‬يقول‬ ‫ابن حنبل‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وينقل‬ ‫الكلام‬

‫على‬ ‫يأخذ‬ ‫كان‬ ‫الذين‬ ‫الملوك وإلأمراء‬ ‫بأولئك‬ ‫حسنة‬ ‫صلة‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫‪( ،‬وكان‬ ‫أ‬ ‫رنادقة‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫حكمهم‬ ‫فى اصلاح‬ ‫فى تاريخ حياته ‪ ،‬فلم يَع‬ ‫‪ ،‬كما سبق‬ ‫الاتصال بهم‬ ‫المتصوفة‬

‫"نزعته‬ ‫شأن‬ ‫من‬ ‫قلل‬ ‫ونحوه‬ ‫هذا‬ ‫لا استبداد فيه ‪ ،‬فكل‬ ‫شوريا‬ ‫حكما‬ ‫جعله‬ ‫فى‬ ‫يجتهد‬

‫نزعاته الرجعية ‪ ،‬ولا فى مغ‬ ‫فى القضاء على‬ ‫أثرأ‬ ‫لها‬ ‫‪ ،‬ولم يجعل‬ ‫التجديدية فى التصوف‬

‫أولئك المتصوفة‪.‬‬ ‫إليها‬ ‫الوقوع فى الوهدة التى يجرهم‬ ‫المسلمين من‬

‫**!ي!‬

‫‪W‬‬
‫حال العالم فى القرن السابع الهجرى‬

‫الدول‬ ‫م ‪ ،‬وكانت‬ ‫‪013 0‬‬ ‫م إلى سنة‬ ‫‪012 4‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫يمتد القرن السابع الهجرى‬

‫يهدِّدها‬ ‫الذى‬ ‫الخارجى‬ ‫الخطر‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬غافلة‬ ‫الداخلية‬ ‫بحروبها‬ ‫مشتغلة‬ ‫فيه لا تزال‬ ‫الإسلامية‬

‫كثير‬ ‫أن يفنَى فيها عدد‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫دولة‬ ‫وتقوم‬ ‫دولة‬ ‫الحروب‬ ‫بهذه‬ ‫‪ ،‬فتسقط‬ ‫والغرب‬ ‫الشرق‬ ‫من‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫ضعف‬ ‫ما يتبعه من‬ ‫‪ ،‬ويتبع هذا‬ ‫الدولتين‬ ‫من‬

‫جميع‬ ‫على‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وأمكنها أن تستولى‬ ‫أمر الدولة الخواررمية فى‬ ‫ظهر‬ ‫وقد‬

‫الغورية‬ ‫بهذا الضولة‬ ‫‪ ،‬فانتهت‬ ‫السلجوقية‬ ‫الغُورية والدولة‬ ‫الدولة‬ ‫تحكمها‬ ‫التى كانت‬ ‫الأقطار‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪3911‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪095‬‬ ‫م ‪ ،‬كما انتهت قبلها الدولة السلجوقية سنة‬ ‫‪1215‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪612‬‬

‫من‬ ‫‪ ،‬فامتدت‬ ‫شاه‬ ‫علاء الدين خواررم‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫الدولة الخوارزمية كاية عظمتها‬ ‫وبلغت‬

‫أرال شمالا‬ ‫بحر قئوين وبحر‬ ‫شمال‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الهند شرقا‬ ‫العراق العربى غربا إلى حدود‬ ‫حدود‬

‫المذهب‬ ‫شاه‬ ‫خواررم‬ ‫الدين‬ ‫علاء‬ ‫اعتق‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫جنوبا‬ ‫الهندى‬ ‫والمحيط‬ ‫الفارسى‬ ‫الخليج‬ ‫إلى‬

‫العلويين‬ ‫من‬ ‫رجلا‬ ‫‪ ،‬فاختار‬ ‫العباسن‬ ‫دولة‬ ‫ويسقط‬ ‫بغداد‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأراد أن يستولى‬ ‫الشيعى‬

‫سار‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫العباسى‬ ‫الناصر‬ ‫خطبة‬ ‫‪ ،‬وقطع‬ ‫منابر دولته‬ ‫له على‬ ‫) وخطب‬ ‫الملك‬ ‫( علاء‬ ‫يسمى‬

‫جيشه‬ ‫الدولة العباسية ‪ ،‬ولكن‬ ‫م ‪ ،‬ليستولى عليها وشقط‬ ‫‪1217‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫إلى بغداد سنة ‪614‬‬

‫يوما ‪ ،‬فعاد بمن بقى‬ ‫عشرين‬ ‫نحو‬ ‫ثلجية هئمت عليه واستمرت‬ ‫الطريق بعواصف‬ ‫فى‬ ‫هلك‬

‫دولنه‪.‬‬ ‫على‬ ‫الانفضاض‬ ‫الننر‬ ‫محاولة‬ ‫من‬ ‫بغداد ما شغله‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وشغله‬ ‫معه إلى خراسان‬

‫هـ=‬ ‫سنة ‪648‬‬ ‫‪ ،‬وكان ظهورها‬ ‫هذا القرن دولة المماليك بمصر‬ ‫فى‬ ‫ظهرت‬ ‫وكذلك‬

‫تملكه‬ ‫كانت‬ ‫مما‬ ‫وغيره‬ ‫منها الشام‬ ‫انتزعت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأيوبيين بمصر‬ ‫بها دولة‬ ‫‪ ،‬فانتهت‬ ‫م‬ ‫‪125‬‬ ‫‪0‬‬

‫بعد ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬بنى عبد المؤمن‪-‬‬ ‫غير دولة الموحًدبن‬ ‫هذا القرن بالمغرب دول‬ ‫فى‬ ‫قامت‬ ‫وكذلك‬

‫سنة‬ ‫دولة بنى عبد الواد بالمغرب الأوسط‬ ‫م ‪ ،‬فقامت‬ ‫‪9126‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪668‬‬ ‫انتهت‬ ‫وقد‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪12‬‬ ‫ا‬ ‫اْ‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪613‬‬ ‫دولة بنى مَرين بالمغرب الأقصى‬ ‫م وقامت‬ ‫‪1235‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪633‬‬

‫هذه الدول‬ ‫م ‪ ،‬وكانت‬ ‫‪1234‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪!32‬‬ ‫‪ -‬سنة‬ ‫دولة الحفصيين بأفريقية ‪ -‬تونس‬ ‫وقامت‬

‫‪0183‬‬
‫كلها‬ ‫‪ ،‬وتجعلها‬ ‫واحدة‬ ‫دولة‬ ‫تجمعها‬ ‫أن كانت‬ ‫البلادء‪ ،‬بعد‬ ‫بهذه‬ ‫بعضا‬ ‫بعضها‬ ‫متعادية يحارب‬

‫‪.‬‬ ‫المغرب‬ ‫ناحية‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫يهذدون‬ ‫الذين‬ ‫الأعداء‬ ‫على‬ ‫يداَ واحدة‬

‫أهل‬ ‫فانقسم‬ ‫‪،‬‬ ‫يالمغرب‬ ‫انتهاء ملكهم‬ ‫قبل‬ ‫بالأندل!‬ ‫الموحدين‬ ‫ملك‬ ‫انتهى‬ ‫وقد‬

‫منهم‬ ‫ينتزعون‬ ‫‪ ،‬فأخذوا‬ ‫انقسامهم‬ ‫‪ ،‬وانتهز الفرنجة فرصة‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫بعضهم‬ ‫الأندلس‬

‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الانقسام‬ ‫أثناء هذا‬ ‫ظهروا‬ ‫الذين‬ ‫الزعماء‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫واحدة‬ ‫بعد‬ ‫واحدة‬ ‫بلادهم‬

‫سنة‬ ‫بالأندلس‬ ‫الذى أنشأ دولة بنى الأحمر‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫المعروف بابن الأحمر‬ ‫النصرى‬ ‫يوسف‬

‫مدينة‬ ‫‪ ،‬وقد اتخذت‬ ‫للمسلمين‬ ‫الأندلس‬ ‫ما بقى من‬ ‫تضم‬ ‫م ‪ ،‬وكانت‬ ‫هـ = ‪1237‬‬ ‫‪635‬‬

‫بالأندلس‪.‬‬ ‫المسلمين‬ ‫دول‬ ‫آخر‬ ‫لها ‪ ،‬وهى‬ ‫قاعدة‬ ‫غرناطة‬

‫ويليها دولة‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫دول‬ ‫أقوى‬ ‫بالمشرق‬ ‫الخوارزمية‬ ‫الدولة‬ ‫وكانت‬

‫غاية‬ ‫كانوا فى‬ ‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫ملوك‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الأقصى‬ ‫بالمغرب‬ ‫مرين‬ ‫بنى‬ ‫‪ ،‬ودولة‬ ‫بمصر‬ ‫المماليك‬

‫كانوا لا يخاطبهم‬ ‫أنهم‬ ‫الخوارزمية‬ ‫الدولة‬ ‫تجبر ملوك‬ ‫من‬ ‫بلغ‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والاستبداد‬ ‫الفساد‬ ‫من‬

‫الدين منكبرتى‬ ‫فساد جلال‬ ‫الركبتين أمامهم ‪ ،‬وبلغ من‬ ‫على‬ ‫جالس‬ ‫إلا وهو‬ ‫كبير أو صغير‬

‫لم يُسمع‬ ‫حزنا‬ ‫عليه‬ ‫حزن‬ ‫مات‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫شديدا‬ ‫حبا‬ ‫يحبه‬ ‫له مملوك‬ ‫كان‬ ‫اْنه‬ ‫شاه‬ ‫ابن خوارزم‬

‫يستصحبه‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫دفن‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬وأبقاه من‬ ‫عليه‬ ‫واللطم‬ ‫والنواح‬ ‫بالخروج‬ ‫الناس‬ ‫بمثله ‪ ،‬وأمر‬

‫‪ ،‬لىاذا‬ ‫والبكاء عليه‬ ‫اللطم‬ ‫لا يترك‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫موته‬ ‫فراقه بعد‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولا يقدر‬ ‫سار‬ ‫حيث‬ ‫معه‬

‫إليه‬ ‫يحملون‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫إنه ميت‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫أحد‬ ‫فلا يجرؤ‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه منه‬ ‫أرسل‬ ‫قدِّم إليه الطعام‬

‫‪.‬‬ ‫كان‬ ‫مما‬ ‫الاَن اصلح‬ ‫إنه‬ ‫ويقول‬ ‫‪،‬‬ ‫إنه يقبِّل الأرض‬ ‫ويقولون‬ ‫‪،‬‬ ‫الطعام‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫اخذوا‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أو اكثر‬ ‫السياشة‬ ‫حالهم‬ ‫مثل‬ ‫العلمية‬ ‫المسلمين‬ ‫حال‬ ‫وكانت‬

‫التى‬ ‫المبسوطة‬ ‫الكتب‬ ‫إلا باختصار‬ ‫يهتمون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫علومهم‬ ‫إليه فى‬ ‫بما وصلوا‬ ‫يكتفون‬ ‫القرن‬

‫بهذا‬ ‫عنى‬ ‫‪ ،‬وممن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫نادرا فيما قبل‬ ‫إ‪،‬‬ ‫لا يحصل‬ ‫هذا‬ ‫فيها ‪ ،‬وكان‬ ‫أسلافهم‬ ‫وضعها‬

‫الفقه‬ ‫أصبرل‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فله مختصرات‬ ‫بابن الحاجب‬ ‫المعروت‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫فيه أبو عمرو‬

‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫الإحاطة‬ ‫العلوم‬ ‫طلاب‬ ‫على‬ ‫يسهلوا‬ ‫ان‬ ‫بهذا‬ ‫قصدوا‬ ‫وقد‬ ‫؟‬ ‫وغيرهما‬ ‫والنحو‬

‫العناية‬ ‫من‬ ‫إليه أمرهم‬ ‫سيؤول‬ ‫لما‬ ‫تمهيدا‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الاستحضار‬ ‫فيها إلا سرعة‬ ‫همهم‬ ‫يكون‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫غيرهم‬ ‫فيها عن‬ ‫‪ ،‬وتأخرهم‬ ‫العلوم‬ ‫الابتكار فى‬ ‫ملكة‬ ‫‪ ،‬وفقد‬ ‫المختصرات‬ ‫هذه‬ ‫بشرح‬

‫لا يشتغل‬ ‫إنه كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الفلسفية‬ ‫للعلوم‬ ‫زيادة عدائهم‬ ‫من‬ ‫بلة ما كان‬ ‫الطين‬ ‫وزاد‬

‫فيه‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫رجال‬ ‫نفوذ‬ ‫قوة‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫وخفية‬ ‫حذر‬ ‫فى‬ ‫إلا نفر منهم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫بها فى‬

‫يمكن‬ ‫المنطق والفلسفة (‪ )2‬ولم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫حرَّم ابن الصلاح‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫المتصوفة‬ ‫جهلة‬ ‫وكذلك‬

‫ابن دقيق العيد‪.‬‬ ‫الكلام على‬ ‫فى بدعة المختصرات !‬ ‫(‪ )1‬سيأتى بيان خلافهم‬

‫الحضارة‬ ‫اليونانى فى‬ ‫( التراث‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫ذلك‬ ‫تحريم‬ ‫فى‬ ‫ابن الصلاح‬ ‫فتوى‬ ‫انظر‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫) ص‬ ‫الإسلامبة‬

‫‪W‬‬
‫إنه لما‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫هذه العلوم ‪ ،‬وكان الملوك يطيعونه فى ذلك‬ ‫قراءة كتب‬ ‫من‬ ‫أحدا فى دمشق‬

‫ذكر غير التفسير‬ ‫‪ " :‬من‬ ‫دمشق‬ ‫مدارس‬ ‫الأيوبيين ‪ -‬نادى فى‬ ‫‪ -‬من‬ ‫موسى‬ ‫الأشرف‬ ‫ولى‬

‫نفيتهُ لما‪.‬‬ ‫الفلاسفة‬ ‫لكلام‬ ‫والفقه أو تعرض‬ ‫والحديث‬

‫محمد‬ ‫بن‬ ‫الدين على‬ ‫القرن سيف‬ ‫هدا‬ ‫اشتغاله بالفلسفة فى‬ ‫بسبب‬ ‫وممن أوذى‬

‫‪،‬‬ ‫أمره بين الناس‬ ‫‪ ،‬فاشتهر‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫الظافر بالقاهرة مدة‬ ‫بالجامع‬ ‫قد تصدر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الاَمدى‬

‫إلى‬ ‫‪ ،‬ونسبوه‬ ‫عليه‬ ‫الفقهاء وتعصبوا‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫وانتفعوا به ‪ ،‬فحسده‬ ‫الطلاب‬ ‫عليه‬ ‫واشتغل‬

‫فيه خطوطهم‬ ‫وضعوا‬ ‫ذلك‬ ‫يتضمن‬ ‫محضراَ‬ ‫‪ ،‬وكتبوا‬ ‫الفلسفة‬ ‫بعلوم‬ ‫‪ ،‬لاشتغاله‬ ‫العقيدة‬ ‫فساد‬

‫فى‬ ‫كتب‬ ‫عليه‬ ‫فلما راْى تحاملهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ومعرفة‬ ‫فيه عقل‬ ‫رجل‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫به دمه‬ ‫بما يستباح‬

‫فيه مثلهم‪:‬‬ ‫ليكتب‬ ‫إليه‬ ‫حمل‬ ‫المحضر حين‬

‫له وخصوم‬ ‫أع!داء‬ ‫فالقوم‬ ‫لم ينالوا سعيه‬ ‫إذْ‬ ‫الفتى‬ ‫حسدوا‬

‫القاهرة مستخفيأ إلى الشام ‪ ،‬واسستوطن‬ ‫من‬ ‫الدين تحاملهم عليه خرج‬ ‫سيف‬ ‫رأى‬ ‫ولما‬

‫‪.‬‬ ‫مدينة حماة‬

‫العقائد‬ ‫فى‬ ‫زاد فيه جمودهم‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الدينية‬ ‫المسلمين‬ ‫حال‬ ‫كانت‬ ‫وكذلك‬

‫المذاهب الأربعة ‪+‬المعروفة‪،‬‬ ‫الفرو! على‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وزاد فيه جمودهمَ‬ ‫الأشعرى‬ ‫مذهب‬ ‫على‬

‫أهل السنة‪،‬‬ ‫مذهب‬ ‫‪ ،‬يعد خارجا عن‬ ‫الأشعرى‬ ‫فكان من يحاول الخروج على مذهب‬

‫المذاهب‬ ‫أحكام‬ ‫الخروج على‬ ‫يحاول‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫ما لا يطاق‬ ‫الأذى والاضطهاد‬ ‫فيلقى من‬

‫‪،‬‬ ‫الأشعرى‬ ‫مذهب‬ ‫هذا القرن على‬ ‫فى‬ ‫الخروج‬ ‫حاول‬ ‫من‬ ‫الأربعة ‪ ،‬وكان ابن تيمية أشهر‬

‫الأحكام‬ ‫كان لا يتقيد فى بعض‬ ‫السنة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫من أهل‬ ‫السلف‬ ‫لأنه كان يؤئر عليه مذهب‬

‫فى‬ ‫عليه‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫ما ناله مما سيأتى‬ ‫هذا‬ ‫ناله فى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفقهية الأربعة المشهورة‬ ‫بالمذاهب‬

‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫المعروفة‬ ‫الأحكام‬ ‫عن‬ ‫إلا قيلا‬ ‫الفروع‬ ‫فى‬ ‫يخرج‬ ‫ابن تيمية لم‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫ابن حنبل‪.‬‬ ‫مقلدأ فيها لمذهب‬ ‫كان‬

‫عن‬ ‫الفروع أيضا‬ ‫فى‬ ‫الخروج‬ ‫حاول‬ ‫آخر‬ ‫حنبلى‬ ‫هذا القرن عالم‬ ‫فى‬ ‫طناك‬ ‫وكان‬

‫الصرصرى‬ ‫الطوفى‬ ‫القوى‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أبو الربيع سليمان‬ ‫الدين‬ ‫نجم‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫المعروفة‬ ‫المذاهب‬

‫إنه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫رافضيأ‬ ‫أشعريا‬ ‫فيما قيل‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫م‬ ‫"‪11‬‬ ‫ا‬ ‫‪6‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪716‬‬ ‫سنة‬ ‫‪،‬لمتوفى‬ ‫البغدادى‬

‫نفسه بغرابة‬ ‫من‬ ‫شعر‬ ‫وقد‬ ‫‪-‬‬ ‫النواصب‬ ‫أرواح‬ ‫على‬ ‫الواصب‬ ‫العذاب‬ ‫‪-‬‬ ‫كتابا سماه‬ ‫الف‬

‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫المذاهب‬ ‫هذه‬ ‫اجتماع‬

‫العبر(‪)1‬‬ ‫هذه إحدى‬ ‫رافضى‬ ‫وكذا‬ ‫حنبلى‬ ‫اشعرى‬

‫الإسلامى ونجم الدين‬ ‫التشريع‬ ‫زيد فى كتابه ‪ -‬المصلحة فى‬ ‫(‪ )1‬أثبت الأستاذ ممطفى‬

‫شيعيأ ولا رافضيا‪.‬‬ ‫أنه لم يكن‬ ‫‪-‬‬ ‫الطوفى‬

‫‪185‬‬
‫الشام‬ ‫إلى‬ ‫نزل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫وجاور‬ ‫الحج‬ ‫إلى‬ ‫سافر‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫ذلك‬ ‫به لأجل‬ ‫حُب!عن وطيف‬ ‫وقد‬

‫النص‬ ‫على‬ ‫المصلحة‬ ‫رعاية‬ ‫تقديم‬ ‫أنه رأى‬ ‫الفروع‬ ‫فى‬ ‫محاولته‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ببلد الخليل‬ ‫وتوفى‬

‫عليهما‬ ‫تقديم رعاية المصلحة‬ ‫وجب‬ ‫والإجماع‬ ‫الص‬ ‫المصلحة‬ ‫‪ ،‬ف!ذا خالفت‬ ‫والإجماع‬

‫ال!ثُنة‬ ‫تقدم‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫عليهما‬ ‫والافتئات‬ ‫التعطئل! لهما‬ ‫‪ ،‬لا بطريق‬ ‫لهما‬ ‫واليان‬ ‫التخصيص‬ ‫بطريق‬

‫!‬ ‫ضرار‬ ‫ولا‬ ‫‪ :‬ا لا ضرر‬ ‫خمهنجم‬ ‫ثابتة بقوله‬ ‫المصلحة‬ ‫رعاية‬ ‫البيان ‪ ،‬لأن‬ ‫القرآن بطريق‬ ‫على‬

‫‪،‬‬ ‫الإجماع‬ ‫من‬ ‫أقوى‬ ‫المصلحة‬ ‫رعاية‬ ‫أن‬ ‫وعنده‬ ‫‪،‬‬ ‫الأدلة‬ ‫بين‬ ‫جمغا‬ ‫أيضا‬ ‫مراعاتها‬ ‫فيجب‬

‫المؤدى‬ ‫السبب‬ ‫بأنها‬ ‫الثمرع‬ ‫المصلحة بحسب‬ ‫من أدلة الثمرع ‪ ،‬وقد عرف‬ ‫منه بأن نكون‬ ‫وأحق‬

‫‪ ،‬دالى‬ ‫كالعبادات‬ ‫الثنارع لحقه‬ ‫ما يقصده‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬وقسمها‬ ‫الثمارع عبادة أو عادة‬ ‫مقصود‬ ‫الى‬

‫عنها‬ ‫أو رجع‬ ‫الأقوال‬ ‫هذه‬ ‫حياته‬ ‫فى‬ ‫أنه أخفى‬ ‫‪ ،‬والظاهر‬ ‫لحقه كالعادات‬ ‫الشارع‬ ‫ما لا يقصده‬

‫‪ ،‬فلم يشتهر أمره فى هذا الفرن كما اشتهر‬ ‫أقوالِه‬ ‫ابن يمية على‬ ‫عليها كما أصر‬ ‫ولم يصر‬

‫قواعد‬ ‫فى‬ ‫والإكسي!‬ ‫‪،‬‬ ‫المسائل‬ ‫أمهات‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬بغية السائل‬ ‫المؤلفات‬ ‫له من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ابن تيمية‬

‫الشريعة؟‬ ‫أسرار‬ ‫معرفة‬ ‫الى‬ ‫والذريعة‬ ‫‪،‬‬ ‫والنظائر‬ ‫الأشباه‬ ‫فى‬ ‫النواظر‬ ‫والرياض‬ ‫‪،‬‬ ‫التفسير‬

‫‪،‬‬ ‫للترمذى‬ ‫الصحيح‬ ‫الجامع‬ ‫‪ ،‬ومختصر‬ ‫الحريرية‬ ‫المقامات‬ ‫‪ ،‬وشرح‬ ‫الأناجيل‬ ‫على‬ ‫وتعالبق‬

‫شرح‬ ‫عند‬ ‫المصلحة‬ ‫تقديم‬ ‫فى‬ ‫فيه رأيه السابق‬ ‫جاء‬ ‫الذى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫النووية‬ ‫الأربعين‬ ‫وشرح‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ولا ضرار‬ ‫ا لا ضرر‬ ‫السابق‬ ‫الحديث‬

‫راد فيه‬ ‫نفوذ المتصوفة فيه ‪ ،‬حتى‬ ‫هذا الفرن من‬ ‫الحركة العلمية فى‬ ‫وزاد ضعف‬

‫سبق‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫تصوفهم‬ ‫فى‬ ‫شيئا‬ ‫جمهورهم‬ ‫لا يرى‬ ‫كانوا أشعرية‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫العلماء‬ ‫خضوع‬

‫هـ‪-‬‬ ‫‪066‬‬ ‫(‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫السلام‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫لعز‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وفد‬ ‫بالغزالى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫تأثرهم‬ ‫من‬

‫يلقب‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بأسه‬ ‫كانوا يخثمون‬ ‫ملوكه‬ ‫إن‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كبير‬ ‫م ) نفوذ‬ ‫‪I‬‬ ‫‪Y l 2‬‬

‫فى " الرسالة‬ ‫يدرس‬ ‫الصوفية وهؤ‬ ‫أبو العباس المرسى من‬ ‫هذا حضره‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫العلماء‬ ‫سلطان‬

‫كان‬ ‫الذى‬ ‫الفصل‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬ ‫الفصل‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫‪ :‬تكلم‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫التصوف‬ ‫" فى‬ ‫القشيرية‬

‫الحلقة‬ ‫فى‬ ‫الدين يزحف‬ ‫عز‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫طريقتهم‬ ‫أبو العباس بتكلم على‬ ‫فأخذ‬ ‫فيهَ‬ ‫يدرس‬

‫‪.‬‬ ‫بربه "‬ ‫عهدِ‬ ‫حديث‬ ‫هو‬ ‫الذى‬ ‫الكلام‬ ‫هذا‬ ‫‪ " :‬اسمعوا‬ ‫ويقول‬

‫من‬ ‫القطبين الأخيرين‬ ‫هذا القرن ظهور‬ ‫النفوذ فى‬ ‫ذلك‬ ‫هيأ للمتصوفة‬ ‫الذى‬ ‫وكان‬

‫القطبان‬ ‫‪ ،‬وهذان‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الأولين‬ ‫القطبين‬ ‫ظهور‬ ‫الأربعة فيه ؟ بعد‬ ‫الصوفية‬ ‫أقطاب‬

‫بن‬ ‫‪ ،‬وابراهيم‬ ‫م‬ ‫‪1276‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪675‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫البدوى‬ ‫أحمد‬ ‫‪ :‬أبو العباس‬ ‫هما‬ ‫الأخيران‬

‫م ‪:‬‬ ‫‪1277‬‬ ‫هـ=‬ ‫المتوفى سنة ‪676‬‬ ‫أبى المجد الدسوقى‬

‫المشرق‬ ‫الى‬ ‫انتقل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بالمغرب‬ ‫نث!أ بمدينة فاس‬ ‫فقد‬ ‫البدوى‬ ‫أحمد‬ ‫فأما أبو العباس‬

‫فى القرن‬ ‫الى العراق ‪ ،‬وقابل القطبين السابقين‬ ‫بلد الى بلد إلى أن وصل‬ ‫ينتقل من‬ ‫وصار‬

‫‪186‬‬
‫واليمن‬ ‫والهند‬ ‫العراق‬ ‫مفاتيح‬ ‫‪،‬‬ ‫" يا أحمد‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقالا‬ ‫‪،‬‬ ‫والرفاعى‬ ‫الجيلى‬ ‫وهما‬ ‫‪،‬‬ ‫السادس‬

‫حاجة‬ ‫لا‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫لهما‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫أ‬ ‫منها‬ ‫شئت‬ ‫مفتاح‬ ‫أى‬ ‫فاختر‬ ‫‪،‬‬ ‫بأيدينا‬ ‫والمغرب‬ ‫والمشرق‬ ‫والروم‬

‫وصل‬ ‫قذ‬ ‫صيته‬ ‫وكان‬ ‫مصر‬ ‫إلى‬ ‫سار‬ ‫! ‪ ،‬ثم‬ ‫الفتَاح‬ ‫إلا من‬ ‫المفتاح‬ ‫‪ ،‬ما آخذ‬ ‫بمفاتيحكما‬ ‫لى‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالإكرام والتعظيم‬ ‫فتلقوه‬ ‫وعسكره‬ ‫بيبرس‬ ‫الظاهر‬ ‫الملك‬ ‫إليها ‪ ،‬فلما دنا منها خرج‬

‫دار‬ ‫إليها قصد‬ ‫بلدة طندتا ‪ -‬طنطا ‪ -‬فلما وصل‬ ‫يوم لزيارته ‪ ،‬ثم قصد‬ ‫الظاهر ينزل كل‬

‫ببصره إلى السماء ‪،‬‬ ‫نهاره قائما شاخصا‬ ‫طول‬ ‫‪ ،‬فكان يمكث‬ ‫إلى سطحها‬ ‫أهلها وصعد‬ ‫بعض‬

‫لا يثل‬ ‫أو كثر‬ ‫يوما‬ ‫أربعين‬ ‫يمكث‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫كالجمر‬ ‫تتوقد‬ ‫حمرة‬ ‫عينيه إلى‬ ‫سواد‬ ‫انقلب‬ ‫وقد‬

‫‪ ،‬وكان فى هذه المدة يؤتى‬ ‫سنة‬ ‫هذا اثنىَ عشرة‬ ‫على‬ ‫مكث‬ ‫ولا ينام ‪ ،‬وقد‬ ‫ولا بشرب‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫له مريدا‬ ‫فيصير‬ ‫واحدة‬ ‫إليه نظرة‬ ‫فينظز‬ ‫السطح‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فيطأطىء‬ ‫أو الطفلْ‬ ‫إليه بالرجل‬

‫انتشارا‬ ‫صيته‬ ‫بهذا‬ ‫فانتشر‬ ‫‪،‬‬ ‫نائبا له فيه‬ ‫ليكون‬ ‫‪،‬‬ ‫يعينه له‬ ‫البلد الذى‬ ‫الى‬ ‫يذهب‬ ‫يأمره أن‬

‫ماء‬ ‫لو نفد‬ ‫‪،‬‬ ‫المحيط‬ ‫البحر‬ ‫على‬ ‫تدور‬ ‫سواقى‬ ‫‪،‬‬ ‫ربى‬ ‫‪ " :‬وعزة‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عظيما‬

‫البلاد ‪،‬‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫له بهذا أتباع لا يحصون‬ ‫صار‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫"‬ ‫ماء سواقى‬ ‫نفد‬ ‫لما‬ ‫الدنيا‬ ‫سواقى‬

‫أتباعه‪،‬‬ ‫عليهم بعض‬ ‫استخلف‬ ‫‪ ،‬فلما مات‬ ‫دولة المماليك‬ ‫فى داخل‬ ‫له دولة صوفية‬ ‫وقامت‬

‫ممن‬ ‫النذور‬ ‫جمع‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتقوم‬ ‫يومنا‬ ‫يتوارثها أتباعه إلى‬ ‫طندتا‬ ‫مدينة‬ ‫فى‬ ‫له خلافة‬ ‫وصارت‬

‫‪.‬‬ ‫البلاد‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫ويقصدها‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫تقام‬ ‫التى‬ ‫الموالد‬ ‫فى‬ ‫سيما‬ ‫"‪Ili‬‬ ‫قبره للزيارة ‪،‬‬ ‫يقصد‬

‫فى‬ ‫أيضا‬ ‫صيته‬ ‫فانتشر‬ ‫‪،‬‬ ‫الشأن‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫أيضا‬ ‫له شأن‬ ‫فكان‬ ‫الدسوقَى‬ ‫وأما إبراهيم‬

‫له‬ ‫وصارت‬ ‫‪،‬‬ ‫الغربية‬ ‫مديرية‬ ‫أعمال‬ ‫من‬ ‫دسوق‬ ‫له قبر يزار فى‬ ‫صار‬ ‫البلاد ‪ ،‬حتى‬ ‫جميع‬

‫إليه‬ ‫نسب‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫التصوت‬ ‫كبيرة فى‬ ‫له دعاوى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫كثيرون‬ ‫ومريدون‬ ‫صوفية‬ ‫طريقة‬

‫لغات‬ ‫والسريانى والعبرانى والزنجى وسائر‬ ‫يتكلم بالعجمى‬ ‫طبقاته أنه كان‬ ‫فى‬ ‫الشعرانى‬

‫‪ ،‬أنا‬ ‫مناجاته‬ ‫فى‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬ ‫‪ ( :‬انا موسى‬ ‫يقول‬ ‫انه كان‬ ‫عنه‬ ‫‪ ،‬ونقل‬ ‫والوحوش‬ ‫الطيور‬

‫‪ ،‬أنا‬ ‫شئت‬ ‫منهم من‬ ‫‪ ،‬ألبس‬ ‫بيدى‬ ‫خُفعَتُه‬ ‫فى الأرض‬ ‫ولى‬ ‫كل‬ ‫أنا‬ ‫‪،‬‬ ‫فى حملاته‬ ‫يهت‬ ‫على‬

‫‪ ،‬وبيدى‬ ‫النار أغلقتها‬ ‫أبواب‬ ‫‪ ،‬أنا بيدى‬ ‫خاطبته‬ ‫الكرسى‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫ربى‬ ‫شاهدت‬ ‫السماء‬ ‫فى‬

‫أنا وأولياء الثه أشياخا‬ ‫كنت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفردوس‬ ‫جنة‬ ‫أسكنته‬ ‫زارنى‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫فتحتها‬ ‫الفردوش‬ ‫جنة‬

‫على‬ ‫أخلع‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وأمرنى‬ ‫الله عل!هبم‬ ‫رسول‬ ‫نور‬ ‫من‬ ‫خلقنى‬ ‫وجل‬ ‫الله عز‬ ‫‪ ،‬وإن‬ ‫الأرل‬ ‫فى‬

‫أنت‬ ‫‪ :‬يا ابراهيم‬ ‫الثه لحةجم‬ ‫رسول‬ ‫لى‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫بيدى‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬فخلعت‬ ‫الأولياء بيدى‬ ‫جميع‬

‫الرفاعى‬ ‫وابن‬ ‫‪،‬‬ ‫القادر خلفى‬ ‫عبد‬ ‫وأخى‬ ‫الله عد!هنجلأا ‪،‬‬ ‫أنا ورسول‬ ‫فكنت‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫نقيب‬

‫مالك‪،‬‬ ‫الى‬ ‫سر‬ ‫‪ :‬يا (براهيم‬ ‫لى‬ ‫وقال‬ ‫الله عر!‬ ‫رسول‬ ‫إلى‬ ‫التفت‬ ‫القادر ‪ ،‬ثم‬ ‫عبد‬ ‫خلف‬

‫ما أمره به‪،‬‬ ‫مالك‬ ‫‪ .‬ففعل‬ ‫الجنان‬ ‫له يفتح‬ ‫‪ ،‬وقل‬ ‫رضوان‬ ‫الى‬ ‫النيران ‪ ،‬وسر‬ ‫له يغلق‬ ‫وقل‬

‫ما أمره به‪.‬‬ ‫رضران‬ ‫وفعل‬

‫‪187‬‬
‫فيه‬ ‫الله‬ ‫عاقب‬ ‫هذا القرن الذى‬ ‫الجنان فى‬ ‫النيران وتفتح‬ ‫تغلق‬ ‫كيف‬ ‫أدرى‬ ‫ولست‬

‫أعدائهم‬ ‫بتسليط‬ ‫القرون‬ ‫قبله من‬ ‫ما اقترفوه فيه وفيما‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وجزاهم‬ ‫عقاب‬ ‫أشد‬ ‫المسلمين‬

‫المسلمين‬ ‫نكبة‬ ‫بيانه فى‬ ‫ما سيأتى‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫المشرق‬ ‫فى‬ ‫العظيم‬ ‫ملكهم‬ ‫منهم‬ ‫فضاع‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬

‫ى‬ ‫أ‬ ‫أدرى‬ ‫المغرب ‪ ،‬ولست‬ ‫جهة‬ ‫يقتصئُون أطرافه من‬ ‫أعداءهم‬ ‫عليهم‬ ‫سلط‬ ‫بالتتر ‪ ،‬وكذلك‬

‫عنهم‬ ‫‪ ،‬ولىأ تدفع‬ ‫بلوى‬ ‫ترد عنهم‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫المسلمين‬ ‫حال‬ ‫وهذه‬ ‫العريضة‬ ‫الدعاوى‬ ‫لتلك‬ ‫قيمة‬

‫لم يبق‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والمسلمون‬ ‫العريض‬ ‫الباطنى‬ ‫الملك‬ ‫هذا‬ ‫ما قيمة‬ ‫أدرى‬ ‫‪ ،‬ولست‬ ‫شرا‬

‫لزواله تلك‬ ‫‪ ،‬وتهعىء‬ ‫له القدر ما يخبىء‬ ‫‪ ،‬يخبىء‬ ‫المغرب‬ ‫وبلاد‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫ضيق‬ ‫إلا ملك‬ ‫لهم‬

‫المتصوفة‪.‬‬ ‫فيها أولئك‬ ‫المسلمين‬ ‫الغفلة التى أوقع‬

‫أيضا‬ ‫بلهلة دينية صرفتهم‬ ‫المسلمين ‪/‬فى‬ ‫أوقعا‬ ‫آخران‬ ‫صوفيان‬ ‫أيضا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وظهر‬

‫المتوفى سنة‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫محى‬ ‫هما‬ ‫الصوفيان‬ ‫‪ ،‬وهذان‬ ‫أمرهم‬ ‫عواقب‬ ‫فى‬ ‫التنبه‬ ‫عن‬

‫فى‬ ‫تغاليا‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫م‬ ‫‪1237‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪632‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫الفارض‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وعمر‬ ‫م‬ ‫‪124‬‬ ‫‪0‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪Irv‬‬

‫تربو على‬ ‫كثيرة وأشعار‬ ‫فيها كتب‬ ‫للاول‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الوجود‬ ‫الاتحاد والحلول ووحدة‬ ‫دعوى‬

‫عن‬ ‫الدعاوى‬ ‫بتلك‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬فشغلا‬ ‫كبير‬ ‫شعر‬ ‫للثانى فيها ديوان‬ ‫مَن قبله فيها ‪ ،‬وكان‬ ‫شعر‬

‫دنياه إلا تأييد‬ ‫له فى‬ ‫لا هم‬ ‫فريق‬ ‫وكل‬ ‫شأنهما‬ ‫فى‬ ‫فريقين‬ ‫‪ ،‬وجعلاهم‬ ‫بهم‬ ‫المحدق‬ ‫الخطر‬

‫القرون‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وفى‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬ ‫الاغل‬ ‫الشغل‬ ‫هذا هو‬ ‫صار‬ ‫مذهبه فيهما ‪ ،‬حتى‬

‫من‬ ‫الشرع‬ ‫ما لا يلائم‬ ‫‪ ،‬وتاويل‬ ‫لهما‬ ‫المتعصبين‬ ‫جانب‬ ‫فى‬ ‫كانت‬ ‫جمهرتهم‬ ‫التالية له ‪ ،‬ولكن‬

‫والشام كان‬ ‫الإسلام بمصر‬ ‫شيخ‬ ‫إن عز الدين بن عبد السلائم وهو‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫نثرهما وشعرهما‬

‫الحسن‬ ‫أبا‬ ‫عليه تحاملا كثيرا ‪ ،‬فلما صحب‬ ‫‪ ،‬ويتحامل‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫قدر محى‬ ‫من‬ ‫يحط‬

‫يترجم‬ ‫منه ‪ ،‬فصار‬ ‫الصوفية‬ ‫أحوال‬ ‫م عرف‬ ‫‪1258‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪656‬‬ ‫الثماذلى المتوفى سنة‬

‫بالولاية والعرفان والقطبية‪.‬‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫محى‬

‫بلبل أفكارهم‬ ‫آخر‬ ‫والترك صوفى‬ ‫الفرس‬ ‫هذا القرن بين مسلمى‬ ‫فى‬ ‫ظهر‬ ‫ؤكذلك‬

‫الدين‬ ‫جلال‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫العرب‬ ‫فيها مسلمو‬ ‫وقع‬ ‫التى‬ ‫الغفلة‬ ‫فى‬ ‫وأوقعهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الدعاوى‬ ‫بتلك‬

‫لهم‬ ‫م ‪ -‬وقد ألف‬ ‫‪1271‬‬ ‫هـ =‬ ‫‪067‬‬ ‫البلخى القونوى الرومى المتوفى سنة‬ ‫بن محمد‬ ‫محمد‬

‫باللغة‬ ‫منظوم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫لهم ك!حياء الغزالى لمسلمى العرب‬ ‫‪ ،‬فصار‬ ‫المثنوى فى التصوف‬ ‫كتاب‬

‫الغزالى‬ ‫؟ لأن‬ ‫والمثنوى‬ ‫فرقا بين الإحياء‬ ‫هناك‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫المسدس‬ ‫رمل‬ ‫مزاحفات‬ ‫فى‬ ‫الفارسية‬

‫شأن‬ ‫المثنوى من‬ ‫فى‬ ‫فيحقر‬ ‫الرومى‬ ‫الدين‬ ‫‪ ،‬اما جلال‬ ‫العلمية‬ ‫الأساليب‬ ‫الإحياء‬ ‫فى‬ ‫يستعمل‬

‫بالعاطفة‪،‬‬ ‫إذا قورن‬ ‫شيطانى‬ ‫أن العقل شىء‬ ‫التلقين ‪ ،‬ويرى‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫العلم والتعلم‬

‫عالم الشرع‬ ‫إلى عالم فوق‬ ‫حملاه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الصوفى‬ ‫والجذب‬ ‫الوجد‬ ‫سماء‬ ‫بهذا فى‬ ‫فحلق‬

‫أنا‬ ‫‪،‬‬ ‫أنا السحاب‬ ‫‪،‬‬ ‫العصا‬ ‫أنا ألم‬ ‫‪،‬‬ ‫اللصوص‬ ‫ة أنا سرقة‬ ‫‪:‬‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫قاله‬ ‫ومما‬ ‫‪،‬‬ ‫والأخلاق‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الخ‬ ‫الخ‬ ‫‪. . .‬‬ ‫المروج‬ ‫فى‬ ‫أمطرت‬ ‫أنا الذى‬ ‫‪،‬‬ ‫الغيث‬

‫الملوك والعلماء حتى‬ ‫شأن‬ ‫شأنه على‬ ‫عالم التصوف‬ ‫الا"قطاب فى‬ ‫أولئك‬ ‫فعَلا بظهور‬

‫‪188‬‬
‫الباطنية فى‬ ‫الدولة‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الظاهرة‬ ‫لدولهم‬ ‫مما أذعنوا‬ ‫الباطنية أكثر‬ ‫لدولته‬ ‫المسلمون‬ ‫أذعن‬

‫فى‬ ‫ظاهر‬ ‫لملوك الدنيا إلا تصرف‬ ‫الحقيقة ولي!‬ ‫فى‬ ‫أمور الكون‬ ‫التى تصرف‬ ‫هى‬ ‫نظرهم‬

‫الطبقة‬ ‫فن‬ ‫متصوفةً‬ ‫الباطنية أن‬ ‫الدولة‬ ‫الملوك ب!زاء رجال‬ ‫أولئك‬ ‫هوان‬ ‫من‬ ‫بلغ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫دولهم‬

‫الملوك دونهم‪،‬‬ ‫هم‬ ‫كأنهم‬ ‫وزنا ويخاطبونهم‬ ‫لهم‬ ‫كانوا لا يقيمون‬ ‫الأقطاب‬ ‫أولئك‬ ‫الثانية بعد‬

‫يكاتب‬ ‫م ) كان‬ ‫‪1288‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪IAV‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫إبراهيم الجعبرى‬ ‫أن الشيخ‬ ‫ذلك‬ ‫ومن‬

‫‪ :‬من‬ ‫يقول‬ ‫السلطان‬ ‫" فكان‬ ‫الزوبرى‬ ‫الكلب‬ ‫إلى‬ ‫الجعبرى‬ ‫إبراهيم‬ ‫! من‬ ‫‪:‬‬ ‫مصر‬ ‫سلطان‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫مصر‬ ‫إلى‬ ‫أن أجىء‬ ‫بلادنا قبل‬ ‫فى‬ ‫اسمنا‬ ‫واللهِ‬ ‫؟ إنه‬ ‫بلادى‬ ‫فى‬ ‫اسمى‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫أطلع‬

‫ملوكا عليها ‪ ،‬وكان‬ ‫فيصيرون‬ ‫بهم إلى مصر‬ ‫ثم يؤتى‬ ‫بلادهم‬ ‫الملوك يُشترون من‬ ‫أولئك‬

‫يطرب‬ ‫وعظ‬ ‫له مجلس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الا"قطاب‬ ‫لا يبلغ مرتبة أولئك‬ ‫صوفيا‬ ‫الجعبرى‬ ‫إبراهيم‬ ‫الثخ‬

‫فعقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القراَن والحديث‬ ‫فى‬ ‫يلحن‬ ‫كان‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫وأشباه‬ ‫العامة‬ ‫من‬ ‫فيه السامعين‬

‫يحكم‬ ‫بمنعه ‪ ،‬ولم‬ ‫الإفتاء‬ ‫عن‬ ‫فامتنع ثلاثة منهم‬ ‫الوعظ‬ ‫لمنعه من‬ ‫مجل!ئا‬ ‫الأربعة بمصر‬ ‫القضاة‬

‫الثلاثة‬ ‫‪ ،‬فجاء‬ ‫رقبته‬ ‫فانكسرت‬ ‫القلعة وقع‬ ‫درج‬ ‫من‬ ‫نزل‬ ‫فحين‬ ‫‪،‬‬ ‫المالكى‬ ‫بمنعه إلا القاضى‬

‫يلحن‪.‬‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫سمعكم‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫لا نلحن‬ ‫‪ :‬نحن‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫الجعبرى‬ ‫فقئلوا رجل‬

‫الطبقة‬ ‫م ) من‬ ‫‪1276‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫( ‪75/6‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫بن أبى بكر‬ ‫خضر‬ ‫الشيخ‬ ‫وكان‬

‫صار‬ ‫إليه فلما‬ ‫أن يصير‬ ‫قبل‬ ‫بالملك‬ ‫بيبرس‬ ‫إنه تنبا للظاهر‬ ‫‪ ،‬ويقال‬ ‫أيضا‬ ‫المتصوفة‬ ‫الئانية من‬

‫ملكه وقد ذكر‬ ‫فى‬ ‫التصرف‬ ‫صاحب‬ ‫جعله‬ ‫اعتقاده فى ولايته وكراماته حتى‬ ‫ملكا تغالى فى‬

‫ملوك‬ ‫إلى‬ ‫يكتب‬ ‫وأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫والزنا ونحوهما‬ ‫اللواط‬ ‫من‬ ‫يُرْمَى بعظائم‬ ‫أنه كان‬ ‫المقريزى‬

‫إلى‬ ‫فى التصوف‬ ‫الملامتيةِ‬ ‫مذهب‬ ‫وبهذا وصل‬ ‫دا(‪)1‬‬ ‫نياك الحمارة‬ ‫الشيخ )خضر‬ ‫‪ ( :‬من‬ ‫عصره‬

‫لولأ أنى‬ ‫المقريزى‬ ‫عن‬ ‫هذا‬ ‫لأنقل‬ ‫كنت‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫الفاجرة‬ ‫الإباحية‬ ‫‪ ،‬وتلك‬ ‫السافر‬ ‫الفسوق‬ ‫هذا‬

‫معه‬ ‫ما لا يذكر‬ ‫النكبات‬ ‫من‬ ‫للمسلمين‬ ‫القرن تهيىء‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫التى أخذت‬ ‫أريد أن أبين العوامل‬

‫فيه بالتتر‪.‬‬ ‫نكبتهم‬

‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولكنه زاد كثيرا فى‬ ‫القرن الخامى‬ ‫من‬ ‫التصوف‬ ‫بدأ نظام الرهبة فى‬ ‫وقد‬

‫الطرق‬ ‫من‬ ‫الصوفية كالقادرية والرفاعية وغيرهما‬ ‫الطرق‬ ‫أيدى أصحاب‬ ‫القرن ‪ ،‬وانتشر على‬

‫‪ -‬عوارف‬ ‫كتاب‬ ‫القرون ‪ ،‬وفى‬ ‫هذا القرن وفيما بعده من‬ ‫فى‬ ‫بسرعة‬ ‫ظهورها‬ ‫تَوَالى‬ ‫التى‬

‫زيد‬ ‫مما‬ ‫م ) كثير‬ ‫‪1234‬‬ ‫هـ=َ‬ ‫المتوفى سنة ( ‪632‬‬ ‫السهروردى‬ ‫الدين عمر‬ ‫المعارف ‪ -‬لشهاب‬

‫عما‬ ‫بذلك‬ ‫المسلمين‬ ‫أرادوا تسلية‬ ‫المتصوفة‬ ‫أولئك‬ ‫ولعل‬ ‫القردط ‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الرهبنة‬ ‫نظام‬ ‫فى‬

‫الممالك‬ ‫هذه‬ ‫باسترداد‬ ‫الرجاء‬ ‫‪.‬‬ ‫فيهم‬ ‫أن كلعثوا‬ ‫‪ ،‬بدل‬ ‫ممالكهم‬ ‫كثير من‬ ‫بضياع‬ ‫دنياهم‬ ‫من‬ ‫فاتهم‬

‫مجدهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫ما فقدوه‬ ‫‪ ،‬واستعادة‬ ‫الضالْعة‬

‫‪.‬‬ ‫‪892‬‬ ‫‪ 4‬ص‬ ‫ج‬ ‫المقريزى‬ ‫(‪ )1‬خطط‬

‫‪918‬‬
‫عدوَا جديدا‬ ‫الله عليهم‬ ‫السابقة سلط‬ ‫النواحى‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫ما بلغ‬ ‫المسلمين‬ ‫ولما بلغ فساد‬

‫الإسلام ‪ ،‬وذلك‬ ‫منذ ظهور‬ ‫الغرب‬ ‫القديم الذى كان يناوئهم من‬ ‫‪ ،‬إلى عدوهم‬ ‫الشرق‬ ‫من‬

‫واسمه‬ ‫‪،‬‬ ‫العظيم‬ ‫الأمير‬ ‫لقبه ومعناه‬ ‫وجنكزخان‬ ‫التتر ‪،‬‬ ‫ملك‬ ‫جنكزخان‬ ‫هو‬ ‫الجديد‬ ‫العدو‬

‫قصد‬ ‫له ذلك‬ ‫‪ ،‬فلما تم‬ ‫والتركستان‬ ‫والمغول‬ ‫بلاد الصين‬ ‫على‬ ‫استولى‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫تيموتشين‬

‫التتر بالبلاد الإسلامية‬ ‫أولئك‬ ‫ظهور‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الخواررمية‬ ‫الدولة‬ ‫‪ ،‬فاكتسح‬ ‫البلاد الإسلامية‬

‫هولاكو‬ ‫استولى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بلد‬ ‫بلدًا بعد‬ ‫عليها‬ ‫يشولون‬ ‫يزالوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫م‬ ‫‪9121‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪I‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪6‬‬ ‫سنة‬

‫الدولة العباسية‪.‬‬ ‫‪ 1 25 8‬م ‪ ،‬وبهذا انتهى ملك‬ ‫هـ=‬ ‫بغداد سنة ‪656‬‬ ‫على‬

‫الملك‬ ‫مصر‬ ‫‪ ،‬فسار اليهم من‬ ‫دفشق‬ ‫بعد هذا إلى الشام واستولوا على‬ ‫التتر‬ ‫ثم سار‬

‫‪ ،‬فتمكن‬ ‫جالوت‬ ‫عين‬ ‫م ) على‬ ‫‪9125‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪65 A‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬والتقى بهم‬ ‫المظفر قطز‬

‫‪.‬‬ ‫بلاد الام‬ ‫عند‬ ‫فتوحهم‬ ‫‪ ،‬فوقفت‬ ‫مرة‬ ‫هزيمة التتر لأول‬ ‫بقيادته من‬ ‫المسلمون‬

‫بشىء‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫أدركهم‬ ‫اللّه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫بالتتر كبيرة فى‬ ‫نكبة المسلمين‬ ‫وكانت‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫وبلاد المغرب ؟ وهذا إلى‬ ‫مصر‬ ‫القوة فى‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫على‬ ‫لهم دول‬ ‫‪ ،‬نجقت‬ ‫لطفه‬ ‫بن‬

‫من‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫؟ فرأوا أنفسهم‬ ‫وحضارة‬ ‫دينا وعلما‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫التر كانوا أقل‬ ‫أولئك‬

‫يلبثوا أن‬ ‫لم‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫دولتهم‬ ‫تدبير‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫فاستعانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫بلادهم‬ ‫على‬ ‫استولوا‬

‫بركة‬ ‫‪ ،‬مثل‬ ‫ملوكهم‬ ‫به بعض‬ ‫‪ ،‬ودان‬ ‫دينا لهم‬ ‫‪ ،‬فاتخذوه‬ ‫دينهم‬ ‫على‬ ‫الإسلام‬ ‫فضل‬ ‫أدركوا‬

‫م ‪ ،‬وكان اعظم‬ ‫‪1266‬‬ ‫هـ=‬ ‫المتوفى سنة ‪665‬‬ ‫بن جنكزخان‬ ‫خان‬ ‫بن دوشى‬ ‫ابن باطوخان‬

‫‪،‬‬ ‫بغداد‬ ‫ملكه‬ ‫مقر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫جنكزخان‬ ‫بن‬ ‫تولوى‬ ‫بن‬ ‫هولاكو‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫التتر ‪ ،‬ومثل‬ ‫ملوك‬

‫بيكدار ‪ ،‬فلما تولى الملك‬ ‫م ‪ ،‬وكان يسمى‬ ‫‪1282‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪681‬‬ ‫بعد أخيه أبغا ست‬ ‫وقد ملك‬

‫الإسلام ‪،‬‬ ‫بعده على‬ ‫‪ ،‬وتوالى ملوكهم‬ ‫أحمد‬ ‫نفسه سلطان‬ ‫‪ ،‬وسمى‬ ‫الإسلام‬ ‫دين‬ ‫أظهر‬

‫من‬ ‫شىء‬ ‫دانما هو‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاد‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫ما كانت‬ ‫مثل‬ ‫‪%‬لى‬ ‫تعد‬ ‫لم‬ ‫المسلمين‬ ‫حالة‬ ‫ولكن‬

‫من‬ ‫أفدح‬ ‫ما هو‬ ‫بهم‬ ‫ان يحل‬ ‫‪ ،‬قبل‬ ‫أمرهم‬ ‫ليتدبروا فى‬ ‫المسلمين‬ ‫الله أراد به أن يمهل‬ ‫لطف‬

‫فى‬ ‫بلاد روسيا‬ ‫على‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫التتر فى‬ ‫أولئك‬ ‫استولى‬ ‫ولقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫التتر فى‬ ‫نكبة‬

‫أيضا‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫واسعة‬ ‫فيها مملكة‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ايضا‬ ‫فيها بالإسلام‬ ‫ملوكهم‬ ‫‪ ،‬ودان‬ ‫أوربا‬

‫تعالى بالمسلمين فى هذا القرن بعد محنته لهم‪.‬‬ ‫الثه‬ ‫من زيادة لطف‬

‫الفرنجة‬ ‫حكم‬ ‫‪،‬تحت‬ ‫فيها مملكة الروم الشرقية‬ ‫هذا القرن فقد وقعت‬ ‫فأما أوربا فى‬

‫هذه‬ ‫ناحية‬ ‫صن‬ ‫‪ ،‬وقصدوها‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫على‬ ‫الصليية‬ ‫الاستعمارية‬ ‫قاموا بالحروب‬ ‫الذين‬

‫هـ=‬ ‫‪306‬‬ ‫القسطنطينية سنة‬ ‫‪ ،‬فاستولوا على‬ ‫المقدس‬ ‫وبيت‬ ‫المملكة ليصلوا إلى الام‬

‫سنة‬ ‫فيها إلى‬ ‫حكمهم‬ ‫واستمر‬ ‫‪،‬‬ ‫ما فيها‬ ‫وأبنيتها ونهبوا‬ ‫قصورها‬ ‫وهدموا‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6012‬‬

‫‪091‬‬
‫ولم‬ ‫نيقية وطرابزون‬ ‫البلاد قد أقاموا لهم مملكتين فى‬ ‫أهل‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪1261‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪066‬‬

‫السنة ال!ابقة ‪ ،‬ولك!نهم‬ ‫مملكتهم فى‬ ‫على‬ ‫قضوا‬ ‫هؤلاء الفرنجة حتى‬ ‫مع‬ ‫حروب‬ ‫يزالوا فى‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫الى آخر‬ ‫فتن داخلية‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫وقعوا‬

‫أوربا الشرقية ‪ ،‬فقد تكونت‬ ‫حال‬ ‫من‬ ‫هذا القرن أحسن‬ ‫أوربا النربية فى‬ ‫حال‬ ‫وكان‬

‫الصل!يبية‪،‬‬ ‫الحروب‬ ‫فى‬ ‫بالمسلمين‬ ‫باتصالها‬ ‫شعربها‬ ‫‪ ،‬وتأثرت‬ ‫الحديثة‬ ‫الأوربية‬ ‫فيه الممالك‬

‫الطبقة الوسطى‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫البرجوازية‬ ‫طبقة‬ ‫‪ ،‬فبرزت‬ ‫للتجارة‬ ‫المتوسط‬ ‫الأبيض‬ ‫أمامها البحر‬ ‫وفتح‬

‫‪،‬‬ ‫الأشرات‬ ‫طبقة‬ ‫بثروتهم‬ ‫فناف!وا‬ ‫‪،‬‬ ‫أفرادها‬ ‫ثروة‬ ‫وزادت‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫أكثر‬

‫أنحاء‬ ‫تنتث!ر فى‬ ‫والمدارس‬ ‫العالية‬ ‫الجامعات‬ ‫‪ ،‬فأخذت‬ ‫والفن‬ ‫العلم‬ ‫مناصرة‬ ‫فى‬ ‫واستخدموها‬

‫مقصورةً‬ ‫تبق‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بها شعوبها‬ ‫التى تنطق‬ ‫باللغات‬ ‫الثعبية‬ ‫فيها الآداب‬ ‫‪ ،‬واردهرت‬ ‫أوربا‬

‫السوربون‬ ‫جامعة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أنشئت‬ ‫التى‬ ‫الجامعات‬ ‫أشهر‬ ‫ومن‬ ‫اللغة اللاتينية ‪،‬‬ ‫على‬

‫بولونيا‬ ‫م ‪ ،‬ومنها جامعة‬ ‫‪12‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪3‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪651‬‬ ‫سنة‬ ‫رُبيردى سوربون‬ ‫ألأه!‬ ‫بفرنسا ‪ ،‬وقد‬

‫فرنسا لايطاليا تؤثر‬ ‫جامعات‬ ‫ب!نجلترا ‪ ،‬وكانت‬ ‫كمبر ج‬ ‫وجامعة‬ ‫كمفورد‬ ‫ب!يطاليا ‪ ،‬وجامعة‬

‫(نجلترا تؤثر‬ ‫جامعات‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫والترتيب والتوضيح‬ ‫فى الفلسفة الجانب النظرى والاستدلال‬

‫جانب‬ ‫الى‬ ‫المعارت‬ ‫جمع‬ ‫تؤثر‬ ‫ألمانيا‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الأفلاطونية‬ ‫المثالية‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫الواقعى‬ ‫العلم‬

‫الكتب‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫العلمية تفوم‬ ‫الحركات‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬ ‫الأفلاطونية الحديثة ‪،‬‬ ‫تصوف‬

‫كسفورد‬ ‫جامعة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫أرسطو‬ ‫العربية واليونانية ! ولا سئما كتب‬ ‫عن‬ ‫المنقولة‬ ‫الفلسمه‬

‫ت أرسطو‪،‬‬ ‫طبيعياة‬ ‫بن الهيثم ‪ ،‬وتؤثره على‬ ‫للحسن‬ ‫المناظر‬ ‫الأعلى للعلم فى كتاب‬ ‫المثل‬ ‫ترى‬

‫هذه‬ ‫ببارشى أشهر‬ ‫السوربون‬ ‫جامعة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫‪.‬الى الفلسفة منها الى الرياضيات‬ ‫لأنها أقرب‬

‫اجتفعوا‬ ‫الدينية ‪ ،‬وقد‬ ‫الأسقفية‬ ‫للسلطة‬ ‫خضوعهم‬ ‫وعدم‬ ‫‪ ،‬وتمتاز بقوة أساتذتها‬ ‫الجامعات‬

‫تحارب‬ ‫الكنيسة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫السلطة‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫انفصالهم‬ ‫‪ ،‬وأعلنوا‬ ‫م‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪795‬‬ ‫سنة‬ ‫فى‬

‫فى‬ ‫بالفلسفة‬ ‫المثشغْلين‬ ‫فى الطبيعة ‪ ،‬ولكلن كثيرأ من‬ ‫أرسطو‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬مثل كتب‬ ‫كتب‬ ‫بعض‬

‫الكب‪.‬‬ ‫لهذه‬ ‫بمقاومة الكنيسة‬ ‫كانوا لا يتأثرون‬ ‫الجامعات‬ ‫هذه‬

‫الانجليزى‬ ‫القرن رُوجر بيكون‬ ‫هذا‬ ‫المشتغلين منهم بالفلسفة فى‬ ‫أشهر‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫الطبيعيات وما بعد الطيعة‬ ‫على‬ ‫م ) وله شرح‬ ‫‪4912‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1214‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪496‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪611‬‬

‫الرابع أن يذون‬ ‫كليمان‬ ‫البابا‬ ‫منه‬ ‫طلب‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ا!بر‬ ‫الكتالب‬ ‫أهمها‬ ‫‪ ،‬وله مؤلفات‬ ‫لأرسطو‬

‫اخطائنا‪،‬‬ ‫أسباب‬ ‫‪ :‬وهى‬ ‫اقام‬ ‫الى سبعة‬ ‫ينقسم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫هذا الكتاب‬ ‫آراءه فدونها فى‬

‫‪،‬‬ ‫أو البصريات‬ ‫المناظر‬ ‫‪ ،‬وعلم‬ ‫والرياضيات‬ ‫‪،‬‬ ‫اللفة‬ ‫‪ ،‬وعلم‬ ‫والدين‬ ‫بين الفلسفة‬ ‫والعلاقة‬

‫‪:‬‬ ‫ثلاث‬ ‫المعرفة فى‬ ‫وسائل‬ ‫بيكون‬ ‫روجر‬ ‫حصر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الخُلقية‬ ‫‪ ،‬والفلسفة‬ ‫التجريبى‬ ‫والعلم‬

‫عقلية‪،‬‬ ‫علة‬ ‫فيه‬ ‫يبين‬ ‫إذا لم‬ ‫المعرفة‬ ‫يفيد‬ ‫لا‬ ‫النقل‬ ‫أن‬ ‫‪،‬ورأى‬ ‫والتجربة‬ ‫‪،‬‬ ‫والاستدلال‬ ‫‪،‬‬ ‫النقل‬

‫‪191‬‬
‫تقوم‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا إذا أيدته التجربة‬ ‫السفسطة‬ ‫فيه عن‬ ‫تمييز البرهان‬ ‫لا يمكن‬ ‫الاستدلال‬ ‫وأن‬

‫النظرية‪،‬‬ ‫‪ ،‬فالفلسفة‬ ‫الطبيعية‬ ‫‪ ،‬فالعلوم‬ ‫‪ :‬الرياضيات‬ ‫الترتيب‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫العلوم عنده‬ ‫دراسة‬

‫عنده‬ ‫وللتجربة‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها كل‪-‬العلوم‬ ‫تلتقى‬ ‫التى‬ ‫الكلية‬ ‫الحكمة‬ ‫أو‬ ‫فاللاهوت‬ ‫‪،‬‬ ‫فالاْخلاق‬

‫حقائق‬ ‫عن‬ ‫والكشف‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاستدلال‬ ‫العلوم‬ ‫إليها‬ ‫تصل‬ ‫النتاثج التى‬ ‫‪ :‬تحقيق‬ ‫وظيفتان‬

‫الذى‬ ‫التجريبى‬ ‫العلم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫المعروفة‬ ‫العلوم‬ ‫غير‬ ‫جديد‬ ‫علم‬ ‫بها إلى‬ ‫ينتهى‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫جديدة‬

‫الإنسانية وفوز المسيحية‪،‬‬ ‫تفيد فى رقى‬ ‫بها إلى اختراعات‬ ‫الطبيعة لنصل‬ ‫على‬ ‫يعطينا سلطة‬

‫غير تجديد‬ ‫دائما من‬ ‫تضىء‬ ‫بغير نار ‪ ،‬ومصابيح‬ ‫تحتفظ بسخونتها‬ ‫ساخنة‬ ‫حمامات‬ ‫مثل‬

‫محرقة‪،‬‬ ‫العدو أشبة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ومرايا ترسل‬ ‫لحظة‬ ‫فى‬ ‫الجيوش‬ ‫‪ ،‬ومواد ملتهبة تهلك‬ ‫وقود‬

‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫أو تصغرها‬ ‫الصور‬ ‫‪ ،‬ومرايا تكبر‬ ‫‪ ،‬ومرايا سحرية‬ ‫مسمومة‬ ‫سحبا‬ ‫ترسل‬ ‫وأخرى‬

‫التراجم‬ ‫يعيب‬ ‫الطبيعة ‪ ،‬وكان‬ ‫عليها من‬ ‫الحصول‬ ‫إمكان‬ ‫التى رأى‬ ‫الاختراعات‬ ‫هذا من‬

‫الفلسفة‬ ‫من‬ ‫كثيرأ‬ ‫استفاد‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫التراجم‬ ‫عليها‬ ‫ويفضل‬ ‫‪،‬‬ ‫أرسطو‬ ‫اللاتينية لكتب‬

‫على‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫يقدم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الهيثم‬ ‫بن‬ ‫والحسن‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫فلسفة‬ ‫ستما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬

‫العالم‪،‬‬ ‫بقدم‬ ‫القول‬ ‫عليه‬ ‫يأخذ‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وكنه‬ ‫أرسطو‬ ‫الثانى بعد‬ ‫الَفيلسوف‬ ‫‪ ،‬ويعده‬ ‫ابن رُشد‬

‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫مذهبه الخاص‬ ‫أنه وضع‬ ‫‪ ،‬ولرى‬ ‫بعض‬ ‫عن‬ ‫بعضها‬ ‫الموجودات‬ ‫والقول بصدور‬

‫تجارب‬ ‫ينقل‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الطب‬ ‫فى‬ ‫عنه‬ ‫ينقل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الثفاء‬ ‫أن دوَّن للعامة كتاب‬ ‫المشرقية بعد‬

‫والعلم‬ ‫والدين‬ ‫الفلسفة‬ ‫بين‬ ‫بيكون‬ ‫روجر‬ ‫جمع‬ ‫كله‬ ‫وبهذا‬ ‫المناظر ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫الهيثم‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬

‫التجريبى‪،‬‬ ‫فائدة العلم‬ ‫لأنه نبهها إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫السيادة على‬ ‫لأوربا طريق‬ ‫‪ ،‬ومهد‬ ‫والعمل‬

‫الحياة ‪ ،‬والخير‬ ‫ب!كسير‬ ‫للجسم‬ ‫الخير الاْعظم‬ ‫‪ :‬توفير‬ ‫الثلاث‬ ‫الكبرى‬ ‫الغايات‬ ‫أنه يحقق‬ ‫وذكر‬

‫والغاية الأخيرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الخيرين‬ ‫بهذين‬ ‫للنفس‬ ‫الروحى‬ ‫والخير‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة‬ ‫بحجر‬ ‫للمروة‬ ‫الأعظم‬

‫الكنيسة ‪ ،‬ليستخدمه‬ ‫العلم التجريبى فى خدمة‬ ‫أن يكون‬ ‫‪ ،‬ولهذا يجب‬ ‫الغاية القصو!‬ ‫هى‬

‫تبدو‬ ‫‪ :‬أن آثاره العجيبة‬ ‫‪ :‬أولاها‬ ‫منه فوائد ثلاث‬ ‫ويجنوا‬ ‫والإرشاد‬ ‫الوعظ‬ ‫بها مع‬ ‫المبشرون‬

‫هذه‬ ‫تحدث‬ ‫الطبيعة‬ ‫إنه إذا كانت‬ ‫‪:‬‬ ‫أنفسهم‬ ‫فى‬ ‫فيقولون‬ ‫‪،‬‬ ‫الكفار‬ ‫نظر‬ ‫فى‬ ‫كالمعجزات‬

‫السحر‬ ‫خداع‬ ‫‪ :‬أنه يكث!ف‬ ‫والثانية‬ ‫الإلهية ‪،‬‬ ‫للحقائق‬ ‫عقولنا‬ ‫أن نخضع‬ ‫ف!نه يجب‬ ‫العجائب‬

‫بينهم‬ ‫فيما يقوم‬ ‫المسيحيين‬ ‫دماء‬ ‫انه يحفظ‬ ‫والثالثة‬ ‫‪،‬‬ ‫ديانة الكفار‬ ‫عليه‬ ‫تقوم‬ ‫الذى‬ ‫الكاذب‬

‫‪.‬‬ ‫الحروب‬ ‫من‬ ‫الكفار‬ ‫وبين‬

‫م ) وقد وقف‬ ‫‪1274‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1225‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪673 -‬‬ ‫( ‪622‬‬ ‫الإيطالى‬ ‫ومنهم توما ا!وينى‬

‫يخالف‬ ‫الإنسانى والوجود‬ ‫العقل‬ ‫فى‬ ‫له رأى‬ ‫المنتقد ‪ ،‬وكان‬ ‫الفلاسفة قبله موقف‬ ‫من‬

‫إليها‬ ‫لا ينظر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫واللاهوت‬ ‫بين الفلسفة‬ ‫الفصل‬ ‫إلى‬ ‫الموقف‬ ‫به هذا‬ ‫أدى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫رأيهم‬

‫صلة‬ ‫باللاهوت‬ ‫صلتها‬ ‫‪ ،‬وتكون‬ ‫لذاتها‬ ‫أنها مقصودة‬ ‫إليها على‬ ‫ينظر‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫أنها ألة له‬ ‫على‬

‫‪291‬‬
‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الجرأة‬ ‫هذه‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫وأشباههم‬ ‫الدين‬ ‫رجال‬ ‫ثار مليه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫لا الخادم‬ ‫الموجه‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫الإلحاد فى‬ ‫فشا‬ ‫عندما‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫فلسفته‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫أنفسهم‬ ‫أخيرا‬ ‫وجدوا‬

‫الحرة تحاول‬ ‫نزعتها‬ ‫مع‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلحاد‬ ‫لمقاومة هذا‬ ‫ما يصلح‬ ‫فلسفته‬ ‫غير‬ ‫فى‬ ‫يجدوا‬

‫للفلسفة‪.‬‬ ‫عرضها‬ ‫العقيدة فى‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وتراعى‬ ‫وألمسيحية‬ ‫أرسطو‬ ‫بين فلسفة‬ ‫الجمع‬

‫ام ) وكان اكثر إخلاصا‬ ‫‪282 -‬‬ ‫‪1235‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1A‬‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫بريان ( ‪633‬‬ ‫ومنهم سيجردى‬

‫قائم‬ ‫علم‬ ‫ابن رشد‬ ‫كما شرحها‬ ‫أرسطو‬ ‫أن فلسفة‬ ‫‪ ،‬فرأى‬ ‫ا!وينى‬ ‫توما‬ ‫للفلسفة من‬

‫يعبأ بما‬ ‫ذاته ولا‬ ‫إليه فى‬ ‫ينظر‬ ‫أن‬ ‫فيجب‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسانى‬ ‫للعمل‬ ‫المثل الأعلى‬ ‫‪ ،‬وأنه هو‬ ‫برأسه‬

‫الحركة بين أساتذة كلية الفنون‬ ‫هذه‬ ‫ظهرت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بينه وبين الدين‬ ‫خلاف‬ ‫من‬ ‫يكون‬

‫الرشدية اللاتينية‪،‬‬ ‫تسمى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫م‬ ‫‪0125‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪648‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وابتدأت‬ ‫بباريس‬

‫حين‬ ‫الحركة‬ ‫بريان هذه‬ ‫قاد سيجردى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وغيرها‬ ‫فرنسا‬ ‫فى‬ ‫تبلبل الأفكار‬ ‫قرن‬ ‫ربع‬ ‫فمكثت‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫باريس‬ ‫أسقف‬ ‫م ‪ ،‬فأنكر عليه ذلك‬ ‫‪1265‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫اختير معلما بهذه الكلية سنة ‪664‬‬

‫إلى روما‪،‬‬ ‫التفتيش فهرب‬ ‫محكمة‬ ‫طلبه رئيس‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التعليم‬ ‫عن‬ ‫ك!‬ ‫يزل يقاومه حتى‬

‫نوبة جنون‬ ‫وفاته باغتيال كاتبه له فى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بحبسه‬ ‫فقضت‬ ‫وقذَم نفسه إلى محكمتها‬

‫اعترته‪.‬‬

‫م ) وقد‬ ‫‪1315 -‬‬ ‫‪1235‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪715 -‬‬ ‫جزيرة ميورقة ( ‪633‬‬ ‫ريمون ليل من‬ ‫ومنهم‬

‫المنطق ليستخدمه‬ ‫دراسة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأقبل‬ ‫اللاتينية‬ ‫تعلم‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫ميورقة‬ ‫أهل‬ ‫العربية من‬ ‫تعلم‬

‫طريقة‬ ‫كشف‬ ‫أنه‬ ‫يذَعى فيه‬ ‫‪ -‬وهو‬ ‫‪ -‬الفن ا!بر‬ ‫فيه كتاب‬ ‫دينه ‪ ،‬وقد ألف‬ ‫فى الدفاع عن‬

‫مبادئه‬ ‫تتضمن‬ ‫علم كلى‬ ‫بأنه‬ ‫الفن الاكبر‬ ‫الدين ‪ ،‬وقد عرّف‬ ‫فى الإقناع والدفاع عن‬ ‫جديدة‬

‫المنطق‬ ‫عن‬ ‫يختلف‬ ‫الكلى الجزئى ‪ ،‬وهو‬ ‫العلوم الجزئية كما يتضمن‬ ‫العامة مبادىء جميع‬

‫الوجود‬ ‫فى‬ ‫والميتافيزيقا تنظر‬ ‫‪،‬‬ ‫الذهنى‬ ‫الوجود‬ ‫فى‬ ‫ينظر‬ ‫المنطق‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الميتافيزيقا‬ ‫وعن‬

‫الرد‬ ‫المنطق وفى‬ ‫بعده كتئا كثيرة فى‬ ‫‪ ،‬ثم ألف‬ ‫معا‬ ‫الوجودين‬ ‫فى‬ ‫الأكبر ينظر‬ ‫‪ ،‬والفن‬ ‫العينى‬

‫وفلسطين‬ ‫افريقية ومصر‬ ‫فى أنحاء أوربا وشمال‬ ‫يطوف‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫والرشديين‬ ‫ابن رشد‬ ‫على‬

‫النقاش‬ ‫فى‬ ‫يغالى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫انمطق‬ ‫فى‬ ‫الجديدة‬ ‫بطريقته‬ ‫دينه‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫والهند‬

‫الجزائر‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫بالجزائر ‪ ،‬ورجمه‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫مرة بتون!‬ ‫سجن‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والاستفزاز‬

‫قبل أن يصل‬ ‫إلى أوربا ‪ ،‬ولكنه توفى‬ ‫فى عودتهم‬ ‫جنوى‬ ‫أهل‬ ‫بعض‬ ‫بالحجارة ‪ ،‬وقد أخذه‬

‫إلى جزيرة ميورقة‪.‬‬

‫الحالة السياسية‬ ‫فى‬ ‫بان هذا القرن كان مبدأ التحول‬ ‫ويمكننا بعد هذا كله أن نحكم‬

‫تثمعر‬ ‫اخذت‬ ‫الأوربية‬ ‫الأمم‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأوربية‬ ‫والأمم‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫والعلمية‬ ‫والاجتماعية‬

‫فأخذوا‬ ‫‪ ،‬أما المسلمون‬ ‫وغيره‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫والتجديد‬ ‫النهوض‬ ‫‪ ،‬وتحاول‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫بنقصها‬

‫‪391‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫( ‪ - 1 3‬المجددون‬
‫حفظه‬ ‫على‬ ‫ليقووا‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه فيه‬ ‫ما وصلوا‬ ‫باختصار‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫ولكتفون‬ ‫‪،‬‬ ‫القهقرى‬ ‫يرجعون‬

‫‪.‬‬ ‫الجمود‬ ‫حالات‬ ‫أقصى‬ ‫إلى‬ ‫أن يصلوا‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويجمدوا‬ ‫واستذكاره‬

‫ذ‬ ‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫كبيرا فى‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫والا!مم الأوربية‬ ‫الإسلامية‬ ‫الأمم‬ ‫بين‬ ‫الفرق‬ ‫ولكن‬

‫‪ ،‬إما‬ ‫اليونان والعرب‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫فيها على‬ ‫تعتمد‬ ‫‪ ،‬فهى‬ ‫بدء نهضتها‬ ‫الأمم الأوربية فى‬ ‫كانت‬

‫بهذه‬ ‫يشتغل‬ ‫لا يزال‬ ‫ممن‬ ‫الاستفادة‬ ‫دماما بمحاولة‬ ‫‪،‬‬ ‫لغاتها‬ ‫إلى‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫كتبهم‬ ‫بترجمة‬

‫‪ ،‬وهو‬ ‫منفريذا بن فردريك‬ ‫صقلية‬ ‫ملك‬ ‫من‬ ‫حصل‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫المسلمين وغيرهم‬ ‫العلوم من‬

‫المنطق ‪ ،‬وكان‬ ‫الرسالة الأنبروزية فى‬ ‫بن سالم بن واصل‬ ‫له جمال! الدين محمد‬ ‫الذى ألف‬

‫الملك‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫مدة‬ ‫عنده‬ ‫وأقامه‬ ‫إليه ‪ ،‬فأكرمه‬ ‫أرسله‬ ‫قد‬ ‫بيبرس‬ ‫الظاهر‬ ‫الملك‬

‫‪ ،‬وكان يقرب‬ ‫أقليدس‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫مقالات‬ ‫عشر‬ ‫إنه كان يحفظ‬ ‫محبا لعلوم الفلسفة ‪ ،‬حتى‬

‫بن سالم‬ ‫الدين محمد‬ ‫جمال‬ ‫منهم هذه العلوم ‪ ،‬ولقد كان على‬ ‫إليه ليستفيد‬ ‫صقلية‬ ‫مسلمى‬

‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫ملوك‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫بيبرس‬ ‫الظاهر‬ ‫وثقافة‬ ‫الملك‬ ‫بين ثقافة هذا‬ ‫الفرق‬ ‫يدرك‬ ‫أن‬

‫الفلاسفة والعلماء ‪،‬‬ ‫ملكه على‬ ‫فى‬ ‫صقلية‬ ‫اعتماد ملك‬ ‫النتائج على‬ ‫من‬ ‫ما سيترتب‬ ‫يعرف‬

‫والجامدين‬ ‫المتصوفة‬ ‫جهلة‬ ‫على‬ ‫اعتماد الظاهر بيبرس‬ ‫دينه ‪ ،‬وعلى‬ ‫غير أهل‬ ‫ولو كانوا من‬

‫رحلته‬ ‫فى‬ ‫بما شاهده‬ ‫المسلمين‬ ‫يخبر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫هذا‬ ‫شيئا من‬ ‫لم يدرك‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫من‬

‫الفلسفة‪،‬‬ ‫علوم‬ ‫إلى‬ ‫الملك‬ ‫تنبه هذا‬ ‫من‬ ‫المحدق‬ ‫الخطر‬ ‫إلى‬ ‫ينبه أحد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫صقلية‬ ‫ملك‬ ‫إلى‬

‫‪.‬‬ ‫العلوم‬ ‫لهذه‬ ‫ومعاداتهم‬ ‫المسلمين‬ ‫جمود‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫العلم‬ ‫ميدان‬ ‫ببلاده فى‬ ‫توثبه للنهوض‬ ‫ومن‬

‫الخطير‬ ‫التحول‬ ‫ذلك‬ ‫يدرك‬ ‫إلى مجدد‬ ‫هذا القرن محتاجين‬ ‫المسلمون فى‬ ‫وبهذا كان‬

‫فى‬ ‫المحض‬ ‫الاتجاه النظرى‬ ‫لثورة على‬ ‫مقدمة‬ ‫التحول‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫فيه ‪ ،‬وقد‬ ‫حصل‬ ‫الذى‬

‫هذا التحول‬ ‫خطورة‬ ‫إلى المجدد الذى يدرك‬ ‫الفلسفة والعلم ‪ ،‬نعم كان المسلمون فى حاجة‬

‫ركب‬ ‫عن‬ ‫لا يتخلفوا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫السائرين‬ ‫مع‬ ‫الجديد‬ ‫الطريق‬ ‫فى‬ ‫بالمسلمين‬ ‫‪ ،‬ليسير‬ ‫التفكير‬ ‫فى‬

‫الله قد‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫بالتتر فى‬ ‫نكبتهم‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫ما هو‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫يهم‬ ‫‪ ،‬لا يؤدى‬ ‫الحضارة‬

‫عبرة‬ ‫منها‬ ‫يأخذوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫غفلتهم‬ ‫فى‬ ‫بعدها‬ ‫إذا استمروا‬ ‫بهم‬ ‫‪ ،‬فلا يلطف‬ ‫فيها‬ ‫بهم‬ ‫لطف‬

‫لهم‪.‬‬

‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫المجدد‬ ‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫انهم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫‪.‬فى‬ ‫يدركوا‬ ‫لم‬ ‫المسلمين‬ ‫ولكن‬

‫علماء‬ ‫المتصوفة والجامدين من‬ ‫جهلة‬ ‫من‬ ‫عقولهم‬ ‫على‬ ‫بمن استولى‬ ‫شديدة‬ ‫كانت‬ ‫غفلتهم‬

‫بين أولئك‬ ‫عنه‬ ‫‪ ،‬وبحثوا‬ ‫غفلتهم‬ ‫ما يلاثم‬ ‫إلى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫تعيينهم‬ ‫‪ ،‬فاتجهوا فى‬ ‫الدين‬

‫قال السيوطى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫العيد‬ ‫أنه ابن دقيق‬ ‫على‬ ‫جمهورهم‬ ‫‪ ،‬فاتفق‬ ‫عقولهم‬ ‫على‬ ‫استولوا‬ ‫الذين‬

‫اْرجوزته‪:‬‬ ‫فى‬

‫العيد باتفاق‬ ‫ابنُ دقيق‬ ‫الراقى إلى المراقى‬ ‫والسابعُ‬

‫‪491‬‬
‫فى آخر‬ ‫وتلميذه ابن القيم كانا مجددين‬ ‫تَيمية‬ ‫أن ابن‬ ‫رضا‬ ‫السيد رشيد‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬

‫والالحادية‬ ‫والتصوفية‬ ‫والكلامية‬ ‫الفلسفية‬ ‫البدع‬ ‫ما مزقت‬ ‫لجميع‬ ‫الثامن‬ ‫وأول‬ ‫السابع‬ ‫القرن‬

‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫أوافقه‬ ‫!انى‬ ‫الدينية ‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫جميع‬ ‫السنية فى‬ ‫والسنة‬ ‫الكتاب‬ ‫حلل‬ ‫من‬

‫لا أوافقه‬ ‫‪ ،‬ولكنى‬ ‫الإصلاح‬ ‫الجهاد فى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأنه قام بثىء‬ ‫العيد‬ ‫ابن دقيق‬ ‫بهذا من‬ ‫أجدر‬

‫الطوسى‬ ‫الدين‬ ‫نصير‬ ‫أن‬ ‫وأرى‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫له قبل‬ ‫بمثل ما سبق‬ ‫الفلسفة‬ ‫إلى‬ ‫نظرته‬ ‫على‬

‫ثقافة‬ ‫مثل‬ ‫كانت‬ ‫ثقافته العلمية‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫ابن تيمية وابن‬ ‫من‬ ‫بهذا‬ ‫أجدر‬ ‫الفيلسوف‬

‫فيما سيأتى‬ ‫عنها‬ ‫تخلفنا‬ ‫لما‬ ‫طريقه‬ ‫فى‬ ‫سار‬ ‫من‬ ‫قام بعده‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫فلاسفة‬

‫تيمية‪،‬‬ ‫يتلوه ابن‬ ‫؟ ثم‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫بالدراسة‬ ‫أحق‬ ‫يكون‬ ‫؟ وبهذا‬ ‫القبرون‬ ‫من‬

‫من‬ ‫بد أيضا‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫التجديد‬ ‫منزلته فى‬ ‫‪ ،‬لنعرف‬ ‫العيد‬ ‫ابن دقيق‬ ‫دراسة‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫بد مع‬ ‫ولا‬

‫الكرخى‪.‬‬ ‫ما بدأ به معروت‬ ‫‪ ،‬لأنه أتم فى التصوف‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫دراسة محى‬

‫***‬

‫‪591‬‬
‫نصير الدين الطوسى‬

‫‪ ،‬وقد ولد بطوس‬ ‫بن الحسن المعروف بنصير الدين الطوسى‬ ‫بن محمد‬ ‫هو محمد‬

‫الشيعى‪،‬‬ ‫بن بدران المعتزلى‬ ‫المعين سالم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وقرأ‬ ‫م‬ ‫‪012 0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪795‬‬ ‫سنة‬

‫رِأسا‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫الفلسفية‬ ‫بالعلوم‬ ‫‪ ،‬واشتغل‬ ‫‪ ،‬وغيرهما‬ ‫الموصلى‬ ‫الدين بن يونس‬ ‫وكمال‬

‫الصورة‬ ‫حسن‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها الكبار‬ ‫ف!نه فاق‬ ‫‪،‬‬ ‫والمجسطى‬ ‫الأرصاد‬ ‫فى‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬

‫هولاكو‬ ‫استولى‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫الفضل‬ ‫‪ ،‬غزير‬ ‫العشرة‬ ‫‪ ،‬حسن‬ ‫حليما‬ ‫‪ ،‬جواذا‬ ‫كريما‬ ‫سمحا‬

‫نفسه ملكا على‬ ‫م ) وجد‬ ‫‪1258‬‬ ‫هـ=‬ ‫بغداد سنة ( ‪656‬‬ ‫على‬ ‫بن جنكزخان‬ ‫ابن تولوى‬

‫إلى من‬ ‫حطجة‬ ‫دولته فى‬ ‫‪ ،‬ووجد‬ ‫وحضارتها‬ ‫علومها‬ ‫السَر فى‬ ‫تفوق‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫شعوب‬

‫هدْا‬ ‫أقدر على‬ ‫‪ ،‬ولم يجد‬ ‫الحضارة من علماء المسلمين وحكمائهم‬ ‫أصول‬ ‫يقوم بتدبيرها على‬

‫يطيعه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ومشيرا‬ ‫ناصحا‬ ‫ووزيرَا ‪ ،‬واصطفاه‬ ‫حكيما‬ ‫‪ ،‬فاتخذه‬ ‫الطوسى‬ ‫الدين‬ ‫نصير‬ ‫من‬

‫متحصْر‪،‬‬ ‫غير‬ ‫وثنى‬ ‫ملك‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫العلوم‬ ‫ما امتاز به من‬ ‫فضل‬ ‫‪ ،‬ويعرف‬ ‫فيما ي!ل!ير به عليه‬

‫‪ ،‬ويحاربون‬ ‫العلوم‬ ‫لهذه‬ ‫يتنكرون‬ ‫وغيرها‬ ‫مصر‬ ‫له فى‬ ‫المعاصرون‬ ‫المسلمين‬ ‫ملوك‬ ‫بينما كان‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫بها من‬ ‫من يشتغل‬

‫إليه فى نفع الإسلام والمسلمين ‪ ،‬وأخذ‬ ‫هولاكو‬ ‫حاجة‬ ‫الدين الطوسى‬ ‫نصير‬ ‫فاستغل‬

‫عظيمة‬ ‫لها خزانة‬ ‫بيد التتر ‪ ،‬وابتنى‬ ‫بغداد‬ ‫سقو!‬ ‫بعد‬ ‫الإسلامية‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫ما نُهب‬ ‫يجمع‬

‫بجمعها‬ ‫اهتمامه‬ ‫ولولا‬ ‫‪،‬‬ ‫مجلد‬ ‫‪04‬‬ ‫‪000 0 0‬‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫على‬ ‫تحتوى‬ ‫كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫بمدينة مراغة‬

‫مِن النفع‬ ‫للمسلمين‬ ‫‪ ،‬وهذا إلى ما حصل‬ ‫وغيرهم‬ ‫التتر‬ ‫قدرها من‬ ‫لا يعرف‬ ‫عند من‬ ‫لتلفت‬

‫من‬ ‫ضاع‬ ‫ما‬ ‫واسترد‬ ‫‪،‬‬ ‫آمالهم‬ ‫من‬ ‫ما ذهب‬ ‫فأحيا‬ ‫‪،‬‬ ‫بهم‬ ‫نزلت‬ ‫المحنة التى‬ ‫هذه‬ ‫به فى‬

‫والحكماء‬ ‫الثميعة والعلويين‬ ‫وخصوصا‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫كثير‬ ‫هولاكو‬ ‫عند‬ ‫بجاهه‬ ‫‪ ،‬وانتفع‬ ‫كرامتهم‬

‫عقيدة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫أوقافهم‬ ‫ويحمى‬ ‫حواثجهم‬ ‫يبرّهم ويقضى‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫إليهم‬ ‫ومن‬

‫الشيعة‪.‬‬

‫بفائدته حتى‬ ‫هولاكو‬ ‫‪ ،‬فأقنع‬ ‫بمدينة مراغة‬ ‫عظيما‬ ‫رصدا‬ ‫أن يبنى‬ ‫الدين‬ ‫ثم أراد نصير‬

‫‪،‬‬ ‫الحكماء‬ ‫من‬ ‫لبنائه جماعة‬ ‫الدين‬ ‫نصير‬ ‫جفع‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأموال‬ ‫من‬ ‫بنائه ما لا يُحصى‬ ‫فى‬ ‫بذل‬

‫من‬ ‫الخلاطى‬ ‫‪ ،‬والفخر‬ ‫الموصل‬ ‫المراغى من‬ ‫‪ ،‬والفخر‬ ‫دمشق‬ ‫من‬ ‫المؤيد العرضى‬ ‫منهم‬

‫أمره ومعه‬ ‫إلى بغداد فى آخر‬ ‫م ‪ ،‬وقد صار‬ ‫‪1258‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪657‬‬ ‫بناءه‬ ‫‪ :‬وابتدأ‬ ‫تفليس‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1273‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪672‬‬ ‫بها سنة‬ ‫توفى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أشهر‬ ‫‪ ،‬فأقام بها عدة‬ ‫وأصحابه‬ ‫تلامذته‬ ‫من‬ ‫كير‬

‫البهاظم‪.‬‬ ‫موسى‬ ‫فى مشهد‬ ‫ودفن‬

‫‪691‬‬
‫العلوم الإسلامية‪،‬‬ ‫من‬ ‫التتر‬ ‫ما بلى فى دولة‬ ‫الدين إلا بعد أن جدد‬ ‫نصير‬ ‫ولم يمت‬

‫فى‬ ‫الإسلإم‬ ‫إدخال‬ ‫على‬ ‫لمن عمل‬ ‫بعده‬ ‫الباب‬ ‫‪ ،‬وفتح‬ ‫بها‬ ‫اَمال المسلمين‬ ‫من‬ ‫ما مات‬ ‫وأحيا‬

‫من‬ ‫ما فتح‬ ‫له فتح‬ ‫ويكون‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاده‬ ‫من‬ ‫ما فتحوا‬ ‫فتح‬ ‫لهم‬ ‫ليكون‬ ‫التتر‪،‬‬ ‫هؤلاء‬ ‫قلوب‬

‫فى هذا القرن أولى من‬ ‫الحد بعد أن ذهبت‬ ‫للإسلام كرامته إلى ذلك‬ ‫يجدد‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫قلوبهم‬

‫عن‬ ‫بردهم‬ ‫الحقيقة‬ ‫فى‬ ‫يكن‬ ‫التتر لم‬ ‫على‬ ‫الانتصار‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫المجدد‬ ‫هو‬ ‫يكون‬ ‫بأن‬ ‫غيره‬

‫‪ ،‬فبهذا‬ ‫له‬ ‫وهدايتهم‬ ‫الإسلام‬ ‫إلى‬ ‫قلوبهم‬ ‫بفتح‬ ‫نما كان‬ ‫لىا‬ ‫‪،‬‬ ‫جالوت‬ ‫عين‬ ‫موقعة‬ ‫فى‬ ‫الشام‬

‫لسلطانهم‬ ‫أن أخضعوه‬ ‫بعد‬ ‫الدينى‬ ‫لسلطانه‬ ‫‪ ،‬وأخضعهم‬ ‫أن غلبوه‬ ‫بعد‬ ‫عليهم‬ ‫الإسلام‬ ‫غلب‬

‫‪.‬‬ ‫قدرأ‬ ‫شأنا وأعظم‬ ‫أعلى‬ ‫الدين‬ ‫‪ ،‬وسلطان‬ ‫الدنيوى‬

‫شكل‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫الجليلة فى‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫لنصير‬ ‫ما كان‬ ‫إلى‬ ‫وهذا‬

‫‪،‬‬ ‫الأشراف‬ ‫‪ ،‬وأوصاف‬ ‫والهيئة‬ ‫بين الهندسة‬ ‫‪ ،‬والمتوسطات‬ ‫أقليدس‬ ‫أصول‬ ‫‪ ،‬وتحرير‬ ‫القطاع‬

‫الطلوع‬ ‫المناظر ‪ ،‬وتحرير‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ،‬وتحرير‬ ‫المساكن‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ،‬وتحرير‬ ‫‪ ،‬والكرة‬ ‫المجسطى‬ ‫وتحرير‬

‫وتحرير‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلك‬ ‫ظاهرات‬ ‫وتحرير‬ ‫‪،‬‬ ‫المفروضات‬ ‫وتحرير‬ ‫‪،‬‬ ‫الماخوذات‬ ‫وتحرير‬ ‫‪،‬‬ ‫والغروب‬

‫وبقاء‬ ‫‪،‬‬ ‫النجوم‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫والتحصيل‬ ‫‪،‬‬ ‫الهيئة والبلدان‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫والبارع‬ ‫‪،‬‬ ‫المتحركة‬ ‫الكرة‬

‫‪.‬‬ ‫الفعَّال‬ ‫العقل‬ ‫دهاثبات‬ ‫‪،‬‬ ‫البدن‬ ‫بوار‬ ‫بعد‬ ‫النفس‬

‫وعلم‬ ‫بين الفلسفة‬ ‫الجمع‬ ‫الرازى فى‬ ‫الفخر‬ ‫طريقة‬ ‫الدين فى‬ ‫نصير‬ ‫جرى‬ ‫وقد‬

‫ستة مقاصد‪:‬‬ ‫سماه ‪ -‬تجريد العقائد ‪ -‬ورتبه على‬ ‫فى هذا كتابا موجزا‬ ‫الكلام ‪ ،‬وألف‬

‫إثبات‬ ‫فى‬ ‫والثالث‬ ‫‪،‬‬ ‫والأعراضبى‬ ‫الجواهر‬ ‫فى‬ ‫والثانى‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫الأمور‬ ‫فى‬ ‫الأول‬

‫وهو‬ ‫المعاد ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫والسادس‬ ‫‪،‬‬ ‫الإمامة‬ ‫فى‬ ‫والخامس‬ ‫النبوة ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والرابع‬ ‫وصفاته‬ ‫الصانع‬

‫الدين كان‬ ‫نصير‬ ‫العلماء ؟ ولكن‬ ‫كثيرة لمن أتى بعده من‬ ‫وحواش‬ ‫عليه شروح‬ ‫موجز‬ ‫كتاب‬

‫المعتزلة ‪ ،‬هـالفخر‬ ‫بمذهب‬ ‫المتأثرين‬ ‫الشيعة‬ ‫من‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الرازى‬ ‫الفخر‬ ‫من‬ ‫للفلسفة‬ ‫أخلص‬

‫من‬ ‫الس!ة يتحرز‬ ‫اهل‬ ‫السنة ؟ ومذهب‬ ‫أهل‬ ‫الأشعرية الذين ورثوا مذهب‬ ‫الرارى كان من‬

‫مَن‬ ‫الدين‬ ‫نصير‬ ‫طريقة‬ ‫تُرض‬ ‫لم‬ ‫ولهذا‬ ‫المعتزلة ‪،‬‬ ‫مذهب‬ ‫يلين‬ ‫لها كما‬ ‫يلين‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الفلسفة‬

‫فى‬ ‫الفلسفة‬ ‫مسائل‬ ‫لأنها تبحث‬ ‫‪،‬‬ ‫الرازى‬ ‫الفخر‬ ‫طريقة‬ ‫‪ ،‬ورضوا‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫أتى‬

‫تحريم‬ ‫‪ ،‬وراْى‬ ‫ايضأ‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫يرض‬ ‫لم‬ ‫بعضهم‬ ‫‪ ،‬هـان كان‬ ‫والرد عليها‬ ‫لإبطالها‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬

‫مطلقا‪.‬‬ ‫بالفلسفة‬ ‫الاشتغال‬

‫هذا القرن ‪ ،‬لأن‬ ‫المجدد فى‬ ‫من‬ ‫إلى المطلوب‬ ‫هذا لم يصل‬ ‫الدين مع‬ ‫نصير‬ ‫ولكن‬

‫فى‬ ‫يحاول‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫والفلسفة‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫القديم‬ ‫المسلمين‬ ‫تراث‬ ‫على‬ ‫إليه المحافظة‬ ‫غاية ما وصل‬

‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫خطير‬ ‫تحول‬ ‫مبدأ‬ ‫مما كان‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أوربا‬ ‫فلاسفة‬ ‫ما حاوله‬ ‫الفلسفة‬

‫يعذر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫العالم‬ ‫لها أثر كبير فى‬ ‫سيكون‬ ‫غاية جديدة‬ ‫إلى‬ ‫اتجاههما‬ ‫سببا فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والعلم‬

‫‪791‬‬
‫اليأس تحيط به من‬ ‫به وعوامل‬ ‫‪ ،‬لأنه نهض‬ ‫إلى ذلك‬ ‫الوصول‬ ‫عن‬ ‫الدين فى تقصره‬ ‫نصير‬

‫أنه كان‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫والمسلمين‬ ‫ل!سلام‬ ‫معادية‬ ‫دولة‬ ‫فى‬ ‫أنه قام بذلك‬ ‫‪ ،‬ويكفيه‬ ‫جانب‬ ‫كل‬

‫المسلمين‬ ‫هذا كشأن‬ ‫شأنه فى‬ ‫العلم والفلسفة ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫إلاتجاه فى‬ ‫ذلك‬ ‫مركز‬ ‫بعيدا عن‬

‫‪ ،‬وكانوا يجاورونا أوربا التى‬ ‫والشام والمغرب والأندلس‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫لهم ملكهم‬ ‫الذين بقى‬

‫ما‬ ‫يتنبهوا إليه ويدركوا‬ ‫أن‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والفلسفة‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫الاتجاه الجديد‬ ‫فيها ذلك‬ ‫وقع‬

‫الحديثة‪،‬‬ ‫الحضارة‬ ‫ركب‬ ‫فى‬ ‫بالمسلمين‬ ‫لساروا‬ ‫هذا‬ ‫فعلوا‬ ‫فيه ‪ ،‬ولو‬ ‫بالتقصير‬ ‫المسلمين‬ ‫يصيب‬

‫حديثا‪.‬‬ ‫القديم مجدا‬ ‫إلى مجدهم‬ ‫وجمعوا‬

‫***‬

‫‪891‬‬
‫تيمية‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫" تقى‬

‫الدمشقى‬ ‫تيميَّة الحرَّانى‬ ‫السلام بن‬ ‫عبد‬ ‫الحليم بن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الدين أحمد‬ ‫تقى‬ ‫هو‬

‫وهو‬ ‫دمشق‬ ‫إلى‬ ‫وأهله‬ ‫به والده‬ ‫قدم‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪2912‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪661‬‬ ‫سنة‬ ‫بحران‬ ‫‪ ،‬ولد‬ ‫الحنبلى‬

‫من‬ ‫بغير الحديث‬ ‫‪ ،‬ثم اشتغل‬ ‫مكى‬ ‫بنت‬ ‫كثير منهم زينب‬ ‫جمع‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫‪ ،‬فسمع‬ ‫صغير‬

‫حتى‬ ‫بالطلب‬ ‫يشغل‬ ‫يزل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫إلا حفظه‬ ‫شيئا‬ ‫لا يسمع‬ ‫الحفظ‬ ‫ذكيا قوى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العلوم‬

‫إنه كان‬ ‫قيل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫مذاهبه‬ ‫اختلاف‬ ‫بالفقه على‬ ‫به ‪ ،‬عارفا‬ ‫التفسير وما يتعلق‬ ‫إماما فى‬ ‫صار‬

‫من‬ ‫ذلك‬ ‫وغير‬ ‫واللغة‬ ‫والنحو‬ ‫والفروع‬ ‫الاْصول‬ ‫ا فى‬ ‫عالم‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلها‬ ‫من‬ ‫المذاهب‬ ‫بفقه‬ ‫أعرف‬

‫سنة‪.‬‬ ‫ثلاثين‬ ‫نحو‬ ‫وعمره‬ ‫كله‬ ‫بلغ هذا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والعقلية‬ ‫النقلية‬ ‫العلوم‬

‫بين العلم‬ ‫يجمع‬ ‫القرن بأنه كان‬ ‫هذا‬ ‫علماء‬ ‫غيره من‬ ‫ابن تيمية يمتاز على‬ ‫وكان‬

‫حنبلى‪،‬‬ ‫وفقه‬ ‫بيئة حديث‬ ‫فى‬ ‫ما هياه له نشوءه‬ ‫بقدر‬ ‫الإصلاح‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويجاهد‬ ‫والعمل‬

‫هذا‬ ‫بالتتر ‪ ،‬فله فى‬ ‫نكبتهم‬ ‫بعد‬ ‫نخوتهم‬ ‫من‬ ‫ما مات‬ ‫إحياء‬ ‫فى‬ ‫ويجتهد‬ ‫بأمر المسلمين‬ ‫ويهتم‬

‫دنياه الا امر‬ ‫فى‬ ‫يهمه‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الجمود‬ ‫إلى‬ ‫ممن ركن‬ ‫عصره‬ ‫علماء‬ ‫يمتاز به على‬ ‫مقام‬ ‫كله‬

‫نمسه‪.‬‬

‫م ) بأن التتر يقصدون‬ ‫‪013 0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪07 0‬‬ ‫(‬ ‫سنة‬ ‫فى‬ ‫دمثمق‬ ‫إلى‬ ‫الأخبار‬ ‫وردت‬ ‫وقد‬

‫ما أدركهم‪،‬‬ ‫الخوف‬ ‫من‬ ‫دمثق‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬فأدرك‬ ‫مصر‬ ‫دخول‬ ‫على‬ ‫الشام ‪ ،‬وأنهم عازمون‬

‫وششحث‬ ‫بالنصر ‪ ،‬وقد اختاروه ليسافر إلى مصر‬ ‫الذى يثبتهم ويعدهم‬ ‫ابن تيمية هو‬ ‫وكان‬

‫هو‬ ‫الوقت‬ ‫‪ ،‬والشام فى ذلك‬ ‫مصر‬ ‫إلى الشام ‪ ،‬وكان س!طان‬ ‫الخروج بعسكره‬ ‫السلطان على‬

‫‪ ،‬فرجع‬ ‫الشام‬ ‫إلى‬ ‫عساكره‬ ‫أرسل‬ ‫به ابن تيمية حتى‬ ‫يزل‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫قلاوون‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الناصر‬

‫استعداد‬ ‫حسن‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫وقلة عددهم‬ ‫جيشه‬ ‫ضعف‬ ‫من‬ ‫رأى‬ ‫لِمَا‬ ‫‪،‬‬ ‫قصده‬ ‫التتر عن‬ ‫ملك‬

‫العامة‪،‬‬ ‫نفوس‬ ‫فى‬ ‫كبيرة‬ ‫منزلة‬ ‫تيمية‬ ‫لابن‬ ‫مما جعل‬ ‫ونحوه‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫للقائهم‬ ‫المسلمين‬

‫الخاصة‪.‬‬ ‫من‬ ‫فى هذا بعضٌ‬ ‫وكان يثاركهم‬

‫والفقهاء ‪،‬‬ ‫والأشعرية‬ ‫الصوفية‬ ‫الجامدين من‬ ‫مع‬ ‫ابن تيمية الاكبر كان‬ ‫جهاد‬ ‫ولكن‬

‫من‬ ‫الدي! بن العربى وغيرهم‬ ‫محيى‬ ‫‪ ،‬وينكر على‬ ‫الصوفية‬ ‫الزراية بطرق‬ ‫يكثر من‬ ‫فكان‬

‫فقرائهم‪:‬‬ ‫لسان‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يقوله‬ ‫مما‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫رجالهم‬

‫فقرنا اضطراب‬ ‫لهانما‬ ‫والثه ما فقرنا اختيار‬

‫واكلُنا ما له عيار‬ ‫كسالى‬ ‫كلنا‬ ‫جماعة‬

‫فشار‬ ‫كلها‬ ‫حقيقة‬ ‫منا إذا اجتمعنا‬ ‫تسمع‬

‫‪991‬‬
‫فى‬ ‫بأصحابها‬ ‫زيارة القبور للاستغاثة‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫ينكر ‪.‬فى هذا ما يفعلونه هم‬ ‫وكان‬

‫احمد‬ ‫راسهم‬ ‫وعلى‬ ‫المتصوفة‬ ‫‪ ،‬فثار عليه‬ ‫ونبى‬ ‫بين ولى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ولا يفرق‬ ‫الحاجات‬ ‫قضاء‬

‫الحكم المث!هورة ‪ ،‬وكان ابن تيمية فى ذلك‬ ‫صاحب‬ ‫السكندرى‬ ‫الله‬ ‫ابن عبد الكريم بن عطاء‬

‫والتوسل‬ ‫الاستغاثة‬ ‫‪ ،‬وينكر‬ ‫الصوفية‬ ‫شيوخ‬ ‫فى‬ ‫بأنه يطعن‬ ‫‪ ،‬فادعَوا عليه‬ ‫بمصر‬ ‫مقيما‬ ‫الوقت‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫دمشق‬ ‫إلى‬ ‫بين الانتقال‬ ‫الفتنة بتخييره‬ ‫هذه‬ ‫الدولة ان يسكنوا‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬فرأى‬ ‫بالنبى علصنجم‬

‫بحارة‬ ‫سجن‬ ‫فى‬ ‫فاعتقل‬ ‫الثلاثة ‪،‬‬ ‫الأمور‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫الحبس‬ ‫‪ ،‬فاختار‬ ‫أو الحبس‬ ‫الاسكندرية‬

‫ويفتيهم‬ ‫فيعظهم‬ ‫سجنه‬ ‫فى‬ ‫الناس يقصدونه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪7013‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪707‬‬ ‫الديلم سنة‬

‫بن قلاوون نقله الى سجن‬ ‫الناصر محمد‬ ‫الجاشنكير بعد عزل‬ ‫‪ ،‬فلما تولى بيبرس‬ ‫ويعلمهم‬

‫منه أيضا‪،‬‬ ‫فيه للاستفادة‬ ‫يقصدونه‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫خصومه‬ ‫أشد‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫الاسكندرية‬

‫م ) أطلقه من‬ ‫‪9013‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫( ‪907‬‬ ‫إلى الملك سنة‬ ‫بن قلاوون‬ ‫فلما عاد الناصر مجمد‬

‫ألا يعود الى‬ ‫عليه فى صلحهم‬ ‫بينهم ‪ ،‬وقد شرطوا‬ ‫فأصلح‬ ‫هو وخصومه‬ ‫‪ ،‬وجمعه‬ ‫السجن‬

‫إنكار الاسثغاثة بالنبى عليَ!هنجلأا‪.‬‬

‫صفة‬ ‫فى‬ ‫مذهبهم‬ ‫الأشعرية فأنكر عليهم‬ ‫له مثل هذا الموقف مع الجامدين من‬ ‫وكان‬

‫سبيل‬ ‫على‬ ‫العرش‬ ‫فوق‬ ‫أن) الله‬ ‫‪ ،‬كما كان يرى‬ ‫وصوت‬ ‫يتكلم بحرت‬ ‫الثه‬ ‫أن‬ ‫الكلام ‪ ،‬ورأى‬

‫فيه ما‬ ‫الأشعرية ويدخل‬ ‫السنة قبل أن يتأثر بمذهب‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫‪ ،‬إلى كير هذا من‬ ‫الحقيقة‬

‫ثار عليه‬ ‫كما‬ ‫أيضأ‬ ‫‪ ،‬فثاروا عليه‬ ‫والفلاسفة‬ ‫المعتزلة‬ ‫بمذاهب‬ ‫تأثرهم‬ ‫التأويل بعد‬ ‫من‬ ‫أدخلوه‬

‫إلا بعد‬ ‫السجن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولم يخرج‬ ‫أيضأ‬ ‫الفتنة‬ ‫فى هذه‬ ‫المتصوفة ‪ ،‬وقد حُبس‬ ‫الجامدون من‬

‫الشام ‪ ،‬وكان يحبه حبأ زاثدأ ‪،‬‬ ‫أمير عرب‬ ‫الدين مهنا بن عيسى‬ ‫فيه الأمير حسام‬ ‫أن شفع‬

‫هذه‬ ‫‪ ،‬فنقلهم من‬ ‫بعض‬ ‫يغير على‬ ‫بعضهم‬ ‫‪ ،‬بعد أن كان‬ ‫حالهم‬ ‫وأصلح‬ ‫كا‬ ‫لأنه هداهم‬

‫بينهم ‪ ،‬فانتهى‬ ‫ليصلح‬ ‫بينه وبين خصومه‬ ‫‪! ،‬وقد جمع‬ ‫إلى الإسلام الصحيح‬ ‫الجاهلية‬

‫وهو‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫بذات‬ ‫قائم‬ ‫معنى‬ ‫القرآن‬ ‫أن‬ ‫فيه ابن تيمية أنه يعتقد‬ ‫ذكر‬ ‫بكتابة محضر‬ ‫المجلس‬

‫‪ ،‬وأن قوله‬ ‫ولا صوت‬ ‫بحرت‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫غير مخلوق‬ ‫ذاته القديمة ‪ ،‬وهو‬ ‫صفات‬ ‫من‬ ‫صفة‬

‫لا‬ ‫المراد به ‪ ،‬بل‬ ‫كنه‬ ‫يعلم‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫ظاهره‬ ‫على‬ ‫(‪ )1‬ليس‬ ‫"‬ ‫الرَّحمَنُ عَلَى انعَرشِ استوَى‬ ‫أ‬

‫الله تعالى‪.‬‬ ‫إلا‬ ‫يعلمه‬

‫فى‬ ‫الاجتهاد‬ ‫باب‬ ‫فتح‬ ‫يرى‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقهاء‬ ‫من‬ ‫الجامدين‬ ‫مع‬ ‫أمره‬ ‫كان‬ ‫وكذلك‬

‫الطلاقي‬ ‫بأن‬ ‫أفتى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫عليها‬ ‫وَقع إجماعهم‬ ‫التى‬ ‫الأربعة‬ ‫المذاهب‬ ‫بخلاف‬ ‫‪ ،‬ويفتى‬ ‫الفقه‬

‫هـ=‬ ‫‪072‬‬ ‫هذه الفتوى سنة‬ ‫على‬ ‫وَقد حبس‬ ‫يقع طلقة واحدة‬ ‫رجعة‬ ‫غير تخلل‬ ‫الثلاث من‬

‫‪:‬آية ه‪.‬‬ ‫(‪)1‬طه‬


‫أشهر‬ ‫بقلعتها خمسة‬ ‫محبوسا‬ ‫فمكث‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫مقيما بدمشق‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪0132‬‬

‫يشتغل‬ ‫بدسشق‬ ‫فمكث‬ ‫الحبس‬ ‫من‬ ‫السلطان ب!خراجه‬ ‫من‬ ‫يومأ ‪ ،‬ثم ورد كتاب‬ ‫وثمانية عشر‬

‫المطى إلى فلارة قبور‪-‬‬ ‫منع السفر داعمال‬ ‫فى‬ ‫بخطه‬ ‫فتوى‬ ‫بالتعليم والتأليف إلى أن وجدت‬

‫باعتقاله سنة‬ ‫السلطان‬ ‫كتاب‬ ‫ورد‬ ‫وقد‬ ‫؟‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫العلماء‬ ‫؟ فثار عليه‬ ‫والصالحين‬ ‫الأنبياء‬

‫ببئ قئم‬ ‫الدين محمد‬ ‫فيهم شمس‬ ‫تلامذته‬ ‫من‬ ‫م ؟ فاعتقل هو وجماعة‬ ‫‪1325‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪726‬‬

‫إلى أن توفى سنة ‪ r 27 = - e V Y A‬ا م ‪.‬‬ ‫فى سجنه‬ ‫المرة‬ ‫هذه‬ ‫الجوزية ؟ وقد مكث‬

‫المسلمين بعد أن ماتت‬ ‫الجهاد فى‬ ‫إحياء روح‬ ‫من‬ ‫ابن تيمية فيما حاوله‬ ‫وقد أحن‬

‫وبطالة‬ ‫جهلا‬ ‫الذى صار‬ ‫فى التصوف‬ ‫الإصلاح‬ ‫‪ ،‬وفيما حاوله من‬ ‫عليهم‬ ‫التتر‬ ‫فيهم بتغلب‬

‫باب‬ ‫فى‬ ‫هذا يدخل‬ ‫‪ ،‬فكل‬ ‫الفروع‬ ‫الاجتهاد فى‬ ‫باب‬ ‫فتح‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وفيما حاوله‬ ‫وشعوذة‬

‫باب‬ ‫سد‬ ‫من‬ ‫فيما حاوله‬ ‫‪ ،‬ولكنه لم يحسن‬ ‫المجددين‬ ‫من‬ ‫به أن يكون‬ ‫التجديد ويستحق‬

‫فى العقائد‪،‬‬ ‫السلف‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫المسلمين أن يخرجوا‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وحجره‬ ‫التأويل فى النصوص‬

‫منه‬ ‫هو‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫المجددين‬ ‫من‬ ‫به أن يكون‬ ‫‪ ،‬ولا يستحق‬ ‫التجديد‬ ‫باب‬ ‫بهذا فى‬ ‫لأنه لا يدخل‬

‫الفرق‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫‪ ،‬وجمود‬ ‫مذهبهم‬ ‫الأشعريين على‬ ‫‪ ،‬كجمود‬ ‫السلف‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫جمود‬

‫على‬ ‫بالتسامح ‪ ،‬فلا يحجر‬ ‫الفرق كلها‬ ‫الذى يأخذ‬ ‫هذا هو‬ ‫‪ ،‬والمجدد فى‬ ‫مذاهبهم‬ ‫على‬

‫فيما يقبل الاجتهاد من‬ ‫أحد‬ ‫على‬ ‫لا يحجر‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الأصول‬ ‫فيما يقبل الاجتهاد من‬ ‫أحد‬

‫‪.‬‬ ‫الفروع‬

‫إنه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الفلسفة وعلومها‬ ‫على‬ ‫شديدا‬ ‫ابن تيمية أنه كان‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫وكذلك‬

‫هذه‬ ‫على‬ ‫ما أدخله‬ ‫يعاقبه على‬ ‫بد أن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المامون‬ ‫عن‬ ‫الله يغفل‬ ‫‪ :‬أ ما أظن‬ ‫يقول‬ ‫كان‬

‫منها ما لا‬ ‫يبطل‬ ‫أن‬ ‫أنه حاول‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫ابن تيمية على‬ ‫تعصب‬ ‫من‬ ‫بلغ‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫الأمة "‬

‫لهذا‬ ‫كانوا يتعصبون‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫وكيره‬ ‫الغزالى‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫المنطق‬ ‫كعلم‬ ‫له بالدين‬ ‫صلة‬

‫هذا‬ ‫حجبه‬ ‫دينية ‪ ،‬وقد‬ ‫إبطاله بنزعة‬ ‫يحاول‬ ‫ابن تيمية أنه كان‬ ‫فيه على‬ ‫يؤخذ‬ ‫‪ ،‬زالذى‬ ‫العلم‬

‫أوربا‬ ‫إليه فلاسفة‬ ‫فيه إلى ما وصل‬ ‫فيه ‪ ،‬فلم يصل‬ ‫المطلوب‬ ‫إلى الإصلاح‬ ‫الوصول‬ ‫عن‬

‫فيه الهدم‬ ‫همه‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الدينى‬ ‫التعصب‬ ‫من‬ ‫فيه بنزعة‬ ‫مأخوذا‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫إصلاحه‬ ‫فى‬ ‫بعده‬

‫الفلسفة على‬ ‫علوم‬ ‫من‬ ‫المنطق ونحوه‬ ‫على‬ ‫الأعمى‬ ‫هذا التعصب‬ ‫‪ ،‬وقد جنى‬ ‫لا الإصلاح‬

‫بما‬ ‫يشعرون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫النفور منها فى‬ ‫على‬ ‫يستمرون‬ ‫‪ ،‬وجعلهم‬ ‫كبر"جناية‬ ‫المسلمين‬

‫نافعة‪.‬‬ ‫جديدة‬ ‫وجهة‬ ‫توجيهها‬ ‫اهتمام أوربا بها ‪ ،‬ومحاولتها‬ ‫فيه من‬ ‫ظهر‬

‫هذا القرن ‪،‬‬ ‫طريقة الحكم فى‬ ‫إصلاح‬ ‫ابن تيمة أنه لم يحاول‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫وكذلك‬

‫فى القاهرة خليفة دينى‬ ‫للمسلمين‬ ‫فى الإسلام ‪ ،‬فصار‬ ‫إليه‬ ‫إلى أسوأ ما وصلت‬ ‫وقد وصلت‬

‫البابا فى‬ ‫دينية كزعامة‬ ‫له زعامة‬ ‫يكون‬ ‫به أن‬ ‫أرادوا‬ ‫وكأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫له من‬ ‫لا شىء‬

‫‪102‬‬
‫طائفة‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫المماليك‬ ‫طائفة‬ ‫من‬ ‫دنيوى‬ ‫الخليفة حاكم‬ ‫هذا‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫يقوم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المسيحية‬

‫كما‬ ‫إليهم‬ ‫‪ ،‬وتنظر‬ ‫استبداديا غاشما‬ ‫حكما‬ ‫‪ ،‬فتحكمهم‬ ‫بلاد المسلمين‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫تجلب‬ ‫كانت‬

‫ومثل‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫الأجنبية‬ ‫العنصرية‬ ‫وغلبة‬ ‫‪،‬‬ ‫وبينهم‬ ‫بينها‬ ‫ما‬ ‫لبعد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأجنبى‬ ‫إلى‬ ‫الاْجنبى‬ ‫ينظر‬

‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بهم‬ ‫ينهضوا‬ ‫أن‬ ‫منهم‬ ‫يتوقع‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬ ‫صلاح‬ ‫منهم‬ ‫لا يرجى‬ ‫الحكام‬ ‫هؤلاء‬

‫بدله‬ ‫ليقوم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاسد‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫إصلاح‬ ‫يحاول‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫أمرهم‬ ‫فى‬ ‫ينظر‬ ‫تيمية أن‬ ‫ابن‬ ‫على‬

‫التى‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫ما يلزم لهذا النهوض‬ ‫‪ ،‬ويعرف‬ ‫دينها ودنياها‬ ‫بالرعية فى‬ ‫ينهض‬ ‫صالح‬ ‫حكم‬

‫ومستقبلهم‪،‬‬ ‫حاضرهم‬ ‫بها فى‬ ‫‪ ،‬وينهضوا‬ ‫كانت‬ ‫رايتها كما‬ ‫‪ ،‬ليرفعوا‬ ‫فيها‬ ‫المسلمون‬ ‫فرط‬

‫بها فى ماضيهم‪.‬‬ ‫كما نهضوا‬

‫علوم‬ ‫‪ ،‬فعادت‬ ‫الجمود‬ ‫النواحى من‬ ‫تلك‬ ‫بعده جارته فى‬ ‫لابن تيمية مدرسة‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫ابعلوم‬ ‫إليها من‬ ‫وما‬ ‫والحديث‬ ‫بغير الفقه والتفسير‬ ‫تهتم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫عاداها‬ ‫كما‬ ‫الفلسفة‬

‫بها‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬ليسير‬ ‫ابن تيمية‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫له مدرسة‬ ‫أن يكون‬ ‫الفقيه أولى‬ ‫الفيلسوف‬ ‫ابن رُشد‬

‫خيرا‬ ‫‪ ،‬فهذا كان‬ ‫الفلسفة‬ ‫وعلوم‬ ‫الدين‬ ‫علوم‬ ‫بها ب!‬ ‫‪ ،‬ويجمعوا‬ ‫الصحيح‬ ‫التجديد‬ ‫سبيل‬ ‫فى‬

‫على‬ ‫الأشعرى‬ ‫مدرسة‬ ‫تقليده ‪ ،‬كما جمدت‬ ‫بعده على‬ ‫ابن تيمية التى جمدت‬ ‫مدرسة‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫القرون‬ ‫من‬ ‫ما سنبينه فيما يأتى‬ ‫أثر هذا‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫تقليده أيضا‬

‫!!!‬

‫‪202‬‬
‫العيد‬ ‫ابن دقيق‬

‫بن أبى الطاعة‬ ‫بن مطيع‬ ‫بن وهب‬ ‫بن على‬ ‫هو تقى الدين أبو الفتح محمد‬

‫البحر‪،‬‬ ‫فى‬ ‫إلى مكة‬ ‫قوص‬ ‫من‬ ‫الدين بن دقيق العيد متوجها‬ ‫‪ ،‬كان والده مجد‬ ‫القشيرى‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫والده‬ ‫على‬ ‫بقوص‬ ‫تفقه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1227‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪625‬‬ ‫سنة‬ ‫الدين‬ ‫له ابنه تقى‬ ‫فولد‬

‫فحقق‬ ‫‪،‬‬ ‫شافعيا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫السلام‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫عز‬ ‫على‬ ‫تفقه‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫المذهب‬ ‫مالكى‬ ‫والده‬

‫زمانه ‪ ،‬حتى‬ ‫شيوخ‬ ‫العلوم على‬ ‫غير الفقه من‬ ‫‪ ،‬ودرس‬ ‫الشافعى‬ ‫‪ ،‬ومذهب‬ ‫مالك‬ ‫مذهب‬

‫معرفة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬مقدما‬ ‫فنونها بارعا‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫جامعا‬ ‫‪ ،‬وكالم للعلوم‬ ‫والعقية‬ ‫النقلية‬ ‫العلوم‬ ‫برز فى‬

‫والشام‬ ‫بمصر‬ ‫سمع‬ ‫ويد‬ ‫‪،‬‬ ‫زمانه‬ ‫فى‬ ‫النفيس‬ ‫الفن‬ ‫بهذا‬ ‫منفردا‬ ‫‪،‬‬ ‫أقرانه‬ ‫على‬ ‫الحديث‬ ‫علل‬

‫أنه‬ ‫طبقاته‬ ‫فى‬ ‫السبكى‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الشعر‬ ‫وقرض‬ ‫بالأدب‬ ‫معرفة‬ ‫هذا‬ ‫له مع‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والحجاز‬

‫المائة‬ ‫رأس‬ ‫فى أن ابن دقيق العيد هو العالم المبعوث على‬ ‫يختلف‬ ‫مشايخه‬ ‫أحدا من‬ ‫لم يدرك‬

‫السلطان‬ ‫عافَة ‪-‬‬ ‫الناس‬ ‫يخاطب‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بين الناس‬ ‫قدره‬ ‫أمره وعلا‬ ‫اشتهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫السابعة‬

‫وتلك‬ ‫‪،‬‬ ‫فقيه‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫كبيرا‬ ‫فقيها‬ ‫المخاطب‬ ‫كان‬ ‫دان‬ ‫‪،‬‬ ‫إنسان‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫‪-‬‬ ‫دونه‬ ‫فمن‬

‫الباجى‪:‬‬ ‫الدين‬ ‫علاء‬ ‫للشيخ‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وأمثاله‬ ‫الرفعة‬ ‫بها إلا لابن‬ ‫لا يسمح‬ ‫الكلمة‬

‫‪،‬‬ ‫يده‬ ‫وقبل‬ ‫‪ ،‬فقام إليه السلطان‬ ‫لاج!ن‬ ‫السلطان‬ ‫مرة عند‬ ‫حضر‬ ‫بها ‪ ،‬وقد‬ ‫‪ ،‬ويخصه‬ ‫يا إمام‬

‫الافعى‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫القضاة‬ ‫قضاء‬ ‫ولى‬ ‫الله ‪ ،‬وقد‬ ‫بين يدى‬ ‫لك‬ ‫قوله ‪ :‬أرجوها‬ ‫يزد على‬ ‫فلم‬

‫تفعل‬ ‫لم‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫له‬ ‫قيل‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وبعد‬ ‫إباء شديد‬ ‫يقبله إلا بعد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫م‬ ‫‪5912‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪596‬‬ ‫سنة‬

‫‪ ،‬ومع‬ ‫حينئذ‬ ‫عليه‬ ‫واجب‬ ‫القبول‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬فرأى‬ ‫للقضاء‬ ‫لا يصلحان‬ ‫ولوا فلانا أو فلانا لرجلن‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫القضاء‬ ‫فى‬ ‫مكث‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫إذا عزل‬ ‫يعيدونه‬ ‫فكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫مرة‬ ‫غير‬ ‫نفسه‬ ‫عزل‬ ‫هذا‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫هـ=‬ ‫توفى سنة ‪207‬‬

‫منه غير‬ ‫نفسه‬ ‫عزل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الشديد‬ ‫الإباء‬ ‫ذلك‬ ‫القضاء‬ ‫العيد منصب‬ ‫ابن دقيق‬ ‫أبى‬ ‫لمانما‬

‫اشئثار‬ ‫عن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫عصره‬ ‫فى‬ ‫‪.‬‬ ‫الحكم‬ ‫حالة‬ ‫عن‬ ‫راض‬ ‫غير‬ ‫لأنه كان‬ ‫يعاد إليه ‪،‬‬ ‫حتى‬ ‫مرة‬

‫قوله‪:‬‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ويؤيد‬ ‫والشام‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫المماليك بالحكم‬ ‫أولئك‬

‫بينهمُ‬ ‫مرذولون‬ ‫الفضائل‬ ‫أهل‬ ‫الدنيا وَرفعتها‬ ‫فى‬ ‫المناصب‬ ‫أهل‬

‫فى الإهمال عندهم‬ ‫منازل الوحش‬ ‫جنسهمُ‬ ‫غير‬ ‫لأنا‬ ‫أنزلونا‬ ‫قد‬

‫همم‬ ‫قدرنا‬ ‫ترقى‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫وما‬ ‫نظر‬ ‫ضيرنا‬ ‫توفى‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫فما‬

‫لودَروه هم‬ ‫أو‬ ‫عندنا‬ ‫مقدارهم‬ ‫نعرتهم‬ ‫أن‬ ‫قدرنا‬ ‫فليتبا لو‬

‫‪ :‬العلمُ والعدمُ‬ ‫وعندنا المتعبان‬ ‫غنى‬ ‫وفر!‬ ‫جهل‬ ‫من‬ ‫مريحان‬ ‫لَهُم‬

‫‪302‬‬
‫بالزندقة ‪ -‬فقال ‪:‬‬ ‫وقد ناقضه الفتح الثقفى ‪ -‬وكان يهم‬

‫عندهم؟‬ ‫عند الذى حاز علمًا ليس‬ ‫أين المراتب والدنيا ورفعتُها‬

‫ولا لهم‬ ‫قدر‬ ‫عندنا‬ ‫لقدرهم‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫قدرًا رأوه‬ ‫لنا‬ ‫أن‬ ‫لا شك‬

‫نعم‬ ‫شئنا وهم‬ ‫حيثما‬ ‫تقودهم‬ ‫الإنس حكمتنا‬ ‫ونحن‬ ‫همُ الوحوش!‬

‫لأنهم وجدانهم عدم‬ ‫عنهم‬ ‫وليس شىء سوى الإهمال يقطعنا‬

‫والحثمم‬ ‫المتعبان الجهل‬ ‫وفيهم‬ ‫عدم‬ ‫ومن‬ ‫علم‬ ‫لنا المريحان من‬

‫لا يزال‬ ‫وهو‬ ‫أكانت‬ ‫‪. .‬‬ ‫؟‬ ‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫ابن‬ ‫من‬ ‫الشكوى‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫متى‬ ‫أدرى‬ ‫ولا‬

‫إلى‬ ‫بالذهاب‬ ‫الناس ينصحه‬ ‫الحكام ولا يعرفونه ‪ ،‬وبعض‬ ‫أولئك‬ ‫‪ ،‬لا يعرف‬ ‫ببلده قوص‬

‫بقوله‪:‬‬ ‫‪ ،‬فيجيبهم‬ ‫العلى‬ ‫‪ ،‬وينال ما ينال من‬ ‫فيها فضله‬ ‫القاهرة ليظهر‬

‫المتقنع‬ ‫الصابر‬ ‫عيثسُ‬ ‫لذ‬ ‫فما‬ ‫العُلَى‬ ‫الى‬ ‫نهضتَ‬ ‫هلأ‬ ‫لى‬ ‫يقولون‬

‫المرفع‬ ‫الجناب‬ ‫ذاك‬ ‫إلى‬ ‫بمصر‬ ‫تحلها‬ ‫حتى‬ ‫العيسِ‬ ‫وهلاَّ شددتَ‬

‫بلقع‬ ‫كلَّ‬ ‫سيلُه‬ ‫روى‬ ‫شاء‬ ‫إذا‬ ‫كفه‬ ‫فيضَ‬ ‫من‬ ‫الأعيان‬ ‫من‬ ‫ففيها‬

‫مضيع‬ ‫العلم ‪-‬غير‬ ‫كون‬ ‫تي!قُ‬ ‫عليهم‬ ‫يخفى‬ ‫ليس‬ ‫قضاة‬ ‫وفيها‬

‫إصبع‬ ‫يثمير إليهم بالعلى كل‬ ‫لى‬ ‫والأ‬ ‫الدينْ والفضل‬ ‫شيوخ‬ ‫!ا‬

‫واقرع‬ ‫رزقك‬ ‫باب‬ ‫واقصد‬ ‫واسْعَ‬ ‫فقم‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلة‬ ‫والمهابة‬ ‫‪،‬‬ ‫وفيها‬ ‫وفيها‬

‫لموضمِع‬ ‫مستح!‪،‬‬ ‫مهانا‬ ‫ذليلا‬ ‫أن أرى‬ ‫إذا شتُ‬ ‫‪ :‬نعم أسعى‬ ‫فقلت‬

‫ممع‬ ‫اللقاء‬ ‫محجوب‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫موقفى‬ ‫طول‬ ‫لى‬ ‫إذا ما لذ‬ ‫وأسعى‬

‫التصنع‬ ‫ثياب‬ ‫فى‬ ‫وأغدو‬ ‫أروح‬ ‫النفاقُ طريقتى‬ ‫إذا كان‬ ‫وأسعى‬

‫والتورع‬ ‫التقى‬ ‫حق‬ ‫بها‬ ‫أراعى‬ ‫بقيةٌ‬ ‫فى‬ ‫يبق‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫وأسعى‬

‫أضلع‬ ‫بين‬ ‫نارُ الغَضا‬ ‫لها‬ ‫يشبُ‬ ‫مجالس‬ ‫الصدور‬ ‫أرباب‬ ‫بين‬ ‫وكم‬

‫بمجمع‬ ‫المشكلات‬ ‫فى‬ ‫بحثوا‬ ‫إذا‬ ‫وأهلها‬ ‫العلومِ‬ ‫أرباب‬ ‫بين‬ ‫وكم‬

‫مشرع‬ ‫شر‬ ‫فيها إلى‬ ‫شرعوا‬ ‫وقد‬ ‫فتنتهى‬ ‫النفوس‬ ‫تُحمى‬ ‫مناظرة‬

‫مضيع‬ ‫هناك‬ ‫الحق‬ ‫عن‬ ‫الصمت‬ ‫أو‬ ‫اهله‬ ‫بمنصب‬ ‫المزرِى‬ ‫السفه‬ ‫مِنَ‬

‫المتجرِّع‬ ‫شُصة‬ ‫تلقى‬ ‫واما‬ ‫والنُهى‬ ‫الدين‬ ‫مسلك‬ ‫توقى‬ ‫ف!ما‬

‫إلى القاهرة ‪،‬‬ ‫الحاثط ‪ ،‬فترك قوص‬ ‫بقوله هذا عُرض‬ ‫بعد أن ضرب‬ ‫شكواه‬ ‫أم كانت‬

‫دونه‪-‬‬ ‫فمن‬ ‫السلطان‬ ‫الناس عامة ‪-‬‬ ‫كان يخاطب‬ ‫ما بلغ ‪ ،‬حتى‬ ‫السلطان‬ ‫وبلغ فيها من‬

‫‪،‬‬ ‫يده‬ ‫ويقبل‬ ‫إليه السلطان‬ ‫‪ ،‬فيقوم‬ ‫لاجين‬ ‫السنطان‬ ‫عند‬ ‫مرة‬ ‫‪ ،‬ويحضر‬ ‫!‬ ‫‪ 9‬يا إنسان‬ ‫بقوله‬

‫المظالم‬ ‫تلك‬ ‫كل‬ ‫تمحو‬ ‫القبلأ‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬كأن‬ ‫الله "‬ ‫بين يدى‬ ‫لك‬ ‫‪ ( :‬أرجوها‬ ‫قوله‬ ‫على‬ ‫فلا يزيد‬

‫‪402‬‬
‫‪ ،‬فكان‬ ‫فيها‬ ‫لىاقامته‬ ‫القاهرة‬ ‫إلى‬ ‫حضوره‬ ‫بعد‬ ‫قائمة‬ ‫تزل‬ ‫لم‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬والتى‬ ‫منها‬ ‫التى شكا‬

‫لا‬ ‫المسلمين ظاهرة‬ ‫الدنيا من‬ ‫ذهاب‬ ‫الفساد من‬ ‫ذلك‬ ‫عواقب‬ ‫الفساد ‪ ،‬وكانت‬ ‫الفساد هو‬

‫الاَن‬ ‫ونحن‬ ‫الطبرى فى القرن الثالث الهجرى(‪)1‬‬ ‫‪ ،‬وقد أدركها ابن جرير‬ ‫متبصر‬ ‫على‬ ‫تخفى‬

‫المسبمين‪.‬‬ ‫على‬ ‫الخطر‬ ‫كل‬ ‫ينذر بالخطر‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫زاد الفساد وَطم‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫السابع‬ ‫القرن‬ ‫فى‬

‫ما‬ ‫الأمر دئه يفعل‬ ‫‪ ،‬فسلم‬ ‫الحال‬ ‫صلاح‬ ‫من‬ ‫اليأس‬ ‫قد أدركه‬ ‫العيد كان‬ ‫ابن دقيق‬ ‫ولعل‬

‫قوله‪:‬‬ ‫بهذا‬ ‫يُشعر‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫يشاء‬

‫اَسى‬ ‫مِن‬ ‫الله‬ ‫غيرُ‬ ‫وليس‬ ‫أيا!ا‬ ‫يدُ‬ ‫حرحتنا‬ ‫قد‬

‫الياس‬ ‫لسوى‬ ‫بأهل‬ ‫ليسوا‬ ‫حماجط‬ ‫فى‬ ‫تَربم الناس‬ ‫فلا‬

‫قاس‬ ‫إلى‬ ‫لشكوى‬ ‫معنى‬ ‫اليهم فلاَ‬ ‫شكوى‬ ‫ترد‬ ‫ولا‬

‫بمنقاس‬ ‫القوم‬ ‫مذهبُ‬ ‫ما‬ ‫أفعالهم‬ ‫بالعقل‬ ‫تَقِسْ‬ ‫ولا‬

‫الحاس(‪)2‬‬ ‫سوى‬ ‫ذلة الكلب‬ ‫!ن‬ ‫لأموالهم‬ ‫الاَتى‬ ‫يعدمُ‬ ‫لا‬

‫الراس‬ ‫الذنَب على‬ ‫هَويَت فى‬ ‫محصثرا‬ ‫منهمُ‬ ‫تجال!ى‬ ‫وإن‬

‫باس‬ ‫الغيبة من‬ ‫فى‬ ‫يخشى‬ ‫ولا‬ ‫لحمَ بعض‬ ‫بعض‬ ‫يأكل‬

‫عنها ولا حشَمة جلآس‬ ‫!‬ ‫الدين‬ ‫لا رغبة فى‬


‫الخلطة بالناس‬ ‫فى‬ ‫لا خير‬ ‫الخلق إلى ربهم‬ ‫من‬ ‫فاهرب‬

‫وقال فى هذا المعنى أيضا‪:‬‬

‫طُرقه المستقيمهْ‬ ‫وحادوا عن‬ ‫!‬ ‫العف‬ ‫هجروا‬ ‫معشر‬ ‫من‬ ‫منْ عذيرى‬

‫بوبمة‬ ‫يكون‬ ‫حتى‬ ‫صلاح‬ ‫من‬ ‫لا يرون الإنسان قد نال حطما‬

‫به ابن دقيق العيد فى‬ ‫يُعَذُ‬ ‫نزعة التجديد ‪ ،‬حتى‬ ‫من‬ ‫فى شىء‬ ‫هذا اليأس لي!‬ ‫ولكن‬

‫غير‬ ‫فى‬ ‫دائب‬ ‫‪ ،‬وسعى‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫نزعة التجديد امل وجهاد‬ ‫وانما‬ ‫هذا القرن ‪،‬‬ ‫مجددى‬

‫‪ ،‬أما‬ ‫بهم‬ ‫ظاهرة للنهوض‬ ‫خطط‬ ‫‪ ،‬دمالى وضع‬ ‫هذا الفاد‬ ‫الناس إلى عواقب‬ ‫تنبيه‬ ‫ملل إلى‬

‫من‬ ‫يتخلصون‬ ‫كيف‬ ‫لا يفيد شيئا ‪ ،‬ولا يبين للناس‬ ‫سلبى‬ ‫موقف‬ ‫فهى‬ ‫الشكوى‬ ‫تلك‬

‫فسادهم‪.‬‬

‫ما‬ ‫هذا‬ ‫يبد‬ ‫‪ ،‬ولمكن‬ ‫زمانه‬ ‫صوفية‬ ‫حالَ‬ ‫الأخيرين‬ ‫بالبيتين‬ ‫العيد يعنى‬ ‫ابن دقيق‬ ‫ولعل‬

‫بأناس‬ ‫القاهرة‬ ‫فى‬ ‫مر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫هذ!ا القرن‬ ‫صوفية‬ ‫من‬ ‫المرسى‬ ‫العباس‬ ‫أبى‬ ‫بينه وبين‬ ‫جرى‬

‫من تاريخه‪.‬‬ ‫‪112 ، 111‬‬ ‫ص‬ ‫انظر‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫المرق شربه شيئا بعد شىء‬ ‫(‪ )2‬اسم من حا‬

‫‪502‬‬
‫معه‬ ‫نفسه لو كان‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فوقع‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬فوقف‬ ‫غلاء‬ ‫سنة‬ ‫خباز فى‬ ‫دكان‬ ‫على‬ ‫دحمون‬ ‫يز‬

‫إلى‬ ‫‪ ،‬فدفعها‬ ‫جملة‬ ‫دراهم‬ ‫يده فوجد‬ ‫‪ ،‬فادخل‬ ‫جيبه‬ ‫فى‬ ‫بثقل‬ ‫‪ ،‬فأحس‬ ‫لاَثرهم بها‬ ‫دراهم‬

‫الخباز‬ ‫فناداه‬ ‫‪،‬‬ ‫قلوفا‬ ‫الخباز الدراهم‬ ‫وجد‬ ‫انصرف‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫فرقه‬ ‫خبز!‬ ‫الخباز ‪ ،‬واْخذ‬

‫الله تعالى‪،‬‬ ‫على‬ ‫اعتراض‬ ‫الرقة‬ ‫من‬ ‫قلبه أولا‬ ‫فى‬ ‫ما وقع‬ ‫أن‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬ ‫فوقع‬ ‫‪،‬‬ ‫ليعود‬

‫ابن دقيق‬ ‫إلى‬ ‫وجاء‬ ‫أبو العباس‬ ‫‪ ،‬فانصرف‬ ‫جيدة‬ ‫الدرافم‬ ‫وجد‬ ‫‪ ،‬فلما عاد‬ ‫منه‬ ‫الثهَ‬ ‫فاستغفر‬

‫أحد‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬أنتم إذا رققتم‬ ‫‪ " :‬يا أستاذ‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫له ما حصل‬ ‫‪ ،‬وحكى‬ ‫العيد‬

‫كلام‬ ‫شرح‬ ‫فى‬ ‫السبكى‬ ‫الناس تزندقنا ! وقد ذكر‬ ‫على‬ ‫إذا لم نرق‬ ‫تزندقتم ‪ ،‬ونحن‬

‫‪ ،‬ولا يقع شىء‬ ‫يرق‬ ‫الا"سرار ‪ ،‬فكيف‬ ‫‪ -‬ئطلع على‬ ‫ابن دقيق العيد أن الفقير ‪ -‬الصوفى‬

‫قال‬ ‫للعقوبة ‪ ،‬وقد‬ ‫لم يرق‬ ‫الذنب‬ ‫على‬ ‫اطلع‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫اقتضته‬ ‫إلا لحكمة‬ ‫الوجود‬ ‫فى‬

‫ذلك‪،‬‬ ‫له عنى‬ ‫لا اطلاع‬ ‫(‪ )1‬والفقيه‬ ‫"‬ ‫اللّه‬ ‫فِى دينِ‬ ‫رَأفةٌ‬ ‫بِهِمَا‬ ‫تَأْخُذْكُم‬ ‫وَلاَ‬ ‫‪( :‬‬ ‫تعالى‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫ويسلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الباطن‬ ‫علم‬ ‫دعوى‬ ‫للصوفية‬ ‫بهذاَ يسلمَ‬ ‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫فابن‬ ‫؟‬ ‫ديانةً ورأفة‬ ‫فيرقيّ‬

‫قد عناهم‬ ‫أن يكون‬ ‫‪ ،‬فلا يصح‬ ‫شىء‬ ‫الفقهاء علم ‪.‬بالظاهر ‪ ،‬وبهذا سفَم لهم كل‬ ‫علم‬

‫السابقين‪.‬‬ ‫بالبيتين‬

‫نزعة التجديد‪،‬‬ ‫من‬ ‫فيه شىء‬ ‫أنه كان‬ ‫على‬ ‫دقيق العيد لفتة عابرة قد تدل‬ ‫ولابن‬

‫السلطان‬ ‫م ) ورد مرسوم‬ ‫‪1281‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪068‬‬ ‫إلى الثام فى سنة (‬ ‫التتر‬ ‫جاءت‬ ‫لما‬ ‫أنه‬ ‫وذلك‬

‫العلماء‬ ‫‪ ،‬فاجتمع‬ ‫البخارى‬ ‫العلماء ويقرؤوا‬ ‫أن يجتمع‬ ‫منها للقائهم‬ ‫خروجه‬ ‫القاهرة بعد‬ ‫إلى‬

‫يتموه‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫ما بقى‬ ‫‪ ،‬فأخروا‬ ‫خميس‬ ‫يوم‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫منه‬ ‫شىء‬ ‫بقى‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫وقرؤوه‬

‫لهم‪:‬‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫الجامع‬ ‫العيد فى‬ ‫‪ ،‬رأوا ابن دقيق‬ ‫الجمعة‬ ‫يوم‬ ‫‪ ،‬فلما كان‬ ‫الجمعةَ‬ ‫يوم‬ ‫فى‬

‫الحال‬ ‫انفصل‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫اليوم‬ ‫لنختمه‬ ‫أخرناه‬ ‫ميعاد‬ ‫بقى‬ ‫‪:‬‬ ‫فقالوا‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫ببخاريكم‬ ‫فعلتم‬ ‫ما‬

‫‪ ،‬فجاء‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫عنك‬ ‫‪ :‬نخبر‬ ‫‪ ،‬فقالوا‬ ‫كذا‬ ‫على‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬وبات‬ ‫العصر‬ ‫أصى‬ ‫من‬

‫كرامات‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫السبكى‬ ‫عد‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه للمسلمين‬ ‫النصر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أيام بذلك‬ ‫الخبر بعد‬

‫أن‬ ‫يريد‬ ‫أنه‬ ‫الظاهر‬ ‫لأن‬ ‫لما‬ ‫ببخاريكم‬ ‫فعلتم‬ ‫ما‬ ‫!‬ ‫قوله‬ ‫منه‬ ‫يهمنى‬ ‫والذى‬ ‫‪،‬‬ ‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫ابن‬

‫‪ ،‬وليسن‬ ‫الخيل‬ ‫رباط‬ ‫قوة ومن‬ ‫من‬ ‫أمر الله ب!عداده‬ ‫بما‬ ‫‪ ،‬وأنه ‪-‬م‬ ‫منه‬ ‫الانتهاء‬ ‫قد تم قبل‬ ‫النصر‬

‫العيد منها‬ ‫ابن دقيق‬ ‫يقصد‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫لفتة عابرة‬ ‫قلت‬ ‫كما‬ ‫‪ /،‬ولكنها‬ ‫ونحوه‬ ‫منه قراءة البخارى‬

‫إلى‬ ‫لنبه المسلمين‬ ‫هذا‬ ‫أكثر من‬ ‫‪ ،‬ولو كان يقصد‬ ‫السبكى‬ ‫فهم‬ ‫كرامة كما‬ ‫إلا إظهار‬

‫العلوم التى تمكنا من‬ ‫‪ ،‬د!اهمالهم الاعتماد على‬ ‫الوسائل‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫على‬ ‫اعتمادهم‬ ‫خطر‬

‫هذه‬ ‫على‬ ‫يعتمدون‬ ‫أعداؤنا‬ ‫أخذ‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة الحربية‬ ‫ما أمرنا به من‬ ‫إعداد‬

‫النصر عليهم‪.‬‬ ‫عنهم غبار الجهل الذى كان يساعدنا على‬ ‫العلوم ‪ ،‬وينفضون‬

‫‪ :‬آية‪2‬‬ ‫) النور‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪602‬‬
‫هذا‬ ‫كان مجدد‬ ‫أن ابن دقيق العيد‬ ‫اتفاقهم على‬ ‫فى‬ ‫عندى‬ ‫أن الذى يقطع‬ ‫على‬

‫‪:‬‬ ‫أمران‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬

‫المأموم‬ ‫هو‬ ‫الرأى‬ ‫أن يجعل‬ ‫أنه يجب‬ ‫" الإلمام " من‬ ‫شرح‬ ‫خطبة‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬ما ذكره‬ ‫أولهما‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫يديه‬ ‫بين‬ ‫تقف‬ ‫الآراء المنتثرة حتى‬ ‫وترد‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫المذاهب‬ ‫فتُرَذُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإمام‬ ‫هو‬ ‫والنص‬

‫والتحيل‪،‬‬ ‫إليه بالتكلف‬ ‫‪ ،‬فيرد النص‬ ‫أصلا‬ ‫فرع رلنص‬ ‫هو‬ ‫الرأى الذى‬ ‫أن يجعل‬ ‫يصح‬

‫الصدبئ‬ ‫الاَراء‬ ‫فى تقرير‬ ‫التخيل ‪ ،‬ويرتكب‬ ‫أبعد المحامل بلطافة الوهم وسعة‬ ‫على‬ ‫ويحمل‬

‫‪.‬‬ ‫العقول‬ ‫وتستنكره‬ ‫ما تنفر منه النفوس‬ ‫التأويلات‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويحتمل‬ ‫والذلول‬

‫نزعة‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫بحرفية النصوص‬ ‫إلى الأخذ‬ ‫هذا يكاد يذصب‬ ‫فابن دقيق العيد فى‬

‫الأصل‪،‬‬ ‫العقل هو‬ ‫المخالفة الذين يجعلون‬ ‫كل‬ ‫هذا يخالف‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الجمود‬ ‫أصحاب‬

‫؟ لأن‬ ‫النص‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولا يحملونه‬ ‫عليه‬ ‫النص‬ ‫‪ ،‬فيحملون‬ ‫الإمام الأول‬ ‫أنه هو‬ ‫إلى‬ ‫ويذهبون‬

‫لا حمل‬ ‫‪،‬‬ ‫القطع‬ ‫على‬ ‫الظن‬ ‫حمل‬ ‫والواجب‬ ‫‪،‬‬ ‫قطعية‬ ‫العقل‬ ‫ودلالة‬ ‫‪،‬‬ ‫ظنية‬ ‫النص‬ ‫دلالة‬

‫الظن‪.‬‬ ‫القطع على‬

‫المتون ‪ ،‬وكان‬ ‫باسم‬ ‫فيما بعد‬ ‫المعقَدة التى عرفت‬ ‫المختصرات‬ ‫لتلك‬ ‫‪ :‬انتصاره‬ ‫وثانيهما‬

‫هذه البدعة فى العلوم ‪ ،‬وقد ا‪.‬ختلف علماء‬ ‫سن‬ ‫المتأخرين أول من‬ ‫وأقرانه من‬ ‫ابن الحاجب‬

‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫أنصارها‬ ‫من‬ ‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫ابن‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫المعقدة‬ ‫المختصرات‬ ‫هذه‬ ‫أمر‬ ‫فى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫الآثار‬ ‫الاَن نجنى‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫العلوم‬ ‫لطلاب‬ ‫التعليم ‪ ،‬والعناية بشرحها‬ ‫فى‬ ‫عليها‬ ‫الاعتماد‬ ‫أنصار‬

‫فى‬ ‫عنها‬ ‫لها ‪ ،‬ودافع‬ ‫انتصر‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫العيد فيما أعلم‬ ‫ابن دقيق‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الطريقة‬ ‫السيئة لهذه‬

‫الثناء‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬فقد‪.‬ذكر‬ ‫‪ -‬الجامع بين الأمهات‬ ‫الذى سماه‬ ‫ابن الحاجب‬ ‫لمختصر‬ ‫شرحه‬ ‫خطبة‬

‫‪ :‬ما على‬ ‫الإنصاف‬ ‫فناداه لسان‬ ‫الإيجاز‬ ‫بوظيفة‬ ‫‪ ،‬وقام‬ ‫الثقي‬ ‫المرمَى ‪ ،‬فخفف‬ ‫أنه قرث‬ ‫عليه‬

‫‪ ،‬وطوزا‬ ‫بالتعقيد‬ ‫لفظه‬ ‫تارة يعيب‬ ‫حاسذا‬ ‫لم يعدم‬ ‫هذا‬ ‫أنه مع‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫سيل‬ ‫من‬ ‫المحسنين‬

‫أنه‬ ‫يذَعى‬ ‫‪ ،‬وأخرى‬ ‫والغلط‬ ‫السهو‬ ‫إلى‬ ‫ينسبه‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫بعيد‬ ‫أمد‬ ‫المعنى من‬ ‫رمى‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫يقول‬

‫ربما‬ ‫بالتعقيد والإغماض‬ ‫السقَط ‪ ،‬ثم ذكر أن الاعتراض‬ ‫من‬ ‫معدود‬ ‫غير المشهور وذلك‬ ‫رجح‬

‫إذا‬ ‫وخواطر‬ ‫قراثح(‪)1‬‬ ‫غيو‬ ‫لقرائح‬ ‫وُضعت‬ ‫المختصرات‬ ‫هذه‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫سببهُ بُعد الفهم‬ ‫كان‬

‫مضمارها‪،‬‬ ‫الغاية قصر‬ ‫إذا رامت‬ ‫‪ ،‬وأفكار‬ ‫أوارها‬ ‫يتفد‬ ‫‪ ،‬وأذهان‬ ‫مواطر‬ ‫كانت‬ ‫استسقيت‬

‫هناك وسفَم‬ ‫‪ ،‬ف!ن وقف‬ ‫مفى‬ ‫لها لفظا ‪ ،‬ولا طرق‬ ‫فك‬ ‫القاصر ذهنا فما‬ ‫فربما أخذها‬

‫سلوك‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫مخطىء‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫أثم‬ ‫لسانه‬ ‫فأطلق‬ ‫التقصير‬ ‫بالنسبة إلى‬ ‫دمان أنف‬ ‫‪،‬‬ ‫سلم‬

‫المبسوطات‬ ‫الطبقة اْن تطلب‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وسبيل‬ ‫ما لا تطيق‬ ‫حقَلها‬ ‫حيث‬ ‫لنفسه‬ ‫‪ ،‬وظالم‬ ‫الطَريق‬

‫فى‬ ‫يقر الأمور‬ ‫من‬ ‫نقابها ‪ ،‬والحكيم‬ ‫عن‬ ‫معانيها سافرة‬ ‫‪ ،‬وأبرزت‬ ‫إيضاحها‬ ‫فى‬ ‫التى تفردت‬

‫سلبمة‪.‬‬ ‫‪ :‬بمعنى‬ ‫قرائح‬ ‫وغير‬ ‫‪،‬‬ ‫ملكات‬ ‫‪-:‬‬ ‫قرائح‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪702‬‬
‫بما لا يهمنا‬ ‫الاعتراضات‬ ‫باقى‬ ‫عن‬ ‫ما لا يليق إلا بها ‪ ،‬ثم أجاب‬ ‫طبقة‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬ويعطى‬ ‫نصابها‬

‫بدرجة‬ ‫فيلحقه‬ ‫القاصد‬ ‫‪ ،‬ويرفع‬ ‫وذوقه‬ ‫مساغه‬ ‫للماهر‬ ‫يسهل‬ ‫وجه‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫معانيه‬ ‫وفهم‬ ‫لفظه‬

‫هو‬ ‫من‬ ‫فك‬ ‫يعين الناظر فيه على‬ ‫الكتاب شرحا‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬إلى أن ذكر أنه قد آن شرح‬ ‫هنا‬

‫لىايضاح‬ ‫المقفلة ‪،‬‬ ‫ألفاظه‬ ‫لبسط‬ ‫التعرض‬ ‫‪ :‬أولها‬ ‫أمور‬ ‫عشرة‬ ‫إلى‬ ‫أنه يقصد‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫فوقه‬

‫العبارة فيها‪،‬‬ ‫يبسط‬ ‫المسألة‬ ‫المسائل أو‬ ‫فيذكر‬ ‫‪،‬‬ ‫المهملة‬ ‫مضمراته‬ ‫‪ ،‬دماظهار‬ ‫معانيه المشكلة‬

‫الذى‬ ‫ذلك‬ ‫إلى تنزيل ألفاظ الكتاب على‬ ‫رجع‬ ‫هـالا‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫إن رأى أنه يكفيها‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ويقتصر‬

‫إلا مواضع‬ ‫اللهم‬ ‫‪،‬‬ ‫معا‬ ‫والتفصيلى‬ ‫البيان الإجمالى‬ ‫بين‬ ‫ليجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫موضعا‬ ‫موضعا‬ ‫بسطه‬

‫جميع‬ ‫عليها‬ ‫فالتب!ى‬ ‫‪،‬‬ ‫الرائقة سلوكها‬ ‫الأذهان‬ ‫ورامت‬ ‫‪،‬‬ ‫يخنقُها‬ ‫الإشكال‬ ‫أخذ‬ ‫يسيرة‬

‫‪ -‬يعنى‬ ‫والده أن المصنف‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬ثم حكى‬ ‫التخليط‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬والعاقل يختار السكوت‬ ‫طرقها‬

‫على‬ ‫وذكر أنه وضعه‬ ‫منه بجواب‬ ‫هذا الكتاب فلم يأت‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪ -‬سُئل عن‬ ‫ابن الحاجب‬

‫الخ‪.‬‬ ‫الخ‬ ‫‪. . .‬‬ ‫الصحة‬

‫لا يوافق‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫المختصرات‬ ‫تلك‬ ‫به على‬ ‫بما اعترض‬ ‫أخيرا‬ ‫العيد يعترت‬ ‫دقيق‬ ‫فابن‬

‫عنها ‪ ،‬والمضى فى طريقة‬ ‫الإعراض‬ ‫وجوب‬ ‫العلوم ‪ ،‬وفى‬ ‫على‬ ‫المعترضين عليها فى ضررها‬

‫الغامض‬ ‫العلم كثمف‬ ‫هئمُ العالم والمتعلم من‬ ‫لا يكون‬ ‫والتعليم! ‪ ،‬حتى‬ ‫التأليف‬ ‫المتقدمين فى‬

‫غير‬ ‫هذا من‬ ‫التعليم فى‬ ‫زمن‬ ‫عباراتها ‪ ،‬وتضيغ‬ ‫المعقد من‬ ‫‪ ،‬وحل‬ ‫المختصرات‬ ‫هذه‬ ‫من‬

‫ضرر‬ ‫من‬ ‫ما جرته‬ ‫‪ j j‬ر هذه الطريقة ‪ ،‬ويتحمل‬ ‫أن ابن دقيق العيد يحمل‬ ‫فائدة ‪ ،‬ولا شك‬

‫لا من‬ ‫‪،‬‬ ‫والجمود‬ ‫التاخر‬ ‫انصار‬ ‫من‬ ‫يعد‬ ‫أن‬ ‫فى‬ ‫بها جديرا‬ ‫ويكون‬ ‫‪،‬‬ ‫والتعليم‬ ‫العلم‬ ‫على‬

‫والنجديد‪.‬‬ ‫أنصار النهوض‬

‫‪،‬‬ ‫لها الغلبة بعده‬ ‫قذر‬ ‫التى‬ ‫هى‬ ‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫ابن‬ ‫عنها‬ ‫دافع‬ ‫التى‬ ‫الطريقة‬ ‫هذه‬ ‫ولكن‬

‫اتفاقهم على‬ ‫هذا كان من أشاب‬ ‫القرون ‪ ،‬ولعل‬ ‫الذين يعينون مجددى‬ ‫هم‬ ‫وكان أصحابها‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أنه مجدد‬

‫***‬

‫‪802‬‬
‫الدين بن عربى‬ ‫محيى‬

‫‪ ،‬ويقال‬ ‫الطائى الأندلسى‬ ‫اللّه‬ ‫بن عبد‬ ‫بن أحمد‬ ‫بن محمد‬ ‫بن على‬ ‫هو أبو بكر محمد‬

‫بها‬ ‫‪ ،‬ونشأ‬ ‫م‬ ‫‪1164‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪60‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سنة‬ ‫بمرسية‬ ‫‪ ،‬ولد‬ ‫واللام‬ ‫بالألف‬ ‫العربى‬ ‫وابن‬ ‫له ابن عربى‬

‫هـ=‬ ‫‪5 VA‬‬ ‫‪ ،‬ثم انتقل إلى أشبيلية سنة‬ ‫وغيره‬ ‫ابن بشكوال‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وسمع‬ ‫صباه‬ ‫فى‬

‫وتعبد‬ ‫تزهد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الملوك‬ ‫لبعض‬ ‫الإنشاء‬ ‫‪ ،‬وكتب‬ ‫ست‬ ‫عشرين‬ ‫بها نحو‬ ‫‪ ،‬فمكث‬ ‫( ا م‬ ‫‪Al‬‬

‫بغداد وحدث‬ ‫‪ ،‬ثم دخل‬ ‫والروم والمشرق‬ ‫والشام والحجار‬ ‫مصر‬ ‫البلدان ‪ ،‬ودخل‬ ‫وطاف‬

‫وتدقيق فى‬ ‫وحافظة‬ ‫فى الكلام وذكاء وقوة خاطر‬ ‫‪ ،‬وكان له توسع‬ ‫مصنفاته‬ ‫من‬ ‫فيها بشىء‬

‫‪ ،‬وأعرف‬ ‫الله الأعظم‬ ‫اسم‬ ‫‪ ( :‬انا أعرف‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العرفان‬ ‫فى‬ ‫جمة‬ ‫وتآليف‬ ‫التصوف‬

‫‪،‬‬ ‫الفروع‬ ‫فى‬ ‫ظاهرىًالمذهب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المتصوفة‬ ‫أولئك‬ ‫دعاوى‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫الكيمياء " ‪ ،‬الى‬

‫مسح‬ ‫بجواز‬ ‫قوله‬ ‫منها‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقهية‬ ‫المسائل‬ ‫فى‬ ‫اختيارات‬ ‫‪ ،‬وله‬ ‫الاعتقادات‬ ‫فى‬ ‫النظر‬ ‫باطنى‬

‫إمامة المرأة‬ ‫‪ ،‬وجوار‬ ‫كانت‬ ‫فى التلاوة إلى أى جهة‬ ‫السجود‬ ‫‪ ،‬وجواز‬ ‫الوضوء‬ ‫الرجلين فى‬

‫اوصافه‪،‬‬ ‫يتغير أحد‬ ‫إذا لم‬ ‫النجاسة‬ ‫تخالطه‬ ‫بالماء الذى‬ ‫التطهير‬ ‫‪ ،‬وجواز‬ ‫والنساء‬ ‫للرجال‬

‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الصلاة‬ ‫تارك‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫‪ ،‬وعدم‬ ‫القدم‬ ‫طهارة‬ ‫فى‬ ‫الخُ!‬ ‫تأثير نزع‬ ‫وعدم‬

‫اختياراته الفقهية‪.‬‬

‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫مجلداً‬ ‫عشرين‬ ‫فى‬ ‫المكية‬ ‫‪ ،‬منها الفتوحات‬ ‫التصوف‬ ‫فى‬ ‫كثيرة‬ ‫مؤلفات‬ ‫وله‬

‫الهؤ‬ ‫كتاب‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫فصوص‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الموصلية‬ ‫التنزلات‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهية‬ ‫التدريبات‬

‫إلى غير‬ ‫مجلدات‬ ‫الأخيار فى خصى‬ ‫‪ ،‬ومنها مسامرات‬ ‫الأشواق‬ ‫‪ ،‬ومنها ترجمان‬ ‫والأحدية‬

‫فى‬ ‫الناس يختلفون‬ ‫‪ ،‬وجعلت‬ ‫ما اتى‬ ‫التصوف‬ ‫غرائب‬ ‫مؤلفاته التى أتى فيها من‬ ‫هذا من‬

‫ذلك‬ ‫كتبه ‪ ،.‬ومن‬ ‫التى أودعها‬ ‫المعانى الصوفية‬ ‫فى‬ ‫كثير‬ ‫شعر‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫كبيرأ‬ ‫أمره اختلافا‬

‫قوله‪:‬‬

‫مكان الترالت‬ ‫فرشتُ خدودى‬ ‫خاطرى‬ ‫ذكرُكُم‬ ‫حَل‬ ‫إذا‬

‫الرقاب‬ ‫لضرب‬ ‫قعودَ الأسارى‬ ‫بابكم‬ ‫الذَل على‬ ‫وأقعدُ فى‬

‫له‪:‬‬ ‫قو‬ ‫و‬

‫سلكوا‬ ‫أى شغب‬ ‫لو درى‬ ‫وفؤادى‬ ‫أى قلب ملكوا‬ ‫دَرَوا‬ ‫هل‬ ‫ليت شعرى‬
‫فى الَهوى وارتبكوا‬ ‫حار أرباب الهوى‬
‫تُراهم سَلِموا أم تراهم هلكوا‬

‫وقوله‬

‫أن يُسَفما‬ ‫رِقَةَ‬ ‫لمثلى‬ ‫وحق‬ ‫بالحِمَى‬ ‫حَل‬ ‫سَفمَى ومن‬ ‫سلامْ على‬

‫‪902‬‬
‫)‬ ‫الاعلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪14‬‬
‫الدما‬ ‫على‬ ‫لا احتكام‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫علينا ؟ ‪. .‬‬ ‫أن‪ .‬تَرُد تحَّية‬ ‫عليها‬ ‫وماذا‬

‫غريما متيما‬ ‫صبا‬ ‫‪:‬‬ ‫لها‬ ‫و!لت‬ ‫سدولى‬ ‫أرخى‬ ‫الليل‬ ‫سرَوْا وظلامُ‬

‫؟‬ ‫!‬ ‫منهما‬ ‫الحنادس‬ ‫مَ نشَق‬ ‫أدر‬ ‫ظم‬ ‫بارق‬ ‫وأومض‬ ‫ثناياها‬ ‫فأبدت‬

‫أمَا؟‬ ‫‪C.1‬‬ ‫؟‬ ‫فى كل وقت‬ ‫يشاهدنى‬ ‫أك! بقلبه‬ ‫يكفيه‬ ‫أما‬ ‫وقالت ‪:‬‬

‫العلية جل‬ ‫أنصاره إلى أنه يُتغزل فيه ‪1‬الذات‬ ‫يذهب‬ ‫الشعر الذى‬ ‫إلى غير هذا من‬

‫‪ ،‬والثه‬ ‫ممن يتغزل بهن فى الشعر‬ ‫وغير سلمى‬ ‫بسلمى‬ ‫تمثيلها‬ ‫هذا التغزل ‪ ،‬وعن‬ ‫شأنها عن‬

‫آخر‬ ‫حب‬ ‫فى‬ ‫أم كانوا واقعين‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهية‬ ‫بالذات‬ ‫حقيقة‬ ‫يتغزلون‬ ‫المتصوفة‬ ‫هؤلاء‬ ‫أكان‬ ‫يعل!‬

‫ولايتهم‪،‬‬ ‫فى‬ ‫أتباعهم‬ ‫اعتقاد‬ ‫من‬ ‫يرونه‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫بهم‬ ‫رأوا أنه لا يليق‬ ‫عذرى‬ ‫أو غير‬ ‫عُذرى‬

‫العلية‪،‬‬ ‫بالذات‬ ‫شعرهم‬ ‫فى‬ ‫يتغزلون‬ ‫أنهم‬ ‫يظهروا‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫التستر‬ ‫به هذا‬ ‫أن يتستروا‬ ‫فاضطروا‬

‫به إلا امتثال‬ ‫أمرت‬ ‫الذى‬ ‫الحب‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وما تريد‬ ‫التغزل‬ ‫هذا‬ ‫منهم‬ ‫العلية تريد‬ ‫الذات‬ ‫وما كانت‬

‫‪ ،‬دهانه ليدخل‬ ‫الخاصة‬ ‫المصالح‬ ‫العامة على‬ ‫عبادها‬ ‫‪ ،‬دمايثار مصالح‬ ‫نواهيها‬ ‫واجتناب‬ ‫أوامرها‬

‫‪ ،‬وعلى‬ ‫تقديسهم‬ ‫الناس على‬ ‫حمل‬ ‫المتصوفة فى‬ ‫أولئك‬ ‫سعىُ‬ ‫المصالح الخاصة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬

‫مماتهم ب!قامة القباب‬ ‫لهم" ‪ ،‬وبعد‬ ‫بالخضوع‬ ‫حياتهم‬ ‫فى‬ ‫تكريمهم‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫اعتقاد الولاية فيهم‬

‫‪ ،‬وما إلى‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫الشكوى‬ ‫إليه ‪! ،‬اظهار‬ ‫الشوق‬ ‫بث‬ ‫مِن حبه‬ ‫اللّه‬ ‫يُرِد‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫قبورهم‬ ‫على‬

‫واخراهم‪.‬‬ ‫بنياهم‬ ‫شيئأ فى‬ ‫مما لا يفيد الناس‬ ‫هذا‬

‫ميدانه‬ ‫إلى‬ ‫ميدانه العملى‬ ‫من‬ ‫التصوف‬ ‫نقل‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫الكرخى‬ ‫معروف‬ ‫كان‬ ‫لماذا‬

‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫الثانى الهجرى‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫بالدرس‬ ‫بين المتصوفة‬ ‫من‬ ‫بهذا انْ يُخَص‬ ‫‪ ،‬فاستحق‬ ‫النظرى‬

‫ان يُدرس‬ ‫النظرى إلى غايته ‪ ،‬فاستحق‬ ‫هذا التصوف‬ ‫فى‬ ‫قد وصل‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫محيى‬

‫يُعرف‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الآتية بعده‬ ‫القرون‬ ‫الأثر فيه وفى‬ ‫له من‬ ‫‪ ،‬لبيان ما كان‬ ‫القرن‬ ‫فى ءهذا‬ ‫أيضأ‬

‫‪ ،‬وجعلتهم‬ ‫بمجدهم‬ ‫الرجعية التى ذهبت‬ ‫المسلمين من النكسات‬ ‫من كان كثر تبعه فيما أصاب‬

‫الأمم‪.‬‬ ‫فى مؤخرة‬

‫توسعَا كبيراَ ‪ ،‬فلم تبق‬ ‫الوجود‬ ‫نظرية وحدة‬ ‫فى‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫محيى‬ ‫فقد توسع‬

‫عليها‬ ‫‪ ،‬ويرتب‬ ‫كثيرة‬ ‫فروع‬ ‫إلى‬ ‫تتفرع‬ ‫نظرية‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫لذاتها‬ ‫تُقصد‬ ‫بسيطة‬ ‫نظرية‬ ‫عنده‬

‫‪ ،‬لا يؤثر‬ ‫واحد‬ ‫أنها دين‬ ‫على‬ ‫الأديان كلها‬ ‫إلى‬ ‫نظرته‬ ‫رئبه عليها‬ ‫‪ ،‬فمما‬ ‫نتائج دينية خطيرة‬

‫لا‬ ‫الوجود‬ ‫يدين بوحدة‬ ‫؟ لأن من‬ ‫وفروعها‬ ‫أصولها‬ ‫فى‬ ‫خلافات‬ ‫ما بينها من‬ ‫وحدتها‬ ‫فى‬

‫‪،‬‬ ‫الوجود‬ ‫فى‬ ‫خلاف‬ ‫عنه كل‬ ‫نظره كما يغيب‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وتجب‬ ‫الخلافات‬ ‫تؤثر فيه مثل هذه‬

‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫هذا‬ ‫فيها ‪ ،‬وفى‬ ‫الحب‬ ‫غير‬ ‫؟ ولا شىء‬ ‫الأديان جميعها‬ ‫أساس‬ ‫عنده‬ ‫فالحب‬

‫فمرعَى لغزلانِ ودير لرهبان‬ ‫صورة‬ ‫قلبى قابلا كل‬ ‫لقد صار‬
‫قرآن‬ ‫ومصحف‬ ‫وألواحُ توراة‬ ‫طائف‬ ‫لأوثان وكعبةُ‬ ‫وبي!ت‬

‫ركائبه فالدين دينى دهايماخى‬ ‫انَى توخهت‬ ‫أدين بدين الحب‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وأن الؤعيد لا يقع منه شىء‬ ‫مستقيم‬ ‫صراط‬ ‫الأديان على‬ ‫أهل‬ ‫أن كل‬ ‫فهو يرى‬

‫لأهله‬ ‫‪ ،‬دان حصل‬ ‫ذلك‬ ‫ونحو‬ ‫هو نعيم وعذوبة‬ ‫إنما‬ ‫المتوعد به‬ ‫فالعذاب‬ ‫تقدير وقوعه‬ ‫وعلى‬

‫الدنيا ‪ ،‬فالثناء‬ ‫الاَلام فى‬ ‫من‬ ‫ينافها ما يحصل‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫والرضا‬ ‫السعادة‬ ‫لا ينافى‬ ‫ألم فهو‬

‫وَغده‬ ‫‪.‬مُخلِفَ‬ ‫اللهَ‬ ‫تحْسَبَن‬ ‫فَلاَ‬ ‫الله ‪! :‬‬ ‫قال‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الوعيد‬ ‫لا بصدق‬ ‫الوعد‬ ‫بصدق‬ ‫عنده‬

‫علىً‬ ‫أنه توعد‬ ‫(‪ )2‬مع‬ ‫سحئاتِهِنم "‬ ‫عَن‬ ‫وَنَتَجَاوَزُ‬ ‫أ‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫ووعيده‬ ‫يقل‬ ‫(‪ )1‬ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫رُسُلَهُ‬

‫‪:‬‬ ‫ص‬ ‫يقول‬ ‫هذا‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬

‫تعاين‬ ‫عين‬ ‫الحق‬ ‫لوعيد‬ ‫وما‬ ‫الوعد وحده‬ ‫فلم يبق الا صادق‬

‫مباين‬ ‫نعيم‬ ‫فيها‬ ‫لذة‬ ‫على‬ ‫ف!نهم‬ ‫دار الشقاء‬ ‫لمان دخلوا‬

‫وذاك له كالقشر والقشر صائن‬ ‫نعيم جنان الخلد فالأمر واحد‬

‫لفظه‬ ‫عذوبة‬ ‫؟عذابا من‬ ‫يسمى‬ ‫شإين‬ ‫عند التجلى‬ ‫بينها‬ ‫وما‬

‫طاهراَ‬ ‫مات‬ ‫إلى أن فرعون‬ ‫ذهب‬ ‫الدين بن عربى فى هذا حتى‬ ‫ثم تغالى محى‬

‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الهدى‬ ‫من‬ ‫أهدى‬ ‫الضلال‬ ‫أن‬ ‫دته ‪ ،‬والى‬ ‫عابد‬ ‫فهو‬ ‫شيئا‬ ‫عابد‬ ‫أن كل‬ ‫‪ ،‬دالى‬ ‫مطهرأ‬

‫فهو بعيد‬ ‫مستطيل‬ ‫طريق‬ ‫فى‬ ‫القطب (‪، )3‬والمهدى سالك‬ ‫‪ ،‬والحائر دائر حول‬ ‫حاثر‬ ‫الضاذ‬

‫به أفكار‬ ‫ومما بلبل‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود‬ ‫دائرة وحدة‬ ‫فى‬ ‫عنده‬ ‫مما يدخل‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫القطب‬ ‫عن‬

‫بهم‪،‬‬ ‫الأمور التى تنهض‬ ‫عن‬ ‫القرون ‪ ،‬وصرفهم‬ ‫فى هذا القرن ‪ ،‬وما بعده من‬ ‫المسلمين‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫التوثب للنهوض‬ ‫فيه من‬ ‫وفيما يجرى‬ ‫النظر فيما يدور فى العالم حولهم‬ ‫عن‬ ‫وأعماهم‬

‫به‬ ‫النظر فيما ينهض‬ ‫‪ ،‬ويترك‬ ‫التفاهات‬ ‫بهذه‬ ‫يشتغل‬ ‫الذى‬ ‫العالم الإسلامى‬ ‫على‬ ‫الانقضاض‬

‫‪.‬‬ ‫ودنياه‬ ‫دينه‬ ‫فى‬

‫يُذكر الا فى‬ ‫حديمث‬ ‫القرون‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫وما‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫لعلماء‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬

‫‪:‬‬ ‫أربعة أقسام‬ ‫فيه الى‬ ‫انقسموا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫عربى‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫محص‬

‫‪،‬‬ ‫القارى‬ ‫على‬ ‫وملا‬ ‫‪،‬‬ ‫التفتازانى‬ ‫والسعد‬ ‫‪،‬‬ ‫كالسخاوى‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫المكفرون‬ ‫‪:‬‬ ‫أولها‬

‫العيد ‪،‬وكثير غيرهم‪.‬‬ ‫‪،‬وابن دقيق‬ ‫‪،‬وأبى حيان‬ ‫العسقلانى‬ ‫وابن حجر‬

‫‪.‬‬ ‫‪1 6‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫ف‬ ‫لاحقا‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬آية ‪4 7‬‬ ‫هيم‬ ‫برا‬ ‫(‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫فى كل‬ ‫فى الأرض‬ ‫الله‬ ‫نظر‬ ‫الواحد الذى هو موضع‬ ‫عند الصوفية عبارة عن‬ ‫(‪ )3‬الق!‬

‫سريان‬ ‫والظاهرة‬ ‫الباطنة‬ ‫وأعيانه‬ ‫الكون‬ ‫فى‬ ‫يرى‬ ‫لدنه ؟ وهو‬ ‫من‬ ‫الأعظم‬ ‫الطلسم‬ ‫‪ ،‬أعطاه‬ ‫زمان‬

‫‪. . .‬‬ ‫الجسد‬ ‫فى‬ ‫الروخ‬

‫‪211‬‬
‫‪،‬‬ ‫القاموس‬ ‫صاحب‬ ‫المناوى ‪ ،‬والمجد‬ ‫الرؤوف‬ ‫فيه الولاية ‪ ،‬كعبد‬ ‫يعتقد‬ ‫‪ :‬من‬ ‫وثانيها‬

‫وكثير‬ ‫‪،‬‬ ‫المدنى‬ ‫الكورانى‬ ‫حسن‬ ‫دمابراهيم بن‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعرانى‬ ‫الوهاب‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫باشا‬ ‫كمال‬ ‫وابن‬

‫باعه وتبحره‬ ‫سعة‬ ‫التاَليف التى تدل على‬ ‫‪ ،‬وصاحب‬ ‫العارفين‬ ‫سلطان‬ ‫‪ ،‬فهو عندهم‬ ‫غيرهم‬

‫القواعد‬ ‫تأسيس‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫والاستنِباط‬ ‫الاختراع‬ ‫فى‬ ‫الاجتهاد‬ ‫مبلغ‬ ‫بلغ‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫فى ‪.‬العلوم‬

‫تلك‬ ‫فى‬ ‫يختلفون‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بحقها‬ ‫طالعها‬ ‫بها الا من‬ ‫يحيط‬ ‫ولا‬ ‫لا يدريها‬ ‫التى‬ ‫والمقاصد‬

‫ما أوهمته‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫‪ ،‬وبعضهم‬ ‫عليه‬ ‫أنها مدسوسة‬ ‫يرى‬ ‫‪ ،‬فبعضهم‬ ‫عليه‬ ‫التى أخذت‬ ‫الأمور‬

‫ءلميها ‪ ،‬حتى‬ ‫غيرة‬ ‫الصوفية‬ ‫متأخرو‬ ‫عليها‬ ‫اصطلح‬ ‫المراد أمور‬ ‫د!انما‬ ‫المراد ‪،‬‬ ‫هو‬ ‫ليس‬ ‫ظواهرها‬

‫الموهمة‬ ‫الألفاظ‬ ‫بتلك‬ ‫الكناية عنها‬ ‫على‬ ‫فاصطلحوا‬ ‫‪،‬‬ ‫التصوت‬ ‫فى‬ ‫الكذابون‬ ‫لا يذَدِها‬

‫هذا‬ ‫الرد على‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويكفى‬ ‫بغيرها‬ ‫عنها‬ ‫التعبير‬ ‫؟ لأنه لا يمكن‬ ‫مبالين بذلك‬ ‫المراد غير‬ ‫خلاف‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫بمثل هذا‬ ‫عنها‬ ‫للاعتذار‬ ‫معنى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫المراد منها‬ ‫فى‬ ‫السابفة صريحة‬ ‫العبارات‬ ‫أن تلك‬

‫دينهم‬ ‫فى‬ ‫ينفعهم‬ ‫بهذا عما‬ ‫‪ ،‬وشغلهم‬ ‫فهمها‬ ‫فى‬ ‫بها ‪ ،‬وبلبلة أفكارهم‬ ‫المسلمين‬ ‫لشغل‬ ‫معنى‬

‫ودنياهم‪.‬‬

‫فى‬ ‫يحتارون‬ ‫الناس فى أمره ‪ ،‬وجعلهم‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫به محى‬ ‫شغل‬ ‫مما‬ ‫وهذا مثال‬

‫له‪:‬‬ ‫شعر‬ ‫فى‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫عقيدته‬ ‫حقيقة‬

‫ذا أراه ولا يرانى‬ ‫كم‬ ‫يرانى ولا أراه‬ ‫يا من‬

‫؟‬ ‫أنه يراك‬ ‫تعلم‬ ‫وأنت‬ ‫إنه لا يراك‬ ‫تقول‬ ‫له ‪ :‬كيف‬ ‫فقيل‬

‫مرتجلا‪:‬‬ ‫فقال‬

‫آخذا‬ ‫آراه‬ ‫ولا‬ ‫يرانى مجرمأ‬ ‫يا من‬

‫لائذا‬ ‫ولا يرانى‬ ‫ذا أراه منعما‬ ‫كم‬

‫صرف‬ ‫إليه من‬ ‫ذهبوا‬ ‫لما‬ ‫اساسا‬ ‫‪ ،‬وجعلوه‬ ‫لبيته الأول‬ ‫منه تأويله هذا‬ ‫أنصاره‬ ‫قبل‬ ‫وقد‬

‫التأويل‪.‬‬ ‫ظاهره بمثل ذلك‬ ‫ما شابهه من كلامه عن‬ ‫كل‬

‫ووحدة‬ ‫بالاتحاد والحلول‬ ‫بينهم القول‬ ‫شاع‬ ‫قد‬ ‫الصوفية‬ ‫أن أولئك‬ ‫لىانى أرى‬

‫هو‬ ‫بما‬ ‫له أن ينطق‬ ‫لا يصح‬ ‫منهم‬ ‫هذا‬ ‫لا يرى‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫بذلك‬ ‫خصومهم‬ ‫رماهم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الوجود‬

‫البعيدة ‪،‬‬ ‫التأويلات‬ ‫منه بمثل تلك‬ ‫التخلص‬ ‫يحاول‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الأقل‬ ‫فيه على‬ ‫فيه أو ظاهر‬ ‫صريح‬

‫التأويل‬ ‫هذا‬ ‫له ؟ لان‬ ‫تأويلهم‬ ‫الشك‬ ‫هذا‬ ‫يدفع‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫أمرهم‬ ‫بهذا فى‬ ‫الناس‬ ‫يشككون‬ ‫لأنهم‬

‫غيرهم‪،‬‬ ‫‪ ،‬داخفاء مثل هذه العقائد عن‬ ‫بالتستر‬ ‫الأخذ‬ ‫من‬ ‫عنهم‬ ‫ما عرف‬ ‫على‬ ‫قد يحمل‬

‫هذا لا يُقبل إذا كان بعيذا مثل‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫معصوم‬ ‫فى كلام مرع‬ ‫يكون‬ ‫انما‬ ‫أن التأويل‬ ‫على‬

‫القرآن‬ ‫‪ ،‬ثم إنه لم يقع إلا نادرا فى‬ ‫عربى‬ ‫الدين بن‬ ‫محيى‬ ‫بيت‬ ‫فى‬ ‫التأويل السابق‬

‫المجار والكناية‬ ‫شأن‬ ‫هو‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫المراد منه‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫قرائن‬ ‫الا مع‬ ‫يقع‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫والحديث‬

‫‪.‬‬ ‫العبارات‬ ‫من‬ ‫ونحوهما‬

‫‪Yll‬‬
‫السيوطى‬ ‫الدين‬ ‫كجلال‬ ‫‪،‬‬ ‫كتبه‬ ‫فى‬ ‫النظر‬ ‫ويحرئم‬ ‫ولايته‬ ‫يعتقدَ فى‬ ‫‪ :‬من‬ ‫وثالثها‬

‫فى‬ ‫النظر‬ ‫حرموا‬ ‫ما‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الثانى‬ ‫القسم‬ ‫عن‬ ‫هذا‬ ‫يفترق‬ ‫يكاد‬ ‫?‬ ‫‪Ij‬‬ ‫‪،‬‬ ‫وغيرهما‬ ‫وإلحصكفى‬

‫ولا فى‬ ‫صاحبه‬ ‫الاعتقاد فى‬ ‫فيه لم يصح‬ ‫صريح‬ ‫منه ما هو‬ ‫المراد‬ ‫أجله إن كان‬ ‫كتبه من‬

‫هذه‬ ‫أن‬ ‫أيضأ‬ ‫يرون‬ ‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫الثانى كانوا منهم‬ ‫القسم‬ ‫تأؤَلها‬ ‫المراد مته ما‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫ولايته‬

‫فيه‬ ‫لا يدخل‬ ‫غير أهله غيرةً عليه ‪ ،‬حتى‬ ‫الطريق عن‬ ‫للصوفية أرادوا بها صون‬ ‫اصطلاحات‬

‫له‪.‬‬ ‫غير أهل‬ ‫من يكون‬

‫الحثميثى‬ ‫يتعاطون‬ ‫وأمثاله كانوا‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫أن محيى‬ ‫يرى‬ ‫‪ :‬من‬ ‫ورابعها‬

‫المخدر‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والشطحات‬ ‫الخيالات‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأوقعهم‬ ‫التأثير‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فأثر فيهم‬ ‫المخدر‬

‫‪ .‬وممن‬ ‫يتعاطاه‬ ‫فيمن‬ ‫تأثيره‬ ‫سوء‬ ‫يعرفوا‬ ‫اليه ‪ ،‬ولم‬ ‫يلتفتوا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بين الناس‬ ‫ظهوره‬ ‫أول‬ ‫فى‬

‫لمحيى الدين بن‬ ‫وصفه‬ ‫‪ ،‬فقال فى‬ ‫البخارى‬ ‫بن محمد‬ ‫الى هذا علاء الدين محمد‬ ‫ذهب‬

‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫‪2‬‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فقد صح‬ ‫كأوغاد الأوباش‬ ‫كان كذابا حشاشا‬ ‫أنه‬ ‫عنه‬ ‫‪ :‬يحكى‬ ‫عربى‬

‫‪)1‬‬ ‫" الفصوص‬ ‫" لصاحب‬ ‫" الفتوخات‬ ‫كتاب‬ ‫عن‬ ‫سئل‬ ‫لما‬ ‫أنه‬ ‫الملة والدين‬ ‫‪ ،‬عضد‬ ‫" المواقف‬

‫الحشيش‬ ‫ويأكل‬ ‫مكة‬ ‫المزاج بحر‬ ‫يابس‬ ‫مغربى‬ ‫من‬ ‫إلى هناك قال ‪ ( :‬أفتطمعون‬ ‫وصل‬ ‫حين‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫؟‬ ‫ذلك‬ ‫شيئا غير‬

‫لم ‪.‬يذكر هذا عن‬ ‫الحشيش‬ ‫كل‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫إلى محيى‬ ‫نسب‬ ‫أن من‬ ‫لىانى أرى‬

‫إلى‬ ‫أن ينسب‬ ‫‪ ،‬ولا يصح‬ ‫خصومهم‬ ‫يشيعه الناس فى حق‬ ‫بما‬ ‫الأخذ‬ ‫ا هو من‬ ‫دانم‬ ‫‪،‬‬ ‫مشاهدة‬

‫الرأى دائرته المحدودة ‪،‬‬ ‫على‬ ‫الخلاف‬ ‫أن يتعدى‬ ‫‪ ،‬ولا يصح‬ ‫غير تثبت‬ ‫الناس مثل هذا من‬

‫على‬ ‫الخلاف‬ ‫من‬ ‫فى شىء‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫فى دائرة السباب‬ ‫لأنه اذا تعداها الى مثل هذا دخل‬

‫‪.‬‬ ‫الرأى‬

‫مناقشة علمية‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫محيى‬ ‫أن يناقثى راى‬ ‫أيضأ أنه كان يجب‬ ‫و(نى أرى‬

‫يليق بمناقثة المسائل‬ ‫الذى‬ ‫الهدوء‬ ‫‪ ،‬دانما هو‬ ‫يناقشها‬ ‫بين من‬ ‫فيها ولا عصية‬ ‫بريئة ‪ ،‬لا عنف‬

‫المسألة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫واضحا‬ ‫الحق‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها بهدوء‬ ‫الحق‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫ليمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية‬

‫الدين بن‬ ‫محص‬ ‫فى شخص‬ ‫نوقشت‬ ‫دانما‬ ‫أنها مسألة قائمة بذاتها ‪،‬‬ ‫على‬ ‫لم تناقش‬ ‫ولكنها‬

‫النقاش‬ ‫فى‬ ‫فأثر هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫بكفره‬ ‫تدين‬ ‫وجماهير‬ ‫‪،‬‬ ‫بولايته‬ ‫تدين‬ ‫جماهير‬ ‫هناك‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫عربى‬

‫فمها ‪ ،‬او يخفف‬ ‫عليه‬ ‫الاتفاق‬ ‫يمكن‬ ‫فاصل‬ ‫شىء‬ ‫فيه الى‬ ‫الوصول‬ ‫يمكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الدائر حولها‬

‫منها‪،‬‬ ‫أهم‬ ‫ما هو‬ ‫بها الى‬ ‫الاشتغال‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬أو يصرفهم‬ ‫بها‬ ‫بين المشتغلين‬ ‫الخلاف‬ ‫حدة‬ ‫من‬

‫فى هذه‬ ‫لخصومه‬ ‫‪ ،‬فلا يمكن أن يسلم‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫لأن الفريق الأود يدين بولاية محى‬

‫فى‬ ‫للطعن‬ ‫المسألة ذريعة‬ ‫هذه‬ ‫يتخذ‬ ‫إلا أن‬ ‫فيه فيأبى‬ ‫الظن‬ ‫الثانى سىء‬ ‫والفريق‬ ‫المسألة ‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫وغيره‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫محى‬ ‫عقيدته ‪ ،‬ولا يرى أن يبحثها فى ذاتها بقطع النظر عن‬

‫‪213‬‬
‫سنة‬ ‫توفى بدمشق‬ ‫قد استقر بالشام فى آخر حياته ‪ ،‬حتى‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫وكان محى‬

‫جد‬ ‫السلطان‬ ‫صفة‬ ‫كتبه فى‬ ‫بعض‬ ‫م ‪ ،‬وقد ذكر الشعرانى أنه ذكر فى‬ ‫‪0124‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪638‬‬

‫الأمر كما‬ ‫‪ ،‬فجاء‬ ‫الفلانى‬ ‫الوقت‬ ‫فى‬ ‫القسطنطينية‬ ‫أنه يفتح‬ ‫الأول‬ ‫عثمان‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫السلطان‬

‫‪ ،‬وأنشأ‬ ‫قبة عظيمة‬ ‫سليمان‬ ‫السلطان‬ ‫عليه‬ ‫! نجنى‬ ‫سنة‬ ‫مائتى‬ ‫نحو‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬وبينه وبين‬ ‫قال‬

‫عليه‬ ‫ينكر‬ ‫من‬ ‫أن كان‬ ‫فيه ‪ ،‬بعد‬ ‫‪ ،‬فزاد بهذا اعتقاد الناس‬ ‫وخيرات‬ ‫فيها طعام‬ ‫تكية‬ ‫بجواره‬

‫‪.‬‬ ‫بأمره‬ ‫يتولانا‬ ‫والله‬ ‫‪،‬‬ ‫وحبها‬ ‫كرهها‬ ‫تغاليها فى‬ ‫العامة فى‬ ‫شأن‬ ‫قبره ‪ ،‬وهذا‬ ‫على‬ ‫يبول‬

‫إلى تحقيق من‬ ‫يحتاج‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫بناء قبة محى‬ ‫سبب‬ ‫وما ذكره الشعرانى فى‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫القانونى‬ ‫سليمان‬ ‫القبة السلطان‬ ‫هذه‬ ‫بنى‬ ‫الذى‬ ‫سليمان‬ ‫بالسلطان‬ ‫لأنه يعنى‬ ‫‪،‬‬ ‫التاريخ‬

‫ام ‪،‬‬ ‫‪566‬‬ ‫ملكا إلى أن توفى سنة ‪ 749‬هـ=‬ ‫‪ 52‬ام ‪ ،‬واستمر‬ ‫‪0‬‬ ‫تولى الملك سنة ‪ 269‬هـ=‬

‫الفماتح وهو‬ ‫محمد‬ ‫السلطان‬ ‫الثانى ابن‬ ‫بايزيد‬ ‫السلطان‬ ‫ابن‬ ‫الأول‬ ‫سليم‬ ‫السلطان‬ ‫ابن‬ ‫وهو‬

‫م‪.‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪453‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫سنة ‪857‬‬ ‫فتح القسطنطينية‬ ‫الذى‬

‫ذكر‬ ‫لا عثمال! الأول كما‬ ‫الأول‬ ‫سليم‬ ‫هو‬ ‫سليمان‬ ‫والد السلطان‬ ‫يكون‬ ‫وبهذا‬

‫الأول‬ ‫عثمان‬ ‫بين‬ ‫الشعرانى‬ ‫اشتباه من‬ ‫أو‬ ‫الناسخ‬ ‫من‬ ‫تحريف‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫والظاهر‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعرانى‬

‫إنه‬ ‫عثمان‬ ‫سلطان‬ ‫كل‬ ‫قولهم عن‬ ‫ما اشتهر بينهم من‬ ‫على‬ ‫حمله‬ ‫الأول ‪ ،‬ويمكن‬ ‫وسليم‬

‫دولتهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬نسبة إلى عثمان الأول مؤسس‬ ‫ابن عثمان‬

‫لا افي‪ .‬الأول كما‬ ‫سليمان‬ ‫الجد الثانى للسلطان‬ ‫الفاتح هو‬ ‫محمد‬ ‫وبهذا أيضا يكون‬

‫هو ظاهرُ كلام الشعرانى‪.‬‬

‫القسطنطينية نحو‬ ‫فتح‬ ‫وتاريخ‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫أن بين تاريخ وفاة محيى‬ ‫ولا شك‬

‫تعيين‬ ‫على‬ ‫الكرامة يتوقف‬ ‫تلك‬ ‫ثبوت‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫مائتى سنة كما ذكره الشعرانى فيما سبق‬

‫‪ ،‬على‬ ‫منهما‬ ‫واحدا‬ ‫الشعرانى‬ ‫يعين‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫عنه‬ ‫مكانها‬ ‫تعيين‬ ‫فيه وعلى‬ ‫التى ذكرت‬ ‫الكتاب‬

‫تتأخر معرفته إلى عهد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫القسطنطينية‬ ‫فتحت‬ ‫لَعُرف حين‬ ‫صحيحا‬ ‫هذا‬ ‫أنه لو كان‬

‫كثيراَ فى‬ ‫الناس‬ ‫تغالى‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫مائة سنة‬ ‫نحو‬ ‫عليه‬ ‫مضى‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫القانونى‬ ‫سليمان‬ ‫السلطان‬

‫أقوالهم‬ ‫من‬ ‫ما صح‬ ‫على‬ ‫فى أمرهم‬ ‫الاعماد‬ ‫نسبة الكرامات إلى هؤلاء المتصوفة ‪ ،‬فيجب‬

‫‪ -‬من غير تحقيق ‪ -‬اليهم‪.‬‬ ‫هذه الكرامات التى تنسب‬ ‫وأفعالهم ‪ ،‬لا على‬

‫*‬ ‫**‬

‫‪214‬‬
‫القرن الثامن‬ ‫المجددون فى‬

‫القرن الثامن الهجرى‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫فيه لا‬ ‫التتر‬ ‫م إلى سنة ‪ 11" 79‬م ‪ ،9‬وكان‬ ‫‪1" 10‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫يمتد القرن الثامن الهجرى‬

‫والهند‬ ‫بلاد فارس‬ ‫العراق إلى ما بعده من‬ ‫من‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫على‬ ‫يزالون مستولين‬

‫الأعظم‬ ‫الخان‬ ‫طاعة‬ ‫عن‬ ‫وانفصلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫دين‬ ‫فى‬ ‫دخلوا‬ ‫قد‬ ‫كانوا‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫والترك‬

‫الطاعة بعد‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫فارسَ أول من خرج‬ ‫غازان ‪ -‬خان‬ ‫بالصين ‪ ،‬وكان ‪ -‬محمود‬

‫به لهم دولة‬ ‫م ‪ ،‬وقامت‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪ 07 1‬هـ=‬ ‫لهم فى سنة‬ ‫جديد‬ ‫‪ ،‬فابتدأ بهذا عهد‬ ‫إسلامه‬

‫بن‬ ‫بن تولوى‬ ‫بن أباقاخان بن هولاكو‬ ‫غازان بن أرغون‬ ‫محمود‬ ‫رأسها‬ ‫إسلامية قوية على‬

‫مسلمى‬ ‫اكئر من‬ ‫إليهم‬ ‫الشيعة‬ ‫مسلمى‬ ‫يقِّربون‬ ‫إسلامهم‬ ‫التتر قبل‬ ‫هؤلاء‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫جنكزخان‬

‫من‬ ‫ما دخله‬ ‫إسلامهم‬ ‫فى‬ ‫الشيعة ‪ ،‬فدخل‬ ‫مذهب‬ ‫فى‬ ‫دخلوا‬ ‫التُنة ‪ ،‬فلما أسلموا‬ ‫أهل‬

‫يد بعض‬ ‫تم على‬ ‫كثرهم‬ ‫‪ ،‬وهذا إلى أن إسلام‬ ‫قاثما بين المذهبين‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫التعصب‬

‫‪ ،‬فتأثر به إسلام‬ ‫والباع‬ ‫الخرافات‬ ‫كثير من‬ ‫المتصوفة‬ ‫هؤلاء‬ ‫إسلام‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الصوفية‬ ‫رجال‬

‫فى بلاد التتر‪،‬‬ ‫دوقات‬ ‫قرى‬ ‫قرية من‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫براق القرمى‬ ‫هؤلاء التتر ‪ ،‬كما كان من‬

‫الفقراء‬ ‫من‬ ‫جماجمة‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫وقام‬ ‫‪،‬‬ ‫اَبائه‬ ‫إمرة‬ ‫وترك‬ ‫فأسلم‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫لأبيه إمرة‬ ‫وكان‬

‫م ) وهو‬ ‫‪6013‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫( ‪607‬‬ ‫سنة‬ ‫بهم بلاد الروم ‪ ،‬ثم قدم دمشق‬ ‫‪ ،‬فدخل‬ ‫الصوفية‬

‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫كتف‬ ‫وأتباعُه على‬ ‫‪،‬‬ ‫منكرة‬ ‫وهيئته‬ ‫‪،‬‬ ‫وافرة‬ ‫وشواربه‬ ‫‪،‬‬ ‫الذقن‬ ‫محلوق‬

‫على‬ ‫رئيسهم‬ ‫عوتب‬ ‫المنكرة ‪ ،‬وقد‬ ‫أمورهم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫قرنا لتاد ‪ ،‬إلى‬ ‫رأسه‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫جوكان‬

‫التتر‬ ‫ملك‬ ‫غازان‬ ‫محمود‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫للفقراء‬ ‫مسخرة‬ ‫كون‬ ‫أن‬ ‫‪ :‬أردتُ‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمور‬ ‫هذه‬

‫فوثب‬ ‫‪،‬‬ ‫سبعًا ضاريا‬ ‫عليه‬ ‫وسفَط‬ ‫أحضره‬ ‫خبره‬ ‫بلغه‬ ‫لما‬ ‫لأنه‬ ‫؟‬ ‫فيه‬ ‫ويعتقد‬ ‫يعظمه‬ ‫السابق‬

‫بهذا فى عينه‪.‬‬ ‫‪ ،‬فعظم‬ ‫ظهره‬ ‫على‬ ‫عليه وركب‬

‫دولة‬ ‫أولاهما‬ ‫‪:‬‬ ‫التتر‬ ‫لدولة‬ ‫مجاورتان‬ ‫دولتان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫السنة‬ ‫لأهل‬ ‫وكان‬

‫التى اقامتها‬ ‫الخلافة الصورية‬ ‫تحتضن‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بلاد العرب‬ ‫والشام وبعض‬ ‫بمصر‬ ‫المماليك‬

‫انه‬ ‫اليه على‬ ‫التتر لأنها نظرت‬ ‫دولة‬ ‫الى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فأساء‬ ‫ببغداد‬ ‫دولتهم‬ ‫سقوط‬ ‫بعد‬ ‫لبنى الباس‬

‫‪.‬‬ ‫العباسية ببغداد‬ ‫الدولمة‬ ‫لإعادة‬ ‫المماليك‬ ‫دولة‬ ‫من‬ ‫محاولة‬

‫‪rya‬‬
‫سنة‬ ‫الصغرى‬ ‫آسيا‬ ‫فى‬ ‫ببلاد الروم‬ ‫قامت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫والثانية‬

‫شِاه التركمانى‪،‬‬ ‫سليمان‬ ‫بن‬ ‫أرطغرل‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫هو‬ ‫ملوكها‬ ‫‪ ،‬وأول‬ ‫م‬ ‫"‪11‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪996‬‬

‫آسيا الغربية‬ ‫سهول‬ ‫قبائل الترك النازحين من‬ ‫شاه زعيما لإحدى‬ ‫بن سليمان‬ ‫أرطغرل‬ ‫وكان‬

‫الباقية‬ ‫الإمارات‬ ‫إحدى‬ ‫قونية وهى‬ ‫سلطان‬ ‫الدين‬ ‫بها إمارة لعلاء‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اَسيا الصغرى‬ ‫إلى‬

‫السلطان‬ ‫أرطغرل‬ ‫فساعد‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫التتر للاستيلاء‬ ‫قصدها‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫السلجوقية‬ ‫الدولة‬ ‫من‬

‫لا يعتمد‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫بلاده‬ ‫من‬ ‫بعضا‬ ‫الدين‬ ‫علاء‬ ‫‪ ،‬فأقطعه‬ ‫إمارته‬ ‫التتر عن‬ ‫رَدَّ‬ ‫حتى‬ ‫الدين‬ ‫علاء‬

‫بلادأ‬ ‫‪ ،‬ومنحه‬ ‫مكانه‬ ‫عثمان‬ ‫ابنَه‬ ‫الدين‬ ‫أقام علاء‬ ‫أرطغرل‬ ‫ولما مات‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا عليه‬ ‫حروبه‬ ‫فى‬

‫يُذكر اسمه‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫باسمه‬ ‫السكة‬ ‫ضرب‬ ‫لأبيه ‪ ،‬وأجاز‬ ‫منحها‬ ‫قد‬ ‫البلاد التى كان‬ ‫إلى‬ ‫أخرى‬

‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪013 0‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪996‬‬ ‫سنة‬ ‫الدين‬ ‫علاء‬ ‫مات‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الجمعة‬ ‫خطبة‬ ‫فى‬

‫‪،‬‬ ‫بلاد الروم باَسيا الصغرى‬ ‫من‬ ‫إليها ما يفتحه‬ ‫يضم‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫مكانه‬ ‫أرطغرل‬

‫فيها مدينة بروسة‪.‬‬ ‫ما فتحه‬ ‫اشهر‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫الأول مكانه‪،‬‬ ‫أورخان‬ ‫ابنه‬ ‫م ‪ ،‬فقام‬ ‫‪1325‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫سنة ‪726‬‬ ‫السلطان عثمان‬ ‫ومات‬

‫ن‬ ‫ا‬ ‫‪ ،‬فأراد‬ ‫الحرب‬ ‫إلا وقت‬ ‫قبله لا تُجمع‬ ‫الجيوش‬ ‫له ‪ ،‬وكانت‬ ‫قاعدة‬ ‫بروسة‬ ‫مدينة‬ ‫واتخذ‬

‫الجيوشٍ‬ ‫ابتاع سنة‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫بهذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والسلم‬ ‫الحرب‬ ‫يقوم دائما فى‬ ‫جيشأ‬ ‫يتخذ‬

‫الحاج‬ ‫الى‬ ‫بهم‬ ‫سار‬ ‫منهم‬ ‫ولما أئفه‬ ‫‪،‬‬ ‫حروبه‬ ‫فى‬ ‫الأسرى‬ ‫شبان‬ ‫ألفه من‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الدائمة‬

‫على‬ ‫بالنصر‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬فدعا‬ ‫لهيم بخير‬ ‫ليدعو‬ ‫بأماسية‬ ‫الصوفية‬ ‫البكطاش!ة‬ ‫طريقة‬ ‫شيخ‬ ‫بكطاش‬

‫‪،‬‬ ‫أنكثأرى‬ ‫العربية الى‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فحرف‬ ‫الجديد‬ ‫الجثى‬ ‫‪ ،‬أى‬ ‫تشارى‬ ‫بنى‬ ‫‪ ،‬وسقَاهم‬ ‫الأعداء‬

‫الدردنيل ‪ ،‬وامتلك‬ ‫بحر‬ ‫الدولة ‪ ،‬واجتاز جيشها‬ ‫هذه‬ ‫امتدت‬ ‫السلطان أورخان‬ ‫عهد‬ ‫وفى‬

‫فى أوربا‪.‬‬ ‫الروم الشرقية‬ ‫مملكة‬ ‫بلادا من‬

‫مراد الأول وافسَح‬ ‫ابنه‬ ‫م ‪ ،‬فخلفه‬ ‫‪0136‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪761‬‬ ‫سنة‬ ‫السلطان أورخان‬ ‫ومات‬

‫قاعدة‬ ‫‪ ،‬فاتخذها‬ ‫أدرنة‬ ‫بأوربا مدينة‬ ‫أشهرها‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫واوربا‬ ‫آسيا الصفرى‬ ‫فى‬ ‫البلاد‬ ‫كثيراَ من‬

‫مدينة القسطنطينية قاعدة دولة الروم‬ ‫صارت‬ ‫فى أوربا حتى‬ ‫فتوحه‬ ‫لدولته ‪ ،‬وبهذا ‪/‬اتسعت‬

‫بلاد البلغار والمئرب‬ ‫ما فتحه‬ ‫ضمن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الجهات‬ ‫جميع‬ ‫بها من‬ ‫الشرقية محاطة‬

‫‪.‬‬ ‫الصغرى‬ ‫أوربا وآسيا‬ ‫فى‬ ‫البلاد‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬

‫وكان‬ ‫ابنه بايزيد الأول‬ ‫‪ ،‬فخلفه‬ ‫م‬ ‫‪1388‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪197‬‬ ‫سنة‬ ‫مراد الأول‬ ‫السلطان‬ ‫ومات‬

‫به من‬ ‫متصفا‬ ‫كان‬ ‫لِمَا‬ ‫ملكه‬ ‫منه أن ينازعه فى‬ ‫‪ ،‬فخاف‬ ‫يعقوب‬ ‫منه يسمى‬ ‫أصغر‬ ‫له أخ‬

‫فى‬ ‫انجهم استندوا‬ ‫‪ ،‬ويقال‬ ‫وقُواد جيوشها‬ ‫أمراء الدولة‬ ‫‪ ،‬فقتله باتفاق‬ ‫الهمة‬ ‫وعلؤ‬ ‫الشجاعة‬

‫) (‪ )1‬فكان‬ ‫مِنَ القَتلِ‬ ‫أشَد‬ ‫وَالْفِتنَةُ‬ ‫قوله تعالى !‬ ‫اعتمِد يها على‬ ‫شرعية‬ ‫فتوى‬ ‫قتله على‬

‫‪.‬‬ ‫‪1q1‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫(‪ ) 1‬البقرة‬

‫‪216‬‬
‫بلاد آسيا‬ ‫جميع‬ ‫فتح‬ ‫عهده‬ ‫‪ .‬وتَمّ فى‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫التنة السيئة فى‬ ‫ابتاع هذه‬ ‫من‬ ‫بايزيد أول‬

‫فى‬ ‫إلبلاد‬ ‫بعض‬ ‫فتح‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫السلجوقية‬ ‫الإمارات‬ ‫بها من‬ ‫قد بقى‬ ‫ما كان‬ ‫‪ ،‬وزال‬ ‫الصغرى‬

‫تيمورلنك‬ ‫إلا إغارة‬ ‫عليها‬ ‫الاستيلاء‬ ‫يمنعه من‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫القسطنطينية‬ ‫مدينة‬ ‫وحاصر‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬

‫‪.‬‬ ‫اَسيا الصغرى‬ ‫التترى على‬

‫إلى‬ ‫يدفعهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫النيتين‬ ‫الدولتين‬ ‫تينك‬ ‫على‬ ‫إسلامهم‬ ‫السَر بعد‬ ‫إغارات‬ ‫ثم توالت‬

‫بينهم جَئار ثان بعد‬ ‫بعد أن ظهر‬ ‫خطرهم‬ ‫استفحل‬ ‫والمذهبى ‪ ،‬وقد‬ ‫الجنسى‬ ‫هذا تعصبهم‬

‫الجبار‬ ‫هذا‬ ‫دولة‬ ‫أنقاض‬ ‫كبيرة على‬ ‫دولة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬لأنه أنشأ فى‬ ‫تيمورلنك‬ ‫وهو‬ ‫جنكزخان‬

‫بالقوة تحت‬ ‫كلهم‬ ‫المسلمين‬ ‫يجمع‬ ‫فأراد أن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاسلام‬ ‫يدين‬ ‫تيمورلنك‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬

‫‪ ،‬ثم انتزع‬ ‫أوربا إلى الصين‬ ‫شرق‬ ‫البلاد التى تتفرع من‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫استولى‬ ‫رايته ‪ ،‬حتى‬

‫منه آسياَ‬ ‫وانتزع‬ ‫أسره‬ ‫حتى‬ ‫‪ ،‬فحاربه‬ ‫بايزيد الأول‬ ‫ال!لطان‬ ‫‪ ،‬وقصد‬ ‫المماليك‬ ‫دولة‬ ‫من‬ ‫الث!ام‬

‫‪ ،‬فأرسَل‬ ‫أوربا بفتوحاته‬ ‫دول‬ ‫أفزع‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫القسطنطيية‬ ‫على‬ ‫أن كاد يستولى‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫الصغرى‬

‫معنى‬ ‫يعرف‬ ‫أن‬ ‫مسلم‬ ‫وهو‬ ‫أجدره‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫بايزيد‬ ‫على‬ ‫بانتصاره‬ ‫أوربا إليه يه!ونه‬ ‫ملوك‬

‫التهنئةا‬ ‫هذه‬

‫لهم‬ ‫إذ كان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمشرق‬ ‫منها‬ ‫أسوأ‬ ‫والأندلس‬ ‫المغرب‬ ‫ببلاد‬ ‫المسلمين‬ ‫حال‬ ‫وكانت‬

‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫المذهبية والجنسية‬ ‫بتأثير الخلافات‬ ‫متعادية‬ ‫كانت‬ ‫دان‬ ‫‪،‬‬ ‫القوية‬ ‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫بالمشرق‬

‫ملوك‬ ‫أعدائها وهم‬ ‫مهاجمة‬ ‫لا تقدر على‬ ‫بحيث‬ ‫الضعف‬ ‫دوله من‬ ‫فكانت‬ ‫المغرب والأندلس‬

‫من‬ ‫حمنا‬ ‫فسَمكن‬ ‫؟‬ ‫بالأندنسن‬ ‫للمسلمن‬ ‫بمى‬ ‫عما‬ ‫لدافعهم‬ ‫دانما كان!‬ ‫‪،‬‬ ‫أسبانحا والبرلغال‬

‫البقئة الباقية‬ ‫هى‬ ‫بغرناطة‬ ‫الأحمر‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫عنهم‬ ‫آخر‬ ‫حينا‬ ‫وتعجز‬ ‫‪،‬‬ ‫دفعهم‬

‫تستعين‬ ‫بلادها ‪ ،‬بل كانت‬ ‫الدفاع عن‬ ‫على‬ ‫وحدها‬ ‫تقوى‬ ‫‪ ،‬ولم تكن‬ ‫بالأندلس‬ ‫للمسلمين‬

‫فى‬ ‫تدخل‬ ‫أخذت‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫تعينها بجيشها‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بمراكش‬ ‫مَرين‬ ‫بنى‬ ‫بدولة‬

‫حروب‬ ‫‪ ( 351‬م ‪ ،‬وتقع فى‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫سنة ‪752‬‬ ‫الانحلال بعد وفاة السلطان أبى الحسن‬ ‫طور‬

‫فيه الا اشتفال‬ ‫يُبق علىادولتهم‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالأندلس‬ ‫الأحمر‬ ‫بنى‬ ‫نجدة‬ ‫عن‬ ‫تصرفها‬ ‫داخلية‬

‫المسلمين فى هذه‬ ‫ضعف‬ ‫الداخلية فى أواخر هذا القرن ‪ ،‬وقد بلغ من‬ ‫أعدائها عنها بحروبهم‬

‫منهم‬ ‫أعلم‬ ‫؟ لأن الفرنجة صاروا‬ ‫جندهم‬ ‫الفرنجة فى‬ ‫طاثفة من‬ ‫البلاد أنهم كانوا يتخذون‬

‫حروبهم‬ ‫بهم فى‬ ‫كانوا يستعينون‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫شداثدها‬ ‫تحمل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأقوى‬ ‫بفنون الحرب‬

‫الفرنجة‬ ‫من‬ ‫أجناسهم‬ ‫لئلا ينقلبوا مع‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرنجة‬ ‫من‬ ‫أعداثهم‬ ‫قتال‬ ‫لا فى‬ ‫‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫الداخلية‬

‫عليهم‪.‬‬

‫أنهم‬ ‫على‬ ‫يدق‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الناحية السياسية‬ ‫من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمون‬ ‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫فهذا‬

‫ا‬ ‫و‬ ‫ويهذ‬ ‫الشرق‬ ‫أن ينسابوا فى أوربا من‬ ‫أمكهم‬ ‫القوة ‪ ،‬حتى‬ ‫من‬ ‫بشىء‬ ‫كانوا فيه محتفظين‬

‫‪YIV‬‬
‫ازدادوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المنزلة‬ ‫بهذه‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫الناحية العلمية‬ ‫من‬ ‫حالهم‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫القسطنطينية‬ ‫مدينة‬

‫من‬ ‫الجهلة‬ ‫لغلبة‬ ‫؟‬ ‫دنياهم‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫تنهض‬ ‫التى‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫بُغدَا من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬

‫هذا القرن إلى‬ ‫فى‬ ‫قد وصلوا‬ ‫المتصوفة‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الدبن عليهم‬ ‫رجال‬ ‫والجامدين من‬ ‫المتصوفة‬

‫بن سيد الناس ‪:‬‬ ‫بن محمد‬ ‫قال فيهم فتح الدين محمد‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أسوأ حال‬

‫بغير زيادَة‬ ‫ستة‬ ‫مَ سوى‬ ‫اليو‬ ‫عصرنا‬ ‫فى‬ ‫الصوفى‬ ‫شروط‬ ‫ما‬

‫والفياده‬ ‫‪،‬‬ ‫والغناء‬ ‫‪،‬‬ ‫والرفمبى‬ ‫‪،‬‬ ‫طة‬ ‫والسط‬ ‫‪،‬‬ ‫والسكر‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوق‬ ‫نيك‬ ‫‪:‬‬ ‫وَهىَ‬

‫إعاده‬ ‫أو‬ ‫جهله‬ ‫مِن‬ ‫وحلو‪،‬‬ ‫اتحادًا‬ ‫وأبدى‬ ‫هذَى‬ ‫ما‬ ‫و(ذا‬

‫الثيوخ ذو السخاده‬ ‫فهو شيخ‬ ‫وشرعا‬ ‫عقلأ‬ ‫وأتى المنكرات‬

‫تعظيمهم‪،‬‬ ‫‪ ،‬ويبالغون فى‬ ‫لمدَّعى التصوف‬ ‫الدين يخضعون‬ ‫الملوك ورَجال‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬واقتصروا‬ ‫العلم الاشتغال بالتصوف‬ ‫طلاب‬ ‫على‬ ‫غلب‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فى أمورهم‬ ‫وشتشرونهم‬

‫العلوم‬ ‫من‬ ‫نفورهم‬ ‫‪ ،‬واستمروا على‬ ‫ونحوهما‬ ‫الفقه والحديث‬ ‫ما يناسبه من‬ ‫العلوم على‬ ‫من‬

‫ن‬ ‫(‬ ‫‪" :‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫الذهبى‬ ‫قال‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫العلومِ الفلسفية‬ ‫مثل‬ ‫عنها‬ ‫لا غنى‬ ‫التى‬

‫نجاحه‪،‬‬ ‫يلوح‬ ‫من‬ ‫اعتقادها‬ ‫إلى‬ ‫يركن‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫فلاحه‬ ‫يُرجى‬ ‫فيها من‬ ‫الإلهية لا ينظر‬ ‫الفلسفة‬

‫العلوم وعلمائها‬ ‫‪ ،‬وما دواء هذه‬ ‫شق‬ ‫فى‬ ‫به الرسل‬ ‫‪ ،‬وما جاءت‬ ‫شق‬ ‫ف!ن هذا العلم فى‬

‫كاملا‬ ‫ما زال‬ ‫؟ إذ الدين‬ ‫الوجود‬ ‫من‬ ‫والإعدام‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا التحريق‬ ‫وعملا‬ ‫بها علما‬ ‫والقائمين‬

‫‪.‬‬ ‫مبينا !‬ ‫فتحا‬ ‫لكان‬ ‫‪ ،‬فلو أعدمت‬ ‫فيها المسلمون‬ ‫ونظر‬ ‫الكتب‬ ‫هذه‬ ‫عرئت‬ ‫حتى‬

‫المتوفى‬ ‫الجاكى‬ ‫حسينا‬ ‫الشيخ‬ ‫أن‬ ‫ووزرائه‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫ملوك‬ ‫فى‬ ‫المتصوفة‬ ‫نفوذ‬ ‫في‬ ‫وبلغ‬

‫فى‬ ‫ويلحن‬ ‫الناسرا‬ ‫يعظ‬ ‫؟ وكان‬ ‫الجاكي‬ ‫جامع‬ ‫م ) كان خطيب‬ ‫‪9132‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪073‬‬ ‫(‬ ‫سنة‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬فبينما السلطان‬ ‫الكناس‬ ‫أيّوب‬ ‫لشيخه‬ ‫؟ فشكاه‬ ‫الوعظ‬ ‫بمنعه من‬ ‫‪ ،‬فأمر السلطان‬ ‫وعظه‬

‫أسد‬ ‫صويىة‬ ‫كتفه فى‬ ‫الحائط والمكنسة على‬ ‫من‬ ‫أيوب‬ ‫له الشيخ‬ ‫‪ ،‬إذ خرج‬ ‫الخلاء‬ ‫بيت‬

‫يعظ‬ ‫حسين‬ ‫للشيخ‬ ‫‪ :‬أرسل‬ ‫له‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬فلما أفاق‬ ‫عليه‬ ‫مغشيا‬ ‫ووقع‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬فارتعد‬ ‫عطيم‬

‫وأراد الاجتماع‬ ‫‪،‬‬ ‫حسين‬ ‫الشيخ‬ ‫إلى‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬فنزل‬ ‫الحائط‬ ‫من‬ ‫دخل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫هـالا أهلكتك‬

‫فلم يأذن له‪.‬‬ ‫بالشيخ أيوب‬

‫م ) كان‬ ‫‪I‬‬ ‫‪YAL‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪797‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫التسترى‬ ‫حسينا‬ ‫أن الشيخ‬ ‫ذلك‬ ‫ومن‬

‫كيروا‬ ‫حتى‬ ‫بالسلطان‬ ‫الدولة‬ ‫أرباب‬ ‫له من‬ ‫الحاسدون‬ ‫يزل‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫زيارته‬ ‫إلى‬ ‫ينزل‬ ‫السلطان‬

‫فى‬ ‫مصر‬ ‫خارج‬ ‫الشيخ‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فأغلقها‬ ‫زاويته‬ ‫الى‬ ‫فأرسل‬ ‫الوزير‬ ‫فأمر‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫اعتقاده‬

‫الوزير‬ ‫‪:‬‬ ‫فقالوا‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫سده‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫فسأل‬ ‫‪،‬‬ ‫مسدودا‬ ‫زاوبته‬ ‫باب‬ ‫وجد‬ ‫رجع‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫المطرية‬

‫وخرس‬ ‫وطرش‬ ‫الورير‬ ‫فعمى‬ ‫‪.‬‬ ‫وطيقانه‬ ‫بدنه‬ ‫أبواب‬ ‫نسد‬ ‫‪ :‬ونحن‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫السلطان‬ ‫بأمر‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫إليه وصالحه‬ ‫نزل‬ ‫هذا‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬ولما بلغ‬ ‫الحال‬ ‫فى‬ ‫أنفه وقُبله ودُبره ‪ ،‬ومات‬ ‫وانسد‬

‫فى طاعته‪.‬‬ ‫طاعة السلطان ودخل‬ ‫عن‬ ‫الحسكر كله قد خرج‬

‫‪218‬‬
‫سنة‬ ‫المتوفى‬ ‫العجمى‬ ‫عند الشيخ يوسف‬ ‫هرب‬ ‫مملوكى السلطان‬ ‫ومن ذلك أن بعض‬

‫عن‬ ‫إلى السلطان يقول له ‪ :‬اصفح‬ ‫‪ ،‬فارسل‬ ‫السلطان‬ ‫من‬ ‫م ) خوفأ‬ ‫هـ = ‪1266‬‬ ‫( ‪VIA‬‬

‫منه أن يردهم‪،‬‬ ‫طلب‬ ‫أمر السلطنة ‪ ،‬ثم‬ ‫فى‬ ‫فقيراَ فلا تدخل‬ ‫إليه ‪ :‬إن كنت‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫هؤلاء‬

‫إليه‬ ‫فنزل‬ ‫‪،‬‬ ‫إنما أنا أصلحهم‬ ‫‪.:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫السلطان‬ ‫مماليك‬ ‫تتلف‬ ‫أنت‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫يفعل‬ ‫فلم‬

‫لها‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫ذهبأ‬ ‫كونى‬ ‫الأسطوانة‬ ‫لهذه‬ ‫‪ :‬قل‬ ‫له‬ ‫وقال‬ ‫إليه مملوكأ منهم‬ ‫‪ ،‬فأخرج‬ ‫السلطان‬

‫‪ :‬هذا‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الثميخ‬ ‫رجل‬ ‫وقتل‬ ‫فاستغفر‬ ‫‪،‬‬ ‫بعينه‬ ‫يراه السلطان‬ ‫ذهبا‬ ‫فصارت‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬

‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫فأبى‬ ‫فقرائه‬ ‫على‬ ‫بوقفها‬ ‫يأمر‬ ‫أرزاقا‬ ‫عل!‬ ‫السلطان‬ ‫فعرض‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫فساد‬ ‫أو‬ ‫صلاع‬

‫‪.‬‬ ‫معلوم‬ ‫على‬ ‫أصبحابى‬ ‫لا أعود‬

‫زاويته‬ ‫باب‬ ‫أنه كان يغلق‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫السلطان‬ ‫هذا من‬ ‫الشيخ‬ ‫لم يرفض‬ ‫أدرى‬ ‫ولست‬

‫الباب يقول‬ ‫على‬ ‫شخص‬ ‫دق‬ ‫‪IC‬‬ ‫!‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫إلا للصلاة‬ ‫لأحد‬ ‫النهار ‪ ،‬ولا يفتح‬ ‫طوال‬

‫الفتوح للفقزاء فافتح له‪،‬‬ ‫من‬ ‫الباب ‪ ،‬ف!ن كان معه شىء‬ ‫شقوق‬ ‫فانظر من‬ ‫‪ :‬اذهب‬ ‫للنقب‬

‫الفقير وقته‪،‬‬ ‫ما عند‬ ‫أعزُّ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫له بعضهم‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫فشارات‬ ‫زيارات‬ ‫لىالا فهى‬

‫يُخرج‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫وقتنا‬ ‫لهم‬ ‫بذلنا‬ ‫لنا مالهم‬ ‫بذلوا‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫مالهم‬ ‫أبناء الدنيا‬ ‫عند‬ ‫ما‬ ‫وأعز‬

‫قوت‬ ‫به الفقير يُجعل‬ ‫ما يأتى‬ ‫النهار ‪ ،‬فكان‬ ‫آخر‬ ‫إلى‬ ‫الناس‬ ‫الزاوية يسأل‬ ‫فقيراَ من‬ ‫يوم‬ ‫كل‬

‫الخبز والبصل‬ ‫يحمل‬ ‫فيأتى بالحمار وهو‬ ‫الفقير يخرج‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫كائنأ ما كان‬ ‫النهار‬ ‫الفقراء ذلك‬

‫له يوم يخرج‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الناس‬ ‫بسؤال‬ ‫يجمعه‬ ‫مما‬ ‫وغير ذلك‬ ‫واللحم‬ ‫والخيار والفجل‬

‫‪ :‬أنتم‬ ‫فقال‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فسألوه‬ ‫يأكلها فقير واحد‬ ‫يابسة‬ ‫كسيرات‬ ‫الا ببعض‬ ‫فيه ‪ ،‬فلا يأتى‬

‫لا تكاد‬ ‫حتى‬ ‫فنيت‬ ‫؟ وأنا بشريتى‬ ‫‪، ،‬فيعطونكم‬ ‫ارتباط‬ ‫الناس‬ ‫وبين‬ ‫باقية ‪ ،‬وبينكم‬ ‫بشريتكم‬

‫أن‬ ‫سؤاله‬ ‫صورة‬ ‫‪ .‬وكانت‬ ‫وأبناء الدنيا كبير مجانسة‬ ‫والسوقة‬ ‫التجار‬ ‫بينى وبين‬ ‫‪ ،‬فليس‬ ‫تُرى‬

‫إلى‬ ‫ويكاد يسقط‬ ‫يغيب‬ ‫حتى‬ ‫ويمدها‬ ‫‪-‬‬ ‫الله‬ ‫‪- :‬‬ ‫أو الباب ويقول‬ ‫الحانوت‬ ‫على‬ ‫يقف‬

‫الزقزية‪.‬‬ ‫فى‬ ‫راح‬ ‫الأعجمى‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫لا يعرفه‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فيقول‬ ‫الأرض‬

‫وكان اكرم من‬ ‫المشينة‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫عليه السلطان كان أشرف‬ ‫أن ما عرضه‬ ‫ولا شك‬

‫فى‬ ‫المتصوفة‬ ‫لأولئك‬ ‫يخضعون‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫كان سلاطين‬ ‫كيف‬ ‫أدرى‬ ‫‪ ،‬ولست‬ ‫ذل السؤال‬

‫غفلة‬ ‫فى‬ ‫سلاطين‬ ‫يصيرون‬ ‫ثم‬ ‫بالمال ‪،‬‬ ‫يُشترون‬ ‫سلاطين‬ ‫كانوا‬ ‫ولكنهم‬ ‫الحالة ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المتصوفة‬ ‫لأولئك‬ ‫خضوعهم‬ ‫فى‬ ‫عجب‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫الجهل‬ ‫وانتشار‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان‬

‫خداعا‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولعله‬ ‫أيديهم‬ ‫فى‬ ‫العامة كانت‬ ‫العامة وأشباه‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫منهم‬ ‫خوفهم‬ ‫فى‬ ‫عجب‬

‫يبصره‬ ‫الذى‬ ‫الفساد‬ ‫هذا‬ ‫يلتفتوا إلى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫العامة‬ ‫‪ ،‬لتلهو به العامة وأشباه‬ ‫ينهم‬ ‫متفقا ع!‬

‫الأعمى‪.‬‬

‫جهلة المتصوفة إلى ذلك‬ ‫العلماء بعد أن وصل‬ ‫فى هذا القرن همم‬ ‫وقد ضعفت‬

‫‪921‬‬
‫التى كانت‬ ‫النزعة الفلسفية‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فيهم‬ ‫يبق‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫العزاثم‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬ففترت‬ ‫والجاه‬ ‫السلطان‬

‫الأشياء بقدر الطاقة‬ ‫الى حقائق‬ ‫الوصول‬ ‫عثى‬ ‫الحلم ‪ ،‬وتغريهم‬ ‫الابتكار فى‬ ‫على‬ ‫تحملهم‬

‫فى القرنين‬ ‫ظهر‬ ‫مما‬ ‫بثثر‬ ‫سبقهم‬ ‫من‬ ‫معارف‬ ‫إلى الاقتصار على‬ ‫الميل‬ ‫فيهم‬ ‫البشرية ‪ ،‬وظهر‬

‫‪ ،‬وقد بدأ بينهم فى هذا الضعف‬ ‫وشرحها‬ ‫واختصارها‬ ‫جمعها‬ ‫همهم‬ ‫السابقين ‪ ،‬فكان كبر‬

‫حدودها‪،‬‬ ‫المتون ليقفوا بمعارفهم عند‬ ‫التى سموها‬ ‫المختصرات‬ ‫بالاهتمام بحفظ‬ ‫العلمى‬

‫وضع‬ ‫معانيها ‪ ،‬والتنافس فى‬ ‫فهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والبراعة‬ ‫مسائلها‬ ‫استحضار‬ ‫أكبر همهم‬ ‫ويكون‬

‫إلى‬ ‫منها الوصول‬ ‫الفلسفة التى يقصد‬ ‫ما فاتهم من‬ ‫عليها ‪ ،‬فيعوضوا‬ ‫والحواشى‬ ‫الشروح‬

‫‪،‬‬ ‫المتبرن‬ ‫تلك‬ ‫فهم‬ ‫منها البراعة فى‬ ‫يقصد‬ ‫جوفاء‬ ‫إلى فلسفة‬ ‫‪ ،‬ويصيروا‬ ‫الكون‬ ‫حقائق‬

‫لا تفيدهم‬ ‫العلم‬ ‫من‬ ‫قشور‬ ‫إلى‬ ‫الحياة ‪ ،‬ويصيروا‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫ينفع‬ ‫الذى‬ ‫الحقيقى‬ ‫العلم‬ ‫ويُضيعوا‬

‫‪.‬‬ ‫ولا تغنى من جوع‬ ‫براعة لا تسمن‬ ‫المتون ‪ ،‬وهى‬ ‫معقدات‬ ‫إلا براعة فى حل‬

‫هذا‬ ‫بها فى‬ ‫اعلمهم‬ ‫من‬ ‫الطريقة ‪ ،‬وكان‬ ‫هذه‬ ‫برع فى‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫علماء العجم‬ ‫وكان‬

‫علماء دولة تيمورلنك‪،‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهما‬ ‫الجرجانى‬ ‫الدين التفتازانى والسيد الشريف‬ ‫القرن سعد‬

‫أسوأ الأثر فيما بعده‬ ‫يذا‬ ‫في هذه الطريقة ‪ ،‬وسيكون‬ ‫هذا القرن ببراعتهما‬ ‫فى‬ ‫فذاع صيتهما‬

‫اننى لم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فيما بعده‬ ‫شاعت‬ ‫كما‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لم تَثع‬ ‫الطريقة‬ ‫هذه‬ ‫؟ لأن‬ ‫القرون‬ ‫من‬

‫ترجمته‬ ‫ذُكر فى‬ ‫واحد‬ ‫عالم‬ ‫الا على‬ ‫الثامنة ‪-‬‬ ‫المائة‬ ‫أعيان‬ ‫الذُرَر الكامنة فى‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫أعثر‬

‫‪،‬‬ ‫الغزى ثم القاهرى‬ ‫بن أحمد‬ ‫عبد الرحمن‬ ‫ألفاظ المتون ‪ ،‬وهو‬ ‫كثيرأ من‬ ‫أنه كان بستحضر‬

‫يد‬ ‫وكيرها على‬ ‫كمصر‬ ‫إلى بلاد العرب‬ ‫بلاد العجم‬ ‫تنتقل من‬ ‫قد بدأت‬ ‫الطريقة‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫و‬

‫ينتبه لسوء‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الرواج‬ ‫من‬ ‫ما تلقى‬ ‫؟ فتلقَى بين علمائها‬ ‫العجم‬ ‫علماء‬ ‫اليها من‬ ‫ينتقل‬ ‫من‬

‫ما سيأتى‪.‬‬ ‫على‬ ‫الا ابن خلدون‬ ‫عاقبتها منهم‬

‫على‬ ‫الدينية فى هذا القرن ‪ ،‬فقد استمروا فى جمودهم‬ ‫المسلمين‬ ‫حال‬ ‫كانت‬ ‫وكذلك‬

‫الى أنه‬ ‫ذهب‬ ‫الدني!رى‬ ‫بن أحمد‬ ‫عليها أن محمد‬ ‫جمودهم‬ ‫‪ ،‬وبلغ من‬ ‫عقيدة الأشعرى‬

‫‪ ،‬فعزره القاضى‬ ‫حقا‬ ‫قد تكون‬ ‫المعتزلة‬ ‫أقوال‬ ‫السنة ‪ ،‬بل بعض‬ ‫الحق مع أهل‬ ‫كل‬ ‫ليس‬

‫ب!سلامه‪،‬‬ ‫أن يحكم‬ ‫ابن الكفرى‬ ‫‪ ،‬ثم أطلقه وكلفه أن يسأل‬ ‫وسجنه‬ ‫تاج الدين السبكى‬

‫ففعل‪.‬‬

‫القرون الصابقة‬ ‫الاجتماعية فى هذا القرن أسوأ منها فى‬ ‫المسلمين‬ ‫حال‬ ‫كانت‬ ‫وكذلك‬

‫فى‬ ‫الترك المخالفين لرعيتهم‬ ‫المماليك‬ ‫؟ لأن ملوكها كانوا من‬ ‫والام‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫ولا سيما‬

‫قال‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫حالهم‬ ‫حسن‬ ‫بشىء‬ ‫يهمهم‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫رعيتهم‬ ‫بشعور‬ ‫لا يشعرون‬ ‫‪ ،‬فكانوا‬ ‫الجنسية‬

‫هذه الحالة فى هذا القرن ‪:‬‬ ‫من‬ ‫فى الشكوى‬ ‫بن مخْلوف‬ ‫بن يحيى‬ ‫أحمد‬

‫‪3‬‬ ‫والترس‬ ‫ومِن دونه الأتراك بالسيف‬ ‫عاقل‬ ‫يروم الررقَ فى مصر‬ ‫وكيف‬

‫‪022‬‬
‫بالربع والثُمن والخُمس‬ ‫لأنفسهم‬ ‫كلً وجهةِ‬ ‫القبط من‬ ‫جمعته‬ ‫وقد‬

‫والخلائق فى السدص‬ ‫وللقبط نص!‬ ‫ثلث خراجها‬ ‫فللترك والسلطان‬

‫المقريزى فى‬ ‫الملوك ‪ ،‬فقد ذكر‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫أن يُستثنى الملك الناصر حسن‬ ‫ويمكن‬

‫ذلك‬ ‫عرف‬ ‫‪ ،‬وأولاد الناس فى‬ ‫بدلهم أولاد الناس‬ ‫ويؤئر‬ ‫المماليك‬ ‫يكره‬ ‫أنه كان‬ ‫خططه‬

‫الرعية كغيره من‬ ‫السيرة مع‬ ‫بسوء‬ ‫المؤرخين يصفه‬ ‫بعض‬ ‫أولاد الرعية ‪ ،‬ولكن‬ ‫هم‬ ‫العصر‬

‫أولئك المماليك‪.‬‬

‫دولة الروم‬ ‫أوربا فيه وجدنا‬ ‫هذا القرن إلى حال‬ ‫المسلمين فى‬ ‫حال‬ ‫من‬ ‫انتقلنا‬ ‫ف!ذا‬

‫تضئق‬ ‫العثمانية التركية أخذت‬ ‫الدولة‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الأخيرة‬ ‫أنفاسها‬ ‫تلفظ‬ ‫تكاد‬ ‫دولها‬ ‫من‬ ‫الشرقية‬

‫حولها‪،‬‬ ‫وما‬ ‫القسطنطينية‬ ‫الا مدينة‬ ‫ممالكها الواسعة‬ ‫لها من‬ ‫(نه لم يبق‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الخناق‬ ‫عليها‬

‫السَر ‪ ،‬وكذلك‬ ‫فى هذا القرن لا تزال فى تبضة ‪.‬من استولى عليها من‬ ‫روشا‬ ‫كانت‬ ‫وكذلك‬

‫فى هذا القرن الى مثل ما‬ ‫الأشرات‬ ‫فيها سلطة‬ ‫دولها الغربية ‪ ،‬فقد عادت‬ ‫فرنسا من‬ ‫كانت‬

‫بلادها‪،‬‬ ‫الإنجليز فى الاستيلاء على‬ ‫ملوكها ‪ ،‬فطمع‬ ‫عليه ‪ ،‬وقد أدى هذا إلى ضعف‬ ‫كانت‬

‫‪ 452 -‬ام )‬ ‫‪1338‬‬ ‫‪ 856 -‬هـ=‬ ‫سنة ( ‪738‬‬ ‫مائة‬ ‫استمرت نحو‬ ‫حرب‬ ‫بين الفريقين‬ ‫وقامت‬

‫أوربية فى‬ ‫دولة‬ ‫الانجليز أقوى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫عليها‬ ‫انجلترا‬ ‫باستيلاء‬ ‫الحروب‬ ‫هذه‬ ‫انتهت‬ ‫وقد‬

‫بلاد‬ ‫كثر‬ ‫ملكهم‬ ‫إلى‬ ‫استعادوا‬ ‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫والبرتغال‬ ‫الأسبان‬ ‫كان‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫بغرناطة‪.‬‬ ‫الأحمر‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬ ‫الخناق على‬ ‫يضئقون‬ ‫‪ ،‬وأخذوا‬ ‫الأندلس‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫يوحنا ويكلف‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وهو‬ ‫دينى فى‬ ‫بين الإنجليز مصلح‬ ‫ظهر‬ ‫وقد‬

‫فيه ‪ ،‬واختير رئيسا‬ ‫نغ‬ ‫العلم حتى‬ ‫بطلب‬ ‫م ‪ ،‬وقد اشتغل‬ ‫‪1324‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪725‬‬ ‫ميلاده سنة‬

‫وجوب‬ ‫عدم‬ ‫المسيحية ‪ ،،‬فرأى‬ ‫إلى (صلاح‬ ‫يدعو‬ ‫‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫كنتربرى‬ ‫الكلية فى‬ ‫للمدرسة‬

‫التى كان‬ ‫الاصلاحات‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫والدنيوية‬ ‫البابا الروحية‬ ‫نسلطة‬ ‫الرهبانية ‪ ،‬وأنكر‬

‫الف!اد الدينى‬ ‫من‬ ‫الصميم‬ ‫أوربا ‪ ،‬وتناولت‬ ‫فى‬ ‫المصلحين‬ ‫أتى بعده من‬ ‫لها أثرها فيمن‬

‫أساقفة‬ ‫إلى رئيص‬ ‫‪ -‬الحادى عشر‬ ‫روما ‪ -‬غوريغوريوس‬ ‫بابا‬ ‫فيها ‪ ،‬وقد أرسل‬ ‫والسياسى‬

‫بعض‬ ‫‪ ،‬فدعاه هذا الرئيسى إلى المحاكمة ‪ ،‬ولكن‬ ‫يوحنا ويكلف‬ ‫على‬ ‫كنتربرى يأمره بالقبض‬

‫فى‬ ‫أوربا الدينى‬ ‫حال‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫محاكمته‬ ‫من‬ ‫يمكنهم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫حمايته‬ ‫أمراء الإنجليز تولى‬

‫الدينى‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫هذا‬ ‫تباشير‬ ‫فيها من‬ ‫كان‬ ‫لِمَا‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسى‬ ‫حالها‬ ‫من‬ ‫أحسن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫‪.‬‬ ‫الاصلاح‬ ‫صبح‬ ‫‪ :‬نجمة‬ ‫ويكلف‬ ‫فيها يوحنا‬ ‫وكانوا يسمون‬

‫‪ ،‬فقد‬ ‫حالها السياسى‬ ‫من‬ ‫هذا القرن أحسن‬ ‫فى‬ ‫أوربا العلمية‬ ‫حال‬ ‫كانت‬ ‫وكذلك‬

‫التغير‪،‬‬ ‫تغير اتجاهها بعض‬ ‫‪ ،‬وان‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫العلمية التى ظهرت‬ ‫ثيها الحركة‬ ‫استمرت‬

‫‪ ،‬أما‬ ‫والدين‬ ‫بين العقل‬ ‫‪ ،‬يراد منها الجمع‬ ‫بناء وتركيب‬ ‫حركة‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫لأنها كانت‬

‫‪M‬‬
‫‪ ،‬وبهذا يبدو هذا القرن‬ ‫بالدين وحده‬ ‫إلى نقد العقل والاعتصام‬ ‫القرن فقد توجهت‬ ‫فى‪،‬هذا‬

‫الدين‪،‬‬ ‫من‬ ‫الفلسفة‬ ‫بتخليصه‬ ‫إنشائيا‬ ‫إيجابيا‬ ‫كان‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫للماضى‬ ‫هذَام‬ ‫سلبى‬ ‫وكأنه‬

‫العصر‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫أتى‬ ‫لما‬ ‫بهذا‬ ‫وتمهيده‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫عند‬ ‫عليه‬ ‫ما كانت‬ ‫مثل‬ ‫إلى‬ ‫لهاعادتها‬

‫الحدبثْ‬

‫م ) بالنقد العلم‬ ‫‪9134 -‬‬ ‫‪5912‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪75‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إيكام ( ‪596‬‬ ‫وقد تناول وليم أوت‬

‫واضحا‬ ‫ظهر‬ ‫قد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫للعلم‬ ‫النقد الطريق‬ ‫بهذا‬ ‫فشق‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرسطوطالى‬ ‫الطبيعى‬

‫أسلوب‬ ‫التجربة فى‬ ‫صوغ‬ ‫‪ ،‬إذ رأوا أن العلم هو‬ ‫كسفورد‬ ‫أساتذة جامعة‬ ‫أيدى‬ ‫على‬

‫إيكام‬ ‫وليم أوف‬ ‫رفض‬ ‫وكذلك‬ ‫؟‪-‬ص‬ ‫يف!ر الطبيعة تفسيرا نظريا محضا‬ ‫‪ ،‬وكان أرسطو‬ ‫رياضي‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫اعتقاده‬ ‫فى‬ ‫لا يمكن‬ ‫الموجود‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫المعئن‬ ‫غير‬ ‫الموجود‬ ‫أى‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة‬ ‫فكرة‬

‫هيولى‬ ‫الموجود بالفعل ‪ ،‬وبهذا رفض‬ ‫لا يقع إلا على‬ ‫حال‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولأن الحدس‬ ‫يوجد‬

‫مقصد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الجسمية‬ ‫بالصورة‬ ‫متلبسة‬ ‫بالفعل‬ ‫المادة الموجودة‬ ‫بها فكرة‬ ‫‪ ،‬واستبدل‬ ‫أرسطو‬

‫ردت‬ ‫المادة المعينة‬ ‫محلها‬ ‫وحلت‬ ‫‪ ،‬فلما رفضت‬ ‫الهيولى أن يفسر التغير الجوهرى‬ ‫من‬ ‫أرسطو‬

‫المذهب الآلى الذى يفسر الأجسام وتغيراتها باجزاء‬ ‫إلى التغير العرَضى وظهر‬ ‫التغيرات‬ ‫جميع‬

‫مما‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫لها‬ ‫لا وحدة‬ ‫مركبات‬ ‫الأجسام‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫وتفترق‬ ‫المادة تجتمع‬ ‫من‬

‫التى لجا‬ ‫الفتاوى‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫أنفع‬ ‫‪/ ،‬وكان‬ ‫اليونان‬ ‫فلسفة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫به فلاسفة‬ ‫تعقب‬

‫ذلك‬ ‫لا تُذكر بجانب‬ ‫عمياء‬ ‫فتاوى‬ ‫‪ ،‬إذ كانت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الفلسفة‬ ‫تحريم‬ ‫إليها فقهاؤنا فى‬

‫النقد العلمى‪.‬‬

‫وعلومها‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫إهمال‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫العلمى‬ ‫الجمود‬ ‫إليه من‬ ‫مما صرنا‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫فأين‬

‫الثامنة"‬ ‫المائة‬ ‫أعيان‬ ‫الكامنة فى‬ ‫" الدرر‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫جاء‬ ‫‪.‬بها بيننا ؟ وقد‬ ‫يشتغل‬ ‫من‬ ‫ندرة‬ ‫ومن‬

‫العثمانى‬ ‫الروم‬ ‫له ملك‬ ‫نجنى‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫بالفنون‬ ‫ذا معرفة‬ ‫كان‬ ‫المرسى‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫أن‬

‫فيه بألسنتهم‪،‬‬ ‫ما يرغبون‬ ‫جميع‬ ‫والنصارى‬ ‫واليهود‬ ‫فيها المسلمين‬ ‫يُقرىء‬ ‫كان‬ ‫بمرسية‬ ‫مدرسا‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫علماء‬ ‫فيها ما حاوله‬ ‫‪ ،‬ولا يحاول‬ ‫القديم‬ ‫حالها‬ ‫على‬ ‫يُدرسها‬ ‫فكان‬

‫نفسه غبار التقليد نجى‬ ‫عن‬ ‫المسلمين هو الذى ينفض‬ ‫هذا القرن من‬ ‫مجدد‬ ‫وبهذا يكون‬

‫اتجاه‬ ‫خطر‬ ‫‪ ،‬ويعرف‬ ‫العالم‬ ‫فى‬ ‫العلمية‬ ‫إليه الحركة‬ ‫ما وصلت‬ ‫مَدى‬ ‫‪ ،‬ويدرك‬ ‫والعلم‬ ‫الدين‬

‫علوم‬ ‫فى‬ ‫سيما‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫متونا‬ ‫التى سمَّوها‬ ‫المختصرات‬ ‫وحفظ‬ ‫والاختصار‬ ‫الجمع‬ ‫الى‬ ‫علمائنا‬

‫الدراسة التى لم تكن‬ ‫تلك‬ ‫الكلام ‪ ،‬لتدرس‬ ‫فى علم‬ ‫بعد اختصارها‬ ‫الفلسفة التى حُشرت‬

‫المتون ‪.‬‬ ‫تلك‬ ‫عبارات‬ ‫فى‬ ‫لفظية‬ ‫إلا مماحكات‬

‫فى‬ ‫اختلفوا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المجذد‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫النظر‬ ‫فى‬ ‫خطئهم‬ ‫على‬ ‫استمروا‬ ‫علماءنا‬ ‫ولكن‬

‫قوله‪:‬‬ ‫فى‬ ‫السيوطى‬ ‫ذكرهما‬ ‫بين الاثنين اللذين‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬

‫‪222‬‬
‫الدين‬ ‫الأنام زين‬ ‫أو حافظُ‬ ‫البلقينى‬ ‫هو‬ ‫الحَبْرُ‬ ‫والثامنُ‬

‫كان‬ ‫الذى‬ ‫المجدد‬ ‫لا يُدنيهما من‬ ‫هذا‬ ‫ومثل‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقه والحديث‬ ‫فى‬ ‫شهرتهما‬ ‫وكانت‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫اليه فى‬ ‫يحتاجون‬ ‫المسلمون‬

‫ابن تيمية‪،‬‬ ‫ابن القيم تلميذ‬ ‫الإمام بدلهما‬ ‫الأستاذ‬ ‫تاريخ‬ ‫فى‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫السيد‬ ‫واختار‬

‫‪ ،‬وقد كان ابن القيم مقلدَا‬ ‫الموافقات‬ ‫الاعتصام وكتاب‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫الشاطبى‬ ‫وأبا اسحاق‬

‫الشاطبى‪.‬‬ ‫أبو (سحاق‬ ‫قريبا فهما‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫شيئأ‬ ‫بعده‬ ‫يجدد‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫ابن تيمية‬ ‫لأستاذه‬

‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫الى أن يكون‬ ‫جميعا‬ ‫هؤلاء‬ ‫من‬ ‫أقرب‬ ‫كان‬ ‫أن ابن خلدون‬ ‫لانى أرى‬

‫واد‬ ‫فى‬ ‫لأنه كان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫علماؤنا‬ ‫عنه‬ ‫غفل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫دراسته‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وسيتبين‬ ‫القرن‬

‫الثماطبى‪،‬‬ ‫اسحاق‬ ‫وأبو‬ ‫‪،‬‬ ‫قيم‪ .‬الجوزية‬ ‫ابن‬ ‫بعده‬ ‫يأتى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫واد آخر‬ ‫فى‬ ‫وهم‬ ‫العلم‬ ‫من‬

‫البلقينى‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫وسراج‬

‫!ي!‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪223‬‬
‫ولى الدين بن خلدون‬

‫بن جابر بن‬ ‫بن محمد‬ ‫بن الحن‬ ‫بن محمد‬ ‫هو ولى الدين عبد الرحمن بن محمد‬

‫أسرته من‬ ‫الكندى الأندلسى التونسى ‪ ،‬كانت‬ ‫بن خلدون‬ ‫بن إبراهيم بن عبد الرحمن‬ ‫محمد‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪1331‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪732‬‬ ‫‪ ،‬وقد ولد بها سنة‬ ‫منها إلى تونس‬ ‫‪ ،‬ثم هاجرت‬ ‫الأندلس‬ ‫أهل‬

‫بدراسة‬ ‫اعتزلها واشتغل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الدولة الحفصية‬ ‫فى‬ ‫الوظاثف‬ ‫ببعض‬ ‫أبوه عالما فقيها يقوم‬ ‫وكان‬

‫والفقه‪،‬‬ ‫والأدب‬ ‫النحو‬ ‫ابنه القراءة والكتابة ومبادىء‬ ‫عل!‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫الدينية واللغوية‬ ‫العلوم‬

‫والمنطق والكلام‬ ‫والنحو‬ ‫التفسير والحديث‬ ‫علوم‬ ‫العلماء ‪ ،‬ودرس‬ ‫غيره من‬ ‫على‬ ‫ثم أخذ‬

‫والتارلخ‪.‬‬ ‫والفلسفة والأدب‬

‫العلامة فى‬ ‫وظيفة كاتب‬ ‫شغل‬ ‫حتى‬ ‫م ‪ ،‬فسعى‬ ‫‪1348‬‬ ‫أبوه سنة ‪ V 94‬هـ=‬ ‫ومات‬

‫بعد هذا فى وظائف‬ ‫‪ ،‬وقد تقلب‬ ‫بثمارة السلطان‬ ‫مرسوم‬ ‫كل‬ ‫الدولة ‪ ،‬فكان يوقع على‬ ‫تلك‬

‫فيها يقصد‬ ‫مطمعه‬ ‫يجد‬ ‫إذا لم‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الحفصية‬ ‫الدولة‬ ‫على‬ ‫نفسه‬ ‫يقصر‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬

‫‪ ،‬ويشغل‬ ‫بالأندلس‬ ‫وغرناطة‬ ‫ومراكثى‬ ‫‪ ،‬وينتقل بين تونس‬ ‫المغرب‬ ‫دول‬ ‫دولة غيرها من‬

‫ما‬ ‫الى‬ ‫حينا‬ ‫فيصل‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاد‬ ‫هذه‬ ‫ملوك‬ ‫بين‬ ‫قاثمة‬ ‫كانت‬ ‫التى‬ ‫والحروب‬ ‫والمؤامرات‬ ‫بالفتن‬

‫يقع فى السجن‪.‬‬ ‫حينا حتى‬ ‫فى هذه الدول ‪ ،‬ويخفق‬ ‫العالية‬ ‫المناصب‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫تطمح‬

‫بأهله‬ ‫تفمسان‬ ‫عنها ‪ ،‬وقصد‬ ‫نفه‬ ‫الحياة السياسية المضطربة ‪ ،‬فصرف‬ ‫ثم كره هذه‬

‫انقطع فيها للمطاَلَعة والدرس‬ ‫م ‪ ،‬فأقام هناك أربع سنين‬ ‫‪1374‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪776‬‬ ‫سنة‬ ‫وولده‬

‫ترتيبه مذهبا‬ ‫فى‬ ‫التاريخ ‪ ،‬يذهب‬ ‫فى‬ ‫كتابِ مبسوط‬ ‫نفسه الى تدوين‬ ‫والتأليف ‪ ،‬واتجهت‬

‫‪ ،‬ويخالف‬ ‫حدتها‬ ‫على‬ ‫دولة‬ ‫كل‬ ‫فيه تاريخ‬ ‫‪ ،‬ويذكر‬ ‫الدول‬ ‫فيه على‬ ‫‪ ،‬فيرتِّب الكلام‬ ‫جديدا‬

‫السنين‪.‬‬ ‫التاريخ على‬ ‫ترتيب‬ ‫متبعة تجله من‬ ‫التى كانت‬ ‫بهذا الطريقة‬

‫التاريخ‬ ‫علم‬ ‫منزلته من‬ ‫تكون‬ ‫جديدا‬ ‫يدوًن فيها علما‬ ‫له مقدمة‬ ‫ثم أراد أن يجعل‬

‫علم‬ ‫بهذا‬ ‫فاخترع‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقه‬ ‫من‬ ‫الفقه‬ ‫اصول‬ ‫علم‬ ‫منزلة‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫من‬ ‫المنطق‬ ‫منزلة‬

‫من‬ ‫العلوم‬ ‫مخترعى‬ ‫من‬ ‫سبقه‬ ‫من‬ ‫تجديده بهذا الإختراع على‬ ‫‪ ،‬وامتاز فى‬ ‫الاجتماع‬

‫فى‬ ‫فضله‬ ‫‪ ،‬فينحصر‬ ‫ا‬ ‫والعربية‬ ‫الدينية‬ ‫دائرة العلوم‬ ‫فى‬ ‫منها يدخل‬ ‫ما اخترعوه‬ ‫؟ لأن‬ ‫المسلمين‬

‫أما علم‬ ‫‪،‬‬ ‫والعرب‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫به إلا أ!حاب‬ ‫يعترت‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الدائرة‬ ‫هذه‬

‫علماء‬ ‫عرف‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بفضله‬ ‫العالم كله‬ ‫؟ ويعترف‬ ‫العالمية‬ ‫دائرة العلوم‬ ‫فى‬ ‫فيدخل‬ ‫الاجتماع‬

‫‪ ،‬والفيلموف‬ ‫الاجتماع الحديث‬ ‫علم‬ ‫واضع‬ ‫‪ ،‬فهو عندهم‬ ‫هذا الفضل‬ ‫أوربا لابن خلدون‬

‫‪224‬‬
‫الإسلامية‬ ‫‪ ،‬والحضارة‬ ‫عامة‬ ‫بصفة‬ ‫البشرية‬ ‫الحضارة‬ ‫المبتكر ‪ ،‬ومؤزخ‬ ‫الاقتصادى‬ ‫الاجتماعى‬

‫خاصة‪.‬‬ ‫بصفة‬

‫المبتد( والخبر‬ ‫العبر وديوان‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫هو‬ ‫المقدمة العظيمة‬ ‫يمتاز بهذه‬ ‫الذى‬ ‫الكتاب‬ ‫وهذا‬

‫فيه‬ ‫‪ -‬وقد اهتدى‬ ‫السلطان ا!بر‬ ‫ذوى‬ ‫من‬ ‫عاصرهم‬ ‫والبربر ومن‬ ‫والعجم‬ ‫أيام العرب‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫جهة‬ ‫كل‬ ‫القرن من‬ ‫هذا‬ ‫به فى‬ ‫يحيط‬ ‫‪ ،‬والجمود‬ ‫إلى هذا التجدبد‬ ‫ابن خلدون‬

‫سائر‬ ‫إلى إيثار التقليد فى‬ ‫علماؤه‬ ‫‪ ،‬وركن‬ ‫نزعة التجديد‬ ‫العالم الإسلامى‬ ‫فى‬ ‫اندثرت‬

‫دا" ة التقليد‪،‬‬ ‫فيه عن‬ ‫يخرج‬ ‫أن‬ ‫العلماء‬ ‫بعض‬ ‫حاول‬ ‫الفقه الذى‬ ‫إلا علم‬ ‫‪ ،‬اللهم‬ ‫العلوم‬

‫فيه إلى‬ ‫يصل‬ ‫فيها ‪ ،‬ولم‬ ‫التى ترذَى‬ ‫الكبوة‬ ‫به من‬ ‫ينهض‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫يذكر‬ ‫فيه بجديد‬ ‫يأت‬ ‫فلم‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المطلوب‬ ‫الإصلاح‬

‫فأتم‬ ‫تون!‬ ‫منها إلى‬ ‫تِلْمِسانَ ‪ ،‬ثم رحل‬ ‫فى‬ ‫المقدمة العظيمة‬ ‫هذه‬ ‫أتئم ابن خلدون‬ ‫وقد‬

‫الدين؟‬ ‫بىجال‬ ‫من‬ ‫بتونس‬ ‫الجامدين‬ ‫بعض‬ ‫بينه وبين‬ ‫منافسة‬ ‫ثارت‬ ‫‪ ،‬وهنا‬ ‫فيها بقية الكتاب‬

‫التهم‪،‬‬ ‫أشنع‬ ‫ابن خلدون‬ ‫عن‬ ‫ابن عرفة يشيع‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫تونس‬ ‫بن عَرفة مفتى‬ ‫محمد‬ ‫وهو‬

‫‪ ،‬فاكشغل‬ ‫القاهرة‬ ‫منها إلى‬ ‫‪ ،‬ورحل‬ ‫الإقامة بتونس‬ ‫سئم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والعامة‬ ‫السلطان‬ ‫ويثير عليه‬

‫يقوم‬ ‫رزقا‬ ‫برقوق‬ ‫السلطان‬ ‫عليه‬ ‫اجرى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫وغيره‬ ‫الأزهر‬ ‫الجامع‬ ‫فى‬ ‫بالتدري!ى‬ ‫فيها‬

‫صالحة‪،‬‬ ‫فيه سيرة‬ ‫وسار‬ ‫‪،‬‬ ‫فقبله‬ ‫المالكية‬ ‫قضاء‬ ‫منصب‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫عليه‬ ‫عرض‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بكفايته‬

‫له‬ ‫‪ ،‬فيكيدون‬ ‫عليه‬ ‫يُسخطهم‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الدولة‬ ‫وكبار‬ ‫الأعيان‬ ‫شفاعات‬ ‫قبول‬ ‫عن‬ ‫وأعرض‬

‫له سنة‬ ‫متول‬ ‫وهو‬ ‫مات‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫عنه‬ ‫عزله‬ ‫إليه بعد‬ ‫يعود‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عزله‬ ‫من‬ ‫يتمكنوا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬

‫‪.‬‬ ‫‪(f 504‬‬ ‫هـب‬ ‫‪808‬‬

‫من‬ ‫منزلة ما اخترعه‬ ‫منزلتها عن‬ ‫التجديد لا تنقص‬ ‫فى‬ ‫نواح أخرى‬ ‫ولابن خلدون‬

‫عناية العلماء‬ ‫من‬ ‫افسابقين‬ ‫والقرنين‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ما ظهر‬ ‫‪ :‬فمنها إدراكه فساد‬ ‫الاجتماع‬ ‫علم‬

‫‪،‬‬ ‫والشرح‬ ‫التأليف‬ ‫فى‬ ‫اللفظية‬ ‫المماحكات‬ ‫فى‬ ‫والاسترسال‬ ‫‪،‬‬ ‫والحفظ‬ ‫والاختصار‬ ‫بالجمع‬

‫أنه‬ ‫عنه‬ ‫نقل‬ ‫فقد‬ ‫تحته ‪،‬‬ ‫لا طائل‬ ‫أجوف‬ ‫علما‬ ‫علمنا‬ ‫جعل‬ ‫الحد الذى‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫والتعمق‬

‫المتقدمين‬ ‫طريقة‬ ‫عليها‬ ‫يؤثر‬ ‫‪ ،‬وأنه كان‬ ‫التعليم والتأليف‬ ‫فى‬ ‫العجمية‬ ‫الطريقة‬ ‫هذه‬ ‫ينكر‬ ‫كان‬

‫فى‬ ‫المؤتَفة‬ ‫أن كئرة الاختصارات‬ ‫مهما فى‬ ‫مقدمته فصلا‬ ‫فى‬ ‫عقد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫كالغزالى وغيره‬

‫علم‬ ‫فى كل‬ ‫مختصر‬ ‫وضع‬ ‫المتأخرين مأ أولعوا به من‬ ‫بالتعليم ‪ ،‬أنكر فيه على‬ ‫العلوم مخلة‬

‫القليل منها بالمعانى الكثيرة‬ ‫فى الألفاظَ ‪ ،‬وحشو‬ ‫مسائله وأدلتها باختصار‬ ‫حصر‬ ‫على‬ ‫يشتمل‬

‫ما فيه من‬ ‫إلى‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفهم‬ ‫على‬ ‫وعسِرم‬ ‫بالبلاغة‬ ‫مخلا‬ ‫هذا‬ ‫صار‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الفن‬ ‫ذلك‬ ‫من‬

‫التعليم‬ ‫‪ ،‬لالى أن الملكة الحاصلة من‬ ‫الصعبة‬ ‫هذه المختصرات‬ ‫فهم‬ ‫المتعلم فى‬ ‫وقت‬ ‫ضياع‬

‫من‬ ‫الملكات التى تحصل‬ ‫عن‬ ‫قاصرة‬ ‫تعقبه آفة تكنون ملكة‬ ‫ولم‬ ‫فيها إذا تم علِى سداده‬

‫‪225‬‬ ‫فى الاسلام )‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪15‬‬


‫وبيان‬ ‫فى نقد التعليم فى عصره‬ ‫فصولا‬ ‫وقد ذكر مع هذا الفصل‬ ‫‪c‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫المبسطة‬ ‫الموضوعات‬

‫هذا القرن مرضا‬ ‫فى‬ ‫قدره ‪ ،‬وتجعله المجدد الذى عرف‬ ‫من‬ ‫كثيراَ‬ ‫الصالحة فيه ترفع‬ ‫الطرق‬

‫‪.‬‬ ‫القرون‬ ‫من‬ ‫الأثر فيما سيأتى‬ ‫سوء‬ ‫له من‬ ‫ما سيكون‬ ‫‪ ،‬وأدرك‬ ‫المسلمين‬ ‫أمراض‬ ‫من‬ ‫خطيرا‬

‫الغفلة التى وقع‬ ‫فى‬ ‫يقع‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫العالم‬ ‫فى‬ ‫العلمية‬ ‫بالحركة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إلمامة فى‬ ‫ومنها‬

‫علمية فى بلاد‬ ‫حركات‬ ‫ما فى هذا القرن من‬ ‫هذه الناحية ‪ ،‬بل كان يعرت‬ ‫المسلمون فيها من‬

‫لا‬ ‫ببلاد المغرب‬ ‫كان‬ ‫حين‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد أوربا أيضا‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫مغربها‬ ‫إلى‬ ‫مشرقها‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬

‫علماؤها فى العلم ‪ ،‬فذكر أنه‬ ‫إليه‬ ‫ما وصل‬ ‫‪ ،‬ولا يجهل‬ ‫الحركة العلمية فى مصر‬ ‫يغفل عن‬

‫‪،‬‬ ‫بابن هام‬ ‫يعرف‬ ‫مصر‬ ‫أهل‬ ‫العربية من‬ ‫صناعة‬ ‫من أهل‬ ‫اليهم بالمغرب تآليف رجل‬ ‫وصل‬

‫إلا لسيبويه‬ ‫لم تحصل‬ ‫الصناعة‬ ‫ملكة تلك‬ ‫غاية من‬ ‫على‬ ‫كلامه فيها أنه استولى‬ ‫من‬ ‫ظهر‬

‫الفن وتفاريعه‬ ‫ذلك‬ ‫أصول‬ ‫به من‬ ‫ملكته وما أحاط‬ ‫‪ ،‬لعظم‬ ‫طبقتهما‬ ‫وأهل‬ ‫وابن جِنى‬

‫أنه يبلغه‬ ‫‪ ،‬فيذكر‬ ‫المشرق‬ ‫أهل‬ ‫العلمية عند‬ ‫الحركة‬ ‫عن‬ ‫لا يغفل‬ ‫فيه ‪ ،‬وكذلك‬ ‫تصرئه‬ ‫وحسن‬

‫وما‬ ‫العجم‬ ‫عراق‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وخصوصا‬ ‫موفورة‬ ‫العلوم العقلية لم تزل عندهم‬ ‫أن بضائع‬ ‫عنهم‬

‫على‬ ‫وقف‬ ‫أنه قد‬ ‫‪ ،‬ثم يذكر‬ ‫فيهم‬ ‫الحضارة‬ ‫واستحكام‬ ‫فيما وراء النهر ‪ ،‬لتوفر عمرانهم‬ ‫بعده‬

‫الدين التفتازانى فى علم‬ ‫بسعد‬ ‫يعرف‬ ‫بلاد خراسان‬ ‫هراة من‬ ‫عظماء‬ ‫من‬ ‫تاَليف متعددة لرجل‬

‫لا يغفل‬ ‫‪ . .‬وكذلك‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫راسخة‬ ‫بأن له ملكة‬ ‫الفقه والبيان تشهد‬ ‫وأصول‬ ‫الكلام‬

‫ببلاد‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫ان‬ ‫العهد‬ ‫لهذا‬ ‫أنه بلغه‬ ‫فيذكر‬ ‫‪،‬‬ ‫ببلاد الفرنجة‬ ‫العلمية‬ ‫الحركة‬ ‫عن‬

‫هناك‬ ‫‪ ،‬وأن رسومها‬ ‫نافقة الأسواق‬ ‫العدوة الشمالية‬ ‫وما إليها من‬ ‫رومة‬ ‫أرض‬ ‫الفرنجة من‬

‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫متوفرة‬ ‫وطلبتها‬ ‫‪،‬‬ ‫متوفرة‬ ‫جامعة‬ ‫ودواوينها‬ ‫‪،‬‬ ‫متعددة‬ ‫تعليمها‬ ‫ومجالس‬ ‫‪،‬‬ ‫متجددة‬

‫أوربا فى هذه العلوم فى‬ ‫إليه‬ ‫عما وصلت‬ ‫علماء المسلمين‬ ‫غيره من‬ ‫فى هذا كما غفل‬ ‫يغفل‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫عليه ‪ ،‬وأدرك‬ ‫ما وقف‬ ‫هذا على‬ ‫من‬ ‫هؤلاء العلماء وقف‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬ولو أن غيره من‬

‫إليه ‪ ،‬ومع‬ ‫ما وصلنا‬ ‫الآن الى‬ ‫وصلنا‬ ‫لما‬ ‫اوربا فيه ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫أن يقصروا‬ ‫لهم‬ ‫لا يصح‬ ‫المسلمين‬

‫طريقة‬ ‫من‬ ‫فيما أنكره‬ ‫التفتازانى ؟ لأنها تدخل‬ ‫الدين‬ ‫بتاَليف سعد‬ ‫تنويهه‬ ‫لا أواففه على‬ ‫هذا‬

‫الطريقة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫أعلام‬ ‫التفتارانى اشهر‬ ‫الدين‬ ‫سعد‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التاَليف والتعليم‬ ‫فى‬ ‫العجم‬

‫والتعليم بين المسلمين‪.‬‬ ‫التأليف‬ ‫إفساد‬ ‫تبعتها فى‬ ‫كبر‬ ‫إنه ليحمل‬ ‫حتى‬

‫الفلسفة‬ ‫مسائل‬ ‫خلط‬ ‫من‬ ‫والفخر الرازى وغيرهما‬ ‫إليه الغزالى‬ ‫ومنها إنكاره ما ذهب‬

‫أوربا فبه‬ ‫بما قام به فلاسفة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫بين المسلمين‬ ‫‪ ،‬ف!نه بهذا يقوم‬ ‫الكلام‬ ‫بم!نماثل علم‬

‫كان‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫أتى‬ ‫لما‬ ‫بهذا‬ ‫‪ ،‬والتمهيد‬ ‫والدين‬ ‫بين الفلسفة‬ ‫الفصل‬ ‫من‬

‫القرن‬ ‫ابن دقيق العيد فى‬ ‫على‬ ‫الكلام‬ ‫المختمنرات فى‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫الخلاف‬ ‫سبق‬ ‫(‪)1‬‬

‫الابق‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫فى‬ ‫ابن خلدون‬ ‫‪ ،‬وحجة‬ ‫هذا الأساس‬ ‫يبنى على‬ ‫المسلمين من‬ ‫بعده من‬ ‫لم يجد‬ ‫ابن خلدون‬

‫متلقَّاة‬ ‫عقائد‬ ‫هى‬ ‫إنما‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫مسائل‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫طريق‬ ‫غير‬ ‫الفلسفة‬ ‫أن طريق‬ ‫هذا‬

‫لىان كان‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫تعويل‬ ‫ولا‬ ‫العقل‬ ‫فيها إلى‬ ‫رجوع‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫نقلها السلف‬ ‫كما‬ ‫الشريعة‬ ‫من‬

‫‪ ،‬أما مسائل‬ ‫النقل‬ ‫على‬ ‫يعول‬ ‫فيها أولا كما‬ ‫لا يعؤَل عليه‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫أيضأ‬ ‫فيها مدخل‬ ‫للعقل‬

‫‪.‬‬ ‫‪1)M‬‬ ‫وحده‬ ‫العقل‬ ‫فيها على‬ ‫ف!نما يعول‬ ‫الفلسفة‬

‫فى مقدمته فصلا‬ ‫أنصار الفلسفة ‪ ،‬فقد عقد‬ ‫من‬ ‫مع هذا لم يكن‬ ‫ابن خلدون‬ ‫ولكن‬

‫‪ ،‬كثيرة فى‬ ‫العمران‬ ‫فى‬ ‫عارضة‬ ‫العلوم‬ ‫ايه أن هذه‬ ‫‪ ،‬ذكر‬ ‫منتحليها‬ ‫وفماد‬ ‫الفلسفة‬ ‫إبطال‬ ‫فى‬

‫المعتقَد الحق‬ ‫عن‬ ‫ويكشف‬ ‫‪،‬‬ ‫يُصْدعَ بشأنها‬ ‫أن‬ ‫فوجب‬ ‫‪،‬‬ ‫كثير‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وضررها‬ ‫المدن‬

‫والباطل‬ ‫التصمِز بين الحق‬ ‫إلى‬ ‫نظره‬ ‫فى‬ ‫به العقل‬ ‫قانونا يهتدى‬ ‫وضعوا‬ ‫أنهم‬ ‫ذكر‬ ‫؟ ثم‬ ‫فيها‬

‫العلم‬ ‫يسمونه‬ ‫فيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعى‬ ‫العلم‬ ‫يسقُونه‬ ‫فيما‬ ‫شيئأ‬ ‫يفيد‬ ‫لا‬ ‫وانه‬ ‫‪،‬‬ ‫المنطق‬ ‫وسَفوه‬

‫التوصل‬ ‫لا يمكن‬ ‫مجهولة‬ ‫ذواته‬ ‫والثانى‬ ‫‪،‬‬ ‫الحس‬ ‫فيه هو‬ ‫العلم‬ ‫طريق‬ ‫الأول‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهى‬

‫الأدلة لتحصيل‬ ‫الذهن فى ترتيب‬ ‫بفاثدة المنطق فى شحذ‬ ‫إليها بالعقل ‪ ،‬ولكنه عاد فاعترف‬

‫الإحكام‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫المقاييس وتركيبها‬ ‫‪ ،‬لأن نظم‬ ‫البراهين‬ ‫فى ترتيب‬ ‫ملكة الجودة والصواب‬

‫علومهم‬ ‫فى‬ ‫كثيراَ ما يستعملونها‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫المنطقية‬ ‫صناعتهم‬ ‫فى‬ ‫ما شرطوه‬ ‫على‬ ‫يجىء‬ ‫والاتقان‬

‫البراهين‬ ‫استعمال‬ ‫الناظر فيها بكثرة‬ ‫فيستولى‬ ‫‪،‬‬ ‫بعدها‬ ‫والتعاليم وما‬ ‫الطبيعيات‬ ‫من‬ ‫الحكمية‬

‫وافية‬ ‫غير‬ ‫لهان كانت‬ ‫لأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الاستدلالات‬ ‫فى‬ ‫والصواب‬ ‫الإتقان‬ ‫ملكة‬ ‫على‬ ‫بشروطها‬

‫العلم‬ ‫أهل‬ ‫مذاهب‬ ‫على‬ ‫الاطلاع‬ ‫إلى‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنظار‬ ‫قوانين‬ ‫من‬ ‫عُلِمَ‬ ‫ما‬ ‫أصَغُ‬ ‫بمقصودهم‬

‫الامتلاء من‬ ‫فيها بعد‬ ‫نظره‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫معاطها‬ ‫الناظر فيها من‬ ‫أن يتحرر‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫ومضارها‬

‫من‬ ‫خلو‬ ‫عليها وهو‬ ‫أن يكبَّ احد‬ ‫التفسير والفقه ‪ ،‬ولا يصح‬ ‫‪ ،‬والاطلاع عبى‬ ‫الشرعيات‬

‫منه‪.‬‬ ‫خلوا‬ ‫إذا كان‬ ‫معاطبها‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فَقل أن يسلم‬ ‫ذلك‬

‫إليه‬ ‫فيما ذهب‬ ‫الرازى ‪ ،‬وأحسن‬ ‫نقده للغزالى والفخر‬ ‫فى‬ ‫ابن خلدون‬ ‫وقد احسن‬

‫‪ ،‬وكاد‬ ‫يفيد فيها العلم‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫الح!‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الطييات‬ ‫المنطق لا فاثدة له فى‬ ‫أن علم‬ ‫من‬

‫الطبيعة‬ ‫بأنه يفسر‬ ‫أرسطو‬ ‫نقدهم‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الفرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫إليه فلاسفة‬ ‫ما ذهب‬ ‫بهذا يوافق‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫والدين‬ ‫الفلسفة‬ ‫بين‬ ‫الفصل‬ ‫اليه من‬ ‫فيما ذهبوا‬ ‫وافقهم‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫محضأ‬ ‫تفسيراَ نظريأ‬

‫إليه من‬ ‫لم يوفَق فيما ذهب‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الحديث‬ ‫أوربا للعلم‬ ‫فى‬ ‫يمهدون‬ ‫الأمرين‬ ‫كانوا بهذين‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الدين‬ ‫برجال‬ ‫هذا‬ ‫تأثر فى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المعاطب‬ ‫فيها من‬ ‫لما‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫تحررج! النظر‬

‫فى‬ ‫جموده‬ ‫من‬ ‫ما قاسَى‬ ‫قاسَى‬ ‫منهم‬ ‫ابتلى بواحد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫يتأثر بهم‬ ‫لمثله أن‬ ‫‪ ،‬وما كان‬ ‫القرن‬

‫رشد‬ ‫ابن‬ ‫له فى‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫مذهبهم‬ ‫الجمود‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫به ألا يذهب‬ ‫الأجدر‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬

‫بينهص‪.‬‬ ‫الفصل‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫للتوفيق بيهما‬ ‫والفلسفة‬ ‫بين الدين‬ ‫أن الجمع‬ ‫را!‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪227‬‬
‫الفلسفة‬ ‫هذا لم ير فى‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫دين مثل ابن خلدون‬ ‫‪ ،‬لأنه كان رجل‬ ‫أسوة‬ ‫بالمغرب أحسن‬

‫إليه فى‬ ‫فيما ذهبوا‬ ‫مجتهدون‬ ‫الفلاسفة‬ ‫أن‬ ‫راى‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫‪،‬الدين‬ ‫رجال‬ ‫التى يزعمها‬ ‫المعاطب‬ ‫هذه‬

‫‪ ،‬فيؤجَر منهم من‬ ‫مجتهد‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫ما يسرى‬ ‫اجتهادهم‬ ‫فى‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وأنه يسرى‬ ‫فلسفتهم‬

‫ويمتاز عليه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫أخطأ‬ ‫دان‬ ‫اجتهاده‬ ‫على‬ ‫يؤجر‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫أخطأ‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫ويعذر‬ ‫‪،‬‬ ‫أصاب‬

‫وصوابه‪.‬‬ ‫اجتهاده‬ ‫على‬ ‫مرتين‬ ‫بأنه يؤجر‬ ‫المصيب‬ ‫المجتهد‬

‫له رأى‬ ‫عليه أنه لم يكن‬ ‫تؤخذْ عليه ‪ ،‬كما يؤخذ‬ ‫فى ابن خلدون‬ ‫فهذه ناحية جمود‬

‫فى‬ ‫أن تنحصر‬ ‫لا يصح‬ ‫الخلافة‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫ير فيه كثر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الإسلامى‬ ‫الحكم‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وهذا‬ ‫بعصبيته‬ ‫غيرهم‬ ‫تولاها‬ ‫عصبيتهم‬ ‫‪ ،‬ف!ذا ذهبت‬ ‫بالعصبية‬ ‫إنما تولوها‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫قريش‬

‫قريش‪،‬‬ ‫فى‬ ‫الخلافة‬ ‫انحصار‬ ‫يرون‬ ‫لا يزالون‬ ‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫به الجمهور‬ ‫له خالفَ‬ ‫جديد‬ ‫رأى‬

‫على‬ ‫أنها تقوم‬ ‫والحق‬ ‫‪،‬‬ ‫العصبية‬ ‫على‬ ‫الخلافة تقوم‬ ‫أن‬ ‫إليه فيه من‬ ‫فيما ذهب‬ ‫أخطأ‬ ‫ولكنه‬

‫فى‬ ‫انحصارها‬ ‫عدم‬ ‫إليه من‬ ‫إلا فيما ذهب‬ ‫ابن خلدون‬ ‫‪ ،‬ولم يصب‬ ‫جميعأ‬ ‫؟اختيار المسلمين‬

‫ونحوها‬ ‫لا بعصبية‬ ‫‪،‬‬ ‫باختيارهم‬ ‫قريش‬ ‫غير‬ ‫إلى‬ ‫أك يوجهوها‬ ‫للمسلمين‬ ‫؟ لأنه يجور‬ ‫قريثس‬

‫‪.‬‬ ‫يأباه الإسلام‬ ‫مما‬

‫غير!‪3‬‬ ‫من‬ ‫لأنهم كانوا أصلح‬ ‫قريش‬ ‫من‬ ‫الراشدون‬ ‫الأربعة‬ ‫الخلفاء‬ ‫كان‬ ‫لمانما‬

‫لها شخص‬ ‫‪ ،‬ف!ذا صلح‬ ‫قريش‬ ‫من‬ ‫لا لكونهم‬ ‫الصلاحية‬ ‫لهذه‬ ‫لها كان‬ ‫‪ ،‬فاختيارهم‬ ‫للخلافة‬

‫الدينية والسياسية‪،‬‬ ‫الصلاحية‬ ‫فيها على‬ ‫المدار‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫اختياره خليفة‬ ‫صح‬ ‫غير قريش‬ ‫من‬

‫‪ ،‬فقد‬ ‫بين المسلمين‬ ‫من‬ ‫العرب‬ ‫فى‬ ‫لا تتعين‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫بين العرب‬ ‫من‬ ‫قريش‬ ‫فى‬ ‫لا تتعين‬ ‫وهى‬

‫لها منهم‪.‬‬ ‫أصلح‬ ‫من يكون‬ ‫فى غيرهم‬ ‫يكون‬

‫الغزالى‬ ‫أمر المتصوفة ‪ ،‬وتأثره بمذهب‬ ‫تهاونه فى‬ ‫ابن خلدون‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫وكذلك‬

‫بالشطحات‬ ‫عنها‬ ‫التى يع!رون‬ ‫الموهمة‬ ‫ألفاظهم‬ ‫على‬ ‫لا يؤاخذون‬ ‫أنهم‬ ‫إنه ذكر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فيهم‬

‫عنها‬ ‫فينطقون‬ ‫تملكهم‬ ‫‪ ،‬والواردات‬ ‫الحس‬ ‫غيبة عن‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫الشرع‬ ‫بها أهل‬ ‫ويؤاخذهم‬

‫ابن خلدون‬ ‫نسى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫معذور‬ ‫‪ ،‬والمجبور‬ ‫مخاطب‬ ‫غير‬ ‫الغيبة‬ ‫‪ ،‬وصاحب‬ ‫بما لا يقصدونه‬

‫الأقل‬ ‫أن يؤاخذ عليها أو يمنع على‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫عمد‬ ‫أسبابها عن‬ ‫هذه الغيبة تعاطى‬ ‫أن صاحب‬

‫هذا‬ ‫من‬ ‫ما ناخذه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫المخالفة للشرع‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫لا يقع‬ ‫إليها حتى‬ ‫يؤدى‬ ‫بما‬ ‫الاشتغال‬ ‫من‬

‫له فيه‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫بأن يكون‬ ‫أنه أولى‬ ‫من‬ ‫رايناه‬ ‫فيما‬ ‫لا يقدح‬ ‫ابن خلدون‬ ‫على‬

‫‪ ،‬والعصمة‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫أهل‬ ‫‪.‬بفضله‬ ‫واعترف‬ ‫به العالم كله‬ ‫ما شهد‬ ‫التجديد‬ ‫نواحى‬ ‫من‬

‫أن يتبع‪.‬‬ ‫أحق‬ ‫‪ ،‬والحق‬ ‫لثه وحده‬

‫***‬

‫‪228‬‬
‫الجوزية‬ ‫قيم‬ ‫ابن‬

‫بن أبى بكر بن أيوب بن سعد بن حزيز الزرعى الدم!ثمقى‪،‬‬ ‫الدين محمد‬ ‫هو شمس‬

‫الدائم‬ ‫بن عبد‬ ‫بكر‬ ‫وأبى‬ ‫التقى سليمان‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وسمع‬ ‫م‬ ‫‪1912‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪196‬‬ ‫سنة‬ ‫ولد‬

‫الحرانى‬ ‫المجد‬ ‫الفقه على‬ ‫‪ ،‬وقرأ‬ ‫التونسى‬ ‫والمجد‬ ‫الفتح‬ ‫ابن أبى‬ ‫العربية على‬ ‫وقرأ‬ ‫وغيرهما‬

‫واسع‬ ‫اللسان‬ ‫جرىء‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الهندى‬ ‫ابن تيمية والصفى‬ ‫على‬ ‫الأصول‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وقرأ‬ ‫تيمية‬ ‫وابن‬

‫لا‬ ‫كان‬ ‫ابن تيمية حتى‬ ‫عليه حب‬ ‫غلب‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫السلف‬ ‫ومذاهب‬ ‫العلم ‪ ،‬عارفا بالخلاف‬

‫كتبه ونشر‬ ‫الذى هذب‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫ذلك‬ ‫من أقواله ‪ ،‬بل كان ينتصر له فى ج!مغ‬ ‫شىء‬ ‫عن‬ ‫يخرج‬

‫ان أهين‬ ‫ابن تيمية بالقلعة بعد‬ ‫مع‬ ‫اعتقل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأمراء المصريين‬ ‫عند‬ ‫له حظ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫علمه‬

‫ابن تيمية أفرج عنه‪.‬‬ ‫بالدرة ‪ ،‬فلما مات‬ ‫مضروبا‬ ‫جمل‬ ‫به على‬ ‫وطيف‬

‫فى الدين والعلم ‪ ،‬ينال من‬ ‫مسلكه‬ ‫على‬ ‫بعد ابن تيمية مقلدا له ومحافظا‬ ‫وقد عاش‬

‫مرة لإنكاره شد‬ ‫المختصر فقال ‪ :‬حبس‬ ‫وينالون منه ‪ ،‬وقد ذكره الذهبى فى‬ ‫علماء عصره‬

‫برأيه ‪ ،‬جرىء‬ ‫معجب‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫العلم‬ ‫ونشر‬ ‫للأشتغال‬ ‫‪ ،‬ثم تصدر‬ ‫لزيارة قبر الخليل‬ ‫الرخْل‬

‫‪،‬‬ ‫أن مات‬ ‫سنة ‪ 712‬هـإلى‬ ‫مصر‬ ‫مدة ملازمته لابن تيمية منذ عاد من‬ ‫لى الأمور ‪ .‬وكانت‬ ‫ع‬

‫حَسَن‬ ‫‪،‬‬ ‫والتلاوة‬ ‫الصلاة‬ ‫كثير‬ ‫‪،‬‬ ‫ونهارا‬ ‫ليلا‬ ‫للاشتغال‬ ‫ملارما‬ ‫كان‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫كثير‬ ‫ابن‬ ‫فيه‬ ‫وقال‬

‫العلم‬ ‫أهل‬ ‫زماننا من‬ ‫فى‬ ‫‪ " :‬لا أعرت‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫!‬ ‫ولا يحقد‬ ‫‪ ،‬لا يحسد‬ ‫‪ ،‬كثير التودد‬ ‫الخلق‬

‫‪ ! :‬وكان‬ ‫قال‬ ‫أن‬ ‫د إلى‬ ‫وسجودها‬ ‫‪ ،‬ويمد ركوعها‬ ‫جدا‬ ‫الصلاة‬ ‫يطيل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫عبادة منه‬ ‫كثر‬

‫بسطها مع ابن السبكى وغيره ‪،‬‬ ‫له بسببها أمور يطول‬ ‫جرت‬ ‫ل!فتاء بمسألة الطلاق حتى‬ ‫يقصد‬

‫غدوتى‬ ‫‪ :‬ة هذه‬ ‫ويقول‬ ‫النهار !‬ ‫يتعالى‬ ‫الثه حتى‬ ‫يذكر‬ ‫مكانه‬ ‫جلس‬ ‫الصبح‬ ‫إذا صلى‬ ‫وكان‬

‫الدين إ(‪)1‬‬ ‫الإمامة فى‬ ‫تُنال‬ ‫‪ ":‬بالصبر والفقر‬ ‫" وكان يقول‬ ‫قواى‬ ‫لو لم أقعدها سقطت‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫ويهديه‬ ‫يبصره‬ ‫تُسمره وتُرقيه ‪ ،‬وعلم‬ ‫همة‬ ‫من‬ ‫‪ :‬ا لا بد للسالك‬ ‫يقول‬ ‫وكان‬

‫أولاده‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫منها ما لا يُحصر‬ ‫فحصل‬ ‫‪،‬‬ ‫الكتب‬ ‫بجمع‬ ‫مغرفا‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫وكان‬

‫كتبا‬ ‫ألف‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫لأنفسهم‬ ‫منها‬ ‫ما اصطفوه‬ ‫سوى‬ ‫‪،‬‬ ‫طويلا‬ ‫دهرأ‬ ‫موته‬ ‫بعد‬ ‫منها‬ ‫يبيعون‬

‫منارل‬ ‫وشرح‬ ‫‪،‬‬ ‫السعادتين‬ ‫وطريق‬ ‫‪،‬‬ ‫الفوائد‬ ‫وبدائع‬ ‫‪،‬‬ ‫الموقعبن‬ ‫وأعلام‬ ‫‪،‬‬ ‫الهدى‬ ‫منها‬ ‫‪،‬‬ ‫كثيرة‬

‫نام ‪ ،‬ومصايد‬ ‫‪119‬‬ ‫خير‬ ‫على‬ ‫وإلسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫الأفهام فى‬ ‫‪ ،‬وَجلاء‬ ‫والقدر‬ ‫‪ ،‬والقضاء‬ ‫السائرين‬

‫والتيسير تُنال‬ ‫‪ ( :‬بالصبر‬ ‫السابع‬ ‫القرن‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫بمحاسن‬ ‫البدر الطالع‬ ‫رواية كتاب‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫الأمامة‬

‫‪922‬‬
‫والصواعق‬ ‫‪،‬‬ ‫اليدين‬ ‫‪ ،‬ورفع‬ ‫الأرواح‬ ‫‪ ،‬وحا (‪S.‬‬ ‫‪ ،‬والروح‬ ‫دار السعادة‬ ‫‪ ،‬ومفتاح‬ ‫الشيطان‬

‫مرغوب‬ ‫ابن حجر‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫‪ ،‬وكلها‬ ‫كتبه‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫والمعطلة‬ ‫الجهفية‬ ‫المرسلة على‬

‫جداَ‪،‬‬ ‫فيسهب‬ ‫‪،‬‬ ‫جهده‬ ‫الإيضاح‬ ‫يتعانى‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫النفَس‬ ‫طويل‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الطوائف‬ ‫فيها بين‬

‫فى ذلك‪.‬‬ ‫ابن تيمية بتصرف‬ ‫من كلام شيخه‬ ‫ومعظمها‬

‫فتواه‬ ‫طلبه بسبب‬ ‫‪ ،‬وأن السبكى‬ ‫القضاة‬ ‫مع‬ ‫له محن‬ ‫أنه جرت‬ ‫ابن حجر‬ ‫ثم ذكر‬

‫مات‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫عنها‬ ‫أن رجع‬ ‫الأمر إلى‬ ‫‪ ،‬وآل‬ ‫فتواه بذلك‬ ‫‪ ،‬فانكر‬ ‫بغير محلل‬ ‫المسابقة‬ ‫بجواز‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪0135‬‬ ‫=‬ ‫‪,‬‬ ‫‪571‬‬ ‫سنة‬

‫ابن تيمية قبله‪،‬‬ ‫به أستاذه‬ ‫ما أتى‬ ‫غير‬ ‫بجديد‬ ‫لم يأت‬ ‫أن ابن قيم الجورية‬ ‫يظهر‬ ‫وبهذا‬

‫له فيها إلا‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫كلامه‬ ‫من‬ ‫كتبه معظمها‬ ‫أقواله ‪ ،‬وكانت‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫عن‬ ‫لا يخرج‬ ‫لأنه كان‬

‫العبارة ‪.‬‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وتفق‬ ‫الألفاظ‬ ‫فى‬ ‫تصرف‬

‫فى حياته‪:‬‬ ‫سبق‬ ‫مما‬ ‫عند أمرين‬ ‫أن نقف‬ ‫يجب‬ ‫أنه‬ ‫على‬

‫فى‬ ‫‪ :‬لا أعرف‬ ‫فيه ابن كثير‬ ‫يقول‬ ‫العبادة ‪ ،‬حتى‬ ‫المبالغة فى‬ ‫منه من‬ ‫‪ :‬ما كان‬ ‫أولهما‬

‫وسجودها‪،‬‬ ‫‪ ،‬ويمد ركوعها‬ ‫جداً‬ ‫الصلاة‬ ‫يطيل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫عبادة منه‬ ‫العلم كثر‬ ‫أهل‬ ‫رماننا من‬

‫غدوتى‪،‬‬ ‫‪ :‬هذه‬ ‫يمَعالى النهار ‪ ،‬ويقول‬ ‫الله حتى‬ ‫يذكر‬ ‫مكانه‬ ‫جلس‬ ‫الصبح‬ ‫إذا صلى‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫قواى‬ ‫لو لم أقعدها سقطت‬

‫الدين‪.‬‬ ‫والفقر تنال الإمامة فى‬ ‫‪ :‬بالصبر‬ ‫قوله‬ ‫من‬ ‫‪ :‬ما سبق‬ ‫وثانيهما‬

‫من‬ ‫قيعة‬ ‫فيهما‬ ‫ابن تيمية كان‬ ‫وأستاذه‬ ‫الجوزية‬ ‫ابن قيم‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫يدلأن‬ ‫الأمران‬ ‫فهذان‬

‫الزهد‬ ‫كان‬ ‫الثانى ‪ ،‬حين‬ ‫القرن‬ ‫زهاد‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫المبارك‬ ‫ابن‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬مما كان‬ ‫والتصوف‬ ‫الزهد‬

‫النزعات‬ ‫من‬ ‫دخله‬ ‫ما‬ ‫يدخله‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫للفقر‬ ‫و(يثاراَ‬ ‫العبادة‬ ‫فى‬ ‫مبالغة‬ ‫والتصوفُ‬

‫‪.‬‬ ‫الظاهرة‬ ‫والانحرافات‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬

‫ما كان‬ ‫لضياع‬ ‫مهد‬ ‫ما‬ ‫أهم‬ ‫كانا من‬ ‫الفقر‬ ‫لىايثار‬ ‫العبادة‬ ‫فى‬ ‫المبالغة‬ ‫أن‬ ‫سبق‬ ‫وقد‬

‫الأعلى‬ ‫المثل‬ ‫أن هذا هو‬ ‫يفهمون‬ ‫‪ ،‬لأن هذا جعلهم‬ ‫ومجد‬ ‫حضارة‬ ‫من‬ ‫الدنيا‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬

‫للعبادة‬ ‫العمل‬ ‫عن‬ ‫الانقطاع‬ ‫صار‬ ‫نجيره ‪ ،‬حتى‬ ‫على‬ ‫إيثاره‬ ‫فى‬ ‫يبالغون‬ ‫‪ ،‬فجعلوا‬ ‫الدين‬ ‫فى‬

‫الفقر ‪ ،‬والصبر على‬ ‫الدين هو‬ ‫نَيل الإمامة فئ‬ ‫طريق‬ ‫صار‬ ‫التدين ‪ ،‬وحتى‬ ‫درجات‬ ‫أعلى‬

‫أبا الفرج‬ ‫ان‬ ‫شك‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيما سبق‬ ‫الجوزية‬ ‫قيم‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الفقر‬ ‫يلازم‬ ‫الذى‬ ‫الحرمان‬

‫‪.‬‬ ‫السادس‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫نظراً منهما‬ ‫أعلى‬ ‫كان‬ ‫ابن الجورى‬

‫القرن‬ ‫لزهاد‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ابن تيمية‬ ‫وأشاذه‬ ‫الجورية‬ ‫قيم‬ ‫ابن‬ ‫من‬ ‫رجعية‬ ‫نزعة‬ ‫فهذه‬

‫العلم‬ ‫فى‬ ‫الدنيا‬ ‫سادة‬ ‫العذر فى هذه النزعة ‪ ،‬لأن المسلمين كانوا فى عصرهم‬ ‫الثانى بعض‬

‫الجورية‬ ‫ابن قيم‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الزهد‬ ‫فى‬ ‫أثر نزعتهم‬ ‫‪ ،‬فلنم يدركوا‬ ‫والمال والحضارة‬

‫‪023‬‬
‫‪ ،‬حتى‬ ‫المسلمين‬ ‫أيدى‬ ‫الدنيا من‬ ‫ضياع‬ ‫‪ ،‬وشاهدا‬ ‫النزعة‬ ‫ابن تيمية قد أدركا أثر هذه‬ ‫وأستاذه‬

‫الفقر‬ ‫فى‬ ‫يحببهم‬ ‫من‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫يكونوا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫لهم‬ ‫مما كان‬ ‫إلا قليل‬ ‫بأيديهم‬ ‫أنه لم يبق‬

‫والمال‬ ‫الغنى‬ ‫فى‬ ‫يحبهبهم‬ ‫من‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫هـانما كانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫أذقانهم‬ ‫فيه إلى‬ ‫غرقوا‬ ‫أن‬ ‫بعد‬

‫على‬ ‫يعملوا‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫يقنعوا‬ ‫أو‬ ‫بأيديهم‬ ‫بقى‬ ‫الذى‬ ‫القليل‬ ‫فى‬ ‫لا يفرطوا‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫والدنيا‬

‫لغيرهم‪.‬‬ ‫والمال‬ ‫الغنى‬ ‫دنيا‬ ‫يتركوا‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫ضاع‬ ‫ما‬ ‫‪( b‬‬ ‫استر‬

‫معاداة‬ ‫ابن تيمية يغالى فى‬ ‫الأمرين أنه كان مثل شيخه‬ ‫الى ذينك‬ ‫أن يضات‬ ‫ويجب‬

‫‪ ،‬وهذا‬ ‫وعقيدتهم‬ ‫دينهم‬ ‫فى‬ ‫ويطعن‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫المثشغلين‬ ‫شأن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويحط‬ ‫وعلومها‬ ‫الفلسفة‬

‫نصير‬ ‫‪ -‬عن‬ ‫مجدِّدا ‪ ،‬وقد قال فى كتابه ‪ -‬إغاثة اللهفان‬ ‫أن يكون‬ ‫عن‬ ‫كثيرَا‬ ‫أيضا يبعُده‬

‫الشرك‬ ‫نصير‬ ‫النوبة إلى‬ ‫اتهت‬ ‫لما‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫عنه‬ ‫تكلمنا‬ ‫الذى‬ ‫الطوسى‬ ‫الدين‬

‫أتباع‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫شفى‬ ‫‪،‬‬ ‫هولاكو‬ ‫وزير‬ ‫الطوسى‬ ‫النصير‬ ‫الملاحدة‬ ‫ورير‬ ‫‪،‬‬ ‫والالحاد‬ ‫والكفر‬

‫هو‪،‬‬ ‫الملاحدة واشتفى‬ ‫إخوانه من‬ ‫شفى‬ ‫حتى‬ ‫السيف‬ ‫على‬ ‫دينهم ‪ ،‬فعرضهم‬ ‫وأهل‬ ‫الرسول‬

‫والطبائعيين‬ ‫والمنخمين‬ ‫الفلاسفة‬ ‫واستبقى‬ ‫‪،‬‬ ‫والمحدِّثين‬ ‫والفقهاء‬ ‫والقضاة‬ ‫الخليفة‬ ‫فقتل‬

‫‪،‬‬ ‫وأولياءه‬ ‫خاصنه‬ ‫وجعلهم‬ ‫‪،‬‬ ‫إليهم‬ ‫والربط‬ ‫والمساجد‬ ‫المدارس‬ ‫أوقات‬ ‫ونقل‬ ‫‪،‬‬ ‫والسحرة‬

‫مِن علمه‬ ‫‪،‬‬ ‫جلاله‬ ‫جل‬ ‫الرب‬ ‫صفات‬ ‫‪ ،‬دانكار‬ ‫المعاد‬ ‫‪ ،‬وبطلان‬ ‫العالم‬ ‫قِدَمَ‬ ‫كتبه‬ ‫فى‬ ‫ونصر‬

‫! امام‬ ‫" اشارات‬ ‫جعل‬ ‫ورام‬ ‫‪،‬‬ ‫مدارس‬ ‫للملاحدة‬ ‫واتخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫وبصره‬ ‫وسمعه‬ ‫وحياته‬ ‫وقدرته‬

‫‪،‬‬ ‫قراَن الخواص‬ ‫‪ :‬هى‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يقدر‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرآن‬ ‫مكان‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫الملحدين‬

‫السحر‬ ‫وتعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫له الأمر‬ ‫يتم‬ ‫فلم‬ ‫صلاتين‬ ‫وجعلها‬ ‫تغيير الصلاة‬ ‫‪ ،‬ورام‬ ‫العوام‬ ‫قرآن‬ ‫وذلك‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الأصنام‬ ‫يعبد‬ ‫ساحرا‬ ‫الأمر فكان‬ ‫آخر‬ ‫فى‬

‫الذين استولوا‬ ‫بالتتر‬ ‫اتصاله‬ ‫الدين الطوسى‬ ‫نصير‬ ‫على‬ ‫الناحية السياسية‬ ‫من‬ ‫وقد يؤخذ‬

‫المسلمين‬ ‫فيها أنه ينفع‬ ‫رأى‬ ‫ضرورة‬ ‫حالة‬ ‫بأنها كانت‬ ‫يُعتذر عنه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد المسلمين‬ ‫على‬

‫أخيرا الى‬ ‫المسلمين أن يهدوهم‬ ‫من‬ ‫بهم‬ ‫اتصل‬ ‫من‬ ‫أمكنه وأمكن‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫باتصاله بهم‬

‫‪،‬‬ ‫رميه بعبادة الأصنام‬ ‫دينه الى حد‬ ‫فى‬ ‫الطعن‬ ‫هذا حاله لا يصح‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الإسلام‬

‫بها لا‬ ‫المثتغلين‬ ‫أن‬ ‫ينسى‬ ‫جعلته‬ ‫‪،‬‬ ‫وعلومها‬ ‫الفلسفة‬ ‫بغض‬ ‫فى‬ ‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫مغالاة‬ ‫ولكنها‬

‫على‬ ‫‪ ،‬دانما يأخذونها‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫بكفرهم‬ ‫يُحكم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الإشلام‬ ‫أنها تعادى‬ ‫على‬ ‫يأخذونها‬

‫مخطئين‬ ‫‪ ،‬وقد يكونون‬ ‫مع هذا بكفرهم‬ ‫أن يحكم‬ ‫‪ ،‬فلا يصح‬ ‫أنها لا تنافى الإسلام‬

‫فى‬ ‫مجتهدون‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫والمعاد الجسمانى‬ ‫دانكار الصفات‬ ‫اعتقادهم قدم العالم‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وما كان أغنى‬ ‫الكفر‬ ‫الى حد‬ ‫هذا لا يصل‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والخطأ‬ ‫معذور‬ ‫‪ ،‬والمجتهد‬ ‫ذلك‬

‫أنصارهما‬ ‫فى‬ ‫تبعاتها"‬ ‫تيمئة‬ ‫وابن‬ ‫هو‬ ‫المغالاة ‪ ،.‬وانه ليتحمل‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫التور!‬ ‫الفيم عن‬ ‫ابن‬

‫‪.‬‬ ‫الأيام‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬

‫‪231‬‬
‫لهما مدرسة‬ ‫أن يجعلا‬ ‫‪ ،‬لأنهما قد أمكنهما‬ ‫التاْريخ‬ ‫أمام‬ ‫تبعة ذلك‬ ‫إنهما يتحملان‬ ‫نعم‬

‫مما‬ ‫أكثر‬ ‫ا‪،‬خيرين‬ ‫القرنين‬ ‫هذين‬ ‫فى‬ ‫أمرها‬ ‫ظهر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫قرن‬ ‫تنث!ر اَراءهما قرنا بعد‬ ‫مكثت‬

‫وأنصار‬ ‫التجديد‬ ‫بين أنصار‬ ‫النضال‬ ‫فيهما‬ ‫اشتد‬ ‫اللذان‬ ‫القرنان‬ ‫وهما‬ ‫‪،‬‬ ‫القرون‬ ‫من‬ ‫قبلهما‬

‫أنصار‬ ‫فى صف‬ ‫‪ ،‬فوقفت‬ ‫أثره فى مدرستهما‬ ‫الفلسفة وعلومها‬ ‫الجمود ‪ ،‬فكان لموقفهما من‬

‫مع المعؤقين ‪ ،‬ولو أن هذه‬ ‫التجديد والإصلاح‬ ‫حركة‬ ‫‪ ،‬وعؤَقت‬ ‫القرنين‬ ‫هذين‬ ‫الجمود فى‬

‫‪ ،‬ولم يصل‬ ‫أنصار التجديد والإصلاح‬ ‫فى صف‬ ‫مثلا لوقفت‬ ‫لابن رشد‬ ‫المدرسة كانت‬

‫‪.‬‬ ‫إليه الآن‬ ‫ما وصلنا‬ ‫بالمسلمين إلى‬ ‫الجمود‬

‫***‬

‫‪Yri‬‬
‫الشاطبى‬ ‫أبو إسحاق‬

‫اللخمى الغرناطى الشاطبى ‪ ،‬كان من غرناطة‬ ‫بن محمد‬ ‫هو إبراهيم بن موسى‬

‫القاسم‬ ‫وأبى‬ ‫الألبيرى‬ ‫الفخار‬ ‫‪ ،‬كابن‬ ‫عصره‬ ‫أئمة أهل‬ ‫عن‬ ‫العربية وغيرها‬ ‫‪ ،‬أخذ‬ ‫بالأندل!‬

‫طلب‬ ‫فى‬ ‫مجتهدا‬ ‫يزل‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫عنهم‬ ‫أخذ‬ ‫ممن‬ ‫وغيرهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الله التلمسانى‬ ‫عبد‬ ‫وأبى‬ ‫السبتى‬

‫المسائل مع‬ ‫مشكلات‬ ‫فى كثير من‬ ‫كبار أئمتها ‪ ،‬وتكلم‬ ‫من‬ ‫برع فيها ‪ ،‬وصار‬ ‫لالعلوم حتى‬

‫اتباع السنة ‪ ،‬مجانبَا للبدعة‬ ‫على‬ ‫حريصئا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وكيرهم‬ ‫شيوخه‬ ‫من‬ ‫عصره‬ ‫علماء‬

‫البدعة‬ ‫‪ ،‬لشيوع‬ ‫وغيرهم‬ ‫شيوخه‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫أمور مع‬ ‫ذلك‬ ‫له فى‬ ‫وقع‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والشبهة‬

‫‪ ،‬لأنه‬ ‫مسلكهم‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يسلك‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫للعامة وأشباههم‬ ‫إرضاءَ‬ ‫شأنها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وتساهلهم‬ ‫بينهم‬

‫الأقدمين‪،‬‬ ‫كتب‬ ‫إلا من‬ ‫الفقه ونحوه‬ ‫لا يأخذ‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫العلماء‬ ‫المتقدمين من‬ ‫نهج‬ ‫ينهج‬ ‫كان‬

‫عليه‬ ‫تبرد‬ ‫كما قرره فى كتابه ‪ -‬الموافقات ‪ -‬وكانت‬ ‫المتأنجرة‬ ‫لأحد أن ينظر فى الكتب‬ ‫ولا يرى‬

‫‪ ،‬فيوقع له‪:‬‬ ‫أصحابه‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫فى ذلك‬ ‫الكتب‬

‫محض‬ ‫منى‬ ‫ذلك‬ ‫التاَليف المتأخرة ‪ ،‬فليس‬ ‫على‬ ‫اعتمادى‬ ‫عدم‬ ‫من‬ ‫" وأما ما ذكرتم‬

‫‪. ،‬كابن بشير‬ ‫المتأخرين‬ ‫المتقدمين مع‬ ‫الخبرة عند النظر فى كتب‬ ‫اعتمدتُه بحسب‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫رأى‬

‫العلماء بالفقه أوصانى‬ ‫لقيته من‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولأن بعض‬ ‫ومَن بعدهم‬ ‫وابن الحاجب‬ ‫وابن شاس‬

‫والتساهل فى‬ ‫‪.،‬‬ ‫النصيحة‬ ‫المتأخرين ‪ ،‬وأتى بعبارة حْشنة ‪ ،‬ولكنها محض‬ ‫كتب‬ ‫بالتحامى عن‬

‫الناس بقول! ضعيف‪،‬‬ ‫دين الله ‪ ،‬ومثله ما إذا عمل‬ ‫لا يحتمله‬ ‫جاء‬ ‫كتاب‬ ‫كل‬ ‫النقل عن‬

‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ونص‬ ‫بالتساهل جدا‬ ‫مشعر‬ ‫‪ :‬لا تجوز مخالفته ‪ ،‬وذلك‬ ‫الأصحاب‬ ‫بعض‬ ‫ونقل عن‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫العلماء فيما اعلم‬ ‫من‬ ‫لأحد‬ ‫لا يوجد‬ ‫القول‬

‫أنه‬ ‫الفباب‬ ‫العباس‬ ‫ابى‬ ‫صاحبه‬ ‫ينقلها عن‬ ‫إليها كان‬ ‫الشاطبى‬ ‫التى أشار‬ ‫والعبارة الخشنة‬

‫عدم‬ ‫‪ :‬شأنى‬ ‫يقول‬ ‫‪ :‬أفسَدوا الفقه ‪ ،‬وكان‬ ‫بعدهما‬ ‫ومن‬ ‫شانس‬ ‫ابن بث!ير وابن‬ ‫فى‬ ‫يقول‬ ‫كان‬

‫لا أعرف‬ ‫‪ ،‬فلذلك‬ ‫جدا‬ ‫أزمنتهم‬ ‫بمؤلفها أو لتأخر‬ ‫المتأخرة ‪ ،‬إما للجهل‬ ‫التقاييد‬ ‫على‬ ‫الاعتماد‬

‫‪.‬‬ ‫المشاهير(‪)1‬‬ ‫الأقدمين‬ ‫كتب‬ ‫‪ ،‬وعمدتى‬ ‫أقتنيه‬ ‫كثيرا منها ولا‬

‫‪ :‬كتاب‬ ‫‪ ،‬وهما‬ ‫كتبه‬ ‫كتابين من‬ ‫اثرُها فى‬ ‫الشاطبى‬ ‫عند‬ ‫النزعة الاصلاحية‬ ‫لهذه‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫الاعتصام‬ ‫الموافقات وكتاب‬

‫‪ :‬أولهما‪:‬‬ ‫ركنين‬ ‫على‬ ‫يقوم‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الفقه‬ ‫اصول‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫فهو‬ ‫الموافقات‬ ‫فاما كتاب‬

‫اهتم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ومقاصدها‬ ‫الشريعة‬ ‫أسرار‬ ‫ضعلم‬ ‫بها ‪ ،‬وثانيهما‬ ‫الشريعة‬ ‫اللغة التى نزا!ت‬ ‫علم‬

‫إليه من‬ ‫الحاجة‬ ‫فيه ما تمس‬ ‫‪ ،‬فذكروا‬ ‫الأول‬ ‫بالركن‬ ‫الشاطبى‬ ‫قبل‬ ‫العلم‬ ‫هذا‬ ‫الفوا فى‬ ‫الذين‬

‫ابن دقيق العيد فى القرن السابق‪.‬‬ ‫فى الكلام على‬ ‫هذه الكب‬ ‫الاختلاف على‬ ‫(‪ )1‬سبق‬

‫‪233‬‬
‫مقدمات‬ ‫من‬ ‫وشيئا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأحكام‬ ‫بتصور‬ ‫إليه ما يتعلق‬ ‫‪ ،‬وأضافوا‬ ‫مباشر‬ ‫اللغة بطريق‬ ‫قواعد‬

‫ما يتعلق‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫للمقصود‬ ‫مقدمة‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وجعلوا‬ ‫ومسائله‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬

‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫مقدمة‬ ‫جعلوه‬ ‫فيما‬ ‫الكلام‬ ‫أطالوا‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫والقياس‬ ‫والإجماع‬ ‫والسنة‬ ‫بالكتاب‬

‫الركن‬ ‫هذا العلم ‪ ،‬وهذا إلى أنهم أهملوا فيه البهلام على‬ ‫المقصودة من‬ ‫كأنها هى‬ ‫صارت‬

‫الشارع ‪ ،‬وبحسب‬ ‫مقاصد‬ ‫العلة بحسب‬ ‫القياس عند تقسيمهم‬ ‫الثانى إلا إشارة إليه فى باب‬

‫الخ‪،‬‬ ‫وتحسنيات‬ ‫وحاجيات‬ ‫‪ :‬ضروريات‬ ‫ثلاثة أقسام‬ ‫الأول‬ ‫إليها ‪ ،‬وأنها بحسب‬ ‫الإفضاء‬

‫فيه من‬ ‫ما ألف‬ ‫هذا الحد ‪ ،‬وكل‬ ‫عند‬ ‫الهجرى‬ ‫هذا العلم منذ القرن الخاص‬ ‫وقف‬ ‫وقد‬

‫‪ ،‬فلما وضع‬ ‫يذكر‬ ‫‪ ،‬ولا يأتى فيه بجديد‬ ‫وشرح‬ ‫وتلخيص‬ ‫بين بسط‬ ‫يدور فى ذلك‬ ‫الكتب‬

‫‪ ،‬وأبى أن يدؤر فيما دار‬ ‫جديدا‬ ‫فى هذا العلم مسلكا‬ ‫‪ -‬الموافقات ‪ -‬سلك‬ ‫كتاب‬ ‫الشاطبى‬

‫‪،‬‬ ‫أهملوه‬ ‫الثانى الذى‬ ‫فيه بالركن‬ ‫فاهتم‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫الحد‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫عاصره‬ ‫فيه مَن قبله ومن‬

‫اليها‬ ‫نوع منها ‪ ،‬وأضاف‬ ‫كل‬ ‫يفصل‬ ‫أربعة أنواع ‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫الشريعة‬ ‫مقاصد‬ ‫وقسم‬

‫مسألة‪،‬‬ ‫اثنتين وستين‬ ‫العلم فى‬ ‫هذا الجانب من‬ ‫‪ ،‬وبسط‬ ‫التكليف‬ ‫فى‬ ‫المكلف‬ ‫مقاصد‬

‫‪ -‬كيف‬ ‫مقدمته لرحه‬ ‫دراز فى‬ ‫النّه‬ ‫‪ ،‬وبين ‪ -‬كما ذكر الشيخ عبد‬ ‫وأربعين فصلا‬ ‫وتسعة‬

‫لو‬ ‫‪،‬‬ ‫أبدى‬ ‫دائم‬ ‫البشر‬ ‫لجميع‬ ‫عام‬ ‫نظام‬ ‫وانها‬ ‫‪،‬‬ ‫المصالح‬ ‫مراعاة‬ ‫مبنية على‬ ‫الشريعة‬ ‫كانت‬

‫اختلاف‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫العوائد المستمرة‬ ‫فيها مجرى‬ ‫لأنها مراعى‬ ‫نهاية ‪،‬‬ ‫غير‬ ‫بقاء الدنيا إلى‬ ‫فرض‬

‫اختلاف‬ ‫‪ ،‬بل عند‬ ‫نفسه‬ ‫الشرعى‬ ‫الخطاب‬ ‫اختلافا فى‬ ‫العوائد ليس‬ ‫اختلاف‬ ‫عند‬ ‫الأحكام‬

‫الشريعة كما يقول‬ ‫به عليها ‪ ،‬وأن هذه‬ ‫يحكم‬ ‫شرعى‬ ‫عادة إلى أصل‬ ‫كل‬ ‫العوائد ترجع‬

‫‪ ،‬وتهد!‬ ‫وقويأ‬ ‫؟ ضعيفأ‬ ‫الغفير‬ ‫الجفَاء‬ ‫‪ ،‬تحمل‬ ‫الرفق‬ ‫‪ ،‬وشأنها‬ ‫السماح‬ ‫خاصيتها‬ ‫الشاطبى‬

‫وغبيا‪.‬‬ ‫فهيما‬ ‫؟‬ ‫الكافة‬

‫فى‬ ‫يقفون‬ ‫الذين‬ ‫جمود‬ ‫على‬ ‫لأنها تقضى‬ ‫‪،‬‬ ‫عظيمة‬ ‫لها قيمة‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫ناحية‬ ‫وهذه‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫واكراضها‬ ‫مقاصدها‬ ‫فى‬ ‫النظر‬ ‫ويغفلون‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاتها‬ ‫فى‬ ‫النصوص‬ ‫دلالة‬ ‫عند‬ ‫الشريعة‬

‫الظروف‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫تتفاوت‬ ‫أن المقاصد والأغراض‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫وأحوالها‬ ‫ظروفها‬ ‫يراعون‬

‫الشريعة‬ ‫على‬ ‫عليها ويجنى‬ ‫فى ذاتها يجمد‬ ‫عند دلإلة النصوص‬ ‫يقف‬ ‫والأحوال تتغير ‪ ،‬فمن‬
‫فيها‪،‬‬ ‫والأحوال‬ ‫الظروف‬ ‫يجذُ من‬ ‫لما‬ ‫غير ملائمة‬ ‫‪ ،‬وجعلها‬ ‫وأغراضها‬ ‫مقاصدها‬ ‫بتفويت‬

‫على‬ ‫لا يخرج‬ ‫الفقه ف!نه كان كما سبق‬ ‫أصول‬ ‫علم‬ ‫وضع‬ ‫فضلُ‬ ‫الشافعى‬ ‫ل!مام‬ ‫وإذا كان‬

‫ما عدا‬ ‫‪ ،‬ويرفض‬ ‫عليه النصوص‬ ‫الظاهر الذى تدل‬ ‫الاعتماد على‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫قاعدة أهل‬

‫الفضل‬ ‫ذلك‬ ‫للشاطبى‬ ‫القانون ‪ ،‬وبهذا يكون‬ ‫الشريعة أو روح‬ ‫روح‬ ‫يسقَى فى عصرنا‬ ‫مما‬ ‫هذا‬

‫الشريعة‬ ‫فيه روح‬ ‫بمراعاة ما يسمى‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬لأنه سبق‬ ‫الإمام الشافعى‬ ‫الكبير بعد‬

‫الفقه‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫وسلوكه‬ ‫‪،‬‬ ‫الاهتمام‬ ‫ذلك‬ ‫الشريعة‬ ‫بمقاصد‬ ‫باهتمامه‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫القانون‬ ‫أو روح‬

‫وضعه‬ ‫الحد الذى‬ ‫به عند‬ ‫وقف‬ ‫الذى‬ ‫الجمود‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وخروجه‬ ‫السابق‬ ‫المسلك‬ ‫ذلك‬

‫الثافعى‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫‪ ،‬وبيان‬ ‫بين المسلمين‬ ‫والاجتماعية‬ ‫الدينية‬ ‫الحياة‬ ‫نقد‬ ‫فى‬ ‫فهو‬ ‫‪-‬‬ ‫الاعتصام‬ ‫‪-‬‬ ‫وأما كتاب‬

‫بعد‬ ‫المكث‬ ‫المصلين‬ ‫كالتزام‬ ‫الدينية ‪،‬‬ ‫البدع‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المذمومة‬ ‫البدع‬ ‫فيها من‬ ‫ما دخل‬

‫شعائر‬ ‫شعارأ من‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الصلاة لأذكار وأدعية مأثورة يؤدونها بالاجتماع والاشتراك‬

‫البدع‬ ‫سموه‬ ‫مما‬ ‫ولو كانت‬ ‫الدين مذمومة‬ ‫بدعة فى‬ ‫فى هذا إلى أن كل‬ ‫الدين ‪ ،‬وقد ذهب‬

‫الفقهى والمصالح‬ ‫اشتباهه بالاستحسان‬ ‫بسبب‬ ‫وقع‬ ‫ذلك‬ ‫أن استحسان‬ ‫‪ ،‬وذكر‬ ‫المستحسنة‬

‫وافتيات‬ ‫الشرع‬ ‫على‬ ‫استدراك‬ ‫مطلقأ‬ ‫البدعة‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫منهما‬ ‫أنه ليس‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫المرسلة‬

‫غير‬ ‫على‬ ‫وجارية‬ ‫‪،‬‬ ‫لحكمته‬ ‫موافقة‬ ‫فهى‬ ‫المرسلة والاستحسان‬ ‫المصالح‬ ‫‪ ،‬وأما مساثل‬ ‫عليه‬

‫بيناته وأدلته‪.‬‬ ‫عموم‬ ‫المعين من‬

‫‪:‬‬ ‫أمران‬ ‫بالنقد‬ ‫تناوله‬ ‫مما‬ ‫هنا‬ ‫يهمنا‬ ‫والذى‬

‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫للعبادة‬ ‫الانقطاع‬ ‫بقصد‬ ‫لالتزام سكناها‬ ‫الربط‬ ‫إحداث‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬مذهبه‬ ‫أولهما‬

‫الربط‬ ‫الرباط فيها ؟ لأن هذه‬ ‫تبنى بقصد‬ ‫التى كانت‬ ‫والقصور‬ ‫الحصون‬ ‫الربط من‬ ‫بخلاف‬

‫‪ ،‬فلا يمكن أن يقال إنه‬ ‫الدين المعروفة‬ ‫أصول‬ ‫من‬ ‫أصل‬ ‫الجهاد ‪ ،‬وهو‬ ‫وظيفة‬ ‫فى‬ ‫تدخل‬

‫فيها‬ ‫يتعلقون‬ ‫أن أصحابها‬ ‫الشاطبى‬ ‫ذكر‬ ‫الربط ‪ .‬وقد‬ ‫تلك‬ ‫للعبادة فى‬ ‫الانقطاع‬ ‫بدعة ‪ ،‬بخلاف‬

‫هذا‬ ‫‪ ،‬ثم رد على‬ ‫فيها فقراء المهاجرين‬ ‫‪ ،‬ليجتمع‬ ‫النبى لحةنجم‬ ‫مسجد‬ ‫فى‬ ‫بالضُفة التى كانت‬

‫للْفُقَرَاء‬ ‫‪ :‬ة‬ ‫الصفة‬ ‫قوله تعالى فى أهل‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬كما يدل على‬ ‫حالة ضرورة‬ ‫بأن هذه كانت‬

‫) ولَم يقلَ‬ ‫( أخرجوا‬ ‫ف!نه قال‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وَأفوَالهِنم أ‬ ‫دِيَارِهِنم‬ ‫المهَاجِرِينَ ائَذينَ أخْرِجُوا مِن‬

‫دوراَ‬ ‫يبنوا لهم‬ ‫أن‬ ‫يمكنهم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫اضطرارأ‬ ‫وأموالَهم‬ ‫ديارهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فهمَ قد أخرجوا‬ ‫خرجوا‬

‫لهم‬ ‫أن يتيسر‬ ‫إلى‬ ‫الصفة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫عل!هنَجّلأا‬ ‫‪ ،‬فاَواهم النبى‬ ‫إليها لفقرهم‬ ‫الهجرة‬ ‫بالمدينة بعد‬

‫للفقراء‬ ‫بناء الصفة‬ ‫لذاته ‪ ،‬ولا‬ ‫مقصودأ‬ ‫لم يكن‬ ‫الصفة‬ ‫فى‬ ‫إليها ‪ ،‬فالقعود‬ ‫يأوون‬ ‫بناء منازل‬

‫تُطلب بحيث‬ ‫رتبة شرعية‬ ‫لمن قدر عليه ‪ ،‬ولا هى‬ ‫إليه‬ ‫مندوب‬ ‫يقال إن ذلك‬ ‫مقصوداَ بحيث‬

‫الصفة‪،‬‬ ‫اهل‬ ‫والانقطاع إلى الربط يثبه حال‬ ‫المال‬ ‫عن‬ ‫والخروج‬ ‫الاكتساب‬ ‫يقال إن ترك‬

‫إليه‬ ‫مباح أو مندوب‬ ‫العاقل أن ذلك‬ ‫الدين ‪ ،‬فلا يظن‬ ‫فى‬ ‫العليا‬ ‫الرتبة‬ ‫هى‬ ‫تكون‬ ‫وبحيث‬

‫عليه‬ ‫مما كان‬ ‫الأمة بأهدى‬ ‫يأتى آخِرُ هذه‬ ‫‪ ،‬ولن‬ ‫بصحيح‬ ‫ليس‬ ‫ذلك‬ ‫؟ لأن‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫أفضلَ‬

‫أن صدورها‬ ‫بالصوفية‬ ‫الطائفة اتمصفين‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫المتأخرين‬ ‫يغتر بعمل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬هـانه ليكفى‬ ‫أولها‬

‫التعبد‬ ‫على‬ ‫للاجتماع‬ ‫به الصفة‬ ‫ببنوا بناء يضاهون‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫زاوية‬ ‫ولا‬ ‫رباطا‬ ‫يتخذوا‬ ‫لم‬

‫والجنيد دابراهيم‬ ‫وابراهيم بن أدهم‬ ‫بن عياض‬ ‫الدنيا ‪ ،‬كالفضيل‬ ‫أسباب‬ ‫والانقطاع عن‬

‫هذا الميدان ؟ دانما محصول‬ ‫فى‬ ‫ممن سابق‬ ‫وغيرهم‬ ‫المحاسبى والشبلى‬ ‫والحارث‬ ‫الخواص‬

‫الطريقة‬ ‫شيوخ‬ ‫‪ ،‬وخالفوا‬ ‫الصالح‬ ‫السلف‬ ‫‪ ،‬وخالفوا‬ ‫الثه لحةنجلأا‬ ‫رسول‬ ‫خالفوا‬ ‫أنهم‬ ‫هؤلاء‬

‫التى انتسبوا إليها‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫الحشر‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪235‬‬
‫للعبادة ‪ ،‬أما الانقطاع‬ ‫والزوايا للانقطاع‬ ‫بناء الربط‬ ‫إلا فى‬ ‫لا يخالف‬ ‫بالشاطبى‬ ‫وكأنى‬

‫الطائفة من‬ ‫هذه‬ ‫سلف‬ ‫عليه‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫إقراره‬ ‫فيه ‪ ،‬بدليل‬ ‫فلا يخالف‬ ‫أو منزل‬ ‫مسجد‬ ‫للعبادة فى‬

‫كما‬ ‫صحيحة‬ ‫ذاتها غير‬ ‫فى‬ ‫طريقتهم‬ ‫أن‬ ‫والزوايا ‪ ،‬مع‬ ‫الربط‬ ‫غير‬ ‫للعبادة فى‬ ‫والانقطاع‬ ‫الزهد‬

‫لها‬ ‫والزوايا التى تتخذ‬ ‫أمر الربط‬ ‫لهان‬ ‫ذاتها صحيحة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ولو كانت‬ ‫مرة‬ ‫غير‬ ‫بيان ذلك‬ ‫سبق‬

‫لا‬ ‫الفقراء الذين‬ ‫منه كفاية‬ ‫لأنه يقصد‬ ‫؟‬ ‫لا مؤقت‬ ‫دائم‬ ‫الصفَّة نظام‬ ‫نظام‬ ‫أن‬ ‫والحق‬

‫زمان‬ ‫كل‬ ‫به فى‬ ‫أن يُعمل‬ ‫يجب‬ ‫نظام‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الناس‬ ‫لسؤال‬ ‫لا يتعرضون‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫كسبأ‬ ‫يجدون‬

‫ما بقى‬ ‫باق‬ ‫هو‬ ‫‪،‬بل‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفتوحات‬ ‫بعد‬ ‫‪.‬‬ ‫انتهت‬ ‫إن وظيفته‬ ‫أن يقال‬ ‫‪ ،‬ولا يصح‬ ‫ومكان‬

‫نظام‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫النظام‬ ‫هذا‬ ‫إنشاء‬ ‫إلى‬ ‫السبق‬ ‫فضل‬ ‫‪ ،‬ول!سلام‬ ‫كسبأ‬ ‫الدنيا فقراء لا يجدون‬ ‫فى‬

‫‪.‬‬ ‫الاَن‬ ‫بيننا‬ ‫الشائع‬ ‫الملاجىء‬

‫اهل‬ ‫من‬ ‫المتشددين‬ ‫مذهبَ‬ ‫ذمه‬ ‫فى‬ ‫ذهب‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬مذهبه‬ ‫وثانيهما‬

‫أئمة الحديث‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وغيرهم‬ ‫بن حنبل‬ ‫أحمد‬ ‫السُّنة ‪،‬كالإمام مالك ‪،‬والإمام الشافعى ‪،‬والإمام‬

‫‪ :‬كان‬ ‫الهذيل‬ ‫زُفر بن‬ ‫له فى‬ ‫قال‬ ‫رجلا‬ ‫أن‬ ‫زياد اللؤلؤى‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬ ‫عن‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والفقه‬

‫زفر‬ ‫‪-‬‬ ‫مشيختنا‬ ‫أدركت‬ ‫ما‬ ‫!‬ ‫أحمقك‬ ‫الله ما‬ ‫سبحان‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫ينظر‬

‫والاقتداء بمن‬ ‫الفقه‬ ‫غير‬ ‫هقَهم‬ ‫‪-‬‬ ‫عنهم‬ ‫وأخذنا‬ ‫وَمن جالسنا‬ ‫وأبا حنيفة‬ ‫وأبا يوسف‬

‫تقدمهم‪.‬‬

‫الفقه وأصوله‬ ‫ناحية‬ ‫فى‬ ‫مجدد‬ ‫‪،‬‬ ‫الجوزية‬ ‫قيم‬ ‫تيميَّة وابن‬ ‫كابن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫والاطبى‬

‫لا‬ ‫فيها فرقة واحدة‬ ‫أن الناجى‬ ‫‪ ،‬يرى‬ ‫العقائد‬ ‫فى‬ ‫متشدد‬ ‫‪ ،‬وجامد‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫دونهما‬ ‫لىان كان‬

‫‪ ،‬وتذم ما‬ ‫ظواهرها‬ ‫على‬ ‫النصوص‬ ‫تجرى‬ ‫السنة ‪ ،‬وكانت‬ ‫من أهل‬ ‫فرقة السلف‬ ‫غير ‪ ،‬وهى‬

‫‪ ،‬فلما‬ ‫الأمر‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫الغالب‬ ‫هو‬ ‫مذهبهم‬ ‫التأويل فيها ‪ ،‬وكان‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫يسلكه‬

‫المعتزلة‬ ‫أسرف‬ ‫فيه كما‬ ‫يسرف‬ ‫لم‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫ما تهيبوه‬ ‫التأويل‬ ‫من‬ ‫يتهيب‬ ‫لم‬ ‫الأشعرى‬ ‫جاء‬

‫عل!‬ ‫بما كان‬ ‫يتمسك‬ ‫إلا قليل‬ ‫يبق‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫جمهور‬ ‫على‬ ‫طريقته‬ ‫غلبت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫قبله‬

‫فى‬ ‫عليهم‬ ‫عندى‬ ‫‪ ،‬ولا حرج‬ ‫بن حنبل‬ ‫من أتباع الإمام أحمد‬ ‫السنة ‪ ،‬وكثرهُم‬ ‫أهل‬ ‫سلف‬

‫غيرهم‬ ‫لا يأخذون‬ ‫وقتنا هذا‬ ‫إلى‬ ‫انهم‬ ‫!انما آخُذُ عليهم‬ ‫‪،‬‬ ‫السلف‬ ‫ذلك‬ ‫بمذهب‬ ‫التمسك‬

‫مصلحة‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫مخالفيهم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫بمثل‬ ‫يقابَلوا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتسامح‬

‫بالتى هى‬ ‫لمذهبهِ‬ ‫منا‬ ‫فريق‬ ‫كل‬ ‫ينتصر‬ ‫أن‬ ‫بين أبنائه ‪ ،‬والواجب‬ ‫لأنه يثير العداوة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬

‫المخالفون‬ ‫فلا يُدعع!‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدعوة‬ ‫عليه‬ ‫قامت‬ ‫الذى‬ ‫الأصل‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫أحسن‬

‫من‬ ‫المختلفين‬ ‫بين‬ ‫فيما‬ ‫واجبا‬ ‫يكون‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحسنة‬ ‫والموعظة‬ ‫إليها إلا بالحكمة‬

‫الخلاف بيهم وببن غيرهم‪.‬‬ ‫إلى درجة‬ ‫باب أوْلى ؟ لأن الخلات بينهم لا يصل‬ ‫المسلمين من‬

‫**طي!‬

‫‪236‬‬
‫الدين البلقينى‬ ‫سراج‬

‫اليلقينى الكنانى ‪ ،‬وُلد بقرية بلقينة من‬ ‫بن نصير‬ ‫بن رسلان‬ ‫عمر‬ ‫أبو حفص‬ ‫هو‬

‫سنين‪،‬‬ ‫ابن سبع‬ ‫به وهو‬ ‫بها القرآن وصلى‬ ‫م ‪ ،‬وحفظ‬ ‫هـ = ‪1223‬‬ ‫‪724‬‬ ‫غربية مصر"سنة‬

‫به أبوه‬ ‫قدم‬ ‫المتون ‪ ،‬ثم‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫النحو‬ ‫فى‬ ‫الشافية‬ ‫والكافية‬ ‫والمحرَّر‬ ‫الشاطبية‬ ‫حفظ‬ ‫ثم‬

‫من‬ ‫جماعة‬ ‫على‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ما يحفظه‬ ‫‪ ،‬فعرض‬ ‫سنة‬ ‫ابن اثنتى عشرة‬ ‫إلى القاهرة وهو‬

‫قريته فاستمر‬ ‫به أبوه الى‬ ‫عاد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فهمه‬ ‫وسرعة‬ ‫محفوظه‬ ‫وكثرة‬ ‫بذكائه‬ ‫‪ ،‬فبهرهم‬ ‫علمائها‬

‫يطلب‬ ‫ابنه عمر‬ ‫فاخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫واستوطن‬ ‫القاهرة‬ ‫إلي‬ ‫انتقل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الاحتلام‬ ‫ناهز‬ ‫أن‬ ‫بها إلى‬

‫‪ ،‬والنحوَ على‬ ‫السبكى‬ ‫‪ ،‬فتلقى الفقهُ على‪3‬ت!التقى‬ ‫العلم على شيوخها‬

‫التى‬ ‫الدينية والعربية‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫القماح‬ ‫ابن‬ ‫على‬ ‫والحديثَ‬ ‫‪،‬‬ ‫حيان‬ ‫أبى‬
‫‪--‬‬
‫كثيرأ ‪ ،‬وتزوج‬ ‫انتفع به‬ ‫‪ ،‬وكان يلارم البهاء بن عقيل ‪ ،‬وقد‬ ‫عصره‬ ‫على شيوخ‬ ‫تلقاها‬

‫‪ 5‬العلوم ‪ ،‬فبرع فى الفقه الحد‪-‬لث‬ ‫من‬ ‫بالتدريس بعد أن نال ح!ا‬ ‫ثم اشغل‬

‫الذكاء ما‬ ‫وشدة‬ ‫الحافظة‬ ‫قوة‬ ‫فيه من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والعربية‬ ‫الدينية‬ ‫العلوم‬ ‫وما إليها من‬ ‫والأصول‬

‫به المثل‪،‬‬ ‫يضرب‬ ‫صار‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫صيته‬ ‫وبَعُدَ‬ ‫الاَفاق ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫اسمه‬ ‫‪ ،‬فاشتهر‬ ‫مثله‬ ‫فى‬ ‫لم يشاهَد‬

‫ذكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫موجودون‬ ‫شيوخه‬ ‫بهذا وطبقة‬ ‫‪ ،‬واشتهر‬ ‫الشافعى‬ ‫الناس لمذهب‬ ‫أحفظ‬ ‫وكان‬

‫درسه‬ ‫فى‬ ‫اجتمع‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫للقرطبى‬ ‫الحديث‬ ‫فى‬ ‫مسلم‬ ‫البرهان الحلبى أنه كان يقرأ مختصر‬

‫بكرة النهار إلى ما يقرب‬ ‫من‬ ‫الواحد‬ ‫الحديث‬ ‫فقهاء المذاهب الأربعة ‪ ،‬فكان يتكلم على‬

‫منه‪.‬‬ ‫لم يفرغ‬ ‫وهو‬ ‫‪ ،‬وربما أذَن الظهر‬ ‫الظهر‬ ‫من‬

‫ر‬ ‫ا‬ ‫‪-‬إفتد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫المدازس‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫عمرو‬ ‫بجامع‬ ‫بالخشابية‬ ‫وقد تولى‬

‫م )‬ ‫هـ = ‪1367‬‬ ‫سنة ( ‪vi 9‬‬ ‫‪ ،‬واختير بعد هذ‪%‬ألشامْ‬ ‫العد‪-‬بىفيقا للبهاء السبكى‬

‫العلماء‬ ‫تعصب‬ ‫له فيها أمور من‬ ‫ا!منة ‪ ،‬وجرت‬ ‫‪ ،‬فباشره دون‬ ‫التاج السبكى‬ ‫عن‬ ‫عوضًا‬

‫تنا سمتَ‬ ‫‪ ( :‬أذ‬ ‫له‬ ‫قال‬ ‫الذى‬ ‫كثير‬ ‫بن‬ ‫"كالعماد‬ ‫قللصكل منهم‬ ‫أنصفه‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫عليه‬ ‫هناك‬

‫منك!‬ ‫بعد ابن تمية أحفظ‬ ‫‪ " :‬ما رأيت‬ ‫الجبل الذئ قال له أيضا‬ ‫وكابن شيخ‬ ‫‪!%‬‬

‫ءله‬ ‫منه ‪،‬حتى‬ ‫غير مرة ولكنه لم يتم ‪ ،‬مع أنه ارتقى إلى أعظم‬ ‫بعد هذ‪%‬‬ ‫وعين‬

‫تلاميذه او تلاميذ‬ ‫من‬ ‫القضاة والعلماء كان‬ ‫كبار القضاه ‪ ،‬لأن كثيرأ من‬ ‫فوق‬ ‫كان يجلس‬

‫طبقة‬ ‫عنه‬ ‫يأخذون‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حياته‬ ‫فى‬ ‫المنصب‬ ‫هذا‬ ‫ابنه عَلم الدين‬ ‫ى‬ ‫ول‬ ‫؟ وقد‬ ‫تلاميذه‬

‫هـ=‬ ‫‪508‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫تلاميذه ‪ ،‬وكانت‬ ‫من‬ ‫عصره‬ ‫أكثرُ علماء‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بعد طبقة‬

‫‪.‬‬ ‫ام‬ ‫‪204‬‬

‫‪237‬‬
‫‪،‬‬ ‫إلا انه بلغ رتبة الاجتهاد‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫البلقينى كان‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫ذهب‬ ‫من‬ ‫ولا يذكر‬

‫خاَرجة عن‬ ‫‪ ،‬واختيارات‬ ‫النووى‬ ‫ما رجحه‬ ‫ال!ثمافعح خلاف‬ ‫فى مذهب‬ ‫له ترجيحات‬ ‫وكان‬

‫كاعن‬ ‫‪ :‬إنه خارج‬ ‫الزكاة ‪ ،‬وقال‬ ‫فى‬ ‫الفلوس‬ ‫إخراج‬ ‫بجواز‬ ‫أنه أفتى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫المذهب‬ ‫هذا‬
‫‪-‬‬
‫العلماء ‪ -‬العراقى والبلقينى وابن الملقن ‪ -‬كانوا‬ ‫‪ .‬وقد قيل إن ثلاثة من‬ ‫الشافعى‬ ‫مذهب‬

‫‪ ،‬والثانى فى‬ ‫وفنونه‬ ‫الحديث‬ ‫معرفة‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬الأول‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫أعجوبة‬

‫هذا‬ ‫هناك كثر من‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫‪ ،‬والثالث فى كثرة التصانيف‬ ‫الشافعى‬ ‫التوسع فى معرفة مذهب‬

‫من‬ ‫ما كان‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫يضيفون‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫البلقينى كان‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫ذهبوا‬ ‫الذين‬ ‫عند‬

‫الدين بن عربى‬ ‫من محى‬ ‫وتنفيره‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫المكوس وا‬ ‫ابطاببمل من‬
‫ات‬ ‫ا‬ ‫إزالة‬ ‫فى‬ ‫قيامه‬

‫‪ ،‬هـانما‬ ‫حد‬ ‫عند‬ ‫لا يقف‬ ‫المتصوفة‬ ‫من‬ ‫الصالحين‬ ‫فى‬ ‫له اعتقاد‬ ‫أنه كان‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫كتبه‬ ‫ومطالعة‬

‫‪.‬‬ ‫الوجود‬ ‫وحدة‬ ‫من دعوى‬ ‫إليه‬ ‫نُسب‬ ‫لما‬ ‫بذلك‬ ‫ابن عربى‬ ‫خمى‬

‫فى‬ ‫أولئك الذين كان يققد‬ ‫بعض‬ ‫هذا القرن من‬ ‫مجدد‬ ‫لأن يكون‬ ‫ولهذا كان ترشيحه‬

‫ولده‬ ‫المحاضرة ‪ -‬فقال ‪ ! :‬سمعت‬ ‫فى كتابه ‪ -‬حسن‬ ‫‪ ،‬وقد ذكر ال!بميوطى ذلك‬ ‫صلاحهم‬

‫الدين‬ ‫كمال‬ ‫الشيخ‬ ‫ذكر‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫الدين‬ ‫علم‬ ‫القضاة‬ ‫قاضى‬ ‫! شيخنا‬ ‫البلقينى‬ ‫ولد‬ ‫يعنى‬

‫مائة‬ ‫كل‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫يبعث‬ ‫اللّه‬ ‫‪ :‬إن‬ ‫قاثلا يقول‬ ‫‪ :‬إنه رأى‬ ‫له‬ ‫الأولياء قال‬ ‫أن بعض‬ ‫الدميرى‬

‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫‪ ،‬يعنى‬ ‫بعمر‬ ‫‪ ،‬وختمت‬ ‫بعمر‬ ‫‪ ،‬بُدئت‬ ‫لها دينها‬ ‫يجدد‬ ‫الأمة من‬ ‫لهذه‬

‫القرون‬ ‫رؤوس‬ ‫المبعوثين على‬ ‫شطر‬ ‫أن‬ ‫اللطائف‬ ‫‪ ( :‬ومن‬ ‫السيوطى‬ ‫قال‬ ‫البلقينى ! ثم‬ ‫وعمر‬

‫العيد فى‬ ‫دقيق‬ ‫وابن‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫فى‬ ‫والشافعى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫فى‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬عمر‬ ‫مصريون‬

‫أهل‬ ‫من‬ ‫التاسعة‬ ‫المائة‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫المبعوث‬ ‫أن يكون‬ ‫الثامنة ‪ ،‬وعسى‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والبلقينى‬ ‫السابعة‬

‫له‬ ‫التاسعة ‪ ،‬كما مضى‬ ‫المائة‬ ‫رأس‬ ‫المجدد على‬ ‫هو‬ ‫بهذا أن يكون‬ ‫يرجو‬ ‫أ والسيوطى‬ ‫‪.‬مصر‬

‫فى أرجوزته‪.‬‬

‫فى‬ ‫التوسع‬ ‫لا يتجاوز‬ ‫امره‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫مجددأ‬ ‫أن يكون‬ ‫البلقينى لا يصح‬ ‫أن مثل‬ ‫والحقيقة‬

‫ف!نها لا تقربه‬ ‫النووى‬ ‫ترجيحات‬ ‫تخالف‬ ‫له فيه ترجيحات‬ ‫كان‬ ‫هـاذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الشافعى‬ ‫مذهب‬ ‫معرفة‬

‫دائرة تقليده‬ ‫فى‬ ‫يرجح‬ ‫كان‬ ‫منهمأ‬ ‫‪ ،‬لأن كلا‬ ‫منه ترجيحاته‬ ‫النووى‬ ‫لم تقرب‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫ذلك‬ ‫من‬

‫يكون‬ ‫به ان‬ ‫لا تبلغ‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫أو مجددا‬ ‫مجتهدا‬ ‫يكون‬ ‫به أن‬ ‫‪ ،‬فلا تبلغ‬ ‫الشافعى‬ ‫لمذهب‬

‫إخراج‬ ‫فتواه بجواز‬ ‫مثل‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫المذهب‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫اختياراته الخارجة‬ ‫أو مجددأ‬ ‫مجتهدأ‬

‫يهتز لها إحد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لها شأن‬ ‫يكن‬ ‫هينة لم‬ ‫فتوى‬ ‫الزكاة ‪ ،‬وهذه‬ ‫فى‬ ‫الفلوس‬

‫‪ ،‬ولا تخرج‬ ‫الأربعة‬ ‫المذاهب‬ ‫على‬ ‫دائرة جمودهم‬ ‫فيه ‪ ،‬لأنها لا تجاوز‬ ‫العلماء الجامدبن‬ ‫من‬

‫عفا ألفوه من أحكامها‪.‬‬

‫ابن تيمية ‪ ،‬وذكر‬ ‫سمتَ‬ ‫أن البلقينى ذكَره‬ ‫سبق‬ ‫بن كثير فيما‬ ‫وقد ذكر العماد‬

‫‪YrA‬‬
‫أنه لم‬ ‫والحق‬ ‫‪،‬‬ ‫البلقينى‬ ‫من‬ ‫ابن تيمية أحفظ‬ ‫ير بعد‬ ‫أنه لم‬ ‫أيضا‬ ‫فيما سَبق‬ ‫الجبل‬ ‫ابن شيخ‬

‫المذاهب‬ ‫الجامدين فى الفقه على‬ ‫كان من‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫مدرسته‬ ‫ابن تيمية ولا من‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫يكن‬

‫الدين بن‬ ‫محى‬ ‫ينكر إلا على‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫الأشعرى‬ ‫مذهب‬ ‫العقائد على‬ ‫الأربعة ‪ ،‬وفى‬

‫‪،‬‬ ‫الدعوى‬ ‫منه إلا هذه‬ ‫ينكر‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫الوجود‬ ‫(وحدة‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫؟ لأنه كان‬ ‫الصوفية‬ ‫من‬ ‫عربى‬

‫ابن تيمية؟‬ ‫‪ ،‬وأين هو فى هذا كله من‬ ‫وكان يقر ما عداها من أمور التصوف‬

‫استفرغ‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الذكاء‬ ‫آية فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحفظ‬ ‫قوة‬ ‫آيه فى‬ ‫البلقينى كان‬ ‫أن‬ ‫ننكر‬ ‫ولا‬

‫عليها‪،‬‬ ‫والتعليق‬ ‫شرحها‬ ‫البراعة فى‬ ‫به عند‬ ‫ووقف‬ ‫المتون ‪،‬‬ ‫حفظ‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫ما امتاز به من‬

‫إنه"كان يتكلف‬ ‫نفسه عليه ‪ ،‬حتى‬ ‫قصر‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫ذوق‬ ‫فأفسد هذأ ذوقه فيما عداه ‪ ،‬كما أفد‬

‫وفساد‬ ‫المبتذاسا ‪،‬‬ ‫واللفظ‬ ‫‪،‬‬ ‫الركيك‬ ‫المعنى‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫نسبته‬ ‫تُشرفه‬ ‫بما لا‬ ‫منه‬ ‫فيأتى‬ ‫النظم‬

‫‪،‬‬ ‫الشأن‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫له شأن‬ ‫لكان‬ ‫حرٌ ا طليقا‬ ‫البلقينى كان‬ ‫من‬ ‫الذكاء‬ ‫ذلك‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫الوزن‬

‫نهض‬ ‫كما‬ ‫الدنيا‬ ‫بهم فى‬ ‫العلم ‪ ،‬وتنهض‬ ‫فى‬ ‫شأنهم‬ ‫أمور ترفع من‬ ‫ْولنفعَ المسلمين فى‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫العلم‬ ‫صميم‬ ‫فى‬ ‫نبوغهم‬ ‫كانوا يستخدمون‬ ‫الذين‬ ‫العلماء الأولين‬ ‫شأن‬ ‫‪ ،‬وتعيد‬ ‫غيرهم‬

‫فهم‪،‬‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫الصغر‬ ‫المتون فى‬ ‫حفظ‬ ‫مَن‬ ‫‪،‬‬ ‫المتأخرون‬ ‫فيه العلماء‬ ‫ضئعه‬ ‫فيما‬ ‫يض!يعونه‬

‫عند‬ ‫علمهم‬ ‫‪ ،‬فلا يتجاوزها‬ ‫الصغر‬ ‫من‬ ‫حدها‬ ‫عند‬ ‫والوقوف‬ ‫ليتربى فيهم الجمود عليها‬

‫الكبر‪.‬‬

‫***‬

‫‪923‬‬
‫العالم فى القرن التاسع الهجرى‬ ‫حال‬

‫فيه‬ ‫م ‪ ،‬وكان للمسلمين‬ ‫‪1914‬‬ ‫سنة ‪ 11" 89‬م إلى سنة‬ ‫من‬ ‫يمتد القرن التاسع الهجرى‬

‫وخراسان‬ ‫فيما بين النهر وخُوارزم‬ ‫تيمورلنك‬ ‫الدولة التيمورية التى أنشأها‬ ‫بالمشرق‬ ‫الدول‬ ‫من‬

‫‪،‬‬ ‫أمير نثاد‬ ‫هما‬ ‫ولدين‬ ‫‪ ،‬وترك‬ ‫م‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪708‬‬ ‫سنة‬ ‫تيمورلنك‬ ‫مات‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وتركستان‬

‫عمه‬ ‫بعده‬ ‫‪ ،‬وقام‬ ‫خليل‬ ‫حفيده‬ ‫ملكه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فخلفه‬ ‫أمير نشاد‬ ‫بن‬ ‫خليل‬ ‫هو‬ ‫وحفيداً‬ ‫رخ‬ ‫وشاه‬

‫هـ=‬ ‫( ‪853‬‬ ‫سنة‬ ‫بعد‬ ‫تاريخهم‬ ‫وكان‬ ‫‪c‬‬ ‫بينهم‬ ‫المملكة‬ ‫وق!تَموا‬ ‫تنازعوا‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫رخ‬ ‫شاه‬

‫دولتهم‪.‬‬ ‫ضعف‬ ‫اثرها فى‬ ‫الفتن والحروب‬ ‫لهذه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالفتن والحروب‬ ‫مملوءأ‬ ‫م )‬ ‫‪9144‬‬

‫آسيا‬ ‫على‬ ‫استولت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫أيضأ‬ ‫بالمشرق‬ ‫للمسلمين‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫عليها‬ ‫تيمورلنك‬ ‫هجوم‬ ‫بعد‬ ‫كبوتها‬ ‫من‬ ‫أن تنهض‬ ‫البلقان ‪ ،‬وأمكنها‬ ‫وبلاد‬ ‫الصغرى‬

‫مراد‬ ‫الثانى الملقب بالفاتح ابن السلطان‬ ‫محمد‬ ‫هذا القرن السلطان‬ ‫فى‬ ‫ملوكها‬ ‫أعظم‬ ‫من‬

‫أسره‬ ‫بايزيد الذى‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬واْبوه هو‬ ‫الأول‬ ‫فحمد‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫جلبى‬ ‫محمد‬ ‫الثانى ابن السلطان‬

‫الذى‬ ‫م ؟ وهو‬ ‫هـ = ‪9142‬‬ ‫الملك سنة ‪833‬‬ ‫الثالْى‬ ‫‪ ،‬وقد تولى السلطان محمد‬ ‫تيمورلنك‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪1453‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫مدينة القسطنطينية سنة ‪857‬‬ ‫على‬ ‫دولة الروم الشرقية ‪ ،‬واستولى‬ ‫أسقط‬

‫مدينة‬ ‫أو‬ ‫الإسلام‬ ‫تخت‬ ‫أى‬ ‫‪،‬‬ ‫بول‬ ‫أو إسلام‬ ‫إستانبول‬ ‫وسماها‬ ‫‪،‬‬ ‫لدولته‬ ‫قاعدة‬ ‫واتخذها‬

‫جديدة‬ ‫تنظيمات‬ ‫‪ ،‬فادخل‬ ‫تنظيمها‬ ‫فى‬ ‫أخذ‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫الدولة‬ ‫امر هذه‬ ‫‪ ،‬ولما استقر‬ ‫الإسلام‬

‫العقوبات‬ ‫فألغى‬ ‫‪،‬‬ ‫العقوبات‬ ‫المدنى وقانون‬ ‫القانون‬ ‫مبادىء‬ ‫أول‬ ‫بوضع‬ ‫وقام‬ ‫‪،‬‬ ‫جيشها‬ ‫فى‬

‫مالية‬ ‫عقوبات‬ ‫بدلها‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫بالعين‬ ‫والعين‬ ‫بالسن‬ ‫السن‬ ‫أخذ‬ ‫قاعدة‬ ‫على‬ ‫البدنية التى تقوم‬

‫مختلفة‪.‬‬

‫وكان‬ ‫بلاد العرب‬ ‫دولة المماليك بمصر والشام وبعض‬ ‫بالشرق‬ ‫كان للمسلمين‬ ‫وكذلك‬

‫فى القرن السابق‪،‬‬ ‫ما سبق‬ ‫لبنى العباس على‬ ‫صورلة‬ ‫هذه الدولة خلافة‬ ‫يقوم بجوار ملوك‬

‫‪،‬أما الدولتان‬ ‫الجملة‬ ‫فى‬ ‫عربية‬ ‫كانت‬ ‫بأن صبغتها‬ ‫السابقتين‬ ‫الدولتين‬ ‫الدولة على‬ ‫وتمتاز هذه‬

‫الدولتين‬ ‫عظمة‬ ‫فى‬ ‫الدولة لم تكن‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫تركية محضة‬ ‫صبعهما‬ ‫فكانت‬ ‫السابقتان‬

‫يتنازعونها‬ ‫المماليك‬ ‫أولئك‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫مثلهما‬ ‫أسرة‬ ‫فى‬ ‫مستقرة‬ ‫تكن‬ ‫لا"نها لم‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقتين‬

‫بينهم‪.‬‬

‫‪024‬‬
‫الأقصى‪،‬‬ ‫بالمغرب‬ ‫مَرين‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬ ‫لهم‬ ‫فكان‬ ‫والأندل!‬ ‫المغرب‬ ‫فى‬ ‫أما المسلمون‬

‫دولة‬ ‫‪ ،‬وقد سقطت‬ ‫الأندلس‬ ‫بغرناطة من‬ ‫‪ ،‬ودولة بنى الأحمر‬ ‫والدولة الحفصية بتون!‬

‫ينتمون إلى‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫م ‪ ،‬وقام فى مكانها دولة بنى وَطاس‬ ‫‪l‬‬ ‫‪ilt‬‬ ‫هـ=‬ ‫بنى مرين سنة ‪986‬‬

‫وكانت‬ ‫‪c‬‬ ‫مبرين‬ ‫مبلغ ابنى‬ ‫القوة والعظمة‬ ‫فى‬ ‫تبلغ‬ ‫لم‬ ‫ولكنها‬ ‫‪،‬‬ ‫مرين‬ ‫بنى‬ ‫بطون‬ ‫من‬ ‫بطن‬

‫عليها‪،‬‬ ‫أسبانيا الخناق‬ ‫ملوك‬ ‫إذا ضيَّق‬ ‫مرين‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬ ‫إلى‬ ‫تتجه‬ ‫بغرناطة‬ ‫الأحمر‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬

‫دولة‬ ‫‪ ،‬فأخذت‬ ‫عليهم‬ ‫المسلمين فى المغرب من يساعدها‬ ‫هذه الدولة لم تجد من‬ ‫فلما سقطت‬

‫عليها‬ ‫استولت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫جهة‬ ‫هذا القرن تنتزع أطرافها من كل‬ ‫الأخير من‬ ‫فى النصف‬ ‫أسبَانيا‬

‫ء "‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪2914‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪798‬‬ ‫سنة‬

‫هذا القرن ‪ ،‬بينما‬ ‫القوة فى‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫المشرق على‬ ‫المسلمين فى‬ ‫دول‬ ‫وبهذا كانت‬

‫هذا كان فى‬ ‫المغرب ‪ ،‬ومع‬ ‫فى‬ ‫بين دولهم‬ ‫عملها‬ ‫والانحلال تعمل‬ ‫الضعف‬ ‫عوامل‬ ‫أخذت‬

‫على‬ ‫منقسمين‬ ‫ا‬ ‫كانوا‬ ‫فقل!‬ ‫‪،‬‬ ‫قوتهم‬ ‫على‬ ‫خطره‬ ‫لا يؤمَن‬ ‫الذى‬ ‫الفساد‬ ‫كثير من‬ ‫بالمشرق‬ ‫دولهم‬

‫والظلم‬ ‫أنواع الفساد‬ ‫من‬ ‫فذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫بيغ‬ ‫يجمع‬ ‫اتحاد وارتباط‬ ‫بينهم‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫أنفسهم‬

‫الأثر فيهمِ ‪.‬‬ ‫لها أسوأ‬ ‫التى سيكون‬

‫بقتل‬ ‫أبيه بدأ حكمه‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫الملك‬ ‫تولى‬ ‫لما‬ ‫ا‪/‬لفاتح‬ ‫محمدا‬ ‫السلطان‬ ‫الفساد أن‬ ‫هذا‬ ‫ومن‬

‫ملوك‬ ‫فى‬ ‫عادة سثت‬ ‫كانت‬ ‫ويكبر فينارعه الملك ‪ ،‬وهذه‬ ‫‪ ،‬لئلا يشب‬ ‫أحمد‬ ‫أخيه الرضيع‬

‫على‬ ‫يقوم‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫والغلبة‬ ‫الاشبداد‬ ‫على‬ ‫يقوم‬ ‫كان‬ ‫حكمهم‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬

‫إخوتهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫بها الثورة عليهم‬ ‫التى يأمنون‬ ‫الشعب‬ ‫محبة‬

‫الوزارة فيها الى حالة‬ ‫درجة‬ ‫فساد دولة المماليك فى هذا القرن أن انحطت‬ ‫وبلغ من‬

‫إلى‬ ‫قدم‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بباْ‬ ‫راعيا ببلدة‬ ‫خفيرا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫البباوى‬ ‫محمدا‬ ‫يسمى‬ ‫من‬ ‫تولاها‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫خطيرة‬

‫من‬ ‫القدر فصار‬ ‫‪ ،‬وساعده‬ ‫تجار اللحم‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬ثم خدم‬ ‫الطباخين‬ ‫بعض‬ ‫القاهرة فخدم‬

‫المماليك‪،‬‬ ‫عليه الوزراء فى رواتب‬ ‫‪ ،‬وعؤل‬ ‫جمامته‬ ‫رثيس‬ ‫صار‬ ‫أمواله حتى‬ ‫تخاره ‪ ،‬وكثرت‬

‫ولأه السلطان نظر الدولة طمعًا فى ماله‪،‬‬ ‫يزل فى ازدياد حتى‬ ‫بين ا!ابر‪،‬ولم‬ ‫أمرُه‬ ‫واشتهر‬

‫لا يفقه شيئا ‪ ،‬ولم يكتف‬ ‫جلف‬ ‫بعد المعلم ‪ ،‬برهو عامى‬ ‫بالقاض‬ ‫الترك وتسمى‬ ‫فتزيا بزى‬

‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫السخاوى‬ ‫ذكر‬ ‫‪،‬وقد‬ ‫رت!بة الوزارة‬ ‫رقاه الى‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الدرجة‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫بوصوله‬ ‫السلطان‬

‫وليها من‬ ‫من‬ ‫كثرة‬ ‫‪ ،‬امع‬ ‫منه‬ ‫أوضعُ‬ ‫و!ليَها‬ ‫أنه لم يعلم‬ ‫‪-‬‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫لأهل‬ ‫اللامع‬ ‫الضوء‬ ‫‪-‬‬

‫ينصرف‬ ‫بما‬ ‫بتطبع‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫ذرة‬ ‫مثقال‬ ‫عامَيته‬ ‫فيها عن‬ ‫‪ ،‬وأنه لم يتحول‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫قى‬ ‫الأوباش‬

‫‪.‬‬ ‫بالناس‬ ‫والاستخفاف‬ ‫والعسف‬ ‫الظلم‬ ‫يبالغ فى‬ ‫‪ ،‬وأنه كان‬ ‫خردلة‬ ‫مقدار‬ ‫به عنها‬

‫هذا القرن عند هذا ‪+‬الحد‪،‬‬ ‫بين المسلمين فى‬ ‫الفساد السياسى‬ ‫فى‬ ‫الأمر وقف‬ ‫وليت‬

‫كانوا‬ ‫ملوكها‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الدول‬ ‫هن!ي‬ ‫فى‬ ‫الموفية‬ ‫الطرق‬ ‫أصحاب‬ ‫انضتمَ اليه ازدباد نفوذ‬ ‫فقد‬

‫‪!241‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجلدون‬ ‫( ‪16‬‬
‫فى‬ ‫بالمبالغة‬ ‫يحاولون‬ ‫فكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيهم‬ ‫العامة‬ ‫اعتقاد‬ ‫لازدياد‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫الخضوع‬ ‫فى‬ ‫يبالغون‬

‫‪ .‬وممن‬ ‫حكمهم‬ ‫مساوىء‬ ‫الغفلة عن‬ ‫العامة ‪ ،‬ليستمروا فى‬ ‫لهم أن يكسبوا رضا‬ ‫الخضوع‬

‫الحنفى ‪ ،‬فكان عظيم‬ ‫انصوفية الشيخ محمد‬ ‫الطرق‬ ‫أصحا!ب‬ ‫ذه فى هذا القرن من‬ ‫نفهِ‬ ‫عظم‬

‫لا‬ ‫كان‬ ‫لكنه‬ ‫‪9‬‬ ‫الاعتقاد فيه ‪،‬‬ ‫سىء‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫المماليك‬ ‫من‬ ‫جقمق‬ ‫الظاهر‬ ‫درلة‬ ‫النفوذ فى‬

‫لا أستطيع‪،‬‬ ‫شفاعة‬ ‫لهذا الرجل‬ ‫لا أقبل‬ ‫إنى‬ ‫أقول‬ ‫‪ ( :‬كلما‬ ‫لمن حوله‬ ‫‪ ،‬ويقول‬ ‫يرد له شفاعة‬

‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ططر‬ ‫كان أمره مع السلطان‬ ‫" وكذلك‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫نفسى‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأتعجب‬ ‫بل أقبل شفاعته‬

‫‪ ( :‬رُد اليئ‬ ‫له‬ ‫لها قولى‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫القضاء‬ ‫عن‬ ‫ابن حجر‬ ‫عزل‬ ‫حين‬ ‫إليه جاريته‬ ‫أرسل‬ ‫وقد‬

‫تفارقه‪،‬‬ ‫أن‬ ‫إليها قبل‬ ‫رده‬ ‫هذا‬ ‫بلَّغته‬ ‫) فلما‬ ‫ولايته‬ ‫إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫حجر‬ ‫ابن‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬

‫هذا السلطان فذهب‬ ‫الحنفى ‪ .‬وفد مرض‬ ‫محمد‬ ‫للشيخ‬ ‫هذا الفضل‬ ‫لا ينسى‬ ‫وكان ابن حجر‬ ‫ا‬

‫أصحاب‬ ‫عليه‬ ‫إليه ترادف‬ ‫بذهابه‬ ‫الناس‬ ‫تسامع‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫ليعوده‬ ‫الحنفى‬ ‫محمد‬ ‫إليه الشيخ‬

‫فيما يرد فيه من‬ ‫إليه الفصل‬ ‫اليوم ‪ ،‬ووكل‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫قضيته‬ ‫ألآ ترد‬ ‫‪ ،‬فأمر السلطان‬ ‫الحوائج‬

‫كان شأنه مع باقى الملوك والامراء ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫وثلاثين قضية‬ ‫فى خمس‬ ‫القضايا ‪ ،‬ففصل‬

‫كتب!نا وكتب‬ ‫من‬ ‫رأينا فيما حويناه‬ ‫ولا‬ ‫‪ :‬والله ما سمعنا‬ ‫الكبير‬ ‫تاريخه‬ ‫فى‬ ‫العينى‬ ‫قال‬ ‫حتى‬

‫يومنا‬ ‫إلى‬ ‫الصحابة‬ ‫بعد‬ ‫والعئاد والأستاذين‬ ‫ائشيوخ‬ ‫أخبار‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫فيما اطلعنا‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫غيرنا‬

‫الملوك‬ ‫‪ ،‬عند‬ ‫المقبولة‬ ‫النافذة ‪ ،‬والثمفاعة‬ ‫‪ ،‬والكلمة‬ ‫العز والرفعة‬ ‫من‬ ‫أعطى‬ ‫‪ ،‬أن أحدأ‬ ‫هذا‬

‫الشيخ‬ ‫ما أعطى‬ ‫‪ ،‬مثل‬ ‫لا يعرفه‬ ‫من‬ ‫وعند‬ ‫يعرفه‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬عند‬ ‫الدولة والوزراء‬ ‫وأرباب‬ ‫والأمراء‬

‫الدين الحئفى‪.‬‬ ‫شمس‬ ‫سيدى‬

‫‪ ،‬وازداد فيه‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫الغفلة فى‬ ‫هذه‬ ‫بسبب‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الحالة الاجتماعية‬ ‫فساءت‬

‫غير‬ ‫جن!‬ ‫من‬ ‫كانوا‬ ‫حكامها‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫بمصر‬ ‫المماليك‬ ‫دولة‬ ‫فى‬ ‫شَما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الرعية‬ ‫شقاء‬

‫واستمروا‬ ‫‪،‬‬ ‫رعيتهم‬ ‫فئ‬ ‫يندمجوا‬ ‫أبوا أن‬ ‫الذين‬ ‫الجرك!ى‬ ‫أو‬ ‫الترك‬ ‫من‬ ‫‪ ،/‬اذ كانوا‬ ‫جنسها‬

‫وغيرهم‪،‬‬ ‫طبقات الرعية من فلاحن‬ ‫‪ ،‬مترفعين على‬ ‫جنسهم‬ ‫خصائص‬ ‫محافظين على‬

‫بعضَا من‬ ‫لهم باللقمة التى تسد‬ ‫‪ ،‬ولا يسمحون‬ ‫الزراعية‬ ‫فى (قطاعاتهم‬ ‫يعاملونهم كالعبيد‬

‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫المتصوفة‬ ‫إلا أهـلئك‬ ‫‪ ،‬اللهم‬ ‫عريهم‬ ‫من‬ ‫بعضا‬ ‫‪ ،‬دالا بالخرقة التى تستر‬ ‫جوعهم‬

‫ضيق‬ ‫فيه من‬ ‫هى‬ ‫بما‬ ‫لا تشعر‬ ‫الرعية ‪ ،‬حتى‬ ‫الغفلة على‬ ‫تلك‬ ‫الملوك بضرب‬ ‫أولئك‬ ‫يخدمون‬

‫بما يغدقه‬ ‫ويتمتعون‬ ‫‪،‬‬ ‫الشقاء‬ ‫بين ذلك‬ ‫بحبوحة‬ ‫فى‬ ‫يعيشون‬ ‫المتصوفة‬ ‫أولئك‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫وذلة‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫ولايتهم‬ ‫فى‬ ‫المعتقدة‬ ‫الرعية الغافلة‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫باسم‬ ‫الملوك ‪ ،‬وبما يجنونه‬ ‫أولئك‬ ‫عليبم‬

‫بن عبد الخالق القاهرى المالكى فى قوله‪:‬‬ ‫أحمد‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫صور‬

‫المقتحا!‬ ‫منك‬ ‫الأنجوامُ‬ ‫وشتحنُ‬ ‫حياة سعيدة‬ ‫(ذا شئتَ‪ -‬أن تحيا‬

‫متصَولحا‬ ‫وكن‬ ‫فجانبهم‬ ‫دهالا‬ ‫لسانهم‬ ‫تزى بزى الترك واحفظ‬

‫‪242‬‬
‫بمظهر اولئك‬ ‫يظهر‬ ‫‪ ،‬والمتصولح‬ ‫الحكام‬ ‫بمظهر أولئك‬ ‫الترك يظهر‬ ‫فالمتز! بزى‬

‫‪.‬‬ ‫المغشوش‬ ‫الصلاح‬ ‫الثانى بمظهر‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وشعد‬ ‫إلمجروت‬ ‫بمظهر‬ ‫الأول‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فيسعد‬ ‫المتصوفة‬

‫السياسية‬ ‫حالتهم‬ ‫من‬ ‫بأحسن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫حالة لاالمسلمين العلمية فى‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬

‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية‬ ‫صبغتها‬ ‫السابقة‬ ‫الإسلاميةْ‬ ‫الدول‬ ‫من‬ ‫دولة‬ ‫لكل‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫والاجتماعية‬

‫بين‬ ‫يجمعون‬ ‫كانوا‬ ‫علماءها‬ ‫لأق‬ ‫؟‬ ‫الناحية‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫أثرا فى‬ ‫أقوى‬ ‫التيمورية‬ ‫الدولة‬

‫مركز‬ ‫سمرقظ‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫التفتازانى والسيد الجرجانى‬ ‫السعد‬ ‫طريقة‬ ‫المنقول والمعقول على‬

‫اليها‬ ‫الدولة العثمانية التركية يتجهون‬ ‫العلم فى‬ ‫طلاب‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫العلمية فى‬ ‫الحركة‬

‫‪ ،‬ف!نه لما‬ ‫بروسه‬ ‫قاضى‬ ‫باشا ابن المولى محمود‬ ‫موسى‬ ‫من‬ ‫ثقافتهم ‪ ،‬كما حصل‬ ‫فى تكميل‬

‫عدمائها ‪ ،‬ثم‬ ‫عن‬ ‫وأخذ‬ ‫الرحلة اليها ‪ ،‬فارتحل الى خراسان‬ ‫العلم بها عزم‬ ‫صيت‬ ‫سمع‬

‫علوما اكثيرة واشتهر‬ ‫جمع‬ ‫‪،‬حتى‬ ‫علمائه بسمرقند وغيرها‬ ‫عن‬ ‫ارتحل إلى ما وراء النهر وأخذ‬

‫الرياضية‬ ‫جممهرته بالعلوم‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫زاده الرومى‬ ‫يلقبونه بقاضى‬ ‫البلاد ‪،‬وكانوا‬ ‫تلك‬ ‫بين أهل‬

‫بينهما فترلاك‬ ‫موافقة‬ ‫تحصل‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الجرجانى‬ ‫السيد‬ ‫إنه قرأ على‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫غيرها‬ ‫من‬ ‫كثر‬

‫‪،‬‬ ‫الرياضيات‬ ‫طبعه‬ ‫على‬ ‫‪ :‬نجلب‬ ‫فيه‬ ‫السيد‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫الآخر‬ ‫عن‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫سئل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫درسه‬

‫سببا فى‬ ‫هذا‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫الرياضية‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫الإفادة لى‬ ‫على‬ ‫لا يقدر‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫السيد‬ ‫فى‬ ‫وتجال هو‬

‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫سيأتى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫بسمرقند‬ ‫أنثأه‬ ‫الذى‬ ‫المرضد‬ ‫به فى‬ ‫واستعانته‬ ‫لها‬ ‫بك‬ ‫أولوغ‬ ‫تقديم‬

‫عليه‪.‬‬

‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫العلمية‬ ‫العثمانية التركية متأثرة بالحركة‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫العلمية‬ ‫الحركة‬ ‫فكانت‬

‫من علماء‬ ‫والسيد الجرجانى وغيرهما‬ ‫التفتارانى‬ ‫السعد‬ ‫(ن كتب‬ ‫كبير ‪،‬‬ ‫التيمورية الى حد‬

‫بالدولة العثمانية التركية‪،‬‬ ‫تُدَرس ‪-‬فى المدارس والمساجد‬ ‫التى كانت‬ ‫الدولة التيمورية هى‬

‫الدولة كانوا‬ ‫بلاد هذه‬ ‫الثقائق النعمانية ‪ -‬أن طلبة العلم فى‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬

‫انفنَارِى ‪ ،‬فزادهم‬ ‫بن حمزة‬ ‫الدين محمد‬ ‫شمس‬ ‫الجمعة والثلاثاء إلى رمن‬ ‫يومى‬ ‫يعطون‬

‫فى‬ ‫الطلاب‬ ‫التفتارانى ‪ ،‬ورغب‬ ‫رمانه تا‪-‬ليف‬ ‫فى‬ ‫الاثنين ‪ ،‬لأنه اشتهر‬ ‫يوم‬ ‫العطلة‬ ‫إليهما فى‬

‫الاشتغال‬ ‫الى‬ ‫الطلاب‬ ‫فاحتاج‬ ‫‪،‬‬ ‫نخها‬ ‫انتشار‬ ‫لعدم‬ ‫بالشرأء‬ ‫لا توجد‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫قراءتها‬

‫ب!شخها‪.‬‬ ‫فيه أيضا‬ ‫اليوم ليشتغلوا‬ ‫ذلك‬ ‫بكتابتها ‪ ،‬فزادهم‬

‫هذا‬ ‫اوائل‬ ‫فى‬ ‫التيمورية‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫العلمية‬ ‫تأثرا بالحركة‬ ‫أقل‬ ‫المماليك‬ ‫دولة‬ ‫وكانت‬

‫بالعلوم ال!نقلية ‪ ،‬فلم‬ ‫أهلها الاشغال‬ ‫على‬ ‫يغلب‬ ‫‪ ،‬ولأنه كان‬ ‫بعيدة عنها‬ ‫‪ ،‬لأنها كانت‬ ‫القرن‬

‫الدولة‬ ‫علماء‬ ‫كئيرا من‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الدولة التيمورية‬ ‫العلم إلى‬ ‫طلب‬ ‫فى‬ ‫يُفىَ فيها بالرحلة‬ ‫يكن‬

‫تأثروا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بين أهلها‬ ‫طريقتهم‬ ‫‪ ،‬فنثروا‬ ‫وكيرها‬ ‫المماليك بمصر‬ ‫دولة‬ ‫إلى‬ ‫التيمورية رحلوا‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أواخر‬ ‫بها فى‬

‫‪243‬‬
‫بن سليمان الكافيجى‪،‬‬ ‫الدين محمد‬ ‫فى هذا القرن محى‬ ‫منهم الى مصر‬ ‫وممن رحل‬

‫تلامذة السعد التفتاَزانى‪،‬‬ ‫من‬ ‫النحو ‪ ،‬وكان‬ ‫الكافية فى‬ ‫لكتاب‬ ‫ولُقب بهذا لكثرة تدريسه‬

‫ملوكها‬ ‫له الأعناقْ ‪ ،‬لأن‬ ‫‪ ،‬وذلت‬ ‫له فيها الرجال‬ ‫خضعت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫مصر‬ ‫أمره فى‬ ‫اشتهر‬ ‫وقد‬

‫‪ ،.‬فأقبل‬ ‫الجنس‬ ‫بصلة‬ ‫إليهم‬ ‫يمت‬ ‫إذا كان‬ ‫سيما‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫غريب‬ ‫كل‬ ‫المماليك كانوا يقذمون‬ ‫من‬

‫فن‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫عنده‬ ‫يتزاحمون‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫طبقة‬ ‫طبقةَ بعد‬ ‫عنه‬ ‫وأخذوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الغلم‬ ‫طلاب‬ ‫عليه‬

‫صاروا‬ ‫حتى‬ ‫حياته‬ ‫فى‬ ‫طلابه‬ ‫تقدم‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫والمنقول‬ ‫بين المعقول‬ ‫ا‬ ‫يجمع‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫ومذهب‬

‫الى‬ ‫وصل‬ ‫دولة المماليك ‪ ،‬وذاع ‪.‬صيته حتى‬ ‫نفوذه فى‬ ‫عظم‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫أعيان وقتهم‬

‫ميزته‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫وجوائزهم‬ ‫إليه هداياهم‬ ‫يرسلون‬ ‫ملوكها‬ ‫العثمانية التركية ‪ ،‬وكان‬ ‫الدولة‬

‫شرح‬ ‫العقيمة فى‬ ‫الفلسفة‬ ‫به من‬ ‫‪ ،‬وما تعنى‬ ‫العجمية‬ ‫الطريقة‬ ‫إلا براعته فى‬ ‫مصر‬ ‫علماء‬ ‫على‬

‫ذكر‬ ‫حئى‬ ‫‪،‬‬ ‫تحتها‬ ‫لا طائل‬ ‫فلسفية‬ ‫صبغة‬ ‫وصبغها‬ ‫النقلية ‪،‬‬ ‫المسائل العلمية‬ ‫المتوذ وتوجيه‬

‫والإسهاب‬ ‫فتاواه الدينية البسط‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬الضوء‪ ،‬اللامع ‪ -‬أنه كان يسلك‬ ‫فى كتاب‬ ‫السخاوى‬

‫منها ‪ ،‬وقد‬ ‫إلى الغرض‬ ‫معه الرصول‬ ‫يصعب‬ ‫فى هذا إلى حد‬ ‫‪ ،‬ويصل‬ ‫المعقول‬ ‫فى‬ ‫والتوسع‬

‫الدين‬ ‫جلال‬ ‫عن‬ ‫الشقاثق النعمانية ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫‪ ،‬ونقل‬ ‫تُصادم المنقول وتخالفه‬

‫فغضب‬ ‫) ؟‬ ‫" رَيدٌ قائم‬ ‫ما إعراب‬ ‫له يومَا ‪:‬‬ ‫أنه قال‬ ‫‪-‬‬ ‫تلامذته‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪:‬‬ ‫السيوطى‬

‫" ريد‬ ‫‪ :‬فى‬ ‫له‬ ‫! فقال‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬نسأل‬ ‫الصغار‬ ‫مقام‬ ‫فى‬ ‫صرنا‬ ‫‪ :‬قد‬ ‫له‬ ‫وقال‬ ‫السيوطى‬

‫حتى‬ ‫المجلس‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫لا أقوم‬ ‫‪:‬‬ ‫السيوطى‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫بحثا‬ ‫عشر‬ ‫وثلاثة‬ ‫مائة‬ ‫‪،‬‬ ‫قائم‬

‫فنقلها منه‪.‬‬ ‫تذكرتها‬ ‫‪ .‬فأخرج‬ ‫أستفيدها‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫البخارى‬ ‫بن محمد‬ ‫فى هذا القرن العلاء محمد‬ ‫منهم إلى مصر‬ ‫وممن رحل‬

‫‪ ،‬وعطمه‬ ‫مذهب‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫الطلاب‬ ‫مصر‬ ‫تلامذة السعد التفتازانى ‪ ،‬وقد انثال عليه فى‬ ‫من‬

‫‪،‬‬ ‫يساره كالسلطان‬ ‫وعن‬ ‫يمينه‬ ‫عن‬ ‫هو والقضاة يجلسون‬ ‫اجتمع‬ ‫إذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والأصاغر‬ ‫ا!ابر‬

‫إلى السلطان‬ ‫يرسل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫عليهم‬ ‫وأغلظ‬ ‫وعظهم‬ ‫عنده أعيان الد"ولة بالغ فى‬ ‫حضر‬ ‫هـاذا‬

‫بدعة‬ ‫ينكره‬ ‫وبما كان‬ ‫‪،‬‬ ‫المظالم والبدع‬ ‫ب!رالة ما يراه من‬ ‫‪ ،‬ويأمزه‬ ‫غلظة‬ ‫أشد‬ ‫بما هو‬ ‫يعظه‬

‫فيه!‬ ‫ما يقع‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الطريق‬ ‫وأمن‬ ‫بالحج‬ ‫الناس‬ ‫اعلان‬ ‫الأصل‬ ‫لأنها يراد منها فى‬ ‫‪،‬‬ ‫المحمل‬

‫للفساد الذى يقع فيها‪.‬‬ ‫إبطالها حسفا‬ ‫‪،‬فيجب‬ ‫هذه المصلحة‬ ‫الفساد كثر من‬ ‫من‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫الدبن الشروانى‬ ‫بن مراهم‬ ‫محمد‬ ‫ا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫منهم إلى مصر‬ ‫وممن رحل‬

‫امام‬ ‫الجلوس‬ ‫فى‬ ‫لها آداب‬ ‫لأنها كان‬ ‫‪،‬‬ ‫التعيم‬ ‫فى‬ ‫العجمية‬ ‫الطريقة‬ ‫بآداب‬ ‫طلابه‬ ‫يأخذ‬

‫إذا‬ ‫منهم‬ ‫الطالب‬ ‫ان‬ ‫هذا‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫والجفاء‬ ‫بالغلظة‬ ‫الطلاب‬ ‫أخذ‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫السؤال‬ ‫وفى‬ ‫الأستاذ‬

‫فى غيره عقابا له‪.‬‬ ‫بالقراءة‬ ‫المجىء فى وقته يُمنع من تعويضه‬ ‫عن‬ ‫غاب‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫الرومى‬ ‫بن مصلح‬ ‫فى هذا القرن علاء الدين على‬ ‫منهم الى مصر‬ ‫وممن رحل‬

‫وافرة من‬ ‫حرمة‬ ‫مصر‬ ‫‪ ،‬وقد نالته فى‬ ‫الدين المتازانى والسيد الجرجانى‬ ‫تلامذة سعد‬ ‫من‬

‫‪244‬‬
‫شيئا بالقياس إلى‬ ‫عملهم‬ ‫بالعلماء المصريين ‪ ،‬ولا يرى‬ ‫يستخ!‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫برسباى‬ ‫الأشرف‬

‫الدين التفتازانى والسيد الجرجانى‪.‬‬ ‫سعد‬ ‫العلم الذى أخذه عن‬

‫من‬ ‫وغيرهم‬ ‫التعليم بين علماء بصر‬ ‫الطريقة ‪.‬العجمية فى‬ ‫لهذا أثرهْفى شيوع‬ ‫وكان‬

‫فى كتاب‬ ‫‪ ،‬وقد ذكر السخاوى‬ ‫البارعن فيها كعلماء العجم‬ ‫من‬ ‫صاروا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫علماء العرب‬

‫المعروف‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫درس‬ ‫حضرا‬ ‫أبناء العجم‬ ‫أن اثنين من‬ ‫اللامع ‪-‬‬ ‫الضوء‬ ‫‪- .‬‬

‫والسيد‪،‬‬ ‫السعد‬ ‫كتب‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬ ‫المطول والمختصر‬ ‫بدرس‬ ‫يعنى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالشئمنىْ‬

‫هذه‬ ‫بدرس‬ ‫من ينهض‬ ‫العرب‬ ‫أبناء‬ ‫‪ ،‬وذكرا أنهما لم يظنا ان فى‬ ‫فأعجبا بدرسه إعجابا عظيما‬

‫الكعب‪.‬‬

‫بين‬ ‫والشرح‬ ‫الطريقة التى تعنى بالجمع والاختصار‬ ‫هذا القرن هذه‬ ‫فى‬ ‫فاستحكمت‬

‫شغفهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وبلغ‬ ‫متونا‬ ‫التى سموها‬ ‫المختصرات‬ ‫حفظ‬ ‫على‬ ‫فيه إقبالهم‬ ‫‪ ،‬وارداد‬ ‫المسلمين‬

‫‪ ،‬كما حكى‬ ‫غير فهم‬ ‫ولو من‬ ‫قبل درسها‬ ‫بحفظها‬ ‫ودراستها أنهم كانوا ‪.‬يتواصون‬ ‫بحفظها‬

‫متن من!كل‬ ‫أمره بحفظ‬ ‫أباه‬ ‫أن‬ ‫المولى بن الأشرف‬ ‫‪ -‬الشقائق النعمانية ‪ -‬عن‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬

‫م! حفظه‬ ‫معانيها صار‬ ‫فى دراستها وبلغ مرتبة اشخراج‬ ‫قبل أن يفهم معناه ‪ ،‬فلما شرع‬ ‫علم‬

‫حَل ما يُسأل عنه‬ ‫زمانه فى سرعة‬ ‫بهذا أعجوبة‬ ‫صار‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫منها معلوما عنده دفعه واحدة‬

‫التى‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬وهى‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫الطبقة السابعة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العلم‬ ‫مشاكل‬ ‫من‬

‫م ) ‪.‬‬ ‫‪1483 -‬‬ ‫‪1441‬‬ ‫هـ(‬ ‫سنة ‪886‬‬ ‫هـإلى‬ ‫سننة ‪855‬‬ ‫تمتد من‬

‫الاشتغال بما‬ ‫عن‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وازداد بعدهم‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫علماء‬ ‫فارداد بهذا ضعف‬

‫التصوف‬ ‫فى هذا القرن مشكلة‬ ‫علمية عندهم‬ ‫مشكلة‬ ‫كبر‬ ‫كانت‬ ‫فيه ‪ ،‬حتى‬ ‫يفيد المسلمين‬

‫بين التصوف‬ ‫‪ ،‬والخلط‬ ‫وابن الفارض‬ ‫عربى‬ ‫الدين بن‬ ‫إليه محى‬ ‫ذهب‬ ‫الذى‬ ‫الفلسفى‬

‫‪ ،‬وأخذا‬ ‫الولاية‬ ‫دعوى‬ ‫بينه وبين‬ ‫جمعا‬ ‫فيه أنهما‬ ‫جديدهما‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫قبلهما‬ ‫قديم‬ ‫والفلسفة‬

‫‪،‬‬ ‫الوجود‬ ‫والاتحاد ووخدة‬ ‫بالحلول‬ ‫القول‬ ‫توهم‬ ‫فيه شطحات‬ ‫‪،‬ويشطحان‬ ‫العائة‬ ‫بانه إلى‬ ‫يقرً‬

‫ويكفرهما‪،‬‬ ‫عليهما‬ ‫ينكر‬ ‫فريق‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫شأنهما‬ ‫فى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫علماء‬ ‫فانقسبم‬

‫كلام‬ ‫فى‬ ‫بأن التأويل لا يصح‬ ‫الأول‬ ‫الفريق‬ ‫عليه‬ ‫فيردُّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫ع!نهما فى‬ ‫ما ورد‬ ‫يؤومل‬ ‫وفريق‬

‫‪.‬‬ ‫السلام‬ ‫عليهم‬ ‫رسله‬ ‫او كلام‬ ‫الله تعالى‬ ‫كلام‬ ‫الا فى‬ ‫‪ ،‬فلا يكون‬ ‫المعصوم‬ ‫غير‬

‫المتصوفة‪،‬‬ ‫فيه جهل‪/‬‬ ‫عليهم‬ ‫علماء هذا القرن إلى هذا الحد طغى‬ ‫ضعفُ‬ ‫وصل‬ ‫ولما‬

‫علم‬ ‫يعلو على‬ ‫لَدُنيا‬ ‫علفا‬ ‫جهله!م‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫العلماء‬ ‫قدر هؤلاء‬ ‫ارتفع قدرُهم على‬ ‫حتى‬

‫المحرَّمات‬ ‫بعض‬ ‫أمثاله فعل‬ ‫للاولياء من‬ ‫بأنه يباح‬ ‫يفتى‬ ‫الثاذلى‬ ‫أبو المواهب‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫غيرهم‬

‫سوزا غير‬ ‫أن يؤلف‬ ‫المجذوب‬ ‫شعبان‬ ‫الجرأة بمن يسمى‬ ‫(‪ ، )1‬ووصلت‬ ‫الزمان‬ ‫أهل‬ ‫للتستر عن‬

‫‪. 64‬‬ ‫(‪ )1‬الطبقات الكبرى لثمعرانى ج ‪ 2‬ص‬

‫‪245‬‬
‫عليه‪،‬‬ ‫المساجد فى يوم الجمحة وغيرها فلا ينكر أحد‬ ‫كراسى‬ ‫القرآن ‪ ،‬ثم يقرؤها على‬ ‫سور‬

‫هذا‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫والفواصل‬ ‫الآيات‬ ‫فيه من‬ ‫لما‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫ما يتلوه‬ ‫أن‬ ‫العوائمُ يظنون‬ ‫كان‬ ‫بل‬

‫يضربوننا‬ ‫بالمؤتفكات‬ ‫الثه لنا قوما‬ ‫أرسل‬ ‫‪ ،‬ولقد‬ ‫بصادقين‬ ‫هود‬ ‫تصديق‬ ‫‪ ( :‬وما أنتم فى‬ ‫قوله‬

‫ما‬ ‫ثواب‬ ‫اجعل‬ ‫‪ :‬اللهم‬ ‫يقول‬ ‫تلاوته‬ ‫من‬ ‫) ف!ذا فرغ‬ ‫ناصرين‬ ‫لنا من‬ ‫أموالنا وما‬ ‫ويأخذون‬

‫هذا‬ ‫مع‬ ‫الناص‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ممن قرأ لهم‬ ‫فلان وفلان‬ ‫صحائف‬ ‫الكلام العزيز فى‬ ‫قرأنأه من‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫رؤيته عيدا عندهم‬ ‫الاعتقاد فيه ‪ ،‬بل كانوا يعذُون‬ ‫فى‬ ‫‪.‬يبالغون‬

‫وثمانمائة أن يبنى له‬ ‫وعشرين‬ ‫نيف‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫سليمان‬ ‫بن‬ ‫وأراد الثميخ أحمد‬

‫والبلقينى‬ ‫حجر‬ ‫ابن‬ ‫عليه‬ ‫فأنكر‬ ‫‪،‬‬ ‫بة‬ ‫المتخرً‬ ‫المساجد‬ ‫من‬ ‫له طوبا‬ ‫يجمع‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫مسجدا‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫صحنه‬ ‫فى‬ ‫كرسيا‬ ‫إلى الجامع الأرهر ونصب‬ ‫علماء الأزهر ‪ ،‬فذهب‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬

‫عن‬ ‫قال ‪ " :.‬مَن يسألنى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الأحمر‬ ‫عينه كالجمر‬ ‫صارت‬ ‫حتى‬ ‫حاله‬ ‫تغيرت‬ ‫جمليه وقد‬ ‫جلس‬

‫‪ ،‬ولما‬ ‫منهم‬ ‫أحد‬ ‫يسأله‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫كلهم‬ ‫الأرهر‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬فبهت‬ ‫عنه‬ ‫أجيبه‬ ‫السماء‬ ‫من‬ ‫نزل‬ ‫ع لم‬ ‫كل‬

‫وقلتَ‬ ‫‪،‬‬ ‫وكذا‬ ‫كذا‬ ‫منك‬ ‫وقع‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقالوا‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫هنا‬ ‫إلى‬ ‫بى‬ ‫جاء‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫مما اعتراه‬ ‫أفاق‬

‫علماء‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫‪ .‬وذهب‬ ‫لافترسناه‬ ‫إلينا أحد‬ ‫دته ‪ ،‬لو خرج‬ ‫‪ :‬الحمد‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫وكذا‬ ‫‪Lis‬‬

‫فى‬ ‫يختلى‬ ‫فوجدوه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫فناموا عنده‬ ‫الحافي ‪،‬‬ ‫المتبولى ببركة‬ ‫إبراهيم‬ ‫الشيخ‬ ‫الى‬ ‫الأزهر‬

‫قاضى‬ ‫الى‬ ‫‪ .،‬وشكوه‬ ‫بهما‬ ‫خلوته‬ ‫عليه‬ ‫‪ ْ،‬فأنكروا‬ ‫الأمراء‬ ‫أولاد‬ ‫من‬ ‫بثمابين أمردين‬ ‫اليل‬

‫تختلى‬ ‫أنك‬ ‫عيك‬ ‫يذَعون‬ ‫هزلاء‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫إليه فأحضبره‬ ‫فأرسل‬ ‫‪،‬‬ ‫بالصالحيةْ‬ ‫الشرع‬

‫لحيته بأسنانه‬ ‫على‬ ‫وقبض‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا هكذا‬ ‫‪ :‬ما هو‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرع‬ ‫فى‬ ‫حرام‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشباب‬

‫بلاد الفرنجة‬ ‫فى‬ ‫أنهم أسروا‬ ‫‪ ،‬ثم أشيع‬ ‫خبر‬ ‫لهم‬ ‫يُعرف‬ ‫فلم‬ ‫صاثحين‬ ‫‪ ،‬فخرجوا‬ ‫فيهم‬ ‫وصاح‬

‫شفاعة‪.‬‬ ‫فيهم‬ ‫يقبل‬ ‫فلم‬ ‫عنده‬ ‫فيهم‬ ‫شفع‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وتئصروا‬

‫السعداء ‪،‬‬ ‫هذا القرن يثيخ خانقاه سعيد‬ ‫مجدد‬ ‫أن يكون‬ ‫الذى رجا‬ ‫السيوطى‬ ‫وكان‬

‫بمظاهر‬ ‫كانوا يظهرون‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الصوفية‬ ‫بتكاليفها‬ ‫يهتمون‬ ‫ولا‬ ‫أوقافها‬ ‫فى‬ ‫ينعمون‬ ‫أهلها‬ ‫فرأى‬

‫الخالقاه ‪ ،‬فئاروا عليه‬ ‫هذه‬ ‫أوقات‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فأراد أن يحرمهم‬ ‫والبغال‬ ‫الخيل‬ ‫الأغنياء ‪ ،‬ويقتنون‬

‫على‬ ‫بالقبقافي‬ ‫بأنه ضربه‬ ‫بعضُهم‬ ‫وفاخر‬ ‫بثيابه ‪،‬‬ ‫الميضأة‬ ‫فى‬ ‫وألقوه‬ ‫‪،‬‬ ‫ضربأ‬ ‫وأوسعوه‬

‫كيف‬ ‫المسلمون‬ ‫ليعلم‬ ‫أفه لا بُد مِن ذكره‬ ‫منا ‪ ،‬ونرى‬ ‫كره‬ ‫على‬ ‫مما نذكره‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫كتميما ‪ ،‬الى‬

‫الآن إليه‪.‬‬ ‫ما وصلوا‬ ‫الى‬ ‫وصلوا‬

‫جانب‬ ‫شيئأ هاقأ فى‬ ‫المسلمين ف!نه كان‬ ‫جانب‬ ‫فى‬ ‫بشىء‬ ‫هذا القرن ليس‬ ‫!اذا كان‬

‫ذ‬ ‫إ‬ ‫فيها ‪،‬‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫من‬ ‫يُعَذُ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الميلادى‬ ‫عثر‬ ‫الخامس‬ ‫فيها القرن‬ ‫‪ ،‬لأنه يقابل‬ ‫أور"ئا‬

‫بها أوربا‬ ‫نكبة أصيبت‬ ‫كبر‬ ‫بيد الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬وكانت‬ ‫القسطنطينية‬ ‫فيه سقوط‬ ‫وقع‬

‫‪.‬‬ ‫‪168 ،‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪ 2‬ص‬ ‫(‪ )1‬الطبقات الكبرى للشحرانى ج‬ ‫‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫امام الدولة‬ ‫الشرق‬ ‫جهة‬ ‫أوربا من‬ ‫دولة الروم الشرقية فتح‬ ‫‪ ،‬لأن زوال‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬

‫تستسلم‬ ‫ولم‬ ‫‪"،‬‬ ‫والقنوط‬ ‫اليأس‬ ‫النكبة فى‬ ‫بهذه‬ ‫أوربا الغربية لم تقع‬ ‫العثمانية التركية ‪ ،‬ولكن‬

‫م )‬ ‫‪14 5 r‬‬ ‫هـ=‬ ‫القسطنطينية سنة ( ‪857‬‬ ‫والتأخر ‪ ،‬بل كان سقوط‬ ‫الضعف‬ ‫بها لعوامل‬

‫‪ ،‬لأن أهل‬ ‫الحديث‬ ‫إلى العصر‬ ‫الوسيط‬ ‫العصر‬ ‫أوربا نقطة التحول من‬ ‫معدودأ عند مؤرخى‬

‫هناك علاقة‬ ‫الميلادى ‪ ،‬فكانت‬ ‫أول القرن الثالث عشر‬ ‫القديم من‬ ‫أوربا أخذوا يثورون على‬

‫اللغة البونانية فى‬ ‫بسببها تعلم‬ ‫‪ ،‬وانتثر‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫الروم الشرقية‬ ‫ثقافية بين (يطاليا ودولة‬

‫إلى‬ ‫سقوطها‬ ‫بعد‬ ‫القسطنطينية‬ ‫علماء‬ ‫‪ ،‬فلما هاجر‬ ‫اللاتينية‬ ‫النقل منها الى‬ ‫إيطاليا ‪ ،‬وانتشر‬

‫اليونانى والفلسفة‬ ‫أهلها بالأدب‬ ‫فى‬ ‫الميلادى ازداد الثحغف‬ ‫عثر‬ ‫القرن الخامس‬ ‫(يطاليا فئ‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الأدب‬ ‫هذا‬ ‫يلبث‬ ‫‪،‬لم‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانى‬ ‫متأثر بالأدب‬ ‫لاتينى‬ ‫أدبٌ‬ ‫لهم‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫ا اليونانية ‪،‬‬

‫كبير‬ ‫فضل‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الطباعة‬ ‫لاختراع‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وانجلترا وألمانيا وهولندا‬ ‫فرنسا‬ ‫فى‬ ‫انتشر‬

‫انتشار هذه النهضة‪.‬‬ ‫فى سرعة‬

‫‪ ،‬وهو‬ ‫عشر‬ ‫الميلادى والسادس‬ ‫عشر‬ ‫القرنَ الخامس‬ ‫النهضة فى أوربا يشمل‬ ‫وعصرُ‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وإنما لم يكن‬ ‫كما سبق‬ ‫الحديث‬ ‫إلى العصر‬ ‫الوسيط‬ ‫العصر‬ ‫من‬ ‫نقطة التحول‬ ‫يُعَد‬

‫بستمذُون‬ ‫فيه أتباع لأفلاطون‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫إثر القديم‬ ‫فيه كثير من‬ ‫لأنه كان‬ ‫الحديث‬ ‫الحصي‬ ‫صميم‬

‫الفلسفة‬ ‫دراسة‬ ‫ستار‬ ‫تحت‬ ‫الإلحاد‬ ‫يذيعون‬ ‫رُشد‬ ‫لابن‬ ‫وأتباغ‬ ‫‪،‬‬ ‫طبيعى‬ ‫دين‬ ‫أسباب‬ ‫منه‬

‫‪ ،‬واَخرون‬ ‫والتنجيم‬ ‫الطبيعة بالسحر‬ ‫أسرار‬ ‫معرفة‬ ‫يحاولون‬ ‫‪ ،‬وعلماء‬ ‫الرشدية‬ ‫الأرسطوطالية‬

‫اصول‬ ‫فى‬ ‫الشك‬ ‫يثيرون‬ ‫ونُقاد‬ ‫ا ‪،‬‬ ‫والطبيعيات‬ ‫الرياضيات‬ ‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫العلم‬ ‫أساس‬ ‫يضعون‬

‫هذه الاتجاهات المختلفة‪،‬‬ ‫جميع‬ ‫فى عقولهم‬ ‫تضطرب‬ ‫المعرفة ‪ ،‬وفلاسفة‬ ‫ومبادىء‬ ‫الأخلاق‬

‫‪/‬‬ ‫‪ْ.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الدين والفلسفة‬ ‫بمذاهب غامضة مختلطة فى‬ ‫منهاِ‬ ‫فيخرجون‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬إلى نهضة‬ ‫إفى السياسة‬ ‫نهضة‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫النواحى‬ ‫مختلفة‬ ‫النهضة‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬

‫كانت‬ ‫فقد‬ ‫السياسية‬ ‫‪ ،‬فأما النهضة‬ ‫الاختراع‬ ‫فى‬ ‫نهضة‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫فى ‪0‬الدين‬ ‫نهضة‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫العلم‬

‫فيها الملك‬ ‫اسبانيا قام بالنهضة‬ ‫فقى‬ ‫‪،‬‬ ‫وانجلترا وروسيا‬ ‫وفرنسا‬ ‫أسبانيا والبرتغال‬ ‫فى‬ ‫قائمة‬

‫القوة والعظمة‪،‬‬ ‫من‬ ‫عصرأ‬ ‫إيزابيلا ‪ ،‬وابتدأت أسبانيا فى عهدهما‬ ‫وزوجه‬ ‫فردينند الخاس!‬

‫ما فى‬ ‫كل‬ ‫لشعبها ‪ ،‬فبذلت‬ ‫الذكاء والإخلاص‬ ‫من‬ ‫عظيم‬ ‫جانب‬ ‫على‬ ‫روجته‬ ‫إيزابيلا‬ ‫كانت‬

‫سلطان‬ ‫اضعات‬ ‫على‬ ‫تستبد فى أفراده ‪ ،‬فعملت‬ ‫طبقة الأشراف‬ ‫به ‪ ،‬وكانت‬ ‫طاقتها للنهوض‬

‫الميلادى‬ ‫القرن الثالث عشر‬ ‫فى‬ ‫التى تألفت‬ ‫الأخوة المقدسة‬ ‫جمية‬ ‫الطبقة ‪ ،‬وساعدت‬ ‫هذه‬

‫فيها‬ ‫يسعون‬ ‫الذين‬ ‫‪،‬‬ ‫ومعاقبة‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاد‬ ‫فى‬ ‫العدل‬ ‫اليها نشر‬ ‫ففؤضت‬ ‫‪،‬‬ ‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫لأجل‬

‫هذه‬ ‫شكت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وغيرهم‬ ‫الأشراف‬ ‫بين طقة‬ ‫غير أن تفرق‬ ‫بهذا من‬ ‫‪ .‬بالفساد ‪ ،‬فقامت‬

‫‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ص‬ ‫الحديثة‬ ‫(‪ )1‬تاريخ الفلسفة‬

‫‪247‬‬
‫الجمعية تحت‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وأدخل‬ ‫عنها‬ ‫الجمعية إلى الملك فردينند فأعرض‬ ‫هذه‬ ‫الطبقة من‬

‫فى‬ ‫استولى‬ ‫الذى‬ ‫الملك هو‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الظالمة‬ ‫الطبقة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫بها من!الفضاء‬ ‫‪ ،‬ليتمكن‬ ‫حمايته‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الخناق عليها إلى‬ ‫يضيى‬ ‫‪ ،‬ومكث‬ ‫بغرناطة‬ ‫إلأحمر‬ ‫بنى‬ ‫بلاد دولة‬ ‫كثير من‬ ‫على‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫نهاية هذا‬ ‫فى‬ ‫أسقطها‬

‫هـ=‬ ‫( ‪308‬‬ ‫سنة‬ ‫قامت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ورعاياهم‬ ‫فيها ملوكها‬ ‫قام بالنهضة‬ ‫البرتغال‬ ‫وفى‬

‫من‬ ‫يد حكامها‬ ‫أفريقية ‪ ،‬وينتزعها من‬ ‫ليغزو سواحل‬ ‫بحرى‬ ‫م ) بتجهيز جيش‬ ‫‪014 0‬‬

‫يحرضن‬ ‫‪ ،‬فكن‬ ‫الجيش‬ ‫تجهيز ذلك‬ ‫فى‬ ‫آلرجال‬ ‫‪ ،‬وكانتا النساء تنافس‬ ‫المسلمين وغيرهم‬

‫هذا‬ ‫استولى‬ ‫وقد‬ ‫به ‪،‬‬ ‫الا ممن يلتحق‬ ‫يأبين التزوج‬ ‫كن‬ ‫اليه ‪ ،‬حتى‬ ‫الانضمام‬ ‫على‬ ‫الرجالا‬

‫الرحالة‬ ‫يوحنا الثانى وصل‬ ‫عهد‬ ‫البلاد ‪ ،‬وفى‬ ‫وما يتبعها من‬ ‫السواحل‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫الجيش‬

‫سنة‬ ‫هذا فى‬ ‫أفريقية الجنوبى ‪ ،‬وكان‬ ‫‪ -‬بارتلمى ديار ‪ -‬إلى رأس‬ ‫المعروف‬ ‫البرتغالى‬

‫أهوال البحر بتأثير العواصف‬ ‫إليه كثيرا من‬ ‫قبل أن يصل‬ ‫م ‪ ،‬وعانى‬ ‫‪1486‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫ا‬

‫رأسَ‬ ‫وسئاه‬ ‫هذا الاشم‬ ‫لم برضَ‬ ‫الثانىِ‬ ‫يوحنا‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الأهوال‬ ‫رأس‬ ‫فسقاه‬ ‫والأنواء‬

‫الى هذا الرأس أن فى (مكانهم الطواف‬ ‫‪ ،‬وقد تيقن البرتغاليون بعد وصولهم‬ ‫الرجاء الصالح‬

‫الآشى‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫‪ ،‬وسيكون‬ ‫أفريقية‬ ‫حول‬

‫جان‬ ‫البطلة الفرنسية المعروفة ‪-‬‬ ‫رأسه‬ ‫وعلى‬ ‫فرنسا قام بالنهضة فيها شعبها‬ ‫وفى‬

‫الفرنسيون بن‬ ‫القرن السابق ‪ ،‬فتمكن‬ ‫فى‬ ‫انجلترا‬ ‫فى قبضة‬ ‫فرنسا قد وقعت‬ ‫دارك ‪ -‬وكانت‬

‫فرنسا‬ ‫م ‪ ،‬فقام ملك‬ ‫‪1453‬‬ ‫هـ=‬ ‫منها فى هذا القرن ‪ ،‬وكان هذا فى سنة ‪857‬‬ ‫التخلص‬

‫أفراد‬ ‫‪ ،‬ليتخلص‬ ‫طبقة الأشراف‬ ‫إضعاف‬ ‫على‬ ‫فيها ‪ ،‬وعمل‬ ‫الاصلاح‬ ‫السابع بحركة‬ ‫كارلوس‬

‫فى‬ ‫طريقه‬ ‫‪ ،‬فسلك‬ ‫عشر‬ ‫الحادى‬ ‫ابنه لوبس‬ ‫قام بعده‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫واستبدادهم‬ ‫ظلمهم‬
‫من لم‬ ‫الشعب‬

‫من‬ ‫فأنث!أ كثيرا‬ ‫‪،‬‬ ‫والمعارف‬ ‫للعلوم‬ ‫محبا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الأشراف‬ ‫طبقة‬ ‫و(ضعاف‬ ‫الإصلاح‬

‫سنة ‪ A 75‬هـ=‬ ‫الفنوفى ‪ ،‬وأنشأ المطابع فى بارشى‬ ‫إليه العلماء وأصاب‬ ‫المدارس ‪ ،‬وقرث‬

‫مخلوطا‬ ‫ضعيفا‬ ‫الطب‬ ‫علم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫والمعارف‬ ‫العلوم‬ ‫فرنسا‬ ‫بها فى‬ ‫فانتشرت‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪0147‬‬

‫هذا‬ ‫‪ ،‬فنهض‬ ‫م‬ ‫‪ I‬ا‬ ‫‪VY‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪877‬‬ ‫سنة‬ ‫له مدرسة‬ ‫‪ ،‬فأنشأ‬ ‫السحرية‬ ‫والأعمال‬ ‫بالضلالات‬

‫هذا الملك‬ ‫(صلاحات‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫والأعمال السحرية‬ ‫الضلالات‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫العلم فيها ‪ ،‬وتخلص‬

‫الملك‬ ‫وفاة هذا‬ ‫والبابا ‪ ،‬وكانت‬ ‫بالملك‬ ‫خاصا‬ ‫أن كان‬ ‫بعد‬ ‫للناس‬ ‫عاما‬ ‫البريد وجعله‬ ‫تنظيم‬

‫‪.‬‬ ‫‪f‬‬ ‫‪1483‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪888‬‬

‫حزبين‬ ‫إلى‬ ‫يحكمه‬ ‫من‬ ‫شأن‬ ‫فى‬ ‫منقسما‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫فيها شعبها‬ ‫قام بالنهضة‬ ‫إنجلترا‬ ‫وفى‬

‫أهلية بينهما‬ ‫حرب‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫الورد الأحمر‬ ‫‪ ،‬وحزب‬ ‫الورد الابيض‬ ‫‪ :‬حزب‬ ‫كبيرين‬

‫فيمن‬ ‫له رأى‬ ‫كان‬ ‫أن هذا الشعب‬ ‫دليل على‬ ‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫ثلاثين سنة‬ ‫استمرت‬

‫‪248‬‬
‫بعد هذه‬ ‫الانجليزى‬ ‫الأنعام ‪ ،‬وقد أخذ )لثمعب‬ ‫فى هذا كفَا تساق‬ ‫يساق‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫يحكمه‬

‫أراض‬ ‫أصحاب‬ ‫طبقة الأشراف‬ ‫الذين لم يكونرا من‬ ‫الفلاحون‬ ‫‪ ،‬فصار‬ ‫النهوض‬ ‫فى‬ ‫الحرب‬

‫على‬ ‫الحصول‬ ‫المحامين ‪ ،‬وحق‬ ‫انتخاب‬ ‫الاشتراك فى‬ ‫لهم حق‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫يزرعونها لأنفسهم‬

‫ظهرت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عليهم‬ ‫الأشراف‬ ‫يمتار به أولئك‬ ‫مما كان‬ ‫بهذا كثير‬ ‫‪ ،‬وزال‬ ‫الحكومية‬ ‫الوظائف‬

‫فيها‪.‬‬ ‫بها العلوم والمغارف‬ ‫‪ ،‬فانتشرت‬ ‫انجلترا‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫المطابع‬

‫السَر‬ ‫من‬ ‫بملوك‬ ‫محكوما‬ ‫بلادها‬ ‫كثر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫قيها إيفان الثالث‬ ‫قام بالنهضة‬ ‫روسيا‬ ‫وفى‬

‫بلاد‬ ‫على‬ ‫واستيلائه‬ ‫تيمورلنك‬ ‫ظهور‬ ‫بعد‬ ‫ضعفوا‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫منهم‬ ‫يتزعها‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫المسلمين‬

‫بلاد‬ ‫كثر‬ ‫على‬ ‫كان إيفان قد استولى‬ ‫م ) حتى‬ ‫‪9914‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ( ‪09 5‬‬ ‫التتر ‪ ،‬فلم تأت‬

‫القرم و(مارة‬ ‫تابعة له ‪ ،‬ك!مارة‬ ‫ضعيفة‬ ‫(مارات‬ ‫التتر فيها إلا بعض‬ ‫لأولثك‬ ‫يبق‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫روسيا‬

‫الأنظمة‬ ‫فبها كثيرا من‬ ‫‪ ،‬فأدخل‬ ‫روسبا‬ ‫فى‬ ‫الحضارة‬ ‫وسائل‬ ‫ب!دخال‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ثم عنىَ بعد‬ ‫قازان‬

‫والصناعة‪.‬‬ ‫فيها العلوم والتجارة‬ ‫نهضت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الجديدة‬

‫‪ ،‬فلم‬ ‫القديمة‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫جديدة‬ ‫نظرة‬ ‫لهم‬ ‫قام بها علماء‬ ‫فقد‬ ‫العلمية‬ ‫ويما النهضة‬

‫مسائلها قضايا مسلَّمة ‪ ،‬بل‪،‬‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬ولم يكونوا يأخذون‬ ‫الخضوع‬ ‫لها كل‬ ‫يكونوا يخضعون‬

‫‪ ،‬وكان بعضهم‬ ‫بعض‬ ‫مسائلها على‬ ‫بعض‬ ‫مساثلها ‪ ،‬أو يرجحون‬ ‫بعض‬ ‫كانوا يثورون على‬

‫بين الفلسفة‬ ‫الفصل‬ ‫يحاول‬ ‫‪ ،‬وبعضهم‬ ‫لأرسطو‬ ‫ينتصر‬ ‫‪ ،‬وبعضهم‬ ‫لأفلاطون‬ ‫ينتصر‬

‫التوفيق‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫بينهما‬ ‫التوفيق‬ ‫محاولة‬ ‫من‬ ‫الوسيط‬ ‫العصر‬ ‫ما يراه فلاسفة‬ ‫يرى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫والدين‬

‫الدينية‬ ‫القضايا‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫لا‪،‬يقره العقل‬ ‫لما‬ ‫‪ ،‬فيخضعها‬ ‫ا‬ ‫الفلسفة‬ ‫حساب‬ ‫يتم على‬ ‫كان‬ ‫ينهما‬

‫المسيحية‪.‬‬ ‫فى‬

‫‪f‬‬ ‫‪1464 - 1014 = - 986 -)A.‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪4‬‬ ‫دى كوسا (‬ ‫نيقولا‬ ‫العلماء‬ ‫هؤلاء‬ ‫ومن‬
‫ب!يطاليا‬ ‫وبادوفا‬ ‫بألمانيا‬ ‫الفلسفة بجامعتى هيدلبرج‬ ‫كوسا ‪ ،‬وقد درس‬ ‫مدينة‬ ‫من‬ ‫ألمانى‬ ‫وهو‬

‫غدل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أمره‬ ‫أول‬ ‫بالمحاماة فى‬ ‫اشتغل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫والفلسفة‬ ‫والرياضيات‬ ‫القانون‬ ‫فى‬ ‫برع‬ ‫حتى‬

‫على‬ ‫يؤثر أفلاطون‬ ‫ن‬ ‫‪،‬‬ ‫؟ فكردينالا‬ ‫أسقفا‬ ‫صار‬ ‫أن‬ ‫فيه الى‬ ‫‪ ،‬فترقى‬ ‫الكهنوت‬ ‫الى‬ ‫عنها‬

‫ممهدة‬ ‫تعد‬ ‫ورياضية‬ ‫فلكية‬ ‫رسائل‬ ‫‪ ،‬وله‬ ‫ملحدا‬ ‫فيلسوفا‬ ‫نظره‬ ‫فى‬ ‫كان‬ ‫أرسطو‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫أرسطو‬

‫فى‬ ‫لبطليموس‬ ‫النظام الفلكى‬ ‫مخالفة‬ ‫من‬ ‫إليه كوبرنك‬ ‫سيذهب‬ ‫لما‬ ‫‪ ،‬ومهيئة‬ ‫التقويم‬ ‫لإصلاح‬

‫‪ :‬أولاها فى‬ ‫مقالات‬ ‫ثلاث‬ ‫على‬ ‫‪ -‬الجهل الحكيم ‪ -‬يشتمل‬ ‫سماه‬ ‫القرن الآتى ‪ ،‬وله كتاب‬

‫بالفناء ‪ ،‬وقد‬ ‫الله تعالى‬ ‫الى‬ ‫العودة‬ ‫فى‬ ‫والثالثة‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم والإنسان‬ ‫فى‬ ‫والثانية‬ ‫‪،‬‬ ‫الثه تعالى‬

‫العالم‬ ‫الثه أوجد‬ ‫أن‬ ‫وأثبت‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫‪ ،‬فنفاها عن‬ ‫الوجود‬ ‫بوحدة‬ ‫بالقول‬ ‫هذا‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫اتهم‬

‫‪.‬‬ ‫اشتراك فى الوجود بين الخالق والمخلوق‬ ‫واختيار ‪ ،‬وهذا ينفى كل‬ ‫قصد‬ ‫عن‬

‫( م ) وكان‬ ‫‪694‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪rr‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪i. o‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪Arv‬‬ ‫فتشينو‬ ‫العلماء مرسيليو‬ ‫هؤلاء‬ ‫ومن‬

‫‪924‬‬
‫الاختراع العظيم ‪ -‬اختراع المطبعة‪-‬‬ ‫هذه النهضة العظيمة فى أوربا بذلك‬ ‫ثم توجت‬

‫بها سنة‬ ‫ولد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بألمانيا‬ ‫متز‬ ‫مدينة‬ ‫من‬ ‫جوتنبرج‬ ‫يوحنا‬ ‫هو‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫اليه فى‬ ‫توصلا‬ ‫والذى‬

‫بها الى‬ ‫ورحل‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلها‬ ‫فتاة من‬ ‫تزوج‬ ‫الزواج‬ ‫سن‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬ولما وصل‬ ‫م‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪08 r‬‬

‫التماثيل‬ ‫ونحت‬ ‫المرايا‬ ‫الكريمة وصقل‬ ‫الأحجار‬ ‫بصناعة‬ ‫فأقام بها ‪ ،‬واشتغل‬ ‫سترسبورغ‬ ‫مدينة‬

‫الأوراق التى يلعب‬ ‫على‬ ‫مرسومة‬ ‫الليالى يتأمل فى صورة‬ ‫من‬ ‫ليلة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وقد أخذ‬ ‫والتصوير‬

‫غير‬ ‫منها تصؤَر أولا من‬ ‫واحدة‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫فى طريقة تصويرها‬ ‫‪ ،‬ويفكر‬ ‫بها هو وروجته‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫أحسن‬ ‫طريقة‬ ‫هناك‬ ‫فبدا له أق‬ ‫‪،‬‬ ‫المخصوص‬ ‫بلونها‬ ‫تلؤن‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫تلوين‬

‫فيها ‪ ،‬ثم تلوْن‬ ‫لتبرز وحدها‬ ‫خطوطها‬ ‫ثم يُحفر ما حول‬ ‫الخشب‬ ‫من‬ ‫قطعة‬ ‫على‬ ‫تصور‬

‫‪ ،‬فنظهر صر ر عديدة لها‬ ‫الورق قطعة بعد قطعة‬ ‫من‬ ‫قطع‬ ‫عيها‬ ‫‪ ،‬ثم توضَع‬ ‫بالمداد‬ ‫خطوطها‬

‫ورقة على‬ ‫باليد فى كل‬ ‫فى تصويرها‬ ‫الزمن ما يضيع‬ ‫من‬ ‫فى تصويرها‬ ‫‪ ،‬ولا يضيع‬ ‫بسرعة‬

‫طبع‬ ‫بهذه الطريقة ‪ ،‬ثم بدا له أن يستعملها فى‬ ‫أوراق اللعب‬ ‫طغ‬ ‫مدة فى‬ ‫‪ ،‬واشتغل‬ ‫حدة‬

‫فيها من‬ ‫‪ ،‬ولا يضيع‬ ‫اللعب‬ ‫بها أوراق‬ ‫التى ظهرتِ‬ ‫كثيرة منها بالسرعة‬ ‫نسخ‬ ‫‪ ،‬لنظهر‬ ‫الكتب‬

‫للعامة‬ ‫عيها‬ ‫الحصول‬ ‫‪ ،‬ويمكن‬ ‫قليلة الثمن‬ ‫تكون‬ ‫باليد ‪ ،‬وبهذا‬ ‫نسخها‬ ‫فى‬ ‫ما يضيع‬ ‫الزمن‬

‫مزية‬ ‫تكون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بينهم‬ ‫بهذا الفوارق‬ ‫‪ ،‬فتقل‬ ‫بين الناس‬ ‫والمعارف‬ ‫العلوم‬ ‫‪ ،‬وتتشر‬ ‫والخاصة‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫يوحنا جوتنبرج‬ ‫‪ ،‬ورأى‬ ‫اليم‬ ‫الدين ومن‬ ‫ورجال‬ ‫طبقة الأشراف‬ ‫فى‬ ‫التعليم محصورة‬

‫ثم‬ ‫قديس‬ ‫فيها صورة‬ ‫منه وحفر‬ ‫قطعة‬ ‫‪ ،.‬فأخذ‬ ‫غيره لطبع الكتب‬ ‫من‬ ‫التفاح أصلح‬ ‫خشب‬

‫لطبع ما يريذ طبعه من‬ ‫أن الحبر القديم لا يصلح‬ ‫‪ ،‬ورأى‬ ‫أيضا‬ ‫محفورة‬ ‫تحتها جملة‬ ‫كتب‬

‫على‬ ‫لا يسيل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والكهرمان‬ ‫بالزيت‬ ‫فيه الهباب‬ ‫مزج‬ ‫حبرأ جديدأ‬ ‫‪ ،‬فاخترع‬ ‫ذلك‬

‫القديس‬ ‫صورة‬ ‫وظهرت‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫تجربته الجديدة‬ ‫نجحت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫عليه‬ ‫فيث!ؤه ما يطبع‬ ‫الخشب‬

‫كتابة قليلة‬ ‫تحتها من‬ ‫وما‬ ‫الصورة‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫بطبج‬ ‫‪ ،‬فاشتغل‬ ‫واضحا‬ ‫والكتابة التى تحتها ظهورأ‬

‫أن يقوم له بطبع كتاب‬ ‫مصنعه‬ ‫من‬ ‫قريب‬ ‫ديرْ‬ ‫عليه رئيس‬ ‫الزمن ‪ ،‬وبعد هذا عرض‬ ‫مدة من‬

‫قطع‬ ‫على‬ ‫صفحاته‬ ‫يحفر‬ ‫ستين ورقة ‪ ،‬فأخذ‬ ‫على‬ ‫يوحنا ‪ -‬وكان يشتمل‬ ‫‪ -‬تاريخ القديس‬

‫غيره من‬ ‫طبع‬ ‫بعد هذا فى‬ ‫انتهى منها ‪ ،‬ثم قام بطبعه عليها ‪ ،‬ومضى‬ ‫حتى‬ ‫الخشب‬ ‫من‬

‫الدير السابق أن يقوم له بطبع الكتاب‬ ‫عليه رئيس‬ ‫الصغيرة بهذه الطريقة ‪ ،‬ئم عرض‬ ‫الكتب‬

‫العهد الجديد ‪ ،‬نيتألف منها سِفر‬ ‫العهد القديم وكتب‬ ‫كتب‬ ‫على‬ ‫يشتمل‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫المقدس‬

‫‪ ،‬فأخذ يفكر فى طريقة أخرى‬ ‫عمره‬ ‫ما بقى من‬ ‫الخشب‬ ‫على‬ ‫صفحاته‬ ‫حفر‬ ‫يستغرق‬ ‫ضخم‬

‫بهذا الى طريقة‬ ‫‪ ،‬وتوصل‬ ‫الخثب‬ ‫باررة من‬ ‫هداه تفكيره الى اختراع حروف‬ ‫لطبعه حتى‬

‫‪ ،‬لأن‬ ‫الممزوج بالإثمد بدل ألخشب‬ ‫الرصاص‬ ‫بعد هذا من‬ ‫‪ ،‬وقد صنعت‬ ‫الطبع بالحروف‬

‫الاختراع‬ ‫عملية الطبع ؟ فتم بهذا نجاح ذلك‬ ‫على‬ ‫لا تقوى‬ ‫ضعيفة‬ ‫كانت‬ ‫الخثب‬ ‫حروف‬

‫‪251‬‬
‫وفرنسا‬ ‫انجلترا‬ ‫فى‬ ‫انتشر‬ ‫أن‬ ‫بلبث‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫م‬ ‫‪0145‬‬ ‫هـإ=‬ ‫‪854‬‬ ‫سنة‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العظيم‬

‫أوربا‪.‬‬ ‫أقطار‬ ‫من‬ ‫و(يطاليا وكيرها‬

‫أوربا توثبا‬ ‫فى‬ ‫القرن وجدنا‬ ‫هذا‬ ‫المسلمين فى‬ ‫ف!ذا وارنا بين ح ال ‪.‬أوربا وحال‬

‫القوة‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فيهم‬ ‫بقى‬ ‫داذا كانوا قد‬ ‫‪،‬‬ ‫وتأخرا‬ ‫جمودا‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ووجدنا‬ ‫ونهوضا‬

‫إليه من‬ ‫ما انحدروا‬ ‫الى‬ ‫لا ينحدروا‬ ‫حتى‬ ‫الصحيح‬ ‫بالعلم‬ ‫عليها‬ ‫أن يحافظوا‬ ‫ينبغى‬ ‫ف!نه كان‬

‫إلى عوام‬ ‫دولهم‬ ‫وفى‬ ‫رمام الأمر فيهم‬ ‫‪ ،‬ولا يكون‬ ‫العلم‬ ‫فيهم على‬ ‫الجهل‬ ‫طغيان‬

‫بواكير‬ ‫فى أوربا من‬ ‫كان لهذا أثره فى غفلة المسلمين فى هذا القرن عما جذ‬ ‫المتصوفة ‪ ،‬حتى‬

‫تقوم‬ ‫لما‬ ‫تقديرهم‬ ‫عدم‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫أوربا الشرقية‬ ‫نحو‬ ‫الباقية لهم‬ ‫بقوتهم‬ ‫اندفاعهم‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫نهضتها‬

‫إلى رأس‬ ‫الى أن وصلت‬ ‫‪ ،‬ولاندفاعها فى ذلك‬ ‫والمغرب‬ ‫الغربية فى بلاد الأندلس‬ ‫أورباْ‬ ‫به‬

‫الآتية‪.‬‬ ‫الفرون‬ ‫فى‬ ‫الأثر فيهم‬ ‫له أسوأ‬ ‫سيكون‬ ‫مما‬ ‫‪،‬‬ ‫الصالح‬ ‫الرجاء‬

‫فيه على‬ ‫مقدار حاجتهم‬ ‫بدرك‬ ‫إلى مجدد‬ ‫هذ‪ 91‬القرن يحتاجون‬ ‫المسلمون فى‬ ‫فكان‬

‫العالم الإسلامى‬ ‫من‬ ‫ناحية ضيقة‬ ‫تفكيره فى‬ ‫الأوربية ‪ ،‬ولا ينحصر‬ ‫النهضة‬ ‫تلك‬ ‫ضوء‬

‫هذا‬ ‫طلب‬ ‫‪ ،‬بل استمروا على‬ ‫غفلتهم‬ ‫فى هذا القرن أيضا من‬ ‫يَصحوا‬ ‫لَم‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫وحده‬

‫الشأن الأعلى‬ ‫أصحا!‬ ‫‪ ،‬لأنهم صاروا‬ ‫الصوفية‬ ‫الطرق‬ ‫الفقه وأصحاب‬ ‫رجال‬ ‫المجدد من‬

‫هذا القرن ‪ ،‬وقال فى أرجورته‪:‬‬ ‫مجدد‬ ‫أن يكون‬ ‫الدين ال!يوطى‬ ‫جلال‬ ‫‪ ،‬فطمع‬ ‫ينهم‬

‫ما الهادى وعد‬ ‫‪.‬أتت ولا يخلف‬ ‫قد‬ ‫المئبن‬ ‫وهذه تاسعة‬

‫يجحدُ(ايأ‬ ‫ليس‬ ‫الله‬ ‫فيها وفَضلُ‬ ‫أننى المجددُ‬ ‫وقد رجوتُ‬

‫إلى هذا‬ ‫‪ ،‬وممن ذهب‬ ‫هذا القرن‬ ‫مجدد‬ ‫كان‬ ‫ركريا الأنصارى‬ ‫إن القاضى‬ ‫وقيل‬

‫بشهرة‬ ‫السيوطى‬ ‫على‬ ‫ورجحه‬ ‫أخبار القرن العاشر ‪-‬‬ ‫السافر عن‬ ‫‪3‬‬ ‫النور‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬

‫بخلاف‬ ‫‪،‬‬ ‫المذهب‬ ‫بالفقه وتحرير‬ ‫يتعلق‬ ‫إليها فيما‬ ‫الناس‬ ‫واحتياج‬ ‫‪،‬‬ ‫الانتفاع به وبتصانيفه‬

‫بلا تحرير‪،‬‬ ‫جمع‬ ‫منها مجرد‬ ‫بهذه المثابة ‪ ،‬وكئير‬ ‫ليست‬ ‫كثرتها‬ ‫على‬ ‫مصنفاته‬ ‫ه‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫السيوطى‬

‫(‪ )2‬دانى أرى‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫الطيب‬ ‫تممِز‬ ‫من غير‬ ‫فى الحديث‬ ‫ليل ‪ ،‬وكثرها‬ ‫كأنه فيها حاطبُ‬ ‫حتى‬

‫ركريا‪،‬‬ ‫القاضى‬ ‫مؤلفات‬ ‫فى‬ ‫تجديد‬ ‫هناك‬ ‫كَبيرا بين الاثنين ‪ ،‬وأنه لم يكن‬ ‫لم يكن‬ ‫أن الفرق‬

‫‪،‬‬ ‫مجددا‬ ‫به أن يكون‬ ‫هذا لا يستحق‬ ‫‪ ،‬ومثل‬ ‫المتقدمين‬ ‫كتب‬ ‫من‬ ‫ونقل‬ ‫اخصار‬ ‫وانما هى‬

‫أن يقوم‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬ولم يحاول‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫فساد‬ ‫شيئا من‬ ‫أن كلا منهما لم يدرك‬ ‫على‬

‫بينهمْ‬ ‫ب!صلاح‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪119‬‬ ‫سنة‬ ‫السيوطى‬ ‫توفى‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪3‬‬ ‫عشر ‪%‬‬ ‫الحادى‬ ‫القرن‬ ‫فى أعيان‬ ‫الأثر‬ ‫‪ ،‬وخلاصة‬ ‫‪124‬‬ ‫ص‬ ‫النور السافر‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. 0347، 346‬‬ ‫ص‬

‫‪252‬‬
‫أربعة‬ ‫‪ ،‬ويقوم على‬ ‫أفلاطون‬ ‫فلسفة‬ ‫ادلته من‬ ‫يستمد‬ ‫الدين الطبيعى الذى‬ ‫أصحاب‬ ‫من‬

‫إدخال‬ ‫فى‬ ‫بهذا‬ ‫يقنعون‬ ‫أصحابه‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫والحرية‬ ‫‪،‬‬ ‫والخلود‬ ‫‪،‬‬ ‫والنفس‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫‪:‬‬ ‫أركان‬

‫المنافاة‬ ‫اعتقادهم‬ ‫بادوفا فى‬ ‫جامعة‬ ‫فلاسفة‬ ‫‪ ،‬ويعارضون‬ ‫المسيحية‬ ‫دائرة الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫فلسفتهم‬

‫ى‬ ‫!‬ ‫أفلوطين‬ ‫تاسوميات‬ ‫نقل‬ ‫فتثينو‬ ‫ما قام به مرسيليو‬ ‫اهم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫والفلسفة‬ ‫بين المسيحية‬

‫الإلهيات‬ ‫‪-‬‬ ‫سماه‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫شرحها‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أفلاطون‬ ‫فلسفة‬ ‫شرح‬ ‫اللاتينية ‪ ،‬وكذلك‬

‫يستمع‬ ‫إلى دين فلسفى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫(ننا‬ ‫‪:‬‬ ‫مقدمته‬ ‫وقال فى‬ ‫ال!نفس ‪-‬‬ ‫خلود‬ ‫الأفلاطونية فى‬

‫به‪.‬‬ ‫يقتنعون‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بقبرل‬ ‫إليه الفلاسفة‬

‫‪1463‬‬ ‫هـ =‬ ‫‪09 0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لاميراندول ( ‪868‬‬ ‫دى‬ ‫بيك‬ ‫العلماء جان‬ ‫هؤلاء‬ ‫ومن‬

‫بين‬ ‫تجمع‬ ‫فلسفته‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الىإشراقية‬ ‫الفلسفة‬ ‫أعلام‬ ‫من‬ ‫إيطالى‬ ‫أير‬ ‫وهو‬ ‫‪494‬‬

‫رجال‬ ‫عليه‬ ‫أثارت‬ ‫والطبيعة‬ ‫والرياضة‬ ‫الدين‬ ‫له فيها آراء فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والفيثاغورية‬ ‫الأفلاطونية‬

‫عليها‬ ‫‪ ،‬فرد‬ ‫بمالحاده فيها‬ ‫فقضت‬ ‫‪،‬‬ ‫آرائه‬ ‫لجنة لبحث‬ ‫الثامن‬ ‫البايا (نوسان‬ ‫فالف‬ ‫‪،‬‬ ‫الكنيسة‬

‫العلوم‬ ‫‪ ،‬وكانوا حماة‬ ‫بآل مديتشى‬ ‫إلى فلورنسا ليحتمى‬ ‫‪ -‬التبرير ‪ -‬ثم رحل‬ ‫سماه‬ ‫بكتاب‬

‫رسائل‬ ‫عدة‬ ‫قام فيها بنشر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأفلاطونية‬ ‫الجامعة‬ ‫إيطاليا ‪ ،‬فعينوه أستادأ فى‬ ‫فى‬ ‫والاَداب‬

‫علمية وفلسفية‪.‬‬ ‫وكتب‬

‫الدين ‪ ،‬وكانوا يطالبون ب!صلاح‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫الدينية فقد قام بها بعض‬ ‫وأما النهضة‬

‫القائمين بهذا‬ ‫أظهر‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫واتباعه‬ ‫البابا‬ ‫من‬ ‫رؤسائها‬ ‫حال‬ ‫‪ ،‬وب!صلاح‬ ‫المسيحية‬ ‫الكنائس‬

‫‪،‬‬ ‫مدينة براك‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ورفيقه وتلميذه جيروم‬ ‫بوهييا‬ ‫كنيسة‬ ‫مصلح‬ ‫يوحنَاهوس‬ ‫الإصلاح‬

‫للكنيسة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬لأنه لا سلطان‬ ‫المسيحية‬ ‫فى‬ ‫‪-‬‬ ‫الاعتراف‬ ‫سر‬ ‫‪-‬‬ ‫إبطال‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫يوحناهوس‬ ‫وكان‬

‫الذنب‬ ‫و(نما يمحى‬ ‫‪،‬‬ ‫به فيها‬ ‫اعتراف‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫يتوقف‬ ‫حتى‬ ‫أو إثباته ‪،‬‬ ‫الذنب‬ ‫محو‬ ‫فى‬

‫قيام‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫انضم‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫جيروم‬ ‫تلميذه‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأيده‬ ‫الثه تعالى‬ ‫من‬ ‫رحمة‬ ‫بالتوبة وخدها‬

‫دينيا بمدينة‬ ‫مجمعا‬ ‫البابا‬ ‫‪ ،‬فعقد‬ ‫وأتباعه‬ ‫البابا‬ ‫حال‬ ‫ب!صلاح‬ ‫ينادون‬ ‫فرنسا‬ ‫أساقفة‬ ‫كثير من‬

‫سنين‬ ‫أربع‬ ‫نحو‬ ‫المجمع‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬واستمر‬ ‫الحركة‬ ‫بهذه‬ ‫أمر القائمين‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬للنظر‬ ‫( كونستانس‬

‫الكنيسة‬ ‫من رجال‬ ‫عضوا‬ ‫‪591‬‬ ‫‪0‬‬ ‫من‬ ‫مؤلًفا‬ ‫م ) وكان‬ ‫‪1418 -‬‬ ‫‪1414‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪821‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪817‬‬

‫عن‬ ‫يدافع‬ ‫فأخد‬ ‫‪،‬‬ ‫المجمع‬ ‫أمام هذا‬ ‫الحضور‬ ‫إلى‬ ‫ودُعِىَ يوحناهوس‬ ‫‪،‬‬ ‫وكيرهم‬ ‫‪2‬‬ ‫وأساقفتها‬

‫بالقبض‬ ‫فحكموا‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫وأصر‬ ‫فأبى‬ ‫عنه‬ ‫يُرجعوه‬ ‫أن‬ ‫المجمع‬ ‫اعضاء‬ ‫‪ ،‬وحاول‬ ‫رأيه السابق‬

‫فيها‬ ‫أن‬ ‫تأليفها ‪ ،‬وقررت‬ ‫بعد‬ ‫ببحثها‬ ‫اللجنة‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫مزلفاته‬ ‫لجنة لبحث‬ ‫وتأليف‬ ‫عليه‬

‫درجاته‬ ‫من‬ ‫يوحناهوس‬ ‫بحرفان‬ ‫‪ ،‬ثم حكم‬ ‫المجمع بحرقها‬ ‫الكنيسة ‪ ،‬فحكم‬ ‫على‬ ‫خروجا‬

‫هـ=‬ ‫( ‪821‬‬ ‫سنة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم حكم‬ ‫م‬ ‫‪1414‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪817‬‬ ‫سنة‬ ‫زف‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫لم‬ ‫الدينية‬

‫السنة‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فحروَ‬ ‫حيا‬ ‫بحرقه‬ ‫جيروم‬ ‫تلميذه‬ ‫) على‬ ‫ما‬

‫‪05‬؟‬
‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫المسلمين فى‬ ‫فساد‬ ‫أدركوا شيثا من‬ ‫غيرهما‬ ‫زجال‬ ‫على‬ ‫عثرت‬ ‫وقد‬

‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫اقوى‬ ‫كان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فساد‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫بينهم‬ ‫ءالإصلاح‬ ‫من‬ ‫بشء‬ ‫‪/‬‬ ‫القيام‬ ‫وحاولوا‬

‫المعروت بابن البرهان ‪،‬‬ ‫بن محمد‬ ‫‪ ،‬فمنهم أحمد‬ ‫يقذُ به حولهم‬ ‫من‬ ‫يمكنهم أن يجمعوا‬

‫هذا‬ ‫أهل‬ ‫جمود‬ ‫يعض‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وتخلص‬ ‫وابن تيمية ‪ ،‬فتأثر بدراستهما‬ ‫ابن حزم‬ ‫وكان قد درس‬

‫الخليفة العباسى الذى‬ ‫المملكة ‪ ،‬وحب!‬ ‫المماليك على‬ ‫من‬ ‫الظاهر برقوق‬ ‫القرن ‪ ،‬فلما غلب‬

‫بقيام‬ ‫ابن البرهان إلى الشام والعراق يطالب‬ ‫القاهرة ‪ ،‬خرج‬ ‫الخلافة فى‬ ‫يمئل صورة‬ ‫كان‬

‫له أحد‪،‬‬ ‫الممالك افيسلامية ‪ ،‬فلم يستجب‬ ‫جميع‬ ‫الخلافة ‪ ،‬وطاف‬ ‫فى‬ ‫قريش‬ ‫من‬ ‫رجل‬

‫من‬ ‫كاتوا يرونه‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫أهفها‬ ‫من‬ ‫إليه بعف!‬ ‫‪ ،‬فمال‬ ‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫أهلها‬ ‫ليدعو‬ ‫الشام‬ ‫إلى‬ ‫فرجع‬

‫ب!حضاره‬ ‫الظاهرُ برقوق‬ ‫فأمر‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكام‬ ‫فى‬ ‫الرشوة‬ ‫‪ ،‬وانتشار‬ ‫المعاصى‬ ‫وكثرة‬ ‫فسااد الأحوال‬

‫قريش‬ ‫خليفة من‬ ‫اليه ‪ ،‬فأجابه بأنه يطلب‬ ‫يدعو‬ ‫إليها سأله عما‬ ‫‪ ،‬فلما حضر‬ ‫إلى مصر‬

‫الناس فيها أمره ‪،‬‬ ‫مدة نسى‬ ‫الجس‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وقد مبهث‬ ‫وحبسه‬ ‫بالعدل ‪ ،‬فأمر بضربه‬ ‫بحكم‬

‫فقر‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وعاش‬ ‫حاله‬ ‫ساءت‬ ‫وحيدا يتحاماه الناس حتى‬ ‫‪ ،‬وكان يعيش‬ ‫فأفرج عنه بعدها‬

‫أنفس‪،‬‬ ‫ا‬ ‫إلا سبعة‬ ‫جنازته‬ ‫يحضر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫م‬ ‫‪1486‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪398‬‬ ‫ا‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬إلى ‪/‬أن مات‬ ‫لاملاق‬

‫إليه المسلمون فى هذا القرن ‪،‬‬ ‫فى الحكم الذى يحتاج‬ ‫الإصلاح‬ ‫ما يدعو إليه هو‬ ‫ولم يكن‬

‫أم من‬ ‫قريش‬ ‫القائم به من‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬سواء‬ ‫عادل‬ ‫شورى‬ ‫إلى حكم‬ ‫فيه كانت‬ ‫لأن حاجاتهم‬

‫غيرهم‪.‬‬

‫‪ ،‬ويعد‬ ‫مصز‬ ‫‪ ،‬وكان ‪،‬يمنى نفسه فى هذا القرن بحكم‬ ‫الجركسى‬ ‫الأمير لاجين‬ ‫ومنهم‬

‫‪ ،‬هـاعادة‬ ‫أولهم‬ ‫‪ ،‬وبمعاقبة الفقهاء والبلقينى فى‬ ‫الفقه‬ ‫كتب‬ ‫‪ ،‬وحرق‬ ‫الأوقاف‬ ‫ب!بطال‬ ‫الناس‬

‫فى‬ ‫السخاوى‬ ‫مما ذكره‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلفاء الراشدين‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫إلى‬ ‫الأمر‬

‫الا‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬وأنه لم يحمله‬ ‫الهذيانات‬ ‫بأنه من‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬وعق!ب‬ ‫اللامع‬ ‫الضوء‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫ترجمته‬

‫يكون‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الففهاء‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫لأنه كان‬ ‫؟‬ ‫التعقيب‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫عذره‬ ‫‪ ،‬وللسخاوى‬ ‫قلة عقله‬

‫لملقرن قد‬ ‫هذا‬ ‫كانوا فى‬ ‫‪ ،‬ولك!نهم‬ ‫عقابهم‬ ‫المغالاة فى‬ ‫من‬ ‫الأمير شىء‬ ‫به هذا‬ ‫فيما كانْيَعد‬

‫الأمير‬ ‫لهذا‬ ‫الجائر ‪ ،‬وكان‬ ‫الحكنم الاسنبدادى‬ ‫فيه من‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫‪ ،‬واستكانوا‬ ‫الجمود‬ ‫تغالوا فى‬

‫ولم‬ ‫‪--،‬‬ ‫له عابرة‬ ‫أمان‬ ‫أنها كانت‬ ‫أمانيه ‪ ،‬والظاهر‬ ‫فى‬ ‫يبث!ايعونه‬ ‫والأتراك‬ ‫الجركس‬ ‫أتباع من‬

‫والمال‬ ‫النفس‬ ‫ما يبذلَ من‬ ‫‪ ،‬ويبذل‬ ‫سبيلها‬ ‫بالجهاد فى‬ ‫‪ ،‬ويقوم‬ ‫يثابر عليها‬ ‫وعقيدة‬ ‫دعوة‬ ‫تكن‬

‫‪.‬‬ ‫بها احدأ‬ ‫فيها عنتأ ‪ ،‬لأنه لم يحرك‬ ‫لم يلق‬ ‫اليها ‪ ،‬ولهذا‬ ‫الوصول‬ ‫فى‬

‫قاضى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫له بدر‬ ‫العثمانية التركية يقال‬ ‫الدولة‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫عالم‬ ‫ومنهم‬

‫هزيمة فى‬ ‫بهذا الجيش‬ ‫الأول ‪ ،‬وقد لحقت‬ ‫أخ السلطان محمد‬ ‫الأمير موسى‬ ‫لجيش‬ ‫عسكر‬

‫الهزيمة ‪ ،‬ولكنه‬ ‫هذه‬ ‫بعد‬ ‫أرنيك‬ ‫مدينة‬ ‫بالاقامة فى‬ ‫القاضى‬ ‫‪ ،‬فألزم ذلك‬ ‫ائع‬ ‫الوق‬ ‫من‬ ‫وقعة‬

‫‪253‬‬
‫ونحوها‬ ‫الأموال‬ ‫بين الناس فى‬ ‫المساواة‬ ‫يقوم على أساس‬ ‫منها وأخذ يدعو إلى مذهب‬ ‫هرب‬

‫الأديان ‪،‬‬ ‫بين أهل‬ ‫يسؤى‬ ‫المسلمين والمسيحيين واليهود ‪ ،‬لأنه كان‬ ‫كثير من‬ ‫فتبعه خلق‬

‫بيرقليجة‬ ‫أحدهما‬ ‫يسمى‬ ‫نثمر مذهبه بشخصين‬ ‫‪ ،‬وكان يستعين على‬ ‫اخوة‬ ‫جميعا‬ ‫ويجعلهم‬

‫اليه‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫يهودى‬ ‫أصل‬ ‫‪ ،‬ويقال إنه من‬ ‫كمال‬ ‫الثانى طورلاق‬ ‫‪ ،‬وشمى‬ ‫مصطفى‬

‫‪،‬‬ ‫لمدينة سمسون‬ ‫حاكئا‬ ‫ابن أمير البلغار ‪ ،‬وعئنه‬ ‫بقيادة سيسمان‬ ‫الأول اجيشا‬ ‫محمد‬ ‫السلطان‬

‫بقيادة بايزيد‬ ‫آخر‬ ‫إليه جيشا‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫وقتله‬ ‫بيرقليجة‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فتغلب‬ ‫بالإسلام‬ ‫قد دان‬ ‫وكان‬

‫فبض‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫مفدونية‬ ‫إلى‬ ‫الدين‬ ‫بدر‬ ‫القاض‬ ‫‪ ،‬فهرب‬ ‫وقتله‬ ‫بيرقليجه‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فتغلب‬ ‫باشا‬

‫السعد‬ ‫تلامذه‬ ‫من‬ ‫سعيد‬ ‫المولى‬ ‫بقتله‬ ‫أفتى‬ ‫الذى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقتل‬ ‫علية‬ ‫وخكم‬ ‫فيها‬ ‫عليه‬

‫اليه هذا‬ ‫يدعو‬ ‫ما كان‬ ‫أن‬ ‫‪ .‬والظاهر‬ ‫الجماعة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وخرج‬ ‫الطاعة‬ ‫التفتارانى لأنه شقَّ عصا‬

‫لم ينحصر‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫إليها الآن فى‬ ‫العالمية التى يدعى‬ ‫الاشتراكية‬ ‫من‬ ‫القاضى‬

‫فى‬ ‫كانْ لليهود أثر ظاهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ابيهود والنصارى‬ ‫اتبعه فيها كثير من‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫المسلمين‬ ‫أتباعه فى‬

‫بدر‬ ‫القاضى‬ ‫لبم أثر أيضا فى دعوة‬ ‫‪ ،‬فلا يبعد أن يكون‬ ‫الحديث‬ ‫الدعوة فى العصر‬ ‫هذه‬

‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين‬

‫ألوغ بك‪،‬‬ ‫هذا القرن هو‬ ‫مجدد‬ ‫إلى أن يكون‬ ‫بعد هذا كله أن الأقرب‬ ‫لىانى أرى‬

‫ما أبلاه‬ ‫أن يجدد‬ ‫العباسِنن ‪ ،‬ويحاول‬ ‫المأمون فى‬ ‫عصر‬ ‫ملكه‬ ‫ملكا بمثًل فى‬ ‫لأنه كان‬

‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫غيره بأن يكون‬ ‫من‬ ‫أحق‬ ‫العلوم ‪ ،‬ولهذا يكون‬ ‫هذا القرن من‬ ‫فى‬ ‫المسلمون‬

‫ركريا‬ ‫القاضى‬ ‫بدراسة‬ ‫‪ ،‬ولا بأس‬ ‫غيره‬ ‫من‬ ‫حياته فيه أولى‬ ‫دراسة‬ ‫* وتكون‬ ‫القرن‬

‫بذلك‬ ‫أحق‬ ‫أنه‬ ‫ويظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهما‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫ليتبين فضله‬ ‫‪،‬‬ ‫بعده‬ ‫اليمنى (‪)1‬‬ ‫الورير‬ ‫وابن‬

‫منهما*‬

‫***‬

‫المجددين‪.‬‬ ‫بين‬ ‫(‪ )1‬ذكره اليد رشيد رضا‬

‫‪254‬‬
‫ألوغ بك‬

‫ا م ‪ ،‬وقد‬ ‫‪rAA‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪097‬‬ ‫‪ ،‬ولد سنة‬ ‫بن تيمورلنك‬ ‫بن ‪.‬شاه رخ‬ ‫ألوغ بك‬ ‫هو‬

‫بقى‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫‪ ْ،‬فدرسها‬ ‫الرياض!ية‬ ‫العلوم‬ ‫سئما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫بالعلوم‬ ‫صغره‬ ‫منذ‬ ‫شغف‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫زاده الرومى‬ ‫بقاضى‬ ‫المعروف‬ ‫باشا‬ ‫موسى‬ ‫مثل‬ ‫‪،‬‬ ‫دولتهم‬ ‫العلماء فى‬ ‫بها من‬ ‫ثتفلا‬

‫علوم‬ ‫فى‬ ‫وبرع‬ ‫‪،‬‬ ‫علمائها‬ ‫على‬ ‫فاخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬ ‫الفمانية‬ ‫الدولة‬ ‫البلاد من‬ ‫هذه‬ ‫الى‬ ‫رحل‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫كتبا كثيرة فى‬ ‫بك‬ ‫ألوغ‬ ‫‪ ،‬فقرأ عليه‬ ‫الرياضية‬ ‫العلوم‬ ‫سيما‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫كثيرة‬

‫قرأها‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫القوشجى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬كالمولى‬ ‫عنه‬ ‫لأخذها‬ ‫العلماء يقصدونه‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫فيها أيضا‬ ‫برع‬

‫‪ ،‬وغاب‬ ‫علما!ا‬ ‫ليأخذ على‬ ‫مختفيا إلى بلاد كرمان‬ ‫الزمن ‪ ،‬ثم تركه وذهب‬ ‫عليه مدة من‬

‫العلم‪،‬‬ ‫لتحصيل‬ ‫غيبته بغير إذنه بأنها كانت‬ ‫عن‬ ‫إليه واعتذر‬ ‫عاد‬ ‫؟‪.‬ثم‬ ‫رمنا طويلا‬ ‫فيها عنه‬

‫يخيها‬ ‫حللت‬ ‫‪ :‬برسالة‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫إلى‬ ‫جئت‬ ‫هدية‬ ‫او بأى‬ ‫شىء‬ ‫‪ :‬بأى‬ ‫له‬ ‫وقال‬ ‫عذره‬ ‫فقبل‬

‫أى‬ ‫فى‬ ‫بها أنظر‬ ‫‪ :‬هات‬ ‫بك‬ ‫لهْألوغ‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫تحير فيه الأقدمون‬ ‫إشكال‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫القمر‬ ‫إشكال‬

‫بلث‪.‬‬ ‫بها ألوغ‬ ‫‪ ،‬فأعجب‬ ‫قدميه‬ ‫بالرسالة فقرأها تجائما على‬ ‫؟ فأتى‬ ‫أخطأت‬ ‫موضع‬

‫أنه كان مع‬ ‫فى العلوم الرياضية ‪ ،‬على‬ ‫ألوغ بك‬ ‫اليه‬ ‫مقدار ما وصل‬ ‫وهذا يدل على‬

‫كان‬ ‫بأنه‬ ‫‪-‬‬ ‫الذهب‬ ‫‪ -‬شذرات‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫العلوم ؟ وقد وصفه‬ ‫هذا بارعا فى غيرها من‬

‫لأنه‬ ‫فيها! ‪،‬‬ ‫زمانه‬ ‫‪ ،‬وطوسى‬ ‫العقلية والهيئة والهندسة‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫عصره‬ ‫ووحيد‬ ‫دهره‬ ‫فريد‬

‫مشاركة‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫واسع‬ ‫‪ ،‬وباع‬ ‫كبير‬ ‫‪ ،‬واطلاع‬ ‫ج!‬ ‫‪ ،‬وفضل‬ ‫غزير‬ ‫علم‬ ‫فيها صاحب‬ ‫كان‬

‫العقائد ‪ -‬والمعانى والبيان‬ ‫الفقه وأصول‬ ‫‪ -‬أصل‬ ‫فقه الحنفية والأصلين‬ ‫الى الغاية فى‬ ‫جيدة‬

‫فيه ‪ ،‬وأل!!‬ ‫الناس‬ ‫يقول‬ ‫عما‬ ‫حاشته‬ ‫بعض‬ ‫أنه سأل‬ ‫‪، ،‬ثم ذكر‬ ‫وأيام الناس‬ ‫والعربية والتاريخ‬

‫فيه‬ ‫وعكف‬ ‫قصره‬ ‫‪ ،‬فدخل‬ ‫القرآن‬ ‫إنه لا يحفظ‬ ‫عنه‬ ‫يقولون‬ ‫بأنهم‬ ‫‪ ،‬فأخبره‬ ‫سؤاله‬ ‫فى‬ ‫عليه‬

‫ستة أشهر‪.‬‬ ‫فى أقل من‬ ‫حفظه‬ ‫حتى‬

‫فى ولايتها نيفأ وثلاثين سنة‪،‬‬ ‫‪ ،‬ومكث‬ ‫سمرقند‬ ‫يلى لأبيه شاه رخ‬ ‫وكان ألوغ بك‬

‫أراد أن ينشىء‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وتعظيمهم‬ ‫برهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويكثر‬ ‫اليه العلماء ويجالسهم‬ ‫فيها يقرب‬ ‫كان‬

‫عليهم‬ ‫الأقطار ‪ ،‬وأغدق‬ ‫كل‬ ‫هذا الفن من‬ ‫له علماء‬ ‫‪ ،‬فجمع‬ ‫بسمرقند‬ ‫عظيما‬ ‫رصدا‬

‫اْلبلاد‬ ‫من‬ ‫الهيئة والهندسة‬ ‫اليه علماء‬ ‫رحل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الكثيرة‬ ‫الرواتب‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬وأجزل‬ ‫الأموال‬

‫العلماء‬ ‫به من‬ ‫يسمع‬ ‫مع هذا يتلفت الى من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫فضيلة‬ ‫صاحب‬ ‫كل‬ ‫إليه‬ ‫البعيدة ‪ ،‬وهرع‬

‫أنه‬ ‫هذا الرصد‬ ‫بناء‬ ‫على‬ ‫به ‪ ،‬وكان ال!ى حمله‬ ‫يسمع‬ ‫من‬ ‫فى طلب‬ ‫الأقطار ‪ ،‬ويرسل‬ ‫فى‬

‫‪255‬‬
‫ما‬ ‫كل‬ ‫أتقن من‬ ‫المتقدمين ‪ ،‬فأراد أن يبنى رصدا‬ ‫فرأى خللا فى أرصاد‬ ‫الكواكب‬ ‫أراد رصد‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫الإتقان‬ ‫من‬ ‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫به إلى‬ ‫يصل‬ ‫العلماء من‬ ‫له من‬ ‫يختار‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الأرصاد‬ ‫من‬ ‫سبقه‬

‫ولايته‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فلبث‬ ‫العلم‬ ‫هذا‬ ‫مهرة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫جمشد‬ ‫الدين‬ ‫ابتداء بنائه غياث‬ ‫أمره فى‬ ‫ولى‬

‫ولاينه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فلبث‬ ‫راده الرومى‬ ‫بقاضى‬ ‫باشا المعروف‬ ‫لولايته موسى‬ ‫‪ ،‬فاختار‬ ‫مات‬ ‫قليلا ثم‬

‫واليا عليه‬ ‫‪ ،‬فمكث‬ ‫القوشجى‬ ‫بعلى‬ ‫‪.‬المولى المعروف‬ ‫لولايته‬ ‫اتمامه ‪ ،‬فاختار‬ ‫قبل‬ ‫أن مات‬ ‫إلى‬

‫النريجات‬ ‫‪ ،‬ويمتار بانه أحسن‬ ‫بك‬ ‫لألوغ‬ ‫الجديد‬ ‫بالزيج‬ ‫المعروف‬ ‫هو‬ ‫الرصد‬ ‫أنمه ‪ ،‬وهذا‬ ‫حتى‬

‫الصحة‪.‬‬ ‫واقربها إلى‬

‫الملك‪،‬‬ ‫فى‬ ‫ألوغ بك‬ ‫م ‪ ،‬فخلفه‬ ‫‪1447‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪851‬‬ ‫شنة‬ ‫أبوه شاه رخ‬ ‫مات‬ ‫وقد‬

‫‪ ،‬وولاه‬ ‫ولايتها‬ ‫إلى‬ ‫يجبه‬ ‫فلم‬ ‫منه أن يوليه هراة‬ ‫‪ ،‬فطلب‬ ‫اللطيف‬ ‫عبد‬ ‫له ابن يسمى‬ ‫وكان‬

‫أمرائه‬ ‫على‬ ‫لا يغدق‬ ‫مَسيكا‬ ‫بك‬ ‫ألوغ‬ ‫؟ وكان‬ ‫لولايتها‬ ‫كاره‬ ‫إليها وهو‬ ‫‪ ،‬فذ!‬ ‫بدلها‬ ‫بلخ‬

‫‪ ،‬ولا يتحرجون‬ ‫رعاياهم‬ ‫لا يبالون بمصلحة‬ ‫الملوك الذين‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫يفعل‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫وحاشيته‬

‫ابنه‬ ‫الى‬ ‫وكتبوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحالثمية‬ ‫ورجال‬ ‫الأمراء‬ ‫فكرهه‬ ‫‪،‬‬ ‫حاشيتهم‬ ‫على‬ ‫أموالهم‬ ‫إنفاق‬ ‫من‬

‫‪ ،‬فانتهزها‬ ‫نفوسهم‬ ‫ما فى‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫عليه‬ ‫منه الخروج‬ ‫يطلبون‬ ‫اللطيف‬ ‫عبد‬

‫حين‬ ‫أمراءه خانوه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫عظيم‬ ‫أبوه لقتاله )بجيش‬ ‫أبيه فخرج‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫‪ ،‬وأعلن‬ ‫فرصة‬

‫فى‬ ‫وتركوه‬ ‫‪،‬‬ ‫جيشه‬ ‫من‬ ‫معهم‬ ‫ابنه بمن‬ ‫الى‬ ‫منهم‬ ‫كثير‬ ‫فانضم‬ ‫ابنه ‪،‬‬ ‫بجيش‬ ‫جيشه‬ ‫التقى‬

‫‪ ،‬ولما ضاق‬ ‫ابنه الملك بعده‬ ‫‪ ،‬وتولى‬ ‫وجفه‬ ‫على‬ ‫ابنه وولَى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فانهزم‬ ‫قليلة العدد‬ ‫‪3‬‬ ‫جماعة‬

‫‪،‬‬ ‫ولايته كاَحاد الناس‬ ‫كى‬ ‫أن يعيش‬ ‫‪ ،‬ورضى‬ ‫طاعته‬ ‫فى‬ ‫ودخل‬ ‫ابنه‬ ‫إلى‬ ‫عليه الأمر ذهب‬

‫وقتله صبرا فى حضور‬ ‫عبد اللطيف‬ ‫ابنه‬ ‫عليه‬ ‫عبد العزيز ‪ ،‬فقبض‬ ‫يسمى‬ ‫له ابن آخر‬ ‫وكان‬

‫له فى‬ ‫ان يأذن‬ ‫اللطيف‬ ‫ابنه عبد‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وطلب‬ ‫بسمرقند‬ ‫هذا‬ ‫أبوه المقام بعد‬ ‫يطق‬ ‫؟ فلم‬ ‫والده‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫مئها‬ ‫او يومين‬ ‫يوم‬ ‫مسافة‬ ‫على‬ ‫أن كان‬ ‫إلى‬ ‫سمرقند‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فخرج‬ ‫الحج‬ ‫ألى‬ ‫الخروج‬

‫قتله فى طريقه‪،‬‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫سمرقند‬ ‫من‬ ‫منه بعد خروجه‬ ‫ابنه‬ ‫الأمراء قد حذر‬ ‫بعض‬

‫فى‬ ‫قيامه بالملك ‪ ،‬ولو أنه لبث‬ ‫بعد سنتين من‬ ‫م ‪ ،‬أى‬ ‫‪9144‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫هذا سنة ‪853‬‬ ‫وكان‬

‫أمير فى حياة أبيه‪.‬‬ ‫وهو‬ ‫إليه‬ ‫ذهب‬ ‫مما‬ ‫فى التجديد كثر‬ ‫الملك طويلا لذهب‬

‫الفقهاء‬ ‫هذا القرن من *أرلئك الجامدين من‬ ‫مجدد‬ ‫فهذا الملك العظيم أولى بأن بكون‬

‫‪ ،‬ؤكان‬ ‫العلمية‬ ‫النهضة‬ ‫أوربا من‬ ‫فى‬ ‫قريبا مما يجرى‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ما فعله‬ ‫‪ ،‬إذ كان‬ ‫والصوفية‬

‫بينهم كما‬ ‫أساسه‬ ‫من يبنى على‬ ‫النهضة أيضا ‪ ،‬لو وجد‬ ‫جديرأ بأن يسير بالمسلمين فى طريق‬

‫هذه‬ ‫فى‬ ‫يتابع النهوض‬ ‫عن‬ ‫بعده ‪ ،‬ولم نجد‬ ‫أوربا ‪ ،‬ولكنا تخلفنا‬ ‫النهضة فى‬ ‫وجدت‬

‫‪.‬‬ ‫القرون‬ ‫من‬ ‫سيأتى‬ ‫بيانهْفيما‬ ‫سيأتى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫العلوم‬

‫*!ي!*‬

‫‪256‬‬
‫زكريا الأنصارى‬ ‫القاضى‬

‫‪/‬‬ ‫ببلدة‬ ‫مولده‬ ‫‪ ،‬كان‬ ‫‪/‬بن زكريا الأنصارى‬ ‫بن أحمد‬ ‫الدين زكربا بن محمد‬ ‫زين‬ ‫هو‬

‫عمدة‬ ‫ثم حفظ‬ ‫القرآن‬ ‫وحفظ‬ ‫فنثصأ بها‬ ‫م ‪،‬‬ ‫= ‪1412‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سنة ‪M 6‬‬ ‫من شرقية مصر‬ ‫سُنيكة‬

‫ام ‪،‬‬ ‫‪ 841‬هـ = ‪437‬‬ ‫‪،‬ثم انتقل إلى القاهرة سنة‬ ‫الفقه‬ ‫التبريزى فى‬ ‫مختصر‬ ‫الأحكام وبعض‬

‫‪ ،‬وألفبة‬ ‫المنهاج للنووى‬ ‫ثم حفظ‬ ‫التبريزى‬ ‫مختصر‬ ‫حفظ‬ ‫بالجامع الأرهر ‪ ،‬وكمل‬ ‫فقطن‬

‫القاياتى‬ ‫الفقه عن‬ ‫أخذ‬ ‫ثم‬ ‫المتون ‪،‬‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫وغير‬ ‫‪،‬‬ ‫القراءات‬ ‫فى‬ ‫والثاطبية‬ ‫‪،‬‬ ‫مالك‬ ‫ابن‬

‫ابن المجدى وابن الهمام‬ ‫ال!نحو عن‬ ‫وغيرهم ‪،‬وأخذ‬ ‫الإسلام ابن حجر‬ ‫البلقينى وشيخ‬ ‫والعَلَم‬

‫العلم فى‬ ‫مغاهد‬ ‫العلوم فى الجامع الأزهر وكيره من‬ ‫من‬ ‫غيرهما‬ ‫درس‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫والشمنى‬

‫ولمالميقات‬ ‫والهيئة والهندسة‬ ‫واللغة والتفسير‬ ‫والأصول‬ ‫والحديث‬ ‫كالصرف‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬

‫العلوم ‪.‬‬ ‫وما إلى هذا من‬ ‫والتصوف‬ ‫الحرف‬ ‫وعلم‬ ‫والمقابلة‬ ‫والجبر‬ ‫والحساب‬ ‫والفرائض‬

‫العشرة‬ ‫‪ ،‬وحسن‬ ‫التواضع‬ ‫من‬ ‫جميلة‬ ‫طريقة‬ ‫العلم على‬ ‫بطلب‬ ‫مثشغلا‬ ‫يزل‬ ‫ولم‬

‫وسعة‬ ‫العقل‬ ‫‪ ،‬ومزيد‬ ‫النفس‬ ‫التقلل وشرف‬ ‫الدنيا ‪ ،‬مع‬ ‫بنى‬ ‫‪ ،‬والابتعاد عن‬ ‫والعفة‬ ‫والأدب‬

‫للتدريس‬ ‫‪ ،‬فتصدى‬ ‫والإقراء‬ ‫الإفتاء‬ ‫فى‬ ‫له شيوخه‬ ‫أن أذن‬ ‫والمداراة ‪ ،‬إلى‬ ‫والاحتمال‬ ‫الصدر‬

‫عدة‬ ‫‪ ،‬وشرح‬ ‫العلم طبقة بعد طبقة‬ ‫‪ ،‬وانتفع به طلاب‬ ‫شيوخه‬ ‫من‬ ‫حياة غير واحد‬ ‫فى‬

‫ابن الهائم‬ ‫الآداب ‪ -‬ومنها فصِول‬ ‫شرح‬ ‫‪ -‬فتح الوهاب‬ ‫وسماه‬ ‫البحث‬ ‫آداب‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫كتب‬

‫الفرائض‬ ‫ومنها التحفة القدسية لابن الهائم فى‬ ‫‪-‬‬ ‫الى الفصول‬ ‫غاية الوصول‬ ‫‪-‬‬ ‫وسماه‬

‫فى‬ ‫‪ .‬وقد صنف‬ ‫شروحه‬ ‫‪ -‬التحفة الإنسية لغلق التحفة القدسية ‪ -‬إلى غير هذا من‬ ‫وسماه‬

‫والمعانى وابيان والبديع‬ ‫والنحو واللغة والتصريف‬ ‫والحديث‬ ‫العلوم كالفقه والمسير‬ ‫كثير من‬

‫والهيئة والهندسة وغير ذلك‬ ‫والمقابلة‬ ‫والجبر‬ ‫والحاب‬ ‫والفرائض‬ ‫والتصوت‬ ‫والمنطق والطب‬

‫قد‬ ‫الأرهريون‬ ‫العهد ؟ ولم يكن‬ ‫ذلك‬ ‫تُدَرش بالجامع الأرهر على‬ ‫العلوم التى كانت‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫العداء‬ ‫إليها بعين‬ ‫ونظروا‬ ‫أهملوها‬

‫مقام‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬كالتدرشى‬ ‫الجليلة‬ ‫المناصب‬ ‫‪ ،‬وولى‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫بما حاره‬ ‫قدره‬ ‫فعلا‬

‫عدة‬ ‫تدريس‬ ‫‪ ،‬ثم ولى‬ ‫هذا التدرشى‬ ‫من‬ ‫م!نص!با‬ ‫أرفع‬ ‫بمصر‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫الإمام الشافعى‬

‫القضاه بعد امتناع كثير‬ ‫قاضى‬ ‫‪ ،‬الى أن نولى فصب‬ ‫وغيرها‬ ‫رفيعة وخانقاه صوفية‬ ‫مدارس‬

‫م ‪ ،‬ثم استمر قاضيا مدة ولاية السلطان‬ ‫‪1481‬‬ ‫هـ=‬ ‫رائد ‪ ،‬وكان هذا سنة ‪886‬‬ ‫وتعفف‬

‫مشتغلا‬ ‫يزل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بالعمى‬ ‫‪ ،‬فعُزل‬ ‫بصره‬ ‫أن كف‬ ‫الى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬واستمر‬ ‫قايتباى‬ ‫الأشرف‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪9151‬‬ ‫هـ!‬ ‫إلى أن توفى سنة ‪259‬‬ ‫بالتدرش! والإفتاء والتصنيف‬

‫‪257‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪17‬‬
‫أخبار القرن العاشر ‪ -‬وقد‬ ‫‪ -‬النور السافر عن‬ ‫من كتاب‬ ‫حياته مختصرة‬ ‫خلاصة‬ ‫وهذه‬

‫لشهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫أنه المجدد‬ ‫عندى‬ ‫‪ ( :‬ويقرب‬ ‫عليه‬ ‫الكلام‬ ‫آخر‬ ‫فى‬ ‫قال‬

‫المذهب‪،‬‬ ‫وتحرير‬ ‫بالفقه‬ ‫يتعلق‬ ‫إليها فيما‬ ‫الناس‬ ‫غالب‬ ‫واحتياح‬ ‫‪،‬‬ ‫الانتفاع به وبتصانيفه‬

‫أن كثيرا منها مجرد‬ ‫المثابة ‪ ،‬على‬ ‫بهذه‬ ‫كثيرة فليست‬ ‫كانت‬ ‫!ان‬ ‫‪ ،‬ف!ن مصنفاته‬ ‫غيره‬ ‫بخلاف‬

‫‪. )1‬‬ ‫ليل‬ ‫كأنه حاطب‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بلا تحرير‬ ‫جمع‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬والحق‬ ‫كما سبق‬ ‫الدين السيوطى‬ ‫جلال‬ ‫منه بذلك‬ ‫أجدر‬ ‫يعنى بمن جعله‬ ‫وهو‬

‫اليها‬ ‫الناس‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫كثر‬ ‫الانتفاع بمصنفاته‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ثقافةً منه‬ ‫أكثر‬ ‫كان‬ ‫السيوطى‬ ‫الدين‬ ‫جلال‬

‫القيمة فى فنه ‪ ،‬مثل كتاب‬ ‫‪ ،‬ومنها ما هو عظيم‬ ‫فن بسهم‬ ‫بها فى كل‬ ‫‪ ،‬وقد ضرب‬ ‫أحوج‬

‫المزهر‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫الفقه للفقه‬ ‫أصول‬ ‫كعلم‬ ‫للتفسير‬ ‫جعله‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التفسير‬ ‫علوم‬ ‫الإتقان فى‬

‫فقهية‬ ‫تكون‬ ‫ثقافته تكاد‬ ‫ف!ن‬ ‫زكريا‬ ‫‪ ،‬أما القاضى‬ ‫بابه أيضا‬ ‫فى‬ ‫فريد‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫اللغة‬ ‫علوم‬ ‫فى‬

‫جلال‬ ‫‪ -‬النور السافر ‪ -‬على‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫فيما أخذه‬ ‫أن كلا منهما يشترك‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫محضة‬

‫‪ ،‬فلم يأقيا‬ ‫واختصار‬ ‫جمع‬ ‫بضاعة‬ ‫منهما فى العلم كانت‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬لأن بضاعة‬ ‫الدين السيوطى‬

‫أنواعها‪،‬‬ ‫اختلاف‬ ‫فى التجديد والنهضة بالعلوم على‬ ‫لهما عمل‬ ‫يُذكر ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫فيها بجديد‬

‫ويحرئم‬ ‫الفلسفة‬ ‫يعادى‬ ‫كانا ممن‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫أمة إلا بها‬ ‫لا تنهض‬ ‫التى‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬

‫منهما همةَ ‪ ،‬وكان أكثر‬ ‫هذا أعلى‬ ‫كان فى‬ ‫أن ألوغ بك‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫الاشتغال بدراستها‬

‫بأن يكون‬ ‫منهما‬ ‫أجدر‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫المسلمين‬ ‫بحاجة‬ ‫وأعرفَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ثقافة‬

‫فيه‪.‬‬ ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫اْن يصل‬ ‫ما أمكنه‬ ‫قدر‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬

‫بالاعتبار لمن يريد أن يعتبر بهذه‬ ‫جديرين‬ ‫أمرين‬ ‫زكريا‬ ‫القاضى‬ ‫حياة‬ ‫دراسة‬ ‫أن فى‬ ‫على‬

‫‪:‬‬ ‫الدراسات‬

‫أخيرا‬ ‫التى صار‬ ‫العلوم‬ ‫بدراسة‬ ‫يضيق‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫الأزهر‬ ‫الجامع‬ ‫‪ :‬أن‬ ‫أولهما‬

‫إليها من‬ ‫وما‬ ‫والمقابلة‬ ‫والجبر‬ ‫والحساب‬ ‫والهندسة‬ ‫الطب‬ ‫علوم‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫دراستها‬ ‫محاربة‬ ‫إلى‬

‫فقد‬ ‫فيها ‪ ،‬ولا غرو‬ ‫والتأليف‬ ‫بتدريسها‬ ‫اشتغل‬ ‫فيه ‪ ،‬ثم‬ ‫تعلمها‬ ‫زكريا‬ ‫القاضى‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫العلوم‬

‫للتعليم فيها‪،‬‬ ‫الجامع الأزهر أكبر معهد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العهد دولة مستقلة‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫مصر‬ ‫كانت‬

‫من‬ ‫منها فيما سيأتى‬ ‫أقوى‬ ‫لهم همم‬ ‫العلوم ‪ ،‬وكانت‬ ‫جمع‬ ‫لعلمائه وطلابه رغبة فى‬ ‫فكان‬

‫الدولة‪،‬‬ ‫وظائف‬ ‫فى‬ ‫كبير‬ ‫نصيب‬ ‫لهم‬ ‫وكان‬ ‫الاْمة ‪،‬‬ ‫آمال‬ ‫مطمح‬ ‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫القرون‬

‫ما‬ ‫‪ ،‬وبقدر‬ ‫رمانهم‬ ‫به ظروف‬ ‫ما تسمح‬ ‫‪ ،‬بقدر‬ ‫جدارة‬ ‫للقيام بها عن‬ ‫يُعذُون أنفسهم‬ ‫فكانوا‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ما وصفنا‬ ‫على‬ ‫حالتها‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫عهدهم‬ ‫العلمية فى‬ ‫الحركة‬ ‫إلَيه‬ ‫وصلت‬

‫قد‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫إليهاْ‬ ‫وما‬ ‫والمقابلة‬ ‫والجبر‬ ‫والحساب‬ ‫والهندسة‬ ‫الطب‬ ‫‪ :‬أن علوم‬ ‫وثانيهما‬

‫بمن يتفرغ لها‬ ‫دراستها خاصة‬ ‫الفقهاء ‪ ،‬بعد أن كانت‬ ‫دراستها لأولئك‬ ‫أمكنت‬ ‫حتى‬ ‫تضاءلت‬

‫‪YOA‬‬
‫العلوم‬ ‫المتأخرين باختصار‬ ‫الفلاسفة ؟ لأن شغف‬ ‫من‬ ‫والرازى وغيرهما‬ ‫أمثال الكندى‬ ‫من‬

‫كغيرها من‬ ‫فيها متون موجزة‬ ‫‪ ،‬فوُضعت‬ ‫كان قد تناول هذه العلوم أيضا‬ ‫متون موجزة‬ ‫فى‬

‫دراسة‬ ‫يدرش‬ ‫ان كان‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫تافهة‬ ‫نظرية‬ ‫فيها دراسة‬ ‫يدرئتى‬ ‫الطب‬ ‫علم‬ ‫مثل‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫العلوم‬

‫تلك‬ ‫أيضا فى‬ ‫الفقهاء أن يدرسوه‬ ‫أولئك‬ ‫‪ -‬المستشفيات ‪ -‬فأمكن‬ ‫البيمارشانات‬ ‫عملية فى‬

‫دراسة‬ ‫فيه بهذه العلوم ‪ ،‬وتدرسها‬ ‫أوربا تنهض‬ ‫أخذت‬ ‫الذى‬ ‫الوقت‬ ‫فى‬ ‫المتون ‪ ،‬وهذا‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫لها طلابها‬ ‫يتفرغ‬ ‫خاصة‬ ‫لها مدارس‬ ‫‪ ،‬وتنشىء‬ ‫آباؤنا الأقدمون‬ ‫يدرسها‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ‫عملية‬

‫وغيره‬ ‫زكريا‬ ‫القاضى‬ ‫مثل‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫بها فى‬ ‫يقوم‬ ‫التى كان‬ ‫التافهة‬ ‫الدراسة‬ ‫يخها بتلك‬ ‫يكتفون‬

‫المتفقهة‪.‬‬ ‫من‬

‫!ي!*‬ ‫*‬

‫‪925‬‬
‫اليمنى‬ ‫الوفلر‬ ‫ابن‬

‫أثمة الزيدية‬ ‫من‬ ‫المعروف بابن الوزير ‪ ،‬وكان‬ ‫الوزير ين على‬ ‫بن إبراهيم‬ ‫محمد‬ ‫هو‬

‫قائما الى‬ ‫لا يزال‬ ‫‪،‬‬ ‫باليمن‬ ‫قديم‬ ‫حكم‬ ‫‪ ،‬ولهم‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫إلى‬ ‫نسبهم‬ ‫ينتهى‬ ‫الذين‬

‫وعمر‪،‬‬ ‫بكر‬ ‫ب!مامة أبى‬ ‫يدينون‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫الث!يعة إلى‬ ‫أقرب‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫اليوم‬

‫مع هذا لهم مذهب‬ ‫الشيعة ‪ ،‬ولكنهم‬ ‫من‬ ‫كما يغالى غيرهم‬ ‫أمر الصحابة‬ ‫ولا يغالون فى‬

‫المذاهب‬ ‫أهل‬ ‫نجيرهم من‬ ‫له ويقلدونه كما يفعل‬ ‫‪ ،‬يتعصبون‬ ‫الفروع والأصول‬ ‫فى‬ ‫خاص‬

‫‪.‬‬ ‫الأخرى‬

‫م ‪ ،‬فقرأ‬ ‫‪1373‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪775‬‬ ‫شطب‬ ‫الظهراوين من‬ ‫وكان مولد ابن الوزير بهجر‬

‫ثرص‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫على‬ ‫القاضى‬ ‫الكلام على‬ ‫أخيه الهادى ‪ ،‬وقرأ علم‬ ‫العربية على‬

‫مدن‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬ ‫وصعدة‬ ‫كابر علماء صنعاء‬ ‫على‬ ‫الفقه والتفسير والفروع والحديث‬ ‫أصول‬

‫‪،‬‬ ‫عصر‪.‬‬ ‫بين علماء‬ ‫ذكره‬ ‫واشتهر‬ ‫‪،‬‬ ‫الأقران‬ ‫‪ ،‬وفاق‬ ‫‪-‬العلوم‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫تبخر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫اليمن‬

‫لا يتقيد‬ ‫الزيدية ‪ ،‬لأنه كان‬ ‫من‬ ‫مذهبه‬ ‫أهل‬ ‫خلاف‬ ‫السنة على‬ ‫الميل لأهل‬ ‫شدبد‬ ‫وكان‬

‫مكة‬ ‫الى‬ ‫ارتحل‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المذاهب‬ ‫من‬ ‫يتقيد بمذهب‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫والسنة‬ ‫الكتاب‬ ‫يؤثر‬ ‫بالتقليد ‪ ،‬بل‬

‫فى‬ ‫يضاهيه‬ ‫عالم‬ ‫العالم إلى‬ ‫إليه نظرة‬ ‫‪ ،‬ونظر‬ ‫له قدره‬ ‫فعرف‬ ‫ابن ظهيرة‬ ‫على‬ ‫فقرأ الحديث‬

‫حنيفة‪،‬‬ ‫أو ابى‬ ‫إمام كالثافعى‬ ‫الى‬ ‫يا مولانا لو انتسبت‬ ‫ما أحسن‬ ‫‪:‬‬ ‫له يوما‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫علمه‬

‫بن‬ ‫الإمام القاسم‬ ‫غير‬ ‫ما اخترت‬ ‫والتقليدات‬ ‫النسب‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫‪ :‬لو احتجتُ‬ ‫له‬ ‫وقال‬ ‫فغضب‬

‫‪.‬‬ ‫الهادى‬ ‫أو حفيده‬ ‫إبراهيم‬

‫‪ ،‬فكان يزاحم‬ ‫غير مقلد‬ ‫والفروع نظر مجتهد‬ ‫الأصول‬ ‫ابن الورير ينظر فى‬ ‫ومضى‬

‫مقالاتهم‪،‬‬ ‫فى‬ ‫والمعتزلة‬ ‫أثمة الاشعرية‬ ‫‪ ،‬ويضايق‬ ‫اجتهاداتهم‬ ‫فى‬ ‫بعدهم‬ ‫الأئمة الأربعة ومن‬

‫من‬ ‫مسلكه‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫فلا يؤئر‬ ‫‪،‬‬ ‫ثورة‬ ‫ثورةً بعد‬ ‫عليه‬ ‫الزيدية يثورون‬ ‫من‬ ‫مذهبه‬ ‫أهل‬ ‫وكان‬

‫بمسلكه على‬ ‫أنه يخرج‬ ‫مع هذا لا يرى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫مذهبهم‬ ‫بالكتاب والسنة ولو خالف‬ ‫التمسك‬

‫البيت‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫اسلافه من‬ ‫إنه يخالف‬ ‫حاسديه‬ ‫بعض‬ ‫قول‬ ‫من‬ ‫يتكدر‬ ‫‪ ،‬بل كان‬ ‫أصولهم‬

‫نفسه بمثل قوله‪:‬‬ ‫ويدافع عن‬

‫رَدِى‬ ‫معتقَد‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫متنزها‬ ‫قئما‬ ‫دينا‬ ‫البيت‬ ‫كأهل‬ ‫دينى‬

‫لعين الأرمد‬ ‫لا تبدو‬ ‫والشمس‬ ‫الجهالة والعمى‬ ‫ذوو‬ ‫فى‬ ‫ويشكُّ‬

‫الأوائل أقتدف‬ ‫فعل‬ ‫كما‬ ‫وبه‬ ‫الورى‬ ‫فوق‬ ‫محمداَ‬ ‫أحب‬ ‫إنى‬

‫كاَل محمد‬ ‫أحد‬ ‫الفِدَى لهمُ فما‬ ‫نفى‬ ‫آلَ محمد‬ ‫وأحب‬

‫‪026‬‬
‫بمرصد‬ ‫فيهم وهم للظالمين‬ ‫هم باب حطَة والسفينة والهدى‬

‫لم تتعدد‬ ‫الشهب‬ ‫عَذَ‬ ‫مَن رام‬ ‫عذها‬ ‫)حصى‬ ‫ولهم فضائل لست‬

‫يد‬ ‫عن‬ ‫بالمذاهب‬ ‫لهمُ غرام‬ ‫يكن‬ ‫سَنُوا متابعةَ النبى ولم‬

‫الخوض‬ ‫راضيا عن‬ ‫وابن تيمئة ‪ ،‬فلم يكن‬ ‫ابن حزم‬ ‫مدرسة‬ ‫وابن الورير يعد بهذا من‬

‫هذا‬ ‫الحاجة إليه من‬ ‫فيما لا تمس‬ ‫الخوض‬ ‫الأولى عنده ترك‬ ‫‪ ،‬بل كان‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫فى‬

‫ينتصر‬ ‫الفروع ‪ ،‬حيث‬ ‫كتب‬ ‫مصنفى‬ ‫مسلك‬ ‫المصنفين فيه نحو‬ ‫ينتقد مسلك‬ ‫العلم ‪ ،‬وكان‬

‫يكون‬ ‫أن‬ ‫أنه لا يلزم‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫والجلى‬ ‫‪ ،‬والدقيق‬ ‫والقوى‬ ‫الضعيف‬ ‫فى‬ ‫واحد‬ ‫لمذهب‬ ‫المصنف‬

‫الأثمة‬ ‫القاطعة من‬ ‫الإجماعات‬ ‫فيه أحد‬ ‫‪ ،‬إلا ما حصل‬ ‫المواضع‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫الصواب‬

‫تخلصا‬ ‫يتخلص‬ ‫لم‬ ‫سبق‬ ‫لأنه كما‬ ‫‪،‬‬ ‫وعترتهم‬ ‫البيت‬ ‫أهل‬ ‫أئمة‬ ‫بهذا‬ ‫يعنى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫والعترة‬

‫عليه ‪ ،‬وشان‬ ‫الظاهرية‬ ‫وغلبة مذهب‬ ‫ابن حزم‬ ‫شأنه فى هذا كشأن‬ ‫‪،‬فكان‬ ‫مذهبهم‬ ‫كاملا من‬

‫عليه‪.‬‬ ‫الحنابلة‬ ‫ابن تيمة وغلبة مذهب‬

‫نحوَا ظاهرُه‬ ‫الاجتهاد‬ ‫فى‬ ‫وتنحو‬ ‫‪،‬‬ ‫الدائرة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫تدور‬ ‫الوزير‬ ‫ابن‬ ‫مؤلفات‬ ‫وكل‬

‫على‬ ‫بالنصوص‬ ‫لا يتمسك‬ ‫مجاداة من‬ ‫إلى‬ ‫يدفعه‬ ‫‪ ،‬إذ كان‬ ‫وباطنه الجمود‬ ‫التجديد‬

‫التى اتبعها سلف‬ ‫غير الأساليب‬ ‫بأساليب‬ ‫فهمها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬دالى النفرة ممن يستعين‬ ‫ظواهرها‬

‫اليونان ‪ -‬مع أن‬ ‫أساليب‬ ‫القرآن على‬ ‫أساليب‬ ‫‪ -‬ترجيح‬ ‫سماه‬ ‫هذا كتاب‬ ‫الأمة ‪ ،‬وله فى‬

‫يوافق بلاكة اللغة‬ ‫قالب‬ ‫فى‬ ‫مصنوعة‬ ‫المنطقية ‪ ،‬دان كانت‬ ‫الأساليب‬ ‫القرآن فيه كثير من‬

‫قياس‬ ‫فهو‬ ‫(‪)1‬‬ ‫لَفَسَدَتَا "‬ ‫الثهَ‬ ‫الأ‬ ‫كَانَ فيهِمَا اكهة‬ ‫لَوْ‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫نجى‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬

‫المقدمتين والنتيجة ؟ لأن‬ ‫إحدى‬ ‫حذف‬ ‫إلاَ‬ ‫هذا القياس ‪ ،‬وليسَفيه‬ ‫لشروط‬ ‫استثنائى مستوف‬

‫البلاغة العربية‪.‬‬ ‫تقتضيه‬ ‫مما‬ ‫هذا‬

‫سنة أبى القاسمأ‬ ‫عن‬ ‫فى الذب‬ ‫والقواصم‬ ‫( العواصم‬ ‫المؤلفات أيضا كتاب‬ ‫وله من‬

‫العواصم‬ ‫من‬ ‫المنتزع‬ ‫الباسم‬ ‫ة الروض‬ ‫سماه‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫اختصره‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أربع مجلدات‬ ‫فى‬

‫كتاب‬ ‫! ومنها‬ ‫الحق‬ ‫المذهب‬ ‫إلى‬ ‫الخلافات‬ ‫رد‬ ‫فى‬ ‫( إيثار الحق‬ ‫كتاب‬ ‫! ومنها‬ ‫والقواصم‬

‫الأنظار‬ ‫( تنقيح‬ ‫! وكتاب‬ ‫به الشرائع‬ ‫ما جاءت‬ ‫وجميع‬ ‫الصانع‬ ‫إثبات‬ ‫فى‬ ‫القاطع‬ ‫" البرهان‬

‫العلاء المعرى‬ ‫أبى‬ ‫أ يرد فيه على‬ ‫العميان‬ ‫شر‬ ‫على‬ ‫الأجميان‬ ‫" نصر‬ ‫الآثار ! وكتاب‬ ‫علوم‬ ‫فى‬

‫ما‬ ‫تحت‬ ‫فيه أيضا‬ ‫تخفى‬ ‫جمود‬ ‫نزعة‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫تحرً ولا تثبت‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫عنه‬ ‫يثماع‬ ‫كان‬ ‫بما‬ ‫وياخذه‬

‫والنقليد‪.‬‬ ‫الجمود‬ ‫كراهة‬ ‫به من‬ ‫يتظاهر‬ ‫كان‬

‫والطبائع‬ ‫الفلك‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫الدينية ‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫غير‬ ‫نحو‬ ‫فيه أيضا‬ ‫الجمود‬ ‫نزعة‬ ‫وظهرت‬

‫مما لا‬ ‫جعلها‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫وما‬ ‫والجبر‬ ‫والحساب‬ ‫والهندسة‬ ‫وال!‬

‫‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫الأنبياء‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪261‬‬
‫الشرع‬ ‫يرد‬ ‫لم‬ ‫الفنون‬ ‫هذه‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الآخرة‬ ‫فى‬ ‫يُسأل غنه‬ ‫الذى‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫معرفته‬ ‫إلى‬ ‫يُحتاج‬

‫‪ ،‬مع‬ ‫فقط‬ ‫لا يُعنى الا بأمر الآخرة‬ ‫الإسلام‬ ‫‪ ،‬كأن‬ ‫تعلمها‬ ‫إلى‬ ‫يندب‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫محرفتها‬ ‫بوجوب‬

‫فرض‬ ‫تعلمها‬ ‫‪ ،‬فيكون‬ ‫دنياهم‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬ ‫لازمة‬ ‫العلوم‬ ‫بالاَخرة والدنيا ‪ ،‬وهذه‬ ‫أنه يعنى‬

‫بابن تيمية‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫تأثر ابن الوزير فى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫كفاية عليهم‬

‫على‬ ‫سار‬ ‫التى‬ ‫المدرسة‬ ‫على‬ ‫بالخروج‬ ‫حياته‬ ‫يختم‬ ‫إلا أن‬ ‫الوزير‬ ‫أبَى ابن‬ ‫هذا‬ ‫ومع‬

‫له من‬ ‫ما مضى‬ ‫على‬ ‫‪ 4‬وندم‬ ‫أمره‬ ‫آخر‬ ‫فى‬ ‫الغزالى‬ ‫ما فعل‬ ‫التقليد ‪ ،‬ففعل‬ ‫كراهة‬ ‫فى‬ ‫نهجها‬

‫وهجر‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلوات‬ ‫فى‬ ‫وتوحثى‬ ‫‪،‬‬ ‫العبادة‬ ‫على‬ ‫وأقبل‬ ‫الناس‬ ‫فاعتزل‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية‬ ‫المعارك‬

‫هـ=‬ ‫سنة ‪848‬‬ ‫فى صنعاء‬ ‫مات‬ ‫الناس ‪ ،‬حتى‬ ‫العزلة عن‬ ‫عليه تلك‬ ‫واَثر‬ ‫الاشتغال بالعلم ‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1436‬‬

‫*طلا*‬

‫‪262‬‬
‫القرن العاشر‬ ‫المجددون فى‬

‫القرن العاشر الهجرى‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫الدولة‬ ‫‪ ،‬كانت‬ ‫م‬ ‫‪1901‬‬ ‫م إلى سنة‬ ‫‪6914‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫يمتد القرن العاشر الهجرى‬

‫إ‪،‬يزيد الثانى‬ ‫أوله السلطان‬ ‫فى‬ ‫رأسها‬ ‫على‬ ‫فيه ‪ ،‬وكان‬ ‫إسلامية‬ ‫دولة‬ ‫العثمانية التركية أقوى‬

‫عند‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫فوقفت‬ ‫‪،‬‬ ‫للسلم‬ ‫محبا‬ ‫ملكا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الفاتح‬ ‫محمد‬ ‫ابن السلطان‬

‫له‬ ‫فترك‬ ‫‪،‬‬ ‫الانكشارية‬ ‫فانضئمَ إليه جيش‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫ابنه سليم‬ ‫عليه‬ ‫خرج‬ ‫وقد‬ ‫أبيه ‪،‬‬ ‫فتوح‬

‫وابتدأه بقتال‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحكم‬ ‫اْبيه‬ ‫بعد‬ ‫سليم‬ ‫السلطان‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1512‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪189‬‬ ‫سنة‬ ‫الحكم‬

‫الشاه إسماعيل‬ ‫قتال‬ ‫إلى‬ ‫توجه‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عليهم‬ ‫قضى‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫وابنائهم‬ ‫إخوته‬ ‫فيه من‬ ‫الطامعين‬

‫بن أبى طالب‪،‬‬ ‫شيعيّا علوثا ينتهى نسبه إلى على‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الدول الصفوية بفارس‬ ‫مؤسس‬

‫إليه‬ ‫وما‬ ‫منه العراق‬ ‫وانتزع‬ ‫‪،‬‬ ‫ملكه‬ ‫تبريز قاعدة‬ ‫مدينة‬ ‫على‬ ‫واستولى‬ ‫سليم‬ ‫السلطان‬ ‫فحاربه‬

‫سنة‬ ‫دولتهم‬ ‫اْسقط‬ ‫حتى‬ ‫‪ ،‬فحاربهم‬ ‫بمصر‬ ‫قتال المماليك‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫توجه‬ ‫البلاد ‪ ،‬ثم‬ ‫من‬

‫بمصر‪،‬‬ ‫اَخر خلفاء بنى العباس‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وانتزع لنفسه الخلافة الصورية‬ ‫ام‬ ‫‪517‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪239‬‬

‫دولتهم‬ ‫على‬ ‫ملوكا‬ ‫اْن كانوا‬ ‫بعد‬ ‫المسلمين‬ ‫العثمانية التركية خلفاة‬ ‫الدولة‬ ‫ملوك‬ ‫صار‬ ‫وبهذا‬

‫ومبابعة‬ ‫بالشورى‬ ‫وانما تنعقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الشكل‬ ‫بهذا‬ ‫لا تنعقد‬ ‫الخلافة الإسلامية‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وفاتهم‬ ‫فقط‬

‫ابنه‬ ‫‪ ،‬فخلفه‬ ‫م‬ ‫‪0152‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪269‬‬ ‫سنة‬ ‫سليم‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬ثم توفى‬ ‫المسلمين باختيارهم‬

‫الدولة إلى نهاية عظمتها‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫وصلت‬ ‫عهده‬ ‫الأول القانونى ‪ ،‬وفى‬ ‫سليمان‬ ‫السلطان‬

‫‪ ،‬واستولت‬ ‫النمسا‬ ‫قاعدة‬ ‫فينَّا‬ ‫إلى‬ ‫فتوحاتها‬ ‫‪ ،‬ووصلت‬ ‫والمجر‬ ‫بلاد الصرب‬ ‫على‬ ‫فاستولت‬

‫زيان‬ ‫بنى‬ ‫دولة‬ ‫تلمسان‬ ‫على‬ ‫باستيلائها‬ ‫انتهت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد المغرب‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫الجزالْر‬ ‫على‬

‫‪ ،‬وكان لهذا السلطان‬ ‫بلاد العرب‬ ‫اليمن وغيره من‬ ‫على‬ ‫ام ‪،‬واستولت‬ ‫‪545‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪529‬‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪1566‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪749‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬ثم توفى‬ ‫ترجمته‬ ‫فى‬ ‫بيانها‬ ‫دينية ومدنية سيأتى‬ ‫إصلاحات‬

‫المملكة‬ ‫إدارة هذه‬ ‫التى تمكنه من‬ ‫بالصفات‬ ‫لا يتحلى‬ ‫ضعيفًا‬ ‫الثانى ‪ ،‬وكان‬ ‫ابنه سليم‬ ‫فخلفه‬

‫تدبير أمور‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فاعتمد‬ ‫صقلى‬ ‫باشا‬ ‫محمد‬ ‫هو‬ ‫عظيم‬ ‫له وزير‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الواسعة‬

‫الاستيلاء‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫تم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫عليها‬ ‫المحافظة‬ ‫فى‬ ‫الفضل‬ ‫‪ ،‬داليه يرجع‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪ovr‬‬ ‫=‪1‬‬ ‫‪ 819‬هـ‬ ‫بلاد المغرب ‪ ،‬فانتهت بهذا الدولة الحفصية سنة‬ ‫من‬ ‫مدينة تونس‬ ‫على‬

‫‪rTr‬‬
‫أباح‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بين فرنسا والدولة العثمانية التركية‬ ‫هذا السلطان‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫العلاقة‬ ‫وتوثقت‬

‫‪،‬‬ ‫البعوث‬ ‫هذه‬ ‫إليها كثيرا من‬ ‫‪ ،‬فأرسلت‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫بعوثا دينية إلى‬ ‫أن ترسل‬ ‫لفرنسا‬

‫لها‪،‬‬ ‫الاخلاص‬ ‫على‬ ‫الموجودة بين المسلمين‬ ‫المسيحية‬ ‫تربية الطوائف‬ ‫تقصد‬ ‫مع انها كانت‬

‫السلطان‬ ‫هذا‬ ‫توفى‬ ‫الآتية ‪ ،‬ثم‬ ‫القرون‬ ‫بيانه فى‬ ‫الميئة ما سيأتى‬ ‫العواقب‬ ‫لهذا من‬ ‫وسيكون‬

‫‪ ،‬فقتل‬ ‫السيثة‬ ‫بعادتهم‬ ‫‪ ،‬وابتدأ حكمه‬ ‫الثاك‬ ‫ابنه مراد‬ ‫‪ ،‬فخلفه‬ ‫م‬ ‫‪1574‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪829‬‬ ‫سنة‬

‫ابيه‪،‬‬ ‫عهد‬ ‫في‬ ‫شاع‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الخمر‬ ‫شرب‬ ‫تحريم‬ ‫‪ ،‬ثم أعلن‬ ‫الملك‬ ‫فى‬ ‫لئلا ينارعونه‬ ‫إخوته‬

‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫لا يسكر‬ ‫بالمقدار الذى‬ ‫إباحته‬ ‫الى‬ ‫واضطروه‬ ‫فثاروا عليه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه الانكشارية‬ ‫وأفرط‬

‫هذه الدول على‬ ‫مع فرنسا والبندقية وانجلترا ‪ ،‬وقد حصلت‬ ‫علاقة الدولة حسنة‬ ‫كانت‬ ‫عهده‬

‫لهذه الامتيارات‬ ‫هذه العلاقة ‪ ،‬وسيكون‬ ‫التجارية فى بلاد الدولة بسبب‬ ‫الامتيارات‬ ‫كثير من‬

‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫كثيرة‬ ‫هذا السبطان حروب‬ ‫فى عهد‬ ‫القرون الآتية ‪ ،‬وقد وقعت‬ ‫فى‬ ‫أثرها السىء‬

‫الدول‬ ‫العلاقة من‬ ‫بحسن‬ ‫أولى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بينهما‬ ‫بها العلاقة سوةا‬ ‫‪ ،‬فاردادت‬ ‫الدولة الصفوية‬

‫الدولة‪،‬‬ ‫على‬ ‫العصيان‬ ‫وترنسلفانيا‬ ‫والبغدان‬ ‫الفلاخ‬ ‫أعلنت‬ ‫عهده‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة‬ ‫الأوربية‬

‫وفاة‬ ‫البلاد ‪ ،‬وكانت‬ ‫هذه‬ ‫كثيرة من‬ ‫مدن‬ ‫على‬ ‫وألمانيا الاستيلاء‬ ‫النمسا‬ ‫ملك‬ ‫بمساعدة‬ ‫وأمكنها‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪4915‬‬ ‫‪ 01‬هـ=‬ ‫هذا السلطان سنة ‪30‬‬

‫فى هذا القرن دولتان شرقيتان كير الدولة العثمانية التركية‪:‬‬ ‫وكان للمسلمين‬

‫الشيخ‬ ‫ابن‬ ‫إسماعيل‬ ‫أنشأها‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ببلاد فارس‬ ‫الصفوية‬ ‫‪ :‬الدولة‬ ‫أولاهما‬

‫له ‪ ،‬وقد‬ ‫مدينة تبريز قاعدة‬ ‫‪ ،‬واتخذ‬ ‫م‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪09 6‬‬ ‫سنة‬ ‫الحسنى‬ ‫العلوى‬ ‫الدين‬ ‫صفى‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وامتدت‬ ‫والعراق العربى وديار بكر‬ ‫بلاد فارس‬ ‫جمغ‬ ‫شملت‬ ‫بعد هذا حتى‬ ‫اتسعت‬

‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬ ‫بينها وبين‬ ‫سيئة‬ ‫العلاقة‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الخرز‬ ‫بحر‬ ‫إلى‬ ‫الفارسى‬ ‫الخليج‬

‫‪ ،‬والدولة‬ ‫شيعية‬ ‫كانت‬ ‫الصوفية‬ ‫الدولة‬ ‫العداء أن‬ ‫هذا‬ ‫أسباب‬ ‫أهم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫طول‬

‫سنية‪.‬‬ ‫كانت‬ ‫التركية‬ ‫العثمانية‬

‫سنة‬ ‫تيمورلنك‬ ‫نسل‬ ‫من‬ ‫بابرشاه‬ ‫أنشأها‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ببلاد الهند‬ ‫المغولية‬ ‫‪ :‬الدولة‬ ‫والثاتية‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫ابنه همايون‬ ‫‪،‬فخلفه‬ ‫م‬ ‫‪0153‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪379‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫م‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪119‬‬

‫هـ=‬ ‫‪1401‬‬ ‫إلى سنة‬ ‫كبرخان‬ ‫ابنه‬ ‫م ‪،‬فخلفه‬ ‫‪1556‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪649‬‬ ‫الى سنة‬ ‫حكمه‬ ‫استمر‬

‫دائرة التجديد‬ ‫عن‬ ‫بعضها‬ ‫فى‬ ‫التجديد خرج‬ ‫أفكار جريئة فى‬ ‫!برخان‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪016 5‬‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫موضعها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وسنذكرها‬ ‫الإسلامى‬

‫يد الأسبانيين‬ ‫فى‬ ‫بلاده تسقط‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وكادت‬ ‫فى‬ ‫ضعفه‬ ‫أما المغرب فقد ظهر‬

‫الدولة العثمانية‬ ‫بنى ريان باستيلاء‬ ‫ودولة‬ ‫فيه دولة بنى حفص‬ ‫ذهبت‬ ‫والبرتغال!ن ‪ ،‬وقد‬

‫هـ‪-‬‬ ‫‪569‬‬ ‫سنة‬ ‫دولة بنى وطاس‬ ‫فيه بمراكش‬ ‫والجزائر ‪ ،‬وسقطت‬ ‫تونس‬ ‫التركية على‬

‫‪264‬‬
‫القوة بحيث‬ ‫من‬ ‫دولة السعدلين الحسنية العلوية مكانها ‪ ،‬ولكنها لم تكن‬ ‫ام ‪ ،‬وقامت‬ ‫‪954‬‬

‫بعض‬ ‫سلطانها‬ ‫على‬ ‫خرج‬ ‫الناحية ‪ ،‬وقد‬ ‫هذه‬ ‫المسلمين من‬ ‫أوربا على‬ ‫يمكنها دفع عدوان‬

‫بالدولة‬ ‫واستنجد‬ ‫‪،‬‬ ‫حربهم‬ ‫على‬ ‫وحده‬ ‫يَقْوَ‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالبرتغاليين‬ ‫عليه‬ ‫واستعانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلها‬

‫اليه مددأ‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫جنوده‬ ‫اليه مدداَ من‬ ‫أن يرسل‬ ‫واليها بطرابلس‬ ‫العثمانية التركية ‪ ،‬فأمرت‬

‫الثائرين‬ ‫على‬ ‫الانتصار‬ ‫بهذا المدد من‬ ‫‪ ،‬فتمكن‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬ ‫‪OVA‬‬ ‫=‬ ‫‪-A‬‬ ‫‪869‬‬ ‫سنة‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫منها‬

‫‪ ،‬وترك‬ ‫عليهم‬ ‫انتصاره‬ ‫يعد‬ ‫طرابلس‬ ‫المدد الى‬ ‫هذا‬ ‫رجع‬ ‫البرتغاليين ‪ ،‬وقد‬ ‫من‬ ‫ساعدهم‬ ‫ومَن‬

‫أوربا فيها‪.‬‬ ‫ما تعانى من طمع‬ ‫تُعانى‬ ‫وحدها‬ ‫مراكش‬

‫‪( ،‬ذ‬ ‫القوة‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫على‬ ‫كانوا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫بان‬ ‫نحكم‬ ‫يمكننا أن‬ ‫وبهذا‬

‫الحالة‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫أمم‬ ‫عند‬ ‫الجانب‬ ‫مرهوبة‬ ‫لا تزال‬ ‫العثمانية التركية فيه‬ ‫الدولة‬ ‫كانت‬

‫الحد‬ ‫إلى‬ ‫فيهم‬ ‫الجهل‬ ‫فشا‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫لقوتهم‬ ‫مضاهية‬ ‫لم تكن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫العلمية بين المسلمين‬

‫الفلسفية‬ ‫الفلوم‬ ‫القرون السابقة يعادون‬ ‫؟ وكانوا فى‬ ‫بعضهم‬ ‫شكاية‬ ‫فى‬ ‫سيأتى‬ ‫الذى‬

‫تطغى‬ ‫العامية أخذت‬ ‫لأن‬ ‫الأدبية ؟‬ ‫العلوم‬ ‫معاداة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫اليها فى‬ ‫فأضافوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وحدها‬

‫اللغة التركية‬ ‫البلاد العربية ؟ وجعلها‬ ‫معظم‬ ‫الدولة العثمانية التركية على‬ ‫استيلاء‬ ‫بعد‬ ‫عليهم‬

‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫هذا القرن صاحب‬ ‫معاداة العلوم الأدبية فى‬ ‫من‬ ‫اللغة الديوانية ؟ وممن شكا‬ ‫هى‬

‫؟ فقال مشيرا‬ ‫القانونى‬ ‫سيمان‬ ‫للسلطان‬ ‫الروم ‪ -‬وكان معاصرأ‬ ‫العقد المنظوم فى ذكر أفاضل‬

‫؟‬ ‫من تضعدالأوقات‬ ‫يعد عند ا!ثرين‬ ‫(ن ذلك‬ ‫‪ ( :‬ولعمرى‬ ‫التاريخ‬ ‫كتابه فى‬ ‫إلى موضوع‬

‫التضلع‬ ‫‪ ،‬ويعدون‬ ‫عيبا‬ ‫الأدب‬ ‫يرون‬ ‫زمان‬ ‫انتهينا الى‬ ‫؟ ف!نا قد‬ ‫خرافات‬ ‫عندهم‬ ‫المعارت‬ ‫لأن‬

‫بغيه وعدوانه‪،‬‬ ‫سيف‬ ‫سل‬ ‫الزمان ‪،‬قد‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫المشتكى‬ ‫الله الحنَان‬ ‫ذنبا ؟ دمالى‬ ‫الفنون‬ ‫من‬

‫‪ ،‬وشرت‬ ‫نُبل ظاهر‬ ‫ذى‬ ‫أقرانه ‪ ،‬وأوفق (‪ )1‬نبله لكل‬ ‫تحلى بالفضائل وتقدم على‬ ‫من‬ ‫على‬

‫؟ كالذباب‬ ‫الألباب‬ ‫أرباب‬ ‫‪ ،‬وضاع‬ ‫بالأجاج‬ ‫العذب‬ ‫‪ ،‬واشتبه‬ ‫الدر بالزجاج‬ ‫‪ ،‬فالتبس‬ ‫باهر‬

‫أساس‬ ‫ارتحال ‪ ،‬وضعف‬ ‫شرف‬ ‫‪ ،‬أو ضيفًا على‬ ‫خيال‬ ‫المعارف طيف‬ ‫فى الضباقي ؟ فصارت‬

‫إَثاره ‪:‬‬ ‫أن تمحى‬ ‫ناره ‪ ،‬وكادت‬ ‫‪ ،‬وخمدت‬ ‫أركانه‬ ‫العلم وبنيانه ‪ ،‬وتضعضعت‬

‫عظام‬ ‫وهىَ‬ ‫القباب السغ‬ ‫يناغى‬ ‫ئمَردا‬ ‫العلم صرحا‬ ‫سرير‬ ‫وكان‬

‫يُرام‬ ‫يكاد‬ ‫لا‬ ‫منيعً‬ ‫عزيزأ‬ ‫كرابه‬ ‫يُطار‬ ‫لا‬ ‫رفيعا‬ ‫متينا‬

‫يشام‬ ‫كبرقِ بدا بين السحاب‬ ‫مِن بروجه‬ ‫الهدى‬ ‫سنا برق‬ ‫يلو!‬

‫ثم دعام‬ ‫عرويثى منه‬ ‫فخرت‬ ‫عليها الرامسات ذيولها‬ ‫فجرت‬

‫ووسام‬ ‫اَية‬ ‫منه‬ ‫فلم يبق‬ ‫حسنه‬ ‫اتُ اليوم آبات‬ ‫الذرب‬ ‫محا‬

‫‪ :‬مشق‬ ‫‪ ،‬والفوق‬ ‫افوق‬ ‫‪ ،‬مقلوب‬ ‫الوتر ليرمى‬ ‫فى‬ ‫الفوق‬ ‫النبل ‪ :‬وضع‬ ‫يقال أوفق‬ ‫(‪)1‬‬

‫يقع الوتر‪.‬‬ ‫السهم حيث‬ ‫راص‬

‫‪265‬‬
‫التذكرة‬ ‫فى هذا القرن الحكيم داود الأنطاكى صاحب‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫حال‬ ‫وممن شكا‬

‫من‬ ‫آدم‬ ‫هبوط‬ ‫مصر‬ ‫هبطت‬ ‫ألبث اأن‬ ‫لم‬ ‫‪ 9 :‬ثم‬ ‫فيها‬ ‫فقال‬ ‫بمصر‬ ‫نزل‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الطب‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وأنا المعنى‬ ‫ال!ث!عب‬ ‫مغانى‬ ‫فكأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫جنة‬ ‫ملاعب‬ ‫أبو الطيب‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫وجدتها‬ ‫لما‬ ‫الجنة ‪،‬‬

‫فيها بقوله‪:‬‬

‫واليد واللسان‬ ‫الوجه‬ ‫غريبَ‬ ‫الفتى العربىَّ فيها‬ ‫ولكن‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫القذال‬ ‫شيب‬ ‫لحى‬ ‫‪ ،‬نبؤَ قيناتهم الحسان‬ ‫الرجال‬ ‫فيها طباع‬ ‫الحكمة‬ ‫قبول‬ ‫تنبو عن‬

‫تمثل‪:‬‬

‫المسيح بين اليهود‬ ‫كمقام‬ ‫إلا‬ ‫نخلة‬ ‫بأرض‬ ‫ما مقامى‬

‫ثمود‬ ‫فى‬ ‫كصالح‬ ‫ءُ غريبٌ‬ ‫الد‬ ‫أمة تداركها‬ ‫أنا فى‬

‫فى عقيدته لاشتغاله بعلوم الفلسفة ؟ فلما كثر كلام الناس فى‬ ‫أهلُ مصر‬ ‫وقد طعن‬

‫مكة‪.‬‬ ‫منها إلى‬ ‫اعتقاده ارتحل‬

‫أنه‬ ‫الشعرانى‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫المتصوفة‬ ‫أمام جهلة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫هوانا فى‬ ‫ازداد العلم‬ ‫وبهذا‬

‫هاء‬ ‫تصير‬ ‫‪ " :‬متى‬ ‫لفقيه أزهرى‬ ‫الجارحى‬ ‫أبو السعود‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫أميين‬ ‫شيخا‬ ‫فيه لسبعين‬ ‫تلمذ‬

‫اصطلاحهم‪،‬‬ ‫فى‬ ‫مترادفان‬ ‫لأنهما‬ ‫؟‬ ‫الفقيه فقيرا متصوفا‬ ‫يصير‬ ‫متى‬ ‫" يعنى‬ ‫؟‬ ‫الفقيه راءً‬

‫جمثيرا ما كانت‬ ‫الشكاوى‬ ‫إن‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كبير‬ ‫نفوذ‬ ‫الجارحى‬ ‫السعود‬ ‫لأبى‬ ‫وكان‬

‫على‬ ‫باى‬ ‫طومان‬ ‫ولَى‬ ‫الذى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫بأذن‬ ‫ببابه فلا‬ ‫الأمراء يقفون‬ ‫وكان‬ ‫تُرفع إليه ‪،‬‬

‫هذا طلب‬ ‫الخياط ممن يبالغ الحكام وعلماء الأزهر فى اعتقادهم ‪ ،‬ومع‬ ‫وكان بركات‬ ‫مصر‪،‬‬

‫لم يتعود إقامتها‪،‬‬ ‫بأنه‬ ‫الجمعة فاعتذر‬ ‫إلى صلاة‬ ‫هؤلاء العلماء أن يصحبهم‬ ‫جماعةٌ من‬ ‫إليه‬

‫طعنا‬ ‫أشبعهم‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فلما أنكروا‬ ‫نجس‬ ‫بماء قذر‬ ‫يتوضأ‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫عليه‬ ‫لإلحاحهم‬ ‫استجاب‬ ‫ثم‬

‫‪ " :‬والثه‬ ‫يقول‬ ‫وأقام ببابه وهو‬ ‫‪ ،‬فغضب‬ ‫بعصاه‬ ‫وضربه‬ ‫الوالى مرة‬ ‫عليه‬ ‫أنكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وشتما‬

‫عزل‬ ‫ورد‬ ‫ببابه حتى‬ ‫مقيما‬ ‫يزل‬ ‫فلم‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫أعزلك‬ ‫العتبة حتى‬ ‫هذه‬ ‫ما أفارق‬ ‫‪،‬‬ ‫زربون‬ ‫يا!‬

‫(‪ )1‬فأنكر‬ ‫كُنتُم أ‬ ‫اينَمَا‬ ‫مَعكُم‬ ‫وَهُوَ‬ ‫(‬ ‫قوله تعالى‬ ‫المواهى يشرح‬ ‫إبراهيم‬ ‫له ‪ ،‬وكان‬ ‫السلطان‬

‫المغربى‬ ‫محمد‬ ‫مجلسهم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولما أقبل‬ ‫الماهتة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لأنه يتكلم‬ ‫الأزهر‬ ‫علماء‬ ‫بعض‬ ‫عليه‬

‫المغربى ‪ :‬تكلموا‬ ‫‪ ،‬فقال لهم محمد‬ ‫الكلام معه‬ ‫عن‬ ‫الطريق امسكوا‬ ‫إخوانه فى‬ ‫من‬ ‫وهو‬

‫منكم‬ ‫بتنزقي الحق‬ ‫أحق‬ ‫‪ :‬نحن‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫الكلام‬ ‫على‬ ‫يجرؤوا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫معكم‬ ‫أتكلم‬ ‫حتى‬

‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫جميعا‬ ‫‪ ،‬فسكتوا‬ ‫معه‬ ‫أتكلم‬ ‫إلىَّ‬ ‫فليتقدم‬ ‫ذلك‬ ‫إيضاح‬ ‫طلب‬ ‫‪ ،‬ومَن‬ ‫الفقهاء‬ ‫معاشر‬

‫‪ ( :‬إن‬ ‫لهم‬ ‫ويقول‬ ‫ينهرهم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫رضاه‬ ‫به يطلبون‬ ‫‪ ،‬فلحقوا‬ ‫بيده وخرج‬ ‫المواهى‬ ‫إبراهيم‬

‫الذوق فليأت‬ ‫أراد منكم‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫ذوق‬ ‫طريق‬ ‫هى‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫كلام كطريقكم‬ ‫مجرد‬ ‫الطريق ليست‬

‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫الحديد‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪266‬‬
‫؟ ف!ن‬ ‫انطائفة‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬لىالا فليكفّ‬ ‫يذوق‬ ‫حتى‬ ‫قلبه ‪ ،‬وأرفيه‬ ‫أقطع‬ ‫حتى‬ ‫وأجوِّعه‬ ‫أخفيه‬

‫القرون‬ ‫منه فى‬ ‫بعضا‬ ‫ذكرنا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وأشنع‬ ‫أخزى‬ ‫مما هو‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ .‬إلى‬ ‫لما‬ ‫قاتل‬ ‫سم‬ ‫لحومهم‬

‫عنه‪.‬‬ ‫الاعتذار‬ ‫هنا لاعادة‬ ‫ذكره‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فلا داعى‬ ‫السابقة‬

‫إلا قليل‬ ‫المتصوفة ‪ ،‬ولم ينكر عيهم‬ ‫هذا القرن لأولئك‬ ‫أكثر علماء‬ ‫وبهذا خضع‬

‫الغالب على‬ ‫فى‬ ‫الدنيا ‪ ،‬فكان‬ ‫المنافسة على‬ ‫أجل‬ ‫الغالب من‬ ‫فى‬ ‫إنكارهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫منهم‬

‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫أتباعا ومريدين‬ ‫الدنيا ‪ ،‬وكثر‬ ‫فى‬ ‫حظا‬ ‫كانوا كثر‬ ‫لأنهم‬ ‫المتفقهين ‪،‬‬ ‫من‬ ‫المتصوفة‬

‫بعض‬ ‫حقد‬ ‫من‬ ‫بلغ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفريقين‬ ‫بين‬ ‫المنافسة‬ ‫‪ ،‬فأثار هذا‬ ‫علومهم‬ ‫فى‬ ‫المتفقهة‬ ‫يشاركون‬

‫قتله ‪ ،‬فلما‬ ‫فى‬ ‫م ) أن سعوا‬ ‫‪1565‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪739‬‬ ‫سنة‬ ‫الشعرانى المتصوف‬ ‫المتفقهة على‬

‫اكثر‬ ‫تصوفه‬ ‫إلى‬ ‫أنه كان‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫باسمه‬ ‫به والتشهير‬ ‫التنكيل‬ ‫فى‬ ‫سعوا‬ ‫محاولتهم‬ ‫فى‬ ‫فشلوا‬

‫كثر من مائتين من مريديه وأتباعه‪.‬‬ ‫زاوية كبيرة تضم‬ ‫علمأ منهم ‪ ،‬وكان صاحب‬

‫‪ ،‬ومن‬ ‫المتففهين منهم‬ ‫على‬ ‫إنكارهم‬ ‫من‬ ‫أخف‬ ‫المنصوفة‬ ‫جهلة‬ ‫على‬ ‫إنكارهم‬ ‫وكان‬

‫يمثل‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫‪ 1‬م‬ ‫هـ‬ ‫‪769‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫الخلوتى‬ ‫الدين‬ ‫كريم‬ ‫محمد‬ ‫المتصوفة‬ ‫هؤلاء‬

‫وأحكامه‪،‬‬ ‫بمعرفة الدين‬ ‫جهله‬ ‫على‬ ‫حريصا‬ ‫القرن أكبر تمثيل ‪ ،‬وكان‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المتصوفة‬ ‫جهلة‬

‫الشربينى إلا‬ ‫هذا لم ينكر عليه الخطيب‬ ‫الطريق المتفقهين فى الدين ‪ ،‬ومع‬ ‫شيوخ‬ ‫من‬ ‫ويسخر‬

‫مبتدأ‬ ‫لكل‬ ‫ولابد‬ ‫‪ " :‬إنه مبتدأ‪،‬‬ ‫إنكاره‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫عليه‬ ‫الله واقتصاره‬ ‫باسم‬ ‫الذكر‬ ‫فى‬ ‫ابتداءه‬

‫ذلك‬ ‫على‬ ‫بأن القوم كانوا لا يزالون‬ ‫رذَ عليه‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫متهافت‬ ‫ضعيف‬ ‫إنكار‬ ‫أ وهو‬ ‫خبر‬ ‫من‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫أو نحو‬ ‫أو الموجود‬ ‫أو المطلوب‬ ‫المعبود‬ ‫‪ ،‬وتقديره‬ ‫‪ ،‬والخبر هنا محذوف‬ ‫الذكر‬ ‫فى‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الحلماء‬ ‫بين‬ ‫قلة‬ ‫كانوا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫متصوفة‬ ‫على‬ ‫كانوا ينكرون‬ ‫الذين‬ ‫ولكن‬

‫كا"لشعرانى‬ ‫والتصوف‬ ‫بين التفقه‬ ‫يجمع‬ ‫مَن كان‬ ‫‪ ،‬ولا سئما‬ ‫عنهم‬ ‫يدافعون‬ ‫أكثرهم‬

‫البكرى رسالة يدافع‬ ‫م ‪ ،‬وقد كتب‬ ‫‪1585‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪499‬‬ ‫العابدين البكرى المتوفى سنة‬ ‫وزين‬

‫الوقت‬ ‫لهم‬ ‫إذا طاب‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الذكر‬ ‫من‬ ‫الذين يكثرون‬ ‫فقراء الطاثفة السعدية‬ ‫فيها عن‬

‫كالخشب‬ ‫يصيرون‬ ‫حتى‬ ‫‪ ،‬وافتقدوا الحس‬ ‫الأرض‬ ‫على‬ ‫وتساقطوا‬ ‫واضطربوا‬ ‫تواجدوا‬

‫أيديهم‬ ‫‪ ،‬فيدلك‬ ‫الشيخ‬ ‫إليهم نقيب‬ ‫يسارع‬ ‫حتى‬ ‫النهوض‬ ‫على‬ ‫المسندة ‪ ،‬ولا يقوون‬

‫شيئا ملؤنا‬ ‫اجسادهم‬ ‫من‬ ‫يُخرجون‬ ‫‪ ،‬وكان ابعضهم‬ ‫بركة شيخه‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويقيمهم‬ ‫وارجلهم‬

‫أو منفذ له ‪ ،‬فادَّعى‬ ‫غير جرح‬ ‫من‬ ‫منهم كالعرق‬ ‫يسيل‬ ‫أو الأصفر‬ ‫او الأبيض‬ ‫بالأحمر‬

‫لا‬ ‫نفوس‬ ‫سماء‬ ‫أنوارها مث!رقة من‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫وآية ظاهرة‬ ‫البكرى أن هذه كرامة طاهرة‬

‫يخلط‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫المنيعة ‪ ،‬لىاذا ظهرت‬ ‫حصونها‬ ‫إلا إلى‬ ‫‪ ،‬ولا تأوى‬ ‫اتباع الشريعة‬ ‫عن‬ ‫تعدل‬

‫قلبه‬ ‫لطهارة‬ ‫إليه ‪ ،‬ولكن‬ ‫ينتسب‬ ‫الذى‬ ‫لأستاذه‬ ‫فالكرامة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأحيان‬ ‫بعض‬ ‫بالعصيان‬ ‫الطاعة‬

‫فيها ‪ ،‬وهم‬ ‫لهص‬ ‫بحيل‬ ‫عليهم‬ ‫تظهر‬ ‫أمور‬ ‫أن هذه‬ ‫أرى‬ ‫‪ .‬وانى‬ ‫ا‬ ‫عليه‬ ‫ظهرت‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬

‫‪267‬‬
‫فى (ثبات الكرامة لهؤلاء الناس‬ ‫أن نتهافت‬ ‫بهذه الحيل ‪ ،‬ولا يصح‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫يفعلون‬

‫أنها كرامة‬ ‫نذعى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫العصيان‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫بأنهم‬ ‫الاعتراف‬ ‫مع‬ ‫فنثبتها لهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحد‬ ‫ذلك‬ ‫إلى‬

‫الطريقة‬ ‫تلك‬ ‫‪ ،‬ولا كانت‬ ‫بين تلاميذه‬ ‫العصيان‬ ‫أهل‬ ‫يقبل‬ ‫الذى‬ ‫الأستاذ‬ ‫‪ ،‬فلا كان‬ ‫لأستاذهم‬

‫بهذا الدفاع المتهافت‪.‬‬ ‫مع عصيانهم‬ ‫أصحابها‬ ‫التى يدافع البكرى عن‬

‫هـمارت اسوأ‬ ‫القرن ‪ ،‬حتى‬ ‫فنىا‬ ‫الحالة الاجتماعية بين المسلم!‬ ‫ساءت‬ ‫وكذلك‬

‫الأقطار الإسلامية‬ ‫مَلكًت كثر‬ ‫التىَ‬ ‫كية‬ ‫القرن السابق ؟ لأن الدولة آلعثما ‪-%‬‬ ‫منها فى‬

‫ملكَا لهم‪،‬‬ ‫كلى‪--‬لى‪---‬أيجم!ىطنهصليس‬ ‫‪-‬وقضظز‬ ‫‪،‬‬ ‫لها‬ ‫عبيد‬ ‫الرعايا كأنهم‬ ‫تعامل‬ ‫كانت‬

‫سليم‬ ‫أبيه السلطان‬ ‫بعد‬ ‫تولى‬ ‫لما‬ ‫القانونى‬ ‫سليمان‬ ‫السلطان‬ ‫إن‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫للدولة‬ ‫ملك‬ ‫و(نما هو‬

‫الأتراك سمَّاهم‬ ‫من‬ ‫رؤساء‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وورغَها إقطاعات‬ ‫مصر‬ ‫أعلن أنه المالك الحر لجميع أرض‬

‫الأقطاع‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫يحصلون‬ ‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫باهظا‬ ‫خراجَا‬ ‫منهم‬ ‫يتقاضى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫ملتزمين‬

‫فى‬ ‫كده‬ ‫يناله من‬ ‫‪ ،‬لأنه لم يكن‬ ‫المسكين‬ ‫الفلاح‬ ‫حساب‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المزايدة‬ ‫بطريق‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫الرعية‬ ‫على‬ ‫ترفعهم‬ ‫الدولة فى‬ ‫هذه‬ ‫سلاطين‬ ‫تغالى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫إلا اللقمة والخرقة‬ ‫الأرض‬

‫آبائهم الأمجاد طبقا للأوامر الواردة من‬ ‫إنهم كانوا يعلنون عند توليهم أنهم ‪/‬اعتلوا عرش‬

‫‪. .‬‬ ‫الشاهانية‬ ‫إرادتنا! السنية‬ ‫تمت‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫" أما‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫ولاتهم‬ ‫خاطبوا‬ ‫ف!ذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الملوك‬ ‫ملك‬

‫والإخلاص‬ ‫طاعتنا‬ ‫على‬ ‫أعتابنا ‪ ،‬وأقسم‬ ‫إلى‬ ‫فتعال‬ ‫الملوكانية‬ ‫رحمتا‬ ‫اكتساب‬ ‫ف!ذا أردت‬

‫لولاتهم‪:‬‬ ‫يقولون‬ ‫اليها ترفعَا عليهَا ‪ ،‬بل‬ ‫الخطاب‬ ‫لا يوجهون‬ ‫الرعية‬ ‫داذا خاطبوا‬ ‫‪.‬‬ ‫لنا "‬

‫الناحية‬ ‫من‬ ‫إليه الأمة الإسلامية‬ ‫ما وصلت‬ ‫أسوأ‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بابنا العالى‬ ‫عبيد‬ ‫" بفغوا‬

‫طبقة‬ ‫‪-‬‬ ‫طبقئين‬ ‫الأمة إلى‬ ‫التى تقسم‬ ‫الألقاب‬ ‫التى ابتدعت‬ ‫هى‬ ‫الدولة‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫الاجتماعية‬

‫كل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بك‬ ‫لقب‬ ‫باشا إلى‬ ‫لقب‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫أفراد الرعية‬ ‫سائر‬ ‫العامة من‬ ‫‪ ،‬وطبقة‬ ‫الأشراف‬

‫‪ ،‬ف!ذا خوطب‬ ‫به أفراد العامة‬ ‫بغير ما يخاطب‬ ‫اللقبين يخاطَب‬ ‫منْهذين‬ ‫لقبا‬ ‫يحمل‬ ‫من‬

‫يا رجل‬ ‫‪-‬‬ ‫خطابهم‬ ‫اد الرعية فكان‬ ‫أفر‬ ‫‪ .‬اما‬ ‫العزة‬ ‫أو يا صاحب‬ ‫السعادة‬ ‫له ‪ :‬يا صاحب‬ ‫قيل‬

‫‪.‬‬ ‫الخطاب‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫أدنى‬ ‫إلى‬ ‫إن لم ينزل‬ ‫‪-‬‬ ‫أو يا ولد‬

‫السادس‬ ‫القرن‬ ‫يقابل‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫حال‬ ‫عليه‬ ‫فيما كان‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫ولننظر‬

‫النهضة الأوربية ‪ ،‬لأن‬ ‫عصر‬ ‫القرن السابق من‬ ‫الكلام على‬ ‫عُذ فى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الميلادى‬ ‫عشر‬

‫دينية‪،‬‬ ‫ونهضة‬ ‫‪،‬‬ ‫سياسية‬ ‫فيها نهضة‬ ‫فكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫فيه نهضتها‬ ‫أوربا تابعت‬

‫أمربكا‬ ‫هذا القرن بكشف‬ ‫فى‬ ‫نهضتها‬ ‫تؤجت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫اجتماعية‬ ‫‪ ،‬ونهضة‬ ‫علمية‬ ‫ونههضة‬

‫المطبعة‪.‬‬ ‫السابق باختراع‬ ‫القرن‬ ‫نهضتها فى‬ ‫‪ ،‬كما توجت‬ ‫الرجاء الصالح‬ ‫رأس‬ ‫وطريق‬

‫فيه‬ ‫أعظمها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫دولها‬ ‫بازدياد عظمة‬ ‫فكانت‬ ‫السياسية‬ ‫فأما نهضتها‬

‫الثانية‬ ‫عظمة‬ ‫أمريكا ‪ ،‬وسب!ب‬ ‫الأولى كشف‬ ‫عظمة‬ ‫دولة أسبانيا ودولة البرتغال ‪ ،‬وكان سبب‬

‫‪268‬‬
‫فى هذا القرن ‪ ،‬وقد‬ ‫أمريكا أعظم حدث‬ ‫الرجاء الصالح ‪ ،‬وكان كشف‬ ‫طريق رأس‬ ‫كشف‬

‫من‬ ‫الغربى‬ ‫النصف‬ ‫لأهلها‬ ‫لأنه فتح‬ ‫‪،‬‬ ‫بالخير العميم‬ ‫خاصة‬ ‫وأسب!انيا‬ ‫أوربا عامة‬ ‫على‬ ‫عاد‬

‫به زيادة عطمة‪،‬‬ ‫ثروتهم‬ ‫رادت‬ ‫حتى‬ ‫؟‬ ‫استعماره‬ ‫فى‬ ‫يتنافسون‬ ‫فأخذوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرضية‬ ‫الكرة‬

‫أمريكا‬ ‫كشف‬ ‫فى‬ ‫الفضل‬ ‫القديمة ‪ ،‬وكان‬ ‫القاؤات‬ ‫باقى شعوب‬ ‫من‬ ‫وفاقوا بها غيرهم‬

‫بافيا الجامعة‪،‬‬ ‫مدرسة‬ ‫فى‬ ‫إيطاليا ‪ ،‬وتعلم‬ ‫من‬ ‫بمدينة جنوى‬ ‫ولد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫كولمبوس‬ ‫لخريستوف‬

‫شوخ‬ ‫‪ ،‬وكان يباحث‬ ‫الجغرافية للملاحين‬ ‫المصورات‬ ‫ووضع‬ ‫السفن‬ ‫بالملاخة فى‬ ‫ثم اشتغل‬

‫العجائب‬ ‫البحار من‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وما صادفوه‬ ‫أسفارهم‬ ‫فى‬ ‫المشاق‬ ‫من‬ ‫الملأحبن فيما وجدوه‬

‫مجهولا‪،‬‬ ‫لا يزال‬ ‫الارض‬ ‫جانبا كبيرا من‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫منهم‬ ‫مما راَه وسمعه‬ ‫‪ ،‬واستنتج‬ ‫والآثار‬

‫المحيط‬ ‫أوربا فى‬ ‫غرب‬ ‫بالسير إليه من‬ ‫آسيا الشرقى‬ ‫طرف‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫وأنه يمكن‬

‫صحته‪،‬‬ ‫العلم ‪ ،‬ويقيم لهم الأدلة على‬ ‫أهل‬ ‫هذا الرأى على‬ ‫يعرض‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫الأطلنطى‬

‫الملاحين ابتعد‬ ‫أدلته عليه أن بعض‬ ‫فلورنسا ب!يطاليا ‪ ،‬وكان من‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫فوافقه عليه طبيب‬

‫الخشب‬ ‫من‬ ‫قطعة‬ ‫‪ ،‬فوجد‬ ‫ومائتى ميل‬ ‫بمقدار الف‬ ‫فنسنت‬ ‫رأس‬ ‫عن‬ ‫المحيط الأطلنطى‬ ‫فى‬

‫البشر ‪ ،‬ومنها‬ ‫من‬ ‫مجهولة‬ ‫طواثف‬ ‫صنع‬ ‫أنها من‬ ‫‪ ،‬وفيها آثار تدل على‬ ‫الماء‬ ‫وجه‬ ‫طافية على‬

‫الأنبوبة‬ ‫‪ ،‬تع‬ ‫أمام بوروتوسانتو‬ ‫القصب‬ ‫هذا المحيط أنابيب كبيرة من‬ ‫التقط من‬ ‫أن بعضهم‬

‫به‬ ‫مما استدل‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫بلاد الهند‬ ‫إلا فى‬ ‫مما لا ينبت‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫الخمر‬ ‫أقتين من‬ ‫منها نحو‬

‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫أخذ‬ ‫‪ .‬ثم‬ ‫الأطلنطى‬ ‫المحيط‬ ‫فى‬ ‫بلاد الهند بالسير غربا‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫أنه يمكن‬ ‫على‬

‫فأبى‬ ‫جنوى‬ ‫لمدينة‬ ‫البلدى‬ ‫المجلس‬ ‫أمرها على‬ ‫هذه الرحلة ‪ ،‬فعرض‬ ‫يساعده على‬ ‫عمن‬ ‫يبحث‬

‫هذا‬ ‫العلماء لبحث‬ ‫لجنة من‬ ‫‪ ،‬فألَف‬ ‫البرتغال‬ ‫الثانى ملك‬ ‫الى يوحئا‬ ‫‪ ،‬فلجأ‬ ‫عليها‬ ‫أن يساعده‬

‫اَخر أمره‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فلجأ‬ ‫كولمبوس‬ ‫خريستوف‬ ‫رأى‬ ‫على‬ ‫توافق‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫الناحية الجغرافية‬ ‫الأمر من‬

‫لبحث‬ ‫والجغرافيا‬ ‫الفلك‬ ‫علماء‬ ‫فأئفا لجنةً من‬ ‫‪،‬‬ ‫إيزابيلا‬ ‫أسبانيا وروجه‬ ‫ملك‬ ‫فردينند‬ ‫إلى‬

‫فترك‬ ‫‪،‬‬ ‫لآباء الكنيسة‬ ‫التوراة وأقوال‬ ‫من‬ ‫بآيات‬ ‫فساده‬ ‫على‬ ‫فيه واستدلت‬ ‫فخالفته‬ ‫‪،‬‬ ‫رأيه‬

‫‪،‬‬ ‫دير رهبان‬ ‫على‬ ‫فرنسا‬ ‫إلى‬ ‫طريقه‬ ‫‪ ،‬ومَر فى‬ ‫فيها‬ ‫يساعده‬ ‫عقَن‬ ‫ليبحث‬ ‫فرنسا‬ ‫أسبانيا إلى‬

‫أمره فاخبره‬ ‫عن‬ ‫الدير سأله‬ ‫رئيس‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫السفر‬ ‫يواصل‬ ‫ثم‬ ‫ليقيم فيه يومأ أو يومين‬ ‫فدخله‬

‫خريستوف‬ ‫رأى‬ ‫‪ ،‬فاقتنع بصحة‬ ‫الجغرافيا‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫ماهر‬ ‫الدير طبيب‬ ‫فى‬ ‫به ‪ ،‬وكان‬

‫وقصده‬ ‫بأمره‬ ‫اليها يخبرها‬ ‫فكتب‬ ‫بالملكة إيزابيلا ‪،‬‬ ‫صلة‬ ‫الدير‬ ‫لرئيى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫كولمبوس‬

‫إليها وافقته هى‬ ‫وصل‬ ‫فلما‬ ‫فيه بردة إليها ‪،‬‬ ‫إليه كتابا تأمره‬ ‫‪ ،‬فأرسلت‬ ‫فرنسا‬ ‫إلى‬ ‫الذهاب‬

‫ما‬ ‫منه أن يذكر‬ ‫طلبا‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الرحلة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫يساعداه‬ ‫أن‬ ‫رأيه ‪ ،‬ورضيا‬ ‫فردينند على‬ ‫وزوجها‬

‫واليأ‬ ‫يجعلاه‬ ‫وأن‬ ‫أمير البحر‬ ‫لقب‬ ‫يعطياه‬ ‫لنف!ئه أن‬ ‫أنه يشترط‬ ‫فذكر‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫لنفسه‬ ‫يئشرطه‬

‫أو غيرهما‪،‬‬ ‫والتجارة‬ ‫ما يُستَغل منها بالحرب‬ ‫له عُضر‬ ‫يكون‬ ‫البلاد ‪ ،‬وأن‬ ‫من‬ ‫ما يكشفه‬ ‫على‬

‫‪YIA‬‬
‫والرجال‬ ‫السفن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأعذَا له ما يلزمه‬ ‫عليها‬ ‫فأصر‬ ‫أن استكثراها‬ ‫بعد‬ ‫الروط‬ ‫بهذه‬ ‫فرضيا‬

‫سفن‪،‬‬ ‫معه ثلاث‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪2914‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪MA‬‬ ‫أسبانيا فى‬ ‫والأموال ‪ ،‬فسار بها من‬

‫يسير مغربا‬ ‫‪ ،‬ومكث‬ ‫أغسطسر‬ ‫شهر‬ ‫الثالث من‬ ‫سيره فى‬ ‫ابتدأ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ومائة رجل‬ ‫وعشرون‬

‫انحراف‬ ‫هذا اليوم شاهدوا‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫سبتمبر‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫المحيط الا"طلنطى إلى الثالث عشر‬ ‫فى‬

‫من‬ ‫شديد‬ ‫خوف‬ ‫‪ ،‬فأدركهم‬ ‫إلى اطنوب‬ ‫الشمال‬ ‫الإبرة المغنطشية بالبوصلة البحرية من‬

‫؟ فتابعوا السير‬ ‫وطمأنهم‬ ‫هذا الانحراف‬ ‫سبب‬ ‫كولمبوس‬ ‫لهم خريستوف‬ ‫انحرافها ؟ فشرح‬

‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫شواطئه‬ ‫بعض‬ ‫قربوا من‬ ‫قد‬ ‫أنهم‬ ‫‪ ،‬فعلموا‬ ‫البحر‬ ‫طيور‬ ‫كثيرَا من‬ ‫شاهدوا‬ ‫أن‬ ‫الى‬

‫على‬ ‫ويثورون‬ ‫‪ ،‬فيغضبون‬ ‫سرابأ‬ ‫إليه وجدوه‬ ‫‪ ،‬ف!ذا وصلوا‬ ‫شاطئا‬ ‫ما يظنونه‬ ‫كانوا يشاهدون‬

‫من‬ ‫وقطعة‬ ‫قناة‬ ‫على‬ ‫عثر بعضهم‬ ‫كتوبر‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫الحادى عشر‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫كولمبوس‬ ‫خريستوف‬

‫كولمبوس‬ ‫خريستوف‬ ‫‪ ،‬ورأى‬ ‫وتد ونبات مزهر‬ ‫اَخر على‬ ‫‪ ،‬وعثر بعض‬ ‫ولوح‬ ‫وعصا‬ ‫الخشب‬

‫منهم شاطئأ حقيقيأ‪،‬‬ ‫من هذا اليوم راى واحد‬ ‫صباحأ‬ ‫الثانية‬ ‫الساعة‬ ‫فى الأفق ‪ ،‬وفى‬ ‫نوراَ‬

‫؟ فنزل‬ ‫سمنا‬ ‫الجزيرة التى تسمى‬ ‫أمريكا ‪ ،‬وهى‬ ‫جزر‬ ‫من‬ ‫لأول جزيرة‬ ‫هذا الشاطىء‬ ‫وكان‬

‫لثه‬ ‫شكرأ‬ ‫وركعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الشاطىء‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫العَلم الأسبانى‬ ‫ومعهم‬ ‫ورجاله‬ ‫كولمبوس‬ ‫خريستوف‬

‫‪،‬‬ ‫الجزر‬ ‫هذه‬ ‫كثيراً من‬ ‫كشفوا‬ ‫حتى‬ ‫تابعوا سيرهم‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫تملا عيونهم‬ ‫الفرح‬ ‫‪ ،‬ودموع‬ ‫تعالى‬

‫من‬ ‫عشر‬ ‫السادس‬ ‫أسبانيا فى‬ ‫إلى‬ ‫وعادوا‬ ‫المرة ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫الجزر‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫بما كشفوه‬ ‫واكتفوا‬

‫والنبات‬ ‫والأسلحة‬ ‫والقطن‬ ‫الذهب‬ ‫فيها من‬ ‫ما وجدوه‬ ‫م ‪ ،‬ومعهم‬ ‫‪14 qr‬‬ ‫يناير سنة‬ ‫شهر‬

‫رحلتهم‬ ‫من‬ ‫عادوا‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫أسبانيا‬ ‫أهل‬ ‫ليراهم‬ ‫سكانها‬ ‫من‬ ‫تسعة‬ ‫واصطحبوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والوحوش‬

‫فردينند‬ ‫الملك‬ ‫واستقبله‬ ‫‪،‬‬ ‫يُتلقى الملوك الفاتحون‬ ‫كما‬ ‫كولمبوس‬ ‫أسبانيا خريستوف‬ ‫أهل‬ ‫تلقى‬

‫كل‬ ‫فى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزر‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫رحلاته‬ ‫هذا‬ ‫تابع بعد‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫استفبال‬ ‫أعظم‬ ‫إيزابيلا‬ ‫وزوجه‬

‫‪ 09 4‬هـ=‬ ‫أمريكا الجنوبية فى سنة‬ ‫إلى شاطىء‬ ‫‪ ،‬إلى أن وصل‬ ‫جزراَ جديدة‬ ‫يكشف‬ ‫رحلة‬

‫موازيا له وهو‬ ‫يسير‬ ‫أخذ‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫التى كشفها‬ ‫كالجزر‬ ‫جزيرة‬ ‫أولا شاطىء‬ ‫‪ ،‬فظنه‬ ‫م‬ ‫‪8914‬‬

‫البحر‬ ‫فى‬ ‫يصب‬ ‫الذى‬ ‫الغزير‬ ‫الماء‬ ‫رأى‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫جزائر‬ ‫فيظنها‬ ‫البحر‬ ‫فى‬ ‫الناتئة‬ ‫ؤوسه‬ ‫_‬ ‫يشاهد‬

‫الغاية التى كان‬ ‫هى‬ ‫وأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫كالقارات‬ ‫أنها قارة كبرة‬ ‫فعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫أورونيكو‬ ‫نهر‬ ‫من‬

‫سنة‬ ‫وفاته‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫قبلها‬ ‫الجزر‬ ‫من‬ ‫ما كثمفه‬ ‫بكشفها‬ ‫فتؤَج‬ ‫‪،‬‬ ‫الرحلة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫يقصدها‬

‫أهل‬ ‫من‬ ‫فسبوشيوس‬ ‫أمريكو‬ ‫له يسمى‬ ‫معاصر‬ ‫عالم‬ ‫قام بعده‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫م‬ ‫‪15 . I‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪A‬‬ ‫ا‬ ‫‪2‬‬

‫فيها لا‬ ‫ما كشفه‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫باسمه‬ ‫سميت‬ ‫الذى‬ ‫القارة وهو‬ ‫هذه‬ ‫ب!يطاليا ‪ ،‬فأتم كثمف‬ ‫فلورنسا‬

‫السبق عليه‪.‬‬ ‫‪ ،‬لان كان له فضل‬ ‫كولمبوس‬ ‫قبله خريستوف‬ ‫يقل عما كشفه‬

‫‪ ،‬ف!نه فتح جنوب‬ ‫الرجاء الصالح‬ ‫رأس‬ ‫طريق‬ ‫أمريكا فى الأهمية كث!ف‬ ‫ويلى كشف‬

‫طريق‬ ‫سَدت‬ ‫العثمانية التركية قد‬ ‫الدولة‬ ‫وكانت‬ ‫أمام أورُوبا ‪،‬‬ ‫آسيا‬ ‫وشرق‬ ‫أفريقية الشرقى‬

‫‪027‬‬
‫‪ ،‬لتأخذ‬ ‫الناحية‬ ‫هذه‬ ‫إليها من‬ ‫أن تصل‬ ‫‪ ،‬فأرادت‬ ‫عليها‬ ‫العرب‬ ‫وبلاد‬ ‫مصر‬ ‫من‬ ‫الشرقية‬ ‫آسيا‬

‫عمانوئيل‬ ‫البرتغال‬ ‫ملك‬ ‫العظيم‬ ‫الأمر‬ ‫بهذا‬ ‫وقام‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلف‬ ‫من‬ ‫أمامها‬ ‫وقفوا‬ ‫الذين‬ ‫المسلمين‬

‫فاسكو‬ ‫الملاح المشهور‬ ‫‪ ،‬واختار‬ ‫م‬ ‫‪2914‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪898‬‬ ‫كبيرا سنة‬ ‫‪ ،‬وجَهزَ له أسطولا‬ ‫الأول‬

‫الغربية إلى‬ ‫أفريقية‬ ‫سواحل‬ ‫موازيا‬ ‫وسار‬ ‫ميناء ليشبونة‬ ‫من‬ ‫فخرج‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫رئيسا‬ ‫غاما‬ ‫دى‬

‫وصل‬ ‫سائراً حتى‬ ‫يزل‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫التى يمر بها‬ ‫والبلاد‬ ‫السواحل‬ ‫على‬ ‫يستولى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الجنوب‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرقية‬ ‫أفريقية‬ ‫لسواحل‬ ‫موازيا‬ ‫شمالا‬ ‫يسير‬ ‫أخذ‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الصالح‬ ‫الرجاء‬ ‫رأس‬ ‫إلى‬

‫مدغشقر‬ ‫جزيرة‬ ‫‪ ،‬وكشف‬ ‫كفروريا‬ ‫نتال وبلاد‬ ‫أولا على‬ ‫استولى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أيضأ‬ ‫عليها‬ ‫يستولى‬

‫من‬ ‫كثيراَ‬ ‫فيها‬ ‫ووجد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬موزمبيق‬ ‫بلاد سغالا‬ ‫على‬ ‫القمر وأنجوان ‪ ،‬ثم استولى‬ ‫وجزائر‬

‫بعد هذا ممالك‬ ‫‪ ،‬ووجد‬ ‫والرومان والعرب‬ ‫لقدماء المصريين‬ ‫معروفة‬ ‫التى كانت‬ ‫مناجم الذهب‬

‫فيه‬ ‫الكبير سار‬ ‫نهر زمبيسى‬ ‫إلى مصمب‬ ‫وصل‬ ‫عليها ‪ ،‬ولما‬ ‫عربية عامرة راهرة فاستولى‬

‫طريقه‬ ‫إلى‬ ‫رجع‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫للتجارة‬ ‫عظيمة‬ ‫أسواقا‬ ‫‪ ،‬وفتح‬ ‫شواطئه‬ ‫على‬ ‫حصونأ‬ ‫‪ ،‬وأنشأ‬ ‫بسفنه‬

‫يسكنها مهاجرة‬ ‫مدينة عظيمة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ممبسَّة‬ ‫إلى مدينة‬ ‫وصل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الشرقى‬ ‫الساحل‬ ‫على‬

‫بها‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫ملندة‬ ‫مملكة‬ ‫على‬ ‫بعدها‬ ‫‪ َ،‬واستولى‬ ‫أيضأ‬ ‫عليها‬ ‫فاستولى‬ ‫‪،‬‬ ‫اليمن‬ ‫أهل‬ ‫من‬

‫حتى‬ ‫معه‬ ‫فساروا‬ ‫؟‬ ‫الهند‬ ‫طريق‬ ‫على‬ ‫ليدلوه‬ ‫معه‬ ‫بعضهم‬ ‫فأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫تجار الهنود‬ ‫من‬ ‫جماعة‬

‫فيها مدة‬ ‫م ‪ ،‬فمكث‬ ‫‪8914‬‬ ‫هـ=‬ ‫ملابار سنة ‪09 4‬‬ ‫ساحل‬ ‫به إلى مدينة كلكتا على‬ ‫وصلوا‬

‫‪،‬‬ ‫البرتغال‬ ‫إلى‬ ‫عاد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عظيمة‬ ‫ثروة‬ ‫ما فيها من‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬واطلع‬ ‫الهند‬ ‫فيها أحوال‬ ‫عرت‬

‫لها‬ ‫إليها ‪ ،‬لأنه كشف‬ ‫بلاد البرتغال لعودته‬ ‫‪ ،‬فاهتزت‬ ‫م‬ ‫‪9914‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪09 5‬‬ ‫إليها سنة‬ ‫فوصل‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫والممالك‬ ‫البلاد‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ما استولى‬ ‫لها على‬ ‫‪ ،‬واستولى‬ ‫الهند‬ ‫إلى‬ ‫العظيم‬ ‫الطريق‬ ‫هذا‬

‫المرة ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫الاستيلاء‬ ‫ينوى‬ ‫وكان‬ ‫‪c‬‬ ‫م‬ ‫‪2015‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪80‬‬ ‫الهند سنة‬ ‫ثانيأ إلى‬ ‫عاد‬

‫كثيرة غيرها‪،‬‬ ‫مدن‬ ‫له ‪ ،‬ثم استولى على‬ ‫عليها مدافعه فسلمت‬ ‫إلى كلكتا اطلق‬ ‫فلما وصل‬

‫به‬ ‫‪ ،‬فاحتفل‬ ‫بلاد البرتغال‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬وعاد‬ ‫الهند‬ ‫ملوك‬ ‫بعض‬ ‫تجارية مع‬ ‫معاهدات‬ ‫وعقد‬

‫على‬ ‫البرتغال‬ ‫ملك‬ ‫يوحنَا الثالث‬ ‫ولاه‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫أهله‬ ‫بين‬ ‫مدة‬ ‫وأقام‬ ‫‪،‬‬ ‫عظيما‬ ‫احتفالا‬ ‫أهلها‬

‫‪ 319‬هـ‪-‬‬ ‫هذا سنة‬ ‫نائب الملك بالهند ‪،‬وكان‬ ‫‪،‬وأعطاه لقب‬ ‫فى الشرق‬ ‫البرتغالية‬ ‫المستعمرات‬

‫بها فى هذه السنة‪.‬‬ ‫فمات‬ ‫المية‬ ‫إلى الهند عاجلته‬ ‫‪ 524‬ام ‪ ،‬فلما وصل‬

‫المسلمين ‪ ،‬لأنه مكَّن‬ ‫كبير على‬ ‫خطر‬ ‫مصدر‬ ‫الرجاء ال!لح‬ ‫رأس‬ ‫فتع طريق‬ ‫وكان‬

‫موضع‬ ‫أضعف‬ ‫فى‬ ‫إلسهم ضربتهم‬ ‫‪ ،‬وأن يوجهوا‬ ‫خلفهم‬ ‫أن يأتوهم من‬ ‫اوربا من‬ ‫أهل‬

‫مقدار هذا‬ ‫‪ ،‬فلم تدرك‬ ‫قد تبلدت‬ ‫هذا القرن كانت‬ ‫المسلمين فى‬ ‫عقول‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫فيهم‬

‫الأسطول‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫سهل‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمن‬ ‫التى ألفتها بطول‬ ‫غفلتها‬ ‫تتنبه من‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الخطر‬

‫إلى الهند ‪ ،‬مع أن البرتغال‬ ‫البلاد التى مر بها إلى أن وصل‬ ‫تلك‬ ‫البرتغالى أن يفتح كل‬

‫البلاد ‪.‬‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ما استولت‬ ‫بعدد‬ ‫عددها‬ ‫‪ ،‬ولا يقاس‬ ‫أمة قليلة العدد‬

‫‪271‬‬
‫سنة‬ ‫التركية‬ ‫الجوررات بالهند رسولا إلى الدولة العثمانية‬ ‫صاحب‬ ‫وقد أرسل‬

‫على‬ ‫‪ ،‬واستولوا‬ ‫بلاده‬ ‫أغاروا على‬ ‫انذين‬ ‫البرتغاليين‬ ‫بها على‬ ‫‪ ،‬يستنجد‬ ‫م‬ ‫‪1537‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪449‬‬

‫بن‬ ‫همايون‬ ‫بها على‬ ‫يستنجد‬ ‫بالهند رسولا‬ ‫دلهى‬ ‫إليها صاحب‬ ‫أرسل‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫أهم ثغورها‬

‫أسطولا‬ ‫أن يجهز‬ ‫سلليمان القانونى الى والى مصر‬ ‫السلطان‬ ‫المعروف ببابر ؟ فأرسل‬ ‫ظاهر‬

‫سفينة ‪ ،‬وقد توجه إلى سواحل‬ ‫سبعين‬ ‫على‬ ‫يحتوى‬ ‫أسطولا‬ ‫‪ ،‬فجهز‬ ‫لنجدتهم‬ ‫بثغر السويس‬

‫ما استولى‬ ‫‪ ،‬وسفم‬ ‫عليها‬ ‫الثغور التى استولوا‬ ‫البرتغاليين كئر‬ ‫‪ ،‬فانتزع من‬ ‫بالهند‬ ‫الجوررات‬

‫إلى‬ ‫وعاد‬ ‫‪،‬‬ ‫الثغور‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫البرتغاليين فيما بقى‬ ‫ترك‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الجوزرات‬ ‫منها لصاحب‬ ‫عليه‬

‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬ليطعنوا‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ‫الجو فيها لهم‬ ‫‪ ،‬فخلا‬ ‫الهند‬ ‫من‬ ‫طردهم‬ ‫أن يتمم‬ ‫قبل‬ ‫مصر‬

‫بين‬ ‫‪ ،‬ليفعوهم‬ ‫الأمام أيضأ‬ ‫من‬ ‫الناحية أخذوهم‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫إذا أضعفوهم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫خلفهم‬

‫هذه‬ ‫من‬ ‫بنصيبهم‬ ‫قام البرنغاليون‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأمام والخلف‬ ‫من‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬ويضغطوا‬ ‫الرحا‬ ‫شفى‬

‫من‬ ‫سيأتى‬ ‫فيما‬ ‫إتمامها‬ ‫اوربا‬ ‫أمم‬ ‫من‬ ‫لغيِرهم‬ ‫ومهدوا‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الخطيرة‬ ‫الحركة‬

‫‪.‬‬ ‫القرون‬

‫الأول‬ ‫‪ ،‬منهم فرنسيس‬ ‫هذه النهضة‬ ‫على‬ ‫وكان هناك ملوك اَخرون فى أوربا ساعدوا‬

‫بالعلوم‬ ‫على النهوض‬ ‫م ) فقد عمل‬ ‫‪1547 -‬‬ ‫‪1515‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪549 -‬‬ ‫فرنسا ( ‪219‬‬ ‫ملك‬

‫طلابها ‪،‬ولهذا كان‬ ‫‪ ،‬وزاد عدد‬ ‫فيها سوقها‬ ‫راجت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فرنسا‬ ‫والمعارف والفنون فى‬

‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫مفارقتهم‬ ‫على‬ ‫لا يصبر‬ ‫أنه كان‬ ‫للعلماء‬ ‫حبه‬ ‫من‬ ‫وبلغ‬ ‫‪،‬‬ ‫والمعارف‬ ‫أبا العلوم‬ ‫يلقب‬

‫العطايا الجزيلة‪.‬‬ ‫الرفيعة ‪ ،‬ويمنحهم‬ ‫المناصب‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ويرقيهم‬ ‫والسفر‬ ‫الحضر‬ ‫إليه فى‬ ‫يقربهم‬

‫م ) وقد لجأ‬ ‫‪3016 -‬‬ ‫‪1558‬‬ ‫‪ -( Y‬ا هـ=‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪All‬‬ ‫إنجلترا‬ ‫ملكة‬ ‫ومنهم أليصابات‬

‫لأنها كانت‬ ‫وهولنديين‬ ‫وفرنسيين‬ ‫ألمانيين‬ ‫من‬ ‫لوثر‬ ‫أتباع مارتين‬ ‫البروتستانت‬ ‫من‬ ‫اليها كثير‬

‫منها‬ ‫مجهولا‬ ‫ما كان‬ ‫‪ ،‬فنشروا‬ ‫والصناعات‬ ‫والفنون‬ ‫العلوم‬ ‫أصحاب‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫بروتسنانتية‬

‫اللغة الأنجليزية‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫معهم‬ ‫العلمية الثتى اصطحبوها‬ ‫الكتب‬ ‫كثيرأ من‬ ‫إنجلترا ‪ ،‬وترجموا‬ ‫فى‬

‫الهنف الشرقية‪،‬‬ ‫شركة‬ ‫الملكة‬ ‫هذه‬ ‫عهد‬ ‫ألَّفت فى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فائدة عظيمة‬ ‫إنجلترا‬ ‫منها‬ ‫فاستفادت‬

‫بلاد الهند‪.‬‬ ‫الاستيلاء على‬ ‫من‬ ‫إنجلترا‬ ‫الشركة التى ستمكن‬ ‫وهى‬

‫كبر‬ ‫وكان‬ ‫‪r‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪o o‬‬ ‫‪-o9151 =&-‬‬ ‫‪q‬‬ ‫‪it‬‬ ‫)‪-‬‬
‫ملك جرمانيا ( ‪9Y5‬‬ ‫ومنهم شارلكان‬

‫‪ .‬ثم‬ ‫أوربا فى هذا القرن ‪ ،‬وكان محبا للعلوم والمعارف ‪ ،‬بل كان يجيد معرفة بعضها‬ ‫ملوك‬

‫‪ ،‬ليضرب‬ ‫ونحوها‬ ‫الساعات‬ ‫وقته فى صنع‬ ‫تزهد واعتزل الملك فى آخر حياته ؟ فكان يقض‬

‫فيها لىاتقانها‪.‬‬ ‫التنافى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وليحملهم‬ ‫بالصناعة‬ ‫الاهتمام‬ ‫فى‬ ‫مثلا لشعبه‬

‫مرتين‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫الفرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أوربا‬ ‫أبطال‬ ‫من‬ ‫قام بها بطل‬ ‫الدينية فقد‬ ‫النهضة‬ ‫وأما‬

‫الكاثوليكية‪،‬‬ ‫المسيحية‬ ‫الكنيسة‬ ‫رئيس‬ ‫البابا ‪ ،‬وهو‬ ‫على‬ ‫ثورة‬ ‫قام بثبر‬ ‫لوثير الألمانى ؟ فقد‬

‫‪272‬‬
‫أن ما يربطه‬ ‫إلى حد‬ ‫السلطة الدينية ما يصل‬ ‫‪ ،‬وله من‬ ‫الأرض‬ ‫فى‬ ‫المسيح عندهم‬ ‫وخليفة‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫أوربا وأقعدتهاْ‬ ‫لوثير عليه‬ ‫مارتين‬ ‫ثورة‬ ‫؟ فأقامت‬ ‫السماء‬ ‫يُربط فى‬ ‫الأرض‬ ‫فى‬

‫أسلابان‬ ‫مدينة‬ ‫لوثير فى‬ ‫وُلد مارتين‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫غفلتها‬ ‫من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫التى أيقظتها‬ ‫الأسباب‬

‫وكان‬ ‫العلوم الدينية والفلسفية ؟‬ ‫م ‪ ،‬ودرس‬ ‫‪1483‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪888‬‬ ‫ألمانيا‬ ‫من‬ ‫بسكسونيا‬

‫يتابعها حتى‬ ‫يزل‬ ‫ولم‬ ‫!‬ ‫دراسته‬ ‫فيه ويتابع‬ ‫ليترهب‬ ‫بدير‬ ‫؟ فالتحق‬ ‫والعزلة‬ ‫الزهد‬ ‫يميل إلى‬

‫معلما‬ ‫امير سكسونيا‬ ‫الدين والفلسفة ‪ ،‬فاختاره فردريك‬ ‫علوم‬ ‫فى‬ ‫عظيمة‬ ‫إلى درجة‬ ‫وصل‬

‫هـ=‬ ‫سنة ( ‪623‬‬ ‫فى المدرسة التى أنشأها فى مدينة وتمبرج ؟ فلما كانت‬ ‫للفلسفة واللاهوت‬

‫إلا‬ ‫يمنحونها‬ ‫أسلافه‬ ‫التى لم يكن‬ ‫الغفرانات‬ ‫منح‬ ‫فى‬ ‫أ العاشر‬ ‫" لاون‬ ‫البابا‬ ‫م ) توسع‬ ‫‪1517‬‬

‫الأمور الدينية‪،‬‬ ‫هذا من‬ ‫‪ ،‬أو يقوم بنحو‬ ‫كنيسة‬ ‫صليبية أو ينشىء‬ ‫حرب‬ ‫فى‬ ‫لمن يشترك‬

‫بها‬ ‫لتُمحى‬ ‫‪،‬‬ ‫لا‪،‬هلها بالدراهم‬ ‫الغفرانات‬ ‫أوربا يبيعون‬ ‫أقطار‬ ‫أتباعه إلى‬ ‫كثيرا من‬ ‫فأرسل‬

‫ينادون‬ ‫الأقطار وهم‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫يجولون‬ ‫الاَخرة ‪ ،‬فأخذوا‬ ‫عليها فى‬ ‫ذنوبهم ولا يحاسبون‬

‫قلوب‬ ‫منهم‬ ‫نفرت‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأثمان‬ ‫بأبخس‬ ‫للعامة‬ ‫الغفرانات‬ ‫ويبيعون‬ ‫‪،‬‬ ‫الروحية‬ ‫بالبركات‬

‫‪ ،‬لينفقها‬ ‫! العاشر‬ ‫البابا " لاون‬ ‫خزينة‬ ‫إلى‬ ‫تذهب‬ ‫رعاياهم‬ ‫رأوا أموال‬ ‫لأنهم‬ ‫الملوك والأمراء‬

‫الغفران‬ ‫حق‬ ‫على‬ ‫ينكر‬ ‫وأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرصة‬ ‫هذه‬ ‫لوثير‬ ‫مارتين‬ ‫فانتهز‬ ‫‪،‬‬ ‫وملذاته‬ ‫شهواته‬ ‫فى‬

‫إلى‬ ‫الناس‬ ‫يدعو‬ ‫‪ ،‬وقام‬ ‫والمسيح!نن‬ ‫بين الثه تعالى‬ ‫منه وسيطا‬ ‫الباع التى جعلت‬ ‫من‬ ‫وغيره‬

‫‪ ،‬فقام أتباع‬ ‫دعوته‬ ‫فى‬ ‫يناصرونه‬ ‫له ‪ ،‬وأخذوا‬ ‫كثير منهم‬ ‫‪ ،‬فاستجاب‬ ‫البدع‬ ‫هذه‬ ‫الثورة على‬

‫قوانين‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقين‬ ‫الأحبار‬ ‫أقوال‬ ‫على‬ ‫ردهم‬ ‫فى‬ ‫ويستندون‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫البابا يردون‬

‫الأناجيل‪،‬‬ ‫بنصوص‬ ‫‪ ،‬ويتمسك‬ ‫وزنا‬ ‫لأدلغ‬ ‫لوثير لا يقيم‬ ‫مرتين‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وتقاليدها‬ ‫الكنيسة‬

‫البابا‬ ‫أقلق‬ ‫حد‬ ‫أتباعه إلى‬ ‫بقوة أدلته ‪ ،‬فكثر‬ ‫الناس‬ ‫فق‬ ‫؟ حتى‬ ‫العقل‬ ‫التى يؤيدها‬ ‫وبالبراهين‬

‫على‬ ‫المحاكمة‬ ‫الى‬ ‫إليه البابا ليقدمه‬ ‫فأرسل‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشدة‬ ‫يأخذوه‬ ‫إلا أن‬ ‫يجدوا‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫أتباعه‬

‫هذا‬ ‫‪ ،‬وأيده فى‬ ‫المانيا‬ ‫فى‬ ‫منه أن يحاكم‬ ‫‪ ،‬وطلب‬ ‫عنده‬ ‫إليه ليحاكم‬ ‫أن يذهب‬ ‫آرائه ‪ ،‬فأبى‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬فقام بمحاكمته‬ ‫أن يحاكمه‬ ‫ألمانيا‬ ‫نائبه فى‬ ‫كاتيجان‬ ‫الكردينال‬ ‫البابا‬ ‫‪ ،‬فأمر‬ ‫أمير سكسونيا‬

‫ويتوعده‬ ‫يهدده‬ ‫‪ ،‬فاخذ‬ ‫لوثير‬ ‫مرتين‬ ‫فيه عليه‬ ‫ظهر‬ ‫عنيف‬ ‫‪ ،‬وثار بينهما جدال‬ ‫مدينة أجسبرج‬

‫فادخله‬ ‫‪،‬‬ ‫سكسونيا‬ ‫الى‬ ‫خفية‬ ‫فى‬ ‫ولر‬ ‫‪5‬‬ ‫عنها‬ ‫يرجع‬ ‫ان‬ ‫‪ ،‬فأبى‬ ‫آرائه‬ ‫عن‬ ‫ليرجع‬ ‫بالعقاب‬

‫وقعت‬ ‫آراثه ‪ ،‬وقد‬ ‫ليعاقبه على‬ ‫كاتيجان‬ ‫الكردينا!‬ ‫الى‬ ‫أن يرسله‬ ‫‪ ،‬وأبى‬ ‫حمايته‬ ‫فى‬ ‫أميرها‬

‫جرمانيا ‪ ،‬واشتغالهاَ‬ ‫ملك‬ ‫مكيمليان‬ ‫موت‬ ‫ارتباك بسبب‬ ‫بعد هذا فى‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية‬

‫ألمانيا‬ ‫فى‬ ‫ن!ثرها‬ ‫من‬ ‫تمكن‬ ‫حتى‬ ‫ودعوته‬ ‫لوثير‬ ‫مرتين‬ ‫إلى‬ ‫تلتفت‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫خيفة‬ ‫باختيار‬

‫مرتين لوثير‬ ‫على‬ ‫الأساقفة وحكم‬ ‫الدعوة جمع‬ ‫نجاح هذه‬ ‫البابا‬ ‫رأى‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫وسويسرا‬

‫على‬ ‫الخروج‬ ‫وأعلن‬ ‫‪،‬‬ ‫يعبأ بهذا الحكم‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫مؤلفاته‬ ‫مطالعة‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫بالإلحاد ‪ ،‬وحرئم‬

‫*‪2‬‬
‫)‬ ‫الاصلام‬ ‫فى‬ ‫‪ - 1 8‬المجددون‬ ‫(‬
‫عرض‬ ‫على‬ ‫شارلكان‬ ‫جلس‬ ‫ولما‬ ‫أوامره ‪،‬‬ ‫عصيان‬ ‫أوربا على‬ ‫ملوك‬ ‫يحرض‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫البابا‬

‫مرتين‬ ‫لمخاكمة‬ ‫ورمس‬ ‫بمدينة‬ ‫مجلسأ‬ ‫البابا ‪ ،‬فعقد‬ ‫إلى‬ ‫أراد أن يتقرب‬ ‫مكسيمليان‬ ‫بعد‬ ‫جرمانيا‬

‫وأعلنوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والتبجيل‬ ‫بالتعظيم‬ ‫قابله أهلها‬ ‫للمحاكمة‬ ‫المدينة‬ ‫هذه‬ ‫الى‬ ‫حضر‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫لوثير‬

‫يوافقه‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫عل!يه بالقتل‬ ‫أن يحكم‬ ‫المجلس‬ ‫هذا‬ ‫أعضاء‬ ‫‪ ،‬وأراد بعض‬ ‫دعوته‬ ‫إلى‬ ‫انضمامهم‬

‫ب!صدار‬ ‫‪ ،‬فاكتفى‬ ‫شارلكان‬ ‫إليه بأمان من‬ ‫لوثير حضر‬ ‫مرتين‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫المجلس‬

‫أمير سكسونيا‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫أو حمايتها‬ ‫دعوته‬ ‫فى‬ ‫الدخول‬ ‫من‬ ‫يمنع أمراء أوربا وأشرانجها‬ ‫منشور‬

‫يخها‬ ‫يثتغل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أشهر‬ ‫تسعة‬ ‫نحو‬ ‫عنده‬ ‫لوثير فأخفاه‬ ‫مرتين‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫لنم يعبأ بهذا المنشور‬

‫فى نشر دعوته بين‬ ‫له من اضطهاد‬ ‫‪ ،‬وراد ما حصل‬ ‫فى تأييد دعوته‬ ‫بتأليف المقالات والكتب‬

‫الدعوة اسم‬ ‫أنصار هذه‬ ‫على‬ ‫إيطاليا وفرنسا وانجلترا ‪ ،‬وغلب‬ ‫فى‬ ‫انتشرت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الناس‬

‫هـ=‬ ‫‪539‬‬ ‫سن!‬ ‫مات‬ ‫فيها حتى‬ ‫مرتين لوثير يجاهد‬ ‫‪ ،‬ثم مكث‬ ‫محتحين‬ ‫أى‬ ‫بروتستانت‬

‫صارت‬ ‫‪ ،‬حئى‬ ‫بعده‬ ‫زاد انتشارها‬ ‫بل‬ ‫بموته ‪،‬‬ ‫تمت‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫أركانها‬ ‫ثتت‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫م‬ ‫‪1546‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الكاثوليكية‬ ‫أوربا من‬ ‫نفوذا فى‬ ‫أقوى‬

‫‪ ،‬فظهر‬ ‫الابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫منها‬ ‫أظهرْ‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كانت‬ ‫فقد‬ ‫العلمية‬ ‫وأما النهضة‬

‫قام فى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحديثة‬ ‫للفلسفة‬ ‫باَرائهم‬ ‫‪ ،‬ومهدوا‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫ختموا‬ ‫وفلاسفة‬ ‫فيها علماء‬

‫‪ ،‬وفى‬ ‫اللاتينية‬ ‫العربية إلى‬ ‫فى ترجمتها من‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬ ‫كبير فى شأن‬ ‫هذا القرن خلاف‬

‫اليونانية‬ ‫للفلمفة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫فريق‬ ‫فانتصر‬ ‫اللاتينية ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫اليونانية‬ ‫من‬ ‫ترجمتها‬

‫مكثوا‬ ‫بادوفا ب!يطاليا ‪ ،‬وقد‬ ‫جامعة‬ ‫أساتذة‬ ‫الفريق‬ ‫هذا‬ ‫رأص‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العربى‬ ‫شكلها‬ ‫فى‬

‫منهم‬ ‫فريق آخر‬ ‫‪ ،‬وانتصر‬ ‫الميلادى‬ ‫القرن السابع عشر‬ ‫لهذه الفلسفة الى اواسط‬ ‫مخلصين‬

‫اليونانى‬ ‫للاصل‬ ‫موافقة‬ ‫أنها كثر‬ ‫اللغة اللاتينية ‪ ،‬وادعوا‬ ‫إلى‬ ‫اليونانية‬ ‫من‬ ‫المنقولة‬ ‫للفلفة‬

‫وآراء‬ ‫ببن اَراء أفلاطون‬ ‫كثيرأ ما كانوا يخلطون‬ ‫العرب‬ ‫لأن‬ ‫العربية ‪،‬‬ ‫من‬ ‫المنقولة‬ ‫الفلسفة‬ ‫من‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحديثة‬ ‫الأفلاطونية‬ ‫تلفيق‬ ‫من‬ ‫قبلهم‬ ‫بما حصل‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫خُدِعوا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أرسطو‬

‫الكبير‪،‬‬ ‫الخلات‬ ‫أوربا بهذا‬ ‫فى‬ ‫الفلسفية‬ ‫الحركة‬ ‫‪ ،‬فنشطت‬ ‫أوربا‬ ‫جامعات‬ ‫كثر‬ ‫الفريق‬ ‫هذا‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫جراة‬ ‫أكثرهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫القديمة‬ ‫الفدفة‬ ‫نقد‬ ‫على‬ ‫جرأة‬ ‫وازداد الفلاسفة‬

‫‪ ،‬والتحق‬ ‫بروشا‬ ‫العالم الفلكى المعروف ‪ ،‬وقد ولد فى بلدة ثورن عند حدود‬ ‫كوبرنيكوس‬

‫العلوم الطيعية‬ ‫ميلا إلى‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬ ‫وجد‬ ‫ولكنه‬ ‫فيها ‪،‬‬ ‫الطب‬ ‫ليدرس‬ ‫كراكو‬ ‫بجامعة‬

‫مدير‬ ‫البهى‬ ‫محمد‬ ‫الأستاذ‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫جاء‬ ‫كما‬ ‫التثليث‬ ‫لوثر (نكار‬ ‫لم تتناول ثورة‬ ‫(‪)1‬‬

‫يُفهم‬ ‫لأنه‬ ‫؟‬ ‫والاصلام‬ ‫الأزهر‬ ‫إلى‬ ‫مما يسىء‬ ‫"‬ ‫الحديث‬ ‫الاسلامى‬ ‫الفكر‬ ‫"‬ ‫الازهرية‬ ‫الجامعة‬

‫حذ‬ ‫الثقافة الى‬ ‫أزهرنا ضيق‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الخطأ الظاهر‬ ‫من‬ ‫الشكل‬ ‫هذا‬ ‫ديننا على‬ ‫المخالفين أن ما فى‬

‫وأمريكا‪.‬‬ ‫(نجلترا‬ ‫بديانة‬ ‫الجهل‬

‫‪274‬‬
‫بالونا ب!يطاليا ليدرس‬ ‫إلى‬ ‫رحل‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الجامعة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫دراستها‬ ‫على‬ ‫فأقبل‬ ‫‪،‬‬ ‫والرياضية‬

‫فعين‬ ‫روما‬ ‫إلى‬ ‫رحل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫مدة‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فدرسه‬ ‫دومنيكو‬ ‫العالم الفلكى‬ ‫على‬ ‫الفلك‬

‫يقضى‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فرونبورغ‬ ‫لكاتدرائية‬ ‫أسقفا‬ ‫عين‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫جامعتها‬ ‫فى‬ ‫الرياضية‬ ‫للعلوم‬ ‫أستاذَا‬

‫ذو المرقب‪-‬‬ ‫المرصد الحديث‬ ‫يك!‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫"والكواكب‬ ‫السماوات‬ ‫دراسة‬ ‫فراغه فى‬ ‫وقت‬

‫فيها‬ ‫داره فأحدث‬ ‫الجدران فى‬ ‫إلى بعض‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فعمد‬ ‫فى‬ ‫قد ظهر‬ ‫‪-‬‬ ‫التلسكوب‬

‫السيارة‬ ‫الكواكب‬ ‫حركة‬ ‫الهاجرة ‪ ،‬ثم درس‬ ‫منها عبور النجوم لخط‬ ‫يراقب‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫شقوقا‬

‫هذه‬ ‫علماء الفلك يعوِّلون عليها قرونا بعده ‪ ،‬وكانت‬ ‫مكث‬ ‫لها فى جداول‬ ‫ماهداته‬ ‫ودون‬

‫‪ ،‬ويرتب‬ ‫الكون‬ ‫مركز‬ ‫الأرض‬ ‫الذى جعل‬ ‫النظام البطليموسى‬ ‫على‬ ‫خروجه‬ ‫الجداول سبب‬

‫التى تدور حولها‪،‬‬ ‫السيارة هى‬ ‫والكواكب‬ ‫‪ ،‬وأن الشمس‬ ‫غير متحركة‬ ‫ثابتة‬ ‫هذا أنها‬ ‫على‬

‫؟ وأن الأرض‬ ‫الكون‬ ‫مركز‬ ‫هى‬ ‫إلى أن الشمس‬ ‫هذا النظام ‪ ،‬وذهب‬ ‫كوبرنيكوس‬ ‫فخالف‬

‫اْرسطو‬ ‫راى‬ ‫اليونان ‪ ،‬ولكن‬ ‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫رأيأ لفيثاغورث‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حولها‬ ‫التى تدور‬ ‫هى‬

‫به انقلابأ‬ ‫‪ ،‬وأحدث‬ ‫وأيده بأدلة قوية‬ ‫فاحياه‬ ‫كوبرنيكوس‬ ‫أتى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عليه‬ ‫طغى‬ ‫وبطليموس‬

‫كوبرنيكوس‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫القديم‬ ‫الرأى‬ ‫ألفوا ذلك‬ ‫قد‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والفلسفة‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫عظيما‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫التقدم العلمى قرونأ طويلة‬ ‫‪ ،‬بعد أن عاق‬ ‫الجمود الأرسطوطالى‬ ‫على‬ ‫خرج‬ ‫أول من‬

‫نشره ثلاث‬ ‫عن‬ ‫م ولكنه أحجم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0153‬‬ ‫=‬ ‫‪379‬‬ ‫سنة‬ ‫كتابأ يؤيد مذهبه‬ ‫كوبرنيكوس‬ ‫ألف‬

‫للبابا برلس‬ ‫فيها‬ ‫فقدمه‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫مات‬ ‫التى‬ ‫السنة‬ ‫للنثمر إلا فى‬ ‫يقدمه‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫سنة‬ ‫عشرة‬

‫بالرياضيات‬ ‫جهلهم‬ ‫مع‬ ‫عاتقهم‬ ‫على‬ ‫أخذوا‬ ‫أناس‬ ‫تقديمه له ‪ :‬أ إذا وجُد‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫الثالث‬

‫يوافق‬ ‫حتى‬ ‫صفوها‬ ‫كدروا‬ ‫المقدس‬ ‫الكتاب‬ ‫الآراء وفقأ لآية من‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫أن يحكموا‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫بحثى‬ ‫لأرفع‬ ‫‪ ،‬وإنى‬ ‫الأحمق‬ ‫حكمهم‬ ‫أحتقر‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫وزنأ‬ ‫لا أقيم لهم‬ ‫‪ ،‬ف!نى‬ ‫هواهم‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فيه‬ ‫‪ ،‬لبحكموا‬ ‫الرياضبين‬ ‫‪ ،‬ثم إلى أعلام‬ ‫فداسنكم‬ ‫إلى‬ ‫الموضوع‬

‫بادوفا‬ ‫أستاذ جامعة‬ ‫القرن بومبونازى‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫فلاسفة‬ ‫أعلام‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫وخلودها‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫فى مسألة وحدة‬ ‫بمخالفته ابن رشد‬ ‫ثورة شديدة‬ ‫ب!يطاليا ‪ ،‬وقد أحدث‬

‫الجامعات كانوا إذا أرادوا‬ ‫(ن طلاب‬ ‫فلسفية فى هذا العهد ‪ ،‬حتى‬ ‫هذه أهم مشكلة‬ ‫وكانت‬

‫‪ ،‬فلما خالف‬ ‫النفس‬ ‫مشكلة‬ ‫‪ 6‬له عن‬ ‫سألوه فى أول عحاضر‬ ‫أستاذ جديد‬ ‫أن يختبروا علم‬

‫الكنيسة ‪ ،‬وطلبوا‬ ‫رجال‬ ‫كئير من‬ ‫ثار ع!‬ ‫وخلودها‬ ‫النفس‬ ‫وحدة‬ ‫فى‬ ‫بومبونازى ابن رشد‬

‫‪ ،‬واكتفى‬ ‫القاسى‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫يجبهم‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بحرقه‬ ‫أن يحكم‬ ‫أ العاشر‬ ‫البابا ا لاون‬ ‫من‬

‫المسألة بين‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫عنيف‬ ‫رأيه ‪ ،‬فثام جدال‬ ‫بادوفا بنقض‬ ‫أساتذة جامعة‬ ‫بعض‬ ‫بتكليص‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪152‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪279‬‬ ‫سنة‬ ‫وفاة بومبونازى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فلاسفة‬

‫بين المسلمين‪،‬‬ ‫بأن العلم فى هذا القرن ازداد ضعفأ‬ ‫أن نحكم‬ ‫‪-‬هذا كله نستطغ‬ ‫ومن‬

‫‪275‬‬
‫الأوربيين‪،‬‬ ‫وقوة‬ ‫المسلمين‬ ‫ضعف‬ ‫له أثره فى‬ ‫سيكون‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫أوربا‬ ‫بين أهل‬ ‫قوة‬ ‫وازداد‬

‫بين المسلمين من‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬ولم يظهر‬ ‫القوة طول‬ ‫فى‬ ‫الفريقين‬ ‫تكافؤ‬ ‫من‬ ‫ما كان‬ ‫على‬

‫من‬ ‫لهذا‬ ‫سيكون‬ ‫فيما‬ ‫وبحث‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعلم‬ ‫أوربا‬ ‫اهتمام‬ ‫مقدار‬ ‫وعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫هذه‬ ‫أدرك‬

‫قبل وقوعه‪.‬‬ ‫درء خطرها‬ ‫على‬ ‫النتائج ‪ ،‬وعمل‬

‫هذا القرن ‪،‬‬ ‫انتشار الجهل بينهم فى‬ ‫من‬ ‫شكا‬ ‫المسلمين‬ ‫علماء‬ ‫أن بعض‬ ‫وقد سبق‬

‫‪ ،‬وتقرن بالعمل‬ ‫الإصلاح‬ ‫ببيان وسائل‬ ‫هذا لا قيمة لها إذا لم تصحب‬ ‫من‬ ‫الشكوى‬ ‫ولكن‬

‫الثورة ‪،‬‬ ‫إلى حد‬ ‫لم تصل‬ ‫ضعبفة‬ ‫شكوى‬ ‫أنها كانت‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫الإنجابى المزدى إلى النهوض‬

‫والتجديد‪.‬‬ ‫النهوض‬ ‫الجهاد فى سبيل‬ ‫على‬ ‫ولم تبعث‬

‫فى القرون‬ ‫فيه كما مضوا‬ ‫مجددهم‬ ‫المسلمون فى هذا القرن يبحثون عن‬ ‫ولهذا مضى‬

‫أنه‬ ‫الى‬ ‫ذهب‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فمنهم‬ ‫العلوم‬ ‫الفقه وما إليه من‬ ‫عنه إلا بين علماء‬ ‫‪ ،‬لا يبحثون‬ ‫السابقة‬

‫يقال !له‬ ‫ام ) وكان‬ ‫‪595‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪101 3‬‬ ‫اهـ=‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪919‬‬ ‫الدين الرملى المصرى‬ ‫شمس‬

‫بأنه‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫انه مجدد‬ ‫بعضهم‬ ‫‪ ،‬وايد‬ ‫فقه الثمافعى‬ ‫بارعا فى‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫الصغير‬ ‫الشافعى‬

‫الناس‬ ‫اشتهاره واحتياج‬ ‫مثل‬ ‫موجود‬ ‫هذا القرن وهو‬ ‫ممن انقضى‬ ‫الانتعاع باحد‬ ‫لم يشتهر‬

‫الأثر فى‬ ‫‪ -‬خلاصة‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫‪ ،‬وذكر‬ ‫فيما يتعلق بالعلوم الشرعية‬ ‫لكتبه ‪ ،‬ولا شما‬

‫‪ ،‬مثل الثخ‬ ‫هذا القرن قيل إنهم مجددون‬ ‫‪ -‬أن هناك فقهاء فى‬ ‫أعيان القرن الحادى عشر‬

‫‪ " :‬أين‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫البهنسى‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬والشيخ‬ ‫دعسين‬ ‫بن‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫‪ ،‬والشيخ‬ ‫مطير‬ ‫بن‬ ‫على‬

‫الرملى‬ ‫بين‬ ‫أنه لا فرق‬ ‫عندى‬ ‫‪ ،‬والحق‬ ‫الباب‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كافية‬ ‫وشهرته‬ ‫‪3‬‬ ‫الرملى‬ ‫من‬ ‫هؤلاء‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫تجديدية‬ ‫دعوة‬ ‫منهم‬ ‫لواحد‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫مقلدين‬ ‫فقهاء‬ ‫جميعا‬ ‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وبينهم‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬

‫ام‬ ‫‪995‬‬ ‫اهـ=‬ ‫‪0‬‬ ‫البصير الأنطاكى المتوفى محنة ‪80‬‬ ‫الحكيم داود بن عمر‬ ‫وقد يكون‬

‫‪ -‬خلاصة‬ ‫كتاب‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فقد ذكر صاحب‬ ‫مجدد‬ ‫هؤلاء الفقهاء بأن يكون‬ ‫أولى من‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الدهر‬ ‫‪ ،‬وأعجوبة‬ ‫الحكمية‬ ‫العلوم‬ ‫‪ ،‬وشيئ‬ ‫رمانه‬ ‫الأطباء فى‬ ‫رأس‬ ‫أنه كان‬ ‫الأثر ‪-‬‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫بلاد فارس‬ ‫إليها من‬ ‫رحل‬ ‫حكيم‬ ‫فيها العلوم الحكمية عن‬ ‫نشأ بأنطاكية ‪ ،‬وأخذ‬

‫اللغة‬ ‫أفيدك‬ ‫ولكنى‬ ‫‪،‬‬ ‫سهلة‬ ‫إنها‬ ‫‪،‬‬ ‫يا بنى‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الفارسية‬ ‫اللغة‬ ‫يعلمه‬ ‫أن‬ ‫منه‬ ‫طلب‬

‫اللغة‬ ‫فتعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫غيرى‬ ‫أحدأ‬ ‫يعرفها‬ ‫من‬ ‫الأرض‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫الآن‬ ‫لا أعلم‬ ‫ف!نى‬ ‫اليونانية ‪،‬‬

‫يشتغل‬ ‫بالقاهرة‬ ‫وأقام‬ ‫‪،‬‬ ‫ومصر‬ ‫الشام‬ ‫الى‬ ‫رحل‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفارسى‬ ‫الحكيم‬ ‫هذا‬ ‫اليونانية من‬

‫المرضى‪،‬‬ ‫بعلاج‬ ‫‪ ،‬ويقوم‬ ‫الطب‬ ‫علم‬ ‫سئما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلفية‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫والتأليف‬ ‫بالتدرشى‬

‫الساثل‬ ‫منها يملى على‬ ‫شىء‬ ‫عن‬ ‫شل‬ ‫إذا‬ ‫كان‬ ‫(نه‬ ‫هذه العلوم ‪ ،‬حتى‬ ‫كثيرا من‬ ‫وكان قد حفظ‬

‫‪ ،‬أو ابن‬ ‫ببابى‬ ‫لوقف‬ ‫ابن سينا‬ ‫‪ :‬لو رآنى‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫فيه ما يبلغ الكراستين‬

‫‪276‬‬
‫له‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫الا مقلدا‬ ‫لم يكن‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫‪ .‬ولكنه‬ ‫أعتابى‬ ‫بتراب‬ ‫دانيال لاكتحل‬

‫ببابه ‪ ،‬وقد‬ ‫أنه لو رآه لوقف‬ ‫يدعى‬ ‫ابن سينا الذى‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وأين‬ ‫التجديد‬ ‫من‬ ‫فيها شىء‬

‫فى‬ ‫يقاربه بين المسلمين وغيرهم‬ ‫أحد‬ ‫؟ ولم يكن‬ ‫عصره‬ ‫الفلاسفة فى‬ ‫كان ابن سينا شيخ‬

‫؟ ولو‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫ذكرنا‬ ‫من‬ ‫فلا يُذكر مع‬ ‫‪ ،‬أما الأنطاكى‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬

‫الأرض‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫أحد‬ ‫من فخره بنفسه ‪ ،‬ولم ياع أنه لا يوجد‬ ‫لخفف‬ ‫شيئا من أمرهم‬ ‫عرف‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫اللغة كان‬ ‫بهذه‬ ‫العلم‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الفارسى‬ ‫وشيخه‬ ‫إلا هو‬ ‫اليونانية‬ ‫اللغة‬ ‫يعلم‬

‫اللغة اللاتينية‪،‬‬ ‫اللغة إلى‬ ‫بهذه‬ ‫الفلسفة‬ ‫كتب‬ ‫كثيرا من‬ ‫أهلها‬ ‫نقل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أوربا‬ ‫فى‬ ‫متشرا‬

‫منها‬ ‫يترجم‬ ‫لأنه لم‬ ‫؟‬ ‫بها‬ ‫الأنطاكى‬ ‫كمعرفة‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫بها نافعة مثمرة‬ ‫معرفتهم‬ ‫فكانت‬

‫فيه‬ ‫حاله‬ ‫‪ ،‬هـان كان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫جعله‬ ‫لا يصح‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫اللغة العربية ؟ ومع‬ ‫شيئا الى‬

‫من أولئك الفقهاء السابقين‪.‬‬ ‫أحسن‬

‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫القانونى قد قام فى هذا القرن بشىء‬ ‫أن السلطان سليمان‬ ‫وانى أرى‬

‫هذا استحق‬ ‫ما قام به من‬ ‫أجل‬ ‫التجديد بين المسلمين ؟ ومن‬ ‫من‬ ‫بعض‬ ‫فى ادخال‬ ‫وجاهد‬

‫إليها فى التجديد ‪ ،‬وسيتبين هذا فى‬ ‫الناحية التى ذهب‬ ‫يدل على‬ ‫لقب‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫القانونى‬ ‫لقب‬

‫الآتية‪.‬‬ ‫دراسته‬

‫هذا‬ ‫الهند أفكار تجديدية جريئة فى‬ ‫ملك‬ ‫خان‬ ‫!بر‬ ‫ه كان‬ ‫أن‬ ‫فيما سبق‬ ‫ذكرت‬ ‫وقد‬

‫الأديان‬ ‫بين‬ ‫يجمع‬ ‫دينا جديدا‬ ‫ليختاروا‬ ‫الأديان‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫مؤتمرا‬ ‫أنه عقد‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬

‫الطوائف‬ ‫بين‬ ‫الشقاق‬ ‫أسباب‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫يترتب‬ ‫وما‬ ‫الدينية‬ ‫الفوارق‬ ‫ويزيل‬ ‫‪،‬‬ ‫المختلفة‬

‫هذا الملك نزعة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫دائرة التجديد الإسلامى‬ ‫عن‬ ‫تجديد يخرج‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫والطبقات‬

‫وفاة‬ ‫المرأة بعد‬ ‫إلغاء حرق‬ ‫إصلاحاته‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫الغلو‬ ‫هذا‬ ‫فيها إلى‬ ‫لو لم يصل‬ ‫صالحة‬ ‫تجديدية‬

‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫(صلاحاته‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الأطفال‬ ‫رواج‬ ‫‪ ،‬ومنع‬ ‫الهندوسى‬ ‫روجها‬

‫رجال‬ ‫يوافقه عليه من‬ ‫من‬ ‫الجمع بين الأديان ‪ ،‬لأنه لم يجد‬ ‫أراده من‬ ‫عما‬ ‫عدل‬ ‫وقد‬

‫الدين‪.‬‬

‫ءإلى‬ ‫لأنه أقرب‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫القانونى‬ ‫سليمان‬ ‫أولا السلطان‬ ‫يبق إلا أن ندرس‬ ‫فلم‬

‫الفقهاء الذين لم يخلعوا‬ ‫أولئك‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫التجديد‬ ‫المغالى فى‬ ‫خان‬ ‫كبر‬ ‫من‬ ‫مجدده‬ ‫أن يكون‬

‫الدين الرملى الذى آثره بهذا صاحب‬ ‫بعده شصى‬ ‫‪ ،‬ثم ندرس‬ ‫الجمود‬ ‫ثوب‬ ‫أنفسفم‬ ‫عن‬

‫على‬ ‫ابير‬ ‫بن‬ ‫بعده محمد‬ ‫‪ ،‬ثم ندرس‬ ‫أعيان القرن الحادى عشر‬ ‫الأثر فى‬ ‫خلاصة‬ ‫كتاب‬

‫هذا القزن ‪ ،‬وقد آثره بهذا‬ ‫فى المجددين لأنه في رجال‬ ‫رضا‬ ‫البركوى الذى عده السيد رشيد‬

‫شغف‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫ابن تَيمية ‪ ،‬وللسيد‬ ‫مدرسة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫الدين الرملى‬ ‫شمس‬ ‫على‬

‫الأشعرى‬ ‫مدرسة‬ ‫حالا من رجال‬ ‫أنهم كانوا أحسن‬ ‫برجال هذه المدرسة ‪ ،‬ولا شك‬

‫‪277‬‬
‫الجمهور‬ ‫يجارون‬ ‫الا"شعرى كانوا‬ ‫مدرسة‬ ‫الدين الرملى فى هذا القرن ‪ ،‬لأن رجال‬ ‫كشمس‬

‫قليلا على‬ ‫ابن تيمية يخرجون‬ ‫الدين ‪ ،‬وكان رجال! مدرسة‬ ‫ما ألفوه فى‬ ‫على‬ ‫جمودهم‬ ‫فى‬

‫والتجديدْ‬ ‫المطلوب فى الإصلاح‬ ‫إلى كل‬ ‫لا يصلون‬ ‫هذا الجمود ‪ ،‬ولكنهم‬

‫***‬

‫‪278‬‬
‫القانونى‬ ‫السلطان سليمان‬

‫الدولة‬ ‫ملوك‬ ‫عاشر‬ ‫‪ ،‬كان‬ ‫الأول‬ ‫سليم‬ ‫سَليمان الأول ابن السلطان‬ ‫السلطان‬ ‫هو‬

‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫‪52‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪9Y1‬‬ ‫الملك سنة‬ ‫‪ ،‬وتولى‬ ‫م‬ ‫‪4914‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪09 0‬‬ ‫سنة‬ ‫العثمانية التركية ‪ ،‬ولد‬

‫فى‬ ‫العدل‬ ‫‪ ،‬وبيان فضل‬ ‫لهم‬ ‫مملوءة بالنصح‬ ‫الأمصار‬ ‫ولاة‬ ‫إلى‬ ‫منشورات‬ ‫ب!رسال‬ ‫ملكه‬ ‫وفتح‬

‫فيها كثير‬ ‫‪ ،‬ودخل‬ ‫مجدها‬ ‫غاية‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫الدولة‬ ‫بلغت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الظلم‬ ‫عاقبة‬ ‫‪ ،‬وسوء‬ ‫الرعية‬

‫لها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫إسلامية‬ ‫دولة‬ ‫أقوى‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫وآسيا‬ ‫بلاد أوربا وأفريقية‬ ‫من‬

‫العالَم‪.‬‬ ‫بين دول‬ ‫نفوذ فوى‬

‫الدولة ‪ ،‬فأدخل‬ ‫الأنظمة فى‬ ‫كثيرا من‬ ‫هذا الملك بالقانونى لأنه حدد‬ ‫لانما لقب‬

‫الدولة‪،‬‬ ‫مون فروع‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫الجيش‬ ‫أقسام‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫العلماء والمدرسين‬ ‫نظام‬ ‫فى‬ ‫تجديدات‬

‫العلوم‬ ‫لتدرش!‬ ‫المدارس‬ ‫من‬ ‫عددا‬ ‫‪ ،‬وأنشأ بجواره‬ ‫باستانبول‬ ‫عظيما‬ ‫أنشأ مسجدا‬ ‫وقد‬

‫مدرسة‬ ‫‪ ْ،‬ومنها‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫الأبدان‬ ‫علوم‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الأديان‬ ‫علوم‬ ‫المختلفة ؟ من‬

‫طب‬ ‫مدرسة‬ ‫عهدها‬ ‫أوربا على‬ ‫في‬ ‫تاريخه أنه لم يكن‬ ‫باشا فى‬ ‫جودت‬ ‫التى ذكر‬ ‫الطب‬

‫‪.‬‬ ‫مثلها(‪)1‬‬

‫لا يجرى‬ ‫لدولة‬ ‫ا‬ ‫فى‬ ‫القضاء‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫القضاء‬ ‫اصَلاح‬ ‫التجديد‬ ‫ا قام به فى‬ ‫م‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬

‫المذاهب الأربعة ‪ ،‬فكان فيها قضاة‬ ‫على‬ ‫مثلا يجرى‬ ‫‪ ،‬بل كان فى مصر‬ ‫واحد‬ ‫مذهب‬ ‫على‬

‫تلك‬ ‫باختلاف‬ ‫امرهم‬ ‫‪ ،‬فيضطرب‬ ‫بين الناس‬ ‫مختلفة‬ ‫بأحكام‬ ‫يحكمون‬ ‫مذهب‬ ‫أربعة لكل‬

‫ه ا م ‪ ،‬ليبطل هذا النظام فيها‪،‬‬ ‫هـ =!‪Y‬‬ ‫سنة ‪29 V‬‬ ‫قاضيا الى مصر‬ ‫‪ ،‬وقد أرسل‬ ‫الأحكام‬

‫من‬ ‫قضاة‬ ‫المصريين ‪ ،‬ويولى‬ ‫والحنفى والحنبلى من‬ ‫والمالكى‬ ‫القضاة الشافعى‬ ‫قاض‬ ‫ويعزل‬

‫أراده‬ ‫‪.‬ما‬ ‫القضايا ‪ ،‬ويدخل‬ ‫بينهم وبين أصحاب‬ ‫يترجمون‬ ‫الترك يقوم بجانبهم قضاة مصريون‬

‫فى‬ ‫نائبه‬ ‫أو‬ ‫القاضى‬ ‫بيت‬ ‫الزواج فى‬ ‫نظام المحاكم ‪ ،‬ومنها تحتيم عقد‬ ‫فى‬ ‫التجديدات‬ ‫من‬

‫دفاتر‬ ‫فى‬ ‫والطد!‬ ‫الزواج‬ ‫وثاثق‬ ‫تدوين‬ ‫نظير‬ ‫المال فى‬ ‫من‬ ‫قدر‬ ‫دفع‬ ‫‪ ،‬وتحتيم‬ ‫المدن والأرياف‬

‫التى‬ ‫التجديدات‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫ونحوه‬ ‫التقاضى‬ ‫إليها فى‬ ‫‪ ،‬ليرجع‬ ‫المحاكم‬ ‫فى‬ ‫تحفظ‬

‫تحرًى‬ ‫‪ ،‬ويمكن‬ ‫نزاعهم‬ ‫إليها فى‬ ‫‪ ،‬ليرجع‬ ‫فيها نزاع الناس‬ ‫التى يكثر‬ ‫الأمور‬ ‫بها ضبط‬ ‫قصد‬

‫العدل فى الحكم بينهم‪.‬‬

‫‪ ،‬فثاروا عليه باسم‬ ‫علماء مصر‬ ‫القديم من‬ ‫أنصار الجمود على‬ ‫هذا لم يعجب‬ ‫ولكن‬

‫القاضى‬ ‫ذلك‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫النساء ايضا‬ ‫ثار معهم‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫العامة وأشباه‬ ‫معهم‬ ‫‪ ،‬وثار‬ ‫الدين‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 22‬ا؟‬ ‫ص‬ ‫جودت‬ ‫تاريخ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪927‬‬
‫‪ ،‬دهالى‬ ‫الأسواق‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فيخرجن‬ ‫الترك‬ ‫به نساء‬ ‫بما لا يتمتع‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫يتمتعن‬ ‫رآهن‬ ‫التركى‬

‫شا‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فمنعهن‬ ‫زيارة أقاربهن‬ ‫‪ ،‬دالى‬ ‫‪ ،‬هـالىْ الحمامات‬ ‫اللهو‬ ‫دور‬

‫به‬ ‫يؤخَذ‬ ‫بما‬ ‫أن يأخذهن‬ ‫أنه يريد‬ ‫بينهن‬ ‫أشيع‬ ‫حين‬ ‫سيما‬ ‫الثورة ‪ ،‬ولا‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫اشتراكهن‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫بهن‬ ‫عند الدخول‬ ‫إلى أزواجهن‬ ‫المهر‬ ‫نصف‬ ‫إرجاع‬ ‫النساء التركيات ‪ ،‬فيحتم عليهن‬

‫نفسها‬ ‫بيتها ‪ ،‬وتكسو‬ ‫فى‬ ‫المرأة‬ ‫‪ ،‬بل تغزل‬ ‫أزواجهن‬ ‫ولا نفقة على‬ ‫كسوة‬ ‫لهن‬ ‫يجعل‬

‫على‬ ‫تجرى‬ ‫بمثل هذا لأن دولتهن كانت‬ ‫يؤخذ‬ ‫أن النساء التركيات كن‬ ‫‪ ،‬وما أظن‬ ‫وزوجها‬

‫بينهن‪.‬‬ ‫اشيع‬ ‫مما‬ ‫فيه شىء‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫حنيفة‬ ‫أبى‬ ‫مذهب‬

‫‪ ،‬وغضبوا‬ ‫القضاء‬ ‫فى‬ ‫العليا‬ ‫المراتب‬ ‫من‬ ‫حرمانهم‬ ‫ثاروا على‬ ‫العلماء‬ ‫أولئك‬ ‫أن‬ ‫ولو‬

‫ثاروا‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪1،‬‬ ‫ظلمهم‬ ‫لهم الثورة على‬ ‫‪ ،‬لحمدت‬ ‫درجتهم‬ ‫الترك فوق‬ ‫قضاة‬ ‫لرفع درجة‬

‫الوقت‬ ‫فى ذلك‬ ‫زعمائهم‬ ‫مخالفة للدين ‪ ،‬وكان من‬ ‫بأنها‬ ‫‪ ،‬وحكموا‬ ‫التجديدات‬ ‫تلك‬ ‫على‬

‫‪ ،‬فجمعا‬ ‫الشافعى‬ ‫الديروطى‬ ‫الدين محمد‬ ‫اللقانى المالكى ‪ ،‬وشمس‬ ‫الدين محمد‬ ‫شمس‬

‫‪،‬‬ ‫الرسول‬ ‫سنة‬ ‫‪ " :‬أبطلتم‬ ‫قالوا له‬ ‫عنده‬ ‫‪ ،‬فلما اجتمعوا‬ ‫الوالى التركى‬ ‫العلماء إلى‬ ‫من‬ ‫وفدا‬

‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫ندغفا‬ ‫ثلاثين‬ ‫الثيب‬ ‫زواج‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫نصفا‬ ‫ستين‬ ‫البكر‬ ‫زواج‬ ‫على‬ ‫تأخذون‬ ‫وصرتم‬

‫ستة‬ ‫‪.‬وعلى‬ ‫فضة‬ ‫خاتم‬ ‫على‬ ‫الله عفصةا‬ ‫رسول‬ ‫عقد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الشريف‬ ‫الشرع‬ ‫يخالف‬

‫لم‬ ‫‪ .‬ولكنه‬ ‫!‬ ‫فمِه شرعا‬ ‫لا شىء‬ ‫كله‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫تعالى‬ ‫اللّه‬ ‫كتاب‬ ‫آية من‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وعقد‬ ‫أنصاف‬

‫‪ ،‬فقالوا له‪:‬‬ ‫أمره‬ ‫أن أخالف‬ ‫يمكن‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫أمر السلطان‬ ‫‪ :‬هكذا‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬ ‫الشرع‬ ‫يعرف‬ ‫يكن‬

‫إلى‬ ‫غاضبين‬ ‫‪ ،‬فخرجوا‬ ‫بعضهم‬ ‫على‬ ‫الوالى وقبض‬ ‫الطاعة فيه ‪ .‬فغضب‬ ‫هذا كفر لا تصح‬

‫عن‬ ‫فأضربوا‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫ما جرى‬ ‫عليهم‬ ‫وقصوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وطلابه‬ ‫علماءه‬ ‫وجمعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزهر‬ ‫الجامع‬

‫ولا تبصر‪.‬‬ ‫لا تسمع‬ ‫فتنة عمياء‬ ‫والزوايا ‪ ،‬وأقاموها‬ ‫المساجد‬ ‫‪ ،‬وأغلقوا‬ ‫دروسهم‬

‫‪ ،‬دهانما‬ ‫صحيحة‬ ‫عقيدة‬ ‫عن‬ ‫لم يثوروا‬ ‫لأنهم‬ ‫بالمال ‪،‬‬ ‫الوالى إلا أن يأخذهم‬ ‫فلم‪ ،‬يجد‬

‫وجدوا‬ ‫لما‬ ‫ؤتقليذا‬ ‫‪،‬‬ ‫قديرم‬ ‫من‬ ‫ما ألفوه‬ ‫على‬ ‫وجمودا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالدين‬ ‫جهلا‬ ‫التجديد‬ ‫عادَوا ذلك‬

‫تسكيته بالمال ‪،‬‬ ‫السهل‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫صحيح‬ ‫لغير سبب‬ ‫يثور‬ ‫قبلهم ‪ ،‬ومن‬ ‫عليه آباءهم من‬

‫فتنتهم‪،‬‬ ‫أخمد‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫والزوايا‬ ‫المساجد‬ ‫فى‬ ‫للثائرين‬ ‫كثيرة‬ ‫أموالا‬ ‫يبذل‬ ‫الوالى‬ ‫فأخذ‬

‫أنفسهم‪،‬‬ ‫ينكرونها فى‬ ‫الرضا بها وهم‬ ‫‪ ،‬فأظهروا‬ ‫التجديدات‬ ‫إنكار تلك‬ ‫عن‬ ‫وأسكتهم‬

‫عن‬ ‫لم يرجعوا‬ ‫وتقليد ‪ ،‬وكذلك‬ ‫جهل‬ ‫أنكروها عن‬ ‫و(نما‬ ‫‪،‬‬ ‫دليل‬ ‫لأنهم لم ينكروها عن‬

‫نقل‬ ‫عند‬ ‫نفوسهم‬ ‫كامنا فى‬ ‫ما كان‬ ‫أظهروا‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫بالمال‬ ‫عنه‬ ‫رجعوا‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫بدليل‬ ‫إنكارهم‬

‫فى‬ ‫إن النساء خرجن‬ ‫بنقله ‪ ،‬حتى‬ ‫فرحهم‬ ‫إظهار‬ ‫‪ ،‬وتغالوا فى‬ ‫مصر‬ ‫من‬ ‫القاضى‬ ‫ذلك‬

‫بقولهن‪:‬‬ ‫أصواتهن‬ ‫‪ ،‬ويرفعن‬ ‫ويصفقن‬ ‫ويطبلن‬ ‫القاهرة برقصن‬ ‫شوارع‬

‫العسكر‬ ‫قاضى‬ ‫فقد خرج‬ ‫نسكر‬ ‫نقحب‬ ‫بنا‬ ‫قوموا‬

‫‪028‬‬
‫التجديد‪،‬‬ ‫صميم‬ ‫من‬ ‫لم تكن‬ ‫التى قام بها السلطان سليمان‬ ‫التجديدات‬ ‫هذه‬ ‫ولكن‬

‫فيها ثورة‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فلا يوجد‬ ‫بها أوربا فى‬ ‫النهضة التى قامت‬ ‫تلك‬ ‫تضاهى‬ ‫ولم تكن‬

‫كثورة‬ ‫ا!علمى‬ ‫الجمود‬ ‫على‬ ‫شاملة‬ ‫ثورة‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫لوثر‬ ‫مرتين‬ ‫كثورة‬ ‫الدينى‬ ‫الجمود‬ ‫على‬ ‫شاملة‬

‫إليه أوربا من‬ ‫ما وصلت‬ ‫خطر‬ ‫لم يدرك‬ ‫سليمان‬ ‫إلى أن السلطان‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫كوبرنيكوس‬

‫رأس‬ ‫أمريكا وطريق‬ ‫كشفها‬ ‫على‬ ‫النتائج‬ ‫من‬ ‫ما سيترتب‬ ‫‪ ،‬ولم يعرف‬ ‫النهضة فى هذا القرن‬

‫عن‬ ‫عجزت‬ ‫فرنسا يبين مقدار عقليته ‪ ،‬وكيف‬ ‫منه إلى ملك‬ ‫‪ ،‬وهذا كتاب‬ ‫الرجاء الصالح‬

‫‪:‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫اللازم فى‬ ‫التجديد‬ ‫ادراك‬

‫الأنياء ‪،‬‬ ‫زمرة‬ ‫سيد‬ ‫‪ ،‬وبمعجزات‬ ‫كلمته‬ ‫‪،‬وعلت‬ ‫قدرته‬ ‫الثه جلت‬ ‫عزة‬ ‫حضرة‬ ‫بعناية‬ ‫‪،‬‬

‫قدس‬ ‫وبمؤازرة‬ ‫‪،‬‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله تعالى‬ ‫صلى‬ ‫المصطفى‬ ‫محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأصفياء‬ ‫فرقة‬ ‫وقدوة‬

‫‪،-‬‬ ‫أجمعين‬ ‫‪0‬‬ ‫عليهم‬ ‫الله تعالى‬ ‫رضوان‬ ‫وعلى‬ ‫وعثمان‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫‪ :‬أبى‬ ‫الأربعة‬ ‫حماية‬ ‫ارواح‬

‫الله فى‬ ‫ظل‬ ‫‪،‬‬ ‫الملوك‬ ‫‪ ،‬متؤج‬ ‫الخواقين‬ ‫‪ ،‬وبرهان‬ ‫السلاطين‬ ‫أنا سلطان‬ ‫أولياء الله ‪-‬‬ ‫وجميع‬

‫فرنسا‪،‬‬ ‫ولاية‬ ‫ملك‬ ‫فرنسيس‬ ‫‪ . . .‬إلى‬ ‫الأسود‬ ‫والبحر‬ ‫الأبيض‬ ‫البحر‬ ‫‪ ،‬سلطان‬ ‫الأرضين‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الخ‬ ‫المكتوب‬ ‫السلاطين‬ ‫ملجأ‬ ‫إلى أعتاب‬ ‫وصل‬

‫أن هذه الدولة التى يغالى فى‬ ‫أن هذا السلطان لم يبهن ي!رى‬ ‫فهذا الكتاب يدل على‬

‫الأجداث‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬والغفلة‬ ‫بعظمتها‬ ‫الغرور‬ ‫هذا‬ ‫أشدها‬ ‫قاتلة ‪ ،‬من‬ ‫فيها أمراض‬ ‫تدب‬ ‫عظمتها‬

‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫فرنسا‬ ‫بدولة‬ ‫الاستهانة‬ ‫أشدها‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫تأثير فيها‬ ‫لها أشد‬ ‫سيكون‬ ‫التى‬ ‫البشرية‬

‫تعاظمه عليها بهذا‬ ‫ترضى‬ ‫كانت‬ ‫أنها‬ ‫سياستها معه‬ ‫حسن‬ ‫الدول الناشئة فى أوربا ‪ ،‬وكان من‬

‫لا‬ ‫ماكرة‬ ‫امتيازات‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫مثلها منها‬ ‫يستفد‬ ‫لم‬ ‫دولته‬ ‫فى‬ ‫منه امتيازات‬ ‫‪ ،‬لتستمد‬ ‫الشكل‬

‫هذه‬ ‫أحضان‬ ‫رعاياه فى‬ ‫كبير من‬ ‫إلقاء فريق‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫ما سيترتب‬ ‫‪ ،‬ولا يعرف‬ ‫نتائجها‬ ‫يدرى‬

‫‪ ،‬ومن‬ ‫كبير‬ ‫حد‬ ‫إلى‬ ‫المتصوفة‬ ‫متأثرة بجهلة‬ ‫عقلية‬ ‫من‬ ‫الكتاب‬ ‫ذلك‬ ‫ما فى‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الدول‬

‫‪،‬‬ ‫نظرية الجق المقدس‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫فى الأرض‬ ‫الله‬ ‫بأن السلطان ظل‬ ‫خاطىء‬ ‫جمود‬ ‫على‬ ‫إصرار‬

‫السلطان‬ ‫تأثر بها هذا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والروم‬ ‫الفُرس‬ ‫ملوك‬ ‫عن‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫الملوك المستبدون‬ ‫أخذها‬

‫فيه زوجه‬ ‫عليه‬ ‫المتسلط‬ ‫كان‬ ‫لهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫شيئأ‬ ‫لرعيته‬ ‫يجعل‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫حكمه‬ ‫فى‬

‫له نساء‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الأوربِن‬ ‫كتب‬ ‫المعروفة فى‬ ‫الروسية‬ ‫روكسلان‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫الباسمة‬ ‫‪ ،‬أى‬ ‫خوزم‬

‫بعده ؟ فلما رزقت‬ ‫من‬ ‫عهده‬ ‫‪ ،‬وكان ولى‬ ‫مصطفى‬ ‫يمى‬ ‫‪ ،‬وله أولاد منهن كبرهم‬ ‫غيرها‬

‫من‬ ‫عهده‬ ‫ولى‬ ‫سليم‬ ‫ابنها‬ ‫الإفساد بينه وبين أولاده ‪ ،‬ليكون‬ ‫على‬ ‫عملت‬ ‫منه بابنها سليم‬

‫بينه‬ ‫الدولة ‪ ،‬ولم تزل تفسد‬ ‫فى‬ ‫الفق والفساد‬ ‫من‬ ‫هذا ما ترتب‬ ‫على‬ ‫بعده ‪ ،‬ولو ترتب‬

‫ابن له رضيع‬ ‫إلى‬ ‫أرسلت‬ ‫بقتله بل‬ ‫تكتف‬ ‫الخيانة ‪ ،‬ولم‬ ‫قتله بتهمة‬ ‫حتى‬ ‫ابنه مصطفى‬ ‫وبين‬

‫أخيه‬ ‫قتل‬ ‫بعد‬ ‫وحزنا‬ ‫غما‬ ‫؟ فمات‬ ‫جهانكير‬ ‫بسمى‬ ‫أخ‬ ‫لمصطفى‬ ‫أبيه ‪ .‬وكان‬ ‫مَن قتله بعد‬

‫‪YM‬‬
‫‪ .‬ولولا‬ ‫له معه‬ ‫أولاد‬ ‫أربعة‬ ‫وقتل‬ ‫‪،‬‬ ‫بايزيد فقتله أبوه أيضا‬ ‫يسمى‬ ‫أخ‬ ‫لهما‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بقيل‬

‫فى‬ ‫أن يعمل‬ ‫الحال ‪ ،‬ولأمكنه‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫أحن‬ ‫سليمان‬ ‫السلطان‬ ‫حال‬ ‫لكان‬ ‫المرأة‬ ‫هذه‬

‫لهم مثل هذه‬ ‫المسلمين فى هذا القرن ‪ ،‬أن يكون‬ ‫حظ‬ ‫‪ ،‬ولكنه سوء‬ ‫عمل‬ ‫مما‬ ‫كثر‬ ‫الاصلاح‬

‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫نهضة‬ ‫الكلام على‬ ‫فى‬ ‫ما سبق‬ ‫لأوربا نساء يعملن‬ ‫المفسدة ‪ ،‬وأن يكون‬ ‫المرأة‬

‫خريستوف‬ ‫التى جهزت‬ ‫أنها هى‬ ‫أسبانيا ‪ ،‬فقد سبق‬ ‫فردينند ملك‬ ‫زوج‬ ‫إيزابيلا‬ ‫القرن ‪ ،‬مثل‬

‫قد انقطعن عن‬ ‫العهد كن‬ ‫نساء الم!ملمين فى ذلك‬ ‫أمربكا ‪ ،‬ولكن‬ ‫يلزمه لكشف‬ ‫بما‬ ‫كولمبوس‬

‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫عقولهن‬ ‫الجهل على‬ ‫‪ ،‬فختم‬ ‫بعولهن‬ ‫بيوت‬ ‫فى‬ ‫سجينات‬ ‫المجتمع ‪ ،‬وصرن‬

‫‪ ،‬دايثار هذا‬ ‫النفس‬ ‫الأثرة وحب‬ ‫من‬ ‫الشتهوات‬ ‫بتلك‬ ‫‪ ،‬والا ما يتصل‬ ‫الا شهواتهن‬ ‫يهمهن‬

‫المدرسة‬ ‫‪ ،‬لأن الأم هى‬ ‫إلى فساد الرجال‬ ‫فسادهن‬ ‫‪ ،‬وجر‬ ‫الدين والوطن‬ ‫مصلحة‬ ‫على‬

‫‪ ،‬وكان لهذا أسوأ‬ ‫حالهم‬ ‫فسد‬ ‫‪ ،‬داذا فسدت‬ ‫حالهم‬ ‫صلح‬ ‫الأولى للاولاد ‪ ،‬ف!ذا صلحت‬

‫أثر فيهم‪.‬‬

‫فتل أولاده‬ ‫على‬ ‫السلطان سليمان‬ ‫زوجها‬ ‫بعد أن حرضت‬ ‫ما أرادت‬ ‫المرأة‬ ‫وكان لهذه‬

‫أنه لم‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫م‬ ‫‪1533‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪039‬‬ ‫وفاة أبيه سنة‬ ‫بعد‬ ‫السلطنة‬ ‫ابنها سليم‬ ‫‪ ،‬فتولى‬ ‫غيرها‬ ‫من‬

‫فى هذه الدولة‪.‬‬ ‫الانحطاط‬ ‫سلطنته مبدأ عهد‬ ‫أهلأ لتولى السلطنة بعده ‪ ،‬فكان عهد‬ ‫يكن‬

‫‪4‬‬ ‫*محي!‬

‫‪282‬‬
‫الدين الرملى‬ ‫شمس‬

‫هـ=‬ ‫الأنصارى ‪ ،‬ولد سنة ‪919‬‬ ‫المنوفى‬ ‫الرملى‬ ‫بن حمزة‬ ‫بن أحمد‬ ‫هو محمد‬

‫كتفه‬ ‫على‬ ‫كان يحمله‬ ‫من حين‬ ‫أنه صحبه‬ ‫م ‪ ،‬وقد ذكر الشعرانى فى طبفاته الوسطى‬ ‫‪1513‬‬

‫لا‬ ‫صغره‬ ‫فى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫دينه‬ ‫فى‬ ‫ما يشنه‬ ‫عليه‬ ‫فما رأى‬ ‫تلميذا لوالده ‪-‬‬ ‫وكان‬ ‫‪-‬‬ ‫أن كبر‬ ‫إلى‬

‫‪،‬‬ ‫العرض‬ ‫ونقاء‬ ‫الجوارح‬ ‫وح!فظ‬ ‫والصيانة‬ ‫والتقوى‬ ‫الدين‬ ‫على‬ ‫فنشأ‬ ‫‪،‬‬ ‫الأطفال‬ ‫مع‬ ‫يلعب‬

‫والمعانى‬ ‫والصرف‬ ‫والنحو‬ ‫الفقه والتفسير‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫اشتغل‬ ‫تربيته ‪ ،‬ثم‬ ‫رباه والده فأحسن‬ ‫وقد‬

‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫والبهجة‬ ‫القرآن‬ ‫وحفظ‬ ‫‪،‬‬ ‫غيره‬ ‫التردد إلى‬ ‫به عن‬ ‫واستغنى‬ ‫‪،‬‬ ‫والبيان والتارلخ‬

‫تعالى لا‬ ‫الله‬ ‫بحمد‬ ‫محمدا‬ ‫‪ :‬تركت‬ ‫والده أنه قال‬ ‫عن‬ ‫بعضهم‬ ‫حكى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫المختصرات‬

‫الإسلام القاضى‬ ‫شيخ‬ ‫أيضا عن‬ ‫النادر ‪ ،‬وأخذ‬ ‫إلا فى‬ ‫علماء عصره‬ ‫من‬ ‫إلى أحد‬ ‫يحتاج‬

‫‪ ،‬رجمان عجيب‬ ‫غيرهما‬ ‫أخذ عن‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪ ،‬وبرهان الدين بن أبى شريف‬ ‫زكريا الأنصارى‬

‫والعمل‪.‬‬ ‫‪ ،‬والعلم‬ ‫والفهم‬ ‫بين الحفظ‬ ‫‪ ،‬فجمع‬ ‫الحفظ‬ ‫‪ ،‬قوى‬ ‫الفهم‬

‫والفروع والنحو‬ ‫والأصول‬ ‫الئفسير والحديث‬ ‫‪ ،‬فدرش‬ ‫بعد والده للتدري!‬ ‫ثم جلس‬

‫‪،‬‬ ‫والده‬ ‫تلامذة‬ ‫أكثر‬ ‫درسه‬ ‫وحضر‬ ‫‪،‬‬ ‫النقلية والعقلية‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫وبرع‬ ‫‪،‬‬ ‫والبيان‬ ‫والمعانى‬

‫عن‬ ‫وسئل‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فيم‬ ‫أبنائه‬ ‫مقام‬ ‫فى‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫الطبلاوى‬ ‫الدين‬ ‫ناصر‬ ‫حضره‬ ‫وممن‬

‫به علم‪،‬‬ ‫لى‬ ‫منه ما لم يكن‬ ‫أستفيد‬ ‫لها إلا أنى‬ ‫‪ :‬لا داعى‬ ‫له ‪ ،‬فقال‬ ‫ملازمته‬ ‫إلى‬ ‫الداعى‬

‫الآفاق ‪ ،‬وعمت‬ ‫فى‬ ‫صيته‬ ‫طار‬ ‫الأقطار ‪ ،‬حتى‬ ‫كل‬ ‫العلوم من‬ ‫الرملى طلابُ‬ ‫قصد‬ ‫وقد‬

‫مصر‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬لأنه كان مرجع‬ ‫الشافعى الصغير‬ ‫لقب‬ ‫عصره‬ ‫بين أهل‬ ‫البلاد ‪ ،‬واستحق‬ ‫شهرته‬

‫الشافعية فى مصر‪.‬‬ ‫إفتاء‬ ‫الفقهية ‪ ،‬وكان يلى منصب‬ ‫تحرير الفتاوى‬ ‫وغيرها فى‬

‫للشيخ‬ ‫الطريق الواضح‬ ‫البهجة الوردية ‪ ،‬وشرح‬ ‫المنهاج ‪ ،‬وشرح‬ ‫شرح‬ ‫تاَليفه‬ ‫ومن‬

‫شرح‬ ‫على‬ ‫حاشية‬ ‫‪433‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الشروح‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الرابح‬ ‫عمدة‬ ‫؟ سماه‬ ‫الزاهد‬ ‫أحمد‬

‫‪ ،‬والظاهر أنه‬ ‫الحواشى‬ ‫من‬ ‫العباب ‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫على‬ ‫الإسلام زكريا وحاشية‬ ‫التحرير لشيخ‬

‫ألف‬ ‫‪ ،‬ثم أتى بعده من‬ ‫بعد الشروح‬ ‫التى ظهرت‬ ‫الحواشى‬ ‫هذه‬ ‫الف‬ ‫أواثل من‬ ‫من‬ ‫كان‬

‫الطريقة الفاسدة التى عُنيت بشرح‬ ‫هذه‬ ‫الإمعان فى‬ ‫‪ ،‬وهذا من‬ ‫الحواشى‬ ‫هذه‬ ‫تقارير على‬

‫الحواشى‬ ‫إلى‬ ‫بالتعليق عليها إلى أن يصل‬ ‫العلوم ‪ ،‬وشغفت‬ ‫المتأخرين فى‬ ‫مختصرات‬

‫ليس‬ ‫كتاب‬ ‫أهملوا النظر فى كل‬ ‫التأليف ‪ ،‬حتى‬ ‫والتقارير ‪ ،‬وقد تعلق الناس بهذا النوع من‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وافهامهم ركدت‬ ‫فترت‬ ‫‪ ،‬وعزائمهم‬ ‫ضعفت‬ ‫هممهم‬ ‫لاْن‬ ‫وتقرير ‪،‬‬ ‫وحاشية‬ ‫عليه شرح‬

‫اشتهار‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وتقرير‬ ‫وحاشية‬ ‫شرح‬ ‫عليه‬ ‫ليس‬ ‫كتاب‬ ‫فلا يمكنها أن تنفرد بفهم‬

‫‪283‬‬
‫عمدة الشإفعية فى أخذ مذهبهم عنها‪،‬‬ ‫صارت‬ ‫الأقطار ‪ ،‬حتى‬ ‫الرملى فى جميع‬ ‫كتب‬

‫المتقدمين‪.‬‬ ‫ما عداها من كتب‬ ‫لاهمال‬

‫ممن‬ ‫الانتفاع بأحد‬ ‫يشتهر‬ ‫لأنه لم‬ ‫‪،‬‬ ‫العاشر‬ ‫القرن‬ ‫أنه مجدد‬ ‫بعضهمم‬ ‫رجح‬ ‫ولهذا‬

‫غيره مثل احتياجهم‬ ‫الناس الى كتب‬ ‫مثل اشتهاره ‪ ،‬ولم يحتج‬ ‫موجود‬ ‫القرن وهو‬ ‫انقضى‬

‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجذد‬ ‫ان‬ ‫بعضهم‬ ‫رأى‬ ‫وقد‬ ‫الشرعية‬ ‫بالعلوم‬ ‫يتعلق‬ ‫فيما‬ ‫لا سيما‬ ‫‪،‬‬ ‫كتبه‬ ‫إلى‬

‫القادر‬ ‫عبد‬ ‫إنه الشيخ‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫دُعسين‬ ‫الملك بن‬ ‫إنه عبد‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫مُطَير‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫الشيخ‬ ‫العاشر‬

‫محمد‬ ‫أخبار القرن العاشر ‪ -‬وقيل إنه الشيخ‬ ‫‪ -‬النور السافر عن‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫ابن شيخ‬

‫فى أعيان القرن الحادى‬ ‫الأثر‬ ‫كتاب ‪ -‬خلاصة‬ ‫على هذا صاحب‬ ‫البهنسى ‪ ،‬وقد عقب‬

‫هذا‬ ‫له فى‬ ‫ترجمته‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬ ‫الترجمة‬ ‫الرملى صاحب‬ ‫من‬ ‫بقوله ‪ :‬أين هؤلاء‬ ‫‪-‬‬ ‫عشر‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪5915‬‬ ‫‪ 1‬هـ=‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 4‬‬ ‫سنة‬ ‫أنه توفى‬ ‫‪ ،‬ثم ذكر‬ ‫الباب‬ ‫هذا‬ ‫كافية فى‬ ‫وشهرته‬ ‫‪-‬‬ ‫الكتاب‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الشهرة‬ ‫به تلك‬ ‫يستحقون‬ ‫يأتوا بشىء‬ ‫لم‬ ‫الرملى‬ ‫وأمثال‬ ‫الرملى‬ ‫أن‬ ‫والحق‬

‫من‬ ‫عليها‬ ‫بما وضعوه‬ ‫المختصرات‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫أثر إلا التعليق‬ ‫لهم‬ ‫لمن يكن‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬

‫التى‬ ‫المبسوطات‬ ‫الى‬ ‫رجعوا‬ ‫التعليق إلا أنهم‬ ‫ذلك‬ ‫أثر فى‬ ‫لهم‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والحواشى‬ ‫الشروح‬

‫من‬ ‫ابختصرات‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فاستعانوا بها فيما وضعوه‬ ‫المختصرات‬ ‫منها تلك‬ ‫اختصرت‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫به‬ ‫‪ ،‬أو يستحقون‬ ‫لهم‬ ‫أن يذكر‬ ‫شيئأ يستحق‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يزيدوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والحواشى‪/‬‬ ‫الشروح‬

‫التى كان لها‬ ‫التأليف هى‬ ‫الطريقة فى‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وهذا الى أن تلك‬ ‫فى‬ ‫بكونوا مجددين‬

‫العلوم التى وضعت‬ ‫فى‬ ‫عند حدها‬ ‫الوقوف‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫المختصرات‬ ‫تلك‬ ‫الجمود على‬ ‫أثرها فى‬

‫الطبيعيات والرياضيات‬ ‫إلى العلوم الفلسفية ‪ ،‬من‬ ‫وصلت‬ ‫حتى‬ ‫فيها ‪ ،‬وكانتْ قد شاعت‬

‫المختصرات‬ ‫فيها تلك‬ ‫يكتفون‬ ‫الناس‬ ‫لأنها جعلت‬ ‫الأثر فيها ‪،‬‬ ‫لها أسوأ‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫والإلهيات‬

‫تتوثب‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أوربا‬ ‫بينما كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫عقيمة‬ ‫بطريقة‬ ‫مسائلها‬ ‫تناولت‬ ‫التافهة التى‬

‫أمثال‬ ‫الى‬ ‫تتطلع‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫التجديد‬ ‫ميدان‬ ‫فى‬ ‫يقودونها‬ ‫الذين‬ ‫العلماء‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬وتتطلع‬ ‫للنهوض‬

‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫المنكود ‪ ،‬ونقول فيهم كما قال صاحب‬ ‫العصر‬ ‫الرملى‪ .‬ممن كنا نتطلع إليهم فى ذلك‬

‫العلماء إلى‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫الرملى ‪ :‬وذهب‬ ‫‪ -‬فى‬ ‫الأثر فى اعيان القرن الحادى عشر‬ ‫خلاصة‬

‫‪ ،‬وأحد‬ ‫الأستاذين‬ ‫أستاذ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫المغالاة بمدحه‬ ‫على‬ ‫الاتفاق‬ ‫‪ ،‬ووقع‬ ‫العاشر‬ ‫القرن‬ ‫أنه مجدد‬

‫‪ ،‬وفيه يقول‬ ‫الآفاق‬ ‫الفقهاء فى‬ ‫التُنة ‪ ،‬وعمدة‬ ‫‪ ،‬محى‬ ‫نحاريرهم‬ ‫العلماء وأعلام‬ ‫أساطين‬

‫عنه‪:‬‬ ‫من أخذ‬ ‫‪ ،‬وهو أحد‬ ‫الخفاجى‬ ‫الشهاب‬

‫فضك‬ ‫فيه من‬ ‫ابذى‬ ‫معشار‬ ‫ليحوىَ‬ ‫يطق‬ ‫الرمال فمن‬ ‫عدُّ‬ ‫فضائله‬

‫للرمل‬ ‫تربتَ استرحْ من جهد عدك‬ ‫فقل لغبى رام إحصاء فضله‬

‫العالم فى‬ ‫خال‬ ‫شيثا من‬ ‫‪ ،‬لأنهم ما كانوا يعلمون‬ ‫فى ذلك‬ ‫كانوا معذورين‬ ‫ولكنهم‬

‫‪YAf‬‬
‫‪ ،‬ولا أن اهل‬ ‫الكرة الغربى قد كشفت‬ ‫نصف‬ ‫هى‬ ‫قارة جديدة‬ ‫‪ ،‬ولا يعلمونْأن‬ ‫عصرهم‬

‫فيه‬ ‫ماضون‬ ‫هم‬ ‫ا‬ ‫فيما‬ ‫‪ ،‬فليمضوا‬ ‫الصالح‬ ‫الرجاء‬ ‫راس‬ ‫طريق‬ ‫الهند من‬ ‫الى‬ ‫وصلوا‬ ‫أوربا قد‬

‫مفعولا‪.‬‬ ‫الثه أمرا كان‬ ‫‪ ،‬ليقضى‬ ‫عصرهم‬ ‫العالم فى‬ ‫بحال‬ ‫الجهل‬ ‫من‬

‫العلم‪،‬‬ ‫طراز الرملي فى‬ ‫هذا القرن من‬ ‫فى‬ ‫الذين قيل إنهم مجددون‬ ‫أولئك‬ ‫وكان‬

‫علماء اليمن ‪ ،‬وقد‬ ‫بن مُطير كان من‬ ‫‪ ،‬فالشيخ على‬ ‫وليهم‬ ‫بينه‬ ‫كبير‬ ‫هناك فرق‬ ‫ولم يكن‬

‫‪ ،‬ولا أثر له إلا‬ ‫م‬ ‫‪1631‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪4101‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬وتوفى‬ ‫م‬ ‫‪1543‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪059‬‬ ‫ولد سنة‬

‫الإعراب‬ ‫ملحة‬ ‫النقاب بشرح‬ ‫المنهاج ‪ ،‬وكشف‬ ‫‪ ،‬والديباج على‬ ‫التحفة لابن حجر‬ ‫مختصر‬

‫غيره ممن ذكر معه‪.‬‬ ‫كان شأن‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫للحريرى‬

‫**‬

‫‪YAo‬‬
‫بن بير على البركوى‬ ‫محمد‬

‫بيركلى أو بركلى‬ ‫الدين المثمهور باسم‬ ‫على محص‬ ‫بير‬ ‫بن‬ ‫هو زين الدين محمد‬

‫م ‪ ،‬وكان من‬ ‫‪1573‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪819‬‬ ‫سنة‬ ‫م ‪ ،‬وتوفى‬ ‫‪1522‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪ ،‬ولد سنة ‪929‬‬ ‫أو بركوى‬

‫يطلب‬ ‫أبيه‬ ‫فى كنف‬ ‫الزوايا ‪ ،‬فثا‬ ‫أصحاب‬ ‫من‬ ‫عالما‬ ‫‪ ،‬وكهان أبوه رجلا‬ ‫بالى كسرى‬ ‫قصبة‬

‫‪ ،‬وكان ملارما للمولى‬ ‫من علماء عصره‬ ‫والاستفادة‬ ‫فى التحصيل‬ ‫العلم والمعارف ‪ ،‬وشعى‬

‫بخدمة‬ ‫القانونى ‪ ،‬ثم اتصل‬ ‫سليمان‬ ‫السلطان‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫العسكر‬ ‫قضاة‬ ‫أحد‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬

‫فى‬ ‫مجهوده‬ ‫واستفرغ‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫مدة‬ ‫فخدمه‬ ‫‪،‬‬ ‫البيرامى‬ ‫الله القرمانى‬ ‫عبد‬ ‫المرشد‬ ‫الزاهد‬

‫والنهى‬ ‫بالمعروف‬ ‫للأمر‬ ‫‪ ،‬والتصدى‬ ‫العلوم‬ ‫بمدارسة‬ ‫المذكور‬ ‫أمره شيخه‬ ‫‪ 6-‬ثم‬ ‫العبادة والزهد‬

‫عليه‬ ‫‪ ،‬فأقبل‬ ‫ازائدة ‪ ،‬ومودةْ شديدة‬ ‫الله محبة‬ ‫المولى عطاء‬ ‫بينه وبين‬ ‫حصل‬ ‫المنكر ‪ ،‬وقد‬ ‫عن‬

‫كل‬ ‫راتبا‬ ‫له‬ ‫تدريسها اليه ‪ ،‬وجعل‬ ‫وفوض‬ ‫بركى‬ ‫فى قصبة‬ ‫الالتفاف ‪ ،‬وبنى مدرسة‬ ‫بحسن‬

‫فج‪،‬‬ ‫كل‬ ‫الناس من‬ ‫‪ ،‬فقصده‬ ‫فيها تارة هـلعظ أخرى‬ ‫يدرس‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫درهما‬ ‫يوم ستين‬

‫دروس‬ ‫من‬ ‫يلقيه عليهم‬ ‫كان‬ ‫بما‬ ‫‪ ،‬فانتفع الناس‬ ‫البلاد‬ ‫جميع‬ ‫الطلبة من‬ ‫ع!‬ ‫واجتمع‬

‫العلم‪.‬‬ ‫دروس‬ ‫من‬ ‫يلقيه عليهم‬ ‫كان‬ ‫بما‬ ‫الطلبة‬ ‫‪ ،‬وانتفع‬ ‫الوعظ‬

‫متنا فى علم‬ ‫البيكماوى فى النحو ‪ ،‬وألف‬ ‫مختصر‬ ‫أيضا بالتأليف ‪ ،‬فشرح‬ ‫واشتغل‬

‫المنية قبل‬ ‫اخترمته‬ ‫ورسائل‬ ‫تعاليق‬ ‫والفقه‬ ‫القرآن‬ ‫وتفسير‬ ‫الحديث‬ ‫فى‬ ‫وله‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرائض‬

‫هذا القرن ‪ ،‬وهو‬ ‫العلماء به فى‬ ‫شغف‬ ‫التأليف الذى‬ ‫هذا النوع من‬ ‫فى‬ ‫إتمامها ‪ ،‬وهى‬

‫من‬ ‫مختصر‬ ‫‪ ،‬أو شرح‬ ‫المبموطة‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫كتاب‬ ‫اختصار‬ ‫لا يتجاوز‬ ‫التأليف الذى‬

‫من‬ ‫الدين الرملى وغيره‬ ‫شمس‬ ‫هذا مثل‬ ‫المتون ‪ ،‬فهو فى‬ ‫باسم‬ ‫التى عرفت‬ ‫المختصرات‬

‫التى‬ ‫العلوم‬ ‫إليه من‬ ‫الفقه وما‬ ‫بعلم‬ ‫ضعيفة‬ ‫إلا معرفة‬ ‫لهم‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫علماء‬

‫حال‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫يدروا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتقليد فيها‬ ‫الأخذ‬ ‫على‬ ‫وجمدوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫ورضوا‬ ‫عليها‬ ‫عكفوا‬

‫حلت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بين الأمم‬ ‫بهم‬ ‫للنهوض‬ ‫المسلمين‬ ‫ما يلزم‬ ‫يعرفوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫العالم فى‬

‫شأنهم‪.‬‬ ‫يلزم لرفع‬ ‫عما‬ ‫بغفلة علماثهم‬ ‫بلادهم‬ ‫‪ ،‬وضاعت‬ ‫الكارثة بهم‬

‫الورير‬ ‫مجلس‬ ‫الى ‪ -‬إستانبول ‪ -‬ودخل‬ ‫ثم كان من البركوى فى آخر عمره أن رحل‬

‫له‪،‬‬ ‫فى وعظه‬ ‫البلاد ‪ ،‬وكان شديدا‬ ‫الظلمة ودفع المظالم عن‬ ‫باشا ‪ ،‬وكلمه فى قمع‬ ‫محمد‬

‫المنكر ‪ ،‬وأخذ‬ ‫الأمر بالمعروف والنهى عن‬ ‫به نفسه من‬ ‫أحدا فيما أخذ‬ ‫يخثى‬ ‫لأنه لم يكن‬

‫كان يذهب‬ ‫وعظه‬ ‫الرعية ‪ ،‬ولكن‬ ‫رفع المظالم عن‬ ‫على‬ ‫يقوم بالوعظ فى إستانبول ‪ ،‬ويعمل‬

‫هذا‬ ‫سئموا‬ ‫الناس‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫وخاصتهم‬ ‫الناس‬ ‫عامة‬ ‫من‬ ‫يتأثر به أحد‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫واد‬ ‫فى‬ ‫ه صرخة‬ ‫كأن‬

‫‪286‬‬
‫بمحاربة‬ ‫لا يكتفى‬ ‫جديد‬ ‫إلى أسلوب‬ ‫حاجة‬ ‫‪ ،‬وكانوا فى‬ ‫الوعظ‬ ‫القديم فى‬ ‫الأسلوب‬

‫إليه‬ ‫لانما يؤدى‬ ‫‪،‬‬ ‫للمسلمين‬ ‫المطلوب‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫لا يؤدى‬ ‫سلبى‬ ‫لأنه موتف‬ ‫‪،‬‬ ‫الظلم‬

‫العلماء‬ ‫من‬ ‫البركوى‬ ‫وكان‬ ‫‪c‬‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫الاجتهاد‬ ‫باب‬ ‫وفتح‬ ‫‪،‬‬ ‫العلماء‬ ‫جمود‬ ‫محاربة‬

‫وتعليم‬ ‫القرآن‬ ‫تلاوة‬ ‫على‬ ‫الاسئجار‬ ‫لا يرى‬ ‫الا أنه كان‬ ‫تاريخه‬ ‫فى‬ ‫يذكر‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجامدين‬

‫المجددين‪.‬‬ ‫سلك‬ ‫فى‬ ‫لا يدرجه‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومثل‬ ‫العلوم‬

‫فى هذا على‬ ‫المجددبن ‪ ،‬وأنه مضى‬ ‫هو الذى عده من‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫أن الشد‬ ‫وقد سبق‬

‫هذه‬ ‫البركوى لا يشبه رجال‬ ‫التجديد ‪ ،‬ولكن‬ ‫ابن تيمية بلقب‬ ‫مدرسة‬ ‫رجال‬ ‫(يثار‬ ‫مذهبه فى‬

‫أحدا من‬ ‫فى ذلك‬ ‫يخشى‬ ‫فى إنكار المنكرات ‪ ،‬وأنه لم يكن‬ ‫شدته‬ ‫المدرسة الا فيما كان من‬

‫‪.‬‬ ‫السلطان فى عصره‬ ‫ذوى‬

‫*‬ ‫!ل!‬ ‫*‬

‫‪287‬‬
‫القرن الحادى عشر‬ ‫المجددون فى‬

‫الهجرى‬ ‫القرن الحادى عشر‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫ا م ‪ ،‬وقد كانت‬ ‫‪ ،‬إلى سنة ‪IAA‬‬ ‫‪2915‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫الهجرى‬ ‫يمتد القرن الحادى عشر‬

‫قوة‬ ‫لها من‬ ‫ما كان‬ ‫تفقد‬ ‫أخذت‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫الإسلامية‬ ‫العثمانية التركية فيه أكبر الدول‬ ‫الدولة‬

‫شؤون‬ ‫ويهملون‬ ‫‪،‬‬ ‫وشهواتهم‬ ‫بملذاتهم‬ ‫يشتغلون‬ ‫أخذوا‬ ‫لا"ن ملوكها‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫دول‬ ‫بين‬

‫مراد‬ ‫ابن السلطان‬ ‫الثالث‬ ‫محمد‬ ‫السلطان‬ ‫القرن‬ ‫اوالْل هذا‬ ‫فى‬ ‫حكمها‬ ‫تولى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫دولتهم‬

‫لنفسه‪،‬‬ ‫اث‬ ‫الثا‬ ‫مراد‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬فاصطفاها‬ ‫البحر‬ ‫لصوص‬ ‫أمه إيطالية سباها‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الثالث‬

‫بلادها‬ ‫مصلحة‬ ‫فى‬ ‫نفوذها‬ ‫تستخدم‬ ‫دولته ‪ ،‬وكثيرا ما كانت‬ ‫نفوذ كبير فى‬ ‫لها‬ ‫وكان‬

‫عهد‪.‬‬ ‫هذا فى‬ ‫مثل‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫دولة زوجها‬ ‫مصلحة‬ ‫على‬ ‫فيه ضرر‬ ‫‪ ،‬د!ان كان‬ ‫الأصلية‬

‫أوربا‪،‬‬ ‫من دول‬ ‫دُسسن‬ ‫النساء جاسوسات‬ ‫تلك‬ ‫الأول ‪ ،‬ولا يبعد أن تكون‬ ‫السلطان سليمان‬

‫تسعة‬ ‫بقتل‬ ‫الثالَث حكمه‬ ‫محمد‬ ‫ابنها السلطان‬ ‫‪ ،‬وبدأ‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫ملوك‬ ‫عيونا لها على‬ ‫ليكن‬

‫بها حكمهم‪،‬‬ ‫يبتدئون‬ ‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫سلاطين‬ ‫التى كان‬ ‫العادة الشنيعة‬ ‫تلك‬ ‫له ‪ ،‬على‬ ‫اخا‬ ‫عشر‬

‫يسمى‬ ‫له اخ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫سنة‬ ‫أربع عشرة‬ ‫لا يجاوز‬ ‫الأول وهو‬ ‫احمد‬ ‫بعده السلطان‬ ‫وتولى‬

‫نهارا ولا‬ ‫لا يخرج‬ ‫بينهم‬ ‫فمكث‬ ‫‪،‬‬ ‫والجوارى‬ ‫بين الخدم‬ ‫قصره‬ ‫فى‬ ‫بحبسه‬ ‫‪ ،‬فأمر‬ ‫مصطفى‬

‫أن آل‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫العالم‬ ‫فى‬ ‫شيئاْ مما يجرى‬ ‫يعرف‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الدولة‬ ‫أمور‬ ‫شيثا من‬ ‫يدرى‬ ‫ليلا ‪ ،‬ولا‬

‫يسير فيه ‪ ،‬ولهذا ثار عليه‬ ‫كيف‬ ‫الحال ‪ ،‬فلم يعرف‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫إليه الحكم بعد أخيه وهو‬

‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫أحمد‬ ‫الثانى ابن السلطان‬ ‫عثمان‬ ‫السلطان‬ ‫بعده‬ ‫الحكم‬ ‫‪ ،‬فتولى‬ ‫وعزلوه‬ ‫الإنكشارية‬

‫الإنكشارية‪،‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ثم أراد أن يتخلص‬ ‫عادتهم‬ ‫على‬ ‫بقتل اخيه محمد‬ ‫وابتدأ حكمه‬

‫القتال‬ ‫‪ ،‬وسئموا‬ ‫والكسل‬ ‫الراحة‬ ‫مالوا إلى‬ ‫كانوا قد‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫للدولة‬ ‫جديدا‬ ‫جيشا‬ ‫وينشىء‬

‫فصار‬ ‫؟‬ ‫الحكم‬ ‫إلى‬ ‫الأول‬ ‫مصطفى‬ ‫السلطان‬ ‫واعادوا‬ ‫؟‬ ‫وقتلوه‬ ‫فثاروا عليه‬ ‫‪،‬‬ ‫والحرب‬

‫يجد‬ ‫فلم‬ ‫؟‬ ‫يها‬ ‫الفتن الداخلية‬ ‫وانتثمرت‬ ‫؟‬ ‫الدولة‬ ‫حال‬ ‫ساءت‬ ‫؟ حتى‬ ‫أيديهم‬ ‫فى‬ ‫ألعوبة‬

‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫إبراهيم‬ ‫الرابع ‪ ،‬فالسلطان‬ ‫مراد‬ ‫السلطان‬ ‫بعده‬ ‫ثانيا؟ فتولى‬ ‫إلا أن يعزلوه‬ ‫الإنكشارية‬

‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الملوك‬ ‫هؤلاء‬ ‫وتعزل‬ ‫تولى‬ ‫التى‬ ‫هى‬ ‫الإنكشارية‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الرابع‬ ‫محمد‬ ‫فالسلطان‬

‫‪ ،‬فقام‬ ‫حولها‬ ‫من‬ ‫شئا‬ ‫الثه أراد أن يصلح‬ ‫فيها ‪ ،‬ولكن‬ ‫الفساد‬ ‫وانتشر‬ ‫أمر الدولة‬ ‫اضطرب‬

‫‪YAA‬‬
‫‪ ،‬وقد‬ ‫بكوب!‪-‬يلى‬ ‫المعروف‬ ‫باشا‬ ‫محمد‬ ‫المشهور‬ ‫الرابع الوزير‬ ‫محمد‬ ‫السلطان‬ ‫عهد‬ ‫فيها على‬

‫‪،‬‬ ‫‪ 661‬ام‬ ‫‪=-‬‬ ‫سنة ‪7201‬‬ ‫ام ) إلى أن توفى‬ ‫‪656‬‬ ‫‪ 1‬هـ‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سنة ( ‪67‬‬ ‫الوزارة من‬ ‫تولى‬

‫السلطان‬ ‫قد أوصى‬ ‫الفق فى البلاد ‪ ،‬وكان‬ ‫على‬ ‫الأنكشارية بالشدة والحزم ‪ ،‬وقضى‬ ‫فأخذ‬

‫ا هـ=‬ ‫‪.‬‬ ‫‪AV‬‬ ‫سنة‬ ‫توفى‬ ‫أن‬ ‫الوزارة إلى‬ ‫‪ ،‬فولاه‬ ‫الوزارة بعده‬ ‫ابنه أحمد‬ ‫أن يولى‬ ‫موته‬ ‫قبل‬

‫تولى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫الدولة‬ ‫حال‬ ‫استقام‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫قام أبوه قبله‬ ‫فقام فيها كما‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1676‬‬

‫ما كان‬ ‫مثل‬ ‫الدولة إلى‬ ‫فى‬ ‫الفساد‬ ‫أبيه ‪ ،‬فعاد‬ ‫مثل‬ ‫مثله ولا‬ ‫لم يكونوا‬ ‫وزراء‬ ‫الوزارة بعده‬

‫الرابع‬ ‫محمد‬ ‫السلطان‬ ‫أن عزل‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫أسوأ‬ ‫إلى‬ ‫سىء‬ ‫ينتقل من‬ ‫حالها‬ ‫يزل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫قبلهما‬ ‫عليه‬

‫لا يهمها مصلحة‬ ‫أجنية‬ ‫عناصر‬ ‫الوزراء من‬ ‫أولئك‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪1687‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪9901‬‬ ‫سنة‬

‫الوصول‬ ‫الدول الأوربية أظهروا الإسلام ‪ ،‬ليمكنهم‬ ‫من‬ ‫جواسيس‬ ‫الدولة ‪ ،‬بل كان بعضهم‬

‫والجمود‬ ‫الرجعية‬ ‫دعاة‬ ‫‪ ،‬وشاعدوا‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الفساد‬ ‫نشر‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويعملوا‬ ‫المنصب‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬

‫لدولتهم‪.‬‬ ‫يقوم به المصلحون‬ ‫إصلاح‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويقضوا‬ ‫الإنكشارية وغيرهم‬ ‫من‬

‫وكان فى هذا القرن بالمثرق دولتان أخريان ‪:‬‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫عباس‬ ‫فيه الشاه‬ ‫ملوكها‬ ‫أعظم‬ ‫ومن‬ ‫بفارس‬ ‫الصفويين‬ ‫‪ :‬دولة‬ ‫احداهما‬

‫الدولة الفمانية ما أخذته‬ ‫‪ ،‬فاسترد من‬ ‫إلى غاية مجدها‬ ‫عهده‬ ‫الدولة فى‬ ‫هذه‬ ‫وصلت‬

‫بلاد‬ ‫من‬ ‫قندرهار‬ ‫على‬ ‫استولى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫بكر‬ ‫وديار‬ ‫والموصل‬ ‫بغداد‬ ‫مدينة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬واستولى‬ ‫منها‬

‫الهند‪.‬‬

‫جهانجيزخان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوائل‬ ‫فى‬ ‫يحكمها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالهند‬ ‫المغولية‬ ‫والثانية ‪ :‬الدولة‬

‫شركة‬ ‫عن‬ ‫أول مندوب‬ ‫م ) وفى عهده وصل‬ ‫‪1627 -‬‬ ‫‪016 5‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪3701 - 01 14‬‬

‫‪،‬‬ ‫سورات‬ ‫مدينة‬ ‫فى‬ ‫للشركة‬ ‫له ب!نشاء مصنع‬ ‫وأذن‬ ‫وفادته‬ ‫الإنجليزية ‪ ،‬فاكرم‬ ‫الهند الرقية‬

‫الملذات‬ ‫فى‬ ‫الخمر ‪ ،‬ويسرف‬ ‫شرب‬ ‫السيرة ‪ ،‬بل كان يكثر من‬ ‫هذا الملك محمود‬ ‫ولم يكن‬

‫( م ) وكان‬ ‫‪-‬‬ ‫=‪162 658‬‬


‫‪A‬‬ ‫‪ 1‬هـ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪96 -‬‬ ‫( ‪3801‬‬ ‫بعده شاه جهان‬ ‫‪ ،‬وملك‬ ‫والشهوات‬

‫مقابلاتهم ‪ ،‬ولكنه كان‬ ‫لملوكهم فى‬ ‫الناس وسجودهم‬ ‫عادة ركوع‬ ‫أبطل‬ ‫مغولى‬ ‫أول ملك‬

‫المسلمين‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫اليهم‬ ‫الإحسان‬ ‫فى‬ ‫بهذا سُنة كبرخان‬ ‫‪ ،‬فخالف‬ ‫الهندوس‬ ‫معاملة‬ ‫قاسيا فى‬

‫ظهور‬ ‫عند‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫معاملتهم‬ ‫إحسان‬ ‫السياسه‬ ‫حسن‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫أقلية بينهم‬ ‫كانوا‬

‫طرد البرتغاليين‬ ‫هذا الملك على‬ ‫‪ ،‬وعمل‬ ‫البرتغالين وكيرهم‬ ‫الطامعين فى الهند من‬ ‫الأجانب‬

‫على‬ ‫قضى‬ ‫حتى‬ ‫خليها ‪ ،‬فلم يزل يطاردهم‬ ‫الاستيلاء‬ ‫فى‬ ‫طمعهم‬ ‫من‬ ‫ظهر‬ ‫لما‬ ‫الهند‬ ‫من‬

‫حروب‬ ‫فقامت‬ ‫‪،‬‬ ‫عهده‬ ‫آخر‬ ‫أبناؤه فى‬ ‫ثار عليه‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫لهم‬ ‫مملكة‬ ‫إنشاء‬ ‫فى‬ ‫أطماعهم‬

‫بلقب‬ ‫المعروف‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫ذائب‬ ‫ابنه أورنك‬ ‫بعده‬ ‫‪ ،‬فتولى‬ ‫باعتزاله الملك‬ ‫الهند انتهت‬ ‫فى‬ ‫داخلية‬

‫‪ 1‬اهـ‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪- 1‬‬ ‫‪070‬‬ ‫(‬ ‫ذيب‬ ‫باسب! أرفي‬ ‫الأوربيين‬ ‫عند‬ ‫‪ ،‬ويعرف‬ ‫العالم‬ ‫ملك‬ ‫أى‬ ‫جير‬ ‫عالم‬

‫‪YAq‬‬ ‫)‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪91‬‬


‫عيثة‬ ‫والملذات ‪ ،‬وعاش‬ ‫فى إيثار الشهوات‬ ‫سنة سلفه‬ ‫خالف‬ ‫) وقد‬ ‫‪r‬‬ ‫‪7017‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9165‬‬

‫على‬ ‫القسوة‬ ‫ازداد فى‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الصالح‬ ‫السلف‬ ‫عهد‬ ‫بهذا‬ ‫يعيد‬ ‫أن‬ ‫وأراد‬ ‫‪،‬‬ ‫وتقشف‬ ‫زهد‬

‫قد أعفوا منها من عهد‬ ‫الجزية عليهم ‪،‬وكانوا‬ ‫الإسلام ‪ ،‬فأعاد فرض‬ ‫على‬ ‫ليحملهم‬ ‫الهندوس‬

‫المسلمين‪،‬‬ ‫حكم‬ ‫أثارهم هذا على‬ ‫المسلمين ‪،‬وقد‬ ‫الخراج معاملة‬ ‫فى‬ ‫وعوملوا‬ ‫اكبرخان‬

‫الأوربيين بين الفريقين ليضعفوهم‬ ‫من‬ ‫فيها الإنجليز وغيرهم‬ ‫كثيرة لعب‬ ‫بسببه حروبْ‬ ‫وقامت‬

‫إليه‬ ‫يضف‬ ‫بهذا ولم‬ ‫اكتفى‬ ‫جير‬ ‫عالم‬ ‫‪ ،‬وليت‬ ‫الهند‬ ‫فى‬ ‫بمطامعهم‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬ويظفروا‬ ‫جميعأ‬

‫بهذا عليه أيضا‪.‬‬ ‫‪ ،‬فأثار الشيعة‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫بالهند ‪ ،‬لأنه كان‬ ‫الشيعة‬ ‫مسلمى‬ ‫مخاصمة‬

‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بمراكش‬ ‫السعديين‬ ‫دولة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫به فى‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫الإسلامى‬ ‫وأما المغرب‬

‫ألجزائر وتونى‬ ‫بلاد المغرب من‬ ‫فى القرن السابق ‪ ،‬وكان ما بقى من‬ ‫كما سبق‬ ‫دولة صغيرة‬

‫التركية‪.‬‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫فى حكم‬ ‫وطرابلس‬

‫منها فى‬ ‫أسوأ‬ ‫كانت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫السياسية‬ ‫المسلمين‬ ‫بأن حالة‬ ‫أن نحكم‬ ‫يمكننا‬ ‫وبهذا‬

‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫هذا القرن‬ ‫العلمية فى‬ ‫حالهم‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫القرن السابق‬

‫اندثروا فى‬ ‫‪-‬‬ ‫إستانبول‬ ‫‪-‬‬ ‫القسطنطينية‬ ‫علماء‬ ‫كبار‬ ‫! أن‬ ‫الألبا‬ ‫كتابه " ريحانة‬ ‫فى‬ ‫الخفاجى‬

‫‪ ،‬وغلب‬ ‫اندثر العلم‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫العلماء‬ ‫قتل‬ ‫على‬ ‫اجترؤوا‬ ‫والوزراء‬ ‫السلاطين‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫زمانه‬

‫الدولة‪،‬‬ ‫لورير‬ ‫هذا‬ ‫أنه شكا‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫لهما‬ ‫أهل‬ ‫غير‬ ‫هو‬ ‫من‬ ‫والفتوى‬ ‫‪ ،‬وقام بالقضاء‬ ‫الجهل‬

‫هو كما قيل‪:‬‬ ‫ف!ذا‬

‫بلا ماء‬ ‫له بحر‬ ‫العَروض‬ ‫مثل‬ ‫به‬ ‫يُشَدُّ‬ ‫ازرَ‬ ‫الوزير ولا‬ ‫هذا‬

‫جودت‬ ‫علماء هذا القرن ‪ ،‬وقد فمثَل هذا الحديث‬ ‫من‬ ‫الدين الخفاجى‬ ‫شهاب‬ ‫وكان‬

‫قوأنين الطريقة‬ ‫اخذت‬ ‫ألف‬ ‫بعد سنة‬ ‫‪ " :‬ومن‬ ‫فقال‬ ‫‪-‬‬ ‫تاريخ جودت‬ ‫كتابه ‪-‬‬ ‫باشا فى‬

‫أمر ‪ ،‬وكثر ا اء!إ!صالح‪،‬‬ ‫فى كل‬ ‫فالتسا‬ ‫العلمية ونظاماتها تتغير ‪،‬‬

‫يُعزلون‬ ‫العسكر‬ ‫قضاة‬ ‫يمييتجقها ‪ ،‬فصار‬ ‫الأحوال ب!عطاء المناصب إلى يخا‪!-‬‬ ‫قضت‬ ‫حتى‬

‫لحسبود! زيان توليتهم فرصة‬ ‫منهر!ا‬ ‫بتلوا‬ ‫فى مدة وجيزة ‪ ،‬فالذين‬ ‫لغير ذنب‬

‫يبيعون‬ ‫‪-‬‬ ‫العلماء‬ ‫‪-‬‬ ‫الملوات‬ ‫وصار‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلها‬ ‫غير‬ ‫إلى‬ ‫المناصب‬ ‫يوخهون‬ ‫‪ ،‬فكانوا‬ ‫اغتنموها‬

‫قانونها ونظامها وبغير‬ ‫بزيادة عن‬ ‫تعطى‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬كما أن اوراقها‬ ‫الملازمة أيضأ‬ ‫أوراق‬

‫هذان‬ ‫اختل‬ ‫نظامها‬ ‫فباحتلال‬ ‫‪،‬‬ ‫والعلماء‬ ‫التدرش!‬ ‫لطريقتى‬ ‫إنها مدخل‬ ‫وحيث‬ ‫‪،‬‬ ‫طريقها‬

‫الدرهم‬ ‫بواسطة‬ ‫ملازمين‬ ‫والضباط‬ ‫المقاطعات‬ ‫وأمراء‬ ‫عواتم الناس‬ ‫وصار‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضأ‬ ‫الطريقان‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالجهلة‬ ‫العلم‬ ‫فامتلأ صحن‬ ‫‪،‬‬ ‫وقضاة‬ ‫مدزسين‬ ‫صاروا‬ ‫ييرة‬ ‫برهة‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫والدينار‬

‫‪ ،‬تركوا‬ ‫مدارسهم‬ ‫العلوم فى‬ ‫بتدرش!‬ ‫المدرسون‬ ‫يشتغل‬ ‫‪ ،‬وبينما كان‬ ‫الجاهل‬ ‫يتميز العالم من‬

‫المعدود منه شيئا‬ ‫‪/‬‬ ‫الصنف‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫يعتبر وجوده‬ ‫المدرسة‬ ‫مدرس‬ ‫الفعلية ‪ ،‬وصار‬ ‫الخدمة‬ ‫شرط‬

‫‪092‬‬
‫إلى‬ ‫لا يذهبون‬ ‫المدرسون‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫فثيئَا ‪،‬‬ ‫‪.‬تزداد شيئأ‬ ‫الأمور‬ ‫هذه‬ ‫برحت‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫وهميا‬

‫المدارس‬ ‫‪ ،‬وبعد أن صارت‬ ‫هى‬ ‫جهة‬ ‫أئ‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫محلها‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬وربما لا يسألون‬ ‫مدارسهم‬

‫بلا‬ ‫كاسم‬ ‫وهمية‬ ‫إلى مدارس‬ ‫التدرش!‬ ‫‪ ،‬كان يوخه‬ ‫ولم يبق إلأ عرصاتها‬ ‫خرابا واحترقت‬

‫‪،‬‬ ‫المدارس‬ ‫وظائف‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫الذى‬ ‫أمر التدرشى‬ ‫المدزسين ‪ ،‬وتنوسىَ‬ ‫‪ ،‬وكثر عدد‬ ‫جسم‬

‫‪ ،‬أو عن‬ ‫إلى أخرى‬ ‫مدرسة‬ ‫بالنقل من‬ ‫ترفيع الدرجة‬ ‫عبارة عن‬ ‫التدريس‬ ‫وظيفة‬ ‫وصارت‬

‫منع الذين هم‬ ‫لأجل‬ ‫وضع‬ ‫الذى‬ ‫الامتحمان‪---‬الأصحولى‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫تربالرتبة‬ ‫مجرد‬

‫يطلِة المدارس القانونية‪،‬‬ ‫كان مخصصصَا‬ ‫أنه‬ ‫‪ ،‬غير‬ ‫هذه الطريقة ما برر!عى‬ ‫ليسوا من اهل‬

‫‪ ،‬أما‬ ‫المنسوبين‬ ‫‪ ،‬وبعض‬ ‫المعتبرة‬ ‫البيوت‬ ‫لذوى‬ ‫مفتوحا‬ ‫بلا امتحان‬ ‫الرؤوس‬ ‫أخذ‬ ‫باب‬ ‫وبقى‬

‫أن‬ ‫لا يلبثون‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫سنهم‬ ‫حداثة‬ ‫على‬ ‫التدرش!‬ ‫وظيفة‬ ‫ينالون‬ ‫ف!نهم‬ ‫والقضاة‬ ‫أبناء الصدور‬

‫يدفيَ‬ ‫أن‬ ‫المولوتة قبل‬ ‫تاتيه نوبته فى‬ ‫كانت‬ ‫منهم‬ ‫الواحد‬ ‫إن‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الوظائف‬ ‫فى‬ ‫يترفوا‬

‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الوقت‬ ‫العلوم فى ذلك‬ ‫الكمال وحصل‬ ‫اكتسب‬ ‫بينهم من‬ ‫عذاره ‪ ،‬وقد كان يوجد‬

‫لكلفون‬ ‫فلا‬ ‫الأبوىِّ ‪،‬‬ ‫الإرث‬ ‫بنظر‬ ‫العلمية‬ ‫والمراتب‬ ‫المناصب‬ ‫إلى‬ ‫ينظرون‬ ‫كانوا‬ ‫أكثرهم‬

‫الدولة‬ ‫رجال‬ ‫الوزراء وبعض‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫ا‪!-‬لة‬ ‫استمروا فى‬ ‫التعلم ‪ ،‬ولذلك‬ ‫مشقة‬ ‫نفوسهم‬

‫الطريقة‬ ‫هذه‬ ‫امتلات‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫العلمية‬ ‫الطريقة‬ ‫فى‬ ‫لا فائدة فيهم‬ ‫ممن‬ ‫وكثير‬ ‫أولادهم‬ ‫إدخال‬ ‫فى‬

‫قدر‬ ‫يبق لهم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫العلماء‬ ‫جاه‬ ‫‪ ،‬فنقص‬ ‫العالم وابخاهل‬ ‫الترقى‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬واستوى‬ ‫!الجهل‬

‫الملتزمين‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫بإشعار‬ ‫كانجوا يعزلون‬ ‫إنهم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الناس‬ ‫عند‬ ‫ولا‬ ‫الدولة‬ ‫اعتبار عند‬ ‫ولا‬

‫على‬ ‫إلى مداراة الظلمة للمحافظة‬ ‫العلماء والصلحاء‬ ‫وجدَ بينهم من‬ ‫من‬ ‫والجباة ‪ ،‬واضطر‬

‫فى طريق‬ ‫فى طريق التدرشى ما حصل‬ ‫حال لم يحصل‬ ‫‪ ،‬وعلَى كل‬ ‫ناموسهم وشرفهم‬

‫و(ن كان قد اختل ف!نه‬ ‫المدارح!‬ ‫المعا!ف‬


‫القضاء ‪ ،‬بل كان أهون حالا وذلك أن نظا‬

‫لم تزل‬ ‫بايزيد‬ ‫فى مدرسة‬ ‫والللازمه‬ ‫‪ ،‬وأصول الامتحانرورهـس‬ ‫!سمية‬ ‫يعر‬

‫لم يبق الا الاسم‬ ‫‪ ،‬بحيث‬ ‫مختلا‬ ‫للطريقة العلمية أصبح‬ ‫الأصلى‬ ‫الوضع‬ ‫باقية ‪ ،‬ولكن‬

‫مباينا لأصول‬ ‫فأضحى‬ ‫‪ ،‬واما الرسم‬ ‫مخالفا للصئى‬ ‫فصار‬ ‫‪ ،‬اما الاسم‬ ‫فقط‬ ‫والرسم‬

‫القوم وجهلتهم‬ ‫سفلة‬ ‫استعمال‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫شنيعة‬ ‫الأمر سببا لبدع‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فصار‬ ‫العلماء المستحسنة‬

‫‪ ،‬بل كان علة لرواج‬ ‫القضاء‬ ‫منصب‬ ‫ولا يكتبون كالملاحين والخدمة قى‬ ‫الذين لا يقرؤون‬

‫أمر‬ ‫فى‬ ‫‪،‬‬ ‫البال‬ ‫فى‬ ‫لا تخطر‬ ‫عظيمة‬ ‫مضراتِ‬ ‫ولوقوع‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية‬ ‫بالطرق‬ ‫البطالة والجهل‬

‫الخلل الواقع فيه‪،‬‬ ‫إصلاح‬ ‫ولزوم‬ ‫بقبحه‬ ‫الأمر قد استشعر‬ ‫العباد ‪ ،‬وهذا‬ ‫حقوق‬ ‫إحقاق‬

‫المقاصد‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬فلذلك‬ ‫مما لا يمكن‬ ‫واحدة‬ ‫دفعة‬ ‫ازالته‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬غير‬ ‫الأمور‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫ورؤى‬

‫!ريج‪.‬‬ ‫متو‬

‫ولا غرابة بعد هذا فى أن يقوم علماء ‪ -‬إستانبول ‪ -‬ويقعدوا فى هذا القرن لأن تركئا‬

‫‪YU‬‬
‫‪،‬‬ ‫الشيطان‬ ‫عمل‬ ‫من‬ ‫فيها ‪ ،‬فيفتوا بأن المطبعة رجس‬ ‫مطبعة‬ ‫أهلها أراد أن ينشىء‬ ‫من‬

‫عشر‬ ‫السادس‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫ليهود‬ ‫عبرية‬ ‫بها مطبعة‬ ‫يوجد‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫إنشائها‬ ‫دون‬ ‫ولحولوا‬

‫القرن‬ ‫أوائل‬ ‫من‬ ‫وعربية‬ ‫سريانية‬ ‫‪ ،‬مطبعة‬ ‫( فرجيا‬ ‫دير‬ ‫فى‬ ‫بالشام‬ ‫يوجد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الميلادى‬

‫‪.‬‬ ‫الميلادى‬ ‫عشر‬ ‫السابع‬

‫فيه‪،‬‬ ‫علمية للمسلمين‬ ‫جامعة‬ ‫الاْزهر فى هذا القرن ‪ ،‬وكان أشهر‬ ‫كان حال‬ ‫وكذلك‬

‫صاحب‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬فقد ذكر‬ ‫ولايات‬ ‫ولاية من‬ ‫قد صارت‬ ‫مصر‬ ‫هـان كانت‬

‫كان يلفب‬ ‫أنه‬ ‫الشافعى‬ ‫الدين الوبرى‬ ‫على شمس‬ ‫الكلايمِ‬ ‫‪ -‬فى‬ ‫الأثر‬ ‫كَاب ‪ -‬خلاصة‬
‫والعباب‬ ‫الروض‬ ‫وشرح‬ ‫المْزُنى‬ ‫فى الاْزهر مختصر‬ ‫درس‬ ‫من‬ ‫شافعىَّ رمانه ‪ ،‬وأنه كان آخر‬

‫فاَثروا كتب‬ ‫عزائمهم‬ ‫عنها‬ ‫قصرت‬ ‫بعده‬ ‫العلماء‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة المطولة‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬

‫المتأخرين عليها‪.‬‬

‫الاسلام‬ ‫شيخ‬ ‫أفنى‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫سوةا‬ ‫العلم‬ ‫زاد حال‬ ‫وبهذا‬

‫العلماء‬ ‫شأن‬ ‫فانحط‬ ‫عالما ‪،‬‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ولو‬ ‫العالم لوظيفته‬ ‫ابن‬ ‫العثمانية التركية ب!رث‬ ‫بالدولة‬

‫مجذوبا‬ ‫‪ -‬أن رجلا‬ ‫الا!ثر‬ ‫‪ -‬خلاصة‬ ‫كتاب‬ ‫ذكر صاحب‬ ‫المتصوفة ‪ ،‬حتى‬ ‫جهلة‬ ‫وارتفع شأن‬

‫فى‬ ‫يبالغون‬ ‫كانوا‬ ‫العلماء‬ ‫كبار‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرهر‬ ‫الجامع‬ ‫بباب‬ ‫يقيم‬ ‫كان‬ ‫فايدا المصرى‬ ‫يسمى‬

‫إليه بالجلوس‬ ‫أشار‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫يديه‬ ‫بين‬ ‫ؤقف‬ ‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫فإذا زاره‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫والخضوع‬ ‫اعتقاده‬

‫هو من نفسه‪.‬‬ ‫أو يضرف‬ ‫يأمره بالانصراف‬ ‫واقفا حتى‬ ‫لبث‬ ‫دمالا‬ ‫‪،‬‬ ‫جلس‬

‫من‬ ‫عالما‬ ‫عشر‬ ‫القرن اثنى‬ ‫الرومى فى أواخر هذا‬ ‫مصطفى‬ ‫يسمى‬ ‫وقد استفتى شخص‬

‫وهى‬ ‫الهوية عندهم‬ ‫والشنَّاوية ‪ ،‬وعن‬ ‫الدمرداشية والخلوتية‬ ‫بطريقة‬ ‫الثه‬ ‫ذكر‬ ‫الأزهر عن‬

‫‪. . .‬‬ ‫‪،‬ثم يقولون ‪:‬هو هو هو‬ ‫فى بعض‬ ‫أيديهم بعضها‬ ‫الذكر وقد وضعوا‬ ‫دورانهم فى حلقة‬

‫‪ ،‬ومحمد‬ ‫الثافعى‬ ‫الأحمدى‬ ‫السؤال الأول أبو الخير المرحومى الشافعى ومحمد‬ ‫فأجابه عن‬

‫الشنوانى‪،‬‬ ‫‪ ،‬وأبو الصفا‬ ‫الثافعى‬ ‫ربه البربرى‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫الأزهرى‬ ‫‪ ،‬وأحمد‬ ‫المالكى‬ ‫المهلهل‬

‫العجمى‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫الثانى أبو العز‬ ‫السؤال‬ ‫عن‬ ‫وأجابه‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنبابى المالكى‬ ‫عامر‬ ‫بن‬ ‫وعلى‬

‫الثراخيتى‬ ‫وسليمان‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرنبلالى‬ ‫الحى‬ ‫وعبد‬ ‫‪،‬‬ ‫الرملى‬ ‫والشهاب‬ ‫‪،‬‬ ‫الوفائى‬ ‫الشافعى‬

‫ما يفعله‬ ‫بجواز‬ ‫أجابوه‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأزهر‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكلهم‬ ‫الافعى‬ ‫الخليل‬ ‫‪ ،‬ومحمد‬ ‫المالكى‬

‫الغنى‬ ‫عبد‬ ‫الشخ‬ ‫إلى‬ ‫منهم‬ ‫الفتوى‬ ‫هذه‬ ‫فيه ‪ ،‬فحمل‬ ‫مما استفتاهم‬ ‫الصوفية‬ ‫الطرق‬ ‫تلك‬ ‫أهل‬

‫فى هذا‬ ‫أعلام التصوف‬ ‫فى رحلته (‪ )1‬وكان من‬ ‫‪ ،‬وأطلعه عليها فذكرها‬ ‫النابلسى المتصوف‬

‫الحديث‬ ‫فى‬ ‫درسا‬ ‫يُلقى عليهم‬ ‫أن‬ ‫الأزهر‬ ‫للجامع‬ ‫زيارته‬ ‫فى‬ ‫الأزهريون‬ ‫سأله‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫القرن‬

‫الحقائق‪.‬‬ ‫علوم‬ ‫ممارسة‬ ‫فيه من‬ ‫مما هو‬ ‫يُنقص‬ ‫بأن هذا‬ ‫فاعتذر‬

‫‪.‬‬ ‫‪137 - 133‬‬ ‫ص‬ ‫والمجاز‬ ‫الحقيقة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ 292‬ة‬
‫فى‬ ‫كان‬ ‫إنكارهم‬ ‫المتصوفة ‪ ،‬ولكن‬ ‫أولئك‬ ‫القرن على‬ ‫متفقهة هذا‬ ‫بعض‬ ‫وأنكر‬

‫المتصوفة من‬ ‫على‬ ‫الغالب‬ ‫فى‬ ‫إنكارهم‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ولهذا كان‬ ‫المنافسة على‬ ‫لأجل‬ ‫الغالب‬

‫فى‬ ‫التدريس‬ ‫تولى‬ ‫لما‬ ‫اْن المناوى‬ ‫ذلك‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأميين‬ ‫المتصوفة‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫المتفقهين ‪ ،‬دون‬

‫وقفًا على‬ ‫فيها كان‬ ‫لا"ن التدريس‬ ‫‪،‬‬ ‫لذلك‬ ‫الشافعية‬ ‫من‬ ‫الأزهر‬ ‫ثار علماء‬ ‫الصالحية‬ ‫المدرسة‬

‫عنه‬ ‫لا يعرف‬ ‫رجل‬ ‫أن يتولاها‬ ‫العادة ‪ ،‬فأنكروا‬ ‫فى‬ ‫الأزهر‬ ‫الجامع‬ ‫شيخ‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫اكبر علمائهم‬

‫فى‬ ‫الضغينة‬ ‫فأثار هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫عنهم‬ ‫لا يقل‬ ‫أنه كان‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫التصوف‬ ‫أهل‬ ‫إلا أنه من‬

‫أطرافه وبدنه من‬ ‫فى‬ ‫هذا نقص‬ ‫‪ ،‬وتوالى عليه بسبب‬ ‫دستُوا له السم‬ ‫حتى‬ ‫حساده‬ ‫نفوس‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫؟‪16‬‬ ‫ا‬ ‫‪ 1‬هـ =‬ ‫‪310‬‬ ‫سنة‬ ‫مات‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫كثرة التداوى‬

‫الدين الحنفى فى رسالة‬ ‫صفى‬ ‫علماء هذا القرن محمد‬ ‫من‬ ‫المتصوفة‬ ‫وممن أنكر على‬

‫الصوفية‬ ‫م ‪ ،‬ورد فيها على‬ ‫‪3916‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪011 5‬‬ ‫المحرقة ‪ -‬ألفها سنة‬ ‫‪ -‬الصاعقة‬ ‫سماها‬

‫بالعبادة ‪.‬‬ ‫وخلطوها‬ ‫دينَا‬ ‫واللعب‬ ‫الرقص‬ ‫اتخذوا‬ ‫الذين‬

‫‪،‬‬ ‫الف!اد‬ ‫القرن إذا تغالوا فى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫انلتصوفة‬ ‫هؤلاء‬ ‫أحيانا على‬ ‫يثورون‬ ‫الناس‬ ‫وكان‬

‫والنساء يجتمعون‬ ‫الرجال‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪8916‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪111 0‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫العُليَمى‬ ‫ثاروا على‬ ‫كما‬

‫بسيوفهم‬ ‫الجنود وانهالوا عليه‬ ‫‪ ،‬فثار عليه‬ ‫قبيحة‬ ‫مفاسد‬ ‫الاختلاط‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويحصل‬ ‫عنده‬

‫فى هذا نظمَا جاء فيه‪:‬‬ ‫الحجازى‬ ‫قتلوه ‪ ،‬فقال الشيخ حسن‬ ‫حتى‬

‫بالبديه‬ ‫جاسات‬ ‫ونساء مع رجال‬


‫حاكميهَ‬ ‫بعد هذا‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫سلط‬

‫صالتيه‬ ‫بحسام‬ ‫مع ثلاث‬ ‫قتلوه‬

‫تابعيه‬ ‫مع‬ ‫شره‬ ‫البرايا‬ ‫اللّه‬ ‫وكفى‬

‫العصر‬ ‫إلى أسوا حالات‬ ‫الافحطاط‬ ‫فى‬ ‫هذا القرن يصلون‬ ‫المسلمون فى‬ ‫وبينما كان‬

‫يقابل‬ ‫القرن‬ ‫لا"ن هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫إلى‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫من‬ ‫أوربا تطفر‬ ‫القدريم ‪ ،‬كانت‬

‫الثقافة‬ ‫أوربا فيه على‬ ‫ثارت‬ ‫إذْ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫مبدأ العصر‬ ‫يعد‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الميلادى‬ ‫عشر‬ ‫المابع‬ ‫القرن‬

‫فى الهدم ‪،‬‬ ‫النهضة قد مضى‬ ‫‪ ،‬وكان عصر‬ ‫ثقافة جديدة‬ ‫بناء‬ ‫منها‬ ‫يقصد‬ ‫القديمة ثورة عظيمة‬

‫الثورة‬ ‫يخها مراجل‬ ‫تغلى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫البناء ‪ ،‬فكانت‬ ‫فى‬ ‫يمضى‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫فأتى‬

‫دينية تواصل‬ ‫ثورة‬ ‫القديمة ‪ ،‬إلى‬ ‫الفلسفة‬ ‫على‬ ‫علمية‬ ‫ثورة‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫ناحية‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫القديم‬ ‫على‬

‫الأوربية‪،‬‬ ‫فيها الشعوب‬ ‫تنهض‬ ‫اجتماعية‬ ‫ثورة‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫لوثر فى‬ ‫ما قام به مرتين‬

‫والزراعة‪.‬‬ ‫والتجارة‬ ‫التقدم فى العلم والصناعة‬ ‫على‬ ‫وتعمل‬

‫أن سيادة البحار فى‬ ‫شق‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وقد‬ ‫دولة أوربية فى‬ ‫هولندا أعظم‬ ‫وكانت‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫هولندا‬ ‫عليها‬ ‫فاستحوذت‬ ‫‪،‬‬ ‫لأسبانيا والبرتغال‬ ‫كانت‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬

‫‪392‬‬
‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫أوربا‬ ‫بين‬ ‫التجارة‬ ‫زمام‬ ‫بأيديهم‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫البحار‬ ‫بقادة‬ ‫فيه يلقبون‬ ‫أهلها‬

‫الهندية‬ ‫الشركة‬ ‫أشهرها‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫تجارية عظيمة‬ ‫شركات‬ ‫بلادهم‬ ‫فى‬ ‫أنشئت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫القارأت‬

‫رحلاتهم‬ ‫اقتفوا أثر البرتغاليين فى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫م‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪ 1 0‬هـ=‬ ‫‪11‬‬ ‫سنة‬ ‫التى أنشئت‬ ‫الهولندية‬

‫مملكة‬ ‫منهم‬ ‫ينتزعون‬ ‫وكادوا‬ ‫‪،‬‬ ‫أمريكا‬ ‫إلى‬ ‫تبعوهم‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫والهند‬ ‫الصين‬ ‫إلى‬ ‫التجارية‬

‫كانوا‬ ‫هؤلاء‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫البرتغاليين‬ ‫طريقة‬ ‫تخالف‬ ‫طريقة‬ ‫التجارة‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫البرازيل‬

‫فيها‬ ‫ينزلون‬ ‫البلاد التى‬ ‫بهايم إلى‬ ‫يسيئون‬ ‫فكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسة‬ ‫والدين‬ ‫التجارة‬ ‫بين‬ ‫يخلطون‬

‫ترك ديانتهم واتباع‬ ‫فى حملهمْ على‬ ‫أهلها ‪ ،‬وشعون‬ ‫انتزاعها من‬ ‫على‬ ‫للتجارة ‪ ،‬ويعملون‬

‫منهم‬ ‫بضائعهم‬ ‫شراء‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأثمان‬ ‫بأغلى‬ ‫لهم‬ ‫بضائعهم‬ ‫بيع‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويجتهدون‬ ‫النصرانية‬

‫البلاد ‪ ،‬وساعدوهم‬ ‫أهل‬ ‫إليهم‬ ‫اجتذبوا‬ ‫حتى‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫الهولنديون‬ ‫‪ ،‬فخالفهم‬ ‫بأرخصها‬

‫جزر‬ ‫على‬ ‫واستولوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الهند‬ ‫مع‬ ‫الخارة‬ ‫منهم‬ ‫فانتزعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫البرتغاليين‬ ‫انتزَاعها من‬ ‫على‬

‫عام يقيم فى‬ ‫فيها ‪ ،‬وحاكم‬ ‫موزعين‬ ‫لهم سبعة حكام‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫جاوة وغيرها‬ ‫من‬ ‫الأقيانوسية‬

‫‪.‬‬ ‫الجزر‬ ‫لهذه‬ ‫قاعدة‬ ‫تعذُ‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫بتافيا‬

‫هذا القرن‬ ‫أوربا فى‬ ‫باقى شعوب‬ ‫فى‬ ‫وصناعى‬ ‫وتجارى‬ ‫سياسى‬ ‫نهوض‬ ‫هناك‬ ‫وكان‬

‫فرنسا سنة‬ ‫‪ ،‬وقد تولى ملك‬ ‫تقدم ونهوض‬ ‫بفرنسا عهد‬ ‫الرابع عشر‬ ‫لويس‬ ‫أيضا ‪ ،‬فكان عهد‬

‫أزهى‬ ‫م ‪ ،‬ويعذ من‬ ‫‪15V1‬‬ ‫هـ=‬ ‫ملكه إلى سنة ‪1127‬‬ ‫م ‪ ،‬واستمر‬ ‫‪1643‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪01‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬مثل كوندى‬ ‫الشهرة فى العلم والحرب‬ ‫أصحاب‬ ‫فيه كثير من‬ ‫فرنسا ‪ ،‬وقد ظهر‬ ‫عهود‬

‫‪،‬‬ ‫وبوسوى‬ ‫‪،‬‬ ‫وبولو‬ ‫‪،‬‬ ‫ولافونتين‬ ‫وموليا‬ ‫‪،‬‬ ‫وراسين‬ ‫‪،‬‬ ‫ولوفو‬ ‫‪،‬‬ ‫وكوبير‬ ‫ودوكازن‬ ‫‪،‬‬ ‫وتورين‬

‫هـ=‬ ‫‪7701‬‬ ‫الملكية سنة‬ ‫أكاديمية العلوم‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫ألئت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ولوبرون‬ ‫‪،‬‬ ‫وفنيلون‬

‫تقوم بالتجارة بين فرنسا‬ ‫شركة‬ ‫وخمسين‬ ‫خمس‬ ‫لفرنسا نحو‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ام‬ ‫‪666‬‬

‫‪.‬‬ ‫القارآت‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫وأمريكا‬

‫أواخر‬ ‫فى‬ ‫عملت‬ ‫قد‬ ‫كانت‬ ‫الملكة أليصابات‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫إنجلترا‬ ‫فى‬ ‫الحال‬ ‫كان‬ ‫وكذلدُ‬

‫فيه العلوم‬ ‫فانتشرت‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنجليزى‬ ‫بالشعب‬ ‫النهوض‬ ‫على‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫وأوائل‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬

‫فقامت‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪016 0‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪01‬‬ ‫‪90‬‬ ‫سنة‬ ‫الشرقية‬ ‫الهند‬ ‫فيه شركة‬ ‫وأنشت‬ ‫‪،‬‬ ‫والصناعات‬

‫للحكومة‬ ‫سائغة‬ ‫لقمة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فيما بعد‬ ‫ستقدم‬ ‫التى‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫بين إنجلترا والهند‬ ‫بالتجارة‬

‫للعلوم‬ ‫‪ ،‬وكالن محبا‬ ‫أليصابات‬ ‫الملكة‬ ‫بعد‬ ‫بالحكم‬ ‫إستيورت‬ ‫جيصيى‬ ‫الملك‬ ‫الإنجليزية ‪ ،‬وقام‬

‫‪ ،‬فقام‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫الملك كارلوس‬ ‫بعده‬ ‫انجلترا ‪ ،‬وقام‬ ‫فى‬ ‫نشرها‬ ‫على‬ ‫أيضا‬ ‫‪ ،‬فعمل‬ ‫والمعارت‬

‫الملك‪،‬‬ ‫يقوم بجانب‬ ‫نواب‬ ‫فى إنجلترا ‪ ،‬لأنه كان للانجليز مجلس‬ ‫داخلى‬ ‫خلاف‬ ‫فى عهده‬

‫الملك‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ولا سيما‬ ‫مقاومة إرادة ملوكهم‬ ‫على‬ ‫لم يكونوا يجسرون‬ ‫أعضاءه‬ ‫ولكن‬

‫عليهم‪،‬‬ ‫الملوك وحدهم‬ ‫يتسلط‬ ‫أن‬ ‫لأجل‬ ‫خلقوا‬ ‫الناس‬ ‫عامة‬ ‫أن‬ ‫يعتقد‬ ‫‪ ،‬لانه كان‬ ‫كارلوس‬

‫‪492‬‬
‫‪ ،‬حتى‬ ‫عليه أوليفر كرومويل‬ ‫ثورتهم‬ ‫‪ ،‬وتولى‬ ‫م‬ ‫‪1642‬‬ ‫‪ 1‬هـ=‬ ‫‪0‬‬ ‫‪52‬‬ ‫عليه سنة‬ ‫الانجليز‬ ‫فثار‬

‫رئيسَا‬ ‫أوليفر كرومويل‬ ‫‪ ،‬فاختاروا‬ ‫بحكمهم‬ ‫تقوم‬ ‫شعبية‬ ‫جمهورية‬ ‫وتأليف‬ ‫عزله‬ ‫من‬ ‫تمكنوا‬

‫فاختاروا‬ ‫‪،‬‬ ‫عهده!‬ ‫الانجليز فى‬ ‫أمر‬ ‫اضطرب‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫فيهم‬ ‫الجمهورية‬ ‫هذه‬ ‫ومكثت‬ ‫‪،‬‬ ‫لها‬

‫لأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫عبثا‬ ‫الثورة لم تذهب‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫عليهم‬ ‫ملكا‬ ‫الأول‬ ‫الثانى ابن كارلوس‬ ‫كارلوس‬

‫‪،‬‬ ‫الاستبدادى‬ ‫الحكم‬ ‫الاَتى على‬ ‫القرن‬ ‫أوائل‬ ‫فى‬ ‫الكبرى‬ ‫الإنجليز لثورتهم‬ ‫نفوس‬ ‫هيأت‬

‫الكلام عليها فيه‪.‬‬ ‫وسيأتى‬

‫علمية‬ ‫فيها كانت‬ ‫النهضة‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫هـانجلترا‬ ‫فرنسا‬ ‫الحال فى‬ ‫مثل‬ ‫إيطاليا‬ ‫الحال فى‬ ‫وكان‬

‫عالم‬ ‫إلى‬ ‫تنسب‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫م‬ ‫‪3016‬‬ ‫‪ 1‬هـ=‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اللينوسية سنة‬ ‫فيها الجمعية‬ ‫‪ ،‬فتألفت‬ ‫محضة‬

‫الجمعية‬ ‫بعدها‬ ‫قامت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫شيزى‬ ‫فردريجو‬ ‫المركيز‬ ‫برعاية‬ ‫تحظى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫لينوس‬ ‫نباتى يسمى‬

‫مدينة‬ ‫مقرها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪1657‬‬ ‫‪ 1 0 6 A‬هـ‪-‬‬ ‫سنة‬ ‫الفلورنسيين‬ ‫الطيعيين‬ ‫مدرسة‬ ‫المعروفة باسم‬

‫فلورنسا‪.‬‬

‫نهضتها فى السياسة ونحوها‪،‬‬ ‫من‬ ‫النهضة العلمية بأوربا فى هذا القرن اعظم‬ ‫وكانت‬

‫فيه‬ ‫‪ ،‬ولا تقع فيما وقعت‬ ‫التجربة الصحيحة‬ ‫أساس‬ ‫بها فلسفة حديثة تقوم على‬ ‫إذ قامت‬

‫الصرف‬ ‫النظرى‬ ‫إيثار البحث‬ ‫فى‬ ‫مجراها‬ ‫تجرى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاسدة‬ ‫الأوهام‬ ‫القديمة من‬ ‫الفلسفة‬

‫ما‬ ‫وكثيرأ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسانية بشىء‬ ‫لا يفيد‬ ‫الصرف‬ ‫النظرى‬ ‫البحث‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫العملى‬ ‫البحث‬ ‫على‬

‫‪.‬‬ ‫فائدة‬ ‫غير‬ ‫فيها من‬ ‫الزمن‬ ‫يضيع‬ ‫أوهام‬ ‫فى‬ ‫يجرى‬

‫هـ=‬ ‫‪1 0‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1 0 0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(‬ ‫الفرنسى‬ ‫ديكارت‬ ‫رينيه‬ ‫الحديثة‬ ‫الفلسفة‬ ‫منشئى‬ ‫أشهر‬ ‫ومن‬

‫فصَّل‬ ‫الذى‬ ‫المنهج‬ ‫لأنه صاحب‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫الفلسفة‬ ‫له أبو‬ ‫) ويقال‬ ‫م‬ ‫‪0165‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6915‬‬

‫العصر‬ ‫لمدارس‬ ‫نسبة‬ ‫‪-‬‬ ‫المدرسية‬ ‫والمناقشات‬ ‫القيود اللفظية‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وحررها‬ ‫وفروعها‬ ‫أصولها‬

‫فيها ‪ ،‬وكان‬ ‫أرسطو‬ ‫تحكم‬ ‫من‬ ‫الكنيسة ‪ ،‬وخلصها‬ ‫سلطان‬ ‫وأطلقها من‬ ‫الوس!يط بأوربا ‪-‬‬

‫منهج‬ ‫وضع‬ ‫إلى‬ ‫اهتدى‬ ‫‪/‬حتى‬ ‫بشغله‬ ‫يزل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫"‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ما يشغله‬ ‫أهم‬ ‫الفلسفة‬ ‫تجديد‬

‫على‬ ‫‪ ،‬لأنه اقتصر‬ ‫الآتى‬ ‫بيكون‬ ‫فرنسي!‬ ‫يمتاز على‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫العلوم كلها‬ ‫على‬ ‫يطمق‬ ‫رياضى‬

‫‪،‬‬ ‫رينيه ديكارت‬ ‫درسها‬ ‫كما‬ ‫وفروعها‬ ‫الفلسفة‬ ‫أصول‬ ‫يدرس‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫المنهج التجريبى‬ ‫دراسة‬

‫المعلومات‬ ‫إلى أن طريق‬ ‫‪ ،‬فذهب‬ ‫أرسطو‬ ‫منطق‬ ‫بالثورة على‬ ‫منهجه‬ ‫وبدأ رينيه ديكارت‬

‫هو‬ ‫‪ ،‬رالحدس‬ ‫والقياس‬ ‫‪ :‬الحدس‬ ‫فكريان‬ ‫عملان‬ ‫الصحيح‬ ‫الاستدلال‬ ‫واساس‬ ‫الثابتة‬

‫الحقائق‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫والحركة‬ ‫المركبة كالامتداد‬ ‫غير‬ ‫الأفكار‬ ‫بها‬ ‫ندرك‬ ‫أن‬ ‫نستطغ‬ ‫التى‬ ‫الغريزة‬

‫لشىء‬ ‫أن المساوين‬ ‫‪ ،‬مثل‬ ‫وأخرى‬ ‫بين قضية‬ ‫‪ ،‬أو الروابط‬ ‫وأنا موجود‬ ‫أنا أفكر‬ ‫الثابتة ‪ ،‬مثل‬

‫عليها‬ ‫الحقائق التى يعتمد‬ ‫الوسيلة لاكتساب‬ ‫هو‬ ‫الحدس‬ ‫‪ ،‬وبهذا يكون‬ ‫متساويان‬ ‫واحد‬

‫غير قياش‬ ‫عليها ‪ ،‬وهو‬ ‫عامة تصدق‬ ‫أصول‬ ‫بواسطة‬ ‫‪ ،‬والقياس هو إثبات قضية‬ ‫الاستدلال‬

‫‪YAC‬‬
‫الحدود والأشكال‬ ‫وضع‬ ‫غير اعتماد على‬ ‫من‬ ‫بأخرى‬ ‫قضية‬ ‫‪ ،‬لأنه يراد به ربط‬ ‫أرسطو‬

‫تدرك‬ ‫فكرية مشمرة‬ ‫أسس‬ ‫إلا على‬ ‫‪ 3‬القياس عند رشيه ديكارت‬ ‫يقو‬ ‫‪ ،‬فلا‬ ‫المعقَدة‬ ‫وقواعدها‬

‫أرسطو‪،‬‬ ‫الظنية كقياس‬ ‫فيها للقضايا‬ ‫مجال‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫انفراد ووضوح‬ ‫على‬ ‫شىء‬ ‫كل‬

‫أربع قواعد‪:‬‬ ‫على‬ ‫والاستدلال القياسى يعتمد عند رينيه ديكارت‬

‫فيه‪،‬‬ ‫لا لبى‬ ‫فى وضوح‬ ‫عرفناه كذلك‬ ‫إذا‬ ‫إلا‬ ‫حق‬ ‫أنه‬ ‫نقبلَ شيئا مطلقا على‬ ‫ألآَ‬ ‫ا ‪-‬‬

‫الحقيقة أيا كان‬ ‫فيه إلا على‬ ‫نعؤل‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫صحتها‬ ‫الموروثة التى لم تثبت‬ ‫فلا نتأثر فيه بالأفكار‬

‫ووضوحها‪.‬‬ ‫الأفكار‬ ‫جلاء‬ ‫الحقيقة هو‬ ‫‪ ،‬ومقياس‬ ‫مصدرها‬

‫أجزائه‪،‬‬ ‫لنرد المركًب إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫ما أمكنتنا القسمة‬ ‫نبحثها‬ ‫التى‬ ‫القضية‬ ‫نقسم‬ ‫أن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫أفكار واضحة‪.‬‬ ‫مجموعة‬ ‫العلم من‬ ‫نؤلف‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫إلى السهل‬ ‫الصعب‬ ‫ونرجع‬

‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫تعقيدا‬ ‫بأكثرها‬ ‫وننتهى‬ ‫‪،‬‬ ‫بأسهلها‬ ‫فنبتدىء‬ ‫‪،‬‬ ‫بنظام‬ ‫الأفكار‬ ‫نأخذ‬ ‫أن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫الثانية‪.‬‬ ‫للقاعدة‬ ‫مكملة‬ ‫القاعدة‬

‫شيئا‬ ‫أننا لم نهمل‬ ‫نتأكد من‬ ‫‪ ،‬بحيث‬ ‫تامة عامة‬ ‫واستقراءات‬ ‫ب!حصاءات‬ ‫أن نقوم‬ ‫‪- 4‬‬

‫التى نبحثها‪.‬‬ ‫بالقضية‬ ‫يتعلق‬

‫فى‬ ‫بالحقيقة واجتهد‬ ‫منهاجه‬ ‫أنه بعد أن هام فى‬ ‫رينيه ديكارت‬ ‫على‬ ‫بعضهم‬ ‫وأخذ‬

‫إلى‬ ‫شخص‬ ‫يتغير من‬ ‫أمر نسبى‬ ‫مقياسا لها ‪ ،‬وهو‬ ‫طلبها انتهى أمره إلى أن اتخذ الوضوح‬

‫الذى‬ ‫بالوضوح‬ ‫‪ ،‬لأنه يريد‬ ‫به رينيه ديكارت‬ ‫لا يؤخذ‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫أخرى‬ ‫بيئة إلى‬ ‫اَخر ومن‬

‫لا يتغير بمثل ذلك‪.‬‬ ‫الذى‬ ‫الوضوح‬ ‫للحقيقة‬ ‫مقياسا‬ ‫جعله‬

‫م )‬ ‫‪1626 -‬‬ ‫‪1561‬‬ ‫اهـ=‬ ‫‪360 -‬‬ ‫( ‪Ali‬‬ ‫الإنجليزى‬ ‫بيكون‬ ‫فرنسيس‬ ‫أشهرهم‬ ‫ومن‬

‫اسم‬ ‫تحت‬ ‫جمعها‬ ‫فى هذا رساثل‬ ‫بالعلوم الطبيعية ‪ ،‬وقد وضع‬ ‫وكان أهم ما يشغله النهوض‬

‫إلى ستة أجزاء ‪:‬‬ ‫هو ‪ -‬الإحياء الأعظم ‪ -‬وقسمها‬ ‫مشترك‬

‫والغرض‬ ‫‪ ،‬وبينَ موضوعها‬ ‫كاملا‬ ‫إحصاء‬ ‫فيه العلوم‬ ‫‪ ،‬أحصى‬ ‫العلوم‬ ‫تصنيف‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬

‫العلمية‪،‬‬ ‫مهملة أراد إدخالها فى دائرة البحوث‬ ‫بحوث‬ ‫نحو‬ ‫الأنظار فى ذلك‬ ‫منها ‪ ،‬ووخه‬

‫الأهم من هذا التصنيف‪.‬‬ ‫كأنها الغرض‬ ‫ظهرت‬ ‫وعُنى بالعلوم الطبيعية حتى‬

‫ما‬ ‫فيها على‬ ‫بنقد الجامدين‬ ‫‪ ،‬وبدأه‬ ‫الطبيعية‬ ‫بالعلوم‬ ‫‪ ،‬خصه‬ ‫الجديد‬ ‫الأرجانون‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأنها ليست‬ ‫غايتها‬ ‫بلغت‬ ‫العلوم‬ ‫أن‬ ‫رعمهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وخطَأهم‬ ‫به أرسطو‬ ‫جاء‬

‫فى‬ ‫وجمعها‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمى‬ ‫البحث‬ ‫تعوق‬ ‫التى‬ ‫الشائعة‬ ‫الأخطاء‬ ‫بعض‬ ‫قام بدراسة‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫تجديد‬

‫وأوهام‬ ‫‪،‬‬ ‫عام‬ ‫بوجه‬ ‫الإنسانى‬ ‫العقل‬ ‫نقص‬ ‫إلى‬ ‫ترجع‬ ‫التى‬ ‫الجنس‬ ‫‪ :‬أوهام‬ ‫أنواع‬ ‫أربعة‬

‫التى تنثمأ من‬ ‫السوق‬ ‫وأوهام‬ ‫‪،‬‬ ‫وتربيته‬ ‫عاداته‬ ‫فيما ألفه من‬ ‫الشخص‬ ‫تحبس‬ ‫التى‬ ‫الكهف‬

‫كان‬ ‫لما‬ ‫أنه‬ ‫ذكر‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫والفلاسفة‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫الخاصة‬ ‫وأوهامَ‬ ‫‪،‬‬ ‫ومعاملتهم‬ ‫الناس‬ ‫مخاطبة‬

‫‪692‬‬
‫منها ‪ ،‬ثم‬ ‫تعصمه‬ ‫طريقة واضحة‬ ‫له عن‬ ‫أن نبحث‬ ‫لهذه الأخطاء وجب‬ ‫دائمَا‬ ‫العقل عرضة‬

‫التجريبى وبيان مراحله‬ ‫المنهج‬ ‫أصول‬ ‫اهتدى إلى وضع‬ ‫هذه الطريقة حتى‬ ‫عن‬ ‫أخذ يبحث‬

‫‪ ،‬لأنه يضطرنا‬ ‫وجوهه‬ ‫بأنه وسيلة عقيمة فى كثير من‬ ‫أرسطو‬ ‫قياس‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وطعن‬ ‫وقواعده‬

‫الأفكار ببعض‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫فى ربط‬ ‫فيها ‪ ،‬داذا كان قد نجح‬ ‫الشك‬ ‫إلى تسليم مقدماته وعدم‬

‫العلمية‪،‬‬ ‫الاْصو ق‬ ‫إثبات‬ ‫يمكنه‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫جديدة‬ ‫أفكار‬ ‫كشف‬ ‫إلى‬ ‫له مطلفا‬ ‫ف!نه لا سبيل‬

‫لفهم‬ ‫الوسيلة‬ ‫لأنها هى‬ ‫‪،‬‬ ‫التجربة‬ ‫هو‬ ‫الصادق‬ ‫‪ ،‬وانما العلم‬ ‫عنده‬ ‫والنتائج سواء‬ ‫والمقدمات‬

‫التجربة‬ ‫على‬ ‫وليعتمد‬ ‫‪،‬‬ ‫إليها نفسها‬ ‫فليرجع‬ ‫الطبيعة‬ ‫أراد اْن يعرف‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫الكونية‬ ‫الظواهر‬

‫فيها‪.‬‬

‫الظواهر الكونية ‪ ،‬ولا يريد‬ ‫صور‬ ‫هذا المنهج أن يكشف‬ ‫من‬ ‫بيكون‬ ‫فرنسي!‬ ‫ويقصد‬

‫لا‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫الهيولى‬ ‫منها ما يقابل‬ ‫يريد‬ ‫أرسطو‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫منها‬ ‫ما أراده أرسطو‬ ‫الصورة‬ ‫من‬

‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الذاتية‬ ‫ومميزاتها‬ ‫‪،‬‬ ‫للأشياء‬ ‫الحقيقية‬ ‫الخصائص‬ ‫يريد‬ ‫وإنما‬ ‫‪،‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫مُثل‬ ‫منها‬ ‫يريد‬

‫بالهيولى‬ ‫الصورة‬ ‫اتصال‬ ‫على‬ ‫يترتب‬ ‫فى الهيولى عند أرسطو‬ ‫الذى تحدثه الصور‬ ‫التغيير‬ ‫كان‬

‫‪،‬‬ ‫الفضاء‬ ‫فى‬ ‫المعين للجسم‬ ‫الوضع‬ ‫على‬ ‫بيكون‬ ‫عند فرنسيس‬ ‫أو انفصالها عنها ؟ ويترتب‬

‫حركة‬ ‫هى‬ ‫و(نما‬ ‫التغيير ‪،‬‬ ‫ليُحدث‬ ‫إليها‬ ‫الهيهولى يضاف‬ ‫أمرأ خارجًا عن‬ ‫فالصورة عنده ليست‬

‫بينهاا‬ ‫منها وما يحدث‬ ‫الجسم‬ ‫التى يتألف‬ ‫الصغيرة‬ ‫فيها الأجزاء‬ ‫اْن يراعى‬ ‫فيها ‪ ،‬فيجب‬ ‫داخلية‬

‫القرن السابع‬ ‫التى سادت‬ ‫الكمِّ‬ ‫أنصار فلسفة‬ ‫من‬ ‫بيكون‬ ‫فرن!يس‬ ‫‪ ،‬وبهذا كان‬ ‫حركة‬ ‫من‬

‫ومقدارها‬ ‫إلى شكلها‬ ‫الا"شياء بالرجوع‬ ‫إلى توضيح‬ ‫التى ترمى‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫الميلادى‬ ‫عشر‬

‫الدقة‬ ‫لتمنحها‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعية‬ ‫الدراسة‬ ‫فى‬ ‫الرياضيات‬ ‫استخدام‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫دعاه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫وحركتها‬

‫لها‪.‬‬ ‫اللازمين‬ ‫والانضباط‬

‫هذا الحد ولم يتمه ‪ ،‬وأما‬ ‫عند‬ ‫منهجه‬ ‫الجزء الثانى من‬ ‫فى‬ ‫بيكون‬ ‫فرنسيس‬ ‫ووقف‬

‫متفرقة‪.‬‬ ‫منها إلا بحوث‬ ‫يوجد‬ ‫الستة فلم‬ ‫أجزائه‬ ‫من‬ ‫الأربعة الأخيرة‬ ‫الأجزاء‬

‫له‬ ‫م ) ويقال‬ ‫‪1642‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1564‬‬ ‫‪ 1 0‬هـ‪-‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪729‬‬ ‫الإيطالى‬ ‫غليليو‬ ‫أشهرهم‬ ‫ومن‬

‫القديمة بالتنديد على‬ ‫الفلسفة‬ ‫على‬ ‫يبدأ ثورته‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫البحث‬ ‫فى‬ ‫التجريبى‬ ‫أبو الا"سلوب‬

‫‪ 1 0‬هـ=‬ ‫\‬ ‫‪r‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سنة‬ ‫غريب‬ ‫نجم‬ ‫‪ ،‬ولما ظهر‬ ‫تغيرها‬ ‫وعدم‬ ‫السماوات‬ ‫ثبات‬ ‫فى‬ ‫اْرسطو‬ ‫مذهب‬

‫أنه لو كانت‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫استنتج‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫فلكنا‬ ‫عن‬ ‫أنه خارج‬ ‫على‬ ‫البرهان‬ ‫أقام غليليو‬ ‫م ‪-‬‬ ‫‪016 4‬‬

‫السابق‬ ‫كوبرنيكوس‬ ‫مذهب‬ ‫اختيار‬ ‫إلى‬ ‫واذَاه هذا‬ ‫إلينا ‪،‬‬ ‫ياتى‬ ‫أن‬ ‫أمكنه‬ ‫لما‬ ‫لا تتغير‬ ‫ثابتة‬ ‫السماء‬

‫لبرشى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫عملية‬ ‫يثبته بتجربة‬ ‫أراد أن‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫مركز‬ ‫الشصى‬ ‫أن‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬

‫ويقرًب‬ ‫‪،‬‬ ‫النظر‬ ‫قوة‬ ‫فى‬ ‫يزيد‬ ‫م ) منظارا‬ ‫‪8016‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪01‬‬ ‫( ‪17‬‬ ‫سنة‬ ‫اخترع‬ ‫قد‬ ‫الهولندى‬

‫غليليو‬ ‫فأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫التلسكوب‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫البعيدة ويقربها‬ ‫الصغيرة‬ ‫الأجسام‬ ‫ويكبر‬ ‫إلينا ‪،‬‬ ‫النجوم‬

‫‪792‬‬
‫فى إثبات‬ ‫إلى غايته ‪ ،‬ثم قام بتجربته‬ ‫وصل‬ ‫حتى‬ ‫المنظار‬ ‫هذا‬ ‫فى اختراع منظار يفوق‬ ‫يجتهد‬

‫الأساطير‪،‬‬ ‫من‬ ‫ما يقوم حولها‬ ‫به على‬ ‫إلى المجرة قضى‬ ‫‪ ،‬فلما وجهه‬ ‫كوبرنيكوس‬ ‫مذهب‬

‫به‬ ‫شاهد‬ ‫القمر‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ولما وجهه‬ ‫الفضاء‬ ‫فى‬ ‫منثورة‬ ‫النجوم‬ ‫من‬ ‫كثيفة‬ ‫أنها مجموعة‬ ‫وأثبت‬

‫أربعة أجسام‬ ‫شاهد‬ ‫المشرى‬ ‫نحو‬ ‫‪ ،‬ولما وجهه‬ ‫الأرض‬ ‫يشبه‬ ‫أنه عالم‬ ‫‪ ،‬وأثبت‬ ‫وظلاله‬ ‫جباله‬

‫إليه‬ ‫يذهب‬ ‫الذى‬ ‫إلا نظاما دقيقا للنظام الشمسى‬ ‫ليس‬ ‫له أن هذا‬ ‫‪ ،‬فخطر‬ ‫حوله‬ ‫تدور‬ ‫صغيرة‬

‫قد‬ ‫كوبرنيكوس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫القمر‬ ‫كأوجه‬ ‫به أوجها‬ ‫شاهد‬ ‫الزهرد‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ولما وجهه‬ ‫كوبرنيكوس‬

‫الذى‬ ‫الشكل‬ ‫النظام الثممسى على‬ ‫بأن تركيب‬ ‫؟ فحكم‬ ‫النظر الرياضى‬ ‫إلى ذلهك بطريق‬ ‫سبق‬

‫غليليو بهذا أنصار‬ ‫القمر ‪ ،‬وأسخط‬ ‫لعطارد والزهرة أوجه كأوجه‬ ‫أن يكون‬ ‫يقتضى‬ ‫إليه‬ ‫ذهب‬

‫من‬ ‫فامتنع‬ ‫ة‬ ‫كوبرنيكوس‬ ‫تأييد مذهب‬ ‫يمنعه من‬ ‫أن‬ ‫البابا على‬ ‫فحملوا‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الفلسفة‬

‫كتابَا‬ ‫م ) فألف‬ ‫‪1632‬‬ ‫‪ 1 0‬هـ=‬ ‫‪42‬‬ ‫( سنة‬ ‫عاد‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫والسجن‬ ‫التعذيب‬ ‫تأييده خوفَا من‬

‫‪ ،‬وثاق من أتباع ارسطو‪،‬‬ ‫أتباع كوبرنيكوس‬ ‫من‬ ‫بين ثلاثة رجال ‪ :‬واحد‬ ‫محاورة‬ ‫شكل‬ ‫على‬

‫‪ ،‬فأقبل‬ ‫كوبرنيكوس‬ ‫تنتهى بانتصار صاحب‬ ‫محاورة‬ ‫كل‬ ‫وثالث يدير المحاورة بينهما ‪ ،‬وكانت‬

‫الفلسفة القديمة على‬ ‫هذا أنصار‬ ‫‪ ،‬وحمل‬ ‫إقبالا عظيما‬ ‫قراءة هذا الكتاب‬ ‫على‬ ‫الجمهور‬

‫فى‬ ‫يُحكم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫التفنيش‬ ‫ديوان‬ ‫إلى‬ ‫إليه ليقدمه‬ ‫البابا‪/‬‬ ‫فاستدعاه‬ ‫‪،‬‬ ‫ثانيا للبابا‬ ‫منه‬ ‫الشكوى‬

‫سببًا‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫رأيه‬ ‫عن‬ ‫توبته ورجوعه‬ ‫البابا‬ ‫أمام‬ ‫وأعلن‬ ‫غليليو‬ ‫‪ ،‬فخات‬ ‫بالحرق‬ ‫هؤا‬ ‫مثل‬

‫ومنع قراءة كتبه‪.‬‬ ‫عليه بالسجن‬ ‫الكرادلة بالحكم‬ ‫فى اكتفاء مجمع‬

‫التى‬ ‫الفلسفة المدرسية‬ ‫خصوم‬ ‫من‬ ‫الإنجليزى ‪ ،‬وكان‬ ‫هوبس‬ ‫توماس‬ ‫أشهرهم‬ ‫ومن‬

‫إلى‬ ‫الفلسفة‬ ‫وقسم‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعية والكونية‬ ‫الدراسات‬ ‫‪ ،‬وآثر عليها‬ ‫أرسطو‬ ‫فلسفة‬ ‫على‬ ‫تعتمد‬

‫هو‬ ‫الذى‬ ‫المجتمع‬ ‫تدرس‬ ‫سياسية‬ ‫‪ ،‬وفلسفة‬ ‫وظواهره‬ ‫الكون‬ ‫تدرس‬ ‫طبيعية‬ ‫‪ :‬فلسفة‬ ‫قسمين‬

‫الظواهر الكونية‬ ‫إلى أن غاية الفلسفة توضيح‬ ‫كؤَنته إرادة الإنسان ‪ ،‬ثم ذهب‬ ‫صناعى‬ ‫جسم‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫وفقها‬ ‫على‬ ‫تجرى‬ ‫قوانينها الثابتة التى‬ ‫وردِّها إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫وأسبابها‬ ‫ببيان عللها‬ ‫الإنسانية‬

‫العالم‬ ‫ينكر‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمادة‬ ‫إلا‬ ‫لا يؤمن‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫عنده‬ ‫الفلسفة‬ ‫تتعدى‬

‫فى‬ ‫وخرج‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفى‬ ‫البحث‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫والاْلوهية‬ ‫الإيمان والعقيدة‬ ‫ويخرج‬ ‫‪،‬‬ ‫الروحى‬

‫الملكية أمانة‬ ‫أن‬ ‫ترى‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫المقذَس‬ ‫الحق‬ ‫نظرية‬ ‫من‬ ‫قبله‬ ‫معروفا‬ ‫ما كان‬ ‫على‬ ‫السياسة‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫اجتماعية‬ ‫حاجة‬ ‫الملكية‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫فذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫التعرض‬ ‫لا يصح‬ ‫إلهى‬ ‫وسر‬ ‫سماوية‬

‫الحكم‬ ‫وأنصار‬ ‫‪،‬‬ ‫المقدس‬ ‫الحق‬ ‫بنظرية‬ ‫القائلين‬ ‫المطلق‬ ‫الحكم‬ ‫أنصار‬ ‫بين‬ ‫وسطا‬ ‫بهذا‬

‫نظرية العقد الاجتماعى‪،‬‬ ‫أساس‬ ‫‪ ،‬وأقاماه على‬ ‫وروسو‬ ‫دعا إليه لوك‬ ‫الذى‬ ‫الدستورى‬

‫قبله ‪ ،‬بل يرى‬ ‫بطبعه كما كان يراه من‬ ‫أن الإنسان مدنى‬ ‫لا يرى‬ ‫فى ذلك‬ ‫هوبس‬ ‫وتوماس‬

‫أفراده إلا بمصلحته‬ ‫فرد من‬ ‫كل‬ ‫ولا يؤمن‬ ‫النظم والقوانين‬ ‫ينفر من‬ ‫متوحش‬ ‫أنه همجى‬

‫‪892‬‬
‫يتركوا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫الحاجة‬ ‫الجأتهم‬ ‫أن‬ ‫الى‬ ‫‪،‬‬ ‫المصلحة‬ ‫هذه‬ ‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫يقتتلون‬ ‫فكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاصة‬

‫لا حبا‬ ‫حبا لأنفسهم‬ ‫يتعاونوا‬ ‫؟ وأن‬ ‫منها‬ ‫أعظم‬ ‫أخرى‬ ‫مطامع‬ ‫لأجل‬ ‫مطامعهم‬ ‫بعض‬

‫هناك‬ ‫بان يكون‬ ‫‪ ،‬ويقضى‬ ‫الذات‬ ‫حب‬ ‫يقوم على‬ ‫اتجماعى‬ ‫لهم بهذا عقد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫لغيرهم‬

‫إلى وحثيتهم‬ ‫يعودون‬ ‫كيرها‬ ‫لها المتعاقدون ؟ لأنهم إذا تُركوا من‬ ‫يذعن‬ ‫عظمى‬ ‫سلطة‬

‫الحاكم أو الملك ؟ !اذا كان‬ ‫هو‬ ‫واحد‬ ‫شخص‬ ‫تتمثل فى‬ ‫السلطة العظمى‬ ‫الأولى ‪ ،‬وهذه‬

‫؟ فإنه مَهد به لمن يخرج‬ ‫الحكم الاستبدادى فى عصره‬ ‫بهذا على‬ ‫لم يخرج‬ ‫هوبس‬ ‫توماس‬

‫له‪.‬‬ ‫التعرض‬ ‫لا يصح‬ ‫حقا مقدسا‬ ‫للملك‬ ‫عليه بعده ‪ ،‬لأنه لم يجعل‬

‫إنجلترا ثورة فكرية يختلف‬ ‫فى‬ ‫عاصر‬ ‫الإنجليزى ‪ ،‬وقد‬ ‫لوك‬ ‫جون‬ ‫أشهرهم‬ ‫ومن‬

‫ما راَه‬ ‫أو هو‬ ‫ما أراده الشعب‬ ‫هو‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫الخير‬ ‫فى‬ ‫ء فيختلفون‬ ‫كبيرا‬ ‫فيها اختلافا‬ ‫المفكرون‬

‫من‬ ‫ثابتة لهم‬ ‫طبيعية‬ ‫حقوق‬ ‫لهم‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫الإنسان‬ ‫بنى‬ ‫فى‬ ‫ويختلفون‬ ‫؟‬ ‫خيرا‬ ‫أو الحاكم‬ ‫الملك‬

‫هذا‬ ‫غير‬ ‫إلى‬ ‫والحياة المدنية ؟‬ ‫المجتمع‬ ‫وليدة‬ ‫الحقوق‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫لا حقوق‬ ‫أو‬ ‫نشأتهم‬ ‫أول‬

‫الأفراد فى‬ ‫بعض‬ ‫ثابتة ‪ ،‬كحق‬ ‫طيعية‬ ‫هناك حقوق‬ ‫ليس‬ ‫أنه‬ ‫لوك‬ ‫‪ ،‬فرأى جون‬ ‫خلافاتهم‬ ‫من‬

‫حكومته‬ ‫أن تكون‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫الشعب‬ ‫من‬ ‫سلطته‬ ‫يستمد‬ ‫(نما‬ ‫إلى أن الملك‬ ‫‪ ،‬وذهب‬ ‫التملك‬

‫كل‬ ‫وفصل‬ ‫المساواة والحرية‬ ‫إلى‬ ‫وتدعو‬ ‫‪،‬‬ ‫وتنفيذها‬ ‫‪ ،‬تحترم إرادة الشعب‬ ‫دستورية‬ ‫حكومة‬

‫التسامح الدينى ؟ فلا‬ ‫أساس‬ ‫؟ وتقوم على‬ ‫الأخرى‬ ‫والقضائية عن‬ ‫التشريعية‬ ‫السلطة‬ ‫من‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحكومة‬ ‫الكنيسة عن‬ ‫افصل‬ ‫‪ ،‬بل يجب‬ ‫عقائد الناس‬ ‫فى‬ ‫الملك أو الكيسة‬ ‫يتدخل‬

‫شروط‬ ‫؟ ومن‬ ‫حياة مدنية منظمة‬ ‫أن يعيشوا فى‬ ‫أن الناس قد تعاقدوا على‬ ‫لوك يرى‬ ‫جون‬

‫أن يجاوز‬ ‫لفرد أو سلطة‬ ‫فيها لقيود ثابتة ‪ ،‬فليس‬ ‫فرد أو سلطة‬ ‫كل‬ ‫أن يخضع‬ ‫الحياة‬ ‫هذه‬

‫فى نظرية العقد‬ ‫هوبس‬ ‫ويهين توماس‬ ‫بينه‬ ‫غيره ‪ ،‬والفرق‬ ‫حق‬ ‫على‬ ‫دائرة نفوذه ‪ it ،‬يتعدى‬

‫حياتهم‬ ‫كانوا قبل‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫للناس‬ ‫جديدة‬ ‫حقوقا‬ ‫يخلق‬ ‫لم‬ ‫العقد‬ ‫أن هذا‬ ‫أنه يرى‬ ‫الاجتماعى‬

‫الحقوق‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫وما‬ ‫؟‬ ‫الأبوة‬ ‫وحق‬ ‫؟‬ ‫التملك‬ ‫؟ كحق‬ ‫الحقوق‬ ‫ببعض‬ ‫المدنية يتمتعون‬

‫لوك‬ ‫لاَراء جون‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يخالفه‬ ‫هوبس‬ ‫وتوماس‬ ‫‪،‬‬ ‫لخلقه‬ ‫الله تعالى‬ ‫وضعها‬ ‫التى‬

‫لها أثرها‬ ‫كان‬ ‫فيه ‪ ،‬بل‬ ‫عليها‬ ‫الكلام‬ ‫‪ ،‬وسيأتى‬ ‫الآتى‬ ‫القرن‬ ‫أوائل‬ ‫فى‬ ‫إنجلترا‬ ‫ثورة‬ ‫اثرها فى‬

‫‪.‬‬ ‫الثورة‬ ‫هذه‬ ‫بعد‬ ‫الثورة الفرنسية التى أتت‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬مثل‬ ‫الفلاسفة‬ ‫هؤلاء‬ ‫شأنا عن‬ ‫لا يقلون‬ ‫آخرون‬ ‫فلاسفة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫بأوربا فى‬ ‫وكان‬

‫قانون‬ ‫نيوتن س!نبط‬ ‫إسحاق‬ ‫السيارة ‪ ،‬ومثل‬ ‫انكواكب‬ ‫قوانين حركة‬ ‫كبلر مستضبط‬ ‫جوهان‬

‫ومبادئها الدينية‬ ‫أصولها‬ ‫الفلسفة العقلية الرياضية فى‬ ‫اسبينورا صاحب‬ ‫الجاذبية ‪ ،‬ومثل‬

‫للفلسفة‬ ‫الحديثة كأرسطو‬ ‫للفلسفة‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫ليبنتز‬ ‫ومثل‬ ‫‪،‬‬ ‫غاياتها ومقاصدها‬ ‫فى‬ ‫الصوفية‬

‫‪992‬‬
‫توريشلى‬ ‫‪ ،‬ومثل‬ ‫الغازات‬ ‫خصائص‬ ‫بدراسة‬ ‫اشتهر‬ ‫الذى‬ ‫بؤيل "روبرت‬ ‫القديمة ‪ ،‬ومثل‬

‫فى طبيعة الضوء التموّجية‪.‬‬ ‫الذى اشتهر بالبحث‬ ‫البارومتر ‪ ،‬ومثل هوجنس‬ ‫مخترع‬

‫السابع‬ ‫ا!رن‬ ‫أ‬ ‫الثانى من‬ ‫النصف‬ ‫فى‬ ‫أوربا واضحا‬ ‫فى‬ ‫العلمية‬ ‫النهضة‬ ‫اْثر هذه‬ ‫وظهر‬

‫الطبيعية‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫فيه لّقدم عظيم‬ ‫‪ ،‬وحصل‬ ‫العلمى‬ ‫البحث‬ ‫فى‬ ‫عظيم‬ ‫‪ ،‬فامتاز بنشاط‬ ‫عشر‬

‫بانجلترا ‪ ،‬وتالفت‬ ‫أكسفورد‬ ‫جمعية‬ ‫‪ ،‬مثل‬ ‫العلمى‬ ‫للبحث‬ ‫فيه جمعيات‬ ‫‪ ،‬وتألفت‬ ‫الرياضية‬

‫تأسيس‬ ‫من‬ ‫بيكون‬ ‫به فرنسيس‬ ‫ما كان يحلم‬ ‫تحقق‬ ‫م ‪ ،‬وأرادت‬ ‫‪1645‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪5501‬‬ ‫سنة‬

‫طريقته فى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويجرون‬ ‫الفلسفى‬ ‫فيها منهجه‬ ‫يطبقون‬ ‫‪ ،‬فأخذ أعضاؤها‬ ‫علمية‬ ‫جمهورية‬

‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫مثالها‬ ‫وألمانيا على‬ ‫فرنسا‬ ‫فى‬ ‫علمية‬ ‫جمعيات‬ ‫بعدها‬ ‫تألفت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫العلمى‬ ‫البحث‬

‫‪.‬‬ ‫العلوم‬ ‫لتقدم‬ ‫الملكية‬ ‫الجمعية‬ ‫الآن باسم‬ ‫قائمةْ بانجلترا ‪ ،‬وتعرف‬ ‫لا تزال‬ ‫الجمعية‬

‫وصلنا‬ ‫وما‬ ‫العلوم‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫التقدم‬ ‫إليه أوربا من‬ ‫ما وصلت‬ ‫بين‬ ‫نوازن‬ ‫فإذا اْردنا أن‬

‫هذا‬ ‫الطبية عندنا فى‬ ‫الإجارات‬ ‫من‬ ‫طبيتين‬ ‫إجازتين‬ ‫إلى‬ ‫ان نرجع‬ ‫التأخر فيها ‪ ،‬وجب‬ ‫إليه من‬

‫‪:‬‬ ‫القرن‬

‫الأطباء‬ ‫عمدة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأجل‬ ‫الشيخ‬ ‫من‬ ‫ديباجتها‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫ورد‬ ‫كما‬ ‫فهى‬ ‫الأولى‬ ‫فأما الإجازة‬

‫بالديار المصرية‪،‬‬ ‫الاْطباء‬ ‫‪ ،‬رئيس‬ ‫اطضفى‬ ‫الصايغ‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫‪ ،‬الشيخ‬ ‫الاْلبَّاء‬ ‫ومنفاج‬

‫الدين‬ ‫‪ ،‬الشيخ زين‬ ‫الأجل‬ ‫تلامذة الشيخ‬ ‫‪ ،‬أحد‬ ‫بن عزام‬ ‫المحصِّل محمد‬ ‫إنجازة للشاب‬

‫سنبينه‪:‬‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الفصد‬ ‫لرسالة‬ ‫حفظه‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫الجراحين‬ ‫رئيس‬ ‫المعطى‬ ‫عبد‬

‫لخدمة‬ ‫اختاره‬ ‫من‬ ‫عباده‬ ‫من‬ ‫وفق‬ ‫دثه الذى‬ ‫الحمد‬ ‫العناية ‪،‬‬ ‫منه أستمد‬ ‫دنّه‬ ‫إ الحمد‬

‫ممر االاْوقات‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫المستقيم‬ ‫‪ ،‬والنهج‬ ‫القوثم‬ ‫للطريق‬ ‫شاء‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهدى‬ ‫الفقراء والصالحين‬

‫بن‬ ‫الدين محمد‬ ‫عندى الشاب المحصل شص!‬ ‫والأزمان إلى يوم الدين ‪ -‬وبعد ‪ -‬فقد حضر‬

‫وشيخ‬ ‫‪،‬‬ ‫العارفين‬ ‫الصالحين‬ ‫بقية السلف‬ ‫الصالح‬ ‫الشيخ‬ ‫الجراح‬ ‫بخدمة‬ ‫المتشرت‬ ‫‪،‬‬ ‫عزام‬

‫‪،‬‬ ‫رسلان‬ ‫بإبن‬ ‫المشهور‬ ‫المعطى‬ ‫عبد‬ ‫الشيخ‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫المنصورى‬ ‫بالبيمارستان‬ ‫الجراحين‬ ‫طائفة‬

‫اللطيفة‬ ‫الرسالة‬ ‫علىَّ جميع‬ ‫‪ ،‬وعرض‬ ‫الصالحين‬ ‫العارفين‬ ‫أسافه‬ ‫‪ ،‬ورحم‬ ‫نفعنا الثه ببركاته‬

‫المنسوبة‪،‬‬ ‫المنافع‬ ‫عليه من‬ ‫‪،‬وما يترتب‬ ‫وأوقاته وكيفيته وشروطه‬ ‫معرفة الفصد‬ ‫المشتملة على‬

‫الأنصارى(‪)1‬‬ ‫بن ساعد‬ ‫الدين محمد‬ ‫الإمام العلامة التمام ‪ ،‬شص!‬ ‫والرسالة المذكورة للشيخ‬

‫حسن‬ ‫على‬ ‫دل‬ ‫جيدا‬ ‫عَرضَا‬ ‫بمئه وكرمه‬ ‫جناته‬ ‫بحابيح‬ ‫‪ ،‬وأسكنه‬ ‫ورحمه‬ ‫له سعيه‬ ‫اللّه‬ ‫شكر‬

‫الكتب‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫‪،‬‬ ‫روايتها‬ ‫بحق‬ ‫عنى‬ ‫يرويها‬ ‫أن‬ ‫أجزته‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المذكورة‬ ‫للرسالة‬ ‫حفظه‬

‫الطبية ‪ ،‬ابخ‪.‬‬

‫مخطوطة‬ ‫منها نسخة‬ ‫‪ -‬نهاية القصد فى صناعة الفصد ‪ -‬وتوجد‬ ‫(‪ )1‬هذه الرسالة تسمى‬

‫بدار الكتب المصرية‪.‬‬


‫البْيمارستان‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫بدار الثحفا المنصورى‬ ‫الجراحين‬ ‫رلْيس‬ ‫من‬ ‫الثانية فهى‬ ‫وأما الإجارة‬

‫السابق‪:‬‬

‫جعل‬ ‫الذى‬ ‫دلّه‬ ‫الحمد‬ ‫‪-‬‬ ‫العون‬ ‫أستمد‬ ‫الكون‬ ‫ممدِّ‬ ‫‪ :‬من‬ ‫الرحيم‬ ‫الرحمن‬ ‫اللّه‬ ‫‪ 9‬بم‬

‫حديثه بعدما كانوا فى سقم‬ ‫أفهامهم بصحيح‬ ‫علل‬ ‫‪ ،‬وداوى‬ ‫شفا‬ ‫المحمدى‬ ‫لهذه الأمة بالطب‬

‫لنا نعم‬ ‫وافئا يكون‬ ‫شكرا‬ ‫واْشكره‬ ‫‪،‬‬ ‫به الضعيف‬ ‫يتقوى‬ ‫حمذا‬ ‫‪،‬أحمده‬ ‫شَفا‬ ‫على‬ ‫الباطل‬

‫جعل‬ ‫له الذى‬ ‫لا شريك‬ ‫لا إله إلا الله وحده‬ ‫أن‬ ‫وأشهد‬ ‫‪،‬‬ ‫اللطيف‬ ‫الحكيم‬ ‫عند‬ ‫العلاج‬

‫قطع‬ ‫الذى‬ ‫عبده ورسوده‬ ‫أن محمذا‬ ‫‪ ،‬ونشهد‬ ‫أنفع العلاج‬ ‫للابدان من‬ ‫والحجامة‬ ‫الفصد‬

‫هذه الرسالة‬ ‫على‬ ‫السادة النساك ‪ -‬وبعد ‪ -‬فقد وقفت‬ ‫اكه وأصحابه‬ ‫الاشتراك ‪ ،‬وعلى‬ ‫عرق‬

‫لوذعى‬ ‫‪ ،‬نظم‬ ‫والحجام‬ ‫الفصد‬ ‫صناعة‬ ‫ببرء الآلام فى‬ ‫‪ ،‬الموسومة‬ ‫الكريمة‬ ‫والمقالة‬ ‫‪،‬‬ ‫العظيمة‬

‫‪ ،‬التى‬ ‫ومهرة‬ ‫صنعة‬ ‫‪ ،‬الجراح‬ ‫القيم شهرةً‬ ‫محمد‬ ‫الدين‬ ‫وأوانه شمس‬ ‫عصره‬ ‫‪ ،‬وألمعى‬ ‫زمانه‬

‫الشربينى الجراح ‪،‬‬ ‫الدين محمد‬ ‫‪ ،‬الشيخ شمس‬ ‫الفضائل‬ ‫‪ ،‬حاوى‬ ‫للث!يخ الفاضل‬ ‫أصلها‬

‫من‬ ‫والريحان‬ ‫العبهرى‬ ‫وشذا‬ ‫‪،‬‬ ‫رائحة‬ ‫قبره غادية‬ ‫على‬ ‫والرضوان‬ ‫الرحمة‬ ‫شاَبيب‬ ‫لا زالت‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬إذ هى‬ ‫والفاصد‬ ‫المفصود‬ ‫على‬ ‫فيما يجب‬ ‫بغاية المقاصد‬ ‫‪ ،‬الموسومة‬ ‫فائحة‬ ‫مرقده‬

‫الا!لفاظ‬ ‫لمشكلات‬ ‫وحل‬ ‫‪،‬‬ ‫دمامعان‬ ‫قراءة إتقان‬ ‫عليه‬ ‫قرأها‬ ‫ؤقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المقاصد‬ ‫أسمى‬ ‫الفن‬

‫تلك‬ ‫ضبط‬ ‫الفوائد ‪ ،‬وليسهل‬ ‫تلك‬ ‫حفظ‬ ‫لتيسر‬ ‫أن ينظمها‬ ‫والمعان ‪ ،‬فلم ير بدآ من‬

‫‪ ،‬كالتبر المنشك‪،‬‬ ‫نَور الأثمار‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأضوأ‬ ‫نُور الأنحار‬ ‫من‬ ‫أبهى‬ ‫بجمل‬ ‫‪ ،‬فجاءت‬ ‫القواعد‬

‫‪ ،‬إلى‬ ‫وتدقيقها‬ ‫تحريرها‬ ‫فى‬ ‫الجهد‬ ‫‪ ،‬ؤبذل‬ ‫تحقيقها‬ ‫فى‬ ‫ناظمها‬ ‫‪ ،‬قد أجاد‬ ‫المنسكب‬ ‫اْو القطر‬

‫أنها المنهاج‬ ‫ليا الكامل‬ ‫‪ ،‬واعترف‬ ‫والكفاية‬ ‫العمدة‬ ‫الصناعة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬ولقد‬ ‫قال‬ ‫أن‬

‫كل‬ ‫عندها‬ ‫وأحجم‬ ‫حميدة‬ ‫تذكرة‬ ‫العلم‬ ‫لهذا‬ ‫تبق‬ ‫ولم‬ ‫(‪)1‬‬ ‫التذكرة‬ ‫بها‬ ‫ونسيت‬ ‫‪،‬‬ ‫والهداية‬

‫نتيجة‬ ‫(‪ )2‬فلما ظهرت‬ ‫القانون‬ ‫ما فى‬ ‫تاريخ الا"طباء أنها نص‬ ‫بالمكنون ‪ ،‬وصرح‬ ‫مهذب‬

‫الخناصر‬ ‫(‪ )3‬وص! شت‬ ‫اللباب‬ ‫من‬ ‫بالخاص‬ ‫ناظم سلكها‬ ‫‪ ،‬وتغذى‬ ‫والجواب‬ ‫المسألة‬ ‫الانتخاب فى‬

‫الإجازة‬ ‫رسالته المذكورة فى‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬ ‫رسالة‬ ‫الأنصارى‬ ‫لساعد‬ ‫كان‬ ‫عليها تُعقد ‪ ،‬وان‬

‫فيما يجب‬ ‫المقصود ‪ ،‬ورقصت‬ ‫عين‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫‪ -‬فشتان بين رسالته ورسالة محمد‬ ‫السابقة‬

‫‪،‬‬ ‫بتاج الإجازة‬ ‫بردها أن يتوج‬ ‫وناسج‬ ‫راقم وشيها‬ ‫‪ ،‬استحق‬ ‫والمفصود‬ ‫الفاصد‬ ‫على‬

‫له‬ ‫معرنجته ليحصل‬ ‫‪ ،‬ما أتقن‬ ‫الجراح‬ ‫صناعة‬ ‫من‬ ‫له أن يعاطى‬ ‫وأجزت‬ ‫الثه تعالى‬ ‫فاستخرت‬

‫من‬ ‫ما ظهر‬ ‫الأسنان‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويقلع‬ ‫التى تبرأ بالبط‬ ‫الجراحات‬ ‫أن يعالج‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫والفلاح‬ ‫النجاح‬

‫‪،‬‬ ‫الاتصال‬ ‫تفرق‬ ‫من‬ ‫ما بعد‬ ‫يلتمَ‬ ‫‪ ،‬واْن‬ ‫ال!ثمرايين‬ ‫ويبتر‬ ‫الأوردة‬ ‫من‬ ‫يفصد‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫شرط‬ ‫غير‬

‫القانون لابن سينا‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫يعنى‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الطب‬ ‫فى‬ ‫كتاب‬ ‫اسم‬ ‫(‪)1‬‬

‫ايضَا‪.‬‬ ‫(‪ )3‬كتاب فى الطب‬

‫‪103‬‬
‫متفقهة هذا القرن‬ ‫ميزته على‬ ‫‪ ،‬ولم تكن‬ ‫هذا القرن أيضا‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫المجددين‬ ‫من‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫يمتز بكثر‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الفقه ضلهم‬ ‫فى‬ ‫جامدا‬ ‫إلا أنه لم يكن‬

‫هذا‬ ‫غيره لرسالة المجدد فى‬ ‫فهمَا من‬ ‫كان كثر‬ ‫عباسا الصفوى‬ ‫ال!ث!اه‬ ‫أن‬ ‫هـانى أرى‬

‫دراستهما‬ ‫مع هذا من‬ ‫‪ ،‬ولا بأس‬ ‫الكورانى والمقبلى‬ ‫من‬ ‫بذلك‬ ‫أجدر‬ ‫القرن ‪ ،‬ولهذا يكون‬

‫عليهما‪.‬‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫فضله‬ ‫ليتبين‬ ‫‪،‬‬ ‫بعده‬

‫مدرسة‬ ‫والمقبلى من‬ ‫الكورانى‬ ‫الإمامية ‪ ،‬وكان‬ ‫الشيعة‬ ‫من‬ ‫الشاه عباس‬ ‫وكان‬

‫وصلوا‬ ‫كانوا قد‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫مجددا‬ ‫لهم‬ ‫يذكرون‬ ‫الاْشعرية‬ ‫نجد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫ابن تيمية‬

‫فيها إلى نهايته ‪ ،‬فلم يظهر‬ ‫ضعفهم‬ ‫إلى غايته ‪ ،‬ووصل‬ ‫وفروعهم‬ ‫أصولهم‬ ‫فى الجمود على‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫السابقة‬ ‫القرون‬ ‫إليه فى‬ ‫تطلع‬ ‫من‬ ‫بينهم‬ ‫ظهر‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫اللقب‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫يتطلع‬ ‫بينهم من‬

‫الدين الرملى فى القرن العاشر‪.‬‬ ‫اَخرهم شمس‬

‫الأشعرية يالال‬ ‫الدين الرملى أنه كان هناك عالمان من‬ ‫شمس‬ ‫ذكرنا فى ترجمة‬ ‫أنا‬ ‫على‬

‫القادر بن‬ ‫عبد‬ ‫‪ ،‬والشيخ‬ ‫مُطَير‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬وهما‬ ‫العاشر‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫إنهما كانا مجددين‬

‫زمانَا طويلا‬ ‫عاشا‬ ‫لأنهما‬ ‫‪،‬‬ ‫عشر‬ ‫الحادى‬ ‫القرن‬ ‫يُعدا فى‬ ‫أن‬ ‫أنه يجب‬ ‫‪ ،‬والحق‬ ‫العيدروس‬

‫إذا قيسا إلى‬ ‫لا يُذكران‬ ‫أنهما‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فيه أيضا‬ ‫مجدد‬ ‫للأشعرية‬ ‫‪ ،‬ف!ذا عُذا فيه كان‬ ‫في‬

‫لا يمتازان فيه بشىء‬ ‫لأنهما‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫شانهما‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الرملى‬ ‫الدين‬ ‫شمس‬

‫متفقهة المذاهب الأربعة‪.‬‬ ‫غيرهما من‬ ‫على‬

‫فيه ‪ ،‬وهو‬ ‫بين المجددين‬ ‫‪ ،‬هـان لم يذكر‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫له شأن‬ ‫اَخر كان‬ ‫عالم‬ ‫وهناك‬

‫ملما‬ ‫‪( ،‬ذ كان‬ ‫ثقافته‬ ‫بسعة‬ ‫عصره‬ ‫علماء‬ ‫عالما أديبَا ممتازا على‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫العاملى‬ ‫بهاء الدين‬

‫سنة‬ ‫ببعلبلث‬ ‫ولد‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الطريقة‬ ‫على‬ ‫الفلسفية‬ ‫والعلوم‬ ‫الدينية والعربية‬ ‫بالعلوم‬

‫الثقافة إلى بلاد‬ ‫تلك‬ ‫إليه من‬ ‫إلى ما وصل‬ ‫بعد ان وصل‬ ‫‪ ،‬ورحل‬ ‫‪ 1 o 46‬م‬ ‫هـ=‬ ‫‪539‬‬

‫اس البيت ‪ ،‬ولكنه كان معتدلا‬ ‫حب‬ ‫الشيعة الذين يغالون فى‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫العجم‬

‫‪ ،‬وقدَّمه‬ ‫إلى بلاد العجم‬ ‫وصل‬ ‫فى إكرامه حين‬ ‫بالغ الشاه عباس‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فى أمر الصحابة‬

‫التقدير فى‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫يجد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حضرا‬ ‫ولا‬ ‫سفرا‬ ‫لا يفارقه‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بلاده‬ ‫علماء‬ ‫على‬

‫فى‬ ‫نزل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفلسفة‬ ‫الإلمام بعلوم‬ ‫له من‬ ‫‪ ،‬ولما كان‬ ‫التشيع‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫كان‬ ‫لِمَا‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد الشام‬

‫‪ ،‬فطلب‬ ‫العلوم‬ ‫له إلماما بهذه‬ ‫فيها أن‬ ‫العلم‬ ‫طلاب‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬فعرف‬ ‫المقدس‬ ‫له ببيت‬ ‫سياحة‬

‫هذه‬ ‫من‬ ‫يعرفه‬ ‫الذى‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫مكتوما‬ ‫أن يكون‬ ‫بشرط‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فأجابه‬ ‫منه أن يتلقاها عليه‬

‫يكفى‬ ‫هنا‬ ‫القدر‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫إليه فى‬ ‫وصلت‬ ‫لما‬ ‫بالنسبة‬ ‫تافها‬ ‫قديما‬ ‫شيئا‬ ‫كان‬ ‫العلوم‬

‫يستحق‬ ‫هذا‬ ‫فيه غير‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجددى‬ ‫يُذكر بين‬ ‫لأنه لم‬ ‫‪،‬‬ ‫العاملى‬ ‫بهاء الدين‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1621‬‬ ‫‪ 1‬هـ=‬ ‫‪310‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫إفراده بالذكر‬

‫*كللأَ!‬
‫الشاه عباس‬

‫إسماعيل‬ ‫اْلشاه‬ ‫خدابنده ‪ ،‬ينتهى نسبه إلى‬ ‫ابن الشاه محمد‬ ‫الصفوى‬ ‫هو الشاه عباس‬

‫الدولة‬ ‫اْهل هذه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫ببلاد إيران فى‬ ‫الصفوية‬ ‫الدولة‬ ‫اْسس‬ ‫الذى‬ ‫الصفوى‬

‫السنة‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫الدولة العثمانية التركية على‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الشيعة الإمامية‬ ‫مذهب‬ ‫على‬

‫العثمانية‬ ‫فيها للدولة‬ ‫النصر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المذهبى‬ ‫الخلاف‬ ‫هذا‬ ‫كثيرة بسبب‬ ‫بينهما حروب‬ ‫فقامت‬

‫السابق‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫التركية فى‬

‫الملك سنة‬ ‫م ‪ ،‬وقد تولى‬ ‫‪1558‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪669‬‬ ‫سنة‬ ‫حوالى‬ ‫ميلاد الشاه عباس‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫بلاد خراسان‬ ‫هذا الوقت‬ ‫لا يكاد يتجاوز فى‬ ‫ملكه‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪1585‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪a99‬‬

‫‪،‬‬ ‫الجاش‬ ‫قوى‬ ‫ملكا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫منه‬ ‫البلاد التى اشزعت‬ ‫‪ ،‬وششعيد‬ ‫الملك‬ ‫هذا‬ ‫توسيع‬ ‫فى‬ ‫يسعى‬

‫عليها‪،‬‬ ‫استولت‬ ‫التتر قد‬ ‫من‬ ‫قبائل الأزبك‬ ‫وكانت‬ ‫أولا مدينة مشهد‪،‬‬ ‫الحيلة ‪ ،‬فقصد‬ ‫واسع‬

‫أراد أن‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫م‬ ‫‪7915‬‬ ‫‪ 1 0‬هـ‪-‬‬ ‫س!نة ‪60‬‬ ‫هراة‬ ‫مدينة‬ ‫بقرب‬ ‫عليها‬ ‫‪ ،‬وانتصر‬ ‫منها‬ ‫فاستردها‬

‫الدولة‬ ‫من‬ ‫انتزعتها‬ ‫البلاد التى‬ ‫منها‬ ‫ليسترد‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫محاربة‬ ‫إلى‬ ‫يتجه‬

‫أن يتجه‬ ‫هذا‬ ‫اَثر قبل‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫بلادها‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ما يمكنه الاستيلاء‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويستولى‬ ‫الصفوية‬

‫المدن الهندية‪.‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫قندهار‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فاستولى‬ ‫الهند‬ ‫ناحية‬ ‫إلى‬

‫فيها مطامع‬ ‫‪ ،‬ولها‬ ‫بلاد الهند‬ ‫فى‬ ‫عهده‬ ‫قائمة على‬ ‫الهندية الإنكليزية‬ ‫الشركة‬ ‫وكانت‬

‫الثاه عباسى‬ ‫تجتهد فى صرف‬ ‫الحيلة ودهاء السياسة ‪ ،‬فأخذت‬ ‫بحسن‬ ‫إليها‬ ‫‪ ،‬تتوسل‬ ‫وماَرب‬

‫مناوأتها فى‬ ‫عن‬ ‫محالفة معه ‪ ،‬وصرفته‬ ‫عقد‬ ‫من‬ ‫تمكنت‬ ‫فى بلاد الهند ‪ ،‬حتى‬ ‫منافستها‬ ‫عن‬

‫وساعدته‬ ‫‪،‬‬ ‫الهند‬ ‫فى‬ ‫لها‬ ‫المنافسين‬ ‫البرتغاليين‬ ‫مناوأة‬ ‫د!الى‬ ‫‪،‬‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫مناواة‬ ‫إلى‬ ‫الهند‬

‫جزيرة هرمز فى الخليج الفارسى منهم‪.‬‬ ‫انتزاع‬ ‫فى‬

‫النظام‬ ‫ينقصهم‬ ‫أنهم‬ ‫ورأى‬ ‫‪،‬‬ ‫جنده‬ ‫أمر‬ ‫فى‬ ‫يفكر‬ ‫بدأ‬ ‫عباس‬ ‫للشاه‬ ‫ولما ‪-‬ئم هذا‬

‫جيثط‬ ‫أن ينظم‬ ‫‪ ،‬فرأى‬ ‫الإنكشارية‬ ‫العثمانية التركية من‬ ‫الدولة‬ ‫عساكر‬ ‫‪ ،‬بخلاف‬ ‫والتدريب‬

‫النظام الحديث‪،‬‬ ‫إليه الجندى الا"وربى من‬ ‫ما وصل‬ ‫قد أدرك‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫منهم‬ ‫تنظيما أحسن‬

‫النظام‬ ‫هذا التجديد فى‬ ‫اتجه نحو‬ ‫مسلم‬ ‫أول‬ ‫بهذا النظام ‪ ،‬وكان‬ ‫جنده‬ ‫فأراد أن يأخذ‬

‫الجمود‬ ‫أهل‬ ‫خلاف‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫الاتجاه الجديد‬ ‫هذا‬ ‫ما يمنعه من‬ ‫الإسلام‬ ‫ير فى‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحربى‬

‫اتجه‬ ‫ير حين‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫غفلتهم‬ ‫فى‬ ‫المضى‬ ‫‪ ،‬ويتابعون‬ ‫نومهم‬ ‫فى‬ ‫يغطون‬ ‫كانوا لا يزالون‬ ‫الذين‬

‫من‬ ‫أقرب‬ ‫يكون‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫أهل‬ ‫إليه من‬ ‫سبقه‬ ‫فيه ئمن‬ ‫يستعين‬ ‫أن‬ ‫فى‬ ‫الاتجاه بأسا‬ ‫هذا‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫المسلم فى‬ ‫المجدد‬ ‫رسالة‬ ‫فهم‬ ‫إلى‬ ‫غيره‬

‫‪403‬‬
‫لرؤساء هذا الفن المتبحرين‪،‬‬ ‫الأطفال !‪،‬هذا مع مراجعته وخدمته‬ ‫وطهارة‬ ‫بقيطان وغير ذلك‬

‫من‬ ‫ذلك‬ ‫مع‬ ‫يخشى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الصناعة‬ ‫فى‬ ‫الله والنصح‬ ‫تقوى‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫العارفين‬ ‫والمهرة الأساتذة‬

‫حال‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬فى‬ ‫الأعمال‬ ‫أن يوفقنا لهاياه لصالح‬ ‫وتعالى‬ ‫الثه سبحانه‬ ‫‪ ،‬ونسأل‬ ‫البضاعة‬ ‫كساد‬

‫الفقراء‬ ‫‪ ،‬خادم‬ ‫الجراح‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬الفقير للحق‬ ‫عباد الفتاح‬ ‫أحقر‬ ‫بقلمه‬ ‫‪ .‬رقمه‬ ‫ومآل‬

‫والف‬ ‫عشرة‬ ‫سنة إحدى‬ ‫الخير من شهور‬ ‫والضعفاء بدار الشفا بمضر المحروسة ‪ ،‬بتاريخ صفر‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫دته وحده‬ ‫‪ ،‬والحمد‬ ‫والسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫أفضل‬ ‫صاحبها‬ ‫على‬ ‫(‪ 06 2‬ام)‬ ‫النبوية‬ ‫الهجرة‬ ‫من‬

‫بين‬ ‫الطب‬ ‫إليه صناعة‬ ‫ما وصلت‬ ‫مدى‬ ‫على‬ ‫الإجازتين يدل‬ ‫أن كلاّ من‬ ‫ولا شك‬

‫لطالبها‬ ‫‪ ،‬لان الإجازة الأولى منحت‬ ‫التدهور والانحطاط‬ ‫القرن من‬ ‫هذا‬ ‫المسلمين فى‬

‫التى‬ ‫المتون‬ ‫من‬ ‫مق‬ ‫أمره حفظ‬ ‫فى صناعة الفصد ‪ ،‬فلم يتجاوز‬ ‫رسالة‬ ‫حفظه‬ ‫على‬

‫لطالبها‬ ‫منحت‬ ‫الثانية‬ ‫فى هذه القرون المتأخرة ‪ ،‬ولا!ن الإجازة‬ ‫العلوم بحفظها‬ ‫طلاب‬ ‫شغف‬

‫به‬ ‫الذى مخت‬ ‫المتن‬ ‫حفظ‬ ‫لا يزيد عن‬ ‫‪ ،‬وهذا عمل‬ ‫الفصد‬ ‫صناعة‬ ‫رسالة فى‬ ‫نظمه‬ ‫على‬

‫عملية كصناعة‬ ‫شريفة‬ ‫صناعة‬ ‫إجازة في‬ ‫تافه لا يستحق‬ ‫منهما عمل‬ ‫الإجازة الأولى ‪ ،‬وكل‬

‫القرون‬ ‫فى هذه‬ ‫الطب‬ ‫الإجازتين أيضا أن القائمين بصناعة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ومما يدل عليه كل‬ ‫الطب‬

‫بها‬ ‫الاشتغال‬ ‫حرئم‬ ‫قد‬ ‫كانت‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫لان‬ ‫؟‬ ‫الجامدين‬ ‫المتفقهة‬ ‫أولئك‬ ‫المتأخرة كانوا من‬

‫المتفقهة‬ ‫أولئك‬ ‫أحضان‬ ‫فى‬ ‫بنفسها‬ ‫تلقى‬ ‫إلا أن‬ ‫الطب‬ ‫صناعة‬ ‫تجد‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرون‬ ‫هذه‬ ‫فى‬

‫الذى‬ ‫التدهور والانحطاط‬ ‫إلى ذلك‬ ‫‪ ،‬وتصل‬ ‫ما تعانى‬ ‫جمودهم‬ ‫‪ ،‬لتعانى من‬ ‫الجامدين‬

‫إليه‪.‬‬ ‫وصلت‬

‫فى‬ ‫بمرحلة عظيمة‬ ‫العالم الإسلامى‬ ‫هذا كله يظهر أن أوربا فى هذا القرن سبقت‬ ‫ومن‬

‫يجب‬ ‫صحيح‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫العلمية والسياسية والاجتماعية ‪ ،‬واْن هذه النهضة قامت‬ ‫نهضتها‬

‫يظهر فى‬ ‫مسلم‬ ‫مجدد‬ ‫هذا فى كل‬ ‫ملاحظة‬ ‫‪ ،‬وأنه يجب‬ ‫تقوم بعدها‬ ‫نهضة‬ ‫احتذاؤه فى كل‬

‫حتى‬ ‫السابقة‬ ‫القرون‬ ‫فى‬ ‫أهملنا‬ ‫قد‬ ‫د!اذا كنا‬ ‫‪،‬‬ ‫القرون‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫يأتى‬ ‫فيما‬ ‫أو‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫فيما سبقتنا‬ ‫تقليدها‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫فلنقبل‬ ‫المرحلة العظيمة‬ ‫أوربا بهذه‬ ‫عن‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫تأخرنا‬

‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫نعمل‬ ‫فيه ‪ ،‬أما (ذا أخذنا‬ ‫مساواتها‬ ‫إلى‬ ‫نضل‬ ‫‪ ،‬ليمكننا أن‬ ‫صالح‬ ‫تجديد‬ ‫فيه من‬

‫أوربا فى‬ ‫خطواتنا كما تدرجت‬ ‫فى‬ ‫متدرجين‬ ‫سنمضى‬ ‫ف!ننا‬ ‫‪،‬‬ ‫أنفسنا وحدنا‬ ‫على‬ ‫معتمدين‬

‫فيه‬ ‫نلحقها‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫دائفا‬ ‫عنها‬ ‫متأخرين‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫نمضى‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫خطواتها‬

‫‪.‬‬ ‫أبدا‬

‫مجددهم‬ ‫عن‬ ‫يبحثون‬ ‫‪ ،‬ومضوا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫الحقيقة فى‬ ‫هذه‬ ‫لم يعرفوا‬ ‫المسلمين‬ ‫ولكن‬

‫عون‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫فجاء‬ ‫‪،‬‬ ‫القرون‬ ‫قبله من‬ ‫فيما‬ ‫مضوا‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫اليهم‬ ‫ومَن‬ ‫الفقهاء‬ ‫فيه بين‬

‫بن حسن‬ ‫إبراهيم‬ ‫القرن الحادى عشر هو‬ ‫أبى داود ‪ -‬أن المجدد على رأس‬ ‫سق‬ ‫شرح‬ ‫المعبود‬

‫المدينة المنورة ‪.‬‬ ‫ونزيل‬ ‫المسندين‬ ‫وعمدة‬ ‫‪ ،‬خاتمة المحققين‬ ‫الكوراني‬ ‫الكردى‬

‫اليمنى‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فقد ذكر‪.‬المقبلى‬ ‫فى مجدد‬ ‫رضا‬ ‫السيد رشد‬ ‫كان شأن‬ ‫وكذلك‬

‫‪203‬‬
‫السير أنتونى شارلى‪،‬‬ ‫‪ ،‬وهما‬ ‫الإنكليز‬ ‫من‬ ‫هذا برجلين‬ ‫على‬ ‫فاستعان الشاه عباس‬

‫فى حربه‬ ‫الأمراء*‬ ‫ليساعد أحد‬ ‫إنجلترا‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان الأول قد خرج‬ ‫شارلى‬ ‫السير روبرت‬ ‫وأخوه‬

‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫رفقائه‬ ‫بلاد (يران مع‬ ‫‪ ،‬فقصد‬ ‫الحرب‬ ‫انتهاء هذه‬ ‫إليه بعد‬ ‫البابا ‪ ،‬فوصل‬ ‫عساكر‬ ‫مع‬

‫‪،‬‬ ‫العطاء‬ ‫ل!م‬ ‫منه وأجزل‬ ‫‪ ،‬وقرتهم‬ ‫داكرامهم‬ ‫باستقبالهم‬ ‫‪ ،‬فأمر الشاه عباس‬ ‫فارسا‬ ‫خمسين‬

‫من‬ ‫يريده‬ ‫وفيما‬ ‫‪،‬‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫الدؤلة‬ ‫محاربة‬ ‫فيما ينويه من‬ ‫أنتونى‬ ‫السر‬ ‫استشار‬ ‫ثم‬

‫العسكرية‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫مبادىء‬ ‫بتعليم جنده‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فأشار‬ ‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫البدء فى‬ ‫قبل‬ ‫جنده‬ ‫تنظيم‬

‫تنظيم‬ ‫من‬ ‫به ‪ ،‬ومكنه‬ ‫بما أشار‬ ‫عباس‬ ‫الاه‬ ‫‪ ،‬فرضى‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫أوربا على‬ ‫دول‬ ‫وبمحالفة‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫ألحرب‬ ‫فن‬ ‫لإتقان‬ ‫ما يدزمهم‬ ‫‪ ،‬ويعلمهم‬ ‫النظام الحديث‬ ‫عدى‬ ‫بدربهم‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫جنده‬

‫إلى‬ ‫توجه‬ ‫تم هذا للشاه عباس‬ ‫ولما‬ ‫‪،‬‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫من المسلمين تدرب‬ ‫كانوا أول جند‬

‫قلته‪،‬‬ ‫مع‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫بهذا الجند المدرب‬ ‫‪ ،‬فانتصر‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬ ‫محاربة‬

‫القديم‪،‬‬ ‫نظامها‬ ‫على‬ ‫لا تزال‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫كثرتها‬ ‫العثمانية التركية مع‬ ‫الدولة‬ ‫جنود‬ ‫وهزم‬

‫الموصل‪،‬‬ ‫ومدينة‬ ‫‪،‬‬ ‫بغداد‬ ‫مدينة‬ ‫وأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاده‬ ‫من‬ ‫ما انتزعته‬ ‫جميع‬ ‫حربه‬ ‫فى‬ ‫واسترد‬

‫ديار بكر‪.‬‬ ‫ومدينة‬

‫مَميل‬ ‫مع دول أوربا ‪ ،‬وكانت‬ ‫محالفات‬ ‫للشاه عباس‬ ‫قد عقد‬ ‫وكان السر أنتونى شارلى‬

‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدول‬ ‫اقوى‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬ ‫على‬ ‫محالفته‬ ‫إلى‬

‫للتجارة‬ ‫يران‬ ‫‪2‬‬ ‫إ‬ ‫بلاد‬ ‫يقصدون‬ ‫الأوربيين‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫فأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد أوربا‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫على‬ ‫مستولية‬

‫على‬ ‫رسومأ‬ ‫‪ ،‬ولا يأخذ‬ ‫دولته باحترامهم‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬ويأمر‬ ‫يكرمهم‬ ‫الثاه عباس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وغيرها‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫منه وشماعدهم‬ ‫يقربهم‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرمن‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫إيران أيضا‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ورحل‬ ‫بضائعهم‬

‫أعظم‬ ‫من‬ ‫شارلى‬ ‫السر روبرت‬ ‫بلاد إيران ‪ ،‬وكان‬ ‫فى‬ ‫المتاجر والصناعات‬ ‫اصحاب‬ ‫صاروا‬

‫إليه‬ ‫أهدى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأقطار‬ ‫جميع‬ ‫إيران من‬ ‫إلى‬ ‫النارحين‬ ‫بيته ملاذ‬ ‫صار‬ ‫إليه ‪ ،‬حتى‬ ‫المقربين‬

‫الأوربيون‬ ‫المسيحيون‬ ‫وجد‬ ‫كله‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫له أولاد‬ ‫وكان‬ ‫‪ ،‬فتزوجها‬ ‫الشاه فتاة جركسية‬

‫سليمان‬ ‫الشلطان‬ ‫كان‬ ‫دان‬ ‫‪،‬‬ ‫ابوان‬ ‫غير‬ ‫فى‬ ‫يجدوه‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫الدينى‬ ‫التسامح‬ ‫من‬ ‫لْى بلاده‬

‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬وقد‬ ‫نجلاد‬ ‫فىْ‬ ‫قبل هذا‬ ‫التساهل معهم‬ ‫بعض‬ ‫قد تساهل‬ ‫القانونى‬

‫اهلها‪،‬‬ ‫أيدى‬ ‫الأموال فى‬ ‫بلاد إيران ‪ ،‬فكثرت‬ ‫التجارة فى‬ ‫سوق‬ ‫هذا الى رواج‬ ‫أدى‬

‫لهم ثلاثا وأربعين سنة‬ ‫الاه عباس‬ ‫مدة حكم‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫قوتهم‬ ‫‪ ،‬وعظمت‬ ‫أحوالهم‬ ‫وحسنت‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪ 1‬هـ = ‪1628‬‬ ‫وقد توفى سنة ‪370‬‬

‫غيره من‬ ‫الى فهم رسالة المجدد المسلم فى هذا القرن من‬ ‫أقرب‬ ‫!إذا كان الشاه عباس‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫حديثة‬ ‫بها نهضة‬ ‫ينهض‬ ‫شامل‬ ‫بلاده ب!صلاح‬ ‫عليه أنه لم يأخذ‬ ‫‪ ،‬ف!نه يؤخذ‬ ‫المسلمين‬

‫‪،‬‬ ‫بلاده‬ ‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫ب!نشر التعليم‬ ‫يقم‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫النظام‬ ‫بذلك‬ ‫وأخذهم‬ ‫بجنده‬ ‫نهض‬

‫‪503‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫(‬
‫نهجه القديم ‪ ،‬وكان هو‬ ‫فيها يسير على‬ ‫شىء‬ ‫نظام الحكم فيها ‪ ،‬بل ترك كل‬ ‫من‬ ‫ولم يصلح‬

‫على‬ ‫إلى الهجوم‬ ‫قد عادت‬ ‫كانت‬ ‫التتر‬ ‫أن قبائل‬ ‫ذلك‬ ‫النهج ‪ ،‬ومن‬ ‫ذلك‬ ‫أيضا يسير على‬

‫المنجمين‬ ‫أن‬ ‫معها‬ ‫أثناء قتالهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وحدلث‬ ‫أعقابها‬ ‫على‬ ‫ردها‬ ‫إليها جيشا‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫خراسان‬

‫ذلك‪،‬‬ ‫رأوه من‬ ‫لما‬ ‫‪ ،‬فأذعن‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫إذا استمر‬ ‫عظيم‬ ‫خطر‬ ‫فى‬ ‫رأوا أن الثاه سيقع‬

‫من‬ ‫غيره‬ ‫مثل‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يفكر‬ ‫قصره‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وانقطع‬ ‫لحال‬ ‫ا‬ ‫الملك فى‬ ‫واعتزل‬

‫ثلاثة أيام ‪ ،‬فأمر‬ ‫ملكا‬ ‫العامة فجعلوه‬ ‫من‬ ‫برجل‬ ‫حاشيته‬ ‫‪ ،‬وجاءت‬ ‫ضرر‬ ‫يصيبه‬ ‫ولا‬ ‫الناس‬

‫وقتلوه‬ ‫قاموا عليه‬ ‫نهيا ‪ ،‬فلما انقضت‬ ‫أمرا ولا‬ ‫له فيها أحد‬ ‫يعص‬ ‫المدة ‪ ،‬ولم‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫ونهى‬

‫وحكم‬ ‫‪،‬‬ ‫النفوس‬ ‫اطمأنت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫مثل‬ ‫إلى‬ ‫الشاه عباسا‬ ‫وأعادوا‬ ‫‪،‬‬ ‫قتلة‬ ‫شر‬

‫النظام‬ ‫بذلك‬ ‫جنده‬ ‫أخذ‬ ‫قبل تفكيره فى‬ ‫الحادثة كانت‬ ‫وهذه‬ ‫المنجمون بأن الخطر قد زالْ‬

‫ما كانت‬ ‫مقدار‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫ولكنها‬ ‫‪،‬‬ ‫بالأوربيين‬ ‫ما سبق‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫اتصاله‬ ‫وقبل‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬

‫وكان لهذا‬ ‫إلى الإصلاحْ‬ ‫حاجة‬ ‫أيضًا فى أشد‬ ‫أنها كانت‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫الجهل‬ ‫عليه بلاده من‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفارسى‬ ‫بالخليج‬ ‫جزيرة‬ ‫أعظم‬ ‫البرتغاليين ‪ ،‬وكانت‬ ‫من‬ ‫هرمز‬ ‫جزيرة‬ ‫انتزاعهم‬ ‫أئره بعد‬

‫عظيمة‪،‬‬ ‫نهضة‬ ‫‪ ،‬ونهضت‬ ‫ثروتها‬ ‫‪ ،‬فزادت‬ ‫المعامل الصناعية‬ ‫البرتغاليون بها كثيرًا من‬ ‫أنشأ‬

‫إخراج‬ ‫على‬ ‫أن يساعدوه‬ ‫بالهند على‬ ‫الإنكليزية‬ ‫الشركة‬ ‫مع‬ ‫محالفة‬ ‫الشاه عباس‬ ‫فعقد‬

‫على‬ ‫الشركة‬ ‫هذه‬ ‫فساعدته‬ ‫‪،‬‬ ‫سنة‬ ‫مالية كل‬ ‫إعانة‬ ‫ويعطيهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزيرة‬ ‫هذه‬ ‫البرتغاليين من‬

‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫البلاد ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫نفوذهم‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫تريد‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫البرتغاليين‬ ‫انتزاعها من‬

‫أبناء بلاده من‬ ‫من‬ ‫الجزيرة لم يجد‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫الشاه عباس‬ ‫‪ ،‬فلما استولى‬ ‫الهند‬ ‫فى‬ ‫ينافسونها‬

‫ء‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزيرة‬ ‫هذه‬ ‫حالة‬ ‫بذلك‬ ‫‪ ،‬وساءت‬ ‫العمل‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فتعطلت‬ ‫المعامل‬ ‫هذه‬ ‫القيام على‬ ‫يحسن‬

‫فى‬ ‫بعده‬ ‫لأنها اخذت‬ ‫‪،‬‬ ‫عباس‬ ‫الشاه‬ ‫وفاة‬ ‫بعد‬ ‫بلاد إيران‬ ‫حال‬ ‫أثره فى‬ ‫أيضا‬ ‫لذلك‬ ‫وكان‬

‫‪.‬‬ ‫الاستقرار‬ ‫وعدم‬ ‫الاضطراب‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ما كانت‬ ‫مثل‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وعادت‬ ‫الضعف‬

‫التسامح الدينى الذى أظهره للأوربيين‬ ‫أنه مع ذلك‬ ‫الشاه عباس‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫وكذلك‬

‫الدولة‬ ‫مع‬ ‫ظويلة‬ ‫حروب‬ ‫فى‬ ‫إخوانه المسلمين السنيين ‪ ،‬ووقع‬ ‫مع‬ ‫خلافه‬ ‫على‬ ‫مضى‬

‫يكونوا‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالهند‬ ‫الإنكليزية‬ ‫الث!ركة‬ ‫رجال‬ ‫بتاثير‬ ‫فيها‬ ‫المضى‬ ‫اَثرَ‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬ ‫العثمانية‬

‫بها‬ ‫ليُضعفوه‬ ‫الطويلة‬ ‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫يقع‬ ‫أن‬ ‫يقصدون‬ ‫كانوا‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫بها مصلحته‬ ‫يقصدون‬

‫إذا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بلاد الهند‬ ‫فى‬ ‫منافستهم‬ ‫عن‬ ‫ويصرفوه‬ ‫‪،‬‬ ‫العثمانية التركية معه‬ ‫الدولة‬ ‫ويُضعفوا‬

‫تنفيذ‬ ‫إلى‬ ‫عإدوا‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫الاستلاء‬ ‫لهم‬ ‫وتم‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاد الهندية‬ ‫فى‬ ‫مآربهم‬ ‫تنفيذ‬ ‫تمكنوا من‬

‫الاْوربيون‬ ‫أولئك‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫العثمانية التركة‬ ‫بلاد الدولة‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫بلاد إيران‬ ‫فى‬ ‫مطامعهم‬

‫عادة الأوربيين فى كل‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫إ‪ ،‬طليعةً لاستعمارها‬ ‫للتجارة ونحوها‬ ‫الذين قصدوا‪،‬بلاده‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬يسعون‬ ‫لدولهم‬ ‫إلا جواسيس‬ ‫يكونوا‬ ‫لم‬ ‫الأوربيين‬ ‫أولئك‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫استعماره‬ ‫بلد قصدوا‬

‫‪603‬‬
‫أن‬ ‫لدولهم‬ ‫ويهيئوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وأحزاب‬ ‫شيع‬ ‫إلى‬ ‫أهله‬ ‫ليفرقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫دخلوه‬ ‫بلد‬ ‫كل‬ ‫الفتنة فى‬ ‫نشر‬

‫هذا كله‪،‬‬ ‫أن يدرك‬ ‫الشاه عباس‬ ‫‪ ،‬وكان على‬ ‫بلادهم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وششولوا‬ ‫يتدخلوا فى شئونهم‬

‫"على ما‬ ‫إلى بلاد الهند ‪ ،‬واستولوا‬ ‫الرجاء الصالح‬ ‫رأس‬ ‫طريق‬ ‫الأوربيون من‬ ‫بعد ان وصل‬

‫لكل‬ ‫هذا واضحا‬ ‫فى‬ ‫خطرهم‬ ‫البلاد الإسلامية ‪ ،‬وكان‬ ‫من‬ ‫طريقهم‬ ‫عليه فى‬ ‫استولوا‬

‫هذا‬ ‫المذهبى عن‬ ‫التعصب‬ ‫الدين فى بلاده أعماهم‬ ‫ورجال‬ ‫الشاه عباس‬ ‫عينين ‪ ،‬ولكن‬ ‫ذى‬

‫بتأثير‬ ‫يتحاربان‬ ‫الفريقان‬ ‫فمضى‬ ‫‪،‬‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬ ‫أمثالَهم فى‬ ‫أعمى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫الخطر‬

‫أنه لا‬ ‫يعلمون‬ ‫ولا‬ ‫الأيام ‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫ما تخبئه‬ ‫لا يدرون‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫المذموم‬ ‫المذهبى‬ ‫التعصب‬ ‫ذلك‬

‫ويعين‬ ‫‪،‬‬ ‫إثارة الفتنة بينهم‬ ‫على‬ ‫ويعمل‬ ‫‪،‬‬ ‫بهم‬ ‫يتربص‬ ‫الذى‬ ‫إلا عدوهم‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫يستفيد‬

‫آخر‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫يظفر‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬ويسهل‬ ‫اتحادهم‬ ‫بعد‬ ‫جميعا‬ ‫‪ ،‬ليضعفوا‬ ‫قويهم‬ ‫على‬ ‫ضعيفهم‬

‫الأمر‪.‬‬

‫***‬

‫‪703‬‬
‫إبراهيم الكورانى‬

‫الشهرانى الكورانى الكُردى ‪ ،‬ولد‬ ‫الشهرزورى‬ ‫الدين حسن‬ ‫إبراهيم بن شهاب‬ ‫هو‬

‫العلم‬ ‫طلب‬ ‫فى‬ ‫بلاد الكرد ‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫من‬ ‫م ) ببلاد شهران‬ ‫‪1616‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫( ‪2501‬‬ ‫سنة‬

‫الكرد ‪ ،‬ولم يترلة شيئا من‬ ‫كغيره من‬ ‫المذهب‬ ‫شافعى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫قطره‬ ‫مشايخ‬ ‫ببلاده على‬

‫عايهما ببلاد‬ ‫‪ ،‬ف!نه حصل‬ ‫والحديث‬ ‫علمَىِ التصوف‬ ‫عليه ببلاده ‪ ،‬خلا‬ ‫العلوم إلا حصل‬

‫إليها‪.‬‬ ‫بعد رحلته‬ ‫العرب‬

‫‪،‬‬ ‫بغداد‬ ‫على‬ ‫فمر‬ ‫‪،‬‬ ‫الحج‬ ‫أداء فريضة‬ ‫قاصدَا‬ ‫وفاة والده‬ ‫بعد‬ ‫بلاد الكرد‬ ‫من‬ ‫وخرج‬

‫الى‬ ‫ذهب‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أعوام‬ ‫أربعة‬ ‫وأقام فيها نحو‬ ‫‪،‬‬ ‫الشام‬ ‫إلى‬ ‫سافر‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عامين‬ ‫وأقام بها نحو‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪9168‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪011 1‬‬ ‫سنة‬ ‫المدينة فأقام بها إلى أن توفى‬

‫القشالثمى ‪ ،‬وسلللى‬ ‫عقيدة شيخه‬ ‫على‬ ‫منها شرحان‬ ‫كثيرة‬ ‫مصنفات‬ ‫وللكورانى‬

‫وافاضة‬ ‫‪،‬‬ ‫والرويات‬ ‫الفكر‬ ‫داعمال‬ ‫‪،‬‬ ‫السداد‬ ‫ومسلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الأفعال‬ ‫اَية خلق‬ ‫إلى‬ ‫الاعتدال‬

‫الئجيم‬ ‫اعتقاد‬ ‫عن‬ ‫تنزيه الصوفية‬ ‫على‬ ‫وتنبيه العقول‬ ‫‪،‬‬ ‫الكلام‬ ‫مسألة‬ ‫تحقيق‬ ‫العلأَم فى‬

‫واللمعة‬ ‫‪،‬‬ ‫السلف‬ ‫بعقيدة‬ ‫الخلف‬ ‫واتحاف‬ ‫‪،‬‬ ‫الجود‬ ‫ومطلع‬ ‫‪،‬‬ ‫والحلول‬ ‫والاتحاد‬ ‫والعينية‬

‫الدوانى‪،‬‬ ‫عقائد‬ ‫على‬ ‫المعانى حاشية‬ ‫ومجلى‬ ‫واقتفاء الآثار ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫النجاح‬ ‫وجناح‬ ‫‪،‬‬ ‫السنية‬

‫‪.‬‬ ‫المصنفات‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وغير‬ ‫الأنظار‬ ‫وجلاء‬

‫‪-‬ءان الكورانى كان سلفى‬ ‫الأحمدين‬ ‫‪ -‬جلاء العينين فى محاكمة‬ ‫كتاب‬ ‫وذكر صاحب‬

‫كلمات‬ ‫فى‬ ‫وقع‬ ‫عما‬ ‫يذب‬ ‫كذلك‬ ‫الإسلام ابن تيمية ‪ ،‬وأنه كان‬ ‫شيخ‬ ‫العقيدة ذائأ عن‬

‫أو الاتحاد أو العينية‪.‬‬ ‫الحلول‬ ‫مما ظاهره‬ ‫الصوفية‬

‫أوله‬ ‫اَخِرُه‬ ‫) يخالف‬ ‫الاحمدين‬ ‫العينين فى محاكمة‬ ‫( جلاء‬ ‫كتاب‬ ‫وما ذكره صاحب‬

‫ذبه عما‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫مدرسته‬ ‫من‬ ‫ابن تيمية يجعله‬ ‫وذبه عن‬ ‫ابكورانى بعقيدة السلف‬ ‫لأن أخذ‬

‫الغزالى‬ ‫مدرسة‬ ‫من‬ ‫يجعله‬ ‫العينية‬ ‫الحلول أو الاتحاد أو‬ ‫ظاهره‬ ‫مما‬ ‫الصوفية‬ ‫فى كلمات‬ ‫وقع‬

‫أو‬ ‫الحلول‬ ‫ما ظاهِره‬ ‫تأويل‬ ‫ترى‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫‪،‬لأنها‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫مدرسة‬ ‫عليها‬ ‫تنكر‬ ‫التى كانت‬

‫‪ ،‬بل‬ ‫أجله‬ ‫من‬ ‫بكفرهم‬ ‫وتحكم‬ ‫بهذ ‪ 6‬الظاهر‬ ‫تؤاخذهم‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الصوفية‬ ‫كلام‬ ‫الاتحاد من‬

‫مقاماتهم وأذواقهم وسماعهم‬ ‫؟ من‬ ‫الصوفية‬ ‫باع‬ ‫هذا من‬ ‫من‬ ‫أخفَ‬ ‫تنكر ما هو‬ ‫كانت‬

‫ترى إلا الزهد الذى كان عليه قدماء المتصوفة‬ ‫‪ ،‬وما كانت‬ ‫من أحوالهم‬ ‫وغير ذلك‬ ‫ورقصهم‬

‫ابن‬ ‫على‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫فيه مثلهم‬ ‫تغالى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫البدع‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫يقعوا‬ ‫أن‬ ‫قبل‬

‫قيم الجوزية‪.‬‬

‫‪803‬‬
‫‪ ،‬لأنه‬ ‫بالفروع‬ ‫ابن تيمية فيما يتعلق‬ ‫مدرسة‬ ‫بعيذا أيضَا عن‬ ‫كان‬ ‫أن الكورانى‬ ‫والظاهر‬

‫فى هذا المذهب‪،‬‬ ‫شىء‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬ولم ينقل عنه أنه خرج‬ ‫الشافعى‬ ‫مذهب‬ ‫كان على‬ ‫أنه‬ ‫سبق‬

‫المسائل بالمذاهب‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫فى‬ ‫لا يتقيدون‬ ‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ابن تيمية ومدرسته‬ ‫بخلاف‬ ‫وهذا‬

‫سهَّل له ما وقع‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫الكورانى‬ ‫من‬ ‫الجمود‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولعل‬ ‫غيرهم‬ ‫عليها‬ ‫الأربعة التى جمد‬

‫بعضا‪.‬‬ ‫يجرُ بعضه‬ ‫الجمود‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫أمر الصوفية‬ ‫فى‬ ‫الجمود‬ ‫فيه من‬

‫عن‬ ‫غفلة‬ ‫‪ ،‬إذ كانوا فى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫لا يمتاز عن‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫والكورانى‬

‫بها‬ ‫العلوم التى نهض‬ ‫التأخر فى‬ ‫المسلمين من‬ ‫‪ ،‬وعمْا أصاب‬ ‫عصرهم‬ ‫العالَم فى‬ ‫حال‬

‫من‬ ‫إليهم‬ ‫تصل‬ ‫بها أن‬ ‫أمكنها‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫التقدم‬ ‫إليه أوربا من‬ ‫وصلت‬ ‫وَعما‬ ‫‪،‬‬ ‫اسلافهم‬

‫من‬ ‫بقليل‬ ‫ما أمكنها‬ ‫إليها بالعلم‬ ‫القوة التى وصلت‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ومعها‬ ‫الصالح‬ ‫الرجاء‬ ‫رأس‬ ‫طريق‬

‫إلى الهند فتستولى‬ ‫أفريق!ة ‪ ،‬وأن تصل‬ ‫الممالك الإسلامية بسواحل‬ ‫على‬ ‫السفن أن تستولى‬

‫غيرها‪.‬‬ ‫دون‬ ‫بخيراتها‬ ‫‪ ،‬وتستأثر‬ ‫عليها كلها‬ ‫أن تستولى‬ ‫بلاده ‪ ،‬وتوشلث‬ ‫بعض‬ ‫على‬

‫قيمة‬ ‫هذا كله ؟ وأى‬ ‫غفلته عن‬ ‫تجديد يمكن أن يُنسب إلى أمثال الكورانى فى‬ ‫فأى‬

‫؟ كأنه لا يزال فى‬ ‫إلى عقيدة السلف‬ ‫عقيدة الأشعرى‬ ‫على‬ ‫علماء عصره‬ ‫جمود‬ ‫عن‬ ‫لخروجه‬

‫يقف‬ ‫ان‬ ‫! فلا يصح‬ ‫قرون‬ ‫أربعة‬ ‫بنحو‬ ‫بعده‬ ‫يأت‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫تممية‬ ‫فيه ابن‬ ‫عاش‬ ‫‪2‬‬ ‫الذى‬ ‫القرن‬

‫غيرنا‬ ‫عند‬ ‫العلم‬ ‫بينما يسير‬ ‫‪،‬‬ ‫تيمية والأشعرية‬ ‫بين ابن‬ ‫الخلاف‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الفصل‬ ‫عند‬ ‫علمنا‬

‫فنجده‬ ‫أن نصحو‬ ‫بيننا وبينه ‪ ،‬إلى‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫الفرق‬ ‫مسافة‬ ‫‪ ،‬وتزداد‬ ‫الأمام‬ ‫إلى‬ ‫وإسعة‬ ‫بخطى‬

‫فى‬ ‫عثرة‬ ‫حجر‬ ‫الجامدون‬ ‫فنتعثر فيه ‪ ،‬ويقف‬ ‫النهوض‬ ‫نحاول‬ ‫‪ ،‬وهناك‬ ‫فيه بمراحل‬ ‫سبقنا‬ ‫قد‬

‫غفلوا جميعا‬ ‫والأشعرية حين‬ ‫هم‬ ‫السلفية يستوون‬ ‫أن الكورانى وغيره من‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫طريقه‬

‫فيه المجدد‬ ‫أن يفوم بها‬ ‫التى يجب‬ ‫هذا الفرن ‪ ،‬ولم يدركوا الرسالة‬ ‫كله فى‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬

‫المسلم‪.‬‬

‫الأشعرية‬ ‫هؤلاء‬ ‫جمود‬ ‫القرن لم يقعوا فى‬ ‫هذا‬ ‫العلماء فى‬ ‫قليل من‬ ‫هناك‬ ‫وكان‬

‫هذا‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬ ‫الكلام على‬ ‫ذكره فى آخر‬ ‫والسلفية ‪ ،‬كبهاء الدين العاملى الذى سبق‬

‫كانوا‬ ‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫والسلفية‬ ‫الأشعرية‬ ‫هؤلاء‬ ‫عاداها‬ ‫كما‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫يعادوا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬

‫دائرة‬ ‫فيها عن‬ ‫يخرجوا‬ ‫لم‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫وخفيَة‬ ‫حذر‬ ‫بها فى‬ ‫يشتغلون‬ ‫‪ ،‬وكإنوا‬ ‫جذا‬ ‫نادرين‬

‫التجديد‪.‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فيها إلى‬ ‫ان يصلوا‬ ‫يحاولوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الجمود‬

‫***‬

‫‪903‬‬
‫المقبلى اليمنى‬

‫باليمن‬ ‫كوكبان‬ ‫أعمال‬ ‫قرية المقبل من‬ ‫المقبلى اليمنى ‪ ،‬ولد فى‬ ‫بن مهدى‬ ‫صالح‬ ‫هو‬

‫‪ ،‬كلالشيخ محمد‬ ‫كابر علماء قطره‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫عن‬ ‫م ‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫هـ = ‪1637‬‬ ‫‪01‬‬ ‫سنة ‪48‬‬

‫به‬ ‫تخرج‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫شبام‬ ‫ثلا الى‬ ‫مدينة‬ ‫من‬ ‫للقراءة عليه‬ ‫ينزل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المفضل‬ ‫بن‬ ‫ابن إبراهيم‬

‫اليمن‪،‬‬ ‫مدن‬ ‫أشهر‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫صنعاء‬ ‫مدينة‬ ‫إلى‬ ‫عليه‬ ‫أن تخرج‬ ‫انتقل بعد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بعلومه‬ ‫وانتفع‬

‫ما‬ ‫على‬ ‫هـاصرار‬ ‫المناظرة‬ ‫فى‬ ‫فيه حدة‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫كثيرة‬ ‫علمية‬ ‫مناظرات‬ ‫علمائها‬ ‫بينه وبين‬ ‫فجرت‬

‫نفرةَ‬ ‫هذا‬ ‫فأوجب‬ ‫التقليد ‪،‬‬ ‫من‬ ‫ما ألفه العلماء‬ ‫خالفت‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫والنة‬ ‫أدلة الكتاب‬ ‫تقتضيه‬

‫لمذهبهم‪.‬‬ ‫التقليد‬ ‫على‬ ‫جامدون‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫الاجتهاد‬ ‫يميل إلى‬ ‫؟ لأنه كان‬ ‫بينه وبينهم‬

‫اتباع‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫الزيدية‬ ‫من‬ ‫الجارودية‬ ‫المقبلى فرقة‬ ‫ثورةَ على‬ ‫اليمن‬ ‫أهل‬ ‫أشد‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫غلاة‬ ‫من‬ ‫لأنهم‬ ‫غيرهم‬ ‫المقبلى من‬ ‫ثورةَ على‬ ‫كانوا أشد‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الشيعة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫الجارود‬ ‫أبى‬

‫النبى‬ ‫بعد‬ ‫لعلى‬ ‫الخلافة‬ ‫ويذَعون‬ ‫‪،‬‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫ب!مامة أبى‬ ‫قولها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬إذ يخالفونها‬ ‫الزيدية‬

‫بين‬ ‫يوم اَخى‬ ‫لهْ‬ ‫علصتجم‬ ‫قوله‬ ‫بهذا إلى‬ ‫‪ ،‬يشيرون‬ ‫الاسم‬ ‫دون‬ ‫بالوصف‬ ‫عليه‬ ‫لخهشيماا بالنص‬

‫من‬ ‫أيضا أن كل‬ ‫مذهبهم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫موسى‬ ‫من‬ ‫بمنزلة هارون‬ ‫منى‬ ‫المهاجرين والأنصار ! أنت‬

‫‪.‬‬ ‫الإمام‬ ‫فهو‬ ‫والحسين‬ ‫الحسن‬ ‫مِن ولد‬ ‫دينه‬ ‫إلى‬ ‫ودعا‬ ‫سيفه‬ ‫شهر‬

‫‪ ،‬وشلك‬ ‫تقليدهم‬ ‫على‬ ‫رأوه يخرج‬ ‫أمر المقبلى حين‬ ‫هذا إلى الغلو فى‬ ‫فدعاهم‬

‫الى أن عائشة‬ ‫إنه كان يذهب‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫السنة والشيعة‬ ‫أهل‬ ‫بين مذهب‬ ‫الاعتدال‬ ‫مسلك‬

‫مقصدهم‪،‬‬ ‫وصلاح‬ ‫لهم شبهتهم‬ ‫كانت‬ ‫اللّه‬ ‫بن عبيد‬ ‫أم المؤمنين والزبير بن العوام وطلحة‬

‫‪.‬‬ ‫مِن قتلة عثمان بن عفان‬ ‫يطالبون علتأ بالقصاص‬ ‫خرجوا‬ ‫حين‬

‫الجارودية منهم‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫الزيدية عمومَا‬ ‫المقبلى على‬ ‫من‬ ‫وأشباهه‬ ‫هذا‬ ‫فكبر‬

‫فيه‪:‬‬ ‫بعضهم‬ ‫‪،‬فقال‬ ‫أنه ناصبى‬ ‫زعموا‬ ‫‪،‬حتى‬ ‫بينه وبينهم‬ ‫النفرة‬ ‫تلك‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ودعا‬ ‫خصوصئا‬

‫الشقا بصرَه(‪)1‬‬ ‫أعمى‬ ‫ناصبى‬ ‫المقبلى‬

‫أيضا‪:‬‬ ‫وقالما‬

‫أحقر من ذبابه‬ ‫فلأنت‬ ‫مقبلى‬ ‫يا‬ ‫كرا‬ ‫أطرق‬

‫‪ ،‬فثار‬ ‫السابق‬ ‫فيها مسلكه‬ ‫‪ ،‬وسلك‬ ‫الأشعرية‬ ‫مِن مواطن‬ ‫مكة‬ ‫إلى‬ ‫صنعاء‬ ‫من‬ ‫فارتحل‬

‫يسلك‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫اسلافهم‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬والاعتراض‬ ‫الزندقة‬ ‫إلى‬ ‫أيفئا ‪ ،‬ونسبوه‬ ‫علماؤها‬ ‫عليه‬

‫أبى طالب‪.‬‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫بيغض‬ ‫يدين‬ ‫الذى‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫) الناصبى‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪031‬‬
‫الكتاب والسنة ‪ ،‬وعدم‬ ‫التعويل على‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫والتابعين‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫السلف‬ ‫هذا مسلك‬ ‫فى‬

‫بعض‬ ‫المعتزلة فى‬ ‫الحط على‬ ‫الدليل ‪ ،‬ولكنه يكثر من‬ ‫التقليد ولو خالف‬ ‫التعويل على‬

‫مسائلهم‪،‬‬ ‫الصوفية فى غالب‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫آخر‬ ‫الأشعرية فى بعض‬ ‫الكلامية ‪ ،‬وعلى‬ ‫مسائلهم‬

‫‪ ،‬ولا يبالى إذا‬ ‫غلوهم‬ ‫بعض‬ ‫فى‬ ‫المحدِّثين‬ ‫وعلى‬ ‫‪َ،‬‬ ‫تفريعاتهم‬ ‫كثير من‬ ‫الفقهاء فى‬ ‫وعلى‬

‫‪.‬‬ ‫كان‬ ‫كائنا من‬ ‫بالدليل بمن يخالفه‬ ‫تمسك‬

‫علمائها‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬فاْرسل‬ ‫باستانبول‬ ‫السلطان‬ ‫أمره إلى‬ ‫رفعوا‬ ‫مكة‬ ‫علماء‬ ‫ولما ثار عليه‬

‫وشمأله يما‬ ‫شكواهم‬ ‫فى‬ ‫اْخذ يبحث‬ ‫إلى مكة‬ ‫منه ‪ ،‬فلما وصل‬ ‫شكواهم‬ ‫إلى النظر فى‬

‫عليه‪،‬‬ ‫يؤخذ‬ ‫شيئا‬ ‫مسلكه‬ ‫ير فى‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫ير منه إلا الجميل‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫أثارهم‬

‫‪ ،‬وهو‬ ‫غاية أمرهم‬ ‫هو‬ ‫لا!ن هذا‬ ‫؟‬ ‫السلطان‬ ‫معينا من‬ ‫يجدوا‬ ‫لم‬ ‫حين‬ ‫الثائرون عليه‬ ‫فسكت‬

‫العلمية‪،‬‬ ‫المناظرة‬ ‫على‬ ‫لا يقوون‬ ‫جامدون‬ ‫‪ ،‬فهم ضعاف‬ ‫مصلح‬ ‫كل‬ ‫ديدنهم فى الثورة على‬

‫منهم‬ ‫‪ ،‬ف!ذا لم يجدوا‬ ‫القوة‬ ‫يدهم‬ ‫بمن فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫دعاة‬ ‫على‬ ‫إلا أن يستعينوا‬ ‫فلا يجدون‬

‫بالمداراة‬ ‫‪ ،‬وإنما يأخذونها‬ ‫الإصلاح‬ ‫برسالة‬ ‫لا يؤمنون‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫العجز‬ ‫عليهم‬ ‫ظهر‬ ‫مساعدة‬

‫من‬ ‫بقوته على‬ ‫يساعدهم‬ ‫سلطان‬ ‫بصاحب‬ ‫للثورة عليها ‪ ،‬ويظفروا‬ ‫فرصة‬ ‫إلى أن يجدوا‬

‫يثورون عليه‪.‬‬

‫ابن الوزير فبله ‪ ،‬وكان‬ ‫ثأ‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫باليمن‬ ‫الشيعة‬ ‫بيئة الزيدية من‬ ‫المقبلى فى‬ ‫نثأ‬ ‫وقد‬

‫إنه تأثر به‬ ‫التقليد ‪ ،‬حتى‬ ‫على‬ ‫والسنة‬ ‫بالكتاب‬ ‫إيثار التمسك‬ ‫من‬ ‫متأثرا به فيما اْخذ به نفسه‬

‫إيثار الحق‬ ‫فى‬ ‫الشامخ‬ ‫العلم‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫ذلك‬ ‫اْظهر فيه آراءه فى‬ ‫كتابه الذى‬ ‫تسميه‬ ‫فى‬

‫ابن الوزير ‪ -‬إيثار الحق على‬ ‫كتاب‬ ‫اسم‬ ‫من‬ ‫الآباء والمشايخ ‪ -‬فهذه التسمية مأخوذة‬ ‫على‬

‫والفروع‬ ‫فى الأصول‬ ‫إيثار الاجتهاد‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الكتابين واحد‬ ‫من‬ ‫الخلق ‪ -‬وهذا إلى أن الغرض‬

‫‪ ،‬ولم يبيحوا‬ ‫عليها أصحابها‬ ‫تقليد المذاهب التى جمد‬ ‫والسنة على‬ ‫إلى الكتاب‬ ‫بالرجوع‬

‫خلافها‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولو كان الحق الذى يؤيده الكتاب والسنة على‬ ‫أحكامها‬ ‫الخروج على‬ ‫لأنفسهم‬

‫" إيثار الحق‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫" أوسع‬ ‫والمشايخ‬ ‫الآباء‬ ‫على‬ ‫إيثار الحق‬ ‫فى‬ ‫الشامخ‬ ‫‪ 9‬العلم‬ ‫وكتاب‬

‫فى الأحكام‬ ‫جليل‬ ‫‪ ،‬وذكر أنه كتاب‬ ‫رضا‬ ‫طبعه السيد رشيد‬ ‫على‬ ‫وقد أشرف‬ ‫لما‬ ‫الخلق‬ ‫على‬

‫الأشعرية والمعتزلة والزيدية والصوفية‪،‬‬ ‫بحقيقة مذاهب‬ ‫‪،‬يعرث‬ ‫والفقه والتصوف‬ ‫والأصول‬

‫‪ ،‬ويحرر‬ ‫الخطأ‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫ما فى‬ ‫ويبين‬ ‫‪،‬‬ ‫المذاهب‬ ‫فى‬ ‫لاختلافهم‬ ‫المسلمين‬ ‫تعادى‬ ‫من‬ ‫وينفر‬

‫مثله‬ ‫لا يوجد‬ ‫بما‬ ‫الوجود‬ ‫والفروع ومسألة وحدة‬ ‫العقائد والأصول‬ ‫مسائل‬ ‫الكلام فى كثير من‬

‫الكتب‪.‬‬ ‫من‬ ‫معين فى كتاب‬ ‫لمذهب‬ ‫التعصب‬ ‫فى استقلال الرأى دون‬

‫تتعصب‬ ‫المدرسة‬ ‫هذه‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الوزير‬ ‫وابن‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫مدرسة‬ ‫المقبلى من‬ ‫أن‬ ‫والحق‬

‫له مثل‬ ‫‪ ،‬فالتعد!ب‬ ‫المذاهب أيضا‬ ‫من‬ ‫مذهب‬ ‫‪ ،‬وذلك‬ ‫والفروع‬ ‫فى الأصول‬ ‫لعقيدة السلف‬

‫‪311‬‬
‫المسلمين‬ ‫جمهور‬ ‫جمود‬ ‫على‬ ‫هذه المدرسة بخروجها‬ ‫دانما تمتاز‬ ‫المذاهب ‪،‬‬ ‫لغيره من‬ ‫التعصب‬

‫عندها‬ ‫الفقه ؟ فكان‬ ‫فى‬ ‫الأربعة المشهورة‬ ‫المذاهب‬ ‫العقائد ‪ ،‬وعلى‬ ‫فى‬ ‫الأشعرى‬ ‫مذهب‬ ‫على‬

‫أن الفرقة‬ ‫‪ ،‬وترى‬ ‫لمذهبها السلفى‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫تتعصب‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫الحرية الفكرية‬ ‫من‬ ‫بهذا بعف!‬

‫الفرق فى تقليدها‬ ‫غير تأويل ‪ ،‬فلا تعذر غيرها من‬ ‫الاَخذة بالكتاب والسنة من‬ ‫الناجية هى‬

‫عن‬ ‫الخروج‬ ‫لأنها لا تبيح‬ ‫‪،‬‬ ‫داثرة التقليد إلا قليلا‬ ‫من‬ ‫أيضا‬ ‫تخرج‬ ‫أنها لم‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫لمذاهبها‬

‫المذاهب التى جمد‬ ‫غير تلك‬ ‫أخرى‬ ‫والفروع ‪ ،‬ولو إلى مذاهب‬ ‫فى الأصول‬ ‫السلف‬ ‫مذهب‬

‫فيها مرونة دينية‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫الحديث‬ ‫هذا العصر‬ ‫يقتضيها ذوق‬ ‫مذاهب‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫عليها أصحابها‬

‫‪ ،‬ف!ن من‬ ‫السلف‬ ‫مذهب‬ ‫المذاهب ولا عند الجامدين على‬ ‫تلك‬ ‫عند الجامدين على‬ ‫لا توجد‬

‫الى‬ ‫‪ ،‬يصل‬ ‫نفورا شديذا‬ ‫هؤلاء الجامدين جميعا‬ ‫من‬ ‫يجد‬ ‫الحديث‬ ‫هذا فى عصرنا‬ ‫يحاول‬

‫الحق‬ ‫أنه قد يكون‬ ‫بالقوة ‪ ،‬مع‬ ‫أخذه‬ ‫على‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬لىاثارة أصحاب‬ ‫العقيدة‬ ‫فى‬ ‫الطعن‬ ‫حد‬

‫تلك‬ ‫على‬ ‫الجمود الشديد‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫للرأى‬ ‫الأعمى‬ ‫التعصب‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فيضيع‬ ‫معه‬

‫المذاهب‪.‬‬

‫ترى‬ ‫صارت‬ ‫الجمود ‪ ،‬حتى‬ ‫فيه غيرها من‬ ‫ابن تيمية يخما وقع‬ ‫مدرسة‬ ‫وقعت‬ ‫وهكذا‬

‫يراه‬ ‫بما‬ ‫فيهما‬ ‫أن يجتهد‬ ‫فى‬ ‫حقا‬ ‫لغيرها‬ ‫‪ ،‬ولا ترى‬ ‫غيرها‬ ‫دون‬ ‫والسنة‬ ‫بالكتاب‬ ‫لها اختصاضا‬

‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫لجميع‬ ‫حق‬ ‫فيهما‬ ‫الاجتهاد‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫اجتهادها‬ ‫من‬ ‫أحسن‬

‫الماضى‬ ‫فى‬ ‫احد‬ ‫الاستئثار بذلك‬ ‫أن يذعى‬ ‫‪ ،‬ولا يصح‬ ‫ابن تيمية ومدرسته‬ ‫على‬ ‫مقصوزا‬

‫أصحاب‬ ‫له من‬ ‫اهل‬ ‫الاجتهاد فيهما لمن هو‬ ‫حق‬ ‫أن يكون‬ ‫والمستقبل ‪ ،‬بل يجب‬ ‫والحاضر‬

‫غير إثارة‬ ‫الى الحق من‬ ‫هذا أن نصل‬ ‫رائدنا فى‬ ‫‪ ،‬وأن يكون‬ ‫ابن تيمية وغيرهم‬ ‫مدرسة‬

‫المخلصين‬ ‫بيننا ‪ ،‬ويمنع كثيزا من‬ ‫يثير المخاوف‬ ‫مما‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬أو نحو‬ ‫عقيدة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬أوطعن‬ ‫تعصب‬

‫إلا‬ ‫بها الأ يجدوا‬ ‫إذا ظهروا‬ ‫يخافون‬ ‫لأنهم‬ ‫الآراء النافعة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫ابداء ما عندهم‬ ‫من‬ ‫لدينهم‬

‫فى أنفسهم وأموالهم‪.‬‬ ‫السلطان عليهم ليؤذوهم‬ ‫ذوى‬ ‫هـاثارة‬ ‫‪،‬‬ ‫فى عقائدهم‬ ‫الطعن‬

‫بين‬ ‫الفصل‬ ‫حد‬ ‫هذا القرن عند‬ ‫فى‬ ‫وقوفه‬ ‫من‬ ‫الكورانى‬ ‫ما أخذناه على‬ ‫هذا لان‬

‫غيره‬ ‫فى العقائد ‪.‬ومذاهب‬ ‫الأشعرى‬ ‫مذهب‬ ‫انصار المتمسكين بالكتاب والسنة والجامدين على‬

‫علمنا‬ ‫يقف‬ ‫أن‬ ‫المسألة لا يصح‬ ‫هذه‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫المقبلى‬ ‫على‬ ‫أيضَا هنا‬ ‫نأخذه‬ ‫‪،‬‬ ‫الفروع‬ ‫فى‬

‫من‬ ‫ما عندهم‬ ‫فيه آخر‬ ‫تكون‬ ‫الحد الذى‬ ‫الى‬ ‫قرن‬ ‫كل‬ ‫بها فى‬ ‫علماؤنا‬ ‫‪ ،‬ولا أن يهتم‬ ‫عندهم‬

‫العلم‪.‬‬

‫‪ ،‬ومن‬ ‫الكلام‬ ‫علم‬ ‫التنفير من‬ ‫من‬ ‫فيه مدرسته‬ ‫فيما مضت‬ ‫المقبلى أيضا‬ ‫ومضى‬

‫على‬ ‫يعتمد‬ ‫الذى‬ ‫التصوف‬ ‫بينه وبين‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫فسَؤى‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫بتأثره بأساليب‬ ‫عليه‬ ‫العيب‬

‫بالكتاب‬ ‫فى التمسك‬ ‫مدرسته‬ ‫مسلك‬ ‫من‬ ‫فى شىء‬ ‫أذواق المتصوفة ‪ ،‬لأن هذه المسالك ليست‬

‫‪312‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫والمشايخ‬ ‫الآباء‬ ‫على‬ ‫إيثار الحق‬ ‫فى‬ ‫الشامخ‬ ‫العلم‬ ‫كتابه ‪-‬‬ ‫فى‬ ‫يقول‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫والسنة‬

‫بكلام‬ ‫المتكلمين‬ ‫‪ ،‬ك!عجاب‬ ‫المتصوفة‬ ‫لكلام‬ ‫الصفا‬ ‫عين‬ ‫المدعين‬ ‫هؤلاء‬ ‫أن (عجاب‬ ‫ا واعلم‬

‫قديمة‬ ‫المقبلى شنشنة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫الحكماء‬ ‫أولئك‬ ‫الله ‪ ،‬وسموا‬ ‫أهل‬ ‫هؤلاء‬ ‫‪ ،‬فسموا‬ ‫الفلاسفة‬

‫طَبقَة ‪ ،‬إلى‬ ‫بعد‬ ‫فيها طبقه‬ ‫تأثر بهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وتوارثها‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫السلف‬ ‫قدماء‬ ‫عليها‬ ‫درج‬

‫إلى مثل هذا فى عصر‬ ‫وما كان له أن يذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫رضا‬ ‫السيد رشيد‬ ‫فى عصرنا‬ ‫أن ورثها عنهم‬

‫العظيمة‪.‬‬ ‫بها أوربا فيه نهضتها‬ ‫‪ ،‬ونهضت‬ ‫الفلسفة‬ ‫علوم‬ ‫فيه فضل‬ ‫ظهر‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪6916‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪11 80‬‬ ‫المقبل!‬ ‫وفاة‬ ‫وكانت‬

‫*محي!!ي!‬

‫‪313‬‬
‫القرن الثانى عشر‬ ‫المجددون فى‬

‫الهجرى‬ ‫القرن الثانى عشر‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫فيه‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪1785‬‬ ‫الى سنة‬ ‫ا م‬ ‫‪IAA‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫الهجرى‬ ‫يمتد القرن الثانى عشر‬

‫‪:‬‬ ‫دول ثلاث‬ ‫الدول ايإسلامية‬ ‫بالمشرق من‬

‫حتى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫دول‬ ‫عليها‬ ‫تالبت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫‪ :‬الدولة العثمانية النركية‬ ‫أولاهما‬

‫يكن‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بمكاز‬ ‫الضعف‬ ‫من‬ ‫سلاطينها‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫فى‬ ‫أملاكها‬ ‫منها كثيرَا من‬ ‫انتزعت‬

‫‪ ،‬يولون‬ ‫الإنكشارية‬ ‫ولرؤساء‬ ‫لوزرائهم‬ ‫الأمر‬ ‫كان‬ ‫د!انما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الا"مر‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫لهم‬

‫اْحوال‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫لا يعرفون‬ ‫‪،‬‬ ‫رجعيين‬ ‫جهلاء‬ ‫الوزراء‬ ‫هؤلاء‬ ‫أكثر‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫ويعزلون‬ ‫فيهم‬

‫من‬ ‫بشىء‬ ‫‪ ،‬ولا يأخذون‬ ‫فيه حولهم‬ ‫ما يجرى‬ ‫يعرفون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫الدولية فى‬ ‫السياسة‬

‫كفرًا‬ ‫عليه‬ ‫الخروج‬ ‫ويرون‬ ‫‪،‬‬ ‫القديم‬ ‫من‬ ‫اْلفوه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫يجمدون‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫والتجديد‬ ‫الإصلاح‬

‫وبولونيا والبندقية‬ ‫النمسا وروسيا‬ ‫بين هذه الدولة ودول‬ ‫حروب‬ ‫الكفر وقد قامت‬ ‫من‬ ‫أو أشد‬

‫م ) فانتهت‬ ‫‪3017 -‬‬ ‫‪5916‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪1115‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الثانى ( ‪6011‬‬ ‫مصطفى‬ ‫السلطان‬ ‫عهد‬ ‫فى‬

‫بين الدولة العثمانية التركية والنمسا والروشا‬ ‫التى عقدت‬ ‫بمعاهدة كارلوفتس‬ ‫الحروب‬ ‫هذه‬

‫فى‬ ‫أملاكها‬ ‫من‬ ‫الدولة كثير‬ ‫فيها من‬ ‫‪ ،‬وانتزع‬ ‫م‬ ‫‪9916‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪111 0‬‬ ‫والبندقية وبولونيا سنة‬

‫الجزية أو الهدية‪،‬‬ ‫سيل‬ ‫شيثَا لها على‬ ‫أو غيرها‬ ‫النمسا‬ ‫ألا تدفع‬ ‫فيها على‬ ‫‪ ،‬واتفق‬ ‫أوربا‬

‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫أن تقف‬ ‫على‬ ‫أوربا فيها ‪ ،‬فعملت‬ ‫دول‬ ‫المعاهدة أطماع‬ ‫هذه‬ ‫عهد‬ ‫من‬ ‫وزادت‬

‫الشزقية‪،‬‬ ‫المسألة‬ ‫باسم‬ ‫السياسة‬ ‫فى‬ ‫فيما بينها ‪ ،‬وابتدأ بهذا ما يعرف‬ ‫بلادها‬ ‫‪ ،‬لتقسم‬ ‫تقدمها‬

‫الاستجمار السياسى‪،‬‬ ‫البلاد الإسلامية باسم‬ ‫على‬ ‫الاستيلاء‬ ‫أساس‬ ‫مسألة تقوم عنى‬ ‫وهى‬

‫فى‬ ‫هو الذى يقف‬ ‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫إلإسلامى‬ ‫من محاولة القضاء على إ‬ ‫تحته‬ ‫و(خفاء ما ينطوى‬

‫أوربا‬ ‫الاستعمار هى‬ ‫هذا الطور من‬ ‫أن أوربا الحديثة فى‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫هذا الاستعمار‬ ‫سبيل‬

‫القديم‬ ‫أوربا العصر‬ ‫الصليبية ‪ ،‬وهى‬ ‫هذه البلاد باسم الحروب‬ ‫التى هاجمت‬ ‫الوسيط‬ ‫العصر‬

‫لكل‬ ‫هذا تلبس‬ ‫فى‬ ‫الرومانى ‪ ،‬وهى‬ ‫الاستعمار اليونانى والاستعمار‬ ‫باسم‬ ‫التى هاجمتها‬

‫دين‬ ‫على‬ ‫كانوا‬ ‫ولو‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلها‬ ‫البلاد من‬ ‫هذه‬ ‫إلا انتزاع خيرات‬ ‫تقصد‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫لبوسه‬ ‫عصر‬

‫بمقاصد‬ ‫لا يغتر منهم‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الحقيقة‬ ‫هذه‬ ‫أن يعرفوا‬ ‫البلاد جميغا‬ ‫هذه‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫يوافقها‬

‫‪rif‬‬
‫خير‬ ‫استعمارنا‬ ‫من‬ ‫تقصد‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫لنا جميعا‬ ‫خيرأ‬ ‫‪ ،‬لأنها لا تقصد‬ ‫الدين‬ ‫يوافقها فى‬ ‫أوربا من‬

‫اليونانى‬ ‫كالاستعمار‬ ‫سياسى‬ ‫استعمار‬ ‫عصرنا‬ ‫‪ ،‬فالاستعمارْ الأوربى فى‬ ‫أهلها وحدهم‬

‫قصده‬ ‫لما‬ ‫سبيله‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫يقف‬ ‫لم‬ ‫ولو‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫أمر‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫لا يهمه‬ ‫‪،‬‬ ‫والرومانى‬

‫فى‬ ‫جانبهم‬ ‫إلى‬ ‫فوقفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسيحيين‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫مواطنى‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫هذا‬ ‫أدرك‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بسوء‬

‫‪.‬‬ ‫الاستعمار‬ ‫ذلك‬ ‫مقاومة‬

‫هـ=‬ ‫‪1135‬‬ ‫سنة‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫انتهت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ببلاد فارس!‬ ‫الصفوية‬ ‫والثمافية ‪ :‬الدوله‬

‫سنة‬ ‫إلى‬ ‫فيها‬ ‫حكمهم‬ ‫بلاده ا ‪ ،‬ومكث‬ ‫أمراء الأفغان على‬ ‫بعض‬ ‫م فاستولى‬ ‫‪1722‬‬

‫‪ ،‬وقد أظهر‬ ‫حكمهم‬ ‫أخيرًا على‬ ‫الذى قضى‬ ‫نادر شاه هو‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪9172‬‬ ‫اهـ‪-‬‬ ‫‪142‬‬

‫=‬ ‫اهـ‬ ‫‪914‬‬ ‫سنة‬ ‫ملكا‬ ‫بنفسه‬ ‫نادى‬ ‫أن‬ ‫لم يلبث‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الدولة الصفوية‬ ‫أنه يريد إعادة‬ ‫أو‪،‬‬

‫قبيلة الأفشار‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأصله‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫إسلامية‬ ‫شخصية‬ ‫أعظم‬ ‫نادر شاه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪1736‬‬

‫إلى‬ ‫فارس‬ ‫تمتد من‬ ‫عظيمة‬ ‫مملكة‬ ‫لنفسه‬ ‫‪ ،‬فكؤَن‬ ‫الناص‬ ‫عامة‬ ‫من‬ ‫والده‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫خراسان‬ ‫من‬

‫فى‬ ‫وسلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الأقاليم‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫وأفغانستان‬ ‫وداغستان‬ ‫فيها بخارى‬ ‫وتدخل‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد الهند‬

‫الأنظمة‬ ‫على‬ ‫جنده‬ ‫‪ ،‬فدرث‬ ‫القرن السابق‬ ‫فى‬ ‫الشاه عباس‬ ‫التجديد ما سلكه‬ ‫طريق‬

‫أوربا ‪ ،‬وفى‬ ‫الحديثة من‬ ‫الأسلحة‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫فى‬ ‫الإنكليز‬ ‫ببعض‬ ‫الحديثة ‪ ،‬واستعان‬

‫على‬ ‫به ملكا‬ ‫نودى‬ ‫لما‬ ‫إنه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الدينى‬ ‫التسامح‬ ‫يميل إلى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بلاد فارس‬ ‫فى‬ ‫صنعها‬

‫السنة‬ ‫المؤاخاة بين أهل‬ ‫‪! ،‬الى‬ ‫المعارف‬ ‫نشر‬ ‫إلى‬ ‫فيه اهلها‬ ‫دعا‬ ‫منشورَا‬ ‫‪ ،‬أصدر‬ ‫بلاد فارس‬

‫بين‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫يختاره‬ ‫دين‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫جمع‬ ‫فى‬ ‫اكبر خان‬ ‫إنه أراد أن يقلد‬ ‫‪ ،‬ويقال‬ ‫والشيعة‬

‫م ‪ ،‬ولم تزل فى‬ ‫‪1747‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪0116‬‬ ‫بعد موته سنة‬ ‫بلاد فارس‬ ‫‪ ،‬وقد اضطربت‬ ‫الأديان‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1788‬‬ ‫هـ=‬ ‫فيها الدولة القاجارية سنة ‪12 30‬‬ ‫اضطزابها إلى أن قامت‬

‫فيها‬ ‫طمع‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أمرها‬ ‫اضطرب‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بالهند‬ ‫المغولية‬ ‫‪ :‬الدولة‬ ‫والثالثة‬

‫الهند الإنكليزية‬ ‫لشركة‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حكمهم‬ ‫بلاد الهند إلى‬ ‫‪ ،‬وأرادوا أن يعيدوا‬ ‫امراء الهندوس‬

‫‪ ،‬فاستنجد‬ ‫السواء‬ ‫على‬ ‫والمسلمين‬ ‫الهندوس‬ ‫ماَربها فى‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬لتصل‬ ‫الاضطرابات‬ ‫تلك‬ ‫يد فى‬

‫دهلى‬ ‫على‬ ‫استولى‬ ‫حتى‬ ‫الهند بجيشه‬ ‫الدولة بنادر شاه السابق ‪ ،‬فقصد‬ ‫وزراء هذه‬ ‫بعض‬

‫‪ ،‬واكتفى ب!دخاله فى حمايته‪،‬‬ ‫عرشه‬ ‫شاه على‬ ‫قاعدة دولتها ‪ ،‬ولكنه أبقى ملكها محمد‬

‫أكل‬ ‫الخمر وليله فى‬ ‫شرب‬ ‫نهاره فى‬ ‫الهند ‪ ،‬يقضى‬ ‫ملوك‬ ‫أسوأ‬ ‫من‬ ‫شاه‬ ‫محمد‬ ‫وكان‬

‫مثله ‪ ،‬فاضطربت!‬ ‫ضعاف‬ ‫‪ ،‬وقام بعده ملوك‬ ‫عقله‬ ‫‪ ،‬وضعف‬ ‫عزمه‬ ‫وهن‬ ‫الأفيون ‪ ،‬حتى‬

‫ليس‬ ‫صغيرة‬ ‫ولايات‬ ‫إلى‬ ‫انقسمت‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الداخلية‬ ‫فيها الحروب‬ ‫وقامت‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاد الهندية‬

‫ولايةَ‬ ‫عليها‬ ‫الهندية الإنكليزية الاستيلاء‬ ‫الشركة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فسهل‬ ‫اسمية‬ ‫عليها إلا سلطة‬ ‫للدولة‬

‫هـ=‬ ‫‪1221‬‬ ‫سنة‬ ‫حكمه‬ ‫انتهى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫شاه‬ ‫عالم‬ ‫الملوك يسمى‬ ‫هؤلاء‬ ‫آخر‬ ‫؟ وكان‬ ‫ولاية‬ ‫بعد‬

‫‪315‬‬
‫الهند‬ ‫لشركة‬ ‫رأى‬ ‫حتى‬ ‫عاش‬ ‫الدولة المغولية ‪ ،‬وقد‬ ‫ملوك‬ ‫آخر‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫م‬ ‫‪6018‬‬ ‫سنة‬

‫هذه السيادة لها إلى ان انتقلت‬ ‫قاعدة هذه المملكة وقد مكثت‬ ‫دهلى‬ ‫الإنكليزية السيادة على‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1856‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫إلى الحكومة الإنجليزية سنة ‪1274‬‬

‫القرن‬ ‫فى‬ ‫القرن كحاله‬ ‫هذا‬ ‫حالته السياسية فى‬ ‫فكانت‬ ‫وأما المغرب الإسلامى‬

‫وتونس‬ ‫الجزائر‬ ‫تزال‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫بمراكش‬ ‫قائمة‬ ‫لا تزال‬ ‫السعدين‬ ‫دولة‬ ‫إذ كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬

‫كما‬ ‫المغرب‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يجريان‬ ‫والضحف‬ ‫الفساد‬ ‫العثمانية التركية ‪ ،‬وكان‬ ‫تابعة للدولة‬ ‫وطرابلس‬

‫‪.‬‬ ‫المشرق‬ ‫فى‬ ‫يجريان‬

‫العلماء فيه‬ ‫؟ فاستمر‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫بين المسلمين‬ ‫فساذا‬ ‫الحالة العلمة‬ ‫ازدادت‬ ‫وكذلك‬

‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫سفير‬ ‫أفندى‬ ‫الحلبى‬ ‫محمد‬ ‫(نه لما أراد‬ ‫حتى‬ ‫؟‬ ‫وتنطعهم‬ ‫جمودهم‬ ‫على‬

‫الدين‬ ‫ليقنعوا علماء‬ ‫وحاشيته‬ ‫السلطان‬ ‫؟ لجأ إلى‬ ‫باستانبول‬ ‫مطبعة‬ ‫إنشاء‬ ‫فرنسا‬ ‫التركية فى‬

‫وليست‬ ‫‪،‬‬ ‫الله تعالى‬ ‫من‬ ‫المطبعة نعمة‬ ‫بأن‬ ‫يفتى‬ ‫أن‬ ‫الإسلام‬ ‫شيخ‬ ‫السلطان‬ ‫؟ فأمر‬ ‫بفائدتها‬

‫الإسلام بجوار إنشاء‬ ‫الشيطان كما أفتى علماء القرن السابق ‪ ،‬فأفتى شيخ‬ ‫عمل‬ ‫من‬ ‫رجسا‬

‫والفقه والكلام ؟ لأنها‬ ‫التفسير والحديث‬ ‫وكتب‬ ‫القراَن‬ ‫طغ‬ ‫تمغ من‬ ‫أنْ‬ ‫هذه المطبعة ‪ ،‬على‬

‫فى‬ ‫موجود‬ ‫والتحريف‬ ‫‪ .‬مع أن التصحيف‬ ‫والتحريف‬ ‫عليها من التصحيف‬ ‫دينية يخاف‬ ‫كتب‬

‫فائدة‬ ‫فى‬ ‫مغمز‬ ‫من‬ ‫تخل‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالإكراه‬ ‫فتوى‬ ‫كانت‬ ‫ولكنها‬ ‫‪،‬‬ ‫المطبعة‬ ‫قبل‬ ‫الخطية‬ ‫الكتب‬

‫من أعظم‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ثلاثة قرون‬ ‫اختراعها فى أوربا نحو‬ ‫على‬ ‫كان قد مضى‬ ‫أنه‬ ‫المطبعة ‪ ،‬مع‬

‫الفتو!‬ ‫هذه‬ ‫المطبعة بمقتضى‬ ‫‪ ،‬فأنشئت‬ ‫فيها‬ ‫والعلوم‬ ‫المعارف‬ ‫وانتشار‬ ‫نهوضها‬ ‫فى‬ ‫الأسباب‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1712‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫فى إستانبولط سنة ‪1124‬‬

‫احمد‬ ‫علماء إستانبول ‪ ،‬فقد عين‬ ‫وتنطغا عن‬ ‫علماء الأزهر يقلون جمودا‬ ‫ولم يكن‬

‫أرباب‬ ‫من‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪1748‬‬ ‫ا هـ=‬ ‫‪111‬‬ ‫سنة‬ ‫مصر‬ ‫وزير والئا على‬ ‫باشا المعروف بكور‬

‫شيخ‬ ‫الثه الشبراوى‬ ‫عبد‬ ‫اليه الشيخ‬ ‫فذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫الرياضية‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫رغبة‬ ‫وله‬ ‫‪،‬‬ ‫الفضاثل‬

‫‪ ،‬فلما‬ ‫العلوم‬ ‫مسائل‬ ‫فى‬ ‫كلام‬ ‫بينه وبيهم‬ ‫بالولاية ‪ ،‬ودار‬ ‫لتهنئته‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫وفد‬ ‫مع‬ ‫الأزهر‬

‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫‪ :‬لا نعرف‬ ‫‪ ،‬وقالوا‬ ‫فيها‬ ‫الكلام‬ ‫عن‬ ‫أحجموا‬ ‫الرياضية‬ ‫العلوم‬ ‫إلى‬ ‫انتقل بهم‬

‫‪.‬الشبراوى بعد‬ ‫الله‬ ‫بالشيخ عبد‬ ‫الجهل بها فى هذه الجلسة ثم اجتمع‬ ‫على‬ ‫لومهم‬ ‫عن‬ ‫فسكت‬

‫هذا فقال له‪:‬‬

‫غاية‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬اوكنت‬ ‫والعلوم‬ ‫الفضائل‬ ‫منبع‬ ‫مصر‬ ‫ان‬ ‫بالديار الرومية‬ ‫عندنا‬ ‫إ المسموع‬

‫أ ‪.‬‬ ‫أن تراه‬ ‫من‬ ‫بالمعيدى خير‬ ‫‪ :‬تسمع‬ ‫قيل‬ ‫كما‬ ‫جثتُها وجدتها‬ ‫إليها ‪،‬فلما‬ ‫المجىء‬ ‫إلى‬ ‫الشوق‬

‫‪.‬‬ ‫والمعارف‬ ‫العلوم‬ ‫معدن‬ ‫سمعتم‬ ‫يا مولانا كما‬ ‫‪ :‬هى‬ ‫الشبراوى‬ ‫ه الشيخ‬ ‫ل‬ ‫فقال‬

‫من‬ ‫مطلوبى‬ ‫عن‬ ‫سألتكم‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫علمائها‬ ‫أعظم‬ ‫وانتم‬ ‫؟‬ ‫هى‬ ‫‪ :‬وأين‬ ‫له الوالى‬ ‫فقال‬

‫؟! ‪.‬‬ ‫منها شيئا‬ ‫عندكم‬ ‫‪ ،‬فلم أجد‬ ‫العلوم‬

‫‪316‬‬
‫وصناعات‬ ‫وآلات‬ ‫وشروط‬ ‫لوازم‬ ‫الى‬ ‫تحتاج‬ ‫العلوم‬ ‫‪ :‬هذه‬ ‫الشبراوى‬ ‫له الشيخ‬ ‫فقال‬

‫مور‬ ‫و‬
‫والأمور العطاردية‪،‬‬ ‫والتشكيل‬ ‫والرسم‬ ‫والخط‬ ‫الوضع‬ ‫ذوقية ‪ ،‬كرقة الطبيعة وحسن‬ ‫أ‬

‫القرى والاَفاق ‪ ،‬فيندر فيهم‬ ‫من‬ ‫مجتمعة‬ ‫غالبهم فقراء وأخلاط‬ ‫ذلك‬ ‫الأرهر بخلاف‬ ‫هل‬ ‫وأ‬

‫لذلك‪.‬‬ ‫بلية‬ ‫لقا‬ ‫ا‬

‫الأرهر فى هذا القرن فقال ‪:‬‬ ‫فيها أهل‬ ‫يصف‬ ‫قصيدة‬ ‫الحجازى‬ ‫وقد نظم الشيخ حسن‬

‫والوجوُد‬ ‫العز‬ ‫له‬ ‫رَلب‬ ‫ابتلإه‬ ‫الأزهر‬ ‫الجامع‬

‫بالبشر لا يجود(‪)1‬‬ ‫عليك‬ ‫وطِرف‬ ‫قحف‬ ‫فَأ‬ ‫بكل‬

‫والجمود‬ ‫واليبس‬ ‫!‬ ‫الثف‬ ‫فيه‬ ‫أليس‬ ‫قطعة صخر‬


‫يسودوا‬ ‫لكى‬ ‫وسئَعوه‬ ‫قد‬ ‫‪،!3‬‬ ‫و‬ ‫كبَّروها‬ ‫عمائض‪،‬‬

‫تزيد‬ ‫أو‬ ‫كراسَا‬ ‫تسعين‬ ‫رَوايا‬ ‫آباطهم‬ ‫وتحت‬

‫تصيدُ‬ ‫لهم‬ ‫ماللِ‬ ‫لأجل‬ ‫مالوا‬ ‫جيث‬ ‫يميلون‬ ‫بها‬

‫عمود‬ ‫له‬ ‫عمودِ‬ ‫كل‬ ‫السوارى‬ ‫مالتِ‬ ‫لولاهُم‬

‫والعبيد‪.‬‬ ‫الأحرار‬ ‫سب‪،‬ن‬ ‫البرايا‬ ‫فى‬ ‫شاع‬ ‫تزويرُهم‬

‫محيد‬ ‫ولا‬ ‫بد!‬ ‫عنه‬ ‫ما‬ ‫وفخرأ‬ ‫حرفة‬ ‫دا‬ ‫حتى‬

‫تبيد‬ ‫لها‬ ‫دوافيَ‬ ‫بين‬ ‫ثياب‬ ‫ذوى‬ ‫لذئاب‬ ‫يا‬

‫ذا بعيد‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫والقلبُ‬ ‫والليلَ قاموا‬ ‫وصاموا‬ ‫صلوا‬

‫سعيد؟‬ ‫طالع‬ ‫لهم‬ ‫بهم‬ ‫اجتمعنا‬ ‫ممن‬ ‫هم‬ ‫فأين‬

‫فتستفيد‬ ‫فيهم‬ ‫كنتَ‬ ‫او‬ ‫الأمر أوضحوه‬ ‫أشكل‬ ‫ان‬

‫شديد‬ ‫غد‬ ‫من‬ ‫وخوفهم‬ ‫ذاك فى خضوع‬ ‫على‬ ‫وهم‬

‫قرود‬ ‫له‬ ‫دهرأ‬ ‫بئس‬ ‫يا‬ ‫قروذا‬ ‫دهرنا‬ ‫أبدَلهم‬

‫فريد‬ ‫العلم بين الورى‬ ‫فى‬ ‫إنى‬ ‫يقول‬ ‫منهم‬ ‫البضُ‬

‫الجوينى والجنيد(‪)2‬‬ ‫حتى‬ ‫لى يضاهى‬ ‫لش‬ ‫مضى‬ ‫ومَن‬

‫يجيد‬ ‫بحثه‬ ‫ولا‬ ‫شم‬ ‫ما ريحُ علم‬ ‫لعمرى‬ ‫وهو‬

‫شهود‬ ‫ولا‬ ‫لا‬ ‫قرينة‬ ‫ما قام فيها‬ ‫دعوى‬ ‫بل تلك‬

‫مجيدَا نعمَ المجيد‬ ‫تكن‬ ‫سيلا‬ ‫عنهم‬ ‫فالبعدُ خذ‬

‫العلماء‬ ‫فيه شأن‬ ‫وبهذا هان العلم فى هذا القرن كما هان فى القرن السابق ‪ ،‬وضعف‬

‫له‪.‬‬ ‫أن يكون‬ ‫شيئا الا أحب‬ ‫لا يرى‬ ‫‪ :‬الذى‬ ‫‪ :‬الرغيب‬ ‫الطرف‬ ‫(‪)1‬‬

‫الصوفية‪.‬‬ ‫شيخ‬ ‫‪:‬‬ ‫والجنيد‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرمن‬ ‫(مام‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫الجوينى‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪riv‬‬
‫بن أبي بكر المغربى‬ ‫الأبله محمد‬ ‫كان‬ ‫العوام ‪ ،‬حتى‬ ‫من‬ ‫مدَّعى التصوف‬ ‫فيه شأن‬ ‫وعلا‬

‫يحب‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫يُعتقد فيه الولاية‬ ‫) ممن‬ ‫م‬ ‫‪1786‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪012 1‬‬ ‫(‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫الطرابلسى‬

‫العلماء‬ ‫من‬ ‫الفضل‬ ‫هذا كان أهل‬ ‫النساء ‪ ،‬ومع‬ ‫مجلسه‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتتهافت‬ ‫الشراب‬ ‫مجالس‬

‫له شفاعة‪.‬‬ ‫الولاة لا يرذون‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫عنه أخبازا حسنة‬ ‫وينقلون‬ ‫يحترمونه‬ ‫وغيرهم‬

‫م ) فى أول امره ابله‬ ‫‪2917‬‬ ‫هـ=‬ ‫البكرى المتوفى سنة ( ‪12 70‬‬ ‫الشيخ على‬ ‫وكان‬

‫فيه الولاية كما هى‬ ‫مصر‬ ‫الراس والسواتين ‪ ،‬فاعتقد أهل‬ ‫فى الشوارع عريانا مكشوف‬ ‫يمشى‬

‫فى‬ ‫ثيابا وحبسه‬ ‫فألبسه‬ ‫‪،‬‬ ‫الغفلة‬ ‫هذه‬ ‫فيهم‬ ‫يستغل‬ ‫له أن‬ ‫أخ‬ ‫فرأى‬ ‫أبله ‪،‬‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫عادتهم‬

‫زيارته‬ ‫على‬ ‫وعامة‬ ‫خاصة‬ ‫من‬ ‫والنساء‬ ‫الرجال‬ ‫فأقبل‬ ‫‪،‬‬ ‫قطبا‬ ‫أنه صار‬ ‫وادَّعى لهم‬ ‫‪،‬‬ ‫البيت‬

‫بما‬ ‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫إليها ويؤؤلها‬ ‫فينصتون‬ ‫الكلام‬ ‫من‬ ‫تخليطات‬ ‫يُسمعهم‬ ‫به ‪ ,‬وكان‬ ‫والتبرك‬

‫القلوب‬ ‫خطرات‬ ‫على‬ ‫أنه يطلع‬ ‫ويذَعون‬ ‫‪،‬‬ ‫الكرامات‬ ‫له‬ ‫ينسبون‬ ‫وصاروا‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬

‫نساء‬ ‫سيما‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫شىء‬ ‫كل‬ ‫الكثيرة من‬ ‫والعطايا‬ ‫بالهدايا والنذور‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬ويُقبلون‬ ‫والمغيبات‬

‫هو من كثرة الاكل والفراغ‬ ‫أمواله ‪ ،‬وسمن‬ ‫أخيه واتسعت‬ ‫راج حال‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الأمراء والأكابر‬

‫الشرابى بالأزبكية بالقرب من‬ ‫بجامع‬ ‫‪ ،‬فدفن‬ ‫هذا الحال إلى أن مات‬ ‫والراحة ولم يزل على‬

‫مدحه‬ ‫فى‬ ‫وأشعار‬ ‫أوراد‬ ‫ومرتلو‬ ‫ورميرلب له مقرئون‬ ‫‪،‬‬ ‫وقبة‬ ‫له مقصورة‬ ‫وعُمل‬ ‫الرّوَيعى ‪،‬‬

‫أعتابه‪،‬‬ ‫على‬ ‫وجوههم‬ ‫ومرعوا‬ ‫وتصايحوا‬ ‫عنده تواجدوا‬ ‫كراماته ‪ ،‬ف!ذا اجتمعوا‬ ‫وذكر‬

‫الحجازى‬ ‫حسن‬ ‫‪ ،‬فقال الشيخ‬ ‫جيوبهم‬ ‫فى‬ ‫الهواء المحيط به ليضعوه‬ ‫بأيديهم من‬ ‫وغرفوا‬

‫ينتقد هذه الحادثة‪:‬‬

‫قطبا‬ ‫الناس‬ ‫جِنة لدى‬ ‫ذى‬ ‫كل‬ ‫رأينا‬ ‫أن‬ ‫نَعِشْ إلى‬ ‫ليتنا لم‬

‫ربا‬ ‫العرش‬ ‫د"ون ذى‬ ‫من‬ ‫تخذوه‬ ‫قد‬ ‫بل‬ ‫يلوذون‬ ‫به‬ ‫عُلماهم‬

‫كربا‬ ‫الأنام يفرج‬ ‫جميع‬ ‫عن‬ ‫فلان‬ ‫اللهَ قائلين‬ ‫نسوا‬ ‫إذْ‬

‫وعربا‬ ‫عُجمَا‬ ‫يهرعون‬ ‫وله‬ ‫مزارَا‬ ‫يجعلوه‬ ‫مات‬ ‫وإذا‬

‫وتربا‬ ‫قبَّ ‪5‬‬


‫‪L‬‬ ‫الباب‬ ‫عتبَ‬ ‫وبعف!‬ ‫الضريحَ‬ ‫قئل‬ ‫بعضُهم‬

‫قربا‬ ‫بذلك‬ ‫تبتغى‬ ‫ضامهم‬ ‫مع اْص!‬ ‫المشركون تفعل‬ ‫هكذا‬

‫قلبا‬ ‫الله‬ ‫له‬ ‫أعمى‬ ‫لشخص‬ ‫ول‬ ‫والوب‬ ‫البصيرة‬ ‫كلُّ ذا مِن عمى‬

‫ال!ثمريعة صعبا‬ ‫ما نجالف‬ ‫طر‬ ‫حسنَاب‬ ‫"مَن سمى‬ ‫والحجازى‬

‫كتبا‬ ‫عالما يدرس‬ ‫لو‬ ‫جهك‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫أهل‬ ‫الحذار منِ فعل‬ ‫فالحذار‬

‫كلبا‬ ‫السوء‬ ‫صنعه‬ ‫فى‬ ‫فساوى‬ ‫لدنيا‬ ‫صيد‬ ‫فخ‬ ‫العلم‬ ‫جعل‬

‫صبُ عديم العقاب فى يوم عقبى‬ ‫اَلكد‬ ‫إذِ‬ ‫منه خير‬ ‫الكلب‬ ‫لا بل‬

‫‪%r A‬‬
‫شيئا‬ ‫بين عميان فهو يبصر‬ ‫فى هذا الثمعر الركيك كأعور‬ ‫الحجازى‬ ‫وكان الشيخ حسن‬

‫هذا القرن ‪.‬‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬ولم يقع فى العمى الكامل الذى وقع فيه المسلمون من‬ ‫حال‬ ‫كل‬ ‫على‬

‫خدام‬ ‫ادَّعر‪ ،‬كبير‬ ‫عشزة‬ ‫فى‬ ‫يعتقدوا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الا"مر بالمسلمين‬ ‫وصل‬ ‫وقد‬

‫‪،‬‬ ‫إليها الكرامات‬ ‫الناس‬ ‫فنسب‬ ‫‪،‬‬ ‫بها خيرَا‬ ‫أوصت‬ ‫نمشة‬ ‫السيدة‬ ‫أن‬ ‫بمصر‬ ‫النفيسى‬ ‫المشهد‬

‫والأطواق‬ ‫الذهبية‬ ‫إليها القلائد‬ ‫يرسلن‬ ‫فكن‬ ‫‪،‬‬ ‫اعتقادأ فيها‬ ‫الرجال‬ ‫من‬ ‫النساء اكثر‬ ‫وكانت‬

‫هذه‬ ‫زاد الأمر فى‬ ‫ولما‬ ‫الهدايا ‪،‬‬ ‫المكرر وغير هذا من‬ ‫‪ ،‬واللوز وماء الورد والسكر‬ ‫‪i‬‬ ‫ا‬ ‫'‬

‫التبرك‬ ‫بقصد‬ ‫وأدخلها إلى زوجه‬ ‫صاحبها‬ ‫كتخدا‬ ‫دعا الأمير عبد الرحمن‬ ‫حده‬ ‫العنزة عن‬

‫أن انتهى‬ ‫بعد‬ ‫أخبره‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أن يعرفه‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫لحمها‬ ‫من‬ ‫لهاطعام صاحبها‬ ‫بها ‪ ،‬ثم أمر بذبحها‬

‫عمامته‪،‬‬ ‫على‬ ‫جلدها‬ ‫وضع‬ ‫العنزة ‪ ،‬ثم‬ ‫هذه‬ ‫منه فى‬ ‫ما كان‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ووبخه‬ ‫اكله بأمرها‬ ‫من‬

‫ذكر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫التشهير‬ ‫فى‬ ‫مبالغةَ‬ ‫القاهرة‬ ‫شوارع‬ ‫به فى‬ ‫يسيروا‬ ‫أن‬ ‫الطبول‬ ‫اْصحاب‬ ‫وأمر‬

‫م ‪ ،‬ولم ينكر على‬ ‫‪1758‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1172‬‬ ‫سنة‬ ‫حوادث‬ ‫الحادثة فى‬ ‫تاريخه هذه‬ ‫الجبرتى فى‬

‫على‬ ‫الشيئ‬ ‫ما حصل‬ ‫هذا‬ ‫العلماء ‪ ،‬ومن‬ ‫القرن إلا قليل من‬ ‫هذا‬ ‫اْولئك المتصوفة فى‬

‫كان‬ ‫هذا‬ ‫الأمية ‪ ،‬ومع‬ ‫قريبا من‬ ‫متصوفا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪ 96‬لاا‬ ‫هـ=‬ ‫‪1183‬‬ ‫المتوفى سنة‬ ‫البيومى‬

‫فى‬ ‫فقام بالتدريس‬ ‫‪،‬‬ ‫العلماء‬ ‫بعض‬ ‫ثار عليه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫فيه ويخضع‬ ‫يعتقد‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫كثير‬

‫عادته‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حجته‬ ‫وقوة‬ ‫لا بعلمه‬ ‫‪،‬‬ ‫شخصيته‬ ‫وقوة‬ ‫لسانه‬ ‫بطلاقة‬ ‫وأفحمهم‬ ‫اطبرسية‬

‫حفاة‬ ‫أتباعه المسجد‬ ‫اكثر‬ ‫فيدخل‬ ‫‪،‬‬ ‫ثلاثاء بالم!ثمهد الحسينى‬ ‫يوم‬ ‫كل‬ ‫للذكر‬ ‫مجلسئا‬ ‫يعقد‬ ‫أن‬

‫العلماء لدى‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬فسعى‬ ‫بها المصلون‬ ‫فيتأثر‬ ‫‪،‬‬ ‫بالذكر‬ ‫أصواتهم‬ ‫‪ ،‬وكانوا يرفعون‬ ‫وللوثونه‬

‫شيخا‬ ‫و؟طن‬ ‫‪-‬‬ ‫الثه الشبراوى‬ ‫عبد‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫المجلس‬ ‫الوالى التركى لإلغاء ذلك‬

‫المجلس‪.‬‬ ‫له ذلك‬ ‫‪ ،‬فأبقى‬ ‫الوالى‬ ‫عند‬ ‫عليهم‬ ‫للبيومى‬ ‫انتصر‬ ‫‪-‬‬ ‫للأزهر‬

‫م ) فتوى أنكر فيها على‬ ‫‪1782‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ( ‪7911‬‬ ‫الصعيدى‬ ‫الشيخ على‬ ‫وقد كتب‬

‫والنقباء والسثُبح الكبيرة‬ ‫والطبول‬ ‫المغنين والا"علام‬ ‫من‬ ‫اْلمطاوعة ما يتخذونه‬ ‫طريقة‬ ‫أصحاب‬

‫‪ ،‬وغير هذا‬ ‫عليها أنواع الريش‬ ‫والطراطير التى يضعون‬ ‫السعف‬ ‫وطواقى‬ ‫الخشب‬ ‫وسيوف‬

‫الانحطاط‬ ‫بها إلى اَخر مراحل‬ ‫‪ ،‬ووصلت‬ ‫الصوفية‬ ‫فيها الطرق‬ ‫البدع التى وقعت‬ ‫من‬

‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫تنكرها‬ ‫ولا‬ ‫البدع‬ ‫هذه‬ ‫ترى‬ ‫كانت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫العلماء‬ ‫جمهرة‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫والتدهور‬

‫العلماء أشبه بالعوام فى أمورهم‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫فى هذا القرن مثل التصوف‬ ‫العلم كان قد انحط‬

‫ألفها‬ ‫عليها حتى‬ ‫لأن الزمن قد طال‬ ‫المألوف عندهم‬ ‫البدع من‬ ‫مثل تلك‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫وعاداتهم‬

‫تلك‬ ‫على‬ ‫ينكر‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬فلا يصح‬ ‫الشرع‬ ‫لا يقرها‬ ‫التى‬ ‫الأخرى‬ ‫العادات‬ ‫فيما ألفوه من‬ ‫الناس‬

‫غيرهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫البدع الأخرى‬ ‫على‬ ‫أنه لا ينكر‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫الطرق‬ ‫ارباب‬ ‫البدع من‬

‫الدينية‬ ‫المناصب‬ ‫فيه إلى أعلى‬ ‫وصلوا‬ ‫هذا القرن متفقهون‬ ‫صوفية‬ ‫هذا كان من‬ ‫ومع‬

‫‪931‬‬
‫الطرق‬ ‫أصحاب‬ ‫الجامع الأزهر ‪ ،‬فتولاه الشيخ الشبراوى من‬ ‫شيخ‬ ‫منصب‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫مصر‬ ‫فى‬

‫أصحاب‬ ‫م ‪ ،‬وتولاه الشيخ الحفناوى من‬ ‫هـ = ‪1757‬‬ ‫‪11V1‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الصوفية‬

‫م ‪.‬‬ ‫هـ = ‪17 IV‬‬ ‫‪1181‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫الطرق الصوفية أيضَا ‪ ،‬وكانت‬

‫حالتها‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫وظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫تقدمَا ونهوضا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ازدادت‬ ‫ف!نها‬ ‫أما أوربا‬

‫وألمانيا‬ ‫وفرنسا‬ ‫انجلترا‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الاجتماعية‬ ‫حالتها‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية‬ ‫حالتها‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫السياسية‬

‫أوربا القرن الثامن‬ ‫القرن يقابله فى‬ ‫أوربا ‪ ،‬وهذا‬ ‫باقى شعوب‬ ‫هذا من‬ ‫فى‬ ‫اسبق‬ ‫وروسيا‬

‫الحديث‪.‬‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫الثانى من‬ ‫القرن‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الميلادى‬ ‫عشر‬

‫القرن‬ ‫فى‬ ‫التى ظهرت‬ ‫والمياسية‬ ‫للاراء الفلسفية والاجتماعية‬ ‫فأما إنجلترا فكان‬

‫الثانى‬ ‫ملكها جيمس‬ ‫م ‪ ،‬وكان‬ ‫‪1688‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪011 0‬‬ ‫سنة‬ ‫السابق أثرها فى ثورتها الكبرى‬

‫أن الحق الملكى حق‬ ‫هذا العصر‬ ‫ملوك‬ ‫كغيره من‬ ‫ه كان يرى‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫استبداديا‬ ‫حكما‬ ‫يحكمها‬

‫أن تخضع‬ ‫الشعوب‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫الشعب‬ ‫الله لا من‬ ‫من‬ ‫الملوك مستمذة‬ ‫سلطة‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الهى‬

‫مجلس‬ ‫أفعالهم ‪ ،‬فقام بحل‬ ‫على‬ ‫محاسبتهم‬ ‫‪ ،‬ولا حقَّ لها فى‬ ‫مطلقا‬ ‫خضوعا‬ ‫لحكمهم‬

‫الثورة التى‬ ‫بتلك‬ ‫عليه‬ ‫الشعب‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحكم‬ ‫وحده‬ ‫يستبد‬ ‫أن‬ ‫وأراد‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنجليزى‬ ‫النواب‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫الثالث‬ ‫وليم‬ ‫باسم‬ ‫ملكا‬ ‫أورنج‬ ‫‪ ،‬وأقام بدله الأمير وليم‬ ‫فرنسا‬ ‫الفرار إلى‬ ‫إلى‬ ‫اضطرته‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ونم!‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫لنظام‬ ‫قانونا جديدا‬ ‫اقامته فوضع‬ ‫بعد‬ ‫البرلمان الإنجليزى‬ ‫اجتمع‬

‫على‬ ‫‪ ،‬فتم بهذا ل!نجليز الحصول‬ ‫الشعب‬ ‫من‬ ‫التاج مستمد‬ ‫الملك فى‬ ‫أن حق‬ ‫القانون على‬

‫محئا‬ ‫الثالث ملكا‬ ‫وليم‬ ‫الأوربية ‪ ،‬وكان‬ ‫الشعوب‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫قبل‬ ‫الحرية السياسية‬

‫‪ ،‬ثم حكمت‬ ‫الصناعة والخارة‬ ‫العلوم والمعارف ‪ ،‬وتقدمت‬ ‫فى عهده‬ ‫‪ ،‬فنهضت‬ ‫ل!صلاح‬

‫فيها كثير من‬ ‫‪ ،‬وظهر‬ ‫عظيما‬ ‫مجدا‬ ‫فى عهدها‬ ‫إنجلترا‬ ‫الثانى ‪ ،‬فبلغت‬ ‫جيمس‬ ‫بعده حنا بنت‬

‫م ) وغيره‬ ‫‪1727‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1642‬‬ ‫‪ 1‬هـ=‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1 0‬‬ ‫( ‪52‬‬ ‫نيوتن‬ ‫اسحاق‬ ‫‪ ،‬مثل‬ ‫الفلاسفة‬ ‫كبار‬

‫بتأييدها فيما حصلت‬ ‫‪ ،‬وقاموا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إنجلترا فى‬ ‫نهضة‬ ‫فى‬ ‫اشتركوا‬ ‫الذين‬ ‫الفلاسفة‬ ‫من‬

‫إلى‬ ‫الحرية السياشة‬ ‫فى‬ ‫بالحرية الدينية ‪ ،‬وذهبوا‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ونادوا مع‬ ‫الحرية السياسية‬ ‫من‬ ‫عليه‬

‫المعروفة‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫مقدسة‬ ‫طبيعية‬ ‫حقوقا‬ ‫ل!نسان‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الثمعب‬ ‫ما كسبه‬ ‫يؤيد‬ ‫جديد‬ ‫رأى‬

‫الحقوق هى‬ ‫صيانة هذه‬ ‫‪ ،‬والرغبة فى‬ ‫الحقوق‬ ‫وغيره من‬ ‫التملك‬ ‫الانسان ‪ ،‬كحو!‬ ‫بحقوق‬

‫بعهدها‬ ‫‪ ،‬ووفت‬ ‫بحفظها‬ ‫‪،‬فلا تُطاع إلا إذا قامت‬ ‫إنثاء الحكومة‬ ‫الناس على‬ ‫التى حملت‬

‫قد فسخت‬ ‫‪ ،‬لأنها تكون‬ ‫وجودها‬ ‫حق‬ ‫به ‪ ،‬خسرت‬ ‫الذى أقامها ‪ ،‬ف!ذا لم تف‬ ‫للشعب‬

‫منهم الأ يطيعَها‪،‬‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫حق‬ ‫من‬ ‫الأفراد ‪ ،‬فصار‬ ‫على‬ ‫لها سلطا‬ ‫جعل‬ ‫العقد الذى‬

‫‪ ،‬ولما‬ ‫الطبيعية للافراد‬ ‫بمراعاة الحقوق‬ ‫لأنها مقيدة‬ ‫‪،‬‬ ‫مطلقة‬ ‫الحكومة‬ ‫سلطة‬ ‫لا تكون‬ ‫وحيسئذ‬

‫الضرائب‬ ‫عليهم ما تشاء من‬ ‫أن تفرض‬ ‫للحكومة‬ ‫الأفراد فى التملك مطلفا لم يجز‬ ‫كان حق‬

‫عليها‬ ‫العامة وجب‬ ‫للمصلحة‬ ‫الأموال‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ف!ذا احتاجت‬ ‫مما يملكونه‬ ‫بها جزءا‬ ‫لأنها تقتطع‬

‫‪032‬‬
‫‪ ،‬ولما كان‬ ‫إلا بموافقتهم‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫أن تصل‬ ‫‪ ،‬لأنها لا تستطيع‬ ‫نوابهم‬ ‫بوساطة‬ ‫إليهم‬ ‫أن ترجع‬

‫العامة‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لمنع السلطة‬ ‫وسيلة‬ ‫أحسن‬ ‫كان‬ ‫مطلقة‬ ‫جعلها‬ ‫يميل إلى‬ ‫سلطة‬ ‫فرد يعطى‬ ‫كل‬

‫كفة إحداهما‬ ‫لا تترجح‬ ‫التوازن بينهما ‪ ،‬بحيث‬ ‫الأمة هو حفظ‬ ‫الجور فى‬ ‫‪ -‬عن‬ ‫الحكومة‬

‫موافقة‬ ‫ان تكون‬ ‫يجب‬ ‫الدينية إلى أن المسيحية‬ ‫الحرية‬ ‫ذهبوا فى‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫الأخرى‬ ‫على‬

‫الفرق‬ ‫اختلفت‬ ‫التى‬ ‫فالمسائل‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقائق‬ ‫معرفة‬ ‫به إلى‬ ‫لنا لنصل‬ ‫الله منحه‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫للعقل‬

‫اتفقوا‬ ‫التى‬ ‫المسائل‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫المسائل‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫اتفقوا‬ ‫ما‬ ‫المهم‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫مهمة‬ ‫غير‬ ‫فيها‬ ‫المسيجة‬

‫الإنسانية‪،‬‬ ‫الملائم للطبيعة‬ ‫النظرى‬ ‫الدين‬ ‫وهى‬ ‫‪، .‬‬ ‫المسيحية‬ ‫من‬ ‫البقية الصحيحة‬ ‫هى‬ ‫عليها‬

‫المختلف‬ ‫والمسائل‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫وخلود‬ ‫إله واحد‬ ‫‪ :‬وجود‬ ‫أساسيتين‬ ‫صمألتين‬ ‫فى‬ ‫ينحصر‬ ‫وهو‬

‫المسائل‪.‬‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وما إلى‬ ‫الخير والشر‬ ‫‪ ،‬كمسألة‬ ‫العقل‬ ‫فيها إلى‬ ‫فيها يرجع‬

‫من‬ ‫فيها جيلان‬ ‫إنجلترا ‪ ،‬وظهر‬ ‫بفلاسفة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫تأثر فلاسفتها‬ ‫فقد‬ ‫وأما فرنسا‬

‫‪،‬‬ ‫الميلأدى‬ ‫عشر‬ ‫الثامن‬ ‫القرن‬ ‫الا"ول من‬ ‫النصف‬ ‫فى‬ ‫الأول‬ ‫الجيل‬ ‫ظهور‬ ‫‪ /،‬وكان‬ ‫الفلاسفة‬

‫الجيل الأول‬ ‫فلاسفة‬ ‫أشهر‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬ومن‬ ‫الأخير من‬ ‫النصف‬ ‫الجيل الثانى فى‬ ‫وظهور‬

‫فيه ن‬
‫أ‬ ‫ومما جاء‬ ‫الشر(ئع ‪-‬‬ ‫روح‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫صاحب‬ ‫هو‬ ‫وفولتير ‪ ،‬ومونتسكيو‬ ‫مونتسكيو‬

‫توزبع السلطة بين الملك‬ ‫وسيلة لصيانتها هى‬ ‫الحكومة صيانة الحرية ‪ ،‬وأن أفضل‬ ‫من‬ ‫الغرض‬

‫منفصل‬ ‫بعضها‬ ‫سلطات‬ ‫بها ثلاث‬ ‫وسيلة لتثبيت نظام الدولة أن يكون‬ ‫والبرلمان ‪ ،‬وأفضل‬

‫التنفيذية‬ ‫والنملطة‬ ‫‪،‬‬ ‫للقضاة‬ ‫القضائية‬ ‫للبرلمان ‪!،‬والسلطة‬ ‫التشريعية‬ ‫السلطة‬ ‫‪:‬‬ ‫بعض‬ ‫عن‬

‫للحكومة‪.‬‬

‫أنه‬ ‫إلئ‬ ‫وذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الدينية والسياسية‬ ‫للنظم‬ ‫نقد‬ ‫قام بأقوى‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫وفولتير‬

‫الملوك‬ ‫وظلم‬ ‫الأشرافي‬ ‫وامتيازات‬ ‫الكنيسة‬ ‫‪ ،‬فحارب‬ ‫لا يقبله العقل‬ ‫لاكل نظام‬ ‫أن يُمحى‬ ‫يجب‬

‫فيه‬ ‫تقوم‬ ‫عهد‬ ‫إلى‬ ‫يتطلع‬ ‫‪ ،‬وجَعله‬ ‫فساد‬ ‫ما فيه من‬ ‫إلى‬ ‫نبه الشعب‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫القوانين‬ ‫وفساد‬

‫يريدا‬ ‫لم‬ ‫انهما‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫بالإلحاد‬ ‫الفيلسوفين‬ ‫هذين‬ ‫الكنيسة‬ ‫اتهمت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫للعقل‬ ‫موافقة‬ ‫نظم‬

‫بوجود‬ ‫يؤمن‬ ‫الذى‬ ‫الفطرى‬ ‫الدين‬ ‫على‬ ‫والاقتصار‬ ‫أرادا إصلاحه‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫على‬ ‫القضاء‬

‫المنافية‬ ‫والعقائد‬ ‫والأسرار‬ ‫الرموز‬ ‫من‬ ‫المسيحية‬ ‫إلا ما فى‬ ‫يحاربا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫الله وخلود‬

‫للعقل‪.‬‬

‫‪ -‬العقد‬ ‫كتاب‬ ‫هو صاحب‬ ‫‪ ،‬وروسو‬ ‫ديدرو‬ ‫"‬ ‫فلاسفة الجيل الثانى روسو‬ ‫أشهر‬ ‫ومن‬

‫‪ ،‬ومما‬ ‫الحديث‬ ‫ارتضء الفكر الإنسانى فى العصر‬ ‫كاق له أثره فى‬ ‫كتاب‬ ‫‪ -‬وهو‬ ‫الاجتماعى‬

‫أنه‬ ‫‪ ،‬وقد يعتقد شخص‬ ‫الأغلال‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ولكنه الآن يرس!‬ ‫وُلد حرا‬ ‫جاء فيه أن الإنان‬

‫العقد‬ ‫فى‬ ‫روسو‬ ‫رأى‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫ما فى‬ ‫وأهم‬ ‫‪.‬‬ ‫عبودية‬ ‫منه‬ ‫أنه أكثر‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫غيره‬ ‫سيد‬

‫منه‬ ‫الحقيقية ‪ ،‬وأن الحكومة تستمد‬ ‫السلطة‬ ‫هو صأحب‬ ‫أن الشعب‬ ‫‪ ،‬وخلاصته‬ ‫الاجتماعى‬

‫‪ryl‬‬
‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪21‬‬
‫أن يكون‬ ‫يجب‬ ‫منه ‪ ،‬وأن الثريع‬ ‫مستمدة‬ ‫ما دامت‬ ‫تبقى شرعية‬ ‫‪ ،‬وأن سلطتها‬ ‫سلطتها‬

‫بيد‬ ‫الحكومة‬ ‫أن تكون‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫يهم‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫للقانون‬ ‫منه الخضوع‬ ‫يطلب‬ ‫الذى‬ ‫لأنه وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫بيده‬

‫‪.‬‬ ‫أو بيد أفراد متعددة‬ ‫فرد واحد‬

‫أنواع‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫يحتوى‬ ‫قاموس‬ ‫‪ -‬الانسكلوبيديا ‪ -‬وهى‬ ‫هو صاحب‬ ‫وديدرو‬

‫ينتهوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫والعلماء‬ ‫الفلاسفة‬ ‫فيه كثير من‬ ‫ديدرو‬ ‫شارك‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والصناعات‬ ‫والفون‬ ‫المحارف‬

‫انتشر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫مجلدا‬ ‫ثمانية وعشرين‬ ‫فى‬ ‫يقع‬ ‫ابتدائهم فيه ‪ ،‬وهو‬ ‫من‬ ‫سنة‬ ‫عشرين‬ ‫منه إلا بعد‬

‫الثقافة الحديثة بين أهلها‪.‬‬ ‫نشر‬ ‫له أثر كبير فى‬ ‫أنحاء أوربا ‪ ،‬فكان‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫طبعه‬ ‫بعد‬

‫الذين‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫وترجو‬ ‫بفرنسا مع هؤلاء!الفلاسقة علماء اقتصاديون مئل كسناى‬ ‫وظهر‬

‫(رالة القيود المنافية‬ ‫اساس‬ ‫يقوم على‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الحديث‬ ‫الاقتصاد السياسى‬ ‫علم‬ ‫أساس‬ ‫وضعوا‬

‫الثروة ‪ ،‬فأعطوا الزراعة‬ ‫أصل‬ ‫هى‬ ‫أن الارض‬ ‫يرون‬ ‫‪ ،‬وأصحابه‬ ‫لحرية التجارة والصناعة‬

‫الحَكومة‬ ‫كانت‬ ‫التى‬ ‫والوسائل‬ ‫الضرائب‬ ‫توريع‬ ‫طريقة‬ ‫‪ ،‬وانتقدوا‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫المكان الأول‬

‫بين‬ ‫الغلال‬ ‫تبادل‬ ‫البلاد ‪ ،‬وتعطيل‬ ‫داخل‬ ‫الجمارك‬ ‫المحلية ‪ ،‬ك!قامة‬ ‫الصناعات‬ ‫لحماية‬ ‫تتخذها‬

‫‪،‬‬ ‫العقول‬ ‫وتبلد‬ ‫‪،‬‬ ‫المجاعات‬ ‫ووقوع‬ ‫‪،‬‬ ‫التجارة‬ ‫كساد‬ ‫إلى‬ ‫مما أدى‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعب‬

‫‪.‬‬ ‫الاختراع‬ ‫عن‬ ‫وعجزها‬

‫والاقتصادية‬ ‫والاجتماعية‬ ‫الفلسفية‬ ‫بالآراء‬ ‫تأثروا‬ ‫املوك‬ ‫فيها‬ ‫قام‬ ‫فقد‬ ‫ألمانيا‬ ‫وأما‬

‫بروسيا‬ ‫الثانى ملك‬ ‫فردريك‬ ‫أشهرهم‬ ‫فى هذاْ القرن ‪ ،‬ومن‬ ‫والسياسية والدينية التى ظهرت‬

‫م ) وكان ملكا عظيما محتأ للفلإسفة والعلماء ‪،‬‬ ‫‪1786 -‬‬ ‫‪174‬‬ ‫‪0‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪012 1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪1153‬‬

‫مملكته‪،‬‬ ‫لإصلاح‬ ‫وسعه‬ ‫ما فى‬ ‫كل‬ ‫يبذل‬ ‫فكان‬ ‫بآرائه ‪،‬‬ ‫أليه وتأثر‬ ‫فقرئه‬ ‫فولتير‬ ‫راره‬ ‫وقد‬

‫أن الأمير لا يمكنه أن يكون‬ ‫‪ ،‬ويرى‬ ‫والفنون‬ ‫والعلوم‬ ‫والتجارة‬ ‫بالصناعة‬ ‫النهوض‬ ‫فى‬ ‫وشعى‬

‫الفلاحين‬ ‫على‬ ‫يجورون‬ ‫أن عمأله‬ ‫‪ ،‬وبلغه‬ ‫الأول‬ ‫خادمها‬ ‫مملكته الا إذا كان‬ ‫المطلق فى‬ ‫السيد‬

‫عليه‬ ‫يثبت‬ ‫من‬ ‫عقاب‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫دابطال ضربهم‬ ‫بعدم الجور عليهم‬ ‫‪ ،‬فأمرهم‬ ‫ويضربونهم‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫سنوات‬ ‫ست‬ ‫أن يسجن‬ ‫ذلك‬

‫ا!بر‬ ‫بطرس‬ ‫أشهرهم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫أيضا‬ ‫تأثروا بذلك‬ ‫فقد قام فيها ملوك‬ ‫وأما روسيا‬

‫الحديثة‪،‬‬ ‫المدنية‬ ‫الذى نقل روسيا إلى‬ ‫م ) وهو‬ ‫‪1725‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1682‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1138 -‬‬ ‫( ‪01 49‬‬

‫العلوم‬ ‫ليتعلموا‬ ‫!إيطاليا والنمسا‬ ‫هولندا‬ ‫) بعثة إلى‬ ‫م‬ ‫‪7916‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪011 9‬‬ ‫( سنة‬ ‫فأرسل‬

‫منها‬ ‫ليتعلم‬ ‫أوربا‬ ‫ممالك‬ ‫فى‬ ‫فساح‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضَا بذلك‬ ‫هو‬ ‫يقوم‬ ‫أن‬ ‫رأى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الخديثة‬ ‫والفنون‬

‫معه الا‬ ‫متنكرأ ليس‬ ‫سياحته‬ ‫فى‬ ‫العلوم والفنون ‪ ،‬وكان‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬ويدرس‬ ‫السياسة‬ ‫حسن‬

‫السفن‬ ‫صناعة‬ ‫يتعلم‬ ‫‪ ْ،‬وأخذ‬ ‫هولندا‬ ‫قاعدة‬ ‫‪،‬‬ ‫أمستردام‬ ‫فى‬ ‫مدة‬ ‫وأقام‬ ‫‪،‬‬ ‫خا إدمه ونديمه‬

‫والطبيعة‬ ‫والطب‬ ‫التشريح‬ ‫فن‬ ‫تعلم‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫منهم‬ ‫كأنه واحد‬ ‫بين العمال‬ ‫يقوم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحديثة‬

‫‪322‬‬
‫‪،‬‬ ‫هولندا‬ ‫من‬ ‫مدنيةَ‬ ‫أرقى‬ ‫إنجلترا ‪ ،‬وكانت‬ ‫هذا" إلى‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬وانتقل‬ ‫الحديثة‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬

‫البحرية‬ ‫والفنون‬ ‫‪،‬‬ ‫الساعات‬ ‫صناعة‬ ‫وتعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫السفن‬ ‫صناعة‬ ‫تعلم‬ ‫فيها‬ ‫فأتم‬

‫العلو؟‬ ‫هذه‬ ‫ا‬ ‫فيها‬ ‫فنشر‬ ‫م ‪،/‬‬ ‫‪8916‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪0111‬‬ ‫سنة‬ ‫روسيا‬ ‫إلى‬ ‫رجع‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫والحربية‬

‫القديمة‪،‬‬ ‫الروسية‬ ‫العادات‬ ‫كثيرأ من‬ ‫‪ ،‬وأصدح‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫جيثئا‬ ‫‪ ،‬وأنشا‬ ‫أ‬ ‫والفنون‬

‫م ) ‪ ،‬وكانت‬ ‫‪6917 -‬‬ ‫هـ‪1763 =-‬‬ ‫‪1211‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪1177‬‬ ‫الثانية‬ ‫أيضَا كاترينا‬ ‫أشهرهم‬ ‫ومن‬

‫رأيهم فى‬ ‫فرنسا وتأخذ‬ ‫فلاسفة‬ ‫تراسل‬ ‫وكانت‬ ‫والعلما?‪،‬‬ ‫لل!فلاسفة‬ ‫‪ ،‬محبة‬ ‫ملكة حازمة‬

‫به أصول‬ ‫ما تقضى‬ ‫على‬ ‫سياشهم‬ ‫فى‬ ‫ساروا‬ ‫الملوك الذين‬ ‫‪1‬‬ ‫من‬ ‫(نها تعد‬ ‫نملكنتها ‪-،‬حتى‬ ‫سياسة‬

‫الاجتماع ‪ -‬يجب‬ ‫أن كتابه ‪ -‬روح‬ ‫‪ ،‬وترئ‬ ‫مونتسكيو‬ ‫بالفيلسوف‬ ‫معجبة‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬وكانت‬

‫هـ=‬ ‫‪I‬‬ ‫سنة ( ‪181‬‬ ‫الصلاة لأتباع الكنيسة ‪ ،‬وقد ألفت‬ ‫فروض‬ ‫للملوك مثل كتاب‬ ‫أن يكون‬

‫‪،‬‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫فيها أصول‬ ‫أن تحتذى‬ ‫‪ ،‬وأمرتها‬ ‫للدولة‬ ‫قوانين جديدة‬ ‫م ) لجنة لوضع‬ ‫‪1767‬‬

‫الأمة للملك‪،‬‬ ‫‪ :‬ا ليست‬ ‫موادها‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأصول‬ ‫هذه‬ ‫القوانين على‬ ‫هذه‬ ‫بوضج‬ ‫فقامت‬

‫مرة إلى‬ ‫! وقد كتبت‬ ‫قتل برىء وأحد‬ ‫أولى من‬ ‫مجرمين‬ ‫عثرة‬ ‫الملك للامة ‪ ،‬العفو عن‬ ‫إنما‬

‫يسيئون‬ ‫ولكن‬ ‫؟‬ ‫كتئا بديعة‬ ‫يؤلفون‬ ‫أَراءكم العظيمة‬ ‫يتبعون‬ ‫الذين‬ ‫‪ " :‬ان‬ ‫ديدرو‬ ‫الفيلسوف!‬

‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الحو ‪7‬لج‬ ‫قضاء‬

‫فيها‬ ‫‪ ،‬فظهر‬ ‫ابقرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا أثره فى‬ ‫فى‬ ‫الناحية العملية‬ ‫نحو‬ ‫الفلسفة‬ ‫لتوجيه‬ ‫وكان‬

‫المحركة‪:‬‬ ‫القوة البخارية‬ ‫اهمها‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫العلمية العجيبة‬ ‫والاشكشافات‬ ‫الاختراعات‬ ‫كثير من‬

‫‪ :‬الآلة البخارية‪،‬‬ ‫نهضتهم‬ ‫كبيرة فى‬ ‫بهم طفرة‬ ‫ثلاثة أشياء طفرت‬ ‫فى‬ ‫استخدموها‬ ‫وقد‬

‫فضل‬ ‫والأمريكيون‬ ‫والفرنسيون‬ ‫الإنكليز‬ ‫تنارع‬ ‫وقد‬ ‫اْلحديدية ‪،‬‬ ‫‪ ،‬والطرق‬ ‫البخارية‬ ‫والسفينة‬

‫هـ=‬ ‫‪2011‬‬ ‫سنة‬ ‫فيها"‬ ‫شرع‬ ‫ا‪،‬صل‬ ‫‪ ،‬والمشهور أن طبيبا فرنسى‬ ‫الخارية‬ ‫اختر ‪.2‬الألة‬

‫أول اكة بخارية لسفيتة‬ ‫‪ % V .7‬م ‪ ،‬فظهرت‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪9111‬‬ ‫إتمامها‬ ‫من‬ ‫م ‪ ،‬وتمكن‬ ‫‪0916‬‬

‫الرعاع‬ ‫إن نجعض‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫العصر‬ ‫أعجوبلأ فى ذلك‬ ‫‪ ،‬فكانث‬ ‫فى كاسل‬ ‫ا‬ ‫فولد‬ ‫فى وادى‬ ‫صعيرة‬

‫الاختراع‬ ‫بهذا‬ ‫ألاشتغال‬ ‫وثرك‬ ‫تأثزا كبيرَا ‪،‬‬ ‫هدا‬ ‫من‬ ‫فتأثر الطبيب‬ ‫‪،‬‬ ‫فكسرها‬ ‫ثار عليها‬

‫فى‬ ‫كاد ينجح‬ ‫تهذيبه حتى‬ ‫‪ ،‬وراد فى‬ ‫الإنكليزى‬ ‫وات‬ ‫‪ ،‬فاهتم به بعده جمس‬ ‫العجيب‬

‫اختراع‬ ‫الى‬ ‫وَصل‬ ‫أن‬ ‫الى‬ ‫الأمريكى‬ ‫فلطق‬ ‫بهْ روبرت‬ ‫اهتم‬ ‫البخاريهَ ‪ ،‬ثم‬ ‫السفينة‬ ‫اختراع‬

‫فرنسا ‪ ،‬فقام‬ ‫م ‪ ،‬وَكان هذا فى‬ ‫‪-3018‬‬ ‫‪-‬هـ!‬ ‫سنة ‪1218‬‬ ‫بدوالب‬ ‫سفينة بخارية تتحرك‬

‫البخارية الآن بها‬ ‫الفن‬ ‫‪ ،‬التى تسئر‬ ‫أله "الرفاس‬ ‫اخترعت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫نهر السين‬ ‫فى‬ ‫سفينته‬ ‫بتجربة‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫السفينة ‪/‬البخارية‬ ‫الحديدية بعد‬ ‫الطرق‬ ‫‪ ،‬ثم ظهرت‬ ‫م‬ ‫‪1844‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪0126‬‬ ‫سنة‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1821‬‬ ‫‪ Irv‬ا اهـ=‬ ‫سنة‬ ‫‪-‬الى اخثراعها ‪،‬واصتعملت‬ ‫وصل‬ ‫الانكليزى أول من‬ ‫ستيفنسون‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫نقل‬ ‫فى‬ ‫فذا‬ ‫بعد‬ ‫استعملت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الحجرى‬ ‫الفخم‬ ‫نقل‬ ‫أولا على‬ ‫فاقتصرت‬

‫‪323‬‬
‫إلى‬ ‫وصلوا‬ ‫قد‬ ‫علماؤها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫‪ :‬التلغراف‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫اختراعات‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫أساسها‬ ‫اختراع التلغراف على‬ ‫إمكان‬ ‫فى‬ ‫كثير منهم‬ ‫الكهرباء ‪ ،‬ففكر‬ ‫خصائص‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫أربع ع!ث!رة سنة‬ ‫فيه نحو‬ ‫فكر فى اختراعه ‪ ،‬ومكث‬ ‫ليزاج الفرنسى أول من‬ ‫جورج‬

‫أولا فى المسافاتْ القريبة ‪ ،‬ثم زيد‬ ‫م ‪ ،‬وكان يستعمل‬ ‫‪1774‬‬ ‫هـ!‬ ‫إليه سنة ‪1188‬‬ ‫وصل‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1823‬‬ ‫هـت‬ ‫البعيدة سنة ‪9123‬‬ ‫المسافات‬ ‫فى‬ ‫فى تهذي! إلى أن استعمل‬

‫الفحم‬ ‫وقود‬ ‫الحديد التى تستعمل‬ ‫هذا القرن مصانع‬ ‫ا)ختراعات أوربا فى‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬

‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الضخنة‬ ‫والمطارق‬ ‫‪،‬‬ ‫المواقد العالية‬ ‫ينشئوا‬ ‫أن‬ ‫بهذا‬ ‫أمكنهم‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الحطب‬ ‫بدل‬

‫القوية الحديثة‪.‬‬ ‫الأسلحة‬ ‫‪ ،‬واختراع‬ ‫الكبيرةْ‬ ‫الحديدية‬ ‫القطع‬ ‫ش!بك‬ ‫فى‬ ‫يستعملوها‬

‫المعروفة‬ ‫‪ ،‬والمركبة الهوائة‬ ‫الصواعق‬ ‫مانعة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫اختراعات‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬

‫تواصل‬ ‫‪ ،‬وجعلثها‬ ‫أهلها‬ ‫جمقول‬ ‫التى نبهت‬ ‫العجيبة‬ ‫الاختراعات‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫بالبالون‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إليه بعد‬ ‫ما ستصل‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬لتصل‬ ‫العلمى‬ ‫البحث‬

‫‪ ،‬فوصَلت‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫بيكون‬ ‫روجر‬ ‫فيها أحلام‬ ‫وتحققت‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫فى‬ ‫الجد‬ ‫جد‬ ‫لقد‬

‫لتيئك‬ ‫‪ ،‬لاوشكون‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الكهرباء‬ ‫وقوة‬ ‫البخار‬ ‫قوة‬ ‫إلى‬ ‫العملية‬ ‫الفلسفية‬ ‫البحوث‬

‫الهند‬ ‫قدمها فى‬ ‫هذا بوضع‬ ‫من‬ ‫بعض!‬ ‫ظهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫قوة أوربا وعظمتها‬ ‫القوتين أئرهما فى‬

‫المسلمين من‬ ‫أخذ‬ ‫فى‬ ‫نجاحها بقوتها الجديدة وبدهإئها السياسى‬ ‫الاقيانوسية ‪ ،‬وفى‬ ‫وجزر‬

‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خلقهم‬

‫لا‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫ظهر‬ ‫هذا العدو الذى‬ ‫المسلمين أن يتنبهوا إلى خطر‬ ‫على‬ ‫وكان‬

‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حديثة‬ ‫بأنظمة‬ ‫حربهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويقوم‬ ‫جديدة‬ ‫باسلحة‬ ‫يحاربهم‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫ينتظرون‬

‫‪،‬‬ ‫خطره‬ ‫لدفع‬ ‫بما يلزم‬ ‫‪ ،‬ويقوموا‬ ‫أسراره‬ ‫على‬ ‫لقفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫التأمل‬ ‫ويطيلوا‬ ‫هذا‬ ‫يتأمفوا فى‬ ‫أن‬

‫والدينية‪،‬‬ ‫السياسية والعلمية والاجتماعية‬ ‫حياتهم‬ ‫فى‬ ‫شىء‬ ‫كل‬ ‫يشمل‬


‫التجذيد الذى لأ‬ ‫من‬

‫اوربا‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الذى نهضت‬ ‫الحديث‬ ‫بهم إلى العصر‬ ‫فيهم ‪ ،‬وينهض‬ ‫جمود‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫ويقضى‬

‫عصر‬ ‫من‬ ‫سبقه‬ ‫إليه ما‬ ‫إذا أضفنا‬ ‫‪،‬‬ ‫ثلاثة‬ ‫بقرون‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫فيه بقرن‬ ‫وسبقتهم‬

‫الهضة‪.‬‬

‫من‬ ‫إلى شىء‬ ‫‪ ،‬ف!ذا تنبه بعضهم‬ ‫نومهم‬ ‫هذا يغطُون فى‬ ‫المسلمين مكثوا مع‬ ‫ولكن‬

‫نظره‬ ‫تاقأ ‪ ،‬ثم كان‬ ‫جهلاَ‬ ‫‪ ،‬لأنه يجهله‬ ‫ابخاضر‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫ولم‬ ‫الماضى‬ ‫فيه إلى‬ ‫نظر‬ ‫الإصلاح‬

‫التراجم‬ ‫الآثار فى‬ ‫عجائب‬ ‫كتابه ‪-‬‬ ‫الجَبرتى فى‬ ‫حدثنا‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫جذا‬ ‫ضيقا‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬

‫بمثل‬ ‫الى الاصلاح‬ ‫م ) يدعو‬ ‫‪171‬‬ ‫‪I‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪1123‬‬ ‫تربهى قام لى شة‬ ‫والأخبار ‪ -‬عنْ رجل‬

‫من‬ ‫القباب‬ ‫أ‪.‬صحاب‬ ‫أعتاب‬ ‫تقبيل‬ ‫من‬ ‫مصر‬ ‫ما يفعله أهل‬ ‫‪ ،‬فأنكر‬ ‫إليه ابن تيمية‬ ‫يدعو‬ ‫ما كان‬

‫يجب‬ ‫بأنه كفر‬ ‫‪ ،‬وحكم‬ ‫جهالاتهم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وما إلى‬ ‫حاجاتهم‬ ‫لقضاء‬ ‫‪ ،‬وقصدهم‬ ‫الأموات‬

‫‪324‬‬
‫مسجد‬ ‫‪ ،‬واتخذ‬ ‫هدمها‬ ‫بوجوب‬ ‫‪ ،‬و!كم‬ ‫الأموات‬ ‫على‬ ‫بناء القباب‬ ‫‪ ،‬ثم أنكر‬ ‫تركه‬ ‫عليهم‬

‫قد‬ ‫كانوا‬ ‫الأزطر‬ ‫علماء‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫وتعصبوا‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫فاتبعه كثير‬ ‫‪،‬‬ ‫لدعوته‬ ‫المؤيد مقرآ‬

‫فتنة كبيرة‬ ‫وقامت‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فأفتوا العامة بأنها صحيحة‬ ‫وألفوها‬ ‫البدع‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫وقعوا‬

‫أتباعه دعوته‬ ‫‪ ،‬فترك‬ ‫مصر‬ ‫الفتنة بنفيه من‬ ‫هذه‬ ‫انتهت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التركى‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫بينهم وبين‬

‫نفيه‪.‬‬ ‫بعد‬

‫بين الفقهاء الذين لا يعرفون‬ ‫من‬ ‫فكان المسلمون فى هذا القرن أيضا ينتظرون مجدده‬

‫الجديدة‬ ‫دنياهم‬ ‫‪ ،‬يجهلون‬ ‫أوراقه‬ ‫بين تقليب‬ ‫‪ ،‬فعاشوا‬ ‫العلوم‬ ‫الفقه وما إليه من‬ ‫شيئا سوى‬

‫فى‬ ‫كانوا يخاجون‬ ‫أنهم‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫دنيا قبلها‬ ‫فى‬ ‫يغيشون‬ ‫لأنهم‬ ‫الدنيا‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وتجهلهم‬ ‫فيها‬ ‫وما‬

‫علوم‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫ما جذَ فى‬ ‫دنياه الجديدة ‪ ،‬ويعرف‬ ‫يعرف‬ ‫هذا القرن إلى مجدد‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫غيرهم‬ ‫نهض‬ ‫كما‬ ‫بهم‬ ‫‪ ،‬لينفع المسلمين !بها ‪ ،‬وينهض‬ ‫ومعارف‬

‫رأس‬ ‫أبى داود ‪ -‬أن المجدد على‬


‫ا‬ ‫سنن‬ ‫شرح‬ ‫المعبود فى‬ ‫‪ -‬عون‬ ‫فى كتاب‬ ‫وقد جاء‬

‫الفلانى نزيل المدينة ‪ ،‬والسيد مرتضى‬ ‫نوح‬ ‫بن‬ ‫بن محمد‬ ‫صالح‬ ‫هو‬ ‫القرن الثانى عشر‬

‫‪.‬‬ ‫الرتيدى‬ ‫الحسينى‬

‫مجددى‬ ‫مدرسةْ ابن تيمية ‪ ،‬فذكر من‬ ‫رجال‬ ‫إيثار‬ ‫مذهبه فى‬ ‫رضا‬ ‫السيد رشيد‬ ‫وذهب‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وكلاهما‬ ‫الدهلوى‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وولى‬ ‫النجدى‬ ‫الوهاب‬ ‫بن عبد‬ ‫محمد‬ ‫هذا الفرن الشيخ‬

‫مولده سنة‬ ‫الفلانى ‪ ،‬وكاذ‬ ‫بن نوح‬ ‫بن محمد‬ ‫صالح‬ ‫كان‬ ‫ابن تيمية ؟ وكذلك‬ ‫مدرسة‬

‫مؤلفاته ‪ -‬إيقاظ‬ ‫ومن‬ ‫ما‪،‬‬ ‫‪3018‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪1218‬‬ ‫م ‪ ،‬وقد توفى‬ ‫‪2017‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1111‬‬

‫ابن تيمية‪.‬‬ ‫فيه مذهب‬ ‫تحقيق مسألة التقليد ‪ ،‬وقد ذهب‬ ‫فى‬ ‫همما أولى الأبصار ‪ -‬وهو‬

‫القاموس ‪ ،‬وصاحب‬ ‫كتاب تاج العروس فى شرح‬ ‫الزبيدى فهو صاحب‬ ‫السيد مرتضى‬ ‫وأما‬

‫فيه اعتقاد‬ ‫للنإس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫هلىا القرن‬ ‫فى‬ ‫الصوفية‬ ‫متفقهة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الإحمياء للغزالى‬ ‫شرح‬

‫فى‬ ‫الأسد‬ ‫اهذا القرن نصيب‬ ‫لمدرسة ابن تيمية فى‬ ‫الغلو ‪ .‬وبهذا يكون‬ ‫الى حد‬ ‫يصل‬

‫فى‬ ‫هذا القرن كانوا قد وصلوا‬ ‫فى‬ ‫الأشعرية وقفقهتهم‬ ‫‪، ،‬ن‬ ‫السابق‬ ‫التجديد كالقرن‬

‫الجمود إلى غايته‪.‬‬

‫إلى فهم رسنالة المجدد المسلم فى‬ ‫المتفقهة‬ ‫هؤلاء‬ ‫من‬ ‫لانى أرى أن نادر شاه كان أقرب‬

‫‪،‬‬ ‫الوهاب‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫اتبعه بدراسة‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫غيره‬ ‫فيه على‬ ‫دراسته‬ ‫‪ ،‬ولهذاْ أقدم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫‪.‬‬ ‫الثه الدهلوى‬ ‫وولى‬

‫***‬

‫‪rya‬‬
‫شاه‬ ‫نادر‬ ‫‪.‬‬

‫بلاد‬ ‫عشائر‬ ‫من‬ ‫عشيرة‬ ‫اليهم‬ ‫ينسب‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬والأفشار‬ ‫الأفشارى‬ ‫خان‬ ‫نادر قلى‬ ‫هو‬ ‫"‬

‫م‪،،‬‬ ‫‪1687‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1 0‬‬ ‫‪99‬‬ ‫له ابنه نادر سنة‬ ‫فولد‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫عامة‬ ‫من‬ ‫والده‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫خراسان‬

‫عليها حينا‬ ‫التتر‬ ‫قبائل‬ ‫الحكومة وهجوم‬ ‫ضعف‬ ‫من‬ ‫الفوضى‬ ‫بلاده فى حالة من‬ ‫رأى‬ ‫شمث‬ ‫ولما‬

‫قوة‬ ‫عليه من‬ ‫الأحوال تنقلب‬ ‫‪ ،‬وصارت‬ ‫الفوضى‬ ‫تلك‬ ‫يغامر بتفسه فى‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫بعد حين‬

‫‪ ،‬رمرة‬ ‫السلطان‬ ‫عمال‬ ‫‪ ،‬ومرة يخدم‬ ‫إلى قوة ‪ ،‬فمرة يبزخذ أشرا‬ ‫ضعف‬ ‫ومن‬ ‫إلى ضعف‬

‫بينهم‪،‬‬ ‫أمره‬ ‫اشتهر‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫الأموال‬ ‫وينهب‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫بها على‬ ‫يسطو‬ ‫فرقة‬ ‫ينظم‬

‫به‬ ‫‪ ،‬واستعان‬ ‫الإكرام‬ ‫كل‬ ‫إليه ‪ ،‬وكرمه‬ ‫خراسمان‬ ‫حاجمم‬ ‫‪ ،‬فدعاه‬ ‫منه‬ ‫الخوف‬ ‫عيهم‬ ‫واستولى‬

‫ما‬ ‫مثل‬ ‫‪ ،‬ففاد إلى‬ ‫وظبفته‬ ‫من‬ ‫الحاجمم ‪ ،‬وعزله‬ ‫منه هذا‬ ‫غضب‪،‬‬ ‫قبائل التتر ‪ ،‬ثم‬ ‫محاربة‬ ‫فئ‬

‫الحكومة سطوته‪،‬‬ ‫خافت‬ ‫الأول ‪ ،‬حتى‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫ا!لرة‬ ‫هذه‬ ‫أمره فى‬ ‫كان عليه ‪ ،‬وقد عظم‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫له حسابه‬ ‫تحسب‬ ‫وصارت‬

‫الدولة الصفوية يسعى‬ ‫اَخر ملوك‬ ‫الصفوى‬ ‫ميرزا ‪.‬بن السلطان حسين‬ ‫وكان تهما سب‬

‫‪ ،‬فى‬ ‫نادر شاه‬ ‫أقارب‬ ‫بحفبى‬ ‫‪ ،‬فسعى‬ ‫منهم‬ ‫انتزعوه‬ ‫الأفغانيين الذين‬ ‫من‬ ‫ملكهم‬ ‫استرداد‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وصار‬ ‫إليه نادر شاه‬ ‫‪ ،‬فانضم‬ ‫الملك‬ ‫هذا‬ ‫استرداد‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ليساعده‬ ‫ميررا‬ ‫تهماسب‬ ‫إلى‬ ‫ضمه‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫أعوانه في‬ ‫‪3‬‬ ‫أعظم‬ ‫من‬

‫اقتسام إيران بعد انتهاء‬ ‫على‬ ‫وروسيا‬ ‫هى‬ ‫الدولة العثمانية التركية قد اتفقت‬ ‫وكانت‬

‫يتقدم‬ ‫الدولتين‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫فأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫المتغلبين عليها‬ ‫الأفغانيين‬ ‫طرد‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الصفوية‬ ‫الدولة‬

‫وانجقهما على‬ ‫تهماسب‬ ‫هذا‬ ‫ولما رأى‬ ‫‪،‬‬ ‫بينهما‬ ‫عليه‬ ‫الاكفاق‬ ‫ما تم‬ ‫على‬ ‫للاستيلاء‬ ‫بجيشه‬

‫منها‪،‬‬ ‫اليه اباقى‬ ‫يردَّا‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫؟‬ ‫بلاد (يران‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫الاستيلأء‬ ‫ما يريدان‬ ‫على‬ ‫الاستيلاء‬

‫معاهدة‬ ‫معه‬ ‫فعقدت‬ ‫؟‬ ‫روسيا‬ ‫به دولة‬ ‫ورضيت‬ ‫‪،‬‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬ ‫بهذا‬ ‫ترض‬ ‫فلم‬

‫الأفغانيين من‬ ‫طرد‬ ‫فى‬ ‫ان تسعى‬ ‫فيها أن يترك الولايات الشمالية الإيرانية ‪ ،‬على‬ ‫رض‬

‫المعاهدة‬ ‫هذه‬ ‫العثمانية نجاحمه فى‬ ‫الدولة‬ ‫رأت‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫الصفوية‬ ‫الدولة‬ ‫إلى‬ ‫وتردها‬ ‫‪،‬‬ ‫إيران‬

‫به اقيم بدله ملك‬ ‫يرض‬ ‫‪ ،‬ف!ذا لم‬ ‫بلاد إيران‬ ‫من‬ ‫الأ يُتركَ له إ‪/‬لا قليل‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫عليها‬ ‫وافقت‬

‫من أسرته‪.‬‬ ‫آخر‬

‫إلى إستانبول ليطلبوا من‬ ‫أوفد رسلا‬ ‫الأفغانى ذلك‬ ‫خان‬ ‫الأمير أشرف‬ ‫فلما رأى‬

‫مثلهم‪،‬‬ ‫سنيون‬ ‫وهم‬ ‫تحاربهم دولغ‬ ‫أنْ‬ ‫محاربته ‪ ،‬ويشكوَا الى علماثها‬ ‫عن‬ ‫سلطانها الكف‬

‫ودولة روسيا النصرانية‪،‬‬ ‫هى‬ ‫فى إعادة الدولة الصفوية الشيعية ‪ ،‬وتتفق عليهم‬ ‫وأن! تسعى‬

‫‪r'1‬‬
‫لعدم‬ ‫بحاربهم‬ ‫إنما‬ ‫أنه‬ ‫؟ لأن السلطانْاذَعى‬ ‫م!عاهم‬ ‫فى‬ ‫خان‬ ‫أشرف‬ ‫رسل‬ ‫فلم ينجح‬

‫فوقعت‬ ‫‪،‬‬ ‫عيهم‬ ‫الشرعى‬ ‫لأنه الخليفة‬ ‫؟‬ ‫المسلمين‬ ‫جميع‬ ‫الدينية على‬ ‫بسلطته‬ ‫اعترافهم‬

‫ونالوا منه ‪ ،‬وكان يستميل‬ ‫السلطان نال فيها صهم‬ ‫وبين جنود‬ ‫خان‬ ‫بين أشرف‬ ‫شدبدة‬ ‫حروب‬

‫فى‬ ‫يستمروا‬ ‫أن‬ ‫اليه ‪ ،‬ويأبون‬ ‫منهم‬ ‫كثير‬ ‫‪ ،‬فيميل‬ ‫مثلهم‬ ‫وأنه سنى‬ ‫الدين‬ ‫الجنود باسم‬ ‫هذه‬

‫معه‪.‬‬ ‫صلح‬ ‫عقذ‬ ‫التركية إلى‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫أن اضطرت‬ ‫قتاله ‪ ،‬إلى‬

‫قوته بانضمام نادر شاه إليه!‬ ‫قد عظمت‬ ‫الوقت‬ ‫ميززا ! فى ذلك‬ ‫( تهماسب‬ ‫وكان‬

‫عزم على‬ ‫ذلك‬ ‫خان‬ ‫أشرف‬ ‫رأى‬ ‫ولما‬ ‫له ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فأخضعها‬ ‫بلاد خراسان‬ ‫فأرسله إلى إخفماع‬

‫‪،‬‬ ‫خراسان‬ ‫إلى‬ ‫بجيشه‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬فسار‬ ‫مع‬ ‫الحرب‬ ‫قد انتهى من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حربه‬

‫منه أصفهانه‪،‬‬ ‫وانتزع‬ ‫نادر شاه‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فانتصر‬ ‫دامغان‬ ‫مدينة‬ ‫بمّرب‬ ‫وجيشه‬ ‫بنادر شاه‬ ‫والتقى‬

‫مكث‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫إيران‬ ‫الأفغانيين فى‬ ‫حكم‬ ‫انقضى‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الصفوية‬ ‫الدولة‬ ‫قاعدة‬ ‫وكا‪.‬نت‬

‫‪.‬‬ ‫أعوام‬ ‫ثمانية‬

‫له‬ ‫‪ ،‬ولكنه لم يكن‬ ‫نادر شاه‬ ‫شجاعة‬ ‫بفضل‬ ‫آباثه‬ ‫عرش‬ ‫ميزرا على‬ ‫تهماسب‬ ‫فجلس‬

‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫نادر شاه‬ ‫هو‬ ‫لإلران‬ ‫الفعلى‬ ‫الحاكم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الملك الا الاسم‬ ‫فى‬

‫إلى مقاتلة‬ ‫نادر شاه‬ ‫إيران ‪ ،‬فنهض‬ ‫بلاد‬ ‫على‬ ‫إلى الهجوم‬ ‫قد عادت‬ ‫التركية‬

‫ان‬ ‫القتال معها‬ ‫من‬ ‫ينتهى‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫بلغه‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫عظيما‬ ‫انتصارأ‬ ‫عليها‬ ‫‪،‬وانتصر‬ ‫جيوشها‬

‫فنكل‬ ‫خراسان‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬وسار‬ ‫قتالهم‬ ‫إلى‬ ‫قتال الترك‬ ‫البلاد ‪ ،‬فترك‬ ‫الغارة على‬ ‫الأفغانيين شنوا‬

‫الترك‬ ‫بحرب‬ ‫ن‪ ،‬يقوم‬ ‫‪1‬‬ ‫له‬ ‫تهماسب‬ ‫حاشية‬ ‫زينت‬ ‫بحربهم‬ ‫مشتغلأ‬ ‫‪ ،‬ولما كان‬ ‫تنكيل‬ ‫شر‬ ‫بهم‬

‫عقد‬ ‫إلى‬ ‫اضطر‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫كسرة‬ ‫شر‬ ‫فكسروه‬ ‫‪،‬‬ ‫ما بدأ به نادر شاه‬ ‫‪ ،‬ويتفم‬ ‫عثمان‬ ‫اس‬ ‫من‬

‫أمره أنه‬ ‫‪ ،‬وبلغ من‬ ‫منهم نادر شاه‬ ‫الذى ربحه‬ ‫كل‬ ‫مع والى بغداد ‪ ،‬بعد أن خسر‬ ‫الصلح‬

‫خراسان‬ ‫حرب‬ ‫نادر شاه من‬ ‫‪ ،‬فلما رجع‬ ‫هذا الصلح‬ ‫الإيرانيين فى‬ ‫رد الأسرى‬ ‫لم يشترط‬

‫طفلا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫مررا‬ ‫ابنه عباص‬ ‫‪ ،‬وأقام مكانه‬ ‫خراسان‬ ‫ونفاه الى‬ ‫‪ ،‬ثم عزله‬ ‫عليه‬ ‫غضبه‬ ‫اشتد‬

‫البلاد التى‬ ‫جميع‬ ‫منهم‬ ‫استعاد‬ ‫حتى‬ ‫الترك‬ ‫قام بحرب‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عليه‬ ‫وصئا‬ ‫ا‪ ،‬فأقام نفسه‬ ‫صغيرا‬

‫رجع‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫معه‬ ‫الصلح‬ ‫عفد‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬واضطرهم‬ ‫بلاد القوقاس‬ ‫جميع‬ ‫‪ ،‬ومنها‬ ‫عليها‬ ‫استولوا‬

‫‪.‬‬ ‫باهرا‬ ‫به الإلرانيون احتفالا‬ ‫فاحتفل‬ ‫أصفهان‬ ‫إلى‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫ملكًا عليهم‬ ‫‪ ،‬فأقام الايرانيون نادر شاه‬ ‫مات‬ ‫قد‬ ‫مررا‬ ‫عباس‬ ‫الطفل‬ ‫وكان‬

‫بقبل الملك منهم إلا بعد أن اشترط‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الأفغانيين والترك والروس‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫حررهم‬

‫السنة ‪ ،‬ولا يغالوا فى التشيع الذى كانوا عليه فى عهد‬ ‫أهل‬ ‫على‬ ‫عليهم أن يتركوا التعصب‬

‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫القبول‬ ‫الباقون‬ ‫‪ ،‬وأظهر‬ ‫ب!خلاص‬ ‫منهم‬ ‫منه بعض!‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فقبل‬ ‫الصفوية‬ ‫الدولة‬

‫مغالاتهم فى تثيعهم‪.‬‬ ‫مكثوا فى باطنهم على‬

‫‪327‬‬
‫طويلا‬ ‫منشورا‬ ‫أصدر‬ ‫إيران أن‬ ‫ملبهًا على‬ ‫تؤج‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫ما بدأ به نادر شاه‬ ‫أول‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫المسلمين‬ ‫السنة من‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬د!الى مؤاخاة‬ ‫والمعارف‬ ‫العلوم‬ ‫تحلم‬ ‫إيران إلى‬ ‫فيه أهل‬ ‫دعا‬

‫الأنظمة‬ ‫على‬ ‫جنده‬ ‫‪ ،‬فدرث‬ ‫قبله‬ ‫من‬ ‫الشاه عباس‬ ‫ما سلكه‬ ‫التجديد‬ ‫طريق‬ ‫فى‬ ‫سلك‬

‫أقام‬ ‫الحديثة من ‪2‬اْوربا ‪ ،‬ثم‬ ‫الأسلحة‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫فى‬ ‫الإنكليز‬ ‫ببعض‬ ‫واستعان‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬

‫أوربا‪،‬‬ ‫فى‬ ‫النظام الحديث‬ ‫كبير على‬ ‫تم‪ 6‬له تجهيز جيش‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بلاده لصنعها‬ ‫فى‬ ‫معامل‬

‫محمد‬ ‫ملكها‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فكتب‬ ‫بلاد الهند‬ ‫فتح‬ ‫إلى‬ ‫نفسه‬ ‫توجهت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫قندهار‬ ‫به مدينة‬ ‫ففتح‬

‫الهند‪،‬‬ ‫بلاد‬ ‫منه إلى‬ ‫يفرون‬ ‫الذين‬ ‫الأفغانيين‬ ‫مساعدة‬ ‫بلاده من‬ ‫يمنع حكام‬ ‫أن‬ ‫شاه‪ 3‬يامره‬

‫شاه‬ ‫‪2‬ر‬ ‫نا‬ ‫عليه‬ ‫؟ فزحف‬ ‫منه‬ ‫يراه أقل‬ ‫لأنه كان‬ ‫؟‬ ‫ذلك‬ ‫إليه فى‬ ‫أن يكتب‬ ‫شاه‬ ‫محمد‬ ‫فأنف‬

‫استولى‬ ‫أن‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫‪،‬‬ ‫بلد‬ ‫بلاد الهند بلدًا بعد‬ ‫على‬ ‫يستولئ‬ ‫وأخذ‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫م‬ ‫‪174‬‬ ‫‪0‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪I‬‬ ‫?‬ ‫‪or‬‬ ‫سنة‬

‫الهند ‪ ،‬وجعله‬ ‫سلطنة‬ ‫فيه على‬ ‫ألرَّه‬ ‫معه صلحَا‬ ‫شاه ا‪ ،‬وعقد‬ ‫محمد‬ ‫عاصمة‬ ‫دهلى‬ ‫على‬

‫به‬ ‫إيران فاحتفل‬ ‫إلى‬ ‫عاد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫البلاد الهندية‬ ‫كبيرًا‪-‬من‬ ‫قسما‬ ‫؟ وأخذ‬ ‫بأمره‬ ‫له يصدع‬ ‫حليفا‬

‫‪-‬‬ ‫خان‬ ‫‪ -‬أبى الفيض‬ ‫بخارى‬ ‫بعد هذا إلى محاربة ملك‬ ‫؟ وقد سار‬ ‫عظيما‬ ‫أهلها احتفالا‬

‫الهند ‪ ،‬ثم تقدم إلى بلاد خوارزم‬ ‫مع ملك‬ ‫معه فحالفة كالتى عقدها‬ ‫فانتصر عليه وعقد‬

‫الدولة‬ ‫عهد‬ ‫إليه فى‬ ‫‪.‬إلى ما لم يصل‬ ‫‪ ،‬ووصل‬ ‫ملكه‬ ‫عظم‬ ‫؟ حتى‬ ‫وداغستان‬ ‫وخيوه‬

‫الصفويةء‬

‫خان‬ ‫رضاقلى‬ ‫بابنه‬ ‫إنه اساء الظن‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الوهم‬ ‫بمرض‬ ‫عمره‬ ‫فى آخر‬ ‫أصيب‬ ‫ولكنبما‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫بسَمْل عينيه‬ ‫؟ فأمر‬ ‫منه‬ ‫ملكه‬ ‫نزع‬ ‫أنه يريد‬ ‫‪ ،‬وتوهم‬ ‫حروبه‬ ‫الأيمن فى‬ ‫ساعده‬ ‫وكان‬

‫لا‬ ‫الإيرانيون‬ ‫وكان‬ ‫بيته ‪،‬‬ ‫بأهل‬ ‫الظن‬ ‫إساءة‬ ‫فى‬ ‫مضى‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫القسموة معه‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫ندم‬

‫أخيرًا مسلكه‬ ‫‪ ،‬فلم يرضهمْ‬ ‫ومغالاتهم فيه‬ ‫باطنهم لمذهبهم الشيعى‬ ‫فى‬ ‫يزالون مخلصين‬

‫بعض‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فثارت‬ ‫إيران‬ ‫فى‬ ‫المذهب‬ ‫أئمة هذا‬ ‫لبعض‬ ‫اضطهاده‬ ‫سببا فى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫معه‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1747‬‬ ‫‪ 1‬هـ=‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫قتله ؟ فقتلوه سنة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬إلى أن تاَمروا أخيرا‬ ‫فارس‬ ‫ولايات‬

‫العلوم اوالمعارت بين أهل‬ ‫نشر‬ ‫فى‬ ‫سعيه‬ ‫نادر شاه من‬ ‫من‬ ‫أن ما حصل‬ ‫ولا شك‬

‫السنة‬ ‫بين اهل‬ ‫التقريب‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وعمله‬ ‫أوربا‬ ‫فى‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫جنده‬ ‫‪ ،‬وتدريب‬ ‫بلاده‬

‫ممن ذُكروا فيه من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الإسلامى‬ ‫التجديد‬ ‫رسالة‬ ‫فهم‬ ‫إلى‬ ‫أقرب‬ ‫؟ يجعله‬ ‫والشيعة‬

‫فهم‬ ‫إلى‬ ‫اقرب‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الشاه عباس‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫ذكرهم‬ ‫سيأتى‬ ‫"‬ ‫الذين‬ ‫المتفقهة‬ ‫اولئك‬

‫رسالته !ن متفقهته‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫الاديان‬ ‫توحيد‬ ‫إلى‬ ‫يسعى‬ ‫أنه كان‬ ‫نادر شاه‬ ‫إلى‬ ‫أنه ينسب‬ ‫سبق‬ ‫فيما‬ ‫ذكرنا‬ ‫وقد‬

‫من‬ ‫ذوقه‬ ‫إلى‬ ‫أقرب‬ ‫يكون‬ ‫لعله‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنجيل‬ ‫اسفار‬ ‫بعض‬ ‫بترجمة‬ ‫أنه أمر‬ ‫إليه ايضا‬ ‫ونسب‬

‫‪YrYA‬‬
‫ليباحثهم‬ ‫‪-‬‬ ‫والنصرانية‬ ‫واليهودية‬ ‫الإسلام‬ ‫الئلاثة ‪-‬‬ ‫الاْديان‬ ‫أصحاب‬ ‫وأنه جمع‬ ‫‪،‬‬ ‫القرآن‬

‫سعيه‬ ‫ساءهم‬ ‫الذين‬ ‫الجامدين‬ ‫افتراء‬ ‫من‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫! ولعل‬ ‫أن جمعهم‬ ‫بعد‬ ‫صرفهم‬ ‫فيها ‪ ،‬ثم‬

‫السابق‪.‬‬ ‫بالشكل‬ ‫فى الإصلاح‬

‫المطلوب‬ ‫الإصلاح‬ ‫كل‬ ‫لم يكن‬ ‫الإصحلاح‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫به نادر شاه‬ ‫ما أتى‬ ‫ولكن‬

‫كل‬ ‫بهم فى‬ ‫ينهض‬ ‫شامل‬ ‫إلى إصلاح‬ ‫حاجة‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬لأنهم كانوا فى‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬

‫نظام الطبقات‬ ‫السنة والشيعة ‪ ،‬وعلى‬ ‫الرجعيين من أهل‬ ‫جمود‬ ‫على‬ ‫الحياة ‪ ،‬فيقضى‬ ‫نواحى‬

‫هذا‬ ‫من‬ ‫نادر شاه بشىء‬ ‫‪ ،‬ولم يأت‬ ‫العدل‪ 1‬والشوَرى‬ ‫قائما على‬ ‫حكمه‬ ‫بينهم ‪ ،‬ويجعل‬

‫الناقص بعد موته‪.‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫ما أتى به من ذلك‬ ‫كله ‪ ،‬ولهذا ذهب‬

‫*‪1‬‬ ‫*‪1‬‬ ‫!‬

‫‪32‬‬ ‫‪q‬‬
‫ا‬ ‫بن عبد الوهاب‬ ‫محمد‬

‫سنة‬ ‫بنجد‬ ‫العُييَنة‬ ‫بلدة‬ ‫فى‬ ‫الحنبلى ‪ ،‬ولد‬ ‫النجدى‬ ‫الوهاب‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫هو‬

‫قديم‬ ‫من‬ ‫معروفون‬ ‫فقهاء الحنابلة ‪ ،‬وهم‬ ‫الأولى على‬ ‫دروسه‬ ‫م ‪ ،‬وأخذ‬ ‫‪3017‬‬ ‫اهـ‪--‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬

‫فى‬ ‫ماضيهم‬ ‫إلى‬ ‫ونظر‬ ‫‪،‬‬ ‫نثأته‬ ‫فى‬ ‫فتأثر ببم‬ ‫‪،‬‬ ‫البدعة‬ ‫من‬ ‫ونفرتهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالسنة‬ ‫بتمسكهم‬

‫سلف‬ ‫ابن لًيمية‪.‬من‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫فيها جهاده‬ ‫التى سيكون‬ ‫الوجهة‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬قوخهه‬ ‫البدع‬ ‫‪-‬محاربة‬

‫دراسته بنجد‪،‬‬ ‫من‬ ‫دراسة أوسع‬ ‫قدوته ‪ ،‬ولكنه أراد أن يحصًل‬ ‫الذى سيجعله‬ ‫هو‬ ‫الحنابلة‬

‫إلى البصرة‬ ‫فيها ‪ ،‬ثم رحل‬ ‫أتم تعيمه‬ ‫الزمن ‪ ،‬حتى‬ ‫فيها مدة من‬ ‫ومكث‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫فرحل‬

‫‪. ،‬‬ ‫سنين‬ ‫بغداد فأقام فيها خمس‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ثم رحل‬ ‫العلم‬ ‫فيها من‬ ‫‪ ،‬يستزيد‬ ‫فأقام فيها أربع سنين‬

‫إلى‬ ‫بلاد العرب‬ ‫‪ ،‬ويجاوز‬ ‫الرحلة‬ ‫أن يُبعد فى‬ ‫وبغداد‬ ‫المدينة والبصرة‬ ‫إلي‬ ‫رحلته‬ ‫ثم أراد بعد‬

‫بها‬ ‫وأقام‬ ‫همدان‬ ‫إلى‬ ‫رحل‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫سنة‬ ‫بها‬ ‫وأقام‬ ‫كردستان‬ ‫إلى‬ ‫فرحل‬ ‫البلاد ‪،‬‬ ‫من‬ ‫غيرها‬

‫إلى قُتمَ‬ ‫‪ ،‬ثم رحل‬ ‫فيها فلسفة الإشراق والتصوف‬ ‫ودرس‬ ‫إلى أصفهان‬ ‫‪ ،‬ثم رحل‬ ‫س!ين‬

‫الزمن‪.‬‬ ‫وأقام بها مدةً من‬

‫تهيأ له بها ما لم يتهيا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الطويلة‬ ‫الطمية‬ ‫الرحلة‬ ‫هذه‬ ‫بعد‬ ‫بلده بنجد‬ ‫إلى‬ ‫ثم رجع‬

‫لهم‬ ‫كانت‬ ‫الذين‬ ‫بالعلماء السابقين‬ ‫‪-،‬واعرت‬ ‫علفا‬ ‫منهم‬ ‫أوسعَ‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫نجد‬ ‫علماء‬ ‫لغيره من‬

‫‪،‬‬ ‫فيه علماء عصره‬ ‫وقع‬ ‫الجمود والركود الذى‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ولم يقعوا فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫نجولة فى‬

‫هذه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫وأركانه‬ ‫الدين‬ ‫أصول‬ ‫انها من‬ ‫على‬ ‫وأخذوها‬ ‫‪،‬‬ ‫الباع‬ ‫ألفوا ما فيه من‬ ‫حتى‬

‫البلاد الإسلامية‬ ‫‪ ،‬لأنه لم يجاور‬ ‫ثقافة محدودة‬ ‫نجد كانت‬ ‫علماء‬ ‫التى امتاز بها على‬ ‫الثقافة‬

‫فى غير البلاد‬ ‫الخطيرة التى ظهرت‬ ‫الإصلاحية‬ ‫الحركات‬ ‫يتأتى له أن يعرف‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فى رحلته‬

‫من‬ ‫ما يترتب‬ ‫ويعرف‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫العالم‬ ‫الى‬ ‫الفديم‬ ‫العالم‬ ‫الدنيا من‬ ‫وقلبت‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬

‫‪.‬‬ ‫الخطيرة‬ ‫الحركات‬ ‫الاعتبار بهذه‬ ‫المسلمين‬ ‫إهمال‬ ‫السيئة على‬ ‫النتائج‬

‫البدع ‪،‬‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫السكوت‬ ‫به علماء نجد من‬ ‫رضى‬ ‫بما‬ ‫فلما عاد إلى بلده لم يرضَ‬

‫قد درس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ابن تينية‬ ‫سيما‬ ‫الحنابلة ‪ ،‬ولا‬


‫‪1‬‬ ‫من‬ ‫أسلافه‬ ‫عهدَ‬ ‫محاربتها‬ ‫فى‬ ‫وأراد ان يعيد‬

‫بعض‬ ‫بلندن‬ ‫البريطانى‬ ‫افى المتحف‬ ‫‪ ،‬ويوجد‬ ‫نشأته‬ ‫فى‬ ‫فيما درسه‬ ‫الاصلاحية‬ ‫كتبه ورسائله‬

‫داره‬ ‫فى‬ ‫اعتكف‬ ‫أراد ذلك‬ ‫فلفا‬ ‫‪،‬‬ ‫لها‬ ‫دراسته‬ ‫مما يؤيد‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫بخطه‬ ‫يمية‬ ‫لابن‬ ‫رشائل‬

‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫اليه ابن تيمية فبله‬ ‫ما دعا‬ ‫مثل‬ ‫الى‬ ‫يدعو‬ ‫أخذ‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫ثمانية أشهر‬ ‫بلده نحو‬ ‫أهل‬ ‫عن‬

‫هـانكار‬ ‫‪،‬‬ ‫والقبور‬ ‫القباب‬ ‫أصحاب‬ ‫إلى‬ ‫التوجه‬ ‫دانكار‬ ‫‪،‬‬ ‫وحده‬ ‫بالعبادة دثه تعالى‬ ‫التوجه‬
‫التى‬ ‫الباع‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫الحاجات‬ ‫قضاء!‬ ‫فى‬ ‫الله تعالى‬ ‫إلى‬ ‫والأنبياء‬ ‫بالأولياء‬ ‫التوسل‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫قبله فى‬ ‫تركيا قام ب!نكارها‬ ‫أن رجلا‬ ‫سبق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫إنكارها‬ ‫ابن تعمية إلى‬ ‫سبقه‬

‫الأزهر‬ ‫يوجد‬ ‫حيث‬ ‫قام بها فى مصر‬ ‫أنه‬ ‫حظه‬ ‫كان من سوء‬ ‫م ) ولكن‬ ‫‪1711‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪1123‬‬

‫الأزهر إذا أنكر‬ ‫فى طريق‬ ‫يمكنه أن مف‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫‪ ،‬فقاموا ب!نكار دعوته كما سبق‬ ‫وعلماؤه‬

‫بادية نجد‪،‬‬ ‫فى‬ ‫قام بدعوته‬ ‫فقد‬ ‫الوهاب‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫‪ . . .‬أما محمد‬ ‫أو أقره ؟‬ ‫الدين‬ ‫شيئًا فى‬

‫يجمد‬ ‫كما‬ ‫علم‬ ‫على‬ ‫لا يجمدون‬ ‫والبدو‬ ‫‪،‬‬ ‫الباع‬ ‫بيئة الحَنابلة المعروفة قديما ب!نكار‬ ‫وفى‬

‫علم‪.‬‬ ‫على‬ ‫ممن يجمد‬ ‫غيرهم‬ ‫من زحزحة‬ ‫الجمود أسهل‬ ‫عن‬ ‫زحزحتهم‬ ‫‪ ،‬فتكوق‬ ‫الحضر‬

‫بها إلى‬ ‫يرسل‬ ‫‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫دعوته فى بلده بلين ورفق‬ ‫بن عبد الوهاب‬ ‫وقد بدأ محمد‬

‫فاموا باضطهاده‬ ‫دعوته‬ ‫مثابرته على‬ ‫بلده‬ ‫أهل‬ ‫رأى‬ ‫فلما‬ ‫ا‪.‬لأقطار ‪،‬‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫أمراء الحجاز‬

‫عليه دعوته‬ ‫‪ ،‬فعرض‬ ‫بن سعود‬ ‫أميرها محمد‪-‬‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الى بلدة الدرعئة بنجد‬ ‫فتركهم‬

‫حتى‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫تأليدها‬ ‫قوته فى‬ ‫هذا‬ ‫‪3‬‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬واستخدم‬ ‫بلاور العرب‬ ‫فى‬ ‫ونشرها‬ ‫بحمايتها‬ ‫‪ ،‬وقام‬ ‫فقبلها‬

‫‪ ،‬ولم يزل محمد‬ ‫ا! سعود‬ ‫أهدها فى حكم‬ ‫‪ ،‬ودخل‬ ‫العرب‬ ‫بلاد‬ ‫كثير من‬ ‫أخذ بها‬

‫هـ=‬ ‫سنة ‪6012‬‬ ‫الإمارة ‪ ،‬إلى أن مات‬ ‫فى حماية هذه‬ ‫بدعوته‬ ‫يقوم‬ ‫ابن ‪-‬عبد الوهاب‬

‫‪-.‬‬ ‫‪f‬‬ ‫‪1917‬‬


‫قبله‪،‬‬ ‫يدركه ابن تيمية‬ ‫لم‬ ‫‪،‬ما‬ ‫القرن‬ ‫فأدرك محمد بن عبد الوها‪-‬ب من النجاح فى هذا‬

‫‪ ،‬أما‬ ‫إمارة عربية‬ ‫وأنه قام بها فى‬ ‫‪،‬‬ ‫البدو‬ ‫أهل‬ ‫فى‬ ‫أنه قام بدعوته‬ ‫نجاحه‬ ‫فى‬ ‫والفضل‬

‫الحقيقة‬ ‫فى‬ ‫تكن‬ ‫التى لم‬ ‫المماليك‬ ‫دولة‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫الحضر‬ ‫أهل‬ ‫فى‬ ‫قام بدجموته‬ ‫ابن تيمية فقد‬

‫الإمارة البدوية‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫الوهاب‬ ‫عبد‬ ‫لابن‬ ‫ما تأتى‬ ‫مثل‬ ‫النجاح‬ ‫له من‬ ‫‪ ،‬فلم يتأت‬ ‫عربية‬ ‫درلة‬

‫فى‬ ‫ممن جمد‬ ‫الإصلاح‬ ‫أبعد عن‬ ‫الحضر‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫علم‬ ‫فى دينه على‬ ‫جمد‬ ‫العربية ؟ لأدط من‬

‫!عب‬ ‫الثانى مركب‬ ‫عنه ؟ وجهل‬ ‫زحزحته‬ ‫تسهل‬ ‫الأول بسيط‬ ‫‪ ،‬لأن جهل‬ ‫جهل‬ ‫دينه على‬

‫تركه له‪.‬‬

‫بين المسلمين‬ ‫له الأثر المطلوب‬ ‫الوهابية لم يكن‬ ‫الدعوة‬ ‫أدركته‬ ‫الذى‬ ‫النجاح‬ ‫هذا‬ ‫ولكن‬

‫منه‬ ‫الغرض‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫جذا‬ ‫ضئيلا‬ ‫إصلاحا‬ ‫به كان‬ ‫نادت‬ ‫الذى‬ ‫الإصلاح‬ ‫؟ لأن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬

‫دينيا‬ ‫إصلاحا‬ ‫هذا القرن لم يكن‬ ‫فى‬ ‫للمسلممن‬ ‫المطلوب‬ ‫‪ ،‬مع إن الإصلاح‬ ‫دينيا محضا‬

‫ما وصلت‬ ‫الى‬ ‫به الملمرن‬ ‫‪ ،‬يصل‬ ‫وعلميا‬ ‫واجتهاعيا‬ ‫دينيا وسياسيا‬ ‫إصلاحا‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫فقط‬

‫أوربا فى‬ ‫اليه‬ ‫المسلمون إلى ما وصلت‬ ‫أوربا فى هذا القرن ‪ ،‬نعم كان المطلوب أن يصل‬ ‫إليه‬

‫النى هذه‬ ‫وحده‬ ‫والأولياء ليوصئل‬ ‫بالأنبياء‬ ‫التوسل‬ ‫القباب ومنع‬ ‫هدم‬ ‫يكن‬ ‫نهضتهَا ‪ ،‬ولم‬

‫دعوة‬ ‫كانت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ابن تيمية‬ ‫دعوة‬ ‫متأثزا بطابع‬ ‫الوهابية كان‬ ‫الدعوة‬ ‫طابع‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫الدهضة‬

‫الدعوة‬ ‫فى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫كبيرا فيها‬ ‫نقصا‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفهَ وعلومها‬ ‫ابن تيمية تنافر أو تهمل‬‫ط‬

‫‪33‬‬ ‫‪،1‬‬
‫لها قيمة كبيرة‬ ‫قديمة ليست‬ ‫فلسفة‬ ‫ابن تيمية كانت‬ ‫لْى عهذ‬ ‫الفلسفة‬ ‫؟ لأن‬ ‫ضررَا‬ ‫أشد‬ ‫ْالوهابية‬

‫ظاهرة‬ ‫عملية‬ ‫فلسفة‬ ‫صارت‬ ‫الوهابية فقد‬ ‫الدعوة‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫أما الفلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة العملية‬ ‫فى‬

‫تعذر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فائدتها أو تتجاهلها‬ ‫أن تنكر‬ ‫إصلاحية‬ ‫لدعوة‬ ‫الحياة ‪ ،‬فلا يصح‬ ‫هذه‬ ‫النفع فى‬

‫فى‬ ‫الأمة البدوية أن تقوم‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬هـانه ليكفى‬ ‫امة بدوية‬ ‫فى‬ ‫بنشأ!ا‬ ‫هذا‬ ‫الوهابية فى‬ ‫الدعوة‬

‫الاكتفاء به إذا نظرنا‪ .‬لموقف‬ ‫فى‬ ‫عذرها‬ ‫هـانه ليقبل‬ ‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫القدر‬ ‫بذلك‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫المزيد من‬ ‫وطلب‬ ‫بمناصرته‬ ‫تقم‬ ‫ف!نها لم‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫المتحضرة‬ ‫الإسلامية‬ ‫الأمم‬

‫وصل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫القديم‬ ‫على‬ ‫قوة جمود‬ ‫ما فيها من‬ ‫بكل‬ ‫‪ ،‬وقاومته‬ ‫غيرَ كريم‬ ‫منه موقفا‬ ‫وقفت‬

‫فى تفريق كلمة المسلمين‪.‬‬ ‫زادت‬ ‫الأمر فى هذا إلى قيام حروب‬

‫التى قامت‬ ‫الحروب‬ ‫التبعة فى‬ ‫من‬ ‫الدعوة الوهابية أيضا شىء‬ ‫هذا يقع على‬ ‫ومع‬

‫إليها بالموعظة‬ ‫مخالفيها‬ ‫دعوة‬ ‫منها‬ ‫يقصد‬ ‫‪،‬‬ ‫محضة‬ ‫سلمية‬ ‫دعوة‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫‪،‬نها‬ ‫‪،‬‬ ‫بسببها‬

‫دينيا‬ ‫جهاذا‬ ‫تاييدها‬ ‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫أعلت‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫أحسن‬ ‫هى‬ ‫فيها بالتى‬ ‫الناس‬ ‫دهادخال‬ ‫‪،‬‬ ‫الحسنة‬

‫دمه‬ ‫وعاند فقد حل‬ ‫خالف‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫آمن بها سلم‬ ‫فيها ‪ ،‬فمن‬ ‫الدخول‬ ‫مخالفئها على‬ ‫لحمل‬

‫اليمن والحجار‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫نجد‬ ‫نجد وخارج‬ ‫فى‬ ‫غزواتهم‬ ‫كانت‬ ‫هذا الأساس‬ ‫وماله ‪ ،‬وعلى‬

‫البقاء‬ ‫‪ ،‬إذا أمكنهم‬ ‫لهم‬ ‫حلالأ‬ ‫منها حربا‬ ‫بلد يدخلونه‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫والعراق‬ ‫الشام‬ ‫وأطراف‬

‫الغنائم‪.‬‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫أيديهم‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫بما‬ ‫اكتفوا‬ ‫فيه‬ ‫البقاء‬ ‫يمكنهم‬ ‫دماذا لم‬ ‫‪،‬‬ ‫ب!مارتهم‬ ‫ألحقوه‬ ‫فيه‬

‫الدعوة‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الإسلام‬ ‫سماحة‬ ‫بهذا على‬ ‫الوهابية تخرج‬ ‫الدعوة‬ ‫أن‬ ‫ولا شك‬

‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬دالا إذا كان‬ ‫الضرورة‬ ‫القتال إلا عند‬ ‫الى‬ ‫تلجأ‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫محضة‬ ‫سلمية‬ ‫الإسلامية‬

‫فى‬ ‫الدخول‬ ‫بالقتال ‪ ،‬لأنه لا إلجاء فيها على‬ ‫‪ ،‬فلا يباح فيها ابتداء اعدائها‬ ‫نفسها‬ ‫عن‬ ‫الدفاعْ‬

‫جمهور‬ ‫من‬ ‫كانوا كغيرهم‬ ‫الوهابيين‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالضرورة‬ ‫الآن‬ ‫منها‬ ‫معلوم‬ ‫وهذا‬ ‫؟‬ ‫الإسلام‬

‫بالسيف‬ ‫دعوتهم‬ ‫‪ ،‬فلتقم‬ ‫إلا بالسيف‬ ‫يقم‬ ‫لم‬ ‫الإسلام‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬يرون‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬

‫به كفرأ‬ ‫يكفرون‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫السمحة‬ ‫المعاملة‬ ‫هذه‬ ‫مخالفيه‬ ‫عامل‬ ‫قذ‬ ‫الإسلام‬ ‫‪ ،‬داذا كان‬ ‫أيضا‬

‫به‬ ‫الإسلام‬ ‫ما عامل‬ ‫بمثل‬ ‫مخالفيها‬ ‫تعامل‬ ‫أن‬ ‫الوهابية‬ ‫الدعوة‬ ‫على‬ ‫ف!نه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫صريحا‬

‫كانوا مع‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫بالئه ورشوله‬ ‫يؤمنون‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫قطعا‬ ‫مثلهم‬ ‫الكفر‬ ‫فى‬ ‫ليسوا‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫مخالفيه‬

‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الكربات‬ ‫‪ ،‬وتفريج‬ ‫الحاجات‬ ‫قضاء‬ ‫وشألونهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بهم‬ ‫الموتى وش!تغيثون‬ ‫يدْعون‬ ‫هذا‬

‫ورسوله‪.‬‬ ‫باللّه‬ ‫لا يؤمن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ف!نه لا يبلغ شرك‬ ‫أنه شرك‬ ‫سُلِّم‬ ‫لو‬ ‫هذا‬

‫الجهاد على‬ ‫إعلان‬ ‫عن‬ ‫ما يكفيها‬ ‫الوهابية‬ ‫للدعوة‬ ‫سعود‬ ‫اس‬ ‫حماية‬ ‫فى‬ ‫وكان‬

‫اليه بالقوة ‪،‬‬ ‫مما وصلت‬ ‫كثر‬ ‫لها أن تنتثر‬ ‫ما يضمن‬ ‫السلمية‬ ‫الوسائل‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫مخالفيها‬

‫تشويهها‬ ‫فى‬ ‫المغالاة‬ ‫!الى‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة مثلها‬ ‫استعمال‬ ‫إلى‬ ‫القوة الجأ مخالفيها‬ ‫استعمالها‬ ‫لأن‬

‫إليهم‬ ‫تصل‬ ‫لأنها لم‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد العرب‬ ‫جداَ فى‬ ‫بها إلا قليل‬ ‫يؤمن‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫عنها‬ ‫الناس‬ ‫وصرف‬

‫‪332‬‬
‫لآمن‬ ‫!‬ ‫سلمية‬ ‫بوسائل‬ ‫أنها وصلت‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫مشوً هة‬ ‫محرئة‬ ‫إليهم‬ ‫وصلت‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫حقيقتها‬ ‫على‬

‫عقول‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬لأنها أقرب‬ ‫بين المسلمين‬ ‫التعليم الحديث‬ ‫انثار‬ ‫بعد‬ ‫سيما‬ ‫بها ‪ ،‬ولا‬ ‫كثير منهم‬

‫القائمين بالدعوة‬ ‫بها إلا عُنجهية‬ ‫الإيمان‬ ‫الآن من‬ ‫‪ ،‬ولا يمنعهم‬ ‫غيرها‬ ‫بهذا التعليم من‬ ‫المئقفين‬

‫أول‬ ‫فى‬ ‫تتخذها‬ ‫الشدة التى كانت‬ ‫أساليب‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأنهم لا يزالون متأثرين بشىء‬ ‫إليها‬

‫أمرها‪.‬‬

‫الاجتهاد وقفت‬ ‫دعوتها إلى نجتح باب‬ ‫أنها مع‬ ‫الواهابية‬ ‫الدعوة‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫وكذلك‬

‫إلا ما يتعلق‬ ‫تيمية‬ ‫إليه ابن‬ ‫مما دعا‬ ‫تأخذ‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫حنبل‬ ‫ابن‬ ‫مذهب‬ ‫تقليد‬ ‫على‬ ‫جامدة‬

‫بهذا‬ ‫أخذ‬ ‫أنه قد‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫ونحوه‬ ‫الثلاث‬ ‫الطلاق‬ ‫إليه فى‬ ‫شيئَا مما ذهب‬ ‫تأخذ‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫بالعقائد‬

‫الاجتهاد‬ ‫فى‬ ‫الوهاب‬ ‫عبد‬ ‫لابن‬ ‫التى لم تتأثر مثلها به ‪ ،‬ولا يذكر‬ ‫الحكومات‬ ‫بعض‬ ‫فى‬ ‫أخيزا‬

‫‪ 4‬ناقة ‪ ،‬مع‬ ‫ماد‬ ‫بدلا من‬ ‫ريال‬ ‫ثمانمائة‬ ‫دية المسلم‬ ‫‪ ،‬كجعله‬ ‫شأدق‬ ‫بذات‬ ‫ليست‬ ‫مسائل‬ ‫الا بعض‬

‫يرفع‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫ابن تيمية‬ ‫عنده‬ ‫ما وقف‬ ‫عند‬ ‫لا يقف‬ ‫كبير‬ ‫اجتهاد‬ ‫الآن إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫أن المسلمين‬

‫من‬ ‫القرون ‪ ،‬والجأتهم إلى اتخاذ ما وضعوه‬ ‫فى تلك‬ ‫عليهم‬ ‫عنهم آثار الجمود التى مرت‬

‫القوانين‪.‬‬

‫**‬
‫اللّه الدفلوى‬ ‫إولىُّ‬

‫سنة‬ ‫‪ ،‬ولد‬ ‫العمرى‬ ‫الدهلوى‬ ‫الرحيم‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫شاه‬ ‫العزيز ولىُّ الثه أحمد‬ ‫أبو عبد‬ ‫هو‬

‫‪ 018‬اهـ‪.‬‬ ‫م ‪ ،‬وقيل (نه توفى سنة‬ ‫‪1762‬‬ ‫اهـ=‬ ‫سنة ‪176‬‬ ‫‪ 07 2‬ام ‪ ،‬وتوفى‬ ‫اهـ=‬ ‫‪114‬‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬والإنصاف‬ ‫مسائل‬ ‫ثلاث‬ ‫عن‬ ‫الإلهية ‪ ،‬واجوبة‬ ‫‪ :‬التفهيمات‬ ‫منها‬ ‫مؤلفات‬ ‫وله‬

‫ورسا‪/‬ثل‬ ‫الله البالغة ‪،‬‬ ‫وحجة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليدين‬ ‫رفع‬ ‫العينين فى‬ ‫وتنوير‬ ‫‪،‬‬ ‫بيان أسبابِالاختلاف‬

‫الاجتهاد‬ ‫أحكام‬ ‫الجيد فى‬ ‫‪ ،‬وعقد‬ ‫البخارى‬ ‫صحيح‬ ‫أبواب‬ ‫تراجم‬ ‫‪ ،‬وشرح‬ ‫الدهلوى‬

‫بيان سواء‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬والقوَل الجميل‬ ‫التفسير‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫حفظه‬ ‫الخبير بما لا بد من‬ ‫‪ ،‬وفتح‬ ‫والتقليد‬

‫البيل‪.‬‬

‫أعتقده‬ ‫‪ ( :‬والذى‬ ‫فقال‬ ‫ابن تيمية‬ ‫عن‬ ‫الإلهية ‪-‬‬ ‫التفهيمات‬ ‫‪-‬‬ ‫رسالته‬ ‫فى‬ ‫دافع‬ ‫وقد‬

‫والفقه‪،‬‬ ‫والنة‬ ‫الكتاب‬ ‫‪ ،‬حملة‬ ‫علماء الإسلام‬ ‫المسلمين فى‬ ‫أن يعتقده جميع‬ ‫وأحب‬ ‫أنا‬

‫قال ‪:‬‬ ‫بتعدبل النبى لح!نجم ‪ ،‬حيث‬ ‫عدول‬ ‫‪ ،‬أنهم‬ ‫السنة والحديث‬ ‫عقيدة أهل‬ ‫الذائن عن‬

‫لا يرتضيه‬ ‫بم‪،‬‬ ‫فيهم‬ ‫قد تكلم‬ ‫لىان كان بعضهم‬ ‫عدولُه "‬ ‫خَفف‬ ‫كل‬ ‫هذا العلم من‬ ‫" يحمل‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫والاجماع‬ ‫والسنة‬ ‫الكتاب‬ ‫بنص‬ ‫دليهم‬ ‫مردود‬ ‫غير‬ ‫ذلك‬ ‫قولهم‬ ‫المعتقد ‪ ،‬إذا كان‬ ‫هذا‬

‫فى أصول‬ ‫فيه ‪ ،‬سواء كان قولهم ذلك‬ ‫للخوض‬ ‫ومساغ‬ ‫‪ ،‬وكان مجال‬ ‫محتملا‬ ‫قولهم ذلك‬

‫فى‬ ‫اعتقدنا‬ ‫الأصل‬ ‫هذا‬ ‫الحقائق الوجدانية ‪ ،‬وعلى‬ ‫المباحث الفقهية أو فى‬ ‫الدين أو فى‬

‫الله‬ ‫بكتاب‬ ‫أنه عابم‬ ‫حاله‬ ‫تحققنا من‬ ‫ف!نا قد‬ ‫‪،‬‬ ‫الثه تعالى‬ ‫"‬ ‫رحمه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫الإسلام‬ ‫شيخ‬

‫الحنابلة فروعه‬ ‫لمذهب‬ ‫محرر‬ ‫‪،‬‬ ‫واللغة‬ ‫النحو‬ ‫فى‬ ‫استاذ‬ ‫‪،‬‬ ‫والشرعية‬ ‫اللغوية‬ ‫ومعانيه‬

‫‪ ،‬لم يؤثر عنه‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫عقيدة‬ ‫عن‬ ‫الذب‬ ‫فى‬ ‫وبلاغة‬ ‫لسان‬ ‫‪ ،‬ذو‬ ‫الذكاء‬ ‫‪ ،‬فائق فى‬ ‫وأصوله‬

‫منها إلا ومعه‬ ‫شىءٌ‬ ‫‪ ،‬ولي!‬ ‫لأجلها‬ ‫عليه‬ ‫التى ضسق‬ ‫الأمور‬ ‫الا هذه‬ ‫‪ ،‬اللهم‬ ‫ولا بدعة‬ ‫فسق‬

‫‪ ،‬ومن‬ ‫العالم‬ ‫فى‬ ‫الوجود‬ ‫عزيز‬ ‫الشيخ‬ ‫هذا‬ ‫فمثل‬ ‫‪،‬‬ ‫وآثار السلف‬ ‫والسنة‬ ‫الكتاب‬ ‫دليله من‬

‫ما آتاه الله‬ ‫معشار‬ ‫ما بلغوا‬ ‫ضيَّقوا عليه‬ ‫والذين‬ ‫‪،‬‬ ‫وتقريره‬ ‫تحريره‬ ‫فى‬ ‫شأوه‬ ‫يلحق‬ ‫أن‬ ‫يطيق‬

‫إلا‬ ‫ما هى‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫العلماء فى‬ ‫‪ ،‬ومشاجرة‬ ‫اجتهاد‬ ‫ناشئا من‬ ‫ذلك‬ ‫تضييقه‬ ‫‪ ،‬لىان كان‬ ‫تعالى‬

‫اللسان إلا‬ ‫كف‬ ‫فى ذلك‬ ‫والواجب‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫تعالى ‪.‬عنهم فيما بينهم‬ ‫الله‬ ‫رضى‬ ‫الصحابة‬ ‫كمشاجرة‬

‫سبق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫هنا‬ ‫ذكره‬ ‫إلى‬ ‫فيها بما لا داعى‬ ‫عليه‬ ‫التى ضيموا‬ ‫مسائله‬ ‫عن‬ ‫أجاب‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫‪.‬‬ ‫بخير‬

‫ابن تيمية‪.‬‬ ‫فى الكلام على‬ ‫بيانها‬

‫لم‬ ‫قوله فيه ‪-‬‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ابن تيمية‬ ‫مدرسة‬ ‫ما من‬ ‫حَذ‬ ‫إلى‬ ‫الله الدهلوى‬ ‫ولى‬ ‫يكون‬ ‫وبهذا‬

‫بأنه لم يكن‬ ‫يشعر‬ ‫‪-‬‬ ‫لأجلها‬ ‫عليه‬ ‫التى ض!ق‬ ‫الأمور‬ ‫‪ ،‬اللهم الا هذه‬ ‫ولا بدعة‬ ‫فسق‬ ‫يؤثر عنه‬

‫)‪+‬‬
‫الكتاب‬ ‫دليله من‬ ‫عليه إلا ومعه‬ ‫أخذ‬ ‫مما‬ ‫شىء‬ ‫ليى‬ ‫ذكرْأنه‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫التشيع‬ ‫له فيها كل‬ ‫متشيغا‬

‫وآثابى السلف‪.‬‬ ‫والسنة‬

‫منه بيان أصول‬ ‫يقص!‬ ‫بيان سواء ال!بيلَ‬ ‫فى‬ ‫وهدا الى أن كتابه ‪ -‬القول الجمل‬

‫طرق‬ ‫أشهر‬ ‫من‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪/‬والمجددية‬ ‫والجشتية‬ ‫والجيلانية‬ ‫النقشبندية‬ ‫وهى‬ ‫‪:‬‬ ‫الأربع‬ ‫الطرق‬

‫والخرقة وغيرهما‬ ‫المبايعة‬ ‫من‬ ‫هذه الطرق‬ ‫هذا الكتاب ببيان اصول‬ ‫فى‬ ‫عُنىَ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التصوف‬

‫وهى‬ ‫‪-‬‬ ‫الوجدانية‬ ‫الحقائق‬ ‫ما سماه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫بهِ السابق‬ ‫فى‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أصولها‬ ‫من‬

‫‪ ،‬فجمعُ‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫به مدر!سة‬ ‫لا تؤمن‬ ‫هذا‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫بذوقهم‬ ‫المتصوفة‬ ‫التى يدركها‬ ‫الحقائق‬

‫يبعده كثيرا عن‬ ‫الصوفية‬ ‫الطرق‬ ‫بتلك‬ ‫إنه‬ ‫دايما‬ ‫‪،‬‬ ‫بين النقيضين‬ ‫بينهما كالجمع‬ ‫الله الدهلوى‬ ‫ولى‬

‫هذا القرن ‪.‬‬ ‫مجددى‬ ‫من‬ ‫أن يكون‬

‫سبق‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ابن تيمية لا يُذكرْ له أيضا‬ ‫لمدرسة‬ ‫أن تقليد الدهلوى‬ ‫‪ /‬على‬

‫لأن تقليدها فى‬ ‫أ‪/‬‬ ‫هذه المدرسة‬ ‫أصحاب‬ ‫وغيره من‬ ‫بن عبد الوهاب‬ ‫محمد‬ ‫فى الكلام على‬

‫الذين تخرَّج‬ ‫الجمهور‬ ‫جمود‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫القرون ‪.‬صار إلى جمود‬ ‫هذا القرن وفيما قبله من‬

‫الا أن‬ ‫‪،‬‬ ‫الجمودين‬ ‫بين‬ ‫فرق‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫مذاهيهم‬ ‫تقليد‬ ‫على‬ ‫الجمود‬ ‫فيهم‬ ‫وتعتقد‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬

‫تقليد مذهب‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأنها جامدة‬ ‫وغيره‬ ‫‪/‬كالأشعرى‬ ‫المتأخرين‬ ‫تقليد‬ ‫على‬ ‫الجمهور جامدون‬

‫صار‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والسلف‬ ‫رمان الأشعرى‬ ‫‪ ،‬مع أن الزمان قد تغير عن‬ ‫قبل الأشعرى‬ ‫السلف‬

‫لا يتمد بالمذهبين ‪ ،‬بل ينظر فى الكتاب والسنة نظرأ‬ ‫إلى اجتهاد جديد‬ ‫المسلمون فى حاجة‬

‫القديم ‪ ،‬ويكون‬ ‫العصر‬ ‫جمود‬ ‫‪ ،‬ويوافق تحرر العقول من‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫جديدًا يلائم ذوق‬

‫‪ ،‬ويفتح لهم أبواب النهوض‬ ‫وأغلالهم‬ ‫المسلمين إصرهم‬ ‫اللين والتسامح ما يرفع عن‬ ‫فيه من‬

‫يتأثروا‬ ‫ة ولا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الأمم‬ ‫من‬ ‫بها غيرهم‬ ‫التى نهض‬ ‫انعلوم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لينظروا‬ ‫والتقدم‬

‫مدرسة‬ ‫أصحاب‬ ‫الجامدون من‬ ‫بها عيهم‬ ‫إلى تحريمها ‪ ،‬وجنى‬ ‫الفتاوى التى ذهبت‬ ‫بتلك‬

‫تيمية‪.‬‬ ‫ابن‬ ‫مدرسة‬ ‫الأشعرى واصحاب‬

‫وقد نشأ‬ ‫الحديث‬ ‫العلم في العصر‬ ‫إليه‬ ‫ما وصل‬ ‫أن يجهل‬ ‫الدهلوى‬ ‫اللّه‬ ‫وما كالط لولى‬

‫الخلاف‬ ‫فيه من‬ ‫أوقعهم‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫التأخر‬ ‫من‬ ‫أهله‬ ‫على‬ ‫الجمود‬ ‫ما جره‬ ‫ورأى‬ ‫‪،‬‬ ‫ببلاد الهند‬

‫‪ ،‬وتستبرلى‬ ‫بعقولفم‬ ‫هذه الشركة تلعب‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫الشركة الإنكليزية‬ ‫فيهم رجال‬ ‫الذى أطمع‬

‫غافلون‬ ‫‪ ،‬وعلماؤهم‬ ‫جمودهم‬ ‫على‬ ‫العلم الحديث‬ ‫بأساليب‬ ‫‪ ،‬وتنتصر‬ ‫بلادهم‬ ‫بسهولة على‬

‫ألهاهم‬ ‫مما‬ ‫اليه‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫بين ابن تيمية والأشعرية‬ ‫الخلاف‬ ‫بذلك‬ ‫‪ ،‬لاهون‬ ‫الجديد‬ ‫الخطر‬ ‫هذا‬ ‫عن‬

‫الخطر المحدق بهم‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬

‫!ي!**‬

‫‪r‬م؟‬ ‫‪5‬‬
‫القرن الثالث عشر‬ ‫المجددون فى‬

‫الهجرى‬ ‫القرن الثالث عشر‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫م ‪ ،‬وقد كان‬ ‫م ‪ ،‬إلى سنة ‪WAr‬‬ ‫‪IVAI‬‬ ‫من"سنة‬ ‫الهجرى‬ ‫يمتد القرن الثالث عشر‬

‫ودولة‬ ‫‪،‬‬ ‫بفارس‬ ‫القاجارية‬ ‫والدولة‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬ ‫الحثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫‪:‬‬ ‫دُول‬ ‫أربع‬ ‫فيه‬ ‫للمسلمين‬

‫الدونة‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫زالت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بمصر‬ ‫باشا‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫ودولة‬ ‫‪،‬‬ ‫بَمرَّاكش‬ ‫السعديين‬

‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫م‬ ‫‪6018‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪1221‬‬ ‫الهند الإنكليزية سنة‬ ‫لشركة‬ ‫فيها صار‬ ‫الحكم‬ ‫؟ لأن‬ ‫بالهند‬ ‫المغولية‬

‫دولة‬ ‫كبر‬ ‫بذلك‬ ‫‪ ،‬فانتهت‬ ‫م‬ ‫‪1857‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪1274‬‬ ‫الإنكليزية سنة‬ ‫الحكومة‬ ‫انتفل منها إلى‬ ‫ثم‬

‫هذه‬ ‫رجال‬ ‫بدهاء‬ ‫سائغة‬ ‫إنجلترا لقمة‬ ‫أخذتها‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬ ‫بعد‬ ‫إسلامية‬

‫الهند وتفرقهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬واستغلالهم لجهل ملوك‬ ‫سياستهم‬ ‫الشركة ومكر‬

‫" الرَجل‬ ‫باسم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫بين دول‬ ‫عُرفتْ‬ ‫الغثمانية التركية فقد‬ ‫فأما الدولة‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫)‪ ،‬ولكنها‬ ‫تقسيمها‬ ‫على‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫اتفقت‬ ‫قد‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫المريض‬

‫الدول‬ ‫غفلة‬ ‫ما يمكنها انتزاعه منها فى‬ ‫منها تنتزع‬ ‫دولة‬ ‫كل‬ ‫؟ فكانت‬ ‫فيها‬ ‫أطماعها‬ ‫تضاربت‬

‫الدولة‪،‬‬ ‫هذة‬ ‫صف‬ ‫فى‬ ‫الدول إلى أن تقف‬ ‫هذه‬ ‫أحيانا ببعض‬ ‫هذا يؤدى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الأخرى‬

‫لها ‪ ،‬دهانما‬ ‫إخلاصها‬ ‫مساعدتها‬ ‫على‬ ‫يدفعها‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الدولة الأوربية التى تحاربها‬ ‫وتحارب‬

‫بقاء هذه‬ ‫نجضل‬ ‫الأطماع‬ ‫هذه‬ ‫لتضارب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫لنفسها‬ ‫عليها أنها تريد أن تستبقيها‬ ‫يدفعها‬ ‫كان‬

‫من‬ ‫لأنْ أعداءها‬ ‫؟‬ ‫شفاؤها‬ ‫لا يرجى‬ ‫مريضة‬ ‫بقيت‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬ص!ان كانت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الدولة‬

‫على‬ ‫‪ ،‬طمملون‬ ‫‪ ،‬إذ ك!وو!حم!المتوالية‬ ‫بقاثها مريضة‬ ‫أوربا عملوا على‬ ‫دول‬

‫فى‬ ‫بلادها‬ ‫فى‬ ‫الامتيازاث‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ما حصلوا‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويستغلون‬ ‫فيها‬ ‫الداخلية‬ ‫إثارة الفق‬

‫الطوائف‬ ‫سئما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫إليهم‬ ‫أهلها‬ ‫بعض‬ ‫استمالة‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫تمكنوا‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة‬ ‫القرون‬

‫أنهم‬ ‫تجهل‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫باسم‬ ‫يستغلونها‬ ‫فكانوا‬ ‫لدصائسهم‬ ‫مرتعا‬ ‫كانت‬ ‫التى‬ ‫المسيحية‬

‫يفرقون‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫لبلادهم‬ ‫اليونان والرومان‬ ‫استعباد‬ ‫عهد‬ ‫إعادة‬ ‫‪ ،‬يريدون‬ ‫سياسيون‬ ‫مستعمرون‬

‫هذا‬ ‫في‬ ‫الجثمإنيةِ‬ ‫الدولة‬ ‫فقدت‬ ‫وقد‬ ‫أبنائها ‪،‬‬ ‫من‬ ‫ومسيحى‬ ‫مسلم‬ ‫لها بين‬ ‫لْى استعبادهم‬

‫سنة‬ ‫المغرب باستيلاء فرنسا عليها‬ ‫الجزائر فى‬ ‫أوربا ‪ ،‬وفقدت‬ ‫أملاكها فى‬ ‫القرن كبر‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪8917‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪1213‬‬ ‫جملى مصر‬ ‫فرنسا قد استولت‬ ‫م ‪ ،‬وكانت‬ ‫‪0183‬‬ ‫اهـ=‬ ‫‪246‬‬

‫بغد‬ ‫إنجلترا ‪ ،‬و"قد استولت‬ ‫بمساعدة‬ ‫سنين‬ ‫ثلاث‬ ‫منها بعد‬ ‫إخراجها‬ ‫من‬ ‫تمكنت‬ ‫الدولةْ‬ ‫ولكن‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪18 A .‬‬ ‫هـ =‬ ‫سنة ‪8912‬‬ ‫تونس‬ ‫هذا على‬

‫سم‬ ‫‪6‬‬
‫أول هذا‬ ‫من‬ ‫إصلاح‬ ‫يها حركة‬ ‫أثرها فى هذه الدولة ‪ ،‬فقامت‬ ‫وكان لهذه ا‪،‬حداث‬

‫الكلام عليها فى‬ ‫تفصيل‬ ‫‪ ،‬وسيأتى‬ ‫مرضها‬ ‫الى شفائها من‬ ‫‪ ،‬ولكنها لم تصل‬ ‫القرن‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫موضعها‬

‫ما تعانيه‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الفماد‬ ‫من‬ ‫تعانى‬ ‫‪ ،‬ف!نها كانت‬ ‫بفارس‬ ‫وأما الدولة القاجارية‬

‫حروب‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫بلادها‬ ‫فى‬ ‫لانجلترا أطماع‬ ‫روسيا‬ ‫لدولتى‬ ‫العثمانية التركية ‪ ،‬وكان‬ ‫الدولة‬

‫فى‬ ‫تفكر‬ ‫هذا‬ ‫جعلها‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫عليها‬ ‫بفوزهما‬ ‫تنتهى‬ ‫الحروب‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بسببها‬ ‫بينها وبينهما‬

‫هـ‪-‬‬ ‫الدين شاه ( ‪1264‬‬ ‫ناصر‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫الحديثة ‪ ،‬ولا سيما‬ ‫الإصلاحات‬ ‫ببعض‬ ‫الأخذ‬

‫في‬ ‫التى قامت‬ ‫ناقصة مثل الإصلاحات‬ ‫م ) ولكنها كانت‬ ‫م ‪6918 -‬‬ ‫‪1488‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1314‬‬

‫التركية‪.‬‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬

‫حال‬ ‫من‬ ‫أسوأ‬ ‫حال‬ ‫فى‬ ‫القرن كانت‬ ‫هذا‬ ‫ف!نها فى‬ ‫بمراكش‬ ‫وأما دولة السعديين‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫باستيلائها فى‬ ‫بلاد المغرب‬ ‫باقى‬ ‫بينها وبين‬ ‫فصلت‬ ‫فرنسا‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫السابقتين‬ ‫الدولتين‬

‫فانتهى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأوربية‬ ‫السفن‬ ‫تنافس‬ ‫سفن‬ ‫ء‬ ‫المغرب‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزائر وتونس‬ ‫على‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪18 Y 4‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪124‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بها سنة‬ ‫اَخر عهدهم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫سفنهم‬ ‫عهد‬

‫هـ‪-‬‬ ‫‪0122‬‬ ‫القرن سنة‬ ‫هذا‬ ‫ن!ثسأت فى‬ ‫فقد‬ ‫باشا بمصر‬ ‫على‬ ‫وأما دوله محمد‬

‫الفرنسيين‬ ‫لإخراج‬ ‫الحملة التى أتت‬ ‫جنديا فى‬ ‫هذا بعد أن أتى إلى مصر‬ ‫‪ 018 5‬م ‪ ،‬وكان‬

‫الذين‬ ‫هم‬ ‫مصر‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫مقدونية‬ ‫بلدة قديمة من‬ ‫قولة ‪ ،‬وهى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأصله‬ ‫منها‬

‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬ ‫انجلترا عند‬ ‫سعت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫السنة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫عليهم‬ ‫ليَا‬ ‫‪9‬‬ ‫وا‬ ‫ليكون‬ ‫اختاروه‬

‫تمسكوا به‬ ‫مصر‬ ‫أهل‬ ‫لأطماعها فيها ‪ ،‬ولكن‬ ‫فيه معارضة‬ ‫‪ ،‬لأنها توسمت‬ ‫مصر‬ ‫لتعزله عن‬

‫(سلامية فى هذا القرن ‪ ،‬وقد‬ ‫باشا ألْوى شخصية‬ ‫على‬ ‫وأفسدوا سعيها عليها ‪ ،‬وكان محمد‬

‫كثيرة سيأتى‬ ‫‪ ،‬فقام فيها ب!صلاحات‬ ‫بمصر‬ ‫قوية حديثة‬ ‫له دولة‬ ‫عينيه أن ينشىء‬ ‫نصب‬ ‫وضع‬

‫أوربا‬ ‫ولما رأى‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫إثاء‬ ‫بها من‬ ‫تمكن‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫‪1‬‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫موضعها‬ ‫فى‬ ‫بيانها‬

‫الميراث‬ ‫بهذا‬ ‫منها‬ ‫أنه أحق‬ ‫رأى‬ ‫‪،‬‬ ‫دولها‬ ‫العثمانية التركية على‬ ‫الدولة‬ ‫بلاد‬ ‫تقسيم‬ ‫تحاول‬

‫عمل‬ ‫بها كما‬ ‫النهوض‬ ‫على‬ ‫انه عمل‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫فيها‬ ‫طمعوا‬ ‫كما‬ ‫بلادها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فطمع‬ ‫الإسلامى‬

‫معها ‪ ،‬وقد انتهز فرصة‬ ‫وأضعفته‬ ‫التى أضعفتها‬ ‫الحروب‬ ‫تلك‬ ‫لكان خيرَا له من‬ ‫مصر‬ ‫فى‬

‫كاد يسنولى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫عنيفة‬ ‫حرئا‬ ‫وشنَّها‬ ‫‪،‬‬ ‫الشام‬ ‫والى‬ ‫بينه وبين‬ ‫خلاف‬ ‫وقوع‬

‫أوربا بينه وبين‬ ‫دول‬ ‫فيها ‪ ،‬فحالت‬ ‫قوية حديثة‬ ‫دولة‬ ‫‪ ،‬وينشىء‬ ‫بلادها‬ ‫على‬ ‫الحروب‬ ‫هذه‬ ‫فى‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪0184‬‬ ‫هـ=‬ ‫' ا‬ ‫‪56‬‬ ‫سنة‬ ‫الفريقين‬ ‫بين‬ ‫صلحا‬ ‫وعقدت‬ ‫‪،‬‬ ‫الغرض‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬

‫بعده ‪ ،‬على‬ ‫له ولذريته مق‬ ‫مصر‬ ‫عليه من هذه البلاد ‪ ،‬وجعلت‬ ‫ما استولت‬ ‫جيوشه‬ ‫فتركت‬

‫‪337‬‬ ‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫‪22‬‬


‫التى‬ ‫غلطاته‬ ‫من‬ ‫الحرب‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫سنة‬ ‫كل‬ ‫يؤديها‬ ‫العثمانية التركية جزية‬ ‫للدولة‬ ‫عليه‬ ‫أن يكون‬

‫‪،‬‬ ‫الفرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫بيان هذا‬ ‫‪ ،‬وسيأتى‬ ‫الوهابيين‬ ‫مع‬ ‫حربه‬ ‫‪ ،‬ومثلها‬ ‫فيها‬ ‫وقع‬

‫سنة‬ ‫ناقصة أيضا ‪،‬وقد مات‬ ‫فى مصر‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫التى قام بها‬ ‫الإصلاحات‬ ‫وكانت‬

‫بعده تتأخر مرة وتنهض‬ ‫مصر‬ ‫بموته ‪ ،‬ومكثت‬ ‫إصلاحاته‬ ‫م ‪ ،‬فذهبت‬ ‫‪1882‬‬ ‫اهـ =‬ ‫‪265‬‬

‫هـ=‬ ‫‪013 0‬‬ ‫إنجلترا سنة‬ ‫احتلتها‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫والاضطرابات‬ ‫فيها الفتن‬ ‫وتقوم‬ ‫‪،‬‬ ‫أخرى‬

‫ابن محمد‬ ‫باشا‬ ‫ابن ابراهيم‬ ‫باشا‬ ‫ابن اسماعيل‬ ‫باشا‬ ‫توفيق‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪1882‬‬

‫باشا‪.‬‬ ‫على‬

‫عيئا‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫السياسى‬ ‫هذا القرن بقدر انحطاطهم‬ ‫العلم بين المسلمين فى‬ ‫فانحط‬

‫فى‬ ‫لان‬ ‫مضى!ح!عل!بعد أن‬


‫فيه ‪ ،‬ولا يناسب العصر الحدلث‬ ‫لا جدوى‬ ‫باليَا‬ ‫قديما‬

‫إنهم كانوا لا يرون كيره‬ ‫شديدا أ‪ ،‬حتى‬ ‫لمخ!ا‬ ‫هدآ بقى أهله جامدين‬ ‫الثالث ‪ ،‬ومع‬

‫ولا يزال كثير‬ ‫‪-‬‬ ‫إلا أزهرى‬ ‫لا علم‬ ‫‪-‬‬ ‫المشهور‬ ‫بهذا القول‬ ‫يؤمنون‬ ‫الأرهر‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫علما‬

‫أوربا تمتار علينا بالصناعة‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزهر‬ ‫علم‬ ‫هو‬ ‫العلم‬ ‫أن‬ ‫ويرى‬ ‫‪،‬‬ ‫القول‬ ‫بهذا‬ ‫منا يؤمن‬

‫فقط‪.‬‬

‫فيها‬ ‫اليأس‬ ‫بلغ‬ ‫حالة‬ ‫إلى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وصلوا‪.‬‬ ‫كانوا قد‬ ‫الأزهر‬ ‫علماء‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫وهذا‬

‫بأى‬ ‫القيام‬ ‫تام عن‬ ‫العلمية فى حالة عجز‬ ‫العنجهية‬ ‫مع هذه‬ ‫غايته ؟صفعنوا‬ ‫من إصلاحهم‬

‫باشا ابن‬ ‫باشا ابن إبراهيم‬ ‫دينهم ‪ ،‬وفد أراد إسماعيل‬ ‫مصلحة‬ ‫نافع ولو كان فى‬ ‫عمل‬

‫بالأحكام‬ ‫لا تزال تأخذ‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وكانت‬ ‫نظام المحاكم فى‬ ‫باشا أن يصلح‬ ‫على‬ ‫محمد‬

‫؟ (ذ كانت‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫فى‬ ‫أحداث‬ ‫من‬ ‫جذَ‬ ‫لما‬ ‫مناسئا‬ ‫يكن‬ ‫حالَها لم‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫الشرعية‬

‫‪ ،‬وقد يكون‬ ‫منها لهذا العصر‬ ‫العمل بغيرها أنسب‬ ‫فقهية معينة قد يكون‬ ‫مذاهب‬ ‫على‬ ‫جامدة‬

‫إليها‬ ‫غير التى وصل‬ ‫جديدة‬ ‫به إلى أحكام‬ ‫الفقه ما نصل‬ ‫الاجتهاد فى‬ ‫باب‬ ‫فتح‬ ‫فى‬

‫فقهاؤنا‪.‬‬

‫بهذه المحاكم‬ ‫‪ ،‬لينهض‬ ‫الإصلاح‬ ‫علماء الأرهر بذلك‬ ‫باشا أن بكلف‬ ‫فأراد (سماعيل‬

‫السيد‬ ‫حكى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بالقوانين الوضحية‬ ‫تعمل‬ ‫غيرها‬ ‫محاكم‬ ‫إنث!اء‬ ‫الى‬ ‫يضطر‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الشرعية‬

‫رفاعة‬ ‫باشا استحضرصوالده‬ ‫رفاعة باشا أن إسماعيل‬ ‫على‬ ‫عن‬ ‫نقلأ‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬

‫ليقنعهم‬ ‫كبار العلماء‬ ‫الأرهر وغيره من‬ ‫الى شيخ‬ ‫منه أن يذهب‬ ‫‪ ،‬وطلب‬ ‫بك‬ ‫الطهطاوى‬

‫إقناعهم‪،‬‬ ‫على‬ ‫اقدر‬ ‫‪ ،‬فأنت‬ ‫معهم‬ ‫ونشأتَ‬ ‫منهم‬ ‫له ‪ " :‬إنك‬ ‫‪ ،‬وقال‬ ‫الاصلاح‬ ‫بالقيام بذلك‬

‫‪.‬‬ ‫نابليون‬ ‫بشربعة‬ ‫الحكم‬ ‫الى‬ ‫لم يجيبوا‬ ‫إذا هم‬ ‫أن أوربا تضطرنى‬ ‫فاخبزهم‬

‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫دينى‬ ‫فى‬ ‫أحد‬ ‫يطعن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫شختُ‬ ‫قد‬ ‫يا مولاى‬ ‫‪:‬ة إننى‬ ‫بك‬ ‫له رفاعة‬ ‫فقال‬

‫‪.‬‬ ‫الأمر ‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأ‪!-‬‬ ‫حياتى‬ ‫آخر‬ ‫فى‬ ‫إياى‬ ‫الأزهر‬ ‫مشايخ‬ ‫لتكفير‬ ‫تعرصنى‬

‫‪338‬‬
‫قيام‬ ‫الأزهر‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫اليأس‬ ‫هذا‬ ‫نتيجة‬ ‫‪ .‬وكانت‬ ‫الأمر‬ ‫هذا‬ ‫باشا من‬ ‫إسماعيل‬ ‫فأقاله‬

‫بها الفقه‬ ‫نكبة أصيب‬ ‫كبر‬ ‫هذه‬ ‫بقانون نابليون ‪ ،‬وكانت‬ ‫المحاكم الأهلية التى عملت‬

‫كثر تبعتها علماء الأزهز‪.‬‬ ‫أن هذه النكبة يتحمل‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫الإسلامى‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫العنجهـ!ة العلمية‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫الأرهر‬ ‫علماء‬ ‫مثل‬ ‫ا‪،‬خرى‬ ‫الإسلامية‬ ‫الأفطار‬ ‫علماء‬ ‫وكان‬

‫لسليمان‬ ‫الريح‬ ‫تسخير‬ ‫على‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫المفسر(‪)1‬‬ ‫الألوسى‬ ‫مما ذكره‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولا أدل‬ ‫كثر‬

‫الأولى‬ ‫المحاولات‬ ‫إليه من‬ ‫ما وصل‬ ‫على‬ ‫الكلام‬ ‫فيه إلى‬ ‫استطرد‬ ‫الأنبياء ‪ ،‬فقد‬ ‫سورة‬ ‫من‬

‫سفينة‬ ‫بعمل‬ ‫رمان‬ ‫منذ‬ ‫أتعبوا أنفسهم‬ ‫قد‬ ‫لندن‬ ‫أهل‬ ‫أن‬ ‫العجب‬ ‫( ومن‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫للطيران‬

‫وانجترارَا بما ظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫يحبْسونها‬ ‫أبخرة‬ ‫بواسطة‬ ‫شاءوا‬ ‫حيث‬ ‫الهواء إلى‬ ‫فى‬ ‫مرتفعة‬ ‫تجرى‬

‫تحركها أبخرة فيها ‪ ،‬فلم يتم لهم‬ ‫بواسطة الات‬ ‫الماء‬ ‫فى‬ ‫سفينة تجرى‬ ‫عمل‬ ‫من‬ ‫منذ سنوات‬

‫المطلعين أنهم‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬وأخبرنى‬ ‫الوجه ا!مل‬ ‫(رادتهم على‬ ‫‪ ،‬ولا أظنه يتم حسب‬ ‫ذلك‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫رحلها‬ ‫ألقت‬ ‫حيث‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫شاءوا‬ ‫حيث‬ ‫لا الى‬ ‫الهواء ‪ ،‬لكن‬ ‫فى‬ ‫تجرى‬ ‫سفينة‬ ‫صنعوا‬

‫علماء الأزهر فقد‬ ‫الجبرتى المؤرخ من‬ ‫هذا أسوأ حالا من‬ ‫فى‬ ‫أن الألوسى‬ ‫ولا شك‬

‫لمصر‪،‬‬ ‫أثناء احتلالهم‬ ‫أنشأه الفرنسيون‬ ‫الذى‬ ‫الفرنسى‬ ‫المعهد العلمى‬ ‫يوما فى‬ ‫ما شاهده‬ ‫ذكر‬

‫يطير‬ ‫شرر‬ ‫حركتها‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فيتولد‬ ‫بها الزجاجة‬ ‫المستديرة التى يديرون‬ ‫الفلكة‬ ‫مما شاهده‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬ولو‬ ‫علاقتها شخص‬ ‫‪ ،‬داذا أمسك‬ ‫وطقطقة‬ ‫له صرت‬ ‫‪ ،‬ويظهر‬ ‫كثيف‬ ‫أدنى شىء‬ ‫بملاقاة‬

‫‪ ،‬ارتبئَ بدنه‬ ‫منها بيده الأخرى‬ ‫الدائرة أو ما قرب‬ ‫الزجاجة‬ ‫آخر‬ ‫‪ ،‬ولمس‬ ‫لطيفا متصلأ‬ ‫خيطا‬

‫هذا اللامس‬ ‫لمس‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫سريعة‬ ‫برتجَة‬ ‫كتافه وسواعده‬ ‫عظام‬ ‫وطقفقت‬ ‫وارتعد جسمه‬

‫فيه امور‬ ‫‪ ! :‬ولهم‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫أو أكثر‬ ‫ألفَا‬ ‫كانوا‬ ‫‪ ْ،‬ولو‬ ‫له ذلك‬ ‫به حصل‬ ‫متصلأ‬ ‫أو شيئا‬ ‫"‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫أمثالنا(‪)2‬‬ ‫عقول‬ ‫لا تسعها‬ ‫نتائج‬ ‫منها‬ ‫تنتج‬ ‫‪،‬‬ ‫غريبة‬ ‫وتراكيب‬ ‫وأحوال‬

‫قيمة علوم أوربا وآثارها فى هذا العصر‪،‬‬ ‫من‬ ‫فى هذا أن ينتقص‬ ‫الجبرتى‬ ‫فلم يحاول‬

‫علماء‬ ‫بعقله وعقل‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كافي قد نزل‬ ‫‪ ،‬دان‬ ‫بالألوسى‬ ‫ما بلغت‬ ‫العنجهية‬ ‫تبلغ به تلك‬ ‫ولم‬

‫بالعجز‬ ‫نشعور‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫عقولهم‬ ‫مما لا ثسعه‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أن ما شاهده‬ ‫‪ ،‬فذكر‬ ‫عصره‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬

‫كل‬ ‫على‬ ‫إليه ‪ ،‬ولكنه‬ ‫ما نهضوا‬ ‫مثل‬ ‫الى‬ ‫النهوضى‬ ‫من‬ ‫اليأس‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحد‬ ‫رائد عن‬

‫بالنقص‬ ‫‪ ،‬والشعور‬ ‫بالنقص‬ ‫هذا شعورم‬ ‫العنجهية ‪ ،‬لأن فيه مع‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫أقل ضرزا‬ ‫حال‬

‫‪.‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫مراتب‬ ‫أول‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1854‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪0127‬‬ ‫شة‬ ‫المتوفى‬ ‫الألوسى‬ ‫الحينى‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫(‪ )1‬هو محمود‬

‫‪. 37‬‬ ‫‪ -‬ب ‪ 3‬ص‬ ‫تاريخ الجبرتى‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪933‬‬
‫إلى أسو!‬ ‫قد وصل‬ ‫ونحوه‬ ‫العلوم الفلسفية كالطب‬ ‫بين المسلمين من‬ ‫ما بقى‬ ‫وكان‬

‫من‬ ‫الجامع الأرهر ونحوه‬ ‫المتفقهة فى‬ ‫من‬ ‫الذى يقوم به بعض‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الضعف‬ ‫حالة من‬

‫م ) يتولاه‬ ‫‪7917‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪1212‬‬ ‫سنة‬ ‫إلى‬ ‫المنصورى‬ ‫البيمارستان‬ ‫بقى‬ ‫المعاهد الدينية ‪ ،‬وقد‬

‫بن‬ ‫قاسم‬ ‫السيد‬ ‫ال!ث!ريف‬ ‫منهم‬ ‫تولاه‬ ‫اَخر من‬ ‫المتفقهة ‪ ،‬وكان‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫بالطب‬ ‫المشتغلون‬

‫بالأرهر‪،‬‬ ‫المغاربة‬ ‫لرواق‬ ‫م ‪ ،‬وكان شيخا‬ ‫‪7917‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1212‬‬ ‫التونسى المتوفى سنة‬ ‫محمد‬

‫‪ ،‬ويكتفون‬ ‫علاج‬ ‫غير‬ ‫فيه من‬ ‫يتركون‬ ‫المرضى‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫البيمارستان‬ ‫هذا‬ ‫شأن‬ ‫بعده‬ ‫أهمل‬ ‫وقد‬

‫بهذا الغذاء‬ ‫رضوا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والعدس‬ ‫الخبز والأرز‬ ‫لا يزيد عن‬ ‫الغذاء ‪ ،‬وهو‬ ‫من‬ ‫عليهم‬ ‫يوزع‬ ‫بما‬

‫أوجاعهم‪.‬‬ ‫تخفيف‬ ‫الامكان‬ ‫أن فى‬ ‫كانوا لا يتصورون‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫العلاج‬ ‫عن‬

‫القرن‬ ‫أواسط‬ ‫البيمارستان فى‬ ‫هذا‬ ‫(يبرس‬ ‫زار العالم الأثرىْ الألمانى جورج‬ ‫وقد‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫فيه بعد‬ ‫يشتغلون‬ ‫‪ ،‬وأنهم‬ ‫النحاسين‬ ‫سوق‬ ‫فى‬ ‫أنه موجود‬ ‫‪ ،‬فذكر‬ ‫الميلادى‬ ‫التاسمع عشر‬

‫كانوا‬ ‫أن المرض‬ ‫ثم ذكر‬ ‫‪-‬‬ ‫قلاوون‬ ‫المنصور‬ ‫‪-‬‬ ‫قبر مؤسسه‬ ‫يبق منه سوى‬ ‫ولم‬ ‫تخرب‬

‫‪،‬‬ ‫الرأس‬ ‫عمامته لشفاء أوجاع‬ ‫الثفاء ‪ ،‬فيمسون‬ ‫بقصد‬ ‫السلطان‬ ‫هذا‬ ‫مخلفات‬ ‫يزورون‬

‫ومعهن‬ ‫النساء والأمهات‬ ‫من‬ ‫الفتيات‬ ‫المتقطعة ‪ ،‬وتجتمع‬ ‫الحميات‬ ‫من‬ ‫للشفاء‬ ‫قفطانه‬ ‫ويمسون‬

‫فى‬ ‫يقفن‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫ذكرا‬ ‫ولدا‬ ‫يررقها‬ ‫الثه أن‬ ‫القبلة من‬ ‫فى‬ ‫منهن‬ ‫الواحدة‬ ‫فتطلب‬ ‫‪،‬‬ ‫أولادهن‬

‫القبلة‬ ‫ناحية‬ ‫من‬ ‫ويقفزن‬ ‫‪،‬‬ ‫بأيديهن‬ ‫وجوههن‬ ‫ويغطين‬ ‫؟‬ ‫براقعهن‬ ‫القبلة وينزعن‬ ‫من‬ ‫ناحية‬

‫ينهكهن‬ ‫حتى‬ ‫مرازا‬ ‫القفز‬ ‫ويكررن‬ ‫‪،‬‬ ‫واحدة‬ ‫قفزة‬ ‫الأخرى‬ ‫الناحية‬ ‫فيها إلى‬ ‫وقفن‬ ‫التى‬

‫يفقن من‬ ‫عليهن ‪-‬ت‬ ‫مغمى‬ ‫من التعب ممدودات فوق الأرض‬ ‫بعضهن‬ ‫ويُرَى‬ ‫التعب ‪،‬‬

‫المثى‬ ‫لم يقو بعد على‬ ‫النسوة يأتين بالأطفال الصغار وبعضهم‬ ‫كثير من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫غشيتهن‬

‫ليمونة خضراء‬ ‫هناك ويعصرن‬ ‫أسو د عريض‬ ‫‪ ،‬فيذهبن بهم الى حجر‬ ‫ألسنتهم‬ ‫عقدة‬ ‫لفك‬

‫تتلؤن عصارة‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫صير‬ ‫آخر‬ ‫هذا الحجر بحجر‬ ‫العصارة على‬ ‫فى حك‬ ‫فوقه ‪ ،‬ثم يأخذن‬

‫لحس‬ ‫الأطفال على‬ ‫‪ ،‬وبعد هذا يحملن‬ ‫الحجر الأسود‬ ‫الناشىء من‬ ‫الليمونة باللون الوردى‬

‫علا‬ ‫وكلما‬ ‫‪،‬‬ ‫لصياحهم‬ ‫وتُسَر امهاتهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الألم‬ ‫من‬ ‫صارخين‬ ‫فيصيحون‬ ‫‪،‬‬ ‫العصارة‬ ‫هذه‬

‫عقدة ألسنتهم‪.‬‬ ‫أيقنت أمهاتهم بفك‬ ‫صراخهم‬

‫‪ ،‬وأنه انفلب‬ ‫الحال فى ناحية التطبب‬ ‫سوء‬ ‫إليه‬ ‫ان هذا يبين مقدار ما وصل‬ ‫ولا شك‬

‫فى‬ ‫عظيمة‬ ‫البيمارشان شهرة‬ ‫‪ ،‬بعد أن كان لذلك‬ ‫الجهل الفاضح‬ ‫هذا القرن الى ذلك‬ ‫فى‬

‫الناس كانوا يقصدونه‬ ‫الغلماء وعظماء‬ ‫كابر‬ ‫أن كثيرأ من‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫العلاج الطبى الصحيح‬

‫الدين‬ ‫القضاة فخر‬ ‫قاضى‬ ‫بن يوسف‬ ‫بن عثمان بن إسماعيل‬ ‫‪ ،‬ومنهم عثمان بن على‬ ‫للعلاج‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1263‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪662‬‬ ‫سنة‬ ‫بالقاهرة‬ ‫‪ ،‬ولد‬ ‫حلب‬ ‫قاضى‬ ‫جبرين‬ ‫بابن خطيب‬ ‫المعروف‬

‫رين الدين ابو يحى‬ ‫م ومنهم‬ ‫‪7‬؟‪13‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪738‬‬ ‫البيمارستان ‪ ،‬ومات‬ ‫بذلك‬ ‫ومرض‬

‫البيمارستان ‪.‬‬ ‫بذلك‬ ‫م‬ ‫‪9151‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫القضاة ‪ ،‬توفى سنة ‪269‬‬ ‫رأس‬ ‫زكريا الأنصارى‬

‫قلاوون وقبره ‪،‬‬ ‫المنصور‬ ‫اليمارستان فى هذا القرن قام بدله مسجد‬ ‫ذلك‬ ‫فلما تخرب‬

‫‪rf‬‬ ‫‪0‬‬
‫أطباء‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاضح‬ ‫الجهل‬ ‫النساء بذلك‬ ‫بين‬ ‫اليمارستان‬ ‫أطباء‬ ‫بدل‬ ‫خدامه‬ ‫وقام‬

‫إليه حين‬ ‫ما وصلوا‬ ‫إلى‬ ‫أخيرأ‬ ‫وصلوا‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحيح‬ ‫فيه بالعلاج‬ ‫يقومون‬ ‫البيمارستان‬

‫منهم‬ ‫كثر‬ ‫كانوا فقهاء‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ناقصة‬ ‫الا معرفة‬ ‫الطب‬ ‫لا يعرفون‬ ‫الذين‬ ‫المتفقهة‬ ‫من‬ ‫صاروا‬

‫ذلك‬ ‫من‬ ‫بشىء‬ ‫‪ ،‬ولا يقومون‬ ‫الطب‬ ‫شيئا في‬ ‫يعرفون‬ ‫حال‬ ‫كل‬ ‫كانوا على‬ ‫أطباء ‪ ،‬ولكنهم‬

‫المسجد‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫الذى يقوم به خدام‬ ‫الجهل الفاضح‬

‫العنم القديم‪،‬‬ ‫الجامدين على‬ ‫أولئك‬ ‫هذا القرن أثره فى‬ ‫الجمود فى‬ ‫لذلك‬ ‫وسيكون‬

‫أق‬ ‫الى‬ ‫سيرهم‬ ‫القافلة فى‬ ‫تمضى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫وتتركهم‬ ‫الحديث‬ ‫العلم‬ ‫طريق‬ ‫بيننا فى‬ ‫القافلة‬ ‫إذ تسير‬

‫إلى الأيدى التى اَمنت‬ ‫من أيديهم وصار‬ ‫شىء‬ ‫كل‬ ‫انتُزع‬ ‫وقد‬ ‫عنها ‪ ،‬فيصبحوا‬ ‫يشتد تخلفهم‬

‫إلى كل‬ ‫لا يصلون‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫التحسن‬ ‫بعض‬ ‫المسلمين بذلك‬ ‫حال‬ ‫‪ ،‬فتتخسن‬ ‫بالعصر الجديث‬

‫كثيرا من‬ ‫يضع‬ ‫بينهم‬ ‫القديم‬ ‫على‬ ‫بقاء الجامدين‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫يُرجَى‬ ‫ما كان‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫موضعه‬ ‫بيانه فى‬ ‫سيأتى‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫طريقهم‬ ‫فى‬ ‫العقبات‬

‫بُعدُهم عن‬ ‫ظهر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫فى هذا القرن إلى أسو! حال‬ ‫المتصوفة‬ ‫حال‬ ‫وصل‬ ‫وكذلك‬

‫سأل‬ ‫مصر‬ ‫أن نابليون الفرنسى بعد دخوله‬ ‫الجبرتى‬ ‫لغير المسلمين ‪ ،‬فروى‬ ‫الإسلام الصحيح‬

‫الفقراء الذين‬ ‫م ) عن‬ ‫‪018 0‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫من ‪.‬سنة (‬ ‫شعبان‬ ‫الأرهر فى‬ ‫علماء‬ ‫بعض‬

‫الولاية ويعتقد العوام فيهم‪،‬‬ ‫ويدعون‬ ‫ويصرخون‬ ‫عوراتهم‬ ‫ويكشفون‬ ‫الأسواق‬ ‫فى‬ ‫يدورون‬

‫هذا يجيزه الدين‬ ‫مسلكهم‬ ‫‪ ،‬فهل‬ ‫صيامهم‬ ‫المسلمين ولا يصومون‬ ‫صلاة‬ ‫هذا لا يصلون‬ ‫ومع‬

‫فشكر‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫لدين‬ ‫ومخالف‬ ‫حرام‬ ‫ذلك‬ ‫بأن‬ ‫فأجابوه‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫يخرمه‬ ‫أو‬ ‫الإسلامى‬

‫المخالفة‬ ‫الأفعال‬ ‫هذه‬ ‫الفقراء من‬ ‫بمنع هؤلاء‬ ‫الحكومة‬ ‫رجال‬ ‫‪ ،‬وأمر‬ ‫الجواب‬ ‫هذا‬ ‫نابليون لهم‬

‫‪،‬‬ ‫المارستان‬ ‫إلى‬ ‫أرسل‬ ‫مجنونا‬ ‫‪ ،‬ف!ذا كان‬ ‫مسلكهم‬ ‫يسلك‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫بالقبض‬ ‫‪ ،‬وأمر‬ ‫للأسلام‬

‫‪،‬‬ ‫لنابليون‬ ‫هذا‬ ‫جوابهم‬ ‫العلماة‬ ‫لأولئك‬ ‫يشكر‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫القاهرة‬ ‫نُفى من‬ ‫مجنونا‬ ‫يكن‬ ‫و(ذا لم‬

‫الإسلام بتلك الأعمال‬ ‫لهم فى ترك أولئكْ الفقراء المدعين للولاية يشؤهون‬ ‫عذر‬ ‫أى‬ ‫ولكن‬

‫؟‪. . ..‬‬ ‫نابليون إليهم‬ ‫أن ينبههم‬ ‫إلى‬ ‫عنهم‬ ‫السكوت‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫عذر‬ ‫وأى‬ ‫‪.‬‬ ‫؟ ‪. .‬‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫إلى‬

‫أنها أعمال‬ ‫يدركون‬ ‫‪ . . .‬ألم يكونوا‬ ‫؟‬ ‫الأعمال‬ ‫تلك‬ ‫يأتون‬ ‫يوم وهم‬ ‫كل‬ ‫يرونهم‬ ‫ألم يكونوا‬

‫ف!ن‬ ‫عنه‬ ‫وسبكتوا‬ ‫هذا‬ ‫يدركون‬ ‫كانوا‬ ‫إذا‬ ‫إنهم‬ ‫اللهم‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫الاسلامى‬ ‫الدين‬ ‫يجيزها‬ ‫لا‬

‫الأعمال‬ ‫تلك‬ ‫منع‬ ‫تنبه نابليون الى‬ ‫فى‬ ‫السبب‬ ‫‪ ،‬ولعل‬ ‫بدينهم‬ ‫أبر منهم‬ ‫كان‬ ‫نابليون المسيحى‬

‫قديمة‬ ‫ثقافة‬ ‫كانت‬ ‫ثقافتهم‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫قبحها‬ ‫بالبداهة‬ ‫تدرك‬ ‫ثقافة حديثة‬ ‫مثقفا‬ ‫ه كان‬ ‫أن‬ ‫دون هم‬

‫فى دائرة الجمود والرجعية ‪ ،‬فكان كل‬ ‫الأفعال التى تدخل‬ ‫تلك‬ ‫مشاهدة‬ ‫‪ ،‬قد الفت‬ ‫جامدة‬

‫الآخر‪.‬‬ ‫على‬ ‫أن ينكر أحدهما‬ ‫الفريقين مشتركا فى هذه الدائرة ‪ ،‬فلا يصح‬ ‫من‬

‫لأن‬ ‫؟‬ ‫منه‬ ‫أو أسوأ‬ ‫عليه‬ ‫ما كان‬ ‫مثل‬ ‫الى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫عاد‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫لم‬ ‫الحال‬ ‫أن‬ ‫على‬

‫‪n‬‬ ‫ا‬
‫فى‬ ‫بقاء المسلمين‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ليعملوا‬ ‫المتصوفة‬ ‫أولئك‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫رأوا أنهم‬ ‫المستبدين‬ ‫الحكام‬

‫والظلم‪،‬‬ ‫للقهر‬ ‫‪ ،‬والخضوع‬ ‫بالفقر والحرمان‬ ‫الرضا‬ ‫بينهم‬ ‫‪ ،‬وينث!روا‬ ‫استدادهم‬ ‫عن‬ ‫غفلة‬

‫المسلمين بأهل أوربا فى هذا القرن ؟ لأنهم رأوا‬ ‫بعد اتصال‬ ‫حكمهم‬ ‫على‬ ‫فقد اشتد خوفهم‬

‫بقاء‬ ‫على‬ ‫يعملوا‬ ‫‪ ،‬فرأوا أن‬ ‫والمساواة‬ ‫الحرية والعدل‬ ‫ظل‬ ‫فى‬ ‫السعادة‬ ‫من‬ ‫به أهلها‬ ‫ما يتمتع‬

‫تعظيمهم‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬ومشاركتهم‬ ‫المتصوفة‬ ‫لأولئك‬ ‫بتقديسهم‬ ‫غفلتهم‬ ‫على‬ ‫جمهرتهم‬

‫وتكريمهم‪.‬‬

‫من‬ ‫قطعة‬ ‫مصر‬ ‫أن يجعل‬ ‫هذا القرن على‬ ‫فى‬ ‫باشا الخديو يعمل‬ ‫وقد كان إسماعيل‬

‫لم يحاول‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫تاريخه‬ ‫فى‬ ‫معروف‬ ‫المدنية الحديثة بما هو‬ ‫فيها وسائل‬ ‫ينشر‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫أوربا‬

‫الحديثة‬ ‫المدنية‬ ‫نشر وسائل‬ ‫فيما أراده من‬ ‫طريقة الحكم الاستبدادى فيها ‪ ،‬فمش‬ ‫أن يصلح‬

‫الأمة رقيبا يحاسبه‬ ‫من‬ ‫الفقر ‪ ،‬لأنه لم يجد‬ ‫من‬ ‫بها إلى أسو! حال‬ ‫وضل‬ ‫ب!سراف‬ ‫فى مصر‬

‫الأمة فى غفلتها عن‬ ‫بقاء جمهرة‬ ‫على‬ ‫مع هذا الا أن يعمل‬ ‫‪ ،‬ولم يجد‬ ‫هذا الإسرات‬ ‫على‬

‫إظهار‬ ‫المتصوفة ‪ ،‬وفى‬ ‫إلى أولئك‬ ‫المرب‬ ‫فى‬ ‫وحاشيته‬ ‫هو‬ ‫لاركها‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫فساد حكمه‬

‫أمور‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولمعرفة ما فى مستقبهم‬ ‫لقضاء الحاجات‬ ‫قصدهم‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫التعظيم والتكريم لهم‬

‫ووقفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫قبورهم‬ ‫العالية على‬ ‫القباب‬ ‫وأقاموا‬ ‫‪،‬‬ ‫المساجذ‬ ‫لهم‬ ‫ف!ذا ماتوا شئدوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الغيب‬

‫مساجدهم‪.‬‬ ‫الضياع الواسعة على‬

‫‪ -‬كما جاء‬ ‫‪ ،‬فقد كان الشيخ صالح‬ ‫أبى حدبد‬ ‫هذا ما‪.‬كان منه مع الشيخ صالح‬ ‫ومن‬

‫بزى‬ ‫يستتر‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫أمره‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫طريق‬ ‫‪1‬‬ ‫فاطع‬ ‫‪-‬‬ ‫باشا‬ ‫مبارك‬ ‫الثوفيقية لعلى‬ ‫الخطط‬ ‫فى‬

‫متخرب‬ ‫بيت‬ ‫مكسلة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وكان منهم تابع يجلس‬ ‫بهذا الزى‬ ‫الصوفية وله اتباع يست!رون‬

‫الليل‬ ‫المكان إلى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫جالسا‬ ‫يستمر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اعتقاد كبير‬ ‫في‬ ‫‪ ،‬وللناس‬ ‫سعادة‬ ‫نجحارة درب‬

‫أتباع له‬ ‫البيت المتخرب‬ ‫من‬ ‫فيخرج‬ ‫‪-‬‬ ‫يا واحد‬ ‫معه غيره قال ‪-‬‬ ‫ليس‬ ‫ف!ذا مر عليه رجل‬

‫هذا‬ ‫على‬ ‫استمروا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ما معه‬ ‫‪ ،‬فيقتلونه ويسلبون‬ ‫كرها‬ ‫البيت‬ ‫به ‪ ،‬ويُدخلونه‬ ‫يحتاطون‬

‫‪ ،‬فلما‬ ‫لهم‬ ‫صالح‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬فأقروا بمشاركة‬ ‫الحكم‬ ‫لرجال‬ ‫أمرهم‬ ‫أن ظهر‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫زمنا طوبلا‬

‫فى‬ ‫ووضعت‬ ‫انه مجنون‬ ‫بها ‪ ،‬فادعت‬ ‫فاحتمى‬ ‫مشهورة‬ ‫ب!قرارهم لجأ إلى امرأة مقة‬ ‫علم‬

‫هذا‬ ‫‪،‬ثم بقى على‬ ‫الخوف‬ ‫شدة‬ ‫الكلام من‬ ‫اعتقل لسانه عن‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫حديد‬ ‫قيذا من‬ ‫رجليه‬

‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمغئبات‬ ‫ومعرفة‬ ‫له كرامات‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولياء‬ ‫أنه من‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫شاع‬ ‫حتى‬ ‫مدة‬

‫الرجال والنساء والعامة والخاصة‬ ‫‪ ،‬فقصده‬ ‫ونحوهم‬ ‫الأوباش‬ ‫من‬ ‫حوله‬ ‫اجتمع‬ ‫من‬ ‫بوساطة‬

‫باشا لمعرفة ما‬ ‫إسماعيل‬ ‫قصده‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الغيب‬ ‫أمور‬ ‫من‬ ‫مستفبلهم‬ ‫به ‪ ،‬ولمعرفة ما فى‬ ‫للتبرك‬

‫فزاد‬ ‫‪،‬‬ ‫له ما فهمبما منها‬ ‫وحصل‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫استبشر‬ ‫له (شارة‬ ‫فأشار‬ ‫‪،‬‬ ‫أموره‬ ‫بعض‬ ‫فى‬ ‫يكون‬

‫قبره قبة‬ ‫‪ ،‬واقام على‬ ‫كبيرا‬ ‫له مسجدا‬ ‫بنى‬ ‫‪ ،‬ولما مات‬ ‫خيراته‬ ‫من‬ ‫اعتقاده فيه ‪ ،‬وناله كثير‬

‫‪342‬‬
‫الأسباب‬ ‫سببا من‬ ‫آ‬ ‫أن هذا‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫ونحوها‬ ‫من أرض‬ ‫عليه ما وقف‬ ‫عالية ‪ ،‬ووقف‬

‫إلى هذا‬ ‫يعتقد فى مثل الشيخ صالح‬ ‫؟ لان من‬ ‫باشا فى إصلاحاته‬ ‫بها إسماعيل‬ ‫التى أخفق‬

‫‪.‬‬ ‫النجاح‬ ‫من‬ ‫ما يرجوه‬ ‫فيه إلى‬ ‫يمكنه أن يصل‬ ‫‪،‬فلا‬ ‫الإصلاح‬ ‫طريق‬ ‫الحد لا بد أن يتعثر فى‬

‫فى أمورها‬ ‫إلى نقيبهم فى مصر‬ ‫فى هذا القرن أنه كان يرجع‬ ‫أمر المتصوفة‬ ‫وبلغ من‬

‫لا يتم الا بموافقته‪.‬‬ ‫كان‬ ‫الأزهر‬ ‫الجامع‬ ‫شيئ‬ ‫إن منصب‬ ‫والدينية ‪ ،‬حتى‬ ‫السياسية‬

‫م ‪ ،‬فكان‬ ‫‪1854‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1271‬‬ ‫سنة‬ ‫نقابة الأشراف‬ ‫البكرى‬ ‫السيد على‬ ‫تولى‬ ‫وقد‬

‫فى‬ ‫السيطرة‬ ‫دينية تتناول‬ ‫له رثاسة‬ ‫لأنه كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫أمور‬ ‫إليه فى‬ ‫يرجع‬ ‫مصر‬ ‫خديو‬

‫العلماء‬ ‫الذى يرشح‬ ‫إنه كان هو‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الصوفية‬ ‫ومشايخ‬ ‫العلماء والأشراف‬ ‫الحقيقة على‬

‫عند‬ ‫حصل‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫ترشيحه‬ ‫موافقته على‬ ‫إلا بعد‬ ‫منهم‬ ‫‪ ،‬فلا يتولاه عالم‬ ‫الأرهر‬ ‫شيخ‬ ‫لمنصب‬

‫على‬ ‫السيد‬ ‫منزل‬ ‫توليته إلى‬ ‫قبل‬ ‫ف!نه ذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫المنصب‬ ‫هذا‬ ‫البيجورى‬ ‫إبراهيم‬ ‫تولية الثميخ‬

‫فيه بعد كتابة الاتفاق الآتى‪:‬‬ ‫ترشيحه‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫البكرى‬

‫يوم‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫أنه‬ ‫هو‬ ‫‪-‬‬ ‫المرسلين‬ ‫سيد‬ ‫على‬ ‫والسلام‬ ‫العالمين ‪ ،‬والصلاة‬ ‫دئه رب‬ ‫" الحمد‬

‫الأعظم‬ ‫الأستاذ‬ ‫سعادة‬ ‫بمجلس‬ ‫حضر‬ ‫هـ)‬ ‫سنة ‪1263‬‬ ‫شعبان‬ ‫المبارك الموافق ( ‪91‬‬ ‫الأحد‬

‫الإسلام‬ ‫شيخ‬ ‫سيادته ‪ -‬حضرة‬ ‫حالا ‪ -‬داصت‬ ‫الأشراف‬ ‫السيد البكرى نقيب السادة‬

‫السادة‬ ‫شيخ‬ ‫العلماء‬ ‫فخر‬ ‫الأستاذ‬ ‫وحضرة‬ ‫‪،‬‬ ‫البيجورى‬ ‫إبراهيم‬ ‫الشيخ‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنام‬ ‫وعلامة‬

‫محمد‬ ‫الملاذ العلامة الشيخ‬ ‫الأستاذ والكهف‬ ‫وحضرة‬ ‫‪،‬‬ ‫حبشى‬ ‫المالكية الشيخ ‪ .‬محمد‬

‫العلامة‬ ‫‪ ،‬والعالم‬ ‫الساوى‬ ‫عثمان‬ ‫الشيخ‬ ‫الفاضل‬ ‫العمدة‬ ‫الأستاذ‬ ‫‪ ،‬وجناب‬ ‫المغربى‬ ‫التميمى‬

‫الاتفاق ما بين الجميع مع‬ ‫منا ‪ ،‬ووقع‬ ‫أحمد‬ ‫الشيخ‬ ‫الفاضل‬ ‫وحضرة‬ ‫خليفة‬ ‫على‬ ‫الشيخ‬

‫بتوليته على‬ ‫الفرمان الشريف‬ ‫المذكور قبل حضور‬ ‫الأستاذ الشيخ إبراهيم البيجورى‬ ‫حضرة‬

‫مظهر‬ ‫التى يقتضيها‬ ‫الكمالات‬ ‫من‬ ‫حالة وأتم صفة‬ ‫أحسن‬ ‫على‬ ‫الجامع الأزهر أن يكون‬

‫الموافقة‬ ‫المعروفة للجميع‬ ‫الأصول‬ ‫طبق‬ ‫‪ ،‬وأن يكون‬ ‫السلف‬ ‫أحوال‬ ‫طبق‬ ‫الأزهر على‬ ‫شياخة‬

‫التى لا تدخل‬ ‫للأمور‬ ‫التعرض‬ ‫‪ ،‬وعدم‬ ‫الحلم‬ ‫‪ ،‬وحصول‬ ‫الصدر‬ ‫سعة‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫الحميدة‬ ‫للطباع‬

‫السيد‬ ‫سعادة‬ ‫حكم‬ ‫ما يتعلق بالزوايا والفقراء التى تحت‬ ‫الأرهر ‪ ،‬مثل‬ ‫اثلجا‬ ‫ر‬ ‫تحت‬

‫كالسيد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأضرحة‬ ‫وخلافة‬ ‫‪،‬‬ ‫المقارىء‬ ‫ومشيخة‬ ‫‪،‬‬ ‫الزوايا‬ ‫فى‬ ‫كالمقرأة التى‬ ‫‪،‬‬ ‫البكرى‬

‫الأمر‬ ‫‪ ،‬وان‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫له بشىء‬ ‫‪ ،‬فلا تعرص!‬ ‫والطرق‬ ‫التكايا والأضرحة‬ ‫‪ ،‬مشايخ‬ ‫البدوى‬

‫صدر‬ ‫من‬ ‫قول‬ ‫يتحقق‬ ‫‪ ،‬وبذلك‬ ‫الأرهر‬ ‫رؤساء‬ ‫الجميع من‬ ‫مع‬ ‫شورى‬ ‫المهمات يكون‬ ‫فى‬

‫وقد‬ ‫‪-‬‬ ‫دام عزه‬ ‫‪-‬‬ ‫والى مصر‬ ‫وكيل‬ ‫سعادة‬ ‫المذكورين لحضرة‬ ‫الشهادة لسعادته من‬ ‫منهم‬

‫‪ ،‬وقد التزم سعادة‬ ‫‪-‬وكمال‬ ‫وتقوى‬ ‫وصلاح‬ ‫علم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الكمالات‬ ‫من‬ ‫يعملون‬ ‫بما‬ ‫شهدوا‬

‫لما‬ ‫بالإجابة‬ ‫الحاكم‬ ‫سارع‬ ‫‪ ،‬فلذلك‬ ‫طبقًا لبقاء شهادتهم‬ ‫ما ذكر‬ ‫بجميع‬ ‫المذكور بالعمل‬ ‫الشيخ‬

‫‪343‬‬
‫سبحانه‬ ‫‪ ،‬نسأله‬ ‫وريادة‬ ‫ذلك‬ ‫الثه دوام‬ ‫‪ ،‬فنسأل‬ ‫المذكور‬ ‫الأستاذ‬ ‫أيضئا بحال‬ ‫‪ ،‬ولعلمه‬ ‫طلبوا‬

‫واَل بيت‬ ‫‪،‬‬ ‫الإمام الشافعى‬ ‫وسيدنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫سيدنا‬ ‫ببركة‬ ‫له وللجميع‬ ‫التوفيق‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله أجمعين‬ ‫رسول‬

‫البكرى ما‬ ‫إلى السيد على‬ ‫‪ ،‬فكتب‬ ‫مصر‬ ‫باشا خديو‬ ‫هذا الترشيح إلى سعيد‬ ‫ثم أرسل‬

‫يأتى‪:‬‬

‫علينا إنفاكم‬ ‫عرض‬ ‫قد‬ ‫‪،‬‬ ‫الصدً يقية‬ ‫العصابة‬ ‫وطراز‬ ‫‪،‬‬ ‫الزكية‬ ‫الثسجرة‬ ‫فرع‬ ‫" حضرة‬

‫من‬ ‫الله واياكم‬ ‫جعلنا‬ ‫‪،‬‬ ‫التوفيقات‬ ‫بحسب‬ ‫فيما يقتضى‬ ‫وسننظر‬ ‫‪،‬‬ ‫الحاضر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الرقيم‬

‫‪.‬‬ ‫أنبياه !‬ ‫خاتم‬ ‫بحرمة‬ ‫‪،‬‬ ‫برضاه‬ ‫الموفقين‬

‫المتسلطة‬ ‫فيه هى‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫غاية عظمتها‬ ‫فأما أوربا ف!نها قد بلغت‬

‫أظهر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫سياستها‬ ‫تشاء‬ ‫كما‬ ‫‪ ،‬وتديرها‬ ‫مصلحتها‬ ‫وفق‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬تصرفها‬ ‫العالم‬ ‫أمور‬ ‫على‬

‫العالم‬ ‫حكم‬ ‫على‬ ‫تنافسها‬ ‫‪ ،‬ولولا‬ ‫وايطاليا‬ ‫وروسيا‬ ‫وألمانيا والنمسا‬ ‫دُوَلها فيه إنجلترا وفرنسا‬

‫الميلادى إلا قليلا‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫فيها القرن‬ ‫يقابل‬ ‫القرن‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫كله‬ ‫عليه‬ ‫التسلط‬ ‫لتمّ لها‬

‫منه‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫البخار‬ ‫فيه ناصية‬ ‫‪ ،‬إذ امتلكت‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫دولة‬ ‫أقوى‬ ‫صارت‬ ‫فأما انجلترا فقد‬

‫من‬ ‫به ما امتلكت‬ ‫فامتلكت‬ ‫‪،‬‬ ‫أخرى‬ ‫دولة‬ ‫أسَطول‬ ‫يبلغه‬ ‫القوة ما لم‬ ‫من‬ ‫أسطولها‬ ‫وبلغ‬

‫ممتلكاتها‪،‬‬ ‫عن‬ ‫لا تغيب‬ ‫بأن الشمس‬ ‫اشتهرت‬ ‫فى القارأت القديمة والحديثة ‪ ،‬حتى‬ ‫الأقطار‬

‫هـ=‬ ‫‪9131‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الملكة فيكتوريا ( ‪1253‬‬ ‫عهد‬ ‫هذا القرن على‬ ‫الزاهى فى‬ ‫عصرها‬ ‫وكان‬

‫من‬ ‫الملكة ‪ ،‬وكم‬ ‫هذه‬ ‫عهد‬ ‫إليه فى‬ ‫إلى ما وصلت‬ ‫م ) ف!نها وصلت‬ ‫‪i‬‬ ‫‪1!1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1837‬‬

‫من عظمة‪.‬‬ ‫إليه‬ ‫كبير فيما وصلت‬ ‫فى أوربا كان لهن فضل‬ ‫ملكات‬

‫الثورة‬ ‫باسم‬ ‫المعروفة‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫المشهورة‬ ‫بثورتها‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫ف!نها ابتدأت‬ ‫فرنسا‬ ‫وأما‬

‫القرن‬ ‫فى‬ ‫لآراء فولتير وروسو‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪9178‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫سنة‬ ‫وقعت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الفرنسية‬

‫يذعى‬ ‫سياسى‬ ‫مجتمع‬ ‫أن كل‬ ‫؟على أساس‬ ‫السابق أثر كبير فى قبام هذه الثورة ؟ لأنها قامت‬

‫‪ ،‬داذا أدرك الناس فى هذا المجتمع‬ ‫حاكمه‬ ‫نفسه لا من‬ ‫من‬ ‫يستمدة‬ ‫(نما‬ ‫لنفسه‬ ‫حكمه‬ ‫حق‬

‫الثورة‬ ‫فى‬ ‫الحق‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫منهم‬ ‫لمن يسلبه‬ ‫الاستكانة‬ ‫عليهم‬ ‫ف!نه يصعب‬ ‫الحق‬ ‫هذا‬ ‫معنى‬

‫اَراء روسو‬ ‫من‬ ‫مستمد‬ ‫كله‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫مشروعة‬ ‫الثورة عليه‬ ‫تكون‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫منه‬ ‫لاسترداده‬ ‫عليه‬

‫‪،‬‬ ‫الثورة‬ ‫لهذه‬ ‫(نجيلا سياسيا‬ ‫آراء روسو‬ ‫كانت‬ ‫وحتى‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فلاسفة‬ ‫من‬ ‫وغيره‬

‫‪ ( :‬ان الناس‬ ‫فيه‬ ‫‪ ،‬ومما جاء‬ ‫الإنسان‬ ‫حقوق‬ ‫بقانون‬ ‫المعروف‬ ‫قانونهم‬ ‫أصحابها‬ ‫استمد‬ ‫ومنها‬

‫الحق فى‬ ‫شخص‬ ‫‪ ،‬دان لكل‬ ‫‪ ،‬دان القانون هو ارادة الشعب‬ ‫الحقوق والواجبات‬ ‫سواء فى‬

‫شخص‬ ‫اتهام‬ ‫هذا القانون ‪ ،‬و(نه لا يجوز‬ ‫عنه فى تشريع‬ ‫أو بمن ينوب‬ ‫الاشتراك بشخصه‬

‫‪344‬‬
‫الحرية الفكرية‬ ‫حق‬ ‫شخص‬ ‫القانون ‪ ،‬لمان لكل‬ ‫إلا بمقتضى‬ ‫عليه أو محاكمته‬ ‫أو القبض‬

‫القوة التنفيذية‬ ‫هو إخضاع‬ ‫للحكم‬ ‫المصلحة العامة ‪ ،‬دان النظام الأساسى‬ ‫والدينية فى حدود‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫إلخ‬ ‫الخ‬ ‫‪،‬‬ ‫الثريعية‬ ‫للقوة‬

‫بقتله داعلان‬ ‫انتهت‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫عشر‬ ‫السادس‬ ‫لويس‬ ‫عهد‬ ‫الثورة فى‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬

‫الكنيسة‬ ‫سلطان‬ ‫وسقط‬ ‫‪،‬‬ ‫فرنسا‬ ‫بها المبكية فى‬ ‫فسقطت‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الفرنسية‬ ‫الجمهورية‬

‫رؤسائها‪،‬‬ ‫عدد‬ ‫‪ ،‬وقللت‬ ‫الكنيسة‬ ‫أملاك‬ ‫على‬ ‫الجمهورية‬ ‫حكومة‬ ‫‪ ،‬فاستولت‬ ‫الدينى‬

‫اقامة الشعائر الدينية ؤصرف‬ ‫المسئولة عن‬ ‫هى‬ ‫الوجه الذى يجعلها‬ ‫نظامها على‬ ‫وأصلحت‬

‫يمين‬ ‫ملزَمين بحلف‬ ‫‪ ،‬ويجعلهم‬ ‫بالاختيار‬ ‫والأساقفة‬ ‫القسس‬ ‫تدِش‬ ‫‪ ،‬ويجعل‬ ‫رؤسائها‬ ‫مرتبات‬

‫هذا القرن ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫أوربى‬ ‫حدث‬ ‫الثورة أعظم‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الطاعة لنظام الحكم الجمهورى‬

‫ملوكها بحق‬ ‫تطالب‬ ‫غفلتها ‪ ،‬فأخذت‬ ‫من‬ ‫شعوبها‬ ‫‪ ،‬وأبقظت‬ ‫ملوكها‬ ‫عروش‬ ‫لأنها هرث‬

‫الحق‪،‬‬ ‫بهذا‬ ‫منها‬ ‫كثير‬ ‫فظفر‬ ‫‪،‬‬ ‫صالحا‬ ‫دستوريا‬ ‫حكما‬ ‫ليكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫مشاركتها‬

‫تشاركها فى الحكم‪.‬‬ ‫نيابية‬ ‫دستورية لها مجالس‬ ‫حكومات‬ ‫حكوماتها‬ ‫وصارت‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫أو أمير‬ ‫(مارة منها ملك‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬يحكم‬ ‫‪-‬منفصلة‬ ‫(مارات‬ ‫ف!نه! كانت‬ ‫ألمانيا‬ ‫وأما‬

‫الأول سنة‬ ‫بروسيا غليوم‬ ‫ملك‬ ‫حكم‬ ‫تم اتحادها تحت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫مملكة بروسيا‬ ‫اشهرها‬

‫بحسن‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الملك‬ ‫ذلك‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫المانيا‬ ‫عظمة‬ ‫‪.‬تمت‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫‪AV‬‬ ‫ا‬ ‫‪ Y‬ا هـ‪-‬‬ ‫‪AA‬‬

‫أوربا فى هذا القرن ‪.‬‬ ‫سياسى‬ ‫أعظم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫وريره بسمرك‬ ‫سياسة‬

‫مملكة فى‬ ‫أعظم‬ ‫الجرمانية ‪ ،‬وكانت‬ ‫الشعوب‬ ‫تحكم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫قبل‬ ‫فكانت‬ ‫وأما النمسا‬

‫الميلادى‬ ‫الثامن عشر‬ ‫اَخر القرن‬ ‫فى‬ ‫ألمانيا‬ ‫مع‬ ‫الفرنسية‬ ‫الجمهورية‬ ‫حروب‬ ‫‪ ،‬فلما كانت‬ ‫أوربا‬

‫املاكها فى‬ ‫كبير من‬ ‫منها جانب‬ ‫ضاع‬ ‫نابليون الأول فى أوائل القرن التاسع عشر‬ ‫وحروب‬

‫على‬ ‫سلطنته‬ ‫الجرمانية ‪ ،‬واقتصرت‬ ‫سلطنته‬ ‫عن‬ ‫الثانى ملكها‬ ‫فرنسيس‬ ‫و(يطاليا ‪ ،‬ونزل‬ ‫ألمانيا‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬وبقيت‬ ‫ما فُقد منها‬ ‫بعض‬ ‫نابليون فاستعادت‬ ‫سقوط‬ ‫بعد‬ ‫عادت‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫ممالك !النمسا‬

‫دوَل أوربا العظمى‪.‬‬ ‫من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬

‫أيضَا ‪ ،‬ولكنها لم تكن‬ ‫أوربا العظمى‬ ‫دول‬ ‫هذا القزن من‬ ‫فى‬ ‫فكانت‬ ‫وأما روسيا‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫استبداديا‬ ‫حكمًا‬ ‫يحكمونها‬ ‫كانوا‬ ‫ملوكها‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫والمعارف‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫مثلها‬ ‫متقدمة‬

‫فى‬ ‫عليه‬ ‫يمكنها التغلب‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫الاستبداد‬ ‫لمقاومة هذا‬ ‫ثَورية سرية‬ ‫فيها جمعيات‬ ‫تألفت‬

‫‪.‬‬ ‫الآن‬ ‫التى تحكمها‬ ‫فيها الثورة الشيوعية‬ ‫أن قامت‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الفرن‬ ‫هذا‬

‫النمسا وفرنسا‬ ‫اوربا من‬ ‫دول‬ ‫لبعض‬ ‫قبل هذا القرن خاضعة‬ ‫وأما ايطاليا فكانت‬

‫ابطاليا‬ ‫تجمع‬ ‫ان‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أمكنها‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫إمارة سردينيا‬ ‫بها (مارة تسمى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وغيرفما‬

‫على‬ ‫به ملكا‬ ‫الثانى ‪ ،‬فنودى‬ ‫أميرها عمانوئيل‬ ‫عهد‬ ‫هذا فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫حكمها‬ ‫كلها تحت‬

‫‪345‬‬
‫من‬ ‫صارت‬ ‫م ‪ ،‬ولم تزل إيطاليا تتقدم بعد هذا حتى‬ ‫‪1861‬‬ ‫هـ =‬ ‫إيطاليا كلها سنة ‪1278‬‬

‫جمهورية‪.‬‬ ‫حكومة‬ ‫الاَن‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫أوربا العظمى‬ ‫دول‬

‫التقدم العلمى فى أوربا يسير فى هذا القرن مع التقدم السياسىْ جنئا لجنب‪،‬‬ ‫وكان‬

‫فى القرن السابق‪،‬‬ ‫التى ظهرت‬ ‫غير الاختراعات‬ ‫جديدة‬ ‫فأدى تقدمها العلمى الى اختراعات‬

‫من‬ ‫) وغيرهما‬ ‫الصوت‬ ‫( حاكى‬ ‫) والفونغراف‬ ‫المسرَّة‬ ‫‪ :‬التليفون ا(‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫فاخترع‬

‫الذرية‪.‬‬ ‫الاختراعات‬ ‫الى اختراع القنابل الذرية وغيرها من‬ ‫‪ ،‬إلى أن وصلت‬ ‫الاختراعات‬

‫تقدم أوربا عليهم‬ ‫النكبات بشب‬ ‫بهم من‬ ‫هذا القرن ما حل‬ ‫المسلمون فى‬ ‫فلما رأى‬

‫لهم‬ ‫بُدَّ‬ ‫لا‬ ‫انهم‬ ‫بهم‬ ‫المحدق‬ ‫بالخطر‬ ‫منهم‬ ‫شعروا‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬رأى‬ ‫الحديثة‬ ‫وأنظمتها‬ ‫علومها‬ ‫فى‬

‫نظام‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫بعضها‬ ‫الأنظمة‬ ‫بها ‪ ،‬وهذه‬ ‫التى نهضت‬ ‫وأنظمتها‬ ‫علومها‬ ‫تقليد أوربا فى‬ ‫من‬

‫‪ ،‬أما‬ ‫الأنظمة‬ ‫من‬ ‫غيرهما‬ ‫يرجعِإلى‬ ‫وبعضها‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرب‬ ‫نظام‬ ‫الى‬ ‫يرجع‬ ‫‪ ،‬وبعضها‬ ‫الحكم‬

‫عندها‬ ‫أوربا فيما جذَ‬ ‫القديم ‪+‬فلم يروا تقليد‬ ‫على‬ ‫الجامدين‬ ‫من‬ ‫بهذا الخطر‬ ‫لم يشعروا‬ ‫الذين‬

‫ضياع‬ ‫إلى‬ ‫ه يؤدى‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الجديد‬ ‫هذا‬ ‫تقليد أوربا فى‬ ‫فى‬ ‫رأوا أن الخطر‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫وأنظمة‬ ‫علم‬ ‫من‬

‫العامة‬ ‫هم‬ ‫هذا‬ ‫يرون‬ ‫الذين‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫لأوربا‬ ‫تابعين‬ ‫نكون‬ ‫أن‬ ‫بنا إلى‬ ‫‪ ،‬ويصير‬ ‫والدولة‬ ‫الدين‬

‫الأخذ‬ ‫رأوا فى‬ ‫القدرج! ؟ لأنهم‬ ‫على‬ ‫الجامدين‬ ‫من‬ ‫إليهم‬ ‫ومَن‬ ‫الدين‬ ‫رجال‬ ‫العامة من‬ ‫وأشباه‬

‫خطرأ‬ ‫فجعلوه‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫موقفهم‬ ‫يسؤغوا‬ ‫أرادوا أن‬ ‫ولكنهم‬ ‫؟‬ ‫عليهم‬ ‫خطرَا‬ ‫الأوربى‬ ‫بالتجديد‬

‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الفريقين‬ ‫مترددين‬ ‫وأمراؤهم‬ ‫المسلمين‬ ‫ملوك‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫والدين‬ ‫الدولة‬ ‫على‬

‫يأخذ به إلىْ الحدًالذى لا‬ ‫بعضهم‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫سلطانهم‬ ‫التجديد على‬ ‫ذلك‬ ‫يخ!بمون أيضا من‬

‫المعارضين له‪.‬‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫يقف‬ ‫‪ ،‬وبعضهم‬ ‫يَحذ من سلطانه‬

‫التجديد فى هذا القرن فى الدولة العثمانية النركية‪:‬‬ ‫قصة‬ ‫وهذه‬

‫م ) أؤل من‬ ‫‪ VA‬ا ‪1857 -‬‬ ‫‪9‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الثالث ( ‪3012‬‬ ‫كان السلطان سليم‬ ‫ْ‬

‫لا تقوى‬ ‫صارت‬ ‫جيوشها‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫بالدولة‬ ‫المحدق‬ ‫الخطر‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أدرك‬

‫لا تقوى‬ ‫صارت‬ ‫وقد‬ ‫القديمة ‪،‬‬ ‫وأسلحتها‬ ‫بأنظمتها‬ ‫‪ ،‬لتمسكها‬ ‫الأوربية‬ ‫الدول‬ ‫جيوش‬ ‫على‬

‫صار‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الحدبث‬ ‫الحرب‬ ‫بها نظام‬ ‫(ذ تغير‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫الأوربية‬ ‫والأسلحة‬ ‫الأنظمة‬ ‫على‬

‫طائفة‬ ‫من‬ ‫الدولة يتألف‬ ‫جيش‬ ‫الجند ‪ ،‬وكان‬ ‫شجاعة‬ ‫على‬ ‫عليها أكثر مما يعتمد‬ ‫يعتمد‬

‫البكطاشية الصوفية‪،‬‬ ‫طريقة‬ ‫اختاره لها رئيس‬ ‫الذى‬ ‫الاسم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫سبق‬ ‫الإنكشارية كما‬

‫شجاعة‬ ‫تعتمد على‬ ‫الحرب‬ ‫كانت‬ ‫الدولة حين‬ ‫الجديد ‪ ،‬وقد افاد هذا الجيش‬ ‫ومعناه الجيش‬

‫قديما‬ ‫الإنثهمارية‬ ‫نظام‬ ‫‪ ،‬وشير‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الحرب‬ ‫أن يتغير نظام‬ ‫‪ ،‬وقبل‬ ‫الجند‬

‫متأثرة‬ ‫جامدة‬ ‫رجعية‬ ‫كانت‬ ‫الإنكشارية‬ ‫طائفة‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫صالحا‬ ‫جديذا‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫فاسدَا‬

‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫والعلم‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫مستنيرة‬ ‫عقلية‬ ‫ذات‬ ‫تكن‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫البكطاشية‬ ‫طريقة‬ ‫بانتسابها إلى‬ ‫!ا‬

‫‪346‬‬
‫التى يتناولون‬ ‫القدور‬ ‫كانوا يعالمون‬ ‫أنهم‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫والباع‬ ‫الخرافات‬ ‫بعض‬ ‫يدخله‬ ‫لها نظام‬

‫الجيوش‬ ‫دفاع‬ ‫عنها‬ ‫‪ ،‬وكانوا يدافعون‬ ‫حرب‬ ‫ولا‬ ‫سلْم‬ ‫فى‬ ‫لا يفارقونها‬ ‫‪ ،‬فكانوا‬ ‫فيها طعامهم‬

‫إذا أرادوأ‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫يلحقهم‬ ‫عار‬ ‫كبر‬ ‫الحرب‬ ‫فى‬ ‫ضياعَها‬ ‫كانوا يعدون‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫اعلامهم‬ ‫عن‬

‫يفلبونها أمام منازلهم‪.‬‬ ‫رؤسائهم‬ ‫عصيان‬

‫نظام‬ ‫على‬ ‫غير هذه الطائفة الرجعية جيثئا جديدا‬ ‫من‬ ‫أن يؤلف‬ ‫السلطان سليم‬ ‫فرأى‬

‫الثمبان‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫باشا لتأليف هذا الجيش‬ ‫حسين‬ ‫الأوربية ‪ ،‬واختار كوشك‬ ‫‪6‬لجيوش‬

‫جديدة‬ ‫فرق‬ ‫تاليف‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فشرع‬ ‫نهوضها‬ ‫أسباب‬ ‫‪ ،‬وعرفوا‬ ‫أوربا‬ ‫أحوال‬ ‫درسوا‬ ‫الأذكياء الذين‬

‫مصطفى‪،‬‬ ‫يسمِى‬ ‫مسلما‬ ‫إنجليزيا‬ ‫لهذا ضابطا‬ ‫‪ ،‬واختار‬ ‫الحديث‬ ‫النظام الأوربى‬ ‫على‬ ‫وتدريبها‬

‫حربية‬ ‫عِدَة سفن‬ ‫‪ ،‬وأنشا‬ ‫القوية لحمايتها‬ ‫بناء الحصون‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫الثغور‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬ ‫اجتهد‬ ‫ثم‬

‫نوابغ المهندسين من‬ ‫عددَا كبيرأ من‬ ‫‪ ،‬وأحضر‬ ‫والإنجليزية‬ ‫الفرنية‬ ‫السفن‬ ‫نظام أحدث‬ ‫على‬

‫الطوبجية‪-‬‬ ‫مدرسة‬ ‫الحديثة ‪ ،‬وأصلح‬ ‫الحرب‬ ‫وغيرها من آلات‬ ‫المدافع‬ ‫السويد وفرنسا لصنع‬

‫ما كتِبَا‬ ‫أهم‬ ‫على‬ ‫تحتوى‬ ‫بها مكتبة‬ ‫‪ ،‬وأنشأ‬ ‫المجرى‬ ‫توت‬ ‫البارون دى‬ ‫التى أنشأها‬ ‫‪-‬‬ ‫المدفعية‬

‫ما‬ ‫كل‬ ‫‪ ،‬ويعرفوا‬ ‫تلامذتها‬ ‫‪ ،‬ليطًلع عليها‬ ‫الحربية الحديثة‬ ‫الفنون‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫الرياضيات‬ ‫فى‬

‫هن‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫المشاة ‪ ،‬إلى‬ ‫لفرقة‬ ‫جديذا‬ ‫نظامَا‬ ‫وضع‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الطوبجية‬ ‫فن‬ ‫إتقان‬ ‫إلى‬ ‫يوصلهم‬

‫الكثيرة التى قام بها‪.‬‬ ‫الإصلاحات‬

‫لإلغاء‬ ‫مقدمة‬ ‫أنه سيكون‬ ‫عرفوا‬ ‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫الإنكشارية‬ ‫طائفة‬ ‫الخديد‬ ‫لهذا‬ ‫فثارت‬

‫‪ ،‬وما‬ ‫الر‪%‬سبين‬ ‫العلماء‬ ‫طائفة‬ ‫ثورنهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وساعدهم‬ ‫الدبن‬ ‫باسم‬ ‫‪ ،‬فَثاروا عليه‬ ‫طائفنهم‬

‫من‬ ‫يعرف‬ ‫‪ ،‬لأنه لم يكن‬ ‫أمر ب!بطال هذه الإصلاحات‬ ‫عند السلطان سليم حتى‬ ‫زالوا يسعون‬

‫العامة‬ ‫العامة وأشباه‬ ‫من‬ ‫الجمهور‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الرجعيين‬ ‫اولئك‬ ‫به على‬ ‫يَرُد‬ ‫ما يمكنه ان‬ ‫الدبن‬

‫عليه أن يقبل هذه الإصلاحات‬ ‫‪ ،‬فصعب‬ ‫قرون مضت‬ ‫بهذه الرجعية ‪ ،‬وقد ألفها من‬ ‫متأثرَا‬

‫الحديثة‪.‬‬

‫بعد تعبه فيها ‪ ،‬فألَف فرقة‬ ‫إصلاحاته‬ ‫عليه أن تضيع‬ ‫باشا صعب‬ ‫حسين‬ ‫كوجك‬ ‫ولكن‬

‫الانضمام إليها‬ ‫الشبان يُقبلون على‬ ‫ماله ‪ ،‬وكان‬ ‫ينفق عليها من‬ ‫وأخذ‬ ‫الحديث‬ ‫جنده‬ ‫من‬

‫تدريبهم‬ ‫‪ ،‬وكان الأنكشارية يقفون بالقرب منهم وقت‬ ‫عصر‬ ‫لأنهم أنصار التجديد فى كل‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫إليهم‬ ‫‪ ،‬فلا يلتفتون‬ ‫وتهديدهم‬ ‫بهم‬ ‫الاستهزاء‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وياخذون‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬

‫الى الشام‬ ‫مصر‬ ‫نابليؤن من‬ ‫ذهب‬ ‫الفرقة حين‬ ‫هذه‬ ‫فضل‬ ‫ظهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫فيهم‬ ‫يؤثر تهديدهم‬

‫كبير فى‬ ‫لها فضل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحديثة‬ ‫حربه‬ ‫على‬ ‫الإنكشارية‬ ‫من‬ ‫أقدر‬ ‫‪ ،‬فكانت‬ ‫عليها‬ ‫للاستيلاء‬

‫عكا‪.‬‬ ‫عن‬ ‫رَذه‬

‫بأن تكون‬ ‫سليم‬ ‫أمر السلطان‬ ‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫الفرقة بعد" فورها‬ ‫هذه‬ ‫فلما رجعت‬

‫‪347‬‬
‫‪ ،‬فأمر‬ ‫مصر‬ ‫نابليون من‬ ‫الإنكشارية لإخراج‬ ‫ذهاب‬ ‫‪ ،‬ثم انتهز فرصة‬ ‫الحكومة‬ ‫نفقتها على‬

‫فى البحرية ‪ ،‬ثم‬ ‫فعل‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫الإنكشارية وتدريبه!‬ ‫عن‬ ‫المدفعية‬ ‫بفصل‬

‫منهم‬ ‫لكل‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫المثاة‬ ‫والآيَين من‬ ‫السوارى‬ ‫أمر ب!نشاء أورطتين من‬

‫عبد‬ ‫أمر‬ ‫بم‬ ‫‪،‬‬ ‫الصلاة‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫والإمامة‬ ‫الدين‬ ‫هـامامًا لتعليمهم‬ ‫‪،‬‬ ‫عسكرية‬ ‫موسيقى‬

‫ثلاث‬ ‫‪ ،‬فأتم بعد‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫وتدريبها‬ ‫ألايات‬ ‫ب!نشاء عدة‬ ‫القرمان‬ ‫باشا والى‬ ‫الرحمن‬

‫فتنة قامت‬ ‫فى‬ ‫الجيثى‬ ‫هذا‬ ‫فضل‬ ‫ظهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫انعَدَد وانعُدَد‬ ‫كاملة‬ ‫ثمانية ألايات‬ ‫تنظيم‬ ‫سنوات‬

‫الثائرين فى‬ ‫على‬ ‫فتغلب‬ ‫‪،‬‬ ‫عنها‬ ‫الإنكشارية‬ ‫أنَعجزت‬ ‫بعد‬ ‫لقمعها‬ ‫‪ ،‬ف!نه أرسل‬ ‫بالبروملى‬

‫عليه أعلام النصر‪.‬‬ ‫تخفق‬ ‫‪ ،‬ورجع‬ ‫مُدة وجيزة‬

‫وتدريبهم‬ ‫شبان الانكشارية وغيرهم‬ ‫أن يأمر بجمع‬ ‫على‬ ‫السلطانَ‬ ‫هذا النجاحُ‬ ‫وحمل‬

‫النظام‬ ‫انتمثمر هذا‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الولايات‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫بهذا‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫العسكرى‬ ‫النظام‬ ‫على‬

‫م ) أن‬ ‫‪018 2‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪i‬‬ ‫سنة ( ‪317‬‬ ‫من‬ ‫المحرئم‬ ‫‪ ،‬فذكر الجبرتى فى حوادث‬ ‫إلى مصر‬ ‫ووصل‬

‫لباس الجنود الفرنسية‪،‬‬ ‫لثه‬ ‫لباسَا‬ ‫لهم‬ ‫طائفة التكرور ‪ ،‬وجعل‬ ‫اتخذ عسكرَا من‬ ‫والى مصر‬

‫النظام الجديد‪.‬‬ ‫ما يسمى‬ ‫يدربهم على‬ ‫وأخذ‬

‫الثورة السابقة‪،‬‬ ‫من‬ ‫أشدْ‬ ‫بثورة‬ ‫عليه‬ ‫قاموا‬ ‫النظام‬ ‫هذا‬ ‫انتشار‬ ‫الإنكشارية‬ ‫رأى‬ ‫فلما‬

‫‪ ،‬وأرسل‬ ‫لهم‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬فأذعن‬ ‫وطلابهم‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫الإصلاح‬ ‫أعداء‬ ‫عليها‬ ‫وساعدهم‬

‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫للنظام‬ ‫المناصرين‬ ‫الوزراء‬ ‫وعزل‬ ‫‪،‬‬ ‫الصغرى‬ ‫آسيا‬ ‫ولايات‬ ‫النظامية الى‬ ‫العساكر‬

‫‪،‬‬ ‫النظام‬ ‫هذا‬ ‫أعداء‬ ‫من‬ ‫وزارة‬ ‫فألف‬ ‫‪،‬‬ ‫الورراء‬ ‫رئيس‬ ‫الإنكشارية‬ ‫أغا‬ ‫وجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫الجيش‬

‫سليم‪،‬‬ ‫السلطان‬ ‫الا بعزل‬ ‫لا يتم‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫ورأت‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫القضاء‬ ‫الورارة على‬ ‫هذه‬ ‫فعملت‬

‫جهة‬ ‫هذا النظام من‬ ‫فى‬ ‫أنه لا شىء‬ ‫كان يرى‬ ‫وفاة المفتى الذى‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫ساعدها‬ ‫وقد‬

‫العلماء‬ ‫من‬ ‫وجماعة‬ ‫هو‬ ‫أفتى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫والجمود‬ ‫الرجعية‬ ‫أنصار‬ ‫مفتيَا من‬ ‫مكانه‬ ‫‪ ،‬فعينت‬ ‫الدين‬

‫فثارت‬ ‫‪،‬‬ ‫الملابس‬ ‫فى‬ ‫النصارى‬ ‫مشابهة‬ ‫فيه من‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫للشرع‬ ‫مخالفة‬ ‫النظا آ بدعة‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬

‫‪ ،‬واخذوا‬ ‫الوزراء وغيرهم‬ ‫النظام من‬ ‫لهذا‬ ‫المناصرين‬ ‫على‬ ‫الدين‬ ‫العامة باسم‬ ‫العامة وأشباه‬

‫‪،‬‬ ‫النظام‬ ‫هذا‬ ‫لأنه يناصر‬ ‫السلطان‬ ‫عزل‬ ‫طلبوا‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫ويقتلونهم‬ ‫منارلهم‬ ‫عليهم‬ ‫يدخلون‬

‫أنظمة الفرنجة‬ ‫يدخل‬ ‫سلطان‬ ‫‪ ،‬فأفتاهم بأن كل‬ ‫عزله‬ ‫المفتى يستفتونه فى‬ ‫وذهبوا الى ذلك‬

‫بهذه الفتوى فى‬ ‫السلطان سيم‬ ‫‪ ،‬فعزل‬ ‫صالحَا للملك‬ ‫اتباعها لا يكون‬ ‫الرعية على‬ ‫ويجبر‬

‫بدله السلطان‬ ‫م ‪ ،‬وتولى‬ ‫يونية سنة ‪7018‬‬ ‫‪ 2‬من‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪12"22‬‬ ‫ربيع الآخر سنة‬ ‫من‬ ‫‪21‬‬

‫على‬ ‫باشا البيرقدار يستنجده‬ ‫الى مصطفى‬ ‫قد ارسل‬ ‫الرابع ‪ ،‬وكان السلطان سليم‬ ‫مصطفى‬

‫عزلوه‬ ‫قد‬ ‫فوجدهم‬ ‫‪،‬‬ ‫النظامية‬ ‫الجنود‬ ‫ألفَا من‬ ‫عشر‬ ‫ستة‬ ‫فى‬ ‫فأقبل‬ ‫‪،‬‬ ‫الثورة‬ ‫بهذه‬ ‫القائمين‬

‫إلى‬ ‫يجبه‬ ‫فلم‬ ‫الملك‬ ‫عن‬ ‫والتنحى‬ ‫سليم‬ ‫ا‬ ‫السلطان‬ ‫ب!رجاع‬ ‫‪ ،‬فطالبه‬ ‫مصطفى‬ ‫السلطان‬ ‫وأقاموا‬

‫‪348‬‬
‫أن ييأسوا‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬لينصرقوا‬ ‫الجنود النظامية‬ ‫إلى‬ ‫دالقاء جثته‬ ‫سليم‬ ‫السلطان‬ ‫بقتل‬ ‫‪ ،‬وأمر‬ ‫طلبه‬

‫حكم‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫وعزلوه‬ ‫فثاروا عليه‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫سخطهم‬ ‫من‬ ‫راد‬ ‫هذا‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫بقتله‬ ‫عودته‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫شهرًا‬ ‫ثلاثة عشر‬

‫‪8018‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪i‬‬ ‫‪255 -‬‬ ‫الثانى ( ‪1223‬‬ ‫السلطان محمود‬ ‫وتولى بعد السلطان مصطفى‬

‫وررائه ‪ ،‬وأمره بتنظيم الإنكشارية‬ ‫باشا البيرقدار رثيس‬ ‫مصطفى‬ ‫م ) فجعل‬ ‫‪9183‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ،‬ويدربها على‬ ‫وفوضى‬ ‫ضعف‬ ‫ما أصابها من‬ ‫على‬ ‫ليعيدها إلى قوتها الأولى ويقضى‬

‫العسكرية‪،‬‬ ‫بملارمة مساكنها‬ ‫‪ ،‬وامرها‬ ‫الطائفة‬ ‫هذه‬ ‫النظام إلى‬ ‫يعيد‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫الحديثة‬ ‫الأنظمة‬

‫إليها‬ ‫أعاد‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫المساكن‬ ‫هذه‬ ‫يلازم‬ ‫لم‬ ‫من‬ ‫مرتبات‬ ‫وقطع‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫المتزوجين‬ ‫غير‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬

‫هذا‬ ‫على‬ ‫أن ثارت‬ ‫لم تلبث‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫النظام الحديث‬ ‫ليدربوها على‬ ‫النظاميين‬ ‫الضبا!‬

‫السلطان‬ ‫لهم‬ ‫بقتله ‪ ،‬فأذعن‬ ‫باشا البيرقدار انتهت‬ ‫مصطفى‬ ‫بينها وبين‬ ‫حرب‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫النظام‬

‫النار فى‬ ‫أشعلوا‬ ‫قد‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫المفروض‬ ‫الحديث‬ ‫النظام‬ ‫ب!لغاء‬ ‫وأمر‬ ‫‪،‬‬ ‫محمود‬

‫منارلها‪.‬‬ ‫تأتى على‬ ‫كادت‬ ‫إستانبول ‪ ،‬حتى‬

‫داخلية‬ ‫حروب‬ ‫الدولة من‬ ‫قام فى‬ ‫بما‬ ‫هذا الإصلاح‬ ‫عن‬ ‫محمود‬ ‫السلطان‬ ‫ثم شغل‬

‫خلاف‬ ‫إلى‬ ‫الوهابية ترجع‬ ‫الحرب‬ ‫اليونانية ‪ ،‬وكانت‬ ‫الوهابية والحرب‬ ‫‪ ،‬كالحرب‬ ‫وخارجية‬

‫بين الفريقين‬ ‫الخلاف‬ ‫يؤدى‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫‪ ،‬وما كان‬ ‫السلفية‬ ‫والعقيدة‬ ‫بين العقيدة الأشعرية‬ ‫دينى‬

‫‪.‬‬ ‫الفرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الأولى‬ ‫السعوديين‬ ‫دولة‬ ‫على‬ ‫بالقضاء‬ ‫انتهت‬ ‫بينهما ‪ ،‬وقد‬ ‫الحرب‬ ‫إلى‬

‫الحرب‬ ‫فى‬ ‫باشا‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫باشا‬ ‫النظامية بقيادة إبراهيم‬ ‫الجنود المصرية‬ ‫واشتركت‬

‫لها من‬ ‫ما كان‬ ‫محمود‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬فلما رأى‬ ‫الخرب‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫لها أثر ظاهر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اليونانية‬

‫أعيان‬ ‫‪ ،‬فجمع‬ ‫الأول‬ ‫من‬ ‫الدولة بعزم اشد‬ ‫جيش‬ ‫هذا الأثر ‪ ،‬أراد أن يعود إلى إصلاح‬

‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الجيش‬ ‫إصلاح‬ ‫ما أراده من‬ ‫عليهم‬ ‫الإنكشارية ‪ ،‬وعرض‬ ‫الدولة ورؤساء‬

‫ووضعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫ما أراده من‬ ‫على‬ ‫فوافقوه‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫الأوربية‬ ‫إليه الجيوش‬ ‫ما وصلت‬

‫به‬ ‫العمل‬ ‫بجوار‬ ‫فأفتى‬ ‫الدولة‬ ‫مفتى‬ ‫على‬ ‫عرضوه‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫مادة‬ ‫أربعين‬ ‫له قانونا مؤلفَا من‬

‫‪،‬‬ ‫القانون‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫ثاروا‬ ‫الإنكشارية‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫تنفيذه‬ ‫فى‬ ‫يعارض‬ ‫مَن‬ ‫ومعاقبة‬ ‫‪،‬‬ ‫شرغاْ‬

‫الطائفة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫أمر‬ ‫فى‬ ‫واستفتاهم‬ ‫العلماء‬ ‫السلطان‬ ‫فجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫كثيرَا من‬ ‫اليهم‬ ‫وضموا‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫لقتالها‬ ‫السلطان‬ ‫مع‬ ‫وطلابهم‬ ‫هم‬ ‫وساروا‬ ‫‪،‬‬ ‫الثورة‬ ‫به من‬ ‫ما تقوم‬ ‫عليها‬ ‫فأنكروا‬

‫بعد‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬وأصدر‬ ‫عليها‬ ‫قضوا‬ ‫حتى‬ ‫مدافعهم‬ ‫عليها‬ ‫المدفعية ‪ ،‬فسلطوا‬ ‫من‬ ‫فرقة‬ ‫معهم‬

‫سنة‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫الدولة ‪ ،‬وكان‬ ‫ولايات‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫الطائفة وأنظمتها‬ ‫أمرأ ب!لغاء هذه‬ ‫هذا‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1821‬‬ ‫‪ 241‬أهـ=‬

‫‪-‬‬ ‫= ‪9183‬‬ ‫!‬ ‫‪1277 -‬‬ ‫( ‪1255‬‬ ‫المجيد‬ ‫السلطان عبد‬ ‫وتولى بعد السلطان محمود‬

‫‪934‬‬
‫الفتن بين طوائفها‬ ‫كثرت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫غاية الاضطراب‬ ‫الدولة فى‬ ‫أحوال‬ ‫م ) وكانت‬ ‫‪1861‬‬

‫رعاياها لانصافهم‪،‬‬ ‫لحماية المسيحيين من‬ ‫أوربا تهددها بالتدخل‬ ‫دول‬ ‫المختلفة ‪ ،‬وصارت‬

‫قال فيه‪:‬‬ ‫لحكمه‬ ‫منهاجا إصلاحيا‬ ‫وضع‬ ‫فلم يكد السلطان عبد المجيد يتولى الملك حتى‬

‫مراعاة الأحكام‬ ‫على‬ ‫منذ ظهورها‬ ‫الناس أن دولتنا العلية جرت‬ ‫على‬ ‫" لا يخفى‬

‫منذ‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫انحرذت‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫المجد‬ ‫من‬ ‫ما بلغت‬ ‫بهذا‬ ‫نجلغت‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرعية‬ ‫القرآنية والقوانين‬

‫تولينا الملك أن نعمل‬ ‫أردنا منذ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الضعف‬ ‫القوة إلى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فانقلبت‬ ‫سنة‬ ‫ومائة‬ ‫خمسين‬

‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫التى توصل‬ ‫بالأسباب‬ ‫‪ ،‬ونأخذ‬ ‫أهلها‬ ‫إسعاد‬ ‫فى‬ ‫دولتنا ‪ ،‬ونسعى‬ ‫مجد‬ ‫إعادة‬ ‫على‬

‫إدارة الدولة‪،‬‬ ‫تصلح‬ ‫قوانين جديدة‬ ‫وضع‬ ‫من‬ ‫بُذَ‬ ‫أنه لا‬ ‫فرأينا‬ ‫‪،‬‬ ‫سنين أو عشر‬ ‫خمس‬ ‫فى‬

‫ولوضع‬ ‫‪-‬‬ ‫الإدطاع‬ ‫الالحزأم ‪-‬‬ ‫نظام‬ ‫‪ ،‬فسبطل‬ ‫الخراج‬ ‫جبابه‬ ‫البلاد ‪ ،‬ولنظم‬ ‫فى‬ ‫الأمن‬ ‫ومحفظ‬

‫الجندية فتوزع بالتساوى على‬ ‫‪ ،‬ثم تنظم‬ ‫كلَ فرد لا يزيد ولا ينقص‬ ‫على‬ ‫مناسب‬ ‫خراج‬

‫قبل أن تقام عليه‬ ‫شخص‬ ‫‪ ،‬ثم تنظم القضاء ‪ ،‬فلا يعاقب‬ ‫محدود‬ ‫إلى رمن‬ ‫البلاد ‪ ،‬وتكون‬

‫فيما‬ ‫حرم‬ ‫شخصِ‬ ‫كل‬ ‫فيكون‬ ‫الملكية ‪،‬‬ ‫حقوق‬ ‫تنظم‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫دقة‬ ‫فيها بكل‬ ‫وينظر‬ ‫‪،‬‬ ‫دعلوى‬

‫بين‬ ‫فيسوى‬ ‫‪،‬‬ ‫الطوائف‬ ‫حقوق‬ ‫تنظم‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫التصرف‬ ‫يمنعه من‬ ‫أن‬ ‫لأحد‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫يملك‬

‫الأديان المختلفة ‪ ،‬ثم‬ ‫بين أهل‬ ‫أو واجب‬ ‫فى حق‬ ‫هناك فرق‬ ‫‪ ،‬ولا يكون‬ ‫وغيرهم‬ ‫المسلمين‬

‫الدولة‬ ‫فر‪ ،‬أمور‬ ‫‪ ،‬ويتناقشون‬ ‫أيام معينة‬ ‫فى‬ ‫أعضاؤه‬ ‫‪ ،‬فيجتمع‬ ‫العدلية‬ ‫الأحكام‬ ‫مجلس‬ ‫تنظم‬

‫العلماء‬ ‫المنهاج بأنه سيجمع‬ ‫هذا‬ ‫ختم‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أ‬ ‫يضعونه‬ ‫قانون‬ ‫تنفيذ كل‬ ‫‪ ،‬ويجب‬ ‫تامة‬ ‫بحرية‬

‫‪،‬‬ ‫المنهاج‬ ‫احترام هذا‬ ‫على‬ ‫أمامهم‬ ‫ليحلف‬ ‫السابق ‪-‬‬ ‫المجلس‬ ‫أعضاء‬ ‫الدولة ‪-‬‬ ‫ووكلاء‬

‫القوانين‪،‬‬ ‫احترام هذه‬ ‫هذا عهدا بينهم جميعَا على‬ ‫احترامه ‪ ،‬ويكون‬ ‫ويحلفوا أيضا على‬

‫يستحقه‪.‬‬ ‫بما‬ ‫يخالفها‬ ‫من‬ ‫ومعاقبة كل‬

‫التى‬ ‫عنة بالحرب‬ ‫شغل‬ ‫هذا المنهاج حتى‬ ‫يضع‬ ‫المجيد لم يكد‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫ولكن‬

‫القيام بتلك‬ ‫وأهمل‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الفق‬ ‫بتوالى‬ ‫عنه‬ ‫فانصرف‬ ‫‪،‬‬ ‫دولته‬ ‫على‬ ‫روسيا‬ ‫أعلنتها‬

‫إهمالها‬ ‫على‬ ‫م ‪ ،‬ولم يهمه منها بعد أن مضى‬ ‫‪1856‬‬ ‫هـ=‬ ‫إلى سنة ‪1273‬‬ ‫الإصلاحات‬

‫على‬ ‫والمحافظة‬ ‫‪،‬‬ ‫الرعية‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫غير‬ ‫حال‬ ‫ب!صلاح‬ ‫إلا ما يتعلق‬ ‫الطويل‬ ‫الزمن‬ ‫هذا‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫مع‬ ‫الدولة‬ ‫أمور‬ ‫فى‬ ‫التدخل‬ ‫من‬ ‫ويمنعها‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫دُول‬ ‫بهذا‬ ‫ليُرضى‬ ‫القديمة ‪،‬‬ ‫امتياراتهم‬

‫كحال‬ ‫الرعية‬ ‫حال‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫حال‬ ‫إلا ب!صلاح‬ ‫اَلمسلمين لا يتم‬ ‫غير‬ ‫حال‬ ‫إصلاح‬

‫الذُول الأوربية لم‬ ‫ان‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫كلها‬ ‫اعضائه‬ ‫الا ب!صلاح‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫لا يتم إصلاح‬ ‫‪،‬‬ ‫الج!م‬

‫تحركهم إلى‬ ‫التى كانت‬ ‫المسيدِش من رعايا الدولة ‪ ،‬لأنها هى‬ ‫إنصات‬ ‫فى طلب‬ ‫مخلصة‬ ‫تكن‬

‫هؤلاء‬ ‫إنصاف‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫أظلم‬ ‫بالفتنة‬ ‫يبدا‬ ‫الذى‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫عليهم‬ ‫الظلم‬ ‫ليقع‬ ‫الفتنة‬

‫ما تسميه‬ ‫‪ ،‬ليستمر‬ ‫تدببر الفتن‬ ‫فى‬ ‫أن يستمروا‬ ‫يهمها‬ ‫كان‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدول‬ ‫يهئمُ هذه‬ ‫المسيحيين‬

‫الدولة بسببهم‪.‬‬ ‫أمور‬ ‫فى‬ ‫لها أن تتدخل‬ ‫‪ ،‬ويتأتى‬ ‫عليهم‬ ‫ظلما‬


‫هـ=‬ ‫‪3912‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العزيز ( ‪1277‬‬ ‫عبد‬ ‫المجيد السلطان‬ ‫عبد‬ ‫بعد اللطان‬ ‫وتولى‬

‫مثال‬ ‫نظامية على‬ ‫محاكم‬ ‫بإن!ث!اء‬ ‫الدول الأوربية‬ ‫رضا‬ ‫م ) فأراد أن يكسب‬ ‫‪1876 -‬‬ ‫‪1861‬‬

‫قانونا‬ ‫لتكون‬ ‫‪،‬‬ ‫العدلية‬ ‫الأحكام‬ ‫مجلة‬ ‫لوضع‬ ‫العلماء‬ ‫اشهر‬ ‫لجنة من‬ ‫‪ ،‬فألف‬ ‫أوربا‬ ‫محاكم‬

‫عالى‬ ‫أمن‬ ‫محصا‪-‬‬ ‫لها بتقرير قذَمته إلى‬ ‫ومهدت‬ ‫بوضعها‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫المحاكم‬ ‫هذه‬ ‫عليه‬ ‫تجرى‬

‫م ‪ ،‬وقد قالت فيه‪:‬‬ ‫هـ = ‪9186‬‬ ‫‪1286‬‬ ‫الوزراء فى غرة المحرم من سنة‬ ‫باشا رئي!‬

‫الفقه ينقسم إلى‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫بالدنيا‬ ‫العالى أن ما يتعلق‬ ‫الصدر‬ ‫حضرة‬ ‫على‬ ‫ا لا يخفى‬

‫القوانين السياسية للأمم المتحضرة تنقسم إلى هذه‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫وعقوبات‬ ‫ومعاملات‬ ‫مناكحات‬

‫التجارية‬ ‫المعاملات‬ ‫القانون المدنى ‪ ،‬ولما اتسعت‬ ‫منها باسم‬ ‫المعاملات‬ ‫قسم‬ ‫‪ ،‬ويُسمى‬ ‫الأقسام‬

‫!ا‬ ‫فوضع‬ ‫‪،‬‬ ‫الإفلاس‬ ‫وأحكام‬ ‫‪ ،‬كالحوالات‬ ‫المعاملات‬ ‫من‬ ‫استثناء كثير‬ ‫الى‬ ‫الحاجة‬ ‫دعت‬

‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫لا ساحل‬ ‫الفقه بحر‬ ‫علم‬ ‫أن‬ ‫يخفى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫التجارى‬ ‫القانون‬ ‫يسمى‬ ‫قانون‬

‫مسائله‬ ‫‪ ،‬فلا تزال‬ ‫الشافعية‬ ‫فقه‬ ‫فى‬ ‫حصل‬ ‫كما‬ ‫فيه تنقيح‬ ‫لأنه لم يحصل‬ ‫الحنفية ‪،‬‬ ‫مذهب‬

‫المختلفة‬ ‫الحوادث‬ ‫تطبيق‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫جدآ‬ ‫فيها عسير‬ ‫الصحيح‬ ‫‪ ،‬وتمييز القول‬ ‫متفرقة‬ ‫متشعبة‬

‫‪ ،‬ويجمع‬ ‫مسائلها‬ ‫الفقهية يضبط‬ ‫المعاملات‬ ‫فى‬ ‫كتاب‬ ‫تاليف‬ ‫إلى‬ ‫الحاجة‬ ‫دعت‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫عليها‬

‫مرجعَا‬ ‫فيصير‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫الأحكام‬ ‫استخراج‬ ‫يُسهل‬ ‫ترتيبا‬ ‫‪ ،‬ويُرتب‬ ‫غيرها‬ ‫المختارة دون‬ ‫الأقوال‬

‫المحاكم‬ ‫التى تُرى فى‬ ‫الحقوق‬ ‫قانون لدعاوى‬ ‫وضع‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬ويغنى‬ ‫الشرعية‬ ‫للمحاكم‬

‫المعاملات‬ ‫تطبيق‬ ‫به الكفاية فى‬ ‫‪ ،‬لتحصل‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫قمنا بمشروع‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولأجل‬ ‫النظامية‬

‫المسائل‬ ‫مؤلفة من‬ ‫‪ ،‬فرتبنا مجلة‬ ‫عصرنا‬ ‫احتياجات‬ ‫القواعد الفقهية بحسب‬ ‫الجارية على‬

‫كتب‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬وقسمناها‬ ‫بها‬ ‫الحنفية الموثوق‬ ‫أقوال‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬مجموعة‬ ‫وقوعفا‬ ‫التى يكثر‬ ‫والأمور‬

‫بالاعتماد‬ ‫أمرتم‬ ‫حضرتكم‬ ‫لدى‬ ‫القبول‬ ‫ف!ذا حازت‬ ‫‪،‬‬ ‫العدلية‬ ‫الأحكام‬ ‫‪ ،‬وسميناها‬ ‫متعد (*‬

‫‪.‬‬ ‫الأمر )‬ ‫لولى‬ ‫‪ ،‬والأمر‬ ‫الأحكام‬ ‫فى‬ ‫عليها‬

‫الأحكام‬ ‫ترتيب‬ ‫لا يجاور‬ ‫المجلة‬ ‫به تلك‬ ‫ما أتت‬ ‫أن‬ ‫يجد‬ ‫التمهيد‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫والناظر‬

‫الاجتهاد على‪.‬‬ ‫فتح باب‬ ‫أساس‬ ‫الذى يقوم على‬ ‫هذا هو الاصلاح‬ ‫الفقهية وتنظيمها ‪ ،‬وليس‬

‫‪.‬‬ ‫قرون‬ ‫نحو عشرة‬ ‫الفقهاء بعد تحر م الاجتهاد‬ ‫جمود‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويتخلص‬ ‫مصراعيه‬

‫الدولة بتأثير ضغط‬ ‫هذه‬ ‫التى قام بها ملوك‬ ‫الإصلاحية‬ ‫تاريخ المحاولات‬ ‫فهذا هو‬

‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫لا تتناول صميم‬ ‫محاولات‬ ‫الخارجية والداخلية فى هذا القرن ‪ ،‬وهى‬ ‫الحوادث‬

‫الملوك‬ ‫الدولة ‪ ،‬لأن اولئك‬ ‫المتفشى فى‬ ‫والدينى والعلمى‬ ‫الجمود السياسى‬ ‫على‬ ‫ولا تقض‬

‫حقوق‬ ‫الأمة إلى ما لها من‬ ‫‪ ،‬ويلفت‬ ‫حكمهم‬ ‫الذى يحذُ من‬ ‫لم يكونوا يؤمنون بالإصلاح‬

‫ما‬ ‫الأمة‬ ‫جمود‬ ‫رأوا فى‬ ‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫الجامدون‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ويشاركهم‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬

‫يكن‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسية‬ ‫سلطتهم‬ ‫الملوك‬ ‫لأولئك‬ ‫يحفظ‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫وظيفتهم‬ ‫لهم‬ ‫يحفظ‬

‫‪rot‬‬
‫منها تقوية‬ ‫مقصودهم‬ ‫كان‬ ‫لمانما‬ ‫الأمة ‪،‬‬ ‫خير‬ ‫الإصلاحية‬ ‫المحاولات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫مقصودهم‬

‫تجاوز‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫لهم‬ ‫المنازعة‬ ‫أوربا‬ ‫دول‬ ‫ليرضى‬ ‫المحاكم‬ ‫‪ .،‬وتنظيم‬ ‫سلطتهم‬ ‫على‬ ‫ليحافظ‬ ‫الجيش‬

‫الحقيقى‪.‬‬ ‫إلى الإصلاح‬ ‫الصورى‬ ‫الإصلاح‬ ‫نظرتهم‬

‫باشا حينما قام يطالبه بالحرية التى‬ ‫مدحت‬ ‫السلطان عبد العزيز أحمد‬ ‫ولهذا عارض‬

‫ومضى‬ ‫لهذا الإصلاح‬ ‫فى معارضته‬ ‫أوربا فى هذا القرن ‪ ،‬وقد مضى‬ ‫تنعم بها شعوب‬ ‫كانت‬

‫الملك‪،‬‬ ‫بعزله من‬ ‫منه ‪ ،‬فدبر له مؤامرة انتهت‬ ‫يئس‬ ‫باشا يطالبه به حتى‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬

‫‪ ،‬فقيل إنه‬ ‫سجنه‬ ‫أيام من‬ ‫مقتولا بعد بضعة‬ ‫وجد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫من ‪1‬فصورهم‬ ‫قصر‬ ‫فى‬ ‫وسجنه‬

‫بالقتل‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫إنه اعتدى‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫ذراعه‬ ‫من‬ ‫شريان‬ ‫بقطع‬ ‫انتحر‬

‫طلاب‬ ‫توليه بمساعى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الخامس‬ ‫مراد‬ ‫السلطان‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫بعد‬ ‫وتولى‬

‫عليه‬ ‫ظهر‬ ‫حتى‬ ‫عليه أسبوع‬ ‫‪ ،‬ولكنه لم يمض‬ ‫باشا لاخوانه‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫من‬ ‫الإصلاح‬

‫الملك بعد‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فعزل‬ ‫لا يميز بين الورراء‬ ‫صار‬ ‫حنى‬ ‫يزداد عليه‬ ‫‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫عصبى‬ ‫اضطراب‬

‫قليل من توليه له‪.‬‬

‫هـ=‬ ‫‪1325‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الحميد الثانى ( ‪3912‬‬ ‫عبد‬ ‫السلطان مراد السلطان‬ ‫ا‬ ‫بعد‬ ‫وتولى‬

‫أن وعدهم‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫أيضا‬ ‫الأحرار‬ ‫أولئك‬ ‫توليه الملك بمساعى‬ ‫م ) وكان‬ ‫‪91‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1876‬‬

‫عونَا له‬ ‫‪ ،‬ليكونوا‬ ‫الإصلاح‬ ‫أعداء‬ ‫من‬ ‫حاشة‬ ‫الملك اتخذ‬ ‫‪ ،‬فلما تولى‬ ‫مطالبهم‬ ‫إلى‬ ‫ب!جابتهم‬

‫‪ ،‬لأنه‬ ‫ينويه لهم‬ ‫بما‬ ‫أن يعجل‬ ‫لم يثأ‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫باشا وأنصاره‬ ‫مدحت‬ ‫لأحمد‬ ‫ما يضمره‬ ‫على‬

‫الأفة دستورا‬ ‫‪ ،‬ومنح‬ ‫للوزراء‬ ‫باشا رئيسا‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫‪ ،‬فعين‬ ‫بالملك‬ ‫عهده‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫لا يزال‬

‫نوفمبر‬ ‫من‬ ‫‪2‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪ Y 39‬ا‬ ‫سنة‬ ‫شوال‬ ‫‪ 5‬من‬ ‫‪ ،‬وكان هذا فى‬ ‫الحكم‬ ‫له فى‬ ‫شريكة‬ ‫يجعلها‬

‫أعيان‬ ‫‪ ،‬ومجلس‬ ‫الأمة أعضاءه‬ ‫تختار‬ ‫نواب‬ ‫‪ :‬مجلس‬ ‫مجلسين‬ ‫بتأليف‬ ‫‪ ،‬وأمر‬ ‫م‬ ‫‪1876‬‬ ‫سنة‬

‫السلطة‬ ‫لهما‬ ‫‪ ،‬فيكون‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫الحكومة‬ ‫بمشاركة‬ ‫المجلسان‬ ‫‪ ،‬ليقوم‬ ‫أعضاءه‬ ‫الحكومة‬ ‫تختار‬

‫السلطتين‪،‬‬ ‫فصل‬ ‫قاعدة‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫التنفيذية ‪ ،‬وجروا‬ ‫السلطة‬ ‫للوزراء‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫التشريعية‬

‫الحديث‪.‬‬ ‫القواعد التى استقر العمل بها فى العصر‬ ‫من‬ ‫!هى‬

‫باشا‪،‬‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫على‬ ‫أعداء الإصلاح‬ ‫يثير‬ ‫السلطان عبد الحميد بعد هذا‬ ‫ثم أخذ‬

‫فى‬ ‫إلى الملك ‪ ،‬وإنه يسعى‬ ‫مراد الخامس‬ ‫السلطان‬ ‫إرجاع‬ ‫على‬ ‫أنه يعمل‬ ‫يشيعون‬ ‫فجعلوا‬

‫فى دولته‬ ‫السلطان خليفةَ للمسلمين‬ ‫لا يكون‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫المدنية‬ ‫السلطة‬ ‫عن‬ ‫الدينية‬ ‫السلطة‬ ‫فصل‬

‫باشا‪،‬‬ ‫مدحت‬ ‫هذا ذربعة لعزل أحمد‬ ‫السلطان عبد الحميد من‬ ‫‪ ،‬واتخذ‬ ‫الدول‬ ‫وغيرها من‬

‫بلاد الدولة ‪ ،‬وقد‬ ‫‪ ،‬ثم أمر بنفيه من‬ ‫شهرين‬ ‫وزارته إلا نحو‬ ‫على‬ ‫قد مضى‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫هـ‪،‬‬ ‫الحجة سنة ‪4912‬‬ ‫الأعيان بعد هذا فى ‪ 7‬من ذى‬ ‫النواب ومجلس‬ ‫اجتمع مجلس‬

‫السلطان‬ ‫‪ ،‬فغضب‬ ‫الحكم‬ ‫طريقتها فى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويعترضان‬ ‫الحكومة‬ ‫فأخذا ينتقدان أعمال‬

‫‪rol‬‬
‫‪ ،‬وكان هذا التأجيل فى‬ ‫غير ممى‬ ‫عبد الحميد عليهما ‪ ،‬وأمر بتأجيل اجتماعهما إلى أجل‬

‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الجسلمين‬ ‫أنه خليفة‬ ‫دعواه‬ ‫فى‬ ‫مخطئا‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الغائهما‬ ‫حكم‬

‫‪.‬‬ ‫الاستبدادى‬ ‫فيه ملكه‬ ‫‪ ،‬فلا يدخل‬ ‫شورى‬ ‫الخلافة جمهورى‬ ‫نظام‬

‫رسالة التجديد فى هذا‬ ‫الملوك عن‬ ‫تبعد أولئك‬ ‫الذبذبة فى الإصلاح‬ ‫أن تلك‬ ‫ولا شك‬

‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫جذا‬ ‫ناقصة‬ ‫التى قاموا بها فيه كانت‬ ‫الإصلاحية‬ ‫أن المحاولات‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫القرن‬

‫داخلية‬ ‫اليها بحوادث‬ ‫مدعوين‬ ‫نما كانوا‬ ‫لىا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمان بها‬ ‫كل‬ ‫مؤمنين‬ ‫سبق‬ ‫كما‬ ‫يكونوا‬ ‫لم‬

‫فى‬ ‫استبدادهم‬ ‫نهايتها ‪ ،‬وكان‬ ‫فيها إلى‬ ‫يمضوا‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ولهذا‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫صادفتهم‬ ‫وخارجية‬

‫على‬ ‫ظهروا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫منه‬ ‫شيئا‬ ‫بصلحوا‬ ‫لم‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫الدولة‬ ‫فماد‬ ‫فى‬ ‫العلل‬ ‫علة‬ ‫هو‬ ‫الحكم‬

‫‪ ،‬فكانوا مع‬ ‫حكمهم‬ ‫يطالبونهم ب!صلاح‬ ‫رعيتهم‬ ‫من‬ ‫الاصلاح‬ ‫حينما قام طلاب‬ ‫حقيقتهم‬

‫حرئا عليهم‪.‬‬ ‫الرجصين‬

‫قام به محمد‬ ‫الذى‬ ‫والعلمى‬ ‫العسكرى‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫ما قاموا به فى‬ ‫وأين‬

‫‪ ،‬وهو‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الحديث‬ ‫الإصلاح‬ ‫له قيمته فى‬ ‫توجه‬ ‫أول‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫‪3‬‬ ‫مصر‬ ‫باشا فى‬ ‫على‬

‫مصر‬ ‫فى‬ ‫أن يؤسس‬ ‫الملوك ‪ ،‬وقد أمكنه بهذا الإصلاح‬ ‫ولاة أولثك‬ ‫إلا واليا من‬ ‫لم يكن‬

‫ولاياتهم الكثيرة فى آسيا‬ ‫إلا ولاية من‬ ‫أنها لم تكن‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫دولتبم‬ ‫من‬ ‫أقوى‬ ‫دولة حديثة‬

‫ما قام به‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجددى‬ ‫من‬ ‫بأن يكون‬ ‫منهم‬ ‫أولى‬ ‫فيكون‬ ‫‪،‬‬ ‫وأفريقية‬ ‫وأوربا‬

‫بعد‬ ‫أن انهار‬ ‫ولهذا لم يلبث‬ ‫صحيح‬ ‫أساس‬ ‫هذا قائفا على‬ ‫مع‬ ‫لم يكن‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬

‫موته‪.‬‬

‫هذا القرن ‪ ،‬وقد ذكر السيد‬ ‫باشا فى‬ ‫على‬ ‫اَخرون غير محمد‬ ‫هناك مجددون‬ ‫وكان‬

‫رشيد‬ ‫‪ ،‬ومصطفى‬ ‫التركستانى‬ ‫بك‬ ‫‪ ،‬ويعقوب‬ ‫القادر الجزائرى‬ ‫الأمير عبد‬ ‫‪2‬‬ ‫منهم‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫السنوسى‬ ‫بن على‬ ‫الدين التونسى باشا ومحمد‬ ‫باشا وفؤاد باشا وخير‬ ‫باشا( ‪ )1‬وعالى‬

‫ما‬ ‫غير المجددين السابقين ‪ ،‬يعرفون‬ ‫آخرين‬ ‫إلى مجددين‬ ‫حاجة‬ ‫كانوا فى‬ ‫أن المسلمين‬ ‫ذكر‬

‫بي!نها‬ ‫الفرق‬ ‫اتساع‬ ‫بها بعد‬ ‫اللحاق‬ ‫الى‬ ‫المسلمين‬ ‫حاجة‬ ‫‪ ،‬ومقدار‬ ‫مدنيتها‬ ‫‪-‬أوربا فى‬ ‫اليه‬ ‫وصلت‬

‫‪،‬‬ ‫المصرى‬ ‫عبده‬ ‫ومحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫هذا‬ ‫أجل‬ ‫الله من‬ ‫بعث‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫وبينهم‬

‫الشوكانى اليمنى الذى ذكره بين‬ ‫رضا‬ ‫السيد رشيد‬ ‫إلى هؤلاء الذين ذكرهم‬ ‫أن يضاف‬ ‫ويجب‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫رجال‬ ‫‪ ،‬لأنه من‬ ‫تجلهم‬ ‫المجددين‬

‫أبى داود ‪ -‬أن المجدد على رأس‬ ‫سق‬ ‫فى شرح‬ ‫المعبود‬ ‫كتاب ‪ -‬عون‬ ‫وذكر صاحب‬

‫الى اللطان‬ ‫محمود‬ ‫السلطان‬ ‫باشا رئاسة الوزارة فى زمن‬ ‫رشيد‬ ‫(‪ )1‬تولى مصطفى‬

‫باشا‪.‬‬ ‫باشا وفؤاد باشا ومدحت‬ ‫له تلامذة امين عالى‬ ‫المجيد ‪ ،‬ونغ‬ ‫عبد‬

‫‪353‬‬ ‫فى الاصلام )‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪23‬‬


‫اليمانىة‬ ‫الأنصارى‬ ‫بن محسن‬ ‫حسين‬ ‫‪ ،‬والقاضى‬ ‫هو السيد نذير حسين‬ ‫القرن الثالث عشر‬

‫القنوجى‪.‬‬ ‫البوفالى‬ ‫خان‬ ‫حسن‬ ‫والنواب صديق‬

‫غيره من‬ ‫‪ ،‬لأنه امتار على‬ ‫هذا القرن‬ ‫فى‬ ‫ظهروا‬ ‫آخرون‬ ‫مجددون‬ ‫أيضا‬ ‫وهناك‬

‫‪ ،‬وإلى ضرورة‬ ‫غيرهم‬ ‫عن‬ ‫المسلمين إلى تأخرهم‬ ‫تنبه فيه من‬ ‫القرون السابقة بكثرة من‬

‫فى‬ ‫غيره‬ ‫تنبه كثير‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫خان‬ ‫الهند أحمد‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫تنبه إلى‬ ‫‪ ،‬وممن‬ ‫إصلاحهم‬ ‫فى‬ ‫السعى‬

‫هذا‬ ‫تبتلعها كلها فى‬ ‫‪ ،‬لأن الأمم الأوربية كادت‬ ‫والغرب‬ ‫الشرق‬ ‫فى‬ ‫البلاد الإسلامية‬

‫العامة من‬ ‫‪ ،‬اللهم إلا العامة وأشباه‬ ‫بهذا الخطر‬ ‫لا يشعر‬ ‫أحد‬ ‫لين المسلمين‬ ‫يبق‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫القرن‬

‫المعاهد الدينية‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫الأرهر‬ ‫الجامع‬ ‫الحياة العامة فى‬ ‫اعتزلوا‬ ‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫الجامدين‬ ‫علمائنا‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫جمودهم‬ ‫عوافب‬ ‫إلى‬ ‫يتنبهون‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫بشىء‬ ‫لا يشعرون‬ ‫فصاروا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬

‫تأخرهم‪.‬‬ ‫المسلمين بسبب‬ ‫ما أصاب‬ ‫يدركون‬

‫باشا‪،‬‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬كمحمد‬ ‫مدنيون‬ ‫مجددون‬ ‫هذا القرن منهم‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫وهؤلاء‬

‫باشا ‪ ،‬وأمين عالى باشا‪،‬‬ ‫رشيد‬ ‫باشا ‪ ،‬ومصطفى‬ ‫مدحت‬ ‫‪ ،‬وأحمد‬ ‫الهندى‬ ‫خان‬ ‫وأحمد‬

‫م!نهم‬ ‫نكتفى‬ ‫‪ ،‬وهؤلاء‬ ‫التركستانى‬ ‫بك‬ ‫؟ ويعقوب‬ ‫باشا‬ ‫التونسى‬ ‫الدين‬ ‫‪ ،‬وخير‬ ‫باشا‬ ‫وفؤاد‬

‫باشا‪.‬‬ ‫مدحت‬ ‫‪ ،‬وأحمد‬ ‫خان‬ ‫باشا ‪ ،‬وأحمد‬ ‫على‬ ‫فى هذا القرن بدراسة محمد‬

‫حسين‪،‬‬ ‫نذير‬ ‫‪ ،‬والسيد‬ ‫اليمنى‬ ‫‪ ،‬كالشوكانى‬ ‫والمتصوفة‬ ‫المتفقهة‬ ‫من‬ ‫مجددون‬ ‫ومنهم‬

‫متفقهة تغلب‬ ‫؟ وهؤلاه‬ ‫خان‬ ‫حسن‬ ‫‪ ،‬وصديق‬ ‫الأنصارى‬ ‫بن محسن‬ ‫والقاضى حسين‬

‫السنوسى‪،‬‬ ‫بن على‬ ‫‪ ،‬وكمحمد‬ ‫التجديد‬ ‫نزعة ابن تيمئة وابن الوزير اليمنى فى‬ ‫عليهم‬

‫الشوكانى‬ ‫دراسة‬ ‫على‬ ‫وسنقتصر‬ ‫‪،‬‬ ‫المتصوفة‬ ‫من‬ ‫وهؤلاء‬ ‫‪،‬‬ ‫القادر الجزائرى‬ ‫عبد‬ ‫والأمير‬

‫اتمفقهة ‪ ،‬ثم‬ ‫وغيره من‬ ‫خان‬ ‫حسن‬ ‫دراسة صديق‬ ‫بينهم ‪ ،‬لأن دراسته تغنى عن‬ ‫اليمنى من‬

‫والأمير عبد القادر الجزائرى ‪ ،‬لأن ما أخذا به‬ ‫النوسى‬ ‫بن على‬ ‫دراسة محمد‬ ‫عن‬ ‫نغضى‬

‫من‬ ‫نكسة‬ ‫القرون أنه كان‬ ‫من‬ ‫ذكرنا فيما مضى‬ ‫بالمسلمين ‪ ،‬وقد‬ ‫لا ينهض‬ ‫التصوف‬ ‫من‬

‫له بالجهاد العظيم‬ ‫لا شأن‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫ودنياهم‬ ‫دينهم‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫التى أخرت‬ ‫الرجعية‬ ‫النكسات‬

‫بالإصلاح‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزائر‬ ‫على‬ ‫الفرنسيون‬ ‫استولى‬ ‫حينما‬ ‫‪،‬‬ ‫القادر‬ ‫قام به الأمير عبد‬ ‫الذى‬

‫بالمغرب ‪،‬‬ ‫بين أهل برقة وطرابلس‬ ‫التصوت‬ ‫فى حدود‬ ‫السنوسى‬ ‫بن على‬ ‫الذى قام به محمد‬

‫المدنى فى‬ ‫الاصلاح‬ ‫ما قام به من‬ ‫يعجبه‬ ‫باشا ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫لمحمد على‬ ‫وقد كان معاصرا‬

‫عليه‪،‬‬ ‫يؤخذ‬ ‫حقيقة‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫نقباء الأمة لاستثارتهم‬ ‫دعوته‬ ‫عليه عدم‬ ‫يأخذ‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫مصر‬

‫الاسلامية‬ ‫بالحقوق‬ ‫للاستخفات‬ ‫إفراطا ومبالغة وقصدا‬ ‫(صلاحاته‬ ‫أن فى‬ ‫يرى‬ ‫ولكنه كان‬

‫منه‪.‬‬ ‫نزعة جمود‬ ‫هى‬ ‫دانما‬ ‫‪،‬‬ ‫من ذلك‬ ‫فيها شىء‬ ‫العربية ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫والجنسية‬

‫الدينى‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫الدين والدنيا ‪ ،‬وسعوا‬ ‫بين التفقه فى‬ ‫جمعوا‬ ‫مجددون‬ ‫ومنهم‬

‫‪354‬‬
‫الذى‬ ‫التجديد‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المصرى‬ ‫عبده‬ ‫ومحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫‪ ،‬كجمال‬ ‫والمدنى‬

‫لا يمكنهم‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الآن‬ ‫بالمسلمين‬ ‫ينهضى‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫والمدنى‬ ‫الدينى‬ ‫الاصلاح‬ ‫بين‬ ‫يجمع‬

‫عبده المصرى أقرب‬ ‫الدين الأفغانى ومحمد‬ ‫الآخر ‪ ،‬ولهذا كان جمال‬ ‫دون‬ ‫بأحدهما‬ ‫النهوض‬

‫الهندى ‪ ،‬ولكن‬ ‫خان‬ ‫فهئا من غيرهما لرسالة المجدد فى هذا القرن ‪ ،‬ويليهما فى هذا أحمد‬

‫الكلام عليه‬ ‫‪ ،‬فالأولى أن يكون‬ ‫عبده كان أظهر جهاده فى القرن الرابع عثر‬ ‫محمد‬ ‫الثخ‬

‫فبه‪.‬‬

‫تبعه فيها‬ ‫بدعوة‬ ‫‪ ،‬وقام‬ ‫بالباب‬ ‫المعروف‬ ‫ميررا على‬ ‫بين الإيراذِ!‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وظهر‬

‫بدعوة‬ ‫قد تشبه‬ ‫دعوته‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أيضا‬ ‫دراصته‬ ‫البابية والبهاثية ‪ ،‬ولا بد من‬ ‫طائفة‬

‫التجديد من الم!لمين‪.‬‬ ‫محبى‬ ‫بعض‬ ‫فى دائرة افيسلام ‪ ،‬وتخاع‬ ‫الت!جديد التى تدخل‬

‫***‬

‫‪roo‬‬
‫اليمنى‬ ‫‪-‬الشوكانى‬

‫لأن وطنه ووطن‬ ‫قيل له الشوكانى‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الشوكانى الصنعانى‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫هو محمد‬

‫نثا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬ ‫‪758‬‬ ‫هـ=‬ ‫ا‬ ‫‪IVY‬‬ ‫سنة‬ ‫مولده‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫شوكان‬ ‫له هجرة‬ ‫وقرابته يقال‬ ‫سلفه‬

‫فى‬ ‫المهدى‬ ‫ل!مام‬ ‫الأرهار‬ ‫حفظ‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫وجؤده‬ ‫فيها ‪ ،‬فحفظه‬ ‫جماعة‬ ‫وقرأ القرآن على‬ ‫بصنعاء‬

‫‪،‬والكافية الشافية لابن الحاجب‪.‬‬ ‫للعُصيفرى ‪،‬والملحة للحريرى‬ ‫الفرائض‬ ‫‪،‬ومختصر‬ ‫الفقه‬

‫العلم بين المسلمين فى القرون المتأخرة ‪ ،‬وقد‬ ‫طلاب‬ ‫التى اعتاد حفظها‬ ‫المتون‬ ‫من‬ ‫وغير ذلك‬

‫فيه ؟ وكان‬ ‫الآخر بعد شروعه‬ ‫بعضها‬ ‫العلم ؟ وحفظ‬ ‫طلب‬ ‫فى‬ ‫قبل شروعه‬ ‫بعضها‬ ‫حفظ‬

‫القرآن قه المكتب؟‬ ‫لا يزال مشتغلا بحفظ‬ ‫وهو‬ ‫التاريخ والأدب‬ ‫كثير الاشتغال بمطالعة كتب‬

‫والده ؟‬ ‫الأزهار على‬ ‫‪ ،‬فقرا شرح‬ ‫علماء عصره‬ ‫والسماع والتلقى على‬ ‫فى الطلب‬ ‫ثم شرع‬

‫التفسير‬ ‫العلوم كتب‬ ‫غيره من‬ ‫قرأ على‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫العصيفرى‬ ‫مختصر‬ ‫الناظرى على‬ ‫وشرح‬

‫فى الجامع‬ ‫تدرس‬ ‫التى كانت‬ ‫الكتب‬ ‫لا تزيد إلا قليلا عن‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫والصرف‬ ‫والخو‬ ‫والحديث‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫والتفسير‬ ‫الحديث‬ ‫‪ ،‬وبعلم‬ ‫الامام زيد‬ ‫مذهب‬ ‫بالفقه على‬ ‫اشتغاله‬ ‫كثر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الأزهر‬

‫طلابها‬ ‫‪ ،‬فقصده‬ ‫سنه‬ ‫صغر‬ ‫مبرزا فيها على‬ ‫عالما‬ ‫صار‬ ‫العلوم حتى‬ ‫هذه‬ ‫بطلب‬ ‫يزل يشتغل‬

‫البلاد ‪ ،‬وانتفع بعلمه‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫طار صيته‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫اليمن والهند وغيرهما‬ ‫عنه من‬ ‫للاخذ‬

‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫كثير من‬

‫‪،‬‬ ‫والفروع‬ ‫الأصول‬ ‫فى‬ ‫بمذهبه‬ ‫المعجبين‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫ابن تيمية‬ ‫مدرسة‬ ‫من‬ ‫الثوكانى‬ ‫وكان‬

‫عليه‪:‬‬ ‫أهل عصره‬ ‫بعض‬ ‫ثناء‬ ‫عليه حتى قال فى ذلك بعد أن نقل‬ ‫الثناء‬ ‫فى‬ ‫بالغ‬ ‫وقد‬

‫عصرى‬ ‫ما بين‬ ‫الزمان‬ ‫أنه سمح‬ ‫أظن‬ ‫وما‬ ‫مثلَه ‪،‬‬ ‫حز!‬ ‫بعدَ ابن‬ ‫‪ :‬انا لا أعلم‬ ‫إ وأقول‬

‫ما كان‬ ‫مع‬ ‫حزم‬ ‫بين ابن تيمية وابن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫جمع‬ ‫) ‪ ،‬وقد‬ ‫أو يقاربهما‬ ‫بمن يشابههما‬ ‫الرجلبن‬

‫‪ ،‬دان‬ ‫الفروع‬ ‫التقليد فى‬ ‫الثورة على‬ ‫فى‬ ‫؟ لأنهما كانا متفقين‬ ‫المذهب‬ ‫فى‬ ‫الخلاف‬ ‫بينهما من‬

‫المذاهب الأربعة التى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫ابن حنبل‬ ‫الجملة مقلدا لمذهب‬ ‫فى‬ ‫ابن تيمية مكثء‬ ‫كان‬

‫تقليدها إلى تقليد مذهب‬ ‫من‬ ‫ف!نه خرج‬ ‫المسلمين ‪ ،‬أما ابن حزم‬ ‫تقليدهأ بين جمهور‬ ‫شاع‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الظاهرى‬ ‫داود‬

‫السلف‬ ‫مذهب‬ ‫إلى‬ ‫أقرب‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫متأثرا بابن تيمية‬ ‫هذا‬ ‫لأكان مع‬ ‫الشوكانى‬ ‫ولكن‬

‫‪،‬‬ ‫الفروع‬ ‫الزيدية فى‬ ‫مذهب‬ ‫ابن تيمية الا انه نثمأ على‬ ‫بينه وبين‬ ‫يفر!‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫ابن حزم‬ ‫من‬

‫ابن تيية‪،‬‬ ‫هو الغالب على‬ ‫ابن حنبل‬ ‫أمره فيها ‪ ،‬كم! كان مذهب‬ ‫الغالب على‬ ‫فكان هو‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫العقائد‬ ‫مسائل‬ ‫إليها من‬ ‫وما‬ ‫الاستواء‬ ‫مسألة‬ ‫ابن تيمية فى‬ ‫موافقة‬ ‫الى‬ ‫أداه هذا‬ ‫وقد‬

‫‪356‬‬
‫مسائل‬ ‫وما اليها من‬ ‫واحد‬ ‫مجلس‬ ‫أو فى‬ ‫واجد‬ ‫بلفظ‬ ‫مسألة الطلاق‬ ‫أداه إلى موافقته فى‬

‫‪.‬‬ ‫الفروع‬

‫‪ ،‬ألف‬ ‫الاجتهاد‬ ‫باب‬ ‫لنفسه‬ ‫ربقة التقليد ‪ ،‬وفتح‬ ‫نفط‬ ‫عن‬ ‫الشوكانى‬ ‫خلع‬ ‫ولما‬

‫الزيدية ‪ ،‬بل صحح‬ ‫فيه بمذهب‬ ‫الأزهار ‪ -‬فلم يقيد نفط‬ ‫حدائق‬ ‫‪ -‬السيل الجرار على‬ ‫كتاب‬

‫من‬ ‫مذهبه‬ ‫أهل‬ ‫فثار عليه‬ ‫‪،‬‬ ‫دليل‬ ‫عليه‬ ‫يقم‬ ‫ما لم‬ ‫وزئف‬ ‫‪،‬‬ ‫بالأدلة‬ ‫ما أداه اليه اجتهاده‬

‫‪،‬‬ ‫والفروع‬ ‫الأصول‬ ‫لمذهبهم فى‬ ‫التعصب‬ ‫المقلدين الجامدين على‬ ‫من‬ ‫الزيدَية ‪ ،‬وغالبهم‬

‫بمسلكه‪،‬‬ ‫تمكه‬ ‫زاد فى‬ ‫زادوا ثورةً عليه‬ ‫‪ ،‬كلما‬ ‫والشة‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬ ‫بالدليل‬ ‫يقارعهم‬ ‫فكان‬

‫فيه إلى ذم التقليد‬ ‫ذهب‬ ‫‪-‬‬ ‫التقليد‬ ‫حكم‬ ‫المفيد فى‬ ‫القول‬ ‫‪-‬‬ ‫سماها‬ ‫رسالة‬ ‫ألف‬ ‫حتى‬

‫‪ ،‬فقامت‬ ‫البيت‬ ‫اس‬ ‫مذهب‬ ‫هدم‬ ‫بأنه يريد‬ ‫رموه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عليه‬ ‫تعصبهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فزاد هذا‬ ‫وتحريمه‬

‫موقفا واحدَا من‬ ‫يقف‬ ‫بأنه‬ ‫‪ ،‬وقد رد عليهم‬ ‫وأنصاره‬ ‫بين خصومه‬ ‫هذا فتنة فى صنعاء‬ ‫بسبب‬

‫المسائل‬ ‫فى‬ ‫التقليد فيه ‪ ،‬والخلاف‬ ‫الزيدية بتحريم‬ ‫مذهب‬ ‫‪ ،‬ولا بخص‬ ‫المذاهب‬ ‫جميع‬

‫‪ ،‬مِن حمل‬ ‫السلف‬ ‫‪ ،‬كما رد عليهم بأن مذهبه فى العقائد هوِ مذهب‬ ‫العلمية الظنية سهل‬

‫ألف‬ ‫فيها ‪ ،‬وقد‬ ‫التأويل والتحريف‬ ‫‪ ،‬وترك‬ ‫ظاهرها‬ ‫على‬ ‫والسئة‬ ‫الكتاب‬ ‫الواردة فى‬ ‫الصفات‬

‫السلف‪.‬‬ ‫بمذهب‬ ‫‪ -‬التحف‬ ‫فى هذا رسالة سماها‬

‫‪-‬‬ ‫الأرب‬ ‫ومنتهى‬ ‫الطلب‬ ‫أدب‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪ ،‬منها‬ ‫كثيرة جدا‬ ‫وللث!وكانى مؤلفات‬

‫والنبوات ‪ -‬وقد رد فى هذا‬ ‫والمعاد‬ ‫التوحيد‬ ‫‪ -‬إرشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على‬ ‫وكتاب‬

‫فى‬ ‫الصدور‬ ‫‪ -‬شرح‬ ‫‪ ،‬وكتاب‬ ‫اليهودى الأندلسى‬ ‫بن ميمون‬ ‫موسى‬ ‫الفيلسوف‬ ‫على‬ ‫الكاب‬

‫ب!بطال أدلة الجمع ‪ -‬رد فيها على‬ ‫السمع‬ ‫‪ -‬تئنيف‬ ‫سماها‬ ‫‪ ،‬ورسالة‬ ‫تحريم رفع القبور ‪-‬‬

‫ابطال دعوى‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ورسالة‬ ‫الحضر‬ ‫فى‬ ‫بين الصلاتين‬ ‫الجمع‬ ‫الزيدية بجوار‬ ‫القائلين من‬

‫التقاط‬ ‫اجبار اليهود على‬ ‫فى‬ ‫الإشكال‬ ‫حل‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ورشالة‬ ‫تحريم السماع‬ ‫على‬ ‫الإجماع‬

‫‪،‬‬ ‫الآخرة‬ ‫فى‬ ‫تعالى‬ ‫رؤيته‬ ‫جوار‬ ‫فيها الى‬ ‫‪ ،‬ذهب‬ ‫الرؤية‬ ‫مسألة‬ ‫البغية فى‬ ‫‪ ،‬ورسالة‬ ‫الأزبال‬

‫‪ ،‬ورسالة أمنية المتشوق إلى‬ ‫النبى‬ ‫صحب‬ ‫البيت فى‬ ‫أهل‬ ‫ورسالة إرشاد الغبى الى مذهب‬

‫المهدى المنتظر والدخال‬ ‫تواتر ما جاء فى‬ ‫فى‬ ‫التوضيح‬ ‫المنطق ‪ ،‬ورسالة‬ ‫علم‬ ‫معِرفة حكم‬

‫كتبه ورسائله‪،‬‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬إلى كير ذلك‬ ‫بالسلاطين‬ ‫الاتصال‬ ‫حكم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ورسالة‬ ‫وابسيح‬

‫فيه‬ ‫عُنىَ‬ ‫الأخبار ‪ -‬وقد‬ ‫سيد‬ ‫أحاديث‬ ‫الأخبار من‬ ‫ص!قى‬ ‫كتابه ‪ -‬نيل الأوطار شرح‬ ‫وأشهرها‬

‫مذاهـ‬ ‫وأقوال‬ ‫‪،‬‬ ‫دلالتها عليها‬ ‫كيفية‬ ‫‪ ،‬وبيان‬ ‫الأحاديث‬ ‫تلك‬ ‫الفقه من‬ ‫أحكام‬ ‫باستنباط‬

‫ومن‬ ‫إلحديث‬ ‫منهم‬ ‫وافق‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫والتابعين‬ ‫الصحابة‬ ‫علماء‬ ‫ومذاهب‬ ‫فيها ‪،‬‬ ‫الأمصار‬ ‫علماء‬

‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫ولا تعسف‬ ‫من غير تعصب‬ ‫الحكم فى ذلك‬ ‫منهم ‪ ،‬وترجيح‬ ‫خالفه ‪ ،‬وحُجة كل‬ ‫ْ‬

‫‪357‬‬
‫قضاة‬ ‫‪ ،‬فجعلوه قاضى‬ ‫الفضل‬ ‫أولو الأمر فى اليمن للث!وكانى هذا‬ ‫وقد عرف‬

‫‪،‬‬ ‫‪ nor‬ا م‬ ‫‪4‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪125‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وفاته سنة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫حكومتهم‬ ‫فى‬ ‫المناصب‬ ‫أرقى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫اليمن‬

‫هـ‪.‬‬ ‫سنة ‪1255‬‬ ‫وقيل إن وفاته كانت‬

‫القررن السابقة على‬ ‫فى‬ ‫هذا القرن ما أخذ‬ ‫فى‬ ‫الشوكانى‬ ‫على‬ ‫أنه يؤخذ‬ ‫ولا شك‬

‫كلل ما ذهب‬ ‫تقليده فى‬ ‫بهذا فى‬ ‫تقع‬ ‫له ‪ ،‬حتى‬ ‫التعصب‬ ‫‪ ،‬لأنها تبالغ فى‬ ‫ابن تيمية‬ ‫مدرسة‬

‫عند‬ ‫الوقوف‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫حملها‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫غيره‬ ‫يقلد‬ ‫من‬ ‫بينها وبين‬ ‫فرق‬ ‫هناك‬ ‫يكون‬ ‫ولا‬ ‫إليه ‪،‬‬

‫‪،‬‬ ‫قرن‬ ‫قرنا بعد‬ ‫به ‪ ،‬ويرددونه‬ ‫يدافع‬ ‫كان‬ ‫يما‬ ‫عنها‬ ‫‪ ،‬يدافعون‬ ‫الفروع‬ ‫المساثل التى أثارها فى‬

‫فيها المذاهب المثهورة كما خالفها ابن تيمية‬ ‫أن تخالف‬ ‫غيرها يجب‬ ‫هناك مسائل‬ ‫كأنه ليس‬

‫غيرها‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫تكون‬ ‫أنها تكاد‬ ‫المدرسة‬ ‫هذه‬ ‫جمود‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وبلغ‬ ‫عليها‬ ‫يعبأ باتفاقهم‬ ‫فيها ولم‬

‫فى‬ ‫الى ما سبق‬ ‫أن هذا يرجع‬ ‫ابن تيمية ‪ ،‬ولا شك‬ ‫هذا ما حاول‬ ‫فى‬ ‫يحاول‬ ‫من‬ ‫على‬

‫ما‬ ‫نحو‬ ‫التأويل فيها على‬ ‫‪ ،‬وكراهته سلوك‬ ‫النصوص‬ ‫ظواهر‬ ‫على‬ ‫جموده‬ ‫الكلام عليه من‬

‫يلبث‬ ‫لم‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫العقائد‬ ‫فى‬ ‫جمودَا‬ ‫مدرسته‬ ‫هذا‬ ‫أورث‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المعتزلة والأشعرية‬ ‫فعله‬

‫الآن مذهب‬ ‫يقلدون‬ ‫الفروع ‪ ،‬فهم‬ ‫فى‬ ‫الجمود‬ ‫فى‬ ‫العقاثد أن أوقعهم‬ ‫فى‬ ‫جمودهم‬

‫ابن تيمية‬ ‫‪ ،‬ولا يقلدون‬ ‫والافعى‬ ‫أبى حنيفة ومالك‬ ‫مذهب‬ ‫‪ ،‬كما يقلد غيرهم‬ ‫ابن حنبل‬

‫للتبرك‬ ‫القبور‬ ‫ريارة‬ ‫انكار‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الثه تعالى‬ ‫بغير‬ ‫التوسل‬ ‫(نكار‬ ‫اليه من‬ ‫ذهب‬ ‫الا فيما‬

‫العقائد‪.‬‬ ‫أمور‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وما الى‬ ‫بأصحابها‬

‫‪ ،‬ولم يختلف‬ ‫الموقف‬ ‫هذا القرن ذلك‬ ‫فى‬ ‫وقف‬ ‫الشوكانى حين‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫وكان‬

‫ابن تيمية‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬مع أنه قد مضى‬ ‫القرن السابع الهجرى‬ ‫ابن تيمية فى‬ ‫حال‬ ‫فيه حاله عن‬

‫المجدد يذهب‬ ‫كفلته ‪ ،‬وتجعل‬ ‫من‬ ‫النائم‬ ‫فى هذا القرن أمور توقظ‬ ‫‪ ،‬وجدت‬ ‫ستة قرون‬ ‫نحو‬

‫هذا القزن ‪ ،‬كما تنئه لها من‬ ‫فى‬ ‫الأمور التى جدت‬ ‫يوافق هذه‬ ‫التجديد مذهبَا آخر‬ ‫فى‬

‫أمثال‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫فيه مدرسته‬ ‫غالت‬ ‫كما‬ ‫أمر ابن يمية‬ ‫فى‬ ‫بغال‬ ‫تاثر بها ‪ ،‬ولم‬ ‫فيه من‬ ‫المجددين‬

‫المدرسة الحديثة فى‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وغيرهما‬ ‫الهندى‬ ‫خان‬ ‫الدين الأفغانى ‪ ،‬وأحمد‬ ‫جمال‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫أمره‬ ‫فى‬ ‫لا تغالى‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫ابن تيمية أيضا‬ ‫ثأن‬ ‫من‬ ‫ترفع‬ ‫مدرسة‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫الاصلاح‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫نظرته‬ ‫من‬ ‫أوصع‬ ‫نظرة‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫لأنها تنظر‬ ‫آرائه ‪،‬‬ ‫عند‬ ‫وتقف‬ ‫إمائأ تقلده‬ ‫تتخذه‬

‫لم تحققه‬ ‫المرن الذى‬ ‫التجديد‬ ‫مرنا يحقق‬ ‫فيه مذهبا‬ ‫تذهب‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫تزمته‬ ‫مثل‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫تتزمت‬

‫مدرسته‪.‬‬

‫***‬

‫‪358‬‬
‫محمد على باشا‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫م‬ ‫‪9176‬‬ ‫‪ 'AY‬ا ا هـ‪-‬‬ ‫سنة‬ ‫بلاد مقدونية‬ ‫من‬ ‫بقَوَلَه‬ ‫باشا‬ ‫على‬ ‫وُلد محمد‬

‫إلى‬ ‫تركها‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫التحق‬ ‫الجندية‬ ‫سن‬ ‫ولما بلغ‬ ‫أمتا ‪،‬‬ ‫نشأ‬ ‫؟ بل‬ ‫صغره‬ ‫فى‬ ‫شيئا‬ ‫يتعلم‬

‫التى‬ ‫الحملة‬ ‫فى‬ ‫) اشترك‬ ‫م‬ ‫‪018 1‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪1216‬‬ ‫( سنة‬ ‫كانت‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتجارة‬ ‫الاشتغال‬

‫قاثذا على‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫منها ‪ ،‬فاركلفع شأنه بعد إخراجهم‬ ‫الفرنسيين‬ ‫لإخراج‬ ‫الى مصر‬ ‫ذهبت‬

‫الفساد‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ما كانت‬ ‫إلى‬ ‫ق!د عادت‬ ‫مصر‬ ‫وكانت‬ ‫الألبانيين ‪،‬‬ ‫من‬ ‫أربعة آلاف‬

‫علي! باشا على‬ ‫محمد‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬فعمل‬ ‫إلى حكم‬ ‫بعد رجوعها‬ ‫والاضطراب‬

‫ميله إلى‬ ‫لهم‬ ‫ويظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلها‬ ‫إلى‬ ‫يتقرب‬ ‫وأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫والاضطراب‬ ‫الفساد‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫أن ينقذها‬

‫‪،‬‬ ‫فعزلوه‬ ‫الدولة‬ ‫والى‬ ‫على‬ ‫وثاروا‬ ‫‪،‬‬ ‫وأعيانها‬ ‫به علماؤها‬ ‫تعلق‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫والانصاف‬ ‫العدل‬

‫الإنجليز‬ ‫فسعى‬ ‫‪،‬‬ ‫إستانبول‬ ‫فى‬ ‫السلطان‬ ‫بهذا الى‬ ‫وكتبوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بدله‬ ‫باشا‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫واختاروا‬

‫مصر‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫ماَربهم فى مصر‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬لأنهم رأوا فيه خطرأ‬ ‫إجابة طلبهم‬ ‫عنده فى عدم‬

‫عليهم‪.‬‬ ‫واليَا‬ ‫إلا أن يقره‬ ‫السلطان‬ ‫يجد‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫باشا‬ ‫على‬ ‫بمحمد‬ ‫تمسكهم‬ ‫على‬ ‫أصروا‬

‫عقله كان أكبر من‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫لا يزال أميأ لا يقرأ ولا يكتب‬ ‫وهو‬ ‫مصر‬ ‫فتولى حكم‬

‫بينه‬ ‫يحول‬ ‫غرورا‬ ‫ويو!د‬ ‫‪،‬‬ ‫ينفع‬ ‫ولا‬ ‫يضر‬ ‫علمًا جامذا‬ ‫لأنه كان‬ ‫؟‬ ‫عصره‬ ‫فى‬ ‫علمائنا‬ ‫علم‬

‫المسلمين الى الإصلاح‬ ‫باشا حاجة‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬ولهذا أدرك‬ ‫الاصلاح‬ ‫صوبين الرغبة فى‬

‫أنهم‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫علماءصالأزهر‬ ‫يدركها‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫حربهم‬ ‫فى‬ ‫آثاره بين الفرنسيين‬ ‫أن شاهد‬ ‫بعد‬ ‫الحديث‬

‫الوالى الأمى‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫شاهده‬ ‫مما‬ ‫الآثار كثر‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫شاهدوا‬

‫مصر‪،‬‬ ‫على‬ ‫أن يستولى‬ ‫صغير‬ ‫باشا ان نابليون أمكنه بجيش‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫فلما رأى‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬عزم‪.‬على‬ ‫حديثا‬ ‫تنظيما‬ ‫منظما‬ ‫كان‬ ‫جيشه‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫استيلاثه‬ ‫بعد‬ ‫الشام‬ ‫يغزو‬ ‫وأن‬

‫جيشئا حديثا يدافع عنها‪،‬‬ ‫‪ ،‬ليمكنها أن تنشىء‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫الاصلاح‬ ‫ينشر وساثل‬

‫بقايا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بين أهلها‬ ‫الفساد‬ ‫أسباب‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫أولأ على‬ ‫اوربا فيها ‪ ،‬فعمل‬ ‫مطامع‬ ‫ويرذ‬

‫هذا الفساد ‪ ،‬فاحتال‬ ‫أسباب‬ ‫قبل الدولة العثمانية التركية هم‬ ‫مصر‬ ‫الذين حكموا‬ ‫المماليك‬

‫الكيد له عند‬ ‫‪ ،‬وكانوا قد عملوا على‬ ‫منهم‬ ‫البلاد‬ ‫‪ ،‬وأراح‬ ‫عليهم‬ ‫قض‬ ‫حتى‬ ‫رعمائهم‬ ‫على‬

‫عاد‬ ‫السلطان‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫وَال بدله‬ ‫وأراد تعيين‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫غضب‬ ‫الإنجليز حتى‬ ‫بمساعدة‬ ‫السلطان‬

‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫الخصومة‬ ‫كان بين إنجلترا وفرنسا من‬ ‫لما‬ ‫فرنسا ‪،‬‬ ‫بمساعدة سفير‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫فعدل‬

‫العهد‪.‬‬

‫‪ -‬الإقطاع ‪-‬‬ ‫الالتزام‬ ‫‪ ،‬فأبطك نظام‬ ‫الحديث‬ ‫الإصلاح‬ ‫بعد هذا فيما أراده من‬ ‫ثم شرع‬

‫‪935‬‬
‫مفتثمين ليقوموا بزراعتها ولا يهملوا يخها‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وعين‬ ‫الفلاحين‬ ‫على‬ ‫الأرض‬ ‫ووزع‬

‫لأنه كان‬ ‫قام به ‪،‬‬ ‫رراعى‬ ‫القناطر الخيرية أه م عم ل‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الترع والجسور‬ ‫كثيزا من‬ ‫وأنشأ‬

‫زيادة عظيمة‪.‬‬ ‫مصر‬ ‫‪ ،‬وزيادة ثروة‬ ‫البحرى‬ ‫الوجه‬ ‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫الرى‬ ‫قيام نظام‬ ‫سببا فى‬

‫بيدة عن‬ ‫حربية بالصعيد‪ ، -‬لتكون‬ ‫مدرسة‬ ‫فأنشمأ‬ ‫‪،‬‬ ‫حديث‬ ‫فى إنشاء جيش‬ ‫ثم شرع‬

‫القضاء‬ ‫إليه بعد‬ ‫ضمهم‬ ‫الذين‬ ‫المماليك‬ ‫شبان‬ ‫من‬ ‫لها عدذا‬ ‫‪ ،‬واختاروا‬ ‫القديم‬ ‫الجيش‬ ‫مرأى‬

‫يعلمونهم‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫واليونان‬ ‫والألبان‬ ‫والأرمن‬ ‫والكرد‬ ‫أبناء الترك‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫زعمائهم‬ ‫على‬

‫الأوربيين‪.‬‬ ‫المعلمين من‬ ‫كثر‬ ‫باللغة التركية ‪ ،‬وكان‬

‫وبناء السفن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحربية‬ ‫الفنون‬ ‫لدراسة‬ ‫الطوائف‬ ‫هذه‬ ‫أوربا من‬ ‫إلى‬ ‫بعثات‬ ‫أرسل‬ ‫ثم‬

‫الحديثة‪.‬‬ ‫الفنون‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫وما الى‬ ‫وايكانيكا‬ ‫والهندسة‬ ‫والطباعة‬

‫وطلاب‬ ‫أبناء الريف‬ ‫من‬ ‫تلاميذها‬ ‫واختار‬ ‫‪،‬‬ ‫العينى‬ ‫بالقصر‬ ‫طبية‬ ‫مدرسة‬ ‫أنشأ‬ ‫ثم‬

‫‪ ،‬المتبع‬ ‫النظام الحديث‬ ‫الى‬ ‫الطلب‬ ‫‪ ،‬فنقل‬ ‫وغيرها‬ ‫فرنسا‬ ‫من‬ ‫لها أساتذة‬ ‫‪ ،‬وأحضر‬ ‫الأرهر‬

‫العربية‬ ‫البلاد ‪ ،‬ونجعل‬ ‫انحاء‬ ‫والثانوية فى‬ ‫الابتدائية‬ ‫المدارس‬ ‫أنشأ كثيرأ من‬ ‫‪ .‬ثم‬ ‫أوربا‬ ‫فى‬

‫نث!ر‬ ‫له أثره فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحديث‬ ‫النظام الأوربى‬ ‫التعليم فيها الى‬ ‫التعليم يخها ‪ ،‬فانتقل‬ ‫لغة‬

‫الحديثة فى مصر‪.‬‬ ‫الثقافة‬

‫فتناولها‬ ‫‪،‬‬ ‫والقديمة‬ ‫الحديثة‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫بنشر‬ ‫فقامت‬ ‫‪،‬‬ ‫ببولاق‬ ‫مطبعة‬ ‫أنشأ‬ ‫ثم‬

‫البلاد ‪،‬‬ ‫المطابع فى‬ ‫فانثرت‬ ‫القديمة ‪،‬‬ ‫الخطية‬ ‫الكتب‬ ‫‪ ،‬واَثروها على‬ ‫النا‪.‬س وأقبلوا عليها‬

‫‪.‬‬ ‫والمعارف‬ ‫العلوم‬ ‫بها‬ ‫ونهضت‬

‫المنتظمة ‪ ،‬ويعرفوا‬ ‫مواعيدها‬ ‫فى‬ ‫مصر‬ ‫‪ ،‬ليقرأها ‪JAI‬‬ ‫الوقائع المصرية‬ ‫أنشأ جريدة‬ ‫ثم‬

‫معرفتها‪،‬‬ ‫عن‬ ‫لهم‬ ‫لا غنى‬ ‫التى‬ ‫الدولية‬ ‫السياسة‬ ‫ويدركوا‬ ‫؟‬ ‫والخارجية‬ ‫الداخلية‬ ‫الأخبار‬

‫فيه ‪ ،‬حين‬ ‫بها في!ا كانوا يقعون‬ ‫الجهل‬ ‫يوقعهم‬ ‫الحياة ‪ ،‬ولا‬ ‫معترك‬ ‫فى‬ ‫هداها‬ ‫على‬ ‫ليسيروا‬

‫أفريقية رغيرها‪.‬‬ ‫القبائل المتوحشة فى وسط‬ ‫العالم ‪ ،‬كما تبيش‬ ‫فى عزلة عن‬ ‫كانوا يعيشون‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬وللمسلمبن‬ ‫باشا لمصر خاصة‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫أداه‬ ‫الذى‬ ‫الإصلاح‬ ‫وهذا هو مجمل‬

‫الدينى ولا‬ ‫الاصلاح‬ ‫من‬ ‫فيه شىء‬ ‫‪ ،‬ليس‬ ‫صرف‬ ‫مدنى‬ ‫إصلاح‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫عامة‬ ‫سائر الأقطار‬

‫الأول ‪ ،‬لأنه‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫قيامه بثىء‬ ‫فى عدم‬ ‫معذور‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫السياسى‬ ‫الاصلاح‬ ‫من‬ ‫شىء‬

‫من‬ ‫القيام بشىء‬ ‫عدم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فالذنب‬ ‫الأرهر‬ ‫علماء‬ ‫ما يعرفه‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫أمي! لا يعرف‬ ‫رجلا‬ ‫كان‬

‫كيرهم‪.‬‬ ‫باشا واقع عليهم لا على‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫الدينى فى عهد‬ ‫الإصلاح‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫باشا ‪ ،‬لأنه كان عل!‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫(هماله على‬ ‫الثانى فيقع ذنب‬ ‫وأما الإصلاح‬

‫المدنى ‪ ،‬لتنهض‬ ‫الاصلاح‬ ‫أوربا التى قلدها فى‬ ‫مثال الحكم فى‬ ‫شوريا على‬ ‫حكمه‬ ‫يجعل‬

‫به‪،‬‬ ‫اتى‬ ‫المدنى الذى‬ ‫الإصلاح‬ ‫قيمة‬ ‫‪ ،‬فتعرت‬ ‫كفلتها‬ ‫بسببه من‬ ‫‪ ،‬وتفيق‬ ‫كبوتها‬ ‫الأمة به من‬

‫‪036‬‬
‫حين‬ ‫‪ ،‬وذهب‬ ‫ما بقى‬ ‫‪ ،‬فبقى‬ ‫وحده‬ ‫بشخصه‬ ‫متعلقا‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫وفاته‬ ‫ولا تتركه ينهار بعد‬

‫صا‬ ‫العذر ‪ ،‬لأنه كان مقدا الى حد‬ ‫من‬ ‫باشا فى هذا شىء‬ ‫لمحمد على‬ ‫‪ .‬وقد يكون‬ ‫ذهب‬

‫مذهبا يخالفه‪،‬‬ ‫حكمه‬ ‫فى‬ ‫فى (مكانه أن يذهب‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬فلم يكن‬ ‫بحكم‬

‫‪ ،‬مما كان‬ ‫وكيرها‬ ‫اللغوية والجنية‬ ‫الفوارق‬ ‫من‬ ‫المصرى‬ ‫الشعب‬ ‫بينه وبق‬ ‫ما كان‬ ‫الى‬ ‫وهذا‬ ‫‪3‬‬

‫أيضا‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫له تأثيره فى‬

‫الذى‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫وحده‬ ‫يكون‬ ‫‪ ii‬ن‬ ‫‪،‬‬ ‫المدنى وحده‬ ‫هذا أن يقوم ب!صلاحه‬ ‫عليه كل‬ ‫فقضى‬

‫بعد‬ ‫انهار‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫لم‬ ‫بل‬ ‫؟‬ ‫يتابعه فيه‬ ‫من‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫مات‬ ‫اليه ‪ ،‬فلما‬ ‫الحاجة‬ ‫مقدار‬ ‫يدرك‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1848‬‬ ‫هـ=‬ ‫وفاته سنة ‪1265‬‬ ‫موته ‪ ،‬وكانت‬

‫وفى‬ ‫الاصلاح‬ ‫ذلك‬ ‫نقص‬ ‫باشا كان لها أثر كبير فى‬ ‫على‬ ‫أن أمية محمد‬ ‫ولا شك‬

‫‪ ،‬وجمرف‬ ‫شاملا‬ ‫به اصلاحا‬ ‫لأتى‬ ‫عصره‬ ‫مثقفا ثقافة تناسب‬ ‫أنه كان‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫موته‬ ‫بعد‬ ‫انهياره‬

‫أفراده وطوائفه‬ ‫جميع‬ ‫يجعل‬ ‫‪ ،‬وكيف‬ ‫أفراده وطوائفه‬ ‫بجميع‬ ‫يرئى شعبه تربية تنهض‬ ‫كيف‬

‫من‬ ‫يمكنوا أحذا‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫موته‬ ‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫حراسا‬ ‫ليكونوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫هذا‬ ‫بفواثد‬ ‫يشعرون‬

‫نكسة فيه‪.‬‬ ‫احداث‬

‫المدنى ؟ لأن أميته‬ ‫دينى مع الإصلاح‬ ‫ب!صلاح‬ ‫القيام‬ ‫أميته عن‬ ‫بتأثير‬ ‫أو‪،‬‬ ‫ولكنه عجز‬

‫القيام به ؟ لأنه لا يمكنه‬ ‫على‬ ‫الأزهر‬ ‫علماء‬ ‫حمل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الاصلاح‬ ‫هذا‬ ‫فهم‬ ‫لم تمكنه من‬

‫لا يفهمه‪.‬‬ ‫عليه وهو‬ ‫أن يحملهم‬

‫له فى‬ ‫الأمة مشاركة‬ ‫بجعل‬ ‫دستورى‬ ‫(نشاء حكم‬ ‫بتأثير أميته عن‬ ‫ثانيا‬ ‫ثم عجز‬

‫من‬ ‫برفع‬ ‫الذى‬ ‫بفاندة هذا!الحكم‬ ‫‪ ،‬ونشعر‬ ‫وكرامة‬ ‫عزة‬ ‫للحكام‬ ‫الخنوع‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لننبدل‬ ‫الحكم‬

‫قام به‪،‬‬ ‫الذى‬ ‫الاصلاح‬ ‫بفواثد‬ ‫‪ ،‬وتؤمن‬ ‫موته‬ ‫وبعد‬ ‫صاحبه‬ ‫حياة‬ ‫له فى‬ ‫‪ ،‬فتخلص‬ ‫أمرها‬

‫والمعامل‬ ‫المدارس‬ ‫من‬ ‫ما أنشأه‬ ‫أبناؤها الى‬ ‫‪ ،‬ويتسابق‬ ‫اليه سوقا‬ ‫أن يسرقها‬ ‫اليه قبل‬ ‫فتسعى‬

‫‪ ،.‬لأنها كانت‬ ‫الحكم‬ ‫غيرهُ فى‬ ‫أن لثاركه‬ ‫أمًيته أبتْ عليه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫اليه كرها‬ ‫أن يأخذهم‬ ‫قبل‬

‫بالحكم‪،‬‬ ‫وحده‬ ‫بأن يستأثر‬ ‫الا أن يداريهما‬ ‫يجد‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫والنقص‬ ‫بالعجز‬ ‫شعورا‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬ ‫تترك‬

‫فيها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫رعيته‬ ‫من‬ ‫لأحد‬ ‫عجزها‬ ‫أمته ‪ ،‬ولا يظهر‬ ‫مع‬ ‫التى اكتسبها‬ ‫العظمة‬ ‫تلك‬ ‫ليُرضى‬

‫الأرهريين‬ ‫الثقافة القديمة من‬ ‫من‬ ‫كان لهم حظ‬ ‫الحديثة ‪ ،‬الى من‬ ‫بالثقافة‬ ‫كثير ممن تثقف‬

‫وغيرهم‪.‬‬

‫‪ ،‬لأنه كان من‬ ‫الذى اختاره لحكمه‬ ‫الشعب‬ ‫ذلك‬ ‫توحيد‬ ‫أميته عن‬ ‫ثالثا بتأثير‬ ‫ثم عجز‬

‫فى نف!ط‬ ‫عنصره‬ ‫على‬ ‫أميته أن يتغلب‬ ‫بتأثير‬ ‫‪ ،‬فلم يمكنه‬ ‫هذا الثمعب‬ ‫كير عنصر‬ ‫تركى‬ ‫عنصر‬

‫ين‬ ‫معتزً‬ ‫التركى‬ ‫هذا العنصر‬ ‫اليهم من‬ ‫ومن‬ ‫وحاشيته‬ ‫هو‬ ‫فيه ‪ ،‬بل مكث‬ ‫يندمج‬ ‫وحاشيته‬

‫اتصل‬ ‫‪،‬وتبعهم فى هذا من‬ ‫وطوائفه‬ ‫من أفراد هذا الشعب‬ ‫كيرهم‬ ‫‪ ،‬متعالين على‬ ‫بعنصرهم‬

‫‪361‬‬
‫ألبان الى غير ذلك‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫إلى يونان‬ ‫ارمن إلى جركس‬ ‫من‬ ‫الغريبة الأخرى‬ ‫الطواثف‬ ‫بهم من‬

‫منها ولاة‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الإدارة والجيش‬ ‫فى‬ ‫العالية‬ ‫بالوظائف‬ ‫كلها‬ ‫استأثرت‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫الطوائف‬ ‫من‬

‫ما بين فلاحين‬ ‫أبناء الشعب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الجيش‬ ‫فى‬ ‫الكبار والصغار‬ ‫‪ ،‬والضباط‬ ‫مصر‬ ‫اقاليم فى‬

‫بالقوة للخدمة‬ ‫يؤخذون‬ ‫الجش‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وعساكر‬ ‫الأرض‬ ‫فى‬ ‫الضئيل‬ ‫بزراعة نصيبهم‬ ‫يقومون‬

‫من‬ ‫الفلاحون‬ ‫الغريبة ‪ ،‬يخدمهم‬ ‫الطوائف‬ ‫تلك‬ ‫لأبناء‬ ‫ملكا‬ ‫الأرض‬ ‫فيه ‪ ،‬وقد بقى معظم‬

‫أواخر هذا القرن أنه مهضوم‬ ‫فى‬ ‫الشعب‬ ‫‪ ،‬إلى أن أدرك‬ ‫فيها بلقمة العيش‬ ‫أبناء الشعب‬

‫‪ ،‬ويطلب‬ ‫الغريبة عنه‬ ‫الطوائف‬ ‫بأبناء تلك‬ ‫المساواة‬ ‫يطلب‬ ‫‪ ،‬فثار عليه‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الحق‬

‫‪ ،‬وكان هذا فى‬ ‫لينوبوا عنه فى رعاية مصالحه‬ ‫من يختارهم‬ ‫فيه إلى رأى‬ ‫شوريا يرجع‬ ‫حكما‬

‫إلى‬ ‫الغريبة أن يجيبوا الثمعب‬ ‫الطوائف‬ ‫وأبناء تلك‬ ‫‪ ،‬فأبى هو‬ ‫توفيق باشا كما سبق‬ ‫عهد‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫يعلموا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫حكمهم‬ ‫ليحموا‬ ‫مصر‬ ‫احتلال‬ ‫‪ ،‬وآثروا أن يمكنوا الإنكليز من‬ ‫بهم‬ ‫المساواة‬

‫معا‪.‬‬ ‫الشعب‬ ‫وبالا عليهم وعلى‬ ‫عاقبة هذا ستكون‬

‫وغيره‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬واندمج‬ ‫مصر‬ ‫ا! إليه حكم‬ ‫حين‬ ‫عنصره‬ ‫باشا نسى‬ ‫على‬ ‫ولو أن محمد‬

‫‪ ،‬فابتلت‬ ‫بنا جميعا‬ ‫الكارثة التى حلت‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعب‬ ‫فى‬ ‫الطواثف‬ ‫تلك‬ ‫من‬

‫إلى‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫الشعب‬ ‫جهود‬ ‫عليه ‪ ،‬وصرفت‬ ‫أن يقضى‬ ‫يحاول‬ ‫أجنبى‬ ‫بحكم‬ ‫الشعب‬

‫بلوى‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫الأجنبى‬ ‫بهذا الحكم‬ ‫مَن احتمى‬ ‫بلوى‬ ‫منه ‪ ،‬وكانت‬ ‫التخلص‬ ‫محاولة‬

‫غضب‬ ‫‪ ،‬فاشتد‬ ‫شاء‬ ‫كيف‬ ‫يده يوجهه‬ ‫فى‬ ‫ألعوبة‬ ‫‪ ،‬وجعله‬ ‫أيضا‬ ‫الحكم‬ ‫؟ لأنه سلبه‬ ‫الشعب‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحكم‬ ‫سلبوه‬ ‫من‬ ‫دارضاء‬ ‫بين ارضائه‬ ‫شديد‬ ‫حرج‬ ‫يقع فى‬ ‫عليه ‪ ،‬وجعله‬ ‫الشعب‬

‫اليه منه‪،‬‬ ‫كان أقرب‬ ‫الذى‬ ‫الثصعب‬ ‫بالأجنبى على‬ ‫احتمى‬ ‫إساءته حين‬ ‫أدركه الندم على‬

‫مغا عليه‪.‬‬ ‫هذا غضبهما‬ ‫مذبذبا لين الفريقين ‪ ،‬وكان جزاؤه على‬ ‫فعاش‬

‫حرب‬ ‫وقوع‬ ‫المسلمين من‬ ‫الذى يعود على‬ ‫إدراك الضرر‬ ‫أميته عن‬ ‫بتأثير‬ ‫رابغا‬ ‫ثم عجز‬

‫مكانه رجل‬ ‫المسلمين فيه ‪ ،‬ولو كان‬ ‫ضعف‬ ‫رادا فى‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬فقام بحربين‬ ‫بينهم فى‬

‫اتسعت‬ ‫الذين‬ ‫الوهابِن‬ ‫مع‬ ‫حروبه‬ ‫أولهما‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحربين‬ ‫هذين‬ ‫‪،‬فى‬ ‫وقع‬ ‫لما‬ ‫(دراكأ منه‬ ‫أوسع‬

‫بن‬ ‫سعود‬ ‫فى عهد‬ ‫تم لها‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬حتى‬ ‫فى‬ ‫بين بلاد العرب‬ ‫الإصلاحية‬ ‫دعوتهم‬

‫والمدينة‬ ‫مكة‬ ‫م ) الاشيلاء على‬ ‫‪1813‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3018‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪9122‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العزيز ( ‪1218‬‬ ‫عبد‬

‫له‬ ‫‪ ،‬فدانت‬ ‫دمشق‬ ‫إلى ضواحى‬ ‫وصل‬ ‫حتى‬ ‫شمالأ‬ ‫زحفه‬ ‫وسائر بلاد الحجاز ‪ ،‬وقد واصل‬

‫فى‬ ‫وربيد‬ ‫‪،‬‬ ‫عُمان‬ ‫فى‬ ‫الخيمة‬ ‫رأس‬ ‫الى‬ ‫جنوبا‬ ‫فتوحاته‬ ‫امتدت‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫والعراق‬ ‫بادية الشام‬

‫موسم‬ ‫فى‬ ‫الى مكة‬ ‫الوصول‬ ‫من‬ ‫الشامى‬ ‫والمحمل‬ ‫اليمن ‪ ،‬وتبع هذا منع المحمل المصرى‬

‫الدولة‬ ‫وسائر‬ ‫والثام‬ ‫مصر‬ ‫أهل‬ ‫فانقطع‬ ‫‪،‬‬ ‫الوهابيين‬ ‫الدينية عند‬ ‫البدع‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحج‬

‫بلاد‬ ‫فى‬ ‫الوهابيين‬ ‫حكم‬ ‫على‬ ‫الدولة أن تقض‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬ورأت‬ ‫الحج‬ ‫العثمانية التركية عن‬

‫‪362‬‬
‫هـ=‬ ‫سنة ‪1226‬‬ ‫‪ ،‬فقام بهذه الحرب‬ ‫باشا أن يقوم بحربهم‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬فأمرت‬ ‫العرب‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫نم‬ ‫ا‬ ‫‪A‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪r‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪122‬‬ ‫‪A‬‬ ‫سنة‬ ‫والطائف‬ ‫والمدينة‬ ‫مكة‬ ‫يترد‬ ‫أن‬ ‫وأمكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪A‬‬ ‫‪(I‬‬ ‫ا‬

‫م ‪.‬‬ ‫هـ = ‪1818‬‬ ‫انتهت دولة ا! ص!عود الأولى سنة ‪1234‬‬ ‫حتى‬ ‫هذه الحرب‬ ‫استمرت‬

‫الوهابيين‬ ‫دعوة‬ ‫فى‬ ‫قام بهذه الحرب‬ ‫باشا لم ينظر حين‬ ‫على‬ ‫أن محمد‬ ‫ولا شك‬

‫لآثر‬ ‫حقيقتها‬ ‫على‬ ‫أدركها‬ ‫‪iii‬‬ ‫‪ ،‬ولو‬ ‫حقيقتها‬ ‫دينية لا يدرك‬ ‫دعوة‬ ‫‪ ،‬لأنها كانت‬ ‫الاصلاحية‬

‫الأمر فيها على‬ ‫أن يقتصر‬ ‫الدين يجب‬ ‫مور‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫غير الحرب‬ ‫أخرى‬ ‫أن يتبع معها خطة‬

‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫أشد‬ ‫فى هذا القرن الذى كان المسلمون فيه محتاجين‬ ‫الإقناع والاقتناع ‪ ،‬ولا شما‬

‫بينهم‪.‬‬ ‫إثارة الحرب‬ ‫عن‬ ‫الابتعاد‬ ‫‪ ،‬هـالى‬ ‫كلمتهم‬ ‫جمع‬

‫تابغا لها‪،‬‬ ‫العثمانية التركية التى كان‬ ‫الدولة‬ ‫التى أقامها على‬ ‫الثانية فهى‬ ‫وأفا الحرب‬

‫الظروت‬ ‫يراع‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بدلها‬ ‫له تقوم‬ ‫دولة‬ ‫‪ ،‬داقامة‬ ‫لاسقاطها‬ ‫وضعفها‬ ‫قوته‬ ‫فرصة‬ ‫اتهز‬ ‫فقد‬

‫الأوربية عليها‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫الدولة مِن تحالف‬ ‫هذه‬ ‫تقاسيها‬ ‫التى كانت‬

‫القائمين بالحكم فيها ‪ ،‬ولكنه كان‬ ‫حالا من‬ ‫باشا كان أحسن‬ ‫على‬ ‫أن محمد‬ ‫ولا شك‬

‫تلك‬ ‫يكونوا جميعا يدا واحدة على‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أحسن‬ ‫فى تقويتها بالتى هى‬ ‫عليه أن يسعى‬ ‫يجب‬

‫من‬ ‫فيها ما بذل‬ ‫التى بذل‬ ‫الحرب‬ ‫تلك‬ ‫‪ ،‬لأن هذا كان خيرا من‬ ‫بهم‬ ‫الدول التى تتربص‬

‫بعدها إلا أن‬ ‫إلى (ستانبول ‪ ،‬ثم لم يكن‬ ‫تصل‬ ‫جيوشه‬ ‫كادت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والأموال‬ ‫النفوس‬

‫لأنها كانت‬ ‫؟‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫أطماعه‬ ‫من‬ ‫تمكنه‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫الأوربية‬ ‫الدول‬ ‫تلك‬ ‫تألبت‬

‫ليوفر‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرب‬ ‫بهذه‬ ‫يقوم‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫الحقيقة‬ ‫هذه‬ ‫يدرك‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫قبله‬ ‫لنفسها‬ ‫تريدها‬

‫لها‬ ‫التى كان‬ ‫الدولة‬ ‫يزيد‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫فائدة‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫والأموال‬ ‫النفوص‬ ‫فيها من‬ ‫ما بذل‬ ‫نفه‬ ‫على‬

‫ضعفها‪.‬‬ ‫على‬ ‫عليه ضعفا‬ ‫فضل‬

‫القرن بتلك‬ ‫هذا‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫بين المسلمين‬ ‫شخصية‬ ‫أعظم‬ ‫أن تكون‬ ‫الله‬ ‫أراد‬ ‫وهكذا‬

‫مفعولا‪.‬‬ ‫الثه أمزا كان‬ ‫‪ ،‬وليقضى‬ ‫انهار بعدها‬ ‫الذى‬ ‫الناقص‬ ‫الإصلاح‬ ‫الأمية ‪ ،‬لتقوم بذلك‬

‫***‬

‫‪363‬‬
‫أحمد خان‬

‫م ‪ ،‬ونشأ فى‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪ ،‬ولدَ سنة‬ ‫مُتقى خان‬ ‫بن محمد‬ ‫خان‬ ‫أحمد‬ ‫هو‬

‫من هرات‬ ‫‪ ،‬ثم نزحت‬ ‫العرب الى هرات‬ ‫بلاد‬ ‫من‬ ‫عربى نزحت‬ ‫بين أسرة من أصل‬ ‫الهند‬

‫آثروا‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫الهنديين‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫ثقافته دينية كثقافة غيره‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الهند‬ ‫قاعدة‬ ‫دهلى‬ ‫الى‬

‫تخريج‬ ‫منها‬ ‫يريدون‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالهند‬ ‫الإنكليز‬ ‫أنشأها‬ ‫التى‬ ‫المدنية‬ ‫المدارس‬ ‫عن‬ ‫يبتعدوا‬ ‫أن‬

‫فى‬ ‫لتساعدهم‬ ‫العلوم الحديثة ‪،‬‬ ‫ببعض‬ ‫وتلم‬ ‫الإنكليزية ‪،‬‬ ‫الموظفين تعرف‬ ‫من‬ ‫طائفة‬

‫فأبوا أن‬ ‫‪،‬‬ ‫الانكليز‬ ‫البلاد قبل‬ ‫حكام‬ ‫المسلمون‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالهند‬ ‫الاستعمارية‬ ‫مقاصدهم‬

‫مدارسهم‬ ‫التعلم فى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وآثروا أن يقتصروا‬ ‫المقاصد‬ ‫هذه‬ ‫الإنكليز فى‬ ‫يستخدمهم‬

‫ظهور‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫وفقرهم‬ ‫‪ ،‬وقد زاد هذا فى تأخرهم‬ ‫هذه الوظائف‬ ‫الدينية ‪ ،‬وأن يبتعدوا عن‬

‫يأبوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫التى أنث!أها الانكليز‬ ‫بالمدارس‬ ‫لم يأبوا الالتحاق‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫عليهم‬ ‫الهندوص‬ ‫طائفة‬

‫ب!تلك الوظاثف‪.‬‬ ‫الالتحاق‬

‫بتلك‬ ‫بالانكليز والتحق‬ ‫‪ ،‬فاتصل‬ ‫ذلك‬ ‫سنة قومه فى‬ ‫خان‬ ‫السيد أحمد‬ ‫وقد خالف‬

‫فى‬ ‫يترقى‬ ‫ثم سأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫دهلى‬ ‫محكمة‬ ‫فى‬ ‫الجنايات‬ ‫بقسم‬ ‫أمينا للصجلات‬ ‫فعين‬ ‫‪،‬‬ ‫الوظائف‬

‫هـ=‬ ‫الإنكليز‪-‬سنة ‪1274‬‬ ‫الحكومية ‪ ،‬الى أن قام الهنود بثورتهنم على‬ ‫الوظائف‬ ‫غيرها من‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫أنها ستفشل‬ ‫لأنه رأى‬ ‫بقلبه ‪،‬‬ ‫معهم‬ ‫كان‬ ‫الثورة دان‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫يثاركهم‬ ‫‪،‬فلم‬ ‫م‬ ‫‪1857‬‬

‫يثور‬ ‫فيمن‬ ‫تؤثر‬ ‫الحوادث‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬ ‫لهذا أثر عظيم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الفشل‬ ‫ما تبأه لها من‬ ‫صغ‬

‫الى‬ ‫التى تؤدى‬ ‫الوسائل الصحيحة‬ ‫هذا يفكر فى‬ ‫غيره ‪ ،‬وجعله‬ ‫تؤثر فى‬ ‫مما‬ ‫نفسه كثر‬ ‫فى‬

‫منه‪.‬‬ ‫فى إخراجهم‬ ‫الهند ؟ لأن وسيلة القوة فثلت‬ ‫الانكليز من‬ ‫إخراج‬

‫أن لأفغانستان‬ ‫ورعمت‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫الثورة الهندية‬ ‫هذه‬ ‫الجراثد الإنجليزية قد شوهت‬ ‫وكانت‬

‫المزاعم‪،‬‬ ‫فيها هذه‬ ‫الهندية أبطل‬ ‫باللغة الأوردئة‬ ‫رسالة‬ ‫خان‬ ‫أحمد‬ ‫يدا فيها ‪ ،‬فوضع‬ ‫وروسيا‬

‫ما يرونه‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫الهند‬ ‫فى‬ ‫الإنكليز‬ ‫من‬ ‫المظالم التى تقع‬ ‫بسبب‬ ‫قامت‬ ‫شعبية‬ ‫أنها ثورة‬ ‫وأثبت‬

‫فى‬ ‫الطعن‬ ‫فيما يأتونه من‬ ‫المسيحيين‬ ‫المشرين‬ ‫‪ ،‬ومساعدنهم‬ ‫فى تغيير عقاثدهم‬ ‫سعيهم‬ ‫من‬

‫هذه العقائد‪.‬‬

‫على‬ ‫جمودهم‬ ‫الى‬ ‫ترجع‬ ‫فوجدها‬ ‫المسلمين بالهند ‪،‬‬ ‫تأخر‬ ‫أسباب‬ ‫فى‬ ‫نظر‬ ‫ثم‬

‫فى‬ ‫لهبم عنها‬ ‫لا غنى‬ ‫التى‬ ‫الحديثة‬ ‫العلوم‬ ‫ومجافاتهم‬ ‫‪،‬‬ ‫التعليم‬ ‫القديمة فى‬ ‫الأساليب‬

‫علماؤهم‬ ‫بلادهم حرم‬ ‫بلد من‬ ‫فى‬ ‫المسيحيون مدرسه‬ ‫المشرون‬ ‫‪ ،‬فكانوا اذا ألأ‬ ‫نهوضهم‬

‫‪rif‬‬
‫الحكومة‪،‬‬ ‫النى تنئشها‬ ‫المدارس‬ ‫مع‬ ‫يفعلون‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫بها‬ ‫أن يُلحقوا أبناءهم‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬

‫بهم‪،‬‬ ‫حديثة تثقفهم وتنهض‬ ‫هذا الموقف الجامد ‪ ،‬ولا ينشئون مدارس‬ ‫على‬ ‫ثم يقتصرون‬

‫هذا الجمود فيهم‪.‬‬ ‫على‬ ‫وتقضى‬

‫‪ ،‬وأن ينث!ر العلوم الحديثة بين‬ ‫هدوء‬ ‫أن يعالج هذا الجمود فى‬ ‫خان‬ ‫فأراد أحمد‬

‫‪ ،‬فأنشأ أولا بها جمعية‬ ‫عليكره‬ ‫بمدينة‬ ‫قاضئا‬ ‫الوقت‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ضجة‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬

‫التاريخ والاقتصاد‬ ‫الآراء الحديثة فى‬ ‫بنشر‬ ‫‪ ،‬فقامت‬ ‫م‬ ‫ا هـ=‬ ‫سنة‬ ‫أدبية علمية‬

‫أثار هذا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫اللغة الأردية‬ ‫الحديثة إلى‬ ‫الانكليزية‬ ‫الكتب‬ ‫كثيرَا من‬ ‫‪ ،‬وترجمت‬ ‫والعلوم‬

‫سبيله الى أن أمكنه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ومضى‬ ‫علماء الدين ‪ ،‬فلم يعبأ بهم‬ ‫الجامدين من‬ ‫عليه بعض‬

‫إنجلترا ‪،‬‬ ‫ملكة‬ ‫باسم‬ ‫كلية يخكتوريا‬ ‫‪ ،‬وسماها‬ ‫بور‬ ‫غارى‬ ‫مدينة‬ ‫(نشاء كلية للتعليم العالى فى‬

‫هذه الكلية‬ ‫‪ ،‬فلم يهمه أن يسمى‬ ‫مسالمة الإنكليز‬ ‫مع‬ ‫فى الإصلاح‬ ‫لأنه كان يريد أن يمض‬

‫باسم ملكتهم‪.‬‬

‫م ‪ ،‬فسافر‬ ‫‪9186‬‬ ‫هـ=‬ ‫فى بعثة علمية إلى (نجلترا سنة ‪1286‬‬ ‫محمود‬ ‫ابنه‬ ‫ثم سافر‬

‫فمكث‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫فينشرها‬ ‫الهند‬ ‫إلى‬ ‫ويعود‬ ‫‪،‬‬ ‫والتعليم‬ ‫التربية‬ ‫فى‬ ‫الانكليز‬ ‫طرق‬ ‫ليدرس‬ ‫معه‬

‫حملة‬ ‫أهله وجمودهم‬ ‫جهل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ثم عاد إلى الهند فحمل‬ ‫هذه الطرق‬ ‫بينهم مدة يدرس‬

‫الأمم‬ ‫نهضت‬ ‫بها كما‬ ‫لينهضوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫العلوم‬ ‫دراسة‬ ‫إلى‬ ‫المسلمين‬ ‫يدعو‬ ‫وأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫قوية‬

‫أراد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫كلية عليكرة‬ ‫سماها‬ ‫(نجلترا‬ ‫كليات‬ ‫تضاهى‬ ‫إنث!اء كية‬ ‫من‬ ‫أن تمكن‬ ‫‪ ،‬الى‬ ‫الأوربية‬

‫ولا‬ ‫تعصب‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫والإسلامية‬ ‫الثقافة الأوربية‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ :‬تعليم‬ ‫أغراض‬ ‫ئلاثة‬ ‫منها‬

‫عقولهم‬ ‫بتربية‬ ‫والعناية‬ ‫‪،‬‬ ‫للطلاب‬ ‫والخُلقية‬ ‫الاجتماعية‬ ‫بالحالة‬ ‫والاهتمام‬ ‫‪،‬‬ ‫جمود‬

‫تكوين‬ ‫فى‬ ‫نجحت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫التعليم‬ ‫قبل‬ ‫التربية‬ ‫الكلية‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫الغرض‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫وأبدانهم‬

‫بمسلمى‬ ‫النهوض‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويحمل‬ ‫الاسلامية والأوربية‬ ‫الثقافة‬ ‫بين‬ ‫الهند يجمع‬ ‫في‬ ‫جديد‬ ‫جيل‬

‫الهند فى دينهم ودنياهم‪.‬‬

‫الهند الاجتماعية‬ ‫فيها مشاكل‬ ‫ليدرس‬ ‫‪-‬‬ ‫الأخلاق‬ ‫‪ -‬تهذيب‬ ‫سماها‬ ‫ثم أنشأ مجلة‬

‫للعصر‬ ‫مناسبَا‬ ‫تفسيرَا‬ ‫يفسره‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫القرآن‬ ‫منها لتفسير‬ ‫قسما‬ ‫‪ ،‬وخَصنَ‬ ‫والدينية وابسئاسية‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫يرى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الألفاظ‬ ‫قيود‬ ‫على‬ ‫اعتماده‬ ‫القرآن أكثر من‬ ‫روح‬ ‫فيه على‬ ‫‪ ،‬ويعتمد‬ ‫الحديث‬

‫‪ .‬عَلَى‬ ‫الأمينُ‬ ‫به انروحُ‬ ‫نَزَلَ‬ ‫‪! :‬‬ ‫بقوله تعالى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويأخذ‬ ‫لا بلفظه‬ ‫بمعناه‬ ‫القرآن نزل‬

‫العلماءَ ‪ ،‬ولكن‬ ‫لبَعض‬ ‫‪ -‬الإتقان ‪( -‬ن هذا قول‬ ‫فى كتاب‬ ‫! (‪ )1‬وقد ذكر السيوطى‬ ‫قَلْبِكَ‬

‫فنجا‬ ‫ان يطعنه بخنجر‬ ‫بعضهم‬ ‫حاول‬ ‫العلماء والعامة ‪ ،‬حتى‬ ‫بعض‬ ‫خان‬ ‫احمد‬ ‫هذا أثار على‬

‫منه بأعجوبة‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪491‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ :‬آية "‪141‬‬ ‫(‪ ) 1‬الشعراء‬

‫‪365‬‬
‫بينها‬ ‫‪ ،‬لا يفرق‬ ‫أن تكلون الهند كلها أمة واحدة‬ ‫الياسة‬ ‫فى‬ ‫يرى‬ ‫خان‬ ‫أحمد‬ ‫وكان‬

‫أحوالهم‪،‬‬ ‫فى‬ ‫لينظروا‬ ‫‪،‬‬ ‫سنة‬ ‫كل‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫عائا‬ ‫مؤتمرًا‬ ‫يعقد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫لغة‬ ‫ولا‬ ‫دين‬

‫بعد موته يسير فى‬ ‫المؤتمر‬ ‫هذا‬ ‫بقى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫(صلاحها‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫التى تؤدى‬ ‫الوسائل‬ ‫ويبحثوا فى‬

‫له‪.‬‬ ‫الطريق الذى وضعه‬

‫م ‪.‬‬ ‫هـ = ‪8918‬‬ ‫وفاته سنة ‪1316‬‬ ‫وكانت‬

‫فى‬ ‫جمودهم‬ ‫الهند ‪ ،‬وبقى أغلبهم على‬ ‫أهل‬ ‫فى بعض‬ ‫دعوته الإصلاحية‬ ‫وقد أثمرت‬

‫علماء‬ ‫من‬ ‫الجامدين‬ ‫‪ ،‬ويتركون‬ ‫مساعدتها‬ ‫عن‬ ‫الانكليز كانوا يُعرضون‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫ودنياهم‬ ‫دينهم‬

‫واستعمارهم‪،‬‬ ‫‪ ،‬راضخًا لحكمهم‬ ‫مناهضتهم‬ ‫الهند عاجزا عن‬ ‫‪ ،‬ليقى‬ ‫الدين يناهضونها‬

‫من‬ ‫خرج‬ ‫‪ ،‬وأنه كان أول من‬ ‫الحديث‬ ‫بها فى الهند أول بذرة فى الإصلاح‬ ‫ويكفيه أنه وضع‬

‫القديم‪.‬‬ ‫قومه على جمودهم‬

‫ع!**‬

‫‪366‬‬
‫مدحت باشا‬

‫سنة ‪ Yarn‬ا هـ‪-‬‬ ‫وُلدَ باستانبول‬ ‫‪،‬‬ ‫أشرت‬ ‫باشا بن الحافظ محمد‬ ‫هو أحمد مدحت‬

‫‪،‬‬ ‫الولايات‬ ‫بعض‬ ‫فى‬ ‫الشرعى‬ ‫القضاء‬ ‫تولى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫أبوه من‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪1822‬‬

‫العربية‬ ‫فيه" اللغة‬ ‫فتعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاتح‬ ‫بجامع‬ ‫ألحقه‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫العاشرة‬ ‫فى‬ ‫وهو‬ ‫القرآن‬ ‫فحقظة‬

‫الطريقة‬ ‫على‬ ‫والفلسفية‬ ‫الدينية والعربية‬ ‫العلوم‬ ‫ودرس‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬ ‫لقه‬ ‫إلى‬ ‫والفارسية‬

‫‪ ،‬فتعلم‬ ‫لعصره‬ ‫مناستها‬ ‫ثقافته وعدم‬ ‫بنقص‬ ‫‪ ،‬فشعر‬ ‫الحكومة‬ ‫بوظائف‬ ‫التحق‬ ‫القديمة ‪ ،‬ثم‬

‫‪ ،‬ويعرف‬ ‫والاجتماعية‬ ‫السياسية‬ ‫أنظمتها‬ ‫أوربا ليدرَس‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ثبم أراد السياحة‬ ‫اللغة الفرنسية‬

‫مدنها‬ ‫وانجلترا ‪ ،‬وزار‬ ‫وفرنسا‬ ‫وبلجيكا‬ ‫النمسا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فساح‬ ‫عظمتها‬ ‫الى‬ ‫التى أذَت‬ ‫الأسباب‬

‫‪.‬‬ ‫واسنطلاع‬ ‫زبارة درس‬

‫بلاده ما لم‬ ‫فى‬ ‫النقص‬ ‫وجوه‬ ‫من‬ ‫وأدرك‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الثقافة القديمة والحديثة‬ ‫جمع‬ ‫وبهذا‬

‫فيها الأمن‪،‬‬ ‫نشر‬ ‫ولايةَ‬ ‫إذا تولى‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫ما يمكنه‬ ‫بكل‬ ‫اصلاحها‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وعمل‬ ‫غيره‬ ‫يدركه‬

‫مما ينهض‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫المستشفيات‬ ‫وبنى‬ ‫‪،‬‬ ‫الزراعة‬ ‫وأصلح‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫المدارس‬ ‫وأنشا‬

‫فى‬ ‫لا يفرق‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫وأجناسهم‬ ‫أديانهم‬ ‫اختلات‬ ‫على‬ ‫للدولة‬ ‫يُخلصون‬ ‫‪ ،‬ويجعلهم‬ ‫بأهله‬

‫‪.‬‬ ‫وغيره‬ ‫ادارته بين مسلم‬

‫لإصلاحها‬ ‫الدولة لا يكفى‬ ‫ولايات‬ ‫ولاية من‬ ‫فى‬ ‫وحده‬ ‫أن قيامه بهذا‬ ‫ولكنه رأى‬

‫دستوريأ‬ ‫حكما‬ ‫‪،‬وجعله‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الحكم‬ ‫طريقة‬ ‫إصلاح‬ ‫أنه لا بُذ من‬ ‫رأى‬ ‫‪ ،‬وحيمئذ‬ ‫كلها‬

‫له سلطة‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫الأمة أعضاءه‬ ‫تختار‬ ‫بجانبه مجلس‬ ‫يقوم‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫وحده‬ ‫لا ينفرد به السلطان‬

‫فى سياحته فى‬ ‫ما شاهده‬ ‫نحو‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫فقط‬ ‫التنفيذ‬ ‫سلطة‬ ‫للحكومة‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫وحده‬ ‫الثريع‬

‫الثئبان ‪ ،‬وأخذوا‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫حوله‬ ‫التص‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمة‬ ‫بين‬ ‫الدعوة‬ ‫بهذه‬ ‫فقام ينادى‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬

‫الى هذه الغاية‪.‬‬ ‫للوصول‬ ‫يعملون‬

‫السلطان عبد العزيز ‪ ،‬فرأى أن هذه الطريقة فى الحكم تحذُ من‬ ‫هذا فى عهد‬ ‫وكان‬

‫‪،‬‬ ‫إلى أسوأ‬ ‫سىء‬ ‫تستقل من‬ ‫حالة الدولة كانت‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫أنصارها‬ ‫‪ ،‬فقاومها واضطهد‬ ‫سلطته‬

‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫الداخلية والخارجية إلى دعوة‬ ‫الحوادث‬ ‫العزيز بضغط‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫فاضطر‬

‫بها‪،‬‬ ‫فى الدولة لينهض‬ ‫شامل‬ ‫مدنى‬ ‫وررائه ‪ ،‬فقبل دعوته وقام ب!صلاح‬ ‫باشا ليكون رئيس‬

‫الدول الأجنبية فيها بحجة‬ ‫‪ ،‬ويمنع تدخل‬ ‫اديانهم وأجناسهم‬ ‫اختلات‬ ‫على‬ ‫أبنائها‬ ‫بين‬ ‫وشؤى‬

‫المسيدِ!‪.‬‬ ‫انصاف‬

‫باشا ‪ ،‬لأنه حذ‬ ‫مدحت‬ ‫بسياسة أحمد‬ ‫أن ضاق‬ ‫الملطان عبد العزيز لم يلبث‬ ‫ولكن‬

‫‪riv‬‬
‫؟ تم‬ ‫يوما‬ ‫وسبعين‬ ‫خمسة‬ ‫الورارة بعد‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فعزله‬ ‫شهواته‬ ‫ينفقها فى‬ ‫الأموالط التى كان‬ ‫من‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫باشا وأنصاره‬ ‫مدحت‬ ‫العزيز وأحمد‬ ‫عبد‬ ‫بعد هذا بين السلطان‬ ‫الحوادث‬ ‫تتابعت‬

‫‪ ،‬ثم توليته السلطان‬ ‫مراد الخاسى‬ ‫العزيز وتولية السلطان‬ ‫عبد‬ ‫بعزل السلطان‬ ‫انتهت‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫الكلام‬ ‫من‬ ‫فِى موضعه‬ ‫ما سبق‬ ‫نحو‬ ‫الثانى ‪ ،‬على‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬

‫بتنفيذ الحكم‬ ‫ليقوم‬ ‫‪،‬‬ ‫لوزرائه‬ ‫رئيسا‬ ‫باشا‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫فعين‬

‫‪ ،‬دانما أراد أن‬ ‫كما شق‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫مخلصا‬ ‫لم يكن‬ ‫يطلبه ‪ ،‬ولكه‬ ‫الذى كان‬ ‫الدستورى‬

‫سيقوم‬ ‫الذى‬ ‫الدستورى‬ ‫الحكم‬ ‫باشا ‪ ،‬ومن‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫من‬ ‫للتخلص‬ ‫الفرص‬ ‫يتحين‬

‫‪.‬‬ ‫بتنفيذه‬

‫ما‬ ‫مراعاة‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫النظام الأوربى‬ ‫عن‬ ‫نظام ‪.‬هذا الحكم‬ ‫باشا أن يأخذ‬ ‫مدحت‬ ‫فأراد أحمد‬

‫فى‬ ‫يوجد‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتدريج‬ ‫الاصلاح‬ ‫ليسير‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫وبلاد‬ ‫بين بلاد الدولة‬ ‫فروق‬ ‫من‬ ‫يوجد‬

‫على‬ ‫ما يقضى‬ ‫فى هذا الإصلاح‬ ‫ترى‬ ‫كانت‬ ‫دولة روشا‬ ‫العقبات ‪ ،‬ولكن‬ ‫من‬ ‫طريقه شىء‬

‫بلغاريا والصرب‬ ‫فى‬ ‫سئما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫كثيرة‬ ‫داخلية‬ ‫فيها ثررات‬ ‫‪ ،‬فأثارت‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫مطامعها‬

‫للسلطان‬ ‫الفرصة‬ ‫هذا‬ ‫أتاح‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المسيحية‬ ‫فيها العناصر‬ ‫البلاد التى تكثر‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬

‫قد‬ ‫بلاد الدولة ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫باشا ونفيه من‬ ‫مدحت‬ ‫أمره بعزل أحمد‬ ‫عبد الحميد ‪ ،‬فأصدر‬

‫‪.‬‬ ‫توليه الورارة‬ ‫على‬ ‫إلا شهران‬ ‫مضى‬

‫‪،‬فقذَم له‬ ‫الإصلاح‬ ‫أعداء‬ ‫البلاد من‬ ‫فى‬ ‫نث!ر جواسيسه‬ ‫قد‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫وكان‬

‫المقاهى ‪ :‬إن أحمد‬ ‫أحد‬ ‫فى‬ ‫لصاحبه‬ ‫يقول‬ ‫ضابطا‬ ‫فيه أنه سمع‬ ‫رعم‬ ‫تقريرًا‬ ‫حاشيته‬ ‫بعض‬

‫‪ ،‬فتذرع السلطان عبد الحميد بهذا وأمثاله الى عزل‬ ‫جمهورية‬ ‫رئيس‬ ‫باشا سيكون‬ ‫مدحت‬

‫حضره‬ ‫جاءه الكتاب بعزله ‪ :‬إن بلادى التعسة كمريض‬ ‫باشا ‪ ،‬وقد قال حين‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬

‫عل! حياته‪.‬‬ ‫فسقاه سم! قضى‬ ‫له‬ ‫وعالجوه حتى يبل من مرضه فاندس عدو‬ ‫الأطباء‬ ‫نطس‬

‫إلى‬ ‫لأمر السلطان عبد الحميد ‪ ،‬فذهب‬ ‫باشا الا أن يذعن‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫ولم يجد‬

‫كان‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫النفى‬ ‫ذلك‬ ‫ما نال من‬ ‫على‬ ‫ينسها‬ ‫لم‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاده‬ ‫فيها بعيدا عن‬ ‫أوربا يعيش‬

‫عليها‬ ‫يؤلب‬ ‫فيه ‪ ،‬وقد حاربتها روسيا فجعل‬ ‫حل‬ ‫موضع‬ ‫يهمه أمرها ‪ ،‬ويدافع عنها فى كل‬

‫الدولة‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫إذا انهزمت‬ ‫الضرر‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫أوربا ‪ ،‬ويبين لها ما يعود‬ ‫دول‬

‫له ان يقيم مع اسرته فى‬ ‫عنه ‪ ،‬فسمح‬ ‫السلطان عبد الحيد‬ ‫وكان هذا سببا فى رضا‬

‫ما‬ ‫فيهما على‬ ‫‪ ،‬فسار‬ ‫أرمير‬ ‫‪ ،‬ثم عينه واليا على‬ ‫سوريا‬ ‫إلى أن عينه واليا على‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫كريد‬ ‫جزيرة‬

‫ما يعود بالمصلحة‬ ‫فى كل‬ ‫فى الولاية ‪ ،‬وشعى‬ ‫بالشورى‬ ‫‪ ،‬يحكم‬ ‫قبل‬ ‫كان يسير غليه من‬

‫ملذاته‬ ‫فى‬ ‫ينفقه‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫النافعة‬ ‫الوجوه‬ ‫فى‬ ‫الأموال‬ ‫من‬ ‫ما يجبيه‬ ‫وينفق‬ ‫‪،‬‬ ‫أهلها‬ ‫على‬

‫وشهواته‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫يوغرون‬ ‫‪ ،‬فأخذوا‬ ‫الدولة وخارجها‬ ‫داخل‬ ‫فى‬ ‫أعداء الإصلاح‬ ‫هذا أغضب‬ ‫ولكن‬

‫عزل‬ ‫على‬ ‫عزله كما عمل‬ ‫على‬ ‫بأنه سيعمل‬ ‫عبد الحميد عليه ‪ ،‬ويوهمونه‬ ‫السلطان‬ ‫صدر‬

‫قتل‬ ‫المرة بتهمة‬ ‫هذه‬ ‫يأخذه‬ ‫أن‬ ‫وأراد‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫لوشايتهم‬ ‫سمع‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬

‫أن ال!لطان‬ ‫‪ ،‬والمعروف‬ ‫سنين‬ ‫هذا خص!‬ ‫على‬ ‫عبد العزيز ‪ ،‬مع أنه مضى‬ ‫السلطان‬

‫عبد العزيز هو الذى انتحر كما سبق‪.‬‬

‫عليه‬ ‫صوربتم حكم‬ ‫فيها محاكمة‬ ‫باشا إلى إستانبول ‪،‬وحوكم‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫فدعى‬

‫إلى أن أرادوا‬ ‫‪،‬فاقام فيها سجينا‬ ‫الطائف‬ ‫نجفيه إلى‬ ‫الحكم‬ ‫بالقتل ‪ ،‬ثم خفف‬ ‫فيها‬

‫سنة‬ ‫فىْ سجنه‬ ‫‪ ،‬فخنقوه‬ ‫ويقيم ثورة أو يدبر مؤامرة‬ ‫السجن‬ ‫‪،‬لئلا يفر من‬ ‫منه‬ ‫التخلص‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪1883‬‬ ‫هـت‬ ‫‪013 1‬‬

‫فيما يدعو‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫المدنى‬ ‫إلا بالإصلاح‬ ‫باشا لم يهتم‬ ‫مدحت‬ ‫أن أحمد‬ ‫يظهر‬ ‫وبهذا‬

‫فى‬ ‫بأنه جعل‬ ‫يمتاز عليهما‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫خان‬ ‫باشا منه بأحمد‬ ‫على‬ ‫بمحمد‬ ‫أشبه‬ ‫الإصلاح‬ ‫إليه من‬

‫كما‬ ‫الإصلاح‬ ‫بهذا‬ ‫باشا‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫يقم‬ ‫؟ ولم‬ ‫الحكم‬ ‫طريقة‬ ‫إليه إصلاح‬ ‫ما يدعو‬ ‫مقدمة‬

‫الهند يطلبون‬ ‫كانوا فى‬ ‫به لأنهم‬ ‫خان‬ ‫أحمد‬ ‫يقم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫سبق‬

‫أو غيره بطلب‬ ‫خان‬ ‫المقبول فيه ان يقوم أحمد‬ ‫من‬ ‫؟ فلم يكن‬ ‫الإنكليز‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫التخلص‬

‫الأجنبى‪.‬‬ ‫حكم‬ ‫ببقاء‬ ‫الوطنية الرضا‬ ‫!ن‬ ‫الرضا ببقائه ؟ وليس‬ ‫؟ لأن هذا يصمن‬ ‫إصلاحه‬

‫***‬

‫‪936‬‬
‫)‬ ‫الاصلام‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫( ‪- 24‬‬
‫نى‬ ‫فغا‬ ‫لأ‬ ‫ا‬ ‫جما ا!لد‬

‫من‬ ‫أباد‬ ‫الأفغانى ‪ ،‬وُلد بأسعد‬ ‫الحسَيْنى‬ ‫الدين بن السيد صفتر‬ ‫جمال‬ ‫هو السيد محمد‬

‫فى‬ ‫م ‪ ،‬وانتقل والده إلَى كابل وهو‬ ‫هـ = ‪1838‬‬ ‫‪1254‬‬ ‫سنة‬ ‫كابل قاعدة أفغانستان‬ ‫أعمال‬

‫العربية‬ ‫أساتذتها علوم‬ ‫على‬ ‫القديمة ‪ ،‬وأخذ‬ ‫مدارسها‬ ‫ببعض‬ ‫‪ ،‬فالتحق‬ ‫عمره‬ ‫الثامنة من‬

‫هذه‬ ‫دراسة‬ ‫أتتمَ‬ ‫ولما‬ ‫‪،‬‬ ‫أنواعها‬ ‫اختلاف‬ ‫على‬ ‫الدينية والفلسفية‬ ‫والعلوم‬ ‫والإنشاء‬ ‫والتاريخ‬

‫‪ ،‬وتحلم‬ ‫الحديثة‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫فيها بعضا‬ ‫‪ ،‬فدرس‬ ‫الهد‬ ‫إلى‬ ‫القديمة رحل‬ ‫الطريقة‬ ‫على‬ ‫العلوم‬

‫القديمة والحديثة‪.‬‬ ‫الثقافة‬ ‫بهذا بين‬ ‫اللغة الإنكليزيهَ ‪ ،‬فجمع‬

‫ويدرس‬ ‫‪،‬‬ ‫الحبئ‬ ‫فريضة‬ ‫ليؤدى‬ ‫‪،‬‬ ‫العرب‬ ‫بلاد‬ ‫فى‬ ‫طويلة‬ ‫بسياحة‬ ‫يقوم‬ ‫أراد أن‬ ‫ثم‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫يريد‬ ‫الإنكليز لها ‪ ،‬وكان‬ ‫استعمار‬ ‫بالهند من‬ ‫ما حَل‬ ‫أن رأى‬ ‫فيها ‪ ،‬بعد‬ ‫المسلمين‬ ‫أحوال‬

‫إلى‬ ‫وينبههم‬ ‫‪،‬‬ ‫غفلتهَم‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫ليوقظ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الجامعة‬ ‫فكرة‬ ‫إلى‬ ‫الحج‬ ‫فى‬ ‫يدعو‬

‫بهم‪.‬‬ ‫المحدق‬ ‫الخطر‬

‫من‬ ‫م ‪ ،‬فأخذ ينشر هذه الفكرة بين الحجاج‬ ‫‪1857‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1V‬‬ ‫"‪12‬‬ ‫مكة سنة‬ ‫وقد وصل‬

‫من‬ ‫أعضاؤها‬ ‫وكان‬ ‫أم القُرَى ‪،‬‬ ‫جمعية‬ ‫سَمَّاها‬ ‫فيها جمعية‬ ‫أنشأ‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأقطار‬ ‫ختلف‬

‫‪.‬‬ ‫أم القرى‬ ‫مجلة‬ ‫سماها‬ ‫‪ ،‬ثم أنشأ لها مجلة‬ ‫الإسلامية‬ ‫الأقطار‬ ‫جميع‬

‫بالأمير‬ ‫بعده‬ ‫‪ ،‬ثنم اتصل‬ ‫خان‬ ‫محمد‬ ‫بأميرها دوست‬ ‫‪ ،‬واتصل‬ ‫أفغانستان‬ ‫إلى‬ ‫عاد‬ ‫ثم‬

‫د‬ ‫ر‬ ‫على‬ ‫تقوى‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫ببلاد أفغانستان‬ ‫لينهض‬ ‫‪،‬‬ ‫وزرائه‬ ‫رثيس‬ ‫فجعله‬ ‫‪،‬‬ ‫أعظم‬ ‫محمد‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫أفغانستان‬ ‫إثارة الفتن فى‬ ‫الإنكليز على‬ ‫‪ ،‬فعمل‬ ‫الإنكليز وغيرهم‬ ‫فيها من‬ ‫الطامعين‬

‫‪037‬‬
‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫فأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫أمير اَخر يرضون‬ ‫وتولية‬ ‫‪،‬‬ ‫أعظم‬ ‫الأمير محمد‬ ‫عزل‬ ‫تمكنوا من‬

‫الذين يتآمرون عليه‪،‬‬ ‫المستبدين‬ ‫والأمراء‬ ‫الإنكليز‬ ‫الأفغانى على‬ ‫إثارة الشعب‬ ‫على‬ ‫يعمل‬

‫نفوذ الإنكليز فى بلادهم‪.‬‬ ‫والحرية ‪ ،‬ليقضوا على‬ ‫الوطن‬ ‫فيهم حب‬ ‫ويبثُ‬

‫الأوربمِن الطامعين‬ ‫من‬ ‫الانكليز وغيرهم‬ ‫ثم أراد أن يجعلها ثورة إسلامية عامة على‬

‫‪ ،‬وثقافة‬ ‫قوى‬ ‫‪ ،‬وقلب‬ ‫لسانْفصيح‬ ‫من‬ ‫الثورة بما منحه‬ ‫الله أعذَه لهذه‬ ‫‪ ،‬وكأن‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬

‫والاجتماعى‬ ‫والعلمى‬ ‫والسياسى‬ ‫الدينى‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫الهند وأخذ‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فرحل‬ ‫واسعة‬

‫وسكناته‪،‬‬ ‫حركاته‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫بجواسيسهم‬ ‫به ‪ ،‬وأحاطوه‬ ‫الإنكليز‬ ‫ضاق‬ ‫بين أهلها ‪ ،‬حتى‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪0187‬‬ ‫سنة ‪ '11 1n‬هـ‪-‬‬ ‫من الهند إلى مصر‬ ‫أن يرحل‬ ‫ْواضطروه‬

‫القاهرة فأقام يها أربعين يومَا ‪ ،‬كان يتردد‬ ‫فى هذه السنة قصذ‬ ‫إلى مصر‬ ‫فلما وصل‬

‫أشهر‬ ‫عبده من‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أساتذته وطلابه‬ ‫ببعض‬ ‫الأزهر ‪ ،‬ويتصل‬ ‫فيها على‬

‫يأخذه‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫العلم الأزهرى‬ ‫على‬ ‫ما يمتاز به علمه‬ ‫أدرك‬ ‫به ‪ ،‬وقد‬ ‫اتصلوا‬ ‫الذين‬ ‫الطلاب‬

‫شيوخه‪.‬‬ ‫على‬

‫عبد‬ ‫السل!ن‬ ‫فى القاهرة إلى إستانبول بدعوة من‬ ‫التى قضاها‬ ‫المدة‬ ‫بعد هذه‬ ‫ثم رحل‬

‫تنهض!‬ ‫فيه ب!صلاحات‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫المعارف‬ ‫مجلس‬ ‫فى‬ ‫عضوا‬ ‫بتيينه‬ ‫إليه وأمر‬ ‫نجقرئه‬ ‫‪،‬‬ ‫العزيز‬

‫الدين‪،‬‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫الجامدين‬ ‫عليه‬ ‫أثار هذا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫غفلتهم‬ ‫من‬ ‫وتنئه المسلمين‬ ‫‪،‬‬ ‫بالدولة‬

‫!بهثلها‪،‬‬ ‫ثورتهم‬ ‫‪ ،‬فقابل‬ ‫وشدة‬ ‫حدة‬ ‫طبعه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫عقيدته‬ ‫فى‬ ‫ويطعنون‬ ‫فقاموا يناهضونه‬

‫عميدته بالباطل ‪ ،‬وأصرَّ‬ ‫فى‬ ‫لأنه طعن‬ ‫أفندى‬ ‫فهمى‬ ‫الإسلام حسن‬ ‫شيخ‬ ‫محاكمة‬ ‫وطلب‬

‫بينه‬ ‫الفتنة‬ ‫والترفق ‪--،‬حتى اشتدت‬ ‫بالهدوء‬ ‫لمن نصحوه‬ ‫هذه المحاكمة ‪ ،‬ولم يسمع‬ ‫طلب‬ ‫على‬

‫إلا بأمره‬ ‫إلى!تهدئتها‬ ‫‪.‬‬ ‫أنه لا سبيل‬ ‫الحكومة‬ ‫ورأت‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫الثائرين عليه‬ ‫وبين‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬ا‪-‬‬ ‫م‪-‬إر‪+.-+‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الإ‬ ‫لأ هـ‪-‬‬ ‫‪288‬‬ ‫سنة‬ ‫مصر‬ ‫عنها إلى‬ ‫‪ ،‬فرحل‬ ‫إستانبول‬ ‫عن‬ ‫بالرحيل‬

‫‪ ،‬ومكَنا له‬ ‫مصرء‬ ‫وصلدإلى‬ ‫باشلاحين‬ ‫رعاض‬ ‫ووزنره‬ ‫إسماعيل‬ ‫به الخديوى‬ ‫فاحتفل‬

‫رأسهم‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫الدعوة‬ ‫هذه‬ ‫أنصار‬ ‫‪-‬به ككير!يمن‬ ‫‪+،‬بفاضل‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫القيام بدعوتهْ‬ ‫من‬

‫الدين‬ ‫هـاسفأخذ !مال‬ ‫‪-‬ص‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫نيأ قدق أنجذ !داد‬ ‫ا!ط‬ ‫عبدمه ‪ ْ،‬وكمال!دضؤ‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬

‫تلاميذ"‬ ‫ثوجمكلا ببث‪-‬ش‬ ‫‪،-‬‬ ‫الهند‬ ‫ة‬ ‫جمط"وقعت‬ ‫كئ أ!ي!م‬ ‫لخلا!صز‬ ‫مغاؤمته‪.-‬كأ‬ ‫على‬ ‫يعمل‬

‫إلئ‬ ‫الا!ثحبدي!ئ‪-‬الذِي أدى‬ ‫‪،‬سالجكم‬ ‫"‪،‬ص‬ ‫اويوليفم‬ ‫‪:4‬إ‬ ‫‪:‬الو!ماعلىطزله‬ ‫وأصدماله‪ /‬حمب‬

‫جمان منِعإجمرانم‬ ‫جما‬ ‫"هـهِنا‬ ‫‪ ،‬ولا يهمه !‬ ‫بلادهم‬ ‫نما!وفى الإ!الم!‪-‬على‬ ‫ضْغمْهغ سْلم‪*-‬و"طغ!إ‬

‫‪-‬يرلى‪-‬ءي!بنئ‬ ‫!لطاصيوبر‪ !.‬ولم‬ ‫ا!لصدل!‬ ‫‪4‬‬ ‫العامة ملى‬ ‫انل!ة‬ ‫!كر‬ ‫لهيل!ن!*لهفخ‬ ‫ْإشفاع!يك‪-‬لأشت!له‬

‫لةب!إهـتم‬ ‫‪ ِ،‬ليقوم !بالدعو!إلي!‪:‬ا!لاعرلمجثي‪/-‬‬ ‫الرطنى‬ ‫!حصب‬ ‫حمى! بألَض‪-‬لحز‪!،‬خ!‪،‬‬ ‫فىب هنأ‬

‫يئ‬ ‫احلا!ضنثليادي!‬ ‫اطكم‬ ‫ل!غاضىً عى !عفإ!ئرب‬ ‫ألمجممايحال!‪-‬بالثب!‬ ‫جانب!؟!زاكاء؟*‬ ‫الأ‬ ‫نفوذ‬

‫‪ 2‬لا‪33‬‬
‫فى النهاية‬ ‫الغلبة كانت‬ ‫نفوذه ‪ ،‬ولكن‬ ‫على‬ ‫بعد أن طغى‬ ‫نفوذ الأجانب‬ ‫من‬ ‫ليمكنه التخقُص‬

‫باشا وتولية‬ ‫إسماعيل‬ ‫عزل‬ ‫على‬ ‫حملوه‬ ‫عند السلطان حتى‬ ‫‪ ،‬لأنهم سعوا‬ ‫لهؤلاء الأجانب‬

‫باشا‪.‬‬ ‫ابنه توفيق‬

‫‪ ،‬فنفى منها سنة‬ ‫مصر‬ ‫الدين من‬ ‫أمره بنفى جمال‬ ‫توفيق باشا أن أصدر‬ ‫فلم يلبث‬

‫فيها‬ ‫‪ ،‬ويترك‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫فيها الدعوة‬ ‫أن يث!ت‬ ‫من‬ ‫أن تمكن‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫م‬ ‫‪9187‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪6912‬‬

‫فيه‬ ‫قال‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الثسيخ‬ ‫مناصرتها‬ ‫فى‬ ‫أقواهم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بها بعده‬ ‫يقومون‬ ‫رجالا‬

‫الديار المصرية وما أئفت‬ ‫من‬ ‫‪ ! :‬اننى خرجت‬ ‫مصر‬ ‫من‬ ‫خرج‬ ‫حين‬ ‫لمودِّعيه‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬

‫به لمصر‬ ‫عبده ‪ ،‬وكفى‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الكتب‬ ‫جميع‬ ‫يغنى عن‬ ‫أثرًا‬ ‫لكم‬ ‫تركت‬ ‫كتابا ‪ ،‬ولكنى‬

‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫عالِمًا‬

‫‪ ،‬وآثر فيها الاشتغال‬ ‫سنين‬ ‫‪ ،‬فاقام بها ثلاث‬ ‫الهند‬ ‫إلى‬ ‫مصر‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫ورحل‬

‫وهو‬ ‫‪-‬‬ ‫الدهربين‬ ‫الرد على‬ ‫‪-‬‬ ‫المدة كتاب‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وألف‬ ‫بالسياسة‬ ‫الاشتغال‬ ‫‪ ،‬وترك‬ ‫بالعلم‬

‫للدين‪،‬‬ ‫الحديثة التى توجه‬ ‫الدينية ؟ لأنه عُنى فيه برد المطاعن‬ ‫الكتب‬ ‫تأليف‬ ‫فى‬ ‫نمطٌ حديث‬

‫الثمبه‬ ‫بالرد على‬ ‫العناية‬ ‫الدينية القديمة ‪ ،‬من‬ ‫الكتب‬ ‫لا تتجاوزه‬ ‫كانت‬ ‫الذى‬ ‫النطاق‬ ‫وتَجاوز‬

‫الثبه‬ ‫من‬ ‫اكثر‬ ‫العناية بأمرها‬ ‫تجب‬ ‫التى‬ ‫الحديثة‬ ‫الشبه‬ ‫هـاهمال‬ ‫‪،‬‬ ‫أمرها‬ ‫انتهى‬ ‫القديمة التى‬

‫القديمة‪.‬‬

‫‪ ،‬وأن‬ ‫باشا‬ ‫توفيق‬ ‫على‬ ‫مصر‬ ‫قام بثورة فى‬ ‫عُرابى باشا‬ ‫أن أحمد‬ ‫الدين‬ ‫بلغ جمال‬ ‫ثم‬

‫مصر‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فاراد أن يشغلهم‬ ‫مصر‬ ‫الإنكليز يريدون استغلال هذه الثورة فى الاستيلاء على‬

‫منها‪،‬‬ ‫رحل‬ ‫عليه حتى‬ ‫فضيقوا‬ ‫بمقصده‬ ‫الإنكليز علموا‬ ‫الهند ‪ ،‬ولكن‬ ‫بثورة يقوم بها فى‬

‫‪.‬‬ ‫بيروت‬ ‫إلى‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬ونفوا الشيخ‬ ‫الثورة المصرية‬ ‫على‬ ‫التغلب‬ ‫قد تمكنوا من‬ ‫وكانوا‬

‫منفاه‬ ‫من‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫إليه الشيخ‬ ‫‪ ،‬ودعا‬ ‫بارير‬ ‫وأقام فى‬ ‫فرنسا‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫فقصد‬

‫من‬ ‫فى باري!‬ ‫م ‪ ،‬وقاما ب!نشاء جمعية‬ ‫‪1884‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪2013‬‬ ‫سنة‬ ‫إليه‬ ‫‪ ،‬فذهب‬ ‫فى بيروت‬

‫‪ -‬مجلة‬ ‫سمياها‬ ‫العروة الوثقى ‪ -‬وأنثاَ مجلة‬ ‫‪ -‬جمعية‬ ‫الأقطار المختلفة وسمياها‬ ‫مسلمى‬

‫الثورة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتحرضهم‬ ‫فى دينهم ودنياهم‬ ‫إلى النهوض‬ ‫المسلمين‬ ‫العروة الوثقى ‪ -‬لتدعو‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫استعمارها‬ ‫فى‬ ‫نصيب‬ ‫فاروا بثبر‬ ‫الانكليز الذين‬ ‫‪ ،‬ولا سيما‬ ‫لبلادهم‬ ‫المستعمرين‬ ‫على‬

‫ويمكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بلادهم‬ ‫أحرارَا فى‬ ‫ليكونوا‬ ‫‪،‬‬ ‫ملوكهم‬ ‫من‬ ‫المستبذين‬ ‫الثورة على‬ ‫على‬ ‫تحرضهم‬

‫المستبذُون على‬ ‫المسلمين‬ ‫وملوك‬ ‫المستعمرون‬ ‫تألب‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أيديهم‬ ‫منها فى‬ ‫بما بقى‬ ‫النهوض‬

‫عشرة‬ ‫ظهور‬ ‫بعد‬ ‫عليها‬ ‫قضوا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫قراءتها‬ ‫من‬ ‫المسلمين‬ ‫تمكين‬ ‫دون‬ ‫‪ ،‬وحالوا‬ ‫المجلة‬ ‫هذه‬

‫بلاد‬ ‫فى‬ ‫الدين يتقل‬ ‫جمال‬ ‫‪ ،‬وبقى‬ ‫عبده الى بيروت‬ ‫محمد‬ ‫أجزاء منها ‪ ،‬فعاد الشيخ‬

‫ومجلتها‪.‬‬ ‫الوثقى‬ ‫العروة‬ ‫به جمعية‬ ‫تقوم‬ ‫كانت‬ ‫بالجهاد الذى‬ ‫أوربا ‪ ،‬ليقوم وحده‬

‫‪rvi‬‬
‫‪ ،‬فسافر‬ ‫الدين شاه‬ ‫ناصر‬ ‫فارس‬ ‫الدين فى أوربا إلى أن دعاه سلطان‬ ‫جمال‬ ‫ومكث‬

‫وزيرا‬ ‫وعينه‬ ‫وتجرثه إليه ‪،‬‬ ‫شاه‬ ‫الدين‬ ‫ناصر‬ ‫أكرمه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1886‬‬ ‫=‬ ‫مى‬ ‫`‪11‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫إليه سنة‬

‫حتى‬ ‫فارس‬ ‫فى‬ ‫الإصلاحية‬ ‫‪ ،‬فقام بدعوته‬ ‫لوزرائه‬ ‫رئيسا‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫أن يجعله‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫للحربية‬

‫الدين‬ ‫منه ناصر‬ ‫! فخاف‬ ‫أبنائها‬ ‫!‬ ‫المثقفين‬ ‫نفوس‬ ‫على‬ ‫سلطانه‬ ‫‪ ،‬وقوف‬ ‫فيها‬ ‫أنصاره‬ ‫كأ‬

‫ما‬ ‫يناهضون‬ ‫‪ ،‬وأخذوا‬ ‫سلطانهم‬ ‫العلماء على‬ ‫ص!‬ ‫منه الجامدون‬ ‫‪ ،‬وخشى‬ ‫سلطانه‬ ‫على‬ ‫شاه‬

‫؟!‬ ‫‪.‬‬ ‫إليه‬ ‫يدعو‬

‫‪ ،‬فساح‬ ‫روسيها‬ ‫إلى‬ ‫رحلة‬ ‫له فى‬ ‫أن يأذن‬ ‫شاه‬ ‫الد‪-‬ت‬ ‫ناصر‬ ‫صت‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫فاشاذر‬

‫أيضًا‪،‬‬ ‫إلى"فرنسا‬ ‫رحل‬ ‫قد‬ ‫شاه‬ ‫الدين‬ ‫ناصر‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فرنا‬ ‫انتئل منها إلى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫فيها‬ ‫مدة‬

‫وزرالْه‪،‬‬ ‫رئيس‬ ‫أن يجعنه‬ ‫علئ‬ ‫فارس‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫أن يعود‬ ‫فيها ‪ ،‬وألغَ عليه‬ ‫الدين‬ ‫فلاقى جمال‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫شاه‬ ‫الدين‬ ‫ناصر‬ ‫على‬ ‫عرض‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫الإصلاحية‬ ‫دعوته‬ ‫إلى‬ ‫إليها ‪ ،‬وعاد‬ ‫معه‬ ‫فرجع‬

‫علماء‬ ‫من‬ ‫أوربا ‪ ،‬فقاومه أعداء الإصلاح‬ ‫نظام حكومات‬ ‫على‬ ‫دستورية‬ ‫‪-‬مموشه‬ ‫يجعل‬

‫‪.‬‬ ‫فارس‬ ‫من‬ ‫نافاه‬ ‫حتي‬ ‫شاه‬ ‫الدين‬ ‫ناص‬ ‫بينه وبين‬ ‫الإفساد‬ ‫على‬ ‫ط وعملوا‬ ‫وهـ!هم‬ ‫الدين‬

‫إنجلترا فأقام بها ‪ ،‬وألأ‬ ‫قصد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫فارس‬ ‫نف!ه من‬ ‫بعد‬ ‫ال! اث‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫فغصصد‬

‫فيها على‬ ‫‪ ،‬وحمل‬ ‫الوثقى‬ ‫العروة‬ ‫مجلة‬ ‫فيها منهج‬ ‫ونهج‬ ‫‪-‬‬ ‫الخافقين‬ ‫ضياء‬ ‫‪-‬‬ ‫سماها‬ ‫مجلة‬

‫أثرها فى‬ ‫الحملة‬ ‫لهذه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أبناء فارس‬ ‫من‬ ‫الأحرار‬ ‫عليه‬ ‫يؤلب‬ ‫‪ ,‬واْخذ‬ ‫شاه‬ ‫ابدين‬ ‫ناصر‬

‫منهم‪.‬‬ ‫قتله بيد واحد‬

‫م ) إلى‬ ‫‪2918‬‬ ‫مص =‬ ‫‪0131‬‬ ‫(‬ ‫سنة‬ ‫هذا‬ ‫الحميد بعد‬ ‫عبد‬ ‫ثم دعاه السلفان‬

‫إلا أن يراقب‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫يقصد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫دولته‬ ‫شؤون‬ ‫فى‬ ‫يستشره‬ ‫منه وجعل‬ ‫‪ ،‬فقرته‬ ‫إستانبول‬

‫بجواسيسه‬ ‫‪ ،‬إذ يحيطه‬ ‫سجن‬ ‫فى‬ ‫وكأنه‬ ‫جواره‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فيعي!ق‬ ‫منه‬ ‫قريب‬ ‫وهو‬ ‫وسكناته‬ ‫حركاته‬

‫حتى‬ ‫الحال‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫فمكث‬ ‫‪،‬‬ ‫آخر‬ ‫بلد‬ ‫إلى‬ ‫يفارقه‬ ‫يمكنه أن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫وروحاته‬ ‫غدواته‬ ‫فى‬

‫م ‪.‬‬ ‫مص = ‪6918‬‬ ‫توفى سنة ‪1314‬‬

‫هذا‬ ‫مجددى‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫غيره‬ ‫عن‬ ‫الإصلاح‬ ‫إليه !ت‬ ‫فيما دعا‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫ويمتاز جمال‬

‫الدنيا والدين‪،‬‬ ‫فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫عامة " لأنه كان‬ ‫إصلاحية‬ ‫بدعوة‬ ‫يقوم‬ ‫بأنه كان‬ ‫القرن‬

‫المستعمرين‬ ‫من‬ ‫حكامهم‬ ‫‪ ،‬وينادىَ فيه بالثورة ‪:‬على‬ ‫الأقطار‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫المسلميز‬ ‫به جميع‬ ‫ويقصد‬

‫تستعمل‬ ‫التى‬ ‫الثورة‬ ‫يقصد‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫الجامدين‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫المستبدين‬ ‫والملوك‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة‬ ‫اشتعمال‬ ‫إلى‬ ‫اْدبمعو‬ ‫لا‬ ‫التى‬ ‫الكلامية‬ ‫بالثورة‬ ‫يكتغمى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫والجهر‬ ‫السر‬ ‫فى‬ ‫الضوة‬

‫والذولة العثمانية التركية ‪ ،‬ولكن‬ ‫وفارس‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫طلاب‬ ‫هذا بعض‬ ‫تأثر به فى‬

‫فيها‪،‬‬ ‫كانوا ينتهزون قيام ثوراتهب!يجقميرا أطماعهم‬ ‫الاجانب‬ ‫هذه البلاد من‬ ‫الطامعين فى‬

‫‪ ،‬وهو‬ ‫الأجانب‬ ‫أولك‬ ‫إلى الوقوع فى طكم‬ ‫‪ ،‬بل توصل‬ ‫ئوراتهم إلى الإصلاح‬ ‫فلا توصل‬

‫بالسلمْ‬ ‫الأسلم الدعوة إلى الإصلاح‬ ‫الوطنى المستبد ‪ ،‬ولهذا يكون‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫أقسى‬

‫*‬ ‫!‬ ‫*‬

‫‪373‬‬
‫ميرزا جملى محمد‬

‫بن‬ ‫إلى على‬ ‫البزاز ‪ ،‬ينتهى بنسبه‬ ‫بن ميرزا رضا‬ ‫محمد‬ ‫الباب ميرزا على‬ ‫هو‬

‫أبوء قبل‬ ‫‪ ،‬ومات‬ ‫شيراز‬ ‫مدينة‬ ‫م ) فى‬ ‫‪9181‬‬ ‫هـ=‬ ‫( ‪1235‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬ولْد ولد‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬

‫الفارسية‬ ‫فتعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتجارة‬ ‫يث!تغل‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫على‬ ‫سيد‬ ‫ميرزا‬ ‫بتربيته خاله‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫فطامه‬

‫بلغ العشرين‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫تجاشة خاله‬ ‫فى‬ ‫اشغل‬ ‫الحلم‬ ‫؟ ولما بلغ‬ ‫الخط‬ ‫ب!جادة‬ ‫‪ ،‬واشتهر‬ ‫والعربية‬

‫سنة‪.‬‬

‫الاقة‪،‬‬ ‫الصوفية‬ ‫بالرياضات‬ ‫نفسه‬ ‫ويأخذ‬ ‫بالعبادة ‪،‬‬ ‫الاشتغال‬ ‫يكثر‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫وكان‬

‫الظهر إلى العصر‪،‬‬ ‫الرأس صت‬ ‫عارف‬ ‫فى الثص!‬ ‫منزله ويمكث‬ ‫إلى سطح‬ ‫كان يصعد‬ ‫حتى‬

‫وانحطت‬ ‫ضعف‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫عصبية‬ ‫نوبات‬ ‫ذلك‬ ‫تعتريه من‬ ‫الأوراد ‪ ،‬فكانت‬ ‫يزمزء ويتو‬ ‫وهو‬

‫اشد‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بالرفق‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫وي!نهاه‬ ‫الثماقة‬ ‫الأمور‬ ‫بأن يتركْهذه‬ ‫ينصحه‬ ‫خاله‬ ‫‪ ،‬فأخف‬ ‫قواه‬

‫النجف‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فأرسله‬ ‫أيضا‬ ‫بالدة‬ ‫عنها‬ ‫يقلع‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫اْبى أن يتركها‬ ‫حين‬ ‫مها‬ ‫ومنعه‬ ‫زجره‬ ‫فى‬

‫فارص‬ ‫‪ ،‬وأهل‬ ‫وابنه الحسين‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫فيها مشهد‬ ‫؟ لأن‬ ‫لعله ينال الشفاء‬ ‫وكربلاء‬

‫السنة‪.‬‬ ‫لأهل‬ ‫الأزهر‬ ‫كبير كالجامع‬ ‫دينى‬ ‫معهد‬ ‫بالنجف‬ ‫الإمامية ‪ ،‬ولهم‬ ‫الشيعة‬ ‫من‬

‫الاشتغال بالعبادة‬ ‫فيما كان فيه من‬ ‫إلى كربلاء مضى‬ ‫محمد‬ ‫ميرزا على‬ ‫فلما وصل‬

‫فى‬ ‫الدروس‬ ‫بعض‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬فتلقى‬ ‫الرشتى‬ ‫كاظم‬ ‫بالسيد‬ ‫‪ ،‬واتصل‬ ‫الشاقة‬ ‫الصوفية‬ ‫والرياضات‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬ليقكفوا‬ ‫أن يتوجهوا إلى النجف‬ ‫على‬ ‫أصحابه‬ ‫وغيره ‪ ،‬ثم اتفق هو وبعض‬ ‫التصوف‬

‫‪،‬‬ ‫كربلاء‬ ‫إلى‬ ‫عادوا‬ ‫الرياضة‬ ‫الأربعينية ‪ ،‬فلما قاموا بهذه‬ ‫الرياضة‬ ‫عندهم‬ ‫يممى‬ ‫بما‬ ‫مسجدها‬

‫فى حالة‬ ‫وهو‬ ‫‪ ،‬ولكنه كان يحضرها‬ ‫الرشتى‬ ‫السيد كاظم‬ ‫إلى دروس‬ ‫محمد‬ ‫وعاد ميرزا على‬

‫‪،‬‬ ‫الدروس‬ ‫فى تلك‬ ‫الصوفية أثارت عليه أصحابه‬ ‫عبارات‬ ‫‪ ،‬وكان ينطق بعبارات من‬ ‫ذهول‬

‫يثشغل‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫الدرس‬ ‫بيته عن‬ ‫‪ ،‬فانقطع فى‬ ‫دروسهم‬ ‫ويبعدونه عن‬ ‫يهجرونه‬ ‫وجعلتهم‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫وأشباههم‬ ‫الناس‬ ‫عامة‬ ‫من‬ ‫إليه كثير‬ ‫مال‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والتقشف‬ ‫الزهد‬ ‫بالعبادة ‪ ،‬ويظهر‬

‫من‬ ‫البيوت‬ ‫‪ " :‬فادخلوا‬ ‫بقوله‬ ‫له خاطَبه‬ ‫الإخلاص‬ ‫فى‬ ‫غفلةً ومبالغة‬ ‫بعضهم‬ ‫من‬ ‫إذا أنس‬

‫بائها ‪، )1‬‬ ‫وعلى‬ ‫! أنا مدينةُ العلم‬ ‫المشهور‬ ‫الحديث‬ ‫إسماعهم‬ ‫من‬ ‫يكثر‬ ‫أخذ‬ ‫أبوابها " ثم‬

‫الرسالة‬ ‫طريق‬ ‫إلا عن‬ ‫لا يكون‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫أن الوصول‬ ‫نفوسهم‬ ‫بهذا فى‬ ‫ويُدخل‬

‫المراتب احتاج الأمر فيها إلى واسطة‪،‬‬ ‫إلى تلك‬ ‫الوصول‬ ‫الصعب‬ ‫كان من‬ ‫والنبوة ‪ ،‬ولقا‬

‫غير‬ ‫من‬ ‫البيت‬ ‫دخول‬ ‫لا يجوز‬ ‫إليها ‪ ،‬وأنه كما‬ ‫الوصول‬ ‫إلى‬ ‫الواسطة‬ ‫أنه هو‬ ‫يذَعى‬ ‫أخذ‬ ‫ثم‬

‫يبث‬ ‫يزل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫إليه‬ ‫يوصل‬ ‫الذى‬ ‫الباب‬ ‫باب ‪،‬واْنه هو‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫لا يجوز‬ ‫باب‬

‫البابية‪.‬‬ ‫أتباعه باسم‬ ‫‪ ،‬واشتهر‬ ‫الباب‬ ‫نفسه‬ ‫آمنوا بها ‪ ،‬فمى‬ ‫بين اْتباعه حتى‬ ‫الدعوة‬ ‫هذه‬

‫‪374‬‬
‫فسماهم‬ ‫‪،‬‬ ‫رجلا‬ ‫عشر‬ ‫ثمانية‬ ‫يبلغون‬ ‫أمره‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫بأنه الباب‬ ‫آمنوا‬ ‫الذين‬ ‫وكان‬

‫إلى بلاد إيران‬ ‫الأبجدية هذا الرقم ‪ ،‬ثم أرسلهم‬ ‫لأنها تبلغ بحروف‬ ‫‪-‬‬ ‫حى‬ ‫‪-‬‬ ‫بحروف‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫اسمه‬ ‫يكتموا‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمان بدعوته‬ ‫إلى‬ ‫ويدعوهم‬ ‫‪.‬‬ ‫بظهوره‬ ‫الناس‬ ‫ليشروا‬

‫الإسلامية‪-‬‬ ‫الفرائض‬ ‫العدلية فى‬ ‫الرسالة‬ ‫‪-‬‬ ‫سماها‬ ‫رسالة‬ ‫ألف‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ب!ظهاره‬ ‫بأمرهم‬

‫القرآن الكررج!‪،‬‬ ‫من‬ ‫يوسف‬ ‫سورة‬ ‫شرح‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ثم شرع‬ ‫الفرائض‬ ‫تلك‬ ‫نبذ فيها بعض‬

‫سورة أو فصل‪.‬‬ ‫ومائة‬ ‫جعله عشرين‬ ‫فشرحها فى كتاب ضخم‬

‫إلى‬ ‫للسفر‬ ‫يستعد‬ ‫السر أخذ‬ ‫فى‬ ‫بدعوته‬ ‫إلى بلاد إيران ليقوموا‬ ‫ولما وتجَه رسله‬

‫أصحابه‬ ‫‪ ،‬فسافر إلى الحجاز مع بعض‬ ‫مكة‬ ‫من‬ ‫خروجه‬ ‫يكون‬ ‫المنتظر‬ ‫الحجاز ؟ لأن المهدى‬

‫البحر ‪ ،‬ولكن‬ ‫إليه بطريق‬ ‫البصرة ليصل‬ ‫سفينة من‬ ‫م ‪ ،‬وركب‬ ‫‪18‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪3‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪9125‬‬

‫بها وأخذ‬ ‫‪ ،‬فنزل‬ ‫بوشهر‬ ‫مدينة‬ ‫إلى‬ ‫بهم‬ ‫‪ ،‬فجنحت‬ ‫الفارسى‬ ‫الخليج‬ ‫بالسفينة فى‬ ‫النًوء اشتد‬

‫أنه‬ ‫ادعى‬ ‫الذى‬ ‫الكتاب‬ ‫" وهو‬ ‫البيان‬ ‫فيها كتابه أ‬ ‫ألف‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫دعوته‬ ‫ما يلزم لإظهار‬ ‫إعداد‬ ‫فى‬

‫بلاد إيران ليقوموا‬ ‫إلى‬ ‫رسله‬ ‫‪ ،‬واْرسل‬ ‫يها‬ ‫قام بماظهار دعوته‬ ‫الله ‪ ،‬ثم‬ ‫عند‬ ‫من‬ ‫منزَل عليه‬

‫إليها سراً‪.‬‬ ‫أن كانوا يدعون‬ ‫‪،‬بعد‬ ‫إتيها جهرأ‬ ‫بالدعوة‬

‫ادعى‬ ‫القراَن ‪ ،‬وقد‬ ‫لأحكام‬ ‫أنها ناسخة‬ ‫التى ادعى‬ ‫شريعته‬ ‫‪ 9‬البيان " يتضمن‬ ‫وكان‬

‫الساعة‬ ‫من‬ ‫تبتدىء‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫ليلة القيامة‬ ‫إلى‬ ‫ناج‬ ‫القرآن فهو‬ ‫شريعة‬ ‫على‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫فيها أن كل‬

‫هـ=‬ ‫‪0126‬‬ ‫الأولى سنة‬ ‫جمادى‬ ‫اليوم الرابع من‬ ‫غروب‬ ‫من‬ ‫الحادية عشرة‬ ‫الثانية والدقيقة‬

‫القيامة فى‬ ‫يوم‬ ‫المراد من‬ ‫وجعله‬ ‫‪،‬‬ ‫قام فيه بماظهار دعوته‬ ‫الذى‬ ‫الوقتْ‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1844‬‬

‫لا‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فكل‬ ‫قيامه بدعوته‬ ‫هو‬ ‫والنثر‬ ‫والحشر‬ ‫البعث‬ ‫فيه من‬ ‫المقصود‬ ‫جعل‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫القرآن‬

‫أنه‬ ‫‪ ،‬وادعى‬ ‫لقاء الباب‬ ‫لقاء الثه هى‬ ‫الغاية من‬ ‫جعل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الدم‬ ‫مباح‬ ‫كافر‬ ‫بها فهو‬ ‫يؤمن‬

‫محمد‪،‬‬ ‫من‬ ‫فهو أفضل‬ ‫عيسى‬ ‫من‬ ‫أفضل‬ ‫القرآن ‪ ،‬وأنه إذا كِان محمد‬ ‫البرزخ المذكور فى‬

‫كتابه‪،‬‬ ‫ما عدا‬ ‫والكتاب‬ ‫العلوم‬ ‫التعليم فى ‪.‬جميع‬ ‫حرَم‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫كتابه أفضل‬ ‫وأن‬

‫المزارات‬ ‫جميع‬ ‫‪ ،‬وبهدم‬ ‫الفقه ونحوه‬ ‫العلوم الإسلامية من‬ ‫القرآن وكتب‬ ‫وأمر بحرق‬

‫أتباعه‬ ‫إليها ‪ ،‬وأمر‬ ‫الحج‬ ‫ومنع‬ ‫الكعبة‬ ‫أمر بهدم‬ ‫الساباقين ‪ ،‬كما‬ ‫والأوصياء‬ ‫بالأنبياء‬ ‫الخاصة‬

‫إلى‬ ‫حجهم‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫السابقيز‬ ‫عث!ر‬ ‫الثمانية‬ ‫مزارًا له ولا"صحابه‬ ‫عر‬ ‫تسعة‬ ‫أن يبنوا بدل!‬

‫الث!هر تسعة‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫شهرأ‬ ‫عشر‬ ‫تسعة‬ ‫السنة إلى‬ ‫قتَم‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫وُلد فيه بمدينة شيراز‬ ‫بيته الذى‬

‫أيام سماها‬ ‫إليها خمح!ة‬ ‫أضاف‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫وثلثمائة يوم‬ ‫وستين‬ ‫السنة واحذا‬ ‫يومًا ‪ ،‬فتكون‬ ‫عشر‬

‫يبتدىء قبل‬ ‫يوما ‪ ،‬وجعله‬ ‫عشر‬ ‫تسعة‬ ‫للصوم‬ ‫الأيام الكبيسة ‪ ،‬وجعل‬ ‫أيام ‪ -‬هاه ‪ -‬وهى‬

‫يوم عيد النيروز عيد‬ ‫يوما ليجعل‬ ‫إلى برج الحمل بتسعة عثر‬ ‫برج الحوت‬ ‫من‬ ‫انتقال الشمس‬

‫ولعب‬ ‫أيام لهو‬ ‫لتكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الصوم‬ ‫شهر‬ ‫دخول‬ ‫قبل‬ ‫السابقة‬ ‫الأيام الكبيسة‬ ‫و‪-‬جعل‬ ‫‪،‬‬ ‫الفطر‬

‫‪375‬‬
‫عيد‬ ‫لله‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫الصيام الذف يحرمها‬ ‫فى‬ ‫بملذات الدنيا ط قبل الدخول‬ ‫واشتغال‬ ‫وطرب‬

‫‪،‬‬ ‫طا!سَا‬ ‫الفم‬ ‫‪-‬ت‬ ‫الدم‬ ‫نزيف‬ ‫جعلى‬ ‫ثم‬ ‫!‬ ‫قبلى صيامهم‬ ‫المشحيين‬ ‫عند‬ ‫المرافع أو الماخر‬

‫فى‬ ‫التراضى‬ ‫وجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫المجتر‬ ‫وغير‬ ‫المجفس‬ ‫الحيوان‬ ‫جميع‬ ‫البثهائم وأبم‪.‬اء‬ ‫روث‬ ‫وكذلك‬

‫نصابها‪،‬‬ ‫امتك‬ ‫ص‬ ‫ك!‬ ‫عدى‬ ‫الز!ة‬ ‫‪ ،‬وفرضر‬ ‫أحكام‬ ‫بها كى‬ ‫ما يتعلق‬ ‫لكل‬ ‫أساسا‬ ‫المعاملات‬

‫وجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫المضة‬ ‫سن‬ ‫ما يساويه‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫الذهب‬ ‫مثتمال صت‬ ‫وخصمائة‬ ‫أربعود‬ ‫و‬ ‫واحد‬ ‫وهو‬

‫أوائله‪،‬‬ ‫اخره لا فى‬ ‫أر‬ ‫الشهود دى‬ ‫وجود‬ ‫والمرأة ‪ ،‬واستحسن‬ ‫الرجل‬ ‫الزواخ رضا‬ ‫أساس‬

‫عن‬ ‫قبل اناتضاتها رجع‬ ‫امرآته أن يعتزلها سنة فإذا ندمت‬ ‫أراد طلات‬ ‫إذا‬ ‫الرجل‬ ‫على‬ ‫وأوجب‬

‫تعة‬ ‫بعد‬ ‫إلا‬ ‫مراجعمتها‬ ‫له‬ ‫يجز‬ ‫طلاتَّها لم‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫يطلاقها‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫كان‬ ‫تندم‬ ‫لم‬ ‫وإن‬ ‫‪،‬‬ ‫طلاقها‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫فاها لم تجز له المراجعة بعدها‬ ‫استهِ‬ ‫‪ ،‬فإذا‬ ‫مرة‬ ‫عرة‬ ‫تسع‬ ‫الطلا‪:‬‬ ‫‪ ،‬وجعل‬ ‫يوما‬ ‫عشر‬

‫لي‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأوجب‬ ‫الناء‬ ‫و‬ ‫للرجال‬ ‫والفضة‬ ‫الذهب‬ ‫الحرير واستعمال‬ ‫لبس‬ ‫ج!ز‬

‫له‬ ‫وجمل‬ ‫الله حق‬ ‫دوتو‬ ‫وما‬ ‫حق‬ ‫اللَه‬ ‫‪ " :‬قل‬ ‫عليه‬ ‫منقوشا‬ ‫فضة‬ ‫خاتمًا من‬ ‫يلبر‬ ‫أتباعه أن‬

‫هذا‬ ‫م!نهم فى‬ ‫بتهاوز‬ ‫وثمن‬ ‫‪،‬‬ ‫لبعفر‬ ‫بعضهم‬ ‫يمنعوا ظلم‬ ‫أن‬ ‫عليههم‬ ‫أوجب‬ ‫" كما‬ ‫عابدون‬

‫أن يبنى له قصرَا‬ ‫أمرهم‬ ‫يتولى‬ ‫ملك‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫أوجب‬ ‫يوماْ ‪ 6‬ثم‬ ‫عشر‬ ‫امرأته تسعة‬ ‫عليه‬ ‫تحرم‬

‫بابا لز‬ ‫وتسع!ت‬ ‫له خصة‬ ‫‪ ،‬ويجعلى‬ ‫غيره‬ ‫فيه دون‬ ‫الملك‬ ‫ليشثتر‬ ‫الباب‬ ‫باسم‬ ‫يسميه‬ ‫عظيما‬

‫وأحكامه‪.‬‬ ‫لمن شرائعه‬ ‫هذا‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الداخل‬

‫‪ ،‬لأنه‬ ‫منه‬ ‫بكلمة‬ ‫خلاقهم‬ ‫‪ ،‬وجعلى‬ ‫فنائهم يه‬ ‫الناص‪ -‬كناية عن‬ ‫سوت‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫ثم جعل‬

‫الصوفية ال!!يضة التى الدأ‬ ‫دعاو ف‬ ‫هذا صت‬ ‫الأشياء كلها ‪ ،‬إلى ي!‬ ‫ننثسه مبدآ ظهور‬ ‫جعل‬

‫شىىيعة‬ ‫صاحب‬ ‫يكود‬ ‫أ!اد أن‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫قبله‬ ‫الصوفية‬ ‫اكتفى‬ ‫بها كما‬ ‫يكتف‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫أمره‬

‫منزلة‪.‬‬

‫إلى‬ ‫بعضهم‬ ‫إلى بلاد إيراذ ‪ ،‬وصل‬ ‫بوشهر‬ ‫دعاتَه من‬ ‫محمد‬ ‫وزعً ميرزا على‬ ‫ولما‬

‫العلماء‬ ‫من‬ ‫محافل‬ ‫فى‬ ‫فجمعهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولهَ واليا عليها‬ ‫نظام‬ ‫خان‬ ‫حسين‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫شيراز‬

‫اكتفى‬ ‫قتلهم ‪ ،‬ولكه‬ ‫ووجوب‬ ‫فأفتوا بكفرهم‬ ‫دعوتهم‬ ‫عليهم‬ ‫‪ ،‬وعرضر‬ ‫والأعيان ويخرهم‬

‫سنة‬ ‫رمضان‬ ‫بوشهـس إلى شيراز فى شهر‬ ‫سن‬ ‫محمد‬ ‫ميرزا على‬ ‫‪ ،‬ثم أرسِل فأحضر‬ ‫بجنهم‬

‫فيما‬ ‫معه‬ ‫‪ ،‬ويبحثوا‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫ليمتحنوه‬ ‫شيراز‬ ‫له علماء‬ ‫‪ ،‬وجمع‬ ‫م‬ ‫‪1843‬‬ ‫ا ‪ Y I‬ا هـ=‬

‫أسطرَا‬ ‫فيهب‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫يقرأها‬ ‫ثم‬ ‫صجفة‬ ‫ما يذَعيه فى‬ ‫يكتب‬ ‫أن‬ ‫الوالى‬ ‫فأمره‬ ‫‪،‬‬ ‫يدعيه‬

‫فى‬ ‫يتعلم‬ ‫بأنه لم‬ ‫عنها‬ ‫اعتذر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫كثيرة‬ ‫فيها أغلاطا‬ ‫‪ ،‬فوجدوا‬ ‫إليهم‬ ‫ستمها‬ ‫بالعربية ثم‬

‫ليأخذوا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫المبانى‬ ‫ويتركوا‬ ‫المعانى‬ ‫إلى‬ ‫فلينظروا‬ ‫‪،‬‬ ‫الغيب‬ ‫من‬ ‫بإلهام‬ ‫كتبها‬ ‫وإنما‬ ‫‪،‬‬ ‫المدارس‬

‫العاقل‪،‬‬ ‫أنه مختل‬ ‫بعضهم‬ ‫ورأف‬ ‫‪،‬‬ ‫بقتله لأنه كافر‬ ‫بعضهم‬ ‫‪ ،‬فأفتى‬ ‫الاقشور‬ ‫ويرموا‬ ‫اللب‬

‫‪ ،‬فأمر به الوالى فجن‪.‬‬ ‫ونحوه‬ ‫تعزيره بالسجن‬ ‫وأجاز‬

‫‪376‬‬
‫‪ ،‬وأمكنه أن يؤثر فى‬ ‫إلى اْصئهان‬ ‫قد وصل‬ ‫محمد‬ ‫على‬ ‫دعاة هـزا‬ ‫بعض‬ ‫وكان‬

‫حتى‬ ‫ما‪ -‬الثاه‬ ‫وتاترب‬ ‫فأسلم‬ ‫‪،‬‬ ‫ال!سج‬ ‫نصىسانيا سن‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫جى‬ ‫ال!‬ ‫خان‬ ‫واليميا منرجهـس‬

‫فى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولعله‬ ‫الدعوة‬ ‫هذه‬ ‫به فاد‬ ‫ما يعر‪:‬‬ ‫الإسلام‬ ‫من‬ ‫يعرف‬ ‫ي!ت‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫ولآه أصفهاد‬

‫الئص! بيز المسلم!ت ‪ ،‬فآص! بدعوة‬ ‫ثس‬ ‫صت‬ ‫ليتم!ت‬ ‫دينه الأصدى‬ ‫يظهر الإسلام ويبقى على‬

‫‪ ،‬واْتوا به‬ ‫السجن‬ ‫سن‬ ‫أطلقوه‬ ‫حتى‬ ‫يثيراز فاخالوا‬ ‫إلى‬ ‫رجالا‬ ‫أرسل‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫محمد‬ ‫ميرص ا على‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫لم يلبث‬ ‫أمرها‬ ‫‪ ،‬ولكم!‬ ‫الر‬ ‫ته فى‬ ‫ثهـدعر‬ ‫‪.‬على‬ ‫الوالى يعملى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫أصفهان‬ ‫إلى‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫إلا‬ ‫يجد‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫محمد‬ ‫أمر ميرزا على‬ ‫شى‬ ‫لينظر‬ ‫أسالى‬ ‫ا‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فثاروا وذهبوا‬ ‫للنالي‬ ‫ظهر‬

‫إلى‬ ‫بعضهم‬ ‫قتله ‪ ،‬وذهب‬ ‫يجب‬ ‫بأنه كاؤ!‬ ‫بعضهم‬ ‫أ!هـه ‪ ،‬فأفتى‬ ‫يجمكل! له العلماء أجنظروا فى‬

‫أن يأمر باقله ‪ ،‬فتعلل‬ ‫لي! الوالى‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬فطلب‬ ‫فقيهان‬ ‫‪ ،‬وافتتن ‪.‬به منهم‬ ‫العضل‬ ‫أنه مختل‬

‫هذا‬ ‫أن يضل‬ ‫إلى‬ ‫أ!! به فئجن‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الحكه مة بطيسان‬ ‫إذنا من‬ ‫يأخذ‬ ‫حتى‬ ‫لا يمكنه ذلك‬ ‫نجآنه‬

‫أنه‬ ‫يطهران‬ ‫الحكومة‬ ‫إلى‬ ‫كتب‬ ‫!صنزله ‪ ،‬ثم‬ ‫إلى‬ ‫ويأخذه‬ ‫سرآ‬ ‫اليل‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكالى يطلقه‬ ‫الإذد‬

‫كتابه‬ ‫فى‬ ‫يميلون إليه ‪ ،‬واستحسن‬ ‫أصضنهان‬ ‫أكثر أهل‬ ‫لأن‬ ‫بشتله ‪،‬‬ ‫فتنة ا! أذنت‬ ‫‪:‬قوخ‬ ‫يخثى‬

‫أن يباقى‬ ‫‪ ،‬ورضيت‬ ‫الحكومة‬ ‫على‬ ‫حيلته‬ ‫‪ ،‬فانطلت‬ ‫الناسم‬ ‫أن يهدا‬ ‫إلى‬ ‫السجمت‬ ‫فى‬ ‫أن يبئى‬

‫الاتما ا! به‪.‬‬ ‫الالص‪ -‬ص‪-‬‬ ‫لشع‬ ‫مع‬ ‫السجر‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وهذا الوالى يمكنه فى‬ ‫أشهر‬ ‫وبضعة‬ ‫هذا الحال سة‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫ميررا على‬ ‫فمكث‬

‫على‬ ‫خان‬ ‫!كيز‬ ‫أخوه‬ ‫المدة وتولى‬ ‫بعد هذه‬ ‫‪ ،‬إلى أن مات‬ ‫بدعوته‬ ‫القيام‬ ‫السر من‬

‫بناتله إلى‬ ‫فأمرت‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫طهـىان‬ ‫حكومة‬ ‫وأخبر‬ ‫‪،‬‬ ‫محمد‬ ‫على‬ ‫ميرزا‬ ‫أمر‬ ‫فعرف‬ ‫‪،‬‬ ‫أصافهاد‬

‫الدين سنة‬ ‫ال!اه ناصر‬ ‫إدى أن تولى‬ ‫سجة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فمكث‬ ‫بأدربيجان‬ ‫عدينة ماكو‬ ‫سجن‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1847‬‬ ‫=‬ ‫امى‬ ‫‪264‬‬

‫بعض‬ ‫فتمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫الد‬ ‫ناصر‬ ‫الشاه‬ ‫ولاية‬ ‫أوائل‬ ‫لى‬ ‫اغق‬ ‫با‬ ‫إيراد تموتَ‬ ‫بلاد‬ ‫وكانت‬

‫فيها‬ ‫فظهروا‬ ‫الافتن‬ ‫تلك‬ ‫فرصة‬ ‫‪ ،‬وانتهزوا‬ ‫السجمت‬ ‫إطلاقه صت‬ ‫صت‬ ‫محمد‬ ‫أتباع هـىزا على‬

‫بشرويه‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫لها ملا حين‬ ‫‪ ،‬فاشجاب‬ ‫فى نثرها‬ ‫الافوة‬ ‫يستغملون‬ ‫بدعوتهما ‪ ،‬وأخذوا‬

‫بقرة‬ ‫الملاقبة‬ ‫تاج‬ ‫‪ ،‬وشرين‬ ‫جيلان‬ ‫و‬ ‫وطبرستاد‬ ‫بمازندران‬ ‫البارفروشى‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬وملا‬ ‫بض!اسان‬

‫‪ ،‬عالمة بالمسير‪،‬‬ ‫للؤ آن‬ ‫حافظة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعلماء‬ ‫مشهورة‬ ‫أ‪-‬ة‬ ‫من‬ ‫فتاة جمية‬ ‫‪ ،‬و!إنت‬ ‫العير‬

‫‪ ،‬وكانت‬ ‫كثير‬ ‫خلق‬ ‫حولها‬ ‫‪ ،‬فاجتمع‬ ‫تأ!س النساء بالمافور‬ ‫أخدت‬ ‫ر‬ ‫‪،‬‬ ‫الدعوة‬ ‫بهذه‬ ‫فافتتت‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬واخدْت تخطب‬ ‫بغير طلاق‬ ‫من عصمته‬ ‫فض جت‬ ‫متزوجة من ‪ 71‬عمها سلا محمد‬

‫الفجر‪،‬‬ ‫صلاة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فاغتالوا عمها‬ ‫بمن يعاش ضهم‬ ‫أتباعها بالضك‬ ‫‪ ،‬وتأمر‬ ‫الباب‬ ‫تأييد دعوة‬

‫العين‬ ‫قرة‬ ‫يطلبون‬ ‫وقاموا‬ ‫‪،‬‬ ‫الناص‬ ‫لذلك‬ ‫فغضب‬ ‫‪،‬‬ ‫الإمامية‬ ‫الثبعة‬ ‫علماء‬ ‫كباس‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬وخطبت‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫والملا‬ ‫ط‬ ‫بالملا حين‬ ‫لختمع‬ ‫خراساذ‬ ‫إلى‬ ‫منهم‬ ‫فانرت‬ ‫‪،‬‬ ‫وأتباعها‬

‫هذه الخطبة‪:‬‬ ‫الناس فى قرية بدشت‬

‫‪rvv‬‬
‫‪،‬‬ ‫الباب‬ ‫بظهور‬ ‫الآن‬ ‫نُسخت‬ ‫قد‬ ‫المحمدية‬ ‫الشريعة‬ ‫أحكام‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬اعلموا‬ ‫" أيها الناس‬

‫والزكاة‬ ‫والصلاة‬ ‫الاَن بالصوم‬ ‫اشتغالكم‬ ‫وأن‬ ‫إلينا ‪،‬‬ ‫تصل‬ ‫لم‬ ‫البابية‬ ‫الشريعة‬ ‫أحكام‬ ‫وأن‬

‫العباد ‪،‬‬ ‫البلاد ‪ ،‬ويسخر‬ ‫سيفتح‬ ‫مولانا الباب‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫لغو‬ ‫عمل‬ ‫كله‬ ‫به محمد‬ ‫ما أتى‬ ‫وسائر‬

‫البسيطة‪،‬‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫الموجودة‬ ‫الأديان‬ ‫وسيوحد‬ ‫‪،‬‬ ‫المسكونة‬ ‫له الأقاليم السبعة‬ ‫وستخضع‬

‫لكم‬ ‫أقول‬ ‫إلينا بعدُ ‪ ،‬ولهذا‬ ‫يصل‬ ‫لم‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫دينه الجديد‬ ‫هو‬ ‫واحد‬ ‫إلا دين‬ ‫لا يبقى‬ ‫حضى‬

‫الوحدة‬ ‫من‬ ‫فاخرجوا‬ ‫‪،‬‬ ‫فترة‬ ‫زمن‬ ‫فى‬ ‫وإنما نحن‬ ‫‪،‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ ،‬إنه لا تكيف‬ ‫الحق‬ ‫هو‬ ‫وقولى‬

‫‪،‬‬ ‫اللوة‬ ‫بعد‬ ‫وواصلوهن‬ ‫‪،‬‬ ‫نسائكم‬ ‫وبين‬ ‫ليكم‬ ‫الحاجز‬ ‫الحجاب‬ ‫ومرقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الكثرة‬ ‫إلى‬

‫المال عند‬ ‫ادخار‬ ‫الدنيا ‪ ،‬وأما‬ ‫الحياة‬ ‫إلا زهرة‬ ‫هن‬ ‫فما‬ ‫‪،‬‬ ‫الجلوة‬ ‫الخلوة إلى‬ ‫من‬ ‫وأخرجوهن‬

‫‪ ،‬فليشأرك‬ ‫غير مقسوم‬ ‫مشاع‬ ‫‪ ،‬لأنه حق‬ ‫وزر‬ ‫كل‬ ‫منه فهو أصل‬ ‫غيركم‬ ‫وحرمان‬ ‫أحدكم‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫بغيكم‬ ‫فقيركم‬ ‫‪ ،‬ساووا‬ ‫الوبال‬ ‫ويزول‬ ‫‪،‬ليُرفع الفقر عنكم‬ ‫الأموال‬ ‫فى‬ ‫بعضا‬ ‫بعضكم‬

‫هدْه الحياة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫حظكم‬ ‫‪ .،‬فخذوا‬ ‫حذَ‬ ‫‪ ،‬إذْ لا ردعَ الاَن ولا‬ ‫أحبابكم‬ ‫عن‬ ‫حلائلكم‬ ‫تحجبوا‬

‫‪. )1‬‬ ‫الممات‬ ‫بعد‬ ‫شىء‬ ‫لا‬ ‫نجإنه‬

‫البابية زادوا افتتانا‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫حولها‬ ‫من‬ ‫انففتُوا‬ ‫الإباحية السافرة‬ ‫هذه‬ ‫الناص‬ ‫صحمع‬ ‫فلما‬

‫وقتلتها‪.‬‬ ‫عليها‬ ‫الحكومة‬ ‫أن قبضت‬ ‫قرية إلى‬ ‫قرية إلى‬ ‫من‬ ‫تنتقل‬ ‫تزل‬ ‫بها ‪ ،‬ولم‬

‫له‬ ‫‪ ،‬وجرت‬ ‫تأييدها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فقام بالنضال‬ ‫الدعوة‬ ‫هذه‬ ‫أركان‬ ‫أقوى‬ ‫من‬ ‫حسين‬ ‫الملا‬ ‫وكان‬

‫‪ ،‬ثم‬ ‫وقتلتهما‬ ‫عليهما‬ ‫أن تغلب!ت‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫الحكومة‬ ‫جند‬ ‫كثيهرة مع‬ ‫وقائع‬ ‫على‬ ‫والملا محمد‬ ‫هو‬

‫القبض‬ ‫من‬ ‫قد تمكنت‬ ‫إلى تبريز ‪ ،‬وكانت‬ ‫سجنه‬ ‫من‬ ‫محمد‬ ‫الحكومة ميرزا على‬ ‫أحضرت‬

‫هـ=‬ ‫‪1265‬‬ ‫سنة‬ ‫‪ ،‬فقل‬ ‫‪ ،‬فأفتى العلماء بقله‬ ‫ماكو‬ ‫سجن‬ ‫عليه بعد أن أطلقه أتباعه من‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1847‬‬

‫نشأة صوفية‬ ‫نأ‬ ‫رجل‬ ‫بهِا‬ ‫‪ ،‬قام‬ ‫رجعية‬ ‫دعوة‬ ‫البابية‬ ‫الدعوة‬ ‫أن هذه‬ ‫ولا شك‬

‫‪،‬‬ ‫جامدة‬ ‫فيها بيثة رجعية‬ ‫‪ ،‬واستغلَ‬ ‫خرافية‬ ‫عريضة‬ ‫دعاوى‬ ‫فئ‬ ‫الصوفية‬ ‫مثل‬ ‫ووقع‬ ‫ط‬ ‫رجعية‬

‫والعلم‪،‬‬ ‫الحضارة‬ ‫إليه فى‬ ‫ما وصل‬ ‫تعرف‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫اْحوال‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫لا تدرى‬

‫فيه الحفارة‬ ‫بلغت‬ ‫قرن‬ ‫لها فى‬ ‫لا قيمة‬ ‫تافهة‬ ‫أمور‬ ‫إلى‬ ‫تدعو‬ ‫جامدة‬ ‫رجعية‬ ‫بعقلية‬ ‫فقامت‬

‫عن‬ ‫التى تثغلها‬ ‫الفق‬ ‫فيها تننصها‬ ‫الرجعية‬ ‫الدعوة‬ ‫هذه‬ ‫البيئة التى ظهرت‬ ‫تكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫غايتها‬

‫عنها‪،‬‬ ‫تشنلها‬ ‫فتنة جديدة‬ ‫الدعوة‬ ‫إليها هذه‬ ‫تضم‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫الأوربية‬ ‫الدول‬ ‫مطامع‬

‫الذى يقوم على‬ ‫الإصلاح‬ ‫الذى ينجيها منها ‪ ،‬وهو‬ ‫الصحيح‬ ‫الإصلاح‬ ‫وتزيلىها غفلةً عن‬

‫فى الهند‪،‬‬ ‫خان‬ ‫بها الأءم الأوربية ‪ ،‬ودعا إليه أحمد‬ ‫بالأسباب التى نهضت‬ ‫الأخذ‬ ‫أساس‬

‫من‬ ‫شىء‬ ‫إلى‬ ‫يلتفت‬ ‫ولا‬ ‫فيها إليه ‪،‬‬ ‫التى دعا‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫فى‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫وجمال‬

‫وما‬ ‫بالآخرة والثواب والعقاب‬ ‫الإيمان‬ ‫إلإباحية د!الى عدم‬ ‫إلى حد‬ ‫التى وصلت‬ ‫الأباطيل‬ ‫تلك‬

‫‪rVA‬‬
‫اْن يدعى‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫لرجل‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫سماوية‬ ‫شريعة‬ ‫كل‬ ‫لا ئذَ منه فى‬ ‫هذدمما‬ ‫إلى‬

‫بعد‬ ‫أخرىَ‬ ‫حياة‬ ‫فى‬ ‫والعتماب‬ ‫بالثواب‬ ‫الإيمان‬ ‫السماء‬ ‫دعوة‬ ‫أساس‬ ‫؟ لأن‬ ‫السماء‬ ‫من‬ ‫أنه !هـل‬

‫منزلة‪،‬‬ ‫شرائع‬ ‫أن لهم‬ ‫النبوة ‪ ،‬ولا يزعموذ‬ ‫لا يذعون‬ ‫بهدا‬ ‫لا يؤمنون‬ ‫الحياة ‪ ،‬والذين‬ ‫هذه‬

‫لا تغماته‬ ‫إلا بيئة رجعية‬ ‫يقبه‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫صحيحة‬ ‫لص! عقلية‬ ‫لا يكون‬ ‫وذاك‬ ‫هذا‬ ‫بين‬ ‫فالجمع‬

‫من‬ ‫‪ ،‬فصار‬ ‫دينها الصحيح‬ ‫عن‬ ‫رجعيتها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لأنها ضلت‬ ‫ناعق‬ ‫وراء كل‬ ‫‪ ،‬وإنما قي!!‬ ‫شئِا‬

‫مستحكماط‬ ‫فلا تجد إلا فادا‬ ‫هنا‪ /‬وهناك‬ ‫تنظر‬ ‫‪ ،‬ما دامت‬ ‫استهواؤها‬ ‫ناعق‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫المهل‬

‫غافلة عنه‪،‬‬ ‫يدبَز لها وهى‬ ‫بما‬ ‫‪ ،‬ويبصتَرها‬ ‫الصحيح‬ ‫الطريق‬ ‫يهديها‬ ‫‪ ،‬ولا أحد‬ ‫مخيما‬ ‫وضلالا‬

‫لا‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الناهضة‬ ‫م‬ ‫الأكل‬ ‫مع‬ ‫وتهض‬ ‫‪،‬‬ ‫واللعب‬ ‫اللهو‬ ‫ذلك‬ ‫وتدع‬ ‫الجِدَ ‪،‬‬ ‫سبيل‬ ‫لتسلك‬

‫‪.‬‬ ‫مندم‬ ‫ساعةَ‬ ‫‪ ،‬ثم تندم ولاتَ‬ ‫الأمم‬ ‫من‬ ‫جمن غيرها‬ ‫تتخلفم‬

‫نفسه‬ ‫ولقب‬ ‫ا‪،‬‬ ‫على‬ ‫ميزرا حسين‬ ‫محمد‬ ‫ميزرا على‬ ‫بعد موت‬ ‫البابية‬ ‫ثم قام بالدعوة إلى‬

‫البابية ‪ ،‬وقد‬ ‫فى‬ ‫جديدة‬ ‫دعوة‬ ‫صاحبة‬ ‫البابية يقال لها بهائية ‪ ،‬وهى‬ ‫فرقة من‬ ‫‪ ،‬فاتبعته‬ ‫الله‬ ‫بهاء‬

‫فى‬ ‫تمادى‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1852‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪9126‬‬ ‫سنة‬ ‫بغداد‬ ‫نفته إلى‬ ‫ثم‬ ‫الإيرانية‬ ‫الحكومة‬ ‫سجته‬

‫هـ=‬ ‫‪9013‬‬ ‫فيها سنة‬ ‫فمات‬ ‫؟‬ ‫عكا‬ ‫إلى‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫أدرنة‬ ‫العثمانية إلى‬ ‫نفته الدولة‬ ‫دعوته‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪1917‬‬

‫ابْه‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الصوفية‬ ‫‪.‬ادعاه بعض‬ ‫الذى‬ ‫الحلول‬ ‫ادعاء‬ ‫بهاء الله على‬ ‫دعوة‬ ‫وتقوم‬

‫العالم الذى لا بد‬ ‫الأزلى ومخفص‬ ‫الجنود والأب‬ ‫رب‬ ‫أخبره بأن مجىء‬ ‫أنه‬ ‫البهاء‬ ‫عبد‬ ‫عباس‬

‫فيه‪-‬‬ ‫المرة‬ ‫تجليه هذه‬ ‫الناصر ‪ ،‬ولكن‬ ‫عيسى‬ ‫تجليه فى هيكل‬ ‫منه فى آخر الزمان عبارة عن‬

‫لهذا‬ ‫الأفئدة للاستعداد‬ ‫هيئوا‬ ‫الأنبياء‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫فعيى‬ ‫‪،‬‬ ‫واْبهى‬ ‫أ‪-‬م وأكمل‬ ‫البهاء ‪-‬‬ ‫أى‬

‫الأعظم‪.‬‬ ‫التجلى‬

‫الناس‬ ‫جميع‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫العالم‬ ‫آمال‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫تحتوى‬ ‫أن تعالمه‬ ‫ابنه عباس‬ ‫ذكر‬ ‫وكذلك‬

‫بين‬ ‫يوخَد‬ ‫أن‬ ‫أنه يريد‬ ‫ادعى‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الحاضر‬ ‫للعصر‬ ‫الموافقة‬ ‫كل‬ ‫موافقًا‬ ‫فيها دينا عاما‬ ‫يجدون‬

‫به‬ ‫الذلَى يؤمنون‬ ‫موسى‬ ‫نواميس‬ ‫أصول‬ ‫على‬ ‫واليهود ‪ ،‬ويجمعهم‬ ‫المسلمين والنصارى‬

‫دعوى‬ ‫العريضة من‬ ‫الدعوى‬ ‫تحتاج إلى تلك‬ ‫دعوة جديدة‬ ‫أن هذه ليست‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫جمجا‬

‫الإسلامى‬ ‫الدين‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الأعظم‬ ‫التجفَى‬ ‫أن تجليه فيه هو‬ ‫دعوى‬ ‫البهاء ‪ ،‬ومن‬ ‫الله فى‬ ‫حلول‬

‫النابقون جميعا إليها لا موسى‬ ‫الأنبياء‬ ‫التى دعا‬ ‫الأصول‬ ‫الناس على‬ ‫إلا جمع‬ ‫يقصد‬ ‫لم يكن‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫قبل‬ ‫الأنبياء‬ ‫إليها أولئك‬ ‫التى دعا‬ ‫الصحيحة‬ ‫الأصول‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يدعو‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫وحده‬

‫أنه‬ ‫مرة إلى‬ ‫‪ ،‬ويدعو‬ ‫الحلول‬ ‫دعوى‬ ‫من‬ ‫ما حرت‬ ‫مرة إلى‬ ‫‪ ،‬أما البهاء فيدعو‬ ‫أتباعهم‬ ‫يحرفها‬

‫إليها أولئك‬ ‫دعا‬ ‫التى‬ ‫الأصول‬ ‫فينكر‬ ‫‪،‬‬ ‫عقاب‬ ‫ولا‬ ‫ثواب‬ ‫ولا‬ ‫نشور‬ ‫ولا‬ ‫بعث‬ ‫ولا‬ ‫لا آخرة‬

‫‪rvq‬‬
‫لا‬ ‫أرضية‬ ‫به دعوة‬ ‫إنما تثتوم‬ ‫ها‬ ‫إنكافى‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫إلا‬ ‫سماوية‬ ‫دعوة‬ ‫ت!توم‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنبياء‬

‫البفاثية‪.‬‬ ‫و‬ ‫البابية‬ ‫تزعم‬ ‫كما‬ ‫بالسماء‬ ‫الاتصال‬ ‫‪ ،‬ولا ف عم‬ ‫نبوة ولا حلولا‬ ‫تذَعى‬

‫منه دينا لم ياقم إلا‬ ‫جعلت‬ ‫الصحيح‬ ‫الإسلام‬ ‫على‬ ‫التى تغلبت‬ ‫ال!حعية‬ ‫وامحن‬

‫أنه‬ ‫يفهم‬ ‫عصى!نا‬ ‫شى‬ ‫حئاقته‬ ‫لا يعرف‬ ‫ممن‬ ‫فيسا‬ ‫فجعلت‬ ‫؟‬ ‫إلا بإلقوة‬ ‫ينتشر‬ ‫‪ ،‬رلم‬ ‫باليف‬

‫دعوة‬ ‫أنئها‬ ‫‪ ،‬ويظرت‬ ‫الأديان‬ ‫وتر حيد‬ ‫السلام‬ ‫إلى‬ ‫البهائبة‬ ‫بدعر ة‬ ‫‪ ،‬ويغضس‬ ‫لا سلام‬ ‫حرب‬ ‫دين‬

‫‪ ،‬لا على‬ ‫سبق‬ ‫الذ!‬ ‫الصحيح‬ ‫الأساص!‬ ‫‪ ،‬واسم يدْع إليها على‬ ‫إليها الإسلام‬ ‫لم يب!ت‬ ‫جديدة‬

‫البهائية‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫تئوم‬ ‫الافاسد الذف‬ ‫الأساسم‬

‫الأديان دعوتين‬ ‫توحيد‬ ‫ودعوة‬ ‫اللام‬ ‫دعوة‬ ‫يمتاز أيضًا بأنه لا يجعل‬ ‫أن الإسلام‬ ‫على‬

‫الطبيعة الإنسانية‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الد!ت‬ ‫فى‬ ‫لو باقى الناسر مخلفين‬ ‫و‬ ‫السلام‬ ‫إلى‬ ‫يدعو‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫متلازمتين‬

‫السلام‬ ‫دعوة‬ ‫تكون‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫واحد‬ ‫دين‬ ‫على‬ ‫جمعها‬ ‫أو يعسر‬ ‫‪ ،‬فيتعذر‬ ‫الخلاف‬ ‫على‬ ‫مجبولة‬

‫إذا‬ ‫أن ئعطًل إحداهما‬ ‫الأديان شلا يصح‬ ‫توحيد‬ ‫دعوة‬ ‫من‬ ‫منالأَ‬ ‫الأديان أقرب‬ ‫بين أهل‬

‫فيه آهل‬ ‫بالخلاف‬ ‫وألآَ يتآ!‬ ‫‪،‬‬ ‫الآخرة‬ ‫لحاب‬ ‫الدين‬ ‫أذ قي ك‬ ‫يجب‬ ‫‪ 6‬بل‬ ‫سَ‬ ‫الأش‬ ‫تعطلت‬

‫ينئهه شى‬ ‫يؤب‬ ‫وأ!ت‬ ‫سلام‬ ‫فى‬ ‫أر عيثشهم‬ ‫؟ ولا شك‬ ‫وأمز‬ ‫سلا!‬ ‫فى‬ ‫الدنيا ‪ ،‬لييوا‬

‫غيرها‬ ‫ولا‬ ‫حلول‬ ‫فيه دعوف‬ ‫لا يكود‬ ‫‪،‬‬ ‫واحد‬ ‫د‪+‬ت‬ ‫على‬ ‫جمعهم‬ ‫معه‬ ‫‪ ،‬وربما يسهل‬ ‫الديا‬

‫فى‬ ‫الناس‬ ‫ي!تبلها‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫وتاقديستهم‬ ‫أصحابها‬ ‫تمجيد‬ ‫مها‬ ‫ئقصد‬ ‫التى‬ ‫العريضة‬ ‫الدىو!‬ ‫من‬

‫الدعاوىَ‪.‬‬ ‫بمثل تلك‬ ‫لا يؤمن‬ ‫الذف‬ ‫ا!لم‬ ‫ا‬ ‫عصر‬

‫آن أهل‬ ‫بها ‪ ،‬ويانوتهم‬ ‫أمريكا‬ ‫أهل‬ ‫ب!يمان بعض‬ ‫البهائية‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫بعفم!‬ ‫ينخدع‬ ‫وقد‬

‫بعفر‬ ‫بالبهائية ‪ ،‬وإنما يذهب‬ ‫يؤمنون‬ ‫حتى‬ ‫بمسيحيتهم‬ ‫إيمانا صادقا‬ ‫لا يؤمنون‬ ‫وأوربا‬ ‫أ!!يكا‬

‫الجِذَ‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫التافكه منه‬ ‫إلى‬ ‫أقرب‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الافكرف‬ ‫الترف‬ ‫صت‬ ‫أنه نوع‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫منهم‬

‫إليه‬ ‫يذهب‬ ‫‪ ،‬وبعضهم‬ ‫دراستها‬ ‫مخب‬ ‫جديدة‬ ‫لدعوة‬ ‫أنه دراسة‬ ‫إليه على‬ ‫يذمب‬ ‫وبعضهم‬

‫منه‪.‬‬ ‫بأننسسهم‬ ‫ينالوا‬ ‫أن‬ ‫يمكنهم‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪/‬‬ ‫أ!سه‬ ‫أعياهم‬ ‫أ!‬ ‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫بلبلة‬ ‫فى‬ ‫ليزيد‬

‫على‪،‬‬ ‫ومحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫البهاء‬ ‫عبد‬ ‫عباس‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫أربعة‬ ‫آولادا‬ ‫الله ترك‬ ‫بهاء‬ ‫ولما سات‬

‫لأبيهم‬ ‫وأخوهم‬ ‫هم‬ ‫فاختلانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫أشاتاء‬ ‫الأخيرون‬ ‫الثلاثة‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اللْه‬ ‫وبديع‬ ‫وضياء‪،‬‬

‫وصايا‬ ‫أنه خالف‬ ‫فيها وادعوا‬ ‫والده ‪،‬فنازعوه‬ ‫بيده بعد‬ ‫الرئاسة‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الهاء‬ ‫عبد‬ ‫عباس‬

‫‪ ،‬فمضى‬ ‫أنفة وحدة‬ ‫عباص!‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫مدة‬ ‫بيننهم‬ ‫الخلاف‬ ‫‪ ،‬واستحكم‬ ‫والدهم‬

‫‪ ،‬لما‬ ‫قلبه‬ ‫من‬ ‫تمكنت‬ ‫قد‬ ‫لا!ن النحرة كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫سقَموا‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫حتى‬ ‫إخوته‬ ‫على‬ ‫غضبه‬ ‫فى‬

‫عليه‪.‬‬ ‫من الثنغ‬ ‫م!نهم فى حئه‬ ‫صدر‬

‫سنة‬ ‫إلى أن توفى‬ ‫إخوته‬ ‫الجفاء مع‬ ‫هذا‬ ‫البهاء مصرآً على‬ ‫عبد‬ ‫عباص‪-‬‬ ‫يزل‬ ‫ولم‬

‫‪ ،‬ومع‬ ‫ولدًا ذكرًا بعده‬ ‫يترك‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الثمانين سنة‬ ‫على‬ ‫قد نيف‬ ‫؟ وكاد‬ ‫م‬ ‫‪2291‬‬ ‫اهـ‪-‬‬ ‫‪341‬‬

‫‪038‬‬
‫بهذا‬ ‫الخلاف‬ ‫لاد بنته ‪ ،‬فوقع‬ ‫أو‬ ‫صت‬ ‫سبفا‬ ‫‪ ،‬وآثر عليه‬ ‫إخوته‬ ‫أحدَا صت‬ ‫أبى أد يتخلف‬ ‫هذأ‬

‫‪ ،‬وفريق‬ ‫لطه‬ ‫البهاء‬ ‫عبد‬ ‫عباص‬ ‫بوصية‬ ‫يتمسك‬ ‫فرياتين ‪ :‬ذ يق‬ ‫إلى‬ ‫انئموا‬ ‫هِ‬ ‫‪،‬‬ ‫البهائية‬ ‫بين‬

‫أن هذا‬ ‫‪ .‬ولا شك‬ ‫علي‬ ‫محمد‬ ‫أخيه‬ ‫انتثتال الخلافة إلى‬ ‫‪ ،‬ويرسَ‬ ‫دلك‬ ‫له فى‬ ‫أنه لا حة!‬ ‫يرق‬

‫السئاسة‬ ‫بهذه‬ ‫‪3‬ت‬ ‫تد‬ ‫طائضة‬ ‫إلا تأليف‬ ‫غاي!تها‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫وأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫دعوتهم‬ ‫يبين حضياقة‬ ‫كله‬

‫إنما هو‬ ‫دعاواهم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫ما عدا‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫لورثته‬ ‫حاقا مقدسًا‬ ‫تكون‬ ‫لبهاء الله ‪ ،‬ثم‬

‫يعود‬ ‫شىء‬ ‫إلى‬ ‫تئصد‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫إنكار الذات‬ ‫على‬ ‫تئوم‬ ‫إنما‬ ‫يئة‬ ‫ابىِ‬ ‫؟ فالدعوة‬ ‫لهذا الز ضر‬ ‫ستار‬

‫‪.‬‬ ‫الوفاة‬ ‫بعد‬ ‫الأولاد‬ ‫يوارثه‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫فى‬ ‫الننسر‬ ‫إلى‬

‫أبناء المصلمين‪،‬‬ ‫صت‬ ‫ثثَافة حديثة‬ ‫المثقف!ت‬ ‫بعض‬ ‫الدعوة‬ ‫وإنه لمن المؤلم أذ يتهـبهذه‬

‫لأننهم !سبوا تربية مدنية‬ ‫‪،‬‬ ‫الدعوة‬ ‫الإممان بهذه‬ ‫فى‬ ‫أوقعهبم‬ ‫قد‬ ‫بالإسا‪،‬م‬ ‫جهلهم‬ ‫فإنه إذا كان‬

‫الاجتهاد‬ ‫باب‬ ‫فتح‬ ‫لأر‬ ‫دينية ‪،‬‬ ‫دعوة‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫ما يغنى‬ ‫الإسلام‬ ‫أن شى‬ ‫يعرفوا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫صرفة‬

‫فى دينهم‬ ‫أن ياقافوا جامدين‬ ‫للمسلمين‬ ‫‪ ،‬ولم يرضر‬ ‫مصراعيه‬ ‫على‬ ‫الصحيح‬ ‫والتحديد‬

‫الإيمان‬ ‫فى‬ ‫أوقعهم‬ ‫قد‬ ‫كله‬ ‫بهذا‬ ‫جهلهم‬ ‫‪ ،‬إذا كاد‬ ‫قبهم‬ ‫الأديان‬ ‫أهل‬ ‫جمد‬ ‫كما‬ ‫أو دنياهم‬

‫هذه‬ ‫فى‬ ‫الوموع‬ ‫من‬ ‫الأوربية سا هنعهم‬ ‫للنهضة‬ ‫دراستهم‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫كاذ‬ ‫‪ ،‬ف!نهم‬ ‫بثهذه الدعوة‬

‫الإصلاحية‬ ‫الدعوة‬ ‫ا‪،‬ورية‬ ‫النهضة‬ ‫أسباب‬ ‫من‬ ‫آنه كان‬ ‫ط إذ يعرفون‬ ‫والحزعبلات‬ ‫الخرافات‬

‫وتستعين‬ ‫‪،‬‬ ‫العضلية‬ ‫ابى اه!ت‬ ‫على‬ ‫تقمد‬ ‫دعوته‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫لوقِ‬ ‫قام بها مار!ت‬ ‫الدينية التى‬

‫بها‪،‬‬ ‫العلم الذىَ نهض‬ ‫على‬ ‫تعتمد‬ ‫غافلتها ؟ وجعلتها‬ ‫لن‬ ‫العقوذ‬ ‫بالأدلة المنطقية ‪ ،‬قياقظت‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫والخرافات‬ ‫الإيمان بالخزعبلات‬ ‫ويسهل‬ ‫العلم‬ ‫يعادلَى‬ ‫أو خداع‬ ‫فيها ب!‬ ‫لأنها لم يكن‬

‫الإيمان بهما‪،‬‬ ‫عدم‬ ‫اثمقافين فى‬ ‫أولئك‬ ‫ما يكفى‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫كاذ‬ ‫نعم‬ ‫‪،‬‬ ‫البابية والبهائية‬ ‫فى‬

‫العلم‬ ‫بها‬ ‫ي!نهفم!‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الثاقافة الحديثة‬ ‫فيها‬ ‫تؤثر‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫كطبائع‬ ‫غافلة‬ ‫طبائع‬ ‫ولكنها‬

‫العامة‪.‬‬ ‫فيها كحال‬ ‫حالها‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫الرجعية‬ ‫تلك‬ ‫صئل‬ ‫‪ ،‬فتاقع فى‬ ‫الحديث‬

‫***‬

‫‪381‬‬
‫القرن الرابع عشر‬ ‫المجددون فى‬

‫الهجرى‬ ‫القرن الرابع عشر‬ ‫العالم فى‬ ‫حال‬

‫سنة‬ ‫الاَن فى‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫م‬ ‫‪1884‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫الهجرىَ‬ ‫القرن الرابع عشر‬ ‫يبتدىء‬

‫التجديد‬ ‫المسلمين فى‬ ‫القرن نتائج تأخر‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ظهرت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫م‬ ‫‪5191‬‬ ‫‪ 3 v .‬اهـ‪-‬‬

‫منهم‬ ‫والتجديد‬ ‫الإصلاح‬ ‫‪ ،‬يايم أعداء‬ ‫محخبطين‬ ‫متفرقين‬ ‫فيه أيضا‬ ‫مضوا‬ ‫؟ لأنهم‬ ‫والإصلاح‬

‫غيرهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫أعداؤها‬ ‫يقمه‬ ‫مما‬ ‫أكثر‬ ‫العقبات‬ ‫من‬ ‫سبيله‬ ‫فى‬

‫لملوكها‬ ‫فيها سيادة صورية‬ ‫‪ ،‬وأبقت‬ ‫مراكش‬ ‫فرنسا فى هذا القرن على‬ ‫وقد استولت‬

‫العثمانية التركية‪،‬‬ ‫تابعة للدولة‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫طرابلس‬ ‫إيطاليا على‬ ‫‪ ،‬واستولت‬ ‫السعديين‬ ‫من‬

‫السنوسيين‪،‬‬ ‫من‬ ‫فيها ملكًا لأنصارهم‬ ‫‪ ،‬وأقاموا‬ ‫إنجلترا وحلفاؤها‬ ‫منها أخيرا‬ ‫انتزعتهـا‬ ‫وقد‬

‫من‬ ‫استرداد طرابلس‬ ‫الجهاد فى‬ ‫بعبء‬ ‫التى قامت‬ ‫الصوفية‬ ‫أتباع الطريقة السنوسية‬ ‫وهم‬

‫العالمية الثانية‪.‬‬ ‫الحرب‬ ‫فى‬ ‫انجلترا وحلفائها‬ ‫بمساعدة‬ ‫منهم‬ ‫أن تتردها‬ ‫أمكنها‬ ‫إيطاليا ‪ ،‬حتى‬

‫بهما‪،‬‬ ‫الأوربية تلعب‬ ‫الدول‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بالمشردتى‬ ‫دولتان‬ ‫الاقرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬ ‫فبقى‬

‫اتافاقهم‬ ‫وعدم‬ ‫وتفرقهم‬ ‫لهذا بتخاذلهم‬ ‫يمكنؤن‬ ‫‪ ،‬وأبناؤهما‬ ‫لإضعافهما‬ ‫المؤامرات‬ ‫يهما‬ ‫وتدبر‬

‫بهم‪.‬‬ ‫والتجديد الذى ينهض‬ ‫ايإصلاح‬ ‫على‬

‫ملكًا‬ ‫الثانى لا يزال‬ ‫الحمد‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫التركية ‪ ،‬وكان‬ ‫الفمانية‬ ‫‪ :‬الدولة‬ ‫أولاهما‬

‫الإصلاح‬ ‫حركة‬ ‫عهده‬ ‫فى‬ ‫فوقفت‬ ‫‪،‬‬ ‫الدستور‬ ‫ألغى‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫استبداديا‬ ‫حكمًا‬ ‫يحكمها‬ ‫عليها‬

‫فريقين‪:‬‬ ‫إلى‬ ‫شأنه‬ ‫الدولة فى‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬وانقسم‬ ‫والدينى‬ ‫والعلمى‬ ‫السياسى‬

‫الجامدين‪،‬‬ ‫والعلماء‬ ‫المتصوفة‬ ‫جهلة‬ ‫من‬ ‫وجموده‬ ‫استبداده‬ ‫فى‬ ‫يناصره‬ ‫‪ :‬فريق‬ ‫أولهما‬

‫الطرق‬ ‫أصحاب‬ ‫من‬ ‫الصيادى‬ ‫الرفاعى‬ ‫الث!يني أبو الهدى‬ ‫منهم‬ ‫عقله‬ ‫على‬ ‫استولى‬ ‫وقد‬

‫السلطان‬ ‫فقلده‬ ‫‪،‬‬ ‫إستانبول‬ ‫إلى‬ ‫انتقل‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫بحلب‬ ‫الأشراف‬ ‫نقيب‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الصوفية‬

‫‪ ،‬يزين‬ ‫ثلاثين سنة‬ ‫نحو‬ ‫فى دوله‬ ‫‪ ،‬وكان هو المتصرف‬ ‫الصوفية‬ ‫الطرق‬ ‫مشيخة‬ ‫عبد الحمد‬

‫‪.‬‬ ‫والإصلاح‬ ‫التجديد‬ ‫من‬ ‫وينفًره‬ ‫‪،‬‬ ‫الاستبداد‬ ‫له فيها حكم‬

‫سة‬ ‫المدلي‬ ‫أبناء‬ ‫من‬ ‫أكثره‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الدستور‬ ‫هـاعادة‬ ‫بالإصلاح‬ ‫يطالبه‬ ‫فريق‬ ‫‪:‬‬ ‫وثانيهما‬

‫‪382‬‬
‫سموها‪-‬‬ ‫سرية‬ ‫جمعية‬ ‫ألًفوا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ونحوهم‬ ‫والمهندسين‬ ‫والأطباء‬ ‫الضباط‬ ‫من‬ ‫الحديثة‬

‫السلطان‬ ‫عزل‬ ‫من‬ ‫السر إلى أن تمكنت‬ ‫فى‬ ‫تزل تعمل‬ ‫الاتحاد والترقى ‪ -‬فلم‬ ‫جمعية‬

‫م ‪ ،‬وكان عزله‬ ‫‪9091‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪1327‬‬ ‫الخامس‬ ‫رشاد‬ ‫عبد الحميد وتولية ال!لطان محمد‬

‫الإسلام بالدولة هذا نصها‪:‬‬ ‫شيخ‬ ‫بفتوىَ شىهـعية من‬

‫المسائل‬ ‫بعض‬ ‫الشرعية‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫يرفع‬ ‫أن‬ ‫المملمين‬ ‫إمام‬ ‫هو‬ ‫الذ!‬ ‫" إد اعتاد زيد‬

‫فى‬ ‫وأن يبذر ويرف‬ ‫بعضها(‪)1‬‬ ‫ويحرث‬ ‫ويمزث بعضها‬ ‫هذه الكتب‬ ‫المهمة ‪ ،‬وأن يمغ بعفر‬

‫أنه تاب‬ ‫ادعى‬ ‫المظالم ‪ ،‬ثم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫غيز‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫شرعى‬ ‫فيه بنير سبب‬ ‫المال ‪ ،‬ويتصرف‬ ‫بيت‬

‫أمور المسلمين‬ ‫جعلت‬ ‫عظيمة‬ ‫فتنهة‬ ‫وأحدث‬ ‫حاله ‪ ،‬ثم حنث‬ ‫أن يصلح‬ ‫‪ ،‬وحلف‬ ‫اللّه‬ ‫وعاهد‬

‫‪ ،‬ووردت‬ ‫المذكور‬ ‫زيد‬ ‫على‬ ‫التغلب‬ ‫من‬ ‫المسلمون‬ ‫المقاتلة ‪ ،‬وتمكن‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأصر‬ ‫مختقَة‬ ‫كلها‬

‫محضمل‬ ‫‪ ،‬وخلعه‬ ‫الضرر‬ ‫بقاؤه محقق‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫مخلوْعا‬ ‫تعده‬ ‫بلاد المسلمين‬ ‫متواترة من‬ ‫اْخبار‬

‫ما يختاره‬ ‫حسب‬ ‫‪ ،‬أو تكليفه بأن يترك الإمامة والسلطنة على‬ ‫خلعه‬ ‫يجب‬ ‫المصلحة ‪ -‬فهل‬

‫الأمرين؟‬ ‫هذين‬ ‫أهل الحل والعقد من‬

‫‪. 11‬‬ ‫عنه‬ ‫عفى‬ ‫الدين‬ ‫ضياء‬ ‫محمد‬ ‫كت!به الفقير السيد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ :‬يجب‬ ‫الجواب‬

‫الاْعيان‬ ‫مجلس‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫دستوره‬ ‫للثسعب‬ ‫والترقى‬ ‫الاتحاد‬ ‫جمعية‬ ‫بهذا‬ ‫واستعادت‬

‫السلطة‬ ‫هى‬ ‫وتتولى‬ ‫‪،‬‬ ‫الثريعية‬ ‫السلطة‬ ‫‪ ،‬يتولان‬ ‫الحكومة‬ ‫بجانب‬ ‫النواب‬ ‫ومجلس‬

‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الاتحاد والترقى‬ ‫جمعية‬ ‫من‬ ‫المجلسين‬ ‫أعضاء‬ ‫وأغلب‬ ‫الحكومة‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫التنمدية‬

‫على‬ ‫الجمعية تعمل‬ ‫بمساعدة هذه‬ ‫الحكومة‬ ‫‪ ،‬فأخذت‬ ‫أعضاثها‬ ‫على‬ ‫وقع‬ ‫اختيار الشعب‬

‫السلطة‬ ‫رجال‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫المدنى‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫مصروفة‬ ‫عنالها‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الدولة‬ ‫حال‬ ‫إصلاح‬

‫‪ ،‬وليست‬ ‫الحديثة‬ ‫التربية‬ ‫عليهم‬ ‫تغلب‬ ‫الذين‬ ‫المدنيين‬ ‫كانوا من‬ ‫التمدية‬ ‫والسلطة‬ ‫التشريعية‬

‫السلطان‬ ‫أنصار‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الدينى‬ ‫القيام بالإصلاح‬ ‫من‬ ‫دينية تمكنهم‬ ‫دراسة‬ ‫لهم‬

‫العامة‬ ‫العامة وأشباه‬ ‫ينفرون‬ ‫‪ ،‬وأخذوا‬ ‫الدشورية‬ ‫الحكومة‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فانكمثوا‬ ‫الحمد‬ ‫عبد‬

‫على‬ ‫القضاء‬ ‫على‬ ‫يعملون‬ ‫‪ ،‬وأنهم‬ ‫زنادقة‬ ‫الاتحاد والترقى‬ ‫جمية‬ ‫أن رجال‬ ‫‪ ،‬ويزعمون‬ ‫منها‬

‫السلطان‬ ‫عهد‬ ‫حكام‬ ‫من‬ ‫الياسنيون‬ ‫الرجعيون‬ ‫إليهم‬ ‫الدولة ‪ ،‬وانضم‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬

‫منها‬ ‫انتزاع الحكم‬ ‫وتحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫الاتحاد والترقى‬ ‫جمعية‬ ‫تناهض‬ ‫أحزابا‬ ‫وألفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬

‫‪.‬‬ ‫بالقوة‬

‫دعاة‬ ‫تناصر‬ ‫فأخذت‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الانقسام‬ ‫هذا‬ ‫فرصة‬ ‫الأجنبية‬ ‫الدول‬ ‫واستغلت‬

‫هذه‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫والعرب‬ ‫والترك‬ ‫والمسيحيين‬ ‫فيها بين المملمين‬ ‫التفريق‬ ‫فيها ‪ ،‬وتحاول‬ ‫الرجعية‬

‫‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫طبع‬ ‫‪ ،‬ويمغ‬ ‫قرل!‬ ‫ا الأئمة من‬ ‫فيه حديث‬ ‫إذا كان‬ ‫الكاب‬ ‫يمنع نثر‬ ‫كان‬ ‫(‪)1‬‬

‫الخ الخْ‬ ‫الخلافةَْ‬ ‫الإمامة وشروط‬ ‫فصلاْ فى‬ ‫لأن في‬ ‫النفية‬ ‫العقائد‬

‫‪383‬‬
‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫لا يدرون‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ط‬ ‫والميحيين‬ ‫ا!ر!‬ ‫ا‬ ‫صت‬ ‫آذانا مصغية‬ ‫تجد‬ ‫للتثسيؤ‬ ‫الدعوة‬

‫أ!ىِ‬ ‫حذا‬ ‫بعد‬ ‫يهمها‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫ها عليهم‬ ‫بعلى‬ ‫وتستولى‬ ‫بلادهم‬ ‫ولة !!‬ ‫اللى‬ ‫ق!يح‬ ‫‪ ،‬لكى‬ ‫بهم‬ ‫تلعب‬

‫القومية‬ ‫المصلحة‬ ‫‪5‬صيرا ما تؤق‬ ‫و‬ ‫دينية ‪،‬‬ ‫مها‬ ‫أكأ‬ ‫قومية‬ ‫حكوماتها‬ ‫؟ لآن‬ ‫والميحيين‬ ‫العرب‬

‫بعض!‬ ‫من‬ ‫الترقى‬ ‫و‬ ‫الاتحاد‬ ‫جمعية‬ ‫رجال‬ ‫نخلى‬ ‫لا يمكننا ‪1‬‬
‫أ‬ ‫هدا‬ ‫الدينية ؟ ومع‬ ‫المصلحة‬ ‫على‬

‫بحسن‬ ‫يصلوا‬ ‫أ‪-‬‬ ‫يمكنهم‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الِاسى‬ ‫الجمود‬ ‫ص!‬ ‫شىء‬ ‫كالى فيهم‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسئواجة‬

‫التى تعملى‬ ‫الماكاصة‬ ‫الأوشبية‬ ‫الياسة‬ ‫يتغلبوا على‬ ‫‪ ،‬وأذ‬ ‫المسيحي!‪%‬‬ ‫و‬ ‫ا!رب‬ ‫ا‬ ‫كسب‬ ‫إلى‬ ‫الياسة‬

‫الحىهـيئيز‪.‬‬ ‫ا‬ ‫إفاد‬ ‫على‬

‫من‬ ‫بين فريئيز‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫م‬ ‫‪1491‬‬ ‫=‬ ‫ا حى‬ ‫‪rrr‬‬ ‫سنة‬ ‫ربية الأولى‬ ‫الأو‬ ‫الحرنب‬ ‫قامت‬ ‫ثم‬

‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫والنمما‬ ‫ألمانيا‬ ‫وؤ! ية!‬ ‫اصيا ‪،‬‬ ‫وإيطا‬ ‫وروسيا‬ ‫فرنسا‬ ‫و‬ ‫إبحلترا‬ ‫يق‬ ‫في‬ ‫الأوربيةْ‬ ‫الدول‬

‫الدولة العثمانية‬ ‫أت‬ ‫ؤِ‬ ‫الا"ول ‪،‬‬ ‫للت!يز‬ ‫به وانضمت‬ ‫‪ ،‬ففدرت‬ ‫الذسيق‬ ‫هذا‬ ‫حلف‬ ‫إيطاليا فى‬

‫منه ما أصابها‪،‬‬ ‫أصابها‬ ‫الذف‬ ‫هو‬ ‫الأو ل‬ ‫الفريق‬ ‫لأر‬ ‫والنمسا‪،‬‬ ‫المانيا‬ ‫فريق‬ ‫إلى‬ ‫التركية أن ت!نضم‬

‫تضويفر‬ ‫همهما‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫بلاد المسلمين‬ ‫معظم‬ ‫على‬ ‫اللتينِ تتوليان‬ ‫وفرنا‬ ‫إنجلترا‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬

‫فى‬ ‫يصدَقونمهم‬ ‫والمسلمون‬ ‫ط‬ ‫الإسلاميهَ‬ ‫الخلافة‬ ‫لأنافسهم‬ ‫يدَعود‬ ‫ملوكها‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬

‫دولتهم أد تقو!‬ ‫لهي أكلى فى‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وشسبها‬ ‫ض‪-‬‬ ‫الاش‬ ‫ث‬ ‫ض‬ ‫‪ ،‬فيتعلقون بهم فى‬ ‫هذه الدعوف‬

‫ات!‬ ‫ا‬ ‫الاستعمار‬ ‫كابولص!‬ ‫ييم عهم‬ ‫‪ ،‬وق‬ ‫إنجلفِ ا وفرياقها‬ ‫صت‬ ‫الأيام ‪ ،‬فتخلصهم‬ ‫من‬ ‫يوم‬ ‫فى‬

‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫تئتف‬ ‫أذ‬ ‫فى‬ ‫كانت‬ ‫المصلحة‬ ‫أن‬ ‫السياسي!‪-‬‬ ‫بعفر‬ ‫رأف‬ ‫وقد‬ ‫!‬ ‫أنافاسهم‬ ‫يكتم‬

‫أيضًا‪.‬‬ ‫يها‬ ‫لها مطامع‬ ‫كان‬ ‫ألمانيا‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫الحياد بين اكىيض!ت‬ ‫موقئص‬

‫بالجهاد‬ ‫نادت‬ ‫ألمانيا والمسا‬ ‫مع‬ ‫احرب‬ ‫هذه‬ ‫التركية‬ ‫لة امحفمالة‬ ‫الدهِ‬ ‫دخلت‬ ‫فلما‬

‫لهذا النداء ‪ ،‬وتنى‬ ‫يشجيبون‬ ‫غيرهما‬ ‫‪ِ5‬‬ ‫مصر‬ ‫‪ِ5‬‬ ‫الهند‬ ‫فى‬ ‫أر الملمين‬ ‫تظم‬ ‫‪ ،‬وحى‬ ‫الإسلامى‬

‫هذه‬ ‫الماكرة أن تشغل‬ ‫إنجلترا‬ ‫على‬ ‫الهل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وجعا‬ ‫نفوسثهص‬ ‫أمات‬ ‫قد‬ ‫الدينى‬ ‫أت الجمود‬

‫السهل‬ ‫!‬ ‫جعل‬ ‫ب!‬ ‫‪،‬‬ ‫بال!سة‬ ‫الثخص‬ ‫يلعب‬ ‫بمها كما‬ ‫تلعب‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫الميتة الجامدغ‬ ‫الموص‬

‫الكاذبة‪،‬‬ ‫بالأمانى‬ ‫‪ ،‬فتمنيهم‬ ‫الدولة‬ ‫التابعين لهذه‬ ‫المسلمين‬ ‫الجمود‪ ،‬فى‬ ‫هذا‬ ‫أن تسغل‬ ‫عليها‬

‫وبلاد‬ ‫الهند ومصر‬ ‫ملمى‬ ‫إنجلف!ا وفي نا‬ ‫‪ ،‬فجرَت‬ ‫دولتغم‬ ‫بهدد الامانى على‬ ‫وتاف!دهم‬

‫لعبت‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫لهما‬ ‫ل‬ ‫اسذلهِ‬ ‫ا‬ ‫كالمطية‬ ‫وجنهلهم‬ ‫جمودهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫صفها‬ ‫اصِحاربوا فى‬ ‫المغرب‬

‫الجزير ة العربية وبلاد‬ ‫تضم‬ ‫صِبية‬ ‫‪ ،‬فمنته بمملكة‬ ‫أمير مكة‬ ‫حسين‬ ‫اكسيف‬ ‫لعبتها على‬ ‫إنجلترا‬

‫الخلاف‬ ‫‪ ،‬واسسغلت‬ ‫هـسهم‬ ‫‪ِ5‬‬ ‫الحجاز‬ ‫عرب‬ ‫حوله‬ ‫‪ ،‬وجمعت‬ ‫وفلسطين‬ ‫العراث والام‬

‫هذا‬ ‫تقوية‬ ‫يد فى‬ ‫جواس!شها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫اخرب‬ ‫قبلى هذه‬ ‫"ِاك ث‬ ‫ا‪-‬ىب‬ ‫ا‬ ‫ل!ت‬ ‫الذلَى كار‬ ‫العنصرف‬

‫جنب‪،‬‬ ‫إنجلفسا جنبا‬ ‫جنود‬ ‫مع‬ ‫جنوده‬ ‫در لته ‪ ،‬وقاتلها‬ ‫على‬ ‫حين‬ ‫‪ ،‬فثار الشريف‬ ‫الخلاف‬

‫‪.‬‬ ‫والشام والعراث‬ ‫فلطين‬ ‫على‬ ‫استولوا‬ ‫حتى‬

‫‪384‬‬
‫‪،‬‬ ‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬فانهزموا فى‬ ‫الدولة وحلفاثها‬ ‫هذه‬ ‫ضعف‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫وكان‬

‫يتولى‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫العثمانية التركية‬ ‫الدولة‬ ‫قاعدة‬ ‫إستانبول‬ ‫وفرنا‬ ‫إنجترا‬ ‫جنود‬ ‫ودخلت‬

‫بهذه الاستكانة‬ ‫لهؤلاء الجنود ‪ ،‬ورضى‬ ‫‪ ،‬فخضع‬ ‫الدين‬ ‫وحيد‬ ‫محمد‬ ‫اللطان‬ ‫حكمها‬

‫هذا الوقت‬ ‫فى‬ ‫هم‬ ‫لهم من‬ ‫علماء الدين ‪ ،‬ولم يكن‬ ‫معه الجامدوز من‬ ‫الذليلة ‪ ،‬ورضيها‬

‫على‬ ‫الدولة‬ ‫ما أصاب‬ ‫تبعة‬ ‫وإلاقاء‬ ‫‪،‬‬ ‫الاتحاد والترقى‬ ‫جمعية‬ ‫برجال‬ ‫إلا الشماتة‬ ‫العصيب‬

‫عواتقهم‪.‬‬

‫أنصارهم‪،‬‬ ‫على‬ ‫الدولة‬ ‫بلاد هذه‬ ‫من‬ ‫ما بقى‬ ‫يقتَموا‬ ‫أن‬ ‫إنجلترا وحلفاؤها‬ ‫وأرادت‬

‫تجتاح‬ ‫وهى‬ ‫إلى جيوشها‬ ‫‪ ،‬ووقفوا ينظرون‬ ‫بلاد آسيا الصغر!‬ ‫اليونان على‬ ‫حكومة‬ ‫فسلطوا‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫معهم‬ ‫الجامدون يخظرون‬ ‫الدين وعلماؤه‬ ‫وحيد‬ ‫السلطان محمد‬ ‫هذه البلاد ‪ ،‬ووقف‬

‫البقية‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫آسيا الصغرى‬ ‫ددفع هذا الخطر عن‬ ‫الجثر‬ ‫ضباط‬ ‫صت‬ ‫كمال‬ ‫يقم إلا مصطفى‬

‫اليونان ‪،‬‬ ‫جيوشَ‬ ‫‪ ،‬يدافعون‬ ‫وراءه‬ ‫كلها‬ ‫البلاد‬ ‫قامت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫التركى‬ ‫الباقية للعنصر‬

‫وعلصاوْه‬ ‫الدين‬ ‫وحيد‬ ‫محمد‬ ‫واللطان‬ ‫‪،‬‬ ‫وطهم‬ ‫الدفاع عن‬ ‫فى‬ ‫بئْنفهم‬ ‫ويجودون‬

‫دينهم وسلطانهم‪.‬‬ ‫على‬ ‫الفتاوىَ بأن أولئك المجاهدين خوارج‬ ‫الجامدون ئصدرون‬

‫من‬ ‫اليونان ‪ ،‬فأخرجوهم‬ ‫جنود‬ ‫على‬ ‫وجنوده‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫نَصَرَ‬ ‫الله‬ ‫ولكن‬

‫لها أثر إلا القضاء‬ ‫يكن‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الشطان‬ ‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫الفاسدة‬ ‫القاوى‬ ‫تلك‬ ‫‪ ،‬وذهبت‬ ‫بلادهم‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪2391‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1342‬‬ ‫أنقرة سنة‬ ‫بمدينة‬ ‫جديدة‬ ‫السلطنِة ‪ ،‬واقامة جمهورية‬ ‫تلك‬ ‫على‬

‫الاعتماد على‬ ‫الاتحاد والترقى فى‬ ‫جمعية‬ ‫أن تخالف‬ ‫الجمهورية‬ ‫هذه‬ ‫أرادت‬ ‫وقد‬

‫يفوا‬ ‫لم‬ ‫الذين‬ ‫بالعرب‬ ‫علاقها‬ ‫" وتقطع‬ ‫التركية‬ ‫الجامعة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فتقتصر‬ ‫الإسلامية‬ ‫الجامعة‬

‫‪ ،‬ليعتمد‬ ‫إلغاء سلطتهم‬ ‫بعد‬ ‫اللاطين‬ ‫لأولئك‬ ‫الخلافة الصورية‬ ‫‪ ،‬فاْلغت‬ ‫الإسلامية‬ ‫للجامعة‬

‫الخلافة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫يعلقها‬ ‫التى كان‬ ‫آماله الكاذبة‬ ‫‪ ،‬ويترك‬ ‫نفه‬ ‫على‬ ‫إسلامى‬ ‫قطر‬ ‫كل‬

‫الصورية‪.‬‬

‫كثيرأ فى سياستها الجديدة ‪،‬‬ ‫تغالت‬ ‫‪/‬أنها‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫حكومة‬ ‫على‬ ‫هذا يؤخذ‬ ‫ومع‬

‫بالحروت‬ ‫اللاتي!نية‬ ‫ت‬ ‫‪j‬‬ ‫الحر‬ ‫‪ ،‬فاستبدلوا‬ ‫القديمة‬ ‫تقاليدهم‬ ‫بعض‬ ‫مال!ت بالترك عن‬ ‫حتى‬

‫الإسلامية؟‬ ‫الريعة‬ ‫غالبا على‬ ‫تعتمد‬ ‫كانت‬ ‫الى‬ ‫بالاقوانين‬ ‫الأوربية‬ ‫والقوانين‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬

‫من‬ ‫شىء‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫هـاذا كان‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا‬ ‫أهل‬ ‫وبين‬ ‫يميز بينهم‬ ‫كان‬ ‫الذىَ‬ ‫بالطربوش‬ ‫والقبعة‬

‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫العلماء الجامدين‬ ‫على‬ ‫أكثر إثمه يقع‬ ‫‪ ،‬فإن‬ ‫الإسلامية‬ ‫الريعة‬ ‫عن‬ ‫الانحراف‬

‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫باسم‬ ‫يعارضونهم‬ ‫أخذوا‬ ‫‪-‬بل‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫المصلحين‬ ‫صفوف‬ ‫يمدموا‬ ‫لم‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬

‫فيه‬ ‫فى الطريق الذى سارت‬ ‫الشر‬ ‫‪ ،‬وأنه يجب‬ ‫الإصلاح‬ ‫أن الإصلام عدو‬ ‫يفهمون‬ ‫جعلوهم‬

‫على‬ ‫جمودا‬ ‫وجعلوه‬ ‫جهلوه‬ ‫قد‬ ‫الدين‬ ‫علماء‬ ‫كان‬ ‫‪.‬دهاذا‬ ‫‪،‬‬ ‫تربوا تربية مدية‬ ‫قوم‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫أوربا‬

‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الجامدون‬ ‫به أولئك‬ ‫يصؤره‬ ‫الذى‬ ‫بهذا الجمود‬ ‫وياْخذوه‬ ‫أوْلى بأن يجهلوه‬ ‫‪ ،‬ف!نهم‬ ‫القد م‬

‫‪385‬‬
‫فى‬ ‫يتولاها‬ ‫شاه‬ ‫الدين‬ ‫ناصر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بفارس‬ ‫القاجاريين‬ ‫الثانية دولة‬ ‫الإسلامية‬ ‫والدولة‬

‫العثمانية التركية‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الحميد‬ ‫عد‬ ‫السلطان‬ ‫فيها ما يفعله‬ ‫‪ ،‬ويفعل‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫أوائل‬

‫الدين‬ ‫ابنه مظفر‬ ‫بعده‬ ‫فقام‬ ‫؟‬ ‫م‬ ‫‪6918‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪1314‬‬ ‫أبنالْها سنة‬ ‫من‬ ‫احد‬ ‫وا‬ ‫قُتل بيد‬ ‫أن‬ ‫إلى‬

‫هـ=‬ ‫‪1324‬‬ ‫سنة‬ ‫عليه‬ ‫ثورة‬ ‫قامت‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫تجله‬ ‫أبوه من‬ ‫يسير‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ‫وسار‬ ‫‪،‬‬ ‫شاه‬

‫‪ 11" 25‬هـ=‬ ‫سنة‬ ‫أن مات‬ ‫يلبث‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫دستورية‬ ‫حكومة‬ ‫حكومته‬ ‫‪ ،‬فجعل‬ ‫ام‬ ‫‪609‬‬

‫الحكومة‬ ‫بينه وب!ت‬ ‫خلاف‬ ‫وقع‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫على‬ ‫ابنه ميرزا محمد‬ ‫‪ ،‬فقام بعده‬ ‫ام‬ ‫‪709‬‬

‫قاثما بين‬ ‫الخلاف‬ ‫يزل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫م‬ ‫‪7091‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1326‬‬ ‫سنة‬ ‫فاْلغاها‬ ‫التى ألفها أبوه ‪،‬‬ ‫الدستورية‬

‫شاه ‪.‬بهلوى‬ ‫م ‪ ،‬فقام رضا‬ ‫هـ = ‪2591‬‬ ‫عليها سنة ‪1333‬‬ ‫إلى أن قضى‬ ‫هذه الدولة وشعبها‬

‫الجمهورية‬ ‫طريق‬ ‫فى‬ ‫تسير‬ ‫إيران ‪ ،‬وهى‬ ‫الدولة البهلوية فى‬ ‫تسمى‬ ‫ب!نشاء دولة جديدة‬

‫شيعية‪،‬‬ ‫؟ لا!نها دولة‬ ‫مثلها‬ ‫القديمهـة‬ ‫تقاليدها‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫فى‬ ‫لا تغالى‬ ‫التركية ‪ ،‬هـاذ كانت‬

‫المدنى‬ ‫الإصلاح‬ ‫طريق‬ ‫فى‬ ‫تمير‬ ‫القديمة ‪ ،‬ولكنها‬ ‫بالتقاليد‬ ‫النة‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫تم!كا‬ ‫أشذ‬ ‫والشيعة‬

‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫المدنى‬ ‫الإصلاح‬ ‫على‬ ‫إليه الاقتصار‬ ‫أدى‬ ‫ما‬ ‫فيها إلى‬ ‫يؤدى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الصرف‬

‫التركية‪.‬‬ ‫العئمانية‬

‫بعدهما‬ ‫أن نبحث‬ ‫‪ ،‬ويجب‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫البالْيتين للمسلمين‬ ‫الدولتين‬ ‫شأن‬ ‫فهذا كان‬

‫فاحئلت‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫عددها‬ ‫زاد‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأجانب‬ ‫بحكم‬ ‫ابتليت‬ ‫دممأن البلاد التى‬ ‫فى‬

‫فى‬ ‫حسين‬ ‫أحلام الريف‬ ‫فِلَسطين لليهود ‪ ،‬وذهبت‬ ‫الأردن ‪ ،‬وأعطت‬ ‫العراق وشرق‬ ‫إنجلترا‬

‫‪ ،‬وكانت‬ ‫عليها‬ ‫السعودية‬ ‫الدولة‬ ‫باستيلاء‬ ‫منه الحجاز‬ ‫ضاعت‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫العربية الواسعة‬ ‫السلطنة‬

‫بعدم خبرته فى‬ ‫حسين‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬فقدمها الشريف‬ ‫فى حكم‬ ‫تدخل‬ ‫البلاد‬ ‫هذه‬

‫مع الترك فى الدولة العثمانية والتركية‪،‬‬ ‫العرب‬ ‫‪ ،‬وقد عاش‬ ‫السياسة هدية ل!نجليز والهود‬

‫الإصلاح‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫م!نهم‬ ‫بلادهم‬ ‫فى‬ ‫ما يقاسونه‬ ‫ملوكها‬ ‫استبداد‬ ‫بلادنا من‬ ‫فى‬ ‫نقاسى‬ ‫فكنا‬

‫أضرنا‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫حكامهم‬ ‫وفساد‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫منا ونحن‬ ‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫وحالهم‬ ‫حالنا‬ ‫بتحسين‬ ‫كفيلا‬

‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫وحضارة‬ ‫مدنية‬ ‫أهل‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫علينا‬ ‫القضاء‬ ‫إلى‬ ‫يقصدون‬ ‫‪ ،‬أما الإنجليز فهم‬ ‫وأضرهم‬

‫‪ ،‬ومِن‬ ‫نفوسهم‬ ‫فى‬ ‫متأصلة‬ ‫عداوة‬ ‫تسوقهم‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫أو جهل‬ ‫فينا فساد‬ ‫الحسف‬ ‫إلى‬ ‫يسوقهم‬

‫الشعوب‬ ‫أخذت‬ ‫وقد‬ ‫لحالنا ‪،‬‬ ‫صلاح‬ ‫منه‬ ‫يُرجَى‬ ‫ولا‬ ‫لنا ‪،‬‬ ‫فيه خير‬ ‫لا يؤتَل‬ ‫حاله‬ ‫هذا‬

‫لها فى‬ ‫هذا القرن ‪ ،‬وكان‬ ‫منه فى‬ ‫للتخلص‬ ‫تعمل‬ ‫الأجانب‬ ‫الإسلامية التى ابتُليت بحكم‬

‫ذلك‬ ‫إلى غايتها من‬ ‫‪ ،‬ولكنها لن تصل‬ ‫الوسائل‬ ‫‪ ،‬مختلف‬ ‫متنوع الأساليب‬ ‫جهاد‬ ‫ذلك‬

‫يغيروا ما بأنفسهم‪.‬‬ ‫حتى‬ ‫لا لنهير ما بقوم‬ ‫اللّه‬ ‫قبله ؟ لأن‬ ‫حالها‬ ‫من‬ ‫الجهاد إلا إذا أصلحت‬

‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬ف!نها‬ ‫فى‬ ‫بذلك‬ ‫الأوربية السابقة قد انتهت‬ ‫الحرب‬ ‫لهاذا كانت‬

‫على‬ ‫تقوم‬ ‫شيوعية‬ ‫فيها حكومة‬ ‫قامت‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القيصرية‬ ‫روشا‬ ‫دولة‬ ‫فى‬ ‫منه‬ ‫بأشذَ‬ ‫انتهت‬

‫‪rAl‬‬
‫وتتظاهر‬ ‫‪،،‬‬ ‫المتطرفة‬ ‫الاشتراكية‬ ‫أصول‬ ‫من‬ ‫وما إلى ذلك‬ ‫المال‬ ‫بين الأفراد فى‬ ‫المساوَاة‬ ‫أساس‬

‫العالم‬ ‫إثارة شعوب‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتعمل‬ ‫الضعيفة‬ ‫للشعوب‬ ‫الرأسمالية‬ ‫ب!نكار استعمار الحكومات‬

‫‪،‬‬ ‫لهذا الغرض‬ ‫تعمل‬ ‫سائر الشحوب‬ ‫كثيرة فى‬ ‫أحزاب‬ ‫قامت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫هذه الحكومات‬ ‫على‬

‫بوسائل‬ ‫الأخذ‬ ‫تارة إلى‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وتلجأ‬ ‫شيوعى‬ ‫نظام‬ ‫إلى‬ ‫النظام الرأسمالى‬ ‫!قلب‬ ‫وتحاول‬

‫‪.‬‬ ‫القوة‬ ‫بوسائل‬ ‫الا!خذ‬ ‫إلى‬ ‫وتارة‬ ‫‪،‬‬ ‫السلم‬

‫على‪.‬‬ ‫تتنازع أو‪،‬‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الكبرى‬ ‫الدول‬ ‫سياسة‬ ‫تغيير كبير فى‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫وترتب‬

‫المذهبين الاقتصاديين‬ ‫ذينك‬ ‫تتنازع فى الظاهر على‬ ‫الاَن‬ ‫‪ ،‬فصارت‬ ‫محضة‬ ‫اشعمارية‬ ‫أغراض‬

‫كبيرين‪:‬‬ ‫هذا إلى معسكرين‬ ‫‪ -‬وانقسم العالم بسبب‬ ‫‪ -‬النظام الرأسمالى والنظام الشيوعى‬

‫باْوربا‪،‬‬ ‫وفرنا‬ ‫وإنجلترا‬ ‫‪،‬‬ ‫بأمريكا‬ ‫المتحدة‬ ‫الولايات‬ ‫رأسه‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الرأسمالى‬ ‫المعسكر‬

‫دولة‬ ‫إليه أخيرا‬ ‫انضمت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أوربا‬ ‫شرق‬ ‫ودول‬ ‫روسيا‬ ‫رأسه‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫الحثيوعى‬ ‫والمعسكر‬

‫أن ينتصر‬ ‫‪ ،‬ويحاول‬ ‫بالآخر‬ ‫يتربص‬ ‫المعسكرين‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكل‬ ‫آسيا‬ ‫فى‬ ‫الأفصى‬ ‫بالشرق‬ ‫الصين‬

‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫الانتصار‬ ‫إلى‬ ‫توصئله‬ ‫الحربية التى‬ ‫الآلات‬ ‫اختراع‬ ‫فى‬ ‫ويخهد‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقوة‬ ‫عل!‬

‫العالم‪.‬‬ ‫خراب‬ ‫إلى‬ ‫القنابل التى تؤدى‬ ‫من‬ ‫القنابل الذرية وغيرها‬ ‫إلى‬ ‫وصلوا‬

‫بين‬ ‫كان‬ ‫النزاع الذى‬ ‫مئل‬ ‫إلى‬ ‫والشيوعية‬ ‫‪-‬الرأسمالية‬ ‫الدول‬ ‫النزاع بين‬ ‫صار‬ ‫وبهذا‬

‫له‬ ‫أن تكون‬ ‫‪ -‬يحاول‬ ‫الرأسمالى والشيوعى‬ ‫‪-‬‬ ‫المعسكرين‬ ‫من‬ ‫الدول الاستعمارية ‪ ،‬فكل‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الأطماع‬ ‫هذه‬ ‫مع‬ ‫يمكن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقوة لا بالسلم‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ويسعى‬ ‫العالم‬ ‫على‬ ‫السيطرة‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫أمرهما‬ ‫‪ ،‬وانما قصارى‬ ‫العالم‬ ‫ما فيه صلاح‬ ‫فيما بينهما على‬ ‫الاتفاق‬ ‫إلى‬ ‫المعسكران‬ ‫يصل‬

‫‪،‬‬ ‫الاستعمار‬ ‫مصائب‬ ‫العالم بهذا فى‬ ‫‪ ،‬فيبقى‬ ‫ل‬ ‫واستغلا‬ ‫نفوذ‬ ‫مناطق‬ ‫إلى‬ ‫تقسيمه‬ ‫يتفقا على‬

‫هذه الأطماع لا‬ ‫على‬ ‫أن الحرب‬ ‫تعالى ‪ ،‬ولا شك‬ ‫الله‬ ‫إلا‬ ‫لا يعلم مصيرها‬ ‫أو يقعا فى حرب‬

‫للإنسانية‪.‬‬ ‫منها خير‬ ‫يُرجى‬

‫أساس‬ ‫التى تهدده بالخراب أن تقوم ‪/‬سياسته على‬ ‫الحروب‬ ‫هذه‬ ‫الحالم من‬ ‫ينجى‬ ‫لىاتما‬

‫شعب‬ ‫على‬ ‫فيه شعب‬ ‫‪ ،‬فلا يت!لط‬ ‫الأمم‬ ‫إرادة الحرية لجميع‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫بين الثعوب‬ ‫التعاون‬

‫‪ ،‬بل تترك له‬ ‫أو شيوعى‬ ‫نظام رأسمالى‬ ‫شعب‬ ‫على‬ ‫الاشئثار بخيراته ‪ ،‬ولا يفرض‬ ‫لأجل‬

‫‪،‬‬ ‫الدول‬ ‫عليها‬ ‫أن تتفق‬ ‫التى يمكن‬ ‫أناسة‬ ‫هى‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫يريده‬ ‫النظام الذى‬ ‫اختار‬ ‫الحرية فى‬

‫السيطرة‬ ‫الاَخر بأنه يريد‬ ‫فى‬ ‫منهما‬ ‫يمرإكأ كل‬ ‫معكرين‬ ‫العالم إلى‬ ‫أن ينقسم‬ ‫معها‬ ‫يمكن‬ ‫ولا‬

‫أساس‬ ‫تقوم على‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫شعب‬ ‫على‬ ‫ضعصب‬ ‫سيطرة‬ ‫من‬ ‫فيها شىء‬ ‫العالم ‪ ،‬لأنه لي!‬ ‫على‬

‫مما عند‬ ‫المال وغيرها‬ ‫فى‬ ‫التسوية‬ ‫من‬ ‫الشعوب‬ ‫عند‬ ‫لأففل‬ ‫هـانها‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعوب‬ ‫الحرية لجميع‬

‫اليوعية‪.‬‬

‫فيه‬ ‫فيما وقعت‬ ‫وقعت‬ ‫لما‬ ‫(خلاص‬ ‫فى‬ ‫الياسة‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫قصدت‬ ‫أن روسيا‬ ‫ولو‬

‫‪387‬‬
‫‪ ،‬وتترك‬ ‫وحده‬ ‫الروسى‬ ‫الثب‬ ‫على‬ ‫حكومها‬ ‫تقتصر‬ ‫القيصرية قبلها ‪ ،‬فكانت‬ ‫حكومها‬

‫شيئها من‬ ‫تافعل‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫القيصرية‬ ‫روسيا‬ ‫تحكمها‬ ‫التى كانت‬ ‫الإسلامية‬ ‫الحرية للث!عوب‬

‫بالقوة ‪.‬‬ ‫هذه الشعوب‬ ‫إلى حكمها‬ ‫‪ ،‬بل ضصت‬ ‫ذلك‬

‫إكتانبول‬ ‫من‬ ‫هربه‬ ‫بعد‬ ‫والرقى‬ ‫الاتحماد‬ ‫جمعية‬ ‫زعماء‬ ‫أنور باشا من‬ ‫اتصل‬ ‫وقد‬

‫أذربيجان‬ ‫فى‬ ‫إعطاء الحرية للمسلمين‬ ‫على‬ ‫أن يحملها‬ ‫‪ ،‬وحاول‬ ‫الشوعية‬ ‫روسيا‬ ‫بحكومة‬

‫هذا‬ ‫فنقضت‬ ‫عادت‬ ‫‪ ،‬ولكنها‬ ‫بالاستاقلال‬ ‫وعدتهم‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫وطاغتان‬ ‫وتركستان‬ ‫وقازان‬

‫الخضوع‬ ‫على‬ ‫فى حملهم‬ ‫بالاقوة‬ ‫تعى‬ ‫إلى سي!أسة روعيا القومية ‪ ،‬فجعلت‬ ‫الوعد ‪ ،‬وعادت‬

‫تمكهم‬ ‫سبيل‬ ‫فى‬ ‫لا يحصى‬ ‫مبنهم عدد‬ ‫قتل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الاقتصادلى‬ ‫نظامها‬ ‫قبول‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫لحكمها‬

‫روسيا ببلادهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬وانفصالهم عن‬ ‫بحريتهم‬

‫بخارىَ وطرد‬ ‫‪ ،‬ثم دخل‬ ‫إلى تركتان‬ ‫وصل‬ ‫أنور باشا احتال حتى‬ ‫ذلك‬ ‫فلما رأف‬

‫أهل‬ ‫إليه جميع‬ ‫فانضم‬ ‫‪،‬‬ ‫إسلامية‬ ‫فيها حكومة‬ ‫وألص‬ ‫‪،‬‬ ‫الثوعيين‬ ‫من‬ ‫أتباع روسيا‬ ‫مها‬

‫لا‬ ‫الفق‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫فرغانة‬ ‫وإلى‬ ‫خيوة‬ ‫إلى‬ ‫جثا‬ ‫فيها أرسك‬ ‫أموره‬ ‫ولما استوثقت‬ ‫‪،‬‬ ‫بخار!‬

‫أكثر‬ ‫الث!يوعيين‬ ‫الثورة على‬ ‫فعقَت‬ ‫‪،‬‬ ‫ة بروسيا‬ ‫القياص‬ ‫حكومة‬ ‫سقوط‬ ‫بها منذ‬ ‫قائمة‬ ‫تزال‬

‫حرب!ية‬ ‫آلات‬ ‫منهم‬ ‫وغنم‬ ‫‪،‬‬ ‫عديدة‬ ‫مواطن‬ ‫أنوفى بايثا فى‬ ‫عليهم‬ ‫وانتصر‬ ‫؟‬ ‫بلاد تركستان‬

‫‪،‬‬ ‫اللاد‬ ‫بهذه‬ ‫والصحية‬ ‫والماذية‬ ‫وألأدبية‬ ‫العلمية‬ ‫المسلمين‬ ‫بترقية حال‬ ‫اش!تغل‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫كثيرة‬

‫‪،‬‬ ‫لروسيا فى تركتان‬ ‫الولايات التمع التى كانت‬ ‫من‬ ‫ولايات‬ ‫خصر‬ ‫جنوده على‬ ‫واستولت‬

‫فى‬ ‫أنور باشا‬ ‫استشهد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫البلاد بالقوة‬ ‫منه تلك‬ ‫كبيرا اسشرد‬ ‫جيثا‬ ‫إليه روسيا‪/‬‬ ‫فأرسلت‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪2391‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫معه سنة ‪1341‬‬ ‫قناله‬

‫جمود‬ ‫بلغ‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫وأمرائنا‬ ‫ملوكنا‬ ‫غفلةً من‬ ‫بأقل‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫علماؤنا‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫من‬ ‫كان‬ ‫الأزهر"ما‬ ‫عن‬ ‫رسالته‬ ‫بيرم فى‬ ‫مصطانى‬ ‫الأستاذ‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫أوائله غايته‬ ‫فى‬ ‫الأزهر‬

‫والجغرافية‬ ‫الرياضية‬ ‫العلوم‬ ‫تلك‬ ‫ا نجقيت‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫الدينية واللانية‬ ‫العلوم‬ ‫لير‬ ‫مجافاتهم‬

‫فرار‬ ‫سماعها‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويفر‬ ‫السخط‬ ‫إليها بعين‬ ‫‪ ،‬ينظر‬ ‫الأزهر‬ ‫من‬ ‫مهجورة‬ ‫والفلسفية‬ ‫والعقلية‬

‫‪. 11‬‬ ‫ادخ‬ ‫‪،‬‬ ‫الأجرب‬ ‫من‬ ‫الصحيح‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫خافوا‬ ‫بالا"زهر ‪ ،‬وأنهم‬ ‫تدريسها‬ ‫إعادة‬ ‫فى‬ ‫الأمور‬ ‫ولاة‬ ‫سعى‬ ‫من‬ ‫ما كان‬ ‫ذكر‬ ‫ثم‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫فرأوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫بها ما ينافى‬ ‫أن‬ ‫عنهم‬ ‫كثير‬ ‫أذهان‬ ‫فى‬ ‫رسخ‬ ‫آن‬ ‫بعد‬ ‫‪،‬‬ ‫اْهله بها‬ ‫يفاجئوا‬

‫بيرم التونى‪،‬‬ ‫السيد‪.‬محمد‬ ‫والده‬ ‫بذلك‬ ‫فكلفوا‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫الشروع‬ ‫قبل‬ ‫لذلك‬ ‫السبيل‬ ‫يمفدوا‬

‫فعين قاضيا بها‪،‬‬ ‫إلى مصر‬ ‫انتاقك‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫الزيتونة بتونر‬ ‫جامع‬ ‫مدرسة‬ ‫مدرسى‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫الجامع الأزهر‪:‬‬ ‫الأنبابى شيخ‬ ‫فتقدم بهذا الاستفتاء إلى الشيخ محمد‬

‫مثل‬ ‫الرياصة‬ ‫للعلوم‬ ‫تعلم المسلمين‬ ‫يجوز‬ ‫؟ هل‬ ‫عنكم‬ ‫الله‬ ‫" ما ليأيكم رضى‬

‫‪388‬‬
‫سائر‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫باليهماء‬ ‫المعبر عنها‬ ‫الأجزاء‬ ‫وتركيب‬ ‫والهيئة والطبيعيات‬ ‫والحساب‬ ‫الهندسة‬

‫المعاصرين‬ ‫الأمم‬ ‫به‬ ‫بما تجارى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمة‬ ‫فى‬ ‫القوة‬ ‫زيادة‬ ‫فنها‬ ‫عليه‬ ‫ينبنى‬ ‫ما‬ ‫سيما‬ ‫لا‬ ‫‪،‬‬ ‫المعارف‬

‫وَأعِذُوا لَهُم فا‬ ‫‪ :‬أ‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫فى‬ ‫الأمر‬ ‫يعنى‬ ‫‪-‬‬ ‫الأمر بالاستمداد‬ ‫ما يَضمله‬ ‫كل‬ ‫له! في‬

‫الأمة ‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫طائفة من‬ ‫العلوم على‬ ‫تلك‬ ‫بعض‬ ‫بجب‬ ‫" (‪ )1‬بل هل‬ ‫قُؤَةِ‬ ‫من‬ ‫استَطَعتُم‬

‫الإسلام الغزالى فى‬ ‫ذكره فيها الإمام حجة‬ ‫النحو الذى‬ ‫كفائيأ على‬ ‫واجبا وجوبا‬ ‫يكون‬

‫فهل‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها كذلك‬ ‫الحكم‬ ‫‪،‬إذا كان‬ ‫؟‬ ‫وأقروه‬ ‫الحنفية أيضا‬ ‫علماء‬ ‫ونقله‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫إحياء‬

‫الجامع‬ ‫فى‬ ‫الآن‬ ‫الرائجة‬ ‫وغيره‬ ‫نحوِ‬ ‫الآلية من‬ ‫العلوم‬ ‫قراءة‬ ‫ما تجوز‬ ‫مثل‬ ‫قراءتها‬ ‫يجوز‬

‫ليلتم مقصذا‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجواب‬ ‫أفيدوا‬ ‫‪-‬‬ ‫بمراكثى‬ ‫‪-‬‬ ‫والقرويين‬ ‫‪،‬‬ ‫الزيتونة‬ ‫وجامع‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرهر‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الألباب‬ ‫لأولى‬

‫من‬ ‫المستفتى‬ ‫فيها مما يقصده‬ ‫تهرث‬ ‫‪،‬‬ ‫ملنوية‬ ‫طويلة‬ ‫الأنبابى بفتوى‬ ‫الشيخ‬ ‫فاجاب‬

‫المدارس المدنية‬ ‫شائعة فى‬ ‫الجامع الأزهر ‪ ،‬مع أن دراستها كانت‬ ‫م فى‬ ‫اسةبما‬ ‫د‬ ‫إدخال‬

‫كال!‬ ‫تعفُمط‬ ‫كأن‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها ليتعلموها‬ ‫أبناءهم‬ ‫يُدخلون‬ ‫الأزهر‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بمصر‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬فلا يرى*!صاحبه‬ ‫دليل‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫يحكم‬ ‫الذى‬ ‫الجمود‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫فقط‬ ‫الأرهر‬ ‫فى‬ ‫مكروها‬

‫‪ ،‬ولهذا لم‬ ‫فى نفسه‬ ‫هؤى‬ ‫له ‪ ،‬أو صادف‬ ‫كان فى هذا مصلحة‬ ‫إذا‬ ‫فى مخالفته‬ ‫نفسه شثا‬

‫إسماعيل‬ ‫عهد‬ ‫الجامع الأزهر ‪ ،‬ومضى‬ ‫العلوم فى‬ ‫دراسة هذه‬ ‫الفتوى فى إدخال‬ ‫تفد هذه‬

‫‪.‬‬ ‫العلوم‬ ‫تلك‬ ‫دراسة‬ ‫من‬ ‫نفرتهم‬ ‫مُصِرْون على‬ ‫‪ ،‬والأرهريون‬ ‫باشا‬ ‫توفيق‬ ‫باشا وعهد‬

‫فى‬ ‫ميت‬ ‫وكأنهم عخحو‬ ‫صاروا‬ ‫علماء الأرهر ‪ ،‬حتى‬ ‫الجمود الشديد على‬ ‫ذلك‬ ‫فجنى‬

‫كان‬ ‫ولقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الخير لها‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫يسعى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫شؤونها‬ ‫من‬ ‫شأن‬ ‫لا يهمه‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمة‬ ‫جسم‬

‫القرن‬ ‫منهم ثم مضى‬ ‫قيل إنه مجدد‬ ‫من‬ ‫آخر‬ ‫الدين الرملى فى القرن العاشر الهجرى‬ ‫شمس‬

‫المجدِّدين لهذه‬ ‫يرشح‬ ‫من‬ ‫وقد نسيهم‬ ‫والقرن الثالث عشر‬ ‫والقرن الثانى عشر‬ ‫الحادى عشر‬

‫مذهب‬ ‫العقائذ على‬ ‫فى‬ ‫جمدوا‬ ‫قد‬ ‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫عنهم‬ ‫فيها مجددَا‬ ‫يذكروا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫القرون‬

‫منهم أن يخرج‬ ‫أحد‬ ‫المذاهب الأربعة المشهورة ‪ ،‬ولم يحاؤل‬ ‫الفروع على‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫الأشعرى‬

‫كان‬ ‫‪ ،‬مع أن العالم الاسلامى‬ ‫الحديث‬ ‫الاصلاح‬ ‫من‬ ‫منْدائرة هذا التقليد أو ينادى بشىء‬

‫الجامع الأرهر من عالم‬ ‫لم يرد أن بحرم‬ ‫الثه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا الإصلاح‬ ‫بكثير من أسباب‬ ‫قد أخذ‬

‫الأرهر أن يقوم به‬ ‫على‬ ‫كان يجب‬ ‫بما‬ ‫يقوم فى أواخر القرن السابق وأوائل هذا القرن‬ ‫أرهرى‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬و(ن كان الفضل‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الثيخ‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وقد كان هذا العالم الأرهر!‬ ‫قرون‬ ‫من‬

‫الدين الأفغانى‪.‬‬ ‫بلوغه مرتبة المجدد فى هذا القرن لأستاذه جمال‬

‫هذا‬ ‫فى‬ ‫والتجديد‬ ‫الإصلاح‬ ‫حركة‬ ‫تعويق‬ ‫كبير فى‬ ‫نصيب‬ ‫للمتصوفة‬ ‫كان‬ ‫وكذلك‬

‫!!‬
‫‪.‬‬ ‫الأنفال ‪ :‬اَية ‪06‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪938‬‬
‫الهدى‬ ‫أبى‬ ‫الشيئ‬ ‫شأن‬ ‫من‬ ‫بيان ما كان‬ ‫سبق‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫علمائنا أو كثر‬ ‫من‬ ‫الجامدين‬ ‫مثل‬ ‫القرن‬

‫له فيها الحكم‬ ‫وزين‬ ‫‪،‬‬ ‫دولته‬ ‫غليه‬ ‫أفسد‬ ‫الذى‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫مع‬ ‫الصيادى‬

‫فى‬ ‫الصوفى‬ ‫لمثل هذا‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫والتجديد‬ ‫الإصلاح‬ ‫أنصار‬ ‫على‬ ‫وسفَطه‬ ‫‪،‬‬ ‫الاستبدادى‬

‫الصوفية‬ ‫غيره من‬ ‫مثل‬ ‫أنه كان‬ ‫الدولة الكبيرة ‪ ،‬مع‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫أن يتحكم‬ ‫وتنطعه‬ ‫جموده‬

‫يسمى‬ ‫له غلام‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫سرهم‬ ‫ما يأتونه فى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬المتسترين بالتصوف‬ ‫دينهم‬ ‫المتساهلين فى‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1091‬‬ ‫=‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9133‬‬ ‫سنة‬ ‫منه إلى مصر‬ ‫‪ ،‬ثم هرب‬ ‫عنه فيه إشاعات‬ ‫يشاع‬ ‫شكيبا‬

‫كثيرة‬ ‫شأنه مفاوضات‬ ‫فى‬ ‫التشنيع عليه ‪ ،‬وجرت‬ ‫باشا الثانى فى‬ ‫فاستغله الخديو عباس‬

‫هذا الغلام هذه‬ ‫لسانه فى شأن‬ ‫إبراهيم على‬ ‫حافظ‬ ‫لإعادته إليه فى إستانبول ‪ ،‬فقال محمد‬

‫‪:‬‬ ‫الأبيات‬

‫يغيبا‬ ‫حتى‬ ‫الأذكار‬ ‫وأفف!‬ ‫شكيبا‬ ‫رأيتُ‬ ‫لو‬ ‫الذُث‬ ‫أُحرقُ‬

‫الطبيبا‬ ‫إذا دعوتُ‬ ‫وطبيبى‬ ‫ى‬ ‫وإمام‬ ‫وقِبمتى‬ ‫ذكرِى‬ ‫هو‬

‫حريبا‬ ‫شيخا‬ ‫بالتنائى رأيت‬ ‫قتبى‬ ‫تعمتَ‬ ‫لو ترانى وقد‬

‫سواك ‪ ،‬حبيبا‬ ‫يشثهى‬ ‫ولا‬ ‫لأ‬ ‫إجلا‬ ‫لغيرك‬ ‫لا بنحنى‬ ‫كان‬

‫دبيبا‬ ‫يدب‬ ‫من‬ ‫(نما الشيخ‬ ‫دبيبى‬ ‫شكيب‬ ‫يا‬ ‫تعيبن‬ ‫لأ‬

‫الحليبا‬ ‫خع جهارا وكم سقيت‬ ‫الشب‬ ‫فى حضرة‬ ‫المدام‬ ‫كم شربتَ‬

‫إلا شكيبا شكيبا‬ ‫فيها‬ ‫حىَ‬ ‫كان تب‬ ‫فسلوا سُبحتى فهل‬

‫هذا القرن ‪ ،‬فلا يزال‬ ‫المتصوفة فى‬ ‫من‬ ‫الصيادى‬ ‫غير ابى الهدى‬ ‫كان شأن‬ ‫وكذلك‬

‫الإسلامية‬ ‫الحكومات‬ ‫‪ ،‬ولا تزال‬ ‫الجامدين‬ ‫العلماء‬ ‫العامة من‬ ‫بين العامة وأشباه‬ ‫نفوذهم‬ ‫لهم‬

‫فى الاحتفال‬ ‫أتباعهم ‪ ،‬وتشاركهم‬ ‫على‬ ‫سلطان‬ ‫من‬ ‫غمالهم‬ ‫لهم تقاليدهم ‪ ،‬وتغضى‬ ‫ترعى‬

‫على‬ ‫فى حكمه‬ ‫يجرى‬ ‫القباب من أمواتهم ‪ ،‬مع أن كثيرا من هذه الحكومات‬ ‫بموالد أصحاب‬

‫بتقاليد هؤلاء‬ ‫تؤمن‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجديدة‬ ‫بالتقاليد الأوربية‬ ‫فيها‬ ‫الحديثة !‪ ،-‬ويأخذ‬ ‫الأساليب‬

‫ولا‬ ‫جديدة‬ ‫لا هى‬ ‫مضطربة‬ ‫حياة‬ ‫‪ ،‬وجعلها‬ ‫علينا حياتنا‬ ‫أفسد‬ ‫النفاق الذى‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫المتصوفة‬

‫بين المختلفين‬ ‫يجمع‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫والنفاق‬ ‫‪،‬‬ ‫والجدبد‬ ‫بين القديم‬ ‫مذبذبة‬ ‫حياة‬ ‫‪! ،‬انما هى‬ ‫قديمة‬

‫منها‪.‬‬ ‫يرجى‬ ‫فيها ‪ ،‬ولا خير‬ ‫لا ثمرة‬ ‫حياة عقيمة‬ ‫حياتهم‬ ‫‪ ،‬ويجعل‬ ‫فيهما‬

‫‪ ،‬ينشرون‬ ‫القرون السابقة‬ ‫فى‬ ‫فى هذا القرن كما عاشوا‬ ‫المتصوفة‬ ‫أولئك‬ ‫وبهذا عاش‬

‫فتُجبَى إليهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الأموات‬ ‫من‬ ‫القباب‬ ‫بأصحاب‬ ‫وئجِرون‬ ‫‪،‬‬ ‫والخرافات‬ ‫البدع‬ ‫الناس‬ ‫بين‬

‫ليسعدوهم‪،‬‬ ‫بأموالهم‬ ‫انفسهم‬ ‫أتباعُهم على‬ ‫ويضنُّ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكومات‬ ‫إلى‬ ‫تُجبى‬ ‫كما‬ ‫الأموال‬

‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫فقر‬ ‫الوافر بين‬ ‫بالغنى‬ ‫ويمتعوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعب‬ ‫شقاء‬ ‫بين‬ ‫ورفاهية‬ ‫سعادة‬ ‫فى‬ ‫وليعيشوا‬

‫هذه الباع والتقاليد ‪ ،‬وكان الثخ‬ ‫فى القضاء على‬ ‫هذا الفساد ‪ ،‬وسعى‬ ‫كثير من‬ ‫شكا‬ ‫حتى‬

‫‪093‬‬
‫الله‬ ‫عبذ‬ ‫الشيئ‬ ‫‪.‬أولئك المتصوفة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫الإنكار على‬ ‫فى‬ ‫ا‬ ‫صوتًا‬ ‫عبده أرفعهم‬ ‫محمد‬

‫ما‬ ‫أبدع‬ ‫المسامير ‪ ،‬ومن‬ ‫كتابا سماه‬ ‫الصيادى‬ ‫الهدى‬ ‫أبى‬ ‫الشيخ‬ ‫هجاء‬ ‫فى‬ ‫ألف‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫النديم‬

‫إبراهيم‪:‬‬ ‫حافظ‬ ‫الشعر قول محمد‬ ‫المتصوفة من‬ ‫قيل فى نقد أولئك‬

‫الأمواتُ‬ ‫تُرزق‬ ‫ألف‬ ‫وبألف‬ ‫بدرهم‬ ‫يُرزقون‬ ‫لا‬ ‫أحياؤنا‬

‫الصلوات‬ ‫على أَحجارها‬ ‫قامت‬ ‫‪9‬بحفرة‬ ‫الناثمين‬ ‫لى بحظ‬ ‫مَنْ‬

‫الآيات‬ ‫وتُقرأ‬ ‫النذور‬ ‫بحرُ‬ ‫حولهَا‬ ‫ويَجرى‬ ‫الاْنامُ لها‬ ‫يسعى‬

‫بها الحاجات‬ ‫تُقضَى‬ ‫ووسيلةً‬ ‫بابُ المصطفى‬ ‫القطبُ‬ ‫‪ :‬هذا‬ ‫ويُقال‬

‫فى أواخر القرن السابق وأوائل هذا القرن يواصل جهاده‬ ‫الشيئ!‬ ‫وق!‪ .‬قام‬

‫يخالف‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫القوة‬ ‫استعمال‬ ‫على‬ ‫السلمية‬ ‫فيه الدعوة‬ ‫يؤثر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬

‫فيها ‪ ،‬وقد‬ ‫أن يشترك‬ ‫راى‬ ‫العرابية‬ ‫الثورة‬ ‫قامت‬ ‫حينما‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫أستاذه‬

‫‪ ،‬فلما عُفى‬ ‫بيروت‬ ‫فيها النفى إلى‬ ‫اشتراكه‬ ‫على‬ ‫عقابه‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الإنكليز لمصر‬ ‫باحتلال‬ ‫انتهت‬

‫‪ ،‬فراى أن يسالم‬ ‫إلى الإصلاح‬ ‫القوة فى الوصول‬ ‫تغير رأيه فى استعمال‬ ‫عنه وعاد إلى مصر‬

‫الطريق الذى‬ ‫‪ ،‬لأنه هو‬ ‫الدينى والاجتماعى‬ ‫‪ ،‬وأن يفرغ نفسه ل!صلاح‬ ‫مصر‬ ‫الإنجليز فى‬

‫لا‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫لا نضاهيهم‬ ‫القوة التى‬ ‫استعمال‬ ‫إلى‬ ‫يلجأ‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫خروجهم‬ ‫إلى‬ ‫يؤدى‬

‫هذا تلميذه السيد‬ ‫جاراه فى‬ ‫عندنا ‪ ،‬وقد‬ ‫شىء‬ ‫كل‬ ‫منها بعد أن استولوا على‬ ‫شئا‬ ‫نملك‬

‫‪،‬‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫بمساعدة الشيخ‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫المنار‬ ‫الذى أنشأ مجلة‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫رضأ‬ ‫رشيد‬ ‫محمد‬

‫سلك‬ ‫أنصار الجموب ‪ ،‬فلما مات‬ ‫عنه أعداءه من‬ ‫‪ ،‬ودافعت‬ ‫الإصلاح‬ ‫بنشر آرائه فى‬ ‫فقامت‬

‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫تلاميذه لرأيه فى‬ ‫فكان أخلص‬ ‫استاذه ‪،‬‬ ‫فيها مسلك‬ ‫رض!‬ ‫رشيد‬ ‫السيد محمد‬

‫أعدالْه‪.‬‬ ‫الرد على‬ ‫فى‬ ‫تأييده ‪ ،‬وأقواهم‬ ‫فى‬ ‫صوتا‬ ‫وأعلاهم‬

‫باشا الثانى‬ ‫أقنع الخديو عباس‬ ‫حتى‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫عبده يسعى‬ ‫محمد‬ ‫ولم يزل الثخ‬

‫فيها لضبغتها‬ ‫التدخل‬ ‫الإنكليز قد تركوا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الث!رعية والأوقاف‬ ‫والمحاكم‬ ‫الأزهر‬ ‫ب!صلاح‬

‫ما يراه من‬ ‫كل‬ ‫يمكنه ادخال‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫فيها‬ ‫الإصلاح‬ ‫ببعض‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الدينية ‪ ،‬فقام الشيخ‬

‫أن غضب‬ ‫الخديو عباس‬ ‫هذا لم يبث‬ ‫ثورة الزجعيين عليهاْ ‪ ،‬ومع‬ ‫‪ ،‬خوفًا من‬ ‫الإصلاحات‬

‫فيما يرون ولو‬ ‫للخكام‬ ‫العلماء الذين يخضعون‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لأنه لم يكن‬ ‫عبده‬ ‫الشيخ محمد‬ ‫على‬

‫عبده من‬ ‫كراهة مثل الشيخ محمد‬ ‫قرون على‬ ‫المسلمين من‬ ‫حكام‬ ‫اَراءهم ‪ ،‬وقد جرى‬ ‫خالف‬

‫‪.‬‬ ‫العلماء‬

‫الأرهر‪،‬‬ ‫إدارة‬ ‫عبده أخرجه من مجلس‬ ‫الخديو عباس على الشيخ محمد‬ ‫فلما غضب‬

‫منهم‬ ‫‪ ،‬فيكون‬ ‫بعلماء الأزهر وطلابه‬ ‫ينهض‬ ‫إلى غايته ‪ ،‬حتى‬ ‫بالإصلاح‬ ‫فلم يمكنه أن يصل‬

‫ما‬ ‫لكل‬ ‫يخضع‬ ‫الذى‬ ‫موقف‬ ‫الحكا‬ ‫‪ ،‬ولا يقفوا‪.‬من‬ ‫الدين والعلم‬ ‫فى‬ ‫اَراء‬ ‫لهم‬ ‫علماء‬ ‫ْ‬

‫‪193‬‬
‫الى هذه‬ ‫الوصول‬ ‫فى الأزهر عن‬ ‫الإصلاح‬ ‫مع رايهم ‪ ،‬بل وقف‬ ‫له رأى‬ ‫‪ ،‬ولا يكون‬ ‫يرون‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫العلماء يسهل‬ ‫أولئك‬ ‫من‬ ‫يأنمر لهم‬ ‫أن من‬ ‫هذا‬ ‫دون‬ ‫وقفوا‬ ‫الذين‬ ‫الحكام‬ ‫يعلم‬ ‫الغاية ‪ ،‬ولم‬

‫فى‬ ‫النظام الحديث‬ ‫دخول‬ ‫بعد‬ ‫العلماء‬ ‫أولئك‬ ‫بقى‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫هذا‬ ‫ممن يريد‬ ‫يأتمر عليهم‬

‫هيئة‬ ‫فى‬ ‫دخلوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫للحكام‬ ‫النظام خضوعهم‬ ‫هذا‬ ‫زاد بعد‬ ‫كانوا قبله ‪ ،‬بل‬ ‫كما‬ ‫الأرهر‬

‫من‬ ‫كغيرهم‬ ‫تأديبات وعقوبات‬ ‫لهم‬ ‫النظام ‪ ،‬ووُضعت‬ ‫الدولة بعد هذا‬ ‫الموظفين فى‬

‫لحكامهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتُخضعهم‬ ‫حريتهم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لتحذ‬ ‫الموظفين‬

‫نفسه ‪ ،‬وهذا فى موقفهم‬ ‫مع الخديو عباس‬ ‫للحكام‬ ‫الخضوع‬ ‫على‬ ‫أثر تعويدهم‬ ‫وظهر‬

‫الدولة العثمانية التركية الى‬ ‫‪ ،‬فانضمت‬ ‫الأوربية العامة الأولى‬ ‫الحرب‬ ‫قامت‬ ‫منه حين‬

‫باقية لهذه‬ ‫التى كانت‬ ‫إنجلترا السيادة الاسمبة‬ ‫‪ ،‬فأبطلت‬ ‫عباس‬ ‫اليها الخديو‬ ‫ألمانيا ‪ ،‬وانضم‬

‫‪ ،‬وأقامت‬ ‫الحكم‬ ‫الخديو عباسا عن‬ ‫‪ ،‬وعزلت‬ ‫حمايتها عيها‬ ‫‪ ،‬وأعلنت‬ ‫الدولة جملى مصر‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪1491‬‬ ‫إ‬ ‫اهـت‬ ‫هذا سنة ‪333‬‬ ‫مصر‪،‬وكان‬ ‫باشا سلطانا على‬ ‫باشا بن إسماعيل‬ ‫حسين‬ ‫عمه‬

‫فيها‬ ‫دعوا‬ ‫رسالة‬ ‫‪ ،‬وأصدروا‬ ‫فيه‬ ‫فأيدوها‬ ‫تأييد ذلك‬ ‫فى‬ ‫الأرهر‬ ‫علماء‬ ‫بكبار‬ ‫استعانت‬ ‫وقد‬

‫باشا فى‬ ‫شفيق‬ ‫أحمد‬ ‫ذكر‬ ‫كما‬ ‫يَدَعُوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الحكومة‬ ‫واتقاء الفتنة داطاعة‬ ‫السكون‬ ‫الأمة إلئ‬

‫عدم‬ ‫على‬ ‫النبوية يحضان‬ ‫الأحادبث‬ ‫من‬ ‫الذكر الحكيم او حدبثا‬ ‫آيات‬ ‫حولياته آية من‬

‫أتوا‬ ‫‪V( ،‬‬ ‫المرء فيما لا يعنيه‬ ‫تدخل‬ ‫البعد عن‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫التهلكة‬ ‫إلى‬ ‫دهالقاء الأنفس‬ ‫المخاطرة‬

‫الجامع‬ ‫شيخ‬ ‫البشرى‬ ‫العلماء الث!يخ سليم‬ ‫أولئك‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫الرسالة ‪ ،‬وكان‬ ‫هذه‬ ‫به فى‬

‫وقد نصحوا‬ ‫عليهم‬ ‫مفتى الديار المصرية ‪ ،‬وكان‬ ‫الصدفى‬ ‫عاشور‬ ‫بكرى‬ ‫الأزهر ‪ ،‬والشيخ‬

‫أن هذا‬ ‫‪ ،‬إذا صح‬ ‫أيفئا فيما لا يعنيهم‬ ‫التدخل‬ ‫فيما لا يعنيها أن يتركوا‬ ‫التدخل‬ ‫الأمة بترك‬

‫وحكمتها‬ ‫‪،‬‬ ‫رضاها‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫انجلترا الحماية عليها‬ ‫اعلنت‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأمة المصرية‬ ‫لا يعنى‬ ‫كان‬

‫موقفا‬ ‫فى ذلك‬ ‫الخديو عباس‬ ‫‪ ،‬وقد وقف‬ ‫وحدفا‬ ‫بالقهر والغلبة حكمَا يُقصد منه مصلحتها‬

‫الأقل‪.‬‬ ‫على‬ ‫أن يلتزموا السكوت‬ ‫الأليق بهم‬ ‫كريما ‪ ،‬وكان‬

‫الأرهر يتعثر بأمثال‬ ‫عبده فى‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫الذى أدخله‬ ‫النظام الحديث‬ ‫وبهذا سار‬

‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الث!يخ‬ ‫طراز‬ ‫من‬ ‫يكونوا‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫لا يؤمنون‬ ‫الذين‬ ‫العلماء‬ ‫أولئك‬

‫)ولا يأتمرون‬ ‫الا للحق‬ ‫لا يخضعون‬ ‫‪،‬‬ ‫الطراز‬ ‫هذا‬ ‫تُخرفي جملماء من‬ ‫وجهة‬ ‫يمكنهـ‪ 3‬أن يوجًهوه‬

‫قبك‬ ‫عليه‬ ‫كانت‬ ‫الأمة عما‬ ‫بين‬ ‫العلماء‬ ‫منزلة‬ ‫فانحطت‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫ما يريدونه‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫للحكام‬

‫الأمة من‬ ‫‪ ،‬فخرجت‬ ‫تنظر إلى سائر الناس‬ ‫تنظر اليهم كما‬ ‫‪ ،‬وصارت‬ ‫النظام الحديث‬

‫بالدين‬ ‫يتعلق‬ ‫فيما‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫لأبناء المدرسة‬ ‫العليا فيها‬ ‫الكلمة‬ ‫وصارت‬ ‫‪،‬‬ ‫أيديهم‬

‫‪،‬‬ ‫الجمود فى هذه الأحكام‬ ‫عبده على‬ ‫بعد الشيخ محمد‬ ‫لأن علماء الأرهر مضوا‬ ‫؟‬ ‫وأحكامه‬

‫فيها دونهم‪.‬‬ ‫التجديد‬ ‫برسالة‬ ‫الحديثة إلا أن يقوموا‬ ‫أبناء المدرسة‬ ‫المعتدلون من‬ ‫يجد‬ ‫فلم‬

‫‪293‬‬
‫أعضاء مجلس‬ ‫بعض‬ ‫قام‬ ‫حين‬ ‫العلماء‬ ‫من أولئك‬ ‫ومن هذا الخضوع للحكام ما حصل‬

‫الوقت‪،‬‬ ‫فى ذلك‬ ‫هذا حكام‬ ‫‪ ،‬فلم يرض‬ ‫الأهلى أو إصلاحه‬ ‫النواب يطالبون ب!لغاء الوقف‬

‫من‬ ‫حاله ‪ ،‬ولو دخله‬ ‫قديم على‬ ‫بعلماء الدين يريدون بقاء كل‬ ‫الا أن يستعينوا‬ ‫ولم يجدوا‬

‫الأرهر‬ ‫فى‬ ‫العلماء جميعا‬ ‫‪ ،‬فأفتى‬ ‫م‬ ‫‪2791‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪1346‬‬ ‫سنة‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ما دخله‬ ‫الفساد‬

‫إلا‬ ‫فيمذً منهم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الأهلى‬ ‫الغاء الوقف‬ ‫بأنه لا يجور‬ ‫المعاهد الدينية الإسلامية‬ ‫من‬ ‫وغيره‬

‫يشذ‬ ‫أن‬ ‫يطيقون‬ ‫لا‪.‬‬ ‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫بمخالفتهم‬ ‫يجهر‬ ‫يمكنه أن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بالسكوت‬ ‫اكتفى‬ ‫النادر الذى‬

‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫مطلقا‬ ‫الوقف‬ ‫جوار‬ ‫أبى حنيفة عدم‬ ‫الرواية عن‬ ‫أن ظاهر‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫عنهم‬ ‫أحد‬

‫وبيعه‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫الرجوع‬ ‫‪ ،‬وله‬ ‫الواقف‬ ‫ملك‬ ‫على‬ ‫يبقى‬ ‫كالإعارة‬ ‫أن الوقف‬ ‫بأنه يريد‬ ‫يؤولونها‬

‫الذى استقر أمر‬ ‫الوقف‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فى‬ ‫عنه ‪ ،‬وقد فاتهم أن مثل هذا ليس‬ ‫يورث‬ ‫لهان مات‬

‫الفقهاء عليه‪.‬‬

‫بتحديد‬ ‫يطالب‬ ‫النواب أو الشيوخ‬ ‫قام بعض‬ ‫حين‬ ‫منهم‬ ‫هذا أيضئا ما حصل‬ ‫ومن‬

‫فى‬ ‫وأيدها‬ ‫‪،‬‬ ‫العلماء‬ ‫كبار‬ ‫هيئة‬ ‫من‬ ‫مؤلفة‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫لجنة الافتاء بالأرهر‬ ‫فعارضته‬ ‫الملكية ‪،‬‬

‫قد‬ ‫كان‬ ‫أبا ذَز الغِفارى‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية الاسلامية‬ ‫والمعاهد‬ ‫بالأرهر‬ ‫العلماء‬ ‫جميع‬ ‫فتواها‬

‫لممن‬ ‫كثر‬ ‫أن يقتنى‬ ‫للمرء‬ ‫أنه لا يجوز‬ ‫يرى‬ ‫‪( ،‬ذ كان‬ ‫عثمان‬ ‫خلافة‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫أبعد من‬ ‫الى‬ ‫ذهب‬

‫فيه ‪ ،‬ولم‬ ‫مخطئا‬ ‫بأنه كان‬ ‫حكموا‬ ‫إحفاعهم‬ ‫يعارض‬ ‫مذهبه‬ ‫‪ ،‬فلما رأوا أن‬ ‫وليلة‬ ‫يوم‬ ‫قوت‬

‫‪،‬‬ ‫الشاذة‬ ‫الأقوال‬ ‫الإفتاء ببعض‬ ‫عن‬ ‫لا يتورعون‬ ‫الآن‬ ‫وأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫مجتهدا‬ ‫أنه كان‬ ‫يراعوا‬

‫من‬ ‫‪ ،‬وليترك‬ ‫الأقوال‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫ذر‬ ‫أبى‬ ‫قول‬ ‫فليكن‬ ‫وغيره‬ ‫الطلاق‬ ‫التى أفتوا بها فى‬ ‫كالأقوال‬

‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الأيام‬ ‫من‬ ‫يوم‬ ‫اليه فى‬ ‫يحتاجون‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫القاسى‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫عليه‬ ‫يحكم‬ ‫أن‬ ‫غير‬

‫‪.‬‬ ‫وغيره‬ ‫الطلاق‬ ‫الشاذة فى‬ ‫الأقوال‬ ‫تلك‬ ‫الى‬ ‫احتاجوا‬

‫الملك السابق‬ ‫غالى بالأميرة السابقة فتحية بنت‬ ‫هذا أيضا فتواهم فى زواج رياض‬ ‫ومن‬

‫هى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بهذه الأميرة‬ ‫ليتزوج‬ ‫فأسلم‬ ‫مسيحيا‬ ‫غالى‬ ‫رياض‬ ‫فؤاد الأول ‪ ،‬وكان‬ ‫أحمد‬

‫الملك السابق‬ ‫أخوها‬ ‫فيها ‪ ،‬فبذل‬ ‫معهما‬ ‫غالى‬ ‫رياض‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المتحدة بأمريكا‬ ‫بالولايات‬ ‫وأمها‬

‫لجنة الإفتاء بالأزهر‪،‬‬ ‫لجأ الى‬ ‫وأخيزا‬ ‫‪،‬‬ ‫الزواج‬ ‫هذا‬ ‫دون‬ ‫ليحول‬ ‫وسعه‬ ‫ما فى‬ ‫كل‬ ‫فاروق‬

‫الحديث‬ ‫‪ ،‬والمسلم‬ ‫حديث‬ ‫غالى مسلم‬ ‫فى الإسلام ؟ لأن رياض‬ ‫فأفتت بأن الزواج لا يصح‬

‫صحة‬ ‫الكفاءة فى‬ ‫اشتراط‬ ‫فى‬ ‫القديم ‪ ،‬وفاتها أن الفقهاء مختلفون‬ ‫كفؤا للمسلم‬ ‫لا يكون‬

‫لا يشترط‬ ‫الذى‬ ‫هو‬ ‫بين الناس‬ ‫المساواة‬ ‫من‬ ‫به الاسلام‬ ‫جاء‬ ‫لما‬ ‫الموافق‬ ‫المذهب‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫النكاح‬

‫فقد الكفاءة بين المسلم الحديث‬ ‫إليه من‬ ‫أن ما ذهبت‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫النكاح هذا الرط‬ ‫صحة‬ ‫فى‬

‫بينهم وبين من‬ ‫لأنهم يرونه لا يسؤى‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫يزفد‬ ‫والمسلم القديم خطأ‬

‫أجله لا‬ ‫غالى من‬ ‫اليه ‪ ،‬وكان فى امكانهم أن يبطلوا هذا الزواج بأن إسلام رياض‬ ‫سبقوهم‬

‫‪rAr‬‬
‫قال‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫هذا الزواج لم يسلم‬ ‫؟ لأنه لولا رغبته فى‬ ‫الإسلام‬ ‫اعتقاده بصحة‬ ‫أجل‬ ‫من‬

‫الله‬ ‫إلى‬ ‫هجرته‬ ‫كانت‬ ‫فمن‬ ‫‪،‬‬ ‫ما نوى‬ ‫امرىء‬ ‫لكل‬ ‫هـانما‬ ‫بالنيات‬ ‫‪ 9‬إنما الأعمال‬ ‫النبى علص!ا‬

‫امرأة ينكحها‬ ‫أو‬ ‫دنيا يصيبها‬ ‫إلى‬ ‫هجرته‬ ‫كانت‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله ورسوله‬ ‫إلى‬ ‫فهجرته‬ ‫ورسوله‬

‫لأجل‬ ‫إذا كانت‬ ‫لا تصح‬ ‫أن الهجرة‬ ‫فى‬ ‫صريح‬ ‫إليه ! فهذا الحديث‬ ‫إلى ما هاجر‬ ‫فهجرته‬

‫الزواج ‪ ،‬فهو‬ ‫ذلك‬ ‫لأجل‬ ‫غالى‬ ‫إسلام رياض‬ ‫هذا يقاس‬ ‫امرأة ‪ ،‬وعلى‬ ‫(صابة دنيا أو نكاح‬

‫اتخذه‬ ‫أخرى‬ ‫إليه رغبة‬ ‫دفعه‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه لذاته‬ ‫إليه رغبة‬ ‫تدفعه‬ ‫لأنه لم‬ ‫صحيح‬ ‫غير‬ ‫إسلام‬

‫على‬ ‫لأنه يعتمد‬ ‫؟‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫إلى‬ ‫تذهب‬ ‫لا يم!ضها أن‬ ‫اللجنة‬ ‫تلك‬ ‫مثل‬ ‫إليها ‪ ،‬ولكن‬ ‫وسيلة‬

‫لا تعتمد غالبا إلا عليها‪،‬‬ ‫الفقه ‪ ،‬وهى‬ ‫فى‬ ‫المتأخرين‬ ‫كتب‬ ‫فى‬ ‫لا يوجد‬ ‫استنباط جديد‬

‫المتقدمين التى تلجأ أحيانا إليها‪.‬‬ ‫فى كتب‬ ‫لا يوجد‬ ‫وكذلك‬

‫العلماء الذين تولوا أمر‬ ‫أولئك‬ ‫المراغى من‬ ‫مصطفى‬ ‫محمد‬ ‫ويمكننا أن نستثنى الشيخ‬

‫الغاية التى‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬فساروا فيه منحرفين‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الأرهر بعد الشيخ‬ ‫فى‬ ‫النظام الحديث‬

‫بأنه يؤمن‬ ‫يمتاز عليهم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫طريق‬ ‫به فى‬ ‫يسير‬ ‫لأنه أراد أن‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫أرادها‬

‫اصطدم‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫لم‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫النظام‬ ‫منَهذا‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫أراده الشيخ‬ ‫الذِى‬ ‫بالإصلاح‬

‫فى‬ ‫بيان هذا‬ ‫‪ ،‬وسيأتى‬ ‫أيضا‬ ‫الغاية‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫يمكنه أن يصل‬ ‫الأزهر !‪ ،‬فلم‬ ‫فى‬ ‫الجمود‬ ‫بأنصار‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫الكلام‬

‫بين ثقافة‬ ‫هذا القرن ممن جمعوا‬ ‫فى‬ ‫المصلحين‬ ‫عبده أظهر‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫وبهذا كان‬

‫بين الثقافة‬ ‫المدرسة الحديثة أنهم يجمعون‬ ‫رجال‬ ‫على‬ ‫ميزتهم‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫الماضى والحاضر‬

‫يراد إضافته‬ ‫لما‬ ‫أساسا‬ ‫به ‪ ،‬ويجعلونه‬ ‫بصيرة‬ ‫عن‬ ‫القديم‬ ‫ب!صلاح‬ ‫‪ ،‬فينادون‬ ‫القديمة والحديثة‬

‫تقليد‬ ‫على‬ ‫باقتصارنا‬ ‫نكودط‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بماضينا‬ ‫صلتنا‬ ‫لا تنقطع‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الحديث‬ ‫الإصلاح‬ ‫إليه من‬

‫لهآ فيها‬ ‫العيش‬ ‫بلادنا ‪،‬ليطيب‬ ‫استعمار‬ ‫من‬ ‫ما تقصده‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ذيولها‬ ‫أوربا ذيلا من‬

‫العبيد ‪ ،‬أما‬ ‫أبناؤها السادة ونحن‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫الأبد‬ ‫إلى‬ ‫تستعمرنا‬ ‫إذْ‬ ‫لها ‪،‬‬ ‫يخولا‬ ‫ان نصير‬ ‫بعد‬

‫صف‬ ‫فى‬ ‫الدينى ‪ ،‬بل نجد كثيرا منهم يقفون‬ ‫الإصلاح‬ ‫المدرسة الحديثة فلا يهمهم‬ ‫رجال‬

‫المجددين‪.‬‬ ‫ليحاربوا معهم‬ ‫الرجصِن‬

‫مصطفى‬ ‫المدرسة الحديثة‬ ‫عبده من رجال‬ ‫مع الشيخ محمد‬ ‫وممن ظهروا فى مصر‬

‫وجه‬ ‫م ) وقد رفع جملم الجهاد فى‬ ‫‪8091 -‬‬ ‫‪1874‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1326‬‬ ‫‪-‬‬ ‫باشا ( ‪1912‬‬ ‫كامل‬

‫أن يمنح‬ ‫الخديو عباس‬ ‫من‬ ‫حياته يطالبهم بالجلاء عنها ‪ ،‬ويطلب‬ ‫‪ ،‬وقضى‬ ‫الإنكليز فى مصر‬

‫تشريعية‬ ‫فيها سلطة‬ ‫وتقوم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشورى‬ ‫تحكم‬ ‫دستورية‬ ‫لها حكومة‬ ‫لتكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمة الدستور‬

‫سقاه‬ ‫بذلك‬ ‫يطالب‬ ‫‪ ،‬ثم قام ب!نشاء حزب‬ ‫تنفيذية فقط‬ ‫سلطتها‬ ‫الأمة ‪ ،‬وتكون‬ ‫نواب‬ ‫من‬

‫استعمال‬ ‫إلى‬ ‫يلجأ‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الثورة السلمية‬ ‫على‬ ‫جهاده‬ ‫فى‬ ‫كانْ يعتمد‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الوطنى‬ ‫الحزب‬

‫‪493‬‬
‫‪ ،‬وكان‬ ‫محضا‬ ‫سياسيا‬ ‫جهاده‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫الدينى‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫يُغنَى لىء‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫القوة‬

‫الدينى‪.‬‬ ‫الجمود‬ ‫يُلجئه أحيانا الى تأييد أصحاب‬

‫كتابَى ‪ -‬تحرير‬ ‫صاجب‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫اجتماعيا‬ ‫مصلحا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫أمين بك‬ ‫قاسم‬ ‫ومنهم‬

‫‪،‬‬ ‫البيوت‬ ‫النساء فى‬ ‫يسجن‬ ‫الذى‬ ‫الحجاب‬ ‫برفع‬ ‫فيهما‬ ‫نادى‬ ‫وقد‬ ‫‪-‬‬ ‫المرأة ‪. ،‬والمرأة الجديدة‬

‫تربية أبنائهن تربية حديثة‪،‬‬ ‫‪ ،‬ويمكنهن‬ ‫نساؤنا‬ ‫تنهض‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫بالمدارس‬ ‫الالتحاق‬ ‫من‬ ‫ويمنعهن‬

‫دعوته مقاومة شديدة‬ ‫م ‪ ،‬وقد لقيت‬ ‫‪8091 = -‬‬ ‫سنة ‪1326‬‬ ‫أمين بك‬ ‫وفاة قاسم‬ ‫وكانت‬

‫فى‬ ‫بعده‬ ‫النساء تغالين‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫أخيرا‬ ‫انتصرت‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫القديم‬ ‫على‬ ‫الجامدين‬ ‫من‬

‫رجعية‬ ‫فى‬ ‫متزمًتة ‪ ،‬ووقعن‬ ‫رجعية‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فخرجن‬ ‫الجاهلية الأولى‬ ‫تبرج‬ ‫‪ ،‬وتبرخن‬ ‫السفور‬

‫مفرظة‪.‬‬

‫الدينى والمدنى ‪ ،4‬ولكن‬ ‫بين الإصلاح‬ ‫يجمع‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫بك‬ ‫فريد وجدى‬ ‫محمد‬ ‫ومنفم‬

‫أن‬ ‫يرى‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الصحيح‬ ‫وجهه‬ ‫الدينى على‬ ‫معرفة الإصلاح‬ ‫لم تمكنه من‬ ‫المدنية‬ ‫تربيته‬

‫فى الرد‬ ‫نفسه بتأليف الكتب‬ ‫الإسلام ‪ ،‬ولهذا شغل‬ ‫الخطر على‬ ‫صاحبة‬ ‫هى‬ ‫المادية‬ ‫الفلسفة‬

‫مسألة‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬والحصتمة‬ ‫أوربا‬ ‫فى‬ ‫ظهر‬ ‫الذى‬ ‫الأرواح‬ ‫استحضار‬ ‫لمذهب‬ ‫الانتصار‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫عليها‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫تعالى‬ ‫اللّه‬ ‫بوجود‬ ‫الاعتراف‬ ‫هو‬ ‫الدين‬ ‫‪ ،‬والمهم فى‬ ‫الم!ائل العلمية‬ ‫والمادة من‬ ‫‪.‬ح‬ ‫ا‪-‬‬ ‫ا‬

‫فى‬ ‫يضل‬ ‫‪ ،‬والذى‬ ‫ومادة‬ ‫فيه روح‬ ‫‪ ،‬أو يكون‬ ‫ماديا صرفا‬ ‫ما سواه‬ ‫أن يكون‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫يهم‬

‫‪.‬‬ ‫العلم وحده‬ ‫هو‬ ‫هذا‬

‫العامية‬ ‫فنستبدل‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامى‬ ‫بماضينا‬ ‫صلتنا‬ ‫نقطع‬ ‫أن‬ ‫يرون‬ ‫هذَامون‬ ‫آخرون‬ ‫ومنهم‬

‫الحديثة‬ ‫الأوربية‬ ‫المدنية‬ ‫ونأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫بالحروف‬ ‫اللاتينية‬ ‫الحروف‬ ‫ونستبدل‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫باللغة‬

‫بلادنا ذيو‪.‬لا‬ ‫فى‬ ‫أن نكون‬ ‫الذين يريدون‬ ‫هم‬ ‫‪ ،‬وهؤلاء‬ ‫وقبيح‬ ‫حسن‬ ‫من‬ ‫ما فيها‬ ‫بكل‬

‫فيهم‬ ‫‪ ،‬وقد يكون‬ ‫لا يشعرون‬ ‫الاستعمار الأوربى "من‪ .‬حيث‬ ‫فى هذا يخدمون‬ ‫لأوربا ‪ ،‬وهم‬

‫الحديثة يزداد‬ ‫المدرسة‬ ‫رجال‬ ‫الاستعمار الأوربى ‪ ،‬وهذا النفر من‬ ‫بهذا خدمة‬ ‫يقصدون‬ ‫خونة‬

‫او‪HIS‬‬ ‫الذين‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫المدرسة‬ ‫هذه‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫الصالح‬ ‫الجيل‬ ‫أن ذهب‬ ‫يوئا فيومًا ‪ ،‬بعد‬ ‫عدده‬

‫الحديثة‬ ‫المدارس‬ ‫فتربوا فى‬ ‫خلفوهم‬ ‫الذين‬ ‫جاء‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫ما‬ ‫حد‬ ‫الى‬ ‫الأسلامية‬ ‫بالتربية‬ ‫بتأثرون‬

‫متأثرين‬ ‫منها غير‬ ‫فيها ‪ ،‬فخرجوا‬ ‫التعليم الدينى‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وقضوا‬ ‫الإنكليز عليها‬ ‫أن ش!يطر‬ ‫بعد‬

‫الحد من‬ ‫فيهم النزعة الدينية والوطنية إلى ذلك‬ ‫الإسلامية ‪ ،‬وقد ضعفت‬ ‫التربية‬ ‫من‬ ‫بشىء‬

‫للمدنية الأوربية‪.‬‬ ‫التعصب‬

‫‪ ،‬فهو متردد متقلب‬ ‫حال‬ ‫على‬ ‫لا يستقر فى دعوته إلى الإصلاح‬ ‫آخر‬ ‫صنف‬ ‫وهناك‬

‫نشأة أرهرية‬ ‫نشأ‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫الصنف‬ ‫يمثل هذا‬ ‫من‬ ‫! خير‬ ‫حسين‬ ‫( طه‬ ‫إليه ‪ ،‬والأستاذ‬ ‫فيما يدعو‬

‫بالجامعة‬ ‫التحق‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الثقافة القديمة‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ألاطلاع‬ ‫ما أمكنه‬ ‫على‬ ‫له الاطلاع‬ ‫هيأت‬

‫‪rqc‬‬
‫فيه الثقافتان‬ ‫فاضطربت‬ ‫‪،‬‬ ‫فرنسا‬ ‫جامعات‬ ‫ببعض‬ ‫التحق‬ ‫منها‬ ‫انتهى‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫القديمة‬ ‫المصرية‬

‫فيها‬ ‫لم يصل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫تنكَر لنشأته الأزهرية‬ ‫العليم‬ ‫اتجاهه فى‬ ‫غتر‬ ‫‪ ،‬لأنه حين‬ ‫عجيبا‬ ‫اضطرابا‬

‫أنكره‬ ‫قيودها ‪ ،‬وأن يتغالى فى التجديد إلى حد‬ ‫من‬ ‫عليه أن يتخلص‬ ‫إلى نهايتها ‪ ،‬فسهل‬

‫بين الدراسة الحديثة فى‬ ‫جمع‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬بل أنكره بعض‬ ‫عليه كثير ممن تربى تربية مدنية صرفة‬

‫إليه‬ ‫المخالفة ما كان يدعو‬ ‫كل‬ ‫فى ذلك‬ ‫أنه خالف‬ ‫والدراسة الحديثة فى أوربا ‪ ،‬على‬ ‫مصر‬

‫كان طالبا فى الأزهر‪.‬‬ ‫حين‬

‫استقر فى‬ ‫الأوربية ‪ ،‬حتى‬ ‫المدنية‬ ‫بمن فتنتهم‬ ‫الأرهر يتهكم‬ ‫في‬ ‫طالب‬ ‫فقد كان وهو‬

‫متهكما‬ ‫يعتذر‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫معرة‬ ‫عليه‬ ‫بالمحافظة‬ ‫الظهور‬ ‫وأن‬ ‫سُبة ‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫النسبة الى‬ ‫أن‬ ‫وهمهم‬

‫بعض‬ ‫منى‬ ‫نبيه ‪ ( :‬سيضحك‬ ‫على‬ ‫والصلاة‬ ‫الله‬ ‫بحمد‬ ‫الأدب‬ ‫له فى‬ ‫بدء محاضرة‬ ‫عن‬

‫يخالف‬ ‫نبيه ‪ ،‬لأن ذلك‬ ‫والصلاة على‬ ‫الله‬ ‫أبدأ هذه المحاضرة بحمد‬ ‫إذا سمعنى‬ ‫الحاضرين‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫عادة العصر(‪)1‬‬

‫فيه أننا الآن أصبخنا‬ ‫مما لا شك‬ ‫‪( ( :‬ن‬ ‫الأجنبيات‬ ‫من‬ ‫التزوج‬ ‫تقبيح‬ ‫أيضًا فى‬ ‫وقال‬

‫الى‬ ‫جميل‬ ‫الى قبيح ‪ ،‬ومن‬ ‫حسن‬ ‫من‬ ‫أخلاقنا‬ ‫الماضية ‪ ،‬تغيرت‬ ‫غير العصور‬ ‫عصر‬ ‫فى‬

‫اليسير أن‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأصبح‬ ‫مميزاتنا الجنسية‬ ‫أنفسنا وزالت‬ ‫ماتنا ‪ ،‬وضعفت‬ ‫مقوً‬ ‫‪ ،‬ذهبت‬ ‫ردىء‬

‫إلى‬ ‫تقليدنا للفرنج أمرا محببا‬ ‫‪ ،‬بل أصبح‬ ‫الأجانب‬ ‫طباع غيرنا من‬ ‫طباعنا فى‬ ‫تندمج‬

‫النافع‬ ‫فى‬ ‫أثرهم‬ ‫ونقفو‬ ‫‪،‬‬ ‫والقبيح‬ ‫الحسن‬ ‫فى‬ ‫نقلدهم‬ ‫فنحن‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫مستحسنا‬ ‫‪،‬‬ ‫نفوسنا‬

‫بكل‬ ‫يفق‬ ‫التقليد ‪ ،‬ف!ن أحدنا‬ ‫شر‬ ‫ما يكفيا‬ ‫والأخلاق‬ ‫الأنفس‬ ‫قوة‬ ‫لنا من‬ ‫‪ ،‬وليس‬ ‫والضار‬

‫‪ ،‬فلا شك‬ ‫كبير أو صغير‬ ‫أو امرأة عن‬ ‫رجل‬ ‫من‬ ‫الفرنج ‪ ،‬ولا يبالى أصدر‬ ‫عن‬ ‫صدر‬ ‫شىء‬

‫(باحة التزوج‬ ‫ما جاء فى الشريعة الإسلامية من‬ ‫فى استعمال‬ ‫أن نحتاط‬ ‫فى أنه يجب‬ ‫عندى‬

‫‪.‬‬ ‫أ(‪)2‬‬ ‫ممقوت‬ ‫إنه الآن حرام‬ ‫إن قلت‬ ‫بأس‬ ‫علىَّ من‬ ‫أرى‬ ‫‪ ،‬ولست‬ ‫بالكتابيات‬

‫من‬ ‫الثه‬ ‫تحريم ما أباحه‬ ‫هذا الطور مغال فى كراهة تقليد الأوربحِن إلى حد‬ ‫فهو فى‬

‫حاله‬ ‫انقلبت‬ ‫الطربوش‬ ‫بالعمامة‬ ‫الثانى واستبدل‬ ‫الطور‬ ‫إلى‬ ‫صارَ‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫بالكتابيات‬ ‫التزوج‬

‫المدنية الأوربية‪،‬‬ ‫فى‬ ‫شىء‬ ‫بكل‬ ‫الأخذ‬ ‫الى‬ ‫يدعو‬ ‫‪ ،‬وصار‬ ‫بكتابية فرنسية‬ ‫‪ ،‬فتزوج‬ ‫الضد‬ ‫الى‬

‫‪ :‬إما أن نأخذ‬ ‫أمرين‬ ‫إلا أحد‬ ‫هناك‬ ‫رأيه ليس‬ ‫ء لأنه فى‬ ‫وردى‬ ‫جيد‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫وقبيح‬ ‫حسن‬ ‫من‬

‫حن‬ ‫ما فيها من‬ ‫‪ ،‬لىاما أن نتركها بكل‬ ‫وتجيح‬ ‫حسن‬ ‫ما فيها من‬ ‫بكل‬ ‫الأوربية‬ ‫المدنية‬

‫‪ ،‬فأنكر‬ ‫القديم‬ ‫جموده‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫مرآة الإسلام‬ ‫كتابه ‪-‬‬ ‫فى‬ ‫أخيزا‬ ‫عاد‬ ‫وقبيح ( ) ‪ ،‬ثم‬

‫‪.‬‬ ‫‪492‬‬ ‫ا ص‬ ‫الوطنية فى الأدب المعاصر ‪%‬‬ ‫) الاتجاهات‬ ‫'‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫‪334‬‬ ‫ا ص‬ ‫‪%‬‬ ‫الأدب المعاصر‬ ‫فى‬ ‫الوطنية‬ ‫الاتجاهات‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪45‬‬ ‫فى مصر ص‬ ‫الثقافة‬ ‫(‪ )3‬مستقبل‬

‫‪ran‬‬
‫بالعقل‪،‬‬ ‫إيمانه‬ ‫ابى العلاء المعرى‬ ‫أنكر على‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫القرآن والحديث‬ ‫التأويل فى نصوص‬

‫‪.‬‬ ‫العلاء‬ ‫أبى‬ ‫كتابه ‪ :‬ذكرى‬ ‫ده المزعوم فى‬ ‫‪6q‬‬ ‫معجبا‬ ‫أنه كان‬ ‫مع‬

‫إليها ما شاء‬ ‫نهايتها ‪ ،‬اثم أضات‬ ‫إلى‬ ‫الأزهرية‬ ‫نشأته‬ ‫فى‬ ‫سار‬ ‫حسين‬ ‫أنَ الأستاذ طه‬ ‫ولو‬

‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫التجديد‬ ‫والمغالاة فى‬ ‫الجمود‬ ‫فى‬ ‫المغالاة‬ ‫بين‬ ‫أمره‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫تردد‬ ‫لما‬ ‫‪،‬‬ ‫الثقافة الحديثة‬ ‫من‬

‫‪ ،‬وقد كان فيه اشعداد‬ ‫الإصلاحية‬ ‫عبده ومدرسته‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫سبيل‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫سلك‬

‫التردد‬ ‫عليه بذلك‬ ‫تنكره لأزهريته قضى‬ ‫عبده فى الأرهر ‪ ،‬ولكن‬ ‫كبير لخلافة الشيخ محمد‬

‫اليه‪.‬‬ ‫يخما يدعو‬ ‫شأنه‬ ‫رأيه ‪ ،‬ولا يزال هذا‬ ‫فى‬ ‫الاضطراب‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأوقعه‬ ‫أمره‬ ‫فى‬

‫فى هذا القرن هو من‬ ‫الى التجديد الإسلامى‬ ‫بأن الأقرب‬ ‫ويمكننا بعد هذا أن نحكم‬

‫والدنيا‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫لأمور‬ ‫الشامل‬ ‫بالإصلاح‬ ‫وينادى‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الثقافة القديمة والحديثة‬ ‫يجمع‬ ‫كان‬

‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫أوله إلى يومنا كما توفر فى‬ ‫هذا القرن من‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫لم يتوفر فى‬ ‫وهذا‬

‫المراغى‪،‬‬ ‫مصطفى‬ ‫‪ ،‬ويليهَما فيه الشيخ مخمد‬ ‫رضا‬ ‫رشد‬ ‫عبده ‪ ،‬ويقاربه فيه السيد محمد‬

‫التركى ‪ ،‬لنعرف‬ ‫كمال‬ ‫‪ ،‬ومصطفى‬ ‫الهندى‬ ‫غلام أحمد‬ ‫إليهم دراسة‬ ‫أن يضات‬ ‫ولا بأس‬

‫الاسلامى‪.‬‬ ‫التجديد‬ ‫من‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫منزلة ما قاما به فى‬

‫أواخر القرن الثالث عشر‬ ‫المجددين فى‬ ‫رأس‬ ‫عبده على‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫وبهذا يكون‬

‫الدين الأفغانى من‬ ‫وأستاذه جمال‬ ‫‪ ،‬وقد يُظن أنه هو‬ ‫وأوائل القرن الرابع عشر‬ ‫الهجرى‬

‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫حديثة تنحو‬ ‫انشأ مدرسة‬ ‫الدين الأفغانى‬ ‫ابن تيمية ‪ ،‬والحق أن جمال‬ ‫مدرسة‬

‫على‬ ‫النهضة‬ ‫بقيم‬ ‫أن‬ ‫ويحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫وعلومها‬ ‫الحديثة‬ ‫الفلسفة‬ ‫بفائدة‬ ‫يؤمن‬ ‫مذهئا‬ ‫الإسلامى‬

‫ابن تيمية؟‬ ‫من‬ ‫ابن رشد‬ ‫إلى‬ ‫أقرب‬ ‫المدرسة‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫أوربا‬ ‫نهضة‬ ‫عليه‬ ‫قامت‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫أساسها‬

‫بين الإسلام‬ ‫أنه لا خلاف‬ ‫‪ ،‬ويرى‬ ‫عصره‬ ‫فى‬ ‫بالفلسفة وعلومها‬ ‫كان يؤمن‬ ‫لأن ابن رشد‬

‫تكفير الفلاسفة كما يراه‬ ‫هذا ويرى‬ ‫فى‬ ‫ابن رشد‬ ‫يخالف‬ ‫‪ ،‬أما ابن تيمية فكان‬ ‫والفلسفة‬

‫‪.‬‬ ‫متأخرا‬ ‫جاء‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫عندنا‬ ‫ابن رشد‬ ‫راى‬ ‫انتصر‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫الأشعرية‬ ‫من‬ ‫مخالفوه‬

‫‪ ،‬ولم تلن‬ ‫هذا القرن أيضا‬ ‫فى‬ ‫جمودها‬ ‫ابن تيمية مثابرة على‬ ‫مدرسة‬ ‫ولهذا مكثت‬

‫محمد‬ ‫‪ ،‬وتابعه فيه الشيئ‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫إليه جمال‬ ‫‪ lU-5L‬دعا‬ ‫فيه للتجديد‬

‫يؤيدونه‬ ‫فيها أنصارا‬ ‫‪ ،‬فوجد‬ ‫بيئته الأشعرية‬ ‫فى‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫ظهر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫عبده‬

‫فى الجامعة الأشعرية الكبرى ! الجامع‬ ‫والخديد‬ ‫الإصلاح‬ ‫كثير من‬ ‫دخل‬ ‫فى تجديده ‪ ،‬حتى‬

‫العلوم‬ ‫فيها دراسة‬ ‫الإصلاح‬ ‫وجوه‬ ‫أهم‬ ‫أو أكثر ‪ ،‬ومن‬ ‫قرن‬ ‫نصف‬ ‫نحو‬ ‫الأزهر ‪ ،‬من‬

‫الحديثة‪.‬‬ ‫الفلسفية‬

‫الى‬ ‫ف!نها سبقت‬ ‫‪،‬‬ ‫الأوربية‬ ‫أثار الحضارة‬ ‫الى‬ ‫نظرها‬ ‫فى‬ ‫بيئة الأشعرية‬ ‫كانت‬ ‫وكذلك‬

‫‪riv‬‬
‫‪،‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫شيئا مألوفا فى‬ ‫‪.‬عندها‬ ‫صارت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫الإيمان بفائدة استعمالها‬

‫ببقيدة‬ ‫الآخذة‬ ‫البلاد الإسلامية‬ ‫إلى‬ ‫ينتقل‬ ‫حتى‬ ‫أوربا‬ ‫اَثارها فى‬ ‫من‬ ‫أثر جديد‬ ‫يظهر‬ ‫فلا‬

‫من‬ ‫أصلاً‬ ‫‪ ،‬أو يخالف‬ ‫عقيدتها‬ ‫فيه ما ينافى‬ ‫ترى‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫استعماله‬ ‫فتبادر الى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأشعرى‬

‫دينها‪.‬‬ ‫أصول‬

‫العداء إلى آثار‬ ‫بعين‬ ‫قريبة ينظرون‬ ‫مدة‬ ‫إلى‬ ‫مكثوا‬ ‫ابن تيمية ف!نهم‬ ‫مدرسة‬ ‫أما أصحاب‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحضارة‬ ‫آثار هذه‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫إلى‬ ‫السيارات‬ ‫إلى‬ ‫الدراجات‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫الاوربية‬ ‫الحضارة‬

‫الدينى‬ ‫الجمود‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫مثلهم‬ ‫‪ ،‬ف!نه لم يقع‬ ‫سعود‬ ‫العزيز ا!‬ ‫إلا الملك عبد‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫يخالفهم‬

‫فيها بين الإصلاح‬ ‫‪ ،‬ليجمع‬ ‫الحضارة الحديثة فى بلاد العرب‬ ‫الأخذ بأسباب‬ ‫على‬ ‫بل عمل‬

‫‪ ،‬ولا يتخلف‬ ‫لجنب‬ ‫المدنى فيها جبا‬ ‫والتجديد‬ ‫الدينى‬ ‫التجديد‬ ‫يسير‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫والمدنى‬ ‫الدينى‬

‫الملك‬ ‫الإسلام ‪ ،‬وبهذا يكون‬ ‫للتجديد فى‬ ‫‪ ،‬وهذا هو الطريق الصحيح‬ ‫الآخر‬ ‫عن‬ ‫أحدهما‬

‫هذا القرن ‪.‬‬ ‫مجددى‬ ‫عبد العزيز من‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪893‬‬
‫محمك عبده‬

‫البحيرة سنة‬ ‫بمديرية‬ ‫بمحلة نصر‬ ‫وُلدَ‬ ‫بن عبده خير الدين المصرى ‪،‬‬ ‫هو محمد‬

‫الكتاتيب‬ ‫طريقة‬ ‫والكتابة على‬ ‫الَقراءة‬ ‫فيها القرآن وعرف‬ ‫م ‪ ،‬فحفظ‬ ‫‪1845‬‬ ‫اهـ=‬ ‫‪266‬‬

‫معهدًا دينيا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الأحمدى‬ ‫الجامع‬ ‫أبوه إلى‬ ‫أرسله‬ ‫سنة‬ ‫كأ‬ ‫خمس‬ ‫ولما بلغ‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬

‫‪ ،‬وهى‬ ‫والعربية‬ ‫الدينية‬ ‫العلوم‬ ‫تعليم‬ ‫طبريقته القديمةْ‬ ‫على‬ ‫المنزلة ‪ ،‬ويسير‬ ‫فى‬ ‫الأزهر‬ ‫يلى‬

‫النحو‬ ‫فى‬ ‫المبتدىء‬ ‫تاخذ‬ ‫إنها كانت‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫التعليم‬ ‫به المنتهى فى‬ ‫بما تأخذ‬ ‫المبتدى‬ ‫تاخذ‬

‫إعرابها‪،‬‬ ‫فى‬ ‫منه يطبقه‬ ‫شئَا‬ ‫يعرف‬ ‫أنه لم‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫يتلقاه فيه‬ ‫درس‬ ‫اول‬ ‫فى‬ ‫البسملة‬ ‫ب!عراب‬

‫الطريقة ‪ ،‬ولم يرض‬ ‫الأزهر هذه‬ ‫فى إصلاح‬ ‫له شأن‬ ‫الذى سيكون‬ ‫هذا الطالب‬ ‫فلم بألف‬

‫إخوته‬ ‫مع‬ ‫إلى قريته ليشتغل‬ ‫‪ ،‬بل آثر أن يرجع‬ ‫يفهم‬ ‫أمام أستاذه يسمغ‬ ‫أن يجلس‬

‫الأزهر‪.‬‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬ ‫بشأنه‬ ‫منه إرهوضا‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بالفلاحة‬

‫قرية بمديرية‬ ‫منه إلى‬ ‫‪ ،‬فهرب‬ ‫الأحمدى‬ ‫الجامع‬ ‫ثانيا الى‬ ‫يعود‬ ‫والده إلا أن‬ ‫أبى‬ ‫وقد‬

‫رجلا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫درويش‬ ‫أبيه الشيخ‬ ‫خال‬ ‫فيها على‬ ‫ونزذ‬ ‫‪،‬‬ ‫أورين‬ ‫كنيسة‬ ‫تسمى‬ ‫‪،‬‬ ‫البحيرة‬

‫بطريقة فى‬ ‫‪ ،‬وأخذع‬ ‫الثائر‬ ‫هذا الفتى‬ ‫يروض!‬ ‫كيف‬ ‫‪ ،‬فعرف‬ ‫بالإرشاد والوعظ‬ ‫يشتغل‬ ‫صوفيا‬

‫فر منه‪،‬‬ ‫العلم الذى‬ ‫رغبه فى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الأزهر والجامع الأحمدى‬ ‫طريقة‬ ‫التعليم أنفع من‬

‫‪ ،‬ثم تركه إلى‬ ‫سنين‬ ‫خص!‬ ‫شيوخه‬ ‫على‬ ‫يأخذ‬ ‫‪ ،‬ومكث‬ ‫إلى الجامع الأحمدى‬ ‫ثانيا‬ ‫فعاد‬

‫بعد نفرته‬ ‫طريقتهم‬ ‫التعليم ‪ ،‬والظاهر أنه ألف‬ ‫فى‬ ‫طريقتهم‬ ‫على‬ ‫شيوخه‬ ‫من‬ ‫الأزهر فأخذ‬

‫منها‪.‬‬

‫علفا‬ ‫عنده‬ ‫فوجد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫الله بجمال‬ ‫أدركه‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫استمر‬ ‫ثم‬

‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫علماء‬ ‫فيه عالما مجدً ذا ثائرا على‬ ‫ووجد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزهر‬ ‫يخالف‬ ‫جديدًا‬

‫العالم ‪ ،‬فلا‬ ‫عزلة عن‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويعيشون‬ ‫؟ لأنهم !س!ه!القديمة‬ ‫وغيرهم‬

‫رهبان‬ ‫‪ ،‬كأنهم‬ ‫الأرهر‬ ‫داخل‬ ‫إلا انفسهم‬ ‫‪ ،‬ولا يهفُهم‬ ‫والمسلمين‬ ‫الإسلام‬ ‫أصاب‬ ‫بما‬ ‫يشعرون‬

‫شأن‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫"همالهم فى شأ!ى!نياهم‬ ‫عن‬ ‫الله‬ ‫مسئولية أمام‬ ‫عليهبم‬ ‫فى دَير ‪ ،‬وليس‬

‫مثلهم فى جمَودهم‬ ‫المسلمين الذين اوقعوهم‬

‫‪ ،‬وكانت‬ ‫المدة التى اقامها بمصر‬ ‫فى‬ ‫عنه‬ ‫يأخذ‬ ‫الدين‬ ‫بجمال‬ ‫عبده‬ ‫الثميخ محمد‬ ‫فاتصل‬

‫غيره من‬ ‫حياته فى ركود كما قضاها‬ ‫لقضى‬ ‫وَ!لاها‬ ‫الأثر فى حياته‬ ‫صاحبة‬ ‫قصرها‬ ‫على‬

‫الكتب‬ ‫بعض‬ ‫بتدرشى‬ ‫يقوم‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫طالبا‬ ‫لا يزال‬ ‫الأثر فيه وهو‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وظهر‬ ‫الأزهر‬ ‫علماء‬

‫صص‪ -‬الأصول‬ ‫مذهيط‬ ‫فيها على‬ ‫الدين ‪ ،‬لا يجمد‬ ‫جمال‬ ‫ششاذة‬ ‫طريقة‬ ‫فى الأزهر على‬
‫الجمود‬ ‫أصحاب‬ ‫يثير عليه‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الصحيح‬ ‫الدلمل‬ ‫عليه‬ ‫يقوم‬ ‫بما‬ ‫يأخذ‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫أو الفروع‬

‫عليه‪،‬‬ ‫الممتحنين‬ ‫بعض‬ ‫العالمية تعضَب‬ ‫امتحان‬ ‫تقذَم !‬ ‫لما‬ ‫إنه‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫العلماء والطلاب‬ ‫من‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬واضطرهم‬ ‫هذا التعصب‬ ‫على‬ ‫نبوغه تغفب‬ ‫فى الامتحان ‪ ،‬ولكن‬ ‫وأراد أن يسقطه‬

‫الإصلاحية‪.‬‬ ‫الدعوة‬ ‫من‬ ‫الله له‬ ‫هيأه‬ ‫بما‬ ‫ليقوم‬ ‫‪،‬‬ ‫العالمية‬ ‫شهادة‬ ‫يمنحوه‬

‫قد أنشثت‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫دار العلوم‬ ‫مدرسة‬ ‫فى‬ ‫العالمية للتدرير‬ ‫أن نال شهادة‬ ‫بعد‬ ‫واختير‬

‫العربية والدينية مثقفين‬ ‫للعلوم‬ ‫الحديثة معلمين‬ ‫للمدارس‬ ‫‪ ،‬لتخرفي‬ ‫باشا‬ ‫إسماعيل‬ ‫عهد‬ ‫فى‬

‫فيها علم‬ ‫فدؤس‬ ‫الثقافة ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫الخالين من‬ ‫المعلمين الأزهريين‬ ‫محل‬ ‫أ فيحلوا‬ ‫ثقافة حديثة‬

‫الحوادث كما كان‬ ‫سرد‬ ‫فيها على‬ ‫‪ ،‬فلم يقتصر‬ ‫عظيمة‬ ‫بدراسته فيها نهضة‬ ‫‪ ،‬ونهض‬ ‫اضش‬

‫الى‬ ‫خلدون‬ ‫مقدمة توصل ابمبن‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫مقذمة ابن خلدون‬ ‫فيه‬ ‫تجله ‪ ،‬بل درس‬ ‫يدرس‬

‫أو كمنزلة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫من‬ ‫المنطق‬ ‫كمنزلة‬ ‫التاريخ‬ ‫من‬ ‫منزلته‬ ‫ونجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫العمران‬ ‫علم‬ ‫اختراع‬

‫فى القرن الثامن‪،‬‬ ‫ابن خلدون‬ ‫فى الكلام على‬ ‫الفقه ‪ ،‬كما سبق‬ ‫علم‬ ‫الفقه من‬ ‫أصول‬ ‫علم‬

‫التجديد فى دراسته‪،‬‬ ‫من‬ ‫به ما أدض‬ ‫المقدمة ‪ ،‬فأدخل‬ ‫هذه‬ ‫أساس‬ ‫التاريخ على‬ ‫ثم درس‬

‫هذه المقدمة‪.‬‬ ‫التاريخ علىْ أساس‬ ‫لم يمكنه أن يدرس‬ ‫مع أن ابن خلدون‬

‫!مىالاصلا‬ ‫يدعو‬ ‫‪ ،‬فأخذ‬ ‫جهاده‬ ‫الدين فى‬ ‫هذا أستاذه جمال‬ ‫مع‬ ‫ثم شارك‬

‫الطامعبن فى بلادهم‪،‬‬ ‫الأجانب‬ ‫‪ ،‬وبفاوم دساش‬ ‫غفلنهم‬ ‫تببه المصرببن من‬ ‫على‬ ‫وبعمل‬

‫فيها الشعب‬ ‫يشارك‬ ‫دستورية‬ ‫طريقة‬ ‫‪ ،‬ليجعلها‬ ‫فيهم‬ ‫الحكم‬ ‫طريقة‬ ‫إصلاح‬ ‫فى‬ ‫وشعى‬

‫الحاكم‬ ‫فر!‪%‬ت‬ ‫‪ ،‬ولا يتركها تضيع‬ ‫مصالحه‬ ‫أمواله فى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فينفق ما يجبى‬ ‫الحكومة‬

‫وشهواته‪.‬‬

‫الكلام‬ ‫فى‬ ‫الدين كما سبق‬ ‫‪ ،‬وأمر بنفى جمال‬ ‫مصر‬ ‫بهذا توفيق باشا خديو‬ ‫فضاق‬

‫‪ ،‬فأقام بها سنة‬ ‫نصر‬ ‫قريته محلة‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫بأن ينزم الشيخ‬ ‫‪ ،‬وأمر‬ ‫المابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫عليه‬

‫القاهرة سنة‬ ‫‪ ،‬فعاد الى‬ ‫عنه‬ ‫باشا فأرضاه‬ ‫رياض‬ ‫وزيره‬ ‫سعى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫ا م‬ ‫‪AVA‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪6912‬‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪9187‬‬ ‫هـت‬ ‫‪IYiV‬‬

‫الرسمية‬ ‫الجريدة‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫المصرية‬ ‫الوقائع‬ ‫جريدة‬ ‫لتحرير‬ ‫رئيسا‬ ‫باشا‬ ‫رياض‬ ‫فجعله‬

‫‪ ،‬فنشر‬ ‫والحكومة‬ ‫الشعب‬ ‫فبرأ لاصلاح‬ ‫‪ ،‬وجعلها‬ ‫عظيمة‬ ‫بها نهضة‬ ‫‪ ،‬فنهض‬ ‫للحكومة‬

‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫‪ ،‬وما الى هذا من وجوه‬ ‫الحكم‬ ‫التعليم وطريقة‬ ‫كثيرة فى (صلاح‬ ‫فيها مقالات‬

‫الصحافة‬ ‫بأسلوب‬ ‫‪ ،‬فانتقل‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬ ‫فيها غيره‬ ‫التى جاراه‬ ‫النثر المرسل‬ ‫فيها طريقة‬ ‫وابتاع‬

‫المتكلف‪.‬‬ ‫‪ ،‬وقض !يا‬ ‫إلى أسلوبها الحديث‬

‫يتوجه الى الحكومة‪،‬‬ ‫مما‬ ‫كثر‬ ‫وكان فى هذه الدعوة الإصلاحية يتوجه الى الشعب‬

‫أن الحكومة هى‬ ‫‪ ،‬لأنه كان يرى‬ ‫مصر‬ ‫الدين بعد نفيه من‬ ‫هذا أستاذه جمال‬ ‫فى‬ ‫وخالف‬
‫العقبات‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وتقضى‬ ‫فرضا‬ ‫الشعب‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬لتفرضه‬ ‫عليها أن تقوم بالإصلاح‬ ‫التى يجب‬

‫طريق‬ ‫أن يأتى من‬ ‫يجب‬ ‫عبده أن الإصلاح‬ ‫‪ ،‬فرأى الشيخ محمد‬ ‫طريقه‬ ‫فى‬ ‫التى تعترضه‬

‫استعداده‬ ‫بعد‬ ‫الاصلاح‬ ‫فى‬ ‫يسير‬ ‫‪ ،‬وتجعله‬ ‫النهوض‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬بأن يرتَى تربية تساعده‬ ‫الشعب‬

‫معا‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫والحكومة‬ ‫الشعب‬ ‫أن يتعاون‬ ‫أرى‬ ‫له ‪ ،‬و(نى‬

‫فى‬ ‫عرابى باشا بحركته‬ ‫قام أحمد‬ ‫عبده حين‬ ‫وكان لهذا الرأى أثره فى الشيخ محمد‬

‫يمثًل العنصر‬ ‫الحركة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الدستور‬ ‫داعلان‬ ‫الشعب‬ ‫بين طواثف‬ ‫بالتسوية‬ ‫المطالبة‬

‫باشا‬ ‫إباء توفيق‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحركة‬ ‫لهذه‬ ‫الأجانب‬ ‫استغلال‬ ‫يخشى‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫المعتدل‬

‫‪ ،‬فلم‬ ‫شديدة‬ ‫شعبية‬ ‫ثورة‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فانقلبت‬ ‫حركته‬ ‫قوة‬ ‫باشا راد فى‬ ‫عرابى‬ ‫الايمبتجابة لأحند‬

‫إلى‬ ‫باشا‬ ‫توفيق‬ ‫التجاء‬ ‫بعد‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫تيارها‬ ‫فى‬ ‫يسير‬ ‫الا أن‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫يَحَ‬

‫‪ ،‬وعلى‬ ‫شعبه‬ ‫حرية‬ ‫على‬ ‫له قضاء‬ ‫حماينهم‬ ‫أن فى‬ ‫‪ ،‬كأنه لا يعلم‬ ‫شعبه‬ ‫من‬ ‫الانكليز ليحموه‬

‫بادروا‬ ‫لهم‬ ‫‪ ،‬فلما سنحت‬ ‫الهند‬ ‫على‬ ‫استيلائهم‬ ‫الإنكليز بعد‬ ‫ينتظرها‬ ‫فرصة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫حريته‬

‫العقبات‬ ‫فيها ‪ ،‬ويضعوا‬ ‫باشا‬ ‫توفيق‬ ‫نفوذ‬ ‫على‬ ‫ليقضوا‬ ‫مصر‬ ‫موا باحتلال‬ ‫‪Li‬‬ ‫‪j 4‬‬ ‫اتها ‪Lai‬‬ ‫الى‬

‫اشتراكه فى هذه الثورة بالنفى‬ ‫عبده على‬ ‫الشيخ محمد‬ ‫أهلها ‪ ،‬وقد عوقب‬ ‫نهوض‬ ‫فى طريق‬

‫ما سبق‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بارش!‬ ‫إليه فى‬ ‫الذهاب‬ ‫الى‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫أن دعاه‬ ‫‪ ،‬فأقام بها الى‬ ‫بيروت‬ ‫الى‬

‫العروة الوثقى ‪ ،‬وقد‬ ‫(لثاء مجلة‬ ‫العروة الوثقى ‪ ،‬وفى‬ ‫جمية‬ ‫تأليف‬ ‫اشتراكهما فى‬ ‫من‬

‫على‬ ‫اللغة الفرنسية ‪ ،‬والاطلاع‬ ‫تعلم‬ ‫باري!‬ ‫(قامته فى‬ ‫من‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫استفاد الشيخ‬

‫بثقافته إلى‬ ‫وبلغ‬ ‫‪،‬‬ ‫الاصلاح‬ ‫دعوة‬ ‫فى‬ ‫الجهاد‬ ‫فى‬ ‫رغبة‬ ‫فزاده هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫أوربا الحديثة‬ ‫حضارة‬

‫القديمة والحديثة‪.‬‬ ‫الثقافة‬ ‫أصحاب‬ ‫الحد الذى يؤهله للزعامة على‬

‫فيها رسالة‬ ‫المدرسة السلطانية ‪ ،‬ووضع‬ ‫فى‬ ‫بالتدرشى‬ ‫اشتغل‬ ‫فلما عاد إلى بيروت‬

‫فيه‬ ‫‪ ،‬وتقضى‬ ‫للاجتهاد‬ ‫فيه المجال‬ ‫تفتح‬ ‫إذْ‬ ‫‪،‬‬ ‫العلم‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫جديدا‬ ‫التى تُعد فتخا‬ ‫التوحيد‬

‫الحديث‪.‬‬ ‫العصر‬ ‫فى‬ ‫اليه العلم‬ ‫صار‬ ‫لما‬ ‫ملائئا‬ ‫‪ ،‬وتجعله‬ ‫الجمود‪.‬‬ ‫اَثار‬ ‫على‬

‫‪،‬‬ ‫عنه عقوبة النفى الى بيروت‬ ‫‪ ،‬ولم تصرفه‬ ‫الجهاد فى الإصلاح‬ ‫هذا لم ينس‬ ‫ومع‬

‫العثمانية التركية وقد‬ ‫اللازم للدولة‬ ‫بيان الاصلاح‬ ‫فى‬ ‫‪ :‬أولهما‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫رسالتين‬ ‫فوضع‬

‫فى‬ ‫والثانية‬ ‫‪،‬‬ ‫والمدنى‬ ‫فيها بالتعليم الدينى‬ ‫التى تنهض‬ ‫‪ ،‬والوسائل‬ ‫الدولة‬ ‫فيها أحوال‬ ‫شرح‬

‫الى‬ ‫التى تؤدى‬ ‫الولاية ‪ ،‬والوسائل‬ ‫هذه‬ ‫فيها احوال‬ ‫شرح‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ولاية انم‬ ‫(صلاح‬

‫بالرسالتين الى أولى الأمر فى الدولة‪.‬‬ ‫‪ ،‬ثم بعث‬ ‫(صلاحها‬

‫ا م ‪ ،‬فعاد الى‬ ‫‪AAV‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪i‬‬ ‫عبده سنة ‪603‬‬ ‫الشيئ محمد‬ ‫ثم عفا توفيق باشا عن‬

‫‪ ،‬ليبعدوه عن‬ ‫الاشتغال بالتدرشى‬ ‫أولو الأمر أن يبعدوه عن‬ ‫‪ ،‬ورأى‬ ‫بيروت‬ ‫من‬ ‫مصر‬

‫كره‬ ‫على‬ ‫الوظيفة‬ ‫بهذه‬ ‫رضى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الأهلية‬ ‫بالمحاكم‬ ‫قاضيا‬ ‫‪ ،‬فعينوه‬ ‫بالإصلاح‬ ‫الاشتغال‬

‫‪104‬‬
‫)‬ ‫الاصلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجددون‬ ‫( ‪26‬‬
‫‪،‬‬ ‫القانون‬ ‫روح‬ ‫تجارى‬ ‫فيها حرة‬ ‫أحكامه‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫شغله‬ ‫من‬ ‫غرضهم‬ ‫لأنه يعلم‬ ‫؟‬ ‫منه‬

‫القانون‬ ‫المجتهد الذى تهمه روح‬ ‫القاضى‬ ‫طريقة‬ ‫هى‬ ‫وألفاظه ‪ ،‬وهذه‬ ‫ولا تتقيد بنصوصه‬

‫‪.‬‬ ‫والألفاظ‬ ‫النصوص‬ ‫تهمه‬ ‫مما‬ ‫كثر‬

‫الثانى فى‬ ‫باشا‬ ‫ابنه عباس‬ ‫وخلفه‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪2918‬‬ ‫=‬ ‫هـ‬ ‫‪0131‬‬ ‫سنة‬ ‫باشا‬ ‫توفيق‬ ‫ومات‬

‫فيها‪،‬‬ ‫بالحكم‬ ‫استأثروا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫مصر‬ ‫الإنكليز فى‬ ‫ولايته أن يناهض‬ ‫أول‬ ‫‪ ،‬فأراد فى‬ ‫الحكم‬

‫الث!يخ‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫مجلسه‬ ‫من‬ ‫المصريين‬ ‫رعماء‬ ‫تقريب‬ ‫على‬ ‫فعمل‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫له شيئا‬ ‫يتركوا‬ ‫ولم‬

‫يشث!ير‪ .‬فى‬ ‫غيره ‪ ،‬وجعل‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫مجلسه‬ ‫من‬ ‫فقرَّبه‬ ‫هؤلاء الزعماء ‪،‬‬ ‫عبده كبر‬ ‫محمد‬

‫وا‪،‬وقاف‬ ‫له‬
‫الأ!ص!زهر‬
‫ا‬ ‫له أنهم‬ ‫فذكر‬ ‫الإنكليز ‪،‬‬ ‫مناهضة‬ ‫التى تمكنه من‬ ‫الوسائل‬
‫نت‬ ‫و‬ ‫البلاد ‪،‬‬ ‫به! حال‬ ‫لصلح‬ ‫ب!صلاحها‬ ‫اشتغل‬ ‫وأنه لو‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرعية‬ ‫والمحاكم‬ ‫الإسلامية‬

‫فيها نهضة‬ ‫يحدث‬ ‫الإنكليز ‪ ،‬لأن هذا الإصلاح‬ ‫حكم‬ ‫القضاء على‬ ‫فى‬ ‫الى الجاح‬ ‫أقرب‬

‫‪ ،‬وكيف‬ ‫الإنكليز‬ ‫حكم‬ ‫تناهض‬ ‫أهلها ‪ ،‬وتعرفْكيف‬ ‫بها نفوس‬ ‫‪ ،‬تصلح‬ ‫دينية واجتماعية‬

‫فى الوصول‬ ‫السياسية‬ ‫الظروت‬ ‫تشغل‬ ‫‪ ،‬وكيف‬ ‫التمسك بحكم مصر‬ ‫نجى‬ ‫على حجتهم‬ ‫تقض‬

‫إلى هذه الغاية‪.‬‬

‫الأرهر‬ ‫إصلاح‬ ‫له من‬ ‫عبده ‪ ،‬ومكن‬ ‫الشيخ محمد‬ ‫باشا بهذا الرألى من‬ ‫فاقتغ عباس‬

‫تقرير‬ ‫بوضع‬ ‫فقام‬ ‫‪،‬‬ ‫الديار المصرية‬ ‫مفتى‬ ‫وظيفة‬ ‫فى‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرعية‬ ‫والمحاكم‬ ‫والأوقاف‬

‫هذه‬ ‫فى‬ ‫حدث‬ ‫إصلاح‬ ‫لكل‬ ‫كان أساسا‬ ‫التقرير الذى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫المحاكم الشرعية‬ ‫لإصلاح‬

‫شاملا‬ ‫إصلاحا‬ ‫يجعله‬ ‫رايه أن‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫الاصلاح‬ ‫قام ب!دخال‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫المحاكم‬

‫‪ ،‬ورأوا‬ ‫الطفرة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫يوافقوه‬ ‫الأمر لم‬ ‫أولى‬ ‫فيه ‪ ،‬ولكن‬ ‫أثر للجمود‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫يقضى‬

‫ما لا‬ ‫أن‬ ‫‪،‬ورأى‬ ‫منه‬ ‫كره‬ ‫على‬ ‫برأيهم‬ ‫فرضى‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتدريج‬ ‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫يدخلوا‬ ‫أن‬

‫والخُلقية‪،‬‬ ‫والصحية‬ ‫الإدارية‬ ‫‪.‬الناحية‬ ‫الإصلاح‬ ‫تناول‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫كله‬ ‫لا يترك‬ ‫يُدرَك كله‬

‫لا‬ ‫إلا ب!صلاح‬ ‫الدراسة‬ ‫طريقة‬ ‫يتناول‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الدراسة‬ ‫الحديثة فى‬ ‫العلوم‬ ‫إدخال‬ ‫على‬ ‫واقتصر‬

‫‪ ،‬فلا‬ ‫علصلها‬ ‫طريقة التدرشى‬ ‫الأقسام الأولية ‪ ،‬وترك‬ ‫ا!صا‬


‫ا‬ ‫‪ ،‬إذ منع‬ ‫يذكر‬

‫‪ ،‬مع‬ ‫والتجديد‬ ‫فالاجتها‬ ‫مجال‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫والشروح‬ ‫المتون‬ ‫عبارات‬ ‫يُعنَى فيها الا بفهم‬

‫وسيلة له‪.‬‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫يُئخَذ‬ ‫‪ ،‬وما سواهُ‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫ا!بر‬ ‫أن هذا هو الغرض‬

‫الدروس‬ ‫الأزهر ‪ ،‬تداركه فى‬ ‫فى (صلاح‬ ‫عبده هذا النقص‬ ‫الثميخ محمد‬ ‫فلما رأى‬

‫الإصلاح‬ ‫فيها الى‬ ‫فدعا‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫ونحوفا‬ ‫البلاغة‬ ‫وعلوم‬ ‫التفسير‬ ‫بلقيها فى‬ ‫التى كان‬

‫الصالحة ‪ ،‬مثل‬ ‫‪%‬‬ ‫واختار لها‬ ‫مصراعيه ‪،‬‬ ‫باب !هعلى‬ ‫فيها‬ ‫‪ ،‬وفتح‬ ‫معانيه‬ ‫بأوسع‬

‫البلاغة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫علوم‬ ‫عبد القاهر فى‬ ‫كتابى ‪ -‬دلائل الإعجار وأسرار البلاغة ‪ -‬للشيخ‬

‫الأرهر‬ ‫الجمود فى‬ ‫فتاوى دينية ‪ ،‬فأقام اصحاب‬ ‫من‬ ‫الاجتهاد فيما كان يصدره‬ ‫باب‬ ‫فتح‬

‫‪204‬‬
‫على‬ ‫فسكتوا‬ ‫؟‬ ‫جنانا‬ ‫وأقوى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬لانا‬ ‫وأفصح‬ ‫‪،‬‬ ‫حُخة‬ ‫منهم‬ ‫أقوى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫وأقعدهم‬

‫لا‬ ‫‪ ،‬بحيث‬ ‫العلم‬ ‫فى‬ ‫الجمود‬ ‫في‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫والحجة‬ ‫منارلته بالبرهان‬ ‫‪ ،‬وجَبنوا عن‬ ‫مضض‬

‫أو برهانا‪.‬‬ ‫أن يقيموا حجة‬ ‫بيانا ‪ ،‬ولا يمكنهم‬ ‫يحس!نون‬

‫‪،‬‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الثيخ‬ ‫باشا على‬ ‫عباس‬ ‫سنين إلى أن غضب‬ ‫هذا عشر‬ ‫ومكثوا على‬

‫بهان يفعل‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫والدين‬ ‫العلم‬ ‫بكرامة‬ ‫معه‬ ‫ويحتفظ‬ ‫‪،‬‬ ‫الند للند‬ ‫منه موقف‬ ‫يقف‬ ‫لأنه كان‬

‫الذى يقوم به‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى سبيل‬ ‫له العقات‬ ‫‪ ،‬فوضع‬ ‫قبل أن يذلوا للحكام‬ ‫علماء السلف‬

‫يده من‬ ‫دينه ‪ ،‬فنفض‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويطعنون‬ ‫عقيدته‬ ‫فى‬ ‫يتهمونه‬ ‫علماءه‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬وسلط‬ ‫الأرهر‬ ‫فى‬

‫له‪،‬‬ ‫يريدها‬ ‫الغاية التى كان‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ولا يصل‬ ‫خطواته‬ ‫فى‬ ‫يتعثر بعده‬ ‫‪ ،‬وتركه‬ ‫الإصلاح‬ ‫هذا‬

‫عليه‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫أعداء‬ ‫‪ ،‬وتألب‬ ‫الأزهر‬ ‫يده من‬ ‫الغم ما أدركه بعد نفض‬ ‫وأدركه من‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪5091‬‬ ‫سنة ‪ r Y 3‬ا هـ=‬ ‫المنية‬ ‫فعاجلته‬

‫فرقة‬ ‫من‬ ‫الاصلاح‬ ‫شايعه على‬ ‫ومن‬ ‫هو‬ ‫عبده لم يكن‬ ‫أن الشيئ محمد‬ ‫وبهذا يظهر‬

‫مضراعيه‪،‬‬ ‫على‬ ‫الاجتهاد‬ ‫الى فتح باب‬ ‫الوهابيون ‪ ،‬بل كان يذهب‬ ‫إليها‬ ‫السلفية التى ينتمى‬

‫الاسلامية‬ ‫الفرق‬ ‫بين‬ ‫الحق‬ ‫وينشد‬ ‫‪،‬‬ ‫به السلفية‬ ‫لا تدين‬ ‫الذى‬ ‫العقائد‬ ‫فى‬ ‫بالتأويل‬ ‫ويدين‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬فلا يهمه‬ ‫الفروع‬ ‫فى‬ ‫اختلفت‬ ‫كما‬ ‫اجتهاد‬ ‫عن‬ ‫الأصول‬ ‫فى‬ ‫أنها اختلفت‬ ‫‪ ،‬ويرى‬ ‫كلها‬

‫الفرق‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫مع‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫المعتزلة‬ ‫مع‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫الأشعرية‬ ‫مع‬ ‫الب!لفية ‪ ،‬ومرة‬ ‫مع‬ ‫مرة‬ ‫يكون‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫واسعا‬ ‫منه‬ ‫يضيق‬ ‫سلفيا‬ ‫أنه كان‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الشيئ‬ ‫فى‬ ‫هم‬ ‫يته‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسلامية‬

‫رسالة التجديد‬ ‫المجدد الذى أدرك‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫التجديد الحديث‬ ‫رسالة فى‬ ‫منه صاحب‬ ‫يجعل‬

‫بها‪.‬‬ ‫إلا إذا عملوا‬ ‫للمسلمين‬ ‫أنه لا نجاح‬ ‫‪ ،‬وعرف‬ ‫حقيقتها‬ ‫الحديئة على‬

‫ما فى دعوته إلى تحرير‬ ‫إلى حد‬ ‫تَيمية‬ ‫عبده بمدرسة ابن‬ ‫ولا ننكر تأثر الشيخ محمد‬

‫‪ ،‬والى الرجوع‬ ‫الخلاف‬ ‫قبل ظهور‬ ‫السلف‬ ‫طريق‬ ‫التقليد ‪ ،‬دالى فهم الدين على‬ ‫الفكر من‬

‫الأمور الاعتقادية والتعبدية الى ما كانت‬ ‫ترجع‬ ‫الكتاب والسنة ‪ ،‬حتى‬ ‫من‬ ‫فيه الى أصوله‬

‫ظواهر‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬دان كا!تلك‬ ‫بلا زلادة ولا نمصان‬ ‫عل!ه فى عهد السلف‬

‫كما تجمد هذه المدرسة‪.‬‬ ‫النصوص‬

‫إنكاره‬ ‫الدينية ‪،‬وفى‬ ‫والخرافات‬ ‫للب!ع‬ ‫محاربته‬ ‫فى‬ ‫المدرسة‬ ‫تأثره بهذ‬ ‫لا ننكر‬ ‫وكذلك‬

‫هذه الباع والخرافات بسببهم وكان قد مال فى نثأته إلى‬ ‫الطرق الصوفية لثوع‬ ‫مشايخ‬ ‫على‬

‫لا يكلم‬ ‫‪،‬‬ ‫بين التلاوة والذكر‬ ‫الليل قائما والنهار صائما‬ ‫يقضى‬ ‫‪( ،‬ذ كان‬ ‫والتصوف‬ ‫الزهد‬

‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫والتأملات‬ ‫بالرياضات‬ ‫نفسه‬ ‫ويأخذ‬ ‫الخشن‬ ‫يلبس‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الا بمقدار الضرورة‬ ‫أحدا‬

‫‪304‬‬
‫إليه‬ ‫أن ما بدعو‬ ‫الدين الأفغانى ‪ ،‬ورأى‬ ‫بجمال‬ ‫هذا كله بعد أن اتصل‬ ‫عن‬ ‫أن عدل‬ ‫يلبث‬

‫لا يوافق هذه النزعة الصوفية‪.‬‬ ‫الحديث‬ ‫الاصلاح‬ ‫من‬

‫العلوم‬ ‫مجافاته‬ ‫عدم‬ ‫منها‬ ‫‪:‬‬ ‫المدرسة‬ ‫هذه‬ ‫بينه وبين‬ ‫تباعد‬ ‫كثيرة‬ ‫فروقا‬ ‫هناك‬ ‫ولكن‬

‫أوربا‬ ‫تقليد‬ ‫الى‬ ‫دعوته‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أوربا‬ ‫نهفة‬ ‫آثارها فى‬ ‫من‬ ‫رأى‬ ‫لما‬ ‫الفلفية‬

‫هذه‬ ‫من‬ ‫الاشفادة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لتمكنه‬ ‫اللغة الفرنسية‬ ‫تعلم‬ ‫على‬ ‫حمله‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫مدنيتها الحديثة‬ ‫فى‬

‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫اللغة‬ ‫هذه‬ ‫تعلم‬ ‫على‬ ‫حمله‬ ‫فى‬ ‫أثره أيضا‬ ‫الأهلى‬ ‫بالقضاء‬ ‫لاشتغاله‬ ‫وكان‬ ‫المدنية ‪،‬‬

‫ما كتبه‬ ‫على‬ ‫يطلع‬ ‫اللغة أن‬ ‫بهذه‬ ‫أمكنه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرنسى‬ ‫القانون‬ ‫على‬ ‫أحكامه‬ ‫فى‬ ‫يعتمد‬

‫سبنسر‬ ‫هربرت‬ ‫الانجليزى‬ ‫بالفيلسوف‬ ‫‪ ،‬ولما أعجب‬ ‫والتعليم‬ ‫التربية‬ ‫فن‬ ‫فى‬ ‫المربْون الأوربيون‬

‫أيضا‬ ‫أثر ذلك‬ ‫‪،‬ومن‬ ‫العربية‬ ‫إلى‬ ‫الفرنسية‬ ‫التربية من‬ ‫كتابه فى‬ ‫ونقل‬ ‫إنجلترا ‪،‬‬ ‫فى‬ ‫راره‬

‫ما كانت عليه مدرسة‬ ‫فى الأزهر ‪ ،‬وكل هذا يخالف‬ ‫الحدلثة‬ ‫اسة‬
‫سعيه فى (دخااتلعلو‬

‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫مجافاة‬ ‫على‬ ‫نشأت‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه حديثا‬ ‫صارت‬ ‫ابن تيمية قديما ‪ ،‬وما‬

‫الكمال والتهذيب‪،‬‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫اليه فى العصر‬ ‫الى ما صارت‬ ‫تزال تجافيها بعد أن صارت‬

‫أوجب‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫أوربا وتأخرنا‬ ‫تقدم‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫الحديئة‬ ‫الحضارة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫لها أثرها‬ ‫صار‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬

‫يتوقف‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫لأعدائنا‬ ‫قوة‬ ‫من‬ ‫ما نستطيع‬ ‫؟ لأنا قد أمِرنا ب!عداد‬ ‫تعلمها‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬

‫والرياضية‪.‬‬ ‫العلو‪!-‬الطبيعية‬ ‫تعلم‬ ‫الآن على‬

‫دعوته إلى السعى‬ ‫عبده وتلك المدرسة‬ ‫الفرق بين الشيخ محمد‬ ‫ومن وجوه‬

‫فى‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫الحديثة ‪ ،‬وقد جرى‬ ‫المدنية‬ ‫ومطالب‬ ‫الإسلام‬ ‫بين روح‬ ‫الملاءمة‬ ‫فى‬

‫هذا أيضا فى تفميره‬ ‫على‬ ‫بجواز التزف بزئ غير المسلمين ‪ ،‬وجرى‬ ‫فتاويه الدينية ‪ ،‬كحكمه‬

‫العلمية‬ ‫النظريات‬ ‫‪ ،‬ويوافق‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫روح‬ ‫يلائم‬ ‫تفسيرا‬ ‫يفسره‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الكريم‬ ‫للقرآن‬

‫الحديثة‪.‬‬

‫عند‬ ‫النقل‬ ‫على‬ ‫العقل‬ ‫يقدم‬ ‫إنه كان‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫والعقل‬ ‫الدين‬ ‫بين‬ ‫ايمانه بالصلة‬ ‫ومنها‬

‫التى‬ ‫الأشعرية‬ ‫يتابع مدرسة‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫العقل‬ ‫النقل بما يوافق‬ ‫‪ ،‬فيؤومل‬ ‫بينهما‬ ‫التعارض‬

‫‪ ،‬لأنها لا تزال تنكر‬ ‫ابن تيمية قديما ‪ ،‬وحديثا‬ ‫مدرسة‬ ‫ما عليه‬ ‫‪ ،‬ويخالف‬ ‫نشأته‬ ‫بها فى‬ ‫اخذ‬

‫‪.‬‬ ‫النصوص‬ ‫به ظواهر‬ ‫جاءت‬ ‫بما‬ ‫‪ ،‬وتأخذ‬ ‫التأويل‬ ‫ذلك‬

‫هذا‬ ‫في‬ ‫الدين الأفغانى‬ ‫عبده وأستاذه جمال‬ ‫عليه الشيخ محمد‬ ‫أن ما جرى‬ ‫ولا شك‬

‫ابن تيمئة ‪ ،‬دان كان الشاثع بين‬ ‫م!نهما الى مدرسة‬ ‫ابن رشد‬ ‫الى مدرسة‬ ‫أقرب‬ ‫كله يجعلهما‬

‫ذلك‪.‬‬ ‫أنصارهما خلاف‬

‫‪404‬‬
‫بعد عودته من‬ ‫ايثاره‬ ‫عبده أن نذكر أن‬ ‫الشيخ محمد‬ ‫ولا بفوتنا فى نهاية الكلام على‬

‫ساءت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الوطنى‬ ‫الحزب‬ ‫كامل ‪.‬باشا ورجال‬ ‫النفى ملاينة الانجليز أثار عليه مصطفى‬

‫وبينهم‪،‬‬ ‫بينه‬ ‫ما أدى إلى هذا‬ ‫‪ ،‬وكان الأجدر به أن يتجنب‬ ‫ذلك‬ ‫وبينهم ببب‬ ‫بينه‬ ‫العلاقة‬

‫‪.‬‬ ‫دثه وحده‬ ‫والعصمة‬

‫!ي!*!ي!‬

‫‪504‬‬
‫محمد رشيك رضا‬
‫الحب!ينى العلوى ‪ ،‬ولد بقرية‬ ‫رشيد رضا‬ ‫السيد محمد‬ ‫المنار‬ ‫مجلة‬ ‫هو صاحب‬

‫الشام‬ ‫طرابلس‬ ‫تبعد عن‬ ‫المتوسط ‪ -‬وهى‬ ‫الروم ‪ -‬البحر الأبيض‬ ‫بحر‬ ‫شاطىء‬ ‫القلمون على‬

‫وقواعد‬ ‫القراَن والخط‬ ‫فيها‬ ‫فتعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫وفضل‬ ‫علم‬ ‫بيت‬ ‫فيها‬ ‫وبيته‬ ‫‪،‬‬ ‫أميال‬ ‫ثلاثة‬ ‫بنحو‬

‫التعليم فيها باللغة‬ ‫ابتدائية كان‬ ‫مدرسة‬ ‫‪ ،‬رهى‬ ‫بطرابل!ى‬ ‫الرشدية‬ ‫المدرسة‬ ‫‪ ،‬ثم دخل‬ ‫الحساب‬

‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫الاسلامية‬ ‫الوطنية‬ ‫المدرسة‬ ‫بعدها‬ ‫ودخل‬ ‫‪،‬‬ ‫تركها‬ ‫فيها سنةً ثم‬ ‫فمكث‬ ‫‪،‬‬ ‫التركية‬

‫الى‬ ‫بميلون‬ ‫العلماء الذين‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزهرى‬ ‫الجسر‬ ‫حسين‬ ‫أنثمأها الشيخ‬ ‫مدرسة‬

‫والدنيا على‬ ‫الدين‬ ‫علوم‬ ‫بين‬ ‫الا بالجمع‬ ‫لا ترقى‬ ‫الإسلامية‬ ‫الأمة‬ ‫أن‬ ‫ويرون‬ ‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬

‫والرياضيات‬ ‫والمنطق‬ ‫العربية والث!رعية‬ ‫يخها العلوم‬ ‫تدزَس‬ ‫‪ ،‬فكانت‬ ‫الأوربية‬ ‫العصرية‬ ‫الطريقة‬

‫لا‬ ‫أهلية‬ ‫مدرسة‬ ‫لأنها كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الطلاب‬ ‫تركها‬ ‫إلا قليلا ثم‬ ‫تلبث‬ ‫لم‬ ‫ولكنها‬ ‫‪،‬‬ ‫والطبيعيات‬

‫‪ ،‬وَكان‬ ‫بطرابلس‬ ‫الدينية‬ ‫المدارس‬ ‫بعض‬ ‫‪ ،‬فدخل‬ ‫العسكرية‬ ‫دخول‬ ‫فى عدم‬ ‫الرخصة‬ ‫تكسبهم‬

‫تعليمها‪،‬‬ ‫فى‬ ‫تأثر بأسلوبه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الجسر‬ ‫حسين‬ ‫الشيخ‬ ‫العربية والشرعية‬ ‫العلوم‬ ‫فى‬ ‫أستاذه‬

‫‪ ،‬ولا يُعنَى‬ ‫‪ ،‬يتوخَّى فيه السهولة‬ ‫الأرهرى‬ ‫الأسلوب‬ ‫غير‬ ‫حديثا‬ ‫فيه أسلوبا‬ ‫يسلك‬ ‫لأنه كان‬

‫الطريقة‬ ‫يتبع‬ ‫بعضهم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫قرأ على‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫اللفظية‬ ‫فيه بالمماحكات‬

‫الجسر‪.‬‬ ‫الشيئ‬ ‫تأثر بطريقة‬ ‫لم يتأثر بها كما‬ ‫التعليم ‪ ،‬ولكنه‬ ‫فى‬ ‫الأزهرية‬

‫‪،‬‬ ‫الاحياء‬ ‫ة‬ ‫كتاب‬ ‫أثناء الطلب‬ ‫نفسه‬ ‫له أثره فى‬ ‫وكان‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫مما قرأه‬ ‫وكان‬

‫الصوفية ‪ ،‬ولكنه عالج‬ ‫رياضات‬ ‫‪ ،‬ويقوم ببعض‬ ‫التصوف‬ ‫من‬ ‫يأخذ بشىء‬ ‫للغزالى ‪ ،‬فجعله‬

‫والصوفية‪،‬‬ ‫الأشعرية‬ ‫الجبر ‪ ،‬والتأويلإت‬ ‫عقيدة‬ ‫به ‪ ،‬مثل‬ ‫يأخذ‬ ‫فلم‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫الضار‬

‫اَخر‬ ‫فيه إلى‬ ‫تأثير‪ .‬الوجدانى‬ ‫بقى‬ ‫هذا‬ ‫المبتدعة ‪ ،‬ومع‬ ‫العبارات‬ ‫‪ ،‬وبعض‬ ‫الزهد‬ ‫فى‬ ‫والغلو‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬لجش‬ ‫الحكومية‬ ‫الوظائف‬ ‫إلى‬ ‫الدنيا ‪ ،‬أو يتطلع‬ ‫على‬ ‫ممن يتكالب‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫حياته‬

‫‪.‬‬ ‫يعيدث! الموظفون‬ ‫كما‬ ‫الوظيفة‬ ‫سجن‬

‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫نفسه الى العمل الحر ‪ ،‬وكان !وت‬ ‫العلم تطلعت‬ ‫طب‬ ‫فلما انتهى من‬

‫هيأته‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ملأ العالَم الإسلامى‬ ‫قد‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫فى‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫والث!يخ‬ ‫الأفغانى‬

‫مجلة‬ ‫‪ ،‬ويقرأ‬ ‫أخبارهما‬ ‫طالب‬ ‫وهو‬ ‫يتتغ‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫الجسر‬ ‫حسين‬ ‫له تربية الشيخ‬ ‫ا‬ ‫للاستجابة‬

‫فى‬ ‫طرابلس‬ ‫مرتين فى‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫آثارهما ‪،‬والتقى بالثخ‬ ‫من‬ ‫العروة الوثقى وغيرها‬

‫اهـ=‬ ‫هذا سنة ‪314‬‬ ‫على‬ ‫‪،‬فازداد إعجابه به ورغبة فى الاتصال به ‪،‬وعزم‬ ‫زيارتين قصيرتين‬

‫‪604‬‬
‫مصر‬ ‫الى‬ ‫فأراد الهجرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫فيها جمال‬ ‫توفى‬ ‫التى‬ ‫السنة‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6918‬‬

‫شيوخه‬ ‫من‬ ‫‪-‬‬ ‫العالمية‬ ‫‪-‬‬ ‫التدرش!‬ ‫قد نال شهادة‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫وحكمته‬ ‫علمه‬ ‫بوارث‬ ‫للاتصال‬

‫مصر‬ ‫إلى‬ ‫فسافر‬ ‫‪،‬‬ ‫أرضاه‬ ‫به حتى‬ ‫يزل‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫يعارض‬ ‫والده‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بطرابلس‬

‫‪ 1 3‬هـ _ ‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫سنة‬ ‫رجب‬ ‫إلى الإسكندرية فى ‪ 8‬من‬ ‫‪ ،‬ووصل‬ ‫بيروت‬ ‫من‬ ‫البحر‬ ‫بطريق‬

‫‪.‬‬ ‫‪f‬‬ ‫‪8918‬‬ ‫يناير سنة‬ ‫من‬

‫الهجرة‬ ‫من‬ ‫إلى القاهرة ‪ ،‬وأخبره بأن غرضه‬ ‫عبده بعد وصوله‬ ‫محمد‬ ‫بالثخ‬ ‫فاتصل‬

‫ل!صلاح‬ ‫السعى‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫أنه بقية رجاء‬ ‫يعتقد‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫الحكمة‬ ‫تلقى‬ ‫مصر‬ ‫إلى‬

‫‪،‬‬ ‫داره‬ ‫به كثيرا فى‬ ‫يجتمع‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫مجلسه‬ ‫من‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الث!يخ‬ ‫به ‪ ،‬فقرته‬ ‫والاضطلاع‬

‫الاشتغال‬ ‫لأجل‬ ‫إلى مصر‬ ‫التى هاجر‬ ‫الكلام فى المسائل الإصلاحية‬ ‫فيدور بينهما ما يدور من‬

‫هذه‬ ‫أغلب‬ ‫رأيه فى‬ ‫رأيه يوافق‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫ورأيه‬ ‫علمه‬ ‫منتهى‬ ‫على‬ ‫والوقوف‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬

‫ينمَهى‬ ‫بينهما فيها حتى‬ ‫البحث‬ ‫فيدور‬ ‫‪،‬‬ ‫قليلة‬ ‫مسائل‬ ‫الا فى‬ ‫يختلفان‬ ‫يكونا‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫المسائل‬

‫الغاية سهل‬ ‫اتحدت‬ ‫‪ ،‬ومتى‬ ‫الإصلاح‬ ‫طلب‬ ‫فى‬ ‫أمرهما إلى الأتفاق ‪ ،‬لأنهما كانا قحدين‬

‫الوساثل‪.‬‬ ‫من‬ ‫اليها‬ ‫الاتفاق فيما يؤدى‬

‫مجلة تقوم بالجهاد فى سبيل ذلك‬ ‫عبده فى إصدار‬ ‫ثم استشار الشيخ محمد‬

‫؟ فوافقه الشيخ محمد‬ ‫الهجرة إلى مصر‬ ‫من‬ ‫أغراضه‬ ‫ضمن‬ ‫‪ ،‬وكان هذا أيضا من‬ ‫الإصلاح‬

‫مجلة‬ ‫مقام‬ ‫المنار ‪ ،‬فقامت‬ ‫مجلة‬ ‫فيه هى‬ ‫المجلة التى اشثماره‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عبده‬

‫فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫بها صوت‬ ‫‪ ،‬فارتفع‬ ‫زمنا طويلا‬ ‫بأنها مكثت‬ ‫عليها‬ ‫‪ ،‬وامتارت‬ ‫الوثقى‬ ‫العروة‬

‫‪.‬‬ ‫ام‬ ‫‪359‬‬ ‫اهـ=‬ ‫سنة ‪354‬‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫الى وفاة السيد محمد‬ ‫يمتد‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫هذا الزمن الطويل‬

‫عبده بعد اتصاله به ‪ ،‬لأنه‬ ‫أثره فى حياة الشيخ محمد‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫وكان للسيد محمد‬

‫فى‬ ‫أنه يفيد‬ ‫كثيرا بما يرى‬ ‫عليه‬ ‫يشير‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫مسموعة‬ ‫كلمة‬ ‫عنده‬ ‫‪ ،‬وله‬ ‫تلاميذه‬ ‫كبر‬ ‫كان‬

‫قراءة التفسير الذى كان‬ ‫بالإلحاح على‬ ‫هذا أنه هو الذى حمله‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫تحقيق رسالة الاصلاح‬

‫من‬ ‫‪-‬‬ ‫البلاغة‬ ‫أسرار‬ ‫‪-‬‬ ‫أتاه بكتاب‬ ‫الذى‬ ‫وأنه هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزهر‬ ‫الجامع‬ ‫المنار فى‬ ‫بمجلة‬ ‫ينشره‬

‫أن‬ ‫العربية بعد‬ ‫به البلاغة‬ ‫فجذَد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫وتدريسه‬ ‫تصحيحه‬ ‫على‬ ‫وحمله‬ ‫‪،‬‬ ‫طرابلس‬

‫ما‬ ‫المنار‬ ‫مجلة‬ ‫الذى نشر فى‬ ‫إليهما ‪ ،‬وأنه هو‬ ‫السعد والسيد ومن‬ ‫فى كتب‬ ‫رسومها‬ ‫بليت‬

‫له‬ ‫رئى‬ ‫لا يأبى أن تُعْزَى اليه ‪ ،‬حتى‬ ‫فصيحة‬ ‫بعبارة صحيحة‬ ‫ومجالسه‬ ‫دروسه‬ ‫من‬ ‫يقتبسه‬ ‫كان‬

‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫مصر‬ ‫حزبا فى‬ ‫حوله‬ ‫الأقطار الإسلامية ‪ ،‬وجمع‬ ‫جمغ‬ ‫فى‬ ‫تلاميذ ومريدين‬

‫مطبوعات‬ ‫المنار ‪ ،‬ومن‬ ‫مجلة‬ ‫الا من‬ ‫شيئا عنه‬ ‫يعرفون‬ ‫يكونوا‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫المسلمين‬ ‫طبقات‬ ‫أرقى‬

‫المجلة‪.‬‬ ‫هذه‬

‫‪704‬‬
‫غيره لخلافته فى الدعوة الى‬ ‫عبده يؤثره على‬ ‫الشيخ محمد‬ ‫جعل‬ ‫هذا‬ ‫وكل‬

‫جاش‬ ‫له ‪ " :‬قد‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫فيه بالإسكندرية‬ ‫مات‬ ‫الذى‬ ‫مرضه‬ ‫لهذا فى‬ ‫رشحه‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الاصلاح‬

‫‪ -‬يشير الى‬ ‫أو المرض‬ ‫الحبس‬ ‫‪ ،‬كأننى لا أقول الضعر الا فى‬ ‫غيبتك‬ ‫الشعر فى‬ ‫نفسى‬ ‫فى‬

‫هذه الأبيات ‪:‬‬ ‫‪ -‬ثم ألده‬ ‫العرالية‬ ‫الحوادث‬ ‫عقب‬ ‫فى السجن‬ ‫نظمها‬ ‫قصيدة‬

‫الماَتمُ‬ ‫عليه‬ ‫أبَل أم اكتطت‬ ‫أبالى أدظ يقال محمد‬ ‫ولستُ‬

‫عليه العماثم‬ ‫أحاذر أن تقضى‬ ‫ولكنه دينْ أردتُ صلاحَه‬

‫عزائم‬ ‫واضمحلمت‬ ‫ماتت‬ ‫اذا متد‬ ‫نَيلَها‬ ‫يرخون‬ ‫اَمالٌ‬ ‫وللناس‬

‫خاتم‪.‬‬ ‫الأرواح وانفض‬ ‫إلى عالم‬ ‫رُجعَى قريبة‬ ‫(ن قدرت‬ ‫ربً‬ ‫فيا‬

‫النهجَ والليلُ قاتم‬ ‫رشيذا يضىء‬ ‫واررقه مرشدا‬ ‫الإسلام‬ ‫فبارك على‬

‫ويث!به منى السيفَ والسيفُ صارم‬ ‫وحكمة‬ ‫وعلمأ‬ ‫يماثلنى نطقَا‬

‫ما يأتى‬ ‫المنار‬ ‫مجلة‬ ‫أنه كان يأخذ عليه وعلى‬ ‫رضا‬ ‫رشد‬ ‫هذا ذكر ألسيد محمد‬ ‫ومع‬

‫‪:‬‬ ‫مور‬ ‫ا‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫من‬

‫عريأنا‬ ‫كثيرا ما تبرر الحق‬ ‫‪( :‬نك‬ ‫هذا‬ ‫له فى‬ ‫يقول‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الحق‬ ‫إظهار‬ ‫فى‬ ‫) الشدة‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫يكون‬ ‫وقثما‬ ‫‪،‬‬ ‫ثقيل‬ ‫الحق‬ ‫أن‬ ‫تذكر‬ ‫أن‬ ‫فينبغى‬ ‫‪،‬‬ ‫حَلْى يزينه للناظرين‬ ‫ولا‬ ‫حُلة‬ ‫عليه‬ ‫لي!‬

‫عليهم كيلا يزداد (عراضهم‬ ‫يعرض‬ ‫من‬ ‫مراعاة شعور‬ ‫‪ ،‬دانه لا بد من‬ ‫إليه صديق‬ ‫للداعى‬

‫عنه‪.‬‬

‫‪ ،‬فينبغى‬ ‫كثرَ ما فيه الا الخواص‬ ‫لا يفهم‬ ‫بحيث‬ ‫ولغته‬ ‫موضوعه‬ ‫المنار فى‬ ‫كون‬ ‫(‪)2‬‬

‫العمل بهذه النصيحة‬ ‫المنار‬ ‫العوام ‪ ،‬وقد تحرى‬ ‫القارئين حتى‬ ‫يفهمه جميع‬ ‫بحيث‬ ‫أن يكون‬

‫‪.‬‬ ‫التحرى‬ ‫ذلك‬ ‫مع‬ ‫للخواص‬ ‫مباحثه‬ ‫كثر‬ ‫أبقى‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫السنة الأولى‬ ‫فيما بعد‬

‫رضا‬ ‫رشد‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬وقد ذكر ال!يد محمد‬ ‫شاسة‬ ‫فى‬ ‫الخوض‬ ‫(‪)3‬‬

‫جل‬ ‫عليه ‪ ،‬وكان‬ ‫ما يحمله‬ ‫الضرورة‬ ‫له من‬ ‫‪ ،‬ولكنه كان يعرض‬ ‫أيضا‬ ‫أنه كان يكره ذلك‬

‫وواثبت‪،‬‬ ‫فساورت‬ ‫سالمنا السياسة‬ ‫‪:‬‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫سريا‬ ‫السياسة‬ ‫المهم من‬ ‫عمله‬

‫بنا عنها‬ ‫فيصدف‬ ‫‪،‬‬ ‫الأحيان‬ ‫بعض‬ ‫نهتمُ بها فى‬ ‫وكنا‬ ‫‪،‬‬ ‫وتقفَحت‬ ‫لها فجمحت‬ ‫وأسلسنا‬

‫الله‪.‬‬ ‫اصطفاه‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫نهواه‬ ‫ما‬ ‫منها‬ ‫ننل‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الامام‬ ‫الأستاذ‬

‫الدولة ‪ ،‬لأن الدول الأجنبية‬ ‫هذه‬ ‫سياسة‬ ‫فى‬ ‫الخوض‬ ‫ترك‬ ‫لأستاذه فى‬ ‫وليته سمع‬

‫‪،‬‬ ‫الدول‬ ‫هذه‬ ‫بتأثيز‬ ‫الناقمين عليها كان يثتغل‬ ‫‪ ،‬وبعض‬ ‫مصلحتها‬ ‫هذا فى‬ ‫تستغل‬ ‫كانت‬

‫‪804‬‬
‫الآن‬ ‫أبنائها ‪ ،‬وهم‬ ‫البلاد العربية بمساعدة كثير من‬ ‫على‬ ‫عاقبة هذا أنها استولت‬ ‫وكانت‬

‫‪.‬‬ ‫لا ينفع الندم‬ ‫حين‬ ‫عليها‬ ‫لها ‪ ،‬ويندمون‬ ‫مساعدتهم‬ ‫سوء‬ ‫يجنون‬

‫لطمع‬ ‫استجاب‬ ‫السياسة حين‬ ‫موئقا فى‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫السيد محمد‬ ‫لم يكن‬ ‫وكذلك‬

‫‪ ،‬لأن هذا‬ ‫خلافة ا! عثمان‬ ‫كمال‬ ‫الخلافة بعد الغاء مصطفى‬ ‫فؤاد الأول فى‬ ‫الملك أحمد‬

‫الخلافة الاسلامية ‪ ،‬ولو تمت‬ ‫لشروط‬ ‫مشكملا‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫لذلك‬ ‫صالحا‬ ‫الملك لم يكن‬

‫أنها تقوم فى بلاد يتدخل‬ ‫‪ ،‬بل تزيد عيها‬ ‫ا! عثمان‬ ‫كخلافة‬ ‫خلافة صورية‬ ‫خلافته لكانت‬

‫عنها الا (ذا كانت‬ ‫‪ ،‬ولا يرضون‬ ‫عهده‬ ‫لهم فيها على‬ ‫جيش‬ ‫بوجود‬ ‫شؤونها‬ ‫فى‬ ‫الانكليز‬

‫أن مثل هذه الخلافة‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫فيما يوافق سياستهم‬ ‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬وتوخه‬ ‫مصلحتهم‬ ‫تراعى‬

‫عبده‬ ‫بالشيخ محمد‬ ‫صداقة‬ ‫له صلة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بلنت الإنجيزى‬ ‫المستر‬ ‫فيها‬ ‫التى كان يسعى‬ ‫هى‬

‫والسيد محمد رشيد رضا‪:‬‬

‫كثيرا الى مدرسة‬ ‫أستاذَه جنوحه‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫محمد‬ ‫فيه السيدُ‬ ‫يخالف‬ ‫مما‬ ‫وكان‬

‫عبده ‪ ،‬ولهذا‬ ‫الدين ومحمد‬ ‫جمال‬ ‫طابع مدرسة‬ ‫من‬ ‫فيه كثر‬ ‫طابَعُها‬ ‫كان‬ ‫ابن تيمئة ‪ ،‬حتى‬

‫أنهم‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫التأويل‬ ‫من‬ ‫به الأشعرية‬ ‫ما يأخذ‬ ‫‪ ،‬ويكره‬ ‫العقاثد‬ ‫فى‬ ‫السلف‬ ‫بمذهب‬ ‫يأخذ‬ ‫كان‬

‫هذا على‬ ‫حمله‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫السئُنة‬ ‫أهل‬ ‫والقدامى من‬ ‫المعتزلة‬ ‫بين‬ ‫هذا مذهبا وسطا‬ ‫فى‬ ‫سلكوا‬

‫القرون‬ ‫قام التجديد عنده فى‬ ‫المسلمين ‪ ،‬حتى‬ ‫فلاسفة‬ ‫بالفلسفة من‬ ‫اشتغل‬ ‫فيمن‬ ‫الطعن‬

‫للقرن‬ ‫عنده مجددا‬ ‫ابن حنبل‬ ‫الجمود الدينى ‪ ،‬فكان‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أساس‬ ‫السابقة غالئا على‬

‫مع‬ ‫فعل‬ ‫علوم الفلسفة ‪ ،‬وكذلك‬ ‫السنة وقاوم بدعة العباسين فى نصرة‬ ‫الثالث ‪ ،‬لأنه نصر‬

‫إمام المجددين‬ ‫جعله‬ ‫تيمي!ة‬ ‫الى ابن‬ ‫المجددين ‪ ،‬فلما وصل‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬ ‫الغزالى وابن حزم‬

‫الدين‬ ‫فيه جمال‬ ‫إليه ويقلد‬ ‫يدعو‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫ان الأصلاح‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫القرون‬ ‫فيما بعده من‬

‫الطريقة‬ ‫الدين والدنيا على‬ ‫علوم‬ ‫ب!من‬ ‫الجمع‬ ‫أساس‬ ‫عبده يقوم على‬ ‫محمد‬ ‫والشيخ‬ ‫الأفغانى‬

‫الا على‬ ‫تقم‬ ‫لم‬ ‫أوربا‬ ‫حضارة‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫وعلومها‬ ‫الفلسفة‬ ‫تناصر‬ ‫الطريقة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫الأوربية‬

‫العلوم‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫الدين‬ ‫علوم‬ ‫بينها وبين‬ ‫الفصمل‬ ‫أساس‬ ‫إلا على‬ ‫لم تفم‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫العلوم‬ ‫هذه‬ ‫أساس‬

‫الدين‬ ‫علوم‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬بخلاف‬ ‫العقل كما تقوم علوم‬ ‫أساس‬ ‫لا تقوم على‬ ‫الدينية عندها‬

‫فى‬ ‫يذهب‬ ‫النقل ‪ ،‬ومن‬ ‫أساس‬ ‫تقوم على‬ ‫العقل كما‬ ‫أساس‬ ‫عندنا ‪ ،‬ف!نها تقرم على‬

‫رجعيا‬ ‫لأنه كان‬ ‫ابن تيمية امامًا له فيه ؟‬ ‫يكون‬ ‫ان‬ ‫لا يصح‬ ‫المذهب‬ ‫ذلك‬ ‫الحديث‬ ‫الأصلاح‬

‫السابقين‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫هذا الاصلاح‬ ‫فى‬ ‫بالاقتداء‬ ‫الأجدر‬ ‫‪ ،‬بل يكون‬ ‫الناحية‬ ‫هذه‬ ‫فى‬

‫الدنيا‪،‬‬ ‫وعلوم‬ ‫الدين‬ ‫علوم‬ ‫بين‬ ‫جمع‬ ‫الفقيه الذى‬ ‫الفيلسوف‬ ‫لأنه هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الحفيد‬ ‫ابنُ رُشد‬

‫‪904‬‬
‫مدرسة‬ ‫اسفست‬ ‫كما‬ ‫بعده واستمرت‬ ‫له مدرسة‬ ‫بين الدين والفلسفة ‪ ،‬ولو قامت‬ ‫وآخى‬

‫فيه‬ ‫وقعت‬ ‫الذى‬ ‫الجمود‬ ‫فى‬ ‫نقع‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أوربا‬ ‫الحديثة من‬ ‫النهضة‬ ‫الى‬ ‫‪ ،‬لكنا أشق‬ ‫ابن تيمية‬

‫الأشعرية‪.‬‬ ‫مدرسة‬ ‫من‬ ‫فيه أشد‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫ابن تيمية‬ ‫مدرسة‬

‫منهم الأمير عبد القادر‬ ‫جعل‬ ‫أنه‬ ‫فى المجددين‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫محمد‬ ‫الشد‬ ‫اضطراب‬ ‫ومن‬

‫أن يمومل‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫حمله‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫عربى‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫المعجَبِين بمحى‬ ‫من‬ ‫نه كان‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫الجزائرى‬

‫الدين‬ ‫محى‬ ‫ابن تيمية تعادى‬ ‫‪ -‬مع أن مدرسة‬ ‫المكية‬ ‫كتابه ‪ -‬الفتوحات‬ ‫الطبعة الأولى من‬

‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫السيد محمد‬ ‫وقع‬ ‫وانما‬ ‫‪،‬‬ ‫عداء‬ ‫المتصوفين أشد‬ ‫وأمثاله من‬ ‫ابن عربى‬

‫يراه من‬ ‫فيمن‬ ‫عنده‬ ‫يقف‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫صحيح‬ ‫لأنه لم ينظر إلى أساس‬ ‫‪،‬‬ ‫الاضطراب‬

‫‪،‬‬ ‫الأجزاء‬ ‫متناسبة‬ ‫كتابنا‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫سلسلة‬ ‫جعل‬ ‫اساس‬ ‫وفقنا الله فيه الى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫المجددين‬

‫التوفيق‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫دثه على‬ ‫‪ ،‬والحمد‬ ‫المناهج والمشارب‬ ‫متلائمة‬

‫*ع!*‬

‫‪041‬‬
‫المراغى‬ ‫محمد مصطفى‬

‫هـ=‬ ‫سنة ‪9131‬‬ ‫سوهاج‬ ‫بالمراغة بمديرية‬ ‫المراغى ‪ ،‬ولد‬ ‫بن مصطفى‬ ‫هو محمد‬

‫لا‬ ‫وهو‬ ‫بالأرهر‬ ‫التحق‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بها‬ ‫القراَن‬ ‫فحفظ‬ ‫‪،‬‬ ‫علم‬ ‫بيته بالمراغة بيت‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫‪AA‬‬ ‫ا‬

‫شهادة‬ ‫يتهيأ لنيل‬ ‫حتى‬ ‫سنة‬ ‫أربعين‬ ‫به نحو‬ ‫يمكث‬ ‫الطالب‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫القديم‬ ‫نظامه‬ ‫على‬ ‫يزال‬

‫من‬ ‫عليه يشبه ما حصل‬ ‫خروجه‬ ‫النظام الجامد ‪ ،‬وكان‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولكنه خرج‬ ‫العالمية‬

‫‪ .‬ويمتار الثميخ‬ ‫العلم‬ ‫اشتغاله بطلب‬ ‫هذا النظام ‪،‬ول‬ ‫نفر من‬ ‫عبده حين‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬

‫هذا النظام من‬ ‫هضم‬ ‫على‬ ‫المرحلة أقوى‬ ‫هذه‬ ‫كان فى‬ ‫بأنه‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫المراغى على‬

‫لا‬ ‫فكان‬ ‫‪ ،‬دايثار الأناة ‪،‬‬ ‫الطبع‬ ‫يمتاز بهدوء‬ ‫ذكائه‬ ‫شدة‬ ‫مع‬ ‫لأنه كان‬ ‫؟‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الثخ‬

‫دراسة‬ ‫لا يتم‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الانفراد بها‬ ‫لا يمكنه‬ ‫التى‬ ‫إلا الدروس‬ ‫الأرهر‬ ‫سميوخ‬ ‫على‬ ‫يتلقى‬

‫بنفسه أو بمشاركة بعض‬ ‫الكتب‬ ‫فيها بعض‬ ‫يدرس‬ ‫له دراسة خاصة‬ ‫‪ ،‬بل كانت‬ ‫عليهم‬ ‫الكتب‬

‫فى دراسته‬ ‫يتمه ‪ ،‬ويمضى‬ ‫معه حتى‬ ‫لم يمكث‬ ‫شيخ‬ ‫على‬ ‫الكتب‬ ‫اخوانه ‪ ،‬ف!ذا تلقى بعض‬

‫بعض‬ ‫بمشاركة‬ ‫أو‬ ‫وحده‬ ‫دراسته‬ ‫ب!تمام‬ ‫يبادر‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫ما يمضى‬ ‫الطوبلة‬ ‫السنين‬ ‫من‬ ‫معه‬

‫قبل‬ ‫مطالعة دروسهم‬ ‫فى‬ ‫بعضا‬ ‫بعضهم‬ ‫الأزهر أن يشارك‬ ‫عادة طلاب‬ ‫من‬ ‫(خوانه ‪ ،‬وكان‬

‫كتبهم‬ ‫الأذكياء منهم الانفراد بمطالعة بعض‬ ‫على‬ ‫السهل‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫شيوخهم‬ ‫تلفيها على‬

‫شيوخهم‪.‬‬ ‫تلقيه! على‬ ‫‪ ،‬والاكتفاء بها عن‬ ‫الدراسية‬

‫على‬ ‫الأزهر ‪ ،‬وأن يحصل‬ ‫مدة دراسته فى‬ ‫أن يختصر‬ ‫المراغى بذلك‬ ‫الشيخ‬ ‫فأمكن‬

‫‪411‬‬
‫هـ=‬ ‫عليها سنة ‪1322‬‬ ‫سنة ‪ ،‬وقد حصل‬ ‫ثلاث وعشرين‬ ‫وهو فى سن‬ ‫العالمية‬ ‫شهادة‬

‫قد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بامتحانه‬ ‫التى قامت‬ ‫اللجنة‬ ‫فى‬ ‫عضوا‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫‪2‬‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫م‬ ‫‪091 4‬‬

‫له‬ ‫قال‬ ‫منه‬ ‫انتهى‬ ‫فلما‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫الذهاب‬ ‫على‬ ‫أصر‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الامتحان‬ ‫قُبيل دخول‬ ‫‪،‬‬ ‫مرض‬

‫نتيجة‬ ‫الاجادة ‪ ،‬ثم ظهرت‬ ‫فوق‬ ‫كنت‬ ‫‪ ،‬ولكنك‬ ‫أنك محموم‬ ‫عبده ‪ :‬لاحظتُ‬ ‫الشيخ "محمد‬

‫منزله‬ ‫الى‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫البئ‬ ‫دعاه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الناجحين‬ ‫أول‬ ‫المراغى‬ ‫ف!ذا بالشيخ‬ ‫‪،‬‬ ‫الامتحان‬

‫لم يَثبت على‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫تلميذا للشيخ‬ ‫المراغى كان‬ ‫أن الشيخ‬ ‫‪ .‬والشائع‬ ‫لكريما له‬

‫إلى‬ ‫أنه استمع‬ ‫المتيقن‬ ‫بالأرهر ‪ ،‬وإن كان من‬ ‫دروسه‬ ‫التحقيق أنه تلقى كثيزا من‬ ‫وجه‬

‫‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫وما إليها من‬ ‫التاريبئِ والاجتماع‬ ‫علم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫العباسى‬ ‫الرواق‬ ‫الحرة فى‬ ‫دروسه‬

‫أن عرف‬ ‫سِيما بعد‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫عبده‬ ‫مختد‬ ‫للشيئ‬ ‫روحيا‬ ‫تلميذا‬ ‫المراغى كان‬ ‫الشيخ‬ ‫أن‬ ‫والحفيقة‬

‫عنايته ورعايته‪،‬‬ ‫محل‬ ‫الأرهر ‪ ،‬فجعله‬ ‫غير طابع رجال‬ ‫طابع آخر‬ ‫امتحانه له أنه من‬ ‫فى‬

‫يكون‬ ‫بما‬ ‫عبده‬ ‫الشيئ محمد‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وكان هذا (رهاصا‬ ‫توجيهاته ونصائحه‬ ‫بكثير من‬ ‫واختصه‬

‫الذى يدعو اليه‪.‬‬ ‫فى الإصلاح‬ ‫شأن‬ ‫له بعده من‬

‫فيها ‪ ،‬كان‬ ‫الرع‬ ‫عبده اختيار قضاة‬ ‫محمد‬ ‫الثخ‬ ‫السودان من‬ ‫حكومة‬ ‫فلما طلبت‬

‫فيها على‬ ‫السنة التى حصل‬ ‫هذا فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫لذلك‬ ‫اختارهم‬ ‫من‬ ‫مقدمة‬ ‫المراغى فى‬ ‫الثيئ‬

‫الث!يخ‬ ‫العلم ‪ ،‬فأخذ‬ ‫تعريف‬ ‫فسأله عن‬ ‫اختاره لذلك‬ ‫اليه حين‬ ‫‪ ،‬وقد ذهب‬ ‫العالمية‬ ‫شهادة‬

‫ما‬ ‫هو‬ ‫‪ :‬العلم‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫له الشيخِ‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫تعريفه‬ ‫فى‬ ‫مشهور‬ ‫فه له بما هو‬ ‫يعرً‬ ‫المراغى‬

‫الذى‬ ‫‪ V‬رهر‬ ‫ا‬ ‫له فيه بعلم‬ ‫عرص!‬ ‫منه له ‪ ،‬وقد‬ ‫توجيه‬ ‫أول‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الناس‬ ‫وينفع‬ ‫ينفعك‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫ذوق‬ ‫عن‬ ‫وبعده‬ ‫‪ ،‬لجمود؟‬ ‫الناص‬ ‫ينفع‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أهله‬ ‫ينفع‬ ‫لم يكن‬

‫عبده ليودعه ليلة سفره الى السودان فسأله‪:‬‬ ‫إلى الشيخ محمد‬ ‫ذكر الشيخ المراغى أنه ذهب‬

‫يها اتصالى‬ ‫اليها ‪ ،‬وأستديم‬ ‫اَنس‬ ‫كتب‬ ‫‪ ،‬بعض‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫‪ . . .‬فقال‬ ‫؟‬ ‫السفر‬ ‫رفقاء‬ ‫معك‬ ‫هل‬

‫هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫دثه‬ ‫‪3:‬لحمد‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫نعم‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫؟‬ ‫الاحياء‬ ‫كتاب‬ ‫أوَ معك‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعلم‬

‫الثيخ‬ ‫فى‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫رفيقه‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫طويلا‬ ‫سفزا‬ ‫يسافر‬ ‫أن‬ ‫لملم‬ ‫لا يجور‬ ‫كتاب‬

‫المذهب‪،‬‬ ‫الاحياء ذلك‬ ‫فى تقدير كتاب‬ ‫النزعة الصوفية ‪ ،‬ولهذا ذهب‬ ‫عبده قليل من‬ ‫محمد‬

‫‪،‬‬ ‫الغزالى اشتغاله بالتصوف‬ ‫العلماء الذين أنكروا على‬ ‫رأى‬ ‫فيه من‬ ‫ما سبق‬ ‫يخالف‬ ‫وهو‬

‫اليئ‬ ‫ما كان يعجب‬ ‫أن أمروا بحرقه فى المنرب ‪ ،‬ولعل‬ ‫وأنكروا عليه هذا الكتاب الى حد‬

‫الملوك والأمراء ‪ ،‬فقد كان عزوفا‬ ‫حياته عن‬ ‫نفسه فى آخر‬ ‫الغزالى عزوت‬ ‫عبده من‬ ‫محمد‬

‫‪،‬‬ ‫حياة الناس‬ ‫عن‬ ‫فى انكماشهم‬ ‫الصوفية عموما‬ ‫مثله ‪ ،‬ولكنه كان يخالفه ويخالف‬ ‫عنهم‬

‫‪ .‬وقد‬ ‫فى دنياهم وأخراهم‬ ‫حالهم‬ ‫‪ ،‬معنيا ب!صلاح‬ ‫عصره‬ ‫حياة أهل‬ ‫فى‬ ‫لأنه كان مندمجا‬

‫‪III‬‬
‫‪ ،‬فتبادلا رسائل‬ ‫إلى السودان‬ ‫عبده بعد سفره‬ ‫بالشيخ محمد‬ ‫المراغى متصلا‬ ‫الشيخ‬ ‫مكث‬

‫العلمية‬ ‫الصلة‬ ‫بينهما من‬ ‫بما كان‬ ‫ولها شهادتها‬ ‫‪،‬‬ ‫والوطن‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫ضأنها‬ ‫لها‬

‫والاصلاحية‪.‬‬

‫قضاة‬ ‫قاضى‬ ‫إلى أن صار‬ ‫القضاء الرعى‬ ‫ثم ترقى الشيخ المراغى فى مناصب‬

‫عبده فى اصلاح‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫‪ ،‬فانتفع بتوجيهات‬ ‫مصر‬ ‫قضاة‬ ‫قاضى‬ ‫‪ ،‬ثم صار‬ ‫السودان‬

‫المذاهب الفقهية منذ نشاته‬ ‫من‬ ‫المحاكم الشرعية ‪ ،‬وكان القضاء الشرعي!احدا‬

‫هذا الجمود ‪ ،‬وعدل‬ ‫خر ‪ .‬على‬ ‫‪ ،‬فكان الث!يخ المراغى أول من‬ ‫المذاهب‬ ‫هذه‬ ‫بعد حدوث‬

‫مالك والشافعى‬ ‫عليه القضاء الشرعى الى مذهب‬ ‫أبى حنيفة الذى يجرى‬ ‫مذهب‬ ‫عن‬

‫بها والتعصب‬ ‫العمل‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬فلم يجمد‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫فيها حرخا‬ ‫رأى‬ ‫مساثل‬ ‫فى‬ ‫وغيرهما‬

‫التلفيق فى‬ ‫بهذا باب‬ ‫‪ ،‬وفتح‬ ‫المذافب‬ ‫متعصبة‬ ‫عليه‬ ‫يجرى‬ ‫كان‬ ‫يخها ‪ ،‬كما‬ ‫أبى حنيفة‬ ‫لمذهب‬

‫‪،‬‬ ‫يشاء‬ ‫كما‬ ‫السنة وغيرهم‬ ‫الفقهية لأهل‬ ‫المذاهب‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ليأخذ‬ ‫مصراعيه‬ ‫على‬ ‫الشرعى‬ ‫القضاء‬

‫الطلاق‬ ‫وقوع‬ ‫‪ ،‬ومنع‬ ‫العامة‬ ‫العامة وأشباه‬ ‫ألسنة‬ ‫تلوكه‬ ‫حلفا‬ ‫أن يكون‬ ‫عن‬ ‫نرة الطلاق‬ ‫حتى‬

‫اليه ابن تيمية ‪ ،‬وأمر نجتسمكيل لجنة‬ ‫كما كان يذهب‬ ‫واحد‬ ‫أو فى مجلس‬ ‫الثلاث بلفظ واحد‬

‫افتتاح‬ ‫ومما قاله فى‬ ‫‪-‬‬ ‫الشخصية‬ ‫لجنة تنظيم الأحوال‬ ‫عليها ‪-‬‬ ‫أطلق‬ ‫للقيام بهذا الإصلاح‬

‫بيد‬ ‫فهو‬ ‫الآخر‬ ‫النصف‬ ‫أما (صِلاح‬ ‫‪،‬‬ ‫القضاء‬ ‫لنصف‬ ‫اصلاح‬ ‫القانون‬ ‫(صلاح‬ ‫‪( :‬ن‬ ‫عملها‬

‫والموارنة‬ ‫أدلتها ونقدها‬ ‫تلصى‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫هى‬ ‫الوقائع أولأ كما‬ ‫عليه أن يفهم‬ ‫؟ لأن‬ ‫نفسه‬ ‫القاض‬

‫‪،‬‬ ‫والمكان‬ ‫الزمان‬ ‫أنه يوافق‬ ‫لكم‬ ‫المواد ما يبدو‬ ‫من‬ ‫‪ :‬ضعوا‬ ‫لأعضائها‬ ‫يقول‬ ‫وكان‬ ‫بينها ‪،‬‬

‫‪ ،‬وهذا‬ ‫المذاهب الإصلامية يطابق ما وضعتم‬ ‫من‬ ‫أن آتيكم بنص‬ ‫بعد ذلك‬ ‫وأنا لا يعورنى‬

‫يُحمد له إذا قيس‬ ‫فى الدين ‪ ،‬وهو‬ ‫الاجتهاد‬ ‫الشيئ المراغى من‬ ‫اليه‬ ‫مبلغ ما وصل‬ ‫يدل على‬

‫مذهب‬ ‫ترجيح‬ ‫به عند حد‬ ‫عليه أنه يقف‬ ‫علماء الأزهر ‪ ،‬دان كان يؤخذ‬ ‫جمهرة‬ ‫إلى جمود‬

‫عليها اكأخرون‬ ‫المذاهب التى جمد‬ ‫من‬ ‫بموافقته للزمان والمكان ‪ ،‬ولو لم يكن‬ ‫مذهب‬ ‫على‬

‫المذاهب‬ ‫من‬ ‫مذهب‬ ‫فى‬ ‫ليست‬ ‫جديدة‬ ‫هذا إلى استنبا! أحكام‬ ‫الفقهاء ‪ ،‬ولا يجاور‬ ‫من‬

‫الأربعة مما لا‬ ‫المذاهب‬ ‫تقليد غير‬ ‫تحريم‬ ‫على‬ ‫الاجماع‬ ‫خرقه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫اث!هورة‬ ‫وغير‬ ‫المشهورة‬

‫المذاهب‪.‬‬ ‫من‬ ‫لا بتقليد غيرها‬ ‫باجتهاده‬ ‫عليها‬ ‫لمن يخرج‬ ‫به الطريق‬ ‫به ‪ ،‬لأنه ذلل‬ ‫يستهان‬

‫للارهر بعد أن مكث‬ ‫م ) شيخا‬ ‫‪2891‬‬ ‫هـ!‬ ‫ثم اختير الشيخ المراغى سنة ( ‪1347‬‬

‫عبده ‪ ،‬ولم تؤثر فيه البيئة‬ ‫محمد‬ ‫شيخه‬ ‫لمذهب‬ ‫مخلصا‬ ‫هذا الزمن ‪ ،‬فمكث‬ ‫بعيدا عنه كل‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫على‬ ‫للارهر عمل‬ ‫شيخا‬ ‫فى غيره من تلاميذه ‪ ،‬فلما صار‬ ‫الرجعية فى الأرهر كما أثرت‬

‫أنصار‬ ‫من‬ ‫شديدة‬ ‫معارضة‬ ‫‪ ،‬فلاقى‬ ‫إلى الغاية التى أرادها شيخه‬ ‫بنظامه الحديث‬ ‫يصل‬

‫‪f‬‬ ‫‪13‬‬
‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫المنصب‬ ‫هذا‬ ‫لشغله‬ ‫مرتاح‬ ‫غير‬ ‫الأول‬ ‫فؤاد‬ ‫أحمد‬ ‫الملك‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫الجمود‬

‫الا أن يعتزل‬ ‫فى الأرهر ‪ ،‬فلم يجد‬ ‫النظام الحديث‬ ‫لإصلاح‬ ‫للنهاج الذى وضعه‬ ‫يوافقه على‬

‫ه وجد‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫شهرا‬ ‫فيه أربعة عشر‬ ‫مكث‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫‪ AY 9‬ا م‬ ‫=‬ ‫‪ r f A‬ا هـ‬ ‫سنة‬ ‫المنصب‬ ‫هذا‬

‫لا‬ ‫وسيلة‬ ‫أن يكون‬ ‫يجب‬ ‫‪ ،‬والمنصب‬ ‫(صلاحه‬ ‫عن‬ ‫له بعد عجزه‬ ‫أن بقاءه فيه لا معنى‬

‫من المناصب‪.‬‬ ‫منصب‬ ‫بالرأى فى سبيل‬ ‫أن يضحى‬ ‫غاية ‪ ،‬ولا يصح‬

‫م ‪ ،‬وكان الأرهريون‬ ‫‪3591‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1354‬‬ ‫للازهر سنة‬ ‫المراغى شيخا‬ ‫ثم عاد الثخ‬

‫قوته‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫كانت‬ ‫ثورتهم‬ ‫الى الأرهر ‪ ،‬ولكن‬ ‫طالبين عودته‬ ‫النة‬ ‫هذه‬ ‫قد ثاروا فى‬

‫اعتزال‬ ‫على‬ ‫الذى حمله‬ ‫مذهبه الاصلاحى‬ ‫أجل‬ ‫‪ ،‬لا من‬ ‫بها مصالحهم‬ ‫النفسية التى يرعى‬

‫الحرص‬ ‫من‬ ‫بشىء‬ ‫ثانيا ‪ ،‬فأخذ‬ ‫عودته‬ ‫عند‬ ‫نفسه‬ ‫لهذا أثره فى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫المرة الأولى‬ ‫فى‬ ‫منصبه‬

‫فخطا‬ ‫المرة ‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫عليه‬ ‫الأرهر‬ ‫أهل‬ ‫يغضب‬ ‫يبر أن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الاصلاح‬ ‫فى‬ ‫رأيه‬ ‫تنفيذ‬ ‫فى‬

‫‪،‬‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫الغاية التى ارادها‬ ‫به إلى‬ ‫يصل‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫بها‬ ‫لا بأس‬ ‫خطوة‬ ‫بالإصلاح‬

‫فيها الى‬ ‫وقف‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫المصرية‬ ‫بالساسة‬ ‫الغاية اشتغاله‬ ‫هذه‬ ‫الى‬ ‫الوصول‬ ‫عن‬ ‫مما عاقه‬ ‫وكان‬

‫هـ= ‪ 0191‬م‪.‬‬ ‫‪13! ،‬‬ ‫سياسته الرجعية‬ ‫فاروق فى‬ ‫الملك‬ ‫جانب‬

‫رشيد‬ ‫عبده من الشد محمد‬ ‫أقرب الى أستاذه إلشيخ محمد‬ ‫المراغى‬ ‫وكان الثيخ‬

‫تيئة‬ ‫ابن‬ ‫مدرسة‬ ‫دا مثله بين‬ ‫متردً‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫مرونة‬ ‫اكثر‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫رضا‬

‫عبده ‪ ،‬ولكنه كان يميل الى ملاينة الرجعية‪،‬‬ ‫محمد‬ ‫الدين الأفغانى والشيخ‬ ‫جمال‬ ‫ومدرسة‬

‫هو‬ ‫انما‬ ‫ألزنا‬ ‫فى‬ ‫السرقة والرجم‬ ‫القطع فى‬ ‫أن كلا من‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫راى‬ ‫فى‬ ‫لهذا أثره معى‬ ‫وكان‬

‫نخفف‬ ‫أن‬ ‫يمكننا‬ ‫وبهذا‬ ‫الحرابة ‪،‬‬ ‫حد‬ ‫فى‬ ‫عقوبة‬ ‫القتل أقصى‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫فيهما‬ ‫عقوبة‬ ‫أقصى‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫فاَثر‬ ‫‪،‬‬ ‫عصرنا‬ ‫فى‬ ‫بشريعتنا‬ ‫العمل‬ ‫تعترض‬ ‫عقبة‬ ‫كبر‬ ‫زماننا ‪ ،‬ونذلل‬ ‫بما يلائم‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬وتناسىَ‬ ‫تريده لى‬ ‫العقاب الذى كانت‬ ‫به ‪ ،‬دان كان أقل من‬ ‫هدأت‬ ‫الرجعية بعقاب‬ ‫يُرضى‬

‫‪.‬‬ ‫الئجديد والاصلاح‬ ‫فى صميم‬ ‫أن رأ!‬

‫‪III‬‬
‫غلا!م!أحفد‬

‫‪ ،‬ولد بقاديان من‬ ‫والأحمدية‬ ‫القاديانية‬ ‫طائفة‬ ‫القاديانى ‪ ،‬رثيس‬ ‫هو ميرزا غلام أحمد‬

‫الثروة فى بلده ‪،‬‬ ‫أصحاب‬ ‫م وكان والده من‬ ‫‪1832‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫فى الهند سنة ‪1248‬‬ ‫بلاد بنجاب‬

‫فمَهاء‬ ‫بعض‬ ‫التعليم أقرأه القرآن على‬ ‫السنة فيها ‪ ،‬فلما بلغ سن‬ ‫أهل‬ ‫بحقدة‬ ‫الآخذين‬ ‫ومن‬

‫علماء‬ ‫بين‬ ‫التعليم‬ ‫مدة‬ ‫قضى‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الطائفتين‬ ‫أقوال‬ ‫على‬ ‫بهذا‬ ‫يطلع‬ ‫أن‬ ‫فأمكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الثميعة‬

‫التى‬ ‫الثقافة الحديثة‬ ‫من‬ ‫فيها بشىء‬ ‫نفسه‬ ‫يأخذ‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫دينية محضة‬ ‫نشأته‬ ‫‪ ،‬فكانت‬ ‫الدين‬

‫وتجعلهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنجليز‬ ‫ثقافة‬ ‫على‬ ‫أهله‬ ‫لتطبع‬ ‫الهند‬ ‫فى‬ ‫الإنجليزية‬ ‫المدارس‬ ‫تنثرها‬ ‫كانت‬

‫منهم‪.‬‬ ‫جملى التخلص‬ ‫‪ ،‬ولا يعملون‬ ‫لحكمهم‬ ‫يخضعون‬

‫‪ ،‬ولكنه كان يميل‬ ‫الحكومة‬ ‫أعمال‬ ‫كاتئا فى بعض‬ ‫التعليم اشتغل‬ ‫عهد‬ ‫انتهى من‬ ‫ولما‬

‫فى‬ ‫للعبادة والجث‬ ‫وانقطع‬ ‫به ‪ ،‬فاعتزلها‬ ‫الاشئغال‬ ‫عن‬ ‫تعوقه‬ ‫الوظيفة‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫للتعبد‬

‫تزوج‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫العيش‬ ‫به على‬ ‫يشعين‬ ‫فكان‬ ‫أباد ‪،‬‬ ‫أحمد‬ ‫قرية‬ ‫فى‬ ‫له عقار‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬

‫له أولاد منهما‪.‬‬ ‫‪ ،‬وولد‬ ‫امرأتين‬

‫أنه المسيح‬ ‫أدعى‬ ‫الأربعين ‪ ،‬فلما بلغ هذا السن‬ ‫هذا الحال إلى سن‬ ‫على‬ ‫ثم مكث‬

‫‪ ،‬ولما كان‬ ‫لهداية اليهود‬ ‫ابن مريم‬ ‫قام المسيح‬ ‫كما‬ ‫لهدايتهم‬ ‫بين المسلمين‬ ‫المنتظر ‪ ،‬وأنه يقوم‬

‫إلى‬ ‫السماء‬ ‫ثانيا من‬ ‫وأنه ينزل‬ ‫‪،‬‬ ‫مرثم‬ ‫ابن‬ ‫عيسى‬ ‫هو‬ ‫المنتظر‬ ‫المسيح‬ ‫أن‬ ‫الناص‬ ‫بين‬ ‫المشهور‬

‫هذا انكار‬ ‫على‬ ‫إلى السماء ‪ ،‬ليرتب‬ ‫ولم يصعد‬ ‫دفن فى الأرض‬ ‫ادعى أن عيسى‬ ‫‪،//‬‬ ‫الأرض‬

‫أنه‬ ‫دعوى‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫أضاف‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫مريم‬ ‫ابن‬ ‫المنتظر لا عيسى‬ ‫المسيح‬ ‫هو‬ ‫ثانيا ‪ ،‬ويكون‬ ‫نزوله‬

‫النبى‬ ‫بيت‬ ‫ا‪3‬لا‬ ‫من‬ ‫أحد‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫لا ينتهى‬ ‫نسبه‬ ‫‪ ،‬ولما كان‬ ‫الأنبياء‬ ‫من‬ ‫المنتظر ‪ ،‬وأنه نبى‬ ‫المهدى‬

‫حكم‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأن يظهر‬ ‫غير قريش‬ ‫من‬ ‫أن يكون‬ ‫يجب‬ ‫أن المهدى‬ ‫‪ ،‬ادعى‬ ‫عوَص‬

‫بعد النبى‬ ‫كان ظهوره‬ ‫الروم لليهود ‪ ،‬وكذلك‬ ‫حكم‬ ‫فى عهد‬ ‫عيسى‬ ‫الانجليز للهند ‪ ،‬كما ظهر‬

‫بمثل هذا الزمن ‪ ،‬ولكنه‬ ‫بعد موسى‬ ‫عيسى‬ ‫قرنا تقريبا ‪ ،‬كما كان ظهور‬ ‫بأربعة عشر‬ ‫!ص‬

‫أنه‬ ‫عيى‬ ‫فى‬ ‫يعتقد‬ ‫وكان‬ ‫الأنبياء ‪،‬‬ ‫خاتم‬ ‫محمد‬ ‫كان‬ ‫الأولياء ‪ ،‬كما‬ ‫أنه خاتم‬ ‫فاذَعى‬ ‫عاد‬

‫ليكسر‬ ‫وأنه بُعث‬ ‫‪،‬‬ ‫قاديان‬ ‫بلده‬ ‫بجوار‬ ‫بها ودفن‬ ‫‪ ،‬وأنه مات‬ ‫الهند‬ ‫الى‬ ‫فلسطين‬ ‫من‬ ‫هرب‬

‫ع!‪.‬‬ ‫الذى يقال انه صلب‬ ‫الصليب‬

‫الى السلام ‪ ،‬ويُسقط‬ ‫الدين ‪ ،‬ويدعو‬ ‫ليجدد‬ ‫المائة‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫أنه بعث‬ ‫ثم عاد فادغى‬

‫‪415‬‬
‫كان‬ ‫(ذا‬ ‫ولو كان ضعيفا‬ ‫العمل بالحديث‬ ‫الجزية ‪ ،‬وكان يرى‬ ‫!م‬ ‫‪ ،‬وينسخ‬ ‫الجهاد بالسيف‬

‫‪،‬‬ ‫الأحكام‬ ‫اختلاف‬ ‫إلى‬ ‫أدت‬ ‫التى‬ ‫الأحاديث‬ ‫وفى‬ ‫ثين‬ ‫المحدً‬ ‫فى‬ ‫ويطعن‬ ‫‪،‬‬ ‫موافقَا للقرآن‬

‫إلى‬ ‫بخلافة أبى بكر وعمر‪،‬‬ ‫تغاليهم فى أمر الحسين ‪،‬ويعترف‬ ‫الشيعة بالشرك من أجل‬ ‫ويرمى‬

‫‪،‬‬ ‫يوم ظهوره‬ ‫الى أن يوم القيامة هو‬ ‫الفروع ‪ ،‬وقد ذهب‬ ‫اليه فى أحكام‬ ‫ذهب‬ ‫مما‬ ‫كير هذا‬

‫‪ ،‬كأن يوم القيامة عندهما‬ ‫الدعوى‬ ‫هذه‬ ‫‪ -‬فيما سبق‬ ‫محمد‬ ‫الباب ‪ -‬ميرزا على‬ ‫كما ادكى‬

‫‪.‬‬ ‫الدعوى‬ ‫هذه‬ ‫له نفسه‬ ‫مَن تسومل‬ ‫بمقدار كل‬ ‫أو كثر‬ ‫يومان‬ ‫‪! ،‬انما هو‬ ‫يومًا واحدا‬ ‫ليس‬

‫الذى ورد فى أول سورة‬ ‫أنه هو المسجد الأقصى‬ ‫غى‬ ‫وا‬ ‫بقاديان ‪،‬‬ ‫ثم بنى له مسجدا‬

‫‪ ،‬فأنشأت‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫نثمرها‬ ‫علْى‬ ‫لتعمل‬ ‫بدعوته‬ ‫لجنه ممن آمن‬ ‫‪ ،‬وألثأ‬ ‫القرآن‬ ‫الإصمراء من‬

‫يسمى‬ ‫أتباعه طبيب‬ ‫‪ -‬تعليم الاسلام أو المدرسة الكلية ‪ -‬وكان من‬ ‫في قاديان سمتها‬ ‫مدرسة‬

‫‪.‬‬ ‫العلوم‬ ‫وسائر‬ ‫لتعليم الفلسفة‬ ‫مدرسة‬ ‫قاديان أيضا‬ ‫‪ ،‬فأنشأ فى‬ ‫نور الدين‬

‫مرة كل‬ ‫تحدر‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫بدر‬ ‫اسمها‬ ‫‪ :‬جريدة‬ ‫‪ :‬أولأ‬ ‫دعوته‬ ‫لثر‬ ‫جرائد‬ ‫ثم أنشأ أربع‬

‫والثانية ‪ :‬اسمها‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫ونحو‬ ‫ومبايعة‬ ‫وقدوم‬ ‫سفر‬ ‫من‬ ‫حوادثه‬ ‫وتُعنَى بنشر‬ ‫‪،‬‬ ‫أسبوع‬

‫الدينية الاسلامية‪،‬‬ ‫المسائل‬ ‫ببحث‬ ‫تعنى‬ ‫كانت‬ ‫ولكنها‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا‬ ‫أسبوعية‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬

‫مجلة‬ ‫‪ .‬والثالثة ‪ :‬اسمها‬ ‫الدين‬ ‫موضوع‬ ‫الأسئلة فى‬ ‫من‬ ‫ما يرد عيها‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫وتجيب‬

‫بالمسائل الدبنية أيضا‪،‬‬ ‫‪ ،‬وتعنى‬ ‫شهر‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫باللغة الإنكليزية‬ ‫تصدر‬ ‫الأديان ‪ ،‬وكانت‬

‫تصدر‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الثرى‬ ‫اسمها‬ ‫‪:‬‬ ‫والرابعة‬ ‫‪.‬‬ ‫دعوته‬ ‫إلا بما يمبت‬ ‫لا تعنى‬ ‫كانت‬ ‫ولكنها‬

‫‪.‬‬ ‫والعرب‬ ‫بين الفرس‬ ‫دعوته‬ ‫بنشر‬ ‫‪ ،‬وتعنى‬ ‫والعربية‬ ‫بالفارسية‬

‫النْه‬ ‫من‬ ‫أنها منزلة عليه‬ ‫يذَعى‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫كتئا كثيرة باللغة الهندية وغيرها‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫وألف‬

‫عليه‬ ‫اللواء‬ ‫جريدة‬ ‫صاحب‬ ‫‪ -‬وقد ذكر فيه اعتراض‬ ‫الرحمان‬ ‫‪ -‬مواهب‬ ‫تعالى ‪ :‬ومنها كتاب‬

‫الحكومة الانكليزية أن تترك‬ ‫من‬ ‫تد طلب‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الطاعون‬ ‫(نكاره التلقيح للوقاية من‬ ‫فى‬

‫به‬ ‫بُهلك‬ ‫أن‬ ‫الهند‬ ‫فى‬ ‫ظهر‬ ‫الذى‬ ‫الله أراد بالطاعون‬ ‫أن‬ ‫وادغى‬ ‫‪،‬‬ ‫تلقيح‬ ‫غير‬ ‫أتباعه من‬

‫اذَعى‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫التلقيح‬ ‫بذللث‬ ‫استعانة‬ ‫غير‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫ب!خلاص‬ ‫ويتبعه‬ ‫يطيه‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وينجى‬ ‫أعداءه‬

‫القَولُ عَلَيهِم أخرَجنَا لَهُم‬ ‫وَتَعَ‬ ‫لَاِذَا‬ ‫‪! :‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫الدابة الواردة فى‬ ‫هو‬ ‫الطاعون‬ ‫هذا‬ ‫أن‬

‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫أجاب‬ ‫وقد‬ ‫(‪)1‬‬ ‫لاَ يُوقِنُونَ أ‬ ‫بِالَاتِنَا‬ ‫كَانُوا‬ ‫الناسَ‬ ‫أن‬ ‫تكَفمُهُنم‬ ‫الأرص!‬ ‫دَائه ئنَ‬

‫الأخذ‬ ‫ترك‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬وأنه يذهب‬ ‫الثه تعالى‬ ‫من‬ ‫التلفيح إلا بوحى‬ ‫ذلك‬ ‫بأنه لم ينكر‬ ‫الاعتراض‬

‫المنتظر‪،‬‬ ‫الموعود والإمام‬ ‫أنه المسيح‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ذكر‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫التلقيح وكيره‬ ‫من‬ ‫بالأسباب‬

‫‪.‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫النمل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪f‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪I‬‬


‫دعواه‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫!غيره‬ ‫الطاعون‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫له معجزة‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫سنة‬ ‫ثمانين‬ ‫بشثَره بأنه يعيش‬ ‫اللّه‬ ‫وأن‬

‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫عقيدته‬ ‫أن‬ ‫لا تنافى‬ ‫النبوة‬

‫من‬ ‫عربية‬ ‫ذيله بقصيدة‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫باللغة الهندية‬ ‫وهو‬ ‫‪-‬‬ ‫أحمدى‬ ‫إعجاز‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫ومنها‬

‫‪،‬‬ ‫الأسلوب‬ ‫ركيك‬ ‫قصيدته‬ ‫أبيات‬ ‫كثيرا من‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫كبيرة‬ ‫أنه معجزة‬ ‫وادعى‬ ‫‪،‬‬ ‫شعره‬

‫‪ ،‬وادَّعى‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫ابنى على‬ ‫والحسين‬ ‫الحسن‬ ‫فيه علىْ‬ ‫نفسه‬ ‫فضل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الورن‬ ‫فاسد‬

‫عدلا‪.‬‬ ‫يملأ الأرض‬ ‫أنه الموعود الذى‬

‫الله‬ ‫مع‬ ‫الكلام‬ ‫نبوته إلا كثرة‬ ‫من‬ ‫فيه أنه لا يريد‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ‫‪-‬‬ ‫الاستفتاء‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫ومنها‬

‫الطريقة‬ ‫النبوة عبى‬ ‫لا يدعى‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الصحف‬ ‫الوارد فى‬ ‫معناها‬ ‫يريد‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫تعالى‬

‫دأنه‬ ‫إليه‬ ‫الله أوحى‬ ‫أن‬ ‫فيه أيضا‬ ‫ادعى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫المجاز‬ ‫طريق‬ ‫نبيا إلا على‬ ‫يسفَى‬ ‫المستقلة ‪ ،‬ولا‬

‫إلى أصل‬ ‫كأكما ‪ ،‬مع أن نسبه يتهى‬ ‫فاطمة‬ ‫نسل‬ ‫جداته من‬ ‫‪ ،‬وأن بعض‬ ‫فارسى‬ ‫أصل‬ ‫من‬

‫لا فارسى‪.‬‬ ‫مغولى‬

‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫الله تعالى‬ ‫من‬ ‫ادَّعى فيه البروز العيسوى‬ ‫وقد‬ ‫‪-‬‬ ‫الأبدال‬ ‫سير‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫ومنها‬

‫اليهود‬ ‫يدعى‬ ‫كما‬ ‫السماء‬ ‫أن المسيح لا ينزل من‬ ‫‪ ،‬ثم ذكر‬ ‫البروز الأحمدى‬ ‫ادعى‬

‫إلى ‪.‬مسيح‬ ‫إنه لا حاجة‬ ‫يقول‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وردَّ على‬ ‫تبعَا ل!م‬ ‫المسلمون‬ ‫يدعى‬ ‫‪ ،‬وكما‬ ‫والنصارى‬

‫السماء‬ ‫المسيح إلى‬ ‫صعود‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أنكر‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫مفسر‬ ‫إلى‬ ‫القرآن بأن القراَن يحتاج‬ ‫بعد‬

‫رجل آخر بدله‪.‬‬ ‫وصلب‬

‫الهند ‪ 5‬وان مريم‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬التعليم ‪ -‬وقد جاء فيه أن قبر المسيح بكشمير‬ ‫ومنها كتاب‬

‫فيها أن‬ ‫ذكر‬ ‫أتباعه بمقدمة‬ ‫له بعض‬ ‫مهد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بالمسيح‬ ‫حملها‬ ‫بعد‬ ‫النجار‬ ‫بيوسف‬ ‫تزوجت‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫أنه لا يلزم فيها ذلك‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫شريعة‬ ‫النبوة ‪ ،‬ويدَّعون أنها تستلزم‬ ‫معنى‬ ‫العلماء يجهلون‬

‫مع الشريعة‬ ‫غلام أحمد‬ ‫‪ ،‬وهذا شأن‬ ‫وغيره‬ ‫عيسى‬ ‫المقررين لشريعة التوراة من‬ ‫الأنبياء‬ ‫فى‬

‫المسيح‬ ‫نزول‬ ‫ينافيه‬ ‫لا‬ ‫! كما‬ ‫بعدى‬ ‫" لا نبى‬ ‫حديث‬ ‫نبوته لا تنافى‬ ‫ان‬ ‫ذكر‬ ‫‪ .‬ثم‬ ‫الإسلامية‬

‫أن النبوة التى‬ ‫الدين بن عربى‬ ‫محى‬ ‫عن‬ ‫نقل‬ ‫بما‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وأيد هذا‬ ‫المماء عند‬ ‫من‬

‫النبى خاتَم‬ ‫كون‬ ‫لا ينافى‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫اذَعى‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫لا مقامها‬ ‫نبوة التشريع‬ ‫إنما هى‬ ‫انقطعت‬

‫الثه للصالحين‬ ‫أن تجلى‬ ‫‪ ،‬ثم ذكر‬ ‫التاء بمعنى اَخر‬ ‫بكسر‬ ‫خاتم‬ ‫التاء ‪ ،‬لأنه خلاف‬ ‫ا‪،‬نبياء بفتح‬

‫‪.‬‬ ‫للبار‬ ‫إلا‬ ‫لا يكون‬ ‫الذى‬ ‫الوحى‬ ‫بخلاف‬ ‫‪،‬‬ ‫وَالفاجر‬ ‫للبار‬ ‫الإلهام‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫لا إلهام‬ ‫وحىْ‬

‫هو‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫البلاغة والفصاحة‬ ‫يتعلم‬ ‫فيه إنه لم‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ‫الله ‪-‬‬ ‫حجة‬ ‫‪-‬‬ ‫كتاب‬ ‫ومنها‬

‫الحكومة‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫الهند‬ ‫لحكومة‬ ‫ونصرته‬ ‫فيه (خلاصه‬ ‫أعلن‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫قلبه‬ ‫فى‬ ‫الله حل‬ ‫نور‬

‫اسئبداديا يقصد‬ ‫حكفا‬ ‫أهله ‪ ،‬ولتحكمهم‬ ‫خيراته من‬ ‫الهند لسلب‬ ‫التى دخلت‬ ‫الإنكليزية‬

‫‪417‬‬ ‫فى الاسلام )‬ ‫المجددون‬ ‫( ‪- 27‬‬


‫عيسى‬ ‫سئل‬ ‫إبطال دعواه النبوة ‪ ،‬وقد‬ ‫فى‬ ‫يكفى‬ ‫وحده‬ ‫! وهذا‬ ‫مصلحتهم‬ ‫دون‬ ‫مصلحتها‬

‫ما لقيصر‬ ‫‪ :‬أعطوا‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫الروم‬ ‫إتاوة لقيصر‬ ‫يعطون‬ ‫‪ :‬هل‬ ‫اليهود‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬

‫اليهود‬ ‫كانوا يحكمون‬ ‫الذين‬ ‫الروم‬ ‫من‬ ‫بيان موقفه‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫لثه دثه ‪ ،‬واقتصر‬ ‫وما‬ ‫لقيصر‬

‫للانجليز‪،‬‬ ‫نصرته‬ ‫غلام أحمد‬ ‫لهم كما أعلن‬ ‫الإنجليز الهند ‪ ،‬فلم يعلن نصرته‬ ‫كما يحكم‬

‫الهند بصرف‬ ‫الإنجليز فى‬ ‫‪ ،‬لجدم‬ ‫كما أعلنه غلام أحمد‬ ‫الجهاد بالسيف‬ ‫ولم يعلن إسقاط‬

‫ومنعبرا من‬ ‫‪،‬‬ ‫دعوته‬ ‫وحماية‬ ‫قاموا بحمايته‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫(خراجهم‬ ‫الجهاد فى‬ ‫عن‬ ‫المسلمين‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫معهم‬ ‫الجهاد بالسيف‬ ‫إسقاط‬ ‫على‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وليته اقتصر‬ ‫من‬ ‫بأذى‬ ‫يقصده‬ ‫كان‬

‫لا تدين بدين من الأديان ‪ ،‬وليست‬ ‫فى الهند ‪ ،‬لأن حكومتهم‬ ‫حكمهم‬ ‫إلى هذا مدح‬ ‫يضف‬

‫الأديان السماوية ذئا لهم‬ ‫تدينهم بدين من‬ ‫هذا لكان عدم‬ ‫الحقيقة ‪ ،‬ولو صح‬ ‫بنصرانية فى‬

‫أنهم كانوا يقبلون منه هذا وهم‬ ‫‪ ،‬ولا شك‬ ‫حكمهم‬ ‫مدح‬ ‫يقتضى‬ ‫مما‬ ‫‪ ،‬ولم يكن‬ ‫لا مدحا‬

‫لا يؤمنون بدعوتهم‪،‬‬ ‫وهم‬ ‫أمثاله فى تاييد حكمهم‬ ‫؟ لأنهم يستغلون‬ ‫فى أنفسهم‬ ‫يضحكون‬

‫فى‬ ‫قومهم‬ ‫الصادقين من‬ ‫الأجنبى لسخرية‬ ‫بتأييد حكم‬ ‫أنفسهم‬ ‫ضون‬ ‫يعرً‬ ‫أن أمثاله‬ ‫ولا شك‬

‫عنهم‪.‬‬ ‫الأجنبى‬ ‫الحاكم‬ ‫إذا فازوا برضا‬ ‫سخريتهم‬ ‫لا تهمهم‬ ‫‪ ،‬ولك!نهم‬ ‫وطيتهم‬

‫لا يكون‬ ‫المسيح ‪ -‬وقد ذكر فيه أن تأييد الدين فى هذا العصر‬ ‫‪ -‬إعجاز‬ ‫ومنها كتاب‬

‫له ‪،‬ثم‬ ‫إلا ظلا‬ ‫ليس‬ ‫كلامه‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫القرآن‬ ‫إعجاز‬ ‫من‬ ‫لا ينقص‬ ‫كلامه‬ ‫إعجار‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫بالجهاد‬

‫يوم‬ ‫القيا!ة هو‬ ‫أن يوم‬ ‫فيما سبق‬ ‫عى‬ ‫ادً‬ ‫أنه‬ ‫القيامة ‪ ،‬مع‬ ‫يوم‬ ‫إلى‬ ‫بعده‬ ‫فيه أنه لا مسيح‬ ‫اذَعى‬

‫مائة‬ ‫كل‬ ‫رأس‬ ‫المجددين الذين يبعثون على‬ ‫أنه من‬ ‫أيضَا فيما شق‬ ‫أنه ادعى‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫ظهوره‬

‫الأديان‬ ‫كل‬ ‫؟ لأن‬ ‫صحيحة‬ ‫غير‬ ‫بالجهاد بالسيف‬ ‫تأليد الدين‬ ‫فى‬ ‫أن دعواه‬ ‫‪ ،‬ولا يخفى‬ ‫سنة‬

‫الوسائل‬ ‫من‬ ‫ونحوها‬ ‫بالمعجزات‬ ‫تأيدت‬ ‫دمانما‬ ‫‪،‬‬ ‫لم تتأيد بهذا الجهاد‬ ‫الإسلام‬ ‫السابقة ولا سيما‬

‫أهلها‪،‬‬ ‫عن‬ ‫للدفاع‬ ‫شرع‪.‬‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدعوة‬ ‫لتأييد‬ ‫لم يشرع‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫السلمية ؟ فالجهاد بالسيف‬

‫إنسان فى هذه الدنيا ‪،‬ولا يمكن أن تنكره شريعة سماوية أو وضعية‪.‬‬ ‫لكل‬ ‫طبيعى‬ ‫حق‬ ‫وهو‬

‫‪ r Y i‬ا هـ=‬ ‫سنة‬ ‫الى أن توفى‬ ‫دعوته‬ ‫نشر‬ ‫فى‬ ‫يجتهد‬ ‫ميررا غلام أحمد‬ ‫ومكث‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪8091‬‬

‫؟ لأن أهله‬ ‫عصره‬ ‫الدعوة حال‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫كان يجهل‬ ‫أن ميرزا غلام أحمد‬ ‫ولا شك‬

‫خارقة‬ ‫دينية إلى معجزات‬ ‫الإيمان بدعوة‬ ‫في‬ ‫لا يحتاجون‬ ‫العقلى بحيث‬ ‫الوعى‬ ‫بلغوا من‬

‫غير تلك‬ ‫من‬ ‫الدينية‬ ‫الدعوة‬ ‫فى معرفة صحة‬ ‫العقلى ما يكفى‬ ‫الوعى‬ ‫للعادة ؟ لأن فيهم من‬

‫انه المسيح‬ ‫لجأ إلى دعوى‬ ‫لما‬ ‫عصره‬ ‫حال‬ ‫يعرف‬ ‫المعجزات ‪ ،‬ولو كان ميررا غلأم أحمد‬

‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫أهل‬ ‫عند‬ ‫دعوته‬ ‫لا يفيده شيئا فى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫الأنبياء‬ ‫من‬ ‫المنتظر أو نبى‬ ‫أو المهدى‬

‫مقبولة فى نفسها‪.‬‬ ‫لم تكن‬ ‫إذا‬

‫‪418‬‬
‫فلسفة الدنيا ‪ ،‬لأن الفلسفة الحقة‬ ‫‪ -‬التعليم ‪ -‬من‬ ‫الناس مثلا فى كتاب‬ ‫فهو قد حذر‬

‫التلقيح‬ ‫من‬ ‫الحديث‬ ‫به الطب‬ ‫بما أتى‬ ‫لا يؤمن‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وكذلك‬ ‫الله تعالى‬ ‫من‬ ‫التى تكون‬ ‫هى‬

‫غير‬ ‫كله‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫سبق‬ ‫كما‬ ‫بالأسباب‬ ‫الأخذ‬ ‫ترك‬ ‫إلى‬ ‫يذهب‬ ‫‪ ،‬لأنه كان‬ ‫الطاعون‬ ‫للوقاية من‬

‫أو مهدى‬ ‫أو مسيح‬ ‫أنه نبى‬ ‫ادعى‬ ‫ولو‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫عقلاء‬ ‫من‬ ‫عاقل‬ ‫عليه‬ ‫‪ ،‬ولا يوافقه‬ ‫صحيح‬

‫منتظر‪.‬‬

‫على‬ ‫يحملها‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫دعواه أنه نبى‬ ‫بضعف‬ ‫كان يشعر‬ ‫أن ميرزا غلام أحمد‬ ‫على‬

‫بقاء القرآن سالما من‬ ‫إليه بعد‬ ‫بأنه لا حاجة‬ ‫يشعر‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫سبق‬ ‫الحقيقة كما‬ ‫المجاز لا على‬

‫القرآن لا يحتاج‬ ‫أن تفسير‬ ‫‪ ،‬مع‬ ‫مفسر‬ ‫إلى‬ ‫أن القرآن يحتاج‬ ‫فيما سبق‬ ‫‪ ،‬فادعى‬ ‫تحريف‬ ‫غير‬

‫رتبة‬ ‫ببلوغ‬ ‫تفسيره‬ ‫يمكن‬ ‫بحيث‬ ‫الوضوح‬ ‫من‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫مبين‬ ‫عربى‬ ‫بلسان‬ ‫لأنه نزل‬ ‫‪،‬‬ ‫نبى‬ ‫إلى‬

‫‪ ،‬وألأَ يغلقَ‬ ‫العلماء‬ ‫لاجتهاد‬ ‫مفتوخا‬ ‫تفسيره‬ ‫باب‬ ‫يبقى‬ ‫أن‬ ‫لمصلحة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ ،‬ومنَ‬ ‫العلم‬ ‫كافية من‬

‫والمسلمين‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫بضر‬ ‫جمود‬ ‫‪ ،‬فيوقعنا فى‬ ‫أحمد‬ ‫ميرزا غلام‬ ‫النبوة مثل‬ ‫يذَعى‬ ‫بابه بمفسر‬

‫السماء ‪ ،‬وما‬ ‫منزلا من‬ ‫جمودا‬ ‫منه ‪ ،‬لأنه يكون‬ ‫أشد‬ ‫‪ 3‬جمودا‬ ‫القدث‬ ‫إلى جمودهم‬ ‫ويص!‬

‫‪.‬‬ ‫الأرض‬ ‫أهل‬ ‫لا يرفعه‬ ‫السماء‬ ‫من‬ ‫نزل‬

‫مديخة‬ ‫مرفي ها‬ ‫‪ :‬فرقة‬ ‫فرقتنن‬ ‫وفاته الى‬ ‫بعد‬ ‫أحمد‬ ‫كلام‬ ‫أتباع ميرزا‬ ‫انقسم‬ ‫وقد‬ ‫هذا‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫تعتقد‬ ‫لاهور‬ ‫ففرقة‬ ‫؟‬ ‫عقيدته‬ ‫فى‬ ‫كبيرة‬ ‫فروق‬ ‫وبينهما‬ ‫‪،‬‬ ‫لاهور‬ ‫مركزها‬ ‫‪ ،‬وفرقة‬ ‫قاديان‬

‫تكفير‬ ‫قاديان من‬ ‫إليه فرقة‬ ‫تذهب‬ ‫مما‬ ‫‪ ،‬وتنفر‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫مجددا‬ ‫كونه‬ ‫أمره لا يزيد كثيرا عن‬

‫رأس‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وعل ى‬ ‫بينهما وبين جمهور‬ ‫مسافة الخلف‬ ‫فى تقريب‬ ‫المسنة ‪ ،‬وتسعى‬ ‫أهل‬

‫‪ .‬والحقيقة‬ ‫على‬ ‫فرقة لاهور المولى محمد‬ ‫رأس‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫فرقة قاديان ابن ميرزا غلام أحمد‬

‫‪ ،‬ولم ينفع‬ ‫مجددا‬ ‫يكون‬ ‫لم يفهم رسالة التجديد فى هذا القرن حتى‬ ‫أن ميرزا غلام أحمد‬

‫اشد‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫فرقتهم‬ ‫إلى‬ ‫فرقة‬ ‫زادهم‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقون‬ ‫‪1‬‬ ‫المجددون‬ ‫نفعهم‬ ‫فيه كما‬ ‫المسلمين‬

‫‪.،‬ولا يتنازعوا فى كونه مسيحا‬ ‫غيرهم‬ ‫كما نهض‬ ‫بالاتحاد‬ ‫‪ ،‬لينهضوا‬ ‫الى ترك الخلاف‬ ‫حاجة‬

‫فى‬ ‫الاشتغال‬ ‫عن‬ ‫يصرفهم‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫أو أخراهم‬ ‫دنياهم‬ ‫فى‬ ‫مما لا يفيدهم‬ ‫هذا‬ ‫نبيا أو نحو‬ ‫أو‬

‫ما‬ ‫لاهور‬ ‫فرقة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فلا يقبل‬ ‫كتبه‬ ‫فى‬ ‫صريحَا‬ ‫ذلك‬ ‫أنه ادعى‬ ‫شق‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الدنيا بما ينفعهم‬

‫كثيرا عن‬ ‫أنه لا يزيد‬ ‫دعواهم‬ ‫ان‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫مجددا‬ ‫كونه‬ ‫كثيرا عن‬ ‫لا يزيد‬ ‫أمره‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫تدعيه‬

‫ولكنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫مجدد‬ ‫من‬ ‫فيه أنه أكثر‬ ‫يعتقدون‬ ‫أنهم‬ ‫ويفيد‬ ‫‪،‬‬ ‫قليلا عنه‬ ‫أنه يزيد‬ ‫يفيد‬ ‫ذلك‬

‫الاعتقاد بدعوته أولا‪،‬‬ ‫من‬ ‫إلى شىء‬ ‫‪ ،‬ليجروهم‬ ‫غيرهم‬ ‫أن يخففوا من أمره على‬ ‫يحاولون‬

‫‪.‬‬ ‫أخيرا‬ ‫الاعتقاد بها كلها‬ ‫إلى‬ ‫ثم يجروهم‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪941‬‬
‫كمال باشا‬ ‫مصطفى‬

‫سنة‬ ‫‪ ،‬ولد بمدينة سلانيك‬ ‫رضنا بك‬ ‫باشا بن على‬ ‫كمال‬ ‫الزعيم التركى مصطفى‬ ‫هو‬

‫‪،‬‬ ‫آسيا الصغرى‬ ‫أواسط‬ ‫فى‬ ‫قرية بالأناضول‬ ‫أسرته من‬ ‫م ‪ ،‬وأصل‬ ‫‪0188‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪8912‬‬

‫النهج‬ ‫على‬ ‫تسير‬ ‫ابتدائية‬ ‫ابنه بمدرسة‬ ‫‪ ،‬فألحق‬ ‫بميناء سلانيك‬ ‫صغيرة‬ ‫بوظيفة‬ ‫أبوه يقوم‬ ‫وكان‬

‫مات‬ ‫أبوه أن‬ ‫يلبث‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫أشهر‬ ‫ستة‬ ‫دينية نحو‬ ‫بمدرسة‬ ‫أن مكث‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫الحديث‬ ‫الأوربى‬

‫تبعد عن‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫قرية غزلان‬ ‫فى‬ ‫زوجها‬ ‫إلى شقيق‬ ‫أمه ربيدة هانم أن ترحل‬ ‫فاضطرت‬

‫الماشية ‪ ،‬إلى ان بلغ‬ ‫ورعى‬ ‫فى زراعة الأرض‬ ‫مع عمه‬ ‫‪ ،‬فاشتغل‬ ‫مسافة ساعتين‬ ‫سلانيك‬

‫بها سنة‬ ‫‪ ،‬فمكث‬ ‫أهلية ثانوية بسلانيك‬ ‫مدرسة‬ ‫أمه إلى‬ ‫‪ ،‬فأرسلته‬ ‫السن‬ ‫من‬ ‫الحادية عشرة‬

‫عليها‬ ‫ينفق‬ ‫السلطان‬ ‫التى كان‬ ‫المدارس‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وهى‬ ‫المدينة‬ ‫بهذه‬ ‫حربية‬ ‫مدرسة‬ ‫ودخل‬ ‫تركها‬ ‫ثم‬

‫كان‬ ‫فيها حتى‬ ‫‪ ،‬فاجتهد‬ ‫الرياضيات‬ ‫دراسة‬ ‫بها فى‬ ‫لذة عظيمة‬ ‫يجد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ماله الخاص‬ ‫من‬

‫كمال‬ ‫اسم‬ ‫إنه أخذ‬ ‫ويقال‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫وقرئه‬ ‫كمال‬ ‫أستاذها‬ ‫أحبه‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫علومها‬ ‫فى‬ ‫إخوانه‬ ‫أول‬

‫اللغة‬ ‫يدرس‬ ‫أثناء الإجارة المدرسية‬ ‫فى‬ ‫هذا الأستاذ ‪ ،‬وكان‬ ‫اسم‬ ‫من‬ ‫مصطفى‬ ‫إلى اسمه‬

‫د عليه فى دراسته‬ ‫يث!دً‬ ‫وكان‬ ‫بسلانيك‬ ‫كان يدير مدرسة‬ ‫دير فرنسى‬ ‫رئيس‬ ‫الفرنسية سرا على‬

‫ويُعنى به عناية خاصة‪.‬‬

‫برتبة‬ ‫منها ضابطا‬ ‫أن تخرج‬ ‫بها إلى‬ ‫‪ ،‬ؤمكث‬ ‫الحربية باستانبول‬ ‫المدرسة‬ ‫انتقل الى‬ ‫ثم‬

‫السلطان عبد الحميد الثانى‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكان هذا فى عهد‬ ‫عمره‬ ‫من‬ ‫فى العشرين‬ ‫ملازم ثان وهو‬

‫تدبير‬ ‫فى‬ ‫معهم‬ ‫الث!بان الأحرار ‪ ،‬واشترك‬ ‫طائفة الضباط‬ ‫فى‬ ‫الصغير‬ ‫هذا الضابط‬ ‫فاندمج‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬إلى‬ ‫أخبارهم‬ ‫يتتبعون‬ ‫له جواسيس‬ ‫المستبد ‪ ،‬وكان‬ ‫السلطان‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫للتخلص‬ ‫المؤامرات‬

‫‪ ،‬وكان يريد أن يوقع بهم عقوبات‬ ‫كمال‬ ‫منهم فيهم مصطفى‬ ‫جماعة‬ ‫على‬ ‫القبض‬ ‫تمكن من‬

‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫بنفيهم إلى أماكن بعيدة ‪ ،‬فكان حظ‬ ‫أخيرا أن يكتفى‬ ‫‪ ،‬ولكنه رأى‬ ‫شديدة‬

‫نزق‬ ‫إلا من‬ ‫لم يكن‬ ‫منهم‬ ‫شُفع لهم عنده بأن ما حصل‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫النفى الى مدينة دمشق‬

‫‪.‬‬ ‫والمؤامرات‬ ‫الدسائس‬ ‫مهد‬ ‫عن‬ ‫أن يبعدهم‬ ‫‪ ،‬فرأى‬ ‫الشباب‬

‫فيها‬ ‫بيئة عربية لا يمكنه أن يشتغل‬ ‫فى‬ ‫لوجوده‬ ‫لم يرتح‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫ولكن‬

‫الاتحاد‬ ‫بجمعية‬ ‫‪ ،‬والتحق‬ ‫إلى سلانيك‬ ‫دمشق‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فهرب‬ ‫هذا ال!لطان‬ ‫على‬ ‫بالمؤامرات‬

‫السلطان‬ ‫جواسيس‬ ‫‪ ،‬لتبعد عن‬ ‫مقرا لها‬ ‫مدينة سلانيك‬ ‫قد اتخذت‬ ‫والترقى ‪ ،‬وكانت‬

‫الدين‬ ‫رجال‬ ‫اليهم قليل من‬ ‫انضم‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الضباط‬ ‫من‬ ‫اكثر أعضائها‬ ‫الحميد ‪ ،‬وكان‬ ‫عبد‬

‫حكما‬ ‫يحكمهم‬ ‫سلطانا‬ ‫ليوتُوا بدله‬ ‫‪،‬‬ ‫السلطان‬ ‫لعزل‬ ‫سرا‬ ‫يعملون‬ ‫وكانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫وغيرهم‬

‫‪042‬‬
‫مصطفى‬ ‫هرب‬ ‫الدولة ولكن‬ ‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫الإصلاح‬ ‫وسائل‬ ‫إدخال‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويعمل‬ ‫دستوريا‬

‫إلا أن يعود‬ ‫‪ ،‬فلم يجد‬ ‫عليه فى سلانيك‬ ‫أمر بالقبض‬ ‫إلى إستانبول ‪ ،‬فصدر‬ ‫ووصل‬ ‫كمال‬

‫مدينة‬ ‫على‬ ‫الإنكليزية‬ ‫المصرية‬ ‫والإدارة‬ ‫الدولة‬ ‫بين‬ ‫نزاع‬ ‫وقع‬ ‫قد‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الام‬ ‫ثانيا إلى‬

‫النزاع ببقائها‬ ‫هذا‬ ‫انتهى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫المدينة‬ ‫هذه‬ ‫الدولة إلى‬ ‫أرسلته‬ ‫الذى‬ ‫بالجيش‬ ‫‪ ،‬فالتحق‬ ‫العقبة‬

‫دصث!ق إلى‬ ‫من‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫هرب‬ ‫عن‬ ‫الإغضاء‬ ‫هذا سببا فى‬ ‫الدولة ‪ ،‬وكان‬ ‫حكم‬ ‫فى‬

‫سكة‬ ‫على‬ ‫إليه بأمر الإشراف‬ ‫‪ ،‬وعهد‬ ‫سلانيك‬ ‫إلى‬ ‫نقل‬ ‫حتى‬ ‫إلا سنة‬ ‫يلبث‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫سلانيك‬

‫مقدونية‪.‬‬ ‫حديد‬

‫أمكنهم‬ ‫حتى‬ ‫معهم‬ ‫ولم يزل يعمل‬ ‫‪ْ،‬‬ ‫والترقىلأ‬ ‫الاتحاد‬ ‫ولكنه عاد إلى الاتصال بجمعية‬

‫ام ‪،‬‬ ‫سنة ‪ r 26‬اهـ = ‪809‬‬ ‫إعادة الدستور الذى عطله‬ ‫أن يحملوا السلطان عبد الحميد على‬

‫الاتحاد والترقى‪،‬‬ ‫جمعية‬ ‫من‬ ‫أعضائه‬ ‫‪ ،‬وكان كثر‬ ‫النواب بعد إعادة الدستور‬ ‫فقام مجلس‬

‫من الأعضاء البارزين‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫‪ -‬ولم يكن‬ ‫الفتاة‬ ‫تركيا‬ ‫‪ -‬حزب‬ ‫ثانيا‬ ‫اسما‬ ‫وقد اتخذت‬

‫ثورية‬ ‫جمعية‬ ‫الاتحاد والترقى ‪ ،‬لأنها كانت‬ ‫جمعية‬ ‫رأيه حل‬ ‫‪ ،‬بل كان من‬ ‫هذا الحزب‬ ‫فى‬

‫يدها إلى‬ ‫من‬ ‫الحكومة‬ ‫أن تنتقل السيطرة على‬ ‫‪ ،‬فيجب‬ ‫بالفوز بالدستور‬ ‫مهمتها‬ ‫انتهت‬

‫بعض‬ ‫عليه‬ ‫ورد‬ ‫‪،‬‬ ‫الرأى‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫الجمعية‬ ‫توافق‬ ‫كلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الدستورية‬ ‫الشرعية‬ ‫السلطات‬

‫‪.‬‬ ‫قد بدأت‬ ‫هى‬ ‫هـانما‬ ‫تنته‬ ‫لم‬ ‫بأن أعمالهم‬ ‫أعضائها‬

‫الدولة لم‬ ‫الطامعة فى‬ ‫والدول‬ ‫الرجعيين‬ ‫الداخلية والخارجية من‬ ‫الدسائس‬ ‫ولكن‬

‫بلغاريا‬ ‫وأعلنت‬ ‫‪،‬‬ ‫البوسنة والهرسك‬ ‫دولة النمسا على‬ ‫‪ ،‬فاستولت‬ ‫أن تحركت‬ ‫يلبث‬

‫داخلية كثيرة من‬ ‫فق‬ ‫‪ ،‬وقامت‬ ‫جزيرة كريت‬ ‫اليونان على‬ ‫الدولة ‪ ،‬واستولت‬ ‫عن‬ ‫استقلالها‬

‫إلا ان يقوم بعزل السلطان‬ ‫الفتاة‬ ‫تركيا‬ ‫حزب‬ ‫‪ ،‬فلم يجد‬ ‫الدستور‬ ‫الرجع!ين الناقمين على‬

‫هـ=‬ ‫‪1327‬‬ ‫سنة‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الخامس‬ ‫رشاد‬ ‫محمد‬ ‫الحميد وتولية أخيه السلطان‬ ‫عبد‬

‫عقلية‬ ‫كثيرأ من‬ ‫تغير‬ ‫الثورة لم‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫والفتن‬ ‫يمنع قيام الدساش‪/‬‬ ‫لم‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫ام‬ ‫‪909‬‬

‫‪ ،‬ولأن‬ ‫كثيرة‬ ‫بأديان ءوعقائد‬ ‫‪ ،‬ويدين‬ ‫مختلفة‬ ‫أجناس‬ ‫من‬ ‫يتألف‬ ‫كان‬ ‫الشعب‬ ‫‪ ،‬ولأن‬ ‫الشعب‬

‫‪،‬و‬ ‫الداخلية‬ ‫الفق‬ ‫تستغل‬ ‫الدولة ‪ ،‬بل كانت‬ ‫من‬ ‫أطماعها‬ ‫لم تقطع‬ ‫الأجنبية‬ ‫الدول‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫قوة‬ ‫التى تفيدها‬ ‫الإصلاحات‬ ‫عن‬ ‫بها الدولة‬ ‫أن تصرف‬ ‫‪ ،‬وتحاول‬ ‫تثيرها لمصلحتها‬

‫صلة‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬لأنه لم يكن‬ ‫الفتاة‬ ‫تركيا‬ ‫حزب‬ ‫ريبة من‬ ‫موضع‬ ‫الوقت‬ ‫فى ذلك‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬

‫وثيقة به‪.‬‬

‫بين فريقين‬ ‫م ‪ ،‬وكانت‬ ‫‪1491‬‬ ‫هـ=‬ ‫الأوربية الأولى سنة ‪1323‬‬ ‫الحرب‬ ‫ثم قامت‬

‫والنمسا‪،‬‬ ‫ألمانيا‬ ‫وزانيهما‬ ‫‪،‬‬ ‫لهايطاليا‬ ‫وروسيا‬ ‫وفرنسا‬ ‫(نجلترا‬ ‫؟‬ ‫اولهما‬ ‫‪:‬‬ ‫الأوربية‬ ‫الدول‬ ‫من‬

‫ألمانيا‬ ‫فريق‬ ‫إلى‬ ‫الانضمام‬ ‫فرأى‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫القائم بالحكم‬ ‫الفتاة هو‬ ‫تركيا‬ ‫حزب‬ ‫وكان‬

‫‪421‬‬
‫أفريقية‬ ‫البلاد الإسلامية فى‬ ‫معظم‬ ‫مستولية على‬ ‫إلفريق الأول كانت‬ ‫والنمسا ‪ ،‬لأن دول‬

‫أنها وسيلة‬ ‫ويرى‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الجامعة‬ ‫استغلال‬ ‫يميل إلى‬ ‫الفتاة‬ ‫تركيا‬ ‫حزب‬ ‫وكان‬ ‫واَسيا ‪،‬‬

‫عليها تلك‬ ‫لإثارة البلاد الإسلامية التى استولت‬ ‫يعمل‬ ‫الدولة ‪ ،‬فكان‬ ‫على‬ ‫للمحافظة‬

‫البلاد‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫أو يتيقن‬ ‫يظن‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫للتخلص‬ ‫جهادهم‬ ‫فى‬ ‫أهلها‬ ‫وش!اعد‬ ‫‪،‬‬ ‫الدول‬

‫البلاد‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫تقضى‬ ‫كانت‬ ‫الدول‬ ‫تلك‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫والنمسا‬ ‫ألمانيا‬ ‫الى‬ ‫عليها إذا انضموا‬ ‫ستثور‬

‫بالأمانى الكاذبة ‪ ،‬كما‬ ‫بعضها‬ ‫‪ ،‬وأغرت‬ ‫صفها‬ ‫فى‬ ‫الحرب‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬فساقتها كرها‬ ‫حديد‬ ‫بيد من‬

‫تابعين للدولة‪.‬‬ ‫لا يزالون‬ ‫وكانوا‬ ‫الحجاز‬ ‫أهل‬ ‫أغرت‬

‫يرى‬ ‫الحياد بين الفريقين ‪ ،‬وبعضهم‬ ‫موقف‬ ‫أن تتخذ‬ ‫الدولة يرى‬ ‫ساسة‬ ‫بعض‬ ‫وكان‬

‫أهل‬ ‫خدعت‬ ‫إنجلترا‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫الرأى‬ ‫هذا‬ ‫خطأ‬ ‫أظهرت‬ ‫الأيام‬ ‫إنجلترا ‪ ،‬ولكن‬ ‫فريق‬ ‫إلى‬ ‫أن تنضم‬

‫عهدهم‬ ‫بعد الحرب‬ ‫دولتهم ‪ ،‬ثم نقضت‬ ‫حرب‬ ‫فى‬ ‫شاركوها‬ ‫الكاذبة حتى‬ ‫الحجار بالأمانى‬

‫لليهود ‪،‬‬ ‫ب!عطاء فلسطين‬ ‫معهم‬ ‫مأساتها‬ ‫كثير من بلاد العرب ‪،‬ثم ختمت‬ ‫على‬ ‫لهم ‪ ،‬فاستولت‬

‫منها‬ ‫لكان جزاؤها‬ ‫انجلترا‬ ‫إلى‬ ‫الحياد أو انضمت‬ ‫موقف‬ ‫الحرب‬ ‫تلك‬ ‫الدولة فى‬ ‫فلو وقفت‬

‫الحجاز أو أشد‪.‬‬ ‫مثل جزاء أهل‬

‫فى‬ ‫الدولة إلى هذا العهد ‪ ،‬ولكنه اشترك‬ ‫سياسة‬ ‫فى‬ ‫شأن‬ ‫كمال‬ ‫لمصطفى‬ ‫ولم يكن‬

‫فى معم كة غاليبولى‬ ‫عظيم‬ ‫‪ ،‬وكان له موقف‬ ‫الحروب‬ ‫فى غيرها من‬ ‫كما اشترك‬ ‫هذه الحرب‬

‫أصيبت‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكأنت‬ ‫روسيا‬ ‫نجدة‬ ‫إلى‬ ‫للوصول‬ ‫بسفنهم‬ ‫الدردنيل‬ ‫اقتحام‬ ‫أراد الإنكليز‬ ‫حين‬

‫هذا سنة‬ ‫أعقابهم ‪ ،‬وكان‬ ‫على‬ ‫وردهم‬ ‫بجيشه‬ ‫كمال‬ ‫لهم مصطفى‬ ‫‪ ،‬فوقف‬ ‫بانكسار شنيع‬

‫بين الجيثى‬ ‫‪ ،‬وارتفع صيته‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫بهذا شهرة‬ ‫م ‪ ،‬فذاعت‬ ‫‪1591‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1334‬‬

‫‪،‬‬ ‫الفتاة‬ ‫تركيا‬ ‫حزب‬ ‫‪ ،‬ولكنه كان مع هذا متشائما من نتيجة هذه الحرب ‪،‬ناقما على‬ ‫والشعب‬

‫كل‬ ‫من‬ ‫تنتابها‬ ‫الضعف‬ ‫لها ‪ ،‬وعوامل‬ ‫غير مستعدة‬ ‫وهى‬ ‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫لأنه دفع بالدولة فى‬

‫ناحية‪.‬‬

‫بدله‬ ‫م ‪ ،‬وتولى‬ ‫‪1891‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪1337‬‬ ‫الخامس‬ ‫رشاد‬ ‫السلطان محمد‬ ‫وقد مات‬

‫‪ ،‬فصار‬ ‫فى هذه الحرب‬ ‫بأنكسارات‬ ‫الدولة قد أصيبت‬ ‫الدين ‪ ،‬وكانت‬ ‫أخوه السلطان وحيد‬

‫فيها مع‬ ‫الدخول‬ ‫على‬ ‫الفتاة‬ ‫تركيا‬ ‫حزب‬ ‫‪ ،‬ويلومون‬ ‫نتيجتها‬ ‫فى‬ ‫النا(س يشكون‬ ‫كثير من‬

‫ب!نجلترا ‪ ،‬لما‬ ‫المعجبين‬ ‫من‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الرأى‬ ‫متأثرأ بهذا‬ ‫الدين‬ ‫وحيد‬ ‫السلطان‬ ‫ألمانيا ‪ ،‬وكان‬

‫كنف‬ ‫فى‬ ‫تربى‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫ملكها‬ ‫واتساع‬ ‫عظمتها‬ ‫التى لا نفاد لها ‪ ،‬ومن‬ ‫مواردها‬ ‫من‬ ‫يرى‬

‫عقب‬ ‫أمه‬ ‫ماتت‬ ‫ثم‬ ‫والده‬ ‫وفاة‬ ‫بعد‬ ‫ولد‬ ‫قد‬ ‫لأنه كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانى‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬ ‫السلطان‬ ‫أخيه‬

‫بهذا‬ ‫‪ ،‬ويفترق‬ ‫والدين‬ ‫السياسة‬ ‫فى‬ ‫الرجعن‬ ‫يميل إلى‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬ ‫أخيه‬ ‫مثل‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫ولادته‬

‫تركيا الفتاة ‪.‬‬ ‫‪! ،‬ان كان يشاركه فى نظره إلى حزب‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫عن‬

‫‪422‬‬
‫وحلفائها‪،‬‬ ‫بهزيمة ألمانيا ‪،‬‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫‪1891‬‬ ‫هـ=‬ ‫\‬ ‫‪fl 7‬‬ ‫(‬ ‫سنة‬ ‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫وانتهت‬

‫بلاد‬ ‫فى‬ ‫اختل‬ ‫قد‬ ‫الأمن‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫عاصمة‬ ‫إستانبول‬ ‫(نجلترا وحلفاؤها‬ ‫فاحتلت‬

‫بهذا ليبعد‬ ‫البلاد ‪ ،‬فرضى‬ ‫هذه‬ ‫النظام فى‬ ‫بحفظ‬ ‫ليقوم‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫‪ ،‬واختير‬ ‫الأناضول‬

‫سنة‬ ‫لهذا‬ ‫اختياره‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالدولة‬ ‫إنجلترا وحلفاؤها‬ ‫تفعله‬ ‫ما‬ ‫وينتظر‬ ‫‪،‬‬ ‫إستانبول‬ ‫عن‬

‫قد مكنوا‬ ‫إنجلترا وحلفاؤها‬ ‫كانت‬ ‫يفارق إستانبول حتى‬ ‫م ‪ ،‬فلم يكد‬ ‫= ‪9191‬‬ ‫اهـ‬ ‫‪338‬‬

‫من‬ ‫الأناضول‬ ‫أهل‬ ‫نفوس‬ ‫هذا أسوأ أثر فى‬ ‫أزمير ‪ ،‬وكان‬ ‫على‬ ‫الاستيلاء‬ ‫اليونان من‬

‫إلى‬ ‫بهم‬ ‫الهوان‬ ‫يبلغ‬ ‫أن‬ ‫فلا يصح‬ ‫‪،‬‬ ‫قوتهم‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫لهم‬ ‫اليونان كانوا تابعين‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الترك‬

‫أرمير ما راد ‪j‬ى‬ ‫استيلائهم على‬ ‫عند‬ ‫الوحشية‬ ‫‪ ،‬وكانوا قد أظهروا من‬ ‫لهم‬ ‫الرضوخ‬ ‫حد‬

‫فى بلاد الأناضول‬ ‫الحرب‬ ‫‪ ،‬وأعلن‬ ‫هذه الفرصة‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫‪ ،‬فاشغل‬ ‫الترك عليهم‬ ‫حنق‬

‫محتلة بجنود إنجلترا‬ ‫الى الحكومة فى إستانبول ‪ ،‬لأنها كانت‬ ‫غير أن يرجع‬ ‫اليونان من‬ ‫على‬

‫بلادها‪.‬‬ ‫شيئا لمصلحة‬ ‫‪ ،‬فلا يمكنها أن تعمل‬ ‫وحلفائها‬

‫ما قام به مصطفى‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬لأنه رأى‬ ‫كمال‬ ‫ومصطفى‬ ‫الدبن‬ ‫بين وحيد‬ ‫الخلاف‬ ‫وقع‬ ‫وهنا‬

‫‪،‬‬ ‫(ستانبول‬ ‫إلى‬ ‫ويعود‬ ‫الأناضول‬ ‫‪ ،‬فأمره أن يترك‬ ‫وحلفاءها‬ ‫إنجلترا‬ ‫الدولة‬ ‫على‬ ‫يؤلب‬ ‫كمال‬

‫ن‬ ‫ا‬ ‫أنه يريد‬ ‫أعلن‬ ‫البلاد ‪ ،‬وقد‬ ‫استقلال‬ ‫يتحقق‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫الأناضول‬ ‫فى‬ ‫إليه أنه سيبقى‬ ‫فأرسل‬

‫الأناضول‬ ‫فى‬ ‫البلاد التركية‬ ‫تبقى‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫كلها‬ ‫العرب‬ ‫بلاد‬ ‫لإنجلترا وحلفائها‬ ‫يترك‬

‫فتركوه‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫(نجلترا وحلفائها‬ ‫عداء‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫بهذا‬ ‫ليخفف‬ ‫‪،‬‬ ‫للترك‬ ‫حولها‬ ‫وما‬ ‫واستانبول‬

‫أنه لا يمكنه أن‬ ‫يعتقدون‬ ‫‪ ،‬وهم‬ ‫الأناضول‬ ‫أهل‬ ‫إليه من‬ ‫انضم‬ ‫من‬ ‫مع‬ ‫حركته‬ ‫فى‬ ‫يمضى‬

‫اليونان ‪ ،‬ولكنه كان قد استعاض‬ ‫الدين له مع خصومة‬ ‫السلطان وحيد‬ ‫خصومة‬ ‫على‬ ‫يتغلب‬

‫بلادهم‬ ‫جميع‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫إليه ‪ ،‬وب!علان‬ ‫كلهم‬ ‫الأناضول‬ ‫هذا السلطان بانضمام اهل‬ ‫عن‬

‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الضعيفة‬ ‫الشعوب‬ ‫إلى‬ ‫تتقرب‬ ‫أن‬ ‫لأنها رأت‬ ‫‪،‬‬ ‫له أيضا‬ ‫‪ ،‬وتأييد روسيا‬ ‫له‬ ‫تأييدهم‬

‫الاستعمارية‪.‬‬ ‫وحلفاءها فى سياستهم‬ ‫(نجلترا‬ ‫تناهض‬ ‫‪ ،‬فاخذت‬ ‫شيوعية‬ ‫فيها حكومة‬ ‫قامت‬

‫فتوى بأن‬ ‫الإسلام فى تركيا أن يصدر‬ ‫الدين إلا أن يأمر شيخ‬ ‫السلطان وحيد‬ ‫فلم يجد‬

‫المسلمين‬ ‫‪ ،‬وبأنه على‬ ‫السلطان‬ ‫على‬ ‫ولعنته بخروجه‬ ‫الله‬ ‫غضب‬ ‫قد استحق‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬

‫كمال‬ ‫الدين أمرا بقتل مصطفى‬ ‫وحيد‬ ‫‪ ،‬ثم أصدر‬ ‫العصاة‬ ‫تركيا أن يحاربوه لأنه من‬ ‫فى‬

‫الإسلام ‪ ،‬وذكروا أن‬ ‫شيخ‬ ‫فتوى‬ ‫تناقض‬ ‫فتوى‬ ‫علماء الأناضول‬ ‫‪ ،‬فاصدر‬ ‫أنصاره‬ ‫وبعض‬

‫(نجلترا وحلفائها‬ ‫بتأثير ضغط‬ ‫القرآن الكريم ‪ ،‬لأنه قد أصدره‬ ‫طبقا لنصوص‬ ‫باطل‬ ‫حكمه‬

‫عل!‪.‬‬

‫م ‪ ،‬ويقيم‬ ‫‪2291‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪13‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬ ‫اليونان فى سنة‬ ‫أن ينتصر على‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫وأمكن‬

‫السلطان‬ ‫حكومة‬ ‫الدولة دون‬ ‫فى‬ ‫لها الكلمة‬ ‫حكومة‬ ‫بلاد الأناضول‬ ‫أنقرة من‬ ‫فى‬

‫‪423‬‬
‫‪ ،‬فتوافدوا إليها مهنئين‬ ‫منزلة إستانبول‬ ‫بين المسلمين‬ ‫أنقرة تأخذ‬ ‫أخذت‬ ‫‪ ،‬وبهذا‬ ‫الدين‬ ‫وحيد‬

‫مرصَّعا باللؤلؤ ‪ ،‬وكد‬ ‫سيفا‬ ‫كمال‬ ‫لمصطفى‬ ‫السنرسى‬ ‫أحمد‬ ‫‪ ،‬وقذَم السيد‬ ‫الأقطار‬ ‫جميع‬ ‫من‬

‫المسلمين له‪.‬‬ ‫له إخلاص‬

‫اَل عثمان‬ ‫أعدائها قام ب!لغاء سلطنة‬ ‫البلاد من‬ ‫أنهءنجقَص‬ ‫كف!‬ ‫مصطفى‬ ‫رأى‬ ‫ولما‬

‫‪ ،‬ولا‬ ‫تُعنى بها وحدها‬ ‫جمهورية‬ ‫تركيا حكومة‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وأقام بدلها‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫وخلافتهم‬

‫‪" ،‬كما كان‬ ‫عليها آمالا كاذبة‬ ‫يعلقون‬ ‫يجعلهم‬ ‫كان‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫المسلفين‬ ‫شؤون‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫يهمها‬

‫الأوربية‬ ‫فى الحرب‬ ‫دعتهم‬ ‫حقيقتها حين‬ ‫يجعلها تعلق عليهم آمالا مثل آمالهم ‪ ،‬وقد ظهرت‬

‫وحلفائها‬ ‫إنجلترا‬ ‫صف‬ ‫فى‬ ‫وقفوا‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫دعوتها‬ ‫إلى‬ ‫يستجيبوا‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫الجهاد معها‬ ‫السابقة إلى‬

‫معها‪.‬‬ ‫ألمانيا‬ ‫وانكسار‬ ‫انكسارها‬ ‫اسباب‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫يحاربونها‬

‫أنها لم‬ ‫! مع‬ ‫الخلافة‬ ‫هذه‬ ‫كمال‬ ‫لإلغاء مصطفى‬ ‫وقعدوا‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫الرجعيون‬ ‫وقام‬

‫باختيار‬ ‫تقوم‬ ‫هـانما‬ ‫بالوراثة ‪،‬‬ ‫لا تقوم‬ ‫الخلافة الإسلامية‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫صحيحة‬ ‫إسلامية‬ ‫خلافة‬ ‫تكن‬

‫يكونوا‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫مستبدً ين‬ ‫إلا ملوكا‬ ‫عثمان‬ ‫آل‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫حكمهم‬ ‫أمر‬ ‫لمن يولونه‬ ‫المسلمين‬

‫نظام‬ ‫أن‬ ‫لثك‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫دون‬ ‫بالحكم‬ ‫يستأثرون‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشورى‬ ‫يحكمون‬ ‫خلفاء‬

‫الخلافة‬ ‫فى‬ ‫الحكم‬ ‫مثل‬ ‫يقوم‬ ‫الجمهوردة‬ ‫فى‬ ‫الحكم‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلافة‬ ‫نظام‬ ‫الى‬ ‫أقرب‬ ‫الجمهورية‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫دون‬ ‫فيه أسرة‬ ‫‪ ،‬ولا تستأثر بالحكم‬ ‫الشورى‬ ‫على‬

‫البلاد الإسلامية‪،‬‬ ‫تركيا بغيرها من‬ ‫صلة‬ ‫كمال‬ ‫قطعُ مصطفى‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫المؤِلم‬ ‫ولكن‬

‫مصلحتهم‪،‬‬ ‫ولو خالفت‬ ‫‪ ،‬ولا يهمها إلا مصلحتها‬ ‫من أمورهم‬ ‫لا يعنيها شىء‬ ‫لأنها صارت‬

‫المعتدين على‬ ‫أعداء العرب‬ ‫بجانب‬ ‫تقف‬ ‫كانت‬ ‫ف!نها‬ ‫تركيا ‪،‬‬ ‫حكومة‬ ‫بعد هذا من‬ ‫كما حصل‬

‫ان‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة‬ ‫الأوربية‬ ‫الحرب‬ ‫فى‬ ‫بجانبهم‬ ‫وقوفهم‬ ‫على‬ ‫تجازيهم‬ ‫كأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫بلادهم‬

‫وقفوا كرها فى‬ ‫من‬ ‫قلوبهم مع تركيا دون‬ ‫هذا الموقف ‪ ،‬وكانت‬ ‫على‬ ‫مكرهة‬ ‫كانت‬ ‫جمهرتهم‬

‫على‬ ‫بتأييدهم ‪ ،‬وظاهَروهم‬ ‫قاموا‬ ‫حين‬ ‫واخوانه‬ ‫كمال‬ ‫هذا لمصطفى‬ ‫‪ ،‬وظهر‬ ‫صفهم‬

‫فى مسألة الوحدة الإسلامية‬ ‫كمال‬ ‫‪ ،‬وقد قال مصطفى‬ ‫أعدائهم‬ ‫يؤيده من‬ ‫الدين ومن‬ ‫وحيد‬

‫إلغائه الخلافة‪:‬‬ ‫عند‬

‫حالأ للاتفاق‬ ‫‪ ،‬ستعمد‬ ‫ببعض‬ ‫بحضها‬ ‫اتصال‬ ‫الأمم الإسلامية بضرورة‬ ‫إ عندما تشعر‬

‫إيبماد الولايات‬ ‫فكرة‬ ‫تتحقق‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫وعندئذ‬ ‫‪،‬‬ ‫المشتركة‬ ‫حقوقها‬ ‫عن‬ ‫بينها للدفاع‬ ‫فيما‬

‫المتحدة خلافة‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الولايات‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫وعندئذ‬ ‫‪،‬‬ ‫المتحدة‬ ‫الإسلامية‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫بخليفة‬ ‫له أن يلقب‬ ‫المتحدة إليه يحق‬ ‫الإسلامية‬ ‫الولايات‬ ‫هذه‬ ‫تتجه‬ ‫الذى‬ ‫والرئيس‬

‫الماضى‬ ‫منها أن تنسى‬ ‫نطلب‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫لاتحاد معنا‬ ‫ا‬ ‫هذا‬ ‫تركيا مثل‬ ‫من‬ ‫لا نطلب‬ ‫ونحن‬

‫ظلمهم‪،‬‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫يكون‬ ‫لنا‬ ‫أعدائنا ؟ لأن ظلمها‬ ‫الأقل فى صف‬ ‫على‬ ‫وماَسيه ‪ ،‬فلا تقف‬

‫العربى‪:‬‬ ‫كم ا قال الشاعر‬

‫وقع الحسام المهنَك‬ ‫من‬ ‫المرء‬ ‫على‬ ‫القربى أشذُ مضاضة‬ ‫ذوى‬ ‫وظلم‬

‫‪424‬‬
‫تركيا بالصبغة‬ ‫إلى صبغ‬ ‫الحد ‪ ،‬بل عمد‬ ‫عند ذلك‬ ‫لم يقف‬ ‫كمال‬ ‫ان مصطفى‬ ‫على‬

‫القراَن ما يشير‬ ‫فى‬ ‫أنه ليس‬ ‫‪ ،‬بحجة‬ ‫بالقبًعة‬ ‫عنه‬ ‫واستعاض‬ ‫الطربوش‬ ‫لبس‬ ‫‪ ،‬فحرئم‬ ‫الأوربية‬

‫الحروف‬ ‫بدلا من‬ ‫اللاتينية‬ ‫‪ ،‬وأمر بكتابة اللغة التركية بالحروف‬ ‫خاص‬ ‫رأس‬ ‫إلى غطاء‬

‫‪ ،‬وبالقانون‬ ‫الجنائى الإلطالى‬ ‫‪ ،‬وبالقانون‬ ‫بالقانون المدنى السويسرى‬ ‫بالعمل‬ ‫العربية ‪ ،‬وأمر‬

‫القانون‬ ‫فى‬ ‫الشخصية‬ ‫الأحوال‬ ‫وأدخل‬ ‫‪،‬‬ ‫الزوجات‬ ‫تعدد‬ ‫نظام‬ ‫ألغى‬ ‫الألمانى ‪ ،‬ثم‬ ‫التجارى‬

‫المدنى الأوربى‪.‬‬

‫لتركيا ‪ ،‬وينسى‬ ‫عدائها‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لتخفف‬ ‫الأمم الأوربية‬ ‫الى‬ ‫التقرب‬ ‫بهذا كله‬ ‫يقصد‬ ‫وهو‬

‫تركيا لأنها امة‬ ‫تعادى‬ ‫‪ ،‬فهى‬ ‫الدين‬ ‫لا على‬ ‫القومية‬ ‫فيما بينها على‬ ‫أن الأمم الأوربية تتعادى‬

‫الأمور‬ ‫‪ ،‬وهذه‬ ‫لأنها أمة مسلمة‬ ‫‪ ،‬أكثر مما تعاديها‬ ‫الأوربية‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫على‬ ‫استولت‬ ‫شرقية‬

‫لا يزال‬ ‫جمهورها‬ ‫أن‬ ‫سيما‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة أمة أوربية‬ ‫فى‬ ‫تركيا‬ ‫من‬ ‫بها لا تجعل‬ ‫اهتم‬ ‫التى‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫عقليته‬ ‫كثيرا من‬ ‫تغير‬ ‫لم‬ ‫الشكلية‬ ‫الأمور‬ ‫هذه‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫دينه الاسلامى‬ ‫على‬ ‫محافظا‬

‫تجعلها‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫غيرها‬ ‫بها عن‬ ‫وتستغنى‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسها‬ ‫بها على‬ ‫القوة التى تعتمد‬ ‫بتركيا إلى‬ ‫تصل‬

‫الدولة العثمانية التركية‪،‬‬ ‫تعيش‬ ‫الدول الأوربية عليها ‪ ،‬كما كانت‬ ‫اختلاف‬ ‫ظل‬ ‫فى‬ ‫تعيش‬

‫الشكلية‪،‬‬ ‫الأمور‬ ‫بهذه‬ ‫مثلها‬ ‫تهتم‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫جوارها‬ ‫فى‬ ‫الشيوعية‬ ‫بثورتها‬ ‫روسيا‬ ‫قامت‬ ‫وقد‬

‫نفسها‬ ‫على‬ ‫تعتمد‬ ‫وتجعلها‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة‬ ‫بها إلى‬ ‫تصل‬ ‫التى‬ ‫الصحيحة‬ ‫ا‬ ‫بالوسائل‬ ‫لهانما اهتمت‬

‫هذا لم تنحرت‬ ‫‪ ،‬ومع‬ ‫بها أمم الأرض‬ ‫تناهض‬ ‫إليه ‪ ،‬وصارت‬ ‫بها إلى ما وصلت‬ ‫فوصلت‬

‫كما‬ ‫تستعيره‬ ‫أجنبى‬ ‫قانون‬ ‫إلى‬ ‫تعمد‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫التى تعاديها اكثر الأمم‬ ‫الشيوعية‬ ‫عن‬

‫الاستقلال‬ ‫منزلة عن‬ ‫لا يقل‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫التشريعى‬ ‫لاستقلالها‬ ‫تضييغا‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬لأن‬ ‫تركيا‬ ‫عمدت‬

‫قانون‬ ‫دهان كان‬ ‫‪،‬‬ ‫تركيا‬ ‫قبل‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫فى‬ ‫وقعنا‬ ‫أنّا‬ ‫لا ينشنا‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسى‬

‫الإسلامية‪.‬‬ ‫له صبغته‬ ‫لا تزال‬ ‫عندنا‬ ‫الثخصية‬ ‫الأحوال‬

‫عليها‬ ‫‪ ،‬قضى‬ ‫التغييرات التى أحدثها‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫كمال‬ ‫لمصطفى‬ ‫معارضات‬ ‫قامت‬ ‫ولما‬

‫م ‪.‬‬ ‫‪3891‬‬ ‫توفى سنة ‪ 11" 57‬هـ=‬ ‫التركية حتى‬ ‫رثيسا للجمهورية‬ ‫بالشدة ‪ ،‬ومكث‬

‫فيها‬ ‫التى لا تعنى‬ ‫سياستها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ماضية‬ ‫الجمهورى‬ ‫نظامها‬ ‫على‬ ‫ولا تزال تركيا محافظة‬

‫ماضيها معهم‪،‬‬ ‫العرب‬ ‫بعض‬ ‫معها ‪ ،‬ولا ينسى‬ ‫العرب‬ ‫ماضى‬ ‫‪ ،‬فلا تنسى‬ ‫بالعالم الإسلامى‬

‫والترك‬ ‫العرب‬ ‫القديمة ‪ ،‬ويعيثى‬ ‫الأحقاد‬ ‫تزول‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الفريقين‬ ‫نفوس‬ ‫أن يصلح‬ ‫ندعو‬ ‫لاوالله‬

‫إخوانا‪.‬‬

‫***‬

‫‪425‬‬
‫العزيز اَل سعود‬ ‫عبد‬

‫بن‬ ‫ب!ن سعود‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫بن فيصَل بن تركى‬ ‫الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن‬ ‫هو‬

‫هنا‬ ‫المساليخ ‪ ،‬ويوجد‬ ‫فخذ‬ ‫قبيلة عنزة من‬ ‫من‬ ‫‪ .‬وا! سعود‬ ‫بن سعود‬ ‫عبد العزيز بن محمد‬

‫العشائر العربية أفخادأ وبطونا ‪ ،‬ومن‬ ‫كثر‬ ‫‪ ،‬وعنزة من‬ ‫عنزة لْرب حمص‬ ‫الآن من‬ ‫الفخذ‬

‫مؤسس‬ ‫هو‬ ‫بن سعود‬ ‫‪ .‬ومحمد‬ ‫ونجد‬ ‫العراق وسوريا‬ ‫فى‬ ‫منتشرون‬ ‫‪ ،‬فهم‬ ‫عددأ‬ ‫أكبرهم‬

‫هـ=‬ ‫‪0115‬‬ ‫سنة‬ ‫الوهاب‬ ‫بن عبد‬ ‫محمد‬ ‫عليه الشيئ‬ ‫وفد‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بنجد‬ ‫دولة ا! سعود‬

‫شيوخ‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫كشأن‬ ‫شأنه‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫نجد‬ ‫كبير فى‬ ‫لاَله شأنْ‬ ‫له ولا‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫م‬ ‫‪ivrv‬‬

‫من‬ ‫إليها كل‬ ‫‪ ،‬وانضم‬ ‫بها إمارته‬ ‫الوهابية ظهرت‬ ‫الدعوة‬ ‫القباثل العربية ‪ ،‬فلما قام بحماية‬

‫مناواة‬ ‫فى‬ ‫سببا‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫كانت‬ ‫الدعوة‬ ‫هذه‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫له‬ ‫البلاد المجاورة‬ ‫من‬ ‫الدعوة‬ ‫بهذه‬ ‫أخذ‬

‫بسببها ‪ ،‬ثم‬ ‫بن سعود‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عهد‬ ‫دولتهم مرة فى‬ ‫سقطت‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫لاَل سعود‬ ‫خصومها‬

‫يعمل‬ ‫واخذ‬ ‫‪ ،‬فأعادها الملك عبد العزيز آل سعود‬ ‫بن فيصل‬ ‫الثه‬ ‫عبد‬ ‫فى عهد‬ ‫ثانية‬ ‫سقطت‬

‫إعادته لها سنة‬ ‫‪ ،‬وكانت‬ ‫العرب‬ ‫جزيرة‬ ‫أكبر دولة فى‬ ‫صارت‬ ‫بها ‪ ،‬حتى‬ ‫النهوض‬ ‫فى‬

‫م ‪،‬‬ ‫‪2591‬‬ ‫=‬ ‫بلاد الحجاز سنة ‪1343‬‬ ‫على‬ ‫تم له الاستيلاء‬ ‫م ‪ ،‬وقد‬ ‫ا‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫=‬ ‫"‪09‬‬
‫‪sir‬‬ ‫ا‬ ‫‪9‬‬

‫ونجد‬ ‫الحجار‬ ‫ملك‬ ‫له لقب‬ ‫وصار‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية السعودية‬ ‫المملكة‬ ‫له مملكةَ تسمى‬ ‫صار‬ ‫وبهذا‬

‫وملحقاتها‪.‬‬

‫إصلاحها‬ ‫فى‬ ‫يسعى‬ ‫أخذ‬ ‫العرب‬ ‫جزيرة‬ ‫العزيز فى‬ ‫عبد‬ ‫فلما استقر الأمر للملك‬

‫فى‬ ‫البداوة التى انتشرت‬ ‫مظاهر‬ ‫‪ ،‬ويزيل‬ ‫فيها‬ ‫ثانيا‬ ‫التي وقعت‬ ‫الجاهلية‬ ‫على‬ ‫ليقضى‬

‫الملوك‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫يمتار على‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫المدنية‬ ‫فيها وساثل‬ ‫وينشر‬ ‫‪،‬‬ ‫أنحائها‬

‫يهتمون‬ ‫كانوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫القرون‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫بالتجديد‬ ‫قاموا‬ ‫الذين‬ ‫والأمراء‬

‫صميم‬ ‫فى‬ ‫لا تدخل‬ ‫الا بأمور‬ ‫الدينى‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫يهتمون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫المدنى وحده‬ ‫بالإصلاح‬

‫باع‬ ‫بينهم من‬ ‫ما انتشر‬ ‫‪ ،‬ولا تزيل‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الدينى‬ ‫الجمود‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ولا تقضى‬ ‫الإصلاح‬

‫بين‬ ‫مضطربا‬ ‫جيلا‬ ‫وتربى‬ ‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫مما تؤدى‬ ‫أكثر‬ ‫الفساد‬ ‫إلى‬ ‫فتؤدى‬ ‫‪،‬‬ ‫وخرافات‬

‫‪.‬‬ ‫والجمود‬ ‫التجديد‬ ‫بين دعوة‬ ‫حائرأ‬ ‫‪ ،‬ومجتمعَا‬ ‫والجديد‬ ‫القديم‬

‫فيه ب!صلاح‬ ‫‪ ،‬وتأخذ‬ ‫الإسلامى‬ ‫بالتشريع‬ ‫تعمل‬ ‫دولة‬ ‫العزيز ف!نه قام فى‬ ‫أما الملك عبد‬

‫المدنى‪،‬‬ ‫عليه إلا معاداة الإصلاح‬ ‫‪ ،‬ولا يؤخذ‬ ‫الباع والخرافات‬ ‫كثير من‬ ‫على‬ ‫دينى يقضى‬

‫هذه‬ ‫وسائل‬ ‫ادخال‬ ‫على‬ ‫الملك عبد العزيز يعمل‬ ‫الحضارة الحديثة ‪ ،‬فأخذ‬ ‫وسائل‬ ‫ومجافاة‬

‫تزتُتها‬ ‫بينها وبين‬ ‫يباعد‬ ‫طريق‬ ‫فى‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫بمدرسة‬ ‫يسير‬ ‫أن‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫دولته‬ ‫فى‬ ‫الحضارة‬

‫‪4 '7‬‬
‫المدنى‪،‬‬ ‫والإصلاح‬ ‫الدينى‬ ‫الإصلاح‬ ‫بين‬ ‫الجمع‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫للمدنية‬ ‫ومجافاتها‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينى‬

‫تنكبه الملوك والأمراء المسلمون فى‬ ‫الذى‬ ‫الصحيح‬ ‫طريقه‬ ‫فى‬ ‫بالتجديد الإسلامى‬ ‫ويسير‬

‫يجمعوا‬ ‫أن‬ ‫يمكنهم‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫التجديد‬ ‫من‬ ‫غايتهم‬ ‫الى‬ ‫الوصول‬ ‫فى‬ ‫فأخفقوا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫القرون‬

‫تستفد‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫معا‬ ‫عليه‬ ‫كلمتهم‬ ‫وتجتمع‬ ‫‪،‬‬ ‫به جميعا‬ ‫يأخذون‬ ‫جدبد‬ ‫نظام‬ ‫على‬ ‫شعوبهم‬

‫متفقين‬ ‫هذا‬ ‫كانوا قبل‬ ‫‪ ،‬لأنهم‬ ‫كلمتهم‬ ‫‪ ،‬واختلفت‬ ‫وحدتهم‬ ‫إلا أن تفرقت‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫شعوبهم‬

‫المدنى وحده‬ ‫عُنوا بالإصلاح‬ ‫الذين‬ ‫الملوك والأمراء‬ ‫أولئك‬ ‫يفعل‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫القديم‬ ‫جموبهم‬ ‫على‬

‫بين‬ ‫متنافر لا تناسق‬ ‫مجتمع‬ ‫الفريقين‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫ومجددين‬ ‫الى جامدين‬ ‫إلا أن قسموهم‬

‫بين افراده‬ ‫يؤلف‬ ‫الذى‬ ‫النفاق الاجتماعى‬ ‫إلا ذلك‬ ‫‪ ،‬اللهم‬ ‫بين أجزائه‬ ‫انسجام‬ ‫أفراده ‪ ،‬ولا‬

‫الوطنية‬ ‫وظيفته‬ ‫ليؤدى‬ ‫‪،‬‬ ‫والباطن‬ ‫الظاهر‬ ‫ا فى‬ ‫دق‬ ‫صا‬ ‫منه مجتمعا‬ ‫يجعل‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الظاهر‬ ‫فى‬

‫قد‬ ‫العزبز‬ ‫عبد‬ ‫الملك‬ ‫هـاذا كان‬ ‫‪،‬‬ ‫سعادته‬ ‫إلى‬ ‫ما يوصله‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫بشعبه‬ ‫وينهض‬ ‫‪،‬‬ ‫والدينية‬

‫نجاح ما‬ ‫الأمل فى‬ ‫يبعث‬ ‫مما‬ ‫الطريق الصحيح‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬ف!ن سلوكه‬ ‫ذلك‬ ‫تأخر به الزمن فى‬

‫‪ ،‬وأن‬ ‫الطريق الصحيح‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫يأتى بعده أن يمضى‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫الاصلاح‬ ‫به من‬ ‫أخذ‬

‫امتاز بها على‬ ‫حكيمة‬ ‫وسائل‬ ‫ذلك‬ ‫له فى‬ ‫بها فيه ‪ ،‬ف!نه كان‬ ‫يأخذ‬ ‫التى كان‬ ‫بالوسائل‬ ‫يأخذ‬

‫المجددين المتأخرين‪.‬‬ ‫غيره من‬

‫‪ ،‬ولم‬ ‫فرضا‬ ‫شعبه‬ ‫على‬ ‫الإصلاح‬ ‫ما يراه من‬ ‫يفرض‬ ‫الوسائل أنه لم يكن‬ ‫تلك‬ ‫ومن‬

‫كانأ‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫باشا‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫فعل‬ ‫‪ ،‬كما‬ ‫عليه ‪.‬بالإكراه والقوة‬ ‫يحمله‬ ‫يكن‬

‫فيه ‪ ،‬ويثبت‬ ‫أن يشرع‬ ‫قبل‬ ‫الإصلاح‬ ‫يريده من‬ ‫بما‬ ‫يؤمن‬ ‫بالإقناع ‪ ،‬حتى‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫شعبه‬ ‫يأخذ‬

‫فى‬ ‫العقبات‬ ‫يضع‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫بالعناد والاستكبار‬ ‫متخفَف‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫لإيمانه به ‪ ،‬ف!ذا تخقَف‬ ‫عليه‬

‫الإصلاح‬ ‫لأنه يعارض‬ ‫‪،‬‬ ‫واستكباره‬ ‫عناده‬ ‫على‬ ‫بالقوة التى تقضى‬ ‫‪ ،‬أخذه‬ ‫الإصلاح‬ ‫سبيل‬

‫‪.‬‬ ‫عناده واستكباره‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬ليرتدع‬ ‫بالقوة أيضا‬ ‫أن يؤخذ‬ ‫جزاؤه‬ ‫بالقوة ‪ ،‬فيكون‬

‫التؤدة والتأنًى ‪ ،‬ويراعى‬ ‫يفضئل‬ ‫أنه كان‬ ‫أيضا‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫وسائله‬ ‫من‬ ‫وكان‬

‫سنين يجاها‪ .‬ويجالد فى‬ ‫عشر‬ ‫نحو‬ ‫إنه مكث‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫الإصلاح‬ ‫يريده من‬ ‫لما‬ ‫استعداد الشعب‬

‫سنة‬ ‫عنده‬ ‫حضروا‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫علمائهم‬ ‫مع‬ ‫‪ ،‬ومرة‬ ‫الإخوان‬ ‫مع‬ ‫‪ ،.‬مرة‬ ‫التليفون‬ ‫إنثماء‬ ‫شيل‬

‫بمدينة‬ ‫للتلغرات غير السلكى‬ ‫إنشاء محطات‬ ‫علموا بعزمه على‬ ‫م ) حين‬ ‫‪1291‬‬ ‫( ‪ 331‬اهـ=‬

‫عليك‬ ‫أشار‬ ‫من‬ ‫غشتَك‬ ‫لقد‬ ‫‪،‬‬ ‫العمر‬ ‫‪ :‬يا طويل‬ ‫فقالوا له‬ ‫‪،‬‬ ‫نجد‬ ‫مدن‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫الرياض‬

‫‪ ،‬وليس‬ ‫أحد‬ ‫يغشنا‬ ‫فلم‬ ‫اخطا‪3-‬‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫لهم‬ ‫بلادنا ‪ ،‬فقال‬ ‫الى‬ ‫دادخاله‬ ‫التلغراف‬ ‫باشعمال‬

‫‪.‬‬ ‫والسيارات‬ ‫اللاسلكى‬ ‫يمفع من إحداث‬ ‫هناك من دليل أو سُنة رسول‬

‫ورأى‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫استيلائه‬ ‫عند‬ ‫بمكة‬ ‫التليفون‬ ‫بالفعل‬ ‫اختبر‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫انتظر‬ ‫ثم‬

‫الزاهر‪-‬‬ ‫من‬ ‫معسكره‬ ‫‪ ،‬فلما نقل‬ ‫المواصلات‬ ‫وسرعة‬ ‫إنجاز الأعمال‬ ‫فائدته العظيمة فى‬

‫‪427‬‬
‫!ن‬ ‫آخر‬ ‫‪ ،‬وسلكَا‬ ‫وحداء‬ ‫تليفونيا بين مكة‬ ‫أراد أن يمد سلكًا‬ ‫حداء‬ ‫إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫مكة‬ ‫قرب‬ ‫الشهداء‬

‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫بين مكة ومقره ‪ ،‬ولكنه عاد فعدل‬ ‫اتصال سريع‬ ‫على‬ ‫يكون‬ ‫حداء والرغامة ‪ ،‬حتى‬

‫قبل‬ ‫قاثمة‬ ‫كانت‬ ‫التليفونية التى‬ ‫الأسلاك‬ ‫يقطعون‬ ‫لأنه رآهم‬ ‫‪،‬‬ ‫فتنة الإخوان‬ ‫من‬ ‫خوفَا‬

‫مقيما‬ ‫كان‬ ‫حين‬ ‫قصره‬ ‫إلى‬ ‫الموصلة‬ ‫الا!سلاك‬ ‫ما كانوا يقطعون‬ ‫وكثيرًا‬ ‫‪،‬‬ ‫مكة‬ ‫على‬ ‫استيلاثه‬

‫من‬ ‫غيره‬ ‫يرون‬ ‫كانوا‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫اءزالته شرعا‬ ‫تجب‬ ‫منكر‬ ‫هذا‬ ‫ان‬ ‫كانوا يرون‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬

‫رأوها عربة‬ ‫الدرأجة حين‬ ‫إنهم سموا‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫السلكى‬ ‫وغير‬ ‫السلكى‬ ‫وَالتلغرات‬ ‫الدراجات‬

‫أن راكبها‬ ‫‪ ،‬بدليل‬ ‫الشيطان‬ ‫وعمل‬ ‫بقوة السحر‬ ‫‪ ،‬واذَعوا أنها تسير‬ ‫إبليس‬ ‫أو حصان‬ ‫الشيطان‬

‫الكلام‬ ‫لا ينقل‬ ‫السلكى‬ ‫غير‬ ‫التلغراف‬ ‫أن‬ ‫يرون‬ ‫‪ ،‬وكانوا‬ ‫الفور‬ ‫على‬ ‫لا تقف‬ ‫ونزل‬ ‫إذا تركها‬

‫‪،‬‬ ‫الكلام‬ ‫فيه نجقل‬ ‫الشيطان‬ ‫‪ ،‬يخقوم‬ ‫الشيعلان‬ ‫اسم‬ ‫عليها‬ ‫ويذكر‬ ‫ذبيحة‬ ‫عنده‬ ‫أن تذبح‬ ‫إلا بعد‬

‫دقاقة‬ ‫ساعة‬ ‫أول‬ ‫وكسروا‬ ‫‪،‬‬ ‫الشيطان‬ ‫عمل‬ ‫من‬ ‫أيضًا‬ ‫الدقَّاقة وعذوها‬ ‫الساعة‬ ‫أنكروا‬ ‫وقد‬

‫تفكيرهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وَشابهوا‬ ‫قرون‬ ‫عشرة‬ ‫من‬ ‫اكثر‬ ‫الإسلامى‬ ‫بالتفكير‬ ‫‪ ،‬فرجعوا‬ ‫إليهم‬ ‫وصلت‬

‫‪ ،‬وزعموا‬ ‫الرشبا‬ ‫هارون‬ ‫إليهم‬ ‫التى أهداها‬ ‫الساعة‬ ‫انكروا‬ ‫حين‬ ‫وحاشيته‬ ‫شارلمان‬ ‫الإمبراطور‬

‫‪.‬‬ ‫الشيطان‬ ‫عمل‬ ‫أنها من‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بالشدة‬ ‫يأخذهم‬ ‫وأحيانا‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫أحيانا فى‬ ‫لهم‬ ‫يلين‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫الملك‬ ‫وكان‬

‫إليه وأدتي أدئا‬ ‫‪ ،‬فأحضره‬ ‫درأجة‬ ‫يركب‬ ‫راَه‬ ‫خادما له‬ ‫ضرب‬ ‫الإخوان‬ ‫مرة أن أحد‬ ‫حدث‬

‫‪.‬‬ ‫إلى رشده‬ ‫أرجعه‬

‫التساهل أنجذوا‬ ‫بعض‬ ‫فى ذلك‬ ‫غلاة الإخوان أن الملك عبد العزيز يتساهل‬ ‫فلما رأى‬

‫فَيصل‬ ‫المتذمرين‬ ‫أولئك‬ ‫راس‬ ‫على‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫عليه‬ ‫بالإنكار‬ ‫ويجاهرون‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫يتذمرون‬

‫المتعلمين الذين غالوا فى الدعوة‬ ‫الإخوان أنصاف‬ ‫‪ ،‬وغالبهم من‬ ‫بن بجاد‬ ‫وسلطان‬ ‫الدويش‬

‫الباع المنكرة ‪ ،‬بل‬ ‫من‬ ‫العقال‬ ‫التُنة ‪ ،‬وأن‬ ‫هو‬ ‫العمامة‬ ‫ان لبَس‬ ‫يعتقدون‬ ‫‪ ،‬فأصبحوا‬ ‫الوهابية‬

‫‪ ،‬وكانوا إذا وجدوا‬ ‫يلبسه‬ ‫من‬ ‫مقاطعة‬ ‫الكفار واوجب‬ ‫لباس‬ ‫من‬ ‫فجعله‬ ‫بعضهم‬ ‫كالى‬

‫طويلا ف!ن المقص‬ ‫ثوبًا‬ ‫شخص‬ ‫على‬ ‫بقمئه ‪ ،‬د!ذا وجدوا‬ ‫يقومون‬ ‫طويل‬ ‫له شارب‬ ‫شخصا‬

‫أن الحضر‬ ‫النار " وكانوا يرون‬ ‫الإزار فى‬ ‫" فضل‬ ‫الزائد تنفيذا لحديث‬ ‫فى‬ ‫عمله‬ ‫يعمل‬

‫فلا‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫من‬ ‫الواجب‬ ‫هذا‬ ‫عليهم‬ ‫ألقى‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫واجب‬ ‫المجاورين‬ ‫غزو‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ضائُون‬

‫العزيز أنه يوالى‬ ‫الملك عبد‬ ‫عن‬ ‫يذيعون‬ ‫منع الغزو ‪ ،‬ثم أخذوا‬ ‫فى‬ ‫كلام أحد‬ ‫يسمعون‬

‫‪.‬‬ ‫العقال‬ ‫ولبس‬ ‫والشارب‬ ‫الثوب‬ ‫عليه تطويل‬ ‫‪ ،‬وينكرون‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ويتساهل‬ ‫الكفار‬

‫رؤساء‬ ‫فحضره‬ ‫م‪، -‬‬ ‫= ‪2791‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪134 o‬‬ ‫مؤتمر بالأرطاوية سنة‬ ‫ثم دعوا الى عقد‬

‫فى‬ ‫الله والجهاد‬ ‫دين‬ ‫نصرة‬ ‫فيه على‬ ‫وتعاهدوا‬ ‫‪،‬‬ ‫والعجمان‬ ‫‪،‬‬ ‫وعُتيبة‬ ‫مُطير‬ ‫من‬ ‫الاخوان‬

‫‪:‬‬ ‫الأمور‬ ‫العزيز هذه‬ ‫الملك عبد‬ ‫على‬ ‫صراحة‬ ‫‪ ،‬ثم أنكروا‬ ‫سبيله‬

‫‪428‬‬
‫‪.‬‬ ‫بلد الرك‬ ‫مصر‬ ‫إلى‬ ‫سعود‬ ‫ولده‬ ‫إرسال‬ ‫ا ‪-‬‬

‫‪.‬‬ ‫لندن‬ ‫إلى‬ ‫فيصل‬ ‫ولده‬ ‫‪ - 23-‬إرسال‬

‫‪.‬‬ ‫والتليفونات‬ ‫والتلغرافات‬ ‫السيارات‬ ‫استخدامه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫فى الحجاز ونجد‪.‬‬ ‫الموجودة‬ ‫الضرائب‬ ‫‪ - 4‬فرضه‬

‫المسلمين‪.‬‬ ‫الأردن بالرعى فى أرض‬ ‫‪ - 5‬إذنه لعشائر العراق وشرق‬

‫يكونوا‬ ‫دمان لم‬ ‫‪،‬‬ ‫حوربوا‬ ‫كفازا‬ ‫كانوا‬ ‫إن‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الكُويت‬ ‫المتاجرة مع‬ ‫منعه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬

‫كفازا لم تجز مقاطعتهم‪.‬‬

‫دين أهل‬ ‫فى‬ ‫الدخول‬ ‫دهاجبارهم على‬ ‫والقطيف‬ ‫الإحساء‬ ‫‪ -‬تركه النظر !نى شيعة‬ ‫‪7‬‬

‫السنة والجماعة‪.‬‬

‫الحجاز‬ ‫بالرجوع من‬ ‫‪ ،‬فعجل‬ ‫المؤتمر‬ ‫عقدوا ذلك‬ ‫وكان الملك عبد العزيز بالحجاز حين‬

‫مؤتمر‬ ‫إلى‬ ‫الإخوان‬ ‫زعماء‬ ‫فدعا‬ ‫‪،‬‬ ‫واللين‬ ‫بالحكمة‬ ‫الثورة عليه‬ ‫هذه‬ ‫يعالج‬ ‫‪ ،‬وأخذ‬ ‫نجد‬ ‫إلى‬

‫دعوته‬ ‫م ‪ ،‬فأجاب‬ ‫سنة ‪2791‬‬ ‫يناير‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ‪1345‬‬ ‫فى رجب‬ ‫أمر بعقده فى مدينة الرياض‬

‫حاله‬ ‫لهم‬ ‫المؤتمر شرح‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ولما اجتمعوا‬ ‫بجاد‬ ‫بن‬ ‫سلطان‬ ‫ما عدا‬ ‫الإخوان‬ ‫زعماء‬ ‫جميع‬

‫يعهدونه‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬وأنه هو‬ ‫المحافظة‬ ‫كل‬ ‫عليها‬ ‫محافظ‬ ‫للشريعة‬ ‫أنه خادم‬ ‫وافيًا ‪ ،‬وذكر‬ ‫شرخا‬

‫والمسلمين‪.‬‬ ‫العرب‬ ‫مصالح‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وأنه لا يزال ساهرأ‬ ‫لم يتغير‬ ‫قبل‬ ‫من‬

‫‪:‬‬ ‫الإخوان‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ‫الفتوى‬ ‫المؤتمر بهذه‬ ‫هذا‬ ‫وانتهى‬

‫الله‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫سَحمان‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وسليمان‬ ‫عتيق‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وسعد‬ ‫اللطيف‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫( من‬

‫العزيز‪،‬‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫وصالح‬ ‫‪،‬‬ ‫سليم‬ ‫بن‬ ‫‪ ،‬وعمر‬ ‫الثه العنقرى‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫العزيز العتيق‬ ‫ابن عبد‬

‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫اللطي!‬ ‫بن عبد‬ ‫‪ ،‬وعمر‬ ‫اللطيف‬ ‫بن عبد‬ ‫الله‬ ‫‪ ،‬وعبد‬ ‫حسن‬ ‫بن‬ ‫الثه‬ ‫وعبد‬

‫‪،‬‬ ‫الشاوى‬ ‫عثمان‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫مزاحم‬ ‫بن‬ ‫اللّه‬ ‫وعبد‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫إبراهيم‬

‫وبهم ‪.‬الطريق‬ ‫بنا‬ ‫اللّه‬ ‫‪ ،‬سللث‬ ‫المسلمين‬ ‫إخواننا‬ ‫يراه من‬ ‫من‬ ‫إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫العترى‬ ‫العزيز بن‬ ‫وعبد‬

‫أما‬ ‫‪-‬‬ ‫"‬ ‫الله وبركاته‬ ‫ورحمة‬ ‫عليكم‬ ‫سلام‬ ‫‪-‬‬ ‫آمين‬ ‫‪-‬‬ ‫الجحيم‬ ‫طريق‬ ‫واياهم‬ ‫‪ ،‬وجنبنا‬ ‫المستقيم‬

‫مسائل‬ ‫الإخوان عن‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫سؤال‬ ‫تعالى ‪-‬‬ ‫الثه‬ ‫الإمام ‪ -‬س!ليه‬ ‫بعد فقد ورد علينا من‬

‫فهو‬ ‫‪-‬‬ ‫اللكى‬ ‫غير‬ ‫التلغراف‬ ‫‪-‬‬ ‫البرق‬ ‫‪ :‬أما مسألة‬ ‫نصه‬ ‫بما‬ ‫‪ ،‬فأجبناه‬ ‫عليها‬ ‫منا الجواب‬ ‫تطلب‬

‫العلم‪،‬‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫رأينا فيه كلامَا لأحد‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫حقيقته‬ ‫نعلم‬ ‫ولا‬ ‫الزمان‬ ‫آخر‬ ‫فى‬ ‫حادث‬ ‫أمر‬

‫والتحريم‬ ‫بالإباحة‬ ‫والجزم‬ ‫‪،‬‬ ‫علم‬ ‫بغير‬ ‫ورسوله‬ ‫النّه‬ ‫على‬ ‫نقول‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫مسألته‬ ‫فى‬ ‫فتوقفنا‬

‫الإمام ‪ -‬ويقه الله‪-‬‬ ‫فأفتينا‬ ‫وأبى رشيد‬ ‫حمزة‬ ‫حقيقته ‪ ،‬وأما مسجد‬ ‫على‬ ‫يحتاج إلى الوقوف‬

‫فورَا ‪ ،‬ولا يُحكم‬ ‫فيزال‬ ‫الحجاز‬ ‫فى‬ ‫منها شىء‬ ‫‪ ،‬وأما القوانين ف!ذا كان‬ ‫الفور‬ ‫على‬ ‫بهدمهما‬

‫‪ ،‬فأفتينا‬ ‫الله الحرام‬ ‫بلد‬ ‫فى‬ ‫والقوة‬ ‫بالسلاح‬ ‫المصرى‬ ‫الحاج‬ ‫‪ ،‬وأما دخول‬ ‫المطهر‬ ‫إلا بالشرع‬

‫‪942‬‬
‫‪ ،‬واما‬ ‫المنكرات‬ ‫وجميع‬ ‫الشرك‬ ‫إظهارهم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫والقوة‬ ‫بالسلاح‬ ‫الدخول‬ ‫من‬ ‫الإمام بمنعهم‬

‫به ويقبِّله ‪ ،‬وما‬ ‫ان يتمسح‬ ‫أحد‬ ‫تمكين‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫الحرام‬ ‫المسجد‬ ‫دخول‬ ‫فأفتينا بمنعه من‬ ‫المحمل‬

‫بلا‬ ‫بالكلية ف!نْ أمكن‬ ‫مكة‬ ‫عن‬ ‫وأما معه‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫يُمنعون‬ ‫والمنكرات‬ ‫الملاهى‬ ‫من‬ ‫أهله‬ ‫يفعله‬

‫فأفتينا‬ ‫‪ ،‬وأما الرافضة‬ ‫شرعَا‬ ‫سائغ‬ ‫أعلاهما‬ ‫لدفع‬ ‫المفسدين‬ ‫أحد‬ ‫‪ ،‬لىالا فاحتمال‬ ‫تعَتن‬ ‫مفسدة‬

‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الباطل‬ ‫دينهم‬ ‫شعاثر‬ ‫إظهار‬ ‫من‬ ‫ويمنعهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫البهعة على‬ ‫يلزمها‬ ‫الإمام أن‬

‫على‬ ‫‪ ،‬ويبايعوه‬ ‫بشر‬ ‫ابن‬ ‫الشيخ‬ ‫عند‬ ‫يحضرهم‬ ‫أن‬ ‫الإحساء‬ ‫نائبه على‬ ‫يلزم‬ ‫الإمام ايضًا ان‬

‫‪،‬‬ ‫الباع‬ ‫سائر‬ ‫ترك‬ ‫‪ ،‬وعلى‬ ‫وغيرهم‬ ‫البيت‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫الصالحين‬ ‫دعاء‬ ‫وترك‬ ‫ورسوله‬ ‫اللّه‬ ‫دين‬

‫زيارة‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ويُمنعون‬ ‫الباطل‬ ‫مذهبهم‬ ‫به شعائر‬ ‫يقيمون‬ ‫مما‬ ‫وغيرها‬ ‫مأتمهم‬ ‫على‬ ‫اجتماعهم‬ ‫من‬

‫المساجد‪،‬‬ ‫فى‬ ‫وغيرهم‬ ‫هم‬ ‫الخمس‬ ‫الصلوات‬ ‫يُلزمون بالاجتماع على‬ ‫المشاهد ‪ ،‬وكذلك‬

‫‪،‬‬ ‫الأصول‬ ‫ثلاثة‬ ‫بتعليم‬ ‫ويُلزمون‬ ‫‪،‬‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫مئ‬ ‫ونواب‬ ‫ومؤذنون‬ ‫أئمة‬ ‫فيهم‬ ‫ويُرثب‬

‫المساجد‬ ‫فى‬ ‫إقامة البدع‬ ‫من‬ ‫ويمنعون‬ ‫‪،‬‬ ‫تُهدم‬ ‫البدع‬ ‫مبنية لإقامة‬ ‫محالُ‬ ‫لهم‬ ‫كان‬ ‫ان‬ ‫وكذلك‬

‫القطيف‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫وأما الرافضة‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاد المسلمين‬ ‫ما ذُكر يُنفى من‬ ‫قبول‬ ‫أبى‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫وغيرها‬

‫‪ ،‬فأما البوادى‬ ‫ذكرنا‬ ‫بما‬ ‫ويلزمهم‬ ‫إليهم‬ ‫يسافر‬ ‫ابن بثمر أن‬ ‫الثخَ‬ ‫أيده الله ‪-‬‬ ‫فيلزم الإمام ‪-‬‬

‫‪ ،‬ويلزم‬ ‫ومعلمين‬ ‫دعاة‬ ‫لهم‬ ‫يبعث‬ ‫فأفتينا الإمام أن‬ ‫المسلمين‬ ‫ولاية‬ ‫فى‬ ‫التى دخلت‬ ‫والقرى‬

‫من‬ ‫إلزامهم بشرائع الإسلام ومنعهم‬ ‫ناحية بمساعدة المذكورين على‬ ‫الأمراء فى كل‬ ‫نوابه من‬

‫‪ ،‬فافتينا الإمام بكفهم‬ ‫بادية المسلمين‬ ‫وخالطوا‬ ‫انتشروا‬ ‫الذين‬ ‫العراق‬ ‫‪ ،‬وأما رافضة‬ ‫المحرمات‬

‫‪،‬‬ ‫الظاهرة‬ ‫المحرمات‬ ‫فأفتينا أنها من‬ ‫‪ ،‬وأما المكوس‬ ‫وأرضهم‬ ‫المسلمين‬ ‫مراتع‬ ‫فى‬ ‫الدخول‬ ‫عن‬

‫عن‬ ‫والخروج‬ ‫المسلمين‬ ‫طاعة‬ ‫عصا‬ ‫شق‬ ‫عليه ‪! ،‬انْ امتنع فلا يجوز‬ ‫ف!ن تركَها فهو الواجب‬

‫الأصلح‬ ‫ما هو‬ ‫أن يراعى‬ ‫الإمام ‪ ،‬وعليه‬ ‫نظر‬ ‫إلى‬ ‫محوَّل‬ ‫‪ ،‬وأما الجهاد فهو‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫طاعته‬

‫ولكافة‬ ‫لنا ولهم‬ ‫الثه‬ ‫ونسأل‬ ‫الشريعة الغراء ‪-‬‬ ‫ما تقتضيه‬ ‫حسب‬ ‫والمسلمين على‬ ‫ل!سلام‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫وسلم‬ ‫اكه وصحبه‬ ‫وعلى‬ ‫نبينا محمد‬ ‫الله على‬ ‫‪ ،‬وصلى‬ ‫والهداية‬ ‫التوفيتي‬ ‫المسلمين‬

‫بها إلى‬ ‫للفننة ‪ ،‬فاضطر‬ ‫حسمَا‬ ‫الفتوى‬ ‫بهذه‬ ‫يأخذ‬ ‫العزيز إلا أن‬ ‫عبد‬ ‫الملك‬ ‫يسع‬ ‫فلم‬

‫يعلم‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫السلكى‬ ‫التلغراف‬ ‫تعطيل‬ ‫‪ ،‬دالى‬ ‫حمزة‬ ‫مسجد‬ ‫هدم‬ ‫‪ ،‬دالى‬ ‫المحمل‬ ‫قبول‬ ‫عدم‬

‫ست‬ ‫فى‬ ‫أنكروا ذلك‬ ‫حين‬ ‫رده عليهم‬ ‫فى‬ ‫سبق‬ ‫الإسلام ما يمنع منه ‪ ،‬كما‬ ‫فى‬ ‫أنه ليس‬

‫اولئك الغلاة منها إلى مسلك‬ ‫إلى مسلك‬ ‫هذه الفتوى أقرب‬ ‫م ‪ ،‬فكانت‬ ‫‪1291‬‬ ‫هـ=‬ ‫‪1331‬‬

‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫باللين والسياسة‬ ‫الأمور‬ ‫أخذ‬ ‫فى‬ ‫عادته‬ ‫بها على‬ ‫أخذ‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫الملك‬

‫‪.‬‬ ‫السياسية فى عصره‬ ‫مراعاته للظروف‬

‫الملك‬ ‫هذا المؤتمر ‪ ،‬وأراد أن يُوقع‬ ‫بنتيجة‬ ‫الدويش‬ ‫فيصل‬ ‫هذا لم يرض‬ ‫ومع‬

‫بُصئة علَى الحدود‬ ‫مخفر‬ ‫عمال‬ ‫قتلت‬ ‫قوة صغيرة‬ ‫‪ ،‬فأرسل‬ ‫جديدة‬ ‫مشكلة‬ ‫العزبز فى‬ ‫عبد‬

‫‪043‬‬
‫بين‬ ‫ليفسد‬ ‫‪،‬‬ ‫العمال‬ ‫اولئك‬ ‫مع‬ ‫كانوا‬ ‫الشرطة‬ ‫انفار من‬ ‫بضعة‬ ‫وقتلت‬ ‫‪،‬‬ ‫العراقية النجدية‬

‫الإنجليزية واشتباكها‬ ‫ايطيارات‬ ‫هجوم‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬فأدى‬ ‫)لإنجليزية‬ ‫العزيز والحكومة‬ ‫الملك عبد‬

‫المشكلة‬ ‫هذه‬ ‫يحل‬ ‫العزيز أن‬ ‫عبد‬ ‫الملك‬ ‫يمكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫ثلاثة أشهر‬ ‫نحو‬ ‫النجدية‬ ‫والعشائر‬ ‫هى‬

‫الحدود‬ ‫بناء المخافر على‬ ‫موقفها من‬ ‫على‬ ‫السياسة ‪ ،‬لأن الحكومة الانجليزية أصرت‬ ‫بطريق‬

‫العراقية النجدية‪.‬‬

‫م )‬ ‫‪2891‬‬ ‫هـ=‬ ‫سنة ( ‪1347‬‬ ‫بُرَيدة‬ ‫فى‬ ‫مؤتمرا‬ ‫فرأى الملك عبد العزيز أن يعقد‬

‫يرى‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫المخافر‬ ‫بناء هذه‬ ‫على‬ ‫سخطهم‬ ‫فى‬ ‫أنه يشاركهم‬ ‫‪ ،‬ولإفهامهم‬ ‫الإخوان‬ ‫لتهدثة‬

‫الدويش‪،‬‬ ‫فيصل‬ ‫المؤتمر‬ ‫هذا‬ ‫القوة ‪ ،‬ولم يحضر‬ ‫إلى استعمال‬ ‫اللجوء فى ذلك‬ ‫أنه لا يصح‬

‫الملك عبد العزيز فيهم هذه الخطبة‪:‬‬ ‫بن بجاد ‪ ،‬وقد خطب‬ ‫ولا سلطان‬

‫جمعنا‬ ‫إذ‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫بدين‬ ‫علينا‬ ‫الله بها‬ ‫مَن‬ ‫التى‬ ‫المنة‬ ‫عظم‬ ‫تعلمون‬ ‫‪،‬‬ ‫الإخوان‬ ‫ا أيها‬

‫الله به علينا هو‬ ‫ما مَن‬ ‫وعلى‬ ‫عليكم‬ ‫شفقتى‬ ‫دان‬ ‫‪،‬‬ ‫الذلة‬ ‫به بعد‬ ‫وأعزنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرقة‬ ‫به بعد‬

‫‪ ،‬فنرى‬ ‫الثه به علينا‬ ‫ما أنعم‬ ‫‪-‬‬ ‫أو‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المكان ‪ ،‬لتذكروا‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫أجمعكم‬ ‫لأن‬ ‫دعانى‬ ‫الذى‬

‫أن‬ ‫أننى خشيت‬ ‫وهو‬ ‫نفسى‬ ‫هذه النعمة ‪ -‬وثانيا ‪ -‬لأمرِ بدا لى فى‬ ‫لشكران‬ ‫عمله‬ ‫ما يجب‬

‫امام‬ ‫؟ لأخرج‬ ‫منكم‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ،‬فاردتُ أن أعرف‬ ‫منى‬ ‫يشكوه‬ ‫شىء‬ ‫منكم‬ ‫أحد‬ ‫فى صدر‬ ‫يكون‬

‫الآراء ‪ ،‬او مما‬ ‫من‬ ‫وما لديكم‬ ‫عما فى خواطركم‬ ‫‪ -‬لأسألكم‬ ‫وثالثَا‬ ‫‪-‬‬ ‫ذلك‬ ‫بمعذرة من‬ ‫اللّه‬

‫يذكر‬ ‫‪ ،‬وكلكم‬ ‫إن القوة دته جمجًا‬ ‫‪-‬‬ ‫أيها الإخوان‬ ‫‪-‬‬ ‫ودنياكم‬ ‫أمر دينكم‬ ‫فى‬ ‫ترونه يصلحكم‬

‫بعضا‪،‬‬ ‫بعضكم‬ ‫‪ ،‬وينهب‬ ‫بعضا‬ ‫كنتم فردا وأحزابَا ‪ ،‬يقتل بعضكم‬ ‫عليكم‬ ‫أننى يوم خرجتُ‬

‫لتفريق‬ ‫الدسائس‬ ‫لكم‬ ‫كانوا يدسون‬ ‫او أجنبى‬ ‫عربى‬ ‫من‬ ‫عليكم‬ ‫الثه‬ ‫مَن وَلاه‬ ‫وجميع‬

‫الضعف‪،‬‬ ‫فى محل‬ ‫كنت‬ ‫‪ ،‬ويوم خرجت‬ ‫أمركم‬ ‫‪ ،‬ولإذهاب‬ ‫قوتكم‬ ‫‪ ،‬لىاضعاف‬ ‫كلمتكم‬

‫به على‬ ‫الله‬ ‫ما من‬ ‫عليكم‬ ‫‪ ،‬ولا اريد أن اقمى‬ ‫وحده‬ ‫الله‬ ‫إلا‬ ‫وساعد‬ ‫عضد‬ ‫لى من‬ ‫وليس‬

‫فى صدر‬ ‫منقوش‬ ‫‪ ،‬لأن تاريخ ذلك‬ ‫لخيركم‬ ‫من اعمال كانت‬ ‫معكم‬ ‫‪ ،‬وما فعلت‬ ‫فتوح‬ ‫من‬

‫‪ ،‬فقد‬ ‫منكم‬ ‫من أحد‬ ‫رهبَا‬ ‫اليوم فى هذا المكان خوفَا أو‬ ‫‪ -‬إننى لم أجمعكم‬ ‫منكم‬ ‫واحد‬ ‫كل‬

‫لأمر‬ ‫جمعتكم‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫نصرنى‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬والثهُ هو‬ ‫‪ ،‬فما باليتُ بالجموع‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫وحدى‬ ‫كنت‬

‫‪،‬‬ ‫وحدى‬ ‫هو النظر فى أمر ييسخصى‬ ‫أن يتكلم هنا فى غيره ‪،‬وذلك‬ ‫‪ ،‬ولا أجيز لأحد‬ ‫واحد‬

‫‪ .‬ولا‬ ‫فأنا اقرة واساعده‬ ‫اتفقتم عليه‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫غيرى‬ ‫أمركم‬ ‫يتولى‬ ‫فيمن‬ ‫أن تنظروا‬ ‫منكم‬ ‫أريد‬

‫‪ :‬أنى‬ ‫والثانى‬ ‫‪،‬‬ ‫دنياى‬ ‫فى‬ ‫لراحتى‬ ‫‪ :‬محبتى‬ ‫الأول‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا أمران‬ ‫القول‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫يحملنى‬

‫‪ ،‬ولكم‬ ‫مطلبى‬ ‫فذلك‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫اجبتمونى‬ ‫‪ ،‬ف!ن‬ ‫كارهون‬ ‫لى‬ ‫وهم‬ ‫قوما‬ ‫بالته أن أتولى‬ ‫أعوذ‬

‫‪ ،‬ف!نى‬ ‫لكم‬ ‫أثر دعوتى‬ ‫به على‬ ‫ما كلمتمونى‬ ‫على‬ ‫مصرين‬ ‫لا تزالون‬ ‫الله ‪ ،‬و(ذا كنتم‬ ‫أمان‬

‫‪m‬‬
‫الخ‬ ‫‪. . .‬‬ ‫الله‬ ‫شرع‬ ‫مما يؤيد‬ ‫عليه‬ ‫تجمعون‬ ‫ما‬ ‫اتباع‬ ‫فى‬ ‫الشرع‬ ‫أمر‬ ‫أخالف‬ ‫الله أن‬ ‫إلى‬ ‫أبرأ‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الخ‬

‫بنائها‬ ‫مسئولية‬ ‫وألقى‬ ‫‪،‬‬ ‫الحدود‬ ‫ببناء المخافر على‬ ‫بأن الإنجليز متمسكون‬ ‫أخبرهم‬ ‫ثم‬

‫‪ ،‬فاجتمعت‬ ‫لآخر‬ ‫وقت‬ ‫الحدود العراقية من‬ ‫تعذيه على‬ ‫‪ ،‬بسبب‬ ‫الدويش‬ ‫فيصل‬ ‫على‬

‫ا‪،‬لأمر للملك‬ ‫' وبهذا استقر‬ ‫اسروه‬ ‫حتى‬ ‫الدويش‬ ‫‪ ،‬وحاربوا فيصل‬ ‫حوله‬ ‫كلمتهم‬

‫انتهى أمر‬ ‫قال حين‬ ‫مملكته ‪ ،‬حتى‬ ‫فى‬ ‫الفوضى‬ ‫عوامل‬ ‫به على‬ ‫العزيز ‪ ،‬لأنه قضى‬ ‫عد‬

‫‪.‬‬ ‫جدبدة‬ ‫حياة‬ ‫اليوم سنحيا‬ ‫‪ :‬من‬ ‫الدويش‬ ‫فيصل‬

‫فى‬ ‫الإصلاح‬ ‫بأعمال‬ ‫الحياة الجديدة أن ينهض‬ ‫هذه‬ ‫العزيز فى‬ ‫الملك عبد‬ ‫وأمكن‬

‫ما بدأ‬ ‫‪ ،‬وواصل‬ ‫الحديثة‬ ‫ألحضارة‬ ‫وسائل‬ ‫من‬ ‫وكيرها‬ ‫والتلغرافات‬ ‫التليفونات‬ ‫؟ فأنشأ‬ ‫مملكته‬

‫ينشر‬ ‫فيه ‪ ،‬وأخذ‬ ‫المض‬ ‫قد عاقته عن‬ ‫الإخوان‬ ‫حركة‬ ‫البادية ؟ وكانت‬ ‫تحضير‬ ‫به من‬

‫واستكانوا‬ ‫الإخوان‬ ‫هدأ‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫المملكة‬ ‫انحاء‬ ‫الحديثة فى‬ ‫الأنظمة‬ ‫على‬ ‫لتعليم العلوم‬ ‫المدارس‬

‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫كثأن‬ ‫شأنهم‬ ‫القاهر ‪ ،‬بل صار‬ ‫السلطان‬ ‫‪ ،‬لأنه لم يعد لهم ذلك‬ ‫لسلطانه‬

‫دائرة‬ ‫م ) على‬ ‫‪0391‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫نجد أنكروا سنة ( ‪9134‬‬ ‫إلا أن مشايخ‬ ‫الرِعية ‪ ،‬ولم يحدث‬

‫الجغرافيا الذى‬ ‫واللغة الأجنبية وعلم‬ ‫الرسم‬ ‫التعليم تدريس‬ ‫مناهج‬ ‫فى‬ ‫المعارف أنها قررت‬

‫فى ذلكا ‪ ،‬فلم يجد‬ ‫معهم‬ ‫الملك عبد العزيز وبحث‬ ‫ودورانها ‪ ،‬فجمعهم‬ ‫يقرر كروية الأرض‬

‫طال‬ ‫قالوا له حين‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ودورانها‬ ‫الأرض‬ ‫كروية‬ ‫ما ينكرونه من‬ ‫دليلا على‬ ‫عندهم‬

‫قبل‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫شرعا‬ ‫المنهى عنه‬ ‫الجدل‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫فى‬ ‫ولسنا‬ ‫‪،‬‬ ‫ما نعتقد‬ ‫قررنا‬ ‫‪ :‬لقد‬ ‫البحث‬

‫مرة يخالفنا فيها‪.‬‬ ‫أول‬ ‫هذه‬ ‫دثه ‪ ،‬دمان خالفَنا فليست‬ ‫الإمام ما رأينا فالحمد‬

‫أتى‬ ‫التى‬ ‫الشورى‬ ‫فى كل هذا على أصول‬ ‫حكمه‬ ‫جرى‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫الملك‬ ‫أن‬ ‫ولا شك‬

‫قاطع‬ ‫‪ ،‬وله حكم‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫نيابى مؤلف‬ ‫له مجلس‬ ‫بها الإسلام ‪ ،‬دمان لم يكن‬

‫بالتؤدة والتانًى ‪ْ،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫سيره فى‬ ‫به نفسه من‬ ‫ما اخذ‬ ‫‪ ،‬ولعل‬ ‫شخصى‬ ‫حكم‬ ‫كل‬ ‫دون‬

‫بتأليف‬ ‫التعجيل‬ ‫من‬ ‫منعه‬ ‫الذى‬ ‫‪ ،‬وهو‬ ‫الإصلاح‬ ‫من‬ ‫يريده‬ ‫لما‬ ‫الشعب‬ ‫استعداد‬ ‫مراعاته‬ ‫ومن‬

‫!ايثاره فيه‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكم‬ ‫فى‬ ‫والعدل‬ ‫بالثورى‬ ‫بأخذه‬ ‫عنه‬ ‫استعاض‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫المجلس‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬

‫لقرابته‬ ‫ولا‬ ‫لنفسه‬ ‫مصلحة‬ ‫فيه‬ ‫يراع‬ ‫لم‬ ‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاصة‬ ‫المصالح‬ ‫على‬ ‫العامة‬ ‫المصالح‬

‫كل‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫مصالحهم‬ ‫ب!يثاره‬ ‫مودتهم‬ ‫واكتساب‬ ‫الناس‬ ‫استرضاء‬ ‫يميل إلى‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫وحاشيته‬

‫إذنه‬ ‫على‬ ‫اعترضوا‬ ‫لما‬ ‫الرياض‬ ‫إن علماء‬ ‫لا أهمية له فى نظره ‪ ،‬حتى‬ ‫ما يتعلق بشخصه‬

‫الحجار ‪،‬‬ ‫عرش‬ ‫على‬ ‫بعيد جلوسه‬ ‫‪ Rr‬ا م ) ب!قامة الاحتفالات‬ ‫‪.‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪i‬‬ ‫( ‪i‬‬ ‫شة‬ ‫فى‬

‫لا‬ ‫بشخصه‬ ‫لأنه يتعلق‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫لرايهم فى‬ ‫‪ ،‬خضع‬ ‫للسنة‬ ‫مخالف‬ ‫وذكرليا له أن هذا‬

‫النيابية‪.‬‬ ‫المجالس‬ ‫عن‬ ‫لا يغنى‬ ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫العامة ‪ ،‬ولكن‬ ‫بالمصلحة‬

‫‪432‬‬
‫له‬ ‫والخضوع‬ ‫التملق للحاكم‬ ‫على‬ ‫الدولة السعودية لا يجرى‬ ‫وقد يقال (ن الأمر فى‬

‫البدو‬ ‫سئما‬ ‫فيها ولا‬ ‫ا!بر‬ ‫الفريق‬ ‫؟ لأن‬ ‫غيرها‬ ‫فى‬ ‫يجرى‬ ‫المنزلة عنه كما‬ ‫بانحطاط‬ ‫والشعور‬

‫بعضا‬ ‫بعضهم‬ ‫يدعو‬ ‫‪،‬‬ ‫بفطرتهم‬ ‫شعبيون‬ ‫فهم‬ ‫‪،‬‬ ‫غيرهم‬ ‫عند‬ ‫الثائعة‬ ‫الألقاب‬ ‫لا يعرفون‬

‫البدو‬ ‫‪ ،‬فأصغر‬ ‫المعتادة‬ ‫وألقابهم‬ ‫بأسمائهم‬ ‫وأمراءهم‬ ‫ملوكهم‬ ‫‪ ،‬ويخاطبون‬ ‫المجردة‬ ‫بأسمائهم‬

‫العمر‪،‬‬ ‫يا طَويل‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫يا أبا تركى‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫العزيز‬ ‫‪ :‬يا عبد‬ ‫بقوله‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫الملك‬ ‫يخاطب‬ ‫كان‬

‫يعبأ بلقب‬ ‫العزيز نفسه‬ ‫عبد‬ ‫الملك‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫أو الإمام ‪-‬‬ ‫‪ :‬الشيوخ‬ ‫يقول‬ ‫غيره‬ ‫عنه‬ ‫لاذا سأله‬

‫الحواضر‬ ‫تُعرف الا فى‬ ‫عهده‬ ‫الألقاب فى‬ ‫هذه‬ ‫الملوك ‪ ،‬ولم تكن‬ ‫ألقاب‬ ‫الملك وغيره من‬

‫بلادهم‪.‬‬ ‫العزيز على‬ ‫الملك عبد‬ ‫اسيلاء‬ ‫لها قبل‬ ‫‪ ،‬لإلفهم‬ ‫الحجار‬ ‫مثل‬ ‫الكبرى‬

‫الأنساب‬ ‫فى‬ ‫التفاضل‬ ‫عدا‬ ‫نجيما‬ ‫الدولة سواء‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫بقال (ن الناس جميعا‬ ‫وقد‬

‫‪،‬‬ ‫الواجبات‬ ‫الحقوق وما عليهم من‬ ‫ما لهم من‬ ‫فى جميع‬ ‫يتساوون‬ ‫والامارة ‪ ،‬فهم يكادون‬

‫البلادْ ‪ ،‬فلا‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫عليها‬ ‫الحكم‬ ‫التى يجرى‬ ‫الإسلامية‬ ‫الشريعة‬ ‫نظر‬ ‫فى‬ ‫سواء‬ ‫جميعا‬ ‫لأنهم‬

‫الث!ريعة‬ ‫أحكام‬ ‫فى‬ ‫سواء‬ ‫كيره ‪ ،‬بل كلهم‬ ‫ولا لحيد ولا لجاكم على‬ ‫لشريف‬ ‫هناك‬ ‫فضل‬

‫منه ‪ ،‬ورد إليه حقه‬ ‫الحاكم الرعى‬ ‫الرعية أنصفه‬ ‫من‬ ‫رجل‬ ‫أمير على‬ ‫الغراء ‪ ،‬داذا تعدى‬

‫عليه‪.‬‬ ‫الذى تعدى‬

‫القرن‬ ‫فى‬ ‫العرب‬ ‫جزيرة‬ ‫كتابه ‪-‬‬ ‫فى‬ ‫وهبه‬ ‫الث!يخ حافظ‬ ‫ذكره‬ ‫بما‬ ‫يؤيد ذلك‬ ‫وقد‬

‫فى بيت‬ ‫خإلد بن لؤى‬ ‫م ) رائرا للشريف‬ ‫‪2591‬‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪i‬‬ ‫كان فى سنة ( ‪3‬‬ ‫أنه‬ ‫العشرين ‪-‬‬

‫فى‬ ‫مكة‬ ‫الخُرمة وقاضى‬ ‫قاضى‬ ‫ابن داود‬ ‫أمام الشيخ‬ ‫‪ -،‬فرأى‬ ‫أميرا لها‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫بمكة‬ ‫الامارةْ‬

‫الطائف‪،‬‬ ‫سكان‬ ‫من‬ ‫الأشراف‬ ‫من‬ ‫‪ :‬أحدهما‬ ‫يتخاصمان‬ ‫رجلين‬ ‫الاستيلاء النجدى‬ ‫أول عهد‬

‫‪ ،‬ولما‬ ‫الساعاتى ناظورا لاصلاحه‬ ‫أعطى‬ ‫هذا الشريف‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الساعات‬ ‫صناع‬ ‫من‬ ‫والآخر‬

‫رجل‬ ‫تحكيم‬ ‫وطلب‬ ‫‪،‬‬ ‫أنه طبقه‬ ‫الساعاتى‬ ‫ئكى‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرط‬ ‫طبق‬ ‫يأت‬ ‫ه لم‬ ‫أن‬ ‫ادعى‬ ‫أصلحه‬

‫الثيخ‬ ‫‪ ،‬فنهره‬ ‫خالد بن لؤى‬ ‫الثريف‬ ‫بجوار‬ ‫أن يجلص‬ ‫خبير بينهما ‪ ،‬فأراد الشريف‬

‫ولما سمع‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرع‬ ‫نظر‬ ‫فى‬ ‫سواء‬ ‫لأنهما‬ ‫‪،‬‬ ‫خصمه‬ ‫مع‬ ‫أمامه‬ ‫يجلس‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬وأمره‬ ‫داود‬ ‫ابن‬

‫الشريف‬ ‫يقبل‬ ‫لم‬ ‫‪ :‬ان‬ ‫الساعاتى‬ ‫‪ ،‬فقال‬ ‫خبير‬ ‫صانع‬ ‫بما يقئره‬ ‫الشريف‬ ‫على‬ ‫حكم‬ ‫الدعوى‬

‫الشيخ‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫مطلقا‬ ‫بشىء‬ ‫أطالبه‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ‫إليه الناظور‬ ‫أرد‬ ‫أن‬ ‫فأنا مستعد‬ ‫ذلك‬

‫‪ :‬الحمد‬ ‫وقال‬ ‫اليه الساعاتى‬ ‫‪ ،‬فالتفت‬ ‫الشريف‬ ‫فارتبك‬ ‫‪3‬‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫تقول‬ ‫‪ :‬وما‬ ‫للثمريف‬

‫الظلم‪،‬‬ ‫وقت‬ ‫الديا وما فيها ‪ ،‬لقد مضى‬ ‫عندى‬ ‫يساوى‬ ‫جنئا لجنب‬ ‫معك‬ ‫لثه ‪ ،‬إن وقوفى‬

‫‪،‬‬ ‫الأحيان‬ ‫بعض‬ ‫فى‬ ‫كانوا يضربوننا‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫أجرة‬ ‫الأشياء ولا يعطوننا‬ ‫بعمل‬ ‫كانوا يكلفوننا‬ ‫فقد‬

‫حتى‬ ‫لك‬ ‫لا نسلمه‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الشريف‬ ‫من‬ ‫الناظور‬ ‫خالد‬ ‫الث!ريف‬ ‫أخذ‬ ‫وهنا‬ ‫دثه ‪.‬‬ ‫الحمد‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫الخبير‬ ‫يقدرها‬ ‫التى‬ ‫الأجرةْ‬ ‫تسلم‬

‫‪433‬‬ ‫)‬ ‫الاسلام‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬المجلدون‬ ‫( ‪28‬‬


‫أنه عاش‬ ‫عنه‬ ‫نيابيا ف!نه يكفيه‬ ‫مجلسا‬ ‫العزيز لم يؤلف‬ ‫الملك عبد‬ ‫إنه إذا كان‬ ‫يقال‬ ‫وقد‬

‫يفرض‬ ‫‪ ،‬وأن‬ ‫حكومته‬ ‫رأيه فى‬ ‫يبدى‬ ‫له أن‬ ‫منهم‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫‪( ،‬ذ كان‬ ‫شأنهم‬ ‫هذا‬ ‫بين قوم‬

‫بعده إلى مجلس‬ ‫الطويل فلا حاجة‬ ‫هذا مدة حكمه‬ ‫عليه رأيه فيها بالحق ‪ ،‬وقد عؤَدهم على‬

‫نيابى‪.‬‬

‫النظام الحديث‪،‬‬ ‫نيابى على‬ ‫مجلس‬ ‫تأليف‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬ولكنه لا يغى‬ ‫قد يقال هذا كله‬

‫تنفيذية‬ ‫سلطة‬ ‫ما فى الحكم من‬ ‫الحاكم فى كل‬ ‫فى ماركة‬ ‫ثابتا‬ ‫حقأ‬ ‫للشعب‬ ‫يجعل‬

‫الر‬ ‫‪ ،‬وعادت‬ ‫الجاهلية‬ ‫فوضى‬ ‫إلى‬ ‫البلاد التى عادت‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫به الحكم‬ ‫‪ ،‬وش!تقر‬ ‫وتشريية‬

‫الماضى‬ ‫أثر ذلك‬ ‫على‬ ‫يقضى‬ ‫الحديث‬ ‫غير نظام الشورى‬ ‫نظام القيلة فيها ‪ ،‬لأنه لا شىء‬

‫كله‪.‬‬

‫*!ي!!ي!‬

‫‪in‬‬
‫التجديد الحديث‬ ‫عوائق‬

‫وأمرائهم وعلمائهم حاجة‬ ‫المسلمين‬ ‫ملوك‬ ‫قرون على إدراك بعض‬ ‫ثلاثة‬ ‫نحو‬ ‫مضى‬

‫ميدان التجديد العسكرى‬ ‫بعضهمْفى‬ ‫‪ ،‬وعمل‬ ‫الحديث‬ ‫المسلمين إلى التجديد المناسب للعصر‬

‫فى‬ ‫‪ ،‬وبعضهم‬ ‫فى ميدان التجديد السياسى‬ ‫‪ ،‬وبعضهم‬ ‫فى ميدان التجديد العلمى‬ ‫وبعضهم‬

‫أ‬ ‫لم يصلوا‬ ‫المسلمين‬ ‫ا‪،‬لدينى ‪ ،‬ولكن‬ ‫التجديد‬ ‫ميدان‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وبعضهم‬ ‫الاجتماعى‬ ‫التجديد‬ ‫ميدان‬

‫عن‬ ‫متأخرين‬ ‫لا يزالون‬ ‫الآن‬ ‫أولاء‬ ‫هم‬ ‫وها‬ ‫‪،‬‬ ‫المدة الطويلة‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫المطلوب‬ ‫التجديد‬ ‫إلى‬

‫التجديد‬ ‫إليه فى‬ ‫ما وصلوا‬ ‫يُعَذُ‬ ‫بحيث‬ ‫‪،‬‬ ‫شاسعة‬ ‫بمراحل‬ ‫أوربا وأمريكا‬ ‫فى‬ ‫العالم الحديث‬

‫وأسباب‬ ‫داخلية‬ ‫أسباب‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه أوربا وأجمريكا‬ ‫بما وصلت‬ ‫تافها إذا قي!‬ ‫شيئا‬ ‫الحديث‬

‫فيما يأتى‪:‬‬ ‫نفصلها‬ ‫خارجية‬

‫‪ ،‬حتى‬ ‫الاستدادى‬ ‫بحكمهم‬ ‫الحديث‬ ‫وأمرائهم فى العصر‬ ‫المسلمين‬ ‫ملوك‬ ‫(‪ ) 1‬تمسك‬

‫‪ ،‬ولم يفكر فى اصلاح‬ ‫العسكرى‬ ‫لم يتجاوز به الإصلاح‬ ‫الإصلاح‬ ‫منهم فى‬ ‫فكر‬ ‫إن من‬

‫أن ينجح‬ ‫فلا يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫الفساد‬ ‫أشَ‬ ‫الاستبدادى‬ ‫الحكم‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الحكم‬ ‫طريقة‬

‫يَصلح‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫فاسد‬ ‫أساس‬ ‫بقائه على‬ ‫مع‬ ‫يقوم‬ ‫الإصلاح‬ ‫لأن‬ ‫بقائه ‪،‬‬ ‫مع‬ ‫إصلاح‬

‫الحاكم‬ ‫‪ ،‬فلا يشعر‬ ‫والرعية‬ ‫بين الحاكم‬ ‫يباعد‬ ‫الاستبدادى‬ ‫‪ ،‬فالحكم‬ ‫الأساس‬ ‫فساد‬ ‫البناء مع‬

‫بحقها‬ ‫لا يشعر‬ ‫لها ‪ ،‬وبهذا‬ ‫الإخلاص‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫حكمه‬ ‫‪ ،‬ولا يقوم‬ ‫عليها‬ ‫بعطف‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬

‫فى‬ ‫تشاركه‬ ‫أن‬ ‫وتحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫حقوق‬ ‫من‬ ‫بما لها عليه‬ ‫تشعر‬ ‫لأنها (ذا نهضت‬ ‫؟‬ ‫النهوض‬ ‫فى‬

‫يأباه ما طُبعَ‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫وحدها‬ ‫فيه مصلحتها‬ ‫‪ ،‬تراعَى‬ ‫صالحا‬ ‫دستوريا‬ ‫حكمَا‬ ‫‪ ،‬ليكون‬ ‫حكمها‬

‫حكامها‬ ‫الرعية‬ ‫بادلت‬ ‫‪ .‬وقد‬ ‫وحده‬ ‫لمصلحته‬ ‫حبه‬ ‫من‬ ‫جُبلَ عليه‬ ‫‪ ،‬وما‬ ‫الاستبداد‬ ‫من‬ ‫عليه‬

‫اثره فى‬ ‫لهذا‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بأفعالهم‬ ‫تثق‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫لحكمهم‬ ‫تخلص‬ ‫فلم‬ ‫تنكرَا بتنكُر ‪،‬‬ ‫المستبدين‬

‫فيه‬ ‫الذى فكر‬ ‫الإصلاح‬ ‫إخفاق‬ ‫وفى‬ ‫الملوك والأمراء‬ ‫فيه بعض‬ ‫فكر‬ ‫الذى‬ ‫الإصلاح‬ ‫إخفاق‬

‫رعبتهم‬ ‫من‬ ‫يجدوا‬ ‫لم‬ ‫الحالة الأولى‬ ‫فى‬ ‫المصلحين‬ ‫والأمراء‬ ‫الملوك‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الرعية‬ ‫بعض‬

‫‪ ،‬ولأن‬ ‫عل!‬ ‫الفاسد‬ ‫‪ ،‬هـايثارا للقديم‬ ‫م!نها به‬ ‫ظن‬ ‫إساءة‬ ‫وجدوا‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫لإصلاحهم‬ ‫استجابة‬

‫وأمرانهم استجابة‬ ‫ملوكهم‬ ‫من‬ ‫لم يجد‬ ‫الثانية‬ ‫الحالة‬ ‫الرعية فى‬ ‫من‬ ‫الإصلاح‬ ‫فكر فى‬ ‫من‬

‫معا‬ ‫الفريقين‬ ‫كلمة‬ ‫لاتفقت‬ ‫ذلك‬ ‫ولولا‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫للثورة‬ ‫اعتقادا بأنه محاولة‬ ‫وجد‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫له‬

‫‪.‬‬ ‫للنجاح‬ ‫وسيلة‬ ‫اتفاقهما أعظم‬ ‫‪ ،‬وكان‬ ‫الإصلاح‬ ‫على‬

‫أتوا ببعضه‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫يأتوا به كاملا‬ ‫لم‬ ‫القرون‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫قاموا بالإصلاح‬ ‫الذين‬ ‫أن‬ ‫(‪)2‬‬

‫إذا أصيب‬ ‫الشخص‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ما أتوا به‬ ‫نجاح‬ ‫عدم‬ ‫أثر فى‬ ‫تركوه‬ ‫لما‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بعضه‬ ‫وتركوا‬

‫‪435‬‬
‫بشفائه‬ ‫الجم‬ ‫منها لم يصح‬ ‫مرض‬ ‫لم ينفعه الا أن يُداوَى منها كلها ‪ ،‬ف!ذا شفى‬ ‫بأمراض‬

‫وأمراؤهم‬ ‫المسلمين‬ ‫ملوك‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫أثر ما شفى‬ ‫منها‬ ‫فيه ما بقى‬ ‫أبطل‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫وحده‬

‫لم يدركوا الا ‪4;1‬‬ ‫‪ ،‬ولكنهم‬ ‫إلى الإصلاح‬ ‫القرون إلى حاجتهم‬ ‫تلك‬ ‫تنبه من‬ ‫من‬ ‫أول‬

‫الا‬ ‫يهمهم‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫بجيوشها‬ ‫تغلبهم‬ ‫أوربا‬ ‫دول‬ ‫شاهدوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫عسكرى‬ ‫(صلاح‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫بها‬ ‫جيوشها‬ ‫أوربا‬ ‫أخذتَ‬ ‫التى‬ ‫الحديثة‬ ‫بالأنظمة‬ ‫لىالا أنجذها‬ ‫‪،‬‬ ‫جيوشهم‬ ‫اصلاح‬

‫العلمية والدينية‬ ‫نهضتها‬ ‫الا بعد أن تمت‬ ‫إلى تنظيم جيوشها‬ ‫يعلموا أن أوربا لم تصل‬

‫بدأ ملوكنا‬ ‫فلما‬ ‫‪،‬‬ ‫النهضة‬ ‫لهذه‬ ‫كالنتيجة‬ ‫جيوشها‬ ‫اصلاح‬ ‫فكان‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسية‬ ‫والاجتماعية‬

‫بالنتائج‬ ‫يأخذ‬ ‫بلادهم كانوا كمن‬ ‫النهضة فى‬ ‫قبل أن يقوموا بمثل هذه‬ ‫العسكرى‬ ‫بالإصلاح‬

‫غير‬ ‫على‬ ‫الاصلاح‬ ‫به من‬ ‫ما يأتى‬ ‫فيبنى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسباب‬ ‫قبل‬ ‫بالمسببات‬ ‫ويبدأ‬ ‫‪،‬‬ ‫مات‬ ‫المقدً‬ ‫قبل‬

‫له فائدة إلا صاع‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫ينهار‬ ‫أن‬ ‫لا يلبث‬ ‫أساس‬ ‫غير‬ ‫(ذا قام على‬ ‫والبناء‬ ‫‪،‬‬ ‫أساس‬

‫‪.‬‬ ‫الأموال‬

‫منهم‬ ‫يتنبه‬ ‫القرون ‪ ،‬فلم‬ ‫فى تلك‬ ‫جمودهم‬ ‫على‬ ‫جملماء الدين مضوا‬ ‫أن جمهور‬ ‫(‪)3‬لم‬

‫هؤلاء‬ ‫وراء‬ ‫العامة‬ ‫جمهور‬ ‫وبقى‬ ‫‪،‬‬ ‫اليد الواحدة‬ ‫أصابع‬ ‫يُعَد على‬ ‫الا نفر‬ ‫الاصلاح‬ ‫الى‬

‫له‬ ‫ويكون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالإصلاح‬ ‫ينهض‬ ‫يمكنه أن‬ ‫عدد‬ ‫منهم‬ ‫يتبع المصلحين‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫الجامدين‬ ‫العلماء‬

‫تحميه‬ ‫وراء الإصلاح‬ ‫‪ ،‬فتقف‬ ‫قوتهم‬ ‫من‬ ‫أشد‬ ‫الجمود ‪ ،‬أو تكون‬ ‫قوة أصحاب‬ ‫قوة تضاهى‬

‫الجامدين‪.‬‬ ‫من‬ ‫لا يدركه‬ ‫من‬ ‫فضله‬ ‫‪ ،‬ويدرك‬ ‫أثره بين المسلمين‬ ‫يظهر‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫وتؤيده‬

‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫بلادهم‬ ‫فى‬ ‫الإصلاحية‬ ‫يؤيدوا‪ -‬الحركة‬ ‫لم‬ ‫وأمراءهم‬ ‫المسلمين‬ ‫ملوك‬ ‫أن‬ ‫(‪)4‬‬

‫وسعهم‪،‬‬ ‫ما فى‬ ‫بكل‬ ‫يحاربونها‬ ‫‪ ،‬وأخذوا‬ ‫القائمين بها عليهم‬ ‫من‬ ‫أنها ثورة‬ ‫اليها على‬ ‫نظروا‬

‫بالدول‬ ‫أن يحتمى‬ ‫بعضهم‬ ‫واَثر‬ ‫‪،‬‬ ‫وقتل‬ ‫وسجن‬ ‫تعذيب‬ ‫منهم ما القوا من‬ ‫المصلحون‬ ‫فلقى‬

‫أهلها‪،‬‬ ‫بلاده على‬ ‫بالطامعين فى‬ ‫‪ ،‬فاستعدى‬ ‫لحركة الاصلاح‬ ‫ان يستجيب‬ ‫الأجنبية على‬

‫لهم من رعيته‪.‬‬ ‫يمكًنص‬ ‫نفسه قبل أن‬ ‫لهم من‬ ‫ومكن‬

‫أمة‬ ‫بين المسلمين ‪ ،‬ف!ذا رأت‬ ‫(صلاحية‬ ‫حركة‬ ‫تناوىء كل‬ ‫أوربا كانت‬ ‫‪ )5‬أن دول‬

‫يسعون‬ ‫جواسيسها‬ ‫عليها حربا تشغلها عنه ‪ ،‬أو سلطت‬ ‫شنت‬ ‫فى الاصلاح‬ ‫(سلامية أخذت‬

‫تمكن‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫أعمال‬ ‫تعترض‬ ‫داخلية‬ ‫فيها فئن‬ ‫تقوم‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫طوائفها‬ ‫بالفبساد بين‬

‫مصر‪،‬‬ ‫الهند وفى‬ ‫فى‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫انجلترا جماى‬ ‫حاربت‬ ‫المضىٌ فيه ‪ ،‬كما‬ ‫من‬ ‫بهإ‬ ‫القآئمين‬

‫لهم‪،‬‬ ‫لا تربد هذا الإصلاح‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وهى‬ ‫فى (صلاح‬ ‫ذنبه عندها الا‪،‬نه يسعى‬ ‫ولم يكن‬

‫خيراتها التى تستأثر بها‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ومزاحمتها‬ ‫بلادهم‬ ‫فى‬ ‫به إلى مناهضشها‬ ‫لأنهم يصلون‬

‫القضاء‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬ويعمل‬ ‫الأرض‬ ‫الذى يبغى الفساد فى‬ ‫الاستعمار الجشع‬ ‫‪ ،‬وهذا هو‬ ‫دونهم‬

‫‪in‬‬
‫لنشر‬ ‫يعمل‬ ‫بأنه‬ ‫‪ ،‬ثم يتبجح‬ ‫أمريكا وأستراليا‬ ‫منه فى أهل‬ ‫به ‪ ،‬كما حصل‬ ‫ابتُلى‬ ‫من‬ ‫على‬

‫نواياه الخبيثة‪.‬‬ ‫‪ ،‬ويخفى‬ ‫القبيحة‬ ‫المتأخرة ‪ ،‬ليستر أعماله‬ ‫بين الشعوب‬ ‫الحضارة‬

‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫وصولنا‬ ‫عدم‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫ره ا‬ ‫أث‬ ‫لها‬ ‫التى كان‬ ‫الأسباب‬ ‫أهم‬ ‫هى‬ ‫وهذه‬

‫‪ ،‬واتقينا‬ ‫نجاحه‬ ‫منها عن‬ ‫ما عاق‬ ‫عرفنا‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫‪ ،‬ف!ذا أردنا أن نير‬ ‫القرون‬ ‫هذه‬

‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ونأخذ‬ ‫وسائله الصحيحة‬ ‫فى الإصلاح‬ ‫الماضى ‪ ،‬لنسلك‬ ‫فى المستقبل أخطاء‬

‫وأمراؤنا وأولياء الأمر فينا‬ ‫ملوكنا‬ ‫إلا اذا علم‬ ‫هذا‬ ‫‪ ،‬ولا يمكن‬ ‫النجاح‬ ‫الى‬ ‫الموصلة‬ ‫بالأسباب‬

‫المنادين‬ ‫منا أن‬ ‫الجامدون‬ ‫إذا علم‬ ‫دالا‬ ‫‪،‬‬ ‫والاصلاح‬ ‫الا بالتجديد‬ ‫لنا ولهم‬ ‫أنه لا بقاء‬

‫هؤلاء‬ ‫‪ ،‬ف!ذا علم‬ ‫به بين الأمم‬ ‫إلا النهوض‬ ‫يريدون‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫ثلهم‬ ‫للدين‬ ‫مخلصون‬ ‫بالتجديد‬

‫الى ما لم نصل‬ ‫بنا‬ ‫الوسائل التى تؤدى‬ ‫الاتفاق على‬ ‫النيات ‪ ،‬وأمكن‬ ‫خلصت‬ ‫ذلك‬ ‫وأولئك‬

‫من التجديد الحديث‪.‬‬ ‫إليه‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪437‬‬
‫التجديد الحدشما‬ ‫الأمل فى‬

‫الإسلام انتهى أمره ‪ ،‬وأنه كان فيه أمل حين‬ ‫الناس أن التجديد فى‬ ‫بعض‬ ‫قد يظن‬

‫كثيرا من‬ ‫تحكم‬ ‫ضعفها‬ ‫على‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪ ،‬إذ كانت‬ ‫مثل‬ ‫دول‬ ‫للمسلمين‬ ‫كان‬

‫التى‬ ‫الدولة‬ ‫هذه‬ ‫ذهبت‬ ‫فقد‬ ‫‪ ،‬أما الآن‬ ‫والمسلميق‬ ‫بأمر الإسلام‬ ‫‪ ،‬وتُعنى‬ ‫الإسلامية‬ ‫الأقطار‬

‫العنصرية‬ ‫نفسها على‬ ‫قصرت‬ ‫صغيرة‬ ‫جمهورية‬ ‫محلها‬ ‫‪ ،‬وحلت‬ ‫ل!سلام‬ ‫‪-‬البقية الباقية‬ ‫كانت‬

‫‪،‬‬ ‫أعدا ‪ 3‬الإسلام‬ ‫مع‬ ‫الدولة‬ ‫تلك‬ ‫تألبوا على‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫يدها‬ ‫‪ ،‬ونفضت‬ ‫التركية‬

‫لهم‪،‬‬ ‫أمرها‬ ‫على‬ ‫مغلوبة‬ ‫وأمة‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫الحكم‬ ‫على‬ ‫الأعداء‬ ‫استولى‬ ‫ما بين أمة قد‬ ‫فتركتهم‬

‫المسلمين بيد‬ ‫سياسة‬ ‫بيد اهلها ‪ ،‬وبهذا صارت‬ ‫الحكم‬ ‫مظاهر‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫قد بقى‬ ‫لان كان‬

‫الاسلام‬ ‫يبقى‬ ‫أن‬ ‫تقتضى‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫مصلحتهم‬ ‫ما تقتضيه‬ ‫على‬ ‫يصرفونها‬ ‫‪،‬‬ ‫الأعداء‬ ‫هؤلاء‬

‫لأهله أمل فى ذلك‬ ‫‪ ،‬ولا يكون‬ ‫إلى أسوأ‬ ‫سىء‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لينتقل بين أهله فى جمودهم‬ ‫جامدا‬

‫من يد أعدائهم‪.‬‬ ‫‪ ،‬ويخلص!هم‬ ‫والتجديد الذى يعيد لهم مجدهم‬ ‫الإصلاح‬

‫قام‬ ‫ان الإسلام‬ ‫إلا الذين يظنون‬ ‫‪ ،‬ولا يتوهمه‬ ‫خاطىء‬ ‫ظن‬ ‫أن ذلك‬ ‫ولا شك‬

‫أنه دين‬ ‫يرؤن‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫جميعا‬ ‫الإسلام‬ ‫اعداء‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالسيف‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫وانتشر‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقوة‬

‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫‪ ،‬ويوجد‬ ‫بالقوة والسيف‬ ‫‪ ،‬وانما انتصر‬ ‫لأنه حق‬ ‫غيره‬ ‫على‬ ‫لم ينتصر‬ ‫باطل‬

‫لا يذهب‬ ‫أن من‬ ‫بجهلهم‬ ‫‪ ،‬ويرون‬ ‫الأعداء فى هذا الظن الخاطىء‬ ‫أولئك‬ ‫الجامدين يشاركون‬

‫دينهم‪،‬‬ ‫نصرة‬ ‫التواكل فى‬ ‫أهله على‬ ‫الدين ‪ ،‬لأنه يحمل‬ ‫على‬ ‫خارجا‬ ‫يكون‬ ‫مذاهبهم‬ ‫فى‬

‫ومعِدُّوا لهُم قَا‬ ‫‪( :‬‬ ‫الله تعالى‬ ‫قال‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بالفوة لأعدائهم‬ ‫الاستعداد‬ ‫فى‬ ‫يهملون‬ ‫ويجعلهم‬

‫الجاهل‪،‬‬ ‫كالصديق‬ ‫الخاطىء‬ ‫الظن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وهم‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وَمِن رىنجاط الخَيلِ "‬ ‫قُؤَة‬ ‫مِّن‬ ‫استَطَعتُم‬

‫فى‬ ‫هذا‬ ‫إذا رأوا مثل‬ ‫الأعداء‬ ‫هؤلاء‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫أعداؤه‬ ‫أكَثر مما يضره‬ ‫الإسلامَبجهلهم‬ ‫يضرون‬

‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫يعذُ رايهم‬ ‫الجهلاء‬ ‫الأصدقاء‬ ‫هؤلاء‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫عليه‬ ‫حجة‬ ‫رايهم‬ ‫لا يعد‬ ‫الإسلام‬

‫ما‬ ‫أن‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫بطلانه‬ ‫اعتقاد‬ ‫فى‬ ‫وقوة‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫نفرة‬ ‫فيزيدونهم‬ ‫الأعداء‬ ‫هؤلاء‬ ‫عند‬ ‫عليه‬ ‫حجة‬

‫لا مكرهين‪.‬‬ ‫‪ ،‬ومحبين‬ ‫لا منفرين‬ ‫مرغبين‬ ‫أن نكون‬ ‫التبليغ يقتفى‬ ‫علينا من‬ ‫وجب‬

‫سبيل‬ ‫اليها فى‬ ‫يلجأ‬ ‫‪ ،‬وأنه لم‬ ‫أعدائه‬ ‫مع‬ ‫ما لجأ إليه الإسلام‬ ‫القوة آخر‬ ‫أن‬ ‫والحقيقة‬

‫‪،‬‬ ‫الأعداء‬ ‫هؤلاء‬ ‫أذى‬ ‫دفع‬ ‫لجأ إليها فى‬ ‫لىانما‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الاس‬ ‫نشره‬ ‫سبيل‬ ‫إليه ‪ ،‬ولا فى‬ ‫الدعوة‬

‫‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫لاَية‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫الأنفال‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪438‬‬
‫التى هى‬ ‫الدينية‬ ‫بالحرية‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬ليتمتع‬ ‫بالقوة عنه‬ ‫أعداؤهم‬ ‫أن يفتنهم‬ ‫أتباعه من‬ ‫ولحماية‬

‫الإنسان‬ ‫حقوق‬ ‫من‬ ‫الحق‬ ‫هذا‬ ‫أقر الإسلام‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫بها وحده‬ ‫غيرهم‬ ‫‪ ،‬ولا يتمتع‬ ‫الإنسان‬ ‫حق‬

‫الرئُثندُ‬ ‫قَد تبتنَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الذينِ‬ ‫فِى‬ ‫لاَ إكرَاهَ‬ ‫ة‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالي‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫فلاسفة‬ ‫يقره‬ ‫أن‬ ‫قبل‬

‫شَاءَ فَفيُؤمِن وَمَن شَاءَ‬ ‫فمن‬ ‫رجمُئم ‪،‬‬ ‫مِن‬ ‫وَقُلِ الحَق‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫وتال‬ ‫(‪)1‬‬ ‫أ‬ ‫العى‬ ‫منَ‬

‫حق‬ ‫الانسان ‪-‬‬ ‫حقوق‬ ‫هذا الحق من‬ ‫إلى إعلان‬ ‫الإسلام قد شق‬ ‫كان‬ ‫(‪)2‬داذا‬ ‫فَليكفُر أ‬

‫أن يكون‬ ‫به ‪ ،‬ويجب‬ ‫ان يتمتع أهله بهذا الحق كما يتمتع غيرهم‬ ‫الحرية الدينية ‪ -‬ف!نه يجب‬

‫منه ‪ ،‬وقد‬ ‫يريد أن يحرمهم‬ ‫عليه ‪ ،‬وأن يقاتلوا من‬ ‫الحصول‬ ‫القوة فى‬ ‫استعمال‬ ‫لهم حق‬

‫القوة ‪،‬‬ ‫من‬ ‫بالسلم ‪ ،‬ولا يلجأ إلى شىء‬ ‫سنة يدعو‬ ‫عشرة‬ ‫ثلاث‬ ‫مكة‬ ‫الإسلام فى‬ ‫قضى‬

‫مقابلة القوة بمثلها‪،‬‬ ‫فى‬ ‫يفكر‬ ‫‪ ،‬فلم‬ ‫والقتل‬ ‫والتشريد‬ ‫التعذيب‬ ‫من‬ ‫فيها ما نالهم‬ ‫أهله‬ ‫ونال‬

‫قبل الهجرة إلى‬ ‫مكة‬ ‫فى‬ ‫غليه ‪-،‬ولا ننكر أنه كان ضعيفا‬ ‫اعتدى‬ ‫من‬ ‫ولا فى الاعتداء على‬

‫أعدائهم‬ ‫‪ ،‬فيغتالوا من‬ ‫السر‬ ‫القوة فى‬ ‫يستعملوا‬ ‫أن‬ ‫يعجزهم‬ ‫أتباعه لم يكن‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫المدينة‬

‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫استضعفوهم‬ ‫الذين‬ ‫الطغاة‬ ‫أولئك‬ ‫بين‬ ‫الإرهاب‬ ‫وينشروا‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫قتل‬ ‫بمن‬ ‫السر‬ ‫فى‬

‫‪ ،‬و(نما‬ ‫الدعوة‬ ‫أركان‬ ‫ركنا من‬ ‫‪ ،‬ويجعلها‬ ‫القوة‬ ‫استعمال‬ ‫دعوته‬ ‫فى‬ ‫ممن بدخل‬ ‫غيرهم‬ ‫يفعل‬

‫فيما‬ ‫‪ ،‬جتى‬ ‫يبيح استعمالة القوة أصلا‬ ‫المدة‬ ‫فى تلك‬ ‫هذا أن الإسلام لم يكن‬ ‫عن‬ ‫صرفهم‬

‫‪ ،‬بل كان‬ ‫حابه‬ ‫فى‬ ‫تدخل‬ ‫‪ ،‬لأن القوة لم تكن‬ ‫النفس‬ ‫الدفاع عن‬ ‫أباحه بعد الهجرة من‬

‫يدخل‬ ‫فيه من‬ ‫‪ ،‬ليدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ‪ ،‬فيدخل‬ ‫هدوء‬ ‫فى‬ ‫أن يمض‬ ‫يرى‬

‫بهذا جيلا‬ ‫‪ ْ،‬ويعد‬ ‫وقتل‬ ‫وتشريد‬ ‫تعذيب‬ ‫من‬ ‫ما يصيبه‬ ‫عنه‬ ‫يزحزحه‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫إيمان ويقين‬ ‫عن‬

‫أربعة‬ ‫من‬ ‫خيرا‬ ‫يكون‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ألف‬ ‫خيرَا من‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫عشرة‬ ‫فيه خيرَا من‬ ‫الواحد‬ ‫يطَون‬

‫‪.‬‬ ‫‪31‬هف‬

‫من‬ ‫بلغوا‬ ‫قد‬ ‫أعداؤهم‬ ‫كان‬ ‫‪j‬و ذا‬ ‫؟‬ ‫بينهم‬ ‫من‬ ‫القوة الآن‬ ‫ذهبت‬ ‫قد‬ ‫المسلمون‬ ‫ف!ذا كان‬

‫بقدر‬ ‫عظم‬ ‫قد‬ ‫القوة بيننا وبيغ‬ ‫فى‬ ‫الفرق‬ ‫داذا كان‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫يتصوره‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫مبلغا‬ ‫الةوة‬

‫وصلوا‬ ‫القوة التى‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫نصل‬ ‫المبلغ ‪ ،‬واذا كنا لا يمكننا الاَن أن‬ ‫القوة هذا‬ ‫فى‬ ‫بلمإغهم‬

‫التى‬ ‫القوة‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫قوتهم‬ ‫معه‬ ‫لا تذكر‬ ‫ما‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫الحق‬ ‫قوة‬ ‫من‬ ‫عندنا‬ ‫ف!ن‬ ‫إليميا ‪،‬‬

‫الفُرس‬ ‫دولتى‬ ‫الفاتحين قبله ‪ ،‬ثم اكتسحت‬ ‫على‬ ‫التى استعصت‬ ‫العرب‬ ‫جزيرة‬ ‫اكتسحت‬

‫‪ ،‬وقد‬ ‫الباطل‬ ‫جند‬ ‫من‬ ‫أقوى‬ ‫الحق‬ ‫جند‬ ‫‪ ،‬ولكن‬ ‫عددأ‬ ‫وكثر‬ ‫جنذا‬ ‫كانوا أقوى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫الروم‬ ‫وا‬

‫سياسى‬ ‫فساد‬ ‫فيه من‬ ‫لما‬ ‫دواء‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫فوجد‬ ‫‪،‬‬ ‫والجبروت‬ ‫الظلم‬ ‫تحت‬ ‫يئن‬ ‫العالم‬ ‫!ان‬

‫العدل بينهم وبين‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬وشوى‬ ‫بيد الفقراء والضعفاء‬ ‫‪ ،‬لأنه يأخذ‬ ‫‪-،‬دينى واجتماعى‬

‫‪.‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫الكهف‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2 5 6‬‬ ‫آبة‬ ‫‪:‬‬ ‫البفرة‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪943‬‬
‫‪ ،‬داذا‬ ‫الأقوياء ما أوهن‬ ‫نفوص‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬وأوهن‬ ‫إليه اجتذابا‬ ‫الناس‬ ‫نفوس‬ ‫‪ ،‬فاجتذب‬ ‫الأقوياء‬

‫لا‬ ‫الحق‬ ‫له بقوة‬ ‫داذا النصر‬ ‫‪،‬‬ ‫خضوع‬ ‫طريقه‬ ‫فى‬ ‫و(ذا الجبروت‬ ‫‪،‬‬ ‫ضعف‬ ‫سبيله‬ ‫القوة فى‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الجند‬ ‫بقوة‬

‫جمودهم‬ ‫فى‬ ‫هى‬ ‫دانما‬ ‫أهله ‪،‬‬ ‫ضعف‬ ‫فى‬ ‫الإسلام الآن ليست‬ ‫أن مشكلة‬ ‫أرى‬ ‫ى‬ ‫لان‬

‫وأخلاقهم‬ ‫علمهم‬ ‫ما فى‬ ‫‪ ،‬على‬ ‫وأخلاقا‬ ‫علما‬ ‫منهم‬ ‫أقوى‬ ‫أن أعداءهم‬ ‫به ‪ ،‬وفى‬ ‫وجهلهم‬

‫‪ ،‬ف!ذا كنا الآن‬ ‫بالعلم والأخلاق‬ ‫الغاية التى تسمو‬ ‫عن‬ ‫التوجيه ‪ ،‬وانحراف‬ ‫فى‬ ‫نقص‬ ‫من‬

‫وفى‬ ‫بديننا ‪،‬‬ ‫جهلنا‬ ‫فى‬ ‫وانما العيب‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه علينا‬ ‫لا عيب‬ ‫وفقرنا‬ ‫ضعفنا‬ ‫ف!ن‬ ‫فقراء‬ ‫ضعفاء‬

‫إنه‬ ‫له ‪ ،‬حتى‬ ‫حجة‬ ‫الإسلام بدل أن نكون‬ ‫على‬ ‫بهذا حجة‬ ‫صرنا‬ ‫أننا‬ ‫أخلاقنا ‪ ،‬وفى‬ ‫ضعف‬

‫فى‬ ‫(ن الطمع‬ ‫‪ ،‬وحتى‬ ‫هذا الجهل‬ ‫فى‬ ‫به ولا نعذر نحن‬ ‫أن يعذز أعداؤه فى جهلهم‬ ‫ليمكن‬

‫الإسلام‬ ‫إليه ‪ ،‬لأنهم يجهلون‬ ‫فى وصولنا‬ ‫الطمع‬ ‫من‬ ‫أقوى‬ ‫الى الإسلام الصحيح‬ ‫وصولهم‬

‫المركب‪.‬‬ ‫الجهل‬ ‫من‬ ‫شفاء‬ ‫أقرب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ ،‬والجهل‬ ‫نجهله مركبا‬ ‫‪ ،‬ونحن‬ ‫بسيطا‬ ‫جهلا‬

‫كنا الآن‬ ‫ولو‬ ‫‪،‬‬ ‫)لصالح‬ ‫ا‬ ‫سلفنا‬ ‫عليه‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫الصحح‬ ‫الإسلام‬ ‫على‬ ‫كنا الآن‬ ‫فلو‬

‫ديننا‪،‬‬ ‫محاسن‬ ‫الى‬ ‫الأعداء‬ ‫أولئك‬ ‫للفتنا نظر‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫كانوا‬ ‫القويمة التى‬ ‫الأخلاق‬ ‫على‬

‫كسبوه‬ ‫مما‬ ‫ضعفنا كثر‬ ‫منهم على‬ ‫نكسب‬ ‫عليه ‪ ،‬وهنالك‬ ‫له بدل أن صرنا حجة‬ ‫ولصرنا حجة‬

‫ونفس‬ ‫‪،‬‬ ‫نفوسهم‬ ‫بهذا‬ ‫نكسب‬ ‫ونحن‬ ‫‪،‬‬ ‫نفوسنا‬ ‫يكسبوا‬ ‫بلادنا ولم‬ ‫كسبوا‬ ‫لأنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫منا‬

‫‪.‬‬ ‫ماله وولده‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫أعز‬ ‫‪ ،‬بل‬ ‫بلده‬ ‫عليه من‬ ‫أعز‬ ‫الانسان‬

‫الدولة‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫عليه‬ ‫مما كنا‬ ‫أصعب‬ ‫كان‬ ‫دان‬ ‫‪،‬‬ ‫ممكنا‬ ‫لا يزال‬ ‫هذا‬ ‫الى‬ ‫والسبيل‬

‫صحيحا‪،‬‬ ‫ديننا فهما‬ ‫نفهم‬ ‫أن‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدول‬ ‫من‬ ‫عاصرها‬ ‫العثمانية التركية وما‬

‫له‬ ‫حقيقته حجة‬ ‫عملنا به على‬ ‫يكون‬ ‫؟ حتى‬ ‫حقيقته‬ ‫به بعد فهمه على‬ ‫ونعود الى العمل‬

‫؟ ونبلغه تبليغا صحيحا‬ ‫اللغات‬ ‫الى كل‬ ‫الصحيحة‬ ‫وفروعه‬ ‫أصوله‬ ‫غيرنا ؟ ثم نترجم‬ ‫على‬

‫دعوة‬ ‫تبليغنا‬ ‫فى‬ ‫يؤثر‬ ‫ما‬ ‫فيها‬ ‫يكون‬ ‫ولا‬ ‫؟‬ ‫وأخلاقنا‬ ‫أعمالنا‬ ‫أولأ‬ ‫ترقى‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمم‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫(‬ ‫‪l‬‬

‫هذه‬ ‫على‬ ‫الدعوة‬ ‫قامت‬ ‫‪ ،‬ومتى‬ ‫جمحيحة‬ ‫مقدمات‬ ‫على‬ ‫الدعوة‬ ‫‪ ،‬فتقوم‬ ‫غيرنا‬ ‫الى‬ ‫الاسلام‬

‫عندما‬ ‫كانوا يدخلون‬ ‫الله أفوانجا ‪ ،‬كما‬ ‫دين‬ ‫فى‬ ‫الناس‬ ‫‪ ،‬ودخل‬ ‫نتائجها‬ ‫إلى‬ ‫أدت‬ ‫المقدمات‬

‫تأديتها الى‬ ‫فى‬ ‫ما يؤثر‬ ‫الموانع‬ ‫من‬ ‫هناك‬ ‫يكن‬ ‫‪ ،‬ولم‬ ‫المقدمات‬ ‫هذه‬ ‫قائمة على‬ ‫الدعوة‬ ‫كانت‬

‫محاسنها‪.‬‬ ‫بين الناس‬ ‫‪ ،‬ويشؤه‬ ‫نتائجها‬

‫من‬ ‫‪ ،‬واخذت‬ ‫السالف‬ ‫له مجده‬ ‫هذه الأمم القوية اعادت‬ ‫ف!ذا كسبنا للأسلام أمة من‬

‫بريئة‪،‬‬ ‫اليه دجموة كريمة‬ ‫الدعوة‬ ‫وجعلت‬ ‫نقيا ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فأبقته دينا طاهرا‬ ‫للمستقبل‬ ‫عظة‬ ‫الماض‬

‫طهارة‬ ‫من‬ ‫اهلها‬ ‫نفوس‬ ‫بما فى‬ ‫وت!شهويها‬ ‫‪،‬‬ ‫وقداسة‬ ‫نقاوة‬ ‫بما فيها من‬ ‫النفوس‬ ‫تجتذب‬

‫‪044‬‬
‫بالغلظة‬ ‫‪ ،‬ومعاملتهم‬ ‫والعجرفة‬ ‫بالعنجهية‬ ‫الناس‬ ‫أخذ‬ ‫فيه من‬ ‫فيما وقعت‬ ‫‪ ،‬ولا تقع‬ ‫وبراءة‬

‫فى‬ ‫دين‬ ‫أظهر‬ ‫الإسلام‬ ‫يصير‬ ‫الأمم ‪ ،‬حتى‬ ‫الأمة كثير من‬ ‫يتبع هذه‬ ‫‪ ،‬وهنالك‬ ‫والدة‬

‫الأمم‪.‬‬ ‫هو الدين الذى تجتمع عليه كل‬ ‫العالم ‪ ،‬ان لم يصر‬

‫تحؤُل‬ ‫قريبَا إلى‬ ‫سيصير‬ ‫العالم‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الاستغراب‬ ‫منا موقع‬ ‫هذا‬ ‫يقع‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫ولا‬

‫الحروب‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫أن أوقعه‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫الجَثع‬ ‫الأوربى‬ ‫الاستعمار‬ ‫بدأ يثور الآن على‬ ‫‪ ،‬فقد‬ ‫خطير‬

‫الذرًية‬ ‫القنبلة‬ ‫الى‬ ‫إلى أن وصل‬ ‫يتنافس فى اَلات الدمار والخراب‬ ‫الشديدة المخرئة ‪ ،‬وصار‬

‫العالَم‪.‬‬ ‫بخراب‬ ‫يهدد‬ ‫مما‬ ‫هذا‬ ‫إليه بعد‬ ‫إلا الله ما يصل‬ ‫‪ ،‬ولا يدرى‬ ‫والهيدروجينية‬

‫ذلك‬ ‫وانم!‬ ‫متوقعا ‪،‬‬ ‫لم يكن‬ ‫بثمكل‬ ‫الأفراد والشعوب‬ ‫تغزو نفوس‬ ‫الشيوعيهْ‪.‬‬ ‫فأخذت‬

‫الشعوب‬ ‫‪ ،‬ولعل‬ ‫الخلاص‬ ‫يوم‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لعلها تقربهم‬ ‫للناس‬ ‫الذ‪/‬ى يزيها‬ ‫هو‬ ‫الجثمع‬ ‫الاستعمار‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫شك‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫السلام‬ ‫بها وشود‬ ‫الحروب‬ ‫فتبطل‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫فرقتها‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫عليها‬ ‫تجتمع‬

‫الاستعمار الجشع‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫ضررًا من‬ ‫الآن أخ!‬ ‫الى استعمار كما هى‬ ‫الشيوعية (ذا لم تنقلب‬

‫حرية‬ ‫للناس‬ ‫إطلاقه‬ ‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫الدنيا والأخرة‬ ‫لسعادة‬ ‫عمله‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫مبلغ‬ ‫لا تبلغ‬ ‫ولكنها‬

‫يميز‬ ‫ولا‬ ‫فيها دين‬ ‫بينهم‬ ‫لا يفرق‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫‪1‬‬ ‫سواسية‬ ‫الناس‬ ‫جميع‬ ‫جعله‬ ‫‪ ،‬وفى‬ ‫العقيدة‬

‫فيها المحسن‪،‬‬ ‫(ذ يثاب‬ ‫‪،‬‬ ‫الآخرة‬ ‫فى‬ ‫بينهم‬ ‫للتفرقة‬ ‫مجالا‬ ‫؟ْ لأنه يجد‬ ‫فيها عقيدة‬ ‫بينهم‬

‫تجد‬ ‫لا‬ ‫ولهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫بالدنيا‬ ‫الا‬ ‫تدين‬ ‫لا‬ ‫فأنها‬ ‫الآن‬ ‫القائمة‬ ‫الشيوعية‬ ‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫المشىء‬ ‫فيها‬ ‫ويعاقَب‬

‫وتفرق‬ ‫‪،‬‬ ‫دولتها‬ ‫تقبله فى‬ ‫ولا‬ ‫بغير الشيوعية‬ ‫‪ ،‬فتضيق‬ ‫غيرها‬ ‫فى‬ ‫للتفرقة بين الناس‬ ‫مجالا‬

‫لا يتخذها‬ ‫فيها من‬ ‫وتعاقب‬ ‫‪،‬‬ ‫ينتحلها‬ ‫من‬ ‫الدنيا‬ ‫فى‬ ‫فتثيب‬ ‫‪،‬‬ ‫الدنيا بين الناس‬ ‫فى‬ ‫بها‬

‫التفرقة‬ ‫بينه وبينها إلا أنه يقيم‬ ‫فرق‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بعينه‬ ‫الجثمع‬ ‫الاستعمار‬ ‫ظلم‬ ‫هو‬ ‫‪ ،‬وهذا‬ ‫عقيدة‬

‫فى‬ ‫!الاختلاف‬ ‫أساس‬ ‫تقيمها على‬ ‫الجنسية ‪ ،‬وهى‬ ‫فى‬ ‫الاختلاف‬ ‫أساس‬ ‫بين الناس على‬

‫‪.‬‬ ‫العقيدة‬

‫قوية‬ ‫دولة‬ ‫لا يجد‬ ‫‪ ،‬ولكنه‬ ‫الشيوعية‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫الطبيعة البشرية‬ ‫الى‬ ‫أقرب‬ ‫اذن‬ ‫فالإسلام‬

‫دولة قوية ترعاه لأقبل الناس عليه دون‬ ‫‪ ،‬ولو وبد‬ ‫ترعاه كما تجد الشيوعية فى دولة روشا‬

‫لعقيدة‬ ‫لا تتع‬ ‫الدنيا ‪ ،‬وهى‬ ‫العقائد فى‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫هى‬ ‫الشيوعية ‪ ،‬لأنه يسعها‬ ‫هذه‬

‫منها‬ ‫وأرأف‬ ‫‪،‬‬ ‫عدالة‬ ‫منها‬ ‫وكمل‬ ‫‪،‬‬ ‫كرضا‬ ‫منها‬ ‫وأسمى‬ ‫‪،‬‬ ‫أفقا‬ ‫فها‬ ‫أوسع‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫غيرها‬

‫التى‬ ‫الشيوعية‬ ‫هذه‬ ‫أمامه‬ ‫اليه لمص تقف‬ ‫وتدعو‬ ‫ترعاه‬ ‫قوية‬ ‫دولة‬ ‫ف!ذا وجد‬ ‫‪،‬‬ ‫جميعا‬ ‫بالناس‬

‫العقيدة ‪ ،‬ولا فى‬ ‫دعوة لا تساميه فى صحة‬ ‫غيرُها من كل‬ ‫الناس الآن ‪ ،‬ولم يقف‬ ‫تستهوى‬

‫‪.‬‬ ‫الدنيا والآخرة‬ ‫لسعادة‬ ‫العمل‬

‫لأنه (ذا لم‬ ‫‪،‬‬ ‫أخرى‬ ‫ناحية‬ ‫ممكنا من‬ ‫وتجديده‬ ‫الاسلام‬ ‫نهضة‬ ‫إلى‬ ‫الشيل‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬

‫أمامها ذلك‬ ‫‪ ،‬وسينهزم‬ ‫الالحادية وحدها‬ ‫الجؤُ للشيوعية‬ ‫بالدجموة اليه فسيخلو‬ ‫يقوم‬ ‫من‬ ‫يجد‬

‫‪441‬‬
‫للتخلص‬ ‫وسعها‬ ‫ما فى‬ ‫بكل‬ ‫به تعمل‬ ‫التى ابتليت‬ ‫الشعوب‬ ‫؟ لأن‬ ‫الجشع‬ ‫الأوربى‬ ‫الاستعمار‬

‫له ‪ ،‬وكذلك‬ ‫مستعبدة‬ ‫أن تبقى‬ ‫على‬ ‫الشيوعية‬ ‫أحضان‬ ‫فى‬ ‫أن ترتمى‬ ‫آثرت‬ ‫‪ ،‬ف!ذا يئست‬ ‫منه‬

‫طواثفها يرى أنه‬ ‫كثير من‬ ‫عليه ‪ ،‬وصار‬ ‫منقسمة‬ ‫الناس به قد صارت‬ ‫التى استعبدت‬ ‫الشعوب‬

‫النفوس‬ ‫عليها من‬ ‫‪ ،‬ويضيع‬ ‫إلى حرب‬ ‫حرب‬ ‫‪ ،‬لأنه يجرهُا من‬ ‫نقمة عل!ها أيضا‬ ‫قد صار‬

‫حكوماته‪،‬‬ ‫على‬ ‫ويناصرها‬ ‫الشيوعية‬ ‫نحو‬ ‫يتجه‬ ‫فأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫مما تستفيدها‬ ‫اكثر‬ ‫والأموال‬

‫هذأ المنوال‬ ‫الحال على‬ ‫‪ ،‬ولو جرى‬ ‫نظام الحكم فيها ليصير شيوعيا أيضا‬ ‫قلب‬ ‫على‬ ‫ويعمل‬

‫إلى‬ ‫الاستعمار الجشع الذى يؤدى‬ ‫ذلك‬ ‫الناس على‬ ‫الشيوعية العالم كله ‪ ،‬وسيفضئلها‬ ‫فستعم‬

‫‪.‬‬ ‫ووئام‬ ‫سلام‬ ‫عهد‬ ‫بالعالم إلى‬ ‫أن ينتهى‬ ‫‪ ،‬ولا يمكن‬ ‫بين الشعوب‬ ‫التنافس‬

‫الدينية‬ ‫العصبيات‬ ‫على‬ ‫قضت‬ ‫بهذا الشكل‬ ‫الإلحادية‬ ‫الجو للشيوعية‬ ‫ف!ذا خلا‬

‫فى‬ ‫للنظر‬ ‫السبيل‬ ‫فيمتد‬ ‫‪،‬‬ ‫والوطن‬ ‫للدين‬ ‫الأعمى‬ ‫التعصب‬ ‫بها ذلك‬ ‫وانتهى‬ ‫‪،‬‬ ‫والجنسية‬

‫من‬ ‫‪ ،‬ويتخلص‬ ‫الإلحادبة‬ ‫الشيوعية‬ ‫من‬ ‫العالم حظه‬ ‫أن يأخذ‬ ‫‪ ،‬بعد‬ ‫الإنصاف‬ ‫بعين‬ ‫الإسلام‬

‫فى‬ ‫له السعادة‬ ‫‪ ْ،‬ويكفل‬ ‫ومستقبله‬ ‫حاضره‬ ‫إليه فى‬ ‫يطمئن‬ ‫نظام‬ ‫إلى‬ ‫‪ ،‬ويتطلع‬ ‫التأثر بسحرها‬

‫يكون‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫وراء‬ ‫الإيمان بعالم‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫فى‬ ‫ما ركز‬ ‫ويرضى‬ ‫‪،‬‬ ‫دنياه وأخراه‬

‫أمة جديدة‬ ‫ل!سلام‬ ‫الله تعالى‬ ‫يقيض‬ ‫عبثأ لا غاية له ‪ ،‬وهنالك‬ ‫‪ ،‬ولا يكون‬ ‫غاية‬ ‫لعالمنا هذا‬

‫الجمودُ الذى‬ ‫ذلك‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫بينها وبين‬ ‫يَحول‬ ‫العين البريئة ‪ ،‬ولا‬ ‫إليه بتلك‬ ‫تنظر‬

‫غريبا‬ ‫( بدا الإسلام‬ ‫المعروف‬ ‫الحديث‬ ‫مصداق‬ ‫هذا‬ ‫تتأثر به الأمم المسلمة القديمة ‪ ،‬ولا يكون‬

‫بين‬ ‫‪ ،‬او‬ ‫الأمة الجديدة‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫يقوم‬ ‫منتظر‬ ‫بمجدد‬ ‫هذا‬ ‫يتم‬ ‫بدأ ! وقد‬ ‫كما‬ ‫غريبا‬ ‫وسيعود‬

‫‪.‬‬ ‫وحده‬ ‫الغيب‬ ‫ودثه‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫المسلمة‬ ‫الأمم‬

‫***‬

‫‪442‬‬
‫المنتظر‬ ‫المجدد‬

‫العدل فكرة المهدى الممتظر‪،‬‬ ‫طريق‬ ‫الحكم فيهم عن‬ ‫بين المسلمين بعد انحراف‬ ‫انتشرت‬

‫أولا بين طائفة‬ ‫ظهرت‬ ‫المنتظر‬ ‫المهدى‬ ‫فكرة‬ ‫لأن‬ ‫المنتظر ‪،‬‬ ‫المجدد‬ ‫فكرة‬ ‫ما نعنيه من‬ ‫غير‬ ‫وهى‬

‫منهم‬ ‫يزعمونه‬ ‫والعباسيون‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫يزعمونه‬ ‫فالعلويون‬ ‫‪،‬‬ ‫والعباسيين‬ ‫العلويين‬ ‫من‬ ‫الشيعة‬

‫ابن خلدون‬ ‫استوفى‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫النبى !هتجنم‬ ‫عن‬ ‫مروية‬ ‫فيه أحاديث‬ ‫‪ ،‬ولهم‬ ‫اك! الأمر إليهم‬ ‫حين‬

‫بين‬ ‫اشتهرت‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫ولكنها‬ ‫‪،‬‬ ‫أسانيدها‬ ‫فيها ضعف‬ ‫وأثبت‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫الكلام‬ ‫مقدمته‬ ‫فى‬

‫أهل‬ ‫من‬ ‫رجل‬ ‫ظهور‬ ‫من‬ ‫الزمان‬ ‫آخر‬ ‫تناقلوا فيما بينهم أنه لا بذَ فى‬ ‫‪ ،‬حتى‬ ‫العامة‬ ‫جمهور‬

‫الإسلامية‪،‬‬ ‫الممالك‬ ‫على‬ ‫‪ ،‬وششولى‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬ويتبعه‬ ‫العدل‬ ‫‪ ،‬ويظهر‬ ‫الدين‬ ‫يؤيد‬ ‫البيت‬

‫ينزل‬ ‫أثره ‪ ،‬ثم‬ ‫على‬ ‫الساعة‬ ‫أشرا!‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫الدتجَال وما‬ ‫خروج‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫بالمهدى‬ ‫وشفَى‬

‫قتله ‪ ،‬وياتئمُ‬ ‫على‬ ‫ويساعده‬ ‫معه‬ ‫انه ينزل‬ ‫‪ ،‬وقيل‬ ‫الدجال‬ ‫فيقتل‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫السلام‬ ‫عليه‬ ‫عيسى‬

‫اسم‬ ‫أبيه بوافق‬ ‫اسم‬ ‫وأن‬ ‫عئىنج!ا ‪،‬‬ ‫النبى‬ ‫اسم‬ ‫يوافق‬ ‫اسمه‬ ‫أن‬ ‫وذكروا‬ ‫‪،‬‬ ‫صلاته‬ ‫به فى‬

‫أبيه‪.‬‬

‫فكرة‬ ‫أن يستغل‬ ‫أراد منهم‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫العباسن‬ ‫المنصور ثانى ملوك‬ ‫أبو جعفر‬ ‫وكان‬

‫منه‬ ‫‪ ،‬فأراد ‪19‬ط يجعل‬ ‫محمدا‬ ‫له ابن يسمى‬ ‫الله ‪ ،‬وكان‬ ‫عبد‬ ‫يسمى‬ ‫المنتظر ؟ لأنه كان‬ ‫المهدى‬

‫أو قبله تفيد أن ذلك‬ ‫عصره‬ ‫فى‬ ‫تنبؤات لعلها وُضعت‬ ‫قد ظهرت‬ ‫المهدى المنتظر ‪ ،‬وكانت‬

‫قال‬ ‫عليه وسلم‬ ‫الله‬ ‫أن النبى صلى‬ ‫أبيه‬ ‫عن‬ ‫ابن عباس‬ ‫عن‬ ‫‪ ،‬ومنها ما روى‬ ‫المهدى منهم‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪ ،‬أما شعرت‬ ‫يا عم‬ ‫‪" :‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫قالها ثلاثا ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العباس‬ ‫وولد‬ ‫العباس‬ ‫انصر‬ ‫له ‪ :‬اللهم‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫؟‬ ‫مرضئا‬ ‫راضئا‬ ‫موفقًا‬ ‫ولدك‬ ‫من‬ ‫المهدى‬

‫جعفر‬ ‫أبى‬ ‫لأخيه‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫بايع‬ ‫قد‬ ‫العباسيين‬ ‫ملوك‬ ‫أول‬ ‫السفاح‬ ‫أبو العباس‬ ‫ْوكان‬

‫أخيه‬ ‫بعد‬ ‫المنصور‬ ‫أبو جعفر‬ ‫‪ ،‬فلما تولى‬ ‫‪-‬‬ ‫موسى‬ ‫بن‬ ‫جميسى‬ ‫أخيه‬ ‫لابن‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫المنصور‬

‫لابنه‬ ‫ولاية العهد ‪ ،‬ويجعلها‬ ‫من‬ ‫بن موسى‬ ‫عيسى‬ ‫أراد ان يخلع‬ ‫السفاح‬ ‫أبى العباس‬

‫تقديسه‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫التى تقصد‬ ‫والتنبؤات‬ ‫الأحاديث‬ ‫تلك‬ ‫عنه‬ ‫‪ ،‬وأشاع‬ ‫فلقبه بالمهدى‬ ‫‪،‬‬ ‫محمد‬

‫التفوا‬ ‫فيه ‪ ،‬حتى‬ ‫الناس‬ ‫ترغيب‬ ‫فى‬ ‫اجتهذ‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫عدلا‬ ‫‪-‬‬ ‫يملا الأرض‬ ‫يظهر‬ ‫أنه حين‬ ‫وتثمير إلى‬

‫‪،‬‬ ‫وحده‬ ‫أنه فِعلُ الله شالى‬ ‫يزعم‬ ‫أخذ‬ ‫له ذلك‬ ‫‪ ،‬ولما تم‬ ‫الدولة‬ ‫إليه وجوه‬ ‫‪ ،‬وانضم‬ ‫حوله‬

‫لا‬ ‫‪ ،‬فصا!وا‬ ‫محبته‬ ‫صدورهم‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ووضع‬ ‫مودته‬ ‫الناس‬ ‫قلوب‬ ‫أشرب‬ ‫الذى‬ ‫وأنه هو‬

‫(ياه‬ ‫‪ ،‬لمعرفتهم‬ ‫إلا ذكره‬ ‫ألسنتهم‬ ‫على‬ ‫يجرى‬ ‫إلا به ‪ ،‬ولا‬ ‫‪ ،‬ولا ينوهون‬ ‫إلا فضله‬ ‫يذكرون‬

‫واسمه‪.‬‬ ‫بعلاماته‬

‫‪ ،‬ليجعل‬ ‫بن موسى‬ ‫عيسى‬ ‫ما أراده من خلع‬ ‫المنصور بعد هذا على‬ ‫ثم اقدم أبو جعفر‬

‫‪443‬‬
‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫ولايته‬ ‫الله من‬ ‫أراده‬ ‫لما‬ ‫تنفيذ‬ ‫عليه‬ ‫أقدم‬ ‫ما‬ ‫أن‬ ‫ورعم‬ ‫‪،‬‬ ‫دونه‬ ‫المهدى‬ ‫لابنه‬ ‫العهد‬ ‫ولاية‬

‫‪،‬‬ ‫مذاكرة‬ ‫ولا‬ ‫مؤامرة‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫قدرة‬ ‫ولا‬ ‫فيه أمر‬ ‫للعباد‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫الله وصنعه‬ ‫تولاه‬ ‫أمر‬

‫المنصور فيما‬ ‫لعمه أبى جعفر‬ ‫‪ ،‬فأبَى أن يذعن‬ ‫بن موسى‬ ‫عيسىْ‬ ‫على‬ ‫هذا لم ينطل‬ ‫ولكن‬

‫لِما‬ ‫خضع‬ ‫القهر والإغراء ‪ ،‬حتى‬ ‫ولاية العهد ‪ ،‬فلم يزل يأخذه بوسائل‬ ‫من‬ ‫خلعه‬ ‫أراده من‬

‫من‬ ‫لم يزد أمره على‬ ‫جعفر‬ ‫أبيه أبى‬ ‫قام بعد‬ ‫‪ ،‬فلما‬ ‫المهدى‬ ‫عمه‬ ‫لابن‬ ‫ولاية العهد‬ ‫أراد وترك‬

‫أنها لم تكن‬ ‫التنبؤات ‪ ،‬بل ظهر‬ ‫تلك‬ ‫عدلا كما زعمت‬ ‫الملوك ‪ ،‬ولم يملا الأرض‬ ‫قبله من‬

‫‪ ،‬دايثار ابنه‬ ‫أخيه‬ ‫ابن‬ ‫رحم‬ ‫وقطع‬ ‫‪،‬‬ ‫العهد‬ ‫نقض‬ ‫من‬ ‫المنصور‬ ‫أراده أبو جعفر‬ ‫لما‬ ‫الا حيلة‬

‫والظلم‪.‬‬ ‫بالبغى‬ ‫عليه‬

‫على‬ ‫المنتظر‬ ‫فكرة المهدى‬ ‫المنصور وأراد أن يستغل‬ ‫من أتى بعد أبى جعفر‬ ‫كل‬ ‫ثم مضى‬

‫لا‬ ‫الله ‪ ،‬ثم‬ ‫من‬ ‫إلا بوحى‬ ‫أنه لم يقم‬ ‫‪ ،‬ويزعم‬ ‫الخداع‬ ‫أمره سبيل‬ ‫فى‬ ‫الوتيرة ‪ ،‬يسلك‬ ‫هذه‬

‫اليه الا‬ ‫وشلة‬ ‫يجد‬ ‫وأنه لم‬ ‫‪،‬‬ ‫ملك‬ ‫الا طالب‬ ‫أنه ليس‬ ‫؟ ويتبين‬ ‫حقيقته‬ ‫تظهر‬ ‫حتى‬ ‫يلبث‬

‫أو نحوها‪.‬‬ ‫عصبية‬ ‫من‬ ‫غيرها‬ ‫وسيلة‬ ‫الحيلة ‪ ،‬؟ لأنه لا يملك‬ ‫هذه‬

‫تفريق‬ ‫دائما داعية‬ ‫أنها كانت‬ ‫لوجدنا‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫المنتظر‬ ‫المهدى‬ ‫تتبعنا آثار فكرة‬ ‫ولو‬

‫‪،‬فيحدثون‬ ‫الناس‬ ‫قليل من‬ ‫الا على‬ ‫لا تنطلى‬ ‫حيلتبما‬ ‫بها كانت‬ ‫ظهر‬ ‫من‬ ‫بينهم ‪ ،‬لأن كل‬

‫شيئاَ الا‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫لا يستفيدون‬ ‫‪ ،‬ثم‬ ‫بينهم‬ ‫شديدة‬ ‫حروئا‬ ‫ويثيرون‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫انقسامَا بين‬

‫ممن‬ ‫هذا‬ ‫مئل‬ ‫لأنه لا يرجى‬ ‫‪،‬‬ ‫انصاف‬ ‫ول!‬ ‫عدل‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫تجديد‬ ‫ولا‬ ‫التفرقة ؟ فلا إصلاح‬ ‫هذه‬

‫الخاصة‪.‬‬ ‫أمانيه‬ ‫وراءها‬ ‫بأمانى يُخفى‬ ‫‪ ،‬ويخدعهم‬ ‫الفكرة‬ ‫بهذه‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫يحتال‬

‫مائة‬ ‫كل‬ ‫رأص‬ ‫غلى‬ ‫يبعث‬ ‫المجَدد الذى‬ ‫فكرة‬ ‫فى‬ ‫أما فكرة المجدد المنتظر فندخل‬

‫الثه ‪ ،‬وانما يدعو‬ ‫من‬ ‫بوحى‬ ‫انه يقوم‬ ‫يزعم‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫بين الناس‬ ‫ملكا‬ ‫صاحبها‬ ‫لا يبغى‬ ‫‪،‬‬ ‫سنة‬

‫لا بتلك‬ ‫‪،‬‬ ‫والبرهان‬ ‫بالدليل‬ ‫دعوته‬ ‫ويؤيد‬ ‫‪،‬‬ ‫الاجتهاد‬ ‫بطريق‬ ‫والإصلاح‬ ‫التجديد‬ ‫الى‬

‫أغلق‬ ‫قد‬ ‫الله تعالى‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الثه تعالى‬ ‫الولاية والتأليد من‬ ‫بدعوى‬ ‫‪ ،‬ولا‬ ‫الموضوعة‬ ‫التنبؤات‬

‫ما‬ ‫الى‬ ‫ليصلوا‬ ‫‪،‬‬ ‫للناس‬ ‫الاجتهاد‬ ‫باب‬ ‫وفتح‬ ‫‪،‬‬ ‫عرص‬ ‫النبى‬ ‫بعد‬ ‫الوساثل‬ ‫بهذه‬ ‫الدعوة‬

‫إليه الاقناع بالدليل‪،‬‬ ‫وسيلتهم‬ ‫‪ ،‬وتكون‬ ‫عصر‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫والاصلاح‬ ‫التجدبد‬ ‫من‬ ‫يلزمهم‬

‫فهمْ ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ويأخذوا بالتجديد عن‬ ‫علم‬ ‫عن‬ ‫ليؤمنوا بالاصلاح‬

‫المجدد‬ ‫فينهض‬ ‫‪،‬‬ ‫والدنيا مقبلة‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫تقوم‬ ‫المنتظر‬ ‫المجدد‬ ‫فكرة‬ ‫أن‬ ‫الى‬ ‫وهذا‬

‫من‬ ‫ما ذهب‬ ‫ويعيد‬ ‫‪،‬‬ ‫مجدهم‬ ‫من‬ ‫ما ضاع‬ ‫وشترد‬ ‫‪،‬‬ ‫يخها أمل‬ ‫والدنيا لا يزال‬ ‫إلمنتظر بهم‬

‫‪ ،‬أما فكرة المهدى‬ ‫كان لهم فى أول أمرهم‬ ‫كالذى‬ ‫أمل فسيح‬ ‫لهم فى ذلك‬ ‫دنياهم ‪ ،‬ويكون‬

‫فسح‬ ‫فيها أمل‬ ‫فلا يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫مقبلة‬ ‫والآخرة‬ ‫‪،‬‬ ‫والدنيا مدبرة‬ ‫بين المسلمين‬ ‫ف!نها تقوم‬ ‫المنتظر‬

‫كصحوة‬ ‫صحوة‬ ‫؟ دانما هى‬ ‫لهم‬ ‫التى كانت‬ ‫افعصور‬ ‫فيها مثل‬ ‫‪ ،‬ولا يستيدون‬ ‫أمامهم‬

‫لمح البصر‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫الموت ‪ ،‬وبرن ايلمع ثم ينطفىء‬

‫خالصة‬ ‫الأولى‬ ‫دعوة‬ ‫المنتظر أن‬ ‫المهدى‬ ‫فكرة‬ ‫المنتظر على‬ ‫المجدد‬ ‫ومما تمتار به فكرة‬

‫‪444‬‬
‫صاحبها‬ ‫؟ لأن‬ ‫قهر‬ ‫ولا إكراه ولا‬ ‫‪.،‬‬ ‫احتيال‬ ‫ولا‬ ‫‪ ،‬ولا خداع‬ ‫فيها ولا تصنُع‬ ‫بريئة ‪ ،‬لا غش‬

‫بينهم‪،‬‬ ‫بها حروبا‬ ‫‪ ،‬ولا يحدث‬ ‫‪ ،‬فلا يثير بها فتنة بين المسلمين‬ ‫منها الا الاصلاح‬ ‫لا يتطلب‬

‫علماء‬ ‫من‬ ‫عالما‬ ‫إلا‬ ‫ليس‬ ‫والتجديد‬ ‫الاصلاح‬ ‫‪ ،‬وطالب‬ ‫وتجديد لا غير‬ ‫إصلاح‬ ‫لأنه طالب‬

‫دلبله وبرهانه‪،‬‬ ‫إلا على‬ ‫تأبيد دعوته‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬ولا يعنمد‬ ‫دنياه الا علمه‬ ‫من‬ ‫‪ ،‬لا بملك‬ ‫المسلمبن‬

‫‪ ،‬ومع‬ ‫وِرره‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫يحمل‬ ‫بها لم‬ ‫يؤمن‬ ‫لم‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫هدايته‬ ‫له أجر‬ ‫كان‬ ‫بدعوته‬ ‫آمن‬ ‫فمن‬

‫أن‬ ‫وانما يهمه‬ ‫‪،‬‬ ‫حربا‬ ‫به‬ ‫يقيم‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫فتنة‬ ‫بضغنه‬ ‫يئير‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫قلبه‬ ‫يُضفِنُ‬ ‫ما‬ ‫هناك‬ ‫لا يكون‬ ‫هذا‬

‫فى‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬وينهض‬ ‫آثار التجديد‬ ‫‪ ،‬وتظهر‬ ‫الاصلاح‬ ‫‪ ،‬لترتفع أعلام‬ ‫بالسلم‬ ‫دعوته‬ ‫تنتصر‬

‫والتجديد‬ ‫الإصلاح‬ ‫الجهاد فى‬ ‫‪ ،‬وشرف‬ ‫هدايتهم‬ ‫له بهذا فضل‬ ‫‪ ،‬ويكون‬ ‫دينهم ودنياهم‬

‫بينهم‪.‬‬

‫المهدى المتظر يمكن‬ ‫دعوة‬ ‫التلبيس الموجود فى‬ ‫لخلؤها من‬ ‫المنتظر‬ ‫المجدد‬ ‫ثم (ن دعوة‬

‫بها‬ ‫فينتقل‬ ‫‪،‬‬ ‫جميعا‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫الاتفاق‬ ‫يقع‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫عليها‬ ‫المسلمون‬ ‫يتفق‬ ‫أن‬

‫لأنها‬ ‫؟‬ ‫العهد‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫جميعا‬ ‫بها الناص‬ ‫ينتقل‬ ‫أن‬ ‫‪ ،‬ويمكن‬ ‫وئام وسلام‬ ‫عهد‬ ‫الى‬ ‫المسلمون‬

‫الممكن‬ ‫‪ ،‬ومن‬ ‫بها جميعا‬ ‫أن يقتنع المسلمون‬ ‫الممكن‬ ‫‪ ،‬فمن‬ ‫الاقناع بالدليل‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫تقوم‬

‫على‬ ‫لا يتفقون‬ ‫المسلمين‬ ‫ف!ن‬ ‫المنتظر ‪،‬‬ ‫المهدى‬ ‫بخلافْدعوة‬ ‫‪،‬‬ ‫بها جميعا‬ ‫الناس‬ ‫يقتنع‬ ‫أن‬

‫‪ ،‬لأنها‬ ‫أولى‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫عليه‬ ‫لم يتفق‬ ‫تصديقهأ‬ ‫على‬ ‫المسلمون‬ ‫‪ ،‬داذا ل!م يتفق‬ ‫تصديقها‬

‫يُقصد بها‬ ‫سياشة‬ ‫إلى أغراض‬ ‫‪ ،‬وترمى‬ ‫صحتها‬ ‫وتنبؤات لم يتفق على‬ ‫أحاديث‬ ‫تعتمد على‬

‫كل‬ ‫من‬ ‫بها الك‬ ‫ناحية ‪ ،‬وأحاط‬ ‫لابَمها الاتهام من كل‬ ‫الداعى إليها ‪ ،‬ف!ذا قامت‬ ‫مصلحة‬

‫الناس عليها ‪ ،‬داذا‬ ‫الى اختلاف‬ ‫‪ ،‬بل تؤدى‬ ‫الناس‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫التأثير‬ ‫فى‬ ‫‪ ،‬فلا تنجح‬ ‫جانب‬

‫‪.‬‬ ‫لا دعوة اتفاق وسلام‬ ‫وخصام‬ ‫دعوة خلاف‬ ‫كان هذا شأنها كانت‬

‫وفى‬ ‫‪،‬‬ ‫الغرض‬ ‫نبل‬ ‫فى‬ ‫والرسل‬ ‫الأنبياء‬ ‫دعوة‬ ‫أنها ثبه‬ ‫الم!مظر‬ ‫المجدد‬ ‫دعوة‬ ‫ويكفى‬

‫إلى دعوة‬ ‫نوح‬ ‫دعوة‬ ‫من‬ ‫بريئة خالصة‬ ‫كانت‬ ‫؟ لأن دعوتهم‬ ‫الخداع والتلبيس‬ ‫من‬ ‫خلؤها‬

‫‪ ،‬إنْ أنجرىَ‬ ‫أنجر‬ ‫ئن‬ ‫س!فتكُم‬ ‫تَوَفيتُنم فَمَا‬ ‫فَ!ن‬ ‫‪" :‬‬ ‫لقومه‬ ‫نوح‬ ‫‪ ،‬فيقول‬ ‫السلام‬ ‫عليهما‬ ‫محمد‬

‫أشألكنم‬ ‫لاً‬ ‫قَوآ‬ ‫يَا‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫لقومه‬ ‫هود‬ ‫(اَ) ويقولي‬ ‫‪،‬‬ ‫مِنَ المنلِمينَ‬ ‫أنْ كُونَ‬ ‫و‪،‬مرتُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عَلَى‬ ‫اِلأ‬

‫عن‬ ‫الله تحالى‬ ‫ويقول‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أ‬ ‫تَعقلُونَ‬ ‫أفَلاَ‬ ‫فًطَرَنِى ‪،‬‬ ‫ائذِى‬ ‫عَلَى‬ ‫الأ‬ ‫أَنجرِىَ‬ ‫إِنْ‬ ‫‪،‬‬ ‫أنجرَا‬ ‫عَلَ!‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫"‬ ‫لفطَلَمينَ‬ ‫ذِكرْ‬ ‫(لأَ‬ ‫هُوَ‬ ‫إنْ‬ ‫‪،‬‬ ‫أنجرِ‬ ‫مِن‬ ‫عَلَيهِ‬ ‫تَنأَلُهُنم‬ ‫وَمَا‬ ‫ة‬ ‫‪:‬‬ ‫النبىَ لمحب‬

‫المنتظر " وأن‬ ‫فَكرة المهدى‬ ‫نفوسهم‬ ‫يزيلوا من‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫لانه ليجب‬

‫عهد‬ ‫الى‬ ‫بالناس‬ ‫ويصير‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫بهم‬ ‫لينهض‬ ‫المنتظر ‪،‬‬ ‫المجذ‬ ‫فكرة‬ ‫بدلها‬ ‫يضعوا‬

‫‪.‬‬ ‫والوثام‬ ‫السلام‬

‫*‬ ‫*‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫يوسف‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫هود‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪ :‬آية‬ ‫يونس‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪f f a‬‬
‫فهرس الأعلام‬

‫'‪، 413 ، 041 ، 426!4‬‬


‫‪f‬‬ ‫‪404‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪325 ،‬‬ ‫الدهلوى ‪13‬‬ ‫الرحيم‬ ‫بن عبد‬ ‫أحمد‬ ‫لألف)‬ ‫ا‬ ‫(‬

‫)‬ ‫‪+5 -‬‬ ‫( ‪334‬‬ ‫‪163‬‬ ‫آدم عليه اللام‬

‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫احمد بن طولون‬ ‫‪،‬‬ ‫‪212 ،‬‬ ‫الكردى الكورانى ‪12‬‬ ‫إبراهيم بن حن‬

‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بن سهل‬ ‫بن محمد‬ ‫أحمد‬ ‫‪.r‬‬ ‫‪-A .r)A ( ،303‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪99‬‬ ‫دؤاد‬ ‫ابى‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫‪، Yyr ،‬‬ ‫الثاطبى‪ir‬‬ ‫بن موص‬ ‫(براهيم‬ ‫(سحاق‬ ‫ابو‬

‫‪801‬‬ ‫دئحاكر‬ ‫بن‬ ‫بن موسى‬ ‫أحمد‬ ‫)‬ ‫‪236 -‬‬ ‫‪233‬‬ ‫(‬

‫‪002‬‬ ‫الدينورى‬ ‫بن محمد‬ ‫احمد‬ ‫‪235 ،‬‬ ‫‪63‬‬ ‫أدهم‬ ‫إبراهيم بن‬

‫‪( rv ،‬‬ ‫ابعرى ‪mi‬‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫ابو العلاء أحمد‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪07‬‬ ‫(براهيم بن المهدى‬

‫)‬ ‫‪701 -‬‬ ‫( ‪1f4‬‬ ‫‪161‬‬ ‫(براهيم البتى‬

‫الغزالى ‪138‬‬ ‫أحمد بن محمد‬ ‫‪187 ،‬‬ ‫‪186‬‬ ‫إبراهيم الدصرقى‬

‫احمد الراذكانى ‪138‬‬ ‫‪IM‬‬ ‫الجعبرى‬ ‫إبرايم‬

‫ا‪،‬‬ ‫‪AV ،‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الرفاعى‬ ‫بن أبى الحسين‬ ‫احمد‬ ‫‪235‬‬ ‫(براهيم الخواص!‬

‫‪246‬‬ ‫(براهيم المتبرلى‬

‫‪rtr ،‬‬ ‫‪186‬‬ ‫البدوى‬ ‫أحمد‬ ‫‪266‬‬ ‫(براهيم المواهى‬

‫‪091‬‬ ‫هولاكو‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫‪288‬‬ ‫إبراهيم الأول‬

‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الكندرى‬ ‫الله‬ ‫عطاء‬ ‫الكريم بن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫‪343‬‬ ‫البيجورى‬ ‫إبراهيم‬

‫‪022‬‬ ‫بن مخلوت‬ ‫أحمد بن يحى‬ ‫‪934‬‬ ‫على‬ ‫(براهيم بن محمد‬

‫‪24‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مراد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫‪091‬‬ ‫بن هولأكو‬ ‫أبغا‬

‫‪242‬‬ ‫الخالق القاهرى‬ ‫بن عبد‬ ‫احمد‬ ‫‪112‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪79‬‬ ‫ابؤاط‬

‫‪257 ،‬‬ ‫‪245‬‬ ‫الشنى‬ ‫أحمد بن محمد‬ ‫‪428 ،‬‬ ‫‪917 ،‬‬ ‫‪152‬‬ ‫ابب!‬

‫‪2‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بن سليمان‬ ‫أحمد‬ ‫‪171‬‬ ‫الدين الأبهرى‬ ‫أثير‬

‫‪253‬‬ ‫بن مخمد‬ ‫ابن البرهان أحمد‬ ‫‪163‬‬ ‫الفرنى‬ ‫أبيلارد‬

‫‪283‬‬ ‫الز ‪&L‬‬‫‪i‬‬ ‫أحمد‬ ‫بن عبد الرحمن‪9‬‬ ‫احمد‬

‫الأول ‪288‬‬ ‫أحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪59 ،‬‬ ‫‪49 ،‬‬ ‫‪29 ،‬‬ ‫‪At ،‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪13‬‬ ‫بن حنبل‬ ‫احمد‬

‫‪928‬‬ ‫باثا كوبريلى‬ ‫احمد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪016‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫‪،‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪292‬‬ ‫لأزهرى‬ ‫ا‬ ‫احمد‬ ‫‪904 ،‬‬ ‫‪358 ،‬‬ ‫‪356 ،‬‬ ‫‪ 3 ،‬ثم‬ ‫‪236 ،‬‬ ‫‪1A1‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫باشا كورورير‬ ‫أحمد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪186 ،‬‬ ‫‪185 ،‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الحليم‬ ‫بن عبد‬ ‫احمد‬ ‫ابن يمية‬

‫‪343‬‬ ‫منا‬ ‫احمد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪023‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪922 ،‬‬ ‫) ‪223 ،‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪991 ( ،‬‬ ‫‪591‬‬

‫)‬ ‫‪936 -‬‬ ‫‪367 ( ro 4‬‬ ‫‪،352،353‬‬ ‫باشا‬ ‫أحمد مدحت‬ ‫‪،‬‬ ‫‪287 ،‬‬ ‫‪277 ،‬‬ ‫‪261‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪253 ،‬‬ ‫‪238 ،‬‬ ‫‪236‬‬

‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫‪rig ( ،‬‬ ‫‪358 ،‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪4‬‬ ‫خان‬ ‫احمد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪903 ،‬‬ ‫‪803 ،‬‬ ‫‪303‬‬

‫‪378 ،‬‬ ‫‪936‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪335 ،‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪333 ،‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪033‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪325‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪372‬‬ ‫بادثا‬ ‫عرابى‬ ‫احمد‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪30 ،‬‬ ‫‪893 ،‬‬ ‫‪r9 v ،‬‬ ‫‪358 ،‬‬ ‫‪6035 ،‬‬ ‫‪354‬‬

‫‪446‬‬
‫ليل ‪163‬‬ ‫ألان دى‬ ‫‪293‬‬ ‫بايثا‬ ‫احمد شفيق‬

‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪272‬‬ ‫)‬ ‫(نجلترا‬ ‫( ملكة‬ ‫ألصابات‬ ‫‪413‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الأول‬ ‫فؤاد‬ ‫احبد‬

‫‪2‬‬ ‫‪70‬‬ ‫فبوشيوس‬ ‫أمريكو‬ ‫‪t‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النوسى‬ ‫أحمد‬

‫‪2‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪I‬‬ ‫بن الأشرت‬ ‫المولى‬ ‫‪162‬‬ ‫بث‬ ‫أديلارد أوف‬

‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بن تبمورلنك‬ ‫لاد‬ ‫أمير‬ ‫اورخان الاول ‪216‬‬

‫با!ثا‬ ‫امين غالى‬ ‫باشا ‪ -‬محمد‬ ‫أمين غالى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪، IYA‬‬ ‫‪، 126‬‬ ‫‪0 IY‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪"124‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫&‬ ‫‪52‬‬ ‫رعطو‬
‫‪j‬‬

‫هارون‬ ‫بن‬ ‫الأمين ‪ -‬محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪166‬‬ ‫"‬ ‫‪162‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ايدن‬ ‫انتونى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Nay‬‬

‫‪388‬‬ ‫باشا‬ ‫انور‬ ‫‪892‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪792‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪692‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪592‬‬ ‫"‬ ‫‪275‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪924‬‬

‫) ‪928‬‬ ‫( عالم جبر‬ ‫ذيب‬ ‫أورنك‬ ‫‪216‬‬ ‫شاه‬ ‫‪/‬بن سليمان‬ ‫ارطغرل‬

‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اثامن‬ ‫أنوسان‬ ‫‪171‬‬ ‫تاخ الدين الأرموى‬

‫‪51 ,‬‬ ‫‪16‬‬ ‫انوشروان‬ ‫كرى‬ ‫‪171‬‬ ‫رموى‬ ‫الأ‬ ‫الدين‬ ‫صاخ‬

‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫القى‬ ‫اهرن‬ ‫‪85 ،‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪t‬‬ ‫بن (براهيم بن (براهيم‬ ‫اسحاق‬

‫) ‪258 ،‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪255 ( ،‬‬ ‫‪254 ،‬‬ ‫‪243‬‬ ‫أولوغ بك‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪144‬‬ ‫نيوتن‬ ‫إسحاق‬

‫‪092‬‬ ‫كرومويل‬ ‫أوليفر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪147‬‬ ‫بن سامان‬ ‫أسد‬

‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫!تاخ‬ ‫‪121‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1 i‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الافعى‬ ‫الأسفرالنى‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الرابع‬ ‫ليو‬ ‫رو!‬ ‫إيرينا‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المقدونى‬ ‫الاسكندر‬

‫‪282‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪27 0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪926‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫!يزابيلا‬ ‫‪9‬‬ ‫بن عمرو‬ ‫(ساعيل‬

‫الثالث ‪924‬‬ ‫(يفان‬ ‫‪011‬‬ ‫(سماعيل بن جعفر الصادق‬

‫‪218‬‬ ‫الكناس‬ ‫أيرب‬ ‫المجيد ‪911‬‬ ‫(سماعيل بن عد‬

‫علقمة‪8‬‬ ‫أبو‬ ‫‪141‬‬ ‫الزاهد‬ ‫اسماعل‬

‫هريرة ‪8‬‬ ‫ابو‬ ‫‪30 4 ،‬‬ ‫‪264 ،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الصفو ‪tr ? s‬‬ ‫اسماعل‬

‫بن الأشعث‬ ‫سلي!ان‬ ‫داود ‪-‬‬ ‫ابو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪342‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪،‬‬ ‫) ‪338‬‬ ‫باشا ( الخديو‬ ‫(صماعيل‬

‫العراقى‪8‬‬ ‫الفضل‬ ‫أبر‬ ‫‪993 ،‬‬ ‫‪938 ،‬‬ ‫‪371‬‬

‫بن داود‬ ‫سليمان‬ ‫‪-‬‬ ‫الربغ‬ ‫أبو‬ ‫‪326‬‬ ‫ا!ثرت خان‬

‫بن موسى‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪-‬‬ ‫الاطبى‬ ‫اسحاق‬ ‫أبو‬ ‫‪701‬‬ ‫بن قي!‬ ‫الأثحث‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الامامى‬ ‫جعفر‬ ‫أبو‬ ‫الأشعرى ‪ -‬على بن اسماعيل‬

‫‪،‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪26‬‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫(‬ ‫‪1 9‬‬ ‫الصديق‬ ‫ابو بكر‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬ ‫الفقيما‬ ‫(‬ ‫أضهب‬

‫‪،‬‬ ‫‪4 9‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪8‬‬ ‫أثناص‬
‫‪-‬‬

‫‪0‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪96‬‬ ‫"‬ ‫"‪11‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الاسكدرى‬ ‫إصطفن‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬
‫الأصم‪9‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الجراخ‬ ‫بن‬ ‫عيدة‬ ‫أبو‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الأثين‬

‫‪2 7‬‬ ‫الدرداء‬ ‫ابو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1 6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1 2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أفلاطون‬

‫\‬ ‫‪rr ،‬‬ ‫‪rv‬‬ ‫الأشعرى‬ ‫موص‬ ‫أبو‬ ‫‪274‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفارسى‬ ‫ابر لؤلؤة‬ ‫‪ir ،‬‬ ‫‪rr‬‬ ‫الأقرع بن حابى‬

‫‪r4r ،‬‬ ‫فر الغفارى ‪rr‬‬ ‫أبو‬ ‫‪315 ،‬‬ ‫‪928 ،‬‬ ‫‪277 ،‬‬ ‫‪264‬‬ ‫خان‬ ‫كبر‬

‫‪.‬‬ ‫اس‬ ‫عبد‬ ‫‪-‬‬ ‫المنصورى‬ ‫جعفر‬ ‫أبو‬ ‫) ‪116‬‬ ‫المجنرا‬ ‫( ملك‬ ‫الفرد‬
‫‪292‬‬ ‫ايخر المرحرمى‬ ‫أبر‬ ‫‪4 9‬‬ ‫البكرى‬ ‫عبيد‬ ‫ابو‬

‫‪292‬‬ ‫الصفا الثنوانى‬ ‫أبو‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الزعفرانى‬ ‫عث!ان‬ ‫ابو‬

‫‪r 29‬‬ ‫أحمد‬ ‫جمأ‬ ‫العز‬ ‫أبو‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بن الحنمة‬ ‫بن محمد‬ ‫هادثم‬ ‫أبو‬

‫‪327‬‬ ‫كطن‬ ‫اليض‬ ‫ابو‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الطالقانى‬ ‫(سحاق‬ ‫أبو‬

‫‪193‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪382‬‬ ‫الصيادى‬ ‫الرفاعى‬ ‫الهدى‬ ‫ابو‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫نواس‬ ‫أبو‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪92‬‬ ‫رضيد‬ ‫أبو‬ ‫‪526‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪236 ،‬‬ ‫‪75 ،‬‬ ‫‪* ،‬‬ ‫) ‪72‬‬ ‫الفقيه‬ ‫حنيفة (‬ ‫أبو‬

‫سعود‬ ‫‪+‬‬ ‫العزيز‬ ‫تركى ‪ -‬عد‬ ‫ابو‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪293‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪28 0‬‬

‫‪ -‬عبد الله‬ ‫‪.‬وب‬ ‫ابن‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الثاكأ‬ ‫عمرو‬ ‫ابو‬

‫‪5 7 ،‬‬ ‫‪246 ،‬‬ ‫‪Yr .‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪،8‬‬ ‫العقلانى‬ ‫ابن حجر‬ ‫‪80‬‬ ‫الدارانى‬ ‫سليمان‬ ‫أبو‬

‫بن (دري!ا‬ ‫محمد‬ ‫‪ -‬الافعى‬ ‫ابن (دري!‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اثمى‬ ‫ابو‬

‫‪9‬‬ ‫ابن عدى‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫"‬ ‫‪98 ،‬‬ ‫‪88‬‬ ‫يزيد البطامى‬ ‫أبو‬

‫ابن يزيد ‪ -‬شراحيل‬ ‫‪92 ،‬‬ ‫الخرار ‪AA‬‬ ‫سعيد‬ ‫أبو‬

‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ابن يرين‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الحيرى‬ ‫عثان‬ ‫أبو‬

‫بن ابى بكر‬ ‫ابن القيم ‪ :‬ابن قيم الجورية ‪ -‬محمد‬ ‫؟‬ ‫‪2‬‬ ‫الصوفى‬ ‫حمزة‬ ‫ابو‬

‫بن ابراهيم‬ ‫محمد‬ ‫ابن الورير ‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫القاهية‬ ‫أبو‬

‫ابن الندبم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بن هاشم‬ ‫العباس‬ ‫أبو‬

‫‪ov‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ابن الأثمث‬ ‫‪911‬‬ ‫بابا‬ ‫بن‬ ‫ابو الخير‬

‫اثه‬ ‫عبد‬ ‫‪-‬‬ ‫ابن ابارك‬ ‫‪911‬‬ ‫طالب امى‬ ‫أبو‬

‫‪ -‬على الرضا‬ ‫ابن مرص‬ ‫الكنانى ‪911‬‬ ‫بكر بن محمد‬ ‫ابو‬

‫العماد‬ ‫ابن كثير ‪-‬‬ ‫‪1 2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫التياتى‬ ‫الأظع‬ ‫الخير‬ ‫ابو‬

‫‪6‬‬ ‫‪f‬‬ ‫‪2،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫معين‬ ‫ابن‬ ‫المرورى ‪122‬‬ ‫إسحاق‬ ‫أبو‬

‫‪121 ،‬‬ ‫‪49 ،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ابن سريج‬ ‫‪127‬‬ ‫النهرجورى‬ ‫احمد‬ ‫أبو‬

‫بن على‬ ‫ابن دتيق اليد ‪ -‬محمد‬ ‫سحيد بن أى الخير‪in 4 % ro‬‬ ‫أبو‬

‫ابن حنبل ‪ -‬احمد‬ ‫الله‬ ‫العلاء المعرى ‪ -‬احمد بن عد‬ ‫ابو‬

‫ابن تيية ‪ -‬أحمد بن عبد الحيم‬ ‫‪m، 172 ،‬‬ ‫الجوينى‬


‫‪M‬‬ ‫المعالى‬ ‫أبو‬ ‫الحرمن‬ ‫(مام‬

‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ابن لجفور‬ ‫اناتلى ‪141‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫أبو‬

‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ابن معود‬ ‫‪146‬‬ ‫بن العريف‬ ‫العباس‬ ‫ابو‬

‫" ‪81‬‬ ‫‪VV‬‬ ‫ابن الماك‬ ‫بن على‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫‪-‬‬ ‫بن الجورى‬ ‫الفرج‬ ‫ابر‬

‫الله‬ ‫عبد‬ ‫ابن المقز ‪-‬‬ ‫‪168 ،‬‬ ‫‪166‬‬ ‫بكر بن طيل‬ ‫أبو‬

‫محمد‬ ‫‪-‬‬ ‫ابن جرير‬ ‫الورلر ‪176‬‬ ‫بيرة‬ ‫أبو‬

‫ا‬ ‫‪rv ،‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪t‬‬ ‫ابن ماكر‬ ‫‪018‬‬ ‫الأصبهانى‬ ‫نيم‬ ‫أبو‬

‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ابن ماسوله‬ ‫‪922‬‬ ‫الدائم‬ ‫عبد‬ ‫بكر بن‬ ‫أبو‬

‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الحسين‬ ‫‪-‬‬ ‫ابن صيا‬ ‫الفمه ) ‪Yn‬‬ ‫(‬ ‫يوت‬ ‫أبو‬

‫الرحمن بن محمد‬ ‫خلدون ‪ -‬ب‬ ‫ابن‬ ‫‪237‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أبو حيان‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بثار‬ ‫ابن‬ ‫عليه السلام‬ ‫محمد‬ ‫‪-‬‬ ‫القاصم‬ ‫أبو‬

‫‪134‬‬ ‫ابن ربدون‬ ‫‪266‬‬ ‫( المبى )‬ ‫الطيب‬ ‫أبو‬

‫‪ -‬على بن احمد‬ ‫ابن حزم‬ ‫‪266‬‬ ‫الجارحى‬ ‫العود‬ ‫أبو‬

‫‪448‬‬
‫بن الطب‬ ‫اباتلاش ‪ -‬ص!د‬ ‫‪155‬‬ ‫ابن العمبم‬

‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الأول ‪2 16‬‬ ‫بالدبد‬


‫بن أححد‬ ‫رثد ايخد ‪ -‬مصد‬ ‫ابن‬

‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫ابن طفيل ‪-‬‬


‫‪263‬‬ ‫الثلأس‬ ‫باكأرر‬

‫الجد ‪167‬‬ ‫ابن رئد‬


‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫با!يد باثا‬
‫ابن خلكان ‪Iv‬‬
‫‪" .ivy‬‬
‫‪282‬‬ ‫با!لد بن سليعان‬
‫بن لمعبرى ‪171‬‬
‫‪601 ،‬‬ ‫‪501‬‬ ‫باب!لا‬
‫‪،18 ،‬‬ ‫‪IVY‬‬ ‫ابن الملا!‬
‫‪! ,‬ا‪+‬‬ ‫) ‪165‬‬ ‫ا للحلث‬ ‫البضارى‬
‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الرفعة‬ ‫ابن‬

‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بن جرجي!‬ ‫بختثر‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫يبن ثكوال‬

‫‪Tot ،‬‬ ‫بلر المش ‪253‬‬ ‫الثاض‬


‫باضا ‪212‬‬ ‫كح!‬ ‫يبن‬

‫‪ -‬احمد ابدوى‬ ‫اليد ابموى‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫افرى‬ ‫ابن‬

‫‪038‬‬ ‫ا*‬ ‫بها‪.‬‬ ‫بن‬ ‫اكله‬ ‫بلع‬ ‫) ‪226‬‬ ‫( انحوى‬ ‫بن ثام‬

‫بركيارق بن ألب ثا‪131 .‬‬ ‫‪226‬‬ ‫ابن جنى‬

‫برنارمى ضارقى ‪162‬‬ ‫يبن اص الفغ ‪TYt‬‬

‫‪91‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بركة بن باطوخان‬ ‫‪2 +‬‬ ‫الألييرى‬ ‫بن الفظر‬

‫‪Ia4‬‬ ‫الض‪2‬‬ ‫براق‬ ‫‪2 +‬‬ ‫بثير‬ ‫بن‬

‫اللطك برفوق ‪253 ، 225‬‬ ‫ضاص ‪2 +‬‬ ‫ابن‬

‫الحاب ‪ -‬ثحان بن اى بكر‬ ‫ابن‬


‫بركات الجاط ‪266‬‬
‫* ‪2‬‬ ‫ابن عدلان‬
‫‪275‬‬ ‫برل! الدث‬
‫‪2 +‬‬ ‫ابن القماح‬
‫‪283‬‬ ‫ضريف‬ ‫برهان اللين بن أي‬
‫‪238 5‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫الجبل‬ ‫ضغ‬ ‫ابن‬
‫بم‬ ‫ا‬ ‫لكل‬ ‫‪-‬‬ ‫في‬ ‫ا‬

‫‪238‬‬ ‫الملتن‬ ‫بن‬


‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ك‬ ‫بص‬
‫ابن الفارض ‪ -‬ع!ر‬
‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المف!ر‬ ‫بثر بن‬
‫بن ليراهيم‬ ‫‪ -‬مصد‬ ‫الور!كل‬ ‫ابن‬
‫بن صعبد ‪57‬‬ ‫صر‬
‫‪257‬‬ ‫ابن مالك‬
‫‪124‬‬ ‫بثر بن مى‬ ‫‪257‬‬ ‫بن للبص‬
‫" ‪275‬‬ ‫‪VIA 5‬‬ ‫‪175‬‬ ‫بطيمرص‬ ‫ابن الهمام ‪257‬‬
‫‪322‬‬ ‫ا!بر‬ ‫بطرس‬ ‫‪rev‬‬ ‫الهالم‬ ‫ابن‬

‫بكطاش‬ ‫ا!ج‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ظهيرة‬ ‫بن‬

‫‪VIA 5‬‬ ‫الحابلين البكلرى ‪267‬‬ ‫رش‬ ‫ما‪2‬‬ ‫لانيال‬ ‫ابن‬

‫‪293‬‬ ‫عاضور الصدق‬ ‫بكرى‬ ‫‪، 03‬‬ ‫في ثير‬

‫البلقيى ‪ -‬ع!ر بن رسلان‬ ‫‪4 +‬‬ ‫ا!رمة‬ ‫ظض‬ ‫ابن لاو‪،‬‬

‫‪ -‬عد االه‬ ‫عاص‬ ‫ابن‬


‫‪،‬‬ ‫‪246 ،‬‬ ‫‪238 ،‬‬ ‫علم اللن الهليئ *‪2‬‬

‫‪257 ،‬‬ ‫‪253‬‬


‫صلمة‪+‬‬ ‫أم‬

‫جمفر ‪ -‬رقي بنت جشر‬ ‫لم‬


‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المتر بنت‬
‫(ب ‪)5‬‬
‫‪114 ،‬‬ ‫‪113‬‬ ‫جور‬ ‫برام‬
‫‪0264‬‬ ‫بابرثا‬
‫اللولة ‪114‬‬ ‫بهاء‬

‫اللين الباجى ‪302‬‬ ‫محلاء‬


‫بن ضيل ‪2 +‬‬ ‫البها‪.‬‬
‫‪248‬‬ ‫ديار‬ ‫بارنلس‬
‫‪! -‬ليبة نجت الحن بن مهل‬ ‫بوران‬
‫املوني‬ ‫بايل‬
‫‪ill‬‬
‫ور‪+‬‬ ‫ضاكم ا‪-‬خت‬ ‫لم‬ ‫‪52‬‬ ‫بن بختيثوع‬ ‫جرجي!‬
‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بومبارى‬
‫ولا‬ ‫!ة‬ ‫‪ْ+‬‬ ‫‪ 2‬حلمص ‪- .‬‬ ‫اْ‬ ‫ج!‬

‫‪:-‬‬ ‫لأ‬ ‫‪+‬رت‬ ‫‪-‬ب!"‬ ‫‪-‬‬ ‫يَر‪.‬‬ ‫ط‬ ‫!؟‬ ‫!ءع!‪.‬‬ ‫تجيان‬ ‫* ب‬
‫إ‬ ‫ب‬ ‫!‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫‪-‬؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ -‬ص‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪2‬‬ ‫ص‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بولو‬

‫‪0،4‬‬ ‫‪ ! -‬يف!‬ ‫*ا‬ ‫ح!‬ ‫‪&IV‬‬ ‫الجمد بن دره م ‪57‬‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫ط‬ ‫!ل!‬ ‫ا‬ ‫ائا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪+‬‬ ‫ز‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫برصى‬

‫لحهمما!‬ ‫‪.‬كل!!‬ ‫‪-‬لم‬


‫‪7‬‬ ‫ا‬ ‫‪18 ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الثلى‬ ‫بن يونى‬ ‫جعفر‬ ‫حلإ"ول‬ ‫‪-‬ركل‬ ‫‪53‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫روبرت‬ ‫بويل‬

‫!‪6‬‬ ‫‪-‬صفل!‬ ‫لم‪7‬‬ ‫ء‬ ‫لم‪31‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫جقمق‬ ‫الظاهر‬
‫ل‬ ‫‪-‬؟‬ ‫‪-‬ب‬ ‫‪-‬‬ ‫صد‬ ‫إ‬ ‫!ا‬ ‫لا‬ ‫\لم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫البيهقى‬

‫رخ*ورا هـ!‬ ‫لم‬ ‫‪7‬‬ ‫!قز‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الدين الأفغانى ‪-‬‬ ‫جمال‬ ‫‪1 9 4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1 A 9‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪87‬‬ ‫ديبرس‬ ‫الظاهر‬
‫ا‪/-‬‬ ‫اصر‬ ‫إ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لم‬ ‫ز‬ ‫لم‬

‫"‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫‪ 6‬ك!إ‬ ‫لم‪27‬‬ ‫"‬ ‫)‬ ‫لم‬


‫!لم‬ ‫‪256‬‬ ‫جشيد‬ ‫الدين‬ ‫غياث‬ ‫ا‬ ‫دصأ‬ ‫!‬ ‫سْا‬ ‫!‬ ‫‪ 3‬ء‬ ‫‪/‬‬ ‫ه!جملأ‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫‪-‬‬ ‫بيكدار‬

‫‪ +‬هص‪111،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪492‬‬ ‫استورت‬ ‫جمى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الجاشكير‬ ‫بيبرس‬

‫*كخا‬ ‫ر‬ ‫!ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪--‬‬


‫تا‬ ‫اكر!‬ ‫لا‬ ‫لم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪323‬‬ ‫وات‬ ‫جمى‬ ‫‪ 6‬لملر؟ا‬ ‫لاا‪-‬‬ ‫أ‬ ‫لحا‬ ‫لا‬ ‫‪32‬‬ ‫أ‬ ‫؟‬ ‫‪2‬‬ ‫‪254‬‬ ‫مصطفى‬ ‫قيجة‬ ‫بير‬
‫دا‬ ‫‪-‬ثح!‬ ‫لثل‬ ‫‪ 7‬لم‪3‬‬
‫دلا‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-،‬‬ ‫ور؟‬ ‫ر‬ ‫‪286‬‬ ‫البيضاوى‬
‫‪،‬‬ ‫ْ‪ 5‬ه؟‪2‬‬ ‫‪v11 ،‬‬ ‫‪29 ،‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪98‬‬ ‫الجنيد‬ ‫القاصم‬ ‫ابو‬
‫لياا‬ ‫!‬ ‫‪!-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‬ ‫حلمه‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ط‬ ‫(‬
‫ا‬ ‫*با‬ ‫‪7‬‬
‫س‬ ‫‪.‬أ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬ء‬ ‫‪ v‬ا‪r‬‬
‫فىب‬ ‫ا‬ ‫طتا‬ ‫ر‪6‬‬ ‫"بى‬ ‫ا‬ ‫هتا‬ ‫(الأ"‪.98‬‬
‫أ ‪ ،‬لشه!‬ ‫ا‬ ‫يثظ‬ ‫ل!‬ ‫(‬ ‫‪3‬‬ ‫لا‬ ‫‪2‬‬

‫‪-.‬س‪.‬‬ ‫بم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1 6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫يالفى‬ ‫جند‬ ‫‪-‬بر‬ ‫ط ث‪،‬ل!‬ ‫تأ‬ ‫لم‪ 6‬لم لت‬ ‫‪257‬‬ ‫اقبونى‬

‫ر ولأ!‬ ‫أ‬ ‫د‪-‬خما‬ ‫لم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تيموسين‬ ‫‪-‬‬ ‫جنكزخان‬ ‫ط‬ ‫طء‪،‬أط‬ ‫‪. :‬ك‬ ‫‪23‬‬ ‫لم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪322‬‬ ‫ترجو‬

‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫كت‬ ‫‪،‬اَ‬ ‫ا‬ ‫‪+‬جبس‪،‬إ‬ ‫‪++3‬‬ ‫‪56‬‬ ‫صنوان‬ ‫بن‬ ‫الجهم‬
‫اتلمانى ‪1223‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫أبو‬
‫* !ير‪6‬‬ ‫لما !د‪*-‬ق‬
‫‪3‬‬
‫ا‬ ‫‪- 6+3‬‬ ‫‪134 ،‬‬ ‫جهور بن محمد ‪+‬ا‬ ‫الصفوى ‪327 ، 326‬‬ ‫بن حين‬ ‫ميررا‬ ‫تهماسب‬
‫‪:‬ا!!ا‬ ‫اء*!ماا‬ ‫لح‬ ‫‪/2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ i‬ا‬ ‫‪2‬‬ ‫نوما ا!وينى‬
‫‪:..‬ت‬ ‫‪ِ+62‬‬ ‫‪281‬‬ ‫بن سيمان‬ ‫جهان!ر‬
‫لفث!‬ ‫ت‬ ‫‪9‬ب‬ ‫‪-‬كأ‬ ‫!‬ ‫‪3 3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫س‬ ‫‪/‬‬ ‫؟‬ ‫‪3‬‬

‫‪---، .‬ر‪-‬أ‬ ‫لمر‬ ‫!‬ ‫*لم !‬ ‫ي‬ ‫خان‬ ‫جهانجير‬


‫ت أبر*ط‬ ‫ا‬ ‫فإ!ش‬ ‫لىم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪922‬‬ ‫المجد الئونسى‬

‫حل!‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫‪7+3‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ضا‪ .‬جهان‬


‫‪،،‬‬ ‫ص!‬ ‫!‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 7 2‬ن‬ ‫‪Cat‬‬ ‫تورلن‬

‫هـ‬ ‫ا‬ ‫ت ا ‪،‬ظ‬ ‫‪762‬‬ ‫المحالى‬ ‫أبو‬ ‫ا!رمين‬ ‫(مام‬ ‫‪-‬‬ ‫الجويى‬
‫يا"له‪،‬‬ ‫ا‬ ‫لا‬ ‫‪َ*.‬‬ ‫ب! تب‬ ‫! ب‬ ‫‪+929/2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪892‬‬ ‫توماس هوص‬
‫‪-‬‬ ‫ل!ا رت‬ ‫‪762 /‬‬ ‫‪8+3‬‬ ‫‪83‬‬ ‫فرنجينا‬ ‫سكوتَ‬ ‫جون‬
‫ا‬ ‫لهت‬ ‫ا ‪-‬‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫مه‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تورش!لى‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫أ‬ ‫ندط‬ ‫إس‬ ‫‪2+8‬‬ ‫‪92 0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪27 i‬‬ ‫باثا‬ ‫جودت‬
‫يمص‬ ‫‪419‬خ‪8‬؟‬ ‫كلم‬ ‫‪2‬‬ ‫"‬ ‫‪362‬‬ ‫‪،+8‬‬ ‫)‬ ‫( الخديو‬ ‫با!ثا‬ ‫توفيق‬

‫ا!‬ ‫ا!ش‬ ‫أ‬ ‫لىص!‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫به‬ ‫‪2 9 9 ،‬‬ ‫‪CAA‬‬ ‫لوك‬ ‫جون‬
‫‪-‬ث‬ ‫!‪*،‬‬ ‫ا‬ ‫طقعة‬ ‫؟‪"/‬‬
‫او‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪--‬‬ ‫ءم!‬ ‫وظلأ‬ ‫إ*!‬ ‫يب‬ ‫كبلر ‪992‬‬ ‫جوهان‬
‫!!ت‬ ‫‪-‬أ‪،‬‬ ‫‪ 1 V 5‬صل!‬ ‫‪162‬‬ ‫تيرشارتر‬
‫‪+‬‬ ‫ل‬ ‫!قا‬ ‫‪7‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ل!‬

‫ططا‬ ‫!نم‬ ‫‪75‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لبزا!‬ ‫جورج‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1 9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫)‬ ‫( بخكزخان‬ ‫تي!ونثين‬
‫يلأ ‪/--‬‬ ‫!‪،6‬‬

‫‪-‬‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫حمبا‬ ‫لى‬‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ابيرس‬ ‫جورض!‬ ‫دا‪+-‬خلفس‬ ‫لم‪ 7‬ح‬ ‫لم‬ ‫‪2‬‬ ‫ألم‬ ‫‪2،‬‬ ‫‪2،‬؟؟‪2‬ء‬ ‫‪022‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪217‬‬ ‫يمورلنك‬

‫( الثاء)‬
‫اد‬ ‫لأليا‬ ‫‪.732‬‬ ‫بن موصى‬ ‫القاثر‬ ‫عبلى‬ ‫الجيلى ‪-‬‬ ‫ا‬ ‫!‪+‬طهأ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪+-‬في‬ ‫‪YYi‬‬

‫‪!+!5‬ل!‬ ‫‪0‬‬ ‫‪/-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪162‬‬ ‫كريمونا‬ ‫دى‬ ‫جرارثو‬ ‫ا‪-‬ل!‪-‬ا‬ ‫‪-‬لت‬ ‫‪ 2‬لم‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ْ4‬‬ ‫الكفى‬ ‫الفنح‬

‫‪ 4‬د‬ ‫إ‬ ‫‪/‬د‬ ‫‪772‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الجلى‬ ‫المجد‬


‫‪-‬؟‪-‬‬ ‫أ‬ ‫ا‪-‬ةأءأ‬ ‫!!‬ ‫ألم‬ ‫غ‪!-‬ا‬ ‫"‪َ37‬‬ ‫ة‬ ‫‪!33‬لم‬ ‫‪66‬‬ ‫أضرس‬ ‫بن‬ ‫ثمامة‬

‫‪.‬‬ ‫‪- .‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0‬‬ ‫جيروم‬ ‫!‬ ‫‪،‬‬ ‫لا‬ ‫لت‬ ‫‪،‬حلالمف‬ ‫!‬ ‫‪-‬صد!أ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫لم‬ ‫‪+‬‬ ‫صيان‬ ‫‪-‬‬ ‫ائورى‬

‫أاع‬ ‫ء‬ ‫!ان‬ ‫‪"-.‬ا‬ ‫ت‬ ‫‪++‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الثانى‬ ‫جص‬ ‫الحم)‬ ‫(‬
‫‪ -‬جففيا‬ ‫‪-‬لم!‬ ‫ر‪6‬‬ ‫‪/‬‬ ‫!‬ ‫ي!لى‬ ‫ط‬ ‫َ‬

‫‪-‬اَا‬ ‫‪-‬‬ ‫طح!‬ ‫ا‬ ‫هتا‬


‫د‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫‪.‬دلم‬‫‪ -‬لأ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬جترا‬ ‫‪76‬‬ ‫‪2‬‬ ‫د‬ ‫‪/:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫*‬ ‫‪/3‬‬ ‫!‬ ‫‪3‬‬ ‫!‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الجاظ‬

‫ف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6+‬‬ ‫)‬ ‫( الحاء‬


‫نا‪+‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لى‬ ‫لأ‬ ‫حا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪79‬‬ ‫جالينرس‬

‫ةب ت ‪!- -‬لص‪-‬‬ ‫ت‬ ‫الحكل ( المحدث ) ‪!، 9 ، 8‬با‬ ‫هـ‬ ‫‪245‬‬ ‫دارك‬ ‫جان‬
‫حظا‬ ‫شم‪،).‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫‪.‬‬

‫)‬ ‫ا‬ ‫لبا‬ ‫( ‪+‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫)‬ ‫( الفاطى‬ ‫الحلام‬
‫‪*91‬‬ ‫ير‬ ‫لم‪6‬‬ ‫أ‬ ‫لم ‪/1‬‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0‬‬ ‫لامبرانلرل‬ ‫دى‬ ‫سك‬ ‫جان‬

‫ل!‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4 !2‬‬ ‫‪91‬‬ ‫بن كلمة‬ ‫ا!ارث‬


‫أ!‬ ‫!)ع‪-‬دأ‬ ‫؟‬ ‫لم‬ ‫‪/‬‬ ‫‪96‬‬ ‫)‬ ‫الملك‬ ‫(‬ ‫جبريل‬

‫*‬ ‫د‬ ‫‪-‬إ!‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫حب‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪55‬‬ ‫بن صريج‬ ‫الحارث‬
‫‪.‬ل!ا‬ ‫رر!لا‬ ‫" ‪ 7341‬ألم؟!فت‬ ‫ل!ه!‬ ‫‪9‬‬ ‫"‬ ‫" ‪324‬‬ ‫الجبركأ ‪931‬‬

‫ء !مل‬ ‫ب‬ ‫!‬ ‫‪.‬لم‬ ‫؟‬ ‫‪235‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Iva‬‬ ‫المحاسبى‬ ‫الحارث‬
‫أ‪،‬يا‬ ‫لا‬ ‫‪--‬‬ ‫تبت‬ ‫لب‬ ‫رر! كدا‬ ‫ور‬ ‫ْ‪13‬‬ ‫الجحؤسى‬
‫ا!ب‬ ‫ا‬ ‫‪،‬طفى‬ ‫لأ‬

‫‪.‬ة؟لم‬
‫لم‬ ‫ا‬ ‫إ!إ‬ ‫ت‪3‬‬ ‫(‬

‫!"‬ ‫‪2--.‬‬ ‫ا‪--‬‬ ‫"‪!7‬‬ ‫‪ٍ93‬‬ ‫القصار‬ ‫احمد‬ ‫بن‬ ‫حمدون‬ ‫‪+‬اا‬ ‫‪-.‬‬ ‫‪1،‬‬ ‫‪6‬؟‬ ‫‪3‬‬ ‫!‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪!79‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-*+‬ء‬ ‫و!ة‬ ‫حافظ‬

‫لم !!‪---/‬‬ ‫‪3-،‬‬ ‫‪043‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪942‬‬ ‫حمزة‬ ‫ت*ثهأهـ! ‪-‬أ‬ ‫‪-‬صب!‬ ‫‪،‬‬ ‫‪6، ،‬‬ ‫التنى ‪57، 54‬‬ ‫بن بوصف‬ ‫الحجاج‬

‫رءت‬ ‫ت‬ ‫‪"-/‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪َ..‬‬ ‫و!‬ ‫لم!‬ ‫‪2‬‬ ‫!‬ ‫‪79‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪69‬‬ ‫(صعاىْ‬ ‫بن‬ ‫خبن‬ ‫!‬ ‫ر‪-‬فا‬ ‫لما ‪.5‬إ‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫‪* ،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫بن يحص‬ ‫حرملة‬

‫!‬ ‫ا‬ ‫مدي!!أ‬ ‫‪-‬‬ ‫الح!نفى‬ ‫الدين‬ ‫ضمى‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪َ-/‬‬ ‫ت‬ ‫)‬ ‫ط‬ ‫‪5‬‬ ‫أ‪-‬ور‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫‪.‬لا‬ ‫‪(!/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الحرانى‬ ‫يلجد‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إا‬ ‫؟‬ ‫صلم‬ ‫‪.)3‬‬ ‫‪000‬‬ ‫ر‬ ‫ا‪/!/‬‬ ‫د‬ ‫سما‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫لم‬ ‫‪+2‬ا‬ ‫ل!‬ ‫جي!ن‬ ‫بنت‬ ‫خا‬ ‫طا‬ ‫‪،‬‬ ‫!‪-‬ط‬ ‫‪01‬‬ ‫‪3‬‬ ‫!إ‪،‬ءط‬ ‫‪. +‬لم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪356‬‬ ‫اه!ى‬

‫ا‬ ‫‪-‬يب!حمرا‬ ‫!‪/‬‬ ‫"‬ ‫لم‬ ‫و‬ ‫لم "‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫الحلا‬ ‫(‬ ‫خد‪/‬‬ ‫‪/‬ب‬ ‫‪،-‬‬ ‫عسو‬ ‫لحه‬ ‫ربرءل!‪،3،‬‬ ‫ء‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪+‬‬ ‫!‬ ‫‪"3‬‬ ‫يخان‬ ‫بن‬ ‫الحن‬

‫‪48‬‬ ‫أ‪!،‬‬ ‫!!أ‬ ‫لى‬ ‫‪44‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪91‬‬ ‫رزيد‬ ‫بن‬ ‫خالد‬ ‫لمأ!‬ ‫ش‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6 *1‬‬ ‫"‬ ‫ه‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لملا‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫حما‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬ ‫( البصرى‬ ‫الحن‬

‫أ‪!3،-‬‬ ‫ر‪،‬ول‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لى‬ ‫لم!‬ ‫لم‬ ‫‪IV‬‬ ‫الترى‬ ‫خالد‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫تكه‬ ‫!‬ ‫‪-‬‬ ‫ططحه‬ ‫‪ِ،‬؟‪7‬‬ ‫س‪:‬ا!ث!‬ ‫‪،‬‬ ‫‪93 ،‬‬ ‫‪37‬‬ ‫بن على‬ ‫الحن‬

‫اخ‬ ‫كلب‬ ‫! ‪-‬أءهـ!‬ ‫‪.‬‬ ‫\‪.‬لم‬ ‫‪4+‬‬ ‫لوى‬ ‫بن‬ ‫خالد‬ ‫!‪،‬ا*‬ ‫‪11،‬‬ ‫ر*‬ ‫أ‬ ‫إ‬ ‫ول‬ ‫‪.!-‬أ!‬ ‫!ة‪/‬‬ ‫ا‬ ‫‪61‬‬ ‫صهل‬ ‫بن‬ ‫ا!سن‬

‫‪ -‬ث‪:://-‬ا‬ ‫طس‪*-:‬‬ ‫ور!‬ ‫ا؟‪،!.‬‬ ‫لن حمل‬ ‫الحن‬ ‫بنت‬ ‫خديجة‬ ‫ط‪!-‬‬ ‫!‬ ‫‪-‬‬ ‫ر"‬ ‫ص‪.،.-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫"!‬ ‫‪29‬؟‬ ‫‪،‬‬ ‫‪191‬‬ ‫الهيثم‬ ‫بن‬ ‫الحن‬
‫‪01‬‬
‫ا‪*-‬‬ ‫؟خ‬ ‫‪+‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لم‬ ‫‪2 ،،‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Y li ،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫كولمبوص‬ ‫أ خريوف‬ ‫‪-‬ب ‪،‬‬ ‫‪.‬ش‬ ‫‪.-‬نم‬ ‫‪.‬ور‪،‬‬ ‫‪،.‬ا‬ ‫ر‬ ‫‪r‬‬ ‫‪21‬‬ ‫حن‬ ‫اناصر‬

‫\‬ ‫!بى‪-‬ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫لم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪171‬‬ ‫ثاس‬ ‫الخرو‬ ‫‪.‬‬ ‫الد‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪،‬‬ ‫ور‪،‬‬ ‫ا‪!-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫"!‪9‬‬ ‫!لا‬ ‫لم‪،‬‬ ‫‪236‬‬ ‫اللولو‬ ‫رياد‬ ‫بن‬ ‫الحسن‬

‫‪-‬س‬ ‫إ سص‬
‫‪-‬ا‪+-‬إ‪،‬‬ ‫سَ‬ ‫!*‬ ‫!ءاُءط‪-‬ط‬ ‫ا‬ ‫غ!‬ ‫د‪:،‬‬ ‫‪ %‬الحصكفى‬ ‫ا‬ ‫ص‪---‬س‪،‬‬ ‫‪--.‬‬ ‫‪909‬بما‬ ‫‪!318‬ئم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪317‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪392‬‬ ‫الحجارى‬ ‫حن‬

‫‪-‬؟*‪/‬أ‬ ‫‪9‬‬ ‫لم!‬ ‫! ؟ء‪+‬‬ ‫‪-‬س‪.‬لما‬ ‫‪3‬‬ ‫ة‬ ‫‪-‬‬ ‫يم‬ ‫‪918‬‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫خصْر‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.-4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪---.‬‬ ‫س ‪-‬ا‪/-‬‬ ‫‪rv‬‬ ‫ا‬ ‫)فندى‬ ‫فهمى‬ ‫حن‬

‫لأ‬ ‫‪-‬ء‪!1(.-‬‬ ‫لأ‬ ‫‪21‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الحنلى‬ ‫الحبن‬


‫‪/‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ْ290‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪284‬‬ ‫ا!اجى‬ ‫الثهاب‬ ‫بر‬

‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-5‬إ!‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪*-.-‬‬ ‫ا‬ ‫‪!35،‬إ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الانصارى‬ ‫محن‬ ‫بن‬ ‫حبن‬
‫‪4‬ء‪!-"!،‬‬ ‫‪*3،-‬‬ ‫‪!-‬‬ ‫‪1468‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الحبلى‬ ‫أ اطلال‬

‫‪-‬‬ ‫‪*-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪-‬‬ ‫*لاإ‪/"4.‬‬ ‫ر"لى‬ ‫الحلاطى‬ ‫النخر‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫آ‪!+‬؟‪5،‬‬ ‫ةا‬ ‫‪41‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪91‬‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫الحبن‬

‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫هـث!‬ ‫!‬ ‫‪+‬ساْ‬ ‫!دا‬ ‫هـح!‬ ‫‪1‬‬ ‫و ‪7+‬‬ ‫‪21‬‬ ‫لم‬ ‫نثاد‬ ‫أمير‬ ‫بن‬ ‫ا خيل‬
‫!!ل‪-‬‬ ‫و!!‬ ‫ة ‪43،‬‬ ‫‪374 ،‬‬ ‫‪31 0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪At ،‬‬ ‫‪95 ،‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪،43‬‬

‫ور‪!+‬‬ ‫‪!،-2‬‬ ‫لم‬ ‫!كاطدا‬ ‫أ‬ ‫مطئد‬ ‫بن‬ ‫بكر‬ ‫ابو‬ ‫‪-‬‬ ‫الخنى‬ ‫الخواررمى‬ ‫‪.+،‬؟حلأسماا‬ ‫‪VIA‬‬ ‫‪!،‬ول‬ ‫"‬ ‫ا‬ ‫‪2‬مميلاج ‪،88‬‬ ‫بن نصور‬ ‫الحين‬

‫د"‪-‬لا‬ ‫لم‬
‫ءحة‬ ‫‪*!+‬لم !"إ‪-‬‬ ‫بن نكثى‬ ‫محمد‬ ‫‪-‬‬ ‫ثا‪.‬‬ ‫خواررم‬ ‫أ‬ ‫*‬ ‫‪ 26‬اول‬ ‫‪،7112‬ت!داثلأ‬ ‫الله‬ ‫مبد‬ ‫بن‬ ‫ابن صينا الحين‬

‫ب!‪! +‬اث ات ‪4‬‬


‫‪-‬‬ ‫ر‪3‬‬ ‫‪r‬‬ ‫""‪Ivy‬‬
‫اللين الحولمحبى‬ ‫أفضل‬ ‫‪. n'9‬د فف‬ ‫؟‪2،‬‬ ‫‪017‬‬ ‫‪،‬‬ ‫) ‪167‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪141‬‬ ‫(‬ ‫‪137‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الىلم‬ ‫ي!‬ ‫!‬ ‫‪-‬‬ ‫ورء‪،-‬‬ ‫‪-‬؟‬ ‫‪4"3-‬؟‬ ‫‪-9‬ا‬ ‫يمول‬ ‫ثا‪.‬‬ ‫خواررم‬ ‫الدين‬ ‫علاه‬ ‫‪2‬‬ ‫‪!-/‬ت!أ‬ ‫‪/3‬الم‬ ‫نج! س لم؟لم د‬ ‫‪3213 3‬ءا!‪3‬‬ ‫؟‪ryv ,# Yrl‬‬

‫‪،‬‬ ‫فل‬ ‫ا‬ ‫لفر!!‬ ‫ع‬ ‫هـ‪4‬‬ ‫شض‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"،*I‬‬


‫‪Y A‬‬ ‫‪jjS‬كلان‬ ‫خورم‬ ‫جمه!‬ ‫د‪،/‬‬ ‫لألحغسماا‬ ‫!‬ ‫‪" *4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪"7‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪A‬‬ ‫الجر‬ ‫حسين‬

‫ا كرت‬ ‫طأ‬ ‫الممخاه ‪. 3‬حط ‪ 93‬ب‬ ‫خير الدين باضا ال‪3.‬‬ ‫ط‬ ‫ب‬ ‫*ح!‬ ‫!‬ ‫ب إ‬ ‫زأ‬ ‫لم‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫انترى‬ ‫حين‬

‫سه اور ! لم‬ ‫أ‬ ‫*ط‬ ‫الح!‬ ‫‪2‬‬ ‫لم‬ ‫‪7‬‬ ‫)‬ ‫( الدفى‬ ‫لهس!)‬ ‫دظ‬ ‫‪-‬كألاا‬ ‫!!؟تْ‬ ‫لم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫لم‬ ‫‪376‬‬ ‫اللرلة‬ ‫نظام‬ ‫خان‬ ‫حين‬

‫‪:‬‬ ‫!‬ ‫!ب‬ ‫ا‬ ‫‪،‬؟‪!)،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لم‪+‬‬ ‫*‬ ‫لَم‪،‬‬ ‫أ‬ ‫‪07‬‬ ‫ظنى‬ ‫الدار‬ ‫‪-‬ص!‬ ‫ول‬ ‫لم‪9،‬‬ ‫هـب!نآث‬ ‫‪*8‬‬ ‫‪،2377‬‬ ‫البثرويهى‬ ‫ملا حسين‬

‫ط‬ ‫‪.‬‬ ‫؟ص‬ ‫لأ‬ ‫!‪:‬ير‬ ‫؟ ‪+‬‬ ‫لم‬ ‫‪.‬‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫د‬ ‫‪+‬‬ ‫لم‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫"‬ ‫!‪.‬قي‬ ‫الطالى‬ ‫داود‬ ‫حصص‬ ‫!‪، ،‬‬ ‫ا‬ ‫( ف"‪ :‬ا ‪+‬‬ ‫ذ‬ ‫‪937‬‬ ‫على‬ ‫ميررا حبن‬ ‫البهاء‬

‫‪-،-.‬ع‬ ‫ا‬ ‫هـوللإ‪-‬تأ‬ ‫لم ‪23‬‬ ‫د‬ ‫‪/‬لم‪.9‬لم‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫‪/‬لم\‪،‬‬ ‫‪013‬‬ ‫ميكاشل‬ ‫بن‬ ‫داود‬ ‫ا‬ ‫ط!‪-‬أ‬ ‫ل!صا!‬ ‫*ا‬ ‫‪I‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪3‬‬ ‫د‬ ‫‪YXf‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪6‬‬ ‫*‬ ‫قي‬ ‫‪I‬‬ ‫طل!‬ ‫الثزيف‬

‫لما‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ل!ء‪،‬‬ ‫ب‬ ‫‪9‬‬ ‫س!‬ ‫لملم‬ ‫‪!. 1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪276‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪266‬‬ ‫الأنطر‬ ‫داود‬ ‫ا ‪.+‬حضا‬ ‫باشا ‪ ! 53 r1"1‬هـ"‪-‬‬ ‫بن اصماعيل‬ ‫حبن‬ ‫السلطان‬

‫!‪ -‬؟‬ ‫!‬ ‫لم‬ ‫‪-‬‬ ‫لى‬ ‫‪1 7 +‬‬ ‫د‬ ‫‪37s‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ro 7‬‬ ‫الدجال‬ ‫ر!‪*،-‬‬ ‫لا‬ ‫ا!ت‬ ‫بم‬ ‫بط‪-‬ا‬ ‫(‬ ‫ا‬ ‫‪"+‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الجر‬ ‫حبن‬

‫لأ‬ ‫‪:‬ا‪-‬؟ ‪*1، !.‬‬ ‫ء !أ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫) ‪993‬‬ ‫عبه‬ ‫محمد‬ ‫( خال‬ ‫ثروث!‬ ‫ح‪-‬مم!‬ ‫ا‬ ‫إ‪،‬لما‬ ‫"‬ ‫‪.+‬بم‬ ‫"‬ ‫‪+36‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ممير‬ ‫بن‬ ‫الحصين‬

‫‪-‬‬ ‫ع‬ ‫!*‬ ‫حلى‬ ‫ا‬ ‫ك!أ‬ ‫*‬ ‫لم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الحضرمى‬
‫*‬ ‫؟‬ ‫ح!ئةيىت!ط‬ ‫لم‬ ‫‪+7+‬‬ ‫‪238‬‬ ‫المميرى‬ ‫"لخزا‬ ‫كماعل‬ ‫ا‬

‫‪-‬لم‪-‬‬ ‫‪+‬ا‬ ‫رميترِ‬ ‫لم‬ ‫‪3‬‬ ‫لم‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ا!اوى‬

‫ء‬ ‫د‪:‬‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫خ‬ ‫ث ‪-‬‬ ‫"‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ا‪!،‬يما‬ ‫عد‬ ‫بن‬ ‫ين أحمد‬ ‫ا الدهلوى‬
‫هـااس*‪،-‬‬ ‫"‪.‬‬ ‫ت‬ ‫‪/‬‬ ‫‪-‬‬ ‫"َ ت‬ ‫د‬ ‫لما‬ ‫‪32‬‬ ‫لملطال!‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫الحكم‬
‫‪--‬‬ ‫‪!9‬‬ ‫*‪/‬‬ ‫لم‬ ‫؟‬

‫إ‪.،‬‬ ‫أ‬ ‫‪-‬ت‬ ‫أء‪*.‬إط‬ ‫لم‬ ‫بم‪!!،-‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫(‬ ‫‪89‬‬ ‫دوجانى‬ ‫ء\‪،‬أ‬ ‫‪-8----‬أ‬ ‫ا‬ ‫‪.-‬د‪.َ-‬إ‬ ‫ا‪-‬‬ ‫ر‬ ‫‪115‬‬ ‫المننصر‬ ‫الثاكأ‬ ‫ا!كم‬

‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫!‪-‬لى‪، +‬‬ ‫! ! لم‪+‬‬ ‫ر‬ ‫لم‬ ‫*‬ ‫‪275‬‬ ‫لونيكو‬ ‫أ‪\،!-‬‬ ‫‪4-‬‬ ‫لم!‪.‬‬ ‫"‬ ‫‪237‬‬ ‫الحلي‬ ‫البرهان‬

‫‪492‬‬ ‫دوكان‬ ‫منصور‬ ‫بن‬ ‫الحبن‬ ‫‪-‬‬ ‫ا!لاج‬

‫ز ج ‪،‬‬

‫‪4 5 1‬‬
‫اى)‬ ‫الز‬ ‫(‬ ‫‪03‬‬ ‫‪A‬‬ ‫نى‬ ‫للوا‬ ‫ا‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪32‬‬ ‫"‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العوام‬ ‫بن‬ ‫افص‬ ‫‪.‬كم‬ ‫خان‬ ‫محمد‬ ‫دوت‬

‫‪65‬‬ ‫دملة بنت ضض‬ ‫‪32‬‬ ‫‪i‬‬ ‫ثيمرو‬

‫!ييلة هلأم ‪042‬‬ ‫‪rty‬‬ ‫دلبرى‬ ‫ثى نوت‬

‫( نز الع!)‪3‬‬ ‫‪،‬ج‬ ‫رلن‬ ‫اللك)‬ ‫(‬

‫رلر بن الهنيل ‪236‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫"‬ ‫" ‪19‬‬ ‫‪98 ،‬‬ ‫هه‬ ‫المصرى‬ ‫النون‬ ‫فو‬

‫‪254 5‬‬ ‫الأ!صارى ‪252‬‬ ‫ركرسا بن س!د‬ ‫‪922 ،‬‬ ‫‪218 ،‬‬ ‫ه ‪It‬‬ ‫اللص‬

‫‪034 5‬‬ ‫‪283‬‬ ‫)‬ ‫‪258 -‬‬ ‫( ‪257‬‬ ‫الراه)‬

‫بن ضهاب‬ ‫لمزمرى ‪ -‬محمد‬ ‫‪164 ،‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الرالص‬

‫العرالى‬ ‫ال!مض ‪ -‬اف!‬ ‫لن‬ ‫‪80‬‬ ‫الحلوت‬ ‫رفي‬

‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫رمد بن ثابت‬ ‫بن وكريا‬ ‫الرارى ‪ -‬مصد‬

‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سفبان‬ ‫الى‬ ‫بن‬ ‫لهـاد‬ ‫‪113‬‬ ‫الراض‬

‫‪127‬‬ ‫ر!د بن رظعة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫راص‬

‫‪991‬‬ ‫بنت مكى‬ ‫رشب‬ ‫الموفن‪9‬‬ ‫اديغ بن طمان‬

‫‪ro‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بن على‬ ‫رر‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المنصور )‬ ‫ا!يع ( حاب‬

‫(الق)‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بن حيوة‬ ‫رجاء‬

‫‪11 5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اكله‬ ‫صالم بن عد‬ ‫رئيد رضا‬ ‫‪ -‬مححد‬ ‫رضا‬ ‫رثد‬

‫‪113‬‬ ‫طمان‬ ‫الرضيد ‪ -‬هارون‬

‫سالم بن ببمان ‪691‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪+‬‬ ‫)‬ ‫( أخو الرنض‬ ‫الرض‬

‫‪Try 5‬‬ ‫‪TV .‬‬ ‫&‬ ‫" ‪y- A‬‬ ‫‪y. 3‬‬ ‫البر‬ ‫؟‬ ‫‪87‬‬ ‫)‬ ‫( الملك‬ ‫رضوين‬

‫‪223‬‬ ‫بو الناصم افي‬ ‫رضا تلى خان ‪328‬‬

‫تيتون ‪3 3‬‬ ‫‪386‬‬ ‫رضا ضا‪ .‬ملوى‬

‫‪593،‬‬ ‫‪245 ،‬‬ ‫‪244 ،‬‬ ‫‪241 ،‬‬ ‫‪211‬‬ ‫الغاوى‬ ‫الرفاص ‪ -‬أحمد بن أبى الحى‬

‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪" 81‬‬ ‫الت!‬ ‫صى‬ ‫‪+‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بك‬ ‫للطوى‬ ‫رلاعة‬

‫نصر الراصا ‪018‬‬ ‫أبو‬ ‫‪ -‬محمد بن أحمد‬ ‫المين الرملى‬ ‫ضص‬

‫صعيد بن أى ألوب ‪9 ، 8‬‬ ‫لمرملى ‪riT‬‬ ‫اثهاب‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5 03‬‬ ‫بن ألى وفاص‬ ‫سعد‬ ‫‪162 5‬‬ ‫الأول ‪132‬‬ ‫روجر‬

‫)‪46‬‬ ‫امية‬ ‫من بى‬ ‫صيد(‬ ‫‪324 5‬‬ ‫‪291 ،‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪3‬‬ ‫يكون‬ ‫روجر‬

‫‪254‬‬ ‫‪،22،2435226،245‬‬ ‫!‬ ‫النتار!ا ‪،21‬‬ ‫العد‬ ‫‪175 ،‬‬ ‫‪174 5‬‬ ‫الثانى ‪r11‬‬ ‫روبر‬

‫‪254‬‬ ‫صيد‬ ‫المولى‬ ‫رلص س سرلون ‪191‬‬


‫) ‪34،‬‬ ‫باضا ( طل!‬ ‫صيد‬ ‫‪،34 ،‬‬ ‫" ‪321‬‬ ‫روصو ‪YiA‬‬

‫‪363 5‬‬ ‫سعود الأول ‪362‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ثارلى‬ ‫رولرت‬

‫بن عبد الرفي ‪942‬‬ ‫صود‬ ‫نلطن ‪323‬‬ ‫رويرت‬

‫فبق ‪.942‬‬ ‫صدبن‬ ‫‪i‬‬ ‫لبل ‪39‬‬ ‫هـممون‬

‫‪،‬‬ ‫‪018‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪121 5‬‬ ‫‪75 ،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫لحورى‬ ‫يخان‬ ‫" ‪692‬‬ ‫‪592‬‬ ‫دنيه حما كارت‬

‫‪443‬‬ ‫الفاح‬ ‫الباص‬ ‫أبر‬ ‫‪i . .‬‬ ‫"‬ ‫ا ‪rv‬‬ ‫باثا‬ ‫!اض‬

‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ضراط‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪393‬‬ ‫فالى‬ ‫هـياض‬

‫‪452‬‬
‫‪354 5‬‬ ‫‪325 ،‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بن الأئعث‬ ‫ثاود سلبمان‬ ‫أبو‬
‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫انذلى‬ ‫المواهب‬ ‫ابو‬

‫‪9 ،‬‬ ‫بن داود المهرى ‪8‬‬ ‫سليحان‬


‫" ‪274‬‬ ‫‪272‬‬ ‫لكان‬ ‫ثار‬

‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪94 ،‬‬ ‫‪47 ،‬‬ ‫الملك ‪،6‬‬ ‫بن بد‬ ‫لجحان‬
‫‪ -‬جعنر بن رونى‬ ‫اثلى‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫سل!رر‬
‫افه‬ ‫‪ -‬بد‬ ‫فياوى‬ ‫ا‬

‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وهب‬ ‫بن‬ ‫سيمان‬


‫بن دريد‪8‬‬ ‫ضراجل‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ابجى‬ ‫لجمان‬ ‫ابو الوليد‬

‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫)‬ ‫( التاض‬ ‫ضع‬


‫‪018‬‬ ‫محد الرحمان اللس‬ ‫أبو‬

‫االه‬ ‫بن بد‬ ‫‪ -‬محمد‬ ‫الالدسى‬ ‫الريف‬


‫ال!وى الطوفى ‪185‬‬ ‫بن بد‬ ‫طب!ان‬
‫‪rev‬‬ ‫المجب اثريى‬
‫‪ -‬صلبصان القانوش‬ ‫بن ف!ان‬ ‫لجمان‬
‫الثرافا ‪ -‬عبد الوماب‬
‫‪268 ،‬‬ ‫‪263 ،‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫لجم‬

‫‪245‬‬ ‫للبلوب‬ ‫ئبان‬ ‫‪922‬‬ ‫صيمان‬ ‫!لص‬

‫( فلام أي الهدى الصياثى) ‪093‬‬ ‫ضكب‬ ‫‪،‬‬ ‫‪، 272.‬‬


‫‪ran 265‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪263 ،214‬‬ ‫النانوش‬ ‫ط!ان‬
‫بن محعد‬ ‫‪ -‬أحمد‬ ‫اثنى‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5 ،‬‬ ‫‪ ،‬هه ‪2‬‬ ‫‪TAI‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪282‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪927 ( ،‬‬ ‫*‪2‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المائ‬ ‫الدفى بن‬ ‫ثهاب‬ ‫‪281 5‬‬ ‫اناش ‪vir‬‬ ‫لجم‬

‫اله‬ ‫بن بد‬ ‫‪ -‬محمد‬ ‫الوكانى‬ ‫الئبرانجى ‪292‬‬ ‫لجمان‬

‫الوسى ‪92 r‬‬ ‫اللين‬ ‫ش‬ ‫‪+‬‬ ‫‪9‬‬ ‫سبحان عبه اللام‬

‫اصد الدن ضيركو‪158 .‬‬ ‫‪348 ،‬‬ ‫‪347 5‬‬ ‫الناك ‪6،3‬‬ ‫صبم‬

‫( الملا)‬ ‫‪293‬‬ ‫طبم الرى‬


‫‪431 .‬‬ ‫‪942‬‬ ‫صلطان بن بإد‬
‫الفلاص‬ ‫بن مح!د‬ ‫عالح‬
‫‪942‬‬ ‫بن سححان‬ ‫سيمان‬
‫)‬ ‫‪313‬‬ ‫‪-31‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪( ،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2 ،‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ا!بلى‬ ‫ابن مهد‬ ‫صالح‬
‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بن حمزة‬ ‫سنون‬
‫‪15،‬‬ ‫بن مرلاس‬ ‫عاد‬
‫‪17‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الصمعاش‬ ‫الدال‬
‫اللام ‪692‬‬ ‫صالح عب‬
‫بن على‬ ‫‪ -‬مصد‬ ‫الوص‬
‫‪343 ،‬‬ ‫‪342‬‬ ‫بو حلمد‬ ‫عالح‬
‫‪801‬‬ ‫محلى‬ ‫شدبن‬
‫‪،92‬‬ ‫ال!افى‬ ‫بن عد‬ ‫صالح‬
‫‪11‬‬ ‫صل‬
‫خان ‪ -‬محمد صلين‬ ‫صليئ حن‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بن عمرو‬ ‫جل‬
‫‪164 5‬‬ ‫‪1625‬‬ ‫اللين الأ!كط ‪901 ، 158" 13‬‬ ‫سلاح‬ ‫‪121‬‬ ‫محمد‬ ‫بخا‬ ‫!لا‬
‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ولى‬ ‫الم‬
‫‪ 11.‬ا‪،‬‬ ‫‪* 5‬ا‬ ‫‪86 5‬‬ ‫‪82 ،‬‬ ‫‪11 ،‬‬ ‫‪8‬‬ ‫!ليرطى‬
‫ا لعلو)‬ ‫‪365 5‬‬ ‫‪2585‬‬ ‫" ‪252‬‬ ‫‪6،2 ،‬‬ ‫‪244 5‬‬ ‫‪238‬‬

‫‪80‬‬ ‫االه‬ ‫بها‪.‬‬ ‫بن‬ ‫نجاء‬ ‫‪،12 ،‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬ ‫اللولة‬ ‫جف‬

‫‪) 5‬‬ ‫الطا‬ ‫(‬ ‫‪391‬‬ ‫جممان‬ ‫يبمحا‬

‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بن الحين‬ ‫طاهر‬ ‫‪2، 50‬‬ ‫‪243 ،‬‬ ‫‪YT .‬‬ ‫الجرجانى‬ ‫الئرت‬ ‫الب!‬

‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫صو‪،‬‬


‫‪lit‬‬ ‫لطالع‬

‫‪254‬‬ ‫ببان‬
‫دن جور‬ ‫البرى ‪ -‬ص!د‬
‫‪374‬‬ ‫على‬ ‫يررا جد‬
‫ناعر اللن البلاوى ‪TAr‬‬
‫ثى)‬ ‫(‬
‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪14 5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يلنى‬ ‫الطعاوى‬
‫(صرس‬ ‫بن‬ ‫‪ -‬مصد‬ ‫النالس‬
‫‪202‬‬ ‫اللطان ططر‬
‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫"‬ ‫‪83 5‬‬ ‫شارلمان ‪53‬‬
‫‪% :r‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪013‬‬ ‫بن ميكالل‬ ‫طرل‬
‫اثاذلى هها‬ ‫بو الحن‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫التوى‬ ‫طيل‬
‫‪255 ،‬‬ ‫‪024‬‬ ‫بن ممورنك‬ ‫ضا‪.‬رخ‬

‫‪453‬‬
‫‪031 ،‬‬ ‫ا‬ ‫‪ivc‬‬ ‫‪03،32‬‬ ‫‪،2،27‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫عيد‬ ‫بن‬ ‫طدحة‬
‫‪0101‬‬ ‫النا‪.‬عر‬ ‫الرحمان‬ ‫عبد‬

‫ا‬ ‫!‬ ‫!ا‪-‬‬ ‫"‬ ‫أ ‪--‬‬ ‫"ا‪!-‬‬ ‫ر‬ ‫‪--‬؟‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫‪A‬‬ ‫لملمرممفى‬ ‫محتد‬ ‫؟بن‬ ‫األ!ه‬ ‫عبد‬ ‫!‬ ‫؟ا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‪+.‬ا‪-.‬خ‬ ‫‪-‬إ‬ ‫؟!‬ ‫!‬ ‫‪ْ396‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪593‬‬ ‫حسير‪،‬‬ ‫طه‬

‫‪-‬‬ ‫"‬ ‫!‬ ‫را‬ ‫‪.‬‬ ‫بر‬ ‫‪ْ!7‬لأ‬ ‫‪172‬‬ ‫الطوغانى‬ ‫الف!‬
‫‪-‬ر ‪-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫كا‬ ‫!"‬ ‫‪4‬‬ ‫"؟‬ ‫جمأن‬ ‫المٍ‬ ‫إعد‬ ‫بالله‬ ‫المنظهر‬ ‫"‬ ‫‪َْ./‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ء‬ ‫‪187‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫‪9‬‬ ‫ألجيفى‬ ‫موينى‬ ‫بن‬ ‫القأثر‬ ‫عد‬ ‫‪6-،‬إ‪3 - -‬‬ ‫‪!-+‬‬ ‫محمطكلخلثدس‬ ‫‪-‬‬ ‫الطوسى‬ ‫الدين‬ ‫نصير‬

‫لأ!‬ ‫بخ‬ ‫ا‪/‬لم‬ ‫لأْ‬ ‫‪ْ2‬‬ ‫جملإ‬ ‫بز‬ ‫الرحمان‬ ‫عبد‬ ‫الجورى‬ ‫الفرج‬ ‫أبو‬ ‫‪ )3‬ش‪-‬ا‪،‬‬ ‫كا‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-،.‬أ‬ ‫"‪"-‬‬ ‫(‬ ‫طا‬ ‫‪YOE‬‬ ‫طررلاق‬

‫سَ‬ ‫‪.‬‬ ‫ث‬ ‫) ‪023‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪176‬‬ ‫‪-‬؟‪%‬ا‪".:.‬‬ ‫‪!-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫د‬ ‫لم‬ ‫)‬ ‫(الظاء‬

‫* ؟‬ ‫‪7‬؟ا‬ ‫!‪-‬ط‬ ‫‪.-‬‬ ‫!َ‪-،‬ط‬ ‫ء‬ ‫ا‪،.-‬طا‬ ‫لم*‬ ‫؟‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لم‬ ‫الم‬ ‫‪164‬‬ ‫الغنى‬ ‫عد‬ ‫الحا!ظ‬ ‫‪:‬‬ ‫هـ‪ْ3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪!"-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ص‪َ+‬‬ ‫‪/‬؟ ‪1‬‬ ‫لم‬ ‫الدين‬ ‫!لاح‬ ‫بن‬ ‫الظاهر‬
‫‪2‬‬ ‫‪+.‬‬ ‫د‪،‬‬ ‫اأ‬ ‫ء‬ ‫‪.- ..‬هـ‪.‬ص‬ ‫‪/‬‬ ‫ص‪.‬عط‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬‬ ‫)‬ ‫لىكا‬ ‫‪،‬‬ ‫*‬ ‫ء‬ ‫اَ‬ ‫ا‬ ‫الرس‬ ‫!‬ ‫د!؟‬ ‫‪5‬‬ ‫؟‬ ‫‪!7‬‬ ‫؟‬ ‫‪:‬‬ ‫الجرجلني‬ ‫هر‬ ‫القا‬ ‫عبد‬ ‫ءتا‬ ‫‪1‬‬ ‫هـول‬ ‫‪،‬؟‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫هـ)ب‬ ‫)‪.‬‬ ‫ل!‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫!‪!،2‬‬ ‫)‬ ‫كلا‬ ‫‪4،‬‬

‫!‪ !.‬ء‪-‬ل!!‬ ‫!إ‪،،‬ءت‬ ‫‪-8‬دا إ ‪3-.‬‬ ‫ا‪.‬‬ ‫ههـال!فا‬ ‫بن‬ ‫الكريم‬ ‫عبد‬ ‫‪-! !ْ-*-‬ة!!لعلى‬ ‫إخ!َ‬ ‫"!"‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫كالى‬ ‫أمين‬ ‫محمد‬ ‫‪-‬‬ ‫باثا‬ ‫كالى‬

‫‪--:-‬‬ ‫‪-‬ا"‪1‬ء‪1،‬‬ ‫‪'TRY‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أ‪2/‬‬ ‫هـ‪2‬‬ ‫‪A‬‬ ‫ي!‬ ‫‪7r‬‬ ‫المارَ‬ ‫الرؤوت‬ ‫عبد‬ ‫ا‪"01---.‬ا‬ ‫ا‪،‬ح‬ ‫‪-،--36‬كا!‪،‬ا‪.+َ-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪21‬‬ ‫أم المؤنبن‬ ‫عائثة‬

‫للا‪،113‬‬ ‫ىسكلى*‪4‬‬ ‫‪،6387‬لم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫ائرانى‬ ‫الوهاب‬ ‫عد‬ ‫ت‬ ‫ء‪،‬ل‬ ‫‪."--‬مط‪1،+-‬‬ ‫ع‬ ‫(‬ ‫‪346‬‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عر‬ ‫بن‬ ‫عاصم‬

‫‪:‬‬ ‫بء‬ ‫أ‬ ‫حَأبئ‬ ‫‪،‬‬ ‫*ا‬ ‫‪ ،‬ص‪!،‬ثلاا‬ ‫ا‬ ‫لى‪.-‬يخ‬ ‫إ‪:،./‬‬ ‫‪9"8‬‬ ‫العافد‬
‫م ‪-‬‬ ‫سا!‬ ‫ا‬ ‫اظ‬ ‫هـ*‪-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬لم‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪!83‬‬ ‫‪،/"3*.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪6+ ،‬‬

‫لم"‬ ‫‪ْ2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫د‬ ‫)‬ ‫ا‬ ‫"ْ‬ ‫‪2‬‬ ‫لم ‪62‬‬ ‫‪9‬‬
‫لا‬ ‫!ثد‪،‬لفزى‪2‬‬ ‫‪1‬بى‬ ‫ا"الزخما‪،‬‬ ‫عدا‬ ‫‪ .‬هـمسض‪-‬ا‬ ‫طع!ا‬ ‫‪ 3‬آ‪+!++.‬‬ ‫الدين العاملى ‪30‬‬ ‫بهاء‬

‫ا‪-‬؟‪--‬‬ ‫ا‬ ‫‪.‬ت‪-‬‬ ‫‪-‬ؤ‬ ‫‪+3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪!1‬‬ ‫م‬ ‫‪231‬‬ ‫درار‬ ‫ال!‬ ‫محبد‬ ‫سم‪-‬‬ ‫"‪-‬ط‬ ‫ط‪-‬ة‬ ‫ت‬ ‫رأط‬ ‫!تا‬ ‫دس‬ ‫‪ْ3‬‬ ‫عبد اتعال الصبى‬

‫"!اْ‬ ‫اءآْ‪-:‬اَ‬ ‫‪ْ!-‬‬ ‫ء‬ ‫ه‪"!\2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بك‬ ‫ألغ‬ ‫بن‬ ‫اللطيف!‬ ‫عبد‬ ‫‪--‬ا‬ ‫س‪/-"،‬في‬ ‫‪"!!-‬‬ ‫‪-.-‬‬ ‫ت‬ ‫ب‪311،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫بن وب‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫كا‬ ‫‪"4‬‬ ‫‪/-‬و‬ ‫‪"/+-‬‬ ‫‪"3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫كا‪/‬‬ ‫‪ْ652‬‬ ‫ألوغبك‬ ‫بن‬ ‫العزيز‬ ‫مبد‬
‫س!ث‬ ‫ا‬ ‫‪"4-‬ءأ‬ ‫‪-!-3-‬أ‬ ‫ا‪-‬‬ ‫‪"38‬إ‪+‬‬ ‫ضريح‬ ‫بن‬ ‫الرحمان‬ ‫عبد‬

‫*‪ْ-‬كا‪--‬‬ ‫!‬ ‫كاإ)ش‬ ‫دْ‬ ‫"لم‬ ‫لم‬ ‫‪28،‬‬ ‫لما"‪،‬لم‬ ‫‪02‬‬ ‫نا‬ ‫دعين‬ ‫بن‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬
‫‪9‬ء"*أ‪،‬‬ ‫الأا‪- ْ،/‬لآه‪"-‬ك!‪-‬لى‪،‬ا‬ ‫هارون‬ ‫اله بن‬ ‫المأمون عبد‬

‫!لى‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ط!ة‬ ‫‪،‬‬ ‫الم‬ ‫‪4‬و‬


‫‪28‬‬ ‫اليدبرلمس‬ ‫ثيئ‬ ‫بن‬ ‫القادر‬ ‫عد‬
‫‪،‬‬ ‫‪84 ،‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪،75‬‬ ‫بم‬ ‫*‬ ‫ظ!لحل!‬ ‫ئحه‬ ‫‪65 ( ،‬‬ ‫‪64 ،‬‬ ‫‪61‬‬

‫إ‪--‬‬ ‫زيخ‬ ‫إكا‪،.-‬‬ ‫ءكا‬ ‫ء‪.‬ت‬ ‫ا‬ ‫‪*9 -،‬‬ ‫‪20 1 ،‬‬ ‫‪69 ، Ao- ،‬‬ ‫‪85‬‬
‫في‬ ‫‪286‬‬ ‫الرحمان‬ ‫عد‬ ‫المولى‬

‫‪-3‬ا‪-‬‬
‫‪،‬لم‬ ‫‪*-‬‬ ‫‪-- ---‬‬ ‫‪3‬‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫‪286‬‬ ‫;‬ ‫الؤما‬ ‫الله‬ ‫عبد‬
‫اس‪!-!"-‬‬ ‫‪--‬‬ ‫!‬ ‫‪-‬‬ ‫؟اهـ‪-‬؟!‪!-‬ا‬
‫‪ "،‬الم‬ ‫أ‬ ‫المالكى‪+‬ا‬ ‫لوفأفي‬ ‫‪2‬‬ ‫غبذ‬ ‫اَ‬

‫‪-‬س‬ ‫‪!-‬اس‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪..1‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬لم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪292‬‬ ‫البربرى‬ ‫ربه‬ ‫عبد‬
‫!‬ ‫‪،‬‬ ‫!‪-‬ا‬ ‫‪).‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لمط‬ ‫ء‪-.-‬لإ‪-‬ا‬ ‫؟‬ ‫وكأ‬ ‫‪46‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الجزائرى‬ ‫القاثر‬ ‫عبد‬

‫ا‬ ‫رر"‬ ‫"‬ ‫‪284‬‬ ‫ى‬ ‫الشرنبلال‬ ‫الحى‬ ‫عبد‬ ‫إ‪ْ-‬‬ ‫‪!3:‬ةل!‪!3‬ا‬ ‫لا‪!/،-‬اْ‬ ‫"‪2‬‬ ‫ة‬ ‫‪02‬‬ ‫عو!‬ ‫بن‬ ‫الرحمان‬ ‫عبد‬

‫‪+‬‬ ‫!‬ ‫ء‬ ‫ع‬ ‫‪292‬‬ ‫النابلى‬ ‫القى‬ ‫عبد‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫حمأ‬ ‫!؟*‬ ‫‪6‬‬ ‫‪/-‬‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫‪!4‬‬ ‫ش‪.‬‬ ‫؟‬ ‫‪03‬‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫‪22 o‬‬ ‫بن رصلان‬ ‫المعطى‬ ‫عبد‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫شَ‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫"‬ ‫‪،-43‬ول‪-‬‬ ‫أ!‬ ‫‪:‬‬ ‫بكر‬ ‫ابى‬ ‫بن‬ ‫الرحمان‬ ‫عبد‬

‫‪.‬‬ ‫*‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ini‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪i‬‬ ‫الئبراوى‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫‪.*-‬ح‬ ‫‪-.-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪--‬‬ ‫ء‬ ‫‪-،‬‬ ‫‪ 42‬لم*َ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪041‬‬ ‫الزلير‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫‪--.‬‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫" ‪- -6‬‬ ‫ْ‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪9‬‬ ‫كخدا‬ ‫الرحمن‬ ‫عد‬ ‫لأ‬ ‫‪365 ،‬‬ ‫‪!/‬م‪5ْ V‬‬ ‫"‪CIA * 4 4‬‬ ‫‪,f‬‬ ‫‪4 1 y‬‬ ‫مروان‬ ‫بن‬ ‫الملذ‬ ‫!عبذ‬

‫فى‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫‪54‬‬ ‫مروان‬ ‫بن‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬


‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪./348/)/‬‬ ‫الثرمان‬ ‫والى‬ ‫‪،‬‬ ‫باضا‬ ‫"‬ ‫عد‪.‬الرحظن‬

‫"‬ ‫‪ْ/‬‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪c‬‬ ‫نم‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫هاْ‬
‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المجيذْ‬ ‫طبذ‬ ‫اللطانْ‬ ‫)‬ ‫!‬ ‫لا‪!-ْ-"/‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أبحر‬ ‫بن‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬

‫‪+‬‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪env ،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ره‬ ‫‪2‬‬ ‫‪!،‬‬ ‫عبد الع!فى ‪351‬‬ ‫ال!لطان‬ ‫"ْ‬ ‫"بر‬ ‫‪52‬‬ ‫المقفع‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫‪،‬‬ ‫‪+‬لأ!‪2‬‬ ‫هـ‪،‬‬ ‫‪ ،‬؟صكم‬ ‫‪"368‬لم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الثاْ‬ ‫الحسد‬ ‫عد‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ثطا‬ ‫‪4‬‬ ‫رلاد‬ ‫بن‬ ‫الرحمان‬ ‫عد‬
‫‪/‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫سد‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫إ‪-‬‬ ‫ط‬ ‫!‬ ‫‪7‬‬ ‫بي‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫؟(‬ ‫لم‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪0،،1‬؟‪،‬‬ ‫‪،-‬‬ ‫د‪--‬لم‬ ‫!‪2،‬‬ ‫يم‬ ‫‪،1‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ابارك‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عد‬
‫‪-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ ،‬كأ!أ‪4-‬‬ ‫‪42!. ،‬‬ ‫لأ‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪386‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪383‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪382‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫)‬ ‫‪434‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪i‬‬ ‫) ‪2 i‬‬ ‫‪ru‬‬ ‫!عود‬ ‫‪+‬‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫ءّ بر‬ ‫‪/‬‬ ‫ش‬ ‫لم‬ ‫!‬ ‫‪44 r‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪97‬‬ ‫عاس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عد‬

‫!‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لا‬ ‫‪84‬‬ ‫طاهر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬


‫ا‪.‬‬ ‫‪-‬إ‪+‬لم‬ ‫‪427‬‬ ‫سعرد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عد‬

‫!‬ ‫‪+‬ا‪---‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪86‬‬ ‫المتز‬ ‫بن‬ ‫اله‬ ‫عبد‬


‫‪-2،‬؟‪0،011‬‬ ‫فيصل‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عد‬
‫!ْ‪.‬اءا‬ ‫!‪-‬‬ ‫*‬ ‫‪3ْ!-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لم‬ ‫‪/‬‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫؟‬ ‫ا‬ ‫‪ 5‬صا‬ ‫ميمون‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫س‬ ‫"‬ ‫أ!‬ ‫‪5‬‬ ‫‪،434‬س‪-‬ص‪-‬‬ ‫الحيى‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬
‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫‪!1‬أ‬ ‫ءإ‬ ‫‪،‬عم‬ ‫مخئذ‬ ‫بن‬ ‫الرحمان‬ ‫عبد‬ ‫ابن خلدون‬
‫‪-‬‬ ‫"‬ ‫!‪3‬‬ ‫‪ْ-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫لأر‬ ‫!‬ ‫لا!‬ ‫"‬ ‫‪9‬؟أ‬ ‫الحنقرى‬ ‫الله‬ ‫عد‬
‫!‬ ‫إ‪!-‬‬ ‫لي‬ ‫س‬ ‫‪+‬‬ ‫ء‬ ‫ست‬ ‫خ‬ ‫؟إ‬ ‫‪43‬لم‬ ‫‪،-،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫أ‪-‬؟‬ ‫‪28‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪"9ْ!-‬‬ ‫كأ‪ْ"-/"--‬‬ ‫"‪-‬‬ ‫الىْ‬ ‫!‬ ‫‪+‬؟‬ ‫‪213‬‬ ‫والدين‬ ‫الملة‬ ‫عضد‬ ‫هـ‪!--‬‬ ‫‪.‬ءلىا‬ ‫‪،‬‬ ‫لم‬ ‫كه!!‬ ‫ء‪.‬‬ ‫‪/‬لم!‬ ‫‪Irk‬‬ ‫حن‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬

‫‪/‬‬ ‫‪-‬ا‬ ‫‪+‬ة‬ ‫‪-‬‬ ‫)‬ ‫‪..،-‬‬ ‫‪-‬ج‬ ‫أ‬ ‫"‪"،‬‬ ‫ا ‪-‬‬ ‫‪--‬ء‬ ‫ا‬ ‫‪6‬في‬ ‫‪ 2‬لكه‬ ‫‪+‬عظأء‬ ‫ادلى‬ ‫ت‬ ‫‪/‬‬ ‫*ب‬ ‫ء ‪+‬‬ ‫‪،:-‬ل!ا‬ ‫ثثط‬ ‫اللاليم!‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عد‬

‫‪*-.‬إخ!‬ ‫‪+‬ت‪:‬ت‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ا‬ ‫آ‬ ‫ش‬ ‫‪4+‬‬ ‫‪24‬‬ ‫جهل‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫عكرمة‬ ‫‪"-1‬‬ ‫طص‬ ‫هـ‪+‬‬ ‫‪-‬ء‪:‬‬ ‫لم ‪-‬ا‪،‬ك!ت‬ ‫ت‬ ‫‪942‬‬ ‫مزاحم‬ ‫بن‬ ‫اله‬ ‫عبد‬

‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-3‬ء‬ ‫‪1‬‬ ‫!‪-‬‬ ‫ء‬ ‫ء‪.‬ح!ص‬ ‫"‬ ‫ت‬ ‫‪+‬‬ ‫)‬ ‫لم‬ ‫ء!!‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫!الفلمنى!في‪/‬‬ ‫ول!لم\‬ ‫العتر!ه‬ ‫بن‬ ‫الع!في‬ ‫عبد‬

‫‪4-،‬‬ ‫لمإ‪-‬د‪-‬‬ ‫ئم‬ ‫‪3‬‬ ‫حن‬ ‫على‬ ‫"‬ ‫!لما ‪2-) ".0‬ء‪ 0‬ظمنالإ"‬ ‫ا!ر!بل!‪،‬‬ ‫ص‬ ‫أبرر‬ ‫الل!‬ ‫كهل!‬

‫إوك!‪،‬‬ ‫‪،‬إ‬ ‫ا‬ ‫كاْول‬ ‫‪2:1‬‬ ‫ث‪+‬‬ ‫ا‪،‬شغرئ‪61/‬‬ ‫آس!مماعئل‬ ‫بق‬ ‫لمحلى‬ ‫ء‬ ‫ص!‬
‫لم‬ ‫؟‬ ‫& ‪Ur‬‬ ‫‪ICY 4‬‬ ‫& ‪1o‬‬ ‫‪95 4‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪،‬‬ ‫بر؟‪،‬أ ‪!)62 ،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،138‬‬ ‫)‪Irv‬‬ ‫‪123‬‬ ‫( ‪ 22‬ا‪-‬‬ ‫‪121‬‬
‫ار!ا‪/‬‬ ‫‪12:‬‬ ‫‪.-‬س!‪.-‬‬ ‫!‬ ‫حد‪2‬حر‬ ‫‪،‬‬ ‫‪41‬‬ ‫رياد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عيد‬

‫‪،‬‬ ‫حا! ‪+‬‬ ‫كلهم‬ ‫!أ؟*هـا‪،‬‬


‫‪،‬لم‬ ‫‪.‬ا‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫لم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪، ،‬ل!‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫‪W‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ر‬ ‫"؟مفلا‬ ‫بم‬ ‫تات‬ ‫لم‬ ‫‪72‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪97‬‬ ‫مباس‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبيد‬

‫ء‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‪/‬‬ ‫!‬ ‫‪+‬‬ ‫؟‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫؟‬ ‫لى‬ ‫‪7‬‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫!م‬ ‫‪،‬ر‬ ‫!‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫!‬ ‫ء)‬

‫‪44‬‬ ‫ضرية‬ ‫عبيدبن‬


‫‪-‬رئا‬ ‫‪/‬‬ ‫لحث‬ ‫ص!‬ ‫أ‬ ‫لم‬ ‫‪7‬‬

‫‪،‬‬ ‫أ‬ ‫)‪36‬‬ ‫ا‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫"أ !‪8‬‬ ‫؟‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫لمحلئ ئنياططم‬ ‫لم‬ ‫دح!لإ‬ ‫لم)بن‬ ‫‪2‬‬
‫ة‬ ‫إ‬ ‫لما‬ ‫‪13‬‬ ‫؟‬ ‫‪/‬‬ ‫ر‬ ‫‪65‬‬ ‫العوام‬ ‫بن‬ ‫عاد‬

‫‪، ،‬في‪4‬‬ ‫ب‬ ‫‪3‬‬ ‫لَم!ه‬ ‫ثا‬ ‫دحه!‬ ‫!هيم‬ ‫‪i‬‬ ‫ثا ‪lil‬‬ ‫‪Wit ،- 6‬‬ ‫‪tv‬‬ ‫‪I‬‬ ‫"‪-‬‬ ‫ع‬ ‫‪96‬‬ ‫المطب‬ ‫بن عبد‬ ‫العباص‬
‫ما‬ ‫ثا‬ ‫لم‪+‬ئهث!‬ ‫ء‬ ‫‪+‬؟‪7‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪15+‬‬
‫ببهمذلى‪،:+‬ثم‪،‬‬ ‫لم‬ ‫‪7‬؟‬ ‫!‪9‬؟‪،‬‬ ‫‪3‬ابىءطالف‬ ‫بن‬ ‫غلى‬ ‫‪.‬‬ ‫العباص بن مرداص ‪394‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪,r‬‬ ‫‪.‬؟‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،7824‬لإ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪44‬‬ ‫لم‬ ‫‪ell‬‬ ‫ع‬ ‫‪،!56‬‬ ‫‪)IN 1,‬‬ ‫‪،‬ث!‬ ‫‪،،‬‬ ‫لأ‪3‬‬ ‫‪.‬‬

‫ا‬ ‫‪-‬ورفأ‬ ‫‪!.(-‬‬


‫ء‬‫‪/‬‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫‪+‬‬ ‫حسح!‬ ‫‪-/‬لا‬ ‫!ت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪32 8‬‬
‫ثلألألم‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫)‪1‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ذ‬ ‫!‪،‬‬ ‫‪6‬‬ ‫لم لما‪9،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫"لأ‬ ‫‪،‬كا‬ ‫لم‬ ‫‪31‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬ع‬ ‫ث‬ ‫دا‬ ‫‪.‬‬ ‫لأ‬ ‫‪3‬‬ ‫ل‬

‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الا لا‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‬ ‫‪/‬‬ ‫!‬ ‫بر‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لم‬ ‫‪37‬‬ ‫لم‬ ‫!‬ ‫‪3‬‬ ‫ا‬ ‫ثر‬ ‫ل!‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬ ‫‪28‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫"‬ ‫ط‬ ‫تْ‬ ‫!ا‬ ‫‪-،‬د‪-‬‬ ‫لم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪327‬‬ ‫تهماصب‬ ‫بن‬ ‫عباس‬

‫ح!د‬ ‫‪-‬لم‬ ‫!!‬ ‫!‬ ‫!إ"‪1،‬‬ ‫‪3+ ،‬‬ ‫‪!3‬‬ ‫البستى‬ ‫بن محن‬ ‫على‬ ‫"‬ ‫د *‬ ‫لم‪3+‬‬ ‫‪038‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪937‬‬ ‫البهاء‬ ‫عبد‬ ‫عباس‬

‫‪01‬‬ ‫اء‪/00‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ح!‬ ‫‪.-/-‬‬ ‫ولأ‬ ‫‪-‬لا‪،‬‬ ‫‪2!2‬‬ ‫الحن‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫‪+‬إ!"‬ ‫*‪:‬به!‪،‬‬ ‫؟لم‬ ‫لأ‬ ‫‪29‬‬ ‫؟‬ ‫‪!193‬‬ ‫"‪63‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ألإنىَ‬ ‫عاس‬

‫‪،‬؟ء‪.‬ول‬ ‫‪7*،‬‬ ‫اوراطذا‪،‬هـ\‪ 73‬رولم!‬ ‫الرضار‪6،‬‬ ‫بن مرص‬ ‫على‬


‫‪01‬‬ ‫‪َ-!.‬ص‬ ‫ص!إع!ا‬ ‫‪!.3‬م‬ ‫و‬ ‫لا‪،+‬‬ ‫العى ‪ّ23‬‬

‫!‪!،‬‬ ‫لم!لإ‪،‬ع‬ ‫!‬ ‫جه‪.‬‬ ‫كأ‬ ‫*‬ ‫ا‪.-‬‬ ‫ا‪.‬‬ ‫نمإ‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫صالح‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬
‫‪3---‬‬ ‫‪.-‬ا‬ ‫‪+-‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪12‬ير‬ ‫بم‬ ‫‪68‬‬ ‫صالح‬ ‫بن‬ ‫على‬
‫ط ؤ‬ ‫مس‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫‪!/‬لم‬

‫‪،‬‬ ‫‪33-،31‬‬ ‫؟‬ ‫!ْ‬ ‫ة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪91‬‬ ‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬
‫‪.-‬لأ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬إ‪-‬لا‬ ‫هـ!‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ع‬ ‫لم‬ ‫‪l‬‬ ‫‪!27‬‬ ‫الزلمجافذ‬ ‫ن‪.JJ‬‬ ‫بن‬ ‫على‬
‫‪،‬‬ ‫‪-.:.‬‬ ‫ء م!‬ ‫ط‬ ‫‪F'.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫لم‬ ‫أ‪/‬‬

‫إءَ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أجمبا!ثول‬ ‫ون‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫على‬


‫‪،‬‬ ‫‪54‬‬ ‫لم‬ ‫‪-4‬‬ ‫لم‬ ‫‪،‬‬ ‫بم‬ ‫‪29‬‬ ‫؟‬ ‫‪38‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪re‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪-‬ة‪6-:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ما‬ ‫ة‪-‬ا‬ ‫ط‬ ‫ب‬ ‫ء‪،‬‬ ‫*‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪56‬‬
‫‪2‬‬ ‫؟ِ‬ ‫!‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪185‬‬ ‫الآمدى‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫على‬

‫ا‬ ‫‪ 3‬و‬ ‫‪217‬‬ ‫القارى‬ ‫على‬ ‫نلا‬ ‫!‪--‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪282‬‬

‫!‬ ‫!‬ ‫ط‬ ‫أَ‪،‬‬ ‫‪*.،.216‬‬ ‫)‬ ‫قونيه‬ ‫( سلطان‬ ‫الدءش‬ ‫علاء‬ ‫ي!طا‬ ‫!‬ ‫‪.‬د‪-‬‬ ‫اص‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫؟‬ ‫ش‬ ‫لم‬ ‫‪21‬‬ ‫حنيف‬ ‫بن‬ ‫كمان‬

‫ك!‪،‬إ‪،‬‬ ‫‪1،‬‬ ‫"إ‪،‬‬ ‫‪W‬‬ ‫‪ 2‬ك!‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫عئمان‬ ‫ابن الحاجب‬
‫‪ .‬ت‬ ‫‪،‬‬ ‫لا‬ ‫ء‬ ‫‪َ.‬‬ ‫‪4‬؟‪*234‬ط سفدءلم"‪!-‬‬ ‫الرومى‬ ‫مصلح‬ ‫بن‬ ‫على‬

‫‪257 ،‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪.‬القرشجى‬ ‫جمبي‬ ‫ابوبى‬ ‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫‪!-‬بد‬ ‫؟م!ا!‬ ‫‪،‬‬ ‫`‪CO‬‬
‫`‪356‬‬
‫‪Y ،‬‬ ‫‪802‬‬

‫‪-‬‬ ‫ر‪-‬خ‬ ‫ث‬ ‫‪-:‬لمل‬ ‫ا‬ ‫لأ!‪:--‬‬ ‫؟‪-‬‬ ‫"‬ ‫لم‬ ‫!‬ ‫لم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪26‬‬ ‫لم‪ْ.‬‬ ‫أدله‬ ‫غبذ‬ ‫"بن‬ ‫إغلى‬
‫كا‬ ‫‪-‬أتا‬ ‫لم‪2/‬‬ ‫‪216‬‬ ‫أرطغول‬ ‫بن‬ ‫صئمان‬

‫ص‪---‬‬ ‫؟!‪3‬‬ ‫‪285!،2384 ،‬‬ ‫‪276‬‬ ‫على بن مطر‬ ‫كة‬ ‫*ت‬ ‫اا‬ ‫‪+3‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪726‬‬ ‫!‬ ‫‪( 1's‬‬ ‫‪YEA‬‬ ‫الثانى‬ ‫محثمان‬

‫‪-.!-‬كى‬ ‫لأ؟‬ ‫‪،‬و‬ ‫!‬ ‫‪292‬‬ ‫بن عامر‬ ‫على‬ ‫لم‪*!*!".‬اوته‬ ‫أ‬ ‫‪7‬لخبرين‬ ‫( ابن ظيب‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫عثان‬

‫*‪..!+‬؟‬ ‫*‬ ‫ء*‪-!--‬‬ ‫‪+‬‬ ‫ص‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬ ‫ش‬ ‫بر‬ ‫في‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ir‬‬ ‫العليس‬ ‫قللفأ‬ ‫ككيق‬ ‫ي‪-‬‬ ‫أ‬ ‫؟‬ ‫‪f‬‬ ‫!‬ ‫‪I‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪343‬‬ ‫الاوى‬ ‫عثمان‬

‫‪3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫( الجزا!مإ"‬ ‫بن محمد‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫‪3-‬إ‪.‬حدحا‬ ‫‪2‬هـ‪((+8‬‬ ‫ملا‬ ‫يدم‪3‬ء‬ ‫‪،‬لم‬ ‫‪3‬‬ ‫لأ‪+‬ا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العراقى‬ ‫الدين‬ ‫رلن‬

‫‪--‬سا‬ ‫ا‬ ‫‪!-‬ا‬ ‫‪-‬ص‬ ‫‪-‬س‬ ‫ل‪+.‬‬ ‫!‪.‬ص‬ ‫!‬ ‫‪318‬‬ ‫البكرى‬ ‫على‬ ‫ص!!‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 24‬م * ‪:+‬ا ط‪-‬‬ ‫باله ‪011‬‬ ‫العرفى‬

‫! !‪-‬ممد‬ ‫‪3،".2‬‬ ‫ضْ!‬ ‫‪8‬‬ ‫لم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ i‬ا ‪r‬‬ ‫البيوس‬ ‫على‬
‫ا‬ ‫‪!-2-(.‬تا‬ ‫ور‪3‬‬ ‫‪88‬سا‪-،-‬؟‬ ‫لم‪،‬لم‬ ‫عبدلمِائلاطملتط‪!،6‬‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫عز‬

‫ء‪-‬ء‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪/73‬‬ ‫‪،‬عْ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬و‬ ‫‪931‬‬ ‫الصميدى‬ ‫على‬ ‫‪rot‬‬ ‫العصب!ي‬
‫ا‬ ‫‪،،.‬؟عإ‬ ‫اط‬ ‫هتا‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫"‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫لم‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫‪،‬ث‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫لى‬

‫آ ‪-/َ،‬‬ ‫‪-‬د‪/‬لم؟ ‪.‬سس‪!-‬‬ ‫بر‬ ‫ت‬ ‫لم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لم‬ ‫‪+8‬‬ ‫باثا‬ ‫رفاعة‬ ‫طى‬ ‫‪114‬‬ ‫الدولة‬ ‫عضد‬

‫برط‪f 5 b‬‬
‫ا‬ ‫‪* ،‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المين النورى‬ ‫ضهاب‬ ‫باضا '‪fly‬‬ ‫مبارك‬ ‫على‬

‫‪221‬‬ ‫الحاهى محر‬ ‫فو!لغولرص‬ ‫‪35‬‬ ‫‪e‬‬ ‫*‬ ‫‪343‬‬ ‫)‬ ‫الأضرات‬ ‫( يب‬ ‫البكرى‬ ‫على‬

‫بن أيى نجلان ‪ov‬‬ ‫علان‬ ‫على خليفة ‪rtr‬‬

‫) ‪416‬‬ ‫‪-‬ا ‪38‬‬ ‫( ‪374‬‬ ‫‪355‬‬ ‫الباب عررا محلى محمد‬


‫)‬ ‫الناء‬ ‫(‬

‫‪9‬‬ ‫و بن صاد‬ ‫‪,‬‬


‫"‬ ‫‪011 ،‬‬ ‫‪i11‬‬ ‫‪1r1‬‬ ‫اللام‬ ‫محلبه‬ ‫محمد‬ ‫بنت‬ ‫فاطمة‬

‫‪،‬‬ ‫‪023‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪922‬‬ ‫"‬ ‫‪91‬‬ ‫"‬ ‫‪11‬‬ ‫كبر‬ ‫بن‬ ‫الد!ن‬
‫‪،17‬‬

‫‪238 ،‬‬ ‫‪2+‬‬


‫بن مصد‬ ‫‪ -‬محمد‬ ‫الفاراص‬
‫"‬ ‫‪"46‬‬ ‫‪91 ،‬‬ ‫‪14‬‬ ‫"‪13‬‬ ‫‪fill‬‬ ‫المزيز‬ ‫محمر بن عد‬
‫فاما ‪TV1‬‬ ‫فاصكولى‬
‫‪،‬‬ ‫‪401‬‬ ‫‪Lit 5‬‬ ‫‪57 ،‬‬ ‫" ‪56‬‬ ‫‪55 5‬‬ ‫" ‪94‬‬ ‫‪،8‬‬ ‫‪،،7‬‬
‫المصرى ‪392‬‬ ‫لايد‬
‫‪254 ،‬‬ ‫" ‪238‬‬ ‫‪237 ،‬‬ ‫‪915 5‬‬ ‫‪158 5‬‬ ‫‪501،601‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الأول‬ ‫طروق‬
‫)‬ ‫‪923 -‬‬ ‫( ‪2+‬‬ ‫‪223 ، 12‬‬ ‫بن رصلان ابليى‬ ‫صر‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫لأ‬
‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪353‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫باض!‬ ‫فياد‬
‫"‬ ‫‪25‬‬ ‫"‬ ‫‪24‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪02 ،‬‬ ‫‪91‬‬ ‫ا!اب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬

‫‪393‬‬ ‫نجت احمد فر‬


‫‪si‬‬ ‫خية‬
‫‪،‬‬ ‫‪35 ،‬‬ ‫‪+ ،‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪053‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪92 ،‬‬ ‫‪28 ،‬‬ ‫‪27 5‬‬ ‫‪26‬‬

‫بن عر‬ ‫الفنر الرارى ‪ -‬محصد‬ ‫‪،62 5‬‬ ‫‪56 5‬‬ ‫‪54 5‬‬ ‫‪94،‬‬ ‫‪47"465‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪0‬‬ ‫"‬ ‫" ‪+‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البن‬ ‫فرتجد‬ ‫‪%r .‬‬ ‫‪،‬‬ ‫( ‪TAI‬‬ ‫‪!1r ،‬‬ ‫" ‪501‬‬ ‫‪01 0‬‬ ‫& ‪84،‬‬ ‫‪A1&-V‬‬

‫فرمحون ‪136‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪36‬‬ ‫بن الماص‬ ‫ع!رو‬

‫‪282 ،‬‬ ‫‪027 ،‬‬ ‫‪926 5‬‬ ‫‪248‬‬ ‫نر!تد لداص‬


‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بن أبى وكاص‬ ‫محمرو بن صعد‬
‫" ‪281‬‬ ‫الأول ‪272‬‬ ‫فريخى‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بن العاعى‬ ‫عمرو بن شد‬
‫* ‪2‬‬ ‫)‬ ‫أبر محوبا‬ ‫(‬ ‫فرلريك‬
‫‪749‬‬ ‫عمران بن حد!‬
‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فرلريبو ضيزى‬
‫عمر بن النارف! هه ا ‪245 ،‬‬
‫‪792 ، 2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫يكون‬ ‫لرنجى‬

‫لرمرمك اثاش ‪322‬‬ ‫‪918‬‬ ‫الصدردى‬ ‫صر‬ ‫الدكأ‬ ‫ضهاب‬

‫ائثى ‪345‬‬ ‫نرنجى‬ ‫الأول ‪392‬‬ ‫عمانوليل‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الفضل بن ا!يغ ‪95‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الاش‬ ‫محملأيوليل‬

‫‪145‬‬ ‫الفدل بن على بن حزم‬


‫‪e‬‬ ‫‪92‬‬ ‫عمر بن صيم‬
‫‪235‬‬ ‫النضل بن ياض‬
‫اللط!ف ‪942‬‬ ‫محمر بن عد‬
‫وقيلون ‪492‬‬
‫‪tit ،‬‬ ‫‪418 ،‬‬ ‫‪415‬‬ ‫ميه اللام ‪،+9، 12‬‬ ‫عى‬
‫‪,.vI Isi‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪+‬‬ ‫عية بن حصن‬
‫‪4،3 ،‬‬ ‫‪322 5‬‬ ‫‪321‬‬ ‫فرنر‬

‫" ‪275‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪VA‬‬ ‫ثافورت‬ ‫العيئ ‪242‬‬

‫‪364 5‬‬ ‫‪34،‬‬ ‫يكول!ا‬ ‫الملكة‬ ‫‪!ft " 443‬‬ ‫بن موص‬ ‫يى‬

‫‪try ،‬‬ ‫‪)92‬‬ ‫اللوض‬ ‫فيمل‬ ‫(الون)‬

‫ال!فى‪9‬‬ ‫بق بد‬ ‫نجصل‬


‫بن محمد‬ ‫النزالى ‪ -‬مح!د‬
‫ا !تلى)‬
‫" ‪892‬‬ ‫فليلو ‪792‬‬
‫‪، 9 ، li‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪11‬‬ ‫بن مصد‬ ‫‪3‬‬ ‫القا‬

‫فيرم الأول ‪345‬‬


‫‪012‬‬ ‫‪5‬‬ ‫" ‪011‬‬ ‫‪114 5‬‬ ‫‪14 ،‬‬ ‫باطه ‪11‬‬ ‫القامر‬

‫)‬ ‫‪941 -‬‬ ‫( ‪415‬‬ ‫فلام أحمد ‪793‬‬

‫‪456‬‬
‫‪ p‬لرى ‪64511‬‬ ‫التا‪+‬ى ‪257‬‬

‫لوكى اطاث! عثر ‪248‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ينيى‬ ‫الأشرلى‬

‫‪218‬‬ ‫ثر‬ ‫الرابع‬ ‫لوص‬ ‫‪026‬‬ ‫بن (برايم‬ ‫القاصم‬

‫‪492‬‬ ‫‪; j‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اتونى‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫فاصم‬

‫‪345‬‬ ‫لوير الا!س عر‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫امن بك‬ ‫‪3‬‬ ‫قا‬

‫انالت ‪53‬‬ ‫لبر‬ ‫محمو‪،‬‬ ‫المولى‬ ‫باضا بن‬ ‫‪ -‬موص‬ ‫رارر الرومى‬ ‫فاض‬

‫القباب ‪158‬‬ ‫العبمى‬ ‫ابو‬


‫يو لربع‬

‫‪%I‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العامرية‬ ‫يلى‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫كم بن عاس‬

‫‪592‬‬ ‫ليوص‬ ‫‪2 +‬‬ ‫الفرطى‬

‫هه‪2‬‬ ‫ليرضى‬ ‫الناضى ‪803‬‬


‫‪YA9‬‬ ‫يز‬ ‫قز ‪091‬‬ ‫المنلض‬

‫للم‬ ‫ا‬
‫‪1،3‬‬ ‫المنصور*وون ‪،034‬‬

‫"‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫يا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬ ‫لفف‬ ‫ا‬ ‫(‬ ‫لك‬ ‫ما‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العاعى‬ ‫بن اى‬ ‫نجى‬

‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪).‬‬ ‫‪(ILO‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫!لبمرى‬ ‫جى‬ ‫صر‬ ‫ما‬ ‫الابع ‪248‬‬ ‫كارلوس‬

‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫موص‬ ‫ما‬


‫* ‪2‬‬ ‫كلأيبان‬ ‫الكارمنالا‬

‫افى بن هارون‬ ‫‪ -‬بد‬ ‫المأمون‬ ‫‪592 ،‬‬ ‫الأول ‪492‬‬ ‫كارلوص‬

‫‪991‬‬ ‫المي العرض‬ ‫اثانى ‪592‬‬ ‫وس‬ ‫كارل‬

‫‪01 8 ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4 5‬‬ ‫‪39 ،‬‬ ‫" ‪85‬‬ ‫‪84 "/‬‬ ‫‪83‬‬ ‫ا!وكل‬ ‫‪323‬‬ ‫!ايخة‬ ‫كلأ!نا‬

‫‪558،‬‬ ‫‪48 ،‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اللام‬ ‫عيه‬ ‫سع!د‬ ‫‪+‬‬ ‫‪،‬‬ ‫كاطم الرضى‬
‫‪043‬‬ ‫‪،‬‬ ‫" ‪416‬‬ ‫‪103 5‬‬ ‫‪281،‬‬ ‫‪026‬‬ ‫‪01 7‬‬ ‫كرلحان‬

‫‪-‬‬ ‫‪06( 64 ،‬‬ ‫‪11 8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الئافس‬ ‫بن (!رص‬ ‫مصد‬ ‫س‬ ‫كركن خان‬

‫"‬ ‫‪23، ،‬‬ ‫" ‪182‬‬ ‫‪171 5‬‬ ‫‪016‬‬ ‫‪1520 ، 1‬‬ ‫) ‪20‬‬ ‫‪75‬‬ ‫يخرور‬ ‫معروف بن‬ ‫الكرش ‪-‬‬
‫‪، 03 9 5‬‬ ‫‪276 ،‬‬ ‫‪026‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪258،‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪52*5‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪322‬‬ ‫كك‬
‫"‪412‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪171‬‬ ‫امثى‬ ‫الددن‬ ‫ل!‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بن ابلر‬ ‫محمد‬ ‫‪191‬‬ ‫كليحان الرد‬

‫ا‬ ‫( ‪+‬‬ ‫‪1365‬‬ ‫‪134 ،‬‬ ‫الغزالى ‪12‬‬ ‫بن محمد‬ ‫عحمد‬ ‫‪691‬‬ ‫كحال اللين بن !ونى‬

‫‪،‬‬ ‫" *ا‬ ‫‪172 ،‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪916،‬‬ ‫‪1685162)14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫)‬ ‫كحال‬ ‫ممطنى‬ ‫( ياذ‬ ‫كمال‬

‫‪5227 ،‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20 1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪UAL‬‬ ‫؟‪18‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪08‬؟‬ ‫بن اسحاق‬ ‫‪ -‬دعقوب‬ ‫الكدى‬

‫‪،،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪5 938 ،‬‬ ‫‪rya‬‬ ‫‪، 803 ، 1r‬‬


‫‪6!, 228‬‬ ‫كوبوس‬ ‫كولجوس ‪! -‬صترلى‬
‫‪fly ،2 4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪892 ،‬‬ ‫‪792 ،‬‬ ‫‪281 ،‬‬ ‫‪275‬‬ ‫كوبريخكوس‬

‫‪1645‬‬ ‫" ‪163‬‬ ‫‪12‬‬ ‫بن عمر‬ ‫الننر الرارى محمد‬ ‫‪492‬‬ ‫كونلى‬

‫‪227 ،‬‬ ‫" ‪226‬‬ ‫)‪791‬‬ ‫( ‪*- 017‬ا‬ ‫كويير ‪492‬‬

‫على ‪185،591، 12‬‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫ابن دنبق البد‬ ‫‪ -‬ريرايم بن حن‬ ‫الكوراكأ‬

‫(‪211023852345225)302-802‬‬ ‫‪34‬‬ ‫يا‬ ‫باضا‬ ‫كوضك حن‬


‫‪،‬‬ ‫‪TVA‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪276 ،‬‬ ‫‪12‬‬ ‫لمرملى‬ ‫بن ا!سد‬ ‫محصد‬ ‫)‬ ‫( اللاآ‬

‫‪303 5‬‬ ‫) ‪TAI‬‬ ‫‪ -‬؟‪28‬‬ ‫‪(TOr‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4 5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫لابخا‬ ‫اللطان‬

‫‪،938،*2‬‬ ‫محمدبله ‪،512،35351،355‬ا*ه‬ ‫‪5r‬‬ ‫الجركى‬ ‫لاجن‬


‫( ‪،604 ) 504 - 993‬‬ ‫‪"192539453975393‬‬ ‫‪275 5‬‬ ‫لاون العاثر *‪2‬‬

‫&‪fifilIT‬‬ ‫‪ML f!1if!A‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لانرتى‬

‫‪457‬‬
‫‪:‬ام‬ ‫ا ‪+‬د‬ ‫!"ْ‬ ‫!"‬ ‫‪801‬‬ ‫ثلار‬ ‫بن‬ ‫موصى‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫*جمإي!""‬ ‫لأ‬ ‫‪6.3ْ:39‬‬ ‫بكر‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫ابن القيم محمد‬

‫‪-‬‬ ‫‪"!8‬أ‬ ‫لأ‬ ‫‪331 ،:‬‬ ‫الفارابى ‪? i!i‬‬ ‫بن محمد‬ ‫محمد‬ ‫!‬ ‫‪.-8‬؟أ‪.‬‬ ‫‪،-23،)،2+ -‬‬ ‫‪922 ( ،‬‬ ‫‪223 ،‬‬ ‫‪102‬‬

‫*‪-."-‬‬ ‫حلا‬ ‫‪041‬‬ ‫ا‬ ‫‪-‬ب‬ ‫)!‬ ‫‪/-‬‬ ‫م‬ ‫‪142‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪141‬‬ ‫)‬ ‫‪126‬‬ ‫ما‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪/‬؟أْر‬ ‫لأ‬ ‫‪7‬‬ ‫ف‬ ‫ول‬ ‫‪83‬‬ ‫لأ‬ ‫البركوى‪2‬‬ ‫على‬ ‫بير‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫‪-‬برلم‬ ‫*لم‬ ‫‪!*:‬‬ ‫ء‬ ‫‪-‬‬ ‫)‬ ‫‪287‬‬


‫حىأء‬ ‫ءا؟‬ ‫‪.‬‬ ‫لم‬ ‫‪.،‬‬ ‫‪.‬لى‬ ‫"‬ ‫‪*-..‬ض‬ ‫ء‬ ‫‪-‬‬ ‫ص‬ ‫‪115‬‬ ‫طغج‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫ل!؟ ‪-‬لة‬ ‫؟ ث‬ ‫د‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪115‬‬ ‫بن شككين‬ ‫محمود‬ ‫‪-‬كلأ‪ !-‬يهيبع)‬ ‫ف لإى(‬ ‫الوهماب ‪،+3‬‬ ‫بن عد‬ ‫محمد‬

‫‪،‬حم!ذ‬ ‫‪-‬اء‬ ‫!‬ ‫؟ *‪+‬م‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪!-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫س‪،‬‬ ‫‪!3+‬‬ ‫ء‬ ‫‪،.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫عكل!ره‬ ‫خصبهق‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫إِ‬ ‫كل‪.-‬أ‬ ‫‪+.-‬‬ ‫‪426‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪+5‬‬

‫* ؟‬ ‫ا‬ ‫!‪-.‬حى‬ ‫!‬ ‫‪3،1‬ف‬ ‫ح‪!،‬لما‬ ‫الم‬ ‫ا‬ ‫الإقلانى‬ ‫الطب‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫معأ"!ط‬ ‫‪353،‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫باشا ‪13‬‬ ‫امبن كالى‬ ‫محمد‬

‫‪/‬ث‬ ‫‪-2--‬‬ ‫‪-.‬لى‪-‬‬ ‫‪،Y‬لم‬


‫‪1 0‬‬ ‫حمدون‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫لم‪.،‬لى!يط!ا‪،‬لا؟‪3‬‬ ‫ا‬ ‫‪3‬‬ ‫الوكانى‬ ‫الله‬ ‫بن عبد‬ ‫محمد‬

‫لا‪/،‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ص‬ ‫!!‪1‬‬ ‫لماّ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المقدص‬ ‫نمر‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪- -‬لا‬ ‫؟‪-3‬‬ ‫‪)358‬‬ ‫( ‪-356‬‬

‫ا‬ ‫‪ ---‬ث‬ ‫"‬ ‫م‬ ‫‪013‬‬ ‫شاه‬ ‫ملك‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫!! ص!‪2‬‬
‫لى‬ ‫لأ‪،‬لم‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بن (براهيم ‪13‬‬ ‫ابن الورير محمد‬

‫"م‬ ‫"إفي‬ ‫‪3‬‬ ‫ْ‪/‬‬ ‫‪14‬‬


‫محمد بن الحن المذحجى ‪*+o‬‬ ‫‪--‬با‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‪/‬‬ ‫‪rot ،31% (Yl13-‬‬

‫سسا‬ ‫‪/‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪.‬صص!‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬لم‬ ‫د‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3158‬‬ ‫تومرت‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ron‬‬ ‫ك ‪338،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫يب!‪،،‬‬ ‫ل‬ ‫‪i‬‬ ‫باشا ‪3‬‬ ‫على‬ ‫محمد‬

‫‪!o‬هه‪3 f ،،‬‬
‫أصمط"اول *‬ ‫‪2‬‬ ‫بن‬ ‫الحفيد محمد‬ ‫ابن رثد‬ ‫‪،-/‬‬ ‫ضَ‪!.-‬‬ ‫س‬ ‫)‬ ‫!‪/!*..‬‬ ‫‪،‬‬ ‫!لاكو‬ ‫) ‪:،!/*9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫لإ‬ ‫‪3‬‬ ‫لى‬ ‫‪-‬‬ ‫م!‪3‬فى‬ ‫‪4‬‬ ‫سلا‬ ‫‪!5‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪،2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا ‪1،391‬‬ ‫إا!هآئق!إ‬ ‫‪96‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪v11‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪) ْ73‬‬ ‫‪03،+،‬‬ ‫ر‬ ‫؟‪383‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪3‬‬ ‫النوسى‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫‪،3‬ا‪-‬‬ ‫بر‬ ‫ا‪-4-‬‬ ‫بر!هـه‪00+‬‬ ‫أ‬ ‫‪3،‬‬ ‫‪793‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪247‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪232‬‬ ‫صيمم!‪،.‬‬ ‫صت!ا‪1/‬‬ ‫برول‬ ‫الدبن الأفغانى محمد‬ ‫جمال‬

‫ا‪-‬س‬ ‫ا"‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪"!،‬ا*اْ‬ ‫أ!‬ ‫ا‬ ‫‪68‬‬ ‫رنكى‬ ‫بن‬ ‫صحمود‬ ‫الدين‬ ‫نور‬ ‫‪،3!9،‬هـد؟ءيه‪،‬‬ ‫‪378‬‬ ‫)‬ ‫‪3* - 370‬‬ ‫(‬ ‫‪803 ،‬‬ ‫‪503‬‬

‫ا‪--‬هـ‪91!،+‬‬ ‫غبدذا!‪63‬‬ ‫محتَذ‪-‬بن‬ ‫الادريى‬ ‫الثريف‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫‪!.‬وإ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ون ‪- t‬ء‬ ‫؟ط‬ ‫‪*.،-‬ا‪*-‬‬ ‫‪i . .‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪993‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪riv‬‬

‫‪،‬هـ)‪1،‬‬ ‫‪!.-‬‬ ‫إس‪-‬ا*‪.‬ر‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ير‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫‪438‬‬ ‫&‬ ‫‪414‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪904‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪/‬ا‪-‬ر‬ ‫هـا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،،-."،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫الم‬ ‫؟‬ ‫)‬ ‫‪175‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪174‬‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫‪ْ-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.-‬إ(س‬ ‫( ْ!‪3‬‬ ‫‪16 o‬‬ ‫المؤمن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪.‬ء‬ ‫د‪،.‬‬ ‫اثلا‬ ‫!الم ‪،‬‬ ‫(ا‪،.‬‬ ‫!مدي!واررفئ‬ ‫بكل‬ ‫أبر‬

‫!‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ .‬جم!‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لأ‬ ‫‪701‬‬ ‫تك!‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫خواررم‬ ‫‪،،‬‬ ‫‪AA‬سلأ‪،.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪9-‬‬ ‫‪"/،-44-‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫زرأ‬ ‫‪2‬‬ ‫ز!ثنيد ر‪2‬صما‬ ‫محمد‬

‫‪-‬‬ ‫ت‬ ‫""‬ ‫‪/‬‬ ‫‪184‬‬ ‫النصرى‬ ‫بن يوصف‬ ‫محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫*كم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 3‬ك!‬ ‫لم‬ ‫*‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪27" 5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪! ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪1 64‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫!‬ ‫‪،‬‬ ‫!؟‬ ‫‪،‬ة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪188‬‬ ‫على‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫ابن العربى‬ ‫*‪-‬ءرر!‪-‬‬ ‫بر‬ ‫‪793‬‬ ‫‪،+3‬‬ ‫ا‪"-‬ا‬ ‫به!‪.‬‬ ‫‪ ،‬ب!ء‪3‬‬ ‫‪،33‬‬ ‫ئه‬ ‫‪،‬أم‬ ‫‪325‬‬

‫‪417 -41.6‬‬ ‫ء‪.‬‬ ‫‪،5-824‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪923 ،‬‬ ‫‪238‬‬ ‫)‬ ‫‪214‬‬ ‫(‪-902‬‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪/‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪tit‬‬ ‫!‪).012‬‬

‫‪115‬‬ ‫بن محمد‬ ‫الدين الرومى محمد‬ ‫جلال‬ ‫‪6‬؟‪،‬‬ ‫ء‬ ‫لأ‪،!.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،.!96‬‬ ‫‪،:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الزكرى‬ ‫ع!اب‬ ‫بن‬ ‫مخمايم‬

‫‪.‬‬ ‫‪،/‬‬ ‫بن صالمْ ‪-،491‬إ‬ ‫محمد‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫! َ‪-‬‬ ‫"‬ ‫‪4 A‬‬ ‫حزم‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫ص! ا( ‪--\69‬‬ ‫بن مصيذ‬ ‫محمد‬ ‫نصبر الدين الطوص‬ ‫و‬ ‫*‬ ‫‪-‬ا‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫‪-.‬‬ ‫"‬ ‫‪20‬‬ ‫الفزارى‬ ‫ابراهيم‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫‪-‬لم‬ ‫‪3‬‬ ‫ء‬ ‫هـ‪.‬‬ ‫ا‪.‬ط‬ ‫‪-- 3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‬ ‫‪91‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪.---‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬ ‫!‪.‬‬ ‫أمه‬ ‫أعن‬ ‫بن‬ ‫اثه‬ ‫عبد‬ ‫بق‬ ‫ئضمد‬

‫‪-03‬‬ ‫؟‬ ‫‪،‬لأ‬ ‫ء!‬ ‫?‬ ‫؟خ!د‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،8‬‬ ‫فلاوو‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫؟‬ ‫''‪10,1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪61‬لم‬ ‫لم‬ ‫ة‬ ‫‪3/‬‬ ‫!‬ ‫لى‬ ‫‪،‬‬ ‫فياه‬ ‫طقية‬ ‫بن‬ ‫صئافذ‬

‫!‬ ‫‪-.‬‬ ‫!* ‪-"44‬س‬ ‫البخارفى جمم‬ ‫بن محمد‬ ‫محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫!عْ‬ ‫‪2‬‬ ‫س‬ ‫كهط‪/‬‬ ‫غباس‬ ‫بق‬ ‫‪،‬لثه‬ ‫عنهبلى‬ ‫بن‬ ‫صخئد‬

‫‪ -‬لم‬ ‫"‬ ‫‪-.‬ب‬ ‫الفلالح‬ ‫محمد‬ ‫‪ْ" 3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫!ْ‬ ‫‪4‬‬ ‫‪42‬‬ ‫!‪،‬‬ ‫‪7‬مه‬ ‫النضؤو‬ ‫لق‬ ‫صحمد‪،-‬المهدقْ‬

‫‪-‬‬ ‫)‬ ‫كا‬ ‫‪+‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫!‬ ‫"‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫!‬ ‫‪"،‬‬ ‫*‬ ‫ء‬ ‫!‬ ‫‪51‬؟‪ْ6‬‬ ‫غازافى‬ ‫محمود‬ ‫ظ‬ ‫ؤ‬ ‫ا‬ ‫"‬ ‫‪65‬‬ ‫الرضيد‬ ‫هارون‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الأمين‬

‫‪.‬ء !لم‬ ‫‪ 52‬؟‬ ‫‪CIA‬‬ ‫الناس‬ ‫سيد‬ ‫بن‬ ‫بن محمد‬ ‫محمد‬ ‫ححع!!‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫‪-،‬‬ ‫طم!ء‬ ‫!للا‬ ‫)‬ ‫لفتن‬ ‫‪93‬‬ ‫بق!لم!سن‬ ‫ْ!ضد‬

‫‪+--..‬‬ ‫د‬ ‫نم‬ ‫لم‪9/‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الدفيسرى‬ ‫احمد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫ا‬ ‫*‬ ‫"ا‬ ‫‪+‬‬ ‫لم‬ ‫!‪/‬‬ ‫*‬ ‫‪/‬‬ ‫إ‬ ‫لم‬ ‫‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪"81‬‬ ‫الحئلا‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫ت‪-+‬‬ ‫!‬ ‫‪091‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬ءإ!‬ ‫‪-‬‬ ‫المرص!‪.‬؟‪،-22‬‬ ‫احمد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪-‬صا‬ ‫‪:4+‬ا‬ ‫ص‬ ‫!‬ ‫‪!-‬ط‬ ‫!‪!،-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬ ‫‪8‬‬ ‫بنا!‪،‬بخراهينم‪.-‬في‬ ‫مخف!‬

‫‪-،‬إ"‪-- -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫س‬ ‫فى‬ ‫‪22 o‬‬ ‫عرفة‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫(‬ ‫إ‬ ‫؟ا‬ ‫‪3‬‬ ‫‪،-‬‬ ‫لو!لقلمول ‪"6. ،‬‬ ‫بق !هاورق‬ ‫المهتدئ فصذ‬

‫!‬ ‫‪.‬ئى‪/‬‬ ‫‪َْ،‬‬ ‫‪241‬؟‬ ‫الاوى‬ ‫محمد‬ ‫ء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪ -‬ا‬ ‫سع‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫‪"-‬لمه‬ ‫*‬ ‫!( ‪،‬‬ ‫ر‬ ‫!‬ ‫س‬ ‫لم)‬ ‫؟‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫إهـ‬ ‫‪1‬‬ ‫لأ‬ ‫؟‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬

‫‪/.، .‬لمرو!‬ ‫‪َ*"3‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪64‬‬ ‫ا‬ ‫الحكى؟‬ ‫الدين محمد‬ ‫ضصى‬ ‫!‬ ‫لم‪"+‬‬ ‫أ ‪،‬لم"‪-‬‬ ‫‪،،t‬؟ول‬
‫‪8‬‬ ‫البرئ‬ ‫بن جرير‬ ‫محمد‬

‫‪،7-:‬‬ ‫*أَ‬ ‫‪0/3-+-،‬‬ ‫م‪+‬‬ ‫!‬ ‫‪2‬‬ ‫‪i‬‬ ‫الفنارى ‪3‬‬ ‫حمزة‬ ‫بن‬ ‫محمد‬
‫!‬ ‫!‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إ‪".3‬ط!‬ ‫‪،‬‬ ‫لم‬ ‫"‬ ‫ر‬ ‫لم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪4‬‬ ‫له‬ ‫‪،‬‬ ‫ير‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نجآلمذأود*‪82‬‬ ‫طحط‬

‫‪ْ،‬‬ ‫اَ‬ ‫ى‬ ‫*إ‪.‬ةلأ‪-‬سا‬ ‫لم!‪-‬‬ ‫لم‬ ‫الكافيجى"!‪24‬‬ ‫سيمان‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫لاا‬ ‫نم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نم‬ ‫‪6‬‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫"‪+‬لم‬ ‫'‬ ‫‪P‬‬ ‫!‬ ‫لم ‪ً،‬‬ ‫لألأ‬ ‫طمر‬ ‫لنش‬ ‫‪.‬نحت!‬

‫‪:‬‬ ‫أ‪ً:‬‬ ‫لا‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫!لماْ‬ ‫‪244‬؟"‬ ‫الروانى‬ ‫الدين‬ ‫مراهم‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫)‬ ‫‪,‬ا‬ ‫'‬ ‫ئام!‬ ‫ت‬ ‫لأ‬ ‫لأ‬ ‫‪/‬ة‬ ‫‪11‬أ‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع!م‬ ‫‪،‬لأه‬ ‫الرارئ‬ ‫ركريا‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫‪4‬‬ ‫كوفيه‬
‫ننا‪-‬ظ*‬ ‫ا‪6-‬‬ ‫‪*/‬ول‬ ‫‪ 99."12‬ب! ‪،‬ي!‪-.‬‬ ‫‪093‬‬ ‫(براهيم‬ ‫حافظ‬ ‫محمد‬ ‫"ح!‪001‬‬ ‫‪.+‬‬ ‫ا‪-‬‬ ‫حى‬ ‫!‬ ‫‪/‬‬ ‫لم‬ ‫!‬ ‫ل!‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الأول‬ ‫محمد‬ ‫ال!لطان‬

‫أمم!‪،‬ا‪-‬طمملت!ه‬ ‫ال‬ ‫‪ 7 3، 9f‬ك!أ‬


‫المراغى‬ ‫ممطفى‬ ‫محمد‬ ‫‪.،‬ء‬ ‫!‪-‬و‪-‬إ‪1،-‬‬ ‫؟‬ ‫ث‬ ‫‪،4‬‬ ‫‪!.‬‬ ‫كا ‪-‬‬ ‫صقلى‬ ‫باضا‬ ‫محمد‬

‫ول‬ ‫!ن!‪5‬‬ ‫"إا‬ ‫‪.‬‬ ‫!ه‬ ‫برص‬ ‫لم‬ ‫‪593‬‬ ‫وجدى‬ ‫فريد‬ ‫محمد‬ ‫س‪ْ--‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫لى‪.‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪.‬‬ ‫!‪/‬ت‬ ‫)‬ ‫لا"‪،‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪Yll‬‬ ‫&‬ ‫المغر‬ ‫محمد‬

‫ء‬ ‫‪-‬ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.‬ء‬ ‫‪/‬ء‬ ‫س‬ ‫‪\7‬ئإ"ا‬ ‫الحلوتى‬ ‫الدين‬ ‫كريم‬ ‫محمد‬
‫!نمدممه‬ ‫لأ‪-%‬أ‬ ‫لم‬ ‫ا‬ ‫‪+‬‬ ‫‪941‬‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫المولى‬ ‫‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪-‬م‬

‫‪ 13‬ر!حلدص!‬ ‫إغحد‬ ‫لا‬ ‫‪!+‬‬ ‫‪942‬‬ ‫اللطبف‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪-%+،‬‬ ‫"ا‪:‬حس‬ ‫‪22 +‬‬ ‫‪YAI. ،‬‬ ‫‪276‬‬ ‫ابهنى‬ ‫محمد‬

‫‪1 1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪028‬‬ ‫اللقانى‬ ‫محمد‬


‫ا!لثح!‬ ‫ا؟ط!‬ ‫‪/‬ب‬ ‫لم‬ ‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بن ابراهيم ‪4 92‬‬ ‫محمد‬ ‫‪0‬‬

‫‪!!.‬‬ ‫!مص‪!--‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ،‬بهدد‬


‫‪-‬مم!‪،‬‬ ‫‪!/‬‬ ‫لمءت‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫‪!:‬طه‬ ‫‪"92‬‬ ‫الاوى‬ ‫بن عثمان‬ ‫محمد‬ ‫! !‪،+-‬‬ ‫‪.-‬حد‬ ‫‪2‬‬ ‫‪028‬‬ ‫الديروطى‬ ‫مح!د‬

‫‪ -‬تنته‬ ‫لئ‬ ‫‪!.‬‬ ‫لى‬ ‫ات‬ ‫‪c‬‬ ‫لم‬ ‫‪7‬‬ ‫!! ! ‪+‬‬ ‫‪6‬أ‬ ‫‪+‬‬ ‫)‬ ‫ا‬ ‫لملاا‬ ‫مجي‪92‬يلى‬ ‫‪. -‬‬ ‫‪..-‬‬ ‫باضا ‪YAI‬‬ ‫صحد‬ ‫الورلر‬
‫) ى ‪-‬المرر!‬ ‫"‬ ‫‪،‬‬ ‫ء*‬ ‫‪ .‬ت ف‬

‫!مدور‬ ‫‪-‬‬ ‫اكا‬ ‫‪+‬ة‪/:/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫العيد‬ ‫الدين بن دقيق‬ ‫مجد‬ ‫ا‬ ‫ث ‪+---‬‬ ‫!‬ ‫حف‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫"‪.‬‬ ‫ط‬ ‫‪/‬‬ ‫ء‬ ‫د‬ ‫*‬ ‫لم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8،‬‬ ‫افال!‬ ‫بهمِل!‬

‫ث!مد!‬ ‫ول اظ‬ ‫! ‪-‬د‬ ‫لم‬ ‫‪-2‬‬ ‫ار‬ ‫لا‬ ‫القامول!‬ ‫المجد صاحب‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫‪،‬‬ ‫؟‪7‬‬ ‫!‬ ‫لم‪8‬‬ ‫!‬ ‫‪1AA‬‬ ‫أحمد‬ ‫اللطان‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫‪--‬؟"‬ ‫هـ*‬ ‫ا‪-.2‬‬ ‫لا‬ ‫بْد!‬ ‫)‪1‬‬ ‫؟‬ ‫لأآا‬ ‫الصءا؟‪8‬‬ ‫بهد‬
‫لمآ‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫ث‬ ‫؟‬ ‫‪+‬حذا‬ ‫!‬ ‫لم‬ ‫لما‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مخارق‬

‫! جظا‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫مدحت‬ ‫أحمد‬ ‫باضا ‪-‬‬ ‫مدحت‬ ‫يه‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫ررحم!"‪،‬أ‬ ‫آه‬ ‫‪YM‬‬ ‫باشا كوبر‪jt‬‬ ‫محمد‬

‫صلالا!‬ ‫صل‪ .‬ب‬ ‫‪!،3""/‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الحينى الزبيدى ‪12‬‬ ‫صتضى‬ ‫ا‬ ‫في ‪،‬‬ ‫‪ 8‬؟‬ ‫‪292‬‬ ‫الأحمدى‬ ‫محمد‬

‫ثىف‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫ط‬ ‫!‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Ali ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫)‬ ‫لرض‬ ‫ا‬ ‫( اخو‬ ‫لمرتض‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ول‬ ‫لم ‪ 5‬ل!‬ ‫الخلبل‬ ‫محمد‬

‫!نكثش ‪42‬؟ب!‪!4‬م!‪"-‬‬ ‫‪ 4‬ثرثه‬ ‫‪" e‬اه للا‪P‬‬ ‫! ‪-‬شكل‪11،‬‬ ‫*‬ ‫‪*-‬‬ ‫ا‬ ‫نملأ‬ ‫*‬ ‫‪-‬‬ ‫‪/\3‬ن‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الدين‬ ‫سفى‬ ‫محمد‬

‫لم‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫إ‬ ‫يبما‬


‫"‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫لم‬ ‫لم‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مريان!‬ ‫هـ!‪،*-‬‬ ‫أ آ ‪-‬انخص‪/‬‬ ‫لَم‬ ‫لم‬ ‫‪03 0‬‬ ‫عزام‬ ‫بن‬ ‫مصد‬

‫لأور‪"-‬‬ ‫ج‪-‬‬ ‫‪-6:،‬‬ ‫‪2،-‬‬ ‫اضماإس!‬ ‫‪+65‬‬ ‫‪!،‬للا‬ ‫في؟مسلا‪5،‬‬ ‫ير‪،‬اق‬ ‫كه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫م!‬ ‫اط‬ ‫‪ *-/‬لث‬ ‫ا‬ ‫‪3‬لا ؟‬ ‫ككملىت‬ ‫"!ا محد ‪ ،‬لأفما‬ ‫بن‬ ‫ك!دَ‬

‫‪2‬‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫لم‬ ‫لأ‬ ‫!‬ ‫‪.-‬‬ ‫!‬ ‫لى‬ ‫!‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪06‬‬ ‫)‬ ‫المامرن‬ ‫أم‬ ‫(‬ ‫مراجل‬ ‫هـول‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ر‬ ‫*‬ ‫‪!-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫؟‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القيم‬ ‫محمد‬

‫؟ال!"‬ ‫ط‬ ‫ص‬ ‫‪+‬‬ ‫*‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬كل‬ ‫لم‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ه ‪ti‬‬ ‫ء‬ ‫‪،‬‬ ‫‪86‬؟لأ "‬ ‫المرص‬ ‫العباس‬ ‫أبو‬ ‫! " ؟‬ ‫"‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرلينى‬ ‫محمد‬

‫‪-‬ء*‬ ‫‪!-‬‬ ‫‪-+? -‬‬ ‫*ء‪/‬لم!‬ ‫‪1 9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المراض‬ ‫الفخر‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫آ !ف‪-‬ج‬ ‫د ‪2+‬‬ ‫لا‪3‬‬ ‫المفضل ‪3+‬‬ ‫بن ابراهيم بن‬ ‫محمد‬

‫ء*‪،.‬‬ ‫! ‪-‬يم‬ ‫و!‬ ‫*‬ ‫‪،‬‬ ‫‪".،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫!‬ ‫‪،،‬‬ ‫د‬ ‫!‬ ‫‪3‬او‬ ‫‪0‬‬ ‫"‬ ‫الأوللا‬ ‫مراد‬ ‫؟‪،‬ة‬ ‫‪.-+‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪!/.‬ثه‬ ‫‪7‬‬ ‫يم‬ ‫‪+‬‬ ‫‪rYA‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 5‬ا ‪r‬‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫محمد‬

‫م!‬ ‫‪"-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪*.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫؟ ط‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫خيز‬ ‫مر!ييو‬ ‫د‪،‬ل‪-‬ول‬ ‫‪r‬‬ ‫!أ‬ ‫الحلبى ‪316‬‬ ‫محمد‬

‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لى!*؟‬ ‫لمى‪،‬‬ ‫!‬ ‫!‪-‬‬ ‫‪71‬‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫‪/1‬‬ ‫‪28 0‬‬ ‫"‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الثالث‬ ‫مراد‬ ‫"‬ ‫!‬ ‫ا"ا ‪3‬‬ ‫بن أبى بكر الغني‬ ‫محمد‬

‫ء‪..‬‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪YAIT‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪YAI‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪YVI‬‬ ‫‪،‬‬ ‫*‪2‬‬ ‫لوثير‬ ‫مرقيْ‬ ‫‪003،‬‬ ‫تا‬ ‫"‬ ‫و‬ ‫‪،‬لم‪"،‬‬ ‫‪426‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ا ‪rr‬‬ ‫معود‬ ‫بن‬ ‫محمد‬

‫ش‪:،‬ة‬ ‫‪/-‬‬ ‫يم‬ ‫‪13‬‬ ‫لى‬ ‫وَ!!‬ ‫‪/‬‬ ‫‪288‬‬ ‫الرابع‬ ‫مراد‬ ‫‪،‬‬ ‫*?‬ ‫‪/‬‬ ‫م"ا‬ ‫‪2‬‬ ‫لم‬ ‫لما!‪3‬‬ ‫الآومئ‬ ‫عك‪-‬طه‬ ‫بن‬ ‫محمود‬

‫ط‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ !3‬ىَ!‬ ‫ءً‬ ‫*‪/‬‬ ‫!‬ ‫لم‬ ‫‪368‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3 o 2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الخامى‬ ‫مراد‬ ‫‪ .‬ير(‬ ‫*‬ ‫‪-‬م ا‪/‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫‪-‬‬ ‫بم‬ ‫‪7‬‬ ‫لى‪++‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪+‬أ‪،‬‬ ‫!‬ ‫(‪،‬‬ ‫؟‪،،‬‬ ‫حبفى‬ ‫‪.‬عحمد‪/‬‬

‫هـ(طس‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫كل‬ ‫‪2‬‬ ‫!‬ ‫)‬ ‫الفقيه‬ ‫(‬ ‫المزنى‬ ‫ا‬ ‫‪ ،‬هـ‪-‬ا‬ ‫ا‬ ‫‪2‬ء‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫؟ْ‬ ‫‪+.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪-‬ؤ‬ ‫‪34‬‬ ‫لآ‬ ‫الحهص‬ ‫مصند‬

‫لم‬ ‫‪!-‬ا‬ ‫ء‬ ‫‪+-‬ا‬ ‫مس‬ ‫ا‬ ‫‪2‬‬ ‫آ‬ ‫‪.‬‬ ‫) ‪8‬‬ ‫المحدث‬ ‫(‬ ‫صلم‬ ‫‪،‬‬ ‫! !‬ ‫ب ؟رز‪، /‬‬ ‫‪353‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪roy‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪934‬‬ ‫الثانى‬ ‫محمود‬

‫ا إ‪!.‬‬ ‫ا‬ ‫ا‪-..‬إ‬ ‫‪9‬‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪6‬ة‬ ‫‪42‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪41‬‬ ‫عقل‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫‪ ،-‬ا‬ ‫‪ ،‬؟‪35‬‬ ‫‪13 ،‬‬ ‫‪12‬‬ ‫خان‬ ‫حن‬ ‫صديق‬ ‫محمد‬

‫إ‪".‬عحه‪/‬‬ ‫‪،-‬إ‪-‬‬ ‫ول‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬صتط‬ ‫‪4 Y‬‬ ‫عقبة‬ ‫بن‬ ‫م!لم‬ ‫‪.‬‬ ‫لات‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪+/‬‬ ‫‪3 l 5‬‬ ‫خان‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫محمود‬

‫أ‬ ‫‪،‬ت‬ ‫‪.،‬‬ ‫‪--‬‬ ‫لا‬ ‫‪"،‬م!‪.‬ت‬ ‫‪!--‬‬ ‫‪72‬‬ ‫خالد‬ ‫بن‬ ‫مسلم‬ ‫"‬ ‫ا‬ ‫كا‪-‬‬ ‫لا‪-‬د‬ ‫لا‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫لم‬ ‫"‬ ‫!‪/‬‬ ‫‪037‬‬ ‫أعظم‬ ‫محمد‬

‫طد؟‬ ‫ش!ء؟‬ ‫؟‪:2‬‬ ‫!‬ ‫لم‬ ‫‪i‬‬ ‫لى‬ ‫لم‪16‬‬ ‫!‬ ‫‪!081‬‬ ‫لم‬ ‫‪"،"0‬‬ ‫المستعبن‬ ‫ا كبد‬ ‫ووا‬ ‫‪6!3‬‬ ‫‪!V‬ولح!لأ‬
‫‪37‬‬ ‫!لبا!انف‬ ‫ملا محمد‬

‫ءيهـص!ء‪.2‬‬ ‫ئر‪-‬إ‪r‬‬ ‫‪89‬‬ ‫المعودى‬ ‫‪/8‬‬ ‫طه‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫هـلل‬ ‫لم‪ 6‬د‬ ‫ء‬ ‫‪N*7‬‬ ‫تاج‬ ‫ررلن‬ ‫روج‬ ‫محمد‬ ‫ملا‬

‫‪!.‬نلأط!‬ ‫‪،،‬لم‪/‬ء‬ ‫‪114‬‬ ‫المكفى‬ ‫ا‪3011+--‬‬ ‫‪ِ،-‬‬ ‫‪:-‬‬ ‫أ لم‬ ‫‪038‬‬ ‫الله‬ ‫بهاء‬ ‫على‬ ‫محمد‬

‫سالي!ب!‪..‬‬ ‫"‪+3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪3،1‬‬ ‫بالله‪4‬؟‪IrV‬‬ ‫المينرضد‬ ‫‪...9!-،‬‬ ‫‪ 4!" :،87421 ،‬ت‬ ‫‪383‬‬ ‫رشاد ا!اص‬ ‫محمد‬

‫!ر‬ ‫!‬ ‫أ‬ ‫*‬ ‫ج ‪.!-‬‬ ‫اص ‪--‬‬ ‫‪ 3‬هـ‬ ‫لإ‬ ‫اللبيش‬ ‫سعود‬ ‫*‬ ‫‪9-‬‬ ‫‪!(.-‬‬ ‫مو "ا‬ ‫"‬ ‫‪-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫د‬ ‫‪rAr‬‬ ‫الدين‬ ‫ضياء‬ ‫محمد‬

‫أ‬ ‫ا إ‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫*‬ ‫ث‬ ‫!‪،:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪IVY‬‬ ‫لله‬ ‫با‬ ‫المتنجد‬ ‫ا‬ ‫‪32‬؟"‪+‬الم ‪ 24‬أْ‬ ‫‪،6‬لم‬ ‫‪*22 ،‬‬ ‫الدين ‪385‬‬ ‫وحيد‬ ‫محمد‬

‫ل!!‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪"3‬‬ ‫‪-‬ت ‪ ،‬ث‬ ‫‪IYI‬‬ ‫الم!ضء‬ ‫‪3‬‬ ‫‪--!2‬ا‬ ‫‪3‬لم‬ ‫لأ‬ ‫‪"6‬؟‪،.-/3‬ز‬ ‫القاجال!‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫ميررا‬

‫‪-‬ف‬ ‫أ‬ ‫" ‪8‬‬ ‫؟‬ ‫‪،‬؟‬ ‫‪،‬‬ ‫ا؟‬ ‫لمه‬ ‫‪،‬‬ ‫‪357‬‬ ‫عليه اللام‬ ‫الميح‬
‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫مى‬ ‫‪،.‬‬ ‫خ‪/،‬ص‬ ‫‪ْ+‬‬ ‫!إ‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪rAA‬‬ ‫بيرم‬ ‫محمد‬

‫ثا‪-‬‬
‫!‪3-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫؟‪30‬‬ ‫‪،‬‬ ‫"!‪/.،‬‬ ‫‪ror ,‬‬ ‫باضا ‪13‬‬ ‫رشيد‬ ‫مصطض‬ ‫لا‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‬ ‫)‪1‬‬ ‫لم‬ ‫‪.3‬‬ ‫ص‬ ‫‪.‬‬ ‫‪"-.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫"‬ ‫‪-‬‬ ‫‪388‬‬ ‫الأنبالرو‬ ‫محمد‬

‫‪lot‬‬ ‫‪s‬‬
‫‪45 ،‬؟‬ ‫‪115‬‬ ‫بن عامر‬ ‫انمور‬ ‫‪281‬‬ ‫بن صليمان‬ ‫سفى‬
‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫"‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫انمحر‬ ‫انارى‬ ‫‪928‬‬ ‫الأول‬ ‫مصطنى‬

‫‪184‬‬ ‫ثا‪.‬‬ ‫بن خواررم‬ ‫فكب!رش‬ ‫الرومى ‪392‬‬ ‫مصطنى‬

‫‪491‬‬ ‫مقرول بن فرثرمك‬ ‫اناكأ ‪314‬‬ ‫ممطنى‬

‫خان ‪303‬‬ ‫نوجهر‬ ‫الاجميزى ‪347‬‬ ‫مصطض‬

‫بن اندور‬ ‫المهى ‪ -‬مح!د‬ ‫‪348‬‬ ‫الرابع‬ ‫س!ش‬


‫‪002‬‬ ‫مفابن يى‬ ‫‪348‬‬ ‫باضا ايرندلر‬ ‫مصطض‬

‫(القملى )‪56‬‬ ‫المهمى‬ ‫)‬ ‫( ‪422 - 42 0‬‬ ‫‪793 ،‬‬ ‫كملا باضا ‪rAo‬‬ ‫سطنى‬

‫‪5444 ،‬‬ ‫‪941،‬‬ ‫‪418،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪15 5‬‬ ‫المنر ‪357‬‬ ‫المهس‬ ‫سرم هه‪3‬‬ ‫سنى‬
‫‪448 ،‬‬ ‫‪447 ،‬‬ ‫‪445‬‬ ‫‪0 5 ، 1Y‬‬
‫!‪4‬‬ ‫باثا‬ ‫كامل‬ ‫ممطض‬
‫‪416 ،‬‬ ‫‪937،‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ين عمران مليه اللام‬ ‫موص‬ ‫المصرى ‪171‬‬ ‫اللين‬ ‫تب‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بن الأمن‬ ‫صوص‬ ‫؟‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫للطغ‬

‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الموفق‬ ‫‪145‬‬ ‫انصور‬ ‫بن‬ ‫انلن!‬

‫‪501‬‬ ‫بنا‬ ‫بن‬ ‫موسى‬ ‫الدن ثا‪386 .‬‬ ‫ظنر‬

‫الأجم! ‪185‬‬ ‫موص‬ ‫ضر‪,‬‬ ‫‪1,‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪(64 ، 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بن فيرور ‪/‬الكرخى‬ ‫معروف‬

‫‪691‬‬ ‫مومى ماظم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫هه‬ ‫)‬ ‫‪81‬‬

‫‪rot ،‬‬ ‫" ‪255‬‬ ‫‪243‬‬ ‫مصود‬ ‫المولى‬ ‫باشا بن‬ ‫موص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪41 ،‬‬ ‫‪i.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ri‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪،+‬‬ ‫معاهـة بن بى صنيان‬

‫بن بانحه ‪253‬‬ ‫مرص‬

‫‪92،‬‬ ‫مرب‬ ‫‪4 8 ،‬‬ ‫‪45 ،‬‬ ‫معاهـة بن دز!د ‪44‬‬

‫" ‪323‬‬ ‫‪321‬‬ ‫موتب!و‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫معبد الجهى‬

‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫موحما بن يمون‬ ‫‪%- r 4‬‬ ‫" ‪99‬‬ ‫‪85 ،‬‬ ‫‪84 5‬‬ ‫‪67 ،‬‬ ‫المعح!م ‪95‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫يخايل‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫بن عباس‬ ‫مبد‬

‫النرن)‬ ‫(‬ ‫‪Al‬‬ ‫‪i‬‬ ‫" ‪83‬‬ ‫المعث!د ‪82‬‬

‫‪183 ،‬‬ ‫‪157‬‬ ‫اناعر‬ ‫‪01 4 ،‬‬ ‫‪85‬‬ ‫المعتز‬

‫)‬ ‫‪932 -‬‬ ‫( ‪326‬‬ ‫" ‪325‬‬ ‫ضا‪315 .‬‬ ‫ناهر‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪85‬‬ ‫المعنمد‬

‫‪385 ، 3‬‬ ‫دا‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫‪+9 ،‬‬ ‫ناعر اللين ضلى ‪+8"-‬‬ ‫‪145‬‬ ‫باكله‬ ‫المعت!د‬

‫‪935 5‬‬ ‫‪VIA,‬‬ ‫" ‪347‬‬ ‫‪345 ،‬‬ ‫الأول ‪rte‬‬ ‫نابليون‬ ‫‪013 .‬‬ ‫‪114‬‬ ‫بن بى‬ ‫!للولة‬ ‫معز‬
‫‪935 ،‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪،. 1‬‬ ‫‪93‬‬ ‫بن ضبة‬ ‫الميرة‬

‫‪ro‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الاظرى‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪86‬‬ ‫لعتر‬

‫‪354 5 12‬‬ ‫نلص حن‬ ‫بن مهدى‬ ‫المفلى ‪ -‬صالح‬


‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪14 5 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫النثى‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بن الأسود‬ ‫المقلاد‬

‫بن محمد‬ ‫‪ -‬مح!د‬ ‫نمير الدين الطوص‬ ‫‪221 5‬‬ ‫‪918 ،‬‬ ‫‪134 ،‬‬ ‫" ‪،9‬‬ ‫‪48‬‬ ‫اهم!ى‬

‫‪138 5‬‬ ‫الملك ‪134‬‬ ‫نظانم‬ ‫‪Jr‬‬ ‫‪?.II‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بثير‬ ‫بن‬ ‫انعحان‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اص‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اليية نية‬ ‫‪274 5‬‬ ‫*‪2‬‬ ‫عي!يان‬


‫‪1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪113‬‬ ‫بن منمور‬ ‫ص!‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Ire 5‬‬ ‫‪013‬‬ ‫أرصلان‬ ‫ضا‪ .‬بن يد‬ ‫ملك‬

‫‪257 ،‬‬ ‫‪238‬‬ ‫نووى‬ ‫المنلرى ‪8‬‬

‫نور الليئ ( التالملى ) ‪،16‬‬ ‫الرروت‬ ‫اناوى ‪ -‬بد‬

‫اللام ‪7،4‬‬ ‫عب‬ ‫نح‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪، ،‬‬ ‫‪85 ،‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪،‬‬ ‫المحر‬

‫نيقولال! كوسا ‪9،2‬‬ ‫ا‬ ‫‪11‬‬ ‫ا‬ ‫منصور بن !‬

‫‪4 6‬‬ ‫‪0‬‬


‫(الا‪).‬‬ ‫‪)5‬‬ ‫(الها‬

‫‪75 ،‬‬ ‫‪96 5‬‬ ‫‪685‬‬ ‫‪11‬‬ ‫كم‬ ‫يحى‬ ‫" ‪428‬‬ ‫" ‪72‬‬ ‫‪65‬‬ ‫هارون الرنبد ‪52،57553،562‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بن معاذ الرارى‬ ‫يحص‬ ‫‪،84 5‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪67 ،‬‬ ‫‪95‬‬ ‫الواثق هارون بن المعتصم‬

‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫بن جى‬ ‫الهرورثى حى‬ ‫المين‬ ‫ضهاب‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)‪30‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪69‬‬ ‫(‬ ‫‪59‬‬ ‫‪495‬‬ ‫‪585‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪43،‬‬ ‫‪42 ،‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪93‬‬ ‫معاهـدة‬ ‫بن‬ ‫!يد‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الهاثى‬

‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الهالى بن (برايم‬


‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الملك ‪46‬‬ ‫!!ور بن بد‬
‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بن لمراهيم‬ ‫القاصم‬ ‫ضيد‬ ‫الهاثى‬
‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫لموليد‬ ‫بن‬ ‫!ت‬
‫‪1 8 5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫هرتل‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اليزيلى‬
‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نجر‬ ‫هربرت‬
‫‪145‬‬ ‫سيان‬ ‫!يلى بن أس‬ ‫صلى‬ ‫رويلى‬

‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪57 ،‬‬ ‫‪56 5‬‬ ‫الملك ‪46‬‬ ‫محبد‬ ‫بن‬ ‫هئام‬
‫‪5 ، ، r 53 ،‬‬ ‫‪3‬؟‬ ‫بك النركاش‬ ‫بعفوب‬
‫‪1‬‬ ‫‪.2 5‬‬ ‫‪65‬‬ ‫بن بثير‬ ‫ثيم‬
‫‪701 ،‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الكدى‬ ‫بن (سحاق‬ ‫!وب‬
‫‪162‬‬ ‫يرستب‬ ‫نرى‬
‫‪168 ،‬‬ ‫‪16‬‬ ‫يا‬ ‫‪5‬‬ ‫المذوركلا ‪915‬‬ ‫!عتوب‬

‫بن مراد الأول ‪216‬‬ ‫!وب‬ ‫الفمى ‪922‬‬ ‫الصض‬

‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫بن باط‬ ‫روت‬ ‫‪447 5‬‬ ‫‪246 5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عليه اللام‬ ‫هو‪،‬‬

‫‪124‬‬ ‫روخا بن جلان‬ ‫هوك كاييت ‪116‬‬

‫‪913 ،‬‬ ‫" ‪132‬‬ ‫‪131‬‬ ‫بن ئاضض‬ ‫روت‬ ‫‪rr‬‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ t‬ا‬ ‫‪6‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪091‬‬ ‫بن تولوى‬ ‫هو!و‬

‫بن ا!وب اله!داش ‪135‬‬ ‫!رصف‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪992‬‬ ‫هوجن!‬

‫‪9515 5‬‬ ‫‪158‬‬ ‫المرعن‬ ‫بن بد‬ ‫يوت‬ ‫)‬ ‫( الود‬

‫)‬ ‫‪166‬‬ ‫‪-‬‬ ‫( ‪165‬‬ ‫‪164 ،‬‬ ‫‪163‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بن طاه‬ ‫وامل‬
‫‪921‬‬ ‫العحس‬ ‫روصف‬
‫!لواثق ‪ -‬هارون بن المعتصم‬
‫ا‪YY‬‬ ‫كلحناو!كلف‬
‫وحبد الميئ‬ ‫وحبد اللين ‪ -‬محمد‬
‫ووخا أئ!ق ‪5174926‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫وصبف‬
‫‪025‬‬ ‫ورحناهوس‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الوبد بن فبة‬
‫‪251‬‬ ‫روخاجوتج‬
‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الملك‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الوليد‬
‫‪251‬‬ ‫التديى درصا‬
‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بن ددكد‬ ‫الويد‬
‫‪273‬‬ ‫ثث‬ ‫روحا‬

‫نبار ‪417‬‬ ‫روف‬ ‫وليم او& !يكام ‪222‬‬

‫!ونى عبه اللام ‪445‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وليم أددنج‬

‫‪445‬‬ ‫اللام‬ ‫عب‬ ‫روت‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الثالث‬ ‫وليم‬

‫‪III‬‬
‫لم‬ ‫‪91‬‬ ‫"ئر‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫كأل!أ‬ ‫(‬ ‫‪6‬‬ ‫‪،‬‬

‫ى‬ ‫‪-‬‬ ‫ء‬ ‫‪"-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫"‬ ‫*‬ ‫‪--‬ث‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫س‬ ‫!‬ ‫كدا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫‪3‬‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1/‬‬ ‫ر‬ ‫‪3،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫لأ‬ ‫!‪---‬‬ ‫‪/4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-:-‬‬ ‫؟‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫بر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬لم‬ ‫‪-‬‬ ‫!‬ ‫تر‬

‫*لا‬ ‫هـكأ!‬ ‫لم‪:‬لم‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫*لم‬ ‫ول‪!.‬‬ ‫‪--‬ء‪+‬‬ ‫تم‬ ‫شا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬ا‬ ‫!‬ ‫لم ‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫!‬ ‫إَ‬ ‫"‬ ‫ل‬ ‫ص!ت‪-‬ت‬ ‫!!‬ ‫‪*.‬لص‪،‬‬ ‫ا‬ ‫إ‪!.‬أ‬ ‫في‬ ‫!‬ ‫لم‬

‫‪،93‬‬ ‫ر‬ ‫؟‬ ‫ء‪6،‬‬ ‫‪.2‬ؤ‬ ‫س‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ء‬ ‫‪،‬‬ ‫نم‬ ‫‪(+‬‬ ‫لم‬ ‫!‬ ‫‪4‬‬ ‫لم‬ ‫!‬ ‫‪-‬لم‬ ‫بر‬ ‫‪1‬‬ ‫‪،0‬‬ ‫هـ‪-‬اب‬ ‫‪،-‬ء‪.‬ا‬ ‫أ‬ ‫!‪،--‬إ‬ ‫‪*،6!/‬‬ ‫ء‪-‬محر‬ ‫‪-‬س‬ ‫‪.،13‬‬ ‫ت‬ ‫‪6‬‬ ‫ى‬ ‫تم‬ ‫‪،1‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪/‬ا‬ ‫بمثاب‬ ‫‪-،-.‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫!؟‬ ‫ب‬ ‫نلأ‬ ‫له*‬ ‫هإخ‬ ‫‪+‬ثم‬ ‫!‬ ‫ة‬ ‫لى‬ ‫‪،‬ا‬ ‫؟‬ ‫!‬ ‫‪3‬‬ ‫ذ‬ ‫و‪.+‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لم‬ ‫؟‬

‫اط‬ ‫ع‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪-‬اِ‬ ‫‪.‬جعد!‬ ‫‪"3‬‬ ‫!‬ ‫أ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫طب‬ ‫ط‬ ‫ور‬ ‫‪-‬ثطدا"‬ ‫أ‬ ‫اْ‬ ‫لى‬ ‫لم‬ ‫‪،‬‬

‫‪،‬خا)‬ ‫ص‬ ‫!‬ ‫‪-‬هـ‪--‬‬


‫‪،..‬ص‬ ‫ا‬ ‫أتأ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬ا‬ ‫‪ .‬ء‬ ‫ا‬ ‫‪،‬ط‬ ‫ا‬ ‫"ه‬ ‫ا‪.-‬‬ ‫‪.! 3‬‬ ‫ت‬ ‫!وعا‬ ‫إلمو‬ ‫ي!ك!ا!‬ ‫ء‬

‫‪!1‬اكعك!ل‪.،‬ب‬ ‫الما‬ ‫)‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫إ‬ ‫‪61/.3‬‬ ‫إ‬ ‫؟‬ ‫م‬

‫‪--.،.‬‬ ‫هـ!‬ ‫ا‪!)-‬‬ ‫ت ‪*،-،‬د‪-‬سط‪*،"-‬‬ ‫!ار‪!-‬ل!‪،‬ب‬ ‫ت‬ ‫‪2‬‬ ‫لم‬ ‫الموصْوع‬

‫‪-‬اِ!ص!‬ ‫و‪3-‬‬ ‫بلبة‪-‬‬ ‫ا‬ ‫إ‪،‬إ‬ ‫‪:‬ت‬ ‫‪3‬‬ ‫)‬ ‫ة‬ ‫بم‬ ‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪/.‬‬ ‫لم\‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪!-\-‬‬ ‫‪:.‬‬ ‫‪.‬ت‪،‬‬ ‫!بْا‬ ‫‪:-‬بخ‬ ‫ت‬ ‫ية‬ ‫لم؟‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.+‬‬ ‫ت‬ ‫‪7‬‬ ‫امثاب‬ ‫(هداء‬ ‫‪.‬‬

‫‪-.--.‬‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫تْ‬ ‫‪،-‬‬ ‫يم‬ ‫ا‬ ‫‪3‬‬ ‫"‬ ‫‪2‬‬ ‫أْ‬ ‫منس‬ ‫!‪-‬ط‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫بخ‬ ‫و‬ ‫لز‪1،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ط‬ ‫؟‬ ‫بم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫لم‬
‫‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫!‬ ‫‪،‬‬ ‫ممتك!‬ ‫‪)-‬‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫كي‬ ‫‪،‬‬ ‫لم‬ ‫لم؟‬
‫ع‬ ‫‪2‬‬

‫!؟*‪-‬ط‬ ‫‪،،.‬‬ ‫ا‪/---‬ب‬ ‫لم‪330،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪".‬مآب‬ ‫ا‬ ‫‪-‬تة‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪/0‬‬ ‫ء‬ ‫‪:‬لم‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الكثابص‬ ‫خطبة‬ ‫‪.‬‬

‫‪+‬م!!!‬ ‫ا‬ ‫وفىابم؟جملى‪-‬أ‬ ‫دنهايم‬ ‫فى‬ ‫نجاحهم‬ ‫بصرلأ‬ ‫يئ‬ ‫"المبنيعي!‬ ‫ه ‪ /‬خ!‬ ‫والتجديد‬ ‫الاسلام‬

‫ت‪-‬ار‪ --‬ثإرر‪،‬‬ ‫كاي!‬ ‫‪/‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الدنيوية‬ ‫بالعلوم‬ ‫الا‬ ‫يكون‬ ‫ا‬ ‫!حهمسف!‪-‬دنإهبم‬ ‫‪/‬‬ ‫ه‬ ‫العبادات‬ ‫اداء‬

‫ربر! !‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬ ‫‪.‬‬ ‫بم‬


‫لم!‬ ‫بم د‬ ‫!‬ ‫لم‬ ‫لم !‬ ‫‪+‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اس‬ ‫بالإلانثيخبزخى!*‬ ‫لم؟لئهؤص!‬ ‫الإسلام‬

‫ء‬ ‫ب‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫؟‪،‬‬ ‫ع!‬ ‫سص‬ ‫*‬ ‫ب ا‬ ‫‪.‬‬ ‫لم‬ ‫ص!‬ ‫‪9،-‬‬ ‫سول‬

‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫نم‬ ‫ا‬ ‫يا‬ ‫عبم‬ ‫(‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م!‬ ‫‪/‬حف‬ ‫!؟‬ ‫‪،‬بة‬ ‫ولة‬ ‫‪-،01‬؟‬ ‫الم‬ ‫المثينِ‬ ‫‪!4‬‬ ‫مجدهى‬ ‫حديث‬ ‫‪.‬‬

‫‪.-‬لى!لم‪،‬‬ ‫‪--‬‬ ‫مثلن!‬ ‫من‬ ‫الدعوة‬ ‫أمة‬ ‫فيه‬ ‫لأمة‬ ‫أنجداد‬ ‫ورخعضلمُأن‬ ‫بر‪.‬لم‬ ‫‪8‬‬ ‫!‬ ‫الحديث‬ ‫تخريج‬

‫‪"03‬ا‬ ‫‪.‬تأ‬ ‫‪-‬‬ ‫ورنم!ا‪3-‬‬ ‫في‬ ‫ؤ‪6‬عا!‬ ‫من‬ ‫كثر‬ ‫طئة‬ ‫كل‬ ‫!بعي‬ ‫يكؤلنامى‬ ‫أن‬ ‫‪/‬تجويز‬ ‫‪9‬‬ ‫وكيرهم‬
‫‪!-‬‬ ‫‪.‬ب‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ء؟‬ ‫‪.!!!- ،‬‬ ‫سلر‬ ‫ا‬ ‫ط‬

‫ع‬ ‫هـ‪/‬‬ ‫وأرجورة\‪.‬؟‬ ‫آلأصول‬ ‫جامع‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫ا ‪ْ-‬‬ ‫اك!دو‬ ‫لم"‬ ‫لا"‬ ‫‪9‬‬ ‫الم‬ ‫المجذديهدر‬ ‫فى‬ ‫الاختلاف‬

‫*ا!‬ ‫‪-‬بى‬ ‫ول‬ ‫صفي‪.،‬‬ ‫كتاب‬ ‫فى‬ ‫عثسر‬ ‫الثالث‬ ‫الى‬ ‫شر‬ ‫قبنب!القر؟ ا‬ ‫المجمب‪7‬ئمدق‬ ‫‪/‬‬ ‫‪11‬‬ ‫السيوطى‬

‫‪-‬أ‪-/-‬أ‬ ‫هـ*‬ ‫‪،‬هثولم*لى‬ ‫الرابع‬ ‫الى‬ ‫الأول‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫دو‬ ‫هـأ‪3‬بم*‪/‬ا!ع!بم‬ ‫‪4‬‬ ‫!ا‬ ‫أبى‬ ‫سق‬ ‫شرح‬ ‫المعبود‬

‫‪-‬دإ!ت)‬ ‫‪-‬لأ*‬ ‫في!أْ!م!‪-‬ا‪:‬‬ ‫المجدد وما‬ ‫فى‬ ‫ضروطهم‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫!ط‬ ‫الأستاذ الامام للسيلا‪/‬رعظكا‬ ‫تاريخ‬

‫‪،‬ع صاح‪ .‬كأ‪)-‬‬ ‫أد!‬ ‫‪222‬‬ ‫علىلم بععَن ‪!4%‬ف*‬ ‫الفرق‬ ‫بعض‬ ‫تعصب‬

‫‪-‬ا‪!-‬‬ ‫أ‬ ‫‪3،‬‬ ‫ر‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪+‬ا‪*-‬‬ ‫با!!‬ ‫أبرلى‪-‬م‬ ‫!ث‬ ‫؟‬

‫فىسع‬ ‫‪")-‬نلا‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7*.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‪!،َ!-.‬‬ ‫‪.‬س!د‬ ‫أ ؟‪:‬ا‬ ‫الأو!‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪.‬‬

‫‪---‬لحى‪-‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪--‬‬


‫مخآربة دولة الروم‬ ‫‪/‬‬ ‫والروم العالم بالقوة والاستبداد ‪16‬‬ ‫دولتى الفرص‬ ‫حكم‬

‫بنظرية‬ ‫ملوكها‬ ‫والروم وأخذ‬ ‫الفرص‬ ‫دولتى‬ ‫الفساد فى‬ ‫انثار‬ ‫‪/‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫لعلوم‬

‫‪ /‬اصلاح‬ ‫الدين والعلم ‪17‬‬ ‫وجمرد‬ ‫إلى طبقات‬ ‫الشعوب‬ ‫الحق المقدس وتقيم‬

‫الجمود فى الدين والعلم وفتحه باب العلم لكل‬ ‫على‬ ‫الاسلام طريق الحكم وقضاؤه‬

‫مظاهر التجديد فى‬ ‫‪ /‬المحافظة على‬ ‫واديانهم ‪18‬‬ ‫اجناصهم‬ ‫اختلاف‬ ‫الناص على‬

‫على‬ ‫والعلم‬ ‫الدين‬ ‫فى‬ ‫الجمود‬ ‫عودة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الخلفاء الراضدين‬ ‫عهد‬ ‫على‬ ‫الاسلام‬

‫بنى أمية ‪1 9‬‬ ‫عهد‬

‫‪IFO‬‬
‫الصفحة‬ ‫‪1‬‬ ‫ثحءح!‬ ‫‪-‬‬ ‫الموضوع‬ ‫ا‬ ‫طحعمكا‬

‫‪!.‬ه‬ ‫حالالي‬ ‫ورب‬ ‫صيب‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأول‬ ‫القرن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬فى‬ ‫المجددوق‬ ‫‪.‬لم‬

‫ء ذ‬ ‫‪-‬‬ ‫ت!مت‬ ‫؟‬ ‫‪.‬ث؟‬ ‫ن‬ ‫ا\ هبنب‬ ‫؟‬ ‫ل!‬ ‫‪.‬‬ ‫طص‬ ‫!لى‬ ‫؟‬ ‫ا‬ ‫يمعلثا‬ ‫دلأ‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ب!‬ ‫أ‪،‬كلم!‬ ‫‪0‬‬ ‫قي‬ ‫قيكب‬ ‫!هلمألصيلي!‬ ‫ابو‬ ‫‪.‬‬

‫ا هـثا!‬ ‫تعئا‬ ‫روأ‬ ‫ف‬

‫الوقوع‬ ‫من‬ ‫منعه الملمين‬ ‫‪-‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الاسلام‬ ‫لتجديد‬ ‫فهما‬ ‫كثر ‪.‬الصحابة‬ ‫‪-02‬كونه‬

‫!بفلةم!ه‬ ‫دد‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬بالبيغة ‪.‬لا نجالعضبيتنا‬ ‫الخلافة‬ ‫الزجعية ‪.-.. 202 /0‬جعله‬ ‫عقيدة‬ ‫فى‬ ‫ا م‬

‫م‬ ‫(‬ ‫أوبدودة‬ ‫‪ 3‬ق فيلحن!لن‬ ‫افْهم‬ ‫!الى‬ ‫مم!فبمه‬ ‫قئ‬ ‫!‬ ‫!إ!قيق‬ ‫!ظمعيين‬ ‫الحد! إحكووو‬

‫ا!ث!‬ ‫س!جمعماا‬ ‫لييه!ب أ لأ!لأا‬ ‫ول!للراس!‬ ‫!ثر!غ‬ ‫ر!يا‬ ‫حت!هلهر‬ ‫لر‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬ب عمخ! ك‪ %-‬اتطصم!نعاا‬ ‫‪ 4‬يه‬ ‫ل!‬ ‫أج!بياجما‬ ‫ؤ‬ ‫ث!حمي!ا‬ ‫‪1‬‬ ‫بة‬ ‫لصدأ‬ ‫م‬ ‫لمنر‬ ‫رهـحظه!‬ ‫!تط‬ ‫و‬

‫!هكلىا ر‪!.-‬ه!‬ ‫العطب‬ ‫فى‬ ‫بين الناس‬ ‫تسويته‬ ‫‪-25‬‬ ‫‪/‬‬ ‫فبها‬ ‫مكة‬ ‫أهل‬ ‫ب!دخال‬ ‫الثورى‬ ‫!‬

‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫طجا‬ ‫‪3‬‬ ‫ط‬ ‫ل!‬ ‫ا‬ ‫ن!قا‬ ‫ا‬ ‫بلالثأ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0 0‬‬ ‫‪0 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪0 .-‬‬ ‫؟‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬الخظاب‬ ‫بن‬ ‫‪/‬عمر‬ ‫‪،‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫لم‬ ‫ذ‬ ‫‪-‬‬ ‫لفْ‬ ‫حهأْ‬ ‫‪ 3‬ث‬ ‫‪1‬‬ ‫أْ‬ ‫يأ‬ ‫نئ‬ ‫اْ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪+‬ه‬ ‫ْ!!‬ ‫‪%‬‬ ‫‪. J‬‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫!ول‪-‬لما‬ ‫ت‪،‬اصعسالي‬ ‫إ؟‬ ‫ة‪-‬هب‬ ‫‪\1‬ا‬ ‫‪ 5‬لم‬ ‫‪-‬‬

‫(نثيلبئْا‬ ‫أ‬ ‫!النط‬ ‫فى‬ ‫‪-‬صالواولكْا‬ ‫اكل!‬ ‫م‪! 1‬لب‬ ‫"!‬ ‫إل!يجة‬ ‫به!اِ‬ ‫صتها‬ ‫ير إعا‬ ‫‪، 2 6‬‬

‫د!خلأع‬ ‫ق! يدة !ا!ق!نم‬ ‫أيبما ‪-‬‬ ‫ا‪-‬لا!يىلآ*لى‬ ‫اصلطة!‬ ‫!لالة دم"قفما!جمرت‬ ‫الدو ادثى اوفصا‬

‫‪%‬أ‬ ‫المحكيت‬ ‫لم!‬ ‫!‬ ‫دضك!ة‬ ‫ا ثَ‬ ‫لمالْا‬ ‫‪،/‬‬ ‫اجلادات!‬ ‫‪ -- 2 8‬كييد؟ اعل!!م‬ ‫*‬ ‫أ‪/‬‬ ‫ال!!‬

‫ا للا‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫بى‬ ‫! ‪1 ! 3‬‬ ‫أ شأممتت‬ ‫ينظ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫؟‬ ‫حأ!‪.‬ط‬ ‫شسه‬ ‫‪ 3‬ببخ! ! نط‬ ‫مكل‬ ‫"‪،‬‬ ‫‪-‬تعل!؟ابولِ‬ ‫ل!‬ ‫منا‪\/‬نهلأ!‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫!تبأ‬ ‫حى‬ ‫‪.‬‬ ‫‪\\.‬‬ ‫‪8 3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ت‬ ‫لر‬ ‫ا‬ ‫‪.‬قعيهإ‬ ‫\‬ ‫‪ 05‬لم‬ ‫‪- .‬‬ ‫ا ‪،- .‬يف‬ ‫لعت‬ ‫ب‬ ‫برده!!‬ ‫عثمار‪6‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫هسة‪،‬دمما‬ ‫ا‬ ‫انج!لاعدللالىلمأ‬ ‫ع!ظ!صمالبعاكقفكآا‬ ‫ا‬ ‫ا!ه‬ ‫رمنسام!‬ ‫الحضاإ‬ ‫ا‬ ‫لتصعنأ‬ ‫لإجفاأقإمته‬ ‫ا‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. -‬‬ ‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫؟‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫‪3‬‬ ‫س!‬ ‫‪.‬‬ ‫غل!ه‬ ‫لجاقيدنكا‬ ‫ا‬

‫لي‬ ‫لغت‬ ‫لفآ‬ ‫ا ‪-‬خأ‬ ‫بما‬ ‫!كله‬ ‫‪1‬‬ ‫لم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪!،‬‬ ‫ل!‬ ‫‪6‬‬ ‫لقبمأ ا‬ ‫ت‬ ‫\\‬ ‫‪2‬‬ ‫بم‬ ‫‪!،‬ح!‬ ‫نجيأحم!أ ا‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫له!ال!ء‪،‬‬ ‫!أْ‬ ‫ا تءلخه‪،‬إْ!قةطاْنجيبذ‬ ‫ا‪.‬رنن‪.‬فعلقنا‬ ‫ت!لمحا‬ ‫نا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫طالب‬ ‫أبى‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫‪.‬‬

‫ا‬ ‫ر‬ ‫ع ! افى‬ ‫فى غ!م!!ر!خا"عفىظالجم!غه!خ!لما‬ ‫‪ -‬أخذه بتجديد الاص!م‬ ‫‪35‬‬

‫ط*ن!اه‬ ‫ا‬ ‫‪+‬لبعا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.+‬‬ ‫!‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.+‬‬ ‫الرأى‬ ‫مه‬

‫بم‪3‬‬ ‫‪--‬‬ ‫لا* *هـث‬ ‫‪ 1‬طبعك‬ ‫‪ 3‬ح‬ ‫ا !مب‬ ‫مأصغ!نا‬ ‫ا‬ ‫هـة !صنت‬ ‫‪5‬سه!‬ ‫ت‬ ‫ْ" ‪ 11‬ت‬
‫‪. - -‬‬ ‫‪/‬‬ ‫حلاَ‬ ‫حد"ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ -‬امتداد النكسة‬ ‫‪36‬‬
‫!كو‬ ‫لمص!ل‬ ‫ن ‪7‬حأا ‪.‬‬ ‫لحآكأ‪،‬؟!مهب!منها‪13‬‬ ‫‪ 7‬طصأ‬ ‫خممتبئ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪731‬‬ ‫‪3‬‬ ‫بح!‬ ‫‪4‬‬ ‫طآ‬

‫علردلمص! ايلمغ‪-‬ولا‬ ‫اعتبمار\ا‬ ‫‪-‬‬ ‫الخوارج لتظعبما!بْيم الدين ‪7 /‬؟‬ ‫حكم‬ ‫معاويه على‬

‫‪.‬‬ ‫ألى؟ا‬ ‫لبدير‪-‬ثعآشا؟‬ ‫ثورة البئاههق!!ئ!إ ‪.‬تبهن خالصة‬ ‫‪.‬الخلاف!بث!‪.‬لم ‪--38‬‬ ‫في‬ ‫‪.‬‬ ‫لا بحقه ‪.‬بو‪.‬وذريته‬ ‫لا‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪37‬‬ ‫!كة ةور!ت‬ ‫طبأن‬ ‫\إْ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬؟‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ْ-‬‬ ‫خ!ْ‬ ‫اه!‬ ‫هنننى؟ ث ثفْ‬ ‫‪:‬لم‪ ْ12.‬؟‪1‬‬ ‫بزفعلي‪-‬‬ ‫الحسين‬ ‫‪.‬‬

‫!هأ‬ ‫ألمجقي!‪-‬رعلطوي!‬ ‫كعع!‬ ‫لملالمح!يمأ‬ ‫نخملتليهم‬ ‫‪1‬ده!فل عيخم! دضدحيئ‪،‬الجثيد‬ ‫‪933‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫!لوم!نجغ!يكلأثى"م!م‬ ‫ل!طلئا‬ ‫قيماوللحئثين؟‬ ‫أ ثلض‬ ‫لًا!ا‬ ‫ابالغؤة‪/‬‬ ‫لال!يق‬ ‫وربيلته‬ ‫حكمه‪ْ7‬‬

‫ا ‪5‬ءالآ!‬ ‫قيص‪-‬ءا‬ ‫ا مأ!الش‪ -‬هحبححف‬ ‫بطجنن‬ ‫هـ!بال‬ ‫‪1‬‬ ‫‪57‬‬ ‫! ‪-‬‬ ‫ا ‪-501‬كة‬ ‫!ا‬ ‫!ب‬ ‫!امه‬ ‫وتبرير‬

‫‪ 3‬ول‪ 3‬ر‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫الموضوع‬

‫‪4 4‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يزيد‬ ‫بن‬ ‫خالد‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬ممديد‪ .‬العلم ‪-‬فى الاسلام بترجمة محلوآ الفلسفة‬ ‫‪45‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫ضىء‬ ‫‪-44‬‬

‫اللفة العربية‪.‬‬ ‫الى‬

‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمر‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬انصافه‬ ‫‪47 /‬‬ ‫‪( -‬عادته العمل بالورى‬ ‫برضا الامة ‪47 /‬‬ ‫‪ -‬قيام حكمه‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬اهتمامه بندرين‬ ‫أجناصها و‪2‬رائها وعقاكدها ‪48 /‬‬ ‫اختلاف‬ ‫الأمة على‬ ‫طواثف‬

‫تركه‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬عذر‪.‬‬ ‫‪914‬‬ ‫العلوم الفلفية ‪/‬‬ ‫من‬ ‫العلوم الثرعية وفيرها كالطب‬

‫‪.‬‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫الحكم‬ ‫(صلاح‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الثانى‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫‪.‬المبددون‬

‫‪-‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرجعية‬ ‫بالنكات‬ ‫الاصلام‬ ‫(صابة‬ ‫الأمم مع‬ ‫أقوى‬ ‫بقاء الملمين‬ ‫‪-51‬‬

‫دولة الروم الثرقية‬ ‫‪ -‬ضعف‬ ‫‪52‬‬ ‫فى أوالل الدولة العباصية ‪/‬‬ ‫التبديد العلس‬

‫ين الكية‬ ‫اطلاف‬ ‫‪ -‬امبراطورية ثارلمان الفربية ‪53/‬‬ ‫وتأخرها فى العلم ‪53 /‬‬

‫العلم‬ ‫تاخر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5 r‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والتمائيل بتأثير الاصلام‬ ‫عبادة الصور‬ ‫والغربية فى‬ ‫الرقية‬

‫الرجعية فى الحكم‪/‬‬ ‫النكة‬ ‫الفرق الاسلامية فى (صلاح‬ ‫فى أوربا ‪ 54 /‬اختلاف‬

‫‪ -‬نفور العامة وأثباهها من‬ ‫‪95‬‬ ‫الثيعة ‪/‬‬ ‫‪ -‬رأى‬ ‫‪58‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المعتزلة‬ ‫رأى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪56‬‬

‫الفرق‬ ‫اخفاق‬ ‫‪-‬‬ ‫‪06 /‬‬ ‫النة‬ ‫الدولة العباسية بتأئير أهل‬ ‫فى‬ ‫التبديد العلمى‬

‫الرجعية‬ ‫ريادة النكات‬ ‫بخلطها لين السياصة والدين ‪-61 /‬‬ ‫الاسلامية فى الاصلاح‬

‫الصوفية‬ ‫ظهور‬ ‫‪-‬‬ ‫نظام الطبقات ‪62/‬‬ ‫ظهور‬ ‫‪-‬‬ ‫‪61/‬‬ ‫الاصلاح‬ ‫ب!خفاقها فى‬

‫بين الطب!قات ‪/‬‬ ‫الناوت‬ ‫الففر لاصلاح‬ ‫نى تح!ب‬ ‫وخطرها‬

‫يخه‪.‬‬ ‫لهنا القرن والمجددون‬ ‫المجدد المناصب‬ ‫‪-64‬‬

‫‪6 5‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المباسى‬ ‫المأمون‬ ‫‪.‬‬

‫‪-66‬‬ ‫فايتها ‪/‬‬ ‫النهضة العلمية فى عهد‪.‬‬ ‫‪ -‬بلغ‬ ‫‪65‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫ثىء‬ ‫‪-65‬‬

‫‪ -‬محاولته*‬ ‫‪67‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الدينية‬ ‫النكة‬ ‫لاصلاح‬ ‫محاولته الجمع بين الفرق الاصلامية‬

‫‪.‬‬ ‫الياص‬ ‫فى (سلاحه‬ ‫طريقة الحكم ‪( - 07 /‬ضاقه‬ ‫(صلاح‬

‫‪7 2‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الثانعى‬ ‫الامام‬ ‫‪.‬‬

‫لين‬ ‫‪ -‬توصطه‬ ‫‪72‬‬ ‫الففه ‪/‬‬ ‫‪ -‬اختراعه علم أصول‬ ‫‪72‬‬ ‫من تاريخه ‪/‬‬ ‫‪ -‬شء‬ ‫‪72‬‬

‫‪*/‬‬ ‫الفقه‬ ‫قديده لا يباور حلود‬ ‫‪ -‬كون‬ ‫الرأى ‪ /‬كا‬ ‫الحديث وأسحاب‬ ‫أصعحاب‬

‫‪-‬‬ ‫التأويل ‪74/‬‬ ‫الكلام فى‬ ‫علم‬ ‫وذمه طريق‬ ‫ال!نصرص‬ ‫ظواهر‬ ‫على‬ ‫‪ -‬جمود‪.‬‬

‫‪ -‬اقرار‪ .‬الرجعية‬ ‫‪vo‬‬ ‫خلافة المتغلب بالصيف ‪/‬‬ ‫(قرار‪ .‬الرجعية بتصحبحه‬

‫‪464‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫الموازنة بينه وبين‬ ‫‪-‬‬ ‫‪75/‬‬ ‫الكفاءة بين القبائل واالشعوب‬ ‫بالتفريق فى‬ ‫الاجتماعية‬

‫الثقافة الأجنبية‪.‬‬ ‫النظر إلى‬ ‫أكثم فى‬ ‫بن‬ ‫ويحيى‬ ‫المأمون‬

‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الكرخى‬ ‫معروف‬ ‫‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫فى المجددين‬ ‫المتصوفة‬ ‫‪ -‬تخطئة عد بعض‬ ‫‪78/‬‬ ‫من تاريخه‬ ‫‪ - VV‬شىء‬

‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪/‬‬ ‫وورع‬ ‫زهد‬ ‫فلسفة ونظر بعد أن كان تصوف‬ ‫إلى تصوف‬ ‫‪-‬تحويله التصوف‬

‫حياته وءااته‪.‬‬ ‫به فى‬ ‫فتتة الناس‬ ‫‪-81 /‬‬ ‫التصوف‬ ‫نكة‬ ‫‪ -‬زيادته بهذا فى‬

‫‪8 2‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الثالث‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددونْ‬ ‫‪.‬‬

‫الرجعية‪/‬‬ ‫بتأثير النكسات‬ ‫الضعف‬ ‫من‬ ‫بشىء‬ ‫إصابتهم‬ ‫قوة المملمين فيه مع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪ -‬وقوف‬ ‫‪83/‬‬ ‫أوربا‬ ‫ضعف‬ ‫ازدياد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪/‬‬ ‫العلمية‬ ‫على نهضتهم‬ ‫‪ - 82‬محافظتهم‬

‫الرجعية‪/‬‬ ‫زيادة أثر النكسات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المأمون‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫حدها‬ ‫العلمية عند‬ ‫النهضة‬

‫العربى‬ ‫العنصر‬ ‫بين‬ ‫التركى‬ ‫العنصر‬ ‫بظهور‬ ‫الاجتماعية‬ ‫النكسة‬ ‫زيادة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪ -‬رأى‬ ‫التركى ‪86‬‬ ‫العنصر‬ ‫‪ -‬زيادة النكسة السياسية بظهور‬ ‫والفارسى ‪85 /‬‬

‫‪ -‬التفرق السياسى بظهور بعض‬ ‫ابن جرير الطبرى فى ادبار أمر المسلمين ‪87 /‬‬

‫الدنيا‬ ‫من‬ ‫بإيثار التجرد‬ ‫الصوفية‬ ‫زيادة نكسة‬ ‫‪-‬‬ ‫الدولة العباسية ‪A 7/‬‬ ‫داخل‬ ‫الدول‬

‫‪-‬‬ ‫واختراع الكلام فى الأحوال والمقامات ‪/AV‬‬ ‫افي‬ ‫الجوع على‬ ‫إيثار‬ ‫إلى حد‬

‫الله تعالى‬ ‫عند‬ ‫الحظوة‬ ‫الدينية ذات‬ ‫طبقتهم‬ ‫الطبقات‬ ‫نظام‬ ‫فى‬ ‫الصوفية‬ ‫زيادة‬

‫‪-‬‬ ‫ببغداد ‪39/‬‬ ‫‪ -‬تستر الضوفية بنزعاتهم ومحنتهم‬ ‫‪29/‬‬ ‫الرجعية‬ ‫ونكساتهم‬

‫فيه‬ ‫لهذا القرن والمجددون‬ ‫المجدد المناسب‬ ‫‪-59 /‬‬ ‫الصوفية‬ ‫الملامتية فى‬ ‫ظهور‬

‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العباسى‬ ‫الوائق‬ ‫‪.‬‬

‫مع "العلماء‬ ‫مجالسه‬ ‫‪-‬‬ ‫المأمون ‪69/‬‬ ‫التجديد العلمى مسلك‬ ‫فى‬ ‫سلوكه‬ ‫‪-69‬‬

‫فى مسألة خلق‬ ‫معتدل‬ ‫‪ -‬موقفه مع سنى‬ ‫‪79‬‬ ‫أديانهم ‪/‬‬ ‫اختلاف‬ ‫والأطباء على‬

‫الا!مر شورى‬ ‫وتركه‬ ‫لابنه‬ ‫مبايعته‬ ‫عدم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫فيها‬ ‫باعتداله‬ ‫المسألة‬ ‫وانتهاء‬ ‫القرآن‬

‫بعد موته‪.‬‬

‫ا‬ ‫‪ْ2‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫حنبل‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫‪ْ3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والتابعين‬ ‫الصحابة‬ ‫تقليد‬ ‫فى‬ ‫لدده‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تارلخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-‬‬ ‫(‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬اول‬

‫وموقف‬ ‫الموازنة بين موقفه‬ ‫‪-‬‬ ‫القرآن ‪301 /‬‬ ‫خلق‬ ‫مسألة‬ ‫فى‬ ‫موقفه‬ ‫فى‬ ‫أثر هذا‬

‫الواثق‪.‬‬ ‫مع‬ ‫المعتدل‬ ‫السنى‬

‫‪01‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العباسى‬ ‫المهتدى‬ ‫‪.‬‬

‫بسيرة عىهـبن‬ ‫والأخذ‬ ‫‪ -‬إيثاره الزهد‬ ‫‪401‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪ 40‬ا‪-‬‬

‫من الأتراك وقتلهم له‪.‬‬ ‫المتغلبين‬ ‫على‬ ‫ثقل مسلكه‬ ‫عبدالعزيز ‪ 50 /‬ا‪-‬‬

‫‪tic‬‬ ‫)‬ ‫ن‬ ‫دو‬ ‫لمجد‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫(‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫‪701‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الفيلسوف‬ ‫الكندى‬ ‫‪.‬‬

‫للمسلمين‬ ‫الفلسفة‬ ‫بعلوم‬ ‫الاشتغال‬ ‫باب‬ ‫فتحه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪01 A‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫‪-‬شىء‬ ‫‪701‬‬

‫فيها‪.‬‬ ‫وتجديده‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الفيلسوف‬ ‫الرازى‬ ‫‪.‬‬

‫البونات ‪ /‬ا ا ا‪-‬‬ ‫أطباء‬ ‫أشهر‬ ‫لجالبنوس‬ ‫نقده‬ ‫‪-‬‬ ‫‪011 /‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫ا‪-‬‬ ‫‪ .‬ا‬

‫‪.‬‬ ‫والكيمياء‬ ‫الطب‬ ‫فى‪/‬‬ ‫تجديده‬

‫‪113‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الرابع‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪.‬‬

‫فى داخلها‬ ‫‪-‬الدول التى ظهرت‬ ‫‪ 14‬ا‪ -‬أخذ الدولة العباسة فى الانحلال ‪114 /‬‬

‫‪ -‬قوة هذه الدول مع‬ ‫‪ -‬دول الإسلام الثلاث ‪115 /‬‬ ‫وتغلبت على ملوكها ‪115 /‬‬

‫زيادة أثر النكسات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪116‬‬ ‫هذا القرن ‪/‬‬ ‫أوربا فى‬ ‫ضعف‬ ‫‪-‬‬ ‫اختلافها ‪116‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪117 /‬‬ ‫والدينى والعنصرى‬ ‫الياسى‬ ‫‪ -‬تطاحنهم‬ ‫فى المسلمين ‪117 /‬‬ ‫الرجعية‬

‫العلم‬ ‫ايثار الجهل على‬ ‫حد‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫التصوف‬ ‫المتصوفة ‪-‬ومغالاتهم فى‬ ‫شأن‬ ‫ظهور‬

‫الإنكار عليهم‪/‬‬ ‫ضعف‬ ‫‪ 9‬ا!ا ‪-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫عنهم‬ ‫بالمال‬ ‫الاستغناء‬ ‫الناس على‬ ‫وسؤال‬

‫فيه‪.‬‬ ‫لهذا القرن والمجددون‬ ‫المجدد المناسب‬ ‫‪ 21‬ا‪-‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأشعرى‬ ‫الحسن‬ ‫أبو‬ ‫‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫السنة ‪123 /‬‬ ‫أهل‬ ‫مذهب‬ ‫‪ -‬تجديده ى‬


‫ف‬ ‫‪123 /‬‬ ‫المعتزلةَ‬ ‫‪ - iri‬تركه مذهب‬

‫‪.‬‬ ‫تجديده‬ ‫فى‬ ‫جموده‬

‫‪124‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‬ ‫الفارابى‬ ‫(‬ ‫ى‬ ‫الثان‬ ‫المعلم‬ ‫‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪"5‬ا‬ ‫‪/‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفل!فة‬ ‫أساس‬ ‫‪ -‬وضعه‬ ‫‪124‬‬ ‫من تاريخه ‪/‬‬ ‫شىء‬ ‫‪-124‬‬

‫الفلسفة‪.‬‬ ‫اجتهاده فى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪12 1 /‬‬ ‫الحكم‬ ‫طريقة‬ ‫إصلاح‬ ‫رأيه فى‬

‫‪127‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الصفا‬ ‫اخوان‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬قصدهنم‬ ‫رسائلهم فى الفلسفة ‪128 /‬‬ ‫والخلاف فى واضع‬ ‫تترهم‬ ‫سبب‬ ‫‪-127‬‬

‫‪-912‬‬ ‫لها ‪/‬‬ ‫المعادى‬ ‫للجمهور‬ ‫الفلسفة‬ ‫وتقريب‬ ‫والفلسفة‬ ‫الشريعة‬ ‫بين‬ ‫الجمع‬

‫إخفاق رسائلهم فى تأدية غرضها‪.‬‬

‫‪013‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحامس‬ ‫الترن‬ ‫المجددونَنى‬ ‫‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫القوة‬ ‫الدولة العباسية بحكم‬ ‫داخل‬ ‫وقيام أخرى‬ ‫دول إسلامية‬ ‫‪ -‬ذهاب‬ ‫‪013‬‬

‫‪-‬دولة‬ ‫‪131‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الطوائف‬ ‫ملوك‬ ‫وقيام‬ ‫أمية بالأندلى‬ ‫بنى‬ ‫انتهاء دولة‬ ‫‪-131‬‬

‫المقدس‬ ‫بيت‬ ‫على‬ ‫استيلاء الفرنجة الصليبيين‬ ‫‪-‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الأقصى‬ ‫بالمغرب‬ ‫المرابطين‬

‫والأندلس‬ ‫بالثام‬ ‫للفرنجة‬ ‫المملمين‬ ‫صمود‬ ‫‪-‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الشام‬ ‫بلاد‬ ‫وبعض‬

‫زيادة نفوذ رجال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪132‬‬ ‫المسلمين ‪/‬‬ ‫والتفريق مثل‬ ‫الضعف‬ ‫أوربا من‬ ‫‪-131‬معاناة‬

‫‪466‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫ضوع‬ ‫المر‬

‫الطبية‬ ‫الكتب‬ ‫بعض‬ ‫ترجمتهم‬ ‫فى‬ ‫بالم!لمين‬ ‫أوربا وأئر اختلاطهم‬ ‫الدين فى‬

‫هذا‬ ‫فىْ‬ ‫العلمى‬ ‫بسبقهم‬ ‫المسلمين‬ ‫احتفاظ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪a‬‬ ‫" ‪3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫العربية‬ ‫عن‬ ‫والفلكية‬

‫النة‬ ‫أهل‬ ‫معسكر‬ ‫المسلمين إلى‬ ‫فيه وانقام‬ ‫الرجعية‬ ‫بقاء النكسات‬ ‫‪-‬‬ ‫القرن ‪la 3/‬‬

‫مذهب‬ ‫ظهور‬ ‫‪-‬‬ ‫الشيعة بالدولة الفاطمية ‪134/‬‬ ‫بالدولة العباسية ومعسكر‬

‫ألمع‬ ‫واستهواؤه‬ ‫التصوف‬ ‫شأن‬ ‫استفحال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1"f\ /‬‬ ‫لغيره‬ ‫محنته‬ ‫بعد‬ ‫الأشعربة‬

‫شانه فى الأندلس والمغرب و(نكار‬ ‫‪ -‬ضعف‬ ‫علمية فى هذا القرن ‪136 /‬‬ ‫شخصية‬

‫فيه‪.‬‬ ‫والمجددون‬ ‫!ن‬ ‫لهذا‬ ‫المناسب‬ ‫المجدد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ Irv‬ا‬ ‫له ‪/‬‬ ‫ابن حزم‬

‫‪138‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النزالى‬ ‫الإسلام‬ ‫حجة‬ ‫‪.‬‬

‫بعد ارتفاع شأنه فى العلوم‬ ‫للتصوف‬ ‫(يثاره‬ ‫‪-‬‬ ‫‪913‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-138‬‬

‫تحامله ‪plc‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪014‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المسلمين‬ ‫فى‬ ‫أثر تصوفه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪913‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الدينية والفلسفية‬

‫إصلاحها‪.‬‬ ‫عن‬ ‫وعجزه‬ ‫ضعفها‬ ‫نواحى‬ ‫محرفته ببعض‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الفلسفة ‪/‬‬

‫‪141‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫الرئيس‬ ‫الشخ‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬رده‬ ‫فى الفل!فة ‪143 /‬‬ ‫‪ -‬نزعته التجديدية‬ ‫‪142‬‬ ‫من تاريخه ‪/‬‬ ‫‪ 41‬ا‪ -‬شىء‬

‫على الطاعنين فى دينه‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأندلسى‬ ‫حزم‬ ‫ابن‬ ‫‪.‬‬

‫الكتاب والشة وتركه‬ ‫‪ -‬استنباطه الأحكام من‬ ‫‪145‬‬ ‫من تاريخه ‪/‬‬ ‫‪ -‬شىء‬ ‫‪145‬‬

‫أئمة‬ ‫فى‬ ‫وقوعه‬ ‫كثرة‬ ‫‪-‬‬ ‫(‬ ‫‪IV‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الظاهرية‬ ‫دمايثاره مذهب‬ ‫المشهورة‬ ‫تقليد المذاهب‬

‫على‬ ‫الظاهرية وتعصبه‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫‪ -‬جموده‬ ‫تكفيرهم ‪148 /‬‬ ‫الى حد‬ ‫المذاهب‬

‫غيرهم‪.‬‬

‫‪914‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المعرى‬ ‫العلاء‬ ‫أبو‬ ‫‪.‬‬

‫الملوك‬ ‫و(نكاره على‬ ‫عصره‬ ‫نقده مجتمع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪015‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪ 94‬ا‪-‬‬

‫بالتقية‬ ‫أخذه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪153/‬‬ ‫للفقر‬ ‫ومدحه‬ ‫إيثاره الزهد‬ ‫‪- 1‬‬ ‫‪53/‬‬ ‫إليهم‬ ‫والعلماء ومن‬

‫أشعار عليه تثبت إلحاده ‪/‬‬ ‫و!ح‬ ‫‪-.‬‬ ‫‪154‬‬ ‫عنه ‪/‬‬ ‫ملوك عصره‬ ‫وأثرها فى سكوت‬

‫‪.‬‬ ‫نواحى جموده‬ ‫‪ -‬بعض‬ ‫العلماء فى ولايته ‪9!5 /‬‬ ‫‪ -‬اعتقاد بعض‬ ‫‪155‬‬

‫‪157‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫السادس‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪.‬‬

‫وقيام‬ ‫انتهاء بعضها‬ ‫‪-‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪/‬‬ ‫أنفسها‬ ‫على‬ ‫الإسلامية‬ ‫الدول‬ ‫انقسام‬ ‫‪-‬‬ ‫‪157‬‬

‫فقد المسلمين بالمثرق‬ ‫الدين بيت المقدس ‪915 /‬‬ ‫‪ -‬استرداد صلاح‬ ‫‪158‬‬ ‫بعضها‪/‬‬

‫‪ -‬زيادة اصتفحال شأن‬ ‫اثمرق ‪915 /‬‬ ‫المغرب فيها محل‬ ‫مكانتهم العلمية وحلول‬

‫‪467‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫ضوع‬ ‫المو‬

‫الناس‬ ‫تهيب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫اقطابه الأربعة فى‬ ‫من‬ ‫قطبين‬ ‫بظهور‬ ‫التصوف‬

‫عن‬ ‫أحوالهم‬ ‫من‬ ‫بما لا يفيد‬ ‫المسلمين‬ ‫شغلهم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪/‬‬ ‫أصحابه‬ ‫ايإنكار على‬

‫وراء الحركة‬ ‫سعيها‬ ‫‪-‬‬ ‫‪162‬‬ ‫القرن ‪/‬‬ ‫هذا‬ ‫أوربا فى‬ ‫حال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪162‬‬ ‫بهم‬ ‫المحدق‬ ‫الخطر‬

‫‪ -‬ظهور‬ ‫‪163‬‬ ‫فيها ‪/‬‬ ‫النهوض‬ ‫الترجمة بعض‬ ‫حركة‬ ‫ونهوض‬ ‫العلمية الإسلامية‬

‫المجدد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪164‬‬ ‫الدين ‪/‬‬ ‫ورجال‬ ‫طبقة الأشراف‬ ‫فيها بجانب‬ ‫الطبقة الوسطى‬

‫فيه‪.‬‬ ‫لهذا القرن والمجددون‬ ‫المناسب‬

‫‪165‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المؤمن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫يوسف‬

‫‪ -‬تقديره للفلسفة ورجال!‪.‬‬ ‫من تاريخه ‪166 /‬‬ ‫‪ - 011‬شىء‬

‫‪167‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحفيد‬ ‫رثد‬ ‫ابن‬

‫محنته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اكثر ممن سبقه‬ ‫للفلسفة‬ ‫فهمه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫ا‪-‬‬ ‫‪67‬‬

‫النهضة‪/‬‬ ‫عصر‬ ‫أوربا له فى‬ ‫فلاسفة‬ ‫تقدير‬ ‫‪-‬‬ ‫‪168‬‬ ‫عنه ‪/‬‬ ‫والعفو‬ ‫الفلسفة‬ ‫بسبب‬

‫تجديده فى الفلسفة‪.‬‬ ‫‪ -‬بعض‬ ‫تشدده فى الدين ‪916 /‬‬ ‫‪ -‬بعض‬ ‫‪168‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الرازى‬ ‫الدين‬ ‫لْخر‬

‫بها‬ ‫الناس‬ ‫كتبه واشتغال‬ ‫فى‬ ‫ترتيبه العلوم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪017‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-017‬‬

‫‪ -‬إذاعته ‪//‬الطريقة‬ ‫‪171‬‬ ‫الكيمياء ‪/‬‬ ‫بعمل‬ ‫تهوسه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪017‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المتقدمين‬ ‫كتب‬ ‫ورفض‬

‫هذه‬ ‫على‬ ‫ندمه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0172‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫فى‬ ‫نظره‬ ‫العلوم بسبب‬ ‫التقريرية الفلسفية فى‬

‫تصوفهما‪.‬‬ ‫والموازنة بينهما فى‬ ‫تصوفه‬ ‫الطريقة وتقليده للغزالى فى‬

‫‪17‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الإدريسى‬ ‫الثربف‬

‫فى‬ ‫كتاب‬ ‫فيها أصح‬ ‫الثانى ووضعه‬ ‫الملك روجر‬ ‫على‬ ‫نزوله بصقبية‬ ‫‪-174‬‬

‫علم‬ ‫وتجديده فى‬ ‫للأرض‬ ‫ومصورا‬ ‫كرة سماوية‬ ‫صنعه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪174‬‬ ‫الجغرافيا ‪/‬‬

‫اللاتينية والفرنسية‪.‬‬ ‫كتابه إلى‬ ‫ترجمة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪174 /‬‬ ‫الجغرافيا‬

‫‪176‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الجوزى‬ ‫بن‬ ‫الفرج‬ ‫أبو‬

‫‪ -‬تنبهه لخطر‬ ‫‪17‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أثره ‪/‬‬ ‫وضعف‬ ‫‪ -‬وعظه‬ ‫‪176‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-176‬‬

‫تجديده فيه‪.‬‬ ‫ومقدار‬ ‫الرد عليهم‬ ‫قيمته فى‬ ‫وعظم‬ ‫إبليس‬ ‫كتابه تلبيس‬ ‫المتصوفة فى‬

‫ا‬ ‫‪A 3‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫السابع‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬

‫‪-‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الخارجى‬ ‫الخطر‬ ‫عن‬ ‫وغفلتها‬ ‫بحروبها‬ ‫الاسلامية‬ ‫الدول‬ ‫اشتغال‬ ‫‪-183‬‬

‫دول‬ ‫‪ -‬أقوى‬ ‫‪184‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الأندلس بغرناطة وما حولها‬ ‫المسلمين فى‬ ‫ملك‬ ‫انحصار‬

‫ودولة‬ ‫المماليك‬ ‫ودولة‬ ‫الخوارزمية‬ ‫الدولة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ At‬ا‬ ‫‪/‬‬ ‫والمشرق‬ ‫بالمغرب‬ ‫الإسلام‬

‫الفل!فة‪/‬‬ ‫لعلوم‬ ‫عداؤها‬ ‫‪ A‬ا ‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪/‬‬ ‫وفسادهم‬ ‫تجبر ملوكها‬ ‫‪-‬‬ ‫‪184 /‬‬ ‫بنى مرين‬

‫‪68‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫ضوع‬ ‫المو‬

‫على المذاهب الأربعة‬ ‫الفقه‬ ‫الأشعرى وفى‬ ‫فى العقائد على مذهب‬ ‫‪ -‬جمودها‬ ‫‪185‬‬

‫‪186‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الجمود‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫الخروج‬ ‫الدين الطوفى‬ ‫ابن تيمية ونجم‬ ‫محاولة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪185‬‬ ‫‪/‬‬

‫من‬ ‫الأخيرين‬ ‫القطبين‬ ‫ظهور‬ ‫‪-‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪/‬‬ ‫العلماء لهم‬ ‫المتصوفة وخضوع‬ ‫زيادة نفوذ‬

‫وجلال‬ ‫الفارض‬ ‫وابن‬ ‫عربى‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫بلبلة محيى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Inn‬‬ ‫الأربعة ‪/‬‬ ‫الأقطاب‬

‫الباطنية‬ ‫الصوفية‬ ‫دولة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪918‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫المسلمين‬ ‫لأفكار‬ ‫الرومى‬ ‫الدين‬

‫الرهبنة فى‬ ‫نظام‬ ‫شيوع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪918‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الظاهرة‬ ‫دولهم‬ ‫المسلمين لها أكثر من‬ ‫وخضوع‬

‫التتر‬ ‫أيدى‬ ‫بغداد )فى‬ ‫الغفلة بسقوط‬ ‫تلك‬ ‫فى‬ ‫الخطر‬ ‫وقوع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪091‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التصوف‬

‫بمصر‬ ‫القوة‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫على‬ ‫المسلمين‬ ‫‪-‬بقاء‬ ‫‪091‬‬ ‫‪/‬‬ ‫العباسية‬ ‫الدولة‬ ‫وانتهاء‬

‫روسيا‬ ‫بغداد والمستولين على‬ ‫لاالمستولين على‬ ‫التتر‬ ‫بعض‬ ‫‪ -‬إسلام‬ ‫‪0921‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والمغرب‬

‫الطبقة‬ ‫أوربا الغربية وظهور‬ ‫الأوربية الحديثة فى‬ ‫الممالك‬ ‫تكون‬ ‫‪-‬‬ ‫‪191‬‬ ‫بأوربا ‪/‬‬

‫بثروتها‬ ‫منافستها‬ ‫‪-‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪/‬‬ ‫السابق‬ ‫القرن‬ ‫) فيها أكثر من‬ ‫( الوسطى‬ ‫البرجوازية‬

‫العلمية التى‬ ‫الجامعات‬ ‫أشهر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والفن‬ ‫للعلم‬ ‫ومناصرتها‬ ‫الأشراف‬ ‫طبقة‬

‫للنظرية وازدياد‬ ‫العملية على‬ ‫الفلسفة‬ ‫هـايثار بعضها‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫بأوربا فى‬ ‫أنثشت‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫كون‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪/‬‬ ‫فلاسفتها‬ ‫وأشهر‬ ‫واليونانية‬ ‫العربية‬ ‫من‬ ‫النقل‬ ‫حركة‬

‫والعلمية‪/‬‬ ‫والاجتماعية‬ ‫الحالة السياسية‬ ‫أوربا فى‬ ‫بين المسلمين ودول‬ ‫مبدأ التحول‬

‫فيه‪.‬‬ ‫لهذا القرن والمجدثطن‬ ‫المجدد المناسب‬ ‫‪ 59‬ا‪-‬‬

‫‪691‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫!إ‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الطوسى‬ ‫الدين‬ ‫نصير‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬اتخاذ هولاكو التترى‬ ‫من تاريخه ونبوكه فى علوم الفلسفة ‪691 /‬‬ ‫‪-‬شىء‬ ‫‪691‬‬

‫عظيما‬ ‫بناؤه رصدَا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪691‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والمسلمين‬ ‫نفع الإسلام‬ ‫فى‬ ‫ذلك‬ ‫له وزيرا واستخدامه‬

‫‪-‬‬ ‫‪791‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والفلسفية‬ ‫الإسلامية‬ ‫العلوم‬ ‫الممر من‬ ‫دولة‬ ‫فى‬ ‫ما بلى‬ ‫بمراغة وتجديده‬

‫‪.‬‬ ‫الكلام‬ ‫بين الفلسفة وعلم‬ ‫الجمع‬ ‫الرازى فى‬ ‫تقليده للفخر‬

‫‪991‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪.‬ة‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تيمية‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫تقى‬ ‫‪.‬‬

‫الصوفية والأشعرية‬ ‫الجامدين من‬ ‫مع‬ ‫جهاده‬ ‫‪-‬‬ ‫تاريخه ‪144‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪ 99‬ا‪-‬‬

‫بظواهر‬ ‫العقائد والأخذ‬ ‫فى‬ ‫السلف‬ ‫مذهب‬ ‫على‬ ‫جموده‬ ‫‪-‬‬ ‫‪02 0‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والفقهاء‬

‫من‬ ‫مدرسته‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬أثر هذا‬ ‫‪02 2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫وعلومها‬ ‫للفلسفة‬ ‫مجافاته‬ ‫‪- 2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الضوص‬

‫‪.‬‬ ‫بعده‬

‫‪302‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫ابن‬ ‫‪.‬‬

‫بالمتون‬ ‫المسماة‬ ‫المعقدة‬ ‫من تاريخه ‪ - 2 30 /‬انتصاره للمختصرات‬ ‫شىء‬ ‫‪-2 30‬‬

‫وعنايته بشرحها‪.‬‬

‫‪946‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫ضوع‬ ‫المو‬

‫‪2 0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عربى‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫محى‬ ‫‪.‬‬

‫للصلمين‬ ‫وبلبلتها‬ ‫من تاريخه ‪ - 02 9 /‬كتبه وأشعاره فى الضوف‬ ‫شىء‬ ‫‪-02 9‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫ا ا‬ ‫‪/‬‬ ‫الكرخى‬ ‫معروف‬ ‫الموازنة بينه وبين‬ ‫‪-‬‬ ‫‪021‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القرن وما بعده‬ ‫هذا‬ ‫فى‬

‫والوثنية‪/‬‬ ‫التفريق بين الأديان السماوية‬ ‫عدم‬ ‫حد‬ ‫إلى‬ ‫الوجود‬ ‫وحدة‬ ‫مبالغته فى‬

‫العلماء فيه‪.‬‬ ‫اختلاف‬ ‫‪-21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪215‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الثامن‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الشام‬ ‫حدود‬ ‫الى‬ ‫الإسلامى‬ ‫الشرق‬ ‫على‬ ‫بقاء التتر مستولين‬ ‫‪-215‬‬

‫المماليك والدولة‬ ‫لدولة‬ ‫عداؤهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وتشيعهم‬ ‫والبدع‬ ‫بالخرافات‬ ‫إسلامهم‬ ‫اختلاط‬

‫المسلمين بالمفرب‬ ‫ضعف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪217‬‬ ‫السنة ‪/‬‬ ‫أهل‬ ‫الفمانية التركية لأنهما من‬

‫فى‬ ‫المسنلمين‬ ‫‪ -‬محافظة‬ ‫‪217 /‬‬ ‫اتخاذهم الفرنجة فى جندهم‬ ‫والأندلس إلى حد‬

‫العلمى وغلبة الجامدين من المتصوفة والعلماء‬ ‫من القوة وضعفهم‬ ‫شىء‬ ‫الجملة على‬

‫الطريق! التقريرية‬ ‫وشيوع‬ ‫المتون وشرحها‬ ‫بحفظ‬ ‫الاهتمام‬ ‫‪-‬‬ ‫‪022 /‬‬ ‫عليهم‬

‫الدولة‬ ‫تضييق‬ ‫‪-‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الاجتماعية‬ ‫المسلمين‬ ‫حالة‬ ‫سوء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اللفظية‬

‫والأسبان‬ ‫الإنجليز‬ ‫قوة‬ ‫ظهور‬ ‫‪.‬‬ ‫الشرقية‬ ‫الروم‬ ‫دولة‬ ‫على‬ ‫الخناق‬ ‫التركية‬ ‫العثمانية‬

‫قيام‬ ‫‪-‬‬ ‫‪222‬‬ ‫المسيحية ‪/‬‬ ‫فى‬ ‫دينى‬ ‫ب!صلاح‬ ‫ويكلف‬ ‫‪-‬قيام بوحنا‬ ‫‪221‬‬ ‫والبرتغال ‪/‬‬

‫بين حالة‬ ‫‪-Y‬الموازنة‬


‫‪22‬‬ ‫الدين ‪/‬‬ ‫من‬ ‫وتخليصها‬ ‫القديمة‬ ‫أوربا بنقد الفلسفة‬ ‫فلاسفة‬

‫فيه‪.‬‬ ‫لهذا القرن والمجددون‬ ‫المجدد المناسب‬ ‫أوربا ‪222 /‬‬ ‫المسلمين العلمية وحالة‬

‫ص‬ ‫‪224‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫خلدون‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫ولى‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬نقده الاهتمام‬ ‫‪ -‬اختراعه علم الاجتماع ‪225 /‬‬ ‫من تاريخه ‪224 /‬‬ ‫شىء‬ ‫‪-224‬‬

‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫إلمامه بالحركة العلمية العالمية فى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والحفظ‬ ‫والاختصار‬ ‫بالجمع‬

‫‪227‬‬ ‫نقده الفلسفة القديمة ‪/‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪226‬‬ ‫الكلام ‪/‬‬ ‫الفلسفة بعلم‬ ‫نقده خلط‬ ‫‪-‬‬ ‫‪226‬‬ ‫ْ‪/‬‬

‫اخلافة‬ ‫انحصار‬ ‫عدم‬ ‫رأيه فى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪2 A‬‬ ‫بها ‪/‬‬ ‫تحريم الاشتغال‬ ‫الفقهاء فى‬ ‫مثاركته‬ ‫‪-‬‬

‫المتموفة‪.‬‬ ‫شطحات‬ ‫‪ - 2 YA /‬اعتذاره عن‬ ‫فى قريش‬

‫‪22‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الجوزية‬ ‫قيم‬ ‫ابن‬ ‫‪.‬‬

‫الزهد‬ ‫فى‬ ‫مبالغته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪023‬‬ ‫تقليده لابن تيمية ‪/‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-922‬‬

‫نصير‬ ‫وتكفيره‬ ‫الفلفة‬ ‫معاداة‬ ‫تغاليه فى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الغنى‬ ‫ل!يثاره الفقر على‬

‫الدين الطوسى‪.‬‬

‫‪233‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشاطبى‬ ‫إسحاق‬ ‫أبو‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬تجديده فى علم‬ ‫المتأخرين ‪233 /‬‬ ‫‪ -‬نقده كتب‬ ‫‪233 /‬‬ ‫تاريحْه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-233‬‬

‫‪047‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫‪235‬‬ ‫ألفاظها ‪/‬‬ ‫على‬ ‫جموده‬ ‫وعدم‬ ‫الثمريعة‬ ‫اهتمامه بمقاصد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪234‬‬ ‫الفقه ‪/‬‬ ‫أصول‬

‫الربط‬ ‫الصوفية‬ ‫اتخاذ‬ ‫ومنها‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫الحياة الدينية والاجتماعية‬ ‫نقده‬ ‫‪-‬‬

‫‪.‬‬ ‫الكلام‬ ‫‪ -‬ذمه علم‬ ‫للعبادة ‪236‬‬ ‫للانقطاع‬

‫‪237‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البلقينى‬ ‫الدين‬ ‫سزاخ‬ ‫‪.‬‬

‫الثافعى واختياراته‬ ‫مذهب‬ ‫فى‬ ‫ترجيحاته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪238‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫ضىء‬ ‫‪-237‬‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫جعله‬ ‫فى‬ ‫كفاية هذا‬ ‫عدم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Yrq‬‬ ‫عنه ‪/‬‬ ‫الخارجة‬

‫‪2 4 0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪.‬‬

‫‪-241‬‬ ‫) ‪/‬‬ ‫بىإلمماليك‬ ‫التركية‬ ‫والعثمانية‬ ‫التيمورية‬ ‫(‬ ‫بالمشرق‬ ‫المسلمين‬ ‫دول‬ ‫‪-24‬‬ ‫‪0‬‬

‫بقاء المسلمين‬ ‫‪-‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الأندلس‬ ‫أسبانيا على‬ ‫واستيلاء‬ ‫بالمغرب‬ ‫الملمين‬ ‫ضعف‬

‫ازدياد نفوذ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪/‬‬ ‫السياسى‬ ‫فسادهم‬ ‫المشرق مع‬ ‫القوة فى‬ ‫من‬ ‫شىه‬ ‫على‬

‫الاجتماعية فيها‬ ‫الحالة‬ ‫سوء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪242‬‬ ‫الطرق الصوفية فى هذه الدول ‪/‬‬ ‫اصحاب‬

‫وغيرها‪/‬‬ ‫مصر‬ ‫من‬ ‫العربية‬ ‫البلاد‬ ‫إلى‬ ‫التقريرية‬ ‫انن!قال الطريقة‬ ‫‪.‬‬ ‫العلمية‬ ‫والحالة‬

‫اختراع بعضهم‬ ‫حد‬ ‫ى‬ ‫ال‬ ‫ف‪،‬دهم‬ ‫العلماء ووصول‬ ‫ارتفاع جهلة المتصوفة على‬ ‫‪-245‬‬

‫استيلاء‬ ‫أوربا بعد‬ ‫فى‬ ‫النهضة‬ ‫ابتداء عصر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الناس‬ ‫يتلوه على‬ ‫قىآنا ركيكا‬

‫أوربا‬ ‫فى‬ ‫النهضة‬ ‫نواحى‬ ‫تفمهيل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الق!طنطيية‬ ‫العثمانية علي!‬ ‫الدولة‬

‫‪252 /‬‬ ‫فيها‬ ‫المطبعة‬ ‫‪ --‬اختراع‬ ‫‪251‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرجاء الصالح‬ ‫البرتغال إلر‪ ،‬رأس‬ ‫ووصول‬

‫القرن‬ ‫لهذا‬ ‫المناسب‬ ‫‪ -.‬المجدد‬ ‫‪252‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المسلمين‬ ‫اوربا وحال‬ ‫بين حال‬ ‫موازنة‬ ‫‪-‬‬

‫فيه‪.‬‬ ‫والمجددون‬

‫‪255‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بك‬ ‫ألؤغ‬ ‫‪.‬‬

‫‪-2 55‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الرياضية‬ ‫بالعلوم الفلسفية ولا سيما‬ ‫!المامه‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫ضء‬ ‫‪-255‬‬

‫عظيما بصمرقند‪.‬‬ ‫إنشاؤه رصذا‬

‫‪257‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأنصارى‬ ‫زكريا‬ ‫القاض‬ ‫‪.‬‬

‫أن‬ ‫عن‬ ‫وبعدهما‬ ‫أليوطى‬ ‫بينه وبين‬ ‫موازنة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪702‬‬ ‫‪/‬‬ ‫خه‬ ‫تاريه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-257‬‬

‫العلوم الفلسفية‪.‬‬ ‫لبعض‬ ‫زكريا‬ ‫القاضى‬ ‫بدراسة‬ ‫الاعتبار‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2 5 A‬‬ ‫‪/‬‬ ‫يكونا مجددين‬

‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اليمنى‬ ‫الوزير‬ ‫ابن‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬تأثره بمدرسة‬ ‫‪261‬‬ ‫الزيدية ‪/‬‬ ‫تقده بمذهب‬ ‫خه وعدم‬ ‫تارب‬ ‫مون‬ ‫ضء‬ ‫‪-26‬‬ ‫‪0‬‬

‫حياته بالغزالى‪.‬‬ ‫آخر‬ ‫تائره فى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪262‬‬ ‫وابن تبمية ‪/‬‬ ‫ابن حزم‬

‫‪263‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحاشر‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪.‬‬

‫ايران واستيلاؤها‬ ‫‪ ،‬فى‬ ‫وحروب!‬ ‫نهاية جمظمتها‬ ‫إلى‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫وصول‬ ‫‪-263‬‬

‫ال!‪4‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫‪ -‬منحها امتيازا!‪ ،‬فى‬ ‫‪263 /‬‬ ‫الضعف‬ ‫فى‬ ‫والجزائر وأخذها‬ ‫وتون!‬ ‫مصر‬ ‫على‬

‫(يران‬ ‫الشيعة فى‬ ‫مذهب‬ ‫ونشرها‬ ‫الدولة الصفوية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪264‬‬ ‫بلادها لفرنسا ‪/‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪264‬‬ ‫المذهب ‪/‬‬ ‫فى‬ ‫الاختلاف‬ ‫الدولة العثمانية التركية ببب‬ ‫مع‬ ‫وحروبها‬

‫وضعفها‪/‬‬ ‫بمراكش‬ ‫الدولة السعدية‬ ‫ظهور‬ ‫‪-‬‬ ‫‪264‬‬ ‫الدولة المغولية بالهند ‪/‬‬ ‫ظهور‬

‫على‬ ‫‪ -‬غلبة جهلة المتصوفة‬ ‫العلمى بين المسلمين ‪266 /‬‬ ‫‪-‬ازدياد الضعف‬ ‫‪265‬‬

‫الحالة الاجتماعية بين‬ ‫سوء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪YIA‬‬ ‫الدول الإسلامية ‪/‬‬ ‫فى‬ ‫العلماء ونفوذهم‬

‫‪-268‬‬ ‫‪/‬‬ ‫لهم‬ ‫(قطاعا‬ ‫وجعلها‬ ‫العامة‬ ‫طبقة‬ ‫على‬ ‫وأشرافهم‬ ‫ملوكهم‬ ‫المسلمين وتعالى‬

‫النهضة‪/‬‬ ‫عصر‬ ‫من‬ ‫الثانى‬ ‫القرن‬ ‫أوربا فى‬ ‫‪ .‬دخول‬ ‫بالألقاب‬ ‫بين الطبقات‬ ‫التمييز‬

‫الثانية لطريق‬ ‫وكشف‬ ‫‪،‬‬ ‫لأمريكا‬ ‫الأولى‬ ‫وكشف‬ ‫أسبانيا والبرتغال‬ ‫قوة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪YIA‬‬

‫أوربا ‪272 /‬‬ ‫باقى دول‬ ‫حال‬ ‫‪.‬‬ ‫أفريقية والهند‬ ‫فى‬ ‫ومستعمراتها‬ ‫الرجاء الصالح‬ ‫رأس‬

‫نجسبة رفض‬ ‫فى‬ ‫أزهرى‬ ‫دكتور‬ ‫البروتستانتية ‪ .‬خطأ‬ ‫وظهور‬ ‫البابا‬ ‫ثورة لوثر على‬ ‫‪-‬‬

‫كوبرنيكوس‬ ‫وخروج‬ ‫أوربا العلمية‬ ‫نهضة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪274‬‬ ‫البروتستانتية ‪/‬‬ ‫إلى‬ ‫التثليث‬

‫حولها‬ ‫والكواكب‬ ‫الث!مس مركز العالم ودوران الارض‬ ‫بجعل‬ ‫نظام بطليموس‬ ‫على‬

‫‪-‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪/‬‬ ‫النفس وخلودها‬ ‫وحدة‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬مخالفة بومبنازى لابن رشد‬ ‫‪275‬‬ ‫‪/‬‬

‫فيه‪.‬‬ ‫لهذا القرن والمجددون‬ ‫المجدد المناسب‬

‫‪927‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫القانونى‬ ‫سليمان‬ ‫السلطان‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬ثورة علماء‬ ‫‪28‬‬ ‫‪ْ/‬‬ ‫القانونية‬ ‫‪ -‬اصلاحاته‬ ‫‪927‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-927‬‬

‫أورباْ‬ ‫إليه‬ ‫وصلت‬ ‫لما‬ ‫تقديره‬ ‫إصلاحاته وعدم‬ ‫‪ -‬نقص‬ ‫الأزهر عليها ‪281 /‬‬

‫‪283‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪.‬ة‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الرملى‬ ‫الدين‬ ‫شمس‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫مجدد‬ ‫لأن يكون‬ ‫استحقاقه‬ ‫عدم‬ ‫‪- 2 At‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫‪ -‬شىء‬ ‫‪283‬‬

‫‪286‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البركوى‬ ‫على‬ ‫بير‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬إلحاقه بالرملى‪.‬‬ ‫من تاريخه ‪YAI /‬‬ ‫‪-‬شىء‬ ‫‪286‬‬

‫‪288‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عشر‬ ‫الحادى‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪.‬‬

‫عزم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪288‬‬ ‫العالم ‪/‬‬ ‫قوتها بين دول‬ ‫فقد‬ ‫فى‬ ‫التركية‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫أخذ‬ ‫‪-288‬‬

‫له‬ ‫وقتلهم‬ ‫جديد‬ ‫وإنثاء جيث!‬ ‫"الإنكثمارية‬ ‫من‬ ‫التخلص‬ ‫على‬ ‫الثانى‬ ‫عثمان‬ ‫السلطان‬

‫لهم‬ ‫باشا كوبريلى‬ ‫الوزير محمد‬ ‫أخذ‬ ‫‪-‬‬ ‫لم ‪928‬‬ ‫الملوك والدولة‬ ‫فى‬ ‫واستبدادهم‬

‫‪/‬‬ ‫الشاه عباس‬ ‫عهد‬ ‫فى‬ ‫غاية عظمتها‬ ‫الحال بعده بلوغ الدولة الصفوية‬ ‫وسوء‬ ‫بالثمدة‬

‫إلى الهند لهاكرام‬ ‫الإنجليزية‬ ‫الث!رقية‬ ‫الهند‬ ‫شركة‬ ‫عن‬ ‫أول مندوب‬ ‫‪ -‬وصول‬ ‫‪928‬‬

‫الدولة‬ ‫الهند وضعف‬ ‫من‬ ‫البرتغاليين‬ ‫شاه جهان‬ ‫‪ -‬طرد‬ ‫‪928‬‬ ‫له ‪/‬‬ ‫جهانجيرخان‬

‫إرث‬ ‫إلى حد‬ ‫الحالة السياسية والعلمية للمسلمين‬ ‫ازدياد سوء‬ ‫‪092‬‬ ‫المغولية بعده ‪/‬‬

‫‪iv‬‬ ‫؟‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫إنشاء مطبعة‬ ‫فى‬ ‫إستانبول‬ ‫علفاء‬ ‫معارضة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪/‬‬ ‫غير علم‬ ‫العلمية من‬ ‫الدرجات‬

‫المطولة‪/‬‬ ‫القديمة‬ ‫بالكتب‬ ‫الإْزهر‬ ‫‪ -‬اَخر عهد‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الشيطان‬ ‫من‬ ‫بها لأنها رجس‬

‫إلى‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫أوربا من‬ ‫طفرة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪392‬‬ ‫‪/‬‬ ‫بقاء نفوذ المتصوفة وفسادهم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪392‬‬

‫جزر‬ ‫فى‬ ‫ومستعمراتها‬ ‫هولندا‬ ‫إلى‬ ‫انتقال عظمتها‬ ‫‪-‬‬ ‫‪492‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬

‫الحديثة فيها‬ ‫الفلبمفة‬ ‫قيام‬ ‫‪-‬‬ ‫‪592‬‬ ‫أوربا ‪/‬‬ ‫باقى دول‬ ‫نهضة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪492‬‬ ‫الأقيانوسية ‪/‬‬

‫‪ -‬إبطال‬ ‫الكنيسة والقيود اللفظية ‪892‬‬ ‫سلطان‬ ‫التجربة وتحريرها من‬ ‫أساس‬ ‫على‬

‫ملكية‬ ‫استنباطات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪992‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اجتماعية‬ ‫أن الملكية حاجة‬ ‫داثبات‬ ‫الحق المقدس‬ ‫نظرية‬

‫أوربا‬ ‫بين الحالة العلمية فى‬ ‫موازنة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪03 0‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والعملى‬ ‫العلمى‬ ‫البحث‬ ‫ونشاط‬

‫الطب‬ ‫تفاهة‬ ‫على‬ ‫تدلان‬ ‫طبيتان‬ ‫إجازقان‬ ‫‪-‬‬ ‫‪03 0‬‬ ‫والحالة العلمية بين المسلمين ‪/‬‬

‫فيه‪.‬‬ ‫لهذا القرن والمجددون‬ ‫‪ -‬المجدد المناسب‬ ‫المسلمين ‪303 َ/‬‬ ‫عند‬

‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عباس‬ ‫الثاه‬ ‫‪.‬‬

‫وتعليمه‬ ‫النظام الحديث‬ ‫على‬ ‫‪ -‬تدريبه جثه‬ ‫‪503‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-403‬‬

‫الأوربيين‬ ‫كثير من‬ ‫أوربا ووفود‬ ‫دول‬ ‫مع‬ ‫محالفات‬ ‫‪ -‬عقد‬ ‫‪03 o‬‬ ‫‪/‬‬ ‫العلوم العسكرية‬

‫واثره‬ ‫العسكرى‬ ‫الإصلاح‬ ‫على‬ ‫نقد اقتصاره‬ ‫‪-‬‬ ‫‪03 5 /‬‬ ‫إلى (يران للتجارة وغيرها‬

‫مع الأوربيين وأثر‬ ‫فى تشيعه وتسامحه‬ ‫‪ -‬جموده‬ ‫بعده ‪603 /‬‬ ‫إصلاحه‬ ‫انهيار‬ ‫فى‬

‫السنة‪.‬‬ ‫الشيعة وأهل‬ ‫الدينى فى‬ ‫الجمود‬

‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الكورانى‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪.‬‬

‫ابن تيمية والذب‬ ‫‪-‬تناقضه فى الجمع بين مدرسة‬ ‫من تاريخه ‪803 /‬‬ ‫شىء‬ ‫‪-803‬‬

‫‪.‬‬ ‫الفروع‬ ‫ابن تيمية فى‬ ‫مدرسة‬ ‫‪ -‬بعده عن‬ ‫‪03 9‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الصوفية‬ ‫عن‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اليمنى‬ ‫المقبلى‬ ‫‪.‬‬

‫لاعتداله فى‬ ‫الزيدية عليه‬ ‫الجارودية من‬ ‫ثورة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪031‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-31‬‬ ‫‪0‬‬

‫بابن‬ ‫تأثره‬ ‫‪.‬‬ ‫مكة‬ ‫إلى‬ ‫انتقاله‬ ‫بعد‬ ‫عنيه‬ ‫الأشعرية‬ ‫ثورة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪r‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫‪/‬‬ ‫الصحابة‬ ‫اْمر‬

‫من‬ ‫كغيرها‬ ‫الجمود‬ ‫ابن تيمية فى‬ ‫مدرسة‬ ‫وقوع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪312‬‬ ‫الورير اليمنى وابن تيمية ‪/‬‬

‫‪.‬‬ ‫الأخرى‬ ‫المدارس‬

‫‪314‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عشر‬ ‫الثانى‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬ ‫‪.‬‬

‫من‬ ‫كثير‬ ‫على‬ ‫العثمانية التركية والبشيلاؤها‬ ‫الدولة‬ ‫اوربا على‬ ‫دول‬ ‫تالب‬ ‫‪-314‬‬

‫الشرق‬ ‫أوربا لأمم‬ ‫استعمار‬ ‫‪-‬‬ ‫‪314‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الشرقية‬ ‫بالمسألة‬ ‫ما يسمى‬ ‫اْملاكها وبدء‬

‫بإيران وقيام‬ ‫الهاء الدولة الصفوية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اليونان والرومان‬ ‫كاشعمار‬ ‫سياسى‬

‫واستيلاء‬ ‫بالهند‬ ‫المغولية‬ ‫الدولة‬ ‫ضعف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القاجارية‬ ‫فالدولة‬ ‫نادر شاه‬

‫إفتاء‬ ‫حد‬ ‫العلماء الى‬ ‫جمود‬ ‫‪-‬‬ ‫‪316‬‬ ‫ولاياتها ‪/‬‬ ‫كثير من‬ ‫على‬ ‫الإنجليزية‬ ‫الشركة‬

‫‪473‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫القراَن‬ ‫طبع‬ ‫من‬ ‫تمغ‬ ‫أن‬ ‫المطبعة على‬ ‫(نشاء‬ ‫بجواز‬ ‫إستانبول‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬ ‫شيخ‬

‫عجز‬ ‫أشاب‬ ‫بيان الثيخ الشبراوى لوالى مصر‬ ‫‪316‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التفسير ونحوها‬ ‫وكتب‬

‫فى‬ ‫الحجازى‬ ‫‪ -‬قصيدة‬ ‫‪317‬‬ ‫دراسة العلوم الطبيعية والرياضية ‪/‬‬ ‫عن‬ ‫الأزهريين‬

‫العلماء ‪/‬‬ ‫المتصوفة عن‬ ‫عوام‬ ‫ارتفاع شأن‬ ‫‪.‬‬ ‫أحوالهم‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫الأزهريين‬ ‫جمود‬

‫ازدياد نهضة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪032‬‬ ‫‪/‬‬ ‫لخادم الم!ثسهد النفيسى‬ ‫عنزة‬ ‫فى‬ ‫مصر‬ ‫اعتقاد أهل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪931‬‬

‫الحكم‬ ‫إنجلترا على‬ ‫ثورة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪032 /‬‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫الثانى من‬ ‫القرن‬ ‫أوربا فى‬

‫‪-‬‬ ‫‪321‬‬ ‫‪/‬‬ ‫للانسان‬ ‫المقدسة‬ ‫والحقوق‬ ‫الدينية‬ ‫بالحرية‬ ‫فلاسفتها‬ ‫ونداء‬ ‫الاستبدادى‬

‫الأنسكلوبيديا‬ ‫الثلاث‬ ‫السلطات‬ ‫بفصل‬ ‫إنجلترا ونداؤهم‬ ‫بفلاسفة‬ ‫تأثر فرنسا‬

‫كثمف‬ ‫الحديئة ‪-323/‬‬ ‫المدنية‬ ‫روسيا إلى‬ ‫ا!بر‬ ‫‪ -‬نقل بطرس‬ ‫‪322/‬‬ ‫الفرنسيهْ‬

‫القوة الك! باثية‬ ‫‪ -‬كشف‬ ‫‪324‬‬ ‫أساسها ‪/‬‬ ‫على‬ ‫القائمة‬ ‫القوة البخارية والاختراعات‬

‫فيه‪.‬‬ ‫لهذا القرن والمجددون‬ ‫المجدد المناسب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪325‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التغراف‬ ‫واختراع‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫شاه‬ ‫نادر‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬دعوته الى تعلم العلوم والمعارف ومؤاخاة أهل‬ ‫من تاريخه ‪328 /‬‬ ‫شىء‬ ‫‪-326‬‬

‫الشيعة عليه‬ ‫من‬ ‫ثورة الجامدين‬ ‫‪-‬‬ ‫‪328/‬‬ ‫الحديثة‬ ‫الأنظمة‬ ‫السنة وتدريبه الجند على‬

‫‪.‬‬ ‫بعده‬ ‫وانهياره‬ ‫إصلاحه‬ ‫‪-‬نقص‬ ‫وقتله ‪932 /‬‬

‫‪033‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الوهاب‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‪.‬‬

‫وتأثره فيها بابن تيمية*‬ ‫الاصلاحية‬ ‫دعوته‬ ‫‪-‬‬ ‫تاريخه ‪033 /‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-033‬‬

‫فيها‪.‬‬ ‫والجمود‬ ‫النقص‬ ‫‪-‬وجوه‬ ‫‪331‬‬ ‫لها ‪/‬‬ ‫إمارة اس سعود‬ ‫وحماية‬

‫‪334‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الدهلوى‬ ‫الله‬ ‫ولى‬ ‫‪.‬‬

‫فى تقليدد لابن تيمية‬ ‫‪ -‬ضعف‬ ‫‪334‬‬ ‫ابن تمية ‪/‬‬ ‫‪ -‬مؤلفاته ودفاعه فيها عن‬ ‫‪m‬‬

‫الجمود ‪/‬‬ ‫ابن تيمية لنيرها فى‬ ‫مدرسة‬ ‫ماركة‬ ‫‪334‬‬ ‫الصوفية ‪/‬‬ ‫وميله للطرق‬

‫الهند‪.‬‬ ‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫آثار العصر‬ ‫من‬ ‫شاهده‬ ‫بما‬ ‫تأثر الدهلوى‬ ‫عدم‬ ‫‪-335‬‬

‫‪336‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عشر‬ ‫الثالث‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫المجددؤن‬ ‫‪.‬‬

‫الإنجليزية‪/‬‬ ‫للحكومة‬ ‫الهند لىاعطاؤها‬ ‫على‬ ‫الإنكليزية‬ ‫الشركة‬ ‫استيلاء‬ ‫‪-336‬‬

‫بتضارب‬ ‫وبقاؤها‬ ‫المريض‬ ‫الرجل‬ ‫العثمانية التركية باسم‬ ‫الدولة‬ ‫شهرة‬ ‫‪-336‬‬

‫أوربا وجهلها‬ ‫المسيحية فيها بدسائس‬ ‫الطوائف‬ ‫انخداع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪336 /‬‬ ‫أوربا فيها‬ ‫أطماع‬

‫باشا بمصر عنها‬ ‫على‬ ‫‪ -‬انفصال محمد‬ ‫‪rrv‬‬ ‫لا دينى ‪/‬‬ ‫بأن استعمارها سياسى‬

‫الى‬ ‫وانهياره بعده وتأدية ذلك‬ ‫إصلاحه‬ ‫‪ -‬نقص‬ ‫‪rr‬‬ ‫‪8‬‬ ‫لانثاؤه دولة حدبثة فيها ‪/‬‬

‫بين الم!لمين‬ ‫العلم‬ ‫انحطاط‬ ‫‪-338‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫آخر‬ ‫فى‬ ‫لمصر‬ ‫إنجلترا‬ ‫احتلال‬

‫‪ivi‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫*‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫وتأدية‬ ‫للمحاكم‬ ‫حديث‬ ‫نظام شرعى‬ ‫وضع‬ ‫عن‬ ‫مع عجزهم‬ ‫الأزهريين‬ ‫وعنجهبة‬

‫الأخرى‬ ‫الأقطار‬ ‫علماء‬ ‫عنجهية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪933‬‬ ‫‪/‬‬ ‫بالقوانين الوضعية‬ ‫العمل‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬

‫‪-‬‬ ‫‪933‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الطيران لا تنجح‬ ‫فى‬ ‫لندن‬ ‫أهل‬ ‫بأن محاولة‬ ‫تفسيره‬ ‫فى‬ ‫الآلوسى‬ ‫وحكم‬

‫بمان‬ ‫وحكمه‬ ‫مصر‬ ‫الفرنسية على‬ ‫الحملة‬ ‫فى‬ ‫الحديث‬ ‫لآثار العلم‬ ‫الجبرتى‬ ‫مشاهدة‬

‫الخرافى‬ ‫وقيام الطب‬ ‫حالة‬ ‫أسوأ‬ ‫إلى‬ ‫الطب‬ ‫وصول‬ ‫‪-‬‬ ‫‪034‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫لا تسعها‬ ‫عقولنا‬

‫عجزهم‬ ‫الدينية بعد‬ ‫المعاهد‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫الجامدين‬ ‫انكماش‬ ‫‪-‬‬ ‫بدله ‪341 /‬‬

‫له‬ ‫نابليون‬ ‫ومحاربة‬ ‫المتصوفة‬ ‫فساد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪34 Y‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الحديث‬ ‫الإصلاح‬ ‫مجاراة‬ ‫عن‬

‫الحديث‬ ‫بالاصلاح‬ ‫أخذه‬ ‫باشا فى‬ ‫إسماعيل‬ ‫تناقض‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪2‬‬ ‫إليه بعده ‪/‬‬ ‫وعودهم‬

‫نقب‬ ‫الأزهر بعد ترشيح‬ ‫‪ -‬تولية شيخ‬ ‫‪343‬‬ ‫أبى حديد‬ ‫واعتقاده فى الشيخ صالح‬

‫دولة‪/‬‬ ‫إنجلترا أقوى‬ ‫كون‬ ‫‪-‬‬ ‫‪344 /‬‬ ‫أوربا كاية عظمتها‬ ‫‪ -‬بلوغ‬ ‫له ‪344 /‬‬ ‫الصوفية‬

‫حال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪344‬‬ ‫‪/‬‬ ‫أوربا‬ ‫الاستبداد فى‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫الثورة الفرنسية وآثارها فى‬ ‫‪344‬‬

‫‪346‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التقدم السياسى‬ ‫فيها مع‬ ‫العلمى‬ ‫المدم‬ ‫سير‬ ‫‪-344‬‬ ‫أوربا‬ ‫دول‬ ‫باقى‬

‫فى‬ ‫التجديد‬ ‫كصة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3 i i /‬‬ ‫نهضتها‬ ‫أوربا فى‬ ‫تقليد‬ ‫فى‬ ‫بين المسلمين‬ ‫الخلاف‬

‫‪-‬‬ ‫‪353‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الجمود‬ ‫وآنصار‬ ‫أنصاره‬ ‫بين‬ ‫الخلاف‬ ‫العثمانية التركية وشدة‬ ‫الدولة‬

‫‪-‬‬ ‫‪ror‬‬ ‫باشا ‪/‬‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫فعله‬ ‫وما‬ ‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫ملوكها‬ ‫الموازنة بين ما فعله‬

‫هذا القرن ‪.‬‬ ‫فى‬ ‫المجددون‬

‫‪356‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اليمنى‬ ‫الشوكانى‬ ‫‪.‬‬

‫ابن حزم‪357/‬‬ ‫ابن تيمية ومدرسة‬ ‫‪ -‬تاثره بمدرسة‬ ‫‪356‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-356‬‬

‫ابن يمية ‪358 /‬‬ ‫مدرسة‬ ‫على‬ ‫‪ -‬جموده‬ ‫عليه ‪358/‬‬ ‫الزيدية‬ ‫‪ -‬ثورة الجامدين من‬

‫الحديثْ‬ ‫الاصلاح‬ ‫الموازنة بينه وبين أنصار‬ ‫‪-‬‬

‫‪935‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫باشا‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫‪.‬‬

‫وبين علماء الأزهر ‪-3 95/‬‬ ‫موازنة بينه‬ ‫من تاريخه ‪935/‬‬ ‫شىء‬ ‫‪-935‬‬

‫تأثير أميته فيما عض‬ ‫وانهيارها بعده ‪-361 /‬‬ ‫نقصها‬ ‫الحديثة ‪ /‬ا ‪- `1 l‬‬ ‫إصلاحاته‬

‫العثمانية‬ ‫والدولة‬ ‫للوهابيين‬ ‫محاربته‬ ‫على‬ ‫مؤاخذته‬ ‫‪- r‬‬ ‫‪63/‬‬ ‫الاصلاح‬ ‫عنه من‬

‫التركية‪.‬‬

‫‪63‬؟‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫خان‬ ‫أحمد‬ ‫‪.‬‬

‫انكماش‬ ‫الهند للقضاء على‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬إصلاحاته‬ ‫‪365‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-363‬‬

‫الهند‪.‬‬ ‫بعد استيلاء الإنكليز على‬ ‫المسلمين وجمودهم‬

‫‪367‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫باشا‬ ‫مدحت‬ ‫‪.‬‬

‫التركية‬ ‫الدولة العثمانية ‪/‬‬ ‫فى‬ ‫‪ -‬إصلاحاته‬ ‫‪riv‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪3-i 7‬‬

‫‪iva‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫إصلاحاته‬ ‫بين‬ ‫الموازنة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪936‬‬ ‫‪/‬‬ ‫سجنه‬ ‫فى‬ ‫اوقتله‬ ‫الطائف‬ ‫نفيه إلى‬ ‫‪-936‬‬

‫‪.‬‬ ‫خان‬ ‫باشا وأحمد‬ ‫على‬ ‫محمد‬ ‫وإصلاحات‬

‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬

‫الاسنعمار الأوربى ودعوته إلى‬ ‫‪ -‬ثورته على‬ ‫‪371‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-37‬‬ ‫ْ‬

‫‪9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪373‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الأقطار الإسلامية‬ ‫فى‬ ‫والاجتماعى‬ ‫والعلمى‬ ‫الدينى وَالسياسى‬ ‫ْ الإصلاح‬

‫‪.‬‬ ‫هذا القرن‬ ‫مجددى‬ ‫غمِره من‬ ‫ودعوة‬ ‫الإصلاحية‬ ‫الموازنة بين دعوته‬

‫‪74‬؟‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ة‬ ‫محمد‬ ‫على‬ ‫ميرزا‬

‫الوصول‬ ‫الباب إلى‬ ‫اْنه‬ ‫دعواه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪rvt‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الثاقة وشطحاته‬ ‫ورياضاته‬ ‫تصوفه‬ ‫‪-374‬‬

‫‪-375‬‬ ‫عليه ‪/‬‬ ‫أنه منزل‬ ‫البيان ؤدعواه‬ ‫تأليفه كتاب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪375‬‬ ‫أتباعه بابية ‪/‬‬ ‫وتسمية‬

‫النحوية‪/‬‬ ‫العربية وأخطاؤه‬ ‫امتحانه فى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪376/‬‬ ‫الناسخة للإسلام‬ ‫شريعته‬

‫والدعوة‬ ‫الموازنة بين دعوته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪378‬‬ ‫‪/‬‬ ‫إيران بدعوته‬ ‫فى‬ ‫الفتن التى قامت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪rvv‬‬

‫الموازنة بين دعوتها‬ ‫‪-‬‬ ‫البابية ‪038‬‬ ‫البهائية من‬ ‫دعوة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪937‬‬ ‫الحديثة ‪/‬‬ ‫الإصلا‪.‬حية‬

‫(يمان‬ ‫فى‬ ‫السبب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪038 /‬‬ ‫إليهما‬ ‫الإسلام‬ ‫الأديان ودعرة‬ ‫وتوحيد‬ ‫السلام‬ ‫الى‬

‫الحديثة بها والموافينة‬ ‫الثقافة‬ ‫ذوى‬ ‫‪ -.‬انخداع "بعض‬ ‫‪381‬‬ ‫بها ‪/‬‬ ‫لمهل أمريكا‬ ‫بعض‬

‫المسيحية‪.‬‬ ‫لوثر فى‬ ‫مارتن‬ ‫بينها وبين دعوة‬

‫‪rAY‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عشر‬ ‫الرابع‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫ا‬ ‫المجددون‬

‫فى‬ ‫الرجعيين‬ ‫نفوذ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪382‬‬ ‫‪/‬‬ ‫لطرابلس‬ ‫لىايطاليا‬ ‫لمراكثى‬ ‫فرنسا‬ ‫احتلال‬ ‫‪-382‬‬

‫السلطان‬ ‫وعزلها‬ ‫والترقى‬ ‫الاتحاد‬ ‫جمعية‬ ‫تاليف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪383‬‬ ‫التركية ‪/‬‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬

‫الإصلاح‬ ‫فى‬ ‫الدستور والسعى‬ ‫رشاد وعودة‬ ‫عبد الحميد وتولية السلالان محمد‬

‫قيام الحرب الأوربية‬ ‫‪384‬‬ ‫الرجعيين والدول الأجنبية ‪/‬‬ ‫‪ -‬دساض‬ ‫المدنى ‪383 /‬‬

‫الدولة‬ ‫(علان‬ ‫‪-‬‬ ‫‪384 /‬‬ ‫والنمسا‬ ‫ألمانيا‬ ‫فريق‬ ‫الى‬ ‫العثمانية‬ ‫الدولة‬ ‫وانضمام‬ ‫الأولى‬

‫الرجعيين‪/‬‬ ‫له بمساعدة‬ ‫نا لىافسادهما‬ ‫وفر‬ ‫إنجلترا‬ ‫على‬ ‫الجهاد الإسلامى‬ ‫العثمانية‬

‫اَسيا‬ ‫اليونان على‬ ‫تسليطهم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪385‬‬ ‫‪/‬‬ ‫لإستانبول‬ ‫إنجترا وحلفائها‬ ‫احتلال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪385‬‬

‫الدين‬ ‫السلطان وحيد‬ ‫‪-‬إعلان‬ ‫‪385‬‬ ‫عنها ‪/‬‬ ‫كمال‬ ‫ودفاع مصطفى‬ ‫الصغرى‬

‫‪-‬انتصار مصطفى‬ ‫الدولة وابدين ‪385 /‬‬ ‫على‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫والرجعيين خروج‬

‫فى‬ ‫مغالاته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪rAO‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الجمهورية‬ ‫وقيام‬ ‫العثمانية‬ ‫هـاعلانه إلغاء السلطنة‬ ‫كمال‬

‫دولة القاجاريين‬ ‫حال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪386‬‬ ‫الرجعيين ‪/‬‬ ‫تبعته على‬ ‫وإلقاء بعض‬ ‫الإصلاح‬

‫الأردن‬ ‫وشرق‬ ‫(نجلترا العراق‬ ‫احتلال‬ ‫‪ْ683‬‬ ‫البهلوية ‪/‬‬ ‫قيام الدولة‬ ‫إلى‬ ‫بفارس‬

‫العالم الى‬ ‫وانقسام‬ ‫روسيا‬ ‫فى‬ ‫قيام دولة شيوعية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪386‬‬ ‫لليهود ‪/‬‬ ‫لهاعطاء فلسطين‬

‫‪vi‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫السياسة‬ ‫وبيان‬ ‫المعسكرين‬ ‫نقد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪387‬‬ ‫‪/‬‬ ‫شيوعى‬ ‫ومعسكر‬ ‫رأسمالى‬ ‫معسكر‬

‫روسيا‬ ‫طريق‬ ‫فيها‬ ‫المسلمين‬ ‫مع‬ ‫الشيوعية‬ ‫روسيا‬ ‫انتهاج‬ ‫‪-‬‬ ‫‪387‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الصالحة‬

‫الشيخا‬ ‫استفتاء‬ ‫!‬ ‫‪َ839‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫علمائنا‬ ‫جمود‬ ‫‪-‬‬ ‫‪388‬‬ ‫‪/‬‬ ‫القيصرية‬

‫تعويق‬ ‫‪-‬‬ ‫‪938‬‬ ‫فتواه ‪/‬‬ ‫والتواؤه فى‬ ‫الا!زهر‬ ‫العلوم الحديثة فى‬ ‫إدخال‬ ‫الانبابى فى‬

‫عبده فى الإصلاح‬ ‫‪ -‬جهاد الشيخ محمد‬ ‫‪193‬‬ ‫وفساد حالهم ‪/‬‬ ‫نلإصلاح‬ ‫المتصونجة‬

‫عليه لاعتزازه براْيه‬ ‫الخديو عباس‬ ‫‪ -‬غضب‬ ‫‪193‬‬ ‫له ‪/‬‬ ‫السيد رشيد رضا‬ ‫ومساعدة‬

‫العلماء‬ ‫إخضاع‬ ‫وأثره فى‬ ‫بعده‬ ‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫النظام الحديث‬ ‫تعثر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪293‬‬ ‫‪/‬‬ ‫معه‬

‫‪ -‬نقد فتاواهم فى إلغاء الوقف‬ ‫وفتاواهم ‪393/‬‬ ‫للحكام ومجاراتهم فى سيا)ستهم‬

‫محاولة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ru‬‬ ‫غالى بالأميرة السابقة فتحية ‪/‬‬ ‫رياض‬ ‫وزواج‬ ‫الملكية‬ ‫وتحديد‬

‫غبده‬ ‫محمد‬ ‫‪ ،‬الموازنة بين الشيخ‬ ‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫النظام الحديث‬ ‫المراغى إ*ح‬ ‫الشيخ‬

‫كامل‬ ‫مصطفى‬ ‫دعوة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪493‬‬ ‫المدنية الحديثة ‪/‬‬ ‫المدارس‬ ‫من‬ ‫والمجددين‬ ‫ومدرسته‬

‫المدارس‬ ‫من رجال‬ ‫‪ -‬الهدامون‬ ‫‪593 /‬‬ ‫فريد وجدى‬ ‫ومحمد‬ ‫أمين بك‬ ‫باشا وقاسم‬

‫‪-‬‬ ‫الجمود والتجديد ‪793/‬‬ ‫فى‬ ‫المغالاة‬ ‫بين‬ ‫حسين‬ ‫طه‬ ‫اضطراب‬ ‫الحديثة ‪593‬‬

‫عبده‬ ‫الدين ومحمد‬ ‫جمال‬ ‫‪ -‬الفرق بين مدرسة‬ ‫المجددون فى هذا القرن ‪793 /‬‬

‫أكثر من‬ ‫الحديث‬ ‫للأصلاح‬ ‫بيئة الأشعرية‬ ‫استعداد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪793‬‬ ‫ابن تيمية ‪/‬‬ ‫ومدرسة‬

‫السلفية‪.‬‬ ‫لمدرسة‬ ‫العزيز اَل سعود‬ ‫الملك عبد‬ ‫إصلاح‬ ‫‪893/‬‬ ‫بيثة السلفية‬

‫‪993‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪04 0‬‬ ‫دار العلوم ‪/‬‬ ‫مدرسة‬ ‫تجديداته فى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪04 0‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تازيخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪rq9‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪4ْ1‬‬ ‫الدين الأفغانى ‪/‬‬ ‫وبين جمال‬ ‫بينه‬ ‫‪ - 4‬موازنة‬ ‫‪َ/‬‬ ‫جهاده فى الإصلاح‬

‫الدين‬ ‫لجمال‬ ‫مث!اركته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪04 1 /‬‬ ‫بيروت‬ ‫ونفيه إلى‬ ‫العرابية‬ ‫الثورة‬ ‫فى‬ ‫اشتراكه‬

‫"‬ ‫‪ 4‬ا‪ -‬رسالتاه‬ ‫‪0‬‬ ‫‪(/‬‬ ‫الأوربى‬ ‫الاستعمار‬ ‫لمناهضة‬ ‫العروة الوثقى‬ ‫جمعية‬ ‫الأففانى فى‬

‫قاص‪-‬ا‬ ‫وتوظيفه‬ ‫مصر‬ ‫إلى‬ ‫عودته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪04 1‬‬ ‫الدولة العثمانية التركية ‪/‬‬ ‫(صلاح‬ ‫فى‬

‫والأزهر‬ ‫الشرعية‬ ‫والمحاكم‬ ‫الأوقاف‬ ‫إضلاح‬ ‫فى‬ ‫جهإده‬ ‫‪- 4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بالمحاكم الأهلية ‪/‬‬

‫‪- 4‬‬ ‫‪30‬‬ ‫العلوم ‪/‬‬ ‫من‬ ‫التفسير وغيره‬ ‫فى‬ ‫دروسه‬ ‫الاجتهاد فى‬ ‫باب‬ ‫‪-‬فتحه‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ابن تيمية ‪/‬‬ ‫الموازنة بينه وبين مدرسة‬ ‫‪- 4‬‬ ‫‪30‬‬ ‫عليه ‪/‬‬ ‫أعداء الإصلاح‬ ‫تأب‬

‫باشا‪.‬‬ ‫كامل‬ ‫بينه وبيهى مصطفى‬ ‫الياسى‬ ‫الخلاف‬ ‫نقده فى‬

‫‪4‬‬ ‫‪ْ6‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫رضا‬ ‫رشيد‬ ‫محمد‬ ‫‪.‬‬

‫للاتصال بالشيخ محمد‬ ‫إلى مصر‬ ‫انتقاله‬ ‫‪-‬‬ ‫‪704‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-604‬‬

‫عبده وأثر الشيخ محمد‬ ‫محمد‬ ‫أثره فى الثخ‬ ‫‪-804 /‬‬ ‫المنار‬ ‫عبده دانثاء مجلة‬

‫مناهضته‬ ‫‪-‬ءنقد‬ ‫‪804‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫فى‬ ‫لخلانجته‬ ‫فيه واختياره‬ ‫عبده‬

‫‪fvv‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫ابن تيمية أكثر‬ ‫مدرسة‬ ‫إلى‬ ‫جنوحه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التركية‬ ‫العثمانية‬ ‫للدولة‬ ‫السياسية‬

‫‪.‬‬ ‫عبده‬ ‫محمد‬ ‫اوالشيخ‬ ‫الأفغانى‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫مدرسة‬ ‫من‬

‫‪411‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:،‬‬ ‫المراكى‬ ‫مصطفى‬ ‫محمد‬ ‫‪.‬‬

‫‪ -‬تجديداته‬ ‫عبد؟ ‪412 /‬‬ ‫‪ -‬تأثره بالشيخ محمد‬ ‫‪411‬‬ ‫من تاريخه ‪/‬‬ ‫شىء‬ ‫‪-411‬‬

‫موازنة بينه وبين‬ ‫‪-‬‬ ‫‪414‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الأزهر‬ ‫فى‬ ‫إصلاحاته‬ ‫‪-‬‬ ‫"‪4 11‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الشرعى‬ ‫القضاء‬ ‫فى‬

‫لأهل الجمود من الأزهرين‪.‬‬ ‫ملاينته‬ ‫‪414 /‬‬ ‫رشيد رضا‬ ‫السيد محمد‬

‫‪415‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أحمد‬ ‫كلام‬ ‫‪.‬‬

‫المنتظر‪/‬‬ ‫المنتظر والمهدى‬ ‫أنه المسيح‬ ‫دعواه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪415‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-415‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪416‬‬ ‫‪/‬‬ ‫إلخ‬ ‫وان يوم القيامة يوم ظهوره‬ ‫المائة‬ ‫رأس‬ ‫أنه المجدد على‬ ‫دعواه‬ ‫‪-415‬‬

‫شعره‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫\‬ ‫‪V‬‬ ‫‪/‬‬ ‫بالاسباب‬ ‫لأنه لا يقول‬ ‫الطاعون‬ ‫للوقاية من‬ ‫التلقيح‬ ‫(نكاره‬

‫السماء دانكار‪.‬‬ ‫أن المسيح لا ينزل من‬ ‫دعواه‬ ‫‪-417‬‬ ‫وزنه ‪/‬‬ ‫وفساد‬ ‫أسلوبه‬ ‫وركاكة‬

‫حديث"‬ ‫النبوة وأنها لا تنافى‬ ‫‪ 5-‬دعواه‬ ‫‪417/‬‬ ‫قبره بالهند‬ ‫بدله وأن‬ ‫آخر‬ ‫صلب‬

‫الرد على‬ ‫‪-‬‬ ‫‪941‬‬ ‫له ‪/‬‬ ‫الهند وماعدتهم‬ ‫فى‬ ‫ل!نجليز‬ ‫! مناصرته‬ ‫لا نبى بعدى‬

‫‪.‬‬ ‫بعده‬ ‫أتباعه‬ ‫انقسام‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ا‬ ‫‪A‬‬ ‫‪/‬‬ ‫دعوته‬

‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫باشا‬ ‫كمال‬ ‫مصطفى‬ ‫‪.‬‬

‫الفوز‬ ‫بعد‬ ‫الاتحاد والترقى‬ ‫جمحية‬ ‫حل‬ ‫رأيه فى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪421‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تاريخه‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫‪-42‬‬ ‫‪0‬‬

‫فيها‬ ‫وجهاده‬ ‫الأوربية الأولى‬ ‫قيام الحرب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪421 /‬‬ ‫بها‬ ‫صلته‬ ‫وانقطاع‬ ‫بالدستور‬

‫‪422‬‬ ‫لها ‪/‬‬ ‫استعداد‬ ‫غير‬ ‫فيها من‬ ‫لاشتراكهم‬ ‫الاتحاد والترقى‬ ‫أعضاء‬ ‫نقمته على‬ ‫مع‬

‫التنفير‬ ‫لها فى‬ ‫الدين‬ ‫وحيد‬ ‫السلطان‬ ‫واستغلال‬ ‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫الدولة فى‬ ‫انكارات‬ ‫‪-‬‬

‫ألمانيا‬ ‫بانكسار‬ ‫الأوربية‬ ‫انتهاء الحرب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪tyr‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الاتحاد والترقى‬ ‫جمعية‬ ‫من‬

‫اليونان على‬ ‫وت!ليطها‬ ‫(ستانبول‬ ‫‪-‬استيلاء إنجلترا على‬ ‫‪423/‬‬ ‫وحلفائها‬

‫الدين‬ ‫السلطان وحيد‬ ‫كمال لليونان وخضوع‬ ‫‪ -‬مقاومة مصطفى‬ ‫الأناضول ‪423 /‬‬

‫ا! عثمان وخلافتهم‪/‬‬ ‫سلطة‬ ‫دهالغاؤه‬ ‫كمال‬ ‫‪ -‬انتصار مصطفى‬ ‫‪1r‬‬ ‫"‪4‬‬ ‫ل!نجليز ‪/‬‬

‫‪-‬‬ ‫كمال صلته بالعالم الإسلامى واتجاهه نحو أوربا ‪425 /‬‬ ‫مصطفى‬ ‫‪ -‬قطع‬ ‫‪425‬‬

‫‪.‬‬ ‫الاتجاه‬ ‫هذا‬ ‫نقد‬

‫‪426‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سعود‬ ‫آل‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫‪.‬‬

‫الحديثة وجمعه‬ ‫المدنية‬ ‫‪ -‬سعيه فى نشر وسائل‬ ‫‪426‬‬ ‫تاريخه ‪/‬‬ ‫من‬ ‫‪ -294‬شىء‬ ‫‪l‬‬

‫مع‬ ‫وجها*ه‬ ‫الاصلاح‬ ‫فى‬ ‫الحكيمة‬ ‫وسائله‬ ‫‪-‬‬ ‫‪426‬‬ ‫الدينى والمدنى ‪/‬‬ ‫بين الإصلاح‬

‫الحديثة‬ ‫الإصلاحات‬ ‫علماء نجد فى‬ ‫فتوى‬ ‫‪-‬‬ ‫‪043‬‬ ‫الاخوان ‪/‬‬ ‫من‬ ‫الرجعين‬

‫العلماء‬ ‫مؤتمر بريدة وكسبه رضا‬ ‫‪ -‬خطبته فى‬ ‫الملك عبد العزيز ‪431/‬‬ ‫وسياسة‬

‫‪478‬‬
‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫‪-‬‬ ‫‪fry‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫بحركة‬ ‫ونهوضه‬ ‫الرجعيين‬ ‫انتصاره على‬ ‫‪-‬‬ ‫‪try‬‬ ‫‪/‬‬ ‫والإخوان‬

‫فى‬ ‫الثورى‬ ‫أخذه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪432‬‬ ‫العلوم الحديثة ‪/‬‬ ‫ا‬ ‫تدريس‬ ‫العلماء على‬ ‫بعض‬ ‫اعتراض‬

‫التفرقة فى الدولة السعودية بين‬ ‫عدم‬ ‫‪-433 /‬‬ ‫نيابى حديث‬ ‫الحكم بدون مجلس‬

‫‪ -‬عدم إغناء هذا عن‬ ‫‪434‬‬ ‫الحكم ‪/‬‬ ‫واستواوْها فى‬ ‫الطبقات بالألقاب ونحوها‬

‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫القبلى‬ ‫الظام‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫فى‬ ‫وأثرها‬ ‫الحديثة‬ ‫النيابية‬ ‫المجالس‬

‫‪435‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫التجديد‬ ‫عوائق‬ ‫‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪436 /‬‬ ‫الاصلاح‬ ‫‪ -‬عدم شمول‬ ‫‪435‬‬ ‫بالحكم الاستبدادى ‪/‬‬ ‫‪ -‬التمسك‬ ‫‪435‬‬

‫‪ ،‬محاربة‬ ‫الملوك والأمراء ل!صلاح‬ ‫محاربة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪436‬‬ ‫الدين ‪/‬‬ ‫علماء‬ ‫جمهور‬ ‫جمود‬

‫أوربا له‪.‬‬ ‫دول‬

‫‪438‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫التجديد‬ ‫فى‬ ‫الأمل‬ ‫‪.‬‬

‫الإسلام لم‬ ‫‪ -‬كون‬ ‫المسلمين ‪438 /‬‬ ‫النجديد لضعف‬ ‫اليائسين من‬ ‫تخطئة‬ ‫‪-4381‬‬

‫مثسكلة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪044‬‬ ‫قوة ‪/‬‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫الأسلام بقوة الحق أفوى‬ ‫بالقوة ‪ -‬كون‬ ‫ينثر‬

‫الأمم القوية إليه‬ ‫هداية‬ ‫إمكان‬ ‫‪-‬‬ ‫‪044‬‬ ‫‪/‬‬ ‫ضعفهم‬ ‫لا فى‬ ‫أهله‬ ‫جمود‬ ‫فى‬ ‫الإسلام‬

‫‪-‬الموارنة‬ ‫‪441‬‬ ‫‪/‬‬ ‫نث!ر الشيوعية‬ ‫فى‬ ‫الجشع‬ ‫الاستعمار‬ ‫‪-‬أثر‬ ‫‪441‬‬ ‫‪/‬‬ ‫تجديده‬ ‫بعد‬

‫الإلحادية‬ ‫الشيوعية‬ ‫على‬ ‫الإسلام‬ ‫اننصار‬ ‫‪-‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الإلحادية ‪/‬‬ ‫والشيوعية‬ ‫بين الإسلام‬

‫بعد انتشارها‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪000 00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المنتظر‬ ‫المجدد‬ ‫‪.‬‬

‫المسلمين‪/‬‬ ‫أثرها فى‬ ‫سوء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪444‬‬ ‫‪/‬‬ ‫المنتظر‬ ‫المهدى‬ ‫انتثار فكرة‬ ‫بدء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪443‬‬

‫المسلمين‬ ‫الثانية فى‬ ‫أثر الفكرة‬ ‫المنتظر وحسن‬ ‫المجدد‬ ‫فكرة‬ ‫بينها وبين‬ ‫‪-445‬الفرق‬

‫والعالم‪.‬‬

‫!!!‬

‫‪ivi‬‬
‫كتب إسلامية للمؤلف‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫؟‬ ‫(‪ ) 1‬لماذا أنا مُسلم‬

‫يتبين من نتيجتها أن للأسلام مزايا لا يشاركه‬ ‫صيحى‬ ‫وقس‬ ‫‪ 02‬مناظرة بين مسلم‬

‫حديث‪.‬‬ ‫عضرى‬ ‫بأسلوب‬ ‫الا!ديان‬ ‫فيها غيره من‬

‫القراَن‬ ‫فى‬ ‫الفنى‬ ‫النظم‬ ‫(‪)2‬‬

‫الأطوار‬ ‫منسقة ويبين‬ ‫معانى كل سورة على حدة حتى تصير وحدة‬ ‫مجمل‬ ‫يوضح‬

‫التى نزلت السورة من أجلها‪.‬‬ ‫والأغراض‬

‫الإسْلام‬ ‫فى‬ ‫القضَايا الكبرى‬ ‫(‪)3‬‬

‫النبى محمد‬ ‫عصر‬ ‫‪ ،‬من‬ ‫جنائية ومدنية‬ ‫القضايا الإسلامية‬ ‫لأشهر‬ ‫جديدة‬ ‫دراسة‬

‫الحاضر‪.‬‬ ‫العصر‬ ‫إلى‬ ‫عل!هيَئّ‬

‫نَبويَّة‬ ‫تَوْجِيهات‬ ‫(‪)4‬‬

‫جديدة‬ ‫توجيهات‬ ‫المشتملة على‬ ‫الأحاديث‬ ‫من‬ ‫المؤلف‬ ‫نبوئا اختارها‬ ‫حديثا‬ ‫أربعون‬

‫وافيا يبين ما فيها‬ ‫شرحا‬ ‫المؤلف‬ ‫شرحها‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫ومستقبلهم‬ ‫‪4‬‬ ‫حاضرهم‬ ‫فى‬ ‫للمسلمين‬

‫‪.‬‬ ‫التوجيهات‬ ‫تلك‬ ‫من‬

‫‪91‬‬ ‫‪69 /‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الإيداع‬ ‫رقم‬

‫‪(.N‬‬
‫‪.B‬‬ ‫‪.3. 779. 8.126.241‬‬ ‫التريم الدولى‬

‫‪048‬‬

You might also like