Professional Documents
Culture Documents
!0137 - ! 001
شريف حديث
أرقى الحركات حركةَ التجديد فى الإسلام ،وهى عزيز علىَّ ؟ لأنه يؤرخ هذا كتاب
غيره ؟ من ما لم أجده نبله وفضله من ،وجدتُ عزيز على لىانى أهديه إلى صديق
ماله ،وبذل والتجديد الإصلاح فى سبيل فى جهادى البدء فى مساعدتى فضل فله وحده
مكتبة الاَداب والمطبعة ،صاحب حسن ،هو الأستاذ على العزيز على وهذا الصديق
،ة تقديرأ الكتاب هذا فى اسمى بجانب يُذكر اسمه أن ،دمانى ليسرنى بالقاهرة النموذجية
شعيب وبو لسان احدهم فقال على بالتجديد والإصلاح رسله الذى بعث دئه الحمد
تَوَكلْتُ عَلَيهِ ، بالثه إِ! تَوْفِيقِى وَمَا ، اسْتَطَغتُ مَا الإصْلاَحَ إِلآَ أرِيدُ إنْ ! : السلام عليه
تكفل ،بشريحة للعالميَن رحمة الجعوث محمد على رالسلاآ والصلاة أنيبُ "()1 وإَلَية
بعدها شئ إلى إذا بلوا ؟ فلا يحتاجون فيهم ما يبَى إذا كَبوا ،وتجدد النهوض لأصَحاَبها
زمان لكل صالحة ؟ لأنها أتت تجديدهم عن الأمم قبلهم لعجزها بهم كما احتاجت ينهض
النهوض عن أصحابها ،فلا يقف والأحوال الظروت ،غنية بعوامل التجديد فى كل ومكان
بانحرافهم عنها ،وفهمهم النهوض يقفون عن هـانما ؟ اطراد نهوضهم دون منها يحول لشىء
الرابع عر الأول إلى القرن من الإسلام فى المجددون - فهذا كتاب وبعد
فى نهوضها ويبين العوامل التى أثرت تاريخ الأمة الإسلامية أدق ناحية فى -يشرح الهجرى
عليها فكان القرون التى مرت قرن من فى كل الرجال الذين ظهروا ،ويدرس وانحطاطها
زمنِ فى ،ليُنتفع بدرسهم توجيهها فى الآثار ،أو أثر من حياتها فى الإصلاح من شىء لهم
،دانى هذا العصر فى بنا الطريق لمجذد ينهض أمثالهم ،ويفتح تخريج فيه عن عقمت
هذا الجهاد صرحا ،وأبنى به فى جديدأ جهادا الإصلاح فى إلى جهادى بهذا أضيف
مشيداَ.
**ع!
ن أ :شهادة خمس النبى ع!ىيخ!ا " بُنى الإسلام على قول يقرؤون المسلمين كثير من
، رمضان وصوم ، هـايتاء الزكاة ، الصلاة داقال! ، الله رسول محمدا الله وان إلا اله لا
من كغيره فقط عبادة دين الإسلام أن فيفهمون ، أ إليه سبيلا لمن استطاع البيت وحبئَ
داؤها A إلا فيه منهم يطلب ولا ، الخمس الأركان هذه إلا على لا يقوم وأنه ، الأديان
لا يكون واخراهم دنياهم فى أن نجاحهم الخاطىء الفهم هذا على بها ،ثم يبنون والتصديق
بها لأنه يكون أداثها ، إلا بعدم فيها لا يكون نجاحهم عدم ،وأن العبادات إلا بأداء هذه
اتخاذ إلى معه حاجة ،ولا الدنيا والأخرى فى النجاح سبب هو ،ورضاه الثه تعالى رضا
دنياه أو اخراه فى عبده بيد الله ،ف!ذا أراد نجاح شىء كل ؟ لأن لهذا النجاح أخرى أشاب
إليه. تؤدى أخرى إلى أسباب ،ولم يحتج بمجرد رضاه ذلك حصل
العبادات ،حتى امر هذه فى التغالى إلى بالمسلمين هذا الفهم الخاطىء صار وقد
الأديرة وبنوا فيه ما يشبه ، قبلهم الأديان أهل ابتدعها رَهبانِية كما الإسلام فى ابتدعوا
الانقطاع يريد من المسلمين من فيها للعبادة لينقطع ، الخوانقاه ونحوها من والصوامع
النهار ، قيام الليل وصوم ،وفى بالشهادتين النطق بتكرير الذكر فى حياتهم إليها ،فيقضوا
،فلا شىء الدين عندهم ،وكان هذا هو كل سنة كل إليه الحج هرعوا جاء موسم إذا حتى
أو صناعة علم من فى دنياهم بالمسلمين فيه مما ينهض الدنيا ،ولا شىء عمل فيه من
من نجاحا فيها أقل يجعلهم ،ولا دنياهم عليهم مما يحفظ هذا أو تجارة ،وما إلى أو زراعة
أمرهم، عليهم ،فيملك عدو حماهم يستبيح ،ولا طامع فيهم لا يطمع ،حتى غيرهم
،لأن التجديد من الإسلام شىء فى هناك لم يكن هذا الفهم الخاطىء ولو صح
الزكاة لا تغيير فيها ،وكذلك الصلاة هى التغيير ،فالصلاة لا تقبل الإسلام فى العبادة أمور
فيها أو ندخل أو ننقص الصلاة فى نزيد ان ،فلا يمكن بالشهادتين والنطق والحج والصوم
نغير او نبدل أن يمكن ولا ، الصوم فى أو نؤخر نقدم أن يمكن ،ولا التغير فيها شيئا من
،فلا الدنيا والآخرة لصلاح جامع دين الإسلام ؟ لأن صحيح غير الفهم هذا ولكن
(لآَ قَليلأ )1(، أوِتيتُم مًنَ افعفم وَمَا أ الآية : فى تعالى قال الحياة ،كما هذه آخر الى
للَغرور بالعَلم سبيلا ،ولا يجعل مصراعيه على العلمْ فى الارتقاء والتجديد ليفتح باب
الجمود إلى ويؤدى ، العلم فى الارتقاء والتجديد دون يقف الذى لأنه هو ، نفوسنا إلى
المذموم فيه.
أنه تاريخ على ،وندرسه الإسلام تاريخ المجددين فى نبحث هذا الأساس وعلى
،ولا نذكر فى أبور أخراهم تاريخ نهوضهم فى أمور دنياهم قبل أن يكون المسلمين نهوض
مجرد من بما اكتفوا به يخهم فيهم نكتفى الغاية ،ولا لهذه يعمل إلا من المجددين فيه من
الشهرة فى العلم.
طي!* *
غيرها تمتاز على الإسلامية العبادات لأن عباداته السابقة الدنيا به صلاح فيما يقصد يدخل
؟ لا"ن دئه تعالى الخضوع إظهار مجرد التعبد ،ولا منها مجرد بأنها لا يُقصد العبادات من
منها فى يُقصد دمانما له ، الخضوع إظهارنا إلى حاجة فى عبادتنا وليس عن غنى الله تعالى
،والحقيقة أخرانا فى علينا بشىء أن تعود ،قبل دنيانا فى علينا بالمصلحة تعود الاكثر أمور
فى يثيبنا عليها ،ثم الدنيوية لمصالحنا العبادات لنا هذه يُثرع أن تعالى اللّه من أنه فضل
لنا فى لنفعها -رغبة : رغبتان لنا فيها - ويكون ، أدائها فى رغبتنا الثواب بهذا لتزداد ، الاَخرة
بها النهوض ،قُصد معا دينية ومدنية نهضة هو دهانما ، عبادة فقط دين ليس فالإسلام
فى العرب كان ثانيا ،وقد البشر بسائر لينهضوا ، أولا منهم الرسول اختير الذي بالعرب
أقرب جهل غيرها ؟ لأن الأمم التى تفسد على من إلى الصلاح أمة أمية أقرب الوقت ذلك
الإسلام فى قوله من بهذا القصد ،وقد صرخَ علم على التى تفسد الاْمم من إلى الصلاح
وَيُعَفمُهُمُ وَيُزَكيهِنم اَيَاتِهِ عَلَيْهِم يَتلُو مِّنْهُمْ رَسُولأ الأميينَ فِى بَعَثَ هُوَ ائَذى ! : تعالى
على الأميين يؤْثر هذا فى فهو فُبِين أ()1 لَفِى ضَلاَل قَبْلُ مِن لًهاِن كَانُوا وَالْحِكْمَةَ الْكتَابَ
الدين فى بهم ،والنهوض أميتهم الدَين محوُ هذا من القصد أن على ،ليدل لفظَ العرب
الدنيا ،وبها الحياة هذه فى العظمى ،وغايته الكبرى الإسلام وظيفة هى ،وهذه والعلم
الغاية بهذه لأنه كفل ، الرسل به خاتمَ بُعث الذى الرسول وكان ، خاتمةَ الأديان كان
ذلك كان ،كما الأخرى على منهما مصلحة فيها كفة ترجح ،ولم الدنيا والاَخرة مصلحة
،وناسب والأحوال الظروف كل ،ولاءم ومكان زمان لكل الثمرائع القديمة ،فصلح فى
من ،إلى الفُرس وغيرهم السامية الشعوب من وغيرهم العرب من والأجناس الشعوب كل
على جميعأ إليهم لأنه نظر ، الحامية الشعوب من البربر وغيرهم ،إلى الآرية الشغوِب
،ولا تمييز فيها على يشعب لشعب ،لا إيثار فيها عادلة عامة بشرائع إليهم ،وأتى سواء
غايته ؟ لأنه إذا كانت زمان كل فى للتجديد الغاية يتسع هذه جهة من والإسلام
حد عند الارتقاء ،ولا تقف طريق فى تسير النهوض هذا العام بالإنسانية ،فوسائل النهوض
الارتقاء فى على لأنها تعتمد ، العبادات أمر يخالف هذا فى ،وأمرها لا تتعذاه محدوك
،ووصل امتد به الزمان وإن العلم فى الكمال ان يبلغ لا يمكن ،والإنسان والعرفان العلم
الربيع بن عن الأصم الحاكم فى المستدرك عن ،وأخرجه بن سَواد جميعأ عمرو وعن يحى
وحرملة بن سواد رواية عمرو الكامل من مقدمة فى ابن عدى المؤذن ،وأخرجه سليمان
بهذا بن وهب اللّه عبد عن ؟ كلهم ابن وهب بن أخى بن وهب بن عبد الرحمن وأحمد
ولا عن بن أبىْ أيوب سديد عن ابن وهب :لا أعلم رواه عن الإسناد ،قال ابن عدى
ورواية سابقأ المذكورة صالح بن عثمان :ورواية الحافظ الثلاثة ،قال هؤلاء غير ابن يزيد
ابن وهب. رووه عن وأبى الربيع ترد عليه ،فهم ستة أنفس الأصم
وهم ، الإجابة فيه أمة الأمة من المراد إن : الحديث هذا شرح فى قيل وقد
فى قدمته الذى الأساس على ظاهرة هذا هـارادة ، أن يراد أمة الدعوة ،ويجور المسلمون
يتعدى وهو ، والمدنى الدينى يراد منه النهوض سبق ؟ لأنه كما الإسلام فى التجديد فهم
النهضة بتأثيرْ الاوربية قيام النهضة من حصل ،كما يعاصرهم من المسلمين إلى من
الإسلامية.
المولد من تعتبر هل : المجذدون فيها أولثك يُبعث اعتبار المئين التى فى واختُلف
اعتبار الثانى، بعضهم واستظهر الوفاة ؟ ،أو من الهجرة البعثة ،أو من ،أو من النبوى
من فالمراد . لا أولها المراد آخرها :فقيل المائة رأس المراد من فى أيضا واختُلف
الثنة فى كلامه، عالم ،يثمار بالعلم إلى مقامه ،وينصر حى وهو المائة انقضت البعث من
المائة الجديدة قبل مات بل ، انقضائها بعد يبق الماثة ولم اَخر على كان من ان قيل حتى
حيث المائة من رأس بأن هذا على اعتُرض وقد . مجددأ لا يكون أيام مثلا، بخمسة
تاج فى ،قال بمعنى آخره الشىء اللغة رأسُ فى بأنه جاء ،وأجيب اللغة :أولها لا آخرها
على إنما يكون الإرسال وهو البعث إن وقيل ، آخره وقيل طرفه الشىء :رأسُ العروص
لنثمر لنفع الأنام ،وانتصابه للتصدى تأهُّله العالم إرسال معنى ؟ لأن بمعنى أوله القرن رأس
،والمراد أن الله اتفاقى قيد الرأس إن .وقيل لا بعث أخذ القرن آخر فى ،وموته الأحكام
أم فى وسطها أم فى المائة أول فى أكان سواء ، المجدد هذا مائة سنة كل فى يبعث تعالى
،هـانما رأسها المبعوث على من افضل هو من المائة وسط فى اَخرها ،لأنه قد يكون
وخروج ، البدع وظهور ، غالبا القرن علماء مظنةَ انخرام لكونه بالذكر الرأس خُصَص
الحرادث جرت إليه ،وقد لا داعى بالرأس التقييد ؟ لأن عندى المختار هو ،وهذا الدجَالين
. المجدد هذا منوالها بعثُ على ،فليكن التقيد بزمن عدم التاريخية على
إلا يبهون واحدأ أو أكثر ؟ فقيل انه لا يكون المائة فى يبعث من أيضأ هل واختلف
مائة كل رأس على يبعث الله بأن التصريح الحديث روايات بعض فى أ لأنه جاء واحد
رأس على الثه يبعث " إن الرواية المشهورة ،لأن واحد من كثر إنه قد يكون ،وقيل رجلا
ابن هذا اختار وقد ، وغيره الواحد على ) يطلق ( من ! ولفظ الخ يجدد ماثة من كل
أنواع الخير ،ولا من نوع فى لا ينحصر تجديدها المحتاج إلى الصفات انجتماع ؟ لأن حجر
-باب الملاحم جاء فى سُنن أبى داود سليمان بن الأشعث السئجستانى فى أول كتاب
أخبرنى وهب()1 ابن ،أخبرنا المهرِىّ داود بن سليمان :حدثنا المائة - قرن فى ما يذكر
أبى هريرة ،عن أبى علقمة ،عن بن يزيد المعافرى شراحيلَ ،عن بن أبى أيوب سعيد
مائة كل رأس الأمة على لهذه الثه يبعث ( إن ،قال الله لجصخغ رسول عن - فيما أعلم -
يَجز به ،لم شُرَيح الإسكندرانى بن الرحمن :رواه عبد هذا أبو داود بعد قال وقد
به يأت ولم الحديث هذا الرحمن عبد ،فأعضل المعافرى زيد بن شراحيل ،يعنى شراحيل
ما هو المعضل ،والحديث وأبا هريرة أبا علقمة ،إذ أسقط الأول الطريق فى كما متصلا
شريح بن الرحمن وعبد : المنذرى قال . التوالى بشرط اثنان فأكثر إسناده من سقط
عضله. به ،وقد الاحتجاج على ومسلم البخارى ،اتفق ثقة الإسك!ندرانى
،وقول معضل وطريق متصل :طريق طريقين مرويا من الحديث هذا يكون وعلى
الحديث هذا حدثنى ان أبا هريرة علمى فى ،يعنى " فيما أعلم الأول الطريق فى أبى علقمة
،فاستدرك برفعه جزمه عدم فى ظاهر هذا أن المنذرى ذكر ،وقد عليه لا موقوفأ مرفوعأ
لا ذلك مثل ،لكن نعم " :قلت بقوله I داود أبى سنن شرح المعبود 9عون صاحب عليه
النبى عرَص. إلى مرفوعأ كونه النبوة ،فتعين شأن من ،إنما هو الراوى قبل من يقال
،منهم تصحيحه على الحفاظ :اتفق " " مرقاة الصعود فى قال السيوطى وقد
المتأخرين من صحته على نَم! وممن ، ! " المدخل فى " والبيهقى " المستدرك فى الحاكم
أنه على الحفاظ :اتفق شيخنا :قال الجامع شرح فى العلقمى ،وقال حجر ابن الحافظ
وابن حجر، ابو الفضل العراقى المتأخرين من على صحته ،وممن نص صحيح حديث
فتح فى 54 المنا وقال ، ! ( المدخل فى أ والبيهقى " المستدرك المتقدمين الحاكبم فى ومن
كتاب فى ،والبيهقى ،وصححه الفتن فى ،والحاكم الملاحم فى أبو داود :أخرجه القدير
ابن الحافظ .وقال صحح :سنده وكيره العراقى الزين ،قال هريرة أبى عن كلهم المعرفة
أبو داود فى السنن عن -أخرجه بمعالى ابن إدرشى العسقلانى فى -توالى التأسيس حجر
بهذا المراد أنه إمامهم فى قوم الدين بن كثير :قد ادَّعى كل قال الحافظ عماد
العلماء أصناف من صنف طائفة وكل كل العلم من حملة ،والظاهر أنه يعم الحديث
تأويل فى 9 :تكلموا الأصول جامع فى ،وقال ولغويين ونحاة وفقهاء ومحذثين مفسرين
،والأوْلى عليه الحديث ،وحمل مذهبه من هو القائم الذى أشارْ إلى ،وكل الحديث هذا
انتفاع ف!ن ؟ بالفقهاء أيضا يختص ولا ، والجمع الواحد على تقع مَن - - ،ف!ن العموم
كونه ينبغى المبعوث والقرأء واْلوُعاظ ،لكن الحديث الأمر وأصحاب بأولى أيضأ الأمة يكون
بن عبد الحزيز، الأولى من أولى الأمر :عمر رأس هذه الفنون ،ففى من فى كل إليه مشاراً
وابن سيرينَ والحسن الثة بن عبد وسالم بن الباقر والقاسم بن محمد الفقهاء محمد ومن
اَلثانية رأس .وفى المحدِّثين الزهرى ،ومن القُرأء :ابن كثير ،ومن طبقتهم من وغيرهم
حنيفة، أبى أصحاب من والفُؤلُؤى الشافعى الفقهاء: .،ومن المأمون : الأمر أولى من
: الْقُرأء ،و!ن الرضا بن موسى الإمامية :على ،ومن مالك أصحاب من وأشهب
أولى الثالثة من وفى . الكرخى الزهاد: ومن ، معين :ابن المحذثين ومن ، الخضئرَمىّ
والخًلال ، الحنفى .- والطحاوى ، الشافعى سرَيج ابن : الفقهاء ومن ، المقتدر : الأمر
أولى من الرابعة وفى . النَسائى ؟ إلمحدثين ومن ، الأشعرى : المتكلمين ومن ، الحنبلى
الحنفى، والخوارزمى ، الشافعى الاسفرايينى : الفقهاء ومن ، بالئه القادر : الأمر
ومن 1 ، فورك وابن ، الباقلانى : المتكلمين ،ومن الحنبلى والحسين المالكى الوهاب وعبد
. القرون بقية فى يقال وهكذا ، الثورى : الزهاد ومن ، الحاكم : المحدثين
تحفة - سماها أرجوزة المجذدين إلى القرن التاسع فى الحافظ السيوطى ذكر وقد
% I
أصة عذَهُ صَق والأشرى وابن سُرَيج ثالثُ الأئمة
الفئه بين حياته على و!و المائه أن تمضى ذلك فى والشرط
الزمن أهل علمه يعثمَ وأن لكل فن وأن يكون جامعأ
قَوِى وهْو المصطفى بيت مِن آل قد رُوِى حديث فى يكون وأن
ما الهادى وَعَدْ أتتْ ولا يخلف قَد المئين وهذه تاسعة
بُدِى ما مثل ويُرفَعُ القراَن مِن مجدَب لم يبق وبعده
صا أ
دونَ و لخفا ا من جلاَ ما و عَ!ص! ما عَلى للهَ ا أحمد و
ة ص المكر به أصحا !حَ وا لآلِ الر حمه نبى على مصليا
أبى داود -أن المجدد على رأس سق ،شرح المعبود كتاب -عون وذكر صاحب
الأثر فى أعيان خلاصة الدين الرملى ،كما ذكره صاحب هو شمس القرن العاشر الهجرى
هو إبراهيم بن حسن القرن الحادى عشر رأس .ثم ذكر أن المجدد على القرن الحادى عشر
على المجدد وأن المنورة . المدينة ونزيل المسندين وعمدة المحققين خاتمة الكورانى الكردى
،والسيد مرتضى المدينة الفلانى نزيل بن نوح بن محمد صالح هو القرن الثانى عشر رأس
السيد نذير حسين، هو القرن الثالث عشر رأس المجدد على الزَّبيدى .وأن الحسينى
البوفالى خان حسن الأنصارى اليمانى ،والنواب صدبق بن محسن حسين والقاضى
القنوجى.
-تاريخ الأستاذ كت!ابه المجذدِين فى تصدير أسماء بعض رضا وقد ذكر السيد رشيد
12
التجديد إلى الحاجة بحسب يبعثون المجددون ا كان إنم ( : فقال - عبده محمد الإمام الشيخ
بن الإمام عمر ؟ فكان بين الناس بنيان العدل من ،وهدموا الدين لباس من الناس أبلى لما
بالشقاق مزقوا وما ، بنو أمية وأخلقوا قومه الثانى لما أبلى القرن فى مجدداَ العزيز عبد
العباس بنى بعض لمَا أخلق الثالث القرن فى مجددأ حنبلَ بن الإمام أحمد وفَرتوا ،وكان
دير
الفتنة وابتغاء تأويله، ابتغاء الكتاب من الأمة ،باتباع ما تشابه سلف السنة ،ورشاد لباس من
ما يتعارض على ،بالقياس الغيب عالم فى ورد الله وما صفات فى الاَراء النظرية وتحكيم
الرابع بهذا المعنى، القرن فى مجددأ الأشعرى أبو الحسن الشيخ ،وكان الشهادة عالم فى
شبرقت لما وأول السادس مجدداَ فى أواخر القرن الخامس الغزالى الإسلام أبو حامد وحجة
القرن فى الظاهرى بن حزم على الفلاسفة وزندقة الباطنية ،والإمام أبو محمد نزعات
وتلميذه تَيميهَ الإسلام ابن ،وشيئ الثرعية فقه النصوص الآراء من سحقت لما السادس
الفلسفية البدع مزقت ما لجميع مِن الثا9 وأول السابع القرن آخر فى القيًم مجددين ابن
الدينية، العلوم جميع فى السنية ، والسنة الكتاب مِن حُلل والإلحادية والتصوفية والكلامية
فى انحصر خاصَاِ تجديدهم ،كان قرن كل فى آخرون مجددون ( :وظهر قال ثم
الموافقات صاحب الشاطبى إسحاق ،كابى كبير أو صغير أو موضع أو شعب قطر
الهند، فى خان صديق محمد والسيد الله الدهلوى ،وولى الأندلس فى والاعتصام
فى نجد، بن عبد الوهاب محمد البركوى فى الترك ،والشيخ بن بير على والمولى محمد
للجهاد آيم ون مجددون إوهناك : قال ! ثم اليمن فى الورير وابن والشوكانى والمقبلى
فيه، العمران أركان هـاقامة البلاد له ، وفتح ملكه ،أو تجديد الإسلام بالدفاع عن الحربى
العباسيين خلفاء ،كبعض معروفون ،ورجاله والوسط والغرب الشرق فى كثيرون وهم
الذى الدين الأيوبى صلاح التجديد ،كالسلطان بين أنواع من جمع من والأمويين ،ومنهم
البلاد الإشلامية المقدسة عن الافرنج المتحدة ،وأجلاهم شعوب من الصليبيين جيوش كسر
الترك فتح وكذلك ، البلاد المصرية الباطنية من انعُيديين مَلاحدة دولة وأزال ، وغيرها
الإسلام ورالت ملك ،ثم ذكر أنه اتع الإسلام فيها مجد ممالك أوربا عرت لكثير من
مختلفة فى الأجناس إلى شعوب أمته السياسية وحدة دوله ،فتفرقت وكثرت أحكامه وحدة
،وكان يظهر فى والفروع مختلفة فى الأصول إلى مذاهب الدينية ملته ،ووحدة والأوطان
الإدارة والعمران كمحمد ،وفى العلم كما تقدم فى متفرقون مجددون المتفرقة هذه الدول
فى تركستان بك الجزاثر ،ويعقوب كالأمير عبد القادر فى الحرب ،وفى باشا بمصر على
الترك ،وخير باشا وفؤاد باشا فى باشا وعلى رشد السياسة كمصطفى الصينية ،وفى
13
الأمة حال أن ذكر ! إلى السنوسى كالتيد العامة والبدو إرشاد ،وفى تونس فى باشا الدين
! نوع اَخر غير المجددين السابقين يعرفون من إلى مجددين وحاجتهأ الإسلامية فى عصرنا
بينهم الفرق اتساع بها بعد اللحاق إلى المسلمين حاجة مدنيتها ،.ومقدار إليه أوربا فى وصلت
. المصرى عبده ،ومحمد الأفغانى الدين جمال هذا أجل الله إليهم من بعث وبينها ،وقد
هذا إلى نضيف ،ولكنا المجددين أسماء فى بيان خلافهم فى هذا الآن على ولنقتصر
عون - صاحب ،فقد ذكر بعض الفرق على بعض إليه تعصب يدعو مما مثلأ الخلاف
البدعة ،ويكثر العلم ويُعز من السنَة أن يبين المجدد أبى داود -أن شرط سق شرح المعبود
البتة هـان كان مجددأ لا يكون كذلك لا يكون ومن ، اهلها ويكسر البدعة ،ويقمع أهله
عَذ من الأصول جامع عليه ما نم! ،وأنكر لهم مرجعأ بين الناس ،مشهوراً عالمأ بالعلوم
الرضا الإمامى الشيعى، المرتضى أخو المجددين ،وكذلك الإمامى الثميعى من أبى جعفر
رأس ،ففى مائة سنة كل رأس الاكابر على من إشارة إلى جماعة :ة الحديث وهذا نصه
الطحاوى جعفر المقتدر وأبو الثالثة " وعلى قال أن " إلى العزيز عبد بن عمر الأولى
الرابعة القادر بالته وعلى ، والنسائى الأشعرى الحسن وأبو الإمامى جعفر وأبو ، الحنفى
الإمامى الرضا اخو الحنفى والمرلضى الخوارزمى الأسفراببنى وأبو بكر محمد وأبو حامد
الرتبة دمان هذه لا يستحقون الشيعة علماء ؟ لأن بين ،وغلط فاحش خطأ ،فهذا عنده الخ
وهم كيف ، الاشتهار غاية واشتهروا ، العلوم أقصى وبلغوا ، الاجتهاد إلى وصلوا
البدع فكيف ؟ ويروجون يحيونها فكيف السنن يجدِّدونه ؟ ويميتون ،فكيف الدين يخربون
اهـ. السبيل سواء الله تعالى الغالين المبطلين ،هداهم إلا من ؟ وليسوا يمحونها
تحاقق فيه التجديد فمن اساس فيما سبق ،وقد ذكرت غلو فى التعصب وهذا عندى
الفرق الإسلامية ،ولا شك من سنيأ أم كان شيعيأ أم كان غيرهما ،سواء كان فهو مجدد
الاَن عليه القضاء وأنه يجب ، الإسلامية بين الفرق الممقوت آثار التعصب أثر من هذا أن
بىاب التجديد فى لهذا التعصب أنه لا محل ،على وألفتهم وحدتهم لتعود للمسلمين
له أدنى يكون أن من فيها إليه ،واكبر ينظر أن من أسمى التجديد فكرة ؟ لأن والمجددين
أن يكون ،فلا يصح الممقوت التعصب ذلك أن يتعالى على أثر فيها ؟ لأن المجدد يجب
،بل بالمسلمين النهوض إليه من فيما يرمى ولا التجديد غايته من أثر فى الدين لمذهبه فى
يقصد ولا ، فريقْ على يميز فريقا فلا ، جميعأ المسلمين إلى دعوته فى ينظر أن يجب
بهم جميعأ أن ينهضت ؟ ويقصد فى خير المسلمين جميعا فرقة بل يسعى بالتجديد فرقة دون
واحدة فيما كلمتفم التجديد ،ويجعل غايته من بينهم على ؟ ليجمع فيهم جميعأ وأن يجدد
14
إلى تلك ،ويصير الممقوت التعصب ذلك المجددين عن تجرد من أن من ولا بخفى
فرق من ذلك سنئا أو شيعيَا أو غير أن يكون هذا بعد ،لا يضره التجديد الغاية السامية من
لا أنه مسلم الا إلى ،ولا ينظر الدينى مذهبه ينسى التجديد إلى دعوته ؟ لأنه فى المسلمين
التعصب علىلم ذلك معه نتعالى وأن ، الناحية السامية هذه إليه من ننظر أن ،فيجب غير
فيه فله ؟ ف!ن /كانس مصيبأ وربه لنفسه الدينى ومذهبه نتركه ،وأن عليه تعالى كما الممقوت
اجتهاده له ثوابه على يكن ،إنْ لم ربه ب!معه عفو فيه فقد مخطئا كان ،و(ن وثوابه أجره
***
15
فى القرن الأول المجددون
الأول ربغ شهر من ليلة مضت يوم الاثنين لاثنتى عشرة فجر فى عد!هنَجّ!ا ا النبى ولد
من 02 أنو شِروان ،وهذا يوافق كسرى حكم من عام الفيل ،ولأربعين سنة خلت فى
وثمانية ايام ، أشهر وستة هلالية سنة أتم أربعين بعثته حين ،وكانت م 057 سنة أغسطس
الخميس المدينة يوم إلى مكة من هجرته ،وكانت م 61 0 سنة أغسطس من 6 يوافق وهذا
على منه ،وقد مضى لية خلت لاثنتى عشرة المدينة ربيع الأول ،فوصل شهر أول يوم من
،وتوافق هجرته سنة عشرة ثلاث إقامته بمكة نحو ،فتكون سنة وخمسون مولده ثلاث
من ليلة خلت الاثنين لليلتين أو لاثنتى عثمرة وفاته يوم ،وكانت م 622 يونيه سنة من 28
ابتداء ف!ذا جعلنا . سنة يوافق وهذا " الهجرة من تسع سنة الأول ربيع شهر
. fV 18 انتهاؤه سنة ،ويكون م 622 ابتداؤه سنة ،يكون الهجرة من التأريخ القرنَ الأول
، بالقوة والاستبداد العالم يتْنازعان حكم والفُرس الروم ودولتا الإسلام ظهر وقد
فى لها أثرها كان الوثنية فى الدولة هذه نشأة ،ولكن بالنصرانية تدين الروم دولة وكانت
اضطهدت بل ، الخالص التوحيد إلى تدعو التى فيها بالنصرانية تأخذ فلم ، نصرانيتها
يقولون الذين وهم ، التثليث عقيدة فيها إلى يذهبون الذين وناصرت ، بها المتمسكين
ورثت قد الدولة هذه .وكانت القدس وروح والابن الأقانيم الثلاثة :الأب الإله من بتركب
تاييد نحو الفلسفة بهذه تنحرف اليونان قبلها ،فاخذت دولة فيما ورثته عن اليونانية الفلسفة
،لأن فلسفة فلسفة أرسطو على فل!فة افلاطون فى ذلك آثرت عقيدتها فى الضرانية حتى
المثل صاحبة أفلاطون له فلسفة تتسع هـانما ، العقيدة فى انحرافها لا تؤيد واقعية أرسطو
.وقد النصرانية فى الانحراف ذلك بينها وبين التوفيق يمكن خيالية العقلية ،.لأنها فلسفة
تندفع ،فلم اليونان الأصلية لفلسفة مخلصة اليونان القديمة مدارس أثينا عاصمة فى بقيت
دولة ،فناصبتها والدين بين الفلسفة المثمؤَه الخلط ذلك تخلط ،ولم التحريف تيار ذلك فى
، م 952 سنة الروم ملك جستنيان أن أغلقها وتناوئها إلى تناهضها تزل ،ولم العداء الروم
16
كسرى منهم إلى بلاد الفرس فى عهد بعض ،فهرب فى البلاد فلاسفتها وشرَّد
. ببلاد الفرس جنديسابود! مدينة فى مدرسة ،وأنثاْ لهم وفادتهم اْنو شِرْوَانَ ،فأكرم
رجال اضطهاد فيها أقسى واضطهد ، الروم دولة فى والدين العلم حال ساء وبهذا
عقيدة على مقصورة الدولة كانت إن وظائف لها فى العقيدة ؟ حتى العلم والدين المخالفون
عقيدتهم فى يخالفونهم الذين النصارى من وغيرهم منها المصريون حُرم الروم الملكية ،وقد
ابتداء الدولة هذه فى الفساد عوامل استفحلت .وقد جميعا تجمعهم النصرانية كانت !ان
الدينية والأطماع الخلاِقات بسبب الثورات فيها وظهرت ، الميلادى السادس القرن من
سلفه قتل أن بعد الروم دولة ملك فوكاس الميلادى تولى السابع القرن أول ،وفى السياسية
غلبوا قد الفرس وكان ، الرومَ بعده وملكَ أفريقية وقتله هِرَقل حاكمُ فثار عليه ، عليهم
هذه واسترد بهم وظفر هرقل ممتلكاتهم ،فحاربهم كثير من دولة الروم واستولوا على
أراد أن يحمل لاْنه ؟ فيها الدينية الفتن بإثارة دولته أن أضعف لم يلبث ،ولكنه الممتلكات
العقيدة له فى المخالفون فثار عليه الملكية ، الروم عقيدة فيها على النصارى بالقوة جميع
هذه من فخلصهم الإسلام جاء أن إلى ، ممتلكاتهم من وغيرها مصر فى الدينية
فى دولته أهل بين وسوَّى ، العقائد فى احراراَ الناس وجعل ، الدينية الاضطهادات
. وغيره بين مسلم هذا فى يفرق ،ولم السياسية حقوقهم
أنوشروان -أمرها بعد وفاة كسرى ؟ فقد اضطرب كان الحال فى دولة الفرس وكذلك
فيها فانتشرت ، أيضا الميلادى السادس القرن فيها ابتداء من الفساد عوامل واستفحلت
تنمعة سنين فى*أربع عرشَها ادعى ،حتى فيها الملك النزاع على ،وكثر والفق الدسائس
بنظرية يدينون ملوكها ،وكان بعضا بعضهم ،فيقتل عليه ،كانوا يقتتلون الأمراء من
بشىء ،لا يعنى استبداديأ حكما ،وحكموها طبقات الرعية إلى فقسموا المقدَّس()1 الحق
أرسل ،وقد الألوهية إلى دعوى أن وصلوا النظرية إلى هذه فى الاكاسرة قد تغالى ()1
الذى الصليب خشب المقدس وأخذ بيت م -على 614 سنة - حير ،استولى جيشه كسرى
الأغريق، على ،ألم أقض عبده مرقل ،الى العالم كله وسيد الآلهة أعظم كسرى إ من
المقدس والإسكندرية؟ قيسرية وبيت من يدى ،فلماذا لم يخفص (نك تقول (نك تئق فى إلهك
إلى ؟ إذا قدمتَ ذنوبك جميع لك أننى ساغفر على ؟ أيضا القسطنطينية أخرب أنا لن وهل
الزيتون ،وسأنظر إليك نظرة الأراضى والكروم وعروش ،وسأمنحك وأطفالك زوجنك معك
أن ينقذ نفسه من الذى لم يستطع الميح ذلك الخائب فى بأملك نفسك ،لا تغش رحيمة
17
) الإسلام فى ( - 2المجددون
أن تبقى فى ،لأن الرعية يجب بها فى علم أو نحوه للنهوض أمر الرعية ،ولا يعمل من
القائم كان ولهذا ، نحوه او -إليه بعلم تتسامى أن يصح ولا ، المقدس الملك من مركزها
،وكانوا اليونان والسريان من أجنبية عناصر الفرس دولة من العهد هذا العلمية فى بالحركة
مدرسة أمر كانوا يتولون الذين ،فهم المجوس ديانة الفرس خلاف على بالنصرانية كدينون
ذلك إلى فيها أيضا صاروا وقد البلاد ، هذه فى العلمية المدارس من وغيرها جندَيسابور
العهد بأحسن ذلك على العلم فى دولة الفرس الخلط المشوه بين الفلسفة والدين ؟ فلم يكن
الجمود ،وطغى من ما يكون الى أشد العهد ،وصار العلم القهقرى فى ذلك فرجع
أغراضه، الايشبداد ،يخدم ذلك فى ركاب سار عليه استبداد الملوك فى الدولتين ،حتى
. أو تقويبمَ معؤج فاسد فيه إصلاحَ يحاول ،ولا ماَربه وشاعد
فيه بأمور الدين، ،فقد استدوا العهد ذلك الدين فى حالُ رجال كان وكذلك
الله يح!ون دون أربابا من الدين باسم أنفسهم جعلوا ،حتى العلم فيه لأنفسهم واحتكروا
الدين بذلك الرعية طاعة عمياء فى تحليلهم وتحريمهم فصإر ،وتطيعهم بشهواتهم ويحرً مون
ذ إ له ، باحتكارهم العلم جمد ،وقد فيه اجتهادا أو تجديدا ير الناس ،ولم تقليدا وجمودا
ويفسر فى ركابه يخدمه ،وسار ا&ين بجمود فى الدين إلى العلم ،فجمد تعذَى جمودهم
لم فيه طريقا جديدا ،وسلك الناش فى الحكم طريق الإسلام أصلح فلما جاء
مقَذَسا فى حقا ير أن بكون ،ولم أو كسرَوئا استئثارا قيصرئا يجعله ،ولم قبل من يعرفوه
منها، وَثَته له من ،تختار الأمة كلها فى عائا حقا جعله ،بل فريق الأمة دون من فريق
لأنه وَتَته ، كما عزلته ،دهان استبذَ وجار الحكم أبقته فى والعدل فيها بالشئورى حكم ف!ن
،فلها الحق الأمة من حكفه استمد لىانما ، العزل معه لا يصح مقدس بحق لم يتوؤَ الحكم
جموذا الدين . ،فلم يجعل الحكم أمر استقام لما والعلم فيه أمر الدين استقام وكذلك
و أ تحريف فيه من ما كان على وقضى ، والتجديد الاجتهاد فيه باب فتح بل ، أو تقليذا
،فاتفق الحقيقة عن يبعده مما كان الدين ،لأنه خَقَصَ العلم بهذا بينه وبين ،فقرب تشويه
استقام بهذا أمر العلم كما ،واستقام مهما كل من المقصودة الغاية يخها ،لأنها والعلم هو
الدين، بين رجال محتكرأ يبق ،ولم والتجديد الاجتهاد باب فيه أيضا ،وفتح أمر الدين
ولا دين 2 فيه بينهم لا يفرق ، الأجناس سائؤ من فيه رواده واشترك الناس بابه لكل فتح بل
18
واحدة منهما الغاية كانت ،دان الدين شيل غير آخر بينهم لأن له شيلا يفرق كان مما غيره
من فداه الأسير ،إذ جعل بدر غزوة فى مثلاً عظيمَا هذا فى علصتجيماا النبى ضرب وقد
من الغلم "يؤخذ أن فأفاد بهذا ، المسلمين فتان من لعشرة والكتابة الخط تعليم المشركين
أن ،ولأن الدين لا يصح وحدهم المسلمين المسلم ،لأنه لا يخص من المشرك كما يؤخذ
،ومثل هذا ما فعله عونا له ومساعدا أن يكون العلم ،بل يجب عثرة فى سبيل حجر يقف
إلى علمه بالرجوع وطبيبها ،فقد كان يأمر أصخابه العرب بن كلدة فيلسوف مع الحارث
أراد بعضهم ،وقد باعتدال يأخذونه المسلمون ،فكان فيه امر التدين استقام وكذلك
ف!ن ؟ برفق فيه فأوغل ، متين الدين هذا إن ! علب!هنجلأا النبى له فقال ، بالغلو يأخذه أن
شىء نفر بدا عليهم على خلافته فى عمر أنكر ! وقد ابقى ،ولا ظهرأ قطع المنبت لا أرضا
ديننا. تميتوا علينا لا : لهم فقال ، التصوف من
ما سنه والدين والعلم على الحكم المسلمون بعده فى سار النبى علص!م مات فلط
والدين الحكم فى يجددون أوائل القرن الأول الهجرى فى ،ومضوا لهم الإسلام
وخالد بن على والحسين وعلى وعثمان المجددين أبو بكر وعمر فيهم من والعلم ،وظهر
ابن يزيد.
الجمود إلى ،فصاروا الجاهلية من أحوال إلى بهم ورجعوا بنو مروان فيهم استبد ثم
ختام ذلك فى العزيزْ بن عبد المجددين إلا عمر بينهم من الدين والعلم ،ولم يظهر فى
. القرن
بن عبد العزيز، هذا القرن إلا عمر مجددى من ممن ذكرت والمتقدمون لا يعدون
والحسن الله وسالم بن عبد بن محمد الفقهاء القاسم من بعضهم إليه وقد أضاف
،وهذا الزهرى المحدثين ،ومن القراء :ابن كثير ،ومن طبقتهم من وغيرهم سيرين وابن
هذا هو التجديد المعتد فى التجديد من أنه الشهرة فى العلم والنفع به ،وليس أصلهم على
والتجديد. الأسلام على الكلام فى بيان هذا سبق به ،كما
***
91
أبو بكر الصديق
634م ، اهـ- "r1 سنة ،وتوفى بعد النبى عيئيئّ بسنتين وأشهر ولد أبو بكر الصديق
قومه، فى محثبأ عالما تاجرأ فاضلا رجلا ،وكان الإسلام بمكة قبل نشأ أبو بكر وقد
الخمر يشرب وعاداتهم الفاسدة ،فلم يكن عقاثدهم فى كثير من ولكنه كان لا لاركهم
وعاداتهم هذا من عقائدهم ما كان نحو جبههم وإدمانهم لها ،وكذلئه ما كان من مثلهم على
،كان الرذيلة عن ،وينهى بالفضيلة ،ويأمر التوحيد الى يدعو النبى عفستةا .فلما بعث
استعداد لها ،بما نفسه حسن من ،لا"ن هذه الدعوة صادفت وآمن أجاب أبو بكر أول من
اخذ بل ، الايمان بها بمجرد يكتف بها لم ولما آمن ، الإسلام قبل السابق أمره من كان
اليها فاجابه ، دعوتهم له فى قومه إلف ما كانْمن ويستخدم إليها ، الدعوة فى يشارك
ابن عبيد وطلحة بن عوف الرحمن وعبد بن عفان عقلاء فتيانهم ،مثل عثمان من بعض
النبى عيئصم، رأى بعد هذا صاحب بن الجراح ،ثم مكث عُبَيدة والرئير بن العوام وأبى الثه
أكثر كان ،ولهذا العقل ،ورجاحة الرأى حسن يمتاز به من كان لما إليه ، أصحابه وأقرب
فيه بالعقل ،وشارك ظهوره أول من لا"نه صاحبه ، غيره من الجديدة وغايته للإسلام فهفا
للمسلمين خليفة صار وحين ، علإ!هنجّ!ا النبى وفاة بعد فيه ذلك أثر ظهر وقد
مناهضة فى وأقواهم ، صإليه الإسلام دعا الذى فهمًا للتجديد الصحابة اكثر بعده ،فكان
إلى بالإسلام الرجوع وتريد ، التجديد هذا على تغطى أن التى تحاول النزاعات
الأول القرن فى المجددين أول بهذا فكان ، والنهوض التقدم دون بالمسلمين الوراء،وتقف
قرن مَن يُبعث فى كل يحصر من لو ذهبنا مذهب بهذا اللقب ،بل كان أجدرهم الهجرى
رسلهم، فى الا"ديان قبلهم أهل غلا كما أمره فى ليغلوا ، بموته لا يصدقون فكادوا
منها ذلك ،ومحا وتهذيبها الدينية العقيدة تجديد فى نجح أن بعد القهقرى بالإسلام ويرجعوا
عمر بذلك منها ،وكان ممن أخذ الخلق إلى مرتبة الألوهية أو قريب ببعض الذى يصل الغلؤَ
،فقد دونه بغيره ممن كان ظنك ،فما بين الصحابة تقدمه فى هو من ،وهو ابن الخطاب
أن ،ويذكر خبرها بنفى خطيبأ الناس فى بلغته الوفاة ،وقام حين الذهول عليه استولى
قومه عن ،فقد غاب بن عمران موسى إلى ربه كما ذهب ،ولكنه ذهب لم يمت اللّه رسول
القائلين بذلك، يهدد عمر ،ثمَانطلق مات قد قيل أن بعد إليهم رجع ليلة ،ثم أربعين
عقيدة الرجعة التى ،وهذا من إليهم فيقطع أيديهم وأرجلهم سيرجع الله أن رسول ويذكر
أثر له أسوأ لكان تم ،ولو الدين رجال من الجهل ،بتأثير أهل الأديان أهل فيها بعض وقع
داره فى أبو بكر ،وكان البدع .والأوهام من فيه ما لا يحصى هذا ،وتتابع بعد الإسلام في
المسلمين فوجد إليها، !هتَجّآا أسرع النبى بوفاة علم فلما المدينة ، ضواحى بالسئُنح من
ابنته عائشة، إلى بيت إليهم بل ذهب ،فلم يقف سبق بما يخطبهم وعمر مجتمِعين
: يقبله ويقول وجعل وجهه عن البيت ،فكشف ناحية من النبى علا!جآا مسجَّى فى فوجد
، الناس فقال! :أيها إفقام فيهم الناس إلى خرج ميتَا ! ثم أطيبك ! وما حئا ما أطيبك
، لا يموت الله حى الله فإق بهان يعبد ،ومن مات قد محمدا فان محمدًا يعبد كان من
أوْ فَاتَ أفَ!نْ ، الرشُلُ قَبْله مِن قَد خَلَتْ رَسُولٌ إِلأَ مُحَفَدٌ وَمَا ( : تعالى قوله تلا ثم
اللهُ وَسَيَجْزِى ، شَئأ اَلئَهَ يَضُرَّ فَلَن عَقبَيْه عَلَى يَنقلِبْ وَمَن ، أعْقَابكُمْ عَلَى انقَلَبْتُمْ قُتِلَ
ن أ ،وأيقن رجلاه ما تحمله عَلىَ الا"رض الآية خر هذه عمر ،فلمَا سمع ()1 ! الشَّاكِرِينَ
كانوا أنهم شك .ولا يقول لما يستمعون الذين المسلمون معه ،وأيقن مات قد اللّه رسول
أشيع حينما احد بغزوة المسلمين فى نزلت قد كانت ،ولكنها القرآن الاَية من هذه يعرفون
كان ومن عمر منها يفهم فلم المدينة ، إلى ذلك سمعوا حين ،فانهزموا قتل النبى قد أن
ن أ من أبو بكر ما أخذه منها يأخذوا ولم ، فيه نزلت الذى العتاب إليه إلا هذا يستمع
إثبات لم تنزل من أجل لاْنها البث!ر غيره من على عليه الموت كما يجوز النبى عيئنجم يجوز
فهم حين بكر ابى موقف أروع كان ،وما الإشارة منها بطريق يفهم كان المعنى ،وان هذا
لا حقائق ،وأنه دين الإسلام رسالة فهم على الصحابة أقدر أنه كان على ،ودل منها ذلك
. تقليد وجمود لا دين تجديد ،وأنه دين أوهام دين
سقيفة فى بلغه أنهم اجتمعوا حين الأنصار موقفه من فى ثانيا أثر ذلك ثم ظهر
أن يفهمون ،والناس النبى عل!هبم بتجهيز مشتغلا ،وكان منهم ليبايعوا واحداَ ساعدة بنى
،ولا ولاية أمر الإسلام على كان .خلافا بين المهاجرين والأنصار ذلك من ما حصل
إمارتها قبل المدينة ،وأنهم كانوا اصحاب أن الأنصار فهموا أنهم أهل ذلك فى يُدخلون
وفاته، بعد ،فلا بد أن يعودا إليهم أمرها النبى لحهتجم حياة فى عنها سكتوا ،وقد الإسلام
فهمه لرسالة ،وبحن سياسته أبو بكر عليها بحسن ،فقضى ظاهرة نزعة رجعية وهذه
. 1 4 4 آية : عمران ا! ) (1
21
الأمر الرجعى، هذا أكثر من إلى صار قبله ،بل المدينة هـامارتها أمر الأمر فيه لم يعد لأن
تبىْ فلم اليها ، الهجرة المدينة بعد أحوال تغيرت فقد ، الضيق الحد هذا من لىالى أوسع
الجزيرة لأهل ،بل المسلمين إليها من ولمن هاجر لهم صارت ،بل وحدهم الأولين لأهلها
أمرهم يراعى أن ولابد ، بالإسلام دانوا جميعا لأنهم ، أقصاها إلى أقصاها العربية من
هذه الأحوال الجديدة راعى حين ،وقد كان أبو بكر مجددأ عليهم واليا فيمن يكون جميعأ
أساسأ لولاية الإسلام وضع ،وحين الأولون أهلها نظر الوراء كما إلى ينظر ،ولم للمدينة
بل ، الاستئثار أنواع من غيبر هذا ولا ، قبيلة عصبية ولا ، دار فيه عصبية لا يراعى
زمانهم أحوال يناسب مذهب فيه أى ،يذهبون جميعأ الأمر فيه للمسلمين يكون
ولا ، والتجديد قابلا ل!صلاح يكون وبهذا ، لأمورهم فيه صلاحأ ويرون ، ومكانهم
.له فيها دينى حق عن ير أنه تولاها ،فلم بالخلافة أن بويع ثالثأ بعد أثر ذلك ظهر ثم
منزلة فى أنه صار ،أو يرى أو أهله لنفسه يخها بشىء أن يستأثر الى هذا ،فيجره أو دنيوى
له، الملوك المعاصرون كما يحكم ،بل يحكمهم معه رأى لأحد غيره ،فلا يكون فوق
حكما فيهم ،ويقيم وشهواته لنفسه أموالهم ،وشتحل أو قيصريا استبدادأ كسرويأ فيجعلها
جديدأ حكمَا فيهم ،ولا ينشىء الحكم من مضى لما تقليدأ ،ويكون الماضى إلى بهم يرجع
،لانما هو ما له فيه مصلحة لا يرى ،يل مصلحته الرعية فوق فيه مصلحة ،يضع صالحا
عهد على ويقضى ، بالشورى ويسوسها ، بالعدل ليحكمها ، واجيرها الرعية خادم
هو الذى نادى به ،وذلك التجديد فى الحكم هو التجديد كل فى العالم ،وذلك الاستبداد
ف!ن ، بخيركم ولست عليكم وليت قد ف!نى ، الناس أيها . . بعد أما ( : فقال
والضعيف ، خيانة والكذب ، أمانة الصدق ، فقومونى لىان أسأت ، فأعينونى أحسنت
آخذ حتى عندى ،والقوى فيكم ضعيف الله إن شاء أريح عليه حقه حتى فيكم قوى 3عندى
تشيع ،ولا الله بالذل الله إلا ضربهم سبيل لا يَاَع قوثم الجهاد فى الله ، شاء منه ان الحق
الثه عصيت ،ف!ن الثه ورسوله ما اطعت الله بالبلاء ،أطيعونى الا عمهم قوم فى الفاحشة
ذلك العالم فى كانتا تحكمان اللتين الدولتين فى الناس لم يعرفه الحكم فى فهذا تجديد
لهذا أبو بكر وفى ،وقد الغرب فى الروم ،ودولة الشرق فى الفرس دولة ،وهما الوقت
ن أ منهم يرض ولم ، منهم واحد كأنه فيهم فسار ، للرعية نفسه على أخذه الذى العهد
الثه- :يا خليفة بقوله المسلمين من رجل خاطبه بويع لما (نه ،حتى عليهم شىء فى يرفعوه
22
الله، رسول خليفة الثه ،ولكنى بخليفة له :2لست قال ،بل نجى حديثه يمضى بدعه فلم
الله رسول أنه خليفة عن الخلافة ،ويثبت فى الله من له أدنى حق لينفى بهذا أن يكون
،فلما غيره فيما دون له حقا بينهما تجعل لصلة ،ولا ،لا لقرابة بينهما المسلمين باختيار
كسرويأ ،ولم يجعله شيئأ من أمره فى الحكم الوفاة لم يغير مكثه أدركه مرض
بعده أمرهم، يلى من للمسلمين يختار أخذ بالقوة ،بل أو يؤخذ يورث أو قيصريا
للملوك إلى اَخره ،ويضرب فى تجديد حكمه رأيهم ،.ليمضى ويأخذ فى ذلك ويستشيرهم
الغفلة مما وقعوا فيه من رعاياهم ،ويوقظ التجديد فى مثل أعلى عصره فى المستبدين
. والاستبداد الظلم من حكمهم ما فى إلى ،وينبههم والجمود
الإسلام بعد وفاة النبى عوص، الرجعية على طغت رابعأ حين أثر ذلك ثم ظهر
المسلمين، قام فى الذى أن يدين للخيفة الإسلام ،وكره بعضهم عن العرب فارتد كثر
الأمر، المسلمون فى ذلك وقد اختلف \، الإسلام الدولة فى ضريبة فمنع الزكاة التى هى
، الناس هذه الدولة الجديدة على فرض يقيموا حربا فى الآَ بكر - أبا إلا - ورأوا جميعأ
أمر والدولة ، فقط وعقيدة عبادة وإنما هو ، له بالدولة لا شأن نظرهم فى الإسلام لأن
، فى هذا الفهم الخاطىء ابو بكر وحده الإسلام ،وقد خالفهم من فى شىء ليس دنيوى
العقيدة الناس تعليم مجرد منه لا يراد لأنه الجديدة الإسلام برسالة منهم أعرف وكان
الله وعذ ،وقد الناس فى صالح جديد هذا إقامة حكم يراد منه مع ،بل الصحيحة
وجمَملُوا منكُمِ آمنُوا إتَذِينَ ابثهُ وَعَدَ أ : نجعإلى فقال كتاببما ، مخكم في بهذا المسلمين
لَهُم دِينهُم اثذِى وَلَيُمكنن نجَبلِهِم ائذِينَ مِن كَمَا استَخلَفَ الأرضم في ليَسْتَخلفَنَهُمْ الصحالحَات
بَعدَ كَفَرَ ومَن شَيْئأ ، يُشرِكُونَ بِى لا يَغبُدُونَنِى ، أفنأ خَوفهم بَغد ئنَ وَلَيُبَدكنَهُم لَهم ارتَضَى
الثه له هذا حقق أن الا بعد عدصنجم النبى يمت (امَ ولم ذَلكَ فَاولَئِكَ هُمُ الفَاسقُون ،
هذه فى قام ابو بكر خليفة ،وقد العرب جزيرة للمسلَمين دولة فى الَوعد ،وقامت
دولة فى هذه الدنيا، كل عليها من اهلها كما هو حق خرج محاربة من حقه الدولة ،فمن
والمدنية الدينية للنهضة فيها ويمكن والرجعية الفساد دعاة على ،ويقضى ليعيد لها سلطانها
، والفساد الرجعية دعاة محاربة رأيه فى على أبو بكر اصر وقد ، بها الإسلام أتى التى
نفسه من ،فسرت منه التى بدت الشجاعة خالفه أن الحق معه ،وبهرتهم تلك من راى حتى
دعاة على قضوا ،حتى دولتهم الخارجين على قلتهم يحاربون ،وقاموا على إلى نفوسهم
فى ،والفضل جديد من الإسلام بعد أن كاد يختفى الرجعية والفساد ،وأعادوا سلطان
. 5 5 آية : لنور ا ) 1 (
ص!.-2
فى وتجديد ، ودولة بأنه دين وعلمه ، صحيحا فهفا الإسلام رسالة بكر أبى لفهم هذا
أبى بكر أشار على بن الخطاب القرآن ،ف!ن عمر فى جمع خامسأ أثر ذلك ثم ظهر
الحفاظ ،فلما شرع قتل بها من وقعة اليمامة ،لكئرة من عقب فى مصحف القراَن بجمع
كان القرن ،لأنه ذلك ثقافة بالنسبة إلى اْكثر الصحابة كان له شابأ اختار ذلك فى أبو بكر
ذلك فى وصات البربية قد تكن العربية ،ولم العبرية مع ،ويعرف القراءة والكتابة يجيد
وجعلته ، ثقافته اللغة من بهذه معرفته فزادت ، كالعبرية علمية لغة تكون أن إلى القرن
ثابت بن زيد هو الشاب ذلك ، الأجنبية والثقافة الإسلامية الثقافة بين يجمع
:إنك له أبو بكر ،فقال بذلك بكر أبى على يشير عمر كان حين جالسا ،وكان الأنصارى
،لته لخةيخم ،فتتبع القرآن لرسول الوحى تكتب ،كنت ولا نتهمك عاقل شاب ررجل
إلا إسلاما وأسبق اكبر منه سنا ممن كان غيره على الشاب هذا يؤثر أبو بكر ،فلم فاجمعه
ثقافة الدين، مع يقدّر ئقافة العلم مجدد تفكير وهذا ، والعلمية لثقافته الإسلامية مراعاة
المسائل من القرآن جمع لأن ، والجامدين الرجعيين يهم كما البحت التدين أمر يهمه ولا
هذا إلى الفن ،وتقدير والفن الدين بين يجمع له من يخئار أن الدينية الفنية ،فالواجب
لا رجعيا يكن ،ولم التجديد الميل إلى كبير من ذا حظ كان اْنه على يدل بكر أبى الحد من
الث!ورى فى حكم خلافته أن يعمم محاولته بعد أن استقرت سادسَا فى ثم أثر ذلك
كانوا ،لأنهم عليهم الأمر فيها مقصورا أن كان المدينة بعد أهل فيها غير ،فيدخل المسلمين
إليهم فى أمور المسلمين، السبق فى الإسلام ،وأوْلى بأن يرجع وأنصار أهل مهاجرين من
الإسلام دين عام لا يفرق بين ،ن غيرهم دون بالشورى فلم ير أبو بكر أن يستمر اسثارهم
الحكم. أمور من بشىء فريق على ،ولا يؤثر فريقا منهم الناس
مكة إلى أهل الشام اراد أن يرسل الجيوشن إلى فتح أبو بكر أن يرسل رأى فحين
ن أ ورأى بن الخطاب عمر عليه فى ذلك ،ويستمدُّهم إليه ،فاعترض ذلك فى لاورهم
هذا عليه عكرمة ،وقد أنكر وحدهم المدينة لأهل الشورى فى الحكم يكون حق
فى :ألسنا إخوانكم لعمر ،فقال سهيل مكة اهل من بن عمرو وسهيل بن أبى جهل
صالحأ الأمر قدمأ هذا فى لكم قدم اللّه كان إن ؟ أف!نكم التسب فى ابيكم ،وبنى الإسلام
إلا نصيحة ما بلغكم والله ما قلت :إنى له عمر ؟ فقال بحقنا ،ومستهينون ارحامنا قاطعوا
المسلمين. من منكم هو أفضل فيما بينكم وبين من بالإسلام ،وتحريا للعدل لمن سبقكم
فى الشورى حق جميعأ للمسلمين أن يكون ،لأنه يجب هذا مع أبى بكر الحق فى وكان
المدينة فى أول خلافة أبى بكر استئثار أهل قد اقتضث المسلمين ظروف ،و(ذا كانت الحكم
فى أن يتدرج يجب ،ف!نه كان مكة فيه أهل أن يشاركهم هذا بعد اقتضت ،ثم بهذا الحق
24
فيه فى هذا التدرج كما مضى ،ولو أنه مضى المسلمين جميعأ يشمل تعميم هذا الحق حتى
الخلفاء الراشدين، منهم جميعأ هذا الحق بعد حكم المسلمون لمن سلب خضع لما بكر ، اْبو
شيئأ ينكرون ،ولا فيهم لاستبدادهم ،يرضخون المستبدين بيد الحكام ألعوبة صاروا حتئ
ساءت ،حتى حزمأ استبدادهم ،وجعل عدلا ظلمهم جعل ،بل يحاولون ظلمهم من
جاهلية إلى الأمر صار بل ، إلا اسمه الإسلام طن يبق ولم ، الأحوال وتبدلت الأمور
فى التدرج بعدم هذا وكل ، الحكم فى وجاهلية ، الدين فى :جاهلية الأولى كالجاهلية
بينهم لا تتعاظم العطاء ،حتى تسويته بين الناس فى سابعا فى أثر ذلك ثم ظهر
من اْتى يومًا مال وقد ، الطبقات من غيرها ممتازة على طبقة بينهم تظهر ،ولا الفروق
صدقتم، : فقال ، فضِّلنا : له وقالوا الأنصار فغضبت ، الناس بين فيه فساوى البحرين
: .فقالوا وجل دثه عز كان دمان صبر-م للدنيا ، ما عملتموه صار أفضلكم أرد-ئم أن إن
عليه وأثنى اللّه المنبر فحمد بكر أبو فرقى ، انصرفوا ثم . تعالى للّه إلا عملنا واللّه ما
فى آويناكم إذا تقولوا أن شئتم إن ، الأنصار يا معشر : قال ثم ، عئىنَجّم النبى على وصلى
ما لا الفضل من ،هـان لكم ،لقلتم بأنفسنا أموالنا ،ونصرناكم فى ،وشاطرناكم ظلالنا
: الغنوى طفيل قال وأنتم كما ،فنحن به الأمد ،د!ان طال العدد يحصيه
فى الو)طئين فزلت نعلنا بنا أزلقت عنا جعفراَ حين الله جزى
لملت منا تلاقى الذى يلقون ولو أن أمنا يَمَقونا أن أبوا
فيها ،استخلص دولة عظيمة أبو بكر بهذه النزعة التجديدية للمسلمين وقد أسس
منهم فى ذلك الشام من دولة الروم ،وقد رضى ،واستخلص دولة الفرس العراق لهم من
على أنه مشف راى فلما ، الضرورية حاجته عن شيئا يزيد ولا ، وعياله نفسه بما يكفى
المسلمَين، مال من ما عندنا :ردوا قال المال ،بل بيت من بما اخذ نفسه لم تطب الموت
من أصبت بما للمسلمين وكذا كذا التى بمكان ،لهان أرضى المال شيئأ هذا من لم أصب ف!نى
يقول المال تنفيذاً لأمره ،وجعل بيت على وردة الأرض هذه ثمن عمر .فاستخلص أموالهم
مقالاْ بعده ،حد ألآ يدع ،لقد احب الله أبا بكر :يرحم
25
عمر بن الخطاب
لأربع بقين من سنة وتوفى عشرة بنحو ثلاث !هتجيماا بعد النبى بن الخطاب ولد عمر
،وقيل أقل من سنة توفى ثلاثا وستين حين ،وكان عمره مْ 643 هـ- الحجة سنة 23 ذى
يعرف يكن ولم ، فيها القراءة والكتابة وتعلم ، الإسلام قبل بمكة عمر لأ وقد
شبابه أنواعأ فى ،وقد حذق رجلا عشر قبل الإسلام إلا سبعة قريش القراءة والكتابة من
وبرز ، ورواه الشعر وتذوق ، والفروسية الخيل وركوب البدنية ،كالمصارعة الرياضة من
الى فى سفاراتها الكلام فاختارته قريش حسن البيان ،وكان جيد العرب فى معرفة أناب
وقومه، أبيه عن ذلك ،وقد ورث المنافرة فى تُرضى حكومته القبائل ،وكانت غيرها من
مكة الشبه ،ولكنه كاق كغيره منِ شبان بكر كل ابا هذا كان يثبه فى ،وهو بنى عدى
إسلامه تأخر لهذا أثره فى ،وكان إليهن والجلوس بالنساء وَلوغا بها ،شغوفا للخمر محبا
ما ،وأدرك حقيقتها على الإسلام رسالة ،فعرف أسلم حين الثقافة أفادته هذه وقد
الغاية هذه أمور الدين والدنيا ،فجعل فى التجديد والإصلاح عوامل عليه من تنطوى
تقليد أنه دين على الإسلام إلى ينظر ،ولم بكر أبى إليه الخلافة بعد اكت عينيه حين نصب
،وعلى بىنهوض تقدم أنه دين اليه على نظر ،بل الدلالة الحرفية للنصوص على وجمود
،ولا يصح وأغراضها بمقاصدها أن تؤخذ ،فيجب وأغراض لها مقاصد أن نصوصه
قبله ،ولا تكاد أشبه بسنة أبى بكر من الاجتهاد والتجديد سنته فى ذلك وكانت
أو سنة ،فيقال -سنة الشيخين تقرن سنته إلى سنة أبى بكر عنها،ولهذا شىء فى تخرج
بعض فى وتجديدات ، السياسة فى ) تجديدات بكر له ( كأبى وكان الأول!من - الخليفتين
أمور الدين.
سلطة القضاء عن سلطة الدواوين ،وفصل الدولة إلاء سياسة فى تجديداته فمن
إليه واظهر المسلمين توجيه أبو بكر على عمل الدولة الذى بالأول معنى الإدارة ،فثئت
ودولة وان رسالته أن الاسلام دين فى أحد لا يرتاب حتى ظهوراً واضحأ بذلك شعارها
بين الفصل الثانى مدينة أوربا الحديثة فى فى وتجديد فى أمور الدنيا والدين وسبق إصلاح
وشتوى ، الناس بين بالعدل الحكم من القضاء يتمكن حتى ، الادارية والقضائية السلطة
026
بدأ وقد ، الحكومية السلطات من غيرها سلطته على تطغى ،ولا والمحكوم الحاكم أمامه
ثم المدينة ، على قاضيا أبا الدرداء وأقام سلطته المدينة عن قضاء ،ففصل هدها بنفسه فى
لقيس مصر ،وقضاء الأشعرى البصرة لأبى موسى ،وقضاء الكوفة لشريح قضاء جعل
سلطته الوالى ،وللقاضى بجانب يقوم فى ذلك ،فكان القاضى السهمى ابن أبى العاص
السلطة إلى الإدارية لا يتعداها سلطته وللوالى التنفيذية ، السلطة إلى لا يتعداها القضائية
القضائية.
الغنائم تقسم السواد بالعراق ،فقد كانت تجديداته في الدين ما فعله فى أرض ومن
للجند منها وأربعة ، العامة مصارفه في يصرنجه الأمر لولى منها فخُصى ، قبله أخماسأ
وَلذى وللرشُولِ خُمُسهُ دثهِ فَأن شَىءِ من غَنمتُم أَثمَا واعلَمُوا إْ : تعالى قال كما ، الغانجين
أرَادَوا . بَالعراق السواد أرض فتحوا فلما ()1 " السئبيلِ وَابنِ والمسَاكِين وَاليَتَامَى القُربَى
الذين للجند أخماسفا المال ،وأربعة لبيت خمسها ،فيكوَن ا،ية هذه مقتضى على قسمتها
فى دولتى الفرسْ والروم ،ولا قبل الإسلام شىء كل ،وقد كان الجند يأخذون فتحوها
مع دهاقين الفرس يفعل ،كما كان عنهم يفيض البلاد إلا الفتات الذى لأهل يتركون
الآية، مع ظاهرءتلك أن يجرى لم يرض عمر ،ولكن فى أرضهم الفلاحين الذين يعملون
ظروف فيها ما يَجد من ،ولا يراعى النصوص ظواهر على ممن يجمد لأنه لم يكن
والروَم ،فقال لهم دولتا الفرس تجرى مع جنده كما كانت أن يجرى ،ولم يرض وأحوال
قد قسمت بعلوجها الأرض المسلمين فيجدون بمن يأتى من :فكيف حينما أرادوا ذلك
:ما الأرض عوف بن الرحمن له عبد فقال ، برأى ما هذا ؟ وحيزت الآباء عن وَورِثت
،ولست تقول إلا كما :ها هو له عمر فقال يع!نى الجند - - إلا ما أفاء الله عليهم والعلوج
كَلأ على يكون أن عسى ،بل نيل فيه كبير بلد فيكون بعدى ،والثه ما يفتح ذلك أرى
تُسَذُ به فماذا ، بعلوجها الشام وأرض ، بعلوجها العراق ارض ف!ذا قسمت ، المسلمين
له فقال ؟ والعراق الشام أرض من البلد وبغيره بهذا للذرُّية وا،رامل يكون وما ؟ الثغور
، رأ! :هذا لهم فقال ؟ يحضروا لم قوم ما أفاء الثه علينا بأسيافنا على :أتقف الجند
رأسهم على فريق وذهب ، فاختلفوا الأولين المهاجرين فجمع ، :فاستشر فقالوا له
بن عثمالق بن عفان وعلى رأسهم فريق على الجند ،وذهب إلى رأى ابن عوت ابن الرحمن
الأنصار : من رؤساء الى عثرة عمر ثم أرسل إلى رأى عمر اللّه بن عبيد وطلحة أبى طالب
لتشتركوا فى أمانتى :إنى لم أرعجكم ،وقال لهم الخزرج من وخمسة الأوس من خمسة
من ،خالفنى بالحق اليوم تقرون وأنتم ، كأحدكم واحد ،ف!نى أموركم من فيما حملت
27
من ،فلكم هوَ هواى الذى الرأى أريد اْن تتبعوا هذا ،ولست وافقنى من ووافقنى خالفنى
.فقالوا به إلا الحق ما أريد بأمز أريده نطقت كنت لئن فواللّهِ ، بالحق ينطق الثه كتاب
أنى زعموا القوم الذين هؤلاء كلام سمعتم :قد لهم يا أمير المؤمنين ،فقال نسمع له :قل
لهم هو شيئأ ظلمتهم كنت لئن ، ظلما أركب أن باللّه أعوذ وإنى ، حقوقهم أظلمهم
،وقد كسرى يفتح بعد أرض لم يبق شىء اْنه رأيت ،لكنى لقد شقيتُ وأعطيته غيرهم
اْهله واْخرجت اْموال بين من ما غنموا فقسمت ، وعلوجهم وأرضهم غنَّمنا الله أموالهم
الا!رضين بعلوجها، أن أحبس ،وقد رأيت ،وأنا فى توجيهه وجهه على فوجهته الخمس
:المقاتلة فيئأ للمسلمين فتكون ، يؤدونها الجزية رقابهم وفى فيها الخراج عليهم وأضع
،أراْيتم هذه يلزمونها رجال لا بد لها من ؟ الثغور ،أرأيتم هذه بعدهم ولمن يأتى والذرية
أين ،فمن عليهم العطاء إدراك بد من ولا بالجيوش أن تشحن لها من بدَّ لا ؟ المدن العظام
ما قلت ،فنعم رأيك له :الرأى ؟ فقالوا جمجأ والعلوج الأرضون إذا قسمت هؤلاء يعطى
به رجع ما يتةه ون عليهم وتجرى المدن بالرجال الثغور وهذه هذه لم تشحن ،إن وما رأيتَ
مواضعها، الأرض يضع له جزالة وعقل رجل فلما وافقوه على رأيه سأل عن
له بصر ،وكان بن حنيف عثمان رأيهم على ،فاجتمع العلوج ما يحتملون على ويضع
وتجربة- وعقل
لعمالها ليكون تركها بين فاتحيها ،بل ،لم يقسمها الشام أرض فى عمر فعل وكذلك
إلا على لا يعتمد ، الدين فى رائع وتجديد اجتهاد وهذا ، المسلمين أعطيات فى خراجها
من عليه كما فعل أو سنة يقيس كتاب من نص عن ،ولا يبحث الرأى والمصلحة محض
الفاتحين، الأرض! على فى قسمة ظاهر كان أمام نص لا"نه الفقهاء ، من أتى بعد الصحابة
، الرأى فيه إلا محض الاجتهاد إلى ،فلا سبيل الفتح هذا وقوع به إلى العمل استمر وقد
العطاء للجند الديوان وفرض استحداث ومن والا"حوال الظروف من ما جذ ومراعاة
الدين مرونة فى ،وهذه الخاصة الإسلام العامة قبل نصوصه مقاصد ،وملاحظة وغيرهم
لا رسالة وتجديد إصلاح ،وأنها رسالة الإسلام رسالة حقيقة يعرف إلا من عليها لا يجرؤ
سادة من جماعة ،وكانوا المؤتَفة قلوبهم مع ما فعله الدين فى وتجديده اجتهاده ومن
تعالى: قال ،كما الزكاة تأليفأ لهم من سهمأ لهم اللّه ،فجعل الإسلام أظهروا العرب
ع!هيَئّ النبى وكان ()1 " قُلُوبُهُمْ وَالمْؤَلَّفَةِ عَلَيْهَا والعَامِلِينَ وَالمسَاكِينِ لِلْفُقَرَاءِ الضَدَقَاتُ إِنَّما (
28
عيينة ابنِ جاء ،وقد خلافته فى ذلك من يعطيهم أبو بكر ،وكان الغنائم أيضا من يعطيهم
قبل أن يستوفياها، لهما بها ،ثم مات فكتب منهم يطلبان أرضا والاْقرع بن حاب! حصن
لهما: وقال لهما بها، أبو بكر أعطاه الذى الثتاب بعده يستوفيانها منه ،فمزق عمر فأتيا إلى
، بهذا يكتف ،ولم السيف تبتم !الا بيننا وبينكم فإن عنكما؟ وأغننى الإسلام الله أعر إن
هذا فى راعى وقد . قلوبهم المؤلفة من غيرهما وكذلك c الزكاة فى نصيبهما منعهما بل
الأمر فى ذلك السابق ،ولم يجعل النص ذلك على ،ولم يجمد والأحوال تجدد الظروف
ذهب فلما ، إعطالْهما من الإسلام مقصد راعى هـانما ، يتدل لا يتغير ولا محضا تقليداَ
اسم أنفوا من ،فقد تغلبَ بنى نصارى مع ما فعله الدين فى وتجديده اجتهاده ومن
يضاعفها أن على زكاةً كالمسلمين منهم يأخذ أن عمر من ،وطلبوا منهم الجزية التى تؤخ!ذ
ن أ فى صريح النص أن مع ، الزكاة كالمسلمين عليهم وجعل ، ذلك منهم ،فقبل عليهم
أن الإسلام دين الدين وفهمه فى مرونة عمر الجزية ،ولكنها هو منهم يؤخذ الذى
دونها يحول اْن الاعتبارات ولا يصح غيرها من أن تقدم فيه المصلحة على ،فيجب مصلحة
فى هذه الجزية إلر ،هذا الحد، أنه ما دام الأمر قد وصل تقليد ،وعندى أو محض جمود
به. رضوا بما بنى تغلب عمر فيه الزكاة ،وانما أخذ ف!نه لا يلزم أن تضاعف
فيه ولا قيصرية ولا ،لا كسروية أبى بكر فى خلافته جديداً كحكم عمر وكان حكم
دنياه أمور فى عمر كان ،بل الرعية على فيه بشىء امتياز ،ء ولا استبداد فيه ولا طغيان
أنا ، فقال اللّه مال له من يحل عما يومأ سئل وقد ، المسلفين من غيره من حظأ أقل
،وما أحج الصيف فى ،وحلة الشتاء فى :حلة حلتان لى ،يحل منه اْستحل بما اْخبركم
بأغناهم ولا ليس قريش من رجل كقوت أهلى وقوت ،وقوتى الظهر من عليه وأعتمر
ما يصيبهم. يصيبنى المسلمين من رجل ،ثم أنا بعد بأفقرهم
فيه لكل ،فكان يخضع أبى بكر مثل حكم الشورى يقوم على كان حكمه وكذلك
، أو صغيرأ بهيرأ كان الناس من فرد أى بالنقد يوجَّه إليه من يضيق ،لا يراه صوابأ رأى
فيك راْينا فقال :لو فليقومه ،فقام رجل اعوجاجا فى منكم رأى يوفا فقال :من خطب وقد
.من يقوَم اعوجاج المسلمين فى جعل دثه الذى :الحمد عمر .فقال لقومناه بسيوفنا اعوجاجا
يا :أنصدقك امرأة فقالت فقامت المهور، التغالى فى عن يوما فنهى خطب ،ثم بسيفه عمر
قِنطَارأ إحْدَاهُنً وآتَيْتُمْ قَكَانَ زَوْج اسْتبدَالَ زَوْج اردئمْ لَ!اِنْ (: تعالى اللّه قول نصدق اْم عمر
عمر. امراة وأخَطأ أو اصابت عمر، الله وكذبَ :صدق أ()1فقال شَيْئًا مِنْهُ تَأْخُذُوا فلاَ
92
فى الحكم من أول خلافته إلى اَخرها ،وقد برسالة الإسلام الجديدة وبهذا.وَفَى عمر
ا! بحسب ْ: له الخلافة بعده ،فقال الثه عبد ابنه أن يولي الصحابة عليه بعض عرض
وهو النبى عبئ ،مات بعده فى ستة .ثم نجعل الأمر شورى أن يتولاها منهم واحد عمر
. بن عوف وعبد الرحمن وسعد والزبير وطلحة :عثمان وعلى راض عنهم
بين :منها تفضيله أشياء يشرة أبى بكر إلا فى حكم عن عمر حكم ولم يختلف
كان هذا إن قيل ،وقد الإسلام فى السبق التفضيل هذا فى يراعى ،وكان العطاء فى الناس
الغنى لأن ، ظاهرة مغالاة هذا ،وفى بين المسلمين الطبقات نظام من بعد له أثره فيما كان
،لانما اخذ الطبقات نظام أساس هو ،والامتياز ينهما الإسلام فى الفقير دىء لا يمتاز عن
ن أ فى اَخر خلافته عزم أن عمر ،على الشعوب من غيرهم عن المسلمون نظام الطبقات
. العزم هذا أن يُمضى قبل أدركه الموت الفقراء ،ولكن على الأغنياء فيردها فضول يأخذ
أمره فيه ،وقد بلغ من وغيرهم مسلمين دماء الناس من نفسه عن يصون وكان عمر
خراج من ما عليه إليه يثمكو ذهب قد وكان ، لؤلبزة الفارسى أبى دم على اَثر دمه أن
له رحأ منه ان يصنع ،ثم طلب صناعات من ما يعرف بكثير على ،فرأى أنه ليس لسيده
.فقال غاضبأ انصرف ،ثم بها الناس يتحدث رحأ لك له :لأصنعنَّ ،فقال بالريح تطحن
بها، له دينه أن يأخذه لا يبيح ظنة كانت العبد آنفا .ولكنها :لقد أوعدنى لمن حوله عمر
ن أ قتله على إثم ليتحمل وآثر أنَ يتركه ، فيها نفسه التى ذهبت الطعنة تلك ليطعنه فتركه
***
عثمان بن عفان
هـ- 35 سنة تُوفىَ ،وقد سنين بنحو سبع عل!هنَجّ!ا بعد النبى بني عفان ولد عثمان
وثراتهم فتربى قريش بنى أمية رؤساء بمكة قبل الإسلام ،وكان من وقد نشأ عثمان
بمكة ذلك كان يعرف ندرة من ،على القراءة والكتابة النعمة واليسار ،وتعلم فى احضان
إعراض من كان بما يتأثر ،ولم ظهوره أول فى الإسلام ممن بادر إلى ،وكان الإسلام قبل
التجديد وكراهة القديم ، على المحافظة فيهم يغلب اليسار لأن ذوى ، عنه قومه
بهذا الدين أخذه ،ولكن عثمان التجديد فى نفس مبلغ حب ،وهذا يدل على والمجددين
الغنى بأسباب زينة الدنيا ،والأخذ الميل إلى من قومه عن ما ورثه نفسه لم يغير فى الجديد
فيها ألتى يأخذ المباحات زينة الدنيا والميل إليها من فى الزهد جعل الإسلام ،لأن ومظاهره
لكل الدين ملائما يكون زمانه ومكانه ،وحتى بفطرته ،وبما تقتضيه ظروف شخص كل
فيه مدح أتى الدنيا ،كما فى الزهد فيه مدح أتى ،ولهذا ومكان زمان لكل ،وصالحا فطرة
عندَ زِينَتكُم خُذُوا بَنِى آبَمَ يَا ! : قال تعالى تحريمها ،كما إلى يذهب من بزينتها وذم الأخذ
الله التَى رِينَةَ حَيئمَ مَن قُل * المسرِفينَ يُحبُ لاَ إئهُ ، تُب!رِفُوا وَلاَ وَاشرَبُوا وَكُلُوا مَسجد كُل
يَوْمَ الدنيَا خَالصَه الحيَاة اَمَنُواَفى لفذَينَ هِىَ قُل ، الررق منَ والطيبَات لِعَبًاده أخرَجَ
. "ا) أ يَغلَمُونَ لقَوإَ اَلآَيَات نُفَصَئلُ لَكَ كَذً ، الفِيَامةِ
عهد ،وعلى النبى !صّ عهد على الدنيا فى الزهد بمظهَرَ وقد أَخذ الإسلام
الشعار الظاهر، ،وهو المظهر الغالب هو فى ذلك الزهد ،فكان مظهر أبى بكر وعمر
إلى هذا المظهر ،جمستوى تدعو كانت نشأتهم وغلبة الفقر عليهم فى المسلمين لأن أحوال
لأ . ظاهر وغنى فقر مدقع هناك فيه ،ولا يكون الناس
الفرس
ثروة "1 إليهم واكت ، المسلمين الدنيا على انثالت وقد عثمان خلافة أتت ثم
طريق فى بالمسلمين يأخذ ،حتى الظروف هو الخليفة المناسب لتلك والروم ،فكان عثمان
الله الى ساقه الذى الغنى ولمظاهر ، الننية الجديدة للدولة الإسلام صلاحية يظهر جديد
آثار بعض من الإسلام ،ليخلصوا المسلمون التى سيرثها الحضارة بأسباب ،وللاخذ أهلها
فى التجديد هذا فضل بها ؟ فلعثمان الأخذ إلى ثأته ظروت فيها ،ودعته البداوة التى نشأ
. 3 2 ، 3 1 :آية ف ا لأعر ا ) 1 (
31
الإسلام سماحة فيه كثيراً من وأظهر ، للمسلمين هذا فتح الذى لأنه هو ، الإسلام
،ليتمتعوا الناس على التوسعة ،ويحب الا"غنياء به ينعم بما ينعم غنيا ،لأنه كان الجديدة
أبوابها ( )1وجعل والكلس بالمدينة بناها بالحجر داراً له فاتخذ بنفسه بداْ عثمان وقد
ألين يأكل ،وكان بالمدينة وكيرها والعيون والجنان الأموال ،واقتنى والعرعر()2 الساج من
والكرم الجود نهاية فى كان ،كما بالذهب أسنانه ويشذُ ، الثياب أفخر ويلبس ، الطعام
كبار الصحابة ،.منهم الزبير بن العوام ، كثير من فى ذلك عثمان مسلك ثم سلك
البحرين من الجهات الاْموال وأصحاب ينزلها التجار واْرباب ،وكان بالبصرة بنى دارأ عظيمة
قائمة بالبصرة فى زمنه Y"1 2هـ أنها كانت الذهب ،وقد ذكر المسعودى فى مروج وغيرهم
، دينار ألف وفاته خمسين ماله بعد ،وبلغ والإسكندرية والكوفة ابتنى مثلها بمصر وكذلك
زمانا بعده شهرزلاا بقيت ، بالكوفة داراً عظيمة بنى الله ، عبيد بن طلحة ومنهم
العراف من غلته ،وكانت والساج دارأ مثلها بالمدينة بناها بالاَجر والجِص شيد ثم ، طويلا
ذلك. له بناحية سراة ( )3اكثر من دينار ،وكان يوم ألف كل
؟ مربطه مائة فرص على ،وكان ابتنى داره ووسعها بن عوف عبد الرحمن ومنهم
ألفأ. وثمانين أربعة ماله ثمن رُيعُ وفاته بعد ،وبلغ الغنم من اَلاف وعث!رة ، بجر ألف وله
،وجعل ووسعها سمكها ،فرفع ،ابتنى داره بالعقيق وقاص أبى بن سعد ومنهم
الولاية. مقر جعله قصراً عظيما أمير بالكوفة وهو ،وبنى شرفات أعلاها
أميال على بالجرف المعروف الموضع ،ابتنى داره بالمدينة فى الأسود بن المقداد ومنهم
الدولة بهذه يليق جديد مظهر إلى مظهرها وانتقل ، المدينة عمرا"ن بذلك اتسع وقد
أنواع من بعض المدينة انتشر فى سكانها تغالى فى هذا الباب ،حتى بعض الجدبدة ،ولكن
من رجلا عليها عثمان فاستعمل ، الجلاهقات()4 على والرمى الحمام طيران مثل ، اللهو
بإحراقها. منها ونحوهما،ويتخذ والرخام به الحجر يمْوم ما ) هو 1 (
وقصب ال!سوم فيها تنبت أخاديد وتتخللها صنعاء الى عرفة من تمتد جبال سلسلة ) (r
"2أ
، اللهو بالشدة هذا مثل فى مَن تغالى عثمان أخذ ،ثم الجلاهقات ورمى فقصها ليث بنى
. الثام أو غيره إلى بعضهم ينفى ،وكان بعضهم يضرب فكان
استمر على من الإسلام لم يُرض هذا التجديد الذى كان لازما لإظهار سماحة ولكن
أختاَ بالزهد، الصحابة أشد وكان ، الغفارى ذر أبى مثل ، الصحابة من بالزهد الأخذ
البأدية عُرفوا يخما بعد من قوم مبالغته فيه ،وكذلك أثرأ فى بالبادية لنشأته بين قومه ولعل
، عثمان على الناس ،ويثيرون بالنسك ،ويظهرون الزهد فى ،كانوا يبالغون الخوارج باسم
وكان إليه ، أضافوها أخرى أمور إلى ، الإسلام فى التجديد هذا إحداث عليه فأخذوا
أبو الفتح فى إنكار ذلك مذهبهم .وممن ذهب هذا التجديد أجل مبعثها نقمتهم عليه من
،وقد نقل عنه الترجيح بين الصحابة رسالته التى أنشأها فى البسْتى فى بن محمد على
، عفان بن الخلافة عثمان :ولما أتت عثمان فى قال فقد - اليمنى كتابه - فى ذلك العُتبى
توسع ،حين الأئمة سيرة ،وتغيير ،بزينة الملك النسك زئ تبديل ،من منه ما كان كان
ما أتى. ،وتيهَ به سوء ما جنى ثمرة اجتنى ،حتى النعمة فى
أولئك النساك مذهب على الصحابة وغيرهما من أبو بكر وعمر ولم يكن
: بالذرة وقال ،فخفقه متماوت للنسك مُظهر برجل اتى إن عمر ،بل دينهم المتنطعين فى
. اللّه " أماتك ، ديننا علينا تُصت لا I
:علىَّ أن له عئمان فقال ، بالزهد الناس يأخذ أن عثمان من أبو ذر طلب وقد
الاجتهاد إلى أدعوهم ،وأن الزهد على ،ولا أجبرهم الرعية ما على واَخذ ما على أقضى
. والاتصاد
الناس ،ولكن طريأ لا يزال غضا الإسلام ،إذ كان لينأ عادلا حكمه فى عثمان وكان
عن إذ صانه بدمه وأغراهم ، اللين هذا عليه فجرَّأهم ، ومكان زمان كل فى الناس هم
أن التجديد الذى يجب ذلك على الخارجين عليه ،ونقمتهم جمود ضحية دمائهم ،فذهب
أبو بكر وعمر، فيها بالثمورى كما كان يأخذ خلافته يأخذ فى عثمان مضى وقد
يوافقونه عليه، فيه إلى رجال أن يركن الخلافة اضطر التجديد فى زى ذلك اَثر ولكنه حين
، العاص بن الحكَم ابن عمه ،وهو الحكَم بن مَروْان إليه به ،فقرب نفوسهم ولا تضيق
التى الظروف ومراعاة ، الإسلامية الدولة مظهر تجديد ما يراه من يرون عمالأ واتخذ
الازدراء بعين إليها أعداؤها ينظر ولا ، الدول بين مكانتها لها لتكون ، اليها صارت
له عاملا ،وكان هذا مثل على سفيان أبى بن معاوية الخطاب بن أقر عمر ،وقد والاحتقار
الروم من كثير بين بالشام بأنه يقوم عليه أنكره حين لعمر اعتذر وقد ، الشام على
rr
) الاسلام فى ( - 3المجددون
ولم ، والاحتقار الازدراء إليه بعين نظروا المظهر بهذا بينهم يظهر ف!ذا لم ، المتحضرين
الإسلام السياسة التى لا يع حسن منه هذا العذر،لأنه من ،فقبل عمر تستقم له سياستهم
إلا أن يقرها.
بنى أمية ،فقام أولئك من الغرض وكان كثير من العمال الذين اختارهم عثمان لذلك
الى هذا يؤدى أن خافوا لأنهم ، العمال أولئك عثمان لاختيار وقعدوا الدين فى المتنطعون
بالخلافة يعهد أن إلى بعثمان الأمر يصير وان ، المسلمين فى أمية بالحكم بنى استئثار
وأوهام ظنون هى هـانما ، ذلك من نفسه شىء فى لم يكن أن عثمان الله إليهم ،ويعلم
أمية مما خبنى مكن الذى هو لعثمان قتلهم الله أن ويعلم ، المتنطعين أولئك بنفوس قامت
. شؤون خلقه ،ودثه فى ما يفعل بعواقب الجاهل شأن ،وهذا عنه أرادوا إبعادهم
أم المؤمنين ،فهو أم سلمة كتابه إلى عثمان فى به الكلام ما يختم أن خير أرى واننى
كانوا كان يعالج أمره مع هؤلاء الخارجين عليه بالروح الإسلامية الجديدة وكيف كيف يرينا
اليها: ،فكتب أمره وامرهم إليه فى كتبست ،وقد متمردة رجعية جاهلية يقابلونها بروح
، للدلاء()2 الماتح تطأطؤ لهم تطاطاتُ ، غثَرة()1 رعَاع النفر هؤلاء إن ، يا أمنا (
،عذيرى إخوانأ الحق وأرانيهم ، شيطانأ الباطل ،فأراهمنى تلذُد المضطر لهم وتلدَّدت
، لا ينطقون يوم وحسبهم ،والله حسبى جاهلا ،وعالم سفيهأ حليم منهم الله ،ألا ينهى
***
34
على بن أبى طالب
،وتوفىَ سنة سنة بنحو عشرين المدينة إلى قبل الهجرة بن أبى طالب ولد على
، العيال كثير أباه كان لأن النبى عل!هيخم ، بيت فى الإسلام بمكة قبل على لأ وقد
يعرف ،وكان بيته تربية حسنة ،فرثاه فى عليه منه عليأ تخفيفأ أخذ جدب مكة فلما أصاب
،فبادر إلى الإيمان عمره العشر من فى نحو وهو النبى عرط القراءة والكتابة ،وقد بعث
أول من الإسلامية الدعوة رافق وبهذا إليه ، بكر أبى من أسبق إنه كان قيل حتى ، به
إليه تقصد بما أدراهم ،ومن الجديدة برسالتها الناس أعرف من نهايتها ،وكان إلى ظهورها
خلافة فى ،وآثر الطاعة الجماعة لزم رأى حين على نفس فكان لهذا أثره فى
ن أ هذا مع عرف ،ولكنه بالخلافة منهم أنه أحق يرى أنه كان ،مع وعثمان وعمر بكر أبى
الطاعة ولزوم الجماعة ،ليستقر أمر الجاهلية هو حسن ورجعية الفرق بين تجديد الإسلام
جاهليتهم، فى الفوضى من ما كانوا عليه إلى ،ولا يعودوا النظام بينهم ،وشود المسلمين
خاطر ،وقد الجديذ الدين ذللي قديمها على ،ويطغى الإسلام تجديد على رجعيتها فتتغلب
الأمر، أن يثير فيه الفتنة إذا فاته ذلك تأليده ،فلا يصح فى جهاد أروع ،وقذم فيه بنفسه
إضعاف إلى ،وتؤدى الم!لمين تضر رجعية جاهلية لأنها نزعة عليه بالخلافة غيره وآثر الناس
ما لتحقيق ،فلم ينتهزه فرصة عثمان قتل الأمر بعد اضطرب له اثره فيه حين كان كما
وش!بق ، إليه بالسيف ويأخذهم ، بالقوة عليه الناس فيجمع ، بالخلافة أحقته يراه من
،لأن الولاية الحكم عن التعفف وأظهر ،ولكنه تردد وأحجم هذا الخلاف غيره فى وسط
،لا طغيان شعبيأ شوريأ ا!كم طواعية واختيار ،ليكون عن أن تكون الإسلام يجب فى
،فلما طبوه والتجديد النهوض فى مصأ الوراء ،بل فيه إلى ،ولا رجوع فيه ولا استبداد
، الأشواك ه من ام أم ما يراه اجابتهم يمنعه من ولم ، التردد إليها بعد الخلافة أجابهم إلى
يمدم أن فلابد الفتنة ، خطر فى الإسلام رأى ولأنه ، لا تثنيه العقبات شجاعأ لأنه كان
، البناء والإلثاء عهد فى الصفوف يتقدم كان ،كما والانتكاس ليقيه الرجعية الصفوف
فى غيره أولى منه بتقدم الصفوف فاك الجهادين ،ولي! ،وينال شرف ليفور بالأجرين
ro
عليه ما كان النظام إلى ويعيد ، الجاهلية النكسة هذه من الإسلام ،لينتشل الفوضى هذه
اختلاله. قبل
بها من أنه أحق يرى وهو الخلافة أنه إذا تولى يرون له منافسون عليأ كان ولكن
التحقيق ترك عثمان قام بالخلافة بعد حين ،وكان بعده ذريته من فى ميراثأ ،فسيجعلها غيره
إلى سيرة أبى بكر ،لانه آثر أن يعود الأمصار عماله على عزل فى قتله ،وشرع فى
الى الدنيا للناس فى أمر عثمان اتخاذ الزهد شعاراَ للدولة ،بعد أن أدى تساهل وعم ر فى
عنده لعلاجها اصلح فليسى ، فيها دمه التى ذهب الفتنة تلك فى ،والوقوع التنازع عليها
،أو ارجاء قتله وغيره من فيها حدث عما ،والتغاضى أسبابها القضاء على من
عنه، بالتفاضى الفتنة ،فينساه الناس آثار هذه ،وتزول النظام أن يستقر فيه إلى التحقيق
بأن ،ولرميه عليه للتشنيع الفرصة ،فانتهز المنافسون له هذه بالتغطية عليها أحقاده وتذهب
الذين ثاروا عليه، ،ولمطالبته بالأخذ بثاره من عثمان الناس على تحريض فى له ضلعا
عصبية النكسة السابقة ،وأخذت تلك من أشد رجعية نكسة الإسلام فى فوقع
النظام والطاعة للدولة، ما أقامه من على ،وتحاول أن تقضى فيه برأسها الجاهلية تطل
أن على رأى وهنا ، الطاعة فى عليه حقا للدولة يرى ،ولا بالقوة حقه واحد كل ليأخذ
إلى تفاقم أمرها، عثمان فى علاجها هذه الرجعية ،بعد أن أدى تساهل على بالسيف يقضى
بهذا خلافة ،فمضت الشدة بد من لم ينفع اللين فى إقرار النظام فى الدولة لم يكن هـاذا
وبين عائشة بينه الجمل ،وكان من ذلك وقعة الظام داخلية لإقرار على فى حرب
معاوية بينه وبين صِفِّين وقعة الثه ،ثم عبيد بن وطلحة العوام أم المؤمنين والزبير بن
خلافهم وكان ْ، الخلاف فى ذلك الناس بعد وقوعهم وقد هان هؤلاء الزعماء على
، الإسلام فى حرمة الزعماء لأولئك لا ترى ، كثيرة بين المسلمين قيام رجعيات سببأ فى
،كما نظام الحكم الجاهلية على يؤثر فوضى حتى ،بل يغالى بعضها ا!اعة فى أو حقا
مِن على الفريقين المتحاربين على الفوضى أنصار من الائتمار ذلك وهنا كان
البيعة الخلافة القائمة على عهد ،وانقضاء وحده قتل على من ما كان ؟ وكان ومعاوية
،وأجيره لا سيده الشعب أنه خادم القائم به يرى كان الذى حكمها ،وانقضاء والشورى
لا مالكه.
الذى اعتمد عل!، بالسيف فقام بالحكم بعد على الاسّمار، وقد نجا معاوية من ذلك
ri
رجعى حبهم بهذا فى المسلمون قبله ،فوقع الخلفاء الأربعة قام حكم كما لا ببيعة وشورى
إليها، كما كان ينظر الخلفاء الراشدون ،ولا ينظر إلى مصلحتهم الشورى لا يعتمد على
فيه. خاصة ،ولا يرون لهم مصلحة أنفسهم فى الحكم كانوا ينكرون حين
على قضى لا"نه ، أخرى جهة له نفع من هذا كان مع قيام معاوية بالحكم ولكن
الحكم رجعية أسوأ أثرأ من رجعية الناس فيها ،وهى التى أراد الخوارج وقوع الفوضى
شرع ولهذا ، الفوضى من خير والنظام ، النظام ما فيه فيه من الحكم لأن ، الاستبدادى
يوقع ،بل عادل حكم إلى لا يؤدى عليه الخروج الجائر إذا كان للحاكم الطاعة الإسلام فى
،لأن ظاهرة حكمةٌ الفوضى الإسلام على ،ولإيثار الحكم الجائر فى الفوض الناس فى
كله. لا يترك كله يُدرَك لا ،وما بعض من أهون الشر بعض
الخوارج المتنطعين (فى الدين، أولئك من للحكم أن معاولة مع هذا كان أصلح على
عشرين نحو حكمه ،وقد مكث فى سياسته لينا فى دينه ، سمحا حال كل لأنه كان على
إلى مثل ما كان عليه ،وأعاد الفتح الإسلامى فيها حوله المسلمين جمهور سنة جمع
،ولو ربه ثوابه عند هذا فى ،وله الفق بتلك ضعفه بعد قوته ل!سلام ،فعادت أو كثر
تنطعهم الحكم مقامه لساروا فى الدين قاموا فى البدو المتنطعين فى الخوارج من أن أولئك
فينا وتبعث ، عصرنا فى بها غيرنا نفاخر التى الحضارة تلك ل!سلام يكن ولم ، الدينى
منها. أرقى لم تكن ،إن مثلها حضارة تجديد فى الأمل
فى ذريته مخطئين الخلافة إرلا فى أن يجحل على من الذين خافوا كان ولقد
حكما أن يكون ،ولكنه كان يرى بلا شك ذلك له حقا فى ،لأن علئأ كان يرى خوفهم
التقليد الجديد ،ويوافق واختيارهم المسلمين برضا ،يقوم قيصريأ ولا لا كسرويأ إسلاميأ
الأمر ،دانما يكون الناس بأمور فيه الحاكم فلا يستبد ، الحكم لنظام به الإسلام أتى الذى
اختاره الخلافة الذى حكم شىء فى لا يكاد يخالف بينه وبينهم ،وهذا حكم فيه شورى
القوة والاستبداد الذى حكم حكم شىء وفاة النبى عيئنجم ،ولا يشبه فى المسلمون عقب
،ولم وعثمان المسلمون إلى ابى بكر وعمر تخطاه راضيا حين على ولهذا سكت
إلى فيها المسلمون ،بل سكت التى اضطرب الفتنة الحكبم بالقوة فى تلك أن يأخذ يحاول
التقليد الجديد لهذا وفى وقد ، قبله كالخلفاء خليفة بهذا فصار ، له اليه بيعتهم صار أن
عليه فعرضوا ، وافاه الأجل أن وفائه إلى على ومكث ، حكمه فى به الإسلام أتى الذى
،فقال غيرهم الأمر من بهذا أولى أنهم رأيه فى يوافق ،وهذا أمورهم ابنه الحسن أن بلى
37
على بالقوة هذا حقهم يفرض أن يرى يكن لم لأنه . أنهاكم ولا لا آمركم : لهم
أن يقوم برضاهم، ،فيجب قبوله أو رفضه فى أن لهم حقا ،بل كان يرى المسلمين
أن أقرر أن ثورة الخوارج عليهما لم تكن وعلى عثمان ولا يفوتنى بعد الكلام على
كانوا لأنهم ، الحكم فى قريش منافسة عيها حملهم هـانما ، للدين خالصة يُظهرون كما
أن نرى ولكنا ، الرأى هذا فى لا نخالفهم ونحن ، جميعا المسلمين حق الحكم أن يرون
غيرهم من ،وكانوا أعرف قريش كانوا من الإسلام فى السابقين ،لأن مناسبأ لم يكن ظرفه
،لأن وفاة النبى عرط لهم عقب الحكم أن يكون الواجب من برسالته الجديدة ،فكان
الصحيحة، وجهته به فى يمضى حاكم طريا ،فلا بد له من لا يزال كضا الإسلام كان
لمهاجرى المدينة الأنصار من أهل ،وقد عرف ويجنبما النكسة الرجعية بعد وفاة النى لحهضم
من لهم لأن به ، أولى أنهم ظنوا أن بعد الأمر بالحسنى ،فسلَّموا لهم الفضل هذا قريثى
،ولو الإسلام الفرقة على من خوفأ لهم سئَموا ،ولكنهم المهاجرين فضل ما يدانى الفضل
قاموا بفتنتهم التى يجنى لما الأنصار للإسلام مثل الاخلاص الخوارج من عند اولئك كان
* **
38
الحسين بن على
عوص، محمد ،وأمه فاطمة بنت بن أبى طالب الحسين بن على الثه أبو عبد هو
م ، 967 - وقيل سنة سبع من الهجرة ،وتوفى سنة ! 06 ولد سنة أربع وقيل سنة ست
وقعة معه ،وشهد بالخلافة أن بويع بعد الكوفة إلى معه خرج ،ثم أبيه بالمدينة مع ن!ثمأ وقد
ن أ إلى الحسن أخيه مع ،ثبم بقى قتل أن إلى معه وبقى ، الخوارج وقتال وصفين الجمل
معاوية. ،وأقام بها مدةَ مُلك المدينة إلى معه الأمر لمعاوية ،فتحول سلم
من ما شابه قد شابه كان هـاَن الأمر لمعاوية ، تسليم من فيه الجماعة فيما دخل فدخل
وحقنأ ، المسلمين كلمة إيثازا لاتفاق باختيار له الأمر سلم الحسن لأن ، القوة استعمال
أمره على ظهور من به الظروف قضت بما له ،والرضا التسليم المصلحة من ،فكان لدمائهم
أمية بنى من معاوية وكان . منه الأمر بذلك أولى كان من المسلمين فى ،لىان كان غيره
مناوأة هذا على حملهم الجاهلية ،وقد فى بين قريش الذين كانوا يمثلون طبقة الأشراف
الخاصة، منزلة العامة الى ورفع ، الطبقات بين التسوية أغراضه من لأنه كان ، الإسلام
المسلمين أمر معاوية ولى فلما ، الدنيا والآخرة فى الشرِف معيار الصالح العمل وجعل
جعل قبله ،بل الخلفاء الراشدون سار كما حكمه يسِر فى ،ولم الأموية طبيعته عليه غلبت
فيه ،ولا تسوية الرعية فيه برأى لا اعتداد ، والقياصرة ا!اسرة حكم من شبفا حكمه فى
منه. المسلمين سائر ،وحرمان بعده بالحكم إيثار قومه عن ،ولا تعفف بين طبقاتها
فى وسلوكه ! العهِد بعده بولاية (يثار ابنه يزيد ما لجأ إليه من اثر ذلك من وكان
هذه السدة الرجعية فى سن به الأمر إليه ،فكان بهذا أول من القوة الذى صار طريق ذلك
الكوفة سنة أراد عزله عن بن شعبة حيما المغيرة ذلك على حمله .وكان اول من الاسلام
أعيان ذهب :إنه قد له وقال معاوية بن يزيد وقابل الشام إلى ،فذهب م 675 هـ- 56
من وانت ، أبناؤهم بقى دهانما ، وذَوُو أسنانهم قريش وآله وكبراء عفبخم النبى أصحاب
المؤمنين أن ما يمنع أمير أدرى ولا ، بالستُنة ؤالسياسة وأعلمهم رأيا ، وأحسنهم أفضلهم
قال :نعم. يتم ؟ ذلك ترى أوَ : ه يزيد ل ؟ فقال البيعة لك يعقد
: فقال ؟ يزيد :ما يقول له المغيرة وقال ،فأحضر اباه بذلك يزيد فأخبر
منك يزيد ،وفى عثمان بعد الدماء والاختلاف سفك من ما كان يا أمير المؤمنين ،قد رأيتَ
، دماء ،ولا تُسفك منك وخلفا للناس كهفا كان حادث بك له ،ف!ن حدث ،فاغقد خَلف
93
زياد ،ويكفيك الكوفة أهل :اكفيك بهذا ؟ فقال لى :ومن معاوية فتنة ،فقال ولا تكون
الكوفة ،لىان ألبسه ما بقائه واليا على من هذا إلىْ غرضه من المغيرة وصل وقد بر
الأمر، منه أن يمهد لذلك وطلب الكوفة إلى معاوية ،فرده العامة إرادة المصلحة من ألبسه
منهم المغيرة عشرة ،فأوفد أمية بنى أنصار إليه بعض أجابه فيه ،حتى الناس يحبب فاخذ
بذلك زياد أزا يقوم إلى ،وأرسل عليها عزمه قوى ،حتى ليزيد البيعة فزينوا له معاوية إلى
فى شروطه هذا الأمر لعدم استكمال فى أن يتريث إليه زياد ينصحه ،فأرسل البصرة فى
به من أولع ما قد مع وتهاون رسلة صاحب ويزيد . . ْ9 : له قال مما وكان ، يزيد
ساعده ريادا كان لأن ، الأمر هذا عن وكفَّ ، زياد بنصيحة معاوية " فعمل . . الصيد
بينهما. خلاف سبب فيه لئلا يكون ير أن يخالفه الأيمن ،فلم
فيه المدينة كتابا يعزم على عامله الحكم بن مروان إلى معاوية زيأد أرسل مات فلما
،وقام وماجوا القوم ،فهاج المسجد فى الناس على ،فقرأه مروان البيعة لابنه يزيد على
أن تجعلوها تريدون ،ولكنكم لأمة محمد :ما الخيارَ أردتم فقال بكر أبى بن الرحمنَ عبد
الثه مثله عبد ،وفَعل فأنكر على الْحُسين بن ،وقام قام هرقل هرقل مات هِرْقَلية ،كلما
الزّبير. ابن
الزُبير الله بن وعبد على بن الحسين فلقى المدينة ، إلى سار ذلك معاوية بلغ فلما
بين نخيرك : الزبير بن اللّه عبد له فقال ، ليزيد البيعة فى وكلمهم ، عمر الله بن وعبد
عمر، أبو بكر أو كما صنع لحةب!ا ،أو كما صنع الله رسول كما صنع :تصنع خصال ثلاث
لهم: معاوية .فقال أبا بكر الناس ،فارتضى أحدا يستخلف س!نجلأا ولم اللّه رسول قُبض
صنع كما ،فاصنع :صدقتَ ،فقالوا له الاختلاف ،وأخاف بكر أبى مثل فيكم ليس
،دمان شئت بنى أبيه فاستخلفه من ليس قريش قاصية من إلى رجل ،ف!نه عهد أبو بكر
من ولده ولا من فى ستة نفر ليس فيهم أحد شورى الأمر عمر ،جعل فاصنع كما صنع
قد ف!نى : لبم فقال ، لا : قالوا ؟ هذا غير عندكم هل : لهم معاوية فقال ، أبيه بنى
لهذا الأمر، الناس بانه سيجمع اخبرهم .ثم أنذر من أنه قد أعذر إليكم أن أتقدم أحببت
سادة الرهط هؤلاء :إن لهم فقال الناس جمع ،ثم خلافَا له بالقتل إن أظهروا وهددهم
رضوا ،لىانهم قد مشورتهم إلا عن يقضى ،ولا أمر دونهم يُبتَر لا ، وخيارهم المسلمين
النفر، هؤلاء بيعة يتربصون وكانوا ، الناس فبايع اللّه . اسم على فبايعوا ، ليزيد وبايعوا
: فقالوا ؟ وبايعتم وأعطيتم رضيتم فلِمَ ، تبايعون لا أنكم زعمتم : لهم فقالوا فلقوهم
القتل. وخفنا كادنا ، فقالوا ؟ الرجل على تردوا أن منعكم ما : لهم فعلنا،فقالوا ما والله
معاوية فى ،لاجتماع كلمة المسلمين على فى هذا السكوت عذرهم النفر وكان لهؤلاء
بهذا أضاف ،وقد الإجماع ذلك على الخروج لهم ثلاثة لا يصح ،وهم الوقت ذلك
الناس بالقوة فى فى أخذ أخرى رجعية فى خلافة على معاوية إلى رجعيته فى تحكيم السيف
عصا شق ،وكراهتهم الأمر لقيام سلطانه ظاهر الناس له فى خضع البيعة ،وقد هذه
الطاعة.
،لعلمه أنهم عند ذلك الناس من ما يخشاه الحسين أن ينتظر إلى أن يذهب فرأى
أبيه ،لأنها بسلطان منهم التى أخذت البيعة بهذه ،ولا يفون ليزيد لا يدينون معاوية موت
بيعة باطلة.
الوليد بن عتبة، المدينة م ،وكان الوالى على 967 06هـ- معاوية سنة وقد مات
:أما له الوليد منه البيعة قال طلب فلما ، الحسين البيعة له من أن يأخذ إليه يزيد فأرسل
على تظهرها أن سرَا دون بها منى تجتزىء أراك ،ولا بيعته سِرآ لا يعطى مثلى البيعة ف!ن
أمرَا إلى البيعة دعوتنا مع الناس ،فكان فدعوتهم إلى الناس الناس علانيه ،ف!ذا خرجت
. واحدًا
بما عزم القيام من لجأ إليها ليتمكن حيلة ،ولكنها ليزيد البيعة يريد الحسين يكن ولم
،دماقامة أمية بنى استبداد من الناس ،وتخليص الرجعية هذه على للقضاء العمل من عليه
العهد الذى كان الراعى ،ويسير على الرعية قبل مصلحة فيه مصلحة تراعى شورى حكم
فيه: إليه كتابا جاء ،فكتبوا بالكوفة شيعته وكاتب مكة المدينة إلى من الحسين فخرج
بثير بن ،ف!ن النعمان الهدى على بك ان يجمعنا اللّه علينا لعل فاقدمْ ، علينا (مام إنه ليس
بلغنا قد ولو ، عيد إلى معه نخرج ولا ، جمعة فى معه نجتمع ،ولسنا الإمارة قصر فى
عليهم قدم فلما ، له بيعتهم ليأخذ عَقيل بن مسلم عمه ابن إليهم الحسين فأرسل
بشير بن النعمان إلى يزيد ممن يهوى ألفأ ،فقام رجل اثنا عشر منهم وبايعه عليه اجتمعوا
:لا"ن اكونَ ضعيفا له النعمان البلد .فقال فسد ،قد إو مستضعف ضعيف له :إنك فقال
. سترأ لأهتك ،ما كنتُ معصيته قوتأ فى أن اكون من إلى أحب اللّه طاعة فى
الله عُبيدَ الكوفة وأضافها الى بهذا إلى يزيد فعزل النعمان بن بشير عن الرجل فكب
.فأقبل به قتله ظفر ف!ن ، عقيل بن مسلم يطلب أن ،وامره البصرة ابن رياد واليه على
أحد لا يمر على فكان ، متلئما دخلها حتى الكوفة إلى البصرة أهل بعض الله فى عُبَيْد
قدم الحسين الله ! يظنونه رسول يا ابن السلام 9عليك المجلس له أهل إلا قال فيسلم
فقتله. وجده حتى بن عقيل مسلم عن يبحث ،وجع!! القصر الثه ،فنزل عبيد عليهم
41
منه القدوم إلى الكوفة، إلى الحسين يطلب قبل قتله قد أرسل بن عقيل وكان مسلم
لا ،وهو الكوفة بهم يقصد ،وسار أهله وشيعته من ثمانين رجلا الحسين فى نحو فتجفز
بن بن سعد رأسه عمر على بن رياد له جيشا الله عُيد ،فجهز بن عقيل يعلم قتل مسلم
ونحو فارسأ الا أربعون الحسين مع يكن بِكربَلاء ،ولم والحسين هو ،فالتقى وقاص أبى
بمن الحسين فقاتلهم ، العدد هذا أضعاف زياد يبلغ الله بن عبيد جيش ،وكان ماثة رجل
أن قُتِل، الى يقاتلهم يزل بيته ،ولم أهل شائا من عشر سبعة فيهم ،وكان قلتهم على معه
على ،ومنهم يزيد بيته إلى أهل من بقى ومن ،فأرسله زياد الله بن عبيد إلى برأسه فأتى
إلى يزيد أرسلهم على ،فلما قدموا على بنت زينب عمته ! ومنهم مريضأ وكان ابن الحسين
المدينة.
الرجعية السياسية التى أحدثها بنو أمية القضاء على سبيل فى الحسين شهيدأ فذهب
،وفى الخير للناس سبيل فى الشهداء الذين استشهدوا أجر ذلك ،وله فى الإسلام فى
عن سيلهم فى استشهد قعود من ذلك فى أجره من العامة ،ولا ينقص المصلحة سبيل
القائمين به. قدره تهاون الناس فى نصر ،لأن الحق لا يُنقص من نصرته
على جَدًه ،لأنه خرج بسيف قُتِلَ أن الحسين يرى أنصار الرجعية والجمود من ومن
عليه ممن خرج كان أبيه ،بل موت البيعة بعد على الناس :أن يزيد لم يجمع وثانيها
، م 682 هـ- "i1 سنة انمُرًىَّ عُقبَة بن مسلم إليهم ،فبعث عامله طردوا المدينة وقد أهل
والنهب، فى القتل والسفب ،فأباحها لجيشه ثلاثة ايام قضا له سلمت حتى المدينة فحاصر
بن إليه مسلم ،فسار الزبير لنفسه الله بن فيها عبد ،إذ دعا مكة عليه أهل ممن خرج وكان
الى بالجيض نُمَير ،وسار بن الحصَين فقام مكانه الطريق فى مات وقد ، المدينة من عقبة
يزيد، موت خبر اليهم أن ورد ى إل الزبير الثه بن عبد القتال بينه وبين ،ودار فحاصرها مكة
بنى عقد انفرط تم امر أبيه قبله ،بل يتم أمره كما ،فلم م 682 هـ- 63 سنة هذا وكان
وابنه عبد انحكم بن مروان قام فيهم أن ،إلى وحده إلا الشام لهم يبق ولم أمية بموته
عقيل بن مسلم أولأ أرسل ،بل وحده مجارفة بعمله يقم لم الحسين :أن وثالثها
يمكنه قوة بالعراق إليه أن أرسل ،ثم إليهم يسير أن ،فقام بالبيعة له قبل العراق أهل إلى
هذا الرجعية الجاهلية ،فسار اليهم على تلك القضاء على بها إلى غايته من أن يصل
به عليه، ر يزيد الذى يحتج أم ،وذهب إلى غرضه ،ولو أنهم قاموا معه لوصل الأساس
42
من دعاه من عنق ،وفى أولا يزيد عنق فى ا دمه دانم ، أية شائبة ذلك فى عليه فلا يكون
من ذلك الظلمة ،فقد اسسّنوا من على الخروج من الفقهاء قد مغ كان بعض هـاذا
كتاب الفقهاء الإمام الجُرَيتى فى من هذا ذكر المفسدة بولايته ،وممن ،وعظمت ظلمه فحش
،ف!ذا ما نادر الفسق فى وهذا (: قال 3،ثم بذلك الإمام لا ينعزل أن ذكر ،فقد الغياثى
ووضحت الحقوق وتعطلت ، السداد وزال ، العدوان منه وفشا ، العصيان منه تواصل
بالصفات غيره يده وتولية كص أمكن الأمر المتفاقم ،ف!ن هذا استدراك الخيانة ،فلا بد من
ومصادمة إلا ب!راقة الدماء بالشوكة لاستظهاره ذلك يمكن لم وان ، فالبدار البدار المعتبرة
،ف!ن كان وقوجمه به بما يفرض إليه مبتلون مدفوعون ما الناس يقاس أن ،فالوجه الأهوال
؟ بل بالدفع التشاغل المتوقع ،دالا فلا يسوغ احتمال فالواجب مما يتوقع الواقع الناجز كثر
حين خطته من يزيد ،كما يؤخذ أن الحسين كان فى مثل هذا الموقف من ولا شك
: قال عليه ثم الله وأثنى فحمد خطيبا أصحابه قام فى به ،فقد أحيط
معروفها وأدبر ، وتنكرت تغيرت قد الدنيا دان ، الأمر من ما ترون بى نزل ( قد
،ألا ترون الوبيل كالمرعى ،وعيش الاناء الأخس لم يبق منها الا كصبابة ،حين واستمرت
لا ! ،انى وجل لقاء الثه عز المؤمن فى ،ليرغب لا يُتناهى عنه به ،والباطل لا يُعمل الحق
. برمَا " إِلأ الظالمين مع والحياة ، سعادة الا الموت أرى
***
43
خالد بن يزيد
معاولة الحكم بعد أن نازع :تولى جده خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان هو
نحو الحكم فى مكث ،وقد النَة الرجعية الإسلام هذه فى ،وسن فيه عليّ! بالسيف
ابنه يزيد خلفه ،ثم هنات فيه من ما كان على بعده فيه خيرًا ممن أتى ،وكان سنة عث!رين
يزيد فى عهد الحكم بالقوة ،وقد جرى ،وسنَّ فى الإسلام إرث عهده ولىَّ بعد أن جعله
،إلى وقعة الحرَّة بن أبى طالب ،مِن قتل الحسين بن على الإسلام فى شديدة أحداث
م!عاوية وكان ،فقام بعده ابنه سنين ثلاث إلا نحو الحكم يزيد فى يمكث ولم
أبوه وجدُّه فيه فازداد فيه ما تحمله إلى فيه ،ونظر زهد الملك حتى يتولى يكد ،فلم مريضأ
منه ،فطلبوا فيهم شورى ليجعله الحكم ،ويعتزل إليهم ليرد أمرهم الناس ،فجمع كرها
فلا أتقلد ، خلافتكم حلاوة :والله ما ذقت لهم فقال ، خالداً أخاه عليهم يو!ى أن
يزيد بن ثمْ خالد ، الْحكَم بن مروان فيه بايعوا بالجابية مؤتمرأ أمية بنى أنصار فعقد . وررها
الحكم الأمر لمروان بن تئمَ فلما ، خالد بعد من العاص بن سعيد بن عمرو ،ثم بعده من
العزيز. عبد ثم ، الملك :عبد ابنيه وبايع ، العهد هذا نقض
الى المسلمين التى سبقت الشعوب ميل إلى معارف معاوية بن أبى سفيان فى وكان
الا إلى نفسه تتطلع فلم ، جدأ جميقة ناحية الى ذلك اتجه فى ولكنه ، بالعلم الاشتغال
فى كتاب بوضع ،وأمره صنعاء شَرية من بن عبيد لأجله استقدم ،وقد التاريخ علم معرفة
. " الماضين وأخبار الملوك ا له كتاب فوضع ، العلم هذا
من ،لأنه لم يجد الحكمة علوم بالميل إلى عليه ،وأربى جده عن ذلك خالد فورث
جميعا المسلمين ،فسبق الناحية هذه فى التوسع عن ،أو يصرفه ما يثمغله مثله الملك أمور
القديمة الأمم سبقتهم التى الحكمة بعلوم العناية إلى ،ولفتهم التجديد من ناحية أهم إلى
الأمم عالة على الحكمية العلوم فى ،ولا يكونوا والدين العلم على إليها ،لتقوم حضارتهم
السابقين.
فيه حد النزعة الرجعية قد جاوزت طريا ،ولم تكن وقد كان الإسلام لا يزال غضا
ير ،ولم الحكمية بالعلوم الاشتغال دينه يمنعه من من شيئا ير خالد ،فلم العلم إلى الحكم
حياته فى الاشتغال الدين ،فقضى جهة من عليه فى ذلك العلماء شيئا يؤخذ من معاصروه
،كما نزع التجديد فى باب لهم به سنة عظيمة المسلمين ،وسن معارف بهذا التجديد فى
ff
التى كان يقوم ،ب!عادته إلى الشورى الحكم الإسلامى قبله إلى إصلاح معاوية من أخوه
القيام بهذا على القوة ما يساعده من يجد لم معاوية ا ،ولكن أيام الخلفاء الراشدين عليها
الحكم. اعتزال لم يمهله إلا أياما بعد المرض ،لأن الإصلاح
فى العلوم النافعة للمسلمين الاشتغال بالعلوم الحكمية على فى خالد اقتصر وقد
بغيرها يشتغل ،ولم الحكمية العلوم الطبيعية من العلوم إلا إلى نفسه تنرجه ،فلم دنياهم
تلك إلى حاجة فى يكن ،فلم دينا عمليا الوقت هذا إلى كان الإسلام ،لأن الإلهيات من
المنطق ونحوه إلى علم فى حاجة الإلهيات ،ولم يكن العويصة فى باب النظريات الفلسفية
إليها. العلوم التى رأ! المسلمون فيما بعد أن دينهم فى حاجة من
،مثل إصْطفْن اليونان وغيرهم المشتغلين بهذه العلوم من حوله وقد بدأ خالد فجمع
والنجوم الطمب كتب بترجمة ،فأمرهم له مريان! يقال الرهبان من ،ورجل الإسكندرى
من كان حتى العلوم بهذه يشتغل أخذ اللغة العربية ،ثم إلى والقبطية اليونانية من والكيمياء
وكان بصيرا بهذين العلمين والكيمياء الطب بفنون العلم ،وله كلام فى صناعة أعلم قرل!
مريانس عن الكيمياء صنعة أخذ ،وقد وبراعته معرفته على تدل رساثل ،وله متقنأ لهما
الراهب، هذا له مع ما جرى إحداهن :تضمنت رسائل ،وله فيها ثلاث السابق الراهب
، ومقطوعات كثيرة مطولات إليها ،وله فيها أشعار التى أشار ،والرموز منه تعلمه وصورة
-أنه رأى -الفِهرست ،وقد ذكر ابن النديم فى كتاب علمه وسعة تصرفه حسن تدلط على
:كتاب كتبه من رأى وأنه ، ورقة خمسمائة نحو المعنى يبلغ هذا فى كثيرا له شعرأ
ابنه إلى ؤصته ،وكتاب الصغيرة الصحيفة ،وكتاب الكبيرة الصحيفة ،وكتاب الحرارات
انفرد بها ناحية وهى ، التجديد الناحية من هذه آثاره فى من هذا غير ،إلى الصنعة فى
علماء كان ،بل قدرها إليها كما المسلمين حاجة غيره أحد يقذر ،ولم القرن ذلك فى خالد
النواحى الدينية والأدبية ،فلم الناحية من إلى غير هذه القرن منصرفين فى ذلك المسلمين
فى تقصيرهم يدل على مما القرن ، بعد هذا كما ظهر ممتاز يظهر بينهم فى هذه العلوم حكيم
هذه الناحية.
سنة ،إلى ان توفى الإسلام فى بهذه الناحية الجديدة مشتنلا خالد مكث وقد
***
fa
عمر بن عبد العزيز
،وقد بن الخطاب بن عمر عاصم بن عبد العزيز بن مَرْوان ،وأمه بنت عمر هو
حضرته لما سليمان أن وذلك ، منه بعهد مروان بن الملك عبد بن سليمان بعد الحكم تولى
من وغيرهم ومكحولا الزهرى بن شهاب بن حَيوة ومحمد الوفاة بمرج دابق دعا رجاء
:إذا أنا ؟ وقال عليها ،وأشهدهم وصيته غازبا ونافرا ،.فكتب عسكره في العلماء ممن كان
دفنه من فزغوا فلما ، الناس على الكتاب هذا اقرؤوا ،ثم جامعة فأذنوا بالصلاة متُ
،وتشؤَفُوا \ واشرأئوا للملك بنو مروان الناس وحضر فاجتمع - الصلاة جامعة نادوا -
فى المؤمنين سليمان أمير سضاه من أرضيتم ، :أيها الناس فقال الزهرى فقام ، نحوه
بن يزيد بعده ،ومن العزيز عبد بن عمر ،ف!ذا اسم .فقرأ الكتاب :نعم ؟ فقالوا وصيته
دعىَ حين ،فاسترجع الناس أواخر فى ؟ وكان عمر :أين فقال ،فقام مكحول الملك عبد
المنبر، به إلى وذهبوا فأقاموه ، بيده وعضديه فأخذوا فأتاه قوم أو ثلاثا ، مرتين باسمه
الناس بايعه من -فكان أول من مراق خمس -وللفبر الثانية المرقاة على وجلس فصعد
بايع ،ثم جميعأ الناس يبايعا ،وبايع ولم فانصرفا وهشام سعيد ،وقام الملك عبد بن يزيد
قيل إنه كان التنعم ،حتى وعفته يبالغ فى صلاحه قبل الملك مع عمر كان وقد
يؤثره سليمان رأى ولكنه يستحسنها ولم استخشنها ف!ذا لبسها ؟ دينار الحلة بألف يشترى
الأمر فى توثيق به ويجتهدون الظن العلماء يحسنون أولئك ،ورأى اخوته بالملك على
ير ،فلم والتجديد النهوض طريق فى بهم ،ويسير المسلمين فى ما فسد له ،لعله يصلح
صار منذ إليه ، الناس يتطلع الذى الأمل هذا يحقق أن رأى بل ، فيه ظنهم يخيب أن
أمه أثر فى جهة من بن الخطاب عمر ورثه عن لِماَ فيهم جوراَ واستبدادا ،وكان الحكم
ما ،وتجديد الحكم من ما فسد ب!صلاح القرن ذلك ،فختم إليه الملك أن صار بعد تغيير حاله
. الناس ونث!ره فى إصلاحه على ،والعمل جموده بالعلم بعد ،والنهوض الدين من بلى
،إنى الناس :أيها فقال المنبر الأمة ،فصعد الأمر إلى رد ولى لما إنه وقيل ()1
المسلمين، من مشورة له ،ولا طلبة فيه ،ولا منى كان رأى غير بهذا الأمر عن ابتليت قد
:قد اخترناك .فقال الناس ،فاختاروا لأنفسكم بيعتى من اعناقكم ما فى قد خلعت لانى
II
القصيرة : المدة كثيرة فى هذه وقد كان لعمر إصلاحات
وأخذ ، الصالحين العلماء من إليه أهلها فقرب ، العمل /بالشورى إعادة منها
الناس له أمر فاشقام ، الأمور هذه فى بمشورتهم ويعمل ، الملك أمور فى يستشيرهم
واشباحتهم ، الملوك فيهم استبداد قبله من ب!زالة ما أرهقهم رضاهم وكسب ، بالشورى
بهذا ،فأرضى أجناسها وآرائها وعفائدها اختلاف الأمة على طواثف ومنها إنصاف
المخالفين أشد من الفق والثورات الداخلية ،وكان على المخالفين فيها قبل الموافقين ،وقضى
م ذ به بنو أمية من يأخذ ما كان ب!بطال الشيعة ،فأرضى طائفتا ال!ثهيعة والخوارج الدولة فى
وأرضى ، منهم مما اخذ وغيرها كفدكَ إليهم ذُريته حقوق ورد المنابر ، على بهت على
الشف، استعمال من به قبل ،لىابطال ما كانوا يؤخذون والإقناع بالحجة بأخذهم الخوارج
الحكم. الملوك فى ،واستبداد الدنيا والدين أمور فساد منه من يشكون لما الإصغاء وعدم
له: غ ويقول قتل الخوارج الملك عن بن عبد سليمان قبل الملك ينهى كان وقد
الخارجى ،فقال :هيه له فقال بخارجى سليمان .فاتى توبة يحدثوا حتى الحبس ضَفنهم
له: وقال العزيز عبد بن بعمر لْدعا سليمان ، ؟ الفاسق ابن يا فاسق أقؤل :وماذا له
عليه؟ ترى ماذا : لعمر سليمان فقال ، الخارجى فأعادها ، هذا مقالة اسمع
أن تشتمه :أرى ؟ فقال عليه بماذا ترى لتخبرنى عليك :عزمت له سليمان ،فقال فسكت
كما شتمك.
:رأيناك له ،فقال قبله مروان بنى ملوك أمر فى الخوارج له بعض جاء ملك فلما
على انك زعمتَ ،ف!ن سبيلهم غير المظالم ،وسلكتَ وسنميتها بيتك أهل أعمال خالفتَ
، أو يفرق وبينك بيننا يجمع ،فهذا الذى فالعنهم وتبرأ فهم ضلال على وهم هدى
ارضاه لا بذ منها ،ولم يزذ به حتى مفروضة فريضة ليى الذنوب بأن لعن أهل فأجابه عمر
الدين، فى الأمور ،لبداوتهم وتنطعهم اصعب إقناع الخوارج من كان ،وقد وأقت
الناس حال أن تهتم ب!صلاح الناس ،لأن الحكومة يجب عن ومنها تخفيفه الضراثب
على مقصورا عملها أن يكون ،ولا يصح دنياهم وأخراهم إلى ما فيه صلاحِ لارشادهم
حمله فى الدولة ،حتى اهم عمل جباية الضرائب قبله يجعل جباية الضرائب ،وقد كان من
فى (بطاله، وشدد ذلك أهلها ،فأبطل عمر كان يُسلم من من إبقاء الجزية على هذا على
من على بالجزية ،واستاذن فى أن يفرضها أن الإسلام أضر شكا مصر (ن واليه على حتى
ف!ن ، الثه رأيك قَغ أسلم عمن الجزية فضع . . . " : فيه يقول إليه كتابا فأرسل ، أسلم
47
أن يدخل من أشقى لَعُمَرُ ولعَمْرى ، يبعثه جابيا ،ولم علإصنجم هاديا محمدا الله إنما بعث
الشرعية العلوم بين ذلك فى تفرقته وعدم ، ونشرها العلوم بتدوين اهتمامه ومنها
،وصلاح المسلمين وتقدمهم لنهوض أنواعه ضرورى أن العلم بكل ،لأنه يرى وغيرها
لا يكتبون قبله الناس وكان ، الحديث علم الشرعية العلوم من بتدوينه مما ا!م و
الكتابة ،ويخافون على الحفظ كانوا يؤثرون لأنهم ، الصحابة وفتاوى النبى لح!ج!ا أقوال
للضياع القرآن والسنة ،والكتبُ عرضة حفظ إلى إهمال الكتب على الاعتماد أن يجرهم
أن هذه الدين ،فرأى عمر معه علم فات لها عارض ،ولو عرض والتحريف والتصحيف
الرواية فيها على يعتمدون كانوا التى آثار الجاهلية من وأثر ، الجمود نزعات من نزعة
على الإسلام قضى أن بعد فيهم هذا يبقى أن يصح ولا ، الكتابة بينهم لندرة ، والحفظ
ملكَا أنفوضى ،ومن البداوة حضارة من ،وبذَلهم الكتابة والقراءة فيهم ،وأشاع أميتهم
التجديد هذا باب ،ليفتح الرجعية فيه أثر تلك ظهر الذى العلم ذلك فبدأ بتدوين ، ودولة
محمد لا"بى بكر أذن أن هذا منه فى ،وكان العلوم من غيره تدوين فى ويمضوا للمسلمين
وأرسله كتاب النبى لخهتج!ا فدونه فى حديث من ما حفظ تدوين فى بن حزم ابن عمر
تدوين السنة ،كما ،وكان له بهذا فضل الأمصار من مصر منه فى كل بنسخة إليه ،فبعث
،وقد اللّه عند عظيم فضل ،وهو مصحف فى القراَن تدوين فضل كان لعثمان بن عفان
عنهم. الواجب هذا قبله ،فقيامه به أدى الحديث تدوين الواجب كان
بنقلها إلى ،فقد عنى وغيره الطب من الحكمة العلوم علوم ومما اهتم بنشره من
الكنانى أبجر بن الملك عبد مثل ، بها المشتغلين اليه بعض يقرث وكان ، اللغة العربية
،وقيل فى الطب أهرن القس كتاب له ترجمة ،وقد تولى ماسرجيس البصرى وماسرجيس
فأمر الكتب خزائن فى وجده عمر ،فلما جاء بن الحكم أيام مروان فى ذلك إنه تولى
قوى كتاب الكتب السريانية إلى العربية وله من ينقل من ماسرجيس! ،وكان ب!خراجه
عمر ،ومعرفة ومنافعها ومضارها العقاقير()1 قوى ،وكتاب ومنافعها ومضارها ا،طعمة
الجامدين من يعاديها من رد على بفضلها فى الدين ،وفيه أعظم الحكمة يشهد علوم بفضل
كما ذلك بعده ولم يحاول الحكم إصلاح على أنه لم يعمل عمر على يؤخذ وقد
ذكر المقريزى أن خالد بن يزيد ،وكذلك الكلام على فى معاوية بن يزيد فيما سبق حاول
.. أو أصولها النباتات به من ما يتداوى ،وهو عقار جمع ()1
48
الوليد(1)1 الملك جَباراَ ،وكان عبد :كان أمية قال بنى ملوك إذا ذكر كان المنصور أبا جعفر
،ف!ذا قيل بين عميان أعور عمر()3 وكان ، وفرجه هَفُه بطنه ()2 سليمان وكان ، مجنونا
؟(د ا إ ()4 استحقاق بغير ويتولها ، أهلا لها يكن لم ممن يقبلها الآَ عدله من :إن قال ، عدل
من العلماء من سبق بم!ثمورة فى هذا بأن العهد له من سليمان كان عمر وقد يعتذر عن
منه إليه "ً،س اقرب كانوا ممن وغيرهم إخوته على بمشورتهم آثره سليمان وقد ، الصالحين
!-ا إرادة الخير والمصلحة صادراَ عن يكون ،بل هوى عهداَ صادراَ عن لا يكون وبهذا
،وهذا"ا بعده لمن يتولى عمر وعهد ، لعمر بكر أبى عهد مثل هذا فى وهو ، للمسلمين
بغير! وتولاها ، لها أهلا يكن لم أنه قبلها ممن من المنصور عليه ما أخذه إبطال فى يكفى
،هـس بيعته باختيارهم فأعادوا المسلمين الأمر إلى أنه رد فيما سبق أنه روى ،على استحقاق
فى جباراً ،لأنه كان النقد لغيره هذا أن يوجه قبل نفسه أن ينظر إلى بالمنصور أجدر وما كان
بين شورى بجعله ببده الحكم إصلاح ،وأما أنه لم يحاول مروان الملك بن عبد مثل حكمه
أنه ،فراى الملك عبد بن يزيد بينه وبين جمع بعهد بأنه تولى أيضأ عنه يعتذر فقد المسلمين
ما كتابه " معجم فى البكرى أبو عبيد عنه روى به ،ولهذا تولى تغيير عهد له فى لا حق
) . الأعوص(ْ :صاحب رجلين أحد لم أعد أن أعهد لى :لو كان أنه قال ! استعجم
،لم له فضل وكان 4 العاص بن سعيد بن عمرو بن إسماعيل ،يعنى تيم بنى أو أعمشى
من بن أبى بكر الصديق ،وكان بن محمد بنى أمية ،والقاسم سلطان من بشىء يتلبس
، مدة قصرة فيه م ،فمكث هـ 717 - سنة 99 قد تولى الحكم أن عمر على
،بعد القرن ذلك أواخر فى لامعة درة كانت ،ولكنها م 72 0 0 1اهـ- سنة إذ توفى
دماء وسفك الاستبداد به من تلطخت بما ،وتلطخت الفساد من فيها ما ظهر أن ظهر
. العباد
بعده أتى المثل فيمن هذا ينفع ف!ذا لم ، يعده مثلاَ لمن أتى بعدله ويكميما أنه ضرب
عليه، ذلك فى لا ذنب قبله ،إنه عليه ما كان مثل الأمر الى الملوك الظالمين ،إذ عاد من
الملك. عبد بن سليمان يعنى ()2 . الملك الوليد بن عبد يعنى ()1
المطبعة - 16 ص للمقريزى فيما بين بنى أمية وبنى هاشم النزاع والتخاصم ()4
الإبرأهيمية.
94
) الأصلام فى -المجددون 4 (
بالم!لمين الله ،ولو أراد القصير الوقت ذلك بقدر ما أمكنه فى الاصلاح فى مضى وقد
الإسلام حدود يتزموا ،ولم الفساد أمعنوا فى يهانوا قد ْ،ولكنهم بينهم حكمه لأطال خيرأ
، الفساد ذلك فى بالمضى عقابهم ،فأراد أن يطيل الخلفاء الراشدين عهد فى قصيرة الا مدة
بنى امية ملوك بعده لبعض أفتى العلماء الرجعيون الفساد حتى فى ذلك ولقد مضوا
فى ،ويستبد ما لاء ،ليذنب حكمه الثه فى عن نائب عليه ،لأنه بأنه لا عقاب ولى حين
منهم -وكانوا عربا- جماعة البصرى التابعين الحسن سيد على الرعية ما يشاء ،وقد دخل
لأنه كان هذا" العلج (1 )1 قالوا :أنطيع أنفسهم بما لا تهوى عليهم ،فلما أشار يستشيرونه
الثه أمرأ ليقض ، الجاهلية أنواع رجحية أسو! إلى وعادوا ، نجسبهم عليه ،ففخروا مولى
مفعولا. كان
***
هذا فى م ،وكان الملمون 815 الى سنة سنة 971 من يمتد القرن الثانى الهجرى
رصالته فى النكسم من الاسلام ما أصاب أثر فيهم كانوا قد ،دان العالم أمم أقوى القرن
أساص على قيام الحكم فى الإسلام رصالة عن حادت لأن الدولة فيهم ، التجديدية
، الذُنيوى الحكم فى بينهم بالمساواة ، والأديان التفرقة فيه بين الث!عوب ،وعدم الشورى
الجنسية بينها العداوات ،وتقيم بعض على التى تثير الرعية بعضها العصبيات على والقضاء
عليهم، يؤخذ ما كان ،على كانوا أقوياء عظماء الدولة هذه الملوك فى ،ولكن والدينية
الأسلام من فى حكم البلاد التى دخلت الدولة الأموية أن يحافظوا على فأمكنهم فى عهد
كان ،وكذلك شمالأ فرنسا الى الهند جنوبأ ،ومن غربأ الأطل!نطى المحيط الى شرلا الصين
منهم وأبعد ، أمية قوة بنى ملوك من كانوا أعظم بل ، القرن هذا فى العباص بنى ملوك
الاستفادة تجافى بهم عن فيهم عُنجهية عربية جاهية ،ويمتارون عليهم بأنهم لم يكن همة
أخذت حتى تظهر م ،فلم تكد 974 هـ- 132 سنة الدولة العباسية قامت وقد
باب ،ففتحت الياصية عظمتها علمية تضاهى عظمة للدولة الاصلامية أن يكون على تعمل
غير الشعوب عند بعين التقدير الى ما كان ،ونظرت مصراعيه العلم على التجديد فى
هذا ابتدأ فى نقلها الى اللنة العربية ،وقد نفيس كل ،فبذلت وفل!فات علوم العربية من
م ،فَعُنىَ 754 هـ- ملكه صنة 137 ابتداء المنصور ،وكاق ثانى ملوكها أبى جعفر فى عهد
الفلسفة، علوم فى الدينية متقدما العلوم فى براكه مع لأنه كان ، الفلفية العلوم بثر
الملوك منذ أغلق يرعاها من من هذ .الحلوم قد ففدت النجوم ،وقد كانت ولا سيما صناعة
الدولة الى فلاسفتها بن ففر بعض بإثينا قُبيل الاصلام الروم مدارصها ملك جستنيان
العلوم لتدريس بجنديسابور مدرسة ،فأنثأ لهم أنوضِروان كسرى عهد الفارسية فى
يقوم برعايتهم مثله، من فارس ملوك بعد .من الفلسف!ية والطبيةَ ،وَلكنهم لم يجدوا
الدولة محل الإسلامية الدولة قامت أن يخها الى واستمروا ف!يها ، بوظائفهم هم فقاموا
51
اخرى أ دارس 5 إدى وهذا ، واليعقوبيين النُسطوريين الئُرْيان من نصارى ،وكانوا الفارسية
بأساتذة أولا المنصور فاتصل ، حران ومدينة بمدينة نَصيبين قائمة كانت الفلسفية للعلوم
أطبائها طبيا له ،وقد تم فى عهده رئيس بن بختيشوع جورجيس واتخذ جنديسابور مدرسة
من ما ترجم أول المنطق والنجوم علم ،وكان اللغة العربية إلى الفلسفية العلوم بعض نقل
أرسطو المقفع كتب الله بن عبد فترجم ، إليهما شديدة كانت الحاجة لأن ؟ العلوم هذه
وترجم ، وأنا ليطيقا()1 ، أرمنياس وبارى ، ياس :قاطيغور وهى ، المنطق الثلاثة فى
من رجل وكان ، اللغة العربية إلى بال!ندهند المعروف الحساب الفزارى إبراهيم بن فحمد
فى أصلا العرب ليتخذه ، بترجمته إبراهيم بن محمد المنصور فأمر ، به أتى قد الهند
الكواكب. حركات
بن بن جورجيس م ،اتخذ بختيشوع 786 هـ- 017 الرشيد سنة هارون ملك ولما
كمدرسة - طب مدرسة ببغداد بيمارستانا - وأمره أن ينشىء طبيبأ له ، بختيشوع
وتلاميذهم، جنديسابور مدرسة أساتذة من له أساتذة ،واستحضر ب!نشائه ،فقام جنديسابور
العالم فى والفدفة لعلوم الطب مركز به بغداد أهم ،وصارت المدرسة هذه محل فحل
كله.
،وأقبل سبقه من على 8م ،فاربى فى ذلك "11 هـ- المأمون سنة A91 ثم ملك
القسطنطينية بالهدايا سبيلها ملوك فى ،وأتحف مواضعها الفلسفة أمن علوم طلب على
أفلاطون كتب من إليه ما عندهم العلوم فأرسلوا هذه فى النفيسة ،وكانوا قد زهدوا
بنقلها إلى وأمرهم ، المترجمين لها أشهر فاختار ، اليونان فلاسفة من وغيرهما وأرسطو
بين المسلمين، عصره فى الفلسفة علوم انتشرت ،حتى قراءتها فى الناس ثم رغَّب ، العربية
هذا القرن ،لأنه كان فى الكمال الخضارة الإسلامية بهذا إلى درجة وصلت وقد
الثانى القرن فى الدينية والأدبية ،فاستكملت الأول الصبغة القرن فى الغالب عليها
المشتغلين بالعلوم بجانب العلوم بهذه فيها المشتغلون ،وظهر الفلسفية العلوم من ما ينقصها
منزلة غيرهم. عن لا تقل الدولة منزلة فى لهم والأدبية " ،وصار الدينية
مدينة القسطنطينية وما فى هذا القرن قد انكمشت دولة الروم الشرقية فى وكانت
فضعف ، بأوروبا يجاورها وما البلقان بلاد وبعضى ، بآسيا الأناضول بلاد من حولها
آثارلاالفلاسفة من فيها كان لما قيمة تعرت فلم ، فيها العلم شأن وانحط ، شأنها
تحليل : والثالث ، القضية أى : العبارة : والثانى ، المقولات : الأول معنى ()1
52
المسلمين ،وعرفوا لها، ملوك أكثرها فى هذا القرن طلابها من استولى على الأقدمين ،حتى
بغارة القبائل البربرية الإسلام قبل سقطت قد الغربية فكانت الروم ،أما دولة قيمتها دونها
بينها، القالْل ،فتقاسمتها تلك قبضة فى بلادها ،ووقعت عليها أوربا وشرقها شمال من
شارلمالت ،فاستولى فيها الإمبراطور ،وظهر الكارلوفنجية الدولة فيها بفرنسا قامت أن إلى
قبل كانت الغربية كما الروم مملكة تجديد على وعمل ، الغربية أوربا بلاد معظم على
مثله فى ترقية العلوم والفنون فى لهارون الرشيد ،فرغب كان معاصرأ ،وقد سقوطها
فى هذا إلى ما" المعارف ،ولكنه لم يصل لسائر جامعة فى باريس مدرسة دولته ،وأثأ
اجتهد من يجد ،ولم بعده يبق إليه فيه لم ما وصل ان ،على الرشيد إليه هارون وضل
المملكة تدبير هذه على يقدر العزيمة ،فلم ضعيف الملوك كان من قام بعده من ،لأن فيه مثله
كما أن تنهض ،وتحاول أمرها تتعثر فى القرن هذا فى أن أوربا كانت نأخذ هذا ومن
أوائل القسطنطينية فى ليو الثالث ملك حاول ،وقد نهوضها فى المسلمون فتخفق ينهض
هذا تاثر فى وقد ، فىءالنصرانية والتماثيل الصور عبادة يبطل أن الميلادى الثامن القرن
فى الإصلاح بهذا يقوم فأراد ان ، وغيرها الحروب فى بهم واتصاله للمسلمين بمجاورته
الغربية، بابا الكنيسة هذا على يؤافقه فلم ، لها الإسلام زعزعة من راى لما ، النصرانية
البابا لجأ على عنيفة ثورات بسببه ،وقامت الشرقية الكنيسة بينها وبين به العداوة واشتدت
له حق صار ،بل دنْيويأ دينيا وملكَا رئيسأ ،وصار أوربا البابا فى نفوذ عظم ،حتى عليها
والتماثيل الصور عبادة على الكنيستين النزاع بين انتهى وقد ، أوربا وعزلهم ملوك تولية
يستقرْ هذا فلم ، موته بعد القسطنطينية على تملكت ليو الرابع لها حين زوج إيرينا ب!عادة
الإصلاح هذا تأثر فى القديم من فيها على الجامدون النصرانية ،وغلب فى الإصلاح
بالتجديد الإسلامى.
الناحية العلمية من المسلمين فى هذا القرن متأخرة عن أن أوربا كانت على ومما يدل
عظيم، ،وفيل ثمين فيها شطرنج هدية الملك شارلمان إلى أهدى الرشيد وما إليها أن هارون
المخترعات من دقاقة شمسية وساعة ، البلاد الأوربية فى لا توجد التى البذور من وكثير
شارلمان فى نفس الدهشة إليها المسلمون فى هذا القرن ،فأثارت هذه الساعة من التى وصل
لها أثرها الأموية كان قيام الدولة منذ ح بها المسلمون التى أصيب الرجعية النكسة ولكن
ولم ، كلمتهم فرقت النكسة هذه لأن ، القرن هذا فى العظمة تلك إليه من فيما وصلوا
or
الذين يجاهدون هم ،بل كان الملوك وحدهم العظمة تلك بناء فى جميعا تجعلهم يشتركون
من أن (ذ رأى ، مث!اركتهم فى المصلحة وجد الأمة من الا فريق لثاركهم ولا ، فيها
الأمة بالمصلحة، على فيما يعود ،فيشاركهم وسيئاتهم بين حناتهم الأمة أن يفرق مصلحة
الأمة. الى بها التى أساءوا ال!نكسة الرجعية عبن تلك ويغض
اصلاحها، فى طريق اختلفت هذه النكسة الى فرق الأمة فى (صلاح وقد انقسمت
هذه الفرقة ظاهرت ،وقد ال!ئُنة بعد هذا بفرقة أهل التى عرفت فمنهم فرقة الجماعة ،وهى
الأمة ،وكانت باختيار من كانت ،لأن حكومتهم وعليتا ب!خلاص وعثمان بكر وعمر أبا
بذى أجناسها وأديانها ،و-صتعين اختلاف الأمة على بين طوائف العدل فى حكمها تتحرى
من بعدها أتى من رأى كما ، مقذسة أنها حكومة ترى لنم قكن لأنها ، فيها الرأى
. الحكوماث
هذ. ،رأت غير هذه الأسس بنى أمية وبنى العباص بعد هذا على حكومة فلما قامت
المسلمين ،ولكنها لم جماعة على الخروج من التفرق ،وخوفا من الفرقة أن تسالمها حذرا
منها كثير وكان ، لا يُتعذ به منها إلا فريقا ، أنفسهم تقدي! على ملوكها توافق تكن
لنفسه هذا بنى أمية -أول من رعم ملوك وكان عبد الملك بن مروان -من
نقد كلمة المنبر على اليه وهو وخه من ،فهدد الموعظة والنصح ،وتعالى عن اتقديس
يوما خطب بن يوسف (ن الحجاج بالقتل (ن عاد الى مثلها ،وجاراه عماله وولاته ،حتى
: فمال
فمن ، اليكم الظل وأنا امتداد هذا ، الأرض الثه فى الامام ظِل ف!ن ، ( أما بعد
السماء من فكأنما خر بالثه يشرك ،ومن نفسه نِدم وشريكا الأمر فقد جعل نارعنا هذا
. " سحيق مكان فى به الريح ،أو تهوى الطير فتخطفه
اليه شكا ولاة حين ومن الحجاج فى أن يقول البصرى هذا لم يمنع الحسن ولكن
الله دُولا، ومال ، الله خولا عباد اتخذوا الله ا - قاتلهم - ( :ما لهم له ظلمه رجل
الله :ما أخذ 3فقال هذا على :ما حملك له فأتاه فقال فأرسل قوله الحجاجَ فبلغ
:لا أبا لك، له الحجاج فقال ، يكتمونه ولا ، للناص ليُبيننَه المواثيق من العلماء على
لسانك. من عليك ،فأقصر نصيحتك لا نتهم ذلك على ائا ،أما علينا الناس تحرض
بنى العباس وقد ملوك من لنفسه هذا التقديس رعم أول مق المنصور وكان أبو جعفر
of
وأق ، وتسديده بتوفيقه أسوسكم ، أرضه الله فى إنما أنا سلطان ، الناس أيها "
قُفلا الله عليهُ جعلنى قد ، ب!ذنه وأعطيه ، ب!رإدته .،وأتًبم بمشئته أعمل فَيئه ، على خارنه
يقفلنى أن شاء و(ذا ، فتحنى وأرراقكم فَيئكم وقسم لأعطياتكم يفتحنى أن إذا شاء ،
معه يطلب ،وكان بالنصيحة رياد أن يجابهه بن الرحمن عبد التقديس يمنع هذا فلم
من سلطانى :كيف له فقال عليه وفد الملك فلما تولى ، الأمر اليهم أن يصير قبل العلم
شيئأ الا رأيته فى الجور من سلطانهم فى :ما رأيت الرحمن له عبد ؟ فقال أمية بنى سلطان
بن عمر قال : الرحمن عبد له فقال ، الأعوان نجد لا (نا : المنصور له فقال ، سلطانك
ببرهم أتوه بَرم كان ف!ن ، فيها ينفق ما إليها يُجلب ، السوق بمنزلة السلطان ( :ن العزيز- عبد
اعتقادهم سوء الملوك هذا المسلك لأنهم كانوا مع السنة مع أولئك أهل ا سلك لانم
،بل كانوا يرونهم مؤمنين مذن!ن، غيرهم وذنوبهم كما كفرهم بظلمهم فيهم لا يكفرونهم
طاعة المتغلب كما تجب طمة وكانوا يرون أن الملك يقوم بالغلبة كما يقوم بالبيعة ،فتجب
،ف!ذا عليه قوة يمكنه بها التغلب عنده لمن تجتمع عليه الخروج كانوا يرون هذا المبايع ،ومع
مع محمد بجوار الخروج ،ولهذا أفتى مالك له الخروج القوة لم يجز عنده تلك لم توجد
أعناقنا بيعة في ( :ن له ،فقيل المنصور على طالب أبى بن على بن الحسن الثه بن ابن عبد
. . . يمين مكرَه على وليس! ، مكرَهين بايعتم انما : فقال ، للمنصور
،ولم يخرج قرشى لكل الحق ثابت كانوا يرون أن ذلك وهذا الى إن أهَل السنة
السنة أن يغلوا فى أمرهم كما غلا ،فلم ير أهل قريش من كونهم بنو أمية وبنو العباس عن
النكسة الرجعية فرقة المرجئة، تلك فى (صلاح الفرق التى كان لها رأى هذه ومن
تؤثر مسألة الفرق ،لأنها كانت من من غيرهم السنة فى هذا الاصلاح الى أهل أقرب وهى
أنهم ،بل ترى غيرها ذهب كما بكفرهم الى القطع ،ولا تذهب أوبئلث الملوك أيضا
السنة ،لأنهم يقطعون أهل فى هذا تخالف مُرجَون إلى يوم البعث كسائر المذنبين ،وهى
نظرها الى أولئك السنة فى أهل شيئأ من أشد ،فتكون عصيانهم الدنيا ب!يمانهم مع فى
. الملوك
،حين أمرهم آخر بنى أمية فى على الى الخروج رعمائها بأحد هذا صار وقد
الأرد عظيم ،وكان الأردى سُريج بن الحارث ،وهو وتفاقمْشرهم أمرهم اضطرب
استبداد على ،ليقضى والسنة والشورى الى الكتاب يدعو بخراسان ،فخرج بخراسان
55
الدعوة بث له فى وزيراَ الدينية الفرق من الجهمية رئيس صفوان الجهمَ بن أمية ،واتخذ بنى
م 734 16اهـ- سنة بن عبد الملك هشام عهد أولأ فى خرج وخطابةً ،وقد جمتابةَ
الأرد وتميم ودهاقين كثير من ،فتبعه جمغ والبيعة للرضا وسنة رسوله الله يدعو إلى كتاب
وأقام بها اثنتى بلاد الترك إلى الحارث ،ففر تغلبوا عليهم هشام جند ،ولكن بلاد العجم
م ، 743 هـ- الأمان وعاد سنة 126 فأخذ بالعود إلى خراسان ،ثم روسل جمشرة سنة
أمره أيضأ، على فَغُلبَ بنى أمية ، آخر ملوك مروان بن محمد بعد هذا فى عهد وقد خرج
، النكسة الرجعية فرقهْ الخوارج تلك إصلاح فى لها رأى الفرق التى كان ومن
كفر غيرهم بذنوبهم كما ترى تكفرهم الملوك ؟ لأنها كانت أولئك الفرق على أشد وكانت
تر ،فلم وحدهم لا لقريش ، المسلمين لجميع حق الخلافة أن ترى ،وكانت العصاة من
خروجها ابتدات ،وقد غيرهم من ذلك فى يخالفهم مسالمة من ،ولا الملوك مسالمة أولئك
الناس بمظهر النُسك، فى أخذ سنة أبى بكر وعمر على حينما رأته يخرج عثمان فى عهد
فى خرجت ،ثم امية بنى سيما ،ولا الدولة فى راد نفوذها قد عهده فى قريشأ أن ؤرأت
ثم . قتاله فى المضى واَثره على ، معاوية بينه وبين رأته قبلَ التحكيم حينما على عهد
بن عبد العزيز، عمر إلا فى عهد بنى أمية ،ولم تلق السيف ملوك بعده على من خرجت
الخروج على وواصلت السيف بعده إلى حمل عادت ،فلما مات عدله وزهده كان من لِمَا
لم يمكنهم الثلة بحيث أنصارها كانوا من ،ولكن بنى أمية وبنى العباس ملوك بعده من من
المسلمين كانوا لا يوافقونهم النكسة الرجعية ،لأن جمهور تلك فى إصلاح تحقيق منهجهم
البداوة والعنجهية عليهم إليهم ؟ ولأنهم كانوا يغلب قريش الأمر من ذلك خروج على
الممكن من يكن ،فلم بين المسلمين امرها استقر قد الحضارة ،وكانت الدين فى والتشدد
فى الإصلاح من ،ولم يكن الخشونة الدينية والاجتماعية عنها إلى تلك أحد أن يصرفهم
عاقبة منها. بتلك النكسة الرجعية رجعية اسوأ يتبذَلوا أن شىء
الرجعية فرقة المعتزلة النكسة تلك إصلاح فى الفرق التى كان لها رأى تلك ومن
الإيمان نفى الخوارج فى الملوك ،لأنها وافقت أولئك الشدة على الخوارج فى تلى وهى
ليسوا موحًدون :إنهم قالت ،بل مثلهم بكفرهم تحكم لم المذنبين ،ولكنها كسائر عنهم
،ولهذا النار مثلهم فى يخلدون أنهم رأت هذا ؟ ومع المنزلتين بين بل ولا كافرين بمؤمنين
من الملوك وأمثالهم النار لهؤلاء فى الخلود لأنها رأت ، الخوارج :مخانيث للمعتزلة قيل
،كما غيرهم ومن منهم قتال مخالفيهم ،ولا على كفارأ تسمتهم على تجسر ،ولم العصاة
56
المنكر، الاعتزال الأمر بالمعروف والنهى عن أهم أصول ،لىان كان من الخوارج جسرت
أولئك الملوك . الخروج على قليلا منهم على يحمل مما وكان هذا
بالقدر القول أحدث من إنه أول قيل وقد ، الجهنى معبد المعتزلة أواثل من وكان
مع ابن الأشعث. صبرًا لخروجه بن يوسف ،وقد قتله الحجاج أصولهم أهتمُ وهو
مولى ،وكان الدمشقى بن أبى غيلان القدر غيلان فى تكلم من إن أول وقيل
ثم سال عمر مات عنه حتى هذا فكف بن عبد العزيز على ،وقد لامه عمر عثمان بن عفان
،فأمر بقطع الملك عبد بن هشام فيه عند الناس ،فسعى مفؤَها رجلا الماء ،وكان فيه سيل
مروج - فى المسعودى ذكر دولة بنى أمية ،حىَ فى آخر للمعتزلة شأن ثم ظهر
وغيرهم المعتزلة الوليد بن يزيد كان مع سابقة من يزيد بن الوليد على -أن خروج الذهب
كانت ولهذا ؟ مكانه وتولى الوليدَ يزيدُ فقتل ، دمشق غوطة من والْمِرة داريا أهل من
الملك اكثر من فى بن عبد العزيز ،ولكنه لم يمكث عمر الديانة على فى تفضله المعتزلة
لأنه ، قبله ملوكهم عنى اجتمعوا بنو أمية كما عليه يجتمع ،ولم مات ئم أشهر خمسة
عامة المسلمين. مذهب سنة سلفه من الملوك ،وعن بالاعتزال عن خرج
قدريا أيضأ، بنى أمية ،وكان ملوك آخر ،وهو بعده مروان بن محمد وقد ولى
المعتزلة أوائل من وكان ، درهم بن الجعد مؤدبه إلى نسبة الجعدى له مروان يقال ولهذا
عن لخروجه عنه عامة المسلمين أمر يزيد ،وانصرف من أمر مروان كثر ،كاضطرب أيضا
دولته. لبنى العباس القضاء على العوامل التى س!هلت ،وكان هذا من مذهبهم
؟ لأنهم آثروا التقرب إلى بعد هذا فى أواثل دولة بنى العباس المعتزلة أمر وقد ضعف
قد وكان ، بالاعتزال القول الرشيد عهد فى المعتمر بن بشر أظهر ،وقد المسلمين عامة
وأخذ بن عطاء واصل وأبا عثمان الزعفرانى صاحبى إلى البصرة فلقى بشر بن سعيد ذهب
الرشيد ،فأخذه فشا فيهم إلى بغداد فدعا الناس إلى الاعتزال حتى ،ثم رجع عنهما
من العدل والتوحيد والوعيد وغيرها فى مزاوجا رجزأ السجن فى يقول ،فجعل فحبسه
كل الناس مثلها ،فألهجوا ب!نشادها فى لم يسمع بيت قال أربعين ألف ،حتى اصولهم
الناس مبئ الكلام الذى أضرُّ على :ما يقوله فى السجن ،فقيل للرشيد ومحفل مجلس
()1
وبينهم. بينه
فيه شىء المأمون كان لأن ، بالاعتزال القول ظهر الرشيد المأمون بن عهد فلما كان
بمثل ما كانوا لغيرهم يكيلون أخذوا عهده فى ظهروا فلما المعتزلة ، مذهب الميل إلى من
. 43 الأهواء والباع لأبى الحسين الملطى ص أهل والرد على التضيه ()1
ov
هذا ،وقد صرفهم مذاهبهم عن ليصرفوهم ويعذبونهم ،فكانوا يحبسونهم يكيلون به لهم
الحكم ،فمكث النكسة الرجعية التى كانوا ينكرونها قبل أن يظهر أمرهم تلك (صلاح عن
ما مثل به الى ما يعود الإصلاح من يدخله ،ولم قبله عليه ما كان المأمون على عهد فى
غيرهم، من الاصلاح الى أن المعتزلة كانوا أقرب ،بع الخلفاء الراشدين عهد فى عليه كان
فرقة الشيعة، النكسة الرججة تلك فى إصلاح الفرق التى كان لها رأى تلك ومن
بنى أمية الخلافة دون الحق فى وأولاده أصحاب أبى طالب بن أن على ترى وكانت
الحق ،ليسيروا ذلك الا بتمكينهم من النكسة الرجعية لا يكون تلك ،وأن (صلاح وغيرهم
العنجهية على ،ويقضوا وغيرهم الناس بالعدل ،ويساووا فى الحكم بين العرب فى حكم
مثل وهى ، العرب غير من الفرقة هذه كثر كان ولهذا ، بها بنو أمية حكم العربية التى
الحق ذلك أيضأ لاكتصابهم تكفيرهم ترى الملوك ،فكانت أولثك على الخوارج فى شدتها
تأخذ بالتقية ،ولكنها كانت لها فرصة عليهم كلما سنحت الى الخروج أهله ،وتعمد من
،ويكون تحين الفرصة الجهر ،حتى السر دون فى ،وتؤثر العمل الخوارج خلاف على
بن الحنيفة ،وهو الشيعة يقال لها الكيسانية تقول ب!مامة محمد وكان هناك فرقة من
الى افيمامة بعده انتقلت ،وقد أمه ى إل بنسبته اشتهر ،ولكنه طالب أبى بن أبناء على من
سليممان بن على أبو هاضم lij f V) I هـ- سنة AA منه ،وفى بوصاية أبى هاشم ابنه
ذلاقة رآه من لِمَا دولته منه على خاف ،ويقال ان سليمان عبد الملك بن مروان فى دمشق
له ،فتلطف قعد فى طريقه بلبن مسموم له من عنده دس من لسانه وقوة نفسه ،فلما رجع
بن الله بن عبد كان يقيم محمد فى طريقه إلى اقليم الثراة ،حيث سقاه منه ،وكان حتى
العقبة، مقربة من البحر الميت على من الى الجنوب ترية صغيرة فى الحميمة ،وهى عباس
اليه ،وأفضى الامامة فى حقه عن بدنو أجله نزل لمحمد بن على الها وأحس فلما وصل
. الدعاة من وغيره الكوفة فى دعاته داعى الى كتبأ يسلمها وأعطاه وأسرارها، بالدعوة
الإمامة أبضأ، فئ حقا لهم أن ،نرى الرأوَندية لها بفال شيعة للعباسبن صار وبهذا
النبى عن ذلك منه ب!رث ،كان أحق ،لأن العباص أولاد على بها من أنهم أحق بل ترى
،فأمروا ذلك فى الشيعة يخالفرنهم أن جمهور كانوا يرون بنى العباس ولكن
تلطفهم حسن من ؟ وبهذا وغيره ا! محمد بين الثيعة بالرضا من أن يظهروا دعاتهم
منهم فى مناوأة الأموببن ؟ مع أن العلوبن كانوا أشد العلوببن أن يظهروا على دون أمكنهم
OA
ومَن بعده ،ولم يُقتل من الحسين بن على قتل من من بنى امية :وقد قتل منهم فى ذلك
رادوا فى ،بل النكسة الرجعبة تلك ضيئا من لم يصلحوا فلما قام بنو العباس
دينى، حق فيها من بما لهم الخلافة أخذوا أنهم لاعتقادهم ، امية بنى على الاستبداد
عن ْ،والتعجب يديه منهم تقبيل الأرص! بين أحدث المنصور أول من كان أبو جعفر و
،فلما شكا شَمته عند العطسة رجلا ضرب إن الربيع حاجبه ،وحتى عيها الرعية والترفع
الربيع يمنع بن الفضل .وكان الأدب ،وأخطأ السنة الرجل :أصاب قال المنصور الى ذلك
ف!ذا ، دعاء عيادتكم اجعلوا : ويقول ، جوابا يقتضى ثىء عن يسأل الخليفة أن عائد
أردت دان ، بالكرامة الله الأمير :أصبح فقل ؟ الأمير أصبح :كيف تقول أن أردت
، الجواب المسألمة توجب ف!ن والرحمة الأمير الشفاء الله على :أنزل فقل حاله عن السؤال
التى ا!اسرة سق .إلى غير هذا من اشتد عل! ،وان أجابك اشتد عليك لان لم يجبك
العنجهية العربية، بنى أمية من كان فى عهد بما الثعوبية الفارسية استبدلوا وكذلك
فى الفرس عهدهم على برجعية عربية ،وتحكم فارسية فسادأ بفساد ،ورجعية فاستبدلوا
بنى العباص! فى عهف ،فذذَ العرب بنى أمية فى الفرس عهد على ،كما تحكم العرب العرب
تَصر ،ولم نفسها الرعية على انقسام استمر المهانة ،وبهذا من كثير ،ولحقهم ذلا شديدأ
جميعَأ ،ليخلصوا وتجمعها الماواة فى الحكم ينها العدل والانصاف يزلف الى أمة واحدة
تث!يعهم من خففوا ؟ الا أنهم الجمهور الى التقرب فى شيثأ بنو العباص يفعل ولم
هواهم من الشبعة الى العلوببن كنر ببن الشبعه ،ورأوا هوى لأنهم رأوا أنهم دخلاء
ولم يثذ عقائدهم كثير من فى السنة ،ووافقوهم أهل من اليهم ،فتقربوا الى الجمهور
،ثم السنة مناوأة أهل على الثلاثة ( ،ذ توالى والواثق الا المامون والمعتصم ذلك فى عنهم
السنة ،فرأى بنو العباس أن الأمر لا يستقيم أهل مذهب الرعية على وكان جمهور
بقاء لأن 6 الناس نفوص فى له الا أثر قليل يكن لم هذا ،ولكن اليهم إلا بالتقرب لهم
الى التقرب عليه ذلك ،فلم يغط نفوسهم الأثر فى له كبر الرجعية كان انكسة تلك
الحكم. فى الفساد من الناس ما يري له مع ه لا قيمة لان العائة ؟ فى الغالب المذهب
زلك العامة من نفوص أئره فى العباسيين والملوك لهذا الانقطاع بين الرعية وقد كان
95
الثقافة اليونانية الا!جنبية :من الثقافات فيه إلى ولجؤوا ، به قاموا الذى العلمى التجديد
ثقافة إسلامية السنة كانت لاْن ثقافة أهل القديمة ، الثقافات من وغيرها والهندية والفارسية
الثقافات هذه من نفروا فلما ، واطمئنانهم العامة ثقة محل علماؤهم وكانْ ، خالصة
ولم ، الملوك أولئك أقبل كما يقبلوا عليها فلم ، منها النفور فى العامة الا"جنبية تبعهم
النافع، ما فيها من بين هذا فى يفرقوا ولم ، حكمهم إلى إليها لعدم صاطمئنانهم يطمئنوا
فى دخيلة الثقافات هذه إلا لأن لا لشىء ، البغض إليهما معًا بعين نظروا النافع ،بل وغير
عليها، المسلمون أن يقتصر ،فيجب الخالصة الإسلامية ،وأنه لا قيمة إلا لثقافتهم الإسلام
شىء أن يتفقوا على العلماء والملوك لأمكنهم بين أولئك حسنة ولو كان هناك صلة
بما بريئة ،لينتفع المسلمون علمية فيه نظرة العامة به ،وتنظر تثق ،حتى التجديد ذلك فى
منه ويُنْقَدَ إلا به ، ملكهم عبى أن يحافظوا يمكنهم ،ولا عنه لهم نافع لا غنى علم فيه من
شىء الاتفاق على العلماء والملوك لم يمكنهم من الصلة بين أولئك انقطاع تلك ولكن
منه يقف أن فيه إلى الأمر وآل ، الفريقين بين به الجفوة زادت حتى ، التجديد ذلك فى
هذا أواخر الملوك فى أولئك عنهم ينصرف لىالى أن ، متعنتا رجعيا موقفأ العلماء أولئك
تلك إلى ينظرون ،وكانوا جانبأ كانوا ألين منهم لأنهم المعتزلة ، من خصومهم إلى القرن
المعتزلة ،ولكن السنة أهل يغلو كما أمرها فى يَغلون ،ولا إنصاف الأجنبية نظرة الثقافات
القرن هذا اواخر الملوك فى أولئك إلى انضمامهم يؤثِّر ،فلم أتباع بين العامة لهم يكن لم
من لمَا كان ، منها نفرتهم زاد فى ،بل الجديدة العلوم تلك على إقبال الناس فى شيئا
العلوم تلك من هذا الموقف الرجعى السنة فى أهل ولا يفوتنا بعد أن ذكرنا وقوع "
السنة اهل خلط هذا القرن هو فى الحكم إصلاح فى الإخفاق الجديدة أن نذكر أن سبب
على تقتصر الفرق لم تكن لأن هذه ، الفرق السابقة بين السياسة والدين من وغيرهم
،بل إلى السياسة والحكم الحقيقة ترجع فى النكسة الرجعية ،وهى تلك إصلاح محاولة
من تعالى وغير ذلك اللّه فى القدر وصفات النكسة آراء أخرى إلى رأيها فى تلك تضم كانت
تلك إصلاح الخلط بهذا والتبس ، والسياسة الدين بين هذا فى الدينية ،فخلطت الأمور
آخر، لها ولا لا أول متاهات الدينية فى الخلافات بهذه لأنها وقعت ، الرجعية النكسة
إصلاح ،مع أن محاولة المتاهات النكسة الرجعية بين هذه تلك إصلاح طريق فضلَّت عن
ان تبقى فرقأ سياسية خالصة " ،وكان الواجب الأول فى ظهورها السبب هذه النكسة كانت
ن أ ،ولاسيما والسياسة فيه بين الدين تخلط ولا السياسى الإصلاح هذا أمرها ،على تقصر
دينى فساد بينهم يظهر ،ولم أمر دينهم فى وفاق على الفرق هذه ظهور كانوا قبل المسلمين
نافع، فيها إلى رأى أن يصلوا الغاية السياسية لا"مكنهم تلك ولو أنهم اقتصروا على
فى عداوات ،ولم يوقعهم تُعَذ ولا لا تحصى الدينى إلى خلافات بهم الخلاف ولم يتشعب
لا ، سياسيأ خلافا أصله فى كان بينهم الخلاف أن مع ، فيها بعضا دينية كفَّر بعضهم
النكسات عدد الطين بلة ،واكثروا من غايتهم عن زادوا بهذا الانحراف وقد
انقلاب فى سياسية رجعية :نكسة ثلاث رجعية نكسات المسلمون فى ،فوقع الرجعية
الاجتماعية انقلاب وحدتهم اجتماعية فى رجعية ،ونكسة استبدادى إلى حكم حكمهم
الديية إلى فرق وحدتهم انقلاب دينية فى رجعية ودينية ،ونكسة جنسية إلى عصبيات
تجديدات أهم الأخيرة تجديداً من بهذه النكسة أضاعوا ،وقد بعضا بعضها يعادى
لأن ؟ الاختلاف عند المداوة فى سببا اتخاذه وعدم ، الرأى فى التسامح َ،وهو الإسلام
يكون د!انما ، واقتناع إقناع فيه يكون فلا ، التعصب فيه تثير والعداوة ، واقتناع إقناع الرأى
. الصواب إلى المختلفون ،ولا يصل الحقيقة تضيع ذلك ،وفى والجمود فيه التعنت
: القرن هذا فى أيضأ ظهرتا رجعيتان نكستان هناك وكان
الرعية وتعاليهم الملوك فى استبداد ،لأن بين المسلمين الطبقات نظام :ظهور اْولاهما
وبهذا ، بالضعفاء فيها الا!قوياء واستبداد ، بعض على بعضها تبعه تعالى فيه عليها
السيادة فى والعظماء وأصحاب الا"مراء الغنى والتعاظم من فى طبقة مسرفة هناك ظهرت
،ولا تكاد به بطونها ما تشبع تجد ،فلا تكاد الفقر من بالتراب لصقت قد ،وطبقة الدولة
لا تشعر الثانية أنها صارت على الطبقة الأولى تعالى بلغ من ،وقد به أجسامها تجد ما تستر
شهواتها فى أموالها دانما تنفق ، الزكاة ونحوها مالها من فى لها حقا أن ترى ،ولا بها
تجود به فى فى هذا ما كانت ،ويدخل عند حد إسرافَا لا يقف فى ذلك وملذاتها ،وتسرف
المتملقين، كبرياءها من يرضى الشعراء ،ومن يمدحها من من الشهرة والمجد على كسب
التى الواسعة بالضياع تجود كانت بل ، الدنانير والدراهم من بالألوف عليهم تجود ممانت
بنت فى زدراج المأمون بخديجة ما حصل ذلك ولا يعذ ،ومن تملك منها ما لا يحصى كانت
الأموال ما لم ينثره ولم من فى ذلك بوران ،فقد نثر الحسن التى تسمى بن سهل الحسن
بنادق والقواد الهاشميين أنه نثر على ،وذلك إسلام ولا فى جاهلية فى قط يفعله ملك
البندقة اذا ،فكانت وغير ذلك دواب وصفات جوار وأسماء فيها رقاع بإسماء ضياع مسك
61
الى فيها ،فيمضى وسعوده (قباله قدر فتحها فقرأ ما فيها ،يخجد على فى يد الرجل وقعت
كذا من طوج يقال لها فلانة الفلانية من فيقول له :ضيعة لذلك نُصب الوكيل الذى
على ذلك نثر بعد ،ثم كذا bبة صفتها و لها فلانة الفلانية ، يقال ،وجارية كذا رشاق
، المأمون وقواده على وأنفق ، الفبر وبيض المسك ونوافج الدنانير والدراهم الناس سائر
المكارين والحمالن ،وعلى جنوده أيام مقامه عنذه كان معه من ومن أصحابه جميع وعلى
من أحد ،فلم يكن ويخره تابع ومتبوع ومرتزق من العسكر ضمه من وكل والملاحن
تعتلفه البهائم. مما ولا يطعم مما المأمون شيئأ فى عسكر الناس يثرى
ظهورها ،وكان الصوفية باسم التدين تسمى فى مرفة جماعة والثانية :ظهور
،فأراد هؤلاء السابق النحو على الغنى مظاهر فى والعظماء الملوك والأمراء لاسراف نتيجة
أوقاتهم شغل الزهد فيها ،وفى ب!سرافهم فى الدنيا حب فى الصوفية أن يقابلوا اسرافهم
فى القرن الأول أن الاصلام بكره الإسراف الكلام على فى سبق بال!نصك والتعبد ،وقد
بظهر بذلك يكره من الدنيا ،ولهذا.كان عمر فى حب ،كما يكره الاصراف الزهد والنك
نفر الأول القرن أواخر فى عمر بعد ظهر وقد ، اماتة الدين الى أنه يؤدى ،ويرى المظهر
، الصوف باسم الصوفية ،بل قيل لهم أصحاب يُعرفوا لم ،ولكنهم الصوف بلبس ظهروا
لأن فيه (علانا عن يكره لباسم ،وكان ا!ية أصحاب يسميهم البصرى الحسن وكان
السنجى لفرقد كانوا يقولون الرهبنة ،حتى من ،لأنه يمثل نوعأ والتقوى الزهد
من أخذا الصوفية باسم ،وسُموا الزهد فى المبالغين عدد الثانى كثر القرن جاء فلما
الملوك إعمراف لأن ، مبتدعن يرونهم كانوا أن بعد بهم وفُتن الناس ، الصوت لبسهم
المتصوفة الذين يظهرون هؤلاء عليهم يؤثرون الننى جعلهم مظاهر والعظماء فى والأمراء
هارون الزهاد مع العلماء بن المبارك من الله لبد هذا ما حصل بمظاهر الفقر ،ومن
وتقطعت ، اليه الناس فاحتفل المبارك ، ابن الرئة ؤرد هارون ف!نه لما قدم ، الرضيد
رأت فلما ، الخشب قصر برج من هارون أم ولد فأشمرفت ، النبرة وارتفعت ، النعال
الملك، هو هذا والثه : فقالت ، خراصان عالمُ ؟ قالوا 3 هذا ما : تالت وكثرتهم ، الناص
والعصا والثمرط والأَعوان . بَالو! إليه الناس الرثيد الذى يجمع هارون لا ملك
أصحابه يطعم أمثل رهاد هذا القرن ،فكان من بن المبارك كان الثه أن عد على
الا مع لا يثله شيئأ إذا اثتهى وكان ، صائما نهاره هو ويظل ، والخبيص الفالوذج
عجلة على سفرته تحمل ،وكانت ع! لا حساب :بلغنا أن طعام الضيف ،ويقول ضيف
. بن يعقوب منه فرقد بالبصرة :صضع أن البخة القاموس فى جاء ()1
6I
ابن لسفرة مشويا دجاجأ حاملين بعيرين :رأيت الطالقانى أبو اسحاق ،وقال أو عجلتين
قل، المال قد كان (ن : فقال . الناس صلة من فقلل ، المال قل قد : مرة له وقيل : المبارك
: يقول أيضأ ،وكان اليوم فقط الدنيا الا قوت من :ليى يقول .وكان قد نفد ف!ن العمر
له ما ذكر .وقد الناس سؤال عن بها وجهه الدنيا ليصون (مساك الزهد العبد عن لا يُخرج
،ولكن بذكرهم قوما يُستشفى ذكرتم :لقد ،فقال منِالبادة أصباط بن بوسف عليه كان
وشهود لعيادة المرضى لحةنج!ا ؟ ومن الثه رسول لستن فمن ذلك النابر جميعهم إن فعل
الزهد القرن فى هذا مَن متصوفة تغالى من أشذ أدهم (براهيم بن يكون وقد
كئير عن إلى بنداد ،وأخذ أولاد الملوك ،فتفقه ودخل كورة بلخ من ،وكان من والنك
،ويشترك والطحن البساتين والحمل العمل بالحصاد وحفظ العلماء ،وكان يعيثى من من
كيليكيا -عبد لأبيه يحمل أرض -من جاءه الى المَصيصة مع الغزاة فى قتال الروم ،وقد
مالأ عظيمًا ،فأعتق وخلف ، فى بلخ مات قد اباه ،ويخبره أن درهم الاف اليه عثرة
تحته، فروَا لا قميص الثاء فى يلبس يعبأ بمال أبيه .وكان ،ولم الدراهم ،ووهبه العبد
التراب ؟ وقد الطعام الحلال يثل ،وكان (ذا لم يجد ولا يخذى الصيف ولا يتعمم فى
ما كان لى طعام الا الطين نفى أن أعين على الطين ،وقال :لولا أخاف شهرأ يثل مكث
لا : ويقول ، ما استطاع والطعام ا!ل يقلل وكان . أموت أن إلى الحلال أجد حتى
لوقع. الريح 0 نفخته ،ولو فيه روح ليس وكأنه يُرى كان ،حتى الصًرف الحلال يحتمل
الصلاة فى على لا تجب حتى :إنى لأتمنى المرض وكان يكره الاختلاط بالناس ،ويقول
فيجدونه الناس ،ف!يجىء خارج بابه من يغلق .وكان ولا يرونى الناس ،ولا أرى جماعة
كالتى فروا منها، رجعية نكة أن هؤلاء الزهاد المتصوفين قد وقعوا فى ولا شك
استئثارهم فى الملوك والأمراء والعظماء لرجعية العلاج الصحيح ما فعلوه هو يكن ولم
، الطبقات نظام محو بهذا على يعملوا لم لأنهم الفقراء ، طبقة على ،وتعاليهم بالأموال
الفقراء الفقراء بتعالى على تعاليهم يقابل أن ،ورأوا الفقراء طبقة إلى أنفسهم و(نما ضموا
هذا ومثل . الأغنياء على التكبر : فقال ، 3 التواضع ما : المبارك ابن سئل وقد . عيهم
وجعلوهم الفقراء الى بهذا أساءوا أراهم دانى ، الرجعية النكة لهذه حلأ لا يصلح
به ،وظنوا ورضوا فقرهم الى ،فركنوا الدين فى المثل الأعلى الفقر هو مظهر أن يفهمون
الفقر بين الملمين، حب لهذا أثره فى يثابون عل!يه ،وكان قناعة وتواضع أنه مظهر
دول من لهم ما كان بفقرهم عليهم الدنيا ،وضاع فقراء فى غيرهم دون صاروا حتى
Ir
فى دينه هو محاربة أن أهم شىء نسى جزاء من باهرة ،وكان هذا ،وحضارات عظيمة
يزعم كما مقدسًا فيه شيئا الفقر يكون أن فلا يمكن ، الزكاة ونحوها من بما فرضه الفقر
أتوا الذين المتصوفة من القرن هذا فى حالا أحسن هذا كانوا مع ،ولكنهم المتصوفة أولئك
بعدهم.
الرجعية هذه النكسات يصلح إلى مجدد هذا القرن محتاجين وقد كان المسلمون فى
ما بين شعوب ويزيل ، سياسى نفور من وحكامها ما بين الرعية فيه ،ليزيل التى حدثت
ما بين ويزيل ، دينى نفور الدينية من الفرق ما بين ويزيل ، اجتماعى نفور من الدولة
فيها أولئك التى سيوقعهم الوهدة فى الوقوع من ،ويمنع المسلمين دنيوى تفاوت من طبقاتها
والاجتماع أمور الدين والسياسة فى شامل (صلاح المسلمين على ،ويجمع المتصوفة
تنتكس ولا ، القرن هذا إليها فى وصلوا الىَ العلمية النهضة تطَرد تلك حتى ، والعلم
المأمون من هذا القرن مجددى من المتقدمون ذكر ،وقد منها نفرة عامتهم بسبب
من الرضا موسى بن الفقهاء ،وعلى من وأشهب واللؤلؤى الأمر ،والشافعى أولى
،وفى الزهاد من والكرخى ، المحذثين من معين القراء ،وابن من ،والحضرمى الإمامية
،فلنهتم القرن هذا فى إليه المسلمون يحتاج الذى المجدد إلى أقربهم المأمون كان أن رأص!
دراسة لأنها تغنى عن والكرخى الشافعى إليه دراسة أن نضيف بينهم ،على بدراسته من
*!*
64
العباسى المأمون
المسصور ، المهدى بن أبى جعفر الرشيد بن محمد المأمون بن هارون الثه عبد هو
تسمى فارسية أمه أم ولد ،وكانت م 786 هـ- 017 سنة ،ولد العباس بنى سابعُ ملوك
وهثم أبيه من الحديث ،وسمع فى نفاسها به ،وقد قرأ العلم فى صغره ماتت مراجل
وأيام والعربمِة الفقه فى ،وبرع اليزيدى عن الأدب علوم ،وأخذ العؤَام وغيرهم وَعئاد بن
عهد قد الرشيد ابوه هارون وكان ، فيها ومهر وعلومها عُنِىَ بالفلسفة ولما كبر ، الناس
بن جعفر بنت زبيدة ام الأمين وكانت ، للمأمون بعده من ثم لابنه الأمين بعده بالأمر من
بن بن محمد بن الربيع بن يونس له وزيره الفضنل زين أبيه بعد ولى ،فلما المنصور
أخاه ويخلع بعده لابنه موسى من أن يعهد بن عفان عثمان مولى بن كيسان الله عبد
المقاومين للنفوذ العروبة يتزعم خالص لم يكن الربيع !ان بن الفضل المأمون ،.وكان
عليهم يغلب وكان ، فيها العرب نفوذ تقوية على ويعمل ، العباسية الدولة فى الفارسى
الأمين للفضل الث!يعة ،فلما سمع مذهب الفرس على السنة ،كما كان يغلب أهل مذهب
أمره أن تراجع يلبث ،فلم وفضلا وعلمَا حزمأ دونه الأمين ،وكان للمأمون الفرس انضم
هـ- 891 قتله سنة بعد الملك وتولى ، له الغلبة عليه فتمت ، أمام أخيه ضعفه وظهر
م. Arr هـ- فيه إلى أن توفى سنة 218 م ،وقد مكث 813
بنى العباس حزمًا وعزمَا وحلمَا وعلمَا ورئا ودهاة وهيبة رجال المأمون أفضل وكان
يعرف الرشيد أبوه هارون للانتقام ،وكان ،كارها للعفو ،مجا وسماحة وسزددا وشجاعة
حزم المأمون - يعنى الله - عبد فى لأعرف :ه (نى عنه أنه قال روى ،وقد الفضل له هذا
نفسه- يعنى الرابع - إلى أنسبه أن أشاء ولو الهادى وعزة ، المهدى ونسك ، المنصور
،مبذًر انه منقاد الى هواه لأعلم ،دانى عليه - الأمين يعنى - محمدا قذمت ،وقد لنسبته
بنى وميل - زبيدة يعنى - أم جعفر ،ولولا رأيه الإماء والناء فى ،يثماركه يده حوته لما
بِعَمرِه - ( :معاوية فيقول لنفسه ذلك المأمون يعرف " وكان الثه عليه عبد لقدمت هاشم
! . بنفى وأنا - بن يوسف -يعنى الحجاج -وعبد الملك بحخاجه بن العاص يعنى عمرو
قبله، فيها سلفه سار التى العلمية النهضة اليه فى الملك اس المأمون حين سار وقد
فلاسفة وفمَهاء العلماء من بين المسلمين أعاظم ،وظهر إلى ذروتها فى عهده وصلت حتى
، العلوم فى الدنيا أئمة فكانوا العلماء طوائف من هذا ،وغير وأدباء ومؤرخين ومح!ثين
العالم. فى دولة أعظم العظيمة العلية النهضة بهذه الدولة العباشة وكانت
اختلافهم بسبب قائمة بيهم الجفوة التى كانت تلك على ،ليقضى الدين والعلم والحكم
كل لاْن طائفة منها لعلمها كل تتعصب العلم إلى طوائف ،وفى متعادية فى الدين إلى فرق
فى اختلافهم بسبب ،وكذلك ما جهلوا أعداء ،والناس الأخرى ما عند طائمْة منها تجهل
التقرب من الملوك يعملودخ عبى من ،وقد كان سلفه الحكم إلى عباسيين وعَلويين وغيرهم
السنة يتجافونهم أهل ،وكان العامة فى الغالب المذهب هو كان مذهبهم السُّنة ،لأن أهل
فيما قد مال إليهم طمغا كثير منهم ،دمان كان الرعية بهواهم وحكمهم لاستبدادهم
العدل بقدر ما يمكن، ومعاونتهم على مقاطعتهم من الضررين ،أو ارتكابا لأخف عندهم
بين الحاكم هذه الذبذبة الاجتماعية ،وأراد أن يجعلها علاقة خالصة المأمون عن فلم يرض
والرعية.
له الحقيقة أنه كان ولكن المعتزلة ، عقائد على المأمون كان أن بين الناس والمعروف
لأنه كان غيرهم من المعتزلة اكثر ميلاَ إلى كان ،دان ينفرد به وحده والعلم الدين فى رأى
الزاهر للفلسفة العصر هو عصره كان ،حتى بالفلسفة وعلومها خالصا إيمانا يؤمن
ما، حد تأثروا بها إلى أمر الفلسفة ،هـان كانوا قد فى كانوا يقتصدون والمعتزلة ، الإسلامية
المعتزلة فى المأمون يخالف كان وقد ، منها الاستفادة إلى الإسلامية الفرق أقرب فكانوا
المامون المعتزلة ( :إن زعماء من أشرس بن ثمامة قال ولهذا ، عقائدهم أهم القدَر وهو
إلا المعتزلة يوافق المأمون لم أن ،والظاهر بالقدر()1 القول ا لتركه أنه سُنى يعنى - عامى
خير أن فرأى ، رأيه متأثر فيها برأىِ غير غير الجديدة نزعته المأمون فى مصى وقد
فيما يخها البحث ليدور ، مناظرة مجالس لهم يعقد الدينية أن بين الفرق للجمع" وسيلة
الخلاف بينهم ،ويزول ودليل دعوى منهم ما عند الآخر من كل ،ويعرف خلاف بينهم من
له -أن يجمع التُنة قضاته -وكان من أهل قاضى بن كثم بالإقناع والاقتناع ،فأمر يحى
فلما ، رجلا أربعين أعلامهم له من فاختار ، بغداد أهل من العلم وأهل الفقهاء وجوه
والعلم ،فلما فنون الحديث فى ،وافاض مسائل عن ،وسأل المامون لهم جلس حضروا
مجلسنا ان يكون لأرجو انى ، " :يا أبا محمد كثم بن ليحى قال المجلس ذلك انفضن
وأصلح ما هو أرضى على هذه الطوائف لاجتماع سبئا إتمامه وتأييده على الله هذا بتوفيق
. ! كرها فيرد بالعدل ،داما معاند طوعا فينقاد فيتبين وشّبت ،إما شاكٌ للدين
لم تكن نبيلة ،ولكنها إصلاحية المأمون ،وغاية من محمودة نزعة أن هذه ولا شك
66
،لأن الفرق نشأ بين تلك الذى الخلاف ذلك المسلمين فى كلمة لجمع ة ا.ناجحة 2 الوش
فيه! لمن الظفر كثيرا ما يكون ،بل دائما الحق فيها لصاحب الظفر لا يكون ،5ا! اظرة ا مرا
بين طبيعى أمر الخلاف هذا مثل أن على ، معه - الحق يكن لم وإن كلاما أفصح يكون
فى سببا إذا صار انحرافه تقويم يمكن لىانما ، الوسائل من (زالته بوسيلة ،فلا يمكن الناس
،ويستحل بعض حربَا على بعضها ،فيصير ،وأثار بينها العداوة والبغضاء الفرقة بين الأمة
المحق. هو ،والضعيف المبطل هو القوى يكون ،وقد فيها دم الضعيف القوى
من الطغيان أهل بنى أمية ،ويتقرب عهد فى المعتزلة يُضطهَدون القدرية من كان وقد
القسرى خالد قتل ،كما القرآن أو خلق بالقدر القول يُظهر من العامة بقتل إلى حكامها
، القرآق بخلق قال من أول الجعد وكان , الملك عبد بن أيام هشام فى درهم بن الجعد
تقبَّل :انصرفوا وضخُوا وقال للناس فى اَخر خطبته فى يوم أضحى حبسه فأخذه خالد من
بهذا إلى ليتقرب فذبحه نزل ،ثم درهم بن اليوم بالجعد أضحى أريد أن ،فإنى منكم اللّه
الرعية، الظلم الذى أرهق عن الدولة ،ويشغلهم الفساد الذى شمل ،ويلهيهم به عن العامة
من شىء هذا فى ،وليس صاعين السنة الصاع كالوا ،هل المعتزلة بعد ذلك فلما ظهر
ن ا يبيح ،ولا او العلم أو السياسة الدين فى الخلات فى هذا لأنه لا يقر مثل ، الإسلام
، مأجور الخلاف فى المصيب أن لأنه يرى ؟ الناس بين للعداوة سبئا الخلاف هذا يكون
،ولا دنياهم فى إخوانأ الواحد أو الوطن الواحد أبناء الدين ،ليعيش فيه معذور والمخطىء
الفرق اصلا بين تلك لإزالة الخلاف راَها فى الوسيلة التى أن المأمون قد وضع على
ن أ كثير! ما يرى المختلفين من واحد كل لأن ، يراه معانداَ بالكره من رد وهو ، خطيراَ
أو تعذيب من سجن بوسائل الكره رأيه على لنفسه حمله معاند ،فيستحل الآخر
المقصود منه، إلى عكس هذا يزيد الخلاف حذَة ،ويؤدى ،ومثل الوسائل من أو نحوهما
القول بخلق الكره على السنة بوسائل أهل أن يحمل المأمون لنفسه بهذا الأصل ؤقد استحل
عهد وفى عهده هئم الدولة فى كبر حدةً بين المسلمين ،وجعل القرآن ،فزاد الخلات
" الشؤون كثير من به عن هذا الرأى ،فانصرفت الناس على بعده حمل المعتصم والواثق من
ولا تنفع. فتنة تضر به فى زمنا لا يستهان النافعة ،وضيعت
اراد بها ، المسلمين بين الحكم مسألة فى جديدة نزعة إلى المأمون أيضأ توجه وقد
قام من الذى السياسى الخلاف ذلك من ما بينهم ليزول ، فيه بين كلمتهم يجمع أن أيضا
،وقد والبغضاء العداوة بينهم ونشر ، الحكم على كلمتهم ،وفرق عفان بن عثمان عهد
67
القصة هذه هذا من ،ولا أدذَ على أيضا النكسة ب!خلاص هذه إصلاح نظر المأمون فى
التى نسوقها:
بن صالح عليه على يوئا للمناظرة فدخل جلس المأمون بن أكثم أن يحى روى
، مشمرة غلا! بيض ثياب عليه بالباب واقف :رجل :يا أمير المؤمنين ،فقال الحاجب
قد ثياب عليه رجل عليه فدخل . له :ائذن المأمون فقال . للمناظرة الدخول ويطلب
الله، ورحمة عليكبم :السلام ،فقال البساط طرف على ،فوقف يده فى ،ونعله شمرها
ثم ، فدنا ، ادنُ : قال ؟ منك الدنو فى أتأذن : فقال ، السلام وعليك : المأمون فقال
دئه فيه أن بما تعلم تكلم : فقال ، كلامك فى أتأذن : قال ثم ، فجلس ، اجلس : قال
عليك الملمين من ،أباتجماع جلسته قد انت الذى المجلس هذا عن :أخبرنى ،قال رضا
ولا منهم باجتماع :لم أجلسه . .قال ؟ بسلطانك بالقوة عليهم أم بالمغالبة لهم منك ورضا
لهاما رضا :إما على المسلمون حمده قبلى سلطان أمر المسلمين يتولى كان إنما ، لهم بمغالبة
المسلمين، من ولاية هذا الأمر بعده فى أعناق من حضره معى كره ،فعقد لى ولآخر على
،فأعطوا ذلك: معى العهد لى ولآخر الحجاج الحرام من الله بيت حضر من على فأخذ
عليها، التى مضى هذا البيل على له محى الذى عقد ،فمضى اما طائعين واما كارهين
ومغاربها على الأرض أنى أحتاج الى اجتماع كلمة المسلمين فى ثارق إلى علمت فلما صار
الإسلام ،وانتقصت حبل المسلمين اضطرب عن أنى متى تخيت فرأيت ،ثم نظرت الرضا
،ولم وتعالى الله سبحانه أحكام التنازع ،فتعطلت ،ووقع والفتة الهرج ،وغلب أطرافه
ويسوسهم، يجمعهم له سلطان يكن ،ولم سبيله فى يجاهد بيته ،ولم أحد يحبئ
للمسلمين، بهذا الأمر حياطة ،فقمت ظالم لمظلوم من ،ولم يؤخذ السبل وانقطعت
على المسلمون يجتمع أن ،الى أيديهم ،واَخذا على لشلهم ،وضابطا لعدوهم ومجاهذا
المسلمين، من كرجل الأمر إليه ،وكون به ،فأسلم الرضا على عليه كلمتهم تتفق رجل
به ورضوا رجل على اجتمعوا المسلمين ،فمتى الى جماعة رسولى أيها الرجل وأنت
المامون على ،فأمر الثه ،وقام ورحمة عليكم :السلام ،فقال الأمر هذا إليه من خرجت
يا :وجهت وقال ثم رجع ذلك ،ففعل مقصده يعرف طلبه من بأن ينفذ فى ابن صالح
: . .فقال 3 الرجل :لقيت فقالوا له رجلا عشر فيه خمسة مسجد أمير المؤمنين إلى
المسلمين أمر فى أَنه ناظر ذكر ، خيرا إلا قال ما : قال . . ؟ لك قال فما : قالوا . نعم
الظالم، من للمظَلوم الله ،ويأخذ سبيل فى والجهاد بالحج ،ويقوم سبلهم أن تأمن الى
،قالوا:. إليه منه الأمر إليه ،وخرج سلم برجل المسلمون ،ف!ذا رضى الأحكام ولا يعطل
هذه على ،ولكنه لم يقتصر حكمه الصالحة فى النية المأمون هذه وقد كان يكفى
بيته من غير أهل رجلا فى تنفيذها ،واراد أن يختار هو للمسلمين الصالحة ،بل مضى النية
68
إلى هذا عليه ويلى الأمر بعده ،وقد كان المسلمون منقسمين تجتمع كلمتهم العباسن من
،من قرشيا أن يكون أنه يجب السنة كانوا يرون ،فأهل الولاية عليهم له حق فيمن العهد
أنه لا والمعتزلة يرون ،والخوارج علويا أن يكون أنه يجب يرون ،والشيعة كان قريثى أى
المسلمين. لجميع ثابت الحق هذا ،لأن علويا ولا قرشيا أن يكون يجب
بمدينة أوليائه ،وكان المأمون خواصَّ جمع م - 816 هـ- 2 0 1 - سنة فلما كانت
افضل وقته أحد فى ،فلم يجد ك! ولد العباس وولد على أنه نظر فى مَرو ،فأخبرهم
على اسمه ،فبايع له بولاية العهد وضرب الرضا موسى بن على بالأمر من ولا أحق
اللباس من رالة السواد ? ب وأمر ، أم الفضل بابنته ابنه محمدَا وزوج ، الدنانير والدراهم
العلويين. شعار ،وهى بدله الخضرة ،ووضع العباسيين شعار ،وهو والأعلام
العلم من عظيم جانب على م ،وكان 767 هـ- 015 الرضا سنة وقد ولد على
التى تجمعن والخصال بن موسى على مدح :علام تركت قيل لأبى نواس ،وقد والورع
إلا (عظامأ ذلك لأبيه ،والله ما تركت خادمأ جبريل إمام كان مدح :لا يستطيع فيه ؟ فقال
البيهِ الكلام فى فنون من الناس طرا أحسنُ قيلَ لى أنت
علويا لكونه يكون ان قبل ، الخصال هذه لما امتاز به من المأمون له كان فاختيار
كما يزعم اعتقاد شيعى اخياره له عن كما تعتقد الشيعة ،فلم يكن أو لكونه إماما معصوم!
بين المسلمين، الأمر شورى اختاره ليجعل دانما المؤرخين ، من الأمور بظاهرها ياخذ من
له: المأمون قالت ا! بيت أن بعض الصولى ،وقد روى ولا يستأثر به العباسيون وحدهم
والأمر فيهم، برهم على منك اقدرُ والأمر فيك بن أبى طالب بر أولاد على على إنك
،ثم عمر، شيئا هاشم بنى من احدأ لم يول ولى لما لأن أبا بكر ما فعلت :إنما فعلت فقال
اليمن، . الله وعبيدَ ، البصرة عباس بن اللّه عبدَ فولى على ولى ثم ، كذلك عثمان ثم
أعناقنا فى هذه فكانت ، شيئا ولاه حتى منهم حدأ l ،وما ترك البحرين ،وقثم ومعبداَ مكة
لا عقيدة المكافأة ، هذه فعله باعثه على من أيضا فكان ، بما فعلت ولده فى كافأته حتى
أنه كان عنه نقل وقد ، غيرهم من المرجئة كثر يميل إلى المأمون كان أن والحقيقة
الصحابة، من غيره على على تفضيل رأيه فى هذا الملوك ( )1ولا ينافى دين :الإرجاء يقول
- 45 9طويل فى كتاب بغداد لابن طيفور -ص كلام بن كثم من وقد قال فى ذلك ليحى
96
أنه لا يجوز وظنوا ، !ت طالب أبى بن على تفضيل فى علينا ما نقوله ة فطائفةٌ عابوا
،فكيف الحجاج أنتقص أن ،والله ما أستحلُّ السلف من غيره إلا بانتقاص على تفضيل
قيمته لعل الذى أو بالشىء أو بالخشبة العَود من ليأتين بالقطعة الرجل ،و(ن الطيب السلف
يده عليه، وضع ،أو قد عل!هجم للنبى كان هذا :إن ،فيقول أو نحوه إلا درهما لا تكون
بالنظر وأتبرك وعينى وجهى على ،ثم أضعه وأكثر دينار وأقل بألف فيه ،فأشتريه أو شرب
ماله ودمه دونه، وبذل قد صحبه من ،وحرمة أصحابه حق لا أرعى إليه وبمسه ،فكيف
فى هذا يكن لم ولو والله . . ! الله سبحان يا ، العسرة وأوقات الشدة أيام معه وصبر
الصحابة فى الشيعة جمهور لا يعتقده هذا ! ومثل جميلا الأخلاق فى لكان معروفا الدين
،فالمأمون بهذا عليأ وتاخيرهم وعثمان وعمر أبا بكر تقديمهم فيه ،بسبب اعتقادهم لسوء
على. تفضيل الثسيعة فى يوافق ،لىان كان الشيعة السنة من المرجئة وأهل إلى أقرب
،فثار عامتهم الرضا بيعة علىّ من المأمون ما فعله بلغهم حينما بغداد ثار أهل وقد
مما سبق، باعثه عليه يفهموا ،ولم للتشيع إيثارَا رأوا فيما فعله ،وقد السنة اهل من لأنهم
خلع ،فاجتمعوا على على العباص إلى بيت من بيت وثار العباسيون لأنهم رأوا الأمر يخرج
طراز من إبراهيم يكن ولم ، التُنى الخليفة ولقبوه ، المهدى بن إبراهيم وتولية المأمون
ب!يثاره ، الذى قضى المذهبى هو التعصب ،ولكن الرضا فى العلم والفضل المأمون وعلى
: بغداد بايعه أهل حين الخزاعى فيه دعبل قال الغناء ،ولهذا إجادة أمره كان أن أظهر مع
مائق()1 أطلس كل إليبما فهفا وأهله بالعراق نعر ابن شكلة
بغداد لا يمكنه أن يدنو بعيدا عن ،ومكث شديد فى حرج وقد وقع المأمون من ذلك
أنهم يُعلمهم بغداد إلى أهل م ،فكتب 818 الرضا سنة 2 30هـ- على منها إلى أن مات
إليهم بجيثمه ،فسار جواب أغلظ جوابه ،فرذوا مات ،وقد ما نقمبرا عليه الا ببيعته لعلى
عفا أن إلى المهدى بن إبراهيم اليه ،واختفى الناس تسلل بغداد من قرب مَرو ،فلما من
عنه.
حكم فى الأمر وترك ، أيضا السياسى الإصلاح هذا المأمون فيما أراده من فأخفق
طريق هناك ،وكان بعد ذلك إصلاحه ،ولم يحاول الفاسد طريقه فى المسلمين يجرى
ان يبقى الحكم ،وهو منه إلى النجاح ،وأقرب الحكم هذا الطريق فى إصلاح من أسهل
رأيهم فيهم ،ثم يجعله حكفا مع سوء غيرهم فى العباسيين الذين كان العامة يؤثرونهم على
،وهذا مصلحتها الملك فوق مصلحة ،ولا يجعلوا مصالحها رعاية فى ،لينوبوا عنها الا!مة
او غيرهما. الملك عباسيًا أو علويأ أن يكون بعده ،ولا يهم الحقيقى الإصلاح هو
ما كان يتمتع به المأمون على السابق يدل الشكل بذلك الإصلاح التفكير فى ولكن
لجعله هو يكفى هذا القرن ،وهذا فى رأ! رجال غيره من فى عقلية ممتارة لا توجد من
الى ظروف يرجع ف!ن ذلك إصلاح من فيما قصده المجدد الوحيد فيه ! ،اذا كان قد أخفق
قد كانوا ولكنهم ، المسلمين خير إلى ذلك فى لأنه قصد ، إليه مما يرجع اكثر عصره
أغراضه تناوئه وتعاديه ،وتشوه ،فاخذت الإصلاح عن أعماها التعصب انقسموا إلى فرق
العلماء الجامدين، العامة من عليه العامة وأشباه وتؤلب ، والتجديد الإصلاح فى
إلر ،التجديد، نزعته المأمون فى مناصرة إلى غيرها من أقرب المعتزلة طائفة وكانت
لا محدودة ثقافة ذات لأنها كانت ، عليه نقمة الطواثف أشد السنة أهل طائفة وكانت
بعين ،وينظر الثقافات من بغيرها يضيق الثقافة هذه ،وصاحب الفقه والحديث علم تتعدى
بنقل رأته يهتم المأمون حين النقمة على على هذا حملها ،وقد ثقافة أجنبية كل إلى البغض
دينهم لينتفعوا بها فى دراستها فى المسلمين ويحبب ، اللغة العربية إلى الأجنبية الثقافات
بايع لعلى بغداد حين ما كان من إثارتها عليه أهل فى ذلك الأعمى تعصبها ودنياهم ،ومن
مما لا تحمد ،وهذا السنة أهل لأنه من المهدى بن إبراهيم عليه ،ففضلت فيما سبق الرضا
له دون يصلح بحيث يكن ،ولم لمثل هذا صالحا يكن لم إبراهيم ؟ لأن الطائفة هذه عليه
مسألة فى عليها جام غضبه ،فصت المأمون أخيرأ بهذه الطائفة ،وقد ضاق الرضا على
خصامها فى وتغالى فيه ، خاصمها الذى الميدان اختيار يحسن لم كان ،دان القرآن خلق
المعتزلة تهم التى كانت المسألة هذه فى يغالى له أن كان المعتزلة ،وما من بتأثير خصومها
الى الفلاسفة من أن مذهبه كان أقرب ،وقد سبق فى نطاق مذهبهم ،لأنها تدخل وحدهم
وغيرهم. المعتزلة
الخلافات من فىْ دولته ،ب!زالة ما كان الاجتماعية النكسة المأمون إصلاح فات وقد
يحاول أن عليه وكان ، الفقراء وطبقة الأغنياء طبقة بين الكبير الفارق ومن ، الجنسية
النهضة تلك شيئا ،إلا ما كان من أن يفعل دون عهده ،وبهذا مضى أيضا ذلك اصلاح
العلمية.
** *
71
الإمام الشافعى
م ،وهى 767 هـ- 015 ،ولد سنة الشافعى بن إدريس محمد الله هو أبو عبد
الفقهاء بها من كان من بمكة على العلم طلب ،وقد فيها الإمام أبو حنيفة السنة التى توفى
له أذن حتى ، الطلب سن فى لا يزال وهو ، الفقه فى عظيما شأنا فبلغ ، والمحدثين
مكة من الفقه ،فرحل من بما حصله لم يقنع .ولكنه الزنجى خالد بن مسلم شيخه بانفُتيا
سنة عنده إلى ان توفى ،فمكث الامام مالك على والحديث الفقه ليدرس المدينة إلى
منه ،فتولى أعمال الدولة يكتسب من نفسه الى عمل م ،وحينئذ اتجهت 597 هـ- 917
بينه وبين هذا فأفسد ، الملق والصانعة لا يقبل فيه عادلا ،وكان اليمن من بنجران عملا
بالميل إلى ويتهمه ، بغداد له فى يكيد أن على وحمله ، الوقت ذلك فى اليمن والى
هذا ،وكان التهمة بهذه أيضا اتهموا تسعة مع بغداد الى ب!حضاره ،فأمر الرشيد العلويين
فقبه، له أنه رجل مما اتهم به ،وذكر الرشيد عند الث!افعى فتبرأَ ، م 08 0 هـ- 184 سنة
من ،وهو بن الحسن الرشيدُ عنه محمدَ ،فسأل ذلك بعرت بن الحسن وأن قاضيه محمد
شأنه، من رُفع عليه الذى ،وليس كبير حظ العلم :له من ،فقال حيفة أبى أصحاب
التهمة. تلك .ونجا بهذا من أمره فى أنظر حتى إليك :فخذه له الرشيد فقال
الرأى ،كما بُعرفون بأصحاب ،وهم فقه العراقمِن حامل بن الحسن محمد وكان
العراق على فقه أهل الشافعى يدرس ،فأخذ الحديث بأصحاب كان فقهاء الحجار يعرفون
أقام ببغداد فى ،وقد الحديث أهل وفقه الرأى له فقه أهل اجتمع ،حتى الحسن بن محمد
،فاقام بها الفقهين بين هذين يجمع بفقه جديد مكة انتقل منها إلى ،ثم سنتين نحو ذلك
للفقه يرجع أصول وضع فقهه الجديد ،وقد بدا له فيها أنه يجب يدرس سنين تسع نحو
رسالته التى فى ذلك الآراء ،فوضع الباطل بين ما تشعَّب فيه من اليها فى معرفة الحق من
يجرى الفقه علمَا كليا له أصول بها علم الفقه ،وجعل أصول علم اختراع له بها فضل كان
جديد بهذا الى اساس أن يصل فتاوى وافضية جزئية ،وقد أمكه عليها ،وكان قبلها علم
لا تعدل لأنها كانت ، الجديد مذهبه لا تحتمل بيئة الحجاز أن ولمكنه رأى ، الفقه لدراسة
به تعارض أنها كانت البلاد لفقه مالك بعض تعصب بلغ من ،وقد غيره بفقه مالك
الفقه الجديد. فيها ذلك ،ليضع م 81 0 هـ- 591 بغداد سنة ثانيا إلى .فرحل الحديث
النظر عن ويعجزون يحفظونه حديث أصحاب إتَا قبل الشافعى الناس كان وقد
72
،فجمع الآثار والسق عن النظر والجدل ويعجزون الرأى يجيدون ،واما أصحاب والجدل
أهل على الراى أهل اشيلاء بسببه ،فانقطع بالرأى الحديث ،ونصر بين الأمرين الشافعى
سنة عنه إلا وتذهب أحد ( :ما من يقول أنه كان للحديث انتصاره بلغ من ،وقد الحديث
الثه فيه عر ،رسول أصل من أو أضَلت قول ،فمهما قلتُ من لمحةنجم وتعزُب الله لرسول
قولىأ ،وهو الثه !نَجّم ما قال رسول ،فالقول ما قلت عليسهبمَ خلاف
الحديث مون يقدً كانوا الحديث هذا وبين الفقهاء قبله أن أصحاب بينه فى والفرق
،فلم يقدم الضعيف الحديث الرأى على الرأى يقدمون الرأى ،وكان أهل على الضعيف
فيه مؤافقته للحديث إطلاقه ،بل شرط إطلاقه ،ولم يقدم الرأى على على الحديث هو
على إلحاق أمر غير منصوص عنده الرأى بهذا فى قاعدة القياس ،وهو ،وانحصر الصحيح
الخمر فى النبيذ على ،كقياس علة الحكم لاشتراكه معه فى حكمه بأمرٍ معلو! حكمه
،وقد القياس قاعدة من أعم هذا قبل الرأى كان ،وقد الإسكار علة فى لاشتراكهما الحرمة
وتأمل فكر بعد بأنه ما يراه القلب والتابعبن الصحابة عن المأثور الرأى القيم ابن عرت
ما عرف فيه الأمارات ،فهو يعتمد فى الحكم على تتعارض مما الصواب لمعرفة وجه وطلب
، القياس فى كما معين نص فيه الاعتماد على العامة ،ولا يجب الدين بأصوله من
الظاهر الذى تدل عليه الاعتماد على من الحديث قاعدة أهل على بهذا لا يخرج والشافعى
القانون . الشريعة أو روح روح فى عصرنا يسمى مما ما عدا هذا ،ويرفض النصوص
يغلب لأنه كان ، أيضا بغداد فى الفقه الجديد لهذا مجا، يجد لم الشافعى ولكن
"، والمعتزلة فيه أمر الفلاسفة ظهر المأمون الذى عصر فى سيما ،ولا الرأى أهل طريقة عليها
من ،فارتحل الشافعى أبى حنيفة وأصحابه الرأى من الاعتماد على أكثر غلوأ فى وهم
مذهبه فى الفقه ،فاقام المجال لثر م ؟ وفيها وجد 814 هـ - سنة 991 بغداد الى مصر
.يتجاور حدود لا تجديد ضيق ،وهو الإسلام فى الشافعى !ا جدده كل هو وهذا
على الاعتماد وآثر ، واسعا كان أن بعد الرأى على فيه الاعتماد أنه ضيق على ، الفقه
الطريق الفقه ،ومهد الاجتهاد فى بهذا باب الشريعة ،فضيق روح دون النصوص ظاهر
إذا الحديث باتباع ويأمر تقليده عن ينهى لأنه كان ، ذلك لم يقصد وان لايثار التقليد عليه
قوله. خالف
فى ظواهر النصوص الشافعى غيره من أهل السنة فى الجمود على وقد جارى
عليه جرى كما العقل دليل على الاعتماد التأويل فيها ،ويذم يذم ،فكان والفروع الأصول
منهم فى هذا ما اعتمدوا عليه من (نه لم يحمد ،حتى المعتزلة من علماء الكلام فى عصره
73
بالرد عليهم الاشتغال فى يرى كان بل ، الزنادقة الرد على فى والمنطق بالعقل الاستعانة
التفرق الدينى الذى أشاع بين المسلمين ذلك عن إشاعةَ لزندقتهم ،فلم تتجه نفسه للسمو
، الرأى المخالفة فى الدينية بعذر الفرق بين التسامح لنشر يعمل ،ولم والتباغض التعادى
يستفيد أن يرى ولا ، النصوص فى تأويلا لا يقبل الذى المتزمت الجانب فى كان بل
،وقد عند غيرهم الوسائل التى توجد من دينهم بالمنطق أو نحوه الدفاع عن المسلمون فى
التى ترْجمَت النافعة بالعلوم الاستفادة من تحرجهم ،وفى المسلمين جمود لهذا أثره فى كان
لهم.
وفروعه الفين أصول فى والرأى العقل على الذين اعتمدوا لأولئك كان ولقد
من أهون النبى علصيخم ،وأن الخطأ فى الرأى كان عندهم على الكذب من فيما شاع عذرهم
،كما غير قصد ،ويقع تارة من عمد عن تارةً الإثم ،وقد كان هذا يقع الوقوع فى ذلك
لحذَثت عن لأرى أنى لو شئت كنت إنْ واللهِ + : كان يقول أنه بن حصين عمران عن روى
رسول أصحاب أن رجالا من ذلك أبطأنى عن يومين متتابعين ،ولكن عل!هنَجّ!ا اللّه رسول
كما ما هى أحاديث ،ويتحدثون كما شهدت ،وشهدوا كما سمعت سمعوا !نَجّلأا الله
اْجلس :كنت والشيبانى أبو عمرو .وقال " شُبَه لهم كما يُشَثه لى أن ،وأخاف يقولون
الثه رسول قال : ف!ذا قال ، الله لحةبم رسول :قال لا يقول ، حولا مسعود ابن إلى
مسعود ابن كان ذا ،ولهذا من ذا أو قريب أو نحو :هكذا ،وقال استقلَّته رعدة لخةنجم
خطا كان دان الله ، فمن صوائا كان ف!ن ، برأ! هذا :أقول برأيه ويقول الفتوى بؤثر
،كما الصحابة نقله بعض رأيه حديثا فرحَا إذا وافق يطير كان ،ولقد الث!يطان ومن فمنى
بمثل ما قضى قضى اللّه علب!هنج!ا الصحابة بأن رسول فى المفوضة بمهر مثلها،فثمهد بعض قضى
الفرق من عذزا قوئا لمن يسلك ف!نه يكون الصحابة فضلاء به ،ف!ذا كان هذا شأنُ بعض
وظواهرها كما يجمد غيرهم. على النصوص ،ولا يجمد الإسلامية فى ذلك مسلكهم
مجدِّدا فيما يتعلق بالرجعية التى لم يكن بأن الشافعى هذا يمكننا أن نحكم ومن
فى فيما يتعلق بالرجعية التى وقعت مجددا لم يكن فيها الفرق الإسلامية ،وكذلك وقعت
من ،وأنها قد تكون قريش السنة أن الإمامة فى أهل مثل يرى ؟ لأنه كان الإسلامى الحكم
على غلب قرشى 9 :كل أنه قال عنه حرملة روى قد ،بل ثَمَّت ضرورة بيعة إن كان غير
،وقد ابرجعية لتلك منه إقرار فهذا ، ! خليفة فهو الناس عل! واجتمع بالسيف الخلافة
يكون بالسيف ياخذه عليها ،فمن يُولَى تولية من الحق فى الإسلام الأمة صاحبة جعل
فى لأنه يكون ، منه ما وقع يسوغ أن لا يصح ذلك بعد عليه الناس واجتماع ، غاصبا
و(نما يسوغها ، عليها الناس اجتماع لا يسوغها المعصية ،ولأن عجزهم ناشئا عن الغالب
74
من كثر كان فيه ضرر إذا عليه تحريم الخروج ذلك من الثافعى يقصد التوبة منها ،ولعل
بقائه.
على فيما يتعلق بالرجعية الاجتماعية التى قامت مجددا الشافعى لم يكن وكذلك
،فقد انقسم الفقهاء فى مقياس بعض فوق بعضها الإسلامية ،ورفع التفريق بين الشعوب
الكفاءة ، فى الجمهور إلى اعتبار النسب ،فذهب الشعوب النكاح بين تلك فى الكفاءة
عنه أنه قال : ،وقد روى مغالاة فى ذلك -من أشدهم غير عربى وكان أبو حنيفة -وهو
،كما كفؤا لقريق العرب من أحد ،وليس كذلك ،والعرب بعضا أكفاء بعضهم قريش
النكاح الموْلى العرببة يفسخ :إذا نكح الثورى ،وقال للعرب كفؤا العرب غير من أحد ليس
إلى مالك الفقهاء كالإمام بعض الروايات ،وذهب فى بعض بن حنبل قال أحمد ،وبذلك
قوله فى القراَن به ما نطق هو ،وهذا فيها للنسب الكفاءة فلا اعتبار عنده فى اعتبار الدين
إِنَّ ، لِتَعَارَفُوا وَقَبَائِلَ شُعُوبَا وَجَعَلْنَاكُمْ ذَكَر ومنثَى خَلَقنَاكُم فن إِنَا النَاسُ يَأيهَا ! : تعالى
على قضاء فيه كان الرأى هذا أن شك ولا خَبيرٌ )1(، اللهَ عَلِيثم ،إِن أتْقَاكُمْ عِندَ الثه اكْرَمكُم
بين إرالة الفوارق من يتمكن أن بها قبل الَإسلام أصيب التى اَلاجتماعية الرجعية تلك
منه فى جنس ،ولا توجد جنس على منها شعبا واحدا لا يعلو فيه جنس ،ليجعل شعوبه
: بين الرأيين فقال الشافعى توسط ،وقد غيره الدولة دون فى بشىء الاستئثار إلى نزعة
ف!ذا ، بالمرأة والأولياء تقصير هـانما هو ، فأرذَ به الكاح حراما ا!فاء غير نكاح " لي!
أنه أيضا " وروى فله فسخه إلا واحدا ،فلو رضوا حقا لهم تركوه ويكون صح رضوا
بهذا على الشافعى يقض ،فلم " حديث من بالنسب الكفاءة اعتار فى يثبت :ا لم قال
هذه الناحية أيضأ، من مجددا فى الإسلام ،ولم يكن الرجعية الاجتماعية التى قامت تلك
ثقافته لأن ، فيها المأمون التى حقَق الواسعة الآفاق من كله هذا فى الشافعى وأين
بالثقافة الإسلامية فيها ألَمَّ التى المأمون ثقافة مثل تكن ولم ، ضيقة فقهية ثقافة كانت
ولم ، الشافعى .من دينه فى سماحة كثر فكان نواعها،
t اختلات على الأجنبية والثقافات
ما كل إلى ينظر الإسلام لأن ، أجنى مصدر من مأخوذأ كان نافع ولو تجديد بكل يَضق
المؤمن ضالة :الحكممة قيل ولهذا ، صاحبه شخص هذا بعد يهمه ولا ، ذاته فى ينفع
ثقافة منه فلم كثر وكان عاصره آخر فقيه سنى من ال!تُنى الفقيه بل أين الشافعى
بتلك المتأثر بعلم الكلام بها ،ولم يضق الشافعى الثقافات الأجنبية كما ضاق بتلك يضق
المولود سنة بن كثم يحى الشافعى به ،وهذا الفقيه السنى هو القاضى كما ضاق الثقافات
75
بالفقه بصيرا عالما فقيها م ،فقد كان 857 هـ- 776م ،والمتوفى سنة 243 06اهـ-
الدنيا ،وقد أعلام أحد هذا مع ،وكان الثمافعى أصحاب فى الدارقطنى ،ذكره بالأحكام
ورياسته وعممه الناس فضله من الكبير والصغير ،ولم يستتر عن خبره اشتهر أمره ،وعرت
المأمون ولم يتقدمه على غب ،حتى الملوك وغيرهم رمانه من لأمره وأمر أهل وسياسته
المتزئتين غيره من كما انزوى الدنيا واهلها ،ولم ينزو عن الناس جميعا عنده من أحد
كل متفننا فى لانه كان ، ثقافتهم ثقافته وصق إلا سعة هذا الى يوصله ،ولم والرجعيين
الحديث ،واذا رآه يخفظ الحديث الفقه سأله عن يحفظ العلوم ،وكان إذا نظر الى رجل
هذا غير ،إلى ويخجله ،ليقطعه الكلام عن سأله النحو ،لاذا رآه يعلم النحو عن سأله
المأمون يد فى يده فوضع ، ودينه علمه فى مرنا وجعلته ، فيها تفنن التى العلوم من
السنة، أهل (خوانه من بها كما ضاق ليساعده فى النهضة العلمية التى قام بها ،ولم يضق
. الآن شأنه غير شأن ل!سلام كانوا مثله لكان أنهم ولو
**!ي!
. :آية 1 3 ت ا لحجر ا ) 1 (
76
معروف الكرخى
بن فيرور ،وقيل الفيروزان ،وقيل علىُ ،ولُقب بالكرخى معروف أبو محفوظ هو
صبى، وهو نصرانى ،فأسلماه إلى مؤدب أبواه نصرانيين بغداد ،وكان نسبة الى كرخ
ذلك على الواحد -فيضربه :بل هو ثلاثة -فيقول -ثالث له :قل مؤدبه يقول وكان
:ليته ،وكانا يفولان منهما ،فاَلمهمأ هربه أبويه إلى يرجع منه ولم ،فهرب مبرحا ضربا
يديه ،ثم رجع على الرضا فأسلم بن موسى الى على هرب حين وقد لجأ معروف
. معروف : فقال . . ؟ بالباب من : له فقيل ، الباب فدق قولهما بلنه حين أبويه الى
ب!سلامه. أخبرهضا حين أبواه فأسلم . الإسلام على : فقال ؟ . . دين أى على : له فقيل
عنه معروف ،فأخذ الزهد إماما فى ،وكان الرضا موسى بن على هذا لزم بعد ثم
من وغيره بابن ال!ماك هذا تأثر فى ،وقد الاعتدال حد يلزم بالغ فيه ولم ،ولكنه الزهد
يعظ يقال له ابن السماك وهو رجل على كان مارآ بالكوفة ،فوقف أنه الزهاد ،وقد روى
،ومن عنه جملة بكليته أعرض الثه عن ( :مَن أعرض وعظه خلال ،فقال فى الناس
كان ومن إليه ، الخلق بوجوه وأقبل ، عليه الله برخمته بقلبه أقبل الله تعالى على أقبل
الثه على ،وأقبل معروف قلب فى الكلام هذا وقتا ما " فوقع يرحمه فالئه تعالى ومرة مرة
الفقر ومحبة ،ولزوم دته تعالى والطاعة العبادة الزهاد مداومة أولئك طريقة ،وكانت تعالى
: ،فقال :أوص موته مرض له فى أنه قيل ذلك فى أمر معروف من بلغ الفقراء ،وقد
الدنيا عريانا كما دخلتها عريانا، من ،ف!نى أريد أن أخرج فتصذَقوا بقميص إذا مت
ومائتين. أريق ست ،وقيل ومائتين إحدى سنة ،وقيل م 815 هـ- 2 0 0 وفاته سنة وكانت
الدنيا ،فأرادوا على البلى بتنازع المسلمين أدركه قد الزهاد راوا الإسلام بهؤلاء وكانى
حد الى ذلك فى ومبالنتهم ، الننى على الممر !ايثارهم ، عنها ب!عراضهم يجددوه أن
الزفاد ، القرن الثانى من فى مجددى به عَذ معروف ما يمكن أن يوجه الفقر ،وهذا تقديى
مثل هؤلاء الزهاد قد يؤثر فى أولئك ،لأن وجود الصحة من له وجه توجيه قد يكون وهو
الناس دينهم ودنياهم. من أمرهم ما أفسد على الدنيا ،ويصلح على المتنازعين
له أسوأ أثر بين الفقر كان تقديى أمره م الى حد الزهاد فى مبالغة أولئك ولكن
أمر الدنيا بالغلو فى أمر فى الغلؤ فى الناس فساد أرادوا أن يصلحوا بهم ،وكأنى المسلمين
،و(نما أمر الدنيا أو الآخرة النلو فى بدين لي! ،والاسلام ،فداوَوا غلوَا بنلو الآخرة
vv
فيه من لا يمدح أمر دنياه ،كما فى يفرط فيه من ،فلا يمدح أمرهما فى الاعتدال دين هو
لا تزال الدنيا كانت لأن ، القرن هذا فى المسلمين بين الأثر السىء ذلك يظهر ولم
لها سلطان لا يزال نفوسهم فى الإسلام أودعها آثار القوة التى وكانت ، عليهم مقبلة
دعوة عدوها لأنهم ، الزهاد أولئك الدنيا من فى التفريط كثيرا لدعوة يسمعوا ،فلم بينهم
المسلمون يصير معناه أن هذا لأن ، الزهاد اولثك قدسه الفقر كما يقدسوا فلم ، ضعف
. الإسلام على هذا اكبر من أغنياء ،ولا مصيبة فقراء وغيرهم
أولئك يرى فيه كما المثل الأعلى هو ،وليس الإسلام فى مباح الزهد أن هذا وعندى
،وقد الفقر تقديس حد أمره إلى الغلو فى بعدم مشروطة أن إباحته أيضا ،وعندى الزهاد
يُزى به الناس حقارة لاْنه العلويين ، الرضا وغيره من بن موسى على الزهد من يجمل
شيئا، عندهم لا تساوى الملوك أن دنياهم أولئك ،ويرى عليهم الدنيا التى آثروا بها غيرهم
منهم كما تجعله لا تجعله جميلا المسلمين ،لأن ظروفهم من غيرهم من ولكنه لا يجمل
وغيرهم، العلويين من فيه مذمومة المبالغة العلويين ،ولكن الرضا وغيره من من جميلا
المجددين منهم فى أن يعذَ واحد لا يصح الخصوص على المتصوفة والحق أن أولئك
،والإماتة وغيره عمر من إماتة للدين كما سبق التصوف فى ،لان مذهبهم الإسلام فى
التجديد، إلى يدعو إليها بين من يدعو ان يُذكر من له ،اولا يصح تجديداَ لا تكون للدين
الدنيا أرادوا على بتنازع المسلمين بلى الإسلام رأوا أن لما أنهم فيما سبق قد ذكرت هـاذا كنت
عَذَ معروفا لتوجيه من أنه احتمال هذا على ،فقد ذكرت عنها بإعراضهم أن يجددوه
،وهذا الصحة من له وجه أنه توجيه قد يكون هذا القرن ،وذكرت بين مجددى الكرخى
. مقبول غير أنه توجيه إلى الإشارة ،ومن الاحتمال هذا تضعيف فيه ما فيه من
أنه مما منه على ،فيقبل يميل إليه بفطرته شخص لا يُقبل إلا من الزهد أن هـانى أرى
إليه يميل لمن الإسلام أباحه دمانما ، المسلمين على فرضه او مما ندبه لا ، الإسلام أباحه
فى شخص لكل اْتى ملائما وقد ، لا عسر يسر لاْنه دين ؟ فيه الاعتدال مع بفطرته
أمره لا يزيد - الإسلام فى الزهد شأن هذا ،دماذا كان فيها معصية التى لا تكون الحدود
دعوة شأن الناس عليها ،كما هو يُحمل أن يُتخذ دعوة مباحا -فلا يصح أن يكون على
به بين ليعرفوا المتصوفة أولئك يتصنعه ،كما وتكلفا تصتعا هذا فى لأنه يكون ، التجديد
الزهد الذى أباحه هذا هو بينهم ،وليس لها طابع مخصوص طائفة ،وليكونوا الناس
الث!خص ليتكلفه يبحه ،ولم يميل إليه بفطرته لمن انه رخصة على لأنه أباحه . الإسلام
VA
لأن ، والتكلف بالدعوة إليه الناس إذا صار الدين على الخطر من هذا فى لما ، أو يتصنعه
لها العمل عدم على إلى نفرتهم منها ،ويحملهم يؤدى بهذا الشكل الدنيا عن إعراضهم
. القرن هذا بعد حصل الذى هو ،وهذا الدين الدنيا ضياع ضياع ،وفى هـاضاعتها
من بعدِّه السر فى إيثارهم له عن لأبحث الكرخى معروف إلى الكلام على وأعود
فيما عليها يعتمدون كانوا التى الشهرة ولعلها ، منهم غيره دون المتصوفة فى المجددين
أقواله أو أفعاله، فى بشىء لا أراه يمتاز عليهم ،ولكنى مجددا يعدونه يمن عليه يعتمدون
باب عنه ،وأغلق العمل باب عليه فتح خيرا :إذا أراد الله بعبد له أقوالا منها ذكروا فقد
قوله: ،ومنها الجدل له باب ،وفتح العمل باب عليه ،دهاذأ أراد الله بعبذ شراَ أغلق الجدل
الدنيا من حب إخراج :لولا قوله ومنها . منهم الصادقين أقل ،وما الصالحين ما أكثر
قلوبهم لما ذَرة فى الدنيا حب و كان من ول ، الطاعات فعل ما قدروا على العارفين قلوب
والمفتون ، الدنيا اضطرازا إلى يرجع :العارف قوله ومنها ، واحدة سجدة لهم صحت
بين وأسكنه ، الخذلان عنه زوى خيرًا الله بعبد إذا أراد : قوله ومنها . اختيارا إليها يرجع
على تكون حتى ، الصالحة الأعمال عن عطله شرا دهاذا اراد الله بعبد ، الفقراء الصادقين
استوت العالم بالعلم :إذا عمل قوله ،ومنها بين الأغنياء ،وأسكنه الجبال من قلبه اثقل
. فى قلبه مرض من كل المؤمنين ،وكرهه له قلوب
من أقوأل غيره تجد لها نظائر من الكرخى معروف الأقوال المنسوبة إلى وهذه
فيه، الصواب بيان الرأى سبق ،وقد الزهد المبالغة فى باب فى تدخل ،وكلها المتصوفة
من كل المؤمنين ،وكرهه له قلوب استوت العالم بالعلم يهمنا قوله الا!خير 9إذا عمل ولكن
مبالغتهم فى هذا القرن كانوا مع المتصوفة فى أن أولئك أ ف!نه يدلنا على قلبه مرض فى
العبادة والزهد يكفى العلم ،ولا يرون أن مجرد عن العبادة والزهد لا يرون أنهم فى غنى
صحيح، أساس به على العمل ،ليقوم العلم من لا بد معهما ،بل الثه تعالى نيل رضا فى
لا"ن التصوف هذا القرن فى مجدد ان يكون يستحق يقال إن معروفا الكرخى وقد
،وقد ونظر فلسفة ،لا تصوف وورع زهد تصوت كان انواع التصوت من أقدم نوع
الزهاد فى الكتابات الأدبية اسما لطائفة معينة من أول ما اشعملت كلمة الصوفى استعملت
كل فى الزهد وانتشرت حركة النساك ! وقد عمت من " الصوفية الجاحظ الذين سماهم
المسلمين رجال الافا من ف!ن الدنيا ، مجانبة الميل إلى القرن هذا فى ظهر عندما مكان
أصحابهم، من نفر قليل دماما مع ،إما فرادى دينية هادئة حياة إلى اعتزلوا الناس ونساثهم
هذا ،دمان لم تأخذ القرن نهاية هذا قبل تظهر التى ابتدأت الخانقاهات إلى فر بعضهم وقد
97
القيامة ،فبالغوا فى الآخرة وأهوال عذاب اليقين من نفوسهم فى ،عندما رسخ الاسم
التوبة اساليب بمختلف مهما صغرت مخالفة للشرع كل بالمعصية ،وكفروا عن الشعور
زهاد رآه من بما هذا فى ،وربما تأثر بعضهم والتوكل الذكر أساليب اصطنعوا ،كما والندم
9الله! بترديد كلمة ،مصحوبا التأمل الأمر نوعَا من أول فى الذكر كان ،وقد المسيحين
لهم فيه إرادة ، عمل كل التجرد عن إلى حد به بعضهم ،أما التوكل فقد أخذ أو نحوها
بأنه الأخذ ،وعرئه التصوت فى جديدا مسلكا فسلك الكرخى معروف فجاء
بالتعليم، لا يكتسب شىء اللّه محبة :إن يقول الخلائق ،ثم أيدى مما فى ،واليأس بالحقاثق
الثه، فى فكرهم :أن يكون ثلاثة بأمور اللّه أولياء ،ثم يعرف وفضل اللّه هبة من إنما هى
من نوع أى نفه غير من للعارف ،هـاذا لم يكن باللّه شغلهم يكون ،وأن باللّه يقوموا وأد
يتتبع أقواله وأقوال ،هـان من أنواع السعادة جميع فى متقلب نفسه ،ف!نه فى أنواع السعادة
يتجه المخالفة ،لأن تصوفهم طرار أقوالهم كل يخالف طراز آخر أن أقواله من غيره يدرك
جوهره فى كان فقد ،أما تصوفه الآخرة عذاب من :النجاة بالنفس ،هى غاية عملية نحو
الواصل، هو عندهم العارف العية ،لأن الذات إلى الوصول قصد ،بمعنى للمعرفة وسيلة
من الكرخى معاصرى منه عند بعض شىء يوجد التصوف الاتجاه الجديد فى وهذا
هذا لك أين :من مبتسما راَه مرة وقد الطائى داود سأل بعضهم أن ورد ،فقد المتصوفة
عيد، يوم فاليوم ، الأنس شراب له يقال شرابا الصباح أعطونى : فقال . . ؟ الانشراح
العدوية أقوال رابعة فى لغة هذا الحب تجد للابتهاج فيه .وكذلك نفسى أسلمت
جلوسى اراد من وأبحتُ جسمى محذثى الفؤاد فى إنى جعلتك
،ف!ذا كما سبق الزهد نزعة رجعية فى والمبالغة هذا كله ان التصوف عن والجواب
زاد الطين فقد ، الجديدة النزعة فيه تلك ونزع ، فيه ما زاده وزاد الكرخى معروف جاء
إلى بعده أتى من ليتدرج المعرفة ، مقام إلى الوصول التصوف من الغاية وجعل ، بلة
الإسلام فى من قديمة ليست رجعية ،وكلها نزعات الوجود الحلول والاتحاد ووحدة دعوى
،وقد 114 ،07 ، 21 ، 3 ! ص وتاريخه الإسلامى التصوف " :فى ) كتاب 1 (
هـ. I 8 O او ، 18 0 أو ، 23 ه سنة رابعة وتوفيت هـ، 2 15 صنة الدارانى توفى
08
فى أصله دين عملى، هندية أو فارسية أو يونانية ،لأن الإسلام نزعات هى لىانما ، شىء
المعرفة مقام إلى ،أما الوصول الدنيا والاَخرة سعادة إلى به إلا الوصول العمل ولا يراد من
التجديد فيه، الإسلام ،ولا يمكن أن يعد من عن غريب المقامات فهو شىء او غيرها من
الإسلابم الله فى ،ومعرفة قديمة رجعية نزعات بنا إلى ،ويذهب الوراء بنا إلى لأنه يرجع
،وهى ب!قامة الأدلة عليه الكرثم القراَن عُنىَ ما هو ،وهذا إنما يراد منها الاعتقاد بوجوده
التى وبالوسائل المعروفة لنا ، بالعلوم والأرض السماوات خلق فى النظر إلى أدلة ترجع
،وما ووسائلها الغاية المسلم بهذه من قنع الإسلام ،وقد الاعتقاد إلى العلم للوصول سنها
لنمسلمين، الإسلام لا يرضاه وعناء ، ينفع ولا يضر قد تصنع هذا بعد المتصوفة يتكلفه
قال واستمداد السلطان منه ،حتى الثه الحظوة عند دعوى معرودا الكرخى ذلك وقد أورث
بى. عليه فأقسم الله حاجة إلى لك له :إذا كانت لتلمذ
بيشهم بإجابة مماته ؟ لأنه اشتهر وبعد حياته فى بمعروت فتنة الناس سببأ فى هذا وكان
يستسقون بغداد كالن أهل مات فلما ، حياته فى منه الدعوة يطلبون فكانوا ، الدعوة
معروفا :رأيت ألسقطى سرىّ تلميذه ،وقال مجرت ترياق :قبر معروف بقبره ،ويقولون
؟ هذا :من لملائكته يقول قدرته جلت والبارى ، العرش تحت النوم وكأنه فى الكرخى
فلا حبى من ،سكر الكرخى معروف :هذا .فقال يا ربنا منا أعلم :أنت يقولون وهم
فى الكرخى معروفا :رأيت يقول أبى :سمعت الحسن بن محمد .وقال إلا بلقائى يفيق
:بزهدك فقلت ، لى غفر : فقال ؟ الله بك فعل ما : له فقلت ، موته النوم بعد
. الفقراء ،ومجة الفقر ،ولزومى ابن إلسماك موعظة بقبول :لا ،بل فقال ؟ وورعك
تعالى، اللّه إقباله على فى سببا كانت التى السابقة الموعظة المماك ابن بموعظة ويعنى
الرضا. بن موسى مولاه على ما كان عليه ،إلا خدمة كل عن واعراضه
الاعتدال مسلك فى زهدهم الزهاد سلكوا أولئك وغيره من ولو أن معروفا الكرخى
أمر غريب كل ،لأن مماتهم وبعد حياتهم فى بهم ،ولما فتنوهم زهدهم إلى لفتوا الناس لما
وأقبلوا كل ، فُتنوا بحبها الدنيا التى زهد فى (ذا كان سيما ولا إليه ، يلفتهم الناس بين
الزهد فيها ،وربما يفتق يغالى فى الدنيا يلفته من حب ينالى فى الإقبال عليها ،ومن
بين انئه وسط ،ودين غلو إلى غلو من ،ويفر الزهد مثله فى ٍ،فيغالى زهدها بمغالاته فى
،وهم الاعتدال حد عند امورهم يقفوا فى العامة أن وأشباه للعامة أنى ،ولكن وذاك هذا
السبيل. سواء إلى الهادى والثه ، أفرطوا لىاذا عادَوا فَرَّطوا ، إذا احبوا
***
م ،وقد كان المسلمون 129 سنة هـإلى 816 سنة من يمتد القرن الثالث الهجرى
تأثير النكسات بسبب الضعف من ! ،ان كانوا قد اعتراهم شىء أمم العالم أيضا فيه أقوى
الدول أقوى التى كانت فيه الدولة العباسية ضعفت فقد ، السابقة فيهم الرجعية
الدول القوية التى كانت فيها من عليه ما ظهر قد غطَى هذا الضعف الإسلامية ،ولكن
حمت فقد ؟ بمصر طُولونَ بنى ودولة ، بخراسان طاهر بنى ،كدولة لها بالطاعة تدين
اْطراف المسلمين الثانية الدولة ،كما حمت الشرق جهة من المسلمين الدولة الأولى أطراف
بلاد المسلمين ،فردتها بعض تغير على قد أخذت دولة الروم الشرقية ،وكانت جهة من
بلاد فى لهم قوية دولة إنشاء من تمكنوا قد بنو أمية وكان ، أعقابها على الدولة هذه
المجاورة لها يخها. الدول على أوربا الغربية ،وظهرت فى ،فتوكلت الأندلس
كان لهم فيه ملوك العلمية ،وظهر نهضتهم المسلمون فى هذا القرن على وقد حافظ
- الرشيد ( 127 ،كالواثق بن المعتصم بن هارون النهضة هذه على المحافظة أثر فى
كان يسمى ،حتى وفضله المأمون فى علمه مثل عمه م ) وكان 847 - 842 هـ= 132
فى يعقد وكان ، والحكماء آراء العلماء على بالوقوف شغوفا لا!نه كان ، المأمون الأصغر
الذهبى بموته العصر انتهى المأمون ،وقد عمه المسائل العلمية مثل فى للمناظرة مجلسا قصره
من سبقه من ومثل مثله اقوياء مِلوك ملوكهم من بعده يظهر لا!نه لم ، العباسية للدولة
- ( 927 المعتصم بن المتوكل بن الموفَق بن المعتضد منهم يستثنى أن ويمكن ، ملوكهم
،وكان فيه ميل عهده بنى العباس شيئا فى م ) فقد تجدد ملك 209 - 298 هـ= 928
- المحاضرة حسن - كتاب فى جاء وقد بها بين المسلمين ، العلوم والنهوض لنشر
أنه يريده ،فذكر ذلك فى فسئل ، الذرع فى استزاد ببغداد قصره بنى لما أنه للسيوطى()1
من صناعة ومذهب رؤساء كل موضع فى كل يرتب ومقاصر ليبنى فيه دورا ومساكن
82
اختار من كل الأرزاق السنية ،ليقصد عليهم العلوم النظرية والعملية ،ويجرى مذاهب
فى وأديانهم أجناسهم اختلاف أفراد الرعية على رغبة كثير من وهذا إلى ما كان من
قائمة لا تزال الحكمية العلوم الرغبة فى ،وكانت أنواعها اختلاف العلوم على من الاستزادة
لها ،كالمتوكل بن المعتصم الملوك بعض مناهضة ما كان من الأفراد ،على بكثير من
الوراقين يمنع كان المعتضد السابق أنه إلى وينسب `) Ali- A-=VM 247 - ( 232
الإلهيات ؟ كقسم منها لنوع خاص هذا كان ،فلعل الفلسفة وما شاكلها بيع كتب من
الصناعة رؤساء من رئيس لكل موضمعا بقصره تخصيصه من ،لأنه ينافى ما سبق ونحوه
القرن فى إلا قليلا عنها تضعف لم ، القرن هذا فى المسلمين نهضة مبلغ هو فهذا
تمزقها الشرقية امبراطوريتها ،وكانت القرن هذا فى ضعفا ،أما أوربا ف!نها ازدادت السابق
الدولة ملوك أول وهو ، المكدونى باسيل عهد إلا فى شيئا تقو ولم ، الداخلية الفتن
لانتشار محبا ، والذكاء بالفطنة معروفا وكان ، الهرقلية الدولة بعد قامت التى المكدونية
قام بعده مات فلما ، دولته على وغيرهم المسلمين هجوم يقاوم أن استطاع ،وقد العلوم
أمرها، بعده وضعف الغربية ،فقد انقسمت إمبراطورية شارلمان كان حال وكذلك
العلوم نشر فى " ألفرد " فقد سعى هذا القرن بقيام ملكها فى تظهر إنجلترا بدأت ولكن
إلى اللغة الإنجليزية، الكتب بعض الكتب ،كما ترجم فيها ،وقام بتأليف بعض والصناعات
ن أ العبارة -يجب هذه وصيته فى وجدت م ،وقد 09 0 هـ- وفاته سنة YVV وكانت
بها يتمثلون ،وصازوا بعده الإنكليز فكادْ لها أثرها فى - كافكارهم الإنكليز أحرارا يكون
من لم تخل السابق القرن فى شارلمان العلمية التى قام بها الاعبراطور أن الحركة على
سكوت فيه جون اكبر رجالها ،وكان أثر منها ابدى التاسع القرن فى ،فبقى أثر بعدها
فلسفته أول فلاسفة المسلمين ،ولكن الكندى عاصر مدرسى أول فيل!وف أريجينا ،وهو
سنة توفى ،وقد منها التوفيق بين الدين والفلسفة غرضه ،وكان دينية محضة كانت
به البلاد الإسلامية فى هذا تزخر ما كانت هذا لا يذكر بجانب م ،ومثل 877 هـ- 264
العلوم . علم من كل ،وفى ودين جنس الحكماء والعلماء ،من كل القرن من
العلمية نهضتهم ،فوقفت السابقة الرجعية نكساتهم فى هذا بقوا مع المسلمين ولكن
هذه بينما زاد امر ، قليلا عنه تراجعت ،بل المأمون عهد إليه فى وصلت الحد الذى عند
Ar
الناس بالقوة -بعد المعتصم والواثق فى حمل مضى ،فاشتد النزاع الدينى بسبب النكسات
بن حنبل، لهم فيه الإمام أحمد وقف من القرآن ،وكان أشد القول بخلق المأمون -على
،وقد لقى موقفه السنة يؤيدونه فى أهل ورائه جمهور من لهذه القوة ،وكان فلم يذعن
،ونهى السنة أهل إلى مال الواثق بعد المتوكل ولى ،فلما والسَّجن الجلد من فيه ما لقى
بترك ،وأمرهم البحث فنهاهم عن القرآن ،ولكنه تغالى فى ذلك القول بخلق الناس عن
بالت!ليم الملوك قبله ،ويأخذوا عهد فى كانوا عليه عما الاَراء ،ليكفوا النظر والمباحثة فى
وذريته ،ومنع بن ابى طالب على شأن من فانتقص ذلك والتقليد ،بل تغالى اكثر من
يبق ولم فهدم قبر الحسين أمر بهدم ،ئم الكوفة والغرىِّ بأرض زيارة قبر الحسين من الناس
على شان يعظمون السنة ،لأنهم أهل مذهب من شىء فى هذا لي! له أثر ،ومثل
العهد من ذلك فيهم على ،وقد يكون وعثمان أبى بكر وعمر شأن وذريته ،كما يعظمون
القول بخلق الغلو ،لأنه كان فيمن قرتهم إليه بحد رفع محنة فى ذلك كان يوافق المتوكل
فيهم من ونحوه ( )1فلا يبعد أن يكون بالتجسيم الحشوية الذين يقولون من القرآن بعضٌ
عن بالكف المنتصر بعد المتوكل فأمر ،وقد جاء وذرشه فى على هذا الغلو وافقه على
إليهم، برد فدك ،وأمر قبورهم من وغيره زيارة قبر الحسين للناس ،وأباح طالب أبى ا!
عنصر هو ثالث فيها عنصر ،فدخل زاد أمر النك!ة الرجعية الاجتماعية وكذلك
التنَة من العرب جمهور ان رأى وقد ، أمه أمَة تركية كانت المعتصم أن وذلك ، الترك
من الفرس جمهور ،وأن القرآن بخلق القول بسبب العباسيين الأمر بينهم وبين تفاقم الذين
كان للعلويين ،وقد أنجذه العباسيون منهم تشعهم ؟ لاْن أصل بن أبى طالب على شيعة
،واختار عنصر والفُرس غير العرب عنصر ،فرأى أن يعتمد على بطريقة الحيلة كما سبق
النهر، ما وراء بلاد فى الرقيق أسواف إليه من يجلبون وكانوا ، منهم أمه لكون الترك
فى الكبيرة ،وتبعه الولايات ،وقلدهم المناصب إليهم أعلى ،وأسند قصره حراسة فولاهم
خمسين على زاد عددهم ،حتى منظرهم وجمال شجاعتهم كان من لما دولته ، هذا وجوه
العربية وأحكام ،فيعلمونهم المناصب هذه إلى يصلوا أن قبل يُعنون بتثقيفهم ألفا ،وكانوا
الأمراء المثقفين زمرة فى الدخول ،ليمكنهم وغيرها الدينية العلوم لهم ،ويدرِّسون الإسلام
بهم إلى مرتبة مَن ،ولم يمكنه أن يصل منهم إلى غرضه المعتصم لم يصل ولكن
أمر أنا قلبى :فى له فقال إبراهيم بن إليه يوما إسحاق جلس الفُرْس ،وقد من قبلهم ظهر
. 89 والرد على أهل الأهواء والبدع لأبى الحسين الملطى -ص التنبيه ()1
Af
انا أربعة أنجبوا ،واصطنعتُ اصطنع المأمون وقد أخى إلى :نظرت طويلة مدة فيه منذ افكر
:طاهر قال ؟ أخوك اصطنعهم الذين :ومن له إسحاف ! فقال منهم أحد يفلح لم أربعة
يُرَ لم الذى الرجل فهو ، طاهر الثه بن وعبد ، وسمعت رأيتَ فقد ، الحسين ابن
إبراهيم، بن محمد أبدا ،وأخوك منك السلطان لا يعتاض والثه الذى ،فأنت مثله ،وأنت
أمره -يعنى قتله له- إلى ما صار الأفشين ،فقد رأيت ؟ وأنا فاصطنعت وأين مثل محمد
: له إسحاق .فقال فيه فلا مغنى ،ووصيف ،فلا شىء أيه ،وايتاخ ،ففشل وأشناس
فروعها، فأنجبت ، فاستعملها الأصول إلى أخوك نظر الله ، أعرك ، المؤمنين يا أمير
لَمُقاساة ، :يا إسحاق فقال ، لها لا أصول إذ ، تنجب فلم فروعا المؤمنين أمير واستعمل
من يد الأمر كان قد خرج .ولكن هذا الجواب من على أسهل المدة هذه ما مر بى فى طول
العرب على تغلبوا يلبثوا أن ولم ، الترك هؤلاء مع شيئا يفعل يمكنه أن فلم ، المعتصم
وعزلهم، بيدهم أمر تولتهم صار العباس!ن أنفسهم ،حتى ملوك ،بل تغلبوا على والفرس
يتنازعون الذين كان أن ،بعد الدولة فى يتنازعون ثلاثة عناصر القرن هذا فى فكان
كان لما ، الدولة العلمية فى النهضة الترك نكبة على غلبة عنصر ،وكانت فقط قبله عنصرين
لهم تاريخ قديم فى نثمأتهم البدوية ،ولانهم لم يكن الطبع بسبب خشونة عليهم من يغلب
بعد تغلبهم على مشجعا العلمية منهم ،فلم تجد النهضة الفرس مثل العلم والحضارة
فى والنظر البحث ،ويكرهون السنة أهل مذهب كانوا يميلون إلى انهم إلى ،وهذا الدولة
شعوب من وغيرهم منهم إلى الفرس إلى العرب هذا أقرب العلوم النظرية ،وكانوا فى
الدولة.
القرن فسادا عنها فى النكسة الرجعية السياسية ،فقد زادت فى الأمرْ كان وكذلك
القرن هذا ،أما فى الرعية فى أقوياء يستدون ملوك السابق القرن فى لأنه كان ، السابق
يعرفه لم جديد فيه استبداد فنشأ ، معا بالملوك والرعية التركية تستبد الطاثفة تلك فكانت
بيد تلك ألعوبة كانوا لأنهم ، الرعية قبل بناره الملوك اكتوى وقد ، قبل من الإسلام
لا عاجزة والرءسة ، تشاء من او تقتل تشاء من ،وتعزل منهم تشاء من ،تولى الطائفة
ذلك من تقاسيه ما نفسها عن تمنع أن ولا ، الملوك فى استبدادها تقاوم أن يمكنها
، القرن هذا أوائل فى والواثق الطائفة إلا المعتصم تلك استبداد من ينج ،ولم الاستبداد
والمعتز أمر المنتصر والمستعين انتهى أمره بقتلها له ،وكذلك المتوكل فانتهى بعدهما جاء وقد
م ) فاستبد به 298 - AV هـ=ْ 927 - ( 256 المعتمد بعدهم والمهتدى بعده ،وقد ولى
والشام ، مصر الطائفة قد أقام ملكا فى تلك من بن طولون أحمد الموفق ،وكان أخوه
85
يؤديه إليهم كل خراج ،وفى المنابر على فى الخطبة باسمهم علاقته بالعباسيين وانحصرت
الموفق المعتمد ،ولما مات على الاستئثار بالسلطة الموفق فى بينه وبين سنةْ ،فقام نزاع طويل
المعتمد يلبث ،فلم بعده العهد ولاية لنفسه مثله بالمعتمد ،وجعل فاستبد ابنه المعتضد خلفه
المعتضد بعده بأنه سُتمَ ،فقام الإشاعات تواترت ،حتى فجأة ومات إلا أشهرا بعده
نفوذ عهده فى ،فضعف ملكه قوبا فى م ) وكان 209 - 298 هـ- 928 - ( 927
بعده قبله ،فاَل الأمر من كان من عكس على طبيعى انتهى أمره بموت ،وقد الأتراك أولئك
إلى م ) وقد عاد نفوذ الأتراك فى عهده 809 - Y!4 هـ- 592 - لابنه المكتفى ( 928
بعده الأتراك فبايع أولئك أبيه ، مثل طبيعى بموت انتهى أمره ولكن ، عليه ما كان مئل
بعضهم ولكن ، أيديهم فى ألعوبة ،ليكون عمره من الثالثة عشرة فى المقتدر وهو لأخيه
تمت حتى ذلك فى واجتهد المعتز ، بن اللّه عبد وآثر عليه ، توليته لأنه صبى فى خالف
علم لما الط!رِئ جرير بن محمد أن الخلفاء()1 :تاريخ كتابه فى السيوطى ذكر وقد
فمن : قال ، المعتز ابن بويع : قيل . . ؟ الخبر ما : قال المعتز ابن ومبايعة المقتدر بخلع
قيل: . . ؟ للقضاء ذكر فمن : قال ، داود بن محمد : قيل . . ؟ للوزارة رُشح
ممن واحد :كل قال ؟ وكيف : له فقيل ، يتم لا الأمر هذا : قال ثم فأطرق . المثنى أبو
إلا إدى هذا ،وما رأى ،والدنيا مولية مدبر الرتبة ،والزمان معناه عالى فى متقدم سميتهم
المقتدر إلى الأمر أرسل د -م لما المعتز ابن ،ف!ن الطبرى من النبوءة هذه صدقت وقد
،فاجتمع دار الملك له الانتقال إلى يتيسر ،حتى طاهر بن دار محمد إلى يأمره بالانصراف
منهم، هرب رآهم فلما المعتز ، ابن يقيم كان حيث المخرئم - إلى المقتدر واتجهوا أنصار
انتهت ،ثم حبسه فى مات أن ابن المعتز إلى حُبس ،وقد كان كما المقتدر الأمر إلى فعاد
لأنها ، المقام لها هذا لا يتسع طويلة وقفة تستحق جرير ابن النبوءة من هذه ولكن
هذا القوة فى لهم من ما كان المسلمين مع مصير غافلا كغيره عن أنه لم يكن على تدل
على بكثير هذا ولي! ، مولية ودنياهم ، مدبر زمانهم أن هذا مع يرى كان بل ، القرن
يدرسه ،ولا للاعتبار التاريخ يدرس مؤرخ من ما ينتظر أقل هذا ،بل الكبير المؤرخ ذلك
والاضطرابات الفق ،فكثرت عليهم الأتراك أولئك بتجرؤ هيبة العباسين زالت وقد
Al
لا تتعدى ، فقط تبعيتها لها صورية ،فكانت ولاتها لبعض دول ،وقام بداخلها الدولة فى
الدول هذه ومن ، لهم أحيانا يؤدى الخوارج من المنابر وقليلا على للعباسيين الخطبة
قامت بخراسان بعد م ) وقد = 309 867 092هـ= - الصفارية ( 254 الدولة
بغداد فى عهد على تستولى ،وكادت وبلاد السند ،وامتد نفوذها إلى فارس بنى طاهر
م ) وقد ن!ض،ت ببلاد ما 4A9 - 874 =.+, 938 - المعتمد ،ومنها الدولة السامانية ( 261
هـ= 292 - 254 ( الطولونية الدولة ،ومنها الصفارية الدولة إليها إرث النهر ،وا! وراء
هـ- والشام ،ومنها الدولة الفاطمية ( 567-792 بمصر قامت م ) وقد 509 - 868
لا تقر بسيادة علوية دولة ،وكانت والشام ومصر ببلاد المغرب قامت م ) وقد 117 -1 g . 9
الأغالبة ،كدولة القرن هذا قبل قامت دول بعض إلى السابقة ،وهذا الدول مثل العباسيين
مثل العباسيين البلاد من هذه اقتطعت علوية دولة وكانت بمراكش الأدارسة ،ودولة بتونس
الدولة الفاطمية.
أنفسهم بها على المسلمون فانقسم ، الملك على تتنازع وتتحارب الدول هذه وكانت
،ولم جمهورهم تجمع واحدة دولة السابق القرن فى لهم كانت ،وقد الجهة أيضا هذه من
فلم النظر عنها العباسيون أغضى ،وقد أمية بالأندلس بنى إلا دولة غيرها دولة هناك يكن
بتلك الهجرى الثالث القرن فى السياسية الرجعية أثر النكسة ،فاشتد بينهم وبيها حرب يقم
الجفوة هذه بين الملك والرعية الجفوة مكان إلى ،وأضافت المسلمين كلمة التى فرقت الدول
، واحدة رعية تبق ولم ، متعددة رعايا إلى انقسمت الاْمة لأن ؟ الدول تلك بين رعايا
ما الدينية بقدر المصلحة لا تهمها ، متعادية دول إلى وتفرقت ، السياسى تباعدها فاتسع
الذين هم كانوا الصوفية لأن ، القرن هذا فى ازداد سوءأ فقد الطبقات أما نظام
الأغنياء بين الفوارق بتقريب الصحيح علاجه إلى يتوجهوا فلم ، فيه أيضا علاجه تولوا
سموا حتى ، للمسلمين الفقر تحبيب وهو ، الخاطىء علاجهم فى مضوا بل ، والفقراء
المفاضلة بين الفقر والغنى، حول ،وكان هناك خلاف الصوفية اسم فقراء بجانب أنفسهم
الفقير الصابر ،وقد ذهب إلى تفضيل الغنى الشاكر ،وفريق ذهب إلى تفضيل ففريق ذهب
فى الزهد ،وكان المبالغة الغنى ،تمشيا مع نزعتهم فى الفقر على الصوفية إلى تفضيل جمهور
من م " :لا تاخذ = AIV المتوفى سنة 253 السقطى سرى الفقر قول مثلهم الأعلى فى
حملهم ! ./وقد منه أحداً شيئأ ما تعطى معك ،ولا يكن شيئأ أحدأ ،ولا تسل شيئأ أحد
فى إلى نظريات ،وصاروا أجسامهم تضاءلت ،حتى الشبع إيثار الجوع على هذا على
87
إلى مقام الوصول سبيل هذا ،وجعلوا والنفوس إلى إماتة الأجسام تؤدى التصوف
. القرن هذا فى اخترعوها التى المقامات من منه أبعد إلى بل ، المعرفة - -
هذا خطا الذى هو م - 985 هـ- 245 - المتوفى سنة ذو النون المصرى وكان
على التصوف رجال قيل إنه أحق ،حتى الكرخى النظرى بعد معروف الخطوة فى التصوف
الأحوال فى تكلم أول من ،وكان التصوف واضعأسس عليه اسم بأن يطلق الإطلاق
، والسماع للوجد تعريفات وضع كان أول من ،وكذلك مصر الولاية فى أهل ومقامات
عنده إلى هذه المقامات الوصول سبيل ،وكان التوحيد بالتعريف الصوفى عرف من وأول
إنكاره ربه يكون العبد من ( :إنه بمقدار ما يعرت قوله المأثور عنه ،ومن إنكار العبد لنفسه
النفس ب!نكارها فقط. إلا إلى هضم فى هذا لم يصل لنفسه ! .وهو
،فلم ذلك م -فى AV 4 هـ- 261 - المتوفى سنة أبو يزيد البسطامى ثم ترقى
إلى إماتتها ،بل دعاهم إنكار نفوسهم المسلمين على حمل به ذو النون من رضى بما يرض
،وقد شأنه جل سواه الوجود فى لا يكون ،حتى بها باتصالها الله تعالى ذات فى لتفنى
:ا للخلق قوله أخفها ومن ، الوجود وحدة دعوى فى تدخل اقوال إلى به هذا وصل
آثاره ،وغيبت غيره هُويُته بهوية ،وفنيت رسومه ،لأنه محيت للعارف ،ولا حال أحوال
فى- منى صاحوا ،حتى الحق إلى الحق من ( :خرجت قوله أشدها أ ،ومن بآثار غيره
إليه. هذا مثل نسبة ينكر ، 1 1وبعضهم أنا أنت " يا من
وغيره أبى يزيد البسطامى من جراءة فى ذلك الحلاج أشد الحسين بن منصور وكان
:أنا قوله ذلك ،ومن بها يستتر ولم الدعاوى بهذه جاهر ،فقد القرن هذا متصوفة من
بدنا حللنا روحان نحن انا أهوى ،ومن أهوى أنا من
كان ،ومن الوجود هذا القرن لم يعتادوا الكلام بلغة وحدة صوفية جمهور ولكن
الأذواق باصحاب عقيدة باطنية خاصة بها علانية ،بل عدوها منهم لم يصرح يستعملها
وثيقة صلة نظرياتهم الصوفية على أن تكون واجبهم ،لأنهم رأوا أن من والمعرفة منهم
وفى نظرياتهم فى عليه يعتمدون أساسا القراَن والسنة اتخذوا ولهذا ، الدينية بالعقيدة
لكل أن ،ؤيرون أغراضهم تلائم تأويلات إلى هذا فى كانوا يذهبون ،ولكنهم أحوالهم
المعانى فى هذه تشرق الذين عباده من الثه إلا للخاصة لا يكشفه باطنا القرآن فى كلمة
قول او عمل منهم من ما يصدر ،وقد كانوا يعتقدون أن جميع وجدهم قلوبهم فى أوقات
AA
وبين ظاهر بينه التعارض من ما ظهر فى ذلك ،لىان ظهر الشرع لروح الموافقة موافق كل
" :إن رياء العارفن م 98 0 هـ- 277 الخراز المتوفى سنة قال أبو سعيد ،ولهذا الشريعة
بها، أنواع الغرور أقبح إلى إماتة النفس من زعموه بما المتصوفة هؤلاء وصل وهكذا
ودعوى والاتحاد الحلول بدعوى ، الألوهية مرتبة فى جعلها من بها أقبح لأنه لا غرور
،ولهذا وضعوا الشرع لروح عنها موافق ما يصكر أن كل دعوى ،ومن الوجود وحدة
لها فيها الأولياء ،وكان يخرجون مدرسة لهم ،وجعلوا بين العبد والرب وسطاء أنفسهم
،ومن تلامذتها مريدين ،وكانوا يسمون أساتذتهم على يتلقاها تلامذتها قواعد ورسوم
من أستاذ يتخذه مرشدا أعمى ،ولا بد للمريد عندهم لأستاذه خضوعا المريد أن يخضع اَدابها
:ا من البسطامى قال يزيد إليها ،ولهذا الوصول المقامات التى يريد به إلى ،ويصل وهاديا
،فذكر ذلك أكثر من بما هو النون المصرى ذو ! ،وصرح ف!مامه إلثيطان له أستاذ لم يكن
بين الأغنياء والفقراء نظام إلى نظام الطبقات القرن بذلك هذا متصوفة فأضافت
الله تعالى، عند دينية ممتازة لها حظوة طبقة أنفسهم من ،إذ جعلوا منه أسوأ آخر طبقات
عامة الدنيوية من حاجاته بريد قضاء إليه ،وفيمن عنده فيمن يريد الوصول ولها وساطة
فى الكهنوت نظام يشبه رجعى نظام وهو ، الناس بين للطبقات نظام أسوأ ،وهذا الناس
فساذا النظام أشد هذا ،فيكون بين العبد والرب وسطاء فيها ،لأنهم الكاثوليكية المسيحية
. والفقراء بين الأغياء نظام الطبقات من الرجعية فى وأدخل
كثيرة : فى وقوع أولئك المتصوفة فى رجعيات وقد كان هذا سيأ
والأشعار القصائد بسماع الذكر عند ،ليطربوا وال!ماع بين الذكر الجمع منها رجعية
سئل ،وقد العبادات من غيرها يتبع فى ما كان إلى بالعبادة الإسلامية ،ويرجعوا والغناء
:ما بال وشيخها المتصوفة سيد وهو ، م 09 9 هـ- 792 الجنيد المتوفى سنة أبو القاسم
فى القرآن يطرب فى شىء :وأى ؟ فقال القرآن لا يطربون (ذا سمعوا أصحابك
منه حرف عندي كل ، الخلق بصفات لا يليق ، حق عند من نزل ؟ . .القرآن حق الدنيا
الآخرة من فى ،ف!ذا سمعوه وجل منه إلا الوفاء لثه عز لا يخرجهم الخلق واجب على
؟ فيطربون والغحاء والأشعار القصائد يسمعون بالهم فما : له فقيل . . . أطربهم قائله
يكون الإنساق عن أيضأ سئل .وقد المحبين كلام ،ولأنه أيديهم :لأنها مما عملته فقال
الميثاق الأول الذرية فى خاطب لما :ة إن الثه تعالى ،فقال اضطرب السماع هادئا ف!ذا سبم
السماع ،ف!ذا سمعوا الكلام الأرواح سماع عذوبة استقرعت ألَستُ بِرمجُم " بقوله !
98
ال!نفسى الكبت هو لىانجا ، الجنيد ما ذكره غير عندى هذا فى " والسبب ذلك ذكر حركَهم
وما ، السماع من به أنفسهم ما يروحون طلبوا أرهقهم لما لأنه ، به المتصوفة يأخذ الذى
أجله من أنفكم الترويح عن ،وما كان أغناهم عن النفسى هذا الكبت كان أغناهم عن
ولذلك ، لا خير ضر العالم أن يرون كانوا لأنهم ، التشاؤم فى إمعانهم ومنها
دهاذا كانت ، الأفعال فىْ جميع التقصير ورؤية والكمد التزام الحزن أنفسهم على أوجبوا
الحِيرى المتوفى 0 أبو عثمان كان ولذلك ، منها بالزهد التخلص ف!نه يجب محضا شرا الدنيا
الزهد فى وَيُعذ ، شىء كل الزهد المطلق فى وجوب م -يرى 019 هـ- 892 - سنة
على هذا حملهم وقد الثه ، إلى قربة الحلال وفى ، المباح فضيلة وفى ، فريضة الحرام
عليها يظهر !اديث هذا فى ،ورووا الهجرة المائتين من بعد المسلمين لجميع العزوبة إباحة
أحدكم يربى ولأن ، -لأمتى العزوبة المائتين أبيحت بعد ( إذا كان حديث مثل ، الوصع
الحاذ()1 الخفيف الماثتين الناس بعد ( خير أن يربى ولدا " وحديث من خير جَروَ كلب
الرهبنة المشحية، ،ومن الفارسية الزرادشتية أثر من كله " وهذا ولد له ولا لا أهل الذى
بن معاذ الرازى المتوفى يحيى ،وقد كتب والسكر المحبة والوجد فى ومنها مذهبهم
من كثرة ما شربت ( :سكرت م -إلى أبى يزيد البسطامى يقول VA ا هـ - سنة 258 -
وما والأرض ال!ماوات بحور شرب إليه أبو يزيد :ة غيرك ! ،فكت محبته كأس من
، البدع والأوهام من هذا .وكل ) مزيد من ":هل .ويقول خارج ،ولسانه بعد روى
نزعة هذه لىانما المحبة ، بكأص لشكرها يجىء الراقدة ،ولم لتنبيه العقول الإسلام جاء وقد
، والأفعال الأقوال فى الشطح من عنهم ليداروا بها ما يصدر اتخذوها ،وقد أيضا رجعية
القرن هذا فى الصوفية الجنيد وجمهور كان ولهذا ، عليها مؤاخذتهم بها عند ويعتذروا
. نخا نحوه عنهم إلا أبو يزيد ومن ،ولم ثذ الصحو السير فى طريق يفض!لون
شيخهم هذا يقول العلم ،وفى على العبادة والزهد طريقهم 2فى ومنها تفصيهم
إلى أوقعه واذا أراد الله بالمريد خيرا ، العلماء علم عن غَنى " المريد الصادق : الجنيد
العرب الأمية التى كان عليها إلى حال نزعة رجعية ،القرأء ،وهذه الصوفية ومنعه صحبة
وساثل العلم وغيره من ،وثر محوها العمل على أهم أغراضه قبل الإسلام ،وكان من
المتصوفة علىِ أولئك بعض النزعة الرجعية هذه حملت الحضارةْ بين المسلمين ،وقد
أضر توجيها بعضها ،لىالى توجيه وغيره التى لا فاثدة فيها كالسحر العلوم ببعض الاشتغال
. والعيال المال القليل : الحاذ والخفيف ، الظهر : الحاذ ()1
الحصى ،وتحويل ذهب إلى النحاس تحويل إلى السحر الكيمياء بوسائل علم بها ،كتوجيه
، النون المصرى ذو القرن هذا فى المتصوفة بهذا من اشتغل ،وممن كريمة أحجار إلى ونحوه
العلوم من فرعا الكيمياء قديما تعد كانت ،وقد الكيمياء والسحر أصحاب أنه من ذكروا فقد
الطلسمات وثيقة بعلم صلة بعيد عهد منذ العلمان هذان اتصل وقد ، السحرية
فى المذهب الأفلاطونى الجديد ،كما تبدو واضحة الصلة والثيوسوفيا( )1وهذه
،وبهذا بابل وحرآن أهل الصابئة من مذهب ( )2وفى اليونانى الغنوسى المذهب فى تظهر
كثيرا من تصوفهم فى ،وأدخلوا الرجعية إلى ابعد حدودها المتصوفة فى أولئك وصل
المصرى ذا النون يوما زار رجل وقد النافعة ، العلوم عن التى أبعدتهم السحرية الخرافات
النون قائلا :ة هل به ذو ،فصاح والعنبر يسجر النذُ وحوله ذهب من بين يديه طستا فرأى
مقدار الدلالة على ما فيه من هذا " . .وفى ؟ بسطهم حال الملوك فى على ممن يدخل أنت
عن ،وانصرفوا الخرافات بتلك اشتغلوا حين المتصوفة فيها أولئك التى وقع السحيقة الوهدة
دنياهم فى للمسلمين نافعا ليكون ، إليها العلم الإسلام وجه التى الصحيحة الوجهة
المتصوفة فى هذا انحرات .وقد وصل ولا تنفعهم تضرهم خرافات ،ولا يكون وأخراهم
lن حكى ،حتى الجهل فى إلى أبعد مدى ببعضهم العلم الصحيحة وجهة القرن عن
ذا أعارض :هو فقال ؟ :ما هذا له فقال ، شيئا يكتب وهو الحلاج على دخل بعضهم
هذا القرن متصوفة من الخواص بن حمزة سمنون الحسن أبا بعضهم رأى القرآن .وكذلك
تبدد لحمه وتناثر، حتى به ساقه وفخذه يضرب ،وبيده تجضيب دجلة شاطىء جالسا على
لها لنفسه هذا اللقب القبيح هضفا ،ويرضى هذا يلقِّب نفسه الكذاب وكان سمنون
فى زعمه.
فى للعلم قد أوقغ بعصْهم التوجيه الصحيح ذلك المتصوفة عن انخراف كان هـاذا
التفكير اليونانى. خصاثص من المعرفة الإلهية ،وهذا النزعة نحو ) هى ' (
ن أ وأساسها ، معرفة يونانية بمعنى كلمة وهى ، غنوسيس إلى نسبة ) الغنوسى 2 (
اتحاد العالنم بالمعلوم . من العرفان الحاصل ،دانما هو العلم النظرى ليس العرفان الحق
19
وقع به فى علوم غريبة ،ف!ن جمهورهم والطلسمات والكيمياء الاشتغال بمثل علوم السحر
،وفى وباطنا ظاهرأ للشريعة أن من ما يزعمونه قائمة على الباطنية ،وهى العلوم يسمونها
الثه ،أوح خزائن " :العارفون م 298 هـ= 927 الخرار المتوفى سنة أبو سعيد يقول هذا
عنها الأبدية ،ويخبرون فيها بلسان ،يتكلمون عجيبة ،وأخبارأ غريبة قيها علومأ الثه تعالى
الآدمى المتوفى سنة بن سهل بن محمد أبو العباس أحمد بعبارات أزلية " ،ويقول
أسنوَة الله كَانَ لكُم فِى رَسُولِ لَقَد !: قوله تعالى م -فى تفسير 219 هـ= 903 -
الَبواطن دون ، المرضية والعبادات ، الشريفة الأخلاق من الظواهر :أى ()1 ! حَسَنَة
الإيمان وقوام ، بالمنافقين وشرائعه الإسلام قوام : أيضأ ويقول ، والإشارات والأسرار
إلا ليبرروا بها ما العلوم هذه يدعوا لم أنهم شك ،ولا وجل بالثه عز بالعارفين وشرائعه
الديانات موجوداَ فى ما كان نحو وعباده على الثه بين أنهم وسطاء دعوى لهم من سبق
الأولى. الرثنية فى موجودأ ما كان نحو الربوبي! على دعوى بها إلى ليصلوا القديمة ،بل
الرجعية كان له النكسات تلك إليه الصوفية فى هذا القرن من أن ما وصل ولا شك
،فكانت الحالم القوة فى أصحاب كانوا لا يزالون فيه ،ولكنهم المسلمين أحوال اَثاره فى
المتصوفة كانوا يسيرون أن اولئك الرجعية فيهم ،على النكسات آثار تلك على قوتهم تغطى
المسلمين فى لأن جمهور الجهر به الا قليل منهم على ،ولم يجرؤوا حذر على ذلك فى
،وكانت حضارتهم عليها التى قامت النافعة العلوم إلى منصرفين القرن كانوا لا يزالون هذا
اتجاهات من ينفرون ،فكانوا !لفرن هذا العالم فى سادة ،وتجعلهم دنياهم فى بهم تنهض
يعلًم المتصوفة - أمثل أولئك من وهو الجنيد - ،ولهذا كان الغريبة عليهم الصوفية
لا يراهم فيها سراديب ،وفى خاصة بيوت ،ويقوم بتعليمهم فى لمريديه سرأ التصوف
فيما التهمة بهذه الصوفية كبير من عدد أتهم ،وكذلك بالزندقة مرارأ اتهم هذا ،ومع أحد
مصر. الخراز إلى أثرها أبو سعيد المحنة التى فر على ،وهى ببغداد بمحنة الصوفية يعرف
- Ail هـ= 247 - السنة الذين أعاد إليهم المتوكل العباسى ( 232 وقد كان أهل
مع حالهم المتصوفة ،بعكس لأولئك اضطهادأ وأقل تسامحأ كثر م ) نفوذهم Al I
امام المتوكل مثل فلما ، الزندقة بتهمة بغداد إلى المصرى النون ذو أرسل وقد المعتزلة ،
من شىء مجلسه فى إذا جرى بن حنبل احمد ،وكان ،فعفا عنه ورذَه إلى مصر وعظه
09 1م :ما تقول فى هذا هـ- المتوفى سنة 928 الصوفى كلام المتصوفة يقول لأبى حمزة
تغاليهم ،وفى المتصوفة فى طريقتفم أولئك فى مضى ؟ وقد كان هذا سببأ يا صديقى()2
الصوفية. الانكار على من ما يخالفه اليه أيضا قد نسب ()2
29
فيه ما وقع أشد م - 219 هـ- 903 - قتل الحلاج شة فيها بعد هذا القرن ،وكان
وعامتهم اكس خاصة الدولة ،ومن رؤساء هذا كان له أنصار من المتصوفة ،ومع لأولئك
الملامتية -نسبة غير عربية إلى تسمى المتصوفة هذا القرن فرقة من فى قامت وقد
إلى بساطته الأولى قبل أن يصير فى هذا القرن ،وترجع التصوف -تحاول إصلاح الملامة
م -شيخ 884 هـ- 271 القصار المتوفى سنة - بن احمد نظريأ ،وكان حمدون تصوفأ
ما أشد ،وكان الملامتية مذهب انتشر ،ومنها ببلاد فارس نيسابور من ،وكان الطائفة هذه
من الأحوال يُظهر فيهم هذه من كل ،فكانوا يكرهون أحوالهم عليه كتمان يحرصون
مجالس لا تحضرون :ما لكم بعضهم سئل ،وقد والتواجد والذكر والصياح السماع
يظهر أن خشية ولكن ، لىانكارأ كراهية السماع مجلس تركنا أ ليس ة فقال . . . ؟ السماع
من غيرهم وبين بينهم الفرق يكون ! وبهذا عينا عزيز ،وذلك نُسِرةُ ما أحوالنا علينا من
مريديهم على يحرمونه ،ولا أولى إلا أن تركه السماع فى لا يرون ،لأنهم قليلا المتصوفة
تحريمأ مطلقأ.
أتى بعد فيها من وقع شديدة لكسات كان شبأ فى أساسه الملامتية أن مذهب على
لومهم على هذا عندهم ،ولا يقتصر لوم النفس اساس يقوم على هذا القرن ،لأن مذهبهم
بما يوجب النايىق بين لا يظهرون فكانوا ، لهم الناس إليه لوم يضيِفون بل ، لأنفسهم
الناسا من ما يجلب فعل كانوا يتعمدون ،بل أنفسهم إلى الغرور ،لئلا يتسرَب مدحهم
( :الملامة بعضهم قال ،ولهذا بالذم والتأنيب عليهم ألسنتهم ،ويرسل والاردراء السخط
بهم ما يليق للخلق أظهروا الملافة :أهل آخر .وقال شراَ ! تضمر ،ولا الأ تظهرَ خيرا
ودائعه من عندهم ما للحق ،وصانوا الطباع نتائج هو وما والأخلاق أنواع المعاملات من
أوقاتهم حفظ على تعالى الحق مع قاموا الملامة قوم ( أهل : آخر وقال ، المكنونة "
، والعبادات القرب أنواع من ما أظهروا جميع على انفسهم فلاموا ، أسرارهم ومراعاة
على الخلق فلامهم ، محاسنهم عنهم وكتموا ، فيه هم ما قبائح للخلق وأظهروا
. ! بواطنهم من ما يعرفونه على أنفسهم ،ولاموا ظواهرهم
فى ،وعؤَل والباطن الظاهر بتحسين ،لأنه أتى شىء فى الإسلام من لي!ى كله وهذا
،والله بالظاهر أن أحكم ( أمرت النبى عيئنجم قال ،ولهذا ظواهرهم على للناس معاملته
عليه يجب ما فيه ،بل قبائح للناس يظهر أن الإسلام فى لأحد ! ولا يصح السرائر يتولى
قصتَر النبى !هتجةا ،وقد الناس فى ،لئلا تثميع الفاحشة الأقل على او يسترها أن يصلحها
فقال : والأقرع بن حابس بن حصن عيَينة عما أعطاهُ بالعباس بن مرداس
RT
()1 والأقرع بين عيينة ! أتجعل نهبى ونهب الب
.ولا عنه لسانه ليقطعوا عطائه " فزادوا فى لسانه عنى النبى علثسهبغ 9اقطعوا فقال
نزعة وهذه ، فيهم الناس ألسنة ليرسلوا قبائحهم ب!ظهار هذا يخالفون الملامتية أن شك
فيه فيما وقع متأخروهم وقع وقد ، اليونان فلاسفة من الكلبيون فيها قبلهم وقع رجعية
. القرن هذا بيانه بعد وسيأتى ، قبلهم الكلبيين متأخرو
الخلافات هذه على يسمو إلى مجدد حاجة القرن السابق فى ف!ذا كان المسلمون فى
إليه لما وصلت ، أشد القرن هذا إليه فى حاجتهم ف!ن ، والسياسية الدينية والجنسية
الأمر ،وابن سريج أولى القرن المقتدر من هذا مجددى المتقدمون من ذكر وقد
المتكلمين والنساثى من ،والَأشعرى الفقهاء من والخلآَل الحنبلى الحنفى والطحاوى الافعى
المحدثين. من
أخلق لما القرن الثالث مجدداَ فى كان بن حببل أن أحمد رضا السيد رشيد وذكر
المقتدر وابن سريج بالذكر من عندى أولى السنة ،وهو لباس من العباس بنى بعض
وازن ،وقد منهم بالذكر أولى الأشعرى ،وكذلك والنسائى والخلال والطحاوى والشافعى
"( )2بين الأشعرى الحسن الإمام أبى إلى المفترى فيما نُسب كتابه " تبمِن كذب فى ابن عساكر
الأشعرى أبو الحسن الثالثة - مجدد أى إنه - قال من :وأقول فقال سريج وابن الأشعرى
على للرد انتدب الذى فهو ، أقرب الدين تجديد إلى السنة بنصر قيامه لأن ، أصوب
الرد عليهم فى ،وكتبه مشتهرة ذلك ،وحالتهُ فى المضللة المبتدعة أصناف المعتزلة ،وساثر
الفقه وفروعه أصول بعلم مضطلعأ ، فقيها فكان سريج بن فأما أبو العباس ، منتشرة
حياته: أظهر ثلاثين سنة كانت القرن الرابع الهجرى فى قضى الأشعرى نبيها ،ولكن
عليه سنتكلم الذى ،فهو الدين علماء من إلا ابن حنبل المتقدمون ممن ذكره فلا يبقى
؟ المأمون كعمه لأنه كان ، العباسيين من إليه الواثق يضاف أن ويجب ، القرن هذا فى
عمر سنة بين العباسمِن يحيى أن القرن هذا لأنه أراد فى ، العباسيين من المهتدى وكذلك
أن يذكر يصح ،ولا العباس بنى فى بشىء المقتدر يكن أمية ،ولم بنى العزيز فى ابن عبد
of
اوْلى فلاسفة هذا القرن ،وهم من فيلسوفا ذكروهم مع من المتقدمون ولم يذكر
نهض بالمسلمين فى دنياهم ،ومتى التى تنهض ،لأن العلوم الفلفية هى بالذكر !من غيرهم
دنياه أضاع اضاع ،ومن الآخرة قنطرة الدنيا لأن ، دينهم فى نهضوا دنياهم فى المسلمون
التُنة غالئا كانوا هم أهل لأن ، المأمون بعد منهم مجددا المتقدمون لم يذكر لىانما ، أخراه
يكن ،فلم معلوم وأصحابها وعلومها للفلسفة ،وعداؤهم المجددين هؤلاء يعينون الذين
عدو نظرهم ؟ لأن الدين فى بها بين المجددين يشتغل أن يُعَد من المستساغ عندهم من
أن نرى ،ونحن الدين فى المجددين السابق مجدد حديث ،والمجدد بمقتضى للفلسفة
كان مجددا أن يذكر أن ابن حنبل رضا للسيد رشيد ،رما كنا نحب الدين والفلسفة أخوان
المأمون ببعضهم لأنه يعنى ؟ السنة لباس من العباس بنى بعض أخلق لما الثالث القرن فى
هذا القرن أيضا بهؤلاء المجدِّدين، فى فى التجديد لم تتحقق المسلمين حاجة ولكن
من الملوك ،وابن حنبل الواثق من ،وهم نختاره منهم من دراسة من سيظهر كما
***
59
الواثق العباسى
هـ- المعتصم بن هارون الرشيد ،تولى الملك سنة 227 هارون بن محمد هو
أشهر وتسعة سنين الملك خمس فى م ،فمكث 846 هـ- 232 سنة م ،وتوفى 841
فى طريقته فى نشر العلوم المامون ،وسار عمه فى التجديد العلمى مسلك وقد سلك
المأمون الأصغر، كان يلفب العلوم الفلسفية ،حتى أنواعها ،ولا سيما اختلاف على
،راغبا فى مجلسه من مبعداَ لأهله ، للتقليد ،مبغضا لأهله ،مكرما للنظر محبا وكان
الفلاسفة والمتطببين وغيرهم، من الناس وآرائهم ،ممن تقدم وتأخر علوم على الإشراف
من الإلهيات . ويناظرهم فى علوم الطبيعيات وما بعد ذلك وكان يجمعهم
وماخذ اطب ا معرفة إدراك كيفية أعلم أن ( :أحببتُ لهم يومًا فقال جمعهم وقد
ذلك العقل ؟ أم علم جهة القياس والسنة ؟ أم يُدرَك من أم من الحس من ،أذلك أصوله
.وقد كان أ من أهل الشريعة ؟ جماعة إليه السمع كما يذهب منِ جهة وطريقه يعلم عندكم
كانا وسلمويه ؟ وقيل إن حنين بن إسحاق وميخائيل فيمن حضر ماسوَيْه وابن ابن يختيشوع
هو به الطب يدرك الأطباء أن الطريق الذى من طوائف :زعم قائل فقال منهم
متغايرة ،فيوجد فى أحوال واحد محسوس على ،وحذُوه بأن يتكرر الحس التجربة فقط
ان التجربة ،ورعموا المجرب لذلك ،والحافظ أولها فى يوجد كما اَخر الأحوال فى بالحس
،داليها تنقسم وصحت ،وبها علمت لها أوائل ومقدمات الى مبادىء أربعة هن ترجع
الخ. الخ . . . لها أجزاء بذلك فصارت ، التجربة
وتسهيلها أن الطب أمر صناعة منهم الى أن الحيلة فى تقريب طائفة أخرى وذهبت
لا غاية اذ كان ، لها الجامعة الحاضرة الأصول الى ومولداتها العلل من أشخاص ُتُرَد
الحال الموجود فى الحاضر الطبيعة والمرض نفس الدواء من على ،وأن يستدل لتولدها
والأسباب الأزمان والأوقات ودون ، الفاعلة التى عدمت الأسباب دون ، والوقت
علة كل فى ما يكون بكل ،وألزموا التحفظ وحدودها طبائع الأعضاء ومعرفة والعادات
ن أ فيها لا ريب التى الظاهرة المعلومات من أن بأن زعموا وبرهنوا ، توجد أو لم وجدت
الحال لا ينفى الآخر فى أحدهما وجود ،وأن حال فى اجتماعهما لا يجوز الضدين
الظاهر ،والشىء خفى شىء كل ظاهر يست!دل به على هذا كشىء ،قالوا :وليس محإلة
69
قول بيًن ،وهذا غير ما يوجبه على القطع ،فيكون الاستدلال ،فيختلف الوجوه يحتمل
الطب بأصحاب قوم يعرفون التقدم فى اليونانيين ،وهم وأهل المتطببين حذاق من جماعة
فى :الامَ يذهبون الأعظم جمهورهم عن :فأخبرونى جميعا لهم الواثق فقال
ذلك؟
من ماخوذ الطب معرفة إلى والقانون الطريق الطائفة أن هذه :زعمت فقالوا جميعا
فى الأبدان معرفة ،ومنها وأفعالها والأعضاء الأبدان طبائع معرفة ،فمنها أولية مقدمات
لا الطبيب على :فالواجب قالوا أن ،إلى الأمراض قوى ومعرفة ، والأسفار والأشربة
طبائع الأمراض النظر فى المريض (ذا أراد علاج المقدمات التى قد صحت هذه محالة من
ذلك، الحاضرة والأسباب ،ليستدل بجميع والأغذية والعادات والأزمان والأوقات والأبدان
الخ. . . .الخ عنهم وتأخر تقدم فيمن وجالينوس أبقراط قول يا أمير المؤمنين - - وهذا
؟ الإنسان الغذاء من آلات :ما اول بين الجماعة من الواثق لحنين فقال
منها ، سنا وثلاثون اثنتان والأسنان ، الأسنان وفيه ، الفم الغذاء اَلات :أول فقال
الخ. الخ . . . سنا عشر ستة الأعلى اللحى فى
فيه كتابا تذكر لى ،فصئفْ الاَلات هذه من فيما ذكرت :أحشتَ الواثق لحنين فقال
فيه :يذكر مقالات ثلاث له كتابا جعله فصنف . ذلك من معرفته الى ما يحتاج جميع
كثيرة ؟ وأنْ مسائل غيره عن وفى فى هذا المجلس حُنينا وقد ذكروا أن الواثق سأل
المسائل الطبيعية ،يذكر فيه أنواعا بكتاب ترجمه كتابا فيه ،ثم صنف ذلك عن حنينا أجاب
واثق وال يسأله ؟ فكان الواثق ندماء من حنينا نديم يسأل كان الذى :إن .وقيل العلوم من
الواثق، أضجر والمجيب السائل من الكلام هذا ،فلما كثر الساثل يورده مما ويتعجب يسمع
هو هذا العالم الذى الزهد فى فى حضره منهم عتا واحد ثم أمره م أن يخبر كل
زهد الأخبار عن له من ما سنح منهم واحد كل ،فذكر الدثور والفناء والغرور عالم
،فليخبرنى فيما ذكرتم الحكاية أحسنتم ،وقد فيما وصفتم :قد كثرتم الواثق فقال
AV
) الاسلام فى ( - 7المجددون
،وقد جُعل وفاة الاسكندر نُطق الحكماء الذين حضروا من ما سمع أحسن عن واحد كل
حضر به من ما نطق ،وأحسن حسن ما ذكروه .كل :يا أمير المؤمنين بعضهم فقال
:إن فقال الهند - حكماء إنه لبعض قيل وقد - الحكماء دوجانس المشهد من ذلك
قول هذا المعنى من ! وأخذ منه أص اليوم أوعظ أنطقُ منه اليوم ،وهو الإسكندرَ أمس
من يدتا تراب دفنك نفضت ثم إنى حزن!ا بدفنك كفى
حيا منك اليؤم أوعظ وأنت لى عظات فى حياتك وكانت
،ثم قام من الناس من حضر من معه كل فاشتد بكاء الواثق وعلا نحيبه ،وبكى
فخار منها هُؤَة فى هوى إذَ إعلائها على المرء بينما
مما حسان أخبار :وللواثق ،ثَم قال الواثق أخبار من هذا كل المسعودى ذكر وقد
للنظر بين الذى عقده فى مجلسه المباحثة من ،وما كان يجرى الأحداث كان فى أيامه من
الفروع والأصول (. )1 فى جميع الفقهاء والمتكلمين فى أنواع العلوم من العقليات وال!معيات
التجديد -مجدد نواحى ما عداها من الناحية -دون هذه أن الواثق فى ولا شك
كان يجمع الحدود ،لأن مجلسه التجديد فيها ،سَمِحٌ فى دينه إلى أقصى حدود إلى أقصى
، الأديان أهل من إلى غيرهما إلى نصرانى مسلم أديانهم ،من اختلاف بين العلماء على
، الأديان دينأ من لا يعرف الإسلام فى العلم لأن ، دينه فى عليه حرجأ هذا فى فلا يرى
العلم فى سار فى هذا الطريق لوصل العباسيين ملوك أتى بعد الواثق من ولو أن من
ملوك قبله من ومن الواثق لأن ، أوربا قبل الحديثة نهضته إليه فى ما وصل إلى الإسلام
إلى هذه الغاية ،وقد كانت الذى يوصل بالعلم فى الطريق الصحيح العباسيين كانوا يسيرون
ذلك العباسيين فى حضارة لها مثل ،ولم يكن بحار الجهل غارقة فى عصرهم .أوربا فى
متأخر. زمن الا فى الملوك العباسيون به أولئك لثتغل كان بما تشتغل ،فلم العهد
بهذه العلوم الطارئة وغيره كانوا يضيقون السنة كابن حنبل اهل من المتشددين ولكن
البلاد ،حتى كل فى العامة عليها ،ويثيرون سِرآ وجهرأ يحاربونها ،فكانوا الإسلام على
. 36 - 03 4ص نلمسعودى ج ومعادن الجوهر ( )1مروج الذهب
AA
بالعلوم الاشتغال على الناس وقصروا ، الجديدة العلمية الحركة هذه على القضاءُ لهم تم
بهم ،ويصلوا النهوض بعد الجمود إلى بهم الأدبية ،ليصيروا العلوم الدينية وما إليها من
فى وأبيه ،وتشدد عمه الدين مسلك المتشددين فى أولئك الواثق مع سلك وقد
أبيه فى عهد لابن حنبل ،وقد جرى النة أهل مخالفوه من كما تشدد القراَن مسألة خلق
له بسجن أبيه لم يعرض الواثق بعد ،فلما ولى عليه الكلام فى مما شأتى ما جرى المعتصم
ن أ الى الأماكن فى يتنقل وأخذ .فاختفى بأرض إليه :لا تساكنى أرسل وَ(نما ، أو نحوه
مع ابن حنبل. اللينَ من هذا شىء الواثق ،وفى مات
ألا يشددَ فيها ،ورأى ذلك من كثر المسألة هذه أمره لان فى والظاهر أنه فى آخر
أهل من الففه والحديث أهل من ،ومما يؤيد هذا أنه أتى لثيخ أبوه وعمه كما كان يثدد
ودعا ، !ائب غير عليه فسلم الهيئة ، حسن طوال مقيد ، الثغر الامى ( أذنة ) من
بسالك فيما دؤاد أبى بن الله أحمد أبا عبد ،أجب :با شيئ له الواثق ،فقال فأوجز
الله عبد أبو : له فقال ، المناظرة عن ويضعف يقل أحمد ، المؤمنين يا أمير : فقال ، عنه
كلامه3 فى أتأذن ، المؤمنين يا أمير عل!يك هؤن : له فقال
اليه؟ الناص ،ما دعوتَ له :يا أحمد فقال أحمد على الشيخ فأقبل
فلا يكون ، الدين فى داخلة (يها الناص دعوت التى هذه :مقالتك الثيخ فقال
أو تركهم3 اليها دعا الناص !ص الله :رسول فقال الشيئ
وتركهم صةنج!ا اله يَدْعُهم إليه رسول ما لم الى الناص دعوتَ فَلِمَ : الث!يخ فقال ؟
أحمد. فسكت
:لا يكون أنت ( )1فقلت لكُمُ الإسنلاَمَ دينا أ وَرَضيتُ عَلَيكُم نغمَتى ومتممتُ دِينكُم لكُم
نقصانك؟ فى داتمامه أو أنت إكمالَه فى أصدق فالَثه ، اَلقرَآن تاما إلا بمقالتكم بخلق الدين
أحمد. فأمسك
أثهَا يَا فىْ كتابه ! وجل الثه عز قول عن يا أحمد :أخبرنى ساعة بعد لأحمد ثم قال
إليها مما بفَغه الناس دعوت التى هذه فمقالتك ()2 أ بكَ رً الرشُولُ بَفغ مَا أنزِلَ الَيكَ مِن
فأمسك أحمد.
مقالتك الله عدصتجآا من رسول ،ما علم يا احمد :أخبرنى ساعة بعد لأحمد قال ثم
عنهم أم لا؟ أن أمسك لالى القول بها أوسعه اليها الناس هذه التى دعوت
لعلى ك!، لعثمان ،وكذلك ،وكذلك لأبى بكر وعمر :وكذلك فقال الثخ
لنا ما اتع يتسع :يا أمير المؤمنين ،إذا لم الواثق وقال إلى وجهه الشيخ فصرف
الله عفنجم لرسول لنا ما اتع يتح لم الثه علينا ان وسمع ،ولا :نعم الواثق فقال
الواثق: فقال ، عليه جاذب قيده فكوا فلما ، قيده اقطعوا : قال ثم ، ولأصحابه
عليه، أجاذب نيتى أن فى عقدت :لأنى فقال ؟ عليه جاذبتَ :لم له قال ،ثم دعوه
هذا لمَ عبدك ،سل :يا رب أقول حتى وبدنى بين كفنى أن يجعل أوصيت ف!ذا أخذته
،اجعلنى :يا شيخ الواثق قال ،ثم حضر من وكل الشيخ ،وبكى الواثق فبكى
-فى حل.
لرسول (عظائا حل فى جعلتُك حتى منزلى من :يا أمير المؤمنين ،ما خرجتُ فقال
وعدم بلباقته الشيخ الذى عُرف العهد كانوا مثل ذلك السنة فى ذلك أهل كل فليت
. 6 7 آبة : ن دة ا الم )(Y . 3 آبة : ئدة لما ا ) 1 (
فيها برأيه ،فلم ،مع احتفاظ كل أحسن بالتى هى المسألة الكلام فى هذه يقطع تنطعه كيف
،ثم تعصبوا السنة وخصومهم أهل فيها من تشددوا فيها رأسه من رأسه كما ركب يركب
يليق موقف له ،وهو يحمد مما الشيخ ذلك ( الواثق " مع أن موقف ولا شك
هذه اقتصاره على التجديد فى الإسلام ،ولكن حركة بموقفه السابق فى الناحية العلمية من
الرجعية التى وقعوا فيها ،لأن النكسات انتشال المسلمين من فى ليكفى الناحية لم يكن
المسلمين ،وقد يذكر له مع ذلك احوال به كل كلها ،لتصلح أن يشملها التجديد يجب
أتقلدها الله بعده ،فقال :لا يرانى لابنه من موته أن يوصى مرض فى سثل موقفه حين
!ي!**
101
أحمد بن حنبل
أسرته ،نشأت الشيبانى هلال بن حنبل بن محمد بن أحمد الله أبو عبد هو
،وقد أمية بنى عهد فى سَرَخس واليا على ،وكان خراسان الى انتقل جده ،ثم بالبصرة
ممات ،وقد م 078 هـ- 164 بها سنة فولدته بغداد إلى انتقلت ،ثم به أمه بمرو حملت
وقد الدنيا ، حاضرة العهد ذلك فى بغداد وكانت أمه بتربيته ، ،فقامت طفل أبوه وهو
الى نفسه فاتجهت ، وأدباء وفلاسفة ومتصوفة وفقهاء فراء ومحذثين بأئمة العلم من رخرت
العلوم :مسلك لدراسة هذه مسلكان عهده العراق على في الشريعة ،وكان دراسة علوم
رواية الحديث، من الفتاوى والأقضية كثر الرأى الذين يُعنون باستخراج أهل الفقهاء من
الفتاوى استخراج أكثر من وحفظه برواية الحديث يعنون المحذثين الذين ومسلك
اتجاهه ،وكان العراق فى علمائه عن الحديث الثانى ،وطلب المسلك ،فاختار والأقضية
،ثم بن بشير الواسطى هثيم على الحديث يطلب سنوات بغداد سبع فى فمكث
إلى البصرة والحجار واليمن والكوفة والشام ، ،فرحل الحديث طلب فى بعد ذلك رحل
التقى ،ثم التى بناه عليها الجديدة وأصوله ففهه عنه فأخذ الحجار فى بالشافعى التقى وقد
كان حتى ، علمه اكتمل قد كان ولكنه ، فيها أيضا عنه فأخذ ، بغداد فى هذا به بعد
ما يدوًن كل حفظه ،وكان مع جودة الأحاديث الشافعى يعوًل عليه أحيانا فى معرفة صحة
والفتوى بعد أن بلغ الأربعين ،فطار صيته فى بغداد وغيرها من للتحديث ثم جلس
الرواة أن درسه ذكر بعض ،حتى سائر النواحى والفقه من الحديث طلاب البلاد ،وقصده
يسمح لم يكن أنه ،على خمسمائة منهم نحو ،وأنه كان بكتب ا 3ف خمسة كان يبلغ نحو
أو ينقلوها يدونوها أن لهم يسمح يكن ،أما فتاويه الفقهية فلم الحديث الا بتدوين لهم
،وقد والحديث القرآن بجوار الدين فى آراء الناس الباع تدوين من يرى لأنه كان ؟ عنه
أنى :اشهدوا لأصحابه ،فقال بخراسان ونشرها عنه مسائل تلاميذه روى بلغه أن بعض
كتابة فتاوى غيره من الفقهاء . كان ينهى عن كله .وكذلك ذلك عن رجعتُ
،يتأثر بأقوالهم والتابعين الصحابة عصر من غير عصره فى بهذا يعيش وقد كان
،وقد غالى بهذا فى مذهب فى عصرهم لم يكن شىء من البدعة (حداث وأفعاله! ،ويرى
به تابعى كبير تخلف بأنه معاصريه بعض وصفه التثمدد ،حتى فيه كل السنة ،وتشدد أهل
لم يؤثر عن نما عصره فيه أهل ما خاض كل عن الأعراض هذا على ،وقد حمله الزمن
؟ الكلام علم عن الناص ينهى ،فكان الرد عليهم لنفسه يستجيز لم يكن ،بل السلف ذلك
201
يتأثر بالمتشددين هذا فى ،وهو للسلف معروفة لم تكن فلسفية العقاثد بطرق فى لأنه يتكلم
من التحرج هذا لا يتحرج منهم كان يتأثر بمن ولا ؟ والتابعين الصحابة من دينهم فى
المجدد المطلوب ان يكون ،ويبعد به عن ابن حبل على أن مثل هذا يؤخذ ولا شك
إزالة ،ليمكنه المجدد ذلك اللازم فى التسامح به عن لانه يبد ، القرن هذا فى للمسلمين
الرأى سببأ للعداوة فى الخلاف من ؟ ولا يجعل العداوة الدينية بين الفرق الإسلامية
أنه لا شىء ،لأنه يرى للدين مخالفا د!ان لم يكن جديد كل كراهة على يحمله ،كما بينهم
فيه برأى جهر فقد ، القرآن بخلق فتنة القول فى سببا لموقفه المعروف هذا كان وقد
الحبس من ما أصابه على وصبر ، مخلوق غير القراَن بأن القول على ،وأصر السنة أهل
ما المأمون والمعتصم والواثق ،وكان من الأرض ملوك أقوى ذلك ،وقاوم فى والجلد
المجد، من له فى التاريخ صفحة ،وقد دونت عيها فى الرأى يحمد شجاعة وهذه
غيره من القرآن وفى القول بخلق يكفًر مخالفيه فى هذا أنه كان عليه فى يؤخذ ولكن
الفريقين فى من ،فتغالى كل النة وأهل المعتزلة ،كما كان مخالفوه يكفرونه هو أصول
من كلا أن ولو ، رمنا طويلا المسلمين شغلت فتنة شديدة جعلوها ،حتى لرأيه التعصب
غير أن يكفره الرأى لترك للاَخر رأيه من التسامح فى ما جاء به الإسلام من الفريقين راعى
به يقصدون المعتزلة القرآن من قالوا بخلق أن الذين ،على بالقوة عنه صرفه فيه ،أو يحاول
الزاثدة على الكلإم بصفة لا يقولون لأنهم ، والأصوات الحروت المركبة من الألفاظ هذه
،فلم الصفة به هذه القرآن قصدوا خلق قالوا بعدم ،والذين السنة قال أهل كما ذاته تحالى
بالخلاف فيها للتشبث هناك معنى ،ولم يكن القراَن فى مسألة خلق حقيقى بينهم خلاف يكن
، فيها راية السلام يرفع مجدد الفتنة إلى هذه فى محتاجين المسلمون كان الفريقين ،وقد من
، الإسلام فى إخوان جميعا أنهم ليعلموا والمعتزلة ، السنة ء بين أهل يهدى برأى ويطفئها
الواثق الحد ،وقد كان موقف إلى ذلك المسألة هذه بينهم فى الخلاف أن يفرق ولا يصح
المعتصم وابن حنبل. موقف الواثق خيرأ من فى الكلام على السنى فيما سبق والشيئ
من عليه السلف إحياء ما كان على قام به ابن حنبل التجديد الذى وبهذا يقتصر
أسرف ،كما المخالف فيه بتكفير أسرف قد كان ! ،ان انه الحق ما يرون قول فى الشجاعة
قوله ولا ،لا يلين فى وفاته إلى حياته أول بهذا من نفسه أخذ ،وقد بتكفيره أيضا مخالفه
فيه اكثر منه، بعضهم غالى ،بل بعده أتباعه من هذا عنه ورث ،وقد لائم لومة يخثى
!ي!* *
المهتدى العباسى
،كان أبوه الواثق ملكا عظيما، الواثق بن المعتصم المهتدى بن هارون محمد هو
الذى فى مرضه أبوه ولم يعهد له ،وقد سئل ،وقد مات المأمون الأصغر كان بلقب حتى
ابنه عنه ،فورث وميتا حيا الله أتقلدها :لا يرانى ،فقال بعده له من منه أن يوصى مات
ثم ، المتوكل بن المنتصر ثم ، المعتصم بن المتوكل أخوه أبيه الواثق بعد ولى وقد
عزل ،وقد وحبسه المهتدى ،فاعتقل المتوكل المعتز بن ،ثم المعتصم بن محمد المستعين بن
ن أ قبل حاول ،وقد الواثق بن للمهتدى وبايعوا ، م 986 هـ- 255 المعتز سنة الأتراك
به ،فأتى كلامه يراه وش!مع حتى البيعة ،فأبَى قبول المعتز بينهم وبين يبايعوا له أن يُصلح
،ما هذا :يا أخى له وقال إليه وعانقه ،فوثب منديل رأسه وعلى مدنس قميص وعليه
بينه يصلح أن عليه فعرض ، له أصلح ولا أطيقه لا أمر : المعتز فقال . . . ؟ الأمر
من حل :فأنا فى له فقال ، لها يَرضوننى ولا ، فيها لى لا حاجة : فقال ، وبينهم
حضرته عن فأقاموه ، عنه وجهه المهتدى فحؤل . وسعة حل فى :أنت فقال ، بيعتك
الأتراك فيها ،وكان المسلمون قد أولئك بسوء تصرف الدولة قد ساءت حال وكانت
يقوم ،وأن بالزهد الحال هذه يصلح أن الدنيا ،فآثر المهتدى على بتنازعهم حالهم ساءت
بنى أمية. العزيز فى عبد بن قام به عمر بما بنى العباس فى
عشايا عند المهتدى بعض :كنت بن القاسم الهاشمى وقد قال أبو العباس بن هاشم
وأمر ، بنا المغرب صفَى حتى فجلست ؟ بالجلوس فأمرنى ، لأنصرف فقمتُ ، رمضان
خَل، آخر ،وفى إناء ملح ،وفى عليه رغيفان خلاف طبق ،وأحضر بالطعام فأحضر
كذلك طعاما جيدا ،فلما رأئ كلى يحضر أنه ،ظتأ منى مقتصرأ فكلتُ فدعانى إلى ا!ل
قلت: . . ؟ غدا الصوم تريد افلست : قال ، بلى : قلت . . ؟ صائما كنت أما : قال
. ما ترى غير ههنا ،فليس عشاءك واشوف :كل . .قال ؟ رمضان شهر لا وهو وكيف
رزته؟ ووسع النعمة الله عليك أسبغ :ولِمَ يا أمير المؤمنين وقد وقلت قوله من فعجبت
أمية بنى من أنه كان فى فكرتُ ولكن دثه ، ،والحمد ما وصفت الأمر على ( :ن فقال
بما نفسى وأخذتُ ، مثله خلفاثهم فى ألا يكون هاشم لبنى ،فغرتُ العزيز عبد بن +عمر
رايت.
مسلك أسلك حتى ،دعونى هاشم :يا بنى لهم وقال هاشم بنى دعا فلما آثر هذا !
بن عبد العزيز فى بنى أمية. فيكم مثل عمر بن عبد العزيز ،فثون عمر
، الفقهاء منارل ورفع ، العلماء فقرب ، الدين فى القصد أمره إلى فى ذهب ثم
من والفضة الذهب اَنية ،وأمر ب!خراج والمطعم والمشرب والفرض اللباس من وقلل
المجال! فى التى كانت إلى الصور ،وعمد دنانير ودراهم وضربت الخزائن ،فكسرت
السباع وقتل ، والديوك ، الملوك يدى بها ببن يناطح كان التى الكباش وذبح ، فمحيت
قبله الملوك وكانت ، ب!باحته الشريعة ترد لم فرش وكل الديباج بسط ورفع ، المحبوسة
وسائر مؤنه لمائدته وجعل ،فأزال ذلك درهم آلاف يوم عشرة موائدها فى كل تنفق على
له سفطِ من الليل أخرج الصيام ،ف!ذا دخل ،وكان يواصل مائة درهم يوم نحو فى كل
، الى أن يدركه الصباح يركع وشجد ،وجعل نفسه الجبة وغل ،فلبس وكل جبة صوف
. الاَخرة العشاء بعد الليل إلا ساعة ينام من يكن ولم
فيها للعائم والخاص وجلس ، قبة المظالم وسقاها ، أبواب قبة لها اربعة بنى ثم
وكان القِيان ، عن ونهى ، الشراب وحرئم المنكر ، عن ونهى بالمعروف وأمر ، للمظالم
الناس ويؤم بهم. إلى المسجد الجامع ،ويخطب جمعة كل يحضر
العامة على وطاة هذه ايإصلاحات فى الرعية ،فثقلت الفساد كان قد استحكم ولكن
يمهلوا تبرتُا بها ،فلم غيرهم من الدولة كثر الأتراك المتغلبون على أولئك ،وكان والخاصة
،فصرفهما بغا يتزعمانهم بن وموسى بايكيال وكان ، ونصفا شهرأ عشر إلا أحد المهتدى
،ولكنهما لم يلبثا معهما فشيعهما ،وخرج لشرهما اتقاءً الخوارج بعض المهتدى إلى حرب
، سامرآ بجسر فعسكر خرح برجوعهما ؟ فلما استشعر غير أن يلقيا شرا أن قفلا من
بالعامة مستنصرأ سامرا مستغيثا ،فدخل هزمه وحاربه بايكيال حتى قتاله من فتحرفَي موسى
لم عظيمة سيرة على الناس تحمل :أتريد أن وقالوا له الأتراك أولئك عليه قبض ثم
بيته والخلفاء علئ!هنج!ا وأهل الرسول سيرة على أحملهم أن أريد : فقال ؟ يعرفوها
، الآخرة فى إلدنيا ورغبوا فى زهدوا قوم مع كان لحةنج!ا :الرسول ،فقالوا له الراشدين
وغير وجَزَرِى ومغربى تركى رجالك أنت دانما ، وغيرهم وعلى وعثمان كأبى بكر وعمر
،دانما كرضهم امر آخرتهم من عليهم ما يجب ،لا يعلمون أنواع الأعاجم من ذلك
؟ وهذا يدل على الواضحة من ما ذكرت تحملهم على هذه الدنيا ،فكيف من ما استعجلوه
هذا ،ومع الحق يعرفون هذا فى لأنهم ، الأتراك أولئك نفوس من الفساد ما بلغ مقدار
501
صاحب المهتدى ،وكان هذا المفى وأشباهه فى والمراجعة فقثر منهم ومنه الكلام
،فأمكنه أن يؤثًر بعض على أن يستعين ببعضهم مدة ولايته على فى جرى ،وقد حيلة
قام فيهم البهاتب وهب بن سليمان ،ولكن كاد الأمر يتم بينه وبينهم ،حتى ويهذثهم فيهم
، هذا كير ،فنيته فيكم بلسانه ،أعطاكم تدبيركم فى ،وخطأ منكم رأى سوء :هذا فقال
بالخناجر، وجاءوا منه استرجعوا هذا .فلما سمعوا جمعكم ويفرق جميعا، عليكم وسيأتى
فى أوداجه ،ثم بخنجره لبايكيال ،فجرحه ابن عم المهتدى بخنجره قام على وكان أول من
،ثم أقبل على سكران منه ،وكان روى حتى يمصه عليه والدم يفور منه فأخذ انكب
فى هذا اليوم من الخمر. من المهتدى كما رويت أصحابنا قد رويت يا فقال : أصحابه
عجيب ،ومن الى غرضه الملك المصلح قبل أن يصل ذلك أولئك القساة على فقضى
ما كان على ،وندموا عليه ويبهون ينوحون بغداد به فى قتلوه داروا أن بعد أنهم أمرهم
هـ- 256 المهتدى سنة قتل ،وكان ،وأجهلهم أقساهم قتله ،فما كان من منهم
المطلوب ف!! هذا القرن الإصلاح كل لم يكن أراده المهتدى الذى أن الاصلاح على
حاله من يؤخذ ،كما عليه الناس يحمل أراد أن الذى الزهد بالغ فى وقد ، للمسلمين
، عليه ريخفان خلاف بطبق ،فجاءوا الطعام ،فأمر ب!حضار رمضان فى انتهى صومه عندما
المسلمين، فى المثل الأعلى هو الحد ليس هذا إلى ؟ فالزهد ،وب!ناء فيه خل وب!ناء فيه ملح
،والمسلمون فى أجسامهم قواهم ويضعف الناس عليه ؟ لأنه ينهك جمهور حمل ولا يصح
تحمل الثه ،وأن يقووا على شيل أن يقوموا بالجهاد فى قوية ليمكنهم الى أجسام حاجة
فى هذا القرن إلى تقوية الحركة العلمية التى حاجة أشد ولقد كان المسلمون محتاجين
ينهض من بنى العباس بعدهما ملوك التدهور بعد المأمون والواثق ولم تجد من فى أخذت
نصيرأ تجد وما إليها ،ولم الدينية العلوم على قصرها مَن يناوئها ويحاول وجدت ،بل بها
عظماء بعض دولة العباسيين :ففيها ظهر الممالك المتفرعة من بعض هذا القرن الا من فى
فى هذه الممالك ،ولم الفلاسفة الذين ظهروا المسلمين ،كالرازى وكيره من الفلاسفة من
عقولهم، على السنة كانوا قد استحوذوا للعباسيين ،لأن أهل يظهروا فى البلاد التى بقت
المسلمين، به حال الزهد الذى أراد المهتدى أن يصلح الدين هو الأعلى فى المثل فرأوا أن
العصر هو عصرهم ،وكان الأولون ملوكهم نشره فى اجتهد العلم الذى يروه فى ولم
الزاهر للعباسيين.
***
601
، المزيج المعتدل حرارة أمثال الحرارة أربعة له من يكون فلا بد أن 2 بدرجة حازا الدواء
فلاسفة من بها كردان المبتكرة ،وقد أعجب الكندى نظريات نظرية من ،وهذه وهكذا
أقوى هم مفكرأ اثنى عشر من بها واحدأ عذَ الكندى النهضة ( )1حتى عصر أوربا فى
المفكرين فى العالم.
نبوكه ،وعلى للمسلمين بالفلسفة الاشغال فتح باب على وقد اقتصر تجديد الكندى
عن نفسه بالبحث ،فلم يشغل فيلسوت فى المسلمين لقب استحق فيها الى أن كان أول من
عاصر التى عُنىَ بها الفلاسفة بعده ،وقد الإصلاحات أو غيره من للحكم صالحة طريقة
إلى المتوكل فانصرف عهد فى الاضطهاد ،وناله بعض العباسى الحكم نفوذ الأتراك فى
ن أ منه بها ولا يحتملون لا يضيقون النفوذ فى عصره التى كان أصحاب الاشتغال بالفلسفة
والفلاسفة، المعتزلة يضطهد لأنه كان أذاه ، من فناله كثير المتوكل عهدَ أدرك وقد
لأبناء ،وكان بن شاكر ابنى موسى وأحمد محمد به عند المتوكل من وُشِىَ أنه الغريب ومن
عليهم يغلب كان الفلسفة والمثشغلين بها ،ولكنه على عظيم فضل شاكر بن موسى
الفلاسفة ويوافق ، الإلهية بالعلوم يشتغل الكندى وكان ، الرياضية بالعلوم الاشتغال
بن موسى ابنا وأحمد به محمد ،فوشى الوجود القدماء فيما ذهبوا اليه فى حقيقة واجب
وأودعاها ، كتبه كلها داره فأخذا إلى وجههما ثم ، واَذاه ضربه حتى المتوكل عند شاكر
النهر المعروف تد أراد حفر ،وكان المتوكل عند منهما الثه أراد أن يثأر للكندى ولكن
هذا فبلغ ، بناء فوهته فى كلط ولكنه ، بحفره قام له مهندسأ فاختارا ، بالجعفرى
الغلط عن بلنهه هذا النهر إن كان ما شاطىء على أن يصلبهما وأقسم ،فأحضرهما المتوكل
مما وقعا ينقذهما إليه أن فتوسلا ، المتوكل حاشة مقذَئا فى على بن سند ،وكان حقأ
اليه، بحملها موسى بن ،فقام محمد كتبه الكندى يردأ على حتى أن يجيبهما فيه ،فأبى
إلى المتوكل وأخبره بأنهما لم يغلطا، ،فذهب بن على باستيفائها كلها إلى سند خطه وأخذ
الغلط. قبل ان يظهر ذلك المتوكل بعد هذا بشهرين وقد مات
وأدركه ، الناس فاَثر العزلة عن ، الكندى نفس أثره فى الاضطهاد لهذا كان وقد
اوربا. بدء نهضة الكلام على فى العصر بيان هذا ) سيأتى 1 (
801
نَكًس أو جفونك فغصًض
الأرؤس أنات إلذتابى على
فاستجلس بيتك ءُقر وفى
يديك واقبض سوادك وضائل
فاصتأنس اليوم وبالوحدة ؤَ
العذُ فابغ مليكك وعند
بالأنفس التعرر و(ن الرجال قلوب فى ف!نً الغِنَى
فيها أنه عرف ،لا يتعدى سلبى التجديد موقف الناحية من هذه موقفه فى ولكن
تنبيه الأمة إلى من عليه يجب بما يقم ،ولم إيجابى فيه ب!صلاح أن يقوم يحاول الداء ،فلم
،ويعتزل فلسفته ينظر فيها ويبحث على ،بل عكف والاجتماعى الفساد السياسى ذلك
له ،و(ن كان عليه ولا يحسب يؤخذ عجز ،وهذا موقف أدركه اليأس منهم الناس حين
الناس عامة فيه من وقع ،وممن الفساد هذا يدرك لم ،ممن غيره حال من فيه أخف حاله
وخاصتهم.
***
901
الفيلسوف الكِنْدى
،ولد فى أواخر القرن الثانى الكندى بن الصباح بن (سحاق يعفوب هو أبو يوسف
نسبه ينتهى فى ،وهو سنة م ،وقد بلغ سبعين 873 هـ- 026 شة ،وتوفى الهجرى
الجاهلية ،ثم دان فى كندة كلها على ملكا ،وكان الكندى قيس بن الأشعث إلى
بالذكر بينهم، جدير ،وهو القرن الثالث الهجرى ولا يذكره المتفدمون بين مجددى
،وهذا ،فتاَخى فيه الإسلام والفلسفة فيلسوف المسلمين لقب من استحق لأنه أول من
بعده التجديد بين المسلمين ،وقد عكرف من فى الأسلام ،وفتحى لباب عظيم عظيم حدث
نبنوا فيها، حتى علومها فأقبلوا على ، الفلسفة لا يعادى الإسلام أن المسلمين من كثير
فيها ،ودرس فأتم تعليمه بغداد انتقل الى ،ثم بالبصرة العلم طلب بدأ الكندى وقد
بالفلسفة الشغف العلوم الفلسفية ،وكان شديد والموسيقى وغيرها من والفلك الطب علوم
والمعارف العلوم له بهذا من ،فاجتمع والهندية الفارسية الفلسفة معها درس ،وقد اليونانية
فى فلاسفة اليونان ،وكان يحذو من الم!ثئائين فى الإسلام بمذهب أخذ أول من وهو
قبله ما ترجم كثيرأ من كتبه الى العربية ،ودرس ،وقد ترجم رئيسهم أرسطو تألمه حذو
الفلسفة تبلغ نحو فى ورسائل ،وله كتب ترجمته وإصلاح شرحه ،وحاول منها
اهتمامه من بلغ وقد إلهيأ ، منه فيلسوفا كثر طبيعيا رياضيا فيلسوفا الكندى وكان
يرصل كان ،ولهذا درسها يجيد حتى فيلسوفا لا يكون أن الانسان يرى أنه كان بالرياضيات
الطبية، نظرياته أحيانأ فى الرياضيات ،ويدخل والأعداد بالحروف العنان لخياله فيما يتعلق
هندسى، تناصب الأدوية على هذه فعل بنى المركبة ،فقد بالأدوية المتعلفة نظريته فى كما
فى الكيفيات هندسى الأمر فى هذه الأدوية أمر تناسب الموسيفى عليه ،فجعل كما بنى فعل
الدواء حارم ،ف!ذا أهـلد أن يكون واليابس الحار والبارد والرطب ،وهى المحسوشة
يكون ،واذا أهـلد أن المزيج المعتدل حرارة الحرارة ضعف له من يكون فلا بد أن ا بدرجة
701
الرازى الفيلسوف
فى م ،وكان AO 0 هـ- 236 بن زكريا الرازى ،ولد سنة أبو بكر محمد هو
بين شارب من غناء يخرج " :كل قال وجهه ،فلما التحى بالعود ويغنى شبيبته يضرب
فقرأهما قراءة ْ، والفلسفة الطب دراسة كتب وأقبل على ذلك ،فنزع عن ولحية لا يُستظرف
منها وعلل الصحبح معرفة غوابرها الغاية ،واعتقد مؤلفيها ،نجلغ من على متعقب رجل
هو صار فقد ، الطب علم سيما ولا ، علويمِ الفلسفة فى وقته (fU كان حتى ، السفيم
،ولما عهد بغداد ،ثم بيمارستان الرى دبر بيمارستان ،وقد العصر اليه بين أطباء هذا المشار
عل! لا ينكرها طريقة التجأ الى عليه لاقامة ببمارستان بغداد فى مكان اختيار أفضل اليه فى
بغداد ،وأعلن نواحى ناحية من الحديثة ،فعفق قطعة لحم فى كل نظرية المكروب أصحاب
اللحم عن قطعة الناحية التى يتأخر فيها فاد هى ناحية يقام عليها البيمارستان أن أصلح
الطب، علم كتبه فى ،وأشهرها الفلفة علوم الرارى كتبا كثيرة فى ألف وقد
يتناولها الأطباء قبله ،بل بالتقليد مذاهب فيها ،فلا يأخذ عليه تغلب التجديد نزعة وكانت
كلاثم جالينوس على الرازى كتابه ( شكوك مقدمة فى ما ذكره هذا ومن ، بالنقد الشديد
الناس أن كثيرأ من لأعلم " :انى فيها قال اليه " فقد التى نسبت الكتب الأطباء فى فاضل
مثل رجل مناقضة على يلوموننى ،وكثيرأ منهم الكتاب هذا تأليف فى يستجهلوننى
أنا لذلك منها ،وأجد ومكانه أجزاء الفلسفة جميع فى وتقدمه جلاله فى جالينوس
- منة -يعنى جالينوس الخلق على هو أعظم من بمقابلة قد بُليت فى نفسى ،إذ كنت مضضا
، سيده العبد به يقابل أن ينبغى مما لا ، اقتفيت وأثره ، اهتديت به ، منفعة لى وأكئرهم
لم تكن الكتاب هذا فى التى أنا ذاكرها الثكوك الله أن هذه يشهد ،وبودى أستاذه والتلميذ
الفلسفة لا صناعة ،لكن العظيم قدره ،الجليل خطره الخير الفاضل هذا الرجل فى كتب
ولا ، عليهم الاستقصاء وترك مساهلتهم ولا ، منهم والقبول للرؤساء الت!ليم تحتمل
فى كتابه فى جاليوس تلاميذه والمتعلمين منه ،كما قد ذكر ذلك من ذلك يحب الفيلسوف
لامنى ،وأما من أتباعهم القبول منهم بلا برهان الذين يكلفون وبخ حيث منافع الأعضاء
وراء الفلاسفة صنة نبذ قد (ذ كان ، لا أعُده فيلسوفا ف!نى الكوك هذه استخراج فى
. ا عليهم الاعتراض وترك تقليد الرؤساء من الرعاع بشة ،وتمك ظهره
الاسلام فلاسفة بها الرارى سبق داصلاحها اليونانية الفلسفة تجديد فى نزعة وهذه
011
بدء الاشتغال بها فى ان نزعة التجديد فى الفلسفة لم تتأخر كثيرأ عن على ،وتدل جميعا
بعض من الفلسفة تحارَب لم لو النجاح من يُقَذَر لها ماذا كان والله يعلم ، الإسلام
ولم ، قصيرة بها بأزمان الاشتغال بعد عليها قضوا فقد ، المسلمين علماء من الجامدين
فلاسفة الاسلام ،ويكون أيدى على يتم إصلاحها التجديد حتى طريق يتركوها تسير فى
فى الكبار :يدخل الكتب من ،وهو الحاوى كتاب الطب الرازى فى كتب ومن
، الاختلاف إليه عند والرجوع منه النقل فى الأطباء عمدة وكان ، مجلدا ثلاثين مقدار
أيضا وهو الأعصاب كتاب الكبار النافعة ،ومنها الكتب من أيضا ،وهو الجامع ومنها كتاب
فيه بين العلم المختارة ،جمع الكتب من صغره على ،وهو" المنصورى كتاب ،ومنها كبير
بن بن نصر بن نوح منصور لأبى صالح صنفه ،وقد أحد اليه كل ،ويحتاج والعمل
قبل صغره حال ه فى ل قد ألفه الملوك السامانية ،وكان ،أحد سامان بن أحمد بن إسماعيل
الكيمياء صناعة إثبات كتابا فى بغداد إلى انتقل أن له بعد ألَف ،ثم إليه الملك يصير أن
له: وقال ، دينار بألف وحباه ، عليه وشكره فأعجبه ، له فدفعه بغداد به من وقصده
مما ذلك :إن له الرارى فقال ، الفعل إلى الكتاب فى ذكرت الذى هذا تخرج أن أردت
كلفة ،فقال ذلك كله ،وكل ذلك صنعة ،لالى احكام وعقاقير صحيحة إلى آلات يحتاج
،ثم الى العمل كتابك ما ضمنته تخرج كاملا حتى لك اليه أحضره ما احتجت له :كل
قصدك على كافأناك :قد له فقال ، أراده منه عما فعجز العقاقير والآلات له تلك أحضر
أمر أن .ثم كتابك فى الكذب هذا تخليد على معاقبتك دينار ،ولا بد من بالألف وتعبك
الضرب به إلى بغداد ،فكان ذلك وسير ،ثم جهزه ينقطع رأسه حتى بالكتاب على يضرب
من أبصرتُ " :قد وقال ، عمى حتى بقدحهما يسمح ،ولم عينيه الماء فى نزول سبب
خاتمة ذلك هذه أن تكبرن يليق كان أ وما عينين الى لى ،فلا حاجة منها مللت الدنيا حتى
والفلسفة للعلم ما قدمه نظير فى له خطؤه يغتفر ان الواجب كان ،بل العظيم الفيلسوف
الآن فضل ظهر ،وقد الكتاب قدر ذلك الملك لم يعرف أن الظاهر أن ذلك على
لعله - الاسرار سر فيه كتابا سماه أوربا أنه ألف علماء ،وذكر الكيمياء علم على الرازى
علمى منهج فيه على سار الرازى - رأس الملك على مزقه ذلك الذى الكتاب ذلك هو
أوائل ،وقد ذكروا أيضا أن الرازى كان من الحديث يسير عليه علماء عصرنا تجريبى كالذى
الى تفاعل المريض ضفاء ينسب إنه كان ( حتى الطب علم على الكيمياء علم طق من
على إنه أوجب ال!نفس ! ،حتى الجسم تابعا لأخلاق مزاج ،ويجعل جسمه كيمياثى فى
111
فى جديدة نظريات هذه فيها ،وكل لم يثق بها لان ويرجِّيه الصحة المريض أن يوهم الطبيب
من للرارى وقع ،وما العلمين هذين لها قيمتها فى ،واتكارات الكيمياء وعلم الطب علم
لم ف!نهم ، الحديث العصر أوربا فى لعلماء منه واكثر الاَن كثيرا مثله يقع الإخفاق ذلك
إلى الوصول قبل وكانوا ، كثيرة تجارب إلا بعد العلمية ابتكاراتهم فى النجاح إلى يصلوا
مرة التجربة يكررون بل ، اليأس فى الإخفاق فلا يوقعهم ، التجربة فى يخفقون النجاح
عند الياس يدركها ولا ، التجارب هذه فى بأموالها دولهم عليهم تضن ولا ، مرة بعد
على تشجعهم ،بل الرازى الملك به ذلك بمثل ما عاقب او تعاقبهم عنهم فتقطعها إخفاقهم
، ويخطئون يصيبون بشر فيها ،لأنهم إذا أخطؤوا ،وتعذرهم والتجارب البحث فى المضى
دفعوا ،وقد العلماء العاملين أولئك بقدر واستهانتهم الملوك وطغيانهم أولئك استبداد ولكنه
ومجدهم، عزهم ممالكهم وذهب ،فضاعت تأخروا وتقدم غيرهم غاليا حين ذلك ثمن
كتبه فيها إلى اللاتينية، فترجمت النهضة للرازى فضله عصر أوربا فى وقد عرفت
كتبه مع ،وكانت زمنا طويلا عليها فيها تعتمد الطب جامعات ،وظلت مرات عدة وطبعتها
تنل ،ولم الميلابى عشر السابع القرن إلى لوفان جامعة فى للتدرشى ابن سينا أساسا كتب
على أمرها إذ اقتصر ، إلا قليلا الحظوة من اليونان الطبية ما نالته كتبه فلاسفة مؤلفات
. م 239 هـ- 31 1 سنة وفاة الرازى وكانت
***
112
القرن الرابع الهجرى العالم فى حال
هذا القرن ،وفى م 01 90 م إلى سنة سنة من يمتد القرن الرابع الهجرى
العنصر تسلط شعوبها بسبب هيتها من نفوس الدولة العباسية فى الانحلال ،وزالت أخذت
وعزلهم، توليتهم بيدهم الترك ،إذ كان ألعوبة بيد أولئك صاروا حتى ملوكها، على التركى
المقتدر هذه الدولة فى ء!د ضعف بقتلهم ،رقد ظهر عزلهم وكثيرأ ما كانوا يصحبون
م ) وصار ملوكها ينقصهم كثير من الصفات اللارمة 329 - 809 032هـ= - ( 592
منهم له شعر ملك م ) آخر 049 - Art هـ= ryA - ( 322 الراضى ،وكان للملك
منبر يوم الجمعةَ. على منهم خطب منهم انفرد بتدبير الجند ،وآخر ملك ملك مدَؤن ،وآخر
فى الأتراك ،واستعادة نفوذهم أولئك من بالثورة للتخلص الفارسى فبدأ الث!عب
للعباسيين، ظاهراَ بالطاعة تدين لهم دول ،فقاموا ب!نشاء اكتافهم على التى قامت الدولة
م ) 999 - 874 هـ = 938 - الدولة السامانية ( 261 الفارسية الدول هذه ومن
الإسلام فى سامان ،وقد اعتنق جدهم أصلها إلى بهرام جور أسرة فارسية يرجع من وهى
المأمون ، عهد فى له ثلاثة أولاد ظهر ،وقد أصدا له ابن سماه ،وكان الأموية الدولة آخر
دولة إنشاء من العباسية الدولة ضعف ظهور تمكنوا بعد ،وقد النهر بلاد ما وراء فولأَهم
عليها، قضوا حتى بخراسان الدولة الصفارية يناهضون بهذه البلاد ،ثم أخذوا لهم
أهم دولتهم من عاصمة بخارى ،وكانت الابقة المدة تلك لهم دولة قوية مكثت وظهرت
لها السامانى مكتبة لا يوجد بن نصر نوح عهد فى هذا القرن ،وكان بها على الثقافة مراكز
فى لا يوجد مما المشهورة بأيدى الناس وغيرها الكت فن من ،فيها من كل نظير فى عصرها
فى لها اكبر فضل التى كان المكتبة معرفته ،وهى عن ،فضلأ باسمه ولا سمع سواها
هذه الدولة، رائجة فى عهد والعلم والفلسفة سوق فلسفة ابن سينا ،وكان للأدب تكوين
والطب الفلك من ،أما العلم والفلسفة الفارسى الأدب تُعنىَ بتشجيع ولكنها كانت
113
) الاسلام فى ( - 8المجددون
دول إلى تفرعت م ) ثم 329 هـ- 31 0 ( سنة قامت ،وقد بويه بنى دولة ومنها
الرى وهمدان فى ،وبعضها العراق والأهواز وكرمان فى ،وبعضها فارس فى بعضها
ملوكها ،وينتهى نسب الهجرى القرن الخاسى الأول من الى النصف لىاصبهان ،واستمرت
شيعة البلاد كلها ،وكانوا من هذه ملكهم شمل ،وقد أيضا فيما يقال إلى بهرام جور
هـ 356 - معز الدولة بن بويه ( rn فى التشيع ،وفد استولوا فى عهد المغالين العلويين
وقد اراد ِ، بنى الحباس المستكفى من بغداد ،وكان هذا فى عهد م ) على 669 - 459 -
بقاء الخلافة أن رأى ،ولكنه مكانها علوية دماقامة خلافة إزالة الخلافة العباسية الدولة معز
عينيه وتولية المطيع المستكفى وسَفل ،فاكتفى بعزل ملكه مصلحة فى العباسية الضعيفة
المطيع ألعوبة بيد بنى بويه كما كان م ) فصار 739 - 459 هـ- 363 - 33 f مكانه سنة (
فى بويه بنى شأن عظم وقد ، بعده الطائع أمر كان ،وكذلك بيد الأتراك قبله ألعوبة من
وخورستان وعمان وفارس بغداد والعراق وكرمان الدولة ،إذ امتد سلطانه على عضد عهد
المسلمين، أمراء من وكثير بويه بنى له أمراء ودان ، ومنبج وحرأن بكر وديار والموصل
العلم رجال مقصد الملوك ،وكان قصره ملك بثاهنشاه الأعظم المنابر له على وكان يُخطب
ما يقصر الآلات له من واعد العضدى البيمارستان ببغداد أنشأ وقد ، والفلسفة والأدب
هـ- وفاته سنة 372 مثل ترتيبه ،وكانت الدنيا فى إنه لم يكن ،حتى وصفه عن الشرح
م ) وقد 199 هـ- rA ا بدله القادر ( وتولى الطائع خلع بهاء الدولة عهد ،وفى م 829
،دان استبد القوة من شىء على وكان وأربعين سنة إحدى نحو الحكم القادر فى بقى
المعتزلة السنة من المذاهب المخالفة لأهل محو على ،وقد عمل بهاء الدولة دونه بالسلطة
عمل وكذلك " ، الشيعة من بويه بنى كسائر كان بهاء الدولة أن مع ، وغيرهم والفلاسفة
الموصل فى العباسية ،فقام! بالدولة المستبدين الأتراك أولئك من التخلص على العرب
الدولة ملوكها سيف أعظم م ) ومن 929 بنى تغلب ( 317هـ- دولة الحمدانيين من وحلب
كثيرة مع دولة الروم الشرقية، له حروب م ) وكانت 669 - 449 هـ= 356 - ( 333
الفارابى ابو نصر قصده ،وقد والكتاب والثمعراء العلماء والفلاسفة مقصد قصره وكان
للدولة بالطاعة تدين الحمدانن دولة ،+وكانت العطف من منه ما لقى ،فلقى الفيلسوف
بويه. بنى دولة ملوك مثل كانوا ييسيعن ملوكها ،ولكن العباسية أيضأ
إلى م ) وتنسب 09 9 هـ= الدولة الفاطمية فى بلاد المنرب سنة ( 792 وقد قامت
الدولة زاحمت ،وقد منها بن ابى طالب أبناء على من ،لأن ملوكها !كما فاطمة
انتسابَهم إلى على العباس أنكر بنو ،وقد والشام مصر على العباسية ،واستولت
، القذَاح الأهوازى ميمون الله بن له عبد يقال فارسى رجل إلى نسبهم ،وارجعوا وفاطمة
114
بن نسبتهم الى إسماعيل ،ويثبت عيهم تعصبهم أن هذا من كان يرى ابن خلدون ولكن
،وكان من أشهر . القرن فى هذا هذه الدولة إلى أوج عظمتها ،وقد وصلت الصادق جعفر
، والشعراء والكتاب العلماء والفلاسفة فيه بينها كثير من ،فنغ فيه العزيز والحاكم ملوكها
العلوم لدراسة دار الحكمة 1 0م داراَ أسماها 50 هـ= 593 بالقاهرة سنة الحاكم أثأ وقد
مثله فى ما لم يجتمع الكتب من أنواعها ،وألحق بها مكتبة جمعت اختلاف الفلسفية على
،وما أموره فى مضطربا هذا مع كان الحاكم ،ولكن دار العلم ،وسماها العالم مكتبات
فيه ملوكها أعظم ،ومن القرن هذا قاثمة فى لا تزال بنى أمية بالأندلس دولة وكانت
والفلسفة بالعلم الحكم نهض. وقد ، المستنصر الثانى وابنه الحكم الناصر الرحمن عبد
بغداد والقاهرة مكبات ،وأنشأ بقرطبة مكتبة تضارع عطمة نهضة الأندل! فى والأدب
فى آخر بن عامر تغلب المنصور مراكز المافة الإسلامية فى هذا القرن ،ولكن من وغيرهما
العامة وأهل إلى فتقرب ، دونه الحكم تدبير وتولى الثانى المؤئد ، ثام على القرن هذا
هذا القرن ،ومنها دولة فى لهم دول إلاء الأتراك من أولئك بحض تمكن وقد
اولاد من بن طُقج محمد بعد الدولة الطولونية الاخشيد بمصر التى ألأها الإخشيديين
، م 39 o = -A ry r سنة قامت ،وقد بايإخشد يلقب ملكها فرغانة ،وكان ملوك
تدين بالطاعة للدولة العباسية. م ،وكانت Ali = -A الى سنة rO 8 ومكثت
النهر سنة الدولة التَامَانية ببلاد ما وراء أنقاض على الدولة الغزنوية التى قامت ومنها
ملوكها فى اعظم ،ومن تدين بالطاعة للدولة العباسية ايضا م ،وكانت هـ = 769 366
فى بلاد الهند والغور ،وقد عظيمة له قوحات ،وكانت بن شُكتكين هذا القرن محمود
والشيعة المعتزلة والفلاسفة من السُّنة أهل بمَحاربة مخالفى إليه القادر العباسى كتب
ديارهم، من وشردهم المنابر ،وأمر بلعنهم على ،فاجتهد فى قتلهم واضطهادهم وكيرهم
أول فى ،لأنهم عوملوا الاضطهاد ذلك بعض بدولته مِن الأشعرية نال مَن كان وقد
فى الأرض دول أعظم الخلاف واققاتل كانت من بينها ما ،كأن هذه الدول على ولكن
العالم، دول على السياسى البق لهم من ما كان فيه للمسلمين هذا القرن ،فحفظت
دولة منها كانوا ينافسون كل ،لأن ملوك السبق العلمى فيه ما كان لهم من حفظت وكذلك
من يخرها على به مكانتها ،وتسمو ،لتزدان به دولقم بالعلم والأدب النهوض فى غيرهم
. الدول
115
المكدونية، بالدولة القرن هذا فى فيها محكومة الشرقية مملكةُ الروم أما أوربا فكانت
سقطت ضعات القوة ،ثم توالى عليها ملوك من فيها الا ملكان كان لهما شىء ولم يظهر
كان المملكة ،وكذلك فذه غيرها حكمت دولة أخرى الدولة ،وقامت هذه عهدهم فى
، م 89 A_=V 377 سنة سقطت دولة الروم الغربية التى أنشأها شارلمان ،وقد حال
عهده ،وقد قضى كابيت إلى أول ملوكها هوك ،وتنتسب الكابيتانية مكانها الدولة وقامت
بعد ألفريد الكبير حكم إنجلترا ف!ن من الحال فى كان الدولة ،وكذلك هذه تأسيس فى
دولتها. وأسقطوا القرن هذا أواخر فى عليها أغاروا الدنيمركيين ،ولكن بها مثله نهض
،لأن حالها السياسى من حظأ هذا القرن بأحسن العلم بأوربا فى حال ولم يكن
أوربا. العلمية فى الحركة ركود فيه من كان بما يمتاز الميلادى العاشر القرن
القرن الرابع فى والعلمى السياسى السبق من لهم ما كان المسلمين على ولكن
،فثَانت دولهم إضعافهم على الرجعية السابقة لا تزال تعمل النكسات كانت الهجرى
وتسقط دولة فتقوم ، التطاحن هذا الأنعام فى سَوق رعاياها ،وتسوق الملك على تتطاحن
وسقوط قيام دولة فى الزمن فيمضى ، واختيارها لا ب!رادة الشعوب ، القوة بحكم دولة
،ليستقر القوة فيها أصحاب أطماع ،وقطع لها شعبها باختيار فيه دولة ،ولا تستقر دولة
. التقدم والنهوض بأشاب الأخذ على أهلها البلاد ،وتتوافر جهود فى الأمن
العلويًة للشيعة ظهر أن بعد سيما ،ولا تتنازع وتتطاحن الدينية فرقهم كانت وكذلك
،وأخذت السنة لأهل العباسية الدولة فى الأمر فاستقر ، المغرب وبلاد والشام بمصر دولة
ظاهرأ فى السنهَ المخالفين لأهل ،وكان اضطهاد الفرق المخالفة لهم فى بلادها كل تضطهد
فى مثلها تكن فلم العباسية الفارسية ،أما الدول الغزنوية كالدولة التركية العباسية الدول
كثير السامانية التى كان ،كالدولة السنة اكثر منهم المخالفين لأهل توالى كانت ،بل ذلك
؟ لأنه فيما السابق القرن منها فى أسوأ القرن هذا فى الرجعية النكسات كانت وبهذا
شىء على لا تزال السابق القرن فى الحباسية الدولة كانمت السياسية الرجعية بالنكسة يتعلق
من ما أصابها أصابها قد هـان كانت حولها ملتفة الإسلامية الشعوب وكانت ، القوة من
ظهر فقد القرن ،أما هذا وعزلهم توليتهم فى ،وتدخلهم ملوكها على التركى العنصر تغلب
مقر سلطانها، فى شاركها إن بعضها بلادها ،حتى الدول على تلك فيه بتغلب ضعفها
ويعزلونهم، الذين يولونهم ،وكانوا هم بنى العباس ملوك فأقام ملوكها ببغداد بجانب
الطامعة الدول ،وازداد العداء بين هذه الدولة العباسية فى السياسية الوحدة عرى فانفصمت
116
يصل الدينية لم التنازع بين الفرق لأن الدينية ؟ الرجعية بالنكسة فيما يتعلق وكذلك
بخلق فيه فتنةَ القول ما أشذُ كان وقد ، والتحارب التقاتل حد الى السابق القرن فى
هذا الشدة على رعيتها بوسائل دولة حمل محاولة الأمر فيها لم يجاور القراَن ،ولكن
، التقاتل والتحارب حد إلى الدينية التنازع فيه بين الفرق وصل فقد القرن ،أما هذا القول
الدين على منهما دولتان تتنازعان فيه لكل ،لأنه صار السنة والشيعة بين أهل كما حصل
السنة ،وتناست أهل هذا القرن لمذهب فى التى أخلصت دولة العباس!نن ،وهما والحكم
التشيع الْعَلوى ، أساس على التشيع ،ودولة الفاطميين التى قامت أساس القائم على ماضيها
أهل مذهب ب!زائه إلا أن يحتضنوا العباسيون يجد ،ولم الأول أصله إلى بها التشغ فرجع
الدين ،وتفاقم ثوب يلبس الذى كان الخلاف ذلك السياسة بينهما فى السنة ؟ فدخلت
القرن هذا القرن منها فى النكسة الرجعية الاجتماعية أسوأ أثرأ فى كانت وكذلك
الدولة بالنفوذ فى الاستئثار على كان السابق القرن فى العناصر التنازع بين لأن ، السابق
لها فارسية دولة به ،فهذه خاصة فيه دولة عنصر لكل صار فقد القرن ،أما هذا العباسية
لها صبغتها عربية دولة وهذه ، التركية لها صبغتها تركية دولة وهذه ، الفارسية صبغتها
منها يهـمه أمر دولته عنصر كل ،وصار غايته إلى العناصر بين هذه الانقسام العربية ،فوصل
واحد دين أنه يجمعها ،وتنسى الملك على تتقاتل دولها ،فصارت أمر دينه مما يهمه كثر
جميعا فى هذا فكرة الدولة الواحدة للمسلمين بينها ،وقد ضاعت التقاتل والتحارب يحرم
الدول تعدد لا ينكر والإسلام ، المتحددة المتباغضة القومية الدول تلك محلها وحل ،
التباغض. هذا بين دولهْ أو أفراده مثل أن يكون القومية فيه ،دانما ينكر
أيضا فى التى استمرت التصوف الرجعية نكسة إلى هذه النكسات أن يضاف ويجب
وخاصتهم، المسلمين إليها عامة تجذب وأخذت ، وفساذا فيه سوءًا ورادت ، القرن هذا
فى سرآ فى سراديب التصوف وقد كان أبو القاسم الجنيد فى القرن السابق يعلم الناس أصل
م -يعلم 459 هـ- 334 الشبلى المتوفى سنة - بن يونس أبو بكر جعفر بغداد ،فصار
،ولم يكن تصوفه الشبلى متغاليا فى بغداد جهرًا ،وقد كان فى التصوف الناس مسائل
سَرَبا()1 يوم كل ينزل ابتداء أمره فى فيه أنه كان مغالاته ومن ، الجنيد فيه مثل معتدلا
الخُشب حتى نفسه بتلك قلبه غفلة ضرب ،فكان إذا دخل القضبان من معه حزمة ويحمل
بيديه ورجليه يضرب ،وكان الحزمة تفنى قبل أن يمسى ،فربما كانت نفسه على يكسرها
بعض على بعضهم الناس يسلم ،فرأى يوم عيد ثوبين جديدين لبس الحائط ،وقد على
117
ن أ أردت : فقال . . . ؟ ذلك فعلت لم : له فقيل تَنُور ، فى ثيابه فطرح ، ثيابهم لأجل
جميع العيد مزق إذا أقبل هذا بعد ،وكان وسودا ثيابا رزقا ،ثم لبس هؤلاء ما يحبد أحرق
وأنت يتزينون والناس ، أقبل قد والعيد ملبوسك جميع :مزقت له فقيل ، ملبوسه
أو قلنسوة صوف إذا أعجبه .وكان فقره على وصبره :رينة الفقير فقره فقال ؟! هكذا
الله تعالى دون إليه المس مالت شىء :كل ،ويقول النار فأحرقها لفها فأدخلها أو عمامة
إذا النفش تتبعه فربما ، باقية صورته : فقال ؟ به تتصدق لا لم : له فقيل ، إتلافه وجب
.وقد وجل الله عز على 9 ب!قبإل اتلافه مبادرة في أسرع الاحراق ،فكان الغير رأته على
الثمبلى زعقة ( )1فزعق بِائذِى أوحَينَا الَيكَ " لَنَذهَبَن شِئنَا وَلَئِن امام فقرأ أ مرة خلف صلى
وقد . . . : ؟ْ لأمثالنا خطابه فكف ، لأحبابه خطابه هذا : وقال ، تخرج روحه كادت
وأنث!د مداعبا: ،فقام وصلى إلى الغروب الشمس دنت حتى أخر مرة العصر
من كدائى فلا أدرى عَثمائى صلاتى مِن عشقى اليومَ نسيتُ
بالداهية الدهياء التى التصوف فى مغالاته فيها عند التى وقع الدواهى هذه ثم ختم
إمامه ،وجعل الوجود الحلول والاتحاد ووحدة دعوى فى فيها الحلاج قبله ،فدخل وقع
عامر: بنىا أنه قيل لمجنون حكى بنى عامر مع محبوبته ليلى ،وهذا حين مجنون فى ذلك
ذريعة المحبة لأن : فقال . . . ؟ ولمَ : له فقيل ، لا : فقال . . . ؟ ليلى أتحب
الحكاية هذه من الثمبلى يريد ولا . لَيلى وأنا ، أنا فليلى ، الذريعة سقطمت وقد ، للوصلة
من ألتصوف كان دانما ، الدعوى هذه الذى -وقع فى هو الشبلى وحده يكن ولم
فيه بعد تغلغلت ثم ، الوجود وحدة بصبغة مصطبغا القرن هذا وبداية الثالث نهاية القرن
غرابة الآتية ،ولا القرون فى بيان هذا سيأتى ،كما مفوماته أعظم صارت حتى القرن هذا
المرتعثى بن محمد الثه عبد هذا القرن ،فقد سئل فى التصوف هذا حال أن يكون فى
" لىانما وتبيسْوكتمان إشكال تعريفه فقال ( :الئصوف م عن هـ = 939 المتوفى سنة 328
الغريبة، الدعاوى الى تلك والكتمان (ذا وصل والتبيس الاشكال إلى حال المتصوف يصل
بها، أو تأويلها اذا أخذوا إنكارها ؟ ليمكنهم التلبيس ثوب إلا فى بها المتصوفة فلا يظهر
هذا الشطح بغداد والعراق ،ولم يكن بين صوفية ونحوها وقد كثر الث!طح بهذه الدعاوى
فى الاعتذار عما يث!طحون إليه يركنون ،وتلبيسا صوفيا الدعاوى تلك أيضا من الا دعوى
العلم، الجهل فيهم على لم يقعوا فيها الا حينما غلب الأحوال الغريبة ،وهم تلك به من
11 8
المتوفى نجيد السلمى بن إسماعيل قال أبو عمرو لا يعتذُ به ،حتى شيثا العلم عندهم وصار
نفعه، كثر من صاحبه على نتيجة علم ف!ن ضرره يكون حال م :كل 769 هـ- سنة 366
فى هذا القرن كانت فرقة منهم ببلاد فارس فى مجافاة العلم أنه نشات أمرهم وقد بلغ من
طبيبا بابا ،كان أبا الخير بن يدعى شيخ رأسها على ،وكان بالدواء أئأ كان التطتب ترفض
بالصبر نصحه والدواء ،ف!ذا أتى إليه مريض فى الطب وزهد ،ثم تصوف فأسلم مسيحيا
للعيش ذريعة التوكل هذا اتخذوا ،وقد التوكل ينافى زعمه فى التطبب ،لأن المرض على
لم يتعفف كان منهم من ،حنى بها عليهم التى كان الناس يتصدقون الصدقات طريق عن
بن محمد الله ،مثل أبى عبد التصوف السؤال من أصول الناس ،ومنهم من عد سؤال عن
وقد ، بنيسابور الملامتية شيخ ،وكان م 49 0 err 9هـ- المتوفى سنة النيسابورى منازل
يطعم بعضهم الراد ! وكان ،وذل المكاسب ذل لم يذق فقير فى " :لا خير ذلك فى قال
الحلوى يصنع ممن جماعة ،ودعا الأبيض السكر من أحمالا مرة ،فاتخذ الفقراء الحلوى
،ثم السكر كلها من أعمدة على ومحاريب جدارَا وعليه شرفات السكر ذلك فعملوا من
، الناس مألوفا عند شئا ،وصار الرواج هذا القرن ذلك فى ولما بلغ التصوف
المؤلفات هذه أشهر ،ومن 1 ومقاماته أحواله ،وتبين أصوله كثيرة تشرح فيه مؤلفات ظهرت
م ،ثما بلغ من 699 هـ= 381 المكى المتوفى سنة لأبى طالب - القلوب -قوت كتاب
ونقباء ونجباء وأبدال وغيرهم، له دولة فيها أقطاب فى هذا القرن أن صارت التصوت رواج
ففال : ووظائفهم 339م عددهم الكتانى المتوفى سنة 322هـ= وقد ذكر أبو بكر بن محمد
أربعة، والعمد ، سبعة والأخيار ، أربعون والأبدال ، سبعون ،والنجباء ثلثمائة النقباء
والأخيار ، الشام والأبدال ، مصر والنجباء ، النقباء المغرب فمسكن ، واحد والغوث
ف!ذا عرضت ، بمكة مسكنة والغوث ، الأرض روايا فى والعمد ، الأرض فى شَياحون
ثم العمد ثم الأخيار ثم الأبدال ثم النجباء ثم النقباء فيها ابتهل العامة أمر من حاجة
بين وساطتهم القرن هذا فى نظموا .وقد دعوته تجاب حتى مسألته ،فلا يُتم الغوث الغوث
حكومة مثل ،وهى وأمكنتها وظائفها ،ورتبوا التى اخترعوها الحكومة بهذه والرب الناس
بينهما إلا فرق ،ولا بين العبد والرب الوساطة دعوى مثلها على ،لأنها تقوم روما فى البابا
باطنية. المتصوفة حكومة أولئك ،وحكومة ظاهرية حكومة البابا أن حكومة
دعوته بين الناس فى هذا القرن ،فظهرت وسطوته سلطته التصوف وبهذا كان لذلك
كان /هناك ،ويد السابق القرن فى امتحنوا يمتحنوا فيها كما بالدعاة اليها والمؤلفين فيها ،ولم
ينهى كان بشار ابن أن ذلك ،ومن هزيلا (نكارأ ضعيفأ كان ،ولكنه فيه عليهم أنكر من
911
فى :كم له ،فقال يومأ يمتحنه جاءه ،ثم لكلامه والاستماع بالشبلى الاجتماع عن الناس
،فأكثر ابن بشار عليه ،فقال له الشبلى فسكت الإبل ؟ -يعنى زكاتها - من خمس
فى لك :هل له ابن بشار ،فقال يلزم أمثالنا كلها ،وفيما شاة الشرع واجب :فى الشبلى
خيث ، !ت الصديق بكر أبو : قال ، ؟ من : له فقال ، نعم : قال . . . ؟ إمام ذلك
الله ورسوله، : قال . . . ؟ لعيالك خلفتَ ما : عل!هنج!ا النبى له فقال ، كله ماله أخرج
الاجتماع بالشبلى. أحداَ عن ابن بشار ولم ينه بعد ذلك فرجع
،وقد وثلثمائة وأربعين نيف الئيناتى المتوفى سنة أبو الخير الأقطع عليهم أنكر وممن
به ،وقد تانس كانت والهوام السباع :إن بها ،ويقال ومات مصر صكن ثم بالمغرب نشأ
،فخرج كلامهم من صدره ،فضاق بث!طحهم البغداديين يتكلمون من عليه جماعة دخل
أحوالهم وتغيرت ،وسكتوا إلى البعض بعضهم البيت فانضم ،فجاء السبع فدخل عنهم
أين ، :يا إخوانى وقال أبو الخير عليهم فدخل ، شديداَ منه خوفا وخافوا ، وألوانهم
حالا هذا أحسن الخير كان فى أبا أن ،ولا شك السبعَ عنهم ؟ ثم طرد الدعاوى تلك
الصوفية فى هذا القرن . من دعاوى أخرى ،ولكنه كان واقعأ فى دعاوى منهم
،مات الملامتية من ،وكان ينورى الدً بن محمد وممن أنكر عليهم أبو العباس أحمد
،وهدموا التصوت أركان :ة نقضوا زمانه صوفية جمن يقول ،وكان وثلثمائة الأربعين بعد
إخلاصا، الأدب ،وسوء زيادة الطمع ،سموا أحدثوها معانيها بأسماء وغيروا .ا، سيلها
إلى ابتلاء ،والرجوع الهوى واتباع ، طيبة بالمذموم والتلذذ ، شطجا الحق عن والخروج
،وبذاءة اللسان عملا حلاوةً ،والسؤال ،والبخل الخلق صولةَ ،وسوء الدنيا وصولا
. " الحظوظ فى والزهد والأدب الحياء على درجوا إنما ، القوم طريقَ هذا ,la ،كان سلامة
،لأنهم غيرهم من حالا هذا القرن أحسن لم يكونوا فى لململامتية أولئك ولكن
الى يدعو صرفا سلبيا مذهبا أصله فى ،إذ كان مذهبهم التقاليد التى قام عليها فى غيروا
أتباعه ،فغالى السابق القرن فى المؤاخذة من هذا بيان ما على سبق ،وقد الحسنات إخفاء
م ؟ 089 هـ- 037 الفرآء المتوفى سنة بن حمدون بن أحمد فى هذا القرن ،مثل محمد
والظهور المخالفة بتعقُد مريدهم فطالبوا ، إيجابيا اتجاها به اتجهوا ف!نهم ، منهم غيره وكذلك
عند هذا ،وصار وازدراءهم سخطهم عليهم ،وتجلبْ بالمظاهر التى تثير لومهم الناس فى
يأتى من هذا التأديب الذى وتأديبها ،وما أسوأ تقويم المس طرق طريقا من الملامتية
تلك يصلح الى مجدد حاجة هذا القرن كالقرن السابق فى وبهذا كان المسلمون فى
? 02
السابق، القرن منها فى أشد القرن هذا إليه فى الحاجة كانت فيه ،بل الرجعية النكسات
ضرراً. أثرأ ،وأشد القرن أسوأ هذا فى كانت النكسات لأن هذه
،والأسفرايينى الأمر اولى " القادر " من القرن هذا مجددى من المنفدمون ذكر وفد
،والباقلانى الفقهاء من الحنبلى المالكى والحسين الوهاب وعبد الحنفى والخوارزمى الشافعى
يذكر من ومنهم الزهاد()1 من ،والثورى المحذثين من ،والحاكم المتكلمين من فورك وابن
! تبيين كذب عليه فى كتاب ابن عساكر ،وقد رخح الصعلوكى بن محمد سهل الطيب أبا
البإقلانى، بن الطث بكر محمد أبا "()2 الأشعرى إلى الإمام أبى الحسن المفترى فيما نسب
اظهر ،وقدره أن ينكر أكبر من ،وذكره القوم شأنا رتب فى ،وأعلى منه مكانا لأنه أشهر
القرن الرابع ،وخالف فى مجددى الأشعرى الحسن أبا رضا وقد ذكر السيد رشيد
القرن مجددى فى هذا فيما سبق القرن الثالث ،وقد رجحت مجددى بهذا مَن ذكره فى
الباقلانى ولا معه أن يذكر القرن الرابع لم يصح فى الأشعرى ذكر لىاذا الثالث ،
الدفاع فيه إلا حسن لهما ولي! ، الكلامى مذهبه له فى كانا مقلدين لأنهما ، ابن فورَك
ومَن .ذكر منِ الأسفرايينى الأربعة الفقهاء أولئك ،وكذلك نشره فى لىالا السعى ، عنه
الكلام ابن سُريج الشافعى فى على الأشعرى فى ترجيح ابن عساكر عن سبق لما ، معه
بعلم أصول إلا فقيها مضطلعا لم يكن القرن الثالث ،فقد ذكر أن ابن سريج مجددى على
لقب استحقاق فى أن الاشتهار بعلم الفقه لا يكفى فى صريح ،وهذا الفقه وفروعه
أولئك يمتاز عن ،ولا وغيرهما والأسفرايينى ابن سريج مثل مقفد من ،لا سيما التجديد
. والزهاد الأمر والمحذثين مِن أولى معهم الفقهاء مَن ذكر
للدراسة إلا مستحقا المجددين فى القزن الرابع الهجرى ذكره من فلا يبقى ممن سبق
لهم محاولات الفلاسفة الذين كانت إليه بعض ان يضاف ،ويجب الأشعرى أبو الحسن
غيرهم، من بالذكر أجدر أنهم ،مع ذكرهم المتقدمون ،دهان اهمل القرن هذا فى تجديدية
***.
القرن الثانى. من ،ولكنه الثورى :سفيان :هو المعروف الثورى ()1
IV
الأشعرى أبو الحسن
الأشعرى ،ينتهى نسبه الى أبى موسى الأشعرى بن (سماعيل على أبو الحسن هو
صكن ،ثم بالبصرة الهجرة من وماثتين ستين وقيل سبعين سنة النبى علإصتجم ،ولد صاحب
فى أيام الجمع يجلس .وكان الهجرة من وثلثماثة وثلاثين نيف به! سنة أن توفى إلى بغداد
علم فى المعتزلةَ لزم المنصور ببغداد ،وقد جامع فى المروزى الشافعى أبى إسحاق حلقة
الاعتزال ،ولكنه لم يكن مذهب ،إلى أن تبحر فى أربعين سنة نحو عنهم الكلام يأخذ
كثيرأ ما يورد وكان ، والصواب فيه الحق يتحرى كان بل المعتزلة ، من له كغيره يتعصب
أمره ، فى جوابا شافيا ،يخير منهم فلا يجد الدرس الأسئلة فى أساتذته منهم على
يوما ،وخرج عشر خمسة بيته الناس فى عن الحيرة ،فغاب هذه ثم أراد أن يقطع
،إنما الناس ( :معاشر وقال المنبر ،فصعد الجمعة يوم بالبصرة الجامع المسجد إلى هذا بعد
حقْ على عندى الأدلة ،ولم يترجح فتكافأت عندى لأنى نظرت المدة فى هذه تغيبتُ عكم
فى ما أودعته الى فهدانى ، وتعالى تبارك اللْه فاستهديت ، حق على باطلٌ ولا ، باطل
من هذا " وانخلع ثوبى من أعتقده كما انخلحتُ ما كنت جميع من وانخلعت كتبى هذه
فيه أظهر ،وكتاب اللُّمَع كتب ،فمنها الناس الى الكتب به ،ودفع ورمى عليه كان ثوب
أنه :والظاهر كتبه من هذا ،وغير ) الأستار وهنك الأسرار ( كشف عَوار المعتزلة ،شماه
الناس ،وفى فيها عن التى غاب المدة قبل هذه عليه مدة طويلة أأف فيها هذه الكتب مضت
لم ومن عرفنى فقد ( مَن عرفنى : صوته بأعلى ونادى الجامع فى كرسيا أنه رقى رواية
الثه لا تراه وأن القرآن أتجول بخلق ،كنت فلان ابن :انا فلان بنفسى فأنا أعرئه يعرفنى
المعتزلة مخرج على للرد معتقد مقلع وأنا تائب ، أنا أفعلها الشر أفعال وأن ، الأبصار
الكلام علم فيه أن ،كانوا يرون شديد جمود الأشعرى قبل السنة أهل فى وكان
إذاعة الرد عليهم ؟ لأن الزنادقة ونحوهم بالرد على الاشتغال ،وأنه لا يصح مذمومة بدعة
التأويل ،وأنه لا يصح النقل دليل عند الوقوف أنه يجب يرون ،وكانوا بين الناس لشبههم
، الجمود هذا !فى الأشعرى ثاركهم الأدلة العقلية المنطقية ،فلم إلى عنه العدول فيه ،ولا
الكلام ، علم بأساليب إثباتها فى السنة ان يشعان الأخذ بعقاثد أهل مع أنه يجب وراى
122
أن يحجم أنه لا يصح رأى الأدلة النقلية ،وكذلك مع المنطقية الأدلة العقلية تقام عليها وأن
التأويل بعض ارتكاب الى الجأه هذا ،وقد لشبهته أن فيه إذاعة بزعم المخالف عن عنْالرد
كالمعتزلة. فيه ولا يسرف يقتصد كان ،ولكنه النقل دليل فى
المعتزلة وتفريط بين إفراط وسطأ جديدأ مذهبا ذلك فى الأشعرى مذهب فجاء
فى السنة وأشباههم أهل من القدامى كان ،بل ،فنفر منه الفريقان السنة أهل من القدامى
مذهبه مذهب صار حتى .، الفريقين ،ولكنه انتصر أخيرأ على المعتزلة عليه من الجمود أشد
السنة أثر أهل القدامى من ومغاربها ،ولم يبق لمذهب الأرض المسلمين فى مشارق جمهور
الشيعة. فرق أثر الا بين بعض المعتزلة ،ولم يبق لمذهب الحنابلة من المتشددين إلا بين بعض
فيه دائرة الفِرَق الدينية ،ولم ،لم يتعذ بين المسلمين الأشعرى تجديد مبلغ هو وهذا
لم يصل هذا ومع ، والاجتماعية السياسية الرجعية بالئكسة فيما يتعلق فيه (صلاحا يحاول
المعتزلة مخالفيه من ،لأنه كان شديدأ على المطلوب الناحية الى الأصلاح فى تلك (صلاحه
بينهما بدل به النسامح يحصل الدينية ولم النزاع بين الفرق إصلاحه يحسم ،فلم وغيرهم
تاثب مقلع عنه، أنه الاعتزال عن هذا به وهو ،يعلن فى رجوعه بحصل ،وكيف التخاصم
،بل جاء فى بعض فى نظره آثمين عاصين المعتزلة يكون به وحي!ذ عاصيا اَثما أى أنه كان
( اشهدوا ثم قال وسطه على كان قد شده شريطا قطع المنبر صعد الروإِيات عنه أنه حين
فيه كنت مما الساعة ،وأنى تائب غير دين الإصلام ،وأنى قد أسلمت على أنى كنت على
الذى مذنبين ،.ولكن لا مسلمين كُفارا نظره فى المعتزلة يكون ،وحيمئذ بالاعتزال القول من
هذا أربعين سنة كل معتقدأ صوابه مكث الأ يتنكرَ لمذهب بالأشعرى الأجدر وكان
المعاندين فيه من ،ولم يكن المدة هذه فى اعتقاده له كل كان مخلصا التنكر ،لأنه بلا شك
،ويرى فيه عليها يعتمد النظر من له وجوه كان ،بل عل! ويصرون الخطأ يعرفون الذين
المعتزلة، من غيره شأن كان هذا ،ومئل الاسلام هو ان لم يكن الإسلام أنه لا ينافي معها
يُئابرن مجتهدون هم لىانما ، ملمون فُص!اق :إنهم أو يقال عنهم أن يُنفى الإسلام فلا يصح
ما ،لأن مذهبه كثيرأ فى بهم انتفع الأشعرى ،وقد خطئهم فى ،ويُعذرون صوابهم على
أصاتذته المعتزلة، استفاده من إنما السنة أهل القدامى من مذهب المرونة على به من بمتاز
خصوتهم اللائق أن يبالغ فى من هناك قيمة لمذهبه ،فلم يكن لم يكن المرونة ولولا هذه
الحق هذا ،ولا يض.بع تلميذه على حقه ،وللاستاذ كانوا أساتذته ،لأنهم لهم مخالفته بعد
***
123
الفارابى : الثانى المعلم
الفارابى ،وُلد بفاراب فى أطرات بن أوزلغ بن طرخان بن محمد محمد هو أبو نصر
وتعلنم التركية ،فنثمأ بها م 873 هـ= 026 سنة بلاد الترك حوالى مما يلى فارس
على الفلسفة علوم فدرس بغداد إلى انتقل ثم ، واليونانية والسريانية والعربية والفارسية
، الفكرة ووضوح ، العبارة بحسن غيره يمتاز على وكان ، يونس بن متَى بشرا أبى
يمتاز على تاليفه ،ولهذا ،فتأثر به الفارابى فى الغموض إلى التعقيد المؤدى من والخلوص
حرَّان ،فتلقى إلى بغداد من رحل المعانى ،وقد ،ووضوح الألفاظ بجزالة الكندى تأليف
علوم إلى بغداد فأعاد بنفسه دراسة المنطق ،ثم رجع من طرفا حيلإن يوحنَا بن على
على معانيها والوقوف استخراج فى نغ ،حتى بالدرس أرسطو الفلسفة ،وتناول كتب
يقال إنه ،حتى لقراءتها فيها ،وتكرار طويلة دراسة إلا بعد هذا إلى يصل ،ولم أغراضها
لأرسطو الطبيعى السماع ( :قرأتُ أنه قال عنه ،ونقل مائة مرة لأرسطو النفس قرأ كتاب
. أ()1 قراءته معاودة إلى محتاج أنى ،وأرى مرة أربعين الحكيم
،فدخل الدولة الحمدانى سيف قاصدأ الفارابى فى اَخر حياته إلى حلب ثم رحل
فن حتى كل فى يكلمهم ،فأخذ والشعراء والأدباء بالعلماء حاقل وهو مجلسه عليه فى
ن % الدولة ،وأراد سيف عين فى ،فعظم يكتبون ما يقول الكلام ،وأخذوا عن سكتوا
يؤثر لأنه كان ، اليوم فى منه بأربعة دراهم المال ،فاكتفى بيت كبيرا من رزقا عليه يجرى
لا يُرى ،وكان الراتب بذلك فأقام بها مكتفيا دمشق إلى قصد ،ثم والزهد التقشف عيشة
فيها كتبه، ،ويؤلف عليه ،فيتناوبه فيها المشتغلون رياض ماء أو مشتبك مجتمَع فيها إلا عند
وضع الذى لأنه هو ، الإسلامية الفلسفة على ! الأول الفضل صاحب والفارابى
يلفب وكان ، الحقيقة على الإسلام فلاسفة أول يُعَذُ ولهذا ، مساثلها ورتب ، اساسها
فى أرسطو يشبه الإسلام فى لأنه كان ، المعلم الأول يلقب أرسطو كان المعلم الثانى ،كما
اول ،وجعله المنطق وهذبه مسائل من ما تفرق هو الذى جمع أن أرسطو اليونان ،وذلك
فى هذا الفارابى مثل صنع ،وفد المعروفة أقسامها قتَمها إلى ،ثم وفاتحتها الفلسفية العلوم
بهذا لأن السماع الطبيعى فى الموجودات الطبيعية بالاجمال ،وسس كتاب ( )1يبحث
،وشمى معلم إلى الاستماع غير من فهمه ،او لأنه يتعذر تلاميذه فدونه ألقاه دروسا أرسطو
M
ورتبه، وهذبه الفلسفة علوم العربية من قبله الى ما ترجم فجمع ، الإسلامية الفلسفة
يُذكر بجديد فى هذا التجديد الفلسفى فى هذا القرن ،هـان كان لم يأت وبهذا كان له فضل
خالفت ولو الحقيقة الى ويدعو ، المجتهد فيها نظر ينظر كان ولكنه ، الفلسفة علوم فى
أرسطو. مذهب
طريقة الحكم فى كتابه- ب!صلاح المملمين فلاسفة من عُنىَ الفارابى أول من وكان
الحكم فى الإسلام ،وكان له به ب!صلاح بهذا فيمن عنى الفاضلة -فدخل المدينة أهل اَراء
، أفلاطون التجديد فى هذا القرن ،دان كان قد تأثر فى كتابه بجمهورية محاولة من حظ
له أثر بين المسلمين. يكن ،ولم للبيئة الإسلامية مجافيا فأتى
الحاكم الذى يكون هو الأعلى للحكومة المثل هذا الكتاب أن وقد ذكر الفارابى فى
إرادة فرد تحت أنفسهم يضعون الذين ،وهم بالضرورة اجتمعوا الناس ،وأن فيه فيلسوفا
على مسيطرة الحكومة بهيئة دينية ،لكون متصلا ما كان الحكومات ،وأفضل يمثل الحكومة
التى الأشياء على فيها التعاون بالاجتماع التى يقصد والمدينة ، والدنيوية للأمة الدينية الأمور
ما تنال على كلها مدنها التى تتعاون ،والأمة المدينة الفاضلة الحقيقة هى فى تُنال بها السعادة
تتعاون الذى الصحيح التائمَ البدن تشبه والمدينة الفاضلة ، الفاضلة الأمة هى به السعادة
قفاضلة مخلفة عليه ،والبدن أعضاؤه حفظها تتميم حياته ،وعلى كلها على أعضاؤه
مراتبها من تقرب ،ومنها أعضاء القلب وهو رئيس واحد ،فمنها عضو الفطرة والقوى
بالطبع هو لما ابتغاء بها فعله يفعل قوة فيه بالطبع منها جعلت واحد ،وكل الرئيس! ذلك
أغراض حسب تفعل فعلها على فيها قوى أخرى ،ومنها أعضاء الرئيس العضو ذلك غرض
فى الثانية الرتبة هى ،وهذه واسطة الرئيس بينها وبين العضو التى ليس الأعضاء هذه
التى فى الأعضاء هذه أغراض حسب أفعالها على تفعل أخرى ،ومنها أعضاء الأعضاء
المدينة ،وكذلك مخدومة غير خادمة تكون أعضاء إلى أن ينتهى إلى المرتبة الثانية ،وهكذا
من مراتبهم تقرب ،وقوم رئيس ،ففيها إنسان الهيئات متفاضلة الفطرات مختلفة أجزاؤها
المرتبة الثانية، أهل ودونهم ، المرتبة الأولى أهل وهم ، مقصوده ما هو كفعلون الرئيس
،وهم المراتب أدنى فى ويكونون ، يُخدَمون ولا يَخدمُون قوم إلى تنتهى أن إلى وهكذا
. الأسفلون
للمدينة الفاضلة، إلى رئي! فى إثبات الحاجة الفلسفة لا تهمه هذه والإسلام
إلى أهلها فيه تقسيم يلزم ،ولا فيها إنسان أو أفضل فيلسوفا رئيسها ولا يلزم فيه أن يكون
،هـان كان فيلسوفا لىان لم يكن" أهلها يرضاه المدينة فيه من رئيس المراتب الآلية ،بل هذه
فرد ،ولكل الفاضل للرياسة دون منه ؟ لأن المفضول قد يصلح هو أفضل فيها من يوجد
Ira
لا يقر أن الإسلام ،على الفارق أن يلزم مع ،ولا يصح ما يناسبه المدينة فيه أن يفعل من
كأسنان فيه سواسية دانما الناس ، الفاضلة المدينة تلك كطبقات طبقات إلى الناس تقسيم
المشط.
الحكم على هذا القرن :هذا التجديد فى إضلاخ للفارابى تجديدان فى وبهذا يكون
الفلسفة علوم قبله من ما ترجم تهذيب فى الابق ،والتجدبد تأثره بالفلسفة حسب
فيه كتابا السامانى ،دانه وضع بن نوح هذا منه منصور طلب وترتيبه ،ويقال ان الذى
اطلع جتى بن نوح الفارابى فى خزانة منصور مسؤَذا بخط ة التعليم الثانى ! وقد ظل سماه
كتاب ،وهو بأغراضها العلوم والتعريف الفارابى أيضا كتابا فى (حصاء وقد وضع
الأهتداء العلوم كلها عن طلاب ،ولا يتننى مذهبه أحد اليه ،ولم يذهب لم يبق عظيم
للفارابى. أيضا يذكر آخر تجديد وهذا ، فيه 9 النظر وتقديم ، به
الفلسفة نظر ينظر فى لم يكن أنه من التجديد ما سبق باب أن المهم فى على
مذهب خالفت ولو الحقيقة الى يدعو وأنه كان ، المجتهد فيها نظر ينظر كان المقلد ،بل
فى الاجتهاد باب فنح من بهذا أول لأنه كاق ، اليونان جميعا فلاسفة أعظم ،وهو أرسطو
علومها. فى التجديد ب!مكان الابتكار فيها ،وأشعره طريق لمن بعده ،ومهد الفلسفة
***
IYI
إخوان ألصفا
الوفا! الصفا وخلآن ( إخوان فلسفية باسم رسائل القرن الرابع الهجرى فى ظهرت
الفلسفة على إليه المسلمون إلى هذا القرن فى ما وصل فلسفية تجمع دائرة معارف وهى
فى ،وكان ظهورها إلى عمليات الى رياصات إلهيات إلى طبيعيات أقسامها من اختلاف
من أئَفها، عليها اسم غير أن يكون أهل الستنة ،فدعا هذا الى أن تظهر من العراق معسكر
رأسه وعلى ال!تُنة أهل :معسكر معسكرين الى القرن هذا فى انقسم الإسلامى الأن آلغالم
رأسه الشيعة وعلى ،ومعكر بلاد الشرق بعض العراق رما إليه من فى العباسيون
الفلسفة السنة يحارب أهل معسكر ،وكان والشام وبلاد المغرب مصر فى الفاطميون
بالتأويل الاسلام بينها وبين التقريب ويحاول الفلسفة يناصر الشيعة معسكر ،وكان وأهلهَا
معسكر ،ولا شِما الآخر المعسكر سراَ فى يعملون دعاة المعسكرين من لكل ،وكان ونحوه
على التشديد الى هذا ،فدعاهم بلاد العباسيين الدعاة فى له كثير من كان ،فقد الفاطميين
من دعاة الفإطميين. من يظهر بها الفلسفة وَأهلها ،لأنهم كانوا يظنون أن كل
البيت، أئمة أهل بعض وضع إنها من هذه الرسائل ،فقل وقد اختُلف فيمن الف
وضع ،وفيل (نها من حقيقة على اختلافا لا يثبت اسمه إلى هذا فى ذ! من واختلف
الصفا ( إخوان الفَت بالبصرة باسم جماعة وضع المعتزلة ،واقل إنهأ من متكلمى بعض
،ومت!ئع وقاد ،وذهن غالب له ذكاء ،وكان رفاعة بن زيد رأسهم الوفا " وعلى وخلأن
، ، أيام الناس وحفظ ، والبلاغة الحماب فى الكتابة البارعة مع ، والنثر النظم قول فى
بالبصرة فصادف ، فن كل فى وتصرث ، الآراء والديانات فى ،وتبضُر المقالات وسماع
البُستى بن نصر محمد ،منهم أبؤ سليمان الجماعة تلك منهم الف شكله على جماعة
، النهرجورى أحمد وأبو ، الزنجانى هارون بن على الحسن وأبو ، بالمقدسى المعروف
تعمل تجديدية غاية لها لأنها كانت القرن هذا مجددى فى الجماعة هذه ا دخلت لانم
واختلطت ، بالجهالات مينست قد الشريعة رأت الرسائل تلك فى ما جاء ،ف!نها على لها
للحكمة حاوية لأنها ، إلا بالفلسفة وتطهيرها غسلها الى لا سبيل وأنه ، بالضلالات
اليونانية والشريعة الاجتهادية الفلسفة انتظمت ومتى ، الاجتهادية والمصلحة الاعتقادية
، الناس الفلسفة لجمهور الغاية أن تقرب هذه أجل الجماعة من هذه رأت وقد
127
الشريعة، بينها وبين أنه لا خلاف ،ويعلموا منها نفرتهم ،وتزول حقيقتها على ليفهموها
أسلوبا أدبيا ،وسلكت الغامض الجاث الفلسفى الأسلوب الرسائل عن تلك فى فعدلت
باختيار ألفاظها ،فعُنيت بها الاشتغال إلى ويشوقهم ، الناس جمهور على الفلسفة يُسهل
وألفاظ ، متقن وتئ!يه ، كثير فيها خيال فجاء ، أدبيا سهلا أِسلوبها ليكون ، وأساليبها
بالفلسفة. الدين تطهير من الجديد الغرض ذلك بها إلى ،لتصل ميسَرة ،ومعان متخيرة
فى ،بل جاء الناس الجماعة لكل الرساثل مباحة عند هذه هذه هذا لم تكن ومع
لمن لا ،وبذلها أهلها غير فى بوضعها يضيعها ألأَ عنده لمن حصلت إليها أنه ينبغى التمهيد
داء ، ؟ لأنها للاول مستوجبها عن ،وصرفها مستحقها عن بمنعها فيفا ،وألآَ يظلمها يرغب
وضده اضىء أ يفعل هذا ومع ، نفسه فى لا يختلف الكبير الذى ،كالترياق دواء وللثانى
العدد اختلافها فى على الرياضيات فى رسالة أربع عشرة على يشتمل - أولها
أوله يتأثر فى القسم وهذا ، المنطق فى ثم ، العملية الفنون فى ثم ، والفلك رالهندسة
عن لا يختلف منطقه لان ، أرسطو بفلسفة اَخره وفى ، وأفلاطون فيثاغورث بفلسفة
منطقه.
الطبيعيات كلها يبدأ بالهَيُولى ،وهبر فى دثمرة رسالة سبع على وثانيها -يشتمل
يصل حتى يتدرج ،ثم الآثار العلوية إلى ينتقل ثم ، والحركة والمكان والزمان والصورة
النفس، بعلم ينتهى ،ثم الإنسان ،ثم إلى الحيوان إلى ،ثم النبات المعادن ،ثم إلى إلى
فى ،تبحث رسائل عشر الرساثل النفسانية العقلية ،وهى على وثالثها -يشتمل
الصفا " إخوان رأى المبأدىء العقلية على فى ثم ، فيثاغورث رأى المبادىء العقلية على
العقل فى ! ثم كبير إنسان العالم ( إن الحكماء معنى ! قول فى " ثم الوفا وخلاَّن
فى ،ثم والدهور والزمان والأعصار القرون واختلاف والأدوار الاكوار فى ،ثم والمعقول
أجناس كمية فى ثم ، القيامة أحوال إليه من وما البعث ماهية فى ثم ، العشق ماهية
الحدود فى ثم ، والمعلولات العلل فى ثم ، وغاياتها ومبادئها اختلافها وكيفية الحركات
إحدى الدينية ،وهى الرسائل الناموسية الإلهية والشرعية على -يشتمل ورابعها
،ثم والفلسفية الناموسية الشرعية الديانات فى الاَراء والمذاهب فى ،تبحث رسالة عشرة
، ، الوفا وخِلاَّن الصفا إخوان " اعتقاد بيان فى ثم ، تعالى اللّه إلى الطريق ماهية فى
128
ماهية فى الوفا ،ثم وخلان الصفا إخوان عشرة يهفية فى ،ثم الرئانيين الإلهيين ومذاهب
فى ،ثم الشرعى الإلهىّ والوضع الناموس ماهية فى ،ثم المؤمنين المحفين الإيمان وخصال
والمردة والملائكة والجن الروحانيين أفعال كيفية فى ثم ، الثه تعالى إلى الدعوة كيفية
،ثم العالم بأسره نضد كيفية فى ،ثم وكيفيتها أنواع السياسات كمة فى ،ثم والشياطين
الفلسفة المؤثرة فى العناصر فيه كل تجتمع القسم ،وهذا ونحوهما والعزائم السحر ماهية فى
2نسَتْ التى الشريعة تطهير ،وهو منها المقصود الغرض تؤدِّ لم الرسائل هذا ولكن
كانت بها الثريعة تطهير قصد التى الفلسفة لأن ؟ بالضلالات واختلطت ، بالجهالات
عليها مئات قديمة مضت فلسفة ،وهى بالضلالات ،مختلطة بالجهالات مدنَسة أيضأ
فى هذه لهذا نصيب أن يكون ،فيجب فى الكمال السنين ،ترقَ!ت فيها العقول وتدرجت
الشريعة الفلاسفة أرادوا أن يطفروا من الرسائل وغيرها هذه أصحاب الفلسفة ،ولكن
منهم ،فكان فيها المطلوب بالإصلاح قيامهم ؟ وعدم عليها جمودهم القديمة مع بالفلسفة
، بالجمود أن يُدَاوى الجمود يمكن ،ولا دينى جمود غيرهم من كان ،كما فلسفى جمود
إلى قصدوا الرسائل تلك ،ولو أن أصحاب والتجديد الجمود بالإصلاح يداوى لهانما
الحديث، العصر فى إصلاحها أوربا فيما قاموا به من الفلسفة أيضأ لسبقوا أهل إصلاح
على ذلك فى ؟ إذ يجتمعان بين الفلسفة والدين التقريب من غرضهم إلى ولَوصلوا
رسالهَ المجددين بينهما ويناوىء ما يباعد والتعصب الجمود من فيهما ،ولا يكون الإصلاح
فيهما.
ولكن ، القديمة الفلسفة تهذيب فى الاسلام به فلاسفة ما قام لا ننكر هذا ومع
***
912
فى الاسلام ) -المجددون ( 9
المجددون فى القرن الخا
هذا م ،وفى 6011 م ،إلى سنة 01 01 سنة من الهجرى يمتد القرن الخاص
الدولة القوة ؟ فقامت بدلها بحكم إسلامية أخرى دول إسلامية وقامت دول القرن ذهبت
وأخيه داود بك طغريل فيها ملك 1م ،إذ توطد 930 هـ= 431 سنة باثمرق الص!لجوقية
الدولة الناشئة بين الدولة الغزنوية وهذه ،وقامت بخراسان سلجوق بن ابنى ميكائيل
بك طغريل استولى إلىِ أن العراق يمتد إلى ملكها أخذ ،ثم عليها بفوزها انتهت حروب
مْى عهد هذا وكان بُويه ، بنى دولة منها وأزال ، م 5501 هـ= 447 سنة بغداد على
شاه بن ألب ملك عهد فى الدولة غاية عظمتها هذه بلغت ،وقد العباسى بالته القائم
بلاد الإسلام فى الئسمال أقاصى الصين إلى اَخر الشام ،ومن حدود من ،فبلغت أرسلان
هـ= 485 سنة توفى ،وقد الشرقية الروم دولة له إتاوة على ،وكان بلاد اليمن آخر إلى
،وقامت الملك على وبركيارق بين ابنيه محمود وفاته انقسام بعد حصل ،ولكن م 1 0 29
دولا هذا القرن إلا وكانت فى هذه الدولة ،فلم يأت آخر كان لها أثر سىء بينهما حروب
المستعمرين من امم الفرنجة أن ينتزعوا منها كثيرأ الصليبيين أمكن نفسها ،حتى على مقمة
هـ= 094 إلى الشام سنة مسيرهم المقدس ( )1وكان بيت بلاد الشام ،ويستولوا على من
الأتراك ، من عادة غيرهم التنة على أهل بمذهب أتراكا يأخذون السلجوقيون وكان
،ولكن الفعلية السلطة من شيئأ لهم يتركوا ،د!ان لم العباس لبنى بالطاعة يدينون وكانوا
فى والسلجوقيين العباسيين لاتفاق بُوَيه ، ببنى علاقتهم من أحسن كانت بهم علاقاتهم
هذا القرن الدولة الخوارزمية ،وهى بالمشرق فى الدول الإسلامية التى قامت ومن
تنسب ،وهى 1 0م 69 هـ= 94 0 سنة بدء ظهورها ،وكان السلجوقية دولة تركية كالدولة
من بركيارق تابعة لدولة أمرها أول ،وكانت ملكها قاعدة ،لأنها كانت خوارزم مدينة إلى
استيلاء الصليبيبن عليه. قبل المقدس بيت على الدولة الفاطمية قد استولت كانت ()1
1 M0
إلى أن استولت بالتدريج تقوى ،وأخذت عنها بعد ذلك ،ثم انفصلت السلجوقيين ملوك
دولة بنى أمية ،فانتهت القرن هذا أمر المسلمين بالمغرب فى اضطرب وكذلك
! ملوك ملوكها متفرقة يسمى فيه دول ،وقامت م 1601 هـ = 704 سنة بالأندلس
بهذه الأندلس أمر المسلمين فى ضعف ،حتى بعضا يحارب بعضها " وكان الطوائف
للمرابطين ،ويقال ام 0 56 هـ= 448 المرابطين سنة دولة الأقصى الغرب فى وقامت
تاشفين، بن يوسف ملوكهم أقوى ومن البربر المغربية ، قبائل من ،وهم الملثَّمون أيضا
واتخذهَا مقرأ الذى بنى مدينة مراكش م ،وهو 9601 هـ= 462 الملك سنة وقد تولى
سنة وفى ، له أكثرفا دان حتى بلاد المغرب من ما جاوره على يستولى أخذ ،ثم لملكه
إليهم فسار ، الفرنجة علهم تغلب بسبب الأندلس به أهل م استنجد .ا Al هـ= 947
ملوك حكم على ،ليقضى إلى ملكه أن يضمه ،ثم رأى كبير أنقذ الأَندلس منهم بجيش
هذا فى المسلمين كلمة لجمع فيه ميل وكان ، فيه المسلمين كلمة فرقوا الذين الطوائف
أهل بمذهب مثلهم يأخذ المنابر ،وكان دولته على فى العباسيين للملوك دعا ،ولهذا القرن
ما فى دعوة إلى حد تذكر له فى هذا القرن ،وتدخل أن هذه نية صالحة السنة ،ولا شك
التجديد فيه.
أمكن القرن السابق ،حتى هذا القرن اْسوأ حالا منهم فى في وبهذا كان -المسلمون
بلاد المقدس وكثير من بيت على فى عُقر دارهم بالمشرق ،وششولوا الفرنجة أن يهاجموهم
المرابطين بن تاشفين ملك بالمغرب ،ولولا يوسف الأندل! أخذوا يهاجمون الشام ،وحتى
فى الاستيلاء يمكنهم لم الفرنجة هـاذا كان ، القرن هذا فى المسلمين من القطر هذا لضاع
سشة ،فدخلوها صقلية جزيرة أن يستولوا على ،فقد أمكنهم الأندلس المغرب على
م ،وبقى بها 1901 هـ= 484 م ،و-ئم لهم الاستيلاء عليها كلها سنة 5201 344هـ=
فكانوا ، الفرنجة ثقإفةً ومدنية من أرقى وكانوا ، عليها استيلاثهم بعد المسلمين من كثير
قوة قوة تضاهى بهم كانوا لا يزالون القرن هذا إليه فى ما وصلوا مع المسلمين ولكن
فى يصمدوا ،وأن الشام فى المشرقي للفرنجة فى أن يصمدوا ،وبها أمكنهم فيهم الطامعين
نواحى فى أعدائهم على بالهجوم عليهم الهجوم يقابلوا هذا ،وأن للفرنجة بالأندلس المغرب
ضعفهم.
والتفرق مثل ما يعانى المسلمون فيه، الضعف أوربا فى هذا القرن تعانى من وكانت
m
المسلمين ،فأمكن القضاء على فى أغراضهم أهلها من تمكن عدم لهذا أثره فى وكان
فى عليهم أن يهجموا ،وأمكنهم فى المشرق وا!لغرب عليهم أن بصذُوا هجماتهم المسلمين
الناحية الضعيفة فى هى دولة الروم الشرقية ،وكانت عيهم الضعيفة كما هجموا نواحيهم
بلادها، كثير من استولوا على حتى عليها السلجوقيون هذا القرن ،فهجم أوربا فى
بهذا أمكنها أوربا الغربية ،وقد من ،فهئوا لنجدتها الفرنجة عليهم بأولئك تستنجد وجعلوها
لأولئك الأهم المقصد ،وكان منهم بلادها بعض تسترد ،وأن بهم عنها المسلمين أن تشغل
أول على أن يقضوا المسلمين ،وقد أمكن المقدس بيت الفرنجة بلاد الشام للاستيلاء على
من عليه ما استولت على الثانية لم تستول الحملة ،ولما جاءت آسيا الصغرى فى منهم حملة
ف!نها ، الشرقية الروم دولة من حالأ أحسن القرن هذا أوربا الغربية فى و(ذا كانت
الحملات الذين قاموا بتلك ملوكها هم نفسها فيه ،ولم يكن على هذا منقسمة مع كانت
هنا من جمعوهم الذين ،فهم المسيحى الدين قيامها بتأثير رجال كان لىانما ، بلاد الشام على
ناحية الدين ،لينتزعوا مقدشاتهم من أوربا ،واستغلوا فى هذا شعورهم شعوب من وهناك
الدين المسيحى فى أوربا فى هذا القرن ،حتىْ كانوا أصحاب فزاد بهذا نفوذ رجال
فيها العلم ويخضع ، بأيديهم فيها الشاسة زمام يمسكون ، دولها فى والعقد الحل
ال!ثام فى بالمسلمين اهلها اتصل أن بعد فشيئأ شيئأ فيها تغير الحال ولكن ، للاهوتهم
الاستفادة على يعملون ،وأخذوا والعلم الحضارة فى منهم أرقى فرأوهم c وصقلية
،فعنى النشاط العلمى من ببعض الميلادى يقومون فى القرن الحادى عشر ،وشرعوا منهم
العربية ،ولكن عن الطبية والفلكية الكتب بعض ! الإيطالية بترجمة كاسينو ( مونتى رهبان
فى بضاعتهم مناطقة -تنحصر - جدليين بعض ظهور فى له إلا أثر ضئيل هذا لم يكن
المقولات وكتب ، المنطق فى إيساغوجى بكتاب الإلمام وفى ، الأفلاطونية الاَراء بعض
بقواعد المنطق الاستفادة غايتهم محاولة كل ،وكانت الأولى لأرسطو والعبارة والتحليلات
أقصى وكان ، العلمية الناحية من المسلمين دون القرن هذا فى أوربا كانت وبهذا
المتوفى سنة صقلية الأول ملك ان روجر ،حتى مهم الاستفادة محاولة فيها غايتها
الاستعانة إلى حاجة الجزيرة فى هذه على استلائه بعد نفسه م ) وجد 11 0 1 هـ= ( 594
طريقتهم وسلك العربية منهم فيها ،فتعلم الأعظم السواد هم ؟ وكانوا أهلها من بالمسلمين
المسلمين من الموظفين كبار ،وأبقى وفلاسفتهم ومنجميهم منه أطباءهم ،وقرت الحكم فى
132
لا أوربى، شرقى ملك يبدو وكأنه مظهر ملكه فى صقلية ،وبهذا كان مظهر فى وظائفهم
المسلمون بعض يشغل مملكة مسيحية -مظهر هذا المظهر الغريب على صقلية مكثت وقد
أتى بعده الأول ومن روجر فى عهد صقلية شاهدت ،حتى قرن -أكثر من العالية وظائفها
لأولئك وكان ، النورماندية الإسلامية للثقافة عظيما ازدهازا النورمانديين الملوك من
مقرأ جعلوها صقلية على إيطاليا ،فلما استولوا جنوب فى قوية أسسوها دولة النورمانديين
لملكهم.
من منهم هذا القرن لا ينسينا ما ظهر فى العلمى المسلمين بسبقهم احتفاظ ولكن
من ما ضاع ضياع فى الضعف أثر هذا من السابق فيه ،ولا ينسينا ما كان الضعف
ملك الله لهم قيض لولا أن ، القرن هذا فى الأندلس يفقدون كادوا أنهم ،حتى بلادهم
الذى سيصيبهم لتنبيههم للخطر هذا ما يكفى ،وقد كان فى بن تاشفين المرابطين يوسف
ظلوا فى ،ولكنهم غير إصلاح إلى هذا القرن من الرجعية التى بقيث النكسات تلك بسبب
غفلتهم عن إصلاحهاْ
المشرق أثره فى العربى والفارسى العنصر التركى بالقوة على العنصر لتغلب وكان
والفارسى- العربى - العنصرين ،لأن كلا الإسلامية البلاد فيه من ما ضاع ضياع فى أيضا
يقابلوا ما أصيبت التركية ،فلم السلجوقية الدولة فى الرعية من الأعظم السواد يؤلف كان
كانوا يرون لأنهم ، الاهتمام من يستحقه بما بالشام بلادها بعض الفرنجة على استيلاء به من
وفى فيهم واستبدادها ، منهم بالقوة الحكم لاغتصابها ، فيهم شرعية دولة أنها ليست
ما بقى بسبب والرعية الدولة بين اتفاق هناك يكن فلم ، باسمهم تحكم الذين العباسيين
تحكمها التى الشعوب بين اتفاق هناك يكن ولم ، السياسية الرجعية أثر النكسة بينهما من
عدم أثره فى كله لهذا فكان ، الاجتماعية الرجعية أثر النكسة من بينهما ما بقى بسبب
أن يهم كان يجب أنه البلاد ،مع تلك ضياع هذه الدولة من أصاب بما اكتراث هذه الشعوب
المسلمين جميعا.
الرجعية ،ولا النكسات تلك فيه فى إصلاح هذا القرن من غير أن يفكر أحد فمضى
،وجعلتا والمحكومين بين الحاكمين ؟ إذ باعدتا الاجتماعية والنكسة السياسية النكسة سيما
،اللهم إلا ما كان من أبى الحزم جَهورَ بن محمد بعض على يتعالى بعضها الرعية طبقات
يسَمَّ لم ف!نه فيما يقال ، م 01 43 هـ= fro سنة وفاته ،وكانت بالأندلس أمير قرطبة
بأيدى الأموال ارتفاع " فجعل يصلح من لهم يقوم أن إلى " :انا أدبر الناس وقال بالملك
السلاح عليهِم وقرر ، مضاربة أموالا وأعطاهم ، العوائم جندا وصير ، وديعة الأكابر
داره من يتحول ولم ، الصالحين بزى وهو المرضى ويعود الجنائز ، يشهد ،وكان والعُذَة
133
طغت الذى القرن هذا التقدير فى تستحق جَهور لابن تجديدية نزعة ،وهذه دار السلطنة إلى
فى المسلمين عقول على استولى قد الفساد كان العامة طغيانا كبيرا ،ولكن على فيه الخاصة
هذا فى التجديدية النزعة هذه أحد يقذر فلم ، البلاد الإسلامية من غيرها وفى الأندلس
هذه عن أيضا أقلع جهور ابن ولعل ، العوام بطبقة للنهوض فيه أحد يعمل ،ولم القرن
، ابنَ زيدون سجن الذى وهو ، الأمراء من فيه غيره يمضى فيما كان ومضى ، النزعة
. مستبدا حاكما أنه انقلب على تدل ،ولكنها هنا مقام ذكرها ،وليس معروفة معه وقصته
النكشين من ذلك هذا القرن بأقل أثرا فى النكسة الرجعية الدينية فى تكن ولم ْ
دينيين: مُعَسكرين إلى القرن هذا فى بقوا منقسمين المسلمين ؟ لأن والاجتماعية السياسية
كل فبقى ، الفاطمية الدولة فى الشيعة ومعسكر ، العباسية الدولة فى السنة أهل معسكر
ولم ، الكوارث من ما يصيبه يهمه ولا ، بالاَخر الدوائر بتربص المعسكرين من واحد
النكسة ومما زاد فى ، القرن هذا فى المسلمين ما أصاب بينهما الخلاف حدة من يخفّف
ظهور بسبب فيه انقسام خطير السنة ،فقد وقع أهل معسكر فى الرجعية الدينية ما حدث
السنة أهل هـ،. القدامى بعض باَراء متأثرأ السلجوقى بك طغريل ،وكان فرقة الأشعرية
دفتى بين القراَن ليس أن يزعمون الأشعرية أن عنده فزعما ، المش!هة الكرامية وبعض
بلعنهم م 5301 هـ= 445 سنة ،فأمر فى مزاعمهم من ،إلى غير هذا المصحف
،ثم والتدريس بالوعظ القيام من ،ومنعهم المساجد الخطابة فى عن المنابر ،وعزلهم على
ووزيره نظام الملك فرفعا شاه السلجوقى ،وقد أتى بعده ملك ونفيهم تشريدهم فى سعى
غيره على ،فظهر مذهبهم لنشر وغيرها الدينية المدارس ،وأنشأ الأشعرية عن الحيف ذلك
يكون ان اجدره كان وما ، به تعامله كانت الذى بالعسف يعاملها وأخذ ، المذاهب من
أول فى العسف من ذاق أن وبعد ، الغلبة له تمت أن الدينية بعد الفرق بين سلام رسول
أمره ما ذاقه.
فيه شأنه، هذا القرن ،فقد استفحل فى التصوف بعد هذا كله نكسة ولا ننسى
فى علمية المع شخصية استهوى ،حتى العامة والخاصة قلوب طريقه يستهوى فى ومضى
الحافلة العلمية حياته فختم ، العلم الواسع العالم الغزالى شخصية وهى ، القرن هذا
افتتن به المتصوفة، الذى الكتاب وهو لما فيه كتابه ( الإحياء ألف ،وقد التصوف إلى بالركون
علماء بعض عن ،إلا ما يحكى به جمجهم المسلمون افتق ،بل أثر فيهم له أعظم وكان
، القرن هذا فى وُجدت الصوفية أن الخانقاهات خططه المقريزى فى ذكر وقد
فى الفضل وكان ، إلا فيه وتنتشر تكثر انها لم يريد ولعله ، قبله انها وجدت والحقيقة
134
لأنه يعدُّ مؤسس ، م 01 94 هـ= 441 الخير المتوفى سنة أبى بن سعيد فيه لأبى انتشارها
هذا بذلك ،فشاع لقواعده وأصوله واضع ،وأول الإسلامى التصوف نظام الرهبنة فى
فيها ،لينقطع المسيحية الأديرة فى نظام على له الخانقاهات ،وأنشئت التصوف النظام فى
النتيجة هى هذه ،وكانت أديرتهم فى الرهبان عنهم ،كما ينقطع الناس المتصوفة عن
فيها المتصوفة، الرجعية التى وقع أسوأ النكسات من الزهد ،وهى فى للمغالاة المحتومة
الدين، باسم الدنيا فى العمل عن التعطل لأنها أباحت ، المسلمين أثر فى لها أسوأ وكان
فى به نفورأ المسلمون فزاد ، الإسلام فى المثل الا"على هو الدينى التعطل هذا وجعلت
ن أ المتصوفة فى هذا القرن ،ولا سيما بعد أولئك أن ينكر على يجرؤ أحد ولم يكن
وأمراثه ،وهو ملوكه نفوذأ لدى هذا القرن وأعظمهم اكبر علماء إلى صفوفهم انضم
ن أ الإسلام " ويمكن 9حجة لقب المسلمين به أن منحوه إعجاب بلغ من الغزالى الذى
عصره فتصوفة على يأخذ هذا القرن ،كان رجال من فارسى صوفى ذلك يستثنى من
نفوسهم ورغبات قلوبهم الكاذبة علمًا إلهيا ،ونزوات ،وأوهامهم شرغا شهواتهم تسميتهم
شرع إهمال ، فناء للنفس ،واإنكار الدين صفاء الزندقة فقرأ ،والشك حبأ إلهيا ،وتسميتهم
بن يوسف أبى يعقوب أيضأ ما كان من إنكار فقيهين على ذلك ويمكن أن يستثنى من
، م 114 0 = هـ 535 سنة والمتوفى ، م 1 0 48 = هـ 44 0 المولود سنة الهمذانى أيوب
من كثير فيها اجتمع له خانقاه وكان ، بخراسان المريدين إليه تربية انتهى الذى وهو
الحق، من الحق ،ورسول سَفَر إلى " :السماع كلامه ،ومن والصلحاء والعلماء المتصوفة
ومعانى ، وعوائده الفتح وبَوادى ، وموارده الغيب وفواثد ، ائده j وز الحق لطائف وهو
وَللاسرار ، حياتها وللقلوب ، غذاؤها وللاشباح ، قوتها للارواح فهو ، وبشاراته الكشف
العبادة بين تج!ع ، رجعية نكسة أنه سبق الذى السماع هو وهذا ، إلخ " إلخ . . . بقاؤها
عليه ما كانت مثل إلى الخالصة بالعبادة الإسلامية وترجع ، والأناشيد الأغانى وسماع
منهم ،ويصدر الوجد ! ،خذهم الناس على الهمذانى يتكلم بمثل هذا وكان
:وقالا له حين الفقيهان -وكانا فى مجلسه ؟ فانكر عليه ذانك الشطح فى حال ما يصدر
:ة اسكتا لهما ،فقال مبتدع ف!نما أنت :اسكت به بمثل ما يتكلم الناس على يتكلم كان
، أنصاره من موتهما يكون ،وقد ماتا مكانهما له أنهما المنتصرون يذَعى " وهنا لا عثشما
135
ابنى اسره :إن له باكية فقالت جاءته همذان أمرأة من أن هذا نحو له من ومما يذكرون
لها: قال ،ثم فرجه وعخل ، أسره فلث :اللهم فقال ، تصبر فلم .فصئرها الإفرنج
،فقال وسألته ،فتعجبت الدار فى المرأة ف!ذا ولدها بها ،فذهبت تجديه دارك إلى اذهبى
،فأتانى على ،والحرس رجلى فى ( )1والقيود العظمى القسطنطينية فى الساعة :كنتُ لها
، الناس بين به صيتهم فانتشر ، القرن هذا فى ذلك مثل المتصوفة من كثر وقد
الجرأة ،بعد كثير من إلى يحتاج الإنكار عليهم صار ،حتى ومريدوهم به أتباعهم وكئرت
فى قد بلغ مبلغه والمغرب الأندلس فى هذا القرن لم يكن فى التصوف ولكن
شخصية فيه ،وهى علمية ألمع شخصية استهوى أن المشرق أمره فى لأنه بلغ من ، المشرق
ألمع شخصية يستهوى يمكنه ان لم والمغرب الأندل! وَلكنه فى ، ما سبق على ، الغزالى
الصوفية ،حتى أولئك على علماء عصره ،فقد كان أشد ابن حزم شخصية فيهما ،وهى
( :إن ذلك ،ومما قاله فى القرن هذا صوفية من الخير وأشباهه أبى سعيد أبى بكفر حكم
" :واتصل بعضهم ،وزاد ! الشرائع عنه الله سقطت عرف من إن يقول من الصوفية من
أبا الخير من أبا سعيد يكنى رجلا هذا عصرنا اليوم فى أن بنيسابور .وبلغنا " بالله تعالى
فى يصلى ،ومرة الرجال على المحرتم الحرير يلبس ومرة ، الصوف يلبس ،مرة الصوفية
بالئه من ،ونعوذ محض كفر نافلة ،وهذا ولا فريضة لا يصلى ،ومرة ركعة اليوم ألف
. الضلال
بأمثال هؤلاء الظن يحسن كان الغزالى الذى على بهذا ليسمو لهان ابن حزم
ن أ ويمكننا ، وافعالهم أقوالهم من الشريعة ما يخالف تأويل فى نفسه ويجهد ، المتصوفة
على ايضأ أنكر فقد ، المعرىِّ أبا العلاء المغرب فى حزم ابن إلى المشرق علماء من نضيف
هذا المنحرفة فى الطوائف من غيرهم ،كما أنكر على هذا القرن إنكارأ شديدأ صوفية
: فقل لهمُ وأهونْ بالحلول جيل شر التصوف جيل أرى
لى البهائم وارقصو كلوا كل : عبدتموه حين أقالَ الله
الحاجة فيه إلى هذا القرن ،فكانت المسلمين فى الخطر على إذن ناقوس لقد دق
،ويجمع الصدع القرون السابقة ،ليراب من أشد السياسى الدينى الاجتماعى المصلح
بهم، الخطر الذى حل أمام ذلك المسلمين يدا واحدة ،ويزيل الحزازات ،ويجعل الشمل
% rll
اتحاد بين ،ومن إليها الرعية تطمئن شورية حكومات من ما كانوا عليه مثل إلى بهم ويعود
الخلإت ما بينها إلى يرجع الدينية اتحاد بين فرقها ،ومن الدولة فى (خوانا يجعلهم شعوبها
،ويُعذَر ،يُثاب (ذا أصاب المسائل الفرعية فى فيها كالمجتهد المجتهد ،ويجعل الاجتهاد فى
السيوطى قال ،حتى الخامس القرن مجدد كان الغزالى أن على المتقدمون اتفق وقد
إلى الإمام أبى الحسن المفترى فيما نسبَ " تبيين كذب كتاب فى ابن عساكر ونقل
أمير المؤمنين المسترشد الخامسة المائة رأس ان الذى كان على بعضهم " عن الأشعرى()1
بن محمد الإمام ( ابو حامد الخمسمائة رأسِ على كان الذى أن :وعندى قال بالئه ،ثم
أصوليأ فقيها فاضلا عالما عاملا لأنه كان الفقيه ، ! الطوسى الغزالى محمد()2 بن محمد
والشام بخراسان عاصره من على ،وبرر الآفاق بالعلم فى ،انتشر ذكره عاقلا مصنفا كاملا
. والعراق
هـ- 512 له الملك سنة ،وبويع م 2901 هـ= 485 ولد المسترشد سنة وقد
وشهامة عالية ذا همة أ أنه كان الخلفاء كتابه ( تاريخ فى السيوطى وذكر ، م 1118
السلطان وكان ، بنفسه الحروب وباشر ، ترتيب أحسن الخلافة ورتبها أمور ،ضبط زائدة
قتال بينهما أسِرَ فيه المسترشد، ،فوقع عهده فى بغداد على المتفلب هو السلجوقى مسعود
هذا القرن ، مجددى فى هذا ما يجعله من ام ،وليس 134 وقتل فى أسره سنة 953هـ-
نمَوم ،وبهذا إلا الغزالى الخامس القرن مجددى من المتقدمون ممن ذكره هذا بعد فلا يبقى
، العلاء المعرئ وأبى حزم وابن سينا ابن إليه دراسة نصص ،ثم المسترشد دون بدراسته
منهم. كل دراسة بعد هذا سيتبين ،كما الغزالى بهذا من أحق لأنهم
حاجة أشد الذى يحتاجون هذا القرن بالمجدد هذا لم يظفر المسلمون ايضا فى ومع
جميعها، الرجعية ،فيقوم ب!صلاحها نكساتهم تجديده كل المجدد الذى يشمل إليه ،وهو
بالمسلمين فى فى غيرها ،ولا تجعله ينهض إصلاحه ما يحاول منها تفسد ولا يقع فى نكسة
، المجدد ذلك هو الغزالى ،فلم -يكن بين الأمم المكان اللائق بهم ،ليحتلوا ودنياهم دينهم
. وأبو العلاء المعرى حزم ابن سينا وابن لم يكن وكذلك
***
لا محمد. أحمد الثانى ( )2سيأتى أن اسم جده . 53 ( ) 1صر،
M
الإسلام الغزالى صحجة
أو تشديدها، الزاى بن اْحمد الغزالى ،بتخفيف بن محمد محمد أبو حامد هو
أبوه رجلا م ،وكان 5801 هـ= 045 سنة ،ولد بمدينة طوس ذلك فى الخلاف على
له يسمى وأخ وتركه صغيراَ هو ،فمات له بطوس دكان ويبيعه فى الصوف فقيرأ يغزل
إلى أ بوصيته فقا ، الخط إليه أن يعفمهما ،وطلب له متصوفا صاحئا بهما ،وأوصى أحمد
وقتهما. ليستعينا بوقفها على بمدرسة بأن يلتحقا ،فنصحهما لهما اْن نفد ما تركه
الراذكانى ،ثم انتقل إلى نيسابور أحمد على مبدأ أمره بطوس فى الغزالى وقد أخذ
،ثم الأشعرى مذهب عنه ،وأخذ المعالى الجوينى أبى إمام الحرمين دروس إلى واختلف
زمن الاْعيان المشار إليهم فى من مدة قريبة ،وصار فى تخرج الاشتغال حتى جذَ فى
1م 850 هـ= 478 سنة أن مات له إلى ملازما لم يزل ،ولكنه أستاذه
شاه السلجوقى، نظام الملك وزير ملك ،ولقى نيسابور إلى العسكر من فخرج
النظامية ببغداد سنة بمدرسته إليه التدريس فوض ،ثم الإقبال عليه فى وبالغ وعظمه فأكرمه
صار ،حتى منزلته بينهم العراق ،وارتفعت به أهل م ،فأعجب 1901 هـ= 484
على ان يطلع باطنيا إلا أحب ،لا يرى بالاطلاع والبحث هذا شغوفأ مع وكان
كنه فلسفته، إلا أراد ان يعلم فيلسوفا ما عنده ،ولا إلا أراد أن يعرف ،ولا ظاهريا نحلته
صفوته، سر يعرف إلا أراد أن صوفيا ،ولا غاية كلامه إلى إلا أراد أن يصل متكلما ولا
فيها ،ووضع فى عصره أحد العلوم ما لم يجمعه من كله ،وجمع بعلم ذلك أحاط حتى
البيئة فى ،وتكرهه شيئا فشيئا عليه تتغلب فيها اخذت التى نشأ البيئة الصوفية ولكن
الصالح، سنة السلف إليهم ،لاْنهم لم يكونوا على ومن الملوك والوزراء بها من التى اتصل
بالتغلب وعلى الذين يقوم حكمهم السلجوقيون ،وأين أولئك غيرهم من وإن كانوا أحسن
بين ولا يفرق الشورى أساس الذى يقوم على الحكم الإسلامى العنصرية التركية من أساس
وعنصر؟ عنصر
الآخرة الدنيا ودواعى دواعى إليه الغزالى أخذت صار الحال الذى هذا وفى
سنة من ستة أشهر فى ذلك قضى ،حتى ما يفعل بينها فى حيرة لا يدرى تتجاذبه ،وهو
به ،وأصيب ،فتأثرت صحتهِ شديدين وهم فى غم ذلك من 1م ووقع 0 59 هـ= 488
138
إليه، من يختلف نفسه أن يدرِّس يوما واحداَ تطييبا لقلوب ( )1فكان يجاهد لسانه فى بحبسة
، والشراب الطعام وقرم الهضم فيه قوة سوءًا وبطلت حاله زادت ،حتى فلا يمكًنه النطق
بالجنون ، أنه أصيب بعضهم ،فزعم واختلفوا فى حقيقة مرضه فاجتهد الأطباء فى علاجه
استولى الحال الذى ذلك هو مرضه يعلم أن سبب لا!نه ، يقولون بما سره يهزأ فى وكان
التردد ويؤثر داعى ذلك السنة أن يقطع تلك من الستة الأشهر بعد تلك عزم وقد
فى ففرئه له مال ،وكان الحج أنه يقصد مظهِرًا بغداد من فيه ،فخرج نشأ الذى التصوف
هـ= سنة 948 به هذه الرحلة إلى دمشق ،وانتهت منه إلا قدر الكفاف بغداد ولم يدخر
والتعبد بالرياضة مشتغلا مسجدها بالمنارة الغربية من فأقام بها مدةً معتكفًا ، م 5901
،ثم ترك الصوفية طريق الثياب على من الخشن ولبس ،مؤْثرأ التقشف النفس ومجاهدة
السلطان ةلى منها يسافر أن يريد وكان ، الزمن فأقام بها مدةً من الأسكندرية إلى دمشق
فعدل بلغه أنه مات ولكنه ، والتقوى الصلاح من عنه بلغه لما بالمغرب تاشِفين بن يوسف
جانبها إلى واتخذ ، فيها فأقام بداره طوس بلده إلى هذا بعد عاد ،ثم السفر ذلك عن
،إلى القلوب أرباب ومجالسة العبادة وقته على ،ووزع للصوفية ،وخانقاه للفقهاء مدرسة
. م 1111 هـ= 5 0 5 سنة أن توفى
الذى ضعفه ،ولكن كونه أدرك فساد الحال فى عصره والغزالى فى هذا لا يزيد عن
الفساد ،ولا لذلك الصحيح بالإصلاح القيام لم يمكنه من التردد الذ! أسقمه بدا فى ذلك
،وبيان إليهم فى أول حياته بفساد حكمهم الذين ركن الملوك والوزراء أولئك مواجهة من
الذى التصوف دنياهم ،ولجأ إلى ذلك منهم ومن ،وغاية ما فعله أن هرب إصلاحه طرق
ن أ ،مع الاَخرة الدنيا إلى عن المسلمين ،ولا يراد منه الا صرف الفساد فيه لذلك لا علاج
ذلك فى ؟ إذ قلدوه بعده المسلمين أثر فى أسوأ التصوف طريق لإيثار الغزالى وكان
جمهور صار ،فلما أشعريا كان الغزالى أن سيما ،ولا علم كل على ،وفضلوه التصوف
الدنيا ،فأخذت ميلهم إلى التصوف فى الغزالى قدوتهم كان هذا المذهب المسلمين على
الدنيا ،لأن دنياهم من ما يضيع بقدر منهم الاَخرة تضيع ،وأخذت شيئأ فشيئا منهم تضيع
،ليصبح الآخرة بمراعاة مطالب أتى ،كما بمراعاة مطالبها الإسلام أتى ،وقد الآخرة قنطرة
الإسلام بعد ،وبهذا كله صار منهما شىء ولا يفوتهم أمر دنياهم وأخراهم للمسلمين
،ولكن أهله من قبله تقليدَا لطائفة التصوف ان كان ،بعد كبير حد إلى صوفيا دينَا الغزالى
913
المتصوفة من فيه غيره فيما وقع يقع فلم ، عالم أخذ بالتصوف يأخذ هذا مع كان الغزالى
صوفيا قبل أن يكون عالما كبيراَ ،لأنه كان الدعاوى من الوجود ونحوها وحدة دعوى من
الإسلام أوسمع المجال فى ،حتى أصحابها من الدعاوى قد عُنى بتأويل تلك ،دمان كان
، العلوم من غيره على شعواء أقام حربا آثر التصوف حين بلة أن الغزالى الطين وزاد
من ويعد الأشعرى عقيدة يناصر عصره فى انه كان ،مع الكلام منه علم إنه لم يسلم حتى
حربه من وعلومها الفلسفة نصيب وكان ، مثله الكلام علم لا تجافى وهى ، الإشعرية
الفلسفة فيه على فشغَ أ الفلاسفة تهافت " كتابه هذا فى ألف وقد ، نَصيب أوفى
لا تنافى الفلسفة أن كانوا يرون أنهم مع الفلاسفة فيه بكفر ،وحكم تشنيع أشد وعلومها
دان ، فمأجور أصاب إن والمجتهد ، بينهما التوفيق فى اجتهادهم لهم وكان ، الإسلام
به نواحى ،لأنه عرف التجديد باب ما فى إلى حد الغزالى يدخل هذا من ومثل
،إذ كرةَ المشرق فى الفلسفة به على قضى فيه حتى تغالى ،ولكنه الفلسفة فى الضعف
الفارابى أظهره من فيلسوفا مثل من بعد هذا أن يظهر عجز الفلسفة ،حتى أهله فى علوم
أمر فى عنها الاستغناء يمكنهم ،ولا للمسلمين غيرها ألزم من الفلسفة أن علوم ،مع وغيره
فى فضله ،هـان للغزالى إصلاح إلى تحتاج القديمة كانت الفلسفة أن نزاع فى ،ولا دنياهم
هدم ،دانما حاول إصلاحه لم يحاول أن عرفه بعد ،ولكنه الفساد ما فيها من بعض معرفة
على السبق لحاز به قصب إصلاحها أنه حاول ،ولو عليها التى شنها الحرب بتلك الفلسفة
ن أ قبل الفلسفة ،لأنه درس بهذا السبق جديرأ كان ،وقد الحديث العصر أوربا فى فلاسفة
أعدائها ،ولكن بها كما حاربها غيره من جهل استوعبها ،ولم يحاربها عن يحاربها حتى
لا يمكن وأنه ، الحقيقة الى للوصول الوحيد أنه الطريق يرى جعلته التصوت فى مغالاته
لا المحارب منها موقف ،ووقف بالفلسفة ظنه فساء ، أو غيرها إليها ،بالفلسفة الوصول
فيها من ،وأحدث الصحيح طريقها بها فى لسار الموقف منها هذا انه وقف ،ولو المصلح
فلاسفتنا، فيها من ممن تغالى بهذا اجدر كان ،وقد أوربا فلاسفة بعده ما أحدثه التجديد
الدين ،وضاع بالجمود فى غيرهم الفلسفة ،كما أصيب بالجمود فى جمهورهم فأصيب
!*!ي!
014
ابن سينا الرئيس الشيخ
قرى من خَرْميثنا بن سينَا ،وُلد بقرية بن على الله الحسين بن عبد أبو على هو
منصور بن القرية لنوح هذه أبوه يتولى عمل ،وكان م 089 هـ= 037 سنة بخارى
الثميعة من وكان ، صغيراَ لا يزال وهو بخارى إلى منها أبوه انتقل وقد ، السامانى
فحفظ ، ببخارى داره فى لابنه المعلمين فأحضر ، الفلسفة فى نظر وله ، الإسماعيلية
والجبر ،ثم الدين والحساب الأدب وأصول بعضَا من العاشرة ،كما حفظ دون وهو القراَن
المنطق وأقليدس عليه علم ،وأحكم إيساغوجى الله الناتلى كتاب أبى عبد قرأ على
فيقرأ الزاهد إسماعيل إلى يختلف ،وكان العلوم هذه فاقه فى أن يلبث ،ولم والمجسطى
الفلسفية العلوم بدراسة يشتغل سينا ابن أخذ الله الناتلى بخارى أبو عبد ولما ترك
لم وهو هذا ،كل أطباء عصره نبغ فيه وفاق حتى الطب لدراسة أتمها ،ثم تفرغ حتى بنفسه
نهاره وليله فى الى دراسة المنطق والفلسفة وكان يقضى ،ثم رجع عث!رة سنة ست يجاوز
لما ولكنه ، له تتضح حتى اللّه ودعا وصلى توضأ مسألة عليه ف!ذا تعسرت ، دراستها
، مرة ،فقرأه أربعين فهمه إلى سبيلا لم يجد " لأرسطو الطيعة ( ما بعد كتاب إلى وصل
وهو بثلاثة دراهم كتائا فاشتراه عليه فعرض أن أتاه ورأق إلى ،فتركه منه بطائل يظفر فلم
،ووصل الفارابى نصر ! لأبى الطبيعة ما بعد أ أغراض كتاب فيه ،فلما قرأه وجده زاهد
كتب دراسته لغيره من هذا سببأ فى ؟ وكان الكتاب ذلك عليه من ما أغلق به الى فهم
منه.ابن سينا حين ،فطلب فن كل السامانى مكتبة فيها من لنوح بن منصور وكان
علم من فيها بكتب النظر فيها ،فظفر نزل به أن يأذن له فى مرض من دعاه لمعالجته
سنة. عشرة بلغ ثمانى قد ما فيها ،وكان كل علم قراءتها حتى ،فاستوعب الأوائل
اثنتين وعشرين لا يتجاوز أبوه وهو بالتعليم والتأليف إلى أن مات يشتغل ثم اخذ
بملوك بنى بويه المدن ويتصل يتنقل فى ،ثم أخذ الأعمال فى بخارى ،فتولى بعض سنة
إذا تولى ،وكان أحيانأ بالتعليم والتأليف وشتغل ، أحيانا الوزارة لهم ،يختولى وغيرهم
مرض اَخر حياته فى أدركه ،وقد والتأليف ليله بالتعيم .نهاره بها ،ويشغل الوزارة يشغل
: ،فقال علاجه من أن يئس إليه ،إلى يعود ،ثم فيبرأ منه يعالجه ،فكان القولنج
وتاب اعشل المعالجة ! ثم فلا تنفع التدبير ، عن عجز قد بدنى يدبر كان الذى المدبر إ
141
مرة يختمه ،فكان قراءة القرآن على ،وأقبل أرقَاءه الفقراء ،وأعتق على بما معه وتصدق
. 1م 360 هـ= 428 سنة هذا بعد ثلاثة أيام ،ومات كل
يأخذوا فيه أن لا!نهم آثروا ، العباسيين من القرن هذا تحارَبُ فى الفلسفة وكانت
إلى بالميل ويتهمونه ، بالفلسفة يشتغل فيمن الشر يتوجسون وكانوا الئُنة ، أهل بمذهب
الرجعية فى بهذا فأوغلوا ، بالكفر ويرمونه دينه فى ويطعنون ، الفاطميين أعدائهم
ولم ، الرجعية هذه على سينا ابن فخرج ، والنظر البحث من الرعية ومنعوا ، والجمود
الدراسة الفلسفة تلك علوم ،ودرس الجمود فيه غيره من لنفسه أن يقع فيما وقع يرض
فيها ،وخرج والتجديد رتبة الاجتهاد فيها إلى وصل ،حتى عصره التى لم تتهيأ لغيره فى
لنا آن ،فقد القدماء لمذاهب شروح ما كُتبَ من ! :حسبنا يقول دائرة التقليد ،وكان من
كتابه " منطق مقدمة فى ما جاء الفلسفة فى التجديد إلى نزعته فى له أيضأ ومما يذكر
فيما اختلف كلامأ أن نجمع إلى بنا الهمة نزعت فقد ْ. 9 :وبعد قال فيها المشرقيين " فقد
نبالى مفارقة ولا ، أو عادةِ أو إلف أو هوى فيه لفتة عصية فيه ،لا نلتفت البحث أهل
كتب منا من سُمع ولَما ، فهم وقلة غفلة عن إلفاَ اليونانحِنن كتب ألفه متعلمو لما منا تظهر
،ولم إلا إياهم يهذ الله لم أن بالمشائين( )1الظانين المتفلسفة المشغوفين من للعاميين ألَّفناها
نام لما تنبهه فى - أرسطو -يعنى سلفهم أفضل منا بفضلِ اعتراف ،مع سواهم يُنل رحمةَ
، الأشياء من كثير فى الحق إدراكه وفى ، مما رتبوه خيرأ ترتيبه العلوم وفى ، ذووه عنه
ما بتنه فيها السلف الناسَ على إطلاعه ،وفى أكثر العلوم فى صحيحة لأصول تفطنه وفى
، تمييز مخلوط يده إلى مَدَّ من أول يكون إنسان عليه ما يقدر أقصى ،وهذا بلاده وأهل
فيما بناه ، ويرقُوا ثُلما يجدونه ، يلضُوا شعثه أن مَن بعده على ويحق ، مفسد وتهذيب
ما ورثه منه، عهدة أن يفرغ نفسه من بعده على ،فما قدر من أعطاها ويفرعوا أصولا
،فهو مشغول تقصيره من ما فرط لبعض فيه ،والتعصب فى تفهم ما أحسن عمره فذهب
ما قاله أن يضع ما استحل ،ولو وجدها فيها عقله له مهلة يراجع ،لش سلف بما عمره
فسهل ،وأما نحن ()2 إياه له ،أو تنقيح ،أو إصلاح عليه مزيد المفتقر إلى موضع الاولون
جهة غير إلينا من وقع قد يكون أن يبعد ولا ، به لما قالوه أول! ما اشتغلنا علينا التفهم
توفيق من ،ووجدنا الحداثة ريعان فيه بذلك اشتغلنا الذى الزمان ،وكان اليونانيين علوم
العلم الذى من بالنمط ذلك قابلنا جميع ،ثم أورثوه لما التفطن علينا بسببه مدة الله ما قصر
مدرسته. حديقة فى ثمى وهو يعلمهم ؟ لانه كان أتباع أرسطو هم ()1
lil
حرفَا حرفا، - غيره اسم المشرقيين له عند يكون أن يبعد ولا - اليونانيون المنطق يسميه
ما ،وزاف ما حق ،فحق وجهه شىء ،وطلبنا لكل ما عصى ما تقابل وعلى فوقفنا على
شق كرهنا ، اليونان المشائين من إلى الاعتزاء شديدى بالعلم المشتغلون ولما كان ، زاف
فرقهم أوْلى إذ كانوا ، وتعصثَبنا للمشائين ، إليهم فانحزنا ، ا!مهور ومخالفة العصا
عما ،وأغضينا منه أربهمْ يبلغوا فيه ،ولم ما أرادوه وقصروا لهم" ،وكملنا بالتعصب
، واقفون باطله ،وعلى شاعرون بدخلته ،ونحن ومخرجا له وجهَا فيه ،وجعلنا تخبطوا
بأغطية غطيناه ،وأما الكثير فقد عليه الصبر لم يمكن الذى الشىء فعن بمخالفتهم ف!ن جهرنا
لم ؟ ولو اليونانية الفلسفة إصلاح فى السير بدء سينا كان ابن من أن هذا شك ولا
ن أ بها المسلمون قبل ،ولنهض فى هذا الطريق الفلسفة فى المشرق لسارت بعده على يقض
فيه. وقعوا التأخر الذى فى يقعوا ب!همالها ،ولم الحديث العصر بها أورُبا فى تنهض
فى ،فأعْطى الإسلام الفلاسفة فى شيخ ابن سينا بهذا أن يكون استحق وقد
الإسلام بأنه عرف فلاسفة غيره من ،ويمتاز ابن سينا على الرئيس الشيخ الفلسفة لقب
لا تسلم احيانا الفهم ،دمان كانت سهلة علوم الفلسفة فى صورة من ما حصله يجمع كيف
كبيرة فى موسوعة الشفاء وهو كتاب ذلك فى ما وضعه أشهر ،ومن تدقيق متكلف من
، إلى عصره الطب فى ألف كتاب أعظم ،وهو الطب القانون فى الفلسفة ،ومنه كتاب
الفلسفة ،وقد اعتمد الناس على فى ذاعت مما اكثر الطب ابن سينا فى شهرة وبه ذاعت
من الفلاسفة ما وضعه على وآثروها ، ذلك به من امتازت لما الفلسفة فى سينا ابن كتب
الشفاء كتاب ،فترجموا الحاضرة بدء نهضتها أورُبا فى بها فلاسفة اهتم قبله ،وقد الكتب
فى عليه يعتمدون العهد ذلك فى فلاسفتها ،وكان النهضة هذه أوائل فى اللاتينية اللغة الى
ومفسر مقلد أرسطو بيكون ( )1أن ابن سينا هو روجر ذكر ،حتى أرسطو فلسفة فهم
، أعداء الفلسفة فى عصره عليه فى دينه من الطعن ابن سينا مع هذا من ولم يسلم
له، ،فلم يعبأ بتكفيرهم الجمود وأعداء التجديد اصحاب عليه بالكفر من الحكم ومن
بينهما، بأنه لا خلاف يؤمن لأنه كان ، حياته من يوم آخر إلى والدين للفلسفة وأخلص
بالفارسية يقول فيها: عليه فى دينه برباعية من شعر من كان يطعن وقد رد على
. م 912 i سنة ،ومات م I 2 I i انجليزى ولد سنة فيلسوف هو ()1
143
متبرما كافراَ الدهر أعَذُ فى كنتُ Jذا
حاربها اشى بالفلسفة أخذه لا يتجاوز سينا ابن به قام الذى التجديد أن على
،لأنه الإسلام لها فى قذر الذى الكمال بها حد بلوغه ،ولا يعدو القرن هذا فى الجامدون
النكسة إصلاح النكسة الرجعية الدينية ،ولا فى إصلاح بعد هذا فى له عمل لم يكن
منه انه كان الذى بل ، الاجتماعية الرجعية النكسة إصلاح فى ولا ، السياسية الرجعية
العنصرية الجنسية، أساس هذا القرن على فى الفارسية التى قامت بالوزارة للدول اشتغل
،ولم الخضوع لملوكها كل غير مراعاة لاختيار الرعية ،فخضع القوة من أساس وعلى
هذه فى حكم ،لأنه كان طالب الدين أو السياسة أو الاجتماع فى القيام ب!صلاح يحاول
بالحكم والوظيفة فى يقم ،فمن الإصلاح والوظيفة غير مقصد الحكم ،وطلبُ الدول
***
144
الأندلسى! ابن حزم
الأندلبمى ،ينتهى نسبه الى يزيد بن حزم بن-سعيد بن أحمد على أبو محمد هو
ابن حزم ،وكان يزيد الذى ينتهى إليه نسب الأموى يزيد بن أبى سفيان بن حرب مولى
أبوه وزيرأ م ،وكان 499 هـ= 384 بمدينة قرطبة سنة الفُرْس ،وقد ولد ابن حزم من
فى بيت ابن حزم بعده ،فثأ بن أبى عامر ولابنه المظفر من الده بن عبد مخمد للمنصور
، بعده من مركزه تُعذُه لشغل ثقافة ؤاسغة وتئقيفه بتربيته أبوه ،وعُنى وعلم نباهة وجاه
المذحجى بن الحسن محمد المنطقَ فى شيخه والقلسفة ،وكان الدين والأدب علوم فدرس
الأندلس أهل بهذا أجمعه ابن حزم طبيبأ ،فكأن أديبا شاعرأ ،وكان بابن الكنانى المعروف
من حظه ووفور ، اللسان علم فى توشُعه مع ، معرفة ،وأوسعهم الإسلام قاطبةً لعلوم
الذكاء إليه المنتهى فى أنه كان الذهبى ذكر وقد ، ؤالأخبار والمعرفة بالسير البلاغة والشعر
والاَداب والمنطق والملل والنحل وال!نة والمذاهب العلم بالكتاب ؤسعة الذهن وحدة
وقد ، الكتب وكثرة والثروة والرياسة والسؤدد والحشمة والديانة 2 الصدق مع ، والشعر
فى همة منك :أنا أعظم يومًا فقال الموطا ناظر! شارع أبا الوليد سليمان أن الباجى ذكروا
وأنا أسهر وطلبتُه ، الذهب بمشكاة تسهر عليه معان طلبتَه وأنت لأنك ، العلم طلب
تريد حال رجاء العلم طلبت لأنك ، لا لك كلامٌ عليك :هذا .فقالى له ابن حزم بقنديل
. إل! نفعه دنيا وأخرى لا أرجو طلبتُه ،ولكنى تبديلها بمثل حالى
مالك، مذهب على الأندلس أهل جمهور ،وكان المذهب شافعى ونشأ ابن حزم
،فكان وفقهه الحديث التوسع فى علوم ،وقد أغراه هذا على ذلك فنشا مخالفًا لهم فى
استقر ،حتى والسنة الكتاب من الأحكام باستنباط ،واشتغاله تقليد الشافعى تركه سببا فى
الأندلس، أهل مذهب الظاهر ،فزاد بهذا ش!ذوذا على أهل به الأمر إلى اختيار مذهب
لا وكانوا ، المعروفة الأربعة بتقليد المذأهب أخذوا القرن -قد هدا فى المسدمين جمهور لأن
، الأحكام وأصول الماَخذ ،لتقاربها فى ألى بعض بعضها الانتقال من فى حرجا يرون
الأربعة التى الأصول من ،وهو الظاهر ،لأنه ينكر الأخذ بالقياس أهل مذهب بخلاف
أن يشتغل .بأمور الحكم كما كان الطلب مرحلة من انتهائه قد آثر بحد ابن حزم وكان
ما ،ولكن بافه للمعتمد ،ثم الرحمن بالته عهد للمستظهر ! الوزارة ،فتقلد قبل أبوه من
أفل لجمهؤر المذهب فى الثقافة الواسعة ومخالفته الذكاء الحاد وتلك ذلك عليه من كان
له ،وكان ،والتأليف بالدرس ،فاشتغل بالعلم الاشتغال إلى ،لينقطع بالحكم الاشتغال
أبيه عنا.ه بخط أنه اجتمع الفضل ابنه أبو رافع ذكر ،حتى لغيره توجد اَثار لا تكاد هذا فى
ورقة. من ثمانين ألف قريب ،تث!تمل على أربعمائة مجلد نحو تاَليفه من
الاسلام فى شرائع الجامعة لجمل الخصال الى فهم ( الإيصال كتاب تاَليفه ومن
بعدهم والتابعين ومن الصحابة فيه أقوال ! أورد والاجماع والسنة والحرام والحلال الواجب
أ الاحكام كتاب ومنها ، عليها طائفة لكل والحجة ، الفقه مسائل فى المسلمين أئمة من
الملل فى الفصل ( كتاب ومنها ، الحجج وإيراد التقصى غاية فى ! الأحكام لأصول
مراتب فى الفقه ،وكتاب أبواب ومساثله على الإجماع فى ) وكتاب والأهواء والنحل
للتوراة اليهود والنصارى تبديل ،إظهار ،وكتاب ببعض بعضها وتعلق طلبها وكيفية العلوم
لم يُبق معنى ! وهذا التأويل مما لا يحتمل ذلك من ما بأيديهم تناقض ،وبيان والانجيل
الفقهية، والأثلة العلمية اليه بالألفاظ المنطق والمدخل بحد ( التقريب كتاب اليه ،ومنها
قبله، أحد الممخرقين به طريقة لم بسلكها الظن عنه ولديب و(زالة سوء نيابة فى سلك
أقوال أهل المردية من المخزية والقبائح الفضائح المنجية من " النصائح كتاب وفها
. ) والشغ ، والخوارج ، والمرجئة ، المعتزلة : الأربع الباع
من يَسلَم أحد لا يكاد ، المتقدمين العلماء فى الوقوع كثير كان حزم ابن ولكن
بن الحجاج وسيفُ حزم ابن لسانُ :كان العريف بن فيه أبو العباس قال حتى ، لسانه
على فتمالؤوا ، وقته لفقهاء واستهدف ، القلوب عنه فنفرت ، شقيقين الثقفى يوسف
فتنته، من سلاظينهم وحذروا ع! وشنعوا تضليله على ،وردوا قوله وأجمعوا بغضه
وامتدت ، بلاده عن الملوك وشردته فأقصته ، عنه الدنو اليه والأخذ عن عوامهم ونهوا
ذلك: قال فى وتمزيقا ،وقد كتبما حردا العامة الى أيدى
صدرى فى هو بل ، القرطاس تضمنه لا تحرتجوا الذى تحرقوا القرطاس وان
قبرى أنزِل ويُدفن فى إن وينزل ركاثبى استقفَت حيث معى يسير
وقولوا بعلم كى يرى الناس من يدرى()1 رق وكاغد من إحراق دعونى
ستر لثه من تبغون ما دون فكم بدأة المكاتب فى فعودوا والا
الغروبُ أن مطلعى عيبى ولكن العلوم منيرة جو فى أنا الشمس
. :القرطاس ،والكافد اليضاء نيه ،والصحيفة يكف رتيق :جلد الرق ()1
146
،فتوفى لبْلةَ إلى انتهى أن إلى مكان الى مكان من مشردإً يتنقل ابن حزم يزل ولم
هذا بها فى الثقافة الواسعة التى تثقف تلك إلا أن يقذر لابن حزم منصفا ولا يسع
لذلك الخنوع ومن ، المشهورة الأربعة المذاهب تقليد على الجمود من وتحرره ، القرن
ناحية دينية لم ينكره الا من ،دان كان هوة سحيقة المسلمين فى سيردى الذى التصوف
ما ،ف!ن القرن هذا فى التجديد من ببعض هذا قام فى قد إذا كان ،ولكنه سبق كما صرفة
إليه، حاجة التجديد الذى كان المسلمون فى من ما سبق هذا لا يذكر بجانب تناوله من
التجديد. منه الى اقرب الجمود إلى فائدته ،وجَعله ضيع وجه أنه قد تناوله على على
جامداَ مذهبا المثمهورة آثر عليها الأربعة المذاهب تقليد على الجمود ترك ف!نه حين
الأصول والسنة من إلا الكتاب والسنة ،ولا يأخذ الكتاب نصوص ظواهر عند يقف
،ومن الله تعالى أحكام فى بالرأى القول من لأنه يعده بالقياس الأخذ ،ويرفض الفقهية
،ولا جامدأ ضيقأ مذهبأ يكون ،وبهذا الأحكام هذه فى 1ى بالر القول عنده المنكرات أشد
تقليد دائرة الجمود على من ،د!ان خرج دائرة التجديد هذا القرن فى تقليده فى يدخل
الوقوع فى عليه ص د أثره فيما أخذ المتشدً المذهب ذلك لإيثار ابن حزم وقد كان
بين بالخلاف ،ويخرج هذا المذهب خالف مذهب بكل يضيق العلماء المتقدمين ،فجعله
،إلى المتكلمين بين الخلاف ،وامتاز به على عليه جرى الذى الدينى التسامح الفقهاء من
فيه بينهم يجرى لما بين المسلمين إثارة العداوة من بين المتكلمين الخلاف عليه ما جرى مثل
المسلمينْ كلمة مما فرق هذا ،وما إلى والضلأل بالفسق ،والحكم الدين فى الطعن من
من الظاهرية فى مذهبهم فى وقوع شىء على من يخالف الإنكار فمرة يقول فى
لو اقوال ،وهذه مذاعة بدعة ،الا ومعها ما رأينا سُنة مضاعة :ولكن البئر فى النجاسات
قول منها مصيبة فى التحكم ،إذ كل ضخم سفر التخليط لقام فى بيان ذلك تتبع ما فيها من
أيضأ: الموضوع هذا فى خالفهم فيمن يقول ،ومرة ) 0 إلخ( . . .إلخ والتناقضن والفاد
السخرياء()2 زيادة فى ذلك ،ليكون ذلك تفصيل سألناهم ذلك هـان فرقوا بين كل
العقلاء سؤال من ليس كله :وهذا أيضا فيه خالفهم فيمن يقول ،ومرة والتخليط
،وحمقى الملحدين نوكى سؤال هو المؤمنين ،بل العلماء اعتراضات يشبه ،ولا المسلمين
زادوا فى ذلك تحديد على اقدموا :ف!ن فيه أيضا يقول ،ومرة الجهال المتحيرين الدهريين
. الموضوع هذا فى لابن حزم المحلى - - انظر كتاب ()1
147
لا يحل فسادا ومجهولا كالميتة تركوا قولهم ذلك ،وإن لم يقدموا على والهوس الضلال
ما منها إلى اْقرب الهوس إلى هى أقوال :وهذه فيه أيضا يقول ومرة به فى-الدين القول
بالئه من ،ونعوذ عنه نهى الا!ثرين هذين من شىء فى :وليس فيه اْيضأ يقول ،ومرة يعقل
فيه مع تسامحهم المشهورة الاْربعة المذاهب المسلمين على جمهور أن جمود ولا شك
هذا التسامح، على يقضى الذى الا"سلوب ذلك منها مع تحرر ابن حزم خيرأ من كان
أسوأ أثرأ فى الفروع يكون فيه تفرفا آخر فى العقائد وتباغضهم المسلمين إلى تفرق ويضيف
يخالف هذا أنه فى فتنة ،مع ،ويثير بينهم فتنة إلى فرقة فُرقة إلى ،ويزيدهم التباغض فى
مخطى الحق فيه وجه يُعرف لم فيما المجتهد أن " من 9الفصل كتابه إليه فى ما ذهب
التقيد فيها يظواهر يرى فكان ، الفروع فى كثمأنه الأصول فى ابن حزم شأن وكان
أن شيئأ\ على يدل حس ضرورة اْو أو إجماع إلا بنص ولا يسِّوغ تعداى ذلك َ، النصوص
هذا فى الفروع ويكفى فى ويفسِّق كما فعل يكفر فى ذلك ،وكان ظاهره على فيها ليس
أهل أقوال المردية من والقبائح المخزية الفضائح المنجية من ! النصائح السابق كتابه اسم
إليه المجدد الذى يحتاج أن يكون هذا غاية تجديده لا يصح يكون أن من ولا شك
ابن حزم التى حاول الفروع لا فى ، الجفاء بينهم ،هـازالة أسباب كلمتهم المسلمونْلجمع
التى الأصول ،ولا فى فيما بينهم قبله متسامحين الجفاء فيها ،وكانوا بينهم أسباب أن ينشر
المختلفون فب!ا إخوانا فى يكون الفروع ،حتى فى فيها كالخلاف الخلاف أن يكون يجب
وشيَلة إلى ؟ بل يكون الخصام أسباب من فيها سيأ بيهم الخلاف ؟ ولا يكون الإسلام
*!*
IiA
المعرى أبو العلاء
م ، 739 هـ= المعرى التنويخى ،ولد سنة 363 بن سليمان الله بن عبد هو أحمد
،ولما عمره السنة الثالثة من فى وهو الجدرىَ من ،وكص النعمالق بالشام ببلدة معرة ونشأ
الشام إلى" طرابلس ثم رحل c علماء بلده بعض العربية عن أخذ الطلب سن إلألى وصل
باللاذقية ونزل فاجتاز أهلها()1 اليسار من ذوو وقفها قد كتب خزالْن به!ا بها دار علم وكائت
أوائل منه كلامًا من فسمع ، الأوائل علوم من شيئا يشدو به راهب ،وكان دير الفاروس
نسيجَا وكان ، فيها العلم دور إلى يذهب وأخذ طرابلس اصصتقر فى ثم ، الفلاسفة أقوال
، س بثقافة واسعة ،وتئقف علم"/غزير على ،فحصل - الحافظة وقوة الذكاء والفهم فى وحده
،21 الأدب المادة فى ،غزير العلم من وافر البضاعة أنه كان على- ومَبغضوه محبوه اثفق حتى
غريبها -شوافدها/ومعزفة اللغة وحفظ فى العجائب ،أغجوبه بالنحو ؤالصرف حاذقا
لا3 - ء !ْ . لى -والنثر الشعز فنى فى بزاعَته إلى وهن!ا ،س ودقائفها" وأسرارها
بيته، أهل الثراء مق ذؤى من يكن لم " ،ولكنه ثراء وغنى بيت وكان -أبو العلاء من
بعض بَيد الوقف فى ذلك قومه - ،ومع هذا عورض يثاركه فيه غيره من له ؤقف خفف إنما
فيها- سواجتمع بم م- 01 80 هـ- 99؟ سنة ،فسافر إلى بغداد شاكيا ذلك حلب نواب
من" اكابرها ذكائهْ ،ثم -قصد وفطنته وفرط بفضله شهدا ؤقد والمرتضى الرضى بالشريف
،فلبم يجد أمر وققه 3 إليهَفى اْذاه تطرق من ،مِن كفط أغراضه بلؤغ على الإعانة بِجاههم
أفام بها مثلة ،؟ وقد فبنم يجد علمه ليستزيد" من بغداد إلى وقيلى إنه سافر ، إنصاف! منهم
منزله ولزم -إلى المعرة فأقام بفا،- زجع بهما ،ثم الكتب يتفقد محزائن وسبعة ء؟أشهر ببغداد سنة
تحضُل عن نفس"-تف!رف ل!َ والمئزل ،وكانت! :العمى المحبسين -نفس!رهين ،وحممى لا يفارقه
فى ،والزهد والمأكل ا.لملبوسِ خشن ذلئ! الموجمود ،فاقتضى قدر علىء حاله ،فمشى المق
دينارا ،ص قدَّر جمنها لجن لخدمه ثلاثين مقدار السبنة له فى بحصل الذى وكان ملافي أبدني! ،
وحلاويه ، مطبوخا، إذا أكل العدس أكله قكان لمؤنته ، الآخر النصف وأبقى ، النصف
البرْدى من ،وجصيره الشتاء فى لبَّاد من ،وفرشه القطن من الثياب خشن التين ،ولباسه
؟ 3لأنه كَان تدينا اللحم لا يأكل أنه كان ذكروا وقد ، ذلك ما سوى ،وترك الصيف فى
له، فيه تعذيبا لأن 2 الحَيوانَ ، لأ يذبحوا كى -لا يأكلونه ،وهم المتقدمين الحكماء رأى يرى
- 7 ص- ، " . الحيراق /جميع فئ حطلقا خ!لإيلام يرون لا وهم
أبى -العلاء*لأنها جددت بها دار جملم فى"زمِنَ يكن لم أن طرابلس العديبم ابن ذكر ()1
التاَليف عددأ من وترك ، كثير خلق منه فاستفاد ، الأقدار وأهل والورراء العلماء وكاتبه
ما لزوم ،وديوان الغفران :رسالة النثر والشعر آثاره فى أهم ،ومن علم كل فى ضخما
لم شامل واسح نقد ،وهو القرن هذا مجتمع نقد اَرائه فى أهم يحويان لأنهما ، لا يلزم
النفس وتلك ، الثقافة الواسعة له تلك هياه وقد ، مثله بالإصلاح حُى ممن يتهيأ لغيره
،وتُرك مع عصره اهل من إنصافا لم يلق حين الجحود ذلك لاقاه من الأبية ؟ وما الشريفة
القاسية فى بيته ،وحوله الحياة ويحيا تلك الكفاف ذلك يعيثى على ونبوغه وعلمه فضله
جواد ذلك على ،وهو وغيره مأكل ما يقدمه لهم من يجد ،فلا بلد كل تلاميذه من
لمن أجرا ما يعطيه لا يجد إنه كان فيه ،حتى نشأ الذى الكريم البيت ،وبذلك بطبعه كريم
أربعمائة، سنة منذ مسكنى :ا لزمتتُ ذلك فى قال تاَليفه ،وقد ما يمليه من نسخ يتولى
،فأمليت ذلك غير إلى أن أضطر ،الى الله وتحميده تسبيح أن أتوفر على على واجتهدت
الثه أحسن ، هاشم أبى الله بن عبد بن على أبو الحسن الثميخ نسخها وتولى ، اشياء
على يأخذ ،ولم رمنه فى ؟ لأنه افنى بيضاء ،وأيادى جمة حقوقأ بذلك ،فألزمنى معونته
وفاة وكانت . ! والأرراء الزمن حوادث ويكفيه ، له الجزاء والثه يحسن ؟ ثمنه ما صنع
فيه أحدأ ،فلا يحابى القرن هذا فساد يرى العلاء أن العزلة لأبى تلك هيأت ولقد
انهم ،مع للرعية وأمرائه وظلمهم عصره ملوك استداد من ما كان ،فأنكر منه شيئأ يرجو
النكسة هن وهذه ، فيها وشتبدوا لا ليظلموها ، بمصالحها لها ليقوموا إلا أجراء ليسوا
: أبو العلاء ،وفيها يقول وشقائبم بلاء المسلمين سبب ،وهى الحكم فى الرجية
امراؤها صلاحها بغير أمرت أمةَ أعاشر فكم ، المقام مُل
امرائها ذلك بهذا الحال ،قبل أن ينكر على الأمة رضاها هذا ينكر على فى وهو
اللوامع البزاة خطف اذا خطفوا شرهم الناس يُمسون أمراءَ أرى
المطامع أخسْ فى يحابى وطاغ فموفق حاكم مصر كل وفى
الهوامع لم يلتن بالفيوث صفا وجوههم قومٌ كأن ومِن حوله
015
ولقول:
خادم للقوم لنا وأميرُ القوم الأمورَ تكشفصت تَبَينا اذا ما
: وبقول
: ويقول
لَة أدط يسجدوا رعيةً يريد ملك رفيُ البرية شر ومِن
: وبفول
انصرفْ ثم مثلكَ جاء فكم لا تظلمن المصر أيا والى
: ويقول
الحقً عن ما قالوا العدولُ حقيقةُ دانما العدولُ المصر فى يقولون
: ويقول
فى الحكم ،فقال فى ذلك: الملكية إلى أن أنكر حق وبلغ الأمر بأبى العلاء فى ذلك
الملكا خلق الا للذى مُلْكَ ولا بالملوك سفاهه رجاذ تسمت
: وقال
النكسة الرجعية الدينية، ما كان من نظراته الاصلاحية تناول أبو العلاء فى وكذلك
سائر الدين من اليهم رجال ؟ ثم أضاف المتصوفة منهم المسلمين ولا سيما فنقد علماء
،وقد قبله وبعده ممن نظر فى التجديد والإصلاح أوسع نظرته فى ذلك الأديان ،فكانت
قال فى ذلك:
المبحا أيد تحمل فلا تغرنك ولا نسك عندهُم دين ولش و
سُبُحا()2 الخنا وباتوا فى يسئحون غدوا بيضئا مفارقهم شيوخ وكم
151
: وقال
الصوامع أهل الرهبان يقينَا ولا زاهد الأرض 0 عالم ما فى لعمرك
: وقال
وقال فى الصوفية:
قُلبا ما باللفظ فأتى صفوية ناسبكم صَفْوِ قال كنتمُ أهلَ لو
فى حلبا()1 العيش وتارة يجلبون اَونة فى بدليس لإبليس جند
مُرًاق اللفظ فقهاء عن فَعَد فنتبعه موجود لا نسك وَالنسك
: وقال
حّمٌ والزُّمَر()2 من به أغانى أِغانىْ الغَواة لهم الكتاب صار
وطوّلها ءزانَ معناها بخطبة م! داع /قام .فى لا يخدعنَك
تقؤَلها ناس -على مقاله مِن ذى حيل سوى فما العظالفُ دان راعحق
-أدباء المين إلا معشر إلى ا موطن كل الأقؤام فى وما أدًب
- - !َ ، أ - : -الشعر،ء لأفى وقال
المساواة إلى يدعو ،فكان الاجتماعية النكسة العلأء في شأن+أبى كان وكذلك
و : يقول هذا وفى في"، مغايهاَ بأوسع الناس بين الاجتماعية
. ابقراَن /من سورتان 11 وانزبر وحم القرآن : ) الكتاب 2 ( . :بلدان وحلب بدليس ()1
5!W
: هذا يقول ،وفى سواء مثتركا بين الناس على المال أن يكون يجب أنه وكان يرى
الأمر مشتركا خلْتُ البسيطة من قدرُ أنملة أو!لغيرى لى لو كان
أمير مدؤَج فقير معرى أو وتحخه الشتاء لقد جاءنا هذا
مدح الزهد ،لىالى أن يقع فيما وقع فيه الصوفية من عيشة إيثار وقد دعاه هذا إلى
،ومما قاله فى ترضيهم القناعة ا!ى على ،ولحملهم الفقراء آلامهم على ،ليخفف الفقر
السزف به- مأمون افئقارك إن تبذره مِن مال أحمد والفقر
" ؟ ،فيقول الرزق طلب فى ذم السعى فى فسلكهم الى أن يسلك س دعاه ذلك بل
وا-لمل()1 الالرف فوق والرمح بالسيف مجتهدا الفتى لابتغاء الرزق يسعىَ
كمل ومَن نَقص المقاديرُ من به أقام لؤافاه الذى -سفحط ولو
غير مموّلط()2 2 فعاد الحريصُ وسعى بجَدِّهْ المقيمُ المال أحرز كم
%لا بعد المال لا تكون فى +3الاشتراكية لأ ، إصلاحه ما -حاول ابو العلاء بذلك فأفسد
جميفأ -وهم الشتاء عنينهم فيحل ، فقراء كلهم " الناس المال عاش ،ف!ذاكا!م يُجفع جمعه
مع تتهض أن الأمة يمكن لأن ، وكساة عراة وفيهمَ عليهم يحل أن من أسوأ ،وهذا عراة
فيها غنَى! يكن الفقر ؤلم إذا عمها ،وَلا يمكن !أن تنهض والفقر القتى وجود
!َ - ا - : فمَال عاد ثم ء ظلمهم والأمراء االلوك ؟على أنكر كما وهذا
-+ السانى الماطر "مثل للارض فالملكُ " بطاعتها ولاسرها الملوك واخش
)- أو -بفرساق برَجل حموك وكم به يعاش نفع فلفم إنْ يظنموا
- ء -ا - غشَان فاْرسق أو أربا! اربابُ ومظلمةِ مِن جورِ قبل خلثْ- وهل -
-ء- !- -- وَ - 7 س : قال ثم
--03ا 3 لمْلأ - أظلم ضعفنا على ثنحن ك الملو أعاذلُ إنْ ظلمتْنا ا
/فنَْ -فيه صوخْ!ف -هذإ .لضعف يكوق - ،وفد 4 شيأتى كما عليه مما حُفِل هذا يكون وقذ لاْ
ص " "-.ص،- 6+ ْ: ص بها أخذ!ْ فى قالهْ ومما ا ، بالتقية يأخذ اكان ولهدا َ، له أذافم
، / !-ا-كا . جمخرّر -.7فألْت تفغل "وإن ْ-شطرأ "قعنثرأْ-- دينك بكنه لا/تخبرن!"
--ص -- كامنأ ويقررء--- يُظبهر والنطق أهله يكفى الصمت ف!ن واصمت
ا " " . - 4 ر 3 ! . الكريم الفرس :ا الطرف ) (1
!بم "ت 1 4 - س - -- " -4 0 الحظ : الجد ()2
و 153
حاله أثرها فى نجاته من ولزهده وضعف محبسيه منه ولكونه رهين التقية لهذه وكان
،كما حصل ويقبل شفاعته يقدره ويعظمه الملوك والأمراء ،بل كان بعضهم أولئك أذى
فسار المعرة على أهل ،وكان قد غضب حلب بن مرداس صاحب من أسد الدولة صالح
،فخرج عنده لهم العلاء ليشفع أبى أهلها الى ،ففزع رجلا أعيانها شعين من إليها واعتقل
قصيرأ يقوده رجل، فرأى شيخأ صالح ويده فى يد قائده ،وأبصره المدينة أبواب أحد من
الأمير- : قال ثم ، عليه سلم يديه بين مثل فلما . به جيئونى ، العلاء أبو هذا : فقال
مَتنُه لان ، القاطع إبراده ،أو كالسيف وطإب وسطُه قاظ كالنهار الماتع ؟ الله بقاء؟ - أطال
لاَ ! : صالح فقال ()1 أ الجَاهِلِينَ عَنِ نجُذ العفوَ وَأمُر بِانعُرف وَأغرِض أ حَذاه وخشن
: يقول أبو العلاء وهو ،فرجع وأهلها لكَالمعرة ( )2قد وهبت " اليَومَ عَلَيكُمُ تَثْرِيبَ
مُغضلِ داء يعافى كل رب من براثن صالح المعرةَ نَجى
تفضسل جناح ألحفهم اللّه بعوضة فيها جناح لى ما كان
فى التغالى على هذا من كان يطعن عليهم من رجال الدين ونحوهم وقد حمل
هذا لسانه تثبت إلحاده ورندقته ،ولم يتورع عن أشعار على أمره ،إلى أن استباحوا وضع
إلى يصلوا لم ولكنهم ، دمه استباحة على والأمراء الملوك ليحملوا ، تلامذته بعض
العلاء بأبى أنه اجتمع المنازى الشاعر حدث .وقد الملوك والأمراء هؤلاء منه عند غرضهم
وأساءوا على فكذبوا قومى :حسدنى فقال ؟ ويحكى عنك يروى الذى :ما هذا له فقال
: فقال ؟ الدنيا والآخرة لهم تركتَ وقد ماذا حسدوك على : المنارى له فقال . إلى
اللحم؟ أكل من لمَ تمتنع : له قال ثم ، والله إى : فقال ! ؟ الشيخ ايها ؤالاَخرة
إنه تقول بل ، لعمرى لا : له فقال ، للحيوان رحمه : فقال . . . ؟ يثله من ولِمَ تلوم
فما ، ويتعوضون اللحمان به عن ويتجرون ، ما يثلون يجدون ،إنهم الناس شره من
الناس والبهائم والطير، لا غذاء لها غير اللحوم من تقول فى السباع والجوارح التى خلقت
ذاك من لم يخلص به ،حتى به عنها ولا تتجزى تعتاض ،ولا طعام ودمائها وعظامها
ولا ، منه بخلقه بأراف أنت فما نحن نقوله لها الذى الخالق كان ،ف!ن الأرض حشرات
بأحذق -فما أنت مذهبك الطبائع المحدثة لذاك -على منه فى تدبيره ،دهان كانت أحكم
وعقلك وعملك رأيك ،ويكون تعطلها ،حتى عملاَ ،ولا أحكم صنعه ،ولا أتقن منها
.قال المنارى :فأمسك. عندها محسوس غير إيجادها()3 من ،وأنت منها وأرجح أوفى
. 29 :آية يوسف ()2 . 114 :آية لأعرا ف ا ) 1 (
lof
وأساءوا على فكذبوا قومى 9حسدنى العلاء أبى قول الحكاية هذه من يهمنا لمانما
إليه ما نسبه ،حتى إلحاده ورندقته ونثر يثبت شعر إليه من ما ينسب به كل ! لنرفض إلى
،دان كان هذا هو بالحيوان اللحم رحمة كل أنه امتنع عن هذه الحكاية ،من المنازى فى
يمتنع عن أنه كان أرى دانى ، أيضا أعداؤه عل! مما اختلقه هذا يكون ،فقد عنه الشائع
به صرح الذى ،وهذا هو هذا شرغا فى بالحيوان ،ولا شىء اللحم زهداَ لا رحمة كل
الناس به ،وقد جاء هذا فى رثائه له، أعرف من ،وهو بن همام على تلميذه أبو الحسن
: فقال
دما جفنى من اليويمِ أرقت فلقد زهادة تُرِقِ الدماء لم إنْ كنتَ
مدحه، ومن العلاء أَبا ذم مَن اعتبرت ( :نى له رسالة فى العديم ابن قال وقد
لقيه هو المادح له. من كل ،ووجدتُ من ذمه لم يره ولا صحبه كل فوجدتُ
إثبات الولاية والكرامة له ،،ومما لأبى العلاء إلى حد يتعصب من الناس ومن
فارشا ليقتله، خمسين لإحضاره ،فجهز ان ح!ئاده أغروا به وزير حلب فى ذلك يحكون
:إن ،فقال لذلك وتألموا اليه بنو عمه له بالمعرة ،فاجتمع مجلسِ أبو العلاء فى فأنزلهم
فارسا الخمسين على المجلس فوقع ، الله تعالى ودعا قام فصلى ثم ، ربا يمنعنى لى
يتعصب الحد ، ،من له إلى ذلك يتعصب بين من وسطا العلاء كان أَبا والحق أن
المؤاخذات فى من ما سبق ،على مجددا إلا مصلخا عليه إلى رميه بالإلحاد ،فلم يكن
أمره علىْ العامة ،فشؤهوا الجمود عليهم كانوا قد غلب عصره أهل عليه ،ولكن ذلك
رجعيتهم فى إلى اَخر الشوط لشيروا ، لهم ذلك العامة قى وانقادت ، وأشباههم
وجمودهم.
عليه أيضا ،ومنها نهيه فى غير تؤخذ غير ما سبق جمود وكان فى أبى العلاء نواحى
فى غير عنهن الحج الكتابة والقراءة ،ومنها إسقاطه الن!ماء تعليم لزومياته عن من موضع
من الى منعهن يىّكهـ) ،وقد سبقته عاثشة مكة فى عصره أهل لزومياته لسوء حال من موضع
كتابى- فى جاء ،كما هذا عليها ابن حزم الزينة ،فرد من أحدثنه لما المساجد فى الصلاة
فوائده يُحرمن ،حتى الفساد لذلك أيضا الحج أبو العلاء يمنعهن فجاء - الاجتهاد ميدان فى
ذلك، بسبب تدهورن مما كثر ،ليتدهورن المساجد فى فوائد الصلاة حُرمن كما الاجتماعية
،ويأمر المساجد فى الصلاة النساء من منع عاثث!ة فى رأى مثل أبو العلاء يرى وكان
اليه ،وهذا هو يخرجن مما ونحو" لذلك خروجهن الصلاة فيها ،وينهى عن عن بحخبهن
155
.03- "-َ+ )َ-: اص!-نرلك يه - لإمم! -- . .
.كل- -خ إلىلا.يديفا اقوإإ! بى وأصا! 4 ،- ترمى إ!مرطتد جاءبت ولكى ص -ر * كل . لم
-ْ- : بمحْمدَيَها المقدير- الثه لاولا. -ص أتته محمدلا-في!ط ،ولهس
فىص !
! - َْ1 3 صسحد!هل أنضلَ إفبت! نبهنن -، .خود!---- الصلو،ت 3 با +ر!ا-مت 4 إذا ا دلم
- --ص ! ! : ، - رز 3-- " / ،- -- 1 ، !! . 3 ---- لىيضا--ة وقال
لم/ لت،ل! خ! 63 --لهـا ررخبم ابن مع ، ث .مودمه/ احمره إلا!-.لسن !-23ح --،-ص-
ْ- -./ ور- يه!لملفسم 5،- !!ئئْمع افَئَ نالمانه ،/--إ- ل! طوأشيم ل!ها صنجيو فذلك
ته 3فىلا!-زوْميا عذم .كثك بل * ،- !ا!ننالمين د!ا& العلاعا نجئ -عذاهجملئئً 1 أبع . تشد! يد كقتصر ..--ولم
ار
حياة 3 من 4 ضه ص به أخذَ- بما! هذاْخأثر قئ و!ى ب جمفافمهم بهفقحالهلافى !وان!*لالن!لوى اجتماع
- ! -- ء * 1 0 2 لى - ؟ م! 73 بر - + ! ! -هـ! - -ث - !3 .ت ،ء - ت -- - - -ا - -ا. ، س !أ. 1 لم 3 كا هـ-ء -ءكا-ص ى . الزهل!
- . - - "- -؟ . -3 - ، " ؟ - .- - -.ة !. َ- --د-لا ط!-ي ) م!* . *- -كا 6 !----ء !.- حت3 َ، -- --ءص، -- ،ت -.---
، -- -/ ا - -ص-ا - ا - 3 س! س*ت ، ع 3- -!- - هـ-ء-----.- * ، ا عَ- ر"ث ث -لم-. لم ! )- . ءَ . - أ-
- - ، ا - - ر س - .ا - ت ! - /- !. ب -ير هـ- ) !ط ، . ت .. ء " - 3 -ا ء - !لم!ً- ح ص اء هـ! ط - 7 - .. َ: +- ، ء -كا- - . - ! لأ - - ، -
*-،لم ،.لإ-ا/ء ! بر ص/- ء9-- ص . - ر! *-ت - هـلملا- -ط ا زر --. ا دكا-يمغ !- رر ب -.-3 ص ! "-ع-ء!"/- ا د".-أ .-/؟س* ) -،-".ا د.
! !.- !ء-ء ً. 2 -ص ر.--طَ الم 6 كا-- هـخ+. !-ثإ-. جم!. ص .،،:ء--- أ هـ-. .3ى بى-- ت ص-ء، . -جتسس؟
--ر!، !،-
-ط!
حيح
َ-كأا
ا-صه! دَس
6ة أر
القرن السادس المجددون فى
هذا ابتدأ م ،وقد إلى سنة 3012 م سنة 7011 من الهجرى يمتد القرن السادس
والدول ، القرن السابق أواخر بلاده فى من ما ضاع بضياع جريح القرن والاسلام
اعلى منقسمون ،لا"ن ملوكها والمسلمين الإسلام أصاب الذى بهذا الجرح لا تشعر الإسلامية
رعيته ودينه، يهمه مصلحة مما اكثر نفسه وملكه منهم يهمه مصلحة واحد اْنفسهم ،وكل
ناشئة دول ،وبين منها خير ،فلا يرجى الأخير نفسها منتهية تلفظ بين دول هذا فى وهى
دين أو غيره . آخر من تثبيت ملكها ،ولا تلتفت إلى شىء شىء يهمها قبل كل
انفصلت ،بل السابق كالقرن واحدة دولة القرن هذا فى لم تكن السلجوقية فالدولة
فى الدولة هذه أخذت بالمَوْصل ،وقد زنكى الدين ،ك!رمارة عماد هنا وهناك منها الإمارات
، م ا "141 هـ- 095 سنة انقرضت أن ،إلى عنها الإمارات هذه انفصال بعد الضعف
ملكها وك ان , بغداد فى السلجوقية الدولة مقام تقوم أن الخوارزمية الدولة وأرادت
عليها، بغداد ليستولى وما وراء النهر ،فقصد بخراسان سلطانه شاه قد عظم خوارزم
عهد فى . عليه كانت ما إلى ببغداد ص!اعادِة دارها ا-لسلطنة يطلب الناصر إلى وأرسل
حظ من وكان ، بلا /جواب خوارزم الدار وردَّ رسول هذه الناصر فهدم ، السلجوقيين
عنها، بلاده -لبعده فى وطمعوا قَد تألبوا عليه الترك أمم أن شاه خوارزم بلغ أن الناصر
بلاده . من العباسيين خطبة بغداد ،وقطع الاستيلاء على عن الى بلاده وانصرف فرجع
م، ( I AY =A- O 78 سنة هذا ص ،وكان الغزنموية أيضا! الدولة القرن ا هذإ فى وانتهت
ثم ، م 1152 هـ- 547 سنة قبىَية ابتدت دولة وكانت ؟ الغورية الدولة مكانها فقامت
تبلغه ،دولة اببلاد ما لم هذه في فتوح!اتها وبلغت ، بلاد الهند فى بفتوحاتها ملكها اتسع
قبلها. إسلامية
هـ- 552 سنة انتهاؤها وكان ، بالمغرب المرايطين دولة القرد! ص ا هذا فى انتهت! 0 وبهذلك
بولة لها ،أيضِا ويقال ، الموحدين دولة والأندلس المغرب فى فخلفتها ، م ا ! صه 7
157
هـ= بن تومَرت الملقب بالمهدى سنة 514 الدولة التى أنشأها محمد بنى عبد المؤمن ،وهى
بالمشرق ، الفلسفة بالمغرب بعد أن حوربت علوم دولة قوية أحيت م ،وكانت 0112
الحفبد وغيره من ،مثل ابن رشد المشرق أن ينجبه فى عهدها الفلاسفة ما عجز من وأنجبت
بن عبد المؤمن ،وكان فى دولة الموحدين يوسف ملوكها أبو يعقوب أشهر فلاسفتها ،ومن
انتهاؤها سنة ( 5 67هـ= ،وكان فى هذا القرن دولة الفاطميين بمصر اتهت وكذلك
أخذ فى الصليبيون بالشام قد طمعوا الدين الأيوبى ،وكان يد صلاح م ) على 1171
الدين بن عماد نور الدين محمود ملوكها إلى السلطان آخر العاضد منها ،فأرسل مصر
أبيه ،وأخذ من كثر ملكه ،واتع موته اباه بعد قد خلف ،وكان به عليهم يستنجد زنكى
الدين أسد العاضد الى فأرسل ، عليهم الخنناق ويضيِّق ، ويغزوهم الصليبيين يناوىء
الدين يوسف ابن أخيه صلاح معه عدة أمراء يهم ،وأرسل عساكره من فى عسكر شيركوه
هذا بأن على ع!نها ،فكافأه العاضد الصلييون رحل مصر شيركوه ،فلما قارب ابن أيوب
الناصر، الملك ولفبه الوزارة مكانه الدين صلاح ابن أخيه ولى وزيراً له ،ولما مات جعله
ن أ الدين إلى صلاح نور الدين محمود م ) أرسل 1171 هـ= ( 567 سنة فلما كانت
،وكانت بهذا أمر الدولة الفاطمية ،فانتهى للعباسيين ويخطب بمصر الفاطم!ن خطبة يقطع
الحروب من صفحة به ،وزالت الدولة العباسية السنة فى أهل ب!زاء معسكر للشيعة معسكرًا
بين أصحاب العداء الدينى الأمر على المذهبية ،واقتصر الخلافات بسبب الإسلام الدينية فى
المذاهب. هذه
فى الباطن لإنشاء يعمل الدين بمصر مُظهرأ الطاعة لنور الدين ،وهو صلاح ومكث
م ،وكذلك 1172 هـ= 568 سنة الغرب طرابلس على ،ثم استولى دولة له بمصر
ن أ الدين نور يلبث ،ولم بلاد اليمن ) وعلى بلاد أفريقية ( تونس من كثير على استولى
حِمص على فاستولى الدين إلى دمشق صلاح ،فسار م 1173 هـ= 956 سنة مات
بهذا الدولة ،فقامت مملكة نور الدين داخلة فى البلاد التى كانت من وغيرهما وحماة
من عنصر الكرد ،وهم الدين اول ملوكها من صلاح الدولة ،وكان هذه الأيوبية مكان
السياسة الإسلامية بالدولة الأيوبية ،وقد اخذ مسرح تظهر على العناصر المسلمة التى بدات
الدولة له هذه بعد أن صارت الشام الصليبيين من عاتقه (خراج الدين على صلاح
ملوك بعض الحروب هذه فى اشترك كثيرة ،وقد بينه وبينهم حروب ،فقامت الواسعة
موضع ،وجعله له ذكرأ حسنا البطولة فا خلد ضروب الدين من صلاح أوربا ،فأبدى
،وافتتاحه بيت بانتصاره عيهم الحروب هذه انتهت الصليبعِن والمسلمين ،وقد إعجاب
158
ما الإسلام ،واسترذَ المسلمون بعض بهذا جرح فالتأم م ، 1187 هـ- المقدس سنة 583
مكانتهم العلمية ،بسبب هذا القرن يفقدون فى المشرق أخذوا المسلمين فى ولكن
السابق، القرن فى الغزالى عليها حملها التى بالحملة وتأثرهم الفلسفية للعلوم معاداتهم
،لأنهما كانا يتقربان للعامة الدين صلاح ودولة الدين نور دولة فى عليها حملة أشد وكانت
معروفون ،وهم الفقهاء والأشعرية الدين من لرجال قوى سلطان دوليهما فى وكان
،كما القرن هذا فى بالفلمفة يشتغل من دم كل ،فاستباحوا الفلسفة لعلوم الشديد بعدائهم
،وأغروا به الدين السهرؤردى بضهاب المعروف بن حبش استباحوا دم أبى الفتح يحيى
والده بأنه يعتقد أخبر ،ثم حلب قلحة فى ،فحبسه الدين صلاح السلطان بن الملك الظاهر
العلماء ب!باحة دمه. أن أفتى ،فأمره بقتله بعد الفلاسفة مذهب
فى عهد الفلسفة ،وذلك علوم نصرة المشرق فى هذا القرن محل المغرب فى فحل
هذا غير ،الى برقة إلى المحيط البحر ،من بلاد المغرب لها جميع التى دان الموحًدين دولة
هذه بن عبد المؤمن كان فى يوسف يعقوب أبا أن الملك سبق ،وقد الأندلس جزيرة من
الأدب علوم القرآن الكريم ،ويعرت يحفظ ،وكان بنى العباس المأمون من الدولة مثل
كتب من ،وجمع بعلم الطب ذلك ،وبدأ من الحكمة إلى علوم ،ثم طمح والحديث
مثل الفلاسفة فيه من ،وظهر عهده الفلسفة فى علوم الحكمة شيئا كثيرأ ،فاردهرت
ابنه أبو يوسف بعده ،فقام بالملك م 1162 هـ= 558 سنة تُوُفى ،وقد وغيره ابن رُشد
ن أ الفقهاء الفقه ،ونهى فروع أن أمر برفض إصلاحاته من ،فكان بالمنصور الملفب يعقوب
المتقدمين، المجتهدين أحداً من يقلدوا أن عليهم النبوية ،وحرتم وال!نة يُعنوا إلا بالكتاب
الظاهرية نال مذهب لغيرهنم ،وقد تقليد غبر من اليه اجتهادهم بما يؤدى أحكامهم تكون بل
عند إليه الفلسفة فى عهدهم بيان مقدار ما وصلت التقدير في هذه الدولة ،وسيأتى كثيرأ من
لها ،وكان الإسلامية إليه الفلسفة ما وصلت أرقى فلسفته ،وكانت ابن رُشد على الكلام
تقدير الفلسفة فى دولة الموحدين الفلسفة فى أوربا ،ولكن غيرها فى نهضة من كثر الفضل
بن عبد المؤمن. من قدرها بعد يوسف ملوكها من العهد ،لأنه لم يوجد كان قصير
بها ،لأن الرجعية التى أصيوا النكسات فى هذا القرن أشد التصوف نك!ة وكانت
السابق، القرن من أكثر الصوفية فيه الخانقاهات ،فانتشرت القرن هذا فى استفحل شأنه
للتبرك السابقين الصوفية قبور ،ويزورون والنذور بالزيارات أصحابها يقصدون الناص وصار
قطبين من أقطابه الأربعة فى هذا القرن ظهور التصوف شأن استفحال على ومما ساعد
915
الْجيلى العلوى ،وهما الشيخ عبد القادر بن موسى الذين افتق المسلمون بهم بعد ظهورهم
المتوفى الرفاعى الحسين أبى بن أحمد ،والشيخ م 1 5 هـ= 561 المتوفى سنة الطالبى
بنى رفاعة. عربية تسمى قبيلة إلى م ،وينسب 1174 هـ! 057 سنة
أتاه عهده هذا القرن أن الملك العباسى فى شأنه فى عظمة فأما الجيلى فقد بلغ من
منها ،ولا يخرج معه أحداَ أن يدخلها ولا يمكن خلوته به ليلاً ،وَكان يدخل يريد الاجتماع
قطُّ لأحد لا يقوم ،وكان هذا"الوقت به إلى له الاجتماع يتيسر ،فلم الفجر طلوع إلا عند
الجلوس يرى ،لا"نه كان سلطان ولا ورير بباب قط يلمَّ ،ولم الدولة وأعيان العظماء من
أو وزير للفق!ير ،ف!ذا جاءه ملك المعجلة الحقوبات داناهم من بسماط الملوك ومن على
من هذا فأين ، الفقراء أعين فى - ،إعزاراَ للطريق له لا يقوم حتى . يخرج الدار ثم يدخل
. الإنكار عليهم ؟ خوفأ من كانوا يتسترون بتصوفهم الصوفية حين حال
إلا ركبه، هولأ يترك ،ولم الشديدة بدء أمره بالمجاهدات فى نفسه ا!ي!لى أخذ وقد
، وغيره الشوك حافيأ فى خُريقة ،ويمشى رأسه على ،ويضع صوت جبة يلبس وك!انكا
الحال طرقه الخس! ،ولم يزل عالى هذا حتى وقمامة البقل وورق الشوك ويق!تات بخرنوب
إلى البيمارستان ،ودنا حمل ،حتى والجنون ،ويتظاهر بالخرس وجهه يهيم على وأخذ
ثلاثة عشر الإسلام يعرف الأمور التى تأباها سماحهْ هذه الموت +؟ ولكنه كان مع من
رسأ 3 و ، الحديث من ،ودرسأ التفسير من درسأ مدوسته فى عليه يقرؤون ،وكانوأ علضا
وعلوم التفسير الن!هار طرفى عليه يقرؤون وكانوا ، الخلاف من ودوسا ، المذهب من
يقرأ القرآن بالقراءات بعد الظهر" ،وكان و!لنحو والأصول والخلاف وابذهب الحديث
دعاوى التغالى فى لم يمنعه من هذا ،ولكن وابن حنبل الشافعى مذهب على ويفتى
يأخذ من رمنه فى يكن فلم ، الحلاج الحسين عثر لم : يفولهْفيها ،ومما كان الصوفية
إلى يوم القيامة ،آخذ ومحبى ومريدى اْصحابى عثر مركوبه من من بيده ،وأنا لكل
الحلاج على ينكر " فلم إلخ إلخ . . . منصوب ورعحى ، مسرج ،يا هذاَفرصى ييده
والاتحاد وليحدة الحلول دعوى رهى ، بها بالجهر عثرته عليه ! ،انما أخذ سبق فيما دعواه
الدعاوى تلك له مثل ،وكان الناس المنزلة عند هذه -ففد بلغ أيضًا مثل وأما الرفاصى
الله من القرب محل بلغ الأحوال من إزا تمكن العبد ! إن : قوله ذلك ومن ، السابقة
برجله ، - كالخلخا-ل الأرضونه وصارت ، السبع للسماوات خارقة همته وصارت ، تعالى
يرضئ الحق تعالى ،وصار شىء ،لا يعجزه الحق جلَّ وعلا صفات صفةً من وصار
: المقامات أعلى إلى يصل المريد الذى أيضَا قوله .فى ، !-ومنها لسخطه ،-ويسخط لرضاه
016
فى غرق عميق ،لأنه بحر الخلائق عقول لا يسعه بكلام الله تعالى عن يتكلم . .وهناك (
. " غيرهم عن ،فضلاً العلماء والصلحاء من به ايمان جماعة ،وذهب كثير خلق ساحله
: يطيرها عنه ،ولقول لا يطيرها ،ولا يدع أحد بعوضة جسمه على جلس إذا وكان
؟ لقيه بالسلام من كل لها " وجمان يبتدىء تعالى الحق قسمه الدم الذى من تشرب ة دعوها
ذلك، له فى ،فقيل صباحا :أنعم له يقول خنزيرا لىاذا رأى واْلأنعام ، الكلاب حتى
أفعاله وأقواله. من هذا غير ! إلى الجميل نفسى :أ أعود فقال
،وقد أصحابه على الإنكار الناس تهيب القرن هذا المبلغ فى هذا التصوف ولما بلغ
الإنكار تهيمب فى لها أثرها فكان ، عليهم الإنكار تجرأ على عمن كثيرة حكايات حكوا
،ولو بلغ فى مخالفة الثمرع ما منهم ما يصدر كل عن التغاضى الناس ،وفى عليهم من
أذِكياء مائة فقيه من الاَفاق اجتمع فى الجيلى اشتهر لما أنه ذلك فى حكاياثهم فمن ، بلغ
فيها، ليمتحنه مسائل منهم واحد كل جمع ،وقد العلم فى إليه ليمتحنوه ،وذهبوا بغداد
على نور ،فمرت بارقة من صدره من الجيلى ،فظهرت أطرق فلما استقر بهم المجلس
،ومزقوا واحدة صيحة وصاحوا ،فبهتوا واضطربوا قلوبهم ما فى فمحت صدورهم
عما كان عندهم، فأجاب الكرسى الجيلى على ،ثم صعد أجسامهم ثيابهم ،وكشفوا
إلى الرفاعى كتابا أن الشيخ إبراهيم البستى كتب فى ذلك حكاياتهم .ومن فاعترفوا بفضله
الخ . . . والنساء الرجال ب!ن جمع يا من ، مبتدع اى ، دجال أىْ ، أعور أىْ : فيه جاء
أنشد: ثم ، خيرا الله عنى جزاه ، قال فيما صدق : قال قرأه فلما ، الخ
مريب غير اللّه عند إذا كنتُ بريبة زمانى أبالى من فلستُ
أين يعرفوا ،فلم وجهه على المغنى ،فلما قرأه هام هذا فى جوابا الشتى إلى وكتب
فى دفع من أحوالهم لا يمد بما الصوفية المسلمين فى هذا القرن أولئك شغل وهكذا
أمر الدنيا ،ليهيئوا لأعدائهم إهمال اليه من ما يدّعونهم إلى ،فانصرفوا بهم المحدق الخطر
الغفلة التى ضربها تلك فى بلادهم على الا!تلاء أمر ،وشمهِّلوا لهم الاستئلار بها دونهم
ذلك القرن لخطر هذا المسلمين فى من هذا لم يتنبه أحد ،ومع عيهم التصوت ذلك
أبا الفرج الدين إلا جمال اللهم ، بينهم الرواج ذلك أمره راج أن بعد ، التصوف
التصوف على الإنكار فى ، إبليس تلبش! ( كتابه القرن هذا فى الف فقد ، الجوزى
اندفاعهم فى عن المسلمين واد ،فلم تصرف فى صرنجة كأنها ،ولكنها كانت وأصحابه
الإسلام صار ،حتى أيما التباس بالاسلام التبس قد الغزالى بعد التصوت التيه ،لأن ذلك
فلما ، العقيدة أشعرى الغزالى كان وقد ، مدنى دين أصله أنه فى مع ، به دينَا صوفئا
161
) الاسلام فى -المجددون ( 11
نظرة الغزالى المسلمين ،نظروا إلى التصوف بها جمهور وأخذ عقيدة الأشعرى انتصرت
يعادون الغالب كانوا فى الحنابلة ؟ لأنهم من وكيره الجوزى الفرج لأبى يسمعوا اليه ،ولم
من أهل السنة. السلف فى العقائد بمذهب ،ويأخذون الأشعرى مذهب
نفس الصليبية الحروب الغربية من به شعوبها ما قامت ف!ن القرن هذا أما أوربا فى
بعض تسترد أن فأمكنها ، عنها المسلمين لأنه شغل ؟ فيها الشرقية الروم دولة عن شيئا
قوية دول القرن هذا فى وكان ، منها المسلمون البلاد التى أخذها بعض ،وتستعيد قوتها
الصليبيين من الشام بفتح الديق وانجلترا ،فلما قام صلاح وفرنسا جرمانيا بأوربا الغربية فى
بينهم وبينه حروب لحربه ،فوقعت الدول هذه ملوك سار المقدس بيت على والاشيلاء
الراسخ، كالطود لهم ثبت الدين صلاح ،ولكن والهزيمة فيها النصر تبادلوا ، بالشام شديدة
بالثمام للملمين بقاياهم ويتركوا ، بلادهم إلى ويعودوا يصالحوه أن اضطرهم أن إلى.لا
الكنيسة فى أوربا ،لمادكان رجال بتأثير قامت أن هذه الحروب ،وقد سبق عيهم يقضون
الاستعمارية التى شنوها الحروب هذه فى أوقعوهم ،وقد شعوبها السيطرة على لهم من
ثانئا. عيهم فار المسلمون ثم أو،، المسلمين ،ففاروا فيها على الدين باسم المسلمين على
كانت ،ولكنها السابق القرن منها فى أحسن القرن هذا أوربا العلمية فى حال وكانت
أوربا أمم لاتصال هذا فى الفضل وكان ، الاسلامية العلمية الحركة وراء تسير لا تزال
الثانى ملك روجر من ما حصل هذا ،ومن الصليبية وغيرها الحروب بالمسلمين فى
منه، علماء المسلمين وفلاسقهم الأول فى تقريب روجر أبيه طريق ؟ ف!نه سار على صقلية
جغرافصٌ ،وكان اعظم بلاد المغرب إلى صقلية من الإدرايسى استقدم الريف الذى وهو
كثيرة فى كتب ،ونقلت النهوض أوربا بعض الحركة الأدبية والعلمية فى فنهضت
،فظهر والترجمة النقل بحركة النهضة هذه ابتدأت ،وقد اللاتينية العربية إلى من الفلسفة
، الانجليزى بث أوف أديلار ( مثل ، الفلاسفة درجة إلى لا يصلون مترجمون فيها
،ثم الصقلى أرسيب وهنرى ، الإيطالى كريمونا دى ،وجيراردو الأسبانى وجنديسالفى
الموجودات ،وكان .برنار يفسر الفرنسِن تييرى وأخيه شارتر برناردى مثل فيها فلاسفة ظهر
مثالها الثه على خلق وقد ، والمثُل القديمة ، العدم من المخلوقة والمادة ، الثه : ثلاثة بأصول
وأرسطو افلاطون بين يوفًق وهو ، مضطربة كتلة كانت التى بالمادة الأولى اتحدت صورا
التوراة بالمعانى من التكوين سفر يشرح تييرى وكان ، الجزيئات فى الصور بوضعه
الأولى الثلاثة المعانى ويرد ، والعناصر الكلية والنفس والمثل الصانع : الأربعة الأفلاطونية
ابعلة الصورية، هو والله الابن ، الفاعلية العلة هو فالثه الأب الأقاليم الثلاثة ، الى
? lv
من يجعل العلة المادية ،ولكنه الأربعة فهى العلة الغائية ،أما العناصر هو القدس والروح
بها المادة . التى تصؤَر الكلية أو قوة الصانع النفس القدس الروح
فى بالأخلاق المشتغلين أعظم من وكان ، أبيلار الفرنسى الفلاسفة هؤلاء !ومن
المسألة الخلقية إلى وأرجع ، بالعقل تُعرف المسيحية الأخلاق أن إلى ذهب وقد ، عهده
موروثة خطيئة هناك أن يكون ،وأنكر أن الخطيئة شخصية هذا على والنية ،ورتب الضمير
قاطعة ملزمة، أن الحجة القلية ليست ،وكان يرى ليل الفرنسى الان دى ومنهم
صورة إلى أن الدليل العقلى فى كمل الحجة العقلية ،وقد ذهب التعويل على فلا بد من
أن غاية أولئك يدل على فى الفلسفة ،وهو فيه جديد هذا ليى ،وكل هو الدليل الرياضى
والدين. التوفيق بين الفلسفة على كانوا يعملون دينية ،لأنهم كانت الفلاسفة
بين شعوبها طائفة بظهور القرن هذا فى البلاد الإسلامية على امتازت أوربا قد ولكن
طبقة ،وهى الدين والفلاحين ورجال الاشراف طبقات إلى جانب طبقة جديدة ألفت
فى أوربا ،وبعثت ملوك امتيازات من على ( -ذ حصلت الطبقة الوسطى البرجوازية -
تنشيط أفرادها فى البلاد ،وتنافس فى الترف ،وأذاعت الحرية الشخصية إلى نزوعا شعوبها
. الفنون
الرعية وطبقة ، إليهم ومَن المستبدين الحكام إلا طبقة فيهم يكن فلم أما المسلمون
فيها مثل تلك الحرية . ،ولم يكن من لهذا الاستبداد ،ولم تنزع إلى شىء التى خضعت
الطبقة فى أوربا.
الثرق أن نجد العلمية الحركة فى الأوربية والبلاد البلاد الإسلامية لىاذا وازئا بين
بها ،وأن بلاد المغرب خلفت يشتغل استباحة دم من الفلسفة إلى حد قد عادى الإسلامى
إلا فى عهد هذا لم يكن ،ولكن الموحدين عهد فى تقدير الفلسفة على الإسلامى الشرق
بلاد المغرب كما الفلسفة بعده فى بن عبد المؤمن ،ثم حوربت يوسف الملك أبى يعقوب
الى الميل العلماء بعض فى ،وظهر الجمود العلوم فى بلاد المشرق ،فبدأت فى حوربت
أخذت فقد الأوربيةَ أما البلاد ، الرارى الفخر على الكلام فى سيأتى كما ، الاختصار
،وهذا اللاتينية فلسفة اليونان والإسلام إلى كتب فى ترجمة الفلسفة ،وتسعى فضل تعرف
الأوربية. وابلاد الإسلامية البلاد فى له نتائج خطيرة أمر ستكون
النَائج الخطيرة ، يقدر تلك الى مجذد القرن محتاجين هذا المسلمون فى فكان
،ويهتم كل بفضلها الأوربيين وضعور معاداة المسلمين للفلفة على ما سيترتب ويعرت
يعالجها من أن لم تجد ،بعد والاجتماعية والسياصية الدينية الرجعية النكسات بعلاج الاهتمام
163
فيه وقعوا الذى الجمود من ،ويتخلصوا النهوض فى المسلمون ،ليأخذ السابقة القرون فى
الأوربية الأمم يَدَعون فلا ، بخناقهم أخذه بعد علاجه ويصعب ، فيهم يزمن أن قبل
تحقيق القرون السابقة عن فى بعد أن عجزت عليهم ،وتقوى ميدان النهوض ؟تسبقهم فى
أطماعها فيهم.
ن أ وجدنا القرن هذا إليه فى يحتاجون المنلمون كان الذى المجدد هذا لهاذا بحثنا عن
أولى الأمر ؟ وابن رُشد الحفيد من بن عبد المؤمن من يوسف أبو يعقوب إليه هو الأقرب
السيوطى قال ،كما القرن هذا مجدد كان الرازى ان الفخر المتقدمون ذكر ،وقد الفلاسفة
أرجوزته: فى
علوم فى بسهم الرازى الذى كان يضرب الرافعى فقيفا شافعيا ،فلا يضاهى وكان
فى منزلة ابن رشد. كبير ولكنه لم يكن كثيرة " ،وكان واسعَ الاطلاع إلى حد
جمثل الرافعى ،وهو الغنى عبد الحافظ القرن هذا مجددى من يَعُدُّ المتقدمين مَن ومن
الرافعى أن شهرة ،كما الحديث علم إلا فى لم تكن شهرته ؟ لأن للرازى مضاهاته عدم فى
أولى ،ومن العلماء ابن حزم من القرن السادس أن مجدد رضا السيد رشيد وذكر
"من ،ولم يكن أبطال الحرب الدين فقد كان من الدين الأيوبى ،فأما صلاح الأمر صلاح
،وكان لا السادس الخامس القرن من كان فقد ،وأما ابن حزم ما سبق على أنححار التجديد
التقليد، ما آثروه من على فخرج عصره أهل على العقائد والفروع قد غلب التقليد فى
فى مخالفيهم ،ويقدح لهم الظاهر ،ويغالى فى التعصب أهل ولكنه كان يميل إلى مذهب
تقليد إلى من غاية أمره أنه خرج أن ،مع المجددين شيمة من لي! ،والقدح المتقدمين من
الخامس. القرن فى عليه الكلام فى بيان هذا سبق ،وقد تقليد
المؤمن، بن عبد إلا يوسف القرن السادس مجددى للدراسة من وبهذا لا يصلح
،وكان الجوزى الفرج وأبو ، الإدريسى والشريف ، الرازى والفخر ، الحفيد رشد وابن
فهم رسالة التجديد القرن أبعدَهم عن هذا أنه مجدد المتفدمون الفخر الرازى الذى ذكر
عندهم مجدده فليكن ، فيه غيرهم غلبوا الذين الأشعرية أئمة أظهر كان ولكنه ، فيه
منهم.
***
164
بن عبد المؤمن يوسف
الموحِّدين ،عُنىَ أبوه ملوك من بن عبد المؤمن بن على بن يوسف أبو يعقوب هو
ظهور فى نشأ ،حتى والعلم الحرب رجال اكمل به وب!خوته ،فقرن بتهذيبه عناية عظيمة
متفننا، فقيها حافظا العلماء ،وكان قراءة العلم بين أفاضل ،وفى الفرسان بين أبطال الخيل
. وبقية العلوم الأدب ميله إلى اكثر من والفلسفة الحكمة ميله إلى كان ولكن
بسياسة عارفا ، مملكته لخراج ضابطا ، مناعأ جَمَّاعا بأنه كان بعضهم وصفه وقد
غيبته ،وله فى يحضر لا يكاد حتى ،ويغيب يغيب لا يكاد حتى ربما يحضر ،وكان رعيته
لذلك. علم من صلاحهم لما الأمور إليهم ، قد فؤَض وخلفاء وحكام نواب
الوجه، ،مستدير الشعر سواد ،شديد تعلوه حمرة اَخر بأنه كان أبيض ووصفه
الحديث، ،حسن الألفاظ ،حلو اللسان حواشى ،رقيق جهارة صوته فى ، اعين اْفوَه
الجاهلية فى لأيامها ،وأحفظَهم العرب تكلمت كيف الناس المجالسة ،أعرفَ طيب
أبيه، حياة لها فى أيام ولايته أشبيلية فضلاء ،ولقى ذلك عنايته إلى صرف ، والإسلام
جوادأَ ، ،سخيأ الهمة الملوكية ،بعيد شديد ،وكان البخارئ صحيح يحفظ إنه كان ويقال
. شيئا كثيرا الحكمة من يحفظ أيامه ،وكان فى الناس استغنى
بالراحة، منه اشتغاق فظهر ، ابنه محمدا الملك على بعده استخلف أبوه قد وكان
وأربعين خمسة ولايته مدة وكانت ، فخلع عليه الناس فاختلف ، البطالة فى وانهماك
سنة هذا وكان ، الكلمة عليه واتفقت ، أخاهِيوسف بعد بالملك الناس فبايع ، يوما
من خرج الأندلص من بلاد مردنيس له الأمر وملك م ،فلما استوثق 1162 هـ= 558
،فأقام وبذة له تسمى مدينة على ،فنزل أيضا الا"ندلس من بلاد الأذفونش قاصدا أشبيلية
جث! فى للغزو "V1ا ا م تجهز هـ= 957 سنة ،وفى عنها انصرف ثم لها شهورا محاصرا
الأندلس، إلى شنترين فى غرب ونزلط أشبيلية ،ثم رحل ،وعبر إلى جزيرة الأندلس عظيم
البرد ،فطلبوا منه أن يرجع المسلمون من الشتاء وخاف عليها إلى ان هجم وضيق فحاصرها
راحلون :نحن وقال منهم ذلك إليها ،فقبل عادوا الزمان إذا طاب حتى أشبيلية إلى عنها
فئة فى النهر وتركوه الليل وعبروا فى الرحيل تعجلوا الناس .ولكن الله تعالى إن شاء غدا
مَن معه بقى من فدافعهم ، المسلمين كثر عبور فرصة الفرنجة إليه منتهزين ،فخرج قليلة
سبب كانت سُرَّته طعنة تحت فطعنوه إليه ، ووصلوا تغلبوا عليهم ولكنهم ، الجند اعيان
I Ia
فيه يؤثر ولم ، القرن هذا فى قدرها . للفلسفة عرف الذى هو الحظيم الملك وهذا
فى ،وأعاد للفلسفة مكانتها جمودهم على وعلمائه عليها ،بل خرج عصره ملوك تألب
إليه مَن ما لم يصل إلى تجديدها فى ،ووصل مملكته معالمها فى من ما بلى ،وجدد دولته
من الغاية التى رفعت نحو ووخهه ، الحفيد رشد لابن أنار الطريق الذى لأنه هو ، قبه
ممند ،فساله الملك أن يتولى قبل بمجلسه ابن رشد قد أوصل ابن طفيل ،وكان فلسفته شأن
له برأيه فى يصرح أن ابن رشد . .فتهيب أزلية ؟ مبدأ أو هى للسماء :هل به انصاله
،فلما تهيب الفلسفة النظر إلى فى أمراء عصره خلاف أنه على يعرف ،لأنه لم يكن ذلك
ذلك، فى وأرسطو أفلاطون فيه رأى ،وشرح سؤاله عن الجواب هو تولى ابن رشد
أرسطو كتب يشرح ذكى الى فيلسوف فى حاجة بأنه فلما تولى الملك أخبر ابن -طفيل
،فقام لهذه الكتب جديد منه أن يقوم بشرح وطلب ،فأحضره ابن رشد ،فدله على
،ولا سبقه من شروح الى فهمها من لها أقرب شروحه ،وكانت ما طلب على بشرحها
فأنار بهذا ، القديمة الكتب تلك راَه فى ال! لنقص منه هذا يطلب لم الملك ألى هذا شك
الجديدة ،وبهذا الشروح من الذى قصده له الغرض ،ووضَّح لابن رشد الإصلاح طريق
لم ،ولولا إرشاده لابن رشد غيرها من إلى فلسفة أرسطو أقرب فلسفة ابن رشد كانت
هذا القرن ،ولكن مجدد غيره إلى أن يكون من والحق أن هذا الملك كان أقرب
الناحية التى هذه من الملك هذا الى أهله ينظر فيه ،فلم مكروهة كانت الإسلامية الفلسفة
من مكانه ،فرفعوا الأندلس فى جهاده إلى نظروا دهانما "، رتبة التجديد أجلها من يستحق
بلاد إحيائه لها فى من كان الاشتغال بالفلسفة ،وعما منه من كان عما أجله ،وتغاضوا
الفلسفة، على التعصب عهد المغرب ،بعد أن انتهى أمرها فى بلاد المشرق ،وقد مضى
، لغيره قيادة الجيوش وترك ، بنفسه الجهاد عن عدل الفيلسوف الملك هذا أن ولو
مما ربحت، أكثر الفلسفة منه لربحت ، الواسع الملك هذا فى مما عاش أكثر وعاش
التقدم طريق فى ،فسارت مملكته أركانها فى ،وثبتت مما ارتفعت كثر عهده فى وارتفعت
!ي!**
166
الحفيد ابن رشد
بالحفيد ،ويلقب بن رشد بن أحمد بن أحمد الفقه أبو الوليد محمد هو الفيلسوف
الحفيد الفقه ،وقد ولد ابن رشد المقدمات فى كتاب الجذ صاحب ابن رشد له عن تمييرأ
فى ،ونشأ جده كان وكذلك ، أبوه قاضيَا لها ،وكان م 1126 هـ= 52 0 سنة بقرطبة
إليها قبلهم، ينظرون المرابطون كان الفلسفة كما الذين لم ينظروا إلى الموحدين عهد
العلوم الدينية والعربية والفلسفة دراسة ،فدرس بالستَجن والقتل أصحابها ويؤخذون
بين العلوم الدينية والفلسفية، الفلاسفة بجمعه كان قبله من من امتار على دقيقة ،حتى
الفلسفة دراسة فى تعمق ،وقد أئمة الفلسفة من يعد أئمة الفقه ،كما أن يعذَ من واستحق
فقد ، أرسطو فلسفة سيما ،ولا الفلاسفة من سبقه لها ممن أكثر فهفا كان حتى اليونانية
أوائل عصر أوربا فى عليه فلاسفة أطلق ،حتى غيره توفيقأ من كثر شرحها فى كان
الكون نظرة صائبة ففسره كتاب على :ألقى أرسطو وقال بعضهم الث!ارح()1 النهضة لقب
غامضها، نظرة صائبة ففسرها وشرح أرسطو كتب على ،ثم القى ابن رشد غامضه وشرح
، الفلاسفة فى الإلهات غير مذهب بأنه الشيخ الرئيس ابن سينا وهو يرمى وكان ابن رشد
. لا فيلسوف أنه متكلم يرى كان ظنيا لا يقينيا ،كما صار حتى
فقّربه الموحدين له هذا الفضل ملوك بن عبد المؤمن من يوسف أبو يعقوب وقد عرت
،ثم الشيخوخة حينما أدركه عجز طبيبأ له بدل أبى بكر بن طفيل ،واتخذه مجلسه من
حجة وصِار الدينية ، الوظيفة هذه ولى الذى المسلم الفيلسوف ،فكان قرطبة قضاء ولاه
ابنه الملك وقام بعده ذلك توفى ،فلما والدين بين الفلسفة أنه لا عداء فعلية ملى
الذين الجامدين أبيه ،لتغقُب نظرة الفلسفة الى لم ينظر بالمنصور الملفب يعقوب أبو يوسف
على صدره ،فاوغروا ينقاد إليهم ومن الدين رجال ،وهم عليه وعلومها الفلسفة يكرهون
منزلة الفيلسوف كالط يرعى هذا أن ابن رشد على لاشتغاله بالفلسفة ،وساعدهم ابن رشد
مجلس إذا حضر كان بل ، دونهم منزلة فى نفسه فلا يضع ، لهؤلا ء الملوك معاشرته فى
ألف ،وقد يا أخى :تسمع ه ل قال العلم من شىء فى أو باحثه وكلمه المنصور يوسف أبى
البربر ملك الزرافة عند رأيت :وقد قال ،ثم فيه الزرافة واوصافها فذكر الحيوان كتابا فى
ابن رشد على غضب لما المضور (ن ،ويقال المغربية قبائل البربر لأنه من - المنصور يعنى -
القارىء بملك البربر، على البرتن -فتصحف ا قال -ملك إنم بأنه إليه هذا اعتذر من أجل
أوربا. بدء نهضة الكلام على فى العصر بيان هذا سيأتى ()1
IIV
عميه لاشتغاله إثارة المنصور الدين على رجال الجامدين من ساعد مما هذا غير إلى
بالفلسفة.
عندهم الجامدين لم يكن أن أولئك تدل على دبرَتْ لابن رشد وهذا إلى تهمة أخرى
كلام لبعض تلخيصه ،فقد نظروا فى الاشتغال بالفلسفة لمعاقبته على صحيح سبب
الآلهة -فاخذوا هذه الجملة من الرهُرة أحد أفي قولهم ْ-فقد ظهر القدماء ،فرأوه يحكى
،وناقل غيره لها عن أنه ناقل ،مع ابن رشد كلام أنها من على وقَذَموها للمنصور تلخيصه
قرْطبة يسكنها بلدة قريبة من ،وهى أليسَانة بالنفى إلى ،وعاقبه لهم المنصور فسمع
من إلا ما كان الفلسفة كتب بماحراق وأمر البلاد ، وفرَّقهم فى أصحابه نفى ،ثم اليهود
وسَمْتِ والنهار الليل أوقات معرفة إلى النجوم علم به من يتوصل وما أو الحساب2 الطب
وكرمه، عنه ،فعفا إليه مما نسب له براءة ابن رشد ان ظهر لم يلبث المنصور القبلة ،ولكن
الركود أدركها ،كما المغرب فى الركود أدركها ،حتى الفلسفة من لم يغير موقفه كان لان
م . 8911 هـ= بعد هذا نشة 595 وفاة ابن رشد قبله فى المشرق ،وكانت
المثرق بكتابه 9تهافت الفلسفة فى الغزالى على بعد أن قضى أتى ابن رشد وقد
كتابا فى الرد عليه سماه أهله ،فألف عقول فيه على يخيم الجمود الفلاسفة " وجعل
إليه الغزالى ما ذهب ،وأبطل الإسلام فى الفلسفى فيه للتجديد " انتضر التهافت أ تهافت
،ثم اخطئوا إن ويعذرون يثابون إنْ اصابوا مجتهدؤن بأنهم ،وحكم الفلاسفة تكفير من
فيه ! فذكر الاتصال من والشريعة فيما بين الحكمة المقال " فصل سماه آخز بكتاب أيد هذا
بهذا وقف ،وقد والعقل الدين بين لأنه لا خلاف ، والشريعة بين الفلسفة أنه لا خلاف
بالدليل لهم ،وأثبت منها بأقوى فيه حجتهم ،قارع الجامدين أمام أولئك عظيما موقفا كله
معاداة الفلسفة. إليه من مما ينسبونه برىء أن الإسلام القوى
،فاستمروا المسلمين بين العظيم الموقف هذا له فى نصيرا يجد لم ابن رشد ولكن
الفلسفة على فضله لهذا الفيلسوف ،ولم يعرف المشرق والمغرب للفلسفة فى عدائهم على
،ونال الإسلام فلاسفة من غيره ،فانتفعوا به أكثر من النهضة عصر أوربا فى إلا فلاسفة
إليها فى يحتاجون المسلمون التى كان التجديد /من نواحى بغير هذا ابن رشد يقم ولم
الجاهلية بين العصبية يزيل أن ولَم يحاول ، فيهم الحكم إصلاح يحاول فلم ، القرن هذا
هو كان الدينية ،بل الفرق اختلات فى التسامح ينشر أن يحاول ،ولم الإسلامية الشعوب
على شديدة كما كانت الدينية هذه الفرق هذا التسامح ،لأنه كان شديدا على نفسه ينقصه
168
تُرمَى كما بالكفر رميها عن لا يتورع كان ،بل بالضلال رميها عن لا يتورع ،فكان الفلسفة
ن أ يجب الفيلسوف ،لأن التكفير فى الموقف هذا أن يقف من كبر أنه كان ،مع الفلاسفة
الاجتهاد فى إلى جواز بعد أن ذهب ،ولا سيما الصدر ،رحبط الأفق واسع يكون
الفروع كما تقصره تَلك الفرق الدينية. على ،ولم يقصره الأصول
بحرق اخرب ا فى المفتينْ من ) أنه كان ' ( الكبرى الطبقات فى إليه الشعرانى نسب وقد
فى تشذد لا"نه ، أيضأ عليه مما يؤخذ كان هذا ،ف!ذا صح للغزالى الدين إحياء "علوم كتاب
لا ينسينا فضل كله هذا .ولكن الفلاسفة بطائفة يليق ،ولا الفقهاء بطائفة يليق الإنكار
بين التوفيق براعته فى فىلأ ولا المشرق فى ذهابها بعد المغرب فى الفلسفة تجديد فى ابن رشد
،ولا المتقدمين من قبله فيلسوف يسلكه لم طريقأ هذا فى لأنه سلك ، والإسلام الفلسفة
كتابه ! ،ان الديق علوم فى الواسعة بدراسته عليهبم امتيازه إلى امتيازه بهذا يرجع أن شك
،جعل مبلغا عظيما الدراسة هذه فى أنه بلغ على ليدل - ونهاية المقتصد بداية المجتهد -
عليه سخطهم من ما كان فيها على بفضله ويشهدون ، فيها بمنزلته يعترفون الفقهاء بعده
له بها العملية شهد الفلسفة فى تجديدات له من ما كان هذا إلى ولا يفوتنا أن نضيف
الدموية، الدورة إلى - الطب فى الكليات كتابه - فى أنه أشار فذكروا أوربا !، فلاسقة
أوربا ،/كما ذكروا أن كولمبوس فلاسفة بعض الحديث العصر فى قبل أن يكشفها وهذا
كتب بمطالعة الأطلنطى طريق إلى السفر قاصداَ الهند من أنه انبعث نفسه عن حدث
هذا تجديدات أمريكا ،إلى غير هذا من إلى كشف ،فكان هذا سببا فى وصوله ابن رشد
الفقيه. الفيلسوف
طيلأط!!
916
الدين الرازى فخر
بن الحسين التيمى البكرى الرازى ،ولد بن عمر الدين محمد فخر الله هو أبو عبد
والده على ،وأخذ العربية والفارسية ،وتعلم وخمسمائة وأربحين او ثلاث أربع بالرًى سنة
وأخذ الرى إلى عاد ،ثم مدة عليه واشتغل السمعانى الكمال قصد ،ثم أن مات إلى بالرى
طويلة مدة عليه بها ،وقرأ إليها ليدرص طلب حين مراغة إلى ،وصحبه المجد الجيلى على
أهلها بينه وبين فجرى ، العلوم تمهر فى أن بعد خوارزم قصد ،ثم والحكمة الكلام علم
البلد بسب من ،فأخرجوه شافعيا أشعريا ،وكان والاعتقاد المذهب إلى فيما يرجع كلام
بها طبيبْ الرًى ،وكان ،فعاد إلى ذلك له فيها مثل ما وراء النهر فجرى قصد ،ثم اعتقاده
مات فلما ، منهما ابنان قىوجهما الدين ولفخر له اب!ان وكان ، ونعمة ثروة ?.j Li4,
،وعامل الأسفار ،فلارم ثروته بهذا ،واتسعت أمواله على الدين فخر استولى الطبيب
منه حقه اليه لاشيفاء ،ثم مضى المالط من جملة غزنة فى صاحب الدين الغورى شهاب
خراسان الى عاد ثم ، كثير مال جهته له من وحصل ، عليه والإنعام إكرامه فى فبالغ
ونال أشش عنده شَاه ،فحظى بخوارزم المعروف بن تكثى محمد بالسلطان واتصل
"في . r 12 0 9 = - 06 6 شة وفاته بمدينة هراة ،وكانت المراتب
الكلام علم رمانه فى أهل فاق الرارى الدين فخر أن ابن خلكان ذكر وقد
القراَن تفسير منها ، غديدة فنون فى مفيدة له تصانيف وأن ، الأوائل وعلم والمعقولات
ونهاية العالية ، :المطالب الكلام علم فى ومنها ، وغريبة غريب فيه كل ،جمع الكريم
ومنها ،والمعالم ، :المحصول الفقه أصول علم فى ،ومنها وغيرها ،والمحصل العقول
الطب: فى ،ومنها ،وغيرها الحكمة عيون وشرح الإشارات وشرح :الملخص الحكمة فى
الفنون كتبه فى من هذا كير ،الى الوجيز :شرح الفقه فى ،ومنها للقانون الكليات شرح
بها ورفضوا اشتفلوا الناس لأن ، عظيمة فيها سعادة ررق ممتعة منتشرة وكلها ، المختلفة
. ()1 إليه لم يُسبق بما فيها ،وأتى كتبه فى الترتيب هذا اخترع من أول المتقدمين ،وهو كتب
والكلام الأصول الفقه وعلم فى بر القدماء الرازى الدين فخر أن العبرى ابن وذكر
له عليه ،ثم عق وغيرها واستدرك الإشارات ابن سينا فى شرح ،وأنه رد على والحكمة
،وأنه كان طائل على مالا كثيرا ولم يحصل ذلك قى الكيمياء ،وضيع بعمل أن تهؤس
رمانه فى أنه كان ذكر ،ثم العقدة انحلال به من يظن كان لِمَا أن العوام تمثل بجثته يخشى
017
ة كزين تصانيف جليلة فى المنطق والحكمة فضلاء أصحاب جماعة من تلامذته سادات
،وشمس الدين الخونجى بمصر ،وأفضل بخراسان الدين المصرى وقطب الدين الكشى
وسراج الأرموى الدين وتاج ، بالروم الأبهرى ،وأثير الدبن بدمشق الخسروشاهى الدين
مقلدا العقائد فى لأنه كان ، مجددا هذا فى يكن لم الرازى الدين فخر أن والحق
النظر تحاميهم زمانه فى أشعرية يخالف كان ،ولكنه للشافعى الفقه مقلدا ،وفى للاشعرى
وعلم الفلسفة بين فجمع ، التقرير والبحث فى بأسلوبها تأثرهم وعدم ، الفلسفة فى
فى ،كالكلام الفلسفة مسائل كثيرا من الكلام علم فى استعار من أول كان ،ولعله الكلام
، الكلام لعلم الفلسفة مسائل بهذا فأخضع ، مسائلها من هذا وغير والأعراض الجواهر
قبل بها كما كانت دراسة خاصة هذا العلم الدينى ،ولم تعد تدرس لواحق من صارت حتى
بعد الغزالى خلطوا الذين جاءوا المتكلمين مقدمته أن فى ابن خلدون ذكر ،وقد ذلك
فى )لرازى الفخر فعله ،كما واحد كأنها فن ،فصارت الفلسفة بمسائل الكلام علم مسائل
الفخر الرازى علماء الكلام ،وبهذا يكون بعده من من كتابه -الحكم المشرقية -وجمبع
أذاع الطريقة التقريرية الفلسفية. ،وأول من المتقدمين وتلخيصها معارف يجمع عُنىَ أول من
،وقد المختلفة العلوم من هذا غير الى بلاغة إلى نحو إلى تفسير من ، العلوم سائر فى
سماه ،وأسرار البلاغة -فى كتاب كتابى عبد القاهر فى البلاغة -دلائل الإعجاز اختصر
كتابى عكس الأدبية علي الطريقة التقريرية دون فيه بالطريقة -عنى -دراية الإعجاز
البلاغة. علوم التقريرية فى الطريقة أظهر من بهذا أول ،فكان القاهر عبد
ما صارت خلاف الدين الرازى على فخر هذه الطريقة التقريرية فى كتب كانت ولكن
قوته له لا ايزال العربى الأسلوب وكان ، نشأتها أول فى لأنها كانت ، إليه بعدها
إليه بعد ذلك، التأليف ما صارت وسوء والتعقيد الحث!و فيها من ،فلم يكن وسلطانه
أمره ،فنقل فى آخر الطريقة هذه الدين الرازى الا أن ندم على فخر من هذا لم يكن ومع
ير فيها فائدة فلم الفلسفية والمناهج الكلامية الطرق أنه اختبر الافعية طبقات صاحب عنه
دثه ،ويمنع والجلال العظمة تسليم فى لأنه يسعى القراَن ، فى الفائدة التى وجدها تماوى
: اَخر أبره فى يقول كان ،ولهذا والمناقضات إيراد المعارضات فى التعمق عن
ان جمعنا فيه قيل وقالوا سوى عمرنا بحثنا طول ولم نستفد من
IVI
الطريقة هذه فى المضى الدين الرازى من فخر بعد أتى لم يمنع من هذا ولكن
أوضاع ،وقلبت علومنا سائر النظرية الفلسفة غزت ،حتى التعليم والتأليف التقريرية فى
وعلو م البلاغة، النحو ،كعلم العلوم هذه كثيرة من بها ثمرة ،وضاعت العلوم عندنا سائر
فلا ، الرجعية السنة هذه سن من أول الرازى الفخر ،وكان الوراء إلى بعلومنا فرجعت
الفرقة الناجية أن الأشعرية هى الدين الرازى إلى هذا أشعريا متعصبا يرى وكان فخر
شيئأ لم يصلح الدينية ،كما الرجعية النكسة شيئأ من يصلح الدينية ،فلم الفرق سائر دون
يده وضع بل ، السياسية الرجعية النكسة من شيئة ولا ، الاجتماعية الرجعية النكسة من
على ثروته تجارية لتزيد فى معاملات معهم ،وآثر أن يعقد زمانه ملوك الجبابرة من يد فى
بالعربية يعظ ،وأنه كان يد بيضاء الوعظ له فى أنه كان ابن خلكان وذكر
بمدينة هراة مجلسه وكان ، البكاء ويكثر الوعظ حال فى الوجد يلحقه ،وكان والفارسية
إجابة ،وقد باحسن سائل كل يجيب المذاهب والمقالات ،فيسألونه وهو أرباب يحضره
إلى مذهب التأويل كالكرامية وغيرهم تتحامى التى كانت الطوائف بسببه كثير من رجع
القرن السادس بين مجددى ذكره يعنيه من الذى التجديد هو هذا ،ولعل الأشعرية
الخطر فيه ناقوص دق أن ،بعد القرن هذا فى المطلوب التجديد يكن لم ،ولكنه الهجرى
الفرق الإسلامية، من أخرى فرقة على الوسيلة لدرئه تغليب المسلمين ،ولم تكن على
والعلمى، والاجتماعى والسياسى الدينى الفسَاد ما كانوا فيه من إصلاح الوسيلة كانت صمانما
العلم من فى سنَّ ما سبق الذى ،بل كان هو -من هذا شىء الفخر الرازى فى ولم يكن
الشامل إنه .حفظ ويقال ، والتجديد الابتكار دون والتلخيص والحفظ العناية فيه بالجمع
لها وكان التقريرية التى تُعنَى بالقشور الطريقة فيه تلك سن الذى ،وهو الحرمين لإمام
. القرون من ما سنبينه فيما سيأتى اثسلمين تاخر الأثر فى من
ما الهجرى السادس القرن يمئل فى أنه أراد أن الرازى الدين فخر فى ما يقال وغاية
العقلية والفلسفية، بالعلوم اشتغاله مثله على ،فندم الخامس القرن قبله فى مثله الغزالى
والمناهج الكلامية الطرق تاملت ولقد . . . " : الذات أقسام فى صنفه الذى كتابه فى وقال
أخبرنى : الصلاح ابن وقال . " غليلا تروى ولا ، عليلا تشفى رأيتها فما ، ،لفلسفية
بعلم أشتغل لم يا ليتنى : يقول الرازى الدين فخر أنه سمع مرتين الطوغانى القطب
،وبكى. الكلام
172
مثل التى حدثت العلم حالة صوفية من إليه إلى ما وصل له بعد أن وصل ثم حدث
يوما منها مستغيثا ،وقد وعظ يصرخ نوبات وعظه مجالس فى تنتابه للغزالى ،فكانت
العالم، :يا سلطان فاستغاث له حال ،وحصلت الدين الغورى السلطان شهاب بحضرة
الفخر الرازى ،لان الغزالىَ حين من حالته الصوفية أصدق الغزالى كان فى ولكن
ينقطع فلم الرازى ،أما الفخر زمانه ملوك "عن ماله ،وانقطع من تجرد الحالة هذه إلى صار
دينار ، منها ثمانون ألف ثروة ضخمة عن ماله ،لأنه مات زمانه ولم يتجرد من ملوك عن
ولا تلبيس - فيما سبق ما عناه بقوله هو هذا ،ولعل حاله لحقيقة مطابقا تصوفه يكن فلم
wr
الإدريسى الشريف
العلوى الطالبى ،ولد فى سبتة بالمغرب بن إدرشى الثه بن عبد محمد الله هو أبو عبد
بالأندلس، قرطبة به إلى ،فذهبا أبواه أندلسيين ،وكان م 11 0 0 = _ 394 سنة الأقصى
انتهى بها إلى طويلة رحلة الجغرافيا ،ثم رحل 2 علم فى ،ونبغ علمائها على بها وأخذ فنثا
، بلاد المغرب إليه من استقدمه الذى إنه هو ،ويقال الملك هذا على بصقلية فنزل
يلبس إنه كان حتى ، لعاداتهم محبا ، بثقافتهم مولعا ، المسلمين بحضارة معجبا وكان
الدين رجال أوربا فى عليه فأثار هذا ، عربية بحروف يطرز رداؤه وكان ؟ ملابسهم
من أن كل ،لأنهم كانوا يزعمون وثنى نصف عنه انه ملك يقولون ،وجعلهم المسيحى
رعاية من ،ووجد مقرأ لنشاطه العلمى صقلية مدينة بلرم عاصمة الإدرشى فاتخذ
المشتاق نزهة - لط كتابه المشهور وضع وقد ، ثاطه على له ما ساعده المسيحى الملك هذا
وضعه كتاب أصح م ،وهو 1153 هـ= اختراق الآفاق -وكان فراغه منه سنة 548 فى
،وجمع العلم هذا فى المتقدمون ما ذكره على اشتمل الجغرافيا ،وقد علم فى المسلمون
على تدل انتقادية له فيه نظرات ،وكانت الطويلة الرحلات تلك من صاحبه إليه ما استفاده
وغيرها. الأرض كروية الجغرافيا ،مئل لعلم الأساسية الحقائق من ،وتمكنه أفقه سعة
شكل على ،ومصوَّرا للأرض له كرة سماوية منه أن يصنع وكان هذا الملك قد طلب
من ينقل بما بالمعاينة لا البلاد أخبار منه أن يحقق طلب ،ثم الفضة له من ،فصنعهما قرص
والغرب أقاليم الشرق الى ساروا ، أذكياء ألئاء فطناء أناس على الاختيار فوقع ، الكتب
،وكان الإدريسى يدؤن ما لاهدونه كل يصورون مصؤرين معهم ،وأخذوا جنوبا وشمالا
الجغرافيا علم فى كتاب أوفى ،فجاء له كتابه السابق تكامل ،حتى اليه منهم ءما يصل كل
،فتعلمت اللاتينية اللنة إلى - /الآفاق اختراق المشتاق فى نزهة - كتاب ترجم وقد
ألفه المسلمون فى كتاب أصح ،لأنه كان القرون الوسطى الجغرافيا فى أوربا منه علم
عنه، أوربا أخذ عن المسلمين بعد الإدرشى من من كتب ،وكل هـايطاليا بلاد أوربا وصف
هذه مع اللاتينية إلى البلاد ،فلما ترجم من عليه اشتمل لما مصؤَرات عدة على اشتمل وقد
الجغرافيا الحديث. علم أن ظهر ،الى ثلاثة قرون عليها أوربا تعتمد مكثت المصورات
174
الاستوائية البحيرات من!بع النيل ،وعلى على احتوى مصور المصورات هذه ومن
مصورات أعقم المصور ،وهذا الحديث العصر أوربا إلا فى رُؤَاد إليها الكبيرة التى لم يصل
زمانا مما ظُن أفريقئة أعظم جغرافية فى المسلمين معارف أن يثبت ،وهو طرافة الإدريسى
طويلا.
بعد الفرنسية اللغة إلى ترجم وقد ، أوربا فى قيمته الإدريسى لكتاب يزال ولا
فى مغمورا صاحبه وكان بيننا ، مجهولا الكتاب هذا وكان اللغة اللاتينية ، إلى ترجمته
أوربا تنويه علماء كتابه عندنا إلا بعد فضل يعرف ،فلم فيها بعده المسلمون الغفلة التى وقع
له ،وقد طبدت خلاصة العلماء بعده فوضع بعض شأنه ،وقد عدا عل! من به ،ورفعهم
مجاراة أسلافنا فى ادركنا العجز عن هذه الخلاصة بالعربية ،وكان شأننا فى هذا كشأننا حين
بها ،لنكتفى الخلاصات هذه إلى عمدنا دمانما ؟ علمهم نزد شيئا فى ،فلم العلمى التجديد
التجديد لغيرنا ميدان ونترك ، المذموم الجمود ذلك عليها ،ونجمد العلوم فى التوصمع عن
أسامى الكتب والفنون كتاب -نزهة المشتاق فى الظنون عن وذكر كتاب كشف
الا انه للشريف يذكر ولم ، أوربا علماء ما عرفه أمره من يعرف فلم - الآفاق اختراق
من ،وهو صقلية الفرنجى صاحب لرجار ،صنفه الصقلى الإدرشى بن محمد محمد
،وذكر منوفية البلاد والممالك فيه أوصاف ،وأورد الأقاليم السبعة على ،ورتبه أصحابه
أوربا علماء له به فيما سبق الجغرافيا مما شهد علم فى تجديداته من شيئا يذكر فلم
الساكنة فى الشعوب -احد الماليز ياسم - سمِى كان أول من أنه له به أيضا من شهدوا مما و
الجنس، العلاقات ووجدة من مدغشقر ،وقد ذكر ما بين هذه الجزيرة وجزيرة جزيرة جاوه
إليه لم يصل فى المحيط الهدى عظيم إلى تبسيط الجغرافى وصل أن مصوره بهذا على فدل
أنه امتداد لقارة أفريقية، على ذلك إليه من الجغرافيون قبله ،دان كان قد ذكر ما وصل
اليونانى تجله. جغرافيا بطليموس أساس قائمة على كانت لأن جغرافيته
***
WC
الجوزى ابن أبو الفر!
، البكرى التَّيمى الجَوْزى القرشى بن محمد بن على الدين عبد الرحمن جمال هو
، ام 12 0 هـ= 514 ببغداد سنة ولد ،وقد الصديق بكر الخليفة الا!ول أبى نسبه إلى ينتهى
جمع العل!ا غلى طلب ،ثم بالروأيات جماعة على ،وقرأه لأالقرآن قليلا حفظ ولما ترعرع
سبيل فى أوذى حتى ، له شديد تعصب وفيه ، المذهب حنبلى وكان ، العلماء من كثير
نك 0 إلا عيب :ما بك يوم ذات له قائل قال ،وقد الشدة له وناله فيه ما ناله من تعصبه
من ،ويقصدونه لوعظه جداَ ،وكان الناس يرتاحون صغير بالوعظ وهو وقد اشتغل
شأنه ،وعظم بين العامة والخاصة صيته ،وذاع بهذا أمره بينهم ،فاشتهر لسماعه فج كل
مع الشيخ عليه خلعة الملك خلع باللّه المشنجد ولى ولما الوزير أبى هُبيرة ، عهد فى
الوعظ فى أبو الفرج فتكلم ، القصر بجامع الجلوس فى لهم وأذن ، الفادر وأمثاله عبد
يتراوح له ،وكان عددهم مجلس ،كما كانوا يفعلون فى كل مجلسه القوم على واحتشد
المضىء المصباح - له كتاب ألف به ،وقد الفرج أبى اتصال قوى المستضىء ولما ولى
بمصر للعباسيين الخطبة -بمناسبة عودة مصر -النصر على -ثم كتاب فى خلافة المستضىء
القبول وحضور له من وحصل المستضىء بهذا عند الفاطميين ،وقد حظى عهد وانقضاء
مء ، I IVA هـ- 0VI سنة يوم عاشوراء ،وقد تكلم ما لا يكاد يوصف الملوك مجالسه
السذة بين يدى " :لو أننى مثت له أثناء وعظه ،فقال مجلسه أمير المؤمنين حاضرا وكان
مع لك كان إليه ،كما حاجتك مع لته سبحانه :يا أمير المؤمنين ،كن لقلت الشريفة ()1
، " له منك أشكر احد يكون أن فلا ترضى ، أحدَا فوقك يجعل ،إنه لم عنك غناه
هذه فى وتقدم ، المحبوسين بعض وأطلق ، كثيرة بصدقات المؤمنين يومئذ أمير فتصدق
لأتباع مذهبه تعظيم ،وحصل بن حنبل قبر الإمام أحمد على ينصب لوح بعمل السنة
عند المذهب هذا ،ف!نه ما ارتفع بسببك كله :هذا الفرج لأبى يقولون الناس ،فجعل زائد
كرارش!، اليوم أربع فى يكتب أنه كان ذكروا ،وقد التاليف كثير أبو الفرج وكان
Wl
ثبثمائة على :زيادة فقال مصنفاته اعدد عن سئل وقد ، مثاركة علم كل له فى وكاذ،
واحد، كراس ما هو ،ومنها مجلدا عثرون ما هو المصنفات هذه ،ومن مصنفا وأربعين
مصنفاته المغنى التبويب والترتيب ،ومن الناس ،حسن مصنفات وكان كثير الاطلاع على
والناسخ، المنسوخ معرفة فى الراسخ ،وعمدة التفسير علم المسير فى ،وزاد التفسير فى
إبليس. :تلبيس ،وانما يهمنا هنا منها كتابه المشهور مؤلفاته من هذا غير إلى
: قبره على أن يكتب أوصى ،وقد م 12 0 0 هـ= 795 وفاته سنة وكانت
على فى أمر الناس بالتقوى ،وحثهم قضاها هذا حياة واعظ وحياة أبى الفرج فى
الملوك أيضا بهذا الناس بهذا منه ،ورضى ،وقد رضى المحرمات وترك القيام بالطاعات
الطاعة، الخروج على لزوم الجماعة ،وعدم على الناس فى وعظه منه ،لأنه كان يحث
بوعظه ،واستهوى ألباب الناس ملك مشهور واعظ ما يطلبه الملوك من وهذا كان أقصى
شىء ،ولا مذهبه كثيراً لأهل دنياه ،واستفاد بهذا كثيرا فى أفاد أبو الفرج ،وقد أفئدتهم
ما الدنيا على إلى نظره يوافق هذا ،لأن وأتباعه لنفسه الفواثد هذه منهم أن يستفيد عليه
فى يغضى ما كان يأخذه منهم جعله -ولكن كتابه -تلبيس إبليس الكلام على سيأتى فى
على قيام حكمهم به ،وهو أن يصارحوا يجب كان بما مصارحتهم عن لهم وعظه
العمل ،دماهفالهم بالرعية التهوض عن ،وغفلتهم فيه بالشورى أخذهم ،وعدم الاستبداد
،قبل أن يسبقه حضارته من الإسلام ،واسترداد ما ذهب مجد من استعادة ما ضاع على
للملك وعظه فى ،فلا يكتفى والمعارف العلوم فى عليه ،ويتقدم الحضارة ميدان فى غيره
،فلا يفهم أحداً فوقه يجعل لأنه لم ، غيره شكر دثه فوق شكره منه أن يكون بأن يطلب
يقوم ،وأن المحبوسين بعض يطلق ،وأن كثيرا منه أن يتصدق إلا أنه يطلب هذا الملك من
الناس فوق ،مع أن هذا الملك لم يكن بن حنبل قبر الإمام أحمد على ينصب لوح بعمل
هـالكه باستيلاء ضاعت ،وقد بغداد فى سجينا يعيش كان هـانما ، أبو الفرج ذكر كما جميعا
له ولا لا حول إلا ملكا صوريا ،ولم يكن وغيرهم السلجوقيين عليها من استولى من
من لا يغنيان ومداهنة دهاما ملق ، الحقيقة هذه عن إما غفلة هذه الفرج ابى ،فكلمة قوة
الحقيقة شيئا.
فى أبى الفرج من التشدد فى الدين ما فى غيره من أتباع ابن هذا وقد كان مع
سُنة خالفت التى الفرق إلى البغض بعين وينظر ، الدين فى التأويل يذم فكان ، حنبل
الذى يداوى إلى السمو وعظه فى السنة ،فلم يصل أهل والقدامى من المعتزلة بين وسطا
أن يستغل عليه كان ،رقد خلافاتهم فى بينهم التسامح الفُرْقة الدينية ،وينشر هذه جراح
ما بينهم ،ويزيل المسلمين به بين فرق النبيل ،ليجمع الغرض ذلك له فى الجماهير انقياد
السنة والشيعة فى نزاع ببغداد بين أهل نه وقع فى عهده أ ،وقد حكى وتخاصم تشاحن من
،فاقاما ذلك فى ابو الفرج بما يقوله الفريقين اتفاق ،ووقع وعلى بكر بين أبى المفاضلة
من البديهة :ا أفضلهما ،فقال على وعظه فى مجلس الكرسى على يسأله عنه وهو من
بها. احتج الفريقين من فكل ، قال فيما لا يراجَع حتى الحال فى ابنته تحته " ونزل كانت
لنفسه.
نهربه المسألة ،ولكن هذه فى الصريح الجواب عن لأبى الفرج أن يتهرب وما كان
،وانه وعظه له فى المنقادة الجماهير تلك .على إرضاء مبلغ حرصه على يدل بهذا الشكل
امتثال الأوامر واجت!ناب ،وأنها هى التقوى على حثهم لا يتعدى فيه مسلكا يسلك كان
يكادون ،ولا دائرتها فى يدورون الوعاظ لا يزال التى الأبور من هذا ،وما الى النواهى
فلا يتأثرون يسمعونه ،و!اروا فى الوعظ الناس أسلوبهم مج ،حتى يتعدونها فى وعظهم
فيها، التى وقعوا الرجعية النكسات علاج الى ،ولا يصل يوم كل يسمعونه به ،لأنه كلام
الاثتغال السنة والشيعة للامبم على أهل إرضاء الفرج لم يؤثر فى ذلك أبا ولو أن
فرقت هذا ،ومع الدين فى تؤخر ولا لا تقدم المسائل التى التافهة ،لأنها من المسألة بهذه
و(ثما، بها حراما الاشتغال ،فيكون بعضا بعضهم يعادى فريقين ،وجعلتهم المسلمين كلمة
الأفضل يعلم الذى هو وتعالى والثه سبحانه ، النزاع بين المسلمين استمرار إلى لأنه يؤدى
أمرهما وانتهى ،ومضى ،وقد مضى حسابهما الذى سيتولى ،وهو أبى بكر وعلى من
وكان ، المسلمين كلمة تفريق إلى يؤد فلم ، ورفق هدوء فى الخلافة بينهما على الخلاف
أنه رأيه فى لعلى وكان ، الناس من واختيار رضا ه قام بالخلافة على أن رأيه فى بكر لأبى
كلمة تفريق من فبايعه حذرا عاد هذا مع ولكنه ، عفصم النبى من لقربه بها منه أحق
التى الوسائل من بوسيلة عليه غيره أن يحمل يحاول ،ولم برأيه لنفط ،واحتفظ المسلمين
ن أ لنا لا يحق ،ولكن رأيه ذلك فى نرى أن فى عليا ،ولا بأس الكلمة تفريق إلى تؤدى
ولا ، له مخالفين ف!ذا بالغنا فيه نكون ، يبالغ فيه لم نفسه أنه هو مع ، ذلك نبالغ فى
به ،لأنه لم يفرق التمسك يواففه فى رأيه ثم يخالفه فى حد شيعته من من أن يكون يصح
كلمتهم. جمع مثله على أن نحافظ ،فيجب به كلمة المسلمين
178
بين يذكر به أن لأنه لا يستحق ، كله ذلك من هنا لشىء أبا الفرج لم أذكر ولكنى
التجديد فى كتابه -تلبيس مواقف أسمى له من ذكرته لموقف هذا القرن ،ولكنى مجددى
التجديد، ان يذكر له فى هذه الناحية من فيه مع الصوفية موقفا يجب -فقد وقف إبليس
لا ،وكان فى هأ.ا صريحا الدين فى تصوفهم بحكم ،ونطق فى أمرهم إذ وفَى القول حقه
عكس المسلمين ،على العامة وأشباه العامة من فى هذا القرن على طغيان سلطانهم يخشى
،فذكر أن أهل النبى عفصةا أصحاب الضقة من الى أهل تصوفهم فأبطل أولا نشة
،لأنهم كانوا فقراء يقدمون الضرورة الصدقة بحكم من قعدوا فى المسجد وكلوا إنما الصفة
ليأووا مسجده فى لح!نجلأا صفة النبى لهم فبنى ، مال ولا لهم أهل المدينة ،ولا على
من وخرجوا ، الحال تلك عن استغنوا المسلمين الله على فتح ،فلما إليها ،ويناموا فيها
ومجاهدة النفس هو رياضة عندهم أن الأولين منهم ذكروا أن الصوف ثانيا ثم ذكر
والحلم الزهد من ، الفضيلة الأخلاق على وحمله ، الرذيلة الأخلاق عن بردة ، الطبع
المدائح فى الحسنة التى تكب الخصال من ،الى غير ذلك والصدق والإخلاص والصبر
بعدهم من على عليهم فى أشياء ،ثم لبس لئ! ابليس والثواب فى الآخرة ،ولكن الدنيا
ن أ ،الى عليهم الثانى ،فزاد تلبيط القرن فى زاد طمعه قرن مضى ،وكلما تابعيهم من
،فلما أطفا العمل المقصود ان ،وأراهم الغلم عن انه صدهم عليهم ما لثس فأول
ترك الدنيا ذلك أن المقصود من أراه من فمنهيِم ، فى الظلمات تخبطوا العلم عندهم مصباح
أنه خُلق ونسوا ، المال بالحقارب وشبهوا ، أبدانهم يصلح ما فرفضوا ، الجملة فى
،وهؤلاء لا يضطجع من فيهم إنه كان ،حتى النفوس الحملة على ،وبالغوا فى للمصالح
لهم ،وصنفوا والخطرات الجوع والفقر والوساوس ثم جاء أقوام فتكلموا لهم فى
وأفردوه بصفات التصوف فهذبوا مذهب ،مثل الحارث المحاسبى ،وجاء أخرون فى ذلك
وتميزوا بزيادة ، والتصفيق والرقص والوجد بالمرئعة والماع الاختصاص من بها ، ميزوه
ويتكلمون ، إوضاعأ لهم يضعون والأشياخ ، ينمى الأمر ما زال ،ثم والطهارة الظافة
،وسموه العلوم فيه أوفَى رأوا ما هم حئى العلماء البعد عن بهم يزل ولم ، بواقعاتهم
إلى الجوع به خرج من ومنهم ، الظاهز العلم الث!ريعة علم وجعلوِا ، الباطن العلم
مستحسَن شخضا تخيلوا فكأنهم ، فيه والهيمان الحق عشق فادَعى ، الفاسدة الخيالات
917
،حتى ا!لطرق باقوام منهم تشعبت ،ثم والبدعة بين الكفر به ،وهؤلاء ،فهاموا الصورة
إبليس زال وما ، بالاتحاد قال من ومنهم ، بالحلول قال من فمنهم ، عقائدهم فسدت
فصنف7 السلمى أبو عبد الرحمن سننا ،وجاء لأنفسهم جعلوا بفنون البدع حتى يخبطهم
القرآن فى تفسيرهم فيه العجب ،فذكر عنهم التفسير لهم حقائق ،وجمع السق لهم كتاب
السراج لهم أبو نصر العلم ،وصنف أصول من إلى أصل غير إسناد ذلك يقع لهم من بما
لهم ،وصنصْ المرذول الاعتقاد القبيح والكلام فيه بهثيرا من ذكر - لمع الصوفية - كتابا سماه
فيه الى لا يستند ،وما الباطلة فيه الأحاديث " فذكر القلوب 9قوت المكى كتاب أبو طالب
لا فارغ كلام وهذا لما المكاشفين بعض 9قال فيه قول ،وردد الصحيحة الأصول من أصل
حدود فى " الحلية " وذكر كتاب الأصبهانى أبو نعيم لهم وصنَف ، عليه التعويل يصح
القشرى كتاب لهم عبد الكرثم بن هوازن ،وصنف أشياء منكرة قبيحة التصوف
أيبر حامد لهم وصنف ، الفناء والبقاء فى الكلام من فيها العجائب " فذكر إ!الرسالة
أفضل المال ذكر ان فقد ،حتى أحوالهم فى كثير من -الإحياء -فجاراهم كتاب الغزالى
عز الثه ذكر عن ،لأن أقل ما فيه الاشتغالَ ب!صلاحه إلى الخيرات دان صرف وجوده من
والعلم. الفهم رتبته فى فيها عن باْشياء نزل السماع ،ثم أباح لهم وجل
الفرق على ،وأنه يدل الزهد يزيد على معروف مذهب أن التصوف ثالثا ثم ذكر
الزهاد على قد لتس إبليس ،ولكن ،وقد ذموا التصوف بينهما أن الزهد لم يذمه أحد
لا ينجون بأنهم إبليس عليهم الدنيا ،فلئس ذم فىِ القرآن والحديث سمعوا لأنهم ، أيضا
عن ،وبعدوا الجبال إلى وجوههم على ،فخرجوا منها الدنيا والفرار إلا بترك الاخرة فى
أن هذا إليه ،ويخيل الواحد منهم كالوخ! يصير العلم ،حتى الجمعة والجماعة ومجالس
ادنى هو الذى فاستبدلوا ، بالزهد اشتغالا العلم عن أعرضوا وبهذا ، الحقيقى الزهد هو
،وكم غيره إلى متعد نفعه عتبة بابه ،والعالم نفعه لا يتعدى ،لاْن الزاهد خير هو بالذى
لا يزيد من فمنهم ، تركُ المباحات الزهد ان ظنوا ،وكذلك متعبد من الصواب إلى رد
بدنه، صبس حتى المطعم يقلل من ،ومنهم الفاكهة لا يذوق من ،ومنهم الشعير خبز على
عئرجّ!ا ،ولا الرسول طريقة هذه تكن ولم .، البارد الماء ويمنعها الصوف بلبس نفسه ويعذب
النبى ،وكان كلوا ،فاذا وجدوا شيئا يجدوا إذا لم ! ،انما كانوا يجوعون أصحابه طريقة
:أنا يقول رجل كان ،وقد الحلوى ،هـلحب الدجاج ،ويأكل ويحبه اللحم علَسهيم يأكل
يقوم ،وهل أحمق رجل :هذا البصرى الحسن ،فقال لا اْقوم بشكره لأنى الخبيص آكل
المشوى اللحم سفرته فى حمل إذا سافر الثورى سفيان وكان . . الماء البارد ؟ بشكر
من والتقلل المباحات ترك فى الصوفية من تبعهم الزهاد ومن اْولئك .ولما تغالى وِالفالوذج
الشبان والمبتدئين ،مع أنه من من فى زمرتهم فيمن يريد الدخول شرطا الطعام ججلوا ذلك
،أما الث!بان فانهم عليه يصبرون والكهول الشيوخ ،فإن الجوع الشبان على الأشاء أضر
الغذاء أخذت معدتهم تجد ،ف!ذا لم عليه أن يصبروا ،فلا يمكنهم الطعام هضم على أقدر
. به وتفسده الجسم ،فتغذى البدن فى المجتمعة الفضول من
فى الزهد ،فيريهم الصوفية لصدقهم المتقدمين من ثم ذكر أن إبليس كان يُل!س على
الفقر، ب!اط على أموالهم ،ويجلسون من ،فيتجردون شره من ويخوفهم المال عيب
لقلة العلم ،وهذا الفعل لا يلام خطأ أفعالهم فى ذلك ،ولكن صالحة مقاصدهم وكانت
بها عن يستغنى له صناعة ،أو كانت لنفسه ادَّخرها كفاية قد إلى يرجع عليه إذا كان صاحبه
إلى احتاج ثم كله المال الحلال به ،فأما إذا أخرج فتصدق شبهة المال عن ،أو كان الناس
،أو يأخذ أو لصدقاتهم الإخوان لمق إما أن يتعرض ،فهو عياله وأفقر الناس أيدى ما فى
الحارث ذكر ؤقد ، عنه المنهى المذموم الفعل هو وهذا ، والشبهات الظلم أرباب من
فيه أعذرُ من ،والحارث ونصره الغزالى ،وشيَّده أبو حامد كثيرأ كلاما هذا فى المحاسبى
ما دخل نصرة عليه أوجب التصوف فى دخوله ،ولكن أفقه كان أبا حامد ،لأن حامد أبى
،فما بقى ضرورته له إلا قدر لا يبقى ماله حتى من أن يخرج للمريد أنه ينبغى فيه ،وعنده
الشرع كله خلاف ،وهذا وجل عز الله عن إليه قلبه ،فهو محجوب يلتفت له درهم
إذْ جعله ، بحفظه وأمر قدره عطم الله قد لأن المال ، من للمراد فهم وسوء ، والعقل
تُؤْتُوا وَلاَ ( : تعالى ،فقال شريف فهو الشريف قوامأ للآدمى جُعل ،وما قوامأ للادمى
الله عيئنَجّم اْنه رسول عن صح وقد ()1 1 0 0 0 قيَامًا كُمْ اللهُ جَعَلَ الَّتِى امْوَالكُمُ الْممتُفَهَاءَ
عالة أن تدعهم من لك أغنياء خير ورثتك تترك ! لأن َ: لسعد المال ،وقال إضاعة عن نهى
،فمن يعز وجهه غير من جمعه فتنة المال ،وأن من أنه يخاف ينكر " ولا يتكفَّفون الناس
والاستكثار منه جمعه قصد لابد منه ،وأما من حِلها فهذا امر البلغة من كسب اقتصر على
لىان ، المقصود والمباهِاة فبئس به المفاخرة قصد ف!ن ، مقصوده فى فينظر الحلا ل بطريق
ا!إخوان على التوسعة ،وقصد زمانه لحوادث ،وادخر نفقته تلزمه ومن نفسه إعفاف قصد
كثير من النية أفضل بهذه جمعه ،وكان قصده على ،اثيب المصالح الفقراء وفعل !اغناء
الفقراء يدخل ،ولهذا صبره على أثيب ابتلى به فصبر ،فمن أن الفقر مرض ذكر ثم
نعمة، البلاء ،أما المال فهو على ،لمكان صبرهم عام الأغنياء بخمسمائة الجنة قبل
W
جمالمعتزل فى والفقير ، والمجاهد كالمفتى فهو تعب وان والغنى ، شكر إلى تحتاج والنعمة
أموالهم رهدأ من ،كانوا يخرجون الصوفية المتقدمين من ثم ذكر أن هذا كان حال
الدنيا مالوا إلى فقد ،فاما متاخروهم الفعل فى غلطوا ولكنهم الخير بذلك فيها ،فقصدوا
فى ،ويجلس ولإ يعمل الك!سب يقدر على من ،فمنهم كان أىً وجه من المال وجمع
من الباب ،ومنهم بطرق ،وقلبه معلق الناس صدقات على ،ويعمد الرباط أو المسجد
أموالهنم ،وقد.دخل ما يريده من طلب كبار الظلمة ،ولا يتورع عن بيوت فيقصد يخرج
( كلنا : له الأمير فقال ، فقبله شيئا فأعطاه فوعظه منهم أمير على الصوفية بعض
على يدل جيد كلام ،وكله الصوفية على الكلام فى هذا كثيرأ غير أبو الفرج وذكر
العامة كانت لأن ، جارفا كان السيل ولكن ، التجديد الناحية من هذه فى مستنيرة عقلية
التجديد، الناحية من هذه جامداَ فيما عدا رجعيا هو ،وكان المتصوفة أولئك على تتهافت
الكلام ، علم فى الخوض ،ويكره النصوص ظواهر عند الوقوف العقائد يرى فى فكان
الثافعى انه ،وينقل عن السلف من وغيرهما الشافعى وابن حنبل فى هذا مذهب ويذهب
فى أن ينظر له من خير الشرك ما عدا الثه عنه ما نهى العبد بكل يُبتلى لأنْ :ا يقول كان
الكلام أبدا ،علماء كلام صاحب :أ لا يفلح أنه كان .يقول ابن حنبل عن ،وينقل الكلام
على يأخذ كان الذين الملوك وإلأمراء بأولئك حسنة صلة على هذا مع ( ،وكان أ رنادقة
،ولم حكمهم فى اصلاح فى تاريخ حياته ،فلم يَع ،كما سبق الاتصال بهم المتصوفة
"نزعته شأن من قلل ونحوه هذا لا استبداد فيه ،فكل شوريا حكما جعله فى يجتهد
نزعاته الرجعية ،ولا فى مغ فى القضاء على أثرأ لها ،ولم يجعل التجديدية فى التصوف
**!ي!
W
حال العالم فى القرن السابع الهجرى
الدول م ،وكانت 013 0 م إلى سنة 012 4 سنة من يمتد القرن السابع الهجرى
يهدِّدها الذى الخارجى الخطر عن ،غافلة الداخلية بحروبها مشتغلة فيه لا تزال الإسلامية
كثير أن يفنَى فيها عدد ،بعد دولة وتقوم دولة الحروب بهذه ،فتسقط والغرب الشرق من
جميع على هذا القرن ،وأمكنها أن تستولى أمر الدولة الخواررمية فى ظهر وقد
الغورية بهذا الضولة ،فانتهت السلجوقية الغُورية والدولة الدولة تحكمها التى كانت الأقطار
م ، 3911 هـ= 095 م ،كما انتهت قبلها الدولة السلجوقية سنة 1215 هـ= سنة 612
من ،فامتدت شاه علاء الدين خواررم عهد فى الدولة الخوارزمية كاية عظمتها وبلغت
أرال شمالا بحر قئوين وبحر شمال ،ومن الهند شرقا العراق العربى غربا إلى حدود حدود
المذهب شاه خواررم الدين علاء اعتق وقد ، جنوبا الهندى والمحيط الفارسى الخليج إلى
العلويين من رجلا ،فاختار العباسن دولة ويسقط بغداد على ،وأراد أن يستولى الشيعى
سار ،ثم العباسى الناصر خطبة ،وقطع منابر دولته له على ) وخطب الملك ( علاء يسمى
جيشه الدولة العباسية ،ولكن م ،ليستولى عليها وشقط 1217 هـ- إلى بغداد سنة 614
يوما ،فعاد بمن بقى عشرين نحو ثلجية هئمت عليه واستمرت الطريق بعواصف فى هلك
دولنه. على الانفضاض الننر محاولة من بغداد ما شغله عن ،وشغله معه إلى خراسان
هـ= سنة 648 ،وكان ظهورها هذا القرن دولة المماليك بمصر فى ظهرت وكذلك
تملكه كانت مما وغيره منها الشام انتزعت ،وقد الأيوبيين بمصر بها دولة ،فانتهت م 125 0
بعد ذلك.
-بنى عبد المؤمن- غير دولة الموحًدبن هذا القرن بالمغرب دول فى قامت وكذلك
سنة دولة بنى عبد الواد بالمغرب الأوسط م ،فقامت 9126 هـ= سنة 668 انتهت وقد
، م 12 ا اْ هـ= سنة 613 دولة بنى مَرين بالمغرب الأقصى م وقامت 1235 هـ= 633
هذه الدول م ،وكانت 1234 هـ= !32 -سنة دولة الحفصيين بأفريقية -تونس وقامت
0183
كلها ،وتجعلها واحدة دولة تجمعها أن كانت البلادء ،بعد بهذه بعضا بعضها متعادية يحارب
. المغرب ناحية من المسلمين يهذدون الذين الأعداء على يداَ واحدة
أهل فانقسم ، يالمغرب انتهاء ملكهم قبل بالأندل! الموحدين ملك انتهى وقد
منهم ينتزعون ،فأخذوا انقسامهم ،وانتهز الفرنجة فرصة بعض على بعضهم الأندلس
بن محمد الانقسام أثناء هذا ظهروا الذين الزعماء من ،وكان واحدة بعد واحدة بلادهم
سنة بالأندلس الذى أنشأ دولة بنى الأحمر ،وهو المعروف بابن الأحمر النصرى يوسف
مدينة ،وقد اتخذت للمسلمين الأندلس ما بقى من تضم م ،وكانت هـ = 1237 635
ويليها دولة ، القرن هذا فى المسلمين دول أقوى بالمشرق الخوارزمية الدولة وكانت
غاية كانوا فى الدول هذه ملوك ،ولكن الأقصى بالمغرب مرين بنى ،ودولة بمصر المماليك
كانوا لا يخاطبهم أنهم الخوارزمية الدولة تجبر ملوك من بلغ ،حتى والاستبداد الفساد من
الدين منكبرتى فساد جلال الركبتين أمامهم ،وبلغ من على جالس إلا وهو كبير أو صغير
لم يُسمع حزنا عليه حزن مات فلما ، شديدا حبا يحبه له مملوك كان اْنه شاه ابن خوارزم
يستصحبه ،فكان دفن غير ،وأبقاه من عليه واللطم والنواح بالخروج الناس بمثله ،وأمر
،لىاذا والبكاء عليه اللطم لا يترك ،وكان موته فراقه بعد على ،ولا يقدر سار حيث معه
إليه يحملون بل ، إنه ميت يقول أن أحد فلا يجرؤ ، إليه منه أرسل قدِّم إليه الطعام
. كان مما الاَن اصلح إنه ويقول ، إنه يقبِّل الأرض ويقولون ، الطعام
هذا فى اخذوا فقد ، أو اكثر السياشة حالهم مثل العلمية المسلمين حال وكانت
التى المبسوطة الكتب إلا باختصار يهتمون ،ولا علومهم إليه فى بما وصلوا يكتفون القرن
بهذا عنى ،وممن القرن هذا نادرا فيما قبل إ، لا يحصل هذا فيها ،وكان أسلافهم وضعها
الفقه أصبرل فى ،فله مختصرات بابن الحاجب المعروت بكر أبى بن عثمان فيه أبو عمرو
فلا ، بها الإحاطة العلوم طلاب على يسهلوا ان بهذا قصدوا وقد ؟ وغيرهما والنحو
العناية من إليه أمرهم سيؤول لما تمهيدا هذا ،وكان الاستحضار فيها إلا سرعة همهم يكون
. ()1 غيرهم فيها عن ،وتأخرهم العلوم الابتكار فى ملكة ،وفقد المختصرات هذه بشرح
لا يشتغل إنه كان ،حتى الفلسفية للعلوم زيادة عدائهم من بلة ما كان الطين وزاد
فيه، الدين رجال نفوذ قوة من كان لما ، وخفية حذر فى إلا نفر منهم القرن هذا بها فى
يمكن المنطق والفلسفة ( )2ولم القرن هذا فى حرَّم ابن الصلاح ،وقد المتصوفة جهلة وكذلك
ابن دقيق العيد. الكلام على فى بدعة المختصرات ! ( )1سيأتى بيان خلافهم
الحضارة اليونانى فى ( التراث كتاب فى ذلك تحريم فى ابن الصلاح فتوى انظر ()2
W
إنه لما ،حتى هذه العلوم ،وكان الملوك يطيعونه فى ذلك قراءة كتب من أحدا فى دمشق
ذكر غير التفسير " :من دمشق مدارس الأيوبيين -نادى فى -من موسى الأشرف ولى
محمد بن الدين على القرن سيف هدا اشتغاله بالفلسفة فى بسبب وممن أوذى
، أمره بين الناس ،فاشتهر الزمن من الظافر بالقاهرة مدة بالجامع قد تصدر ،وكان الاَمدى
إلى ،ونسبوه عليه الفقهاء وتعصبوا من جماعة وانتفعوا به ،فحسده الطلاب عليه واشتغل
فيه خطوطهم وضعوا ذلك يتضمن محضراَ ،وكتبوا الفلسفة بعلوم ،لاشتغاله العقيدة فساد
فى كتب عليه فلما راْى تحاملهم ، ومعرفة فيه عقل رجل منهم ،وكان به دمه بما يستباح
له وخصوم أع!داء فالقوم لم ينالوا سعيه إذْ الفتى حسدوا
القاهرة مستخفيأ إلى الشام ،واسستوطن من الدين تحاملهم عليه خرج سيف رأى ولما
العقائد فى زاد فيه جمودهم ،فقد القرن هذا فى الدينية المسلمين حال كانت وكذلك
المذاهب الأربعة +المعروفة، الفرو! على فى ،وزاد فيه جمودهمَ الأشعرى مذهب على
أهل السنة، مذهب ،يعد خارجا عن الأشعرى فكان من يحاول الخروج على مذهب
المذاهب أحكام الخروج على يحاول من ،وكذلك ما لا يطاق الأذى والاضطهاد فيلقى من
، الأشعرى مذهب هذا القرن على فى الخروج حاول من الأربعة ،وكان ابن تيمية أشهر
الأحكام كان لا يتقيد فى بعض السنة ،وكذلك من أهل السلف لأنه كان يؤئر عليه مذهب
فى عليه الكلام فى ما ناله مما سيأتى هذا ناله فى ،وقد الفقهية الأربعة المشهورة بالمذاهب
لأنه ، المعروفة الأحكام عن إلا قيلا الفروع فى يخرج ابن تيمية لم ،ولكن القرن هذا
عن الفروع أيضا فى الخروج حاول آخر حنبلى هذا القرن عالم فى طناك وكان
الصرصرى الطوفى القوى عبد بن أبو الربيع سليمان الدين نجم وهو ، المعروفة المذاهب
إنه ،حتى رافضيأ أشعريا فيما قيل كان ،وقد م "11 ا 6 هـ= 716 سنة ،لمتوفى البغدادى
نفسه بغرابة من شعر وقد - النواصب أرواح على الواصب العذاب - كتابا سماه الف
الإسلامى ونجم الدين التشريع زيد فى كتابه -المصلحة فى ( )1أثبت الأستاذ ممطفى
185
الشام إلى نزل ،ثم وجاور الحج إلى سافر ،ثم ذلك به لأجل حُب!عن وطيف وقد
النص على المصلحة رعاية تقديم أنه رأى الفروع فى محاولته ،وكانت ببلد الخليل وتوفى
عليهما تقديم رعاية المصلحة وجب والإجماع الص المصلحة ،ف!ذا خالفت والإجماع
ال!ثُنة تقدم ،كما عليهما والافتئات التعطئل! لهما ،لا بطريق لهما واليان التخصيص بطريق
! ضرار ولا :ا لا ضرر خمهنجم ثابتة بقوله المصلحة رعاية البيان ،لأن القرآن بطريق على
، الإجماع من أقوى المصلحة رعاية أن وعنده ، الأدلة بين جمغا أيضا مراعاتها فيجب
المؤدى السبب بأنها الثمرع المصلحة بحسب من أدلة الثمرع ،وقد عرف منه بأن نكون وأحق
،دالى كالعبادات الثنارع لحقه ما يقصده الى ،وقسمها الثمارع عبادة أو عادة مقصود الى
عنها أو رجع الأقوال هذه حياته فى أنه أخفى ،والظاهر لحقه كالعادات الشارع ما لا يقصده
،فلم يشتهر أمره فى هذا الفرن كما اشتهر أقوالِه ابن يمية على عليها كما أصر ولم يصر
قواعد فى والإكسي! ، المسائل أمهات فى :بغية السائل المؤلفات له من ،وكان ابن تيمية
الشريعة؟ أسرار معرفة الى والذريعة ، والنظائر الأشباه فى النواظر والرياض ، التفسير
، للترمذى الصحيح الجامع ،ومختصر الحريرية المقامات ،وشرح الأناجيل على وتعالبق
شرح عند المصلحة تقديم فى فيه رأيه السابق جاء الذى وهو ، النووية الأربعين وشرح
راد فيه نفوذ المتصوفة فيه ،حتى هذا الفرن من الحركة العلمية فى وزاد ضعف
سبق لما ، تصوفهم فى شيئا جمهورهم لا يرى كانوا أشعرية لأنهم ، لهم العلماء خضوع
هـ- 066 ( المتوفى سنة السلام عبد بن الدين لعز كان ،وفد بالغزالى هذا فى تأثرهم من
يلقب وكان ، بأسه كانوا يخثمون ملوكه إن حتى ، القرن هذا فى كبير م ) نفوذ I Y l 2
فى " الرسالة يدرس الصوفية وهؤ أبو العباس المرسى من هذا حضره ،ومع العلماء سلطان
كان الذى الفصل يعنى - الفصل هذا على :تكلم له فقال ، التصوف " فى القشيرية
الحلقة فى الدين يزحف عز ،وأخذ طريقتهم أبو العباس بتكلم على فأخذ فيهَ يدرس
. بربه " عهدِ حديث هو الذى الكلام هذا " :اسمعوا ويقول
من القطبين الأخيرين هذا القرن ظهور النفوذ فى ذلك هيأ للمتصوفة الذى وكان
القطبان ،وهذان السابق القرن فى الأولين القطبين ظهور الأربعة فيه ؟ بعد الصوفية أقطاب
بن ،وابراهيم م 1276 هـ= 675 المتوفى سنة البدوى أحمد :أبو العباس هما الأخيران
المشرق الى انتقل ،ثم بالمغرب نث!أ بمدينة فاس فقد البدوى أحمد فأما أبو العباس
فى القرن الى العراق ،وقابل القطبين السابقين بلد الى بلد إلى أن وصل ينتقل من وصار
186
واليمن والهند العراق مفاتيح ، " يا أحمد : له فقالا ، والرفاعى الجيلى وهما ، السادس
حاجة لا ا : لهما فقال ، أ منها شئت مفتاح أى فاختر ، بأيدينا والمغرب والمشرق والروم
وصل قذ صيته وكان مصر إلى سار ! ،ثم الفتَاح إلا من المفتاح ،ما آخذ بمفاتيحكما لى
،وكان بالإكرام والتعظيم فتلقوه وعسكره بيبرس الظاهر الملك إليها ،فلما دنا منها خرج
دار إليها قصد بلدة طندتا -طنطا -فلما وصل يوم لزيارته ،ثم قصد الظاهر ينزل كل
ببصره إلى السماء ، نهاره قائما شاخصا طول ،فكان يمكث إلى سطحها أهلها وصعد بعض
لا يثل أو كثر يوما أربعين يمكث ،وكان كالجمر تتوقد حمرة عينيه إلى سواد انقلب وقد
،وكان فى هذه المدة يؤتى سنة هذا اثنىَ عشرة على مكث ولا ينام ،وقد ولا بشرب
،ثم له مريدا فيصير واحدة إليه نظرة فينظز السطح من ،فيطأطىء أو الطفلْ إليه بالرجل
انتشارا صيته بهذا فانتشر ، نائبا له فيه ليكون ، يعينه له البلد الذى الى يذهب يأمره أن
ماء لو نفد ، المحيط البحر على تدور سواقى ، ربى " :وعزة يقول كان ،حتى عظيما
البلاد ، جميع فى له بهذا أتباع لا يحصون صار ،وقد " ماء سواقى نفد لما الدنيا سواقى
أتباعه، عليهم بعض استخلف ،فلما مات دولة المماليك فى داخل له دولة صوفية وقامت
ممن النذور جمع على ،وتقوم يومنا يتوارثها أتباعه إلى طندتا مدينة فى له خلافة وصارت
. البلاد جميع من الناس ويقصدها ، له تقام التى الموالد فى سيما "Ili قبره للزيارة ، يقصد
فى أيضا صيته فانتشر ، الشأن هذا مثل أيضا له شأن فكان الدسوقَى وأما إبراهيم
له وصارت ، الغربية مديرية أعمال من دسوق له قبر يزار فى صار البلاد ،حتى جميع
إليه نسب ،حتى التصوت كبيرة فى له دعاوى ،وكان كثيرون ومريدون صوفية طريقة
لغات والسريانى والعبرانى والزنجى وسائر يتكلم بالعجمى طبقاته أنه كان فى الشعرانى
،أنا مناجاته فى السلام عليه ( :انا موسى يقول انه كان عنه ،ونقل والوحوش الطيور
،أنا شئت منهم من ،ألبس بيدى خُفعَتُه فى الأرض ولى كل أنا ، فى حملاته يهت على
،وبيدى النار أغلقتها أبواب ،أنا بيدى خاطبته الكرسى ،وعلى ربى شاهدت السماء فى
أنا وأولياء الثه أشياخا كنت ،وقد الفردوس جنة أسكنته زارنى ،من فتحتها الفردوش جنة
على أخلع أن ،وأمرنى الله عل!هبم رسول نور من خلقنى وجل الله عز ،وإن الأرل فى
أنت :يا ابراهيم الثه لحةجم رسول لى ،وقال بيدى عليهم ،فخلعت الأولياء بيدى جميع
الرفاعى وابن ، القادر خلفى عبد وأخى الله عد!هنجلأا ، أنا ورسول فكنت ، عليهم نقيب
مالك، الى سر :يا (براهيم لى وقال الله عر! رسول إلى التفت القادر ،ثم عبد خلف
ما أمره به، مالك .ففعل الجنان له يفتح ،وقل رضوان الى النيران ،وسر له يغلق وقل
187
فيه الله عاقب هذا القرن الذى الجنان فى النيران وتفتح تغلق كيف أدرى ولست
أعدائهم بتسليط القرون قبله من ما اقترفوه فيه وفيما على ،وجزاهم عقاب أشد المسلمين
المسلمين نكبة بيانه فى ما سيأتى على ، المشرق فى العظيم ملكهم منهم فضاع ، عليهم
ى أ أدرى المغرب ،ولست جهة يقتصئُون أطرافه من أعداءهم عليهم سلط بالتتر ،وكذلك
عنهم ،ولىأ تدفع بلوى ترد عنهم ،فلم المسلمين حال وهذه العريضة الدعاوى لتلك قيمة
لم يبق القرن هذا فى ،والمسلمون العريض الباطنى الملك هذا ما قيمة أدرى ،ولست شرا
لزواله تلك ،وتهعىء له القدر ما يخبىء ،يخبىء المغرب وبلاد مصر فى ضيق إلا ملك لهم
أيضا بلهلة دينية صرفتهم المسلمين /فى أوقعا آخران صوفيان أيضا القرن هذا فى وظهر
المتوفى سنة الدين بن عربى محى هما الصوفيان ،وهذان أمرهم عواقب فى التنبه عن
فى تغاليا ،فقد م 1237 = هـ 632 المتوفى سنة الفارض بن ،وعمر م 124 0 = هـ Irv
تربو على كثيرة وأشعار فيها كتب للاول ،وكان الوجود الاتحاد والحلول ووحدة دعوى
عن الدعاوى بتلك المسلمين ،فشغلا كبير شعر للثانى فيها ديوان مَن قبله فيها ،وكان شعر
دنياه إلا تأييد له فى لا هم فريق وكل شأنهما فى فريقين ،وجعلاهم بهم المحدق الخطر
القرون هذا القرن ،وفى فى للمسلمين الاغل الشغل هذا هو صار مذهبه فيهما ،حتى
من الشرع ما لا يلائم ،وتاويل لهما المتعصبين جانب فى كانت جمهرتهم التالية له ،ولكن
والشام كان الإسلام بمصر شيخ إن عز الدين بن عبد السلائم وهو ،حتى نثرهما وشعرهما
الحسن أبا عليه تحاملا كثيرا ،فلما صحب ،ويتحامل الدين بن عربى قدر محى من يحط
يترجم منه ،فصار الصوفية أحوال م عرف 1258 هـ- 656 الثماذلى المتوفى سنة
بلبل أفكارهم آخر والترك صوفى الفرس هذا القرن بين مسلمى فى ظهر ؤكذلك
الدين جلال وهو ، العرب فيها مسلمو وقع التى الغفلة فى وأوقعهم ، الدعاوى بتلك
لهم م -وقد ألف 1271 هـ = 067 البلخى القونوى الرومى المتوفى سنة بن محمد محمد
باللغة منظوم ،وهو لهم ك!حياء الغزالى لمسلمى العرب ،فصار المثنوى فى التصوف كتاب
الغزالى ؟ لأن والمثنوى فرقا بين الإحياء هناك ،ولكن المسدس رمل مزاحفات فى الفارسية
شأن المثنوى من فى فيحقر الرومى الدين ،اما جلال العلمية الأساليب الإحياء فى يستعمل
بالعاطفة، إذا قورن شيطانى أن العقل شىء التلقين ،ويرى طريق عن العلم والتعلم
عالم الشرع إلى عالم فوق حملاه ،حتى الصوفى والجذب الوجد سماء بهذا فى فحلق
أنا ، أنا السحاب ، العصا أنا ألم ، اللصوص ة أنا سرقة : ذلك فى قاله ومما ، والأخلاق
. ! الخ الخ . . . المروج فى أمطرت أنا الذى ، الغيث
الملوك والعلماء حتى شأن شأنه على عالم التصوف الا"قطاب فى أولئك فعَلا بظهور
188
الباطنية فى الدولة لأن ، الظاهرة لدولهم مما أذعنوا الباطنية أكثر لدولته المسلمون أذعن
فى ظاهر لملوك الدنيا إلا تصرف الحقيقة ولي! فى أمور الكون التى تصرف هى نظرهم
الطبقة فن متصوفةً الباطنية أن الدولة الملوك ب!زاء رجال أولئك هوان من بلغ ،وقد دولهم
الملوك دونهم، هم كأنهم وزنا ويخاطبونهم لهم كانوا لا يقيمون الأقطاب أولئك الثانية بعد
يكاتب م ) كان 1288 هـ= ( IAV المتوفى سنة إبراهيم الجعبرى أن الشيخ ذلك ومن
:من يقول السلطان " فكان الزوبرى الكلب إلى الجعبرى إبراهيم ! من : مصر سلطان
،وكان مصر إلى أن أجىء بلادنا قبل فى اسمنا واللهِ ؟ إنه بلادى فى اسمى على هذا أطلع
ملوكا عليها ،وكان فيصيرون بهم إلى مصر ثم يؤتى بلادهم الملوك يُشترون من أولئك
يطرب وعظ له مجلس ،وكان الا"قطاب لا يبلغ مرتبة أولئك صوفيا الجعبرى إبراهيم الثخ
فعقد ، القراَن والحديث فى يلحن كان ولكنه ، العامة وأشباه العامة من فيه السامعين
يحكم بمنعه ،ولم الإفتاء عن فامتنع ثلاثة منهم الوعظ لمنعه من مجل!ئا الأربعة بمصر القضاة
الثلاثة ،فجاء رقبته فانكسرت القلعة وقع درج من نزل فحين ، المالكى بمنعه إلا القاضى
يلحن. الذى هو سمعكم إنما ، لا نلحن :نحن لهم ،فقال الجعبرى فقئلوا رجل
الطبقة م ) من 1276 هـ- ( 75/6 المتوفى سنة بن أبى بكر خضر الشيخ وكان
صار إليه فلما أن يصير قبل بالملك بيبرس إنه تنبا للظاهر ،ويقال أيضا المتصوفة الئانية من
ملكه وقد ذكر فى التصرف صاحب جعله اعتقاده فى ولايته وكراماته حتى ملكا تغالى فى
ملوك إلى يكتب وأنه كان ، والزنا ونحوهما اللواط من يُرْمَى بعظائم أنه كان المقريزى
إلى فى التصوف الملامتيةِ مذهب وبهذا وصل دا()1 نياك الحمارة الشيخ )خضر ( :من عصره
لولأ أنى المقريزى عن هذا لأنقل كنت ،وما الفاجرة الإباحية ،وتلك السافر الفسوق هذا
معه ما لا يذكر النكبات من للمسلمين القرن تهيىء هذا فى التى أخذت أريد أن أبين العوامل
هذا ،ولكنه زاد كثيرا فى القرن الخامى من التصوف بدأ نظام الرهبة فى وقد
الطرق من الصوفية كالقادرية والرفاعية وغيرهما الطرق أيدى أصحاب القرن ،وانتشر على
-عوارف كتاب القرون ،وفى هذا القرن وفيما بعده من فى بسرعة ظهورها تَوَالى التى
زيد مما م ) كثير 1234 هـ=َ المتوفى سنة ( 632 السهروردى الدين عمر المعارف -لشهاب
عما بذلك المسلمين أرادوا تسلية المتصوفة أولئك ولعل القردط ، هذا فى الرهبنة نظام فى
الممالك هذه باسترداد الرجاء . فيهم أن كلعثوا ،بدل ممالكهم كثير من بضياع دنياهم من فاتهم
918
عدوَا جديدا الله عليهم السابقة سلط النواحى تلك فى ما بلغ المسلمين ولما بلغ فساد
الإسلام ،وذلك منذ ظهور الغرب القديم الذى كان يناوئهم من ،إلى عدوهم الشرق من
واسمه ، العظيم الأمير لقبه ومعناه وجنكزخان التتر ، ملك جنكزخان هو الجديد العدو
قصد له ذلك ،فلما تم والتركستان والمغول بلاد الصين على استولى قد ،وكان تيموتشين
التتر بالبلاد الإسلامية أولئك ظهور وكان ، الخواررمية الدولة ،فاكتسح البلاد الإسلامية
هولاكو استولى ،حتى بلد بلدًا بعد عليها يشولون يزالوا ،ولم م 9121 هـ= I I 6 سنة
الدولة العباسية. 1 25 8م ،وبهذا انتهى ملك هـ= بغداد سنة 656 على
الملك مصر ،فسار اليهم من دفشق بعد هذا إلى الشام واستولوا على التتر ثم سار
،فتمكن جالوت عين م ) على 9125 هـ= ( 65 A سنة ،والتقى بهم المظفر قطز
. بلاد الام عند فتوحهم ،فوقفت مرة هزيمة التتر لأول بقيادته من المسلمون
بشىء هذا ،مع أدركهم اللّه ،ولكن القرن هذا بالتتر كبيرة فى نكبة المسلمين وكانت
ن أ وبلاد المغرب ؟ وهذا إلى مصر القوة فى من شىء على لهم دول ،نجقت لطفه بن
من إلى حاجة فى ؟ فرأوا أنفسهم وحضارة دينا وعلما المسلمين من التر كانوا أقل أولئك
يلبثوا أن لم ثم ، دولتهم تدبير فى بهم فاستعانوا ، المسلمين من بلادهم على استولوا
بركة ،مثل ملوكهم به بعض ،ودان دينا لهم ،فاتخذوه دينهم على الإسلام فضل أدركوا
م ،وكان اعظم 1266 هـ= المتوفى سنة 665 بن جنكزخان خان بن دوشى ابن باطوخان
، بغداد ملكه مقر ،وكان جنكزخان بن تولوى بن هولاكو بن أحمد التتر ،ومثل ملوك
بيكدار ،فلما تولى الملك م ،وكان يسمى 1282 هـ= 681 بعد أخيه أبغا ست وقد ملك
الإسلام ، بعده على ،وتوالى ملوكهم أحمد نفسه سلطان ،وسمى الإسلام دين أظهر
من شىء دانما هو ، البلاد هذه فى عليه ما كانت مثل %لى تعد لم المسلمين حالة ولكن
من أفدح ما هو بهم ان يحل ،قبل أمرهم ليتدبروا فى المسلمين الله أراد به أن يمهل لطف
فى بلاد روسيا على القرن هذا التتر فى أولئك استولى ولقد ، القرن هذا التتر فى نكبة
أيضا هذا ،فكان واسعة فيها مملكة لهم ،وكان ايضا فيها بالإسلام ملوكهم ،ودان أوربا
تعالى بالمسلمين فى هذا القرن بعد محنته لهم. الثه من زيادة لطف
الفرنجة حكم ،تحت فيها مملكة الروم الشرقية هذا القرن فقد وقعت فأما أوربا فى
هذه ناحية صن ،وقصدوها البلاد الإسلامية على الصليية الاستعمارية قاموا بالحروب الذين
هـ= 306 القسطنطينية سنة ،فاستولوا على المقدس وبيت المملكة ليصلوا إلى الام
سنة فيها إلى حكمهم واستمر ، ما فيها وأبنيتها ونهبوا قصورها وهدموا ، م 6012
091
ولم نيقية وطرابزون البلاد قد أقاموا لهم مملكتين فى أهل م ،وكان 1261 هـ= 066
السنة ال!ابقة ،ولك!نهم مملكتهم فى على قضوا هؤلاء الفرنجة حتى مع حروب يزالوا فى
. القرن هذا الى آخر فتن داخلية فى هذا بعد وقعوا
أوربا الشرقية ،فقد تكونت حال من هذا القرن أحسن أوربا النربية فى حال وكان
الصل!يبية، الحروب فى بالمسلمين باتصالها شعربها ،وتأثرت الحديثة الأوربية فيه الممالك
الطبقة الوسطى- - البرجوازية طبقة ،فبرزت للتجارة المتوسط الأبيض أمامها البحر وفتح
، الأشرات طبقة بثروتهم فناف!وا ، أفرادها ثروة وزادت ، السابق القرن من أكثر
أنحاء تنتث!ر فى والمدارس العالية الجامعات ،فأخذت والفن العلم مناصرة فى واستخدموها
مقصورةً تبق ،ولم بها شعوبها التى تنطق باللغات الثعبية فيها الآداب ،واردهرت أوربا
السوربون جامعة القرن هذا فى أنشئت التى الجامعات أشهر ومن اللغة اللاتينية ، على
بولونيا م ،ومنها جامعة 12 o 3 هـ= 651 سنة رُبيردى سوربون ألأه! بفرنسا ،وقد
فرنسا لايطاليا تؤثر جامعات ب!نجلترا ،وكانت كمبر ج وجامعة كمفورد ب!يطاليا ،وجامعة
(نجلترا تؤثر جامعات ،وكانت والترتيب والتوضيح فى الفلسفة الجانب النظرى والاستدلال
جانب الى المعارت جمع تؤثر ألمانيا ،وكانت الأفلاطونية المثالية جانب إلى الواقعى العلم
الكتب أساس على العلمية تفوم الحركات هذه وكانت الأفلاطونية الحديثة ، تصوف
كسفورد جامعة ،وكانت أرسطو العربية واليونانية ! ولا سئما كتب عن المنقولة الفلسمه
ت أرسطو، طبيعياة بن الهيثم ،وتؤثره على للحسن المناظر الأعلى للعلم فى كتاب المثل ترى
هذه ببارشى أشهر السوربون جامعة ،وكانت .الى الفلسفة منها الى الرياضيات لأنها أقرب
اجتفعوا الدينية ،وقد الأسقفية للسلطة خضوعهم وعدم ،وتمتاز بقوة أساتذتها الجامعات
تحارب الكنيسة ،وكانت السلطة هذه عن انفصالهم ،وأعلنوا م 12 0 0 هـ= 795 سنة فى
فى بالفلسفة المثشغْلين فى الطبيعة ،ولكلن كثيرأ من أرسطو الفلسفة ،مثل كتب كتب بعض
الانجليزى القرن رُوجر بيكون هذا المشتغلين منهم بالفلسفة فى أشهر من وكان
الطبيعيات وما بعد الطيعة على م ) وله شرح 4912 - 1214 هـ= 496 - ( 611
الرابع أن يذون كليمان البابا منه طلب ،وقد ا!بر الكتالب أهمها ،وله مؤلفات لأرسطو
اخطائنا، أسباب :وهى اقام الى سبعة ينقسم ،وهو هذا الكتاب آراءه فدونها فى
، أو البصريات المناظر ،وعلم والرياضيات ، اللفة ،وعلم والدين بين الفلسفة والعلاقة
: ثلاث المعرفة فى وسائل بيكون روجر حصر وقد ، الخُلقية ،والفلسفة التجريبى والعلم
عقلية، علة فيه يبين إذا لم المعرفة يفيد لا النقل أن ،ورأى والتجربة ، والاستدلال ، النقل
191
تقوم وبهذا ، إلا إذا أيدته التجربة السفسطة فيه عن تمييز البرهان لا يمكن الاستدلال وأن
النظرية، ،فالفلسفة الطبيعية ،فالعلوم :الرياضيات الترتيب هذا على العلوم عنده دراسة
عنده وللتجربة ، فيها كل-العلوم تلتقى التى الكلية الحكمة أو فاللاهوت ، فالاْخلاق
حقائق عن والكشف ، بالاستدلال العلوم إليها تصل النتاثج التى :تحقيق وظيفتان
الذى التجريبى العلم ،وهو المعروفة العلوم غير جديد علم بها إلى ينتهى ،وهذا جديدة
الإنسانية وفوز المسيحية، تفيد فى رقى بها إلى اختراعات الطبيعة لنصل على يعطينا سلطة
غير تجديد دائما من تضىء بغير نار ،ومصابيح تحتفظ بسخونتها ساخنة حمامات مثل
محرقة، العدو أشبة على ،ومرايا ترسل لحظة فى الجيوش ،ومواد ملتهبة تهلك وقود
غير ،إلى أو تصغرها الصور ،ومرايا تكبر ،ومرايا سحرية مسمومة سحبا ترسل وأخرى
التراجم يعيب الطبيعة ،وكان عليها من الحصول إمكان التى رأى الاختراعات هذا من
الفلسفة من كثيرأ استفاد وقد ، العربية التراجم عليها ويفضل ، أرسطو اللاتينية لكتب
على سينا ابن يقدم وكان ، الهيثم بن والحسن سينا ابن فلسفة ستما ولا ، الإسلامية
العالم، بقدم القول عليه يأخذ كان ،وكنه أرسطو الثانى بعد الَفيلسوف ،ويعده ابن رُشد
الفلسفة فى مذهبه الخاص أنه وضع ،ولرى بعض عن بعضها الموجودات والقول بصدور
تجارب ينقل كان ،كما الطب فى عنه ينقل ،وكان الثفاء أن دوَّن للعامة كتاب المشرقية بعد
والعلم والدين الفلسفة بين بيكون روجر جمع كله وبهذا المناظر ، فى الهيثم بن الحسن
التجريبى، فائدة العلم لأنه نبهها إلى ، العالم السيادة على لأوربا طريق ،ومهد والعمل
الحياة ،والخير ب!كسير للجسم الخير الاْعظم :توفير الثلاث الكبرى الغايات أنه يحقق وذكر
والغاية الأخيرة ، الخيرين بهذين للنفس الروحى والخير ، الفلاسفة بحجر للمروة الأعظم
الكنيسة ،ليستخدمه العلم التجريبى فى خدمة أن يكون ،ولهذا يجب الغاية القصو! هى
تبدو :أن آثاره العجيبة :أولاها منه فوائد ثلاث ويجنوا والإرشاد الوعظ بها مع المبشرون
هذه تحدث الطبيعة إنه إذا كانت : أنفسهم فى فيقولون ، الكفار نظر فى كالمعجزات
السحر خداع :أنه يكث!ف والثانية الإلهية ، للحقائق عقولنا أن نخضع ف!نه يجب العجائب
بينهم فيما يقوم المسيحيين دماء انه يحفظ والثالثة ، ديانة الكفار عليه تقوم الذى الكاذب
م ) وقد وقف 1274 - 1225 هـ= 673 - ( 622 الإيطالى ومنهم توما ا!وينى
يخالف الإنسانى والوجود العقل فى له رأى المنتقد ،وكان الفلاسفة قبله موقف من
إليها لا ينظر ،حتى واللاهوت بين الفلسفة الفصل إلى الموقف به هذا أدى ،وقد رأيهم
صلة باللاهوت صلتها ،وتكون لذاتها أنها مقصودة إليها على ينظر ،بل أنها ألة له على
291
ولكنهم ، الجرأة هذه أجل من وأشباههم الدين رجال ثار مليه وقد ، لا الخادم الموجه
ولم ، الفلسفة الإلحاد فى فشا عندما ،وهذا فلسفته إلى حاجة فى أنفسهم أخيرا وجدوا
الحرة تحاول نزعتها مع لأنها كانت ، الإلحاد لمقاومة هذا ما يصلح فلسفته غير فى يجدوا
للفلسفة. عرضها العقيدة فى هذه ،وتراعى وألمسيحية أرسطو بين فلسفة الجمع
ام ) وكان اكثر إخلاصا 282 - 1235 هـ= 1A ا - بريان ( 633 ومنهم سيجردى
قائم علم ابن رشد كما شرحها أرسطو أن فلسفة ،فرأى ا!وينى توما للفلسفة من
يعبأ بما ذاته ولا إليه فى ينظر أن فيجب ، الإنسانى للعمل المثل الأعلى ،وأنه هو برأسه
الحركة بين أساتذة كلية الفنون هذه ظهرت ،وقد بينه وبين الدين خلاف من يكون
الرشدية اللاتينية، تسمى ،وكانت م 0125 هـ= 648 سنة من ،وابتدأت بباريس
حين الحركة بريان هذه قاد سيجردى ،وقد وغيرها فرنسا فى تبلبل الأفكار قرن ربع فمكثت
،ولم باريس أسقف م ،فأنكر عليه ذلك 1265 هـ- اختير معلما بهذه الكلية سنة 664
إلى روما، التفتيش فهرب محكمة طلبه رئيس ،وقد التعليم عن ك! يزل يقاومه حتى
نوبة جنون وفاته باغتيال كاتبه له فى ،وكانت بحبسه فقضت وقذَم نفسه إلى محكمتها
اعترته.
م ) وقد 1315 - 1235 هـ= 715 - جزيرة ميورقة ( 633 ريمون ليل من ومنهم
المنطق ليستخدمه دراسة على ،وأقبل اللاتينية تعلم ،وكذلك ميورقة أهل العربية من تعلم
طريقة كشف أنه يذَعى فيه -وهو -الفن ا!بر فيه كتاب دينه ،وقد ألف فى الدفاع عن
مبادئه تتضمن علم كلى بأنه الفن الاكبر الدين ،وقد عرّف فى الإقناع والدفاع عن جديدة
المنطق عن يختلف الكلى الجزئى ،وهو العلوم الجزئية كما يتضمن العامة مبادىء جميع
الوجود فى والميتافيزيقا تنظر ، الذهنى الوجود فى ينظر المنطق لأن ، الميتافيزيقا وعن
الرد المنطق وفى بعده كتئا كثيرة فى ،ثم ألف معا الوجودين فى الأكبر ينظر ،والفن العينى
وفلسطين افريقية ومصر فى أنحاء أوربا وشمال يطوف ،وأخذ والرشديين ابن رشد على
النقاش فى يغالى وكان ، انمطق فى الجديدة بطريقته دينه إلى يدعو وهو ، والهند
الجزائر فى الناس بالجزائر ،ورجمه ،ومرة مرة بتون! سجن ،حتى والاستفزاز
قبل أن يصل إلى أوربا ،ولكنه توفى فى عودتهم جنوى أهل بعض بالحجارة ،وقد أخذه
الحالة السياسية فى بان هذا القرن كان مبدأ التحول ويمكننا بعد هذا كله أن نحكم
تثمعر اخذت الأوربية الأمم لأن ، الأوربية والأمم المسلمين بين والعلمية والاجتماعية
فأخذوا ،أما المسلمون وغيره العلم فى والتجديد النهوض ،وتحاول القرن هذا فى بنقصها
391
) الاسلام فى ( - 1 3المجددون
حفظه على ليقووا ، إليه فيه ما وصلوا باختصار العلم فى ولكتفون ، القهقرى يرجعون
. الجمود حالات أقصى إلى أن يصلوا إلى هذا على ،ويجمدوا واستذكاره
ذ إ ، القرن هذا كبيرا فى يكن لم والا!مم الأوربية الإسلامية الأمم بين الفرق ولكن
،إما اليونان والعرب من غيرها فيها على تعتمد ،فهى بدء نهضتها الأمم الأوربية فى كانت
بهذه يشتغل لا يزال ممن الاستفادة دماما بمحاولة ، لغاتها إلى الفلسفة فى كتبهم بترجمة
،وهو منفريذا بن فردريك صقلية ملك من حصل ،كما المسلمين وغيرهم العلوم من
المنطق ،وكان الرسالة الأنبروزية فى بن سالم بن واصل له جمال! الدين محمد الذى ألف
الملك هذا ،وكان الزمن من مدة عنده وأقامه إليه ،فأكرمه أرسله قد بيبرس الظاهر الملك
،وكان يقرب أقليدس كتاب من مقالات عشر إنه كان يحفظ محبا لعلوم الفلسفة ،حتى
بن سالم الدين محمد جمال منهم هذه العلوم ،ولقد كان على إليه ليستفيد صقلية مسلمى
وأن ، المسلمين ملوك من وغيره بيبرس الظاهر وثقافة الملك بين ثقافة هذا الفرق يدرك أن
الفلاسفة والعلماء ، ملكه على فى صقلية اعتماد ملك النتائج على من ما سيترتب يعرف
والجامدين المتصوفة جهلة على اعتماد الظاهر بيبرس دينه ،وعلى غير أهل ولو كانوا من
رحلته فى بما شاهده المسلمين يخبر ،ولم هذا شيئا من لم يدرك ،ولكنه الدين علماء من
الفلسفة، علوم إلى الملك تنبه هذا من المحدق الخطر إلى ينبه أحد ،ولم صقلية ملك إلى
. العلوم لهذه ومعاداتهم المسلمين جمود ،مع العلم ميدان ببلاده فى توثبه للنهوض ومن
الخطير التحول ذلك يدرك إلى مجدد هذا القرن محتاجين المسلمون فى وبهذا كان
فى المحض الاتجاه النظرى لثورة على مقدمة التحول هذا كان فيه ،وقد حصل الذى
هذا التحول خطورة إلى المجدد الذى يدرك الفلسفة والعلم ،نعم كان المسلمون فى حاجة
ركب عن لا يتخلفوا ،حتى السائرين مع الجديد الطريق فى بالمسلمين ،ليسير التفكير فى
الله قد لأن ، القرن هذا بالتتر فى نكبتهم من أشد ما هو إلى هذا يهم ،لا يؤدى الحضارة
عبرة منها يأخذوا ،ولم غفلتهم فى بعدها إذا استمروا بهم ،فلا يلطف فيها بهم لطف
لهم.
لأن ، المجدد ذلك إلى حاجة فى انهم القرن هذا .فى يدركوا لم المسلمين ولكن
علماء المتصوفة والجامدين من جهلة من عقولهم على بمن استولى شديدة كانت غفلتهم
بين أولئك عنه ،وبحثوا غفلتهم ما يلاثم إلى القرن هذا مجدد تعيينهم ،فاتجهوا فى الدين
قال السيوطى ،كما العيد أنه ابن دقيق على جمهورهم ،فاتفق عقولهم على استولوا الذين
اْرجوزته: فى
491
فى آخر وتلميذه ابن القيم كانا مجددين تَيمية أن ابن رضا السيد رشيد ذكر وقد
والالحادية والتصوفية والكلامية الفلسفية البدع ما مزقت لجميع الثامن وأول السابع القرن
تيمية ابن أن على أوافقه !انى الدينية ، العلوم جميع السنية فى والسنة الكتاب حلل من
لا أوافقه ،ولكنى الإصلاح الجهاد فى من ،لأنه قام بثىء العيد ابن دقيق بهذا من أجدر
الطوسى الدين نصير أن وأرى ، القرن هذا له قبل بمثل ما سبق الفلسفة إلى نظرته على
ثقافة مثل كانت ثقافته العلمية لأن ؟ العيد دقيق ابن تيمية وابن من بهذا أجدر الفيلسوف
فيما سيأتى عنها تخلفنا لما طريقه فى سار من قام بعده ،ولو القرن هذا أوربا فى فلاسفة
تيمية، يتلوه ابن ؟ ثم غيره من القرن هذا فى بالدراسة أحق يكون ؟ وبهذا القبرون من
من بد أيضا ،ولا التجديد منزلته فى ،لنعرف العيد ابن دقيق دراسة من هذا بد مع ولا
الكرخى. ما بدأ به معروت ،لأنه أتم فى التصوف الدين بن عربى دراسة محى
***
591
نصير الدين الطوسى
،وقد ولد بطوس بن الحسن المعروف بنصير الدين الطوسى بن محمد هو محمد
الشيعى، بن بدران المعتزلى المعين سالم على ،وقرأ م 012 0 هـ- 795 سنة
رِأسا صار حتى الفلسفية بالعلوم ،واشتغل ،وغيرهما الموصلى الدين بن يونس وكمال
الصورة حسن وكان ، فيها الكبار ف!نه فاق ، والمجسطى الأرصاد فى سيما ولا ، فيها
هولاكو استولى ،فلما الفضل ،غزير العشرة ،حسن حليما ،جواذا كريما سمحا
نفسه ملكا على م ) وجد 1258 هـ= بغداد سنة ( 656 على بن جنكزخان ابن تولوى
إلى من حطجة دولته فى ،ووجد وحضارتها علومها السَر فى تفوق المسلمين من شعوب
هدْا أقدر على ،ولم يجد الحضارة من علماء المسلمين وحكمائهم أصول يقوم بتدبيرها على
يطيعه ،وكان ومشيرا ناصحا ووزيرَا ،واصطفاه حكيما ،فاتخذه الطوسى الدين نصير من
متحصْر، غير وثنى ملك ،وهو العلوم ما امتاز به من فضل ،ويعرف فيما ي!ل!ير به عليه
،ويحاربون العلوم لهذه يتنكرون وغيرها مصر له فى المعاصرون المسلمين ملوك بينما كان
إليه فى نفع الإسلام والمسلمين ،وأخذ هولاكو حاجة الدين الطوسى نصير فاستغل
عظيمة لها خزانة بيد التتر ،وابتنى بغداد سقو! بعد الإسلامية الكتب من ما نُهب يجمع
بجمعها اهتمامه ولولا ، مجلد 04 000 0 0 من أكثر على تحتوى كانت ، بمدينة مراغة
مِن النفع للمسلمين ،وهذا إلى ما حصل وغيرهم التتر قدرها من لا يعرف عند من لتلفت
من ضاع ما واسترد ، آمالهم من ما ذهب فأحيا ، بهم نزلت المحنة التى هذه به فى
والحكماء الثميعة والعلويين وخصوصا ، منهم كثير هولاكو عند بجاهه ،وانتفع كرامتهم
عقيدة على ،لأنه كان أوقافهم ويحمى حواثجهم يبرّهم ويقضى ،فكان إليهم ومن
الشيعة.
بفائدته حتى هولاكو ،فأقنع بمدينة مراغة عظيما رصدا أن يبنى الدين ثم أراد نصير
، الحكماء من لبنائه جماعة الدين نصير جفع ،وقد الأموال من بنائه ما لا يُحصى فى بذل
من الخلاطى ،والفخر الموصل المراغى من ،والفخر دمشق من المؤيد العرضى منهم
أمره ومعه إلى بغداد فى آخر م ،وقد صار 1258 هـ= سنة 657 بناءه :وابتدأ تفليس
، م 1273 هـ= 672 بها سنة توفى ،ثم أشهر ،فأقام بها عدة وأصحابه تلامذته من كير
691
العلوم الإسلامية، من التتر ما بلى فى دولة الدين إلا بعد أن جدد نصير ولم يمت
فى الإسلإم إدخال على لمن عمل بعده الباب ،وفتح بها اَمال المسلمين من ما مات وأحيا
من ما فتح له فتح ويكون ، بلاده من ما فتحوا فتح لهم ليكون التتر، هؤلاء قلوب
فى هذا القرن أولى من الحد بعد أن ذهبت للإسلام كرامته إلى ذلك يجدد ،ومن قلوبهم
عن بردهم الحقيقة فى يكن التتر لم على الانتصار لأن ، فيه المجدد هو يكون بأن غيره
،فبهذا له وهدايتهم الإسلام إلى قلوبهم بفتح نما كان لىا ، جالوت عين موقعة فى الشام
لسلطانهم أن أخضعوه بعد الدينى لسلطانه ،وأخضعهم أن غلبوه بعد عليهم الإسلام غلب
شكل ومنها ، الفلسفة علوم الجليلة فى الكتب من الدين لنصير ما كان إلى وهذا
، الأشراف ،وأوصاف والهيئة بين الهندسة ،والمتوسطات أقليدس أصول ،وتحرير القطاع
الطلوع المناظر ،وتحرير كتاب ،وتحرير المساكن كتاب ،وتحرير ،والكرة المجسطى وتحرير
وتحرير ، الفلك ظاهرات وتحرير ، المفروضات وتحرير ، الماخوذات وتحرير ، والغروب
وبقاء ، النجوم علم فى والتحصيل ، الهيئة والبلدان علم فى والبارع ، المتحركة الكرة
وعلم بين الفلسفة الجمع الرازى فى الفخر طريقة الدين فى نصير جرى وقد
ستة مقاصد: سماه -تجريد العقائد -ورتبه على فى هذا كتابا موجزا الكلام ،وألف
إثبات فى والثالث ، والأعراضبى الجواهر فى والثانى ، العامة الأمور فى الأول
وهو المعاد ، فى والسادس ، الإمامة فى والخامس النبوة ، فى ،والرابع وصفاته الصانع
الدين كان نصير العلماء ؟ ولكن كثيرة لمن أتى بعده من وحواش عليه شروح موجز كتاب
المعتزلة ،هـالفخر بمذهب المتأثرين الشيعة من لأنه كان ، الرازى الفخر من للفلسفة أخلص
من الس!ة يتحرز اهل السنة ؟ ومذهب أهل الأشعرية الذين ورثوا مذهب الرارى كان من
مَن الدين نصير طريقة تُرض لم ولهذا المعتزلة ، مذهب يلين لها كما يلين ،ولا الفلسفة
فى الفلسفة مسائل لأنها تبحث ، الرازى الفخر طريقة ،ورضوا السنة أهل من بعده أتى
تحريم ،وراْى ايضأ هذا عن يرض لم بعضهم ،هـان كان والرد عليها لإبطالها الكلام علم
هذا القرن ،لأن المجدد فى من إلى المطلوب هذا لم يصل الدين مع نصير ولكن
فى يحاول ،فلم والفلسفة العلم فى القديم المسلمين تراث على إليه المحافظة غاية ما وصل
الفلسفة فى خطير تحول مبدأ مما كان ، القرن هذا فى أوربا فلاسفة ما حاوله الفلسفة
يعذر ،وقد العالم لها أثر كبير فى سيكون غاية جديدة إلى اتجاههما سببا فى ،وكان والعلم
791
اليأس تحيط به من به وعوامل ،لأنه نهض إلى ذلك الوصول عن الدين فى تقصره نصير
أنه كان إلى ،وهذا والمسلمين ل!سلام معادية دولة فى أنه قام بذلك ،ويكفيه جانب كل
المسلمين هذا كشأن شأنه فى العلم والفلسفة ،ولم يكن إلاتجاه فى ذلك مركز بعيدا عن
،وكانوا يجاورونا أوربا التى والشام والمغرب والأندلس مصر فى لهم ملكهم الذين بقى
ما يتنبهوا إليه ويدركوا أن عليهم ،وكان والفلسفة العلم فى الاتجاه الجديد فيها ذلك وقع
الحديثة، الحضارة ركب فى بالمسلمين لساروا هذا فعلوا فيه ،ولو بالتقصير المسلمين يصيب
***
891
تيمية بن الدين " تقى
الدمشقى تيميَّة الحرَّانى السلام بن عبد الحليم بن عبد بن الدين أحمد تقى هو
وهو دمشق إلى وأهله به والده قدم ثم ، م 2912 هـ= 661 سنة بحران ،ولد الحنبلى
من بغير الحديث ،ثم اشتغل مكى بنت كثير منهم زينب جمع من الحديث ،فسمع صغير
حتى بالطلب يشغل يزل ،ولم إلا حفظه شيئا لا يسمع الحفظ ذكيا قوى ،وكان العلوم
إنه كان قيل ،حتى مذاهبه اختلاف بالفقه على به ،عارفا التفسير وما يتعلق إماما فى صار
من ذلك وغير واللغة والنحو والفروع الاْصول ا فى عالم ، أهلها من المذاهب بفقه أعرف
سنة. ثلاثين نحو وعمره كله بلغ هذا ،وقد والعقلية النقلية العلوم
بين العلم يجمع القرن بأنه كان هذا علماء غيره من ابن تيمية يمتاز على وكان
حنبلى، وفقه بيئة حديث فى ما هياه له نشوءه بقدر الإصلاح هذا فى ،ويجاهد والعمل
هذا بالتتر ،فله فى نكبتهم بعد نخوتهم من ما مات إحياء فى ويجتهد بأمر المسلمين ويهتم
دنياه الا امر فى يهمه يكن ،ولم الجمود إلى ممن ركن عصره علماء يمتاز به على مقام كله
نمسه.
م ) بأن التتر يقصدون 013 0 هـ- 07 0 ( سنة فى دمثمق إلى الأخبار وردت وقد
ما أدركهم، الخوف من دمثق أهل ،فأدرك مصر دخول على الشام ،وأنهم عازمون
وششحث بالنصر ،وقد اختاروه ليسافر إلى مصر الذى يثبتهم ويعدهم ابن تيمية هو وكان
هو الوقت ،والشام فى ذلك مصر إلى الشام ،وكان س!طان الخروج بعسكره السلطان على
،فرجع الشام إلى عساكره أرسل به ابن تيمية حتى يزل ،فلم قلاوون بن محمد الناصر
استعداد حسن ،ومن وقلة عددهم جيشه ضعف من رأى لِمَا ، قصده التتر عن ملك
العامة، نفوس فى كبيرة منزلة تيمية لابن مما جعل ونحوه هذا وكان ، للقائهم المسلمين
والفقهاء ، والأشعرية الصوفية الجامدين من مع ابن تيمية الاكبر كان جهاد ولكن
من الدي! بن العربى وغيرهم محيى ،وينكر على الصوفية الزراية بطرق يكثر من فكان
991
فى بأصحابها زيارة القبور للاستغاثة من وغيرهم ينكر .فى هذا ما يفعلونه هم وكان
احمد راسهم وعلى المتصوفة ،فثار عليه ونبى بين ولى هذا فى ،ولا يفرق الحاجات قضاء
الحكم المث!هورة ،وكان ابن تيمية فى ذلك صاحب السكندرى الله ابن عبد الكريم بن عطاء
والتوسل الاستغاثة ،وينكر الصوفية شيوخ فى بأنه يطعن ،فادعَوا عليه بمصر مقيما الوقت
و أ دمشق إلى بين الانتقال الفتنة بتخييره هذه الدولة ان يسكنوا أهل ،فرأى بالنبى علصنجم
بحارة سجن فى فاعتقل الثلاثة ، الأمور هذه من الحبس ،فاختار أو الحبس الاسكندرية
ويفتيهم فيعظهم سجنه فى الناس يقصدونه ،وكان م 7013 هـ= 707 الديلم سنة
بن قلاوون نقله الى سجن الناصر محمد الجاشنكير بعد عزل ،فلما تولى بيبرس ويعلمهم
منه أيضا، فيه للاستفادة يقصدونه الناس ،وكان خصومه أشد من ،لأنه كان الاسكندرية
م ) أطلقه من 9013 هـ- ( 907 إلى الملك سنة بن قلاوون فلما عاد الناصر مجمد
ألا يعود الى عليه فى صلحهم بينهم ،وقد شرطوا فأصلح هو وخصومه ،وجمعه السجن
صفة فى مذهبهم الأشعرية فأنكر عليهم له مثل هذا الموقف مع الجامدين من وكان
سبيل على العرش فوق أن) الله ،كما كان يرى وصوت يتكلم بحرت الثه أن الكلام ،ورأى
فيه ما الأشعرية ويدخل السنة قبل أن يتأثر بمذهب أهل مذهب ،إلى كير هذا من الحقيقة
ثار عليه كما أيضأ ،فثاروا عليه والفلاسفة المعتزلة بمذاهب تأثرهم التأويل بعد من أدخلوه
إلا بعد السجن من ،ولم يخرج أيضأ الفتنة فى هذه المتصوفة ،وقد حُبس الجامدون من
الشام ،وكان يحبه حبأ زاثدأ ، أمير عرب الدين مهنا بن عيسى فيه الأمير حسام أن شفع
هذه ،فنقلهم من بعض يغير على بعضهم ،بعد أن كان حالهم وأصلح كا لأنه هداهم
بينهم ،فانتهى ليصلح بينه وبين خصومه ! ،وقد جمع إلى الإسلام الصحيح الجاهلية
وهو الله ، بذات قائم معنى القرآن أن فيه ابن تيمية أنه يعتقد ذكر بكتابة محضر المجلس
،وأن قوله ولا صوت بحرت ،وليس غير مخلوق ذاته القديمة ،وهو صفات من صفة
لا المراد به ،بل كنه يعلم ،ولا ظاهره على ( )1ليس " الرَّحمَنُ عَلَى انعَرشِ استوَى أ
فى الاجتهاد باب فتح يرى لأنه كان ، الفقهاء من الجامدين مع أمره كان وكذلك
الطلاقي بأن أفتى ،كما عليها وَقع إجماعهم التى الأربعة المذاهب بخلاف ،ويفتى الفقه
هـ= 072 هذه الفتوى سنة على وَقد حبس يقع طلقة واحدة رجعة غير تخلل الثلاث من
يشتغل بدسشق فمكث الحبس من السلطان ب!خراجه من يومأ ،ثم ورد كتاب وثمانية عشر
المطى إلى فلارة قبور- منع السفر داعمال فى بخطه فتوى بالتعليم والتأليف إلى أن وجدت
باعتقاله سنة السلطان كتاب ورد وقد ؟ أجلها من العلماء ؟ فثار عليه والصالحين الأنبياء
ببئ قئم الدين محمد فيهم شمس تلامذته من م ؟ فاعتقل هو وجماعة 1325 هـ= 726
إلى أن توفى سنة r 27 = - e V Y Aا م . فى سجنه المرة هذه الجوزية ؟ وقد مكث
المسلمين بعد أن ماتت الجهاد فى إحياء روح من ابن تيمية فيما حاوله وقد أحن
وبطالة جهلا الذى صار فى التصوف الإصلاح ،وفيما حاوله من عليهم التتر فيهم بتغلب
باب فى هذا يدخل ،فكل الفروع الاجتهاد فى باب فتح من ،وفيما حاوله وشعوذة
باب سد من فيما حاوله ،ولكنه لم يحسن المجددين من به أن يكون التجديد ويستحق
فى العقائد، السلف مذهب على المسلمين أن يخرجوا على ،وحجره التأويل فى النصوص
منه هو لىانما ، المجددين من به أن يكون ،ولا يستحق التجديد باب بهذا فى لأنه لا يدخل
الفرق من غيرهم ،وجمود مذهبهم الأشعريين على ،كجمود السلف مذهب على جمود
على بالتسامح ،فلا يحجر الفرق كلها الذى يأخذ هذا هو ،والمجدد فى مذاهبهم على
فيما يقبل الاجتهاد من أحد على لا يحجر ،كما الأصول فيما يقبل الاجتهاد من أحد
. الفروع
إنه ،حتى الفلسفة وعلومها على شديدا ابن تيمية أنه كان على يؤخذ وكذلك
هذه على ما أدخله يعاقبه على بد أن ولا ، المامون عن الله يغفل :أ ما أظن يقول كان
منها ما لا يبطل أن أنه حاول الفلسفة علوم ابن تيمية على تعصب من بلغ .وقد الأمة "
لهذا كانوا يتعصبون السنة أهل من وكيره الغزالى أن مع ، المنطق كعلم له بالدين صلة
هذا حجبه دينية ،وقد إبطاله بنزعة يحاول ابن تيمية أنه كان فيه على يؤخذ ،زالذى العلم
أوربا إليه فلاسفة فيه إلى ما وصل فيه ،فلم يصل المطلوب إلى الإصلاح الوصول عن
فيه الهدم همه ،فكان الدينى التعصب من فيه بنزعة مأخوذا ،لأنه كان إصلاحه فى بعده
الفلسفة على علوم من المنطق ونحوه على الأعمى هذا التعصب ،وقد جنى لا الإصلاح
بما يشعرون ،ولا القرن هذا النفور منها فى على يستمرون ،وجعلهم كبر"جناية المسلمين
نافعة. جديدة وجهة توجيهها اهتمام أوربا بها ،ومحاولتها فيه من ظهر
هذا القرن ، طريقة الحكم فى إصلاح ابن تيمة أنه لم يحاول على يؤخذ وكذلك
فى القاهرة خليفة دينى للمسلمين فى الإسلام ،فصار إليه إلى أسوأ ما وصلت وقد وصلت
البابا فى دينية كزعامة له زعامة يكون به أن أرادوا وكأنهم ، الحكم له من لا شىء
102
طائفة ،وهى المماليك طائفة من دنيوى الخليفة حاكم هذا جانب إلى يقوم ،وكان المسيحية
كما إليهم ،وتنظر استبداديا غاشما حكما ،فتحكمهم بلاد المسلمين غير من تجلب كانت
ومثل ، عليها الأجنبية العنصرية وغلبة ، وبينهم بينها ما لبعد ، الأجنبى إلى الاْجنبى ينظر
فكان ، بهم ينهضوا أن منهم يتوقع ولا ، للمسلمين صلاح منهم لا يرجى الحكام هؤلاء
بدله ليقوم ، الفاسد الحكم هذا إصلاح يحاول وأن ، أمرهم فى ينظر تيمية أن ابن على
التى العلوم من ما يلزم لهذا النهوض ،ويعرف دينها ودنياها بالرعية فى ينهض صالح حكم
ومستقبلهم، حاضرهم بها فى ،وينهضوا كانت رايتها كما ،ليرفعوا فيها المسلمون فرط
علوم ،فعادت الجمود النواحى من تلك بعده جارته فى لابن تيمية مدرسة وكان
،وكان ابعلوم إليها من وما والحديث بغير الفقه والتفسير تهتم ،ولم عاداها كما الفلسفة
بها المسلمون ،ليسير ابن تيمية من بعده له مدرسة أن يكون الفقيه أولى الفيلسوف ابن رُشد
خيرا ،فهذا كان الفلسفة وعلوم الدين علوم بها ب! ،ويجمعوا الصحيح التجديد سبيل فى
على الأشعرى مدرسة تقليده ،كما جمدت بعده على ابن تيمية التى جمدت مدرسة من
. القرون من ما سنبينه فيما يأتى أثر هذا من ،وكان تقليده أيضا
!!!
202
العيد ابن دقيق
بن أبى الطاعة بن مطيع بن وهب بن على هو تقى الدين أبو الفتح محمد
البحر، فى إلى مكة قوص من الدين بن دقيق العيد متوجها ،كان والده مجد القشيرى
،وكان والده على بقوص تفقه وقد ، م 1227 = هـ 625 سنة الدين له ابنه تقى فولد
فحقق ، شافعيا وكان ، السلام عبد بن الدين عز على تفقه ،ثم المذهب مالكى والده
زمانه ،حتى شيوخ العلوم على غير الفقه من ،ودرس الشافعى ،ومذهب مالك مذهب
معرفة فى ،مقدما فنونها بارعا ،وفى جامعا ،وكالم للعلوم والعقية النقلية العلوم برز فى
والشام بمصر سمع ويد ، زمانه فى النفيس الفن بهذا منفردا ، أقرانه على الحديث علل
أنه طبقاته فى السبكى ذكر ،حتى الشعر وقرض بالأدب معرفة هذا له مع ،وكان والحجاز
المائة رأس فى أن ابن دقيق العيد هو العالم المبعوث على يختلف مشايخه أحدا من لم يدرك
السلطان عافَة - الناس يخاطب كان ،حتى بين الناس قدره أمره وعلا اشتهر ،وقد السابعة
وتلك ، فقيه يا : قال كبيرا فقيها المخاطب كان دان ، إنسان يا : بقوله - دونه فمن
الباجى: الدين علاء للشيخ يقول ،وكان وأمثاله الرفعة بها إلا لابن لا يسمح الكلمة
، يده وقبل ،فقام إليه السلطان لاج!ن السلطان مرة عند حضر بها ،وقد ،ويخصه يا إمام
الافعى مذهب على القضاة قضاء ولى الله ،وقد بين يدى لك قوله :أرجوها يزد على فلم
تفعل لم :إن له قيل أن ،وبعد إباء شديد يقبله إلا بعد ،ولم م 5912 هـ= 596 سنة
،ومع حينئذ عليه واجب القبول أن ،فرأى للقضاء لا يصلحان ولوا فلانا أو فلانا لرجلن
ن أ إلى القضاء فى مكث وقد ، نفسه إذا عزل يعيدونه فكانوا ، مرة غير نفسه عزل هذا
منه غير نفسه عزل ،ثم الشديد الإباء ذلك القضاء العيد منصب ابن دقيق أبى لمانما
اشئثار عن ولا ، عصره فى . الحكم حالة عن راض غير لأنه كان يعاد إليه ، حتى مرة
فى الإهمال عندهم منازل الوحش جنسهمُ غير لأنا أنزلونا قد
همم قدرنا ترقى فى لهم وما نظر ضيرنا توفى فى لهم فما
لودَروه هم أو عندنا مقدارهم نعرتهم أن قدرنا فليتبا لو
:العلمُ والعدمُ وعندنا المتعبان غنى وفر! جهل من مريحان لَهُم
302
بالزندقة -فقال : وقد ناقضه الفتح الثقفى -وكان يهم
عندهم؟ عند الذى حاز علمًا ليس أين المراتب والدنيا ورفعتُها
ولا لهم قدر عندنا لقدرهم ،وما قدرًا رأوه لنا أن لا شك
نعم شئنا وهم حيثما تقودهم الإنس حكمتنا ونحن همُ الوحوش!
والحثمم المتعبان الجهل وفيهم عدم ومن علم لنا المريحان من
لا يزال وهو أكانت . . ؟ العيد دقيق ابن من الشكوى هذه كانت متى أدرى ولا
إلى بالذهاب الناس ينصحه الحكام ولا يعرفونه ،وبعض أولئك ،لا يعرف ببلده قوص
بقوله: ،فيجيبهم العلى ،وينال ما ينال من فيها فضله القاهرة ليظهر
المتقنع الصابر عيثسُ لذ فما العُلَى الى نهضتَ هلأ لى يقولون
المرفع الجناب ذاك إلى بمصر تحلها حتى العيسِ وهلاَّ شددتَ
بلقع كلَّ سيلُه روى شاء إذا كفه فيضَ من الأعيان من ففيها
مضيع العلم -غير كون تي!قُ عليهم يخفى ليس قضاة وفيها
إصبع يثمير إليهم بالعلى كل لى والأ الدينْ والفضل شيوخ !ا
واقرع رزقك باب واقصد واسْعَ فقم ، ذلة والمهابة ، وفيها وفيها
لموضمِع مستح!، مهانا ذليلا أن أرى إذا شتُ :نعم أسعى فقلت
ممع اللقاء محجوب باب على موقفى طول لى إذا ما لذ وأسعى
التصنع ثياب فى وأغدو أروح النفاقُ طريقتى إذا كان وأسعى
والتورع التقى حق بها أراعى بقيةٌ فى يبق لم إذا وأسعى
أضلع بين نارُ الغَضا لها يشبُ مجالس الصدور أرباب بين وكم
بمجمع المشكلات فى بحثوا إذا وأهلها العلومِ أرباب بين وكم
مشرع شر فيها إلى شرعوا وقد فتنتهى النفوس تُحمى مناظرة
مضيع هناك الحق عن الصمت أو اهله بمنصب المزرِى السفه مِنَ
إلى القاهرة ، الحاثط ،فترك قوص بقوله هذا عُرض بعد أن ضرب شكواه أم كانت
دونه- فمن السلطان الناس عامة - كان يخاطب ما بلغ ،حتى السلطان وبلغ فيها من
، يده ويقبل إليه السلطان ،فيقوم لاجين السنطان عند مرة ،ويحضر ! 9يا إنسان بقوله
المظالم تلك كل تمحو القبلأ هذه ،كأن الله " بين يدى لك ( :أرجوها قوله على فلا يزيد
402
،فكان فيها لىاقامته القاهرة إلى حضوره بعد قائمة تزل لم كانت ،والتى منها التى شكا
لا المسلمين ظاهرة الدنيا من ذهاب الفساد من ذلك عواقب الفساد ،وكانت الفساد هو
الاَن ونحن الطبرى فى القرن الثالث الهجرى()1 ،وقد أدركها ابن جرير متبصر على تخفى
المسبمين. على الخطر كل ينذر بالخطر ،وصار زاد الفساد وَطم ،حيث السابع القرن فى
ما الأمر دئه يفعل ،فسلم الحال صلاح من اليأس قد أدركه العيد كان ابن دقيق ولعل
باس الغيبة من فى يخشى ولا لحمَ بعض بعض يأكل
طُرقه المستقيمهْ وحادوا عن ! العف هجروا معشر من منْ عذيرى
بوبمة يكون حتى صلاح من لا يرون الإنسان قد نال حطما
به ابن دقيق العيد فى يُعَذُ نزعة التجديد ،حتى من فى شىء هذا اليأس لي! ولكن
غير فى دائب ،وسعى الإصلاح فى نزعة التجديد امل وجهاد وانما هذا القرن ، مجددى
،أما بهم ظاهرة للنهوض خطط ،دمالى وضع هذا الفاد الناس إلى عواقب تنبيه ملل إلى
من يتخلصون كيف لا يفيد شيئا ،ولا يبين للناس سلبى موقف فهى الشكوى تلك
فسادهم.
ما هذا يبد ،ولمكن زمانه صوفية حالَ الأخيرين بالبيتين العيد يعنى ابن دقيق ولعل
بأناس القاهرة فى مر وقد ، هذ!ا القرن صوفية من المرسى العباس أبى بينه وبين جرى
502
معه نفسه لو كان فى ،فوقع عليهم ،فوقف غلاء سنة خباز فى دكان على دحمون يز
إلى ،فدفعها جملة دراهم يده فوجد ،فادخل جيبه فى بثقل ،فأحس لاَثرهم بها دراهم
الخباز فناداه ، قلوفا الخباز الدراهم وجد انصرف فلما ، عليهم فرقه خبز! الخباز ،واْخذ
الله تعالى، على اعتراض الرقة من قلبه أولا فى ما وقع أن نفسه فى فوقع ، ليعود
ابن دقيق إلى وجاء أبو العباس ،فانصرف جيدة الدرافم وجد ،فلما عاد منه الثهَ فاستغفر
أحد على ،أنتم إذا رققتم " :يا أستاذ له فقال ، ذلك من له ما حصل ،وحكى العيد
كلام شرح فى السبكى الناس تزندقنا ! وقد ذكر على إذا لم نرق تزندقتم ،ونحن
،ولا يقع شىء يرق الا"سرار ،فكيف -ئطلع على ابن دقيق العيد أن الفقير -الصوفى
قال للعقوبة ،وقد لم يرق الذنب على اطلع ،ومن اقتضته إلا لحكمة الوجود فى
ذلك، له عنى لا اطلاع ( )1والفقيه " اللّه فِى دينِ رَأفةٌ بِهِمَا تَأْخُذْكُم وَلاَ ( : تعالى
ن أ ويسلم ، الباطن علم دعوى للصوفية بهذاَ يسلمَ العيد دقيق فابن ؟ ديانةً ورأفة فيرقيّ
قد عناهم أن يكون ،فلا يصح شىء الفقهاء علم .بالظاهر ،وبهذا سفَم لهم كل علم
السابقين. بالبيتين
نزعة التجديد، من فيه شىء أنه كان على دقيق العيد لفتة عابرة قد تدل ولابن
السلطان م ) ورد مرسوم 1281 هـ= 068 إلى الثام فى سنة ( التتر جاءت لما أنه وذلك
العلماء ،فاجتمع البخارى العلماء ويقرؤوا أن يجتمع منها للقائهم خروجه القاهرة بعد إلى
يتموه أن إلى ما بقى ،فأخروا خميس يوم فى هذا ،وكان منه شىء بقى أن إلى وقرؤوه
لهم: ،فقال الجامع العيد فى ،رأوا ابن دقيق الجمعة يوم ،فلما كان الجمعةَ يوم فى
الحال انفصل : فقال ، اليوم لنختمه أخرناه ميعاد بقى : فقالوا . . . ؟ ببخاريكم فعلتم ما
،فجاء :نعم فقال ؟ عنك :نخبر ،فقالوا كذا على المسلمون ،وبات العصر أصى من
كرامات من هذا السبكى عد وقد ، فيه للمسلمين النصر ،وكان أيام بذلك الخبر بعد
أن يريد أنه الظاهر لأن لما ببخاريكم فعلتم ما ! قوله منه يهمنى والذى ، العيد دقيق ابن
،وليسن الخيل رباط قوة ومن من أمر الله ب!عداده بما ،وأنه -م منه الانتهاء قد تم قبل النصر
العيد منها ابن دقيق يقصد ،ولا لفتة عابرة قلت كما /،ولكنها ونحوه منه قراءة البخارى
إلى لنبه المسلمين هذا أكثر من ،ولو كان يقصد السبكى فهم كرامة كما إلا إظهار
العلوم التى تمكنا من ،د!اهمالهم الاعتماد على الوسائل هذه مثل على اعتمادهم خطر
هذه على يعتمدون أعداؤنا أخذ أن بعد سيما ولا ، القوة الحربية ما أمرنا به من إعداد
النصر عليهم. عنهم غبار الجهل الذى كان يساعدنا على العلوم ،وينفضون
602
هذا كان مجدد أن ابن دقيق العيد اتفاقهم على فى عندى أن الذى يقطع على
المأموم هو الرأى أن يجعل أنه يجب " الإلمام " من شرح خطبة فى :ما ذكره أولهما
ولا ، يديه بين تقف الآراء المنتثرة حتى وترد إليه ، المذاهب فتُرَذُ ، الإمام هو والنص
والتحيل، إليه بالتكلف ،فيرد النص أصلا فرع رلنص هو الرأى الذى أن يجعل يصح
الصدبئ الاَراء فى تقرير التخيل ،ويرتكب أبعد المحامل بلطافة الوهم وسعة على ويحمل
. العقول وتستنكره ما تنفر منه النفوس التأويلات من ،ويحتمل والذلول
نزعة ،وهذه بحرفية النصوص إلى الأخذ هذا يكاد يذصب فابن دقيق العيد فى
الأصل، العقل هو المخالفة الذين يجعلون كل هذا يخالف فى ،وهو الجمود أصحاب
؟ لأن النص على ،ولا يحملونه عليه النص ،فيحملون الإمام الأول أنه هو إلى ويذهبون
لا حمل ، القطع على الظن حمل والواجب ، قطعية العقل ودلالة ، ظنية النص دلالة
المتون ،وكان باسم فيما بعد المعقَدة التى عرفت المختصرات لتلك :انتصاره وثانيهما
هذه البدعة فى العلوم ،وقد ا.ختلف علماء سن المتأخرين أول من وأقرانه من ابن الحاجب
ومن ، أنصارها من العيد دقيق ابن فكان ، المعقدة المختصرات هذه أمر فى القرن هذا
الآثار الاَن نجنى ،ونحن العلوم لطلاب التعليم ،والعناية بشرحها فى عليها الاعتماد أنصار
فى عنها لها ،ودافع انتصر من أول العيد فيما أعلم ابن دقيق ،وكان الطريقة السيئة لهذه
الثناء فى -فقد.ذكر -الجامع بين الأمهات الذى سماه ابن الحاجب لمختصر شرحه خطبة
:ما على الإنصاف فناداه لسان الإيجاز بوظيفة ،وقام الثقي المرمَى ،فخفف أنه قرث عليه
،وطوزا بالتعقيد لفظه تارة يعيب حاسذا لم يعدم هذا أنه مع ذكر ،ثم سيل من المحسنين
أنه يذَعى ،وأخرى والغلط السهو إلى ينسبه ،ومرة بعيد أمد المعنى من رمى :لقد يقول
ربما بالتعقيد والإغماض السقَط ،ثم ذكر أن الاعتراض من معدود غير المشهور وذلك رجح
إذا وخواطر قراثح()1 غيو لقرائح وُضعت المختصرات هذه وأن ، سببهُ بُعد الفهم كان
مضمارها، الغاية قصر إذا رامت ،وأفكار أوارها يتفد ،وأذهان مواطر كانت استسقيت
هناك وسفَم ،ف!ن وقف مفى لها لفظا ،ولا طرق فك القاصر ذهنا فما فربما أخذها
سلوك أول فى مخطىء وهو ، أثم لسانه فأطلق التقصير بالنسبة إلى دمان أنف ، سلم
المبسوطات الطبقة اْن تطلب هذه ،وسبيل ما لا تطيق حقَلها حيث لنفسه ،وظالم الطَريق
فى يقر الأمور من نقابها ،والحكيم عن معانيها سافرة ،وأبرزت إيضاحها فى التى تفردت
702
بما لا يهمنا الاعتراضات باقى عن ما لا يليق إلا بها ،ثم أجاب طبقة كل ،ويعطى نصابها
بدرجة فيلحقه القاصد ،ويرفع وذوقه مساغه للماهر يسهل وجه ،على معانيه وفهم لفظه
هو من فك يعين الناظر فيه على الكتاب شرحا هذا ،إلى أن ذكر أنه قد آن شرح هنا
لىايضاح المقفلة ، ألفاظه لبسط التعرض :أولها أمور عشرة إلى أنه يقصد ذكر ،ثم فوقه
العبارة فيها، يبسط المسألة المسائل أو فيذكر ، المهملة مضمراته ،دماظهار معانيه المشكلة
الذى ذلك إلى تنزيل ألفاظ الكتاب على رجع هـالا ْ، إن رأى أنه يكفيها ذلك على ويقتصر
إلا مواضع اللهم ، معا والتفصيلى البيان الإجمالى بين ليجمع ، موضعا موضعا بسطه
جميع عليها فالتب!ى ، الرائقة سلوكها الأذهان ورامت ، يخنقُها الإشكال أخذ يسيرة
-يعنى والده أن المصنف عن ،ثم حكى التخليط على ،والعاقل يختار السكوت طرقها
على وذكر أنه وضعه منه بجواب هذا الكتاب فلم يأت من شىء -سُئل عن ابن الحاجب
لا يوافق ،ولكنه المختصرات تلك به على بما اعترض أخيرا العيد يعترت دقيق فابن
عنها ،والمضى فى طريقة الإعراض وجوب العلوم ،وفى على المعترضين عليها فى ضررها
الغامض العلم كثمف هئمُ العالم والمتعلم من لا يكون والتعليم! ،حتى التأليف المتقدمين فى
غير هذا من التعليم فى زمن عباراتها ،وتضيغ المعقد من ،وحل المختصرات هذه من
ضرر من ما جرته j jر هذه الطريقة ،ويتحمل أن ابن دقيق العيد يحمل فائدة ،ولا شك
لا من ، والجمود التاخر انصار من يعد أن فى بها جديرا ويكون ، والتعليم العلم على
، لها الغلبة بعده قذر التى هى العيد دقيق ابن عنها دافع التى الطريقة هذه ولكن
اتفاقهم على هذا كان من أشاب القرون ،ولعل الذين يعينون مجددى هم وكان أصحابها
***
802
الدين بن عربى محيى
،ويقال الطائى الأندلسى اللّه بن عبد بن أحمد بن محمد بن على هو أبو بكر محمد
بها ،ونشأ م 1164 هـ= 60 0 سنة بمرسية ،ولد واللام بالألف العربى وابن له ابن عربى
هـ= 5 VA ،ثم انتقل إلى أشبيلية سنة وغيره ابن بشكوال على ،وسمع صباه فى
وتعبد تزهد ،ثم الملوك لبعض الإنشاء ،وكتب ست عشرين بها نحو ،فمكث ( ا م Al
بغداد وحدث ،ثم دخل والروم والمشرق والشام والحجار مصر البلدان ،ودخل وطاف
وتدقيق فى وحافظة فى الكلام وذكاء وقوة خاطر ،وكان له توسع مصنفاته من فيها بشىء
،وأعرف الله الأعظم اسم ( :انا أعرف يقول ،وكان العرفان فى جمة وتآليف التصوف
، الفروع فى ظاهرىًالمذهب ،وكان المتصوفة أولئك دعاوى من ذلك غير الكيمياء " ،الى
مسح بجواز قوله منها ، الفقهية المسائل فى اختيارات ،وله الاعتقادات فى النظر باطنى
إمامة المرأة ،وجوار كانت فى التلاوة إلى أى جهة السجود ،وجواز الوضوء الرجلين فى
اوصافه، يتغير أحد إذا لم النجاسة تخالطه بالماء الذى التطهير ،وجواز والنساء للرجال
من هذا غير ،إلى الصلاة تارك على القضاء ،وعدم القدم طهارة فى الخُ! تأثير نزع وعدم
اختياراته الفقهية.
ومنها ، مجلداً عشرين فى المكية ،منها الفتوحات التصوف فى كثيرة مؤلفات وله
الهؤ كتاب ومنها ، الحكم فصوص ومنها ، الموصلية التنزلات ومنها ، الإلهية التدريبات
إلى غير مجلدات الأخيار فى خصى ،ومنها مسامرات الأشواق ،ومنها ترجمان والأحدية
فى الناس يختلفون ،وجعلت ما اتى التصوف غرائب مؤلفاته التى أتى فيها من هذا من
ذلك كتبه ،.ومن التى أودعها المعانى الصوفية فى كثير شعر إلى ،وهذا كبيرأ أمره اختلافا
قوله:
سلكوا أى شغب لو درى وفؤادى أى قلب ملكوا دَرَوا هل ليت شعرى
فى الَهوى وارتبكوا حار أرباب الهوى
تُراهم سَلِموا أم تراهم هلكوا
وقوله
أن يُسَفما رِقَةَ لمثلى وحق بالحِمَى حَل سَفمَى ومن سلامْ على
902
) الاعلام فى -المجددون ( 14
الدما على لا احتكام ولكن . علينا ؟ . . أن .تَرُد تحَّية عليها وماذا
غريما متيما صبا : لها و!لت سدولى أرخى الليل سرَوْا وظلامُ
؟ ! منهما الحنادس مَ نشَق أدر ظم بارق وأومض ثناياها فأبدت
أمَا؟ C.1 ؟ فى كل وقت يشاهدنى أك! بقلبه يكفيه أما وقالت :
العلية جل أنصاره إلى أنه يُتغزل فيه 1الذات يذهب الشعر الذى إلى غير هذا من
،والثه ممن يتغزل بهن فى الشعر وغير سلمى بسلمى تمثيلها هذا التغزل ،وعن شأنها عن
آخر حب فى أم كانوا واقعين ، الإلهية بالذات حقيقة يتغزلون المتصوفة هؤلاء أكان يعل!
ولايتهم، فى أتباعهم اعتقاد من يرونه لما ، بهم رأوا أنه لا يليق عذرى أو غير عُذرى
العلية، بالذات شعرهم فى يتغزلون أنهم يظهروا ،وأن التستر به هذا أن يتستروا فاضطروا
به إلا امتثال أمرت الذى الحب من ،وما تريد التغزل هذا منهم العلية تريد الذات وما كانت
،دهانه ليدخل الخاصة المصالح العامة على عبادها ،دمايثار مصالح نواهيها واجتناب أوامرها
،وعلى تقديسهم الناس على حمل المتصوفة فى أولئك سعىُ المصالح الخاصة هذه فى
مماتهم ب!قامة القباب لهم" ،وبعد بالخضوع حياتهم فى تكريمهم ،وعلى اعتقاد الولاية فيهم
،وما إلى بعده من الشكوى إليه ! ،اظهار الشوق بث مِن حبه اللّه يُرِد ،فلم قبورهم على
ميدانه إلى ميدانه العملى من التصوف نقل من أول الكرخى معروف كان لماذا
،ف!ن الثانى الهجرى القرن فى بالدرس بين المتصوفة من بهذا انْ يُخَص ،فاستحق النظرى
ان يُدرس النظرى إلى غايته ،فاستحق هذا التصوف فى قد وصل الدين بن عربى محيى
يُعرف ،حتى الآتية بعده القرون الأثر فيه وفى له من ،لبيان ما كان القرن فى ءهذا أيضأ
،وجعلتهم بمجدهم الرجعية التى ذهبت المسلمين من النكسات من كان كثر تبعه فيما أصاب
توسعَا كبيراَ ،فلم تبق الوجود نظرية وحدة فى الدين بن عربى محيى فقد توسع
عليها ،ويرتب كثيرة فروع إلى تتفرع نظرية صارت ،بل لذاتها تُقصد بسيطة نظرية عنده
،لا يؤثر واحد أنها دين على الأديان كلها إلى نظرته رئبه عليها ،فمما نتائج دينية خطيرة
لا الوجود يدين بوحدة ؟ لأن من وفروعها أصولها فى خلافات ما بينها من وحدتها فى
، الوجود فى خلاف عنه كل نظره كما يغيب عن ،وتجب الخلافات تؤثر فيه مثل هذه
: يقول هذا فيها ،وفى الحب غير ؟ ولا شىء الأديان جميعها أساس عنده فالحب
فمرعَى لغزلانِ ودير لرهبان صورة قلبى قابلا كل لقد صار
قرآن ومصحف وألواحُ توراة طائف لأوثان وكعبةُ وبي!ت
، ،وأن الؤعيد لا يقع منه شىء مستقيم صراط الأديان على أهل أن كل فهو يرى
لأهله ،دان حصل ذلك ونحو هو نعيم وعذوبة إنما المتوعد به فالعذاب تقدير وقوعه وعلى
الدنيا ،فالثناء الاَلام فى من ينافها ما يحصل لم ،كما والرضا السعادة لا ينافى ألم فهو
وَغده .مُخلِفَ اللهَ تحْسَبَن فَلاَ الله ! : قال ولهذا ، الوعيد لا بصدق الوعد بصدق عنده
علىً أنه توعد ( )2مع سحئاتِهِنم " عَن وَنَتَجَاوَزُ أ قال ،بل ووعيده يقل ( )1ولم ، رُسُلَهُ
تعاين عين الحق لوعيد وما الوعد وحده فلم يبق الا صادق
مباين نعيم فيها لذة على ف!نهم دار الشقاء لمان دخلوا
لفظه عذوبة ؟عذابا من يسمى شإين عند التجلى بينها وما
طاهراَ مات إلى أن فرعون ذهب الدين بن عربى فى هذا حتى ثم تغالى محى
لأن ، الهدى من أهدى الضلال أن دته ،والى عابد فهو شيئا عابد أن كل ،دالى مطهرأ
فهو بعيد مستطيل طريق فى القطب (، )3والمهدى سالك ،والحائر دائر حول حاثر الضاذ
به أفكار ومما بلبل ، الوجود دائرة وحدة فى عنده مما يدخل هذا غير ،إلى القطب عن
بهم، الأمور التى تنهض عن القرون ،وصرفهم فى هذا القرن ،وما بعده من المسلمين
،ثم التوثب للنهوض فيه من وفيما يجرى النظر فيما يدور فى العالم حولهم عن وأعماهم
به النظر فيما ينهض ،ويترك التفاهات بهذه يشتغل الذى العالم الإسلامى على الانقضاض
يُذكر الا فى حديمث القرون من بعده وما القرن هذا فى المسلمين لعلماء يكن فلم
: أربعة أقسام فيه الى انقسموا ،وقد عربى بن الدين محص
، القارى على وملا ، التفتازانى والسعد ، كالسخاوى ، له المكفرون : أولها
العيد ،وكثير غيرهم. ،وابن دقيق ،وأبى حيان العسقلانى وابن حجر
. 1 6 :آية ف لاحقا ا ) 2 ( . :آية 4 7 هيم برا ( ) 1 (
فى كل فى الأرض الله نظر الواحد الذى هو موضع عند الصوفية عبارة عن ( )3الق!
سريان والظاهرة الباطنة وأعيانه الكون فى يرى لدنه ؟ وهو من الأعظم الطلسم ،أعطاه زمان
211
، القاموس صاحب المناوى ،والمجد الرؤوف فيه الولاية ،كعبد يعتقد :من وثانيها
وكثير ، المدنى الكورانى حسن دمابراهيم بن ، الشعرانى الوهاب ،وعبد باشا كمال وابن
باعه وتبحره سعة التاَليف التى تدل على ،وصاحب العارفين سلطان ،فهو عندهم غيرهم
القواعد تأسيس وفى ، والاستنِباط الاختراع فى الاجتهاد مبلغ بلغ وأنه ، فى .العلوم
تلك فى يختلفون ولكنهم ، بحقها طالعها بها الا من يحيط ولا لا يدريها التى والمقاصد
ما أوهمته أن يرى ،وبعضهم عليه أنها مدسوسة يرى ،فبعضهم عليه التى أخذت الأمور
ءلميها ،حتى غيرة الصوفية متأخرو عليها اصطلح المراد أمور د!انما المراد ، هو ليس ظواهرها
الموهمة الألفاظ بتلك الكناية عنها على فاصطلحوا ، التصوت فى الكذابون لا يذَدِها
هذا الرد على فى ،ويكفى بغيرها عنها التعبير ؟ لأنه لا يمكن مبالين بذلك المراد غير خلاف
،ولا بمثل هذا عنها للاعتذار معنى ،ولا المراد منها فى السابفة صريحة العبارات أن تلك
دينهم فى ينفعهم بهذا عما ،وشغلهم فهمها فى بها ،وبلبلة أفكارهم المسلمين لشغل معنى
ودنياهم.
فى يحتارون الناس فى أمره ،وجعلهم الدين بن عربى به محى شغل مما وهذا مثال
ذا أراه ولا يرانى كم يرانى ولا أراه يا من
؟ أنه يراك تعلم وأنت إنه لا يراك تقول له :كيف فقيل
مرتجلا: فقال
صرف إليه من ذهبوا لما اساسا ،وجعلوه لبيته الأول منه تأويله هذا أنصاره قبل وقد
ووحدة بالاتحاد والحلول بينهم القول شاع قد الصوفية أن أولئك لىانى أرى
هو بما له أن ينطق لا يصح منهم هذا لا يرى ،فمن بذلك خصومهم رماهم ،وقد الوجود
البعيدة ، التأويلات منه بمثل تلك التخلص يحاول ،ثم الأقل فيه على فيه أو ظاهر صريح
التأويل هذا له ؟ لان تأويلهم الشك هذا يدفع ،ولا أمرهم بهذا فى الناس يشككون لأنهم
غيرهم، ،داخفاء مثل هذه العقائد عن بالتستر الأخذ من عنهم ما عرف على قد يحمل
هذا لا يُقبل إذا كان بعيذا مثل ،ومع معصوم فى كلام مرع يكون انما أن التأويل على
القرآن ،ثم إنه لم يقع إلا نادرا فى عربى الدين بن محيى بيت فى التأويل السابق
المجار والكناية شأن هو كما ، المراد منه على تدل قرائن الا مع يقع ولم ، والحديث
Yll
السيوطى الدين كجلال ، كتبه فى النظر ويحرئم ولايته يعتقدَ فى :من وثالثها
فى النظر حرموا ما لأن ؟ الثانى القسم عن هذا يفترق يكاد ? Ij ، وغيرهما وإلحصكفى
ولا فى صاحبه الاعتقاد فى فيه لم يصح صريح منه ما هو المراد أجله إن كان كتبه من
هذه أن أيضأ يرون لأنهم ؟ الثانى كانوا منهم القسم تأؤَلها المراد مته ما كان ،دان ولايته
فيه لا يدخل غير أهله غيرةً عليه ،حتى الطريق عن للصوفية أرادوا بها صون اصطلاحات
الحثميثى يتعاطون وأمثاله كانوا الدين بن عربى أن محيى يرى :من ورابعها
المخدر هذا ،وكان والشطحات الخيالات تلك فى ،وأوقعهم التأثير هذا ،فأثر فيهم المخدر
.وممن يتعاطاه فيمن تأثيره سوء يعرفوا اليه ،ولم يلتفتوا ،فلم بين الناس ظهوره أول فى
لمحيى الدين بن وصفه ،فقال فى البخارى بن محمد الى هذا علاء الدين محمد ذهب
كتاب صاحب 2 عن ،فقد صح كأوغاد الأوباش كان كذابا حشاشا أنه عنه :يحكى عربى
)1 " الفصوص " لصاحب " الفتوخات كتاب عن سئل لما أنه الملة والدين ،عضد " المواقف
الحشيش ويأكل مكة المزاج بحر يابس مغربى من إلى هناك قال ( :أفتطمعون وصل حين
لم .يذكر هذا عن الحشيش كل الدين بن عربى إلى محيى نسب أن من لىانى أرى
إلى أن ينسب ،ولا يصح خصومهم يشيعه الناس فى حق بما الأخذ ا هو من دانم ، مشاهدة
الرأى دائرته المحدودة ، على الخلاف أن يتعدى ،ولا يصح غير تثبت الناس مثل هذا من
على الخلاف من فى شىء ،ولم يكن فى دائرة السباب لأنه اذا تعداها الى مثل هذا دخل
. الرأى
مناقشة علمية الدين بن عربى محيى أن يناقثى راى أيضأ أنه كان يجب و(نى أرى
يليق بمناقثة المسائل الذى الهدوء ،دانما هو يناقشها بين من فيها ولا عصية بريئة ،لا عنف
المسألة، هذه فى واضحا الحق وكان ، فيها بهدوء الحق إلى الوصول ليمكن ، العلمية
الدين بن محص فى شخص نوقشت دانما أنها مسألة قائمة بذاتها ، على لم تناقش ولكنها
النقاش فى فأثر هذا ، بكفره تدين وجماهير ، بولايته تدين جماهير هناك ،وكان عربى
فمها ،او يخفف عليه الاتفاق يمكن فاصل شىء فيه الى الوصول يمكن ،ولم الدائر حولها
منها، أهم ما هو بها الى الاشتغال عن ،أو يصرفهم بها بين المشتغلين الخلاف حدة من
فى هذه لخصومه ،فلا يمكن أن يسلم الدين بن عربى لأن الفريق الأود يدين بولاية محى
فى للطعن المسألة ذريعة هذه يتخذ إلا أن فيه فيأبى الظن الثانى سىء والفريق المسألة ،
. وغيره الدين بن عربى محى عقيدته ،ولا يرى أن يبحثها فى ذاتها بقطع النظر عن
213
سنة توفى بدمشق قد استقر بالشام فى آخر حياته ،حتى الدين بن عربى وكان محى
جد السلطان صفة كتبه فى بعض م ،وقد ذكر الشعرانى أنه ذكر فى 0124 هـ= 638
الأمر كما ،فجاء الفلانى الوقت فى القسطنطينية أنه يفتح الأول عثمان بن سليمان السلطان
،وأنشأ قبة عظيمة سليمان السلطان عليه ! نجنى سنة مائتى نحو السلطان ،وبينه وبين قال
عليه ينكر من أن كان فيه ،بعد ،فزاد بهذا اعتقاد الناس وخيرات فيها طعام تكية بجواره
. بأمره يتولانا والله ، وحبها كرهها تغاليها فى العامة فى شأن قبره ،وهذا على يبول
إلى تحقيق من يحتاج الدين بن عربى بناء قبة محى سبب وما ذكره الشعرانى فى
،وقد القانونى سليمان القبة السلطان هذه بنى الذى سليمان بالسلطان لأنه يعنى ، التاريخ
ام ، 566 ملكا إلى أن توفى سنة 749هـ= 52ام ،واستمر 0 تولى الملك سنة 269هـ=
الفماتح وهو محمد السلطان الثانى ابن بايزيد السلطان ابن الأول سليم السلطان ابن وهو
ذكر لا عثمال! الأول كما الأول سليم هو سليمان والد السلطان يكون وبهذا
الأول عثمان بين الشعرانى اشتباه من أو الناسخ من تحريف هذا أن والظاهر ، الشعرانى
إنه عثمان سلطان كل قولهم عن ما اشتهر بينهم من على حمله الأول ،ويمكن وسليم
لا افي .الأول كما سليمان الجد الثانى للسلطان الفاتح هو محمد وبهذا أيضا يكون
القسطنطينية نحو فتح وتاريخ الدين بن عربى أن بين تاريخ وفاة محيى ولا شك
تعيين على الكرامة يتوقف تلك ثبوت ،ولكن مائتى سنة كما ذكره الشعرانى فيما سبق
،على منهما واحدا الشعرانى يعين ،ولم عنه مكانها تعيين فيه وعلى التى ذكرت الكتاب
تتأخر معرفته إلى عهد ،ولم القسطنطينية فتحت لَعُرف حين صحيحا هذا أنه لو كان
كثيراَ فى الناس تغالى .وقد مائة سنة نحو عليه مضى قد ،وكان القانونى سليمان السلطان
أقوالهم من ما صح على فى أمرهم الاعماد نسبة الكرامات إلى هؤلاء المتصوفة ،فيجب
-من غير تحقيق -اليهم. هذه الكرامات التى تنسب وأفعالهم ،لا على
* **
214
القرن الثامن المجددون فى
فيه لا التتر م إلى سنة 11" 79م ،9وكان 1" 10 سنة من يمتد القرن الثامن الهجرى
والهند بلاد فارس العراق إلى ما بعده من من البلاد الإسلامية على يزالون مستولين
الأعظم الخان طاعة عن وانفصلوا ، الإسلام دين فى دخلوا قد كانوا ولكنهم ، والترك
الطاعة بعد هذه عن فارسَ أول من خرج غازان -خان بالصين ،وكان -محمود
به لهم دولة م ،وقامت 2013 07 1هـ= لهم فى سنة جديد ،فابتدأ بهذا عهد إسلامه
بن بن تولوى بن أباقاخان بن هولاكو غازان بن أرغون محمود رأسها إسلامية قوية على
مسلمى اكئر من إليهم الشيعة مسلمى يقِّربون إسلامهم التتر قبل هؤلاء ،وكان جنكزخان
من ما دخله إسلامهم فى الشيعة ،فدخل مذهب فى دخلوا التُنة ،فلما أسلموا أهل
يد بعض تم على كثرهم ،وهذا إلى أن إسلام قاثما بين المذهبين كان الذى التعصب
،فتأثر به إسلام والباع الخرافات كثير من المتصوفة هؤلاء إسلام فى ،وكان الصوفية رجال
فى بلاد التتر، دوقات قرى قرية من من ،وهو براق القرمى هؤلاء التتر ،كما كان من
الفقراء من جماجمة رأس على وقام ، اَبائه إمرة وترك فأسلم ، بها لأبيه إمرة وكان
م ) وهو 6013 هـ- ( 607 سنة بهم بلاد الروم ،ثم قدم دمشق ،فدخل الصوفية
منهم واحد كل كتف وأتباعُه على ، منكرة وهيئته ، وافرة وشواربه ، الذقن محلوق
على رئيسهم عوتب المنكرة ،وقد أمورهم من هذا غير قرنا لتاد ،إلى رأسه ،وفى جوكان
التتر ملك غازان محمود وكان . للفقراء مسخرة كون أن :أردتُ فقال ، الأمور هذه
فوثب ، سبعًا ضاريا عليه وسفَط أحضره خبره بلغه لما لأنه ؟ فيه ويعتقد يعظمه السابق
دولة أولاهما : التتر لدولة مجاورتان دولتان القرن هذا فى السنة لأهل وكان
التى اقامتها الخلافة الصورية تحتضن ،وكانت بلاد العرب والشام وبعض بمصر المماليك
انه اليه على التتر لأنها نظرت دولة الى هذا ،فأساء ببغداد دولتهم سقوط بعد لبنى الباس
rya
سنة الصغرى آسيا فى ببلاد الروم قامت وقد ، التركية العثمانية الدولة والثانية
شِاه التركمانى، سليمان بن أرطغرل بن عثمان هو ملوكها ،وأول م "11 . . هـ= 996
آسيا الغربية سهول قبائل الترك النازحين من شاه زعيما لإحدى بن سليمان أرطغرل وكان
الباقية الإمارات إحدى قونية وهى سلطان الدين بها إمارة لعلاء ،وكان اَسيا الصغرى إلى
السلطان أرطغرل فساعد ، عليها التتر للاستيلاء قصدها وقد ، السلجوقية الدولة من
لا يعتمد ،وصار بلاده من بعضا الدين علاء ،فأقطعه إمارته التتر عن رَدَّ حتى الدين علاء
بلادأ ،ومنحه مكانه عثمان ابنَه الدين أقام علاء أرطغرل ولما مات ، إلا عليه حروبه فى
يُذكر اسمه ،وأن باسمه السكة ضرب لأبيه ،وأجاز منحها قد البلاد التى كان إلى أخرى
بن عثمان فقام ، م 013 0 هـ= 996 سنة الدين علاء مات ثم ، الجمعة خطبة فى
، بلاد الروم باَسيا الصغرى من إليها ما يفتحه يضم ،وأخذ الدولة هذه فى مكانه أرطغرل
الأول مكانه، أورخان ابنه م ،فقام 1325 هـ- سنة 726 السلطان عثمان ومات
ن ا ،فأراد الحرب إلا وقت قبله لا تُجمع الجيوش له ،وكانت قاعدة بروسة مدينة واتخذ
الجيوشٍ ابتاع سنة من أول بهذا ،وكان والسلم الحرب يقوم دائما فى جيشأ يتخذ
الحاج الى بهم سار منهم ولما أئفه ، حروبه فى الأسرى شبان ألفه من وقد ، الدائمة
على بالنصر لهم ،فدعا لهيم بخير ليدعو بأماسية الصوفية البكطاش!ة طريقة شيخ بكطاش
، أنكثأرى العربية الى فى ،فحرف الجديد الجثى ،أى تشارى بنى ،وسقَاهم الأعداء
الدردنيل ،وامتلك بحر الدولة ،واجتاز جيشها هذه امتدت السلطان أورخان عهد وفى
مراد الأول وافسَح ابنه م ،فخلفه 0136 هـ= 761 سنة السلطان أورخان ومات
قاعدة ،فاتخذها أدرنة بأوربا مدينة أشهرها ،ومن واوربا آسيا الصفرى فى البلاد كثيراَ من
مدينة القسطنطينية قاعدة دولة الروم صارت فى أوربا حتى فتوحه لدولته ،وبهذا /اتسعت
بلاد البلغار والمئرب ما فتحه ضمن من ،وكان الجهات جميع بها من الشرقية محاطة
وكان ابنه بايزيد الأول ،فخلفه م 1388 هـ- 197 سنة مراد الأول السلطان ومات
به من متصفا كان لِمَا ملكه منه أن ينازعه فى ،فخاف يعقوب منه يسمى أصغر له أخ
فى انجهم استندوا ،ويقال وقُواد جيوشها أمراء الدولة ،فقتله باتفاق الهمة وعلؤ الشجاعة
) ( )1فكان مِنَ القَتلِ أشَد وَالْفِتنَةُ قوله تعالى ! اعتمِد يها على شرعية فتوى قتله على
216
بلاد آسيا جميع فتح عهده .وتَمّ فى الدولة هذه التنة السيئة فى ابتاع هذه من بايزيد أول
فى إلبلاد بعض فتح ،وكذلك السلجوقية الإمارات بها من قد بقى ما كان ،وزال الصغرى
تيمورلنك إلا إغارة عليها الاستيلاء يمنعه من ولم ، القسطنطينية مدينة وحاصر ، أوربا
إلى يدفعهم ،وكان النيتين الدولتين تينك على إسلامهم السَر بعد إغارات ثم توالت
بينهم جَئار ثان بعد بعد أن ظهر خطرهم استفحل والمذهبى ،وقد الجنسى هذا تعصبهم
الجبار هذا دولة أنقاض كبيرة على دولة القرن هذا ،لأنه أنشأ فى تيمورلنك وهو جنكزخان
بالقوة تحت كلهم المسلمين يجمع فأراد أن ، بالاسلام يدين تيمورلنك وكان ، السابق
،ثم انتزع أوربا إلى الصين شرق البلاد التى تتفرع من جميع على استولى رايته ،حتى
منه آسياَ وانتزع أسره حتى ،فحاربه بايزيد الأول ال!لطان ،وقصد المماليك دولة من الث!ام
،فأرسَل أوربا بفتوحاته دول أفزع ،وقد القسطنطيية على أن كاد يستولى ،بعد الصغرى
معنى يعرف أن مسلم وهو أجدره كان وما ، بايزيد على بانتصاره أوربا إليه يه!ونه ملوك
التهنئةا هذه
لهم إذ كان ، بالمشرق منها أسوأ والأندلس المغرب ببلاد المسلمين حال وكانت
أما ، المذهبية والجنسية بتأثير الخلافات متعادية كانت دان ، القوية الدول هذه بالمشرق
ملوك أعدائها وهم مهاجمة لا تقدر على بحيث الضعف دوله من فكانت المغرب والأندلس
من حمنا فسَمكن ؟ بالأندنسن للمسلمن بمى عما لدافعهم دانما كان! ، أسبانحا والبرلغال
البقئة الباقية هى بغرناطة الأحمر بنى دولة وكانت ، عنهم آخر حينا وتعجز ، دفعهم
تستعين بلادها ،بل كانت الدفاع عن على وحدها تقوى ،ولم تكن بالأندلس للمسلمين
فى تدخل أخذت أن ،الى تعينها بجيشها الدولة هذه ،وكانت بمراكش مَرين بنى بدولة
حروب ( 351م ،وتقع فى هـ- سنة 752 الانحلال بعد وفاة السلطان أبى الحسن طور
فيه الا اشتفال يُبق علىادولتهم فلم ، بالأندلس الأحمر بنى نجدة عن تصرفها داخلية
المسلمين فى هذه ضعف الداخلية فى أواخر هذا القرن ،وقد بلغ من أعدائها عنها بحروبهم
منهم أعلم ؟ لأن الفرنجة صاروا جندهم الفرنجة فى طاثفة من البلاد أنهم كانوا يتخذون
حروبهم بهم فى كانوا يستعينون ،ولكنهم شداثدها تحمل على ،وأقوى بفنون الحرب
الفرنجة من أجناسهم لئلا ينقلبوا مع ، الفرنجة من أعداثهم قتال لا فى ، فقط الداخلية
عليهم.
أنهم على يدق ،وهو الناحية السياسية من القرن هذا فى المسلمون عليه ما كان فهذا
ا و ويهذ الشرق أن ينسابوا فى أوربا من أمكهم القوة ،حتى من بشىء كانوا فيه محتفظين
YIV
ازدادوا لأنهم ، المنزلة بهذه يكن لم الناحية العلمية من حالهم ،ولكن القسطنطينية مدينة
من الجهلة لغلبة ؟ دنياهم فى بهم تنهض التى الفلسفية العلوم بُغدَا من القرن هذا فى
هذا القرن إلى فى قد وصلوا المتصوفة ،وكان الدبن عليهم رجال والجامدين من المتصوفة
بن سيد الناس : بن محمد قال فيهم فتح الدين محمد ،حتى أسوأ حال
بغير زيادَة ستة مَ سوى اليو عصرنا فى الصوفى شروط ما
والفياده ، والغناء ، والرفمبى ، طة والسط ، والسكر ، العلوق نيك : وَهىَ
إعاده أو جهله مِن وحلو، اتحادًا وأبدى هذَى ما و(ذا
تعظيمهم، ،ويبالغون فى لمدَّعى التصوف الدين يخضعون الملوك ورَجال وكان
،واقتصروا العلم الاشتغال بالتصوف طلاب على غلب ،حتى فى أمورهم وشتشرونهم
العلوم من نفورهم ،واستمروا على ونحوهما الفقه والحديث ما يناسبه من العلوم على من
ن ( " : القرن هذا علماء من الذهبى قال حتى ، العلومِ الفلسفية مثل عنها لا غنى التى
نجاحه، يلوح من اعتقادها إلى يركن ،ولا فلاحه يُرجى فيها من الإلهية لا ينظر الفلسفة
العلوم وعلمائها ،وما دواء هذه شق فى به الرسل ،وما جاءت شق ف!ن هذا العلم فى
كاملا ما زال ؟ إذ الدين الوجود من والإعدام ، إلا التحريق وعملا بها علما والقائمين
. مبينا ! فتحا لكان ،فلو أعدمت فيها المسلمون ونظر الكتب هذه عرئت حتى
المتوفى الجاكى حسينا الشيخ أن ووزرائه القرن هذا ملوك فى المتصوفة نفوذ في وبلغ
فى ويلحن الناسرا يعظ ؟ وكان الجاكي جامع م ) كان خطيب 9132 هـ- 073 ( سنة
فى ،فبينما السلطان الكناس أيّوب لشيخه ؟ فشكاه الوعظ بمنعه من ،فأمر السلطان وعظه
أسد صويىة كتفه فى الحائط والمكنسة على من أيوب له الشيخ ،إذ خرج الخلاء بيت
يعظ حسين للشيخ :أرسل له قال ،فلما أفاق عليه مغشيا ووقع السلطان ،فارتعد عطيم
وأراد الاجتماع ، حسين الشيخ إلى السلطان ،فنزل الحائط من دخل ،ثم هـالا أهلكتك
م ) كان I YAL هـ= ( 797 المتوفى سنة التسترى حسينا أن الشيخ ذلك ومن
كيروا حتى بالسلطان الدولة أرباب له من الحاسدون يزل فلم ، زيارته إلى ينزل السلطان
فى مصر خارج الشيخ وكان ، فأغلقها زاويته الى فأرسل الوزير فأمر ، فيه اعتقاده
الوزير : فقالوا . . . ؟ سده من : فسأل ، مسدودا زاوبته باب وجد رجع فلما ، المطرية
وخرس وطرش الورير فعمى . وطيقانه بدنه أبواب نسد :ونحن فقال ، السلطان بأمر
،وكان إليه وصالحه نزل هذا السلطان ،ولما بلغ الحال فى أنفه وقُبله ودُبره ،ومات وانسد
218
سنة المتوفى العجمى عند الشيخ يوسف هرب مملوكى السلطان ومن ذلك أن بعض
عن إلى السلطان يقول له :اصفح ،فارسل السلطان من م ) خوفأ هـ = 1266 ( VIA
منه أن يردهم، طلب أمر السلطنة ،ثم فى فقيراَ فلا تدخل إليه :إن كنت ،فأرسل هؤلاء
إليه فنزل ، إنما أنا أصلحهم .: فقال ، السلطان مماليك تتلف أنت : له فقال ، يفعل فلم
لها فقال ، ذهبأ كونى الأسطوانة لهذه :قل له وقال إليه مملوكأ منهم ،فأخرج السلطان
:هذا له فقال ، الثميخ رجل وقتل فاستغفر ، بعينه يراه السلطان ذهبا فصارت ، ذلك
: وقال ، فأبى فقرائه على بوقفها يأمر أرزاقا عل! السلطان فعرض . . . ؟ فساد أو صلاع
زاويته باب أنه كان يغلق ،مع السلطان هذا من الشيخ لم يرفض أدرى ولست
الباب يقول على شخص دق IC ! ،وكان إلا للصلاة لأحد النهار ،ولا يفتح طوال
الفتوح للفقزاء فافتح له، من الباب ،ف!ن كان معه شىء شقوق فانظر من :اذهب للنقب
الفقير وقته، ما عند أعزُّ : ،فقال ذلك فى له بعضهم .فقال فشارات زيارات لىالا فهى
يُخرج هذا إلى وكان . وقتنا لهم بذلنا لنا مالهم بذلوا ف!ن ، مالهم أبناء الدنيا عند ما وأعز
قوت به الفقير يُجعل ما يأتى النهار ،فكان آخر إلى الناس الزاوية يسأل فقيراَ من يوم كل
الخبز والبصل يحمل فيأتى بالحمار وهو الفقير يخرج ،وكان كائنأ ما كان النهار الفقراء ذلك
له يوم يخرج الشيخ ،وكان الناس بسؤال يجمعه مما وغير ذلك واللحم والخيار والفجل
:أنتم فقال ذلك عن ،فسألوه يأكلها فقير واحد يابسة كسيرات الا ببعض فيه ،فلا يأتى
لا تكاد حتى فنيت ؟ وأنا بشريتى ، ،فيعطونكم ارتباط الناس وبين باقية ،وبينكم بشريتكم
أن سؤاله صورة .وكانت وأبناء الدنيا كبير مجانسة والسوقة التجار بينى وبين ،فليس تُرى
إلى ويكاد يسقط يغيب حتى ويمدها - الله - : أو الباب ويقول الحانوت على يقف
الزقزية. فى راح الأعجمى :هذا لا يعرفه من ،فيقول الأرض
وكان اكرم من المشينة الحالة هذه من عليه السلطان كان أشرف أن ما عرضه ولا شك
فى المتصوفة لأولئك يخضعون الوقت ذلك كان سلاطين كيف أدرى ،ولست ذل السؤال
غفلة فى سلاطين يصيرون ثم بالمال ، يُشترون سلاطين كانوا ولكنهم الحالة ، هذه مثل
ولا ، المتصوفة لأولئك خضوعهم فى عجب فلا ، الناس بين الجهل وانتشار ، الزمان
خداعا كان ،ولعله أيديهم فى العامة كانت العامة وأشباه لأن ؟ منهم خوفهم فى عجب
يبصره الذى الفساد هذا يلتفتوا إلى ،ولا العامة ،لتلهو به العامة وأشباه ينهم متفقا ع!
الأعمى.
جهلة المتصوفة إلى ذلك العلماء بعد أن وصل فى هذا القرن همم وقد ضعفت
921
التى كانت النزعة الفلسفية من شىء فيهم يبق ،ولم العزاثم منهم ،ففترت والجاه السلطان
الأشياء بقدر الطاقة الى حقائق الوصول عثى الحلم ،وتغريهم الابتكار فى على تحملهم
فى القرنين ظهر مما بثثر سبقهم من معارف إلى الاقتصار على الميل فيهم البشرية ،وظهر
،وقد بدأ بينهم فى هذا الضعف وشرحها واختصارها جمعها همهم السابقين ،فكان كبر
حدودها، المتون ليقفوا بمعارفهم عند التى سموها المختصرات بالاهتمام بحفظ العلمى
وضع معانيها ،والتنافس فى فهم فى ،والبراعة مسائلها استحضار أكبر همهم ويكون
إلى منها الوصول الفلسفة التى يقصد ما فاتهم من عليها ،فيعوضوا والحواشى الشروح
، المتبرن تلك فهم منها البراعة فى يقصد جوفاء إلى فلسفة ،ويصيروا الكون حقائق
لا تفيدهم العلم من قشور إلى الحياة ،ويصيروا هذه فى ينفع الذى الحقيقى العلم ويُضيعوا
. ولا تغنى من جوع براعة لا تسمن المتون ،وهى معقدات إلا براعة فى حل
هذا بها فى اعلمهم من الطريقة ،وكان هذه برع فى من أول علماء العجم وكان
علماء دولة تيمورلنك، من ،وهما الجرجانى الدين التفتازانى والسيد الشريف القرن سعد
أسوأ الأثر فيما بعده يذا في هذه الطريقة ،وسيكون هذا القرن ببراعتهما فى فذاع صيتهما
اننى لم ،حتى فيما بعده شاعت كما القرن هذا فى لم تَثع الطريقة هذه ؟ لأن القرون من
ترجمته ذُكر فى واحد عالم الا على الثامنة - المائة أعيان الذُرَر الكامنة فى - كتاب فى أعثر
، الغزى ثم القاهرى بن أحمد عبد الرحمن ألفاظ المتون ،وهو كثيرأ من أنه كان بستحضر
يد وكيرها على كمصر إلى بلاد العرب بلاد العجم تنتقل من قد بدأت الطريقة هذه كانت و
ينتبه لسوء ،ولم الرواج من ما تلقى ؟ فتلقَى بين علمائها العجم علماء اليها من ينتقل من
على الدينية فى هذا القرن ،فقد استمروا فى جمودهم المسلمين حال كانت وكذلك
الى أنه ذهب الدني!رى بن أحمد عليها أن محمد جمودهم ،وبلغ من عقيدة الأشعرى
،فعزره القاضى حقا قد تكون المعتزلة أقوال السنة ،بل بعض الحق مع أهل كل ليس
ب!سلامه، أن يحكم ابن الكفرى ،ثم أطلقه وكلفه أن يسأل وسجنه تاج الدين السبكى
ففعل.
القرون الصابقة الاجتماعية فى هذا القرن أسوأ منها فى المسلمين حال كانت وكذلك
فى الترك المخالفين لرعيتهم المماليك ؟ لأن ملوكها كانوا من والام مصر فى ولا سيما
قال ،حتى حالهم حسن بشىء يهمهم ،ولا رعيتهم بشعور لا يشعرون ،فكانوا الجنسية
هذه الحالة فى هذا القرن : من فى الشكوى بن مخْلوف بن يحيى أحمد
3 والترس ومِن دونه الأتراك بالسيف عاقل يروم الررقَ فى مصر وكيف
022
بالربع والثُمن والخُمس لأنفسهم كلً وجهةِ القبط من جمعته وقد
المقريزى فى الملوك ،فقد ذكر أولئك من أن يُستثنى الملك الناصر حسن ويمكن
ذلك عرف ،وأولاد الناس فى بدلهم أولاد الناس ويؤئر المماليك يكره أنه كان خططه
الرعية كغيره من السيرة مع بسوء المؤرخين يصفه بعض أولاد الرعية ،ولكن هم العصر
أولئك المماليك.
دولة الروم أوربا فيه وجدنا هذا القرن إلى حال المسلمين فى حال من انتقلنا ف!ذا
تضئق العثمانية التركية أخذت الدولة لأن ؟ الأخيرة أنفاسها تلفظ تكاد دولها من الشرقية
حولها، وما القسطنطينية الا مدينة ممالكها الواسعة لها من (نه لم يبق ،حتى الخناق عليها
السَر ،وكذلك فى هذا القرن لا تزال فى تبضة .من استولى عليها من روشا كانت وكذلك
فى هذا القرن الى مثل ما الأشرات فيها سلطة دولها الغربية ،فقد عادت فرنسا من كانت
بلادها، الإنجليز فى الاستيلاء على ملوكها ،فطمع عليه ،وقد أدى هذا إلى ضعف كانت
452 -ام ) 1338 856 -هـ= سنة ( 738 مائة استمرت نحو حرب بين الفريقين وقامت
أوربية فى دولة الانجليز أقوى كان ،وبهذا عليها انجلترا باستيلاء الحروب هذه انتهت وقد
بلاد كثر ملكهم إلى استعادوا لأنهم ؟ والبرتغال الأسبان كان وكذلك ، القرن هذا
،وكان يوحنا ويكلف هذا القرن ،وهو دينى فى بين الإنجليز مصلح ظهر وقد
فيه ،واختير رئيسا نغ العلم حتى بطلب م ،وقد اشتغل 1324 هـ= 725 ميلاده سنة
وجوب عدم المسيحية ،،فرأى إلى (صلاح يدعو ،ثم أخذ كنتربرى الكلية فى للمدرسة
التى كان الاصلاحات من هذا غير ،إلى والدنيوية البابا الروحية نسلطة الرهبانية ،وأنكر
الف!اد الدينى من الصميم أوربا ،وتناولت فى المصلحين أتى بعده من لها أثرها فيمن
أساقفة إلى رئيص -الحادى عشر روما -غوريغوريوس بابا فيها ،وقد أرسل والسياسى
بعض ،فدعاه هذا الرئيسى إلى المحاكمة ،ولكن يوحنا ويكلف على كنتربرى يأمره بالقبض
فى أوربا الدينى حال كان ،وبهذا محاكمته من يمكنهم ،ولم حمايته أمراء الإنجليز تولى
الدينى، الإصلاح هذا تباشير فيها من كان لِمَا ، السياسى حالها من أحسن القرن هذا
،فقد حالها السياسى من هذا القرن أحسن فى أوربا العلمية حال كانت وكذلك
التغير، تغير اتجاهها بعض ،وان السابق القرن فى العلمية التى ظهرت ثيها الحركة استمرت
،أما والدين بين العقل ،يراد منها الجمع بناء وتركيب حركة السابق القرن فى لأنها كانت
M
،وبهذا يبدو هذا القرن بالدين وحده إلى نقد العقل والاعتصام القرن فقد توجهت فى،هذا
الدين، من الفلسفة بتخليصه إنشائيا إيجابيا كان ولكنه ، للماضى هذَام سلبى وكأنه
العصر من بعده أتى لما بهذا وتمهيده ، اليونان عند عليه ما كانت مثل إلى لهاعادتها
الحدبثْ
م ) بالنقد العلم 9134 - 5912 هـ= 75 0 - إيكام ( 596 وقد تناول وليم أوت
واضحا ظهر قد وكان ، الحديث للعلم النقد الطريق بهذا فشق ، الأرسطوطالى الطبيعى
أسلوب التجربة فى صوغ ،إذ رأوا أن العلم هو كسفورد أساتذة جامعة أيدى على
إيكام وليم أوف رفض وكذلك ؟-ص يف!ر الطبيعة تفسيرا نظريا محضا ،وكان أرسطو رياضي
ن أ اعتقاده فى لا يمكن الموجود هذا مثل لأن ، المعئن غير الموجود أى ، القوة فكرة
هيولى الموجود بالفعل ،وبهذا رفض لا يقع إلا على حال كل على ،ولأن الحدس يوجد
مقصد ،وكان الجسمية بالصورة متلبسة بالفعل المادة الموجودة بها فكرة ،واستبدل أرسطو
ردت المادة المعينة محلها وحلت ،فلما رفضت الهيولى أن يفسر التغير الجوهرى من أرسطو
المذهب الآلى الذى يفسر الأجسام وتغيراتها باجزاء إلى التغير العرَضى وظهر التغيرات جميع
مما هذا غير ،إلى لها لا وحدة مركبات الأجسام صارت ،وبهذا وتفترق المادة تجتمع من
التى لجا الفتاوى تلك من أنفع / ،وكان اليونان فلسفة القرن هذا أوربا فى به فلاسفة تعقب
ذلك لا تُذكر بجانب عمياء فتاوى ،إذ كانت القرن هذا فى الفلسفة تحريم إليها فقهاؤنا فى
النقد العلمى.
وعلومها، الفلسفة إهمال ومن ؟ العلمى الجمود إليه من مما صرنا كله هذا فأين
الثامنة" المائة أعيان الكامنة فى " الدرر كتاب فى جاء .بها بيننا ؟ وقد يشتغل من ندرة ومن
العثمانى الروم له ملك نجنى ، القديمة بالفنون ذا معرفة كان المرسى أحمد بن محمد أن
فيه بألسنتهم، ما يرغبون جميع والنصارى واليهود فيها المسلمين يُقرىء كان بمرسية مدرسا
. القرن هذا أوربا فى علماء فيها ما حاوله ،ولا يحاول القديم حالها على يُدرسها فكان
نفسه غبار التقليد نجى عن المسلمين هو الذى ينفض هذا القرن من مجدد وبهذا يكون
اتجاه خطر ،ويعرف العالم فى العلمية إليه الحركة ما وصلت مَدى ،ويدرك والعلم الدين
علوم فى سيما ،ولا متونا التى سمَّوها المختصرات وحفظ والاختصار الجمع الى علمائنا
الدراسة التى لم تكن تلك الكلام ،لتدرس فى علم بعد اختصارها الفلسفة التى حُشرت
فى اختلفوا وقد ، المجذد هذا إلى النظر فى خطئهم على استمروا علماءنا ولكن
قوله: فى السيوطى ذكرهما بين الاثنين اللذين القرن هذا مجدد
222
الدين الأنام زين أو حافظُ البلقينى هو الحَبْرُ والثامنُ
كان الذى المجدد لا يُدنيهما من هذا ومثل ، الفقه والحديث فى شهرتهما وكانت
ابن تيمية، ابن القيم تلميذ الإمام بدلهما الأستاذ تاريخ فى رضا رشيد السيد واختار
،وقد كان ابن القيم مقلدَا الموافقات الاعتصام وكتاب كتاب صاحب الشاطبى وأبا اسحاق
الشاطبى. أبو (سحاق قريبا فهما ،وكان شيئأ بعده يجدد ،فلم ابن تيمية لأستاذه
هذا مجدد الى أن يكون جميعا هؤلاء من أقرب كان أن ابن خلدون لانى أرى
واد فى لأنه كان القرن هذا فى علماؤنا عنه غفل ،وقد دراسته من هذا ،وسيتبين القرن
الثماطبى، اسحاق وأبو ، قيم .الجوزية ابن بعده يأتى ،ثم واد آخر فى وهم العلم من
223
ولى الدين بن خلدون
بن جابر بن بن محمد بن الحن بن محمد هو ولى الدين عبد الرحمن بن محمد
أسرته من الكندى الأندلسى التونسى ،كانت بن خلدون بن إبراهيم بن عبد الرحمن محمد
م ، 1331 هـ= 732 ،وقد ولد بها سنة منها إلى تونس ،ثم هاجرت الأندلس أهل
بدراسة اعتزلها واشتغل ،ثم الدولة الحفصية فى الوظاثف ببعض أبوه عالما فقيها يقوم وكان
والفقه، والأدب النحو ابنه القراءة والكتابة ومبادىء عل! ،فأخذ الدينية واللغوية العلوم
والمنطق والكلام والنحو التفسير والحديث علوم العلماء ،ودرس غيره من على ثم أخذ
العلامة فى وظيفة كاتب شغل حتى م ،فسعى 1348 أبوه سنة V 94هـ= ومات
بعد هذا فى وظائف ،وقد تقلب بثمارة السلطان مرسوم كل الدولة ،فكان يوقع على تلك
فيها يقصد مطمعه يجد إذا لم كان بل ، الحفصية الدولة على نفسه يقصر ولم ، الدولة
،ويشغل بالأندلس وغرناطة ومراكثى ،وينتقل بين تونس المغرب دول دولة غيرها من
ما الى حينا فيصل ، البلاد هذه ملوك بين قاثمة كانت التى والحروب والمؤامرات بالفتن
يقع فى السجن. حينا حتى فى هذه الدول ،ويخفق العالية المناصب من إليه تطمح
بأهله تفمسان عنها ،وقصد نفه الحياة السياسية المضطربة ،فصرف ثم كره هذه
انقطع فيها للمطاَلَعة والدرس م ،فأقام هناك أربع سنين 1374 هـ= 776 سنة وولده
ترتيبه مذهبا فى التاريخ ،يذهب فى كتابِ مبسوط نفسه الى تدوين والتأليف ،واتجهت
،ويخالف حدتها على دولة كل فيه تاريخ ،ويذكر الدول فيه على ،فيرتِّب الكلام جديدا
السنين. التاريخ على ترتيب متبعة تجله من التى كانت بهذا الطريقة
التاريخ علم منزلته من تكون جديدا يدوًن فيها علما له مقدمة ثم أراد أن يجعل
علم بهذا فاخترع ، الفقه من الفقه اصول علم منزلة أو ، الفلسفة من المنطق منزلة
من العلوم مخترعى من سبقه من تجديده بهذا الإختراع على ،وامتاز فى الاجتماع
فى فضله ،فينحصر ا والعربية الدينية دائرة العلوم فى منها يدخل ما اخترعوه ؟ لأن المسلمين
أما علم ، والعرب المسلمين من العلوم هذه به إلا أ!حاب يعترت ولا ، الدائرة هذه
علماء عرف وقد ، بفضله العالم كله ؟ ويعترف العالمية دائرة العلوم فى فيدخل الاجتماع
،والفيلموف الاجتماع الحديث علم واضع ،فهو عندهم هذا الفضل أوربا لابن خلدون
224
الإسلامية ،والحضارة عامة بصفة البشرية الحضارة المبتكر ،ومؤزخ الاقتصادى الاجتماعى
خاصة. بصفة
المبتد( والخبر العبر وديوان - كتاب هو المقدمة العظيمة يمتاز بهذه الذى الكتاب وهذا
فيه -وقد اهتدى السلطان ا!بر ذوى من عاصرهم والبربر ومن والعجم أيام العرب فى
،وقد جهة كل القرن من هذا به فى يحيط ،والجمود إلى هذا التجدبد ابن خلدون
سائر إلى إيثار التقليد فى علماؤه ،وركن نزعة التجديد العالم الإسلامى فى اندثرت
دا" ة التقليد، فيه عن يخرج أن العلماء بعض حاول الفقه الذى إلا علم ،اللهم العلوم
فيه إلى يصل فيها ،ولم التى ترذَى الكبوة به من ينهض ،ولم يذكر فيه بجديد يأت فلم
فأتم تون! منها إلى تِلْمِسانَ ،ثم رحل فى المقدمة العظيمة هذه أتئم ابن خلدون وقد
الدين؟ بىجال من بتونس الجامدين بعض بينه وبين منافسة ثارت ،وهنا فيها بقية الكتاب
التهم، أشنع ابن خلدون عن ابن عرفة يشيع ،فأخذ تونس بن عَرفة مفتى محمد وهو
،فاكشغل القاهرة منها إلى ،ورحل الإقامة بتونس سئم ،حتى والعامة السلطان ويثير عليه
يقوم رزقا برقوق السلطان عليه اجرى وقد ، وغيره الأزهر الجامع فى بالتدري!ى فيها
صالحة، فيه سيرة وسار ، فقبله المالكية قضاء منصب هذا بعد عليه عرض ،ثم بكفايته
له ،فيكيدون عليه يُسخطهم هذا ،وكان الدولة وكبار الأعيان شفاعات قبول عن وأعرض
له سنة متول وهو مات أن ،إلى عنه عزله إليه بعد يعود ،ثم عزله من يتمكنوا أن إلى
من منزلة ما اخترعه منزلتها عن التجديد لا تنقص فى نواح أخرى ولابن خلدون
عناية العلماء من افسابقين والقرنين القرن هذا فى ما ظهر :فمنها إدراكه فساد الاجتماع علم
، والشرح التأليف فى اللفظية المماحكات فى والاسترسال ، والحفظ والاختصار بالجمع
أنه عنه نقل فقد تحته ، لا طائل أجوف علما علمنا جعل الحد الذى إلى هذا فى والتعمق
المتقدمين طريقة عليها يؤثر ،وأنه كان التعليم والتأليف فى العجمية الطريقة هذه ينكر كان
فى المؤتَفة أن كئرة الاختصارات مهما فى مقدمته فصلا فى عقد ،وقد كالغزالى وغيره
علم فى كل مختصر وضع المتأخرين مأ أولعوا به من بالتعليم ،أنكر فيه على العلوم مخلة
القليل منها بالمعانى الكثيرة فى الألفاظَ ،وحشو مسائله وأدلتها باختصار حصر على يشتمل
ما فيه من إلى وهذا ، الفهم على وعسِرم بالبلاغة مخلا هذا صار ،حتى الفن ذلك من
التعليم ،لالى أن الملكة الحاصلة من الصعبة هذه المختصرات فهم المتعلم فى وقت ضياع
من الملكات التى تحصل عن قاصرة تعقبه آفة تكنون ملكة ولم فيها إذا تم علِى سداده
هذا القرن مرضا فى قدره ،وتجعله المجدد الذى عرف من كثيراَ الصالحة فيه ترفع الطرق
. القرون من الأثر فيما سيأتى سوء له من ما سيكون ،وأدرك المسلمين أمراض من خطيرا
الغفلة التى وقع فى يقع ،فلم العالم فى العلمية بالحركة القرن هذا إلمامة فى ومنها
علمية فى بلاد حركات ما فى هذا القرن من هذه الناحية ،بل كان يعرت المسلمون فيها من
لا ببلاد المغرب كان حين فهو ، بلاد أوربا أيضا وفى ، مغربها إلى مشرقها من المسلمين
علماؤها فى العلم ،فذكر أنه إليه ما وصل ،ولا يجهل الحركة العلمية فى مصر يغفل عن
، بابن هام يعرف مصر أهل العربية من صناعة من أهل اليهم بالمغرب تآليف رجل وصل
إلا لسيبويه لم تحصل الصناعة ملكة تلك غاية من على كلامه فيها أنه استولى من ظهر
الفن وتفاريعه ذلك أصول به من ملكته وما أحاط ،لعظم طبقتهما وأهل وابن جِنى
أنه يبلغه ،فيذكر المشرق أهل العلمية عند الحركة عن لا يغفل فيه ،وكذلك تصرئه وحسن
وما العجم عراق فى ،وخصوصا موفورة العلوم العقلية لم تزل عندهم أن بضائع عنهم
على وقف أنه قد ،ثم يذكر فيهم الحضارة واستحكام فيما وراء النهر ،لتوفر عمرانهم بعده
الدين التفتازانى فى علم بسعد يعرف بلاد خراسان هراة من عظماء من تاَليف متعددة لرجل
لا يغفل . .وكذلك العلوم هذه فى راسخة بأن له ملكة الفقه والبيان تشهد وأصول الكلام
ببلاد الفلسفية العلوم ان العهد لهذا أنه بلغه فيذكر ، ببلاد الفرنجة العلمية الحركة عن
هناك ،وأن رسومها نافقة الأسواق العدوة الشمالية وما إليها من رومة أرض الفرنجة من
فلا ، متوفرة وطلبتها ، متوفرة جامعة ودواوينها ، متعددة تعليمها ومجالس ، متجددة
أوربا فى هذه العلوم فى إليه عما وصلت علماء المسلمين غيره من فى هذا كما غفل يغفل
ن أ عليه ،وأدرك ما وقف هذا على من هؤلاء العلماء وقف هذا القرن ،ولو أن غيره من
إليه ،ومع ما وصلنا الآن الى وصلنا لما اوربا فيه ، عن أن يقصروا لهم لا يصح المسلمين
طريقة من فيما أنكره التفتازانى ؟ لأنها تدخل الدين بتاَليف سعد تنويهه لا أواففه على هذا
الطريقة، هذه أعلام التفتارانى اشهر الدين سعد كان ،وقد التاَليف والتعليم فى العجم
والتعليم بين المسلمين. التأليف إفساد تبعتها فى كبر إنه ليحمل حتى
الفلسفة مسائل خلط من والفخر الرازى وغيرهما إليه الغزالى ومنها إنكاره ما ذهب
أوربا فبه بما قام به فلاسفة القرن هذا فى بين المسلمين ،ف!نه بهذا يقوم الكلام بم!نماثل علم
كان ،دان الحديث العصر من بعده أتى لما بهذا ،والتمهيد والدين بين الفلسفة الفصل من
القرن ابن دقيق العيد فى على الكلام المختمنرات فى هذه على الخلاف سبق ()1
الابق.
226
فى ابن خلدون ،وحجة هذا الأساس يبنى على المسلمين من بعده من لم يجد ابن خلدون
متلقَّاة عقائد هى إنما الكلام علم مسائل ،لأن الكلام علم طريق غير الفلسفة أن طريق هذا
لىان كان ، عليه تعويل ولا العقل فيها إلى رجوع غير من نقلها السلف كما الشريعة من
،أما مسائل النقل على يعول فيها أولا كما لا يعؤَل عليه ،ولكنه أيضأ فيها مدخل للعقل
فى مقدمته فصلا أنصار الفلسفة ،فقد عقد من مع هذا لم يكن ابن خلدون ولكن
،كثيرة فى العمران فى عارضة العلوم ايه أن هذه ،ذكر منتحليها وفماد الفلسفة إبطال فى
المعتقَد الحق عن ويكشف ، يُصْدعَ بشأنها أن فوجب ، كثير الدين فى ،وضررها المدن
والباطل التصمِز بين الحق إلى نظره فى به العقل قانونا يهتدى وضعوا أنهم ذكر ؟ ثم فيها
العلم يسمونه فيما ولا ، الطبيعى العلم يسقُونه فيما شيئأ يفيد لا وانه ، المنطق وسَفوه
التوصل لا يمكن مجهولة ذواته والثانى ، الحس فيه هو العلم طريق الأول لأن ، الإلهى
الأدلة لتحصيل الذهن فى ترتيب بفاثدة المنطق فى شحذ إليها بالعقل ،ولكنه عاد فاعترف
الإحكام وجه على المقاييس وتركيبها ،لأن نظم البراهين فى ترتيب ملكة الجودة والصواب
علومهم فى كثيراَ ما يستعملونها ،وهم المنطقية صناعتهم فى ما شرطوه على يجىء والاتقان
البراهين استعمال الناظر فيها بكثرة فيستولى ، بعدها والتعاليم وما الطبيعيات من الحكمية
وافية غير لهان كانت لأنها ، الاستدلالات فى والصواب الإتقان ملكة على بشروطها
العلم أهل مذاهب على الاطلاع إلى وهذا ، الأنظار قوانين من عُلِمَ ما أصَغُ بمقصودهم
الامتلاء من فيها بعد نظره يكون ،وأن معاطها الناظر فيها من أن يتحرر ،فيجب ومضارها
من خلو عليها وهو أن يكبَّ احد التفسير والفقه ،ولا يصح ،والاطلاع عبى الشرعيات
إليه فيما ذهب الرازى ،وأحسن نقده للغزالى والفخر فى ابن خلدون وقد احسن
،وكاد يفيد فيها العلم الذى هو الح! لأن ، الطييات المنطق لا فاثدة له فى أن علم من
الطبيعة بأنه يفسر أرسطو نقدهم ،من الفرن هذا أوربا فى إليه فلاسفة ما ذهب بهذا يوافق
وقد ، والدين الفلسفة بين الفصل اليه من فيما ذهبوا وافقهم ،كما محضأ تفسيراَ نظريأ
إليه من لم يوفَق فيما ذهب ،ولكنه الحديث أوربا للعلم فى يمهدون الأمرين كانوا بهذين
هذا فى الدين برجال هذا تأثر فى وقد ، المعاطب فيها من لما الفلسفة فى تحررج! النظر
فى جموده من ما قاسَى قاسَى منهم ابتلى بواحد ،وقد يتأثر بهم لمثله أن ،وما كان القرن
رشد ابن له فى كان وقد ، مذهبهم الجمود هذا فى به ألا يذهب الأجدر فكان ، الدين
بينهص. الفصل من خير للتوفيق بيهما والفلسفة بين الدين أن الجمع را! ()1
227
الفلسفة هذا لم ير فى ،ومع دين مثل ابن خلدون ،لأنه كان رجل أسوة بالمغرب أحسن
إليه فى فيما ذهبوا مجتهدون الفلاسفة أن راى ،بل ،الدين رجال التى يزعمها المعاطب هذه
،فيؤجَر منهم من مجتهد كل على ما يسرى اجتهادهم فى عليهم ،وأنه يسرى فلسفتهم
ويمتاز عليه ، فيه أخطأ دان اجتهاده على يؤجر بل ، أخطأ من منهم ويعذر ، أصاب
له رأى عليه أنه لم يكن تؤخذْ عليه ،كما يؤخذ فى ابن خلدون فهذه ناحية جمود
فى أن تنحصر لا يصح الخلافة أن من ير فيه كثر ،ولم الإسلامى الحكم إصلاح فى
،وهذا بعصبيته غيرهم تولاها عصبيتهم ،ف!ذا ذهبت بالعصبية إنما تولوها لأنهم ، قريش
قريش، فى الخلافة انحصار يرون لا يزالون كانوا الذين به الجمهور له خالفَ جديد رأى
على أنها تقوم والحق ، العصبية على الخلافة تقوم أن إليه فيه من فيما ذهب أخطأ ولكنه
فى انحصارها عدم إليه من إلا فيما ذهب ابن خلدون ،ولم يصب جميعأ ؟اختيار المسلمين
ونحوها لا بعصبية ، باختيارهم قريش غير إلى أك يوجهوها للمسلمين ؟ لأنه يجور قريثس
غير!3 من لأنهم كانوا أصلح قريش من الراشدون الأربعة الخلفاء كان لمانما
لها شخص ،ف!ذا صلح قريش من لا لكونهم الصلاحية لهذه لها كان ،فاختيارهم للخلافة
الدينية والسياسية، الصلاحية فيها على المدار ،لأن اختياره خليفة صح غير قريش من
،فقد بين المسلمين من العرب فى لا تتعين ،بل بين العرب من قريش فى لا تتعين وهى
الغزالى أمر المتصوفة ،وتأثره بمذهب تهاونه فى ابن خلدون على يؤخذ وكذلك
بالشطحات عنها التى يع!رون الموهمة ألفاظهم على لا يؤاخذون أنهم إنه ذكر ،حتى فيهم
عنها فينطقون تملكهم ،والواردات الحس غيبة عن أهل ،لأنهم الشرع بها أهل ويؤاخذهم
ابن خلدون نسى ،وقد معذور ،والمجبور مخاطب غير الغيبة ،وصاحب بما لا يقصدونه
الأقل أن يؤاخذ عليها أو يمنع على ،فيجب عمد أسبابها عن هذه الغيبة تعاطى أن صاحب
هذا من ما ناخذه ،ولكن المخالفة للشرع هذه فى لا يقع إليها حتى يؤدى بما الاشتغال من
له فيه لأن ، القرن هذا مجدد بأن يكون أنه أولى من رايناه فيما لا يقدح ابن خلدون على
،والعصمة الحديث العصر أهل .بفضله واعترف به العالم كله ما شهد التجديد نواحى من
***
228
الجوزية قيم ابن
بن أبى بكر بن أيوب بن سعد بن حزيز الزرعى الدم!ثمقى، الدين محمد هو شمس
الدائم بن عبد بكر وأبى التقى سليمان على ،وسمع م 1912 هـ= 196 سنة ولد
الحرانى المجد الفقه على ،وقرأ التونسى والمجد الفتح ابن أبى العربية على وقرأ وغيرهما
واسع اللسان جرىء ،وكان الهندى ابن تيمية والصفى على الأصول فى ،وقرأ تيمية وابن
لا كان ابن تيمية حتى عليه حب غلب ،وقد السلف ومذاهب العلم ،عارفا بالخلاف
كتبه ونشر الذى هذب ،وهو ذلك من أقواله ،بل كان ينتصر له فى ج!مغ شىء عن يخرج
ان أهين ابن تيمية بالقلعة بعد مع اعتقل ،وقد الأمراء المصريين عند له حظ ،وكان علمه
ابن تيمية أفرج عنه. بالدرة ،فلما مات مضروبا جمل به على وطيف
فى الدين والعلم ،ينال من مسلكه على بعد ابن تيمية مقلدا له ومحافظا وقد عاش
مرة لإنكاره شد المختصر فقال :حبس وينالون منه ،وقد ذكره الذهبى فى علماء عصره
برأيه ،جرىء معجب ،ولكنه العلم ونشر للأشتغال ،ثم تصدر لزيارة قبر الخليل الرخْل
، أن مات سنة 712هـإلى مصر مدة ملازمته لابن تيمية منذ عاد من لى الأمور .وكانت ع
حَسَن ، والتلاوة الصلاة كثير ، ونهارا ليلا للاشتغال ملارما كان ! : كثير ابن فيه وقال
العلم أهل زماننا من فى " :لا أعرت قال ثم ! ولا يحقد ،لا يحسد ،كثير التودد الخلق
! :وكان قال أن د إلى وسجودها ،ويمد ركوعها جدا الصلاة يطيل ،وكان عبادة منه كثر
بسطها مع ابن السبكى وغيره ، له بسببها أمور يطول جرت ل!فتاء بمسألة الطلاق حتى يقصد
غدوتى :ة هذه ويقول النهار ! يتعالى الثه حتى يذكر مكانه جلس الصبح إذا صلى وكان
الدين إ()1 الإمامة فى تُنال ":بالصبر والفقر " وكان يقول قواى لو لم أقعدها سقطت
. ! ويهديه يبصره تُسمره وتُرقيه ،وعلم همة من :ا لا بد للسالك يقول وكان
أولاده كان ،حتى منها ما لا يُحصر فحصل ، الكتب بجمع مغرفا هذا الى وكان
كتبا ألف وقد ، لأنفسهم منها ما اصطفوه سوى ، طويلا دهرأ موته بعد منها يبيعون
منارل وشرح ، السعادتين وطريق ، الفوائد وبدائع ، الموقعبن وأعلام ، الهدى منها ، كثيرة
نام ،ومصايد 119 خير على وإلسلام الصلاة الأفهام فى ،وَجلاء والقدر ،والقضاء السائرين
والتيسير تُنال ( :بالصبر السابع القرن بعد من بمحاسن البدر الطالع رواية كتاب ()1
922
والصواعق ، اليدين ،ورفع الأرواح ،وحا (S. ،والروح دار السعادة ،ومفتاح الشيطان
مرغوب ابن حجر قال كما ،وكلها كتبه من ذلك غير ،إلى والمعطلة الجهفية المرسلة على
جداَ، فيسهب ، جهده الإيضاح يتعانى ، فيها النفَس طويل وهو ، الطوائف فيها بين
فتواه طلبه بسبب ،وأن السبكى القضاة مع له محن أنه جرت ابن حجر ثم ذكر
مات ،وقد عنها أن رجع الأمر إلى ،وآل فتواه بذلك ،فانكر بغير محلل المسابقة بجواز
ابن تيمية قبله، به أستاذه ما أتى غير بجديد لم يأت أن ابن قيم الجورية يظهر وبهذا
له فيها إلا ،وليس كلامه من كتبه معظمها أقواله ،وكانت من شىء عن لا يخرج لأنه كان
فى حياته: سبق مما عند أمرين أن نقف يجب أنه على
فى :لا أعرف فيه ابن كثير يقول العبادة ،حتى المبالغة فى منه من :ما كان أولهما
وسجودها، ،ويمد ركوعها جداً الصلاة يطيل ،وكان عبادة منه العلم كثر أهل رماننا من
غدوتى، :هذه يمَعالى النهار ،ويقول الله حتى يذكر مكانه جلس الصبح إذا صلى وكان
الدين. والفقر تنال الإمامة فى :بالصبر قوله من :ما سبق وثانيهما
من قيعة فيهما ابن تيمية كان وأستاذه الجوزية ابن قيم أن على يدلأن الأمران فهذان
الزهد كان الثانى ،حين القرن زهاد من وغيره المبارك ابن عليه ،مما كان والتصوف الزهد
النزعات من دخله ما يدخله ولم ، فقط للفقر و(يثاراَ العبادة فى مبالغة والتصوفُ
ما كان لضياع مهد ما أهم كانا من الفقر لىايثار العبادة فى المبالغة أن سبق وقد
الأعلى المثل أن هذا هو يفهمون ،لأن هذا جعلهم ومجد حضارة من الدنيا فى للمسلمين
للعبادة العمل عن الانقطاع صار نجيره ،حتى على إيثاره فى يبالغون ،فجعلوا الدين فى
الفقر ،والصبر على الدين هو نَيل الإمامة فئ طريق صار التدين ،وحتى درجات أعلى
أبا الفرج ان شك ولا ، فيما سبق الجوزية قيم ابن قال ،كما الفقر يلازم الذى الحرمان
. السادس القرن فى عليه الكلام فى سبق ،كما ذلك فى نظراً منهما أعلى كان ابن الجورى
القرن لزهاد يكون وقد ، ابن تيمية وأشاذه الجورية قيم ابن من رجعية نزعة فهذه
العلم فى الدنيا سادة العذر فى هذه النزعة ،لأن المسلمين كانوا فى عصرهم الثانى بعض
الجورية ابن قيم ،ولكن بين المسلمين الزهد فى أثر نزعتهم ،فلنم يدركوا والمال والحضارة
023
،حتى المسلمين أيدى الدنيا من ضياع ،وشاهدا النزعة ابن تيمية قد أدركا أثر هذه وأستاذه
الفقر فى يحببهم من إلى حاجة فى يكونوا ،فلم لهم مما كان إلا قليل بأيديهم أنه لم يبق
والمال الغنى فى يحبهبهم من إلى حاجة فى هـانما كانوا ، أذقانهم فيه إلى غرقوا أن بعد
على يعملوا بل ، به يقنعوا أو بأيديهم بقى الذى القليل فى لا يفرطوا حتى ، والدنيا
لغيرهم. والمال الغنى دنيا يتركوا ولا ، منهم ضاع ما ( b استر
معاداة ابن تيمية يغالى فى الأمرين أنه كان مثل شيخه الى ذينك أن يضات ويجب
،وهذا وعقيدتهم دينهم فى ويطعن ، بها المثشغلين شأن من ،ويحط وعلومها الفلسفة
نصير -عن مجدِّدا ،وقد قال فى كتابه -إغاثة اللهفان أن يكون عن كثيرَا أيضا يبعُده
الشرك نصير النوبة إلى اتهت لما 9 : السابق القرن فى عنه تكلمنا الذى الطوسى الدين
أتباع من نفسه شفى ، هولاكو وزير الطوسى النصير الملاحدة ورير ، والالحاد والكفر
هو، الملاحدة واشتفى إخوانه من شفى حتى السيف على دينهم ،فعرضهم وأهل الرسول
والطبائعيين والمنخمين الفلاسفة واستبقى ، والمحدِّثين والفقهاء والقضاة الخليفة فقتل
، وأولياءه خاصنه وجعلهم ، إليهم والربط والمساجد المدارس أوقات ونقل ، والسحرة
مِن علمه ، جلاله جل الرب صفات ،دانكار المعاد ،وبطلان العالم قِدَمَ كتبه فى ونصر
! امام " اشارات جعل ورام ، مدارس للملاحدة واتخذ ، وبصره وسمعه وحياته وقدرته
، قراَن الخواص :هى فقال ، ذلك على يقدر فلم ، القرآن مكان سينا ابن الملحدين
السحر وتعلم ، له الأمر يتم فلم صلاتين وجعلها تغيير الصلاة ،ورام العوام قرآن وذلك
الذين استولوا بالتتر اتصاله الدين الطوسى نصير على الناحية السياسية من وقد يؤخذ
المسلمين فيها أنه ينفع رأى ضرورة حالة بأنها كانت يُعتذر عنه وقد ، بلاد المسلمين على
أخيرا الى المسلمين أن يهدوهم من بهم اتصل من أمكنه وأمكن ،وقد باتصاله بهم
، رميه بعبادة الأصنام دينه الى حد فى الطعن هذا حاله لا يصح يكون ،ومن الإسلام
بها لا المثتغلين أن ينسى جعلته ، وعلومها الفلسفة بغض فى القيم ابن مغالاة ولكنها
على ،دانما يأخذونها أجلها من بكفرهم يُحكم ،حتى الإشلام أنها تعادى على يأخذونها
مخطئين ،وقد يكونون مع هذا بكفرهم أن يحكم ،فلا يصح أنها لا تنافى الإسلام
فى مجتهدون ،ولكنهم والمعاد الجسمانى دانكار الصفات اعتقادهم قدم العالم فى
،وما كان أغنى الكفر الى حد هذا لا يصل فى ،والخطأ معذور ،والمجتهد ذلك
أنصارهما فى تبعاتها" تيمئة وابن هو المغالاة ،.وانه ليتحمل هذه فى التور! الفيم عن ابن
231
لهما مدرسة أن يجعلا ،لأنهما قد أمكنهما التاْريخ أمام تبعة ذلك إنهما يتحملان نعم
مما أكثر ا،خيرين القرنين هذين فى أمرها ظهر وقد ، قرن تنث!ر اَراءهما قرنا بعد مكثت
وأنصار التجديد بين أنصار النضال فيهما اشتد اللذان القرنان وهما ، القرون من قبلهما
أنصار فى صف ،فوقفت أثره فى مدرستهما الفلسفة وعلومها الجمود ،فكان لموقفهما من
مع المعؤقين ،ولو أن هذه التجديد والإصلاح حركة ،وعؤَقت القرنين هذين الجمود فى
،ولم يصل أنصار التجديد والإصلاح فى صف مثلا لوقفت لابن رشد المدرسة كانت
***
Yri
الشاطبى أبو إسحاق
اللخمى الغرناطى الشاطبى ،كان من غرناطة بن محمد هو إبراهيم بن موسى
القاسم وأبى الألبيرى الفخار ،كابن عصره أئمة أهل عن العربية وغيرها ،أخذ بالأندل!
طلب فى مجتهدا يزل ولم ، عنهم أخذ ممن وغيرهم ، الله التلمسانى عبد وأبى السبتى
المسائل مع مشكلات فى كثير من كبار أئمتها ،وتكلم من برع فيها ،وصار لالعلوم حتى
اتباع السنة ،مجانبَا للبدعة على حريصئا ،وكان وكيرهم شيوخه من عصره علماء
البدعة ،لشيوع وغيرهم شيوخه من جماعة أمور مع ذلك له فى وقع ،حتى والشبهة
،لأنه مسلكهم هذا فى يسلك ،فلم للعامة وأشباههم إرضاءَ شأنها فى ،وتساهلهم بينهم
الأقدمين، كتب إلا من الفقه ونحوه لا يأخذ ،فكان العلماء المتقدمين من نهج ينهج كان
عليه تبرد كما قرره فى كتابه -الموافقات -وكانت المتأنجرة لأحد أن ينظر فى الكتب ولا يرى
محض منى ذلك التاَليف المتأخرة ،فليس على اعتمادى عدم من " وأما ما ذكرتم
. ،كابن بشير المتأخرين المتقدمين مع الخبرة عند النظر فى كتب اعتمدتُه بحسب ،ولكن رأى
العلماء بالفقه أوصانى لقيته من من ،ولأن بعض ومَن بعدهم وابن الحاجب وابن شاس
والتساهل فى .، النصيحة المتأخرين ،وأتى بعبارة حْشنة ،ولكنها محض كتب بالتحامى عن
الناس بقول! ضعيف، دين الله ،ومثله ما إذا عمل لا يحتمله جاء كتاب كل النقل عن
ذلك ،ونص بالتساهل جدا مشعر :لا تجوز مخالفته ،وذلك الأصحاب بعض ونقل عن
. " العلماء فيما اعلم من لأحد لا يوجد القول
أنه الفباب العباس ابى صاحبه ينقلها عن إليها كان الشاطبى التى أشار والعبارة الخشنة
عدم :شأنى يقول :أفسَدوا الفقه ،وكان بعدهما ومن شانس ابن بث!ير وابن فى يقول كان
لا أعرف ،فلذلك جدا أزمنتهم بمؤلفها أو لتأخر المتأخرة ،إما للجهل التقاييد على الاعتماد
:كتاب ،وهما كتبه كتابين من اثرُها فى الشاطبى عند النزعة الاصلاحية لهذه وكان
:أولهما: ركنين على يقوم وهو ، الفقه اصول علم فى فهو الموافقات فاما كتاب
اهتم ،وقد ومقاصدها الشريعة أسرار ضعلم بها ،وثانيهما الشريعة اللغة التى نزا!ت علم
إليه من الحاجة فيه ما تمس ،فذكروا الأول بالركن الشاطبى قبل العلم هذا الفوا فى الذين
ابن دقيق العيد فى القرن السابق. فى الكلام على هذه الكب الاختلاف على ( )1سبق
233
مقدمات من وشيئا ، الأحكام بتصور إليه ما يتعلق ،وأضافوا مباشر اللغة بطريق قواعد
ما يتعلق وهو ، العلم هذا من للمقصود مقدمة كله هذا ،وجعلوا ومسائله الكلام علم
حتى ، مقدمة جعلوه فيما الكلام أطالوا ولكنهم ، والقياس والإجماع والسنة بالكتاب
الركن هذا العلم ،وهذا إلى أنهم أهملوا فيه البهلام على المقصودة من كأنها هى صارت
الشارع ،وبحسب مقاصد العلة بحسب القياس عند تقسيمهم الثانى إلا إشارة إليه فى باب
الخ، وتحسنيات وحاجيات :ضروريات ثلاثة أقسام الأول إليها ،وأنها بحسب الإفضاء
فيه من ما ألف هذا الحد ،وكل عند الهجرى هذا العلم منذ القرن الخاص وقف وقد
،فلما وضع يذكر ،ولا يأتى فيه بجديد وشرح وتلخيص بين بسط يدور فى ذلك الكتب
،وأبى أن يدؤر فيما دار جديدا فى هذا العلم مسلكا -الموافقات -سلك كتاب الشاطبى
، أهملوه الثانى الذى فيه بالركن فاهتم ، السابق الحد ذلك من عاصره فيه مَن قبله ومن
اليها نوع منها ،وأضاف كل يفصل أربعة أنواع ،ثم أخذ ى إل الشريعة مقاصد وقسم
مسألة، اثنتين وستين العلم فى هذا الجانب من ،وبسط التكليف فى المكلف مقاصد
-كيف مقدمته لرحه دراز فى النّه ،وبين -كما ذكر الشيخ عبد وأربعين فصلا وتسعة
لو ، أبدى دائم البشر لجميع عام نظام وانها ، المصالح مراعاة مبنية على الشريعة كانت
اختلاف ،وأن العوائد المستمرة فيها مجرى لأنها مراعى نهاية ، غير بقاء الدنيا إلى فرض
اختلاف ،بل عند نفسه الشرعى الخطاب اختلافا فى العوائد ليس اختلاف عند الأحكام
الشريعة كما يقول به عليها ،وأن هذه يحكم شرعى عادة إلى أصل كل العوائد ترجع
،وتهد! وقويأ ؟ ضعيفأ الغفير الجفَاء ،تحمل الرفق ،وشأنها السماح خاصيتها الشاطبى
فى يقفون الذين جمود على لأنها تقضى ، عظيمة لها قيمة التجديد فى ناحية وهذه
ولا ، واكراضها مقاصدها فى النظر ويغفلون ، ذاتها فى النصوص دلالة عند الشريعة
الظروف ،وأن تتفاوت أن المقاصد والأغراض ،ولا شك وأحوالها ظروفها يراعون
الشريعة على عليها ويجنى فى ذاتها يجمد عند دلإلة النصوص يقف والأحوال تتغير ،فمن
فيها، والأحوال الظروف يجذُ من لما غير ملائمة ،وجعلها وأغراضها مقاصدها بتفويت
على لا يخرج الفقه ف!نه كان كما سبق أصول علم وضع فضلُ الشافعى ل!مام وإذا كان
ما عدا ،ويرفض عليه النصوص الظاهر الذى تدل الاعتماد على من الحديث قاعدة أهل
الفضل ذلك للشاطبى القانون ،وبهذا يكون الشريعة أو روح روح يسقَى فى عصرنا مما هذا
الشريعة فيه روح بمراعاة ما يسمى الحديث العصر هذا ،لأنه سبق الإمام الشافعى الكبير بعد
الفقه علم فى وسلوكه ، الاهتمام ذلك الشريعة بمقاصد باهتمامه ،وهذا القانون أو روح
وضعه الحد الذى به عند وقف الذى الجمود على ،وخروجه السابق المسلك ذلك
الثافعى.
234
،وبيان بين المسلمين والاجتماعية الدينية الحياة نقد فى فهو - الاعتصام - وأما كتاب
بعد المكث المصلين كالتزام الدينية ، البدع سيما ولا ، المذمومة البدع فيها من ما دخل
شعائر شعارأ من صارت ،حتى الصلاة لأذكار وأدعية مأثورة يؤدونها بالاجتماع والاشتراك
البدع سموه مما ولو كانت الدين مذمومة بدعة فى فى هذا إلى أن كل الدين ،وقد ذهب
الفقهى والمصالح اشتباهه بالاستحسان بسبب وقع ذلك أن استحسان ،وذكر المستحسنة
وافتيات الشرع على استدراك مطلقأ البدعة لأن ، شىء فى منهما أنه ليس ،مع المرسلة
غير على وجارية ، لحكمته موافقة فهى المرسلة والاستحسان المصالح ،وأما مساثل عليه
وهى ، للعبادة الانقطاع بقصد لالتزام سكناها الربط إحداث فى :مذهبه أولهما
الربط الرباط فيها ؟ لأن هذه تبنى بقصد التى كانت والقصور الحصون الربط من بخلاف
،فلا يمكن أن يقال إنه الدين المعروفة أصول من أصل الجهاد ،وهو وظيفة فى تدخل
فيها يتعلقون أن أصحابها الشاطبى ذكر الربط .وقد تلك للعبادة فى الانقطاع بدعة ،بخلاف
هذا ،ثم رد على فيها فقراء المهاجرين ،ليجتمع النبى لحةنجم مسجد فى بالضُفة التى كانت
للْفُقَرَاء :ة الصفة قوله تعالى فى أهل ذلك ،كما يدل على حالة ضرورة بأن هذه كانت
) ولَم يقلَ ( أخرجوا ف!نه قال ()1 وَأفوَالهِنم أ دِيَارِهِنم المهَاجِرِينَ ائَذينَ أخْرِجُوا مِن
دوراَ يبنوا لهم أن يمكنهم ،ولم اضطرارأ وأموالَهم ديارهم من ،فهمَ قد أخرجوا خرجوا
لهم أن يتيسر إلى الصفة هذه فى عل!هنَجّلأا ،فاَواهم النبى إليها لفقرهم الهجرة بالمدينة بعد
للفقراء بناء الصفة لذاته ،ولا مقصودأ لم يكن الصفة فى إليها ،فالقعود يأوون بناء منازل
تُطلب بحيث رتبة شرعية لمن قدر عليه ،ولا هى إليه مندوب يقال إن ذلك مقصوداَ بحيث
الصفة، اهل والانقطاع إلى الربط يثبه حال المال عن والخروج الاكتساب يقال إن ترك
إليه مباح أو مندوب العاقل أن ذلك الدين ،فلا يظن فى العليا الرتبة هى تكون وبحيث
عليه مما كان الأمة بأهدى يأتى آخِرُ هذه ،ولن بصحيح ليس ذلك ؟ لأن غيره من أفضلَ
أن صدورها بالصوفية الطائفة اتمصفين هذه من المتأخرين يغتر بعمل من ،هـانه ليكفى أولها
التعبد على للاجتماع به الصفة ببنوا بناء يضاهون ولم ، زاوية ولا رباطا يتخذوا لم
والجنيد دابراهيم وابراهيم بن أدهم بن عياض الدنيا ،كالفضيل أسباب والانقطاع عن
هذا الميدان ؟ دانما محصول فى ممن سابق وغيرهم المحاسبى والشبلى والحارث الخواص
الطريقة شيوخ ،وخالفوا الصالح السلف ،وخالفوا الثه لحةنجلأا رسول خالفوا أنهم هؤلاء
235
للعبادة ،أما الانقطاع والزوايا للانقطاع بناء الربط إلا فى لا يخالف بالشاطبى وكأنى
الطائفة من هذه سلف عليه كان لما إقراره فيه ،بدليل فلا يخالف أو منزل مسجد للعبادة فى
كما صحيحة ذاتها غير فى طريقتهم أن والزوايا ،مع الربط غير للعبادة فى والانقطاع الزهد
لها والزوايا التى تتخذ أمر الربط لهان ذاتها صحيحة فى ،ولو كانت مرة غير بيان ذلك سبق
لا الفقراء الذين منه كفاية لأنه يقصد ؟ لا مؤقت دائم الصفَّة نظام نظام أن والحق
زمان كل به فى أن يُعمل يجب نظام ،وهذا الناس لسؤال لا يتعرضون ،حتى كسبأ يجدون
ما بقى باق هو ،بل الإسلامية الفتوحات بعد . انتهت إن وظيفته أن يقال ،ولا يصح ومكان
نظام ،وهو النظام هذا إنشاء إلى السبق فضل ،ول!سلام كسبأ الدنيا فقراء لا يجدون فى
اهل من المتشددين مذهبَ ذمه فى ذهب فقد ، الكلام علم فى :مذهبه وثانيهما
أئمة الحديث من ،وغيرهم بن حنبل أحمد السُّنة ،كالإمام مالك ،والإمام الشافعى ،والإمام
:كان الهذيل زُفر بن له فى قال رجلا أن زياد اللؤلؤى بن الحسن عن ذكر ،وقد والفقه
زفر - مشيختنا أدركت ما ! أحمقك الله ما سبحان : فقال . . . ؟ الكلام فى ينظر
والاقتداء بمن الفقه غير هقَهم - عنهم وأخذنا وَمن جالسنا وأبا حنيفة وأبا يوسف
تقدمهم.
الفقه وأصوله ناحية فى مجدد ، الجوزية قيم تيميَّة وابن كابن هذا فى والاطبى
لا فيها فرقة واحدة أن الناجى ،يرى العقائد فى متشدد ،وجامد ذلك فى دونهما لىان كان
،وتذم ما ظواهرها على النصوص تجرى السنة ،وكانت من أهل فرقة السلف غير ،وهى
،فلما الأمر أول فى الناس على الغالب هو مذهبهم التأويل فيها ،وكان من غيرها يسلكه
المعتزلة أسرف فيه كما يسرف لم ولكنه ، ما تهيبوه التأويل من يتهيب لم الأشعرى جاء
عل! بما كان يتمسك إلا قليل يبق ولم ، المسلمين جمهور على طريقته غلبت ،وقد قبله
فى عليهم عندى ،ولا حرج بن حنبل من أتباع الإمام أحمد السنة ،وكثرهُم أهل سلف
غيرهم لا يأخذون وقتنا هذا إلى انهم !انما آخُذُ عليهم ، السلف ذلك بمذهب التمسك
مصلحة فى هذا وليس ، مخالفيهم من هذا بمثل يقابَلوا أن إلى يدعو وهذا ، بالتسامح
بالتى هى لمذهبهِ منا فريق كل ينتصر أن بين أبنائه ،والواجب لأنه يثير العداوة ، الإسلام
المخالفون فلا يُدعع! ، الإسلامية الدعوة عليه قامت الذى الأصل هو هذا لأن ، أحسن
من المختلفين بين فيما واجبا يكون هذا أن شك ولا ، الحسنة والموعظة إليها إلا بالحكمة
الخلاف بيهم وببن غيرهم. إلى درجة باب أوْلى ؟ لأن الخلات بينهم لا يصل المسلمين من
**طي!
236
الدين البلقينى سراج
اليلقينى الكنانى ،وُلد بقرية بلقينة من بن نصير بن رسلان عمر أبو حفص هو
سنين، ابن سبع به وهو بها القرآن وصلى م ،وحفظ هـ = 1223 724 غربية مصر"سنة
به أبوه قدم المتون ،ثم من وغيرها النحو فى الشافية والكافية والمحرَّر الشاطبية حفظ ثم
من جماعة على ذلك من ما يحفظه ،فعرض سنة ابن اثنتى عشرة إلى القاهرة وهو
قريته فاستمر به أبوه الى عاد ،وقد فهمه وسرعة محفوظه وكثرة بذكائه ،فبهرهم علمائها
يطلب ابنه عمر فاخذ ، بها واستوطن القاهرة إلي انتقل ،ثم الاحتلام ناهز أن بها إلى
التى الدينية والعربية العلوم من هذا غير إلى ، القماح ابن على والحديثَ ، حيان أبى
--
كثيرأ ،وتزوج انتفع به ،وكان يلارم البهاء بن عقيل ،وقد عصره على شيوخ تلقاها
5العلوم ،فبرع فى الفقه الحد-لث من بالتدريس بعد أن نال ح!ا ثم اشغل
الذكاء ما وشدة الحافظة قوة فيه من ،وكان والعربية الدينية العلوم وما إليها من والأصول
به المثل، يضرب صار أن إلى صيته وبَعُدَ الاَفاق ، فى اسمه ،فاشتهر مثله فى لم يشاهَد
ذكر ،وقد موجودون شيوخه بهذا وطبقة ،واشتهر الشافعى الناس لمذهب أحفظ وكان
درسه فى اجتمع ،وقد للقرطبى الحديث فى مسلم البرهان الحلبى أنه كان يقرأ مختصر
بكرة النهار إلى ما يقرب من الواحد الحديث فقهاء المذاهب الأربعة ،فكان يتكلم على
ر ا -إفتد ،ثم المدازس من وغيرها عمرو بجامع بالخشابية وقد تولى
م ) هـ = 1367 سنة ( vi 9 ،واختير بعد هذ%ألشامْ العد-بىفيقا للبهاء السبكى
العلماء تعصب له فيها أمور من ا!منة ،وجرت ،فباشره دون التاج السبكى عن عوضًا
تنا سمتَ ( :أذ له قال الذى كثير بن "كالعماد قللصكل منهم أنصفه ،وقد عليه هناك
منك! بعد ابن تمية أحفظ " :ما رأيت الجبل الذئ قال له أيضا وكابن شيخ !%
ءله منه ،حتى غير مرة ولكنه لم يتم ،مع أنه ارتقى إلى أعظم بعد هذ% وعين
تلاميذه او تلاميذ من القضاة والعلماء كان كبار القضاه ،لأن كثيرأ من فوق كان يجلس
طبقة عنه يأخذون الناس ،وكان حياته فى المنصب هذا ابنه عَلم الدين ى ول ؟ وقد تلاميذه
هـ= 508 وفاته سنة تلاميذه ،وكانت من عصره أكثرُ علماء كان ،حتى بعد طبقة
237
، إلا انه بلغ رتبة الاجتهاد القرن هذا مجدد البلقينى كان أن إلى ذهب من ولا يذكر
خاَرجة عن ،واختيارات النووى ما رجحه ال!ثمافعح خلاف فى مذهب له ترجيحات وكان
كاعن :إنه خارج الزكاة ،وقال فى الفلوس إخراج بجواز أنه أفتى هذا ،ومن المذهب هذا
-
العلماء -العراقى والبلقينى وابن الملقن -كانوا .وقد قيل إن ثلاثة من الشافعى مذهب
،والثانى فى وفنونه الحديث معرفة فى :الأول القرن هذا رأس على العصر هذا أعجوبة
هذا هناك كثر من ،وليس ،والثالث فى كثرة التصانيف الشافعى التوسع فى معرفة مذهب
من ما كان هذا الى يضيفون ،ثم القرن هذا مجدد البلقينى كان أن إلى ذهبوا الذين عند
الدين بن عربى من محى وتنفيره ، ! المكوس وا ابطاببمل من
ات ا إزالة فى قيامه
،هـانما حد عند لا يقف المتصوفة من الصالحين فى له اعتقاد أنه كان مع ، كتبه ومطالعة
. الوجود وحدة من دعوى إليه نُسب لما بذلك ابن عربى خمى
فى أولئك الذين كان يققد بعض هذا القرن من مجدد لأن يكون ولهذا كان ترشيحه
ولده المحاضرة -فقال ! :سمعت فى كتابه -حسن ،وقد ذكر ال!بميوطى ذلك صلاحهم
الدين كمال الشيخ ذكر : يقول الدين علم القضاة قاضى ! شيخنا البلقينى ولد يعنى
مائة كل رأس على يبعث اللّه :إن قاثلا يقول :إنه رأى له الأولياء قال أن بعض الدميرى
العزيز عبد بن عمر ،يعنى بعمر ،وختمت بعمر ،بُدئت لها دينها يجدد الأمة من لهذه
القرون رؤوس المبعوثين على شطر أن اللطائف ( :ومن السيوطى قال البلقينى ! ثم وعمر
العيد فى دقيق وابن ، الثانية فى والشافعى ، الأول فى العزيز عبد بن :عمر مصريون
أهل من التاسعة المائة رأس على المبعوث أن يكون الثامنة ،وعسى فى ،والبلقينى السابعة
له التاسعة ،كما مضى المائة رأس المجدد على هو بهذا أن يكون يرجو أ والسيوطى .مصر
فى أرجوزته.
فى التوسع لا يتجاوز امره لأن ، مجددأ أن يكون البلقينى لا يصح أن مثل والحقيقة
ف!نها لا تقربه النووى ترجيحات تخالف له فيه ترجيحات كان هـاذا ، الشافعى مذهب معرفة
دائرة تقليده فى يرجح كان منهمأ ،لأن كلا منه ترجيحاته النووى لم تقرب ،كما ذلك من
يكون به ان لا تبلغ وكذلك ، أو مجددا مجتهدا يكون به أن ،فلا تبلغ الشافعى لمذهب
إخراج فتواه بجواز مثل لأنها كانت ، المذهب هذا عن اختياراته الخارجة أو مجددأ مجتهدأ
يهتز لها إحد ،ولم القرن هذا فى لها شأن يكن هينة لم فتوى الزكاة ،وهذه فى الفلوس
،ولا تخرج الأربعة المذاهب على دائرة جمودهم فيه ،لأنها لا تجاوز العلماء الجامدبن من
ابن تيمية ،وذكر سمتَ أن البلقينى ذكَره سبق بن كثير فيما وقد ذكر العماد
YrA
أنه لم والحق ، البلقينى من ابن تيمية أحفظ ير بعد أنه لم أيضا فيما سَبق الجبل ابن شيخ
المذاهب الجامدين فى الفقه على كان من دهانما ، مدرسته ابن تيمية ولا من رجال من يكن
الدين بن محى ينكر إلا على ،ولم يكن الأشعرى مذهب العقائد على الأربعة ،وفى
، الدعوى منه إلا هذه ينكر ،فلم الوجود (وحدة إلى يدعو ؟ لأنه كان الصوفية من عربى
ابن تيمية؟ ،وأين هو فى هذا كله من وكان يقر ما عداها من أمور التصوف
استفرغ ولكنه ، الذكاء آية فى ،وكان الحفظ قوة آيه فى البلقينى كان أن ننكر ولا
عليها، والتعليق شرحها البراعة فى به عند ووقف المتون ، حفظ فى هذا ما امتاز به من
إنه"كان يتكلف نفسه عليه ،حتى قصر من كل ذوق فأفسد هذأ ذوقه فيما عداه ،كما أفد
وفساد المبتذاسا ، واللفظ ، الركيك المعنى من ، إليه نسبته تُشرفه بما لا منه فيأتى النظم
، الشأن هذا غير له شأن لكان حرٌ ا طليقا البلقينى كان من الذكاء ذلك أن ،ولو الوزن
نهض كما الدنيا بهم فى العلم ،وتنهض فى شأنهم أمور ترفع من ْولنفعَ المسلمين فى
،ولا العلم صميم فى نبوغهم كانوا يستخدمون الذين العلماء الأولين شأن ،وتعيد غيرهم
فهم، غير من الصغر المتون فى حفظ مَن ، المتأخرون فيه العلماء ضئعه فيما يض!يعونه
عند علمهم ،فلا يتجاوزها الصغر من حدها عند والوقوف ليتربى فيهم الجمود عليها
الكبر.
***
923
العالم فى القرن التاسع الهجرى حال
فيه م ،وكان للمسلمين 1914 سنة 11" 89م إلى سنة من يمتد القرن التاسع الهجرى
وخراسان فيما بين النهر وخُوارزم تيمورلنك الدولة التيمورية التى أنشأها بالمشرق الدول من
، أمير نثاد هما ولدين ،وترك م 14 0 5 هـ= 708 سنة تيمورلنك مات ،وقد وتركستان
عمه بعده ،وقام خليل حفيده ملكه فى ،فخلفه أمير نشاد بن خليل هو وحفيداً رخ وشاه
هـ= ( 853 سنة بعد تاريخهم وكان c بينهم المملكة وق!تَموا تنازعوا ثم ، رخ شاه
دولتهم. ضعف اثرها فى الفتن والحروب لهذه ،وكان بالفتن والحروب مملوءأ م ) 9144
آسيا على استولت وقد ، التركية العثمانية الدولة أيضأ بالمشرق للمسلمين وكان
،وكان عليها تيمورلنك هجوم بعد كبوتها من أن تنهض البلقان ،وأمكنها وبلاد الصغرى
مراد الثانى الملقب بالفاتح ابن السلطان محمد هذا القرن السلطان فى ملوكها أعظم من
أسره بايزيد الذى السلطان ،واْبوه هو الأول فحمد ،وهو جلبى محمد الثانى ابن السلطان
الذى م ؟ وهو هـ = 9142 الملك سنة 833 الثالْى ،وقد تولى السلطان محمد تيمورلنك
م ، 1453 هـ- مدينة القسطنطينية سنة 857 على دولة الروم الشرقية ،واستولى أسقط
مدينة أو الإسلام تخت أى ، بول أو إسلام إستانبول وسماها ، لدولته قاعدة واتخذها
جديدة تنظيمات ،فادخل تنظيمها فى أخذ عهده فى الدولة امر هذه ،ولما استقر الإسلام
العقوبات فألغى ، العقوبات المدنى وقانون القانون مبادىء أول بوضع وقام ، جيشها فى
مالية عقوبات بدلها ،وجعل بالعين والعين بالسن السن أخذ قاعدة على البدنية التى تقوم
مختلفة.
وكان بلاد العرب دولة المماليك بمصر والشام وبعض بالشرق كان للمسلمين وكذلك
فى القرن السابق، ما سبق لبنى العباس على صورلة هذه الدولة خلافة يقوم بجوار ملوك
،أما الدولتان الجملة فى عربية كانت بأن صبغتها السابقتين الدولتين الدولة على وتمتاز هذه
الدولتين عظمة فى الدولة لم تكن هذه ،ولكن تركية محضة صبعهما فكانت السابقتان
يتنازعونها المماليك أولئك كان بل ، مثلهما أسرة فى مستقرة تكن لا"نها لم ، السابقتين
بينهم.
024
الأقصى، بالمغرب مَرين بنى دولة لهم فكان والأندل! المغرب فى أما المسلمون
دولة ،وقد سقطت الأندلس بغرناطة من ،ودولة بنى الأحمر والدولة الحفصية بتون!
ينتمون إلى ،وهم م ،وقام فى مكانها دولة بنى وَطاس l ilt هـ= بنى مرين سنة 986
وكانت c مبرين مبلغ ابنى القوة والعظمة فى تبلغ لم ولكنها ، مرين بنى بطون من بطن
عليها، أسبانيا الخناق ملوك إذا ضيَّق مرين بنى دولة إلى تتجه بغرناطة الأحمر بنى دولة
دولة ،فأخذت عليهم المسلمين فى المغرب من يساعدها هذه الدولة لم تجد من فلما سقطت
عليها استولت ،حتى جهة هذا القرن تنتزع أطرافها من كل الأخير من فى النصف أسبَانيا
هذا القرن ،بينما القوة فى من شىء المشرق على المسلمين فى دول وبهذا كانت
هذا كان فى المغرب ،ومع فى بين دولهم عملها والانحلال تعمل الضعف عوامل أخذت
على منقسمين ا كانوا فقل! ، قوتهم على خطره لا يؤمَن الذى الفساد كثير من بالمشرق دولهم
والظلم أنواع الفساد من فذا غير ،إلى بيغ يجمع اتحاد وارتباط بينهم ،وليس أنفسهم
بقتل أبيه بدأ حكمه ،بعد الملك تولى لما ا/لفاتح محمدا السلطان الفساد أن هذا ومن
ملوك فى عادة سثت كانت ويكبر فينارعه الملك ،وهذه ،لئلا يشب أحمد أخيه الرضيع
على يقوم ولا ، والغلبة الاشبداد على يقوم كان حكمهم لأن ؟ العثمانية التركية الدولة
الوزارة فيها الى حالة درجة فساد دولة المماليك فى هذا القرن أن انحطت وبلغ من
إلى قدم ،ثم بباْ راعيا ببلدة خفيرا ،وكان البباوى محمدا يسمى من تولاها ،حتى خطيرة
من القدر فصار ،وساعده تجار اللحم بعض ،ثم خدم الطباخين بعض القاهرة فخدم
المماليك، عليه الوزراء فى رواتب ،وعؤل جمامته رثيس صار أمواله حتى تخاره ،وكثرت
ولأه السلطان نظر الدولة طمعًا فى ماله، يزل فى ازدياد حتى بين ا!ابر،ولم أمرُه واشتهر
لا يفقه شيئا ،ولم يكتف جلف بعد المعلم ،برهو عامى بالقاض الترك وتسمى فتزيا بزى
كتاب فى السخاوى ذكر ،وقد رت!بة الوزارة رقاه الى ،بل الدرجة هذه إلى بوصوله السلطان
وليها من من كثرة ،امع منه أوضعُ و!ليَها أنه لم يعلم - التاسع القرن لأهل اللامع الضوء -
ينصرف بما بتطبع ،ولم ذرة مثقال عامَيته فيها عن ،وأنه لم يتحول القرن هذا قى الأوباش
. بالناس والاستخفاف والعسف الظلم يبالغ فى ،وأنه كان خردلة مقدار به عنها
هذا القرن عند هذا +الحد، بين المسلمين فى الفساد السياسى فى الأمر وقف وليت
كانوا ملوكها لأن ؟ الدول هن!ي فى الموفية الطرق أصحاب انضتمَ اليه ازدباد نفوذ فقد
!241
) الاسلام فى -المجلدون ( 16
فى بالمبالغة يحاولون فكانوا ، فيهم العامة اعتقاد لازدياد ، لهم الخضوع فى يبالغون
.وممن حكمهم مساوىء الغفلة عن العامة ،ليستمروا فى لهم أن يكسبوا رضا الخضوع
الحنفى ،فكان عظيم انصوفية الشيخ محمد الطرق أصحا!ب ذه فى هذا القرن من نفهِ عظم
لا كان لكنه 9 الاعتقاد فيه ، سىء أنه كان ،مع المماليك من جقمق الظاهر درلة النفوذ فى
لا أستطيع، شفاعة لهذا الرجل لا أقبل إنى أقول ( :كلما لمن حوله ،ويقول يرد له شفاعة
، ا ططر كان أمره مع السلطان " وكذلك ذلك من نفسى فى ،وأتعجب بل أقبل شفاعته
( :رُد اليئ له لها قولى ،وقال القضاء عن ابن حجر عزل حين إليه جاريته أرسل وقد
تفارقه، أن إليها قبل رده هذا بلَّغته ) فلما ولايته إلى - حجر ابن يعنى - الدين شهاب
هذا السلطان فذهب الحنفى .وفد مرض محمد للشيخ هذا الفضل لا ينسى وكان ابن حجر ا
أصحاب عليه إليه ترادف بذهابه الناس تسامع فلما ، ليعوده الحنفى محمد إليه الشيخ
فيما يرد فيه من إليه الفصل اليوم ،ووكل هذا فى قضيته ألآ ترد ،فأمر السلطان الحوائج
كان شأنه مع باقى الملوك والامراء ، ،وكذلك وثلاثين قضية فى خمس القضايا ،ففصل
كتب!نا وكتب من رأينا فيما حويناه ولا :والله ما سمعنا الكبير تاريخه فى العينى قال حتى
يومنا إلى الصحابة بعد والعئاد والأستاذين ائشيوخ أخبار من عليه فيما اطلعنا ،ولا غيرنا
الملوك ،عند المقبولة النافذة ،والثمفاعة ،والكلمة العز والرفعة من أعطى ،أن أحدأ هذا
الشيخ ما أعطى ،مثل لا يعرفه من وعند يعرفه من ،عند الدولة والوزراء وأرباب والأمراء
،وازداد فيه القرن هذا الغفلة فى هذه بسبب بين المسلمين الحالة الاجتماعية فساءت
غير جن! من كانوا حكامها لأن ؟ بمصر المماليك دولة فى شَما ولا ، الرعية شقاء
واستمروا ، رعيتهم فئ يندمجوا أبوا أن الذين الجرك!ى أو الترك من ،/اذ كانوا جنسها
وغيرهم، طبقات الرعية من فلاحن ،مترفعين على جنسهم خصائص محافظين على
بعضَا من لهم باللقمة التى تسد ،ولا يسمحون الزراعية فى (قطاعاتهم يعاملونهم كالعبيد
كانوا الذين المتصوفة إلا أهـلئك ،اللهم عريهم من بعضا ،دالا بالخرقة التى تستر جوعهم
ضيق فيه من هى بما لا تشعر الرعية ،حتى الغفلة على تلك الملوك بضرب أولئك يخدمون
بما يغدقه ويتمتعون ، الشقاء بين ذلك بحبوحة فى يعيشون المتصوفة أولئك فكان ، وذلة
،وقد ولايتهم فى المعتقدة الرعية الغافلة من الدين باسم الملوك ،وبما يجنونه أولئك عليبم
بن عبد الخالق القاهرى المالكى فى قوله: أحمد الحالة هذه صور
المقتحا! منك الأنجوامُ وشتحنُ حياة سعيدة (ذا شئتَ -أن تحيا
242
بمظهر اولئك يظهر ،والمتصولح الحكام بمظهر أولئك الترك يظهر فالمتز! بزى
. المغشوش الصلاح الثانى بمظهر فى ،وشعد إلمجروت بمظهر الأول فى ،فيسعد المتصوفة
السياسية حالتهم من بأحسن القرن هذا حالة لاالمسلمين العلمية فى تكن ولم
وكانت ، العلمية صبغتها السابقة الإسلاميةْ الدول من دولة لكل وكان ، والاجتماعية
بين يجمعون كانوا علماءها لأق ؟ الناحية هذه من غيرها أثرا فى أقوى التيمورية الدولة
مركز سمرقظ ،وكانت التفتازانى والسيد الجرجانى السعد طريقة المنقول والمعقول على
اليها الدولة العثمانية التركية يتجهون العلم فى طلاب ،فكان الدولة هذه العلمية فى الحركة
،ف!نه لما بروسه قاضى باشا ابن المولى محمود موسى من ثقافتهم ،كما حصل فى تكميل
عدمائها ،ثم عن وأخذ الرحلة اليها ،فارتحل الى خراسان العلم بها عزم صيت سمع
علوما اكثيرة واشتهر جمع ،حتى علمائه بسمرقند وغيرها عن ارتحل إلى ما وراء النهر وأخذ
الرياضية جممهرته بالعلوم ،وكانت زاده الرومى يلقبونه بقاضى البلاد ،وكانوا تلك بين أهل
بينهما فترلاك موافقة تحصل لم ،ولكنه الجرجانى السيد إنه قرأ على ،وقيل غيرها من كثر
، الرياضيات طبعه على :نجلب فيه السيد ،فقال الآخر عن منهما كل سئل ،ثم درسه
سببا فى هذا .وكان الرياضية العلوم فى الإفادة لى على لا يقدر :هو السيد فى وتجال هو
الكلام فى سيأتى ،كما بسمرقند أنثأه الذى المرضد به فى واستعانته لها بك أولوغ تقديم
عليه.
الدولة فى العلمية العثمانية التركية متأثرة بالحركة الدولة فى العلمية الحركة فكانت
من علماء والسيد الجرجانى وغيرهما التفتارانى السعد (ن كتب كبير ، التيمورية الى حد
بالدولة العثمانية التركية، تُدَرس -فى المدارس والمساجد التى كانت الدولة التيمورية هى
الدولة كانوا بلاد هذه الثقائق النعمانية -أن طلبة العلم فى - كتاب صاحب ذكر وقد
انفنَارِى ،فزادهم بن حمزة الدين محمد شمس الجمعة والثلاثاء إلى رمن يومى يعطون
فى الطلاب التفتارانى ،ورغب رمانه تا-ليف فى الاثنين ،لأنه اشتهر يوم العطلة إليهما فى
الاشتغال الى الطلاب فاحتاج ، نخها انتشار لعدم بالشرأء لا توجد وكانت ، قراءتها
هذا اوائل فى التيمورية الدولة فى العلمية تأثرا بالحركة أقل المماليك دولة وكانت
بالعلوم ال!نقلية ،فلم أهلها الاشغال على يغلب ،ولأنه كان بعيدة عنها ،لأنها كانت القرن
الدولة علماء كئيرا من ،ولكن الدولة التيمورية العلم إلى طلب فى يُفىَ فيها بالرحلة يكن
تأثروا ،حتى بين أهلها طريقتهم ،فنثروا وكيرها المماليك بمصر دولة إلى التيمورية رحلوا
243
بن سليمان الكافيجى، الدين محمد فى هذا القرن محى منهم الى مصر وممن رحل
تلامذة السعد التفتاَزانى، من النحو ،وكان الكافية فى لكتاب ولُقب بهذا لكثرة تدريسه
ملوكها له الأعناقْ ،لأن ،وذلت له فيها الرجال خضعت ،حتى مصر أمره فى اشتهر وقد
،.فأقبل الجنس بصلة إليهم يمت إذا كان سيما ،ولا غريب كل المماليك كانوا يقذمون من
فن كل من عنده يتزاحمون وكانوا ، طبقة طبقةَ بعد عنه وأخذوا ، الغلم طلاب عليه
صاروا حتى حياته فى طلابه تقدم وقد ، والمنقول بين المعقول ا يجمع لأنه كان ، ومذهب
الى وصل دولة المماليك ،وذاع .صيته حتى نفوذه فى عظم من كان لما ، أعيان وقتهم
ميزته تكن ولم ، وجوائزهم إليه هداياهم يرسلون ملوكها العثمانية التركية ،وكان الدولة
شرح العقيمة فى الفلسفة به من ،وما تعنى العجمية الطريقة إلا براعته فى مصر علماء على
ذكر حئى ، تحتها لا طائل فلسفية صبغة وصبغها النقلية ، المسائل العلمية المتوذ وتوجيه
والإسهاب فتاواه الدينية البسط فى -الضوء ،اللامع -أنه كان يسلك فى كتاب السخاوى
منها ،وقد إلى الغرض معه الرصول يصعب فى هذا إلى حد ،ويصل المعقول فى والتوسع
الدين جلال عن الشقاثق النعمانية - - كتاب صاحب ،ونقل تُصادم المنقول وتخالفه
فغضب ) ؟ " رَيدٌ قائم ما إعراب له يومَا : أنه قال - تلامذته من وكان : السيوطى
" ريد :فى له ! فقال هذا عن ،نسأل الصغار مقام فى صرنا :قد له وقال السيوطى
حتى المجلس هذا من لا أقوم : السيوطى له فقال ، بحثا عشر وثلاثة مائة ، قائم
،وكان البخارى بن محمد فى هذا القرن العلاء محمد منهم إلى مصر وممن رحل
،وعطمه مذهب كل من الطلاب مصر تلامذة السعد التفتازانى ،وقد انثال عليه فى من
، يساره كالسلطان وعن يمينه عن هو والقضاة يجلسون اجتمع إذا ،وكان والأصاغر ا!ابر
إلى السلطان يرسل ،وكان عليهم وأغلظ وعظهم عنده أعيان الد"ولة بالغ فى حضر هـاذا
بدعة ينكره وبما كان ، المظالم والبدع ب!رالة ما يراه من ،ويأمزه غلظة أشد بما هو يعظه
فيه! ما يقع ،ولكن الطريق وأمن بالحج الناس اعلان الأصل لأنها يراد منها فى ، المحمل
للفساد الذى يقع فيها. إبطالها حسفا ،فيجب هذه المصلحة الفساد كثر من من
،وكان الدبن الشروانى بن مراهم محمد ا القرن هذا فى منهم إلى مصر وممن رحل
امام الجلوس فى لها آداب لأنها كان ، التعيم فى العجمية الطريقة بآداب طلابه يأخذ
إذا منهم الطالب ان هذا ومن ، والجفاء بالغلظة الطلاب أخذ ،وفى السؤال وفى الأستاذ
فى غيره عقابا له. بالقراءة المجىء فى وقته يُمنع من تعويضه عن غاب
،وكان الرومى بن مصلح فى هذا القرن علاء الدين على منهم الى مصر وممن رحل
وافرة من حرمة مصر ،وقد نالته فى الدين المتازانى والسيد الجرجانى تلامذة سعد من
244
شيئا بالقياس إلى عملهم بالعلماء المصريين ،ولا يرى يستخ! ،وكان برسباى الأشرف
من وغيرهم التعليم بين علماء بصر الطريقة .العجمية فى لهذا أثرهْفى شيوع وكان
فى كتاب ،وقد ذكر السخاوى البارعن فيها كعلماء العجم من صاروا ،حتى علماء العرب
المعروف محمد بن أحمد درس حضرا أبناء العجم أن اثنين من اللامع - الضوء - .
والسيد، السعد كتب من وغيرهما المطول والمختصر بدرس يعنى ،وكان بالشئمنىْ
هذه بدرس من ينهض العرب أبناء ،وذكرا أنهما لم يظنا ان فى فأعجبا بدرسه إعجابا عظيما
الكعب.
بين والشرح الطريقة التى تعنى بالجمع والاختصار هذا القرن هذه فى فاستحكمت
شغفهم من ،وبلغ متونا التى سموها المختصرات حفظ على فيه إقبالهم ،وارداد المسلمين
،كما حكى غير فهم ولو من قبل درسها بحفظها ودراستها أنهم كانوا .يتواصون بحفظها
متن من!كل أمره بحفظ أباه أن المولى بن الأشرف -الشقائق النعمانية -عن كتاب صاحب
م! حفظه معانيها صار فى دراستها وبلغ مرتبة اشخراج قبل أن يفهم معناه ،فلما شرع علم
حَل ما يُسأل عنه زمانه فى سرعة بهذا أعجوبة صار ،حتى منها معلوما عنده دفعه واحدة
التى الدولة العثمانية التركية ،وهى علماء من الطبقة السابعة من ،وكان العلم مشاكل من
م ) . 1483 - 1441 هـ( سنة 886 هـإلى سننة 855 تمتد من
الاشتغال بما عن هذا القرن ،وازداد بعدهم فى المسلمين علماء فارداد بهذا ضعف
التصوف فى هذا القرن مشكلة علمية عندهم مشكلة كبر كانت فيه ،حتى يفيد المسلمين
بين التصوف ،والخلط وابن الفارض عربى الدين بن إليه محى ذهب الذى الفلسفى
،وأخذا الولاية دعوى بينه وبين جمعا فيه أنهما جديدهما ،ولكن قبلهما قديم والفلسفة
، الوجود والاتحاد ووخدة بالحلول القول توهم فيه شطحات ،ويشطحان العائة بانه إلى يقرً
ويكفرهما، عليهما ينكر فريق فكان ، شأنهما فى القرن هذا فى المسلمين علماء فانقسبم
كلام فى بأن التأويل لا يصح الأول الفريق عليه فيردُّ ، ذلك ع!نهما فى ما ورد يؤومل وفريق
. السلام عليهم رسله او كلام الله تعالى كلام الا فى ،فلا يكون المعصوم غير
المتصوفة، فيه جهل/ عليهم علماء هذا القرن إلى هذا الحد طغى ضعفُ وصل ولما
علم يعلو على لَدُنيا علفا جهله!م ،وصار العلماء قدر هؤلاء ارتفع قدرُهم على حتى
المحرَّمات بعض أمثاله فعل للاولياء من بأنه يباح يفتى الثاذلى أبو المواهب ،فكان غيرهم
سوزا غير أن يؤلف المجذوب شعبان الجرأة بمن يسمى ( ، )1ووصلت الزمان أهل للتستر عن
245
عليه، المساجد فى يوم الجمحة وغيرها فلا ينكر أحد كراسى القرآن ،ثم يقرؤها على سور
هذا ومن ، والفواصل الآيات فيه من لما القرآن من ما يتلوه أن العوائمُ يظنون كان بل
يضربوننا بالمؤتفكات الثه لنا قوما أرسل ،ولقد بصادقين هود تصديق ( :وما أنتم فى قوله
ما ثواب اجعل :اللهم يقول تلاوته من ) ف!ذا فرغ ناصرين لنا من أموالنا وما ويأخذون
هذا مع الناص ،وكان ممن قرأ لهم فلان وفلان صحائف الكلام العزيز فى قرأنأه من
. ()1 رؤيته عيدا عندهم الاعتقاد فيه ،بل كانوا يعذُون فى .يبالغون
وثمانمائة أن يبنى له وعشرين نيف المتوفى سنة سليمان بن وأراد الثميخ أحمد
والبلقينى حجر ابن عليه فأنكر ، بة المتخرً المساجد من له طوبا يجمع فكان ، مسجدا
،ثم صحنه فى كرسيا إلى الجامع الأرهر ونصب علماء الأزهر ،فذهب من وغيرهما
عن قال " :.مَن يسألنى ،ثم الأحمر عينه كالجمر صارت حتى حاله تغيرت جمليه وقد جلس
،ولما منهم أحد يسأله ،ولم كلهم الأرهر أهل ،فبهت عنه أجيبه السماء من نزل ع لم كل
وقلتَ ، وكذا كذا منك وقع : له فقالوا . . . ؟ هنا إلى بى جاء من : قال مما اعتراه أفاق
علماء من جماعة .وذهب لافترسناه إلينا أحد دته ،لو خرج :الحمد ،فقال وكذا Lis
فى يختلى فوجدوه ، فيها فناموا عنده الحافي ، المتبولى ببركة إبراهيم الشيخ الى الأزهر
قاضى الى .،وشكوه بهما خلوته عليه ْ،فأنكروا الأمراء أولاد من بثمابين أمردين اليل
تختلى أنك عيك يذَعون هزلاء : له قال ثم إليه فأحضبره فأرسل ، بالصالحيةْ الشرع
لحيته بأسنانه على وقبض ، إلا هكذا :ما هو فقال ، الشرع فى حرام وهذا ، بالشباب
بلاد الفرنجة فى أنهم أسروا ،ثم أشيع خبر لهم يُعرف فلم صاثحين ،فخرجوا فيهم وصاح
السعداء ، هذا القرن يثيخ خانقاه سعيد مجدد أن يكون الذى رجا السيوطى وكان
بمظاهر كانوا يظهرون بل ، الصوفية بتكاليفها يهتمون ولا أوقافها فى ينعمون أهلها فرأى
الخالقاه ،فئاروا عليه هذه أوقات من ،فأراد أن يحرمهم والبغال الخيل الأغنياء ،ويقتنون
على بالقبقافي بأنه ضربه بعضُهم وفاخر بثيابه ، الميضأة فى وألقوه ، ضربأ وأوسعوه
كيف المسلمون ليعلم أفه لا بُد مِن ذكره منا ،ونرى كره على مما نذكره هذا غير كتميما ،الى
جانب شيئأ هاقأ فى المسلمين ف!نه كان جانب فى بشىء هذا القرن ليس !اذا كان
ذ إ فيها ، النهضة عصر من يُعَذُ ،وهو الميلادى عثر الخامس فيها القرن ،لأنه يقابل أور"ئا
بها أوربا نكبة أصيبت كبر بيد الدولة العثمانية التركية ،وكانت القسطنطينية فيه سقوط وقع
. 168 ، 167 2ص ( )1الطبقات الكبرى للشحرانى ج .
246
امام الدولة الشرق جهة أوربا من دولة الروم الشرقية فتح ،لأن زوال القرن هذا فى
تستسلم ولم "، والقنوط اليأس النكبة فى بهذه أوربا الغربية لم تقع العثمانية التركية ،ولكن
م ) 14 5 r هـ= القسطنطينية سنة ( 857 والتأخر ،بل كان سقوط الضعف بها لعوامل
،لأن أهل الحديث إلى العصر الوسيط العصر أوربا نقطة التحول من معدودأ عند مؤرخى
هناك علاقة الميلادى ،فكانت أول القرن الثالث عشر القديم من أوربا أخذوا يثورون على
اللغة البونانية فى بسببها تعلم ،وانتثر القرن هذا من الروم الشرقية ثقافية بين (يطاليا ودولة
إلى سقوطها بعد القسطنطينية علماء ،فلما هاجر اللاتينية النقل منها الى إيطاليا ،وانتشر
اليونانى والفلسفة أهلها بالأدب فى الميلادى ازداد الثحغف عثر القرن الخامس (يطاليا فئ
ن أ الأدب هذا يلبث ،لم ، اليونانى متأثر بالأدب لاتينى أدبٌ لهم صار حتى ا اليونانية ،
كبير فضل القرن هذا فى الطباعة لاختراع ،وكان وانجلترا وألمانيا وهولندا فرنسا فى انتشر
،وهو عشر الميلادى والسادس عشر القرنَ الخامس النهضة فى أوربا يشمل وعصرُ
من ،وإنما لم يكن كما سبق الحديث إلى العصر الوسيط العصر من نقطة التحول يُعَد
بستمذُون فيه أتباع لأفلاطون ،فكان إثر القديم فيه كثير من لأنه كان الحديث الحصي صميم
الفلسفة دراسة ستار تحت الإلحاد يذيعون رُشد لابن وأتباغ ، طبيعى دين أسباب منه
،واَخرون والتنجيم الطبيعة بالسحر أسرار معرفة يحاولون ،وعلماء الرشدية الأرسطوطالية
اصول فى الشك يثيرون ونُقاد ا ، والطبيعيات الرياضيات فى الحديث العلم أساس يضعون
هذه الاتجاهات المختلفة، جميع فى عقولهم تضطرب المعرفة ،وفلاسفة ومبادىء الأخلاق
/ ْ. ()1 الدين والفلسفة بمذاهب غامضة مختلطة فى منهاِ فيخرجون
فى ،إلى نهضة إفى السياسة نهضة ،فمن النواحى مختلفة النهضة هذه وكانت
كانت فقد السياسية ،فأما النهضة الاختراع فى نهضة ،إلى فى 0الدين نهضة ،إلى العلم
فيها الملك اسبانيا قام بالنهضة فقى ، وانجلترا وروسيا وفرنسا أسبانيا والبرتغال فى قائمة
القوة والعظمة، من عصرأ إيزابيلا ،وابتدأت أسبانيا فى عهدهما وزوجه فردينند الخاس!
ما فى كل لشعبها ،فبذلت الذكاء والإخلاص من عظيم جانب على روجته إيزابيلا كانت
سلطان اضعات على تستبد فى أفراده ،فعملت طبقة الأشراف به ،وكانت طاقتها للنهوض
الميلادى القرن الثالث عشر فى التى تألفت الأخوة المقدسة جمية الطبقة ،وساعدت هذه
فيها يسعون الذين ، ومعاقبة ، البلاد فى العدل اليها نشر ففؤضت ، الغاية هذه لأجل
هذه شكت ،وقد وغيرهم الأشراف بين طقة غير أن تفرق بهذا من .بالفساد ،فقامت
247
الجمعية تحت هذه ،وأدخل عنها الجمعية إلى الملك فردينند فأعرض هذه الطبقة من
فى استولى الذى الملك هو ،وهذا الظالمة الطبقة هذه على بها من!الفضاء ،ليتمكن حمايته
ن أ الخناق عليها إلى يضيى ،ومكث بغرناطة إلأحمر بنى بلاد دولة كثير من على القرن هذا
هـ= ( 308 سنة قامت وقد ، ورعاياهم فيها ملوكها قام بالنهضة البرتغال وفى
من يد حكامها أفريقية ،وينتزعها من ليغزو سواحل بحرى م ) بتجهيز جيش 014 0
يحرضن ،فكن الجيش تجهيز ذلك فى آلرجال ،وكانتا النساء تنافس المسلمين وغيرهم
هذا استولى وقد به ، الا ممن يلتحق يأبين التزوج كن اليه ،حتى الانضمام على الرجالا
الرحالة يوحنا الثانى وصل عهد البلاد ،وفى وما يتبعها من السواحل تلك على الجيش
سنة هذا فى أفريقية الجنوبى ،وكان -بارتلمى ديار -إلى رأس المعروف البرتغالى
أهوال البحر بتأثير العواصف إليه كثيرا من قبل أن يصل م ،وعانى 1486 هـ- ا
رأسَ وسئاه هذا الاشم لم برضَ الثانىِ يوحنا ،ولكن الأهوال رأس فسقاه والأنواء
الى هذا الرأس أن فى (مكانهم الطواف ،وقد تيقن البرتغاليون بعد وصولهم الرجاء الصالح
جان البطلة الفرنسية المعروفة - رأسه وعلى فرنسا قام بالنهضة فيها شعبها وفى
الفرنسيون بن القرن السابق ،فتمكن فى انجلترا فى قبضة فرنسا قد وقعت دارك -وكانت
فرنسا م ،فقام ملك 1453 هـ= منها فى هذا القرن ،وكان هذا فى سنة 857 التخلص
أفراد ،ليتخلص طبقة الأشراف إضعاف على فيها ،وعمل الاصلاح السابع بحركة كارلوس
فى طريقه ،فسلك عشر الحادى ابنه لوبس قام بعده ،ثم واستبدادهم ظلمهم
من لم الشعب
من فأنث!أ كثيرا ، والمعارف للعلوم محبا وكان ، الأشراف طبقة و(ضعاف الإصلاح
سنة A 75هـ= الفنوفى ،وأنشأ المطابع فى بارشى إليه العلماء وأصاب المدارس ،وقرث
مخلوطا ضعيفا الطب علم وكان ، والمعارف العلوم فرنسا بها فى فانتشرت ، م 0147
هذا ،فنهض م Iا VY هـ= 877 سنة له مدرسة ،فأنشأ السحرية والأعمال بالضلالات
هذا الملك (صلاحات ،ومن والأعمال السحرية الضلالات تلك من العلم فيها ،وتخلص
الملك وفاة هذا والبابا ،وكانت بالملك خاصا أن كان بعد للناس عاما البريد وجعله تنظيم
حزبين إلى يحكمه من شأن فى منقسما ،وكان فيها شعبها قام بالنهضة إنجلترا وفى
أهلية بينهما حرب ،فقامت الورد الأحمر ،وحزب الورد الابيض :حزب كبيرين
فيمن له رأى كان أن هذا الشعب دليل على الحرب هذه ،وفى ثلاثين سنة استمرت
248
بعد هذه الانجليزى الأنعام ،وقد أخذ )لثمعب فى هذا كفَا تساق يساق ،ولم يكن يحكمه
أراض أصحاب طبقة الأشراف الذين لم يكونرا من الفلاحون ،فصار النهوض فى الحرب
على الحصول المحامين ،وحق انتخاب الاشتراك فى لهم حق ،وصار يزرعونها لأنفسهم
ظهرت ،ثم عليهم الأشراف يمتار به أولئك مما كان بهذا كثير ،وزال الحكومية الوظائف
فيها. بها العلوم والمغارف ،فانتشرت انجلترا فى هذا بعد المطابع
السَر من بملوك محكوما بلادها كثر ،وكان قيها إيفان الثالث قام بالنهضة روسيا وفى
بلاد على واستيلائه تيمورلنك ظهور بعد ضعفوا قد ،وكانوا منهم يتزعها ،فأخذ المسلمين
بلاد كثر على كان إيفان قد استولى م ) حتى 9914 هـ= سنة ( 09 5 التتر ،فلم تأت
القرم و(مارة تابعة له ،ك!مارة ضعيفة (مارات التتر فيها إلا بعض لأولثك يبق ،ولم روسيا
الأنظمة فبها كثيرا من ،فأدخل روسبا فى الحضارة وسائل ب!دخال هذا ،ثم عنىَ بعد قازان
،فلم القديمة الفلسفة فى جديدة نظرة لهم قام بها علماء فقد العلمية ويما النهضة
مسائلها قضايا مسلَّمة ،بل، كل ،ولم يكونوا يأخذون الخضوع لها كل يكونوا يخضعون
،وكان بعضهم بعض مسائلها على بعض مساثلها ،أو يرجحون بعض كانوا يثورون على
بين الفلسفة الفصل يحاول ،وبعضهم لأرسطو ينتصر ،وبعضهم لأفلاطون ينتصر
التوفيق ،لأن بينهما التوفيق محاولة من الوسيط العصر ما يراه فلاسفة يرى ،ولا والدين
الدينية القضايا بعض من لا،يقره العقل لما ،فيخضعها ا الفلسفة حساب يتم على كان ينهما
المسيحية. فى
f 1464 - 1014 = - 986 -)A. e 4 دى كوسا ( نيقولا العلماء هؤلاء ومن
ب!يطاليا وبادوفا بألمانيا الفلسفة بجامعتى هيدلبرج كوسا ،وقد درس مدينة من ألمانى وهو
غدل ،ثم أمره أول بالمحاماة فى اشتغل ،ثم والفلسفة والرياضيات القانون فى برع حتى
على يؤثر أفلاطون ن ، ؟ فكردينالا أسقفا صار أن فيه الى ،فترقى الكهنوت الى عنها
ممهدة تعد ورياضية فلكية رسائل ،وله ملحدا فيلسوفا نظره فى كان أرسطو ،لأن أرسطو
فى لبطليموس النظام الفلكى مخالفة من إليه كوبرنك سيذهب لما ،ومهيئة التقويم لإصلاح
:أولاها فى مقالات ثلاث على -الجهل الحكيم -يشتمل سماه القرن الآتى ،وله كتاب
بالفناء ،وقد الله تعالى الى العودة فى والثالثة ، العالم والإنسان فى والثانية ، الثه تعالى
العالم الثه أوجد أن وأثبت ، نفسه ،فنفاها عن الوجود بوحدة بالقول هذا أجل من اتهم
. اشتراك فى الوجود بين الخالق والمخلوق واختيار ،وهذا ينفى كل قصد عن
( م ) وكان 694 - i i rr = هـ i. o - ( Arv فتشينو العلماء مرسيليو هؤلاء ومن
924
الاختراع العظيم -اختراع المطبعة- هذه النهضة العظيمة فى أوربا بذلك ثم توجت
بها سنة ولد ،وقد بألمانيا متز مدينة من جوتنبرج يوحنا هو القرن هذا اليه فى توصلا والذى
بها الى ورحل ، أهلها فتاة من تزوج الزواج سن الى ،ولما وصل م 14 0 0 هـ= 08 r
التماثيل ونحت المرايا الكريمة وصقل الأحجار بصناعة فأقام بها ،واشتغل سترسبورغ مدينة
الأوراق التى يلعب على مرسومة الليالى يتأمل فى صورة من ليلة فى ،وقد أخذ والتصوير
غير منها تصؤَر أولا من واحدة كل ،وكانت فى طريقة تصويرها ،ويفكر بها هو وروجته
ن أ وهى ، هذا من أحسن طريقة هناك فبدا له أق ، المخصوص بلونها تلؤن ،ثم تلوين
فيها ،ثم تلوْن لتبرز وحدها خطوطها ثم يُحفر ما حول الخشب من قطعة على تصور
،فنظهر صر ر عديدة لها الورق قطعة بعد قطعة من قطع عيها ،ثم توضَع بالمداد خطوطها
ورقة على باليد فى كل فى تصويرها الزمن ما يضيع من فى تصويرها ،ولا يضيع بسرعة
طبع بهذه الطريقة ،ثم بدا له أن يستعملها فى أوراق اللعب طغ مدة فى ،واشتغل حدة
فيها من ،ولا يضيع اللعب بها أوراق التى ظهرتِ كثيرة منها بالسرعة نسخ ،لنظهر الكتب
للعامة عيها الحصول ،ويمكن قليلة الثمن تكون باليد ،وبهذا نسخها فى ما يضيع الزمن
مزية تكون ،ولا بينهم بهذا الفوارق ،فتقل بين الناس والمعارف العلوم ،وتتشر والخاصة
ن أ يوحنا جوتنبرج ،ورأى اليم الدين ومن ورجال طبقة الأشراف فى التعليم محصورة
ثم قديس فيها صورة منه وحفر قطعة ،.فأخذ غيره لطبع الكتب من التفاح أصلح خشب
لطبع ما يريذ طبعه من أن الحبر القديم لا يصلح ،ورأى أيضا محفورة تحتها جملة كتب
على لا يسيل ،حتى والكهرمان بالزيت فيه الهباب مزج حبرأ جديدأ ،فاخترع ذلك
القديس صورة وظهرت ، أيضا تجربته الجديدة نجحت ،وقد عليه فيث!ؤه ما يطبع الخشب
كتابة قليلة تحتها من وما الصورة هذه مثل بطبج ،فاشتغل واضحا والكتابة التى تحتها ظهورأ
أن يقوم له بطبع كتاب مصنعه من قريب ديرْ عليه رئيس الزمن ،وبعد هذا عرض مدة من
قطع على صفحاته يحفر ستين ورقة ،فأخذ على يوحنا -وكان يشتمل -تاريخ القديس
غيره من طبع بعد هذا فى انتهى منها ،ثم قام بطبعه عليها ،ومضى حتى الخشب من
الدير السابق أن يقوم له بطبع الكتاب عليه رئيس الصغيرة بهذه الطريقة ،ئم عرض الكتب
العهد الجديد ،نيتألف منها سِفر العهد القديم وكتب كتب على يشتمل ،وهو المقدس
،فأخذ يفكر فى طريقة أخرى عمره ما بقى من الخشب على صفحاته حفر يستغرق ضخم
بهذا الى طريقة ،وتوصل الخثب باررة من هداه تفكيره الى اختراع حروف لطبعه حتى
،لأن الممزوج بالإثمد بدل ألخشب الرصاص بعد هذا من ،وقد صنعت الطبع بالحروف
الاختراع عملية الطبع ؟ فتم بهذا نجاح ذلك على لا تقوى ضعيفة كانت الخثب حروف
251
وفرنسا انجلترا فى انتشر أن بلبث ،ولم م 0145 هـإ= 854 سنة فى هذا ،وكان العظيم
أوربا توثبا فى القرن وجدنا هذا المسلمين فى ف!ذا وارنا بين ح ال .أوربا وحال
القوة من شىء فيهم بقى داذا كانوا قد ، وتأخرا جمودا المسلمين فى ،ووجدنا ونهوضا
إليه من ما انحدروا الى لا ينحدروا حتى الصحيح بالعلم عليها أن يحافظوا ينبغى ف!نه كان
إلى عوام دولهم وفى رمام الأمر فيهم ،ولا يكون العلم فيهم على الجهل طغيان
بواكير فى أوربا من كان لهذا أثره فى غفلة المسلمين فى هذا القرن عما جذ المتصوفة ،حتى
تقوم لما تقديرهم عدم ،وفى أوربا الشرقية نحو الباقية لهم بقوتهم اندفاعهم ،وفى نهضتها
إلى رأس الى أن وصلت ،ولاندفاعها فى ذلك والمغرب الغربية فى بلاد الأندلس أورباْ به
الآتية. الفرون فى الأثر فيهم له أسوأ سيكون مما ، الصالح الرجاء
فيه على مقدار حاجتهم بدرك إلى مجدد هذ 91القرن يحتاجون المسلمون فى فكان
العالم الإسلامى من ناحية ضيقة تفكيره فى الأوربية ،ولا ينحصر النهضة تلك ضوء
هذا طلب ،بل استمروا على غفلتهم فى هذا القرن أيضا من يَصحوا لَم ،ولكنهم وحده
الشأن الأعلى أصحا! ،لأنهم صاروا الصوفية الطرق الفقه وأصحاب رجال المجدد من
هذا القرن ،وقال فى أرجورته: مجدد أن يكون الدين ال!يوطى جلال ،فطمع ينهم
ما الهادى وعد .أتت ولا يخلف قد المئبن وهذه تاسعة
إلى هذا ،وممن ذهب هذا القرن مجدد كان ركريا الأنصارى إن القاضى وقيل
بشهرة السيوطى على ورجحه أخبار القرن العاشر - السافر عن 3 النور - كتاب صاحب
بخلاف ، المذهب بالفقه وتحرير يتعلق إليها فيما الناس واحتياج ، الانتفاع به وبتصانيفه
بلا تحرير، جمع منها مجرد بهذه المثابة ،وكئير ليست كثرتها على مصنفاته ه ،لأن السيوطى
( )2دانى أرى غيره من الطيب تممِز من غير فى الحديث ليل ،وكثرها كأنه فيها حاطبُ حتى
ركريا، القاضى مؤلفات فى تجديد هناك كَبيرا بين الاثنين ،وأنه لم يكن لم يكن أن الفرق
، مجددا به أن يكون هذا لا يستحق ،ومثل المتقدمين كتب من ونقل اخصار وانما هى
أن يقوم هذا القرن ،ولم يحاول فى المسلمين فساد شيئا من أن كلا منهما لم يدرك على
بينهمْ ب!صلاح
. م 15 0 5 هـ= 119 سنة السيوطى توفى ()1
3 عشر % الحادى القرن فى أعيان الأثر ،وخلاصة 124 ص النور السافر ()2
252
أربعة ،ويقوم على أفلاطون فلسفة ادلته من يستمد الدين الطبيعى الذى أصحاب من
إدخال فى بهذا يقنعون أصحابه وكان ، والحرية ، والخلود ، والنفس ، الله : أركان
المنافاة اعتقادهم بادوفا فى جامعة فلاسفة ،ويعارضون المسيحية دائرة الفلسفة فى فلسفتهم
ى ! أفلوطين تاسوميات نقل فتثينو ما قام به مرسيليو اهم ،ومن والفلسفة بين المسيحية
الإلهيات - سماه كتاب فى شرحها ،وقد أفلاطون فلسفة شرح اللاتينية ،وكذلك
يستمع إلى دين فلسفى حاجة فى (ننا : مقدمته وقال فى ال!نفس - خلود الأفلاطونية فى
1463 هـ = 09 0 - لاميراندول ( 868 دى بيك العلماء جان هؤلاء ومن
بين تجمع فلسفته وكانت ، الىإشراقية الفلسفة أعلام من إيطالى أير وهو 494
رجال عليه أثارت والطبيعة والرياضة الدين له فيها آراء فى ،وكان والفيثاغورية الأفلاطونية
عليها ،فرد بمالحاده فيها فقضت ، آرائه لجنة لبحث الثامن البايا (نوسان فالف ، الكنيسة
العلوم ،وكانوا حماة بآل مديتشى إلى فلورنسا ليحتمى -التبرير -ثم رحل سماه بكتاب
رسائل عدة قام فيها بنشر ،وقد الأفلاطونية الجامعة إيطاليا ،فعينوه أستادأ فى فى والاَداب
الدين ،وكانوا يطالبون ب!صلاح رجال من الدينية فقد قام بها بعض وأما النهضة
القائمين بهذا أظهر من ،وكان واتباعه البابا من رؤسائها حال ،وب!صلاح المسيحية الكنائس
، مدينة براك من ،ورفيقه وتلميذه جيروم بوهييا كنيسة مصلح يوحنَاهوس الإصلاح
للكنيسة . ،لأنه لا سلطان المسيحية فى - الاعتراف سر - إبطال إلى يدعو يوحناهوس وكان
الذنب و(نما يمحى ، به فيها اعتراف على هذا يتوقف حتى أو إثباته ، الذنب محو فى
قيام هذا إلى انضم ،ثم جيروم تلميذه هذا فى ،وأيده الثه تعالى من رحمة بالتوبة وخدها
دينيا بمدينة مجمعا البابا ،فعقد وأتباعه البابا حال ب!صلاح ينادون فرنسا أساقفة كثير من
سنين أربع نحو المجمع هذا ،واستمر الحركة بهذه أمر القائمين فى ،للنظر ( كونستانس
الكنيسة من رجال عضوا 591 0 من مؤلًفا م ) وكان 1418 - 1414 هـ- 821 - ( 817
عن يدافع فأخد ، المجمع أمام هذا الحضور إلى ودُعِىَ يوحناهوس ، وكيرهم 2 وأساقفتها
بالقبض فحكموا ، عليه وأصر فأبى عنه يُرجعوه أن المجمع اعضاء ،وحاول رأيه السابق
فيها أن تأليفها ،وقررت بعد ببحثها اللجنة هذه ،فقامت مزلفاته لجنة لبحث وتأليف عليه
درجاته من يوحناهوس بحرفان ،ثم حكم المجمع بحرقها الكنيسة ،فحكم على خروجا
هـ= ( 821 سنة فى ،ثم حكم م 1414 هـ= 817 سنة زف هذا ،وكان لم الدينية
السنة. هذه فى ،فحروَ حيا بحرقه جيروم تلميذه ) على ما
05؟
، القرن هذا المسلمين فى فساد أدركوا شيثا من غيرهما زجال على عثرت وقد
فلم ، منهم اقوى كان القرن هذا فساد ،ولكن بينهم ءالإصلاح من بشء / القيام وحاولوا
المعروت بابن البرهان ، بن محمد ،فمنهم أحمد يقذُ به حولهم من يمكنهم أن يجمعوا
هذا أهل جمود يعض من ،وتخلص وابن تيمية ،فتأثر بدراستهما ابن حزم وكان قد درس
الخليفة العباسى الذى المملكة ،وحب! المماليك على من الظاهر برقوق القرن ،فلما غلب
بقيام ابن البرهان إلى الشام والعراق يطالب القاهرة ،خرج الخلافة فى يمئل صورة كان
له أحد، الممالك افيسلامية ،فلم يستجب جميع الخلافة ،وطاف فى قريش من رجل
من كاتوا يرونه لما ، أهفها من إليه بعف! ،فمال ذلك إلى أهلها ليدعو الشام إلى فرجع
ب!حضاره الظاهرُ برقوق فأمر ، الحكام فى الرشوة ،وانتشار المعاصى وكثرة فسااد الأحوال
قريش خليفة من اليه ،فأجابه بأنه يطلب يدعو إليها سأله عما ،فلما حضر إلى مصر
الناس فيها أمره ، مدة نسى الجس فى ،وقد مبهث وحبسه بالعدل ،فأمر بضربه بحكم
فقر فى ،وعاش حاله ساءت وحيدا يتحاماه الناس حتى ،وكان يعيش فأفرج عنه بعدها
أنفس، ا إلا سبعة جنازته يحضر ،ولم م 1486 = هـ 398 ا سنة ،إلى /أن مات لاملاق
إليه المسلمون فى هذا القرن ، فى الحكم الذى يحتاج الإصلاح ما يدعو إليه هو ولم يكن
أم من قريش القائم به من كان ،سواء عادل شورى إلى حكم فيه كانت لأن حاجاتهم
غيرهم.
،ويعد مصز ،وكان ،يمنى نفسه فى هذا القرن بحكم الجركسى الأمير لاجين ومنهم
،هـاعادة أولهم ،وبمعاقبة الفقهاء والبلقينى فى الفقه كتب ،وحرق الأوقاف ب!بطال الناس
فى السخاوى مما ذكره هذا غير إلى ، الخلفاء الراشدين عهد فى عليه ما كان إلى الأمر
الا عليه ،وأنه لم يحمله الهذيانات بأنه من عليه ،وعق!ب اللامع الضوء كتاب فى ترجمته
يكون ،وقد الففهاء أولئك من لأنه كان ؟ التعقيب هذا فى عذره ،وللسخاوى قلة عقله
لملقرن قد هذا كانوا فى ،ولك!نهم عقابهم المغالاة فى من الأمير شىء به هذا فيما كانْيَعد
الأمير لهذا الجائر ،وكان الحكنم الاسنبدادى فيه من كان لما ،واستكانوا الجمود تغالوا فى
ولم --، له عابرة أمان أنها كانت أمانيه ،والظاهر فى يبث!ايعونه والأتراك الجركس أتباع من
والمال النفس ما يبذلَ من ،ويبذل سبيلها بالجهاد فى ،ويقوم يثابر عليها وعقيدة دعوة تكن
. بها احدأ فيها عنتأ ،لأنه لم يحرك لم يلق اليها ،ولهذا الوصول فى
قاضى وكان ، الدين له بدر العثمانية التركية يقال الدولة علماء من عالم ومنهم
هزيمة فى بهذا الجيش الأول ،وقد لحقت أخ السلطان محمد الأمير موسى لجيش عسكر
الهزيمة ،ولكنه هذه بعد أرنيك مدينة بالاقامة فى القاضى ،فألزم ذلك ائع الوق من وقعة
253
ونحوها الأموال بين الناس فى المساواة يقوم على أساس منها وأخذ يدعو إلى مذهب هرب
الأديان ، بين أهل يسؤى المسلمين والمسيحيين واليهود ،لأنه كان كثير من فتبعه خلق
بيرقليجة أحدهما يسمى نثمر مذهبه بشخصين ،وكان يستعين على اخوة جميعا ويجعلهم
اليه ،فأرسل يهودى أصل ،ويقال إنه من كمال الثانى طورلاق ،وشمى مصطفى
، لمدينة سمسون حاكئا ابن أمير البلغار ،وعئنه بقيادة سيسمان الأول اجيشا محمد السلطان
بقيادة بايزيد آخر إليه جيشا ،فأرسل وقتله بيرقليجة عليه ،فتغلب بالإسلام قد دان وكان
فبض ،وقد مفدونية إلى الدين بدر القاض ،فهرب وقتله بيرقليجه على ،فتغلب باشا
السعد تلامذه من سعيد المولى بقتله أفتى الذى وكان ، بالقتل علية وخكم فيها عليه
اليه هذا يدعو ما كان أن .والظاهر الجماعة على ،وخرج الطاعة التفتارانى لأنه شقَّ عصا
لم ينحصر ،ولهذا الحديث العصر إليها الآن فى العالمية التى يدعى الاشتراكية من القاضى
فى كانْ لليهود أثر ظاهر ،وقد ابيهود والنصارى اتبعه فيها كثير من ،بل المسلمين أتباعه فى
بدر القاضى لبم أثر أيضا فى دعوة ،فلا يبعد أن يكون الحديث الدعوة فى العصر هذه
ألوغ بك، هذا القرن هو مجدد إلى أن يكون بعد هذا كله أن الأقرب لىانى أرى
ما أبلاه أن يجدد العباسِنن ،ويحاول المأمون فى عصر ملكه ملكا بمثًل فى لأنه كان
هذا مجدد غيره بأن يكون من أحق العلوم ،ولهذا يكون هذا القرن من فى المسلمون
ركريا القاضى بدراسة ،ولا بأس غيره من حياته فيه أولى دراسة * وتكون القرن
بذلك أحق أنه ويظهر ، عليهما التجديد فى ليتبين فضله ، بعده اليمنى ()1 الورير وابن
منهما*
***
254
ألوغ بك
ا م ،وقد rAA هـ= 097 ،ولد سنة بن تيمورلنك بن .شاه رخ ألوغ بك هو
بقى من على ْ،فدرسها الرياض!ية العلوم سئما ولا ، الفلسفية بالعلوم صغره منذ شغف
،وقد زاده الرومى بقاضى المعروف باشا موسى مثل ، دولتهم العلماء فى بها من ثتفلا
علوم فى وبرع ، علمائها على فاخذ ، التركية الفمانية الدولة البلاد من هذه الى رحل
،حتى العلوم هذه كتبا كثيرة فى بك ألوغ ،فقرأ عليه الرياضية العلوم سيما ،ولا كثيرة
قرأها ،فقد القوشجى على ،كالمولى عنه لأخذها العلماء يقصدونه ،وصار فيها أيضا برع
،وغاب علما!ا ليأخذ على مختفيا إلى بلاد كرمان الزمن ،ثم تركه وذهب عليه مدة من
العلم، لتحصيل غيبته بغير إذنه بأنها كانت عن إليه واعتذر عاد ؟.ثم رمنا طويلا فيها عنه
يخيها حللت :برسالة له فقال ؟ إلى جئت هدية او بأى شىء :بأى له وقال عذره فقبل
أى فى بها أنظر :هات بك لهْألوغ ،فقال تحير فيه الأقدمون إشكال ،وهو القمر إشكال
بلث. بها ألوغ ،فأعجب قدميه بالرسالة فقرأها تجائما على ؟ فأتى أخطأت موضع
أنه كان مع فى العلوم الرياضية ،على ألوغ بك اليه مقدار ما وصل وهذا يدل على
كان بأنه - الذهب -شذرات كتاب صاحب العلوم ؟ وقد وصفه هذا بارعا فى غيرها من
لأنه فيها! ، زمانه ،وطوسى العقلية والهيئة والهندسة العلوم فى عصره ووحيد دهره فريد
مشاركة الى ،وهذا واسع ،وباع كبير ،واطلاع ج! ،وفضل غزير علم فيها صاحب كان
العقائد -والمعانى والبيان الفقه وأصول -أصل فقه الحنفية والأصلين الى الغاية فى جيدة
فيه ،وأل!! الناس يقول عما حاشته بعض أنه سأل ، ،ثم ذكر وأيام الناس والعربية والتاريخ
فيه وعكف قصره ،فدخل القرآن إنه لا يحفظ عنه يقولون بأنهم ،فأخبره سؤاله فى عليه
فى ولايتها نيفأ وثلاثين سنة، ،ومكث سمرقند يلى لأبيه شاه رخ وكان ألوغ بك
أراد أن ينشىء ،وقد وتعظيمهم برهم من ،ويكثر اليه العلماء ويجالسهم فيها يقرب كان
عليهم الأقطار ،وأغدق كل هذا الفن من له علماء ،فجمع بسمرقند عظيما رصدا
اْلبلاد من الهيئة والهندسة اليه علماء رحل ،حتى الكثيرة الرواتب لهم ،وأجزل الأموال
العلماء به من يسمع مع هذا يتلفت الى من ،وهو فضيلة صاحب كل إليه البعيدة ،وهرع
أنه هذا الرصد بناء على به ،وكان ال!ى حمله يسمع من فى طلب الأقطار ،ويرسل فى
255
ما كل أتقن من المتقدمين ،فأراد أن يبنى رصدا فرأى خللا فى أرصاد الكواكب أراد رصد
،وقد الإتقان من الغاية هذه به إلى يصل العلماء من له من يختار ،وأن الأرصاد من سبقه
ولايته فى ،فلبث العلم هذا مهرة من ،وكان جمشد الدين ابتداء بنائه غياث أمره فى ولى
ولاينه فى ،فلبث راده الرومى بقاضى باشا المعروف لولايته موسى ،فاختار مات قليلا ثم
واليا عليه ،فمكث القوشجى بعلى .المولى المعروف لولايته اتمامه ،فاختار قبل أن مات إلى
النريجات ،ويمتار بانه أحسن بك لألوغ الجديد بالزيج المعروف هو الرصد أنمه ،وهذا حتى
الملك، فى ألوغ بك م ،فخلفه 1447 هـ- 851 شنة أبوه شاه رخ مات وقد
،وولاه ولايتها إلى يجبه فلم منه أن يوليه هراة ،فطلب اللطيف عبد له ابن يسمى وكان
أمرائه على لا يغدق مَسيكا بك ألوغ ؟ وكان لولايتها كاره إليها وهو ،فذ! بدلها بلخ
،ولا يتحرجون رعاياهم لا يبالون بمصلحة الملوك الذين من غيره يفعل كان ،كما وحاشيته
ابنه الى وكتبوا ، الحالثمية ورجال الأمراء فكرهه ، حاشيتهم على أموالهم إنفاق من
،فانتهزها نفوسهم ما فى هذا من نفسه فى ،وكان عليه منه الخروج يطلبون اللطيف عبد
حين أمراءه خانوه ،ولكن عظيم أبوه لقتاله )بجيش أبيه فخرج على الخروج ،وأعلن فرصة
فى وتركوه ، جيشه من معهم ابنه بمن الى منهم كثير فانضم ابنه ، بجيش جيشه التقى
،ولما ضاق ابنه الملك بعده ،وتولى وجفه على ابنه وولَى من ،فانهزم قليلة العدد 3 جماعة
، ولايته كاَحاد الناس كى أن يعيش ،ورضى طاعته فى ودخل ابنه إلى عليه الأمر ذهب
وقتله صبرا فى حضور عبد اللطيف ابنه عليه عبد العزيز ،فقبض يسمى له ابن آخر وكان
له فى ان يأذن اللطيف ابنه عبد من ،وطلب بسمرقند هذا أبوه المقام بعد يطق ؟ فلم والده
،وكان مئها او يومين يوم مسافة على أن كان إلى سمرقند من ،فخرج الحج ألى الخروج
قتله فى طريقه، من إليه ،فأرسل سمرقند من منه بعد خروجه ابنه الأمراء قد حذر بعض
فى قيامه بالملك ،ولو أنه لبث بعد سنتين من م ،أى 9144 هـ- هذا سنة 853 وكان
أمير فى حياة أبيه. وهو إليه ذهب مما فى التجديد كثر الملك طويلا لذهب
الفقهاء هذا القرن من *أرلئك الجامدين من مجدد فهذا الملك العظيم أولى بأن بكون
،ؤكان العلمية النهضة أوربا من فى قريبا مما يجرى هذا من ما فعله ،إذ كان والصوفية
بينهم كما أساسه من يبنى على النهضة أيضا ،لو وجد جديرأ بأن يسير بالمسلمين فى طريق
هذه فى يتابع النهوض عن بعده ،ولم نجد أوربا ،ولكنا تخلفنا النهضة فى وجدت
*!ي!*
256
زكريا الأنصارى القاضى
/ ببلدة مولده ،كان /بن زكريا الأنصارى بن أحمد الدين زكربا بن محمد زين هو
عمدة ثم حفظ القرآن وحفظ فنثصأ بها م ، = 1412 - سنة M 6 من شرقية مصر سُنيكة
ام ، 841هـ = 437 ،ثم انتقل إلى القاهرة سنة الفقه التبريزى فى مختصر الأحكام وبعض
،وألفبة المنهاج للنووى ثم حفظ التبريزى مختصر حفظ بالجامع الأرهر ،وكمل فقطن
القاياتى الفقه عن أخذ ثم المتون ، من ذلك وغير ، القراءات فى والثاطبية ، مالك ابن
ابن المجدى وابن الهمام ال!نحو عن وغيرهم ،وأخذ الإسلام ابن حجر البلقينى وشيخ والعَلَم
العلم فى مغاهد العلوم فى الجامع الأزهر وكيره من من غيرهما درس ،وكذلك والشمنى
ولمالميقات والهيئة والهندسة واللغة والتفسير والأصول والحديث كالصرف ، القاهرة
العلوم . وما إلى هذا من والتصوف الحرف وعلم والمقابلة والجبر والحساب والفرائض
العشرة ،وحسن التواضع من جميلة طريقة العلم على بطلب مثشغلا يزل ولم
وسعة العقل ،ومزيد النفس التقلل وشرف الدنيا ،مع بنى ،والابتعاد عن والعفة والأدب
للتدريس ،فتصدى والإقراء الإفتاء فى له شيوخه أن أذن والمداراة ،إلى والاحتمال الصدر
عدة ،وشرح العلم طبقة بعد طبقة ،وانتفع به طلاب شيوخه من حياة غير واحد فى
ابن الهائم الآداب -ومنها فصِول شرح -فتح الوهاب وسماه البحث آداب منها : كتب
الفرائض ومنها التحفة القدسية لابن الهائم فى - الى الفصول غاية الوصول - وسماه
فى .وقد صنف شروحه -التحفة الإنسية لغلق التحفة القدسية -إلى غير هذا من وسماه
والمعانى وابيان والبديع والنحو واللغة والتصريف والحديث العلوم كالفقه والمسير كثير من
والهيئة والهندسة وغير ذلك والمقابلة والجبر والحاب والفرائض والتصوت والمنطق والطب
قد الأرهريون العهد ؟ ولم يكن ذلك تُدَرش بالجامع الأرهر على العلوم التى كانت من
مقام فى ،كالتدرشى الجليلة المناصب ،وولى العلوم هذه من بما حاره قدره فعلا
عدة تدريس ،ثم ولى هذا التدرشى من م!نص!با أرفع بمصر ،ولم يكن الإمام الشافعى
القضاه بعد امتناع كثير قاضى ،الى أن نولى فصب وغيرها رفيعة وخانقاه صوفية مدارس
م ،ثم استمر قاضيا مدة ولاية السلطان 1481 هـ= رائد ،وكان هذا سنة 886 وتعفف
مشتغلا يزل ،ولم بالعمى ،فعُزل بصره أن كف الى هذا بعد ،واستمر قايتباى الأشرف
م . 9151 هـ! إلى أن توفى سنة 259 بالتدرش! والإفتاء والتصنيف
257
) الاسلام فى -المجددون ( 17
أخبار القرن العاشر -وقد -النور السافر عن من كتاب حياته مختصرة خلاصة وهذه
لشهرة ، التاسع القرن رأس على أنه المجدد عندى ( :ويقرب عليه الكلام آخر فى قال
المذهب، وتحرير بالفقه يتعلق إليها فيما الناس غالب واحتياح ، الانتفاع به وبتصانيفه
أن كثيرا منها مجرد المثابة ،على بهذه كثيرة فليست كانت !ان ،ف!ن مصنفاته غيره بخلاف
ن أ ،والحق كما سبق الدين السيوطى جلال منه بذلك أجدر يعنى بمن جعله وهو
اليها الناس وأن ، كثر الانتفاع بمصنفاته وأن ، ثقافةً منه أكثر كان السيوطى الدين جلال
القيمة فى فنه ،مثل كتاب ،ومنها ما هو عظيم فن بسهم بها فى كل ،وقد ضرب أحوج
المزهر كتاب ،ومنها الفقه للفقه أصول كعلم للتفسير جعله ،وقد التفسير علوم الإتقان فى
فقهية تكون ثقافته تكاد ف!ن زكريا ،أما القاضى بابه أيضا فى فريد ،وهو اللغة علوم فى
جلال -النور السافر -على كتاب صاحب فيما أخذه أن كلا منهما يشترك ،على محضة
،فلم يأقيا واختصار جمع بضاعة منهما فى العلم كانت كل ،لأن بضاعة الدين السيوطى
أنواعها، اختلاف فى التجديد والنهضة بالعلوم على لهما عمل يُذكر ،ولم يكن فيها بجديد
ويحرئم الفلسفة يعادى كانا ممن بل ، أمة إلا بها لا تنهض التى الفلسفية العلوم سيما ولا
منهما همةَ ،وكان أكثر هذا أعلى كان فى أن ألوغ بك ،ولا شك الاشتغال بدراستها
بأن يكون منهما أجدر فهو ، القرن هذا فى التجديد إلى المسلمين بحاجة وأعرفَ ، ثقافة
فيه. التجديد إلى اْن يصل ما أمكنه قدر ،على القرن هذا مجدد
بالاعتبار لمن يريد أن يعتبر بهذه جديرين أمرين زكريا القاضى حياة دراسة أن فى على
: الدراسات
أخيرا التى صار العلوم بدراسة يضيق يكن لم عهده فى الأزهر الجامع :أن أولهما
إليها من وما والمقابلة والجبر والحساب والهندسة الطب علوم ،وهى دراستها محاربة إلى
فقد فيها ،ولا غرو والتأليف بتدريسها اشتغل فيه ،ثم تعلمها زكريا القاضى ،لأن العلوم
للتعليم فيها، الجامع الأزهر أكبر معهد ،وكان العهد دولة مستقلة ذلك فى مصر كانت
من منها فيما سيأتى أقوى لهم همم العلوم ،وكانت جمع لعلمائه وطلابه رغبة فى فكان
الدولة، وظائف فى كبير نصيب لهم وكان الاْمة ، آمال مطمح كانوا لأنهم ، ا القرون
ما ،وبقدر رمانهم به ظروف ما تسمح ،بقدر جدارة للقيام بها عن يُعذُون أنفسهم فكانوا
. القرن هذا فى ما وصفنا على حالتها كانت ،دان عهدهم العلمية فى الحركة إلَيه وصلت
قد العلوم من إليهاْ وما والمقابلة والجبر والحساب والهندسة الطب :أن علوم وثانيهما
بمن يتفرغ لها دراستها خاصة الفقهاء ،بعد أن كانت دراستها لأولئك أمكنت حتى تضاءلت
YOA
العلوم المتأخرين باختصار الفلاسفة ؟ لأن شغف من والرازى وغيرهما أمثال الكندى من
كغيرها من فيها متون موجزة ،فوُضعت كان قد تناول هذه العلوم أيضا متون موجزة فى
دراسة يدرش ان كان ،بعد تافهة نظرية فيها دراسة يدرئتى الطب علم مثل ،وصار العلوم
تلك أيضا فى الفقهاء أن يدرسوه أولئك -المستشفيات -فأمكن البيمارشانات عملية فى
دراسة فيه بهذه العلوم ،وتدرسها أوربا تنهض أخذت الذى الوقت فى المتون ،وهذا
،ولا لها طلابها يتفرغ خاصة لها مدارس ،وتنشىء آباؤنا الأقدمون يدرسها كان كما عملية
وغيره زكريا القاضى مثل القرن هذا بها فى يقوم التى كان التافهة الدراسة يخها بتلك يكتفون
المتفقهة. من
!ي!* *
925
اليمنى الوفلر ابن
أثمة الزيدية من المعروف بابن الوزير ،وكان الوزير ين على بن إبراهيم محمد هو
قائما الى لا يزال ، باليمن قديم حكم ،ولهم طالب أبى بن على إلى نسبهم ينتهى الذين
وعمر، بكر ب!مامة أبى يدينون لأنهم ، السنة أهل مذهب الث!يعة إلى أقرب ،وهم اليوم
مع هذا لهم مذهب الشيعة ،ولكنهم من كما يغالى غيرهم أمر الصحابة ولا يغالون فى
المذاهب أهل نجيرهم من له ويقلدونه كما يفعل ،يتعصبون الفروع والأصول فى خاص
. الأخرى
م ،فقرأ 1373 هـ= سنة 775 شطب الظهراوين من وكان مولد ابن الوزير بهجر
ثرص ،وكذلك الله بن عبد على القاضى الكلام على أخيه الهادى ،وقرأ علم العربية على
مدن من وغيرهما وصعدة كابر علماء صنعاء على الفقه والتفسير والفروع والحديث أصول
، عصر. بين علماء ذكره واشتهر ، الأقران ،وفاق -العلوم جميع فى تبخر ،حتى اليمن
لا يتقيد الزيدية ،لأنه كان من مذهبه أهل خلاف السنة على الميل لأهل شدبد وكان
مكة الى ارتحل وقد ، المذاهب من يتقيد بمذهب ولا ، والسنة الكتاب يؤثر بالتقليد ،بل
فى يضاهيه عالم العالم إلى إليه نظرة ،ونظر له قدره فعرف ابن ظهيرة على فقرأ الحديث
حنيفة، أو ابى إمام كالثافعى الى يا مولانا لو انتسبت ما أحسن : له يوما قال ،وقد علمه
بن الإمام القاسم غير ما اخترت والتقليدات النسب هذا إلى :لو احتجتُ له وقال فغضب
،فكان يزاحم غير مقلد والفروع نظر مجتهد الأصول ابن الورير ينظر فى ومضى
مقالاتهم، فى والمعتزلة أثمة الاشعرية ،ويضايق اجتهاداتهم فى بعدهم الأئمة الأربعة ومن
من مسلكه فى هذا فلا يؤئر ، ثورة ثورةً بعد عليه الزيدية يثورون من مذهبه أهل وكان
بمسلكه على أنه يخرج مع هذا لا يرى ،وهو مذهبهم بالكتاب والسنة ولو خالف التمسك
البيت، أهل اسلافه من إنه يخالف حاسديه بعض قول من يتكدر ،بل كان أصولهم
رَدِى معتقَد كل عن متنزها قئما دينا البيت كأهل دينى
لعين الأرمد لا تبدو والشمس الجهالة والعمى ذوو فى ويشكُّ
الأوائل أقتدف فعل كما وبه الورى فوق محمداَ أحب إنى
كاَل محمد أحد الفِدَى لهمُ فما نفى آلَ محمد وأحب
026
بمرصد فيهم وهم للظالمين هم باب حطَة والسفينة والهدى
لم تتعدد الشهب عَذَ مَن رام عذها )حصى ولهم فضائل لست
يد عن بالمذاهب لهمُ غرام يكن سَنُوا متابعةَ النبى ولم
الخوض راضيا عن وابن تيمئة ،فلم يكن ابن حزم مدرسة وابن الورير يعد بهذا من
هذا الحاجة إليه من فيما لا تمس الخوض الأولى عنده ترك ،بل كان الكلام علم فى
ينتصر الفروع ،حيث كتب مصنفى مسلك المصنفين فيه نحو ينتقد مسلك العلم ،وكان
يكون أن أنه لا يلزم مع ، والجلى ،والدقيق والقوى الضعيف فى واحد لمذهب المصنف
الأثمة القاطعة من الإجماعات فيه أحد ،إلا ما حصل المواضع جميع فى الصواب
تخلصا يتخلص لم سبق لأنه كما ، وعترتهم البيت أهل أئمة بهذا يعنى وهو ، والعترة
عليه ،وشان الظاهرية وغلبة مذهب ابن حزم شأنه فى هذا كشأن ،فكان مذهبهم كاملا من
نحوَا ظاهرُه الاجتهاد فى وتنحو ، الدائرة هذه فى تدور الوزير ابن مؤلفات وكل
على بالنصوص لا يتمسك مجاداة من إلى يدفعه ،إذ كان وباطنه الجمود التجديد
التى اتبعها سلف غير الأساليب بأساليب فهمها فى ،دالى النفرة ممن يستعين ظواهرها
اليونان -مع أن أساليب القرآن على أساليب -ترجيح سماه هذا كتاب الأمة ،وله فى
يوافق بلاكة اللغة قالب فى مصنوعة المنطقية ،دان كانت الأساليب القرآن فيه كثير من
قياس فهو ()1 لَفَسَدَتَا " الثهَ الأ كَانَ فيهِمَا اكهة لَوْ ! : تعالى قوله نجى كما ، العربية
المقدمتين والنتيجة ؟ لأن إحدى حذف إلاَ هذا القياس ،وليسَفيه لشروط استثنائى مستوف
سنة أبى القاسمأ عن فى الذب والقواصم ( العواصم المؤلفات أيضا كتاب وله من
العواصم من المنتزع الباسم ة الروض سماه كتاب فى اختصره ،وقد أربع مجلدات فى
كتاب ! ومنها الحق المذهب إلى الخلافات رد فى ( إيثار الحق كتاب ! ومنها والقواصم
الأنظار ( تنقيح ! وكتاب به الشرائع ما جاءت وجميع الصانع إثبات فى القاطع " البرهان
العلاء المعرى أبى أ يرد فيه على العميان شر على الأجميان " نصر الآثار ! وكتاب علوم فى
ما تحت فيه أيضا تخفى جمود نزعة ،وهذه تحرً ولا تثبت غير من عنه يثماع كان بما وياخذه
والطبائع الفلك علم من الدينية ، العلوم غير نحو فيه أيضا الجمود نزعة وظهرت
مما لا جعلها فقد ، الفلسفية العلوم من هذا إلى وما والجبر والحساب والهندسة وال!
261
الشرع يرد لم الفنون هذه لأن ، الآخرة فى يُسأل غنه الذى الدين فى معرفته إلى يُحتاج
،مع فقط لا يُعنى الا بأمر الآخرة الإسلام ،كأن تعلمها إلى يندب ،ولم محرفتها بوجوب
فرض تعلمها ،فيكون دنياهم فى للمسلمين لازمة العلوم بالاَخرة والدنيا ،وهذه أنه يعنى
بابن تيمية. هذا تأثر ابن الوزير فى ،وقد كفاية عليهم
على سار التى المدرسة على بالخروج حياته يختم إلا أن الوزير أبَى ابن هذا ومع
له من ما مضى على 4وندم أمره آخر فى الغزالى ما فعل التقليد ،ففعل كراهة فى نهجها
وهجر ، الفلوات فى وتوحثى ، العبادة على وأقبل الناس فاعتزل ، العلمية المعارك
هـ= سنة 848 فى صنعاء مات الناس ،حتى العزلة عن عليه تلك واَثر الاشتغال بالعلم ،
*طلا*
262
القرن العاشر المجددون فى
الدولة ،كانت م 1901 م إلى سنة 6914 سنة من يمتد القرن العاشر الهجرى
إ،يزيد الثانى أوله السلطان فى رأسها على فيه ،وكان إسلامية دولة العثمانية التركية أقوى
عند عهده فى الدولة هذه فوقفت ، للسلم محبا ملكا ،وكان الفاتح محمد ابن السلطان
له فترك ، الانكشارية فانضئمَ إليه جيش ، الأول ابنه سليم عليه خرج وقد أبيه ، فتوح
وابتدأه بقتال ، بالحكم اْبيه بعد سليم السلطان فقام ، م 1512 = هـ 189 سنة الحكم
الشاه إسماعيل قتال إلى توجه ،ثم عليهم قضى أن إلى وابنائهم إخوته فيه من الطامعين
بن أبى طالب، شيعيّا علوثا ينتهى نسبه إلى على ،وكان الدول الصفوية بفارس مؤسس
إليه وما منه العراق وانتزع ، ملكه تبريز قاعدة مدينة على واستولى سليم السلطان فحاربه
سنة دولتهم اْسقط حتى ،فحاربهم بمصر قتال المماليك إلى هذا بعد توجه البلاد ،ثم من
بمصر، اَخر خلفاء بنى العباس من ،وانتزع لنفسه الخلافة الصورية ام 517 هـ= 239
دولتهم على ملوكا اْن كانوا بعد المسلمين العثمانية التركية خلفاة الدولة ملوك صار وبهذا
ومبابعة بالشورى وانما تنعقد ، الشكل بهذا لا تنعقد الخلافة الإسلامية أن ،وفاتهم فقط
ابنه ،فخلفه م 0152 هـ= 269 سنة سليم السلطان ،ثم توفى المسلمين باختيارهم
الدولة إلى نهاية عظمتها، هذه وصلت عهده الأول القانونى ،وفى سليمان السلطان
،واستولت النمسا قاعدة فينَّا إلى فتوحاتها ،ووصلت والمجر بلاد الصرب على فاستولت
زيان بنى دولة تلمسان على باستيلائها انتهت وقد ، بلاد المغرب من وغيرها الجزالْر على
،وكان لهذا السلطان بلاد العرب اليمن وغيره من على ام ،واستولت 545 هـ= سنة 529
م ، 1566 هـ= 749 سنة ،ثم توفى ترجمته فى بيانها دينية ومدنية سيأتى إصلاحات
المملكة إدارة هذه التى تمكنه من بالصفات لا يتحلى ضعيفًا الثانى ،وكان ابنه سليم فخلفه
تدبير أمور فى عليه ،فاعتمد صقلى باشا محمد هو عظيم له وزير كان ،ولكنه الواسعة
الاستيلاء عهده فى تم ،وقد عهده فى عليها المحافظة فى الفضل ،داليه يرجع الدولة هذه
م ، ovr =1 819هـ بلاد المغرب ،فانتهت بهذا الدولة الحفصية سنة من مدينة تونس على
rTr
أباح ،حتى بين فرنسا والدولة العثمانية التركية هذا السلطان عهد فى العلاقة وتوثقت
، البعوث هذه إليها كثيرا من ،فأرسلت البلاد الإسلامية بعوثا دينية إلى أن ترسل لفرنسا
لها، الاخلاص على الموجودة بين المسلمين المسيحية تربية الطوائف تقصد مع انها كانت
السلطان هذا توفى الآتية ،ثم القرون بيانه فى الميئة ما سيأتى العواقب لهذا من وسيكون
،فقتل السيثة بعادتهم ،وابتدأ حكمه الثاك ابنه مراد ،فخلفه م 1574 هـ= 829 سنة
ابيه، عهد في شاع قد ،وكان الخمر شرب تحريم ،ثم أعلن الملك فى لئلا ينارعونه إخوته
وفى ، لا يسكر بالمقدار الذى إباحته الى واضطروه فثاروا عليه ، فيه الانكشارية وأفرط
هذه الدول على مع فرنسا والبندقية وانجلترا ،وقد حصلت علاقة الدولة حسنة كانت عهده
لهذه الامتيارات هذه العلاقة ،وسيكون التجارية فى بلاد الدولة بسبب الامتيارات كثير من
وبين بينه كثيرة هذا السبطان حروب فى عهد القرون الآتية ،وقد وقعت فى أثرها السىء
الدول العلاقة من بحسن أولى ،وكانت بينهما بها العلاقة سوةا ،فاردادت الدولة الصفوية
الدولة، على العصيان وترنسلفانيا والبغدان الفلاخ أعلنت عهده وفى ، السابقة الأوربية
وفاة البلاد ،وكانت هذه كثيرة من مدن على وألمانيا الاستيلاء النمسا ملك بمساعدة وأمكنها
فى هذا القرن دولتان شرقيتان كير الدولة العثمانية التركية: وكان للمسلمين
الشيخ ابن إسماعيل أنشأها وقد ، ببلاد فارس الصفوية :الدولة أولاهما
له ،وقد مدينة تبريز قاعدة ،واتخذ م 15 0 . هـ= 09 6 سنة الحسنى العلوى الدين صفى
من ،وامتدت والعراق العربى وديار بكر بلاد فارس جمغ شملت بعد هذا حتى اتسعت
العثمانية التركية الدولة بينها وبين سيئة العلاقة وكانت ، الخرز بحر إلى الفارسى الخليج
،والدولة شيعية كانت الصوفية الدولة العداء أن هذا أسباب أهم ،ومن القرن هذا طول
سنة تيمورلنك نسل من بابرشاه أنشأها ،وقد ببلاد الهند المغولية :الدولة والثاتية
،وقد ابنه همايون ،فخلفه م 0153 هـ= 379 وفاته سنة ،وكانت م 15 0 5 هـ= 119
هـ= 1401 إلى سنة كبرخان ابنه م ،فخلفه 1556 هـ= 649 الى سنة حكمه استمر
دائرة التجديد عن بعضها فى التجديد خرج أفكار جريئة فى !برخان م ،وكان 016 5
يد الأسبانيين فى بلاده تسقط هذا القرن ،وكادت فى ضعفه أما المغرب فقد ظهر
الدولة العثمانية بنى ريان باستيلاء ودولة فيه دولة بنى حفص ذهبت والبرتغال!ن ،وقد
هـ- 569 سنة دولة بنى وطاس فيه بمراكش والجزائر ،وسقطت تونس التركية على
264
القوة بحيث من دولة السعدلين الحسنية العلوية مكانها ،ولكنها لم تكن ام ،وقامت 954
بعض سلطانها على خرج الناحية ،وقد هذه المسلمين من أوربا على يمكنها دفع عدوان
بالدولة واستنجد ، حربهم على وحده يَقْوَ فلم ، بالبرتغاليين عليه واستعانوا ، أهلها
اليه مددأ ،فأرسل جنوده اليه مدداَ من أن يرسل واليها بطرابلس العثمانية التركية ،فأمرت
الثائرين على الانتصار بهذا المدد من ،فتمكن م 1 OVA = -A 869 سنة هذا ،وكان منها
،وترك عليهم انتصاره يعد طرابلس المدد الى هذا رجع البرتغاليين ،وقد من ساعدهم ومَن
( ،ذ القوة من شىء على كانوا القرن هذا فى المسلمين بان نحكم يمكننا أن وبهذا
الحالة ولكن ، أوربا أمم عند الجانب مرهوبة لا تزال العثمانية التركية فيه الدولة كانت
الحد إلى فيهم الجهل فشا ،فقد لقوتهم مضاهية لم تكن القرن هذا فى العلمية بين المسلمين
الفلسفية الفلوم القرون السابقة يعادون ؟ وكانوا فى بعضهم شكاية فى سيأتى الذى
تطغى العامية أخذت لأن الأدبية ؟ العلوم معاداة القرن هذا اليها فى فأضافوا ، وحدها
اللغة التركية البلاد العربية ؟ وجعلها معظم الدولة العثمانية التركية على استيلاء بعد عليهم
- كتاب هذا القرن صاحب معاداة العلوم الأدبية فى من اللغة الديوانية ؟ وممن شكا هى
؟ فقال مشيرا القانونى سيمان للسلطان الروم -وكان معاصرأ العقد المنظوم فى ذكر أفاضل
؟ من تضعدالأوقات يعد عند ا!ثرين (ن ذلك ( :ولعمرى التاريخ كتابه فى إلى موضوع
التضلع ،ويعدون عيبا الأدب يرون زمان انتهينا الى ؟ ف!نا قد خرافات عندهم المعارت لأن
بغيه وعدوانه، سيف سل الزمان ،قد هذا من المشتكى الله الحنَان ذنبا ؟ دمالى الفنون من
،وشرت نُبل ظاهر ذى أقرانه ،وأوفق ( )1نبله لكل تحلى بالفضائل وتقدم على من على
؟ كالذباب الألباب أرباب ،وضاع بالأجاج العذب ،واشتبه الدر بالزجاج ،فالتبس باهر
أساس ارتحال ،وضعف شرف ،أو ضيفًا على خيال المعارف طيف فى الضباقي ؟ فصارت
إَثاره : أن تمحى ناره ،وكادت ،وخمدت أركانه العلم وبنيانه ،وتضعضعت
عظام وهىَ القباب السغ يناغى ئمَردا العلم صرحا سرير وكان
يُرام يكاد لا منيعً عزيزأ كرابه يُطار لا رفيعا متينا
يشام كبرقِ بدا بين السحاب مِن بروجه الهدى سنا برق يلو!
ووسام اَية منه فلم يبق حسنه اتُ اليوم آبات الذرب محا
:مشق ،والفوق افوق ،مقلوب الوتر ليرمى فى الفوق النبل :وضع يقال أوفق ()1
265
التذكرة فى هذا القرن الحكيم داود الأنطاكى صاحب الفلسفية العلوم حال وممن شكا
من آدم هبوط مصر هبطت ألبث اأن لم 9 :ثم فيها فقال بمصر نزل قد ،وكان الطب فى
،وأنا المعنى ال!ث!عب مغانى فكأنها ، جنة ملاعب أبو الطيب قال كما وجدتها لما الجنة ،
فيها بقوله:
،ثم القذال شيب لحى ،نبؤَ قيناتهم الحسان الرجال فيها طباع الحكمة قبول تنبو عن
تمثل:
ثمود فى كصالح ءُ غريبٌ الد أمة تداركها أنا فى
فى عقيدته لاشتغاله بعلوم الفلسفة ؟ فلما كثر كلام الناس فى أهلُ مصر وقد طعن
أنه الشعرانى ذكر ،حتى المتصوفة أمام جهلة القرن هذا هوانا فى ازداد العلم وبهذا
هاء تصير " :متى لفقيه أزهرى الجارحى أبو السعود ،وقال أميين شيخا فيه لسبعين تلمذ
اصطلاحهم، فى مترادفان لأنهما ؟ الفقيه فقيرا متصوفا يصير متى " يعنى ؟ الفقيه راءً
جمثيرا ما كانت الشكاوى إن ،حتى القرن هذا فى كبير نفوذ الجارحى السعود لأبى وكان
على باى طومان ولَى الذى وهو ، لهم بأذن ببابه فلا الأمراء يقفون وكان تُرفع إليه ،
هذا طلب الخياط ممن يبالغ الحكام وعلماء الأزهر فى اعتقادهم ،ومع وكان بركات مصر،
لم يتعود إقامتها، بأنه الجمعة فاعتذر إلى صلاة هؤلاء العلماء أن يصحبهم جماعةٌ من إليه
طعنا أشبعهم عليه ،فلما أنكروا نجس بماء قذر يتوضأ ،وأخذ عليه لإلحاحهم استجاب ثم
" :والثه يقول وأقام ببابه وهو ،فغضب بعصاه وضربه الوالى مرة عليه أنكر ،وقد وشتما
عزل ورد ببابه حتى مقيما يزل فلم . ! أعزلك العتبة حتى هذه ما أفارق ، زربون يا!
( )1فأنكر كُنتُم أ اينَمَا مَعكُم وَهُوَ ( قوله تعالى المواهى يشرح إبراهيم له ،وكان السلطان
المغربى محمد مجلسهم على ،ولما أقبل الماهتة فى ،لأنه يتكلم الأزهر علماء بعض عليه
المغربى :تكلموا ،فقال لهم محمد الكلام معه عن الطريق امسكوا إخوانه فى من وهو
منكم بتنزقي الحق أحق :نحن لهم ،فقال الكلام على يجرؤوا ،فلم معكم أتكلم حتى
،وأخذ جميعا ،فسكتوا معه أتكلم إلىَّ فليتقدم ذلك إيضاح طلب ،ومَن الفقهاء معاشر
( :إن لهم ويقول ينهرهم ،وهو رضاه به يطلبون ،فلحقوا بيده وخرج المواهى إبراهيم
الذوق فليأت أراد منكم ،فمن ذوق طريق هى إنما ، كلام كطريقكم مجرد الطريق ليست
266
؟ ف!ن انطائفة هذه عن ،لىالا فليكفّ يذوق حتى قلبه ،وأرفيه أقطع حتى وأجوِّعه أخفيه
القرون منه فى بعضا ذكرنا ،وقد وأشنع أخزى مما هو هذا غير .إلى لما قاتل سم لحومهم
إلا قليل المتصوفة ،ولم ينكر عيهم هذا القرن لأولئك أكثر علماء وبهذا خضع
الغالب على فى الدنيا ،فكان المنافسة على أجل الغالب من فى إنكارهم ،وكان منهم
،وكانوا أتباعا ومريدين الدنيا ،وكثر فى حظا كانوا كثر لأنهم المتفقهين ، من المتصوفة
بعض حقد من بلغ ،وقد الفريقين بين المنافسة ،فأثار هذا علومهم فى المتفقهة يشاركون
قتله ،فلما فى م ) أن سعوا 1565 هـ= ( 739 سنة الشعرانى المتصوف المتفقهة على
اكثر تصوفه إلى أنه كان مع ، باسمه به والتشهير التنكيل فى سعوا محاولتهم فى فشلوا
كثر من مائتين من مريديه وأتباعه. زاوية كبيرة تضم علمأ منهم ،وكان صاحب
،ومن المتففهين منهم على إنكارهم من أخف المنصوفة جهلة على إنكارهم وكان
يمثل كان ،فقد 1م هـ 769 المتوفى سنة الخلوتى الدين كريم محمد المتصوفة هؤلاء
وأحكامه، بمعرفة الدين جهله على حريصا القرن أكبر تمثيل ،وكان هذا فى المتصوفة جهلة
الشربينى إلا هذا لم ينكر عليه الخطيب الطريق المتفقهين فى الدين ،ومع شيوخ من ويسخر
مبتدأ لكل ولابد " :إنه مبتدأ، إنكاره فى ،وقال عليه الله واقتصاره باسم الذكر فى ابتداءه
ذلك على بأن القوم كانوا لا يزالون رذَ عليه ،وقد متهافت ضعيف إنكار أ وهو خبر من
ذلك. أو نحو أو الموجود أو المطلوب المعبود ،وتقديره ،والخبر هنا محذوف الذكر فى
وكان ، الحلماء بين قلة كانوا القرن هذا متصوفة على كانوا ينكرون الذين ولكن
كا"لشعرانى والتصوف بين التفقه يجمع مَن كان ،ولا سئما عنهم يدافعون أكثرهم
البكرى رسالة يدافع م ،وقد كتب 1585 هـ= 499 العابدين البكرى المتوفى سنة وزين
الوقت لهم إذا طاب ،حتى الذكر من الذين يكثرون فقراء الطاثفة السعدية فيها عن
كالخشب يصيرون حتى ،وافتقدوا الحس الأرض على وتساقطوا واضطربوا تواجدوا
أيديهم ،فيدلك الشيخ إليهم نقيب يسارع حتى النهوض على المسندة ،ولا يقوون
شيئا ملؤنا اجسادهم من يُخرجون ،وكان ابعضهم بركة شيخه على ،ويقيمهم وارجلهم
أو منفذ له ،فادَّعى غير جرح من منهم كالعرق يسيل أو الأصفر او الأبيض بالأحمر
لا نفوس سماء أنوارها مث!رقة من كانت ،حيث وآية ظاهرة البكرى أن هذه كرامة طاهرة
يخلط من على المنيعة ،لىاذا ظهرت حصونها إلا إلى ،ولا تأوى اتباع الشريعة عن تعدل
قلبه لطهارة إليه ،ولكن ينتسب الذى لأستاذه فالكرامة ، الأحيان بعض بالعصيان الطاعة
فيها ،وهم لهص بحيل عليهم تظهر أمور أن هذه أرى .وانى ا عليه ظهرت الوقت ذلك فى
267
فى (ثبات الكرامة لهؤلاء الناس أن نتهافت بهذه الحيل ،ولا يصح ذلك من كثر يفعلون
أنها كرامة نذعى ،ثم العصيان أهل من بأنهم الاعتراف مع فنثبتها لهم ، الحد ذلك إلى
الطريقة تلك ،ولا كانت بين تلاميذه العصيان أهل يقبل الذى الأستاذ ،فلا كان لأستاذهم
بهذا الدفاع المتهافت. مع عصيانهم أصحابها التى يدافع البكرى عن
هـمارت اسوأ القرن ،حتى فنىا الحالة الاجتماعية بين المسلم! ساءت وكذلك
الأقطار الإسلامية مَلكًت كثر التىَ كية القرن السابق ؟ لأن الدولة آلعثما -% منها فى
ملكَا لهم، كلى--لى---أيجم!ىطنهصليس -وقضظز ، لها عبيد الرعايا كأنهم تعامل كانت
سليم أبيه السلطان بعد تولى لما القانونى سليمان السلطان إن ،حتى للدولة ملك و(نما هو
الأتراك سمَّاهم من رؤساء على ،وورغَها إقطاعات مصر أعلن أنه المالك الحر لجميع أرض
الأقطاع هذا على يحصلون كانوا لأنهم ؟ باهظا خراجَا منهم يتقاضى وكان ، ملتزمين
فى كده يناله من ،لأنه لم يكن المسكين الفلاح حساب على هذا كل ،وكان المزايدة بطريق
،حتى الرعية على ترفعهم الدولة فى هذه سلاطين تغالى ،وقد إلا اللقمة والخرقة الأرض
آبائهم الأمجاد طبقا للأوامر الواردة من إنهم كانوا يعلنون عند توليهم أنهم /اعتلوا عرش
. . الشاهانية إرادتنا! السنية تمت فقد ، بعد " أما : قالوا ولاتهم خاطبوا ف!ذا ، الملوك ملك
والإخلاص طاعتنا على أعتابنا ،وأقسم إلى فتعال الملوكانية رحمتا اكتساب ف!ذا أردت
لولاتهم: يقولون اليها ترفعَا عليهَا ،بل الخطاب لا يوجهون الرعية داذا خاطبوا . لنا "
الناحية من إليه الأمة الإسلامية ما وصلت أسوأ هذا وكان . أ بابنا العالى عبيد " بفغوا
طبقة - طبقئين الأمة إلى التى تقسم الألقاب التى ابتدعت هى الدولة ،وهذه الاجتماعية
كل ،وكان بك لقب باشا إلى لقب ،من أفراد الرعية سائر العامة من ،وطبقة الأشراف
،ف!ذا خوطب به أفراد العامة بغير ما يخاطب اللقبين يخاطَب منْهذين لقبا يحمل من
يا رجل - خطابهم اد الرعية فكان أفر .اما العزة أو يا صاحب السعادة له :يا صاحب قيل
. الخطاب هذا من أدنى إلى إن لم ينزل - أو يا ولد
السادس القرن يقابل ،وهو القرن هذا أوربا فى حال عليه فيما كان هذا بعد ولننظر
النهضة الأوربية ،لأن عصر القرن السابق من الكلام على عُذ فى ،وقد الميلادى عشر
دينية، ونهضة ، سياسية فيها نهضة فكانت ، السابق القرن فى فيه نهضتها أوربا تابعت
أمربكا هذا القرن بكشف فى نهضتها تؤجت ،وقد اجتماعية ،ونهضة علمية ونههضة
المطبعة. السابق باختراع القرن نهضتها فى ،كما توجت الرجاء الصالح رأس وطريق
فيه أعظمها ،وكان القرن هذا فى دولها بازدياد عظمة فكانت السياسية فأما نهضتها
الثانية عظمة أمريكا ،وسب!ب الأولى كشف عظمة دولة أسبانيا ودولة البرتغال ،وكان سبب
268
فى هذا القرن ،وقد أمريكا أعظم حدث الرجاء الصالح ،وكان كشف طريق رأس كشف
من الغربى النصف لأهلها لأنه فتح ، بالخير العميم خاصة وأسب!انيا أوربا عامة على عاد
به زيادة عطمة، ثروتهم رادت حتى ؟ استعماره فى يتنافسون فأخذوا ، الأرضية الكرة
أمريكا كشف فى الفضل القديمة ،وكان القاؤات باقى شعوب من وفاقوا بها غيرهم
بافيا الجامعة، مدرسة فى إيطاليا ،وتعلم من بمدينة جنوى ولد ،وقد كولمبوس لخريستوف
شوخ ،وكان يباحث الجغرافية للملاحين المصورات ووضع السفن بالملاخة فى ثم اشتغل
العجائب البحار من فى ،وما صادفوه أسفارهم فى المشاق من الملأحبن فيما وجدوه
مجهولا، لا يزال الارض جانبا كبيرا من هناك أن منهم مما راَه وسمعه ،واستنتج والآثار
المحيط أوربا فى غرب بالسير إليه من آسيا الشرقى طرف إلى الوصول وأنه يمكن
صحته، العلم ،ويقيم لهم الأدلة على أهل هذا الرأى على يعرض ،فأخذ الأطلنطى
الملاحين ابتعد أدلته عليه أن بعض فلورنسا ب!يطاليا ،وكان من أهل من فوافقه عليه طبيب
الخشب من قطعة ،فوجد ومائتى ميل بمقدار الف فنسنت رأس عن المحيط الأطلنطى فى
البشر ،ومنها من مجهولة طواثف صنع أنها من ،وفيها آثار تدل على الماء وجه طافية على
الأنبوبة ،تع أمام بوروتوسانتو القصب هذا المحيط أنابيب كبيرة من التقط من أن بعضهم
به مما استدل هذا غير ،إلى بلاد الهند إلا فى مما لا ينبت ،وهى الخمر أقتين من منها نحو
هذا بعد أخذ .ثم الأطلنطى المحيط فى بلاد الهند بالسير غربا إلى الوصول أنه يمكن على
فأبى جنوى لمدينة البلدى المجلس أمرها على هذه الرحلة ،فعرض يساعده على عمن يبحث
هذا العلماء لبحث لجنة من ،فألَف البرتغال الثانى ملك الى يوحئا ،فلجأ عليها أن يساعده
اَخر أمره فى ،فلجأ كولمبوس خريستوف رأى على توافق ،فلم الناحية الجغرافية الأمر من
لبحث والجغرافيا الفلك علماء فأئفا لجنةً من ، إيزابيلا أسبانيا وروجه ملك فردينند إلى
فترك ، لآباء الكنيسة التوراة وأقوال من بآيات فساده على فيه واستدلت فخالفته ، رأيه
، دير رهبان على فرنسا إلى طريقه ،ومَر فى فيها يساعده عقَن ليبحث فرنسا أسبانيا إلى
أمره فاخبره عن الدير سأله رئيس ،ولكن السفر يواصل ثم ليقيم فيه يومأ أو يومين فدخله
خريستوف رأى ،فاقتنع بصحة الجغرافيا علم فى ماهر الدير طبيب فى به ،وكان
وقصده بأمره اليها يخبرها فكتب بالملكة إيزابيلا ، صلة الدير لرئيى وكان ، كولمبوس
إليها وافقته هى وصل فلما فيه بردة إليها ، إليه كتابا تأمره ،فأرسلت فرنسا إلى الذهاب
ما منه أن يذكر طلبا ،ثم الرحلة هذه على يساعداه أن رأيه ،ورضيا فردينند على وزوجها
واليأ يجعلاه وأن أمير البحر لقب يعطياه لنف!ئه أن أنه يشترط فذكر ، فيها لنفسه يئشرطه
أو غيرهما، والتجارة ما يُستَغل منها بالحرب له عُضر يكون البلاد ،وأن من ما يكشفه على
YIA
والرجال السفن من ،وأعذَا له ما يلزمه عليها فأصر أن استكثراها بعد الروط بهذه فرضيا
سفن، معه ثلاث م ،وكان 2914 هـ= سنة MA أسبانيا فى والأموال ،فسار بها من
يسير مغربا ،ومكث أغسطسر شهر الثالث من سيره فى ابتدأ ،وقد ومائة رجل وعشرون
انحراف هذا اليوم شاهدوا ،وفى سبتمبر شهر من المحيط الا"طلنطى إلى الثالث عشر فى
من شديد خوف ،فأدركهم إلى اطنوب الشمال الإبرة المغنطشية بالبوصلة البحرية من
؟ فتابعوا السير وطمأنهم هذا الانحراف سبب كولمبوس لهم خريستوف انحرافها ؟ فشرح
،ولكنهم شواطئه بعض قربوا من قد أنهم ،فعلموا البحر طيور كثيرَا من شاهدوا أن الى
على ويثورون ،فيغضبون سرابأ إليه وجدوه ،ف!ذا وصلوا شاطئا ما يظنونه كانوا يشاهدون
من وقطعة قناة على عثر بعضهم كتوبر شهر من الحادى عشر ،وفى كولمبوس خريستوف
كولمبوس خريستوف ،ورأى وتد ونبات مزهر اَخر على ،وعثر بعض ولوح وعصا الخشب
منهم شاطئأ حقيقيأ، من هذا اليوم راى واحد صباحأ الثانية الساعة فى الأفق ،وفى نوراَ
؟ فنزل سمنا الجزيرة التى تسمى أمريكا ،وهى جزر من لأول جزيرة هذا الشاطىء وكان
لثه شكرأ وركعوا ، الشاطىء هذا الى العَلم الأسبانى ومعهم ورجاله كولمبوس خريستوف
، الجزر هذه كثيراً من كشفوا حتى تابعوا سيرهم ،ثم تملا عيونهم الفرح ،ودموع تعالى
من عشر السادس أسبانيا فى إلى وعادوا المرة ، هذه فى الجزر هذه من بما كشفوه واكتفوا
والنبات والأسلحة والقطن الذهب فيها من ما وجدوه م ،ومعهم 14 qr يناير سنة شهر
رحلتهم من عادوا فلما ، أسبانيا أهل ليراهم سكانها من تسعة واصطحبوا ، والوحوش
فردينند الملك واستقبله ، يُتلقى الملوك الفاتحون كما كولمبوس أسبانيا خريستوف أهل تلقى
كل فى وكان ، الجزر هذه إلى رحلاته هذا تابع بعد ثم ، استفبال أعظم إيزابيلا وزوجه
09 4هـ= أمريكا الجنوبية فى سنة إلى شاطىء ،إلى أن وصل جزراَ جديدة يكشف رحلة
موازيا له وهو يسير أخذ ،ولكنه التى كشفها كالجزر جزيرة أولا شاطىء ،فظنه م 8914
البحر فى يصب الذى الغزير الماء رأى أن إلى ، جزائر فيظنها البحر فى الناتئة ؤوسه _ يشاهد
الغاية التى كان هى وأنها ، القديمة كالقارات أنها قارة كبرة فعلم ، أورونيكو نهر من
سنة وفاته وكانت ، قبلها الجزر من ما كثمفه بكشفها فتؤَج ، الرحلة هذه من يقصدها
أهل من فسبوشيوس أمريكو له يسمى معاصر عالم قام بعده ،ثم م 15 . I هـ- A ا 2
فيها لا ما كشفه لأن ، باسمه سميت الذى القارة وهو هذه ب!يطاليا ،فأتم كثمف فلورنسا
السبق عليه. ،لان كان له فضل كولمبوس قبله خريستوف يقل عما كشفه
،ف!نه فتح جنوب الرجاء الصالح رأس طريق أمريكا فى الأهمية كث!ف ويلى كشف
طريق سَدت العثمانية التركية قد الدولة وكانت أمام أورُوبا ، آسيا وشرق أفريقية الشرقى
027
،لتأخذ الناحية هذه إليها من أن تصل ،فأرادت عليها العرب وبلاد مصر من الشرقية آسيا
عمانوئيل البرتغال ملك العظيم الأمر بهذا وقام ، الخلف من أمامها وقفوا الذين المسلمين
فاسكو الملاح المشهور ،واختار م 2914 هـ= 898 كبيرا سنة ،وجَهزَ له أسطولا الأول
الغربية إلى أفريقية سواحل موازيا وسار ميناء ليشبونة من فخرج ، له رئيسا غاما دى
وصل سائراً حتى يزل ولم ، التى يمر بها والبلاد السواحل على يستولى ،وكان الجنوب
وكان ، الشرقية أفريقية لسواحل موازيا شمالا يسير أخذ ثم ، الصالح الرجاء رأس إلى
مدغشقر جزيرة ،وكشف كفروريا نتال وبلاد أولا على استولى ،وقد أيضأ عليها يستولى
من كثيراَ فيها ووجد - -موزمبيق بلاد سغالا على القمر وأنجوان ،ثم استولى وجزائر
بعد هذا ممالك ،ووجد والرومان والعرب لقدماء المصريين معروفة التى كانت مناجم الذهب
فيه الكبير سار نهر زمبيسى إلى مصمب وصل عليها ،ولما عربية عامرة راهرة فاستولى
طريقه إلى رجع ،ثم للتجارة عظيمة أسواقا ،وفتح شواطئه على حصونأ ،وأنشأ بسفنه
يسكنها مهاجرة مدينة عظيمة ،وكانت ممبسَّة إلى مدينة وصل ،حتى الشرقى الساحل على
بها وكان ، ملندة مملكة على بعدها َ،واستولى أيضأ عليها فاستولى ، اليمن أهل من
حتى معه فساروا ؟ الهند طريق على ليدلوه معه بعضهم فأخذ ، تجار الهنود من جماعة
فيها مدة م ،فمكث 8914 هـ= ملابار سنة 09 4 ساحل به إلى مدينة كلكتا على وصلوا
، البرتغال إلى عاد ،ثم عظيمة ثروة ما فيها من على ،واطلع الهند فيها أحوال عرت
لها إليها ،لأنه كشف بلاد البرتغال لعودته ،فاهتزت م 9914 هـ= 09 5 إليها سنة فوصل
،ثم والممالك البلاد من عليه ما استولى لها على ،واستولى الهند إلى العظيم الطريق هذا
المرة ، هذه فى عليه الاستيلاء ينوى وكان c م 2015 هـ- A 80 الهند سنة ثانيأ إلى عاد
كثيرة غيرها، مدن له ،ثم استولى على عليها مدافعه فسلمت إلى كلكتا اطلق فلما وصل
به ،فاحتفل بلاد البرتغال إلى هذا بعد ،وعاد الهند ملوك بعض تجارية مع معاهدات وعقد
على البرتغال ملك يوحنَا الثالث ولاه أن إلى أهله بين مدة وأقام ، عظيما احتفالا أهلها
319هـ- هذا سنة نائب الملك بالهند ،وكان ،وأعطاه لقب فى الشرق البرتغالية المستعمرات
بها فى هذه السنة. فمات المية إلى الهند عاجلته 524ام ،فلما وصل
المسلمين ،لأنه مكَّن كبير على خطر مصدر الرجاء ال!لح رأس فتع طريق وكان
موضع أضعف فى إلسهم ضربتهم ،وأن يوجهوا خلفهم أن يأتوهم من اوربا من أهل
مقدار هذا ،فلم تدرك قد تبلدت هذا القرن كانت المسلمين فى عقول ،ولكن فيهم
الأسطول ذلك على سهل ولهذا ، الزمن التى ألفتها بطول غفلتها تتنبه من ولم ، الخطر
إلى الهند ،مع أن البرتغال البلاد التى مر بها إلى أن وصل تلك البرتغالى أن يفتح كل
البلاد . تلك من عليه ما استولت بعدد عددها ،ولا يقاس أمة قليلة العدد
271
سنة التركية الجوررات بالهند رسولا إلى الدولة العثمانية صاحب وقد أرسل
على ،واستولوا بلاده أغاروا على انذين البرتغاليين بها على ،يستنجد م 1537 هـ= 449
بن همايون بها على يستنجد بالهند رسولا دلهى إليها صاحب أرسل ،وكذلك أهم ثغورها
أسطولا أن يجهز سلليمان القانونى الى والى مصر السلطان المعروف ببابر ؟ فأرسل ظاهر
سفينة ،وقد توجه إلى سواحل سبعين على يحتوى أسطولا ،فجهز لنجدتهم بثغر السويس
ما استولى ،وسفم عليها الثغور التى استولوا البرتغاليين كئر ،فانتزع من بالهند الجوررات
إلى وعاد ، الثغور من لهم البرتغاليين فيما بقى ترك ،ثم الجوزرات منها لصاحب عليه
من المسلمين ،ليطعنوا كان كما الجو فيها لهم ،فخلا الهند من طردهم أن يتمم قبل مصر
بين ،ليفعوهم الأمام أيضأ من الناحية أخذوهم هذه من إذا أضعفوهم ،حتى خلفهم
هذه من بنصيبهم قام البرنغاليون ،وقد الأمام والخلف من عليهم ،ويضغطوا الرحا شفى
من سيأتى فيما إتمامها اوربا أمم من لغيِرهم ومهدوا ، القرن هذا فى الخطيرة الحركة
. القرون
الأول ،منهم فرنسيس هذه النهضة على وكان هناك ملوك اَخرون فى أوربا ساعدوا
بالعلوم على النهوض م ) فقد عمل 1547 - 1515 هـ- 549 - فرنسا ( 219 ملك
طلابها ،ولهذا كان ،وزاد عدد فيها سوقها راجت ،حتى فرنسا والمعارف والفنون فى
بل ، مفارقتهم على لا يصبر أنه كان للعلماء حبه من وبلغ ، والمعارف أبا العلوم يلقب
العطايا الجزيلة. الرفيعة ،ويمنحهم المناصب إلى ،ويرقيهم والسفر الحضر إليه فى يقربهم
م ) وقد لجأ 3016 - 1558 -( Yا هـ= - ( All إنجلترا ملكة ومنهم أليصابات
لأنها كانت وهولنديين وفرنسيين ألمانيين من لوثر أتباع مارتين البروتستانت من اليها كثير
منها مجهولا ما كان ،فنشروا والصناعات والفنون العلوم أصحاب من ،وكانوا بروتسنانتية
اللغة الأنجليزية، إلى معهم العلمية الثتى اصطحبوها الكتب كثيرأ من إنجلترا ،وترجموا فى
الهنف الشرقية، شركة الملكة هذه عهد ألَّفت فى ،وقد فائدة عظيمة إنجلترا منها فاستفادت
بلاد الهند. الاستيلاء على من إنجلترا الشركة التى ستمكن وهى
كبر وكان r 1 o o -o9151 =&- q it )-
ملك جرمانيا ( 9Y5 ومنهم شارلكان
.ثم أوربا فى هذا القرن ،وكان محبا للعلوم والمعارف ،بل كان يجيد معرفة بعضها ملوك
،ليضرب ونحوها الساعات وقته فى صنع تزهد واعتزل الملك فى آخر حياته ؟ فكان يقض
فيها لىاتقانها. التنافى على ،وليحملهم بالصناعة الاهتمام فى مثلا لشعبه
مرتين وهو ، ! الفرن هذا فى أوربا أبطال من قام بها بطل الدينية فقد النهضة وأما
الكاثوليكية، المسيحية الكنيسة رئيس البابا ،وهو على ثورة قام بثبر لوثير الألمانى ؟ فقد
272
أن ما يربطه إلى حد السلطة الدينية ما يصل ،وله من الأرض فى المسيح عندهم وخليفة
من ،وكانت أوربا وأقعدتهاْ لوثير عليه مارتين ثورة ؟ فأقامت السماء يُربط فى الأرض فى
أسلابان مدينة لوثير فى وُلد مارتين .وقد غفلتها من القرن هذا فى التى أيقظتها الأسباب
وكان العلوم الدينية والفلسفية ؟ م ،ودرس 1483 هـ= سنة 888 ألمانيا من بسكسونيا
يتابعها حتى يزل ولم ! دراسته فيه ويتابع ليترهب بدير ؟ فالتحق والعزلة الزهد يميل إلى
معلما امير سكسونيا الدين والفلسفة ،فاختاره فردريك علوم فى عظيمة إلى درجة وصل
هـ= سنة ( 623 فى المدرسة التى أنشأها فى مدينة وتمبرج ؟ فلما كانت للفلسفة واللاهوت
إلا يمنحونها أسلافه التى لم يكن الغفرانات منح فى أ العاشر " لاون البابا م ) توسع 1517
الأمور الدينية، هذا من ،أو يقوم بنحو كنيسة صليبية أو ينشىء حرب فى لمن يشترك
بها لتُمحى ، لا،هلها بالدراهم الغفرانات أوربا يبيعون أقطار أتباعه إلى كثيرا من فأرسل
ينادون الأقطار وهم هذه فى يجولون الاَخرة ،فأخذوا عليها فى ذنوبهم ولا يحاسبون
قلوب منهم نفرت حتى ، الأثمان بأبخس للعامة الغفرانات ويبيعون ، الروحية بالبركات
،لينفقها ! العاشر البابا " لاون خزينة إلى تذهب رعاياهم رأوا أموال لأنهم الملوك والأمراء
الغفران حق على ينكر وأخذ ، الفرصة هذه لوثير مارتين فانتهز ، وملذاته شهواته فى
إلى الناس يدعو ،وقام والمسيح!نن بين الثه تعالى منه وسيطا الباع التى جعلت من وغيره
،فقام أتباع دعوته فى يناصرونه له ،وأخذوا كثير منهم ،فاستجاب البدع هذه الثورة على
قوانين وعلى ، السابقين الأحبار أقوال على ردهم فى ويستندون ، عليه البابا يردون
الأناجيل، بنصوص ،ويتمسك وزنا لأدلغ لوثير لا يقيم مرتين ،وكان وتقاليدها الكنيسة
البابا أقلق حد أتباعه إلى بقوة أدلته ،فكثر الناس فق ؟ حتى العقل التى يؤيدها وبالبراهين
على المحاكمة الى إليه البابا ليقدمه فأرسل ، بالشدة يأخذوه إلا أن يجدوا ولم ، أتباعه
هذا ،وأيده فى المانيا فى منه أن يحاكم ،وطلب عنده إليه ليحاكم أن يذهب آرائه ،فأبى
فى ،فقام بمحاكمته أن يحاكمه ألمانيا نائبه فى كاتيجان الكردينال البابا ،فأمر أمير سكسونيا
ويتوعده يهدده ،فاخذ لوثير مرتين فيه عليه ظهر عنيف ،وثار بينهما جدال مدينة أجسبرج
فادخله ، سكسونيا الى خفية فى ولر 5 عنها يرجع ان ،فأبى آرائه عن ليرجع بالعقاب
وقعت آراثه ،وقد ليعاقبه على كاتيجان الكردينا! الى أن يرسله ،وأبى حمايته فى أميرها
جرمانيا ،واشتغالهاَ ملك مكيمليان موت ارتباك بسبب بعد هذا فى الكنيسة الكاثوليكية
ألمانيا فى ن!ثرها من تمكن حتى ودعوته لوثير مرتين إلى تلتفت فلم ، له خيفة باختيار
مرتين لوثير على الأساقفة وحكم الدعوة جمع نجاح هذه البابا رأى ،فلما وسويسرا
على الخروج وأعلن ، يعبأ بهذا الحكم ،فلم مؤلفاته مطالعة الناس على بالإلحاد ،وحرئم
*2
) الاصلام فى - 1 8المجددون (
عرض على شارلكان جلس ولما أوامره ، عصيان أوربا على ملوك يحرض ،وأخذ البابا
مرتين لمخاكمة ورمس بمدينة مجلسأ البابا ،فعقد إلى أراد أن يتقرب مكسيمليان بعد جرمانيا
وأعلنوا ، والتبجيل بالتعظيم قابله أهلها للمحاكمة المدينة هذه الى حضر فلما ، لوثير
يوافقه ،فلم عل!يه بالقتل أن يحكم المجلس هذا أعضاء ،وأراد بعض دعوته إلى انضمامهم
ب!صدار ،فاكتفى شارلكان إليه بأمان من لوثير حضر مرتين لأن ، الحكم هذا على المجلس
أمير سكسونيا ،ولكن أو حمايتها دعوته فى الدخول من يمنع أمراء أوربا وأشرانجها منشور
يخها يثتغل ،وكان أشهر تسعة نحو عنده لوثير فأخفاه مرتين ،وأخذ لنم يعبأ بهذا المنشور
فى نشر دعوته بين له من اضطهاد ،وراد ما حصل فى تأييد دعوته بتأليف المقالات والكتب
الدعوة اسم أنصار هذه على إيطاليا وفرنسا وانجلترا ،وغلب فى انتشرت ،حتى الناس
هـ= 539 سن! مات فيها حتى مرتين لوثير يجاهد ،ثم مكث محتحين أى بروتستانت
صارت ،حئى بعده زاد انتشارها بل بموته ، تمت فلم ، أركانها ثتت أن ،بعد م 1546
،فظهر الابق القرن فى منها أظهرْ القرن هذا فى كانت فقد العلمية وأما النهضة
قام فى ،وقد الحديثة للفلسفة باَرائهم ،ومهدوا النهضة عصر ختموا وفلاسفة فيها علماء
،وفى اللاتينية العربية إلى فى ترجمتها من اليونانية الفلسفة كبير فى شأن هذا القرن خلاف
اليونانية للفلمفة القرن هذا فلاسفة من فريق فانتصر اللاتينية ، إلى اليونانية من ترجمتها
مكثوا بادوفا ب!يطاليا ،وقد جامعة أساتذة الفريق هذا رأص على ،وكان العربى شكلها فى
منهم فريق آخر ،وانتصر الميلادى القرن السابع عشر لهذه الفلسفة الى اواسط مخلصين
اليونانى للاصل موافقة أنها كثر اللغة اللاتينية ،وادعوا إلى اليونانية من المنقولة للفلفة
وآراء ببن اَراء أفلاطون كثيرأ ما كانوا يخلطون العرب لأن العربية ، من المنقولة الفلسفة من
من ،وكان الحديثة الأفلاطونية تلفيق من قبلهم بما حصل هذا فى خُدِعوا ،وقد أرسطو
الكبير، الخلات أوربا بهذا فى الفلسفية الحركة ،فنشطت أوربا جامعات كثر الفريق هذا
هذا فى جراة أكثرهم من ،وكان القديمة الفدفة نقد على جرأة وازداد الفلاسفة
،والتحق بروشا العالم الفلكى المعروف ،وقد ولد فى بلدة ثورن عند حدود كوبرنيكوس
العلوم الطيعية ميلا إلى نفسه فى وجد ولكنه فيها ، الطب ليدرس كراكو بجامعة
مدير البهى محمد الأستاذ كتاب فى جاء كما التثليث لوثر (نكار لم تتناول ثورة ()1
يُفهم لأنه ؟ والاصلام الأزهر إلى مما يسىء " الحديث الاسلامى الفكر " الازهرية الجامعة
حذ الثقافة الى أزهرنا ضيق ،وأن الخطأ الظاهر من الشكل هذا ديننا على المخالفين أن ما فى
274
بالونا ب!يطاليا ليدرس إلى رحل ثم ، الجامعة هذه فى دراستها على فأقبل ، والرياضية
فعين روما إلى رحل ،ثم الزمن من مدة عليه ،فدرسه دومنيكو العالم الفلكى على الفلك
يقضى فكان ، فرونبورغ لكاتدرائية أسقفا عين ،ثم جامعتها فى الرياضية للعلوم أستاذَا
ذو المرقب- المرصد الحديث يك! ،ولم "والكواكب السماوات دراسة فراغه فى وقت
فيها داره فأحدث الجدران فى إلى بعض هذا القرن ،فعمد فى قد ظهر - التلسكوب
السيارة الكواكب حركة الهاجرة ،ثم درس منها عبور النجوم لخط يراقب ،وجعل شقوقا
هذه علماء الفلك يعوِّلون عليها قرونا بعده ،وكانت مكث لها فى جداول ماهداته ودون
،ويرتب الكون مركز الأرض الذى جعل النظام البطليموسى على خروجه الجداول سبب
التى تدور حولها، السيارة هى والكواكب ،وأن الشمس غير متحركة ثابتة هذا أنها على
؟ وأن الأرض الكون مركز هى إلى أن الشمس هذا النظام ،وذهب كوبرنيكوس فخالف
اْرسطو راى اليونان ،ولكن فلاسفة من رأيأ لفيثاغورث هذا ،وكان حولها التى تدور هى
به انقلابأ ،وأحدث وأيده بأدلة قوية فاحياه كوبرنيكوس أتى ،حتى عليه طغى وبطليموس
كوبرنيكوس فكان ، القديم الرأى ألفوا ذلك قد الناس ،وكان والفلسفة العلم فى عظيما
،ثم التقدم العلمى قرونأ طويلة ،بعد أن عاق الجمود الأرسطوطالى على خرج أول من
نشره ثلاث عن م ولكنه أحجم 1 0153 = 379 سنة كتابأ يؤيد مذهبه كوبرنيكوس ألف
للبابا برلس فيها فقدمه ، فيها مات التى السنة للنثمر إلا فى يقدمه ولم ، سنة عشرة
بالرياضيات جهلهم مع عاتقهم على أخذوا أناس تقديمه له :أ إذا وجُد فى ،وقال الثالث
يوافق حتى صفوها كدروا المقدس الكتاب الآراء وفقأ لآية من هذه على أن يحكموا
هذا فى بحثى لأرفع ،وإنى الأحمق حكمهم أحتقر ،بل وزنأ لا أقيم لهم ،ف!نى هواهم
. أ فيه ،لبحكموا الرياضبين ،ثم إلى أعلام فداسنكم إلى الموضوع
بادوفا أستاذ جامعة القرن بومبونازى هذا أوربا فى فلاسفة أعلام من وكان
وخلودها، النفس فى مسألة وحدة بمخالفته ابن رشد ثورة شديدة ب!يطاليا ،وقد أحدث
الجامعات كانوا إذا أرادوا (ن طلاب فلسفية فى هذا العهد ،حتى هذه أهم مشكلة وكانت
،فلما خالف النفس مشكلة 6له عن سألوه فى أول عحاضر أستاذ جديد أن يختبروا علم
الكنيسة ،وطلبوا رجال كئير من ثار ع! وخلودها النفس وحدة فى بومبونازى ابن رشد
،واكتفى القاسى الحكم هذا إلى يجبهم ،فلم بحرقه أن يحكم أ العاشر البابا ا لاون من
المسألة بين هذه فى عنيف رأيه ،فثام جدال بادوفا بنقض أساتذة جامعة بعض بتكليص
. م 152 0 هـ= 279 سنة وفاة بومبونازى ،وكانت القرن هذا فلاسفة
بين المسلمين، بأن العلم فى هذا القرن ازداد ضعفأ أن نحكم -هذا كله نستطغ ومن
275
الأوربيين، وقوة المسلمين ضعف له أثره فى سيكون هذا ،وأن أوربا بين أهل قوة وازداد
بين المسلمين من هذا القرن ،ولم يظهر القوة طول فى الفريقين تكافؤ من ما كان على
من لهذا سيكون فيما وبحث ، بالعلم أوربا اهتمام مقدار وعلم ، الحقيقة هذه أدرك
هذا القرن ، انتشار الجهل بينهم فى من شكا المسلمين علماء أن بعض وقد سبق
،وتقرن بالعمل الإصلاح ببيان وسائل هذا لا قيمة لها إذا لم تصحب من الشكوى ولكن
الثورة ، إلى حد لم تصل ضعبفة شكوى أنها كانت ،على الإنجابى المزدى إلى النهوض
فى القرون فيه كما مضوا مجددهم المسلمون فى هذا القرن يبحثون عن ولهذا مضى
أنه الى ذهب من ،فمنهم العلوم الفقه وما إليه من عنه إلا بين علماء ،لا يبحثون السابقة
يقال !له ام ) وكان 595 - 101 3 اهـ= 0 0 4 - ( 919 الدين الرملى المصرى شمس
بأنه القرن هذا انه مجدد بعضهم ،وايد فقه الثمافعى بارعا فى ،لأنه كان الصغير الشافعى
الناس اشتهاره واحتياج مثل موجود هذا القرن وهو ممن انقضى الانتعاع باحد لم يشتهر
الأثر فى -خلاصة كتاب صاحب ،وذكر فيما يتعلق بالعلوم الشرعية لكتبه ،ولا شما
،مثل الثخ هذا القرن قيل إنهم مجددون -أن هناك فقهاء فى أعيان القرن الحادى عشر
" :أين قال ،ثم البهنسى محمد ،والشيخ دعسين بن الملك عبد ،والشيخ مطير بن على
الرملى بين أنه لا فرق عندى ،والحق الباب هذا فى كافية وشهرته 3 الرملى من هؤلاء
هذا فى تجديدية دعوة منهم لواحد وليس ، مقلدين فقهاء جميعا كانوا لأنهم ، وبينهم
. القرن
ام 995 اهـ= 0 البصير الأنطاكى المتوفى محنة 80 الحكيم داود بن عمر وقد يكون
-خلاصة كتاب هذا القرن ،فقد ذكر صاحب مجدد هؤلاء الفقهاء بأن يكون أولى من
وقد ، الدهر ،وأعجوبة الحكمية العلوم ،وشيئ رمانه الأطباء فى رأس أنه كان الأثر -
،وقد بلاد فارس إليها من رحل حكيم فيها العلوم الحكمية عن نشأ بأنطاكية ،وأخذ
اللغة أفيدك ولكنى ، سهلة إنها ، يا بنى- : له فقال ، الفارسية اللغة يعلمه أن منه طلب
اللغة فتعلم ، غيرى أحدأ يعرفها من الأرض وجه على الآن لا أعلم ف!نى اليونانية ،
يشتغل بالقاهرة وأقام ، ومصر الشام الى رحل ثم ، الفارسى الحكيم هذا اليونانية من
المرضى، بعلاج ،ويقوم الطب علم سئما ولا ، الفلفية العلوم فى والتأليف بالتدرشى
الساثل منها يملى على شىء عن شل إذا كان (نه هذه العلوم ،حتى كثيرا من وكان قد حفظ
،أو ابن ببابى لوقف ابن سينا :لو رآنى يقول كان ،ولهذا فيه ما يبلغ الكراستين
276
له ،وليس العلوم هذه فى الا مقلدا لم يكن هذا مع .ولكنه أعتابى بتراب دانيال لاكتحل
ببابه ،وقد أنه لو رآه لوقف يدعى ابن سينا الذى من هو ،وأين التجديد من فيها شىء
فى يقاربه بين المسلمين وغيرهم أحد ؟ ولم يكن عصره الفلاسفة فى كان ابن سينا شيخ
؟ ولو القرن هذا أوربا فى فلاسفة من ذكرنا من فلا يُذكر مع ،أما الأنطاكى الفلسفة علوم
الأرض وجه على أحد من فخره بنفسه ،ولم ياع أنه لا يوجد لخفف شيئا من أمرهم عرف
القرن هذا فى اللغة كان بهذه العلم لأن ؟ الفارسى وشيخه إلا هو اليونانية اللغة يعلم
اللغة اللاتينية، اللغة إلى بهذه الفلسفة كتب كثيرا من أهلها نقل ،وقد أوربا فى متشرا
منها يترجم لأنه لم ؟ بها الأنطاكى كمعرفة تكن ولم ، بها نافعة مثمرة معرفتهم فكانت
فيه حاله ،هـان كان القرن هذا مجدد جعله لا يصح كله هذا اللغة العربية ؟ ومع شيئا الى
، الإصلاح من القانونى قد قام فى هذا القرن بشىء أن السلطان سليمان وانى أرى
هذا استحق ما قام به من أجل التجديد بين المسلمين ؟ ومن من بعض فى ادخال وجاهد
إليها فى التجديد ،وسيتبين هذا فى الناحية التى ذهب يدل على لقب ،وهو القانونى لقب
الآتية. دراسته
هذا الهند أفكار تجديدية جريئة فى ملك خان !بر ه كان أن فيما سبق ذكرت وقد
الأديان بين يجمع دينا جديدا ليختاروا الأديان رجال من مؤتمرا أنه عقد وذلك ، القرن
الطوائف بين الشقاق أسباب من عليها يترتب وما الدينية الفوارق ويزيل ، المختلفة
هذا الملك نزعة فى ،وكان دائرة التجديد الإسلامى عن تجديد يخرج ،وهذا والطبقات
وفاة المرأة بعد إلغاء حرق إصلاحاته .ومن الغلو هذا فيها إلى لو لم يصل صالحة تجديدية
، القرن هذا فى (صلاحاته من هذا غير ،إلى الأطفال رواج ،ومنع الهندوسى روجها
رجال يوافقه عليه من من الجمع بين الأديان ،لأنه لم يجد أراده من عما عدل وقد
الدين.
ءإلى لأنه أقرب ، القرن هذا فى القانونى سليمان أولا السلطان يبق إلا أن ندرس فلم
الفقهاء الذين لم يخلعوا أولئك ،ومن التجديد المغالى فى خان كبر من مجدده أن يكون
الدين الرملى الذى آثره بهذا صاحب بعده شصى ،ثم ندرس الجمود ثوب أنفسفم عن
على ابير بن بعده محمد ،ثم ندرس أعيان القرن الحادى عشر الأثر فى خلاصة كتاب
هذا القزن ،وقد آثره بهذا فى المجددين لأنه في رجال رضا البركوى الذى عده السيد رشيد
شغف رضا رشيد ابن تَيمية ،وللسيد مدرسة من ،لأنه كان الدين الرملى شمس على
الأشعرى مدرسة حالا من رجال أنهم كانوا أحسن برجال هذه المدرسة ،ولا شك
277
الجمهور يجارون الا"شعرى كانوا مدرسة الدين الرملى فى هذا القرن ،لأن رجال كشمس
قليلا على ابن تيمية يخرجون الدين ،وكان رجال! مدرسة ما ألفوه فى على جمودهم فى
والتجديدْ المطلوب فى الإصلاح إلى كل لا يصلون هذا الجمود ،ولكنهم
***
278
القانونى السلطان سليمان
الدولة ملوك عاشر ،كان الأول سليم سَليمان الأول ابن السلطان السلطان هو
، ام 52 0 هـ= 9Y1 الملك سنة ،وتولى م 4914 هـ- 09 0 سنة العثمانية التركية ،ولد
فى العدل ،وبيان فضل لهم مملوءة بالنصح الأمصار ولاة إلى منشورات ب!رسال ملكه وفتح
فيها كثير ،ودخل مجدها غاية عهده فى الدولة بلغت ،وقد الظلم عاقبة ،وسوء الرعية
لها ،وكان القرن هذا فى إسلامية دولة أقوى صارت ،حتى وآسيا بلاد أوربا وأفريقية من
الدولة ،فأدخل الأنظمة فى كثيرا من هذا الملك بالقانونى لأنه حدد لانما لقب
الدولة، مون فروع هذا غير ،الى الجيش أقسام ،وفى العلماء والمدرسين نظام فى تجديدات
العلوم لتدرش! المدارس من عددا ،وأنشأ بجواره باستانبول عظيما أنشأ مسجدا وقد
مدرسة ْ،ومنها العلوم من هذا غير ،الى الأبدان علوم ،إلى الأديان علوم المختلفة ؟ من
طب مدرسة عهدها أوربا على في تاريخه أنه لم يكن باشا فى جودت التى ذكر الطب
. مثلها()1
لا يجرى لدولة ا فى القضاء ،وكان القضاء اصَلاح التجديد ا قام به فى م أهم ومن
المذاهب الأربعة ،فكان فيها قضاة على مثلا يجرى ،بل كان فى مصر واحد مذهب على
تلك باختلاف امرهم ،فيضطرب بين الناس مختلفة بأحكام يحكمون مذهب أربعة لكل
ه ا م ،ليبطل هذا النظام فيها، هـ =!Y سنة 29 V قاضيا الى مصر ،وقد أرسل الأحكام
من قضاة المصريين ،ويولى والحنفى والحنبلى من والمالكى القضاة الشافعى قاض ويعزل
أراده .ما القضايا ،ويدخل بينهم وبين أصحاب يترجمون الترك يقوم بجانبهم قضاة مصريون
فى نائبه أو القاضى بيت الزواج فى نظام المحاكم ،ومنها تحتيم عقد فى التجديدات من
دفاتر فى والطد! الزواج وثاثق تدوين نظير المال فى من قدر دفع ،وتحتيم المدن والأرياف
التى التجديدات من هذا غير ،إلى ونحوه التقاضى إليها فى ،ليرجع المحاكم فى تحفظ
تحرًى ،ويمكن نزاعهم إليها فى ،ليرجع فيها نزاع الناس التى يكثر الأمور بها ضبط قصد
،فثاروا عليه باسم علماء مصر القديم من أنصار الجمود على هذا لم يعجب ولكن
القاضى ذلك لأن ، النساء ايضا ثار معهم بل ، العامة العامة وأشباه معهم ،وثار الدين
927
،دهالى الأسواق إلى ،فيخرجن الترك به نساء بما لا يتمتع مصر فى يتمتعن رآهن التركى
شا هذا ،وكان كله هذا من ،فمنعهن زيارة أقاربهن ،دالى ،هـالىْ الحمامات اللهو دور
به يؤخَذ بما أن يأخذهن أنه يريد بينهن أشيع حين سيما الثورة ،ولا هذه فى اشتراكهن فى
،ولا بهن عند الدخول إلى أزواجهن المهر نصف إرجاع النساء التركيات ،فيحتم عليهن
نفسها بيتها ،وتكسو فى المرأة ،بل تغزل أزواجهن ولا نفقة على كسوة لهن يجعل
على تجرى بمثل هذا لأن دولتهن كانت يؤخذ أن النساء التركيات كن ،وما أظن وزوجها
،وغضبوا القضاء فى العليا المراتب من حرمانهم ثاروا على العلماء أولئك أن ولو
ثاروا ولكنهم 1، ظلمهم لهم الثورة على ،لحمدت درجتهم الترك فوق قضاة لرفع درجة
الوقت فى ذلك زعمائهم مخالفة للدين ،وكان من بأنها ،وحكموا التجديدات تلك على
،فجمعا الشافعى الديروطى الدين محمد اللقانى المالكى ،وشمس الدين محمد شمس
، الرسول سنة " :أبطلتم قالوا له عنده ،فلما اجتمعوا الوالى التركى العلماء إلى من وفدا
وهذا ، ندغفا ثلاثين الثيب زواج وعلى ، نصفا ستين البكر زواج على تأخذون وصرتم
ستة .وعلى فضة خاتم على الله عفصةا رسول عقد ،وقد الشريف الشرع يخالف
لم .ولكنه ! فمِه شرعا لا شىء كله ،وهذا تعالى اللّه كتاب آية من على ،وعقد أنصاف
،فقالوا له: أمره أن أخالف يمكن ،ولا أمر السلطان :هكذا لهم فقال الشرع يعرف يكن
إلى غاضبين ،فخرجوا بعضهم على الوالى وقبض الطاعة فيه .فغضب هذا كفر لا تصح
عن فأضربوا ، لهم ما جرى عليهم وقصوا ، وطلابه علماءه وجمعوا ، الأزهر الجامع
ولا تبصر. لا تسمع فتنة عمياء والزوايا ،وأقاموها المساجد ،وأغلقوا دروسهم
،دهانما صحيحة عقيدة عن لم يثوروا لأنهم بالمال ، الوالى إلا أن يأخذهم فلم ،يجد
وجدوا لما ؤتقليذا ، قديرم من ما ألفوه على وجمودا ، بالدين جهلا التجديد عادَوا ذلك
تسكيته بالمال ، السهل من يكون صحيح لغير سبب يثور قبلهم ،ومن عليه آباءهم من
فتنتهم، أخمد حتى ، والزوايا المساجد فى للثائرين كثيرة أموالا يبذل الوالى فأخذ
أنفسهم، ينكرونها فى الرضا بها وهم ،فأظهروا التجديدات إنكار تلك عن وأسكتهم
عن لم يرجعوا وتقليد ،وكذلك جهل أنكروها عن و(نما ، دليل لأنهم لم ينكروها عن
نقل عند نفوسهم كامنا فى ما كان أظهروا ،ولهذا بالمال عنه رجعوا لىانما ، بدليل إنكارهم
فى إن النساء خرجن بنقله ،حتى فرحهم إظهار ،وتغالوا فى مصر من القاضى ذلك
028
التجديد، صميم من لم تكن التى قام بها السلطان سليمان التجديدات هذه ولكن
فيها ثورة هذا القرن ،فلا يوجد بها أوربا فى النهضة التى قامت تلك تضاهى ولم تكن
كثورة ا!علمى الجمود على شاملة ثورة ،ولا لوثر مرتين كثورة الدينى الجمود على شاملة
إليه أوربا من ما وصلت خطر لم يدرك سليمان إلى أن السلطان ،وهذا كوبرنيكوس
رأس أمريكا وطريق كشفها على النتائج من ما سيترتب ،ولم يعرف النهضة فى هذا القرن
عن عجزت فرنسا يبين مقدار عقليته ،وكيف منه إلى ملك ،وهذا كتاب الرجاء الصالح
الأنياء ، زمرة سيد ،وبمعجزات كلمته ،وعلت قدرته الثه جلت عزة حضرة بعناية ،
قدس وبمؤازرة ، وسلم عليه الله تعالى صلى المصطفى محمد ، الأصفياء فرقة وقدوة
،- أجمعين 0 عليهم الله تعالى رضوان وعلى وعثمان وعمر بكر :أبى الأربعة حماية ارواح
الله فى ظل ، الملوك ،متؤج الخواقين ،وبرهان السلاطين أنا سلطان أولياء الله - وجميع
فرنسا، ولاية ملك فرنسيس . . .إلى الأسود والبحر الأبيض البحر ،سلطان الأرضين
أن هذه الدولة التى يغالى فى أن هذا السلطان لم يبهن ي!رى فهذا الكتاب يدل على
الأجداث عن ،والغفلة بعظمتها الغرور هذا أشدها قاتلة ،من فيها أمراض تدب عظمتها
من وغيرها فرنسا بدولة الاستهانة أشدها ومن ، تأثير فيها لها أشد سيكون التى البشرية
تعاظمه عليها بهذا ترضى كانت أنها سياستها معه حسن الدول الناشئة فى أوربا ،وكان من
لا ماكرة امتيازات ،وكانت مثلها منها يستفد لم دولته فى منه امتيازات ،لتستمد الشكل
هذه أحضان رعاياه فى كبير من إلقاء فريق من عليها ما سيترتب ،ولا يعرف نتائجها يدرى
،ومن كبير حد إلى المتصوفة متأثرة بجهلة عقلية من الكتاب ذلك ما فى إلى ،وهذا الدول
، نظرية الجق المقدس ،وهى فى الأرض الله بأن السلطان ظل خاطىء جمود على إصرار
السلطان تأثر بها هذا ،وقد والروم الفُرس ملوك عن الإسلام فى الملوك المستبدون أخذها
فيه زوجه عليه المتسلط كان لهانما ، الحكم هذا فى شيئأ لرعيته يجعل فلم ، حكمه فى
له نساء ،وكان الأوربِن كتب المعروفة فى الروسية روكسلان ،وهى الباسمة ،أى خوزم
بعده ؟ فلما رزقت من عهده ،وكان ولى مصطفى يمى ،وله أولاد منهن كبرهم غيرها
من عهده ولى سليم ابنها الإفساد بينه وبين أولاده ،ليكون على عملت منه بابنها سليم
بينه الدولة ،ولم تزل تفسد فى الفق والفساد من هذا ما ترتب على بعده ،ولو ترتب
ابن له رضيع إلى أرسلت بقتله بل تكتف الخيانة ،ولم قتله بتهمة حتى ابنه مصطفى وبين
أخيه قتل بعد وحزنا غما ؟ فمات جهانكير بسمى أخ لمصطفى أبيه .وكان مَن قتله بعد
YM
.ولولا له معه أولاد أربعة وقتل ، بايزيد فقتله أبوه أيضا يسمى أخ لهما ،وكان بقيل
فى أن يعمل الحال ،ولأمكنه هذا من أحن سليمان السلطان حال لكان المرأة هذه
لهم مثل هذه المسلمين فى هذا القرن ،أن يكون حظ ،ولكنه سوء عمل مما كثر الاصلاح
هذا أوربا فى نهضة الكلام على فى ما سبق لأوربا نساء يعملن المفسدة ،وأن يكون المرأة
خريستوف التى جهزت أنها هى أسبانيا ،فقد سبق فردينند ملك زوج إيزابيلا القرن ،مثل
قد انقطعن عن العهد كن نساء الم!ملمين فى ذلك أمربكا ،ولكن يلزمه لكشف بما كولمبوس
،ولم يكن عقولهن الجهل على ،فختم بعولهن بيوت فى سجينات المجتمع ،وصرن
،دايثار هذا النفس الأثرة وحب من الشتهوات بتلك ،والا ما يتصل الا شهواتهن يهمهن
المدرسة ،لأن الأم هى إلى فساد الرجال فسادهن ،وجر الدين والوطن مصلحة على
،وكان لهذا أسوأ حالهم فسد ،داذا فسدت حالهم صلح الأولى للاولاد ،ف!ذا صلحت
أثر فيهم.
فتل أولاده على السلطان سليمان زوجها بعد أن حرضت ما أرادت المرأة وكان لهذه
أنه لم ،مع م 1533 هـ= 039 وفاة أبيه سنة بعد السلطنة ابنها سليم ،فتولى غيرها من
فى هذه الدولة. الانحطاط سلطنته مبدأ عهد أهلأ لتولى السلطنة بعده ،فكان عهد يكن
4 *محي!
282
الدين الرملى شمس
هـ= الأنصارى ،ولد سنة 919 المنوفى الرملى بن حمزة بن أحمد هو محمد
كتفه على كان يحمله من حين أنه صحبه م ،وقد ذكر الشعرانى فى طبفاته الوسطى 1513
لا صغره فى كان ،بل دينه فى ما يشنه عليه فما رأى تلميذا لوالده - وكان - أن كبر إلى
، العرض ونقاء الجوارح وح!فظ والصيانة والتقوى الدين على فنشأ ، الأطفال مع يلعب
والمعانى والصرف والنحو الفقه والتفسير فى عليه اشتغل تربيته ،ثم رباه والده فأحسن وقد
من وغيرها والبهجة القرآن وحفظ ، غيره التردد إلى به عن واستغنى ، والبيان والتارلخ
تعالى لا الله بحمد محمدا :تركت والده أنه قال عن بعضهم حكى ،وقد المختصرات
الإسلام القاضى شيخ أيضا عن النادر ،وأخذ إلا فى علماء عصره من إلى أحد يحتاج
،رجمان عجيب غيرهما أخذ عن ،وكذلك ،وبرهان الدين بن أبى شريف زكريا الأنصارى
والفروع والنحو والأصول الئفسير والحديث ،فدرش بعد والده للتدري! ثم جلس
، والده تلامذة أكثر درسه وحضر ، النقلية والعقلية العلوم فى وبرع ، والبيان والمعانى
عن وسئل هذا على ،فيم أبنائه مقام فى أنه كان ،مع الطبلاوى الدين ناصر حضره وممن
به علم، لى منه ما لم يكن أستفيد لها إلا أنى :لا داعى له ،فقال ملازمته إلى الداعى
الآفاق ،وعمت فى صيته طار الأقطار ،حتى كل العلوم من الرملى طلابُ قصد وقد
مصر أهل ،لأنه كان مرجع الشافعى الصغير لقب عصره بين أهل البلاد ،واستحق شهرته
الشافعية فى مصر. إفتاء الفقهية ،وكان يلى منصب تحرير الفتاوى وغيرها فى
للشيخ الطريق الواضح البهجة الوردية ،وشرح المنهاج ،وشرح شرح تاَليفه ومن
شرح على حاشية 433 ، الشروح من ذلك غير ،إلى الرابح عمدة ؟ سماه الزاهد أحمد
،والظاهر أنه الحواشى من العباب ،وغير ذلك على الإسلام زكريا وحاشية التحرير لشيخ
ألف ،ثم أتى بعده من بعد الشروح التى ظهرت الحواشى هذه الف أواثل من من كان
الطريقة الفاسدة التى عُنيت بشرح هذه الإمعان فى ،وهذا من الحواشى هذه تقارير على
الحواشى إلى بالتعليق عليها إلى أن يصل العلوم ،وشغفت المتأخرين فى مختصرات
ليس كتاب أهملوا النظر فى كل التأليف ،حتى والتقارير ،وقد تعلق الناس بهذا النوع من
، ،وافهامهم ركدت فترت ،وعزائمهم ضعفت هممهم لاْن وتقرير ، وحاشية عليه شرح
اشتهار لهذا أثره فى ،وكان وتقرير وحاشية شرح عليه ليس كتاب فلا يمكنها أن تنفرد بفهم
283
عمدة الشإفعية فى أخذ مذهبهم عنها، صارت الأقطار ،حتى الرملى فى جميع كتب
ممن الانتفاع بأحد يشتهر لأنه لم ، العاشر القرن أنه مجدد بعضهمم رجح ولهذا
غيره مثل احتياجهم الناس الى كتب مثل اشتهاره ،ولم يحتج موجود القرن وهو انقضى
القرن فى المجذد ان بعضهم رأى وقد الشرعية بالعلوم يتعلق فيما لا سيما ، كتبه إلى
القادر عبد إنه الشيخ ،وقيل دُعسين الملك بن إنه عبد ،وقيل مُطَير بن على الشيخ العاشر
محمد أخبار القرن العاشر -وقيل إنه الشيخ -النور السافر عن كتاب صاحب ابن شيخ
فى أعيان القرن الحادى الأثر كتاب -خلاصة على هذا صاحب البهنسى ،وقد عقب
هذا له فى ترجمته يعنى - الترجمة الرملى صاحب من بقوله :أين هؤلاء - عشر
. م 5915 1هـ= 0 0 4 سنة أنه توفى ،ثم ذكر الباب هذا كافية فى وشهرته - الكتاب
هذا فى الشهرة به تلك يستحقون يأتوا بشىء لم الرملى وأمثال الرملى أن والحق
من عليها بما وضعوه المختصرات تلك على أثر إلا التعليق لهم لمن يكن لأنهم ، القرن
التى المبسوطات الى رجعوا التعليق إلا أنهم ذلك أثر فى لهم يكن ،ولم والحواشى الشروح
من ابختصرات تلك على ،فاستعانوا بها فيما وضعوه المختصرات منها تلك اختصرت
ن أ به ،أو يستحقون لهم أن يذكر شيئأ يستحق ذلك على يزيدوا ،ولم والحواشى/ الشروح
التى كان لها التأليف هى الطريقة فى هذا القرن ،وهذا الى أن تلك فى بكونوا مجددين
العلوم التى وضعت فى عند حدها الوقوف ،وفى المختصرات تلك الجمود على أثرها فى
الطبيعيات والرياضيات إلى العلوم الفلسفية ،من وصلت حتى فيها ،وكانتْ قد شاعت
المختصرات فيها تلك يكتفون الناس لأنها جعلت الأثر فيها ، لها أسوأ ،فكان والإلهيات
تتوثب القرن هذا فى أوربا بينما كانت ، عقيمة بطريقة مسائلها تناولت التافهة التى
أمثال الى تتطلع ،ولا التجديد ميدان فى يقودونها الذين العلماء الى ،وتتطلع للنهوض
- كتاب المنكود ،ونقول فيهم كما قال صاحب العصر الرملى .ممن كنا نتطلع إليهم فى ذلك
العلماء إلى من جماعة الرملى :وذهب -فى الأثر فى اعيان القرن الحادى عشر خلاصة
،وأحد الأستاذين أستاذ ،وهو المغالاة بمدحه على الاتفاق ،ووقع العاشر القرن أنه مجدد
،وفيه يقول الآفاق الفقهاء فى التُنة ،وعمدة ،محى نحاريرهم العلماء وأعلام أساطين
فضك فيه من ابذى معشار ليحوىَ يطق الرمال فمن عدُّ فضائله
للرمل تربتَ استرحْ من جهد عدك فقل لغبى رام إحصاء فضله
العالم فى خال شيثا من ،لأنهم ما كانوا يعلمون فى ذلك كانوا معذورين ولكنهم
YAf
،ولا أن اهل الكرة الغربى قد كشفت نصف هى قارة جديدة ،ولا يعلمونْأن عصرهم
فيه ماضون هم ا فيما ،فليمضوا الصالح الرجاء راس طريق الهند من الى وصلوا أوربا قد
مفعولا. الثه أمرا كان ،ليقضى عصرهم العالم فى بحال الجهل من
العلم، طراز الرملي فى هذا القرن من فى الذين قيل إنهم مجددون أولئك وكان
علماء اليمن ،وقد بن مُطير كان من ،فالشيخ على وليهم بينه كبير هناك فرق ولم يكن
،ولا أثر له إلا م 1631 هـ- 4101 سنة ،وتوفى م 1543 هـ= 059 ولد سنة
الإعراب ملحة النقاب بشرح المنهاج ،وكشف ،والديباج على التحفة لابن حجر مختصر
**
YAo
بن بير على البركوى محمد
بيركلى أو بركلى الدين المثمهور باسم على محص بير بن هو زين الدين محمد
م ،وكان من 1573 هـ= 819 سنة م ،وتوفى 1522 هـ= ،ولد سنة 929 أو بركوى
يطلب أبيه فى كنف الزوايا ،فثا أصحاب من عالما ،وكهان أبوه رجلا بالى كسرى قصبة
،وكان ملارما للمولى من علماء عصره والاستفادة فى التحصيل العلم والمعارف ،وشعى
بخدمة القانونى ،ثم اتصل سليمان السلطان عهد فى العسكر قضاة أحد الرحمن عبد
فى مجهوده واستفرغ ، الزمن من مدة فخدمه ، البيرامى الله القرمانى عبد المرشد الزاهد
والنهى بالمعروف للأمر ،والتصدى العلوم بمدارسة المذكور أمره شيخه 6-ثم العبادة والزهد
عليه ،فأقبل ازائدة ،ومودةْ شديدة الله محبة المولى عطاء بينه وبين حصل المنكر ،وقد عن
كل راتبا له تدريسها اليه ،وجعل وفوض بركى فى قصبة الالتفاف ،وبنى مدرسة بحسن
فج، كل الناس من ،فقصده فيها تارة هـلعظ أخرى يدرس ،فكان درهما يوم ستين
دروس من يلقيه عليهم كان بما ،فانتفع الناس البلاد جميع الطلبة من ع! واجتمع
العلم. دروس من يلقيه عليهم كان بما الطلبة ،وانتفع الوعظ
متنا فى علم البيكماوى فى النحو ،وألف مختصر أيضا بالتأليف ،فشرح واشتغل
المنية قبل اخترمته ورسائل تعاليق والفقه القرآن وتفسير الحديث فى وله ، الفرائض
هذا القرن ،وهو العلماء به فى شغف التأليف الذى هذا النوع من فى إتمامها ،وهى
من مختصر ،أو شرح المبموطة الكتب من كتاب اختصار لا يتجاوز التأليف الذى
من الدين الرملى وغيره شمس هذا مثل المتون ،فهو فى باسم التى عرفت المختصرات
التى العلوم إليه من الفقه وما بعلم ضعيفة إلا معرفة لهم يكن فلم ، القرن هذا علماء
حال من شيئا يدروا فلم ، بالتقليد فيها الأخذ على وجمدوا ، بها ورضوا عليها عكفوا
حلت ،حتى بين الأمم بهم للنهوض المسلمين ما يلزم يعرفوا ،ولم القرن هذا العالم فى
شأنهم. يلزم لرفع عما بغفلة علماثهم بلادهم ،وضاعت الكارثة بهم
الورير مجلس الى -إستانبول -ودخل ثم كان من البركوى فى آخر عمره أن رحل
له، فى وعظه البلاد ،وكان شديدا الظلمة ودفع المظالم عن باشا ،وكلمه فى قمع محمد
المنكر ،وأخذ الأمر بالمعروف والنهى عن به نفسه من أحدا فيما أخذ يخثى لأنه لم يكن
كان يذهب وعظه الرعية ،ولكن رفع المظالم عن على يقوم بالوعظ فى إستانبول ،ويعمل
هذا سئموا الناس لأن ، وخاصتهم الناس عامة من يتأثر به أحد ،فلم واد فى ه صرخة كأن
286
بمحاربة لا يكتفى جديد إلى أسلوب حاجة ،وكانوا فى الوعظ القديم فى الأسلوب
إليه لانما يؤدى ، للمسلمين المطلوب الإصلاح إلى لا يؤدى سلبى لأنه موتف ، الظلم
العلماء من البركوى وكان c العلوم فى الاجتهاد باب وفتح ، العلماء جمود محاربة
وتعليم القرآن تلاوة على الاسئجار لا يرى الا أنه كان تاريخه فى يذكر ولا ، الجامدين
فى هذا على المجددبن ،وأنه مضى هو الذى عده من رضا رشيد أن الشد وقد سبق
هذه البركوى لا يشبه رجال التجديد ،ولكن ابن تيمية بلقب مدرسة رجال (يثار مذهبه فى
أحدا من فى ذلك يخشى فى إنكار المنكرات ،وأنه لم يكن شدته المدرسة الا فيما كان من
287
القرن الحادى عشر المجددون فى
ا م ،وقد كانت ،إلى سنة IAA 2915 سنة من الهجرى يمتد القرن الحادى عشر
قوة لها من ما كان تفقد أخذت ،ولكنها الإسلامية العثمانية التركية فيه أكبر الدول الدولة
شؤون ويهملون ، وشهواتهم بملذاتهم يشتغلون أخذوا لا"ن ملوكها ، العالم دول بين
مراد ابن السلطان الثالث محمد السلطان القرن اوالْل هذا فى حكمها تولى ،وقد دولتهم
لنفسه، اث الثا مراد السلطان ،فاصطفاها البحر لصوص أمه إيطالية سباها ،وكانت الثالث
بلادها مصلحة فى نفوذها تستخدم دولته ،وكثيرا ما كانت نفوذ كبير فى لها وكان
عهد. هذا فى مثل سبق ،وقد دولة زوجها مصلحة على فيه ضرر ،د!ان كان الأصلية
أوربا، من دول دُسسن النساء جاسوسات تلك الأول ،ولا يبعد أن تكون السلطان سليمان
تسعة بقتل الثالَث حكمه محمد ابنها السلطان ،وبدأ الدولة هذه ملوك عيونا لها على ليكن
بها حكمهم، يبتدئون الدول هذه سلاطين التى كان العادة الشنيعة تلك له ،على اخا عشر
يسمى له اخ ،وكان سنة أربع عشرة لا يجاوز الأول وهو احمد بعده السلطان وتولى
نهارا ولا لا يخرج بينهم فمكث ، والجوارى بين الخدم قصره فى بحبسه ،فأمر مصطفى
أن آل ،إلى العالم فى شيئاْ مما يجرى يعرف ،ولا الدولة أمور شيثا من يدرى ليلا ،ولا
يسير فيه ،ولهذا ثار عليه كيف الحال ،فلم يعرف هذا على إليه الحكم بعد أخيه وهو
، الأول أحمد الثانى ابن السلطان عثمان السلطان بعده الحكم ،فتولى وعزلوه الإنكشارية
الإنكشارية، من ،ثم أراد أن يتخلص عادتهم على بقتل اخيه محمد وابتدأ حكمه
القتال ،وسئموا والكسل الراحة مالوا إلى كانوا قد لأنهم ، للدولة جديدا جيشا وينشىء
فصار ؟ الحكم إلى الأول مصطفى السلطان واعادوا ؟ وقتلوه فثاروا عليه ، والحرب
يجد فلم ؟ يها الفتن الداخلية وانتثمرت ؟ الدولة حال ساءت ؟ حتى أيديهم فى ألعوبة
، الأول إبراهيم الرابع ،فالسلطان مراد السلطان بعده ثانيا؟ فتولى إلا أن يعزلوه الإنكشارية
حتى ، الملوك هؤلاء وتعزل تولى التى هى الإنكشارية وكانت ، الرابع محمد فالسلطان
،فقام حولها من شئا الثه أراد أن يصلح فيها ،ولكن الفساد وانتشر أمر الدولة اضطرب
YAA
،وقد بكوب!-يلى المعروف باشا محمد المشهور الرابع الوزير محمد السلطان عهد فيها على
، 661ام =- سنة 7201 ام ) إلى أن توفى 656 1هـ- 0 سنة ( 67 الوزارة من تولى
السلطان قد أوصى الفق فى البلاد ،وكان على الأنكشارية بالشدة والحزم ،وقضى فأخذ
ا هـ= . AV سنة توفى أن الوزارة إلى ،فولاه الوزارة بعده ابنه أحمد أن يولى موته قبل
تولى ،ثم عهده فى الدولة حال استقام حتى ، قام أبوه قبله فقام فيها كما ، م 1676
ما كان مثل الدولة إلى فى الفساد أبيه ،فعاد مثل مثله ولا لم يكونوا وزراء الوزارة بعده
الرابع محمد السلطان أن عزل ،إلى أسوأ إلى سىء ينتقل من حالها يزل ،ولم قبلهما عليه
لا يهمها مصلحة أجنية عناصر الوزراء من أولئك م ،وكان 1687 هـ= 9901 سنة
الوصول الدول الأوربية أظهروا الإسلام ،ليمكنهم من جواسيس الدولة ،بل كان بعضهم
والجمود الرجعية دعاة ،وشاعدوا الدولة فى الفساد نشر على ،ويعملوا المنصب هذا إلى
لدولتهم. يقوم به المصلحون إصلاح كل على ،ويقضوا الإنكشارية وغيرهم من
وقد ، عباس فيه الشاه ملوكها أعظم ومن بفارس الصفويين :دولة احداهما
الدولة الفمانية ما أخذته ،فاسترد من إلى غاية مجدها عهده الدولة فى هذه وصلت
بلاد من قندرهار على استولى ،كما بكر وديار والموصل بغداد مدينة على ،واستولى منها
الهند.
جهانجيزخان القرن هذا أوائل فى يحكمها ،وكان بالهند المغولية والثانية :الدولة
شركة عن أول مندوب م ) وفى عهده وصل 1627 - 016 5 هـ= ( 3701 - 01 14
، سورات مدينة فى للشركة له ب!نشاء مصنع وأذن وفادته الإنجليزية ،فاكرم الهند الرقية
الملذات فى الخمر ،ويسرف شرب السيرة ،بل كان يكثر من هذا الملك محمود ولم يكن
مقابلاتهم ،ولكنه كان لملوكهم فى الناس وسجودهم عادة ركوع أبطل مغولى أول ملك
المسلمين لأن ، اليهم الإحسان فى بهذا سُنة كبرخان ،فخالف الهندوس معاملة قاسيا فى
ظهور عند سيما ولا ، معاملتهم إحسان السياسه حسن من وكان ، أقلية بينهم كانوا
طرد البرتغاليين هذا الملك على ،وعمل البرتغالين وكيرهم الطامعين فى الهند من الأجانب
على قضى حتى خليها ،فلم يزل يطاردهم الاستيلاء فى طمعهم من ظهر لما الهند من
حروب فقامت ، عهده آخر أبناؤه فى ثار عليه ثم ، فيها لهم مملكة إنشاء فى أطماعهم
بلقب المعروف ،وهو ذائب ابنه أورنك بعده ،فتولى باعتزاله الملك الهند انتهت فى داخلية
1اهـ- 91 - 1 070 ( ذيب باسب! أرفي الأوربيين عند ،ويعرف العالم ملك أى جير عالم
على القسوة ازداد فى ولكنه ، الصالح السلف عهد بهذا يعيد أن وأراد ، وتقشف زهد
قد أعفوا منها من عهد الجزية عليهم ،وكانوا الإسلام ،فأعاد فرض على ليحملهم الهندوس
المسلمين، حكم أثارهم هذا على المسلمين ،وقد الخراج معاملة فى وعوملوا اكبرخان
الأوربيين بين الفريقين ليضعفوهم من فيها الإنجليز وغيرهم كثيرة لعب بسببه حروبْ وقامت
إليه يضف بهذا ولم اكتفى جير عالم ،وليت الهند فى بمطامعهم هذا بعد ،ويظفروا جميعأ
بهذا عليه أيضا. ،فأثار الشيعة السنة أهل من بالهند ،لأنه كان الشيعة مسلمى مخاصمة
،وكانت بمراكش السعديين دولة القرن هذا به فى كان فقد الإسلامى وأما المغرب
ألجزائر وتونى بلاد المغرب من فى القرن السابق ،وكان ما بقى من كما سبق دولة صغيرة
منها فى أسوأ كانت القرن هذا فى السياسية المسلمين بأن حالة أن نحكم يمكننا وبهذا
الدين شهاب ذكر ،وقد هذا القرن العلمية فى حالهم كانت ،وكذلك القرن السابق
اندثروا فى - إستانبول - القسطنطينية علماء كبار ! أن الألبا كتابه " ريحانة فى الخفاجى
،وغلب اندثر العلم حتى ، العلماء قتل على اجترؤوا والوزراء السلاطين وأن ، زمانه
الدولة، لورير هذا أنه شكا ذكر ،ثم لهما أهل غير هو من والفتوى ،وقام بالقضاء الجهل
بلا ماء له بحر العَروض مثل به يُشَدُّ ازرَ الوزير ولا هذا
جودت علماء هذا القرن ،وقد فمثَل هذا الحديث من الدين الخفاجى شهاب وكان
قوأنين الطريقة اخذت ألف بعد سنة " :ومن فقال - تاريخ جودت كتابه - باشا فى
أمر ،وكثر ا اء!إ!صالح، فى كل فالتسا العلمية ونظاماتها تتغير ،
يُعزلون العسكر قضاة يمييتجقها ،فصار الأحوال ب!عطاء المناصب إلى يخا!- قضت حتى
لحسبود! زيان توليتهم فرصة منهر!ا بتلوا فى مدة وجيزة ،فالذين لغير ذنب
يبيعون - العلماء - الملوات وصار ، أهلها غير إلى المناصب يوخهون ،فكانوا اغتنموها
قانونها ونظامها وبغير بزيادة عن تعطى صارت ،كما أن اوراقها الملازمة أيضأ أوراق
هذان اختل نظامها فباحتلال ، والعلماء التدرش! لطريقتى إنها مدخل وحيث ، طريقها
الدرهم بواسطة ملازمين والضباط المقاطعات وأمراء عواتم الناس وصار ، أيضأ الطريقان
ولم ، بالجهلة العلم فامتلأ صحن ، وقضاة مدزسين صاروا ييرة برهة ،وفى والدينار
،تركوا مدارسهم العلوم فى بتدرش! المدرسون يشتغل ،وبينما كان الجاهل يتميز العالم من
المعدود منه شيئا / الصنف ذلك فى يعتبر وجوده المدرسة مدرس الفعلية ،وصار الخدمة شرط
092
إلى لا يذهبون المدرسون صار حتى فثيئَا ، .تزداد شيئأ الأمور هذه برحت وما ، وهميا
المدارس ،وبعد أن صارت هى جهة أئ ،وفى محلها عن ،وربما لا يسألون مدارسهم
بلا كاسم وهمية إلى مدارس التدرش! ،كان يوخه ولم يبق إلأ عرصاتها خرابا واحترقت
، المدارس وظائف من هو الذى أمر التدرشى المدزسين ،وتنوسىَ ،وكثر عدد جسم
،أو عن إلى أخرى مدرسة بالنقل من ترفيع الدرجة عبارة عن التدريس وظيفة وصارت
منع الذين هم لأجل وضع الذى الامتحمان---الأصحولى أنه كان ،على تربالرتبة مجرد
يطلِة المدارس القانونية، كان مخصصصَا أنه ،غير هذه الطريقة ما برر!عى ليسوا من اهل
،أما المنسوبين ،وبعض المعتبرة البيوت لذوى مفتوحا بلا امتحان الرؤوس أخذ باب وبقى
أن لا يلبثون ثم ، سنهم حداثة على التدرش! وظيفة ينالون ف!نهم والقضاة أبناء الصدور
يدفيَ أن المولوتة قبل تاتيه نوبته فى كانت منهم الواحد إن حتى ، الوظائف فى يترفوا
،ولكن الوقت العلوم فى ذلك الكمال وحصل اكتسب بينهم من عذاره ،وقد كان يوجد
لكلفون فلا الأبوىِّ ، الإرث بنظر العلمية والمراتب المناصب إلى ينظرون كانوا أكثرهم
الدولة رجال الوزراء وبعض ،وأخذ ا!-لة استمروا فى التعلم ،ولذلك مشقة نفوسهم
الطريقة هذه امتلات ،حتى العلمية الطريقة فى لا فائدة فيهم ممن وكثير أولادهم إدخال فى
قدر يبق لهم ،ولم العلماء جاه ،فنقص العالم وابخاهل الترقى فى ،واستوى !الجهل
الملتزمين جهة من بإشعار كانجوا يعزلون إنهم ،حتى الناس عند ولا الدولة اعتبار عند ولا
على إلى مداراة الظلمة للمحافظة العلماء والصلحاء وجدَ بينهم من من والجباة ،واضطر
فى طريق فى طريق التدرشى ما حصل حال لم يحصل ،وعلَى كل ناموسهم وشرفهم
لم تزل بايزيد فى مدرسة والللازمه ،وأصول الامتحانرورهـس !سمية يعر
لم يبق الا الاسم ،بحيث مختلا للطريقة العلمية أصبح الأصلى الوضع باقية ،ولكن
مباينا لأصول فأضحى ،واما الرسم مخالفا للصئى فصار ،اما الاسم فقط والرسم
القوم وجهلتهم سفلة استعمال ،وهى شنيعة الأمر سببا لبدع هذا ،فصار العلماء المستحسنة
،بل كان علة لرواج القضاء منصب ولا يكتبون كالملاحين والخدمة قى الذين لا يقرؤون
أمر فى ، البال فى لا تخطر عظيمة مضراتِ ولوقوع ، العلمية بالطرق البطالة والجهل
الخلل الواقع فيه، إصلاح ولزوم بقبحه الأمر قد استشعر العباد ،وهذا حقوق إحقاق
المقاصد كانت ،فلذلك مما لا يمكن واحدة دفعة ازالته أن ،غير الأمور أهم من ذلك ورؤى
!ريج. متو
ولا غرابة بعد هذا فى أن يقوم علماء -إستانبول -ويقعدوا فى هذا القرن لأن تركئا
YU
، الشيطان عمل من فيها ،فيفتوا بأن المطبعة رجس مطبعة أهلها أراد أن ينشىء من
عشر السادس القرن من ليهود عبرية بها مطبعة يوجد أنه كان ،مع إنشائها دون ولحولوا
القرن أوائل من وعربية سريانية ،مطبعة ( فرجيا دير فى بالشام يوجد وكان ، الميلادى
فيه، علمية للمسلمين جامعة الاْزهر فى هذا القرن ،وكان أشهر كان حال وكذلك
صاحب الدولة العثمانية التركية ،فقد ذكر ولايات ولاية من قد صارت مصر هـان كانت
كان يلفب أنه الشافعى الدين الوبرى على شمس الكلايمِ -فى الأثر كَاب -خلاصة
والعباب الروض وشرح المْزُنى فى الاْزهر مختصر درس من شافعىَّ رمانه ،وأنه كان آخر
فاَثروا كتب عزائمهم عنها قصرت بعده العلماء لأن ، القديمة المطولة الكتب من وغيرها
المتأخرين عليها.
الاسلام شيخ أفنى حتى ، القرن هذا فى المسلمين بين سوةا العلم زاد حال وبهذا
العلماء شأن فانحط عالما ، يكن لم ولو العالم لوظيفته ابن العثمانية التركية ب!رث بالدولة
مجذوبا -أن رجلا الا!ثر -خلاصة كتاب ذكر صاحب المتصوفة ،حتى جهلة وارتفع شأن
فى يبالغون كانوا العلماء كبار وأن ، الأرهر الجامع بباب يقيم كان فايدا المصرى يسمى
إليه بالجلوس أشار فإن ، يديه بين ؤقف منهم واحد فإذا زاره ، له والخضوع اعتقاده
هو من نفسه. أو يضرف يأمره بالانصراف واقفا حتى لبث دمالا ، جلس
من عالما عشر القرن اثنى الرومى فى أواخر هذا مصطفى يسمى وقد استفتى شخص
وهى الهوية عندهم والشنَّاوية ،وعن الدمرداشية والخلوتية بطريقة الثه ذكر الأزهر عن
. . . ،ثم يقولون :هو هو هو فى بعض أيديهم بعضها الذكر وقد وضعوا دورانهم فى حلقة
،ومحمد الثافعى الأحمدى السؤال الأول أبو الخير المرحومى الشافعى ومحمد فأجابه عن
الشنوانى، ،وأبو الصفا الثافعى ربه البربرى ،وعبد الأزهرى ،وأحمد المالكى المهلهل
العجمى أحمد بن الثانى أبو العز السؤال عن وأجابه ، الإنبابى المالكى عامر بن وعلى
الثراخيتى وسليمان ، الشرنبلالى الحى وعبد ، الرملى والشهاب ، الوفائى الشافعى
ما يفعله بجواز أجابوه ،وقد الأزهر علماء من ،وكلهم الافعى الخليل ،ومحمد المالكى
الغنى عبد الشخ إلى منهم الفتوى هذه فيه ،فحمل مما استفتاهم الصوفية الطرق تلك أهل
فى هذا أعلام التصوف فى رحلته ( )1وكان من ،وأطلعه عليها فذكرها النابلسى المتصوف
الحديث فى درسا يُلقى عليهم أن الأزهر للجامع زيارته فى الأزهريون سأله ،وقد القرن
الحقائق. علوم ممارسة فيه من مما هو يُنقص بأن هذا فاعتذر
292ة
فى كان إنكارهم المتصوفة ،ولكن أولئك القرن على متفقهة هذا بعض وأنكر
المتصوفة من على الغالب فى إنكارهم الدنيا ،ولهذا كان المنافسة على لأجل الغالب
فى التدريس تولى لما اْن المناوى ذلك ومن ، الأميين المتصوفة من غيرهم المتفقهين ،دون
وقفًا على فيها كان لا"ن التدريس ، لذلك الشافعية من الأزهر ثار علماء الصالحية المدرسة
عنه لا يعرف رجل أن يتولاها العادة ،فأنكروا فى الأزهر الجامع شيخ ،وهو اكبر علمائهم
فى الضغينة فأثار هذا ، العلم فى عنهم لا يقل أنه كان مع ، التصوف أهل إلا أنه من
أطرافه وبدنه من فى هذا نقص ،وتوالى عليه بسبب دستُوا له السم حتى حساده نفوس
. م ؟16 ا 1هـ = 310 سنة مات ،حتى كثرة التداوى
الدين الحنفى فى رسالة صفى علماء هذا القرن محمد من المتصوفة وممن أنكر على
الصوفية م ،ورد فيها على 3916 هـ= 011 5 المحرقة -ألفها سنة -الصاعقة سماها
، الف!اد القرن إذا تغالوا فى هذا فى انلتصوفة هؤلاء أحيانا على يثورون الناس وكان
والنساء يجتمعون الرجال ،وكان م 8916 هـ= 111 0 المتوفى سنة العُليَمى ثاروا على كما
بسيوفهم الجنود وانهالوا عليه ،فثار عليه قبيحة مفاسد الاختلاط هذا من ،ويحصل عنده
فى هذا نظمَا جاء فيه: الحجازى قتلوه ،فقال الشيخ حسن حتى
العصر إلى أسوا حالات الافحطاط فى هذا القرن يصلون المسلمون فى وبينما كان
يقابل القرن لا"ن هذا ، الحديث العصر إلى النهضة عصر من أوربا تطفر القدريم ،كانت
الثقافة أوربا فيه على ثارت إذْ ، الحديث مبدأ العصر يعد ،وهو الميلادى عشر المابع القرن
فى الهدم ، النهضة قد مضى ،وكان عصر ثقافة جديدة بناء منها يقصد القديمة ثورة عظيمة
الثورة يخها مراجل تغلى القرن هذا أوربا فى البناء ،فكانت فى يمضى الحديث العصر فأتى
دينية تواصل ثورة القديمة ،إلى الفلسفة على علمية ثورة ،فمن ناحية كل من القديم على
الأوربية، فيها الشعوب تنهض اجتماعية ثورة ،إلى السابق القرن لوثر فى ما قام به مرتين
أن سيادة البحار فى شق هذا القرن ،وقد دولة أوربية فى هولندا أعظم وكانت
وكان ، القرن هذا فى هولندا عليها فاستحوذت ، لأسبانيا والبرتغال كانت السابق القرن
392
من وغيرها أوربا بين التجارة زمام بأيديهم صار حتى ، البحار بقادة فيه يلقبون أهلها
الهندية الشركة أشهرها ،من تجارية عظيمة شركات بلادهم فى أنشئت ،وقد القارأت
رحلاتهم اقتفوا أثر البرتغاليين فى ،وقد م 2016 1 0هـ= 11 سنة التى أنشئت الهولندية
مملكة منهم ينتزعون وكادوا ، أمريكا إلى تبعوهم ثم ، والهند الصين إلى التجارية
كانوا هؤلاء لأن ، البرتغاليين طريقة تخالف طريقة التجارة فى لهم وكان ، البرازيل
فيها ينزلون البلاد التى بهايم إلى يسيئون فكانوا ، والسياسة والدين التجارة بين يخلطون
ترك ديانتهم واتباع فى حملهمْ على أهلها ،وشعون انتزاعها من على للتجارة ،ويعملون
منهم بضائعهم شراء وفى ، الأثمان بأغلى لهم بضائعهم بيع فى ،ويجتهدون النصرانية
البلاد ،وساعدوهم أهل إليهم اجتذبوا حتى كله ذلك فى الهولنديون ،فخالفهم بأرخصها
جزر على واستولوا ، الهند مع الخارة منهم فانتزعوا ، البرتغاليين انتزَاعها من على
عام يقيم فى فيها ،وحاكم موزعين لهم سبعة حكام ،وصار جاوة وغيرها من الأقيانوسية
هذا القرن أوربا فى باقى شعوب فى وصناعى وتجارى سياسى نهوض هناك وكان
فرنسا سنة ،وقد تولى ملك تقدم ونهوض بفرنسا عهد الرابع عشر لويس أيضا ،فكان عهد
أزهى م ،ويعذ من 15V1 هـ= ملكه إلى سنة 1127 م ،واستمر 1643 هـ= 01 53
، ،مثل كوندى الشهرة فى العلم والحرب أصحاب فيه كثير من فرنسا ،وقد ظهر عهود
، وبوسوى ، وبولو ، ولافونتين وموليا ، وراسين ، ولوفو ، وكوبير ودوكازن ، وتورين
هـ= 7701 الملكية سنة أكاديمية العلوم عهده فى ألئت وقد ، ولوبرون ، وفنيلون
تقوم بالتجارة بين فرنسا شركة وخمسين خمس لفرنسا نحو عهده فى ،وكان ام 666
أواخر فى عملت قد كانت الملكة أليصابات لأن ، إنجلترا فى الحال كان وكذلدُ
فيه العلوم فانتشرت ، الإنجليزى بالشعب النهوض على القرن هذا وأوائل السابق القرن
فقامت ، م 016 0 = هـ 01 90 سنة الشرقية الهند فيه شركة وأنشت ، والصناعات
للحكومة سائغة لقمة القرن هذا فيما بعد ستقدم التى وهى ، بين إنجلترا والهند بالتجارة
للعلوم ،وكالن محبا أليصابات الملكة بعد بالحكم إستيورت جيصيى الملك الإنجليزية ،وقام
،فقام الحكم فى الملك كارلوس بعده انجلترا ،وقام فى نشرها على أيضا ،فعمل والمعارت
الملك، يقوم بجانب نواب فى إنجلترا ،لأنه كان للانجليز مجلس داخلى خلاف فى عهده
الملك عهد فى ،ولا سيما مقاومة إرادة ملوكهم على لم يكونوا يجسرون أعضاءه ولكن
عليهم، الملوك وحدهم يتسلط أن لأجل خلقوا الناس عامة أن يعتقد ،لانه كان كارلوس
492
،حتى عليه أوليفر كرومويل ثورتهم ،وتولى م 1642 1هـ= 0 52 عليه سنة الانجليز فثار
رئيسَا أوليفر كرومويل ،فاختاروا بحكمهم تقوم شعبية جمهورية وتأليف عزله من تمكنوا
فاختاروا ، عهده! الانجليز فى أمر اضطرب أن إلى فيهم الجمهورية هذه ومكثت ، لها
لأنها ، عبثا الثورة لم تذهب هذه ،ولكن عليهم ملكا الأول الثانى ابن كارلوس كارلوس
، الاستبدادى الحكم الاَتى على القرن أوائل فى الكبرى الإنجليز لثورتهم نفوس هيأت
علمية فيها كانت النهضة ،ولكن هـانجلترا فرنسا الحال فى مثل إيطاليا الحال فى وكان
عالم إلى تنسب ،وهى م 3016 1هـ= 0 12 اللينوسية سنة فيها الجمعية ،فتألفت محضة
الجمعية بعدها قامت ،ثم شيزى فردريجو المركيز برعاية تحظى ،وكانت لينوس نباتى يسمى
مدينة مقرها ،وكان م 1657 1 0 6 Aهـ- سنة الفلورنسيين الطيعيين مدرسة المعروفة باسم
فلورنسا.
نهضتها فى السياسة ونحوها، من النهضة العلمية بأوربا فى هذا القرن اعظم وكانت
فيه ،ولا تقع فيما وقعت التجربة الصحيحة أساس بها فلسفة حديثة تقوم على إذ قامت
الصرف النظرى إيثار البحث فى مجراها تجرى ولا ، الفاسدة الأوهام القديمة من الفلسفة
ما وكثيرأ ، الإنسانية بشىء لا يفيد الصرف النظرى البحث لأن ، العملى البحث على
. فائدة غير فيها من الزمن يضيع أوهام فى يجرى
هـ= 1 0 61 - 1 0 0 5 ( الفرنسى ديكارت رينيه الحديثة الفلسفة منشئى أشهر ومن
فصَّل الذى المنهج لأنه صاحب ، الحديثة الفلسفة له أبو ) ويقال م 0165 - 6915
العصر لمدارس نسبة - المدرسية والمناقشات القيود اللفظية من ،وحررها وفروعها أصولها
فيها ،وكان أرسطو تحكم من الكنيسة ،وخلصها سلطان وأطلقها من الوس!يط بأوربا -
منهج وضع إلى اهتدى /حتى بشغله يزل ،ولم " القرن هذا فى ما يشغله أهم الفلسفة تجديد
على ،لأنه اقتصر الآتى بيكون فرنسي! يمتاز على ،وبهذا العلوم كلها على يطمق رياضى
، رينيه ديكارت درسها كما وفروعها الفلسفة أصول يدرس ،ولم المنهج التجريبى دراسة
المعلومات إلى أن طريق ،فذهب أرسطو منطق بالثورة على منهجه وبدأ رينيه ديكارت
هو ،رالحدس والقياس :الحدس فكريان عملان الصحيح الاستدلال واساس الثابتة
الحقائق أو ، والحركة المركبة كالامتداد غير الأفكار بها ندرك أن نستطغ التى الغريزة
لشىء أن المساوين ،مثل وأخرى بين قضية ،أو الروابط وأنا موجود أنا أفكر الثابتة ،مثل
عليها الحقائق التى يعتمد الوسيلة لاكتساب هو الحدس ،وبهذا يكون متساويان واحد
غير قياش عليها ،وهو عامة تصدق أصول بواسطة ،والقياس هو إثبات قضية الاستدلال
YAC
الحدود والأشكال وضع غير اعتماد على من بأخرى قضية ،لأنه يراد به ربط أرسطو
تدرك فكرية مشمرة أسس إلا على 3القياس عند رشيه ديكارت يقو ،فلا المعقَدة وقواعدها
أرسطو، الظنية كقياس فيها للقضايا مجال ولا ، انفراد ووضوح على شىء كل
فيه، لا لبى فى وضوح عرفناه كذلك إذا إلا حق أنه نقبلَ شيئا مطلقا على ألآَ ا -
الحقيقة أيا كان فيه إلا على نعؤل ،ولا صحتها الموروثة التى لم تثبت فلا نتأثر فيه بالأفكار
أجزائه، لنرد المركًب إلى ، ما أمكنتنا القسمة نبحثها التى القضية نقسم أن - 2
أفكار واضحة. مجموعة العلم من نؤلف ،حتى إلى السهل الصعب ونرجع
وهذه ، تعقيدا بأكثرها وننتهى ، بأسهلها فنبتدىء ، بنظام الأفكار نأخذ أن - 3
شيئا أننا لم نهمل نتأكد من ،بحيث تامة عامة واستقراءات ب!حصاءات أن نقوم - 4
فى بالحقيقة واجتهد منهاجه أنه بعد أن هام فى رينيه ديكارت على بعضهم وأخذ
إلى شخص يتغير من أمر نسبى مقياسا لها ،وهو طلبها انتهى أمره إلى أن اتخذ الوضوح
الذى بالوضوح ،لأنه يريد به رينيه ديكارت لا يؤخذ هذا ،ولكن أخرى بيئة إلى اَخر ومن
م ) 1626 - 1561 اهـ= 360 - ( Ali الإنجليزى بيكون فرنسيس أشهرهم ومن
اسم تحت جمعها فى هذا رساثل بالعلوم الطبيعية ،وقد وضع وكان أهم ما يشغله النهوض
والغرض ،وبينَ موضوعها كاملا إحصاء فيه العلوم ،أحصى العلوم تصنيف - ا
العلمية، مهملة أراد إدخالها فى دائرة البحوث بحوث نحو الأنظار فى ذلك منها ،ووخه
الأهم من هذا التصنيف. كأنها الغرض ظهرت وعُنى بالعلوم الطبيعية حتى
ما فيها على بنقد الجامدين ،وبدأه الطبيعية بالعلوم ،خصه الجديد الأرجانون - 2
إلى حاجة فى ،وأنها ليست غايتها بلغت العلوم أن رعمهم فى ،وخطَأهم به أرسطو جاء
فى وجمعها ، العلمى البحث تعوق التى الشائعة الأخطاء بعض قام بدراسة ،ثم تجديد
وأوهام ، عام بوجه الإنسانى العقل نقص إلى ترجع التى الجنس :أوهام أنواع أربعة
التى تنثمأ من السوق وأوهام ، وتربيته عاداته فيما ألفه من الشخص تحبس التى الكهف
كان لما أنه ذكر ثم ، والفلاسفة العلماء من الخاصة وأوهامَ ، ومعاملتهم الناس مخاطبة
692
منها ،ثم تعصمه طريقة واضحة له عن أن نبحث لهذه الأخطاء وجب دائمَا العقل عرضة
التجريبى وبيان مراحله المنهج أصول اهتدى إلى وضع هذه الطريقة حتى عن أخذ يبحث
،لأنه يضطرنا وجوهه بأنه وسيلة عقيمة فى كثير من أرسطو قياس فى ،وطعن وقواعده
الأفكار ببعض، بعض فى ربط فيها ،داذا كان قد نجح الشك إلى تسليم مقدماته وعدم
العلمية، الاْصو ق إثبات يمكنه ولا ، جديدة أفكار كشف إلى له مطلفا ف!نه لا سبيل
لفهم الوسيلة لأنها هى ، التجربة هو الصادق ،وانما العلم عنده والنتائج سواء والمقدمات
التجربة على وليعتمد ، إليها نفسها فليرجع الطبيعة أراد اْن يعرف ،فمن الكونية الظواهر
فيها.
الظواهر الكونية ،ولا يريد صور هذا المنهج أن يكشف من بيكون فرنسي! ويقصد
لا ،وكذلك الهيولى منها ما يقابل يريد أرسطو ،وكان منها ما أراده أرسطو الصورة من
ولهذا ، الذاتية ومميزاتها ، للأشياء الحقيقية الخصائص يريد وإنما ، أفلاطون مُثل منها يريد
بالهيولى الصورة اتصال على يترتب فى الهيولى عند أرسطو الذى تحدثه الصور التغيير كان
، الفضاء فى المعين للجسم الوضع على بيكون عند فرنسيس أو انفصالها عنها ؟ ويترتب
حركة هى و(نما التغيير ، ليُحدث إليها الهيهولى يضاف أمرأ خارجًا عن فالصورة عنده ليست
بينهاا منها وما يحدث الجسم التى يتألف الصغيرة فيها الأجزاء اْن يراعى فيها ،فيجب داخلية
القرن السابع التى سادت الكمِّ أنصار فلسفة من بيكون فرن!يس ،وبهذا كان حركة من
ومقدارها إلى شكلها الا"شياء بالرجوع إلى توضيح التى ترمى ،وهى الميلادى عشر
الدقة لتمنحها ، الطبيعية الدراسة فى الرياضيات استخدام إلى هذا دعاه وقد ، وحركتها
هذا الحد ولم يتمه ،وأما عند منهجه الجزء الثانى من فى بيكون فرنسيس ووقف
متفرقة. منها إلا بحوث يوجد الستة فلم أجزائه من الأربعة الأخيرة الأجزاء
له م ) ويقال 1642 - 1564 1 0هـ- 52 - ( 729 الإيطالى غليليو أشهرهم ومن
القديمة بالتنديد على الفلسفة على يبدأ ثورته وهو ، البحث فى التجريبى أبو الا"سلوب
1 0هـ= \ r - سنة غريب نجم ،ولما ظهر تغيرها وعدم السماوات ثبات فى اْرسطو مذهب
أنه لو كانت هذا من استنتج ،ثم فلكنا عن أنه خارج على البرهان أقام غليليو م - 016 4
السابق كوبرنيكوس مذهب اختيار إلى واذَاه هذا إلينا ، ياتى أن أمكنه لما لا تتغير ثابتة السماء
لبرشى وكان ، عملية يثبته بتجربة أراد أن ثم ، العالم هذا مركز الشصى أن وهو ،
ويقرًب ، النظر قوة فى يزيد م ) منظارا 8016 هـ= 01 ( 17 سنة اخترع قد الهولندى
غليليو فأخذ ، التلسكوب وهو ، البعيدة ويقربها الصغيرة الأجسام ويكبر إلينا ، النجوم
792
فى إثبات إلى غايته ،ثم قام بتجربته وصل حتى المنظار هذا فى اختراع منظار يفوق يجتهد
الأساطير، من ما يقوم حولها به على إلى المجرة قضى ،فلما وجهه كوبرنيكوس مذهب
به شاهد القمر إلى ،ولما وجهه الفضاء فى منثورة النجوم من كثيفة أنها مجموعة وأثبت
أربعة أجسام شاهد المشرى نحو ،ولما وجهه الأرض يشبه أنه عالم ،وأثبت وظلاله جباله
إليه يذهب الذى إلا نظاما دقيقا للنظام الشمسى ليس له أن هذا ،فخطر حوله تدور صغيرة
قد كوبرنيكوس ،وكان القمر كأوجه به أوجها شاهد الزهرد إلى ،ولما وجهه كوبرنيكوس
الذى الشكل النظام الثممسى على بأن تركيب ؟ فحكم النظر الرياضى إلى ذلهك بطريق سبق
غليليو بهذا أنصار القمر ،وأسخط لعطارد والزهرة أوجه كأوجه أن يكون يقتضى إليه ذهب
من فامتنع ة كوبرنيكوس تأييد مذهب يمنعه من أن البابا على فحملوا ، القديمة الفلسفة
كتابَا م ) فألف 1632 1 0هـ= 42 ( سنة عاد ،ولكنه والسجن التعذيب تأييده خوفَا من
،وثاق من أتباع ارسطو، أتباع كوبرنيكوس من بين ثلاثة رجال :واحد محاورة شكل على
،فأقبل كوبرنيكوس تنتهى بانتصار صاحب محاورة كل وثالث يدير المحاورة بينهما ،وكانت
الفلسفة القديمة على هذا أنصار ،وحمل إقبالا عظيما قراءة هذا الكتاب على الجمهور
فى يُحكم وكان ، التفنيش ديوان إلى إليه ليقدمه البابا/ فاستدعاه ، ثانيا للبابا منه الشكوى
سببًا هذا ،وكان رأيه عن توبته ورجوعه البابا أمام وأعلن غليليو ،فخات بالحرق هؤا مثل
ومنع قراءة كتبه. عليه بالسجن الكرادلة بالحكم فى اكتفاء مجمع
التى الفلسفة المدرسية خصوم من الإنجليزى ،وكان هوبس توماس أشهرهم ومن
إلى الفلسفة وقسم ، الطبيعية والكونية الدراسات ،وآثر عليها أرسطو فلسفة على تعتمد
هو الذى المجتمع تدرس سياسية ،وفلسفة وظواهره الكون تدرس طبيعية :فلسفة قسمين
الظواهر الكونية إلى أن غاية الفلسفة توضيح كؤَنته إرادة الإنسان ،ثم ذهب صناعى جسم
ولا ، وفقها على تجرى قوانينها الثابتة التى وردِّها إلى ، وأسبابها ببيان عللها الإنسانية
العالم ينكر فكان ، بالمادة إلا لا يؤمن لأنه كان ، الغاية هذه عنده الفلسفة تتعدى
فى وخرج ، الفلسفى البحث دائرة من والاْلوهية الإيمان والعقيدة ويخرج ، الروحى
الملكية أمانة أن ترى وهى ، المقذَس الحق نظرية من قبله معروفا ما كان على السياسة
وكان ، اجتماعية حاجة الملكية أن إلى فذهب ، له التعرض لا يصح إلهى وسر سماوية
الحكم وأنصار ، المقدس الحق بنظرية القائلين المطلق الحكم أنصار بين وسطا بهذا
نظرية العقد الاجتماعى، أساس ،وأقاماه على وروسو دعا إليه لوك الذى الدستورى
قبله ،بل يرى بطبعه كما كان يراه من أن الإنسان مدنى لا يرى فى ذلك هوبس وتوماس
أفراده إلا بمصلحته فرد من كل ولا يؤمن النظم والقوانين ينفر من متوحش أنه همجى
892
يتركوا أن إلى الحاجة الجأتهم أن الى ، المصلحة هذه سبيل فى يقتتلون فكانوا ، الخاصة
لا حبا حبا لأنفسهم يتعاونوا ؟ وأن منها أعظم أخرى مطامع لأجل مطامعهم بعض
هناك بان يكون ،ويقضى الذات حب يقوم على اتجماعى لهم بهذا عقد ،وكان لغيرهم
إلى وحثيتهم يعودون كيرها لها المتعاقدون ؟ لأنهم إذا تُركوا من يذعن عظمى سلطة
الحاكم أو الملك ؟ !اذا كان هو واحد شخص تتمثل فى السلطة العظمى الأولى ،وهذه
؟ فإنه مَهد به لمن يخرج الحكم الاستبدادى فى عصره بهذا على لم يخرج هوبس توماس
له. التعرض لا يصح حقا مقدسا للملك عليه بعده ،لأنه لم يجعل
إنجلترا ثورة فكرية يختلف فى عاصر الإنجليزى ،وقد لوك جون أشهرهم ومن
ما راَه أو هو ما أراده الشعب هو :هل الخير فى ء فيختلفون كبيرا فيها اختلافا المفكرون
من ثابتة لهم طبيعية حقوق لهم :هل الإنسان بنى فى ويختلفون ؟ خيرا أو الحاكم الملك
هذا غير إلى والحياة المدنية ؟ المجتمع وليدة الحقوق دهانما ، لهم لا حقوق أو نشأتهم أول
الأفراد فى بعض ثابتة ،كحق طيعية هناك حقوق ليس أنه لوك ،فرأى جون خلافاتهم من
حكومته أن تكون ،فيجب الشعب من سلطته يستمد (نما إلى أن الملك ،وذهب التملك
كل وفصل المساواة والحرية إلى وتدعو ، وتنفيذها ،تحترم إرادة الشعب دستورية حكومة
التسامح الدينى ؟ فلا أساس ؟ وتقوم على الأخرى والقضائية عن التشريعية السلطة من
،وكان الحكومة الكنيسة عن افصل ،بل يجب عقائد الناس فى الملك أو الكيسة يتدخل
شروط ؟ ومن حياة مدنية منظمة أن يعيشوا فى أن الناس قد تعاقدوا على لوك يرى جون
أن يجاوز لفرد أو سلطة فيها لقيود ثابتة ،فليس فرد أو سلطة كل أن يخضع الحياة هذه
فى نظرية العقد هوبس ويهين توماس بينه غيره ،والفرق حق على دائرة نفوذه it ،يتعدى
حياتهم كانوا قبل ،لأنهم للناس جديدة حقوقا يخلق لم العقد أن هذا أنه يرى الاجتماعى
الحقوق من هذا الى وما ؟ الأبوة وحق ؟ التملك ؟ كحق الحقوق ببعض المدنية يتمتعون
لوك لاَراء جون وكان . هذا فى يخالفه هوبس وتوماس ، لخلقه الله تعالى وضعها التى
لها أثرها كان فيه ،بل عليها الكلام ،وسيأتى الآتى القرن أوائل فى إنجلترا ثورة اثرها فى
،مثل الفلاسفة هؤلاء شأنا عن لا يقلون آخرون فلاسفة القرن هذا بأوربا فى وكان
قانون نيوتن س!نبط إسحاق السيارة ،ومثل انكواكب قوانين حركة كبلر مستضبط جوهان
ومبادئها الدينية أصولها الفلسفة العقلية الرياضية فى اسبينورا صاحب الجاذبية ،ومثل
للفلسفة الحديثة كأرسطو للفلسفة كان الذى ليبنتز ومثل ، غاياتها ومقاصدها فى الصوفية
992
توريشلى ،ومثل الغازات خصائص بدراسة اشتهر الذى بؤيل "روبرت القديمة ،ومثل
فى طبيعة الضوء التموّجية. الذى اشتهر بالبحث البارومتر ،ومثل هوجنس مخترع
السابع ا!رن أ الثانى من النصف فى أوربا واضحا فى العلمية النهضة اْثر هذه وظهر
الطبيعية العلوم فى فيه لّقدم عظيم ،وحصل العلمى البحث فى عظيم ،فامتاز بنشاط عشر
بانجلترا ،وتالفت أكسفورد جمعية ،مثل العلمى للبحث فيه جمعيات ،وتألفت الرياضية
تأسيس من بيكون به فرنسيس ما كان يحلم تحقق م ،وأرادت 1645 هـ- 5501 سنة
طريقته فى على ،ويجرون الفلسفى فيها منهجه يطبقون ،فأخذ أعضاؤها علمية جمهورية
وهذه ، مثالها وألمانيا على فرنسا فى علمية جمعيات بعدها تألفت ،ثم العلمى البحث
. العلوم لتقدم الملكية الجمعية الآن باسم قائمةْ بانجلترا ،وتعرف لا تزال الجمعية
وصلنا وما العلوم تلك فى التقدم إليه أوربا من ما وصلت بين نوازن فإذا اْردنا أن
هذا الطبية عندنا فى الإجارات من طبيتين إجازتين إلى ان نرجع التأخر فيها ،وجب إليه من
: القرن
الأطباء عمدة ، الأجل الشيخ من ديباجتها ى ف ورد كما فهى الأولى فأما الإجازة
بالديار المصرية، الاْطباء ،رئيس اطضفى الصايغ بن الدين شهاب ،الشيخ الاْلبَّاء ومنفاج
الدين ،الشيخ زين الأجل تلامذة الشيخ ،أحد بن عزام المحصِّل محمد إنجازة للشاب
سنبينه: ،كما الفصد لرسالة حفظه ،على الجراحين رئيس المعطى عبد
لخدمة اختاره من عباده من وفق دثه الذى الحمد العناية ، منه أستمد دنّه إ الحمد
ممر االاْوقات ،على المستقيم ،والنهج القوثم للطريق شاء من ،وهدى الفقراء والصالحين
بن الدين محمد عندى الشاب المحصل شص! والأزمان إلى يوم الدين -وبعد -فقد حضر
وشيخ ، العارفين الصالحين بقية السلف الصالح الشيخ الجراح بخدمة المتشرت ، عزام
، رسلان بإبن المشهور المعطى عبد الشيخ وهو ، المنصورى بالبيمارستان الجراحين طائفة
اللطيفة الرسالة علىَّ جميع ،وعرض الصالحين العارفين أسافه ،ورحم نفعنا الثه ببركاته
المنسوبة، المنافع عليه من ،وما يترتب وأوقاته وكيفيته وشروطه معرفة الفصد المشتملة على
الأنصارى()1 بن ساعد الدين محمد الإمام العلامة التمام ،شص! والرسالة المذكورة للشيخ
حسن على دل جيدا عَرضَا بمئه وكرمه جناته بحابيح ،وأسكنه ورحمه له سعيه اللّه شكر
الكتب من وغيرها ، روايتها بحق عنى يرويها أن أجزته وقد ، المذكورة للرسالة حفظه
الطبية ،ابخ.
مخطوطة منها نسخة -نهاية القصد فى صناعة الفصد -وتوجد ( )1هذه الرسالة تسمى
السابق:
جعل الذى دلّه الحمد - العون أستمد الكون ممدِّ :من الرحيم الرحمن اللّه 9بم
حديثه بعدما كانوا فى سقم أفهامهم بصحيح علل ،وداوى شفا المحمدى لهذه الأمة بالطب
لنا نعم وافئا يكون شكرا واْشكره ، به الضعيف يتقوى حمذا ،أحمده شَفا على الباطل
جعل له الذى لا شريك لا إله إلا الله وحده أن وأشهد ، اللطيف الحكيم عند العلاج
قطع الذى عبده ورسوده أن محمذا ،ونشهد أنفع العلاج للابدان من والحجامة الفصد
هذه الرسالة على السادة النساك -وبعد -فقد وقفت اكه وأصحابه الاشتراك ،وعلى عرق
لوذعى ،نظم والحجام الفصد صناعة ببرء الآلام فى ،الموسومة الكريمة والمقالة ، العظيمة
،التى ومهرة صنعة ،الجراح القيم شهرةً محمد الدين وأوانه شمس عصره ،وألمعى زمانه
الشربينى الجراح ، الدين محمد ،الشيخ شمس الفضائل ،حاوى للث!يخ الفاضل أصلها
من والريحان العبهرى وشذا ، رائحة قبره غادية على والرضوان الرحمة شاَبيب لا زالت
هذا فى ،إذ هى والفاصد المفصود على فيما يجب بغاية المقاصد ،الموسومة فائحة مرقده
الا!لفاظ لمشكلات وحل ، دمامعان قراءة إتقان عليه قرأها ؤقد ، المقاصد أسمى الفن
تلك ضبط الفوائد ،وليسهل تلك حفظ لتيسر أن ينظمها والمعان ،فلم ير بدآ من
،كالتبر المنشك، نَور الأثمار من ،وأضوأ نُور الأنحار من أبهى بجمل ،فجاءت القواعد
،إلى وتدقيقها تحريرها فى الجهد ،ؤبذل تحقيقها فى ناظمها ،قد أجاد المنسكب اْو القطر
أنها المنهاج ليا الكامل ،واعترف والكفاية العمدة الصناعة هذه فى صارت ،ولقد قال أن
كل عندها وأحجم حميدة تذكرة العلم لهذا تبق ولم ()1 التذكرة بها ونسيت ، والهداية
نتيجة ( )2فلما ظهرت القانون ما فى تاريخ الا"طباء أنها نص بالمكنون ،وصرح مهذب
الخناصر ( )3وص! شت اللباب من بالخاص ناظم سلكها ،وتغذى والجواب المسألة الانتخاب فى
الإجازة رسالته المذكورة فى يعنى - رسالة الأنصارى لساعد كان عليها تُعقد ،وان
فيما يجب المقصود ،ورقصت عين ،وكانت -فشتان بين رسالته ورسالة محمد السابقة
، بتاج الإجازة بردها أن يتوج وناسج راقم وشيها ،استحق والمفصود الفاصد على
له معرنجته ليحصل ،ما أتقن الجراح صناعة من له أن يعاطى وأجزت الثه تعالى فاستخرت
من ما ظهر الأسنان من ،ويقلع التى تبرأ بالبط الجراحات أن يعالج ،وهو والفلاح النجاح
، الاتصال تفرق من ما بعد يلتمَ ،واْن ال!ثمرايين ويبتر الأوردة من يفصد ،وأن شرط غير
القانون لابن سينا. كتاب يعنى ()2 . الطب فى كتاب اسم ()1
103
متفقهة هذا القرن ميزته على ،ولم تكن هذا القرن أيضا رجال من ،وهو المجددين من
عليهم. هذا من يمتز بكثر ،ولم الفقه ضلهم فى جامدا إلا أنه لم يكن
هذا غيره لرسالة المجدد فى فهمَا من كان كثر عباسا الصفوى ال!ث!اه أن هـانى أرى
دراستهما مع هذا من ،ولا بأس الكورانى والمقبلى من بذلك أجدر القرن ،ولهذا يكون
مدرسة والمقبلى من الكورانى الإمامية ،وكان الشيعة من الشاه عباس وكان
وصلوا كانوا قد لأنهم ، القرن هذا فى مجددا لهم يذكرون الاْشعرية نجد ،ولم ابن تيمية
فيها إلى نهايته ،فلم يظهر ضعفهم إلى غايته ،ووصل وفروعهم أصولهم فى الجمود على
،وكان السابقة القرون إليه فى تطلع من بينهم ظهر ،كما اللقب هذا إلى يتطلع بينهم من
الأشعرية يالال الدين الرملى أنه كان هناك عالمان من شمس ذكرنا فى ترجمة أنا على
القادر بن عبد ،والشيخ مُطَير بن على الشيخ ،وهما العاشر القرن فى إنهما كانا مجددين
زمانَا طويلا عاشا لأنهما ، عشر الحادى القرن يُعدا فى أن أنه يجب ،والحق العيدروس
إذا قيسا إلى لا يُذكران أنهما سبق ،وقد فيه أيضا مجدد للأشعرية ،ف!ذا عُذا فيه كان في
لا يمتازان فيه بشىء لأنهما ، أيضا القرن هذا فى شانهما هو ،وهذا الرملى الدين شمس
فيه ،وهو بين المجددين ،هـان لم يذكر القرن هذا فى له شأن اَخر كان عالم وهناك
ملما ( ،ذ كان ثقافته بسعة عصره علماء عالما أديبَا ممتازا على وكان ، العاملى بهاء الدين
سنة ببعلبلث ولد وقد ، القديمة الطريقة على الفلسفية والعلوم الدينية والعربية بالعلوم
الثقافة إلى بلاد تلك إليه من إلى ما وصل بعد ان وصل ،ورحل 1 o 46م هـ= 539
اس البيت ،ولكنه كان معتدلا حب الشيعة الذين يغالون فى رجال من ،لأنه كان العجم
،وقدَّمه إلى بلاد العجم وصل فى إكرامه حين بالغ الشاه عباس ،وقد فى أمر الصحابة
التقدير فى هذا مثل يجد ،وكان حضرا ولا سفرا لا يفارقه كان ،حتى بلاده علماء على
فى نزل ،وقد الفلسفة الإلمام بعلوم له من ،ولما كان التشيع من عليه كان لِمَا ، بلاد الشام
،فطلب العلوم له إلماما بهذه فيها أن العلم طلاب بعض ،فعرف المقدس له ببيت سياحة
هذه من يعرفه الذى أن ،مع مكتوما أن يكون بشرط هذا إلى ،فأجابه منه أن يتلقاها عليه
يكفى هنا القدر وهذا ، أوربا إليه فى وصلت لما بالنسبة تافها قديما شيئا كان العلوم
يستحق هذا فيه غير وليس ، القرن هذا مجددى يُذكر بين لأنه لم ، العاملى بهاء الدين
. م 1621 1هـ= 310 وفاته سنة ،وكانت إفراده بالذكر
*كللأَ!
الشاه عباس
إسماعيل اْلشاه خدابنده ،ينتهى نسبه إلى ابن الشاه محمد الصفوى هو الشاه عباس
الدولة اْهل هذه ،وكان السابق القرن ببلاد إيران فى الصفوية الدولة اْسس الذى الصفوى
السنة، أهل مذهب الدولة العثمانية التركية على ،وكانت الشيعة الإمامية مذهب على
العثمانية فيها للدولة النصر ،وكان المذهبى الخلاف هذا كثيرة بسبب بينهما حروب فقامت
الملك سنة م ،وقد تولى 1558 هـ= 669 سنة حوالى ميلاد الشاه عباس وكان
،فأخذ بلاد خراسان هذا الوقت لا يكاد يتجاوز فى ملكه م ،وكان 1585 هـ= a99
، الجاش قوى ملكا ،وكان منه البلاد التى اشزعت ،وششعيد الملك هذا توسيع فى يسعى
عليها، استولت التتر قد من قبائل الأزبك وكانت أولا مدينة مشهد، الحيلة ،فقصد واسع
أراد أن ،ثم م 7915 1 0هـ- س!نة 60 هراة مدينة بقرب عليها ،وانتصر منها فاستردها
الدولة من انتزعتها البلاد التى منها ليسترد ، التركية العثمانية الدولة محاربة إلى يتجه
أن يتجه هذا اَثر قبل ،ولكنه بلادها من عليه ما يمكنه الاستيلاء على ،ويستولى الصفوية
المدن الهندية. من ،وهى قندهار على ،فاستولى الهند ناحية إلى
فيها مطامع ،ولها بلاد الهند فى عهده قائمة على الهندية الإنكليزية الشركة وكانت
الثاه عباسى تجتهد فى صرف الحيلة ودهاء السياسة ،فأخذت بحسن إليها ،تتوسل وماَرب
مناوأتها فى عن محالفة معه ،وصرفته عقد من تمكنت فى بلاد الهند ،حتى منافستها عن
وساعدته ، الهند فى لها المنافسين البرتغاليين مناوأة د!الى ، العثمانية الدولة مناواة إلى الهند
النظام ينقصهم أنهم ورأى ، جنده أمر فى يفكر بدأ عباس للشاه ولما -ئم هذا
جيثط أن ينظم ،فرأى الإنكشارية العثمانية التركية من الدولة عساكر ،بخلاف والتدريب
النظام الحديث، إليه الجندى الا"وربى من ما وصل قد أدرك ،وكان منهم تنظيما أحسن
النظام هذا التجديد فى اتجه نحو مسلم أول بهذا النظام ،وكان جنده فأراد أن يأخذ
الجمود أهل خلاف على ، الاتجاه الجديد هذا ما يمنعه من الإسلام ير فى ولم ، الحربى
اتجه ير حين ،ولم غفلتهم فى المضى ،ويتابعون نومهم فى يغطون كانوا لا يزالون الذين
من أقرب يكون وبهذا ، أوربا أهل إليه من سبقه فيه ئمن يستعين أن فى الاتجاه بأسا هذا
. القرن هذا المسلم فى المجدد رسالة فهم إلى غيره
403
لرؤساء هذا الفن المتبحرين، الأطفال !،هذا مع مراجعته وخدمته وطهارة بقيطان وغير ذلك
من ذلك مع يخشى ،ولا الصناعة فى الله والنصح تقوى ،مع العارفين والمهرة الأساتذة
حال كل ،فى الأعمال أن يوفقنا لهاياه لصالح وتعالى الثه سبحانه ،ونسأل البضاعة كساد
الفقراء ،خادم الجراح محمد بن على ،الفقير للحق عباد الفتاح أحقر بقلمه .رقمه ومآل
والف عشرة سنة إحدى الخير من شهور والضعفاء بدار الشفا بمضر المحروسة ،بتاريخ صفر
. ! دته وحده ،والحمد والسلام الصلاة أفضل صاحبها على ( 06 2ام) النبوية الهجرة من
بين الطب إليه صناعة ما وصلت مدى على الإجازتين يدل أن كلاّ من ولا شك
لطالبها ،لان الإجازة الأولى منحت التدهور والانحطاط القرن من هذا المسلمين فى
التى المتون من مق أمره حفظ فى صناعة الفصد ،فلم يتجاوز رسالة حفظه على
لطالبها منحت الثانية فى هذه القرون المتأخرة ،ولا!ن الإجازة العلوم بحفظها طلاب شغف
به الذى مخت المتن حفظ لا يزيد عن ،وهذا عمل الفصد صناعة رسالة فى نظمه على
عملية كصناعة شريفة صناعة إجازة في تافه لا يستحق منهما عمل الإجازة الأولى ،وكل
القرون فى هذه الطب الإجازتين أيضا أن القائمين بصناعة من ،ومما يدل عليه كل الطب
بها الاشتغال حرئم قد كانت الفلسفة علوم لان ؟ الجامدين المتفقهة أولئك المتأخرة كانوا من
المتفقهة أولئك أحضان فى بنفسها تلقى إلا أن الطب صناعة تجد فلم ، القرون هذه فى
الذى التدهور والانحطاط إلى ذلك ،وتصل ما تعانى جمودهم ،لتعانى من الجامدين
إليه. وصلت
فى بمرحلة عظيمة العالم الإسلامى هذا كله يظهر أن أوربا فى هذا القرن سبقت ومن
يجب صحيح أساس على العلمية والسياسية والاجتماعية ،واْن هذه النهضة قامت نهضتها
يظهر فى مسلم مجدد هذا فى كل ملاحظة ،وأنه يجب تقوم بعدها نهضة احتذاؤه فى كل
حتى السابقة القرون فى أهملنا قد د!اذا كنا ، القرون من بعده يأتى فيما أو القرن هذا
فيما سبقتنا تقليدها القرن هذا فى فلنقبل المرحلة العظيمة أوربا بهذه عن التجديد فى تأخرنا
التجديد فى نعمل فيه ،أما (ذا أخذنا مساواتها إلى نضل ،ليمكننا أن صالح تجديد فيه من
أوربا فى خطواتنا كما تدرجت فى متدرجين سنمضى ف!ننا ، أنفسنا وحدنا على معتمدين
فيه نلحقها ،ولا دائفا عنها متأخرين التجديد فى نمضى ،وبهذا التجديد فى خطواتها
. أبدا
مجددهم عن يبحثون ،ومضوا القرن هذا الحقيقة فى هذه لم يعرفوا المسلمين ولكن
عون - كتاب فى فجاء ، القرون قبله من فيما مضوا ،كما اليهم ومَن الفقهاء فيه بين
بن حسن إبراهيم القرن الحادى عشر هو أبى داود -أن المجدد على رأس سق شرح المعبود
المدينة المنورة . ونزيل المسندين وعمدة ،خاتمة المحققين الكوراني الكردى
اليمنى هذا القرن ،فقد ذكر.المقبلى فى مجدد رضا السيد رشد كان شأن وكذلك
203
السير أنتونى شارلى، ،وهما الإنكليز من هذا برجلين على فاستعان الشاه عباس
فى حربه الأمراء* ليساعد أحد إنجلترا من ،وكان الأول قد خرج شارلى السير روبرت وأخوه
،وكانوا رفقائه بلاد (يران مع ،فقصد الحرب انتهاء هذه إليه بعد البابا ،فوصل عساكر مع
، العطاء ل!م منه وأجزل ،وقرتهم داكرامهم باستقبالهم ،فأمر الشاه عباس فارسا خمسين
من يريده وفيما ، العثمانية التركية الدؤلة محاربة فيما ينويه من أنتونى السر استشار ثم
العسكرية، العلوم مبادىء بتعليم جنده عليه ،فأشار الحرب هذه البدء فى قبل جنده تنظيم
تنظيم من به ،ومكنه بما أشار عباس الاه ،فرضى الدولة هذه أوربا على دول وبمحالفة
،حتى ألحرب فن لإتقان ما يدزمهم ،ويعلمهم النظام الحديث عدى بدربهم ،فأخذ جنده
إلى توجه تم هذا للشاه عباس ولما ، النظام الحديث على من المسلمين تدرب كانوا أول جند
قلته، مع النظام الحديث على بهذا الجند المدرب ،فانتصر العثمانية التركية الدولة محاربة
القديم، نظامها على لا تزال لأنها كانت ، كثرتها العثمانية التركية مع الدولة جنود وهزم
الموصل، ومدينة ، بغداد مدينة وأخذ ، بلاده من ما انتزعته جميع حربه فى واسترد
مَميل مع دول أوربا ،وكانت محالفات للشاه عباس قد عقد وكان السر أنتونى شارلى
،وكانت الإسلامية الدول اقوى لأنها كانت ، العثمانية التركية الدولة على محالفته إلى
للتجارة يران 2 إ بلاد يقصدون الأوربيين من كثير فأخذ ، بلاد أوربا من كثير على مستولية
على رسومأ ،ولا يأخذ دولته باحترامهم أهل ،ويأمر يكرمهم الثاه عباس ،وكان وغيرها
،حتى منه وشماعدهم يقربهم فكان ، الأرمن من قوم إيران أيضا إلى ،ورحل بضائعهم
أعظم من شارلى السر روبرت بلاد إيران ،وكان فى المتاجر والصناعات اصحاب صاروا
إليه أهدى ،وقد الأقطار جميع إيران من إلى النارحين بيته ملاذ صار إليه ،حتى المقربين
الأوربيون المسيحيون وجد كله وبهذا ، منها له أولاد وكان ،فتزوجها الشاه فتاة جركسية
سليمان الشلطان كان دان ، ابوان غير فى يجدوه لم ما الدينى التسامح من لْى بلاده
الدولة العثمانية التركية ،وقد نجلاد فىْ قبل هذا التساهل معهم بعض قد تساهل القانونى
اهلها، أيدى الأموال فى بلاد إيران ،فكثرت التجارة فى سوق هذا الى رواج أدى
لهم ثلاثا وأربعين سنة الاه عباس مدة حكم ،وكانت قوتهم ،وعظمت أحوالهم وحسنت
غيره من الى فهم رسالة المجدد المسلم فى هذا القرن من أقرب !إذا كان الشاه عباس
،كما حديثة بها نهضة ينهض شامل بلاده ب!صلاح عليه أنه لم يأخذ ،ف!نه يؤخذ المسلمين
، بلاده فى الحديث ب!نشر التعليم يقم فلم ، الحديث النظام بذلك وأخذهم بجنده نهض
503
) الاسلام فى المجددون - 2 0 (
نهجه القديم ،وكان هو فيها يسير على شىء نظام الحكم فيها ،بل ترك كل من ولم يصلح
على إلى الهجوم قد عادت كانت التتر أن قبائل ذلك النهج ،ومن ذلك أيضا يسير على
المنجمين أن معها أثناء قتالهم فى ،وحدلث أعقابها على ردها إليها جيشا ،فأرسل خراسان
ذلك، رأوه من لما ،فأذعن الحكم فى إذا استمر عظيم خطر فى رأوا أن الثاه سيقع
من غيره مثل يكون ،حتى الأمر هذا فى يفكر قصره فى ،وانقطع لحال ا الملك فى واعتزل
ثلاثة أيام ،فأمر ملكا العامة فجعلوه من برجل حاشيته ،وجاءت ضرر يصيبه ولا الناس
وقتلوه قاموا عليه نهيا ،فلما انقضت أمرا ولا له فيها أحد يعص المدة ،ولم هذه فى ونهى
وحكم ، النفوس اطمأنت أن بعد عليه ما كان مثل إلى الشاه عباسا وأعادوا ، قتلة شر
النظام بذلك جنده أخذ قبل تفكيره فى الحادثة كانت وهذه المنجمون بأن الخطر قد زالْ
ما كانت مقدار على تدل ولكنها ، بالأوربيين ما سبق نحو على اتصاله وقبل ، الحديث
وكان لهذا إلى الإصلاحْ حاجة أيضًا فى أشد أنها كانت ،وعلى الجهل عليه بلاده من
،وقد الفارسى بالخليج جزيرة أعظم البرتغاليين ،وكانت من هرمز جزيرة انتزاعهم أئره بعد
عظيمة، نهضة ،ونهضت ثروتها ،فزادت المعامل الصناعية البرتغاليون بها كثيرًا من أنشأ
إخراج على أن يساعدوه بالهند على الإنكليزية الشركة مع محالفة الشاه عباس فعقد
على الشركة هذه فساعدته ، سنة مالية كل إعانة ويعطيهم ، الجزيرة هذه البرتغاليين من
كانوا لأنهم البلاد ، هذه فى نفوذهم على القضاء تريد ،وكانت البرتغاليين انتزاعها من
أبناء بلاده من من الجزيرة لم يجد هذه على الشاه عباس ،فلما استولى الهند فى ينافسونها
ء ، الجزيرة هذه حالة بذلك ،وساءت العمل عن ،فتعطلت المعامل هذه القيام على يحسن
فى بعده لأنها اخذت ، عباس الشاه وفاة بعد بلاد إيران حال أثره فى أيضا لذلك وكان
. الاستقرار وعدم الاضطراب من عليه ما كانت مثل إلى ،وعادت الضعف
التسامح الدينى الذى أظهره للأوربيين أنه مع ذلك الشاه عباس على يؤخذ وكذلك
الدولة مع ظويلة حروب فى إخوانه المسلمين السنيين ،ووقع مع خلافه على مضى
يكونوا ولم ، بالهند الإنكليزية الث!ركة رجال بتاثير فيها المضى اَثرَ ، التركية العثمانية
بها ليُضعفوه الطويلة الحرب هذه فى يقع أن يقصدون كانوا بل ، بها مصلحته يقصدون
إذا ،حتى بلاد الهند فى منافستهم عن ويصرفوه ، العثمانية التركية معه الدولة ويُضعفوا
تنفيذ إلى عإدوا ، عليها الاستلاء لهم وتم ، البلاد الهندية فى مآربهم تنفيذ تمكنوا من
الاْوربيون أولئك يكن ،ولم العثمانية التركة بلاد الدولة ،وفى بلاد إيران فى مطامعهم
عادة الأوربيين فى كل ،وهى إ ،طليعةً لاستعمارها للتجارة ونحوها الذين قصدوا،بلاده
فى ،يسعون لدولهم إلا جواسيس يكونوا لم الأوربيين أولئك ،لأن استعماره بلد قصدوا
603
أن لدولهم ويهيئوا ، وأحزاب شيع إلى أهله ليفرقوا ، دخلوه بلد كل الفتنة فى نشر
هذا كله، أن يدرك الشاه عباس ،وكان على بلادهم على ،وششولوا يتدخلوا فى شئونهم
"على ما إلى بلاد الهند ،واستولوا الرجاء الصالح رأس طريق الأوربيون من بعد ان وصل
لكل هذا واضحا فى خطرهم البلاد الإسلامية ،وكان من طريقهم عليه فى استولوا
هذا المذهبى عن التعصب الدين فى بلاده أعماهم ورجال الشاه عباس عينين ،ولكن ذى
بتأثير يتحاربان الفريقان فمضى ، العثمانية التركية الدولة أمثالَهم فى أعمى ،كما الخطر
أنه لا يعلمون ولا الأيام ، لهم ما تخبئه لا يدرون ،وهم المذموم المذهبى التعصب ذلك
ويعين ، إثارة الفتنة بينهم على ويعمل ، بهم يتربص الذى إلا عدوهم هذا من يستفيد
آخر فى بهم يظفر أن عليه ،ويسهل اتحادهم بعد جميعا ،ليضعفوا قويهم على ضعيفهم
الأمر.
***
703
إبراهيم الكورانى
الشهرانى الكورانى الكُردى ،ولد الشهرزورى الدين حسن إبراهيم بن شهاب هو
العلم طلب فى بلاد الكرد ،ثم أخذ من م ) ببلاد شهران 1616 هـ- ( 2501 سنة
الكرد ،ولم يترلة شيئا من كغيره من المذهب شافعى ،وكان قطره مشايخ ببلاده على
عايهما ببلاد ،ف!نه حصل والحديث علمَىِ التصوف عليه ببلاده ،خلا العلوم إلا حصل
، بغداد على فمر ، الحج أداء فريضة قاصدَا وفاة والده بعد بلاد الكرد من وخرج
الى ذهب ،ثم أعوام أربعة وأقام فيها نحو ، الشام إلى سافر ،ثم عامين وأقام بها نحو
. م 9168 هـ= 011 1 سنة المدينة فأقام بها إلى أن توفى
القشالثمى ،وسلللى عقيدة شيخه على منها شرحان كثيرة مصنفات وللكورانى
وافاضة ، والرويات الفكر داعمال ، السداد ومسلك ، الأفعال اَية خلق إلى الاعتدال
الئجيم اعتقاد عن تنزيه الصوفية على وتنبيه العقول ، الكلام مسألة تحقيق العلأَم فى
واللمعة ، السلف بعقيدة الخلف واتحاف ، الجود ومطلع ، والحلول والاتحاد والعينية
الدوانى، عقائد على المعانى حاشية ومجلى واقتفاء الآثار ، ، النجاح وجناح ، السنية
-ءان الكورانى كان سلفى الأحمدين -جلاء العينين فى محاكمة كتاب وذكر صاحب
كلمات فى وقع عما يذب كذلك الإسلام ابن تيمية ،وأنه كان شيخ العقيدة ذائأ عن
أوله اَخِرُه ) يخالف الاحمدين العينين فى محاكمة ( جلاء كتاب وما ذكره صاحب
ذبه عما ،ولكن مدرسته من ابن تيمية يجعله وذبه عن ابكورانى بعقيدة السلف لأن أخذ
الغزالى مدرسة من يجعله العينية الحلول أو الاتحاد أو ظاهره مما الصوفية فى كلمات وقع
أو الحلول ما ظاهِره تأويل ترى تكن لم ،لأنها تيمية ابن مدرسة عليها تنكر التى كانت
،بل أجله من بكفرهم وتحكم بهذ 6الظاهر تؤاخذهم كانت ،بل الصوفية كلام الاتحاد من
مقاماتهم وأذواقهم وسماعهم ؟ من الصوفية باع هذا من من أخفَ تنكر ما هو كانت
ترى إلا الزهد الذى كان عليه قدماء المتصوفة ،وما كانت من أحوالهم وغير ذلك ورقصهم
ابن على الكلام فى سبق ،كما فيه مثلهم تغالى ،وكانت البدع هذه فى يقعوا أن قبل
قيم الجوزية.
803
،لأنه بالفروع ابن تيمية فيما يتعلق مدرسة بعيذا أيضَا عن كان أن الكورانى والظاهر
فى هذا المذهب، شىء عن ،ولم ينقل عنه أنه خرج الشافعى مذهب كان على أنه سبق
المسائل بالمذاهب من كثير فى لا يتقيدون كانوا لأنهم ، ابن تيمية ومدرسته بخلاف وهذا
سهَّل له ما وقع الذى هو الكورانى من الجمود هذا ،ولعل غيرهم عليها الأربعة التى جمد
بعضا. يجرُ بعضه الجمود ،لأن أمر الصوفية فى الجمود فيه من
عن غفلة ،إذ كانوا فى القرن هذا علماء من غيره لا يمتاز عن هذا مع والكورانى
بها العلوم التى نهض التأخر فى المسلمين من ،وعمْا أصاب عصرهم العالَم فى حال
من إليهم تصل بها أن أمكنها حتى ، فيها التقدم إليه أوربا من وصلت وَعما ، اسلافهم
من بقليل ما أمكنها إليها بالعلم القوة التى وصلت من ،ومعها الصالح الرجاء رأس طريق
إلى الهند فتستولى أفريق!ة ،وأن تصل الممالك الإسلامية بسواحل على السفن أن تستولى
غيرها. دون بخيراتها ،وتستأثر عليها كلها أن تستولى بلاده ،وتوشلث بعض على
قيمة هذا كله ؟ وأى غفلته عن تجديد يمكن أن يُنسب إلى أمثال الكورانى فى فأى
؟ كأنه لا يزال فى إلى عقيدة السلف عقيدة الأشعرى على علماء عصره جمود عن لخروجه
يقف ان ! فلا يصح قرون أربعة بنحو بعده يأت ولم ، تممية فيه ابن عاش 2 الذى القرن
غيرنا عند العلم بينما يسير ، تيمية والأشعرية بين ابن الخلاف هذا فى الفصل عند علمنا
فنجده أن نصحو بيننا وبينه ،إلى العلم فى الفرق مسافة ،وتزداد الأمام إلى وإسعة بخطى
فى عثرة حجر الجامدون فنتعثر فيه ،ويقف النهوض نحاول ،وهناك فيه بمراحل سبقنا قد
غفلوا جميعا والأشعرية حين هم السلفية يستوون أن الكورانى وغيره من ،ولا شك طريقه
فيه المجدد أن يفوم بها التى يجب هذا الفرن ،ولم يدركوا الرسالة كله فى ذلك عن
المسلم.
الأشعرية هؤلاء جمود القرن لم يقعوا فى هذا العلماء فى قليل من هناك وكان
هذا العالم فى حال الكلام على ذكره فى آخر والسلفية ،كبهاء الدين العاملى الذى سبق
كانوا ولكنهم ، والسلفية الأشعرية هؤلاء عاداها كما الفلسفة علوم يعادوا فلم ، القرن
دائرة فيها عن يخرجوا لم هذا ،ومع وخفيَة حذر بها فى يشتغلون ،وكإنوا جذا نادرين
التجديد. من شىء فيها إلى ان يصلوا يحاولوا ،ولم الجمود
***
903
المقبلى اليمنى
باليمن كوكبان أعمال قرية المقبل من المقبلى اليمنى ،ولد فى بن مهدى صالح هو
،كلالشيخ محمد كابر علماء قطره من جماعة عن م ،ثم أخذ هـ = 1637 01 سنة 48
به تخرج ،حتى شبام ثلا الى مدينة من للقراءة عليه ينزل ،وكان المفضل بن ابن إبراهيم
اليمن، مدن أشهر ،وهى صنعاء مدينة إلى عليه أن تخرج انتقل بعد ،ثم بعلومه وانتفع
ما على هـاصرار المناظرة فى فيه حدة ،وكان كثيرة علمية مناظرات علمائها بينه وبين فجرت
نفرةَ هذا فأوجب التقليد ، من ما ألفه العلماء خالفت ،دان والنة أدلة الكتاب تقتضيه
لمذهبهم. التقليد على جامدون ،وهم الدين فى الاجتهاد يميل إلى ؟ لأنه كان بينه وبينهم
اتباع ،وهم الزيدية من الجارودية المقبلى فرقة ثورةَ على اليمن أهل أشد من وكان
غلاة من لأنهم غيرهم المقبلى من ثورةَ على كانوا أشد لىانما ، الشيعة هذه من الجارود أبى
النبى بعد لعلى الخلافة ويذَعون ، وعمر بكر ب!مامة أبى قولها فى ،إذ يخالفونها الزيدية
بين يوم اَخى لهْ علصتجم قوله بهذا إلى ،يشيرون الاسم دون بالوصف عليه لخهشيماا بالنص
من أيضا أن كل مذهبهم ،ومن موسى من بمنزلة هارون منى المهاجرين والأنصار ! أنت
. الإمام فهو والحسين الحسن مِن ولد دينه إلى ودعا سيفه شهر
،وشلك تقليدهم على رأوه يخرج أمر المقبلى حين هذا إلى الغلو فى فدعاهم
الى أن عائشة إنه كان يذهب ،حتى السنة والشيعة أهل بين مذهب الاعتدال مسلك
مقصدهم، وصلاح لهم شبهتهم كانت اللّه بن عبيد أم المؤمنين والزبير بن العوام وطلحة
. مِن قتلة عثمان بن عفان يطالبون علتأ بالقصاص خرجوا حين
الجارودية منهم ،وعلى الزيدية عمومَا المقبلى على من وأشباهه هذا فكبر
فيه: بعضهم ،فقال أنه ناصبى زعموا ،حتى بينه وبينهم النفرة تلك إلى ،ودعا خصوصئا
أيضا: وقالما
،فثار السابق فيها مسلكه ،وسلك الأشعرية مِن مواطن مكة إلى صنعاء من فارتحل
يسلك أنه كان ،مع اسلافهم على ،والاعتراض الزندقة إلى أيفئا ،ونسبوه علماؤها عليه
أبى طالب. بن على بيغض يدين الذى :هو ) الناصبى 1 (
031
الكتاب والسنة ،وعدم التعويل على ،من والتابعين الصحابة من السلف هذا مسلك فى
بعض المعتزلة فى الحط على الدليل ،ولكنه يكثر من التقليد ولو خالف التعويل على
مسائلهم، الصوفية فى غالب ،وعلى آخر الأشعرية فى بعض الكلامية ،وعلى مسائلهم
،ولا يبالى إذا غلوهم بعض فى المحدِّثين وعلى َ، تفريعاتهم كثير من الفقهاء فى وعلى
علمائها بعض ،فاْرسل باستانبول السلطان أمره إلى رفعوا مكة علماء ولما ثار عليه
وشمأله يما شكواهم فى اْخذ يبحث إلى مكة منه ،فلما وصل شكواهم إلى النظر فى
عليه، يؤخذ شيئا مسلكه ير فى ولم ، العلم فى ير منه إلا الجميل فلم ، عليه أثارهم
،وهو غاية أمرهم هو لا!ن هذا ؟ السلطان معينا من يجدوا لم حين الثائرون عليه فسكت
العلمية، المناظرة على لا يقوون جامدون ،فهم ضعاف مصلح كل ديدنهم فى الثورة على
منهم ،ف!ذا لم يجدوا القوة يدهم بمن فى الإصلاح دعاة على إلا أن يستعينوا فلا يجدون
بالمداراة ،وإنما يأخذونها الإصلاح برسالة لا يؤمنون ،ولكنهم العجز عليهم ظهر مساعدة
من بقوته على يساعدهم سلطان بصاحب للثورة عليها ،ويظفروا فرصة إلى أن يجدوا
يثورون عليه.
ابن الوزير فبله ،وكان ثأ ،كما باليمن الشيعة بيئة الزيدية من المقبلى فى نثأ وقد
إنه تأثر به التقليد ،حتى على والسنة بالكتاب إيثار التمسك من متأثرا به فيما اْخذ به نفسه
إيثار الحق فى الشامخ العلم - كتاب ،وهو ذلك اْظهر فيه آراءه فى كتابه الذى تسميه فى
ابن الوزير -إيثار الحق على كتاب اسم من الآباء والمشايخ -فهذه التسمية مأخوذة على
والفروع فى الأصول إيثار الاجتهاد ،وهو الكتابين واحد من الخلق -وهذا إلى أن الغرض
،ولم يبيحوا عليها أصحابها تقليد المذاهب التى جمد والسنة على إلى الكتاب بالرجوع
خلافها، ،ولو كان الحق الذى يؤيده الكتاب والسنة على أحكامها الخروج على لأنفسهم
" إيثار الحق كتاب من " أوسع والمشايخ الآباء على إيثار الحق فى الشامخ 9العلم وكتاب
فى الأحكام جليل ،وذكر أنه كتاب رضا طبعه السيد رشيد على وقد أشرف لما الخلق على
الأشعرية والمعتزلة والزيدية والصوفية، بحقيقة مذاهب ،يعرث والفقه والتصوف والأصول
،ويحرر الخطأ من ذلك ما فى ويبين ، المذاهب فى لاختلافهم المسلمين تعادى من وينفر
مثله لا يوجد بما الوجود والفروع ومسألة وحدة العقائد والأصول مسائل الكلام فى كثير من
الكتب. من معين فى كتاب لمذهب التعصب فى استقلال الرأى دون
تتعصب المدرسة هذه وأن ، الوزير وابن تيمية ابن مدرسة المقبلى من أن والحق
له مثل ،فالتعد!ب المذاهب أيضا من مذهب ،وذلك والفروع فى الأصول لعقيدة السلف
311
المسلمين جمهور جمود على هذه المدرسة بخروجها دانما تمتاز المذاهب ، لغيره من التعصب
عندها الفقه ؟ فكان فى الأربعة المشهورة المذاهب العقائد ،وعلى فى الأشعرى مذهب على
أن الفرقة ،وترى لمذهبها السلفى هذا مع تتعصب ،ولكنها الحرية الفكرية من بهذا بعف!
الفرق فى تقليدها غير تأويل ،فلا تعذر غيرها من الاَخذة بالكتاب والسنة من الناجية هى
عن الخروج لأنها لا تبيح ، داثرة التقليد إلا قليلا من أيضا تخرج أنها لم ،مع لمذاهبها
المذاهب التى جمد غير تلك أخرى والفروع ،ولو إلى مذاهب فى الأصول السلف مذهب
فيها مرونة دينية ،ويكون الحديث هذا العصر يقتضيها ذوق مذاهب ،من عليها أصحابها
،ف!ن من السلف مذهب المذاهب ولا عند الجامدين على تلك عند الجامدين على لا توجد
الى ،يصل نفورا شديذا هؤلاء الجامدين جميعا من يجد الحديث هذا فى عصرنا يحاول
الحق أنه قد يكون بالقوة ،مع أخذه على السلطان ،لىاثارة أصحاب العقيدة فى الطعن حد
تلك على الجمود الشديد ذلك ،وفى للرأى الأعمى التعصب ذلك فى ،فيضيع معه
المذاهب.
ترى صارت الجمود ،حتى فيه غيرها من ابن تيمية يخما وقع مدرسة وقعت وهكذا
يراه بما فيهما أن يجتهد فى حقا لغيرها ،ولا ترى غيرها دون والسنة بالكتاب لها اختصاضا
يكون أن يمكن ولا ، المسلمين لجميع حق فيهما الاجتهاد أن مع ، اجتهادها من أحسن
الماضى فى احد الاستئثار بذلك أن يذعى ،ولا يصح ابن تيمية ومدرسته على مقصوزا
أصحاب له من اهل الاجتهاد فيهما لمن هو حق أن يكون والمستقبل ،بل يجب والحاضر
غير إثارة الى الحق من هذا أن نصل رائدنا فى ،وأن يكون ابن تيمية وغيرهم مدرسة
المخلصين بيننا ،ويمنع كثيزا من يثير المخاوف مما هذا ،أو نحو عقيدة فى ،أوطعن تعصب
إلا بها الأ يجدوا إذا ظهروا يخافون لأنهم الآراء النافعة ، من ابداء ما عندهم من لدينهم
فى أنفسهم وأموالهم. السلطان عليهم ليؤذوهم ذوى هـاثارة ، فى عقائدهم الطعن
بين الفصل حد هذا القرن عند فى وقوفه من الكورانى ما أخذناه على هذا لان
غيره فى العقائد .ومذاهب الأشعرى مذهب انصار المتمسكين بالكتاب والسنة والجامدين على
علمنا يقف أن المسألة لا يصح هذه لأن ؟ المقبلى على أيضَا هنا نأخذه ، الفروع فى
من ما عندهم فيه آخر تكون الحد الذى الى قرن كل بها فى علماؤنا ،ولا أن يهتم عندهم
العلم.
،ومن الكلام علم التنفير من من فيه مدرسته فيما مضت المقبلى أيضا ومضى
على يعتمد الذى التصوف بينه وبين هذا فى فسَؤى ، الفلسفة بتأثره بأساليب عليه العيب
بالكتاب فى التمسك مدرسته مسلك من فى شىء أذواق المتصوفة ،لأن هذه المسالك ليست
312
: - والمشايخ الآباء على إيثار الحق فى الشامخ العلم كتابه - فى يقول هذا ،وفى والسنة
بكلام المتكلمين ،ك!عجاب المتصوفة لكلام الصفا عين المدعين هؤلاء أن (عجاب ا واعلم
قديمة المقبلى شنشنة من ،وهذه الحكماء أولئك الله ،وسموا أهل هؤلاء ،فسموا الفلاسفة
طَبقَة ،إلى بعد فيها طبقه تأثر بهم من ،وتوارثها السنة أهل من السلف قدماء عليها درج
إلى مثل هذا فى عصر وما كان له أن يذهب ، رضا السيد رشيد فى عصرنا أن ورثها عنهم
العظيمة. بها أوربا فيه نهضتها ،ونهضت الفلسفة علوم فيه فضل ظهر
*محي!!ي!
313
القرن الثانى عشر المجددون فى
فيه م ،وكان 1785 الى سنة ا م IAA سنة من الهجرى يمتد القرن الثانى عشر
حتى القرن هذا أوربا فى دول عليها تالبت ،وقد :الدولة العثمانية النركية أولاهما
يكن ،فلم بمكاز الضعف من سلاطينها وكان ، أوربا فى أملاكها منها كثيرَا من انتزعت
،يولون الإنكشارية ولرؤساء لوزرائهم الأمر كان د!انما ، الدولة فى الا"مر من شىء لهم
اْحوال من شيئا لا يعرفون ، رجعيين جهلاء الوزراء هؤلاء أكثر وكان ، ويعزلون فيهم
من بشىء ،ولا يأخذون فيه حولهم ما يجرى يعرفون ،ولا القرن هذا الدولية فى السياسة
كفرًا عليه الخروج ويرون ، القديم من اْلفوه ما على يجمدون بل ، والتجديد الإصلاح
وبولونيا والبندقية النمسا وروسيا بين هذه الدولة ودول حروب الكفر وقد قامت من أو أشد
م ) فانتهت 3017 - 5916 هـ- 1115 - الثانى ( 6011 مصطفى السلطان عهد فى
بين الدولة العثمانية التركية والنمسا والروشا التى عقدت بمعاهدة كارلوفتس الحروب هذه
فى أملاكها من الدولة كثير فيها من ،وانتزع م 9916 هـ= 111 0 والبندقية وبولونيا سنة
الجزية أو الهدية، سيل شيثَا لها على أو غيرها النمسا ألا تدفع فيها على ،واتفق أوربا
سبيل فى أن تقف على أوربا فيها ،فعملت دول المعاهدة أطماع هذه عهد من وزادت
الشزقية، المسألة باسم السياسة فى فيما بينها ،وابتدأ بهذا ما يعرف بلادها ،لتقسم تقدمها
الاستجمار السياسى، البلاد الإسلامية باسم على الاستيلاء أساس مسألة تقوم عنى وهى
فى هو الذى يقف لأنه ، إلإسلامى من محاولة القضاء على إ تحته و(خفاء ما ينطوى
أوربا الاستعمار هى هذا الطور من أن أوربا الحديثة فى ،ولا شك هذا الاستعمار سبيل
القديم أوربا العصر الصليبية ،وهى هذه البلاد باسم الحروب التى هاجمت الوسيط العصر
لكل هذا تلبس فى الرومانى ،وهى الاستعمار اليونانى والاستعمار باسم التى هاجمتها
دين على كانوا ولو ، أهلها البلاد من هذه إلا انتزاع خيرات تقصد ولا ، لبوسه عصر
بمقاصد لا يغتر منهم ،حتى الحقيقة هذه أن يعرفوا البلاد جميغا هذه أهل ،وعلى يوافقها
rif
خير استعمارنا من تقصد هـانما ، لنا جميعا خيرأ ،لأنها لا تقصد الدين يوافقها فى أوربا من
اليونانى كالاستعمار سياسى استعمار عصرنا ،فالاستعمارْ الأوربى فى أهلها وحدهم
قصده لما سبيله فى الإسلام يقف لم ولو ، الدين أمر شىء فى لا يهمه ، والرومانى
فى جانبهم إلى فوقفوا ، المسيحيين من المسلمين مواطنى من كثير هذا أدرك وقد ، بسوء
هـ= 1135 سنة الدولة هذه انتهت وقد ، ببلاد فارس! الصفوية والثمافية :الدوله
سنة إلى فيها حكمهم بلاده ا ،ومكث أمراء الأفغان على بعض م فاستولى 1722
،وقد أظهر حكمهم أخيرًا على الذى قضى نادر شاه هو م ،وكان 9172 اهـ- 142
= اهـ 914 سنة ملكا بنفسه نادى أن لم يلبث ،ولكنه الدولة الصفوية أنه يريد إعادة أو،
قبيلة الأفشار من ،وأصله القرن هذا فى إسلامية شخصية أعظم نادر شاه ،وكان م 1736
إلى فارس تمتد من عظيمة مملكة لنفسه ،فكؤَن الناص عامة من والده ،وكان خراسان من
فى وسلك ، الأقاليم من وغيرها وأفغانستان وداغستان فيها بخارى وتدخل ، بلاد الهند
الأنظمة على جنده ،فدرث القرن السابق فى الشاه عباس التجديد ما سلكه طريق
أوربا ،وفى الحديثة من الأسلحة على الحصول فى الإنكليز ببعض الحديثة ،واستعان
على به ملكا نودى لما إنه ،حتى الدينى التسامح يميل إلى ،وكان بلاد فارس فى صنعها
السنة المؤاخاة بين أهل ! ،الى المعارف نشر إلى فيه اهلها دعا منشورَا ،أصدر بلاد فارس
بين من لهم يختاره دين على الناس جمع فى اكبر خان إنه أراد أن يقلد ،ويقال والشيعة
م ،ولم تزل فى 1747 هـ= 0116 بعد موته سنة بلاد فارس ،وقد اضطربت الأديان
م . 1788 هـ= فيها الدولة القاجارية سنة 12 30 اضطزابها إلى أن قامت
فيها طمع ،حتى القرن هذا فى أمرها اضطرب ،وقد بالهند المغولية :الدولة والثالثة
الهند الإنكليزية لشركة ،وكان حكمهم بلاد الهند إلى ،وأرادوا أن يعيدوا امراء الهندوس
،فاستنجد السواء على والمسلمين الهندوس ماَربها فى إلى ،لتصل الاضطرابات تلك يد فى
دهلى على استولى حتى الهند بجيشه الدولة بنادر شاه السابق ،فقصد وزراء هذه بعض
،واكتفى ب!دخاله فى حمايته، عرشه شاه على قاعدة دولتها ،ولكنه أبقى ملكها محمد
أكل الخمر وليله فى شرب نهاره فى الهند ،يقضى ملوك أسوأ من شاه محمد وكان
مثله ،فاضطربت! ضعاف ،وقام بعده ملوك عقله ،وضعف عزمه وهن الأفيون ،حتى
ليس صغيرة ولايات إلى انقسمت حتى ، الداخلية فيها الحروب وقامت ، البلاد الهندية
ولايةَ عليها الهندية الإنكليزية الاستيلاء الشركة على ،فسهل اسمية عليها إلا سلطة للدولة
هـ= 1221 سنة حكمه انتهى ،وقد شاه عالم الملوك يسمى هؤلاء آخر ؟ وكان ولاية بعد
315
الهند لشركة رأى حتى عاش الدولة المغولية ،وقد ملوك آخر ،وهو م 6018 سنة
هذه السيادة لها إلى ان انتقلت قاعدة هذه المملكة وقد مكثت دهلى الإنكليزية السيادة على
القرن فى القرن كحاله هذا حالته السياسية فى فكانت وأما المغرب الإسلامى
وتونس الجزائر تزال ولا ، بمراكش قائمة لا تزال السعدين دولة إذ كانت ، السابق
كما المغرب هذا فى يجريان والضحف الفساد العثمانية التركية ،وكان تابعة للدولة وطرابلس
العلماء فيه ؟ فاستمر القرن هذا فى بين المسلمين فساذا الحالة العلمة ازدادت وكذلك
العثمانية الدولة سفير أفندى الحلبى محمد (نه لما أراد حتى ؟ وتنطعهم جمودهم على
الدين ليقنعوا علماء وحاشيته السلطان ؟ لجأ إلى باستانبول مطبعة إنشاء فرنسا التركية فى
وليست ، الله تعالى من المطبعة نعمة بأن يفتى أن الإسلام شيخ السلطان ؟ فأمر بفائدتها
الإسلام بجوار إنشاء الشيطان كما أفتى علماء القرن السابق ،فأفتى شيخ عمل من رجسا
والفقه والكلام ؟ لأنها التفسير والحديث وكتب القراَن طغ تمغ من أنْ هذه المطبعة ،على
فى موجود والتحريف .مع أن التصحيف والتحريف عليها من التصحيف دينية يخاف كتب
فائدة فى مغمز من تخل فلم ، بالإكراه فتوى كانت ولكنها ، المطبعة قبل الخطية الكتب
من أعظم ،وكانت ثلاثة قرون اختراعها فى أوربا نحو على كان قد مضى أنه المطبعة ،مع
الفتو! هذه المطبعة بمقتضى ،فأنشئت فيها والعلوم المعارف وانتشار نهوضها فى الأسباب
احمد علماء إستانبول ،فقد عين وتنطغا عن علماء الأزهر يقلون جمودا ولم يكن
أرباب من م ،وكان 1748 ا هـ= 111 سنة مصر وزير والئا على باشا المعروف بكور
شيخ الثه الشبراوى عبد اليه الشيخ فذهب ، الرياضية العلوم فى رغبة وله ، الفضاثل
،فلما العلوم مسائل فى كلام بينه وبيهم بالولاية ،ودار لتهنئته العلماء من وفد مع الأزهر
، العلوم هذه :لا نعرف ،وقالوا فيها الكلام عن أحجموا الرياضية العلوم إلى انتقل بهم
.الشبراوى بعد الله بالشيخ عبد الجهل بها فى هذه الجلسة ثم اجتمع على لومهم عن فسكت
غاية فى ،اوكنت والعلوم الفضائل منبع مصر ان بالديار الرومية عندنا إ المسموع
أ . أن تراه من بالمعيدى خير :تسمع قيل كما جثتُها وجدتها إليها ،فلما المجىء إلى الشوق
. والمعارف العلوم معدن سمعتم يا مولانا كما :هى الشبراوى ه الشيخ ل فقال
من مطلوبى عن سألتكم وقد ، علمائها أعظم وانتم ؟ هى :وأين له الوالى فقال
316
وصناعات وآلات وشروط لوازم الى تحتاج العلوم :هذه الشبراوى له الشيخ فقال
مور و
والأمور العطاردية، والتشكيل والرسم والخط الوضع ذوقية ،كرقة الطبيعة وحسن أ
القرى والاَفاق ،فيندر فيهم من مجتمعة غالبهم فقراء وأخلاط ذلك الأرهر بخلاف هل وأ
الأرهر فى هذا القرن فقال : فيها أهل يصف قصيدة الحجازى وقد نظم الشيخ حسن
شهود ولا لا قرينة ما قام فيها دعوى بل تلك
العلماء فيه شأن وبهذا هان العلم فى هذا القرن كما هان فى القرن السابق ،وضعف
له. أن يكون شيئا الا أحب لا يرى :الذى :الرغيب الطرف ()1
الصوفية. شيخ : والجنيد ، الحرمن (مام :هو الجوينى ()2
riv
بن أبي بكر المغربى الأبله محمد كان العوام ،حتى من مدَّعى التصوف فيه شأن وعلا
يحب وكان ، يُعتقد فيه الولاية ) ممن م 1786 هـ= 012 1 ( المتوفى سنة الطرابلسى
العلماء من الفضل هذا كان أهل النساء ،ومع مجلسه على ،وتتهافت الشراب مجالس
له شفاعة. الولاة لا يرذون ،وكان عنه أخبازا حسنة وينقلون يحترمونه وغيرهم
م ) فى أول امره ابله 2917 هـ= البكرى المتوفى سنة ( 12 70 الشيخ على وكان
فيه الولاية كما هى مصر الراس والسواتين ،فاعتقد أهل فى الشوارع عريانا مكشوف يمشى
فى ثيابا وحبسه فألبسه ، الغفلة هذه فيهم يستغل له أن أخ فرأى أبله ، كل فى عادتهم
زيارته على وعامة خاصة من والنساء الرجال فأقبل ، قطبا أنه صار وادَّعى لهم ، البيت
بما منهم واحد كل إليها ويؤؤلها فينصتون الكلام من تخليطات يُسمعهم به ,وكان والتبرك
القلوب خطرات على أنه يطلع ويذَعون ، الكرامات له ينسبون وصاروا ، نفسه فى
نساء سيما ،ولا شىء كل الكثيرة من والعطايا بالهدايا والنذور عليه ،ويُقبلون والمغيبات
هو من كثرة الاكل والفراغ أمواله ،وسمن أخيه واتسعت راج حال ،حتى الأمراء والأكابر
الشرابى بالأزبكية بالقرب من بجامع ،فدفن هذا الحال إلى أن مات والراحة ولم يزل على
مدحه فى وأشعار أوراد ومرتلو ورميرلب له مقرئون ، وقبة له مقصورة وعُمل الرّوَيعى ،
أعتابه، على وجوههم ومرعوا وتصايحوا عنده تواجدوا كراماته ،ف!ذا اجتمعوا وذكر
الحجازى حسن ،فقال الشيخ جيوبهم فى الهواء المحيط به ليضعوه بأيديهم من وغرفوا
قطبا الناس جِنة لدى ذى كل رأينا أن نَعِشْ إلى ليتنا لم
ربا العرش د"ون ذى من تخذوه قد بل يلوذون به عُلماهم
كربا الأنام يفرج جميع عن فلان اللهَ قائلين نسوا إذْ
قلبا الله له أعمى لشخص ول والوب البصيرة كلُّ ذا مِن عمى
كتبا عالما يدرس لو جهك د ا أهل الحذار منِ فعل فالحذار
كلبا السوء صنعه فى فساوى لدنيا صيد فخ العلم جعل
صبُ عديم العقاب فى يوم عقبى اَلكد إذِ منه خير الكلب لا بل
%r A
شيئا بين عميان فهو يبصر فى هذا الثمعر الركيك كأعور الحجازى وكان الشيخ حسن
هذا القرن . أهل ،ولم يقع فى العمى الكامل الذى وقع فيه المسلمون من حال كل على
خدام ادَّعر ،كبير عشزة فى يعتقدوا أن إلى القرن هذا فى الا"مر بالمسلمين وصل وقد
، إليها الكرامات الناس فنسب ، بها خيرَا أوصت نمشة السيدة أن بمصر النفيسى المشهد
والأطواق الذهبية إليها القلائد يرسلن فكن ، اعتقادأ فيها الرجال من النساء اكثر وكانت
هذه زاد الأمر فى ولما الهدايا ، المكرر وغير هذا من ،واللوز وماء الورد والسكر i ا '
التبرك بقصد وأدخلها إلى زوجه صاحبها كتخدا دعا الأمير عبد الرحمن حده العنزة عن
أن انتهى بعد أخبره ،ثم أن يعرفه غير من لحمها من لهاطعام صاحبها بها ،ثم أمر بذبحها
عمامته، على جلدها وضع العنزة ،ثم هذه منه فى ما كان على ،ووبخه اكله بأمرها من
ذكر وقد ، به التشهير فى مبالغةَ القاهرة شوارع به فى يسيروا أن الطبول اْصحاب وأمر
م ،ولم ينكر على 1758 هـ= 1172 سنة حوادث الحادثة فى تاريخه هذه الجبرتى فى
على الشيئ ما حصل هذا العلماء ،ومن القرن إلا قليل من هذا اْولئك المتصوفة فى
كان هذا الأمية ،ومع قريبا من متصوفا ،وكان م 96لاا هـ= 1183 المتوفى سنة البيومى
فى فقام بالتدريس ، العلماء بعض ثار عليه وقد ، له فيه ويخضع يعتقد العلماء من كثير
عادته من ،وكان حجته وقوة لا بعلمه ، شخصيته وقوة لسانه بطلاقة وأفحمهم اطبرسية
حفاة أتباعه المسجد اكثر فيدخل ، ثلاثاء بالم!ثمهد الحسينى يوم كل للذكر مجلسئا يعقد أن
العلماء لدى بعض ،فسعى بها المصلون فيتأثر ، بالذكر أصواتهم ،وكانوا يرفعون وللوثونه
شيخا و؟طن - الثه الشبراوى عبد الشيخ ،ولكن المجلس الوالى التركى لإلغاء ذلك
المجلس. له ذلك ،فأبقى الوالى عند عليهم للبيومى انتصر - للأزهر
م ) فتوى أنكر فيها على 1782 هـ= سنة ( 7911 الصعيدى الشيخ على وقد كتب
والنقباء والسثُبح الكبيرة والطبول المغنين والا"علام من اْلمطاوعة ما يتخذونه طريقة أصحاب
،وغير هذا عليها أنواع الريش والطراطير التى يضعون السعف وطواقى الخشب وسيوف
الانحطاط بها إلى اَخر مراحل ،ووصلت الصوفية فيها الطرق البدع التى وقعت من
لأن ، تنكرها ولا البدع هذه ترى كانت القرن هذا فى العلماء جمهرة ولكن ، والتدهور
العلماء أشبه بالعوام فى أمورهم ،وصار فى هذا القرن مثل التصوف العلم كان قد انحط
ألفها عليها حتى لأن الزمن قد طال المألوف عندهم البدع من مثل تلك ،فكان وعاداتهم
تلك على ينكر أن ،فلا يصح الشرع لا يقرها التى الأخرى العادات فيما ألفوه من الناس
غيرهم. من البدع الأخرى على أنه لا ينكر ،مع الطرق ارباب البدع من
الدينية المناصب فيه إلى أعلى وصلوا هذا القرن متفقهون صوفية هذا كان من ومع
931
الطرق أصحاب الجامع الأزهر ،فتولاه الشيخ الشبراوى من شيخ منصب ،وهو مصر فى
أصحاب م ،وتولاه الشيخ الحفناوى من هـ = 1757 11V1 وفاته سنة ،وكانت الصوفية
م . هـ = 17 IV 1181 وفاته سنة الطرق الصوفية أيضَا ،وكانت
حالتها فى هذا وظهر ، تقدمَا ونهوضا القرن هذا فى ازدادت ف!نها أما أوربا
وألمانيا وفرنسا انجلترا وكانت ، الاجتماعية حالتها وفى ، العلمية حالتها ،وفى السياسية
أوربا القرن الثامن القرن يقابله فى أوربا ،وهذا باقى شعوب هذا من فى اسبق وروسيا
القرن فى التى ظهرت والمياسية للاراء الفلسفية والاجتماعية فأما إنجلترا فكان
الثانى ملكها جيمس م ،وكان 1688 هـ= 011 0 سنة السابق أثرها فى ثورتها الكبرى
أن الحق الملكى حق هذا العصر ملوك كغيره من ه كان يرى لأن ، استبداديا حكما يحكمها
أن تخضع الشعوب ،وعلى الشعب الله لا من من الملوك مستمذة سلطة ،وأن الهى
مجلس أفعالهم ،فقام بحل على محاسبتهم ،ولا حقَّ لها فى مطلقا خضوعا لحكمهم
الثورة التى بتلك عليه الشعب فقام ، بالحكم وحده يستبد أن وأراد ، الإنجليزى النواب
،وقد الثالث وليم باسم ملكا أورنج ،وأقام بدله الأمير وليم فرنسا الفرار إلى إلى اضطرته
هذا فى ونم! ، الحكم لنظام قانونا جديدا اقامته فوضع بعد البرلمان الإنجليزى اجتمع
على ،فتم بهذا ل!نجليز الحصول الشعب من التاج مستمد الملك فى أن حق القانون على
محئا الثالث ملكا وليم الأوربية ،وكان الشعوب من غيرهم قبل الحرية السياسية
،ثم حكمت الصناعة والخارة العلوم والمعارف ،وتقدمت فى عهده ،فنهضت ل!صلاح
فيها كثير من ،وظهر عظيما مجدا فى عهدها إنجلترا الثانى ،فبلغت جيمس بعده حنا بنت
م ) وغيره 1727 - 1642 1هـ= 14 0 - 1 0 ( 52 نيوتن اسحاق ،مثل الفلاسفة كبار
بتأييدها فيما حصلت ،وقاموا القرن هذا إنجلترا فى نهضة فى اشتركوا الذين الفلاسفة من
إلى الحرية السياشة فى بالحرية الدينية ،وذهبوا هذا ،ونادوا مع الحرية السياسية من عليه
المعروفة ،وهى مقدسة طبيعية حقوقا ل!نسان أن ،وهو الثمعب ما كسبه يؤيد جديد رأى
الحقوق هى صيانة هذه ،والرغبة فى الحقوق وغيره من التملك الانسان ،كحو! بحقوق
بعهدها ،ووفت بحفظها ،فلا تُطاع إلا إذا قامت إنثاء الحكومة الناس على التى حملت
قد فسخت ،لأنها تكون وجودها حق به ،خسرت الذى أقامها ،ف!ذا لم تف للشعب
منهم الأ يطيعَها، واحد كل حق من الأفراد ،فصار على لها سلطا جعل العقد الذى
،ولما الطبيعية للافراد بمراعاة الحقوق لأنها مقيدة ، مطلقة الحكومة سلطة لا تكون وحيسئذ
الضرائب عليهم ما تشاء من أن تفرض للحكومة الأفراد فى التملك مطلفا لم يجز كان حق
عليها العامة وجب للمصلحة الأموال إلى ،ف!ذا احتاجت مما يملكونه بها جزءا لأنها تقتطع
032
،ولما كان إلا بموافقتهم هذا إلى أن تصل ،لأنها لا تستطيع نوابهم بوساطة إليهم أن ترجع
العامة- 4 لمنع السلطة وسيلة أحسن كان مطلقة جعلها يميل إلى سلطة فرد يعطى كل
كفة إحداهما لا تترجح التوازن بينهما ،بحيث الأمة هو حفظ الجور فى -عن الحكومة
موافقة ان تكون يجب الدينية إلى أن المسيحية الحرية ذهبوا فى ،وكذلك الأخرى على
الفرق اختلفت التى فالمسائل ، الحقائق معرفة به إلى لنا لنصل الله منحه لأن ، للعقل
اتفقوا التى المسائل وهذه ، المسائل من عليه اتفقوا ما المهم لىانما ، مهمة غير فيها المسيجة
الإنسانية، الملائم للطبيعة النظرى الدين وهى ، . المسيحية من البقية الصحيحة هى عليها
المختلف والمسائل ، النفس وخلود إله واحد :وجود أساسيتين صمألتين فى ينحصر وهو
المسائل. من هذا ،وما إلى الخير والشر ،كمسألة العقل فيها إلى فيها يرجع
من فيها جيلان إنجلترا ،وظهر بفلاسفة القرن هذا فى تأثر فلاسفتها فقد وأما فرنسا
، الميلأدى عشر الثامن القرن الا"ول من النصف فى الأول الجيل ظهور /،وكان الفلاسفة
الجيل الأول فلاسفة أشهر هذا القرن ،ومن الأخير من النصف الجيل الثانى فى وظهور
فيه ن
أ ومما جاء الشر(ئع - روح - كتاب صاحب هو وفولتير ،ومونتسكيو مونتسكيو
توزبع السلطة بين الملك وسيلة لصيانتها هى الحكومة صيانة الحرية ،وأن أفضل من الغرض
منفصل بعضها سلطات بها ثلاث وسيلة لتثبيت نظام الدولة أن يكون والبرلمان ،وأفضل
التنفيذية والنملطة ، للقضاة القضائية للبرلمان !،والسلطة التشريعية السلطة : بعض عن
للحكومة.
أنه إلئ وذهب ، القديمة الدينية والسياسية للنظم نقد قام بأقوى الذى هو وفولتير
الملوك وظلم الأشرافي وامتيازات الكنيسة ،فحارب لا يقبله العقل لاكل نظام أن يُمحى يجب
فيه تقوم عهد إلى يتطلع ،وجَعله فساد ما فيه من إلى نبه الشعب ،حتى القوانين وفساد
يريدا لم انهما مع ، بالإلحاد الفيلسوفين هذين الكنيسة اتهمت ،وقد للعقل موافقة نظم
بوجود يؤمن الذى الفطرى الدين على والاقتصار أرادا إصلاحه دهانما ، الدين على القضاء
المنافية والعقائد والأسرار الرموز من المسيحية إلا ما فى يحاربا فلم ، النفس الله وخلود
للعقل.
-العقد كتاب هو صاحب ،وروسو ديدرو " فلاسفة الجيل الثانى روسو أشهر ومن
،ومما الحديث ارتضء الفكر الإنسانى فى العصر كاق له أثره فى كتاب -وهو الاجتماعى
أنه ،وقد يعتقد شخص الأغلال فى ،ولكنه الآن يرس! وُلد حرا جاء فيه أن الإنان
العقد فى روسو رأى الكتاب هذا ما فى وأهم . عبودية منه أنه أكثر مع ، غيره سيد
منه الحقيقية ،وأن الحكومة تستمد السلطة هو صأحب أن الشعب ،وخلاصته الاجتماعى
ryl
) الاسلام فى -المجددون ( 21
أن يكون يجب منه ،وأن الثريع مستمدة ما دامت تبقى شرعية ،وأن سلطتها سلطتها
بيد الحكومة أن تكون هذا بعد يهم ،ولا للقانون منه الخضوع يطلب الذى لأنه وهو ، بيده
أنواع جميع على يحتوى قاموس -الانسكلوبيديا -وهى هو صاحب وديدرو
ينتهوا ،ولم والعلماء الفلاسفة فيه كثير من ديدرو شارك ،وقد والصناعات والفون المحارف
انتشر ،وقد مجلدا ثمانية وعشرين فى يقع ابتدائهم فيه ،وهو من سنة عشرين منه إلا بعد
الثقافة الحديثة بين أهلها. نشر له أثر كبير فى أنحاء أوربا ،فكان جميع فى طبعه بعد
الذين ،وهم وترجو بفرنسا مع هؤلاء!الفلاسقة علماء اقتصاديون مئل كسناى وظهر
(رالة القيود المنافية اساس يقوم على ،وهو الحديث الاقتصاد السياسى علم أساس وضعوا
الثروة ،فأعطوا الزراعة أصل هى أن الارض يرون ،وأصحابه لحرية التجارة والصناعة
الحَكومة كانت التى والوسائل الضرائب توريع طريقة ،وانتقدوا الدولة فى المكان الأول
بين الغلال تبادل البلاد ،وتعطيل داخل الجمارك المحلية ،ك!قامة الصناعات لحماية تتخذها
، العقول وتبلد ، المجاعات ووقوع ، التجارة كساد إلى مما أدى هذا إلى وما ، الشعب
والاقتصادية والاجتماعية الفلسفية بالآراء تأثروا املوك فيها قام فقد ألمانيا وأما
بروسيا الثانى ملك فردريك أشهرهم فى هذاْ القرن ،ومن والسياسية والدينية التى ظهرت
م ) وكان ملكا عظيما محتأ للفلإسفة والعلماء ، 1786 - 174 0 هـ= 012 1 - ( 1153
مملكته، لإصلاح وسعه ما فى كل يبذل فكان بآرائه ، أليه وتأثر فقرئه فولتير راره وقد
أن الأمير لا يمكنه أن يكون ،ويرى والفنون والعلوم والتجارة بالصناعة النهوض فى وشعى
الفلاحين على يجورون أن عمأله ،وبلغه الأول خادمها مملكته الا إذا كان المطلق فى السيد
عليه يثبت من عقاب ،وجعل دابطال ضربهم بعدم الجور عليهم ،فأمرهم ويضربونهم
ا!بر بطرس أشهرهم ،ومن أيضا تأثروا بذلك فقد قام فيها ملوك وأما روسيا
الحديثة، المدنية الذى نقل روسيا إلى م ) وهو 1725 - 1682 هـ= 1138 - ( 01 49
العلوم ليتعلموا !إيطاليا والنمسا هولندا ) بعثة إلى م 7916 هـ- 011 9 ( سنة فأرسل
منها ليتعلم أوربا ممالك فى فساح ، أيضَا بذلك هو يقوم أن رأى ثم ، الخديثة والفنون
معه الا متنكرأ ليس سياحته فى العلوم والفنون ،وكان بعض ،ويدرس السياسة حسن
السفن صناعة يتعلم ْ،وأخذ هولندا قاعدة ، أمستردام فى مدة وأقام ، خا إدمه ونديمه
والطبيعة والطب التشريح فن تعلم ،ثم منهم كأنه واحد بين العمال يقوم ،وكان الحديثة
322
، هولندا من مدنيةَ أرقى إنجلترا ،وكانت هذا" إلى بعد ،وانتقل الحديثة العلوم من وغيرها
البحرية والفنون ، الساعات صناعة وتعلم ، الحديثة السفن صناعة تعلم فيها فأتم
العلو؟ هذه ا فيها فنشر م ،/ 8916 هـ= 0111 سنة روسيا إلى رجع ثم ، والحربية
القديمة، الروسية العادات كثيرأ من ،وأصدح النظام الحديث على جيثئا ،وأنشا أ والفنون
م ) ،وكانت 6917 - هـ1763 =- 1211 - ( 1177 الثانية أيضَا كاترينا أشهرهم ومن
رأيهم فى فرنسا وتأخذ فلاسفة تراسل وكانت والعلما?، لل!فلاسفة ،محبة ملكة حازمة
به أصول ما تقضى على سياشهم فى ساروا الملوك الذين 1 من (نها تعد نملكنتها -،حتى سياسة
الاجتماع -يجب أن كتابه -روح ،وترئ مونتسكيو بالفيلسوف معجبة الفلسفة ،وكانت
هـ= I سنة ( 181 الصلاة لأتباع الكنيسة ،وقد ألفت فروض للملوك مثل كتاب أن يكون
، الكتاب هذا فيها أصول أن تحتذى ،وأمرتها للدولة قوانين جديدة م ) لجنة لوضع 1767
الأمة للملك، :ا ليست موادها ومن ، الأصول هذه القوانين على هذه بوضج فقامت
مرة إلى ! وقد كتبت قتل برىء وأحد أولى من مجرمين عثرة الملك للامة ،العفو عن إنما
يسيئون ولكن ؟ كتئا بديعة يؤلفون أَراءكم العظيمة يتبعون الذين " :ان ديدرو الفيلسوف!
فيها ،فظهر ابقرن هذا أوربا أثره فى فى الناحية العملية نحو الفلسفة لتوجيه وكان
المحركة: القوة البخارية اهمها ،ومن العلمية العجيبة والاشكشافات الاختراعات كثير من
:الآلة البخارية، نهضتهم كبيرة فى بهم طفرة ثلاثة أشياء طفرت فى استخدموها وقد
فضل والأمريكيون والفرنسيون الإنكليز تنارع وقد اْلحديدية ، ،والطرق البخارية والسفينة
هـ= 2011 سنة فيها" شرع ا،صل ،والمشهور أن طبيبا فرنسى الخارية اختر .2الألة
أول اكة بخارية لسفيتة % V .7م ،فظهرت هـ= سنة 9111 إتمامها من م ،وتمكن 0916
الرعاع إن نجعض ،حتى العصر أعجوبلأ فى ذلك ،فكانث فى كاسل ا فولد فى وادى صعيرة
الاختراع بهذا ألاشتغال وثرك تأثزا كبيرَا ، هدا من فتأثر الطبيب ، فكسرها ثار عليها
فى كاد ينجح تهذيبه حتى ،وراد فى الإنكليزى وات ،فاهتم به بعده جمس العجيب
اختراع الى وَصل أن الى الأمريكى فلطق بهْ روبرت اهتم البخاريهَ ،ثم السفينة اختراع
فرنسا ،فقام م ،وَكان هذا فى -3018 -هـ! سنة 1218 بدوالب سفينة بخارية تتحرك
البخارية الآن بها الفن ،التى تسئر أله "الرفاس اخترعت ،ثم نهر السين فى سفينته بتجربة
،وكان السفينة /البخارية الحديدية بعد الطرق ،ثم ظهرت م 1844 هـ- 0126 سنة
، م 1821 Irvا اهـ= سنة -الى اخثراعها ،واصتعملت وصل الانكليزى أول من ستيفنسون
. الناس نقل فى فذا بعد استعملت ،ثم الحجرى الفخم نقل أولا على فاقتصرت
323
إلى وصلوا قد علماؤها ،وكان :التلغراف القرن هذا أوربا فى اختراعات أهم ومن
،وكان أساسها اختراع التلغراف على إمكان فى كثير منهم الكهرباء ،ففكر خصائص
،حتى أربع ع!ث!رة سنة فيه نحو فكر فى اختراعه ،ومكث ليزاج الفرنسى أول من جورج
أولا فى المسافاتْ القريبة ،ثم زيد م ،وكان يستعمل 1774 هـ! إليه سنة 1188 وصل
م . 1823 هـت البعيدة سنة 9123 المسافات فى فى تهذي! إلى أن استعمل
الفحم وقود الحديد التى تستعمل هذا القرن مصانع ا)ختراعات أوربا فى أهم ومن
وأن ، الضخنة والمطارق ، المواقد العالية ينشئوا أن بهذا أمكنهم وقد ، الحطب بدل
القوية الحديثة. الأسلحة ،واختراع الكبيرةْ الحديدية القطع ش!بك فى يستعملوها
المعروفة ،والمركبة الهوائة الصواعق مانعة القرن هذا أوربا فى اختراعات أهم ومن
تواصل ،وجعلثها أهلها جمقول التى نبهت العجيبة الاختراعات من هذا غير ،إلى بالبالون
. . القرن هذا إليه بعد ما ستصل إلى ،لتصل العلمى البحث
،فوصَلت الفلسفة فى بيكون روجر فيها أحلام وتحققت ، أوربا فى الجد جد لقد
لتيئك ،لاوشكون القرن هذا فى الكهرباء وقوة البخار قوة إلى العملية الفلسفية البحوث
الهند قدمها فى هذا بوضع من بعض! ظهر ،وقد قوة أوربا وعظمتها القوتين أئرهما فى
المسلمين من أخذ فى نجاحها بقوتها الجديدة وبدهإئها السياسى الاقيانوسية ،وفى وجزر
لا حيث من لهم ظهر هذا العدو الذى المسلمين أن يتنبهوا إلى خطر على وكان
عليهم ،وكان حديثة بأنظمة حربهم فى ،ويقوم جديدة باسلحة يحاربهم ،وأخذ ينتظرون
، خطره لدفع بما يلزم ،ويقوموا أسراره على لقفوا ، التأمل ويطيلوا هذا يتأمفوا فى أن
اوربا، إليه الذى نهضت الحديث بهم إلى العصر فيهم ،وينهض جمود كل على ويقضى
عصر من سبقه إليه ما إذا أضفنا ، ثلاثة بقرون بل ، الزمن من فيه بقرن وسبقتهم
الهضة.
من إلى شىء ،ف!ذا تنبه بعضهم نومهم هذا يغطُون فى المسلمين مكثوا مع ولكن
نظره تاقأ ،ثم كان جهلاَ ،لأنه يجهله ابخاضر إلى ينظر ولم الماضى فيه إلى نظر الإصلاح
التراجم الآثار فى عجائب كتابه - الجَبرتى فى حدثنا ،كما جذا ضيقا الإصلاح فى
بمثل الى الاصلاح م ) يدعو 171 I هـ= ( 1123 تربهى قام لى شة والأخبار -عنْ رجل
من القباب أ.صحاب أعتاب تقبيل من مصر ما يفعله أهل ،فأنكر إليه ابن تيمية يدعو ما كان
يجب بأنه كفر ،وحكم جهالاتهم من هذا ،وما إلى حاجاتهم لقضاء ،وقصدهم الأموات
324
مسجد ،واتخذ هدمها بوجوب ،و!كم الأموات على بناء القباب ،ثم أنكر تركه عليهم
قد كانوا الأزطر علماء ولكن ، له وتعصبوا الناس من فاتبعه كثير ، لدعوته المؤيد مقرآ
فتنة كبيرة وقامت ، الدين فى ،فأفتوا العامة بأنها صحيحة وألفوها البدع هذه فى وقعوا
أتباعه دعوته ،فترك مصر الفتنة بنفيه من هذه انتهت ،وقد التركى الرجل هذا بينهم وبين
نفيه. بعد
بين الفقهاء الذين لا يعرفون من فكان المسلمون فى هذا القرن أيضا ينتظرون مجدده
الجديدة دنياهم ،يجهلون أوراقه بين تقليب ،فعاشوا العلوم الفقه وما إليه من شيئا سوى
فى كانوا يخاجون أنهم ،مع دنيا قبلها فى يغيشون لأنهم الدنيا هذه ،وتجهلهم فيها وما
علوم من الحديث العصر ما جذَ فى دنياه الجديدة ،ويعرف يعرف هذا القرن إلى مجدد
. القرن هذا فى غيرهم نهض كما بهم ،لينفع المسلمين !بها ،وينهض ومعارف
الفلانى نزيل المدينة ،والسيد مرتضى نوح بن بن محمد صالح هو القرن الثانى عشر
مجددى مدرسةْ ابن تيمية ،فذكر من رجال إيثار مذهبه فى رضا السيد رشيد وذهب
من ،وكلاهما الدهلوى الله ،وولى النجدى الوهاب بن عبد محمد هذا الفرن الشيخ
مولده سنة الفلانى ،وكاذ بن نوح بن محمد صالح كان ابن تيمية ؟ وكذلك مدرسة
مؤلفاته -إيقاظ ومن ما، 3018 هـ= سنة 1218 م ،وقد توفى 2017 هـ= 1111
ابن تيمية. فيه مذهب تحقيق مسألة التقليد ،وقد ذهب فى همما أولى الأبصار -وهو
القاموس ،وصاحب كتاب تاج العروس فى شرح الزبيدى فهو صاحب السيد مرتضى وأما
فيه اعتقاد للنإس ،وكان هلىا القرن فى الصوفية متفقهة من ،فكان الإحمياء للغزالى شرح
فى الأسد اهذا القرن نصيب لمدرسة ابن تيمية فى الغلو .وبهذا يكون الى حد يصل
فى هذا القرن كانوا قد وصلوا فى الأشعرية وقفقهتهم ، ،ن السابق التجديد كالقرن
إلى فهم رسنالة المجدد المسلم فى المتفقهة هؤلاء من لانى أرى أن نادر شاه كان أقرب
، الوهاب عبد بن محمد اتبعه بدراسة ،ثم غيره فيه على دراسته ،ولهذاْ أقدم القرن هذا
***
rya
شاه نادر .
بلاد عشائر من عشيرة اليهم ينسب الذين ،والأفشار الأفشارى خان نادر قلى هو "
م،، 1687 هـ= 1 0 99 له ابنه نادر سنة فولد ، الناس عامة من والده ،وكان خراسان
عليها حينا التتر قبائل الحكومة وهجوم ضعف من الفوضى بلاده فى حالة من رأى شمث ولما
قوة عليه من الأحوال تنقلب ،وصارت الفوضى تلك يغامر بتفسه فى ،فأخذ بعد حين
،رمرة السلطان عمال ،ومرة يخدم إلى قوة ،فمرة يبزخذ أشرا ضعف ومن إلى ضعف
بينهم، أمره اشتهر حتى ، منهم الأموال وينهب ، الناس بها على يسطو فرقة ينظم
به ،واستعان الإكرام كل إليه ،وكرمه خراسمان حاجمم ،فدعاه منه الخوف عيهم واستولى
ما مثل ،ففاد إلى وظبفته من الحاجمم ،وعزله منه هذا غضب، قبائل التتر ،ثم محاربة فئ
الحكومة سطوته، خافت الأول ،حتى من كثر ا!لرة هذه أمره فى كان عليه ،وقد عظم
الدولة الصفوية يسعى اَخر ملوك الصفوى ميرزا .بن السلطان حسين وكان تهما سب
،فى نادر شاه أقارب بحفبى ،فسعى منهم انتزعوه الأفغانيين الذين من ملكهم استرداد فى
،وصار إليه نادر شاه ،فانضم الملك هذا استرداد على ،ليساعده ميررا تهماسب إلى ضمه
اقتسام إيران بعد انتهاء على وروسيا هى الدولة العثمانية التركية قد اتفقت وكانت
يتقدم الدولتين من كل فأخذ ، المتغلبين عليها الأفغانيين طرد وعلى ، الصفوية الدولة
وانجقهما على تهماسب هذا ولما رأى ، بينهما عليه الاكفاق ما تم على للاستيلاء بجيشه
منها، اليه اباقى يردَّا أن على ؟ بلاد (يران من عليه الاستيلأء ما يريدان على الاستيلاء
معاهدة معه فعقدت ؟ روسيا به دولة ورضيت ، العثمانية التركية الدولة بهذا ترض فلم
الأفغانيين من طرد فى ان تسعى فيها أن يترك الولايات الشمالية الإيرانية ،على رض
المعاهدة هذه العثمانية نجاحمه فى الدولة رأت فلما ، الصفوية الدولة إلى وتردها ، إيران
به اقيم بدله ملك يرض ،ف!ذا لم بلاد إيران من الأ يُتركَ له إ/لا قليل ،على عليها وافقت
إلى إستانبول ليطلبوا من أوفد رسلا الأفغانى ذلك خان الأمير أشرف فلما رأى
مثلهم، سنيون وهم تحاربهم دولغ أنْ محاربته ،ويشكوَا الى علماثها عن سلطانها الكف
ودولة روسيا النصرانية، هى فى إعادة الدولة الصفوية الشيعية ،وتتفق عليهم وأن! تسعى
r'1
لعدم بحاربهم إنما أنه ؟ لأن السلطانْاذَعى م!عاهم فى خان أشرف رسل فلم ينجح
فوقعت ، عيهم الشرعى لأنه الخليفة ؟ المسلمين جميع الدينية على بسلطته اعترافهم
ونالوا منه ،وكان يستميل السلطان نال فيها صهم وبين جنود خان بين أشرف شدبدة حروب
فى يستمروا أن اليه ،ويأبون منهم كثير ،فيميل مثلهم وأنه سنى الدين الجنود باسم هذه
معه. صلح عقذ التركية إلى العثمانية الدولة أن اضطرت قتاله ،إلى
قوته بانضمام نادر شاه إليه! قد عظمت الوقت ميززا ! فى ذلك ( تهماسب وكان
عزم على ذلك خان أشرف رأى ولما له ، ،فأخضعها بلاد خراسان فأرسله إلى إخفماع
، خراسان إلى بجيشه الدولة العثمانية التركية ،فسار مع الحرب قد انتهى من ،وكان حربه
منه أصفهانه، وانتزع نادر شاه عليه ،فانتصر دامغان مدينة بمّرب وجيشه بنادر شاه والتقى
مكث أن بعد ، إيران الأفغانيين فى حكم انقضى وبهذا ، الصفوية الدولة قاعدة وكا.نت
له ،ولكنه لم يكن نادر شاه شجاعة بفضل آباثه عرش ميزرا على تهماسب فجلس
العثمانية الدولة وكانت ، نادر شاه هو لإلران الفعلى الحاكم ،وكان الملك الا الاسم فى
إلى مقاتلة نادر شاه إيران ،فنهض بلاد على إلى الهجوم قد عادت التركية
ان القتال معها من ينتهى أن قبل بلغه ولكن ، عظيما انتصارأ عليها ،وانتصر جيوشها
فنكل خراسان الى ،وسار قتالهم إلى قتال الترك البلاد ،فترك الغارة على الأفغانيين شنوا
الترك بحرب ن ،يقوم 1 له تهماسب حاشية زينت بحربهم مشتغلأ ،ولما كان تنكيل شر بهم
عقد إلى اضطر حتى ، كسرة شر فكسروه ، ما بدأ به نادر شاه ،ويتفم عثمان اس من
أمره أنه ،وبلغ من منهم نادر شاه الذى ربحه كل مع والى بغداد ،بعد أن خسر الصلح
خراسان حرب نادر شاه من ،فلما رجع هذا الصلح الإيرانيين فى رد الأسرى لم يشترط
طفلا ،وكان مررا ابنه عباص ،وأقام مكانه خراسان ونفاه الى ،ثم عزله عليه غضبه اشتد
البلاد التى جميع منهم استعاد حتى الترك قام بحرب ،ثم عليه وصئا ا ،فأقام نفسه صغيرا
رجع ،ثم معه الصلح عفد الى ،واضطرهم بلاد القوقاس جميع ،ومنها عليها استولوا
ن أ ،بعد ملكًا عليهم ،فأقام الايرانيون نادر شاه مات قد مررا عباس الطفل وكان
بقبل الملك منهم إلا بعد أن اشترط ،ولم الأفغانيين والترك والروس حكم من حررهم
السنة ،ولا يغالوا فى التشيع الذى كانوا عليه فى عهد أهل على عليهم أن يتركوا التعصب
،ولكنهم القبول الباقون ،وأظهر ب!خلاص منهم منه بعض! هذا ،فقبل الصفوية الدولة
327
طويلا منشورا أصدر إيران أن ملبهًا على تؤج أن بعد ما بدأ به نادر شاه أول وكان
،ثم المسلمين السنة من أهل ،د!الى مؤاخاة والمعارف العلوم تحلم إيران إلى فيه أهل دعا
الأنظمة على جنده ،فدرث قبله من الشاه عباس ما سلكه التجديد طريق فى سلك
أقام الحديثة من 2اْوربا ،ثم الأسلحة على الحصول فى الإنكليز ببعض واستعان ، الحديثة
أوربا، فى النظام الحديث كبير على تم 6له تجهيز جيش ،حتى بلاده لصنعها فى معامل
محمد ملكها إلى ،فكتب بلاد الهند فتح إلى نفسه توجهت ،ثم قندهار به مدينة ففتح
الهند، بلاد منه إلى يفرون الذين الأفغانيين مساعدة بلاده من يمنع حكام أن شاه 3يامره
شاه 2ر نا عليه ؟ فزحف منه يراه أقل لأنه كان ؟ ذلك إليه فى أن يكتب شاه محمد فأنف
استولى أن ى إل ، بلد بلاد الهند بلدًا بعد على يستولئ وأخذ ْ، م 174 0 = هـ I ? or سنة
الهند ،وجعله سلطنة فيه على ألرَّه معه صلحَا شاه ا ،وعقد محمد عاصمة دهلى على
به إيران فاحتفل إلى عاد ،ثم البلاد الهندية كبيرًا-من قسما ؟ وأخذ بأمره له يصدع حليفا
- خان -أبى الفيض بخارى بعد هذا إلى محاربة ملك ؟ وقد سار عظيما أهلها احتفالا
الهند ،ثم تقدم إلى بلاد خوارزم مع ملك معه فحالفة كالتى عقدها فانتصر عليه وعقد
الدولة عهد إليه فى .إلى ما لم يصل ،ووصل ملكه عظم ؟ حتى وداغستان وخيوه
الصفويةء
خان رضاقلى بابنه إنه اساء الظن ،حتى الوهم بمرض عمره فى آخر أصيب ولكنبما
،ثم بسَمْل عينيه ؟ فأمر منه ملكه نزع أنه يريد ،وتوهم حروبه الأيمن فى ساعده وكان
لا الإيرانيون وكان بيته ، بأهل الظن إساءة فى مضى ولكنه ، القسموة معه هذه على ندم
أخيرًا مسلكه ،فلم يرضهمْ ومغالاتهم فيه باطنهم لمذهبهم الشيعى فى يزالون مخلصين
بعض عليه ،فثارت إيران فى المذهب أئمة هذا لبعض اضطهاده سببا فى هذا ،وكان معه
. م 1747 1هـ= 16 0 قتله ؟ فقتلوه سنة على ،إلى أن تاَمروا أخيرا فارس ولايات
العلوم اوالمعارت بين أهل نشر فى سعيه نادر شاه من من أن ما حصل ولا شك
السنة بين اهل التقريب فى ،وعمله أوربا فى النظام الحديث على جنده ،وتدريب بلاده
ممن ذُكروا فيه من القرن هذا فى الإسلامى التجديد رسالة فهم إلى أقرب ؟ يجعله والشيعة
فهم إلى اقرب السابق القرن فى الشاه عباس كان ،كما ذكرهم سيأتى " الذين المتفقهة اولئك
رسالته !ن متفقهته.
، الاديان توحيد إلى يسعى أنه كان نادر شاه إلى أنه ينسب سبق فيما ذكرنا وقد
من ذوقه إلى أقرب يكون لعله ، الإنجيل اسفار بعض بترجمة أنه أمر إليه ايضا ونسب
YrYA
ليباحثهم - والنصرانية واليهودية الإسلام الئلاثة - الاْديان أصحاب وأنه جمع ، القرآن
سعيه ساءهم الذين الجامدين افتراء من كله هذا ! ولعل أن جمعهم بعد صرفهم فيها ،ثم
المطلوب الإصلاح كل لم يكن الإصحلاح ذلك من به نادر شاه ما أتى ولكن
كل بهم فى ينهض شامل إلى إصلاح حاجة هذا القرن ،لأنهم كانوا فى فى للمسلمين
نظام الطبقات السنة والشيعة ،وعلى الرجعيين من أهل جمود على الحياة ،فيقضى نواحى
هذا من نادر شاه بشىء ،ولم يأت العدل 1والشوَرى قائما على حكمه بينهم ،ويجعل
الناقص بعد موته. الإصلاح ما أتى به من ذلك كله ،ولهذا ذهب
32 q
ا بن عبد الوهاب محمد
سنة بنجد العُييَنة بلدة فى الحنبلى ،ولد النجدى الوهاب عبد بن محمد هو
قديم من معروفون فقهاء الحنابلة ،وهم الأولى على دروسه م ،وأخذ 3017 اهـ-- 1 15
فى ماضيهم إلى ونظر ، نثأته فى فتأثر ببم ، البدعة من ونفرتهم ، بالسنة بتمسكهم
سلف ابن لًيمية.من وكان . فيها جهاده التى سيكون الوجهة إلى ،قوخهه البدع -محاربة
دراسته بنجد، من دراسة أوسع قدوته ،ولكنه أراد أن يحصًل الذى سيجعله هو الحنابلة
إلى البصرة فيها ،ثم رحل أتم تعيمه الزمن ،حتى فيها مدة من ومكث المدينة إلى فرحل
. ، سنين بغداد فأقام فيها خمس إلى ،ثم رحل العلم فيها من ،يستزيد فأقام فيها أربع سنين
إلى بلاد العرب ،ويجاوز الرحلة أن يُبعد فى وبغداد المدينة والبصرة إلي رحلته ثم أراد بعد
بها وأقام همدان إلى رحل ثم ، سنة بها وأقام كردستان إلى فرحل البلاد ، من غيرها
إلى قُتمَ ،ثم رحل فيها فلسفة الإشراق والتصوف ودرس إلى أصفهان ،ثم رحل س!ين
تهيأ له بها ما لم يتهيا ،وقد الطويلة الطمية الرحلة هذه بعد بلده بنجد إلى ثم رجع
لهم كانت الذين بالعلماء السابقين -،واعرت علفا منهم أوسعَ ،فكان نجد علماء لغيره من
، فيه علماء عصره وقع الجمود والركود الذى ذلك ،ولم يقعوا فى الإصلاح نجولة فى
هذه ،ولكن وأركانه الدين أصول انها من على وأخذوها ، الباع ألفوا ما فيه من حتى
البلاد الإسلامية ،لأنه لم يجاور ثقافة محدودة نجد كانت علماء التى امتاز بها على الثقافة
فى غير البلاد الخطيرة التى ظهرت الإصلاحية الحركات يتأتى له أن يعرف ،حتى فى رحلته
من ما يترتب ويعرف ، الحديث العالم الى الفديم العالم الدنيا من وقلبت ، الإسلامية
. الخطيرة الحركات الاعتبار بهذه المسلمين إهمال السيئة على النتائج
البدع ، تلك على السكوت به علماء نجد من رضى بما فلما عاد إلى بلده لم يرضَ
بعض بلندن البريطانى افى المتحف ،ويوجد نشأته فى فيما درسه الاصلاحية كتبه ورسائله
داره فى اعتكف أراد ذلك فلفا ، لها دراسته مما يؤيد ،وهذا بخطه يمية لابن رشائل
من ، اليه ابن تيمية فبله ما دعا مثل الى يدعو أخذ ،ثم ثمانية أشهر بلده نحو أهل عن
هـانكار ، والقبور القباب أصحاب إلى التوجه دانكار ، وحده بالعبادة دثه تعالى التوجه
التى الباع من هذا إلى وما ، الحاجات قضاء! فى الله تعالى إلى والأنبياء بالأولياء التوسل
القرن هذا قبله فى تركيا قام ب!نكارها أن رجلا سبق ،وقد إنكارها ابن تعمية إلى سبقه
الأزهر يوجد حيث قام بها فى مصر أنه حظه كان من سوء م ) ولكن 1711 هـ= ( 1123
الأزهر إذا أنكر فى طريق يمكنه أن مف ،ومن ،فقاموا ب!نكار دعوته كما سبق وعلماؤه
بادية نجد، فى قام بدعوته فقد الوهاب عبد بن . . .أما محمد أو أقره ؟ الدين شيئًا فى
يجمد كما علم على لا يجمدون والبدو ، الباع بيئة الحَنابلة المعروفة قديما ب!نكار وفى
علم. على ممن يجمد غيرهم من زحزحة الجمود أسهل عن زحزحتهم ،فتكوق الحضر
بها إلى يرسل ،ثم أخذ دعوته فى بلده بلين ورفق بن عبد الوهاب وقد بدأ محمد
فاموا باضطهاده دعوته مثابرته على بلده أهل رأى فلما ا.لأقطار ، من وغيره أمراء الحجاز
عليه دعوته ،فعرض بن سعود أميرها محمد- ،وكان الى بلدة الدرعئة بنجد فتركهم
حتى ْ، تأليدها قوته فى هذا 3 فى ،واستخدم بلاور العرب فى ونشرها بحمايتها ،وقام فقبلها
،ولم يزل محمد ا! سعود أهدها فى حكم ،ودخل العرب بلاد كثير من أخذ بها
هـ= سنة 6012 الإمارة ،إلى أن مات فى حماية هذه بدعوته يقوم ابن -عبد الوهاب
،أما إمارة عربية وأنه قام بها فى ، البدو أهل فى أنه قام بدعوته نجاحه فى والفضل
الحقيقة فى تكن التى لم المماليك دولة وفى ، الحضر أهل فى قام بدجموته ابن تيمية فقد
الإمارة البدوية تلك فى الوهاب عبد لابن ما تأتى مثل النجاح له من ،فلم يتأت عربية درلة
فى ممن جمد الإصلاح أبعد عن الحضر أهل من علم فى دينه على جمد العربية ؟ لأدط من
!عب الثانى مركب عنه ؟ وجهل زحزحته تسهل الأول بسيط ،لأن جهل جهل دينه على
تركه له.
بين المسلمين له الأثر المطلوب الوهابية لم يكن الدعوة أدركته الذى النجاح هذا ولكن
منه الغرض وكان ، جذا ضئيلا إصلاحا به كان نادت الذى الإصلاح ؟ لأن القرن هذا فى
دينيا إصلاحا هذا القرن لم يكن فى للمسلممن المطلوب ،مع إن الإصلاح دينيا محضا
ما وصلت الى به الملمرن ،يصل وعلميا واجتهاعيا دينيا وسياسيا إصلاحا كان ،بل فقط
أوربا فى اليه المسلمون إلى ما وصلت أوربا فى هذا القرن ،نعم كان المطلوب أن يصل إليه
النى هذه وحده والأولياء ليوصئل بالأنبياء التوسل القباب ومنع هدم يكن نهضتهَا ،ولم
دعوة كانت ،وقد ابن تيمية دعوة متأثزا بطابع الوهابية كان الدعوة طابع أن ،على الدهضة
الدعوة فى وهو ، كبيرا فيها نقصا هذا وكان ، الفلسفهَ وعلومها ابن تيمية تنافر أو تهملط
33 ،1
لها قيمة كبيرة قديمة ليست فلسفة ابن تيمية كانت لْى عهذ الفلسفة ؟ لأن ضررَا أشد ْالوهابية
ظاهرة عملية فلسفة صارت الوهابية فقد الدعوة عهد فى أما الفلسفة ، الحياة العملية فى
تعذر ،وقد فائدتها أو تتجاهلها أن تنكر إصلاحية لدعوة الحياة ،فلا يصح هذه النفع فى
فى الأمة البدوية أن تقوم هذه ،هـانه ليكفى امة بدوية فى بنشأ!ا هذا الوهابية فى الدعوة
الاكتفاء به إذا نظرنا .لموقف فى عذرها هـانه ليقبل ، الإصلاح فى القدر بذلك القرن هذا
بل ، الإصلاح المزيد من وطلب بمناصرته تقم ف!نها لم ، منه المتحضرة الإسلامية الأمم
وصل ،حتى القديم على قوة جمود ما فيها من بكل ،وقاومته غيرَ كريم منه موقفا وقفت
فى تفريق كلمة المسلمين. زادت الأمر فى هذا إلى قيام حروب
التى قامت الحروب التبعة فى من الدعوة الوهابية أيضا شىء هذا يقع على ومع
إليها بالموعظة مخالفيها دعوة منها يقصد ، محضة سلمية دعوة تكن لم ،نها ، بسببها
دينيا جهاذا تاييدها سبيل فى أعلت بل ، أحسن هى فيها بالتى الناس دهادخال ، الحسنة
دمه وعاند فقد حل خالف ،ومن آمن بها سلم فيها ،فمن الدخول مخالفئها على لحمل
اليمن والحجار ،من نجد نجد وخارج فى غزواتهم كانت هذا الأساس وماله ،وعلى
البقاء ،إذا أمكنهم لهم حلالأ منها حربا بلد يدخلونه كل ،فكان والعراق الشام وأطراف
الغنائم. من ، أيديهم إلى يصل بما اكتفوا فيه البقاء يمكنهم دماذا لم ، ب!مارتهم ألحقوه فيه
الدعوة لأن ؟ الإسلام سماحة بهذا على الوهابية تخرج الدعوة أن ولا شك
سبيل فى ،دالا إذا كان الضرورة القتال إلا عند الى تلجأ ،ولا محضة سلمية الإسلامية
فى الدخول بالقتال ،لأنه لا إلجاء فيها على ،فلا يباح فيها ابتداء اعدائها نفسها عن الدفاعْ
جمهور من كانوا كغيرهم الوهابيين ولكن ، بالضرورة الآن منها معلوم وهذا ؟ الإسلام
بالسيف دعوتهم ،فلتقم إلا بالسيف يقم لم الإسلام أن ،يرون الوقت ذلك فى المسلمين
به كفرأ يكفرون وهم ، السمحة المعاملة هذه مخالفيه عامل قذ الإسلام ،داذا كان أيضا
به الإسلام ما عامل بمثل مخالفيها تعامل أن الوهابية الدعوة على ف!نه كان ، صريحا
كانوا مع ،دان بالئه ورشوله يؤمنون لأنهم ، قطعا مثلهم الكفر فى ليسوا ،وهم مخالفيه
لأن ، الكربات ،وتفريج الحاجات قضاء وشألونهم ، بهم الموتى وش!تغيثون يدْعون هذا
ورسوله. باللّه لا يؤمن من ،ف!نه لا يبلغ شرك أنه شرك سُلِّم لو هذا
الجهاد على إعلان عن ما يكفيها الوهابية للدعوة سعود اس حماية فى وكان
اليه بالقوة ، مما وصلت كثر لها أن تنتثر ما يضمن السلمية الوسائل فى ،وكان مخالفيها
تشويهها فى المغالاة !الى ، القوة مثلها استعمال إلى القوة الجأ مخالفيها استعمالها لأن
إليهم تصل لأنها لم ، بلاد العرب جداَ فى بها إلا قليل يؤمن ،فلم عنها الناس وصرف
332
لآمن ! سلمية بوسائل أنها وصلت ،ولو مشوً هة محرئة إليهم وصلت لىانما ، حقيقتها على
عقول إلى ،لأنها أقرب بين المسلمين التعليم الحديث انثار بعد سيما بها ،ولا كثير منهم
القائمين بالدعوة بها إلا عُنجهية الإيمان الآن من ،ولا يمنعهم غيرها بهذا التعليم من المئقفين
أول فى تتخذها الشدة التى كانت أساليب من ،وأنهم لا يزالون متأثرين بشىء إليها
أمرها.
الاجتهاد وقفت دعوتها إلى نجتح باب أنها مع الواهابية الدعوة على يؤخذ وكذلك
إلا ما يتعلق تيمية إليه ابن مما دعا تأخذ ولم ، حنبل ابن مذهب تقليد على جامدة
بهذا أخذ أنه قد مع ، ونحوه الثلاث الطلاق إليه فى شيئَا مما ذهب تأخذ ،فلم بالعقائد
الاجتهاد فى الوهاب عبد لابن التى لم تتأثر مثلها به ،ولا يذكر الحكومات بعض فى أخيزا
4ناقة ،مع ماد بدلا من ريال ثمانمائة دية المسلم ،كجعله شأدق بذات ليست مسائل الا بعض
يرفع ،بل ابن تيمية عنده ما وقف عند لا يقف كبير اجتهاد الآن إلى حاجة فى أن المسلمين
من القرون ،والجأتهم إلى اتخاذ ما وضعوه فى تلك عليهم عنهم آثار الجمود التى مرت
القوانين.
**
اللّه الدفلوى إولىُّ
سنة ،ولد العمرى الدهلوى الرحيم عبد بن شاه العزيز ولىُّ الثه أحمد أبو عبد هو
018اهـ. م ،وقيل (نه توفى سنة 1762 اهـ= سنة 176 07 2ام ،وتوفى اهـ= 114
فى ،والإنصاف مسائل ثلاث عن الإلهية ،واجوبة :التفهيمات منها مؤلفات وله
ورسا/ثل الله البالغة ، وحجة ، اليدين رفع العينين فى وتنوير ، بيان أسبابِالاختلاف
الاجتهاد أحكام الجيد فى ،وعقد البخارى صحيح أبواب تراجم ،وشرح الدهلوى
بيان سواء فى ،والقوَل الجميل التفسير علم فى حفظه الخبير بما لا بد من ،وفتح والتقليد
البيل.
أعتقده ( :والذى فقال ابن تيمية عن الإلهية - التفهيمات - رسالته فى دافع وقد
والفقه، والنة الكتاب ،حملة علماء الإسلام المسلمين فى أن يعتقده جميع وأحب أنا
قال : بتعدبل النبى لح!نجم ،حيث عدول ،أنهم السنة والحديث عقيدة أهل الذائن عن
لا يرتضيه بم، فيهم قد تكلم لىان كان بعضهم عدولُه " خَفف كل هذا العلم من " يحمل
،وكان والاجماع والسنة الكتاب بنص دليهم مردود غير ذلك قولهم المعتقد ،إذا كان هذا
فى أصول فيه ،سواء كان قولهم ذلك للخوض ومساغ ،وكان مجال محتملا قولهم ذلك
فى اعتقدنا الأصل هذا الحقائق الوجدانية ،وعلى المباحث الفقهية أو فى الدين أو فى
الله بكتاب أنه عابم حاله تحققنا من ف!نا قد ، الثه تعالى " رحمه تيمية ابن الإسلام شيخ
الحنابلة فروعه لمذهب محرر ، واللغة النحو فى استاذ ، والشرعية اللغوية ومعانيه
،لم يؤثر عنه السنة أهل عقيدة عن الذب فى وبلاغة لسان ،ذو الذكاء ،فائق فى وأصوله
منها إلا ومعه شىءٌ ،ولي! لأجلها عليه التى ضسق الأمور الا هذه ،اللهم ولا بدعة فسق
،ومن العالم فى الوجود عزيز الشيخ هذا فمثل ، وآثار السلف والسنة الكتاب دليله من
ما آتاه الله معشار ما بلغوا ضيَّقوا عليه والذين ، وتقريره تحريره فى شأوه يلحق أن يطيق
إلا ما هى ذلك مثل العلماء فى ،ومشاجرة اجتهاد ناشئا من ذلك تضييقه ،لىان كان تعالى
اللسان إلا كف فى ذلك والواجب ْ، تعالى .عنهم فيما بينهم الله رضى الصحابة كمشاجرة
سبق ،وقد هنا ذكره إلى فيها بما لا داعى عليه التى ضيموا مسائله عن أجاب ،ثم . بخير
لم قوله فيه - لأن ، ابن تيمية مدرسة ما من حَذ إلى الله الدهلوى ولى يكون وبهذا
بأنه لم يكن يشعر - لأجلها عليه التى ض!ق الأمور ،اللهم الا هذه ولا بدعة فسق يؤثر عنه
)+
الكتاب دليله من عليه إلا ومعه أخذ مما شىء ليى ذكرْأنه ،دان التشيع له فيها كل متشيغا
منه بيان أصول يقص! بيان سواء ال!بيلَ فى وهدا الى أن كتابه -القول الجمل
طرق أشهر من وهى ، /والمجددية والجشتية والجيلانية النقشبندية وهى : الأربع الطرق
والخرقة وغيرهما المبايعة من هذه الطرق هذا الكتاب ببيان اصول فى عُنىَ ،وقد التصوف
وهى - الوجدانية الحقائق ما سماه تيمية ابن عن بهِ السابق فى ذكر وقد ، أصولها من
،فجمعُ تيمية ابن به مدر!سة لا تؤمن هذا وكل ، بذوقهم المتصوفة التى يدركها الحقائق
يبعده كثيرا عن الصوفية الطرق بتلك إنه دايما ، بين النقيضين بينهما كالجمع الله الدهلوى ولى
سبق ،كما القرن هذا فى ابن تيمية لا يُذكرْ له أيضا لمدرسة أن تقليد الدهلوى /على
لأن تقليدها فى أ/ هذه المدرسة أصحاب وغيره من بن عبد الوهاب محمد فى الكلام على
الذين تخرَّج الجمهور جمود من أشد القرون .صار إلى جمود هذا القرن وفيما قبله من
الا أن ، الجمودين بين فرق ولا ، مذاهيهم تقليد على الجمود فيهم وتعتقد ، عليهم
تقليد مذهب على ،وأنها جامدة وغيره /كالأشعرى المتأخرين تقليد على الجمهور جامدون
صار ،حتى والسلف رمان الأشعرى ،مع أن الزمان قد تغير عن قبل الأشعرى السلف
لا يتمد بالمذهبين ،بل ينظر فى الكتاب والسنة نظرأ إلى اجتهاد جديد المسلمون فى حاجة
القديم ،ويكون العصر جمود ،ويوافق تحرر العقول من الحديث العصر جديدًا يلائم ذوق
،ويفتح لهم أبواب النهوض وأغلالهم المسلمين إصرهم اللين والتسامح ما يرفع عن فيه من
يتأثروا ة ولا القرن هذا فى الأمم من بها غيرهم التى نهض انعلوم فى ،لينظروا والتقدم
مدرسة أصحاب الجامدون من بها عيهم إلى تحريمها ،وجنى الفتاوى التى ذهبت بتلك
وقد نشأ الحديث العلم في العصر إليه ما وصل أن يجهل الدهلوى اللّه وما كالط لولى
الخلاف فيه من أوقعهم وما ، التأخر من أهله على الجمود ما جره ورأى ، ببلاد الهند
،وتستبرلى بعقولفم هذه الشركة تلعب ،وجعل الشركة الإنكليزية فيهم رجال الذى أطمع
غافلون ،وعلماؤهم جمودهم على العلم الحديث بأساليب ،وتنتصر بلادهم بسهولة على
ألهاهم مما اليه ،وما بين ابن تيمية والأشعرية الخلاف بذلك ،لاهون الجديد الخطر هذا عن
!ي!**
rم؟ 5
القرن الثالث عشر المجددون فى
م ،وقد كان م ،إلى سنة WAr IVAI من"سنة الهجرى يمتد القرن الثالث عشر
ودولة ، بفارس القاجارية والدولة ، التركية الحثمانية الدولة : دُول أربع فيه للمسلمين
الدونة القرن هذا فى زالت وقد ، بمصر باشا على محمد ودولة ، بَمرَّاكش السعديين
، 2 م 6018 هـ- 1221 الهند الإنكليزية سنة لشركة فيها صار الحكم ؟ لأن بالهند المغولية
دولة كبر بذلك ،فانتهت م 1857 هـ- 1274 الإنكليزية سنة الحكومة انتفل منها إلى ثم
هذه رجال بدهاء سائغة إنجلترا لقمة أخذتها وقد ، العثمانية التركية الدولة بعد إسلامية
" الرَجل باسم القرن هذا أوربا فى بين دول عُرفتْ الغثمانية التركية فقد فأما الدولة
القرن هذا فى ) ،ولكنها تقسيمها على السابق القرن فى اتفقت قد وكانت ، ، المريض
الدول غفلة ما يمكنها انتزاعه منها فى منها تنتزع دولة كل ؟ فكانت فيها أطماعها تضاربت
الدولة، هذة صف فى الدول إلى أن تقف هذه أحيانا ببعض هذا يؤدى ،وكان الأخرى
لها ،دهانما إخلاصها مساعدتها على يدفعها يكن ،ولم الدولة الأوربية التى تحاربها وتحارب
بقاء هذه نجضل الأطماع هذه لتضارب ،وكان لنفسها عليها أنها تريد أن تستبقيها يدفعها كان
من لأنْ أعداءها ؟ شفاؤها لا يرجى مريضة بقيت قد ،ص!ان كانت القرن هذا فى الدولة
على ،طمملون ،إذ ك!وو!حم!المتوالية بقاثها مريضة أوربا عملوا على دول
فى بلادها فى الامتيازاث من عليه ما حصلوا هذا فى ،ويستغلون فيها الداخلية إثارة الفق
الطوائف سئما ولا ، إليهم أهلها بعض استمالة من بها تمكنوا فقد ، السابقة القرون
أنهم تجهل وكانت ، الدين باسم يستغلونها فكانوا لدصائسهم مرتعا كانت التى المسيحية
يفرقون ولا ، لبلادهم اليونان والرومان استعباد عهد إعادة ،يريدون سياسيون مستعمرون
هذا في الجثمإنيةِ الدولة فقدت وقد أبنائها ، من ومسيحى مسلم لها بين لْى استعبادهم
سنة المغرب باستيلاء فرنسا عليها الجزائر فى أوربا ،وفقدت أملاكها فى القرن كبر
م ، 8917 هـ= سنة 1213 جملى مصر فرنسا قد استولت م ،وكانت 0183 اهـ= 246
بغد إنجلترا ،و"قد استولت بمساعدة سنين ثلاث منها بعد إخراجها من تمكنت الدولةْ ولكن
سم 6
أول هذا من إصلاح يها حركة أثرها فى هذه الدولة ،فقامت وكان لهذه ا،حداث
الكلام عليها فى تفصيل ،وسيأتى مرضها الى شفائها من ،ولكنها لم تصل القرن
ما تعانيه القرن هذا فى الفماد من تعانى ،ف!نها كانت بفارس وأما الدولة القاجارية
حروب ،فقامت بلادها فى لانجلترا أطماع روسيا لدولتى العثمانية التركية ،وكان الدولة
فى تفكر هذا جعلها ،وقد عليها بفوزهما تنتهى الحروب هذه ،وكانت بسببها بينها وبينهما
هـ- الدين شاه ( 1264 ناصر عهد فى الحديثة ،ولا سيما الإصلاحات ببعض الأخذ
في التى قامت ناقصة مثل الإصلاحات م ) ولكنها كانت م 6918 - 1488 هـ= 1314
حال من أسوأ حال فى القرن كانت هذا ف!نها فى بمراكش وأما دولة السعديين
القرن هذا باستيلائها فى بلاد المغرب باقى بينها وبين فصلت فرنسا ،لأن السابقتين الدولتين
فانتهى ، الأوربية السفن تنافس سفن ء المغرب فى للمسلمين وكان ، الجزائر وتونس على
. م 18 Y 4 هـ= 124 0 بها سنة اَخر عهدهم ،وكان القرن هذا فى سفنهم عهد
هـ- 0122 القرن سنة هذا ن!ثسأت فى فقد باشا بمصر على وأما دوله محمد
الفرنسيين لإخراج الحملة التى أتت جنديا فى هذا بعد أن أتى إلى مصر 018 5م ،وكان
الذين هم مصر أهل ،وكان مقدونية بلدة قديمة من قولة ،وهى من ،وأصله منها
العثمانية التركية الدولة انجلترا عند سعت ،وقد السنة هذه فى عليهم ليَا 9 وا ليكون اختاروه
تمسكوا به مصر أهل لأطماعها فيها ،ولكن فيه معارضة ،لأنها توسمت مصر لتعزله عن
(سلامية فى هذا القرن ،وقد باشا ألْوى شخصية على وأفسدوا سعيها عليها ،وكان محمد
كثيرة سيأتى ،فقام فيها ب!صلاحات بمصر قوية حديثة له دولة عينيه أن ينشىء نصب وضع
أوربا ولما رأى ، الدولة هذه إثاء بها من تمكن وقد ، القرن 1 هذا من موضعها فى بيانها
الميراث بهذا منها أنه أحق رأى ، دولها العثمانية التركية على الدولة بلاد تقسيم تحاول
عمل بها كما النهوض على انه عمل ،ولو فيها طمعوا كما بلادها فى ،فطمع الإسلامى
معها ،وقد انتهز فرصة وأضعفته التى أضعفتها الحروب تلك لكان خيرَا له من مصر فى
كاد يسنولى ،حتى الدولة هذه على عنيفة حرئا وشنَّها ، الشام والى بينه وبين خلاف وقوع
أوربا بينه وبين دول فيها ،فحالت قوية حديثة دولة ،وينشىء بلادها على الحروب هذه فى
، م 0184 هـ= ' ا 56 سنة الفريقين بين صلحا وعقدت ، الغرض هذا إلى الوصول
بعده ،على له ولذريته مق مصر عليه من هذه البلاد ،وجعلت ما استولت جيوشه فتركت
، الفرن هذا فى عليه الكلام فى بيان هذا ،وسيأتى الوهابيين مع حربه ،ومثلها فيها وقع
سنة ناقصة أيضا ،وقد مات فى مصر على محمد التى قام بها الإصلاحات وكانت
بعده تتأخر مرة وتنهض مصر بموته ،ومكثت إصلاحاته م ،فذهبت 1882 اهـ = 265
هـ= 013 0 إنجلترا سنة احتلتها أن إلى ، والاضطرابات فيها الفتن وتقوم ، أخرى
ابن محمد باشا ابن ابراهيم باشا ابن اسماعيل باشا توفيق عهد فى هذا ،وكان م 1882
باشا. على
عيئا ،وصار السياسى هذا القرن بقدر انحطاطهم العلم بين المسلمين فى فانحط
إنهم كانوا لا يرون كيره شديدا أ ،حتى لمخ!ا هدآ بقى أهله جامدين الثالث ،ومع
ولا يزال كثير - إلا أزهرى لا علم - المشهور بهذا القول يؤمنون الأرهر أهل ،وكان علما
أوربا تمتار علينا بالصناعة وأن ، الأزهر علم هو العلم أن ويرى ، القول بهذا منا يؤمن
فقط.
فيها اليأس بلغ حالة إلى القرن هذا فى وصلوا. كانوا قد الأزهر علماء أن مع وهذا
بأى القيام تام عن العلمية فى حالة عجز العنجهية مع هذه غايته ؟صفعنوا من إصلاحهم
باشا ابن باشا ابن إبراهيم دينهم ،وفد أراد إسماعيل مصلحة نافع ولو كان فى عمل
بالأحكام لا تزال تأخذ هذا القرن ،وكانت نظام المحاكم فى باشا أن يصلح على محمد
؟ (ذ كانت الحديث العصر فى أحداث من جذَ لما مناسئا يكن حالَها لم ،ولكن الشرعية
،وقد يكون منها لهذا العصر العمل بغيرها أنسب فقهية معينة قد يكون مذاهب على جامدة
إليها غير التى وصل جديدة به إلى أحكام الفقه ما نصل الاجتهاد فى باب فتح فى
فقهاؤنا.
بهذه المحاكم ،لينهض الإصلاح علماء الأرهر بذلك باشا أن بكلف فأراد (سماعيل
السيد حكى ،وقد بالقوانين الوضحية تعمل غيرها محاكم إنث!اء الى يضطر ،ولا الشرعية
رفاعة باشا استحضرصوالده رفاعة باشا أن إسماعيل على عن نقلأ رضا رشيد
ليقنعهم كبار العلماء الأرهر وغيره من الى شيخ منه أن يذهب ،وطلب بك الطهطاوى
إقناعهم، على اقدر ،فأنت معهم ونشأتَ منهم له " :إنك ،وقال الاصلاح بالقيام بذلك
. نابليون بشربعة الحكم الى لم يجيبوا إذا هم أن أوربا تضطرنى فاخبزهم
فلا ، دينى فى أحد يطعن ولم ، شختُ قد يا مولاى :ة إننى بك له رفاعة فقال
. الأمر ، هذا من ،وأ!- حياتى آخر فى إياى الأزهر مشايخ لتكفير تعرصنى
338
قيام الأزهر علماء من اليأس هذا نتيجة .وكانت الأمر هذا باشا من إسماعيل فأقاله
بها الفقه نكبة أصيب كبر هذه بقانون نابليون ،وكانت المحاكم الأهلية التى عملت
كثر تبعتها علماء الأزهز. أن هذه النكبة يتحمل ،ولا شك الإسلامى
و أ العنجهـ!ة العلمية هذه فى الأرهر علماء مثل ا،خرى الإسلامية الأفطار علماء وكان
لسليمان الريح تسخير على الكلام فى المفسر()1 الألوسى مما ذكره هذا على ،ولا أدل كثر
الأولى المحاولات إليه من ما وصل على الكلام فيه إلى استطرد الأنبياء ،فقد سورة من
سفينة بعمل رمان منذ أتعبوا أنفسهم قد لندن أهل أن العجب ( ومن : فقال ، للطيران
وانجترارَا بما ظهر ، فيها يحبْسونها أبخرة بواسطة شاءوا حيث الهواء إلى فى مرتفعة تجرى
تحركها أبخرة فيها ،فلم يتم لهم بواسطة الات الماء فى سفينة تجرى عمل من منذ سنوات
المطلعين أنهم بعض ،وأخبرنى الوجه ا!مل (رادتهم على ،ولا أظنه يتم حسب ذلك
. " رحلها ألقت حيث إلى ،بل شاءوا حيث لا الى الهواء ،لكن فى تجرى سفينة صنعوا
علماء الأزهر فقد الجبرتى المؤرخ من هذا أسوأ حالا من فى أن الألوسى ولا شك
لمصر، أثناء احتلالهم أنشأه الفرنسيون الذى الفرنسى المعهد العلمى يوما فى ما شاهده ذكر
يطير شرر حركتها من ،فيتولد بها الزجاجة المستديرة التى يديرون الفلكة مما شاهده وكان
،ولو علاقتها شخص ،داذا أمسك وطقطقة له صرت ،ويظهر كثيف أدنى شىء بملاقاة
،ارتبئَ بدنه منها بيده الأخرى الدائرة أو ما قرب الزجاجة آخر ،ولمس لطيفا متصلأ خيطا
هذا اللامس لمس ،ومن سريعة برتجَة كتافه وسواعده عظام وطقفقت وارتعد جسمه
فيه امور ! :ولهم قال ثم ، أو أكثر ألفَا كانوا ْ،ولو له ذلك به حصل متصلأ أو شيئا "
. ! أمثالنا()2 عقول لا تسعها نتائج منها تنتج ، غريبة وتراكيب وأحوال
قيمة علوم أوربا وآثارها فى هذا العصر، من فى هذا أن ينتقص الجبرتى فلم يحاول
علماء بعقله وعقل هذا فى كافي قد نزل ،دان بالألوسى ما بلغت العنجهية تبلغ به تلك ولم
بالعجز نشعور ،وهو عقولهم مما لا ثسعه ذلك من أن ما شاهده ،فذكر عصره فى المسلمين
كل على إليه ،ولكنه ما نهضوا مثل الى النهوضى من اليأس إلى يدعو ،وقد الحد رائد عن
بالنقص ،والشعور بالنقص هذا شعورم العنجهية ،لأن فيه مع تلك من أقل ضرزا حال
م . 1854 هـ= 0127 شة المتوفى الألوسى الحينى الله بن عبد ( )1هو محمود
933
إلى أسو! قد وصل ونحوه العلوم الفلسفية كالطب بين المسلمين من ما بقى وكان
من الجامع الأرهر ونحوه المتفقهة فى من الذى يقوم به بعض ،وكان الضعف حالة من
م ) يتولاه 7917 هـ= ( 1212 سنة إلى المنصورى البيمارستان بقى المعاهد الدينية ،وقد
بن قاسم السيد ال!ث!ريف منهم تولاه اَخر من المتفقهة ،وكان أولئك من بالطب المشتغلون
بالأرهر، المغاربة لرواق م ،وكان شيخا 7917 هـ= 1212 التونسى المتوفى سنة محمد
،ويكتفون علاج غير فيه من يتركون المرضى ،فكان البيمارستان هذا شأن بعده أهمل وقد
بهذا الغذاء رضوا ،وقد والعدس الخبز والأرز لا يزيد عن الغذاء ،وهو من عليهم يوزع بما
أوجاعهم. تخفيف الامكان أن فى كانوا لا يتصورون ،لأنهم العلاج عن
القرن أواسط البيمارستان فى هذا (يبرس زار العالم الأثرىْ الألمانى جورج وقد
ن أ فيه بعد يشتغلون ،وأنهم النحاسين سوق فى أنه موجود ،فذكر الميلادى التاسمع عشر
كانوا أن المرض ثم ذكر - قلاوون المنصور - قبر مؤسسه يبق منه سوى ولم تخرب
، الرأس عمامته لشفاء أوجاع الثفاء ،فيمسون بقصد السلطان هذا مخلفات يزورون
ومعهن النساء والأمهات من الفتيات المتقطعة ،وتجتمع الحميات من للشفاء قفطانه ويمسون
فى يقفن ثم ، ذكرا ولدا يررقها الثه أن القبلة من فى منهن الواحدة فتطلب ، أولادهن
القبلة ناحية من ويقفزن ، بأيديهن وجوههن ويغطين ؟ براقعهن القبلة وينزعن من ناحية
ينهكهن حتى مرازا القفز ويكررن ، واحدة قفزة الأخرى الناحية فيها إلى وقفن التى
يفقن من عليهن -ت مغمى من التعب ممدودات فوق الأرض بعضهن ويُرَى التعب ،
المثى لم يقو بعد على النسوة يأتين بالأطفال الصغار وبعضهم كثير من ،وكان غشيتهن
ليمونة خضراء هناك ويعصرن أسو د عريض ،فيذهبن بهم الى حجر ألسنتهم عقدة لفك
تتلؤن عصارة ،حتى صير آخر هذا الحجر بحجر العصارة على فى حك فوقه ،ثم يأخذن
لحس الأطفال على ،وبعد هذا يحملن الحجر الأسود الناشىء من الليمونة باللون الوردى
علا وكلما ، لصياحهم وتُسَر امهاتهم ، الألم من صارخين فيصيحون ، العصارة هذه
،وأنه انفلب الحال فى ناحية التطبب سوء إليه ان هذا يبين مقدار ما وصل ولا شك
فى عظيمة البيمارشان شهرة ،بعد أن كان لذلك الجهل الفاضح هذا القرن الى ذلك فى
الناس كانوا يقصدونه الغلماء وعظماء كابر أن كثيرأ من ،حتى العلاج الطبى الصحيح
الدين القضاة فخر قاضى بن يوسف بن عثمان بن إسماعيل ،ومنهم عثمان بن على للعلاج
، م 1263 هـ= 662 سنة بالقاهرة ،ولد حلب قاضى جبرين بابن خطيب المعروف
رين الدين ابو يحى م ومنهم 7؟13 هـ= سنة 738 البيمارستان ،ومات بذلك ومرض
البيمارستان . بذلك م 9151 هـ- القضاة ،توفى سنة 269 رأس زكريا الأنصارى
قلاوون وقبره ، المنصور اليمارستان فى هذا القرن قام بدله مسجد ذلك فلما تخرب
rf 0
أطباء كان أن بعد ، الفاضح الجهل النساء بذلك بين اليمارستان أطباء بدل خدامه وقام
إليه حين ما وصلوا إلى أخيرأ وصلوا وأن ، الصحيح فيه بالعلاج يقومون البيمارستان
منهم كثر كانوا فقهاء لأنهم ، ناقصة الا معرفة الطب لا يعرفون الذين المتفقهة من صاروا
ذلك من بشىء ،ولا يقومون الطب شيئا في يعرفون حال كل كانوا على أطباء ،ولكنهم
العنم القديم، الجامدين على أولئك هذا القرن أثره فى الجمود فى لذلك وسيكون
أق الى سيرهم القافلة فى تمضى ،ثم وتتركهم الحديث العلم طريق بيننا فى القافلة إذ تسير
إلى الأيدى التى اَمنت من أيديهم وصار شىء كل انتُزع وقد عنها ،فيصبحوا يشتد تخلفهم
إلى كل لا يصلون ،ولكنهم التحسن بعض المسلمين بذلك حال ،فتتخسن بالعصر الجديث
كثيرا من يضع بينهم القديم على بقاء الجامدين لأن ؟ القرن هذا فى لهم يُرجَى ما كان
. القرن هذا من موضعه بيانه فى سيأتى ،كما طريقهم فى العقبات
بُعدُهم عن ظهر ،حتى فى هذا القرن إلى أسو! حال المتصوفة حال وصل وكذلك
سأل مصر أن نابليون الفرنسى بعد دخوله الجبرتى لغير المسلمين ،فروى الإسلام الصحيح
الفقراء الذين م ) عن 018 0 هـ- 12 1- 5 من .سنة ( شعبان الأرهر فى علماء بعض
الولاية ويعتقد العوام فيهم، ويدعون ويصرخون عوراتهم ويكشفون الأسواق فى يدورون
هذا يجيزه الدين مسلكهم ،فهل صيامهم المسلمين ولا يصومون صلاة هذا لا يصلون ومع
فشكر . الإسلام لدين ومخالف حرام ذلك بأن فأجابوه . . . ؟ يخرمه أو الإسلامى
المخالفة الأفعال هذه الفقراء من بمنع هؤلاء الحكومة رجال ،وأمر الجواب هذا نابليون لهم
، المارستان إلى أرسل مجنونا ،ف!ذا كان مسلكهم يسلك من على بالقبض ،وأمر للأسلام
، لنابليون هذا جوابهم العلماة لأولئك يشكر .وقد القاهرة نُفى من مجنونا يكن و(ذا لم
الإسلام بتلك الأعمال لهم فى ترك أولئكْ الفقراء المدعين للولاية يشؤهون عذر أى ولكن
؟. . .. نابليون إليهم أن ينبههم إلى عنهم السكوت فى لهم عذر وأى . ؟ . . الوقت ذلك إلى
أنها أعمال يدركون . . .ألم يكونوا ؟ الأعمال تلك يأتون يوم وهم كل يرونهم ألم يكونوا
ف!ن عنه وسبكتوا هذا يدركون كانوا إذا إنهم اللهم . . . ؟ الاسلامى الدين يجيزها لا
الأعمال تلك منع تنبه نابليون الى فى السبب ،ولعل بدينهم أبر منهم كان نابليون المسيحى
قديمة ثقافة كانت ثقافتهم وأن ، قبحها بالبداهة تدرك ثقافة حديثة مثقفا ه كان أن دون هم
فى دائرة الجمود والرجعية ،فكان كل الأفعال التى تدخل تلك مشاهدة ،قد الفت جامدة
الآخر. على أن ينكر أحدهما الفريقين مشتركا فى هذه الدائرة ،فلا يصح من
لأن ؟ منه أو أسوأ عليه ما كان مثل الى هذا بعد عاد أن يلبث لم الحال أن على
n ا
فى بقاء المسلمين على ،ليعملوا المتصوفة أولئك إلى حاجة فى رأوا أنهم المستبدين الحكام
والظلم، للقهر ،والخضوع بالفقر والحرمان الرضا بينهم ،وينث!روا استدادهم عن غفلة
المسلمين بأهل أوربا فى هذا القرن ؟ لأنهم رأوا بعد اتصال حكمهم على فقد اشتد خوفهم
بقاء على يعملوا ،فرأوا أن والمساواة الحرية والعدل ظل فى السعادة من به أهلها ما يتمتع
تعظيمهم فى لهم ،ومشاركتهم المتصوفة لأولئك بتقديسهم غفلتهم على جمهرتهم
وتكريمهم.
من قطعة مصر أن يجعل هذا القرن على فى باشا الخديو يعمل وقد كان إسماعيل
لم يحاول ،ولكنه تاريخه فى معروف المدنية الحديثة بما هو فيها وسائل ينشر ،فأخذ أوربا
الحديثة المدنية نشر وسائل فيما أراده من طريقة الحكم الاستبدادى فيها ،فمش أن يصلح
الأمة رقيبا يحاسبه من الفقر ،لأنه لم يجد من بها إلى أسو! حال وضل ب!سراف فى مصر
الأمة فى غفلتها عن بقاء جمهرة على مع هذا الا أن يعمل ،ولم يجد هذا الإسرات على
إظهار المتصوفة ،وفى إلى أولئك المرب فى وحاشيته هو لاركها ،فكان فساد حكمه
أمور من ،ولمعرفة ما فى مستقبهم لقضاء الحاجات قصدهم ،وفى التعظيم والتكريم لهم
ووقفوا ، قبورهم العالية على القباب وأقاموا ، المساجذ لهم ف!ذا ماتوا شئدوا ، الغيب
-كما جاء ،فقد كان الشيخ صالح أبى حدبد هذا ما.كان منه مع الشيخ صالح ومن
بزى يستتر وكان ، أمره أول فى طريق 1 فاطع - باشا مبارك الثوفيقية لعلى الخطط فى
متخرب بيت مكسلة على ،وكان منهم تابع يجلس بهذا الزى الصوفية وله اتباع يست!رون
الليل المكان إلى هذا فى جالسا يستمر ،وكان اعتقاد كبير في ،وللناس سعادة نجحارة درب
أتباع له البيت المتخرب من فيخرج - يا واحد معه غيره قال - ليس ف!ذا مر عليه رجل
هذا على استمروا ،وقد ما معه ،فيقتلونه ويسلبون كرها البيت به ،ويُدخلونه يحتاطون
،فلما لهم صالح الشيخ ،فأقروا بمشاركة الحكم لرجال أمرهم أن ظهر ،إلى زمنا طوبلا
فى ووضعت انه مجنون بها ،فادعت فاحتمى مشهورة ب!قرارهم لجأ إلى امرأة مقة علم
هذا ،ثم بقى على الخوف شدة الكلام من اعتقل لسانه عن ،وقد حديد قيذا من رجليه
وذلك ، بالمغئبات ومعرفة له كرامات وأن ، الأولياء أنه من الناس بين شاع حتى مدة
الرجال والنساء والعامة والخاصة ،فقصده ونحوهم الأوباش من حوله اجتمع من بوساطة
باشا لمعرفة ما إسماعيل قصده ،وقد الغيب أمور من مستفبلهم به ،ولمعرفة ما فى للتبرك
فزاد ، له ما فهمبما منها وحصل ، بها استبشر له (شارة فأشار ، أموره بعض فى يكون
قبره قبة ،واقام على كبيرا له مسجدا بنى ،ولما مات خيراته من اعتقاده فيه ،وناله كثير
342
الأسباب سببا من آ أن هذا ،ولا شك ونحوها من أرض عليه ما وقف عالية ،ووقف
إلى هذا يعتقد فى مثل الشيخ صالح ؟ لان من باشا فى إصلاحاته بها إسماعيل التى أخفق
. النجاح من ما يرجوه فيه إلى يمكنه أن يصل ،فلا الإصلاح طريق الحد لا بد أن يتعثر فى
فى أمورها إلى نقيبهم فى مصر فى هذا القرن أنه كان يرجع أمر المتصوفة وبلغ من
لا يتم الا بموافقته. كان الأزهر الجامع شيئ إن منصب والدينية ،حتى السياسية
م ،فكان 1854 هـ= 1271 سنة نقابة الأشراف البكرى السيد على تولى وقد
فى السيطرة دينية تتناول له رثاسة لأنه كانت ، الدولة أمور إليه فى يرجع مصر خديو
العلماء الذى يرشح إنه كان هو ،حتى الصوفية ومشايخ العلماء والأشراف الحقيقة على
عند حصل ،كما ترشيحه موافقته على إلا بعد منهم ،فلا يتولاه عالم الأرهر شيخ لمنصب
على السيد منزل توليته إلى قبل ف!نه ذهب ، المنصب هذا البيجورى إبراهيم تولية الثميخ
يوم كان لما أنه هو - المرسلين سيد على والسلام العالمين ،والصلاة دئه رب " الحمد
الأعظم الأستاذ سعادة بمجلس حضر هـ) سنة 1263 شعبان المبارك الموافق ( 91 الأحد
الإسلام شيخ سيادته -حضرة حالا -داصت الأشراف السيد البكرى نقيب السادة
السادة شيخ العلماء فخر الأستاذ وحضرة ، البيجورى إبراهيم الشيخ ، الأنام وعلامة
محمد الملاذ العلامة الشيخ الأستاذ والكهف وحضرة ، حبشى المالكية الشيخ .محمد
العلامة ،والعالم الساوى عثمان الشيخ الفاضل العمدة الأستاذ ،وجناب المغربى التميمى
الاتفاق ما بين الجميع مع منا ،ووقع أحمد الشيخ الفاضل وحضرة خليفة على الشيخ
بتوليته على الفرمان الشريف المذكور قبل حضور الأستاذ الشيخ إبراهيم البيجورى حضرة
مظهر التى يقتضيها الكمالات من حالة وأتم صفة أحسن على الجامع الأزهر أن يكون
الموافقة المعروفة للجميع الأصول طبق ،وأن يكون السلف أحوال طبق الأزهر على شياخة
التى لا تدخل للأمور التعرض ،وعدم الحلم ،وحصول الصدر سعة ،من الحميدة للطباع
السيد سعادة حكم ما يتعلق بالزوايا والفقراء التى تحت الأرهر ،مثل اثلجا ر تحت
كالسيد ، الأضرحة وخلافة ، المقارىء ومشيخة ، الزوايا فى كالمقرأة التى ، البكرى
الأمر ،وان ذلك من له بشىء ،فلا تعرص! والطرق التكايا والأضرحة ،مشايخ البدوى
صدر من قول يتحقق ،وبذلك الأرهر رؤساء الجميع من مع شورى المهمات يكون فى
وقد - دام عزه - والى مصر وكيل سعادة المذكورين لحضرة الشهادة لسعادته من منهم
،وقد التزم سعادة -وكمال وتقوى وصلاح علم ،ومن الكمالات من يعملون بما شهدوا
لما بالإجابة الحاكم سارع ،فلذلك طبقًا لبقاء شهادتهم ما ذكر بجميع المذكور بالعمل الشيخ
343
سبحانه ،نسأله وريادة ذلك الثه دوام ،فنسأل المذكور الأستاذ أيضئا بحال ،ولعلمه طلبوا
واَل بيت ، الإمام الشافعى وسيدنا ، الصديق بكر أبى سيدنا ببركة له وللجميع التوفيق
البكرى ما إلى السيد على ،فكتب مصر باشا خديو هذا الترشيح إلى سعيد ثم أرسل
يأتى:
علينا إنفاكم عرض قد ، الصدً يقية العصابة وطراز ، الزكية الثسجرة فرع " حضرة
من الله واياكم جعلنا ، التوفيقات بحسب فيما يقتضى وسننظر ، الحاضر - 22 الرقيم
المتسلطة فيه هى صارت ،حتى القرن هذا فى غاية عظمتها فأما أوربا ف!نها قد بلغت
أظهر ،وكان سياستها تشاء كما ،وتديرها مصلحتها وفق على ،تصرفها العالم أمور على
العالم حكم على تنافسها ،ولولا وايطاليا وروسيا وألمانيا والنمسا دُوَلها فيه إنجلترا وفرنسا
الميلادى إلا قليلا عشر التاسع فيها القرن يقابل القرن وهذا ، كله عليه التسلط لتمّ لها
منه.
، البخار فيه ناصية ،إذ امتلكت القرن هذا فى دولة أقوى صارت فأما انجلترا فقد
من به ما امتلكت فامتلكت ، أخرى دولة أسَطول يبلغه القوة ما لم من أسطولها وبلغ
ممتلكاتها، عن لا تغيب بأن الشمس اشتهرت فى القارأت القديمة والحديثة ،حتى الأقطار
هـ= 9131 - الملكة فيكتوريا ( 1253 عهد هذا القرن على الزاهى فى عصرها وكان
من الملكة ،وكم هذه عهد إليه فى إلى ما وصلت م ) ف!نها وصلت i 1!1 - 1837
من عظمة. إليه كبير فيما وصلت فى أوربا كان لهن فضل ملكات
الثورة باسم المعروفة وهى ، المشهورة بثورتها القرن هذا ف!نها ابتدأت فرنسا وأما
القرن فى لآراء فولتير وروسو ،وكان م 9178 = هـ 12 0 4 سنة وقعت ،وقد الفرنسية
يذعى سياسى مجتمع أن كل ؟على أساس السابق أثر كبير فى قبام هذه الثورة ؟ لأنها قامت
،داذا أدرك الناس فى هذا المجتمع حاكمه نفسه لا من من يستمدة (نما لنفسه حكمه حق
الثورة فى الحق لهم ،ويكون منهم لمن يسلبه الاستكانة عليهم ف!نه يصعب الحق هذا معنى
اَراء روسو من مستمد كله ،وهذا مشروعة الثورة عليه تكون ،وبهذا منه لاسترداده عليه
، الثورة لهذه (نجيلا سياسيا آراء روسو كانت وحتى ، السابق القرن فلاسفة من وغيره
( :ان الناس فيه ،ومما جاء الإنسان حقوق بقانون المعروف قانونهم أصحابها استمد ومنها
الحق فى شخص ،دان لكل ،دان القانون هو ارادة الشعب الحقوق والواجبات سواء فى
شخص اتهام هذا القانون ،و(نه لا يجوز عنه فى تشريع أو بمن ينوب الاشتراك بشخصه
344
الحرية الفكرية حق شخص القانون ،لمان لكل إلا بمقتضى عليه أو محاكمته أو القبض
القوة التنفيذية هو إخضاع للحكم المصلحة العامة ،دان النظام الأساسى والدينية فى حدود
بقتله داعلان انتهت وقد ، عشر السادس لويس عهد الثورة فى هذه وكانت
الكنيسة سلطان وسقط ، فرنسا بها المبكية فى فسقطت ، الأولى الفرنسية الجمهورية
رؤسائها، عدد ،وقللت الكنيسة أملاك على الجمهورية حكومة ،فاستولت الدينى
اقامة الشعائر الدينية ؤصرف المسئولة عن هى الوجه الذى يجعلها نظامها على وأصلحت
يمين ملزَمين بحلف ،ويجعلهم بالاختيار والأساقفة القسس تدِش ،ويجعل رؤسائها مرتبات
هذا القرن ، فى أوربى حدث الثورة أعظم هذه ،وكانت الطاعة لنظام الحكم الجمهورى
ملوكها بحق تطالب غفلتها ،فأخذت من شعوبها ،وأبقظت ملوكها عروش لأنها هرث
الحق، بهذا منها كثير فظفر ، صالحا دستوريا حكما ليكون ، الحكم فى لهم مشاركتها
،وكان أو أمير (مارة منها ملك كل ،يحكم -منفصلة (مارات ف!نه! كانت ألمانيا وأما
الأول سنة بروسيا غليوم ملك حكم تم اتحادها تحت ،وقد مملكة بروسيا اشهرها
بحسن هذا وكان ، الملك ذلك عهد فى المانيا عظمة .تمت ،وبهذا م ا AV ا Yا هـ- AA
أوربا فى هذا القرن . سياسى أعظم ،وهو وريره بسمرك سياسة
مملكة فى أعظم الجرمانية ،وكانت الشعوب تحكم القرن هذا قبل فكانت وأما النمسا
الميلادى الثامن عشر اَخر القرن فى ألمانيا مع الفرنسية الجمهورية حروب ،فلما كانت أوربا
املاكها فى كبير من منها جانب ضاع نابليون الأول فى أوائل القرن التاسع عشر وحروب
على سلطنته الجرمانية ،واقتصرت سلطنته عن الثانى ملكها فرنسيس و(يطاليا ،ونزل ألمانيا
فى ،وبقيت ما فُقد منها بعض نابليون فاستعادت سقوط بعد عادت ،ولكنها ممالك !النمسا
أيضَا ،ولكنها لم تكن أوربا العظمى دول هذا القزن من فى فكانت وأما روسيا
وقد ، استبداديا حكمًا يحكمونها كانوا ملوكها لأن ؟ والمعارف العلوم فى مثلها متقدمة
فى عليه يمكنها التغلب لم ،ولكنها الاستبداد لمقاومة هذا ثَورية سرية فيها جمعيات تألفت
. الآن التى تحكمها فيها الثورة الشيوعية أن قامت ،إلى الفرن هذا
النمسا وفرنسا اوربا من دول لبعض قبل هذا القرن خاضعة وأما ايطاليا فكانت
ابطاليا تجمع ان القرن هذا فى أمكنها ،وقد إمارة سردينيا بها (مارة تسمى ،وكان وغيرفما
على به ملكا الثانى ،فنودى أميرها عمانوئيل عهد هذا فى ،وكان حكمها كلها تحت
345
من صارت م ،ولم تزل إيطاليا تتقدم بعد هذا حتى 1861 هـ = إيطاليا كلها سنة 1278
التقدم العلمى فى أوربا يسير فى هذا القرن مع التقدم السياسىْ جنئا لجنب، وكان
فى القرن السابق، التى ظهرت غير الاختراعات جديدة فأدى تقدمها العلمى الى اختراعات
من ) وغيرهما الصوت ( حاكى ) والفونغراف المسرَّة :التليفون ا( القرن هذا فى فاخترع
الذرية. الاختراعات الى اختراع القنابل الذرية وغيرها من ،إلى أن وصلت الاختراعات
تقدم أوربا عليهم النكبات بشب بهم من هذا القرن ما حل المسلمون فى فلما رأى
لهم بُدَّ لا انهم بهم المحدق بالخطر منهم شعروا الذين ،رأى الحديثة وأنظمتها علومها فى
نظام إلى يرجع بعضها الأنظمة بها ،وهذه التى نهضت وأنظمتها علومها تقليد أوربا فى من
،أما الأنظمة من غيرهما يرجعِإلى وبعضها ، الحرب نظام الى يرجع ،وبعضها الحكم
عندها أوربا فيما جذَ القديم +فلم يروا تقليد على الجامدين من بهذا الخطر لم يشعروا الذين
ضياع إلى ه يؤدى لأن ، الجديد هذا تقليد أوربا فى فى رأوا أن الخطر ،بل وأنظمة علم من
العامة هم هذا يرون الذين وكان ، لأوربا تابعين نكون أن بنا إلى ،ويصير والدولة الدين
الأخذ رأوا فى القدرج! ؟ لأنهم على الجامدين من إليهم ومَن الدين رجال العامة من وأشباه
خطرأ فجعلوه ، منه موقفهم يسؤغوا أرادوا أن ولكنهم ؟ عليهم خطرَا الأوربى بالتجديد
كانوا لأنهم ، بين الفريقين مترددين وأمراؤهم المسلمين ملوك ،وكان والدين الدولة على
يأخذ به إلىْ الحدًالذى لا بعضهم ،فكان سلطانهم التجديد على ذلك يخ!بمون أيضا من
م ) أؤل من VAا 1857 - 9 هـ= 1222 - الثالث ( 3012 كان السلطان سليم ْ
لا تقوى صارت جيوشها لأن ؟ العثمانية التركية بالدولة المحدق الخطر القرن هذا فى أدرك
لا تقوى صارت وقد القديمة ، وأسلحتها بأنظمتها ،لتمسكها الأوربية الدول جيوش على
صار حتى ، الحدبث الحرب بها نظام (ذ تغير ، الحديثة الأوربية والأسلحة الأنظمة على
طائفة من الدولة يتألف جيش الجند ،وكان شجاعة على عليها أكثر مما يعتمد يعتمد
البكطاشية الصوفية، طريقة اختاره لها رئيس الذى الاسم ،وهو سبق الإنكشارية كما
شجاعة تعتمد على الحرب كانت الدولة حين الجديد ،وقد افاد هذا الجيش ومعناه الجيش
قديما الإنثهمارية نظام ،وشير الحديث العصر هذا فى الحرب أن يتغير نظام ،وقبل الجند
متأثرة جامدة رجعية كانت الإنكشارية طائفة ولكن ، صالحا جديذا كان أن بعد ، فاسدَا
كان ،بل والعلم الدين فى مستنيرة عقلية ذات تكن ،فلم البكطاشية طريقة بانتسابها إلى !ا
346
التى يتناولون القدور كانوا يعالمون أنهم هذا ،ومن والباع الخرافات بعض يدخله لها نظام
الجيوش دفاع عنها ،وكانوا يدافعون حرب ولا سلْم فى لا يفارقونها ،فكانوا فيها طعامهم
إذا أرادوأ ،وكانوا يلحقهم عار كبر الحرب فى ضياعَها كانوا يعدون ،لأنهم اعلامهم عن
نظام على غير هذه الطائفة الرجعية جيثئا جديدا من أن يؤلف السلطان سليم فرأى
الثمبان من ،وكان باشا لتأليف هذا الجيش حسين الأوربية ،واختار كوشك 6لجيوش
جديدة فرق تاليف فى ،فشرع نهوضها أسباب ،وعرفوا أوربا أحوال درسوا الأذكياء الذين
مصطفى، يسمِى مسلما إنجليزيا لهذا ضابطا ،واختار الحديث النظام الأوربى على وتدريبها
حربية عِدَة سفن ،وأنشا القوية لحمايتها بناء الحصون ،وفى الثغور إصلاح فى اجتهد ثم
نوابغ المهندسين من عددَا كبيرأ من ،وأحضر والإنجليزية الفرنية السفن نظام أحدث على
الطوبجية- مدرسة الحديثة ،وأصلح الحرب وغيرها من آلات المدافع السويد وفرنسا لصنع
ما كتِبَا أهم على تحتوى بها مكتبة ،وأنشأ المجرى توت البارون دى التى أنشأها - المدفعية
ما كل ،ويعرفوا تلامذتها ،ليطًلع عليها الحربية الحديثة الفنون من وغيرها الرياضيات فى
هن هذا غير المشاة ،إلى لفرقة جديذا نظامَا وضع ،ثم الطوبجية فن إتقان إلى يوصلهم
لإلغاء مقدمة أنه سيكون عرفوا لأنهم ؟ الإنكشارية طائفة الخديد لهذا فثارت
،وما الر%سبين العلماء طائفة ثورنهم فى ،وساعدهم الدبن باسم ،فَثاروا عليه طائفنهم
من يعرف ،لأنه لم يكن أمر ب!بطال هذه الإصلاحات عند السلطان سليم حتى زالوا يسعون
العامة العامة وأشباه من الجمهور وكان ، الرجعيين اولئك به على يَرُد ما يمكنه ان الدبن
عليه أن يقبل هذه الإصلاحات ،فصعب قرون مضت بهذه الرجعية ،وقد ألفها من متأثرَا
الحديثة.
بعد تعبه فيها ،فألَف فرقة إصلاحاته عليه أن تضيع باشا صعب حسين كوجك ولكن
الانضمام إليها الشبان يُقبلون على ماله ،وكان ينفق عليها من وأخذ الحديث جنده من
تدريبهم ،وكان الأنكشارية يقفون بالقرب منهم وقت عصر لأنهم أنصار التجديد فى كل
ولا ، إليهم ،فلا يلتفتون وتهديدهم بهم الاستهزاء فى ،وياخذون النظام الحديث على
الى الشام مصر نابليؤن من ذهب الفرقة حين هذه فضل ظهر ،وقد فيهم يؤثر تهديدهم
كبير فى لها فضل ،وكان الحديثة حربه على الإنكشارية من أقدر ،فكانت عليها للاستيلاء
بأن تكون سليم أمر السلطان الحرب هذه فى الفرقة بعد" فورها هذه فلما رجعت
347
،فأمر مصر نابليون من الإنكشارية لإخراج ذهاب ،ثم انتهز فرصة الحكومة نفقتها على
فى البحرية ،ثم فعل ،وكذلك النظام الحديث على الإنكشارية وتدريبه! عن المدفعية بفصل
منهم لكل ،وجعل النظام الحديث على المثاة والآيَين من السوارى أمر ب!نشاء أورطتين من
عبد أمر بم ، الصلاة فى بهم والإمامة الدين هـامامًا لتعليمهم ، عسكرية موسيقى
ثلاث ،فأتم بعد النظام الحديث على وتدريبها ألايات ب!نشاء عدة القرمان باشا والى الرحمن
فتنة قامت فى الجيثى هذا فضل ظهر ،وقد انعَدَد وانعُدَد كاملة ثمانية ألايات تنظيم سنوات
الثائرين فى على فتغلب ، عنها الإنكشارية أنَعجزت بعد لقمعها ،ف!نه أرسل بالبروملى
وتدريبهم شبان الانكشارية وغيرهم أن يأمر بجمع على السلطانَ هذا النجاحُ وحمل
النظام انتمثمر هذا حتى ، الولايات من كثير بهذا فقام ، الحديث العسكرى النظام على
م ) أن 018 2 هـ= i سنة ( 317 من المحرئم ،فذكر الجبرتى فى حوادث إلى مصر ووصل
لباس الجنود الفرنسية، لثه لباسَا لهم طائفة التكرور ،وجعل اتخذ عسكرَا من والى مصر
الثورة السابقة، من أشدْ بثورة عليه قاموا النظام هذا انتشار الإنكشارية رأى فلما
،وأرسل لهم السلطان ،فأذعن وطلابهم الدين علماء من الإصلاح أعداء عليها وساعدهم
فى الحديث للنظام المناصرين الوزراء وعزل ، الصغرى آسيا ولايات النظامية الى العساكر
، النظام هذا أعداء من وزارة فألف ، الورراء رئيس الإنكشارية أغا وجعل ، الجيش
سليم، السلطان الا بعزل لا يتم هذا أن ورأت ، عليه القضاء الورارة على هذه فعملت
جهة هذا النظام من فى أنه لا شىء كان يرى وفاة المفتى الذى هذا على ساعدها وقد
العلماء من وجماعة هو أفتى ،وقد والجمود الرجعية أنصار مفتيَا من مكانه ،فعينت الدين
فثارت ، الملابس فى النصارى مشابهة فيه من لما ، للشرع مخالفة النظا آ بدعة هذا بأن
،واخذوا الوزراء وغيرهم النظام من لهذا المناصرين على الدين العامة باسم العامة وأشباه
، النظام هذا لأنه يناصر السلطان عزل طلبوا ثم ، ويقتلونهم منارلهم عليهم يدخلون
أنظمة الفرنجة يدخل سلطان ،فأفتاهم بأن كل عزله المفتى يستفتونه فى وذهبوا الى ذلك
بهذه الفتوى فى السلطان سيم ،فعزل صالحَا للملك اتباعها لا يكون الرعية على ويجبر
بدله السلطان م ،وتولى يونية سنة 7018 2من هـ- 12"22 ربيع الآخر سنة من 21
على باشا البيرقدار يستنجده الى مصطفى قد ارسل الرابع ،وكان السلطان سليم مصطفى
عزلوه قد فوجدهم ، النظامية الجنود ألفَا من عشر ستة فى فأقبل ، الثورة بهذه القائمين
إلى يجبه فلم الملك عن والتنحى سليم ا السلطان ب!رجاع ،فطالبه مصطفى السلطان وأقاموا
348
أن ييأسوا بعد ،لينصرقوا الجنود النظامية إلى دالقاء جثته سليم السلطان بقتل ،وأمر طلبه
حكم أن بعد وعزلوه فثاروا عليه ، عليه سخطهم من راد هذا ولكن ، بقتله عودته من
8018 هـ= i 255 - الثانى ( 1223 السلطان محمود وتولى بعد السلطان مصطفى
وررائه ،وأمره بتنظيم الإنكشارية باشا البيرقدار رثيس مصطفى م ) فجعل 9183 -
،ويدربها على وفوضى ضعف ما أصابها من على ليعيدها إلى قوتها الأولى ويقضى
العسكرية، بملارمة مساكنها ،وامرها الطائفة هذه النظام إلى يعيد ،فأخذ الحديثة الأنظمة
إليها أعاد ثم ، المساكن هذه يلازم لم من مرتبات وقطع ، منها المتزوجين غير سيما ولا
هذا على أن ثارت لم تلبث ،ولكنها النظام الحديث ليدربوها على النظاميين الضبا!
السلطان لهم بقتله ،فأذعن باشا البيرقدار انتهت مصطفى بينها وبين حرب ،فقامت النظام
النار فى أشعلوا قد وكانوا ، عليهم المفروض الحديث النظام ب!لغاء وأمر ، محمود
داخلية حروب الدولة من قام فى بما هذا الإصلاح عن محمود السلطان ثم شغل
خلاف إلى الوهابية ترجع الحرب اليونانية ،وكانت الوهابية والحرب ،كالحرب وخارجية
بين الفريقين الخلاف يؤدى أن يصح ،وما كان السلفية والعقيدة بين العقيدة الأشعرية دينى
. الفرن هذا فى الأولى السعوديين دولة على بالقضاء انتهت بينهما ،وقد الحرب إلى
الحرب فى باشا على محمد بن باشا النظامية بقيادة إبراهيم الجنود المصرية واشتركت
لها من ما كان محمود السلطان ،فلما رأى الخرب هذه فى لها أثر ظاهر ،وكان اليونانية
أعيان ،فجمع الأول من الدولة بعزم اشد جيش هذا الأثر ،أراد أن يعود إلى إصلاح
إلى يصل ،حتى الجيش إصلاح ما أراده من عليهم الإنكشارية ،وعرض الدولة ورؤساء
ووضعوا ، الإصلاح ما أراده من على فوافقوه ، الحديثة الأوربية إليه الجيوش ما وصلت
به العمل بجوار فأفتى الدولة مفتى على عرضوه ثم ، مادة أربعين له قانونا مؤلفَا من
، القانون هذا على ثاروا الإنكشارية ولكن ، تنفيذه فى يعارض مَن ومعاقبة ، شرغاْ
الطائفة، هذه أمر فى واستفتاهم العلماء السلطان فجمع ، العامة كثيرَا من اليهم وضموا
وكان ، لقتالها السلطان مع وطلابهم هم وساروا ، الثورة به من ما تقوم عليها فأنكروا
بعد السلطان ،وأصدر عليها قضوا حتى مدافعهم عليها المدفعية ،فسلطوا من فرقة معهم
سنة فى هذا الدولة ،وكان ولايات جميع فى الطائفة وأنظمتها أمرأ ب!لغاء هذه هذا
- = 9183 ! 1277 - ( 1255 المجيد السلطان عبد وتولى بعد السلطان محمود
934
الفتن بين طوائفها كثرت ،وقد غاية الاضطراب الدولة فى أحوال م ) وكانت 1861
رعاياها لانصافهم، لحماية المسيحيين من أوربا تهددها بالتدخل دول المختلفة ،وصارت
قال فيه: لحكمه منهاجا إصلاحيا وضع فلم يكد السلطان عبد المجيد يتولى الملك حتى
مراعاة الأحكام على منذ ظهورها الناس أن دولتنا العلية جرت على " لا يخفى
منذ هذا عن انحرذت ثم ، المجد من ما بلغت بهذا نجلغت ، الشرعية القرآنية والقوانين
تولينا الملك أن نعمل أردنا منذ ،وقد الضعف القوة إلى من ،فانقلبت سنة ومائة خمسين
هذا إلى التى توصل بالأسباب ،ونأخذ أهلها إسعاد فى دولتنا ،ونسعى مجد إعادة على
إدارة الدولة، تصلح قوانين جديدة وضع من بُذَ أنه لا فرأينا ، سنين أو عشر خمس فى
ولوضع - الإدطاع الالحزأم - نظام ،فسبطل الخراج جبابه البلاد ،ولنظم فى الأمن ومحفظ
الجندية فتوزع بالتساوى على ،ثم تنظم كلَ فرد لا يزيد ولا ينقص على مناسب خراج
قبل أن تقام عليه شخص ،ثم تنظم القضاء ،فلا يعاقب محدود إلى رمن البلاد ،وتكون
فيما حرم شخصِ كل فيكون الملكية ، حقوق تنظم ثم ، دقة فيها بكل وينظر ، دعلوى
بين فيسوى ، الطوائف حقوق تنظم ثم ، فيه التصرف يمنعه من أن لأحد وليس ، يملك
الأديان المختلفة ،ثم بين أهل أو واجب فى حق هناك فرق ،ولا يكون وغيرهم المسلمين
الدولة فر ،أمور ،ويتناقشون أيام معينة فى أعضاؤه ،فيجتمع العدلية الأحكام مجلس تنظم
العلماء المنهاج بأنه سيجمع هذا ختم ،ثم أ يضعونه قانون تنفيذ كل ،ويجب تامة بحرية
، المنهاج احترام هذا على أمامهم ليحلف السابق - المجلس أعضاء الدولة - ووكلاء
القوانين، احترام هذه هذا عهدا بينهم جميعَا على احترامه ،ويكون ويحلفوا أيضا على
التى عنة بالحرب شغل هذا المنهاج حتى يضع المجيد لم يكد عبد السلطان ولكن
القيام بتلك وأهمل ، الدولة فى الفق بتوالى عنه فانصرف ، دولته على روسيا أعلنتها
إهمالها على م ،ولم يهمه منها بعد أن مضى 1856 هـ= إلى سنة 1273 الإصلاحات
على والمحافظة ، الرعية من المسلمين غير حال ب!صلاح إلا ما يتعلق الطويل الزمن هذا
ن أ مع الدولة أمور فى التدخل من ويمنعها ، أوربا دُول بهذا ليُرضى القديمة ، امتياراتهم
كحال الرعية حال لأن ، المسلمين حال إلا ب!صلاح اَلمسلمين لا يتم غير حال إصلاح
الذُول الأوربية لم ان ،على كلها اعضائه الا ب!صلاح منهما كل لا يتم إصلاح ، الج!م
تحركهم إلى التى كانت المسيدِش من رعايا الدولة ،لأنها هى إنصات فى طلب مخلصة تكن
هؤلاء إنصاف يكن فلم ، أظلم بالفتنة يبدا الذى أن شك ،ولا عليهم الظلم ليقع الفتنة
ما تسميه ،ليستمر تدببر الفتن فى أن يستمروا يهمها كان دهانما ، الدول يهئمُ هذه المسيحيين
مثال نظامية على محاكم بإن!ث!اء الدول الأوربية رضا م ) فأراد أن يكسب 1876 - 1861
قانونا لتكون ، العدلية الأحكام مجلة لوضع العلماء اشهر لجنة من ،فألف أوربا محاكم
عالى أمن محصا- لها بتقرير قذَمته إلى ومهدت بوضعها ،فقامت المحاكم هذه عليه تجرى
م ،وقد قالت فيه: هـ = 9186 1286 الوزراء فى غرة المحرم من سنة باشا رئي!
الفقه ينقسم إلى علم من بالدنيا العالى أن ما يتعلق الصدر حضرة على ا لا يخفى
القوانين السياسية للأمم المتحضرة تنقسم إلى هذه ،وكذلك وعقوبات ومعاملات مناكحات
التجارية المعاملات القانون المدنى ،ولما اتسعت منها باسم المعاملات قسم ،ويُسمى الأقسام
!ا فوضع ، الإفلاس وأحكام ،كالحوالات المعاملات من استثناء كثير الى الحاجة دعت
سيما ولا ، له لا ساحل الفقه بحر علم أن يخفى ولا ، التجارى القانون يسمى قانون
مسائله ،فلا تزال الشافعية فقه فى حصل كما فيه تنقيح لأنه لم يحصل الحنفية ، مذهب
المختلفة الحوادث تطبيق وكذلك ، جدآ فيها عسير الصحيح ،وتمييز القول متفرقة متشعبة
،ويجمع مسائلها الفقهية يضبط المعاملات فى كتاب تاليف إلى الحاجة دعت ،ولهذا عليها
مرجعَا فيصير ، منه الأحكام استخراج يُسهل ترتيبا ،ويُرتب غيرها المختارة دون الأقوال
المحاكم التى تُرى فى الحقوق قانون لدعاوى وضع عن ،ويغنى الشرعية للمحاكم
المعاملات تطبيق به الكفاية فى ،لتحصل الكتاب هذا قمنا بمشروع هذا ،ولأجل النظامية
المسائل مؤلفة من ،فرتبنا مجلة عصرنا احتياجات القواعد الفقهية بحسب الجارية على
كتب الى ،وقسمناها بها الحنفية الموثوق أقوال من ،مجموعة وقوعفا التى يكثر والأمور
بالاعتماد أمرتم حضرتكم لدى القبول ف!ذا حازت ، العدلية الأحكام ،وسميناها متعد (*
الأحكام ترتيب لا يجاور المجلة به تلك ما أتت أن يجد التمهيد هذا فى والناظر
الاجتهاد على. فتح باب أساس الذى يقوم على هذا هو الاصلاح الفقهية وتنظيمها ،وليس
. قرون نحو عشرة الفقهاء بعد تحر م الاجتهاد جمود من ،ويتخلص مصراعيه
الدولة بتأثير ضغط هذه التى قام بها ملوك الإصلاحية تاريخ المحاولات فهذا هو
، الإصلاح لا تتناول صميم محاولات الخارجية والداخلية فى هذا القرن ،وهى الحوادث
الملوك الدولة ،لأن اولئك المتفشى فى والدينى والعلمى الجمود السياسى على ولا تقض
حقوق الأمة إلى ما لها من ،ويلفت حكمهم الذى يحذُ من لم يكونوا يؤمنون بالإصلاح
ما الأمة جمود رأوا فى لأنهم ؟ الدين علماء من الجامدون هذا فى ويشاركهم ، عليهم
يكن فلم ، السياسية سلطتهم الملوك لأولئك يحفظ كما ، الدينية وظيفتهم لهم يحفظ
rot
منها تقوية مقصودهم كان لمانما الأمة ، خير الإصلاحية المحاولات هذه من مقصودهم
تجاوز ،فلم لهم المنازعة أوربا دول ليرضى المحاكم .،وتنظيم سلطتهم على ليحافظ الجيش
باشا حينما قام يطالبه بالحرية التى مدحت السلطان عبد العزيز أحمد ولهذا عارض
ومضى لهذا الإصلاح فى معارضته أوربا فى هذا القرن ،وقد مضى تنعم بها شعوب كانت
الملك، بعزله من منه ،فدبر له مؤامرة انتهت يئس باشا يطالبه به حتى مدحت أحمد
،فقيل إنه سجنه أيام من مقتولا بعد بضعة وجد ،وقد من 1فصورهم قصر فى وسجنه
بالقتل. عليه إنه اعتدى ،وقيل ذراعه من شريان بقطع انتحر
طلاب توليه بمساعى وكان ، الخامس مراد السلطان العزيز عبد السلطان بعد وتولى
عليه ظهر حتى عليه أسبوع ،ولكنه لم يمض باشا لاخوانه مدحت أحمد من الإصلاح
الملك بعد عن ،فعزل لا يميز بين الورراء صار حنى يزداد عليه ،ثم أخذ عصبى اضطراب
هـ= 1325 - الحميد الثانى ( 3912 عبد السلطان مراد السلطان ا بعد وتولى
أن وعدهم بعد ،وهذا أيضا الأحرار أولئك توليه الملك بمساعى م ) وكان 91 0 9 - 1876
عونَا له ،ليكونوا الإصلاح أعداء من حاشة الملك اتخذ ،فلما تولى مطالبهم إلى ب!جابتهم
،لأنه ينويه لهم بما أن يعجل لم يثأ ،ولكنه باشا وأنصاره مدحت لأحمد ما يضمره على
الأفة دستورا ،ومنح للوزراء باشا رئيسا مدحت أحمد ،فعين بالملك عهده أول فى لا يزال
نوفمبر من 2 هـ= Y 39ا سنة شوال 5من ،وكان هذا فى الحكم له فى شريكة يجعلها
أعيان ،ومجلس الأمة أعضاءه تختار نواب :مجلس مجلسين بتأليف ،وأمر م 1876 سنة
السلطة لهما ،فيكون الحكم فى الحكومة بمشاركة المجلسان ،ليقوم أعضاءه الحكومة تختار
السلطتين، فصل قاعدة على هذا فى التنفيذية ،وجروا السلطة للوزراء ،ويكون التشريعية
باشا، مدحت أحمد على أعداء الإصلاح يثير السلطان عبد الحميد بعد هذا ثم أخذ
فى إلى الملك ،وإنه يسعى مراد الخامس السلطان إرجاع على أنه يعمل يشيعون فجعلوا
فى دولته السلطان خليفةَ للمسلمين لا يكون ،حتى المدنية السلطة عن الدينية السلطة فصل
باشا، مدحت هذا ذربعة لعزل أحمد السلطان عبد الحميد من ،واتخذ الدول وغيرها من
بلاد الدولة ،وقد ،ثم أمر بنفيه من شهرين وزارته إلا نحو على قد مضى يكن ولم
هـ، الحجة سنة 4912 الأعيان بعد هذا فى 7من ذى النواب ومجلس اجتمع مجلس
السلطان ،فغضب الحكم طريقتها فى على ،ويعترضان الحكومة فأخذا ينتقدان أعمال
rol
،وكان هذا التأجيل فى غير ممى عبد الحميد عليهما ،وأمر بتأجيل اجتماعهما إلى أجل
لأن ، الجسلمين أنه خليفة دعواه فى مخطئا الحميد عبد السلطان كان ،وقد الغائهما حكم
. الاستبدادى فيه ملكه ،فلا يدخل شورى الخلافة جمهورى نظام
رسالة التجديد فى هذا الملوك عن تبعد أولئك الذبذبة فى الإصلاح أن تلك ولا شك
هذا ،ومع جذا ناقصة التى قاموا بها فيه كانت الإصلاحية أن المحاولات الى ،وهذا القرن
داخلية اليها بحوادث مدعوين نما كانوا لىا ، الإيمان بها كل مؤمنين سبق كما يكونوا لم
فى استبدادهم نهايتها ،وكان فيها إلى يمضوا لم ،ولهذا القرن هذا فى صادفتهم وخارجية
على ظهروا ،وقد منه شيئا بصلحوا لم هذا ،ومع الدولة فماد فى العلل علة هو الحكم
،فكانوا مع حكمهم يطالبونهم ب!صلاح رعيتهم من الاصلاح حينما قام طلاب حقيقتهم
قام به محمد الذى والعلمى العسكرى الإصلاح من القرن هذا ما قاموا به فى وأين
،وهو بين المسلمين الحديث الإصلاح له قيمته فى توجه أول ،وكان 3 مصر باشا فى على
مصر فى أن يؤسس الملوك ،وقد أمكنه بهذا الإصلاح ولاة أولثك إلا واليا من لم يكن
ولاياتهم الكثيرة فى آسيا إلا ولاية من أنها لم تكن ،مع دولتبم من أقوى دولة حديثة
ما قام به ولكن ، القرن هذا مجددى من بأن يكون منهم أولى فيكون ، وأفريقية وأوربا
بعد أن انهار ولهذا لم يلبث صحيح أساس هذا قائفا على مع لم يكن الإصلاح من
موته.
هذا القرن ،وقد ذكر السيد باشا فى على اَخرون غير محمد هناك مجددون وكان
رشيد ،ومصطفى التركستانى بك ،ويعقوب القادر الجزائرى الأمير عبد 2 منهم رضا رشيد
،ثم السنوسى بن على الدين التونسى باشا ومحمد باشا وفؤاد باشا وخير باشا( )1وعالى
ما غير المجددين السابقين ،يعرفون آخرين إلى مجددين حاجة كانوا فى أن المسلمين ذكر
بي!نها الفرق اتساع بها بعد اللحاق الى المسلمين حاجة ،ومقدار مدنيتها -أوربا فى اليه وصلت
، المصرى عبده ومحمد ، الأفغانى الدين جمال هذا أجل الله من بعث وقد ، وبينهم
الشوكانى اليمنى الذى ذكره بين رضا السيد رشيد إلى هؤلاء الذين ذكرهم أن يضاف ويجب
أبى داود -أن المجدد على رأس سق فى شرح المعبود كتاب -عون وذكر صاحب
الى اللطان محمود السلطان باشا رئاسة الوزارة فى زمن رشيد ( )1تولى مصطفى
باشا. باشا وفؤاد باشا ومدحت له تلامذة امين عالى المجيد ،ونغ عبد
غيره من ،لأنه امتار على هذا القرن فى ظهروا آخرون مجددون أيضا وهناك
،وإلى ضرورة غيرهم عن المسلمين إلى تأخرهم تنبه فيه من القرون السابقة بكثرة من
فى غيره تنبه كثير ،كما خان الهند أحمد فى هذا تنبه إلى ،وممن إصلاحهم فى السعى
هذا تبتلعها كلها فى ،لأن الأمم الأوربية كادت والغرب الشرق فى البلاد الإسلامية
العامة من ،اللهم إلا العامة وأشباه بهذا الخطر لا يشعر أحد لين المسلمين يبق ،فلم القرن
المعاهد الدينية من وغيره الأرهر الجامع الحياة العامة فى اعتزلوا لأنهم ؟ الجامدين علمائنا
ولا ، جمودهم عوافب إلى يتنبهون ولا ، فيها بشىء لا يشعرون فصاروا ، الإسلامية
باشا، على ،كمحمد مدنيون مجددون هذا القرن منهم فى المجددون وهؤلاء
باشا ،وأمين عالى باشا، رشيد باشا ،ومصطفى مدحت ،وأحمد الهندى خان وأحمد
م!نهم نكتفى ،وهؤلاء التركستانى بك ؟ ويعقوب باشا التونسى الدين ،وخير باشا وفؤاد
باشا. مدحت ،وأحمد خان باشا ،وأحمد على فى هذا القرن بدراسة محمد
حسين، نذير ،والسيد اليمنى ،كالشوكانى والمتصوفة المتفقهة من مجددون ومنهم
متفقهة تغلب ؟ وهؤلاه خان حسن ،وصديق الأنصارى بن محسن والقاضى حسين
السنوسى، بن على ،وكمحمد التجديد نزعة ابن تيمئة وابن الوزير اليمنى فى عليهم
الشوكانى دراسة على وسنقتصر ، المتصوفة من وهؤلاء ، القادر الجزائرى عبد والأمير
اتمفقهة ،ثم وغيره من خان حسن دراسة صديق بينهم ،لأن دراسته تغنى عن اليمنى من
والأمير عبد القادر الجزائرى ،لأن ما أخذا به النوسى بن على دراسة محمد عن نغضى
من نكسة القرون أنه كان من ذكرنا فيما مضى بالمسلمين ،وقد لا ينهض التصوف من
له بالجهاد العظيم لا شأن ،وهذا ودنياهم دينهم فى المسلمين التى أخرت الرجعية النكسات
بالإصلاح ولا ، الجزائر على الفرنسيون استولى حينما ، القادر قام به الأمير عبد الذى
بالمغرب ، بين أهل برقة وطرابلس التصوت فى حدود السنوسى بن على الذى قام به محمد
المدنى فى الاصلاح ما قام به من يعجبه باشا ،ولم يكن لمحمد على وقد كان معاصرا
عليه، يؤخذ حقيقة ،وهذا نقباء الأمة لاستثارتهم دعوته عليه عدم يأخذ كان ،بل مصر
الاسلامية بالحقوق للاستخفات إفراطا ومبالغة وقصدا (صلاحاته أن فى يرى ولكنه كان
منه. نزعة جمود هى دانما ، من ذلك فيها شىء العربية ،ولم يكن والجنسية
الدينى الإصلاح فى الدين والدنيا ،وسعوا بين التفقه فى جمعوا مجددون ومنهم
354
الذى التجديد أن شك ولا ، المصرى عبده ومحمد ، الأفغانى الدين ،كجمال والمدنى
لا يمكنهم لأنهم ، الآن بالمسلمين ينهضى الذى هو والمدنى الدينى الاصلاح بين يجمع
عبده المصرى أقرب الدين الأفغانى ومحمد الآخر ،ولهذا كان جمال دون بأحدهما النهوض
الهندى ،ولكن خان فهئا من غيرهما لرسالة المجدد فى هذا القرن ،ويليهما فى هذا أحمد
الكلام عليه ،فالأولى أن يكون عبده كان أظهر جهاده فى القرن الرابع عثر محمد الثخ
فبه.
تبعه فيها بدعوة ،وقام بالباب المعروف ميررا على بين الإيراذِ! القرن هذا فى وظهر
بدعوة قد تشبه دعوته ،لأن القرن هذا فى أيضا دراصته البابية والبهاثية ،ولا بد من طائفة
التجديد من الم!لمين. محبى بعض فى دائرة افيسلام ،وتخاع الت!جديد التى تدخل
***
roo
اليمنى -الشوكانى
لأن وطنه ووطن قيل له الشوكانى دهانما ، الشوكانى الصنعانى الله بن عبد هو محمد
نثا ،وقد م 1 758 هـ= ا IVY سنة مولده ،وكان شوكان له هجرة وقرابته يقال سلفه
فى المهدى ل!مام الأرهار حفظ ،ثم وجؤده فيها ،فحفظه جماعة وقرأ القرآن على بصنعاء
،والكافية الشافية لابن الحاجب. للعُصيفرى ،والملحة للحريرى الفرائض ،ومختصر الفقه
العلم بين المسلمين فى القرون المتأخرة ،وقد طلاب التى اعتاد حفظها المتون من وغير ذلك
فيه ؟ وكان الآخر بعد شروعه بعضها العلم ؟ وحفظ طلب فى قبل شروعه بعضها حفظ
القرآن قه المكتب؟ لا يزال مشتغلا بحفظ وهو التاريخ والأدب كثير الاشتغال بمطالعة كتب
والده ؟ الأزهار على ،فقرا شرح علماء عصره والسماع والتلقى على فى الطلب ثم شرع
التفسير العلوم كتب غيره من قرأ على ،وكذلك العصيفرى مختصر الناظرى على وشرح
فى الجامع تدرس التى كانت الكتب لا تزيد إلا قليلا عن ،وهى والصرف والخو والحديث
،ولم والتفسير الحديث ،وبعلم الامام زيد مذهب بالفقه على اشتغاله كثر ،وكان الأزهر
طلابها ،فقصده سنه صغر مبرزا فيها على عالما صار العلوم حتى هذه بطلب يزل يشتغل
البلاد ،وانتفع بعلمه جميع فى طار صيته ،حتى اليمن والهند وغيرهما عنه من للاخذ
، والفروع الأصول فى بمذهبه المعجبين ،ومن ابن تيمية مدرسة من الثوكانى وكان
عليه: أهل عصره بعض ثناء عليه حتى قال فى ذلك بعد أن نقل الثناء فى بالغ وقد
عصرى ما بين الزمان أنه سمح أظن وما مثلَه ، حز! بعدَ ابن :انا لا أعلم إ وأقول
ما كان مع حزم بين ابن تيمية وابن هذا فى جمع ) ،وقد أو يقاربهما بمن يشابههما الرجلبن
،دان الفروع التقليد فى الثورة على فى ؟ لأنهما كانا متفقين المذهب فى الخلاف بينهما من
المذاهب الأربعة التى من ،وهو ابن حنبل الجملة مقلدا لمذهب فى ابن تيمية مكثء كان
تقليدها إلى تقليد مذهب من ف!نه خرج المسلمين ،أما ابن حزم تقليدهأ بين جمهور شاع
السلف مذهب إلى أقرب ،لأنه كان متأثرا بابن تيمية هذا لأكان مع الشوكانى ولكن
، الفروع الزيدية فى مذهب ابن تيمية الا انه نثمأ على بينه وبين يفر! ،ولا ابن حزم من
ابن تيية، هو الغالب على ابن حنبل أمره فيها ،كم! كان مذهب الغالب على فكان هو
،كما العقائد مسائل إليها من وما الاستواء مسألة ابن تيمية فى موافقة الى أداه هذا وقد
356
مسائل وما اليها من واحد مجلس أو فى واجد بلفظ مسألة الطلاق أداه إلى موافقته فى
. الفروع
،ألف الاجتهاد باب لنفسه ربقة التقليد ،وفتح نفط عن الشوكانى خلع ولما
الزيدية ،بل صحح فيه بمذهب الأزهار -فلم يقيد نفط حدائق -السيل الجرار على كتاب
من مذهبه أهل فثار عليه ، دليل عليه يقم ما لم وزئف ، بالأدلة ما أداه اليه اجتهاده
، والفروع الأصول لمذهبهم فى التعصب المقلدين الجامدين على من الزيدَية ،وغالبهم
بمسلكه، تمكه زاد فى زادوا ثورةً عليه ،كلما والشة الكتاب من بالدليل يقارعهم فكان
فيه إلى ذم التقليد ذهب - التقليد حكم المفيد فى القول - سماها رسالة ألف حتى
،فقامت البيت اس مذهب هدم بأنه يريد رموه ،حتى عليه تعصبهم فى ،فزاد هذا وتحريمه
موقفا واحدَا من يقف بأنه ،وقد رد عليهم وأنصاره بين خصومه هذا فتنة فى صنعاء بسبب
المسائل فى التقليد فيه ،والخلاف الزيدية بتحريم مذهب ،ولا بخص المذاهب جميع
،مِن حمل السلف ،كما رد عليهم بأن مذهبه فى العقائد هوِ مذهب العلمية الظنية سهل
ألف فيها ،وقد التأويل والتحريف ،وترك ظاهرها على والسئة الكتاب الواردة فى الصفات
- الأرب ومنتهى الطلب أدب - كتاب ،منها كثيرة جدا وللث!وكانى مؤلفات
والنبوات -وقد رد فى هذا والمعاد التوحيد -إرشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على وكتاب
فى الصدور -شرح ،وكتاب اليهودى الأندلسى بن ميمون موسى الفيلسوف على الكاب
ب!بطال أدلة الجمع -رد فيها على السمع -تئنيف سماها ،ورسالة تحريم رفع القبور -
ابطال دعوى فى ،ورسالة الحضر فى بين الصلاتين الجمع الزيدية بجوار القائلين من
التقاط اجبار اليهود على فى الإشكال حل فى ،ورشالة تحريم السماع على الإجماع
، الآخرة فى تعالى رؤيته جوار فيها الى ،ذهب الرؤية مسألة البغية فى ،ورسالة الأزبال
،ورسالة أمنية المتشوق إلى النبى صحب البيت فى أهل ورسالة إرشاد الغبى الى مذهب
المهدى المنتظر والدخال تواتر ما جاء فى فى التوضيح المنطق ،ورسالة علم معِرفة حكم
كتبه ورسائله، من ،إلى كير ذلك بالسلاطين الاتصال حكم فى ،ورسالة وابسيح
فيه عُنىَ الأخبار -وقد سيد أحاديث الأخبار من ص!قى كتابه -نيل الأوطار شرح وأشهرها
مذاهـ وأقوال ، دلالتها عليها كيفية ،وبيان الأحاديث تلك الفقه من أحكام باستنباط
ومن إلحديث منهم وافق ،ومن والتابعين الصحابة علماء ومذاهب فيها ، الأمصار علماء
! . ولا تعسف من غير تعصب الحكم فى ذلك منهم ،وترجيح خالفه ،وحُجة كل ْ
357
قضاة ،فجعلوه قاضى الفضل أولو الأمر فى اليمن للث!وكانى هذا وقد عرف
، norا م 4 = هـ 125 . وفاته سنة ،وكانت حكومتهم فى المناصب أرقى من ،وهو اليمن
القررن السابقة على فى هذا القرن ما أخذ فى الشوكانى على أنه يؤخذ ولا شك
كلل ما ذهب تقليده فى بهذا فى تقع له ،حتى التعصب ،لأنها تبالغ فى ابن تيمية مدرسة
عند الوقوف على هذا حملها ،وقد غيره يقلد من بينها وبين فرق هناك يكون ولا إليه ،
، قرن قرنا بعد به ،ويرددونه يدافع كان يما عنها ،يدافعون الفروع المساثل التى أثارها فى
فيها المذاهب المثهورة كما خالفها ابن تيمية أن تخالف غيرها يجب هناك مسائل كأنه ليس
غيرها من أشد تكون أنها تكاد المدرسة هذه جمود من ،وبلغ عليها يعبأ باتفاقهم فيها ولم
فى الى ما سبق أن هذا يرجع ابن تيمية ،ولا شك هذا ما حاول فى يحاول من على
ما نحو التأويل فيها على ،وكراهته سلوك النصوص ظواهر على جموده الكلام عليه من
يلبث لم ثم ، العقائد فى جمودَا مدرسته هذا أورث فقد ، المعتزلة والأشعرية فعله
الآن مذهب يقلدون الفروع ،فهم فى الجمود فى العقاثد أن أوقعهم فى جمودهم
ابن تيمية ،ولا يقلدون والافعى أبى حنيفة ومالك مذهب ،كما يقلد غيرهم ابن حنبل
للتبرك القبور ريارة انكار ومن ، الثه تعالى بغير التوسل (نكار اليه من ذهب الا فيما
،ولم يختلف الموقف هذا القرن ذلك فى وقف الشوكانى حين لهذا أثره فى وكان
ابن تيمية على ،مع أنه قد مضى القرن السابع الهجرى ابن تيمية فى حال فيه حاله عن
المجدد يذهب كفلته ،وتجعل من النائم فى هذا القرن أمور توقظ ،وجدت ستة قرون نحو
هذا القزن ،كما تنئه لها من فى الأمور التى جدت يوافق هذه التجديد مذهبَا آخر فى
أمثال ،من فيه مدرسته غالت كما أمر ابن يمية فى بغال تاثر بها ،ولم فيه من المجددين
المدرسة الحديثة فى رجال من ،وغيرهما الهندى خان الدين الأفغانى ،وأحمد جمال
،ولا أمره فى لا تغالى ،ولكنها ابن تيمية أيضا ثأن من ترفع مدرسة ،وهى الاصلاح
،ولا نظرته من أوصع نظرة الإصلاح فى لأنها تنظر آرائه ، عند وتقف إمائأ تقلده تتخذه
لم تحققه المرن الذى التجديد مرنا يحقق فيه مذهبا تذهب ،بل تزمته مثل الدين فى تتزمت
مدرسته.
***
358
محمد على باشا
،ولم م 9176 'AYا ا هـ- سنة بلاد مقدونية من بقَوَلَه باشا على وُلد محمد
إلى تركها ثم ، بها التحق الجندية سن ولما بلغ أمتا ، نشأ ؟ بل صغره فى شيئا يتعلم
التى الحملة فى ) اشترك م 018 1 = هـ 1216 ( سنة كانت فلما ، بالتجارة الاشتغال
قاثذا على صار حتى منها ،فاركلفع شأنه بعد إخراجهم الفرنسيين لإخراج الى مصر ذهبت
الفساد من عليه ما كانت إلى ق!د عادت مصر وكانت الألبانيين ، من أربعة آلاف
علي! باشا على محمد الدولة العثمانية التركية ،فعمل إلى حكم بعد رجوعها والاضطراب
ميله إلى لهم ويظهر ، أهلها إلى يتقرب وأخذ ، والاضطراب الفساد هذا من أن ينقذها
، فعزلوه الدولة والى على وثاروا ، وأعيانها به علماؤها تعلق حتى ، والانصاف العدل
الإنجليز فسعى ، إستانبول فى السلطان بهذا الى وكتبوا ، بدله باشا على محمد واختاروا
مصر أهل ،ولكن ماَربهم فى مصر على ،لأنهم رأوا فيه خطرأ إجابة طلبهم عنده فى عدم
عليهم. واليَا إلا أن يقره السلطان يجد ،فلم باشا على بمحمد تمسكهم على أصروا
عقله كان أكبر من ،ولكن لا يزال أميأ لا يقرأ ولا يكتب وهو مصر فتولى حكم
بينه يحول غرورا ويو!د ، ينفع ولا يضر علمًا جامذا لأنه كان ؟ عصره فى علمائنا علم
المسلمين الى الإصلاح باشا حاجة على محمد ،ولهذا أدرك الاصلاح صوبين الرغبة فى
أنهم ،مع علماءصالأزهر يدركها ،ولم حربهم فى آثاره بين الفرنسيين أن شاهد بعد الحديث
الوالى الأمى. هذا شاهده مما الآثار كثر هذه من شاهدوا
مصر، على أن يستولى صغير باشا ان نابليون أمكنه بجيش على محمد فلما رأى
ن أ ،عزم.على حديثا تنظيما منظما كان جيشه لأن ، عليها استيلاثه بعد الشام يغزو وأن
جيشئا حديثا يدافع عنها، ،ليمكنها أن تنشىء مصر فى الحديث الاصلاح ينشر وساثل
بقايا ،وكان بين أهلها الفساد أسباب على القضاء أولأ على اوربا فيها ،فعمل مطامع ويرذ
هذا الفساد ،فاحتال أسباب قبل الدولة العثمانية التركية هم مصر الذين حكموا المماليك
الكيد له عند ،وكانوا قد عملوا على منهم البلاد ،وأراح عليهم قض حتى رعمائهم على
عاد السلطان ولكن ، وَال بدله وأراد تعيين ، عليه غضب الإنجليز حتى بمساعدة السلطان
ذلك فى الخصومة كان بين إنجلترا وفرنسا من لما فرنسا ، بمساعدة سفير هذا عن فعدل
العهد.
-الإقطاع - الالتزام ،فأبطك نظام الحديث الإصلاح بعد هذا فيما أراده من ثم شرع
935
مفتثمين ليقوموا بزراعتها ولا يهملوا يخها، عليهم ،وعين الفلاحين على الأرض ووزع
لأنه كان قام به ، رراعى القناطر الخيرية أه م عم ل 2 ،وكانت الترع والجسور كثيزا من وأنشأ
زيادة عظيمة. مصر ،وزيادة ثروة البحرى الوجه فى الحديث الرى قيام نظام سببا فى
بيدة عن حربية بالصعيد ، -لتكون مدرسة فأنشمأ ، حديث فى إنشاء جيش ثم شرع
القضاء إليه بعد ضمهم الذين المماليك شبان من لها عدذا ،واختاروا القديم الجيش مرأى
يعلمونهم وكانوا ، واليونان والألبان والأرمن والكرد أبناء الترك ومن ، زعمائهم على
وبناء السفن ، الحربية الفنون لدراسة الطوائف هذه أوربا من إلى بعثات أرسل ثم
وطلاب أبناء الريف من تلاميذها واختار ، العينى بالقصر طبية مدرسة أنشأ ثم
،المتبع النظام الحديث الى الطلب ،فنقل وغيرها فرنسا من لها أساتذة ،وأحضر الأرهر
العربية البلاد ،ونجعل انحاء والثانوية فى الابتدائية المدارس أنشأ كثيرأ من .ثم أوربا فى
نث!ر له أثره فى ،وكان الحديث النظام الأوربى التعليم فيها الى التعليم يخها ،فانتقل لغة
فتناولها ، والقديمة الحديثة الكتب من كثير بنشر فقامت ، ببولاق مطبعة أنشأ ثم
البلاد ، المطابع فى فانثرت القديمة ، الخطية الكتب ،واَثروها على النا.س وأقبلوا عليها
المنتظمة ،ويعرفوا مواعيدها فى مصر ،ليقرأها JAI الوقائع المصرية أنشأ جريدة ثم
معرفتها، عن لهم لا غنى التى الدولية السياسة ويدركوا ؟ والخارجية الداخلية الأخبار
فيه ،حين بها في!ا كانوا يقعون الجهل يوقعهم الحياة ،ولا معترك فى هداها على ليسيروا
أفريقية رغيرها. القبائل المتوحشة فى وسط العالم ،كما تبيش فى عزلة عن كانوا يعيشون
فى ،وللمسلمبن باشا لمصر خاصة على محمد أداه الذى الإصلاح وهذا هو مجمل
الدينى ولا الاصلاح من فيه شىء ،ليس صرف مدنى إصلاح ،وهو عامة سائر الأقطار
الأول ،لأنه الإصلاح من قيامه بثىء فى عدم معذور ،وهو السياسى الاصلاح من شىء
من القيام بشىء عدم فى ،فالذنب الأرهر علماء ما يعرفه الدين من أمي! لا يعرف رجلا كان
كيرهم. باشا واقع عليهم لا على على محمد الدينى فى عهد الإصلاح
ن أ باشا ،لأنه كان عل! على محمد (هماله على الثانى فيقع ذنب وأما الإصلاح
المدنى ،لتنهض الاصلاح أوربا التى قلدها فى مثال الحكم فى شوريا على حكمه يجعل
به، اتى المدنى الذى الإصلاح قيمة ،فتعرت كفلتها بسببه من ،وتفيق كبوتها الأمة به من
036
حين ،وذهب ما بقى ،فبقى وحده بشخصه متعلقا لأنه كان ، وفاته ولا تتركه ينهار بعد
صا العذر ،لأنه كان مقدا الى حد من باشا فى هذا شىء لمحمد على .وقد يكون ذهب
مذهبا يخالفه، حكمه فى فى (مكانه أن يذهب الدولة العثمانية التركية ،فلم يكن بحكم
،مما كان وكيرها اللغوية والجنية الفوارق من المصرى الشعب بينه وبق ما كان الى وهذا 3
الذى هو ، وحده يكون iiن ، المدنى وحده هذا أن يقوم ب!صلاحه عليه كل فقضى
بعد انهار أن يلبث لم بل ؟ يتابعه فيه من يجد لم مات اليه ،فلما الحاجة مقدار يدرك
وفى الاصلاح ذلك نقص باشا كان لها أثر كبير فى على أن أمية محمد ولا شك
،وجمرف شاملا به اصلاحا لأتى عصره مثقفا ثقافة تناسب أنه كان ،ولو موته بعد انهياره
أفراده وطوائفه جميع يجعل ،وكيف أفراده وطوائفه بجميع يرئى شعبه تربية تنهض كيف
من يمكنوا أحذا ولا ، موته بعد ، عليه حراسا ليكونوا ، الإصلاح هذا بفواثد يشعرون
المدنى ؟ لأن أميته دينى مع الإصلاح ب!صلاح القيام أميته عن بتأثير أو، ولكنه عجز
القيام به ؟ لأنه لا يمكنه على الأزهر علماء حمل من ،ولا الاصلاح هذا فهم لم تمكنه من
له فى الأمة مشاركة بجعل دستورى (نشاء حكم بتأثير أميته عن ثانيا ثم عجز
من برفع الذى بفاندة هذا!الحكم ،ونشعر وكرامة عزة للحكام الخنوع من ،لننبدل الحكم
قام به، الذى الاصلاح بفواثد ،وتؤمن موته وبعد صاحبه حياة له فى ،فتخلص أمرها
والمعامل المدارس من ما أنشأه أبناؤها الى ،ويتسابق اليه سوقا أن يسرقها اليه قبل فتسعى
،.لأنها كانت الحكم غيرهُ فى أن لثاركه أمًيته أبتْ عليه ،ولكن اليه كرها أن يأخذهم قبل
بالحكم، وحده بأن يستأثر الا أن يداريهما يجد ،فلم والنقص بالعجز شعورا نفسه فى تترك
فيها ،وكان رعيته من لأحد عجزها أمته ،ولا يظهر مع التى اكتسبها العظمة تلك ليُرضى
الأرهريين الثقافة القديمة من من كان لهم حظ الحديثة ،الى من بالثقافة كثير ممن تثقف
وغيرهم.
،لأنه كان من الذى اختاره لحكمه الشعب ذلك توحيد أميته عن ثالثا بتأثير ثم عجز
فى نف!ط عنصره على أميته أن يتغلب بتأثير ،فلم يمكنه هذا الثمعب كير عنصر تركى عنصر
ين معتزً التركى هذا العنصر اليهم من ومن وحاشيته هو فيه ،بل مكث يندمج وحاشيته
اتصل ،وتبعهم فى هذا من وطوائفه من أفراد هذا الشعب كيرهم ،متعالين على بعنصرهم
361
ألبان الى غير ذلك ى ال إلى يونان ارمن إلى جركس من الغريبة الأخرى الطواثف بهم من
منها ولاة فكان ، الإدارة والجيش فى العالية بالوظائف كلها استأثرت ،فقد الطوائف من
ما بين فلاحين أبناء الشعب ،وكان الجيش فى الكبار والصغار ،والضباط مصر اقاليم فى
بالقوة للخدمة يؤخذون الجش فى ،وعساكر الأرض فى الضئيل بزراعة نصيبهم يقومون
من الفلاحون الغريبة ،يخدمهم الطوائف تلك لأبناء ملكا الأرض فيه ،وقد بقى معظم
أواخر هذا القرن أنه مهضوم فى الشعب ،إلى أن أدرك فيها بلقمة العيش أبناء الشعب
،ويطلب الغريبة عنه الطوائف بأبناء تلك المساواة يطلب ،فثار عليه الحكم هذا فى الحق
،وكان هذا فى لينوبوا عنه فى رعاية مصالحه من يختارهم فيه إلى رأى شوريا يرجع حكما
إلى الغريبة أن يجيبوا الثمعب الطوائف وأبناء تلك ،فأبى هو توفيق باشا كما سبق عهد
ن أ يعلموا ،ولم حكمهم ليحموا مصر احتلال ،وآثروا أن يمكنوا الإنكليز من بهم المساواة
وغيره هو ،واندمج مصر ا! إليه حكم حين عنصره باشا نسى على ولو أن محمد
،فابتلت بنا جميعا الكارثة التى حلت هذه كانت لما ، الشعب فى الطواثف تلك من
إلى الإصلاح فى الشعب جهود عليه ،وصرفت أن يقضى يحاول أجنبى بحكم الشعب
بلوى من كثر الأجنبى بهذا الحكم مَن احتمى بلوى منه ،وكانت التخلص محاولة
غضب ،فاشتد شاء كيف يده يوجهه فى ألعوبة ،وجعله أيضا الحكم ؟ لأنه سلبه الشعب
،وقد الحكم سلبوه من دارضاء بين ارضائه شديد حرج يقع فى عليه ،وجعله الشعب
اليه منه، كان أقرب الذى الثصعب بالأجنبى على احتمى إساءته حين أدركه الندم على
مغا عليه. هذا غضبهما مذبذبا لين الفريقين ،وكان جزاؤه على فعاش
حرب وقوع المسلمين من الذى يعود على إدراك الضرر أميته عن بتأثير رابغا ثم عجز
مكانه رجل المسلمين فيه ،ولو كان ضعف رادا فى هذا القرن ،فقام بحربين بينهم فى
اتسعت الذين الوهابِن مع حروبه أولهما ،وكان الحربين هذين ،فى وقع لما (دراكأ منه أوسع
بن سعود فى عهد تم لها هذا القرن ،حتى فى بين بلاد العرب الإصلاحية دعوتهم
والمدينة مكة م ) الاشيلاء على 1813 - 3018 هـ= 9122 - العزيز ( 1218 عبد
له ،فدانت دمشق إلى ضواحى وصل حتى شمالأ زحفه وسائر بلاد الحجاز ،وقد واصل
فى وربيد ، عُمان فى الخيمة رأس الى جنوبا فتوحاته امتدت ،كما والعراق بادية الشام
موسم فى الى مكة الوصول من الشامى والمحمل اليمن ،وتبع هذا منع المحمل المصرى
الدولة وسائر والثام مصر أهل فانقطع ، الوهابيين الدينية عند البدع من هذا لأن ، الحج
بلاد فى الوهابيين حكم على الدولة أن تقض هذه ،ورأت الحج العثمانية التركية عن
362
هـ= سنة 1226 ،فقام بهذه الحرب باشا أن يقوم بحربهم على محمد ،فأمرت العرب
وقد ، نم ا A I r هـ= 122 A سنة والطائف والمدينة مكة يترد أن وأمكنه ، م A (I ا
م . هـ = 1818 انتهت دولة ا! ص!عود الأولى سنة 1234 حتى هذه الحرب استمرت
الوهابيين دعوة فى قام بهذه الحرب باشا لم ينظر حين على أن محمد ولا شك
لآثر حقيقتها على أدركها iii ،ولو حقيقتها دينية لا يدرك دعوة ،لأنها كانت الاصلاحية
الأمر فيها على أن يقتصر الدين يجب مور أ ،لأن غير الحرب أخرى أن يتبع معها خطة
إلى حاجة أشد فى هذا القرن الذى كان المسلمون فيه محتاجين الإقناع والاقتناع ،ولا شما
تابغا لها، العثمانية التركية التى كان الدولة التى أقامها على الثانية فهى وأفا الحرب
الظروت يراع ،ولم بدلها له تقوم دولة ،داقامة لاسقاطها وضعفها قوته فرصة اتهز فقد
الأوربية عليها. الدول الدولة مِن تحالف هذه تقاسيها التى كانت
القائمين بالحكم فيها ،ولكنه كان حالا من باشا كان أحسن على أن محمد ولا شك
تلك يكونوا جميعا يدا واحدة على ،حتى أحسن فى تقويتها بالتى هى عليه أن يسعى يجب
من فيها ما بذل التى بذل الحرب تلك ،لأن هذا كان خيرا من بهم الدول التى تتربص
بعدها إلا أن إلى (ستانبول ،ثم لم يكن تصل جيوشه كادت ،حتى والأموال النفوس
لأنها كانت ؟ الدولة هذه فى أطماعه من تمكنه فلم ، عليه الأوربية الدول تلك تألبت
ليوفر ، الحرب بهذه يقوم أن قبل الحقيقة هذه يدرك أن عليه وكان ، قبله لنفسها تريدها
لها التى كان الدولة يزيد ،ولا فائدة غير من والأموال النفوص فيها من ما بذل نفه على
القرن بتلك هذا أول فى بين المسلمين شخصية أعظم أن تكون الله أراد وهكذا
مفعولا. الثه أمزا كان ،وليقضى انهار بعدها الذى الناقص الإصلاح الأمية ،لتقوم بذلك
***
363
أحمد خان
م ،ونشأ فى هـ- ،ولدَ سنة مُتقى خان بن محمد خان أحمد هو
من هرات ،ثم نزحت العرب الى هرات بلاد من عربى نزحت بين أسرة من أصل الهند
آثروا ،لأنهم الهنديين المسلمين من ثقافته دينية كثقافة غيره ،وكانت الهند قاعدة دهلى الى
تخريج منها يريدون وكانوا ، بالهند الإنكليز أنشأها التى المدنية المدارس عن يبتعدوا أن
فى لتساعدهم العلوم الحديثة ، ببعض وتلم الإنكليزية ، الموظفين تعرف من طائفة
فأبوا أن ، الانكليز البلاد قبل حكام المسلمون وكان ، بالهند الاستعمارية مقاصدهم
مدارسهم التعلم فى على ،وآثروا أن يقتصروا المقاصد هذه الإنكليز فى يستخدمهم
ظهور ،وفى وفقرهم ،وقد زاد هذا فى تأخرهم هذه الوظائف الدينية ،وأن يبتعدوا عن
يأبوا ،ولم التى أنث!أها الانكليز بالمدارس لم يأبوا الالتحاق ،لأنهم عليهم الهندوص طائفة
بتلك بالانكليز والتحق ،فاتصل ذلك سنة قومه فى خان السيد أحمد وقد خالف
فى يترقى ثم سأخذ ، دهلى محكمة فى الجنايات بقسم أمينا للصجلات فعين ، الوظائف
هـ= الإنكليز-سنة 1274 الحكومية ،الى أن قام الهنود بثورتهنم على الوظائف غيرها من
،وقد أنها ستفشل لأنه رأى بقلبه ، معهم كان الثورة دان هذه فى يثاركهم ،فلم م 1857
يثور فيمن تؤثر الحوادث ،لأن نفسه فى لهذا أثر عظيم ،وكان الفشل ما تبأه لها من صغ
الى التى تؤدى الوسائل الصحيحة هذا يفكر فى غيره ،وجعله تؤثر فى مما نفسه كثر فى
منه. فى إخراجهم الهند ؟ لأن وسيلة القوة فثلت الانكليز من إخراج
أن لأفغانستان ورعمت ْ، الثورة الهندية هذه الجراثد الإنجليزية قد شوهت وكانت
المزاعم، فيها هذه الهندية أبطل باللغة الأوردئة رسالة خان أحمد يدا فيها ،فوضع وروسيا
ما يرونه ،الى الهند فى الإنكليز من المظالم التى تقع بسبب قامت شعبية أنها ثورة وأثبت
فى الطعن فيما يأتونه من المسيحيين المشرين ،ومساعدنهم فى تغيير عقاثدهم سعيهم من
هذه العقائد.
على جمودهم الى ترجع فوجدها المسلمين بالهند ، تأخر أسباب فى نظر ثم
فى لهبم عنها لا غنى التى الحديثة العلوم ومجافاتهم ، التعليم القديمة فى الأساليب
علماؤهم بلادهم حرم بلد من فى المسيحيون مدرسه المشرون ،فكانوا اذا ألأ نهوضهم
rif
الحكومة، النى تنئشها المدارس مع يفعلون ،وكذلك بها أن يُلحقوا أبناءهم المسلمين على
بهم، حديثة تثقفهم وتنهض هذا الموقف الجامد ،ولا ينشئون مدارس على ثم يقتصرون
،وأن ينث!ر العلوم الحديثة بين هدوء أن يعالج هذا الجمود فى خان فأراد أحمد
،فأنشأ أولا بها جمعية عليكره بمدينة قاضئا الوقت هذا فى ،وكان ضجة غير من المسلمين
التاريخ والاقتصاد الآراء الحديثة فى بنشر ،فقامت م ا هـ= سنة أدبية علمية
أثار هذا وقد ، اللغة الأردية الحديثة إلى الانكليزية الكتب كثيرَا من ،وترجمت والعلوم
سبيله الى أن أمكنه فى ،ومضى علماء الدين ،فلم يعبأ بهم الجامدين من عليه بعض
إنجلترا ، ملكة باسم كلية يخكتوريا ،وسماها بور غارى مدينة (نشاء كلية للتعليم العالى فى
هذه الكلية ،فلم يهمه أن يسمى مسالمة الإنكليز مع فى الإصلاح لأنه كان يريد أن يمض
باسم ملكتهم.
م ،فسافر 9186 هـ= فى بعثة علمية إلى (نجلترا سنة 1286 محمود ابنه ثم سافر
فمكث ، فيها فينشرها الهند إلى ويعود ، والتعليم التربية فى الانكليز طرق ليدرس معه
حملة أهله وجمودهم جهل على ،ثم عاد إلى الهند فحمل هذه الطرق بينهم مدة يدرس
الأمم نهضت بها كما لينهضوا ، الحديثة العلوم دراسة إلى المسلمين يدعو وأخذ ، قوية
أراد ،وقد كلية عليكرة سماها (نجلترا كليات تضاهى إنث!اء كية من أن تمكن ،الى الأوربية
ولا تعصب غير من والإسلامية الثقافة الأوربية المسلمين :تعليم أغراض ئلاثة منها
عقولهم بتربية والعناية ، للطلاب والخُلقية الاجتماعية بالحالة والاهتمام ، جمود
تكوين فى نجحت ،وقد التعليم قبل التربية الكلية هذه من الغرض كان ،وبهذا وأبدانهم
بمسلمى النهوض على ،ويحمل الاسلامية والأوربية الثقافة بين الهند يجمع في جديد جيل
الهند الاجتماعية فيها مشاكل ليدرس - الأخلاق -تهذيب سماها ثم أنشأ مجلة
للعصر مناسبَا تفسيرَا يفسره ،فأخذ القرآن منها لتفسير قسما ،وخَصنَ والدينية وابسئاسية
ن أ يرى ،وكان الألفاظ قيود على اعتماده القرآن أكثر من روح فيه على ،ويعتمد الحديث
.عَلَى الأمينُ به انروحُ نَزَلَ ! : بقوله تعالى هذا فى ،ويأخذ لا بلفظه بمعناه القرآن نزل
العلماءَ ،ولكن لبَعض -الإتقان ( -ن هذا قول فى كتاب ! ( )1وقد ذكر السيوطى قَلْبِكَ
فنجا ان يطعنه بخنجر بعضهم حاول العلماء والعامة ،حتى بعض خان احمد هذا أثار على
منه بأعجوبة.
365
بينها ،لا يفرق أن تكلون الهند كلها أمة واحدة الياسة فى يرى خان أحمد وكان
أحوالهم، فى لينظروا ، سنة كل المسلمين من عائا مؤتمرًا يعقد وكان ، لغة ولا دين
بعد موته يسير فى المؤتمر هذا بقى ،وقد (صلاحها ى إل التى تؤدى الوسائل ويبحثوا فى
فى جمودهم الهند ،وبقى أغلبهم على أهل فى بعض دعوته الإصلاحية وقد أثمرت
علماء من الجامدين ،ويتركون مساعدتها عن الانكليز كانوا يُعرضون ،لأن ودنياهم دينهم
واستعمارهم، ،راضخًا لحكمهم مناهضتهم الهند عاجزا عن ،ليقى الدين يناهضونها
من خرج ،وأنه كان أول من الحديث بها فى الهند أول بذرة فى الإصلاح ويكفيه أنه وضع
ع!**
366
مدحت باشا
سنة Yarnا هـ- وُلدَ باستانبول ، أشرت باشا بن الحافظ محمد هو أحمد مدحت
، الولايات بعض فى الشرعى القضاء تولى ،وقد الدين علماء أبوه من ،وكان م 1822
العربية فيه" اللغة فتعلم ، الفاتح بجامع ألحقه ثم ، العاشرة فى وهو القرآن فحقظة
الطريقة على والفلسفية الدينية والعربية العلوم ودرس ، التركية لقه إلى والفارسية
،فتعلم لعصره مناستها ثقافته وعدم بنقص ،فشعر الحكومة بوظائف التحق القديمة ،ثم
،ويعرف والاجتماعية السياسية أنظمتها أوربا ليدرَس فى ،ثبم أراد السياحة اللغة الفرنسية
مدنها وانجلترا ،وزار وفرنسا وبلجيكا النمسا فى ،فساح عظمتها الى التى أذَت الأسباب
بلاده ما لم فى النقص وجوه من وأدرك ، بين الثقافة القديمة والحديثة جمع وبهذا
فيها الأمن، نشر ولايةَ إذا تولى ،فكان ما يمكنه بكل اصلاحها على ،وعمل غيره يدركه
مما ينهض هذا الى وما ، المستشفيات وبنى ، الزراعة وأصلح ، الحديثة المدارس وأنشا
فى لا يفرق ،لأنه كان وأجناسهم أديانهم اختلات على للدولة يُخلصون ،ويجعلهم بأهله
لإصلاحها الدولة لا يكفى ولايات ولاية من فى وحده أن قيامه بهذا ولكنه رأى
دستوريأ حكما ،وجعله الدولة فى الحكم طريقة إصلاح أنه لا بُذ من رأى ،وحيمئذ كلها
له سلطة ،ويكون الأمة أعضاءه تختار بجانبه مجلس يقوم ،بل وحده لا ينفرد به السلطان
فى سياحته فى ما شاهده نحو ،على فقط التنفيذ سلطة للحكومة ،ويكون وحده الثريع
الثئبان ،وأخذوا من كثير حوله التص حتى ، الأمة بين الدعوة بهذه فقام ينادى ، أوربا
السلطان عبد العزيز ،فرأى أن هذه الطريقة فى الحكم تحذُ من هذا فى عهد وكان
، إلى أسوأ سىء تستقل من حالة الدولة كانت ،ولكن أنصارها ،فقاومها واضطهد سلطته
مدحت أحمد الداخلية والخارجية إلى دعوة الحوادث العزيز بضغط عبد السلطان فاضطر
بها، فى الدولة لينهض شامل مدنى وررائه ،فقبل دعوته وقام ب!صلاح باشا ليكون رئيس
الدول الأجنبية فيها بحجة ،ويمنع تدخل اديانهم وأجناسهم اختلات على أبنائها بين وشؤى
المسيدِ!. انصاف
باشا ،لأنه حذ مدحت بسياسة أحمد أن ضاق الملطان عبد العزيز لم يلبث ولكن
riv
؟ تم يوما وسبعين خمسة الورارة بعد من ،فعزله شهواته ينفقها فى الأموالط التى كان من
،حتى باشا وأنصاره مدحت العزيز وأحمد عبد بعد هذا بين السلطان الحوادث تتابعت
،ثم توليته السلطان مراد الخاسى العزيز وتولية السلطان عبد بعزل السلطان انتهت
. القرن هذا فى الكلام من فِى موضعه ما سبق نحو الثانى ،على الحميد عبد
بتنفيذ الحكم ليقوم ، لوزرائه رئيسا باشا مدحت أحمد الحميد عبد السلطان فعين
،دانما أراد أن كما شق ذلك فى مخلصا لم يكن يطلبه ،ولكه الذى كان الدستورى
سيقوم الذى الدستورى الحكم باشا ،ومن مدحت أحمد من للتخلص الفرص يتحين
. بتنفيذه
ما مراعاة ،مع النظام الأوربى عن نظام .هذا الحكم باشا أن يأخذ مدحت فأراد أحمد
فى يوجد ولا ، بالتدريج الاصلاح ليسير ، أوربا وبلاد بين بلاد الدولة فروق من يوجد
على ما يقضى فى هذا الإصلاح ترى كانت دولة روشا العقبات ،ولكن من طريقه شىء
بلغاريا والصرب فى سئما ولا ، كثيرة داخلية فيها ثررات ،فأثارت الدولة فى مطامعها
للسلطان الفرصة هذا أتاح وقد ، المسيحية فيها العناصر البلاد التى تكثر من وغيرهما
قد بلاد الدولة ،ولم يكن باشا ونفيه من مدحت أمره بعزل أحمد عبد الحميد ،فأصدر
،فقذَم له الإصلاح أعداء البلاد من فى نث!ر جواسيسه قد الحميد عبد السلطان وكان
المقاهى :إن أحمد أحد فى لصاحبه يقول ضابطا فيه أنه سمع رعم تقريرًا حاشيته بعض
،فتذرع السلطان عبد الحميد بهذا وأمثاله الى عزل جمهورية رئيس باشا سيكون مدحت
حضره جاءه الكتاب بعزله :إن بلادى التعسة كمريض باشا ،وقد قال حين مدحت أحمد
عل! حياته. فسقاه سم! قضى له وعالجوه حتى يبل من مرضه فاندس عدو الأطباء نطس
إلى لأمر السلطان عبد الحميد ،فذهب باشا الا أن يذعن مدحت أحمد ولم يجد
كان بل ، النفى ذلك ما نال من على ينسها لم ولكنه ، بلاده فيها بعيدا عن أوربا يعيش
عليها يؤلب فيه ،وقد حاربتها روسيا فجعل حل موضع يهمه أمرها ،ويدافع عنها فى كل
الدولة. هذه إذا انهزمت الضرر من عليها أوربا ،ويبين لها ما يعود دول
له ان يقيم مع اسرته فى عنه ،فسمح السلطان عبد الحيد وكان هذا سببا فى رضا
ما فيهما على ،فسار أرمير ،ثم عينه واليا على سوريا إلى أن عينه واليا على ْ، كريد جزيرة
ما يعود بالمصلحة فى كل فى الولاية ،وشعى بالشورى ،يحكم قبل كان يسير غليه من
ملذاته فى ينفقه ولا ، النافعة الوجوه فى الأموال من ما يجبيه وينفق ، أهلها على
وشهواته.
368
يوغرون ،فأخذوا الدولة وخارجها داخل فى أعداء الإصلاح هذا أغضب ولكن
عزل على عزله كما عمل على بأنه سيعمل عبد الحميد عليه ،ويوهمونه السلطان صدر
قتل المرة بتهمة هذه يأخذه أن وأراد ، فيه لوشايتهم سمع حتى ، العزيز عبد السلطان
أن ال!لطان ،والمعروف سنين هذا خص! على عبد العزيز ،مع أنه مضى السلطان
عليه صوربتم حكم فيها محاكمة باشا إلى إستانبول ،وحوكم مدحت أحمد فدعى
إلى أن أرادوا ،فاقام فيها سجينا الطائف نجفيه إلى الحكم بالقتل ،ثم خفف فيها
سنة فىْ سجنه ،فخنقوه ويقيم ثورة أو يدبر مؤامرة السجن ،لئلا يفر من منه التخلص
فيما يدعو ،فكان المدنى إلا بالإصلاح باشا لم يهتم مدحت أن أحمد يظهر وبهذا
فى بأنه جعل يمتاز عليهما ،ولكنه خان باشا منه بأحمد على بمحمد أشبه الإصلاح إليه من
كما الإصلاح بهذا باشا على محمد يقم ؟ ولم الحكم طريقة إليه إصلاح ما يدعو مقدمة
الهند يطلبون كانوا فى به لأنهم خان أحمد يقم ،ولم القرن هذا فى عليه الكلام فى سبق
أو غيره بطلب خان المقبول فيه ان يقوم أحمد من ؟ فلم يكن الإنكليز حكم من التخلص
الأجنبى. حكم ببقاء الوطنية الرضا !ن الرضا ببقائه ؟ وليس ؟ لأن هذا يصمن إصلاحه
***
936
) الاصلام فى المجددون ( - 24
نى فغا لأ ا جما ا!لد
من أباد الأفغانى ،وُلد بأسعد الحسَيْنى الدين بن السيد صفتر جمال هو السيد محمد
فى م ،وانتقل والده إلَى كابل وهو هـ = 1838 1254 سنة كابل قاعدة أفغانستان أعمال
العربية أساتذتها علوم على القديمة ،وأخذ مدارسها ببعض ،فالتحق عمره الثامنة من
هذه دراسة أتتمَ ولما ، أنواعها اختلاف على الدينية والفلسفية والعلوم والإنشاء والتاريخ
،وتحلم الحديثة العلوم من فيها بعضا ،فدرس الهد إلى القديمة رحل الطريقة على العلوم
ويدرس ، الحبئ فريضة ليؤدى ، العرب بلاد فى طويلة بسياحة يقوم أراد أن ثم
ن أ يريد الإنكليز لها ،وكان استعمار بالهند من ما حَل أن رأى فيها ،بعد المسلمين أحوال
إلى وينبههم ، غفلتهَم من المسلمين ليوقظ ، الإسلامية الجامعة فكرة إلى الحج فى يدعو
من م ،فأخذ ينشر هذه الفكرة بين الحجاج 1857 هـ= 1V "12 مكة سنة وقد وصل
من أعضاؤها وكان أم القُرَى ، جمعية سَمَّاها فيها جمعية أنشأ حتى ، الأقطار ختلف
. أم القرى مجلة سماها ،ثم أنشأ لها مجلة الإسلامية الأقطار جميع
بالأمير بعده ،ثنم اتصل خان محمد بأميرها دوست ،واتصل أفغانستان إلى عاد ثم
د ر على تقوى حتى ، ببلاد أفغانستان لينهض ، وزرائه رثيس فجعله ، أعظم محمد
،حتى أفغانستان إثارة الفتن فى الإنكليز على ،فعمل الإنكليز وغيرهم فيها من الطامعين
037
الدين جمال فأخذ ، عنه أمير اَخر يرضون وتولية ، أعظم الأمير محمد عزل تمكنوا من
الذين يتآمرون عليه، المستبدين والأمراء الإنكليز الأفغانى على إثارة الشعب على يعمل
نفوذ الإنكليز فى بلادهم. والحرية ،ليقضوا على الوطن فيهم حب ويبثُ
الأوربمِن الطامعين من الانكليز وغيرهم ثم أراد أن يجعلها ثورة إسلامية عامة على
،وثقافة قوى ،وقلب لسانْفصيح من الثورة بما منحه الله أعذَه لهذه ،وكأن المسلمين فى
والاجتماعى والعلمى والسياسى الدينى الإصلاح إلى يدعو الهند وأخذ إلى ،فرحل واسعة
وسكناته، حركاته كل فى بجواسيسهم به ،وأحاطوه الإنكليز ضاق بين أهلها ،حتى
م . 0187 سنة '11 1nهـ- من الهند إلى مصر أن يرحل ْواضطروه
القاهرة فأقام يها أربعين يومَا ،كان يتردد فى هذه السنة قصذ إلى مصر فلما وصل
أشهر عبده من محمد الشيخ ،وكان أساتذته وطلابه ببعض الأزهر ،ويتصل فيها على
يأخذه كان الذى العلم الأزهرى على ما يمتاز به علمه أدرك به ،وقد اتصلوا الذين الطلاب
شيوخه. على
عبد السل!ن فى القاهرة إلى إستانبول بدعوة من التى قضاها المدة بعد هذه ثم رحل
تنهض! فيه ب!صلاحات فقام ، المعارف مجلس فى عضوا بتيينه إليه وأمر نجقرئه ، العزيز
الدين، رجال من الجامدين عليه أثار هذا وقد ، غفلتهم من وتنئه المسلمين ، بالدولة
!بهثلها، ثورتهم ،فقابل وشدة حدة طبعه فى ،وكان عقيدته فى ويطعنون فقاموا يناهضونه
عميدته بالباطل ،وأصرَّ فى لأنه طعن أفندى فهمى الإسلام حسن شيخ محاكمة وطلب
بينه الفتنة والترفق --،حتى اشتدت بالهدوء لمن نصحوه هذه المحاكمة ،ولم يسمع طلب على
إلا بأمره إلى!تهدئتها . أنه لا سبيل الحكومة ورأت ، الدين علماء من الثائرين عليه وبين
- . .ا- م-إر+.-+ 18 الإ لأ هـ- 288 سنة مصر عنها إلى ،فرحل إستانبول عن بالرحيل
،ومكَنا له مصرء وصلدإلى باشلاحين رعاض ووزنره إسماعيل به الخديوى فاحتفل
رأسهم ،وعلى الدعوة هذه أنصار -به ككير!يمن +،بفاضل الإصلاح إلى القيام بدعوتهْ من
الدين هـاسفأخذ !مال -ص مصر فى نيأ قدق أنجذ !داد ا!ط عبدمه ْ،وكمال!دضؤ محمد الشيخ
تلاميذ" ثوجمكلا ببث-ش ،- الهند ة جمط"وقعت كئ أ!ي!م لخلا!صز مغاؤمته.-كأ على يعمل
إلئ الا!ثحبدي!ئ-الذِي أدى ،سالجكم "،ص اويوليفم :4إ :الو!ماعلىطزله وأصدماله /حمب
جمان منِعإجمرانم جما "هـهِنا ،ولا يهمه ! بلادهم نما!وفى الإ!الم!-على ضْغمْهغ سْلم*-و"طغ!إ
-يرلى-ءي!بنئ !لطاصيوبر !.ولم ا!لصدل! 4 العامة ملى انل!ة !كر لهيل!ن!*لهفخ ْإشفاع!يك-لأشت!له
2لا33
فى النهاية الغلبة كانت نفوذه ،ولكن على بعد أن طغى نفوذ الأجانب من ليمكنه التخقُص
باشا وتولية إسماعيل عزل على حملوه عند السلطان حتى ،لأنهم سعوا لهؤلاء الأجانب
،فنفى منها سنة مصر الدين من أمره بنفى جمال توفيق باشا أن أصدر فلم يلبث
فيها ،ويترك الإصلاح إلى فيها الدعوة أن يث!ت من أن تمكن ،بعد م 9187 هـ= 6912
فيه قال وقد ، عبده محمد الثسيخ مناصرتها فى أقواهم وكان ، بها بعده يقومون رجالا
الديار المصرية وما أئفت من ! :اننى خرجت مصر من خرج حين لمودِّعيه الدين جمال
به لمصر عبده ،وكفى محمد ،وهو الكتب جميع يغنى عن أثرًا لكم تركت كتابا ،ولكنى
،وآثر فيها الاشتغال سنين ،فاقام بها ثلاث الهند إلى مصر من الدين جمال ورحل
وهو - الدهربين الرد على - المدة كتاب هذه فى ،وألف بالسياسة الاشتغال ،وترك بالعلم
للدين، الحديثة التى توجه الدينية ؟ لأنه عُنى فيه برد المطاعن الكتب تأليف فى نمطٌ حديث
الثمبه بالرد على العناية الدينية القديمة ،من الكتب لا تتجاوزه كانت الذى النطاق وتَجاوز
الثبه من اكثر العناية بأمرها تجب التى الحديثة الشبه هـاهمال ، أمرها انتهى القديمة التى
القديمة.
،وأن باشا توفيق على مصر قام بثورة فى عُرابى باشا أن أحمد الدين بلغ جمال ثم
مصر عن ،فاراد أن يشغلهم مصر الإنكليز يريدون استغلال هذه الثورة فى الاستيلاء على
منها، رحل عليه حتى فضيقوا بمقصده الإنكليز علموا الهند ،ولكن بثورة يقوم بها فى
. بيروت إلى عبده محمد ،ونفوا الشيخ الثورة المصرية على التغلب قد تمكنوا من وكانوا
منفاه من عبده محمد إليه الشيخ ،ودعا بارير وأقام فى فرنسا الدين جمال فقصد
من فى باري! م ،وقاما ب!نشاء جمعية 1884 هـ= 2013 سنة إليه ،فذهب فى بيروت
-مجلة سمياها العروة الوثقى -وأنثاَ مجلة -جمعية الأقطار المختلفة وسمياها مسلمى
الثورة على ،وتحرضهم فى دينهم ودنياهم إلى النهوض المسلمين العروة الوثقى -لتدعو
،كما استعمارها فى نصيب فاروا بثبر الانكليز الذين ،ولا سيما لبلادهم المستعمرين على
ويمكنهم ، بلادهم أحرارَا فى ليكونوا ، ملوكهم من المستبذين الثورة على على تحرضهم
المستبذُون على المسلمين وملوك المستعمرون تألب وقد ، أيديهم منها فى بما بقى النهوض
عشرة ظهور بعد عليها قضوا ،حتى قراءتها من المسلمين تمكين دون ،وحالوا المجلة هذه
بلاد فى الدين يتقل جمال ،وبقى عبده الى بيروت محمد أجزاء منها ،فعاد الشيخ
ومجلتها. الوثقى العروة به جمعية تقوم كانت بالجهاد الذى أوربا ،ليقوم وحده
rvi
،فسافر الدين شاه ناصر فارس الدين فى أوربا إلى أن دعاه سلطان جمال ومكث
وزيرا وعينه وتجرثه إليه ، شاه الدين ناصر أكرمه وقد ، م 1886 = مى `11 .3 إليه سنة
حتى فارس فى الإصلاحية ،فقام بدعوته لوزرائه رئيسا هذا بعد أن يجعله ،على للحربية
الدين منه ناصر ! فخاف أبنائها ! المثقفين نفوس على سلطانه ،وقوف فيها أنصاره كأ
ما يناهضون ،وأخذوا سلطانهم العلماء على ص! منه الجامدون ،وخشى سلطانه على شاه
،فساح روسيها إلى رحلة له فى أن يأذن شاه الد-ت ناصر صت الدين جمال فاشاذر
أيضًا، إلى"فرنسا رحل قد شاه الدين ناصر وكان ، فرنا انتئل منها إلى ،ثم فيها مدة
وزرالْه، رئيس أن يجعنه علئ فارس إلى معه أن يعود فيها ،وألغَ عليه الدين فلاقى جمال
ن أ شاه الدين ناصر على عرض ثم ، فيها الإصلاحية دعوته إلى إليها ،وعاد معه فرجع
علماء من أوربا ،فقاومه أعداء الإصلاح نظام حكومات على دستورية -مموشه يجعل
. فارس من نافاه حتي شاه الدين ناص بينه وبين الإفساد على ط وعملوا وهـ!هم الدين
إنجلترا فأقام بها ،وألأ قصد ،ثم فارس نف!ه من بعد ال! اث الدين جمال فغصصد
فيها على ،وحمل الوثقى العروة مجلة فيها منهج ونهج - الخافقين ضياء - سماها مجلة
أثرها فى الحملة لهذه ،وكان أبناء فارس من الأحرار عليه يؤلب ,واْخذ شاه ابدين ناصر
م ) إلى 2918 مص = 0131 ( سنة هذا الحميد بعد عبد ثم دعاه السلفان
إلا أن يراقب هذا من يقصد ،ولم دولته شؤون فى يستشره منه وجعل ،فقرته إستانبول
بجواسيسه ،إذ يحيطه سجن فى وكأنه جواره فى ،فيعي!ق منه قريب وهو وسكناته حركاته
حتى الحال هذا على فمكث ، آخر بلد إلى يفارقه يمكنه أن ولا ، وروحاته غدواته فى
هذا مجددى من ، غيره عن الإصلاح إليه !ت فيما دعا الأفغانى الدين ويمتاز جمال
الدنيا والدين، فى الإصلاح إلى يدعو عامة " لأنه كان إصلاحية بدعوة يقوم بأنه كان القرن
المستعمرين من حكامهم ،وينادىَ فيه بالثورة :على الأقطار كل فى المسلميز به جميع ويقصد
تستعمل التى الثورة يقصد وهو ، الدين علماء من الجامدين وعلى ، المستبدين والملوك
وقد ، القوة اشتعمال إلى اْدبمعو لا التى الكلامية بالثورة يكتغمى ولا ، والجهر السر فى الضوة
والذولة العثمانية التركية ،ولكن وفارس مصر فى الإصلاح طلاب هذا بعض تأثر به فى
فيها، كانوا ينتهزون قيام ثوراتهب!يجقميرا أطماعهم الاجانب هذه البلاد من الطامعين فى
،وهو الأجانب أولك إلى الوقوع فى طكم ،بل توصل ئوراتهم إلى الإصلاح فلا توصل
بالسلمْ الأسلم الدعوة إلى الإصلاح الوطنى المستبد ،ولهذا يكون حكم من أقسى
373
ميرزا جملى محمد
بن إلى على البزاز ،ينتهى بنسبه بن ميرزا رضا محمد الباب ميرزا على هو
أبوء قبل ،ومات شيراز مدينة م ) فى 9181 هـ= ( 1235 سنة ،ولْد ولد طالب أبى
الفارسية فتعلم ، بالتجارة يث!تغل وكان ، على سيد ميرزا بتربيته خاله فقام ، فطامه
بلغ العشرين أن إلى تجاشة خاله فى اشغل الحلم ؟ ولما بلغ الخط ب!جادة ،واشتهر والعربية
سنة.
الاقة، الصوفية بالرياضات نفسه ويأخذ بالعبادة ، الاشتغال يكثر هذا مع وكان
الظهر إلى العصر، الرأس صت عارف فى الثص! منزله ويمكث إلى سطح كان يصعد حتى
وانحطت ضعف ،حتى عصبية نوبات ذلك تعتريه من الأوراد ،فكانت يزمزء ويتو وهو
اشد ،ثم بالرفق ذلك عن وي!نهاه الثماقة الأمور بأن يتركْهذه ينصحه خاله ،فأخف قواه
النجف إلى ،فأرسله أيضا بالدة عنها يقلع ،فلم اْبى أن يتركها حين مها ومنعه زجره فى
فارص ،وأهل وابنه الحسين طالب أبى بن على فيها مشهد ؟ لأن لعله ينال الشفاء وكربلاء
السنة. لأهل الأزهر كبير كالجامع دينى معهد بالنجف الإمامية ،ولهم الشيعة من
الاشتغال بالعبادة فيما كان فيه من إلى كربلاء مضى محمد ميرزا على فلما وصل
فى الدروس بعض عليه ،فتلقى الرشتى كاظم بالسيد ،واتصل الشاقة الصوفية والرياضات
فى ،ليقكفوا أن يتوجهوا إلى النجف على أصحابه وغيره ،ثم اتفق هو وبعض التصوف
، كربلاء إلى عادوا الرياضة الأربعينية ،فلما قاموا بهذه الرياضة عندهم يممى بما مسجدها
فى حالة وهو ،ولكنه كان يحضرها الرشتى السيد كاظم إلى دروس محمد وعاد ميرزا على
، الدروس فى تلك الصوفية أثارت عليه أصحابه عبارات ،وكان ينطق بعبارات من ذهول
يثشغل ،وأخذ الدرس بيته عن ،فانقطع فى دروسهم ويبعدونه عن يهجرونه وجعلتهم
،وكان وأشباههم الناس عامة من إليه كثير مال ،حتى والتقشف الزهد بالعبادة ،ويظهر
من البيوت " :فادخلوا بقوله له خاطَبه الإخلاص فى غفلةً ومبالغة بعضهم من إذا أنس
بائها ، )1 وعلى ! أنا مدينةُ العلم المشهور الحديث إسماعهم من يكثر أخذ أبوابها " ثم
الرسالة طريق إلا عن لا يكون تعالى الله إلى أن الوصول نفوسهم بهذا فى ويُدخل
المراتب احتاج الأمر فيها إلى واسطة، إلى تلك الوصول الصعب كان من والنبوة ،ولقا
غير من البيت دخول لا يجوز إليها ،وأنه كما الوصول إلى الواسطة أنه هو يذَعى أخذ ثم
يبث يزل ،ولم إليه يوصل الذى الباب باب ،واْنه هو غير من هذا إلى الوصول لا يجوز باب
البابية. أتباعه باسم ،واشتهر الباب نفسه آمنوا بها ،فمى بين اْتباعه حتى الدعوة هذه
374
فسماهم ، رجلا عشر ثمانية يبلغون أمره أول فى بأنه الباب آمنوا الذين وكان
إلى بلاد إيران الأبجدية هذا الرقم ،ثم أرسلهم لأنها تبلغ بحروف - حى - بحروف
ن أ إلى اسمه يكتموا أن على ، الإيمان بدعوته إلى ويدعوهم . بظهوره الناس ليشروا
الإسلامية- الفرائض العدلية فى الرسالة - سماها رسالة ألف قد ،وكان ب!ظهاره بأمرهم
القرآن الكررج!، من يوسف سورة شرح فى ،ثم شرع الفرائض تلك نبذ فيها بعض
إلى للسفر يستعد السر أخذ فى بدعوته إلى بلاد إيران ليقوموا ولما وتجَه رسله
أصحابه ،فسافر إلى الحجاز مع بعض مكة من خروجه يكون المنتظر الحجاز ؟ لأن المهدى
البحر ،ولكن إليه بطريق البصرة ليصل سفينة من م ،وركب 18 i 3 هـ= سنة 9125
بها وأخذ ،فنزل بوشهر مدينة إلى بهم ،فجنحت الفارسى الخليج بالسفينة فى النًوء اشتد
أنه ادعى الذى الكتاب " وهو البيان فيها كتابه أ ألف ،وقد دعوته ما يلزم لإظهار إعداد فى
بلاد إيران ليقوموا إلى رسله ،واْرسل يها قام بماظهار دعوته الله ،ثم عند من منزَل عليه
ادعى القراَن ،وقد لأحكام أنها ناسخة التى ادعى شريعته 9البيان " يتضمن وكان
الساعة من تبتدىء ،وهى ليلة القيامة إلى ناج القرآن فهو شريعة على كان من فيها أن كل
هـ= 0126 الأولى سنة جمادى اليوم الرابع من غروب من الحادية عشرة الثانية والدقيقة
القيامة فى يوم المراد من وجعله ، قام فيه بماظهار دعوته الذى الوقتْ وهو ، م 1844
لا من ،فكل قيامه بدعوته هو والنثر والحشر البعث فيه من المقصود جعل ،كما القرآن
أنه ،وادعى لقاء الباب لقاء الثه هى الغاية من جعل ،ثم الدم مباح كافر بها فهو يؤمن
محمد، من فهو أفضل عيسى من أفضل القرآن ،وأنه إذا كِان محمد البرزخ المذكور فى
كتابه، ما عدا والكتاب العلوم التعليم فى .جميع حرَم ،ثم القرآن من كتابه أفضل وأن
المزارات جميع ،وبهدم الفقه ونحوه العلوم الإسلامية من القرآن وكتب وأمر بحرق
أتباعه إليها ،وأمر الحج ومنع الكعبة أمر بهدم الساباقين ،كما والأوصياء بالأنبياء الخاصة
إلى حجهم يكون ،وأن السابقيز عث!ر الثمانية مزارًا له ولا"صحابه عر تسعة أن يبنوا بدل!
الث!هر تسعة ،وجعل شهرأ عشر تسعة السنة إلى قتَم ،ثم وُلد فيه بمدينة شيراز بيته الذى
أيام سماها إليها خمح!ة أضاف ،وقد وثلثمائة يوم وستين السنة واحذا يومًا ،فتكون عشر
يبتدىء قبل يوما ،وجعله عشر تسعة للصوم الأيام الكبيسة ،وجعل أيام -هاه -وهى
يوم عيد النيروز عيد يوما ليجعل إلى برج الحمل بتسعة عثر برج الحوت من انتقال الشمس
ولعب أيام لهو لتكون ، الصوم شهر دخول قبل السابقة الأيام الكبيسة و-جعل ، الفطر
375
عيد لله ،وهذا الصيام الذف يحرمها فى بملذات الدنيا ط قبل الدخول واشتغال وطرب
، طا!سَا الفم -ت الدم نزيف جعلى ثم ! قبلى صيامهم المشحيين عند المرافع أو الماخر
فى التراضى وجعل ، المجتر وغير المجفس الحيوان جميع البثهائم وأبم.اء روث وكذلك
نصابها، امتك ص ك! عدى الز!ة ،وفرضر أحكام بها كى ما يتعلق لكل أساسا المعاملات
وجعل ، المضة سن ما يساويه أو ، الذهب مثتمال صت وخصمائة أربعود و واحد وهو
أوائله، اخره لا فى أر الشهود دى وجود والمرأة ،واستحسن الرجل الزواخ رضا أساس
عن قبل اناتضاتها رجع امرآته أن يعتزلها سنة فإذا ندمت أراد طلات إذا الرجل على وأوجب
تعة بعد إلا مراجعمتها له يجز طلاتَّها لم فإذا ، يطلاقها أن له كان تندم لم وإن ، طلاقها
،ثم فاها لم تجز له المراجعة بعدها استهِ ،فإذا مرة عرة تسع الطلا: ،وجعل يوما عشر
لي واحد كل على ،وأوجب الناء و للرجال والفضة الذهب الحرير واستعمال لبس ج!ز
له وجمل الله حق دوتو وما حق اللَه " :قل عليه منقوشا فضة خاتمًا من يلبر أتباعه أن
هذا م!نهم فى بتهاوز وثمن ، لبعفر بعضهم يمنعوا ظلم أن عليههم أوجب " كما عابدون
أن يبنى له قصرَا أمرهم يتولى ملك كل على أوجب يوماْ 6ثم عشر امرأته تسعة عليه تحرم
بابا لز وتسع!ت له خصة ،ويجعلى غيره فيه دون الملك ليشثتر الباب باسم يسميه عظيما
،لأنه منه بكلمة خلاقهم ،وجعلى فنائهم يه الناص -كناية عن سوت هذا مع ثم جعل
الصوفية ال!!يضة التى الدأ دعاو ف هذا صت الأشياء كلها ،إلى ي! ننثسه مبدآ ظهور جعل
شىىيعة صاحب يكود أ!اد أن بل ، قبله الصوفية اكتفى بها كما يكتف ولم ، بها أمره
منزلة.
إلى بعضهم إلى بلاد إيراذ ،وصل بوشهر دعاتَه من محمد وزعً ميرزا على ولما
العلماء من محافل فى فجمعهم ، الدولهَ واليا عليها نظام خان حسين وكان ، شيراز
اكتفى قتلهم ،ولكه ووجوب فأفتوا بكفرهم دعوتهم عليهم ،وعرضر والأعيان ويخرهم
سنة رمضان بوشهـس إلى شيراز فى شهر سن محمد ميرزا على ،ثم أرسِل فأحضر بجنهم
فيما معه ،ويبحثوا العلم فى ليمتحنوه شيراز له علماء ،وجمع م 1843 ا Y Iا هـ=
أسطرَا فيهب ، عليهم يقرأها ثم صجفة ما يذَعيه فى يكتب أن الوالى فأمره ، يدعيه
فى يتعلم بأنه لم عنها اعتذر ،وقد كثيرة فيها أغلاطا ،فوجدوا إليهم ستمها بالعربية ثم
ليأخذوا و ، المبانى ويتركوا المعانى إلى فلينظروا ، الغيب من بإلهام كتبها وإنما ، المدارس
العاقل، أنه مختل بعضهم ورأف ، بقتله لأنه كافر بعضهم ،فأفتى الاقشور ويرموا اللب
376
،وأمكنه أن يؤثر فى إلى اْصئهان قد وصل محمد على دعاة هـزا بعض وكان
حتى ما -الثاه وتاترب فأسلم ، ال!سج نصىسانيا سن وكان ، جى ال! خان واليميا منرجهـس
فى كان ،ولعله الدعوة هذه به فاد ما يعر: الإسلام من يعرف ي!ت ،فلم ولآه أصفهاد
الئص! بيز المسلم!ت ،فآص! بدعوة ثس صت ليتم!ت دينه الأصدى يظهر الإسلام ويبقى على
،واْتوا به السجن سن أطلقوه حتى يثيراز فاخالوا إلى رجالا أرسل ،ثم محمد ميرص ا على
ن أ لم يلبث أمرها ،ولكم! الر ته فى ثهـدعر .على الوالى يعملى هذا ،فأخذ أصفهان إلى
ن أ إلا يجد ،فلم محمد أمر ميرزا على شى لينظر أسالى ا إلى ،فثاروا وذهبوا للنالي ظهر
إلى بعضهم قتله ،وذهب يجب بأنه كاؤ! بعضهم أ!هـه ،فأفتى يجمكل! له العلماء أجنظروا فى
أن يأمر باقله ،فتعلل لي! الوالى الناس ،فطلب فقيهان ،وافتتن .به منهم العضل أنه مختل
هذا أن يضل إلى أ!! به فئجن ،ثم الحكه مة بطيسان إذنا من يأخذ حتى لا يمكنه ذلك نجآنه
أنه يطهران الحكومة إلى كتب !صنزله ،ثم إلى ويأخذه سرآ اليل فى ،وكالى يطلقه الإذد
كتابه فى يميلون إليه ،واستحسن أصضنهان أكثر أهل لأن بشتله ، فتنة ا! أذنت :قوخ يخثى
أن يباقى ،ورضيت الحكومة على حيلته ،فانطلت الناسم أن يهدا إلى السجمت فى أن يبئى
،وهذا الوالى يمكنه فى أشهر وبضعة هذا الحال سة على محمد ميررا على فمكث
على خان !كيز أخوه المدة وتولى بعد هذه ،إلى أن مات بدعوته القيام السر من
بناتله إلى فأمرت ، به طهـىان حكومة وأخبر ، محمد على ميرزا أمر فعرف ، أصافهاد
الدين سنة ال!اه ناصر إدى أن تولى سجة فى ،فمكث بأدربيجان عدينة ماكو سجن
بعض فتمكن ، -3 الد ناصر الشاه ولاية أوائل لى اغق با إيراد تموتَ بلاد وكانت
فيها فظهروا الافتن تلك فرصة ،وانتهزوا السجمت إطلاقه صت صت محمد أتباع هـىزا على
بشرويه أهل من لها ملا حين ،فاشجاب فى نثرها الافوة يستغملون بدعوتهما ،وأخذوا
بقرة الملاقبة تاج ،وشرين جيلان و وطبرستاد بمازندران البارفروشى محمد ،وملا بض!اسان
،عالمة بالمسير، للؤ آن حافظة ، بالعلماء مشهورة أ-ة من فتاة جمية ،و!إنت العير
،وكانت كثير خلق حولها ،فاجتمع تأ!س النساء بالمافور أخدت ر ، الدعوة بهذه فافتتت
فى ،واخدْت تخطب بغير طلاق من عصمته فض جت متزوجة من 71عمها سلا محمد
الفجر، صلاة فى ،فاغتالوا عمها بمن يعاش ضهم أتباعها بالضك ،وتأمر الباب تأييد دعوة
العين قرة يطلبون وقاموا ، الناص لذلك فغضب ، الإمامية الثبعة علماء كباس من وكان
،وخطبت على محمد والملا ط بالملا حين لختمع خراساذ إلى منهم فانرت ، وأتباعها
rvv
، الباب بظهور الآن نُسخت قد المحمدية الشريعة أحكام أن ،اعلموا " أيها الناس
والزكاة والصلاة الاَن بالصوم اشتغالكم وأن إلينا ، تصل لم البابية الشريعة أحكام وأن
العباد ، البلاد ،ويسخر سيفتح مولانا الباب ،وأن لغو عمل كله به محمد ما أتى وسائر
البسيطة، وجه على الموجودة الأديان وسيوحد ، المسكونة له الأقاليم السبعة وستخضع
لكم أقول إلينا بعدُ ،ولهذا يصل لم وهو ، دينه الجديد هو واحد إلا دين لا يبقى حضى
الوحدة من فاخرجوا ، فترة زمن فى وإنما نحن ، اليوم ،إنه لا تكيف الحق هو وقولى
، اللوة بعد وواصلوهن ، نسائكم وبين ليكم الحاجز الحجاب ومرقوا ، الكثرة إلى
المال عند ادخار الدنيا ،وأما الحياة إلا زهرة هن فما ، الجلوة الخلوة إلى من وأخرجوهن
،فليشأرك غير مقسوم مشاع ،لأنه حق وزر كل منه فهو أصل غيركم وحرمان أحدكم
،ولا بغيكم فقيركم ،ساووا الوبال ويزول ،ليُرفع الفقر عنكم الأموال فى بعضا بعضكم
هدْه الحياة ، من حظكم .،فخذوا حذَ ،إذْ لا ردعَ الاَن ولا أحبابكم عن حلائلكم تحجبوا
البابية زادوا افتتانا ،ولكن حولها من انففتُوا الإباحية السافرة هذه الناص صحمع فلما
وقتلتها. عليها الحكومة أن قبضت قرية إلى قرية إلى من تنتقل تزل بها ،ولم
له ،وجرت تأييدها فى ،فقام بالنضال الدعوة هذه أركان أقوى من حسين الملا وكان
،ثم وقتلتهما عليهما أن تغلب!ت ،إلى الحكومة جند كثيهرة مع وقائع على والملا محمد هو
القبض من قد تمكنت إلى تبريز ،وكانت سجنه من محمد الحكومة ميرزا على أحضرت
هـ= 1265 سنة ،فقل ،فأفتى العلماء بقله ماكو سجن عليه بعد أن أطلقه أتباعه من
نشأة صوفية نأ رجل بهِا ،قام رجعية دعوة البابية الدعوة أن هذه ولا شك
، جامدة فيها بيثة رجعية ،واستغلَ خرافية عريضة دعاوى فئ الصوفية مثل ووقع ط رجعية
والعلم، الحضارة إليه فى ما وصل تعرف ولا ، القرن هذا اْحوال من شيئا لا تدرى
فيه الحفارة بلغت قرن لها فى لا قيمة تافهة أمور إلى تدعو جامدة رجعية بعقلية فقامت
عن التى تثغلها الفق فيها تننصها الرجعية الدعوة هذه البيئة التى ظهرت تكن ،ولم غايتها
عنها، تشنلها فتنة جديدة الدعوة إليها هذه تضم حتى ، فيها الأوربية الدول مطامع
الذى يقوم على الإصلاح الذى ينجيها منها ،وهو الصحيح الإصلاح وتزيلىها غفلةً عن
فى الهند، خان بها الأءم الأوربية ،ودعا إليه أحمد بالأسباب التى نهضت الأخذ أساس
من شىء إلى يلتفت ولا فيها إليه ، التى دعا البلاد الإسلامية فى الأفغانى الدين وجمال
وما بالآخرة والثواب والعقاب الإيمان إلإباحية د!الى عدم إلى حد التى وصلت الأباطيل تلك
rVA
اْن يدعى هذا مثل إلى يدعو لرجل كان ،وما سماوية شريعة كل لا ئذَ منه فى هذدمما إلى
بعد أخرىَ حياة فى والعتماب بالثواب الإيمان السماء دعوة أساس ؟ لأن السماء من أنه !هـل
منزلة، شرائع أن لهم النبوة ،ولا يزعموذ لا يذعون بهدا لا يؤمنون الحياة ،والذين هذه
لا تغماته إلا بيئة رجعية يقبه ولا ، صحيحة لص! عقلية لا يكون وذاك هذا بين فالجمع
من ،فصار دينها الصحيح عن رجعيتها فى ،لأنها ضلت ناعق وراء كل ،وإنما قي!! شئِا
مستحكماط فلا تجد إلا فادا هنا /وهناك تنظر ،ما دامت استهواؤها ناعق كل على المهل
غافلة عنه، يدبَز لها وهى بما ،ويبصتَرها الصحيح الطريق يهديها ،ولا أحد مخيما وضلالا
لا حتى ، الناهضة م الأكل مع وتهض ، واللعب اللهو ذلك وتدع الجِدَ ، سبيل لتسلك
. مندم ساعةَ ،ثم تندم ولاتَ الأمم من جمن غيرها تتخلفم
نفسه ولقب ا، على ميزرا حسين محمد ميزرا على بعد موت البابية ثم قام بالدعوة إلى
البابية ،وقد فى جديدة دعوة صاحبة البابية يقال لها بهائية ،وهى فرقة من ،فاتبعته الله بهاء
فى تمادى فلما ، م 1852 هـ- 9126 سنة بغداد نفته إلى ثم الإيرانية الحكومة سجته
هـ= 9013 فيها سنة فمات ؟ عكا إلى ثم ، أدرنة العثمانية إلى نفته الدولة دعوته
ابْه ذكر وقد ، الصوفية .ادعاه بعض الذى الحلول ادعاء بهاء الله على دعوة وتقوم
العالم الذى لا بد الأزلى ومخفص الجنود والأب رب أخبره بأن مجىء أنه البهاء عبد عباس
فيه- المرة تجليه هذه الناصر ،ولكن عيسى تجليه فى هيكل منه فى آخر الزمان عبارة عن
لهذا الأفئدة للاستعداد هيئوا الأنبياء من وغيره فعيى ، واْبهى أ-م وأكمل البهاء - أى
الأعظم. التجلى
الناس جميع ،وأن العالم آمال جميع على تحتوى أن تعالمه ابنه عباس ذكر وكذلك
بين يوخَد أن أنه يريد ادعى ،ثم الحاضر للعصر الموافقة كل موافقًا فيها دينا عاما يجدون
به الذلَى يؤمنون موسى نواميس أصول على واليهود ،ويجمعهم المسلمين والنصارى
دعوى العريضة من الدعوى تحتاج إلى تلك دعوة جديدة أن هذه ليست ،ولا شك جمجا
الإسلامى الدين لأن ؟ الأعظم التجفَى أن تجليه فيه هو دعوى البهاء ،ومن الله فى حلول
النابقون جميعا إليها لا موسى الأنبياء التى دعا الأصول الناس على إلا جمع يقصد لم يكن
ن أ قبل الأنبياء إليها أولئك التى دعا الصحيحة الأصول إلى هذا فى يدعو ،ولكنه وحده
أنه مرة إلى ،ويدعو الحلول دعوى من ما حرت مرة إلى ،أما البهاء فيدعو أتباعهم يحرفها
إليها أولئك دعا التى الأصول فينكر ، عقاب ولا ثواب ولا نشور ولا بعث ولا لا آخرة
rvq
لا أرضية به دعوة إنما تثتوم ها إنكافى لأن ، بها إلا سماوية دعوة ت!توم أن يمكن ولا ، الأنبياء
البفاثية. و البابية تزعم كما بالسماء الاتصال ،ولا ف عم نبوة ولا حلولا تذَعى
منه دينا لم ياقم إلا جعلت الصحيح الإسلام على التى تغلبت ال!حعية وامحن
أنه يفهم عصى!نا شى حئاقته لا يعرف ممن فيسا فجعلت ؟ إلا بإلقوة ينتشر ،رلم باليف
دعوة أنئها ،ويظرت الأديان وتر حيد السلام إلى البهائبة بدعر ة ،ويغضس لا سلام حرب دين
،لا على سبق الذ! الصحيح الأساص! ،واسم يدْع إليها على إليها الإسلام لم يب!ت جديدة
الأديان دعوتين توحيد ودعوة اللام دعوة يمتاز أيضًا بأنه لا يجعل أن الإسلام على
الطبيعة الإنسانية لأن ؟ الد!ت فى لو باقى الناسر مخلفين و السلام إلى يدعو ،بل متلازمتين
السلام دعوة تكون ،وبهذا واحد دين على جمعها أو يعسر ،فيتعذر الخلاف على مجبولة
إذا أن ئعطًل إحداهما الأديان شلا يصح توحيد دعوة من منالأَ الأديان أقرب بين أهل
فيه آهل بالخلاف وألآَ يتآ! ، الآخرة لحاب الدين أذ قي ك يجب 6بل سَ الأش تعطلت
ينئهه شى يؤب وأ!ت سلام فى أر عيثشهم ؟ ولا شك وأمز سلا! فى الدنيا ،لييوا
غيرها ولا حلول فيه دعوف لا يكود ، واحد د+ت على جمعهم معه ،وربما يسهل الديا
فى الناس ي!تبلها ولا ، وتاقديستهم أصحابها تمجيد مها ئقصد التى العريضة الدىو! من
آن أهل بها ،ويانوتهم أمريكا أهل ب!يمان بعض البهائية فى الناس بعفم! ينخدع وقد
بعفر بالبهائية ،وإنما يذهب يؤمنون حتى بمسيحيتهم إيمانا صادقا لا يؤمنون وأوربا أ!!يكا
الجِذَ، إلى التافكه منه إلى أقرب فهو ، الافكرف الترف صت أنه نوع على هذا إلى منهم
إليه يذهب ،وبعضهم دراستها مخب جديدة لدعوة أنه دراسة إليه على يذمب وبعضهم
منه. بأننسسهم ينالوا أن يمكنهم ولم ، / أ!سه أعياهم أ! بعد ، الإسلام بلبلة فى ليزيد
على، ومحمد ، البهاء عبد عباس وهم ، أربعة آولادا الله ترك بهاء ولما سات
لأبيهم وأخوهم هم فاختلانوا ، أشاتاء الأخيرون الثلاثة ،وكان اللْه وبديع وضياء،
وصايا أنه خالف فيها وادعوا والده ،فنازعوه بيده بعد الرئاسة وكانت ، الهاء عبد عباس
،فمضى أنفة وحدة عباص! فى ،وكان الزمن من مدة بيننهم الخلاف ،واستحكم والدهم
،لما قلبه من تمكنت قد لا!ن النحرة كانت ، له سقَموا أن بعد حتى إخوته على غضبه فى
سنة إلى أن توفى إخوته الجفاء مع هذا البهاء مصرآً على عبد عباص- يزل ولم
،ومع ولدًا ذكرًا بعده يترك ،ولم الثمانين سنة على قد نيف ؟ وكاد م 2291 اهـ- 341
038
بهذا الخلاف لاد بنته ،فوقع أو صت سبفا ،وآثر عليه إخوته أحدَا صت أبى أد يتخلف هذأ
،وفريق لطه البهاء عبد عباص بوصية يتمسك فرياتين :ذ يق إلى انئموا هِ ، البهائية بين
أن هذا .ولا شك علي محمد أخيه انتثتال الخلافة إلى ،ويرسَ دلك له فى أنه لا حة! يرق
السئاسة بهذه 3ت تد طائضة إلا تأليف غاي!تها تكن لم وأنها ، دعوتهم يبين حضياقة كله
إنما هو دعاواهم من هذا ما عدا ،وكل بعده من لورثته حاقا مقدسًا تكون لبهاء الله ،ثم
يعود شىء إلى تئصد ،ولا إنكار الذات على تئوم إنما يئة ابىِ ؟ فالدعوة لهذا الز ضر ستار
. الوفاة بعد الأولاد يوارثه ثم ، الحياة فى الننسر إلى
أبناء المصلمين، صت ثثَافة حديثة المثقف!ت بعض الدعوة وإنه لمن المؤلم أذ يتهـبهذه
لأننهم !سبوا تربية مدنية ، الدعوة الإممان بهذه فى أوقعهبم قد بالإسا،م جهلهم فإنه إذا كان
الاجتهاد باب فتح لأر دينية ، دعوة كل عن ما يغنى الإسلام أن شى يعرفوا ،فلم صرفة
فى دينهم أن ياقافوا جامدين للمسلمين ،ولم يرضر مصراعيه على الصحيح والتحديد
الإيمان فى أوقعهم قد كله بهذا جهلهم ،إذا كاد قبهم الأديان أهل جمد كما أو دنياهم
هذه فى الوموع من الأوربية سا هنعهم للنهضة دراستهم فى لهم كاذ ،ف!نهم بثهذه الدعوة
الإصلاحية الدعوة ا،ورية النهضة أسباب من آنه كان ط إذ يعرفون والحزعبلات الخرافات
وتستعين ، العضلية ابى اه!ت على تقمد دعوته وكانت ، لوقِ قام بها مار!ت الدينية التى
بها، العلم الذىَ نهض على تعتمد غافلتها ؟ وجعلتها لن العقوذ بالأدلة المنطقية ،قياقظت
،كما والخرافات الإيمان بالخزعبلات ويسهل العلم يعادلَى أو خداع فيها ب! لأنها لم يكن
الإيمان بهما، عدم اثمقافين فى أولئك ما يكفى هذا فى كاذ نعم ، البابية والبهائية فى
العلم بها ي!نهفم! ولا ، الثاقافة الحديثة فيها تؤثر فلا ، العامة كطبائع غافلة طبائع ولكنها
العامة. فيها كحال حالها ،ويكون الرجعية تلك صئل ،فتاقع فى الحديث
***
381
القرن الرابع عشر المجددون فى
سنة الاَن فى ،ونحن م 1884 سنة من الهجرىَ القرن الرابع عشر يبتدىء
التجديد المسلمين فى القرن نتائج تأخر هذا فى ظهرت ،وقد م 5191 3 v .اهـ-
منهم والتجديد الإصلاح ،يايم أعداء محخبطين متفرقين فيه أيضا مضوا ؟ لأنهم والإصلاح
غيرهم. من أعداؤها يقمه مما أكثر العقبات من سبيله فى
لملوكها فيها سيادة صورية ،وأبقت مراكش فرنسا فى هذا القرن على وقد استولت
العثمانية التركية، تابعة للدولة وكانت ، طرابلس إيطاليا على ،واستولت السعديين من
السنوسيين، من فيها ملكًا لأنصارهم ،وأقاموا إنجلترا وحلفاؤها منها أخيرا انتزعتهـا وقد
من استرداد طرابلس الجهاد فى بعبء التى قامت الصوفية أتباع الطريقة السنوسية وهم
العالمية الثانية. الحرب فى انجلترا وحلفائها بمساعدة منهم أن تتردها أمكنها إيطاليا ،حتى
بهما، الأوربية تلعب الدول ،وكانت بالمشردتى دولتان الاقرن هذا فى للمسلمين فبقى
اتافاقهم وعدم وتفرقهم لهذا بتخاذلهم يمكنؤن ،وأبناؤهما لإضعافهما المؤامرات يهما وتدبر
ملكًا الثانى لا يزال الحمد عبد السلطان التركية ،وكان الفمانية :الدولة أولاهما
الإصلاح حركة عهده فى فوقفت ، الدستور ألغى أن بعد استبداديا حكمًا يحكمها عليها
فريقين: إلى شأنه الدولة فى أهل ،وانقسم والدينى والعلمى السياسى
الجامدين، والعلماء المتصوفة جهلة من وجموده استبداده فى يناصره :فريق أولهما
الطرق أصحاب من الصيادى الرفاعى الث!يني أبو الهدى منهم عقله على استولى وقد
السلطان فقلده ، إستانبول إلى انتقل ثم ، بحلب الأشراف نقيب وكان ، الصوفية
،يزين ثلاثين سنة نحو فى دوله ،وكان هو المتصرف الصوفية الطرق مشيخة عبد الحمد
. والإصلاح التجديد من وينفًره ، الاستبداد له فيها حكم
سة المدلي أبناء من أكثره وكان ، الدستور هـاعادة بالإصلاح يطالبه فريق : وثانيهما
382
سموها- سرية جمعية ألًفوا وقد ، ونحوهم والمهندسين والأطباء الضباط من الحديثة
السلطان عزل من السر إلى أن تمكنت فى تزل تعمل الاتحاد والترقى -فلم جمعية
م ،وكان عزله 9091 هـ= سنة 1327 الخامس رشاد عبد الحميد وتولية ال!لطان محمد
المسائل بعض الشرعية الكتب من يرفع أن المملمين إمام هو الذ! " إد اعتاد زيد
فى وأن يبذر ويرف بعضها()1 ويحرث ويمزث بعضها هذه الكتب المهمة ،وأن يمغ بعفر
أنه تاب ادعى المظالم ،ثم من هذا غيز ،إلى شرعى فيه بنير سبب المال ،ويتصرف بيت
أمور المسلمين جعلت عظيمة فتنهة وأحدث حاله ،ثم حنث أن يصلح ،وحلف اللّه وعاهد
،ووردت المذكور زيد على التغلب من المسلمون المقاتلة ،وتمكن على ،وأصر مختقَة كلها
محضمل ،وخلعه الضرر بقاؤه محقق ،وصار مخلوْعا تعده بلاد المسلمين متواترة من اْخبار
ما يختاره حسب ،أو تكليفه بأن يترك الإمامة والسلطنة على خلعه يجب المصلحة -فهل
. 11 عنه عفى الدين ضياء محمد كت!به الفقير السيد - :يجب الجواب
الاْعيان مجلس فقام ، دستوره للثسعب والترقى الاتحاد جمعية بهذا واستعادت
السلطة هى وتتولى ، الثريعية السلطة ،يتولان الحكومة بجانب النواب ومجلس
لأن ، الاتحاد والترقى جمعية من المجلسين أعضاء وأغلب الحكومة وكانت ، التنمدية
على الجمعية تعمل بمساعدة هذه الحكومة ،فأخذت أعضاثها على وقع اختيار الشعب
السلطة رجال لأن ، المدنى الإصلاح إلى مصروفة عنالها ،وكانت الدولة حال إصلاح
،وليست الحديثة التربية عليهم تغلب الذين المدنيين كانوا من التمدية والسلطة التشريعية
السلطان أنصار من الدين علماء ،وكان الدينى القيام بالإصلاح من دينية تمكنهم دراسة لهم
العامة العامة وأشباه ينفرون ،وأخذوا الدشورية الحكومة عهد فى ،فانكمثوا الحمد عبد
على القضاء على يعملون ،وأنهم زنادقة الاتحاد والترقى جمية أن رجال ،ويزعمون منها
السلطان عهد حكام من الياسنيون الرجعيون إليهم الدولة ،وانضم فى الإسلام
منها انتزاع الحكم وتحاول ، الاتحاد والترقى جمعية تناهض أحزابا وألفوا ، الحميد عبد
. بالقوة
دعاة تناصر فأخذت ، الدولة فى الانقسام هذا فرصة الأجنبية الدول واستغلت
هذه ،وكانت والعرب والترك والمسيحيين فيها بين المملمين التفريق فيها ،وتحاول الرجعية
. كتاب طبع ،ويمغ قرل! ا الأئمة من فيه حديث إذا كان الكاب يمنع نثر كان ()1
الخ الخْ الخلافةَْ الإمامة وشروط فصلاْ فى لأن في النفية العقائد
383
الدول هذه أن لا يدرون وهم ، ط والميحيين ا!ر! ا صت آذانا مصغية تجد للتثسيؤ الدعوة
أ!ىِ حذا بعد يهمها ،ولا ها عليهم بعلى وتستولى بلادهم ولة !! اللى ق!يح ،لكى بهم تلعب
القومية المصلحة 5صيرا ما تؤق و دينية ، مها أكأ قومية حكوماتها ؟ لآن والميحيين العرب
بعض! من الترقى و الاتحاد جمعية رجال نخلى لا يمكننا 1
أ هدا الدينية ؟ ومع المصلحة على
بحسن يصلوا أ- يمكنهم فلم ، الِاسى الجمود ص! شىء كالى فيهم لأنهم ، المسئواجة
التى تعملى الماكاصة الأوشبية الياسة يتغلبوا على ،وأذ المسيحي!% و ا!رب ا كسب إلى الياسة
من بين فريئيز ،وكانت م 1491 = ا حى rrr سنة ربية الأولى الأو الحرنب قامت ثم
وكانت ، والنمما ألمانيا وؤ! ية! اصيا ، وإيطا وروسيا فرنسا و إبحلترا يق في الأوربيةْ الدول
الدولة العثمانية أت ؤِ الا"ول ، للت!يز به وانضمت ،ففدرت الذسيق هذا حلف إيطاليا فى
منه ما أصابها، أصابها الذف هو الأو ل الفريق لأر والنمسا، المانيا فريق إلى التركية أن ت!نضم
تضويفر همهما ،وصار بلاد المسلمين معظم على اللتينِ تتوليان وفرنا إنجلترا سيما ولا
فى يصدَقونمهم والمسلمون ط الإسلاميهَ الخلافة لأنافسهم يدَعود ملوكها لأن ، الدولة هذه
دولتهم أد تقو! لهي أكلى فى و ، وشسبها ض- الاش ث ض ،فيتعلقون بهم فى هذه الدعوف
ات! ا الاستعمار كابولص! ييم عهم ،وق إنجلفِ ا وفرياقها صت الأيام ،فتخلصهم من يوم فى
الدولة هذه تئتف أذ فى كانت المصلحة أن السياسي!- بعفر رأف وقد ! أنافاسهم يكتم
أيضًا. يها لها مطامع كان ألمانيا ،لأن الحياد بين اكىيض!ت موقئص
بالجهاد نادت ألمانيا والمسا مع احرب هذه التركية لة امحفمالة الدهِ دخلت فلما
لهذا النداء ،وتنى يشجيبون غيرهما ِ5 مصر ِ5 الهند فى أر الملمين تظم ،وحى الإسلامى
هذه الماكرة أن تشغل إنجلترا على الهل من ،وجعا نفوسثهص أمات قد الدينى أت الجمود
السهل ! جعل ب! ، بال!سة الثخص يلعب بمها كما تلعب ،وأن الميتة الجامدغ الموص
الكاذبة، بالأمانى ،فتمنيهم الدولة التابعين لهذه المسلمين الجمود ،فى هذا أن تسغل عليها
وبلاد الهند ومصر ملمى إنجلف!ا وفي نا ،فجرَت دولتغم بهدد الامانى على وتاف!دهم
لعبت ،ثم لهما ل اسذلهِ ا كالمطية وجنهلهم جمودهم فى ،وكانوا صفها اصِحاربوا فى المغرب
الجزير ة العربية وبلاد تضم صِبية ،فمنته بمملكة أمير مكة حسين اكسيف لعبتها على إنجلترا
الخلاف ،واسسغلت هـسهم ِ5 الحجاز عرب حوله ،وجمعت وفلسطين العراث والام
هذا تقوية يد فى جواس!شها ،وكان اخرب قبلى هذه "ِاك ث ا-ىب ا ل!ت الذلَى كار العنصرف
جنب، إنجلفسا جنبا جنود مع جنوده در لته ،وقاتلها على حين ،فثار الشريف الخلاف
384
، الحرب هذه ،فانهزموا فى الدولة وحلفاثها هذه ضعف لهذا أثره فى وكان
يتولى الذى ،وكان العثمانية التركية الدولة قاعدة إستانبول وفرنا إنجترا جنود ودخلت
بهذه الاستكانة لهؤلاء الجنود ،ورضى ،فخضع الدين وحيد محمد اللطان حكمها
هذا الوقت فى هم لهم من علماء الدين ،ولم يكن معه الجامدوز من الذليلة ،ورضيها
على الدولة ما أصاب تبعة وإلاقاء ، الاتحاد والترقى جمعية برجال إلا الشماتة العصيب
عواتقهم.
أنصارهم، على الدولة بلاد هذه من ما بقى يقتَموا أن إنجلترا وحلفاؤها وأرادت
تجتاح وهى إلى جيوشها ،ووقفوا ينظرون بلاد آسيا الصغر! اليونان على حكومة فسلطوا
،ولم معهم الجامدون يخظرون الدين وعلماؤه وحيد السلطان محمد هذه البلاد ،ووقف
البقية ،وكانت آسيا الصغرى ددفع هذا الخطر عن الجثر ضباط صت كمال يقم إلا مصطفى
اليونان ، جيوشَ ،يدافعون وراءه كلها البلاد قامت ،وقد الدولة فى التركى الباقية للعنصر
وعلصاوْه الدين وحيد محمد واللطان ، وطهم الدفاع عن فى بئْنفهم ويجودون
دينهم وسلطانهم. على الفتاوىَ بأن أولئك المجاهدين خوارج الجامدون ئصدرون
من اليونان ،فأخرجوهم جنود على وجنوده كمال مصطفى نَصَرَ الله ولكن
لها أثر إلا القضاء يكن فلم ، الشطان سبيل فى الفاسدة القاوى تلك ،وذهبت بلادهم
. م 2391 هـ= 1342 أنقرة سنة بمدينة جديدة السلطنِة ،واقامة جمهورية تلك على
الاعتماد على الاتحاد والترقى فى جمعية أن تخالف الجمهورية هذه أرادت وقد
يفوا لم الذين بالعرب علاقها " وتقطع التركية الجامعة على ،فتقتصر الإسلامية الجامعة
،ليعتمد إلغاء سلطتهم بعد اللاطين لأولئك الخلافة الصورية ،فاْلغت الإسلامية للجامعة
الخلافة هذه على يعلقها التى كان آماله الكاذبة ،ويترك نفه على إسلامى قطر كل
الصورية.
كثيرأ فى سياستها الجديدة ، تغالت /أنها كمال مصطفى حكومة على هذا يؤخذ ومع
بالحروت اللاتي!نية ت j الحر ،فاستبدلوا القديمة تقاليدهم بعض مال!ت بالترك عن حتى
الإسلامية؟ الريعة غالبا على تعتمد كانت الى بالاقوانين الأوربية والقوانين ، العربية
من شىء هذا فى هـاذا كان ، أوربا أهل وبين يميز بينهم كان الذىَ بالطربوش والقبعة
الدولة هذه فى العلماء الجامدين على أكثر إثمه يقع ،فإن الإسلامية الريعة عن الانحراف
حتى ، الدين باسم يعارضونهم أخذوا -بل ْ، المصلحين صفوف يمدموا لم لأنهم ،
فيه فى الطريق الذى سارت الشر ،وأنه يجب الإصلاح أن الإصلام عدو يفهمون جعلوهم
على جمودا وجعلوه جهلوه قد الدين علماء كان .دهاذا ، تربوا تربية مدية قوم ،وهم أوربا
3 0 الجامدون به أولئك يصؤره الذى بهذا الجمود وياْخذوه أوْلى بأن يجهلوه ،ف!نهم القد م
385
فى يتولاها شاه الدين ناصر ،وكان بفارس القاجاريين الثانية دولة الإسلامية والدولة
العثمانية التركية، الدولة فى الحميد عد السلطان فيها ما يفعله ،ويفعل القرن هذا أوائل
الدين ابنه مظفر بعده فقام ؟ م 6918 هـ- 1314 أبنالْها سنة من احد وا قُتل بيد أن إلى
هـ= 1324 سنة عليه ثورة قامت أن إلى ، تجله أبوه من يسير كان كما وسار ، شاه
11" 25هـ= سنة أن مات يلبث ،ولم دستورية حكومة حكومته ،فجعل ام 609
الحكومة بينه وب!ت خلاف وقع أن يلبث ،ولم على ابنه ميرزا محمد ،فقام بعده ام 709
قاثما بين الخلاف يزل ،ولم م 7091 هـ= 1326 سنة فاْلغاها التى ألفها أبوه ، الدستورية
شاه .بهلوى م ،فقام رضا هـ = 2591 عليها سنة 1333 إلى أن قضى هذه الدولة وشعبها
الجمهورية طريق فى تسير إيران ،وهى الدولة البهلوية فى تسمى ب!نشاء دولة جديدة
شيعية، ؟ لا!نها دولة مثلها القديمهـة تقاليدها على الخروج فى لا تغالى التركية ،هـاذ كانت
المدنى الإصلاح طريق فى تمير القديمة ،ولكنها بالتقاليد النة أهل من تم!كا أشذ والشيعة
الدولة فى المدنى الإصلاح على إليه الاقتصار أدى ما فيها إلى يؤدى وقد ، الصرف
التركية. العئمانية
بعدهما أن نبحث ،ويجب القرن هذا فى البالْيتين للمسلمين الدولتين شأن فهذا كان
فاحئلت ، القرن هذا فى عددها زاد وقد ، الأجانب بحكم ابتليت دممأن البلاد التى فى
فى حسين أحلام الريف فِلَسطين لليهود ،وذهبت الأردن ،وأعطت العراق وشرق إنجلترا
،وكانت عليها السعودية الدولة باستيلاء منه الحجاز ضاعت ،بل العربية الواسعة السلطنة
بعدم خبرته فى حسين الدولة العثمانية التركية ،فقدمها الشريف فى حكم تدخل البلاد هذه
مع الترك فى الدولة العثمانية والتركية، العرب ،وقد عاش السياسة هدية ل!نجليز والهود
الإصلاح وكان ، م!نهم بلادهم فى ما يقاسونه ملوكها استبداد بلادنا من فى نقاسى فكنا
أضرنا الذى هو حكامهم وفساد ، منهم منا ونحن لأنهم ؟ وحالهم حالنا بتحسين كفيلا
فلا ، وحضارة مدنية أهل ،وهم علينا القضاء إلى يقصدون ،أما الإنجليز فهم وأضرهم
،ومِن نفوسهم فى متأصلة عداوة تسوقهم لىانما ، أو جهل فينا فساد الحسف إلى يسوقهم
الشعوب أخذت وقد لحالنا ، صلاح منه يُرجَى ولا لنا ، فيه خير لا يؤتَل حاله هذا
لها فى هذا القرن ،وكان منه فى للتخلص تعمل الأجانب الإسلامية التى ابتُليت بحكم
ذلك إلى غايتها من ،ولكنها لن تصل الوسائل ،مختلف متنوع الأساليب جهاد ذلك
يغيروا ما بأنفسهم. حتى لا لنهير ما بقوم اللّه قبله ؟ لأن حالها من الجهاد إلا إذا أصلحت
الدولة العثمانية التركية ،ف!نها فى بذلك الأوربية السابقة قد انتهت الحرب لهاذا كانت
على تقوم شيوعية فيها حكومة قامت فقد ، القيصرية روشا دولة فى منه بأشذَ انتهت
rAl
وتتظاهر ،، المتطرفة الاشتراكية أصول من وما إلى ذلك المال بين الأفراد فى المساوَاة أساس
العالم إثارة شعوب على ،وتعمل الضعيفة للشعوب الرأسمالية ب!نكار استعمار الحكومات
، لهذا الغرض تعمل سائر الشحوب كثيرة فى أحزاب قامت ،حتى هذه الحكومات على
بوسائل الأخذ تارة إلى ذلك فى ،وتلجأ شيوعى نظام إلى النظام الرأسمالى !قلب وتحاول
على. تتنازع أو، لأنها كانت ، الكبرى الدول سياسة تغيير كبير فى هذا على وترتب
المذهبين الاقتصاديين ذينك تتنازع فى الظاهر على الاَن ،فصارت محضة اشعمارية أغراض
كبيرين: هذا إلى معسكرين -وانقسم العالم بسبب -النظام الرأسمالى والنظام الشيوعى
باْوربا، وفرنا وإنجلترا ، بأمريكا المتحدة الولايات رأسه وعلى ، الرأسمالى المعسكر
دولة إليه أخيرا انضمت ،وقد أوربا شرق ودول روسيا رأسه ،وعلى الحثيوعى والمعسكر
أن ينتصر ،ويحاول بالآخر يتربص المعسكرين من ،وكل آسيا فى الأفصى بالشرق الصين
حتى ، عليه الانتصار إلى توصئله الحربية التى الآلات اختراع فى ويخهد ، بالقوة عل!
العالم. خراب إلى القنابل التى تؤدى من القنابل الذرية وغيرها إلى وصلوا
بين كان النزاع الذى مئل إلى والشيوعية -الرأسمالية الدول النزاع بين صار وبهذا
له أن تكون -يحاول الرأسمالى والشيوعى - المعسكرين من الدول الاستعمارية ،فكل
ن أ الأطماع هذه مع يمكن ولا ، بالقوة لا بالسلم هذا إلى ،ويسعى العالم على السيطرة
ن أ أمرهما ،وانما قصارى العالم ما فيه صلاح فيما بينهما على الاتفاق إلى المعسكران يصل
، الاستعمار مصائب العالم بهذا فى ،فيبقى ل واستغلا نفوذ مناطق إلى تقسيمه يتفقا على
هذه الأطماع لا على أن الحرب تعالى ،ولا شك الله إلا لا يعلم مصيرها أو يقعا فى حرب
أساس التى تهدده بالخراب أن تقوم /سياسته على الحروب هذه الحالم من ينجى لىاتما
شعب على فيه شعب ،فلا يت!لط الأمم إرادة الحرية لجميع ،وعلى بين الثعوب التعاون
،بل تترك له أو شيوعى نظام رأسمالى شعب على الاشئثار بخيراته ،ولا يفرض لأجل
، الدول عليها أن تتفق التى يمكن أناسة هى ،وهذه يريده النظام الذى اختار الحرية فى
السيطرة الاَخر بأنه يريد فى منهما يمرإكأ كل معكرين العالم إلى أن ينقسم معها يمكن ولا
أساس تقوم على هـانما ، شعب على ضعصب سيطرة من فيها شىء العالم ،لأنه لي! على
مما عند المال وغيرها فى التسوية من الشعوب عند لأففل هـانها ، الشعوب الحرية لجميع
اليوعية.
فيه فيما وقعت وقعت لما (خلاص فى الياسة هذه إلى قصدت أن روسيا ولو
387
،وتترك وحده الروسى الثب على حكومها تقتصر القيصرية قبلها ،فكانت حكومها
شيئها من تافعل لم ،ولكنها القيصرية روسيا تحكمها التى كانت الإسلامية الحرية للث!عوب
إكتانبول من هربه بعد والرقى الاتحماد جمعية زعماء أنور باشا من اتصل وقد
أذربيجان فى إعطاء الحرية للمسلمين على أن يحملها ،وحاول الشوعية روسيا بحكومة
هذا فنقضت عادت ،ولكنها بالاستاقلال وعدتهم قد ،وكانت وطاغتان وتركستان وقازان
الخضوع على فى حملهم بالاقوة تعى إلى سي!أسة روعيا القومية ،فجعلت الوعد ،وعادت
تمكهم سبيل فى لا يحصى مبنهم عدد قتل ،وقد الاقتصادلى نظامها قبول ،وعلى لحكمها
بخارىَ وطرد ،ثم دخل إلى تركتان وصل أنور باشا احتال حتى ذلك فلما رأف
أهل إليه جميع فانضم ، إسلامية فيها حكومة وألص ، الثوعيين من أتباع روسيا مها
لا الفق وكانت ، فرغانة وإلى خيوة إلى جثا فيها أرسك أموره ولما استوثقت ، بخار!
أكثر الث!يوعيين الثورة على فعقَت ، ة بروسيا القياص حكومة سقوط بها منذ قائمة تزال
حرب!ية آلات منهم وغنم ، عديدة مواطن أنوفى بايثا فى عليهم وانتصر ؟ بلاد تركستان
، اللاد بهذه والصحية والماذية وألأدبية العلمية المسلمين بترقية حال اش!تغل ثم ، كثيرة
، لروسيا فى تركتان الولايات التمع التى كانت من ولايات خصر جنوده على واستولت
فى أنور باشا استشهد ،وقد البلاد بالقوة منه تلك كبيرا اسشرد جيثا إليه روسيا/ فأرسلت
جمود بلغ فقد ، وأمرائنا ملوكنا غفلةً من بأقل القرن هذا فى علماؤنا يكن ولم
من كان الأزهر"ما عن رسالته بيرم فى مصطانى الأستاذ ذكر ،حتى أوائله غايته فى الأزهر
والجغرافية الرياضية العلوم تلك ا نجقيت : فقال الدينية واللانية العلوم لير مجافاتهم
فرار سماعها من ،ويفر السخط إليها بعين ،ينظر الأزهر من مهجورة والفلسفية والعقلية
ن أ خافوا بالا"زهر ،وأنهم تدريسها إعادة فى الأمور ولاة سعى من ما كان ذكر ثم
ن أ فرأوا ، الدين بها ما ينافى أن عنهم كثير أذهان فى رسخ آن بعد ، اْهله بها يفاجئوا
بيرم التونى، السيد.محمد والده بذلك فكلفوا ، فيه الشروع قبل لذلك السبيل يمفدوا
فعين قاضيا بها، إلى مصر انتاقك ،ثم الزيتونة بتونر جامع مدرسة مدرسى من وكان
الجامع الأزهر: الأنبابى شيخ فتقدم بهذا الاستفتاء إلى الشيخ محمد
مثل الرياصة للعلوم تعلم المسلمين يجوز ؟ هل عنكم الله " ما ليأيكم رضى
388
سائر من وغيرها باليهماء المعبر عنها الأجزاء وتركيب والهيئة والطبيعيات والحساب الهندسة
المعاصرين الأمم به بما تجارى ، الأمة فى القوة زيادة فنها عليه ينبنى ما سيما لا ، المعارف
وَأعِذُوا لَهُم فا :أ تعالى قوله فى الأمر يعنى - الأمر بالاستمداد ما يَضمله كل له! في
الأمة ،بمعنى أن طائفة من العلوم على تلك بعض بجب " ( )1بل هل قُؤَةِ من استَطَعتُم
الإسلام الغزالى فى ذكره فيها الإمام حجة النحو الذى كفائيأ على واجبا وجوبا يكون
فهل ، فيها كذلك الحكم ،إذا كان ؟ وأقروه الحنفية أيضا علماء ونقله ، العلوم إحياء
الجامع فى الآن الرائجة وغيره نحوِ الآلية من العلوم قراءة ما تجوز مثل قراءتها يجوز
ليلتم مقصذا ولا ، الجواب أفيدوا - بمراكثى - والقرويين ، الزيتونة وجامع ، الأرهر
من المستفتى فيها مما يقصده تهرث ، ملنوية طويلة الأنبابى بفتوى الشيخ فاجاب
المدارس المدنية شائعة فى الجامع الأزهر ،مع أن دراستها كانت م فى اسةبما د إدخال
كال! تعفُمط كأن ، فيها ليتعلموها أبناءهم يُدخلون الأزهر علماء من كثير وكان ، بمصر
فى ،فلا يرى*!صاحبه دليل غير من يحكم الذى الجمود ،ولكنه فقط الأرهر فى مكروها
،ولهذا لم فى نفسه هؤى له ،أو صادف كان فى هذا مصلحة إذا فى مخالفته نفسه شثا
إسماعيل عهد الجامع الأزهر ،ومضى العلوم فى دراسة هذه الفتوى فى إدخال تفد هذه
. العلوم تلك دراسة من نفرتهم مُصِرْون على ،والأرهريون باشا توفيق باشا وعهد
فى ميت وكأنهم عخحو صاروا علماء الأرهر ،حتى الجمود الشديد على ذلك فجنى
كان ولقد ، الخير لها من شىء فى يسعى ولا ، شؤونها من شأن لا يهمه ، الأمة جسم
القرن منهم ثم مضى قيل إنه مجدد من آخر الدين الرملى فى القرن العاشر الهجرى شمس
المجدِّدين لهذه يرشح من وقد نسيهم والقرن الثالث عشر والقرن الثانى عشر الحادى عشر
مذهب العقائذ على فى جمدوا قد كانوا لأنهم ، عنهم فيها مجددَا يذكروا ،فلم القرون
منهم أن يخرج أحد المذاهب الأربعة المشهورة ،ولم يحاؤل الفروع على ،وفى الأشعرى
كان ،مع أن العالم الاسلامى الحديث الاصلاح من منْدائرة هذا التقليد أو ينادى بشىء
الجامع الأرهر من عالم لم يرد أن بحرم الثه ،ولكن هذا الإصلاح بكثير من أسباب قد أخذ
الأرهر أن يقوم به على كان يجب بما يقوم فى أواخر القرن السابق وأوائل هذا القرن أرهرى
فى ،و(ن كان الفضل عبده محمد الثيخ هو ،وقد كان هذا العالم الأرهر! قرون من
هذا فى والتجديد الإصلاح حركة تعويق كبير فى نصيب للمتصوفة كان وكذلك
!!
. الأنفال :اَية 06 ()1
938
الهدى أبى الشيئ شأن من بيان ما كان سبق .وقد علمائنا أو كثر من الجامدين مثل القرن
له فيها الحكم وزين ، دولته غليه أفسد الذى فهو ، الحميد عبد السلطان مع الصيادى
فى الصوفى لمثل هذا كان وما ، والتجديد الإصلاح أنصار على وسفَطه ، الاستبدادى
الصوفية غيره من مثل أنه كان الدولة الكبيرة ،مع هذه فى أن يتحكم وتنطعه جموده
يسمى له غلام ،وكان سرهم ما يأتونه فى على ،المتسترين بالتصوف دينهم المتساهلين فى
، م 1091 = - 9133 سنة منه إلى مصر ،ثم هرب عنه فيه إشاعات يشاع شكيبا
كثيرة شأنه مفاوضات فى التشنيع عليه ،وجرت باشا الثانى فى فاستغله الخديو عباس
هذا الغلام هذه لسانه فى شأن إبراهيم على حافظ لإعادته إليه فى إستانبول ،فقال محمد
: الأبيات
سواك ،حبيبا يشثهى ولا لأ إجلا لغيرك لا بنحنى كان
دبيبا يدب من (نما الشيخ دبيبى شكيب يا تعيبن لأ
الحليبا خع جهارا وكم سقيت الشب فى حضرة المدام كم شربتَ
إلا شكيبا شكيبا فيها حىَ كان تب فسلوا سُبحتى فهل
هذا القرن ،فلا يزال المتصوفة فى من الصيادى غير ابى الهدى كان شأن وكذلك
الإسلامية الحكومات ،ولا تزال الجامدين العلماء العامة من بين العامة وأشباه نفوذهم لهم
فى الاحتفال أتباعهم ،وتشاركهم على سلطان من غمالهم لهم تقاليدهم ،وتغضى ترعى
على فى حكمه يجرى القباب من أمواتهم ،مع أن كثيرا من هذه الحكومات بموالد أصحاب
بتقاليد هؤلاء تؤمن فلا ، الجديدة بالتقاليد الأوربية فيها الحديثة ! ،-ويأخذ الأساليب
ولا جديدة لا هى مضطربة حياة ،وجعلها علينا حياتنا أفسد النفاق الذى ،ولكنه المتصوفة
بين المختلفين يجمع الذى هو والنفاق ، والجدبد بين القديم مذبذبة حياة ! ،انما هى قديمة
منها. يرجى فيها ،ولا خير لا ثمرة حياة عقيمة حياتهم ،ويجعل فيهما
،ينشرون القرون السابقة فى فى هذا القرن كما عاشوا المتصوفة أولئك وبهذا عاش
فتُجبَى إليهم ، الأموات من القباب بأصحاب وئجِرون ، والخرافات البدع الناس بين
ليسعدوهم، بأموالهم انفسهم أتباعُهم على ويضنُّ ، الحكومات إلى تُجبى كما الأموال
، الناس فقر الوافر بين بالغنى ويمتعوا ، الشعب شقاء بين ورفاهية سعادة فى وليعيشوا
هذه الباع والتقاليد ،وكان الثخ فى القضاء على هذا الفساد ،وسعى كثير من شكا حتى
093
الله عبذ الشيئ .أولئك المتصوفة ،وكذلك الإنكار على فى ا صوتًا عبده أرفعهم محمد
ما أبدع المسامير ،ومن كتابا سماه الصيادى الهدى أبى الشيخ هجاء فى ألف ،وقد النديم
إبراهيم: حافظ الشعر قول محمد المتصوفة من قيل فى نقد أولئك
فى أواخر القرن السابق وأوائل هذا القرن يواصل جهاده الشيئ! وق! .قام
يخالف هذا فى ،وهو القوة استعمال على السلمية فيه الدعوة يؤثر ،وكان الإصلاح فى
فيها ،وقد أن يشترك راى العرابية الثورة قامت حينما ،ولكنه الأفغانى الدين جمال أستاذه
،فلما عُفى بيروت فيها النفى إلى اشتراكه على عقابه ،وكان الإنكليز لمصر باحتلال انتهت
،فراى أن يسالم إلى الإصلاح القوة فى الوصول تغير رأيه فى استعمال عنه وعاد إلى مصر
الطريق الذى ،لأنه هو الدينى والاجتماعى ،وأن يفرغ نفسه ل!صلاح مصر الإنجليز فى
لا بل ، فيها لا نضاهيهم القوة التى استعمال إلى يلجأ ولم ، منها خروجهم إلى يؤدى
هذا تلميذه السيد جاراه فى عندنا ،وقد شىء كل منها بعد أن استولوا على شئا نملك
، عبده محمد بمساعدة الشيخ مصر فى المنار الذى أنشأ مجلة ،وهو رضأ رشيد محمد
سلك أنصار الجموب ،فلما مات عنه أعداءه من ،ودافعت الإصلاح بنشر آرائه فى فقامت
، الإصلاح تلاميذه لرأيه فى فكان أخلص استاذه ، فيها مسلك رض! رشيد السيد محمد
باشا الثانى أقنع الخديو عباس حتى الإصلاح فى عبده يسعى محمد ولم يزل الثخ
فيها لضبغتها التدخل الإنكليز قد تركوا ،وكان الث!رعية والأوقاف والمحاكم الأزهر ب!صلاح
ما يراه من كل يمكنه ادخال ،ولم فيها الإصلاح ببعض عبده محمد الدينية ،فقام الشيخ
أن غضب الخديو عباس هذا لم يبث ثورة الزجعيين عليهاْ ،ومع ،خوفًا من الإصلاحات
فيما يرون ولو للخكام العلماء الذين يخضعون من ،لأنه لم يكن عبده الشيخ محمد على
عبده من كراهة مثل الشيخ محمد قرون على المسلمين من حكام اَراءهم ،وقد جرى خالف
. العلماء
الأرهر، إدارة عبده أخرجه من مجلس الخديو عباس على الشيخ محمد فلما غضب
منهم ،فيكون بعلماء الأزهر وطلابه ينهض إلى غايته ،حتى بالإصلاح فلم يمكنه أن يصل
ما لكل يخضع الذى موقف الحكا ،ولا يقفوا.من الدين والعلم فى اَراء لهم علماء ْ
193
الى هذه الوصول فى الأزهر عن الإصلاح مع رايهم ،بل وقف له رأى ،ولا يكون يرون
ن أ العلماء يسهل أولئك من يأنمر لهم أن من هذا دون وقفوا الذين الحكام يعلم الغاية ،ولم
فى النظام الحديث دخول بعد العلماء أولئك بقى ولهذا ، منهم هذا ممن يريد يأتمر عليهم
هيئة فى دخلوا لأنهم ، للحكام النظام خضوعهم هذا زاد بعد كانوا قبله ،بل كما الأرهر
من كغيرهم تأديبات وعقوبات لهم النظام ،ووُضعت الدولة بعد هذا الموظفين فى
نفسه ،وهذا فى موقفهم مع الخديو عباس للحكام الخضوع على أثر تعويدهم وظهر
الدولة العثمانية التركية الى ،فانضمت الأوربية العامة الأولى الحرب قامت منه حين
باقية لهذه التى كانت إنجلترا السيادة الاسمبة ،فأبطلت عباس اليها الخديو ألمانيا ،وانضم
،وأقامت الحكم الخديو عباسا عن ،وعزلت حمايتها عيها ،وأعلنت الدولة جملى مصر
م ، 1491 إ اهـت هذا سنة 333 مصر،وكان باشا سلطانا على باشا بن إسماعيل حسين عمه
فيها دعوا رسالة ،وأصدروا فيه فأيدوها تأييد ذلك فى الأرهر علماء بكبار استعانت وقد
باشا فى شفيق أحمد ذكر كما يَدَعُوا ،ولم الحكومة واتقاء الفتنة داطاعة السكون الأمة إلئ
عدم على النبوية يحضان الأحادبث من الذكر الحكيم او حدبثا آيات حولياته آية من
أتوا V( ، المرء فيما لا يعنيه تدخل البعد عن ،وعلى التهلكة إلى دهالقاء الأنفس المخاطرة
الجامع شيخ البشرى العلماء الث!يخ سليم أولئك رأس على الرسالة ،وكان هذه به فى
وقد نصحوا عليهم مفتى الديار المصرية ،وكان الصدفى عاشور بكرى الأزهر ،والشيخ
أن هذا ،إذا صح أيفئا فيما لا يعنيهم التدخل فيما لا يعنيها أن يتركوا التدخل الأمة بترك
وحكمتها ، رضاها غير من انجلترا الحماية عليها اعلنت ،وقد الأمة المصرية لا يعنى كان
موقفا فى ذلك الخديو عباس ،وقد وقف وحدفا بالقهر والغلبة حكمَا يُقصد منه مصلحتها
الأرهر يتعثر بأمثال عبده فى محمد الشيخ الذى أدخله النظام الحديث وبهذا سار
حتى ، عبده محمد الث!يخ طراز من يكونوا ولم ، به لا يؤمنون الذين العلماء أولئك
)ولا يأتمرون الا للحق لا يخضعون ، الطراز هذا تُخرفي جملماء من وجهة يمكنهـ 3أن يوجًهوه
قبك عليه كانت الأمة عما بين العلماء منزلة فانحطت ، منهم ما يريدونه كل فى للحكام
الأمة من ،فخرجت تنظر إلى سائر الناس تنظر اليهم كما ،وصارت النظام الحديث
بالدين يتعلق فيما حتى ، الحديثة لأبناء المدرسة العليا فيها الكلمة وصارت ، أيديهم
، الجمود فى هذه الأحكام عبده على بعد الشيخ محمد لأن علماء الأرهر مضوا ؟ وأحكامه
فيها دونهم. التجديد برسالة الحديثة إلا أن يقوموا أبناء المدرسة المعتدلون من يجد فلم
293
أعضاء مجلس بعض قام حين العلماء من أولئك ومن هذا الخضوع للحكام ما حصل
الوقت، فى ذلك هذا حكام ،فلم يرض الأهلى أو إصلاحه النواب يطالبون ب!لغاء الوقف
من حاله ،ولو دخله قديم على بعلماء الدين يريدون بقاء كل الا أن يستعينوا ولم يجدوا
الأرهر فى العلماء جميعا ،فأفتى م 2791 = هـ 1346 سنة هذا ،وكان ما دخله الفساد
إلا فيمذً منهم ،ولم الأهلى الغاء الوقف بأنه لا يجور المعاهد الدينية الإسلامية من وغيره
يشذ أن يطيقون لا. لأنهم ؟ بمخالفتهم يجهر يمكنه أن ،ولم بالسكوت اكتفى النادر الذى
،ولكنهم مطلقا الوقف جوار أبى حنيفة عدم الرواية عن أن ظاهر ،مع عنهم أحد
وبيعه، عنه الرجوع ،وله الواقف ملك على يبقى كالإعارة أن الوقف بأنه يريد يؤولونها
الذى استقر أمر الوقف من شىء فى عنه ،وقد فاتهم أن مثل هذا ليس يورث لهان مات
الفقهاء عليه.
بتحديد يطالب النواب أو الشيوخ قام بعض حين منهم هذا أيضئا ما حصل ومن
فى وأيدها ، العلماء كبار هيئة من مؤلفة وهى ، لجنة الافتاء بالأرهر فعارضته الملكية ،
قد كان أبا ذَز الغِفارى أن مع ، الدينية الاسلامية والمعاهد بالأرهر العلماء جميع فتواها
لممن كثر أن يقتنى للمرء أنه لا يجوز يرى ( ،ذ كان عثمان خلافة فى هذا أبعد من الى ذهب
فيه ،ولم مخطئا بأنه كان حكموا إحفاعهم يعارض مذهبه ،فلما رأوا أن وليلة يوم قوت
، الشاذة الأقوال الإفتاء ببعض عن لا يتورعون الآن وأنهم ، مجتهدا أنه كان يراعوا
من ،وليترك الأقوال هذه مثل ذر أبى قول فليكن وغيره الطلاق التى أفتوا بها فى كالأقوال
كما ، الأيام من يوم اليه فى يحتاجون فقد ، القاسى الحكم هذا عليه يحكم أن غير
الملك السابق غالى بالأميرة السابقة فتحية بنت هذا أيضا فتواهم فى زواج رياض ومن
هى ،وكانت بهذه الأميرة ليتزوج فأسلم مسيحيا غالى رياض فؤاد الأول ،وكان أحمد
الملك السابق أخوها فيها ،فبذل معهما غالى رياض ،وكان المتحدة بأمريكا بالولايات وأمها
لجنة الإفتاء بالأزهر، لجأ الى وأخيزا ، الزواج هذا دون ليحول وسعه ما فى كل فاروق
الحديث ،والمسلم حديث غالى مسلم فى الإسلام ؟ لأن رياض فأفتت بأن الزواج لا يصح
صحة الكفاءة فى اشتراط فى القديم ،وفاتها أن الفقهاء مختلفون كفؤا للمسلم لا يكون
لا يشترط الذى هو بين الناس المساواة من به الاسلام جاء لما الموافق المذهب ،وأن النكاح
فقد الكفاءة بين المسلم الحديث إليه من أن ما ذهبت ،على النكاح هذا الرط صحة فى
بينهم وبين من لأنهم يرونه لا يسؤى ، الإسلام فى الناس يزفد والمسلم القديم خطأ
أجله لا غالى من اليه ،وكان فى امكانهم أن يبطلوا هذا الزواج بأن إسلام رياض سبقوهم
rAr
قال ،وقد هذا الزواج لم يسلم ؟ لأنه لولا رغبته فى الإسلام اعتقاده بصحة أجل من
الله إلى هجرته كانت فمن ، ما نوى امرىء لكل هـانما بالنيات 9إنما الأعمال النبى علص!ا
امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها إلى هجرته كانت ومن ، الله ورسوله إلى فهجرته ورسوله
لأجل إذا كانت لا تصح أن الهجرة فى صريح إليه ! فهذا الحديث إلى ما هاجر فهجرته
الزواج ،فهو ذلك لأجل غالى إسلام رياض هذا يقاس امرأة ،وعلى (صابة دنيا أو نكاح
اتخذه أخرى إليه رغبة دفعه هـانما ، فيه لذاته إليه رغبة تدفعه لأنه لم صحيح غير إسلام
على لأنه يعتمد ؟ هذا مثل إلى تذهب لا يم!ضها أن اللجنة تلك مثل إليها ،ولكن وسيلة
لا تعتمد غالبا إلا عليها، الفقه ،وهى فى المتأخرين كتب فى لا يوجد استنباط جديد
المتقدمين التى تلجأ أحيانا إليها. فى كتب لا يوجد وكذلك
العلماء الذين تولوا أمر أولئك المراغى من مصطفى محمد ويمكننا أن نستثنى الشيخ
الغاية التى عن ،فساروا فيه منحرفين عبده محمد الأرهر بعد الشيخ فى النظام الحديث
بأنه يؤمن يمتاز عليهم وكان ، الغاية هذه طريق به فى يسير لأنه أراد أن ، منه أرادها
اصطدم أن يلبث لم ولكنه ، النظام منَهذا عبده محمد أراده الشيخ الذِى بالإصلاح
فى بيان هذا ،وسيأتى أيضا الغاية هذه إلى يمكنه أن يصل الأزهر ! ،فلم فى الجمود بأنصار
بين ثقافة هذا القرن ممن جمعوا فى المصلحين عبده أظهر محمد الشيخ وبهذا كان
بين الثقافة المدرسة الحديثة أنهم يجمعون رجال على ميزتهم ،وكانت الماضى والحاضر
يراد إضافته لما أساسا به ،ويجعلونه بصيرة عن القديم ب!صلاح ،فينادون القديمة والحديثة
تقليد على باقتصارنا نكودط ،ولا بماضينا صلتنا لا تنقطع ،حتى الحديث الإصلاح إليه من
لهآ فيها العيش بلادنا ،ليطيب استعمار من ما تقصده هو هذا لأن ، ذيولها أوربا ذيلا من
العبيد ،أما أبناؤها السادة ونحن ،ويكون الأبد إلى تستعمرنا إذْ لها ، يخولا ان نصير بعد
صف فى الدينى ،بل نجد كثيرا منهم يقفون الإصلاح المدرسة الحديثة فلا يهمهم رجال
مصطفى المدرسة الحديثة عبده من رجال مع الشيخ محمد وممن ظهروا فى مصر
وجه م ) وقد رفع جملم الجهاد فى 8091 - 1874 هـ= 1326 - باشا ( 1912 كامل
أن يمنح الخديو عباس من حياته يطالبهم بالجلاء عنها ،ويطلب ،وقضى الإنكليز فى مصر
تشريعية فيها سلطة وتقوم ، بالشورى تحكم دستورية لها حكومة لتكون ، الأمة الدستور
سقاه بذلك يطالب ،ثم قام ب!نشاء حزب تنفيذية فقط سلطتها الأمة ،وتكون نواب من
استعمال إلى يلجأ ،ولا الثورة السلمية على جهاده فى كانْ يعتمد ،ولكنه الوطنى الحزب
493
،وكان محضا سياسيا جهاده كان ،بل الدينى الإصلاح من يُغنَى لىء يكن ،ولم القوة
كتابَى -تحرير صاجب ،وهو اجتماعيا مصلحا ،وكان أمين بك قاسم ومنهم
، البيوت النساء فى يسجن الذى الحجاب برفع فيهما نادى وقد - المرأة . ،والمرأة الجديدة
تربية أبنائهن تربية حديثة، ،ويمكنهن نساؤنا تنهض ،حتى بالمدارس الالتحاق من ويمنعهن
دعوته مقاومة شديدة م ،وقد لقيت 8091 = - سنة 1326 أمين بك وفاة قاسم وكانت
فى بعده النساء تغالين ولكن ، عليهم أخيرا انتصرت أن ،إلى القديم على الجامدين من
رجعية فى متزمًتة ،ووقعن رجعية من ،فخرجن الجاهلية الأولى تبرج ،وتبرخن السفور
مفرظة.
الدينى والمدنى ،4ولكن بين الإصلاح يجمع ،وهو بك فريد وجدى محمد ومنفم
أن يرى ،فكان الصحيح وجهه الدينى على معرفة الإصلاح لم تمكنه من المدنية تربيته
فى الرد نفسه بتأليف الكتب الإسلام ،ولهذا شغل الخطر على صاحبة هى المادية الفلسفة
مسألة أن ،والحصتمة أوربا فى ظهر الذى الأرواح استحضار لمذهب الانتصار ،وفى عليها
،ولا تعالى اللّه بوجود الاعتراف هو الدين ،والمهم فى الم!ائل العلمية والمادة من .ح ا- ا
فى يضل ،والذى ومادة فيه روح ،أو يكون ماديا صرفا ما سواه أن يكون هذا بعد يهم
العامية فنستبدل ، الإسلامى بماضينا صلتنا نقطع أن يرون هذَامون آخرون ومنهم
الحديثة الأوربية المدنية ونأخذ ، العربية بالحروف اللاتينية الحروف ونستبدل ، العربية باللغة
بلادنا ذيو.لا فى أن نكون الذين يريدون هم ،وهؤلاء وقبيح حسن من ما فيها بكل
فيهم ،وقد يكون لا يشعرون الاستعمار الأوربى "من .حيث فى هذا يخدمون لأوربا ،وهم
الحديثة يزداد المدرسة رجال الاستعمار الأوربى ،وهذا النفر من بهذا خدمة يقصدون خونة
اوHIS الذين ،وهم المدرسة هذه رجال من الصالح الجيل أن ذهب يوئا فيومًا ،بعد عدده
الحديثة المدارس فتربوا فى خلفوهم الذين جاء ،ثم ما حد الى الأسلامية بالتربية بتأثرون
متأثرين منها غير فيها ،فخرجوا التعليم الدينى على ،وقضوا الإنكليز عليها أن ش!يطر بعد
الحد من فيهم النزعة الدينية والوطنية إلى ذلك الإسلامية ،وقد ضعفت التربية من بشىء
،فهو متردد متقلب حال على لا يستقر فى دعوته إلى الإصلاح آخر صنف وهناك
نشأة أرهرية نشأ ،فقد الصنف يمثل هذا من ! خير حسين ( طه إليه ،والأستاذ فيما يدعو
بالجامعة التحق ثم ، الثقافة القديمة من عليه ألاطلاع ما أمكنه على له الاطلاع هيأت
rqc
فيه الثقافتان فاضطربت ، فرنسا جامعات ببعض التحق منها انتهى ،فلما القديمة المصرية
فيها لم يصل ،وكان تنكَر لنشأته الأزهرية العليم اتجاهه فى غتر ،لأنه حين عجيبا اضطرابا
أنكره قيودها ،وأن يتغالى فى التجديد إلى حد من عليه أن يتخلص إلى نهايتها ،فسهل
بين الدراسة الحديثة فى جمع من ،بل أنكره بعض عليه كثير ممن تربى تربية مدنية صرفة
إليه المخالفة ما كان يدعو كل فى ذلك أنه خالف والدراسة الحديثة فى أوربا ،على مصر
استقر فى الأوربية ،حتى المدنية بمن فتنتهم الأرهر يتهكم في طالب فقد كان وهو
متهكما يعتذر فقال ، معرة عليه بالمحافظة الظهور وأن سُبة ، الدين النسبة الى أن وهمهم
بعض منى نبيه ( :سيضحك على والصلاة الله بحمد الأدب له فى بدء محاضرة عن
يخالف نبيه ،لأن ذلك والصلاة على الله أبدأ هذه المحاضرة بحمد إذا سمعنى الحاضرين
فيه أننا الآن أصبخنا مما لا شك ( ( :ن الأجنبيات من التزوج تقبيح أيضًا فى وقال
الى جميل الى قبيح ،ومن حسن من أخلاقنا الماضية ،تغيرت غير العصور عصر فى
اليسير أن من ،وأصبح مميزاتنا الجنسية أنفسنا وزالت ماتنا ،وضعفت مقوً ،ذهبت ردىء
إلى تقليدنا للفرنج أمرا محببا ،بل أصبح الأجانب طباع غيرنا من طباعنا فى تندمج
النافع فى أثرهم ونقفو ، والقبيح الحسن فى نقلدهم فنحن ، منها مستحسنا ، نفوسنا
بكل يفق التقليد ،ف!ن أحدنا شر ما يكفيا والأخلاق الأنفس قوة لنا من ،وليس والضار
،فلا شك كبير أو صغير أو امرأة عن رجل من الفرنج ،ولا يبالى أصدر عن صدر شىء
(باحة التزوج ما جاء فى الشريعة الإسلامية من فى استعمال أن نحتاط فى أنه يجب عندى
. أ()2 ممقوت إنه الآن حرام إن قلت بأس علىَّ من أرى ،ولست بالكتابيات
من الثه تحريم ما أباحه هذا الطور مغال فى كراهة تقليد الأوربحِن إلى حد فهو فى
حاله انقلبت الطربوش بالعمامة الثانى واستبدل الطور إلى صارَ ،فلما بالكتابيات التزوج
المدنية الأوربية، فى شىء بكل الأخذ الى يدعو ،وصار بكتابية فرنسية ،فتزوج الضد الى
:إما أن نأخذ أمرين إلا أحد هناك رأيه ليس ء لأنه فى وردى جيد ،ومن وقبيح حسن من
حن ما فيها من ،لىاما أن نتركها بكل وتجيح حسن ما فيها من بكل الأوربية المدنية
،فأنكر القديم جموده من شىء إلى - مرآة الإسلام كتابه - فى أخيزا عاد وقبيح ( ) ،ثم
ran
بالعقل، إيمانه ابى العلاء المعرى أنكر على ،وكذلك القرآن والحديث التأويل فى نصوص
. العلاء أبى كتابه :ذكرى ده المزعوم فى 6q معجبا أنه كان مع
إليها ما شاء نهايتها ،اثم أضات إلى الأزهرية نشأته فى سار حسين أنَ الأستاذ طه ولو
بل ، التجديد والمغالاة فى الجمود فى المغالاة بين أمره ى ف تردد لما ، الثقافة الحديثة من
،وقد كان فيه اشعداد الإصلاحية عبده ومدرسته محمد الشيخ سبيل الإصلاح فى سلك
التردد عليه بذلك تنكره لأزهريته قضى عبده فى الأرهر ،ولكن كبير لخلافة الشيخ محمد
اليه. يخما يدعو شأنه رأيه ،ولا يزال هذا فى الاضطراب ذلك فى ،وأوقعه أمره فى
فى هذا القرن هو من الى التجديد الإسلامى بأن الأقرب ويمكننا بعد هذا أن نحكم
والدنيا، الدين لأمور الشامل بالإصلاح وينادى ، بين الثقافة القديمة والحديثة يجمع كان
محمد الشيخ أوله إلى يومنا كما توفر فى هذا القرن من من واحد لم يتوفر فى وهذا
المراغى، مصطفى ،ويليهَما فيه الشيخ مخمد رضا رشد عبده ،ويقاربه فيه السيد محمد
التركى ،لنعرف كمال ،ومصطفى الهندى غلام أحمد إليهم دراسة أن يضات ولا بأس
أواخر القرن الثالث عشر المجددين فى رأس عبده على محمد الشيخ وبهذا يكون
الدين الأفغانى من وأستاذه جمال ،وقد يُظن أنه هو وأوائل القرن الرابع عشر الهجرى
التجديد فى حديثة تنحو انشأ مدرسة الدين الأفغانى ابن تيمية ،والحق أن جمال مدرسة
على النهضة بقيم أن ويحاول ، وعلومها الحديثة الفلسفة بفائدة يؤمن مذهئا الإسلامى
ابن تيمية؟ من ابن رشد إلى أقرب المدرسة ،وهذه أوربا نهضة عليه قامت ،كما أساسها
بين الإسلام أنه لا خلاف ،ويرى عصره فى بالفلسفة وعلومها كان يؤمن لأن ابن رشد
تكفير الفلاسفة كما يراه هذا ويرى فى ابن رشد يخالف ،أما ابن تيمية فكان والفلسفة
. متأخرا جاء ،ولكنه عندنا ابن رشد راى انتصر ،وبهذا الأشعرية من مخالفوه
،ولم تلن هذا القرن أيضا فى جمودها ابن تيمية مثابرة على مدرسة ولهذا مكثت
محمد ،وتابعه فيه الشيئ السابق القرن فى الأفغانى الدين إليه جمال lU-5Lدعا فيه للتجديد
يؤيدونه فيها أنصارا ،فوجد بيئته الأشعرية فى منهما كل ظهر ،وقد القرن هذا فى عبده
فى الجامعة الأشعرية الكبرى ! الجامع والخديد الإصلاح كثير من دخل فى تجديده ،حتى
العلوم فيها دراسة الإصلاح وجوه أهم أو أكثر ،ومن قرن نصف نحو الأزهر ،من
الحديثة. الفلسفية
الى ف!نها سبقت ، الأوربية أثار الحضارة الى نظرها فى بيئة الأشعرية كانت وكذلك
riv
، القرن هذا شيئا مألوفا فى .عندها صارت ،حتى السابق القرن من الإيمان بفائدة استعمالها
ببقيدة الآخذة البلاد الإسلامية إلى ينتقل حتى أوربا اَثارها فى من أثر جديد يظهر فلا
من أصلاً ،أو يخالف عقيدتها فيه ما ينافى ترى ولا ، استعماله فتبادر الى ، الأشعرى
دينها. أصول
العداء إلى آثار بعين قريبة ينظرون مدة إلى مكثوا ابن تيمية ف!نهم مدرسة أما أصحاب
ولم ، الحضارة آثار هذه من غيرها إلى السيارات إلى الدراجات من ، الاوربية الحضارة
الدينى الجمود ذلك فى مثلهم ،ف!نه لم يقع سعود العزيز ا! إلا الملك عبد هذا فى يخالفهم
فيها بين الإصلاح ،ليجمع الحضارة الحديثة فى بلاد العرب الأخذ بأسباب على بل عمل
،ولا يتخلف لجنب المدنى فيها جبا والتجديد الدينى التجديد يسير ،حتى والمدنى الدينى
الملك الإسلام ،وبهذا يكون للتجديد فى ،وهذا هو الطريق الصحيح الآخر عن أحدهما
893
محمك عبده
البحيرة سنة بمديرية بمحلة نصر وُلدَ بن عبده خير الدين المصرى ، هو محمد
الكتاتيب طريقة والكتابة على الَقراءة فيها القرآن وعرف م ،فحفظ 1845 اهـ= 266
معهدًا دينيا وكان ، الأحمدى الجامع أبوه إلى أرسله سنة كأ خمس ولما بلغ ، القديمة
،وهى والعربية الدينية العلوم تعليم طبريقته القديمةْ على المنزلة ،ويسير فى الأزهر يلى
النحو فى المبتدىء تاخذ إنها كانت حتى ، التعليم به المنتهى فى بما تأخذ المبتدى تاخذ
إعرابها، فى منه يطبقه شئَا يعرف أنه لم مع ، يتلقاه فيه درس اول فى البسملة ب!عراب
الطريقة ،ولم يرض الأزهر هذه فى إصلاح له شأن الذى سيكون هذا الطالب فلم بألف
إخوته مع إلى قريته ليشتغل ،بل آثر أن يرجع يفهم أمام أستاذه يسمغ أن يجلس
قرية بمديرية منه إلى ،فهرب الأحمدى الجامع ثانيا الى يعود والده إلا أن أبى وقد
رجلا وكان ، درويش أبيه الشيخ خال فيها على ونزذ ، أورين كنيسة تسمى ، البحيرة
بطريقة فى ،وأخذع الثائر هذا الفتى يروض! كيف ،فعرف بالإرشاد والوعظ يشتغل صوفيا
فر منه، العلم الذى رغبه فى ،حتى الأزهر والجامع الأحمدى طريقة التعليم أنفع من
،ثم تركه إلى سنين خص! شيوخه على يأخذ ،ومكث إلى الجامع الأحمدى ثانيا فعاد
بعد نفرته طريقتهم التعليم ،والظاهر أنه ألف فى طريقتهم على شيوخه من الأزهر فأخذ
منها.
علفا عنده فوجد ، الأفغانى الدين الله بجمال أدركه أن إلى هذا على استمر ثم
الأزهر فى المسلمين علماء فيه عالما مجدً ذا ثائرا على ووجد ، الأزهر يخالف جديدًا
رهبان ،كأنهم الأرهر داخل إلا انفسهم ،ولا يهفُهم والمسلمين الإسلام أصاب بما يشعرون
شأن ،وفى "همالهم فى شأ!ى!نياهم عن الله مسئولية أمام عليهبم فى دَير ،وليس
،وكانت المدة التى اقامها بمصر فى عنه يأخذ الدين بجمال عبده الثميخ محمد فاتصل
غيره من حياته فى ركود كما قضاها لقضى وَ!لاها الأثر فى حياته صاحبة قصرها على
الكتب بعض بتدرشى يقوم ،فكان طالبا لا يزال الأثر فيه وهو هذا ،وظهر الأزهر علماء
صص -الأصول مذهيط فيها على الدين ،لا يجمد جمال ششاذة طريقة فى الأزهر على
الجمود أصحاب يثير عليه هذا ،وكان الصحيح الدلمل عليه يقوم بما يأخذ ،بل أو الفروع
عليه، الممتحنين بعض العالمية تعضَب امتحان تقذَم ! لما إنه ،حتى العلماء والطلاب من
ن أ الى ،واضطرهم هذا التعصب على نبوغه تغفب فى الامتحان ،ولكن وأراد أن يسقطه
الإصلاحية. الدعوة من الله له هيأه بما ليقوم ، العالمية شهادة يمنحوه
قد أنشثت ،وكانت دار العلوم مدرسة فى العالمية للتدرير أن نال شهادة بعد واختير
العربية والدينية مثقفين للعلوم الحديثة معلمين للمدارس ،لتخرفي باشا إسماعيل عهد فى
فيها علم فدؤس الثقافة ، هذه الخالين من المعلمين الأزهريين محل أ فيحلوا ثقافة حديثة
الحوادث كما كان سرد فيها على ،فلم يقتصر عظيمة بدراسته فيها نهضة ،ونهض اضش
الى خلدون مقدمة توصل ابمبن ،وهى مقذمة ابن خلدون فيه تجله ،بل درس يدرس
أو كمنزلة ، الفلسفة من المنطق كمنزلة التاريخ من منزلته ونجعل ، العمران علم اختراع
فى القرن الثامن، ابن خلدون فى الكلام على الفقه ،كما سبق علم الفقه من أصول علم
التجديد فى دراسته، من به ما أدض المقدمة ،فأدخل هذه أساس التاريخ على ثم درس
هذه المقدمة. التاريخ علىْ أساس لم يمكنه أن يدرس مع أن ابن خلدون
!مىالاصلا يدعو ،فأخذ جهاده الدين فى هذا أستاذه جمال مع ثم شارك
الطامعبن فى بلادهم، الأجانب ،وبفاوم دساش غفلنهم تببه المصرببن من على وبعمل
فيها الشعب يشارك دستورية طريقة ،ليجعلها فيهم الحكم طريقة إصلاح فى وشعى
الحاكم فر!%ت ،ولا يتركها تضيع مصالحه أمواله فى من ،فينفق ما يجبى الحكومة
وشهواته.
الكلام فى الدين كما سبق ،وأمر بنفى جمال مصر بهذا توفيق باشا خديو فضاق
،فأقام بها سنة نصر قريته محلة عبده محمد بأن ينزم الشيخ ،وأمر المابق القرن فى عليه
القاهرة سنة ،فعاد الى عنه باشا فأرضاه رياض وزيره سعى ،حتى ا م AVA = هـ 6912
الرسمية الجريدة وهى ، المصرية الوقائع جريدة لتحرير رئيسا باشا رياض فجعله
،فنشر والحكومة الشعب فبرأ لاصلاح ،وجعلها عظيمة بها نهضة ،فنهض للحكومة
، الإصلاح ،وما الى هذا من وجوه الحكم التعليم وطريقة كثيرة فى (صلاح فيها مقالات
الصحافة بأسلوب ،فانتقل الكتاب من فيها غيره التى جاراه النثر المرسل فيها طريقة وابتاع
يتوجه الى الحكومة، مما كثر وكان فى هذه الدعوة الإصلاحية يتوجه الى الشعب
أن الحكومة هى ،لأنه كان يرى مصر الدين بعد نفيه من هذا أستاذه جمال فى وخالف
العقبات على ،وتقضى فرضا الشعب على ،لتفرضه عليها أن تقوم بالإصلاح التى يجب
طريق أن يأتى من يجب عبده أن الإصلاح ،فرأى الشيخ محمد طريقه فى التى تعترضه
استعداده بعد الاصلاح فى يسير ،وتجعله النهوض على ،بأن يرتَى تربية تساعده الشعب
معا. هذا فى والحكومة الشعب أن يتعاون أرى له ،و(نى
فى عرابى باشا بحركته قام أحمد عبده حين وكان لهذا الرأى أثره فى الشيخ محمد
يمثًل العنصر الحركة هذه فى فكان ، الدستور داعلان الشعب بين طواثف بالتسوية المطالبة
باشا إباء توفيق ولكن ، الحركة لهذه الأجانب استغلال يخشى لأنه كان ، المعتدل
،فلم شديدة شعبية ثورة إلى ،فانقلبت حركته قوة باشا راد فى عرابى الايمبتجابة لأحند
إلى باشا توفيق التجاء بعد سيما ولا ، تيارها فى يسير الا أن عبده محمد الشيخ يَحَ
،وعلى شعبه حرية على له قضاء حماينهم أن فى ،كأنه لا يعلم شعبه من الانكليز ليحموه
بادروا لهم ،فلما سنحت الهند على استيلائهم الإنكليز بعد ينتظرها فرصة ،وكانت حريته
العقبات فيها ،ويضعوا باشا توفيق نفوذ على ليقضوا مصر موا باحتلال Li j 4 اتها Lai الى
اشتراكه فى هذه الثورة بالنفى عبده على الشيخ محمد أهلها ،وقد عوقب نهوض فى طريق
ما سبق ،وكان بارش! إليه فى الذهاب الى الدين جمال أن دعاه ،فأقام بها الى بيروت الى
العروة الوثقى ،وقد (لثاء مجلة العروة الوثقى ،وفى جمية تأليف اشتراكهما فى من
على اللغة الفرنسية ،والاطلاع تعلم باري! (قامته فى من عبده محمد استفاد الشيخ
بثقافته إلى وبلغ ، الاصلاح دعوة فى الجهاد فى رغبة فزاده هذا ، أوربا الحديثة حضارة
فيها رسالة المدرسة السلطانية ،ووضع فى بالتدرشى اشتغل فلما عاد إلى بيروت
فيه ،وتقضى للاجتهاد فيه المجال تفتح إذْ ، العلم هذا فى جديدا التى تُعد فتخا التوحيد
الحديث. العصر فى اليه العلم صار لما ملائئا ،وتجعله الجمود. اَثار على
، عنه عقوبة النفى الى بيروت ،ولم تصرفه الجهاد فى الإصلاح هذا لم ينس ومع
العثمانية التركية وقد اللازم للدولة بيان الاصلاح فى :أولهما الإصلاح فى رسالتين فوضع
فى والثانية ، والمدنى فيها بالتعليم الدينى التى تنهض ،والوسائل الدولة فيها أحوال شرح
الى التى تؤدى الولاية ،والوسائل هذه فيها احوال شرح ،وقد ولاية انم (صلاح
ا م ،فعاد الى AAV هـ= i عبده سنة 603 الشيئ محمد ثم عفا توفيق باشا عن
،ليبعدوه عن الاشتغال بالتدرشى أولو الأمر أن يبعدوه عن ،ورأى بيروت من مصر
كره على الوظيفة بهذه رضى ،وقد الأهلية بالمحاكم قاضيا ،فعينوه بالإصلاح الاشتغال
104
) الاصلام فى -المجددون ( 26
، القانون روح تجارى فيها حرة أحكامه وكانت ، بها شغله من غرضهم لأنه يعلم ؟ منه
القانون المجتهد الذى تهمه روح القاضى طريقة هى وألفاظه ،وهذه ولا تتقيد بنصوصه
الثانى فى باشا ابنه عباس وخلفه ، م 2918 = هـ 0131 سنة باشا توفيق ومات
فيها، بالحكم استأثروا لأنهم ، مصر الإنكليز فى ولايته أن يناهض أول ،فأراد فى الحكم
الث!يخ وكان ، مجلسه من المصريين رعماء تقريب على فعمل ، منه له شيئا يتركوا ولم
يشث!ير .فى غيره ،وجعل من كثر مجلسه من فقرَّبه هؤلاء الزعماء ، عبده كبر محمد
وا،وقاف له
الأ!ص!زهر
ا له أنهم فذكر الإنكليز ، مناهضة التى تمكنه من الوسائل
نت و البلاد ، به! حال لصلح ب!صلاحها اشتغل وأنه لو ، الشرعية والمحاكم الإسلامية
فيها نهضة يحدث الإنكليز ،لأن هذا الإصلاح حكم القضاء على فى الى الجاح أقرب
،وكيف الإنكليز حكم تناهض أهلها ،وتعرفْكيف بها نفوس ،تصلح دينية واجتماعية
فى الوصول السياسية الظروت تشغل ،وكيف التمسك بحكم مصر نجى على حجتهم تقض
الأرهر إصلاح له من عبده ،ومكن الشيخ محمد باشا بهذا الرألى من فاقتغ عباس
تقرير بوضع فقام ، الديار المصرية مفتى وظيفة فى وكان ، الشرعية والمحاكم والأوقاف
هذه فى حدث إصلاح لكل كان أساسا التقرير الذى ،وهو المحاكم الشرعية لإصلاح
شاملا إصلاحا يجعله رايه أن من وكان ، الأزهر فى الاصلاح قام ب!دخال ،ثم المحاكم
،ورأوا الطفرة هذه على يوافقوه الأمر لم أولى فيه ،ولكن أثر للجمود كل على يقضى
ما لا أن ،ورأى منه كره على برأيهم فرضى ، بالتدريج الأزهر فى الإصلاح يدخلوا أن
والخُلقية، والصحية الإدارية .الناحية الإصلاح تناول وبهذا ، كله لا يترك يُدرَك كله
لا إلا ب!صلاح الدراسة طريقة يتناول ،ولم الدراسة الحديثة فى العلوم إدخال على واقتصر
،مع والتجديد فالاجتها مجال ،ولا والشروح المتون عبارات يُعنَى فيها الا بفهم
وسيلة له. أنه على يُئخَذ ،وما سواهُ الإصلاح من ا!بر أن هذا هو الغرض
الدروس الأزهر ،تداركه فى فى (صلاح عبده هذا النقص الثميخ محمد فلما رأى
الإصلاح فيها الى فدعا ، العلوم من ونحوفا البلاغة وعلوم التفسير بلقيها فى التى كان
الصالحة ،مثل % واختار لها مصراعيه ، باب !هعلى فيها ،وفتح معانيه بأوسع
البلاغة ،وكذلك علوم عبد القاهر فى كتابى -دلائل الإعجار وأسرار البلاغة -للشيخ
الأرهر الجمود فى فتاوى دينية ،فأقام اصحاب من الاجتهاد فيما كان يصدره باب فتح
204
على فسكتوا ؟ جنانا وأقوى ، ،لانا وأفصح ، حُخة منهم أقوى كان ،ولكنه وأقعدهم
لا ،بحيث العلم فى الجمود في لأنهم ، والحجة منارلته بالبرهان ،وجَبنوا عن مضض
، عبده محمد الثيخ باشا على عباس سنين إلى أن غضب هذا عشر ومكثوا على
بهان يفعل ،كما والدين العلم بكرامة معه ويحتفظ ، الند للند منه موقف يقف لأنه كان
الذى يقوم به الإصلاح فى سبيل له العقات ،فوضع قبل أن يذلوا للحكام علماء السلف
يده من دينه ،فنفض فى ،ويطعنون عقيدته فى يتهمونه علماءه عليه ،وسلط الأرهر فى
له، يريدها الغاية التى كان إلى ،ولا يصل خطواته فى يتعثر بعده ،وتركه الإصلاح هذا
عليه، الإصلاح أعداء ،وتألب الأزهر يده من الغم ما أدركه بعد نفض وأدركه من
فرقة من الاصلاح شايعه على ومن هو عبده لم يكن أن الشيئ محمد وبهذا يظهر
مضراعيه، على الاجتهاد الى فتح باب الوهابيون ،بل كان يذهب إليها السلفية التى ينتمى
الاسلامية الفرق بين الحق وينشد ، به السلفية لا تدين الذى العقائد فى بالتأويل ويدين
ن أ ،فلا يهمه الفروع فى اختلفت كما اجتهاد عن الأصول فى أنها اختلفت ،ويرى كلها
الفرق من غيرها مع ،ومرة المعتزلة مع ،ومرة الأشعرية مع الب!لفية ،ومرة مع مرة يكون
ولا ، واسعا منه يضيق سلفيا أنه كان عبده محمد الشيئ فى هم يته ومن . الإسلامية
رسالة التجديد المجدد الذى أدرك ،وهو التجديد الحديث رسالة فى منه صاحب يجعل
بها. إلا إذا عملوا للمسلمين أنه لا نجاح ،وعرف حقيقتها الحديئة على
ما فى دعوته إلى تحرير إلى حد تَيمية عبده بمدرسة ابن ولا ننكر تأثر الشيخ محمد
،والى الرجوع الخلاف قبل ظهور السلف طريق التقليد ،دالى فهم الدين على الفكر من
الأمور الاعتقادية والتعبدية الى ما كانت ترجع الكتاب والسنة ،حتى من فيه الى أصوله
ظواهر على ،دان كا!تلك بلا زلادة ولا نمصان عل!ه فى عهد السلف
إنكاره الدينية ،وفى والخرافات للب!ع محاربته فى المدرسة تأثره بهذ لا ننكر وكذلك
هذه الباع والخرافات بسببهم وكان قد مال فى نثأته إلى الطرق الصوفية لثوع مشايخ على
لا يكلم ، بين التلاوة والذكر الليل قائما والنهار صائما يقضى ( ،ذ كان والتصوف الزهد
فلم ، والتأملات بالرياضات نفسه ويأخذ الخشن يلبس ،وكان الا بمقدار الضرورة أحدا
304
إليه أن ما بدعو الدين الأفغانى ،ورأى بجمال هذا كله بعد أن اتصل عن أن عدل يلبث
العلوم مجافاته عدم منها : المدرسة هذه بينه وبين تباعد كثيرة فروقا هناك ولكن
أوربا تقليد الى دعوته لهذا أثره فى كان ،وقد أوربا نهفة آثارها فى من رأى لما الفلفية
هذه من الاشفادة من ،لتمكنه اللغة الفرنسية تعلم على حمله ،وفى مدنيتها الحديثة فى
لأنه ، اللغة هذه تعلم على حمله فى أثره أيضا الأهلى بالقضاء لاشتغاله وكان المدنية ،
ما كتبه على يطلع اللغة أن بهذه أمكنه وقد ، الفرنسى القانون على أحكامه فى يعتمد
سبنسر هربرت الانجليزى بالفيلسوف ،ولما أعجب والتعليم التربية فن فى المربْون الأوربيون
أيضا أثر ذلك ،ومن العربية إلى الفرنسية التربية من كتابه فى ونقل إنجلترا ، فى راره
ما كانت عليه مدرسة فى الأزهر ،وكل هذا يخالف الحدلثة اسة
سعيه فى (دخااتلعلو
ولا ، الفلسفية العلوم مجافاة على نشأت فقد ، إليه حديثا صارت ابن تيمية قديما ،وما
الكمال والتهذيب، من الحديث اليه فى العصر الى ما صارت تزال تجافيها بعد أن صارت
أوجب ،وقد أوربا وتأخرنا تقدم ،وفى الحديئة الحضارة هذه فى لها أثرها صار أن وبعد
يتوقف ،وهذا لأعدائنا قوة من ما نستطيع ؟ لأنا قد أمِرنا ب!عداد تعلمها عبده محمد الشيخ
دعوته إلى السعى عبده وتلك المدرسة الفرق بين الشيخ محمد ومن وجوه
فى هذا على الحديثة ،وقد جرى المدنية ومطالب الإسلام بين روح الملاءمة فى
هذا أيضا فى تفميره على بجواز التزف بزئ غير المسلمين ،وجرى فتاويه الدينية ،كحكمه
العلمية النظريات ،ويوافق الحديث العصر روح يلائم تفسيرا يفسره ،فكان الكريم للقرآن
الحديثة.
عند النقل على العقل يقدم إنه كان حتى ، والعقل الدين بين ايمانه بالصلة ومنها
التى الأشعرية يتابع مدرسة هذا فى ،وهو العقل النقل بما يوافق ،فيؤومل بينهما التعارض
،لأنها لا تزال تنكر ابن تيمية قديما ،وحديثا مدرسة ما عليه ،ويخالف نشأته بها فى اخذ
هذا في الدين الأفغانى عبده وأستاذه جمال عليه الشيخ محمد أن ما جرى ولا شك
ابن تيمئة ،دان كان الشاثع بين م!نهما الى مدرسة ابن رشد الى مدرسة أقرب كله يجعلهما
404
بعد عودته من ايثاره عبده أن نذكر أن الشيخ محمد ولا بفوتنا فى نهاية الكلام على
ساءت ،حتى الوطنى الحزب كامل .باشا ورجال النفى ملاينة الانجليز أثار عليه مصطفى
وبينهم، بينه ما أدى إلى هذا ،وكان الأجدر به أن يتجنب ذلك وبينهم ببب بينه العلاقة
!ي!*!ي!
504
محمد رشيك رضا
الحب!ينى العلوى ،ولد بقرية رشيد رضا السيد محمد المنار مجلة هو صاحب
الشام طرابلس تبعد عن المتوسط -وهى الروم -البحر الأبيض بحر شاطىء القلمون على
وقواعد القراَن والخط فيها فتعلم ، وفضل علم بيت فيها وبيته ، أميال ثلاثة بنحو
التعليم فيها باللغة ابتدائية كان مدرسة ،رهى بطرابل!ى الرشدية المدرسة ،ثم دخل الحساب
وهى ، الاسلامية الوطنية المدرسة بعدها ودخل ، تركها فيها سنةً ثم فمكث ، التركية
الى بميلون العلماء الذين من وكان ، الأزهرى الجسر حسين أنثمأها الشيخ مدرسة
والدنيا على الدين علوم بين الا بالجمع لا ترقى الإسلامية الأمة أن ويرون ، الإصلاح
والرياضيات والمنطق العربية والث!رعية يخها العلوم تدزَس ،فكانت الأوربية العصرية الطريقة
لا أهلية مدرسة لأنها كانت ، الطلاب تركها إلا قليلا ثم تلبث لم ولكنها ، والطبيعيات
،وَكان بطرابلس الدينية المدارس بعض ،فدخل العسكرية دخول فى عدم الرخصة تكسبهم
تعليمها، فى تأثر بأسلوبه وقد ، الجسر حسين الشيخ العربية والشرعية العلوم فى أستاذه
،ولا يُعنَى ،يتوخَّى فيه السهولة الأرهرى الأسلوب غير حديثا فيه أسلوبا يسلك لأنه كان
الطريقة يتبع بعضهم وكان ، العلماء من غيره قرأ على وقد ، اللفظية فيه بالمماحكات
الجسر. الشيئ تأثر بطريقة لم يتأثر بها كما التعليم ،ولكنه فى الأزهرية
، الاحياء ة كتاب أثناء الطلب نفسه له أثره فى وكان الكتب من مما قرأه وكان
الصوفية ،ولكنه عالج رياضات ،ويقوم ببعض التصوف من يأخذ بشىء للغزالى ،فجعله
والصوفية، الأشعرية الجبر ،والتأويلإت عقيدة به ،مثل يأخذ فلم الكتاب هذا من الضار
اَخر فيه إلى تأثير .الوجدانى بقى هذا المبتدعة ،ومع العبارات ،وبعض الزهد فى والغلو
فى ،لجش الحكومية الوظائف إلى الدنيا ،أو يتطلع على ممن يتكالب يكن ،فلم حياته
الدين جمال نفسه الى العمل الحر ،وكان !وت العلم تطلعت طب فلما انتهى من
هيأته ،وقد ملأ العالَم الإسلامى قد الإصلاح إلى الدعوة فى عبده محمد والث!يخ الأفغانى
مجلة ،ويقرأ أخبارهما طالب وهو يتتغ ،فكان الجسر حسين له تربية الشيخ ا للاستجابة
فى طرابلس مرتين فى عبده محمد آثارهما ،والتقى بالثخ من العروة الوثقى وغيرها
اهـ= هذا سنة 314 على ،فازداد إعجابه به ورغبة فى الاتصال به ،وعزم زيارتين قصيرتين
604
مصر الى فأراد الهجرة ، الأفغانى الدين فيها جمال توفى التى السنة وهى ، م 6918
شيوخه من - العالمية - التدرش! قد نال شهادة ،وكان وحكمته علمه بوارث للاتصال
مصر إلى فسافر ، أرضاه به حتى يزل فلم ، ذلك فى يعارض والده وكان ، بطرابلس
1 3هـ _ 3 1 5 سنة رجب إلى الإسكندرية فى 8من ،ووصل بيروت من البحر بطريق
الهجرة من إلى القاهرة ،وأخبره بأن غرضه عبده بعد وصوله محمد بالثخ فاتصل
ل!صلاح السعى فى المسلمين أنه بقية رجاء يعتقد وأنه ، عنه الحكمة تلقى مصر إلى
، داره به كثيرا فى يجتمع ،وكان مجلسه من عبده محمد الث!يخ به ،فقرته والاضطلاع
الاشتغال لأجل إلى مصر التى هاجر الكلام فى المسائل الإصلاحية فيدور بينهما ما يدور من
هذه أغلب رأيه فى رأيه يوافق وكان ، فيها ورأيه علمه منتهى على والوقوف ، بها
ينمَهى بينهما فيها حتى البحث فيدور ، قليلة مسائل الا فى يختلفان يكونا ولم ، المسائل
الغاية سهل اتحدت ،ومتى الإصلاح طلب فى أمرهما إلى الأتفاق ،لأنهما كانا قحدين
مجلة تقوم بالجهاد فى سبيل ذلك عبده فى إصدار ثم استشار الشيخ محمد
؟ فوافقه الشيخ محمد الهجرة إلى مصر من أغراضه ضمن ،وكان هذا أيضا من الإصلاح
مجلة مقام المنار ،فقامت مجلة فيه هى المجلة التى اشثماره هذه ،وكانت ذلك على عبده
فى الإصلاح بها صوت ،فارتفع زمنا طويلا بأنها مكثت عليها ،وامتارت الوثقى العروة
. ام 359 اهـ= سنة 354 رضا رشيد الى وفاة السيد محمد يمتد ،وهو هذا الزمن الطويل
عبده بعد اتصاله به ،لأنه أثره فى حياة الشيخ محمد رضا رشيد وكان للسيد محمد
فى أنه يفيد كثيرا بما يرى عليه يشير فكان ، مسموعة كلمة عنده ،وله تلاميذه كبر كان
قراءة التفسير الذى كان بالإلحاح على هذا أنه هو الذى حمله ،ومن تحقيق رسالة الاصلاح
من - البلاغة أسرار - أتاه بكتاب الذى وأنه هو ، الأزهر الجامع المنار فى بمجلة ينشره
أن العربية بعد به البلاغة فجذَد ، الأزهر فى وتدريسه تصحيحه على وحمله ، طرابلس
ما المنار مجلة الذى نشر فى إليهما ،وأنه هو السعد والسيد ومن فى كتب رسومها بليت
له رئى لا يأبى أن تُعْزَى اليه ،حتى فصيحة بعبارة صحيحة ومجالسه دروسه من يقتبسه كان
من وغيرها مصر حزبا فى حوله الأقطار الإسلامية ،وجمع جمغ فى تلاميذ ومريدين
مطبوعات المنار ،ومن مجلة الا من شيئا عنه يعرفون يكونوا ،ولم المسلمين طبقات أرقى
المجلة. هذه
704
غيره لخلافته فى الدعوة الى عبده يؤثره على الشيخ محمد جعل هذا وكل
جاش له " :قد ،فقال فيه بالإسكندرية مات الذى مرضه لهذا فى رشحه ،وقد الاصلاح
-يشير الى أو المرض الحبس ،كأننى لا أقول الضعر الا فى غيبتك الشعر فى نفسى فى
هذه الأبيات : -ثم ألده العرالية الحوادث عقب فى السجن نظمها قصيدة
خاتم. الأرواح وانفض إلى عالم رُجعَى قريبة (ن قدرت ربً فيا
النهجَ والليلُ قاتم رشيذا يضىء واررقه مرشدا الإسلام فبارك على
ما يأتى المنار مجلة أنه كان يأخذ عليه وعلى رضا رشد هذا ذكر ألسيد محمد ومع
عريأنا كثيرا ما تبرر الحق ( :نك هذا له فى يقول ،وكان الحق إظهار فى ) الشدة 1 (
يكون وقثما ، ثقيل الحق أن تذكر أن فينبغى ، حَلْى يزينه للناظرين ولا حُلة عليه لي!
عليهم كيلا يزداد (عراضهم يعرض من مراعاة شعور ،دانه لا بد من إليه صديق للداعى
عنه.
،فينبغى كثرَ ما فيه الا الخواص لا يفهم بحيث ولغته موضوعه المنار فى كون ()2
العمل بهذه النصيحة المنار العوام ،وقد تحرى القارئين حتى يفهمه جميع بحيث أن يكون
. التحرى ذلك مع للخواص مباحثه كثر أبقى ،ولكنه السنة الأولى فيما بعد
رضا رشد الدولة العثمانية التركية ،وقد ذكر ال!يد محمد شاسة فى الخوض ()3
جل عليه ،وكان ما يحمله الضرورة له من ،ولكنه كان يعرض أيضا أنه كان يكره ذلك
وواثبت، فساورت سالمنا السياسة : ذلك فى قال ثم ، سريا السياسة المهم من عمله
بنا عنها فيصدف ، الأحيان بعض نهتمُ بها فى وكنا ، وتقفَحت لها فجمحت وأسلسنا
الله. اصطفاه أن بعد إلا ، نهواه ما منها ننل ولم ، الامام الأستاذ
الدولة ،لأن الدول الأجنبية هذه سياسة فى الخوض ترك لأستاذه فى وليته سمع
، الدول هذه بتأثيز الناقمين عليها كان يثتغل ،وبعض مصلحتها هذا فى تستغل كانت
804
الآن أبنائها ،وهم البلاد العربية بمساعدة كثير من على عاقبة هذا أنها استولت وكانت
. لا ينفع الندم حين عليها لها ،ويندمون مساعدتهم سوء يجنون
لطمع استجاب السياسة حين موئقا فى رضا رشيد السيد محمد لم يكن وكذلك
،لأن هذا خلافة ا! عثمان كمال الخلافة بعد الغاء مصطفى فؤاد الأول فى الملك أحمد
الخلافة الاسلامية ،ولو تمت لشروط مشكملا ،ولم يكن لذلك صالحا الملك لم يكن
أنها تقوم فى بلاد يتدخل ،بل تزيد عيها ا! عثمان كخلافة خلافة صورية خلافته لكانت
عنها الا (ذا كانت ،ولا يرضون عهده لهم فيها على جيش بوجود شؤونها فى الانكليز
أن مثل هذه الخلافة ،ولا شك فيما يوافق سياستهم المسلمين ،وتوخه مصلحتهم تراعى
عبده بالشيخ محمد صداقة له صلة ،وكانت بلنت الإنجيزى المستر فيها التى كان يسعى هى
كثيرا الى مدرسة أستاذَه جنوحه رضا رشيد محمد فيه السيدُ يخالف مما وكان
عبده ،ولهذا الدين ومحمد جمال طابع مدرسة من فيه كثر طابَعُها كان ابن تيمئة ،حتى
أنهم مع ، التأويل من به الأشعرية ما يأخذ ،ويكره العقاثد فى السلف بمذهب يأخذ كان
هذا على حمله ،وقد السئُنة أهل والقدامى من المعتزلة بين هذا مذهبا وسطا فى سلكوا
القرون قام التجديد عنده فى المسلمين ،حتى فلاسفة بالفلسفة من اشتغل فيمن الطعن
للقرن عنده مجددا ابن حنبل الجمود الدينى ،فكان ذلك من أساس السابقة غالئا على
مع فعل علوم الفلسفة ،وكذلك السنة وقاوم بدعة العباسين فى نصرة الثالث ،لأنه نصر
إمام المجددين جعله تيمي!ة الى ابن المجددين ،فلما وصل من وغيرهما الغزالى وابن حزم
الدين فيه جمال إليه ويقلد يدعو كان الذى ان الأصلاح ،مع القرون فيما بعده من
الطريقة الدين والدنيا على علوم ب!من الجمع أساس عبده يقوم على محمد والشيخ الأفغانى
الا على تقم لم أوربا حضارة لأن ، وعلومها الفلسفة تناصر الطريقة وهذه ، الأوربية
العلوم ،لأن الدين علوم بينها وبين الفصمل أساس إلا على لم تفم ،بل العلوم هذه أساس
الدين علوم الفلسفة ،بخلاف العقل كما تقوم علوم أساس لا تقوم على الدينية عندها
فى يذهب النقل ،ومن أساس تقوم على العقل كما أساس عندنا ،ف!نها تقرم على
رجعيا لأنه كان ابن تيمية امامًا له فيه ؟ يكون ان لا يصح المذهب ذلك الحديث الأصلاح
السابقين من الحديث هذا الاصلاح فى بالاقتداء الأجدر ،بل يكون الناحية هذه فى
الدنيا، وعلوم الدين علوم بين جمع الفقيه الذى الفيلسوف لأنه هو ، الحفيد ابنُ رُشد
904
مدرسة اسفست كما بعده واستمرت له مدرسة بين الدين والفلسفة ،ولو قامت وآخى
فيه وقعت الذى الجمود فى نقع ،ولم أوربا الحديثة من النهضة الى ،لكنا أشق ابن تيمية
منهم الأمير عبد القادر جعل أنه فى المجددين رضا رشيد محمد الشد اضطراب ومن
أن يمومل على هذا حمله ،وقد عربى بن الدين المعجَبِين بمحى من نه كان أ ،مع الجزائرى
الدين محى ابن تيمية تعادى -مع أن مدرسة المكية كتابه -الفتوحات الطبعة الأولى من
ذلك فى رضا رشيد السيد محمد وقع وانما ، عداء المتصوفين أشد وأمثاله من ابن عربى
يراه من فيمن عنده يقف التجديد فى صحيح لأنه لم ينظر إلى أساس ، الاضطراب
، الأجزاء متناسبة كتابنا فى التجديد سلسلة جعل اساس وفقنا الله فيه الى ،وقد المجددين
*ع!*
041
المراغى محمد مصطفى
هـ= سنة 9131 سوهاج بالمراغة بمديرية المراغى ،ولد بن مصطفى هو محمد
لا وهو بالأرهر التحق ،ثم بها القراَن فحفظ ، علم بيته بالمراغة بيت ،وكان م ا AA ا
شهادة يتهيأ لنيل حتى سنة أربعين به نحو يمكث الطالب وكان ، القديم نظامه على يزال
من عليه يشبه ما حصل خروجه النظام الجامد ،وكان ذلك على ،ولكنه خرج العالمية
.ويمتار الثميخ العلم اشتغاله بطلب هذا النظام ،ول نفر من عبده حين محمد الشيخ
هذا النظام من هضم على المرحلة أقوى هذه كان فى بأنه عبده محمد الشيخ المراغى على
لا فكان ،دايثار الأناة ، الطبع يمتاز بهدوء ذكائه شدة مع لأنه كان ؟ عبده محمد الثخ
دراسة لا يتم وكان ، الانفراد بها لا يمكنه التى إلا الدروس الأرهر سميوخ على يتلقى
بنفسه أو بمشاركة بعض الكتب فيها بعض يدرس له دراسة خاصة ،بل كانت عليهم الكتب
فى دراسته يتمه ،ويمضى معه حتى لم يمكث شيخ على الكتب اخوانه ،ف!ذا تلقى بعض
بعض بمشاركة أو وحده دراسته ب!تمام يبادر كان بل ، ما يمضى الطوبلة السنين من معه
قبل مطالعة دروسهم فى بعضا بعضهم الأزهر أن يشارك عادة طلاب من (خوانه ،وكان
كتبهم الأذكياء منهم الانفراد بمطالعة بعض على السهل من ،فكان شيوخهم تلفيها على
على الأزهر ،وأن يحصل مدة دراسته فى أن يختصر المراغى بذلك الشيخ فأمكن
411
هـ= عليها سنة 1322 سنة ،وقد حصل ثلاث وعشرين وهو فى سن العالمية شهادة
قد وكان ، بامتحانه التى قامت اللجنة فى عضوا عبده محمد 2 الشيخ ،وكان م 091 4
له قال منه انتهى فلما إليه ، الذهاب على أصر ولكنه ، الامتحان قُبيل دخول ، مرض
نتيجة الاجادة ،ثم ظهرت فوق كنت ،ولكنك أنك محموم عبده :لاحظتُ الشيخ "محمد
منزله الى عبده محمد البئ دعاه وقد ، الناجحين أول المراغى ف!ذا بالشيخ ، الامتحان
لم يَثبت على ،ولكنه عبده محمد تلميذا للشيخ المراغى كان أن الشيخ .والشائع لكريما له
إلى أنه استمع المتيقن بالأرهر ،وإن كان من دروسه التحقيق أنه تلقى كثيزا من وجه
، العلوم وما إليها من التاريبئِ والاجتماع علم فى ،وكانت العباسى الرواق الحرة فى دروسه
أن عرف سِيما بعد ،ولا عبده مختد للشيئ روحيا تلميذا المراغى كان الشيخ أن والحفيقة
عنايته ورعايته، محل الأرهر ،فجعله غير طابع رجال طابع آخر امتحانه له أنه من فى
يكون بما عبده الشيئ محمد من ،وكان هذا (رهاصا توجيهاته ونصائحه بكثير من واختصه
فيها ،كان الرع عبده اختيار قضاة محمد الثخ السودان من حكومة فلما طلبت
فيها على السنة التى حصل هذا فى ،وكان لذلك اختارهم من مقدمة المراغى فى الثيئ
الث!يخ العلم ،فأخذ تعريف فسأله عن اختاره لذلك اليه حين ،وقد ذهب العالمية شهادة
ما هو :العلم عبده محمد له الشيخِ فقال ، تعريفه فى مشهور فه له بما هو يعرً المراغى
الذى Vرهر ا له فيه بعلم عرص! منه له ،وقد توجيه أول هذا ،وكان الناس وينفع ينفعك
،وقد الحديث العصر ذوق عن وبعده ،لجمود؟ الناص ينفع يكن ،ولم أهله ينفع لم يكن
عبده ليودعه ليلة سفره الى السودان فسأله: إلى الشيخ محمد ذكر الشيخ المراغى أنه ذهب
يها اتصالى اليها ،وأستديم اَنس كتب ،بعض :نعم . . .فقال ؟ السفر رفقاء معك هل
هذا ، دثه 3:لحمد فقال ، نعم : فقال . . . ؟ الاحياء كتاب أوَ معك : فقال ، بالعلم
الثيخ فى كان وقد . رفيقه يكون أن دون طويلا سفزا يسافر أن لملم لا يجور كتاب
المذهب، الاحياء ذلك فى تقدير كتاب النزعة الصوفية ،ولهذا ذهب عبده قليل من محمد
، الغزالى اشتغاله بالتصوف العلماء الذين أنكروا على رأى فيه من ما سبق يخالف وهو
اليئ ما كان يعجب أن أمروا بحرقه فى المنرب ،ولعل وأنكروا عليه هذا الكتاب الى حد
الملوك والأمراء ،فقد كان عزوفا حياته عن نفسه فى آخر الغزالى عزوت عبده من محمد
، حياة الناس عن فى انكماشهم الصوفية عموما مثله ،ولكنه كان يخالفه ويخالف عنهم
.وقد فى دنياهم وأخراهم حالهم ،معنيا ب!صلاح عصره حياة أهل فى لأنه كان مندمجا
III
،فتبادلا رسائل إلى السودان عبده بعد سفره بالشيخ محمد المراغى متصلا الشيخ مكث
العلمية الصلة بينهما من بما كان ولها شهادتها ، والوطن الدين فى ضأنها لها
والاصلاحية.
قضاة قاضى إلى أن صار القضاء الرعى ثم ترقى الشيخ المراغى فى مناصب
عبده فى اصلاح محمد الشيخ ،فانتفع بتوجيهات مصر قضاة قاضى ،ثم صار السودان
المذاهب الفقهية منذ نشاته من المحاكم الشرعية ،وكان القضاء الشرعي!احدا
هذا الجمود ،وعدل خر .على ،فكان الث!يخ المراغى أول من المذاهب هذه بعد حدوث
مالك والشافعى عليه القضاء الشرعى الى مذهب أبى حنيفة الذى يجرى مذهب عن
بها والتعصب العمل على ،فلم يجمد الناس على فيها حرخا رأى مساثل فى وغيرهما
التلفيق فى بهذا باب ،وفتح المذافب متعصبة عليه يجرى كان يخها ،كما أبى حنيفة لمذهب
، يشاء كما السنة وغيرهم الفقهية لأهل المذاهب من ،ليأخذ مصراعيه على الشرعى القضاء
الطلاق وقوع ،ومنع العامة العامة وأشباه ألسنة تلوكه حلفا أن يكون عن نرة الطلاق حتى
اليه ابن تيمية ،وأمر نجتسمكيل لجنة كما كان يذهب واحد أو فى مجلس الثلاث بلفظ واحد
افتتاح ومما قاله فى - الشخصية لجنة تنظيم الأحوال عليها - أطلق للقيام بهذا الإصلاح
بيد فهو الآخر النصف أما (صِلاح ، القضاء لنصف اصلاح القانون (صلاح ( :ن عملها
والموارنة أدلتها ونقدها تلصى ،بعد هى الوقائع أولأ كما عليه أن يفهم ؟ لأن نفسه القاض
، والمكان الزمان أنه يوافق لكم المواد ما يبدو من :ضعوا لأعضائها يقول وكان بينها ،
،وهذا المذاهب الإصلامية يطابق ما وضعتم من أن آتيكم بنص بعد ذلك وأنا لا يعورنى
يُحمد له إذا قيس فى الدين ،وهو الاجتهاد الشيئ المراغى من اليه مبلغ ما وصل يدل على
مذهب ترجيح به عند حد عليه أنه يقف علماء الأزهر ،دان كان يؤخذ جمهرة إلى جمود
عليها اكأخرون المذاهب التى جمد من بموافقته للزمان والمكان ،ولو لم يكن مذهب على
المذاهب من مذهب فى ليست جديدة هذا إلى استنبا! أحكام الفقهاء ،ولا يجاور من
الأربعة مما لا المذاهب تقليد غير تحريم على الاجماع خرقه ،ولكن اث!هورة وغير المشهورة
المذاهب. من لا بتقليد غيرها باجتهاده عليها لمن يخرج به الطريق به ،لأنه ذلل يستهان
للارهر بعد أن مكث م ) شيخا 2891 هـ! ثم اختير الشيخ المراغى سنة ( 1347
عبده ،ولم تؤثر فيه البيئة محمد شيخه لمذهب مخلصا هذا الزمن ،فمكث بعيدا عنه كل
ن أ على للارهر عمل شيخا فى غيره من تلاميذه ،فلما صار الرجعية فى الأرهر كما أثرت
أنصار من شديدة معارضة ،فلاقى إلى الغاية التى أرادها شيخه بنظامه الحديث يصل
f 13
فلم ، المنصب هذا لشغله مرتاح غير الأول فؤاد أحمد الملك وكان ، الأزهر فى الجمود
الا أن يعتزل فى الأرهر ،فلم يجد النظام الحديث لإصلاح للنهاج الذى وضعه يوافقه على
ه وجد لأن ، شهرا فيه أربعة عشر مكث أن ،بعد AY 9ا م = r f Aا هـ سنة المنصب هذا
لا وسيلة أن يكون يجب ،والمنصب (صلاحه عن له بعد عجزه أن بقاءه فيه لا معنى
من المناصب. منصب بالرأى فى سبيل أن يضحى غاية ،ولا يصح
م ،وكان الأرهريون 3591 هـ= 1354 للازهر سنة المراغى شيخا ثم عاد الثخ
قوته أجل من كانت ثورتهم الى الأرهر ،ولكن طالبين عودته النة هذه قد ثاروا فى
اعتزال على الذى حمله مذهبه الاصلاحى أجل ،لا من بها مصالحهم النفسية التى يرعى
الحرص من بشىء ثانيا ،فأخذ عودته عند نفسه لهذا أثره فى ،وكان المرة الأولى فى منصبه
فخطا المرة ، هذه عليه الأرهر أهل يغضب يبر أن ولم ، الاصلاح فى رأيه تنفيذ فى
، عبده محمد الشيخ الغاية التى ارادها به إلى يصل ،ولم بها لا بأس خطوة بالإصلاح
فيها الى وقف ،وقد المصرية بالساسة الغاية اشتغاله هذه الى الوصول عن مما عاقه وكان
هـ= 0191م. 13! ، سياسته الرجعية فاروق فى الملك جانب
رشيد عبده من الشد محمد أقرب الى أستاذه إلشيخ محمد المراغى وكان الثيخ
تيئة ابن مدرسة دا مثله بين متردً يكن ولم ، منه الدين فى مرونة اكثر لأنه كان ، رضا
عبده ،ولكنه كان يميل الى ملاينة الرجعية، محمد الدين الأفغانى والشيخ جمال ومدرسة
هو انما ألزنا فى السرقة والرجم القطع فى أن كلا من ى ف راى فى لهذا أثره معى وكان
نخفف أن يمكننا وبهذا الحرابة ، حد فى عقوبة القتل أقصى أن ،كما فيهما عقوبة أقصى
ن أ فاَثر ، عصرنا فى بشريعتنا العمل تعترض عقبة كبر زماننا ،ونذلل بما يلائم ذلك فى
،وتناسىَ تريده لى العقاب الذى كانت به ،دان كان أقل من هدأت الرجعية بعقاب يُرضى
III
غلا!م!أحفد
،ولد بقاديان من والأحمدية القاديانية طائفة القاديانى ،رثيس هو ميرزا غلام أحمد
الثروة فى بلده ، أصحاب م وكان والده من 1832 هـ- فى الهند سنة 1248 بلاد بنجاب
فمَهاء بعض التعليم أقرأه القرآن على السنة فيها ،فلما بلغ سن أهل بحقدة الآخذين ومن
علماء بين التعليم مدة قضى وقد ، الطائفتين أقوال على بهذا يطلع أن فأمكنه ، الثميعة
التى الثقافة الحديثة من فيها بشىء نفسه يأخذ ولم ، دينية محضة نشأته ،فكانت الدين
وتجعلهم ، الإنجليز ثقافة على أهله لتطبع الهند فى الإنجليزية المدارس تنثرها كانت
،ولكنه كان يميل الحكومة أعمال كاتئا فى بعض التعليم اشتغل عهد انتهى من ولما
فى للعبادة والجث وانقطع به ،فاعتزلها الاشئغال عن تعوقه الوظيفة هذه ،وكانت للتعبد
تزوج وقد ، العيش به على يشعين فكان أباد ، أحمد قرية فى له عقار وكان ، الدين
أنه المسيح أدعى الأربعين ،فلما بلغ هذا السن هذا الحال إلى سن على ثم مكث
،ولما كان لهداية اليهود ابن مريم قام المسيح كما لهدايتهم بين المسلمين المنتظر ،وأنه يقوم
إلى السماء ثانيا من وأنه ينزل ، مرثم ابن عيسى هو المنتظر المسيح أن الناص بين المشهور
هذا انكار على إلى السماء ،ليرتب ولم يصعد دفن فى الأرض ادعى أن عيسى ،// الأرض
أنه دعوى هذا إلى أضاف ،ثم مريم ابن المنتظر لا عيسى المسيح هو ثانيا ،ويكون نزوله
النبى بيت ا3لا من أحد ى إل لا ينتهى نسبه ،ولما كان الأنبياء من المنتظر ،وأنه نبى المهدى
حكم عهد فى ،وأن يظهر غير قريش من أن يكون يجب أن المهدى ،ادعى عوَص
بعد النبى كان ظهوره الروم لليهود ،وكذلك حكم فى عهد عيسى الانجليز للهند ،كما ظهر
بمثل هذا الزمن ،ولكنه بعد موسى عيسى قرنا تقريبا ،كما كان ظهور بأربعة عشر !ص
أنه عيى فى يعتقد وكان الأنبياء ، خاتم محمد كان الأولياء ،كما أنه خاتم فاذَعى عاد
ليكسر وأنه بُعث ، قاديان بلده بجوار بها ودفن ،وأنه مات الهند الى فلسطين من هرب
الى السلام ،ويُسقط الدين ،ويدعو ليجدد المائة رأس على أنه بعث ثم عاد فادغى
415
كان (ذا ولو كان ضعيفا العمل بالحديث الجزية ،وكان يرى !م ،وينسخ الجهاد بالسيف
، الأحكام اختلاف إلى أدت التى الأحاديث وفى ثين المحدً فى ويطعن ، موافقَا للقرآن
إلى بخلافة أبى بكر وعمر، تغاليهم فى أمر الحسين ،ويعترف الشيعة بالشرك من أجل ويرمى
، يوم ظهوره الى أن يوم القيامة هو الفروع ،وقد ذهب اليه فى أحكام ذهب مما كير هذا
،كأن يوم القيامة عندهما الدعوى هذه -فيما سبق محمد الباب -ميرزا على كما ادكى
. الدعوى هذه له نفسه مَن تسومل بمقدار كل أو كثر يومان ! ،انما هو يومًا واحدا ليس
الذى ورد فى أول سورة أنه هو المسجد الأقصى غى وا بقاديان ، ثم بنى له مسجدا
،فأنشأت الناس بين نثمرها علْى لتعمل بدعوته لجنه ممن آمن ،وألثأ القرآن الإصمراء من
يسمى أتباعه طبيب -تعليم الاسلام أو المدرسة الكلية -وكان من في قاديان سمتها مدرسة
. العلوم وسائر لتعليم الفلسفة مدرسة قاديان أيضا ،فأنشأ فى نور الدين
مرة كل تحدر ،وكانت بدر اسمها :جريدة :أولأ دعوته لثر جرائد ثم أنشأ أربع
والثانية :اسمها . ذلك ونحو ومبايعة وقدوم سفر من حوادثه وتُعنَى بنشر ، أسبوع
الدينية الاسلامية، المسائل ببحث تعنى كانت ولكنها ، أيضا أسبوعية وكانت ، الحكم
مجلة .والثالثة :اسمها الدين موضوع الأسئلة فى من ما يرد عيها كل عن وتجيب
بالمسائل الدبنية أيضا، ،وتعنى شهر كل فى باللغة الإنكليزية تصدر الأديان ،وكانت
تصدر وكانت ، الثرى اسمها : والرابعة . دعوته إلا بما يمبت لا تعنى كانت ولكنها
النْه من أنها منزلة عليه يذَعى ،وكان كتئا كثيرة باللغة الهندية وغيرها هذا مع وألف
عليه اللواء جريدة صاحب -وقد ذكر فيه اعتراض الرحمان -مواهب تعالى :ومنها كتاب
الحكومة الانكليزية أن تترك من تد طلب ،وكان الطاعون (نكاره التلقيح للوقاية من فى
به بُهلك أن الهند فى ظهر الذى الله أراد بالطاعون أن وادغى ، تلقيح غير أتباعه من
اذَعى ،بل التلقيح بذللث استعانة غير ،ومن ب!خلاص ويتبعه يطيه من ،وينجى أعداءه
القَولُ عَلَيهِم أخرَجنَا لَهُم وَتَعَ لَاِذَا ! : تعالى قوله الدابة الواردة فى هو الطاعون هذا أن
ذلك عن أجاب وقد ()1 لاَ يُوقِنُونَ أ بِالَاتِنَا كَانُوا الناسَ أن تكَفمُهُنم الأرص! دَائه ئنَ
الأخذ ترك إلى ،وأنه يذهب الثه تعالى من التلفيح إلا بوحى ذلك بأنه لم ينكر الاعتراض
المنتظر، الموعود والإمام أنه المسيح الكتاب هذا فى ذكر ،ثم التلقيح وكيره من بالأسباب
من عربية ذيله بقصيدة وقد ، باللغة الهندية وهو - أحمدى إعجاز - كتاب ومنها
، الأسلوب ركيك قصيدته أبيات كثيرا من أن مع ، له كبيرة أنه معجزة وادعى ، شعره
،وادَّعى طالب أبى بن ابنى على والحسين الحسن فيه علىْ نفسه فضل ،وقد الورن فاسد
الله مع الكلام نبوته إلا كثرة من فيه أنه لا يريد ذكر وقد - الاستفتاء - كتاب ومنها
الطريقة النبوة عبى لا يدعى فهو ، الأولى الصحف الوارد فى معناها يريد ولا ، تعالى
دأنه إليه الله أوحى أن فيه أيضا ادعى ،وقد المجاز طريق نبيا إلا على يسفَى المستقلة ،ولا
إلى أصل كأكما ،مع أن نسبه يتهى فاطمة نسل جداته من ،وأن بعض فارسى أصل من
،وكذلك الله تعالى من ادَّعى فيه البروز العيسوى وقد - الأبدال سير - كتاب ومنها
اليهود يدعى كما السماء أن المسيح لا ينزل من ،ثم ذكر البروز الأحمدى ادعى
إلى .مسيح إنه لا حاجة يقول من ،وردَّ على تبعَا ل!م المسلمون يدعى ،وكما والنصارى
السماء المسيح إلى صعود الكتاب هذا فى أنكر ،وقد مفسر إلى القرآن بأن القراَن يحتاج بعد
الهند 5وان مريم فى -التعليم -وقد جاء فيه أن قبر المسيح بكشمير ومنها كتاب
فيها أن ذكر أتباعه بمقدمة له بعض مهد ،وقد بالمسيح حملها بعد النجار بيوسف تزوجت
،كما أنه لا يلزم فيها ذلك ،مع شريعة النبوة ،ويدَّعون أنها تستلزم معنى العلماء يجهلون
مع الشريعة غلام أحمد ،وهذا شأن وغيره عيسى المقررين لشريعة التوراة من الأنبياء فى
المسيح نزول ينافيه لا ! كما بعدى " لا نبى حديث نبوته لا تنافى ان ذكر .ثم الإسلامية
أن النبوة التى الدين بن عربى محى عن نقل بما المسلمين ،وأيد هذا المماء عند من
النبى خاتَم كون لا ينافى هذا أن اذَعى ،وكذلك لا مقامها نبوة التشريع إنما هى انقطعت
الثه للصالحين أن تجلى ،ثم ذكر التاء بمعنى اَخر بكسر خاتم التاء ،لأنه خلاف ا،نبياء بفتح
. للبار إلا لا يكون الذى الوحى بخلاف ، وَالفاجر للبار الإلهام لأن ؟ لا إلهام وحىْ
هو هـانما ، البلاغة والفصاحة يتعلم فيه إنه لم ذكر وقد الله - حجة - كتاب ومنها
الحكومة وهى ، الهند لحكومة ونصرته فيه (خلاصه أعلن ثم ، قلبه فى الله حل نور
اسئبداديا يقصد حكفا أهله ،ولتحكمهم خيراته من الهند لسلب التى دخلت الإنكليزية
ما لقيصر :أعطوا فقال ؟ الروم إتاوة لقيصر يعطون :هل اليهود بعض من السلام عليه
اليهود كانوا يحكمون الذين الروم من بيان موقفه فى هذا على لثه دثه ،واقتصر وما لقيصر
للانجليز، نصرته غلام أحمد لهم كما أعلن الإنجليز الهند ،فلم يعلن نصرته كما يحكم
الهند بصرف الإنجليز فى ،لجدم كما أعلنه غلام أحمد الجهاد بالسيف ولم يعلن إسقاط
ومنعبرا من ، دعوته وحماية قاموا بحمايته ولهذا ، منه (خراجهم الجهاد فى عن المسلمين
،ولم معهم الجهاد بالسيف إسقاط على المسلمين ،وليته اقتصر من بأذى يقصده كان
لا تدين بدين من الأديان ،وليست فى الهند ،لأن حكومتهم حكمهم إلى هذا مدح يضف
الأديان السماوية ذئا لهم تدينهم بدين من هذا لكان عدم الحقيقة ،ولو صح بنصرانية فى
أنهم كانوا يقبلون منه هذا وهم ،ولا شك حكمهم مدح يقتضى مما ،ولم يكن لا مدحا
لا يؤمنون بدعوتهم، وهم أمثاله فى تاييد حكمهم ؟ لأنهم يستغلون فى أنفسهم يضحكون
فى قومهم الصادقين من الأجنبى لسخرية بتأييد حكم أنفسهم ضون يعرً أن أمثاله ولا شك
عنهم. الأجنبى الحاكم إذا فازوا برضا سخريتهم لا تهمهم ،ولك!نهم وطيتهم
لا يكون المسيح -وقد ذكر فيه أن تأييد الدين فى هذا العصر -إعجاز ومنها كتاب
له ،ثم إلا ظلا ليس كلامه لأن ؟ القرآن إعجاز من لا ينقص كلامه إعجار ،وأن بالجهاد
يوم القيا!ة هو أن يوم فيما سبق عى ادً أنه القيامة ،مع يوم إلى بعده فيه أنه لا مسيح اذَعى
مائة كل رأس المجددين الذين يبعثون على أنه من أيضَا فيما شق أنه ادعى ،ومع ظهوره
الأديان كل ؟ لأن صحيحة غير بالجهاد بالسيف تأليد الدين فى أن دعواه ،ولا يخفى سنة
الوسائل من ونحوها بالمعجزات تأيدت دمانما ، لم تتأيد بهذا الجهاد الإسلام السابقة ولا سيما
أهلها، عن للدفاع شرع. دهانما ، الدعوة لتأييد لم يشرع الإسلام فى السلمية ؟ فالجهاد بالسيف
إنسان فى هذه الدنيا ،ولا يمكن أن تنكره شريعة سماوية أو وضعية. لكل طبيعى حق وهو
r Y iا هـ= سنة الى أن توفى دعوته نشر فى يجتهد ميررا غلام أحمد ومكث
؟ لأن أهله عصره الدعوة حال هذه فى كان يجهل أن ميرزا غلام أحمد ولا شك
خارقة دينية إلى معجزات الإيمان بدعوة في لا يحتاجون العقلى بحيث الوعى بلغوا من
غير تلك من الدينية الدعوة فى معرفة صحة العقلى ما يكفى الوعى للعادة ؟ لأن فيهم من
انه المسيح لجأ إلى دعوى لما عصره حال يعرف المعجزات ،ولو كان ميررا غلأم أحمد
العصر هذا أهل عند دعوته لا يفيده شيئا فى هذا ،لأن الأنبياء من المنتظر أو نبى أو المهدى
418
فلسفة الدنيا ،لأن الفلسفة الحقة -التعليم -من الناس مثلا فى كتاب فهو قد حذر
التلقيح من الحديث به الطب بما أتى لا يؤمن كان ،وكذلك الله تعالى من التى تكون هى
غير كله ،وهذا سبق كما بالأسباب الأخذ ترك إلى يذهب ،لأنه كان الطاعون للوقاية من
أو مهدى أو مسيح أنه نبى ادعى ولو ، الناس عقلاء من عاقل عليه ،ولا يوافقه صحيح
منتظر.
على يحملها ،فكان دعواه أنه نبى بضعف كان يشعر أن ميرزا غلام أحمد على
بقاء القرآن سالما من إليه بعد بأنه لا حاجة يشعر ،وكان سبق الحقيقة كما المجاز لا على
القرآن لا يحتاج أن تفسير ،مع مفسر إلى أن القرآن يحتاج فيما سبق ،فادعى تحريف غير
رتبة ببلوغ تفسيره يمكن بحيث الوضوح من فهو ، مبين عربى بلسان لأنه نزل ، نبى إلى
،وألأَ يغلقَ العلماء لاجتهاد مفتوخا تفسيره باب يبقى أن لمصلحة 3 ،ومنَ العلم كافية من
والمسلمين، الإسلام بضر جمود ،فيوقعنا فى أحمد ميرزا غلام النبوة مثل يذَعى بابه بمفسر
السماء ،وما منزلا من جمودا منه ،لأنه يكون أشد 3جمودا القدث إلى جمودهم ويص!
مديخة مرفي ها :فرقة فرقتنن وفاته الى بعد أحمد كلام أتباع ميرزا انقسم وقد هذا
ن أ تعتقد لاهور ففرقة ؟ عقيدته فى كبيرة فروق وبينهما ، لاهور مركزها ،وفرقة قاديان
تكفير قاديان من إليه فرقة تذهب مما ،وتنفر الإسلام فى مجددا كونه أمره لا يزيد كثيرا عن
رأس المسلمين ،وعل ى بينهما وبين جمهور مسافة الخلف فى تقريب المسنة ،وتسعى أهل
.والحقيقة على فرقة لاهور المولى محمد رأس ،وعلى فرقة قاديان ابن ميرزا غلام أحمد
،ولم ينفع مجددا يكون لم يفهم رسالة التجديد فى هذا القرن حتى أن ميرزا غلام أحمد
اشد فى ،وهم فرقتهم إلى فرقة زادهم بل ، السابقون 1 المجددون نفعهم فيه كما المسلمين
.،ولا يتنازعوا فى كونه مسيحا غيرهم كما نهض بالاتحاد ،لينهضوا الى ترك الخلاف حاجة
فى الاشتغال عن يصرفهم بل ، أو أخراهم دنياهم فى مما لا يفيدهم هذا نبيا أو نحو أو
ما لاهور فرقة من ،فلا يقبل كتبه فى صريحَا ذلك أنه ادعى شق ،وقد الدنيا بما ينفعهم
كثيرا عن أنه لا يزيد دعواهم ان ،على مجددا كونه كثيرا عن لا يزيد أمره أن من تدعيه
ولكنهم ، مجدد من فيه أنه أكثر يعتقدون أنهم ويفيد ، قليلا عنه أنه يزيد يفيد ذلك
الاعتقاد بدعوته أولا، من إلى شىء ،ليجروهم غيرهم أن يخففوا من أمره على يحاولون
941
كمال باشا مصطفى
سنة ،ولد بمدينة سلانيك رضنا بك باشا بن على كمال الزعيم التركى مصطفى هو
، آسيا الصغرى أواسط فى قرية بالأناضول أسرته من م ،وأصل 0188 هـ- 8912
النهج على تسير ابتدائية ابنه بمدرسة ،فألحق بميناء سلانيك صغيرة بوظيفة أبوه يقوم وكان
مات أبوه أن يلبث لم ،ثم أشهر ستة دينية نحو بمدرسة أن مكث ،بعد الحديث الأوربى
تبعد عن ،وهى قرية غزلان فى زوجها إلى شقيق أمه ربيدة هانم أن ترحل فاضطرت
الماشية ،إلى ان بلغ ورعى فى زراعة الأرض مع عمه ،فاشتغل مسافة ساعتين سلانيك
بها سنة ،فمكث أهلية ثانوية بسلانيك مدرسة أمه إلى ،فأرسلته السن من الحادية عشرة
عليها ينفق السلطان التى كان المدارس من ،وهى المدينة بهذه حربية مدرسة ودخل تركها ثم
كان فيها حتى ،فاجتهد الرياضيات دراسة بها فى لذة عظيمة يجد ،وكان ماله الخاص من
كمال اسم إنه أخذ ويقال ، منه وقرئه كمال أستاذها أحبه ،وقد علومها فى إخوانه أول
اللغة يدرس أثناء الإجارة المدرسية فى هذا الأستاذ ،وكان اسم من مصطفى إلى اسمه
د عليه فى دراسته يث!دً وكان بسلانيك كان يدير مدرسة دير فرنسى رئيس الفرنسية سرا على
برتبة منها ضابطا أن تخرج بها إلى ،ؤمكث الحربية باستانبول المدرسة انتقل الى ثم
السلطان عبد الحميد الثانى، ،وكان هذا فى عهد عمره من فى العشرين ملازم ثان وهو
تدبير فى معهم الث!بان الأحرار ،واشترك طائفة الضباط فى الصغير هذا الضابط فاندمج
ن أ ،إلى أخبارهم يتتبعون له جواسيس المستبد ،وكان السلطان هذا من للتخلص المؤامرات
،وكان يريد أن يوقع بهم عقوبات كمال منهم فيهم مصطفى جماعة على القبض تمكن من
كمال مصطفى بنفيهم إلى أماكن بعيدة ،فكان حظ أخيرا أن يكتفى ،ولكنه رأى شديدة
نزق إلا من لم يكن منهم شُفع لهم عنده بأن ما حصل ،وقد النفى الى مدينة دمشق
فيها بيئة عربية لا يمكنه أن يشتغل فى لوجوده لم يرتح كمال مصطفى ولكن
الاتحاد بجمعية ،والتحق إلى سلانيك دمشق من ،فهرب هذا ال!لطان على بالمؤامرات
السلطان جواسيس ،لتبعد عن مقرا لها مدينة سلانيك قد اتخذت والترقى ،وكانت
الدين رجال اليهم قليل من انضم ،وقد الضباط من اكثر أعضائها الحميد ،وكان عبد
حكما يحكمهم سلطانا ليوتُوا بدله ، السلطان لعزل سرا يعملون وكانوا ، وغيرهم
042
مصطفى هرب الدولة ولكن فى الحديث الإصلاح وسائل إدخال على ،ويعمل دستوريا
إلا أن يعود ،فلم يجد عليه فى سلانيك أمر بالقبض إلى إستانبول ،فصدر ووصل كمال
مدينة على الإنكليزية المصرية والإدارة الدولة بين نزاع وقع قد وكان ، الام ثانيا إلى
النزاع ببقائها هذا انتهى ،وقد المدينة هذه الدولة إلى أرسلته الذى بالجيش ،فالتحق العقبة
دصث!ق إلى من كمال مصطفى هرب عن الإغضاء هذا سببا فى الدولة ،وكان حكم فى
سكة على إليه بأمر الإشراف ،وعهد سلانيك إلى نقل حتى إلا سنة يلبث ،فلم سلانيك
مقدونية. حديد
أمكنهم حتى معهم ولم يزل يعمل ْ، والترقىلأ الاتحاد ولكنه عاد إلى الاتصال بجمعية
ام ، سنة r 26اهـ = 809 إعادة الدستور الذى عطله أن يحملوا السلطان عبد الحميد على
الاتحاد والترقى، جمعية من أعضائه ،وكان كثر النواب بعد إعادة الدستور فقام مجلس
من الأعضاء البارزين كمال مصطفى -ولم يكن الفتاة تركيا -حزب ثانيا اسما وقد اتخذت
ثورية جمعية الاتحاد والترقى ،لأنها كانت جمعية رأيه حل ،بل كان من هذا الحزب فى
يدها إلى من الحكومة أن تنتقل السيطرة على ،فيجب بالفوز بالدستور مهمتها انتهت
بعض عليه ورد ، الرأى هذا على الجمعية توافق كلم ، الدستورية الشرعية السلطات
. قد بدأت هى هـانما تنته لم بأن أعمالهم أعضائها
الدولة لم الطامعة فى والدول الرجعيين الداخلية والخارجية من الدسائس ولكن
بلغاريا وأعلنت ، البوسنة والهرسك دولة النمسا على ،فاستولت أن تحركت يلبث
داخلية كثيرة من فق ،وقامت جزيرة كريت اليونان على الدولة ،واستولت عن استقلالها
إلا ان يقوم بعزل السلطان الفتاة تركيا حزب ،فلم يجد الدستور الرجع!ين الناقمين على
هـ= 1327 سنة هذا ،وكان الخامس رشاد محمد الحميد وتولية أخيه السلطان عبد
عقلية كثيرأ من تغير الثورة لم لأن ، والفتن يمنع قيام الدساش/ لم هذا ،ولكن ام 909
،ولأن كثيرة بأديان ءوعقائد ،ويدين مختلفة أجناس من يتألف كان الشعب ،ولأن الشعب
،و الداخلية الفق تستغل الدولة ،بل كانت من أطماعها لم تقطع الأجنبية الدول
،وكان قوة التى تفيدها الإصلاحات عن بها الدولة أن تصرف ،وتحاول تثيرها لمصلحتها
صلة على ،لأنه لم يكن الفتاة تركيا حزب ريبة من موضع الوقت فى ذلك كمال مصطفى
وثيقة به.
بين فريقين م ،وكانت 1491 هـ= الأوربية الأولى سنة 1323 الحرب ثم قامت
والنمسا، ألمانيا وزانيهما ، لهايطاليا وروسيا وفرنسا (نجلترا ؟ اولهما : الأوربية الدول من
ألمانيا فريق إلى الانضمام فرأى ، الدولة فى القائم بالحكم الفتاة هو تركيا حزب وكان
421
أفريقية البلاد الإسلامية فى معظم مستولية على إلفريق الأول كانت والنمسا ،لأن دول
أنها وسيلة ويرى ، الإسلامية الجامعة استغلال يميل إلى الفتاة تركيا حزب وكان واَسيا ،
عليها تلك لإثارة البلاد الإسلامية التى استولت يعمل الدولة ،فكان على للمحافظة
البلاد هذه أن أو يتيقن يظن وكان ، منها للتخلص جهادهم فى أهلها وش!اعد ، الدول
البلاد هذه على تقضى كانت الدول تلك ،ولكن والنمسا ألمانيا الى عليها إذا انضموا ستثور
بالأمانى الكاذبة ،كما بعضها ،وأغرت صفها فى الحرب إلى ،فساقتها كرها حديد بيد من
يرى الحياد بين الفريقين ،وبعضهم موقف أن تتخذ الدولة يرى ساسة بعض وكان
أهل خدعت إنجلترا ،لأن الرأى هذا خطأ أظهرت الأيام إنجلترا ،ولكن فريق إلى أن تنضم
عهدهم بعد الحرب دولتهم ،ثم نقضت حرب فى شاركوها الكاذبة حتى الحجار بالأمانى
لليهود ، ب!عطاء فلسطين معهم مأساتها كثير من بلاد العرب ،ثم ختمت على لهم ،فاستولت
منها لكان جزاؤها انجلترا إلى الحياد أو انضمت موقف الحرب تلك الدولة فى فلو وقفت
فى الدولة إلى هذا العهد ،ولكنه اشترك سياسة فى شأن كمال لمصطفى ولم يكن
فى معم كة غاليبولى عظيم ،وكان له موقف الحروب فى غيرها من كما اشترك هذه الحرب
أصيبت قد ،وكأنت روسيا نجدة إلى للوصول بسفنهم الدردنيل اقتحام أراد الإنكليز حين
هذا سنة أعقابهم ،وكان على وردهم بجيشه كمال لهم مصطفى ،فوقف بانكسار شنيع
بين الجيثى ،وارتفع صيته كمال مصطفى بهذا شهرة م ،فذاعت 1591 هـ= 1334
، الفتاة تركيا حزب ،ولكنه كان مع هذا متشائما من نتيجة هذه الحرب ،ناقما على والشعب
كل من تنتابها الضعف لها ،وعوامل غير مستعدة وهى الحرب هذه لأنه دفع بالدولة فى
ناحية.
بدله م ،وتولى 1891 هـ= سنة 1337 الخامس رشاد السلطان محمد وقد مات
،فصار فى هذه الحرب بأنكسارات الدولة قد أصيبت الدين ،وكانت أخوه السلطان وحيد
فيها مع الدخول على الفتاة تركيا حزب ،ويلومون نتيجتها فى النا(س يشكون كثير من
ب!نجلترا ،لما المعجبين من لأنه كان ، الرأى متأثرأ بهذا الدين وحيد السلطان ألمانيا ،وكان
كنف فى تربى قد ،وكان ملكها واتساع عظمتها التى لا نفاد لها ،ومن مواردها من يرى
عقب أمه ماتت ثم والده وفاة بعد ولد قد لأنه كان ، الثانى الحميد عبد السلطان أخيه
بهذا ،ويفترق والدين السياسة فى الرجعن يميل إلى الحميد عبد أخيه مثل ،فكان ولادته
تركيا الفتاة . ! ،ان كان يشاركه فى نظره إلى حزب كمال مصطفى عن
422
وحلفائها، بهزيمة ألمانيا ، ) م 1891 هـ= \ fl 7 ( سنة الحرب هذه وانتهت
بلاد فى اختل قد الأمن وكان ، الدولة عاصمة إستانبول (نجلترا وحلفاؤها فاحتلت
بهذا ليبعد البلاد ،فرضى هذه النظام فى بحفظ ليقوم كمال مصطفى ،واختير الأناضول
سنة لهذا اختياره وكان ، بالدولة إنجلترا وحلفاؤها تفعله ما وينتظر ، إستانبول عن
قد مكنوا إنجلترا وحلفاؤها كانت يفارق إستانبول حتى م ،فلم يكد = 9191 اهـ 338
من الأناضول أهل نفوس هذا أسوأ أثر فى أزمير ،وكان على الاستيلاء اليونان من
إلى بهم الهوان يبلغ أن فلا يصح ، قوتهم عهد فى لهم اليونان كانوا تابعين لأن ، الترك
أرمير ما راد jى استيلائهم على عند الوحشية ،وكانوا قد أظهروا من لهم الرضوخ حد
فى بلاد الأناضول الحرب ،وأعلن هذه الفرصة كمال مصطفى ،فاشغل الترك عليهم حنق
محتلة بجنود إنجلترا الى الحكومة فى إستانبول ،لأنها كانت غير أن يرجع اليونان من على
ما قام به مصطفى أن ،لأنه رأى كمال ومصطفى الدبن بين وحيد الخلاف وقع وهنا
، (ستانبول إلى ويعود الأناضول ،فأمره أن يترك وحلفاءها إنجلترا الدولة على يؤلب كمال
ن ا أنه يريد أعلن البلاد ،وقد استقلال يتحقق أن إلى الأناضول فى إليه أنه سيبقى فأرسل
الأناضول فى البلاد التركية تبقى أن على ، كلها العرب بلاد لإنجلترا وحلفائها يترك
فتركوه ، له (نجلترا وحلفائها عداء من شيئا بهذا ليخفف ، للترك حولها وما واستانبول
أنه لا يمكنه أن يعتقدون ،وهم الأناضول أهل إليه من انضم من مع حركته فى يمضى
اليونان ،ولكنه كان قد استعاض الدين له مع خصومة السلطان وحيد خصومة على يتغلب
بلادهم جميع فى المسلمين إليه ،وب!علان كلهم الأناضول هذا السلطان بانضمام اهل عن
أن بعد الضعيفة الشعوب إلى تتقرب أن لأنها رأت ، له أيضا ،وتأييد روسيا له تأييدهم
الاستعمارية. وحلفاءها فى سياستهم (نجلترا تناهض ،فاخذت شيوعية فيها حكومة قامت
فتوى بأن الإسلام فى تركيا أن يصدر الدين إلا أن يأمر شيخ السلطان وحيد فلم يجد
المسلمين ،وبأنه على السلطان على ولعنته بخروجه الله غضب قد استحق كمال مصطفى
كمال الدين أمرا بقتل مصطفى وحيد ،ثم أصدر العصاة تركيا أن يحاربوه لأنه من فى
الإسلام ،وذكروا أن شيخ فتوى تناقض فتوى علماء الأناضول ،فاصدر أنصاره وبعض
(نجلترا وحلفائها بتأثير ضغط القرآن الكريم ،لأنه قد أصدره طبقا لنصوص باطل حكمه
عل!.
م ،ويقيم 2291 هـ= 13 i i اليونان فى سنة أن ينتصر على كمال مصطفى وأمكن
السلطان حكومة الدولة دون فى لها الكلمة حكومة بلاد الأناضول أنقرة من فى
423
،فتوافدوا إليها مهنئين منزلة إستانبول بين المسلمين أنقرة تأخذ أخذت ،وبهذا الدين وحيد
مرصَّعا باللؤلؤ ،وكد سيفا كمال لمصطفى السنرسى أحمد ،وقذَم السيد الأقطار جميع من
اَل عثمان أعدائها قام ب!لغاء سلطنة البلاد من أنهءنجقَص كف! مصطفى رأى ولما
،ولا تُعنى بها وحدها جمهورية تركيا حكومة فى ،وأقام بدلها المسلمين على وخلافتهم
" ،كما كان عليها آمالا كاذبة يعلقون يجعلهم كان هذا ،لأن المسلفين شؤون من شىء يهمها
الأوربية فى الحرب دعتهم حقيقتها حين يجعلها تعلق عليهم آمالا مثل آمالهم ،وقد ظهرت
وحلفائها إنجلترا صف فى وقفوا ،بل دعوتها إلى يستجيبوا ،فلم الجهاد معها السابقة إلى
معها. ألمانيا وانكسار انكسارها اسباب أهم من هذا ،وكان يحاربونها
أنها لم ! مع الخلافة هذه كمال لإلغاء مصطفى وقعدوا المسلمين من الرجعيون وقام
باختيار تقوم هـانما بالوراثة ، لا تقوم الخلافة الإسلامية ،لأن صحيحة إسلامية خلافة تكن
يكونوا فلم ، مستبدً ين إلا ملوكا عثمان آل يكن ولم ، حكمهم أمر لمن يولونه المسلمين
نظام أن لثك ولا ، المسلمين دون بالحكم يستأثرون ولا ، بالشورى يحكمون خلفاء
الخلافة فى الحكم مثل يقوم الجمهوردة فى الحكم لأن ، الخلافة نظام الى أقرب الجمهورية
المسلمين. من غيرها دون فيه أسرة ،ولا تستأثر بالحكم الشورى على
البلاد الإسلامية، تركيا بغيرها من صلة كمال قطعُ مصطفى ذلك فى المؤِلم ولكن
مصلحتهم، ولو خالفت ،ولا يهمها إلا مصلحتها من أمورهم لا يعنيها شىء لأنها صارت
المعتدين على أعداء العرب بجانب تقف كانت ف!نها تركيا ، حكومة بعد هذا من كما حصل
ان مع ، السابقة الأوربية الحرب فى بجانبهم وقوفهم على تجازيهم كأنها ، بلادهم
وقفوا كرها فى من قلوبهم مع تركيا دون هذا الموقف ،وكانت على مكرهة كانت جمهرتهم
على بتأييدهم ،وظاهَروهم قاموا حين واخوانه كمال هذا لمصطفى ،وظهر صفهم
فى مسألة الوحدة الإسلامية كمال ،وقد قال مصطفى أعدائهم يؤيده من الدين ومن وحيد
حالأ للاتفاق ،ستعمد ببعض بحضها اتصال الأمم الإسلامية بضرورة إ عندما تشعر
إيبماد الولايات فكرة تتحقق أن يمكن وعندئذ ، المشتركة حقوقها عن بينها للدفاع فيما
المتحدة خلافة، الإسلامية الولايات هذه فى يكون أن يمكن وعندئذ ، المتحدة الإسلامية
. أ بخليفة له أن يلقب المتحدة إليه يحق الإسلامية الولايات هذه تتجه الذى والرئيس
الماضى منها أن تنسى نطلب لىانما ، لاتحاد معنا ا هذا تركيا مثل من لا نطلب ونحن
ظلمهم، من أشد يكون لنا أعدائنا ؟ لأن ظلمها الأقل فى صف على وماَسيه ،فلا تقف
وقع الحسام المهنَك من المرء على القربى أشذُ مضاضة ذوى وظلم
424
تركيا بالصبغة إلى صبغ الحد ،بل عمد عند ذلك لم يقف كمال ان مصطفى على
القراَن ما يشير فى أنه ليس ،بحجة بالقبًعة عنه واستعاض الطربوش لبس ،فحرئم الأوربية
الحروف بدلا من اللاتينية ،وأمر بكتابة اللغة التركية بالحروف خاص رأس إلى غطاء
،وبالقانون الجنائى الإلطالى ،وبالقانون بالقانون المدنى السويسرى بالعمل العربية ،وأمر
القانون فى الشخصية الأحوال وأدخل ، الزوجات تعدد نظام ألغى الألمانى ،ثم التجارى
المدنى الأوربى.
لتركيا ،وينسى عدائها من ،لتخفف الأمم الأوربية الى التقرب بهذا كله يقصد وهو
تركيا لأنها امة تعادى ،فهى الدين لا على القومية فيما بينها على أن الأمم الأوربية تتعادى
الأمور ،وهذه لأنها أمة مسلمة ،أكثر مما تعاديها الأوربية الروم دولة على استولت شرقية
لا يزال جمهورها أن سيما ولا ، الحقيقة أمة أوربية فى تركيا من بها لا تجعل اهتم التى
ولم ، عقليته كثيرا من تغير لم الشكلية الأمور هذه وأن ، دينه الاسلامى على محافظا
تجعلها ولا ، غيرها بها عن وتستغنى ، نفسها بها على القوة التى تعتمد بتركيا إلى تصل
الدولة العثمانية التركية، تعيش الدول الأوربية عليها ،كما كانت اختلاف ظل فى تعيش
الشكلية، الأمور بهذه مثلها تهتم فلم ، جوارها فى الشيوعية بثورتها روسيا قامت وقد
نفسها على تعتمد وتجعلها ، القوة بها إلى تصل التى الصحيحة ا بالوسائل لهانما اهتمت
هذا لم تنحرت ،ومع بها أمم الأرض تناهض إليه ،وصارت بها إلى ما وصلت فوصلت
كما تستعيره أجنبى قانون إلى تعمد ،ولم أجلها من التى تعاديها اكثر الأمم الشيوعية عن
الاستقلال منزلة عن لا يقل ،وهو التشريعى لاستقلالها تضييغا هذا فى ،لأن تركيا عمدت
قانون دهان كان ، تركيا قبل ذلك مثل فى وقعنا أنّا لا ينشنا هذا أن على ، السياسى
عليها ،قضى التغييرات التى أحدثها تلك فى كمال لمصطفى معارضات قامت ولما
م . 3891 توفى سنة 11" 57هـ= التركية حتى رثيسا للجمهورية بالشدة ،ومكث
فيها التى لا تعنى سياستها فى ،ماضية الجمهورى نظامها على ولا تزال تركيا محافظة
ماضيها معهم، العرب بعض معها ،ولا ينسى العرب ماضى ،فلا تنسى بالعالم الإسلامى
والترك العرب القديمة ،ويعيثى الأحقاد تزول ،حتى الفريقين نفوس أن يصلح ندعو لاوالله
إخوانا.
***
425
العزيز اَل سعود عبد
بن ب!ن سعود الله بن عبد بن فيصَل بن تركى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن هو
هنا المساليخ ،ويوجد فخذ قبيلة عنزة من من .وا! سعود بن سعود عبد العزيز بن محمد
العشائر العربية أفخادأ وبطونا ،ومن كثر ،وعنزة من عنزة لْرب حمص الآن من الفخذ
مؤسس هو بن سعود .ومحمد ونجد العراق وسوريا فى منتشرون ،فهم عددأ أكبرهم
هـ= 0115 سنة الوهاب بن عبد محمد عليه الشيئ وفد ،وقد بنجد دولة ا! سعود
شيوخ من غيره كشأن شأنه كان ،بل نجد كبير فى لاَله شأنْ له ولا يكن ،ولم م ivrv
من إليها كل ،وانضم بها إمارته الوهابية ظهرت الدعوة القباثل العربية ،فلما قام بحماية
مناواة فى سببا هذا مع كانت الدعوة هذه ،ولكن له البلاد المجاورة من الدعوة بهذه أخذ
بسببها ،ثم بن سعود الله عبد عهد دولتهم مرة فى سقطت ،حتى لاَل سعود خصومها
يعمل واخذ ،فأعادها الملك عبد العزيز آل سعود بن فيصل الثه عبد فى عهد ثانية سقطت
إعادته لها سنة ،وكانت العرب جزيرة أكبر دولة فى صارت بها ،حتى النهوض فى
م ، 2591 = بلاد الحجاز سنة 1343 على تم له الاستيلاء م ،وقد ا. 1 = "09
sir ا 9
ونجد الحجار ملك له لقب وصار ، العربية السعودية المملكة له مملكةَ تسمى صار وبهذا
وملحقاتها.
إصلاحها فى يسعى أخذ العرب جزيرة العزيز فى عبد فلما استقر الأمر للملك
فى البداوة التى انتشرت مظاهر ،ويزيل فيها ثانيا التي وقعت الجاهلية على ليقضى
الملوك من غيره يمتار على هذا فى وهو ، الحديثة المدنية فيها وساثل وينشر ، أنحائها
يهتمون كانوا لأنهم ، الحديثة القرون فى المسلمين بين بالتجديد قاموا الذين والأمراء
صميم فى لا تدخل الا بأمور الدينى الإصلاح فى يهتمون ،ولا المدنى وحده بالإصلاح
باع بينهم من ما انتشر ،ولا تزيل بين المسلمين الدينى الجمود على ،ولا تقضى الإصلاح
بين مضطربا جيلا وتربى ، الإصلاح إلى مما تؤدى أكثر الفساد إلى فتؤدى ، وخرافات
فيه ب!صلاح ،وتأخذ الإسلامى بالتشريع تعمل دولة العزيز ف!نه قام فى أما الملك عبد
المدنى، عليه إلا معاداة الإصلاح ،ولا يؤخذ الباع والخرافات كثير من على دينى يقضى
هذه وسائل ادخال على الملك عبد العزيز يعمل الحضارة الحديثة ،فأخذ وسائل ومجافاة
تزتُتها بينها وبين يباعد طريق فى تيمية ابن بمدرسة يسير أن وعلى ، دولته فى الحضارة
4 '7
المدنى، والإصلاح الدينى الإصلاح بين الجمع ، الحديثة للمدنية ومجافاتها ، الدينى
تنكبه الملوك والأمراء المسلمون فى الذى الصحيح طريقه فى بالتجديد الإسلامى ويسير
يجمعوا أن يمكنهم ،ولم التجديد من غايتهم الى الوصول فى فأخفقوا ، الحديثة القرون
تستفد فلم ، معا عليه كلمتهم وتجتمع ، به جميعا يأخذون جدبد نظام على شعوبهم
متفقين هذا كانوا قبل ،لأنهم كلمتهم ،واختلفت وحدتهم إلا أن تفرقت هذا من شعوبهم
المدنى وحده عُنوا بالإصلاح الذين الملوك والأمراء أولئك يفعل ،فلم القديم جموبهم على
بين متنافر لا تناسق مجتمع الفريقين من ،فكان ومجددين الى جامدين إلا أن قسموهم
بين افراده يؤلف الذى النفاق الاجتماعى إلا ذلك ،اللهم بين أجزائه انسجام أفراده ،ولا
الوطنية وظيفته ليؤدى ، والباطن الظاهر ا فى دق صا منه مجتمعا يجعل ولا ، الظاهر فى
قد العزبز عبد الملك هـاذا كان ، سعادته إلى ما يوصله كل فى بشعبه وينهض ، والدينية
نجاح ما الأمل فى يبعث مما الطريق الصحيح ذلك ،ف!ن سلوكه ذلك تأخر به الزمن فى
،وأن الطريق الصحيح ذلك فى يأتى بعده أن يمضى من ،وعلى الاصلاح به من أخذ
امتاز بها على حكيمة وسائل ذلك له فى بها فيه ،ف!نه كان يأخذ التى كان بالوسائل يأخذ
،ولم فرضا شعبه على الإصلاح ما يراه من يفرض الوسائل أنه لم يكن تلك ومن
كانأ بل ، السابق القرن فى باشا على محمد فعل ،كما عليه .بالإكراه والقوة يحمله يكن
فيه ،ويثبت أن يشرع قبل الإصلاح يريده من بما يؤمن بالإقناع ،حتى ذلك فى شعبه يأخذ
فى العقبات يضع ،وأخذ بالعناد والاستكبار متخفَف هذا بعد لإيمانه به ،ف!ذا تخقَف عليه
الإصلاح لأنه يعارض ، واستكباره عناده على بالقوة التى تقضى ،أخذه الإصلاح سبيل
. عناده واستكباره عن ،ليرتدع بالقوة أيضا أن يؤخذ جزاؤه بالقوة ،فيكون
التؤدة والتأنًى ،ويراعى يفضئل أنه كان أيضا ذلك فى وسائله من وكان
سنين يجاها .ويجالد فى عشر نحو إنه مكث ،حتى الإصلاح يريده من لما استعداد الشعب
سنة عنده حضروا ،وقد علمائهم مع ،ومرة الإخوان مع ،.مرة التليفون إنثماء شيل
بمدينة للتلغرات غير السلكى إنشاء محطات علموا بعزمه على م ) حين 1291 ( 331اهـ=
عليك أشار من غشتَك لقد ، العمر :يا طويل فقالوا له ، نجد مدن من وغيرها الرياض
،وليس أحد يغشنا فلم اخطا3- :لقد لهم بلادنا ،فقال الى دادخاله التلغراف باشعمال
ورأى ، عليها استيلائه عند بمكة التليفون بالفعل اختبر أن إلى هذا بعد انتظر ثم
الزاهر- من معسكره ،فلما نقل المواصلات وسرعة إنجاز الأعمال فائدته العظيمة فى
427
!ن آخر ،وسلكَا وحداء تليفونيا بين مكة أراد أن يمد سلكًا حداء إلى - مكة قرب الشهداء
ذلك عن بين مكة ومقره ،ولكنه عاد فعدل اتصال سريع على يكون حداء والرغامة ،حتى
قبل قاثمة كانت التليفونية التى الأسلاك يقطعون لأنه رآهم ، فتنة الإخوان من خوفَا
مقيما كان حين قصره إلى الموصلة الا!سلاك ما كانوا يقطعون وكثيرًا ، مكة على استيلاثه
من غيره يرون كانوا وكذلك ، اءزالته شرعا تجب منكر هذا ان كانوا يرون لأنهم ، بها
رأوها عربة الدرأجة حين إنهم سموا ،حتى السلكى وغير السلكى وَالتلغرات الدراجات
أن راكبها ،بدليل الشيطان وعمل بقوة السحر ،واذَعوا أنها تسير إبليس أو حصان الشيطان
الكلام لا ينقل السلكى غير التلغراف أن يرون ،وكانوا الفور على لا تقف ونزل إذا تركها
، الكلام فيه نجقل الشيطان ،يخقوم الشيعلان اسم عليها ويذكر ذبيحة عنده أن تذبح إلا بعد
دقاقة ساعة أول وكسروا ، الشيطان عمل من أيضًا الدقَّاقة وعذوها الساعة أنكروا وقد
تفكيرهم فى ،وَشابهوا قرون عشرة من اكثر الإسلامى بالتفكير ،فرجعوا إليهم وصلت
،وزعموا الرشبا هارون إليهم التى أهداها الساعة انكروا حين وحاشيته شارلمان الإمبراطور
وقد ، بالشدة يأخذهم وأحيانا ، ذلك أحيانا فى لهم يلين العزيز عبد الملك وكان
إليه وأدتي أدئا ،فأحضره درأجة يركب راَه خادما له ضرب الإخوان مرة أن أحد حدث
التساهل أنجذوا بعض فى ذلك غلاة الإخوان أن الملك عبد العزيز يتساهل فلما رأى
فَيصل المتذمرين أولئك راس على وكان ، فيه عليه بالإنكار ويجاهرون ، منه يتذمرون
المتعلمين الذين غالوا فى الدعوة الإخوان أنصاف ،وغالبهم من بن بجاد وسلطان الدويش
الباع المنكرة ،بل من العقال التُنة ،وأن هو العمامة ان لبَس يعتقدون ،فأصبحوا الوهابية
،وكانوا إذا وجدوا يلبسه من مقاطعة الكفار واوجب لباس من فجعله بعضهم كالى
طويلا ف!ن المقص ثوبًا شخص على بقمئه ،د!ذا وجدوا يقومون طويل له شارب شخصا
أن الحضر النار " وكانوا يرون الإزار فى " فضل الزائد تنفيذا لحديث فى عمله يعمل
فلا الله ، من الواجب هذا عليهم ألقى وأنه ، واجب المجاورين غزو وأن ، ضائُون
العزيز أنه يوالى الملك عبد عن يذيعون منع الغزو ،ثم أخذوا فى كلام أحد يسمعون
. العقال ولبس والشارب الثوب عليه تطويل ،وينكرون الدين فى ،ويتساهل الكفار
رؤساء فحضره م، - = 2791 . 134 o مؤتمر بالأرطاوية سنة ثم دعوا الى عقد
فى الله والجهاد دين نصرة فيه على وتعاهدوا ، والعجمان ، وعُتيبة مُطير من الاخوان
: الأمور العزيز هذه الملك عبد على صراحة ،ثم أنكروا سبيله
428
. بلد الرك مصر إلى سعود ولده إرسال ا -
يكونوا دمان لم ، حوربوا كفازا كانوا إن لأنهم ، الكُويت المتاجرة مع منعه - 6
دين أهل فى الدخول دهاجبارهم على والقطيف الإحساء -تركه النظر !نى شيعة 7
السنة والجماعة.
الحجاز بالرجوع من ،فعجل المؤتمر عقدوا ذلك وكان الملك عبد العزيز بالحجاز حين
مؤتمر إلى الإخوان زعماء فدعا ، واللين بالحكمة الثورة عليه هذه يعالج ،وأخذ نجد إلى
دعوته م ،فأجاب سنة 2791 يناير هـ= سنة 1345 فى رجب أمر بعقده فى مدينة الرياض
حاله لهم المؤتمر شرح هذا فى ،ولما اجتمعوا بجاد بن سلطان ما عدا الإخوان زعماء جميع
يعهدونه الذى ،وأنه هو المحافظة كل عليها محافظ للشريعة أنه خادم وافيًا ،وذكر شرخا
والمسلمين. العرب مصالح على ،وأنه لا يزال ساهرأ لم يتغير قبل من
الله ،وعبد سَحمان بن ،وسليمان عتيق بن ،وسعد اللطيف عبد بن محمد ( من
العزيز، عبد بن وصالح ، سليم بن ،وعمر الثه العنقرى ،وعبد العزيز العتيق ابن عبد
بن ومحمد اللطي! بن عبد ،وعمر اللطيف بن عبد الله ،وعبد حسن بن الثه وعبد
، الشاوى عثمان بن ومحمد ، مزاحم بن اللّه وعبد الله ، عبد بن ومحمد ، إبراهيم
وبهم .الطريق بنا اللّه ،سللث المسلمين إخواننا يراه من من إلى - العترى العزيز بن وعبد
أما - " الله وبركاته ورحمة عليكم سلام - آمين - الجحيم طريق واياهم ،وجنبنا المستقيم
مسائل الإخوان عن بعض من سؤال تعالى - الثه الإمام -س!ليه بعد فقد ورد علينا من
فهو - اللكى غير التلغراف - البرق :أما مسألة نصه بما ،فأجبناه عليها منا الجواب تطلب
العلم، أهل من رأينا فيه كلامَا لأحد ،ولا حقيقته نعلم ولا الزمان آخر فى حادث أمر
والتحريم بالإباحة والجزم ، علم بغير ورسوله النّه على نقول ولا ، مسألته فى فتوقفنا
الإمام -ويقه الله- فأفتينا وأبى رشيد حمزة حقيقته ،وأما مسجد على يحتاج إلى الوقوف
فورَا ،ولا يُحكم فيزال الحجاز فى منها شىء ،وأما القوانين ف!ذا كان الفور على بهدمهما
،فأفتينا الله الحرام بلد فى والقوة بالسلاح المصرى الحاج ،وأما دخول المطهر إلا بالشرع
942
،واما المنكرات وجميع الشرك إظهارهم ،ومن والقوة بالسلاح الدخول من الإمام بمنعهم
به ويقبِّله ،وما ان يتمسح أحد تمكين ،ومن الحرام المسجد دخول فأفتينا بمنعه من المحمل
بلا بالكلية ف!نْ أمكن مكة عن وأما معه ، منها يُمنعون والمنكرات الملاهى من أهله يفعله
فأفتينا ،وأما الرافضة شرعَا سائغ أعلاهما لدفع المفسدين أحد ،لىالا فاحتمال تعَتن مفسدة
وعلى ، الباطل دينهم شعاثر إظهار من ويمنعهم ، الإسلام البهعة على يلزمها الإمام أن
على ،ويبايعوه بشر ابن الشيخ عند يحضرهم أن الإحساء نائبه على يلزم الإمام ايضًا ان
، الباع سائر ترك ،وعلى وغيرهم البيت أهل من الصالحين دعاء وترك ورسوله اللّه دين
زيارة من ،ويُمنعون الباطل مذهبهم به شعائر يقيمون مما وغيرها مأتمهم على اجتماعهم من
المساجد، فى وغيرهم هم الخمس الصلوات يُلزمون بالاجتماع على المشاهد ،وكذلك
، الأصول ثلاثة بتعليم ويُلزمون ، السنة أهل مئ ونواب ومؤذنون أئمة فيهم ويُرثب
المساجد فى إقامة البدع من ويمنعون ، تُهدم البدع مبنية لإقامة محالُ لهم كان ان وكذلك
القطيف أهل من وأما الرافضة ، بلاد المسلمين ما ذُكر يُنفى من قبول أبى ،ومن وغيرها
،فأما البوادى ذكرنا بما ويلزمهم إليهم يسافر ابن بثمر أن الثخَ أيده الله - فيلزم الإمام -
،ويلزم ومعلمين دعاة لهم يبعث فأفتينا الإمام أن المسلمين ولاية فى التى دخلت والقرى
من إلزامهم بشرائع الإسلام ومنعهم ناحية بمساعدة المذكورين على الأمراء فى كل نوابه من
،فافتينا الإمام بكفهم بادية المسلمين وخالطوا انتشروا الذين العراق ،وأما رافضة المحرمات
، الظاهرة المحرمات فأفتينا أنها من ،وأما المكوس وأرضهم المسلمين مراتع فى الدخول عن
عن والخروج المسلمين طاعة عصا شق عليه ! ،انْ امتنع فلا يجوز ف!ن تركَها فهو الواجب
الأصلح ما هو أن يراعى الإمام ،وعليه نظر إلى محوَّل ،وأما الجهاد فهو أجلها من طاعته
ولكافة لنا ولهم الثه ونسأل الشريعة الغراء - ما تقتضيه حسب والمسلمين على ل!سلام
. ! وسلم اكه وصحبه وعلى نبينا محمد الله على ،وصلى والهداية التوفيتي المسلمين
بها إلى للفننة ،فاضطر حسمَا الفتوى بهذه يأخذ العزيز إلا أن عبد الملك يسع فلم
يعلم ،وهو السلكى التلغراف تعطيل ،دالى حمزة مسجد هدم ،دالى المحمل قبول عدم
ست فى أنكروا ذلك حين رده عليهم فى سبق الإسلام ما يمنع منه ،كما فى أنه ليس
اولئك الغلاة منها إلى مسلك إلى مسلك هذه الفتوى أقرب م ،فكانت 1291 هـ= 1331
وفى ، باللين والسياسة الأمور أخذ فى عادته بها على أخذ ولكنه ، العزيز عبد الملك
الملك هذا المؤتمر ،وأراد أن يُوقع بنتيجة الدويش فيصل هذا لم يرض ومع
بُصئة علَى الحدود مخفر عمال قتلت قوة صغيرة ،فأرسل جديدة مشكلة العزبز فى عبد
043
بين ليفسد ، العمال اولئك مع كانوا الشرطة انفار من بضعة وقتلت ، العراقية النجدية
الإنجليزية واشتباكها ايطيارات هجوم إلى هذا ،فأدى )لإنجليزية العزيز والحكومة الملك عبد
المشكلة هذه يحل العزيز أن عبد الملك يمكن ،ولم ثلاثة أشهر نحو النجدية والعشائر هى
الحدود بناء المخافر على موقفها من على السياسة ،لأن الحكومة الانجليزية أصرت بطريق
العراقية النجدية.
م ) 2891 هـ= سنة ( 1347 بُرَيدة فى مؤتمرا فرأى الملك عبد العزيز أن يعقد
يرى ،ولكنه المخافر بناء هذه على سخطهم فى أنه يشاركهم ،ولإفهامهم الإخوان لتهدثة
الدويش، فيصل المؤتمر هذا القوة ،ولم يحضر إلى استعمال اللجوء فى ذلك أنه لا يصح
الملك عبد العزيز فيهم هذه الخطبة: بن بجاد ،وقد خطب ولا سلطان
جمعنا إذ ، الإسلام بدين علينا الله بها مَن التى المنة عظم تعلمون ، الإخوان ا أيها
الله به علينا هو ما مَن وعلى عليكم شفقتى دان ، الذلة به بعد وأعزنا ، الفرقة به بعد
،فنرى الثه به علينا ما أنعم - أو، - المكان ،لتذكروا هذا فى أجمعكم لأن دعانى الذى
أن أننى خشيت وهو نفسى هذه النعمة -وثانيا -لأمرِ بدا لى فى لشكران عمله ما يجب
امام ؟ لأخرج منكم ذلك ،فاردتُ أن أعرف منى يشكوه شىء منكم أحد فى صدر يكون
الآراء ،او مما من وما لديكم عما فى خواطركم -لأسألكم وثالثَا - ذلك بمعذرة من اللّه
يذكر ،وكلكم إن القوة دته جمجًا - أيها الإخوان - ودنياكم أمر دينكم فى ترونه يصلحكم
بعضا، بعضكم ،وينهب بعضا كنتم فردا وأحزابَا ،يقتل بعضكم عليكم أننى يوم خرجتُ
لتفريق الدسائس لكم كانوا يدسون او أجنبى عربى من عليكم الثه مَن وَلاه وجميع
الضعف، فى محل كنت ،ويوم خرجت أمركم ،ولإذهاب قوتكم ،لىاضعاف كلمتكم
به على الله ما من عليكم ،ولا اريد أن اقمى وحده الله إلا وساعد عضد لى من وليس
فى صدر منقوش ،لأن تاريخ ذلك لخيركم من اعمال كانت معكم ،وما فعلت فتوح من
،فقد منكم من أحد رهبَا اليوم فى هذا المكان خوفَا أو -إننى لم أجمعكم منكم واحد كل
لأمر جمعتكم لىانما ، نصرنى الذى ،والثهُ هو ،فما باليتُ بالجموع قبل من وحدى كنت
، وحدى هو النظر فى أمر ييسخصى أن يتكلم هنا فى غيره ،وذلك ،ولا أجيز لأحد واحد
.ولا فأنا اقرة واساعده اتفقتم عليه ،ومن غيرى أمركم يتولى فيمن أن تنظروا منكم أريد
:أنى والثانى ، دنياى فى لراحتى :محبتى الأول ، إلا أمران القول هذا على يحملنى
،ولكم مطلبى فذلك هذا إلى اجبتمونى ،ف!ن كارهون لى وهم قوما بالته أن أتولى أعوذ
،ف!نى لكم أثر دعوتى به على ما كلمتمونى على مصرين لا تزالون الله ،و(ذا كنتم أمان
m
الخ . . . الله شرع مما يؤيد عليه تجمعون ما اتباع فى الشرع أمر أخالف الله أن إلى أبرأ
بنائها مسئولية وألقى ، الحدود ببناء المخافر على بأن الإنجليز متمسكون أخبرهم ثم
،فاجتمعت لآخر وقت الحدود العراقية من تعذيه على ،بسبب الدويش فيصل على
ا،لأمر للملك ' وبهذا استقر اسروه حتى الدويش ،وحاربوا فيصل حوله كلمتهم
انتهى أمر قال حين مملكته ،حتى فى الفوضى عوامل به على العزيز ،لأنه قضى عد
فى الإصلاح بأعمال الحياة الجديدة أن ينهض هذه العزيز فى الملك عبد وأمكن
ما بدأ ،وواصل الحديثة ألحضارة وسائل من وكيرها والتلغرافات التليفونات ؟ فأنشأ مملكته
ينشر فيه ،وأخذ المض قد عاقته عن الإخوان حركة البادية ؟ وكانت تحضير به من
واستكانوا الإخوان هدأ .وقد المملكة انحاء الحديثة فى الأنظمة على لتعليم العلوم المدارس
من غيرهم كثأن شأنهم القاهر ،بل صار السلطان ،لأنه لم يعد لهم ذلك لسلطانه
دائرة م ) على 0391 هـ- نجد أنكروا سنة ( 9134 إلا أن مشايخ الرِعية ،ولم يحدث
الجغرافيا الذى واللغة الأجنبية وعلم الرسم التعليم تدريس مناهج فى المعارف أنها قررت
فى ذلكا ،فلم يجد معهم الملك عبد العزيز وبحث ودورانها ،فجمعهم يقرر كروية الأرض
طال قالوا له حين ،وقد ودورانها الأرض كروية ما ينكرونه من دليلا على عندهم
قبل ف!ن ، شرعا المنهى عنه الجدل إلى حاجة فى ولسنا ، ما نعتقد قررنا :لقد البحث
مرة يخالفنا فيها. أول هذه دثه ،دمان خالفَنا فليست الإمام ما رأينا فالحمد
أتى التى الشورى فى كل هذا على أصول حكمه جرى العزيز عبد الملك أن ولا شك
قاطع ،وله حكم النظام الحديث على نيابى مؤلف له مجلس بها الإسلام ،دمان لم يكن
بالتؤدة والتانًى ْ، الإصلاح سيره فى به نفسه من ما اخذ ،ولعل شخصى حكم كل دون
بتأليف التعجيل من منعه الذى ،وهو الإصلاح من يريده لما الشعب استعداد مراعاته ومن
!ايثاره فيه ، الحكم فى والعدل بالثورى بأخذه عنه استعاض ،ولكنه المجلس ذلك مثل
لقرابته ولا لنفسه مصلحة فيه يراع لم لأنه ، الخاصة المصالح على العامة المصالح
كل ،وكان مصالحهم ب!يثاره مودتهم واكتساب الناس استرضاء يميل إلى كان ،بل وحاشيته
إذنه على اعترضوا لما الرياض إن علماء لا أهمية له فى نظره ،حتى ما يتعلق بشخصه
الحجار ، عرش على بعيد جلوسه Rrا م ) ب!قامة الاحتفالات . هـ- 13 i ( i شة فى
لا بشخصه لأنه يتعلق ، ذلك لرايهم فى ،خضع للسنة مخالف وذكرليا له أن هذا
النيابية. المجالس عن لا يغنى هذا كل العامة ،ولكن بالمصلحة
432
له والخضوع التملق للحاكم على الدولة السعودية لا يجرى وقد يقال (ن الأمر فى
البدو سئما فيها ولا ا!بر الفريق ؟ لأن غيرها فى يجرى المنزلة عنه كما بانحطاط والشعور
بعضا بعضهم يدعو ، بفطرتهم شعبيون فهم ، غيرهم عند الثائعة الألقاب لا يعرفون
البدو ،فأصغر المعتادة وألقابهم بأسمائهم وأمراءهم ملوكهم ،ويخاطبون المجردة بأسمائهم
العمر، يا طَويل أو ، يا أبا تركى أو ، العزيز :يا عبد بقوله العزيز عبد الملك يخاطب كان
يعبأ بلقب العزيز نفسه عبد الملك يكن ولم أو الإمام - :الشيوخ يقول غيره عنه لاذا سأله
الحواضر تُعرف الا فى عهده الألقاب فى هذه الملوك ،ولم تكن ألقاب الملك وغيره من
بلادهم. العزيز على الملك عبد اسيلاء لها قبل ،لإلفهم الحجار مثل الكبرى
الأنساب فى التفاضل عدا نجيما الدولة سواء هذه فى بقال (ن الناس جميعا وقد
، الواجبات الحقوق وما عليهم من ما لهم من فى جميع يتساوون والامارة ،فهم يكادون
البلادْ ،فلا هذه فى عليها الحكم التى يجرى الإسلامية الشريعة نظر فى سواء جميعا لأنهم
الث!ريعة أحكام فى سواء كيره ،بل كلهم ولا لحيد ولا لجاكم على لشريف هناك فضل
منه ،ورد إليه حقه الحاكم الرعى الرعية أنصفه من رجل أمير على الغراء ،داذا تعدى
القرن فى العرب جزيرة كتابه - فى وهبه الث!يخ حافظ ذكره بما يؤيد ذلك وقد
فى بيت خإلد بن لؤى م ) رائرا للشريف 2591 هـ- 13 i كان فى سنة ( 3 أنه العشرين -
فى مكة الخُرمة وقاضى قاضى ابن داود أمام الشيخ -،فرأى أميرا لها ،وكان بمكة الامارةْ
الطائف، سكان من الأشراف من :أحدهما يتخاصمان رجلين الاستيلاء النجدى أول عهد
،ولما الساعاتى ناظورا لاصلاحه أعطى هذا الشريف ،وكان الساعات صناع من والآخر
رجل تحكيم وطلب ، أنه طبقه الساعاتى ئكى وا ، الشرط طبق يأت ه لم أن ادعى أصلحه
الثيخ ،فنهره خالد بن لؤى الثريف بجوار أن يجلص خبير بينهما ،فأراد الشريف
ولما سمع ، الشرع نظر فى سواء لأنهما ، خصمه مع أمامه يجلس أن ،وأمره داود ابن
الشريف يقبل لم :ان الساعاتى ،فقال خبير صانع بما يقئره الشريف على حكم الدعوى
الشيخ فقال . مطلقا بشىء أطالبه ولا ، كان كما إليه الناظور أرد أن فأنا مستعد ذلك
:الحمد وقال اليه الساعاتى ،فالتفت الشريف فارتبك 3 هذا فى تقول :وما للثمريف
الظلم، وقت الديا وما فيها ،لقد مضى عندى يساوى جنئا لجنب معك لثه ،إن وقوفى
، الأحيان بعض فى كانوا يضربوننا ،بل أجرة الأشياء ولا يعطوننا بعمل كانوا يكلفوننا فقد
حتى لك لا نسلمه : وقال ، الشريف من الناظور خالد الث!ريف أخذ وهنا دثه . الحمد
يفرض ،وأن حكومته رأيه فى يبدى له أن منهم واحد كل ( ،ذ كان شأنهم هذا بين قوم
بعده إلى مجلس الطويل فلا حاجة هذا مدة حكمه عليه رأيه فيها بالحق ،وقد عؤَدهم على
نيابى.
النظام الحديث، نيابى على مجلس تأليف عن ،ولكنه لا يغى قد يقال هذا كله
تنفيذية سلطة ما فى الحكم من الحاكم فى كل فى ماركة ثابتا حقأ للشعب يجعل
الر ،وعادت الجاهلية فوضى إلى البلاد التى عادت هذه فى به الحكم ،وش!تقر وتشريية
الماضى أثر ذلك على يقضى الحديث غير نظام الشورى نظام القيلة فيها ،لأنه لا شىء
كله.
*!ي!!ي!
in
التجديد الحديث عوائق
وأمرائهم وعلمائهم حاجة المسلمين ملوك قرون على إدراك بعض ثلاثة نحو مضى
ميدان التجديد العسكرى بعضهمْفى ،وعمل الحديث المسلمين إلى التجديد المناسب للعصر
فى ،وبعضهم فى ميدان التجديد السياسى ،وبعضهم فى ميدان التجديد العلمى وبعضهم
أ لم يصلوا المسلمين ا،لدينى ،ولكن التجديد ميدان فى ،وبعضهم الاجتماعى التجديد ميدان
عن متأخرين لا يزالون الآن أولاء هم وها ، المدة الطويلة هذه فى المطلوب التجديد إلى
التجديد إليه فى ما وصلوا يُعَذُ بحيث ، شاسعة بمراحل أوربا وأمريكا فى العالم الحديث
وأسباب داخلية أسباب ولهذا ، إليه أوربا وأجمريكا بما وصلت تافها إذا قي! شيئا الحديث
،حتى الاستدادى بحكمهم الحديث وأمرائهم فى العصر المسلمين ملوك ( ) 1تمسك
،ولم يفكر فى اصلاح العسكرى لم يتجاوز به الإصلاح الإصلاح منهم فى فكر إن من
أن ينجح فلا يمكن ، المسلمين فى الفساد أشَ الاستبدادى الحكم كان ،وقد الحكم طريقة
يَصلح أن يمكن ولا ، فاسد أساس بقائه على مع يقوم الإصلاح لأن بقائه ، مع إصلاح
الحاكم ،فلا يشعر والرعية بين الحاكم يباعد الاستبدادى ،فالحكم الأساس فساد البناء مع
بحقها لا يشعر لها ،وبهذا الإخلاص أساس على حكمه ،ولا يقوم عليها بعطف نفسه فى
فى تشاركه أن وتحاول ، حقوق من بما لها عليه تشعر لأنها (ذا نهضت ؟ النهوض فى
يأباه ما طُبعَ ،وهذا وحدها فيه مصلحتها ،تراعَى صالحا دستوريا حكمَا ،ليكون حكمها
حكامها الرعية بادلت .وقد وحده لمصلحته حبه من جُبلَ عليه ،وما الاستبداد من عليه
اثره فى لهذا وكان ، بأفعالهم تثق ولم ، لحكمهم تخلص فلم تنكرَا بتنكُر ، المستبدين
فيه الذى فكر الإصلاح إخفاق وفى الملوك والأمراء فيه بعض فكر الذى الإصلاح إخفاق
رعبتهم من يجدوا لم الحالة الأولى فى المصلحين والأمراء الملوك لأن ؟ الرعية بعض
،ولأن عل! الفاسد ،هـايثارا للقديم م!نها به ظن إساءة وجدوا ،بل لإصلاحهم استجابة
وأمرانهم استجابة ملوكهم من لم يجد الثانية الحالة الرعية فى من الإصلاح فكر فى من
معا الفريقين كلمة لاتفقت ذلك ولولا ، عليهم للثورة اعتقادا بأنه محاولة وجد ،بل له
أتوا ببعضه بل ، يأتوا به كاملا لم القرون تلك فى قاموا بالإصلاح الذين أن ()2
إذا أصيب الشخص لأن ، ما أتوا به نجاح عدم أثر فى تركوه لما فكان ، بعضه وتركوا
435
بشفائه الجم منها لم يصح مرض لم ينفعه الا أن يُداوَى منها كلها ،ف!ذا شفى بأمراض
وأمراؤهم المسلمين ملوك كان وقد ، منها أثر ما شفى منها فيه ما بقى أبطل ،بل وحده
لم يدركوا الا 4;1 ،ولكنهم إلى الإصلاح القرون إلى حاجتهم تلك تنبه من من أول
الا يهمهم فلم ، الحديثة بجيوشها تغلبهم أوربا دول شاهدوا لأنهم ، عسكرى (صلاح
ولم ، بها جيوشها أوربا أخذتَ التى الحديثة بالأنظمة لىالا أنجذها ، جيوشهم اصلاح
العلمية والدينية نهضتها الا بعد أن تمت إلى تنظيم جيوشها يعلموا أن أوربا لم تصل
بدأ ملوكنا فلما ، النهضة لهذه كالنتيجة جيوشها اصلاح فكان ، والسياسية والاجتماعية
بالنتائج يأخذ بلادهم كانوا كمن النهضة فى قبل أن يقوموا بمثل هذه العسكرى بالإصلاح
غير على الاصلاح به من ما يأتى فيبنى ، الأسباب قبل بالمسببات ويبدأ ، مات المقدً قبل
له فائدة إلا صاع يكون ،ولا ينهار أن لا يلبث أساس غير (ذا قام على والبناء ، أساس
. الأموال
منهم يتنبه القرون ،فلم فى تلك جمودهم على جملماء الدين مضوا أن جمهور ()3لم
هؤلاء وراء العامة جمهور وبقى ، اليد الواحدة أصابع يُعَد على الا نفر الاصلاح الى
له ويكون ، بالإصلاح ينهض يمكنه أن عدد منهم يتبع المصلحين ،ولم الجامدين العلماء
تحميه وراء الإصلاح ،فتقف قوتهم من أشد الجمود ،أو تكون قوة أصحاب قوة تضاهى
الجامدين. من لا يدركه من فضله ،ويدرك أثره بين المسلمين يظهر ،حتى وتؤيده
بل ، بلادهم فى الإصلاحية يؤيدوا -الحركة لم وأمراءهم المسلمين ملوك أن ()4
وسعهم، ما فى بكل يحاربونها ،وأخذوا القائمين بها عليهم من أنها ثورة اليها على نظروا
بالدول أن يحتمى بعضهم واَثر ، وقتل وسجن تعذيب منهم ما القوا من المصلحون فلقى
أهلها، بلاده على بالطامعين فى ،فاستعدى لحركة الاصلاح ان يستجيب الأجنبية على
أمة بين المسلمين ،ف!ذا رأت (صلاحية حركة تناوىء كل أوربا كانت )5أن دول
يسعون جواسيسها عليها حربا تشغلها عنه ،أو سلطت شنت فى الاصلاح (سلامية أخذت
تمكن ولا ، الإصلاح أعمال تعترض داخلية فيها فئن تقوم حتى ، طوائفها بالفبساد بين
مصر، الهند وفى فى الأفغانى الدين انجلترا جماى حاربت المضىٌ فيه ،كما من بهإ القآئمين
لهم، لا تربد هذا الإصلاح المسلمين ،وهى فى (صلاح ذنبه عندها الا،نه يسعى ولم يكن
خيراتها التى تستأثر بها فى ،ومزاحمتها بلادهم فى به إلى مناهضشها لأنهم يصلون
القضاء على ،ويعمل الأرض الذى يبغى الفساد فى الاستعمار الجشع ،وهذا هو دونهم
in
لنشر يعمل بأنه ،ثم يتبجح أمريكا وأستراليا منه فى أهل به ،كما حصل ابتُلى من على
نواياه الخبيثة. ،ويخفى القبيحة المتأخرة ،ليستر أعماله بين الشعوب الحضارة
فى الحديث التجديد إلى وصولنا عدم ى ف ره ا أث لها التى كان الأسباب أهم هى وهذه
،واتقينا نجاحه منها عن ما عاق عرفنا التجديد فى هذا بعد ،ف!ذا أردنا أن نير القرون هذه
التجديد فى ،ونأخذ وسائله الصحيحة فى الإصلاح الماضى ،لنسلك فى المستقبل أخطاء
وأمراؤنا وأولياء الأمر فينا ملوكنا إلا اذا علم هذا ،ولا يمكن النجاح الى الموصلة بالأسباب
المنادين منا أن الجامدون إذا علم دالا ، والاصلاح الا بالتجديد لنا ولهم أنه لا بقاء
هؤلاء ،ف!ذا علم به بين الأمم إلا النهوض يريدون ،ولا ثلهم للدين مخلصون بالتجديد
الى ما لم نصل بنا الوسائل التى تؤدى الاتفاق على النيات ،وأمكن خلصت ذلك وأولئك
437
التجديد الحدشما الأمل فى
الإسلام انتهى أمره ،وأنه كان فيه أمل حين الناس أن التجديد فى بعض قد يظن
كثيرا من تحكم ضعفها على الدولة العثمانية التركية ،إذ كانت مثل دول للمسلمين كان
التى الدولة هذه ذهبت فقد ،أما الآن والمسلميق بأمر الإسلام ،وتُعنى الإسلامية الأقطار
العنصرية نفسها على قصرت صغيرة جمهورية محلها ،وحلت ل!سلام -البقية الباقية كانت
، أعدا 3الإسلام مع الدولة تلك تألبوا على أن بعد المسلمين من يدها ،ونفضت التركية
لهم، أمرها على مغلوبة وأمة ، فيها الحكم على الأعداء استولى ما بين أمة قد فتركتهم
المسلمين بيد سياسة بيد اهلها ،وبهذا صارت الحكم مظاهر من شىء قد بقى لان كان
الاسلام يبقى أن تقتضى وهى ، مصلحتهم ما تقتضيه على يصرفونها ، الأعداء هؤلاء
لأهله أمل فى ذلك ،ولا يكون إلى أسوأ سىء من ،لينتقل بين أهله فى جمودهم جامدا
قام ان الإسلام إلا الذين يظنون ،ولا يتوهمه خاطىء ظن أن ذلك ولا شك
أنه دين يرؤن لأنهم ، جميعا الإسلام اعداء وهم ، بالسيف الناس بين وانتشر ، بالقوة
المسلمين من قوم ،ويوجد بالقوة والسيف ،وانما انتصر لأنه حق غيره على لم ينتصر باطل
لا يذهب أن من بجهلهم ،ويرون الأعداء فى هذا الظن الخاطىء أولئك الجامدين يشاركون
دينهم، نصرة التواكل فى أهله على الدين ،لأنه يحمل على خارجا يكون مذاهبهم فى
ومعِدُّوا لهُم قَا ( : الله تعالى قال ،وقد بالفوة لأعدائهم الاستعداد فى يهملون ويجعلهم
الجاهل، كالصديق الخاطىء الظن هذا فى وهم ()1 وَمِن رىنجاط الخَيلِ " قُؤَة مِّن استَطَعتُم
فى هذا إذا رأوا مثل الأعداء هؤلاء لأن ، أعداؤه أكَثر مما يضره الإسلامَبجهلهم يضرون
الإسلام فى يعذُ رايهم الجهلاء الأصدقاء هؤلاء ،ولكن عليه حجة رايهم لا يعد الإسلام
ما أن مع ، بطلانه اعتقاد فى وقوة ، منه نفرة فيزيدونهم الأعداء هؤلاء عند عليه حجة
لا مكرهين. ،ومحبين لا منفرين مرغبين أن نكون التبليغ يقتفى علينا من وجب
سبيل اليها فى يلجأ ،وأنه لم أعدائه مع ما لجأ إليه الإسلام القوة آخر أن والحقيقة
، الأعداء هؤلاء أذى دفع لجأ إليها فى لىانما ، بين الاس نشره سبيل إليه ،ولا فى الدعوة
438
التى هى الدينية بالحرية المسلمون ،ليتمتع بالقوة عنه أعداؤهم أن يفتنهم أتباعه من ولحماية
الإنسان حقوق من الحق هذا أقر الإسلام ،وقد بها وحده غيرهم ،ولا يتمتع الإنسان حق
الرئُثندُ قَد تبتنَ ، الذينِ فِى لاَ إكرَاهَ ة : تعالي فقال ، الحديث العصر فلاسفة يقره أن قبل
شَاءَ فَفيُؤمِن وَمَن شَاءَ فمن رجمُئم ، مِن وَقُلِ الحَق ! : تعالى وتال ()1 أ العى منَ
حق الانسان - حقوق هذا الحق من إلى إعلان الإسلام قد شق كان ()2داذا فَليكفُر أ
أن يكون به ،ويجب ان يتمتع أهله بهذا الحق كما يتمتع غيرهم الحرية الدينية -ف!نه يجب
منه ،وقد يريد أن يحرمهم عليه ،وأن يقاتلوا من الحصول القوة فى استعمال لهم حق
القوة ، من بالسلم ،ولا يلجأ إلى شىء سنة يدعو عشرة ثلاث مكة الإسلام فى قضى
مقابلة القوة بمثلها، فى يفكر ،فلم والقتل والتشريد التعذيب من فيها ما نالهم أهله ونال
قبل الهجرة إلى مكة فى غليه -،ولا ننكر أنه كان ضعيفا اعتدى من ولا فى الاعتداء على
أعدائهم ،فيغتالوا من السر القوة فى يستعملوا أن يعجزهم أتباعه لم يكن ،ولكن المدينة
كما ، استضعفوهم الذين الطغاة أولئك بين الإرهاب وينشروا ، منهم قتل بمن السر فى
،و(نما الدعوة أركان ركنا من ،ويجعلها القوة استعمال دعوته فى ممن بدخل غيرهم يفعل
فيما ،جتى يبيح استعمالة القوة أصلا المدة فى تلك هذا أن الإسلام لم يكن عن صرفهم
،بل كان حابه فى تدخل ،لأن القوة لم تكن النفس الدفاع عن أباحه بعد الهجرة من
يدخل فيه من ،ليدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ،فيدخل هدوء فى أن يمض يرى
بهذا جيلا ْ،ويعد وقتل وتشريد تعذيب من ما يصيبه عنه يزحزحه ،ولا إيمان ويقين عن
أربعة من خيرا يكون ،وقد ألف خيرَا من يكون قد ،بل عشرة فيه خيرَا من الواحد يطَون
. 31هف
من بلغوا قد أعداؤهم كان jو ذا ؟ بينهم من القوة الآن ذهبت قد المسلمون ف!ذا كان
بقدر عظم قد القوة بيننا وبيغ فى الفرق داذا كان ، العقل يتصوره يكن لم مبلغا الةوة
وصلوا القوة التى هذه إلى نصل المبلغ ،واذا كنا لا يمكننا الاَن أن القوة هذا فى بلمإغهم
التى القوة وهى ، قوتهم معه لا تذكر ما الإسلام فى الحق قوة من عندنا ف!ن إليميا ،
الفُرس دولتى الفاتحين قبله ،ثم اكتسحت على التى استعصت العرب جزيرة اكتسحت
،وقد الباطل جند من أقوى الحق جند ،ولكن عددأ وكثر جنذا كانوا أقوى ،وقد الروم وا
سياسى فساد فيه من لما دواء الإسلام فى فوجد ، والجبروت الظلم تحت يئن العالم !ان
العدل بينهم وبين فى ،وشوى بيد الفقراء والضعفاء ،لأنه يأخذ -،دينى واجتماعى
. 92 :آية الكهف ()2 . 2 5 6 آبة : البفرة ) 1 (
943
،داذا الأقوياء ما أوهن نفوص من ،وأوهن إليه اجتذابا الناس نفوس ،فاجتذب الأقوياء
لا الحق له بقوة داذا النصر ، خضوع طريقه فى و(ذا الجبروت ، ضعف سبيله القوة فى
جمودهم فى هى دانما أهله ، ضعف فى الإسلام الآن ليست أن مشكلة أرى ى لان
وأخلاقهم علمهم ما فى ،على وأخلاقا علما منهم أقوى أن أعداءهم به ،وفى وجهلهم
،ف!ذا كنا الآن بالعلم والأخلاق الغاية التى تسمو عن التوجيه ،وانحراف فى نقص من
وفى بديننا ، جهلنا فى وانما العيب ، فيه علينا لا عيب وفقرنا ضعفنا ف!ن فقراء ضعفاء
إنه له ،حتى حجة الإسلام بدل أن نكون على بهذا حجة صرنا أننا أخلاقنا ،وفى ضعف
فى (ن الطمع ،وحتى هذا الجهل فى به ولا نعذر نحن أن يعذز أعداؤه فى جهلهم ليمكن
الإسلام إليه ،لأنهم يجهلون فى وصولنا الطمع من أقوى الى الإسلام الصحيح وصولهم
المركب. الجهل من شفاء أقرب البسيط ،والجهل نجهله مركبا ،ونحن بسيطا جهلا
كنا الآن ولو ، )لصالح ا سلفنا عليه كان الذى الصحح الإسلام على كنا الآن فلو
ديننا، محاسن الى الأعداء أولئك للفتنا نظر ، عليها كانوا القويمة التى الأخلاق على
كسبوه مما ضعفنا كثر منهم على نكسب عليه ،وهنالك له بدل أن صرنا حجة ولصرنا حجة
ونفس ، نفوسهم بهذا نكسب ونحن ، نفوسنا يكسبوا بلادنا ولم كسبوا لأنهم ، منا
. ماله وولده من عليه أعز ،بل بلده عليه من أعز الانسان
الدولة عهد فى عليه مما كنا أصعب كان دان ، ممكنا لا يزال هذا الى والسبيل
صحيحا، ديننا فهما نفهم أن وهو ، الإسلامية الدول من عاصرها العثمانية التركية وما
له حقيقته حجة عملنا به على يكون ؟ حتى حقيقته به بعد فهمه على ونعود الى العمل
؟ ونبلغه تبليغا صحيحا اللغات الى كل الصحيحة وفروعه أصوله غيرنا ؟ ثم نترجم على
دعوة تبليغنا فى يؤثر ما فيها يكون ولا ؟ وأخلاقنا أعمالنا أولأ ترقى وبهذا ، الأمم ل ك ( l
هذه على الدعوة قامت ،ومتى جمحيحة مقدمات على الدعوة ،فتقوم غيرنا الى الاسلام
عندما كانوا يدخلون الله أفوانجا ،كما دين فى الناس ،ودخل نتائجها إلى أدت المقدمات
تأديتها الى فى ما يؤثر الموانع من هناك يكن ،ولم المقدمات هذه قائمة على الدعوة كانت
من ،واخذت السالف له مجده هذه الأمم القوية اعادت ف!ذا كسبنا للأسلام أمة من
بريئة، اليه دجموة كريمة الدعوة وجعلت نقيا ، ،فأبقته دينا طاهرا للمستقبل عظة الماض
طهارة من اهلها نفوس بما فى وت!شهويها ، وقداسة نقاوة بما فيها من النفوس تجتذب
044
بالغلظة ،ومعاملتهم والعجرفة بالعنجهية الناس أخذ فيه من فيما وقعت ،ولا تقع وبراءة
فى دين أظهر الإسلام يصير الأمم ،حتى الأمة كثير من يتبع هذه ،وهنالك والدة
الأمم. هو الدين الذى تجتمع عليه كل العالم ،ان لم يصر
تحؤُل قريبَا إلى سيصير العالم لأن ، الاستغراب منا موقع هذا يقع أن يصح ولا
الحروب تلك فى أن أوقعه ،بعد الجَثع الأوربى الاستعمار بدأ يثور الآن على ،فقد خطير
الذرًية القنبلة الى إلى أن وصل يتنافس فى اَلات الدمار والخراب الشديدة المخرئة ،وصار
العالَم. بخراب يهدد مما هذا إليه بعد إلا الله ما يصل ،ولا يدرى والهيدروجينية
ذلك وانم! متوقعا ، لم يكن بثمكل الأفراد والشعوب تغزو نفوس الشيوعيهْ. فأخذت
الشعوب ،ولعل الخلاص يوم من ،لعلها تقربهم للناس الذ/ى يزيها هو الجثمع الاستعمار
ن أ شك ولا ، السلام بها وشود الحروب فتبطل ، الأديان فرقتها أن بعد عليها تجتمع
الاستعمار الجشع، ذلك ضررًا من الآن أخ! الى استعمار كما هى الشيوعية (ذا لم تنقلب
حرية للناس إطلاقه وفى ، الدنيا والأخرة لسعادة عمله فى الإسلام مبلغ لا تبلغ ولكنها
يميز ولا فيها دين بينهم لا يفرق ، الدولة فى 1 سواسية الناس جميع جعله ،وفى العقيدة
فيها المحسن، (ذ يثاب ، الآخرة فى بينهم للتفرقة مجالا ؟ْ لأنه يجد فيها عقيدة بينهم
تجد لا ولهذا ، بالدنيا الا تدين لا فأنها الآن القائمة الشيوعية أما ، المشىء فيها ويعاقَب
وتفرق ، دولتها تقبله فى ولا بغير الشيوعية ،فتضيق غيرها فى للتفرقة بين الناس مجالا
لا يتخذها فيها من وتعاقب ، ينتحلها من الدنيا فى فتثيب ، الدنيا بين الناس فى بها
التفرقة بينه وبينها إلا أنه يقيم فرق ،ولا بعينه الجثمع الاستعمار ظلم هو ،وهذا عقيدة
فى !الاختلاف أساس تقيمها على الجنسية ،وهى فى الاختلاف أساس بين الناس على
. العقيدة
قوية دولة لا يجد ،ولكنه الشيوعية هذه من الطبيعة البشرية الى أقرب اذن فالإسلام
دولة قوية ترعاه لأقبل الناس عليه دون ،ولو وبد ترعاه كما تجد الشيوعية فى دولة روشا
لعقيدة لا تتع الدنيا ،وهى العقائد فى من وغيرها هى الشيوعية ،لأنه يسعها هذه
منها وأرأف ، عدالة منها وكمل ، كرضا منها وأسمى ، أفقا فها أوسع فهو ، غيرها
التى الشيوعية هذه أمامه اليه لمص تقف وتدعو ترعاه قوية دولة ف!ذا وجد ، جميعا بالناس
العقيدة ،ولا فى دعوة لا تساميه فى صحة غيرُها من كل الناس الآن ،ولم يقف تستهوى
لأنه (ذا لم ، أخرى ناحية ممكنا من وتجديده الاسلام نهضة إلى الشيل يكون وقد
أمامها ذلك ،وسينهزم الالحادية وحدها الجؤُ للشيوعية بالدجموة اليه فسيخلو يقوم من يجد
441
للتخلص وسعها ما فى بكل به تعمل التى ابتليت الشعوب ؟ لأن الجشع الأوربى الاستعمار
له ،وكذلك مستعبدة أن تبقى على الشيوعية أحضان فى أن ترتمى آثرت ،ف!ذا يئست منه
طواثفها يرى أنه كثير من عليه ،وصار منقسمة الناس به قد صارت التى استعبدت الشعوب
النفوس عليها من ،ويضيع إلى حرب حرب ،لأنه يجرهُا من نقمة عل!ها أيضا قد صار
حكوماته، على ويناصرها الشيوعية نحو يتجه فأخذ ، منه مما تستفيدها اكثر والأموال
هذأ المنوال الحال على ،ولو جرى نظام الحكم فيها ليصير شيوعيا أيضا قلب على ويعمل
إلى الاستعمار الجشع الذى يؤدى ذلك الناس على الشيوعية العالم كله ،وسيفضئلها فستعم
. ووئام سلام عهد بالعالم إلى أن ينتهى ،ولا يمكن بين الشعوب التنافس
الدينية العصبيات على قضت بهذا الشكل الإلحادية الجو للشيوعية ف!ذا خلا
فى للنظر السبيل فيمتد ، والوطن للدين الأعمى التعصب بها ذلك وانتهى ، والجنسية
من ،ويتخلص الإلحادبة الشيوعية من العالم حظه أن يأخذ ،بعد الإنصاف بعين الإسلام
فى له السعادة ْ،ويكفل ومستقبله حاضره إليه فى يطمئن نظام إلى ،ويتطلع التأثر بسحرها
يكون حتى ، العالم هذا وراء الإيمان بعالم من نفسه فى ما ركز ويرضى ، دنياه وأخراه
أمة جديدة ل!سلام الله تعالى يقيض عبثأ لا غاية له ،وهنالك ،ولا يكون غاية لعالمنا هذا
الجمودُ الذى ذلك الإسلام فى التجديد بينها وبين يَحول العين البريئة ،ولا إليه بتلك تنظر
غريبا ( بدا الإسلام المعروف الحديث مصداق هذا تتأثر به الأمم المسلمة القديمة ،ولا يكون
بين ،او الأمة الجديدة هذه بين يقوم منتظر بمجدد هذا يتم بدأ ! وقد كما غريبا وسيعود
***
442
المنتظر المجدد
العدل فكرة المهدى الممتظر، طريق الحكم فيهم عن بين المسلمين بعد انحراف انتشرت
أولا بين طائفة ظهرت المنتظر المهدى فكرة لأن المنتظر ، المجدد فكرة ما نعنيه من غير وهى
منهم يزعمونه والعباسيون ، منهم يزعمونه فالعلويون ، والعباسيين العلويين من الشيعة
ابن خلدون استوفى ،وقد النبى !هتجنم عن مروية فيه أحاديث ،ولهم اك! الأمر إليهم حين
بين اشتهرت هذا مع ولكنها ، أسانيدها فيها ضعف وأثبت ، عليها الكلام مقدمته فى
أهل من رجل ظهور من الزمان آخر تناقلوا فيما بينهم أنه لا بذَ فى ،حتى العامة جمهور
الإسلامية، الممالك على ،وششولى المسلمون ،ويتبعه العدل ،ويظهر الدين يؤيد البيت
ينزل أثره ،ثم على الساعة أشرا! من بعده الدتجَال وما خروج ،ويكون بالمهدى وشفَى
قتله ،وياتئمُ على ويساعده معه انه ينزل ،وقيل الدجال فيقتل بعده من السلام عليه عيسى
اسم أبيه بوافق اسم وأن عئىنج!ا ، النبى اسم يوافق اسمه أن وذكروا ، صلاته به فى
أبيه.
فكرة أن يستغل أراد منهم من أول العباسن المنصور ثانى ملوك أبو جعفر وكان
منه ،فأراد 19ط يجعل محمدا له ابن يسمى الله ،وكان عبد يسمى المنتظر ؟ لأنه كان المهدى
أو قبله تفيد أن ذلك عصره فى تنبؤات لعلها وُضعت قد ظهرت المهدى المنتظر ،وكانت
قال عليه وسلم الله أن النبى صلى أبيه عن ابن عباس عن ،ومنها ما روى المهدى منهم
ن أ ،أما شعرت يا عم " : قال ثم قالها ثلاثا - - العباس وولد العباس انصر له :اللهم
جعفر أبى لأخيه بعده من بايع قد العباسيين ملوك أول السفاح أبو العباس ْوكان
أخيه بعد المنصور أبو جعفر ،فلما تولى - موسى بن جميسى أخيه لابن بعده من ،ثم المنصور
لابنه ولاية العهد ،ويجعلها من بن موسى عيسى أراد ان يخلع السفاح أبى العباس
تقديسه، إلى التى تقصد والتنبؤات الأحاديث تلك عنه ،وأشاع فلقبه بالمهدى ، محمد
التفوا فيه ،حتى الناس ترغيب فى اجتهذ ،ثم عدلا - يملا الأرض يظهر أنه حين وتثمير إلى
، وحده أنه فِعلُ الله شالى يزعم أخذ له ذلك ،ولما تم الدولة إليه وجوه ،وانضم حوله
لا ،فصا!وا محبته صدورهم فى ،ووضع مودته الناس قلوب أشرب الذى وأنه هو
(ياه ،لمعرفتهم إلا ذكره ألسنتهم على يجرى إلا به ،ولا ،ولا ينوهون إلا فضله يذكرون
واسمه. بعلاماته
،ليجعل بن موسى عيسى ما أراده من خلع المنصور بعد هذا على ثم اقدم أبو جعفر
443
لأنه ، ولايته الله من أراده لما تنفيذ عليه أقدم ما أن ورعم ، دونه المهدى لابنه العهد ولاية
، مذاكرة ولا مؤامرة ولا ، قدرة ولا فيه أمر للعباد يكن ولم ، الله وصنعه تولاه أمر
المنصور فيما لعمه أبى جعفر ،فأبَى أن يذعن بن موسى عيسىْ على هذا لم ينطل ولكن
لِما خضع القهر والإغراء ،حتى ولاية العهد ،فلم يزل يأخذه بوسائل من خلعه أراده من
من لم يزد أمره على جعفر أبيه أبى قام بعد ،فلما المهدى عمه لابن ولاية العهد أراد وترك
أنها لم تكن التنبؤات ،بل ظهر تلك عدلا كما زعمت الملوك ،ولم يملا الأرض قبله من
،دايثار ابنه أخيه ابن رحم وقطع ، العهد نقض من المنصور أراده أبو جعفر لما الا حيلة
على المنتظر فكرة المهدى المنصور وأراد أن يستغل من أتى بعد أبى جعفر كل ثم مضى
لا الله ،ثم من إلا بوحى أنه لم يقم ،ويزعم الخداع أمره سبيل فى الوتيرة ،يسلك هذه
اليه الا وشلة يجد وأنه لم ، ملك الا طالب أنه ليس ؟ ويتبين حقيقته تظهر حتى يلبث
أو نحوها. عصبية من غيرها وسيلة الحيلة ،؟ لأنه لا يملك هذه
تفريق دائما داعية أنها كانت لوجدنا المسلمين فى المنتظر المهدى تتبعنا آثار فكرة ولو
،فيحدثون الناس قليل من الا على لا تنطلى حيلتبما بها كانت ظهر من بينهم ،لأن كل
شيئاَ الا ذلك من لا يستفيدون ،ثم بينهم شديدة حروئا ويثيرون ، المسلمين انقسامَا بين
ممن هذا مئل لأنه لا يرجى ، انصاف ول! عدل ،ولا تجديد ولا التفرقة ؟ فلا إصلاح هذه
الخاصة. أمانيه وراءها بأمانى يُخفى ،ويخدعهم الفكرة بهذه الناس على يحتال
مائة كل رأص غلى يبعث المجَدد الذى فكرة فى أما فكرة المجدد المنتظر فندخل
الثه ،وانما يدعو من بوحى انه يقوم يزعم ،ولا بين الناس ملكا صاحبها لا يبغى ، سنة
لا بتلك ، والبرهان بالدليل دعوته ويؤيد ، الاجتهاد بطريق والإصلاح التجديد الى
أغلق قد الله تعالى لأن ، الثه تعالى الولاية والتأليد من بدعوى ،ولا الموضوعة التنبؤات
ما الى ليصلوا ، للناس الاجتهاد باب وفتح ، عرص النبى بعد الوساثل بهذه الدعوة
إليه الاقناع بالدليل، وسيلتهم ،وتكون عصر كل فى والاصلاح التجدبد من يلزمهم
المجدد فينهض ، والدنيا مقبلة المسلمين بين تقوم المنتظر المجدد فكرة أن الى وهذا
من ما ذهب ويعيد ، مجدهم من ما ضاع وشترد ، يخها أمل والدنيا لا يزال إلمنتظر بهم
،أما فكرة المهدى كان لهم فى أول أمرهم كالذى أمل فسيح لهم فى ذلك دنياهم ،ويكون
فسح فيها أمل فلا يكون ، مقبلة والآخرة ، والدنيا مدبرة بين المسلمين ف!نها تقوم المنتظر
كصحوة صحوة ؟ دانما هى لهم التى كانت افعصور فيها مثل ،ولا يستيدون أمامهم
خالصة الأولى دعوة المنتظر أن المهدى فكرة المنتظر على المجدد ومما تمتار به فكرة
444
صاحبها ؟ لأن قهر ولا إكراه ولا .، احتيال ولا ،ولا خداع فيها ولا تصنُع بريئة ،لا غش
بينهم، بها حروبا ،ولا يحدث ،فلا يثير بها فتنة بين المسلمين منها الا الاصلاح لا يتطلب
علماء من عالما إلا ليس والتجديد الاصلاح ،وطالب وتجديد لا غير إصلاح لأنه طالب
دلبله وبرهانه، إلا على تأبيد دعوته فى ،ولا يعنمد دنياه الا علمه من ،لا بملك المسلمبن
،ومع وِرره من شيئا يحمل بها لم يؤمن لم ،ومن هدايته له أجر كان بدعوته آمن فمن
أن وانما يهمه ، حربا به يقيم أو ، فتنة بضغنه يئير حتى ، قلبه يُضفِنُ ما هناك لا يكون هذا
فى المسلمون ،وينهض آثار التجديد ،وتظهر الاصلاح ،لترتفع أعلام بالسلم دعوته تنتصر
والتجديد الإصلاح الجهاد فى ،وشرف هدايتهم له بهذا فضل ،ويكون دينهم ودنياهم
بينهم.
المهدى المتظر يمكن دعوة التلبيس الموجود فى لخلؤها من المنتظر المجدد ثم (ن دعوة
بها فينتقل ، جميعا الناس من عليها الاتفاق يقع أن يمكن بل ، عليها المسلمون يتفق أن
لأنها ؟ العهد هذا إلى جميعا بها الناص ينتقل أن ،ويمكن وئام وسلام عهد الى المسلمون
الممكن ،ومن بها جميعا أن يقتنع المسلمون الممكن ،فمن الاقناع بالدليل أساس على تقوم
على لا يتفقون المسلمين ف!ن المنتظر ، المهدى بخلافْدعوة ، بها جميعا الناس يقتنع أن
،لأنها أولى باب من غيرهم عليه لم يتفق تصديقهأ على المسلمون ،داذا ل!م يتفق تصديقها
يُقصد بها سياشة إلى أغراض ،وترمى صحتها وتنبؤات لم يتفق على أحاديث تعتمد على
كل من بها الك ناحية ،وأحاط لابَمها الاتهام من كل الداعى إليها ،ف!ذا قامت مصلحة
الناس عليها ،داذا الى اختلاف ،بل تؤدى الناس كل على التأثير فى ،فلا تنجح جانب
. لا دعوة اتفاق وسلام وخصام دعوة خلاف كان هذا شأنها كانت
وفى ، الغرض نبل فى والرسل الأنبياء دعوة أنها ثبه الم!مظر المجدد دعوة ويكفى
إلى دعوة نوح دعوة من بريئة خالصة كانت ؟ لأن دعوتهم الخداع والتلبيس من خلؤها
،إنْ أنجرىَ أنجر ئن س!فتكُم تَوَفيتُنم فَمَا فَ!ن " : لقومه نوح ،فيقول السلام عليهما محمد
أشألكنم لاً قَوآ يَا ! : لقومه هود (اَ) ويقولي ، مِنَ المنلِمينَ أنْ كُونَ و،مرتُ ، الله عَلَى اِلأ
عن الله تحالى ويقول ()2 أ تَعقلُونَ أفَلاَ فًطَرَنِى ، ائذِى عَلَى الأ أَنجرِىَ إِنْ ، أنجرَا عَلَ!
. ()3 " لفطَلَمينَ ذِكرْ (لأَ هُوَ إنْ ، أنجرِ مِن عَلَيهِ تَنأَلُهُنم وَمَا ة : النبىَ لمحب
المنتظر " وأن فَكرة المهدى نفوسهم يزيلوا من أن هذا بعد المسلمين على لانه ليجب
عهد الى بالناس ويصير ، الزمان هذا فى بهم لينهض المنتظر ، المجذ فكرة بدلها يضعوا
* *
. 1 0 4 :آية يوسف ()3 . 51 :آية هود ()2 . 72 :آية يونس ()1
f f a
فهرس الأعلام
، 325 ، الدهلوى 13 الرحيم بن عبد أحمد لألف) ا (
8 5 احمد بن طولون ، 212 ، الكردى الكورانى 12 إبراهيم بن حن
9 2 بن سهل بن محمد أحمد .r -A .r)A ( ،303
1 0 0 ، 99 دؤاد ابى بن أحمد ، Yyr ، الثاطبىir بن موص (براهيم (سحاق ابو
801 دئحاكر بن بن موسى أحمد ) 236 - 233 (
002 الدينورى بن محمد احمد 235 ، 63 أدهم إبراهيم بن
( rv ، ابعرى mi الله بن عبد ابو العلاء أحمد 7 1 ، 07 (براهيم بن المهدى
ا، AV ، 161 ، 16 . الرفاعى بن أبى الحسين احمد 235 (براهيم الخواص!
2 0 0 الكندرى الله عطاء الكريم بن عبد بن أحمد 343 البيجورى إبراهيم
242 الخالق القاهرى بن عبد احمد 112 i 79 ابؤاط
257 ، 245 الشنى أحمد بن محمد 428 ، 917 ، 152 ابب!
2 i 6 بن سليمان أحمد 171 الدين الأبهرى أثير
الأول 288 أحمد ، 59 ، 49 ، 29 ، At ، 75 ، 13 بن حنبل احمد
928 باثا كوبريلى احمد ، 177 ، 176 ، 016 ، ) 1 30 - 1 0 2 ( ، 89
292 لأزهرى ا احمد 904 ، 358 ، 356 ، 3 ،ثم 236 ، 1A1
3 1 6 باشا كورورير أحمد ، 186 ، 185 ، 13 الحليم بن عبد احمد ابن يمية
343 منا احمد ، 023 ، 922 ، ) 223 ، 202 - 991 ( ، 591
) 936 - 367 ( ro 4 ،352،353 باشا أحمد مدحت ، 287 ، 277 ، 261 ، 253 ، 238 ، 236
) 3 -11 rig ( ، 358 ، 03 5 ، 35 4 خان احمد ، 324 ، 312 ، 311 ، 903 ، 803 ، 303
378 ، 936 ، 335 ، 334 ، 333 ، 331 ، 033 ، 325
4 0 1 ، 372 بادثا عرابى احمد 7 4 30 ، 893 ، r9 v ، 358 ، 6035 ، 354
446
ليل 163 ألان دى 293 بايثا احمد شفيق
2 9 4 ، 272 ) (نجلترا ( ملكة ألصابات 413 ، 4 0 9 الأول فؤاد احبد
2 I I بن الأشرت المولى 162 بث أديلارد أوف
2 4 0 بن تبمورلنك لاد أمير اورخان الاول 216
با!ثا امين غالى باشا -محمد أمين غالى ، ، IYA ، 126 0 IY ، "124 1 0 7 & 52 رعطو
j
هارون بن الأمين -محمد ، 167 ، 166 " 162 ، 1 43 ، 1 4 1 ، 132
3 0 5 ايدن انتونى ، 2 47 ، 227 ، 222 ، 1 39 ، 291 ، Nay
388 باشا انور 892 ، 792 ، 692 ، 592 " 275 ، 274 ، 924
) 928 ( عالم جبر ذيب أورنك 216 شاه /بن سليمان ارطغرل
51 , 16 انوشروان كرى 171 رموى الأ الدين صاخ
4 8 القى اهرن 85 ، 8 t بن (براهيم بن (براهيم اسحاق
) 258 ، 256 - 255 ( ، 254 ، 243 أولوغ بك 3 2 0 ، 144 نيوتن إسحاق
8 5 !تاخ 121 ، 1 i ، 11 الافعى الأسفرالنى
5 4 الرابع ليو رو! إيرينا 9 8 المقدونى الاسكندر
282 ، 27 0 ، 926 ، 2 47 !يزابيلا 9 بن عمرو (ساعيل
هريرة 8 ابو 30 4 ، 264 ، 2 الصفو tr ? s اسماعل
بن الأشعث سلي!ان داود - ابو ، 342 ، 341 ، ) 338 باشا ( الخديو (صماعيل
بن موسى إبراهيم - الاطبى اسحاق أبو 701 بن قي! الأثحث
، 92 ، 27 ، 26 ) 2 5 -2 0 ( 1 9 الصديق ابو بكر 1 1 ) الفقيما ( أضهب
، 4 9 ، 4 0 ، 37 ، 36 ، 35 ، 32 ، 31 ، 30
8 أثناص
-
0
، 1 0 5 ، 89 ، 84 ، 7 ، 96 " "11 ، 5 4
0
3 1 0 ، 282 ، 26 0 ، 178 ، 176 ، 12 0
الأصم9
2 7 الدرداء ابو ، 2 47 ، 1 66 ، 1 6 2 ، 1 28 ، 1 2 5 أفلاطون
\ rr ، rv الأشعرى موص أبو 274 ، 2 5 0 ، 2 4 9
3 1 الفارسى ابر لؤلؤة ir ، rr الأقرع بن حابى
r4r ، فر الغفارى rr أبو 315 ، 928 ، 277 ، 264 خان كبر
. اس عبد - المنصورى جعفر أبو ) 116 المجنرا ( ملك الفرد
292 ايخر المرحرمى أبر 4 9 البكرى عبيد ابو
r 29 أحمد جمأ العز أبو 5 8 بن الحنمة بن محمد هادثم أبو
193 ، 93 0 ، 382 الصيادى الرفاعى الهدى ابو 6 9 نواس أبو
- . ، 92 رضيد أبو 526 0 ، 236 ، 75 ، * ، ) 72 الفقيه حنيفة ( أبو
سعود + العزيز تركى -عد ابو 4 0 9 ، 293 ، 358 ، 28 0
5 7 ، 246 ، Yr . ، 211 ،8 العقلانى ابن حجر 80 الدارانى سليمان أبو
بن (دري!ا محمد -الافعى ابن (دري! 8 6 اثمى ابو
9 ابن عدى 9 0 " 98 ، 88 يزيد البطامى أبو
1 9 ، 11 ابن يرين 9 0 الحيرى عثان أبو
بن ابى بكر ابن القيم :ابن قيم الجورية -محمد ؟ 2 الصوفى حمزة ابو
بن ابراهيم محمد ابن الورير - 9 8 القاهية أبو
العماد ابن كثير - 1 2 0 التياتى الأظع الخير ابو
6 f 2، 9 معين ابن المرورى 122 إسحاق أبو
121 ، 49 ، 11 ابن سريج 127 النهرجورى احمد أبو
بن على ابن دتيق اليد -محمد سحيد بن أى الخيرin 4 % ro أبو
" 81 VV ابن الماك بن على الرحمن عبد - بن الجورى الفرج ابر
الله عبد ابن المقز - 168 ، 166 بكر بن طيل أبو
ا rv ، 121 ، 9 t ابن ماكر 018 الأصبهانى نيم أبو
9 6 ابن ماسوله 922 الدائم عبد بكر بن أبو
الله عبد بن الحسين - ابن صيا الفمه ) Yn ( يوت أبو
الرحمن بن محمد خلدون -ب ابن 237 ، 2 1 1 أبو حيان
1 2 0 بثار ابن عليه السلام محمد - القاصم أبو
448
بن الطب اباتلاش -ص!د 155 ابن العمبم
5 2 بن جرجي! بختثر3 2 0 ، يبن ثكوال
038 ا* بها. بن اكله بلع ) 226 ( انحوى بن ثام
:- لأ +رت -ب!" - يَر. ط !؟ !ءع!. تجيان * ب
إ ب ! ع ع -؟ 3 / 7 -ص . ! 2 ص 2 9 4 بولو
0،4 ! -يف! *ا ح! &IV الجمد بن دره م 57 ح ، ط !ل! ا ائا ، + ز 2 2 9 4 برصى
!6 -صفل! لم7 ء لم31 / 2 42 جقمق الظاهر
ل -؟ -ب - صد إ !ا لا \لم 2 8 البيهقى
رخ*ورا هـ! لم 7 !قز بن محمد الدين الأفغانى - جمال 1 9 4 4 1 A 9 ، 1 87 ديبرس الظاهر
ا/- اصر إ 5 - لم ز لم
+هص111، 2 492 استورت جمى ، 2 0 0 الجاشكير بيبرس
-ء vاr
فىب ا طتا ر6 "بى ا هتا (الأ".98
أ ،لشه! ا يثظ ل! ( 3 لا 2
-.س. بم 2 2 1 6 2 يالفى جند -بر ط ث،ل! تأ لم 6لم لت 257 اقبونى
ر ولأ! أ د-خما لم 2 2 تيموسين - جنكزخان ط طء،أط . :ك 23 لم . 322 ترجو
. ا كت ،اَ ا +جبس،إ ++3 56 صنوان بن الجهم
اتلمانى 1223 الله عبد أبو
* !ير6 لما !د*-ق
3
ا - 6+3 134 ، جهور بن محمد +ا الصفوى 327 ، 326 بن حين ميررا تهماسب
:ا!!ا اء*!ماا لح /2 - iا 2 نوما ا!وينى
:..ت ِ+62 281 بن سيمان جهان!ر
لفث! ت 9ب -كأ ! 3 3 2 س / ؟ 3
هـ ا ت ا ،ظ 762 المحالى أبو ا!رمين (مام - الجويى
يا"له، ا لا َ*. ب! تب ! ب +929/2 ، 892 توماس هوص
- ل!ا رت 762 / 8+3 83 فرنجينا سكوتَ جون
ا لهت ا - * ا مه 3 0 0 تورش!لى
. ! أ ندط إس 2+8 92 0 ، 27 i باثا جودت
يمص 419خ8؟ كلم 2 " 362 ،+8 ) ( الخديو با!ثا توفيق
ا! ا!ش أ لىص! - 3 به 2 9 9 ، CAA لوك جون
-ث !*، ا طقعة ؟"/
او ب ، 6 -- ءم! وظلأ إ*! يب كبلر 992 جوهان
!!ت -أ، 1 V 5صل! 162 تيرشارتر
+ ل !قا 7 : ل!
ططا !نم 75 3 32 4 لبزا! جورج لم لم لم 24 0 ، 1 9 0 ) ( بخكزخان تي!ونثين
يلأ /-- !،6
- إ ا حمبا لى4 7 3 3 3 4 . ابيرس جورض! دا+-خلفس لم 7ح لم 2 ألم 2، 2،؟؟2ء 022 ، 217 يمورلنك
( الثاء)
اد لأليا .732 بن موصى القاثر عبلى الجيلى - ا !+طهأ ، +-في YYi
!+!5ل! 0 /- 2 162 كريمونا دى جرارثو ا-ل!-ا -لت 2لم- 2 ْ4 الكفى الفنح
. - . +1 25 0 جيروم ! ، لا لت ،حلالمف ! -صد!أ . 3 لم + صيان - ائورى
أاع ء !ان "-.ا ت ++ 4 32 0 الثانى جص الحم) (
-جففيا -لم! ر6 / ! ي!لى ط َ
ةب ت !- -لص- ت الحكل ( المحدث ) !، 9 ، 8با هـ 245 دارك جان
حظا شم،). "، .
) ا لبا ( + 1 1 5 ) ( الفاطى الحلام
*91 ير لم6 أ لم /1 لم لم 25 0 لامبرانلرل دى سك جان
* د -إ! ا ب حب 6 2 55 بن صريج الحارث
.ل!ا رر!لا " 7341ألم؟!فت ل!ه! 9 " " 324 الجبركأ 931
ء !مل ب ! .لم ؟ 235 ، 1 81 ، Iva المحاسبى الحارث
أ،يا لا -- تبت لب رر! كدا ور ْ13 الجحؤسى
ا!ب ا ،طفى لأ
.ة؟لم
لم ا إ!إ ت3 (
!" 2--. ا-- "!7 ٍ93 القصار احمد بن حمدون +اا -. 1، 6؟ 3 ! +2 + !79 . -*+ء و!ة حافظ
لم !!---/ 3-، 043 ، 942 حمزة ت*ثهأهـ! -أ -صب! ، 6، ، التنى 57، 54 بن بوصف الحجاج
رءت ت "-/ 4 َ.. و! لم! 2 ! 79 ، 69 (صعاىْ بن خبن ! ر-فا لما .5إ، ذ * ، 9 بن يحص حرملة
! ا مدي!!أ - الح!نفى الدين ضمى . ! َ-/ ت ) ط 5 أ-ور ! ا .لا (!/ 3 2 2 9 الحرانى يلجد
- . إا ؟ صلم .)3 000 ر ا/!/ د سما 8 0 لم +2ا ل! جي!ن بنت خا طا ، !-ط 01 3 !إ،ءط . +لم 3 356 اه!ى
ا -يب!حمرا !/ " لم و لم " 7 . %7 الحلا ( خد/ /ب ،- عسو لحه ربرءل!،3، ء7 7 + ! "3 يخان بن الحن
48 أ!، !!أ لى 44 ، 91 رزيد بن خالد لمأ! ش 3 6 *1 " ه3 4 لملا 5 . د ، . حما ، 1 1 ) ( البصرى الحن
أ!3،- ر،ول ، ، لى لم! لم IV الترى خالد ا ، تكه ! - ططحه ِ،؟7 س:ا!ث! ، 93 ، 37 بن على الحن
اخ كلب ! -أءهـ! . \.لم 4+ لوى بن خالد !،ا* 11، ر* أ إ ول .!-أ! !ة/ ا 61 صهل بن ا!سن
-ث:://-ا طس*-: ور! ا؟،!. لن حمل الحن بنت خديجة ط!- ! - ر" ص.،.- : "! 29؟ ، 191 الهيثم بن الحن
01
ا*- ؟خ + 2 لم 2 ،، 270 ، Y li ، 2 4 4 كولمبوص أ خريوف -ب ، .ش .-نم .ور، ،.ا ر r 21 حن اناصر
\ !بى-ا ، ر لم 2 171 ثاس الخرو . الد 5 1
، ور، ا!- ، 5 "!9 !لا لم، 236 اللولو رياد بن الحسن
-س إ سص
-ا+-إ، سَ !* !ءاُءط-ط ا غ! د:، %الحصكفى ا ص---س، --. 909بما !318ئم ، 317 ، 392 الحجارى حن
-؟*/أ 9 لم! ! ؟ء+ -س.لما 3 ة - يم 918 بكر أبى بن خصْر 2 ، .-4 ، ---. س -ا/- rv ا )فندى فهمى حن
، . -5إ! 1+ *-.- ا !35،إ ، 29 الانصارى محن بن حبن
4ء!-"!، *3،- !- 1468 ، 11 الحبلى أ اطلال
- *- / - *لاإ/"4. ر"لى الحلاطى النخر أ د آ!+؟5، ةا 41 ، 4 0 ، 93 ، 91 على بن الحبن
، 3 هـث! ! +ساْ !دا هـح! 1 و 7+ 21 لم نثاد أمير بن ا خيل
!!ل- و!! ة 43، 374 ، 31 0 ، At ، 95 ، 44 ،43
ور!+ !،-2 لم !كاطدا أ مطئد بن بكر ابو - الخنى الخواررمى .+،؟حلأسماا VIA !،ول " ا 2مميلاج ،88 بن نصور الحين
د"-لا لم
ءحة *!+لم !"إ- بن نكثى محمد - ثا. خواررم أ * 26اول ،7112ت!داثلأ الله مبد بن ابن صينا الحين
1 6 الىلم ي! ! - ورء،- -؟ 4"3-؟ -9ا يمول ثا. خواررم الدين علاه 2 !-/ت!أ /3الم نج! س لم؟لم د 3213 3ءا!3 ؟ryv ,# Yrl
ا كرت طأ الممخاه . 3حط 93ب خير الدين باضا ال3. ط ب *ح! ! ب إ زأ لم8 2 1 8 انترى حين
سه اور ! لم أ *ط الح! 2 لم 7 ) ( الدفى لهس!) دظ -كألاا !!؟تْ لم 1 0 لم 376 اللرلة نظام خان حين
: ! !ب ا ،؟!)، ، 2 لم+ * لَم، أ 07 ظنى الدار -ص! ول لم9، هـب!نآث *8 ،2377 البثرويهى ملا حسين
ط . ؟ص لأ !:ير ؟ + لم . لم لم لم د + لم ا : " !.قي الطالى داود حصص !، ، ا ( ف" :ا + ذ 937 على ميررا حبن البهاء
-،-.ع ا هـوللإ-تأ لم 23 د /لم.9لم د ن /لم\، 013 ميكاشل بن داود ا ط!-أ ل!صا! *ا I i Y , . Y 3 د YXf , 6 * قي I طل! الثزيف
لما ب، ل!ء، ب 9 س! لملم !. 1 ، 276 ، 266 الأنطر داود ا .+حضا باشا ! 53 r1"1هـ"- بن اصماعيل حبن السلطان
! -؟ ! لم - لى 1 7 + د 37s 4 43 ، ro 7 الدجال ر!*،- لا ا!ت بم بط-ا ( ا "+ 4 0 6 الجر حبن
لأ :ا-؟ *1، !. ء !أ . + ) 993 عبه محمد ( خال ثروث! ح-مم! ا إ،لما " .+بم " +36 42 ممير بن الحصين
- ع !* حلى ا ك!أ * لم 2 1 64 ، 1 1 الحضرمى
* ؟ ح!ئةيىت!ط لم +7+ 238 المميرى "لخزا كماعل ا
ء د: ا - خ ث - " 3 4 ا!،يما عد بن ين أحمد ا الدهلوى
هـااس*،- ". ت / - "َ ت د لما 32 لملطال! أبى بن الحكم
-- !9 */ لم ؟
إ.، أ -ت أء*.إط لم بم!!،- ! ! ( 89 دوجانى ء\،أ -8----أ ا .-د.َ-إ ا- ر 115 المننصر الثاكأ ا!كم
! . !-لى، + ! ! لم+ ر لم * 275 لونيكو أ\،!- 4- لم!. " 237 الحلي البرهان
ز ج ،
4 5 1
اى) الز ( 03 A نى للوا ا
3 1 0 ، 36 ، 32 " 30 5 2 0 العوام بن افص .كم خان محمد دوت
رلر بن الهنيل 236 9 2 " " 19 98 ، هه المصرى النون فو
254 5 الأ!صارى 252 ركرسا بن س!د 922 ، 218 ، ه It اللص
ro 6 بن على رر 5 9 المنصور ) ا!يع ( حاب
11 5 11 اكله صالم بن عد رئيد رضا -مححد رضا رثد
سالم بن ببمان 691 1 4 9 ، + ) ( أخو الرنض الرض
Try 5 TV . & " y- A y. 3 البر ؟ 87 ) ( الملك رضوين
593، 245 ، 244 ، 241 ، 211 الغاوى الرفاص -أحمد بن أبى الحى
8 7 " 81 الت! صى + 8 بك للطوى رلاعة
3 2 5 03 بن ألى وفاص سعد 162 5 الأول 132 روجر
)46 امية من بى صيد( 324 5 291 ، i 9 i ، i i 3 يكون روجر
254 ،22،2435226،245 ! النتار!ا ،21 العد 175 ، 174 5 الثانى r11 روبر
363 5 سعود الأول 362 3 0 5 ثارلى رولرت
، 018 ، 121 5 75 ، 11 لحورى يخان " 692 592 دنيه حما كارت
443 الفاح الباص أبر i . . " ا rv باثا !اض
9 7 ضراط 3 9 4 ، 393 فالى هـياض
452
354 5 325 ، 8 بن الأئعث ثاود سلبمان أبو
2 4 5 انذلى المواهب ابو
5 8 ، 94 ، 47 ، الملك ،6 بن بد لجحان
-جعنر بن رونى اثلى
9 6 سل!رر
افه -بد فياوى ا
3 0 0 المائ الدفى بن ثهاب 281 5 اناش vir لجم
الوسى 92 r اللين ش + 9 سبحان عبه اللام
اصد الدن ضيركو158 . 348 ، 347 5 الناك 6،3 صبم
80 االه بها. بن نجاء ،12 ، I 1 ) اللولة جف
8 5 بن الحين طاهر 2، 50 243 ، YT . الجرجانى الئرت الب!
254 ببان
دن جور البرى -ص!د
374 على يررا جد
ناعر اللن البلاوى TAr
ثى) (
9 4 ، 14 5 11 يلنى الطعاوى
(صرس بن -مصد النالس
202 اللطان ططر
، 2 8 0 1 1 6 " 83 5 شارلمان 53
% :r 5 013 بن ميكالل طرل
اثاذلى هها بو الحن
2 5 التوى طيل
255 ، 024 بن ممورنك ضا.رخ
453
031 ، ا ivc 03،32 ،2،27 . الله عيد بن طدحة
0101 النا.عر الرحمان عبد
ا ! !ا- " أ -- "ا!- ر --؟ ا أ A لملمرممفى محتد ؟بن األ!ه عبد ! ؟ا. - ا+.ا-.خ -إ ؟! ! ْ396 ، 593 حسير، طه
- " ! را . بر ْ!7لأ 172 الطوغانى الف!
-ر - / كا !" 4 "؟ جمأن المٍ إعد بالله المنظهر " َْ./
- - ء 187 ، ا ة 9 ألجيفى موينى بن القأثر عد 6-،إ3 - - !-+ محمطكلخلثدس - الطوسى الدين نصير
لأ! بخ ا/لم لأْ ْ2 جملإ بز الرحمان عبد الجورى الفرج أبو )3ش-ا، كا 1 -،.أ ""- ( طا YOE طررلاق
سَ . ث ) 023 182 - ( 176 -؟%ا".:. !- 6 د لم ) (الظاء
. - - لم الم 164 الغنى عد الحا!ظ : هـْ3 1 !"- ، صَ+ /؟ 1 لم الدين !لاح بن الظاهر
2 +. د، اأ ء .- ..هـ.ص / ص.عط 1 ، 1
- ) لىكا ، * ء اَ ا الرس ! د!؟ 5 ؟ !7 ؟ : الجرجلني هر القا عبد ءتا 1 هـول ،؟ ، ، هـ)ب ). ل! ا ، - !!،2 ) كلا 4،
! !.ء-ل!! !إ،،ءت -8دا إ 3-. ا. ههـال!فا بن الكريم عبد -! !ْ-*-ة!!لعلى إخ!َ "!"1 3 كالى أمين محمد - باثا كالى
--:- -ا"1ء1، 'TRY 5 أ2/ هـ2 A ي! 7r المارَ الرؤوت عبد ا"01---.ا ا،ح -،--36كا!،ا.+َ- ، 21 أم المؤنبن عائثة
للا،113 ىسكلى*4 ،6387لم ، 1 96 ائرانى الوهاب عد ت ء،ل ."--مط1،+- ع ( 346 الخطاب بن عر بن عاصم
: بء أ حَأبئ ، *ا ،ص!،ثلاا ا لى.-يخ إ:،./ 9"8 العافد
م - سا! ا اظ هـ*- : / 2 0 + -لم 7 . !83 ،/"3*. ، 6+ ،
لم" ْ2 3 د ) ا "ْ 2 لم 62 9
لا !ثد،لفزى2 1بى ا"الزخما، عدا .هـمسض-ا طع!ا 3آ+!++. الدين العاملى 30 بهاء
ا-؟-- ا .ت- -ؤ +3 2 0 1 !1 م 231 درار ال! محبد سم- "-ط ط-ة ت رأط !تا دس ْ3 عبد اتعال الصبى
"!اْ اءآْ-:اَ ْ!- ء ه"!\2 6 بك ألغ بن اللطيف! عبد --ا س/-"،في "!!- -.- ت ب311، 9 بن وب الله عبد
كا "4 /-و "/+- "3 1 كا/ ْ652 ألوغبك بن العزيز مبد
س!ث ا "4-ءأ -!-3-أ ا- "38إ+ ضريح بن الرحمان عبد
*ْ-كا-- ! كاإ)ش دْ "لم لم 28، لما"،لم 02 نا دعين بن الملك عبد
9ء"*أ، الأا- ْ،/لآه"-ك!-لى،ا هارون اله بن المأمون عبد
إ-- زيخ إكا،.- ءكا ء.ت ا *9 -، 20 1 ، 69 ، Ao- ، 85
في 286 الرحمان عد المولى
-3ا-
،لم *- -- --- 3 ! ؟ 286 ; الؤما الله عبد
اس!-!"- -- ! - ؟اهـ-؟!!-ا
"،الم أ المالكى+ا لوفأفي 2 غبذ اَ
-س !-اس ا - . )..1 / / /لم . 292 البربرى ربه عبد
! ، !-ا ). ، لمط ء-.-لإ-ا ؟ وكأ 46 c 13 الجزائرى القاثر عبد
ا رر" " 284 ى الشرنبلال الحى عبد إْ- !3:ةل!!3ا لا!/،-اْ "2 ة 02 عو! بن الرحمان عبد
+ ! ء ع 292 النابلى القى عبد * ا حمأ !؟* 6 /- ! ا !4 ش. ؟ 03 عمر بن الله عبد
22 o بن رصلان المعطى عبد - ! شَ ) 3 " ،-43ول- أ! : بكر ابى بن الرحمان عبد
. * . ini ، 03 i الئبراوى الله عبد .*-ح -.- - -- ء -، 42لم*َ ، 041 الزلير بن الله عبد
--. !. - " - -6 ْ، 3 i 9 كخدا الرحمن عد لأ 365 ، !/م5ْ V "CIA * 4 4 ,f 4 1 y مروان بن الملذ !عبذ
" ْ/ م ة 3 c نم 5 1 ، هاْ
3 0 المجيذْ طبذ اللطانْ ) ! لا!-ْ-"/ 8 أبحر بن الملك عبد
+ ا ، env ، 3 ره 2 !، عبد الع!فى 351 ال!لطان "ْ "بر 52 المقفع بن الله عبد
، +لأ!2 هـ، ،؟صكم "368لم ، 35 2 الثاْ الحسد عد 1 1 ثطا 4 رلاد بن الرحمان عد
/ - - 11 سد ا - إ- ط ! 7 بي ، ! ؟( لم 7 .
0،،1؟، ،- د--لم !2، يم ،1 63 ، 62 ابارك بن الله عد
- / ،كأ!أ4- 42!. ، لأ 9 0 ، 386 ، 383 ، 382
! ! ) 434 - i ) 2 i ru !عود + العزيز عبد ءّ بر / ش لم ! 44 r ، 97 عاس بن الله عد
س " أ! 5 ،434س-ص- الحيى العزيز عبد بن الله عبد
، ا !1أ ءإ ،عم مخئذ بن الرحمان عبد ابن خلدون
- " !3 ْ- 1 3
لأر ! لا! " 9؟أ الحنقرى الله عد
! إ!- لي س + ء ست خ ؟إ 43لم ،-، . .م أ-؟ 28 - 2 2 0 ( 1 29
"9ْ!- كأْ"-/"-- "- الىْ ! +؟ 213 والدين الملة عضد هـ!-- .ءلىا ، لم كه!! ء. /لم! Irk حن بن الله عبد
/ -ا +ة - ) ..،- -ج أ ""، ا - --ء ا 6في 2لكه +عظأء ادلى ت / *ب ء + ،:-ل!ا ثثط اللاليم! عبد بن الله عد
*-.إخ! +ت:ت- 1 ا آ ش 4+ 24 جهل أبى بن عكرمة "-1 طص هـ+ -ء: لم -ا،ك!ت ت 942 مزاحم بن اله عبد
ا - ! - -3ء 1 !- ء ء.ح!ص " ت + ) لم ء!! + - !الفلمنى!في/ ول!لم\ العتر!ه بن الع!في عبد
4-، لمإ-د- ئم 3 حن على " !لما 2-) ".0ء 0ظمنالإ" ا!ر!بل!، ص أبرر الل! كهل!
إوك!، ،إ ا كاْول 2:1 ث+ ا،شغرئ61/ آس!مماعئل بق لمحلى ء ص!
لم ؟ & Ur ICY 4 & 1o 95 4 55
، بر؟،أ !)62 ، ، ،138 )Irv 123 ( 22ا- 121
ار!ا/ 12: .-س!.- ! حد2حر ، 41 رياد بن الله عيد
ء ! ! 8 2 . ه/ ! + ؟ . م ؟ لى 7 ، ! !م ،ر ! ، ،
! ء)
، أ )36 ا3 4 "أ !8 ؟ ، ( أ لمحلئ ئنياططم لم دح!لإ لم)بن 2
ة إ لما 13 ؟ / ر 65 العوام بن عاد
، ،في4 ب 3 لَم!ه ثا دحه! !هيم i ثا lil Wit ،- 6 tv I "- ع 96 المطب بن عبد العباص
ما ثا لم+ئهث! ء +؟7 ، 15+
ببهمذلى،:+ثم، لم 7؟ !9؟، 3ابىءطالف بن غلى . العباص بن مرداص 394
، ,r .؟0 2 ،7824لإ - , 44 لم ell ع ،!56 )IN 1, ،ث! ،، لأ3 .
. د . . الا لا . ء / ! بر + - لم 37 لم ! 3 ا ثر ل! ، ء 28 1 + " ط تْ !ا -،د- لم 2 327 تهماصب بن عباس
ح!د -لم !! ! !إ"1، 3+ ، !3 البستى بن محن على " د * لم3+ 038 ، 937 البهاء عبد عباس
01 اء/00 . . ، ح! .-/- ولأ -لا، 2!2 الحن بن على +إ!" *:به!، ؟لم لأ 29 ؟ !193 "63 . ألإنىَ عاس
!!، لم!لإ،ع ! جه. كأ * ا.- ا. نمإ/ 2 9 صالح بن عثمان
3--- .-ا +- --- - 12ير بم 68 صالح بن على
ط ؤ مس ت ه !/لم
، 33-،31 ؟ !ْ ة ، 37 ، 2 0 ، 91 عفان بن عثمان
.-لأ - .إ-لا هـ! - 8 ع لم l !27 الزلمجافذ ن.JJ بن على
، -.:. ء م! ط F'. 7 لم أ/
، -ة6-: ، ما ة-ا ط ب ء، *2 7 0 ، 96 ، 67 ، 57 ، 56
2 ؟ِ !3 - 185 الآمدى محمد بن على
ا 3و 217 القارى على نلا !-- 3 3 393 ، 282
! ! ط أَ، *.،.216 ) قونيه ( سلطان الدءش علاء ي!طا ! .د- اص - 4 ؟ ش لم 21 حنيف بن كمان
ك!،إ، 1، "إ، W 2ك! أبى بن عئمان ابن الحاجب
.ت ، لا ء َ. 4؟*234ط سفدءلم"!- الرومى مصلح بن على
257 ، 255 .القرشجى جمبي ابوبى . ؟ !-بد ؟م!ا! ، `CO
`356
Y ، 802
- ر-خ ث -:لمل ا لأ!:-- ؟- " لم ! لم 3 26 لمْ. أدله غبذ "بن إغلى
كا -أتا لم2/ 216 أرطغول بن صئمان
ص--- ؟!3 285!،2384 ، 276 على بن مطر كة *ت اا +3 ، 726 ! ( 1's YEA الثانى محثمان
-.!-كى لأ؟ ،و ! 292 بن عامر على لم*!*!".اوته أ 7لخبرين ( ابن ظيب على بن عثان
*..!+؟ * ء*-!-- + ص " . ش بر في 2 ir العليس قللفأ ككيق ي- أ ؟ f ! I 7 343 الاوى عثمان
3 . ( الجزا!مإ" بن محمد على ا 3-إ.حدحا 2هـ((+8 ملا يدم3ء ،لم 3 لأ+ا ، 8 العراقى الدين رلن
--سا ا !-ا -ص -س ل+. !.ص ! 318 البكرى على ص!! ، 24م * :+ا ط- باله 011 العرفى
! !-ممد 3،".2 ضْ! 8 لم 3 iا r البيوس على
ا !-2-(.تا ور3 88سا-،-؟ لم،لم عبدلمِائلاطملتط!،6 بن الدين عز
ء-ء+ - /73 ،عْ - +و 931 الصميدى على rot العصب!ي
ا ،،.؟عإ اط هتا لم لم " لم لم . ؟ لم ا ! ،ث : ا لى
آ -/َ، -د/لم؟ .سس!- بر ت لم 3 - لم +8 باثا رفاعة طى 114 الدولة عضد
برطf 5 b
ا * ، 17 0 المين النورى ضهاب باضا 'fly مبارك على
221 الحاهى محر فو!لغولرص 35 e * 343 ) الأضرات ( يب البكرى على
، 023 ، 922 " 91 " 11 كبر بن الد!ن
،17
بن عر الفنر الرارى -محصد ،62 5 56 5 54 5 94، 47"465 ، 0 " " + 36
6 2 البن فرتجد %r . ، ( TAI !1r ، " 501 01 0 & 84، A1&-V
6 5 ، الفضل بن ا!يغ 95 3 ، 5 الاش محملأيوليل
364 5 34، يكول!ا الملكة !ft " 443 بن موص يى
456
pلرى 64511 التا+ى 257
492 ; j 3 ، 0 اتونى محمد بن فاصم
345 لوير الا!س عر 9 5 امن بك 3 قا
انالت 53 لبر محمو، المولى باضا بن -موص رارر الرومى فاض
للم ا
1،3 المنصور*وون ،034
" 1 ، 5 5 7 5 5 يا 2 ، 5 5 5 1 1 ) لفف ا ( لك ما 2 7 العاعى بن اى نجى
4 1 2 ، 3 5 8 5 2 3 6
). (ILO
01 8 ، 1 0 4 5 39 ، " 85 84 "/ 83 ا!وكل 323 !ايخة كلأ!نا
558، 48 ، 21 5 5 ، 4 اللام عيه سع!د + ، كاطم الرضى
043 ، " 416 103 5 281، 026 01 7 كرلحان
- 06( 64 ، 11 8 8 الئافس بن (!رص مصد س كركن خان
" 23، ، " 182 171 5 016 1520 ، 1 ) 20 75 يخرور معروف بن الكرش -
، 03 9 5 276 ، 026 5 258، 238 52*5 235 322 كك
"412 358 171 امثى الددن ل!
ا ( + 1365 134 ، الغزالى 12 بن محمد عحمد 691 كحال اللين بن !ونى
، " *ا 172 ، 171 ، 916، 1685162)14 0 - 4 2 0 ) كحال ممطنى ( ياذ كمال
5227 ، 226 5 20 1 ، UAL ؟18 5 08؟ بن اسحاق -دعقوب الكدى
1645 " 163 12 بن عمر الننر الرارى محمد 492 كونلى
على 185،591، 12 بن محمد ابن دنبق البد -ريرايم بن حن الكوراكأ
303 5 ) TAI -؟28 (TOr 2 0 4 5 2 30 لابخا اللطان
457
:ام ا +د !"ْ !" 801 ثلار بن موصى بن محمد ، *جمإي!"" لأ 6.3ْ:39 بكر أبى بن ابن القيم محمد
- "!8أ لأ 331 ،: الفارابى ? i!i بن محمد محمد ! .-8؟أ. ،-23،)،2+ - 922 ( ، 223 ، 102
*-."- حلا 041 ا -ب )! /- م 142 ، 141 ) 126 ما- 6 /؟أْر لأ 7 ف ول 83 لأ البركوى2 على بير بن محمد
ل!؟ -لة ؟ ث د 2+ 115 بن شككين محمود -كلأ !-يهيبع) ف لإى( الوهماب ،+3 بن عد محمد
،حم!ذ -اء ! ؟ *+م، ) !- - ، س، !3+ ء ،. 36 عكل!ره خصبهق في ا إِ كل.-أ +.- 426 ، +5
* ؟ ا !-.حى ! 3،1ف ح!،لما الم ا الإقلانى الطب بن محمد معأ"!ط 353، 03 1 ، باشا 13 امبن كالى محمد
لا/، -3 - ص !!1 لماّ 3 127 المقدص نمر بن محمد - -لا ؟-3 )358 ( -356
ا ---ث " م 013 شاه ملك بن محمد !! ص!2
لى لأ،لم2 2 ، بن (براهيم 13 ابن الورير محمد
سسا / .- .صص! . - +لم د / 3158 تومرت بن محمد ، ron ك 338، 7 يب!،، ل i باشا 3 على محمد
!oهه3 f ،،
أصمط"اول * 2 بن الحفيد محمد ابن رثد ،-/ ضَ!.- س ) !/!*.. ، !لاكو ) :،!/*9 3 لإ 3 لى - م!3فى 4 سلا !5 4
، 227 ،2 20 ، ا 1،391 إا!هآئق!إ 96 - ( v11 166 ) ْ73 03،+، ر ؟383 ، i 3 النوسى على بن محمد
،3ا- بر ا-4- بر!هـه00+ أ 3، 793 ، 275 ، 247 ، 232 صيمم!،. صت!ا1/ برول الدبن الأفغانى محمد جمال
ا-س ا" - 6 "!،ا*اْ أ! ا 68 رنكى بن صحمود الدين نور ،3!9،هـد؟ءيه، 378 ) 3* - 370 ( 803 ، 503
ا--هـ91!،+ غبدذا!63 محتَذ-بن الادريى الثريف ، ا !.وإ 6 ، ون - tء ؟ط *.،-ا*- i . . ، 993 ، riv
،هـ)1، !.- إس-ا*.ر/ 3 ير ج م 438 & 414 4 904 6 1 .7
/ا-ر هـا - ،،-."، . ؟ الم ؟ ) 175 - 174 (
. ْ- 4 .-إ(س ( ْ!3 16 o المؤمن عبد بن محمد .ء د،. اثلا !الم ، (ا،. !مدي!واررفئ بكل أبر
! - ، .جم!- . لأ 701 تك! بن محمد ضا. خواررم ،، AAسلأ،.
5 9- "/،-44- ،، زرأ 2 ز!ثنيد ر2صما محمد
- ت "" / 184 النصرى بن يوصف محمد ، 3 *كم ، 3ك! لم *2 ، 27" 5 2 ! ، 1 89 1 64
2 3 ! ، !؟ ،ة ، 188 على بن محمد ابن العربى *-ءرر!- بر 793 ،+3 ا"-ا به!. ،ب!ء3 ،33 ئه ،أم 325
417 -41.6 ء. ،5-824 0 923 ، 238 ) 214 (-902 ا و / - . أ tit !).012
115 بن محمد الدين الرومى محمد جلال 6؟، ء لأ،!. 4 ،.!96 ،: 1 1 الزكرى ع!اب بن مخمايم
. ،/ بن صالمْ -،491إ محمد الدين جمال . . ! َ- " 4 A حزم بن عمر بن محمد
ص! ا( --\69 بن مصيذ محمد نصبر الدين الطوص و * -ا - ! -. " 20 الفزارى ابراهيم بن محمد
- ! -لم 3 ء هـ. ا.ط -- 3 - ) 91 A .--- / ، س !. أمه أعن بن اثه عبد بق ئضمد
-03 ؟ ،لأ ء! ? ؟خ!د . - ،8 فلاوو بن محمد ؟ ''10,1 + 61لم لم ة 3/ ! لى ، فياه طقية بن صئافذ
! -. !* -"44س البخارفى جمم بن محمد محمد ، !عْ 2 س كهط/ غباس بق ،لثه عنهبلى بن صخئد
-لم " -.ب الفلالح محمد ْ" 3 7 !ْ 4 42 !، 7مه النضؤو لق صحمد،-المهدقْ
- ) كا + .3 ! "1 7 ! "، * ء ! 51؟ْ6 غازافى محمود ظ ؤ ا " 65 الرضيد هارون بن محمد الأمين
.ء !لم 52؟ CIA الناس سيد بن بن محمد محمد ححع!! ا ط ا ! -، طم!ء !للا ) لفتن 93 بق!لم!سن ْ!ضد
+--.. د نم لم9/ 22 0 الدفيسرى احمد بن محمد ا * "ا + لم !/ * / إ لم : ، "81 الحئلا بن محمد
ت-+ ! 091 ، 3ءإ! - المرص!.؟،-22 احمد بن محمد -صا :4+ا ص ! !-ط !!،- ، ء 8 بنا!،بخراهينم.-في مخف!
-،إ"-- - - - / س فى 22 o عرفة بن محمد ( إ ؟ا 3 ،- لو!لقلمول "6. ، بق !هاورق المهتدئ فصذ
! .ئى/ َْ، 241؟ الاوى محمد ء - .. . - - / -ا سع - ! ا ! . "-لمه * !( ، ر ! س لم) ؟ . - 6 إهـ 1 لأ ؟ 4 ،
/.، .لمرو! َ*"3 ، 64 ا الحكى؟ الدين محمد ضصى ! لم"+ أ ،لم"- ،،t؟ول
8 البرئ بن جرير محمد
،7-: *أَ 0/3-+-، م+ ! 2 i الفنارى 3 حمزة بن محمد
! ! !. - إ".3ط! ، لم " ر لم ، + 4 له ، ير !. + ، نجآلمذأود*82 طحط
ْ، اَ ى *إ.ةلأ-سا لم!- لم الكافيجى"!24 سيمان بن محمد لاا نم ، ، نم 6 س : "+لم ' P ! لم ً، لألأ طمر لنش .نحت!
: أً: لا. 4 !لماْ 244؟" الروانى الدين مراهم بن محمد ) ,ا ' ئام! ت لأ لأ /ة 11أ، : ع!م ،لأه الرارئ ركريا بن محمد
4 كوفيه
ننا-ظ* ا6- */ول 99."12ب! ،ي!-. 093 (براهيم حافظ محمد "ح!001 .+ ا- حى ! / لم ! ل! 9 1 الأول محمد ال!لطان
ول !ن!5 "إا . !ه برص لم 593 وجدى فريد محمد سْ-- -. + لى. -- . !/ت ) لا"، / Yll & المغر محمد
ء -ا - ، .ء /ء س \7ئإ"ا الحلوتى الدين كريم محمد
!نمدممه لأ-%أ لم ا + 941 على محمد المولى . / -م
13ر!حلدص! إغحد لا !+ 942 اللطبف عبد بن محمد -%+، "ا:حس 22 + YAI. ، 276 ابهنى محمد
-تنته لئ !. لى ات c لم 7 !! ! + 6أ + ) ا لملاا مجي92يلى . - ..- باضا YAI صحد الورلر
) ى -المرر! " ، ء* .ت ف
!مدور - اكا +ة/:/ 2 30 العيد الدين بن دقيق مجد ا ث +--- ! حف 7 - + ". ط / ء د * لم 2 8، افال! بهمِل!
ث!مد! ول اظ ! -د لم -2 ار لا القامول! المجد صاحب ، ! ، ؟7 ! لم8 ! 1AA أحمد اللطان بن محمد
--؟" هـ* ا-.2 لا بْد! )1 ؟ لأآا الصءا؟8 بهد
لمآ ! ا ث ؟ +حذا ! لم لما
7 7 0 مخارق
! جظا لم لم مدحت أحمد باضا - مدحت يه - ! ررحم!"،أ آه YM باشا كوبرjt محمد
صلالا! صل .ب !،3""/ ، الحينى الزبيدى 12 صتضى ا في ، 8؟ 292 الأحمدى محمد
ثىف ا ! ط ! ، Ali ، 1 4 ) لرض ا ( اخو لمرتض ا ، - ول لم 5ل! الخلبل محمد
!نكثش 42؟ب!!4م!"- 4ثرثه " eاه للاP ! -شكل11، * *- ا نملأ * - /\3ن 0 0 الدين سفى محمد
لأور"- ج- -6:، 2،- اضماإس! +65 !،للا في؟مسلا5، ير،اق كه - - م! اط *-/لث ا 3لا ؟ ككملىت "!ا محد ،لأفما بن ك!دَ
2 ة د لم لأ ! .- ! لى !، 3 06 ) المامرن أم ( مراجل هـول + - ر * !- 6 ؟ 3 3 0 1 القيم محمد
؟ال!" ط ص + * . .كل لم. 6 ، ه ti ء ، 86؟لأ " المرص العباس أبو ! " ؟ " 3 3 0 1 الرلينى محمد
-ء* !- -+? - *ء/لم! 1 9 9 المراض الفخر ه د آ !ف-ج د 2+ لا3 المفضل 3+ بن ابراهيم بن محمد
ء*،. ! -يم و! * ، ".، . " ! ،، د ! 3او 0 " الأوللا مراد ؟،ة .-+ . !/.ثه 7 يم + rYA ، 5ا r ضا. محمد
م! "- 6 *. - .- ؟ ط3 2 4 9 خيز مر!ييو د،ل-ول r !أ الحلبى 316 محمد
+ - لى!*؟ لمى، ! !- 71 ! : /1 28 0 " 2 6 4 الثالث مراد " ! ا"ا 3 بن أبى بكر الغني محمد
ء.. !. -1 0 YAIT ، YAI ، YVI ، *2 لوثير مرقيْ 003، تا " و ،لم"، 426 ، ا rr معود بن محمد
ش:،ة /- يم 13 لى وَ!! / 288 الرابع مراد ، *? / م"ا 2 لم لما!3 الآومئ عك-طه بن محمود
ط . !3ىَ! ءً */ ! لم 368 ، 3 o 2 ، 32 2 الخامى مراد .ير( * -م ا/ ،، ا س - بم 7 لى++ / +أ، ! (، ؟،، حبفى .عحمد/
هـ(طس ا ! كل 2 ! ) الفقيه ( المزنى ا ،هـ-ا ا 2ء ش ا ا ؟ْ +. . ! -ؤ 34 لآ الحهص مصند
لم !-ا ء +-ا مس ا 2 آ . ) 8 المحدث ( صلم ، ! ! ب ؟رز، / 353 t roy ، 934 الثانى محمود
ا إ!. ا ا-..إ 9 . ! 6ة 42 ، 41 عقل بن مسلم ،-ا ،؟35 13 ، 12 خان حن صديق محمد
إ".عحه/ ،-إ- ول . -3صتط 4 Y عقبة بن م!لم . لات، . أ +/ 3 l 5 خان أحمد بن محمود
أ ،ت .، -- لا "،م!.ت !-- 72 خالد بن مسلم " ا كا- لا-د لا ا و لم " !/ 037 أعظم محمد
طد؟ ش!ء؟ ؟:2 ! لم i لى لم16 ! !081 لم "،"0 المستعبن ا كبد ووا 6!3 !Vولح!لأ
37 !لبا!انف ملا محمد
ءيهـص!ء.2 ئر-إr 89 المعودى /8 طه : ا هـلل لم 6د ء N*7 تاج ررلن روج محمد ملا
!.نلأط! ،،لم/ء 114 المكفى ا3011+-- ِ،- :- أ لم 038 الله بهاء على محمد
سالي!ب!.. "+3 1 - , 3،1 بالله4؟IrV المينرضد ...9!-، 4!" :،87421 ،ت 383 رشاد ا!اص محمد
!ر ! أ * ج .!- اص -- 3هـ لإ اللبيش سعود * 9- !(.- مو "ا " - / د rAr الدين ضياء محمد
أ ا إ د ص * ث !،: - IVY لله با المتنجد ا 32؟"+الم 24أْ ،6لم *22 ، الدين 385 وحيد محمد
ل!! ث ، !. 4 "3 -ت ،ث IYI الم!ضء 3 --!2ا 3لم لأ "6؟،.-/3ز القاجال! على محمد ميررا
-ف أ " 8 ؟ ،؟ ، ا؟ لمه ، 357 عليه اللام الميح
- ا . مى ،. خ/،ص ْ+ !إ، : ، rAA بيرم محمد
ثا-
!3- 3 ؟30 ، "!/.، ror , باضا 13 رشيد مصطض لا . ص )1 لم .3 ص . "-. 3 " - 388 الأنبالرو محمد
lot s
45 ،؟ 115 بن عامر انمور 281 بن صليمان سفى
15 5 " 1 5 4 انمحر انارى 928 الأول مصطنى
(القملى )56 المهمى ) ( 422 - 42 0 793 ، كملا باضا rAo سطنى
5444 ، 941، 418، ، 15 5 المنر 357 المهس سرم هه3 سنى
448 ، 447 ، 445 0 5 ، 1Y
!4 باثا كامل ممطض
416 ، 937، 21 ين عمران مليه اللام موص المصرى 171 اللين تب
6 5 بن الأمن صوص ؟ 1 ، للطغ
الأجم! 185 موص ضر, 1, - 76 (64 ، 1 1 بن فيرور /الكرخى معروف
691 مومى ماظم 2 1 0 ، هه ) 81
rot ، " 255 243 مصود المولى باشا بن موص ، 41 ، i. ، ri i + ،+ معاهـة بن بى صنيان
5 7 موحما بن يمون %- r 4 " 99 85 ، 84 5 67 ، المعح!م 95
) 932 - ( 326 " 325 ضا315 . ناهر 8 7 ، 85 المعنمد
385 ، 3 دا . " +9 ، ناعر اللين ضلى +8"- 145 باكله المعت!د
935 5 VIA, " 347 345 ، الأول rte نابليون 013 . 114 بن بى !للولة معز
935 ، 348 ،. 1 93 بن ضبة الميرة
بن محمد -مح!د نمير الدين الطوص 221 5 918 ، 134 ، " ،9 48 اهم!ى
اللام 7،4 عب نح 1 0 ، ، 85 ، 8 ، المحر
75 ، 96 5 685 11 كم يحى " 428 " 72 65 هارون الرنبد 52،57553،562
9 0 بن معاذ الرارى يحص ،84 5 82 ، 67 ، 95 الواثق هارون بن المعتصم
5 9 بن جى الهرورثى حى المين ضهاب 1 0 6 5 1 0 4 ، 1 )30 1 0 1 - 69 ( 59 495 585
4 4 5 43، 42 ، 41 5 4 0 ، 93 معاهـدة بن !يد
6 5 الهاثى
6 7 5 57 ، 56 5 الملك 46 محبد بن هئام
5 ، ، r 53 ، 3؟ بك النركاش بعفوب
1 .2 5 65 بن بثير ثيم
701 ، 59 الكدى بن (سحاق !وب
162 يرستب نرى
168 ، 16 يا 5 المذوركلا 915 !عتوب
6 3 بن باط روت 447 5 246 5 4 عليه اللام هو،
913 ، " 132 131 بن ئاضض روت rr ا ، tا 6 ، 091 بن تولوى هو!و
III
لم 91 "ئر ! . - أ ا كأل!أ ( 6 ،
ى - ء "- - " * --ث ، 3 س ! كدا : . 7 ! ! 3 م ث ! ! 3 1/ ر 3، ، ر لأ !--- /4 : -:- ؟ ، ! ! بر . :لم - ! تر
*لا هـكأ! لم:لم3 - *لم ول!. --ء+ تم شا . 7 -ا ! لم 3 1 ! إَ " ل ص!ت-ت !! *.لص، ا إ!.أ في ! لم
،93 ر ؟ ء6، .2ؤ س، 2 ء ، نم (+ لم ! 4 لم ! -لم بر 1 ،0 هـ-اب ،-ء.ا أ !،--إ *،6!/ ء-محر -س .،13 ت 6 ى تم ،1 /
/ا بمثاب -،-. ا ا !؟ ب نلأ له* هإخ +ثم ! ة لى ،ا ؟ ! 3 ذ و.+ ، لم ؟
اط ع .6 -اِ .جعد! "3 ! أ 5 0 طب ط ور -ثطدا" أ اْ لى لم ،
!1اكعك!ل.،ب الما ) أ ا إ 61/.3 إ ؟ م
-اِ!ص! و3- بلبة- ا إ،إ :ت 3 ) ة بم ت . / . 7 !. /. لم\ . . . . . . . !-\- :. .ت، !بْا :-بخ ت ية لم؟ . .+ ت 7 امثاب (هداء .
-.--. ! . ا تْ ،- يم ا 3 " 2 أْ منس !-ط ! ! ص ل بخ و لز1، . ط ؟ بم - 7 لم
، 2 3 ! ، ممتك! )- ! ! ، أ اكي ، لم لم؟
ع 2
!؟*-ط ،،. ا/---ب لم330، . . . . . . . . . . . . . . ".مآب ا -تة ، ت ، 5 /0 ء :لم !. . الكثابص خطبة .
+م!!! ا وفىابم؟جملى-أ دنهايم فى نجاحهم بصرلأ يئ "المبنيعي! ه /خ! والتجديد الاسلام
ت-ار --ثإرر، كاي! / 6 الدنيوية بالعلوم الا يكون ا !حهمسف!-دنإهبم / ه العبادات اداء
ء ب 2 0 ؟، ع! سص * ب ا . لم ص! 9،- سول
4 8 . . . . . . نم ا يا عبم (. . . . . . . ء . . . . م! /حف !؟ ،بة ولة -،01؟ الم المثينِ !4 مجدهى حديث .
.-لى!لم، -- مثلن! من الدعوة أمة فيه لأمة أنجداد ورخعضلمُأن بر.لم 8 ! الحديث تخريج
"03ا .تأ - ورنم!ا3- في ؤ6عا! من كثر طئة كل !بعي يكؤلنامى أن /تجويز 9 وكيرهم
!- .ب أ ك ء؟ .!!!- ، سلر ا ط
ع هـ/ وأرجورة\.؟ آلأصول جامع كتاب فى ا ْ- اك!دو لم" لا" 9 الم المجذديهدر فى الاختلاف
*ا! -بى ول صفي.، كتاب فى عثسر الثالث الى شر قبنب!القر؟ ا المجمب7ئمدق / 11 السيوطى
-أ-/-أ هـ* ،هثولم*لى الرابع الى الأول القرن من دو هـأ3بم*/ا!ع!بم 4 !ا أبى سق شرح المعبود
-دإ!ت) -لأ* في!أْ!م!-ا: المجدد وما فى ضروطهم / 2 !ط الأستاذ الامام للسيلا/رعظكا تاريخ
،ع صاح .كأ)- أد! 222 علىلم بععَن !4%ف* الفرق بعض تعصب
-ا!- أ 3، ر 2+ / +ا*- با!! أبرلى-م !ث ؟
فىسع ")-نلا ! . 7*. . . . . . . . . . . . . . . . ب!،َ!-. .س!د أ ؟:ا الأو! القرن فى المجددون .
بنظرية ملوكها والروم وأخذ الفرص دولتى الفساد فى انثار / 16 الفلسفة لعلوم
/اصلاح الدين والعلم 17 وجمرد إلى طبقات الشعوب الحق المقدس وتقيم
الجمود فى الدين والعلم وفتحه باب العلم لكل على الاسلام طريق الحكم وقضاؤه
مظاهر التجديد فى /المحافظة على واديانهم 18 اجناصهم اختلاف الناص على
على والعلم الدين فى الجمود عودة / I 8 الخلفاء الراضدين عهد على الاسلام
IFO
الصفحة 1 ثحءح! - الموضوع ا طحعمكا
!.ه حالالي ورب صيب . . ! ... . .. ء . . . . . . . : . الأول القرن . .فى المجددوق .لم
ء ذ - ت!مت ؟ .ث؟ ن ا\ هبنب ؟ ل! . طص !لى ؟ ا يمعلثا دلأ . ا ب! أ،كلم! 0 قي قيكب !هلمألصيلي! ابو .
الوقوع من منعه الملمين - 21 / الاسلام لتجديد فهما كثر .الصحابة -02كونه
!بفلةم!ه دد 2 .بالبيغة .لا نجالعضبيتنا الخلافة الزجعية .-.. 202 /0جعله عقيدة فى ا م
م ( أوبدودة 3ق فيلحن!لن افْهم !الى مم!فبمه قئ ! !إ!قيق !ظمعيين الحد! إحكووو
ا!ث! س!جمعماا لييه!ب أ لأ!لأا ول!للراس! !ثر!غ ر!يا حت!هلهر لر 3
-ب عمخ! ك %-اتطصم!نعاا 4يه ل! أج!بياجما ؤ ث!حمي!ا 1 بة لصدأ م لمنر رهـحظه! !تط و
!هكلىا ر!.-ه! العطب فى بين الناس تسويته -25 / فبها مكة أهل ب!دخال الثورى !
. ا طجا 3 ط ل! ا ن!قا ا بلالثأ : . 1 0 0 0 0 0 000 000 0 .- ؟ . -الخظاب بن /عمر ،
2 6 لم ذ - لفْ حهأْ 3ث 1 أْ يأ نئ اْ 3 +ه ْ!! % . J ! ا !ول-لما ت،اصعسالي إ؟ ة-هب \1ا 5لم -
(نثيلبئْا أ !النط فى -صالواولكْا اكل! م! 1لب "! إل!يجة به!اِ صتها ير إعا ، 2 6
د!خلأع ق! يدة !ا!ق!نم أيبما - ا-لا!يىلآ*لى اصلطة! !لالة دم"قفما!جمرت الدو ادثى اوفصا
%أ المحكيت لم! ! دضك!ة ا ثَ لمالْا ،/ اجلادات! -- 2 8كييد؟ اعل!!م * أ/ ال!!
ا للا ع ، بى ! 1 ! 3 أ شأممتت ينظ ن ا ؟ حأ!.ط شسه 3ببخ! ! نط مكل "، -تعل!؟ابولِ ل! منا\/نهلأ!
3 1 3 5 .- . ، إ ن ا !تبأ حى . \\. 8 3 . - - ت لر ا .قعيهإ \ 05لم - . ا ،- .يف لعت ب برده!! عثمار6 .
11 هسة،دمما ا انج!لاعدللالىلمأ ع!ظ!صمالبعاكقفكآا ا ا!ه رمنسام! الحضاإ ا لتصعنأ لإجفاأقإمته ا
. . . . . - ، ! ا - ؟ ! ! 3 س! . غل!ه لجاقيدنكا ا
لي لغت لفآ ا -خأ بما !كله 1 لم 3 -- !، ل! 6 لقبمأ ا ت \\ 2 بم !،ح! نجيأحم!أ ا
3 5 له!ال!ء، !أْ ا تءلخه،إْ!قةطاْنجيبذ ا.رنن.فعلقنا ت!لمحا نا . : طالب أبى بن على .
ط*ن!اه ا +لبعا - .. .. .. .. .+ !. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .+ الرأى مه
بم3 -- لا* *هـث 1طبعك 3ح ا !مب مأصغ!نا ا هـة !صنت 5سه! ت ْ" 11ت
. - - / حلاَ حد"ْ 11 -امتداد النكسة 36
!كو لمص!ل ن 7حأا . لحآكأ،؟!مهب!منها13 7طصأ خممتبئ 1 731 3 بح! 4 طآ
علردلمص! ايلمغ-ولا اعتبمار\ا - الخوارج لتظعبما!بْيم الدين 7 /؟ حكم معاويه على
. ألى؟ا لبدير-ثعآشا؟ ثورة البئاههق!!ئ!إ .تبهن خالصة .الخلاف!بث!.لم --38 في . لا بحقه .بو.وذريته لا.
3 9 37 !كة ةور!ت طبأن \إْ 7 3؟ - ْ- خ!ْ اه! هنننى؟ ث ثفْ :لم ْ12.؟1 بزفعلي- الحسين .
- - !لوم!نجغ!يكلأثى"م!م ل!طلئا قيماوللحئثين؟ أ ثلض لًا!ا ابالغؤة/ لال!يق وربيلته حكمهْ7
ا 5ءالآ! قيص-ءا ا مأ!الش -هحبححف بطجنن هـ!بال 1 57 ! - ا -501كة !ا !ب !امه وتبرير
3ول 3ر
لصفحة ا الموضوع
4 4 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 000 : يزيد بن خالد .
-ممديد .العلم -فى الاسلام بترجمة محلوآ الفلسفة 45 تاريخه / من ضىء -44
4 6 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : العزيز عبد بن محمر .
-انصافه 47 / ( -عادته العمل بالورى برضا الامة 47 / -قيام حكمه 46
-اهتمامه بندرين أجناصها و2رائها وعقاكدها 48 / اختلاف الأمة على طواثف
تركه فى -عذر. 914 العلوم الفلفية / من العلوم الثرعية وفيرها كالطب
5 1 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الثانى القرن فى .المبددون
- 51 / الرجعية بالنكات الاصلام (صابة الأمم مع أقوى بقاء الملمين -51
دولة الروم الثرقية -ضعف 52 فى أوالل الدولة العباصية / التبديد العلس
ين الكية اطلاف -امبراطورية ثارلمان الفربية 53/ وتأخرها فى العلم 53 /
العلم تاخر - 5 r / والتمائيل بتأثير الاصلام عبادة الصور والغربية فى الرقية
-نفور العامة وأثباهها من 95 الثيعة / -رأى 58 / المعتزلة رأى - 56
الفرق اخفاق - 06 / النة الدولة العباسية بتأئير أهل فى التبديد العلمى
الرجعية ريادة النكات بخلطها لين السياصة والدين -61 / الاسلامية فى الاصلاح
الصوفية ظهور - نظام الطبقات 62/ ظهور - 61/ الاصلاح ب!خفاقها فى
6 5 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : المباسى المأمون .
-66 فايتها / النهضة العلمية فى عهد. -بلغ 65 تاريخه / من ثىء -65
-محاولته* 67 / الدينية النكة لاصلاح محاولته الجمع بين الفرق الاصلامية
7 2 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الثانعى الامام .
لين -توصطه 72 الففه / -اختراعه علم أصول 72 من تاريخه / -شء 72
*/ الفقه قديده لا يباور حلود -كون الرأى /كا الحديث وأسحاب أصعحاب
- التأويل 74/ الكلام فى علم وذمه طريق ال!نصرص ظواهر على -جمود.
-اقرار .الرجعية vo خلافة المتغلب بالصيف / (قرار .الرجعية بتصحبحه
464
لصفحة ا لموضوع ا
الموازنة بينه وبين - 75/ الكفاءة بين القبائل واالشعوب بالتفريق فى الاجتماعية
7 7 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الكرخى معروف .
7 9 فى المجددين المتصوفة -تخطئة عد بعض 78/ من تاريخه - VVشىء
8 0 / وورع زهد فلسفة ونظر بعد أن كان تصوف إلى تصوف -تحويله التصوف
حياته وءااته. به فى فتتة الناس -81 / التصوف نكة -زيادته بهذا فى
8 2 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الثالث القرن فى المجددونْ .
الرجعية/ بتأثير النكسات الضعف من بشىء إصابتهم قوة المملمين فيه مع - 82
-وقوف 83/ أوربا ضعف ازدياد - 83 / العلمية على نهضتهم - 82محافظتهم
الرجعية/ زيادة أثر النكسات - 84 / المأمون عهد فى حدها العلمية عند النهضة
العربى العنصر بين التركى العنصر بظهور الاجتماعية النكسة زيادة - 84
-رأى التركى 86 العنصر -زيادة النكسة السياسية بظهور والفارسى 85 /
-التفرق السياسى بظهور بعض ابن جرير الطبرى فى ادبار أمر المسلمين 87 /
الدنيا من بإيثار التجرد الصوفية زيادة نكسة - الدولة العباسية A 7/ داخل الدول
- واختراع الكلام فى الأحوال والمقامات /AV افي الجوع على إيثار إلى حد
الله تعالى عند الحظوة الدينية ذات طبقتهم الطبقات نظام فى الصوفية زيادة
- ببغداد 39/ -تستر الضوفية بنزعاتهم ومحنتهم 29/ الرجعية ونكساتهم
فيه لهذا القرن والمجددون المجدد المناسب -59 / الصوفية الملامتية فى ظهور
9 6 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : العباسى الوائق .
مع "العلماء مجالسه - المأمون 69/ التجديد العلمى مسلك فى سلوكه -69
فى مسألة خلق معتدل -موقفه مع سنى 79 أديانهم / اختلاف والأطباء على
الا!مر شورى وتركه لابنه مبايعته عدم - 1 0 1 فيها باعتداله المسألة وانتهاء القرآن
بعد موته.
ا ْ2 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : حنبل بن أحمد .
- ا ْ3 / والتابعين الصحابة تقليد فى لدده - 1 0 2 / تارلخه من شىء - ( 0 2 -اول
وموقف الموازنة بين موقفه - القرآن 301 / خلق مسألة فى موقفه فى أثر هذا
01 4 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : العباسى المهتدى .
بسيرة عىهـبن والأخذ -إيثاره الزهد 401 / تاريخه من شىء 40ا-
من الأتراك وقتلهم له. المتغلبين على ثقل مسلكه عبدالعزيز 50 /ا-
tic ) ن دو لمجد ا - 3 0 (
لصفحة ا لموضوع ا
701 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الفيلسوف الكندى .
للمسلمين الفلسفة بعلوم الاشتغال باب فتحه - 01 A / تاريخه من -شىء 701
فيها. وتجديده
1 1 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الفيلسوف الرازى .
البونات /ا ا ا- أطباء أشهر لجالبنوس نقده - 011 / تاريخه من شىء ا- .ا
113 00 00 00 00 : الرابع القرن فى المجددون .
فى داخلها -الدول التى ظهرت 14ا -أخذ الدولة العباسة فى الانحلال 114 /
-قوة هذه الدول مع -دول الإسلام الثلاث 115 / وتغلبت على ملوكها 115 /
زيادة أثر النكسات - 116 هذا القرن / أوربا فى ضعف - اختلافها 116
- 117 / والدينى والعنصرى الياسى -تطاحنهم فى المسلمين 117 / الرجعية
العلم ايثار الجهل على حد ى إل التصوف المتصوفة -ومغالاتهم فى شأن ظهور
الإنكار عليهم/ ضعف 9ا!ا - / عنهم بالمال الاستغناء الناس على وسؤال
122 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الأشعرى الحسن أبو .
124 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : ) الفارابى ( ى الثان المعلم .
- "5ا / الإسلامية الفل!فة أساس -وضعه 124 من تاريخه / شىء -124
الفلسفة. اجتهاده فى - 12 1 / الحكم طريقة إصلاح رأيه فى
127 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الصفا اخوان .
-قصدهنم رسائلهم فى الفلسفة 128 / والخلاف فى واضع تترهم سبب -127
-912 لها / المعادى للجمهور الفلسفة وتقريب والفلسفة الشريعة بين الجمع
013 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الحامس الترن المجددونَنى .
/ القوة الدولة العباسية بحكم داخل وقيام أخرى دول إسلامية -ذهاب 013
-دولة 131 / الطوائف ملوك وقيام أمية بالأندلى بنى انتهاء دولة -131
المقدس بيت على استيلاء الفرنجة الصليبيين - 131 / الأقصى بالمغرب المرابطين
والأندلس بالثام للفرنجة المملمين صمود - 131 / الشام بلاد وبعض
زيادة نفوذ رجال - 132 المسلمين / والتفريق مثل الضعف أوربا من -131معاناة
466
لصفحة ا ضوع المر
الطبية الكتب بعض ترجمتهم فى بالم!لمين أوربا وأئر اختلاطهم الدين فى
هذا فىْ العلمى بسبقهم المسلمين احتفاظ - a " 3 / العربية عن والفلكية
النة أهل معسكر المسلمين إلى فيه وانقام الرجعية بقاء النكسات - القرن la 3/
مذهب ظهور - الشيعة بالدولة الفاطمية 134/ بالدولة العباسية ومعسكر
ألمع واستهواؤه التصوف شأن استفحال - 1"f\ / لغيره محنته بعد الأشعربة
شانه فى الأندلس والمغرب و(نكار -ضعف علمية فى هذا القرن 136 / شخصية
فيه. والمجددون !ن لهذا المناسب المجدد - Irvا له / ابن حزم
138 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : النزالى الإسلام حجة .
بعد ارتفاع شأنه فى العلوم للتصوف (يثاره - 913 تاريخه / من شىء -138
تحامله plc - 014 / المسلمين فى أثر تصوفه - 913 / الدينية والفلسفية
إصلاحها. عن وعجزه ضعفها نواحى محرفته ببعض - 14 0 الفلسفة /
141 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 .: .. : سينا ابن الرئيس الشخ .
-رده فى الفل!فة 143 / -نزعته التجديدية 142 من تاريخه / 41ا -شىء
4 5 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الأندلسى حزم ابن .
الكتاب والشة وتركه -استنباطه الأحكام من 145 من تاريخه / -شىء 145
أئمة فى وقوعه كثرة - ( IV / الظاهرية دمايثاره مذهب المشهورة تقليد المذاهب
على الظاهرية وتعصبه مذهب على -جموده تكفيرهم 148 / الى حد المذاهب
غيرهم.
914 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : المعرى العلاء أبو .
الملوك و(نكاره على عصره نقده مجتمع - 015 تاريخه / من شىء 94ا-
بالتقية أخذه - 153/ للفقر ومدحه إيثاره الزهد - 1 53/ إليهم والعلماء ومن
أشعار عليه تثبت إلحاده / و!ح -. 154 عنه / ملوك عصره وأثرها فى سكوت
. نواحى جموده -بعض العلماء فى ولايته 9!5 / -اعتقاد بعض 155
157 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : السادس القرن فى المجددون .
وقيام انتهاء بعضها - 157 / أنفسها على الإسلامية الدول انقسام - 157
فقد المسلمين بالمثرق الدين بيت المقدس 915 / -استرداد صلاح 158 بعضها/
-زيادة اصتفحال شأن اثمرق 915 / المغرب فيها محل مكانتهم العلمية وحلول
467
لصفحة ا ضوع المو
الناس تهيب - 161 / القرن هذا اقطابه الأربعة فى من قطبين بظهور التصوف
عن أحوالهم من بما لا يفيد المسلمين شغلهم - 161 / أصحابه ايإنكار على
وراء الحركة سعيها - 162 القرن / هذا أوربا فى حال - 162 بهم المحدق الخطر
-ظهور 163 فيها / النهوض الترجمة بعض حركة ونهوض العلمية الإسلامية
المجدد - 164 الدين / ورجال طبقة الأشراف فيها بجانب الطبقة الوسطى
165 00 00 00 00 00 00 00 00 00 0 00 00 00 : المؤمن عبد بن يوسف
167 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الحفيد رثد ابن
محنته - 167 / اكثر ممن سبقه للفلسفة فهمه - 167 / تاريخه من شىء ا- 67
النهضة/ عصر أوربا له فى فلاسفة تقدير - 168 عنه / والعفو الفلسفة بسبب
17 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الرازى الدين لْخر
بها الناس كتبه واشتغال فى ترتيبه العلوم - 017 / تاريخه من شىء -017
-إذاعته //الطريقة 171 الكيمياء / بعمل تهوسه - 017 / المتقدمين كتب ورفض
هذه على ندمه - 0172 / الفلسفة فى نظره العلوم بسبب التقريرية الفلسفية فى
17 L .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. : الإدريسى الثربف
فى كتاب فيها أصح الثانى ووضعه الملك روجر على نزوله بصقبية -174
علم وتجديده فى للأرض ومصورا كرة سماوية صنعه - 174 الجغرافيا /
176 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الجوزى بن الفرج أبو
-تنبهه لخطر 17 9 أثره / وضعف -وعظه 176 تاريخه / من شىء -176
تجديده فيه. ومقدار الرد عليهم قيمته فى وعظم إبليس كتابه تلبيس المتصوفة فى
ا A 3 00 00 00 00 00 00 00 00 00 .- .. .. .. : السابع القرن فى المجددون
- 184 / الخارجى الخطر عن وغفلتها بحروبها الاسلامية الدول اشتغال -183
دول -أقوى 184 / الأندلس بغرناطة وما حولها المسلمين فى ملك انحصار
ودولة المماليك ودولة الخوارزمية الدولة - Atا / والمشرق بالمغرب الإسلام
الفل!فة/ لعلوم عداؤها Aا - 4 / وفسادهم تجبر ملوكها - 184 / بنى مرين
68
لصفحة ا ضوع المو
على المذاهب الأربعة الفقه الأشعرى وفى فى العقائد على مذهب -جمودها 185
186 / الجمود هذا على الخروج الدين الطوفى ابن تيمية ونجم محاولة - 185 /
من الأخيرين القطبين ظهور - 186 / العلماء لهم المتصوفة وخضوع زيادة نفوذ
وجلال الفارض وابن عربى بن الدين بلبلة محيى - Inn الأربعة / الأقطاب
الباطنية الصوفية دولة - 918 / القرن هذا فى المسلمين لأفكار الرومى الدين
الرهبنة فى نظام شيوع - 918 / الظاهرة دولهم المسلمين لها أكثر من وخضوع
التتر أيدى بغداد )فى الغفلة بسقوط تلك فى الخطر وقوع - 091 / التصوف
بمصر القوة من شىء على المسلمين -بقاء 091 / العباسية الدولة وانتهاء
روسيا بغداد والمستولين على لاالمستولين على التتر بعض -إسلام 0921 / والمغرب
الطبقة أوربا الغربية وظهور الأوربية الحديثة فى الممالك تكون - 191 بأوربا /
بثروتها منافستها - 191 / السابق القرن ) فيها أكثر من ( الوسطى البرجوازية
العلمية التى الجامعات أشهر - 191 / والفن للعلم ومناصرتها الأشراف طبقة
للنظرية وازدياد العملية على الفلسفة هـايثار بعضها القرن هذا بأوربا فى أنثشت
القرن هذا كون - 1 39 / فلاسفتها وأشهر واليونانية العربية من النقل حركة
والعلمية/ والاجتماعية الحالة السياسية أوربا فى بين المسلمين ودول مبدأ التحول
691 00 00 -. .. .. .. .. .. .. .. .. .. !إ. .. : الطوسى الدين نصير .
-اتخاذ هولاكو التترى من تاريخه ونبوكه فى علوم الفلسفة 691 / -شىء 691
عظيما بناؤه رصدَا - 691 / والمسلمين نفع الإسلام فى ذلك له وزيرا واستخدامه
- 791 / والفلسفية الإسلامية العلوم الممر من دولة فى ما بلى بمراغة وتجديده
. الكلام بين الفلسفة وعلم الجمع الرازى فى تقليده للفخر
991 00 00 00 00 .ة .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. : تيمية بن الدين تقى .
الصوفية والأشعرية الجامدين من مع جهاده - تاريخه 144 من شىء 99ا-
بظواهر العقائد والأخذ فى السلف مذهب على جموده - 02 0 / والفقهاء
من مدرسته فى -أثر هذا 02 2 / وعلومها للفلسفة مجافاته - 2 0 1 / الضوص
. بعده
302 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : العيد دقيق ابن .
بالمتون المسماة المعقدة من تاريخه - 2 30 /انتصاره للمختصرات شىء -2 30
وعنايته بشرحها.
946
لصفحة ا ضوع المو
2 0 9 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : عربى بن الدين محى .
للصلمين وبلبلتها من تاريخه - 02 9 /كتبه وأشعاره فى الضوف شىء -02 9
- Y ا ا / الكرخى معروف الموازنة بينه وبين - 021 / القرن وما بعده هذا فى
والوثنية/ التفريق بين الأديان السماوية عدم حد إلى الوجود وحدة مبالغته فى
215 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الثامن القرن فى المجددون .
- 215 / الشام حدود الى الإسلامى الشرق على بقاء التتر مستولين -215
المماليك والدولة لدولة عداؤهم ، وتشيعهم والبدع بالخرافات إسلامهم اختلاط
المسلمين بالمفرب ضعف - 217 السنة / أهل الفمانية التركية لأنهما من
فى المسنلمين -محافظة 217 / اتخاذهم الفرنجة فى جندهم والأندلس إلى حد
العلمى وغلبة الجامدين من المتصوفة والعلماء من القوة وضعفهم شىء الجملة على
الطريق! التقريرية وشيوع المتون وشرحها بحفظ الاهتمام - 022 / عليهم
الدولة تضييق - 221 / الاجتماعية المسلمين حالة سوء - 022 / اللفظية
والأسبان الإنجليز قوة ظهور . الشرقية الروم دولة على الخناق التركية العثمانية
قيام - 222 المسيحية / فى دينى ب!صلاح ويكلف -قيام بوحنا 221 والبرتغال /
فيه. لهذا القرن والمجددون المجدد المناسب أوربا 222 / المسلمين العلمية وحالة
ص 224 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : خلدون بن الدين ولى .
-نقده الاهتمام -اختراعه علم الاجتماع 225 / من تاريخه 224 / شىء -224
القرن هذا إلمامه بالحركة العلمية العالمية فى - 226 / والحفظ والاختصار بالجمع
227 نقده الفلسفة القديمة / - 226 الكلام / الفلسفة بعلم نقده خلط - 226 ْ/
اخلافة انحصار عدم رأيه فى - Y 2 A بها / تحريم الاشتغال الفقهاء فى مثاركته -
22 i . . .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. : الجوزية قيم ابن .
الزهد فى مبالغته - 023 تقليده لابن تيمية / - 922 / تاريخه من شىء -922
نصير وتكفيره الفلفة معاداة تغاليه فى - 231 / الغنى ل!يثاره الفقر على
الدين الطوسى.
233 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الشاطبى إسحاق أبو .
-تجديده فى علم المتأخرين 233 / -نقده كتب 233 / تاريحْه من شىء -233
047
لصفحة ا لموضوع ا
235 ألفاظها / على جموده وعدم الثمريعة اهتمامه بمقاصد - 234 الفقه / أصول
الربط الصوفية اتخاذ ومنها المسلمين بين الحياة الدينية والاجتماعية نقده -
237 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : البلقينى الدين سزاخ .
الثافعى واختياراته مذهب فى ترجيحاته - 238 تاريخه / من ضىء -237
. القرن هذا مجدد جعله فى كفاية هذا عدم - Yrq عنه / الخارجة
2 4 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : التاسع القرن فى المجددون .
-241 ) / بىإلمماليك التركية والعثمانية التيمورية ( بالمشرق المسلمين دول -24 0
بقاء المسلمين - 241 / الأندلس أسبانيا على واستيلاء بالمغرب الملمين ضعف
ازدياد نفوذ - 241 / السياسى فسادهم المشرق مع القوة فى من شىه على
الاجتماعية فيها الحالة سوء - 242 الطرق الصوفية فى هذه الدول / اصحاب
وغيرها/ مصر من العربية البلاد إلى التقريرية انن!قال الطريقة . العلمية والحالة
اختراع بعضهم حد ى ال ف،دهم العلماء ووصول ارتفاع جهلة المتصوفة على -245
استيلاء أوربا بعد فى النهضة ابتداء عصر - 1 4 1 / الناس يتلوه على قىآنا ركيكا
أوربا فى النهضة نواحى تفمهيل - 248 / الق!طنطيية العثمانية علي! الدولة
252 / فيها المطبعة --اختراع 251 / الرجاء الصالح البرتغال إلر ،رأس ووصول
القرن لهذا المناسب -.المجدد 252 / المسلمين اوربا وحال بين حال موازنة -
فيه. والمجددون
255 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : بك ألؤغ .
-2 55 / الرياضية بالعلوم الفلسفية ولا سيما !المامه تاريخه من ضء -255
257 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 : الأنصارى زكريا القاض .
أن عن وبعدهما أليوطى بينه وبين موازنة - 702 / خه تاريه من شىء -257
العلوم الفلسفية. لبعض زكريا القاضى بدراسة الاعتبار - 2 5 A / يكونا مجددين
2 6 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : اليمنى الوزير ابن .
-تأثره بمدرسة 261 الزيدية / تقده بمذهب خه وعدم تارب مون ضء -26 0
حياته بالغزالى. آخر تائره فى - 262 وابن تبمية / ابن حزم
263 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الحاشر القرن فى المجددون .
ايران واستيلاؤها ،فى وحروب! نهاية جمظمتها إلى العثمانية الدولة وصول -263
ال!4
لصفحة ا لموضوع ا
-منحها امتيازا! ،فى 263 / الضعف فى والجزائر وأخذها وتون! مصر على
(يران الشيعة فى مذهب ونشرها الدولة الصفوية - 264 بلادها لفرنسا /
- 264 المذهب / فى الاختلاف الدولة العثمانية التركية ببب مع وحروبها
وضعفها/ بمراكش الدولة السعدية ظهور - 264 الدولة المغولية بالهند / ظهور
على -غلبة جهلة المتصوفة العلمى بين المسلمين 266 / -ازدياد الضعف 265
الحالة الاجتماعية بين سوء - YIA الدول الإسلامية / فى العلماء ونفوذهم
-268 / لهم (قطاعا وجعلها العامة طبقة على وأشرافهم ملوكهم المسلمين وتعالى
النهضة/ عصر من الثانى القرن أوربا فى .دخول بالألقاب بين الطبقات التمييز
الثانية لطريق وكشف ، لأمريكا الأولى وكشف أسبانيا والبرتغال قوة - YIA
أوربا 272 / باقى دول حال . أفريقية والهند فى ومستعمراتها الرجاء الصالح رأس
نجسبة رفض فى أزهرى دكتور البروتستانتية .خطأ وظهور البابا ثورة لوثر على -
كوبرنيكوس وخروج أوربا العلمية نهضة - 274 البروتستانتية / إلى التثليث
حولها والكواكب الث!مس مركز العالم ودوران الارض بجعل نظام بطليموس على
- 277 / النفس وخلودها وحدة فى -مخالفة بومبنازى لابن رشد 275 /
927 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : القانونى سليمان السلطان .
-ثورة علماء 28 ْ/ القانونية -اصلاحاته 927 تاريخه / من شىء -927
أورباْ إليه وصلت لما تقديره إصلاحاته وعدم -نقص الأزهر عليها 281 /
283 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 .ة .. .. .. : الرملى الدين شمس .
. القرن هذا مجدد لأن يكون استحقاقه عدم - 2 At تاريخه / من -شىء 283
286 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : البركوى على بير بن محمد .
288 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : عشر الحادى القرن فى المجددون .
عزم - 288 العالم / قوتها بين دول فقد فى التركية العثمانية الدولة أخذ -288
له وقتلهم جديد وإنثاء جيث! "الإنكثمارية من التخلص على الثانى عثمان السلطان
لهم باشا كوبريلى الوزير محمد أخذ - لم 928 الملوك والدولة فى واستبدادهم
/ الشاه عباس عهد فى غاية عظمتها الحال بعده بلوغ الدولة الصفوية وسوء بالثمدة
إلى الهند لهاكرام الإنجليزية الث!رقية الهند شركة عن أول مندوب -وصول 928
الدولة الهند وضعف من البرتغاليين شاه جهان -طرد 928 له / جهانجيرخان
إرث إلى حد الحالة السياسية والعلمية للمسلمين ازدياد سوء 092 المغولية بعده /
iv ؟
لصفحة ا . لموضوع ا
إنشاء مطبعة فى إستانبول علفاء معارضة - 192 / غير علم العلمية من الدرجات
المطولة/ القديمة بالكتب الإْزهر -اَخر عهد Y 29 / الشيطان من بها لأنها رجس
إلى النهضة عصر أوربا من طفرة - 392 / بقاء نفوذ المتصوفة وفسادهم - 392
جزر فى ومستعمراتها هولندا إلى انتقال عظمتها - 492 / الحديث العصر
الحديثة فيها الفلبمفة قيام - 592 أوربا / باقى دول نهضة - 492 الأقيانوسية /
-إبطال الكنيسة والقيود اللفظية 892 سلطان التجربة وتحريرها من أساس على
ملكية استنباطات - 992 / اجتماعية أن الملكية حاجة داثبات الحق المقدس نظرية
أوربا بين الحالة العلمية فى موازنة - 03 0 / والعملى العلمى البحث ونشاط
الطب تفاهة على تدلان طبيتان إجازقان - 03 0 والحالة العلمية بين المسلمين /
فيه. لهذا القرن والمجددون -المجدد المناسب المسلمين 303 َ/ عند
3 0 4 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : عباس الثاه .
وتعليمه النظام الحديث على -تدريبه جثه 503 تاريخه / من شىء -403
الأوربيين كثير من أوربا ووفود دول مع محالفات -عقد 03 o / العلوم العسكرية
واثره العسكرى الإصلاح على نقد اقتصاره - 03 5 / إلى (يران للتجارة وغيرها
مع الأوربيين وأثر فى تشيعه وتسامحه -جموده بعده 603 / إصلاحه انهيار فى
3 0 8 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الكورانى إبراهيم .
ابن تيمية والذب -تناقضه فى الجمع بين مدرسة من تاريخه 803 / شىء -803
. الفروع ابن تيمية فى مدرسة -بعده عن 03 9 / الصوفية عن
3 1 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : اليمنى المقبلى .
لاعتداله فى الزيدية عليه الجارودية من ثورة - 031 / تاريخه من شىء -31 0
بابن تأثره . مكة إلى انتقاله بعد عنيه الأشعرية ثورة - r ا ا / الصحابة اْمر
من كغيرها الجمود ابن تيمية فى مدرسة وقوع - 312 الورير اليمنى وابن تيمية /
314 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : عشر الثانى القرن فى المجددون .
من كثير على العثمانية التركية والبشيلاؤها الدولة اوربا على دول تالب -314
الشرق أوربا لأمم استعمار - 314 / الشرقية بالمسألة ما يسمى اْملاكها وبدء
بإيران وقيام الهاء الدولة الصفوية - 315 / اليونان والرومان كاشعمار سياسى
واستيلاء بالهند المغولية الدولة ضعف - 315 / القاجارية فالدولة نادر شاه
إفتاء حد العلماء الى جمود - 316 ولاياتها / كثير من على الإنجليزية الشركة
473
لصفحة ا لموضوع ا
القراَن طبع من تمغ أن المطبعة على (نشاء بجواز إستانبول فى الإسلام شيخ
عجز أشاب بيان الثيخ الشبراوى لوالى مصر 316 / التفسير ونحوها وكتب
فى الحجازى -قصيدة 317 دراسة العلوم الطبيعية والرياضية / عن الأزهريين
العلماء / المتصوفة عن عوام ارتفاع شأن . أحوالهم من وغيره الأزهريين جمود
ازدياد نهضة - 032 / لخادم الم!ثسهد النفيسى عنزة فى مصر اعتقاد أهل - 931
الحكم إنجلترا على ثورة - 032 / الحديث العصر الثانى من القرن أوربا فى
- 321 / للانسان المقدسة والحقوق الدينية بالحرية فلاسفتها ونداء الاستبدادى
كثمف الحديئة -323/ المدنية روسيا إلى ا!بر -نقل بطرس 322/ الفرنسيهْ
القوة الك! باثية -كشف 324 أساسها / على القائمة القوة البخارية والاختراعات
فيه. لهذا القرن والمجددون المجدد المناسب - 325 / التغراف واختراع
3 2 6 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : شاه نادر .
-دعوته الى تعلم العلوم والمعارف ومؤاخاة أهل من تاريخه 328 / شىء -326
الشيعة عليه من ثورة الجامدين - 328/ الحديثة الأنظمة السنة وتدريبه الجند على
033 00 00 00 00 00 :. .. .. .. .. .. .. .. .. .. : الوهاب عبد بن محمد .
وتأثره فيها بابن تيمية* الاصلاحية دعوته - تاريخه 033 / من شىء -033
فيها. والجمود النقص -وجوه 331 لها / إمارة اس سعود وحماية
334 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الدهلوى الله ولى .
فى تقليدد لابن تيمية -ضعف 334 ابن تمية / -مؤلفاته ودفاعه فيها عن m
الجمود / ابن تيمية لنيرها فى مدرسة ماركة 334 الصوفية / وميله للطرق
الهند. فى الحديث آثار العصر من شاهده بما تأثر الدهلوى عدم -335
336 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : عشر الثالث القرن فى المجددؤن .
بتضارب وبقاؤها المريض الرجل العثمانية التركية باسم الدولة شهرة -336
أوربا وجهلها المسيحية فيها بدسائس الطوائف انخداع - 336 / أوربا فيها أطماع
باشا بمصر عنها على -انفصال محمد rrv لا دينى / بأن استعمارها سياسى
الى وانهياره بعده وتأدية ذلك إصلاحه -نقص rr 8 لانثاؤه دولة حدبثة فيها /
بين الم!لمين العلم انحطاط -338 / القرن هذا آخر فى لمصر إنجلترا احتلال
ivi
لصفحة ا * لموضوع ا
وتأدية للمحاكم حديث نظام شرعى وضع عن مع عجزهم الأزهريين وعنجهبة
الأخرى الأقطار علماء عنجهية - 933 / بالقوانين الوضعية العمل إلى هذا
- 933 / الطيران لا تنجح فى لندن أهل بأن محاولة تفسيره فى الآلوسى وحكم
بمان وحكمه مصر الفرنسية على الحملة فى الحديث لآثار العلم الجبرتى مشاهدة
الخرافى وقيام الطب حالة أسوأ إلى الطب وصول - 034 4/ لا تسعها عقولنا
عجزهم الدينية بعد المعاهد من وغيره الأزهر فى الجامدين انكماش - بدله 341 /
له نابليون ومحاربة المتصوفة فساد - 34 Y / الحديث الإصلاح مجاراة عن
الحديث بالاصلاح أخذه باشا فى إسماعيل تناقض - 3 i 2 إليه بعده / وعودهم
نقب الأزهر بعد ترشيح -تولية شيخ 343 أبى حديد واعتقاده فى الشيخ صالح
دولة/ إنجلترا أقوى كون - 344 / أوربا كاية عظمتها -بلوغ له 344 / الصوفية
حال - 344 / أوربا الاستبداد فى على القضاء الثورة الفرنسية وآثارها فى 344
346 / التقدم السياسى فيها مع العلمى المدم سير -344 أوربا دول باقى
فى التجديد كصة - 3 i i / نهضتها أوربا فى تقليد فى بين المسلمين الخلاف
- 353 / الجمود وآنصار أنصاره بين الخلاف العثمانية التركية وشدة الدولة
- ror باشا / على محمد فعله وما الإصلاح فى ملوكها الموازنة بين ما فعله
356 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : اليمنى الشوكانى .
ابن حزم357/ ابن تيمية ومدرسة -تاثره بمدرسة 356 / تاريخه من شىء -356
ابن يمية 358 / مدرسة على -جموده عليه 358/ الزيدية -ثورة الجامدين من
935 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : باشا على محمد .
وبين علماء الأزهر -3 95/ موازنة بينه من تاريخه 935/ شىء -935
تأثير أميته فيما عض وانهيارها بعده -361 / نقصها الحديثة /ا - `1 l إصلاحاته
العثمانية والدولة للوهابيين محاربته على مؤاخذته - r 63/ الاصلاح عنه من
التركية.
63؟ 00 00 00 00 00 00 0 0 00 00 00 00 00 00 00 00 0 0 00 00 : خان أحمد .
انكماش الهند للقضاء على فى -إصلاحاته 365 تاريخه / من شىء -363
367 00 00 00 00 00 000 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : باشا مدحت .
التركية الدولة العثمانية / فى -إصلاحاته riv تاريخه / من شىء 3-i 7
iva
لصفحة ا لموضوع ا
إصلاحاته بين الموازنة - 936 / سجنه فى اوقتله الطائف نفيه إلى -936
3 7 0 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الأفغانى الدين جمال
الاسنعمار الأوربى ودعوته إلى -ثورته على 371 تاريخه / من شىء -37 ْ
9 - 373 / الأقطار الإسلامية فى والاجتماعى والعلمى الدينى وَالسياسى ْ الإصلاح
. هذا القرن مجددى غمِره من ودعوة الإصلاحية الموازنة بين دعوته
74؟ 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 ة محمد على ميرزا
الوصول الباب إلى اْنه دعواه - rvt / الثاقة وشطحاته ورياضاته تصوفه -374
-375 عليه / أنه منزل البيان ؤدعواه تأليفه كتاب - 375 أتباعه بابية / وتسمية
النحوية/ العربية وأخطاؤه امتحانه فى - 376/ الناسخة للإسلام شريعته
والدعوة الموازنة بين دعوته - 378 / إيران بدعوته فى الفتن التى قامت - rvv
الموازنة بين دعوتها - البابية 038 البهائية من دعوة - 937 الحديثة / الإصلا.حية
(يمان فى السبب - 038 / إليهما الإسلام الأديان ودعرة وتوحيد السلام الى
الحديثة بها والموافينة الثقافة ذوى -.انخداع "بعض 381 بها / لمهل أمريكا بعض
rAY .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. : عشر الرابع القرن فى ا المجددون
فى الرجعيين نفوذ - 382 / لطرابلس لىايطاليا لمراكثى فرنسا احتلال -382
السلطان وعزلها والترقى الاتحاد جمعية تاليف - 383 التركية / العثمانية الدولة
الإصلاح فى الدستور والسعى رشاد وعودة عبد الحميد وتولية السلالان محمد
قيام الحرب الأوربية 384 الرجعيين والدول الأجنبية / -دساض المدنى 383 /
الدولة (علان - 384 / والنمسا ألمانيا فريق الى العثمانية الدولة وانضمام الأولى
الرجعيين/ له بمساعدة نا لىافسادهما وفر إنجلترا على الجهاد الإسلامى العثمانية
اَسيا اليونان على تسليطهم - 385 / لإستانبول إنجترا وحلفائها احتلال - 385
الدين السلطان وحيد -إعلان 385 عنها / كمال ودفاع مصطفى الصغرى
-انتصار مصطفى الدولة وابدين 385 / على كمال مصطفى والرجعيين خروج
فى مغالاته - rAO / الجمهورية وقيام العثمانية هـاعلانه إلغاء السلطنة كمال
دولة القاجاريين حال - 386 الرجعيين / تبعته على وإلقاء بعض الإصلاح
الأردن وشرق (نجلترا العراق احتلال ْ683 البهلوية / قيام الدولة إلى بفارس
العالم الى وانقسام روسيا فى قيام دولة شيوعية - 386 لليهود / لهاعطاء فلسطين
vi
لصفحة ا لموضوع ا
السياسة وبيان المعسكرين نقد - 387 / شيوعى ومعسكر رأسمالى معسكر
روسيا طريق فيها المسلمين مع الشيوعية روسيا انتهاج - 387 / الصالحة
الشيخا استفتاء ! َ839 / القرن هذا فى علمائنا جمود - 388 / القيصرية
تعويق - 938 فتواه / والتواؤه فى الا!زهر العلوم الحديثة فى إدخال الانبابى فى
عبده فى الإصلاح -جهاد الشيخ محمد 193 وفساد حالهم / نلإصلاح المتصونجة
عليه لاعتزازه براْيه الخديو عباس -غضب 193 له / السيد رشيد رضا ومساعدة
العلماء إخضاع وأثره فى بعده الأزهر فى النظام الحديث تعثر - 293 / معه
محاولة - ru غالى بالأميرة السابقة فتحية / رياض وزواج الملكية وتحديد
غبده محمد ،الموازنة بين الشيخ الأزهر فى النظام الحديث المراغى إ*ح الشيخ
كامل مصطفى دعوة - 493 المدنية الحديثة / المدارس من والمجددين ومدرسته
المدارس من رجال -الهدامون 593 / فريد وجدى ومحمد أمين بك باشا وقاسم
- الجمود والتجديد 793/ فى المغالاة بين حسين طه اضطراب الحديثة 593
عبده الدين ومحمد جمال -الفرق بين مدرسة المجددون فى هذا القرن 793 /
أكثر من الحديث للأصلاح بيئة الأشعرية استعداد - 793 ابن تيمية / ومدرسة
السلفية. لمدرسة العزيز اَل سعود الملك عبد إصلاح 893/ بيثة السلفية
993 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : عبده محمد .
- 04 0 دار العلوم / مدرسة تجديداته فى - 04 0 / تازيخه من شىء - rq9 .
- 4ْ1 الدين الأفغانى / وبين جمال بينه - 4موازنة َ/ جهاده فى الإصلاح
الدين لجمال مث!اركته - 04 1 / بيروت ونفيه إلى العرابية الثورة فى اشتراكه
" 4ا -رسالتاه 0 (/ الأوربى الاستعمار لمناهضة العروة الوثقى جمعية الأففانى فى
قاص-ا وتوظيفه مصر إلى عودته - 04 1 الدولة العثمانية التركية / (صلاح فى
والأزهر الشرعية والمحاكم الأوقاف إضلاح فى جهإده - 4 0 2 بالمحاكم الأهلية /
- 4 30 العلوم / من التفسير وغيره فى دروسه الاجتهاد فى باب -فتحه 4 0 2 /
4 0 5 ابن تيمية / الموازنة بينه وبين مدرسة - 4 30 عليه / أعداء الإصلاح تأب
4 ْ6 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 0 00 : رضا رشيد محمد .
للاتصال بالشيخ محمد إلى مصر انتقاله - 704 تاريخه / من شىء -604
عبده وأثر الشيخ محمد محمد أثره فى الثخ -804 / المنار عبده دانثاء مجلة
مناهضته -ءنقد 804 / الإصلاح إلى الدعوة فى لخلانجته فيه واختياره عبده
fvv
لصفحة ا لموضوع ا
ابن تيمية أكثر مدرسة إلى جنوحه - 4 90 / التركية العثمانية للدولة السياسية
411 00 00 00 00 00 00 00 00 0 00 00 00 00 00 :، المراكى مصطفى محمد .
-تجديداته عبد؟ 412 / -تأثره بالشيخ محمد 411 من تاريخه / شىء -411
موازنة بينه وبين - 414 / الأزهر فى إصلاحاته - "4 11 / الشرعى القضاء فى
لأهل الجمود من الأزهرين. ملاينته 414 / رشيد رضا السيد محمد
415 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : أحمد كلام .
المنتظر/ المنتظر والمهدى أنه المسيح دعواه - 415 / تاريخه من شىء -415
- 416 / إلخ وان يوم القيامة يوم ظهوره المائة رأس أنه المجدد على دعواه -415
شعره - 4 \ V / بالاسباب لأنه لا يقول الطاعون للوقاية من التلقيح (نكاره
السماء دانكار. أن المسيح لا ينزل من دعواه -417 وزنه / وفساد أسلوبه وركاكة
حديث" النبوة وأنها لا تنافى 5-دعواه 417/ قبره بالهند بدله وأن آخر صلب
الرد على - 941 له / الهند وماعدتهم فى ل!نجليز ! مناصرته لا نبى بعدى
. بعده أتباعه انقسام - 4 ا A / دعوته
4 2 0 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : باشا كمال مصطفى .
الفوز بعد الاتحاد والترقى جمحية حل رأيه فى - 421 / تاريخه من شىء -42 0
فيها وجهاده الأوربية الأولى قيام الحرب - 421 / بها صلته وانقطاع بالدستور
422 لها / استعداد غير فيها من لاشتراكهم الاتحاد والترقى أعضاء نقمته على مع
التنفير لها فى الدين وحيد السلطان واستغلال الحرب هذه الدولة فى انكارات -
ألمانيا بانكسار الأوربية انتهاء الحرب - tyr / الاتحاد والترقى جمعية من
الدين السلطان وحيد كمال لليونان وخضوع -مقاومة مصطفى الأناضول 423 /
ا! عثمان وخلافتهم/ سلطة دهالغاؤه كمال -انتصار مصطفى 1r "4 ل!نجليز /
- كمال صلته بالعالم الإسلامى واتجاهه نحو أوربا 425 / مصطفى -قطع 425
426 00 00 00 00 00 00 00 00 00 0 00 00 00 00 : سعود آل العزيز عبد .
الحديثة وجمعه المدنية -سعيه فى نشر وسائل 426 تاريخه / من -294شىء l
مع وجها*ه الاصلاح فى الحكيمة وسائله - 426 الدينى والمدنى / بين الإصلاح
الحديثة الإصلاحات علماء نجد فى فتوى - 043 الاخوان / من الرجعين
العلماء مؤتمر بريدة وكسبه رضا -خطبته فى الملك عبد العزيز 431/ وسياسة
478
لصفحة ا لموضوع ا
- fry / الإصلاح بحركة ونهوضه الرجعيين انتصاره على - try / والإخوان
فى الثورى أخذه - 432 العلوم الحديثة / ا تدريس العلماء على بعض اعتراض
التفرقة فى الدولة السعودية بين عدم -433 / نيابى حديث الحكم بدون مجلس
-عدم إغناء هذا عن 434 الحكم / واستواوْها فى الطبقات بالألقاب ونحوها
1 0 القبلى الظام على القضاء فى وأثرها الحديثة النيابية المجالس
435 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الحديث التجديد عوائق .
- 436 / الاصلاح -عدم شمول 435 بالحكم الاستبدادى / -التمسك 435
،محاربة الملوك والأمراء ل!صلاح محاربة - 436 الدين / علماء جمهور جمود
438 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : الحديث التجديد فى الأمل .
الإسلام لم -كون المسلمين 438 / النجديد لضعف اليائسين من تخطئة -4381
مثسكلة - 044 قوة / كل من الأسلام بقوة الحق أفوى بالقوة -كون ينثر
الأمم القوية إليه هداية إمكان - 044 / ضعفهم لا فى أهله جمود فى الإسلام
-الموارنة 441 / نث!ر الشيوعية فى الجشع الاستعمار -أثر 441 / تجديده بعد
الإلحادية الشيوعية على الإسلام اننصار - 42 الإلحادية / والشيوعية بين الإسلام
بعد انتشارها.
4 4 3 00 00 00 000 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 : المنتظر المجدد .
المسلمين/ أثرها فى سوء - 444 / المنتظر المهدى انتثار فكرة بدء - 443
المسلمين الثانية فى أثر الفكرة المنتظر وحسن المجدد فكرة بينها وبين -445الفرق
والعالم.
!!!
ivi
كتب إسلامية للمؤلف:
يتبين من نتيجتها أن للأسلام مزايا لا يشاركه صيحى وقس 02مناظرة بين مسلم
الأطوار منسقة ويبين معانى كل سورة على حدة حتى تصير وحدة مجمل يوضح
النبى محمد عصر ،من جنائية ومدنية القضايا الإسلامية لأشهر جديدة دراسة
جديدة توجيهات المشتملة على الأحاديث من المؤلف نبوئا اختارها حديثا أربعون
وافيا يبين ما فيها شرحا المؤلف شرحها ،وقد ومستقبلهم 4 حاضرهم فى للمسلمين
(.N
.B .3. 779. 8.126.241 التريم الدولى
048