You are on page 1of 29

‫االقتداء باألئمة ‪R‬‬

‫ّ‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫يف ضوء‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫‪5‬‬
‫المقدمة‬
‫ّ‬
‫رب العالمين‪ ،‬وال�صالة وال�سالم على �أ�شرف‬
‫الحمد هلل ّ‬
‫الخلق مح ّمد وعلى �آله الأخيار المنتجبين‪.‬‬
‫مهم ��ا تغ ّيرت الظ ��روف ف� ��إنّ الفكر الأ�صي ��ل يبقى على‬
‫�أ�صالته‪ ،‬ومهما تب ّدلت الأحوال ف�إنّ الكالم المحكم بالدليل‬
‫يبق ��ى عل ��ى �إحكام ��ه‪ ،‬فالأ�صالة والإح ��كام �أ�سا� ��س الثبات‬
‫�ي الراحل{‬ ‫وال ��دوام‪ ،‬وم ��ن هنا نج ��د الإم ��ام الخمين � ّ‬
‫يو�ص ��ي‪...« :‬الطبق ��ة المف ّك ��رة والط�ّل اّ�اب الجامع ّيي ��ن � اّأل‬
‫َي َدع ��وا ق ��راءة كت ��ب الأ�ست ��اذ العزي ��ز (ال�شهي ��د مرت�ض ��ى‬
‫مط ّه ��ري)‪ ،‬وال يجعلوها ُتن�سى جرّاء الد�سائ�س المبغ�ضة‬
‫للإ�سالم‪...،‬‬
‫فق ��د كان عالم� �اً بالإ�س�ل�ام والق ��ر�آن الكري ��م والفن ��ون‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫والمع ��ارف الإ�سالم ّية المختلف ��ة‪ ،‬فريداً من نوعه‪ ...‬و� ّإن‬
‫كتاباته وكلماته ك ّلها بال �أيّ ا�ستثناء �سهل ٌة ومر ِّبية»‪.‬‬
‫علي‬
‫وكذلك نجد قائ ��د الثورة الإ�سالم ّية �سماحة ال�س ّيد ّ‬
‫‪6‬‬
‫الخامنئ � ّ�ي } ي�صف ��ه ب�أ ّن ��ه‪« :‬الم�ؤ�سّ �س الفك ��ريّ لنظام‬
‫الجمهور ّي ��ة الإ�سالم ّي ��ة‪ ...،‬و� ّأن ّ‬
‫الخط الفك ��ريّ للأ�ستاذ‬
‫الخط الأ�سا�س للأفكار الإ�سالم ّية الأ�صيلة‬ ‫مط ّه ��ري هو ّ‬
‫ا ّلذي يقف في وجه الحركات المعادية‪...‬‬
‫� ّإن الخط ا ّلذي ي�ستطيع �أن يحفظ الثورة من الناحية‬
‫الفكر ّي ��ة ه ��و خ � ّ�ط ال�شهيد مطه ��ريّ يعني خ ��ط الإ�سالم‬
‫إلتقاطي‪...‬‬
‫ّ‬ ‫الأ�صيل غير ال‬
‫و�ص ّيت ��ي �أن ال َت َدع ��وا كالم هذا ال�شهيد ا ّلذي هو كالم‬
‫ال�ساحة المعا�صرة‪ ...،‬واجعلوا كتبه محور بحثكم وتبادل‬
‫�آرائكم وادر�سوها ود ّر�سوها ب�شكل �صحيح‪.»...‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫‪7‬‬
‫حول الكتاب‬
‫االقت ��داء بالأئ ّم ��ة و في �ض ��وء التع ّدد بح ��ث م�أخوذ من‬
‫محا�ض ��رة لل�شهي ��د ح ��ول «المقاي�س ��ة بي ��ن �أ�سل ��وب االمام‬
‫الح�سي ��ن ‪ Q‬و�سائ ��ر الأئ ّم ��ة‪ »R‬وه ��ي موج ��ودة‬
‫ف ��ي المج ّل ��د ‪ 18‬م ��ن مجموع ��ة �آث ��اره‪ ،‬و�أ ّما بح ��ث مواقف‬
‫علي‪ Q‬فهو من محا�ض ��رة لل�شهيد تحت عنوان‬ ‫الإم ��ام ّ‬
‫علي» التي �ألقاها في تاريخ ‪ 30‬ـ ‪ 8‬ـ ‪1349‬هـ‪�.‬ش‪.‬‬ ‫«م�شكالت ّ‬
‫ف ��ي ح�سين ّية �إر�شاد ‪ -‬طه ��ران‪ ،‬وكال البحثين موجودان في‬
‫الترجمة العرب ّية في كتاب «جولة في حياة الأئ ّمة الأطهار»‬
‫ترجمة ال�شيخ مالك وهبي‪.‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫‪8‬‬
‫االقتداء بالأئمة ‪R‬‬

‫‪ -1‬ما هو موقع التق ّية في الت�شريع الإ�سالمي؟‬


‫‪ -2‬هل يعتبر تع ّدد الأئ ّمة ‪ R‬عند ال�شيعة نقطة‬
‫�ضعف �أو ق ّوة؟‬
‫‪ -3‬كيف يمكن الت� ّأ�سي بجميع المع�صومين ‪ R‬مع‬
‫اختالف طرق عي�شهم؟‬
‫واالجتماعي ما هو‬
‫ّ‬ ‫إقت�صادي‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬في ال�ش�أنين ال‬
‫القانون الثابت في الإ�سالم؟‬
‫‪ -5‬م ��ا ه ��ي ثم ��رة ا لإخت�ل�اف ف ��ي بع� ��ض ِ�س َي ��ر‬
‫المع�صومي ��ن ‪ R‬؟‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫‪10‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫‪11‬‬
‫اإلختالف واضح‪:‬‬
‫الناظ ��ر في تاري ��خ الر�س ��ول ‪ P‬والأئ ّمة‪ R‬يالحظ‬
‫اختالف ًا في مناهجهم ومواقفهم اتجاه الق�ضايا المختلفة‪.‬‬
‫فف ��ي الوقت ا ّل ��ذي نرى فيه خروج الإم ��ام الح�سين ‪Q‬‬

‫م�ضحي ًا‪ ،‬نرى بق ّية الأئ ّم ��ة‪ R‬يمار�سون «التق ّية»‬ ‫ثائ ��ر ًا ّ‬
‫وي�أمرون �شيعتهم بها‪ ،‬حتّى �ص ��ارت «التق ّية» ِ�سم ًة مالزمة‬
‫للت�ش ّيع مالزم َة الكرم لحاتم!‬
‫النبي ‪ P‬نج ��د �أ ّنه عا�ش فقير ًا‪،‬‬
‫وعندم ��ا نراجع �سيرة ّ‬
‫ي� ��أكل خب ��ز ال�شعي ��ر ويلب� ��س المر َّق ��ع‪ ،‬وكذل ��ك كان �أمي ��ر‬
‫الم�ؤمنين ‪ ،Q‬ونحن م�أمورون بالت� ّأ�سي بر�سول اهلل‪P‬‬
‫على ل�س ��ان القر�آن الكريم‪} :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ {(((‪.‬‬
‫((( �سورة الأحزاب‪ ،‬الآية‪.21 :‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫لكن عندما نراجع �سيرة الإمام المجتبى ‪� Q‬أو الإمام‬


‫ال�ص ��ادق ‪� Q‬أو الإمام الر�ض ��ا ‪ ،Q‬نالحظ خالف‬
‫ذل ��ك‪ ،‬فق ��د عا�شوا �سع� � ًة من ال ��رزق و�أكلوا الطع ��ام الج ّيد‬
‫‪ 12‬ولب�س ��وا الثياب الج ّي ��دة‪ ،‬بل كانوا ي�أم ��رون النا�س بالتو�سعة‬
‫على �أنف�سهم في م�ساكنهم!‪ .‬و�أمثال هذا التفاوت والتعار�ض‬
‫الظاهري ملحوظ ب�شكل وا�سع في مواقفهم‪.Q‬‬

‫هل اإلختالف نقطة ضعف؟‬

‫وبما �أ ّنن ��ا ن�ؤمن ب�إمامتهم و�ضرورة اتباعهم‪ ،‬ف� ّأي ٍ‬


‫منهج‬
‫ن ّتب ��ع وعلى � ّأي �سيرة ن�سير؟! وماذا نفعل بهذا التراث ّ‬
‫الغني‬
‫والحكم الأخالق ّي ��ة واالجتماع ّية الواردة‬
‫والأخب ��ار الوفيرة ِ‬
‫عنه ��م ‪R‬؟ وما نمتلكه م ��ن �أحاديث في كت ��اب الكافي‬
‫لوحده يتجاوز ما في ال�صحاح ال�ستّة عند �أهل ال�سنة!‪.‬‬
‫هذا الأمر ا ّلذي ُيع ّد من مفاخر ال�شيعة ومن نقاط الق ّوة‬
‫عنده ��م‪ ،‬وا ّلذي �أغناهم عن الأخذ بالقيا�س واال�ستح�سان‪،‬‬
‫م ��ن الممكن �أن يتح� � ّول �إلى نقطة �ضعف ما ل ��م ُنجب على‬
‫الإ�ستفه ��ام المتق� � ّدم‪ .‬وعن ��د ذل ��ك �ستك ��ون النتيج ��ة ـ مع‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫تع� � ّدد المع�صومين ‪ R‬ومناهجه ��م ـ الوقوع في الحيرة‬


‫وال�ض�ل�ال والفو�ض ��ى والت�ش ّت ��ت‪ ،‬ون�صب ��ح م�صداق� � ًا للمثل‬
‫القائل‪�« :‬إذا تعدّد �أطباء المري�ض �صعب �شفا�ؤه»‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫جواب الشبهة‪:‬‬
‫الح ��قّ ه ��و �أنّ ذل ��ك ك ّله من نق ��اط الق ّوة عن ��د ال�شيعة‪،‬‬
‫ولتو�ضيح ذلك نق ّدم المثال التالي‪:‬‬
‫�إذا كان عندنا مع�صوم واحد عا�ش ع�شرين �أو ثالثين عام ًا‬
‫�أو عا�ش مائتين وخم�سين �سنة‪ ،‬فمن الطبيعي �أ ّنه في الفر�ض‬
‫الأ ّول لم تطر�أ تحوالت وتغييرات ومو�ضوعات مختلفة وبمقدار‬
‫كاف نتم ّكن معه من مالحظة طريقة تعامل المع�صوم معها‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بحيث ن�صبح ماهرين بكيف ّية تطبيق قواعد الدين الكل ّية على‬
‫المو�ضوعات المختلفة‪ ،‬وذلك لأنّ في الدين جهة بيان ّية و�أخرى‬
‫تطبيق ّي ��ة وعمل ّية‪ ،‬تمام ًا كما في الدرو� ��س النظر ّية والدرو�س‬
‫التي تط ّبق تلك النظر ّيات على المو�ضوعات الجزئ ّية‪.‬‬
‫�أ ّما ف ��ي الفر�ض الثاني وهو م ��ا �إذا كان عندنا مع�صوم‬
‫ومقت ��دى لم� � ّدة مائتين وخم�سي ��ن عام ًا‪ ،‬ف�إ ّن ��ه يواجه �أنواع‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫الق�ضايا المختلفة ويو�ضح لنا ط ��رق التعامل معها‪ ،‬وبذلك‬


‫نتم ّك ��ن �أكثر م ��ن معرف ��ة روح التعاليم الدين ّي ��ة وننجو من‬
‫الجم ��ود والجفاف ا ّل ��ذي ي�ؤ ّدي �إلى تف�سي ��ر المعلوالت بغير‬
‫‪ 14‬عللها‪ ،‬و�إلى الخلط بين الأ�صيل وغير الأ�صيل في ال�شريعة‪.‬‬

‫األئمة ‪ R‬ومقتضيات الزمان‪:‬‬


‫ّ‬
‫ال �ش � ّ�ك في �أنّ �أئ ّمة الدِّ ين و قد عا�شوا في زمان ومحيط‬
‫الخا�صة به‪ ،‬وكان ال ب ّد لك ّل منهم من مواكبة‬
‫ّ‬ ‫ل ��ه مقت�ضياته‬
‫مقت�ضيات زمانه‪ ،‬وبهذا نكت�شف �أنّ في الدِّ ين مرونة ت�سمح‬
‫للنا�س بالأخذ بمقت�ضيات زمانهم‪.‬‬
‫�إذ ًا‪ ،‬تع� � ّدد الأئ ّم ��ة ‪� R‬أو ط ��ول عمر الإم ��ام الواحد‬
‫يو ّفر للإن�سان ق ��در ًة �أكبر على �إدراك روح التعاليم الدين ّية‬
‫المرتبط ��ة بمقت�ضي ��ات الزم ��ان‪ ،‬فم ��ن الممك ��ن �أن ي�أت ��ي‬
‫الر�س ��ول ‪ P‬بعم � ٍ�ل ما ِ‬
‫بحكم �أنّ الدِّ ي ��ن يقت�ضي ذلك‪ ،‬وقد‬
‫بحكم مقت�ضيات الزمان‪ ،‬كالمثال ا ّلذي ق ّدمناه‬ ‫ي�أت ��ي بعمل ِ‬
‫م ��ن �أ ّنه‪P‬عا�ش فقير ًا بينم ��ا الإمام ال�صادق ‪ Q‬مثال‬
‫لم يكن فقير ًا‪.‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫ق�صّ ة وعبرة‪:‬‬
‫تو�ضح ه ��ذا المطلب ب�شكل جل � ٍّ�ي ذكرها‬ ‫ق�ص ��ة ّ‬‫هن ��اك ّ‬
‫الكلين ��ي في كتاب الكاف ��ي وهي‪« :‬م� � ّر �سفيان الث ��وري في‬
‫الم�سجد الحرام فر�أى �أبا عبد اهلل ال�صادق ‪ Q‬وعليه ‪15‬‬

‫ثي ��اب كثي ��رة القيمة ح�سان‪ ،‬فق ��ال واهلل لآتي ّنه ولأو ّبخ ّنه‪،‬‬
‫فدنا منه فقال‪ :‬يا ابن ر�سول اهلل ‪ P‬ما لب�س ر�سول اهلل‬
‫علي ‪ Q‬وال �أحد من �آبائك‪ .‬فقال‬ ‫مثل هذا اللبا�س وال ّ‬
‫�أبو عبد اهلل‪ :Q‬كان ر�سول اهلل ‪ P‬في زمن قتر مقتر‬
‫وكان ي�أخ ��ذ لقت ��ره و�إقت ��داره‪ ،‬و� ّإن الدنيا بع ��د ذلك �أرخت‬
‫أحق �أهلها بها �أبرارها‪ ،‬ث ّم تال‪} :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫عزاليها ف� ّ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ {(((‪ ،‬ونح ��ن �أح � ّ�ق م ��ن‬
‫�أخ ��ذ منه ��ا ما �أعط ��اه اهلل‪ ،‬غير �أ ّني يا ث ��وري ما ترى َّ‬
‫علي‬
‫من ثوب �إ ّنما لب�سته للنا�س‪ ،‬ث ّم اجتذب يد �سفيان فج ّرها‬
‫�إلي ��ه ث� � ّم رفع الث ��وب الأعلى و�أخ ��رج ثوباً تح ��ت ذلك على‬
‫جل ��ده غليظ� �اً فق ��ال هذا � ُ‬
‫ألب�س ��ه لنف�سي غليظا وم ��ا ر�أي َته‬

‫((( �سورة الأعراف‪ ،‬الآية‪.32 :‬‬


‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫للنا� ��س‪ ،‬ث� � ّم ج ��ذب ثوباً عل ��ى �سفي ��ان �أعاله غلي ��ظ خ�شن‬
‫وداخ ��ل ذل ��ك ثوب ل ّي ��ن فقال‪ :‬لب�س ��تَ هذا الأعل ��ى للنا�س‬
‫ولب�ستَ هذا لنف�سك ت�س ّرها»(((‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫موافقة سلوك المعصومين ‪ R‬لقوانين اإلسالم‪:‬‬
‫فالإم ��ام ‪ Q‬يب ّين لن ��ا من خالل خطاب ��ه مع �سفيان‬
‫�أ ّن ��ه علينا �أخ ��ذ ع�صر النب � ّ�ي ‪ P‬بعين االعتب ��ار‪ ،‬فما فعله‬
‫النب � ّ�ي ‪ P‬لم يكن جزء ًا من قان ��ون الإ�سالم و�إ ّنما قانون‬
‫الإ�س�ل�ام هو الموا�س ��اة والم�ساواة والع ��دل والإن�صاف‪ ،‬فلو‬
‫كانت �سع ��ة العي�ش متو ّف ��رة في ع�صر النب � ّ�ي‪ P‬للنا�س لم‬
‫يكن اليعي�ش كما عا�ش‪.‬‬
‫وتظهر روح الموا�ساة في �سلوك ال�صادق ‪ Q‬نف�سه في‬
‫ق�صة الجفاف ا ّلذي �ضرب المدينة المن ّورة‪ ،‬حيث �أمر ‪Q‬‬
‫ّ‬
‫ببيع مخزون القمح ا ّل��ذي يمتلكه وعر�ضه بال�سوق ليكون‬
‫بمتناول جميع الم�سلمين‪ ،‬واكتفى هو وعياله بخبز ال�سوق‬

‫((( الكليني‪ ،‬حممد بن يعقوب‪ ،‬الكايف‪ ،‬ج‪� ،6‬ص‪ ،443‬احلديث ‪ ،8‬ط‪ .‬الثالثة ‪1367‬هـ‪ .‬دار الكتب‬
‫الإ�سالمية‪.‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫المخلوط من القمح وال�شعير‪ .‬فالإمام‪ Q‬ال يقول‪ُ :‬ك ْل‬


‫خبز القمح �أو ُك ْل خبز ال�شعير‪ ،‬و�إ ّنما يقول‪ :‬يجب �أن تكون‬
‫�سيرتك في النا�س على �أ�سا�س العدل والإن�صاف والإح�سان‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ثمرة االختالف‪:‬‬
‫لوال هذا االختالف في �سيرة المع�صومين و وبيانهم لروح‬
‫النبي‪ P‬مث ًال المرتبط بمقت�ضيات‬ ‫الإ�سالم‪ ،‬لح�سبنا عمل ّ‬
‫ع�صره جزء ًا من ال�شريعة‪ ،‬ولبقي النا�س يرزحون تحت نير‬
‫بالنبي ‪� P‬إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الفهم الخاطىء للت� ّأ�سي‬
‫فال�صادق ‪ Q‬قد �أعطانا در�س ًا حول �سلوك ّ‬
‫النبي‪P‬‬
‫و�أخرجن ��ا من الجمود و�أخذ بيدنا لنالم�س الروح والمعنى‪،‬‬
‫ول ��وال ذلك الحتجنا �إلى ق� � ّوة اجتهاد ّية وعقل ّية خارقة لرفع‬
‫هكذا تناق�ض مفتر�ض‪.‬‬
‫الح� � ّل ا ّلذي ق ّدمه يعتبر جمع ًا عرف ّي ��ا للمتعار�ضين‪� ،‬أي‬
‫العقالئي يقبل تف�سير اختالف ال�س َير باختالف‬ ‫ّ‬ ‫�أنّ الع ��رف‬
‫مقت�ضيات الزمان‪.‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫مثال �آخر‪ُ :‬عر�ض على �أمير الم�ؤمنين‪ Q‬حديث ر�سول‬


‫اهلل‪« :P‬غ ّيروا ال�شيب وال ت�ش ّبهوا باليهود» ولم يكن‪Q‬‬

‫النبي‪ P‬لأجل‬ ‫يخ�ضب �شعره‪ ،‬ف�أو�ضح ‪� Q‬أنّ ذلك كان من ّ‬


‫الع�سكري‪ ،‬لأنّ الخ�ضاب ُيخفي‬ ‫ّ‬ ‫‪ 18‬الخطط الع�سكر ّي ��ة والتكتيك‬
‫ال�شيب‪ ،‬فال يرى العدو في الم�سلمين عجوز ًا �أو م�س ّن ًا‪� ،‬أ ّما اليوم‬
‫فامر�ؤ وما اختار‪ ،‬فلوال بيان الأمير لع ّلة الأمر لك ّنا ملتزمين �إلى‬
‫مخ�ضب �أم ال؟‬ ‫يوم القيامة بمراقبة �شعر النا�س هل هو ّ‬

‫لفت نظر‪:‬‬
‫من الم�ؤ ّكد �أنّ التمييز بي ��ن الأحكام والأفعال ال�صادرة‬
‫ع ��ن الأئ ّمة ‪ R‬تحت عن ��وان مقت�ضيات الزم ��ان‪ ،‬وبين‬
‫الأحكام والقوانين الكل ّية والم�صالح العا ّمة والثابتة لجميع‬
‫الب�ش ��ر بعن ��وان كونه ��م ب�ش ��ر ًا‪ ،‬يحتاج �إل ��ى ق ��راءة �شاملة‬
‫ومطالعة دقيقة وكاملة‪.‬‬

‫نماذج وم�شكالت‪:‬‬
‫يمكن القول �إنّ الناظر في �سيرة �أمير الم�ؤمنين ‪Q‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫وح ��ده‪ ،‬ي�شاهد مخزون ًا �ضخم ًا من التج ��ارب ا ّلتي اختلفت‬


‫فيه ��ا مواقف المع�صوم‪ Q‬في مواجهة ِّ‬
‫كل نوع من �أنواع‬
‫الم�شاكل‪ ،‬فتار ًة ي�صبر و�أخرى ّ‬
‫يوجه وين�صح‪ ،‬وثالثة يقاتل‪،‬‬
‫ولزي ��ادة الفائدة نتع ّر� ��ض لبع�ض الم�ش ��كالت ا ّلتي واجهت ‪19‬‬

‫�أمي ��ر الم�ؤمنين ‪ Q‬كنموذج وا�ض ��ح من ال�سيرة المليئة‬


‫بالدرو�س المختلفة‪.‬‬
‫ف ��ي كالم ل ��ه ‪« :Q‬دعون ��ي والتم�س ��وا غي ��ري ف�إ ّن ��ا‬
‫م�ستقبل ��ون �أم ��راً له وجوه و�أل ��وان‪ ،‬ال تقوم له القلوب وال‬
‫والمحجة قد‬ ‫ّ‬ ‫تثب ��ت عليه العق ��ول‪ ،‬و� ّإن الآفاق قد �أغام ��ت‬
‫تن ّكرت‪ ،‬واعلموا �أ ّني �إن �أجبتكم ركبتُ بكم ما �أعلم»(((‪.‬‬
‫لقد �صدرت ه ��ذه الكلمات عنه ‪ Q‬بعد مقتل عثمان‬
‫وتوافد النا�س �إلى بيته ي�ص ّرون على مبايعته‪.‬‬
‫�أ ّما موقفه ف ��كان الإعرا�ض عن تولية الأمر‪ ،‬ال لأ ّنه لي�س‬
‫�صاحبا لهذا الحقّ ‪ ،‬فقد كان‪ Q‬طوال فترة الخلفاء ُيبرز‬
‫ح ّقه ويذ ّكر النا�س به عندما كانت الفر�صة منا�سبة لذلك‪.‬‬
‫((( نهج البالغة‪ ،‬ج‪ ،1‬اخلطبة ‪ ،92‬حتقيق حم ّمد عبده‪ ،‬دار التعارف‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫وق ��د كانت ع ّل ��ة الإعرا�ض ما ب ّينه ه ��و ‪ ،Q‬وهي ما‬


‫�سيواجه الم�سلمين من �إ�ضطرابات وفتن‪ ،‬وذلك لما �أ�صاب‬
‫المحجة من غمام والإ�ستقامة من اعوجاج وا�ستنكار‪.‬‬‫ّ‬
‫الحجة عل ��ى النا�س بقوله ‪:Q‬‬ ‫‪ 20‬وف ��ي �آخر كالمه ُي ّتم ّ‬
‫«‪�...‬إن �أجبتك ��م ركب ��ت بكم ما �أعل ��م»‪ .‬و� اّإل فـ «�إ ّني لكم وزير‬
‫خير لكم م ّني �أمير»‪.‬‬
‫ما تق ّدم يك�شف لنا علم الإمام ‪ Q‬بما �سيواجهه من‬
‫م�ش ��كالت �أثناء خالفته‪ ،‬وا ّلتي حدثت بالفعل‪ .‬فما هي هذه‬
‫الم�شكالت؟‬

‫‪ 1‬ـ مقتل عثمان‪:‬‬


‫�أ ّول م�شكل ��ة واجهها �أمير الم�ؤمني ��ن ‪ Q‬هي م�س�ألة‬
‫مقتل عثمان وا ّلتي �أ�شار �إليها بقوله‪« :‬ف�إ ّنا م�ستقبلون �أمراً‬
‫له وجوه و�ألوان»‪.‬‬
‫علي ‪ Q‬الخالفة عن خليفة قتله الثائرون‬‫لق ��د ورث ّ‬
‫علي‪ Q‬و�سط ًا بين‬ ‫ول ��م يجيزوا حتّى دفنه‪ ،‬وكان موقف ّ‬
‫اتجاهين‪:‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫الأ ّول‪ :‬موق ��ف عثم ��ان وحا�شيته وك ّل الظل ��م والإجحاف‬
‫الخا�صة ب�أتباعه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واالمتيازات‬
‫الثان ��ي‪ :‬موقف المجموعات الغا�ضب ��ة والثائرة الآتية من‬
‫‪21‬‬
‫�أ�صقاع العالم الإ�سالمي معتر�ضة ومنتقدة‪.‬‬
‫علي ‪ Q‬فقد وقف بينهما مخالف ًا ومنتقد ًا‬ ‫�أ ّما الإمام ّ‬
‫ل�سل ��وك عثم ��ان و�ساعي ًا لحجزه ع ��ن �ضالله ع ّل ��ه يطفىء‬
‫بذلك نار الث� � ّوار ويخمد الفتنة القادم ��ة‪ ،‬وفي نف�س الوقت‬
‫كان راف� ًضا فتح باب دار الخليفة كي ال ُيقتل‪ .‬ولكن ال عثمان‬
‫�صححوا طريقهم‪ ،‬وال الث ّوار �أحجموا عن ثورتهم‪،‬‬ ‫و�أتباع ��ه ّ‬
‫وكانت النتيجة المعلومة‪.‬‬
‫ل ��م تك ��ن الفتنة ـ بنظر عل � ّ�ي ‪ Q‬ـ نتيجة لقتل عثمان‬
‫فح�س ��ب‪ ،‬بل كان ��ت هي الغاية من قتله �أي�ض� � ًا‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫جل ّي ًا بم ��ا حققه علماء االجتماع والتاري ��خ من دخالة بع�ض‬
‫وخا�صة معاوية ا ّلذي ا�ستفاد من قتل‬
‫�أتباع عثمان في قتل ��ه ّ‬
‫عثمان ب�شكل كامل‪.‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫‪ 2‬ـ م�شكلة النفاق‪:‬‬


‫يختل ��ف مخالف ��و الإم ��ام عل � ّ�ي ‪ Q‬ع ��ن مخالف ��ي‬
‫النبي‪P‬؛ ف�إنّ �أعداء النب � ّ�ي‪ P‬كانوا يقاتلونه تحت �شعار‬ ‫ّ‬
‫‪�« 22‬أع ��ل هب ��ل» وهو �شعار الكف ��ر وعبادة الأ�صن ��ام‪ ،‬وكان في‬
‫المقاب ��ل �شعار النب � ّ�ي ‪« :P‬اهلل �أعلى و�أج ��ل»‪ ،‬و�أ ّما �أعداء‬
‫عل � ّ�ي ‪ Q‬فقد كانوا م ��ن طبقة المتظاهري ��ن بالإ�سالم‬
‫ولي�سوا بم�سلمين واقع ًا‪ ،‬وكانت �شعاراتهم �شعارات �إ�سالم ّية‬
‫بينما هدفهم هو الق�ضاء على الإ�سالم‪.‬‬
‫ر�سول اهلل ‪ P‬تحت �شعار «�أع ُل‬ ‫لقد حارب �أبو �سفي ��ان َ‬
‫هب ��ل» فكانت مواجهته �سهل ��ة‪� ،‬أ ّما ابنه معاوية ا ّلذي يمتلك‬
‫نف� ��س ال ��روح ال�سفيان ّية ونف� ��س الأهداف فق ��د كان �شعاره‬
‫قر�آن ّي� � ًا‪} :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ {(((‪ ،‬مع‬
‫�أ ّن ��ه ل ��م يكن ول ّي� � ًا �شرع ّي ًا للقتي ��ل‪ ،‬فمن �أرح ��ام عثمان من‬
‫كان �أكث ��ر قراب ��ة منه كابنه مث�ل ً�ا‪ � ،‬اّإل �أ ّن ��ه كان م�ص ّر ًا على‬
‫المطالب ��ة بدمه‪ .‬و�أكثر من ذلك فق ��د ن�شر جوا�سي�سه حول‬

‫((( �سورة الإ�سراء‪ ،‬الآية‪.33 :‬‬


‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫ملطخ ًا بالدم قبل‬‫عثمان‪ ،‬حتّى �إذا ُقتل �أر�سلوا �إليه قمي�صه ّ‬


‫�أن يج � ّ�ف‪ ،‬وك ��ذا �أ�صابع زوجة عثمان‪ ،‬فع ّل ��ق القمي�ص على‬
‫عم ��ود خ�شبي طوي ��ل والأ�صابع عل ��ى المنبر‪ ،‬وب ��د�أ بالبكاء‬
‫و�إقامة العزاء في ال�شام م ّدة من الزمن بهدف تعبئة النا�س ‪23‬‬

‫لأج ��ل الأخذ بث�أر الخليفة المظلوم‪ ،‬م ّمن!؟ من زعيم الث ّوار‬
‫ـ بزعمه ـ ا ّلذين بايعوه وان�ضووا تحت لوائه!‪ .‬و�أ ّدى ذلك في‬
‫النهاية �إلى حر َبي الجمل و�صفين تحت هذه الذريعة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الإ�صرار على �إقامة العدل‪:‬‬


‫م ��ن الم�شكالت ا ّلتي واجهت عل ّي� � ًا ‪ Q‬ما له ارتباط‬
‫بنهجه م ��ن جهة‪ ،‬والتغيي ��ر ا ّلذي طر�أ عل ��ى الم�سلمين من‬
‫جهة �أخرى‪.‬‬
‫فعل � ّ�ي ‪ Q‬كان رج ًال ال يع ��رف االنحراف واالنحناء‪،‬‬
‫النبي‪ P‬اعتادوا‬
‫وق ��د م ّرت عل ��ى الم�سلمين �سنوات ـ بع ��د ّ‬
‫فيها على �إعطاء الإمتيازات للمتن ِّفذين‪.‬‬
‫وهن ��ا كان عل � ّ�ي ‪ Q‬يب ��دي �صالب ��ة عجيب ��ة ويقول‪:‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫«�أت�أمرون ��ي �أن �أطل ��ب الن�ص ��ر بالج ��ور فيمن و ّلي ��ت عليه‪،‬‬
‫واهلل م ��ا �أطور به ما �سمر �سمير»(((‪ ،‬ف�أنا ل�ست م ّمن يترك‬
‫ن�صرة ال�ضعفاء وي�سكت عن الظلم لأجل تحقيق الن�صر ما‬
‫‪ 24‬دام في ال�سماء �أفالك تجري!‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ال�صراحة وال�صدق في ال�سيا�سة‪:‬‬


‫علي ‪ Q‬من ال�صدق وال�صراحة‬ ‫ما كان يمتلكه الإمام ّ‬
‫�أ ّدى �إل ��ى �أن ال يحتمل ��ه ح ّت ��ى �أ�صحاب ��ه‪ ،‬فكان ��وا يطالبونه‬
‫ب�إعم ��ال الدهاء والخدعة ف ��ي العمل ال�سيا�س ��ي لظ ّنهم �أنّ‬
‫ذل ��ك جزء من ال�سيا�س ��ة‪ ،‬بل قال بع�ضه ��م‪� :‬إنّ عل ّي ًا ال علم‬
‫ل ��ه بال�سيا�سة‪ ،‬و�أ ّما معاوية فهو رجل ال�سيا�سة‪ ،‬فكان جواب‬
‫عل � ّ�ي ‪« :Q‬واهلل م ��ا معاوية ب�أده ��ى م ّن ��ي‪ ،‬ولكنه يغدر‬
‫ويفجر‪ ،‬ول ��وال كراه ّية الغدر لكنت من �أدهى النا�س‪ ،‬لكن‬
‫ك ّل غدرة فجرة وك ّل فجرة كفرة ولك ّل غادر لواء ُيعرف به‬
‫يوم القيامة»(((‪.‬‬

‫((( نهج البالغة‪ ،‬ج‪ ،2‬اخلطبة ‪� ،126‬ص‪ ،6‬حتقيق حممد عبده‪ ،‬دار املعرفة بريوت‪.‬‬
‫((( امل�صدر ال�سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬اخلطبة ‪� ،200‬ص‪.180‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ �إنّ الإيمان ب�إمامة وع�صمة �أئ ّمة �أهل البيت ‪ R‬وكونهم‬
‫النبي الخات ��م‪ P‬يجعل تن ّوع تجاربهم‬ ‫امت ��داد ًا لإمامة ّ‬
‫ومواقفه ��م تبع� � ًا لظروف زمانه ��م وعلمه ��م بالم�صالح ‪25‬‬

‫والمفا�س ��د الواقع ّية عن�صر ق ّوة و�إغن ��اء للثقافة الدين ّية‬
‫عند ال�شيعة‪ ،‬وي�ساهم ف ��ي �إخراج المتد ّين وحمايته من‬
‫ظاهرة الجم ��ود على الظواهر ا ّلذي ي ّتخ ��ذ �أحيان ًا ثوب‬
‫القدا�سة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تب ��رز �أهم ّية الفه ��م الواعي والعميق ل ��روح الإ�سالم في‬
‫المواقف ال�سيا�س ّية واالجتماع ّية ا ّلتي تتّخذها القيادات‬
‫الدين ّي ��ة ف ��ي ع�صرن ��ا الحا�ض ��ر‪ ،‬فا ّلذي يمتل ��ك منهم‬
‫وعي ًا للت ��راث الفك � ّ‬
‫�ري والتجربة الح�ضار ّي ��ة لأئ ّمة �أهل‬
‫البيت‪R‬يمكنه �أن يق ��ود الأ ّمة في �شتى ظروفها �إلى‬
‫المواقف ال�سليمة‪ ،‬وي�ستطي ��ع ربط المتدينين بالإ�سالم‬
‫�دي الأ�صيل ا ّلذي له في ك ّل واقعة حكم بعيد ًا عن‬
‫المحم � ّ‬
‫القيا�س واال�ستح�سان و�إتباع الظن‪.‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬

‫‪ 3‬ـ �إنّ �أغن ��ى ت ��راث في الحك ��م وال�سيا�سة عن ��د الم�سلمين‬
‫هو ما كان يم ّثله �أمي ��ر الم�ؤمنين ‪ Q‬من وعي ثابت‬
‫لم�ضم ��ون الر�سال ��ة المح ّمدي ��ة‪ ،‬فق ��د �أغن ��ت تجربته‬
‫‪ 26‬ف ��ي الحكم مو�سوع� � َة القان ��ون والفق ��ه وال�سيا�سة عند‬
‫ال�شيع ��ة الإمام ّية؛ بحيث ات�سع ��ت معه هوام�ش الأحكام‬
‫والمواق ��ف واختلفت باختالف طبيع ��ة الم�شكالت ا ّلتي‬
‫واجهه ��ا‪.Q‬‬
‫رب العالمين‪.‬‬
‫والحمد هلل ّ‬
‫الفهر�س‬

‫المقدمة ‪5.............................................‬‬
‫ّ‬
‫حول الكتاب‪7..........................................‬‬
‫الإختالف وا�ضح‪11.................................... :‬‬
‫هل الإختالف نقطة �ضعف؟‪12..........................‬‬
‫جواب ال�شبهة‪13........................................:‬‬
‫ومقت�ضيات الزمان‪14................. :‬‬ ‫‪R‬‬ ‫الأئ ّمة‬
‫ق�صة وعبرة‪15......................................... :‬‬
‫ّ‬
‫موافقة �سلوك المع�صومين ‪ R‬لقوانين الإ�سالم‪16.... :‬‬
‫ثمرة االختالف‪17......................................:‬‬
‫لفت نظر‪18............................................ :‬‬
‫نماذج وم�شكالت‪18.................................... :‬‬
‫‪ 1‬ـ مقتل عثمان‪20...................................... :‬‬
‫‪ 2‬ـ م�شكلة النفاق‪22.................................... :‬‬
‫التعدد‬
‫ّ‬ ‫باألئمة ‪ R‬يف ضوء‬
‫ّ‬ ‫االقتداء‬
‫‪ 3‬ـ الإ�صرار على �إقامة العدل‪23........................:‬‬
‫‪ 4‬ـ ال�صراحة وال�صدق في ال�سيا�سة‪24................. :‬‬
‫الخال�صة‪25.......................................... :‬‬
‫‪28‬‬

You might also like