Professional Documents
Culture Documents
ّ
التعدد
ّ يف ضوء
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
5
المقدمة
ّ
رب العالمين ،وال�صالة وال�سالم على �أ�شرف
الحمد هلل ّ
الخلق مح ّمد وعلى �آله الأخيار المنتجبين.
مهم ��ا تغ ّيرت الظ ��روف ف� ��إنّ الفكر الأ�صي ��ل يبقى على
�أ�صالته ،ومهما تب ّدلت الأحوال ف�إنّ الكالم المحكم بالدليل
يبق ��ى عل ��ى �إحكام ��ه ،فالأ�صالة والإح ��كام �أ�سا� ��س الثبات
�ي الراحل{ وال ��دوام ،وم ��ن هنا نج ��د الإم ��ام الخمين � ّ
يو�ص ��ي...« :الطبق ��ة المف ّك ��رة والط�ّل اّ�اب الجامع ّيي ��ن � اّأل
َي َدع ��وا ق ��راءة كت ��ب الأ�ست ��اذ العزي ��ز (ال�شهي ��د مرت�ض ��ى
مط ّه ��ري) ،وال يجعلوها ُتن�سى جرّاء الد�سائ�س المبغ�ضة
للإ�سالم...،
فق ��د كان عالم� �اً بالإ�س�ل�ام والق ��ر�آن الكري ��م والفن ��ون
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
والمع ��ارف الإ�سالم ّية المختلف ��ة ،فريداً من نوعه ...و� ّإن
كتاباته وكلماته ك ّلها بال �أيّ ا�ستثناء �سهل ٌة ومر ِّبية».
علي
وكذلك نجد قائ ��د الثورة الإ�سالم ّية �سماحة ال�س ّيد ّ
6
الخامنئ � ّ�ي } ي�صف ��ه ب�أ ّن ��ه« :الم�ؤ�سّ �س الفك ��ريّ لنظام
الجمهور ّي ��ة الإ�سالم ّي ��ة ...،و� ّأن ّ
الخط الفك ��ريّ للأ�ستاذ
الخط الأ�سا�س للأفكار الإ�سالم ّية الأ�صيلة مط ّه ��ري هو ّ
ا ّلذي يقف في وجه الحركات المعادية...
� ّإن الخط ا ّلذي ي�ستطيع �أن يحفظ الثورة من الناحية
الفكر ّي ��ة ه ��و خ � ّ�ط ال�شهيد مطه ��ريّ يعني خ ��ط الإ�سالم
إلتقاطي...
ّ الأ�صيل غير ال
و�ص ّيت ��ي �أن ال َت َدع ��وا كالم هذا ال�شهيد ا ّلذي هو كالم
ال�ساحة المعا�صرة ...،واجعلوا كتبه محور بحثكم وتبادل
�آرائكم وادر�سوها ود ّر�سوها ب�شكل �صحيح.»...
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
7
حول الكتاب
االقت ��داء بالأئ ّم ��ة و في �ض ��وء التع ّدد بح ��ث م�أخوذ من
محا�ض ��رة لل�شهي ��د ح ��ول «المقاي�س ��ة بي ��ن �أ�سل ��وب االمام
الح�سي ��ن Qو�سائ ��ر الأئ ّم ��ة »Rوه ��ي موج ��ودة
ف ��ي المج ّل ��د 18م ��ن مجموع ��ة �آث ��اره ،و�أ ّما بح ��ث مواقف
علي Qفهو من محا�ض ��رة لل�شهيد تحت عنوان الإم ��ام ّ
علي» التي �ألقاها في تاريخ 30ـ 8ـ 1349هـ�.ش. «م�شكالت ّ
ف ��ي ح�سين ّية �إر�شاد -طه ��ران ،وكال البحثين موجودان في
الترجمة العرب ّية في كتاب «جولة في حياة الأئ ّمة الأطهار»
ترجمة ال�شيخ مالك وهبي.
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
8
االقتداء بالأئمة R
10
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
11
اإلختالف واضح:
الناظ ��ر في تاري ��خ الر�س ��ول Pوالأئ ّمة Rيالحظ
اختالف ًا في مناهجهم ومواقفهم اتجاه الق�ضايا المختلفة.
فف ��ي الوقت ا ّل ��ذي نرى فيه خروج الإم ��ام الح�سين Q
م�ضحي ًا ،نرى بق ّية الأئ ّم ��ة Rيمار�سون «التق ّية» ثائ ��ر ًا ّ
وي�أمرون �شيعتهم بها ،حتّى �ص ��ارت «التق ّية» ِ�سم ًة مالزمة
للت�ش ّيع مالزم َة الكرم لحاتم!
النبي Pنج ��د �أ ّنه عا�ش فقير ًا،
وعندم ��ا نراجع �سيرة ّ
ي� ��أكل خب ��ز ال�شعي ��ر ويلب� ��س المر َّق ��ع ،وكذل ��ك كان �أمي ��ر
الم�ؤمنين ،Qونحن م�أمورون بالت� ّأ�سي بر�سول اهللP
على ل�س ��ان القر�آن الكريم} :ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ {(((.
((( �سورة الأحزاب ،الآية.21 :
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
ق�صّ ة وعبرة:
تو�ضح ه ��ذا المطلب ب�شكل جل � ٍّ�ي ذكرها ق�ص ��ة ّهن ��اك ّ
الكلين ��ي في كتاب الكاف ��ي وهي« :م� � ّر �سفيان الث ��وري في
الم�سجد الحرام فر�أى �أبا عبد اهلل ال�صادق Qوعليه 15
ثي ��اب كثي ��رة القيمة ح�سان ،فق ��ال واهلل لآتي ّنه ولأو ّبخ ّنه،
فدنا منه فقال :يا ابن ر�سول اهلل Pما لب�س ر�سول اهلل
علي Qوال �أحد من �آبائك .فقال مثل هذا اللبا�س وال ّ
�أبو عبد اهلل :Qكان ر�سول اهلل Pفي زمن قتر مقتر
وكان ي�أخ ��ذ لقت ��ره و�إقت ��داره ،و� ّإن الدنيا بع ��د ذلك �أرخت
أحق �أهلها بها �أبرارها ،ث ّم تال} :ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ عزاليها ف� ّ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ {((( ،ونح ��ن �أح � ّ�ق م ��ن
�أخ ��ذ منه ��ا ما �أعط ��اه اهلل ،غير �أ ّني يا ث ��وري ما ترى َّ
علي
من ثوب �إ ّنما لب�سته للنا�س ،ث ّم اجتذب يد �سفيان فج ّرها
�إلي ��ه ث� � ّم رفع الث ��وب الأعلى و�أخ ��رج ثوباً تح ��ت ذلك على
جل ��ده غليظ� �اً فق ��ال هذا � ُ
ألب�س ��ه لنف�سي غليظا وم ��ا ر�أي َته
للنا� ��س ،ث� � ّم ج ��ذب ثوباً عل ��ى �سفي ��ان �أعاله غلي ��ظ خ�شن
وداخ ��ل ذل ��ك ثوب ل ّي ��ن فقال :لب�س ��تَ هذا الأعل ��ى للنا�س
ولب�ستَ هذا لنف�سك ت�س ّرها»(((.
16
موافقة سلوك المعصومين Rلقوانين اإلسالم:
فالإم ��ام Qيب ّين لن ��ا من خالل خطاب ��ه مع �سفيان
�أ ّن ��ه علينا �أخ ��ذ ع�صر النب � ّ�ي Pبعين االعتب ��ار ،فما فعله
النب � ّ�ي Pلم يكن جزء ًا من قان ��ون الإ�سالم و�إ ّنما قانون
الإ�س�ل�ام هو الموا�س ��اة والم�ساواة والع ��دل والإن�صاف ،فلو
كانت �سع ��ة العي�ش متو ّف ��رة في ع�صر النب � ّ�ي Pللنا�س لم
يكن اليعي�ش كما عا�ش.
وتظهر روح الموا�ساة في �سلوك ال�صادق Qنف�سه في
ق�صة الجفاف ا ّلذي �ضرب المدينة المن ّورة ،حيث �أمر Q
ّ
ببيع مخزون القمح ا ّل��ذي يمتلكه وعر�ضه بال�سوق ليكون
بمتناول جميع الم�سلمين ،واكتفى هو وعياله بخبز ال�سوق
((( الكليني ،حممد بن يعقوب ،الكايف ،ج� ،6ص ،443احلديث ،8ط .الثالثة 1367هـ .دار الكتب
الإ�سالمية.
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
لفت نظر:
من الم�ؤ ّكد �أنّ التمييز بي ��ن الأحكام والأفعال ال�صادرة
ع ��ن الأئ ّمة Rتحت عن ��وان مقت�ضيات الزم ��ان ،وبين
الأحكام والقوانين الكل ّية والم�صالح العا ّمة والثابتة لجميع
الب�ش ��ر بعن ��وان كونه ��م ب�ش ��ر ًا ،يحتاج �إل ��ى ق ��راءة �شاملة
ومطالعة دقيقة وكاملة.
نماذج وم�شكالت:
يمكن القول �إنّ الناظر في �سيرة �أمير الم�ؤمنين Q
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
الأ ّول :موق ��ف عثم ��ان وحا�شيته وك ّل الظل ��م والإجحاف
الخا�صة ب�أتباعه.
ّ واالمتيازات
الثان ��ي :موقف المجموعات الغا�ضب ��ة والثائرة الآتية من
21
�أ�صقاع العالم الإ�سالمي معتر�ضة ومنتقدة.
علي Qفقد وقف بينهما مخالف ًا ومنتقد ًا �أ ّما الإمام ّ
ل�سل ��وك عثم ��ان و�ساعي ًا لحجزه ع ��ن �ضالله ع ّل ��ه يطفىء
بذلك نار الث� � ّوار ويخمد الفتنة القادم ��ة ،وفي نف�س الوقت
كان راف� ًضا فتح باب دار الخليفة كي ال ُيقتل .ولكن ال عثمان
�صححوا طريقهم ،وال الث ّوار �أحجموا عن ثورتهم، و�أتباع ��ه ّ
وكانت النتيجة المعلومة.
ل ��م تك ��ن الفتنة ـ بنظر عل � ّ�ي Qـ نتيجة لقتل عثمان
فح�س ��ب ،بل كان ��ت هي الغاية من قتله �أي�ض� � ًا ،ويظهر ذلك
جل ّي ًا بم ��ا حققه علماء االجتماع والتاري ��خ من دخالة بع�ض
وخا�صة معاوية ا ّلذي ا�ستفاد من قتل
�أتباع عثمان في قتل ��ه ّ
عثمان ب�شكل كامل.
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
لأج ��ل الأخذ بث�أر الخليفة المظلوم ،م ّمن!؟ من زعيم الث ّوار
ـ بزعمه ـ ا ّلذين بايعوه وان�ضووا تحت لوائه! .و�أ ّدى ذلك في
النهاية �إلى حر َبي الجمل و�صفين تحت هذه الذريعة.
«�أت�أمرون ��ي �أن �أطل ��ب الن�ص ��ر بالج ��ور فيمن و ّلي ��ت عليه،
واهلل م ��ا �أطور به ما �سمر �سمير»((( ،ف�أنا ل�ست م ّمن يترك
ن�صرة ال�ضعفاء وي�سكت عن الظلم لأجل تحقيق الن�صر ما
24دام في ال�سماء �أفالك تجري!.
((( نهج البالغة ،ج ،2اخلطبة � ،126ص ،6حتقيق حممد عبده ،دار املعرفة بريوت.
((( امل�صدر ال�سابق ،ج ،2اخلطبة � ،200ص.180
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
الخالصة:
1ـ �إنّ الإيمان ب�إمامة وع�صمة �أئ ّمة �أهل البيت Rوكونهم
النبي الخات ��م Pيجعل تن ّوع تجاربهم امت ��داد ًا لإمامة ّ
ومواقفه ��م تبع� � ًا لظروف زمانه ��م وعلمه ��م بالم�صالح 25
والمفا�س ��د الواقع ّية عن�صر ق ّوة و�إغن ��اء للثقافة الدين ّية
عند ال�شيعة ،وي�ساهم ف ��ي �إخراج المتد ّين وحمايته من
ظاهرة الجم ��ود على الظواهر ا ّلذي ي ّتخ ��ذ �أحيان ًا ثوب
القدا�سة.
2ـ تب ��رز �أهم ّية الفه ��م الواعي والعميق ل ��روح الإ�سالم في
المواقف ال�سيا�س ّية واالجتماع ّية ا ّلتي تتّخذها القيادات
الدين ّي ��ة ف ��ي ع�صرن ��ا الحا�ض ��ر ،فا ّلذي يمتل ��ك منهم
وعي ًا للت ��راث الفك � ّ
�ري والتجربة الح�ضار ّي ��ة لأئ ّمة �أهل
البيتRيمكنه �أن يق ��ود الأ ّمة في �شتى ظروفها �إلى
المواقف ال�سليمة ،وي�ستطي ��ع ربط المتدينين بالإ�سالم
�دي الأ�صيل ا ّلذي له في ك ّل واقعة حكم بعيد ًا عن
المحم � ّ
القيا�س واال�ستح�سان و�إتباع الظن.
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
3ـ �إنّ �أغن ��ى ت ��راث في الحك ��م وال�سيا�سة عن ��د الم�سلمين
هو ما كان يم ّثله �أمي ��ر الم�ؤمنين Qمن وعي ثابت
لم�ضم ��ون الر�سال ��ة المح ّمدي ��ة ،فق ��د �أغن ��ت تجربته
26ف ��ي الحكم مو�سوع� � َة القان ��ون والفق ��ه وال�سيا�سة عند
ال�شيع ��ة الإمام ّية؛ بحيث ات�سع ��ت معه هوام�ش الأحكام
والمواق ��ف واختلفت باختالف طبيع ��ة الم�شكالت ا ّلتي
واجهه ��ا.Q
رب العالمين.
والحمد هلل ّ
الفهر�س
المقدمة 5.............................................
ّ
حول الكتاب7..........................................
الإختالف وا�ضح11.................................... :
هل الإختالف نقطة �ضعف؟12..........................
جواب ال�شبهة13........................................:
ومقت�ضيات الزمان14................. : R الأئ ّمة
ق�صة وعبرة15......................................... :
ّ
موافقة �سلوك المع�صومين Rلقوانين الإ�سالم16.... :
ثمرة االختالف17......................................:
لفت نظر18............................................ :
نماذج وم�شكالت18.................................... :
1ـ مقتل عثمان20...................................... :
2ـ م�شكلة النفاق22.................................... :
التعدد
ّ باألئمة Rيف ضوء
ّ االقتداء
3ـ الإ�صرار على �إقامة العدل23........................:
4ـ ال�صراحة وال�صدق في ال�سيا�سة24................. :
الخال�صة25.......................................... :
28