You are on page 1of 24

‫عرَةُ‬

‫الْأَشَا ِ‬
‫ة الشَّيخِ الدكتور ‪/‬‬
‫ِلفَضِيلَ ِ‬

‫َم ْد جَمِيل النُّورسْتَانِيِّ‬


‫ي بْنِ مُح َّ‬
‫مُحَمَّد مُحَمَّ ِد ْ‬
‫حَفَظَهََاللهَ‬
‫‪2‬‬ ‫األشاعرة‬

‫﷽‬
‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من‬
‫يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك لهه‪ ،‬وأشههد‬
‫أن محمدا ًعبده ورسوله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن خير الحديث كتاب اهلل‪ ،‬وخير الهدي هدي محمد ‪ ،‬وشر األمور محدثاهتا‪ ،‬وكل محدثة‬
‫بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضاللة‪ ،‬وكل ضاللة يف النار‪ ،‬ثم أما بعد‪:‬‬
‫أيها اإلخوة حديثي يف هذه الكلمة المختصرة سيكون عن فرقة من الفرق المنتسهبة إلهب بعه‬
‫المذاهب السنية‪ ،‬هذه الفرقة من أشهر الفرق يف هذا العصر‪ ،‬وهي فرقة األشاعرة‪ ،‬ال يخفب علهيكم‬
‫أن نشاط األشاعرة بدأ يف هذا الوقت يعني بدئوا ينشطون مرة أخرى‪ ،‬ولهم قنوات عديدة‪ ،‬ووسائل‬
‫متعددة‪ ،‬فيبثون من خاللها منهجهم ومذهبهم‪ ،‬ونحن دائمًا أو أهل السنة والجماعهة دائمهًا يونهون‬
‫الناس والفرق يونوهنم بميوان الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ومههن هههذا البههاب فههى طرق إلههب نشههوئهم بدايههة نشههوه هههذه الفرقههة‪ ،‬وإلههب أبههري علمههائهم قههديمًا‬
‫وحديثًا‪ ،‬وإلب أبري كتبهم ومصادرهم التي يستقون منها‪ ،‬وملخص المنهج الهذي يسهيرون عليهه يف‬
‫باب االعتوال‪ ،‬ال يخفب عليكم أن بداية هذا المنهج مر ب ٌطهة ببدايهة المعتولهة‪ ،‬والجهميهة‪ ،‬الجهميهة‬
‫والمعتولة لما جاهوا بهالمنهج العقلهي‪ ،‬وأرجئهوا نصهوا الكتهاب والسهنة‪ ،‬أرجعوهها وأخضهعوها‬
‫لسههلطان العقههل‪ ،‬واسههتخفوا بالنصههوا‪ ،‬وجعلههوا الكلمههة العليهها للعقههل‪ ،‬كانههت هنهها جهههود للههرد‬
‫عليهم‪ ،‬ومن أبري من رد عليهم بطبيعة الحال‪:‬‬
‫أهل السنة والجماعة؛ ألن هذا المنهج هو خروج صهار عهن مهنهج أههل السهنة والجماعهة يف‬
‫العقيدة‪ ،‬منهج أهل السنة والجماعة مبني علب الكتاب والسنة علب فهم السلف الصالح الصهحابة‪،‬‬
‫وهههذا المههنهج الههذي جههاه بههه الجهميههة والمعتولههة ال يعيههر أي و‬
‫وين للكتههاب والسههنة وال للصههحابة‪،‬‬
‫فلذلك كانت وقفة أهل السنة والجماعة هم ضد هذا المنهج كانت وقفة قوية‪ ،‬وهذا طبيعي‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪3‬‬

‫ههذا‬ ‫طبيعههي أن يكههون ألهههل السههنة الموقههف الشههديد جههاه مههن يخههرج علههب أصههول اإلسههال‬
‫الشكل‪ ،‬قديم العقل علب النقل‪ ،‬وجعل العقل هو األصهل يف اإللهيهات يف وصهول اإللهيهات‪ ،‬مهن‬
‫الطبيعي أن يكون موقف أهل السنة والجماعة شديد ًا ضد هؤاله‪ ،‬ومن الطبيعي أيضًا أن يذكر أهل‬
‫السنة لبوسهم بالتقبيح وبالرد وكتبهم‪ ،‬و تنوع جهودهم يف الرد عليهم وهذا األمر طبيعي جد ًا‪.‬‬
‫الذي حصل يف هذه الفرتة أن نشى شخص يسهمب ابهن كهالب‪ ،‬اشهتهر بهابن كهالب‪ ،‬لقهب بهابن‬
‫كههالب ألنههه هههو اسههمه يحيههب بههن سههعيد اشههتهر بههابن كههالب؛ لفصههاحته‪ ،‬وألن حههديث كههان يىخههذ‬
‫باأللباب‪ ،‬الكالليب منها أخذت لقبه ابن كالب‪ ،‬كىنهه يىخهذ باأللفهاي ويسهيطر علهب العقهول‪ ،‬ههذا‬
‫الرجل عاش يف الفرتة التي عاش فيهها اإلمها أحمهد‪ ،‬و هويف قبهل اإلمها أحمهد بسهنتين سهنة مهائتين‬
‫وأربعين‪.‬‬
‫هذا الرجل جاه بمهنهج ههذا المهنهج يهتلخص بمحاولهة التوفيهل والتلفيهل بهين العقهل والنقهل‪،‬‬
‫طبعًا أي محاولة للتوسط بين الحل والباطل ستكون فاسدة‪ ،‬وستكون علب حسهاب الحهل دائمهًا‪،‬‬
‫هذه المحاولة لو روج بسببها شي ٌه من الباطل يكفيه؛ ألن هذا الباطل سهيروج باسهم الحهل وباسهم‬
‫السنة وباسم أهل السنة‪ ،‬وهذا هو الذي حصل‪.‬‬
‫ابن كالب‪ :‬نشى ه لغد علب المعتولة والجهمية‪ ،‬كانت ردوده عليهم قوية‪ ،‬ويف كل مجلس‪ ،‬ويف‬
‫ك هل مناسههبة وبكههل الوسههائل‪ ،‬وركههو علههب مسههىلة النصههوا‪ ،‬قههال‪ :‬أنههتم ال سههتدلون بالنصههوا‬
‫و ستخفون ا وهذا خطى‪ ،‬كما أنه رد علب أهل السنة أيضًا‪ ،‬قهال لههم‪ :‬أنهت ال عيهرون أي اهتمها‬
‫بالعقل وهذا خطى‪ ،‬رد علب أهل السنة ورد أيضًا علب المعتولة‪.‬‬
‫فجاه بمنهج لفيقي وهذا المنهج هو الذي يسير عليه كل مهن يتبعهه مهن األشهاعرة والمعتولهة‪،‬‬
‫قال من حيث األصهل نىخهذ بالنصهوا إال إذا كانهت هنها إشهكاالت ال يمكهن دفعهها‪ ،‬هنها هوين‬
‫بميهوان العقهل و سهتبعد‪ ،‬بعهد مهها طبهل منهجهه علهب مصهادر العقيههدة‪ ،‬لهم يمهانا أن نثبهت الصههفات‬
‫الخربية كلها‪ ،‬ولم يمانا أيضًا من أن نثبت الصفات العقلية ما يسموهنا بالصفات العقلية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫األشاعرة‬

‫لما جاه إلب الصفات ا‪ ..‬قال‪ :‬هذه ال يمكن‪ ،‬لماذا؟ ألنه قلدهم يف دليل إثبهات وجهود اهلل ‪،‬‬
‫قال للمعتولهة والجهميهة الهدليل الهذي سهتدلون بهه إلثبهات وجهود اهلل ‪ ‬ههذا دليهل قهديم‪ ،‬الهذي‬
‫يسمونه دليل حدوث األشياه‪ ،‬أو دليل األعراض‪ ،‬وملخص هذا الهدليل أن إثبهات وجهود اهلل ‪ ‬ال‬
‫يمكن إال بعد إثبات حدوث العالم‪ ،‬وحدوث العهالم ال يمكهن إال بعهد إثبهات حهدوث األعهراض‪،‬‬
‫نثبت األعراض ونثبت أهنا حادثة‪ ،‬ثم نثبت أن الجواهر ال نفهك عهن األعهراض‪ ،‬ثهم نقهرر أن مها ال‬
‫يخلو عن األعراض أو ما يخلو عن الحوادث فهو حادث‪.‬‬
‫هههذا الههدليل أخههذ بههه ابههن كههالب‪ ،‬طبعههًا هههذا الههدليل الههذي جعههل الجهميههة ينفههون األسههماه‬
‫والصفات‪ ،‬نفس الدليل هو الذي جعل المعتولة ينفون الصفات‪ ،‬هذا الهدليل حهاول ابهن كهالب أن‬
‫يحوله ويقلل من قبحه وقال‪ :‬ال مانا أن نثبهت الصهفات العقليهة والصهفات الخربيهة؛ ألهنها ليسهت‬
‫أعراض‪ ،‬والعرض هو الذي يعرض ويوول‪ ،‬أمها الصهفات الفعليهة فهال يمكهن إثباهتها؛ ألن يف إثباهتها‬
‫إثبات حلول الحوادث بذات اهلل‪.‬‬
‫أههل السهنة أو‬ ‫كان موقف أهل السنة جاه ابن كالب موقهف لهن يكهون موقفهًا موحهد ًا‪ ،‬بعه‬
‫أئمة أهل السنة من البداية رفضوه‪ ،‬أمثال اإلما أحمد موقفه معروف‪ ،‬وكهان شهديد ًا عليهه أكثهر مهن‬
‫المحهدثين يعنههي‬ ‫األئمههة وخاصهة بعه‬ ‫المعتولهة‪ ،‬ألنهه يعههرف أن خطهره أكههرب‪ ،‬وكهان هنهها بعه‬
‫يحسنون الظن بىمثال هؤاله؛ ألهنم يردون علب المعتولة‪ ،‬وهم يرحبون بكل من يرد علب المعتولة‪.‬‬
‫من هذا الباب أحسن الظن بىمثال ابن كالب‪ ،‬ثم بخلفائه بخليفته الذي هو األشعري لم يلتقهي‬
‫به ولكن أخذ منهجه‪ ،‬يف سنة ثالثمائة وثمانية وعشرين‪ ،‬ويف وقت كان المنصور الما ريدي كالهما‬
‫أخذا بمنهج ابن كالب‪.‬‬
‫واألشعري أيضًا لما صار علب مهنهج ابهن كهالب كهان أئمهة أههل السهنة الكبهار كهانوا مهوقفهم‬
‫واضح منه‪ ،‬والعلماه الصغار أحسنوا الظن فيه وجعلوه أيضهًا مهن المهدافعين عهن العقيهدة‪ ،‬وممهن‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪5‬‬

‫يدافا عن العقيدة الصحيحة وأحسن الظن به‪ ،‬وهذا الذي جعل الصف مخرتقهًا صهف أههل السهنة‬
‫والجماعة‪.‬‬
‫بدأ ذا الحماس الهذي عنهد أههل السهنة والجماعهة بهدأ يقهل يف مواجههة أمثهال ههؤاله‪ ،‬الهذين‬
‫يردون علب المعتولة ويردون أيضًا علب أهل السنة‪ ،‬والحهاجو الهذي كهان حهاجو ًا قهوي الهذي كهان‬
‫عنههد أهههل السههنة والجماعههة طالبههًا وعلمهها ًه وأئمههة بههدأ أيضههًا يخههف بههدأ يههذوب‪ ،‬فصههرنا نجههد مههن‬
‫المحدثين من يعترب األشعري إمامًا‪ ،‬ما أن هؤاله المحدثين لم يصهلوا إلهب درجهة األشهعري‪ ،‬ههم‬
‫أقل ىويالً منه‪ ،‬وهم موقفهم من السنة أحسن من األشعري‪ ،‬إال أهنم رحبوا به كجبههة جديهدة ضهد‬
‫المعتولة‪.‬‬
‫صرنا نجد أمثال الخطابي أمثال البيهقي‪ ،‬هؤاله األئمة الكبار الذين لهم جهود جبارة يف السنة‪،‬‬
‫بدئوا يشيدون بمواقف أمثال األشعري وشيو األشعري و الميذ األشعري‪ ،‬ويف هذا السياق نجهد‬
‫أن ابن عساكر وهو محدث معروف‪ ،‬وكتابه ُيقال عنه أنه كتاب اإلسهال ‪ ،‬كتهاب ابهن عسهاكر هاري‬
‫دمشل‪ ،‬طبا بغير الفهارس طبا يف سبا مجلدات‪ ،‬ألف كتابًا يف الدفاع عن األشعري‪ ،‬ورد علب من‬
‫يرد علب األشعري رد عليه بعنف‪ ،‬واعترب األشعري من األئمة‪ ،‬وذكر كتابه اإلبانة ضمنه كتابه وقال‬
‫هذا الذي يعني يعتقد هذه العقيدة أين الخلل يف عقيد يه‪.‬‬
‫كالب ععيف‪ ،‬والكالبيههة مههوقفهم مههن السههنة لههيس مثههل موقههف‬ ‫األشععية يف ه هععلم الةةكاععيف كبيع‬
‫األشاعرة اآلن‪ ،‬وهذا سيتبين لنا إذا عرفنا المراحل التي مرت ا فرقة األشاعرة‪ ،‬من حيهث العمهو‬
‫يعني هم أعطوا سلطانًا قويًا للعقل‪ ،‬أعطوه يعني أحيانًا يقول النص ال يمكن‪ ..‬هذا يكفي‪.‬‬
‫ولكن قديمهم للعقل لم يتبلور مثل ما نجده اآلن عند األشهاعرة‪ ،‬مهوقفهم مضهطرب‪ ،‬أحيانهًا‬
‫يههردون علههب مههن يقههد العقههل وأحيانههًا يههردون علههيهم بههنفس الحجههج التههي يههذكرها أهههل السههنة‬
‫والجماعههة‪ ،‬وأحيانههًا يههردون علههب أهههل السههنة ويقولههون‪ :‬أنههتم بخسههتم حههل العقههل والعقههل كههذا‪،‬‬
‫اضطراب‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫األشاعرة‬

‫الةةكاععيف األىل ع ‪ :‬كمهها قلههت مههن المههذهب األشههعري هههو مههذهب الكالبيههة‪ ،‬وأبههو الحسههن‬
‫األشعري طبعًا كان معتوليًا ثم حول إلب الكالبية‪ ،‬ويف مرحلته الكالبية ألهف أكثهر الكتهب‪ ،‬وكهان‬
‫يتحسن باستمرار‪ ،‬يف آخر عهده أخذ عن اإلمها السهاجد ببغهداد‪ ،‬وكهان يتهودد إلهب الحنابلهة كثيهر ًا‪،‬‬
‫ولكن الحنابلة كان موقفهم جاهه قويًا‪ ،‬وكانوا يرون أنه يتولف إليهم‪ ،‬فلهم يقبلهوا منهه حتهب كتابهه‬
‫اإلبانة‪ ،‬الذي ألفه علب منهج اإلما أحمهد وأعلهن فيهه أنهه علهب مهنهج اإلمها أحمهد‪ ،‬وأيضهًا ألهف‬
‫مقاالت اإلسالميين وذكر فيه أن عقيد ه كانت أهل الحديث وميو عن العقيدة علب عقيدة الكالبية‪،‬‬
‫وساق عقيدة الكالبية ثم مذهب أهل الحديث وذكر أنه علب ‪ ،..‬وكثير من األشاعرة اآلن يهرون أن‬
‫هذه الكلمات مقحمة يف كتابه‪ ،‬أنه علب مذهب أهل الحديث‪.‬‬
‫أيضًا ألف كتابه رسالته‪ ،‬هذه الكتب واضحة يف منهجه وأنه علب مهنهج أههل السهنة والجماعهة‬
‫للسهنة؛ لظنهه أن مها‬ ‫من حيث الجملة‪ ،‬إال أنه يف مسائل الصفات االختيارية لم يستطيا أن يهتمح‬
‫عليه من العقيدة هو مذهب اإلما أحمد‪ ،‬وأظن أنه لو طهال بهه المهدة كهان خلهص أيضهًا مهن ههذه‬
‫الرواسب‪ ،‬الرجل كان يف حسن مستمر‪.‬‬
‫لم يتحسن يف باب اإليمان أما يف بقية األبواب كان يف حسن مستمر‪ ،‬يف نفس الفرتة كان أيضهًا‬
‫أبو منصور الةبتة دي‪ ،‬أبو منصور الما ريدي من ما ريد وهي قرية قريبة من مصر وهذه فيما وراه‬
‫النهر‪ ،‬وما وراه النهر هذه المنطقة اآلن قا يف الجمهوريات التي حهررت مهن اال حهاد السهوفيتي‪،‬‬
‫بالضبط أكثرها اآلن يف باكستان‪ ،‬ومها وراه النههر ههذه المنطقهة كانهت كلهها أو جلهها كانهت حنفيهة‪،‬‬
‫وكانت مركو ًا لألحناف‪ ،‬ولذلك أنتم لما قرئهون يف المهذهب الحنفهي يعنهي مشهاي مها وراه النههر‬
‫و‬
‫باسم خاا‪.‬‬ ‫لهم‪ ،‬ويذكرون‬
‫كان هنا ولم يثبت أنه التقب ما األشهعري الهذي كهان يف بغهداد‪ ،‬إال أن مهنهج الهرجلين مهنهج‬
‫الفروق ما بين الرجلين‪ ،‬يعني أحيانًا يكون موقهف الما ريديهة يكهون أحسهن مهن‬ ‫كالبي‪ ،‬ما بع‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪7‬‬

‫األشههعري وأحيانههًا يكههون موقههف األشههعري أحسههن الما ريههدي إال أن أصههل المههنهج واحههد مههنهج‬
‫عقلي‪.‬‬
‫هذه مرحلة‪ ،‬المرحلة األولب طبعًا جاويها األشعري‪ ،‬األشهعري لهم يبقهب أشهعريًا ههو طهرد‬
‫هذا المذهب وانتقل إلب مذهب أهل السنة والجماعة من حيث الجملة وأعلنها صراحة وألف فيها‬
‫عدد ًا من الكتب‪ ،‬ليس اإلبانة فقط‪ ،‬حتب أن األشاعرة اآلن يشككون يف كتابه اإلبانة‪ ،‬مها أن اإلبانهة‬
‫به دافا عن األشعري‪ ،‬وأورده كله يف كتابه‪ ،‬لما قارنون بين نس اإلبانة المختلفهة وبهين مها أودعهه‬
‫ابن عساكر يف كتابه بيهين كهذب المفهرتي فهروق بسهيطة‪ ،‬وههذه الفهروق موجهودة حتهب يف صهحيح‬
‫البخاري ويف صحيح مسلم‪.‬‬
‫هم يقولون‪ :‬بما أن هنا فروق إذ ًا هذا ليس لألشعري‪ ،‬علب كل حال الكتهاب لهه‪ ،‬ولهيس ههذا‬
‫الكتاب فقط بل رسالته إلب أهل الثغر‪ ،‬وأيضًا مقالة اإلسالميين موقفهه واضهح جهد ًا‪ ،‬وأنهه لهم يعهد‬
‫أشعريًا‪ ،‬يعني علب مذهبه الذي كان عليه يف مرحلته األولب‪.‬‬
‫هذه المرحلة التي ركها األشعري وهي المرحلة الكالبية استمرت إلب هناية مرحلة البهاقال‪،،‬‬
‫الباقال‪ ،‬ويف سنة أربعمائة ونيف‪ ،‬عند الباقال‪ ،‬نتهي هذه المرحلهة‪ ،‬مرحلهة الكالبيهة‪ ،‬وههذه ههي‬
‫المرحلة األولب من المرحلة األشعرية‪ ،‬ويف هذه المرحلة كان هنا قارب بين و‬
‫كثير مهن األشهاعرة‬
‫وبين و‬
‫كثير من الحنابلة أيضًا وغيهرهم مهن أههل الحهديث‪ ،‬ههذا التقهارب إلهب اآلن ُيسهتغل مهن قبهل‬
‫األمهور تجهاوي سهو ًه حتهب‬ ‫األشاعرة ما أن المرحلة التي وصلوا إليها اآلن هذه المرحلة يف بعه‬
‫من الموقف المعتولي‪ ،‬إال أنه إلب اآلن يستغلون ذلك التقارب‪ ،‬و لك الكلمات التي قيلت فيه‪.‬‬
‫يف هذه المرحلة ممن ىثر م من أئمة المحدثين البيهقي والخطابي‪ ،‬وكان ىثرهم م ليس يف‬
‫األصول وإنما يف قضايا التىويل‪ ،‬الموصول األشاعرة التي سىذكرها لم يىخذوا بشهيه منهها‪ ،‬قهديم‬
‫العقل علب النقل لم يىخذوا به‪ ،‬أول واجب علب المكلف لهم يىخهذوا بهه‪ ،‬إثبهات وجهود اهلل ‪ ‬لهم‬
‫يىخذوا به‪ ،‬إنما ىثروا م يف التىويل‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫األشاعرة‬

‫طبعًا لقوة‪ ،‬ألهنم علب كل حال أهل الحديث إال أن ىثرهم م كان خطره عظيمًا جد ًا‪ ،‬ألهنم‬
‫إلب اآلن كما سمعون لما يعدون البيهقي والخطابي والكالب منا إلب اآلن يستغلون هذه األسهماه‬
‫الالمعة‪ ،‬بعدها بدأت المرحلة األشعرية االعتوالية بهدأت بهالجويني‪ ،‬الجهويني هويف سهنة أربعمائهة‬
‫وأربعة وسبعين أو قريب منها‪ ،‬و لميذه الغوالي هم أئمة هذه المرحلة‪.‬‬
‫ه هلم الةةكايف بدأ األشاعرة يتقربون إلب االعتهوال أكثهر لمهاذا؟ ألن األصهول واحهدة‪ ،‬دليهل‬
‫إثبات وجود اهلل ‪ ‬هو الدليل الذي اعتمده الجهم وهو الذي اعتمده المعتولة‪ ،‬وهو الذي اعتمهده‬
‫ابن كالب وهو الذي اعتمده األشعري‪ ،‬إذ ًا لما نظر إلب الدليل يكون موقفك يختلف أما نظر إلب‬
‫الفروق؛ ألن الذي كان من الكالبية أهنم حجموا هذا الدليل ولم يرفضوه‪ ،‬قالوا‪ :‬هذا الهدليل نىخهذ‬
‫به فقط فيما يتعلل بالصفات االختيارية‪ ،‬أما بقية يعني ههذا الهدليل ألجلهه مهن قهبلهم نفهوا األسهماه‬
‫والصفات وهم قالوا‪ :‬ال‪ ،‬نثبت األسماه ونثبت الصفات إال أننا ال نثبت الصفات االختيارية‪.‬‬
‫ولذلك لما قارنوا بين أصولهم وبين فريقاهتم وبين نظيرهم وبين فروعهم بدئوا يقرتبون إلهب‬
‫االعتوال؛ ألن األصول ههي األصهول‪ ،‬فعلهب يهد الجهويني اقرتبهت الفرقهة إلهب االعتهوال أكثهر‪ ،‬بهدأ‬
‫االستخفاف بالنصوا بدأ يظهر جليًا‪ ،‬بدأ هربمهم بالنصهوا يبهدوا واضهحًا‪ ،‬وبهدئوا يصهرحون‬
‫بىن هذه النصوا ال نىخذ ا ألهنا آحاد‪ ،‬وهذا النصوا كذا‪ ،‬حتب الجويني نفسه يف اإلرشاد إلهب‬
‫قواطا األدلة‪ ،‬لما قرر نفي العلو ثهم جهاه إلهب األحاديهث ذكهر أنهه سهيذكر ىويهل ههذه األحاديهث‬
‫ألجل التربر وإال ليس ملومًا أن يذكر ىويلهها أصهالً‪ ،‬يعنهي سهيتربر علهب األحاديهث بالتىويهل وإال‬
‫ليس ملومًا حتب بذكرها‪.‬‬
‫هذه المرحلة علب شناعتها وفظاعتها إال أهنا يعني أمثل بالنظر إلب المرحلة األخيهرة التهي بهدأ‬
‫مههن الههرايي ههويف سههنة سههتمائة وسههتة‪ ،‬يف هههذه المرحلههة ممكههن أن نسههمي األشههاعرة الفرقههة ممكههن‬
‫نسميها األشعرية الفلسفية‪ ،‬يف هذه المرحلة بلورت أصولهم كاملة‪ ،‬ودونت بوضوح‪ ،‬وهي تمثهل‬
‫يف هذه األمور‪:‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪9‬‬

‫أىلا‪ :‬قديم العقل علب النقل‪ ،‬هذا األصل نجده يف جميا كتبه؛ ألنه أصهل األصهول‪ ،‬ألن ههذا‬
‫الدليل الذي أخذوه إلثبات وجهود اهلل ‪ ‬ال يمكهن أن يسهوق إال هذا األصهل‪ ،‬قهالوا‪ :‬إذا عهارض‬
‫العقل والنقل البد أن نقد العقل‪ ،‬لماذا؟ ألن األمر ال يخلو من أربعة أمور‪:‬‬
‫االثنين‪ ،‬وهذا ال يجوي‪ ،‬وإما أن نقبل االثنين وهذا ال يجوي ال يمكن الجمها بهين‬ ‫إما أن نرف‬
‫الضدين‪ ،‬وإما أن نقد النقل علب العقل وهذا فيه اهتا لألصهل؛ ألن بالعقهل عرفنها النقهل‪ ،‬والعقهل‬
‫هو الذي يكاه فإذا قدحت يف األصل ال يبقب لك األصل وال الفرع‪.‬‬
‫ولههذلك مهها الههذي بقههي؟ أن يقههدموا العقههل‪ ،‬هكههذا قههالوا‪ ،‬طبعههًا هههذا ذكههره الههرايي يف أسههاس‬
‫التقديس وذكره الجميا‪ ،‬كلهم يذكرون هذا األصل قديم العقل علب النقل‪ ،‬وطبعًا طبيقه عندهم‬
‫بىشكال مختلفة‪ ،‬مثالً لما ىيت إلب علو اهلل ‪ ‬يقولهون‪ :‬ال يمكهن أن نثبهت علهو اهلل ‪ ‬لمهاذا؟ ألن‬
‫العلو يحتاج إلب إشارة‪ ،‬ألن العلو جهة‪ ،‬والجهة ستلو اإلشارة‪ ،‬وكل ما ُيشار إليه جسم‪ ،‬وعنهدي‬
‫قد ثبت لدي عقالً أن األشياه متماثلهة وإثبهات العلهو هلل ‪ ‬يجعلهه جسهمًا كاألجسها وههذا شهبيه‬
‫والتشبيه كفر‪ ،‬وهكذا يف جميا الصفات التي ينفوهنا‪ ،‬طبعًا الصفات الفعلية جملة‪.‬‬
‫ويف هههذه المرحلههة ‪-‬المرحلههة االعتواليههة‪ -‬بههدئوا ينفههون أيضههًا الصههفات الخربيههة‪ ،‬يف المرحلههة‬
‫األولههب كههانوا يثبتههون‪ ،‬يثبتههون علههو اهلل ‪ ‬يثبتههون اليههدين هلل ‪ ‬يثبتوهنهها‪ ،‬يف هههذه المرحلههة مرحلههة‬
‫الجويني ينفون‪ ،‬يف المرحلة األخيرة كما هي اسمها يتفلسفون قديم العقل علب النقل‪.‬‬
‫األدلة اللفظية كلها ظنية‪ ،‬الكتاب والسهنة كلهه ظنهي؛ ألهنها أدلهة لفظيهة‪ ،‬واألدلهة علهب قسهمين‪:‬‬
‫لفظية‪ ،‬وعقلية‪ ،‬واألدلة اللفظية ظنية‪.‬‬
‫القول بالتىويل‪ ،‬والقول بالمجاي‪ ،‬طبعًا القول بالمجاي هو فرع من فروع التىويهل‪ ،‬المجهاي ههو‬
‫لتسويل التىويل‪ ،‬بدل أن نقول مثالً هنا ىويله كذا ىويله كذا‪ ،‬قد ال يستسها نقهول هنها ىويهل وهنها‬
‫مجاي هنا ىويل وهنا مجاي ختلف العبارات والمقصود واحد‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫األشاعرة‬

‫مههن أصههولهم أيضههًا مههن أصههل أصههولهم أن أول واجههب علههب المكلههف هههو النظههر‪ ،‬األشههاعرة‬
‫الموجودون اآلن هم علب هذه المرحلة؛ ألن كتبهم التي هي العمدة عنهدهم المواقهف ‪ ..‬ألن ههذا‬
‫الكتاب مر ب جد ًا‪ ،‬يعني ر هب الكتهب التهي ألفهها الهرايي والتهي ألفهها اآلمهدي‪ ،‬طبعهًا ههذا يعتهرب‬
‫مختصر لكتاب اآلمدي أفكار األفكار إال أنه مر ب أكثرن كتب الرايي غير مر بهة‪ ،‬وههو مضهطرب‬
‫ما كتبه بىدلة كثيرة سهتغرب ههل‬ ‫يف‪ ،‬يعني أنت لما قرأ يف كتاب له يقرر شيه‪ ،‬يف كتاب آخر ينق‬
‫هذا كتابه‪ ،‬يعني عنده من االضطراب الشيه الكثير‪.‬‬
‫جاه اآلمدي فر ب كتبه‪ ،‬وألف كتبًا مر بة أكثر‪ ،‬كتابه أفكار األفكار قهد يكهون يعنهي يف الكتهب‬
‫المطولة قد ال يكون كتاب مثلهه يف علهم الكهال عمومهًا يف الرت يهب أفكهار األفكهار ُطبها يف خمهس‬
‫مجلدات‪ ،‬لما جاه اإليجي ر به أكثر واإليجي مناصر لشي اإلسال ‪ ،‬بل مناصر البن القيم‪-‬رحمهه‬
‫اهلل‪.-‬‬
‫كتاب اإليجي نجد فيه هذه الباليا كلها‪ ،‬قديم العقل علب النقل‪ ،‬ظنية األدلة اللفظية‪ ،‬المجاي‪،‬‬
‫التىويل‪ ،‬كل هذه الباليا نجدها يف كتاب اإليجي‪.‬‬
‫الكتب التي ألفت بعد األيجي كتب التفتايا‪ ،‬السانوسي الجهوهرة ههذه كلهها مهىخوذة إمها مهن‬
‫اإليجي أو من التفتايا‪ ،‬أو ممن بعده‪ ،‬وهذه الكتب كلها مثل المرحلة األخيرة‪.‬‬
‫الةةكايف األخ ةة‪ :‬جما إلب شرور مرحلة الكالبيهة جمها إليهها شهرور المرحلهة االعتواليهة‪،‬‬
‫و ضيف إليها األمور التي أضافوها يف المرحلة األخيهرة‪ ،‬يف المرحلهة األخيهرة ذكهروا أصهول يعنهي‬
‫يقول شي اإلسال ‪ :‬ال وجد حتهب عنهد المعتولهة‪ ،‬مهثالً‪ :‬ظنيهة األدلهة اللفظيهة هكهذا بالجملهة‪ ،‬لهم‬
‫يقولها حتب المعتولة‪ ،‬األدلة اللفظية كلها ظنية لم نجده حتب عند المعتولة‪.‬‬
‫الذين يسوقون اآلن لألشعرية طب ًعا من أقوى أدلتهم أن جمهور األمة شافعي‪ ،‬طيب من عنهد‬
‫فالن من المحدثين فالن من المحدثين ولما نهول البهن حجهر والنهووي واذكهر‪ ،‬القرطبهي المفسهر‬
‫القرطبي المحدث يقولون هؤاله كلهم أشاعرة‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪00‬‬

‫طبعًا لماذا أنا ذكرت األصول؟ حتب نعرف هل فعالً هؤاله أشاعرة أو ال‪ ،‬بالنسبة للبيهقي ماذا‬
‫رون علب ضوه ما ذكرنا من أصول‪ ،‬هل هو أشعري؟ البد أن نتذكر األصول‪ ،‬علب خطورة موقف‬
‫البيهقي ألننا نعرف أنه لماذا انتشرت هذه الباليا؟ مهن لهك األسهماه‪ ،‬وإال ههذه األمهور القبيحهة ال‬
‫يتقبلها عقل‪ ،‬كيف قدموا العقل علب النقل‪ ،‬كيف قول أن كتاب اهلل ‪ ‬والسنة كلها ظنيهة‪ ،‬نسهيت‬
‫أصلهم القول بظنية أقوال اآلخر‪ ،‬ال يمكن أن يتقبلها عقل مسلم الباقي علب فطر هه‪ ،‬طبعهًا سهوقت‬
‫ذه األسماه‪ ،‬أنت أكثر غيرة من السنة علب البيهقي أنت كذا‪ ،‬أكثر من النووي‪.‬‬
‫لما نرى وننظر نقارن موقف فالن بموقف فالن البد أن نتذكر األصول‪ ،‬إذا ذكرنا األصول لن‬
‫نجد المشاهير من المحدثين أحد ًا يقول ذه األصهول‪ ،‬حتهب النهووي الهذي يكثهر مهن التهىويالت‪،‬‬
‫طبعًا هو يف التىويل أكثر من الحافظ بن حجهر‪ ،‬لهن نجهد؛ ألن ىويلهه‪ ،‬لهيس ألن العقهل مقهد علهب‬
‫النقل‪ ،‬بل هذا فهمه‪ ،‬هو يظن أن معنب الحديث هنا هو هكذا‪ ،‬ولكن إذا سىلته وقلت لهه‪ :‬ههل قهد‬
‫العقل علب النقل سيتعوذ باهلل ‪ ،‬ليس هذا أصله‪.‬‬
‫إذا سىلته عن األصول األخرى‪ ،‬الحافظ بن حجر هنا رسالة علمية أحهد اإلخهوة مهن يمالئنها‬
‫يف الجامعة اإلسالمية له رسالة علمية يف منهج الحافظ بن حجر‪ ،‬جما فيها أقواله يف أصول العقائد‬
‫يرد علب األشاعرة يف أول واجب علب المكلف يرد علهيهم ردود رصهينة جهد ًا جهدا‪ ،‬يهرد علهيهم يف‬
‫اعتبار علم الكال علم العقيدة‪ ،‬ويصرح بىن هذا مىخوذ من علو اليونان‪ ،‬ويرد عليهم ردود عنيفة‪،‬‬
‫ويرد عليهم يف جميا األصول‪ ،‬فكيف نصنفه ما األشاعرة‪ ،‬كيف نصنفه مها الهرايي‪ ،‬ههل ههذا مهن‬
‫اإلنصاف؟ أنا أرى أنه ليس من اإلنصاف‪.‬‬
‫نحن البد أن يكون موقفنا واضحًا جاه هؤاله األئمة‪ ،‬نحهن نهرى أن الخطهى الهذي وقعهوا فيهه‬
‫خطى يعني خطير جدً ا إال أهنم ليسهوا أشهاعرة‪ ،‬فههل نسهب للحهافظ بهن حجهر الهذي أفنهب عمهره يف‬
‫خدمة السنة هل نسب إليه هذه الباليا؟ هل خطر يف باله أن أحاديهث صهحيح البخهاري التهي عهاش‬
‫معها يعني عقد ًا من الومان أو عقدين من الومان كلها ظنية؟ عياذ ًا باهلل‪ ،‬ال يقول ذا‪.‬‬
‫‪02‬‬ ‫األشاعرة‬

‫مهها أن يعنههي موقفههه يف التىويههل يعنههي لههيس يههربر ال يههربر إال أنههه لههيس أشههعري‪ ،‬بههل أن نقههول‬
‫لألشاعرة هذا الجمهور الذي ذكرونه يعني ا قوا اهلل فيهم‪ ،‬أين أنتم من هؤاله‪ ،‬موقفكم من السنة‪،‬‬
‫واستخفافكم بالنصوا‪ ،‬ال نسبوها إلب هؤاله األئمة‪ ،‬كونهوا دقيقهين يف النسهبة‪ ،‬قولهوا مهثالً‪ :‬ههذا‬
‫التىويل الذي أولناه نفسه ىويل فالن نعم‪ ،‬هنا نهىيت إلهب أصهل القصهة‪ ،‬أنهت لمهاذا ىولهت؟ ألنهه ال‬
‫يمكن أن آخذ بالمعنب الحقيقي‪ ،‬وعنده يمكن أن يؤخذ‪ ،‬ولكن هذا مدلول اللفظ‪.‬‬
‫من اإلنصاف أن نبين المنطلل‪ ،‬لماذا أول فالن ولماذا أول فالن‪ ،‬مثالً عند ‪ :‬موقف ابن حهو‬
‫يف صفة الكال أسوأ من موقف األشاعرة‪ ،‬ولكن بالنظر إلب المنطلل يعني يكون خطئوه أههون مهن‬
‫خطى‪.‬‬
‫إذ ًا األشاعرة وموقفهم من الكتاب والسهنة‪ ،‬ومهوقفهم مهن مصهادر التلقهي‪ ،‬ههو ههذا الموقهف‪،‬‬
‫وأشهر أئمتهم يف المرحلة الكالبية‪ ،‬أشهر أئمتهم هو البهاقال‪ ،،‬ههو أشههر حتهب مهن شهويخهم مهن‬
‫مجاهد وغيره‪ ،‬هو األشهر‪ ،‬وكان سببًا يف مشعر المالكيهة ألنهه مهالكي‪ ،‬وممهن كهان سهببًا يف نشهر‬
‫األشعرية أيضًا يف بالد المالكية‪ :‬أحد الهاويين من رواة صحيح البخهاري‪ :‬أبهو ذر الههروي‪ ،‬أبهو ذر‬
‫الهروي كان يسكن يف مكة‪ ،‬وأسانيده عالية و فرد ا‪ ،‬كهل مهن يهىيت لروايهة صهحيح البخهاري يلقنهه‬
‫أيضًا‪ ،‬وبسببه انتقلت األشعرية إلب بالد المالكية يف المغرب‪.‬‬
‫وأشهر أئمتهم‪ ،‬طبعًا الباقال‪ ،‬له كتب‪ ،‬وكتبه مطبوعة‪ ،‬اإلنصاف إذ ًا كتابه اإلنصاف‪ ،‬والتمهيد‬
‫الذي أصل اسمه الحرة‪ ،‬وطبا باسم التمهيد‪ ،‬وكتبه أيضًا يف أصول الفقه مطبوعة‪ ،‬أشهر أئمتهم يف‬
‫المرحلة االعتوالية هو إما هذه المرحلة نفسه الذي هو الجويني‪ ،‬و لميذه الغوالي الذي هويف سهنة‬
‫خمسمائة وخمسة‪.‬‬
‫وأشهر أئمتهم يف المرحلة األخيرة المرحلة الفلسفية هو‪ :‬الرايي‪ ،‬والشهرسهتا‪ ،،‬الشهرسهتا‪،‬‬
‫قبل هذا إال أنه ما هذه المرحلة‪ ،‬الشهرستا‪ ،‬واآلمهدي‪ ،‬ومهن بعهدهم اإليجهي والتفتهايا‪ ،،‬ههؤاله‬
‫أشهر أئمتهم‪ ،‬ومعهم الشيرايي وصاحب البيضاوي هؤاله كلهم يف هذه المرحلة‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪03‬‬

‫أما كتبهم‪ :‬فكما قلت أشهر كتبهم يف المرحلة األولب هي كتهب البهاقال‪ ،،‬يف المرحلهة الثانيهة‪:‬‬
‫كتب الغوالي وشيخه الجويني‪ ،‬الجويني له كتب كثيرة‪ :‬اإلرشاد‪ ،‬وقواطا األدلة وكتابه اآلخر أكهرب‬
‫منه‪ ،‬والغوالي كتب االقتصاد االعتقاد كتاب قريبهًا بحجهم اإلرشهاد‪ ،‬وكتهب أيضهًا قواعهد العقائهد‬
‫كتاب مختصر ضمنه كتاب اإلحياه‪ ،‬وكتب أيضًا إلجا العوا ‪ ،‬هذا الكتاب كتبهه رد ًا علهب العهوا ‪،‬‬
‫إلجا العوا علب علم الكال ‪.‬‬
‫اإلخوة يعتربون أن هذا الكتاب يعني رجوع من الغوالي من علم الكال إلب‪ ،‬وهذا ليس‬ ‫بع‬
‫بصحيح‪ ،‬هذا الكتاب من أخطر كتب علم الكال ‪ ،‬إلجا العوا علب علم الكال ‪.‬‬
‫الرايي لما ألف أساس التقديس‪ ،‬كثير من األفكار مىخوذة من إلجا العهوا ؛ ألنهه ذكهر فيهه أن‬
‫الذي يقدس اهلل ‪ ‬البد أن يتبا أصول‪ ،‬ذكر أصول كلهها أصهول عطيهل‪ ،‬البهد أن عطهل لتقهدس‪،‬‬
‫البد أن نفي لتقدس البد أن ؤول لتقدس هذا التقديس‪.‬‬
‫وهذا الكتاب كما قلت هو يعني ليس رجوعًا من الغوالي إلهب مهذهب السهلف‪ ،‬بهل ههو يعتهرب‬
‫مههوقفهم يعنههي يختلههف يف كههل دور‪،‬‬ ‫لههون مههن ألههوان علههم الكههال ؛ ألهنههم مههثالً بالنسههبة للتفههوي‬
‫الذي ألومهه الجهويني أخيهر ًا علهب الجميها جعلهه مهن بعهده كهالرايي وغيهرهم خيهار ًا مهن‬ ‫التفوي‬
‫‪.‬‬ ‫الخيارين‪ :‬إما التىويل وإما التفوي‬
‫المهههم أن هههذا الكتههاب كتههاب خطيههر جههد ًا‪ ،‬ولههيس فيههه أي رجههوع إلههب مههذهب أهههل السههنة‬
‫والجماعة‪.‬‬
‫بعد هذه المرحلة ىيت مرحلهة الهرايي وأشههر أئمهتهم فيهها الهرايي نفسهه‪ ،‬وكمها قلهت ههؤاله‪،‬‬
‫والههرايي كتبهه كثيههرة أخطرههها «أسههاس التقههديس»‪ ،‬أسههاس التقههديس جمهها فيههه أكثههر مهها يلجههى إليههه‬
‫المعطلة‪ ،‬جمعها كلها يف هذا الكتاب‪ ،‬ولذلك مسكه شي اإلسال جمله ًة جمله ًة ورد عليهه بكتهاب‬
‫نقد التىسيس‪ ،‬وهذا الكتاب يسميه شي اإلسال ىسيس الجهمية‪.‬‬
‫‪04‬‬ ‫األشاعرة‬

‫وذكر يف التسعينية أن الجهميهة ثهالث طبقهات‪ :‬الجهميهة األوائهل‪ :‬الهذين يجمعهون بهين الجهرب‬
‫والجهمههي والههتجهم‪ ،‬والقههدر‪ ،‬واإلرجههاه‪ ،‬المرحلههة الثانيههة‪ :‬المعتولههة‪ ،‬المرحلههة األخيههرة مرحلههة‬
‫األشاعرة نسميهم أيضًا جهمية‪ ،‬كثير من الجهمية اآلن األشاعرة يتربمون من ههذا االسهم‪ ،‬يقولهون‬
‫كيف يسميهم شي اإلسال كيف يسميهم جهمية وهم يردون عليهم‪ ،‬ألن األصول هي األصول‪.‬‬
‫ولذلك اإلما البخاري لما رد يف كتابه يعني يف آخهر كتابهه‪ ،‬يف كتهاب التوحيهد اسهم الكتهاب يف‬
‫النس ‪ :‬كتاب التوحيد والرد علب الجهميهة‪ ،‬ويقصهد هم الكالبيهة‪ ،‬وأيضهًا المعتولهة‪ ،‬كلههم‬ ‫بع‬
‫يدخلون يف هذا‪.‬‬
‫ما يتعلل هؤاله يعنهي مهن حيهث أئمهتهم وأصهولهم وكتهبهم‪ ،‬وأئمهتهم اآلن يعنهي‬ ‫وهذا بع‬
‫أئمهتهم اآلن‪ ،‬سهبحان اهلل نظهر‬ ‫يجمعون بين هذه األصول كلها وبين الكذب الصريح‪ ،‬يعني بع‬
‫يف كلما ه ستغرب‪ ،‬حتب الشيطان ال يجوي أن ‪ ..‬عليهه‪ ،‬إذا كنهت جريئهًا انقهل كهال شهي اإلسهال‬
‫ورد عليه‪ ،‬سود كم مجلد يف الرد عليه‪ ،‬أما أنك كذب‪ ،‬فهذا دين الشيطان‪.‬‬
‫كثير من كبارهم اآلن يعني سبحان اهلل جد الكذب عنده‪ ،‬وخاصة فيما يتعلل بشهي اإلسهال ؛‬
‫ٌ‬
‫ألهنم ال يطيقون اسم شي اإلسال ؛ ألنه ههو الهذي يعنهي ههو عروشههم وههو الهذي مسهك أئمهتهم‬
‫وكتبهم لم يكتب شيه من أوائلهم إال وأذهبه نصحًا لألمة‪ ،‬وهذا كله بيانًا للدين الصهحيح ولهيس‬
‫انتقامًا من أحد‪.‬‬
‫فالواجب اآلن علب أهل السنة والجماعة األئمة علهب طهالب العلهم صهغار ًا وكبهار ًا أن يتنبههوا‬
‫علب هذا الخطر‪ ،‬الهذي بهدأ يظههر اآلن بوجهوه عديهدة‪ ،‬كهل مهن يهروج للمهذهب األشهعري لكتهب‬
‫األشاعرة بىي اسم‪ ،‬يعني البد أن يكون لنا موقف واضهح مهن ههؤاله بهالرد علهيهم يف منتهديات‪ ،‬يف‬
‫مها يجهب علينها مهن النصهح‬ ‫الصحف وبرسائل يعني بجميا الوسائل؛ حتب نكهون قهد قمنها بهبع‬
‫لعمو المسلمين‪.‬‬
‫نكتفي ذا القدر وصلب اهلل وسلم علب نبينا محمد وعلب آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪05‬‬

‫الطبلب‪ :‬بالنسبة لإلما بن الجويي هل يعترب من األشاعرة؟‬


‫الش خ‪ :‬نعم‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬كيف يصنف يعني؟‬
‫الش خ‪ :‬ابن الجويي أشعري‪ .‬ابن الجويي كتابه‪،‬‬
‫الطبلب‪ :‬ذكر الذهبي ‪ ..‬اآلمدي قصة ‪ ..‬إذا ما كان بيصلي؟‬
‫الش خ‪ :‬اهلل أعلم‪ ،‬اآلمدي أصالً كان حنبلي متىول علب الشافعي‪ ،‬اهلل أعلم‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬شيخي أنا قرأت كتاب لفتح الباري يذكر العندية ‪ ..‬؟‬
‫الش خ‪ :‬الحافظ عنده ىويالت‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬هل هو يقصدها‪ ،‬ذكر يف رجمة‪ ..‬قال عند ربهه ههذه عنديهة شهريف ال عنديهة مكهان‪،‬‬
‫فهل يقصد ا هذه العندية؟‬
‫الش خ‪ :‬طيب بس اكتفب ذه الجملة؟‬
‫الطبلب‪ :‬شي ما هي أبري الكتهب المعاصهرة لألشهاعرة أبريهها‪ ،‬مها كلهها‪ ،‬يعنهي كهون مركهوة‬
‫ودقيقة يعني من المعاصرين‪ ،‬ماذا نصح يعني؟‬
‫الش خ‪ :‬المعاصرين موقف ابن يمية من األشاعرة‪ ،‬يف أيضهًا موقهف األشهاعرة مهن وحيهد اهلل‬
‫‪ ‬أظن لأل ‪ ،‬أحد اإلخوة من السودان‪ ،‬موقف األشاعرة من وحيد اهلل ‪ ‬يف مجلدين‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬شي ما الفرق بينه وبين الجرب؟‬
‫الش خ‪ :‬هو جرب‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬هل يف فرق معين أو؟‬
‫الش خ‪ :‬هو الجرب واضح‪ ،‬والكسب ههو أيضهًا جهرب‪ ،‬الكسهب ههم يقولهون‪ ،‬اآلن عنهد أفعهال‬
‫العباد‪ ،‬هنا فعل فعله العبد‪ ،‬هذا الفعل من فعله؟ عند الجهميهة فعلهه اهلل ‪ ،‬وينسهب إلهب اهلل ‪‬‬
‫إلب العبد مجاي ًا‪ ،‬ومن الذي خلقه؟ خلقهه اهلل ‪ ،‬ههو الهذي خلقهه وههو الهذي فعلهه‪ ،‬وينسهب إلهب‬
‫‪06‬‬ ‫األشاعرة‬

‫العبد مجاي ًا فعله‪ ،‬وعند المعتولة من الذي فعله؟ ومن الذي خلقه؟ عند أهل السنة والجماعة فعلهه‬
‫العبههد وخلقههه اهلل ‪ ،‬عنههد األشههاعرة فعلههه العبههد فعلههه اهلل ‪ ‬وخلقههه اهلل ‪ ،‬مههاذا كههان مههن العبههد‬
‫معنب للكسب واضح‪.‬‬
‫الكسب؟ بدأ أن نسب الفعل إلب اهلل ‪ ‬ال يبقب ً‬
‫الطبلب‪ :‬القول األول‪.‬‬
‫الش خ‪ :‬بعد أن نسبت الفعل إلب اهلل ‪ ‬ال يبقب معنب للكسب؛ ألن الكسب ههو الفعهل‪ ،‬نحهن‬
‫أيضًا نثبت الكسب بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير‪ ،‬الفعل هو الكسب‪ ،‬أنت اآلن نسبت الفعهل‬
‫إلب اهلل ‪ ،‬ونسبت الخلل أيضًا إلب اهلل ‪ ‬وهذا صحيح‪ ،‬ونسبت الفعل أيضًا إليه‪ ،‬ما الذي بقهي‬
‫للعبد؟ ما بقي شيه‪.‬‬
‫ولهذا هذا المذهب وهم يسمونه الرايي يسميه الجرب المتوسط‪ ،‬هو الجرب بعينه‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬جرب متوسط؟‬
‫الش خ‪ :‬هو يسميه جرب متوسط‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬شي فعليًا ما يف أي فرق البتة بين الكسب والجرب؟‬
‫الش خ‪ :‬الفرق فقط يف الغموض هذا واضح وهذا غير واضح‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬لكن حقيقته‪.‬‬
‫الش خ‪ :‬هو الجرب‪ ،‬لماذا غير واضح؟ أنت اآلن فكر يعني‪ ،‬بعد أن نسبت الخلل والفعل إلب اهلل‬
‫‪ ‬ما الذي بقي إلب العبد؟ ما بقي له شيه‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬شي ‪...‬‬
‫الشعع خ‪ :‬مهها يثبتههون األسههماه؛ ألهنهها عنههدهم خههل بالتوحيههد‪ ،‬إذا أثبههت أن األسههباب ههؤثر يف‬
‫المسببات فهذا يخل بالتوحيهد‪ ،‬والمهؤثر ههو اهلل ‪ ‬فقهط‪ ،‬وأنهت أثبهت أيضهًا ‪ ..‬لغيهره‪ ،‬ومهن ههذا‬
‫الباب قالوا‪ :‬األسهباب ال هؤثر‪ ،‬طبعهًا ههذا خطهى‪ ،‬اهلل ‪ ‬ههو الهذي جعلهها مهؤثرة‪ ،‬وإذا أراد سهلب‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪07‬‬

‫العبد‪ ،‬ثم يا نار كو‪ ،‬برد ًا وسالمًا علهب إبهراهيم‪ ،‬هنها سهلب األثهر وإال كانهت النهار حهرق ومهؤثرة‬
‫بذاهتا‪ ،‬من الذي جعلها مؤثرة؟ اهلل ‪ ،‬وهذا ليس خلل يف التوحيد‪.‬‬
‫التوحيد‪ ،‬يعني وحيد المرسلين أنت ما عرفته وال عرفته‪ ،‬أن ىيت و قول ذا الشكل‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬يف حل اهلل ‪.‬‬
‫الش خ‪ :‬جميا المتقدمين يثبتون العلو‪ ،‬ولكن عند إثبات لالستواه‪ ،‬يعني االستواه من الصفات‬
‫االختيارية‪ ،‬بالنسبة لالستواه يثبتون فعالً فعله اهلل ‪ ‬يف العرش‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬حتب أبو يعلب يقول ‪..‬‬
‫الش خ‪ :‬أبو يعلب عنده كثير من الكالميات متىثر جد ًا بالباقال‪ ،،‬قارن كتباه‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬قال إن اهلل يفعل فعال يف العرش‪ ،‬يا شي ‪...‬‬
‫الش خ‪ :‬هذا التفسير لالستواه فسير خاطئ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫الطبلب‪ :‬يعترب ىويل أو فوي‬
‫ولكن فسير خاطئ‪ .‬إذا قارنهت بهين المعتمهد ألبهي يعلهب وبهين التمهيهد‬ ‫الش خ‪ :‬ليس فوي‬
‫للباقال‪ ،‬سهتجد كثيهر ًا مهن التشهابه حتهب يف العنهاوين‪ .‬المعتمهد ههذا طبها قهديمًا‪ ،‬عنهد المكتبهة؟‬
‫معتمد يف علم الكال ‪ ،‬المعتمد هذا طبا قهديمًا يف األردن‪ ،‬أنها صهور ه مهن مكتبهة الشهي سهعودي‬
‫الخلف؛ ألنه له رسالة علب أبو يعلب كتاب المعتمد حققه‪ ،‬يقهول صهور ه مهن األردن وأنها صهور ه‬
‫من عنده‪ ،‬قارنه بكتب الباقال‪ ،‬جد شابه كبير حتب يف العناوين‪.‬‬
‫طبعًا الحنبلي لم يجددها إال شي اإلسال ‪ ،‬هو الذي جدد الحنبلي‪ ،‬وإال الحنابلة يعنهي كهانوا‬
‫يف طريقهم إلب‪ ،‬يف موقفهم من الصفات االختيارية هو موقف الكالبية المتىخرين‪ ، ،‬هو لهيس مثهل‬
‫البيهقي أصالً‪.‬‬
‫الطبلب‪..:‬‬
‫‪08‬‬ ‫األشاعرة‬

‫الشع خ‪ :‬علههب كههل حههال هههو أحسههن حهها ً‬


‫ال مههن البيهقههي والخطههابي‪ ،‬المشههاي الكههرا بعههد هههذا‬
‫التفصيل ما رأيكم يف صنيف األشاعرة هل هم من أهل السنة والجماعة؟‬
‫الطبلب‪ :‬ال‪.‬‬
‫الش خ‪ :‬لماذا؟ طبعًا عنهدنا ثالثهة كلمهات‪ :‬أههل‪ ،‬السهنة‪ ،‬الجماعهة‪ ،‬البهد أن ننظهر إلهب معانيهها‬
‫ونطبقها علهب كهل مهن يهدعي ههذا‪ ،‬ههذا ههو الموقهف الصهحيح‪ ،‬وإال الجميها يهدعون أهنهم‪ ،‬حتهب‬
‫المعتولة يقولون هم أهل سنة‪ ،‬كثيهر مهن األشهاعرة يعنهي يف خصهومتهم‪ ،‬قهارن بهين أصهولك وبهين‬
‫أصول أهل السنة والجماعة‪ ،‬بل قارن أصولك بالسنة بمعنب المحدثين ما موقفك من السنة؟ السنة‬
‫عند إما أهنا مرفوضة باسم أخبار األحاد‪ ،‬أو مرفوضة عند باسم ظنية األدلة اللفظية‪.‬‬
‫أما معاملتها ويعني بالتىويل بالمجاي دفعها ذا الشهكل فههذا حهدث وال حهرج‪ ،‬فكيهف كهون‬
‫من أهل السنة والجماعة‪ ،‬ألن أهل الشيه هو أخص الناس به‪ ،‬أهل البيهت ههل أختلهف مها الشهي‬
‫محمد اآلن أنت أهل هذا البيت أو أختلهف معهه؟ أختلهف معهه إال إذا كهان هنها فهرق‪ ،‬ولهذلك إذا‬
‫أردت أن صل لنتيجة فالشرف لك أن كون من أهل السنة والجماعهة‪ ،‬الشهرف للجميها أن يكهون‬
‫من أهل السنة والجماعة‪ ،‬فالبد أن يكون موقفك من السنة موقفًا مشرفًا‪.‬‬
‫موقف المحدثين موقف أهل السنة والجماعة‪ ،‬كيف رد عليهم‪ ،‬خرجنهي مهن السهنة سهميني‬
‫حشري سميني مشبه‪ ،‬سميني ألجل موقفي من السنة ثم كون أنت أهل السنة وأنا كذا‪ ،‬يعني هذه‬
‫التسمية ال صح إال إذا كانت التسميات بالضد يعني‪ ،‬فالن أهل هذا الشيه؛ ألنه أبعهد النهاس عنهه‪،‬‬
‫مهثالً‬ ‫طبعًا هنا أيضًا أهل السنة والجماعة يف مقارنة األشاعرة بغيرهم بالمعتولهة مهثالً بهالرواف‬
‫وأهنم أقرب إلب أهل السنة والجماعة من كذا‪ ،‬هذا شيه‪ ،‬أما ميواهنم بالميوان الصحيح أين هم من‬
‫السههنة؟ هههذا هههو الفههارق‪ ،‬أنههت دافعههت علههب السههنة ورددت علههب السههنة ورددت علههب أهههل السههنة‬
‫والجماعة‪ ،‬ورميتهم بكل نقيصة ثم ىيت و ثبت أنك أولب الناس بالسنة‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪09‬‬

‫الذين عاديتهم ألجل السنة‪ ،‬الذين عادو ألجل السنة خرجهم مهن السهنة و كهون‪ ،‬فالمسهىلة‬
‫ليست يعني مسائل رياضية معقدة‪ ،‬واضحة جد ًا‪ ،‬كيف أنت‪ ،‬من يكون أهل السهنة والجماعهة؟ مهن‬
‫يهتموا ا رواية ودراية‪ ،‬من ُعرف ا‪ ،‬أما من ُعرف برده علب السهنة وبهرده علهب أههل السهنة وبهرده‬
‫علب المحدثين كيف يكون هذا من أهل السنة والجماعة‪ ،‬هذا أو ً‬
‫ال‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬قارن أصولك‪ ،‬أصلك يف القدر‪ ،‬أصلك يف اإليمان‪ ،‬أصلك يف التوحيد‪ ،‬وحيد الربوبية‪،‬‬
‫وحيد األلوهيهة‪ ،‬وحيهد األسهماه والصهفات‪ ،‬وحيهد الربوبيهة عنهدهم خلهل لمهاذا؟ ألهنهم يثبتهون‬
‫وجود اهلل ‪ ‬ألجهل ههذا الهدليل‪ ،‬وههذا الهدليل ال يسهتوي مها النصهوا‪ ،‬وحيهد الربوبيهة وحيهد‬
‫األلوهية وحيد األسماه والصفات‪ ،‬أيضًا يف مصادر التلقي‪ ،‬كيفية التعامل ما النصوا‪ ،‬ال يصفوا‬
‫لهم إال أبواب الصحابة‪ ،‬ويف أبهواب الصهحابة ههم فعهالً مها أههل السهنة والجماعهة‪ ،‬ويهردون علهب‬
‫‪ ،‬ويحسنون يف هذا‪ ،‬يف كل منطقة‪.‬‬ ‫الرواف‬
‫أنت لما قرأ للنسفي مثالً كتابه عن أبي بكر ‪ ،‬يعني يكفي‪ ،‬كتهب عنهه كتابهة جميلهة جهد ًا ثهم‬
‫يف بهالده‪ ،‬ألن كثيهر ًا مهن النهاس كهان‬ ‫ذكر يف األخيهر أنهه أفهاض يف ههذه المسهىلة؛ لوجهود الهرواف‬
‫يتقرب إلب الوالة بسب الشيخين‪ ،‬ولذلك لهم جهود مشكورة يف ههذا البهاب‪ ،‬ولكهن حتهب يف بهاب‬
‫هو ذكر شي اإلسال ‪ :‬شر أقوال أهل البدع‪.‬‬ ‫‪ ،‬والتفوي‬ ‫الصحابة هم ينسبون الصحابة للتفوي‬
‫أنت اعتربت الصحابة دراويش كيف احرتمتهم؟ نسهبت إلهب نفسهك اإلحكها ‪ ،‬ونسهبت إلهيهم‬
‫السالمة والدروشة‪ ،‬يعني حتب يف أبواب الصحابة لم يلحقهوا ركهب أههل السهنة والجماعهة‪ ،‬مها أن‬
‫هذا هو الباب الوحيد الذي هم ما أهل السنة والجماعة فيه‪.‬‬
‫قصدي من هذا أن معرفة أن فالنًا من أهل السنة وفالنًا ليس من أهل السنة‪ ،‬هذا يعنهي ميوانهه‬
‫ليس صعبًا‪ ،‬يف نفس السياق أيضًا‪ :‬إخراج من هو من أههل السهنة يف مسهىلة فرعيهة ُ خهرج ههذا مهن‬
‫أهل السنة‪ ،‬لفظه لفظًا هذا أيضًا ال يجوي‪ ،‬ليس من اإلنصاف‪ ،‬أن عامل آخا الذي ههو معهك يف‬
‫األصول خرجه من أهل السنة لماذا؟ ألجل مسىلة افهة‪ ،‬وهذا أيضًا من األمور التي انتشهرت‪ ،‬مها‬
‫‪21‬‬ ‫األشاعرة‬

‫ينبغي‪ ،‬فإخراج فالن من أهل السنة يكون هذا بالنظر إلب األصهول‪ ،‬األصهول واضهحة‪ ،‬مهن أوضهح‬
‫الواضحات أصول السلفيين‪ ،‬أصول أههل السهنة والجماعهة‪ ،‬ههذه األصهول ههي األصهول علهب مهر‬
‫القرون‪ ،‬و تمحور حول حكيم الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ليس من اإلنصاف أن خرج فالنًا من الناس؛ ألنه خالفك يف فالن‪ ،‬أو خالفك يف هذه المسىلة‬
‫التي الخالف فيها بين أهل السنة والجماعة‪ ،‬أيضًا ُ هدخل فهالن يف أههل السهنة ألنهه معهروف‪ ،‬ألنهه‬
‫مشهور ال‪ ،‬يعني كل من يصنف يصنف ألجل أقواله‪ ،‬ألجل مواقفه‪ ،‬وهذه المواقف يكون سهطرها‬
‫يف كتاب دوهنا يف كتاب أو اشتهرت عنه وهكذا‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫سننبه إلب قضية أهل السنة والجماعة‪ ،‬ههل ههم مهن أههل السهنة والجماعهة؟ ال‪ ،‬ههم يحكمهون‬
‫علب أنفسهم‪ ،‬هل أنتم من أهل السنة والجماعة أو ال‪ ،‬يعني خذ معه أصول أهل السهنة مهن البدايهة‪،‬‬
‫مثالً قديم العقل علب النقل‪ ،‬إذا قال أنا ال أقهد العقهل علهب النقهل بهل أقهد النقهل‪ ،‬قهول لهه أنهت‬
‫أشعري هذه أصول األشاعرة‪ ،‬أن بعضهم يكذب يقول أنا كذا‪ ،‬أصول الفرقة الفالنية وهي معروفهة‬
‫من يؤمن ا أشعري‪ ،‬مهن ال يهؤمن ها يكهون صهفنًا آخهر‪ ،‬ويف كهل أصهل مهن ينحهرف فيهه الطائفهة‬
‫معروفة‪ ،‬من انحرفوا يف أبواب اإليمان اسمه معروف‪ ،‬من انحرف يف أبواب التوحيد اسمه معروف‬
‫وهكذا واهلل أعلم‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬بالنسبة للجويني المدرسة الثانية للمدرسة األشعرية هل هو األب أ االبن؟‬
‫الش خ‪ :‬ال‪ ،‬االبن‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬هو إما الحرمين نفسه‪.‬‬
‫الش خ‪ :‬هو‪ ،‬الوالد هو من أئمة األشاعرة وكتب رسالة لطيفة كتب فيها رد علب أئمتهه‪ ،‬رد علهب‬
‫األشاعرة‪ ،‬وذكر أن هذه العقائد ال جتما ما اإلما ‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬يا شي طبعت؟‬
‫الش خ‪ :‬طبعت‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪20‬‬

‫الطبلب‪ :‬ذكر الشاطبي مسىلة ‪ ..‬خالف يف أصل من األصول‪ ..‬صحيح؟‬


‫الش خ‪ :‬طبعًا األصل واضح‪ ،‬كثرة المخالفهة يف الفهروع مهن الصهعب ضهبطه‪ .‬يعنهي ممكهن أن‬
‫يرجهها ضههبطه إلههب األئمههة الكبههار‪ ،‬مههثالً هههو يخالفههك يف شههيه مههن اإليمههان‪ ،‬يخالفههك يف شههيه مههن‬
‫التوحيد‪ ،‬إذا كثرت مخالفا ه هكذا‪ ،‬هل مثل له بمثال؟ اهلل أعلم‪.‬‬
‫نعم هم ينفون وأهنم حسنوا‪ ،‬المرحلة األخيرة ينفوهنا هم‪ ،‬وكثيهر مهنهم ينفهون كتهاب اإلبانهة‪،‬‬
‫لعله ذكره ابن عساكر يف كتابه التبيين ذكره‪ .‬ليش هذا هو الكتاب الوحيد الهذي ‪ ..‬رأيهه كمها ذكهرت‬
‫مقاالت اإلسالميين وإشار ه إلب أهل الثغر وكتاب اإلبانة‪ ،‬ليس المهم موقف فالن وعالن‪ ،‬المههم‬
‫هي األصول‪ ،‬خذ األصول وقهارن موقفهك هذه األصهول؛ حتهب عهرف أيهن أنهت مهن السهنة‪ ،‬ههذا‬
‫األصل‪ ،‬أصلهم عد االعتداد بىحاديث اآلحاد يف العقيدة هذا األصل لوحهده يعنهي ينسهف السهنة‪،‬‬
‫أئمة السنة يرون أنه إن كان متوا ر‪ ،‬إن كان‬ ‫ألن األحاديث المتوا رة قليلة جد ًا علب القول ا‪ ،‬بع‬
‫أئمهة أههل‬ ‫عريف المتوا ر ما أفاد العلم إما بالعدد أو بالصهفة أو كهذا‪ ،‬أمها أن ربطهه بالعهدد‪ ،‬بعه‬
‫السنة ينفون‪.‬‬
‫علب القول به عد بال ‪ ..‬طيب كيف باقي األحاديث؟ ال يجوي االسهتدالل ها عنهد األشهاعرة‪،‬‬
‫كيف كون بعد أن نسفت الصحيحين هل كون من أهل السنة؟ طبعًا هذا هو موقفهم عهن السهنة‪،‬‬
‫ولما جاهوا وأضافوا ظنية األدلة اللفظية‪ ،‬هنا حشروا القرآن أيضًا ما السنة‪ ،‬ألهنا كلها ظنية داللة‪.‬‬
‫بعضهم قد يكون جاهالً بىصوله يظن‪ ،‬لكن الحديث يكون ما من‪ ،‬كثير من األشاعرة يذكر يف‬
‫الكتب أهنم ينسبون الفعل إلب العبد‪ ،‬وههذا خطها‪ ،‬مهذهب األشهاعرة أن الفعهل ُينسهب إلهب اهلل ‪،‬‬
‫وأنا كنت قرأت كالمًا للبوطي قديمًا يف كتابهه كهربى الال ينيهات‪ ،‬ذكهر فيهه أنهه ال فهرق بهين موقهف‬
‫األشاعرة والما ريدية يف القهدر‪ ،‬فىنها حيهوت ههل الرجهل يعنهي ههل خفهب عليهه لهك المنايعهات‬
‫الطويلههة العريضههة بههين الفههرقتين‪ ،‬أو طبعههًا القههول ههذا صههعب؛ ألنههه معههروف البههوطي لههيس علههب‬
‫مستوى‪ ،‬أقل ما ُيقال فيه أنه ال خفب عليه أقوالهم‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫األشاعرة‬

‫علم بىقوالهم وعلب و‬


‫علم باالختالف بين الفريقين كيهف أنهه يقهول ال فهرق؟‬ ‫طيب إذا كان علب و‬
‫كربائهم أيضًا عندهم خلل يف فهم المذهب‪ ،‬يعني موقف الما ريدية يف هذه‬ ‫مما يدل علب أن بع‬
‫المسىلة أحسن من موقف األشاعرة‪ ،‬الما ريدية األوائل لهم يخهالفوا أههل السهنة والجماعهة يف ههذا‬
‫الباب‪.‬‬
‫ألنه ينسب إلب العبهد فعهالً وإلهب اهلل ‪ ‬خلقهًا لهم يخهالفوا يف ههذا‪ ،‬المتهىخرون وخاصهة بعهد‬
‫صدر الشريعة يف سنة سعمائة و سعة وخمسين‪ ،‬و سعة وأربعين‪ ،‬بعهده جهاهوا بفكهرة غريبهة وههي‬
‫القول بنسبة خلل اإلرادة الجوئية إلب العبد‪ ،‬يعني العبهد ههو الهذي يخلهل اإلرادة الجوئيهة‪ ،‬واإلرادة‬
‫الجوئية عبارة عن طبيل اإلرادة صفة اإلرادة‪ ،‬أنت اآلن متصهف بصهفة اإلرادة‪ ،‬عنهد ‪ ،‬اهلل ‪ ‬ههو‬
‫الذي جعلك‪ ،‬وما شاهون إال أن يشاه اهلل‪ ،‬عنهد مشهيئة وعنهد إرادة‪ ،‬لمها طبهل ههذه‪ ،‬يعنهي لمها‬
‫ىخذ هذا اآلن طبقت اإلرادة‪ ،‬هذه اإلرادة الجوئية‪ ،‬ههذا الفعهل المعهين ههذا يسهمونه إرادة جوئيهة‪،‬‬
‫اإلرادة الكلية هي صفة اإلرادة‪.‬‬
‫يقولههون‪ :‬اإلرادة الجوئيههة مخلوقههة للعبههد‪ ،‬لمههاذا؟ نفههس حجههة المعتولههة‪ ،‬فىحههد الما ريديههة‬
‫المتىخرين كتب كتابًا مستقالً عليه‪ ،‬وهو شي اإلسال يف الدولة العثمانية‪ ،‬مصطفب صربي‪ ،‬اسهمه‬
‫مصطفب صربي أظن‪ ،‬صاحب موقف العقل‪.‬‬
‫كتب كتابًا يف الرد علب أصحابه‪ ،‬وذكر فيهه أن مهذهبهم أشهنا مهن مهذهب المعتولهة؛ ألنهك إذا‬
‫نسبت خلل اإلرادة الجوئية للعبد‪ ،‬كىنهك نسهبت خلهل جميها األفهراد‪ ،‬ألن اإلرادة قبهل التطبيهل ال‬
‫وجود لهها‪ ،‬اإلرادة الجوئيهة يف جميها األعمهار ىكهل إرادة جوئيهة شهرب إرادة جوئيهة مشهي إرادة‬
‫جوئيههة ألههيس كههذلك؟ إذ ًا جميهها أفعههال العبههاد مخلوقههة لمههن؟ للعبههد‪ ،‬هههذا المههذهب لمتههىخري‬
‫الما ريدية‪ ،‬تبعت يف كتهبهم القديمهة للنسهفيين كلههم‪ ،‬وكتهاب التوحيهد للما ريهدي نفسهه مطبهوع‪،‬‬
‫كالمهم فيها مثل كال أهل السنة والجماعة‪ ،‬نسبة األفعال إلب العبد فعالً وإلب اهلل ‪ ‬خلقًا‪.‬‬
‫فالغرض أن البوطي قال ليس هنا فرق بين‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬حممد حممدي النورستاين‬ ‫‪23‬‬

‫الطبلب‪ :‬يقصد المتىخرين؟‬


‫الش ع خ‪ :‬ال يصههح هههذا ال علههب المتههىخرين وال علههب المتقههدمين‪ ،‬ألن المتههىخرين أقههرب إلههب‬
‫مهن الجربيهة‪ ،‬وطبعهًا مهذهب األشهاعرة أقهرب إلهب الجربيهة بهل ههو‬ ‫المعتولة‪ ،‬علب الطرفين نقي‬
‫الجرب نفسه‪ ،‬ومذهب الما ريدية أقرب إلب المعتولة فكيف هذا؟‬
‫أمهها علههب المتقههدمين مههذهب األشههاعرة المعههروف الكسههب‪ ،‬فكثيههر مههنهم عنههده خلههل يف فهههم‬
‫المذهب‪ ،‬ولذلك نحن نوضح لهم ونقول‪ :‬ما رأيك يف هذه األصول أصهالً أصهالً؛ حتهب نعهرف مها‬
‫هو موقفك‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬يف أقوال‪ ،‬كيف أعرف المعتمد يف الفقه؟‬
‫الش خ‪ :‬المعتمد يعني عندهم مثالً يف دليل األعراض عندهم خالفهات كثيهرة جهد ًا يف جوئيهات‬
‫الدليل‪ ،‬لكن ال خالف عندهم يف اعتماده بشكل معين‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬الما ريدية‪ ،‬أقصد يف القدر كيف أعرف القول المعتمد عندهم ههل القهول المتقهد أو‬
‫المتىخر؟‬
‫الش خ‪ :‬إذا كانوا الما ريدية المتىخرون فهم علب المذهب الشائا اآلن هو مذهب المتهىخرين‪،‬‬
‫بههل هههم ينسههبونه إلههب المتقههدمين أيضههًا‪ ،‬وهههذا خطههى‪ ،‬الما ريديههة اآلن ينسههبون هههذا المههذهب إلههب‬
‫المتقدمين وهذا خطى‪.‬‬
‫الطبلب‪ ... :‬الرايي أو؟‬
‫الش خ‪ :‬عرف باعتماده علب الكتاب‪ ،‬أي كتاب عتمد عليه‪.‬‬
‫الطبلب‪ :‬المتىخرين اللي ما هم ضابطين المسىلة‪ ،‬هل ألومهم بقول الرايي؟‬
‫الش خ‪ :‬ال لومه أنت‪ ،‬هو الهذي يقهول لهك‪ ،‬قهول لهه‪ :‬مها رأيهك يف قهديم العقهل علهب النقهل‪،‬‬
‫وخليه هو الذي يقول حتب نعرف موقفه‪ ،‬قهد يكهون فعهالً ال يقهول بقهولهم فنقهول لهه يها أخهي أنهت‬
‫لست أشعري‪ ،‬لماذا نتسب إليهم‪ ،‬أنت لست أشعري‪ ،‬األشهعري عنهدنا مهن يقهول هذه األصهول‪،‬‬
‫‪24‬‬ ‫األشاعرة‬

‫ليس عندنا‪ ،‬المعتولة لما قالوا ال يكون أحد معتوليًا إال إذا جما بين األصهول الخمسهة‪ ،‬ههل نحهن‬
‫ألومناهم؟ ال‪ ،‬هم فعلوا هذا‪ ،‬ولذلك من كان معتوليًا مهثالً يف أمهرين ويخهالفهم يف ثالثهة أمهور ههم‬
‫يقولون هذا ليس معتولي‪ ،‬ونحن نقهول لهه نعهم أنهت لسهت معتولهي إال يف ههذا وههذا‪ ،‬حتهب نعهرف‬
‫موقفه‪ ،‬يعني البد من هذا التفصيل‪ ،‬وإال سنظل نختلف هل ههذا مهن أههل السهنة أو لهيس مهن أههل‬
‫السنة‪ ،‬و رجا القضية إلب المداولة‪ ،‬المداولة ال قد وال ؤخر‪.‬‬
‫فإذا أخذت معه يف التفصيل قد صل معه إلب نتيجة‪ ،‬إن لم يكن هنا عناد ًا وكذبًا‪ ،‬نعم‪.‬‬

You might also like