Professional Documents
Culture Documents
الْأَشَا ِ
ة الشَّيخِ الدكتور /
ِلفَضِيلَ ِ
﷽
إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من
يهده اهلل فال مضل له ،ومن يضل فال هادي له ،وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك لهه ،وأشههد
أن محمدا ًعبده ورسوله ،أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب اهلل ،وخير الهدي هدي محمد ،وشر األمور محدثاهتا ،وكل محدثة
بدعة ،وكل بدعة ضاللة ،وكل ضاللة يف النار ،ثم أما بعد:
أيها اإلخوة حديثي يف هذه الكلمة المختصرة سيكون عن فرقة من الفرق المنتسهبة إلهب بعه
المذاهب السنية ،هذه الفرقة من أشهر الفرق يف هذا العصر ،وهي فرقة األشاعرة ،ال يخفب علهيكم
أن نشاط األشاعرة بدأ يف هذا الوقت يعني بدئوا ينشطون مرة أخرى ،ولهم قنوات عديدة ،ووسائل
متعددة ،فيبثون من خاللها منهجهم ومذهبهم ،ونحن دائمًا أو أهل السنة والجماعهة دائمهًا يونهون
الناس والفرق يونوهنم بميوان الكتاب والسنة.
ومههن هههذا البههاب فههى طرق إلههب نشههوئهم بدايههة نشههوه هههذه الفرقههة ،وإلههب أبههري علمههائهم قههديمًا
وحديثًا ،وإلب أبري كتبهم ومصادرهم التي يستقون منها ،وملخص المنهج الهذي يسهيرون عليهه يف
باب االعتوال ،ال يخفب عليكم أن بداية هذا المنهج مر ب ٌطهة ببدايهة المعتولهة ،والجهميهة ،الجهميهة
والمعتولة لما جاهوا بهالمنهج العقلهي ،وأرجئهوا نصهوا الكتهاب والسهنة ،أرجعوهها وأخضهعوها
لسههلطان العقههل ،واسههتخفوا بالنصههوا ،وجعلههوا الكلمههة العليهها للعقههل ،كانههت هنهها جهههود للههرد
عليهم ،ومن أبري من رد عليهم بطبيعة الحال:
أهل السنة والجماعة؛ ألن هذا المنهج هو خروج صهار عهن مهنهج أههل السهنة والجماعهة يف
العقيدة ،منهج أهل السنة والجماعة مبني علب الكتاب والسنة علب فهم السلف الصالح الصهحابة،
وهههذا المههنهج الههذي جههاه بههه الجهميههة والمعتولههة ال يعيههر أي و
وين للكتههاب والسههنة وال للصههحابة،
فلذلك كانت وقفة أهل السنة والجماعة هم ضد هذا المنهج كانت وقفة قوية ،وهذا طبيعي.
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 3
ههذا طبيعههي أن يكههون ألهههل السههنة الموقههف الشههديد جههاه مههن يخههرج علههب أصههول اإلسههال
الشكل ،قديم العقل علب النقل ،وجعل العقل هو األصهل يف اإللهيهات يف وصهول اإللهيهات ،مهن
الطبيعي أن يكون موقف أهل السنة والجماعة شديد ًا ضد هؤاله ،ومن الطبيعي أيضًا أن يذكر أهل
السنة لبوسهم بالتقبيح وبالرد وكتبهم ،و تنوع جهودهم يف الرد عليهم وهذا األمر طبيعي جد ًا.
الذي حصل يف هذه الفرتة أن نشى شخص يسهمب ابهن كهالب ،اشهتهر بهابن كهالب ،لقهب بهابن
كههالب ألنههه هههو اسههمه يحيههب بههن سههعيد اشههتهر بههابن كههالب؛ لفصههاحته ،وألن حههديث كههان يىخههذ
باأللباب ،الكالليب منها أخذت لقبه ابن كالب ،كىنهه يىخهذ باأللفهاي ويسهيطر علهب العقهول ،ههذا
الرجل عاش يف الفرتة التي عاش فيهها اإلمها أحمهد ،و هويف قبهل اإلمها أحمهد بسهنتين سهنة مهائتين
وأربعين.
هذا الرجل جاه بمهنهج ههذا المهنهج يهتلخص بمحاولهة التوفيهل والتلفيهل بهين العقهل والنقهل،
طبعًا أي محاولة للتوسط بين الحل والباطل ستكون فاسدة ،وستكون علب حسهاب الحهل دائمهًا،
هذه المحاولة لو روج بسببها شي ٌه من الباطل يكفيه؛ ألن هذا الباطل سهيروج باسهم الحهل وباسهم
السنة وباسم أهل السنة ،وهذا هو الذي حصل.
ابن كالب :نشى ه لغد علب المعتولة والجهمية ،كانت ردوده عليهم قوية ،ويف كل مجلس ،ويف
ك هل مناسههبة وبكههل الوسههائل ،وركههو علههب مسههىلة النصههوا ،قههال :أنههتم ال سههتدلون بالنصههوا
و ستخفون ا وهذا خطى ،كما أنه رد علب أهل السنة أيضًا ،قهال لههم :أنهت ال عيهرون أي اهتمها
بالعقل وهذا خطى ،رد علب أهل السنة ورد أيضًا علب المعتولة.
فجاه بمنهج لفيقي وهذا المنهج هو الذي يسير عليه كل مهن يتبعهه مهن األشهاعرة والمعتولهة،
قال من حيث األصهل نىخهذ بالنصهوا إال إذا كانهت هنها إشهكاالت ال يمكهن دفعهها ،هنها هوين
بميهوان العقهل و سهتبعد ،بعهد مهها طبهل منهجهه علهب مصهادر العقيههدة ،لهم يمهانا أن نثبهت الصههفات
الخربية كلها ،ولم يمانا أيضًا من أن نثبت الصفات العقلية ما يسموهنا بالصفات العقلية.
4 األشاعرة
لما جاه إلب الصفات ا ..قال :هذه ال يمكن ،لماذا؟ ألنه قلدهم يف دليل إثبهات وجهود اهلل ،
قال للمعتولهة والجهميهة الهدليل الهذي سهتدلون بهه إلثبهات وجهود اهلل ههذا دليهل قهديم ،الهذي
يسمونه دليل حدوث األشياه ،أو دليل األعراض ،وملخص هذا الهدليل أن إثبهات وجهود اهلل ال
يمكن إال بعد إثبات حدوث العالم ،وحدوث العهالم ال يمكهن إال بعهد إثبهات حهدوث األعهراض،
نثبت األعراض ونثبت أهنا حادثة ،ثم نثبت أن الجواهر ال نفهك عهن األعهراض ،ثهم نقهرر أن مها ال
يخلو عن األعراض أو ما يخلو عن الحوادث فهو حادث.
هههذا الههدليل أخههذ بههه ابههن كههالب ،طبعههًا هههذا الههدليل الههذي جعههل الجهميههة ينفههون األسههماه
والصفات ،نفس الدليل هو الذي جعل المعتولة ينفون الصفات ،هذا الهدليل حهاول ابهن كهالب أن
يحوله ويقلل من قبحه وقال :ال مانا أن نثبهت الصهفات العقليهة والصهفات الخربيهة؛ ألهنها ليسهت
أعراض ،والعرض هو الذي يعرض ويوول ،أمها الصهفات الفعليهة فهال يمكهن إثباهتها؛ ألن يف إثباهتها
إثبات حلول الحوادث بذات اهلل.
أههل السهنة أو كان موقف أهل السنة جاه ابن كالب موقهف لهن يكهون موقفهًا موحهد ًا ،بعه
أئمة أهل السنة من البداية رفضوه ،أمثال اإلما أحمد موقفه معروف ،وكهان شهديد ًا عليهه أكثهر مهن
المحهدثين يعنههي األئمههة وخاصهة بعه المعتولهة ،ألنهه يعههرف أن خطهره أكههرب ،وكهان هنهها بعه
يحسنون الظن بىمثال هؤاله؛ ألهنم يردون علب المعتولة ،وهم يرحبون بكل من يرد علب المعتولة.
من هذا الباب أحسن الظن بىمثال ابن كالب ،ثم بخلفائه بخليفته الذي هو األشعري لم يلتقهي
به ولكن أخذ منهجه ،يف سنة ثالثمائة وثمانية وعشرين ،ويف وقت كان المنصور الما ريدي كالهما
أخذا بمنهج ابن كالب.
واألشعري أيضًا لما صار علب مهنهج ابهن كهالب كهان أئمهة أههل السهنة الكبهار كهانوا مهوقفهم
واضح منه ،والعلماه الصغار أحسنوا الظن فيه وجعلوه أيضهًا مهن المهدافعين عهن العقيهدة ،وممهن
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 5
يدافا عن العقيدة الصحيحة وأحسن الظن به ،وهذا الذي جعل الصف مخرتقهًا صهف أههل السهنة
والجماعة.
بدأ ذا الحماس الهذي عنهد أههل السهنة والجماعهة بهدأ يقهل يف مواجههة أمثهال ههؤاله ،الهذين
يردون علب المعتولة ويردون أيضًا علب أهل السنة ،والحهاجو الهذي كهان حهاجو ًا قهوي الهذي كهان
عنههد أهههل السههنة والجماعههة طالبههًا وعلمهها ًه وأئمههة بههدأ أيضههًا يخههف بههدأ يههذوب ،فصههرنا نجههد مههن
المحدثين من يعترب األشعري إمامًا ،ما أن هؤاله المحدثين لم يصهلوا إلهب درجهة األشهعري ،ههم
أقل ىويالً منه ،وهم موقفهم من السنة أحسن من األشعري ،إال أهنم رحبوا به كجبههة جديهدة ضهد
المعتولة.
صرنا نجد أمثال الخطابي أمثال البيهقي ،هؤاله األئمة الكبار الذين لهم جهود جبارة يف السنة،
بدئوا يشيدون بمواقف أمثال األشعري وشيو األشعري و الميذ األشعري ،ويف هذا السياق نجهد
أن ابن عساكر وهو محدث معروف ،وكتابه ُيقال عنه أنه كتاب اإلسهال ،كتهاب ابهن عسهاكر هاري
دمشل ،طبا بغير الفهارس طبا يف سبا مجلدات ،ألف كتابًا يف الدفاع عن األشعري ،ورد علب من
يرد علب األشعري رد عليه بعنف ،واعترب األشعري من األئمة ،وذكر كتابه اإلبانة ضمنه كتابه وقال
هذا الذي يعني يعتقد هذه العقيدة أين الخلل يف عقيد يه.
كالب ععيف ،والكالبيههة مههوقفهم مههن السههنة لههيس مثههل موقههف األشععية يف ه هععلم الةةكاععيف كبيع
األشاعرة اآلن ،وهذا سيتبين لنا إذا عرفنا المراحل التي مرت ا فرقة األشاعرة ،من حيهث العمهو
يعني هم أعطوا سلطانًا قويًا للعقل ،أعطوه يعني أحيانًا يقول النص ال يمكن ..هذا يكفي.
ولكن قديمهم للعقل لم يتبلور مثل ما نجده اآلن عند األشهاعرة ،مهوقفهم مضهطرب ،أحيانهًا
يههردون علههب مههن يقههد العقههل وأحيانههًا يههردون علههيهم بههنفس الحجههج التههي يههذكرها أهههل السههنة
والجماعههة ،وأحيانههًا يههردون علههب أهههل السههنة ويقولههون :أنههتم بخسههتم حههل العقههل والعقههل كههذا،
اضطراب.
6 األشاعرة
الةةكاععيف األىل ع :كمهها قلههت مههن المههذهب األشههعري هههو مههذهب الكالبيههة ،وأبههو الحسههن
األشعري طبعًا كان معتوليًا ثم حول إلب الكالبية ،ويف مرحلته الكالبية ألهف أكثهر الكتهب ،وكهان
يتحسن باستمرار ،يف آخر عهده أخذ عن اإلمها السهاجد ببغهداد ،وكهان يتهودد إلهب الحنابلهة كثيهر ًا،
ولكن الحنابلة كان موقفهم جاهه قويًا ،وكانوا يرون أنه يتولف إليهم ،فلهم يقبلهوا منهه حتهب كتابهه
اإلبانة ،الذي ألفه علب منهج اإلما أحمهد وأعلهن فيهه أنهه علهب مهنهج اإلمها أحمهد ،وأيضهًا ألهف
مقاالت اإلسالميين وذكر فيه أن عقيد ه كانت أهل الحديث وميو عن العقيدة علب عقيدة الكالبية،
وساق عقيدة الكالبية ثم مذهب أهل الحديث وذكر أنه علب ،..وكثير من األشاعرة اآلن يهرون أن
هذه الكلمات مقحمة يف كتابه ،أنه علب مذهب أهل الحديث.
أيضًا ألف كتابه رسالته ،هذه الكتب واضحة يف منهجه وأنه علب مهنهج أههل السهنة والجماعهة
للسهنة؛ لظنهه أن مها من حيث الجملة ،إال أنه يف مسائل الصفات االختيارية لم يستطيا أن يهتمح
عليه من العقيدة هو مذهب اإلما أحمد ،وأظن أنه لو طهال بهه المهدة كهان خلهص أيضهًا مهن ههذه
الرواسب ،الرجل كان يف حسن مستمر.
لم يتحسن يف باب اإليمان أما يف بقية األبواب كان يف حسن مستمر ،يف نفس الفرتة كان أيضهًا
أبو منصور الةبتة دي ،أبو منصور الما ريدي من ما ريد وهي قرية قريبة من مصر وهذه فيما وراه
النهر ،وما وراه النهر هذه المنطقة اآلن قا يف الجمهوريات التي حهررت مهن اال حهاد السهوفيتي،
بالضبط أكثرها اآلن يف باكستان ،ومها وراه النههر ههذه المنطقهة كانهت كلهها أو جلهها كانهت حنفيهة،
وكانت مركو ًا لألحناف ،ولذلك أنتم لما قرئهون يف المهذهب الحنفهي يعنهي مشهاي مها وراه النههر
و
باسم خاا. لهم ،ويذكرون
كان هنا ولم يثبت أنه التقب ما األشهعري الهذي كهان يف بغهداد ،إال أن مهنهج الهرجلين مهنهج
الفروق ما بين الرجلين ،يعني أحيانًا يكون موقهف الما ريديهة يكهون أحسهن مهن كالبي ،ما بع
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 7
األشههعري وأحيانههًا يكههون موقههف األشههعري أحسههن الما ريههدي إال أن أصههل المههنهج واحههد مههنهج
عقلي.
هذه مرحلة ،المرحلة األولب طبعًا جاويها األشعري ،األشهعري لهم يبقهب أشهعريًا ههو طهرد
هذا المذهب وانتقل إلب مذهب أهل السنة والجماعة من حيث الجملة وأعلنها صراحة وألف فيها
عدد ًا من الكتب ،ليس اإلبانة فقط ،حتب أن األشاعرة اآلن يشككون يف كتابه اإلبانة ،مها أن اإلبانهة
به دافا عن األشعري ،وأورده كله يف كتابه ،لما قارنون بين نس اإلبانة المختلفهة وبهين مها أودعهه
ابن عساكر يف كتابه بيهين كهذب المفهرتي فهروق بسهيطة ،وههذه الفهروق موجهودة حتهب يف صهحيح
البخاري ويف صحيح مسلم.
هم يقولون :بما أن هنا فروق إذ ًا هذا ليس لألشعري ،علب كل حال الكتهاب لهه ،ولهيس ههذا
الكتاب فقط بل رسالته إلب أهل الثغر ،وأيضًا مقالة اإلسالميين موقفهه واضهح جهد ًا ،وأنهه لهم يعهد
أشعريًا ،يعني علب مذهبه الذي كان عليه يف مرحلته األولب.
هذه المرحلة التي ركها األشعري وهي المرحلة الكالبية استمرت إلب هناية مرحلة البهاقال،،
الباقال ،ويف سنة أربعمائة ونيف ،عند الباقال ،نتهي هذه المرحلهة ،مرحلهة الكالبيهة ،وههذه ههي
المرحلة األولب من المرحلة األشعرية ،ويف هذه المرحلة كان هنا قارب بين و
كثير مهن األشهاعرة
وبين و
كثير من الحنابلة أيضًا وغيهرهم مهن أههل الحهديث ،ههذا التقهارب إلهب اآلن ُيسهتغل مهن قبهل
األمهور تجهاوي سهو ًه حتهب األشاعرة ما أن المرحلة التي وصلوا إليها اآلن هذه المرحلة يف بعه
من الموقف المعتولي ،إال أنه إلب اآلن يستغلون ذلك التقارب ،و لك الكلمات التي قيلت فيه.
يف هذه المرحلة ممن ىثر م من أئمة المحدثين البيهقي والخطابي ،وكان ىثرهم م ليس يف
األصول وإنما يف قضايا التىويل ،الموصول األشاعرة التي سىذكرها لم يىخذوا بشهيه منهها ،قهديم
العقل علب النقل لم يىخذوا به ،أول واجب علب المكلف لهم يىخهذوا بهه ،إثبهات وجهود اهلل لهم
يىخذوا به ،إنما ىثروا م يف التىويل.
8 األشاعرة
طبعًا لقوة ،ألهنم علب كل حال أهل الحديث إال أن ىثرهم م كان خطره عظيمًا جد ًا ،ألهنم
إلب اآلن كما سمعون لما يعدون البيهقي والخطابي والكالب منا إلب اآلن يستغلون هذه األسهماه
الالمعة ،بعدها بدأت المرحلة األشعرية االعتوالية بهدأت بهالجويني ،الجهويني هويف سهنة أربعمائهة
وأربعة وسبعين أو قريب منها ،و لميذه الغوالي هم أئمة هذه المرحلة.
ه هلم الةةكايف بدأ األشاعرة يتقربون إلب االعتهوال أكثهر لمهاذا؟ ألن األصهول واحهدة ،دليهل
إثبات وجود اهلل هو الدليل الذي اعتمده الجهم وهو الذي اعتمده المعتولة ،وهو الذي اعتمهده
ابن كالب وهو الذي اعتمده األشعري ،إذ ًا لما نظر إلب الدليل يكون موقفك يختلف أما نظر إلب
الفروق؛ ألن الذي كان من الكالبية أهنم حجموا هذا الدليل ولم يرفضوه ،قالوا :هذا الهدليل نىخهذ
به فقط فيما يتعلل بالصفات االختيارية ،أما بقية يعني ههذا الهدليل ألجلهه مهن قهبلهم نفهوا األسهماه
والصفات وهم قالوا :ال ،نثبت األسماه ونثبت الصفات إال أننا ال نثبت الصفات االختيارية.
ولذلك لما قارنوا بين أصولهم وبين فريقاهتم وبين نظيرهم وبين فروعهم بدئوا يقرتبون إلهب
االعتوال؛ ألن األصول ههي األصهول ،فعلهب يهد الجهويني اقرتبهت الفرقهة إلهب االعتهوال أكثهر ،بهدأ
االستخفاف بالنصوا بدأ يظهر جليًا ،بدأ هربمهم بالنصهوا يبهدوا واضهحًا ،وبهدئوا يصهرحون
بىن هذه النصوا ال نىخذ ا ألهنا آحاد ،وهذا النصوا كذا ،حتب الجويني نفسه يف اإلرشاد إلهب
قواطا األدلة ،لما قرر نفي العلو ثهم جهاه إلهب األحاديهث ذكهر أنهه سهيذكر ىويهل ههذه األحاديهث
ألجل التربر وإال ليس ملومًا أن يذكر ىويلهها أصهالً ،يعنهي سهيتربر علهب األحاديهث بالتىويهل وإال
ليس ملومًا حتب بذكرها.
هذه المرحلة علب شناعتها وفظاعتها إال أهنا يعني أمثل بالنظر إلب المرحلة األخيهرة التهي بهدأ
مههن الههرايي ههويف سههنة سههتمائة وسههتة ،يف هههذه المرحلههة ممكههن أن نسههمي األشههاعرة الفرقههة ممكههن
نسميها األشعرية الفلسفية ،يف هذه المرحلة بلورت أصولهم كاملة ،ودونت بوضوح ،وهي تمثهل
يف هذه األمور:
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 9
أىلا :قديم العقل علب النقل ،هذا األصل نجده يف جميا كتبه؛ ألنه أصهل األصهول ،ألن ههذا
الدليل الذي أخذوه إلثبات وجهود اهلل ال يمكهن أن يسهوق إال هذا األصهل ،قهالوا :إذا عهارض
العقل والنقل البد أن نقد العقل ،لماذا؟ ألن األمر ال يخلو من أربعة أمور:
االثنين ،وهذا ال يجوي ،وإما أن نقبل االثنين وهذا ال يجوي ال يمكن الجمها بهين إما أن نرف
الضدين ،وإما أن نقد النقل علب العقل وهذا فيه اهتا لألصهل؛ ألن بالعقهل عرفنها النقهل ،والعقهل
هو الذي يكاه فإذا قدحت يف األصل ال يبقب لك األصل وال الفرع.
ولههذلك مهها الههذي بقههي؟ أن يقههدموا العقههل ،هكههذا قههالوا ،طبعههًا هههذا ذكههره الههرايي يف أسههاس
التقديس وذكره الجميا ،كلهم يذكرون هذا األصل قديم العقل علب النقل ،وطبعًا طبيقه عندهم
بىشكال مختلفة ،مثالً لما ىيت إلب علو اهلل يقولهون :ال يمكهن أن نثبهت علهو اهلل لمهاذا؟ ألن
العلو يحتاج إلب إشارة ،ألن العلو جهة ،والجهة ستلو اإلشارة ،وكل ما ُيشار إليه جسم ،وعنهدي
قد ثبت لدي عقالً أن األشياه متماثلهة وإثبهات العلهو هلل يجعلهه جسهمًا كاألجسها وههذا شهبيه
والتشبيه كفر ،وهكذا يف جميا الصفات التي ينفوهنا ،طبعًا الصفات الفعلية جملة.
ويف هههذه المرحلههة -المرحلههة االعتواليههة -بههدئوا ينفههون أيضههًا الصههفات الخربيههة ،يف المرحلههة
األولههب كههانوا يثبتههون ،يثبتههون علههو اهلل يثبتههون اليههدين هلل يثبتوهنهها ،يف هههذه المرحلههة مرحلههة
الجويني ينفون ،يف المرحلة األخيرة كما هي اسمها يتفلسفون قديم العقل علب النقل.
األدلة اللفظية كلها ظنية ،الكتاب والسهنة كلهه ظنهي؛ ألهنها أدلهة لفظيهة ،واألدلهة علهب قسهمين:
لفظية ،وعقلية ،واألدلة اللفظية ظنية.
القول بالتىويل ،والقول بالمجاي ،طبعًا القول بالمجاي هو فرع من فروع التىويهل ،المجهاي ههو
لتسويل التىويل ،بدل أن نقول مثالً هنا ىويله كذا ىويله كذا ،قد ال يستسها نقهول هنها ىويهل وهنها
مجاي هنا ىويل وهنا مجاي ختلف العبارات والمقصود واحد.
01 األشاعرة
مههن أصههولهم أيضههًا مههن أصههل أصههولهم أن أول واجههب علههب المكلههف هههو النظههر ،األشههاعرة
الموجودون اآلن هم علب هذه المرحلة؛ ألن كتبهم التي هي العمدة عنهدهم المواقهف ..ألن ههذا
الكتاب مر ب جد ًا ،يعني ر هب الكتهب التهي ألفهها الهرايي والتهي ألفهها اآلمهدي ،طبعهًا ههذا يعتهرب
مختصر لكتاب اآلمدي أفكار األفكار إال أنه مر ب أكثرن كتب الرايي غير مر بهة ،وههو مضهطرب
ما كتبه بىدلة كثيرة سهتغرب ههل يف ،يعني أنت لما قرأ يف كتاب له يقرر شيه ،يف كتاب آخر ينق
هذا كتابه ،يعني عنده من االضطراب الشيه الكثير.
جاه اآلمدي فر ب كتبه ،وألف كتبًا مر بة أكثر ،كتابه أفكار األفكار قهد يكهون يعنهي يف الكتهب
المطولة قد ال يكون كتاب مثلهه يف علهم الكهال عمومهًا يف الرت يهب أفكهار األفكهار ُطبها يف خمهس
مجلدات ،لما جاه اإليجي ر به أكثر واإليجي مناصر لشي اإلسال ،بل مناصر البن القيم-رحمهه
اهلل.-
كتاب اإليجي نجد فيه هذه الباليا كلها ،قديم العقل علب النقل ،ظنية األدلة اللفظية ،المجاي،
التىويل ،كل هذه الباليا نجدها يف كتاب اإليجي.
الكتب التي ألفت بعد األيجي كتب التفتايا ،السانوسي الجهوهرة ههذه كلهها مهىخوذة إمها مهن
اإليجي أو من التفتايا ،أو ممن بعده ،وهذه الكتب كلها مثل المرحلة األخيرة.
الةةكايف األخ ةة :جما إلب شرور مرحلة الكالبيهة جمها إليهها شهرور المرحلهة االعتواليهة،
و ضيف إليها األمور التي أضافوها يف المرحلة األخيهرة ،يف المرحلهة األخيهرة ذكهروا أصهول يعنهي
يقول شي اإلسال :ال وجد حتهب عنهد المعتولهة ،مهثالً :ظنيهة األدلهة اللفظيهة هكهذا بالجملهة ،لهم
يقولها حتب المعتولة ،األدلة اللفظية كلها ظنية لم نجده حتب عند المعتولة.
الذين يسوقون اآلن لألشعرية طب ًعا من أقوى أدلتهم أن جمهور األمة شافعي ،طيب من عنهد
فالن من المحدثين فالن من المحدثين ولما نهول البهن حجهر والنهووي واذكهر ،القرطبهي المفسهر
القرطبي المحدث يقولون هؤاله كلهم أشاعرة.
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 00
طبعًا لماذا أنا ذكرت األصول؟ حتب نعرف هل فعالً هؤاله أشاعرة أو ال ،بالنسبة للبيهقي ماذا
رون علب ضوه ما ذكرنا من أصول ،هل هو أشعري؟ البد أن نتذكر األصول ،علب خطورة موقف
البيهقي ألننا نعرف أنه لماذا انتشرت هذه الباليا؟ مهن لهك األسهماه ،وإال ههذه األمهور القبيحهة ال
يتقبلها عقل ،كيف قدموا العقل علب النقل ،كيف قول أن كتاب اهلل والسنة كلها ظنيهة ،نسهيت
أصلهم القول بظنية أقوال اآلخر ،ال يمكن أن يتقبلها عقل مسلم الباقي علب فطر هه ،طبعهًا سهوقت
ذه األسماه ،أنت أكثر غيرة من السنة علب البيهقي أنت كذا ،أكثر من النووي.
لما نرى وننظر نقارن موقف فالن بموقف فالن البد أن نتذكر األصول ،إذا ذكرنا األصول لن
نجد المشاهير من المحدثين أحد ًا يقول ذه األصهول ،حتهب النهووي الهذي يكثهر مهن التهىويالت،
طبعًا هو يف التىويل أكثر من الحافظ بن حجهر ،لهن نجهد؛ ألن ىويلهه ،لهيس ألن العقهل مقهد علهب
النقل ،بل هذا فهمه ،هو يظن أن معنب الحديث هنا هو هكذا ،ولكن إذا سىلته وقلت لهه :ههل قهد
العقل علب النقل سيتعوذ باهلل ،ليس هذا أصله.
إذا سىلته عن األصول األخرى ،الحافظ بن حجر هنا رسالة علمية أحهد اإلخهوة مهن يمالئنها
يف الجامعة اإلسالمية له رسالة علمية يف منهج الحافظ بن حجر ،جما فيها أقواله يف أصول العقائد
يرد علب األشاعرة يف أول واجب علب المكلف يرد علهيهم ردود رصهينة جهد ًا جهدا ،يهرد علهيهم يف
اعتبار علم الكال علم العقيدة ،ويصرح بىن هذا مىخوذ من علو اليونان ،ويرد عليهم ردود عنيفة،
ويرد عليهم يف جميا األصول ،فكيف نصنفه ما األشاعرة ،كيف نصنفه مها الهرايي ،ههل ههذا مهن
اإلنصاف؟ أنا أرى أنه ليس من اإلنصاف.
نحن البد أن يكون موقفنا واضحًا جاه هؤاله األئمة ،نحهن نهرى أن الخطهى الهذي وقعهوا فيهه
خطى يعني خطير جدً ا إال أهنم ليسهوا أشهاعرة ،فههل نسهب للحهافظ بهن حجهر الهذي أفنهب عمهره يف
خدمة السنة هل نسب إليه هذه الباليا؟ هل خطر يف باله أن أحاديهث صهحيح البخهاري التهي عهاش
معها يعني عقد ًا من الومان أو عقدين من الومان كلها ظنية؟ عياذ ًا باهلل ،ال يقول ذا.
02 األشاعرة
مهها أن يعنههي موقفههه يف التىويههل يعنههي لههيس يههربر ال يههربر إال أنههه لههيس أشههعري ،بههل أن نقههول
لألشاعرة هذا الجمهور الذي ذكرونه يعني ا قوا اهلل فيهم ،أين أنتم من هؤاله ،موقفكم من السنة،
واستخفافكم بالنصوا ،ال نسبوها إلب هؤاله األئمة ،كونهوا دقيقهين يف النسهبة ،قولهوا مهثالً :ههذا
التىويل الذي أولناه نفسه ىويل فالن نعم ،هنا نهىيت إلهب أصهل القصهة ،أنهت لمهاذا ىولهت؟ ألنهه ال
يمكن أن آخذ بالمعنب الحقيقي ،وعنده يمكن أن يؤخذ ،ولكن هذا مدلول اللفظ.
من اإلنصاف أن نبين المنطلل ،لماذا أول فالن ولماذا أول فالن ،مثالً عند :موقف ابن حهو
يف صفة الكال أسوأ من موقف األشاعرة ،ولكن بالنظر إلب المنطلل يعني يكون خطئوه أههون مهن
خطى.
إذ ًا األشاعرة وموقفهم من الكتاب والسهنة ،ومهوقفهم مهن مصهادر التلقهي ،ههو ههذا الموقهف،
وأشهر أئمتهم يف المرحلة الكالبية ،أشهر أئمتهم هو البهاقال ،،ههو أشههر حتهب مهن شهويخهم مهن
مجاهد وغيره ،هو األشهر ،وكان سببًا يف مشعر المالكيهة ألنهه مهالكي ،وممهن كهان سهببًا يف نشهر
األشعرية أيضًا يف بالد المالكية :أحد الهاويين من رواة صحيح البخهاري :أبهو ذر الههروي ،أبهو ذر
الهروي كان يسكن يف مكة ،وأسانيده عالية و فرد ا ،كهل مهن يهىيت لروايهة صهحيح البخهاري يلقنهه
أيضًا ،وبسببه انتقلت األشعرية إلب بالد المالكية يف المغرب.
وأشهر أئمتهم ،طبعًا الباقال ،له كتب ،وكتبه مطبوعة ،اإلنصاف إذ ًا كتابه اإلنصاف ،والتمهيد
الذي أصل اسمه الحرة ،وطبا باسم التمهيد ،وكتبه أيضًا يف أصول الفقه مطبوعة ،أشهر أئمتهم يف
المرحلة االعتوالية هو إما هذه المرحلة نفسه الذي هو الجويني ،و لميذه الغوالي الذي هويف سهنة
خمسمائة وخمسة.
وأشهر أئمتهم يف المرحلة األخيرة المرحلة الفلسفية هو :الرايي ،والشهرسهتا ،،الشهرسهتا،
قبل هذا إال أنه ما هذه المرحلة ،الشهرستا ،واآلمهدي ،ومهن بعهدهم اإليجهي والتفتهايا ،،ههؤاله
أشهر أئمتهم ،ومعهم الشيرايي وصاحب البيضاوي هؤاله كلهم يف هذه المرحلة.
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 03
أما كتبهم :فكما قلت أشهر كتبهم يف المرحلة األولب هي كتهب البهاقال ،،يف المرحلهة الثانيهة:
كتب الغوالي وشيخه الجويني ،الجويني له كتب كثيرة :اإلرشاد ،وقواطا األدلة وكتابه اآلخر أكهرب
منه ،والغوالي كتب االقتصاد االعتقاد كتاب قريبهًا بحجهم اإلرشهاد ،وكتهب أيضهًا قواعهد العقائهد
كتاب مختصر ضمنه كتاب اإلحياه ،وكتب أيضًا إلجا العوا ،هذا الكتاب كتبهه رد ًا علهب العهوا ،
إلجا العوا علب علم الكال .
اإلخوة يعتربون أن هذا الكتاب يعني رجوع من الغوالي من علم الكال إلب ،وهذا ليس بع
بصحيح ،هذا الكتاب من أخطر كتب علم الكال ،إلجا العوا علب علم الكال .
الرايي لما ألف أساس التقديس ،كثير من األفكار مىخوذة من إلجا العهوا ؛ ألنهه ذكهر فيهه أن
الذي يقدس اهلل البد أن يتبا أصول ،ذكر أصول كلهها أصهول عطيهل ،البهد أن عطهل لتقهدس،
البد أن نفي لتقدس البد أن ؤول لتقدس هذا التقديس.
وهذا الكتاب كما قلت هو يعني ليس رجوعًا من الغوالي إلهب مهذهب السهلف ،بهل ههو يعتهرب
مههوقفهم يعنههي يختلههف يف كههل دور، لههون مههن ألههوان علههم الكههال ؛ ألهنههم مههثالً بالنسههبة للتفههوي
الذي ألومهه الجهويني أخيهر ًا علهب الجميها جعلهه مهن بعهده كهالرايي وغيهرهم خيهار ًا مهن التفوي
. الخيارين :إما التىويل وإما التفوي
المهههم أن هههذا الكتههاب كتههاب خطيههر جههد ًا ،ولههيس فيههه أي رجههوع إلههب مههذهب أهههل السههنة
والجماعة.
بعد هذه المرحلة ىيت مرحلهة الهرايي وأشههر أئمهتهم فيهها الهرايي نفسهه ،وكمها قلهت ههؤاله،
والههرايي كتبهه كثيههرة أخطرههها «أسههاس التقههديس» ،أسههاس التقههديس جمهها فيههه أكثههر مهها يلجههى إليههه
المعطلة ،جمعها كلها يف هذا الكتاب ،ولذلك مسكه شي اإلسال جمله ًة جمله ًة ورد عليهه بكتهاب
نقد التىسيس ،وهذا الكتاب يسميه شي اإلسال ىسيس الجهمية.
04 األشاعرة
وذكر يف التسعينية أن الجهميهة ثهالث طبقهات :الجهميهة األوائهل :الهذين يجمعهون بهين الجهرب
والجهمههي والههتجهم ،والقههدر ،واإلرجههاه ،المرحلههة الثانيههة :المعتولههة ،المرحلههة األخيههرة مرحلههة
األشاعرة نسميهم أيضًا جهمية ،كثير من الجهمية اآلن األشاعرة يتربمون من ههذا االسهم ،يقولهون
كيف يسميهم شي اإلسال كيف يسميهم جهمية وهم يردون عليهم ،ألن األصول هي األصول.
ولذلك اإلما البخاري لما رد يف كتابه يعني يف آخهر كتابهه ،يف كتهاب التوحيهد اسهم الكتهاب يف
النس :كتاب التوحيد والرد علب الجهميهة ،ويقصهد هم الكالبيهة ،وأيضهًا المعتولهة ،كلههم بع
يدخلون يف هذا.
ما يتعلل هؤاله يعنهي مهن حيهث أئمهتهم وأصهولهم وكتهبهم ،وأئمهتهم اآلن يعنهي وهذا بع
أئمهتهم اآلن ،سهبحان اهلل نظهر يجمعون بين هذه األصول كلها وبين الكذب الصريح ،يعني بع
يف كلما ه ستغرب ،حتب الشيطان ال يجوي أن ..عليهه ،إذا كنهت جريئهًا انقهل كهال شهي اإلسهال
ورد عليه ،سود كم مجلد يف الرد عليه ،أما أنك كذب ،فهذا دين الشيطان.
كثير من كبارهم اآلن يعني سبحان اهلل جد الكذب عنده ،وخاصة فيما يتعلل بشهي اإلسهال ؛
ٌ
ألهنم ال يطيقون اسم شي اإلسال ؛ ألنه ههو الهذي يعنهي ههو عروشههم وههو الهذي مسهك أئمهتهم
وكتبهم لم يكتب شيه من أوائلهم إال وأذهبه نصحًا لألمة ،وهذا كله بيانًا للدين الصهحيح ولهيس
انتقامًا من أحد.
فالواجب اآلن علب أهل السنة والجماعة األئمة علهب طهالب العلهم صهغار ًا وكبهار ًا أن يتنبههوا
علب هذا الخطر ،الهذي بهدأ يظههر اآلن بوجهوه عديهدة ،كهل مهن يهروج للمهذهب األشهعري لكتهب
األشاعرة بىي اسم ،يعني البد أن يكون لنا موقف واضهح مهن ههؤاله بهالرد علهيهم يف منتهديات ،يف
مها يجهب علينها مهن النصهح الصحف وبرسائل يعني بجميا الوسائل؛ حتب نكهون قهد قمنها بهبع
لعمو المسلمين.
نكتفي ذا القدر وصلب اهلل وسلم علب نبينا محمد وعلب آله وصحبه أجمعين.
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 05
العبد مجاي ًا فعله ،وعند المعتولة من الذي فعله؟ ومن الذي خلقه؟ عند أهل السنة والجماعة فعلهه
العبههد وخلقههه اهلل ،عنههد األشههاعرة فعلههه العبههد فعلههه اهلل وخلقههه اهلل ،مههاذا كههان مههن العبههد
معنب للكسب واضح.
الكسب؟ بدأ أن نسب الفعل إلب اهلل ال يبقب ً
الطبلب :القول األول.
الش خ :بعد أن نسبت الفعل إلب اهلل ال يبقب معنب للكسب؛ ألن الكسب ههو الفعهل ،نحهن
أيضًا نثبت الكسب بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ،الفعل هو الكسب ،أنت اآلن نسبت الفعهل
إلب اهلل ،ونسبت الخلل أيضًا إلب اهلل وهذا صحيح ،ونسبت الفعل أيضًا إليه ،ما الذي بقهي
للعبد؟ ما بقي شيه.
ولهذا هذا المذهب وهم يسمونه الرايي يسميه الجرب المتوسط ،هو الجرب بعينه.
الطبلب :جرب متوسط؟
الش خ :هو يسميه جرب متوسط.
الطبلب :شي فعليًا ما يف أي فرق البتة بين الكسب والجرب؟
الش خ :الفرق فقط يف الغموض هذا واضح وهذا غير واضح.
الطبلب :لكن حقيقته.
الش خ :هو الجرب ،لماذا غير واضح؟ أنت اآلن فكر يعني ،بعد أن نسبت الخلل والفعل إلب اهلل
ما الذي بقي إلب العبد؟ ما بقي له شيه.
الطبلب :شي ...
الشعع خ :مهها يثبتههون األسههماه؛ ألهنهها عنههدهم خههل بالتوحيههد ،إذا أثبههت أن األسههباب ههؤثر يف
المسببات فهذا يخل بالتوحيهد ،والمهؤثر ههو اهلل فقهط ،وأنهت أثبهت أيضهًا ..لغيهره ،ومهن ههذا
الباب قالوا :األسهباب ال هؤثر ،طبعهًا ههذا خطهى ،اهلل ههو الهذي جعلهها مهؤثرة ،وإذا أراد سهلب
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 07
العبد ،ثم يا نار كو ،برد ًا وسالمًا علهب إبهراهيم ،هنها سهلب األثهر وإال كانهت النهار حهرق ومهؤثرة
بذاهتا ،من الذي جعلها مؤثرة؟ اهلل ،وهذا ليس خلل يف التوحيد.
التوحيد ،يعني وحيد المرسلين أنت ما عرفته وال عرفته ،أن ىيت و قول ذا الشكل.
الطبلب :يف حل اهلل .
الش خ :جميا المتقدمين يثبتون العلو ،ولكن عند إثبات لالستواه ،يعني االستواه من الصفات
االختيارية ،بالنسبة لالستواه يثبتون فعالً فعله اهلل يف العرش.
الطبلب :حتب أبو يعلب يقول ..
الش خ :أبو يعلب عنده كثير من الكالميات متىثر جد ًا بالباقال ،،قارن كتباه.
الطبلب :قال إن اهلل يفعل فعال يف العرش ،يا شي ...
الش خ :هذا التفسير لالستواه فسير خاطئ.
. الطبلب :يعترب ىويل أو فوي
ولكن فسير خاطئ .إذا قارنهت بهين المعتمهد ألبهي يعلهب وبهين التمهيهد الش خ :ليس فوي
للباقال ،سهتجد كثيهر ًا مهن التشهابه حتهب يف العنهاوين .المعتمهد ههذا طبها قهديمًا ،عنهد المكتبهة؟
معتمد يف علم الكال ،المعتمد هذا طبا قهديمًا يف األردن ،أنها صهور ه مهن مكتبهة الشهي سهعودي
الخلف؛ ألنه له رسالة علب أبو يعلب كتاب المعتمد حققه ،يقهول صهور ه مهن األردن وأنها صهور ه
من عنده ،قارنه بكتب الباقال ،جد شابه كبير حتب يف العناوين.
طبعًا الحنبلي لم يجددها إال شي اإلسال ،هو الذي جدد الحنبلي ،وإال الحنابلة يعنهي كهانوا
يف طريقهم إلب ،يف موقفهم من الصفات االختيارية هو موقف الكالبية المتىخرين ، ،هو لهيس مثهل
البيهقي أصالً.
الطبلب..:
08 األشاعرة
الذين عاديتهم ألجل السنة ،الذين عادو ألجل السنة خرجهم مهن السهنة و كهون ،فالمسهىلة
ليست يعني مسائل رياضية معقدة ،واضحة جد ًا ،كيف أنت ،من يكون أهل السهنة والجماعهة؟ مهن
يهتموا ا رواية ودراية ،من ُعرف ا ،أما من ُعرف برده علب السهنة وبهرده علهب أههل السهنة وبهرده
علب المحدثين كيف يكون هذا من أهل السنة والجماعة ،هذا أو ً
ال.
ثانيًا :قارن أصولك ،أصلك يف القدر ،أصلك يف اإليمان ،أصلك يف التوحيد ،وحيد الربوبية،
وحيد األلوهيهة ،وحيهد األسهماه والصهفات ،وحيهد الربوبيهة عنهدهم خلهل لمهاذا؟ ألهنهم يثبتهون
وجود اهلل ألجهل ههذا الهدليل ،وههذا الهدليل ال يسهتوي مها النصهوا ،وحيهد الربوبيهة وحيهد
األلوهية وحيد األسماه والصفات ،أيضًا يف مصادر التلقي ،كيفية التعامل ما النصوا ،ال يصفوا
لهم إال أبواب الصحابة ،ويف أبهواب الصهحابة ههم فعهالً مها أههل السهنة والجماعهة ،ويهردون علهب
،ويحسنون يف هذا ،يف كل منطقة. الرواف
أنت لما قرأ للنسفي مثالً كتابه عن أبي بكر ،يعني يكفي ،كتهب عنهه كتابهة جميلهة جهد ًا ثهم
يف بهالده ،ألن كثيهر ًا مهن النهاس كهان ذكر يف األخيهر أنهه أفهاض يف ههذه المسهىلة؛ لوجهود الهرواف
يتقرب إلب الوالة بسب الشيخين ،ولذلك لهم جهود مشكورة يف ههذا البهاب ،ولكهن حتهب يف بهاب
هو ذكر شي اإلسال :شر أقوال أهل البدع. ،والتفوي الصحابة هم ينسبون الصحابة للتفوي
أنت اعتربت الصحابة دراويش كيف احرتمتهم؟ نسهبت إلهب نفسهك اإلحكها ،ونسهبت إلهيهم
السالمة والدروشة ،يعني حتب يف أبواب الصحابة لم يلحقهوا ركهب أههل السهنة والجماعهة ،مها أن
هذا هو الباب الوحيد الذي هم ما أهل السنة والجماعة فيه.
قصدي من هذا أن معرفة أن فالنًا من أهل السنة وفالنًا ليس من أهل السنة ،هذا يعنهي ميوانهه
ليس صعبًا ،يف نفس السياق أيضًا :إخراج من هو من أههل السهنة يف مسهىلة فرعيهة ُ خهرج ههذا مهن
أهل السنة ،لفظه لفظًا هذا أيضًا ال يجوي ،ليس من اإلنصاف ،أن عامل آخا الذي ههو معهك يف
األصول خرجه من أهل السنة لماذا؟ ألجل مسىلة افهة ،وهذا أيضًا من األمور التي انتشهرت ،مها
21 األشاعرة
ينبغي ،فإخراج فالن من أهل السنة يكون هذا بالنظر إلب األصهول ،األصهول واضهحة ،مهن أوضهح
الواضحات أصول السلفيين ،أصول أههل السهنة والجماعهة ،ههذه األصهول ههي األصهول علهب مهر
القرون ،و تمحور حول حكيم الكتاب والسنة.
ليس من اإلنصاف أن خرج فالنًا من الناس؛ ألنه خالفك يف فالن ،أو خالفك يف هذه المسىلة
التي الخالف فيها بين أهل السنة والجماعة ،أيضًا ُ هدخل فهالن يف أههل السهنة ألنهه معهروف ،ألنهه
مشهور ال ،يعني كل من يصنف يصنف ألجل أقواله ،ألجل مواقفه ،وهذه المواقف يكون سهطرها
يف كتاب دوهنا يف كتاب أو اشتهرت عنه وهكذا ،واهلل أعلم.
سننبه إلب قضية أهل السنة والجماعة ،ههل ههم مهن أههل السهنة والجماعهة؟ ال ،ههم يحكمهون
علب أنفسهم ،هل أنتم من أهل السنة والجماعة أو ال ،يعني خذ معه أصول أهل السهنة مهن البدايهة،
مثالً قديم العقل علب النقل ،إذا قال أنا ال أقهد العقهل علهب النقهل بهل أقهد النقهل ،قهول لهه أنهت
أشعري هذه أصول األشاعرة ،أن بعضهم يكذب يقول أنا كذا ،أصول الفرقة الفالنية وهي معروفهة
من يؤمن ا أشعري ،مهن ال يهؤمن ها يكهون صهفنًا آخهر ،ويف كهل أصهل مهن ينحهرف فيهه الطائفهة
معروفة ،من انحرفوا يف أبواب اإليمان اسمه معروف ،من انحرف يف أبواب التوحيد اسمه معروف
وهكذا واهلل أعلم.
الطبلب :بالنسبة للجويني المدرسة الثانية للمدرسة األشعرية هل هو األب أ االبن؟
الش خ :ال ،االبن.
الطبلب :هو إما الحرمين نفسه.
الش خ :هو ،الوالد هو من أئمة األشاعرة وكتب رسالة لطيفة كتب فيها رد علب أئمتهه ،رد علهب
األشاعرة ،وذكر أن هذه العقائد ال جتما ما اإلما .
الطبلب :يا شي طبعت؟
الش خ :طبعت.
فضيلة الشيخ /حممد حممدي النورستاين 20
ليس عندنا ،المعتولة لما قالوا ال يكون أحد معتوليًا إال إذا جما بين األصهول الخمسهة ،ههل نحهن
ألومناهم؟ ال ،هم فعلوا هذا ،ولذلك من كان معتوليًا مهثالً يف أمهرين ويخهالفهم يف ثالثهة أمهور ههم
يقولون هذا ليس معتولي ،ونحن نقهول لهه نعهم أنهت لسهت معتولهي إال يف ههذا وههذا ،حتهب نعهرف
موقفه ،يعني البد من هذا التفصيل ،وإال سنظل نختلف هل ههذا مهن أههل السهنة أو لهيس مهن أههل
السنة ،و رجا القضية إلب المداولة ،المداولة ال قد وال ؤخر.
فإذا أخذت معه يف التفصيل قد صل معه إلب نتيجة ،إن لم يكن هنا عناد ًا وكذبًا ،نعم.