You are on page 1of 36

‫زيارة قرب احلسني×‬

‫وتكامل روح املؤمن‬


‫سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬

‫زيارة قرب احلسني×‬


‫وتكامل روح املؤمن‬

‫حبوث مساحة آية اهلل الشيخ مُحمَّد السند‬

‫بقلم‬
‫رياض املوسوي‬

‫من إصدارات مركز األمري× الثقايف‬


‫هوية الكتاب‬
‫×‬
‫املقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة عىل حُم َّمد وآله الطاهرين‪.‬‬
‫بعد النجاح الواضح لكتاب (الشعائر احلسينية بني األصالة‬
‫والتجديد)‪ ،‬الذي صدر قبل أعوام ‪ ..‬واتساع رقعة انتشاره‪ ،‬بحيث حطبع‬
‫ِعدَّ ة مرات يف إيران ولبنان والعراق ‪...‬‬
‫واصلت البحث مع حأستاذي اجليل آية اهلل الشيخ حُم َّمد السند‬
‫ح‬
‫(حفظه اهلل) يف موضوع الشعائر احلسينية ‪ ..‬وملدة ِعدَّة سنوات ابتدا ًء‬
‫من مشهد املقدسة‪ ،‬ثم قم وصوالً إىل النجف األرشف ‪ ..‬وال زلت‬
‫عاكف ًا عىل هذا املوضوع اإلسالمي املهم ‪ ..‬والذي يعترب من أركان‬
‫الدين احلنيف‪.‬‬
‫ارتأيت وبعد استشارة حأستاذي اجلليل سامحة الشيخ السند‪ ،‬أ ْن‬
‫ح‬ ‫لذا‬
‫هذه البحوث اإلسالمية خال ل سلسلة وعنوااها بمحتواها ‪..‬‬ ‫تظهر ِ‬
‫(سلسلة الشعائر احلسينية)‪ ،‬والتي سوف نصدرها تباع ًا‪ْ ،‬‬
‫إن شاء اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫أن نو ّفق بإبراز وإظهار هذا التحقيق العلمي اإلسالمي يف‬
‫عسى ْ‬
‫‪......................................................... 01‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫موسوعة متكاملة بمعظم أبوابه وفصوله وقواعده وأركانه‪..‬‬
‫وبني يدك أُّيا القارئ الكريم الكتاب الثاين من ِ‬
‫هذه السلسلة‪،‬‬ ‫ه‬
‫وعنوانه‪( :‬زيارة قرب احلسني× وتكامل روح املؤمن)‪.‬‬
‫واهلل أسأ ل‪ :‬يتقبّل منّا هذا العمل املتواضع بالقبو ل احلسن‪ ،‬وأ ْن‬
‫جيعلنا ممن يذكر احلسني× ويزوره ويشيد معامله وأهدافه وشعائره‪.‬‬

‫رياض املوسوي‬
‫النجف األشرف‬
‫‪ /01‬حمرم احلرام‪0141 /‬هـ‬
‫تكامل روح املؤمن بأقصى الكماالت‬
‫عند زيارته لقرب احلسني عليه السالم‬
‫قدْ ورد يف الروايات املستفيضة غايات وفوائد بالغة التأثري‬
‫يف مصري اإلنسان ومساره عند زيارته لقرب سيد الشهداء×‬
‫وأن الزيارة طريق أقصد لبلوغ أقىص درجات الكامالت‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وطي أرسع للعبور‬‫ومسافة أقرب للعروج إىل معايل الدرجات‪ّ ،‬‬
‫من عقبات كؤود‪ ،‬فالزيارة باب معراج لألولياء والصاحلني ‪..‬‬
‫ولنستعرض نبذة من تفاصيل مفاد الروايات الواردة‪ :‬فقد روى‬
‫يف كامل الزيارات رويات مستفيضة‪:‬‬
‫‪َّ )1‬‬
‫إن من أتى قربه× كتبه اهلل يف عليّني‪.‬‬
‫‪ْ )2‬بل يف مجلة من تلك الروايات املستفيضة‪ ،‬يف أعىل عليني( )‪.‬‬
‫‪ ) 3‬ويف مجلة منها‪ :‬كمن زار اهلل فوق عرشه‪.‬‬
‫‪ )4‬ومصححة بشري الدهان عن أيب عبداهلل×‪ :‬فإذا أتاه‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ :‬باب ‪.95‬‬


‫‪......................................................... 02‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫ناجاه اهلل( )‪.‬‬
‫‪ )9‬وروى روايات مستفيضة أيضاً أ َّن زائره×‪ ،‬حيناديه سيد‬
‫األنبياء‪ ،‬وأمري املؤمنني بالبشارة( )‪.‬‬
‫‪ْ )6‬بل يف بعض الروايات‪ :‬زاره فوق كرسيه( )‪.‬‬
‫اخلشاب‪ ،‬عن بعض‬‫‪ )7‬ويف الصحيح إىل احلسن بن موسى ّ‬
‫رجاله عن أيب عبداهلل×‪ ،‬قا ل‪َّ :‬‬
‫إن زائر احلسني جعل ذنوبه‬
‫جرساً عىل باب داره ثم عربها‪ ،‬كام حُيلف أحدكم اجلرس ورائه‬
‫إذا عربه( )‪.‬‬
‫‪ )8‬وهذا املفاد قدْ ورد يف أثر الصالة َّأاها كالنهر يغتسل‬
‫اإلنسان به من ذنوبه‪ .‬وهو معنى ما ورد يف رواية أحخرى يف‬
‫أن الرجل ليخرج إىل قرب احلسني×‪ ،‬فله‬ ‫الدهان َّ‬
‫معتربة بشري ّ‬
‫بأو ل خطوة مغفرة من ذنوبه ( )‪.‬‬
‫إذا خرج من أهله َّ‬
‫‪ )5‬تقديس روح الزائر للحسني×‪ ،‬واملراد من التقديس‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ :‬باب ‪.2/62‬‬


‫(‪ )2‬كامل الزيارات‪ :‬باب ‪ ،3/62‬باب ‪.3/92‬‬
‫(‪ )3‬كامل الزيارات‪ :‬باب ‪.3/95‬‬
‫(‪ )4‬كامل الزيارات‪ :‬باب ‪/62‬ح‪1‬؛ ورواه الصدوق يف الفقيه (ج‪،2:347‬‬
‫وثواب األعام ل (‪.)116‬‬
‫(‪ )9‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪ 62‬ح‪.2‬‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪04..............................................‬‬
‫التطهري زيادة النور‪ ،‬والذي يقوم هبذا التقديس هم املالئكة‪،‬‬
‫يقومون به يف روح الزائر‪.‬‬
‫الدهان عن أيب عبداهلل×‪،‬‬
‫فقد ورد يف تتمة معتربة بشري ّ‬
‫بعد قوله‪ :‬مغفرة من ذنوبه‪ ،‬ثم مل يز ل يقدّس بكل خطوة حتّى‬
‫يأتيه‪ ،‬فإذا أتاه ناجاه اهلل ‪.) ( ...‬‬
‫والظاهر أ َّن هذا التقديس‪ ،‬الذي هو التطهري من الذنوب‪،‬‬
‫والنورانية هتيئة لتصاعد روح الزائر ليبلغ مقام النجوى مع اهلل‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫وهذا هو مقام أعىل عليني‪ ،‬وكتابة روحه يف عليني عبارة عن‬
‫بناء للكام ل امللكويت يف روحه‪ .‬من سنخ مقام الع ّليني‪ ،‬فيحصل له‬
‫أن «الصالة معراج املؤمن»‬ ‫ذلك العروج‪ ،‬وهذا نظري ما ورد‪ ،‬من َّ‬
‫هذه الروايات املستفيضة الدالة عىل خواص زيارة‬‫فإنَّه يطابق ما يف ِ‬
‫احلسني×‪ ،‬وأنَّه حيكتب بأعىل عليني‪ ،‬أي عروج روحه إىل ذلك‬
‫هذه الروايات زيادة عىل ما يف الصالة‪ ،‬حيث َّ‬
‫أن‬ ‫املقام‪ْ ،‬بل يف ِ‬
‫العروج ال يستلزم التمكني واالستقرار يف ذلك املقام العايل‪،‬‬
‫بخالف كتابة روحه يف أعىل عليني‪ ،‬التي ّ‬
‫تد ل عىل التمكني والبناء‬
‫الثابت يف ذلك املقام؛ يف كامالت طبقات روحه‪.‬‬

‫مرت سابق ًا يف رقم (‪.)4‬‬


‫(‪ )1‬التي َّ‬
‫‪......................................................... 01‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬

‫‪ )11‬ونظريه‪ ،‬ما رواه يف كامل الزيارات ( )‪ ،‬يف املصحح‬


‫إن هلل مالئكة‬‫عن احلارث بن املغرية عن أيب عبداهلل× قا ل‪َّ :‬‬
‫هم الرجل بزيارته أعطاهم اهلل‬ ‫موكلني بقرب احلسني×؛ فإذا َّ‬
‫ذنوبه‪ ،‬فإذا خطا َُم ْوها‪ ،‬ثم إذا خطا ضاعفوا حسناته‪ ،‬فام تزا ل‬
‫حسناته تتضاعف حتّى توجب له اجلنة ‪...‬‬
‫أن قدسوا‬ ‫ثم اكتنفوه‪ ،‬وقدّ سوه‪ ،‬و حينادون مالئكة السامء ْ‬
‫زوار حبيب حبيب اهلل‪ ،‬فإذا اغتسلوا ناداهم حُم َّمد’‪ :‬يا وفد اهلل‬
‫ّ‬
‫ابرشوا ‪.‬‬
‫( )‬

‫مر تتمتها سابق ًا‪.‬‬


‫كام ّ‬
‫هذه املصححة‪ ،‬ترصيح َّ‬
‫بأن التقديس هو تطهري من‬ ‫ففي ِ‬
‫الذنوب‪ ،‬والطهارة احلاصلة من إبعاد الذنوب عن الزائر‪.‬‬

‫ويف املصححة إشارة ظريفة أ َّن الزائر‪ ،‬ما أ ْن ّ‬


‫ُّيم يف قلبه‬
‫وعزمه عىل الزيارة‪ ،‬حتّى تقوم املالئكة املوكّلة بقرب احلسني×‬
‫وإن كان مكان الزائر يف أقىص األرض‪ ،‬ثم إذا‬ ‫بإبعاد ذنوبه عنه‪ْ ،‬‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات باب ‪ ،45‬ح‪.3‬‬


‫(‪ )2‬الصدوق يف ثواب األعام ل‪.111 :‬‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪01..............................................‬‬
‫بدأ للحركة واخلطوات‪ ،‬ففي َّأو ل خطوة تقوم املالئكة بمحو‬
‫الذنوب‪ ،‬ومل تقترص عىل إبعادها‪ ،‬ثم إذا خطا بقية اخلطوات‬
‫يتبدّ ل تقديسهم إليه وتطهريهم له‪ ،‬من ُمو الذنوب إىل إفاضة‬
‫احلسنات‪.‬‬
‫وهذا يشري إىل أ َّن التقديس والتطهري ال ينحرص سنخه‬
‫ونمطه يف الطهارة من رجس ولوث الذنوب وظلمتها‪ْ ،‬بل يف‬
‫املراتب العليا من التطهري والتقديس تعلو عىل التنزيه إىل إفاضة‬
‫نور مجا ل احلسنات‪.‬‬
‫ويزداد هذا التقديس والتطهري يف التكامل اجلوهري لروح‬
‫الزائر حتّى توجب له اجلنة ‪ ..‬ويف اإلشارة إىل هذا التدرج يف‬
‫طبقات الكام ل يف الرواية‪ ،‬فائدة معرفية ظريفة‪ ،‬وهي َّ‬
‫أن اإلثابة‬
‫بكتابة احلسنات‪ ،‬التي هي عبارة عن كتابة تكوينية لكامالت‬
‫تقررها الوجودي التع ّلق باجلنة‬
‫العامل باحلسنى‪ ،‬ال تستلزم يف ّ‬
‫األبدية‪ْ ،‬بل قدْ تكون جزا ًء يف الدنيا أو يف البزرخ أو يف الرجعة‪،‬‬
‫أو يف عرصات وعقبات القيامة‪ ،‬من دون أ ْن يكون هناك‬
‫ارتباط وجودي روحي بني ذات العامل باحلسنى ونشأة اجلنة‬
‫األبدية‪ ،‬وعند تضاعف احلسنات يتصاعد كام ل ذات وروح‬
‫العامل باحلسنى حتّى يرتقي مقام وجوده بالنشأة اجلسامنية‬
‫للجنة األبدية‪.‬‬
‫‪......................................................... 01‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫والظريفة األحخرى يف ِ‬
‫هذه املصححة‪ ،‬أنَّه ال يقف جزاء‬
‫وثواب الزيارة للزائر عىل هذا احلدّ‪ْ ،‬بل يبدأ عمل تقديس فوق‬
‫ذلك وتطهري وتنوير بدرجات تفوق هذا املستوى‪ ،‬يقوم به‬
‫املالئكة املوكَّلني بقر احلسني× وبمشاركة أيضاً من مالئكة‬
‫السامء‪ ،‬الذين هم من طبقات عليا وذوي قدرات فائقة بلحاظ‬
‫الطبقات العليا لروح الزائر‪ ،‬حتّى يوصل رقي الزائر إىل درجة‬
‫كام ل النجوى واخلطاب من النبي’‪ .‬ويزداد مقامهم يف اجلنة إىل‬
‫درجة رفقة النبي‪.‬‬
‫وكذلك نجوى وخطاب أمري املؤمنني×‪.‬‬

‫هذه الدرجة من التكامل‬ ‫‪ )11‬ومن هذا القبيل مما يشري إىل ِ‬


‫للزائر بزيارته لسيد الشهداء×‪ ،‬ما رواه ابن قولويه يف كامل‬
‫الزيارات‪ ،‬ويف ُمسنّة صفوان اجلام ل‪ ،‬عن أيب عبداهلل× قا ل‪:‬‬
‫«من زار قرب احلسني× وهو يريد اهلل َع َّز َو َج َّل‪ ،‬ش ّيعه جربائيل‬
‫وميكائيل وإرسافيل‪ ،‬حتّى ُيرد إىل منزله»( )‪.‬‬
‫وال ُيفى َّ‬
‫أن هذا ارتباط روحي مع جربائيل وميكائيل‬
‫وإرسافيل‪.‬‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪.4/97‬‬


‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪01..............................................‬‬

‫ْبل يف مجلة من الروايات املستفيضة أ َّن من زار احلسني×‬


‫كمن زار اهلل فوق عرشه أو فوق كرسيه‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫الشحام قا ل‪ :‬قلت أليب عبداهلل×‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )12‬ففي مصحح زيد‬
‫ما ملن زار قرب احلسني×؛ قا ل‪ :‬كان كمن زار اهلل يف عرشه‪،‬‬
‫قا ل‪ :‬قلت‪ :‬ما ملن زار أحداً منكم‪ ،‬قا ل‪ :‬كمن زار رسو ل‬
‫اهلل’( )‪.‬‬
‫‪ )13‬ويف معتربة احلسني بن حُم َّمد القمي‪ ،‬قا ل‪ :‬قا ل يل‬
‫الرضا×‪« :‬من زار قرب أيب ببغداد كان كمن زار رسول اهلل’‬
‫وأمري املؤمنني×‪ّ ،‬إّل أ َّن لرسول اهلل وأمري املؤمنني فضلهام‪.‬‬
‫قال ثم قال يل‪ :‬من زار أبا عبداهلل× بشط الفرات كان كمن‬
‫زار اهلل فوق كرسيه»( )‪.‬‬
‫ومثلها‪ :‬معتربة بشري الدهان‪ ،‬وروايات أحخرى‪.‬‬
‫‪ )14‬ونظري ذلك ما رواه ابن قولويه يف الصحيح إىل‬
‫رسه أ ْن‬
‫جويرية بن العالء عن بعض أصحابنا قا ل×‪« :‬من ّ‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪ ،1/59‬باب ‪.4/61‬‬


‫(‪ )2‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪.)11/95( 7/95‬‬
‫‪......................................................... 01‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫ينظر إىل اهلل يوم القيامة‪ ،‬وهتون عليه سكرة املوت وهول املطّلع‪،‬‬
‫فليكثر زيارة احلسني×‪ ،‬فإ َّن زيارة احلسني× زيارة رسول‬
‫اهلل’»( )‪.‬‬
‫واملراد من النظر إىل اهلل سبحانه‪ ،‬هو النظر إىل رسو ل‬
‫اهلل’ فإنَّه أعظم خليفة هلل‪ ،‬إ ْذ يتعاىل اهلل عن الرؤية اجلسامنية‪،‬‬
‫أو املراد الرؤية القلبية إىل اهلل سبحانه‪.‬‬
‫‪ُ )19‬مسنة صفوان اجلام ل قا ل‪ :‬قا ل يل أبو عبداهلل×‪« :‬ملا‬
‫أتى احلرية‪ :‬هل لك يف قرب احلسني×‪ .‬قلت‪ :‬وتزوره ُجعلت‬
‫فداك؟ قال‪ :‬وكيف ّل أزوره‪ ،‬واهلل يزوره يف كل ليلة مجعة‪ ،‬هيبط‬
‫مع املالئكة إليه واألنبياء واألوصياء‪ ،‬وحممد’ أفضل األنبياء‬
‫ونحن أفضل األوصياء‪ ،‬فقال صفوان‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فنزوره‬
‫كل مجعة حتّى نُدرك زيارة الرب‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬يا صفوان الزم‬
‫ذلك يكتب لك زيارة قرب احلسني×‪ ،‬وذلك تفضيل‪ ،‬وذلك‬
‫تفضيل»( )‪.‬‬
‫والتعبري يف الرواية‪ ،‬أ َّن الرب تعاىل ُّيبط ليلة اجلمعة مع‬
‫املالئكة واألنبياء واألوصياء‪ ،‬هو نظري قوله تعاىل‪{ :‬وَجَاء رَبُّكَ‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪.1/61‬‬


‫(‪ )2‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪/38‬ح‪ ،4‬باب‪ ،91/‬ح‪ ،2‬باب‪:99/‬ح‪.2‬‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪01..............................................‬‬
‫وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} ‪ ،‬ونظري ما ورد يف روايات الفريقني من‬
‫ليس املراد جتسيمه تعاىل والعياذ‬ ‫هبوطه تعاىل ليلة اجلمعة‪ ،‬فإنَّه َ‬
‫باهلل‪ ،‬كام قدْ يتوهم من ألفاظ األحاديث الواردة من طرق العا ّمة‪،‬‬
‫ْبل املراد هو هبوط جت ّلياته تعاىل نظري ما يف قوله تعاىل‪{ :‬فَلَمَّا تَجَلَّى‬
‫رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}‪.‬‬
‫ثم تناغم مفاد هذا‬‫اخلاصة‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونزو ل فيوضاته‪ ،‬ورمحته‬
‫أن من زاره كمن‬‫احلديث الرشيف مع األحاديث املتقدمة‪ ،‬من َّ‬
‫زار اهلل فوق عرشه‪ ،‬أو فوق كرسيه‪ ،‬وأ َّن الزائر له‪ ،‬حيظى بالنظر‬
‫إليه يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ )16‬ما ورد يف ِعدَّة روايات أ َّن زوار احلسني بن عيل×‬


‫يوم القيامة عىل موائد من نور‪.‬‬
‫وأن زوار احلسني× يكونون حتت لوائه ويدخلون اجلنة‪،‬‬‫َّ‬
‫ُيتصون بالنظر إىل وجه احلسني× قبل دخو ل اجلنة( )‪.‬‬
‫وأاهم ّ‬
‫ويف رواية‪ :‬حتت لواء رسو ل اهلل’ الذي بيد عيل×( )‪.‬‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪.1 :96‬‬


‫(‪ )2‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪ :99‬ح‪.1‬‬
‫‪......................................................... 21‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫أن موائد النور هي غري موائد الطعام والغذاء‬ ‫ومن الظاهر َّ‬
‫اجلسامنية‪ْ ،‬بل هي إشارة إىل املعرفة ‪ ...‬كام يشري التعبري بالنظر‬
‫إىل وجه احلسني‪ .‬وكذا التعبري بـ (حتت لوائه)( )‪ :‬فإ َّن اللواء‬
‫عرب عن‬‫عمود فيض لكامالت من يأتم بصاحب اللواء كام َّ‬
‫اإلمامة وأمرها امللكويت بلواء الرب‪.‬‬
‫أن زوار احلسني×‬ ‫وقد أحشري بذلك يف ِعدَّة من الروايات َّ‬
‫يزدادون نوراً يوم القيامة( )‪.‬‬

‫‪ )17‬ويف معتربة الكاهيل عن أيب عبداهلل×‪« :‬من أراد أ ْن‬


‫يكون يف كرامة اهلل يوم القيامة؛ ويف شفاعة ُحم َّمد’‪ ،‬فليكن‬
‫للحسني زائر ًا ينال من اهلل الفضل والكرامة‪ ،‬وحسن الثواب‪،‬‬
‫وّل ُيسأل عن ذنب عمله يف حياة الدنيا‪ ،‬ولو كانت ذنوبه عدد‬
‫رمل عالج وجبال هتامة وزبد البحر‪ ،‬إ َّن احلسني× ُقتل‬
‫مظلوماً مضطهداً نفسه‪ ،‬عطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه»( )‪.‬‬
‫وتفيد الرواية وصو ل الزائر املحدمن الزيارة إىل كرامة ّ‬
‫خاصة‬
‫يف عامل القيامة‪ .‬إ ْذ يوم القيامة ال حيراد منه يوم ساعات‪ْ ،‬بل حيراد‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪ :96‬ح‪.4‬‬


‫(‪ )2‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪ :96‬ح‪.3‬‬
‫(‪ )3‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪ :62‬ح‪.6‬‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪20..............................................‬‬
‫منه عامل‪ ،‬أعظم مدة من عامل الدنيا‪ ،‬كام أ َّنه ينا ل قرب ًا خاصاً من‬
‫النبي’ وحيظى بوجاهة‪ ،‬بشمو ل شفاعة النبي’ له‪.‬‬
‫هذه الرواية والكثري من الروايات‪ ،‬أ َّن‬ ‫ِ‬ ‫واحلاصل من‬
‫االرتباط بسيد الشهداء× وتوكيد االنتامء إليه يقطع الزائر عن‬
‫كل انتامءات إىل الباطل‪ ،‬وعن كل واليات ألهل الضال ل‪ ،‬كان‬ ‫ّ‬
‫قدْ وقع يف حباهلا سابقاً‪ ،‬ومن الظاهر بحسب ِ‬
‫هذه الروايات‬
‫املستفيضة يف أبواب عديدة عقدها ابن قولويه يف كامل‬
‫أن هذا الثواب ْ‬
‫وإن‬ ‫الزيارات وذكرها الصدوق يف كتبه وغريمها‪َّ ،‬‬
‫ورد لزيارة احلسني× وإدمااها ولكن الظاهر عمومه للشعائر‬
‫احلسينية‪ ،‬نظر ًا للتعليل الوارد فيها املتكرر بكون الزيارة من أبرز‬
‫أفراد التع ّلق بسيد الشهداء× واالرتباط به وذكره×‪.‬‬
‫‪ )18‬وقد روى ابن قولويه بطرق مستفيضة إىل سامل بن أيب‬
‫خدجية (أيب سلمة) عن أيب عبداهلل× قا ل‪« :‬إ َّن زيارة‬
‫احلسني× أفضل ما يكون من األعامل»( )‪.‬‬
‫×‬
‫‪ )15‬ويف معتربة عبدامللك بن حكيم اخلثعمي‪ ،‬عن أيب‬
‫عبداهلل× يف ثواب زيارة احلسني×‪ ...« :‬يمدّ اهلل يف عمرك‪،‬‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪/‬باب ‪.98‬‬


‫(ورواه الصدوق ثواب األعام ل والفقيه)‪.‬‬
‫‪......................................................... 22‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫ويزيد اهلل يف رزقك‪ ،‬وحيييك اهلل سعيد ًا‪ ،‬وّل متوت ّإّل سعيد ًا‪،‬‬
‫ويكتبك سعيد ًا»( )‪.‬‬
‫أن السعادة أعظم من النجاة‪ ،‬ومل يقترص أثر‬ ‫وال ُيفى َّ‬
‫جمرد السعادة يف املوت‪،‬‬‫الزيارة عىل السعادة يف الدنيا‪ ،‬وال عىل ّ‬
‫ْبل عىل سعادة أعظم‪ ،‬وهي كتابة روحه وذاته يف مقام السعادة‬
‫األبدية‪ ،‬وال ُيفى التفاوت بني النجاة من النار‪ ،‬والفوز باجلنة‪.‬‬
‫كام ال ُيفى الفرق بينهام وبني مقام السعادة‪.‬‬
‫مر‪ ،‬من مقام الع ّليني‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬
‫وأن مقام السعادة ينطبق عىل ما َّ‬
‫أعىل ع ّليني وبعبارة حأخرى‪ ،‬فإ َّن االرتباط باحلسني× َعرب‬
‫الزيارة والشعائر جيعل املوايل من خواص حُم َّمد وآ ل حُم َّمد‪ ،‬وهو‬
‫أعظم مقام يصل إليه أهل التقوى واليقني‪.‬‬

‫‪ )21‬ويف صحيح حُم َّمد بن مسلم عن أيب جعفر×‪ ،‬يف‬


‫ثواب زيارة احلسني×‪« :‬كتب اهلل له ألف حجة متقبلة‪ ،‬وألف‬
‫عمرة مربورة‪ ،‬وأجر ألف شهيد من شهداء بدر‪ ،‬وأجر ألف‬
‫صائم‪ ،‬وثواب ألف صدقة مقبولة‪ ،‬وثواب ألف نسمة أريد هبا‬

‫(‪ )1‬باب ‪/61‬ح‪.6‬‬


‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪24..............................................‬‬
‫آفة أهوهنا الشيطان‪،‬‬ ‫وجه اهلل‪ ،‬ومل يزل حمفوظاً سنته من كل ٍ‬
‫ووكّل به ملك كريم‪ ،‬حيفظه من بني يديه ومن خلفه وعن يمينه‬
‫وعن شامله‪ ،‬ومن فوق رأسه ومن حتت قدميه‪ ،‬فإ ْن مات سنته‬
‫حرضته مالئكة الرمحن‪ ،‬حيرضون غسله وأكفانه‪ ،‬واّلستغفار‬
‫له‪ ،‬ويشيعونه إىل قربه‪ ،‬باّلستغفار له‪ ،‬و ُيفسح له يف قربه مدّ‬
‫برصه؛ ويؤمنه اهلل من ضغطة القرب‪ ،‬ومن منكر ونكري أ ْن‬
‫يروعانه‪ ،‬و ُيفتح له باب إىل اجلنة‪ ،‬و ُيعطى كتابه بيمينه‪ ،‬و ُيعطى‬
‫له يوم القيامة نور ًا ييضء لنوره ما بني املرشق واملغرب‪ ،‬وينادي‬
‫منادي هذا من زوار احلسني‪ ،‬شوقاً إليه‪ ،‬فال يبقى أحدٌ يوم‬
‫القيامة‪ّ ،‬إّل متنى يومئذ أنَّه من زوار احلسني»( )‪.‬‬

‫هذه الرواية ِعدَّ ة نقاط‪:‬‬


‫ويالحظ يف مفاد ِ‬

‫األوىل‪ :‬تضمن زيارة احلسني جلملة الكامالت واآلثار‬


‫الدينية والدنيوية واألخروية املودعة يف حج بيت اهلل احلرام؛ وقد‬
‫استفاضت أو تواترت مضامني الروايات يف ذلك‪ ،‬مع أنَّه قدْ‬
‫وصف احلج يف الروايات التي وردت عن األئمة^‪ ،‬أ َّن احلج‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪/‬باب ‪/96‬ح‪.3‬‬


‫‪......................................................... 21‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫هو الرشيعة‪ ،‬أي أنَّه متضمن جلملة أبواب الرشيعة‪ْ ،‬بل بينت‬
‫ولعل ِ‬
‫هذه‬ ‫الروايات أ َّن يف الزيارات أضعاف إىل ألف ضعف‪َّ ،‬‬
‫األضعاف‪ ،‬نظري تضاعف العمل يف ليلة القدر‪ ،‬نظر ًا الرتباط‬
‫هذه اخلاصية‬ ‫ليلة القدر بإمامة أهل البيت^‪ ،‬وقد ورد بيان ِ‬
‫من تضاعف العمل ألف ضعف يف معتربة هشام بن سامل عن‬
‫أيب عبداهلل×‪ ،‬يف حديث طويل‪ :‬قا ل‪ :‬فام ملن أقام عنده (عند‬
‫احلسني)؛ قا ل‪ :‬كل يوم بألف شهر؛ قا ل‪ :‬فام للمنفق يف خروجه‬
‫إليه‪ ،‬واملنفق عنده‪ ،‬قا ل‪ :‬درهم بألف درهم»( )‪.‬‬
‫ِ‬
‫يؤسس قاعدة‬ ‫وال ُيفى أ َّن لسان هذه الروايات املستفيضة‪ِّ ،‬‬
‫إسالمية وهي إ َّن مرقده الرشيف‪ ،‬مشعر ًا إهلياً ححيج إليه؛ وأنَّه‬
‫زيارة لبيت ع ّظمه اهلل تعاىل‪ ،‬كام هو مطابق مفاد قوله تعاىل‪:‬‬
‫{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ‬
‫وحترتم وتقدّس‪.‬‬ ‫وَاآلصَال}( )‪ .‬أي من شأاها أ َّن تع ّظم‪ ،‬ح‬
‫الثانية‪ :‬أ َّن آثار وجزاء زيارته× حتصل للزائر بدء ًا من عامل‬
‫الدنيا‪ ،‬وحياته فيها‪ ،‬ومتتد إىل املوت والقرب‪ ،‬وتتواصل إىل‬
‫القيامة حتّى ينتهي به إىل اجلنة‪ ،‬وهذا من اخلواص املتميزة‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪/44‬ح‪.2‬‬


‫(‪ )2‬سورة النور‪ :‬اآلية ‪.36‬‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪21..............................................‬‬
‫لزيارته×‪ ،‬كام أنَّه يزداد له من أعظم أنواع اجلزاء وهو النور‪.‬‬
‫ليس خصوص ثواب احلج فقط‪،‬‬‫الثالثة‪ :‬أ َّن يف زيارته× َ‬
‫ْبل خصائص باب اجلهاد كذلك وجزاؤه‪ ،‬وكذلك خصائص‬
‫باب الزكاة‪ ،‬وخصائص باب الصوم ‪..‬‬
‫أ َّما انضامم خصائص باب اجلهاد‪ ،‬فالوجه فيه واضح ‪ ،‬ملا‬
‫تتميز به‪.‬‬
‫أن زيارته× تعد ل‬ ‫وهناك طائفة من الروايات دا ّلة عىل َّ‬
‫حجة مع رسو ل اهلل’‪ ،‬كام روي بطرق مستفيضة عالية اإلسناد‪،‬‬
‫عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أيب عبداهلل وأيب جعفر‘‪َّ ،‬‬
‫أن زيارة‬
‫قرب احلسني× تعد ل حجة مربورة مع رسو ل اهلل’( )‪.‬‬

‫أن زائر احلسني×‪ ،‬وافد إىل اهلل سبحانه‬‫ومقتىض هذا البيان‪َّ ،‬‬
‫بصحبة رسو ل اهلل’‪ .‬ويف هذا من اإلشارة البالغة املقاربة يف‬
‫أن زائر احلسني×‪ ،‬يزور اهلل من فوق عرشه‪،‬‬ ‫املعنى ملا تقدم من َّ‬
‫وكرسيه‪.‬‬
‫وورد يف األحاديث املرقمة ‪ 13 ،12 ،11‬أ َّن صفة من‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪.64‬‬


‫‪......................................................... 21‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫صفات زيارة احلسني× هي زيارة هلل فوق عرشه أو فوق‬
‫هذه الزيارة ختتلف عن زيارة بيت‬ ‫كرسيه‪ ،‬إشارة بالغة يف كون ِ‬
‫اهلل احلرام‪ ،‬التي هي وفود عىل اهلل‪ ،‬لكن يف بيته احلرام عىل‬
‫األرض‪ ،‬وقد ورد أ َّن حجاج بيته وفدح اهلل‪ّ ،‬‬
‫وحضاره يف بيته عىل‬
‫األرض‪ ،‬إ ْذ الزيارة حضور الزائر عند املزور‪ ،‬لكن هلذا احلضور‬
‫درجات‪ ،‬بعد بداهة عدم جسامنية اهلل سبحانه وتعاىل‪ .‬وأنَّه‬
‫منزه عن شغل احليّز واملكان‪ ،‬فالوفود عليه تعاىل بمعنى‬ ‫تعاىل ّ‬
‫القرب املعنوي‪ ،‬والنوري والقلبي‪ ،‬وهو يف زيارة احلسني×‬
‫يبلغ غاية العروج وهو املعرب عنه فوق عرشه‪ .‬أو فوق كرسيه‪،‬‬
‫فيكون إشارة إىل العروج التام‪ ،‬والقرب البالغ‪ .‬ويف هذا املضامر‬
‫ِعدَّ ة روايات تشري إىل ِ‬
‫هذه اخلصوصية من الكام ل اخلاص‪:‬‬
‫‪ )1‬ففي مصحح يونس عن الرضا×‪ ،‬قا ل‪« :‬من زار قرب‬
‫احلسني×‪ ،‬فقد حج واعتمر؛ قال‪ :‬يطرح عنه حجة اإلسالم؟‬
‫قال‪ّ :‬ل؛ هي حجة الضعيف حتّى يقوى‪ ،‬وحيج إىل بيت اهلل‬
‫أن البيت يطوف به كل يوم سبعون ألف‬ ‫احلرام؛ َأما علمت َّ‬
‫ملك حتّى إذا أدركهم الليل صعدوا‪ ،‬ونزل غريهم فطافوا‬
‫بالبيت حتّى الصباح‪ .‬وإ َّن احلسني× ألكرم عىل اهلل من البيت‪،‬‬
‫وإنه يف وقت كل صالة لينزل عليه سبعون ألف ملك شعث‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪21..............................................‬‬
‫غرب‪ّ ،‬ل تقع عليهم النوبة إىل يوم القيامة»( )‪.‬‬
‫{فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}‪:‬‬
‫التوجه إىل اهلل بسيد الشهداء×‬ ‫ِّ‬ ‫ويف الرواية إشارة إىل أ َّن‬
‫أعظم من التوجه إىل اهلل بالبيت احلرام‪ .‬كيف وقد قا ل اهلل تعاىل‬
‫عىل لسان إبراهيم× أ َّن الغاية من حج بيت اهلل احلرام‪ ،‬هو‬
‫التوجه إىل الذرية املصطفاة من نسل إبراهيم من إسامعيل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫حيث قا ل تعاىل‪{ :‬ربَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ‬
‫عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّالَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي‬
‫إِلَيْهِمْ}( )‪.‬‬
‫فجعل الغاية من اإلقامة عند البيت احلرام وإقامة الصالة‬
‫واحلج هي أ ْن هتوي القلوب إىل ذرية إبراهيم‪ ،‬من نسل إسامعيل‬
‫والتي دعا اهلل تعاىل أ ْن تكون اإلمامة فيهم‪ ،‬يف قوله تعاىل‪{ :‬قَالَ‬
‫إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ الَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِني}( )‪،‬‬
‫وهم ُمل دعوة إبراهيم وإسامعيل يف قوله تعاىل‪{ :‬رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا‬
‫مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ‪ ..‬رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُوالً مِّنْهُمْ‬
‫يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ‪ ) (}..‬إىل قوله تعاىل‪:‬‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪.6/69‬‬


‫(‪ )2‬سورة إبراهيم‪ :‬اآلية ‪.37‬‬
‫(‪ )3‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.124‬‬
‫(‪ )4‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.125‬‬
‫‪......................................................... 21‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ‬
‫عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}( )‪.‬‬
‫فإن درجة اإلسالم التي دعا هبا إبراهيم هلذه الذرية‪ ،‬هي‬ ‫َّ‬
‫الدرجة من اإلسالم والتسليم التي دعا هبا لنفسه وابنه إسامعيل‬
‫مع أاهام قدْ حصلت هلام النبوة والرسالة‪ ،‬وتلك الدرجة هي‬
‫درجة االصطفاء‪ .‬وأ َّن الرسو ل منهم‪ ،‬وقد جعلهم اهلل شهداء‬
‫عىل الناس‪ ،‬أي شهداء عىل أعام ل الناس‪ ،‬وهذا هو مقام اإلمامة‬
‫املنصوب من اهلل سبحانه‪ ،‬ال ُيفى عليه من رعيته عمل‪ ،‬وقد‬
‫نقل السمهودي يف مقدمة كتاب وفاء الوفاء إمجاع املسلمني‪ ،‬بأ َّن‬
‫تراب قرب الرسو ل’ أعظم حرمة من الكعبة البيت احلرام‪.‬‬
‫وملزيد من البسط يف هذا األمر‪ ،‬يراجع كتاب اإلمامية‬
‫اإلهلية( ) ومن ذلك يظهر مفاد قوله×‪ :‬إ َّن احلسني ألكرم عىل‬
‫اهلل من البيت‪.‬‬
‫تبني‬ ‫ِ‬
‫ثم ورد يف ثواب زيارة احلسني× عدَّة ألسن ّ‬ ‫ومن ّ‬
‫مضاعفة ثواب زيارة احلسني وأعظميته عىل ثواب التوجه إىل‬
‫ِ‬
‫أعظم من الصالة يف قوله‬‫ح‬ ‫بيت اهلل احلرام‪ ،‬نظري أ َّن ذ َ‬
‫كر اهلل‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.143‬‬


‫(‪ )2‬كتاب اإلمامة اإلهلية للشيخ السند‪ ،‬ج‪ ،4‬ج‪.9‬‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪21..............................................‬‬
‫تعاىل‪{ :‬إِنَّ الصَّالَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ولَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}( )‪.‬‬

‫ولقد جعل اهلل آدم قبلة لسجود املالئكة‪ ،‬إ ْذ قا ل تعاىل‪:‬‬


‫{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَالَئِكَةِ اسْجُدُواْ آلدَمَ} يف سبع سور‪ ،‬فالسجود هو‬
‫التوجه إىل اهلل من‬
‫ّ‬ ‫هلل تعاىل‪ ،‬وآدم كان قبلة هلم ‪ ...‬وهو أعظم يف‬
‫الكعبة والبيت املعمور‪ ،‬وإذا أطلق عىل الكعبة عنوان بيت اهلل‬
‫احلرام‪ ،‬فقد أحطلق عىل اإلمام من قبل اهلل عنوان أعظم من ذلك‬
‫وهو عنوان‪ ،‬خليفة اهلل‪ ،‬واخلليفة أعظم من البيت وأين هذا من‬
‫ذاك؟‪..‬‬
‫ثم وردت ألسن عديدة يف ثواب زيارته بدء ًا من أاها‬
‫‪ )2‬ومن ّ‬
‫تعد ل عمرة‪ ،‬ويف لسان آخر‪ ،‬عمرة وحجة‪ ،‬وثالث‪ ،‬حجتني‬
‫وعمرة‪ ،‬ورابع‪ ،‬عرشة حجج وعرشة عمرات ‪ ...‬وخامس‪،‬‬
‫ثامنني حجة مربورة‪ ،‬وسادس‪ ،‬حجة مقبولة زاكية مع رسو ل‬
‫اهلل ‪ ..‬وسابع‪ ،‬عرشين حجة‪ ،‬وثامن واحد وعرشين حجة‪.‬‬
‫وهناك لسان تاسع‪ :‬أفضل من واحد وعرشين حجة‪.‬‬
‫ولسان عارش‪ :‬ثالثني حجة مربورة مع رسو ل اهلل’‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة العنكبوت‪ :‬اآلية ‪.49‬‬


‫‪......................................................... 41‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫ويف ألسن أخر‪ :‬حجة‪ ،‬وحجتني‪ ،‬وثالثة وعرش حجج‬
‫وعرشين حجة‪ ،‬وثالثني حجة وسمسني حجة‪ ،‬ومائة حجة‬
‫كلها مع رسو ل اهلل’‪.‬‬
‫ويف لسان آخر‪ :‬ألف حجة وألف عمرة( )‪.‬‬

‫قدْ ورد يف زيارة احلسني× أاها بمثابة الوفود عىل اهلل َع َّز‬
‫َو َج َّل‪ ،‬وذكرت الرواية خواص هذا الوفود بدرجة ال تقاس‬
‫أن زيارة بيت اهلل احلرام هو وفود عىل‬ ‫بزيارة بيت اهلل احلرام‪َّ ،‬‬
‫اهلل‪ ،‬وإ ْن كان بيت اهلل احلرام خملوق من اخللوقات‪ ،‬واإلمام‬
‫احلسني×‪ ،‬أيضاً خملوق من خملوقات اهلل سبحانه‪ ،‬لكن أين‬
‫مقام احلسني× من مقام البيت احلرام‪.‬‬
‫‪ )3‬ورد يف الصحيح‪ ،‬لعبداهلل بن مسكان‪ ،‬قا ل‪ ،‬قا ل أبو‬
‫عبداهلل×‪ :‬إ َّن اهلل تبارك وتعاىل ّ‬
‫يتجىل لزوار قرب احلسني‪ ،‬قبل‬
‫أهل عرفات‪ ،‬ويقيض حوائجهم‪ ،‬ويغفر ذنوهبم‪ ،‬ويش ّفعهم يف‬
‫مسائلهم‪ ،‬ثم حيثنّي بأهل عرفات‪ ،‬فيفعل هبم ذلك ( )‪.‬‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ :‬أبواب‪.66 ،69 :‬‬


‫(‪ )2‬كامل الزيارات‪ ،‬باب‪ ،1/68‬ثواب األعام ل للصدوق بطريق صحيح‪ /‬باب‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪40..............................................‬‬
‫ويف مصباح املتهجد‪ ،‬قا ل الشيخ الطويس‪ ،‬وروى عيل بن‬
‫أسباط عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أيب عبداهلل×‪ ،‬قا ل‪ :‬إ َّن اهلل َع َّز‬
‫َو َج َّل يبدأ بالنظر إىل زوار قرب احلسني×‪ ،‬عشية عرفة‪ ،‬قبل أهل‬
‫عرفات‪ .‬قا ل‪ :‬قلت‪ :‬قبل نظره إىل أهل املوقف؟ قا ل‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫وليس يف هؤالء‬ ‫َ‬ ‫وكيف ذاك؟ قا ل‪ :‬أل َّن يف أولئك أوالد زنا‪،‬‬
‫أوالد زنا‪.‬‬
‫وروى الرواية باللفظ السابق عن عبداهلل بن مسكان‪.‬‬
‫وطريق الشيخ إىل عبداهلل بن مسكان صحيح ‪ ..‬كام أ َّن أحد‬
‫طرق الشيخ إىل عيل بن أسباط معترب‪ ،‬والرواية كاملسندة أل َّن‬
‫عيل بن أسباط أسندها إىل بعض مشاُيه يف الرواية‪.‬‬
‫‪ )4‬وروى الشيخ الطويس يف مصباح املتهجد عن يونس بن‬
‫ظبيان‪ ،‬عن أيب عبداهلل× قا ل‪ :‬من زار احلسني بن عيل× يوم‬
‫عرفات‪ ،‬كتب اهلل له ألف ألف حجة مع القائم‪ ،‬وألف ألف‬
‫عمرة مع رسو ل اهلل’‪ ،‬وعتق ألف ألف نسمة‪ ،‬ومحالن ألف‬
‫ألف فرس يف سبيل اهلل‪.‬‬
‫وسامه اهلل‪ ،‬عبدي الصدّيق‪ ،‬آمن بوعدي ‪ ..‬وقالت املالئكة‪،‬‬
‫ّ‬

‫ثواب من زار قرب احلسني‪ ،116 :‬ومصباح املتهجد‪.457 :‬‬


‫‪......................................................... 42‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬
‫وس ّمي يف االرض‬
‫فالن صدّيق زكّاه اهلل من فوق عرشه‪ ،‬ح‬
‫كروبي ًا)( )‪.‬‬
‫ّ‬
‫وطريق الشيخ إىل يونس بن ظبيان صحيح‪.‬‬
‫‪ )9‬وروى الشيخ يف املصباح عن عمر بن احلسن العرزمي‪،‬‬
‫عن أيب عبداهلل×‪ ،‬قا ل‪ :‬سمعته يقو ل‪ :‬إذا كان يوم عرفة‪ ،‬نظر اهلل‬
‫تعاىل إىل زوار قرب احلسني بن عيل‘‪ ،‬فقا ل‪ :‬ارجعوا مغفوراً‬
‫لكم‪ ،‬وال يكتب عىل أحد منهم ذنباً من يوم ينرصف( )‪.‬‬
‫‪ )6‬وروى الشيخ بسنده عن بشري الدهان‪ ،‬عن رفاعة‬
‫ّ‬
‫النخاس‪ ،‬قا ل‪ :‬دخلت عىل أيب عبداهلل‪ ،‬فقا ل يل يا رفاعة‪ ،‬أ َّما‬
‫حججت العام؟ قا ل‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك ما كان عندي ما أحج‬
‫عرفت عند قرب احلسني بن عيل‘‪ ،‬فقا ل يل‪ :‬يا‬ ‫به‪ ،‬ولكني ّ‬
‫عام كان أهل منى فيه‪ ،‬لوال أين أخشى أ ْن يدع‬ ‫رفاعة‪ ،‬ما قرصت ّ‬
‫الناس احلج حلدثتك بحديث‪ ،‬ال تدع زيارة قرب احلسني× أبد ًا‪،‬‬
‫ثم نكت األرض وسكت طويالً‪ ،‬ثم قا ل‪ :‬أخربين أيب قا ل‪ :‬من‬
‫متكرب صحبه ألف ملك‬ ‫خرج إىل قرب احلسني× عارف ًا بحقه غري ّ‬
‫عن يمينه وألف ملك عن يساره‪ ،‬و حكتب له ألف حجة وألف‬

‫(‪ )1‬مصباح املتهجد‪ :‬يف باب أعام ل ذي احلجة‪.‬‬


‫(‪ )2‬نفس املصدر السابق‪.‬‬
‫زيارة احلسني× وتكامل روح املؤمن ‪44..............................................‬‬
‫عمرة‪ ،‬مع نبي أو ويص نبي)( )‪.‬‬
‫‪ )7‬يف اهج البالغة عن أمري املؤمنني× يف خطبة له‪ ،‬يف بيان‬
‫أن قال×‪ :‬ووقفوا موقف أنبيائه‪ ،‬وتش ّبهوا‬ ‫فضل احلج‪ ...« :‬إىل ْ‬
‫بمالئكته املطيفني بعرشه‪ُ ،‬حيرزون األرباح يف متجر عبادته ‪.) (»...‬‬
‫‪ )8‬يف مصابح الرشيعة‪ ،‬عن اإلمام الصادق× يف بيان‬
‫احلج‪ ... :‬إىل أ ْن قا ل‪« :‬و ُطف بقلبك مع املالئكة حول العرش‪،‬‬
‫كطوافك مع املسلمني بنفسك حول البيت»( )‪.‬‬
‫ـ ويظهر من هاتني الروايتني أ َّن الطائف بالكعبة الرشيفة‬
‫يتش ّبه بطواف املالئكة املطيفني بالعرش‪ ،‬وال حيعدّ الطواف حو ل‬
‫الكعبة طوافاً بالعرش‪ْ ،‬بل هو ألجل التشبه به‪ ،‬فال حيعدّ الطواف‬
‫بالكعبة‪ ،‬يف مرتبة الطواف بالعرش‪ ،‬وهذا بخالف زيارة‬
‫احلسني× يف قربه؛ فإنَّه حيعدّ بتلك املرتبة وهي زيارة اهلل فوق‬
‫إن دققنا وأمعنّا النظر هي أعظم من طواف‬ ‫عرشه‪ ،‬وكرسيه‪ْ ،‬بل ْ‬
‫الرب فوق‬ ‫املالئكة حو ل العرش‪ْ ،‬بل هي من احلضور عند ّ‬
‫العرش‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصباح املتهجد‪ :‬باب أعام ل ذي احلجة‪.‬‬


‫(‪ )2‬وسائل الشيعة‪ ،‬ج‪/19 :11‬باب وجوب احلج عىل كل مكلف مستطيع‪.‬‬
‫(‪ )3‬بحار األنوار ‪ ،124/56‬عن مصباح الرشيعة‪.16 :‬‬
‫‪......................................................... 41‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬

‫وال ُيفى أ َّن زيارة احلسني× وإدمااها كام يؤثر يف تكامل‬


‫الروح‪ ،‬فإ َّن تركها يؤثر عكس ًا يف النقص‪ ،‬واهلبوط‪ ،‬كام أشار إىل‬
‫ذلك مضمون روايات كثرية ‪ ..‬د ّلت عىل أنَّه موجب لنقص يف‬
‫األعامر واألرزاق( ) ومن تلك الروايات‪:‬‬
‫‪ )1‬ما رواه ابن قولويه عن منصور بن حازم قا ل‪ :‬سمعناه‬
‫يقو ل‪( :‬من أتى عليه حو ل مل يأت قرب احلسني× أنقص اهلل من‬
‫عمره حوالً‪ ،‬ولو قلت أ َّن أحدكم ليموت قبل أجله بثالثني‬
‫سنة لكنت صادقاً‪ ،‬وذلك ألنكم ترتكون زيارة احلسني×‪ ،‬فال‬
‫تدعوا زيارته‪ ،‬يمدّ اهلل يف أعامركم ويزيد يف أرزاقكم‪ ،‬وإذا‬
‫تركتم زيارته نقص اهلل من أعامركم وأرزاقكم‪ ،‬فتنافسوا يف‬
‫زيارته‪ ،‬وال تدعوا ذلك َّ‬
‫فإن احلسني شاهدح لكم يف ذلك عند اهلل‬
‫وعند رسوله‪ ،‬وعند أمري املؤمنني وعند فاطمة^)( )‪.‬‬
‫‪ )2‬وما رواه عن أيب عبداهلل× إنَّه قا ل‪« :‬من مل يزر قرب‬
‫احلسني× فقد ُحرم خرياً كثري ًا‪ ،‬ونقص من عمره سنة»( )‪.‬‬

‫(‪ )1‬كامل الزيارات‪ :‬باب ‪.61‬‬


‫(‪ )2‬كامل الزيارات‪ :‬باب ‪/61‬ج‪.2‬‬
‫(‪ )3‬كامل الزيارات‪ ،‬باب ‪/61‬ج‪.3‬‬
‫فهرس املوضوعات‬

‫×‬
‫‪......................................................... 41‬سلسلة الشعائر احلسينية ـ ‪ 2‬ـ‬

You might also like