Professional Documents
Culture Documents
ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
) (1/269
) (1/270
) (1/271
بالنسبة لليسير من زيادتي ) و ( أن ) ل ( يتخللهما
) سكوت طويل ( وهو ما أشعر بإعراضه عن القبول
بخلف اليسير وأن ل يتغير الول قبل الثاني وأن يتلفظ
بحيث يسمعه من بقربه وإن لم يسمعه صاحبه وبقاء
الهلية إلى وجود الشق الخر وأن يكون القبول ممن صدر
معه الخطاب فلو قبل غيره في حياته أو بعد موته قبل
قبوله لم ينعقد نعم لو قبل وكيله في حياته قال ابن
الرفعة يظهر صحته بناء على الصح من وقوع الملك ابتداء
للموكل قلت والقرب خلفه كما بينته في شرح البهجة
وغيره وتعبيري بما ذكر أولى من قوله وأن ل يطول
الفصل بين لفظيهما ) وأن يتوافقا ( أي اليجاب والقبول
) معنى فلو أوجب بألف مكسرة فقبل بصحيحة ( أو عكسه
المفهوم بالولى أو قبل نصفه بخمسمائة ) لم يصح ( ولو
قبل نصفه بخمسمائة ونصفه بخمسمائة صح عند المتولي
إذ ل مخالفة بذكر مقتضى الطلق ونظر فيه الرافعي بأنه
عدد الصفقة قال في المجموع
والمر كما قال الرافعي لكن الظاهر الصحة وقضية
كلمهم البطلن فيما لو قبل بألف وخمسمائة وهو ما
جزم به الرافعي في بابي الوكالة والخلع وفي المجموع
أنه الظاهر واستغربا ما نقله عن فتاوى القفال من
الصحة ) وعدم تعليق ( ل يقتضيه العقد بخلف ما يقتضيه
كما مر ) و ( عدم ) تأقيت ( وهما من زيادتي فلو قال إن
مات أبي فقد بعتك هذا بكذا أو بعته بكذا شهرا لم يصح
) و ( شرط ) في العاقد ( بائعا أو مشتريا ) إطلق
تصرف ( فل يصح عقد صبي ومجنون ومن حجر عليه
بسفه وتعبيري بإطلق التصرف أولى من تعبيره بالرشد
وإنما صح بيع العبد من نفسه لن مقصوده العتق ) وعدم
إكراه بغير حق ( فل يصح عقد مكره في ماله بغير حق
لعدم رضاه قال تعالى } إل أن تكون تجارة عن تراض
منكم {
ويصح بحق كأن توجه عليه بيع ماله لوفاء دين أو شراء
مال أسلم إليه فيه فأكرهه الحاكم عليه ولو باع مال غيره
بإكراهه له عليه صح كنظيره في الطلق لنه أبلغ في
الذن ) وإسلم من يشتري له ( ولو بوكالة ) مصحف أو
نحوه ( ككتب حديث أو ككتب علم فيها آثار السلف ) أو
مسلم أو مرتد ل يعتق عليه ( لما في ملك الكافر
للمصحف ونحوه من الهانة وللمسلم من الذلل وقد قال
الله تعالى } ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين
سبيل { ولبقاء علقة السلم في المرتد بخلف من يعتق
عليه كأبيه أو ابنه فيصح لنتفاء إذلله بعدم استقرار ملكه
وقولي أو نحوه مع حكم المرتد من زيادتي
وصرح به في المجموع بمسألة المرتد ) وعدم حرابة من
يشتري له عدة حرب ( كسيف ورمح ونشاب وترس ودرع
وخيل فل
____________________
) (1/272
) (1/273
) (1/274
) (1/275
هو عليه بخلف جوز القطن وجلد الكتاب ونحوهما فقولي
لبقائه أولى من قوله خلقه وخرج بالسفلى وهي التي
تكسر حالة الكل العليا لنها ليست من مصالح ما في
باطنه نعم إن لم تنعقد السفلى كفت رؤية العليا لن
الجميع مأكول ويجوز بيع قصب السكر في قشره العلى
كما نقله الماوردي وجزم به ابن الرفعة لن قشره
السفل كباطنه لنه قد يمص معه فصار كأنه في قشر
واحد ويتسامح في فقاع الكوز فل يشترط رؤية شيء منه
كما صححه في الروضة وغيره لن بقاءه فيه من مصلحته
) وتعتبر رؤية ( لغير ما مر ) تليق ( به فيعتبر في الدار
رؤية البيوت والسقوف والسطوح والجدران والمستحم
والبالوعة وفي البستان رؤية الشجار والجدران ومسايل
الماء وفي العبد والمة رؤية ما عدا العورة وفي الدابة
رؤية كلها ل رؤية لسانهم ول أسنانهم وفي الثوب نشره
ليرى الجميع ورؤية وجهي ما يختلف منه كديباج منقش
وبساط بخلف ما ل يختلف ككرباس فيكفي رؤية أحدهما
وفي الكتب والورق البياض والمصحف رؤية جميع الوراق
) وصح سلم أعمى ( وإن عمي قبل تمييزه أي أن يسلم أو
يسلم إليه بقيد زدته بقولي ) بعوض في ذمته ( يعين في
المجلس ويوكل من يقبض عنه أو يقبض له رأس مال
السلم والمسلم فيه لن السلم يعتمد الوصف ل الرؤية أما
غيره مما يعتمد الرؤية كبيع وإجارة ورهن فل يصح منه
وإن قلنا بصحة بيع الغائب وسبيله أن يوكل فيه وله أن
يشتري نفسه ويؤجرها لنه ل يجهلها ولو كان رأى قبل
العمى شيئا مما ل يتغير قبل عقده صح عقده عليه
كالبصير
باب الربا بالقصر وألفه بدل من واو ويكتب بهما وبالياء
وهو لغة الزيادة وشرعا عقد على عوض مخصوص غير
معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع تأخير
في البدلين أو أحدهما
والصل في تحريمه قبل الجماع آيات كآية وأحل الله
البيع وأخبار كخبر مسلم لعن رسول الله صلى الله عليه
وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده وهو ثلثة أنواع
ربا الفضل وهوا لبيع مع زيادة أحد العوضين على الخر
وربا اليد وهو البيع مع تأخير قبضهما أو قبض أحدهما وربا
النساء وهو البيع لجل
والقصد بهذا الباب بيع الربوي وما يعتبر فيه زيادة على ما
مر ) إنما يحرم ( الربا ) في نقد ( أي ذهب وفضة ولو غير
مضروبين كحلي وتبر بخلف العروض كفلوس
وإن راجت وذلك لعلة الثمنية الغالبة ويعبر عنها أيضا
بجوهرية الثمان غالبا وهي منتفية عن العروض ) و ( في
) ما قصد لطعم ( بضم الطاء مصدر طعم بكسر العين أي
____________________
) (1/276
) (1/277
فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد أي مقابضة قال الرافعي
ومن لزمه الحلول أي غالبا ) و ( إذا بيع ربوي ) ب ( ربوي
) غير جنسه واتحدا علة ( كبر بشعير وذهب بفضة ) شرط
حلول وتقابض ( قبل التفرق ل مماثلة ) كأدقة أصول
مختلفة الجنس وخلولها وأدهانها ولحومها وألبانها (
وبيوضها فيجوز فيها التفاضل ويشترط فيها الحلول
والتقابض
لنها أجناس كأصولها فيجوز بيع دقيق البر بدقيق الشعير
وخل التمر بخل العنب متفاضلين وخرج بمختلفة الجنس
متحدته كأدقة أنواع البر فهي جنس واحد وبما تقرر علم
أنه لو بيع طعام بغيره كنقد أو ثوب أو غير طعام بغير
طعام وليسا نقدين لم يشترط شيء من الثلثة
) وتعتبر المماثلة ( في التمر والحب واللحم ) في غير
العرايا ( التي بيانها في باب الصول والثمار ) بجفاف (
لها إذ به يحصل الكمال ) فل يباع ( في غيرها من
المذكورات ) رطب برطب ( بفتح الراءين ) ول بجاف (
وإن لم يكن لها جفاف كقثاء وعنب ل يتزبب للجهل الن
بالمماثلة وقت الجفاف والصل في ذلك أنه صلى الله
عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال أينقص
الرطب إذا يبس
فقالوا نعم
فهي عن ذلك رواه الترمذي وغيره وصححه فيه إشارة
إلى أن المماثلة تعتبر عند الجفاف وألحق بالرطب فيما
ذكر طري اللحم فل يباع بطريه ول بقديده من جنسه
ويباع قديده بقديده بل عظم ول ملح يظهر في الوزن ول
يعتبر في الثمر والحب تناهي جفافهما بخلف اللحم لنه
موزون يظهر أثره
ويستثنى مما ذكر الزيتون فإنه ل جفاف له ويجوز بيع
بعضه ببعض كما جزم به الغزالي وغيره ) تنبيه ( نزع نوى
التمر والزبيب يبطل كما لهما بخلف مفلق المشمش
ونحوه ويمتنع بيع ببر مبلول وإن جف ) ول تكفي ( أي
المماثلة ) فيما يتخذ من حب ( كدقيق وخبز فل يباع بعضه
ببعض ول حبه به للجهل بالمماثلة بتفاوت الدقيق في
النعومة والخبز في تأثير النار ويجوز بيع ذلك بالنخالة لنها
ليست ربوية ) إل في دهن وكسب صرف ( أي خالص من
دهنه كدهن سمسم وكسبه فتكفي المماثلة فيهما
) وتكفي ( أي المماثلة ) في العنب والرطب عصيرا أو خل
( لن ما ذكر حالت كمال فعلم أنه قد يكون للشيء حالتا
كمال فأكثر فيجوز بيع كل من دهن السمسم وكسبه
ببعضه وبيع كلمن عصير أو خل العنب أو الرطب ببعضه
كما يجوز بيع كل من السمسم والزبيب والتمر ببعضه
بخلف خل الزبيب أو التمر لن فيه ماء فيمتنع العلم
بالمماثلة وكعصير العنب والرطب عصير سائر الفواكه
كعصير الرمان وقصب السكر
والمعيار في الدهن والخل والعصير الكيل وتعبيري بما
يتخد من حب أعم من تعبيره بالدقيق والسويق والخبز
وذكر الكسب وعصير الرطب وخله من زيادتي
____________________
) (1/278
) (1/279
) (1/280
الظاهر تقديره بجنس الربوي لئل يرد بيع نحو درهم وثوب
بمثلهما فإنه يمتنع مع خروجه عن الضابط لن جنس
الربوي لم يختلف بخلف جنس المبيع وقولي ربويا من
الجانبين أي ولو كان الربوي ضمنا من جانب واحد كبيع
سمسم بدهنه فيبطل لوجود الدهن في جانب حقيقة وفي
اخر ضمنا بخلف ما كان من الجانبين كبيع سمسم
بسمسم فيصح أما إذا كان ربوي تابعا بالضافة إلى
المقصود كبيع دار فيها بئر ماء عذب بمثلها فيصح كما
أوضحته في شرح الروض وغيره
واعلم أنه ل يضر اختلط أحد النوعين بحبات يسيرة من
الخر بحيث لو ميز عنها لم يظهر في المكيال ول أحد
الجنسين بحبات من الخر بحيث ل يقصد إخراجها
) كبيع نحو لحم بحيوان ( ولو غير جنسه أو غير مأكول
كأن بيع لحم بقر ببقر أو إبل أو حمار فإنه باطل للنهي
عن ذلك رواه الترمذي مسندا وأبو داود مرسل وللنهي عن
بيع الشاة باللحم رواه الحاكم والبيهقي وصحح إسناده
وزدت نحو لدخال اللية والطحال والقلب والكلية والرئة
والكبد والشحم والسنام والجلد المأكول قبل دبغه إن كان
مما يؤكل غالبا
باب فيما نهى عنه من البيوع وغيرها كالنجس
والنهي عنها قد يقتضي بطلنها وهو المراد هنا وقد ل
يقتضيه وسيأتي ) نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
عسب الفحل ( رواه البخاري ) وهو ضرابه ( أي طروقه
للنثى ) ويقال ماؤه ( وعليهما يقدر في الخبر مضاف
ليصح النهي أي عن بدل عسب الفحل من أجرة ضرابه أو
ثمن مائه أي بذل ذلك وأخذه ) فتحرم أجرته ( للضراب
) وثمن مائه ( عمل بالصل في النهي من التحريم
والمعنى فيه أن ماء الفحل ليس بمتقوم ول معلوم ول
مقدور على تسليمه وضرابه
____________________
) (1/281
) (1/282
) (1/283
بقاء الدنيا إليه يثبت بأي عدول كانوا بخلف الرهن
والكفيل ) وبفوت رهن ( بموت المشروط رهنه أو بإعتاقه
أو كتابته أو امتناع من رهنه أو نحوها وكفوته وعدم
إقباضه وتعيبه قبل قبضه وظهور عيب قديم به ولو بعد
قبضه ) أو إشهاد ( وهو من زيادتي ) أو كفالة خير ( من
شرط له ذلك لفوت المشروط نعم لو عين في الشهاد
شهودا وماتوا أو امتنعوا فل خيار لن غيرهم يقوم
مقامهم وتعبيري بالفوت أعم مما عبر به ) كشرط وصف
يقصد ككون العبد كاتبا أو الدابة ( من آدمي وغيره ) حامل
أو ذات وغيره ) حامل أو ذات لبن ( في صحة البيع
والشرط وثبوت الخيار بالفوت ووجه الصحة أن هذا
الشرط يتعلق بمصلحة العقد وخرج بقصد وصف ل يقصد
كزنا وسرقة فل خيار بفوته ) و ( صح ) بشرط مقتضاه
كقبض ورد بعيب أو ( بشرط ) ما ل غرض فيه ك ( شرط )
أن ل يأكل إل كذا ( كهريسة والشرط في الولى صحيح
لنه تأكيد وتنبيه على ما اعتبره الشارع وفي الثانية ملغى
لنه ل يورث تنازعا غالبا ) أو ( بشرط ) إعتاقه ( أي
الرقيق المبيع ) منجزا ( بقيد زدته بقولي ) مطلقا أو عن
مشتر ( فيصح البيع والشرط لتشوف الشارع إلى العتق
) ولبائع ( كغيره فيما يظهر ) مطالبة ( للمشتري ) به (
وإن قلنا الحق فيه ليس له بل لله تعالى وهو الصح
كالملتزم بالنذر لنه لزم باشتراطه وخرج بما ذكر بيعه
بشرط الولء ولو مع العتق لغير المشتري أو بشرط تدبيره
أو كتابته أو إعتاقه معلقا أو منجزا عن غير مشتر من بائع
أو أجنبي فل يصح أما في الولى فلمخالفته ما تقرر في
الشرع من أن الولء لمن أعتق وأما في الخيرة فلنه
ليس في معنى ما ورد به خبر بريرة المشهور وأما في
البقية فلنه لم يحصل في واحد منها ما يتشوف إليه
الشارع من العتق الناجز
ول يصح بيعه لمن يعتق عليه بشرط إعتاقه لتعذر الوفاء
به فإنه يعتق قبل إعتاقه كذا نقله الرافعي عن القاضي
وأقره قال في المجموع وفيه نظر ويحتمل أن يصح
ويكون ذلك توكيدا للمعنى ) ول يصح بيع دابة ( من آدمي
وغيره ) وحملها ( لجعله الحمل المجهول مبيعا بخلف
بيعها بشرط كونها حامل لنه جعل فيه الحاملية وصفا
تابعا ) أو ( بيع ) أحدهما ( أما بيعها دون حملها فلنه ل
يجوز إفراده بالعقد فل يستثنى كأعضاء الحيوان وأما
عكسه فلما علم مما مر في بيع الملقيح ) كبيع حامل بحر
( فل يصح لنه ل يدخل في البيع فكأنه استثنى واستشكل
____________________
) (1/284
) (1/285
) (1/286
) (1/287
) (1/288
) (1/289
) (1/290
) (1/291
) (1/292
) (1/293
) (1/294
) (1/295
) (1/296
) (1/297
) (1/298
) (1/299
) (1/300
) (1/301
) (1/302
) (1/303
بقيد زدته بقولي ) له ( لتحاد القابض والمقبض وما
قبضه مضمون عليه ول يلزمه رده لدافعه بل يقبله
المقبوض له للقابض وأما قبضه لبكر فصحيح تبرأ به ذمة
زيد لذنه في القبض منه ) ولكل ( من العاقدين بثمن
معين أو في الذمة وهو حال ) حبس عوضه حتى يقبض
مقابلة إن خاف فوته ( بهرب أو غيره وهذا أعم من قوله
وللبائع حبس مبيعه حتى يقبض ثمنه لما في إجباره على
تسليم عوضه قبل قبضه مقابلة حينئذ من الضرر الظاهر )
وإل ( بأن لم يحف فوته ) فإن تنازعا ( في البتداء
بالتسليم فقال كل منهما ل أسلم عوضي حتى يسلمني
عوضه ) أجبرا ( بإلزام الحاكم كل منهما بإحضار عوضه
إليه أو إلى عدل فإذا فعل سلم الثمن للبائع والمبيع
للمشتري يبدأ بأيهما شاء هذا ) إن عين الثمن ( كالمبيع
) وإل ( بأن كان في الذمة ) فبائع ( يجبر على البتداء
بالتسليم لرضاه يتعلق حقه بالذمة ) فإذا أسلم ( بإجبار أو
بدونه ) أجبر مشتر ( على تسليمه ) إن حضر الثمن (
مجلس العقد ) وإل فإن أعسر ( به ) فلبائع فسخ (
بالفلس وأخذ المبيع بشرط حجر الحاكم كما سيأتي في
بابه ) أو أيسر فإن لم يكن ماله بمسافة قصر حجر عليه
في أمواله ( كلها ) حتى يسلم ( الثمن لئل يتصرف فيها
بما يبطل حق البائع ) وإل ( بأن كان ماله بمسافة قصر
) فلبائع فسخ (
وأخذ المبيع لتعذر تحصيل الثمن كالفلس به فل يكلف
الصبر إل إحضار المال لتضرره بذلك ) فإن صبر ( إلى
إحضاره ) فالحجر ( يضرب على المشتري في أمواله لما
مر ومحل الحجر في هذا وما قبله إذا لم يكن محجورا عليه
بفلس وإل فل حجر أما الثمن المؤجل فليس للبائع حبس
المبيع به لرضاه بتأخيره ولو حل قبل التسليم فل حبس له
أيضا
باب التولية أصلها تقليد العمل ثم استعملت فيما يأتي
) والشراك ( مصدر أشركه أي صيره شريكا ) والمرابحة (
من الربح وهو الزيادة ) والمحاطة ( من الحط وهو النقص
وذكرها في الترجمة من زيادتي لو ) قال مشتر لغيره (
من عالم بثمن ما اشتراه أو جاهل به وعلم به قبل قبوله
كما يعلم ذلك مما يأتي ) وليتك ( هذا ) العقد فقبل (
كقوله قبلته أو توليته ) فهو بيع بالثمن الول ( أي بمثله
في المثلى وبقيمته في العرض مع ذكره وبه مطلقا بأن
انتقل إليه ) وإن لم يذكر ( أي الثمن في
____________________
) (1/304
) (1/305
) (1/306
) (1/307
) (1/308
حمامها ) ومثبت فيها للبقاء وتابع له ( أي للمثبت
) كأبواب منصوبة ل مقلوعة ) وحلقها ( بفتح الحاء
وإغلقها المثبتة ) وإجانات ( بكسر الهمزة وتشديد الجيم
ما يغسل فيها ) ورف وسلم ( بفتح اللم ) مثبتات ( أي
الجانات والرف والسلم ) وحجري رحى ( العلى
والسفل المثبت و ) مفتاح غلق مثبت ( وبئر ماء نعم
الماء الحاصل فيها ل يدخل بل ل يصح البيع إل بشرط
دخوله وإل اختلط ماء المشتري بماء البائع وانفسخ البيع
وذكر دخول شجر القرية والدار مع تقييد الجابات بالثبات
من زيادتي ) ل منقول كدلو وبكرة ( بفتح الكاف وإسكانها
مفرد بكر بفتحها ) وسرير ( وحمام خشب فل يدخل في
بيع الدار لن اسمها ل يتناولها ) و ( يدخل ) في ( بيع
) دابة نعلها ( لتصاله بها إل أن يكون من نحو فضة كبرة
البعير ) ل ( في بيع ) رقيق ( عبد أو أمة ) ثبابه ( وإن
كانت ساترة العورة فل تدخل كما ل يدخل سرج الدابة في
بيعها ) و ( يدخل ) في ( بيع ) شجرة ( بقيد زدته بقولي
) رطبة ( ولو مع الرض بالتصريح أو تبعا ) أغصانها
الرطبة وورقها ( ولو يابسا أو ورق توت مطلقا كان البيع
أو بشرط قلع أو قطع أو إبقاء لن ذلك يعد منها بخلف
أغصانها اليابسة ل تدخل في بيعها لن العادة فيها القطع
كالثمرة ) وكذا ( تدخل في ) عروقها ( ولو يابسة بقيد
زدته بقولي ) إن لم يشترط قطع ( وإل فل تدخل عمل
بالشرط ) ل مغرسها ( بكسر الراء أي موضع غرسها فل
يدخل في بيعها لن اسمها ل يتناولها ) و ( لكن المشتري
) ينتفع به ما بقيت ( أي الشجرة تبعا لها ) ولو أطلق بيع (
شجرة ) يابسة لزم مشتريها قلعها ( للعادة فلو شرط
قلعها أو قطعها
لزم الوفاء به أو بقاؤها بطل البيع
وبما تقرر علم أن بيع الشجرة اليابسة يدخل فيه أغصانها
وورقها مطلقا وعروقها إن أطلق أو شرط القلع وأن
المشتري ل ينتفع بمغرسها ) وثمرة شجر ( هو أعم من
قوله نخل ) مبيع إن شرطت لحدهما ( أي المتبايعين ) ف
( هي ) له ( عمل بالشرط ظهرت الثمرة أم ل ) وإل ( بأن
سكت عن شرطها لواحدة منهما ) فإن ظهر ( منها ) شيء
( بتأبر في ثمرة نخل أو بدونه في ثمرة ل نور لها كتوت
أو لها نور وتناثر كمشمش ) فهي ( كلها ) لبائع ( كما في
ظهوركلها المفهوم بالولى ولعسر إفراد المشاركة
) وإل ( بأن لم يكن ظهور بالوجه المذكور ) ف ( هي كلها
) لمشتر ( لما مر
ولخبر الصحيحين من باع نخل قد أبرت فثمرتها للبائع إل
أن يشترط المبتاع وقيس بما فيه غيره ومفهومه أنها إذا
لم تؤبر تكون الثمرة للمشتري إل أن يشرطها البائع
وكونها في الول للبائع صادق بأن تشترط له أو يسكت
عن ذلك وكونها في الثاني للمشتري وصادق بمثل ذلك
وألحق تأبير بعضها تأبير كلها بتبعية غير المؤبر للمؤبر لما
في تتبع ذلك من العسر والتأبير ويسمى التلقيح وتشقيق
طلع الناث وذر طلع الذكور
____________________
) (1/309
) (1/310
) (1/311
) (1/312
) (1/313
) (1/314
) (1/315
) (1/316
) (1/317
) (1/318
) (1/319
) (1/320
فيه والجمع فيه بين العد والوزن لكل واحد مفسد لما
يأتي بل ل يجوز السلم في البطيخة ونحوها لنه يحتاج
إلى ذكر جرمها مع وزنها فيورث عزة الوجود وقولي يعد
فيه ضابطا أولى مما ذكره ) و ( صح ) مكيل ( أي سلمه
) بوزن ( لما مر ) ل بهما ( أي الكيل والوزن معا فلو أسلم
في مائة صاع بر على أن وزنها كذا لم يصح لن ذلك يعز
وجوده ) ووجب في لبن ( بكسر الباء وهو الطوب غير
المحرق ) عد وسن ( معه ) وزن ( فيقول مثل ألف لبنة
وزن كل واحدة كذا لنه يضرب عن اختيار فل يعز وجوده
والمر في وزنه على التقريب لكن يشترط أنه يذكر طوله
وعرضه وثخانته وأنه من طين معروف وذكر سن الوزن
من زيادتي ) وفسد ( السلم ولو حال ) بتعيين نحو مكيال (
من ميزان وذراع وصنجة ) غير معتاد ( ككوز لنه قد يتلف
قبل قبض ما في الذمة فيؤدي إلى التنازع بخلف ما لو
قال بعتك ملء هذا الكوز من هذه الصبرة فإنه يصح لعدم
الغرر فإن كان معتادا لم يفسد السلم ويلغو تعيينه كسائر
الشروط التي ل غرض فيها ويقوم مثل المعين مقامه فلو
شرطا أن ل يبدل بطل السلم ونحو من زيادتي
) و ( فسد أيضا بتعيين ) قدر من ثمر قرية قليل ( لنه قد
ينقطع فل يحصل منه شيء ل من ثمر قرية كثير لنه ل
ينقطع غالبا وتعبيري بالقليل والكثير في الثمر أولى من
تعبيره بهما في القرية إذا الثمر قد يكثر في الصغيرة دون
الكبيرة
) و ( سادسها ) معرفة أوصاف ( للمسلم فيه أي معرفتها
للعاقدين وعدلين ) يظهر بها اختلف غرض وليس الصل
عدمها ( فإن فقدت لم يصح السلم لن البيع ل يحتمل
جهل المعقود عليه وهو عين فلن ل يحتمله وهو دين
أولى وخرج بالقيد الول ما يتسامح بإهمال ذكره كالكحل
والسمن في الرقيق وبالثاني وهو من زيادتي كون الرقيق
قويا على العمل أو كاتبا مثل فإنه وصف يظهر به اختلف
غرض مع أنه ل يجب التعرض له لن الصل عدمه
) و ( سابعها ) ذكرها في العقد بلغة يعرفانها ( أي يعرفها
العاقدان ) وعدلن ( غيرهما ليرجع إليهما عند تنازع
العاقدين فلو جهلها أو أحدهما أو غيرهما لم يصح العقد
وهذا بخلف ما مر في الجل من الكتفاء بمعرفتهما أو
معرفة عدلين غيرهما لن الجهل ثم راجع إلى الجل وهنا
إلى المعقود عليه فجاز أن يحتمل ثم ما ل يحتمل هنا
وليس المراد هنا وثم عدلين معينين إذ لو كان كذلك لم
يجز لحتمال أن يموتا أو أحدهما أو يغيبا في وقت المحل
فيتعذر معرفتها بل المراد أن يوجد أبدا في الغالب ممن
يعرفها عدلن أو أكثر وتعبيري بعدلين أولى من تعبيره
بغير العاقدين ) ل ( ذكر ) جودة ورداءة ( فيما يسلم فيه
فل يشترط ذكر شيء منهما ) ومطلقه ( أي المسلم فيه
بأن لم يقيد بشيء منهما ) جيد ( للعرف وينزل على أقل
درجاته وكذا لو شرط شيء منهما حيث يجوز ولو شرط
رديء نوع أو أردأ جاز لنضباطهما وطلب أردأ من المحضر
عناد بخلف ما لو شرط رديء عيب لعدم انضباطه أو
أجوده لن أقصاه غير
____________________
) (1/321
) (1/322
) (1/323
أو جنب من سمين أو هزيل كما في الروضة كأصلها عن
العراقيين وتعبيري بغيرها أعم من قوله أو كتف أو جنب
وخرج بزيادتي غير صيد وطير لحمهما فيذكر في لحم
الصيد غير السمك ما ذكر في غيره إن أمكن وأنه صيد
سهم أو أحبولة أو جارحة وأنها كلب أو فهد وفي لحم
الطير والسمك ما مر وتعبيري بالنوع أولى مما عبر به
) ويقبل عظم للحم ) معتاد ( لنه بمنزلة النوى من التمر
فإن شرط نزعه جاز ولم يجب قبوله ويجب أيضا قبول
جلد يؤكل عادة مع اللحم كجلد الجدي والسمك ول يجب
قبول الرأس والرجل من الطير والذنب من السمك إل أن
يكون عليه لحم فيجب قبوله نص عليه في الم ونص في
البويطي على أنه ل يجب قول رأس السمك ) و ( شرط
) في ثوب ( أن يذكر ) جنسه ( كقطن أو كتان ) ونوعه (
وهو من زيادتي وبلده الذي ينسج فيه إن اختلف به الغرض
) (1/324
) (1/325
) (1/326
) (1/327
كتاب الرهن هو لغة الثبوت ومنه الحالة الراهنة وشرعا
جعل عين مال وثيقة بدين يستوفي منها عند تعذر وفائه
والصل فيه قبل الجماع قوله تعالى } فرهان مقبوضة {
) (1/328
) (1/329
) (1/330
) (1/331
أذن الراهن لغيره في القباض امتنعت إنابته في القبض
بخلف ما لو أذن له في الرهن فقط فتعبيري بالمقبض
أولى من تعبيره بالراهن ) و ( ل إنابة ) رقيقه ( أي
المقبض ولو كان رقيقه مأذونا له لن يده كيده ) إل
مكاتبه ( فتصح إنابته لستقلله باليد والتصرف كالجنبي
ومثله مبعض بينه وبين سيده مهايأة ووقعت النابة في
نوبته ) ول يلزم رهن ما بيد غيره منه ( كمودع ومغصوب
ومعار ) إل بمضي زمن إمكان قبضه ( أي المرهون ) وإذنه
( أي الراهن ) فيه ( أي في قبضه لن اليد كانت عن غير
جهة الرهن ولم يقع تعرض للقبض عنه
والمراد بمضي ذلك مضيه من الذن ) ويبرأ به عن ضمان
يد إيداعه ل ارتهانه ( لن اليداع ائتمان ينافي الضمان
والرتهان توثق ل ينافيه فإنه لو تعدى في المرهون صار
ضامنا مع بقاء الرهن بحاله ولو تعدى في الوديعة ارتفع
كونها وديعة وفي معنى ارتهانه إقراضه وتزوجه وإجارته
وتوكيله وإبراؤه عن ضمانه وتعبيري في هذه والتي قبلها
بما ذكر أعم مما عبر به ) ويحصل رجوعه ( عن الرهن
قبل قبضه ) بتصرف يزيل ملكا كهبة مقبوضة ( لزوال
محل الرهن ) وبرهن كذلك ( أي مقبوض لتعلق حق الغير
وتقييدهما بالقبض هو ما جزم به الشيخان وقضيته أن
ذلك بدون قبض ل يكون رجوعا وهو موافق لتخريج الربيع
لكن نقل السبكي وغيره عن النص والصحاب أنه رجوع
وصوبه الذرعي وهو الموافق لنظيره في الوصية وعلى
الول يفرق بينهما بأن الوصية لم يوجد فيها قبول فلم
يعتبر في الرجوع عنها القبض بخلف الرهن ) وكتابة
وتدبير وإحبال ( لن مقصودها العتق وهو مناف للرهن
) ل بوطء وتزويج ( لعدم منافاتهما له ) وموت عاقد ( من
راهن أو مرتهن ) وجنونه ( وإغمائه لن مصيرة إلى
اللزوم فل يرتفع بذلك كالبيع في زمن الخيار فيقوم في
الموت ورثة الراهن والمرتهن مقامها في القباض
والقبض وفي غيره من ينظر في أمر المجنون والمغمى
عليه ) وتخمر ( العصير كتخمره بعد قبضه المفهوم
بالولى ولن حكم الرهن وإن ارتفع بالتخمر عاد بانقلب
الخمر خل ) وإباق ( لرقيق إلحاقا له بالتخمر ) وليس
لراهن مقبض رهن ( لئل يزاحم المرتهن ) و ( ل ) وطء (
لخوف الحبال فيمن تحبل وحسما للباب في غيرها ) و (
ل ) تصرف يزيل ملكا ( كوقف لنه يزيل الرهن ) أو
ينقصه كتزويج ( وكإجارة والدين حال أو يحل قبل انقضاء
مدتها لن ذلك ينقص القيمة ويقلل الرغبة فإن كان الدين
يحل بعد مدة الجارة أو مع فراغها جازت الجارة ويجوز
التصرف المذكور مع المرتهن ومع غيره بإذنه كما سيأتي
____________________
) (1/332
) (1/333
) (1/334
) (1/335
) (1/336
) (1/337
) (1/338
) (1/339
) (1/340
) (1/341
) (1/342
) (1/343
) (1/344
) (1/345
) (1/346
ثم عاد وخرج ما لو كان العوض مؤجل حال الرجوع وما لو
لم يتعذر حصوله بالفلس كأن كان به رهن يفي به أو
ضمان على مقر ولو بل إذن أو أشتري شيئا بعين ولم
يسلمها وهو ظاهر فيطالب في الخيرة بالعين وكانقطاع
جنس العوض أو هرب موسر أو امتناعه من دفعه لجواز
الستبدال عنه في الولى وإمكان الستيفاء بالسلطان
في غيرها فإن فرض عجز فنادر ل عبرة به والتصريح
بمحضة وبقولي ولم يتعلق به حق لزم بالشروط في
مسألة الجهل من زيادتي ) وإن قدمه الغرماء بالعوض (
فله الفسخ في التقديم من المنة وقد يظهر غريم آخر
فيزاحمه فيما يأخذه
ويحصل الفسخ ) بنحو فسخت العقد ( كنقضته أو رفعته
والتصريح بهذا من زيادتي ) ل بوطء وتصرف ( كإعتاق
وبيع ووقف كما في الهبة للفرع فتعبيري بتصرف أعم من
اقتصاره على العتاق والبيع ) ولو تعيب ( مبيع مثل
) بجناية بائع ( بقيد زدته بقولي ) بعد قبض أو ( بجناية
) أجنبي أخذه وضارب من ثمنه بنسبة نقص القيمة ( إليها
الذي استحقه المفلس فلو كانت قيمته سليما مائة ومعيبا
تسعين رجع بعشر الثمن ) وإل ( بأن تعيب بآفة سماوية أو
بجناية بائع قبل قبض أو بجناية مبيع أو مشتر كتزويجه له
عبدا كان أو أمة ) أخذه ( ناقصا ) أو ضارب بثمنه ( كما
في تعيب المبيع في يد البائع فإن المشتري يأخذه ناقصا
أو يتركه ) وله أخذ بعضه ( سواء أتلف الباقي أم ل
) ويضارب بحصة الباقي فإن كان ( قد ) قبض بعض الثمن
أخذ ( من ماله ) ما يقابل باقيه ( أي باقي الثمن ويكون ما
قبضه في مقابله غير المأخوذ كما لو رهن عبدين بمائة
وتلف أحدهما وقد قبض خمسين فالباقي مرهون بالباقي
وقولي وإل إلى آخره أعم مما ذكره ) والزيادة المتصلة (
كسمن وتعلم صنعة بل معلم ) لبائع ( فيرجع فيها الصل )
والمنفصلة ( كثمرة وولد حدثا بعد البيع ) لمشتر ( فل
يرجع فيها البائع من الصل ) فإن كانت ( أي الزيادة
المنفصلة ) ولد أمة لم يميز ( هو أولى من قوله فإن كان
الولد صغيرا ) ولم يبذل ( بمعجمة ) البائع قيمته بيعا ( معا
حذرا من التفريق الممنوع منه ) وأخذ حصة الم ( من
الثمن فإن بذلها أخذهما ) ولو وجد ( للمبيع ) حمل أو ثمر
لم يظهر عند بيع أو رجوع ( بأن كان الحمل متصل والثمر
مستترا عند البيع دون الرجوع أو عكسه ) أخذه ( بناء في
الحمل في الولى على أنه يعلم في البقية في الصل لن
ذلك يتبع في المبيع فكذا في الرجوع ويفرق بينه وبين
نظيره في الرهن بأن الرهن ضعيف بخلف الفسخ لنقله
الملك وفي الرد بعيب ورجوع الوالد في هبته بأن سبب
الفسخ هنا نشأ ممن أخذ منه بخلفه ثم والتصريح بحكم
عدم ظهور الثمن عند الرجوع من زيادتي
____________________
) (1/347
) (1/348
) (1/349
وأحكامها متغايرة ومن بلغ مبذرا فحكم تصرفه هنا خروج
المني في نوم أو يقظة بجماع أو غيره ) وإمكانه ( أي
وقت إمكان المناء ) كمال تسع سنين ( قمرية بالستقراء
والظاهر أنها تقريبية كما في الحيض ) أو حيض ( في حق
أنثى بالجماع ) وحبل أنثى أمارة ( أي علمة على بلوغها
بالمناء فليس بلوغا لنه مسبوق بالنزال فيحكم بعد
الوضع بالبلوغ قبله بستة أشهر وشيء وذكر كونه أمارة
من زيادتي ولو أمنى الخنثى من ذكره وحاض من فرجه
حكم ببلوغه وأن وجد أحدهما فل عند الجمهور
وجعله المام بلوغا فإن ظهر خلفه غير قال الشيخان
وهو الحق وقال المتولي إن تكرر فنعم وإل فل قال
النووي وهو حسن غريب ) كنبت عانة كافر ( بقيد زدته
بقولي ) خشنة ( فإنه أمارة على بلوغه لخبر عطية
القرظي قال كنت من سبي بني قريظة فكانوا ينظرون
من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل فكشفوا
عانتي فوجدوها لم تنبت فجعلوني في السبي
رواه ابن حبان والحاكم والترمذي وقال حسن صحيح وأفاد
كونه أمارة أنه ليس بلوغا حقيقة ولهذا لم يحتلم وشهد
عدلن بأن عمره دون خمس عشرة سنة لم يحكم ببلوغه
بالنبات قاله الماوردي وقضيته أنه أمارة للبلوغ بالسن
وحكى ابن الرفعة فيه وجهين أحدهما هذا وثانيهما أنه
أمارة البلوغ بالحتلم قال السنوي ويتجه أنه أمارة على
البلوغ بأحدهما وإنما يكون أمارة في حق الخنثى إذا كان
على فرجيه قاله الماوردي وخرج بالكافر المسلم لسهولة
مراجعة آبائه وأقاربه المسلمين ولنه متهم بالنبات فربما
تعجله بدواء دفعا للحجر وتشوفا للولية بخلف الكافر فإنه
يفضي به إلى القتل أو ضرب الجزية وهذا جرى على
الصل والغالب وإل فالنثى والخنثى والطفل الذي تعذرت
مراجعة أقاربه المسلمين بموت أو غيره حكمهم كذلك
وألحق بالكافر من جهل إسلمه ووقت إمكان نبات العانة
وقت إمكان الحتلم
ويجوز النظر إلى منبت عانة من احتجنا إلى معرفة بلوغه
بها للضرورة كما يعلم من كتاب النكاح وخرج بالعانة
غيرها كشعر البط واللحية وثقل الصوت ونهود الثدي
) فإن بلغ رشيد أعطى ماله ( لزوال المانع ) والرشد (
ابتداء ) صلح دين ومال ( حتى من
____________________
) (1/350
كافر كما فسر به آية } فإن آنستم منهم رشدا { بأن ل
يفعل في الول ) محرما يبطل عدالة ( من كبيرة أو
إصرارا على صغيرة ولم تغلب طاعاته ) ول يبذر ( في
الثاني ) بأن يضيع مال باحتمال غبن فاحش في معاملة (
وهو مال يحتمل غالبا كما سيأتي في الوكالة بخلف
اليسير كبيع ما يساوي عشرة بتسعة ) أو رميه ( وإن قل )
في بحر ( أو نحوه ) أو صرفه ( وإن قل ) في محرم ل (
صرفه في ) خير ( كصدقة ) و ( ل في ) نحو ملبس
ومطاعم ( كهدايا وشراء إماء كثيرة للتمتع وإن لم يلق
بحاله لن المال يتخذ لينتفع ويلتذ به وقضيته أنه ليس
بحرام وهو كذلك نعم إن صرفه في ذلك بطريق القتراض
له ولم يكن له ما يوفي به فحرام ونحو من زيادتي
) ويختبر رشده ( أي الصبي في الدين والمال ليعرف
رشده وعدم رشده ) قبل بلوغه ( لية } وابتلوا اليتامى {
واليتيم إنما يقع على غير البالغ ) فوق مرة ( بحيث يظن
رشده لمرة لنه قد يصيب قيها اتفاقا
أما في الدين فبمشاهدة حاله في العبادات بقيامه
بالواجبات واجتنابه المحظورات والشبهات وأما في المال
فيختلف بمراتب الناس ) ف ( يختبر ) ولد تاجر بمماكسة (
أي مشاحة ) في معاملة ( ويسلم له المال ليماكس ل
ليعقد ) ثم ( إذا أريد العقد ) يعقد وليه ( يختبر ولد ) زراع
بزراعة ونفقة عليها ( أي لزراعة بأن ينفق على القوام
بمصالح الزرع كالحرث والحصد والحفظ ) والمرأة بأمر
غزل وصون نحو أطعمة ( كقماش ) عن نحو هرة ( كفأرة
كل ذلك ونحوه على العادة في مثله ونحو الولى من
زيادتي ويختبر الخنثى بما يختبر به الذكر والنثى ) فلو
فسق بعد ( أي بعد بلوغه رشيدا ) فل حجر ( عليه لن
الولين لم يحجروا على الفسقة ) أو بذر ( بعد ذلك ) حجر
عليه القاضي ( ل غيره وفارق ما قبله بأن التبذير يتحقق
به تضييع المال بخلف الفسق ) وهو وليه ( وتقييد الحجر
بالقاضي من زيادتي ) أو جن ( بعد ذلك ) فوليه وليه في
صغر ( وسيأتي بيانه والفرق أن التبذير لكونه سفها محل
نظر واجتهاد فل يعود الحجر عليه بغير قاض بخلف
الجنون ) كمن بلغ غير رشيد ( بجنون أو سفه باختلل
صلح الدين أو المال فإن وليه وليه في الصغر فيتصرف
في ماله من كان يتصرف فيه قبل بلوغه لمفهوم آية
} فإن آنستم منهم رشدا { واليناس هو العلم ويسمى
من بلغ سفيها ولم يحجر عليه بالسفيه المهمل وهو
محجور عليه شرعا ل حسا والتصريح بأن وليه وليه في
الصغر من زيادتي ) ول يصح من محجور سفه ( شرعا أو
حسا ) إقرار بنكاح ( كما ل يصح منه إنشاؤه وهذا
____________________
) (1/351
) (1/352
) (1/353
الثمن أو خيرا منه بكله قال ابن الرفعة وما عدا العقار
وآنية القنية أي ما عدا مال التجارة ل يباع أيضاإل لحاجة أو
غبطة لكن يجوز لحاجة يسيرة وربح قليل لئق بخلفهما
) ويزكي ماله ويمونه بمعروف ( حتما فيهما وتعبيري
بالمؤنة أعم من تعبيره بالنفاق ) فإن ادعى بعد كماله (
ببلوغ ورشد فهو أولى من قوله بعد بلوغه ) بيعا ( أو أخذا
بشفعة ) بل مصلحة على وصي أو أمين ( للقاضي
) حلف ( أي المدعي ) أو ( ادعى ذلك على ) أب أو أبيه
حلفا ( فالمعتبر قولهما لنهما غير متهمين بخلف الوصي
والمين ودعواه على المشتري من الولي كهي على الولي
أما القاضي فيقبل قوله بل تحليف ولو بعد عزله كما
اعتمده السبكي آخرا لنه عند تصرفه نائب الشرع
) باب الصلح ( والتزاحم على الحقوق المشتركة وهو لغة
قطع النزاع وشرعا عقد يحصل به ذلك وهو أنواع صلح
بين المسلمين والمشركين وصلح بين المام والبغاة وصلح
بين الزوجين عند الشقاق وصلح في المعاملة والدين وهو
المراد والصل فيه قبل الجماع قوله تعالى } والصلح خير
{ وخبر الصلح جائز بين المسلمين إل صلحا أحل حراما أو
حرم حلل رواه ابن حبان وصححه والكفار كالمسلمين
وإنما خصهم الذكر لنقيادهم إلى الحكام غالبا
ولفظه يتعدى للمتروك بمن وعن وللمأخوذ بعلى والباء
) شرطه ( أي الصلح ) بلفظه سبق خصومه ( لن لفظه
يقتضيه فلو قال من غير سبقها صالحني عن دارك بكذا
لم يصح نعم هو كناية في البيع كما قاله الشيخان ) وهو (
أي الصلح قسمان أحدهما ) يجري بين متداعيين فإن كان
على إقرار ( وفي معناه الحجة ) وجرى من عين مدعاة
على غيرها ( عينا كان أو دينا أو منفعة أو انتفاء أو طلقا
أو غيرها فهو أعم من قوله على عين أو منفعة كأن ادعى
عليه دارا أو حصة منها فأقر له بها وصالحه منها على
معين من نحو عبد أو ثوب أو على دين أو ثوب موصوف
بصفات السلم ) ف ( هو ) بيع ( للمدعاة من المدعي
لغريمه ) أو إجارة ( لها بغيرها منه لغريمه أو لغيرها بها
من غريمه له ) أو غيرهما ( كجعالة وإعارة وسلم وخلع
كأن صالحته منها على أن يطلقها طلقة ) أو ( جرى على
) بعضها ( أي العين المدعاة ) فهبة للباقي ( منها لذي اليد
فيصح بلفظ الصلح كصالحتك من الدار على
____________________
) (1/354
) (1/355
) (1/356
لك ( وصالح لموكله صح الصلح عن الموكل وصارت العين
ملكا له إن كان الجنبي صادقا في دعواه الوكالة وإل فهو
شراء فضولي وخرج بالعين الدين فل يصح الصلح عنه
بدين ثابت قبل ويصح بغيره ولو بل إذن إن قال الجنبي ما
مر أو قال عند عدم الذن وهو مبطل في عدم اقراره
فصالحني عنه بكذا من مالي إذ ل يتعذر قضاء دين الغير
بغير إذنه وبقوله وقال وكلني الغريم العين مع عدم قوله
ذلك فل يصح لتعذر تمليك الغير عينا بغير إذنه وبقوله وهو
مقر لك أو وهي لك العين مع عدم قوله ذلك الصادق
بقوله وهو مبطل في عدم إقراره فل يصح لما مر في
الصلح على غير إقرار ) وإن صالح ( الجنبي ) عنها ( أي
عن العين ) لنفسه ( بعين ما له أو بدين في ذمته ) صح (
الصلح له وإن لم تجر خصومة لن الصلح ترتب على دعوى
وجواب هذا ) إن قال وهو مقر ( لك أو وهي لك ) وإل
فشراء مغصوب ( فإن قدر ولو في ظنه على انتزاعه صح
وإل فل هذا ) إن قال وهو مبطل ( في عدم إقراره
) وإل ( بأن قال هو محق أو ل أعلم ماله أو لم يزد على
صالحني بكذا ) لغا ( الصلح لعدم العتراف للمدعي بالملك
وخرج بالعين الدين فل يصح الصلح عنه بدين ثابت قبل
ويصح بغيره إن قال وهو مقر لك أو وهو لك أو وهو
مبطل بناء على ما مر من صحة بيع الدين لغير من عليه
وتقييدي بالعين في الموضعين مع قولي وهي لك من
زيادتي
____________________
) (1/357
) (1/358
) (1/359
) (1/360
) (1/361
) (1/362
قبله فتصح الحوالة به وعليه ل بما ل يعتاض عنه ول عليه
كدين السلم ودين الجعالة قبل الفراغ
) وتصح ( الحوالة ) بنجم كتابة ( للزومه من جهة السيد
والمحال عليه مع صحة العتياض عنه كما سيأتي بخلف
الحوالة عليه لن للمكاتب إسقاطه متى شاء لعدم لزومه
من جهته ) و ( شرط ) علم بالدينين ( الدين المحال به
والمحال عليه ) قدرا ( كعشرة ) وصفة ( وجنسا كما فهم
بالولى كذهب وفضة وحلول وأجل وصحة وكسر وجودة
ورداءة ) وتساويهما ( في الواقع وعند العاقدين ) كذلك (
أي قدرا وصفة وجنسا لن الحوالة ليست على حقيقة
المعاوضات وأنما هي معاوضة إرفاق جوزت للحاجة
فاعتبر فيها الرتفاق والعلم بما ذكر كما في القرض فل
تصح مع الجهل بما يحال به أو عليه كأبل الدية ول مع
اختلفهما قدرا أو صفة أو جنسا ول مع الجهل بتساويهما
فعلم أنه لو كان لبكر على زيد خمسة ولزيد على عمرو
عشرة فأحال زيد بكرا بخمسة منها صح ولو كان بأحد
الدينين برهن أو ضامن لم يؤثر ولم ينتقل الدين بصفة
التوثق بل يسقط التوثق ويفارق عدم سقوطه بانتقاله
للوارث خليفة المورث فيما ثبت له من الحقوق بخلف
غيره ) ويبرأ بها ( أي بالحوالة ) محيل ( عن دين المحتال
) ويسقط دينه ( عن المحال عليه ) ويلزم دين محتال
محال عليه ( أي يصير نظيره في ذمته ) فإن تعذر أخذه (
منه بفلس أو غيره كجحد وموت ) لم يرجع على محيل (
كما لو أخذ عوضا عن الدين وتلف في يده ) وإن شرط
يساره ( أي المحال عليه ) أو جهله ( فإنه ل يرجع على
المحيل كمن اشترى شيئا هو مغبون فيه
ول عبرة بالشرط المذكور لنه مقصر بترك الفحص ولو
شرط الرجوع عند التعذر بشيء مما ذكر لم تصح الحوالة
ولو فسخ بيع بعيب أو غيره كإقالة وتحالف فهو أعم من
قوله بعيب ) وقد أحال مشتر ( بائعا ) بثمن بطلت ( أي
الحوالة لرتفاع الثمن بانفساخ البيع وفرقوا بينه وبين ما
لو أحالها بصداقها ثم انفسخ النكاح حيث ل تبطل الحوالة
بأن الصداق أثبت من غيره ) ل ( إن أحال ) بائع به ( على
المشتري فل تبطل الحوالة لتعلق الحق بثالث بخلفه في
الولى سواء أقبض المحتال المال أم ل فإن كان قبضه
رجع المشتري على البائع وإل فهل له الرجوع عليه في
الحال أو ل يرجع أل بعد القبض وجهان أصحهما الثاني
) ولو أحال البائع بثمن رقيق ( على المشتري ) فاتفق
البيعان والمحتال على حريته ( مثل ) أو ثبتت ببينة (
شهدت حسبة أو أقامها الرقيق أو من لم يصرح قبل ممن
ذكر بالملك ) لم تصح الحوالة ( لعدم صحة البيع فيرد
المحتال ما أخذه على المشتري ويبقى حقه كما كان
) فإن كذبهما المحتال ( في الحرية ) ول بينة ( بها
____________________
) (1/363
) (1/364
) (1/365
) (1/366
) (1/367
) ول عكس في إبراء ( أي ولو برىء الضامن بإبراء لم يبرأ
الصيل لنه اسقاط للوثيقة فل يسقط به الدين كفك
الرهن بخلف ما لو برىء بغير إبراء كأداء ) ولو مات
أحدهما ( والدين مؤجل ) حل عليه ( لن ذمته خربت دون
الحي فل يحل عليه لنه قد يرتفق بالجل فإن كان الميت
الصيل فللضامن يطالب المستحق بأخذ الدين من تركته
أو إبرائه هو لن التركة قد تهلك فل يجد مرجعا إذا غرم
وإن كان الميت الضامن وأخذ المستحق الدين من تركته
لم يكن لورثته الرجوع على المضمون عنه الذن في
الضمان قبل حلول الجل
) ولضامن بإذن مطالبة أصيل بتخليصه بأداء إن طولب (
كما أنه يغرمه إن غرم بخلف ما إذا لم يطالب لنه لم
يتوجه إليه خطاب ولم يغرم شيئا ول يحبس الصيل وإن
حبس ول يرسم عليه ) و ( له إذا غرم من غير سهم
الغارمين ) رجوع عليه ( أي على الصيل وإن لم يأذن في
الداء لنه أذن له في سببه بخلف ما لو أذن له في الداء
دون الضمان ل رجوع له لن الداء سببه الضمان ولم يأذن
فيه نعم إن أذن في الداء بشرط الرجوع رجع ولو ادعى
على زيد وغائب ألفا وهما متضامنان بالذن وأقام بذلك
بينة وأخذ اللف من زيد فإن لم يكذب البينة رجع على
الغائب بنصفها وإل فل لنه مظلوم بزعمه فل يرجع على
غير ظالمه ويقوم مقام الذن والضمان أداء الب والجد
دين محجورهما بنية الرجوع كما قاله القفال وغيره ) ولو
صالح عن الدين ( المضمون ) بما دونه ( كأن صالح عن
مائه ببعضها أو بثبوت قيمته دونها ) لم يرجع إل بما غرم (
لنه الذي بذله نعم لو ضمن ذمي لذمي دينا على مسلم ثم
تصالحا على خمر لم يرجع وإن قلنا بالمرجوح وهو سقوط
الدين لتعلقها بالمسلم ول قيمة للخمر عنده وحوالة
الضامن المضمون له كالداء في ثبوت الرجوع وعدمه كما
في الروضة وأصلها وخرج بصالح ما لو باعه الثوب بمائة
أو بالمائة المضمونة فإنه يرجع بها ل بقيمة الثوب
وتعبيري بما دونه أعم مما عبر به
) ومن أدى دين غيره بإذن ول ضمان رجع ( وإن لم يشرط
الرجوع للعرف بخلف ما إذا أداه بل أذن لنه متبرع وفارق
ما لو وضع طعامه في فم مضطر بل إذن قهرا أو وهو
مغمى عليه حيث يرجع عليه لن عليه استنقاذ مهجته ) ثم
إنما يرجع مؤد ( ولو ضامنا ) إذا أشهد بأداء ولو رجل
ليحلف معه ( لن ذلك حجة وإن بان فسق الشاهد ) أو أدى
بحضرة مدين ( ولو مع تكذيب الدائن لعلم المدين بالداء
وهو مقصر بترك الشهاد ) أو ( في غيبته لكن ) صدقة
دائن ( لسقوط الطلب باقراره الذي هو أقوى من البينة
أما إذا أدى في غيبته بل إشهاد ولم يصدقه الدائن فل
رجوع له وإن صدقه المدين لنه لم ينتفع بأدائه لبقاء
طلب الحق وذكر هذه والتي قبلها بالنسبة للمؤدي بل
ضمان من زيادتي ولو أذن المدين للمؤدي في ترك
الشهاد فتركه وصدق على الداء رجع
____________________
) (1/368
) (1/369
) (1/370
) (1/371
كتاب الوكالة هي بفتح الواو وكسرها لغة التفويض
والحفظ وشرعا تفويض شخص أمره إلى آخر فيما يقبل
النيابة ليفعله في حياته والصل فيها قبل الجماع قوله
تعالى } فابعثوا حكما من أهله { الية وخبر الصحيحين أنه
صلى الله عليه وسلم بعث السعاة لخذ الزكاة والحاجة
داعية إليها فهي جائزة بل قال القاضي وغيره إنها
مندوب إليها لقوله تعالى } وتعاونوا على البر والتقوى {
أركانها أربعة ) موكل ووكيل وموكل فيه وصيغة وشرط
في الموكل صحة مباشرته الموكل فيه ( وهو التصرف
المأذون فيه وإل فل يصح توكيله لنه إذا لم يقدر على
التصرف بنفسه فبنائبه أولى ) غالبا ( وهو ننظيره التي
أولى مما عبر به وخرج به ما استثنى من الطرد كظافر
بحقه فل يوكل في كسر الباب وأخذ حقه وكوكيل قادر
وعبد مأذون له وسفيه مأذون له في نكاح ومن العكس
كالعمى يوكل في تصرف وإن لم تصح مباشرته له
بالضرورة وهذا مذكور في الصل وكمحرم يوكل حلل في
النكاح بعد التحلل أو يطلق وكمحرم يوكله حلل في
التوكيل فيه ) فيصح توكيل ولي ( عن نفسه أو موليه في
حق موليه من صبي ومجنون وسفيه كأب وجد في التزويج
والمال ووصي وقيم في المال
فعلم أنه ل يصح توكيل صبي ومجنون ومغمى عليه وأنه
يصح توكيل السفيه بما يستقبل به من التصرف وأنه ل
يصح توكيل المرأة في نكاح ول المحرم فيه في غير ما مر
لعدم صحة مباشرتهما له ولو أذنت لوليها بصيغة التوكيل
كوكلتك في تزويجي صح كما في البيان عن النص وصوبه
في الروضة وتعبيري بما ذكر أعم من قوله توكيل الولي
في حق الطفل
) و ( شرط ) في الوكيل صحة مباشرته التصرف (
المأذون فيه ) لنفسه ( وإل فل يصح توكله لنه إذا لم
يقدر على التصرف لنفسه فلغيره أولى فل يصح توكيل
صبي ومجنون ومغمى عليه ول توكل امرأة في نكاح ول
محرم ليعقده في إحرامه
وخرج بقولي ) غالبا ( ما استثنى كالمرأة فتتوكل في
طلق غيرها والسفيه والعبد وهو مذكور في الصل
فيتوكلن في قبول النكاح بغير إذن الولي والسيد ل في
إيجابه والصبي المأمون فيتوكل في الذن في دخول
وإيصال هدية وإن لم تصح مباشرته له بل إذن وهو مذكور
في الصل ) و ( شرط فيه ) تعيينه ( فلو قال لثنين
وكلت أحدكما في كذا لم يصح وهذا من زيادتي نعم لو
قال وكلتك في بيع كذا مثل وكل مسلم صح فيما يظهر
وعليه العمل
____________________
) (1/372
) (1/373
) (1/374
) (1/375
) (1/376
زيد فباع من زيد وإنما يتعين المكان إذا لم يقدر الثمن أو
نهاه عن غيره وإل جاز البيع به في غيره كما نقله في
الروضة عن جمع وأقره
) فلو أمره ( بالبيع ) بمائة لم يبع بأقل ( منها وإن قل
) ول بأزيد ( منها ) إن نهاه ( عن الزيادة للمخالفة ) أو
عين مشتريا ( لنه ربما قصد إرفاقه والثانية من زيادتي
فإن لم ينهه ولم يعين المشتري فله البيع بأزيد
لنه حصل غرضه وزاد خيرا ول مانع بل إن كان ثم راغب
بزيادة لم يجز البيع بدونه كما مر فلو وجده في زمن
الخيار لزمه الفسخ فإن لم يفعل انفسخ البيع ) أو ( أمره
) بشراء شاة موصوفة ( بما مر في التوكيل بشراء عبد
) بدينار فاشترى به شاتين بالصفة وساوته إحداهما ( وإن
لم تساوه الخرى ) وقع للموكل ( لنه حصل غرضه وزاد
خيرا وإن لم تساوه واحدة منهما لم يقع له وإن زادت
قيمتهما على الدينار لفوات ما وكل فيه وتعبيري بما ذكر
أولى مما عبر به ) ومتى خالفه في بيع ماله ( كأن أمره
ببيع عبد فباع آخر ) أو ( في ) شراء بعينه ( كأن أمره
بشراء ثوب بهذا الدينار فاشتراه بآخر أو أمره بالشراء في
الذمة فاشترى بالعين ) لغا ( أي التصرف لن الموكل لم
يأذن فيه ولنه في الخيرة من الثانية قد يقصد شراء ما
وكل فيه على وجه يسلم له وإن تلف المعين ) أو ( خالف
في ) شراء في ذمة ( كأن أمره بشراء ثوب بخمسة
فاشتراه بعشرة أو أمره بالشراء بعين هذا الدينار فاشترى
في الذمة ) وقع ( الشراء ) للوكيل وإن سمي الموكل (
بقلبه أو لفظه ولغت التسمية للمخالفة في الذن ولنه
في الثانية أمره بعقد ينفسخ بتلف المعين فأتى بما ل
ينفسخ بتلفه ويطالب بغيره
ولو قال اشتر بهذا الدينار كذا لم يتعين الشراء بعينه بل
يتخير بين الشراء بعينه وفي الذمة ) ول يصح إيجاب يبعت
موكلك ( وإن لم يخالف الذن إذ لم يجر بين المتبايعين
مخاطبة ) والوكيل ( ولو بجعل ) أمين ( فل يضمن ما تلف
في يده بل تعد ويصدق بيمينه في دعوى التلف والرد على
الموكل لنه ائتمنه بخلف دعوى الرد على غير الموكل
كرسوله ) فإن تعدى ( كأن ركب الدابة أو لبس الثوب
) ضمن ( كسائر المناء ) ول ينعزل ( بالتعدي لن الوكالة
إذن في التصرف والمانة حكم يترتب عليها ول يلزم من
ارتفاعه بطلن الذن بخلف الوديعة لنها محض ائتمان
فإن باع وسلم المبيع زال الضمان عنه ول يضمن الثمن
ولو رد المبيع بعيب عليه عاد الضمان ) وأحكام عقده ( أي
الوكيل ) كرؤية ( للمبيع ) ومفارقة مجلس وتقابض فيه
تتعلق به ( ل بالموكل لنه العاقد حقيقة حتى إن له
الفسخ بالخيار وإن أجاز الموكل ) ولبائع مطالبته ( أي
الوكيل كالموكل ) بثمن إن قبضه ( من الموكل سواء
اشترى بعينه أم
____________________
) (1/377
) (1/379
) (1/380
كتاب القرار هو لغة الثبات من قر الشيء أي ثبت
وشرعا إخبار الشخص بحق عليه ويسمى اعترافا أيضا
والصل فيه قبل الجماع آيات كقوله تعالى } كونوا
قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم { وفسرت
شهادة المرء على نفسه بالقرار وأخبار كخبر الصحيحين
اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها
والقياس جوازه لنا إذا قبلنا الشهادة بالقرار فلن نقبل
القرار أولى
) أركانه ( أربعة ) مقر ومقر له و ( مقر ) به وصيغة
وشرط فيها ( أي في الصيغة ) لفظ يشعر بالتزام ( بحق
وفي معناه ما مر في الضمان ) كقوله لزيد علي أو عندي
كذا ( وخرج بزيادتي علي أو عندي ما لو حذفه فل يكون
إقرار إل إن كان المقر به معينا كهذا الثوب فيكون إقرار )
وعلي أو في ذمتي للدين ( لنه المفهوم من ذلك وهذا
عند الطلق لما سيأتي أنه يقبل التفسير في علي
بالوديعة ومثل علي قبلي كما في التهذيب ونص عليه في
الم ) ومعي أو عندي للعين ( فلو ادعى أنها وديعة وأنها
تلفت أو أنه ردها صدق بيمينه وتعبيري بأو في الموضعين
أولى من تعبيره بالواو فيهما ) وجواب لي عليك ألف أو
أليس لي عليك ألف ببلى أو نعم أو صدقت أو أنا مقربه أو
نحوها ( كأبرأتني منه أو قبضه ) إقرار ( لنه المفهوم من
ذلك ) كجواب اقض اللف لي عليك بنعم أو ( بقوله
) أقضي غدا أو أمهلني أو حتى أفتح الكيس أو أجد ( أي
المفتاح مثل ) أو نحوها ( كابعث من يأخذه أو اقعد حتى
تأخذه فإنه إقرار ) ل ( جواب ذلك ) بزنه أو خذه أو اختم
عليه أو اجعله في كيسك أو أنا مقر أو أقربه أو نحوها (
كهي صحاح أو رومية فليس إقرارا باللف بل ما عدا
الخامس والسادس ليس إقرارا أصل لنه يذكر للستهزاء
والخامس محتمل للقرار لغير اللف كوحدانية الله سبحانه
وتعالى والسادس للوعد بالقرار به بعد بخلف ل أنكر ما
تدعيه فإنه إقرار وقولي وجواب إلى آخره أعم مما ذكره
____________________
) (1/381
) (1/382
) (1/383
) (1/384
) (1/385
) (1/386
) (1/387
) (1/388
) (1/389
كتاب العارية بتشديد الياء وقد تخفف وهي اسم لما يعار
ولعقدها من عار إذا ذهب وجاء بسرعة وقيل من التعاور
وهو التناوب
والصل فيها قبل الجماع قوله تعالى } ويمنعون الماعون
{ فسره جمهور المفسرين بما يستعيره الجيران بعضهم
من بعض وخبر الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم
استعار فرسا من أبي طلحة فركبه والحاجة داعية إليها
وهي مستحبة وقد تجب كإعارة الثوب لدفع حر أو برد وقد
تحرم كإعارة المة من أجنبي وقد تكره كإعارة العبد
المسلم من كافر كما سيأتي
) أركانها ( أربعة ) مستعير ومعار وصيغة ومعير وشرط
فيه ما ( مر ) في مقرض ( من اختيار وهو من زيادتي
وصحة تبرع لن العارة تبرع بإباحة المنفعة فل تصح من
مكره وصبي ومجنون ومكاتب بغير إذن سيده ومحجور
سفه وفلس ) وملكه المنفعة ( وإن لم يكن مالكا للعين
لن العارة إنما ترد على المنفعة دون العين ) كمكتر ل
مستعير ( لنه غير مالك للمنفعة وإنما أبيح له النتفاع فل
يملك نقل الباحة
كما أن الضيف ل يبيح لغيره ما قدم له فإن أعار بإذن
المالك صح وهو باق على إعارته إن لم يسم الثاني
) و ( شرط ) في المستعير تعيين وإطلق تصرف ( وهما
من زيادتي فل يصح لغير معين كأن قال أعرت أحدكما ول
لبهيمة ول لصبي ومجنون وسفيه إل بعقد وليهم إذا لم
تكن العارية مضمنة كأن استعار من مستأجر ) وله ( أي
للمستعير ) إنابة من استوفى له ( المنفعة لن النتفاع
راجع إليه
) و ( شرط ) في المعار انتفاع ( به بأن يستفيد المستعير
منفعته وهو الكثر أو عينا منه كما لو استعار شاة مثل
ليأخذ درها ونسلها أو شجرة ليأخذ ثمرها فل يعار ما ل
ينتفع به كحمار زمن ) مباح ( فل تصح إعارة ما يحرم
النتفاع به كآلة لهو وفرس وسلح لحربي وكأمة مشتهاة
لخدمة رجل غير نحوم محرم لها ممن يحرم نظره إليها
لخوف الفتنة أما غير المشتهاة لصغر أو قبح فصحح في
الروضة صحة إعارتها وفي الشرح الصغير منعها وقال
السنوي المتجه الصحة في الصغيرة دون القبيحة ا ه
وكالقبيحة الكبيرة غير المشتهاة والخنثى يحتاط فيه
معارا ومستعيرا وتعبيري بمباح أولى من قوله ويجوز
إعارة جارية لخدمة امرأة أو محرم
وشرط فيه أن يكون النتفاع به ) مع بقائه ( فل يعار
المطعوم ونحون لن النتفاع به إنما هو باستهلكه
فانتفى المعنى المقصود
____________________
) (1/390
من العارة
وبما ذكر علم أنه ل يشترط تعيين المعار فلو قال أعرني
دابة فقال خذ ما شئت من دوابي صحت ) وتكره ( كراهة
تنزيه ) استعارة وإعارة فرع أصله لخدمة و ( استعارة
وإعارة ) كافر مسلما ( صيانة لهما عن الذلل والولى مع
ذكر كراهة الستعارة في الثانية من زيادتي فإن قصد
باستعارة أصله للخدمة ترفعه فل كراهة بل يستحب كما
قال القاضي أبو الطيب وغيره وكذا ل تكره إعارة الصل
نفسه لفرعه ول استعارة فرعه وإياه منه ) و ( شرط
) في الصيغة لفظ يشعر بالذن في النتفاع كأعرتك أو
بطلبه كأعرني مع لفظ الخر أو فعله ( وإن تأخر أحدهما
عن الخر كما في الباحة وفي معنى اللفظ ما مر في
الضمان ) و ( قوله ) أعرتكه ( أي فرسي مثل ) لتعلفه (
بعلفك ) أو لتعيرني فرسك إجارة ( ل إعارة نظرا إلى
المعنى ) فاسدة ( لجهالة المدة والعوض فيجب فيها أجرة
المثل بعد القبض
ومضى زمن لمثله أجرة ول تضمن العين كما يعلم ذلك من
كتاب الجارة وقضية التعليل أنه لو قال أعرتكه شهرا من
الن لتعلفه كل يوم بدرهم أو لتعيرني فرسك هذا شهرا
من الن كانت إجارة صحيحة ) ومؤنة رده ( أي المعار
) على مستعير ( من مالك أو من نحو مكتران رد عليه فإن
رد على المالك فالمؤنة عليه كما ورد عليه المكتري وخرج
بمؤنة رده مؤنته فتلزم المالك لنها من حقوق الملك
وخالف القاضي فقال إنها على المستعير ) فإن تلف (
كله أو بعضه عند المستعير ) ل باستعمال مأذون ( فيه ولو
بل تقصير ) ضمنه ( بدل أو رشا لخبر على اليد ما أخذت
حتى تؤديه رواه أبو داوود والحاكم وصححه على شرط
البخاري ويضمن التالف بالقيمة وإن كان مثليا كخشب
وحجر على ما جزم به في النوار واقتضاه كلم جمع وقال
ابن أبي عصرون يضمن المثلى بالمثل وجرى عليه
السبكي وهو الوجه
أما تلفه بالستعمال المأذون فيه فل ضمان للذن فيه ) ل
مستعير من نحو مكتر ( كموصي له بمنفعة فل ضمان عليه
لنه نائبه وهو ل يضمن فكذا هو بخلف المستعير من
مستأجر إجارة فاسدة لن معيره ضامن كما جزم به
البغوي وعلله بأنه فعل ما ليس له قال والقرار على
المستعير ول يقال حكم الفاسدة حكم الصحيحة في كل
ما تقتضيه بل في سقوط الضمان بما تناوله الذن فقط
ونحو من زيادتي ) كتالف في شغل مالك ( تحت يد غيره
كأن تسلم منه دابته ليروضها له أو ليقضي له عليها حاجة
فإنه ل ضمان عليه لنه نائبه ) وله ( أي للمستعير ) انتفاع
مأذون ( فيه ) ومثله ( ودونه المفهوم بالولى ) ضررا إل
إن نهاه (
____________________
) (1/391
) (1/392
حرمته وصورته في الثانية إذا أذن في تكرار الدفن وإل
فقد انتهت العارية وإذا رجع قبل المواراة غرم لولي
الميت مؤنة حفرة ول يلزم المستعير الطم
وكطرح مال في سفينة باللجة فإنه إنما يرجع بعد أن تصل
إلى الشط وبذلك علم أن تعبيري بما ذكر أعم وأولى مما
ذكره ) وإن أعار لبناء أو غرس ولو إلى مدة ثم رجع ( بعد
أن بنى المستعير أو غرس ) فإن شرط ( عليه ) قلعه ( أي
البناء أو الغراس هو أعم من قوله شرط القلع مجانا
) لزمه ( قلعه عمل بالشرط كما في تسوية الرض فإن
امتنع قلعه المعير ) وإل ( أي وإن لم يشرط القلع ) فإن
اختاره ( المستعير ) قلع مجانا ولزمه تسوية الرض ( لنه
قلع باختياره ولو امتنع منه لم يجبر عليه فيلزمه إذا قلع
ردها إلى ما كانت عليه وظاهر أن محل ايجاب التسوية
في الحفر الحاصلة بالقلع دون الحاصلة بالبناء أو الغرس
لحدوثها بالستعمال نبه عليه السبكي وغيره ) وإل ( أي
وإن لم يختر قلعه ) خير معير بين ( ثلث خصال من
) تملكه ( بعقد ) بقيمته ( مستحق القلع حين التملك
) وقلعه ب ( ضمان ) أرش ( لنقصه وهو قد التفاوت بين
قيمته قائما ومقلوعا ) وتبقيته بأجرة ( كنظائره من
الشفعة وغيرها وفاقا للمام الغزالي وصاحبي الحاوي
الصغير والنوار وغيرهم ولمقتضى كلم الروضة وأصلها
في الصلح وغيره خلفا لما فيهما هنا من تخصيص التخيير
بالوليين ولما في المنهاج وأصله من تخصيصه بالخيرتين
) (1/393
) (1/394
) (1/395
) (1/396
) (1/397
) (1/398
كما يجب رد مسكر محترم ) على مسلم ( إذا غصب منه
لن له إمساكه ليصير خل بخلف غير المحترم وفسر
الشيخان هنا الخمرة المحترمة بما عصر ل بقصد الخمرية
وفي الرهن بما عصر بقصد الخلية وتعبيري فيما ذكر
بالمسكر أعم من تعبيره بالخمر ) ول شيء في إبطال
أصنام وآلت لهو ( كطنبور لنها محرمة الستعمال ول
حرمة لصنعتها ) وتفصيل ( في إبطالها ) بل كسر ( لزوال
الثم بذلك ) فإن عجز ( عن تفصيلها ) أبطلها كف تيسر (
إبطالها بكسر أو غيره ول يجوز إحراقها إذا لم يتعين
طريقا لن رضاضها متمول محترم فمن أحرقها لزمه
قيمتها مكسورة بالحد المشروع ومن جاوزه بغير إحراق
لزمه التفاوت بين قيمتها مكسورة بالحد المشروع
وقيمتها منتهية إلى الحد الذي أتى به
ويشترك في جواز إزالة المنكر الرجل والمرأة والخنثى
ولو أرقاء أو فسقة والصبي المميز ويثاب عليها كما يثاب
البالغ وإنما تجب على قادر غير صبي ومجنون ) ويضمن
في غصب منفعة ما يؤجر ( كدار ودابة بتقويتها وفواتها
كأن يسكن الدار أو يركب الدابة أو لم يفعل ذلك لن
المنافع متقومة كالعيان سواء أكان مع ذلك أرش نقص
أم ل
ويضمن بأجرة مثله سليما قبل النقص ومعيبا بعده فإن
تفاوتت الجرة في المدة ضمنت كل مدة بما يقابلها أو
كان للمغصوب صنائع وجب أجرة أعلها إن لم يمكن
جمعها وإل فأجرة الجميع كخياطة وحراسة وتعليم قرآن
) إل حرا فبتفويت ( تضمن منفعته بأن يقهره على عمل
نعم إن قهر عليه مرتدا فل أجرة له إن مات مرتدا أما
فواتها كأن يحبس حرا فل يضمنها به لن الحر ل يدخل
تحت اليد ) كبضع ونحو مسجد ( كشارع ورباط فتضمن
منفعتها بالتفويت بأن يطأ البضع فيضمن بمهر المثل كما
سيأتي وكأن يشغل المسجد ونحوه بأمتعة ل بالفوات كأن
يحبس امرأة ويمنع الناس المسجد ونحوه بل إشغال
بأمتعة لن ذلك ل يدخل تحت اليد
وخرج بما يؤجر ما ل يؤجر أي ما ل تصح إجارته لكونه غير
مال ككلب وخنزير أو لكونه محرما كآلت لهو أو لغير ذلك
كالحبوب فل تضمن منفعته إذ ل أجرة له وقولي ونحو
مسجد من زيادتي
فصل في اختلف المالك والغاصب وضمان ما ينقص به
المغصوب وما يذكر معها ) يحلف غاصب ( فيصدق ) في
تلفه ( أي المغصوب إن ادعاه وأنكره المالك لنه قد يكون
____________________
) (1/399
) (1/400
) (1/401
) (1/402
لتعديه بها وبهذا فارق المفلس حيث يشارك البائع كما مر
) وأزالها إن أمكن ( زوالها كأن صاغ حليا أو ضرب النحاس
إناء ) بطلب ( من المالك ) أو لغرضه ( أي الغاصب كأن
يكون ضربه دراهم بغير إذن السلطان أو غير عياره
فيخاف التغرير وقولي أو لغرضه من زيادتي
) ولزمه ( مع أجرة المثل ) أرش نقص ( لقيمته قبل
الزيادة سواء أحصل النقص بها أم بإزالتها وظاهر أنه لو
لم يكن له غرض في الزالة سوى عدم لزوم الرش ومنعه
المالك منها وأبرأه منه امتنعت عليه وسقط عنه الرش
وخرج بما ذكر ما لو انتفى الطلب والغرض فيمتنع عليه
الزالة فإن أزال لزمه الرش وما لو وجد أحدهما وكان
النقص لما زاد على قيمته قبل الزيادة بسببها فل يلزمه
أرش النقص ) أو ( كانت زيادته ) عينا كبناء وغراس كلف
القلع ( لها من الرض وإعادتها كما كانت ) والرش (
لنقصها إن نقصت مع أجرة المثل وقولي والرش من
زيادتي
) وإن صبغ ( الغاصب ) الثوب بصبغه وأمكن فصله كلفه (
أي الفصل كما في البناء والغرس وظاهر أن المالك إذا
رضي بالبقاء في المسألتين ل يكلف الغاصب ذلك بل
يجوز له ) وإل ( أي وإن لم يمكن فصله ) فإن نقصت
قيمته لزمه أرش ( للنقص لحصوله بفعله ) أو زادت (
قيمته بالصبغ ) اشتركا ( في الثوب بالنسبة فإذا كانت
قيمته قبل الصبغ عشرة وبعده خمسة عشر فلصاحبه
الثلثان وللغاصب الثلث وإن كانت قيمة صبغه قبل
استعماله عشرة وإن صبغه تمويها فل شيء له وليس
المراد اشتراكهما على جهة الشيوع بل أحدهما بثوبه
والخر بصبغه كما ذكره جمع من الصحاب
قال السنوي ومن فوائده أنه لو زادت قيمة أحدهما فاز
به صاحبه
قال في الروضة كأصلها أطلق الجمهور المسألة وفي
الشامل والتتمة إن نقص لنخفاض سعر الثياب فالنقص
على الثوب أو سعر الصبغ أو بسبب الصنعة فعلى الصبغ
وإن زاد سعر أحدهما بارتفاعه فالزيادة لصاحبه أو بسبب
الصنعة فهي بينهما فيمكن تنزيل الطلق عليه انتهى
وحكى ابن الرفعة هذا التفصيل عن القاضيين حسين
وأبي الطيب وغيره عن البندنيجي وسليم وخرج بصبغة
صبغ غيره فإن كان صبغ الثالث فالحكم كذلك أو صبغ
مالك الثوب فل يأتي فيه الشتراك وبزيادة قيمته ونقصها
ما لو لم تزد قيمته ولم تنقص فل شيء للغاصب ول عليه
) ولو خلط مغصوبا بغيره وأمكن تمييزه ( منه كبر أبيض
بأحمر أو بشعير ) لزمه ( تمييزه وإن شق عليه ) وإل ( أي
وإن لم يمكن تمييزه كزيت بزيت أو بشيرج ) فكتالف (
سواء أخلطه بمثله أم بأجود أم بأردأ فللمالك تغريمه ) وله
( أي للغاصب ) أن يعطيه منه ( أي من المخلوط ) إن
____________________
) (1/403
) (1/404
) (1/405
) (1/406
) (1/408
) (1/409
) (1/410
) (1/411
) (1/412
فصل في أحكام القراض لو ) قارض العامل آخر ( ولو
بإذن المالك ) ليشاركه في عمل وربح لم يصح ( لن
القراض على خلف القياس وموضوعه أن يعقده المالك
والعامل فل يعدل إل أن يعقده عاملن فإن قارضه بالذن
لينفرد بالربح والعمل صح كما لو قارضه المالك بنفسه أو
بل إذن فل
) وتصرف الثاني بغير إذن المالك غصب ( فيضمن ما
تصرف فيه ) فإن اشترى بعين مال القراض لم يصح (
شراؤه لنه فضولي ) أو في ذمة ( له ) فالربح ( كله
) للول ( من العاملين لن الثاني وكيل عنه ) وعليه
للثاني أجرته ( لنه لم يعمل مجانا فإن عمل مجانا كأن
قال له الول وكل الربح لي فل أجرة له وظاهر أخذا مما
يأتي أن الثاني إذا اشترى في الذمة ونوى نفسه فالربح
له ول أجرة له على الول
) ويجوز تعدد كل ( من المالك والعامل فللمالك أن يقارض
اثنين متفاضل ومتساويا في المشروط لهما من الربح
كأن يشرط لحدهما نصف الربح وللخر الربع أو يشرط
لهما النصف بالسوية سواء أشرط على كل منهما مراجعة
الخر أم ل
ولمالكين أن يقارضا واحدا ويكون الربح بعد نصيب العامل
بينهما بحسب المال فإذا شرط للعامل نصف الربح ومال
أحدهما مائتان ومال الخر مائة اقتسما النصف الخر أثلثا
فإن شرطا غير ما تقتضيه النسبة فسد العقد كما علم من
قولي فيما مر كونه لهما لما فيه من شرط الربح لمن
ليس بمالك ول عامل ) وإذا فسد قراض صح تصرف
العامل ( للذن فيه ) والربح ( كله ) للمالك ( لنه نماء
ملكه ) وعليه ( له ) إن لم يقل والربح لي أجرته ( أي أجرة
مثله أنه لم يعمل مجانا وقد فاته المسمى وكذا إذا علم
الفساد كما يؤخذ من التعليل فإن قال ذلك فل شيء عليه
له لرضاه بالعمل مجانا وظاهر أنه إذا اشترى في الذمة
ونوى نفسه فالربح له لنه نماء ملكه ول أجره له على
المالك
) ويتصرف ( العامل ) ولو بعرض ( لنه طريق السترباح
) بمصلحة ( لن العامل في الحقيقة وكيل ) ل بغبن
فاحش ( في بيع أو شراء والتقييد بفاحش من زيادتي
) ول نسيئة ( في ذلك ) بل إذن ( في الغبن
والنسيئة أما بالذن فيجوز ويأتي في تقدير الجل
وإطلقه في البيع ما مر في الوكيل ويجب الشهاد في
البيع نسيئة فإن تركه ضمن ووجه منع الشراء نسيئة أنه
كما قال الرافعي قد يتلف رأس المال فتبقى العهدة
متعلقة بالمالك
) ولكل ( من المالك والعامل
____________________
) (1/413
) (1/414
) (1/415
) (1/416
) (1/417
) (1/418
) (1/419
) (1/420
بقدر نصيبه من ذلك
وأفادت زيادتي كاف كأن أن طرق ذلك ل تنحصر فيما ذكر
إذ منها أن يقرض المالك العامل نصف البذر ويؤجره نصف
الرض بنصف عمله ونصف منافع آلته ومنها أن يعيره
نصف الرض والبذر منهما لكن البذر في هذا ليس كله من
المالك وإن أفردت المخابرة فالمغل للعامل وعليه لمالك
الرض أجرة مثلها وطريق جعل الغلة لهما ول أجرة كأن
يكتري العامل نصف الرض بنصف البذر ونصف عمله
ومنافع آلته أو بنصف البذر ويتبرع بالعمل والمنافع
____________________
) (1/421
) (1/422
) (1/423
) (1/424
) (1/425
) (1/426
) (1/427
) (1/429
) (1/430
) (1/431
) (1/432
) (1/433
) (1/434
) (1/435
) (1/436
) (1/437
) (1/438
) (1/439
) (1/440
) (1/441
) (1/442
) (1/443
) (1/444
) (1/445
) (1/446
) (1/447
) (1/448
) (1/449
يعرف التالف فإن لم يقصر فل ضمان وذكر المجنون من
زيادتي وكالصبي والمجنون السفيه إل أنه يصح تعريفه
دونهما ) ل من رقيق ( بقيد زدته بقولي ) بل إذن ( أي ل
يصح اللقطة منه بغير إذن سيده وإن التقطه له لنه ليس
أهل للملك ول للولية ولنه يعرض سيده للمطالبة ببدل
اللقطة لوقوع الملك له فعلم أنه ل يعتد بتعريفه
) فلو أخذت منه كان ( الخذ ) لقطا ( لخذها سيدا كان أو
أجنبيا فهو أعم من تعبيره بأخذ السيد ولو أقرها في يده
سيده واستحفظه عليها ليعرفها وهو أمين جاز فإن لم
يكن أمينا فهو متعد بالقرار فكأنه أخذها منه وردها إليه
) ويصح ( اللقط ) من مكاتب كتابة صحيحة ( لنه مستقل
بالملك والتصرف بخلف المكاتب كتابة فاسدة
) و ( من ) مبعض ( لنه كالحر في الملك والتصرف والذمة
) (1/450
) (1/451
) (1/452
) (1/453
) (1/454
) (1/455
) (1/456
) (1/457
) (1/458
) (1/460
) (1/461
جاهل من زيادتي
) ولكل ( منهما ) فسخ ( للجعالة لنها عقد جائز من
الطرفين كالقراض والشركة
) وللعامل أجرة ( أي أجرة مثله ) إن فسخ الملتزم ( ولو
بإعتاق الرقيق ) بعد شروع ( في العمل كما في القراض
واستشكل لزوم أجرة المثل بما لو مات الملتزم في أثناء
المدة حيث تنفسخ ويجب القسط من المسمى وأي فرق
بين الفسخ والنفساخ ويجاب بأن الملتزم ثم لم يتسبب
في إسقاط المسمى والعامل ثم تمم العمل بعد النفساخ
ولم يمنعه الملتزم منه بخلفه هنا
) وإل ( بأن فسخ أحدهما قبل الشروع أو العامل بعده
) فل شيء ( له وإن وقع العمل مسلما كأن شرط له جعل
في مقابلة بناء حائط فبنى بعضه بحضرته لنه لم يعمل
شيئا في الولى وفسخ ولم يحصل غرض الملتزم في
الثانية نعم إن فسخ فيها لزيادة الملتزم في العمل فله
الجرة
) كما لو تلف مردوده ( هو أعم من قوله مات البق
) أو هرب قبل وصوله ( لمالكه فإنه ل شيء له لنه لم
يرده وكذا تلف سائر محال العمال نعم إن وقع العمل
مسلما وظهر أثره على المحل استحق الجرة كما أوضحته
في شرح البهجة وغيره
) ول يحبسه لستيفاء ( للجعل لنه إنما يستحقه بالتسليم
ول للمؤنة أيضا كما شمله كلمي بخلف قول الصل
لقبض الجعل
) وحلف ملتزم أنكر شرط جعل أوردا ( فيصدق لن الصل
عدمه فإن اختلفا بعد استحقاق في قدر جعل أو قدر
مردود تحالفا وللعامل أجرة المثل كما علم من باب
الختلف في كيفية العقد وكتاب القراض والله سبحانه
وتعالى أعلم | 2
____________________
) (1/462
) (2/3
) (2/4
) (2/5
) (2/6
) (2/7
سيأتي
) و ( يحجب ) أخ لم بأب وجد وفرع وارث ( وإن نزل ذكرا
كان أو غيره
) و ( يحجب ) ابن أخ لبوين بأب وجد ( أبيه وإن عل ) وابن
وابنه (
وإن نزل ) وأخ لبوين و ( أخ ) لب ( لنه أقرب منه
) و ( يحجب ابن أخ ) لب بهؤلء ( الستة ) وابن أخ
لبوين ( لنه أقوى منه
ويحجب ابن ابن أخ لبوين بابن أخ لب لنه أقرب منه
) و ( يحجب ) عم لبوين بهؤلء ( السبعة ) وابن أخ لب (
لذلك ) و ( يحجب عم ) لب بهؤلء ( الثمانية ) وعم لبوين
( لنه أقوى منه ) و ( يحجب ) ابن عم لبوين بهؤلء (
التسعة ) وعم لب ( لنه أقرب منه ) و ( يحجب ابن عم
) ) و ( لب بهؤلء ( العشرة ) وابن عم لبوين ( لنه أقوى
منه ويحجب ابن ابن عم لبوين بابن عم لب
) فإن قلت ( كل من العم لبوين ولب يطلق على عم
الميت وعم أبيه وعم جده مع أن ابن عم الميت وإن نزل
يحجب عم أبيه وابن عم أبيه وإن نزل يحجب عم جده
) قلت ( المراد بقرينة السياق عم الميت ل عم أبيه ول
عم جده ) و ( تحجب ) بنات ابن بابن أو بنتين إن لم
يعصبن ( بنحو أخ أو ابن عم فإن عصبن به أخذن معه
الباقي بعد ثلثي البنتين بالتعصيب ) و ( تحجب ) جدة لم
بأم ( لنها تدلي بها
) و ( تحجب جدة ) لب بأب ( لنها تدلي به ) وأم (
بالجماع ولن إرثها بالمومة والم أقرب منها
) و ( تحجب ) بعدى كل جهة بقرباها ( كأم أم وأم أم أم
وكأم أب وأم أم أب
) و ( تحجب ) بعدى جهة أب بقربى جهة أم ( كأم أم وأم
أم أب كما أن أم الب تحجب بالم ) ل العكس ( أي ل
تحجب بعدي جهة الم بقربي جهة الب كأم أب وأم أم أم
بل يشتركان في السدس لن الب ل يحجب الجدة من
جهة الم فالجدة التي تدلي به أولى ) وأخت ( من كل
الجهات ) كأخ ( فيما يحجب به فتحجب الخت لبوين بالب
والبن وابن البن ولب بهؤلء وأخ لبوين ولم بأب وجد
وفرع وارث نعم
الخ لبوين أو لب ل تسقط بالفروض المستغرقة بخلف
الخ كما يؤخذ مما يأتي
) و ( تحجب ) أخوات لب بأختين لبوين ( كما في بنات
البن مع البنات فإن كان معهن أخ عصبهن كما سيأتي
ويحجبن أيضا بأخت لبوين معها بنت أو بنت ابن كما
سيأتي
) و ( تحجب ) عصبة ( ممن يحجب ) باستغراق ذوي فروض
( للتركة كزوج وأم وأخ منها وعم فالعم محجوب
بالستغراق
) و ( يحجب ) من له ولء ( ذكرا كان أو غيره ) بعصبة
نسب ( لنها أقوى منه ) والعصبة ( ويسمى بها الواحد
والجمع والمذكر والمؤنث كما قاله المطرزي وغيره ) من
ل مقدر له من الورثة ( ويدخل فيه من يرث بالفرض
والتعصيب كالب والجد من جهة التعصيب
____________________
) (2/8
) (2/9
) (2/10
) (2/11
) (2/12
أكثر
ولمعرفة الكثر من الثلثة ضابط ذكرته في شرح الروض
وغيره هذا إن بقي أكثر من السدس ) فإن لم يبق أكثر
من سدس ( بأن لم يبق شيء كبنتين وأم وزوج مع جد
وإخوة أو بقي سدس كبنتين وأم مع جد وإخوة أو بقي
دونه كبنتين وزوج مع جد وإخوة ) أخذه ( أي السدس ) ولو
عائل ( كله أو بعضه كما علم لنه ذو فرض فيرجع إليه عند
الضرورة ) وسقطت الخوة ( لستغراق ذوي الفروض
التركة ) وكذا ( للجد ما ذكر ) معهما ( أي مع ولد البوين
وولد الب ) ويعد ( حينئذ أي يحسب ) ولد البوين عليه ولد
الب في القسمة ( فإن كان ولد البوين ذكرا أي أو ذكرا
أو أنثى أو أنثى معها بنت أو بنت ابن كما علما ) سقط
ولد الب ( لنهم يقولون للجد كلنا إليك سواء فنرحمك
بأخوتنا ونأخذ حصتهم كما يأخذ الب ما نقصه إخوة الم
منها مثاله جد وأخ لبوين وأخ وأخت لب ) وإل ( أي وإن
لم يكن ولد البوين من ذكر ) فتأخذ الواحدة ( منهن مع ما
خصها بالقسمة ) إلى النصف و ( تأخذ ) من فوقها ( مع
ما خصهن بالقسمة ) إلى الثلثين ( إن وجد ذلك
ففي جد وشقيقتين وأخ لب المسألة من ثلثة أو من ستة
للجد الثلث والباقي وهو الثلثان للشقيقتين وسقط الخ
للب وفي جد وشقيقتين وأخت لب المسألة من خمسة
للجد إثنان يبقى للشقيقتين ثلثة وهي دون الثلثين
فيقتصران عليها ) ول يفضل عنهما ( أي عن الثلثين
) شيء ( لن للجد الثلث فأكثر كما عرف آنفا ) وقد
يفضل عن النصف ( شيء ) فيكون لولد الب ( كجد وأخت
لبوين وأخ وأختين لب للجد الثلث وللخت النصف
والباقي لولد الب وهو واحد من ستة على أربعة فتضرب
الربعة في الستة فتصح المسألة من أربعة وعشرين
ول يفرض لخت مع جد إل في الكدرية وهي زوج وأم
وجد وأخت لغير أم ( أي لبوين أو لب ) فللزوج نصف
وللم ثلث وللجد سدس وللخت نصف فتعول ( المسألة
من ستة إلى تسعة ) ثم يقسم الجد والخت نصيبهما (
وهما أربعة ) أثلثا ( له الثلثان ولها الثلث فيضرب مخرجه
في تسعة فتصح المسألة من سبعة وعشرين للم ستة
وللزوج تسعة وللجد ثمانية وللخت أربعة
وإنما فرض لها معه ولم يعصبها فيما بقي لنقصه
بتعصيبها فيه عن السدس فرضه ولو كان بدل الخت أخ
سقط أو أختان فللم السدس ولهما السدس الباقي
وسميت أكدرية لتكديرها على زيد مذهبه لمخالفتها
القواعد
وقيل لتكدر أقوال الصحابة فيها وقيل لن سائلها كان
اسمه أكدر وقيل غير ذلك كما ذكرته في شرح الفصول
____________________
) (2/13
) (2/14
كما في انتفاء النسب
) ومن فقد ( بأن انقطع خبره ) وقف ماله حتى تقوم بينة
بموته أو يحكم قاض به بمضي مدة ( من ولدته ) ول
يعيش فوقها ظنا فيعطي ماله من يرثه حينئد ( أي حين
قيام البينة أو الحكم فإن مات قبل ذلك ولو بلحظة لم
يرث منه شيئا لجواز موته فيها وهذا عند إطلقهما الموت
فإن أسنده إلى وقت سابق لكونه سبق بمدة فينبغي أن
يعطي من يرثه ذلك الوقت وإن سبقهما ولعله مرادهم نبه
على ذلك السبكي في الحكم ومثله البينة بل أولى
وتعبيري بحينئذ أعم من تعبير الصل بوقت الحكم ) ولو
مات من يرثه ( المفقود قبل قيام البينة والحكم بموته
) وقفت حصته ( حتى يتبين حاله ) وعمل في ( حق
) الحاضر بالسوأ ( فمن يسقط منهم بحياة المفقود أو
موته ل يعطى شيئا حتى يتبين حاله ومن ينقص حقه
منهم بذلك يقدر في حقه ذلك ومن ل يختلف نصيبه بهما
يعطاه ففي زوج وعم وأخ لب مفقود يعطى الزوج نصفه
ويؤخر العم وفي جد وأخ لبوين وأخ لب مفقود يقدر في
حق الجد حياته فيأخذ الثلث وفي حق الخ لبوين موته
فيأخذ النصف ويبقى السدس إن تبين موته فللجد أو
حياته فللخ
) ولو خلف حمل يرث ( ل محالة بعد انفصاله بأن كان منه
) أو قد يرث ( بأن كان من غيره كحمل أخيه لبيه فإنه إن
كان ذكرا ورث أو أنثى فل
) عمل باليقين فيه وفي غيره ( قبل انفصاله
) فإن لم يكن وارث سواه ( أي الحمل ) أو كان ( ثم
) من ( أي وارث ) قد يحجبه ( الحمل ) أو ( كان ثم من ل
يحجبه ) ول مقدر له كولد وقف المتروك ( إلى انفصاله
احتياطا ولنه حصر للحمل
) أو له مقدر أعطيه عائل إن أمكن عول كزوجة حامل
وأبوين ( لها ثمن ولهما سدسان عائلت لحتمال أن
الحمل بنتان فتعول المسألة من أربعة وعشرين إلى سبعة
وعشرين وتسمى المنبرية لن عليا رضي الله عنه كان
يخطب على منبر الكوفة قائل الحمد لله الذي يحكم بالحق
قطعا ويجزي كل نفس بما تسعى وإليه المآب والرجعى
فسئل حينئذ عن هذه المسألة فقال ارتجال صار ثمن
المرأة تسعا ومضى في خطبته
) وإنما يرث ( الحمل ) إن انفصل حيا ( حياة مستقرة
) وعلم وجوده عند الموت ( بأن ولدته لقل من أكثر مدة
الحمل ولم تكن حليلة فإن كانت حليلة فبأن تلد لدون ستة
أشهر وإل فل يرث إل إن اعترف الورثة بوجوده عند
الموت
) والمشكل ( وهو من له آلتا الرجال والنساء أو ثقبة تقوم
مقامهما ) إن لم يختلف إرثه ( بذكورة وأنوثة ) كولد أم (
ومعتق ) أخذه وإل ( أي وإن اختلف إرثه بهما ) عمل
باليقين فيه وفي غيره ويوقف ما شك فيه ( حتى يتبين
الحال أو يقع الصلح ففي زوج وأب وولد خنثى للزوج
____________________
) (2/15
) (2/16
) (2/17
) (2/18
) (2/20
) (2/21
) (2/22
) (2/23
) (2/24
) (2/25
فصل في بيان المرض المخوف والملحق به المقتضى كل
منهما الحجر في التبرع الزائد على الثلث
لو ) تبرع في مرض مخوف ( أي يخاف منه الموت
) ومات ( فيه ولو بنحو غرق أو هدم ) لم ينفذ ( منه ) ما
زاد على ثلث ( لنه محجور عليه في الزائد بخلف ما إذا
برىء منه فإنه ينفذ لتبين عدم الحجر ) أو ( في مرض
) غير مخوف فمات ولم يحمل ( موته ) على فجأة (
كإسهال يوم أو يومين
) فكذا ( أي لم ينفذ ما زاد على الثلث لنه حينئذ مخوف
لتصال الموت به
فإن حمل عليها كأن مات وبه جرب أو وجع ضرس أو عين
نفذ
) وإن شك فيه ( أي في أنه مخوف ) لم يثبت إل بطبيبين
مقبولي الشهادة ( لنه يتعلق به حق آدمي ول يثبت
بنسوة ول برجل وامرأتين إل أن يكون المرض علة باطنة
بامرأة ل يطلع عليها الرجال غالبا فيثبت بمن ذكر ) ومن
المخوف قولنج ( بضم القاف وفتح اللم وكسرها وهو أن
تنعقد أخلط الطعام في بعض المعاء فل ينزل ويصعد
بسببه البخار إلى الدماغ فيؤدي إلى الهلك
) وذات جنب ( وسماها الشافعي رضي الله عنه ذات
الخاصرة وهي قروح تحدث في داخل الجنب بوجع شديد
تنفتح في الجنب
ويسكن الوجع وذلك وقت الهلك ومن علماتها ضيق
النفس والسعال والحمى اللزمة ) ورعاف دائم ( بتثليث
الراء لنه يسقط القوة بخلف غير الدائم ) وإسهال متتابع
( لنه ينشف رطوبات البدن أو غير متتابع كإسهال يوم أو
يومين ولكن خرج غير مستحيل بأن يتخبرق البطن فل
يمكنه المساك ) أو ( خرج ) بوجع ( ويسمى الزحير ) أو (
خرج ) بدم ( من عضو شريف ككبد بخلف دم البواسير
واعتبار السهال في الثلثة من زيادتي ) ودق ( بكسر
الدال وهو داء يصيب القلب ول تمتد معه الحياة غالبا
) وابتداء فالج ( وهو استرخاء أحد شقي البدن طول
وسببه غلبة الرطوبة والبلغم
فإذا هاج ربما أطفأ الحرارة الغريزية وأهلك بخلف دوامه
ويطلق الفالج أيضا على استرخاء أي عضو كان وهو المراد
هنا
) وحمى مطبقة ( بكسر الباء أشهر من فتحها أي لزمة
) أو غيرها ( كالورد وهي التي تأتي كل يوم والغب هي
التي تأتي يوما وتقلع يوما والثلث وهي التي تأتي يومين
وتقلع يوما وحمى الخوين وهي التي تأتي يومين وتقلع
يومين
) إل الربع (
وهي التي تأتي يوما وتقلع يومين فليست مخوفة لن
المحموم بها يأخذ قوة في يومي القلع والحمى اليسيرة
ليست مخوفة بحال والربع والورد والغب والثلث بكسر
أولها ) و ( منه ) أسر من اعتاد القتل (
____________________
) (2/26
) (2/27
) (2/28
) (2/29
) (2/30
فيه
) ويحج ( عنه ) من ميقاته ( عمل بتقييده إن قيده وحمل
على المعهود شرعا إن أطلق ) إل إن قيد بأبعد ( منه هو
أولى من تعبيره ببلده ) ف ( يحج ) منه ( عمل بتقييده
ومحله إذا وسعه الثلث وإل فمن حيث أمكن
وهذا من زيادتي في حج الفرض ) وحجة السلم من رأس
المال ( كغيرها من الديون ) إل إن قيد بالثلث فمنه ( عمل
بتقييده وفائدته مزاحمة الوصايا
فإن لم يف بالحج من الميقات ما يخصه كمل من رأس
المال وكحجة السلم كل واجب بأصل الشرع كعمرة
وزكاة
فإن كان نذرا فإن وقع في الصحة فكذلك أو في المرض
فمن الثلث
) ولغيره ( من وارث وغيره ) أن يحج عنه فرضا ( من غير
التركة ) بغير إذنه ( كقضاء الدين بخلف حج النفل ل
يفعله عنه بغير إذنه لعدم وجوبه
وقيل للوارث فعله بغير إذنه ولغيره فعله بإذن الوارث
وكحج الفرض فيما ذكر عمرة الفرض وأداء الزكاة والدين
وقولي ولغيره أعم من قوله ولجنبي وقولي فرضا من
زيادتي ) ويؤدي وارث عنه ( من التركة وجوبا ومن ماله
جوازا وإن كان ثم تركه ) كفارة مالية ( مرتبة ومخيرة
بإعتاق وبغيره
وإن سهل التكفير بغير العتاق في المخيرة لنه نائبه
شرعا
) وكذا ( يؤديها ) غيره ( أي غير الوارث ) من ماله بغير
إعتاق ( من طعام وكسوة كقضاء الدين بخلف العتاق
لجتماع بعد العبادة عن النيابة وبعد الولء للميت
ول ينافي ذلك ما في الروضة كأصلها في اليمان من
تصحيح الوقوع عنه في المرتبة لنهما بنياه على تعليل
المنع في المخيرة بسهولة التكفير بغير إعتاق
) وينفعه ( أي الميت من وارث وغيره ) صدقة ودعاء (
بالجماع وغيره
وأما قوله تعالى } وأن ليس للنسان إل ما سعى { فعام
مخصوص بذلك
وقيل منسوخ وكما ينتفع الميت بذلك ينتفع به المتصدق
والداعي
أما القراءة فقال النووي في شرح مسلم المشهور من
مذهب الشافعي أنه ل يصل ثوابها إلى الميت
وقال بعض أصحابنا يصل وذهب جماعات من العلماء إلى
أنه يصل إليه ثواب جميع العبادات من صلة وصوم وقراءة
وغيرها وما قاله من مشهور المذهب محمول على ما إذا
قرأ ل بحضرة الميت ولم ينو ثواب قراءته له أو نواه
ولم يدع بل قال السبكي الذي دل عليه الخبر بالستنباط
أن بعض القرآن إذا قصد به نفع الميت نفعه وبين ذلك
وقد ذكرته في شرح الروض
فصل في الرجوع عن الوصية ) له ( أي للموصى ) رجوع (
عن وصيته وعن بعضها ) بنحو نقضت ( ها كأبطلتها
ورجعت فيها
____________________
) (2/31
ورفعتها ورددتها
) و ( بنحو قوله ) هذا لوارثي ( مشيرا إلى الموصى به
لنه ل يكون لوارثه إل إذا انقطع تعلق الموصى له عنه
) و ( بنحو ) بيع ورهن وكتابة ( لما وصى به ) ولو بل
قبول لظهور صرفه بذلك عن جهة الوصية
وتعبيري بنحو إلى آخره أعم مما عبر به ) وبوصية بذلك (
أي بنحو ما ذكر
) وتوكيل به وعرض عليه ( لن كل منها توصل إلى ما
يحصل به الرجوع وذكر التوكيل والعرض في غير البيع من
زيادتي ) وخلطه برامعينا ( وصى به ببر مثله أو أجود أو
أردأ منه لنه أخرجه بذلك عن إمكان التسليم
) و ( خلطه ) صبرة وصى بصاع منها بأجود ( منها لنه
أحدث زيادة لم تتناولها الوصية بخلف ما لو خلطها بمثلها
لنه ل زيادة أو بأردأ منها لنه كالتعصيب ) وطحنه برا (
وصى به ) وبذره له وعجنه دقيقا ( وصى به ) وغزله قطنا
( وصى به ) ونسجه غزل ( وصى به ) وقطعه ثوبا ( وصى
به ) قميصا وبنائه وغرسه ( بأرض وصى به لظهور كل
منها في الصرف عن جهة الوصية بخلف زرعه بها
وخرج بإضافتي ما ذكر إلى ضمير الموصي ما لو حصل
ذلك بغير إذنه فليس رجوعا
فرع إنكار الموصي الوصية ليس رجوعا إن كان لغرض كما
يؤخذ من كلم الرافعي وعليه يحمل إطلقه في باب
التدبير أنه ليس رجوعا ولو وصى بثلث ماله ثم تصرف في
جميعه بما يزيل الملك لم يكن رجوعا لن المعتبر ثلث ماله
عند الموت ل عند الوصية ولو وصى لزيد بمعين ثم وصى
به لعمرو فليس رجوعا بل يكون بينهما نصفين ولو وصى
به لثالث كان بينهم أثلثا وهكذا وهكذا
فصل في اليصاء وهو إثبات تصرف مضاف لما بعد الموت
يقال أوصيت لفلن بكذا وأوصيت إليه ووصيته إذا جعلته
وصيا وقد أوصى ابن مسعود رضي الله عنه فكتب وصيتي
إلى الله تعالى وإلى الزبير وابنه عبد الله رواه البيهقي
بإسناد حسن ) أركانه ( أربعة ) موص ووصي وموصى فيه
وصيغة وشرط في الموصي بقضاء حق ( كدين وتنفيذ
وصية ورد وديعة وعارية ومظلمة ) ما مر ( في الموصي
بمال أول الباب وقد مر بيانه
وهذا أولى من قوله ويصح اليصاء في قضاء الدين وتنفيذ
الوصية
من كل حر مكلف ) و ( شرط في الموصي ) بأمر نحو
طفل ( كمجنون ومحجور سفه ) معه ( أي مع ما مر
) ولية عليه
____________________
) (2/32
) (2/33
) (2/34
) (2/36
) (2/37
) (2/38
كتاب قسم الفيء والغنيمة القسم بفتح القاف مصدر
بمعنى القسمة والفيء مصدر فاء إذا رجع ثم استعمل في
المال الراجع من الكفار إلينا والغنيمة فعيلة بمعنى
مفعولة من الغنم وهو الربح والمشهور تغايرهما كما يؤخذ
من العطف
وقيل كل منهما يطلق على الخر إذا أفرد فإن جمع بينهما
افترقا كالفقير والمسكين
وقيل الفيء يطلق على الغنيمة دون العكس والصل في
الباب آية } ما أفاء الله على رسوله {
ولم تحل الغنائم لحد قبل السلم بل كانت النبياء إذا
غنموا مال جمعوه فتأتي نار من السماء تأخذه ثم أحلت
للنبي صلى الله عليه وسلم
وكانت في صدر السلم له خاصة لنه كالمقاتلين كلهم
نصرة وشجاعة بل أعظم ثم نسخ ذلك واستقر المر على
ما يأتي ) الفيء نحو مال ( ككلب ينفع فهو أعم من قوله
مال ) حصل ( لنا ) من كفار ( مما هو لهم ) بل إيجاف (
أي إسراع خيل أو إبل أو بغال أو سفن أو رجالة أو نحوها
فهو أولى من قوله إيجاف خيل وركاب لما عرف ولدفع
إيراد أن المأخود من دارهم سرقة أو لقطة غنيمة لفيء
مع أن كلمه يقتضي أنه فيء فتأمل
لكن قد يرد ما أهداه الكافر لنا في غير الحرب فإنه ليس
بفيء كما أنه ليس بغنيمة مع صدق تعريف الفيء عليه
) كجزية وعشر تجارة وما جلوا ( أي تفرقوا ) عنه ( ولو
لغير خوف كضر أصابهم وإن أوهم كلم الصل خلفه
) تركة مرتد وكافر معصوم ( هو أعم من قوله ذمي ) ل
وارث له (
وكذا الفاضل عن وارث له غير حائز ) فيخمس ( خمسة
أخماس
للية السابقة وإن لم يكن فيها تخميس فإنه مذكور في
آية الغنيمة فحمل المطلق على المقيد
وكان صلى الله عليه وسلم يقسم له أربعة أخماسه
وخمس خمسه ولكل من الربعة المذكورين معه في الية
خمس خمس
وأما بعده فيصرف ما كان له من خمس الخمس لمصالحنا
ومن الخماس الربعة للمرتزقة كما تضمنه قولي
) وخمسه ( أي الفيء لخمسة ) لمصالحنا ( دون مصالحهم
) كثغور ( أي سدها
) وقضاة وعلماء ( بعلوم تتعلق بمصالحنا كتفسير وقراءة
والمراد بالقضاة غير قضاة العسكر أما قضاته وهم الذين
يحكمون لهل الفيء في مغزاهم فيرزقون من الخماس
الربعة ل من خمس الخمس
كما قاله الماوردي وغيره ) يقدم (
____________________
) (2/39
) (2/40
) (2/41
مؤنتهم ( لنه لهم فلو كان لواحد منهم نصف ولخر ثلث
أعطاهم من الفاضل بهذه النسبة ) وله ( أي للمام
) صرف بعضه ( أي الفاضل ) في ثغور وسلح وخيل
ونحوها ( ) ولنه ( معونة لهم
والغرض من هذا أن المام ل يبقى في بيت المال شيئا
من الفيء ما وجد له مصرفا
فإن لم يجد ابتدأ بناء رباطات ومساجد على حسب رأيه
) و ( له ) وقف عقار فيء أو بيعه وقسم غلته ( في
الوقف ) أو ثمنه ( في البيع بحسب ما يراه ) كذلك ( أي
كقسم المنقول أربعة أخماسه للمرتزقة وخمسه للمصالح
والصناف الربعة سواء وله أيضا قسمه المنقول كما
شمله الكلم السابق أوائل الباب
لكن خمس الخمس الذي للمصالح ل سبيل إلى قسمته وما
ذكرته من التخيير هو ما في الروضة كأصلها واقتصر
الصل على الوقف
فصل في الغنيمة وما يتبعها
) الغنيمة نحو مال ( هو أعم من قوله مال ) حصل ( لنا
) من الحربيين ( مما هو لهم ) بإيجاف ( أي إسراع لشيء
مما مر
حتى ما حصل بسرقة أو التقاط كما مر
وكذا ما انهزموا عنه عند التقاء الصفين ولو قبل شهر
السلح أو أهداه الكافر لنا والحرب قائمة بخلف المتروك
بسبب حصولنا في دراهم وضرب معسكرنا فيهم
وتعبيري بالحربيين هنا وفيما يأتي أولى من تعبيره
بالكفار ) فيقدم ( منها ) السلب لمن ركب غررا ( بقيد
زدته بقولي ) منا (
حرا كان أو عبدا صبيا أو بالغا ذكرا أو أنثى وخنثى ) بإزالة
منعة حربي ( بفتح النون أشهر من إسكانها أي قوته ) في
الحرب ( كأن يقتله أو يعميه أو يقطع يديه أو رجليه أو يده
ورجله أو يأسره
وإن من عليه المام أو أرقه وفداه بخلف ما لو رماه من
حصن أو صف أو قتله غافل أو أسيرا أو بعد انهزام
الحربيين فل سلب له لنتفاء ركوب الغرر المذكور
والصل في ذلك خبر من قتل قتيلن فله سلبه رواه
الشيخان
) وهو ( أي السلب ) ما معه ( أي الحربي الذي أزيلت
منعته من ثياب كخف ( وطيلسان ) وران ( براء ونون وهو
خف بل قدم ) ومن سوار ( وطوق ) ومنطقة ( وهي ما
يشد بها الوسط ) وخاتم ونفقة ( معه بكيسها إل المخلفة
في رحله ) وجنيبة ( تقاد ) معه ( ولو بين يديه لنها إنما
تقاد معه ليركبها عند الحاجة بخلف التي تحمل عليها
أثقاله فلو تعددت الجنائب اختار واحدة منها لن كل منها
جنيبة من أزال منعته ) وآلة حرب كدرع
____________________
) (2/42
) (2/43
رواه الشيخان
) ول يعطى ( وإن كان معه فرسان ) ل لفرس واحد فيه
نفع ( لما روى الشافعي وغيره أن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يعط الزبير إل لفرس واحد وكان معه يوم حنين
أفراس عربيا أو غيره كبرذون وهو من أبواه عجميان
وهجين وهو من أبوه عربي وأمه عجمية
ومقرف بضم الميم وسكون القاف وكسر الراء وهو من
أبوه عجمي وأمه عربية فل يعطى لغير فرس كبعير وفيل
وبغل وحمار لنها ل تصلح للحرب صلحية الخيل له بالكر
والفر اللذين يحصل بهما النصرة نعم يرضخ لها ورضخ
الفيل أمثر من رضخ البغل
ورضخ البغل أكثر من رضخ الحمار
ول يعطى لفرس ل نفع فيه كمهزول وكسير وهرم
وفارق الشيخ الهرم بأن الشيخ ينتفع برأيه ودعائه نعم
يرضخ له ) ويرضخ منها ( أي من الخماس الربعة ) لعبد
وصبي ومجنون وامرأة وخنثى حضروا ( القتال وفيهم
نفع وإن لم يأذن السيد والولي والزوج ) ولكافر معصوم (
هو أعم من قوله ولذمي ) حضر بل أجرة وبإذن المام (
للتباع في غير المجنون والخنثى وقياسا فيهما
فإن حضر الكافر بغير إذن المام لم يرضخ لنه متهم
بموالة أهل دينه بل يعزره إن رأى ذلك أو بإذنه بأجرة فله
الجرة فقط
والتصريح بحكم المجنون والخنثى من زيادتي ويرضح أيضا
لعمى وزمن وفاقد أطراف وتاجر ومحترف حضر او لم
يقاتل ) والرضخ دون سهم ( وإن كانوا فرسانا ) يجتهد
لمام في قدرة ( بقدر ما يرى ويفاوت بين أهله بقدر
نفعهم فيرجع المقاتل ومن قتاله أكثر
والفارس على الراجل والمرأة التي تداوي الجرحى
وتسقي العطاش على التي تحفظ الرحال
وإنما كان الرضخ من الخماس الربعة لنه سهم من
الغنيمة مستحق بالحضور إل أنه ناقص فكان من الخماس
الربعة المختصة بالغانمين الذين حضروا الوقعة
____________________
) (2/44
) (2/45
) (2/46
) (2/47
لحصول الظن بها
) وتصديق دائن ( في الغارم ) وسيد ( في المكاتب
) ويعطي فقير ومسكين ( إذا لم يحسنا الكسب بحرفة ول
تجارة
) كفاية عمر غالب فيشتريان به ( أي بما أعطياه ) عقارا
يستغلنه ( بأن يشتري كل منهما به عقارا يستغله
ويستغني به عن الزكاة
وظاهر أن للمام أن يشتري له ذلك كما في الغازي ومن
يحسن الكسب بحرفة يعطي ما يشتري به آلتها أو بتجارة
يعطي ما يشتري به مما يحسن التجارة فيه ما يفي ربحه
بكفايته غالبا فالبقلي يكتفي بخمسة دراهم والباقلني
بعشرة والفاكهي بعشرين والخباز بخمسين والبقال بمائة
والعطار بألف والبزاز بألفين والصيرفي بخمسة آلف
والجوهري بعشرة آلف والبقلى بموحدة من يبيع البقول
والباقلني من يبيع الباقل والبقال بموحدة الفامي بالفاء
وهو من يبيع الحبوب
قيل أو الزيت
قال الزركشي ومن جعله بالنون فقد صحفه فإن ذاك
يسمى النقلي ل النقال ) و ( يعطى ) مكاتب وغارم (
لغير إصلح ذات البين بقرينة ما مر ) ما عجزا عنه ( من
وفاء دينهما ويعطي ابن سبيل ما يوصله مقصده بكسر
الصاد أو ماله إن كان له في طريقه مال فل يعطى مؤنة
إيابه إن لم يقصده وهو ظاهر ول مؤنة إقامته الزائدة على
مدة المسافر
) و ( يعطى ) غاز حاجته ( في غزوه نفقة له وكسوة له
ولعياله وقيمة سلح وقيمة فرس إن كان يقاتل فرسا
) ذهابا وإيابا وإقامة ( وإن طالت لن اسمه ل يزول بذلك
بخلف ابن السبيل ) ويملكه ( فل يسترد منه إل ما فضل
على ما مر
وللمام أن يكترى له السلح والفرس وأن يعيرهما له مما
اشتراه ووقفه فإن له أن يشتريهما من هذا السهم
ويقفهما في سبيل الله ) ويهيأ له مركوب ( غير الذي
يقاتل عليه ) إن لم يطق المشي أو طال سفره ( بخلف
ما لو قصر وهو قوي
) وما يحمل زاده ومتاعه إن لم يعتد مثله حملهما ( بنفسه
بخلف ما لو اعتاد مثله حملهما ويسترد ما هيىء له إذا
رجع كما يشير إليه التعبير بيهيأ ) كابن سبيل ( فإنه يهيأ
له ما مر في الغازي بشرطه
ويسترد منه إذا رجع
والمؤلفة يعطيها المام أو المالك ما يراه والعامل يعطي
أجره مثله فإن زاد سهمه عليها رد الفاضل على بقية
الصناف وإن نقص كمل من مال الزكاة أو من مال
المصالح ) ومن فيه صفتا استحقاق ( للزكاة كفقير غارم
) يأخذ بإحداهما ( ل بالخرى أيضا لن عطف بعض
المستحقين على بعض في الية يقتضي التغاير وتعبيري
بيأخذ أولى من تعبيره بيعطي لن الخيار في ذلك للخذ ل
للمام أو المالك كما جزم به في الروضة وأصلها أما من
فيه صفتا استحقاق الفيء أي وإحداهما الغزو كغاز
هاشمي فيعطى بهما
____________________
) (2/48
) (2/49
) (2/50
) (2/51
) (2/52
) (2/53
) (2/54
يحرم على وليه تمكينه منه كما يحرم عليها أن تتكشف له
لظهوره على العورات بخلف طفل لم يظهر عليها
قال تعالى } أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات
النساء {
والمراد بالكبيرة غير صغيرة ل تشتهى ) وله بل شهوة (
ولو مكاتبا على النص ) نظر سيدته وهما عفيفان ومحرمه
خل ما بين سرة وركبة ( قال تعالى } ول يبدين زينتهن إل
لبعولتهن أو آبائهن { الية
والزينة مفسرة بما عدا ذلك ) كعكسه ( أي ما ذكر في
هذه والتي قبلها فيحرم على المرأة الكبيرة ولو مراهقة
نظر شيء من نحو فحل أجنبي كبير ولو عبدا
قال تعالى } وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن {
ولها بل شهوة أن تنظر من عبدها وهما عفيفان ومن
محرمها خل ما بين سرة وركبة لما عرف
وقولي نحو وبل شهوة مع التقييد بالعفة
وذكر حكم نظر سيده العبد له من زيادتي
وما ذكرته من تحريم نظر الفحل إلى وجه المرأة وكفيها
وعكسه عند أمن الفتة هو ما صححه الصل والذي في
الروضة كأصلها عن أكثر الصحاب حله ) وحل بل شهوة
نظر لصغيرة ( ل تشتهي ) خل فرج ( لنها ليست في
مظنة شهوة
أما الفرج فيحرم نظره وقطع القاضي بحله عمل بالعرف
وعلى الول استثنى ابن القطان الم زمن الرضاع
والتربية للضرورة أما فرج الصغير فيحل النظر إليه ما لم
يميز كما صححه المتولي وجزم به غيره ونقله السبكي
عن الصحاب ) ونظر ممسوح ( وهو ذاهب الذكر والنثيين
بحيث لم يبق له شهوة ) لجنبية وعكسه ( أي ونظر أجنبية
لممسوح ) و ( نظر ) رجل لرجل و ( نظر ) امرأة لمرأة
كنظر لمحرم ( فيحل بل شهوة ما عدا ما بين سرة وركبة
لما عرف ) وحرم نظر كافر لمسلمة ( لقوله تعالى } أو
نسائهن { والكافرة ليست من نساء المؤمنات ولنها ربما
تحكيها للكافر فل تدخل الحمام معها نعم
يجوز أن ترى منها ما يبدو عند المهنة على الشبه في
الروضة كأصلها
لكن الوجه ما صرح به القاضي وغيره أنها معها كالجنبي
كما أوضحته في شرح الروض
وتعبيري بكافرة أعم من تعبيره بذمية وهذا كله في كافرة
غير مملوكة للمسلمة ول محرم لها أما هما فيجوز لهما
النظر إليها كما علم من عموم ما مر
وأما نظر المسلمة للكافر فمقتضى كلمهم جوازه
قال الزركشي وفيه توقف ) و ( حرم ) نظر أمرد جميل (
ول محرمية ول ملك ولو بل شهوة ) أو ( غير جميل
) بشهوة ( بأن ينظر إليه فيلتذ به
وتعبيري بذلك أولى مما عبر به ) ل نظر لحاجة كمعاملة (
ببيع أو غيره ) وشهادة ( تحمل وأداء ) وتعليم ( لما يجب
أو يسن فينظر في المعاملة إلى الوجه فقط وفي
الشهادة إلى ما يحتاج إليه من وجه وغيره وفي إرادة
شراء رقيق ما عدا ما بين السرة والركبة كما مر في محله
هذا كله
إن لم يخف فتنة
وإل فإن لم يتعين ذلك لم ينظر وإل نظر
____________________
) (2/55
) (2/56
) (2/57
) (2/59
) (2/60
) (2/61
) (2/62