Professional Documents
Culture Documents
إعداد
د .خالد بن عبد الكريم اللحم
أستاذ القرآن وعلومه المساعد
جامعة المام محمد بن سعود السلمية
2
صفحة الردمك
3
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة البحث
تنقسم القراءة باعتبار عمل القلب واللسان إلى ثلثة أقسام :
الول :القراءة جهرا ،وتكون بتحريك اللسببان والحلببق والشببفتين ،
وبصوت يسمعه الخرون .
الثاني :القراءة سرا ،وتكون بتحريببك اللسببان والشببفتين بصببوت
يسمعه صاحبه دون غيره ،مثل القراءة في الصلوات السرية.
الثالث :القراءة الصامتة ،وتكون بالقلب وحده .
وتنقسم باعتبار عمل القلب والعين إلى ثلثة أقسام :
الول :القراءة نظرا ،وتكون بالقلب والعين إما قراءة فببي كتبباب أو
نظر إلى شيء .
الثاني :القراءة حفظا ،وتكون بالقلب لكلم تم حفظه سابقا.
الثالث :قراءة التفكير ،وتكون بالقلب وحده دون العين.
وتكون باعتبار القلب والذن قسما واحدا هو :قراءة استماع .
وبتركيب هذه القسام الثلثة تكون أنواع القراءة عشرة كما يلي :
الول :القراءة جهرا نظرا .
الثاني :القراءة جهرا حفظا .
الثالث :القراءة جهرا تفكيرا .
الرابع :القراءة سرا نظرا .
الخامس :القراءة سرا حفظا .
السادس :القراءة سرا تفكير ا.
7
السابع :القراءة الصامتة نظرا.
الثامن :القراءة الصامتة حفظا .
التاسع :القراءة الصامتة تفكيرا.
العاشر :قراءة استماع .
ويمكن تقسيمها بطريقة أخرى إلى أربعة أقسام :
الول :القراءة نظرا ،وتكون جهرا ،أو سرا ،أو صامتة .
الثاني :القراءة حفظا ،وتكون جهرا ،أو سرا ،أو صامتة .
الثالث :قراءة التفكير ،وتكون جهرا ،أو سرا ،أو صامتة .
الرابع :قراءة استماع .
البعض يقصر مصطلح القراءة على قراءة الحروف المكتوبة في الكتببب
والصحف ونحوها ،وهذا قصور شديد في فهم هذا المصطلح وتضمير لببه ،
ويخرج أنواعا كثيرة ومهمة من أنواع القراءة ،بل ويخرج شريحة كبيرة
من القراء ،ويعتبر من كان أميا ل يعرف قراءة الحببروف وكتابتهببا غيببر
قارئ ،وهذا بل شك مفهوم خاطئ بكببل المقبباييس ،ذلببك أن سببيد القببراء
والعلماء هو نبينا محمد صلى ال عليه وسلم ،وكان أميا فكيف يصح مثببل
هذا المفهوم ؟ فالصحيح أن القراءة مفهوم واسع شامل حسب ما ذكرته من
أنواعها ،وهذا المفهوم الواسع للقراءة هو مفهوم القراءة في القرآن والسنة
،مثل قول ال تعالى :ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ العلق ١ :ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮊ العلى ١ :ﮋﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮊ
المزمل ،٨ :هذه الثلثة معناها واحد وهي تعني قببراءة اسببم ال ب تعببالى فببي
أحوال متعددة جاء تفصيلها في القرآن والسنة .
8
المسألة الثالثة :كلم القلب
النسان إما أن يتكلم بقلبه فقط ،وإما أن يتكلم بلسانه وقلبه معببا وإمببا
أن يتكلم لسانه بكلم وقلبه بكلم آخر ،فيوجد كلمان فببي وقببت واحببد ،
ومن النوع الخير النفاق حين يتكلم اللسان بالسلم والقلببب يتكلببم بضببده
كما قال ال تعالى :ﮋ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ الفتح ،١١ :أو العكس في حال المكره على
الكفر ، ،كما في قول ال تعالى :ﮋﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮊ النحل.١٠٦ :
يوجد في القلب ثلثة مصادر للقراءة أو الكلم :
الول :حديث النفس .
الثاني :إلهام الملك .
الثالث :وسوسة الشيطان .
فما يوجد من كلم في القلب إما أن يكون ابتداء من النفس وليس مببن
مصدر خارجي ،أو يكون أصله من الملك ثم النفس تقبلببه وتسببلم لببه ،أو
يكون من الشيطان يلقيه ويمليه ثم النفس ترويه وتحكيببه ،دل علببى هببذا
1
عدد من النصوص ليس هذا مكان بحثها) (.
في بحث خريطة النجاح تم تقسيم خريطة النجاح في الحياة إلببى عببدد
من المسارات والذي يهمنا هنا ونحتاجه هو المسار الصلي الببذي سببمي بب ب
) قلب خريطة النجاح ( ،وبيان هذا المسار كما يلي :
مهارة القراءة بقلب هي الطريق إلى تدبر القرآن ،وتدبر القرآن يزيببد
مهارة القراءة بقلب مع الزمن ،فمن يطبق مفاتح تدبر القرآن فإن قوة قلبه
تزداد يوما بعد يوم ،ويمكنه بإذن ال من القببراءة بقلببب بيسببر وسببهولة ،
فالعلقة بين المرين علقة مزدوجة كل واحد منهما يؤثر على الخر .
13
المبحث الثاني :أهمية القراءة بقلب وفوائدها
القراءة بقلب تعني حياة القلب وصحته وقوته ،ولذا فإن فوائدها تشببمل
جميع جوانب حياة النسان ،وقد نوعت فببي ذكببر فببوائد القببراءة بقلببب ،
وكررت بعض المعاني بألفبباظ مختلفببة ،ذلببك أن النبباس يتفبباوتون فببي
اهتماماتهم ،ويختلفون في التعبير عن المر الواحد فكل منهببم يعبببر عنببه
بمصطلح خاص يختلف عن الخر ،فعبببرت عببن المعنببى الواحببد بعنبباوين
مختلفة لئل تفوت على القارئ بسبب عدم استخدامه لهذا المصطلح أو ذلببك
اللفظ ،لنه لو اقتصر على تعبببير دون آخببر لظببن القببارئ أن الكتبباب لببم
يتعرض لهذه القضية أو تلك المشكلة ،أو أن هذا المعنى لببم يببذكر فيببه ،
فحاولت في هذا المبحث خاصة أن أنوع العبارات وأكببرر المعبباني بألفبباظ
مختلفة .
وما ذكرته من فوائد القراءة بقلب هي أمثلة ونمبباذج للتوضببيح ،وإل
فالقراءة بقلب يتوقف عليها جميع أمور الحياة بل استثناء ذلك أنهببا تعالببج
القلب الذي إذا صلح صلحت جميع أمور الحياة ،وإذا فسد فسدت جميع أمور
الحياة .
قال ال تعالى :ﮋ ﮚﮛ ﮜ ﮝﮞﮟﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤﮥ ﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮊ القصص ، ١٠ :وقال تعالى :
ﮋﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯪ ﯪ ﯪﯪ ﯪ ﯪ ﯪ ﯪ ﮊ الكهف ، ١٤ :وقال تعالى :ﮋ ﯪ ﯪ ﯪ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﮊ
ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮊ فصلت ،وهذا يحتاج إلى تربية وتدريب مكثف حتى يتمكن النسان
من الوصول إلى هذه القمة العالية ،وتدريبات القراءة بقلب بعون ال تعالى
تحقق هذا المر بشكل سهل ومتدرج يصعد معها المتدرب درجة بعد درجة ،
ويرتفع مستوى بعد آخر ،ويترقى مرتبة مرتبة حتى يصل إلى مراتب عليا
في هذا المر المهم من أمور الحياة الذي يضبط للمسلم تعامله اليومي مببع
الخرين بدءا بأهل بيته وقرابته وانتهاء بأبعد النبباس منببه قرابببة أو دينببا ،
فإتقان فن التعامل مع الناس ،ونيل المراتب العالية فببي حسببن الخلببق مببن
ضرورات الحياة ل تستقيم بدونه ،وقبل هذا هو من أكثر ما يدخل النبباس
الجنة كما جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي ال عنه قال ) :سببئل
رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقببوى
ال وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج (
22
) ،(1وهو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة) ، (2ويحقق للنسببان السببلم
والمن النفسي بالسلمة من المشاكل اليومية التي تحدث بين الناس نظببرا
لفقدهم هذه المهارة العظيمة مهارة القراءة بقلب.
من أهم فوائد القراءة بقلب أنها تحقق للمربي الرفببق والحلببم وطيببب
الكلم وطلقة الوجه ،وهذا هو سياج التربية الذي يحميها من الفشل ،وهو
الجسر الذي تعبر من خلله التعليمات والتوجيهات ،وتصل به الكلمات إلببى
قلوب المتربين بدل أن تقف عند آذانهم بسبب العنف وسوء اختيار الكلمببات
التي يتم من خللها التوجيه والتعليم والتدريب .
فحين يمتلك المربي مهارة القراءة بقلب فإنه بعون البب تعببالى يتمتببع
بهذا المكسب الكبير ،ويحقق من خلله نجاحات تربوية متتابعببة ،ويحقببق
أهدافه التربوية والصلحية بانتظام وبمستويات قوية وعالية .
أما من لم يتمكن من تربية نفسه على هذه المهارة فببإنه يفببوته الكببثير
من المكاسب والرباح ،ويتتابع عليه الفشل والخفاق بسبب السببلوب الببذي
يتبعه في إيصال كلماته وتوجيهاته ومشبباريعه التربويببة ،وبسبببب ضببعف
صبره وبصيرته لنه لم يقرأ بقلب وإنما يأخذ المور بعفويبة وسبطحية ل
تتناسب مع متطلبات التربية التي تتطلب عمقا ووعيا وتركيزا عاليببا لكببي
يدرك المربي والمصلح من يخاطب وكيف يخاطبه ومبباذا يقببول لببه ومببا
الجرعة المناسبة لكل موقف .
27
الفائدة :6القراءة بقلب وتنمية الموارد البشرية
حين يتربى الموظف على القراءة بقلب فإنه ينجز ويبدع ويطور عملببه
ويصبح يعادل ثلثة موظفين أو أكثر ممن لم يتدرب عليها.
حين يتربى أفراد أي مجتمع أو دولة على القراءة بقلب فإن شعبها يكون
شعبا منتجا ،شعبا جادا مبدعا ،ويصبح أفرادهبا فبباعلين منتجيبن ،وببذلك
تكون دولة قويببة لهببا هيبتهببا واحترامهببا بببدل أن تكببون عرضببة لطمبباع
الطامعين ،وفي أي لحظة تصبح لقمة سائغة للبدول القويبة المتنفبذة فبي
العالم .
إن تربية المجتمع على القراءة بقلب يجب أن يأخبذ حظبه الوفبر مبن
الوقت والجهد والمال ،ذلك أنه الطريق إلى تحقيق القوة للدولة ،إن القوة
المعنوية النفسية يجب أن نهتم ببنائها قبببل الهتمببام بالتسببليح والتصببنيع
ونحوها ،ذلك أنه متى وجد أفراد جادون منتجون فإنهم تلقائيا يحققون ما
سبق ذكره وباعتماد ذاتي داخلي غير متوقف على جهة خارجية تتحكم فيببه
وتستعمله للضغط على الدولة لتحقيببق مآربهببا ومقاصببدها والتببدخل فببي
شؤونها الداخلية فضل عن مواقفها الخارجية.
الطالب الذي يتقن مهارة القراءة بقلب من خلل رياضاتها وتببدريباتها ،
فإنه يكون قوي الرادة والرغبة ،وبهذا يقوى انتباهه للمعلم حيببن الشببرح ،
ويمكنه الستغراق فببي مببذاكرة دروسببه ،ومببن ثببم يتفببوق فببي دراسببته
ويختصر المسافات والوقات .
28
فإذا كانت التربية على القراءة بقلب من الصببغر فببإن الشبباب يسببتثمر
وقته ،ويستغل فرص النجاح التي تتاح له في الحياة .
النوم هو نوم القلب ،نوم النفس ،نوم الروح وليس نوم الببدن) ،(1وهبذا
يؤكد الصلة القوية بين القراءة بقلب وبين النوم ،ويبين العلقة بين صحة
القلب والنفس وبين النوم الصحيح وتحقيقه لصحة الجسد .
إن القراءة بقلب علج فعال وأكيد للرق الناشئ عن الوساوس المقلقة
.
يبحث الناس كثيرا عن وصفات تجلب لهببم النبوم ,وأن يكبون نبومهم
مريحا يعيد للجسم نشاطه وحيويته بدل أن ينهض الشخص من نومه متعببا
مكدودا يحتاج معه إلى نوم آخر .
إن امتلك مهارة القراءة بقلب يوجد قوة التحكم بببالقلب ،وهببو المببر
اللزم لتحصيل النببوم المريببح وذلببك بقطببع الوسبباوس المزعجببة ،تلببك
الوساوس التي تجعل النائم ليس نائما بل هو فببي سببعي وركببض وصببراع
طول نومه ، ،وأيضا فالقراءة بقلب علج للرق وتأخر النوم.
النجاح في هذا المر ل يتوقع أن يوجد من أول مرة ،أو أول شهر ،بل
ل بد من تكرار التدريب ،وهذا من ثمرات مهارة القببراءة بقلببب الضببافية ،
أما ثمرتها الساسية فهي تحقيق اليمان بال تعالى واليوم الخر مببن خلل
تدبر القرآن والسنة .
يستغرب البعض فقد يقرأ آية الكرسي والمعوذات قبل النوم ول يحصل
له الحفظ من الشيطان كما جاء الوعد بذلك على لسان الصببادق المصببدوق
ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮊ .
هذا الوسواس له مع النفس ثلث حالت :
-1أن تكون النفس أقوى منه فتسيطر عليه .
-2أن تكون النفس أضعف منه فيسيطر عليها .
-3أن تكون النفس مساوية له في القوة فيحصل التصادم بينهما .
وفي الحالة الخيرة يظهر هذا الوسواس في صببورة مببرض وإل فكببل
الناس )المسلمون وغير المسلمين ( حاملون لهذا الوسببواس وهببو مصبباحب
لهم مصاحبة النفاس.
وهذا جواب لسؤال :لماذا يظهر هذا الوسواس في صورة مرضببية فببي
أناس دون آخرين ؟ فهذا الوسواس يتفاوت من شخص لخببر قببوة وضببعفا ،
وألوانه وأشكاله كثيرة جدا ،وكذلك الناس يتفبباوتون فببي قببوة وضببعف
قلوبهم ،وهذا المر يتفاوت من وقت إلى آخر ،وبناء عليه فإن البعض مببن
33
الناس يظهر لديه هذا الوسواس في صورة توصف بأنها مرضية ويعاني منببه
معاناة شديدة بينما آخرون ل يجدون مثل هذه المعاناة.
وهذا ابتلء واختبار من ال لعباده كما فاوت بينهم في الغنى والفقر ،
وفي صحة ومرض الجسد ،وفي الطول والعرض ،وصورة الوجه واللببون ،
وفي الذكاء وقوة الحفظ وغيرها من أمور كببثيرة ،النسببان أمامهببا فببي
امتحان واختبار ،ينظر ال إلى ما يصنع ،وليبشر مببن أصببيبوا بالوسببواس
القهري من المسلمين بشهادة النبي صلى ال عليه وسلم لهم باليمببان حيببن
قال ذاك صببريح اليمببان ،حيببن أخبببره الصببحابة بوجببود الوسببواس فببي
صدورهم وأنببه يلقببي فيهببا كلمبا يتعبباظمون أن ينطقببوا بببه أو يحكببوه
لغيرهم ،لما يتضمنه من الكفر والشرك أو من الفحشاء والمنكر .
وليعلم هؤلء أنهببم فببي جهبباد ،وأن هببذه الببدنيا دار ابتلء وامتحببان
وليست دار إقامة واستقرار وأن ما هم فيه هو اليمان إن صبروا واحتسبببوا
وجاهدوا ،ول يظنوا أن من سلم من هذا البلء هم أحسببن حببال منهببم ،أو
أنهم أعلى منزلة ومكانة بل هذه الدنيا دار ابتلء وامتحان وليست دار إقامة
واستقرار .
الصراع بين النفس والشيطان مسببتمر حببتى تفببارق النفببس الجسببد ،
وحين ابتلنا أرحم الراحمين بهذا البلء لم يتركنا عزل في هذه المعركة
وهذه الحرب بل أنزل إلينا الهدى الذي من اتبعه فبإنه ل يضبل ول يشبقى ،
فعلج هذا الوسواس يكون بالقراءة بقلب التي توجد العلم واليمان ،وتقوي
34
التوحيد في القلب ،فيضعف بذلك الشيطان كما قال ال تعالى :ﮋ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ
ﮮﮯﮰﮊ النحل.
ما من إنسان إل ومعه هذا الوسببواس ،لكببن تختلببف درجبباته وألببوانه
وأساليبه وموضوعاته وطريقته من شخص إلى آخر ،ومصدر هذا الوسواس
هو الشيطان .
الكل حامل لهذا الوسواس حتى الطفال ،ويجب أن ندرج هببذا العتقبباد
في قواعد تربيتهم ،وننتبه له ونحن نوجه سلوكهم ،أي أن الشيطان يمكنه
الوصول إلى قلوبهم وإملء بعض التصرفات والسببلوكيات عليهببم ،فيجببب
تعويذهم ،وتلقينهم التحصينات الشرعية وتربيتهم عليهببا وتفقيههببم هببذه
المسألة بصورة مناسبة ليكونوا على بصيرة من أمرهببم وليعرفببوا عببدوهم
المتربص بهم فل يغفلوا عن مجاهدته وصد عدوانه وكيده.
ل أظن مسلما يقرأ القرآن والسنة ينكر الصراع بين النفس والشببيطان
فالدلة على ثبوت هذا المر كثيرة وصريحة ،لكن يبقى فقه هذا الوسواس
،ومعرفة أنواعه ودرجاته ومراتبببه وأشببكاله وأعراضببه والتفريببق بينهببا ،
والهم من ذلك كله فقه التعامل معه.
يطمح بعض الناس إلى زيادة سرعة قراءته ،ويبحث ويفتش عن حلببول
لتحقيق هذا الطموح .
سرعة القراءة ترتكز على أمر واحد ل ثاني له هو :قوة القلب بأنواعها
الربعة .
35
والمتكلمون في هذا المجال يحاولون تلمببس الطببرق والسبباليب الببتي
تقوي النتباه وتزيد التركيز حين القراءة ليحصل مضاعفة سرعة القببراءة
مع المحافظة على الفهم والستيعاب .
وتدريبات القراءة بقلب هي الطريق الصبحيح والقبوي لتحقيبق أعلبى
معدلت سرعة القراءة ،وكلما ضاعفت التدريب كلما زادت سرعة قراءتك
تلقائيا .
إن من الفوائد المهمة للقراءة بقلب أنها تحقق قوة الجسببم والنشبباط ،
دل على هذا وصية النبي صلى ال عليه وسلم لبنته فاطمة وزوجها علي بن
أبي طالب رضي ال عنهما حين أوصاهما بالتسبيح والتحميد والتكبير عنببد
النوم ثم قال :إن ذلك خير لكما من خادم .
واضح من مفهوم هذه الوصية أن المواظبة علببى هببذه القببراءة تحقببق
النشاط والقوة البدنية ،مما يقوى به المرأة أو الرجببل علببى إنجبباز مهببام
حياتهما واستغنائهما عن الخدم .
وهذا وعد من الصادق المصدوق صلى ال عليه وسببلم ،وهببو ل ينطببق
عن الهوى إن هو إل وحي يوحى ،وتفسير هذا التأثير وهذه العلقة واضببح
ظاهر يدركه كل ذي بصيرة ،ذلك أن القراءة بقلب تحقق القوة النفسية ،
ومن المعلوم أن القببوة البدنيببة فببي معظببم الحببوال تتوقببف علببى القببوة
النفسية ،فكلما قويت النفس قببوي البببدن ،وكلمببا وهنببت النفببس أصببيب
الجسم بالوهن وإن لم يكن به من علة .
36
وواقعنا اليوم يشهد لصحة ما ذكرت من خلل مقارنببة سببريعة بينببه
وبين واقعنا قبل ثلثين سنة أو تزيد حيث كببانت النتاجيببة أعلببى بكببثير
سواء في ذلك الرجل أو المرأة ،حتى إن بعض النساء اليوم إذا نظببرت إلببى
الوراء تتعجب كيف كانت تنجز كل تلك العمال البتي ل تسبتطيع اليبوم
إنجازها إل بمساعدة خادمة أو خادمتين ،وفي مجال الدارة يتعجببب بعببض
الداريين كيف كان كثير من المهام والمسؤوليات ينجزها شخص واحببد
بينما اليوم تحتاج إلى إدارة أو فريق عمل .
إن سر تأثير القراءة بقلب في تحقيق القوة والنجاز ما زال متاحا لمن
أراد أو أرادت الستفادة منه في توفير الوقت والمببال والجهببد ،ومضبباعفة
النتاجية ،وأهم من ذلك وقبله تحقيق الصحة النفسية والبدنية .
كل نشاط يتوقف أو يعتمد على القلب فإنه يتوقببف صببلحه ونجبباحه
على مهارة القراءة بقلب ،وهذا يشمل كل حياة النسان .
فمجالت القراءة بقلب هي كل مجببالت الحيبباة وكببل ألببوان نشبباط
النسان ومن ذلك :الصلة ،وقراءة القرآن ،الحج والعمببرة ،أذكببار الصببباح
والمساء ،أذكار اليوم والليلة ،أذكار النوم ،متابعة المبؤذن ،سبماع الخطبب
والمحاضرات والمواعظ ،قراءة الكتب والمقالت والمواقع والمجلت ،البحث
العلمي ،الدراسة والختبارات ،المقابلت ،الدارة بكافة فروعها ومجالتها.
38
المبحث الرابع :قوة القراءة بقلب
المسألة الولى :قوى القلب الربع
هل قوة القلب تزيد بكثرة التدريب والتمرين ،أو أنها تزيبد بكبثرة مبا
يتم تخزينه من مفردات وألفاظ أو بهما معا ؟ بل شك أن قوة القلببب تقببوم
على المرين:
الول :كثرة وكثافة التدريب والتمرين والرياضة.
الثاني :كثرة وعمق الكلمات المخزونة فببي القلببب وحسببب قببوة هببذا
التخزين وعمقه تكون قوة القلب.
هذان أمران ل بد منهما لزيادة قوة القلب ول يغني أحدهما عن الخر .
قال ابن مسعود رضي ال عنه " :عودوهم الخير فإن الخير عببادة " ) (1ل
تتصور أنك ستغير من عاداتك فجأة ،تببذكر وتأكببد أنببه ل بببد لببك مببن
اكتساب عادات الجد بالتدريج وإل ستظل في الفشل إلى البد.
يكون تدريب الطفال على القراءة بقلب بالتدريج وعلببى مهببل وبرفببق
وبالترغيب والتشجيع وتكرار المحاولة إلى أن يتم النجاح بإذن ال تعالى.
وهكذا سيجد المربي أن أمامه شغل كببثيرا وعمل كبببيرا ومشببروعا
بحاجة إلى تخطيط ومتابعة .
إن قيادة القلب والتحكم في النفس تتحقق بقيادة اللسان ،حقيقة أطلقها
المربى العظم ،وعالم النفس الكبر ،نبينا محمد صلى ال عليببه وسببلم ،
َن عليهببم بهببا مببن طريببق
َمب
ّ إنها حقيقة يعجز عن فقهها البشر لول أن ال
الوحي ،هذه الحقيقة لخصها النبي صلى ال عليه وسببلم بقبوله ) :ل يبزال
لسانك رطبا من ذكر ال( ،فعن عبد ال بن بسر رضي ال عنه أن رجل جاء
إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال يا رسببول ال ب إن شببرائع السببلم قببد
كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال ل يزال لسانك رطبا من ذكر ال
) (1هذه القاعدة العظيمة الضخمة الجليلة أهداها لنببا المصببطفى صببلى ال ب
عليه وسلم مجانا ووصلت إلينا دون كد أو تعب ،إنها قاعدة يتوقببف عليهببا
بناء القلب وصناعة النسان .
وهذا التوجيه من النبي صلى ال عليه وسلم هو المفهوم من قببول البب
تعالى :ﮋﯪ ﯪ ﯪ ﯪ ﯪ ﯪ ﮊ النفال هذه الية لخصت ونصت على منصة النجاح
والفلح في الحياة ،النجاح يكون بهذا الترتيب ،إنه يبدأ وينطلق من قيببادة
القلب بذكر ال ،كثرة ذكر ال تعالى ،تماما كمببا نصببت عليببه اليببة ،
وسبق توضيح هذا المعنى في خريطة النجاح.
ثم بعد ذلك تتبابع مراحبل النجباح فبي الحيباة بعبد تأسبيس القاعبدة
والساس الذي تعتمد عليه وتنطلق منه .
فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا ) ، (3وعن أبي سعيد الخدري رضي البب عنببه ،
عن النبي صلى ال عليه وسلم :قال إذا أصبح ابن آدم فببإن العضبباء كلهببا
إن الحالة في هذه القضية على أمر ظاهر يدركه كل أحد مهما كان ،
وهو خال من الفلسفة والتعقيد والتقعيد إنببه بكببل سببهولة :لسببانك ،نعببم
لسانك لبد أن يكون رطبا بذكر ال إن كنت تريد النجاح في الحياة ،إنببه
ِ
ٌن واضح ومقياس دقيق عميق .ّي
توجيه ب
لقد كانت هذه القاعدة أول ما أطلقت موجهة إلى أعرابي ل يقببرأ ول
يكتب ول يحفظ ،جاء يريد أمرا مختصرا سهل ملخصا فببي تربيببة النفببس
والستقامة على شريعة ال فأهدى إليه النبي صلى ال عليه وسببلم وللنبباس
كلهم هذه القاعدة الواضحة الكبيرة التي يفهمها الطفل الصغير قبل العببالم
الكبير ،والعامي المي قبل العالم اللمعي ،ويستطيعها العاجز الضعيف قبل
الجلد القوي .
هل معقول أن المنطلق في تربية النسان تربية اللسان ،نعم وإن كنت
في شك فجرب .
فيا من تعبت في البحث عن الحق والصراط المستقيم في هذه القضية ،
َلت أناملببك
ويا من أرهقتك كثرة التجارب والنصائح والمشورات ،يا من ك
ّ
من البحث في القنوات والمنتديات ،يا مببن كببثرت عليببك شببرائع السببلم
وعجزت عن الوفاء بها عليك بهذه القاعدة الذهبية ،والنصيحة الذكية إنهبا
إن قراءة القرآن في جوف الليل الخر ل يعدلها أي قراءة ،إنها الوقببود
لصحة القلب وحياته ،فهي المنطلق والساس في كل ما يقال فببي القببراءة
بقلب ،بدونها يصبببح القلببب ضببعيفا ول يمكنببه القيببام بمببا تببم توصببيفه
وتوضيحه في هذا البحث.
إن ترك قراءة القرآن في صلة في جوف الليل هو السبب فيمببا أصبباب
الناس من وهن وضعف وأمراض نفسية وتسلط الشياطين عليهببم وضببعفهم
وانحرافهم وكل مببا يعبباني منببه المجتمببع مببن صببور النقببص والضببعف
والمشاكل ،لماذا ؟ لنهم بهذا أضعفوا قلوبهم وتبعها كل ضعف .
52
إن قناعة الناس وإيمببانهم بأهميبة هببذا العلج ضبعيفة لبذلك يحصبل
التهاون به حتى من بعض طلب العلم والدعاة والصالحين .
إن هذا العلج يستحق مهما أخذ من وقت ومهما كان صعبا مادام الثمن
قوة القلب ،قوة الرادة وشرح الصدر واستثمار أعلى للوقت والحياة .
فل تبخل على نفسك وتذكر هذا جيدا إنه الطريق إلببى قببوة البببدن ،
وقوة الذاكرة ،وقوة الرادة ،وقوة المال ،وقوة العمل ،جميع أنواع القوة
دون استثناء .
تذكر أن هذا سر النجاح في الحياة فلم تكسل ،ولم تتردد وتشكك ولم
تضعف.
القراءة في جوف الليل سر من أسرار الحياة ،سهل ميسببر بعببون ال ب ،
فاستفد منه قبل فوات الوان وحينها ل يمكن الستدارك ول ينفع الندم.
واظب على تنفيذ هذا التدريب المهم وتابع وعقب حتى تصل بببإذن ال ب
وتصعد بعون الباري جل وعل .
جوف الليل الخر من أهم أوقات القببراءة بقلببب لببذلك فببإن الشببيطان
يحرص أشد الحرص على تفويت هببذه الفرصببة كببل ليلببة علببى النسببان
ليتمكن منه وينتصر عليه كما أخبر النبي صلى ال عليه وسلم بذلك حيببن
قال :يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نببام ثلث عقبد يضبرب
على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد )البخاري ومسلم عن أبي هريببرة( ،وقال عببن
)البخبباري ومسببلم عببن ابببن رجل نام حتى أصبح :ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه
مسعود( ،فاحذر أن يبول الشيطان في إذنيك ويسيطر على قلبك بببل احببرص
53
كل الحرص على الستيقاظ قبل الفجر والوضوء والصلة والقبراءة بقلببب
لتحصل بإذن ال على قوة قلبك وتنتصر علببى الشببيطان ول ينتصببر عليببك
ويؤذيك خلل يومك وليلتك ،أنت في معركة فاحذر أن تنسى ذلك وتضببع
سلحك وتترك الجهاد فتهزم وتخسر.
إن من أسوأ العادات التي ابتلي بها مجتمعنا اليوم عادة السهر بعد صلة
العشاء والتأخر في النوم إلى منتصف الليل ومببن ثببم تضببييع أهببم وأثمببن
وأغلى موارد قوة القلب والنفس ،ومع وضوح الدلببة وكثرتهببا فببي هببذه
المسألة وقوتها إل أنك ترى الكثير غير مستعد لتغيير هذه العادة واللببتزام
بالنوم المبكر والستيقاظ المبكر وقراءة القرآن في صلة في جوف الليببل ،
وهذا شيء عجيب تقول له هذا هو العلج ،وهو يعاني من المببرض ويتببألم
ثم ل تمتد يده لخذ العلج ؟.
54
المبحث الخامس :مفاتيح القراءة بقلب
وهذا المر لزم للعبد في كل شأنه ول ينفك عنه طرفة عيببن ،ومببن
ذلك القراءة فهو مفتقر إلى ربه أول أن يشرح صدره للقراءة ،وتوجد لديه
الرغبة والرادة ،وثانيا :أن ييسر له أسباب القراءة ،وثالثا :أن ييسببر لببه
الفهم والذكر ،ورابعا :أن ييسر له النتفاع بما قرأ واستدامة ذلك .
فكل هذه المور إن لم ييسرها ال لعبده لم تتيسر فعليه أن يكون دائما
بين الخوف والرجاء دون الميل لي من الطرفين فل يأس ول أمن بل سبويا
على صراط مستقيم ،يسير بقلب ملؤه الرجاء وعظيببم المببل بببال تعببالى
55
مهما كانت الحوال ،وبقلب ملؤه الخوف والحذر من القواطع والصببوارف
مهما كان التيسير والمان.
أي الستعاذة بال تعالى من الشيطان الرجيم ،ودليل هذا المفتبباح قببول
ال تعالى ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮊ النحل ،فأعظم عمل يشتد فيه الشيطان على العبد
ٍة متى كانت باسم ال ولتحقيق العلم بال تعالى ،فهو
ُي قراء
هو القراءة ،أ
ّ
يجلب بخيله ورجله حين يرى إنسانا يهم بمثل هببذه القببراءة ،ثببم يحبباول
مقاطعته وإشغاله حين يقرأ ،ثم يحاول نسيانه لما قرأ وصرفه عن النتفاع
به في الحياة .
ول سبيل إلى الخلص من شببره وكيببده إل بالسببتعاذة بببال القببوي
القدير في أن يصرف كيده وشره .
عليك أن تتذكر هذا المعنى جيدا حين القراءة وكلمببا أحسسببت بمببن
يصرفك عن قراءتك فاعلم أنه الشيطان فاستعذ بال منه ،ولو تكرر المر .
وقد ورد المر أيضا مع الستعاذة بالنفث يسارا وأن يكببون ذلببك ثلثببا
ومتى كانت هذه الستعاذة بقلب فإن كيد الشيطان يببزول ويصببفو القلببب
تماما .
ورد عدد من النصوص تبين العلقة بين قوة النفس وبين الوضوء ،مببن
ْن ذكر البب
َم
َين فيه النبي صلى ال عليه وسلم أن
َقد الذي ب
ّ ُع
ذلك حديث ال
56
تعالى وتوضأ وصلى فإنه يصبح نشببيطا طيببب النفببس ،فالوضببوء يحفببظ
ويحمي النفس من الشياطين ،فكثير من الببوهن والخمببول والكسببل سببببه
الشيطان ،والوضوء يحفببظ النفببس مببن الرواح الخبيثببة فيحصببل بببذلك
النشاط والقوة البدنية والنفسية فيكون هذا عونا على القراءة بقلب .
ِبببي
ْن أ
َ َعب
ومن ذلك الستنثار في الوضوء فقد ثبت في صببحيح مسببلم
ْم
ك
ُ ُد
َح
َظ أ
َ َقْي
َت
ْس ِإ
َذا اَل
َقا َل
َمَّسَوِهْي
َلَعُهَل
َلى ال
ّ َّص َي
ّ ِب
َن
َّن ال
َة رضي ال عنه أ
ّ
َ َر
ْي
َر
ُه
ِشي
ِمه. َيا
خََلى
َع ُتِبي
َيَن َطا
ْيَشَن ال
ّ ّ ٍت ف
ِإ
َ َراَّم َثَلَث ِث
ْرْن
َت
ْس
َيِه ف
ْل
َ ِم
َنا
َم ِم
ْن
والوضوء مع الذكر سبب لجابة الدعاء وتحقيق المطالب فقببد أخببرج
ِ
ُ
ُ ِهْي
َل
َعَلى الَص
ّ ّيِبَن
ْن ال
ّ َع ُهْن
َع ِض
َي ال ٍل
َرَجب
َ ِن
ْبِذَعاُمْنَعأبو داود والنسائي
َل ب
َه ُّل ال
ْس بأ
َ ِل ف
َي
َ َل
ْيْن ال
ّ ِم ُر
َعا
ّ َتَيَ ِه
ًرا فَطاٍر
كِذ
ْ َلى
َع ُتِبيَيٍمِل
ْس
ُم ِم
ْن َماَلَقا
َمَل
َس
َّو
ُه ِإ
َيا
ُّه
َطا
ْع
َ ِّة
ِإ
َل أ ِخ
َرْل
َوا
َياُد
ْن ِم
ْن ال
ّ ًرا
ْي
خ
َ
ومشروعية الوضوء عند تكرار الجماع دليل على أن الوضوء يزيد من
قوة النفس والبدن .
وأيضا وضوء النبي صلى ال عليه وسلم حين يريد النببوم بعببد الجمبباع
دليل على أهميته للمسلم حتى وإن كان جنبا فهببو يعينببه علببى ذكببر الب
ويقوي قلبه على الطاعة .
ولو لم يكن في الوضوء فضببيلة إل حببديث عمببرو بببن عبسببة السببلمي
وحديث بلل لكان كافيا في تحفيببز المببؤمن علببى دوام الوضببوء وصببلة
ركعتين بعده.
57
ثانيا :السواك •
إن الذي يتأمل في هدي النبي صلى ال عليه وسلم في السواك يرى شدة
حرصه عليه الصلة والسلم على هذا المر ،ولعله يتساءل :لماذا كببل هببذا
الحرص ؟
والجواب عن هذا السؤال :أن الفم واللسان هو موضع ذكر ال ،موضببع
قراءة اسم ال تعالى وقراءة كلمه ،فل بد أن يكون طاهرا نظيفببا ،وذلببك
تعظيما لكلم ال تعالى ،وتكريما وتقديسا لسمه عز وجل ،ومن أجببل ذلببك
كان السواك :مرضاة للرب جل جلله.
فالسواك إذا من المفاتيح المهمة لقراءة اسببم الب تعببالى ،فكلمببا كببان
المحل نظيفا طاهرا كلما كانت القراءة أعلى وأكمل.
ومن ذلك النهي عن الصلة حاقنا أو حاقبا أو بحضرة طعببام يشببتهيه أو
يغالبه النوم ،ويقاس عليها ما كان فببي معناهببا ،مثببل انتظببار مكالمببة أو
انتظار قدوم شخص ،أو وجوده في مكان فيه تشويش .
وطلب التخلص من مثل هذه المور لتحصيل الكمال فببي القببراءة ،ول
يمنع حصولها ،بل قد تقرأ في مثببل هببذه الحببوال مببع النتببباه أن درجببة
التركيز ناقصة بسبب انشغال القلب بأمر آخر .
ول يفهم من النهي عن القراءة في مثل هذه الحوال تعطيل القببراءة أو
تضييق أوقاتها المناسبة لها ،وإنما يعني الحث على إزالة هذه العوارض قدر
الستطاعة وتهيئة النفس والقلب للقراءة.
تم بيان مقاصد القراءة بقلب في المفتاح الثاني من مفاتيح التدبر ضمن
كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ،وكتاب مفاتح تببدبر السببنة
والقوة في الحياة ،وقبد تضبمنت تبدريبات القبراءة بقلبب التبذكير بهبذه
المقاصد والتأكيد عليها وتحويلها إلى التطبيق والتنفيذ .
62
المبحث السابع :تدريبات القراءة بقلب
تمهيد
-8ما على الرض مسلم يدعو ال بدعوة إل آتاه ال تعالى إياهببا أو صببرف
عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا
)الترمذي عن عباده وقال حسن صحيح ( نكثر قال ال أكثر
-9إن ال حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهمببا صببفرا
)الترمذي عن سلمان وحسنه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين( خائبتين
-10من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومببن نزلببت بببه فاقببة
)الترمببذي عببن ابببن مسببعود وقببال حسببن فأنزلها بال فيوشك ال له برزق عاجل أو آجل
صحيح (
65
نظام التدريب
)البخاري ومسلم عن -1يستجاب لحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي
أبي هريرة(
-1إن ال وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما.
ُْشرا
ً َع
َهاِه
ِبْي
َلَلى ال
َع َص
ًّة ،
َصل
َي
َل
ّ َلى
َع َص
ّْن
َم
-2
)مسلم عن عبدال بن عمرو(
)الترمذي وقال حديث حسن صحيح ( -4إذا تكفى همك ويغفر ذنبك
-1تذكر فضائل الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم باستمرار .
-2الصلة على النبي صلى ال عليببه وسببلم عنببد كبل دخبول للمسببجد أو
خروج منه .
67
-3الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم بعد كل أذان.
-4الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم في كل صباح ومساء .
-5في كل فرصة يتم تحديد عدد معين من المرات أو الدقائق للصلة علبى
النبي صلى ال عليه وسلم ،ثم تنفيذ هذا التحديد مع تطبيق مفاتيح القراءة
بقلب كاملة .
)البخاري ومسببلم عببن أبببي -20وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي
هريرة(
-1حين كثرة القراءة واتصالها يجتمع الريق فببي الفببم فيحصببل ترطيببب
اللسان بذكر ال .
-2اعلم أن ريقا مزاجه ذكر ال ،خلط باسم ال ،امتزج بببذكر ال ب لهببو
أعظم دواء وأعظم شفاء للنفس والقلب والبدن.
70
-3سبحان ال وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلمبباته :
انظر إلى عظيم الثواب بقراءتك هذه الكلمات.
-4ﮋ ﮕﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚﮛﮊ آل عمران١٩١ :هؤلء هم أولو اللباب فإن أردت أن تكون
منهم فأكثر من ذكر ال .
-5ﮋﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷﮊ الجمعة وعد من ال وهو سبحانه ل يخلف الميعاد .
-6هذا التدريب مهمته تكوين عادة القراءة المستمرة لسم ال دون توقف .
-7هذا التدريب يقوم على شغل القلببب بببذكر الب تعببالى بببدل أن يشببغله
الشيطان بالهواجيس فتضيع عليك دقائق حياتك.
-8ما خلق القلب واللسان إل لذكر ال ،لقراءة اسم ال فهذا عملببه وتلببك
وظيفته في هذه الدنيا .
-9هذا التدريب يساعد جدا على تحقيق مهارة قيادة القلب والسببتفادة منهببا
في تعميق القراءة بقلب ،ذلك لنه يشبمل الرببع وعشببرين سبباعة كاملببة
فليس له وقت محدد ،فهو يستثمر كل ثانية في الحياة يمكن استغللها في
التدريب والتربية والتعويد والتعليم ،وهو أكبر تمرين لتقوية الذاكرة.
-10عند تربية النفس على مثل هذا التدريب فإنه بعون البب تعببالى يحقببق
مستويات أعلى في ضبط النفس ومن ثم الستفادة من ذلك في كل مجالت
الحياة وأولها التربية.
-11هذا التدريب هو حراسة القلب على مدار الثانية ،أما ترك القلب فوضى
مفتوحا دون حراسة بحيث تدخل الخواطر والفكار دون نظام فهذا غلط .
71
-12قد يقول بعضهم هذا التدريب صعب ،فيقال له :ما يترتب من الضببرر
والخسارة على تركه أصعب ،وما يحصل مببن الفببوائد والمنببافع والمتعببة
يهون العمل به .
-13هذا التدريب سهل إنه فقط حركة لسان ليس فيها تعب ،وهي ل تمنببع
أداء أي أمر تريده فيه مصلحة ،إنما يكون بعد إذن الحارس ،حارس القلب ،
ودوام الذكر ل يعني أبدا تعطيل المصالح وإهمالها ،إنما يعنببي أول شببغل
القلب بما خلق له وهو ذكر ال ،قراءة اسم ال ،ثم منع الشيطان أن يدخل
إلى القلب ويعيث فيه فسادا .
-14الهواجيس هي الوسواس الخناس ،وهي تكون من الشيطان ،ومن الناس
)كتب ،جرائد ،مجلت ،قنوات ،منتديات ،مجالس ،مكالمات الببخ ( ،فكببل
كلم يدخل إلى قلبك من الخارج أو من الداخل فبإنه يزاحبم مبا فيبه مبن
ذكر ،فإذا كان مخزون القلب اللغوي ضعيفا فإنه يزيببده ضببعفا ،ولجببل
ذلك كان من أهم صفات المؤمنين أنهم عن اللغببو معرضببون لنببه يضببعف
القراءة بقلب .
-15هذا التدريب أعلى استثمار للوقت ،وأقوى مستوى فببي إدارة الدقيقبة ،
يحفظ دقائق حياتك من الضياع.
-16إن اللسان الذي يختلط باسم ال يكون لسانا شريفا عظيما بعظمبة مبن
يذكره ،وبقدر ما يتحرك اللسان ويختلط باسم ال تكون قيمته وعظمته.
72
-17تدريب ل يزال لسانك رطبا يساعد جدا على التحكببم بالكلمببات فيمكببن
اختيار الكلمات الطيبة اليجابية ومنع الكلمات السلبية الببتي تببدمر وتهلببك
وتسبب الخسائر والمشاكل .
-18ذكر ال هو صاحب الحق في دخول القلببب وسببكناه ،أمببا الهببواجيس
وهي الفكار التي ل فائدة فيها ،أو في غير وقتها فيجب منعها وعدم السماح
لها بالدخول مطلقا لنها تضييع للوقت والحياة.
-19ل تنس أنك حين تقوم بهذا التببدريب أنببك تقببوي قلبببك وترفببع مببن
فأكثر خاصة إذا كللان بتطللبيق مفتللاح الللتركيز مستوى لياقته والقدرة على قيادته
منه قدر استطاعتك.
-20التحديد العام والقرار والهدف هو :ل يزال لسانك رطبا من ذكر البب
أي دوام تحريك اللسان بقراءة اسم ال وعدم توقفه إل لمصببحلة ثببم يعببود
بعد انقضائها فورا ،وعليه فيمنع أي تفكير ) خواطر /هواجيس ( دون موعد
مسبق وأن تلزم نفسك بأل تفكبر فببي أي أمببر إل باسبتخدام ورقبة وقلبم،
يستثنى من ذلك صيد الخواطر.
-21تذكر أن كل ثانية يتوقف فيها اللسان عببن ذكببر ال ب أنهببا خسببارة
وضياع للوقت والحياة فاجتهد في كسب الثببواني قبببل الببدقائق واقتنبباص
فرص البناء والتزكية .
-22تذكر أنك في كل ثانية إما منتصر أو مهببزوم ،إن كنببت ل تقببرأ أو
تقرأ وتوسوس وتهوجس؛ أي تفكر بغير ما تقرأ فأنت مهببزوم ضببائع ،وإن
73
كنت تقرأ منتبها متيقظا فأنت والحمد ل وحده منتصببر تزيببد مببن قببوة
قلبك في كل ثانية تمر عليك وأنت على هذه الحال .
-1تذكر وأنت تقرأ الفاتحة أن ال يجيبك عند قراءة كل آية مببن آياتهببا
وأنه يعطيك ما سألت وما طلبت من العلم والعمل وقد وعد سبحانه وتعببالى
بذلك وهو ل يخلف الميعاد.
-2أن تكرر آيات الفاتحة لتتمكن من فقه معانيها .
-3التدريب على مفتاح الربط ) المعاني ( لكلمات الفاتحة .
-4إعادة قراءة الفاتحة حين يحصل الخلل بمفاتيح القراءة بقلببب الثلثببة
) الربط ،التكرار ،التركيز (
-5تذكر أن الشيطان يحاول أن يصدك عن قراءة الفاتحببة بقلببب فاسببتعن
بال على جهاده .
شرح التدريب :
-1ل يصح أن تسرع في قراءة الفاتحة بل يجب أن تقطع القراءة آية آية بل
جملة جملة وأن تكون القراءة مدا لتمنح الفرصة والوقت لتذكر معانيهببا ،
والتأمل في كلماتها.
-2قد فرض علينا قراءة الفاتحة وأن نكررها كل يوم سبببع عشببرة مببرة ،
وندبنا إلى الزيادة من ذلك ما استطعنا .فل بد أن نتفقه في معبباني كلمببات
الفاتحة كتابة وحفظا وأن نقوم بربط هذه المعاني بألفاظ الفاتحة بحيببث
76
ترد على القلب كلما تمت قراءتها فتكون كلمات الفاتحة كبيرة وعظيمة
ومؤثرة جدا في تحقيق حياة القلب .
-3قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) :فإذا تأمل العبد هذا وعلم أنها نصفان
نصف ل ونصف دعاء يدعو به لنفسه ،وتأمل أن الذي علمه هذا الدعاء هببو
ال تبارك وتعالى ،وأمره أن يدعوا به ويكرره في كل ركعة وأنه سبحانه
من فضله وكرمه ضمن إجابة هذا الدعاء إذا دعاه بببإخلص وحضببور قلببب
تبين ماذا أضاع كثير من الناس(اهل .
لتكون قراءة الفاتحة بقلب يحسن حفظ هذه المعبباني وربطهببا بألفبباظ
الفاتحة ،بحيث يحصل تذكرها كلما حصلت القراءة ،وليكن الحفظ تربويا،
بمعنى أن يكون بتدريج وعلى مهل ،ففي كل يوم أو كل أسبوع تضيف إلى
رصيدك عددا من المعاني ،بعد أن تكون حفظت ما سبق ورسخ حفظه.
-2الرحمن الرحيم
-1أشهد أن ال هو الرحمن ،وهو الرحيم.
َي عبدي .
-2أثنى عل
ّ
ﯪ ﮊ فاطر ﯪ -3ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯪﯪ ﯪ ﯪ
أي ترك التدبير ل وحده واقتصر على فعل السبب مع اعتقاده بوجوب فعببل
السبب وتأثير السباب لكن القلب يطمئن إلى تدبير ال ورحمته.
-12اللهم إنا عبيدك فأعنا ل مولى ول نصير لنا سواك.
-13ﮋﮃﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈﮉ ﮊﮋﮊ القصص.
-14إياك نستعين هي التوكل ،هبي ل حببول ول قببوة إل بببال عنبد كبل
مطلوب ،كما قال صلى ال عليه وسلم لو أنكم تتوكلببون علببى ال ب حببق
توكله لرزقكم كما يرزق الطير )الترمذي وصححه عن أبي هريرة(.
81
-5إهدنا الصراط المستقيم
-1هذا لعبدي ،ولعبدي ما سأل .
-2أي دلنا وأرشدنا ويسر لنا الصواب في كل تصرف وكل كلمة نقولها.
-3من يهده ال إلى الصراط المستقيم فل يضل ول يشقى بل يهتدي ويسعد
وينجح في أموره كلها ،يوفق في قراراتببه وتصببرفاته اليوميببة مببع أهلببه
والناس وتدبير أمور حياته.
-4إن من أعظم أساليب الشيطان في الصد عن الصراط المستقيم أن ينسيك
العلم النافع ومن أهمه العلم بما تضمنته الفاتحة من معان عظيمة وينسببيك
العمل بها بحيث ل تتذكر ما ورد في فضلها وخاصة في الصلة عندما تقوم
لمناجاة ال تعالى .
-5قد افلح من زكاها ،وكيف أزكي نفسي وأسمو بها في مراتب الصلح ،
وكيف أثبت على الهداية بعد أن من ال علي بها ؟ تحقيق ذلك كلببه يكببون
بهذه السورة العظيمة أعظم سورة في القرآن ،إنه دوام وشدة التضرع إلببى
ال تعالى أن يحقق ذلك .
-6الهداية إلى الصراط المستقيم ليست على درجة واحدة أو مرتبة واحببدة
فمن يدعو ال تعالى يوميا بهذا الدعاء العظيببم ويسببأله أن يحقببق لببه هببذا
الهدف الكبير فإنه بإذن ال تعالى يترقى كل يوم مسببتوى ومرتبببة ويعلببو
يوما بعد يوم ،وكل يوم يحصل على هداية تزيده درجة في الصديقية .
-7يقول ابن القيم " :لما كان سؤال الهداية إلى الصراط المسببتقيم أجببل
المطالب ،ونيله أشرف المواهب علم ال عباده كيفيببة سببؤاله فببأمرهم أن
يقدموا بين يببديه حمببده والثنبباء عليببه وتمجيببده ،ثببم ذكببر عبببوديتهم
82
وتوحيدهم ،فهاتان وسيلتان إلببى مطلبهببم توسببل إليببه بأسببمائه وصببفاته
وتوسل إليه بعبوديته وهاتان الوسيلتان ل يكاد يرد معهما الدعاء"اهب
-8الهداية إلى الصراط المستقيم هي الهداية إلببى القببرآن ،والهدايببة إليببه
تكون بكثرة قراءته في صلة وهذا هو صراط الذين أنعم ال عليهم فأحبوا
القرآن فتنعموا بمناجاة ال به في الليل والنهار .
-9دعاء اللهم إني عبدك تفسير للفاتحة .
-10تذكر قول ال تعلى في الحديث القدسي ) " :يا عبادي كلكم ضببال إل
من هديته فاستهدوني أهدكم( ) مسلم عن أبي ذر ( فأنت تسأل ال تعالى أن يجمع
لك بين العلم النافع والعمببل الصببالح الببذي تنجببوا بببه مببن جميببع أنببواع
النحراف .
-11لكي تمر على الصراط يوم القيامة ول تزل عنببه فعليببك بإدامببة دعبباء
الفاتحة مع حضور القلب وخوف وتضرع.
-12ﮋﭧﭨﭩﭪﮊ الفاتحة فيها طلب المتابعة للنبي صلى ال عليه وسلم.
-13إهدنا الصراط المسببتقيم يتضببمن معرفببة الحبق وتطبببيقه ،أي العلببم
الصحيح ،وصواب العمل ،أي معرفة الحق وحبه ومعرفة الشر وكرهه .
-14إهدنا الصراط المستقيم = زدنا هدى = زدنا علما = زدنا ذكرا = زدنا
حفظا .
-15إهدنا الصراط= يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
83
-16ينبغي أن نعلم أن القلب يتقلب في كل لحظة وأن ما فيه مببن اليمببان
يزيد وينقص يرتفع وينخفض فقد يصل نقص الهداية فببي أي لحظببة إلببى
النحراف وقد يصل به زيادة الهدى إلى أن يصل إلى مرتبة الصديقية.
-آمين
-اللهم استجب دعاءنا ،وحقق رجاءنا ،وأسعفنا بمطلوبنا.
84
تدريب :5قراءة القرآن في الصلة هدفي في الحياة
الفاتحة -3ﮋ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﮊ
المزمل -4ﮋ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﮊ
القمر ﮣﮤﮥﮊ -5ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ
-6ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ السراء
) الترمذي وصححه عن ابن مسعود( -34من قرأ حرفا من كتاب ال فله به حسنة
-35ثلث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلته خير له من ثلث خلفات عظببام
سمان )مسلم عن أبي هريرة(.
86
)مسلم عن عمر ابن الخطاب( -36إن ال يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين
)النسائي عن أنس( -37وجعلت قرة عيني في الصلة
)ثابت البناني( -38كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة
هذا هو مفتاح القدرة،وهو مفتاح يسر أحد مفاتيببح النجبباز وهببو المزمل٢٠ :
-8مما يسبب النتكاس في هذا التدريب نسيان مفاتيح القراءة بقلب ومنها :
التركيز )المنع( ،الربط )المعبباني( ،والتكرار ،وسبب ذلببك السببتعجال واتخبباذ
قرارات خاطئة بسبب نسيان قواعد هذا النظام.
-9الصل أن الحياة كلها صلة ،فقد فرضت خمسين صلة ثم خففببت إلببى
الشرح خمس صلوات ،ﮋﯡﯢﯣﯤﮊ
-17كل ما تريد بيد ال وحده ل شريك له؛ وقراءة القرآن فببي الصببلة
أعظم استكانة وذل بين يدي ال تعالى ،ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﮊ المؤمنون ) فزع إلى
الصلة (.
-18ما من إنسان يتدبر القببرآن إل اهتببدى للحببق ولببو كببان يهوديببا أو
نصرانيا أو رافضيا ،لكنهم ل يتدبرون.
-19الشفاء وحياة القلب بأمرين :الول :القببراءة ،الثبباني :بقلببب ،الول
يحققه مفاتيح النجاز ،والثاني يحققه مفاتيح التدبر ،فكببثرة القببراءة بل
قلب ل حياة بل موت محقق ،وكلما كببانت القببراءة بقلببب أكببثر كببانت
الحياة أكبر ،وإن من أهم مفاتيح القلببب القببدرة فببأي كببثرة زائدة عببن
القدرة فهي بل قلب .
-20ومما يعيق تطبيق مفتبباح القببدرة المقارنببة بببالخرين ،والمقارنببة
بالنماذج العالية من السببلف ،والمقارنببة بأيامببك أو أحوالببك الببتي سبببقت
والصرار على تحقيق ما سبق دون مراعاة القدرة .
إلى أن تصلوا إلى ﮋ ﭔﭕﭖ ﭗﭘﮊ المزمل ،الول ناسخ المزمل٢٠ : -21ﮋ ﭮ ﭯﭰﭱﭲﮊ
والثاني منسوخ ،ول يصح تقديم المنسبوخ علبى الناسبخ ،المنسبوخ لبيبان
القمة ،والناسخ لبيان الطريق إليها .
-22ﮋ ﯿﯪﯪﯪ ﯪﯪ ﯪﯪﯪﰈﮊ العلى هذه خريطة النجاح .
92
-23بعون ال تعالى ل يمكن أن يوجد سهو مع تكرار وربط أبدا.
-24قلة أو عدم قراءة القرآن في الصلة أكبر أسباب هجره .
-25استفد من هذا التببدريب قبببل أن تضببيع سببنوات عمببرك فببي تجببارب
ومحاولت.
-26العلج في أمرين :إنه التكرار مع الربببط ،إنببه النبباة والنتببباه ،إنببه
الحفظ التربوي ،وهذا النظام يضبط هذا الكلم ويفصل طريقة التطبيق .
-27تكرار الحزب الكلي كل سبعة أيام من أجل حفظ العلم بببال ،لنببه ل
طريق لحفظ المعاني غير تقارب القراءة وتكرارها.
-28الطريق إلى التربية هو قراءة القرآن في الصببلة لنببه يحقببق الببذكر
والحفظ بقوة ،يحقق الحلم والناة ،يربي على النظام والتنظيم .
)البخاري عن البراء( -1فإن مت فأنت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا
)البخاري عن أبي هريرة( -2ل يزال عليك من ال حافظ
)البخاري ومسلم عن علي( -3خير لكما من خادم
94
-4ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل ال خيرا من
)أبو داود والنسائي عن معاذ( الدنيا والخرة إل أعطاه إياه
-5حسن الخاتمة.
)علبببي -6ما ظننت أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ اليتين من آخر سورة البقرة
بن أبي طالب(
-1لحظات ما قبل النوم من أخطر الوقات في الحياة ،ما قبل النببوم يشبببه
الوفاة.
-2من تعود على القراءة بقلب في هببذا الببوقت يرجببى لببه حسببن الخاتمببة
والثبات عند الممات.
-3من يقرأ بقلب ما ورد كل ليلة فإنه ينام نقيا طاهرا ،وينام نوما كامل
يعيد للجسم نشاطه وحيوته.
-4لذلك كانت القراءة في مثل هذا الوقت سببا للقوة والنشبباط النفسببي
والبدني .
-5النوم من المور المهمة والخطيببرة فببي الحيبباة ،ويجببب أن يعطببى مببا
يستحقه من الهمية ،ول يصح أبدا إهمال النوم والتفريط فيه ،بل ل بد مببن
العلم بأحكامه وأسراره وآدابه ،وأن نعلم أنه فن يجب إتقانه ،وتطبيقه علببى
أصوله الصحيحة ،ونعلم أنه مهارة مهمة يجب تعلم أصولها ،والتدريب علببى
تلك الصول حتى التقان ،النوم يستغرق ثلث حياتنا على القل؛ أل يسببتحق
هذا الثلث من حياتنا بذل الجهببد لتقببانه واسببتثماره ،ثببم لنعلببم أن إتقببان
وإحكام هذا الثلث مفيد جدا للنتفاع بالثلثين الخرين ،وإل ضاع الجميع.
96
تدريب ) :8ركعتان ل يحدث فيهما نفسه(
-1فإن هو قام فصلى فحمد ال وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ
)مسلم عن عمرو بن عبسة( قلبه ل إل انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه
-2من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين ل يحدث فيهمببا نفسببه إل
)البخاري ومسلم عن عثمان ( غفر له ما تقدم من ذنبه
-3ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضببوء ثببم يصببلي ركعببتين يقبببل بقلبببه
) مسلم عن عقبة بن عامر ( ووجهه عليها إل وجبت له الجنة
-1هذا التدريب ليس بالمر السهل كما أنه ليس صعبا ،إنما هو يعتمد على
الرياضة والتدريب والمجاهدة .
-2هذا التدريب سهل بإذن ال لمن استعان بال تعالى وأخذ بالسباب ،وهببي
مفاتيح القراءة بقلب ،كما أنه صعب بل عسير ومستحيل لمن فرط وأهمل
ثم يتمنى على ال الماني.
-3هذا التدريب ليس خاصا بالقوياء أو بالنخبة ،ول يحتاج إلببى متطلبببات
معينة ،إنما يحتاج إلى شيء واحد هو رغبة صادقة فببي التغييببر للفضببل ،
والنتقال للعلى ،ثم بعد هذا مهما كان مستوى الشخص ،ومهمببا كببانت
مداركه فإنه بإذن ال يمكنه استيعاب ما ذكر وتطبيقه ،نعم يتفاوت الناس
في سرعة استفادتهم مما ذكر ،وسرعة ظهبور النتبائج ،وهبذا فضبل الب
يؤتيه من يشاء .
-4هذا التدريب يصل بالمسلم أن يفوز بما وعد به النبببي صببلى ال ب عليببه
وسلم أمته من المغفرة ووجوب الجنة ،أي أنببه يحقببق النجبباح فببي الببدنيا
والخرة.
-5هذا التدريب يحقق أمنية كببل مسببلم وهببي أن يصببلي صببلة خاشببعة ،
ويتخلص من الفشل في هذا المر فيستثمر حياته ويربح صببلته ،بببدل أن
تمضي اليام وهو يتمنى على ال الماني .
98
-6استغل كل فرصة ممكنة لتطبيق هذا التدريب .
-2إذا بدأت بالقراءة فيجب تطبيق مفتاح التركيز أي منع الكلم أو النظببر
أو التفكير في غير ما تقرأ حتى ينتهي المحدد ) تحريمها التكبير وتحليلها التسليم( .
-3إذا حصل أي سهو أو نسيان قبل نهاية الوقت المحدد يبدأ حسبباب الببوقت
من جديد إلى أن تصل إلى النهاية المحددة بنجاح .
-4يجب التمهل والترتيببل حيببن القببراءة وعببدم السببرعة بحجببة مقاومببة
الهواجيس .
-5أهمية تطبيق مفتاح الجهر ومفتاح التكرار.
99
-6في البداية يكون عدد الدقائق المحددة قليلة.
-7ثم تكرر التدريب مرة بعد مرة حتى ينتهي الوقت المخصببص للتببدريب
والقراءة.
-1ل يصح أبدا أن تسمح لنفسك بقراءة القرآن بأي كيفيببة وأي وقببت
بل يجب أن تتعود على قراءة القرآن وفق نظام قوي يتببم فيببه تطبببيق تببام
لمفاتيح القراءة بقلب .
-2قد يعتبر البعض أن تطبيق مفاتيح القراءة بقلب على قراءة القببرآن
فيه تضييق وتقييد وتقليل لفرص قراءة القرآن ،فنقول :نعم ربما حصل ما
ذكر ،لكن ما يقابل هذا من الفوائد والمكاسب في تحقيق الجودة ،ثببم فببي
اكتساب مهارة القراءة بقلب يفوق أضعافا مضاعفة ما فات مببن زيببادة فببي
كمية القراءة ،فيجب أن نركز علببى الفقببه والتببدبر ،وأن نركببز علببى
اكتساب عادات النجاح ومهارات البناء ،وأن نتخلص من الفوضى والتضببييع
مهما كانت المبررات.
-1حين يعبر النسان عما في نفسه بطريقة كتابية ومنظمة فإنه يزيح
عن صدره ثقل المشكلة ويستطيع بإذن ال تعالى أن يبصر ويرى ،وأن يفكر
بوضوح ،وأن يعرف أبعاد القضية أو المشكلة التي يفكر فيها فيركز علببى
قلب القضية ،ويتوصل بفضل ال ومنته إلى الحلول الصحيحة السديدة التي
تسهم في حل المشكلة إن شاء ال ذلك وقدره ،أو التعببايش معهببا بطريقببة
إيجابية تحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
-2مثل هذا المستوى من التفكير مهارة تحتبباج إلببى تببدريب وتمريببن
مستمر حتى يتم اكتسابها ثم ترقيتها وتقويتها بحيث يسببتفيد منهببا وقببت
الحاجة إليها.
-1أن تكون القراءة تحت ضغط الوقت ،أي تحديد عدد من الدقائق لقببراءة
عدد من الصفحات بسرعة معينة.
-2تحديد بداية الوقت ونهايته.
-3معرفة كم بقي من دقيقة على النهاية.
-4حين القراءة يجب ربط العين بالقلب مبن خلل مسببك القلببم وتمريببره
على ما يتم قراءته.
-5يمكن التحكم بسرعة تمرير القلم حسب قوة القلب وقدرته على المتابعة
.
-6يجب أن تزيد هذه السرعة مع التقببدم فببي التببدريب ،وبحسببب طبيعببة
المادة المقروءة.
قد يرى البعض أن مسببك القلببم وتمريببره يعيببق القببراءة ويقلببل مببن
سرعتها ،نقول نعم هذا في البداية لمن لم يتعود على ذلك ،ثم تصبح عببادة
تلقائية تستطيع من خللها رفع سرعتك في القراءة إلببى أعلبى ممبا كنببت
عليه .
-1تحديد خمس دقائق لتكرر كلمببة محببددة دون السببماح لي خبباطرة أو
فكرة أو كلمة أخرى غيرها .
-2أن يكون التكرار جهرا أي بتحريك اللسان والشفتين وصدور صوت ولببو
كان خافتا.
-3إذا حصل سهو قبل انتهاء الوقت تعيد الحساب من جديد إلببى أن يحصببل
النجاح في التنفيذ.
-4كلما زاد الوقت كلما دل على قوة اللياقة .
-5ستلحظ محاولت لطلب تغيير الكلمببات ومقاطعببات بالتببذكير بببأمور
كثيرة ومتنوعة كلها تحاول قطعك عن الستمرار ل تلتفت إليها وواصببل
سيرك ول تقف ول تصغ إليها بل استمر ،وكلما زاد الببوقت أكببثر كلمببا
تقدمت مراحل أعلى .
107
-6يمكن أن يكون القياس بعدد التكرار ،فتحدد خمسين أو مئة مببرة تكببرر
كلمة محددة دون أي هواجيس ،فإن حصل تعيد من البداية حتى تتمكن من
الوصول للتحديد المطلوب بنجاح دون أي هواجيس ،وكلمببا زاد العببدد دل
على قوة لياقة القلب.
108
المبحث الثامن :قياس القراءة بقلب
المسألة الولى :بدون قياس ل يوجد حماس
بدون قياس ل يوجد حماس ،في كل أمر نقوم ببنائه وتطويره حيببن ل
يوجد قياس يبين أثر الجهد المبذول ويوضح الفرق بين المس واليوم فإنه
ل يوجد حماس وهمة ونشاط للمضي فيه والستمرار في عمله .
ومن ذلك القراءة بقلب فهي مهارة لها مقبباييس ويتفبباوت النبباس فببي
مقدار قوتهم فيها.
وكذلك عند التوجه لتببدريبها وبنائهببا فإنهببا تزيببد ،وعنببد إهمالهببا
وتركها فإنها تنقص وهذا هو الهدف من كتابة البحث وإل أصبح كببل مببا
يقال في هذا الباب ل معنى له ول قيمة؛ أي لو كانت مهارة القببراءة بقلببب
ثابتة ل تتغير ل تتقدم ول تتأخر لما كان للكلم عببن تببدريبها ورياضببتها
قيمة .
إذا ل بد من الوضوح العملي الرقمببي لهببذه المهببارة وأن يعببرف كببل
إنسان مقدار قوة القراءة بقلب لديه مثل ما يعرف مقدار وزنه.
القراءة بقلب تزيد وتنقص ونقصها وزيادتها يرجع إلى أمرين:
الول :التدريب والرياضة .
الثاني :الحفظ التربوي ،فكلما زاد مقدار الببثروة اللغويببة كلمببا زادت
قوة القراءة بقلب.
قد يقول بعضهم قمت بالتدريب والرياضة ولم أر أثرا ؟
109
فالجواب عن ذلك أحد أمور:
الول :أنه لم يستطع القياس بطريقة صحيحة.
الثاني :أنه لم يطبق التدريب واستخدام المفاتيح بشكل صحيح.
الثالث :أنه مستعجل يريد أن يرى الفرق الكبير في الوقت القصير.
كل هؤلء ل مكان لهم في تطوير مهارة القراءة بقلب ،وإنما هي تكون
لمن :
-1تمهل وتأني وصبر وجاهد ولم يبخل على نفسه بل يكثر من القراءة
بقلب قدر طاقته واستطاعته .
-2طبق المفاتيح بكل دقة .
-3تمكن من القياس الصحيح .
يمكن اختبار قوة القراءة بقلب بعلمات وأعراض وصفات النفس ،وهببي
اختبارات وصفية يمكن تحويلها إلى أرقام بالتقدير والتحكيم ومن ذلك مببا
يلي:
-1قوة التحكم بالنفعالت والمشاعر في المواقف اليومية .
-2نشاط البدن وانخفاض الحاجة للراحة أو النوم .
-3القدرة على ترك عادات عميقة وقديمة والقلع عنها .
-4قوة الرادة في ترك طعام ترى المصلحة في تركه .
-5قوة التحكم بالخواطر ،أي منع أي خواطر مزعجة ل تريدها .
-6النضباط والتقيد بالمواعيد .
-7نقص حالت النسيان .
-8نقص حالت الغضب أو الستعجال .
-9قوة النتباه للكلمات التي تسمعها من الخرين والتحكم فيها .
-10الهدوء والرفق في مخاطبة الخرين وانتقاء العبارات .
قد يتساءل البعض ما علقة هذه المقاييس الوصفية بقياس قوة القببراءة
القلب ؟ الجواب سبق تقريره في أكثر من موضع في هذا البحببث وبحببوث
أخرى وخلصته أن قوة الرادة مبنية على قوة الذكر وقوة الببذكر مبنيببة
على قوة القراءة بقلب وعليه فمتى كببانت الرادة قويببة علمنببا تلقائيببا أن
القراءة بقلب قوية وفعالة ،والعكس صحيح .
112
خاتمة البحث
مهما فعلت ومهما وصلت إليه من مستويات قوة القراءة بقلب فل تببأمن
في أي لحظة أن تنسى أو يتشتت قلبك أو يفرغ قلبك من كل ما تم ربطببه
وتثبيته ،فيا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ،ليكن اعتمادك التببام علببى
رحمة ال وحفظه وليس على جهدك ورياضتك وهذا هو عيببن التوكببل أن
تجتهد وتجاهد قدر وسعك وطاقتك ثم تتوكل على من بيده ملكببوت كببل
شيء .
وكان أكثر دعاء النبي صلى ال عليه وسلم :يا مقلب القلوب ،ومببن
دعاء المؤمنين :ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمببة
إنك أنت الوهاب ،وفي كببل ركعببة مببن صببلتنا نببدعو :إهببدنا الصببراط
المستقيم ،أي ثبت قلوبنا على طاعتك وعلى اليمببان بببك ،وأوصببى النبببي
صلى ال عليه وسلم حبيبه معاذ بن جبل أن ل يدع هذا الدعاء :اللهم أعنببي
على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك في آخر كل صلة يصليها .
إنه كلما زادت قوة القلب كلما زاد خوف المؤمن على إيمببانه فيببزداد
تضرعه إلى ال تعالى أن يثبته وأل يزيغ قلبه .
إن نسيان هذا المعنى هو قاصمة الظهر وحالقة الدين ،حين ينسى العبد
أنه عبد وأنه ل يملك لنفسه ضرا ول نفعا ،وأن ما به من نعمببة فمببن ربببه
وسيده وموله ،حين يغتر بما هو فيه من قوة حببتى وإن كببانت قببوة فببي
الدين فقد يحصل مثل هذا العجب في لحظات يقتنصها الشبيطان مبن العببد
على حين غرة.
113
إن تذكر هذا المعنى وقراءته بقلب هو قلب القراءة بقلب .
وإن من سنة الب فبي خلقبه أن يبلبوهم بالشببر والخيبر فتنبة وابتلء
واختبارا ،فتارة تجد أن قلبك صاف وصدرك منشرح ،وقدرتك على توجيه
وإدارة أفكارك بمنتهى المرونة والسهولة ،وذكرك لبب بمنتهببى السببهولة
والتلقائية ،ثم فجأة ل تدري وإل قد صعب عليبك الببتركيز وكبثر منببك
النسيان والذهول ،وتسلط عليك الشيطان ،وصعب عليك ذكر الب وصببعب
عليك القيام بكثير من العمال حتى تنكر نفسبك وتخشبى علبى قلببك مبن
الزيغ والضلل وتنسى كثيرا مما قببرأت ،ويصببعب عليببك الببتركيز فببي
الصلة وقراءة القرآن وتتوقع السقوط في أي لحظة بببل ربمببا وقببع منببك
شيء من التقصير فل تقلق في مثل هذه الحالة وتضرع إلى ربك والجأ إليه
وتمسك بمناجاته إلى أن تهدأ العاصفة وتزول الشدة والكربة ،وهكببذا أنببت
في حياتك بين عسر ويسر وشدة ورخبباء ،ابتلء وامتحانببا لئل تغفببل لئل
تنسى فقرك وشدة حاجتك إلى ربك .
إن المؤمن كما شبهه النبي صلى ال عليه وسلم كالزرع تفيئه الريببح
ثم يعود إلى استقامته ورخائه ويسره ،أما الكافر فإنه صلب يقبباوم الريبباح
إلى أن تأتيه ريح تكسره كسرا ل يعود بعدها أبدا ،المعنى أن المببؤمن قببد
يصاب بما يقلقه ويزعجه ويعوقه عن القيام بما يريد من أمور دينه ودنياه ،
وقد يزداد تسلط الشيطان عليه ،وتضعف قواه ل لهوانه علببى ربببه ،ولكببن
تذكيرا وتنبيها وتربية له لئل يعجب بنفسه وينسى أنه عبد ضعيف مفتقر
إلى ربه في كل لحظة ومع كل طرفة عين ،وفي فقه هببذا المعنببى عببزاء
114
للمؤمنين الذين قد يصابون بالضعف أحيانببا بينمببا يشبباهدون غيرهببم مببن
الكفار والمنافقين أو الغافلين ذوي جلد وصبر وقوة ل يصببيبهم مببا يببوهن
قواهم وما يفت من عضدهم ،فهذا هو السر وهذا هو الدرس الذي يجببب أن
يفقهه كل مؤمن ول ينساه أبدا فإذا أصابته ضرا ء صبر فكان خيرا له ،وإذا
أصابته سرا ء شكر فكان خيرا له .
ينبغي أل يببدخلنك الشببك بفاعليببة هببذه المفاتيببح والتببدريبات بسبببب
وقوعك في بعض التصرفات المنافية للنضباط والتزان في بعض الحيان ،
بل ينبغي أن نتذكر أن حصول لحظات غفلة وسهو يتبعها نقص أو تصرفات
خاطئة ممكن حدوثه تماما ،ول يؤدي هذا إلى ضعف اليقين بأهمية القراءة
بقلب وأنها الطريق المستقيم إلى رب العالمين .
تذكر أنك حين تبدأ تدريبات القراءة بقلب أنه ربما وقعت في نقببائص
وبعضها قد يكون كبيرا ،فهذه هجمات تشكيك من الشيطان ،وهو في مثببل
هذه الحالة ليس قصده المر الذي وقع بقدر ما يريد تشببكيك فببي فاعليببة
هذه التدريبات لتزهد فيها وتتركها ،فيجب الحببذر والنتببباه ،ولتعلببم أن
وقوع مثل هذه المور سواء مع نفسك أو من تربيهم وتدربهم ل يعني عبدم
فاعلية التدريبات ،ووجود مثل هذه النواقص ليست دليل علببى الخطببأ فببي
الطريق أو صحته ،بل الدليل هو كلم ال وكلم رسوله صلى البب عليببه
وسلم ،والدلة صحيحة صريحة كما تببم تقريببره وتأصببيله ،فسببر علببى
بركة ال ول تهن ول تحزن وأنت العلى باتباع صراط ربك العلببى الببذي
له ملك السموات والرض وهو على كل شيء قدير .
115
ثم ليكن الحكم مرنا وشامل ل يؤاخذ بالمرة ،وبالزلة وباللقطة ،بببل
عليك أن ترى الجانب الخر المشرق ،من الفضاء الفسيح الجميل الببذي لببم
تلتقطه آلة التصوير ،وهو أكثر وأغزر فيزيد يقينك بمببا أنببت عليببه ول
يوقعنك الشيطان في الشك والريب بسبب مثل هذه المواقف ،فالمتتبع لسير
الصالحين يجد أنهم مهما بلغوا من مراتب عالية في القوة فلم تخل حيبباتهم
من مواقف ضعف أحيانا ،كذلك حين النظرة للخرين يجب استحضار هببذا
المعنى ،النسان يجنح إلى التعميم من خلل موقف أو اثنين ،أو مببن خلل
كلمة أو كلمتين بينما يغفببل عببن عشببرات المواقببف الحسببنة ،وعشببرات
الكلمات اليجابية ،المقصود الذي أريد تأكيده في هذا التنبببيه أن ل يكببون
وجود بعض التصرفات والسلوكيات القاصبرة أحيانبا منبك أو مبن غيبرك
مدخل للشك في المنهج أوفي الطريق .
وال أعلم وصلى ال وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
116
ملحق :كيف تنجح في تحقيق مضمون الكتاب