Professional Documents
Culture Documents
2008 10 3
في أحد صباحات شتاء الرياض الجميلة وبينما أنا متوقف عند إحدى الشارات بالقرب من سوق صحاري شمال
الرياض وإذ بشاب يركب سيارة فارهة يقف في المسار البعيد عني أخذ يلوح بيديه بحماس طالبا مني فتح النافذة
تفاعلت مع طلبه ظانا أنه يطلب المساعدة وعند اللتفات إليه وجدته مكفهرا عابسا وحدث ما لم يسبق به حدس
ولم يتصور في فكر حيث استجمع الشاب قواه وبصق باتجاهي وكانت المسافة بيننا طويلة (ول الحمد) ثم أشار
بيده إشارة يبدو أنها غير لئقة ثم غادر المكان مسرعا وهو فائر التنور واغر الصدر والحقيقة أن تصرفه
استفزني واستوقد الغضب داخلي وأضرم غيظي وقد هتف بي حينها صوت داخلي محرضا على الثأر ورد
العتبار ولكن ال وفقني للتريث وهداني للناة وعدم العجلة وانطلقت في طريقٍ معاكسٍ لطريق صاحبي
وانهمكت في (تحليل الموقف) باحثا عن سبب لتصرفه فبدأت بتجسيد عدة سيناريوهات منها :لربما أنني أخطأت
عليه ،وربما هو يمر بمشكلة عويصة ضغطت عليه ،واستحضرت حقيقة أن الرجل ل يعرفني وغضبه فقط على
الموقف وكنت أنا الضحية ،وكنت أسأل نفسي ماذا لو انفجرت مشاعري ولحقته طالبا للثأر لربما تتطور المور
إلى ما ل يحدث عقباه خصوصا أن الشاب مفتول العضلت ومن ذوي البنى الرياضية وبعدها استقامت أحوالي
فضل من ال وبردت نفسي وسكن غضبي واكتشفت أن حجر الزاوية ومنعطف المور هو صبري لثوان بعد
ثوران النفس وبعدها استبانت لي المور واتضحت الرؤية فالغضب هو حركة سريعة ،تثار فتندفع .والبطاء
يمنعها .البطاء في الغضب يعطي فرصة للتحقق ،ولتهدئة النفس من الداخل ،والتحكم في العصاب وفي اللسان
وقد جمعت لكم حزمة مفيدة من الحلول التي تواجه بها سورة الغضب فاستعن بال وتسلح بها وكن سيدا لنفسك:
-1استعذ بال واذكره ومعه تنطفئ النيران وتخمد البراكين وتفكر في الخبار الواردة في فضل كظم الغيظ والعفو
والحلم والحتمال.
-2تأمل في قبح الصورة عند الغضب وأن الغاضب يشبه حينئذ الكلب الضاري والسبع العادي وأنه أبعد ما يكون
مجانبة لخلق النبياء والعلماء الفضلء في أخلقهم.
-3إذا احتدم الغضب ،فتذكر أن العنف والكلمات الموجعة ل تطفئه وكما قال أحد الحكماء( :النار ل تطفئ ناراً).
ولذلك فإن الكلمة اللطيفة قد تكون أقدر على إطفاء نار الغضب .وتذكر أن الغضب ل يحل مشاكلك بل يعقدها.
-4تحول عن الحال التي كان عليها فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع وعليه أن يتوضأ أو يستنشق
بالماء.
ل تظن أن الرجولة والشجاعة هي أن تقيم الدنيا وتقعدها .فالحتمال دليل القوة .والنرفزة مظهر للضعف والعثرة.
-6ل تحاسب كل إنسان حساباً عسيرًا عن كل لفظ وكل تصرف .ول تؤوّل كلمه بسوء ظن إلى معان تتعبك.
-7اترك الحساسية الزائدة نحو كرامتك وحقوقك ،التي تجعلك تغضب لقل سبب ،فتفقد صداقة وعشرة الناس.
-8راقب الخطاء التي تقع فيها أثناء غضبك .ودرب نفسك على التخلص منها .وكما تعالج نتائج غضبك ،عالج
أسبابه.
-9عندما نتعرض للساءة نشعر بالضيق والغضب والحباط ومن المفيد جداً حينذاك أن نلتمس عذراً للغير إن
أمكن ونحسن الظن به وإن أساء التصرف معنا.
ومضة قلم
تكلم وأنت غاضب ..فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك