You are on page 1of 14

‫‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫الحمد ل الذى شرف أولياء بأنواع الكرامه و متعهم بالنظر إلى وجهه في دار المقامه‬
‫فهم في روضات الجنات يحبرون إل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول هم يحزنون‬
‫قد تركوا زخارف الدنيا ولجؤامن هجيرها إلى ظله فرحين بما آتاهم ال من فضله‬
‫فهم المميزون عن غيرهم في عالم الرفات ببقاء كراماتهم بعد الممات كما دل‬
‫على ذلك اطلق الئمه الذين هم هداة المة والصلة والسلم على أشرف أنبيائه‬
‫وأكرم أصفيائه محمد المؤيد بالمعجزات الظاهره والكرامات الباهره وعلى‬
‫* ( هامش ) * قال الشيخ قاسم في شرح الدرر اذا ظن أن الميت يتصرف في المور دون ال تعالى‬
‫فذلك العتقاد كفر ( قلت ) ان الشخص ل يتصرف بنفسه بل بايجاد ال قضاء‬
‫الحاجة على يديه كما ورد في حديث خرجه أبونعيم في الحلية ان ال تعالى‬
‫يقول يا جبريل اقض حاجة عبدى وقال البغوى في تفسير قوله تعالى فالمدبرات‬
‫أمرا قال عبدالرحمن بن سابط يدبر المر في الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك‬
‫الموت واسرافيل عليهم الصلة والسلم أما ميكائيل فوكل بالنبات وأما جبريل‬
‫فوكل بالرياح والجنود وأما ملك الموت فوكل بقبض النفس وأما اسرافيل فهو ينزل‬
‫بالمر عليهم انتهى فعليه تصرف العبد بمعنى ايجاد ال المر على يديه من غير أثر‬
‫للعبد فيه لنه ل تأثير للشياء انما التأثير ل تعالى خاصة غايته اذا أجرى ال على‬
‫يديه خيرا يثيبه عليه فضل منه واذا أجرى على يده شرايعذبه عليه عدل منه فالحكم‬
‫ل العلى الكبير اه منه [ * ]‬
‫‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫آله وأصحابه ذوى النفوس القدسيه والخلق النسيه ما سطعت أنواع‬
‫الكرامات لوليائه بعد الممات ( وبعد ) فقد جرى في المجلس العالى مجمع‬
‫المفاخر والمعالى مجلس سيد الوزراء وأعظم الكبراء كافل الديار المصريه‬
‫والقطار اليوسفيه الوزير عبدالرحمن باشا بلغه ال من الخيرات ماشا الكلم‬
‫على كرامات الولياء وأنها هل تنقطع بالموت وان الولياء هل لهم تصرف في‬
‫) بعد‬ ‫‪1‬‬ ‫الحياة وبعد الممات في البرزخ وأن من اعتقد ظهور الكرامة لهم (‬
‫الموت أو التصرف حال الحياة وبعد الموت هل يكفر وطلب منى حفظه ال بعد‬
‫) والكرامة أمر خارق للعادة على يد ولى غير مقارن لدعوى النبوة وفيها‬ ‫‪1‬‬ ‫* ( هامش ) * (‬
‫تثبيت له ولهذا ربما وجدها أهل البدايات في بداياتهم وفقدها أهل النهاية في‬
‫نهاياتهم لن ما هم عليه من الرسوخ والتمكن ل يحتاجون معه إلى تثبيت ولذلك‬
‫قل ظهورها على يد السلف الصالح من الصحابة والتابعين * واعلم أن المر الخارق‬
‫للعادة بالنسبة إلى النبى معجزة سواء ظهر من قبله أم من قبل آحاد أمته وبالنسبة‬
‫إلى الولى كرامة لخلوه عن دعوى نبوة من ظهر ذلك من قبله وبالنسبة إلى غيرهما‬
‫خذلن واستدراج والنبى لبد من علمه بأنه نبى ومن قصده اظهار الخوارق ومن‬
‫حكمه قطعا بموجب المعجزات بخلف الولى وصاحب الكرامة ل يستأنس بها بل‬
‫يشتد خوفه مخافة أن يكون ذلك استدراجا والمستدرج يستأنس بما ظهر عليه‬
‫وعند ذلك يستحقر غيره وينكر عليه ويحصل له المن من مكر ال وعقابه فاذا ظهر‬
‫شئ من هذه الحوال على من ظهر عليه ذلك دل على أنه استدراج ل كرامة ولذلك‬
‫قال المحققون أكثر ما اتفق من النقطاع عن حضرة الرب انما وقع في مقام‬
‫الكرامات ولذلك يخافون كما يخافون من أشد البلء اه كذا في شرح المنفرجة‬
‫للعلمة زكريا النصارى انتهى منه [ * ]‬
‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫خزياته وكبت عداته تحرير الكلم في ذلك والتقصى عما هنالك فأقول وبال‬
‫التوفيق وبيده الهداية إلى سواء الطريق‬
‫قال العلمة الثانى سعدالدين التفتازانى الولى هو العارف بال وصفاته المواظب‬
‫على الطاعات المجتنب عن المعاصى المعرض عن النهماك في اللذات‬
‫والشهوات وكرامته ظهور أمر خارق للعادات من قبله فما ل يكون مقرونا‬
‫باليمان والعمل الصالح يكون استدراجا وما يكون مقرونا بدعوى النبوة يكون‬
‫معجزة وهى أمر يظهر بخلف العادة على يد مدعى النبوة عند تحدى المنكرين‬
‫على وجه يعجز المنكرين عن التيان بمثله والدليل على حقية الكرامة ما تواتر‬
‫عن كثير من الصحابة ومن بعدهم بحيث ل يمكن انكاره خصوصا المر المشترك وان‬
‫كانت التفاصيل آحاد وأيضا الكتاب ناطق بظهورها من مريم يعنى على القول‬
‫) ومن صاحب سليمان صلوات ال وسلمه‬ ‫‪1‬‬ ‫بأنها ولية لنبية وهو الصحيح (‬
‫عليه وبعد ثبوت الوقوع ل حاجة إلى اثبات الجواز يعنى بدعوى أن الكرامة‬
‫أمر ممكن وكل ممكن جائز الوقوع ثم قال بعد كلم والحاصل أن المر الخارق‬
‫للعادة هو بالنسبة إلى النبى معجزة سواء ظهر من قبله أم من قبل آحاد أمته‬
‫وبالنسبة إلى الولى كرامة لخلوه عن دعوى نبوة من ظهر ذلك من قبله فالنبى‬
‫لبد له من علمه بكونه نبيا ومن قصده اظهار خوارق العادات ومن حكمه قطعا‬
‫بموجب المعجزات بخلف الولى انتهى كلمه مع زيادة تقرير له ومنه نظم أن‬
‫) قوله ومن صاحب سليمان هو آصف بن برخيا بفتح الموحدة وسكون الراء‬ ‫‪1‬‬ ‫* ( هامش ) * (‬
‫وكسر الخاء المعجمة وقبل اللف ياء وكان كاتب سليمان عليه السلم وكان صديقا‬
‫وهو من النس من بنى اسرائيل وقيل انه الخضر وهو غريب جدا ومقام الصديقية‬
‫يلى مقام النبوة فكل صديق ولى وليس كل ولى صديقا نقل ذلك ابن الزملكان عن‬
‫الشيخ الكبر في فتوحاته اه‬
‫‪/‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫الكرامة ل تختص بحال الحياة فل تنقطع بالموت بخلف المعجزة للنبى حيث‬
‫اعتبر في حقيقتها الفتران بدعوى النبوة وقصد اظهارها عند تحدى المنكرين‬
‫وحينئذ فما يظهر من الخوارق بعد موت النبياء يكون كرامه لهم ل معجزة‬
‫فمن أطلق لفظ المعجزة فقد تسمح بخلف كرامة الولى اذ لم تعتبر في حقيقتها‬
‫دعوى الولية وقصد اظهار الكرامة بل الولى مظهر لها اذهى كما تقدم المر‬
‫الخارق للعادة وهو الفعل الذى ل يدخل تحت كسب العبد واختياره بل هو‬
‫) محل لظهوره وفى هذا المر‬ ‫‪1‬‬ ‫حاصل بفعل ال والولى مظهر له أى (‬
‫ل فرق بين حياة الولى وموته هذا ما أفاده كلم المحقق التفتازانى في شرح العقائد‬
‫النسفية فان قلت ما الدليل على جواز وقوع الكرامة بعد الموت وعدم اختصاصها‬
‫بحال الحياة قلت الدليل على ذلك أن الكرامة بعد الموت أمر ممكن وكل‬
‫ممكن جائز الوقوع فالكرامة بعد الموت جائزة الوقوع اذ لو لم نقل بجواز الوقوع‬
‫للزم ترجيح أحد طرفى الممكن بل مرجح وهو محال وأيضا لو قلنا بعدم جواز الوقوع‬
‫) وقدرته تعالى‬ ‫‪2‬‬ ‫مع كونها مخلوقة ل تعالى ومقدورة له اذهى من جملة الممكنات (‬
‫) قوله محل لظهوره ل يفهم منه ان قدرة ال تعالى تحل في شئ من الحوادث‬ ‫‪1‬‬ ‫* ( هامش ) * (‬
‫بل ال يجريها على يديه انتهى منه ‪.‬‬
‫) في لطائف المنن للشيخ تاج الدين بن عطاء ال اعلم أن قدرة ال التى ل يكثر‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫عليها شى هى التى أظهرت الكرامة في هذا الولى فل ينظر إلى ضعف العبد ولكن‬
‫ينظر إلى قدرة السيد فجحد الكرامة للولى جحد لقدرة ال سبحانه وتعالى وربما كان‬
‫سبب انكارك الكرامات استكثارا على ذلك العبد الذى أضيفت الكرامة اليه‬
‫وذلك العبد ما ظهرت عليه الكرامة إل وهى شاهدة بصدق متبوعه فهى بالنسبة‬
‫إلى من ظهرت ببركات متابعته معجزة فلذلك قالوا كل كرامة لولى فهو معجزة لذلك‬
‫النبى الذى هذا الولى تابع له فل ينظر إلى التابع ولكن ينظر إلى عظم قدر المتبوع [ * ] =‬
‫‪/‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫متعلقه بجميع الممكنات باسرها ايجادا واعداما على وفق ارادته تعالى‬
‫) لزم تعجيز القدرة تنزهت قدرته تعالى عن ذلك فان قلت ل يلزم من‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫جواز الوقوع الوقوع فهل ثم دليل على الوقوع قلت نعم وهو ما نقله الحافظ عبد‬
‫العظيم المنذرى في كتاب الترغيب والترهيب حيث قال عن ابن عباس رضى ال‬
‫تعالى عنهما قال ضرب بعض الصحابة خباءه على قبر ول يحسب أنه قبر فاذا قبر‬
‫إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبى صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول‬
‫ال ضربت خبائى على قبر وأنا ل أحسب أنه قبر فاذا هو قبر انسان قرأ سورة الملك‬
‫حتى ختمها فقال صلى ال عليه وسلم هى المانعة هى المنجية من عذاب القبر رواه‬
‫) حديث غريب اه قال شارحه الفاضل الفيومى‬ ‫‪2‬‬ ‫الترمذى وقال (‬
‫ورواه الحاكم اه وهذا دليل على وقوع الكرامة بعد الموت بتقريره صلى ال‬
‫عليه وسلم حيث أقر قراءة الميت سورة الملك وقال هى المانعة هى المنجية من عذاب‬
‫القبر وتقريره صلى ال عليه وسلم دليل شرعى تثبت به الحكام كما تقرر في محله‬
‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫من كتب الصول ول يعارض ما حررناه وبالدليل أثبتناه قول قاضى القضاة (‬
‫الوشى الحنفى في منظومته في العقائد المسماة بدء المالى‬
‫كرامات الولى بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال‬
‫* ( هامش ) * = وبالجملة فالملخص من هذا الكلم هو أن جميع خوارق العادات من المعجزات جائز‬
‫وقوع مثلها كرامات للوليأء مطلقا لنها ناشئة عن ال تعالى بفعله وارادته‬
‫اه منه‬
‫) قوله لزم تعجيز الخ متعلق بقولهاذ لو لم نقل بجواز الوقوع لو قلنا بعدم جواز‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫الوقوع اه‬
‫) رأيت الحديث في مشكاة المصابيح اه منه‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫) أوش بالضم والسكون قرية من بلد فرغانة كما في اللب وال أعلم‬ ‫‪3‬‬ ‫(‬
‫‪/‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫اذ ليس بنص ول ظاهر في انقطاع الكرامات بالموت واختصاصها بحال الحياة لن‬
‫) عن كل المخلوقات من الجواهر والعراض الموجودة قبل‬ ‫‪1‬‬ ‫الدنيا عبارة (‬
‫الدار الخرة فالمراد بالدنيا في كلمه ما قابل الخرة وهى ما بعد البعث من‬
‫القبو ل ما قبله حتى يشمل ما بعد الموت إلى البعث وان احتمله الكلم احتمال غير‬
‫مؤيد بدليل ومن ثم نقل ابن القيم عن أبى يعلى ان عذاب القبر من الدنيا‬
‫لنقطاعه قبل البعث بالفناء ول يعرف أمد ذلك وأيده الجلل في شرح الصدور‬
‫ويؤيده ماأخرجه هناد بن السرى في الزهد عن مجاهد قال للكفار هجعة يجدون‬
‫فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فاذا صيح بأهل القبور يقول الكافر يا ويلنا‬
‫من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن إلى جنبه هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‬
‫وفى المواهب اللدنية باسناد صحيح إلى عكرمة مولى ابن عباس أنه سئل عن يوم‬
‫القيامة أهو من الدنيا أم من الخرة فأجاب بأن نصفه الول الذى يقع فيه الفصل‬
‫والحساب من الدنيا ونصفه الخر الذى يقع فيه النصراف إلى النار والجنة من‬
‫) وما يتعلق به حكم في‬ ‫‪2‬‬ ‫الخرة اه فاذا كان يوم القيامة بعد فناء البرزخ (‬
‫نصفه الول بأنه من الدنيا فبالولى أن يحكم على البرزخ بانه من الدنيا حقيقة فعلى‬
‫هذا يؤخذ جواز وقوع كرامات الولياء بعد موتهم من قوله بدار دنيا ومن ثم لم‬
‫) في حقيقة الدنيا عند المتكلمين قولن أحدهما هو ما على الرض من الجو‬ ‫‪1‬‬ ‫* ( هامش ) * (‬
‫والهواء والثانى وهو أظهرهما كل المخلوقات من الجواهر والعراض والعيان‬
‫الموجودة قبل دار الخرة وال أعلم اه منه‬
‫) البرزخ ينسحب عليه حكم الدنيا أل ترى لما قالوا انه ينقطع فيه العذاب‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫حتى عن الكفار بين النفختين فيجدون لذة فاذا نفخ فيه أخرى يقول الكافر‬
‫ياويلنا من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‬
‫كذا في كتاب الكشف لحمد بن منصور الحنفى اه منه‬
‫‪/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫يتعرض أحد فيما رأيته من شروح النظم مع كثرتها إلى التصريح بانقطاع‬
‫الكرامات بالموت بل قال شارحه الجلل البخارى التقييد بدار دنيا لن الختلف‬
‫يعنى بين أهل السنة والمعتزلة وقع فيها لن دار العقبى محل كرامة جميع المؤمنين‬
‫وقال شارحه السمهودى ينبغى أن يكون ظهور الكرامات لهم بعد موتهم أولى من‬
‫ظهورها حال حياتهم لن النفس باقية صافية من الكدار والمحن وغيرها وقد‬
‫شوهد ذلك من كثير منهم بعد موته وقد يدخل ذلك في كلم الناظم فان قوله‬
‫بدار دنيا صادق بحياته وبعد موته انتهى وبهذا ظهر أن من احتج بهذا البيت‬
‫على انقطاع الكرامات بالموت حتى نسب إلى المام أبى حنيفة القول بانقطاع‬
‫) اذ لم يثبت في شئ‬ ‫‪1‬‬ ‫الكرامات بالموت واهم وعن طريق أهل الهدى ضال (‬
‫من كتب مذهب أبى حنيفة أصول وفروعا القول بانقطاع الكرامات بالموت‬
‫بل لم يثبت في شئ من كتب المذاهب الثلثة فمن ادعى ذلك فعليه البيان وعند‬
‫) شرح مقدمة المام أبى الليث السمرقندى‬ ‫‪2‬‬ ‫المتحان يكرم المرء أو يهان وفى (‬
‫الحنفى رحمه ال تعالى للفاضل القرمانى ما نصه ومن كرامات المام أبى حنيفة‬
‫رضى ال تعالى عنه بعد الموت ما رواه الئمة أنه لما غسل رضى ال تعالى عنه‬
‫ظهر على جنبه سطر يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى بك راضية مرضية‬
‫فادخلى في عبادى وادخلى جنتى وعلى يده اليمنى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون‬
‫وعلى اليسرى انا ل نضيع أجر من أحسن عمل وعلى بطنه يبشرهم ربهم برحمة منه‬
‫ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ولما وضعوه على الجنازة سمع صوت هاتف يقول‬
‫) ونقل ذلك الشيخ حسن بن حسن بن أحمد الطولوبى المعمار في كتابه نزهة البصار‬ ‫‪1‬‬ ‫* ( هامش ) * (‬
‫إل في‬ ‫‪0‬‬ ‫في نبذ من معجزات النبى المختار ومناقب الئمة الخيار ولم يوجد هذا الكتاب‬
‫) لعله في الكبير فانه ليس في‬ ‫‪2‬‬ ‫خزانة قايتباى بمصر المحروسة اه منه (‬
‫التوضيح اه [ * ]‬
‫‪/‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫يا قائم الليل طويل القيام كثير التهجد كثير الصيام أباحك السيد دار السلم‬
‫ولما وضع في قبره سمع هاتف يقول فروح وريحان وجنة نعيم انتهى هذا ما يتعلق‬
‫بعدم انقطاع الكرامات بالموت وأما ما يتعلق بالتصرف فاعلم أن تصرف‬
‫) من جملة كراماتهم وهو كثير في كل زمان ل شك فيه ول‬ ‫‪1‬‬ ‫الولياء حال حياتهم (‬
‫) أن من أنواع الكرامة‬ ‫‪2‬‬ ‫ينكره إل معاند قال التاج السبكى بعد أن ذكر (‬
‫مقام التصريف حكى أن بعضهم كان يبيع المطر وأما بعد مماتهم فقد تقدم أن‬
‫كراماتهم ل تنقطع بعد الموت ثم ان تصرف الولياء في حياتهم وبعد مماتهم‬
‫انما هو باذن ال تعالى وارادته ل شريك له في ذلك خلقا وايجادا أكرمهم ال تعالى‬
‫به وأجراه على أيديهم والسنتهم خرقا للعادة تارة بالهام وتارة بمنام وتارة بدعائهم‬
‫وتارة بفعلهم واختيارهم وتارة بغير اختيار ول قصد ول شعور منهم بل قد يحصل‬
‫من الصبى المميز وتارة بالتوسل إلى ال بهم في حياتهم وبعد مماتهم مما هو محكى‬
‫في القدرة اللهية ول يقصد الناس بسؤالهم ذلك قبل الموت وبعده نسبتهم إلى الخلق‬
‫واليجاد والستقلل بالفعال فان هذاا ل يقصده مسلم بل ول يخطر ببال أحد‬
‫) قال شيخنا حسن رحمه ال ان تصرف الولى هو اذا أراد حاجة يسأل ال قضاءها‬ ‫‪1‬‬ ‫* ( هامش ) * (‬
‫فيقضيها ال وهذا مستحسن انتهى‬
‫) ذكر المام أبوالقاسم القشيرى أنه الكراهة لبد أن يكون فضل ناقضا للعادة‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫في أيام التكليف ظاهرا على موصوف بالولية في معنى تصديقه قلت تقييده بأيام‬
‫التكليف فيه نظر فقد صرح المام اليافعى في روض الرياحين بوقوع كرامات‬
‫من لم يبلغوا سن التمييز فضل عن التكليف ثم قال في آخر كلمه ومنهم الكبار والصغار‬
‫والعبيد وأحسن ما يجاب به عن القشيرى هو اما أن يكون تصريحه بذلك جريا على‬
‫الغالب واختيارا لنفسه لن له بعض اختيارات تخالف مذهب المجهور كاختياره‬
‫عدم حصول ولد إل من أبوين وقلب جماد بهيمة انتهى منه رحمه ال تعالى [ * ]‬
‫‪/‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫من العوام فضل عن غيرهم فصرف الكلم اليه ومنعه من باب التلبيس في‬
‫الدين والتشويش على عوام الموحدين فل يظن بمسلم بل ول يعاقل توهم ذلك فضل‬
‫) وكيف يحكم بالكفر على من اعتقد ثبوت التصرف لهم في‬ ‫‪1‬‬ ‫عن اعتقاده (‬
‫حياتهم وبعد مماتهم حيث كان مرجع ذلك إلى قدرة ال تعالى خلقا وايجادا‬
‫كيف وكتب جمهور المسلمين طافحة به وأنه جائز وواقع ل مرية فيه بوجه البتة حتى‬
‫كاد أن يلحق بالضروريات بل بالبديهيات وذلك لن كرامة جميع أولياء هذه‬
‫المة في حياتهم وبعد مماتهم تصرفا أو غيره من جملة معجزات النبى صلى ال عليه‬
‫وسلم الدالة على صدق نبوته وعموم رسالته الباقية بعد موته التى ل ينقطع دوامها‬
‫ول تجددها بتجدد الكرامات في كل عصر من العصار إلى يوم القيامة * ثم المنكر‬
‫للكرامات بعد الموت والتصرف حال الحياة وبعد الموت اما أن يصدق بكرامة الولياء‬
‫أو يكذب بها فان كان ممن يكذب بها فقد سقط البحث معه فانه يكذب ما أثبتته‬
‫السنة بالدلئل الواضحة وان كان ممن يصدق بها فالكرامة بعد الموت والتصف‬
‫في حال الحياة وبعد الممات من جملة الكرامات قال العلمة ابن حجر ليس العجب‬
‫من انكار المعتزلة للكرامات فانهم خاضوا فيما هو أقبح من ذلك وأنكروا النصوص‬
‫) كسؤال الملكين وعذاب القبر‬ ‫‪2‬‬ ‫المتواترة المعنى عن النبى صلى ال عليه وسلم (‬
‫) في كتاب الفتح المبين في مقامات الصديقين لبن المعيزبى أن الشيخ الجليل‬ ‫‪1‬‬ ‫* ( هامش ) * (‬
‫العارف بال نجم الدين الصبهانى خرج مع جنازة بعض الصالحين فلما جلس بعض‬
‫الناس من أهل العلم يلقن الميت ضحك الشيخ نجم الدين ولم يكن الضحك عادته فسئل‬
‫عن ذلك فقال سمعت صاحب القبر يقول أل تعجبون من ميت يلقن حيا اه منه‬
‫رحمه ال تعالى‬
‫) واعلم أن ملك الموت ومنكرا ونكيرا وغيرهم ومنازل الخرة مما يتضمنه‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫الحاديث من أمور الخرة متشابهات وصفا ل طريق لحد في درك شئ من [ * ] =‬
‫‪/‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫والحوض والميزان وغير ذلك من عظيم كذبهم وافترائهم لتقليدهم لعقولهم الفاسدة‬
‫وتحكيمهم لها على ال وآياته وأسمائه وصفاته فما رأوه موافقا لتلك العقول السقيمة‬
‫الفاسدة اللئيمة قبلوه وما ل ردوه ولم يبالوا بتكذيب القرآن والسنة والجماع‬
‫لن كلمة الغضب حقت عليهم وقبائح المذام تسابقت اليهم وانما العجب من قوم‬
‫تسموا باسم أهل السنة ومع ذلك يبالغون في النكار لن كلمة الحرمان حقت عليهم‬
‫حتى ألحقتهم بأهل البوار وأوجبت عليهم نوعا من الوبال والخسار وهؤلء أقسام منهم‬
‫من ينكر على مشايخ الصوفية وتابعيهم ومنهم من يعتقدهم اجمال وأن لهم كرامات‬
‫ومتى عين له واحدا ورأى كرامة أنكر ذلك لما خيل له الشيطان أنهم انقطعوا وأنه لم‬
‫يبق ال متلبس مغرور احتوى عليه الشيطان ولبس عليه وهؤلء من العناد والحرمان‬
‫بمكان انتهى وفى روض الرياحين الناس في الكرامات أقسام منهم من ينكرها‬
‫مطلقا وهم أهل مذهب معروفون وعن الهدى والتقى مصروفون ومنهم من يصدق‬
‫بكرامات من مضى دون أهل زمنه وهم كبنى اسرائيل صدقوا بموسى حين لم‬
‫يروه وكذبوا بمحمد حين رأوه مع كونه أعظم ومنهم من يصدق الولياء لكن ل يصدق‬
‫بأحد معين وهذا محروم من المداد لن من لم يسلم لحد معين ل ينتفع بأحد أبدا‬
‫انتهى قلت وقد حدثت الن بديار الروم طائفة تسمى القاضى زادلية تثبت‬
‫* ( هامش ) * = أوصافها بالعقل لن كل ما يثبته العقل في حق وصفها مخالف للنص قال القاضى‬
‫أبوزيد رحمه ال في أصول الفقه المتشابه هوالذى تشابه معناه على السامع حيث‬
‫خالف موجب النص موجب العقل قطعا ل يحتمل التبدل فتشابه المراد بحكم‬
‫المعارضة بحيث لم يحتمل زواله بالبيان لنه ل بيان له على انه لوفرض بيانه عقل‬
‫لعارضه الدليل الخارجى وقال أبوزيد وحكم المتشابه التوقف أبدا عن اعتقاد الحقيقة‬
‫للمراد به فيكون العبد به مبتلى بنفس العتقاد ل غير اه ملخصا من شرح الفقه‬
‫الكبر للكمل رحمه ال اه منه رحمه ال تعالى [ * ]‬
‫‪/‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫كرامات الولياء حال حياتهم وتنكرها بعد وفاتهم وتنكر كرامات التصرف‬
‫حال حياتهم وبعد مماتهم وهؤلء وان لم يبالغوا كالمعتزلة في النكار فهم على شفا‬
‫جرف هار قال العلمة ابن حجر ومطالعة كتاب الصفوة تحصل العلم بوقوعها ضرورة‬
‫وقد رأينا من كراماتهم أحياء وأمواتا ما يوجب ذلك فل ينكرها ال مخذول فاسد‬
‫العتقاد في أولياء ال تعالى وخواص عباده نفعنا ال بهم انتهى وقال العلمة الثانى‬
‫سعد الدين التفتازانى في شرح المقاصد بعد كلم وبالجملة فظهور كرامات الولياء تكاد‬
‫تلحق بظهور معجزات النبياء وانكارها من أهل البدع ليس بعجيب اذ لم يشاهدوا‬
‫ذلك في أنفسهم ولم يسمعوا به من رؤسائهم مع اجتهادهم في العبادات واجتناب‬
‫السيآت فوقعوا في أولياء ال أهل الكرامات يأكلون لحومهم ويمزقون أديمهم‬
‫جاهلين كون هذا المر مبنيا على صفاء العقيدة ونقاء السريرة واقتفاء الطريقة‬
‫بل العجب من قول بعض فقهاء أهل السنة فيما يروى عن ابراهيم بن أدهم أنه رؤى‬
‫بالبصرة وبمكة يوم التروية ان من اعتقد جوازه فقد كفر والنصاف ما قاله النسفى‬
‫وقد سئل عما قيل ان الكعبة كانت تزور أحد الولياء هل يجوز القول به فقال نقض‬
‫العادة لهل الولية جائز عند أهل السنة انتهى قال اليافعى ومعلوم أن الكعبة في‬
‫مكانها لم تفارقه وان ماوراء العقل طور آخر انتهى وقال المام السبكى انى لتعجب‬
‫كل العجب من منكر الكرامة ويزداد تعجبى عند نسبة انكارها للستاد أبى اسحق‬
‫السفرايينى وهو من اساطين أهل السنة على أن نسبة انكارها اليه كذب وانما‬
‫الذى ذكره الرجل في كتبه أنها ل تبلع خرق العادة حيث قال ما كان معجزة لنبى‬
‫) ل يجوز مثله كرامة لولى وانما غاية الكرامات اجابة دعوة أوشربة ماء في مفازة‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫أو كسرة في منقطعة أو ما يضاهى ذلك انتهى وجرى على نحوه المام الحليمى ثم‬
‫) قلت وجود عيسى بن مريم يدل على المكان والحال أنها ليست نبية وان‬ ‫‪2‬‬ ‫* ( هامش ) * (‬
‫وجود عيسى من غير أب ونطفة على براءتها هو من جملة الخوارق اكراما لها [ * ]‬
‫‪/‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫الستاذ القشيرى فقال الكرامة ل تنتهى إلى وجود ولد من غير أب وقلب جماد بهيمة‬
‫قال الحافظ ابن حجر وهذا أعدل المذاهب وجرى على مقالة القشيرى التاج‬
‫السبكى في جمع الجوامع قال الزركشى ليس المر كما قال بل الذى قاله‬
‫القشيرى مذهب ضعيف والجمهور على خلفه وقد أنكروا عليه حتى وولده أبونصر في‬
‫كتابه المرشد وامام الحرمين في الرشاد وقال المام النووى في شرح مسلم في باب البر‬
‫والصلة ان الكرامات تجوز بخوارق العادات على اختلف أنواعها ومنعه بعضهم‬
‫وادعى أنها تختص بمثل اجابة دعوة ونحوه وهذا غلط من قائله وانكار للحس‬
‫والعيان بل الصواب جريانها بقلب العيان قال المحقق التفتازانى في شرح المقاصد‬
‫) والمرضى عندنا تجويز جملة خوارق العادات‬ ‫‪1‬‬ ‫بعد كلم قال امام الحرمين (‬
‫* ( هامش ) * قوله والمرضى عندنا تجويز جملة الخوارق الخ منها اطلع الولى على اللوح‬
‫المحفوظ على ما صرح به في تنوير الحقيقة شرح الطريقة في فضل عثمان رضى‬
‫ال تعالى عنه اختلف الصحابة في جمع عثمان للقرآن فقال عثمان انكم‬
‫اختلفتم فمن بعدكم يكون أشد اختلفا فجلس عثمان وأخرج الذى جمعه أبوبكر‬
‫فأظهره على الصحابة فالنسبة إلى عثمان باعتبار انه الذى أظهره قال بعض كنت‬
‫أعجب من عثمان في جمعه وترتيبه القرآن وتقسيمه على القراء السبع مع كمال‬
‫الصعوبة ثم اطلعت أنه كان يكتب ما يكتب بالنظر إلى اللوح المحفوظ اه ويمنعه‬
‫البعض ولعل سنده الحديث الذى أخرجه أبوالشيخ فان اللوح المحفوظ معلق‬
‫بالعرش فاذا أراد ال أن يوحى لنبى كتب في اللوح المحفوظ فيجئ اللوح حتى يقرع‬
‫جبهة اسرفيل فينظر فيه فاذا كان لهل السماء دفعه إلى ميكائيل وان كان‬
‫لهل الرض دفعه إلى جبريل فأول من يحاسب يوم القيامة اللوح الخ قلت هذا‬
‫الحديث يقبل التأويل لورود حديث ان أول من يحاسب جبريل لنه كان أمين ال‬
‫في وحيه إلى رسله وأيضا ورد أن النطفة اذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه فقال [ * ] =‬
‫‪/‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫في معرض الكرامات وانما تمتاز عن المعجزات بخلوها عن دعوى النبوة نعم قد‬
‫يرد في بعض المعجزات نص على أن أحدا ل يأتى بمثله أصل كالقرآن وهو ل ينافى‬
‫الحكم بأن كل معجزة لنبى جاز أن تكون كرامة لولى لن المتناع هنا لعارض انتهى‬
‫ومثله السراء والعروج يقظة بالروح والجسد وعلم الخمس التى استأثر ال بحقيقتها‬
‫والروح * ( تنبيه ) * ذكر العارف بال تعالى الشيخ عبدالوهاب الشعرانى في‬
‫كتابه الجواهر والدرر أن بعض مشايخه ذكر له أن ال تعالى يوكل بقبر الولى ملكا‬
‫يقضى حوائج الناس كما وقع للمام الشافعى والسيدة نفيسة وسيدى أحمد البدوى‬
‫رضى ال تعالى عنهم يعنى في انقاذ السير من يد من أسره من بلد الفرنج وتارة‬
‫يخرج الوليل من قبره بنفسه ويقضى حوائج الناس لن للولياء النطلق‬
‫في البرزخ والسراح لرواحهم اه تحقيق قوله وتارة يخرج الولى من قبره الخ‬
‫ان الذى عليه المحققون من الصوفية ان المر في عالم البرزخ والخرة على‬
‫خلف عالم الدنيا فينحصر النسان في صورة واحدة يعنى في عالم الدنيا المسمى بعالم‬
‫الشهادة ال الولياء كما نقل عن قضيب البان أنه رؤى في صور مختلفة وسر ذلك أن‬
‫روحانيتهم غلبت جسمانيتهم فجاز أن يرى في صور كثيرة وحمل عليه قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم لبى بكر لما قال وهل يدخل أحد من تلك البواب كلها قال نعم‬
‫وأرجو أن تكون منهم وقالوا ان الروح اذا كانت كلية كروح نبينا صلى ال‬
‫عليه وسلم ربما تظهر في صورة سبعين ألف صورة ذكر ذلك المحقق ابن أبى‬
‫جمرة فاذا جاز لرواح الولياء عدم النحصار في صورة واحدة في عالم الدنيا فترى‬
‫* ( هامش ) * = أى رب ذكر أم أنثى شقى أم سعيد ما الجل ماالثر بأى أرض يموت فيقال انطلق‬
‫إلى أم الكتاب فانك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد قصتها في أم الكتاب تخلق‬
‫فتأكل رزقها وتطؤ أثرها فاذا جاء أجلها قبضت فدفنت في المكان الذى قدر لها‬
‫وهذا دليل على اطلع غير اسرافيل على اللوح المحفوظ وال أعلم بالصواب اه منه [ * ]‬
‫‪/‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫في صور مختلفة لغلبة روحانيتهم جسمانيتهم فأحرى أن ل تنحصر أرواحهم في صورة‬
‫واحده في عالم البرزخ الذى الروح فيه أغلب على الجسمانية وقالوا أيضا الولى اذا‬
‫تحقق في الولية مكن من التصور في صور عديدة وتظهر روحانيته في وقت واحد في‬
‫جهات متعددة فالصورة التى ظهرت لمن رآها حتى والصورة التى رآها آخر في مكان‬
‫آخر في ذلك الوقت حق ول يلزم من ذلك وجود شخص في مكانين في وقت واحد لن‬
‫فيما هنا تعدد الصور الروحانية ل الجسمانية فاذا جاز للروح أن ترى في صور عديدة في‬
‫دارالدنيا لمن تحقق في الولية فأحرى ان ترى في صور عديدة في عالم البرزخ الذى الغلبة‬
‫فيه للرواح على الجسام ويقوى ذلك ما ثبت في السنة وصح أن النبى صلى ال‬
‫عليه وسلم رأى موسى قائما يصلى في قبره ليلة السراء ورآه في السماء السادسة تلك‬
‫الليلة وقد أثبت السادة الصوفية عالما متوسطا بين الجساد والرواح سموه عالم‬
‫المثال وقالوا هو ألطف من عالم الجساد وأكثف من عالم الرواح وبنوا على ذلك‬
‫تجسد الرواح وظهورها في صور مختلفة من عالم المثال وقد يستأنس لذلك‬
‫من قوله تعالى فتمثل لها بشرا سويا فتكون الروح كروح جبريل عليه السلم‬
‫مثل في وقت واحد مدبرة لشبحه ولهذا الشبح المثالى فاذا جاز تجسد الرواح‬
‫وظهورها في صور مختلفة من العالم المثالى في عالم الدنيا ففى البرزخ أولى وعلى‬
‫هذا فالذى يخرج من القبر الشبح المثالى هذا تحقيق المقام وليس وراء عبادان مقام‬
‫هذا وقد ذكر الشيخ عبدالوهاب الشعرانى في طبقاته في ترجمة القطب سيدى شمس‬
‫الدين الحنفى أنه قال في مرض موته من كان له حاجة فليأت إلى قبرى ويطلب حاجته‬
‫أقضيها له فان ما بينى وبينه غير ذراع من تراب وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع‬
‫من تراب فليس برجل انتهى قال بعض الفضلء علم من كونه قاله في مرض موته‬
‫ان ما قال قبل ذلك ونقله عنه أيضا الشيخ عبدالوهاب الشعرانى من أن الولى اذا مات‬
‫انقطع تصرفه في الكون من المداد وان حصل مدد للزائر بعد الموت أو قضاء حاجة‬
‫‪/‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫فهو من ال تعالى على يد القطب صاحب الوقت يعطى الزائر من المدد على قدر‬
‫مقام المزور محمول على أنه قال ذلك قبل أن يعلمه ال بالهام أن الولى يتصرف بعد‬
‫الموت وبهذا حصل التوفيق بين كلمه * ( خاتمة ) * من جملة الكرامات الخبار ببعض‬
‫المغيبات والكشف وهو درجات تخرج عن حد الحصر وذلك موجود الن بكثرة‬
‫ول يعارضه قوله تعالى عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا ال من ارتضى من رسول‬
‫لنا ل نسلم عموم الغيب فيجوز أن يخص بحال القيامة بقرينة السياق والمراد‬
‫سلب العموم نححو لم يقسم كل انسان ل عموم السلب نحو كل انسان لم يقسم ول يعارضه‬
‫أيضا قوله تعالى قل ل يعلم من في السموات والرض الغيب ال ال ووجه عدم‬
‫المعارضة أن علم الولياء انما هو باعلم ال لهم وعلمنا بذلك انما هو باعلمهم لنا‬
‫وهذا غير علم ال الذى تفرد به وهو صفة من صفاته القديمة الزلية الدائمة المنزهة‬
‫عن التغيير وسمات الحدوث والنقص والمشاركة والنقسام بل هو علم واحد علم‬
‫به جميع المعلومات كلياتها وجزئياتها كان أو ما يكون أو ما جاز أن يكون ليس‬
‫بضرورى ول كسبى ولحادث بخلف علم سائر الخلق فعلم ال الذى تمدح به‬
‫وأخبر في اليتين المذكورتين أنه ل يشاركه فيه أحد واحد فل يعلم الغيب ال هو‬
‫ومن سواه ان علموا جزئيات منه فباعلم ال واطلعه لهم وحينئذ ل يطلق‬
‫أنهم يعلمون الغيب اذ ل صفة لهم يقتدرون بها على الستقلل بعلمه وأيضا هم‬
‫ما علموا وانما اعلموا وأيضا هم ما علموا غيبا مطلقا لن من أعلم بشئ منه تشاركه فيه‬
‫الملئكة أو نظراؤه ممن اطلع ثم اعلم ال للولياء ببعض المغيبات ل يستلزم‬
‫محال بوجه فانكار وقوعه عناد ومن البداهة أنه ل يؤدى إلى مشاركتهم له تعالى‬
‫فيما تفرد به من العلم الذى تمدح به واتصف به في الزل وفيما ل يزال واذا كان كذلك‬
‫فل بدع في ان ال تعالى يطلع بعض أوليائه على بعض المغيبات فان ذلك أمر ممكن‬
‫جائز عقل وشرعا وواقع نقل عن جمهورأهل السنة والجماعة من الفقهاء‬
‫‪/‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫والمحدثين والصوليين فانهم نصوا على ثبوت كرامات الولياء وأنها جائزة وواقعة‬
‫بجميع أنواع خوارق العادات ل فارق بينها وبين المعجزة ال التحدى ودعوى النبوة‬
‫فمن الخبار بالمغيبات اخبار الصديق رضى ال تعالى عنه في مرض موته بولد يولد‬
‫بعده ثم أنثى اذا تقرر هذا فما وقع في الفتاوى البزازية من قوله قال علماؤنا من قال‬
‫أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر انتهى يعنى تعلم الغيب بقرينة السياق‬
‫مشكل اذ ل يكفر بمجرد هذا القول مع احتمال التأويل لما في التتار خانية ل يكفر‬
‫بالمحتمل لن الكفر نهاية في العقوبة فيستدعى نهاية في الجناية ومع الحتمال‬
‫ل نهاية اه وفى شرح الهداية للمحقق كمال الدين بن الهمام بعد سرد كثير من‬
‫ألفاظ التكفير والذى تحرر أنه ل يفتى بتكفير مسلم أمكن حمل كلمه على محمل‬
‫حسن أو كان في كفره اختلف ولو رواية ضعيفة انتهى وهو مأخوذ من الخلصة‬
‫وغيرها اذا كان في المسألة وجوه توجب التكفير ووجه واحد ل يوجبه فعلى‬
‫المفتى أن يميل لعدم التكفير اه قال في النهر غير أنه يجوز أن يراد بالوجوه القوال‬
‫أو الحتمالت لكن يؤيد الول ما في الصغرى الكفر شئ عظيم فل اجعل المؤمن‬
‫كافرا متى وجدت رواية انه ل يكفر اه أقول هذا ل يقتضى أن يراد بالوجوه في كلم‬
‫الخلصة القوال فقط بل الوجوه في كلمه مستعملة في كل منهما أخذا من قول ابن‬
‫الهمام أمكن حمل كلمه على محمل حسن أو كان في كفره اختلف وفى جامع‬
‫الفصولين روى الطحاوى عن أصحابنا ل يخرج الرجل من اليمان ال بجحوده‬
‫ما أدخله فيه ثم ما يتبين أنه ردة حكم بها وما يشك انه ردة ل يحكم بها اذ السلم الثابت‬
‫ل يزول بشك مع ان السلم يعلو فينبغى للعالم اذا رفع إليه هذا أن ل يبادر بتكفير‬
‫أهل السلم مع أنه يقضى بصحة اسلم المكره ثم قال قدمت هذه المقدمة لتصير‬
‫ميزانا فيما نقلته من هذا الفصل من المسائل فانه قد ذكر في بعضه أنه يكفر مع أنه‬
‫‪/‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ /‬صفحة‬
‫ل يكفر على قياس هذه المقدمة فليتأمل انتهى نعم من اعتقد أنه يعلم ما استأثر ال‬
‫بعلمه فهو كافر ل محالة وقد وردت النصوص المتظافرة الدالة على علم الموتى وسؤالهم‬
‫في القبر ونعيمهم وعذابهم وتزاورهم وندب زيارتهم والسلم عليهم وخطابهم خطاب‬
‫الحاضرين العاقلين وعلمهم أحوال أهل الدنيا يسرون ببعضها ويساؤن ببعضها‬
‫وأنه يؤذيهم ما يؤذى الحى وغير ذلك مما يطول ذكره ول يمكن استقصاؤه وفى هذا‬
‫القدر كفاية لمن أذعن وسلم وال بأحوال أوليائه أعلم قد برزت هذه المجلة من‬
‫العدم إلى الوجود بعون ال المحمود بعد أن نقلت اطوارها في مشيئة النظار‬
‫وتكامل ميلدها في مطارح الفكار في أوائل جمادى الثانية من شهور‬
‫احدى وتسعين وألف أحسن ال تقضيها وبارك لنا في‬ ‫‪1091‬‬ ‫سنة‬
‫التى تليها على يد مؤلفها ومقررها الفقير في فنون الفضلء‬
‫الحقير في عيون النبلء السيد أحمد بن السيد محمد‬
‫الحسينى الحنفى الحموى فسح ال في مدة من‬
‫كان سببا في كتابته ورحم ال‬
‫المؤلف وال اعلم‬
‫بالصواب واليه‬
‫المرجع‬
‫والمآب‬
‫( تم )‬
‫الحموى ‪ -‬احمد بن السيد محمد مكى الحسينى الحموى‬
‫شهاب الدين المصرى الحنفى المدرس بالمدرسة السليمانية والحسنية‬
‫ثمان وتسعين والف‬ ‫‪1098‬‬ ‫بمصر القاهرة توفى سنة‬

You might also like