You are on page 1of 63

‫كتاب التوهم‬

‫) توهم حال أهل النار ‪ ،‬وتوهم حال أهل الجنة (‬


‫للحارث المحاسبي‬
‫أب عبد ال الاحرث بن أسد الاحسب‬
‫توفي سنة ‪ 243‬هـ‬

‫تحقيق المستعصم بال أبي هريرة‬


‫مصطفى بن علي بن عوض جعفر‬

‫‪1‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫إن الحمد لله ‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بالله من‬


‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهدي الله فهو المهتد ‪،‬‬
‫ومن يضلل فلن تجد له وليا ا مرشدا ا ‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ‪ ،‬هازم الحزاب وحده ‪ ،‬ناصر‬
‫دينه ولو كره الكافرون ‪.‬‬
‫وأشهد أن محمدا ا عبد الله ورسوله ‪ ،‬أدى أمانة ربه ‪ ،‬وبلللغ‬
‫الرسالة ‪ ،‬فجزاه الله أعظم الخير كله ‪ .‬ثم أما بعد ‪.‬‬
‫في وقت تطغى فيه الماديات ‪ ،‬وتزداد فيه بريللق الفتللن ‪،‬‬
‫ويعم ظهور الفساد فللي الللبرر والبحللر حللتى يكللاد أن يصللل إلللى‬
‫منتهاه ‪ ،‬أقول في وقت مثل هذا فإنه ينبغي أن يكون لنا وقفة‬
‫ووقفات للذكرى وللعودة وللنابة ‪ ،‬فإنه يجب علللى المسلللم أن‬
‫يتجلللد ويتصللبر بللالله ‪ ،‬وأن يملللئ قلبلله باليمللان ‪ ،‬ومللا يسللبب‬
‫اليمان ‪ ،‬وما يحفظه ‪.‬‬
‫وإن من أعظم المثبتات الذكرى ‪ ،‬فإن النسان مأتاه من أحد‬
‫البلييتين ‪ ،‬النسيان أولهما ‪ ،‬وثانيهما الفتور وعدم العللزم ‪ ،‬فقللد‬
‫قال ربنا ‪ ،‬وهو أصدق القائلين ﴿ ولقد عهدنا إلللى آدم مللن قبللل‬
‫فنسي ولم نجد له عزما ا ﴾‪. 1‬‬
‫فإن الذي ينسى لماذا يطيع الله ‪ ،‬أو لماذا يسير في طريق ما‬
‫‪ ،‬فإنه يدخله السآمة والفتور عن اللتزام أو السير ‪ ،‬فسريعا ا ما‬
‫يحدث له النقلب على عقبيه ﴿ ومللن ينقلللب علللى عقللبيه فلللن‬
‫يضر الله شيئا ا ﴾‪. 2‬‬
‫ولن أمر النسيان من أعظم ما يهدم المسلم ‪ ،‬فللإن أعللداء‬
‫الله باختلفا مللهم وألسنتهم دائما ا يحللاربون الللدعوة والتللذكير‬
‫بأمر الله تعالى ‪.‬‬
‫ولما كان هذا مأربهم ‪ ،‬كانت العودة إلى التذكر لزاما ا على‬
‫المسلم ‪ ،‬بل والسعي إليهللا والهرولللة ‪ .‬فلإن ربنلا الكريلم قلال‬
‫﴿ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ﴾‪. 3‬‬
‫وإن أعظم الذكرى ما ورد عن الله تعالى في كتابه ‪ ،‬فانظر‬
‫إلللى مللا قللال الللله تعللالى ﴿ إن عللذاب ربللك لواقللع ‪ ،‬مللا للله مللن‬
‫دافع ﴾‪ ، 4‬وانظر إلى قوله ﴿ أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم‬
‫القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون ﴾‪. 5‬‬

‫طه ‪. 115/‬‬ ‫‪1‬‬

‫آل عمران ‪. 144/‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذاريات ‪. 55/‬‬ ‫‪3‬‬

‫الطور ‪. 8 ،7‬‬ ‫‪4‬‬

‫الزمر ‪. 24/‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫ثم انظر إلى ما جاء عن النبي ‪ r‬من طريق صحيح ‪.‬‬
‫ثم إنه ومن قبيل ﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾‪ ، 6‬فإننا‬
‫قد وجدنا لقوم ذكر وخوفا من الله ‪ ،‬وكلمللات فللي التللذكير قللد‬
‫وافقت ما أنزل الله ‪ ،‬فكانت هذه الكلمات رسللالة لنللا تللبين لنللا‬
‫م بكوا من خشلليت الللله ‪.‬‬ ‫كيف خشع هؤلء لله الواحد القهار ؟ ل ل م‬
‫كما كانت رسالة لنا تقول ‪:‬‬
‫هل هم أولى بالله منا ؟‬
‫هل نحن مستغنون عن الله ‪ ،‬وهم إليه فقراء ؟‬
‫تقول لنا ‪ :‬أن ما فعلوه كان في وسع طاقتهم ‪ ،‬فما ينبغي أن‬
‫م ي يعللرض النسللان عللن‬ ‫نفعله ل وهو الخشية للل فللي وسللعنا ‪ ،‬فل للل م‬
‫التذكرة والنابة ؟ !!‬
‫وإن من الكتب الللتي أحللدثت عنللدي ذكللرى وأحسسللت فللي‬
‫قراءته بموعظة بليغة ‪ ،‬كتاب أحسست في قراءته ‪:‬‬
‫كأنني في الجنة وفي نعيمها ل والجنة أعظم نعيما ا مللن ذلللك للل ‪،‬‬
‫فازددت لها شوقا ا ‪ ،‬وازداد يقيني بأن ما عند الله خير ممللا ذكللر‬
‫صاحب الكتاب ‪ ،‬فكيف بما عند الله ؟!!‬
‫ثم وجدت الكتاب نقلني إلى النار وما فيها من عذاب ‪ ،‬فكأني‬
‫أراها وكأني بداخلها ل أسللأل الللله لللي ولكللم السلللمة للل فلازداد‬
‫يقيني بأنني ل طاقة لي بها ‪ ،‬وأنها كمللا جللاء فللي الحللديث‪" : 7‬‬
‫قال ‪ :‬فمم يتعوذون ؟ قال ‪ :‬يقولون ‪ :‬من النار ‪ .‬قال ‪ :‬يقللول ‪:‬‬
‫وهل رأوها ؟ قال ‪ :‬يقولون ‪ :‬ل والله يا رب مللا رأوهللا ؟ قللال ‪:‬‬
‫يقول ‪ :‬فكيف لو رأوها ؟ قال ‪ :‬يقولون ‪ :‬لللو رأوهللا كللانوا أشللد‬

‫‪ 6‬المطففين ‪. 26/‬‬
‫وقد أخرج البخاري ح ‪ 6407‬فقال ‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد حللدثنا جريللر عللن‬ ‫‪7‬‬

‫العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ‪ " : r‬إن لله ملئكة‬
‫يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما ا يذكرون الله تنللادوا‬
‫هلمللوا إلللى حللاجتكم قللال ‪ :‬فيحفللونهم بللأجنحتهم إلللى السللماء الللدنيا قللال ‪:‬‬
‫فيسألهم ربهم وهو أعلم ‪ :‬منهم ما يقللول عبللادي ‪ .‬قللال ‪ :‬تقللول ‪ :‬يسللبحونك‬
‫ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ‪ .‬قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬هل رأوني ؟ قال ‪ :‬فيقولون‬
‫‪ :‬ل والله ما رأوك ؟ قلال ‪ :‬فيقلول ‪ :‬وكيلف ل و رأون ي ؟ قلال ‪ :‬يقول ون ‪ :‬ل و‬
‫رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا ا وأكثر لللك تسللبيحا ا ‪ .‬قللال ‪ :‬يقللول ‪:‬‬
‫فما يسألونني ؟ قال ‪ :‬يسللألونك الجنللة ‪ .‬قللال ‪ :‬يقللول ‪ :‬وهللل رأوهللا ؟ قللال ‪:‬‬
‫يقولون ‪ :‬ل والله يا رب ما رأوها ‪ .‬قال ‪ :‬يقول ‪ :‬فكيف لو أنهلم رأوهللا ؟ قلال‬
‫يقولون ‪ :‬لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ا وأشللد لهللا طلبللا ا وأعظللم فيهللا‬
‫رغبة ‪ .‬قال ‪ :‬فمم يتعوذون ؟ قال ‪ :‬يقولون مللن النللار ؟ قللال ‪ :‬يقللول ‪ :‬وهللل‬
‫رأوها ؟ قال ‪ :‬يقولون ‪ :‬ل والللله يللا رب مللا رأوهللا ‪ .‬قللال ‪ :‬يقللول ‪ :‬فكيللف لللو‬
‫رأوها ؟ قال ‪ :‬يقولون ‪ :‬لو رأوها كللانوا أشللد منهللا فللرارا ا وأشللد لهللا مخافللة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فيقول ‪ :‬فأشهدكم أني قد غفرت لهم ‪ .‬قال ‪ :‬يقول ملك من الملئكة ‪:‬‬
‫فيهم فلن ليس منهم إنمللا جللاء لحاجللة ‪ .‬قللال ‪ :‬هللم الجلسللاء ل يشللقي بهللم‬
‫جليسهم ‪ .‬رواه شعبة عن العمش ولم يرفعه ‪.‬‬
‫ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ‪. r‬‬

‫‪3‬‬
‫منها فرارا ا وأشللد لهللا مخافللة " ‪ .‬فللازداد قللراري بللالفرار منهللا‬
‫والبعد عنها وأسأل الله العون ‪.‬‬
‫فلمللا وجللدت ذلللك أردت للقللارئ الكريللم أن يكللون معللي مللن‬
‫المقررين الرجوع إلى الله ‪ ,‬وأن نكون سويا ا من المعاهدين الله‬
‫الثبات على أمره ‪ ،‬وأن نكون من الفايرين بكل قوتنا من النار ‪.‬‬
‫وكان هذا الكتاب وهو ) التوهم ( للحللارث المحاسللبي ‪ ،‬فعلقللت‬
‫عليه بعض التعليقات وخدمت ما به من الحللاديث ‪ ،‬ثللم أردت أن‬
‫أذكر الحاديث التي منها سللاق معلومللاته عللن الجنللة أو النللار أو‬
‫أمر الساعة ‪ ،‬فكل هذا غيب ل يستطيع أي عللالم أن يتكلللم فيلله‬
‫بالنظر أو بالفهم ‪ ،‬وإنما هللو غيللب موقللوفا ‪ ،‬فوجللدت أن ذلللك‬
‫سيطيل الكتاب ‪ ،‬فاكتفيت بما ذكرت علللى أن كللل مللا سلليقوله‬
‫عن الجنة ‪ ،‬فإنها أعظم مما قللال فقللد أخللرج البخللاري ح ‪3244‬‬
‫د له عن أبي هريرة رضي الله عنه قللال ‪ :‬قللال رسللول الللله‬ ‫بسن د‬
‫‪ " : r‬قال الله تعالى ‪ :‬أعددت لعبادي الص الحين م ا ل عي ن رأت‬
‫ول أذن سمعت ول خطر علللى قلللب بشللر ‪ .‬فللاقرؤوا إن شللئتم‬
‫﴿ فل تعلللم نفللس مللا أخفللي لهللم مللن قللرة أعيللن ﴾ ‪ ، 8‬وأن مللا‬
‫سيقوله عن الساعة من تخويف فإن الله قال ﴿ والسللاعة أدهللى‬
‫وأمر ﴾ ‪. 9‬‬
‫وما سيقوله عن النار ‪ ،‬فإن الله قال ﴿ ولعذاب الخرة أكبر لللو‬
‫يعلمون ﴾‪ ، 10‬وهكذا ‪...‬‬ ‫كانوا‬
‫وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزانللي يللوم لقللائه ‪ ،‬وأن يتجللاوز‬
‫بذلك عن سيئات أعمالي ‪ ،‬وأن يتقبل مني ‪ .‬فما كان من صواب‬
‫ي ‪ ،‬ومللا كللان مللن خطللأ د فمللن نفسللي ومللن‬ ‫فمن فضل الله عللل ي‬
‫الشيطان ‪ ,‬وأسأل الللله السلللمة وحسللن التوفيللق ﴿ إن أريللد إل‬
‫الصلح ما استطعت وما تللوفيقي إل بللالله عليلله تللوكلت وإليلله‬
‫أنيب ﴾‪. 11‬‬
‫كما أسأل ربي العظيم أن يوحد كلمة المسلمين دائمللا ا ‪ ،‬وأن‬
‫يصرفا عنهم عدوهم ‪ ،‬وأن يجمع شللتات المسلللمين تحللت رايللة‬
‫م في قلوبهم أمللر‬ ‫عظ ي م‬
‫واحدة ‪ ،‬وأن يصرفا عنهم التمزق ‪ ،‬وأن ي ع‬
‫ربهللم وشللعائره ‪ ،‬وأن يعللود المللتردد فللي الخطللأ إلللى عظيللم‬
‫اللتزام ‪ ،‬وإلى كريم الخلق ‪ .‬آمين ‪.‬‬
‫هذا ولم يسعفني الوقت والجهد على مقابلة هذا الكتاب على‬
‫مخطوطة ‪ ،‬فاعتمدت على نسخة مطبوعللة لللدار الللتراث طبعللت‬
‫سنة ‪ 1399‬هل ‪ ،‬فما صححه اعتمدته ‪ ،‬وبينت تصللحيحه أو وصللفه‬

‫السجدة ‪. 17/‬‬ ‫‪8‬‬

‫القمر ‪. 46/‬‬ ‫‪9‬‬

‫الزمر ‪. 26/‬‬ ‫‪10‬‬

‫هود ‪. 88/‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪4‬‬
‫لما وجده على هامش الصل عنده ‪ ،‬لنلله هللو الللذي اطلللع علللى‬
‫أصل الكتاب ‪ ،‬وقد أشرت إلى ذلك بالرمز ) أ ( ‪.‬‬
‫هذا وقد رقمت الحاديث للتوضيح ‪ ،‬مع وضع * أمللام الروايللة‬
‫التي من قول الصحابي موقوفا ا غير أنها مللن الروايللات الللتي ل‬
‫تروى من قبيل الرأي بل هي من قبيل ما يرجح رفعه ‪ .‬ووضعت‬
‫** أمام الرواية التي هي من قول تابعي فأقل وهي مللن قللوله‬
‫لنها ليست من قبيل الرفع ‪ ،‬ول أستطيع أن أقللول أنهللا يرجللح‬
‫رفعهللا لن بعللد الصللدر الول دخلللت روايللات عللن أهللل الكتللاب‬
‫فللاختلط المللر ‪ .‬وراجللع إن تيسللر لللك مقدمللة كتابنللا ) مختصللر‬
‫المصنف لعبد الرزاق ( أو ) مختصر مصنف ابن أبي شيبة ( ‪.‬‬

‫والله الهادي إلى سواء السبيل ‪.‬‬

‫وكتب‬
‫المستعصم بال أبو هريرة‬
‫مصطفى بن علي بن عوض جعفر‬

‫‪5‬‬
‫كلمة عن المؤلف‬

‫الحارث بن أسد المحاسبي‬

‫نعته الذهبي في السير بقوله ‪ :‬الزاهد العارفا شلليخ الصللوفية‬


‫أبللو عبللد الللله الحللارث بللن أسللد البغللدادي المحاسللبي صللاحب‬
‫التصانيف الزهدية ‪.‬‬
‫قال الخطيب ‪ :‬له كتب كثيرة في الزهد وأصول الديانة والرد‬
‫على المعتزلة والرافضة ‪.‬‬
‫قال الجنيد ‪ :‬خلف له أبوه مال ا كثيرا ا فتركه ‪ ،‬وقال ‪ :‬ل يتوارث‬
‫أهل ملتين وكان أبوه واقفيا ا ‪.‬‬
‫قال أبو الحسن بن مقسم ‪ :‬أخبرنا أبو علي بن خيران قال ‪:‬‬
‫رأيت المحاسبي معلقا ا بأبيه ‪ ،‬يقول ‪ :‬طلق أمي فإنك على ديللن‬
‫وهي على غيره ‪.‬‬
‫قال الجنيد ‪ :‬قال لي الحارث ‪ :‬كم تقول عزلتي أنسي ! لو أن‬
‫نصف الخلق تقربوا مني ما وجدت لهللم أنسللا ا ‪ ،‬ولللو أن النصللف‬
‫الخر نأوا عني ما استوحشت ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬المحاسبي كبير القدر وقد دخل في شلليء يسللير مللن‬
‫الكلم فنقم عليه ‪ ،‬وورد أن المام أحمد أثنى على حال الحارث‬
‫من وجه وحذر منه ‪.‬‬
‫قال سعيد بن عمرو البرذعي ‪ :‬شهدت أبا زرعة الرازي وسئل‬
‫عن المحاسبي وكتبه فقال ‪ :‬إياك وهذه الكتب ‪ ،‬هذه كتللب بللدع‬
‫وضللت ‪ ،‬عليك بالثر تجد غنية ‪ ،‬هل بلغكلم أن مالكللا ا والثلوري‬
‫والوزاعي صنفوا في الخطللرات والوسللاوس مللا أسللرع النللاس‬
‫إلى البدع ‪.‬‬
‫قللال ابللن العرابللي ‪ :‬تفقلله الحللارث وكتللب الحللديث وعللرفا‬
‫مذاهب النساك ‪ ،‬وكان من العلم بموضع إل أنه تكلم في مسألة‬
‫اللفظ ومسألة اليمان ‪ ،‬وقيل هجره أحمد فاختفى مدة ‪.‬‬
‫ومات سنة ثلث وأربعين ومئتين ‪ ) .‬أ‪ .‬هل الذهبي باختصار ( ‪.‬‬
‫وقال ابن حجر فللي لسللان الميللزان ‪ :‬الزاهللد المشللهور ‪ .‬وفللي‬
‫التقريب قال ‪ :‬مقبول ‪ .‬ويعني بهذا اللفظ أن أحاديثه إذا تفللرد‬
‫بها ل تقوم مقام الحجة ‪ ،‬وإنما تصلح للعتبار والشواهد ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وكتابه هذا بعيد عن شللأن الصللوفية وعلللم الكلم ‪ ،‬وإنمللا‬
‫هو موعظة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله الواحد القهار ‪ ،‬العظيم الجبار ‪ ،‬الكبير المتعال ‪،‬‬


‫الذي جعلنا للبلوى‪ 12‬والختبار ‪ ،‬وأعد لنللا الجنللة والنللار ‪ ،‬فعظللم‬
‫دكللر ‪ ،‬حللتى يعلللم‬‫لذلك الخطر ‪ ،‬وطال لذلك الحزن لمن عقل وا ي‬
‫أيللن المصللير ‪ ،‬وأيللن المسللتقر ‪ ،‬لنلله قللد عصللى الللرب وخللالف‬
‫المولى ‪ ،‬وأصبح وأمسى بين الغضب والرضا ‪ ،‬ل يدري أيهما قد‬
‫ملله ‪ ،‬وطللال لللذلك حزنلله ‪ ،‬واشللتد‬ ‫حل ووقع له ‪ ،‬فعظم لللذلك غ م‬
‫كربه ‪ ،‬حتى يعلم كيف عند الله حللاله ‪ .‬فللإلى الللله فللارغب فللي‬
‫التوفيق ‪ ،‬وإياه فسل العفو عن الذنوب ‪ ،‬وبه فاستعن فللي كللل‬
‫المور ‪.‬‬
‫ت كيف تقرر عينك ‪ ،‬أو كيف يزايل الوجللل والشلفاق‬ ‫فعجب ي‬
‫ت بعصلليانك غضللبه وعقللابه ‪،‬‬ ‫ت ربك واسللتوجب م‬ ‫قلبك ‪ ،‬وقد عصي م‬
‫ل بللك ‪ ،‬بكربلله وغصصلله ونزعلله وسللكراته ‪،‬‬ ‫والموت ل محالة ناز ل‬
‫فكأنك قد نزل بك وشيكا ا سريعا ا ‪.‬‬
‫ة ل تقوم منها إل إلى‬ ‫ت للموت صرع ا‬ ‫صرع م‬ ‫فتوهم نفسك وقد ي‬
‫هم نفسك في نزع الموت وكربه وغصصه‬ ‫الحشر إلى ربك ‪ ،‬فتو ي‬
‫وسكراته وغمه وقلقه ‪ ،‬وقد بدأ المملك يجذب روحك من قدمك ‪،‬‬
‫ث‬‫ذبه من أسفل قدميك ‪ ،‬ثم تدارك الجذب واستح ي‬ ‫ج ع‬
‫فوجدتم ألم م‬
‫ت مللن أسللفلك‬ ‫جذبت الروح مللن جميللع بللدنك ‪ ،‬فنشللط ع‬ ‫النزع ‪ ،‬و ي‬
‫ة إلى أعلك ‪ ،‬حتى إذا بلغ منك الكللرب منتهللاه ‪ ،‬وعمللت‬ ‫متصاعد ا‬
‫ل محزون مرتقب منتظر‬ ‫آلم‪ 13‬الموت جميع جسمك ‪ ،‬وقلبك وج ل‬
‫للبشرى‪ 14‬من الله عز وجل بالغضب أو الرضا ‪ ،‬وقد علمتم أنه ل‬
‫محيص لك دون أن تسمع إحللدى البشللريين مللن الململلك الموك يللل‬
‫بقبض روحك ‪.15‬‬
‫‪ 12‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] للبلوا [ ‪.‬‬
‫‪ 13‬كذا أثبتها ) أ ( من الهامش ‪.‬‬
‫‪ 14‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] للبشرا [ ‪.‬‬
‫‪ 15‬أخرج المام أحمد في مسنده )‪ : (4/287‬ثنا أبو معاوية قال ثنا العمش عن‬
‫منهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قللال ‪ :‬خرجنللا ملع النلبي ‪ r‬ف ي‬
‫جنازة رجل من النصار فانتهينللا إلللى القللبر ولمللا يلحللد فجلللس رسلول اللله ‪r‬‬
‫وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير ‪ ،‬وفي يده عود ينكت في الرض فرفع‬
‫رأسه فقال ‪ " :‬استعيذوا بالله من عذاب القبر " ‪ .‬مرتيللن أو ثلثللا ا ثللم قللال ‪" :‬‬
‫إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الخللرة ‪ ،‬نللزل إليلله‬
‫ملئكة من السماء بيللض الوجللوه ‪ ،‬كللأن وجللوههم الشللمس ‪ ،‬معهللم كفللن مللن‬
‫أكفان الجنة ‪ ،‬وحنوط من حنوط الجنة ‪ ،‬حتى يجلسوا منه مد البصر ‪ ،‬ثم يجيء‬
‫ملك الموت عليه السلم حتى يجلس عند رأسه فيقول ‪ )) :‬أيتها النفس الطيبة‬
‫أخرجي إلللى مغفللرة مللن الللله ورضللوان (( ‪ .‬قللال ‪ :‬فتخللرج تسلليل كمللا تسلليل‬
‫القطرة من في السقاء ‪ ،‬فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يللده طرفللة عيللن‬
‫حتى يأخذوها فيجعلوهللا فللي ذلللك الكفللن وفللي ذلللك الحنللوط ‪ ،‬ويخللرج منهللا‬
‫كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الرض ‪ .‬قال ‪ :‬فيصعدون بهللا فل يمللرون‬

‫‪7‬‬
‫فبينا أنت في كربك وغمومك وألم الموت بسكراته وشلدة‬
‫حزنك لرتقابك إحدى البشريين من ربك ‪ ،‬إذ نظرتم إلى صللفحة‬
‫دا‬‫وجه ملك الموت بأحسن الصورة أو بأقبحها ‪ ،‬ونظرتم إليلله مللا د‬
‫ت‬‫مللا عللاين م‬‫يده إلى فيك ليخرج روحك من بدنك ‪ ،‬فذلتع نفسللك ل ي‬
‫ت وجه ملك الموت ‪ ،‬وتعلللق قلبللك بمللاذا يفجللأك مللن‬ ‫ذلك وعاين م‬
‫‪16‬‬
‫البشرى منه ‪ ،‬إذا سللمعت صللوته بنغمتلله ‪ :‬أبشللر يللا ولللي الللله‬
‫برضللا الللله وثللوابه ‪ ،‬أو أبشللر يللا عللدو الللله بغضللبه وعقللابه ‪،‬‬
‫فتستيقن حينئللذ بنجاتللك وفللوزك ‪ ،‬ويسللتقر الملر فلي قلبللك ‪،‬‬

‫يعني بها على مل من الملئكة إل قالوا ‪ :‬مللا هللذا الللروح الطيللب ؟ فيقولللون ‪:‬‬
‫فلن بن فلن بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ‪ ،‬حللتى ينتهللوا‬
‫بها إلى السماء الدنيا فيسللتفتحون للله فيفتللح لهللم ‪ ،‬فيشلليعه مللن كللل سللماء‬
‫مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بلله إلللى السللماء السللابعة فيقللول‬
‫الله عز وجل ‪ )) :‬اكتبوا كتاب عبللدي فللي علييللن ‪ ،‬وأعيللدوه إلللى الرض فللإني‬
‫منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى (( ‪ .‬قللال ‪ :‬فتعللاد روحلله‬
‫في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له ‪ )) :‬من ربك (( ؟ فيقللول ‪ :‬ربللي‬
‫الله ‪ .‬فيقولن له ‪ )) :‬ما دينك (( ؟ فيقول ‪ :‬ديني السلم ‪ .‬فيقللولن للله ‪ )) :‬مللا‬
‫هذا الرجل الذي بعث فيكللم (( ؟ فيقللول ‪ :‬هللو رسللول الللله ‪ . r‬فيق ولن ل ه ‪:‬‬
‫)) وما علمك (( ؟ فيقول ‪ :‬قرأت كتاب الله فللآمنت بلله وصللدقت ‪ .‬فينللادي منللاد‬
‫في السماء ‪ )) :‬أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا‬
‫له باب ا ا إلى الجنة ‪ .‬قال ‪ :‬فيأتيه من روحها وطيبهللا ويفسللح للله فللي قللبره مللد‬
‫بصره ‪ .‬قال ‪ :‬ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ‪ :‬أبشر‬
‫بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ؟ فيقول له ‪ :‬من أنللت فوجهللك الللوجه‬
‫يجيء بالخير ؟ فيقول ‪ :‬أنللا عملللك الصللالح ‪ .‬فيقللول ‪ :‬رب أقللم السللاعة حللتى‬
‫أرجع إلى أهلي ومالي ‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبللال ملن الخلرة‬
‫نزل إليه من السماء ملئكة سللود الوجللوه معهللم المسللوح فيجلسللون منلله مللد‬
‫البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ‪ )) :‬يللا أيتهللا النفللس‬
‫الخبيثللة اخرجللي إلللى سللخط مللن الللله وغضللب ‪ .‬قللال ‪ :‬فتفللرق فللي جسللده‬
‫فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوفا المبلللول ‪ ،‬فيأخللذها ‪ .‬فللإذا أخللذها لللم‬
‫يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منهللا كللأنتن‬
‫ريح جيفة وجدت على وجه الرض ‪ .‬فيصعدون بها فل يمرون بها على مل مللن‬
‫الملئكة إل قالوا ‪ :‬مللا هللذا اللروح الخللبيث ؟ فيقولللون ‪ :‬فلن بللن فلن بأقبلح‬
‫أسمائه التي كان يسللمى بهللا فللي الللدنيا حللتى ينتهللي بلله إلللى السللماء الللدنيا‬
‫فيستفتح له فل يفتح له ‪ ،‬ثم قرأ رسول الله ‪ ﴿ r‬ل تفتح لهم أبواب الس ماء ول‬
‫يدخلون الجنة حتى يلللج الجمللل فللي سللم الخيللاط ﴾ ‪ ،‬فيقللول الللله عللز وجللل ‪:‬‬
‫)) اكتبوا كتابه في سجين في الرض السفلى (( ‪ .‬فتطرح روحه طرحللا ا ثللم قللرأ‬
‫﴿ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في‬
‫مكان سحيق ﴾ فتعاد روحه في جسده ويللأتيه ملكللان فيجلسللانه فيقللولن للله ‪:‬‬
‫)) من ربك (( ؟ فيقول ‪ :‬هاه هاه ل أدري ‪ .‬فيقولن له ‪ )) :‬ما دينك (( ؟ فيقول ‪:‬‬
‫هاه هاه ل أدري ‪ .‬فيقولن له ‪ )) :‬ما هذا الرجل الذي بعللث فيكللم (( ؟ فيقللول ‪:‬‬
‫هاه هاه ل أدري ‪ .‬فينللادى منللاد مللن السللماء أن كللذب فافرشللوا للله مللن النللار‬
‫وافتحوا له بابا ا إلى النار فيأتيه من حرها وسللمومها ويضلليق عليلله قللبره حللتى‬
‫تختلف فيه أضلعه ‪ ،‬ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقللول ‪:‬‬
‫أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الللذي كنللت توعللد ‪ .‬فيقللول ‪ :‬مللن أنللت فوجهللك‬
‫الوجه يجيء بالشر ؟ فيقول ‪ :‬أنا عملك الخبيث ‪ .‬فيقول ‪ :‬رب ل تقم الساعة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فتطمئن إلى‪ 17‬الله نفسك ‪ ،‬أو تستيقن بعطبك وهلكك ‪ ،‬ويحل‬
‫الياس قلبك ‪ ،‬وينقطع من الله عز وجل رجاؤك وأملك ‪ ،‬فيلللزم‬
‫م والحزن أو الفرح والسرور قلمبك ‪ ،‬حين انقضت‬ ‫حينئذ غاية اله ر‬
‫من الللدنيا مللدتك ‪ ،‬وانقطللع منهللا أثللريك ‪ ،‬وحيملللتم إلللى دار مللن‬
‫سلف من المم قبلك ‪.‬‬
‫ملئ حزنا ا‬‫فتوهم نفسك حين استطار قلبك فرحا ا وسرورا ا ‪ ،‬أو ي‬
‫عبرة ‪ ،‬بفترة القبر وهول مطلعه ‪ ،‬وروعة الملكين وسؤالهما‬ ‫و م‬
‫فيه عن إيمانك بربك ‪ ،‬فمثبت من الله جل ثناؤه بالقول الثللابت‬
‫ك مخذول ‪.‬‬ ‫أو متحرير شا ك‬
‫فتللوهم أصللواتهما حيللن يناديانللك لتجلللس لسللؤالهما إيللاك‬
‫ليوقفاك على مسائلتهما ‪ ،‬فتللوهم جلسللتك فللي ضلليق لحللدك ‪،‬‬
‫وقد سقطت أكفانك على حقويك‪ ، 18‬والقطنة مللن عينيللك عنللد‬
‫قدميك ‪.19‬‬

‫والحللديث صللحيح ‪ ،‬فللله طللرق فقللد أخرجلله أبللو داود ) ‪،4/239‬لل ‪ (240‬ح ‪،4753‬‬
‫‪ ، 4754‬وأحمد )‪ ، (295 ،288 ،4/287‬والحاكم في مستدركه )‪ (1/93‬ح ‪) ، 107‬‬
‫‪ (1/95‬ح ‪،109‬لل ‪ (1/97) ، 110‬ح ‪،113‬لل ‪ (1/208) ، 114‬ح ‪ ، 414‬وأبللو داود‬
‫الطيالسي ص ‪ 102‬ح ‪ ، 753‬والطبراني في الحاديث الطللوال ص ‪ 238‬ح ‪، 25‬‬
‫كما أخرجه مختصرا ا أبو داود ح ‪ ، 3212‬والنسائي في المجتللبى )‪ ، (4/78‬وفللي‬
‫الكبرى ح ‪ ، 2128‬وابن ماجة ح ‪ ، 1549‬وأحمد )‪ ، (4/297‬وانظر تحقيقنا لكتاب‬
‫)) الثبات عند الممات (( لبن الجوزي طبعة )) دار الجيل (( ص ‪. 143‬‬
‫‪ 16‬وأخرج المام أحمد في مسنده )‪ (2/364‬حدثنا ] حسين [ بللن محمللد حللدثنا‬
‫ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبللي هريللرة‬
‫عن النبي ‪ r‬أنه قال ‪ " :‬إن المي ت تحض ره الملئك ة ف إذا ك ان الرج ل الص الح‬
‫قالوا ‪ )) :‬اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجللي حميللدة‬
‫وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان (( ‪ .‬قال ‪ " :‬فل يزال يقللال ذلللك حللتى‬
‫تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال ‪ :‬من هذا ؟ فيقال ‪ :‬فلن ‪.‬‬
‫فيقولون ‪ :‬مرحبا ا بالنفس الطيبللة كللانت فللي الجسللد الطيللب ‪ ،‬ادخلللي حميللدة‬
‫وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان ‪ .‬قال ‪ :‬فل يزال يقال لها حتى ينتهي‬
‫بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل ‪.‬‬
‫وإذا كان الرجل السوء قالوا ‪ :‬اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد‬
‫الخبيث اخرجي ذميمللة وأبشللري بحميللم وغسللاق وآخللر مللن شلكله أزواج ‪ .‬فل‬
‫يزال حتى يخرج ثم يعرج بها إلللى السللماء فيسللتفتح لهللا فيقللال ‪ :‬مللن هللذا ؟‬
‫فيقال ‪ :‬فلن ‪ .‬فيقال ‪ :‬ل مرحبا ا بالنفس الخبيثة كللانت فللي الجسللد الخللبيث ‪،‬‬
‫ارجعي ذميمة فإنه ل يفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلللى‬
‫القبر ‪.‬‬
‫وإسناده صحيح ‪ ،‬فرجاله كلهم ثقلات رجلال الكتلب السللتة ‪ .‬ولفلظ ] حسللين [‬
‫تحرفا في المسند إلى ] حسن [ ‪ ،‬والصواب حسين وهو حسين بللن محمللد بللن‬
‫بهرام ‪.‬‬
‫والحديث أخرجه أيضا ا ابن ماجة ح ‪ ، 4262‬والنسائي في الكبرى ح ‪. 11442‬‬
‫‪ 17‬قال ) أ ( ‪ :‬ناقص من الصل ‪.‬‬
‫حقو وهو موضع شد المزار ‪.‬‬ ‫‪ 18‬ال م‬
‫‪ ﴿ 19‬يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة ويضللل‬
‫الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ﴾ ‪ .‬سورة إبراهيم ‪. 27 /‬‬

‫‪9‬‬
‫فتللوهم ذلللك ثللم شخوصللك ببصللرك إلللى صللورتهما وعظللم‬
‫أجسامهما ‪ ،‬فللإن رأيتمهمللا بحسللن الصللورة أيقللن قلبللك بللالفوز‬
‫والنجاة ‪ ،‬وإن رأيتمهما بقبح الصورة أيقن قلبك بالهلك والعطب‬
‫‪.‬‬
‫فتوهم أصواتهما وكلمهما بنغماتهما وسؤالهما ‪ ،‬ثم هو تثبيت‬
‫الله إياك إن ثيبتك ‪ ،‬أو تحييره‪ 20‬إن خذلك ‪.‬‬
‫فتوهم جوابك باليقين أو بالتحي رر أو بالتلديد‪ 21‬والشك ‪ ،‬وتوهم‬
‫إقبالهمللا عليللك إن ثبتللك الللله عللز وجللل بالسللرور وضللربهما‬
‫بأرجلهما جوانب قبرك بللانفراج القللبر عللن النللار بضللعفك ‪ .‬ثللم‬
‫توهم النللار وهللي تتأجللج‪ 22‬بحريقهللا ‪ ،‬وإقبالهللا عليللك بللالقول ‪،‬‬
‫وأنت تنظر إلى ما صرفا الله عنك فيللزداد لللذلك قلبللك سللرورا ا‬
‫وفرحا ا ‪ ،‬وتوقن بسلمتك من النار بضعفك ‪.‬‬
‫ثم توهم ضربهما بأرجلهما جوانب قبرك‪ ، 23‬وانفراجه عن الجنة‬
‫بزينتها ونعيمها وقولهما لك ‪ :‬يا عبد الله ‪ ،‬انظر إلى ما أعدي الله‬
‫لك ‪ ،‬فهذا منزلك وهذا مصيرك ‪. 24‬‬
‫فتوهم سرور قلبك وفرحك بما عاينت من نعيم الجنان وبهجة‬
‫ملكها ‪ ،‬وعلمك أنللك صللائر إلللى مللا عللاينت مللن نعيمهللا وحسللن‬
‫بهجتها ‪.‬‬
‫وإن تكن الخرى فتوهم خلفا ذلك كله من النتهار لك ‪ ،‬ومن‬
‫معاينتك الجنة وقولهمللا لللك‪ : 25‬انظللر إلللى مللا حرمللك الللله عللز‬
‫د الللله لللك ‪،‬‬
‫وجل ‪ ،‬ومعاينتك النار وقولهما لك ‪ :‬انظر إلى ما أع ي‬

‫‪ 20‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] تحيره [ ‪.‬‬


‫دي العنق‬ ‫فت يمينا ا وشمال ا تحريرا ا مأخوذ من ملدي م‬
‫دد التل ر‬ ‫‪ 21‬قال في النهاية ‪ :‬اليتل م‬
‫وهما صفحتاه ‪.‬‬
‫م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ج صللوت النللار ‪.‬‬ ‫جيلل ي‬
‫ت صوت لهبهللا ‪ ،‬فال ل‬ ‫جيجا ا لإذا سمع م‬
‫جأ ل‬ ‫ج وت م ي‬
‫ؤ ر‬ ‫ت النار ت مئ ل ر‬‫ج ل‬
‫‪ 22‬أ ي‬
‫اللسان بتصرفا ‪.‬‬
‫‪ 23‬قال ) أ ( ‪ :‬كذا في الهامش ‪ ،‬وفي الصل ‪ :‬القبر ‪.‬‬
‫‪ 24‬أخرج مسلم )‪ (4/2200‬ح ‪ 2870‬من حديث أنس قال ‪ :‬قال نبي الله ‪ " : r‬إن‬
‫العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنلله ليسللمع قللرع نعللالهم قللال ‪" :‬‬
‫يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولن له ما كنت تقول في هذا الرجللل ؟ قللال ‪ :‬فأمللا‬
‫المؤمن فيقول ‪ :‬أشهد أنلله عبللد الللله ورسللوله ‪ .‬قللال فيقللال للله ‪ :‬انظللر إلللى‬
‫مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا ا من الجنة " ‪ .‬قال نبي الللله ‪ r‬فيراهم ا‬
‫جميعا ا " ‪.‬‬
‫قال قتادة ‪ :‬وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سللبعون ذراعللا ا ويمل عليلله خضللرا ا‬
‫إلى يوم يبعثون ‪.‬‬
‫والحديث أخرجه البخاري ح ‪ ، 1374 ، 1338‬وأبو داود ح ‪ ، 4751‬والنسائي في‬
‫المجتلبى )‪ ، (4/97‬وف ي الكلبرى )‪ (1/659‬ح ‪ ، 2178‬وأحملد )‪،3/126‬لل ‪، (233‬‬
‫وابن حبان )‪ (7/390‬ح ‪ ، 3120‬والبيهقي )‪ (4/80‬ح ‪ ، 7009‬وعبد بللن حميللد ص‬
‫‪ 356‬ح ‪. 1180‬‬
‫‪ 25‬أثبته ) أ ( من الهامش ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فهذا منزلك ومصيرك ‪ .26‬فأعظم بهذا خطرا ا ‪ ،‬وأعظم بلله عليللك‬
‫ما وحزنا ا ‪ ،‬حتى تعلم أي الحالتين في القبر حالللك ‪،‬‬ ‫في الدنيا غ د‬
‫ثللم الفنللاء والبلء بعللد ذلللك ‪ ،‬حللتى تنقطللع الوصللال ‪ ،‬فتفنللى‬
‫عظامك ‪ ،‬ويبلى‪ 27‬بدنك ‪ ،‬ول يبلى الحزن أو الفرح مللن روحللك ‪،‬‬
‫متطلعا ا للقيام عند النشور إلى غضب الله عز وجل وعقللابه ‪ ،‬أو‬
‫إلى رضا الله عز وجل وثللوابه ‪ ،‬وأنللت مللع توقللع ذلللك معروضللة‬
‫روحك على منزلك من الجنة أو مأواك مللن النللار ‪ ،‬فيللا حسللرات‬
‫روحك وغمومها ‪ ،‬ويا غبطتها وسرورها ‪.‬‬
‫أخرج ابن ماجة )‪ (2/1426‬ح ‪ 4268‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنللا شللبابة‬ ‫‪26‬‬

‫عن ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء علن سلعيد بلن يسللار علن أبلي‬
‫هريرة عن النبي ‪ r‬قال ‪ " :‬إن الميت يصير إلى القبر ‪ ،‬فيجلس الرج ل الص الح‬
‫في قبره غير فزع ول مشعوفا ثم يقال له ‪ :‬فيللم كنللت ؟ فيقللول ‪ :‬كنللت فللي‬
‫السلم ‪ .‬فيقللال للله ‪ :‬مللا هللذا الرجللل ؟ فيقللول ‪ :‬محمللد رسللول الللله ‪ r‬جاءن ا‬
‫بالبينات من عند الله فصدقناه فيقال له ‪ :‬هل رأيت الله ؟ فيقول ‪ :‬مللا ينبغللي‬
‫لحد أن يرى الله ‪ .‬فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ا ‪،‬‬
‫فيقال له ‪ :‬انظر إلى ما وقاك الله ‪ .‬ثم يفرج له قبل الجنة فينظر إلى زهرتها‬
‫وما فيها فيقال له ‪ :‬هذا مقعدك ‪ .‬ويقال للله ‪ :‬علللى اليقيللن كنللت وعليلله مللت‬
‫وعليه تبعث إن شاء الله ‪.‬‬
‫ويجلس الرجل السللوء فللي قللبره فزعللا ا مشللعوفا ا فيقللال للله ‪ :‬فيللم كنللت ‪.‬‬
‫فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ .‬فيقال له ‪ :‬ما هذا الرجل ؟ فيقول ‪ :‬سمعت الناس يقولللون‬
‫قو ل ا فقلته ‪ .‬فيفرج له قبل الجنة فينظر إلى زهرتها ومللا فيهللا ‪ ،‬فيقللال للله ‪:‬‬
‫انظر إلى ما صرفا الله عنك ‪ ،‬ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطللم‬
‫بعضها بعضا ا فيقال له ‪ :‬هذا مقعدك على الشك كنت وعليلله مللت وعليلله تبعللث‬
‫إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫إسناده صحيح فرجاله كلهم ثقات رجال الكتب الستة ‪ ،‬غير أبي بكللر فلللم يللرو‬
‫عنه الترمذي ‪ ،‬وهو من شيوخ البخاري ومسلم ‪ .‬وغير أن شبابة وهو ابن سوار‬
‫قد نعته ابن حجر في التقريب بقوله ‪ :‬ثقة حافظ كللان رمللي بالرجللاء ‪ .‬وقللال‬
‫ابن معين ‪ :‬ثقة ‪ .‬وفي موضع آخر قللال ‪ :‬صللدوق ‪ .‬وقللد تركلله للرجللاء أحمللد ‪،‬‬
‫وقال أبو حاتم ‪ )) :‬ل يحتج به (( ‪ .‬وقد تكلموا في بعللض أحللاديث للله عللن شللعبة‬
‫فقال ابن المديني ‪ :‬كان شيخا ا صللدوقا ا إل أنله كلان يقلول بالرجللاء ‪ ،‬ول ينكللر‬
‫لرجل سمع من رجل ألفا ا أو ألفين أن يجيء بحديث غريب ‪.‬‬
‫هذا وقد تابعه يزيد بن هارون عند أحمد )‪. (6/139‬‬
‫فقد أخرجه أحمد )‪ (6/139‬فقال ‪ :‬ثنا يزيد بن هارون قال أنا ابن أبي ذئب عن‬
‫محمللد بللن عمللرو بللن عطللاء عللن ذكللوان عللن عائشللة قللالت ‪ :‬جللاءت يهوديللة‬
‫فاستطعمت على بابي فقالت ‪ :‬أطعموني أعاذكم الله من فتنللة الللدجال ومللن‬
‫فتنة عذاب القبر ‪ .‬قالت ‪ :‬فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله ‪ ، r‬فقلت ‪ :‬ي ا‬
‫رسول الله ما تقول هذه اليهودية ؟ قال ‪ :‬وما تقول ؟ قلت ‪ :‬تقللول ‪ :‬أعللاذكم‬
‫الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ‪ .‬قالت عائشة ‪ :‬فقام رسول الله ‪r‬‬
‫فرفع يديه مد ا ا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫" أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إل قد حذر أمتلله وسللأحذركموه تحللذيرا ا لللم‬
‫يحذره نبي أمته ‪ ،‬إنه أعور والله عز وجل ليس بأعور ‪ ،‬مكتوب بين عينيه كللافر‬
‫يقرأه كل مؤمن ‪ ،‬فأما فتنللة القللبر فللبي تفتنللون وعنللي تسللألون ‪ ،‬فللإذا كللان‬
‫الرجل الصالح اجلس في قبر غير فزع ول مشعوفا ثم يقال للله ‪ :‬فيللم كنللت ؟‬
‫فيقول ‪ :‬في السلم ‪ .‬فيقللال ‪ :‬مللا هللذا الرجللل الللذي كللان فيكللم ؟ فيقللول ‪:‬‬
‫محمد رسول الله ‪ r‬جاءنا بالبينات من عند الله عز وجل فص دقناه ‪ .‬فيف رج ل ه‬

‫‪11‬‬
‫حتى إذا تكاملت عدة الموتى ‪ ،‬وخلللت مللن سللكانها الرض‬
‫س ي يسللمع ‪ ،‬ول‬ ‫والسماء ‪ ،‬فصاروا خامدين بعد حركاتهم ‪ ،‬فل حلل ي‬
‫شخص ييرى‪ ، 28‬وقد بقي الجبار العلى‪ 29‬كما لم يزل أزليا ا واحدا ا‬
‫منفردا ا بعظمته وجلله ‪ ،‬ثللم لللم يفجلأ روحلك إل بنللداء المنلادي‬
‫لكل الخلئق معك للعرض على الله عز وجل بالذل والصغار منك‬
‫ومنهم ‪. 30‬‬

‫فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضلها بعضلا ا ‪ ،‬فيقلال لله ‪ :‬انظلر إل ى ملا‬
‫وقاك الله عز وجل ‪ .‬ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيهللا‬
‫فيقال له ‪ :‬هذا مقعدك منها ‪ .‬ويقللال ‪ :‬علللى اليقيللن كنللت وعليلله مللت وعليلله‬
‫تبعث إن شاء الله ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫وإذا كان الرجل السوء اجلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له ‪ :‬فيم كنت ؟‬
‫فيقول ‪ :‬ل أدري ‪ .‬فيقال ‪ :‬ما هذا الرجل الذي كلان فيكللم ؟ فيقلول ‪ :‬سلمعت‬
‫الناس يقولون قول ا فقلت كما قالوا ‪ .‬فتفرج له فرجة قبل الجنة فينظللر إلللى‬
‫زهرتها وما فيها ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬انظر إلى ما صرفا الله عز وجل عنلك ثلم يفلرج‬
‫له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضللها بعضللا ا ويقللال للله ‪ :‬هللذا مقعللدك‬
‫منها كنت على الشك وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ‪ .‬ثم يعذب ‪.‬‬
‫قال محمد بن عمرو ‪ :‬فحدثني سعيد بن يسار عن أبللي هريللرة عللن النللبي ‪r‬‬
‫قال ‪ " :‬إن الميت تحضره الملئكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا ‪ :‬اخرجي أيتها‬
‫النفس الطيبللة كللانت فللي الجسللد الطيللب ‪ ،‬واخرجللي حميللدة وأبشللري بللروح‬
‫وريحان ورب غير غضبان ‪ .‬فل يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلللى‬
‫السماء فيستفتح له فيقال ‪ :‬من هذا ؟ فيقال ‪ :‬فلن ‪ .‬فيقال ‪ :‬مرحبا ا بالنفس‬
‫الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري ‪ .‬ويقال بللروح وريحللان‬
‫ورب غير غضبان ‪ .‬فل يزال يقال لها ذلك حتى ينتهللي بهللا إلللى السللماء الللتي‬
‫فيها الله عز وجل ‪.‬‬
‫فإذا كان الرجل السوء قالوا ‪ :‬اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد‬
‫الخبيث اخرجي منه ذميمة وأبشري بحميم وغساق ﴿ وآخر مللن شللكله أزواج ﴾ ‪.‬‬
‫فما يزال يقال لها ذلك حتى تخللرج ثللم يعللرج بهللا إلللى السللماء فيسللتفتح لهللا‬
‫فيقال ‪ :‬من هذا ؟ فيقال ‪ :‬فلن ‪ .‬فيقال ‪ :‬ل مرحبا ا بالنفس الخبيثة كانت فللي‬
‫الجسد الخبيث أرجعي ذميمة ‪ ،‬فإنه ل يفتلح للك أبلواب السلماء ‪ .‬فترسلل ملن‬
‫السماء ثم تصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح فيقال له ويرد مثللل مللا فللي‬
‫حديث عائشة سواء ‪.‬‬
‫وإسناد كل الحديثين صحيح ؛ فرجالهما كلهم ثقات رجال الكتب الستة ‪.‬‬
‫هب بالقلب ‪.‬‬ ‫فمزع حتى يذ م‬ ‫دة ال م‬
‫عف وهو هنا بمعنى ش ي‬ ‫ولفظ ‪ :‬مشعوفا من ال ي‬
‫ش م‬
‫‪ 27‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] ويبل [ ‪.‬‬
‫‪ 28‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] يرا [ ‪.‬‬
‫‪ 29‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] العل[ ‪.‬‬
‫‪ 30‬قال تعالى ﴿ يومئذ يتبعون الداعي ل عوج له وخشعت الصوات للرحمن فل‬
‫تسمع إل همسا ا ﴾ طه ‪.108/‬‬
‫وقوله ‪ ﴿ :‬وخشعت الصوات للرحمن ﴾ قال ابن عباس ‪ :‬سكنت ‪ .‬وقللال سللعيد‬
‫بن جبير عن ابن عباس ‪ :‬يعني وطء القدام ‪ .‬وقال علللي بللن أبللي طلحللة عللن‬
‫ابللن عبللاس ﴿ فل تسللمع إل همسللا ا ﴾ الصللوت الخفللي وهللو روايللة عللن عكرمللة‬
‫والضحاك وقال سعيد بن جبير ﴿ فل تسمع إل همسا ا ﴾ الحديث وسللره ‪ ،‬ووطللء‬
‫القدام ‪ .‬فقد جمع سعيد كل القولين ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫هللم‬‫فتوهم كيللف وقللع الصللوت فللي مسللامعك وعقلللك ‪ ،‬وتف ي‬
‫بعقلك بأنك يتدعى‪ 31‬إلى العرض علللى الملللك العلللى‪ ، 32‬فطللار‬
‫فؤادك وشاب رأسك للنداء ‪ ،‬لنها صلليحة واحللدة بللالعرض علللى‬
‫ذي الجلل والكرام والعظمة والكبرياء ‪.‬‬
‫فبينا أنت فزع للصوت إذ سمعت بانفراج الرض عن رأسك ‪،‬‬
‫فوثبت مغبرا ا من قرنللك إلللى قللدمك بغبللار قللبرك ‪ ،‬قائمللا ا علللى‬
‫قدميك ‪ ،‬شاخصا ا ببصرك نحو النداء ‪ ،‬وقد ثار الخلئق كلهم معك‬
‫ثورة واحدة وهم مغللبرون‪ 33‬مللن غبللار الرض الللتي طللال فيهللا‬
‫بلؤهم‪.34‬‬
‫فتوهم ثورتهم بأجمعهم بالرعب والفزع منك ومنهم ‪ .‬فتوهم‬
‫عريللك ومللذلتك وانفللرادك بخوفللك وأحزانللك وغمومللك‬ ‫نفسللك ب ي‬
‫وهمومك في زحمة الخلئق ‪ ،‬عراة حفاة ‪ ،‬وهم صموت أجمعون‬
‫بالذلللة والمسللكنة والمخافللة والرهبللة ‪ ،‬فل تسللمع إل همللس‬
‫أقدامهم والصوت لمدة المنادي ‪ ،‬والخلئق مقبلون نحوه ‪ ،‬وأنت‬
‫ع‪ 35‬بالخشلوع والذللة ‪ .‬حلتى إذا‬ ‫فيهم مقبلل نحلو الصلوت ‪ ،‬سلا د‬
‫وافيت الموقف ازدحمت المللم كلهللا مللن الجللن والنللس عللراة‬
‫ملك من مملوك الرض ولزمتهم الذلة والصغار‬ ‫حفاة ‪ ،‬قد نزع ال ي‬
‫‪ ،‬فهللم أذل أهللل الجمللع وأصللغرهم خلقللة وقللدرا ا بعللد عتللوهم‬
‫وتجربرهم على عباد الله عز وجل في أرضه ‪.36‬‬
‫ذرى‪ 38‬الجبللال منكسللة‬ ‫ثللم أقبلللت الوحللوش مللن الللبراري‪ 37‬و ي‬
‫رؤوسها‪ 39‬لذل يوم القيامة بعد توحشها وانفرادها من الخلئق ‪،‬‬
‫ذليلة ليوم النشور لغير بلية نابتهلا ول خطيلة أصلابتها ‪ .‬فتلوهم‬
‫إقبالها بذلها في اليوم العظيم ليوم العرض والنشور ‪ .‬وأقبلللت‬
‫السباع بعد ضراوتها وشهامتها ‪ ،‬منكسة رؤوسللها‪ 40‬ذليلللة ليللوم‬
‫القيامللة حللتى وقفللت مللن وراء الخلئللق بالللذل والمسللكنة‬
‫والنكسار للملك الجبار ‪ .‬وأقبلت الشياطين بعد عتوها وتمردها‬
‫خاشعة لذل العرض على الله سبحانه ‪ ،‬فسللبحان الللذي جمعهللم‬

‫‪ 31‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] تدعا [ ‪.‬‬


‫‪ 32‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ]العل [ ‪.‬‬
‫‪ 33‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] مغبرين [ ‪.‬‬
‫‪ 34‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] بلهم [ ‪.‬‬
‫‪ 35‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] ساعى [ ‪.‬‬
‫﴿ يوم هم بارزون ل يخفى على الله منهللم شلليء لمللن الملللك اليللوم لللله‬ ‫‪36‬‬

‫الواحد القهار ﴾ غافر ‪.40/‬‬


‫ري ‪.‬‬ ‫ريية الصحراء ‪ ،‬والجمع الب ممرا ل‬
‫قال في المختار ‪ :‬الب م ل‬
‫‪37‬‬

‫وة ‪ ،‬وهي أعلى سنام البعير ‪ ،‬ولذعروة كل شيء أعله ‪.‬‬ ‫والذرمرى جمع لذعر م‬
‫‪38‬‬

‫‪ 39‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روسها [ ‪.‬‬


‫‪ 40‬كسابقه ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫بعد طول البلء ‪ ،‬واختلفا خلقهم وطبائعهم ‪ ،‬وتللوحش بعضللهم‬
‫من بعض ‪ ،‬قد أذلهم البعث وجمع بينهم النشور ‪.‬‬
‫حتى إذا تكاملت عدة أهل الرض من إنسها وجنها وشياطينها‬
‫ووحوشها وسللباعها وأنعامهللا وهوامهللا ‪ ،‬واسللتووا جميعللا ا فللي‬
‫موقف العرض والحساب ‪ ،‬تناثرت‪ 41‬نجوم السماء مللن فللوقهم ‪،‬‬
‫وطمسللت الشللمس والقمللر ‪ ،‬وأظلمللت الرض بخمللود سللراجها‬
‫وإطفاء نورها ‪ .‬فبينا أنت والخلئق على ذلك إذ صللارت السللماء‬
‫الدنيا من فوقهم ‪ ،‬فدارت بعظمها من فللوق رؤوسللهم‪ 42‬وذلللك‬
‫بعينك تنظر إلى هول ذلك ‪ ،‬ثم انشقت بغلظهللا خمسللمائة عللام‬
‫فيا هول صوت انشقاقها فللي سللمعك ‪ ،‬ثللم تمزقللت وانفطللرت‬
‫بعظيم هول يوم القيامة ‪ ،‬والملئكللة قيللام علللى أرجائهللا وهللى‬
‫حافات ما يتشقق ويتفطر ‪ ،‬فما ظنك بهول تنشق فيلله السللماء‬
‫بعظمها ‪ ،‬فأذابها ربهللا حللتى صللارت كالفضللة المذابللة تخالطهللا‬
‫صفرة لفزع يوم القيامللة ‪ ،‬كمللا قللال الجليللل الكللبير ‪ ﴿ :‬فكللانت‬
‫وردةا كالدهان ﴾ ‪43‬و ﴿ يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبللال‬
‫كالعهن ﴾ ‪.44‬‬
‫) قال المفسرون ‪ :‬إن المهل هي الفضللة المذابللة يخالطهللا‬
‫صللفرة ‪ ،‬وإن العهللن هللو الصللوفا المنفللوش ‪ .‬وقللوله ‪ ﴿ :‬وردة‬
‫كالدهان ﴾ كلون الفرس الورد ( ‪.‬‬
‫فبينا ملئكة السماء الدنيا على حافتها إذ انحدروا محشورين‬
‫إللى الرض للعلرض والحسللاب ‪ ،‬وانحللدروا ملن حافتيهللا بعظلم‬
‫أجسامهم وأخطللارهم وعلللو أصللواتهم بتقللديس الملللك العلللى‬
‫الذي أنزلهم محشللورين إلللى الرض بالذلللة والمسللكنة للعللرض‬
‫عليه والسؤال بين يديه ‪.‬‬
‫فتللوهم تحللدرهم‪ 45‬مللن السللحاب بعظيللم أخطللارهم وكللبير‬
‫أجسامهم وهول أصواتهم وشدة فرقهم ‪ ،‬منكسين لذل العللرض‬
‫على الله عز وجل ‪.‬‬
‫‪ -1‬حدثني يحيى بللن غيلن السلللمي قللال ‪ :‬حللدثنا رشللدين بللن‬
‫سعد ] عن [‪ 46‬أبي السمح عن أبي قبيل عن عبد الله بللن عمللرو‬
‫قال ابن كثير في تفسيره )‪ : (4/476‬وقوله تعالى ﴿ وإذا النجوم انكللدرت ﴾‬ ‫‪41‬‬

‫أي انتثرت كما قال تعالى ﴿ وإذا الكواكب انتثرت ﴾ وأصل النكدار النصباب ‪.‬‬
‫وفلللي القرطلللبي )‪ (19/244‬طبعلللة الشلللعب ‪ ﴿ :‬وإذا الكلللواكب انتلللثرت ﴾ أي‬
‫تساقطت ‪ .‬نثرت الشيء أنثره نثرا ا فانتثر ‪ ،‬والسم النثار ‪ .‬والنثار بالضم ‪ :‬مللا‬
‫تناثر من الشيء ‪.‬‬
‫‪ 42‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روسهم [ ‪.‬‬
‫‪ 43‬الرحمن ‪. 37 /‬‬
‫‪ 44‬المعارج ‪. 9 ،8‬‬
‫‪ 45‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يحذرهم [ ‪.‬‬
‫‪ 46‬يبدو أن في هذا السناد سقط ‪ ،‬فللإن رشللدين ل يللروي مباشللرة عللن أبللي‬
‫السمح فبينهما عمرو بن الحارث مثل ا ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪47‬‬
‫مل م ك م ا بي ن م واقي‬ ‫بن العاص عن النبي ‪ r‬أن ه ق ال ‪ " :‬لل ه م‬
‫عينيه إلى آخر‪ 48‬شفره‪ 49‬مسيرة مائة عام " ‪.50‬‬
‫‪ -2‬حدثني يحيى بن غيلن قال ‪ :‬حدثنا رشللدين بللن سللعد ] عللن‬
‫ابن عباس ابن ميمون اللخمي [‪ 51‬عن أبي قبيللل عللن عبللد الللله‬
‫بن عمرو بن العاص عن النبي ‪ r‬أنه قال ‪ " :‬لله عز وجل ملك ما‬
‫بين شفري عينيه مائة عام "‪. 52‬‬
‫فيا فزعك وقد فزع الخلئللق مخافللة أن يكونللوا أ يمللروا بهللم ‪،‬‬
‫ومسألتهم إياهم ‪ :‬أفيكللم ربنللا ؟ ففللزع الملئكللة مللن سللؤالهم‬
‫إجلل ا لمليكهم أن يكللون فيهللم ‪ ،‬فنللادوا بأصللواتهم تنزيهللاا لمللا‬
‫توهمه أهل الرض ‪ :‬سبحان ربنللا ليللس هللو بينللا ولكنلله آت مللن‬
‫بعلللد ‪ ،‬حلللتى أخلللذوا مصلللافهم محلللدقين بلللالخلئق منكسلللين‬
‫رؤوسهم‪ 53‬لذل يومهم ‪.‬‬

‫‪ 47‬مؤق العين وموقها ومؤقيها ومأقيها ‪ :‬مؤخرها ‪ ،‬وقيل مقدمها ‪ .‬وقال أبو‬
‫الهيثم ‪ :‬حرفا العين الذي يلي النف ‪.‬‬
‫‪ 48‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] أحر [ ‪.‬‬
‫فن العين الذي ينيبت عليه الشعر ‪.‬‬ ‫ج ع‬
‫فر بالضم وقد يفتح حرفا م‬ ‫ش ع‬
‫‪ 49‬ال ر‬
‫‪ 50‬إسناده ضعيف جدا ا ‪ ،‬وذلك لشأن رشدين بن سعد ‪ ،‬فقد ضعفه البخاري وأبو‬
‫زرعة وأبو داود والدارقطني وابللن سللعد والفلس وابللن حجللر فللي التقريللب ‪،‬‬
‫وقال ابن معين ‪ :‬ل يكتب حديثه ‪ .‬وقال أيضا ا ‪ :‬ليس بشيء ‪ .‬وقال أبللو حللاتم ‪:‬‬
‫منكر الحديث ‪ ،‬وفيه غفلة ‪ ،‬ويحدث بالمنللاكير عللن الثقللات ‪ ،‬ضللعيف الحللديث ‪.‬‬
‫وقال النسائي ‪ :‬متروك الحديث ‪ .‬وقال في موضللع آخللر ‪ :‬ضللعيف الحللديث ‪ ،‬ل‬
‫يكتب حديثه ‪ .‬وقال الذهبي في الكاشف ‪ :‬كان صالحا ا عابدا ا محدثا ا سيئ الحفظ‬
‫‪ .‬وقال ابن حبان ‪ :‬كان ممن يجيب في كل مللا يسللأل ‪ ،‬ويقللرأ كلمللا دفللع إليلله‬
‫سواء كان من حديثه أم من غيللر حللديثه فغلبللت المنللاكير فللي أخبللاره ‪ .‬وقللال‬
‫الميموني سمعت أبا عبد الله يقول ‪ :‬رشدين بن سعد ليس يبالي عن من روى‬
‫‪ ،‬لكنه رجل صالح ‪ .‬قال ‪ :‬فوثقه الهيثم بن خارجة وكان في المجلللس فتبسللم‬
‫أبو عبد الله ثم قال ‪ :‬ليس به بأس في أحاديث الرقاق ‪ .‬وقللال حللرب ‪ :‬سللألت‬
‫أحمد عنه فضعفه وقدم ابن لهيعة عليه ‪ .‬وقال البغوي ‪ :‬سئل أحمد عنه فقال‬
‫‪ :‬أرجو أنه صالح الحديث ‪.‬‬
‫وأبو السمح وهو دراج قال فيه أبو حاتم ‪ :‬ضعيف ‪ .‬وقال النسللائي ‪ :‬منكللر‬
‫الحديث ‪ .‬وفي قول آخر قال ‪ :‬ليس بالقوي ‪ .‬وقللال أحمللد ‪ :‬أحللاديثه منللاكير ‪،‬‬
‫ولينه ‪ .‬وقد وثقه ابن معين واعترض على ذلك فضلك ‪ ،‬وقلال أبلو داود وغيلره‬
‫حديثه مستقيم إل ما كان عن أبي الهيثم ‪ .‬وقللال فللي التقريللب ‪ :‬صللدوق فللي‬
‫حديثه عن أبي الهيثم ضعف ‪.‬‬
‫ثم إن أبا قبيل وهو حيي بن هانئ قال فيه في التقريب ‪ :‬صدوق يهم ‪.‬‬
‫هذا وقد ورد الحديث بلفظ ‪ )) :‬إن لللله ملكلا ا ملا بيلن شلفري عينيلله مسلليرة‬
‫خمسللمائة عللام (( فللي الحللاديث الللتي ل أصللل لهللا فللي الحيللاء ص ‪، 386‬‬
‫والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع ص ‪ 67‬ط الرشد ‪ ،‬وتذكرة الموضوعات‬
‫ص ‪ ، 13‬واللؤلؤ المرصوع ص ‪ ، 111‬والخبار بما فات من أحللاديث العتبللار ص‬
‫‪ ، 36‬والسرار المرفوعة ص ‪. 94‬‬
‫‪ 51‬هكذا في النسخة التي بين يدي ويبدو أن في هذا اللفظ شيء ‪.‬‬
‫‪ 52‬انظر الحديث السابق ‪.‬‬
‫‪ 53‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روسهم [ ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫فتوهمهم ‪ ،‬وقد تسربلوا بأجنحتهم ونكسللوا رؤوسللهم‪ 54‬فللي‬
‫عظم خلقهم بالذل والمسكنة والخشوع لربهم ‪ ،‬ثللم كللل شلليء‬
‫علللى ذلللك ‪ ،‬وكللذلك إلللى السللماء السللابعة ‪ ،‬كللل أهللل سللماء‬
‫مضعفين بالعدد ‪ ،‬وعظم الجسللام ‪ ،‬وكللل أهللل سللماء محللدقين‬
‫بالخلئق صفا ا واحدا ا ‪.‬‬
‫حتى إذا وافى‪ 55‬الموقللف أهللل السللموات السللبع والرضللين‬
‫‪56‬‬
‫السبع كسيت الشمس حر عشللر سللنين ‪ ،‬وأدنيللت مللن رؤوس‬
‫الخلئق قاب قوس أو قوسين ‪ ،‬ول ظل لحد إل ظل عللرش رب‬
‫العالمين ‪ ،‬فمن بين مستظل بظل العللرش ‪ ،‬وبيللن مضللحو بحللر‬
‫الشمس ‪ ،‬قد صهرته بحرها ‪ ،‬واشتد كربه وقلقه من‪ 57‬وهجهللا ‪،‬‬
‫ضللها بعضللا ا ‪ ،‬وتضللايقت‬
‫ثم ازدحمت المللم وتللدافعتع ‪ ،‬فللدفع بع ي‬
‫فاختلفت القدام ‪ ،‬وانقطعت العناق من العطش ‪ ،‬واجتمع حللر‬
‫الشللمس ووهللج أنفللاس الخلئللق وتزاحللم أجسللامهم ‪ ،‬ففللاض‬
‫العللرق منهللم سللائل ا حللتى اسللتنقع علللى وجلله الرض ثللم علللى‬
‫البدان على قدر مراتبهم ومنازلهم عند الله عز وجل بالسللعادة‬
‫والشللقاء ‪ ،‬حللتى إذا بلللغ مللن بعضللهم العللرق كعللبيه ‪ ،‬وبعضللهم‬
‫قوعيه‪ ، 58‬وبعضهم إلى شحمة أذنيه ‪ ،‬ومنهللم مللن قللد‪ 59‬كللاد أن‬ ‫ح ع‬
‫ل‬
‫يغيب في عرقه ‪ ،‬ومن قد توسط العرق من دون ذلك منه ‪.‬‬

‫‪ 54‬كسابقه ‪.‬‬
‫في الصل عنده ] وافا [ ‪.‬‬ ‫‪ 55‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت‬
‫في الصل عنده ] روس [ ‪.‬‬ ‫‪ 56‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت‬
‫في الصل عنده ] فوق [ ‪.‬‬ ‫‪ 57‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت‬
‫مي بله الزار‬
‫سلل م‬
‫حقلاء ‪ ،‬ثلم ي‬ ‫ق وأ ع‬
‫حل د‬
‫وجمعلله أ ع‬ ‫قللد الزار‬
‫ع ل‬
‫م ع‬ ‫ح ع‬
‫قو م‬ ‫‪ 58‬الصل في ال م‬
‫للمجاورة ‪.‬‬
‫‪ 59‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -3‬عن ] سعيد بن عمير [‪ 60‬قال ‪ :‬جلسللت إلللى ابللن عمللر وأبللي‬
‫سعيد الخدري ‪ ،‬وذلك يوم الجمعللة ‪ ،‬فقللال أحللدهما لصللاحبه ‪] :‬‬
‫إني سمعت رسول الله ‪ r‬يقول ‪ " :‬أين يبلغ [‪ 61‬العرق مللن ابللن‬
‫آدم يوم القيامة ؟ فقال أحدهم ‪ :‬شللحمة أذنيلله ‪ ،‬وقللال الخللر ‪:‬‬
‫يلجمه‪ ، 62‬فقال ابن عمللر ‪ :‬هكللذا ‪ ،‬وخللط مللن فيلله إلللى شللحمة‬
‫أذنيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أرى ذلك إل سواء‪. 64(63‬‬
‫‪ -*4‬عن خيثمة عن عبد الله قال ‪ ) :‬الرض كلها نار يوم القيامة‬
‫‪ ،‬والجنة من ورائها يرون كواعبها وأكوابها ‪ ،‬والللذي نفللس عبللد‬
‫‪ 60‬كذا في التراجم ‪ ،‬أما في المطبوع من )التوهم ( قال ] عميللر بللن سللعيد [‬
‫وهو خطأ ‪.‬‬
‫ا‬
‫هذا ‪ .‬وسعيد بن عمير اختلف في ترجمته ‪ ،‬فمنهللم مللن جعللله واحللدا ‪ ،‬ومنهللم‬
‫من جعله غير ذلك ‪ ،‬و إليك بعض البيان ‪:‬‬
‫ابن حبان ذكر في ثقاته أربع تراجم لمن اسمه سعيد بن عمير ‪:‬‬
‫ترجمة رقم )‪ (2939‬قال ‪ :‬سعيد بن عمير الحارثي النصاري ‪ ،‬من أهل المدينة‬
‫يروي عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري ‪ ،‬روى عنه جعفر بللن عبللد الللله للل وهللو‬
‫والد عبد الحميد ل ‪ . ....‬وذكر في ترجمته حديثنا هذا ‪.‬‬
‫ترجمة )‪ (2940‬سعيد بن عمير بن عبيد النصاري يروى عن أبى برزة السلمي‬
‫روى عنه وائل بن داود الثوري أحسبه الول ‪.‬‬
‫ترجمة )‪ (2942‬سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار يروى عن عملله أبللى بللردة بللن‬
‫نيار روى عنه سعيد بن سعيد الثعلبي ‪.‬‬
‫ترجمة )‪ (8138‬سعيد بن عمير يروى عن نللافع عللن ابللن عمللر فللي عللرق يللوم‬
‫القيامة روى عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عنه ‪.‬‬
‫وهذه الترجمة الخيرة تجاهلها أصحاب الكتللب فلللم يللذكروها ‪ ،‬بللل لللم يللذكروا‬
‫هذه الثلث تراجم بل دمج البخاري هذه الثلث إلللى ترجمللتين ‪ ،‬فجعللل الولللى‬
‫مستقلة ‪ ،‬وهي ترجمة الذي يروي عن ابن عمر وأبي سعيد ‪ ،‬ويروي عنه عمرو‬
‫بن عبيد الله ‪.‬‬
‫وقال في الثانية ‪ :‬سعيد بن عمير النصاري روى عنه وائل بن داود ‪ .‬قللال أبللو‬
‫أسامة عن سعيد بن سعيد سمع سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار النصاري عن‬
‫ي ص ادقا ا م ن‬ ‫عمه أبي بردة قال النبي ‪ " : r‬ما م ن عب د م ن أم تي ص لى عل ي‬
‫نفسه إل صلى الله عليه وسلم الله عليه عشرا ا " ‪ .‬روى عنه وائل بن داود عن‬
‫النبي ‪ r‬أطيب الكسب عمل الرجل بيده ‪ .‬وأسنده بعضهم وهو خطأ ‪.‬‬
‫وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ‪ :‬وقال الفسوي سعيد بن عمير الللذي روى‬
‫عنه وائل بن داود هو ابن أخي البراء بن عازب فكأنهما عنده واحد ل يعني بيللن‬
‫الذي يروي عنه وائل ‪ ،‬وبين الذي يروي عنه سعيد بن سللعيد للل ‪ .‬ثللم قللال ابللن‬
‫حجر ‪ :‬وهلو الشلبه ‪ .‬واللله أعللم ‪ .‬ومعنللى ذللك أن ابلن حجلر رجلح مللا جعللله‬
‫البخاري واحدا ا ‪.‬‬
‫وقد جعل الثلثة ترجمة واحدة المزي في تهذيب الكمال ‪ .‬وكذلك رجح السللتاذ‬
‫حسين سليم أسد في مسند أبي يعلى )‪ ، (10/73‬وأرجح ذلك بكون الذي يروي‬
‫عنه وائل بن داود من حلفاء بني حارثة ‪ ،‬وكذا نسبه ابن حجر في اللسان ‪.‬‬
‫غير أن الذي يروي عن ابن عمر ذكروا أنه من أهللل المدينللة ‪ ،‬وقللال الفسللوي‬
‫في سعيد بن عمير ‪ :‬وهو ابن أخي البراء بن عازب ل بأس به كوفي ‪ .‬كما نقل‬
‫ذلك عنه الستاذ ‪ /‬حسين أسد عن كتاب الفسوي المسمى بل المعرفة والتاريخ‬
‫‪.‬‬
‫كذا في المطبوع من التوهم ‪ ،‬أما في مسند أحمد )‪ (3/90‬فقللال ‪ ] :‬إنللي‬ ‫‪61‬‬

‫سمعت رسول الله ‪ r‬يذكر أنه يبلغ [ ‪ ،‬وأم ا ف ي المس تدرك ح ‪ 8797‬فقللال ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫الله بيده إن الرجل ليفيض عرقا ا حتى يسيح في الرض قللامته ‪،‬‬
‫سه الحساب ( ‪ .‬قال ‪ :‬فقللالوا ‪:‬‬ ‫ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه ‪ ،‬وما م ي‬
‫م ذلك يا أبا عبللد الرحمللن ؟ قللال ‪ :‬فقللال ‪ :‬ممللا يللرى النللاس‬‫م ي‬
‫‪65‬‬
‫يلقون ‪.‬‬
‫‪ -5‬عن ابن عمر قال ‪ :‬قال رسول الللله ‪ " : r‬إن الرج ل ) وق ال‬
‫ي مرة ‪ :‬إن الكافر ( ليقوم يوم القيامة في بحر رمشمحه‪ 66‬إلى‬ ‫عل ك‬
‫‪67‬‬
‫أنصافا أذنيه من طول القيام " ‪.‬‬
‫‪ -6‬عن عبد الله رفعه إلى النبي ‪ " : r‬إن الكافر ييلجم بعرقه يوم‬
‫القيامة من طول ذلك اليوم "‪ ) .‬وقال علي ‪ :‬من طول القيام ‪.‬‬
‫ب أرحني ولو إلى النار " ‪. 68‬‬ ‫قال جميعا ا ‪ " ( :‬حتى يقول ‪ :‬ر ر‬
‫] إني سمعت النبي ‪ r‬يذكر مبلغ [ ‪ ،‬وأما في مسند أبي يعلى )‪ (10/73‬فقللال ‪:‬‬
‫] سمعت رسول الله ‪ r‬يقول ‪ " :‬يبلغ [ ‪ ،‬وفي الثقات لبن حبان ق ال ‪ ] :‬كي ف‬
‫سمعت النبي ‪ r‬يذكر أين يبلغ [ وعلى رواي ة اب ن حب ان يك ون تص حيح م ا ف ي‬
‫التوهم إلى ] أن مللى سللمعت رسللول الللله ‪ r‬يق ول أي ن [ فيك ون أح دهما يس أل‬
‫الخر ‪ .‬هذا وفللي بللاقي الروايللات اختلفا يسللير عللن هللذه الروايللة فللي بقيللة‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫‪ 62‬قال في النهاية ‪ :‬أي يصل إلى أفواههم فيصير له بمنزلللة الل رجللام يمنعهللم‬
‫عن الكلم يعني في المحشر يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪ 63‬وذلك ل يكون إل بأن ترفع الذقن لعلى ما يكون إعلؤها ‪ ،‬وتخفللض مللؤخرة‬
‫الرأس من الخلف بأن تلصق بأسفل العنللق بيللن المنكللبين ‪ ،‬وهللي حالللة الللذي‬
‫يحاول النجاء بنفسه من الغرق ‪ .‬نسأل الله السلمة ‪.‬‬
‫‪ 64‬إسناده فيه سعيد بن عمير وثقة ابن حبان والهيثمي وأظنه تبعه في ذلك ‪،‬‬
‫وقال ابن حجر ‪ :‬مقبول ‪ ،‬وقد تقدم الكلم فيه ‪ ،‬وفيه عبللد الحميللد بللن جعفللر‬
‫وهو صدوق ربما وهم ‪ ،‬وهو من رجال مسلم والربعة ‪ ،‬وقد أخرج للله البخللاري‬
‫تعليقا ا ‪.‬‬
‫والحديث أخرجه أحمد )‪ ، (3/90‬والحاكم في المسللتدرك )‪ (4/615‬ح ‪) ، 8705‬‬
‫‪ (4/650‬ح ‪ ، 8797‬وأبللو يعلللى )‪ (10/73‬ح ‪ ، 5711‬وابللن حبللان فللي الثقللات )‬
‫‪ ، (4/287‬والهيثمي في مجمع الزوائد ) ‪. (10/335‬‬
‫ويشهد له الحديث الذي سيأتي بعده برواية من حديث ابن عمر ‪.‬‬
‫‪ 65‬أخرج هذا القول ابن كثير في تفسيره )‪ ، (2/545‬والطبري في التفسللير )‬
‫‪ ، (13/251‬والطبراني في الكبير )‪ (9/154‬روايللة ‪ ، 8771‬وهنللاد فللي الزهللد )‬
‫‪. (204 ،1/200‬‬
‫‪ 66‬بفتحتين أي عرقه ‪ ،‬قاله ابن حجر في الفتح ‪.‬‬
‫‪ 67‬أخرجه البخاري بلفظ قريب ح ‪ 6531‬فقال بإسنادد له ‪ :‬عن ابن عمر رضي‬
‫الله تعالى عنهما عن النبي ‪ ﴿ r‬يوم يقوم الناس لرب العالمين ﴾ قال ‪ " :‬يقوم‬
‫أحدهم في رشحه إلى أنصافا أذنيه " ‪ .‬وبلفظ البخاري أخرجه مسلللم ح ‪2862‬‬
‫فهو متفق عليه ‪.‬‬
‫ا‬
‫كم ا أخرج ه بنحلوه البخلاري ح ‪ ، 4938‬وقلد أخرجله أيضلا الترملذي ح ‪،2422‬‬
‫‪ ، 3336 ،3335‬وابن ماجة ح ‪ ، 4278‬وأحمد )‪، (126 ،125 ،64 ،19 ،2/13‬‬
‫والنسائي في السنن الكبرى ح ‪ ، 11657 ،11656‬وابن حبان ح ‪ ، 7332‬وعبد‬
‫بن حميد ح ‪ ، 763‬والطبري في التفسير )‪. (93 ،30/92‬‬
‫‪ 68‬أخرجه أبو يعلى )‪ (8/398‬ح ‪ ، 4983‬ومن روايته أخرجه ابن حبان ) ‪(16/330‬‬
‫ح ‪ ، 7335‬والهيثمي في موارد الظمللأن ص ‪ 639‬ح ‪ 2582‬مللن طريللق بشللر بللن‬
‫الوليد قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبللي الحللوص عللن عبللد الللله عللن‬

‫‪18‬‬
‫وأنت ل محالة أحدهم ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك لكربك ‪ ،‬وقد علك العرق وأطبق عليك الغللم ‪،‬‬
‫وضاقت نفسك في صدرك من شللدة العللرق والفللزع والرعللب ‪،‬‬
‫والناس معك منتظرون‪ 69‬لفصل القضاء إلى دار السعادة أو إلى‬
‫دار الشقاء ‪.‬‬
‫حتى إذا بلغ المجهود منك ومن الخلئق منتهاه وطال وقوفهم‬
‫ل يكلمللون ول ينظللرون‪ 70‬فللي أمللورهم ‪ ،‬فمللا ظنللك بوقللوفهم‬
‫ثلثمائة عام ل يللأكلون فيلله أكلللة ول يشللربون فيلله شللربة ‪ ،‬ول‬

‫النبي ‪ r‬قال ‪ " :‬إن الكافر ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول ‪ :‬أرحني ول و إل ى‬
‫النار " ‪.‬‬
‫ومن طريق بشر بن الوليد وأبي بكر بن أبي شيبة أخرجه الطبراني في الكللبير‬
‫)‪ (10/99‬ح ‪ ، 10083‬غير أنه قال ‪ )) :‬رب أرحني (( بدل ا من )) أرحني (( ‪.‬‬
‫وإسناده ضعيف ‪ ،‬وذلك لشأن أبي إسحاق ‪ ،‬وهو السبيعي ‪ ،‬فهو ثقللة غيللر أنلله‬
‫يدلس وقد عنعن ‪ ،‬وعلة أخرى فيه وهي الختلط فقد اختلط بآخرة ‪ .‬والراوي‬
‫عنه وهو شريك روى عنه قديما ا قبل اختلطلله ‪ ،‬غيللر أن شللريكا ا هللو الخللر قللد‬
‫اختلط ‪ ،‬ورواية أبي بكر بللن أبللي شلليبة كللانت بعللد اختلط شللريك ‪ ،‬وذلللك لن‬
‫شريك اختلط بعد أن ولي القضاء أو قضاء الكوفة بالخص ‪ ،‬وكان ذلللك سللنة )‬
‫‪ (158‬أو قبلها ‪ ،‬وسماع ابن أبي شيبة كان سللنة )‪ ، (173‬أمللا سللماع بشللر بللن‬
‫الوليد من شريك فقد قال الذهبي في شأن بشللر ‪ :‬ولللد فللي حللدود الخمسللين‬
‫ومائة ‪ .‬وذكر الخطيب وفاة بشر سنة ) ‪ (238‬وقال ‪ :‬وبلغ سبعا ا وتسعين سنة ‪.‬‬
‫وعليه فتكلون ولدتله نحلو سللنة )‪ . (141‬فعللى القلول الول فيكلون لله نحلو‬
‫ثمانية أعوام عند اختلط شريك ‪ ،‬وعلى القول الثاني يكون له نحو سبعة عشر‬
‫سنة على الكثر عند اختلط شريك ‪.‬‬
‫ا‬
‫وشريك ‪ ،‬قال عنه في التقريب ‪ :‬صدوق يخطئ كثيرا ‪ ،‬تغير حفظلله منللذ ولللي‬
‫القضاء بالكوفة ‪ .‬وقال في طبقات المدلسللين ‪ :‬كللان مللن الثبللات ولمللا ولللي‬
‫القضاء تغير حفظه ‪ .‬وقد ذكره في المرتبللة الثانيللة وهللو ‪ :‬مللن احتمللل الئمللة‬
‫تدليسه وأخرجوا له في الصللحيح لمللامته وقلللة تدليسلله فللي جللانب مللا روى ‪.‬‬
‫وكان قديم السللماع مللن أبللى إسللحاق ‪ .‬وقللال ابللن حبللان فللي الثقللات ‪ :‬ولللي‬
‫القضاء بواسط سنة ‪ 150‬ثم ولي الكوفة بعد ‪ ،‬ومات بهلا ‪ .‬وقلال ‪ :‬وكلان فلي‬
‫آخر أمره يخطئ فيما روى تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين منه ليللس فيلله‬
‫تخليط وسماع المتأخرين منه بالكوفة فيه أوهللام كللثيرة ‪ .‬وقللال الللذهبي فللي‬
‫التذكرة ‪ :‬وحديثه من أقسام الحسن ‪.‬‬
‫وقد جللاءت متابعللة لبللي إسللحاق أخرجهللا الطللبراني فللي الكللبير ) ‪ (10/107‬ح‬
‫‪ 10112‬فقد تابعه إبراهيم بن المهللاجر غيللر أن هللذا الطريللق للمتللابع ضللعيف‬
‫لشأن محمد بن إسحاق ‪ ،‬وهو صدوق يدلس ‪ .‬وقد عنعن ‪.‬‬
‫وإبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي أخللرج للله مسلللم والربعللة ‪ ،‬ولعللل إخللراج‬
‫مسلم له في المتابعات ‪.‬‬
‫قال الثوري وأحمد ‪ :‬ل بأس به ‪ .‬وقال العجلي ‪ :‬جائز الحديث ‪ .‬وقال ابن سعد‬
‫‪ :‬ثقة ‪ .‬وقال الساجي ‪ :‬صدوق اختلفوا فيه ‪ .‬وقال أبو داود ‪ :‬صالح الحديث ‪.‬‬
‫وقال يحيى القطان ‪ :‬لم يكن بقوي ‪ .‬قال يحيى بن معين ‪ :‬ضعيف ‪ .‬وقال ابن‬
‫عدي ‪ :‬حديثه يكتب في الضللعفاء ‪ .‬وقللال ابللن حبللان فللي الضللعفاء ‪ :‬هللو كللثير‬
‫الخطأ تستحب مجانبة ما انفرد من الروايللات ول يعجبنللي الحتجللاج بمللا وافللق‬
‫الثبات لكثرة ما يأتي من المقلوبللات ‪ .‬وقللال النسللائي فلي الكنلى والتمييللز ‪:‬‬
‫ليس بالقوي ‪ .‬وقال في موضللع آخللر ‪ :‬ليللس بلله بللأس ‪ .‬وقللال الحللاكم ‪ :‬قلللت‬
‫للدارقطني ‪ :‬فإبراهيم بن مهاجر ؟ قال ‪ :‬ضعفوه تكلللم فيلله يحيللى بللن سللعيد‬

‫‪19‬‬
‫يلفح وجوههم روح ول طيللب نسلليم ‪ ،‬ول يسللتريحون مللن تعللب‬
‫قيامهم ونصب وقوفهم ‪ ،‬حتى بلغ الجهد منهم ما ل طاقة لهللم‬
‫به ‪.‬‬
‫‪ -**7‬عللن قتللادة أو كعللب ‪ ،‬قللال ‪ ﴿ :‬يللوم يقللوم النللاس لللرب‬
‫العالمين ﴾‪ 71‬قال ‪ ) :‬يقومون مقدار ثلثمائة عام ( ‪.‬‬
‫‪ -**8‬قال ‪ :‬سمعت الحسن يقول ‪ ) :‬ما ظنك بأقوام قللاموا لللله‬
‫عز وجل على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيهللا‬
‫ة ‪ ،‬حللتى إذا انقطعللت أعنللاقهم مللن‬ ‫أكلة ولم يشربوا فيها شرب ا‬
‫العطش ‪ ،‬واحترقت أجوافهم من الجوع ‪ ،‬انصرفا بهم إلى النار‬
‫سقوا من عين آنية قد آن‪ 72‬حررها واشتد نفحها‪ ، 73‬فلمللا بلللغ‬ ‫‪،‬ف ي‬
‫المجهود منهم ما ل طاقة لهم به كلم بعضهم بعضللا ا فللي طلللب‬
‫من يكرم على موله أن يشللفع لهللم فللي الراحللة مللن مقللامهم‬
‫وموقفهم لينصرفوا إلللى الجنللة أو إلللى‪ 74‬النللار مللن وقللوفهم ‪،‬‬
‫ففزعوا إلى آدم ونوح ومن بعده إبراهيم ‪ ،‬وموسى وعيسى من‬
‫بعد إبراهيم ‪ ،‬كلهم يقول لهم ‪ :‬إن ربي قد غضللب اليللوم غضللبا ا‬
‫لم يغضب قبله مثله ول يغضب بعللده مثللله ‪ ،‬فكلهللم يللذكر شللدة‬
‫غضب ربه علز وجلل وينلادي بالشلغل بنفسله فيقلول ‪ :‬نفسلي‬

‫وغيره ‪ .‬قلت ‪ :‬بحجة قال ‪ :‬بلى حدث بأحاديث ل يتابع عليها ‪ .‬وقد غمزه شعبة‬
‫أيض ا ا ‪ .‬وقال غيره عن الدارقطني ‪ :‬يعتبر به ‪ .‬وقللال يعقللوب بللن سللفيان ‪ :‬للله‬
‫شرفا وفي حديثه لين ‪ .‬وقال أبو حاتم ‪ :‬ليس بالقوي هو وحصين وعطللاء بللن‬
‫السائب قريب بعضهم من بعض ومحلهم عندنا محل الصدق يكتللب حللديثهم ول‬
‫يحتج به ‪ .‬قللال عبللد الرحمللن بللن أبللي حلاتم ‪ :‬قلللت لبللي ‪ :‬مللا معنللى ل يحتللج‬
‫بحديثهم ؟ قال ‪ :‬كانوا قوما ا ل يحفظون فيحللدثون بمللا ل يحفظلون فيغلطلون‬
‫ترى في أحاديثهم اضطرابا ا ما شئت ‪.‬‬
‫هذا ‪ .‬وقد جاءت هذه الروايللة موقوفللة عنللد الطللبراني فللي الكللبير ) ‪ (9/155‬ح‬
‫‪ 8779‬بإسناد فيه إبراهيم الهجري ‪ ،‬وهو ابن مسلم ‪ .‬قال فيه البخاري ‪ :‬منكللر‬
‫الحديث ‪ .‬وقال ابن حجر في التقريب ‪ :‬لين الحديث ‪ ،‬رفللع موقوفللات ‪ .‬وقللال‬
‫ابللن معيللن ‪ :‬ليللس حللديثه بشلليء ‪ .‬وقللال أبللو حللاتم ‪ :‬ضللعيف الحللديث منكللر‬
‫الحديث ‪ .‬وضعفه أبو زرعة والترمذي والنسائي وابلن سلعد ‪ ،‬وقللال ابللن علدي‬
‫في ‪ :‬إنما أنكروا عليه كثرة روايتله عللن أبلي الحلوص علن عبللد اللله وعامتهلا‬
‫مستقيمة ‪.‬‬
‫هذا وقد أورده اللباني في ضعيف الجامع )‪. (3/4295‬‬
‫‪ 69‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] منتظر [ ‪.‬‬
‫‪ 70‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] ينظروا [ ‪.‬‬
‫‪ 71‬المطففين ‪. 6/‬‬
‫ضج ‪ ،‬ومنه ﴿ غير ناظرين إناه ﴾ ‪ ،‬وفي الطبري‬ ‫‪ 72‬النا بكسر الهمزة والقصر الن ر ع‬
‫عن قتادة قوله ﴿ تسقى من عين آنية ﴾ يقول ‪ :‬قد أنى طبخهللا منللذ خلللق الللله‬
‫السموات والرض ‪ .‬وفيه عن الحسن قللال ‪ :‬أنللى طبخهللا منللذ يللوم خلللق الللله‬
‫الدنيا ‪.‬‬
‫‪ 73‬قال في النهاية ‪ :‬نفح الريح هبوبها ‪ ،‬ونفح الطيب إذا فاح ‪ .‬قلللت ‪ :‬فكيللف‬
‫بنفح نار وقودها النار والحجارة ‪ ،‬نسأل الله الكريم لنا ولكم السلمة ‪.‬‬
‫‪ 74‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫نفسي ‪ ،‬فيشتغل بنفسه عن الشفاعة لهم إلى ربهم لهتمللامه‬
‫بنفسه وخلصها ( ‪ .‬وكذلك يقول الله عز وجل ‪ ﴿ :‬يوم تأتي كللل‬
‫نفس تجادل عن نفسها ﴾‪. 75‬‬
‫فتوهم أصوات الخلئق وهللم ينللادون بللأجمعهم ‪ ،‬منفللرد كللل‬
‫واحد منهللم بنفسلله ينللادي ‪ ) :‬نفسللي نفسللي ( ‪ ،‬فل تسللمع إل‬
‫قول ‪ ) :‬نفسي نفسي ( ‪.‬‬
‫فيا هول ذلك وأنت تنادي معهم بالشللغل بنفسللك والهتمللام‬
‫بخلصها من عذاب ربللك وعقللابه ‪ ،‬فمللا ظنللك بيللوم ينللادي فيلله‬
‫المصطفى آدم‪ ، 76‬والخليل إبراهيم ‪ ،‬والكليم موسللى ‪ ،‬والللروح‬
‫والكلمة عيسى مع كرامتهللم علللى الللله عللز وجللل وعظللم قللدر‬
‫منازلهم عند الله عز وجل ‪،‬كل ينادي ‪):‬نفسي نفسللي(‪ ،‬شللفقا ا‬
‫من شدة غضب ربه ‪ ،‬فأين أنللت منهللم فللي إشللفاقك فللي ذلللك‬
‫اليوم واشتغالك بحزنك وبخوفك ؟‬
‫‪77‬‬
‫حتى إذا أيس الخلئق من شفاعتهم لما رأوا من اشللتغالهم‬
‫بأنفسهم ‪ ،‬أتوا النبي محمللدا ا‪ r 78‬فس ألوه الش فاعة إل ى ربه م‬
‫فأجابهم إليها ‪ ،‬ثم قام إلى ربه عز وجل واستأذن عليلله ‪ ،‬فللأذن‬
‫له ثم خر لربه عز وجل ساجدا ا ‪ ،‬ثم فتح عليه من محامده والثناء‬
‫عليه لما هو أهله ‪ ،‬وذلك كلله بسللمعك وأسللماع الخلئللق ‪ ،‬حللتى‬
‫أجابه ربه عز وجل إلى تعجيل عرضهم ‪ ،‬والنظر في أمورهم ‪.‬‬
‫فبينما أنت مع الخلئق في هول القيامة وشدة كربها منتظرا ا‬
‫متوقعا ا لفصل القضللاء والحلللول فللي دار النعيللم أو الحللزن ‪ ،‬إذ‬
‫سطع نور العرش ‪ ،‬وأشللرقت الرض بنللور ربهللا ‪ ،‬وأيقللن قلبللك‬
‫بالجبار ‪ ،‬وقد أتى لعرضك عليله حلتى كلأنه ل يع رض عليله أحلد‬
‫سواك ‪ ،‬ول ينظر إل في أمرك ‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ذكلر لنلا أن الرجلل ييلدعى يلوم‬ ‫‪ -**9‬عن حميد بن هلل قال ‪ :‬ي‬
‫م إلللى‬‫القيامللة إلللى الحسللاب فييقللال ‪ :‬يللا فلن ابللن فلن هللل ي‬
‫الحساب ‪ ،‬حتى يقول ‪ :‬ما يللراد أحللد غيللري ممللا يحضللر بلله مللن‬
‫الحساب ‪.‬‬
‫ثم نادى ‪ :‬يا جبريل ائتني بالنار‪ .80‬فتوهمها وقد أتى‪ 81‬جبريل‬
‫فقللال لهللا ‪ :‬يللا جهنللم أجيللبي ‪ .‬فتللوهم اضللطرابها وارتعادهللا‬
‫بفرقها أن يكون الله عز وجل خلق خلقا ا يعللذبها بلله ‪ ،‬فتوهمهللا‬
‫‪ 75‬النحل ‪. 111/‬‬
‫وآل عمران على العللالمين ﴾ ‪ .‬آل‬ ‫‪ ﴿ 76‬إن الله اصطفى آدم ونوحا ا وآل إبراهيم‬
‫عمران ‪33/‬‬
‫عنده ] روا [ ‪.‬‬ ‫‪ 77‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل‬
‫‪ 78‬كذا أثبت ) أ ( من الهامش ‪.‬‬
‫عنده ] يدعا [ ‪.‬‬ ‫‪ 79‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل‬
‫‪ 80‬يا حسرة على العباد إذا كان ذلك ‪.‬‬
‫عنده ] أتا [ ‪.‬‬ ‫‪ 81‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل‬

‫‪21‬‬
‫حين اضطربت وفارت وثللارت ‪ ،‬ونظللرت إلللى الخلئللق مللن بعللد‬
‫مكانها ‪ ،‬فشهقت إليهم وزفرت نحوهم ‪ ،‬وجذبت خزانها متوث ربللة‬
‫ن خالف أمره وعصاه ‪.‬‬ ‫م ع‬‫على الخلئق غضبا ا لغضب ربها على م‬
‫فتوهم صوت زفيرها وشهيقها ‪ ،‬وترادفا قصبتها ‪ ،‬وقد امتل‬
‫منه سمعك ‪ ،‬وارتفع له فؤادك وطار فزعا ا ورعبا ا ‪ ،‬ففر الخلئللق‬
‫هربا ا من زفيرها على وجوههم ‪ ،‬وذلك يوم التنادي ‪ ،‬لما سمعوا‬
‫وا مدبرين ‪ ،‬وتساقطوا على ركبهم جثللاة حللول‬ ‫ي زفيرها ول ي ع‬‫بدو ر‬
‫جهنم فأرسلوا الدموع من أعينهم ‪.‬‬
‫فتوهم اجتماع أصوات بكاء الخلئق عنللد زفيرهللا وشللهيقها ‪،‬‬
‫ديق‬ ‫وينادي الظالمون بالويل والثبور ‪ ،‬وينادي كل مصطفى وص ر‬
‫ومنتخب وشهيد ومختار وجميع العوام ‪ ) :‬نفسي نفسي ( ‪.‬‬
‫فتوهم أصوات الخلئق من النبياء فمن دون ‪ ،‬كل عبد منهللم‬
‫ينادي ‪ ) :‬نفسي نفسي ( ‪ ،‬وأنت قائلها ‪ ،‬فبينا أنت مع الخلئللق‬
‫في شدة الهوال ووجل القلوب إذ زفرت الثانية فيللزداد رعبللك‬
‫ورعبهم وخوفك وخوفهم ‪ ،‬ثم زفزت الثالثلة فتسلاقط الخلئلق‬
‫لوجوههم‪ 82‬وتشخص بأبصارهم ينظرون من طرفا خاشع خفللي‬
‫خوفا ا أن تلفهم فتأخذهم بحريقها ‪ ،‬وانتصفتع عنللد ذلللك قلللوب‬
‫الظالمين فبلغت لدى‪ 83‬الحناجر كاظمين ‪ ،‬فكظمللوا عليهللا وقللد‬
‫غصللت فللي حلللوقهم ‪ ،‬وطللارت اللبللاب ‪ ،‬وذهلللت العقللول مللن‬
‫السعداء والشللقياء أجمعيللن ‪ ،‬فل يبقللى رسللول ول عبللد صللالح‬
‫مختار إل ذهل لذلك عقله ‪.‬‬
‫فأقبل الله عز وجل عند ذلك على رسله وهم أكللرم الخلئللق‬
‫ل والحجة على‬ ‫عليه وأقربهم إليه ‪ ،‬لنهم الدعاة إلى الله عيز وج ي‬
‫عباده ‪ ،‬وهم وأقرب الخلئق إلللى الللله عللز وجللل فللي الموقللف‬
‫دوا‬‫ما أرسلهم به إلى عباده ومللاذا ر م‬ ‫وأكرمهم عليه ‪ ،‬فيسألهم ع ي‬
‫‪84‬‬
‫عليهم من الجللواب فقللال لهللم ‪ ﴿ :‬مللاذا أجبتللم ﴾ فللردوا عليلله‬
‫الجواب عن عقول ذاهلة غير ذاكللرة فقللالوا ‪ ﴿ :‬ل علللم لنللا إنللك‬
‫أنت علم الغيوب ﴾‪ 85‬فأعظم به من هول تبالغ من رسل الله عز‬
‫وجل في قربهم منلله وكرامتهللم ‪ ،‬حللتى أذهللل عقللولهم ‪ ،‬فلللم‬
‫يعلموا بماذا أجابتهم أممهم ‪.‬‬
‫‪ -*10‬عن أبي الحسن الدمشقي قال ‪ :‬قلت لبي قرة السدي ‪:‬‬
‫كيف صبر قلوبهم علللى أهللوال يللوم القيامللة ؟ قللال ‪ :‬إنهللم إذا‬
‫ة يقللوون عليهللا ‪ .‬قللال أبللو الحسللن ‪ :‬قلللت‬ ‫خلقللوا خلقلل ا‬ ‫يبعثللوا ي‬
‫لسحاق بن خلف ‪ :‬قول الللله عللز وجللل للرسللل ‪ ﴿ :‬مللاذا يأجلعبتيللم‬
‫د عليهللم فللي الللدنيا ؟‬ ‫قالوا ل علم لنا ﴾ ‪ ،‬أليس قللد علمللوا مللا ير م‬
‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] لوجوهم [ ‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫المائدة ‪. 109/‬‬ ‫‪84‬‬

‫المائدة ‪. 109/‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪22‬‬
‫ظم هول السؤال حين ييسألون‪ 86‬طاشت عقللولهم ‪،‬‬ ‫ع م‬
‫قال ‪ :‬من ل‬
‫فلم يللدروا أي شلليء أجيبللوا فللي الللدنيا ‪ ،‬فهللم صللادقون حللتى‬
‫تجيلى‪ 87‬عنهم بعد ‪ ،‬فعرفللوا مللا يأجيبللوا ‪ .‬قللال ‪ :‬فحللدثت بلله أبللا‬
‫سليمان فقال ‪ :‬صدق إسحاق ‪ ،‬هم في ساعتهم تلك صادقون ‪،‬‬
‫حتى تجيلى‪ 88‬عنهم فعرفوا ما يأجيبوا ‪ ،‬فقللال أبللو سللليمان ‪ :‬إذا‬
‫ت الرجل يقول لصاحبه ‪ :‬بيني وبينك الصراط فاعلم أنه ل‬ ‫سمع م‬
‫‪89‬‬
‫يعرفا الصراط ‪ ،‬ولللو عرفلله مللا اشللتهى أن يتعلللق بأحللد ‪ ،‬فل‬
‫يتعلق أحد ‪.‬‬
‫‪ -**11‬عن مجاهد في قوله ﴿ يوم يجمللع الللله الرسللل فيقللول‬
‫ماذا أجبتم ﴾‪ 90‬قال ‪ :‬فيفزعون فيقولون ‪ ﴿ :‬ل علم لنا ﴾‪. 91‬‬
‫عن مجاهد في قول الله عز وجل ﴿ وترى كل أمة جاثيللة ﴾ ‪ 92‬أي‬
‫مستوفزين على الركب ‪.‬‬
‫‪ -12‬قال ‪ :‬سمعت عبد الله يقول ‪ :‬قال ‪ :‬رسول الله ‪ " : r‬ك أني‬
‫أراكم جاثين بالكوم دون جهنم " ‪.93‬‬
‫‪ -13‬قال ‪ :‬سمعت عبد الله بن عمر يقول ‪ :‬قال رسول الله ‪: r‬‬
‫" من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ ﴿ إذا الشمس كورت‬
‫﴾ ‪.95 " 94‬‬

‫‪ 86‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يسألوا [ ‪.‬‬


‫‪ 87‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] تجل [ ‪.‬‬
‫‪ 88‬كسابقه ‪.‬‬
‫‪ 89‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] اشتها [ ‪.‬‬
‫‪ 90‬المائدة ‪. 109/‬‬
‫‪ 91‬المائدة ‪. 109/‬‬
‫‪ 92‬الجاثية ‪. 28/‬‬
‫‪ 93‬أخرجه بهذا اللفظ ابن المبارك في الزهد ص ‪ 105‬فقال ‪ :‬أنا ابن عيينة عن‬
‫عمرو بن دينار قال سمعت عبد الله بن بابللاه يقللول ‪ :‬قللال رسللول الللله ‪" : r‬‬
‫كأني أراكم بالكوم جاثين دون جهنم " ‪.‬‬
‫والحديث مرسل ‪ ،‬فرجاله كلهم ثقات رجال الكتب السللتة ‪ ،‬غيللر عبللد الللله بللن‬
‫باباه فهو من رجال مسلم والربعة ‪ ،‬وهو ثقة مللن الطبقللة الثالثللة ‪ ،‬كمللا فللي‬
‫التقريب وهي الطبقة الوسطى من التابعين كالحسن وابن سيرين ‪.‬‬
‫هذا وقد أخرجه من هذا الطريق ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير في التفسير‬
‫)‪ ، (4/153‬وأبو نعيم في الحليللة )‪ ، (7/299‬وكللذا ذكللره ابللن حجللر فللي الفتللح‬
‫فقال ‪ :‬وقد أخرج البيهقي في البعث من مرسل عبد الله بن باباه بسند رجاله‬
‫ثقات رفعه ‪ " :‬كأني أراكم بالكوم جثى من دون جهنم ‪.‬‬
‫‪ 94‬التكوير ‪. 1/‬‬
‫‪ 95‬والحديث بهذا اللفظ أخرجه أحمد )‪ (2/37‬فقال ‪ :‬ثنا إبراهيم بللن خالللد ثنللا‬
‫عبد الله بن بحير عن عبد الرحمن بن يزيد ل وكان من أهل صنعاء ‪ ،‬وكان أعلللم‬
‫بالحلل والحرام من وهب يعني ابن منبه ل قال ‪ :‬سمعت ابن عمر يقول ‪ :‬قال‬
‫ه ‪ " : r‬من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ ﴿ إذا الشمس كورت‬ ‫رسول الل ل‬
‫﴾‪.‬‬
‫ومن طريق أحمد أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد )‪. (2/45‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ - ** 14‬وعللن عمللر بللن ذر قللال ‪ :‬مللن غللدا يلتمللس الخيللر وجللد‬
‫ي تحملون جمود أعينكللم وقسللوة قلللوبكم ؟ احملللوا‬ ‫الخير ‪ ،‬أعل ي‬
‫ي إن لم أسمعكم اليوم واعظا ا من كتاب الله عز وجل ‪،‬‬ ‫ي عل ي‬‫الع ي‬
‫ثللم قللرأ ‪ ﴿ :‬إذا الشللمس كللورت * وإذا النجللوم انكللدرت * وإذا‬
‫‪97‬‬
‫الجبال سيرت ﴾ ‪ 96‬حتى إذا بلغ ‪ ﴿ :‬علمت نفس ما أحضللرت ﴾‬
‫ي يا عللرض‬ ‫) أو قال ‪ :‬حتى ختمها ( ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم قال ‪ :‬اسمعوا إل ي‬
‫الدنيا ‪ ،‬فأين أنت منهم في ذلك الموقف ؟ هللل تطمللع أن يبلللغ‬
‫بك الهول ما بلغ منهم ‪ ،‬بل أعظم مما بلللغ منهللم مللا ل يطيقلله‬
‫قلبك فل يقوم به بدنك ‪ ،‬فهذه عقولهم ذاهلة في ذلك الموقف‬

‫م بللن يوسللف عنللد الحللاكم فللي المسللتدرك )‬ ‫وقد تابع إبراهيم بللن خالللد هشللا ي‬
‫‪ (2/560‬ح ‪. 3900‬‬
‫وجاء من طريق عبد الرزاق بن همام عن عبد الله بن بحير عن عبد الرحمن بن‬
‫يزيد الصنعاني قال سمعت ابن عمر يقول ‪ :‬قال رسول الله ‪ " : r‬من س ره أن‬
‫ينظللر إلللى يللوم القيامللة كللأنه رأي عيللن فليقللرأ ﴿ إذا الشللمس كللورت ﴾ و﴿ إذا‬
‫السماء انفطرت ﴾ و﴿ إذا السماء انشقت ﴾ " ‪.‬‬
‫وهذا لفظ الترمذي )‪ (5/433‬ح ‪ 3333‬وقال ‪ :‬حسن غريلب ‪ ،‬والحلاكم )‪(4/620‬‬
‫ح ‪ ، 8719‬وزاد أحمد ‪ :‬وأحسبه أنه قال ‪ :‬وسورة هود ‪ .‬أخرجه أحمللد )‪، (2/36‬‬
‫وبنحلوه أخرجله أحملد )‪،2/27‬لل ‪ 100‬وللم يلذكر فيله ﴿ إذا السلماء انشلقت ﴾ ( ‪،‬‬
‫والمنذري في الترغيب والترهيب )‪ ، (2/247‬وأبو نعيم فللي الحليللة )‪، (9/231‬‬
‫وابن حجر في الفتح )‪ (8/564‬وقال ‪ :‬حديث جيد ‪ .‬وقد صحح الحللديث اللبللاني‬
‫في صحيح الترمذي ‪.‬‬
‫فكل هذه الطرق تأتي من طريق عبد الله بن بحير عن عبد الرحمن بن يزيد ‪.‬‬
‫وإسناده جيد ‪ ،‬ففيه عبد الرحمن بن يزيد اليماني أبو محمد وثقلله ابللن حبللان ‪،‬‬
‫وقال ابن حجر في التقريب ‪ :‬صدوق ‪ .‬وقال الذهبي في الكاشف ‪ :‬وثق ‪ .‬وقد‬
‫نعته الراوي عنه بقوله ‪ :‬وكان من أهل صنعاء وكان أعلم بالحلل والحرام مللن‬
‫وهب يعني ابن منبه ‪.‬‬
‫وعبد الله بن بحير وثقه ابن معين ‪ ،‬واضطرب فيه كلم ابللن حبللان ‪ ،‬كمللا قللال‬
‫ابن حجر ‪ ،‬فقد جعل ابن حبان )) عبد الله بن بحيللر بللن ريسللان (( ‪ ،‬غيللر )) عبللد‬
‫الله بن بحير أبو وائل القاص الصنعاني (( ووثق الول ‪ ،‬واتهللم الثللاني فقللال ‪:‬‬
‫يروي العجائب التي كأنها معمولة ل يجوز الحتجاج بلله ‪ .‬وقللال ابللن حجللر فللي‬
‫التهذيب ‪ )) :‬قال الذهبي في التذهيب ل وقرأته بخطه ل ‪ :‬لم يفرق بينهمللا أحللد‬
‫قبل ابن حبان وهما واحد (( ‪ .‬وقال ابن المديني ‪ :‬سمعت هشام بللن يوسللف للل‬
‫وسئل عن عبد الله بللن بحيللر القللاص للل فقللال ‪ :‬كللان يتقللن مللا سللمع ‪ .‬وقللال‬
‫الذهبي في الكاشف ‪ :‬وثق ‪ ،‬وليس بذاك ‪.‬‬
‫ت ‪ :‬فلم أجد دليل ا على التفريق بينهما ‪.‬‬ ‫قل ي‬
‫هذا ‪ .‬وقد أخرج السماعيلي في معجم شيوخه )‪ (1/464‬فقللال ‪ :‬حللدثنا محمللد‬
‫بن عون حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا عبد العزيز بللن مسلللم عللن العمللش‬
‫عن أبي صالح عن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ " : r‬من أراد أن ينظر إلى‬
‫يوم القيامة فليقرأ ﴿ إذا الشمس كورت ﴾ ‪.‬‬
‫وإسللناده ضللعيف ‪ ،‬وذللك لشلأن محمللد بلن علون وهلو السليرافي ‪ ،‬قلال عنله‬
‫السماعيلي ‪ :‬وكان ينسب إلى التفسير ولم يكن في الحديث بذاك ‪ .‬وكذا ذكللر‬
‫في لسان الميزان ‪.‬‬
‫‪ 96‬التكوير ‪. 3 :1/‬‬
‫‪ 97‬التكوير ‪. 14/‬‬

‫‪24‬‬
‫ل بك ‪ ،‬وأنللت الخللاطئ العاصللي المتمللادي‬ ‫‪ ،‬فكيف بعقلك وما ح ي‬
‫فيما يكره ربك عز وجل ؟‬
‫فتوهم نفسك لذلك الخوفا والفزع والرعب والغربة والتحيللر‬
‫إذا تبرأ منك الولد والوالللد والخ والصللاحب والعشللائر ‪ ،‬وفللررت‬
‫أنت‪ 98‬منهم أجمعين ‪ ،‬فكيف خذلتهم وخذلوك ‪ ،‬ولول عظم هول‬
‫ذلك اليوم ما كان من الكرم والحفللاظ أن تفللير مللن أمللك وأبيللك‬
‫وصاحبتك وبنيك وأخيك ‪ ،‬ولكن عظم الخطر ‪ ،‬واشتد الهللول فل‬
‫تلم على فللرارك منهللم ‪ ،‬ول يلمللون‪ ، 99‬ولللم تخصللهم بللالفرار‬
‫دون القرباء لبغضللك إيللاهم ‪ ،‬وكيللف تبغضللهم‪ 100‬أو يبغضللونك ‪،‬‬
‫وكيف خصصتهم بالفرار منهم ‪ ،‬أتبغضهم‪ 101‬وإنهللم لهللم الللذين‬
‫كللانوا فللي الللدنيا مؤانسلليك وقللرة عينللك وراحللة قلبللك ‪ ،‬ولكللن‬
‫ة فيتعلللق بللك حللتى‬ ‫خشلليتم أن يكللون لحللد عنللدك منهللم ت ملبعلل ل‬
‫ل ‪ ،‬ثم لعله أن يحكللم للله عليللك فيأخللذ‬ ‫يخاصمك عند ربك عيز وج ي‬
‫‪103‬‬
‫به من حسناتك فيفرقك منها فتصير‬ ‫منك ما ترجو‪ 102‬أن تنجو‬
‫بذلك إلى النار ‪.‬‬
‫فبينما أنت في ذلك إذا ارتفعت عنق من النار فنطقت بلسان‬
‫ت بأخذهم من الخلئللق بغيللر حسللاب ‪ ،‬ثللم أقبللل‬ ‫و ر‬
‫كل ع‬ ‫فصيح بمن ي‬
‫ذلك العنق فيلتقطهم لقللط الطيللر الحللب ‪ ،‬ثللم انطللوت عليهللم‬
‫فألقتهم في النار فابتلعتهم ‪ ،‬ثم خنست بهم في جهنم فييفعل‬
‫ن أولى بالكرم ‪،‬‬ ‫م ع‬‫ذلك بهم ‪ ،‬ثم ينادي مناد ‪ :‬سيعلم أهل الجمع م‬
‫مادون لله على كللل حللال ‪ ،‬فيقومللون فيسللرحون إلللى‬ ‫ليقم الح ي‬
‫الجنة ‪ ،‬ثم يفعل ذلك بأهل قيام الليل ‪ ،‬ثم بمن لم يشغله تجارة‬
‫الدنيا ول بيعها عن ذكر موله حللتى إذا دخلللت هللذه الفللرق مللن‬
‫أهل الجنللة‪ 104‬والنللار ‪ ،‬تطللايرت الكتللب فللي اليمللان والشللمائل‬
‫ونصبت الموازين ‪.‬‬
‫فتوهم الميزان بعظملله منصللوبا ا ‪ ،‬وتللوهم الكتللب المتطللايرة‬
‫قع أين يقع كتابك في يمينك أو في شمالك ‪.‬‬ ‫وقلبك واجف متو ر‬
‫‪ -15‬عن الحسن أن رسول الللله ‪ r‬ك ان رأس ه ف ي حج ر عائش ة‬
‫فنعس ‪ ،‬فتذكرتع الخرة فبكت ‪ ،‬فسالت دموعها على خدر النللبي‬
‫‪ r‬فاس تيقظ ب دموعها ‪ ،‬فرف ع رأس ه فق ال ‪ " :‬م ا يبكي ك ي ا‬
‫عائشة ؟ فقالت ‪ :‬يا رسول الللله تللذكرتي الخللرة ‪ ،‬هللل تللذكرون‬
‫أهليكلم يلوم القياملة ؟ قلال ‪ " :‬واللذي نفسللي بيللده فلي ثلث‬
‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪98‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يلموا [ ‪.‬‬ ‫‪99‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪100‬‬

‫كسابقه ‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] ترجوا [ ‪.‬‬ ‫‪102‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] تنجوا [ ‪.‬‬ ‫‪103‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪25‬‬
‫مواطن فإن أحدا ا ل يذكر إل نفسه ‪ :‬إذا وضعت الموازين ووزنت‬
‫العمللال حللتى ينظللر ابللن آدم أيخللف ميزانلله أم يثقللل ‪ ،‬وعنللد‬
‫الصحف حتى ينظر أبيمينلله يأخللذ أم بشللماله ‪ ،‬وعنللد الصللراط "‬
‫‪.105‬‬
‫‪ -*16‬وعن أنس بن مالك قللال ‪ ) :‬يللؤتى بللابن آدم يللوم القيامللة‬
‫ك ‪ ،‬فإن ثقل ميزانه‬ ‫مل ل‬ ‫فتي الميزان ويو ي‬
‫كل به م‬ ‫حتى يوقف بين ك ي‬
‫نادى الملك بصوته ييسمع الخلئق ‪ :‬سعد فلن ابللن فلن سللعادة‬
‫ف ميزانه نللادى‪ 107‬الملللك بصللوته‬ ‫ل يشقى‪ 106‬بعدها أبدا ا ‪ ،‬وإن خ ي‬

‫‪ 105‬إسناده ضعيف ‪ .‬وذلك لن رواية الحسللن عللن النللبي ‪ r‬مرس لة ‪ ،‬فق د ول د‬


‫الحسن لسنتين بقيتا من خلفة عمر ‪.‬‬
‫هذا وقد جللاء الحللديث مرسللل ا عللن النللبي ‪ r‬ف ي أب ي داود )‪ (4/240‬ح ‪، 4755‬‬
‫وأحمد )‪ ، (6/101‬ومسند إسحاق بن راهويه )‪ (3/740‬ح ‪. 1349‬‬
‫وجاء من رواية الحسن عن أم المؤمنين عائشة مرفوعللا ا عنللد الحللاكم )‪(4/622‬‬
‫ح ‪. 8722‬‬
‫وفي شأن رواية الحسن عن عائشة ‪.‬‬
‫قال الحاكم عقب هذا الحديث ‪ :‬حديث صللحيح ‪ ،‬إسللناده علللى شللرط الشلليخين‬
‫لول إرسال فيه بين الحسن وعائشة على أنه قللد صللحت الروايللات أن الحسللن‬
‫كان يدخل وهو صبي منزل عائشة رضي الله تعالى عنها وأم سلمة ‪.‬‬
‫وقال المزي في تهذيب الكمال ‪ :‬رأى علي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد اللله‬
‫وعائشة ولم يصح له سماع من أحد منهم ‪.‬‬
‫وفي تهذيب التهذيب ‪ :‬وقال ابللن المللديني ‪ :‬مرسلللت الحسللن إذا رواهللا عنلله‬
‫الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها ‪.‬‬
‫وقال أبو زرعة ‪ :‬كل شيء يقول الحسن ‪ )) :‬قال رسول الله ‪ (( r‬وجدت له أصل ا‬
‫ثابتا ما ما خل أربعة أحاديث ‪.‬‬
‫وقال ابن سعد ‪ :‬وكان ما أسند من حديثه وروى عمللن سللمع منلله فهللو حجللة ‪،‬‬
‫وما أرسل فليس بحجة ‪.‬‬
‫وقال ابن حبان في ) الثقللات ( ‪ :‬احتلللم سللنة ‪ ، 37‬وأدرك بعللض صللفين ورأى‬
‫مائة وعشرين صحابيا ا وكان يدلس ‪ .‬وقال سبط ابن العجمي ‪ :‬من المشهورين‬
‫بالتدليس ‪ .‬وفي التقريب قال ‪ :‬ثقة فقيه فاضل مشهور ‪ ،‬وكان يرسللل كللثيرا ا‬
‫ويدلس ‪ .‬مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين ‪.‬‬
‫ا‬
‫وفي طبقات المدلسين لبن حجر قال ‪ :‬ويرسل كللثيرا عللن كللل أحللد ‪ ،‬وصللفه‬
‫بتدليس السناد النسائي وغيره ‪.‬‬
‫وقال الذهبي في التذكرة )‪ : (1/71‬وهو مللدلس فل يحتللج بقللوله )) عللن (( فللي‬
‫من لم يدركه ‪ ،‬وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه والله أعلم ‪ .‬ولكنه‬
‫حافظ علمة من بحللور العلللم فقيلله النفلس كلبير الشللأن عللديم النظيللر مليللح‬
‫التذكير بليغ الموعظة رأس في أنواع الخير ‪.‬‬
‫وفي لسان الميزان قال ‪ :‬المام الحجة مدلس ‪.‬‬
‫هذا وقد جاء عن عائشة من غير طريق الحسللن كمللا أخرجلله أحمللد )‪، (6/110‬‬
‫فقد أخرجه من طريق ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران ‪.‬‬
‫وإسناده ضعيف ‪ ،‬لشأن ابن لهيعة ‪ ،‬فقد ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وابن معين‬
‫وابن سعد ‪ ،‬وتركه ابن مهللدي ويحيلى بللن سلعيد ووكيللع ‪ .‬وقلال اللذهبي فلي‬
‫الكاشف ‪ )) :‬العمل على تضعيف حديثه (( ‪ .‬وفي التقريللب قللال ‪ )) :‬صللدوق مللن‬
‫السابعة ‪ ،‬خلط بعد احتراق كتبه ‪ ،‬ورواية ابن المبللارك وابللن وهللب عنلله أعللدل‬
‫من غيرهما ‪ ،‬وله في مسلم بعض شيء مقرون (( ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ييسمع الخلئق ‪ :‬شقى فلن ابن فلن شقاوة ل يسعد بعدها أبدا ا‬
‫(‪.‬‬
‫ممر أن‬ ‫ي‬
‫فبينا أنت واقف مع الخلئق إذ نظرت إلى الملك وقد أ ل‬
‫يحضر بالزبانية ‪ ،‬فأقبلوا بأيديهم مقامع من حديد ‪ ،‬عليهم ثيللاب‬
‫من نار ‪ ،‬فلما رأيتمهم فهبتمهم طار قلبك فزعا ا ورعبا ا ‪ ،‬فبينا أنت‬
‫كذلك إذ نودي باسمك فنوديت علللى رؤوس‪ 108‬الخلئللق الوليللن‬
‫م إل‪109‬ى العرض علللى الللله‬ ‫والخرين ‪ :‬أين فلن ابن فلن ؟ هل ي‬
‫إلللى ربللك ‪،‬‬ ‫‪110‬‬
‫ل الملئكة بأخذك حتى يقرربوك‬ ‫وك ر م‬ ‫عيز وج ي‬
‫ل ‪ ،‬وقد ي‬
‫‪111‬‬
‫فلم يمنعها اشتباه السماء باسللمك أن تعرفللك لمللا تللرى بللك‬
‫أنك المراد بالدعاء المطلوب لل ‪ .‬قلال ‪ :‬حلدثنا طلحلة بلن عملرو‬
‫قال ‪ :‬قال لي عطاء بن أبي رباح ‪ ) :‬يا طلحة ‪ ،‬ما أكثر السللماء‬
‫على اسمك ‪ ،‬وملا أكلثر السلماء عللى اسلمي ‪ ،‬فلإذا كلان يلوم‬
‫القيامة قيل ‪ :‬يا فلن ‪ ،‬فقام الذي ييعنى ل يقوم غيره لملا ل زم‬
‫ت علللى‪ 112‬قللدميك ‪ ،‬ترتعللد فرائصللك‬ ‫قلبك مللن العلللم ( للل فللوثب م‬
‫وتضطرب جوارحك ‪ ،‬متغيرا ا لونك فزعللا ا مرعوبللا ا مرتكضللا ا قلبللك‬
‫ما عاينتك الملئكللة الموك يلللون بأخللذك‬ ‫في صدرك بالخفقان ‪ ،‬فل ي‬
‫‪114‬‬
‫والمخافة علمللت أنللك أنللت‬ ‫‪113‬‬
‫ل بك الضطراب بالرتعاد‬ ‫قد ح ي‬

‫وقد ذكره بالتدليس ‪ :‬ابن حبان وسبط ابن العجمي ‪ ،‬وابللن حجللر فللي طبقللات‬
‫المدلسين ‪ .‬وهنا قد عنعن الحديث ‪.‬‬
‫ورمللاه بللالختلط كللل مللن ‪ :‬أبللو جعفللر الطللبري ‪ ،‬وابللن سللعد ‪ ،‬وابللن حبللان ‪،‬‬
‫والذهبي في التذكرة ‪ ،‬وابن حجر في التقريب ‪ ،‬وفي طبقات المدلسين فقال‬
‫‪ :‬اختلط في آخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته ‪.‬‬
‫ا‬
‫وقال أحمد ‪ :‬ما حديث ابن لهيعة بحجة ‪ ،‬وإني لكتب كثيرا مما أكتب لعتبر بلله‬
‫ويقوي بعضه بعضا ا ‪ .‬وقال الذهبي ‪ )) :‬يروى حديثه في المتابعات ول يحتج بلله‬
‫(( ‪.‬‬
‫وجاء الحديث من غير طريق عائشة رضي الله عنها ‪ ،‬فقد جاء مللن حللديث أبللي‬
‫أمامة كما أخرجه الطبراني في الكبير )‪ (8/225‬ح ‪ 7890‬من طريق عثمللان بللن‬
‫أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ‪.‬‬
‫وإسناده ضعيف ‪ ،‬فعثمان بن أبلي العاتكلة قللال عنله فلي التقريللب ‪ :‬صللدوق ‪،‬‬
‫ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد ‪ .‬وعلي بن يزيد قال عنه فللي التقريللب ‪:‬‬
‫ضللعيف ‪ .‬وقللال البخللاري ‪ :‬منكللر الحللديث ضللعيف ‪ .‬وقللال أبللو حللاتم ‪ :‬ضللعيف‬
‫الحديث أحاديثه منكرة ‪ .‬قال يحيى بن معين ‪ :‬علي بن يزيللد عللن القاسللم عللن‬
‫أبي أمامة ضعافا كلها ‪ .‬وقال أبو حاتم عنها ‪ :‬ليست بالقوية هي ضعافا ‪.‬‬
‫‪ 106‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يشقا [ ‪.‬‬
‫‪ 107‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] نادا [ ‪.‬‬
‫‪ 108‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روس [ ‪.‬‬
‫‪ 109‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬
‫‪ 110‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يقربونك [ ‪.‬‬
‫‪ 111‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يرابك [ ‪.‬‬
‫‪ 112‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] فوق [ ‪.‬‬
‫‪ 113‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] بالردعاد [ ‪.‬‬
‫‪ 114‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المراد من العباد ‪ ،‬فأهوت إليك بأيديها فقبضت عليك بعنفها ثم‬
‫جللذبتك إلللى ربللك عللز وجللل كمللا تجللذب الللدواب المنقللادة ‪،‬‬
‫تتخطى‪ 115‬بك الصفوفا محثوثا ا إلى العرض على الللله علليز وجلل ي‬
‫ل‬
‫والوقوفا بيلن يلديه ‪ ،‬وقلد رفلع الخلئلق إليلك أبصلارهم وأنلت‬
‫ل فيما بينهم ‪.‬‬ ‫مجذوب إلى ربك عيز وج ي‬
‫فتوهم حين وقفت بالضطراب والرتعاد يرعد قلبك ‪ ،‬وتوهم‬
‫فهلم حيللن أخللذوك ‪،‬‬ ‫مباشلرة أيلديهم علللى عضللديك ‪ ،‬وغلللظ أك ر‬
‫فتوهم نفسك محثوثة في أيديهم ‪ ،‬وتللوهم تخطيللك الصللفوفا ‪،‬‬
‫طائرا ا فؤادك مختلعا ا قلبك ‪ ،‬فتللوهم نفسللك فللي أيللديهم كللذلك‬
‫حتى انتهوا بك إلى عرش الرحمللن ‪ ،‬فقللذفوا بللك مللن أيللديهم ‪،‬‬
‫ل بعظيم كلمه ‪ :‬ادن مني يا ابللن آدم فغي يبللك‬ ‫وناداك الله عيز وج ي‬
‫في نوره ‪ ،‬فوقفت بين يدي رب عظيم جليل كبير كريللم بقلللب‬
‫خافق محزون ‪ ،‬وجل مرعللوب ‪ ،‬وطللرفا خللائف ‪ ،‬خاشللع ذليللل ‪،‬‬
‫ولون متغير ‪ ،‬وجوارح مرتعدة مضطربة ‪ ،‬كالحمللل الصلغير حيللن‬
‫تلده أمه ‪ ،‬ترتعد بيدك صحيفة محب يللرة ل تغللادر بلي يللة كسللبمتها ول‬
‫مخبأة أسررتها ‪ ،‬فقرأت مللا فيهللا بلسللان كليللل وحجللة داحضللة‬
‫وقلب منكسر ‪ ،‬فكم لك من حض وخجل وجبن من المولى الذي‬
‫لم يزل إليك محسنا ا ‪ ،‬وعليك ساترا ا‪ 116‬فبللأي لسللان تجيبلله حيللن‬
‫يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك ‪ ،‬وبأي قدم تقف غدا ا بين‬
‫يديه ‪ ،‬وبأي نظر تنظر إليه ‪ ،‬وبلأي قللب تحتملل كلمله العظيلم‬
‫الجليل ومساءلته وتوبيخه ؟‬
‫فتوهم نفسك بصللغر جسللمك ‪ ،‬وارتعللاد جوارحللك ‪ ،‬وخفقللان‬
‫قلبك ‪ ،‬وقد سللمعت كلملله بتللذكير ذنوبللك ‪ ،‬وإظهللار مسللاوئك ‪،‬‬
‫وتوقيفك وتقريرك بمخبيآتك ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك بهذه الهيئة ‪ ،‬والهوال بك محدقة من خلفك ‪،‬‬
‫فكم من بلية قد‪ 117‬نسيتمها قللد ذكيركهللا ؟ وكللم مللن سللريرة قللد‬
‫كنتم كتمتها قد أظهرها وأبداها ؟ وكم من عمل قللد ظننللتم أنلله‬
‫قد خلص لك وسلم بالغفلة منك إلى ميل الهوى عما يفسده قد‬
‫رده في ذلك الموقللف عليللك وأحبطلله بعللد مللا كللان تأملللك فيلله‬
‫عظيما ا ؟ فيا حسرات قلبك وتأسفك على ما فرطتم فللي طاعللة‬
‫ربك ‪ .‬حتى إذا كرر عليك السؤال بذكر كل بلية ونشر كل مخباة‬
‫‪ ،‬فأجهللدك الكللرب ‪ ،‬وبلللغ منللك الحيللاء منتهللاه ‪ ،‬لنلله الملللك‬
‫العلى‪ 118‬فل حياء يكون من أحلد أعظللم مللن الحيللاء منله ‪ ،‬لنله‬
‫القديم الول الباقي الذي ليللس للله مثللل ‪ ،‬المحسللن المتعطللف‬
‫المتحنن الكريم الجواد المنعم المتطول ‪.‬‬
‫تتخطا [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪115‬‬

‫ساتر [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪116‬‬

‫فوق [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪117‬‬

‫العل [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪118‬‬

‫‪28‬‬
‫فما ظنك بسؤال من هو هكذا ‪ ،‬وقد أبان عن مخالفتك إياه ‪،‬‬
‫وقلة هيبتك له ‪ ،‬وحيائك منه ‪ ،‬ومبارزتك له ‪ ،‬فما ظنك بتللذكيره‬
‫إياك مخالفته وقلة اكتراثك في الدنيا بالطاعة له ‪ ،‬ونظرك إليلله‬
‫إذ يقللول ‪ :‬يللا عبللدي ‪ ،‬أمللا أجللتنللي ‪ ،‬أمللا اسللتحييت منللي ‪،‬‬
‫استخففت بنظري إليك ‪ ،‬ألم أحسن إليك ‪ ،‬ألم أنعم عليللك ‪ ،‬مللا‬
‫غرك مني ‪ ،‬شبابك فيم أبليته ‪ ،‬وعمرك فيم أفنيته ‪ ،‬ومالك مللن‬
‫أين اكتسبته وفيم أنفقته ‪ ،‬وعملك ماذا عملت فيه ؟ ‪.‬‬
‫‪ -17‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ " : r‬ما منك م م ن أح د إل سيس أله‬
‫رب العالمين ‪ ،‬ليس بينه وبينه حجاب ول ترجمان " ‪.119‬‬
‫‪ -18‬وقال ‪ :‬سمعت عدي بللن حللاتم قللال ‪ :‬شللهدتي رسللولم الللله‬
‫‪r‬في حديث له ‪ " :‬ليقفني أحدكم بين يدي الللله تبللارك وتعللالى‬
‫ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ‪ ،‬ول بينه وبينه ترجمان يترجم عنه‬
‫‪ 119‬أخرجه بهذا اللفظ الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الحارث )‬
‫‪ (2/1003‬ح ‪ 1123‬بلفظ ‪ :‬حدثنا عبللد العزيلز بللن أبللان القرشلي ثنلا بشللير بلن‬
‫المهاجر ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ " : r‬ما منكم من‬
‫أحد ال سيسأله رب العالمين ليس بينه ل يعني للل وبينلله حجللاب ول ترجمللان " ‪.‬‬
‫وأخرجه أيضا ا الهيثمي في المجمع )‪. (10/346‬‬
‫وإسناده فيه عبد العزيز بن أبان وقد كذبه ابن معين ومحمد بللن عبللد الللله بللن‬
‫نمير ‪.‬‬
‫فقد قال عنه يحيى بن معين ‪ :‬كذاب خبيث يضلع الحلديث ‪ .‬وقلال ملرة ‪ :‬ليلس‬
‫حديثه بشيء كان يكذب ‪ .‬وقال أحمد ‪ :‬تركته ‪ .‬وقال أبو حاتم ‪ :‬متروك الحديث‬
‫ل يشللتغل بلله تركللوه ل يكتللب حللديثه ‪ .‬وقللال البخللاري ‪ :‬تركللوه ‪ .‬قللال فللي‬
‫التقريب ‪ :‬متروك ‪ ،‬وكذا قال الهيثمي في المجمع ‪ ،‬وقال عبللد الللله بللن علللي‬
‫بن المديني عن أبيه ‪ :‬ليس بذاك وليس هو في شيء من كتبي ‪ .‬وقال يعقوب‬
‫بن شيبة ‪ :‬وعبد العزيز بن أبان عند أصلحابنا جميعلا ا ملتروك كلثير الخطلأ كلثير‬
‫الغلط ‪ ،‬وقد ذكروه بأكثر من هذا ‪ .‬وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪ :‬سألت أبا‬
‫زرعة عنه فقال ‪ :‬ضللعيف ‪ .‬قلللت ‪ :‬يكتللب حللديثه ‪ .‬قللال ‪ :‬مللا يعجبنللي إل علللى‬
‫العتبار ‪ .‬قال ‪ :‬وترك أبو زرعة حديثه وامتنع من قراءته علينللا وضللربنا عليلله ‪.‬‬
‫وقال النسائي ‪ :‬متروك الحديث ‪ .‬وقال في موضع آخر ‪ :‬ليللس بثقللة ول يكتللب‬
‫حديثه ‪ .‬وقال محمد بن سعد ‪ :‬وكان كثير الرواية عن سفيان ثم خلط بعد ذلللك‬
‫فأمسكوا عن حديثه ‪.‬‬
‫وفي إسناده أيضا ا بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي وهو مللن رجللال مسلللم‬
‫والربعة ‪ .‬قال فيه أحمد ‪ :‬منكر الحللديث قللد اعتللبرت أحللاديثه فللإذا هللو يجيللء‬
‫بالعجب ‪ .‬وقال الساجي ‪ :‬منكر الحديث ‪ .‬وقال العقيلي ‪ :‬مرجئ متهللم متكلللم‬
‫فيه ‪ .‬وقال أبو حاتم ‪ :‬يكتب حديثه ول يحتج به ‪ .‬وقللال ابللن عللدي ‪ :‬روى مللا ل‬
‫يتابع عليه وهو ممن يكتب حديثه وإن كان فيه بعض الضعف ‪ .‬وقال ابلن حبللان‬
‫في الثقات ‪ :‬دلس عن أنس ولم يره ‪ ،‬وكللان يخطللئ كللثيرا ا ‪ .‬وقللال البخللاري ‪:‬‬
‫يخالف في بعض حديثه ‪.‬‬
‫وقال ابن معين والعجلي ‪ :‬ثقة ‪ .‬وقال النسائي ‪ :‬ليللس بلله بللأس ‪ .‬وقللال فللي‬
‫الكاشف ‪ :‬ثقة فيه شيء ‪ .‬وقال في التقريب ‪ :‬صدوق لين الحديث ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ويراجع هل الذي رواه عنه مسلم رواه فللي الشللواهد ‪ ،‬أم فللي الصللول‬
‫لن الذي وجدته له في مسلم إنما هو في الشواهد ‪.‬‬
‫غير أن هذا الحديث بغير هذا السناد أخرجه بقريب من هذا اللفللظ البخللاري ح‬
‫‪ ، 7443‬وانظر الحديث التالي ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ،‬فيقللول ‪ :‬ألللم أنعللم عليللك ‪ ،‬ألللم آتللك مللال ا ؟ فيقللول ‪ :‬بلللى ‪،‬‬
‫فيقول ‪ :‬ألم أرسل إليك رسول ا ؟ فيقول ‪ :‬بلى ‪ ،‬ثللم ينظللر عللن‬
‫يمينه فل يرى إل النار ‪ ،‬ثم ينظر عن شماله فل يللرى إل النللار ‪،‬‬
‫فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة ‪ ،‬فإن لللم يجللد فبكلمللة طيبللة‬
‫"‪. 120‬‬
‫‪ -*19‬وقال ‪ :‬سللمعت عبللد الللله بللن مسللعود بللدأ بللاليمين قبللل‬
‫الحديث ‪ ،‬فقال ‪ ) :‬ما منكم من أحد إل سيخلو‪ 121‬اللله علز وجلل‬
‫به ‪ ،‬كما يخلو‪ 122‬أحدكم بالقمر ليلة البدر ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬يا ابن آدم‬
‫ما غرك بي ‪ ،‬يا ابن آدم ما عملت فيما علمت ‪ ،‬يا ابللن آدم مللاذا‬
‫أجبت المرسلين ؟ (‪. 123‬‬

‫‪ 120‬أخرجه البخاري ح ‪ 1413‬بإسناد له عن عللدي بللن حللاتم يقللول ‪ :‬كنللت عنللد‬


‫رسول الله ‪ r‬فجاءه رجلن أحدهما يش كو العيل ة والخ ر يش كو قط ع الس بيل‬
‫فقال رسول الله ‪ " : r‬أما قطع السبيل فإنه ل يأتي عليك إل قليل حتى تخ رج‬
‫العير إلى مكة بغير خفير ‪ ،‬وأما العيلة فإن الساعة ل تقوم حتى يطوفا أحدكم‬
‫بصدقته ل يجد من يقبلها منه ‪ ،‬ثم ‪ ،‬ليقفلن أحلدكم بيلن يلدي الل ه لي س بين ه‬
‫وبينه حجاب ول ترجمان يترجم له ‪ ،‬ثم ليقولن له ‪ :‬ألم أوتك مال ا ؟ فليقللولن ‪:‬‬
‫بلى ‪ .‬ثم ليقولن ‪ :‬ألم أرسل إليك رسول ا ؟ فليقولن ‪ :‬بلى ‪ .‬فينظر عللن يمينلله‬
‫فل يرى إل النار ثم ينظر عن شماله فل يرى إل النلار ‪ ،‬فليتقيلن أحلدكم النلار‬
‫ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة " ‪.‬‬
‫والحديث أخرجه البخاري ح ‪ ، 7511 ،6539 ،3595‬ومسلم ح ‪ ، 1016‬والترمذي‬
‫ح ‪ ، 2415‬وابللن ماجللة ح ‪،185‬لل ‪ ، 1843‬وأحمللد )‪،4/256‬لل ‪ (377‬وابللن حبللان )‬
‫‪ (374 ،16/373‬ح ‪ ، 7374 ،7373‬والبيهقي في الكبرى ) ‪ (4/176‬ح ‪) ، 7533‬‬
‫‪ (5/225‬ح ‪ ، 9911 ،9910‬والطبراني في الكبير ) ‪ (83 ،17/82‬ح ‪) ، 188 :184‬‬
‫‪ (17/94‬ح ‪ ، 225 ،224‬وفي الصغير ) ‪ (2/136‬ح ‪ ، 917‬والطيالسي في مسنده‬
‫ص ‪ 139‬ح ‪ ، 1308‬والبخاري في خلق أفعال العباد ص ‪. 42‬‬
‫وأخرجه مختصرا ا البخاري ح ‪ ، 7443‬والطبراني في الكبير )‪ (17/94‬ح ‪. 223‬‬
‫وجزء اتقاء النار ولو بشق تمرة له تخاريج كثيرة ‪.‬‬
‫‪ 121‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] سيخلوا [ ‪.‬‬
‫‪ 122‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يخلوا [ ‪.‬‬
‫‪ 123‬أخرجه الطبراني في الكبير )‪ (9/182‬ح ‪ 8899‬بلفظ ‪ :‬حدثنا بشر بن موسى‬
‫ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني ثنا أبو عوانة عن هلل الوزان عن عبد الله بللن‬
‫عكيم قال ‪ :‬سمعت عبد الله بن مسعود فللي هللذا المسللجد يبللدأ بللاليمين قبللل‬
‫الكلم فقال ‪ )) :‬ما منكم من أحد إل أن ربه سيخلو به كما يخلو أحللدكم بللالقمر‬
‫ليلة البدر ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ابن آدم ما غرك بي ! ابن آدم ما غرك بي ! ابللن آدم مللاذا‬
‫عللمت ؟ ابن آدم ماذا عملللت فيمللا‬ ‫ملت فيما م‬ ‫أجبت المرسلين ؟ ابن آدم ماذا ع ل‬
‫علمت ؟ ابن آدم ماذا عملت فيما عملت ‪.‬‬
‫وإسناده صحيح موقوفا ا على ابن مسللعود ‪ ،‬ومثللل هللذه الروايللات تأخللذ رجاحللة‬
‫الرفع من حيث المعنى ‪ ،‬لنها ل يتحدث بها من قبيللل الللرأي ‪ ،‬ورجللال إسللناده‬
‫رجال مسلم ‪ ،‬وبعضهم من رجال الستة ‪ ،‬غير بشللر بللن موسللى فهللو متللأخر ‪،‬‬
‫وقال عنه الذهبي في التذكرة ‪ :‬المام المحدث الثبت ‪ .‬ونعته في السير بقوله‬
‫‪ :‬الحافظ الثقة ‪ .‬وقال الخطيب والدارقطني ‪ :‬ثقة ‪ .‬وإن كان أبللو عوانللة وهللو‬
‫الوضاح وهو من رجال الستة وهو ثقة ثبللت ‪ ،‬اعتمللده الئمللة كلهللم ‪ ،‬كمللا ابللن‬
‫حجر في التقريب والفتح ‪ .‬غير أن أبا حاتم قال ‪ :‬كتبه ص حيحه وإذا حلدث ملن‬
‫حفظه غلط كثيرا ا ‪ ،‬وهو صدوق ثقة وهو أحب إلي من أبي الحوص ومن جرير‬

‫‪30‬‬
‫‪ -*20‬وعن ابن مسعود أنه بدأ باليمين ‪ ،‬فقال ‪ ) :‬والله ما منكم‬
‫من أحد إل سيخلو‪ 124‬به الله عز وجل كما يخلو‪ 125‬أحدكم بالقمر‬
‫ليلة البدر ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬يا ابن آدم ما غللرك بللي ‪ ،‬يللا ابللن آدم مللا‬
‫عملت لي ‪ ،‬يا ابن آدم ما استحييت مني ‪ ،‬يا ابن آدم ماذا أجبللت‬
‫المرسلين ‪ ،‬يا ابن آدم ألم أكن رقيبا ا على عينيك‪ 126‬وأنت تنظللر‬
‫بهما إلى ما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا على أذنيك وأنت تستمع‬
‫بهما إلى ما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا على لسانك وأنت تنطق‬
‫بما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا على يديك وأنت تبطش بهما إلى‬
‫ما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا علللى رجليللك وأنللت تمشللى بهمللا‬
‫إلى ما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا على قلبك وأنللت تهللم بمللا ل‬
‫يحل لك ؟ أم أنكرت قربي منك وقدرتي عليك ؟ ( ‪.127‬‬

‫وهو أحفظ من حماد بن سلمة ‪.‬‬


‫قال الذهبي ‪ :‬استقر الحال على أن أبا عوانة ثقة ‪ ،‬وما قلنا إنه كحماد بن زيللد‬
‫بل هو أحب إليهم ملن إس رائيل وحملاد ب ن سللمة وه و أوثلق ملن فليلح ابلن‬
‫سليمان وله أوهام تجانب إخراجها الشيخان ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ويشهد له الرواية التالي ‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد في طبقاته في ترجمة عبد الللله بللن عكيللم الجهنللي ) ‪(6/113‬‬
‫فقال ‪ :‬أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا شريك عللن هلل عللن عبللد الللله بللن‬
‫عكيم قال ‪ :‬سمعت عبد الله بن مسعود بدأ باليمين قبل الحديث قال ‪ )) :‬والللله‬
‫إن منكم من أحد إل سيخلو الله به يوم القيامة (( ‪ .‬وفي الحديث طول ‪. ...‬‬
‫وإسناد الجزء الموافق لما قبله صحيح لغيره موقوفا على ابن مسللعود ‪ ،‬راجللح‬
‫الرفع ‪ ،‬وذلك لن شريك بن عبد الله الذي فيه كلم ل كما تقدم ل قد توبللع كمللا‬
‫في الرواية السابقة ‪.‬‬
‫هذا وقد أخرجه أيضا ا الطبراني في الكبير )‪ (9/182‬ح ‪ 8900‬بلفظ ‪ :‬حللدثنا أبللو‬
‫يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا شريك عن هلل الوزان عللن عبللد الللله‬
‫بن عكيم قال ‪ :‬سمعت ابن مسعود بدأ باليمين قبل الحديث قللال ‪ )) :‬والللله إن‬
‫منكم أحد إل سيخلو الله به يوم القيامة كما يخلو أحللدكم بللالقمر ليلللة البللدر ‪،‬‬
‫يقول ‪ :‬ما غرك بي ابن آدم ‪ ،‬ما غرك بي ابن آدم ‪ ،‬ما غرك بي ابللن آدم ‪ ،‬مللاذا‬
‫عملت فيما علمت ابن آدم ‪ ،‬ماذا أجبت المرسلين (( ‪.‬‬
‫وإسناده كسابقه ‪ ،‬وأسد بن موسللى ‪ ،‬قللال عنلله البخللاري ‪ :‬مشللهور الحللديث ‪.‬‬
‫وقال في التقريب ‪ :‬صدوق يغرب ‪ .‬وقال النسائي وابن قانع والعجلي والبزار‬
‫وابن يونس ‪ :‬ثقة ‪ .‬وقال ابن يونس ‪ :‬حدث بأحاديث منكرة وأحسب الفللة مللن‬
‫غيره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وقد تابعه الفضل بن دكين عند ابن سعد في الرواية السابقة ‪.‬‬
‫‪ 124‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] سيخلو [ ‪.‬‬
‫‪ 125‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] يخلو [ ‪.‬‬
‫‪ 126‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] عينك [ ‪.‬‬
‫لم أقف عليه بهذا الطول ‪ ،‬ولعله هو رواية ابن سعد التي أشار إليها ولللم‬ ‫‪127‬‬

‫يذكرها ‪ ،‬فإن تكنها ‪ ،‬ففي إسنادها شريك ‪ ،‬وقللد تقللدم الكلم فيلله ‪ ،‬والللراوي‬
‫عنه وهو اغضل بن دكين كوفي ‪ ، ...‬والجزء المشللترك فللي هللذه الروايللة مللع‬
‫سابقتها إسنادها كسابقتها ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وأنت يا ابن آدم بين خطرين عظيمين ‪ :‬إما أن يتلقاك برحمته‬
‫ويتطول عليك بجوده ‪ ،‬وإمللا أن يناقشللك الحسللاب ‪ ،‬فيللأمر بللك‬
‫إلى الهاوية وبئس المصير ‪.‬‬
‫‪ -**21‬عن مجاهد قال ‪ ) :‬ل يزول قدم عبد يوم القيامة من بين‬
‫يدي الله عز وجل حتى يسأله عن أربع خصال ‪ :‬عن عمللره فيمللا‬
‫أفناه ‪ ،‬وعن عمله ما عمل فيه ‪ ،‬وعن جسللده فيمللا أبله ‪ ،‬وعللن‬
‫ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ( ‪.‬‬
‫فما ظنك بنفسك وضعف قلبك ‪ ،‬والله عز وجللل يكللرر عليللك‬
‫ذكر إحسانه إليك ‪ ،‬ومخالفتك له ‪ ،‬وقلة حيائك‪ 128‬منلله ‪ ،‬فللأعظم‬
‫به موقفا ا ‪ ،‬وأعظم به من سائل ل تخفى عليه خافيللة ‪ ،‬وأعظللم‬
‫بما يداخلك من الحللزن والغللمي والتأسللف علللى مللا فرطللت فللي‬
‫طاعته وركوبك معصيته ‪ .‬فإذا تبالغ فيك الجهد من الغم والحزن‬
‫والحيللاء بللدا لللك‪ 129‬منلله أحللد المريللن ‪ :‬الغضللب أو الرضللا عنللك‬
‫والحب لك ‪ .‬فإما أن يقول ‪ :‬يا عبدي أنا سترتها عليك في الدنيا‬
‫وأنلا أغفرهللا لللك اليلوم ‪ ،‬فقلد غفلرت لللك كلبير جرملك وكللثير‬
‫سلليئاتك ‪ ،‬وتقبلللت منللك يسللير إحسللانك ‪ ،‬فيسللتطير بالسللرور‬
‫والفرح قلبك فيشرق لذلك وجهك ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك حين قالها لك ‪ ،‬فابتدأ إشراق السللرور ونللوره‬
‫في وجهك بعد كآبته وتكسفه من الحياء من السؤال ‪ ،‬والحسرة‬
‫من ذكر مساوئ فعلك ‪ ،‬فاستبدلت بالكآبة والحزن سللرورا ا فللي‬
‫قلبك ‪ ،‬فأسفر وجهك وابيضي لونك ‪.‬‬
‫فتوهم رضاه عنك حين سمعته منه ‪ ،‬فثلار فلي قلبلك ف امتل‬
‫سرورا ا وكدت أن تموت فرحا ا وتطير سرورا ا ‪ ،‬ويحللق لللك ‪ ،‬فللأي‬
‫سرور أعظم من السرور والفرح برضا الله عز وجل ؟ ! فو الله‬
‫تعالى لو أنك مت فرحا ا في الدنيا حين توهمت رضاه في الخرة‬
‫لكنت بذلك حريا ا ‪ ،‬وإن كنللت لللم تسللتيقن برضللاه فللي الخللرة ‪،‬‬
‫ولكللن آمل ا لللذلك ‪ ،‬فكيللف بللك مسللتيقنا ا للله فللي الخللرة ‪ ،‬ولللو‬
‫توهمت نفسك ‪ ،‬وقد بدا لك منه الرحمة والمغفرة كنللت حقيقللا ا‬
‫أن تطير روحك من بدنك فرحا ا ‪ ،‬فكيللف أن لللو قللد سللمعتم مللن‬
‫الله عز وجل الرضا عنك والمغفرة لك ‪ ،‬فللأمن خوفللك ‪ ،‬وسللكن‬
‫حللذرك وتحقللق أملللك ورجللاؤك بخلللود البللد ‪ ،‬وليقنللت بفللوزك‬
‫ونعيمك أبدا ا ] ل يفنى [‪ 130‬ول يبيد بغير تنقيص ول تكذيب ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك بين يدي الله عز وجل وقد بدا لك منه الرضللا ‪،‬‬
‫وطار قلبللك فرحللا ا ‪ ،‬وابيللضي وجهللك وأشللرق وأنللار وأحللال عللن‬
‫خلقته ‪ ،‬فصار كأنه القمر ليلة البدر ‪ .‬ثللم خرجللتم علللى الخلئللق‬
‫‪ 128‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] حياك [ ‪.‬‬
‫‪ 129‬كذا أثبتهللا ) أ ( مللن الهللامش فقللال ‪ :‬كللذا فللي الهللامش ‪ ،‬وفللي الصللل ‪:‬‬
‫] بدلك [ ‪.‬‬
‫‪ 130‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] أل يفنا [ ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مسرورا ا بوجهد محبور قد حل به أكمل الجمال والحسن ‪ ،‬يسللطع‬
‫نورا ا مشرقا ا بتللئه ‪ ،‬تتخطياهم بالجمال والحسن والنور والضياء‬
‫‪ ،‬كتابك بيمينك ‪ ،‬أخذ بضبعيك ملك ينادي على رؤوس‪ 131‬الخلئق‬
‫‪ :‬هذا فلن ابن فلن سعد سعادة ل يشقى‪ 132‬بعللدها أبللدا ا ‪ .‬لقللد‬
‫شهرك ربك عز وجل بالرضا عنك عند خلقه ‪ ،‬ولقد حقللق حسللن‬
‫ظن الظانين ‪ ،‬وأبطل تهم المتهمين لك ‪ ،‬وإن في هذه المنزلللة‬
‫غدا ا على رؤوس الخلئق لعوضا ا من المنزلة عنللد العبللاد بطللاعته‬
‫والتصللنع لهللم زهللدا ا فللي المنزلللة عنللدهم ‪ ،‬والتعظيللم عنللدهم‬
‫بطاعة ربه عز وجل بصدق معاملته وحده ل شريك للله ‪ ،‬عوضللك‬
‫المنزلللة الكللبرى علللى رؤوس الخلئللق ‪ ،‬فشللهرك برضللاه عنللك‬
‫وموالته إياك ‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫الخلئق ‪ ،‬وكتابلك فلي يمينلك‬ ‫فتوهم نفسك وأنت تتخطى‬
‫بجمللال وجهللك ونللوره ‪ ،‬وفللرح قلبللك وسللروره ‪ ،‬وقللد شخصللت‬
‫أبصارهم إليك غبطة لك وتأسفا ا على أن ينالوا من الله عز وجل‬
‫ما نلت ‪ ،‬فليعظم من الله عز وجل في طلب ذلك أملك ورجاؤك‬
‫‪ ،‬فإنه عز وجل إن تفضل عليك نلت ذلك ‪.‬‬
‫فهذا أحد المرين الذي أنت بينهما على خطر ‪.‬‬
‫‪ -22‬عن صفوان بن محللرز قللال ‪ :‬كنللتي آخللذا ا بيللد عبللد الللله بللن‬
‫عمر ‪ ،‬فأتاه رجل فقال ‪ :‬كيف سمعت رسللول الللله ‪r‬يقللول فللي‬
‫النجوى ؟ فقللال ‪ :‬سللمعت رسلول الللله ‪ r‬يق ول ‪ " :‬إن الل ه ع ز‬
‫وجل ييدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه يستره من‬
‫الناس ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا عبدي أتعرفا ذنب كذا وكذا ؟ فيقللول ‪ :‬نعللم‬
‫يا رب ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬يللا عبللدي أتعللرفا ذنللب كللذا وكللذا ؟ حللتى إذا‬
‫قرره بذنوبه ‪ ،‬ورأى فلي نفسله أنله قلد هللك ‪ ،‬قلال ‪ :‬إنلي قلد‬
‫‪134‬‬
‫سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لللك اليللوم ‪ .‬ثللم ييعطللى‬
‫كتاب حسناته ‪ ،‬وأما الكافر والمنافق فيقول الشللهاد ‪ ﴿ :‬هللؤلء‬
‫الذين كذبوا على ربهم أل لعنة الله على الظالمين ﴾‪. 136 " 135‬‬
‫روس [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬
‫‪ 131‬هكذا صوب‬‫الكلمة‬
‫يشقا [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬
‫‪ 132‬هكذا صوب‬‫الكلمة‬
‫تتخطا [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬
‫‪ 133‬هكذا صوب‬‫الكلمة‬
‫يعطا [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬
‫‪ 134‬هكذا صوب‬‫الكلمة‬
‫‪ 135‬هود ‪. 18/‬‬
‫‪ 136‬أخرجه البخاري ح ‪ 2441‬بلفظ ‪ :‬عن صفوان بن محرز المازني قال ‪ :‬بينما‬
‫أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله تعالى عنهما آخذ بيده إذ عرض رجللل فقللال ‪:‬‬
‫كيف سمعت رسول الله ‪ r‬في النجوى ؟ فقال ‪ :‬سمعت رسول الله ‪ r‬يقول ‪" :‬‬
‫إن الله يدني المؤمن فيضع عليله كنفله ويسلتره فيق ول ‪ :‬أتعلرفا ذنلب كلذا ‪،‬‬
‫أتعرفا ذنب كذا ؟ فيقول ‪ :‬نعم أي رب ‪ .‬حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه‬
‫أنه هلك ‪ .‬قال ‪ :‬سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ‪ .‬فيعطى كتللاب‬
‫حسناته ‪ .‬وأما الكافر والمنافق فيقول الشهاد ﴿ هؤلء الذين كذبوا على ربهللم‬
‫أل لعنة الله على الظالمين ﴾ ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -23‬قال ‪ :‬بينا عبد الله بن عمر يطوفا بللالبيت إذ عارضلله رجللل‬
‫فقال ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ‪ ،‬كيف سمعت رسول الله ‪ r‬يقول في‬
‫النجوى ؟ فذكر مثله ‪.137‬‬
‫‪ -**24‬وقال سعيد ‪ :‬قال قتادة ‪ ) :‬لم يحزن يومئذ أحللد فخفللي‬
‫حزنه على أحد من الخلئق ( ‪.138‬‬
‫‪ -*25‬وعن ابن مسعود أنه قال ‪ ) :‬ينشر الله عز وجل كنفه يوم‬
‫القيامة على عبده المؤمن ‪ ،‬ويبسط كفه لظهرها ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يللا‬
‫ابن آدم هذه حسنة قد عملتمها في يوم كذا وكذا قللد‪ 139‬قبلتهللا ‪،‬‬
‫وهذه خطيئة قد عملتمهللا فللي يللوم كللذا وكللذا قللد غفرتهللا لللك ‪،‬‬
‫فيسجد ‪ ،‬فيقول الناس ‪ :‬طوبى‪ 140‬لهذا العبلد الصللالح اللذي لللم‬
‫يجد في صحيفته إل حسنة ل أو قال ‪ :‬في كتابه ( ‪.‬‬
‫‪ -*26‬وعن عبد الله بن حنظلة قال ‪ ) :‬إن الللله عللز وجللل يقللف‬
‫عبده يوم القيامة فيبدي‪ 141‬حسناته في ظهللر صللحيفته فيقللول‬
‫له ‪ :‬أنت عملت هذا ؟ فيقول ‪ :‬نعللم أي رب ‪ ،‬فيقللول ‪ :‬إنللي لللن‬
‫أفضحك به اليوم وإنللي قللد غفللرت لللك اليللوم فيقللول عنللدها ‪:‬‬
‫ه ﴾‪ 142‬حيللن نجللا‬
‫﴿ هآؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملق حسابي ع‬
‫من فضيحة يوم القيامة ( ‪.‬‬
‫وأما المر الخر ‪ :‬فإما أن يقول لك ‪ :‬عبدي أنا غضبان عليللك‬
‫فعليك لعنتي ‪ ،‬فلن أغفر لك عظيم ما آتيت ‪ ،‬ولللن أتقبللل منللك‬
‫ما عملت ‪ ،‬فيقول لك ذلك عند بعض ذنوبك العظيمة ‪ :‬أتعرفها ؟‬
‫فتقللول ‪ :‬نعللم وعزتللك ‪ ،‬فيغضللب عليللك فيقللول‪ : 143‬وعزتللي ل‬
‫تذهب بها منللي ‪ ،‬فينللادي الزبانيللة فيقللول ‪ :‬خللذوه ‪ .‬فمللا ظنللك‬
‫بالله عز وجل يقولها بعظيم كلمه وهيبته وجلله ‪.‬‬
‫فتوهم إن لم يعف عنللك ‪ ،‬وقللد سللمعتمها مللن الللله عللز وجللل‬
‫بالغضللب ‪ ،‬وأسللند إليللك الزبانيللة بفظاظتهللا وغلللظ أكفهللا ‪،‬‬

‫والحديث متفق عليه ‪ ،‬فقد أخرجه البخاري ح ‪ ، 4685‬ومسلم مع تغيللر طفيللف‬


‫في بعض اللفظ )‪ (4/2120‬ح ‪ 2768‬وقال فيه ‪ " :‬يللدنى الملؤمن يلوم القياملة‬
‫من ربه عز وجل " ‪ ،‬وابن ماجللة )‪ (1/65‬ح ‪ ، 183‬وأحمللد )‪،2/74‬لل ‪ ، (105‬وابللن‬
‫حبللان )‪،16/353‬لل ‪ (355‬ح ‪،7355‬لل ‪ ، 7356‬والنسللائي فللي الكللبرى )‪(6/364‬ح‬
‫‪ ، 11242‬وأبللو يعلللى ) ‪ (10/122‬ح ‪ ، 5751‬وعبللد بللن حميللد ص ‪ 266‬ح ‪، 846‬‬
‫والبخاري في خلق أفعال العباد ص ‪. 78‬‬
‫وأخرجه مختصرا ا البخاري ح ‪. 7514 ،6070‬‬
‫‪ 137‬أخرجه أحمد )‪ (2/105‬غير أنه قال ‪ :‬عرضه ‪ .‬وانظر الحديث السابق ‪.‬‬
‫‪ 138‬وذكر في أحمد )‪ (2/105‬قول قتادة بلفظ ‪ :‬فلللم يخللز يومئللذ أحللد فخفللى‬
‫خزيه على أحد من الخلئق ‪.‬‬
‫‪ 139‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬
‫‪ 140‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] طوبا [ ‪.‬‬
‫‪ 141‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] فيبدا [ ‪.‬‬
‫‪ 142‬الحاقة ‪. 20/‬‬
‫‪ 143‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مستضفرة بأزمة مللن النيللران غضللابا ا لغضللب‪ 144‬الللله عللز وجللل‬
‫بللالعنف عليللك والغلللظ والتشللديد ‪ ،‬فلللم تشللعر حيللن قالهللا إل‬
‫ومجسة غلظ أكفهم في فقاك وعنقللك ‪ .‬فتللوهم غلللظ أكفهللم‬
‫حين قبضوا على عنقك بللالعنف ‪ ،‬يتقربلون إللى اللله عللز وجللل‬
‫بعذابك وهوانك ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك مستجذبا ا ذليل ا موقنا ا بالهلك وأنت في أيديهم‬
‫وهم ذاهبون بك إلللى النللار ‪ ،‬مسللوداا وجهللك ‪ ،‬تتخطللى الخلئللق‬
‫بسللواد وجهللك ‪ ،‬وكتابللك فللي شللمالك تنللادي بالويللل والثبللور ‪،‬‬
‫والملك آخذ بضبعيك ينادي ‪ :‬هذا فلن ابن فلن شللقى شللقاء ل‬
‫يسعد بعده أبدا ا ‪.‬‬
‫لقد شهرك بالغضب والسخط عليك ‪ ،‬ولقد تمت فضيحتك عند‬
‫خلقه ‪ ،‬فأخلف حسن ظن الظانين بك ‪ ،‬وحقللق تهللم المتهميللن‬
‫لك ‪ ،‬ولعله إن فعل ذلك بك فعللله بتصللنعك لطللاعته عنللد عبللاده‬
‫بطلب المنزلة عندهم بسقوط المنزلة والجللاه عنللده ‪ ،‬ففضللحك‬
‫عند من آثرته عليه في المعاملللة ‪ ،‬ورضلليت بحمللده عللى طاعللة‬
‫ربك عز وجل عوضا ا من حمده إياك تبارك وتعالى ‪.‬‬
‫فتوهم ذلك ‪ ،‬ثم توهمه ‪ ،‬واذكر هذا الخطر ‪ ،‬وكن مفكرا ا حذرا ا‬
‫أي المرين يرتفع بك وأي المرين قد أعد لك ‪.‬‬
‫‪ -**27‬عن كعب قال ‪ :‬إن الرجللل ليللؤمر بلله إلللى النللار فيبتللدره‬
‫مائة ألف ملك ‪.‬‬
‫قال أبو عبد الله ‪ :‬وقد بلغني أنه إذا وقف العبلد بيلن يلديم اللله‬
‫عز وجل فطال وقوفه ‪ ،‬تقول الملئكة ‪ :‬ما لك مللن عبللد عليللك‬
‫لعنة الله ‪ ،‬أبكل هذا بارزت الله عز وجل وقللد كنللت تظهللر فللي‬
‫الدنيا علنية حسنة ‪.‬‬
‫ا‬
‫قال ‪ :‬أبو عبد الله ‪ :‬ولقد بلغني أيضا أنه إذا حوسب فوييبخ بكثرة‬
‫أعماله الخبيثة ‪ ،‬تقول الملئكة ‪ :‬ما لك من آدمي عليك لعنة الله‬
‫‪ ،‬أبكل هذا بارزت الله عز وجل ‪ ،‬وقد كنللت تظهللر الحسللن فللي‬
‫الدنيا ؟‬
‫قال ‪ :‬من تحبيب إلى الناس بما ل يحب الله عز وجل ‪ ،‬وبارز الله‬
‫عز وجل بما يكره ‪ ،‬لقي الله عللز وجللل وهللو عليلله سللاخط وللله‬
‫ماقت ‪.‬‬
‫ثم قال أبو عبد الله وهو يحدث ‪ ) :‬والللله عللز وجللل مللا أمسلليت‬
‫آسللفا ا عللليي وعليكللم للل ومللع ذلللك الجسللر بللدقته وزلللله وهللوله‬
‫وعظيم خطره قديامك ( ‪.‬‬
‫فتوهم ما حلي من الوجل بفؤادك حين رفعت طرفك فنظرت‬
‫إليلله مضللروبا ا علللى جهنللم بللدقته ودحوضلله ‪ ،‬وجهنللم تخفللق‬
‫بأمواجها من تحته ‪ ،‬فيا له من منظر مللا أفظعلله وأهللوله ‪ ،‬وقللد‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] بالغضب [ ‪.‬‬ ‫‪144‬‬

‫‪35‬‬
‫علمت أنك راكب فوقه ‪ ،‬وأنت تنظر إلى سواد جهنم من تحتلله ‪،‬‬
‫وتسمع قصيف أمواجها وجلبة ثورانها مللن أسللفلها ‪ ،‬والملئكللة‬
‫تنادي‪ : 145‬ربنا من تريد أن تجيللزه علللى هللذا ؟ وتنللادي‪ : 146‬ربنللا‬
‫ربنا سلم سلم ‪.‬‬
‫وا الساهرة ‪،‬‬ ‫فبينا أنت تنظر إليه بفظاعة منظره إذ نودي مر ر‬
‫فلم تشعر إل وقد ريفعت الرض مللن تحتللك وتحللت الخلئللق لن‬
‫دلت بأرض من فضلة ‪ ،‬فلإذا الخلئللق منثلورون علللى‬ ‫تبديل ‪ ،‬ثم ب ي ر‬
‫‪147‬‬
‫‪ ،‬ثم قيل لللك وأنللت تنظللر إلللى الجسللر‬ ‫أرض من فضة بيضاء‬
‫بفظاظته وقيل للخلق معك ‪ :‬اركبوا الجسر ‪.‬‬
‫فتوهم خفقان فؤادك وفزعه ‪ ،‬وقد قيل لك ‪ :‬اركب الجسر ‪،‬‬
‫فطللار عقلللك رعبللا ا وفزعللا ا ‪ ،‬ثللم رفعللت إحللدى قللدميك لللتركبه‬
‫فوجدت بباطن قللدميك حللدته ودقتلله ‪ ،‬فطللار قلبللك فزعللا ا ‪ ،‬ثللم‬
‫ثنيت الخرى فاستويت عليلله راكبللا ا وقللد أثقلتللك أوزارك وأنللت‬
‫حاملها على ظهرك ‪ ،‬ثم صعدت عليه بطيران قلبك حللتى بلغللت‬
‫ذروتلله ‪ ،‬والخلئللق مللن بيللن يللديك ومللن ورائللك‪ 148‬عللرفا واحللد‬
‫يضطرب بهم خفقان جهنم تحته ‪ ،‬فتهافت الناس من بين يديك‬
‫ومن ورائك ‪.‬‬
‫فتللوهم صللعودك بضللعفك عليلله ‪ ،‬وقللد نظللرت إلللى الزال ريللن‬
‫لت من بين يللديك ومللن خلفللك ‪ ،‬وقللد تنكسللت هامللاتهم ‪،‬‬ ‫والزا ي‬
‫‪149‬‬
‫وارتفعللت علللى الصللراط أرجلهللم ‪ ،‬وأخللذت الملئكللة بلحللى‬
‫الرجال وذوائب النساء من الموحدين ‪ ،‬إذ الغلل في أعناقهم ‪،‬‬
‫وثارت النار بطلبتها وفارت وشلهقت عللى هاملاتهم ‪ ،‬ورمتهلم‬
‫الملئكللة بللالكلبيب فجللذبتهم ‪ ،‬وثللارت إليهللم النللار بطلبتهللا‬
‫وحريقها ‪ ،‬وزفرت وشهقت على هاماتهم ‪ ،‬وبادرت شللرر النللار‬
‫إلى هاماتهم فتناولتها ثلم جلذبت هاملاتهم إللى جوفهلا ‪ ،‬وهلم‬
‫ينادون ويصرخون وقد أيسوا من أنفسهم ‪ ،‬وهم لجتللذاب النللار‬
‫لهاماتهم فيهللا ينحللدرون ‪ ،‬وهللم بالويللل ينللادون ‪ ،‬وأنللت تنظللر‬
‫إليهم مرعوبللا ا خائفللا ا أن تتبعهللم ‪ ،‬فللتزل قلدمك فتهللوى‪ 150‬ملن‬
‫الجسر وتنكسر قامتك وترتفع على الصراط رجلك ‪.‬‬
‫فتوهم ذلك في الدنيا بعقل فارغ وشفقة على ضعف بدنك ‪،‬‬
‫مخفف في الدنيا للمرور عليه ‪ ،‬فللإن أهللوال يللوم القيامللة إنمللا‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪145‬‬

‫كسابقه ‪.‬‬ ‫‪146‬‬

‫كسابقه ‪.‬‬ ‫‪147‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وليك [ ‪.‬‬ ‫‪148‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] بلحا [ ‪.‬‬ ‫‪149‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] فنهوا [ ‪.‬‬ ‫‪150‬‬

‫‪36‬‬
‫‪152‬‬
‫تخفف على أولياء الله عز وجل الذين توهموها‪ 151‬فللي الللدنيا‬
‫بعقللولهم ‪ ،‬فعظللم خطللر النجللاة عنللدهم ‪ ،‬فتحملللوا مللن ثقللل‬
‫همومها في الدنيا على قلوبهم وشدة خوفهللا علللى نفوسللهم ‪،‬‬
‫فخففها في القيامة بذلك عليهم مولهم ‪ ،‬فالزم قلبك توهمهللا‬
‫ففها عليك بذلك ويهونها ‪ ،‬لنه‬ ‫والخوفا منها والغم بها ‪ ،‬لنه يخ ر‬
‫آلللى علللى نفسلله أل يجمللع علللى أوليللائه الخللوفا فللي الللدنيا‬
‫والخرة ‪.‬‬
‫فتوهم ممرك على الجسر بشدة الخوفا وضعف البللدن ‪ ،‬وإن‬
‫يكللن مغضللوبا ا عليللك غيللر معفللي‪ 153‬عنللك ‪ ،‬ولللم تشللعر إل وقللد‬
‫زيلت‪ 154‬قدمك عن الصراط ‪.‬‬
‫فتوهم‪ 155‬نفسك للل إن لللم يعللف عنللك للل أن زلللت رجلللك عللن‬
‫الصراط ‪ ،‬فقلت في نفسك مللع ذلللك ‪ :‬ذهبللتي أبللدا ا ‪ ،‬هللذا الللذي‬
‫كنت أحاذر وأخافا ‪ ،‬وطللار عقلللك ‪ .‬ثللم زلللت الخللرى فتنكسللت‬
‫هامتك ‪ ،‬وارتفعت عن الصراط رجلك فلم تشعر إل والكرلوب قد‬
‫دخل في جلدك ولحمك ‪ ،‬فجذبتم به ‪ ،‬وبللادرت إليللك النللار ثللائرة‬
‫غضبانة لغضب مولها ‪ ،‬فهللي تجللذبك وأنللت تهللوى مللن الجسللر‬
‫س نفحها ‪ :‬ويلي ويلللي ‪ ،‬وقللد غلللب علللى‬ ‫وتنادي حين وجدت م ي‬
‫قلبك الندم والتأسف ‪ ،‬أل كنللتم أرضلليت الللله عللز وجللل فرضللي‬
‫عنك ‪ ،‬وأقلعت عمللا ي يكللره قبللل أن تمللوت فغفللر لللك ‪ ،‬حللتى إذا‬
‫صرت في جوفها التحمت عليك بحريقها ‪ ،‬وقلبك قللد بلللغ غايللة‬ ‫م‬
‫‪156‬‬
‫حرقته ومضيضه ‪ ،‬فتورمتم في أول ما ألقيللت فيهللا ‪ ،‬ونللادى‬
‫الله عللز وجللل النللار وأنللت مكبللوب علللى وجهللك تنللادي بالويللل‬
‫ت﴾ ‪ 157‬؟ فسللمعتم نللداءه وسللمعتم‬ ‫ممتل ل‬‫لا ع‬ ‫هلل ل‬
‫والثبور ‪ ،‬فناداهللا ﴿ م‬
‫زيد ﴾ ؟ يقول ‪ :‬هل من سعة ؟ وأنت فللي‬ ‫م ل‬‫ن م‬‫م ع‬
‫ل ل‬‫ه ع‬‫إجابتها له ‪ ﴿ :‬م‬
‫هب في بدنك ‪ ،‬لها قصيف في جسدك ‪ ،‬ثم لللم‬ ‫قعرها ‪ ،‬وهي تتل ي‬
‫يلبث أن تقطللر بللدنك وتسللاقط لحمللك ‪ ،‬وبقيللت عظامللك ‪ ،‬ثللم‬
‫أطلقت النار على ما في جوفك فأكلت ما فيه ‪.‬‬
‫فتوهم كبدك والنللار تللداخل فيهللا ‪ ،‬وأنللت تنللادي فل يترحللم ‪،‬‬
‫ت أل ي تعللود ‪ ،‬فل تقبللل توبتللك ‪ ،‬ول‬ ‫ددع م‬‫وتبكي وتعطي الندم إن ير ل‬
‫ييجاب نداؤك‪. 158‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪151‬‬

‫كسابقه ‪.‬‬ ‫‪152‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] معفا [ ‪.‬‬ ‫‪153‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪154‬‬

‫كسابقه ‪.‬‬ ‫‪155‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] ونادا [ ‪.‬‬ ‫‪156‬‬

‫ق ‪. 30/‬‬ ‫‪157‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] نداك [ ‪.‬‬ ‫‪158‬‬

‫‪37‬‬
‫فتوهم نفسك وقد طال فيها مكثك وألح العذاب ‪ ،‬فبلغت غاية‬
‫الكللرب ‪ ،‬واشللتد بللك العطللش ‪ ،‬فللذكرت الشللراب فللي الللدنيا ‪،‬‬
‫ففزعت إلى الجحيم ‪ ،‬فتنللاولتم النللاء مللن يللد الخللازن الموكللل‬
‫بعذابك ‪ ،‬فلما أخذته نشبت كفك فيه ‪ ،‬وتفسخت لحرارته ووهيج‬
‫حريقه ‪ ،‬ثم قربته إلى فيك فشوى وجهللك ‪ ،‬ثللم تجرعتلله فسلللخ‬
‫حلقك ‪ ،‬ثم وصل إلى جوفللك فقطللع أمعللاءك ‪ ،‬فنللاديتم بالويللل‬
‫والثبور ‪ ،‬وذكرتم شراب الدنيا وبرده ولللذته ‪ .‬ثللم أقلعللت‪ 159‬عللن‬
‫الحريق ‪ ،‬فبادرت إلى حياض الحميللم لتللبرد بهللا كمللا تعللود فللي‬
‫الدنيا الغتسال والنغماس في الماء إذا اشتد عليك الحر ‪ ،‬فلما‬
‫انغمستم في الحميم تسلخ من قرنك إلى قدمك ‪ ،‬فبللادرت إلللى‬
‫النار رجاء أن تكون هي أهون عليك ‪ ،‬ثم اشتد عليك حريق النللار‬
‫فرجعت إلى الحميم وأنت تتطوفا بينهللا وبيللن حميللم آن ‪ ،‬وهللو‬
‫الذي قد انتهى حره ‪ ،‬وتطلب الروح فل روح بين الحميللم وبيللن‬
‫النار ‪ ،‬تطلب الروح فل روح أبدا ا ‪.‬‬
‫فلما اشتد بك الكللرب والعطللش وبلللغ منللك المجهللود ذكللرتم‬
‫الجنان فهاجت غصة من فؤادك إلى حلقك أسفا ا على جوار الله‬
‫عز وجل ‪ ،‬وحزنا ا على نعيم الجنة ‪ ،‬ثم ذكرتم شرابها وبرد مائهللا‬
‫وطيب عيشها ‪ ،‬فتقطع قلبك حسرة لحرمان ذلك ‪ ،‬ثم ذكرتم أن‬
‫فيها‪ 160‬بعض القرابة من أب أو أم أو أخ ‪ ،‬وغيرهم من القرابة ‪،‬‬
‫فناديتهم بصوت مخزون من قلب محترق قلق ‪ :‬يا أماه أو يأبتاه‬
‫أو يا أخاه أو يا خلاله أو يللا عملاه أو يلا أخللتي شلربة ملن مللاء ‪،‬‬
‫فأجابوك بالخيبة فتقطع قلبك حسرة‪ 161‬بمللا خيبللوا مللن أملللك ‪،‬‬
‫وبما رأيت من غضبهم عليك لغضب ربك عز وجل ‪ ،‬ففزعت إلى‬
‫الله بالنداء بالمرجع والعتبى أن يردك إلى الللدنيا ‪ ،‬فمكللث عنللك‬
‫دهللرا ا طللويل ا ل يجيبللك هوانللا ا بللك وأن صللوتك عنللده ممقللوت ‪،‬‬
‫هللا‬ ‫خسللمئوا ل‬
‫في م‬ ‫وجاهك عنده ساقط ‪ ،‬ثم ناداك بالخيبللة منلله أن ﴿ ا ع‬
‫ن ﴾ ‪. 162‬‬ ‫ول يتكل ر ي‬
‫مو ل‬
‫فلما سمعتم كلمه بنداء جلله بالتخسئة لك ابتداء ‪ ،‬فمثلك ل‬
‫يجاب ‪ ،‬ومناخرك وفيك ملجومة‪ 163‬بلجام ‪ ،‬فبقى نفسك مللترددا ا‬
‫في جوفك ل مخرج له ‪ ،‬فضاقت نفسك في صدرك وبقيت قلقا ا‬
‫تزفر ل تطيق الكلم ول يخرج منك‪ 164‬نفس ‪.‬‬
‫ثم أراد أن يزيدك إياسا ا وحسرة ‪ ،‬فأطبق أبللواب النللار عليللك‬
‫وعلى أعدائه فيها ‪ .‬فما ظنك إن لللم يعللف عنللك ‪ ،‬وقللد سللمعت‬
‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] أقلقت [ ‪.‬‬ ‫‪159‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] فيهم [ ‪.‬‬ ‫‪160‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] حسرات [ ‪.‬‬ ‫‪161‬‬

‫المؤمنون ‪. 108/‬‬ ‫‪162‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] ملجومين [ ‪.‬‬ ‫‪163‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪164‬‬

‫‪38‬‬
‫رجوفا بابها قد أغلق ؟ فيا إياسك ويا إياس سللكان جهنللم حيللن‬
‫سمعوا وقع أبوابها تطبق عليهم فعلمللوا عنللد ذلللك أن الللله عللز‬
‫وجل إنما أطبقها لئل يخرج منها أحللد أبللدا ا ‪ ،‬فتقطعللتع قلللوبهم‬
‫إياسللا ا وانقطللع الرجللاء منهللم أل فللرج أبللدا ا ول مخللرج منهللا ول‬
‫محيص لهللم مللن عللذاب الللله عللز وجللل أبللدا ا ‪ ،‬خلللود فل مللوت ‪،‬‬
‫وعلللذاب ل زوال لللله علللن أبلللدانهم ‪ ،‬ودوام حلللرق قللللوبهم‬
‫ومضيضها ‪ ،‬فل روح ول راحة تعلق بهم أبدا ا ‪ ،‬أحزان ل تنقضي ‪،‬‬
‫وغموم ل تنفد ‪ ،‬وسقم ل يبرأ ‪ ،‬وقيود ل تحللل ‪ ،‬وأغلل ل تفللك‬
‫أبدا ا ‪ ،‬وعطش ل يرون بعده أبدا ا ‪ ،‬وكرب ل يهللدأ أبللدا ا ‪ ،‬وجللوع ل‬
‫يشبعون بعده أبدا ا إل بالزقوم ينشب فللي حلللوقهم فيسللتغيثون‬
‫بالشراب ليسوغوا به غصصهم فيقطع أمعاءهم ‪ ،‬وحسرة فللوت‬
‫رضوان الله عز وجل في قلوبهم ‪ ،‬وكمد حرمان جللوار الللله عللز‬
‫وجللل يللتردد‪ 165‬فللي صللدورهم ‪ .‬ل يرحللم بكللاؤهم ‪ ،‬ول يجللاب‬
‫دعللاؤهم ‪ ،‬ول يغللاثون‪ 166‬عنللد تضللرعهم ‪ ،‬ول تقبللل تللوبتهم ول‬
‫تقال عثرتهم ‪ .‬غضب الله عز وجل عليهم فل يرضى عنهم أبللدا ا‬
‫إذ أبغضللهم ومقتهللم ‪ ،‬وسللقطوا مللن عينلله‪ ، 167‬وهللانوا عليلله‬
‫فأعرض عنهم ‪.‬‬
‫فلو رأيتهم وقد عطشوا وجاعوا فنادوا من أهل الجنة القرباء‬
‫فقالوا جميعا ا ‪ :‬يا أهل الجنة يا معشر البللاء والمهللات والخللوة‬
‫والخوات ‪ ،‬خرجنا من قبورنا عطاشا ا ‪ ،‬وأوقعنا بين يدي الله عز‬
‫وجل عطاشا ا ‪ ،‬وأمر بنا إلللى النللار عطاشللا ا ‪ ،‬أفيضللوا علينللا مللن‬
‫ما رزقكللم الللله ‪ .‬فأجلابوهم بالتخسللئة ‪ ،‬فلتراجع فلي‬ ‫الماء أو م ي‬
‫قللللوبهم الحسلللرة والنداملللة فهلللم فيهلللا يتقلقلللون ل ينفلللح‬
‫وجوههم‪ 168‬روح أبدا ا ‪ ،‬ول يذوقون منها بردا ا أبللدا ا ‪ ،‬ول يطبقللون‬
‫جفونهم على غمض نوم أبدا ا ‪ ،‬فهم فللي عللذاب دائللم وهللوان ل‬
‫ينقطع ‪ .‬فمثل نفسك بهذا الوصف إن لم يعف عنك ‪ .‬فلو رأيلت‬
‫المعللذبين فللي خلقهللم ‪ ،‬وقللد أكلللت النللار لحللومهم ‪ ،‬ومحللت‬
‫محاسللن وجللوههم ‪ ،‬وانللدرس تخطيطهللم ‪ ،‬فبقيللت العظللام‬
‫مواصلة محترقة مسودة ‪ ،‬وقد قلقللوا واضللطربوا فللي قيللودهم‬
‫وأغللهللم ‪ ،‬وهللم ينللادون بالويللل والثبللور ‪ ،‬ويصللرخون بالبكللاء‬
‫والعويل ‪ ،‬إذن لذاب قلبك فزعا ا من سوء خلقهم ‪ ،‬وتضعفت من‬
‫رائحة نتنهم ‪ ،‬ولما بقى روحك في بدنك من شدة وهج أبللدانهم‬
‫وحرارة أنفاسهم ‪.‬‬

‫‪ 165‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يترد [ ‪.‬‬


‫‪ 166‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يغاثوا [ ‪.‬‬
‫‪ 167‬هذا اللفظ لم يرد عن الله ‪ ،‬أو عن رسوله ‪ r‬فل ينبغي ذكره في الكلم عن‬
‫الله ‪.‬‬
‫‪ 168‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وجوهم [ ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫فكيف بك إن نظرت إلى نفسك فيها وأنت أحدهم ‪ ،‬وقد زال‬
‫من قلبك المل والرجللاء ‪ ،‬ولزملله القنللوط واليللاس ‪ ،‬وعطفللت‬
‫على بدنك فتقحمت النار في الحللدقتين ‪ ،‬فسللمعت تفضيضللهما‬
‫انتقاما ا ‪ ،‬وبدل ا من نظرك إلى ما ل يحللب ول ويرضللى ‪ ،‬ودخلللت‬
‫النار في مسامعك فتسمع لها قصيفا ا وجلبللة ‪ ،‬والتحفللت عليللك‬
‫طلعلت إللى الجلوفا‬ ‫وبلت اللحلام ‪ ،‬وا ي‬
‫فنفضلت منلك العظلام ود ي‬
‫‪169‬‬
‫والندامللة‬ ‫فأكلت الكبد والحشاء ‪ ،‬فغلبت على قلبك الحسللرة‬
‫والتأسف ‪.‬‬
‫فتوهم ذلك بعقل فارغ ‪ ،‬رحمة لضللعفك ‪ ،‬وارجللع عمللا يكللره‬
‫مولك‪ ، 170‬وترضى ربك عسى أن يرضى عنك ‪ ،‬وأعذ بلله بعقلللك‬
‫واستقله يقلللك عثراتللك ‪ ،‬وابللك مللن خشلليته عسللى أن يرحمللك‬
‫ويقيل عثراتك فإن الخطر عظيم ‪ ،‬وإن البدن ضعيف ‪ ،‬والمللوت‬
‫منك قريب ‪ ،‬والللله جللل جلللله مللع ذلللك مطلللع يللراك ونللاظر ل‬
‫يخفى‪ 171‬عليلله منللك سللرر ول علنيللة ‪ ،‬فاحللذر نظللره‪ 172‬بللالمقت‬
‫والبغضة والغضب والقلء ‪ ،‬وأنت ل تشعر فرحا ا أو قرير العين ‪.‬‬
‫فاحذر الله عز وجل وخفه واسللتح منلله وأجلملله ‪ ،‬ول تسللتخف‬
‫بنظره ‪ ،‬ول تتهاون باطلعه ‪ ،‬وأجل مقامه عليك ‪ ،‬وعلملله بللك ‪،‬‬
‫وافرقه واخشه قبل أن يأخذك بغتة ‪ ،‬ولير أثر مصلليبة مخالفتللك‬
‫له ليعلم ما قد بلللغ منللك خلفلله ‪ ،‬فيعظللم حزنللك ويشللتد غمللك‬
‫بمخالفته ‪ ،‬وليعلم أنه قد بلغ إليك خلفه ‪ ،‬فللإن علللم ذلللك منللك‬
‫صفح عنك وعفا عنك ‪ ،‬فل تتعرض لله عز وجل ‪ ،‬فللإنه ل طاقللة‬
‫لك بغضبه ول قوة لعذابه ‪ ،‬ول صبر لللك علللى عقللابه ‪ ،‬ول صللبر‬
‫عندك عن جواره ‪ ،‬فتدارك نفسك قبللل لقللائه ‪ ،‬فكأنللك بللالموت‬
‫قد نزل بك بغتة ‪.‬‬
‫فتوهم ما وصفتي لك ‪ ،‬فإنما وصفت بعللض الجمللل ‪ ،‬فتللوهم‬
‫ذلك بعقل فارغ موقن عارفا بمللا قللد جنيللتم علللى نفسللك ومللا‬
‫استوجبت بجنايتك ‪ ،‬وفكر في مصيبتك في دينك ‪ ،‬ولير الله عللز‬
‫وجل عليك أثر المصيبة لعله أن يرحمك فيتجاوز عنللك لمغفرتلله‬
‫وعفوه ‪ ،‬إن كنت من أهل العفو والتجاوز ‪.‬‬
‫فتوهم إن تفضل الله عز وجل عليك بالعفو والتجاوز ممللرك‬
‫على الصللراط ‪ ،‬ونللورك معللك يسللعى بيللن يللديك وعللن يمينللك ‪،‬‬
‫وكتابك بيمينك ‪ ،‬مبيض وجهك ‪ ،‬وقد فصلت مللن بيللن يللدي الللله‬
‫عز وجل ‪ ،‬وأيقنت برضاه عنللك ‪ ،‬وأنللت علللى الصللراط مللع زمللر‬
‫العابللدين ‪ ،‬ووفللود المتقيللن ‪ ،‬والملئكللة تنللادي ‪ :‬سلللم سلللم ‪،‬‬
‫والوجل مللع ذلللك ل يفللارق قلبللك ول قلللوب المللؤمنين ‪ ،‬تنللادي‬
‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] الحسرات [ ‪.‬‬ ‫‪169‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪170‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يخفا[ ‪.‬‬ ‫‪171‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪172‬‬

‫‪40‬‬
‫وينادون ‪ ﴿ :‬ربنا أتمم لنا نورنا واغفللر لنللا إنللك علللى كللل شلليء‬
‫قدير ﴾ ‪173‬فتدبر حين رأوا المنافقين طفئ نورهم ‪ ،‬وهاج الوجل‬
‫في قلوبهم ‪ ،‬فدعوا بتمام النور والمغفرة ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك وأنت تمر خفيفللا ا ملع الوجللل ‪ ،‬فتللوهم ممللرك‬
‫على قدر خفة أوزارك وثقلها ‪ ،‬فتوهم نفسك وقد انتهيللت إلللى‬
‫آخره ‪ ،‬فغلب على قلبك النجاة وعل عليك الشفق ‪ ،‬وقد عللاينت‬
‫نعيم الجنان ‪ ،‬وأنت على الصراط ‪ ،‬فتطلع قلبك إلى جللوار الللله‬
‫عز وجل ‪ ،‬واشتاق إلللى رضللا الللله ‪ ،‬حللتى إذا صللرت إلللى آخللره‬
‫خطوت بإحدى رجليك إلى العرصة‪ 174‬التي بين آخر الجسر وبيلن‬
‫باب الجنة فوضعتها على العرصللة الللتي بعللد الصللراط ‪ ،‬وبقيللت‬
‫القدم الخرى على الصراط ‪ ،‬والخللوفا والرجللاء قللد اعتليللا فلي‬
‫قلبللك وغلبللا عليللك ‪ ،‬ثللم ثنيللت بللالخرى فجللزت الصللراط كللله‬
‫واستقرت قدماك على تلك العرصة ‪ ،‬وزلت عن الجسللر ببللدنك ‪،‬‬
‫وخلفته وراء ظهرك ‪ ،‬وجهنم تضطرب من تحت من يمر عليها ‪،‬‬
‫وتثب على من زل عنه مغتاظللة تزفللر عليلله وتشللهق إليلله ‪ .‬ثللم‬
‫التفت إلى الجسر فنظرت إليه باضطراب ‪ ،‬ونظرت إلى الخلئق‬
‫من فوقه وإلى جهنم من تحته تثب وتزفللر علللى الللذين زلزلللوا‬
‫عن الصراط لها في رؤوسهم‪ 175‬وأنحائهم قصيف ‪ ،‬فطار قلبك‬
‫فرحا ا إذ رأيت عظيم ما نجاك الله منلله ‪ ،‬فحمللدتم الللله وازددتم‬
‫له شكرا ا ‪ ،‬إذ نجوتم بضعفك من النللار ‪ .‬وخلفللتم النللار وجسللرها‬
‫من وراء ظهرك متوجها ا إلى جوار ربللك ‪ .‬ثللم خطللوتم آمنللا إلللى‬
‫باب الجنة قد امتل قلبك‪ 176‬سرورا ا وفرحا ا ‪ ،‬فل تزل فللي ممللرك‬
‫‪178‬‬
‫بالفرح والسللرور حللتى تللوافي أبوابهللا‪ 177‬فللإذا وافيللتم بابهللا‬
‫استقبلك بحسللنه ‪ ،‬فنظللرتم إلللى حسللنه ونللوره وحسللن صللورة‬
‫الجنة وجدرانها ‪ ،‬وقلبك مستطير فللرح مسللرور متعلللق بللدخول‬
‫الجنة حين وافيتم بابها أنت وأولياء الرحمن ‪.‬‬
‫فتللوهم نفسللك فللي ذلللك المللوكب ‪ ،‬وهللم أهللل كرامللة الللله‬
‫ورضوانه ‪ ،‬مبيضلة وجلوههم ‪ ،‬مشلرقة برضلا اللله ‪ ،‬مس رورون‬
‫فرحون مستبشرون ‪ ،‬وقد وافيت باب الجنة بغبار قللبرك ‪ ،‬وحللر‬
‫‪180‬‬
‫المقام ‪ ،‬ووهج تعب‪ 179‬ما مر بك ‪ ،‬فنظللرت إلللى العيللن الللتي‬

‫‪ 173‬التحريم ‪. 8/‬‬
‫صة بوزن الضربة ‪ :‬كل بقعة بين الدور واسعة ليس‬ ‫ععر م‬
‫‪ 174‬قال في المختار ‪ :‬ال م‬
‫ت‪.‬‬‫صا ي‬
‫عمر م‬
‫ص وال م‬
‫عمرا ي‬ ‫فيها بناء ‪ ،‬والجمع ال ل‬
‫‪ 175‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روسهم [ ‪.‬‬
‫‪ 176‬قال ) أ ( ‪ :‬ناقص في الصل ‪.‬‬
‫‪ 177‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬
‫‪ 178‬كسابقه ‪.‬‬
‫‪ 179‬كسابقه ‪.‬‬
‫‪ 180‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] التي [ ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أعدها الله لوليائه وإلى حسن مائها ‪ ،‬فانغمست فيها مسللرورا ا‬
‫لما وجدتم من برد مائها وطيبه ‪ ،‬فوجدتم له بردا ا وطيبللا ا فللذهب‬
‫عنك بحزن المقام ‪ ،‬وطهرك من كل دنس وغبار ‪ ،‬وأنت مسرور‬
‫لما وجدتم من طيب مائهللا لميللا باشللرته ‪ ،‬وقللد أفلللت مللن وهللج‬
‫الصراط وحره ‪ ،‬لنه قللد يللوافي بابهللا مللن أحرقللت النللار بعللض‬
‫جسده بلفحها ‪ ،‬وقد بلغت منه ‪ ،‬فما ظنك وقللد انفلللت مللن حللر‬
‫المقام ووهج أنفاس الخلئق ‪ ،‬ومن شللدة توهللج حللر الصللراط ‪،‬‬
‫فوافيت باب الجنة بذلك ‪ ،‬فلما نظرت إلى العين قذفت بنفسك‬
‫فيها ‪.‬‬
‫ما باشر برد مائها بدنك بعد حر الصراط‬ ‫فتوهم فرحة فؤادك ل ي‬
‫ووهج القيامة ‪ ،‬وأنت فرح لمعرفتللك أنللك إنمللا تغتسللل لتتطهللر‬
‫لدخول الجنة والخلللود فيهللا ‪ ،‬فللأنت تغتسللل منهللا دائبللا ا ولونللك‬
‫متغير حسنا ا ‪ ،‬وجسدك يللزداد نضللرة وبهجللة ونعيمللا ا ‪ ،‬ثللم تخللرج‬
‫منها في أحسن الصور وأتم النور ‪.‬‬
‫فتوهم فرح قلبللك حيللن خرجللت منهللا ‪ ،‬فنظللرت إلللى كمللال‬
‫جمالك ونضارة وجهك وحسنه ‪ ،‬وأنت عالم موقن بأنللك تتنظللف‬
‫للدخول إلى جوار ربك ‪.‬‬
‫ثم تقصد إلى العين الخرى فتتناول من بعض آنيتها ‪ ،‬فتوهم‬
‫نظرك إلى حسللن النللاء وإلللى حسللن الشللراب ‪ ،‬وأنللت مسلرور‬
‫بمعرفتك أنك إنما تشرب هذا الشراب لتطهر جوفك من كل غل‬
‫‪ ،‬وجسدك ناعم أبدا ا حتى إذا وضعت الناء على فيللك ثللم شللربته‬
‫وجدتم طعم شراب لم تذق مثله ولم تعود شربه ‪ ،‬فيسلللس مللن‬
‫فيك إلى جوفك ‪ ،‬فطار قلبك سرورا ا لما وجللدت مللن لللذته ‪ ،‬ثللم‬
‫نقى جوفك من كل آفة فوجدت لذة طهارة صدرك من كل طبع‬
‫كان فيه ينازعه إلى الغموم والهموم والحرص والشدة والغضب‬
‫والغل ‪ .‬فيا برد طهارة صدرك ‪ ،‬ويا روح ذلك على فؤادك ‪ .‬حتى‬
‫إذا استكملتم طهارة القلب والبدن ‪ ،‬واستكمل أحبللاء الللله ذلللك‬
‫معك ‪ ،‬والله مطلع يراك ويراهللم ‪ ،‬أمللر مللولك الجللواد المتحنللن‬
‫خزان الجنة من الملئكة الذين لم يزالوا مطيعيللن خللائفين منلله‬
‫مشفقين وجلين من عقابه إعظاما ا له وإجلل ا وهيبللة للله وحللذرا ا‬
‫من نقمه ‪ ،‬وأمرهم أن يفتحوا باب جنته لوليائه ‪ ،‬فانحدروا مللن‬
‫دارهللا وبللادروا مللن سللاحاتها وأتللوا بللاب الجنللة فمللدوا أيللديهم‬
‫ليفتحللوا أبوابهللا ‪ ،‬وأيقنللتم بللذلك فطللار قلبللك سللرورا ا وامتلتم‬
‫فرحلا ا ‪ ،‬وسلمعت حسلن ص رير أبوابهلا ‪ ،‬فعلك الس رور وغللب‬
‫علللى فللؤادك ‪ ،‬فيللا سللرور قلللوب المفتللوح لهللم بللاب جنللة رب‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫فلما فتح لهم بابهللا هللاج نسلليم طيللب الجنللان وطيللب جللري‬
‫مائها ‪ ،‬فنفح وجهك وجمع بللدنك ‪ ،‬وثللارت أراييللح الجنللة العبقللة‬
‫الطيبللة ‪ ،‬وهللاج ريللح الذفللر ‪ ،‬وزعفرانهللا المونللع ‪ ،‬وكافورهللا‬

‫‪42‬‬
‫الصفر ‪ ،‬وعنبرها الشهب ‪ ،‬وأرياح طيب ثمارها وأشجارها ومللا‬
‫فيها من نسيمها فتداخلت تلك الراييح في مشامك حتى وصلت‬
‫إلى دماغك ‪ ،‬وصار طيبها في قلبك وفاض من جميع جوارحللك ‪،‬‬
‫ونظرت بعينك إلى حسن قصورها وتأسيس بنيانها مللن طرائللق‬
‫الجندل الخضر‪ 181‬من الزمرد والياقوت الحمر والدر البيض قد‬
‫سطع منه نوره وبهاؤه وصفاؤه ‪ ،‬فقد أكمللله الللله فللي الصللفاء‬
‫والنور ومازجه نللور مللا فللي الجنللان ‪ ،‬ونظللرت إلللى حجللب الللله‬
‫وفرح فؤادك لمعرفتك أنك إذا دخلتهللا فللإن لللك فيهللا الزيللادات‬
‫والنظر إلى وجه ربللك ‪ ،‬فلاجتمع طيللب‪ 182‬أراييللح الجنللة وحسللن‬
‫بهجللة منظرهللا وطيللب نسلليمها وبللرد جوهللا ‪ ،‬وذلللك أول روح‬
‫وطيب نفح وجهك ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك مسرورا ا بالدخول لعلمك أنهللا يفتللح بابهللا لللك‬
‫والذين معللك أوليللاء الللله ‪ ،‬وفرحللك بمللا تنظللر إليلله مللن حسللن‬
‫بهجتها ‪ ،‬وما وصل إلى فللؤادك مللن طيلب رائحتهللا ‪ ،‬ومللا باشلر‬
‫وجهك وبدنك من طيب جوها وبرد نسيمها ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك أن تفضل الله عليللك بهللذه الهيئللة ‪ ،‬فلللو مللت‬
‫فرحا ا لكان ذلك يحق لك إذا فتحوا بابهللا أقبلللوا عليللك ضللاحكين‬
‫في وجهك ووجوه أولياء الله معك ‪ ،‬ثم رفعوا أصواتهم يحلفون‬
‫﴿ سلللم‬ ‫بعزه ما ضحكنا قط منذ خلقنللا إل إليكللم ‪ ،‬ونللادوكم‬
‫عليكللم ﴾ ‪ 183‬فتللوهم حسللن نغمللاتهم وطيللب كلمهللم وحسللن‬
‫تسليمهم في كمال صورهم وشدة نللورهم ‪ ،‬ثللم أتبعللوا السلللم‬
‫بقولهم ‪ ﴿ :‬طبتم فادخلوها خالللدين ﴾‪ 184‬فللأثنوا عليهللم بللالطيب‬
‫والتهذيب من كل دنس ودرن وغل وغش وكل آفة فللي ديللن أو‬
‫دنيا ‪ ،‬ثم أذنوا لهم على الله بالدخول في جواره ‪ ،‬ثللم أخللبروهم‬
‫أنهم باقون فيها أبدا ا ‪ ،‬فقالوا ﴿ طبتم فادخلوها خالدين ﴾ ‪ .‬فلما‬
‫سمعت الذن ‪ ،‬وأولياء الله معك ‪ ،‬بادرتم الباب بالدخول فكظللت‬
‫البواب من الزحام ل كما قال عتبة بن غزوان ‪.185‬‬

‫‪ 181‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] الحمر [ ‪.‬‬


‫‪ 182‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] منظر طيب [ ‪.‬‬
‫‪ 183‬الزمر ‪. 73/‬‬
‫‪ 184‬الزمر ‪. 73/‬‬
‫‪ 185‬فقد أخرج مسلم )‪ (4/2278‬فقال ‪ :‬حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان‬
‫بن المغيرة حدثنا حميد بن هلل عن خالد بن عمير العدوي قال ‪ :‬خطبنللا عتبللة‬
‫بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ‪ :‬أما بعد فإن الدنيا قللد آذنللت بصللرم‬
‫وولت حذاء ولم يبللق منهللا إل صللبابة كصللبابة النللاء يتصللابها صللاحبها ‪ ،‬وإنكللم‬
‫منتقلون منها إلى دار ل زوال لها ‪ .‬فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا‬
‫أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوى فيها سبعين عامللا ا ل يللدرك لهللا قعللرا ا ‪.‬‬
‫ووالله لتملن أفعجبتم !! ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنللة‬
‫مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحللام ‪ .‬ولقللد رأيتنللي‬
‫سابع سبعة مع رسول الله ‪ r‬ما لنا طعام إل ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا ‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -28‬قال النبي ‪ " : r‬لنقضاضهم على باب الجنة أه م إل يي مللن‬
‫شفاعتي "‪. 186‬‬
‫فكظ من الزحللام ‪ -‬فمللا ظنللك بللأبواب مسلليرة أربعيللن عامللا ا‬
‫كظيظة من زحام أوليللاء الرحمللن ‪ ،‬فللأكرم بهللم مللن مزدحميللن‬
‫مبادرين إلللى مللا قللد عللاينوا مللن حسللن القصللور مللن اليللاقوت‬
‫والدر ‪.‬‬
‫الله عنك في تلك الزحمة ‪ ،‬مبادرا ا مع‬ ‫‪187‬‬
‫فتوهم نفسك أن عفا‬
‫مبادرين ‪ ،‬مسرورا ا مع مسرورين ‪ ،‬بأبدان قللد طهللرت ‪ ،‬ووجللوه‬
‫فالتقت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتللزر سللعد‬
‫بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إل أصبح أميرا ا على مصر من المصللار ‪ ،‬وإنللي‬
‫أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما ا وعند الله صغيرا ا ‪ ،‬وإنهللا لللم تكللن نبللوة‬
‫قط إل تناسخت حتى يكون آخللر عاقبتهللا ملكللا ا فسللتخبرون وتجربللون المللراء‬
‫بعدنا ‪.‬‬
‫‪ 186‬هكذا ساقه هنا في التوهم المطبللوع ‪ ،‬وذكللره بلفللظ انقضاضللهم فللي‬
‫((‬ ‫))‬

‫الصل لصحيح ابن حبان والتقاسيم ‪/3‬لوحة ‪ ، 462‬وموارد الظمللآن ‪ 2594‬كمللا‬


‫ذكر الستاذ ‪ /‬شعيب في تحقيق صحيح ابن حبان ‪ ،‬غيللر أنلله أثبللت فللي الصللل‬
‫)) انقصافهم (( كما في المصللادر الللتي خللرج الحللديث منهللا ‪ .‬والحللديث أخرجلله‬
‫أحمد )‪ (2/307‬بلفظ ‪ :‬ثنا هاشم والخزاعللي يعنللي أبللا سلللمة قللال حللدثنا ليللث‬
‫حدثني يزيد بن أبي حللبيب عللن سللالم بللن أبللي سللالم عللن معاويللة بللن مغيللث‬
‫الهذلي عن أبي هريرة أنه سمعه يقول ‪ :‬سألت رسول الله ‪ r‬ماذا رد إليك رب ك‬
‫في الشفاعة ؟ فقال ‪ " :‬والللذي نفللس محمللد بيللده لقللد ظننللت أنللك أول مللن‬
‫يسألني عن ذلك من أمتي لمللا رأيللت مللن حرصللك علللى العلللم ‪ ،‬والللذي نفللس‬
‫محمد بيده ما يهمني من انقصافهم علللى أبللواب الجنللة أهللم عنللدي مللن تمللام‬
‫شفاعتي ‪ ،‬وشفاعتي لمن شهد أن ل إللله إل الللله مخلصللا ا يصللدق قلبلله لسللانه‬
‫ولسانه قلبه " ‪.‬‬
‫وبلفللظ )) انقصللافهم أخرجلله الحللاكم فللي المسللتدرك )‪ (1/141‬ح ‪، 233‬‬
‫((‬

‫وإسحاق بن راهويه )‪ (1/343‬ح ‪ ، 337‬والحارث بن أبللي أسللامة كمللا فللي بغيللة‬


‫البللاحث )‪ (2/1012‬ح ‪ . 1136‬وأثبتلله السللتاذ شللعيب فللي صللحيح ابللن حبللان )‬
‫‪ (14/384‬ح ‪ ،6466‬وأشار إلى أنه في الصل ‪ :‬انقضاضهم ‪.‬‬
‫صف ‪ :‬الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام ‪ .‬قللال فللي النهايللة ‪ :‬يعنللي‬ ‫ق ع‬‫وال م‬
‫استسعادهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك أهم عندي مللن أن أبلللغ أنللا منزلللة‬
‫مبتغللاهم‬‫الشافعين المشفعين ؛ لن قبول شفاعته كرامة للله فوصللولهم إلللى ي‬
‫آثر عنده من نيل هذه الكرامة لفرط شفقته على أمته ‪.‬‬
‫هذا وقد جاء الحديث من طريقين عن يزيد بن أبي حبيب ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬طريق الليث عن يزيلد بلن أبلي حلبيب علن سلالم بلن أبلي سلالم عللن‬
‫معاوية بن معتب ‪ ،‬وبعضهم قال ‪ :‬ابللن مغيللث ‪ .‬وقللد أخرجلله أحمللد )‪، (2/307‬‬
‫وإسللحاق بللن راهللويه ح ‪ ، 337‬والحللارث كمللا فللي البغيللة ح ‪ ، 1136‬وأخرجلله‬
‫مختصرا ا البخاري في التاريخ الكبير )‪. (4/111‬‬
‫وفيه سالم بن أبي سالم وقد وثقه ابن حبان ‪ ،‬وقللال الللذهبي فللي الكاشللف ‪:‬‬
‫ثقة ‪ .‬وأخرج له مسلم وأبو داود والنسائي ‪ ،‬وقال في التقريب ‪ :‬مقبول ‪.‬‬
‫وفيه معاوية بن معتب ويقللال ابللن مغيللث ‪ ،‬وقللد وثقلله العجلللي وابللن حبللان ‪،‬‬
‫وذكره البخاري وابن أبي حاتم ‪ ،‬ولم يذكرا فيه جرحا ا أو تعديل ا ‪.‬‬
‫والطريق الثاني ‪ :‬عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبللي الخيللر‬
‫عن سالم بن أبي سالم عن معاوية بن معتب أخرجه ابلن حبلان فلي صلحيحه )‬
‫‪ (14/384‬ح ‪. 6466‬‬

‫‪44‬‬
‫قد أشرقت وأنارت فهى كالبدر قد سطع من أعراضهم كشللعاع‬
‫ت قللدميك علللى تربتهللا وهللى‬‫الشمس ‪ .‬فلما جاوزتم بابها وضع م‬
‫مسك أذفللر ونبللت الزعفللران المونللع ‪ ،‬والمسللك مصللبوب علللى‬
‫أرض ملن فضللة ‪ ،‬والزعفلران نللابت حولهللا ‪ ،‬فللذلك أول خطللوة‬
‫خطوتها في أرض البقاء بالمن من‪ 188‬العللذاب والمللوت ‪ .‬فللأنت‬
‫تتخطى في ترب المسك وريللاض الزعفللران ‪ ،‬وعينللاك ترمقللان‬
‫حسن بهجة الدر من حسن أشجارها وزينة تصويرها ‪ .‬فبينا أنللت‬
‫تتخطللى فللي عرصللات الجنللان ‪ ،‬فللي ريللاض الزعفللران وكثبللان‬
‫المسللك ‪ ،‬إذ نللودي فللي أزواجللك وولللدانك وخللدامك وغلمانللك‬
‫وقهارمتك ‪ :‬إن فلن قد أقبللل ‪ ،‬فأجللابوا واستبشللروا لقللدومك‬
‫كما يبشر أهل الغائب في الدنيا بقدومه ل كما قال علي بن أبي‬
‫طالب رضى الله عنه ‪.‬‬
‫فبينما أنت تنظر إلى قصورك إذ سمعت جلبتهم وتبشيشللهم‬
‫فاستطرت لذلك فرحا ا ‪ ،‬فبينما أنت ] فرح مسرور [‪ 189‬بغبطتهم‬

‫قلت ‪ :‬وهنا يأدخل أبو الخير بين يزيد بن أبي حبيب وسالم بللن أبللي سللالم ‪،‬‬
‫وعمرو بن الحارث ثقة فقيه حافظ ‪ ،‬كمللا فللي التقريللب ‪ ،‬ونعتلله الللذهبي فللي‬
‫الكاشف بقوله ‪ :‬حجة له غرائب ‪.‬‬
‫ا‬
‫قال أبو داود سمعت أحمد يقول ‪ :‬ليس لهم ل يعني أهل مصر ل أصح حديثا مللن‬
‫الليث ‪ ،‬وعمرو بن الحلارث يقلاربه ‪ .‬وقلال الثلرم علن أحملد ‪ :‬ملا فلي هلؤلء‬
‫المصريين أثبت من الليث ل عمرو بن الحارث ول غيره ‪ ،‬وقد كان عمرو عندي‬
‫ثقة ثم رأيت له مناكير ‪ .‬وقال أحمد بن صالح ‪ :‬الليث إمام ولم يكن بالبلد بعللد‬
‫عمرو بن الحارث مثله ‪.‬‬
‫وهنا ل نستطيع أن نجزم بأن المر فيه مخالفة عمرو لليث ‪ ،‬أو أن المر زيادة‬
‫ثقة ‪ .‬فإن يزيد بن أبي حبيب ثقة فقيه من رجال الستة غير أنه يرسل ‪.‬‬
‫وجاء من طريق ثالث عن يزيد بن أبي حبيب مختصرا ا ‪ :‬وهو طريق عبد الحميللد‬
‫بن بهرام عن يزيد بن أبي حبيب عن معاوية بن مغيث أو معتللب ‪ ،‬وقللد أخرجلله‬
‫أحمد )‪. (2/518‬‬
‫وفيه عبد الحميد بن جعفر ‪ ،‬وهو صدوق ربما وهم ‪ ،‬كما في التقريب ‪ ،‬وهنللا‬
‫م بن أبي سللالم ‪ .‬فل أدري أهللو مللن وهللم عبللد‬ ‫لم ميذكعر بين يزيد ومعاوية سال م‬
‫الحميد ‪ ،‬أو من إرسال يزيد بن أبي حبيب فهو ثقة فقيه من رجال الستة غيللر‬
‫أنه يرسل كما في التقريب ‪.‬‬
‫هذا ولجزء من الحديث شاهد بمعناه أخرجه البخللاري ح ‪ 99‬فقللال ‪ :‬حللدثنا عبللد‬
‫العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان عن عمرو بن أبي عمرو بن أبي سللعيد‬
‫المقبري عن أبي هريللرة أنلله قللال ‪ :‬قيللل ‪ :‬يللا رسللول الللله مللن أسللعد النللاس‬
‫بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الللله ‪ " : r‬لق د ظنن ت ي ا أب ا هري رة أن ل‬
‫يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسللعد‬
‫الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال ل إله إل الله خالصا ا من قلبه أو نفسه "‬
‫‪.‬‬
‫وهللذا الحللديث أخرجلله البخللاري ح ‪ ، 6570‬وأحمللد )‪ ، (2/373‬والنسللائي فللي‬
‫الكبرى ح ‪. 5842‬‬
‫‪ 187‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] عفا [ ‪.‬‬
‫‪ 188‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬
‫‪ 189‬هكذا صوب الكلمتين ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] فرحا ا مسرورا ا [ ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫لقدومك لما سللمعت أجلبهللم فرحللا ا بللك ‪ ،‬إذ ابتللدرتع القهارمللة‬
‫إليك ‪ ،‬وقامت الولدان صفوفا ا لقدومك ‪ ،‬فبينمللا أتللت القهارمللة‬
‫مقبلة‪ 190‬إليك ‪ ،‬إذ استخف أزواجللك للعجلللة فبعثللت كللل واحللدة‬
‫منهللن بعللض خللدمها لينظللر إليللك مقبل ا ويسللرع بللالرجوع إليهللا‬
‫بقدومك لتطمئن إليه فرحا ا ‪ ،‬وتسكن إلى ذلللك سللرورا ا ‪ ،‬فنظللر‬
‫إليك الخدم قبل أن تلقاك قهارمتك ‪ ،‬ثم بادر رسول كل واحللدة‬
‫منهللن إليهللا ‪ ،‬فلمللا أخبرهللا بقللدومك قللالت كللل واحللدة منهللن‬
‫لرسولها ‪ :‬أنت رأيته ؟ من شدة فرحها بللذلك ‪ ،‬ثللم أرسلللت كللل‬
‫واحدة منهن رسول ا آخر ‪ ،‬فلما جاءت البشارات بقللدومك إليهللن‬
‫لم يتمالكن أنفسهن فرحا ا ‪ ،‬فأردن الخروج إليللك مبللادرات إلللى‬
‫لقائك لول أن الله كتب القصر لهن فللي الخيللام إلللى قللدومك ‪،‬‬
‫كمللا قللال مليكللك ﴿ حللور مقصللورات فللي الخيللام ﴾‪ ، 191‬فوضللعن‬
‫أيديهن على عضائد أبوابهن وأذرعهن برؤوسهن‪ 192‬ينظرن متى‬
‫تبدو‪ 193‬لهن صفحة وجهك فيسكن طول حنينهن وشدة شوقهن‬
‫إليك وينظرن إلى قرير أعينهن ومعللدن راحتهللن وأنسللهن إلللى‬
‫ولي ربهن وحبيب مولهن ‪.‬‬
‫فبينا أنت ترفل في كثبللان المسللك وريللاض الزعفللران وقللد‬
‫رميت ببصرك إلى حسن بهجة قصورك ‪ ،‬إذ اسللتقبلك قهارمتللك‬
‫بنورهم وبهائهم ‪ ،‬فاستقبلك أول قهرمان لللك فللأعظمت شللأنه‬
‫وظننت أنه من ملئكة ربك ‪ ،‬فقال لك ‪ :‬يا ولللي الللله ‪ ،‬إنمللا أنللا‬
‫قهرمانك وكلت بأمرك ولك سبعون ألللف قهرمللان سللواي ‪ ،‬ثللم‬
‫تتلابعه القهارملة ببهلائهم ونلورهم كلل يعظملك ويسللم عليلك‬
‫بالتعظيم لك ‪.‬‬
‫فتوهم قلبللك فللي الجنللان وقللد قللامت بيللن يللديك قهارمتللك‬
‫معظمين لك ‪ ،‬ثم الوصفاء والخللدام فاسللتقبلوك كللأنهم اللؤلللو‬
‫المكنون ‪ ،‬فسلموا عليك ‪ ،‬ثم أقبلوا بين يديك ‪.‬‬
‫فتوهم تبخترك في موكب من قهارمتك وخدامك يزفونك زفا‬
‫إلى قصورك وما أعد لك مولك ومليكك ‪ .‬فلما أتيتم باب قصرك‬
‫فتحت الحجاب أبوابك ‪ ،‬ورفعت لللك السللتور ‪ ،‬وهللم قيللام علللى‬
‫أقدامهم لك معظميللن ‪ ،‬فتللوهم مللا عللاينت حيللن فتحللت أبللواب‬
‫قصلورك ورفعلت سلتوره ‪ ،‬ملن حسلن بهجلة مقاصليره ‪،‬وزينلة‬
‫أشجاره ‪ ،‬وحسن رياضه ‪ ،‬وتللؤ صحنه ‪ ،‬ونور ساحاته ‪.‬‬
‫فبينا أنت تنظر إلى ذلك إذ بادرت البشرى من خدامك ينادون‬
‫أزواجك ‪ :‬هذا فلن ابن فلن قد دخل باب قصره ‪ ،‬فلما سللمعن‬
‫نداء البشراء بقدومك ودخولك توثبن من الفللرش علللى السللرة‬
‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] مقلة [ ‪.‬‬ ‫‪190‬‬

‫الرحمن ‪. 72/‬‬ ‫‪191‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] بروسهن [ ‪.‬‬ ‫‪192‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] تبدوا [ ‪.‬‬ ‫‪193‬‬

‫‪46‬‬
‫في الحجال ‪ ،‬وعينك ناظرة إليهن في جللوفا الخيللام والقبللاب ‪،‬‬
‫فنظرت إلى وثوبهن مستعجلت قد استخفهن الفللرح والشللوق‬
‫إلى رؤيتك ‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫الخريللدة الناعمللة‬ ‫فتللوهم تلللك البللدان الرخيمللة الرعبوبللة‬
‫يتوثبن بالتهادي والتبختر ‪ .‬فتوهم كل واحدة منهلن حيلن وثبلت‬
‫فللي حسللن حللهللا وحليتهللا ‪ ،‬بصللباحة وجههللا ‪ ،‬وتثنللي بللدنها‬
‫بنعمتلله ‪ .‬فتللوهم انحللدارها مسللرعة بكمللال بللدنها ‪ ،‬نازلللة عللن‬
‫سريرها إلللى صللحن قبتهللا وقللرار خيمتهللا ‪ ،‬فللوثبن حللتى أتيللن‬
‫أبللواب خيللامهن وقبللابهن ‪ ،‬ثللم أخللذن بأيللديهن عضللائد أبللواب‬
‫خيامهن للقصر الذي ضرب عليهن إلى قدومك ‪ ،‬فقمللن آخللذات‬
‫بعضائد أبوابهن ‪ ،‬ثم خرجن ] برؤوسهن ووجوههن [‪ 195‬ينحلدرن‬
‫من أبواب قبابهن ‪ ،‬متطلعات ينظللرن إليللك ‪ ،‬مقبلت قللد ملئللن‬
‫منك فرحا ا وسرورا ا ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك بسرور قلبك وفرحه ‪ ،‬وقد رمقتهللن ببصللرك ‪،‬‬
‫ووقع ناظرك على حسن وجوههن وغنج أعينهن ‪ ،‬فلمللا قللابلت‬
‫وجوههن حار طرفك ‪ ،‬وهاج قلبك بالسرور ‪ ،‬فبقيت كللالمبهوت‬
‫الذاهل من عظيم ما هاج في قلبك من سللرور مللا رأت عينللاك ‪،‬‬
‫وسكنت إليه نفسك ‪.‬‬
‫فبينما أنت ترفل إليهن إذ دنوت من أبواب الخيام ‪ ،‬فأسرعن‬
‫مبللادرات قللد اسللتخفهن العشللق ‪ ،‬مسللرعات يتثنيللن مللن نعيللم‬
‫البدان ويتهادين من كمال الجسام ‪ ،‬ثم نادتك كل واحدة منهن‬
‫‪ :‬يا حبيبي ما أبطاك علينا ؟ فأجبتها بأن قلت ‪ :‬يا حبيبة مللا زال‬
‫الله عز وجل يوقفني علللى ذنللب كللذا وكللذا حللتى خشلليت أن ل‬
‫أصللل إليكللن ‪ ،‬فمشللين نحللوك فللي السللندس والحريللر ‪ ،‬يللثرن‬
‫المسللك ويحركللن نبللت الزعفللران بأذيللال حللهللن وخلخيلهللن‬
‫] تقللدمت‬ ‫استعجال ا إليك وشوقا ا وعشقا ا لللك ‪ ،‬فللأول مللن‬
‫منهن [‪ 196‬إليك مدت إليك بنانها ومعصمها وخاتمهللا ‪ ،‬كمللا قللال‬
‫النبي عليه السلم‪. 197‬‬
‫م فللي‬ ‫فتوهم حسن بنان أنشئ من الزعفران والكافور ‪ ،‬ونيعل م‬
‫الجنان اللف من الدهور ‪ ،‬فتوهمه حيللن مللدته إليللك يتلل نللورا ا‬
‫ويضئ إشراقاا ‪ ،‬فلما وضعت بنانهللا فللي بنانللك ‪ ،‬وجللدتم مجسللة‬
‫له ‪.‬‬‫عيبه ‪ :‬م م‬ ‫له ‪ ،‬ورعب السيل الوادي ي معر م‬ ‫عبا ا ‪ :‬م م‬‫عيبه مر ع‬ ‫ب اللحوض ي معر م‬ ‫ع م‬ ‫‪ 194‬مر م‬
‫سما ا ‪.‬‬ ‫ق ي‬‫عيب ‪ :‬الذي ي ع‬ ‫م‬
‫طر دم م‬ ‫ن ‪ .‬والير ل‬
‫مي ل‬‫س ل‬‫ب ‪ :‬أي ممتلئ م‬ ‫عي ل‬‫م مر ل‬ ‫سنا ل‬ ‫و م‬
‫عبللليب ‪ :‬قللليل هللي البللليضاء اللللحسنة الرطبللة‬ ‫ر ع‬
‫بو ل‬ ‫عب يللو ل‬
‫عبوبللة وير ع‬ ‫وجاريللة ير ع‬
‫اللحلوة ‪ ،‬وقليل ‪ :‬هي البليضاء فقط ‪ ،‬وقال اللحياني ‪ :‬هي البليضاءي الناعمة ‪.‬‬
‫عبللوب ‪:‬‬
‫عبوبللة وير ع‬ ‫عيبوبللة‪ :‬الطويلللة ‪ .‬وقيللل ناقللة ير ع‬ ‫لعرابلللي ‪ :‬الرر ع‬ ‫وقللال ابللن ا م‬
‫خفليفة ‪.‬‬
‫‪ 195‬هكذا صوب الكلمتين ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] بروسهن ووجوهن [ ‪.‬‬
‫‪ 196‬كذا صوب ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] تقدمتهن [ ‪.‬‬
‫‪ 197‬لم أقف عليه ‪ ،‬وانظر ما سيأتي من حديث أنس في ص ‪. 68‬‬

‫‪47‬‬
‫لينة بنعيمه ‪ ،‬وكاد أن ينسل من يديك للينلله ‪ ] ،‬وكللاد [‪ 198‬عقلللك‬
‫أن يزول فرحا ا بما وصل إلى قلبك من طيب مسيس بنانها ‪ ،‬ثللم‬
‫مددتم يدك إلى جسمها الرخيلم النلاعم ‪ ،‬فضلمتك إللى نحرهلا ‪،‬‬
‫فانثنيت عليها بكفك وساعدك حللتى وضللعته علللى قلئللدها مللن‬
‫حلقها ‪ ،‬ثم ضممتها إليك ‪.‬‬
‫فتوهم نعيم بدنها لما ضمتك إليها ‪ ،‬وكاد أن يداخل بدنك بدنها‬
‫من لينه ونعيمه ‪ .‬فتوهم ما باشر صدرك من حسن نهودها ولذة‬
‫معانقتها ‪ ،‬ثم شممت طيب عوارضها فذهب قلبك من كل شيء‬
‫سواها حتى غرق في السرور وامتل فرحا ا لما وصل إلى روحللك‬
‫من طيب مسيسها ولذة روائح عوارضها ‪.‬‬
‫فبينللا أنللت كللذلك ‪ ،‬إذ تمللايعن عليللك فللانكببن عليللك يلثمنللك‬
‫ويعانقنللك ‪ ،‬فملن وجهللك بللأفواههن ملتثمللات ‪ ،‬وملن صللدرك‬
‫بنهودهن ‪ ،‬فأحدقن بك بحسن وجوههن ‪ ،‬وغطين بدنك وجللنلله‬
‫بذوائبهن ‪ ،‬واستجمعت في مشامك أراييح طيب عوارضهن ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك وهن عليك منكبات ‪ ،‬بفيك ملتثمات متشممات ‪،‬‬
‫عليك متثنيات بنعيم أبدانهن ‪ ،‬لهن اسللتراحة عنللد ضللمك إليهللن‬
‫لشللدة العشللق وطللول الشللوق إليللك ‪ ،‬متشللبثات بجسللمك ‪،‬‬
‫ومتنعمات بنسيم أراييح عوارضك ‪.‬‬
‫فلما استمكنت خفة السرور مللن قلبللك ‪ ،‬وعمللت لللذة الفلرح‬
‫جميع بدنك ‪ ،‬وموعد الله عز وجل في سرورك ‪ ،‬فناديت بالحمللد‬
‫لله الذي صدقك الوعد وأنجز لك الموعد ‪ .‬ثم ذكرت طلبك إلللى‬
‫ربك إياهن بالدؤوب‪ 199‬والتشللمير ‪ .‬فللأين أنللت فللي عاقبللة ذلللك‬
‫العمل الذي استقبلته وأنللت تلثمهللن وتشللم عوارضللهن ﴿ لمثللل‬
‫ل العاملون ﴾‪ ، 200‬ثم أثنين عليك وأثنيللت عليهللن ‪ ،‬ثللم‬‫هذا فليعم ل‬
‫رفعللن أصللواتهن ليؤمنللك بللذلك مللن المعرفللة لهللن بحللوادث‬
‫الزمان ‪ ،‬وتنغيص عيشك بأخلقهن ‪ ،‬فنادين جميعا ا بأصللواتهن ‪:‬‬
‫نحللن الراضلليات فل نسللخط أبللدا ا ‪ ،‬ونحللن المقيمللات فل نظعللن‬
‫أبدا ا ‪ ،‬ونحن الخالدات فل نبيد أبدا ا ‪ ،‬ونحللن الناعمللات فل نبللؤس‬
‫أبدا ا طوباك أنت لنا ونحن لك ‪.‬‬
‫ثم مضيت معهن ‪ ،‬فيا حسن منظرك وأنللت فللي موكبللك مللن‬
‫حللورك وولللدانك وخللدامك ‪ ،‬حللتى انتهيللت إلللى بعللض خيامللك ‪،‬‬
‫فنظرت إلى خيمة من درة مجوفة مفصصة بالياقوت والزمللرد ‪،‬‬
‫فنظرت إلى حسن أبوابها وبجهة سللتورها ‪ ،‬ثللم رميللت ببصللرك‬
‫إلللى داخلهللا فنظللرت إلللى فرشللها ونجللدها وزرابيهللا وحسللن‬

‫كذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] كاد [ ‪.‬‬ ‫‪198‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] بالدوب [ ‪.‬‬ ‫‪199‬‬

‫الصافات ‪. 61/‬‬ ‫‪200‬‬

‫‪48‬‬
‫تأسلليس بنيانهللا‪ ، 201‬قللد بنيللت‪ 202‬طرائللق علللى جنللادل الللدري‬
‫والياقوت ‪ ،‬ثم نظرت إلى سريرك في ارتفاعه وعليه فرشه من‬
‫الحريللر والسللتبراق بطللائنهن قللد عل ظللواهرهن مللن النللور‬
‫الم تكثف ‪ ،‬وعلى أطرافهن من فوق الحريللر والللديباج ‪ ،‬وحسللن‬
‫الرفرفا الخضللر ‪ ،‬وهللي فصللول المجللالس ‪ .‬فلمللا تللأملت تلللك‬
‫الفرش بحسنها وفوقها المرافق قد ثنتها ‪ ،‬حار طرفللك فيهللا ‪.‬‬
‫ثم نظرت إلى حجلتها من فوق سريرها قد أحدقت بالعرش من‬
‫فوقها ‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫عرصللة‬ ‫فتوهم حسن البللواب ‪ ،‬وحسللن السللتور ‪ ،‬وحسللن‬
‫القبة بحسن فرشها ‪ ،‬وحسن السرير وحسن قوائمه وارتفاعه ‪،‬‬
‫وحسللن الفللرش فللوقه والمرافللق فللوق فرشلله ‪ ،‬والحجلللة‬
‫المضروبة من فوق ذلك كله ‪ ،‬فتأملت‪ 204‬ذلك كله ببصرك ‪ ،‬فلما‬
‫دنوت من فرشك تطأمنت‪ 205‬سريرك فارتفعت الحوراء وارتقللت‬
‫عليه ‪.‬‬
‫فتوهم صعودها عليه بعظيم بدنها ونعيمه حتى استوت عليلله‬
‫جالسة ‪ ،‬ثم ارتقيتم على السرير فاستويت عليه معهللا فقابلتللك‬
‫وأنت مقابلها ‪ ،‬فيا حسن منظرك إليها جالسة في حللها وحليها‬
‫‪ ،‬بصللباحة وجههللا ونعيللم جسللمها ‪ .‬السللاور فللي معاصللمها ‪،‬‬
‫والخواتم في أكفها ‪ ،‬والخلخيل في أسواقها ‪ ،‬والحقاب‪ 206‬في‬
‫حقوها‪ ، 207‬والوشاح قد تنظر نهديها وجللال بخصللرها ‪ ،‬والقلئللد‬
‫في عنقها ‪ ،‬والكاليل من الدر والياقوت على قصتها وجبينهللا ‪،‬‬
‫والتاج من فوق ذلك على رأسها ‪ ،‬والذوائب من تحللت التللاج قللد‬
‫حل مللن مناكبهللا وبلللغ أردافهللا وأنعالهللا ‪ ،‬تللرى‪ 208‬وجهللك فللي‬
‫نحرها وهي تنظر إلى وجهها فللي نحللرك ‪ ،‬وقللد أحللدق الولللدان‬
‫‪209‬‬
‫بقبتللك ‪ ،‬وقللد قللام الرهللط بيللن يللديك ويللديها ‪ ،‬وقللد تللدلت‬
‫الشجار بثمارهللا مللن جللوانب حجلتللك ‪ ،‬واطللردت النهللار حللول‬
‫قصللرك ‪ ،‬واسللتعلى‪ 210‬الجللداول علللى خيمتللك بللالخمر والعسللل‬

‫‪ 201‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬


‫‪ 202‬كسابقه ‪.‬‬
‫‪ 203‬كسابقه ‪.‬‬
‫‪ 204‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] فتمالت [ ‪.‬‬
‫كنته ‪ .‬والطمأنينة‬‫‪ 205‬يقال ‪ :‬اطمأن الشيء إذا سكن ‪ ،‬وطأمنته وطمأنته إذا س ي‬
‫السكون ‪.‬‬
‫‪ 206‬الحقاب ‪ :‬الحزام الذي يلي حقو البعير ‪ ،‬والحقاب ‪ :‬شيء تعللق ب ه الملرأة‬
‫الحلي وتشده على وسطها ‪.‬‬
‫حقو وهو موضع شد المزار ‪.‬‬ ‫‪ 207‬ال م‬
‫‪ 208‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] ترا [ ‪.‬‬
‫‪ 209‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] تدللت [ ‪.‬‬
‫‪ 210‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] واستعل [ ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫واللبن والسلسبيل ‪ .‬وقد كمللل حسللنك وحسللنها ‪ ،‬وأنللت لبللس‬
‫الحرير والسندس ‪ ،‬وأساور الذهب واللؤلؤ على كل مفصل مللن‬
‫مفاصلك ‪ ،‬وتاج الدر واليللاقوت منتصللب فللوق رأسللك ‪ ،‬وأكاليللل‬
‫الدر مفصصة بالنور على جبينك ‪.‬‬
‫وقد أضاءت الجنلة وجميلع قصلورك ملن إش راق بلدنك ونلور‬
‫وجهك وأنت تعاين ملن صلفاء قصلورك جميلع أزواجلك وخلدمك‬
‫وجميللع أبنيللة مقاصلليرك ‪ .‬وقللد تللدلت عليللك ثمللار أشللجارك ‪،‬‬
‫واطردت أنهارك من الخمر واللبن من تحتللك ‪ ،‬والمللاء والعسللل‬
‫من فوقك ‪ ،‬وأنت جالس مع زوجاتك على أريكتك ‪ ،‬وقللد فتحللت‬
‫مصاريع أبوابللك وأرخيللت عليللك حجللال خيمللك ‪ ،‬وحفللت الخللدام‬
‫والولدان بقبتك ‪ ،‬وسمعت زجلهم بالتقديس لربك ‪ ،‬وقد اطلعوا‬
‫على ضمير قلبك فسارعوا إلللى كللل مللا حللدثت بلله نفسللك مللن‬
‫أنواع كرامتك وسرورك وأمانيللك ‪ ،‬فللأتوك بكللل أمنيتللك ‪ .‬وأنللت‬
‫وزوجك بأكمل الهيئة وأتم النعمة ‪ ،‬وقد حار فيها طرفللك تنظللر‬
‫إليها متعجبا ا من جمالها وكمالها ‪ ،‬طرب قلبك بملحتها ‪ ،‬وأنللس‬
‫قلبك بها من حسنها ‪ ،‬فهللى منادمللة لللك علللى أريكتللك تنازعللك‬
‫وتعاطيك الخمر والسلسبيل والتسنيم في كأسات الدر وأكاويب‬
‫قوارير الفضة ‪.‬‬
‫فتوهم الكأس من الياقوت والدر في بنانها ‪ ،‬وقد قربت إليك‬
‫ضاحكة بحسن ثغرها ‪ ،‬فسطع نور بنانها فللي الشللراب مللع نللور‬
‫وجهها ونحرها ونور الجنان ونور وجهك وأنت مقابلها ‪ ،‬واجتمللع‬
‫في الكأس الللذي فللي بنانهللا نللور الكللأس ونللور الشللراب ونللور‬
‫وجهها ونور نحرها ونور ثغرها ‪ ،‬فما ظنك بذوائب شللاب أمللرد ‪،‬‬
‫كامل الخلق ‪ ،‬أنور الوجه ‪ ،‬أبيض الجسم ‪ ،‬أنضر الثيللاب ‪ ،‬أصللفر‬
‫الحلللي مللن ذهللب الجنللان يشللوبه حمللرة اليللاقوت وبيللاض الللدر‬
‫وحسن العقيان‪ . 211‬فيا لك من عروس ويللا تلللك عللروس طفلللة‬
‫أنيسة عربوبة‪ 212‬كامل خلقهللا ‪ ،‬ويللا جمللال وجههللا ‪ ،‬ويللا بيللاض‬
‫نهودها وتثني جسمها ‪ ،‬يكسوها التأنيث ‪ ،‬ويلينها النعيم ‪ ،‬تنظللر‬
‫إليك بغنج الحور ‪ ،‬وتكلمك بملحة المنطق ‪ ،‬وتداعبك بالللدلئل ‪،‬‬
‫وتلعبك بالعشق والطرب ‪ ،‬بيدها كأس در ل ظل له ‪ ،‬أو يللاقوت‬
‫ل شبه له ملن صلفائه ورقلة جسلمه ‪ ،‬قلد جملتله بحسلن كفهلا‬
‫وزمردها ونور خواتمها فيه ‪.‬‬
‫فتوهم حسن الكأس مع بياضه مع بيلاض الش راب ملع بيلاض‬
‫كفيها وحسنه ‪.‬‬

‫‪ 211‬قال في المختار ‪ :‬العقيان الذهب الخالص قيل هو ما ينبت نباتا ا وليس مما‬
‫يحصل من الحجارة ‪.‬‬
‫‪ 212‬هكذا في النسخة المطبوعة من )التوهم( ‪ ،‬ولم أقف على المعنللى وانظللر‬
‫معنى ) رعبوبة ( ص ‪.60‬‬

‫‪50‬‬
‫فتوهم كأس الدر واليلاقوت أو الفضللة فلي صللفاء ذلللك فلي‬
‫بنانها الكامل ‪ ،‬وقد اقتربت إليك ضاحكة بحسن ثغرها ‪ ،‬وسللطع‬
‫نور بنانها في الشراب مع نور وجههللا ونحرهللا ‪ ،‬وأنللت مقابلهللا‬
‫فضحكت أيضا ا إليها ‪ ،‬فاجتمع في الكأس الذي في بنانهللا نللورك‬
‫مع نورها مع نور الكأس ونور الشراب ونور وجهها ونور نحرهللا‬
‫ونور ثغرها ونور الجنان ‪.‬‬
‫فتوهمه بهذه النوار في ضيائه ‪ ،‬يلمع بصفائه في كفها ‪ ،‬وقد‬
‫مدت به إليك يدها بخواتمها ‪ ،‬وأساورها في معاصمها ‪ ،‬فناولتك‬
‫الكللأس بكفهللا ‪ ،‬فيللا حسللن مناولتهللا ويللا حسللنها مللن يللد ‪ ،‬ثللم‬
‫تعاطتللك كأسللات الخمللر فللي دار المللن واللللذات والسللرور ‪،‬‬
‫فتناولته منها ثم وضعته على فيك ثم سلسلته في فيك ‪ ،‬فسار‬
‫سروره في قلبلك وعملت للذته جوارحلك ‪ ،‬فوجلدت منله طعملا ا‬
‫أطيب طعما ا وألذه فشربته ‪ ،‬والولدان قيام بين يديك ‪.‬‬
‫فتوهم ذلك وقد شربت الكأس من يدها ‪ ،‬ثم ناولتها من يدك ‪،‬‬
‫فتنللاولته بحسللن كفهللا وهللى ضللاحكة ‪ ،‬فيللا حسللن مضللحكها ‪،‬‬
‫فشربته من يدك ‪ ،‬حتى إذا تعاطيتما الكأس ودار فيما بينكمللا ‪،‬‬
‫وشاع نور الشراب في وجنتيهللا ‪ ،‬ورفعتمللا أصللواتكما بالتحميللد‬
‫والتقللديس لمولكمللا وسلليدكما ‪ ،‬ورفعللت الولللدان والخللدام‬
‫أصواتهم تسبيحا ا وتهليل ا مجاوبة لكما ‪ ،‬فيا حسن تلللك الصللوات‬
‫بتلك النغمات في تلك القصور وتلك الخيمات ‪.‬‬
‫فبينما أنتما في لذاتكما وسروركما ‪ ،‬وقد مضت الحقاب من‬
‫الدهور وما تشعران من اشتغال قلوبكمللا بنعيمكمللا ‪ ،‬إذ هجمللت‬
‫الملئكة بالسلم عليك ‪ ،‬وأتتك بالتحف واللطافا من عند ربك ‪،‬‬
‫حتى إذا انتهت رسل ربك إلي الحجبللة الللذين دونللك والقهارمللة‬
‫الموكلين بك ‪ ،‬فطلبوا إليهم الذن عليك ليوصلوا ما أتوا به مللن‬
‫عند مولك إليك ‪ ،‬فقالت عند ذلك حجبتك لملئكة ربك ‪ :‬إن ولي‬
‫الله مشغول مع أزواجه وإنا لنكره الذن عليه إعظاما ا وإجلل ا له‬
‫‪213‬‬
‫‪ ،‬وكذلك يقول الله ربك تبارك وتعالى ﴿ في شغل فللاكهون ﴾‬
‫وبذلك جاء التفسير ‪ .‬فأعظم به من شغل ‪ ،‬وأعظم بك من مللك‬
‫تستأذن عليك رسل ربك ‪ .‬وكذلك يقول الرافع قدر أوليائه فللي‬
‫‪214‬‬
‫جواره تبارك وتعالى ﴿ وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ا وملكا ا كبيرا ا ﴾‬
‫فقيل في التفسير ‪ :‬إن ذلك استئذان الملئكة عليهم ‪ ،‬فقيل له‬
‫‪ :‬رسل الله بالباب يا ولي الله ل تدخل عليك‪ 215‬إل بإذن يلا ولللي‬
‫الله ‪ ،‬فقد نلت من الله الرضا وبلغت غاية الملك والمنى‪. 216‬‬

‫يس ‪. 55/‬‬ ‫‪213‬‬

‫النسان ‪. 20/‬‬ ‫‪214‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] عليه [ ‪.‬‬ ‫‪215‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] والمنا [ ‪.‬‬ ‫‪216‬‬

‫‪51‬‬
‫فتوهم الملئكة وهى قائلة حين أبت حجابك أن تستأذن لهللم‬
‫عليك ‪ :‬إنا رسل الله إليه بهدايا وتحف من عند ربه ‪ ،‬فوثبتع عند‬
‫ذلك حجابك تستأذن لهم عليك ‪.‬‬
‫فتللوهم أيللدي الحجللاب وقللد مللدوا بهللا إلللى حلللق اليللاقوت‬
‫المفصص بالدر على صفائح الذهب الحمر ‪ ،‬فقرعوا حلق أبواب‬
‫قصرك ‪ ،‬فلما اصللطك حلللق اليللاقوت بللأبواب قصللرك مللن الللدر‬
‫والزمرد طنت الحلق على البواب بأحسن طنين تلذ به السللماع‬
‫وتسر‪ 217‬به قلوب المسللتمعين ‪ ،‬فلمللا سللمعتع الشللجار طنينهللا‬
‫تمايلت ثمارهللا علللى بعضللها بعضللا ا فهبللت بللذلك أراييللح طيبهللا‬
‫ونسيمها ‪ ،‬ثم‪ 218‬أشرقتم من قبتك بجمال وجهك وإشراق نورك‬
‫‪ ،‬فبادرتع الحجبللة إليللك بللالقول مسللرعة وهللى مللع ذلللك غاضللة‬
‫أبصللارها تعظيمللا ا لللك ‪ ،‬ولمللا رمللق أبصللارهم مللن إشللراق نللور‬
‫وجهك ‪ :‬يا ولي الله ‪ ،‬رسل الله إليك بالباب ومعهم التحللف مللن‬
‫عند ربك ‪ ،‬فرجعت إليهللم بللالجواب ‪ :‬أن ائللذنوا لرسللل مللولي ‪،‬‬
‫ففتحللت الح جبللة عنللد إذنللك لهللم أبللواب قصللرك وأنللت متكللئ ‪،‬‬
‫فدخلوا على أريكتللك والولللدان قللد صللفوا بيللن يللديك ‪ ،‬فللأقبلت‬
‫الملئكة بحسن صورهم والهدايا تلمع وتسطع نورا ا في أيديهم ‪،‬‬
‫فدخلوا عليك من أبواب متفرقة لينجز لك ربك ما وعدك من كل‬
‫باب ‪ ،‬سلم عليك ‪ ،‬فبادروا بالسلم عليكم بحسن نغمللاتهم مللن‬
‫كل أبوابك ‪ ،‬ثم أتبعوا تسليمهم ‪ :‬يا ولللي الللله إن ربللك يقللول ‪:‬‬
‫عليك السلم ‪ ،‬وقد أرسل إليك بهذه الهدايا والتحف ‪.‬‬
‫فتوهم سرور قلبك بتحف ربك ولطفه‪ 219‬إياك حتى إذا خرجوا‬
‫من عندك أقبلت على نعمتك مع زوجتك قد حللار فيهللا طرفللك ‪،‬‬
‫واشتد بها سرورك ‪.‬‬
‫‪220‬‬
‫النلداء‬ ‫فبينا أنت معها في غايلة الس رور والحبلور إذا أتلى‬
‫بأحسن نغمة وأحلى‪ 221‬كلم من بعض ما أعد الله مللن أزواجللك ‪:‬‬
‫يا ولي الله أما لنا منك دولة ؟ أما آن لك أن تنظللر إلينللا ؟ فلمللا‬
‫امتلت‪ 222‬مسامعك من حسن كلمها طللار قلبللك عشللقا ا لحسللن‬
‫نغمتها فأجببتها‪ : 223‬ومن أنت بارك الله فيللك ؟ فللردت الجللواب‬
‫فللس مللا‬‫إليك ‪ :‬أنا من اللواتي قللال الللله عللز وجللل ﴿ فل تعلللم ن ع‬
‫عين ﴾‪. 224‬‬
‫أ ع‬ ‫ة‬
‫ن قر ل‬
‫م ع‬‫ي ملهم ل‬
‫خفل م‬
‫أ ع‬
‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وتشر [ ‪.‬‬ ‫‪217‬‬

‫زاده ) أ ( وقال ‪ :‬ناقص من الصل ‪.‬‬ ‫‪218‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] ولفطه [ ‪.‬‬ ‫‪219‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] أتا [ ‪.‬‬ ‫‪220‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وأحل [ ‪.‬‬ ‫‪221‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] امتلت [ ‪.‬‬ ‫‪222‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] فأجبتها [ ‪.‬‬ ‫‪223‬‬

‫السجدة ‪. 17/‬‬ ‫‪224‬‬

‫‪52‬‬
‫فتوهم وثوبك من سريرك إلى صحن قبتللك ‪ ،‬ثللم مشلليت مللع‬
‫ولللدانك وخللدمك ‪ ،‬ووفللد‪ 225‬ولللدانها وخللدامها يسللتقبلونك ‪،‬‬
‫واستقبلوك ومشوا بين يديك حتى أتيت قبة من ياقوتللة حمللراء‬
‫في قصر من در وياقوت ‪ ،‬فلما دنللوت مللن بللاب قصللرها قللامت‬
‫قهارمتللك وخللدامك رافعللي سللتور قصللرك ‪ ،‬فللدخلته ممتلئللا ا‬
‫سرورا ا ‪.‬‬
‫فتوهم باب القصر وحسن الستر وحسن الحجاب والقهارمللة‬
‫والخدام ‪ ،‬ثم دخلت قصرك الذي نادتك منه زوجتك ‪ ،‬فلما دخلت‬
‫من بابه وقع بصرك علللى حسللن جللدرانه مللن الزمللرد الخضللر ‪،‬‬
‫وحسن رياضه ‪ ،‬وبهجة بنائه ‪ ،‬وإشللراق عرصللاته ‪ ،‬ونظللرت إلللى‬
‫قبتك التي فيها زوجتك يتلل نللور القبللة نللورا ا وضللوءا ا وإشللراقا ا‬
‫بنور وجهك ونور وجه زوجتك ‪ ،‬فلما نظللرتع إليللك ‪ ،‬نظللرتع مللن‬
‫فللرش الحريللر والسللتبرق والرجللوان ‪ ،‬فنزلللت عللن سللريرها‬
‫مبادرة ‪ ،‬قد اسللتخفها شللدة الشللوق إليللك ‪ ،‬وأزعجهللا العشللق ‪،‬‬
‫فاستقبلتك بالترحيب والتبجيل ‪ ،‬ثم عطفت عليك لمعانقتك ‪.‬‬
‫‪ -*29‬وكذلك روى أنس بللن مالللك عللن النللبي ‪ " : r‬إن الح وراء‬
‫تستقبل ولي الله فتصافحه " ‪.226‬‬

‫‪ 225‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وقرن [ ‪.‬‬


‫‪ 226‬أخرجه الطللبراني فللي المعجللم الوسللط )‪ (8/362‬ح ‪ 8877‬بلفللظ ‪ :‬حللدثنا‬
‫مقدام ثنا أسد ثنا سعيد بن زربي حللدثني ثللابت بللن البنللاني حللدثني أنللس بللن‬
‫مالك حدثني رسول الله ‪ " : r‬حدثني جبريل عليه الس لم ق ال ‪ :‬ي دخل الرج ل‬
‫على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة " ‪ .‬قال ثابت ‪ :‬قال أنللس ‪ :‬قللال‬
‫رسول الله ‪ " : r‬فبأي بنان تعاطيه لو أن بعض بنانها بدا لغلب ض وؤه الش مس‬
‫والقمر ولو أن طاقة من شعرها بللدت لملت مللا بيللن المشللرق والمغللرب مللن‬
‫طيب ريحها فبينا هو متكئ معها عللى أريكتلله إذ أشلرفا عليلله نلور ملن فلوقه‬
‫فيظن أن الله عز وجل قد أشرفا على خلقه فإذا حوراء تناديه يا ولي الله أمللا‬
‫لنا فيك من دولة فيقول ‪ :‬ومن أنت يا هذه ؟ فتقول ‪ :‬أنا من اللواتي قال الله‬
‫﴿ ولللدينا مزيللد ﴾ فيتحللول إليهللا فللإذا عنللدها مللن الجمللال‬ ‫تبللارك وتعللالى‬
‫والكمال ما ليس مع الولى فبينا هو متكئ معهللا علللى أريكتلله إذ أشللرفا عليلله‬
‫نور من فوقه وإذا حوراء أخرى تنللاديه ‪ :‬يللا ولللي الللله أمللا لنللا فيللك مللن دولللة‬
‫فيقول ‪ .‬ومن أنت يا هذه ؟ فتقول ‪ :‬أنا من الل واتي قلال اللله علز وجلل ﴿ فل‬
‫تعلم نفس ما أخفي لهم مللن قللرة أعيللن جللزاء بمللا كللانوا يعملللون ﴾ فل يللزال‬
‫يتحول من زوجة إلى زوجة ‪.‬‬
‫وإسناده ضعيف جدا ا ‪ ،‬ففيه مقدام ‪ ،‬وهللو مقللدام بللن داود الرعينللي قللال عنلله‬
‫النسائي ‪ :‬ليس بثقة ‪ .‬وقال ابن يونس وأبو حاتم ‪ :‬تكلموا فيه ‪ .‬وقال الذهبي‬
‫ث ‪ :‬والفة منه ‪.‬‬ ‫في حدي د‬
‫وسعيد بن زربي قال عنه يحيى بن معين ‪ :‬ليس حللديثه بشلليء ‪ .‬وقللال أبللو‬
‫حاتم ‪ :‬ضعيف الحديث منكر الحللديث عنللده عجللائب مللن المنللاكير ‪ .‬وقللال فللي‬
‫التقريب ‪ :‬منكر الحديث ‪ .‬وضعفه أبو داود ‪ ،‬وقال النسائي ‪ :‬ليس بثقة ‪.‬‬
‫هذا ‪ .‬وأسد وهو أسد بن موسى الملقب أسد السنة نعته في التقريب بقللوله ‪:‬‬
‫صدوق يغرب ‪.‬‬
‫)‪. (4/297‬‬ ‫وقد أخرجه عن الطبراني في الوسط الهيثمي في المجمع )‪ ، (10/418‬والمنذري في الترغيب‬

‫‪53‬‬
‫فتوهم مجسة لين كفها بحسنها وخواتمها فللي كفللك ‪ ،‬وقللد‬
‫شخصللتم كللالمبهوت تعجبللا ا مللن حسللن وجههللا ونعيللم جسللمها‬
‫وتللؤ‪ 227‬النور من عوارضها ‪ ،‬ثم وضعت كفهللا فللي كفللك حللتى‬
‫أتيتما سريرك مضللروبة عليلله أريكتللك ‪ ،‬فارتقيتمللا جميعللا ا علللى‬
‫أريكتك ‪ ،‬وأسدلت عليللك جلل حجلتللك ‪ ،‬وعللانقت علللى فرشللها‬
‫‪228‬‬
‫زوجتك ‪ ،‬فمضللت بللك الزمنللة الطويلللة ‪ .‬ثللم أقبلللت الولللدان‬
‫بالكاسات والكللواب ‪ ،‬فاصللطفت قبالتكمللا ‪ ،‬ثللم أدرتمللا الكللأس‬
‫فيما بينكما ‪.‬‬
‫فبينا أنتما قد ملئتما فرحا ا وسروراا إذ نادتك أخرى مللن قصللر‬
‫من قصورك ‪ :‬يا ولللي الللله أمللا لنللا منللك دولللة ؟ أمللا آن لللك أن‬
‫تشتاق إلينا ؟ فأجبتها ‪ :‬ومن أنت بارك الله فيك ؟ فرجعت إليك‬
‫القول ‪ :‬أنا من اللللواتي قللال الللله جللل عللز ﴿ ولللدينا مزيللد ﴾‪، 229‬‬
‫فتحولت إليها ‪ ،‬وأنللت تنتقللل فيمللا بيللن أزواجللك فللي قصللورك‬
‫وخللدامك وولللدانك ‪ ،‬فللي غايللة النعيللم وكمللال السللرور ‪ ،‬وقللد‬
‫زحزحت عنك كل آفة ‪ ،‬وأزيل عنك كل نقص ‪ ،‬وطهرت مللن كللل‬
‫دنس ‪ ،‬وأمنللت فيهللا الفللراق ‪ ،‬لن الللله تعللالى قللد قصللد قلبللك‬
‫فقال للهموم ‪ :‬زولي عنه فل تخطري له أبدا ا ‪ ،‬وقال للسللرور ‪:‬‬
‫تمكن فيه فل تزول منه أبدا ا ‪ ،‬وقال للسقام ‪ :‬زولي عن جسمه‬
‫فل تعرضللي‪ 230‬للله أبللدا ا ‪ ،‬وقللال للصللحة ‪ :‬أقيمللي فللي بللدنه فل‬
‫تبرحي أبدا ا ‪ ،‬وذبح الموت وأنت تنظللر إليلله ‪ ،‬فللأمنت المللوت فل‬
‫تخافه أبدا ا ‪ ،‬ول زوال ترتقبه ‪ ،‬ول سقم يعتريك أبللدا ا ‪ ،‬ول مللوت‬
‫يعرض لك أبدا ا ‪ ،‬قللد منحللت جللوار ربللك ‪ ،‬ترفللل فللي أذيالللك ‪ ،‬ل‬
‫تخافا سللخطه أبللدا ا بعللد رضللاه‪ 231‬عنللك ‪ ،‬فل تخللافا نقملله فيمللا‬
‫تتقلب فيه من نعيمه ‪ ،‬وأنت عالم بأن الله عللز وجللل محللب لللك‬
‫مسرور بك وبما تتقلللب فيلله مللن سللرورك ‪ ،‬فللأعظم بللدار الللله‬
‫دارا ا ‪ ،‬وأعظم بجوار الله جوارا ا‪ ، 232‬فللالعرش قللد أظلللك بظللله ‪،‬‬
‫والملئكة تختلف إليك باللطافا من عند ربك في حياة ل يزيلهللا‬
‫موت ‪ ،‬ونعيم ل تخافا له فوتا ا ‪ ،‬آمنا ا من عذاب ربك ‪ ،‬قللد أيقنللت‬
‫برضاه‪ 233‬عنك ‪ ،‬ووجدت برد عفوه في قلبك ‪ ،‬مقيما ا دائمللا ا فللي‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وتللى [ ‪.‬‬ ‫‪227‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪228‬‬

‫ق ‪. 35 /‬‬ ‫‪229‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] تعرض [ ‪.‬‬ ‫‪230‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] رضايه [ ‪.‬‬ ‫‪231‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] جوار [ ‪.‬‬ ‫‪232‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] برضايه [ ‪.‬‬ ‫‪233‬‬

‫‪54‬‬
‫‪235‬‬
‫الخلللود مللع المللان‪ 234‬لنللوائب الللدهر وحللوادث الزمللان لللك‬
‫ولجميع أوليائه ‪ ،‬متحدثا ا بجمعهم تحت ظل طوبى‪. 236‬‬
‫فبينا أولياؤه وأنت فيهم تحت ظل طلوبى يتحلدثون ‪ ،‬إذ أملر‬
‫الله مناديا ا من ملئكته فنادى‪ 237‬أولياءه لينجز لوليائه ما وعدهم‬
‫من غاية كرامته وعظيم مسللرته ‪ ،‬بللأن يقربهللم منلله وينللاجيهم‬
‫بترحيبه ويريهم وجهلله الكريللم ‪ ،‬ليبلغللوا بللذلك أشللرفا المنللازل‬
‫وغاية السرور ومنتهى الرغبة ‪ ،‬فلم تشعر أل ونداء الملللك ‪ :‬أن‬
‫يا أهل الجنة إن لكم عند الله لموعدا ا لم تللروه ‪ ،‬فيرجعللون إليلله‬
‫القول استعظاما ا لما أعطوا ‪ ،‬فإنه ل عطية فوق ما أعطللوا بعللد‬
‫ذلك ‪ ،‬أدخلوا في جواره وأمنوا من عذابه ‪ ،‬وأنت قائلها معهللم ‪:‬‬
‫ألم ينضر وجوهنا ؟ ألم يدخلنا الجنة ؟ ألم يزحزحنلا علن النلار ؟‬
‫فناداهم أن الله يستزيركم فزوروه ‪.‬‬
‫فبينا هم كذلك وقد كللادت قلللوبهم أن تطيللر بللأرواحهم فللي‬
‫أبدانهم فرحا ا وسرورا ا ‪ ،‬إذا أقبلت الملئكة يقودون نجائب بخللت‬
‫خلقت من الياقوت ‪ ،‬ثم نفخ فيها الروح ‪ ،‬مزمومة بسلسل من‬
‫ذهب كأن وجوههم المصابيح نضارة وحسنا ا ‪ ،‬ل تروث ول تبول ‪،‬‬
‫ذوات أجنحة قد علها خز من خللز الجنللة أحمللر ‪ ،‬ومرعللز‪ 238‬مللن‬
‫مرعزها أبيض مشرق في بياضه على ظهرها خطان حمللرة فللي‬
‫بياض على هيئة وتر النجائب في الدنيا ‪ ،‬لم ينظلر الخلئلق إللى‬
‫مثله وحسن لونه ‪.‬‬
‫فتوهم حسن تلك النجائب وحسن صورها ‪ ،‬نجائب من ياقوت‬
‫الجنة في حمرته وصفائه ‪ ،‬وإشراق نوره وتللؤه ‪ ،‬حين يمشللي‬
‫في تحركه ‪.‬‬
‫فتوهمهللا بحسللنها وحسللن وجللوه الملئكللة وحسللن أزمتهللا‬
‫بسلسل من ذهب الجنان ‪ ،‬وهى تقودها وتقبل بها إلللى أوليللاء‬
‫الله وأنت فيهم ‪ ،‬معتدلة في خببها بحسن سلليرها ‪ ،‬لنهللا نجللب‬
‫خلقت على حسن السير من غير تعليم من العبللاد ‪ ،‬فهللى نجللب‬
‫من غير رياضة ‪ ،‬ذلل بسلسلها ‪ ،‬منقادة من غير مهنة ‪.‬‬
‫فتوهم إقبال الملئكة بها إليهم ‪ ،‬حللتى إذا دنللوا مللن أوليللائه‬
‫أناخوهللا ‪ ،‬فتللوهم بروكهللا فلي حسللنها وهيئللة خلقهللا ‪ ،‬وقلبللك‬
‫عارفا أنك ستركب بعضها إلى ربك منطلقا ا في الزائرين‪ 239‬له ‪.‬‬

‫‪ 234‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬


‫‪ 235‬كسابقه ‪.‬‬
‫‪ 236‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] طوبا [ ‪.‬‬
‫‪ 237‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] فنادا [ ‪.‬‬
‫عيزي بكسر الميم والعين وتشديد الللزاء مقصللور ‪:‬‬ ‫معر ل‬
‫قال في المختار ‪ :‬ال ل‬ ‫‪238‬‬

‫عللمزاءي بكسللر الميللم والعيللن مخفللف‬


‫معر ل‬
‫الزغب الذي تحت شللعر العنللز ‪ ،‬وكللذا ال ل‬
‫ممدود ويجوز فتح الميم ‪ ،‬وقد تحذفا اللف فيقال ‪ :‬مرعز ‪.‬‬
‫‪ 239‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] الزارين [ ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫فلما أناخوها فبركت على كثبان المسللك مللن ريللاض الزعفللران‬
‫تحت طوبى ومستراح العابدين ‪ ،‬أقبلت الملئكة على أولياء الله‬
‫فقللالوا بحسللن نغمللاتهم ‪ :‬يللا أوليللاء الرحمللن ‪ ،‬إن الللله ربكللم‬
‫يقرئكم السلم ويستزيركم فزوروه ‪ ،‬لينظر إليكم وتنظروا إليه‬
‫ويكلمكللم وتكلمللوه ‪ ،‬ويحييكللم وتحيللوه ‪ ،‬ويزيللدكم مللن فضللله‬
‫ورحمتله ‪ ،‬إنله ذو رحملة واسلعة وفضلل عظيلم ‪ .‬فلملا سلمعها‬
‫أولياء الله ‪ ،‬وسمعتها معهم وثبوا مسارعين إلللى ركوبهللا ‪ ،‬حبللا ا‬
‫وشوقا ا إلى ربهم ‪.‬‬
‫فتوهم سرعة توثبهم ‪ ،‬وأنت معهم ‪ ،‬بحسن وجوههم ونورها‬
‫وإشراقها ‪ ،‬سرورا ا بقرب ربهم ورؤية حبيبهم ‪.‬‬
‫فتوهم هيبتهم حين رفعوا أيمان أرجلهم إلى ركللب اليللاقوت‬
‫والزمرد والدر ‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫أقللدام غيللرت عللن‬ ‫فتوهم حسن أقللدامهم ونعيمهللا ‪ ،‬إنهللا‬
‫خلقهللا فأكسلليت فللي الحسللن بخلفا مللا كللانت عليلله فللي دار‬
‫الدنيا ‪ ،‬ثم أكنها الله في جنته من كل آفة فغير خلقتها متخضبة‬
‫‪ ،‬لها أحقاب الدهور في كثبان المسك ورياض الزعفران ‪.‬‬
‫فتوهم حسن نورها وقد رفعها أولياء الله ركب الياقوت والدر‬
‫‪ ،‬فتوهمها بحسنها في أحسن ركب نجائب الجنان ‪ ،‬ثم ثنوا مللن‬
‫غير عنف ول مشقة حتى استووا على رحائل من الدر والياقوت‬
‫مفضضة بالعبقري والرجوان ‪ ،‬فيا حسن بياض الدر فللي حمللرة‬
‫الرجوان ‪ .‬فلما استووا عليها ‪ ،‬واستويت علللى نجيبللك معهللم ‪،‬‬
‫أثاروا نجائبهم فثارت ‪ ،‬فثار عجللاج المسللك لوثوبهللا عل‪ 241‬ذلللك‬
‫ثيللابهم وجمللامهم ‪ ،‬ثللم اسللتوت النجللائب صللفا ا واحللدا ا معتللدل ا‬
‫فصاروا موكبللا ا معتللدل ا ل عللوج فيلله ‪ ،‬ول يتقللدم بعضللها بعضللا ا ‪،‬‬
‫فأعظم به من موكب ‪ ،‬وأعظم به من ركبان ‪.‬‬
‫فتوهم امتداد صفهم في اعتداله واصطفافا وجوههم معتدلة‬
‫‪242‬‬
‫في اصطفافها ‪ ،‬وعلى جباههم الكاليل ‪ ،‬من فوق رؤوسهم‬
‫تيجان من الدر والياقوت ‪ .‬فما ظنك باجتماع وجوه أهل الجنللان‬
‫كلها ‪ ،‬عليهم الكاليل والتيجلان مصلطفة متحاذيلة ؟ فملا ظنلك‬
‫بأكثر من ألف ألف ألف ‪ ،‬وما تقدر القلللوب علللى إحصللاء عللدده‬
‫من تيحان الدر والياقوت مطنطنة على وجوههم نضللرة ضللاحكة‬
‫فرحة مستبشرة ‪.‬‬
‫فلو توهمت هذا الموكب بنجائبه واعتدال ركبللانه واصللطفافا‬
‫تيجانه على وجوه أولياء الله المشللرقة الناعمللة مللن تحتلله ‪ ،‬ثللم‬
‫رهقت نفسك اشتياقا ا لكنت لذلك حقيقللا ا ‪ ،‬ولكنللت بلله حريللاا إن‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪240‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] على [ ‪.‬‬ ‫‪241‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روسهم [ ‪.‬‬ ‫‪242‬‬

‫‪56‬‬
‫عقلللت ذلللك شللوقا ا مللن قلبللك إيقانللا ا بإنجللاز مللا وعللد بلله ربللك‬
‫أولياءه ‪ .‬فلما اعتدل الصف واصطفت التيجللان تبللادروا بينهللم ‪:‬‬
‫سيروا إلى ربنا ‪.‬‬
‫فتوهم النجائب حين أخذت في السير بأخفافا مللن اليللاقوت‬
‫سيرا ا واحدا ا بخط‪ 243‬واحد ل يتقدم بعضللها بعضللا ا ‪ ،‬تهللتز أجسللام‬
‫أولياء الله عليها من نعيمها ‪ ،‬وأكتافهم متحاذيللة فللي سلليرهم ‪،‬‬
‫وأخفافا رواحلهم وركبها متحاذية في خببها ‪ ،‬فللانطلقوا كللذلك‬
‫تثير رواحلهم المسك بأخفافها ‪ ،‬وتهتز رياض الزعفران بأرجلها‬
‫‪ ،‬فلما دنوا من أشجار الجنللة رمللت الشللجار إليهللم مللن ثمارهللا‬
‫فصارت الثمار ‪ ،‬وهم يسلليرون ‪ ،‬فللي أيللديهم ‪ ،‬فيللا حسللن تلللك‬
‫الثمار في أكفهم ‪ ،‬وتزحزحت وتنحت الشجار عن طريقهم لما‬
‫ألهمها مولها أن ل يتثلم صفهم فيتعرج بعد استوائه ‪ ،‬ويختلللف‬
‫بعد اعتداله ‪ ،‬ويفرق بين ولي الله ورفيقه ‪ ،‬لنهللم رفقللاء فللي‬
‫الجنان لتحابهم في الدنيا في ربهم ‪ ،‬فالرفقاء مشهورون ‪ ،‬كل‬
‫رفيقين قد شهرا بالمرافقة ‪ ،‬وجعل زيهما ولباسهما لونا ا واحدا ا‬
‫‪ ،‬ولون رواحلهما‪ 244‬لونا ا واحدا ا ‪.‬‬
‫فتوهم نفسك إذ مني عليك ربك ‪ ،‬وأنت لصق برفيقك ‪ ،‬منكبك‬
‫بمنكبه ‪ ،‬وقد دنوتما من أشجار الجنللة فنفضللت ثمرهللا فللوقعت‬
‫الثمار في أيديكما‪ 245‬وأيدي أولياء الرحمن ‪ ،‬ثللم تنحللت بأصللولها‬
‫عن طريقهم ‪ ،‬فهللم يسلليرون فرحيللن ‪ ،‬وقللد شخصللت قلللوبهم‬
‫بللالتعلق إلللى نظللر حللبيبهم ‪ ،‬فهللم يسلليرون بالسللرور ويلتفللت‬
‫بعضللهم إلللى بعللض يتحللادثون ‪ ،‬ويضللحك بعضللهم إلللى بعللض ‪،‬‬
‫يتداعبون في سيرهم ‪ ،‬يحمدون ربهم على ما صللدقهم ‪ ،‬وعلللى‬
‫ما أباح لهم من جواره ‪ .‬فبينا هم في سيرهم إذ دنوا من عللرش‬
‫ربهم ‪ ،‬وعاينوا أحسللن حجبلله ونللوره ‪ ،‬واسللتحثوا السللير شللوقا ا‬
‫وحبا ا وفرحا ا به ‪.‬‬
‫فتوهم نجائبهم تطير في سيرها باعتللدال مللوكبهم وإشللراق‬
‫وجللوههم ‪ ،‬والملئكللة قللد أحللدقت بالنجللائب تزفهللم زفللاا إلللى‬
‫ربهم ‪ ،‬حتى انتهوا إلى صفحة عرش مولهم ‪ ،‬فتوهم سعة تلك‬
‫الصفحة وحسن نورها ببهجتها وزهرتها ‪ ،‬وقللد وضللعت الزرابللي‬
‫والنمارق على كثبان المسك ‪ ،‬وعرفا كل فتى‪ 246‬منهم مللا يأعللد‬
‫له ‪ ،‬والكراسي لهل صفوته من عباده ‪ ،‬وأحبائه من خلقه ‪ ،‬لمللا‬
‫دنوا إلى ما أعد لهم من المنابر والكراسي والزرابي والنمارق ‪،‬‬

‫الصل عنده ] بخطا [ ‪.‬‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪243‬‬

‫أصله ] رواحلهم [ ‪.‬‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪244‬‬

‫أصله ] أيديكم [ ‪.‬‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪245‬‬

‫الصل عنده ] فتا [ ‪.‬‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪246‬‬

‫‪57‬‬
‫فثنللى رجللله الحسللنة مللن الركللاب إلللى منللبر أو كرسللي أو ]‬
‫زربية [‪. 247‬‬
‫فتوهم تثنيهم أرجلهم إلى كراسيهم ‪ ،‬حتى اسللتووا عليهللا ‪،‬‬
‫فتللوهم نعيللم تلللك الفخللاذ والوراك المرتفعللة علللى الكراسللي‬
‫بالللدر واليللاقوت ‪ ،‬فللأعظم بلله مللن مقعللد وأعظللم بللولي الللله‬
‫متربعا ا ‪.‬‬
‫فلما أخذ القوم مجالسهم ‪ ،‬واطمأنوا في مقعدهم ‪ ،‬والحجب‬
‫تسطع نورها ‪ ،‬فيا لذه أعينهم وقد أصغوا بمسامعهم منتظريللن‬
‫لستماع الكلم من حبيبهم ‪.‬‬
‫فتوهم في مقعدهم الصدق الذي وعللدهم مللولهم ومليكهللم‬
‫في القرب منه على قدر‪ 248‬منازلهم ‪ ،‬فهم في القرب منه على‬
‫قدر‪ 249‬مراتبهم ‪ ،‬فالمحبون له أقربهم إليه قربا ا إذ كانوا له فللي‬
‫الدنيا أشد حبا ا ‪ ،‬وأقرب إلى عرشه منهم القللائمون بحجتلله عنللد‬
‫خلقه ‪ ،‬ثم النبياء عليهم السلم ‪ ،‬ثم الصديقون على قللدر ذلللك‬
‫في القرب من العزيللز الرحيللم ‪ ،‬فللأعظم بلله مللن مللزور ‪ ،‬وجلللي‬
‫وتكبير من مزور ‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫فتللوهم مجلسللهم بحسللن كرامتهللم وجمللال وجللوههم‬
‫وإشراقها ‪ ،‬لما رهقها نور عرشه عز وجل وإشراق حجبه‪ 251‬فلو‬
‫صح لك عقلك ثم توهمت مجلسهم وإشراق كراسيهم ومنابرهم‬
‫وما ينتظرون من رؤية ربهم ‪ ،‬ثم طار روحك شوقا ا إليه ‪ ،‬لكنللت‬
‫بذلك حقيقا ا ‪ .‬فما أعظم ذلك عند عاقل عن الللله ‪ ،‬مشللتاق إللى‬
‫ربه ورؤيته ‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫بقطللع كللل‬ ‫فتوهم ذلك بعقل فارغ لعل نفسك أن تسللخى‬
‫قاطع يقطعك عنه ‪ ،‬وترك كل سللبب يشللغلك عللن التقللرب فيلله‬
‫إلى ربك ‪.‬‬
‫فلما استوى بهم المجلس واطمأن بهم المقعد ‪ ،‬وضعت لهم‬
‫الموائد ليكللرم الللله عللز وجللل زواره بالطعللام والتفكيلله لهللم ‪،‬‬
‫ووضعت الموائد لزوار الله عز وجل وأحبائه مللن خلقلله ‪ ،‬قللامت‬
‫الملئكللة ] علللى [‪ 253‬رؤوسللهم‪ 254‬معظميللن لللزوار الرحمللن ‪،‬‬

‫طنفسة وقيل البساط ذو الخملل ويتكسلر زايهلا‬ ‫‪ 247‬هكذا الصواب ‪ ،‬فالمزربيية ال ر‬


‫وتفتللح وتضللم وجمعهللا زرابللي ‪ ،‬أمللا فللي النسللخة المطبوعللة مللن ) التللوهم (‬
‫فقال ‪ :‬الزريبة ‪ .‬وأظنه خطأ مطبعيا ا ‪.‬‬
‫‪ 248‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬
‫‪ 249‬كسابقه ‪.‬‬
‫‪ 250‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وجوهم [ ‪.‬‬
‫‪ 251‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬
‫‪ 252‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] تسخا [ ‪.‬‬
‫‪ 253‬في المطبوع ‪ ] :‬عل [ ‪.‬‬
‫‪ 254‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روسهم [ ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫فوضعت الصحافا من الذهب فيهللا الطعمللة وطرائللف الفاكهللة‬
‫مما لم يحسنوا أن يتمنللوا ‪ ،‬فقللدموا أيللديهم مسللرورين بللإكرام‬
‫ربهم لهم ‪ ،‬لن حقللاا علللى كللل مللزور أن يكللرم زائللره ‪ ،‬فكيللف‬
‫بالمزور الكريم الواحد الجواد الماجد العظيم ؟ ‪.‬‬
‫فتوهم وهم يأكلون فرحين مستبشرين بإكرام مولهم لهم ‪،‬‬
‫حتى إذا فرغوا مللن أكلهللم قللال الجليللل لملئكتلله ‪ :‬اسللقوهم ‪.‬‬
‫‪255‬‬
‫فأتتهم الملئكة ‪ ،‬ل الخدام والولدان ‪ ،‬بللأكواب الللدر وكللؤوس‬
‫الياقوت ‪ ،‬فيها الخمر والعسل والماء واللبان ‪.‬‬
‫فتوهم تلك الكأسات وتلك الكللواب بأيللدي ملئكللة الرحمللن ‪،‬‬
‫فناولوها أولياء الله فشللربوها ‪ ،‬فبللان أثلر حسللن الشللراب فللي‬
‫وجوه اللزوار ‪ .‬فلمللا سللقتهم الملئكللة مللا أمرهللم الللله بلله مللن‬
‫الشربة ‪ ،‬قال الجليل ‪ :‬اكسوا أوليائي ‪.‬‬
‫فتوهم الملئكة ‪ ،‬وقد جاءت بالحلل التي لم يلبسوا في الجنة‬
‫مثلها ‪ ،‬ثم قاموا على رؤوسللهم‪ 256‬فألبسللوها أهللل كرامللة الللله‬
‫ورضوانه ‪.‬‬
‫‪257‬‬
‫من فوق رؤوسهم حتى صللارت علللى‬ ‫فتوهم وقد صيروها‬
‫أقدامهم ‪ ،‬فأشرقت بحسنها وجوههم ‪ .‬ثللم أمللر الجليللل تبللارك‬
‫وتعالى أن طيبوهم ‪ ،‬فارتفعت السحاب بحسنها وشللدة ضلليائها‬
‫ونورها لحمل ألوان الطيب من المسك وجميع طيب الجنان ‪ ،‬ما‬
‫لم يجدوا مثل رائحته ‪.‬‬
‫فتوهمها تمطر عليهم ‪ ،‬والطيب يتساقط عليهم مطرا ا حللتى‬
‫عل جباههم وثيابهم ‪.‬‬
‫‪258‬‬
‫مطر‬ ‫فلما أكلوا وشربوا ‪ ،‬وخلعت الملئكة الخلع ] وطيب [‬
‫السحاب ‪ ،‬شخصت أبصارهم وتعلقت قلوبهم ‪ ،‬ثم رفع الحجب ‪.‬‬
‫فبينا هم في ذلك إذ رفعت الحجللب ‪ ،‬فبللدا لهللم ربهللم بكمللاله ‪،‬‬
‫فلما نظروا إليه وإلى ما لم يحسللنوا أن يتوهمللوه ول يحسللنون‬
‫ذلك أبدا ا لنلله القللديم الللذي ل يشللبهه شلليء مللن خلقلله ‪ ،‬فلمللا‬
‫نظروا إليه ناداهم حبيبهم بالترحيب منهللم وقللال لهللم ‪ :‬مرحبللا ا‬
‫بعبادي ‪ ،‬فلما سمعوا كلم الله بجلله وحسنه غلب على قلوبهم‬
‫من الفرح والسرور ما لم يجدوا مثله في الدنيا ول في الجنللة ‪،‬‬
‫لنهم يسمعون‪ 259‬كلم من ل يشبه شيئا ا من الشياء ‪.‬‬
‫فتوهمهم وقد أطرقوا وأصغوا بمسللامعهم لسللتماع كلملله ‪،‬‬
‫وقد عل وجوههم نور السرور لكلم حبيبهم وقرير أعينهم ‪.‬‬

‫وكوس [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪255‬‬

‫روسهم [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪256‬‬

‫سيرها [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪257‬‬

‫طيب [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪258‬‬

‫يسمعوا [ ‪.‬‬ ‫]‬ ‫أصله‬ ‫في‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الكلمة‬ ‫صوب‬ ‫هكذا‬ ‫‪259‬‬

‫‪59‬‬
‫فلو توهمت نفسك وقد سمعت قول الله لوليائه مرحبا ا بهم ‪،‬‬
‫ثم طار روحك فرحا ا به وحبا ا له لكللان ذلللك منلله حقيللرا ا وصللغيرا ا‬
‫عندما توهمته من نفسك عند استماع كلمه ‪ .‬فحيللاهم بالسلللم‬
‫فللردوا عليلله ‪ :‬أنللت السلللم ومنللك السلللم ولللك حللق الجلل‬
‫والكرام ‪ .‬فمرحبا ا بعبادي وزواري وخيرتي مللن خلقللي ‪ ،‬الللذين‬
‫رعوا عهدي ‪ ،‬وحفظوا وصيتي ‪ ،‬وخافوني في الغيللب ‪ ،‬وقللاموا‬
‫مني علللى كللل حللال مشللفقين ‪ ،‬وقللد رأيللت الجهللد منهللم فللي‬
‫أبللدانهم‪ 260‬أثللرة لرضللاي عنهللم قللد رأيللت مللا صللنع بكللم أهللل‬
‫ي مللا‬‫زمانكم ‪ ،‬فلم يمنعكم جفاء النللاس عللن حقللي ‪ ،‬تمنللوا عللل ي‬
‫شئتم ‪.‬‬
‫فلو رأيتهم وقد سمعوا ذلك من حبيبهم يذكرهم ما كانوا عليه‬
‫في دنياهم من رعاية عهده وحفظلله ودوام خلوفهم منله ‪ ،‬وقلد‬
‫استطاروا فرحا ا لمللا شللكر لهللم رعللايتهم حقلله ‪ ،‬وحفللظ منهللم‬
‫خوفهم ‪ ،‬ورحب بهم محبة لهم ‪ ،‬إذ كانوا بللذلك إيللاه فللي الللدنيا‬
‫يعبدونه ‪ ،‬استطارت قلوبهم فرحا ا وسللرورا ا إذ لللم يفرطللوا فللي‬
‫طاعته ‪ ،‬ولم يقصروا في مخافته ‪ ،‬فاغتبطوا لمللا كللانوا بلله لللله‬
‫في الدنيا يدينون من شدة خوفهم ورعاية حقه وحفظه ‪ ،‬فردوا‬
‫إليه‪ 261‬الجواب مع سرور قلوبهم بالقسم لعظمته وجلله ‪ ،‬أنهم‬
‫قد قصروا عما كان يحق له عليهللم إعظمامللا ا للله واسللتكثارا ا ‪ ،‬إذ‬
‫أثابهم جنته وأكرمهم بزيلارته وقربله واسللتماع كلملله ‪ ،‬فقللالوا‬
‫عنللد ذلللك ‪ :‬وعزتللك وجللللك‪ 262‬وعظمتللك وارتفللاع مكانللك مللا‬
‫قدرناك حق قدرك ‪ ،‬ول أديينا إليك كل حقك ‪ ،‬فائذن لنا بالسجود‬
‫‪ ،‬فقال لهم ربهم ‪ :‬إني قد وضعت عنكم مؤونة العبللادة وأرحللت‬
‫لكم أبللدانكم ‪ ،‬فطالمللا أتعبتللم البللدان وأخضللعتم لللي الوجللوه ‪،‬‬
‫ي ما شئتم ‪.‬‬ ‫فالن أفضتم إلى كرامتي ورحمتي ‪ ،‬فتمنوا عل ي‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬ ‫‪260‬‬

‫كسابقه ‪.‬‬ ‫‪261‬‬

‫كسابقه ‪.‬‬ ‫‪262‬‬

‫‪60‬‬
‫وفي بعض الحديث أنهم إذا نظللروا إليلله خللروا‪ ، 263‬فينللاديهم‬
‫بكلمه تبارك‪ 264‬وتعالى ‪ :‬ارفعللوا رؤوسللكم‪ ، 265‬ليللس هللذا حيللن‬
‫عمل ‪ ،‬هذا حين سرور ونظر ‪.‬‬
‫فتوهم بعقلك نور وجوههم وما يداخلهم من السرور والفرح ‪،‬‬
‫حين عاينوا مليكهم ‪ ،‬وسمعوا كلم حللبيبهم ‪ ،‬وأنيللس قلللوبهم ‪،‬‬
‫وقللرة أعينهللم ‪ ،‬ورضللا أفئللدتهم ‪ ،‬وسللكن أنفسللهم ‪ ،‬فرفعللوا‬
‫رؤوسهم‪ 266‬من سللجودهم ‪ ،‬فنظللروا إلللى مللن ل يشللبهه شلليء‬
‫بأبصارهم ‪ ،‬فبلغوا بذلك غاية الكرامة ومنتهى‪ 267‬الرضا والرفعة‬
‫‪.‬‬
‫فما ظنك بنظرهم إلى العزيلز الجليلل ‪ ،‬اللذي ل يقلع عليله‬
‫الوهللام ‪ ،‬ول يحيللط بلله الذهللان ‪ ،‬ول تكفيلله الفكللر ‪ ،‬ول تحللده‬
‫‪268‬‬
‫الفطن ‪ ،‬الذي ل تأويه الرحام ‪ ،‬ولم تنقله الصلب ‪ ،‬ول يبدو‬
‫فيكون مطبوعا ا منتقل ا ‪ ،‬الزلللي القللديم ‪ ،‬الللذي حللارت العقللول‬
‫عن إدراكه ‪ ،‬فكلت اللسنة عن تمللثيله بصللفاته ‪ ،‬فهللو المنفللرد‬
‫بللذاته عللن شللبه الللذوات ‪ ،‬المتعللالي بجلللله علللى مسللاواة‬
‫المخلوقين ‪ ،‬فسبحانه ل شيء يعادله ‪ ،‬ول شريك يشللاركه ‪ ،‬ول‬
‫شلليء يريللده فيستصللعب عليلله أو يعجللزه إنشللاؤه ‪ ،‬استسلللم‬
‫لعظمته الجبارون ‪ ،‬وذل لقضائه الولللون والخللرون ‪ ،‬نفللذ فللي‬
‫الشياء علمه بما كان وبما ل يكون ‪ ) ،‬وبملا للو كلان كيلف كلان‬
‫يكون‪ ، 269‬فأحاط بالشياء علما ا ‪ ،‬وسمع أصواتها سللمعا ا ‪ ،‬وأدرك‬

‫أخرجه العقيلي )‪ (1/292‬من طريق حمزة بن واصل المنقري عللن قتللادة‬ ‫‪263‬‬

‫عن أنس ‪ ،‬وفيه ‪ :‬فينادى رب العزة رضوان وهو خازن الجنة فيقول يا رضللوان‬
‫ارفع الحجب بيني وبين عبلادي فللإذا رفللع الحجلب بينلي وبينهللم فللرأوا بهللاءه‬
‫ونوره هبوا سجودا فيناديهم بصوته أن ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادة لي‬
‫في الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء والخلود سلونى ما شئتم فأنا ربكم الللذي‬
‫صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتى فهذا محل كرامللتى فسلللونى ‪ . ....‬فللي‬
‫حديث طويل وحمزة بن واصل مجهول في الرواية وحديثه غير محفوظ ‪ ،‬قللاله‬
‫العقيلي في الضعفاء ‪ .‬وقال ابن حجر فللي لسللان الميللزان ‪ :‬ل يعللرفا ول هللو‬
‫بعمدة ‪.‬‬
‫‪ 264‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] تباك [ ‪.‬‬
‫‪ 265‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روسكم [ ‪.‬‬
‫‪ 266‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] روسهم [ ‪.‬‬
‫‪ 267‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] ومنتها [ ‪.‬‬
‫‪ 268‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] يبدوا [ ‪.‬‬
‫‪ 269‬هذا التعبير فيه خطأ على الله ‪ ،‬فقائله يقصد به علو عظمللة الللله وقللدرته ‪،‬‬
‫غير أن الصواب ‪ ،‬أنه أبدع ما كان على أعظم مثللال ‪ ،‬فليللس أعظللم ممللا أبللدع‬
‫حتى يكون )) وبما لو كان كيلف كلان يكلون (( ‪ ،‬والللله أعللم ‪ .‬وضللبط أي شلي د‬
‫ء‬
‫يتعلق بصفات الللله أو أسللمائه أو أي كلم عللن الللله لبللد أن يكلون بنللص حللتى‬
‫لتكون فتنة ‪ ،‬فقائل يقول والخللر يعللترض ‪ .‬والبلادئ هلو المطللالب بالللدليل ‪.‬‬
‫والله تعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫أشخاصللها ] ‪ 270[ .......‬ونفللذ فيهللا إرادتلله ‪ ،‬وأمضللى‪ 271‬فيهللا‬
‫مشيئته ‪ ،‬فهي مدبرة ] ‪ . 272[ .....‬وقربها اختراعللا ا فكللانت عللن‬
‫إرادته ‪ ،‬لم يتقدم منها شيء قبل وقته الذي أراد فيلله كللونه ‪] ،‬‬
‫ولممع [‪ 273‬يتأخر فيه عن نهيه ‪ ،‬وكيف يستصعب عليه من لم يكللن‬
‫شيئا ا مذكورا ا حتى كونه سبحانه الواحد القهار ‪.‬‬
‫ر أوليللاء الللله برؤيتلله وأكرمهللم بقربلله ‪ ،‬ونعيللم قلللوبهم‬
‫فلما سم ي‬
‫بمناجاته واستماع كلمه ‪ ،‬أذن لهم بالنصرافا إلى مللا أعلد لهللم‬
‫مللن كرامتلله ونعيمهللم ولللذاتهم ‪ ،‬فانصللرفوا علللى خيللل الللدر‬
‫والياقوت ‪ ،‬على السرة فوقها الحجال ‪ ،‬ترفا وتطير في رياض‬
‫الجنان ‪.‬‬
‫فما ظنك بوجوه نظرت إلى الله عز وجل وسللمعت كلملله كيللف‬
‫ضاعف حسنها وجمالها ؟ وزاد ذلك في أشراقها ونورهللا ‪ ،‬فلللم‬
‫تزل في مسيرها حتى أشرفت على قصورها ‪.‬‬
‫فلما بدت لخدامها وقهارمتها وولدانها بادر كللل واحللد منهللم‬
‫خللدامه وقهللارمته وولللدانه مسللتقبلة مللن أبللواب قصللوره حللتى‬
‫أحللدقوا بلله يزفللونه إلللى قصللوره وخيللامه ‪ ،‬فلمللا دنللا مللن بللاب‬
‫قصره‪ 274‬وخيللامه قللامت الحجللاب رافعللي سللتور أبللواب قصللره‬
‫معظمين مجلين له ‪ ،‬وبادرت إليه أزواجه ‪ ،‬فلمللا نظللرت زوجتلله‬
‫إلللى جمللال وجهلله قللد ضللوعف فللي حسللنه وإشللراقه ونللوره ‪،‬‬
‫ازدادت للله حبللا ا وعشللقا ا ‪ ،‬وأشللرقت قصللوره وقبللابه وخيللامه‬
‫وأزواجه من نور وجهه وجماله ‪ ،‬وازدادت أزواجه حسللنا ا وجمللال ا‬
‫ووجاهة وحشمة ‪ ،‬ثم نزلوا عن خيولهم إلى صللحون قصللورهم ‪،‬‬
‫ثم اطمأنوا على فرشهم وعادوا إلى نعيمهم ‪.‬‬
‫واشتاقوا إلى منادمة إخوانهم ‪ ،‬فركبوا النجائب والخيل عليها‬
‫يتزاورون ‪ ،‬حتى التقوا على أنهار الجنة‪ 275‬ففرشت لهم نمللارق‬
‫الجنللان‪ 276‬وزاربيهللا علللى كثبللان المسللك والكللافور ‪ ،‬وتقابللل‬
‫الخوان علللى السللرور والشللراب ‪ ،‬فقللامت الولللدان بالكأسللات‬
‫والباريق والكواب يغترفون من أنهللار الجنللة ‪ ،‬أنهللارهم الخمللر‬
‫والسلسبيل والتسنيم ‪.‬‬

‫‪ 270‬قال ) أ ( ‪ :‬بياض في الصل ‪ .‬ولعلها ) إدراكا ا ( اتساقا ا مع العبللارة قبلهللا ‪.‬‬


‫)أ‪.‬هل (‬
‫‪ 271‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وامضا [ ‪.‬‬
‫‪ 272‬قال ) أ ( ‪ :‬بياض في الصل ‪ .‬ولعلها ) تدبيرا ا ( اتساقا ا مع العبللارة قبلهللا ‪.‬‬
‫)أ‪.‬هل (‬
‫‪ 273‬هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] لم [ ‪.‬‬
‫‪ 274‬قال ) أ ( ‪ :‬في الهامش ‪ .‬وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش ‪.‬‬
‫‪ 275‬كسابقه ‪.‬‬
‫‪ 276‬كسابقه ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫فلمللا أخللذت الولللدان الكأسللات واغللترفوا ليسللقوا أوليللاء‬
‫الرحمن ‪ ،‬لم يشعروا إل بنداء الله عز وجل ‪ :‬يللا أوليللائي طالمللا‬
‫رأيتكم في الدنيا وقللد ذبلللت شللفاهكم ‪ ،‬ويبسللت حلللوقكم مللن‬
‫العطللش ‪ ،‬فتعللاطوا اليللوم الكللأس فيمللا بينكللم ‪ ،‬وعللودوا فللي‬
‫نعيمكم ‪ ،‬فكلوا واشللربوا هنيئللا ا مريئللا ا بمللا أسلللفتم فللي اليللام‬
‫الخاليللة ‪ .‬فل يقللدر الخلئللق أن‪ 277‬يصللفوا سللرور قلللوبهم حيللن‬
‫سمعوا كلم مولهم يذكر أعمالهم شكرا ا منه لهم ‪ ،‬وغبطة منلله‬
‫لهم ‪ ،‬لما نللاداهم إلللى‪ 278‬معاطللاة الكللأس للمنادمللة بينهللم بعللد‬
‫معرفتهلللم فلللي اللللدنيا ] ‪ 279[ .....‬منادملللة أهلللل اللللدنيا عللللى‬
‫خمللورهم ‪ .‬فلللو رأيللت وجللوههم‪ 280‬وقللد أشللرقت بسللرور كلم‬
‫مولهم واغتباطه لما ذكرهم أعمللالهم الصللالحة مللن صلليامهم ‪،‬‬
‫وتركهم منادمة أهل الدنيا لمرضاته ‪ ،‬وما عوضهم من المنادمللة‬
‫في جواره ‪ ،‬وما أيقنوا به من سرورهم بمنادمتهم على الخمللر‬
‫والعسل واللبان ‪ ،‬فأعظم به من مجلس ‪ ،‬وأعظم به من جمع ‪،‬‬
‫وأعظم به من منادمين في جوار الرحمن الرحيم ‪.‬‬
‫فكن إلى ربك مشتاقا ا وإليه متحببللا ا ‪ ،‬ولمللا حللال بينللك وبينلله‬
‫قاطعللا ا وعنلله معرضللا ا ‪ ،‬وابتهللل فللي الطلللب إلللى الللله بفضللله‬
‫وإحسانه أن ل يقطع بك عنهم ‪.‬‬
‫وبالله التوفيق وإليه المصير ‪ ،‬والجنة مثوى المؤمنين ‪ ،‬وثواب‬
‫المتقين ‪ ،‬وسرور المحزونين ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالله العلللي‬
‫العظيم ‪.‬‬

‫تم كتاب ) التوهم ( بحمد الله ‪.‬‬


‫وصلى الله على محمد النبي وعلى آله أجمعين‬
‫‪281‬‬
‫اللهم وفق لمن كتبه و ‪........‬‬

‫زاده ) أ ( وقال ‪ :‬ناقص في الصل ‪.‬‬ ‫‪277‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في الصل عنده ] من [ ‪.‬‬ ‫‪278‬‬

‫قال ) أ ( ‪ :‬بياض في الصل ‪.‬‬ ‫‪279‬‬

‫هكذا صوب الكلمة ) أ ( ‪ ،‬وكانت في أصله ] وجوهم [ ‪.‬‬ ‫‪280‬‬

‫هكذا في النسخة المطبوعة من ) التوهم ( ‪.‬‬ ‫‪281‬‬

‫تم التحقيق والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬


‫‪63‬‬

You might also like