Professional Documents
Culture Documents
1
بسم ال الرحمن الرحيم
2
ثم انظر إلى ما جاء عن النبي rمن طريق صحيح .
ثم إنه ومن قبيل ﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾ ، 6فإننا
قد وجدنا لقوم ذكر وخوفا من الله ،وكلمللات فللي التللذكير قللد
وافقت ما أنزل الله ،فكانت هذه الكلمات رسللالة لنللا تللبين لنللا
م بكوا من خشلليت الللله . كيف خشع هؤلء لله الواحد القهار ؟ ل ل م
كما كانت رسالة لنا تقول :
هل هم أولى بالله منا ؟
هل نحن مستغنون عن الله ،وهم إليه فقراء ؟
تقول لنا :أن ما فعلوه كان في وسع طاقتهم ،فما ينبغي أن
م ي يعللرض النسللان عللن نفعله ل وهو الخشية للل فللي وسللعنا ،فل للل م
التذكرة والنابة ؟ !!
وإن من الكتب الللتي أحللدثت عنللدي ذكللرى وأحسسللت فللي
قراءته بموعظة بليغة ،كتاب أحسست في قراءته :
كأنني في الجنة وفي نعيمها ل والجنة أعظم نعيما ا مللن ذلللك للل ،
فازددت لها شوقا ا ،وازداد يقيني بأن ما عند الله خير ممللا ذكللر
صاحب الكتاب ،فكيف بما عند الله ؟!!
ثم وجدت الكتاب نقلني إلى النار وما فيها من عذاب ،فكأني
أراها وكأني بداخلها ل أسللأل الللله لللي ولكللم السلللمة للل فلازداد
يقيني بأنني ل طاقة لي بها ،وأنها كمللا جللاء فللي الحللديث" : 7
قال :فمم يتعوذون ؟ قال :يقولون :من النار .قال :يقللول :
وهل رأوها ؟ قال :يقولون :ل والله يا رب مللا رأوهللا ؟ قللال :
يقول :فكيف لو رأوها ؟ قال :يقولون :لللو رأوهللا كللانوا أشللد
6المطففين . 26/
وقد أخرج البخاري ح 6407فقال :حدثنا قتيبة بن سعيد حللدثنا جريللر عللن 7
العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله " : rإن لله ملئكة
يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما ا يذكرون الله تنللادوا
هلمللوا إلللى حللاجتكم قللال :فيحفللونهم بللأجنحتهم إلللى السللماء الللدنيا قللال :
فيسألهم ربهم وهو أعلم :منهم ما يقللول عبللادي .قللال :تقللول :يسللبحونك
ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك .قال :فيقول :هل رأوني ؟ قال :فيقولون
:ل والله ما رأوك ؟ قلال :فيقلول :وكيلف ل و رأون ي ؟ قلال :يقول ون :ل و
رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا ا وأكثر لللك تسللبيحا ا .قللال :يقللول :
فما يسألونني ؟ قال :يسللألونك الجنللة .قللال :يقللول :وهللل رأوهللا ؟ قللال :
يقولون :ل والله يا رب ما رأوها .قال :يقول :فكيف لو أنهلم رأوهللا ؟ قلال
يقولون :لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ا وأشللد لهللا طلبللا ا وأعظللم فيهللا
رغبة .قال :فمم يتعوذون ؟ قال :يقولون مللن النللار ؟ قللال :يقللول :وهللل
رأوها ؟ قال :يقولون :ل والللله يللا رب مللا رأوهللا .قللال :يقللول :فكيللف لللو
رأوها ؟ قال :يقولون :لو رأوها كللانوا أشللد منهللا فللرارا ا وأشللد لهللا مخافللة .
قال :فيقول :فأشهدكم أني قد غفرت لهم .قال :يقول ملك من الملئكة :
فيهم فلن ليس منهم إنمللا جللاء لحاجللة .قللال :هللم الجلسللاء ل يشللقي بهللم
جليسهم .رواه شعبة عن العمش ولم يرفعه .
ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي . r
3
منها فرارا ا وأشللد لهللا مخافللة " .فللازداد قللراري بللالفرار منهللا
والبعد عنها وأسأل الله العون .
فلمللا وجللدت ذلللك أردت للقللارئ الكريللم أن يكللون معللي مللن
المقررين الرجوع إلى الله ,وأن نكون سويا ا من المعاهدين الله
الثبات على أمره ،وأن نكون من الفايرين بكل قوتنا من النار .
وكان هذا الكتاب وهو ) التوهم ( للحللارث المحاسللبي ،فعلقللت
عليه بعض التعليقات وخدمت ما به من الحللاديث ،ثللم أردت أن
أذكر الحاديث التي منها سللاق معلومللاته عللن الجنللة أو النللار أو
أمر الساعة ،فكل هذا غيب ل يستطيع أي عللالم أن يتكلللم فيلله
بالنظر أو بالفهم ،وإنما هللو غيللب موقللوفا ،فوجللدت أن ذلللك
سيطيل الكتاب ،فاكتفيت بما ذكرت علللى أن كللل مللا سلليقوله
عن الجنة ،فإنها أعظم مما قللال فقللد أخللرج البخللاري ح 3244
د له عن أبي هريرة رضي الله عنه قللال :قللال رسللول الللله بسن د
" : rقال الله تعالى :أعددت لعبادي الص الحين م ا ل عي ن رأت
ول أذن سمعت ول خطر علللى قلللب بشللر .فللاقرؤوا إن شللئتم
﴿ فل تعلللم نفللس مللا أخفللي لهللم مللن قللرة أعيللن ﴾ ، 8وأن مللا
سيقوله عن الساعة من تخويف فإن الله قال ﴿ والسللاعة أدهللى
وأمر ﴾ . 9
وما سيقوله عن النار ،فإن الله قال ﴿ ولعذاب الخرة أكبر لللو
يعلمون ﴾ ، 10وهكذا ... كانوا
وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزانللي يللوم لقللائه ،وأن يتجللاوز
بذلك عن سيئات أعمالي ،وأن يتقبل مني .فما كان من صواب
ي ،ومللا كللان مللن خطللأ د فمللن نفسللي ومللن فمن فضل الله عللل ي
الشيطان ,وأسأل الللله السلللمة وحسللن التوفيللق ﴿ إن أريللد إل
الصلح ما استطعت وما تللوفيقي إل بللالله عليلله تللوكلت وإليلله
أنيب ﴾. 11
كما أسأل ربي العظيم أن يوحد كلمة المسلمين دائمللا ا ،وأن
يصرفا عنهم عدوهم ،وأن يجمع شللتات المسلللمين تحللت رايللة
م في قلوبهم أمللر عظ ي م
واحدة ،وأن يصرفا عنهم التمزق ،وأن ي ع
ربهللم وشللعائره ،وأن يعللود المللتردد فللي الخطللأ إلللى عظيللم
اللتزام ،وإلى كريم الخلق .آمين .
هذا ولم يسعفني الوقت والجهد على مقابلة هذا الكتاب على
مخطوطة ،فاعتمدت على نسخة مطبوعللة لللدار الللتراث طبعللت
سنة 1399هل ،فما صححه اعتمدته ،وبينت تصللحيحه أو وصللفه
4
لما وجده على هامش الصل عنده ،لنلله هللو الللذي اطلللع علللى
أصل الكتاب ،وقد أشرت إلى ذلك بالرمز ) أ ( .
هذا وقد رقمت الحاديث للتوضيح ،مع وضع * أمللام الروايللة
التي من قول الصحابي موقوفا ا غير أنها مللن الروايللات الللتي ل
تروى من قبيل الرأي بل هي من قبيل ما يرجح رفعه .ووضعت
** أمام الرواية التي هي من قول تابعي فأقل وهي مللن قللوله
لنها ليست من قبيل الرفع ،ول أستطيع أن أقللول أنهللا يرجللح
رفعهللا لن بعللد الصللدر الول دخلللت روايللات عللن أهللل الكتللاب
فللاختلط المللر .وراجللع إن تيسللر لللك مقدمللة كتابنللا ) مختصللر
المصنف لعبد الرزاق ( أو ) مختصر مصنف ابن أبي شيبة ( .
وكتب
المستعصم بال أبو هريرة
مصطفى بن علي بن عوض جعفر
5
كلمة عن المؤلف
6
بسم الله الرحمن الرحيم
7
فبينا أنت في كربك وغمومك وألم الموت بسكراته وشلدة
حزنك لرتقابك إحدى البشريين من ربك ،إذ نظرتم إلى صللفحة
داوجه ملك الموت بأحسن الصورة أو بأقبحها ،ونظرتم إليلله مللا د
تمللا عللاين ميده إلى فيك ليخرج روحك من بدنك ،فذلتع نفسللك ل ي
ت وجه ملك الموت ،وتعلللق قلبللك بمللاذا يفجللأك مللن ذلك وعاين م
16
البشرى منه ،إذا سللمعت صللوته بنغمتلله :أبشللر يللا ولللي الللله
برضللا الللله وثللوابه ،أو أبشللر يللا عللدو الللله بغضللبه وعقللابه ،
فتستيقن حينئللذ بنجاتللك وفللوزك ،ويسللتقر الملر فلي قلبللك ،
يعني بها على مل من الملئكة إل قالوا :مللا هللذا الللروح الطيللب ؟ فيقولللون :
فلن بن فلن بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ،حللتى ينتهللوا
بها إلى السماء الدنيا فيسللتفتحون للله فيفتللح لهللم ،فيشلليعه مللن كللل سللماء
مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بلله إلللى السللماء السللابعة فيقللول
الله عز وجل )) :اكتبوا كتاب عبللدي فللي علييللن ،وأعيللدوه إلللى الرض فللإني
منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى (( .قللال :فتعللاد روحلله
في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له )) :من ربك (( ؟ فيقللول :ربللي
الله .فيقولن له )) :ما دينك (( ؟ فيقول :ديني السلم .فيقللولن للله )) :مللا
هذا الرجل الذي بعث فيكللم (( ؟ فيقللول :هللو رسللول الللله . rفيق ولن ل ه :
)) وما علمك (( ؟ فيقول :قرأت كتاب الله فللآمنت بلله وصللدقت .فينللادي منللاد
في السماء )) :أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا
له باب ا ا إلى الجنة .قال :فيأتيه من روحها وطيبهللا ويفسللح للله فللي قللبره مللد
بصره .قال :ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول :أبشر
بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد ؟ فيقول له :من أنللت فوجهللك الللوجه
يجيء بالخير ؟ فيقول :أنللا عملللك الصللالح .فيقللول :رب أقللم السللاعة حللتى
أرجع إلى أهلي ومالي .
قال " :وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبللال ملن الخلرة
نزل إليه من السماء ملئكة سللود الوجللوه معهللم المسللوح فيجلسللون منلله مللد
البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول )) :يللا أيتهللا النفللس
الخبيثللة اخرجللي إلللى سللخط مللن الللله وغضللب .قللال :فتفللرق فللي جسللده
فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوفا المبلللول ،فيأخللذها .فللإذا أخللذها لللم
يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منهللا كللأنتن
ريح جيفة وجدت على وجه الرض .فيصعدون بها فل يمرون بها على مل مللن
الملئكة إل قالوا :مللا هللذا اللروح الخللبيث ؟ فيقولللون :فلن بللن فلن بأقبلح
أسمائه التي كان يسللمى بهللا فللي الللدنيا حللتى ينتهللي بلله إلللى السللماء الللدنيا
فيستفتح له فل يفتح له ،ثم قرأ رسول الله ﴿ rل تفتح لهم أبواب الس ماء ول
يدخلون الجنة حتى يلللج الجمللل فللي سللم الخيللاط ﴾ ،فيقللول الللله عللز وجللل :
)) اكتبوا كتابه في سجين في الرض السفلى (( .فتطرح روحه طرحللا ا ثللم قللرأ
﴿ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في
مكان سحيق ﴾ فتعاد روحه في جسده ويللأتيه ملكللان فيجلسللانه فيقللولن للله :
)) من ربك (( ؟ فيقول :هاه هاه ل أدري .فيقولن له )) :ما دينك (( ؟ فيقول :
هاه هاه ل أدري .فيقولن له )) :ما هذا الرجل الذي بعللث فيكللم (( ؟ فيقللول :
هاه هاه ل أدري .فينللادى منللاد مللن السللماء أن كللذب فافرشللوا للله مللن النللار
وافتحوا له بابا ا إلى النار فيأتيه من حرها وسللمومها ويضلليق عليلله قللبره حللتى
تختلف فيه أضلعه ،ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقللول :
أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الللذي كنللت توعللد .فيقللول :مللن أنللت فوجهللك
الوجه يجيء بالشر ؟ فيقول :أنا عملك الخبيث .فيقول :رب ل تقم الساعة .
8
فتطمئن إلى 17الله نفسك ،أو تستيقن بعطبك وهلكك ،ويحل
الياس قلبك ،وينقطع من الله عز وجل رجاؤك وأملك ،فيلللزم
م والحزن أو الفرح والسرور قلمبك ،حين انقضت حينئذ غاية اله ر
من الللدنيا مللدتك ،وانقطللع منهللا أثللريك ،وحيملللتم إلللى دار مللن
سلف من المم قبلك .
ملئ حزنا افتوهم نفسك حين استطار قلبك فرحا ا وسرورا ا ،أو ي
عبرة ،بفترة القبر وهول مطلعه ،وروعة الملكين وسؤالهما و م
فيه عن إيمانك بربك ،فمثبت من الله جل ثناؤه بالقول الثللابت
ك مخذول . أو متحرير شا ك
فتللوهم أصللواتهما حيللن يناديانللك لتجلللس لسللؤالهما إيللاك
ليوقفاك على مسائلتهما ،فتللوهم جلسللتك فللي ضلليق لحللدك ،
وقد سقطت أكفانك على حقويك ، 18والقطنة مللن عينيللك عنللد
قدميك .19
والحللديث صللحيح ،فللله طللرق فقللد أخرجلله أبللو داود ) ،4/239لل (240ح ،4753
، 4754وأحمد ) ، (295 ،288 ،4/287والحاكم في مستدركه ) (1/93ح ) ، 107
(1/95ح ،109لل (1/97) ، 110ح ،113لل (1/208) ، 114ح ، 414وأبللو داود
الطيالسي ص 102ح ، 753والطبراني في الحاديث الطللوال ص 238ح ، 25
كما أخرجه مختصرا ا أبو داود ح ، 3212والنسائي في المجتللبى ) ، (4/78وفللي
الكبرى ح ، 2128وابن ماجة ح ، 1549وأحمد ) ، (4/297وانظر تحقيقنا لكتاب
)) الثبات عند الممات (( لبن الجوزي طبعة )) دار الجيل (( ص . 143
16وأخرج المام أحمد في مسنده ) (2/364حدثنا ] حسين [ بللن محمللد حللدثنا
ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبللي هريللرة
عن النبي rأنه قال " :إن المي ت تحض ره الملئك ة ف إذا ك ان الرج ل الص الح
قالوا )) :اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجللي حميللدة
وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان (( .قال " :فل يزال يقللال ذلللك حللتى
تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال :من هذا ؟ فيقال :فلن .
فيقولون :مرحبا ا بالنفس الطيبللة كللانت فللي الجسللد الطيللب ،ادخلللي حميللدة
وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان .قال :فل يزال يقال لها حتى ينتهي
بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل .
وإذا كان الرجل السوء قالوا :اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد
الخبيث اخرجي ذميمللة وأبشللري بحميللم وغسللاق وآخللر مللن شلكله أزواج .فل
يزال حتى يخرج ثم يعرج بها إلللى السللماء فيسللتفتح لهللا فيقللال :مللن هللذا ؟
فيقال :فلن .فيقال :ل مرحبا ا بالنفس الخبيثة كللانت فللي الجسللد الخللبيث ،
ارجعي ذميمة فإنه ل يفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلللى
القبر .
وإسناده صحيح ،فرجاله كلهم ثقلات رجلال الكتلب السللتة .ولفلظ ] حسللين [
تحرفا في المسند إلى ] حسن [ ،والصواب حسين وهو حسين بللن محمللد بللن
بهرام .
والحديث أخرجه أيضا ا ابن ماجة ح ، 4262والنسائي في الكبرى ح . 11442
17قال ) أ ( :ناقص من الصل .
حقو وهو موضع شد المزار . 18ال م
﴿ 19يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة ويضللل
الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ﴾ .سورة إبراهيم . 27 /
9
فتللوهم ذلللك ثللم شخوصللك ببصللرك إلللى صللورتهما وعظللم
أجسامهما ،فللإن رأيتمهمللا بحسللن الصللورة أيقللن قلبللك بللالفوز
والنجاة ،وإن رأيتمهما بقبح الصورة أيقن قلبك بالهلك والعطب
.
فتوهم أصواتهما وكلمهما بنغماتهما وسؤالهما ،ثم هو تثبيت
الله إياك إن ثيبتك ،أو تحييره 20إن خذلك .
فتوهم جوابك باليقين أو بالتحي رر أو بالتلديد 21والشك ،وتوهم
إقبالهمللا عليللك إن ثبتللك الللله عللز وجللل بالسللرور وضللربهما
بأرجلهما جوانب قبرك بللانفراج القللبر عللن النللار بضللعفك .ثللم
توهم النللار وهللي تتأجللج 22بحريقهللا ،وإقبالهللا عليللك بللالقول ،
وأنت تنظر إلى ما صرفا الله عنك فيللزداد لللذلك قلبللك سللرورا ا
وفرحا ا ،وتوقن بسلمتك من النار بضعفك .
ثم توهم ضربهما بأرجلهما جوانب قبرك ، 23وانفراجه عن الجنة
بزينتها ونعيمها وقولهما لك :يا عبد الله ،انظر إلى ما أعدي الله
لك ،فهذا منزلك وهذا مصيرك . 24
فتوهم سرور قلبك وفرحك بما عاينت من نعيم الجنان وبهجة
ملكها ،وعلمك أنللك صللائر إلللى مللا عللاينت مللن نعيمهللا وحسللن
بهجتها .
وإن تكن الخرى فتوهم خلفا ذلك كله من النتهار لك ،ومن
معاينتك الجنة وقولهمللا لللك : 25انظللر إلللى مللا حرمللك الللله عللز
د الللله لللك ،
وجل ،ومعاينتك النار وقولهما لك :انظر إلى ما أع ي
10
فهذا منزلك ومصيرك .26فأعظم بهذا خطرا ا ،وأعظم بلله عليللك
ما وحزنا ا ،حتى تعلم أي الحالتين في القبر حالللك ، في الدنيا غ د
ثللم الفنللاء والبلء بعللد ذلللك ،حللتى تنقطللع الوصللال ،فتفنللى
عظامك ،ويبلى 27بدنك ،ول يبلى الحزن أو الفرح مللن روحللك ،
متطلعا ا للقيام عند النشور إلى غضب الله عز وجل وعقللابه ،أو
إلى رضا الله عز وجل وثللوابه ،وأنللت مللع توقللع ذلللك معروضللة
روحك على منزلك من الجنة أو مأواك مللن النللار ،فيللا حسللرات
روحك وغمومها ،ويا غبطتها وسرورها .
أخرج ابن ماجة ) (2/1426ح 4268حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنللا شللبابة 26
عن ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء علن سلعيد بلن يسللار علن أبلي
هريرة عن النبي rقال " :إن الميت يصير إلى القبر ،فيجلس الرج ل الص الح
في قبره غير فزع ول مشعوفا ثم يقال له :فيللم كنللت ؟ فيقللول :كنللت فللي
السلم .فيقللال للله :مللا هللذا الرجللل ؟ فيقللول :محمللد رسللول الللله rجاءن ا
بالبينات من عند الله فصدقناه فيقال له :هل رأيت الله ؟ فيقول :مللا ينبغللي
لحد أن يرى الله .فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ا ،
فيقال له :انظر إلى ما وقاك الله .ثم يفرج له قبل الجنة فينظر إلى زهرتها
وما فيها فيقال له :هذا مقعدك .ويقال للله :علللى اليقيللن كنللت وعليلله مللت
وعليه تبعث إن شاء الله .
ويجلس الرجل السللوء فللي قللبره فزعللا ا مشللعوفا ا فيقللال للله :فيللم كنللت .
فيقول :ل أدري .فيقال له :ما هذا الرجل ؟ فيقول :سمعت الناس يقولللون
قو ل ا فقلته .فيفرج له قبل الجنة فينظر إلى زهرتها ومللا فيهللا ،فيقللال للله :
انظر إلى ما صرفا الله عنك ،ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطللم
بعضها بعضا ا فيقال له :هذا مقعدك على الشك كنت وعليلله مللت وعليلله تبعللث
إن شاء الله تعالى .
إسناده صحيح فرجاله كلهم ثقات رجال الكتب الستة ،غير أبي بكللر فلللم يللرو
عنه الترمذي ،وهو من شيوخ البخاري ومسلم .وغير أن شبابة وهو ابن سوار
قد نعته ابن حجر في التقريب بقوله :ثقة حافظ كللان رمللي بالرجللاء .وقللال
ابن معين :ثقة .وفي موضع آخر قللال :صللدوق .وقللد تركلله للرجللاء أحمللد ،
وقال أبو حاتم )) :ل يحتج به (( .وقد تكلموا في بعللض أحللاديث للله عللن شللعبة
فقال ابن المديني :كان شيخا ا صللدوقا ا إل أنله كلان يقلول بالرجللاء ،ول ينكللر
لرجل سمع من رجل ألفا ا أو ألفين أن يجيء بحديث غريب .
هذا وقد تابعه يزيد بن هارون عند أحمد ). (6/139
فقد أخرجه أحمد ) (6/139فقال :ثنا يزيد بن هارون قال أنا ابن أبي ذئب عن
محمللد بللن عمللرو بللن عطللاء عللن ذكللوان عللن عائشللة قللالت :جللاءت يهوديللة
فاستطعمت على بابي فقالت :أطعموني أعاذكم الله من فتنللة الللدجال ومللن
فتنة عذاب القبر .قالت :فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله ، rفقلت :ي ا
رسول الله ما تقول هذه اليهودية ؟ قال :وما تقول ؟ قلت :تقللول :أعللاذكم
الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر .قالت عائشة :فقام رسول الله r
فرفع يديه مد ا ا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ،ثم قال :
" أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إل قد حذر أمتلله وسللأحذركموه تحللذيرا ا لللم
يحذره نبي أمته ،إنه أعور والله عز وجل ليس بأعور ،مكتوب بين عينيه كللافر
يقرأه كل مؤمن ،فأما فتنللة القللبر فللبي تفتنللون وعنللي تسللألون ،فللإذا كللان
الرجل الصالح اجلس في قبر غير فزع ول مشعوفا ثم يقال للله :فيللم كنللت ؟
فيقول :في السلم .فيقللال :مللا هللذا الرجللل الللذي كللان فيكللم ؟ فيقللول :
محمد رسول الله rجاءنا بالبينات من عند الله عز وجل فص دقناه .فيف رج ل ه
11
حتى إذا تكاملت عدة الموتى ،وخلللت مللن سللكانها الرض
س ي يسللمع ،ول والسماء ،فصاروا خامدين بعد حركاتهم ،فل حلل ي
شخص ييرى ، 28وقد بقي الجبار العلى 29كما لم يزل أزليا ا واحدا ا
منفردا ا بعظمته وجلله ،ثللم لللم يفجلأ روحلك إل بنللداء المنلادي
لكل الخلئق معك للعرض على الله عز وجل بالذل والصغار منك
ومنهم . 30
فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضلها بعضلا ا ،فيقلال لله :انظلر إل ى ملا
وقاك الله عز وجل .ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيهللا
فيقال له :هذا مقعدك منها .ويقللال :علللى اليقيللن كنللت وعليلله مللت وعليلله
تبعث إن شاء الله .
ا ا
وإذا كان الرجل السوء اجلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له :فيم كنت ؟
فيقول :ل أدري .فيقال :ما هذا الرجل الذي كلان فيكللم ؟ فيقلول :سلمعت
الناس يقولون قول ا فقلت كما قالوا .فتفرج له فرجة قبل الجنة فينظللر إلللى
زهرتها وما فيها ،فيقال له :انظر إلى ما صرفا الله عز وجل عنلك ثلم يفلرج
له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضللها بعضللا ا ويقللال للله :هللذا مقعللدك
منها كنت على الشك وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله .ثم يعذب .
قال محمد بن عمرو :فحدثني سعيد بن يسار عن أبللي هريللرة عللن النللبي r
قال " :إن الميت تحضره الملئكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا :اخرجي أيتها
النفس الطيبللة كللانت فللي الجسللد الطيللب ،واخرجللي حميللدة وأبشللري بللروح
وريحان ورب غير غضبان .فل يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلللى
السماء فيستفتح له فيقال :من هذا ؟ فيقال :فلن .فيقال :مرحبا ا بالنفس
الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري .ويقال بللروح وريحللان
ورب غير غضبان .فل يزال يقال لها ذلك حتى ينتهللي بهللا إلللى السللماء الللتي
فيها الله عز وجل .
فإذا كان الرجل السوء قالوا :اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد
الخبيث اخرجي منه ذميمة وأبشري بحميم وغساق ﴿ وآخر مللن شللكله أزواج ﴾ .
فما يزال يقال لها ذلك حتى تخللرج ثللم يعللرج بهللا إلللى السللماء فيسللتفتح لهللا
فيقال :من هذا ؟ فيقال :فلن .فيقال :ل مرحبا ا بالنفس الخبيثة كانت فللي
الجسد الخبيث أرجعي ذميمة ،فإنه ل يفتلح للك أبلواب السلماء .فترسلل ملن
السماء ثم تصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح فيقال له ويرد مثللل مللا فللي
حديث عائشة سواء .
وإسناد كل الحديثين صحيح ؛ فرجالهما كلهم ثقات رجال الكتب الستة .
هب بالقلب . فمزع حتى يذ م دة ال م
عف وهو هنا بمعنى ش ي ولفظ :مشعوفا من ال ي
ش م
27هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] ويبل [ .
28هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] يرا [ .
29هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] العل[ .
30قال تعالى ﴿ يومئذ يتبعون الداعي ل عوج له وخشعت الصوات للرحمن فل
تسمع إل همسا ا ﴾ طه .108/
وقوله ﴿ :وخشعت الصوات للرحمن ﴾ قال ابن عباس :سكنت .وقللال سللعيد
بن جبير عن ابن عباس :يعني وطء القدام .وقال علللي بللن أبللي طلحللة عللن
ابللن عبللاس ﴿ فل تسللمع إل همسللا ا ﴾ الصللوت الخفللي وهللو روايللة عللن عكرمللة
والضحاك وقال سعيد بن جبير ﴿ فل تسمع إل همسا ا ﴾ الحديث وسللره ،ووطللء
القدام .فقد جمع سعيد كل القولين .
12
هللمفتوهم كيللف وقللع الصللوت فللي مسللامعك وعقلللك ،وتف ي
بعقلك بأنك يتدعى 31إلى العرض علللى الملللك العلللى ، 32فطللار
فؤادك وشاب رأسك للنداء ،لنها صلليحة واحللدة بللالعرض علللى
ذي الجلل والكرام والعظمة والكبرياء .
فبينا أنت فزع للصوت إذ سمعت بانفراج الرض عن رأسك ،
فوثبت مغبرا ا من قرنللك إلللى قللدمك بغبللار قللبرك ،قائمللا ا علللى
قدميك ،شاخصا ا ببصرك نحو النداء ،وقد ثار الخلئق كلهم معك
ثورة واحدة وهم مغللبرون 33مللن غبللار الرض الللتي طللال فيهللا
بلؤهم.34
فتوهم ثورتهم بأجمعهم بالرعب والفزع منك ومنهم .فتوهم
عريللك ومللذلتك وانفللرادك بخوفللك وأحزانللك وغمومللك نفسللك ب ي
وهمومك في زحمة الخلئق ،عراة حفاة ،وهم صموت أجمعون
بالذلللة والمسللكنة والمخافللة والرهبللة ،فل تسللمع إل همللس
أقدامهم والصوت لمدة المنادي ،والخلئق مقبلون نحوه ،وأنت
ع 35بالخشلوع والذللة .حلتى إذا فيهم مقبلل نحلو الصلوت ،سلا د
وافيت الموقف ازدحمت المللم كلهللا مللن الجللن والنللس عللراة
ملك من مملوك الرض ولزمتهم الذلة والصغار حفاة ،قد نزع ال ي
،فهللم أذل أهللل الجمللع وأصللغرهم خلقللة وقللدرا ا بعللد عتللوهم
وتجربرهم على عباد الله عز وجل في أرضه .36
ذرى 38الجبللال منكسللة ثللم أقبلللت الوحللوش مللن الللبراري 37و ي
رؤوسها 39لذل يوم القيامة بعد توحشها وانفرادها من الخلئق ،
ذليلة ليوم النشور لغير بلية نابتهلا ول خطيلة أصلابتها .فتلوهم
إقبالها بذلها في اليوم العظيم ليوم العرض والنشور .وأقبلللت
السباع بعد ضراوتها وشهامتها ،منكسة رؤوسللها 40ذليلللة ليللوم
القيامللة حللتى وقفللت مللن وراء الخلئللق بالللذل والمسللكنة
والنكسار للملك الجبار .وأقبلت الشياطين بعد عتوها وتمردها
خاشعة لذل العرض على الله سبحانه ،فسللبحان الللذي جمعهللم
وة ،وهي أعلى سنام البعير ،ولذعروة كل شيء أعله . والذرمرى جمع لذعر م
38
13
بعد طول البلء ،واختلفا خلقهم وطبائعهم ،وتللوحش بعضللهم
من بعض ،قد أذلهم البعث وجمع بينهم النشور .
حتى إذا تكاملت عدة أهل الرض من إنسها وجنها وشياطينها
ووحوشها وسللباعها وأنعامهللا وهوامهللا ،واسللتووا جميعللا ا فللي
موقف العرض والحساب ،تناثرت 41نجوم السماء مللن فللوقهم ،
وطمسللت الشللمس والقمللر ،وأظلمللت الرض بخمللود سللراجها
وإطفاء نورها .فبينا أنت والخلئق على ذلك إذ صللارت السللماء
الدنيا من فوقهم ،فدارت بعظمها من فللوق رؤوسللهم 42وذلللك
بعينك تنظر إلى هول ذلك ،ثم انشقت بغلظهللا خمسللمائة عللام
فيا هول صوت انشقاقها فللي سللمعك ،ثللم تمزقللت وانفطللرت
بعظيم هول يوم القيامة ،والملئكللة قيللام علللى أرجائهللا وهللى
حافات ما يتشقق ويتفطر ،فما ظنك بهول تنشق فيلله السللماء
بعظمها ،فأذابها ربهللا حللتى صللارت كالفضللة المذابللة تخالطهللا
صفرة لفزع يوم القيامللة ،كمللا قللال الجليللل الكللبير ﴿ :فكللانت
وردةا كالدهان ﴾ 43و ﴿ يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبللال
كالعهن ﴾ .44
) قال المفسرون :إن المهل هي الفضللة المذابللة يخالطهللا
صللفرة ،وإن العهللن هللو الصللوفا المنفللوش .وقللوله ﴿ :وردة
كالدهان ﴾ كلون الفرس الورد ( .
فبينا ملئكة السماء الدنيا على حافتها إذ انحدروا محشورين
إللى الرض للعلرض والحسللاب ،وانحللدروا ملن حافتيهللا بعظلم
أجسامهم وأخطللارهم وعلللو أصللواتهم بتقللديس الملللك العلللى
الذي أنزلهم محشللورين إلللى الرض بالذلللة والمسللكنة للعللرض
عليه والسؤال بين يديه .
فتللوهم تحللدرهم 45مللن السللحاب بعظيللم أخطللارهم وكللبير
أجسامهم وهول أصواتهم وشدة فرقهم ،منكسين لذل العللرض
على الله عز وجل .
-1حدثني يحيى بللن غيلن السلللمي قللال :حللدثنا رشللدين بللن
سعد ] عن [ 46أبي السمح عن أبي قبيل عن عبد الله بللن عمللرو
قال ابن كثير في تفسيره ) : (4/476وقوله تعالى ﴿ وإذا النجوم انكللدرت ﴾ 41
أي انتثرت كما قال تعالى ﴿ وإذا الكواكب انتثرت ﴾ وأصل النكدار النصباب .
وفلللي القرطلللبي ) (19/244طبعلللة الشلللعب ﴿ :وإذا الكلللواكب انتلللثرت ﴾ أي
تساقطت .نثرت الشيء أنثره نثرا ا فانتثر ،والسم النثار .والنثار بالضم :مللا
تناثر من الشيء .
42هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] روسهم [ .
43الرحمن . 37 /
44المعارج . 9 ،8
45هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] يحذرهم [ .
46يبدو أن في هذا السناد سقط ،فللإن رشللدين ل يللروي مباشللرة عللن أبللي
السمح فبينهما عمرو بن الحارث مثل ا .
14
47
مل م ك م ا بي ن م واقي بن العاص عن النبي rأن ه ق ال " :لل ه م
عينيه إلى آخر 48شفره 49مسيرة مائة عام " .50
-2حدثني يحيى بن غيلن قال :حدثنا رشللدين بللن سللعد ] عللن
ابن عباس ابن ميمون اللخمي [ 51عن أبي قبيللل عللن عبللد الللله
بن عمرو بن العاص عن النبي rأنه قال " :لله عز وجل ملك ما
بين شفري عينيه مائة عام ". 52
فيا فزعك وقد فزع الخلئللق مخافللة أن يكونللوا أ يمللروا بهللم ،
ومسألتهم إياهم :أفيكللم ربنللا ؟ ففللزع الملئكللة مللن سللؤالهم
إجلل ا لمليكهم أن يكللون فيهللم ،فنللادوا بأصللواتهم تنزيهللاا لمللا
توهمه أهل الرض :سبحان ربنللا ليللس هللو بينللا ولكنلله آت مللن
بعلللد ،حلللتى أخلللذوا مصلللافهم محلللدقين بلللالخلئق منكسلللين
رؤوسهم 53لذل يومهم .
47مؤق العين وموقها ومؤقيها ومأقيها :مؤخرها ،وقيل مقدمها .وقال أبو
الهيثم :حرفا العين الذي يلي النف .
48هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] أحر [ .
فن العين الذي ينيبت عليه الشعر . ج ع
فر بالضم وقد يفتح حرفا م ش ع
49ال ر
50إسناده ضعيف جدا ا ،وذلك لشأن رشدين بن سعد ،فقد ضعفه البخاري وأبو
زرعة وأبو داود والدارقطني وابللن سللعد والفلس وابللن حجللر فللي التقريللب ،
وقال ابن معين :ل يكتب حديثه .وقال أيضا ا :ليس بشيء .وقال أبللو حللاتم :
منكر الحديث ،وفيه غفلة ،ويحدث بالمنللاكير عللن الثقللات ،ضللعيف الحللديث .
وقال النسائي :متروك الحديث .وقال في موضللع آخللر :ضللعيف الحللديث ،ل
يكتب حديثه .وقال الذهبي في الكاشف :كان صالحا ا عابدا ا محدثا ا سيئ الحفظ
.وقال ابن حبان :كان ممن يجيب في كل مللا يسللأل ،ويقللرأ كلمللا دفللع إليلله
سواء كان من حديثه أم من غيللر حللديثه فغلبللت المنللاكير فللي أخبللاره .وقللال
الميموني سمعت أبا عبد الله يقول :رشدين بن سعد ليس يبالي عن من روى
،لكنه رجل صالح .قال :فوثقه الهيثم بن خارجة وكان في المجلللس فتبسللم
أبو عبد الله ثم قال :ليس به بأس في أحاديث الرقاق .وقللال حللرب :سللألت
أحمد عنه فضعفه وقدم ابن لهيعة عليه .وقال البغوي :سئل أحمد عنه فقال
:أرجو أنه صالح الحديث .
وأبو السمح وهو دراج قال فيه أبو حاتم :ضعيف .وقال النسللائي :منكللر
الحديث .وفي قول آخر قال :ليس بالقوي .وقللال أحمللد :أحللاديثه منللاكير ،
ولينه .وقد وثقه ابن معين واعترض على ذلك فضلك ،وقلال أبلو داود وغيلره
حديثه مستقيم إل ما كان عن أبي الهيثم .وقللال فللي التقريللب :صللدوق فللي
حديثه عن أبي الهيثم ضعف .
ثم إن أبا قبيل وهو حيي بن هانئ قال فيه في التقريب :صدوق يهم .
هذا وقد ورد الحديث بلفظ )) :إن لللله ملكلا ا ملا بيلن شلفري عينيلله مسلليرة
خمسللمائة عللام (( فللي الحللاديث الللتي ل أصللل لهللا فللي الحيللاء ص ، 386
والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع ص 67ط الرشد ،وتذكرة الموضوعات
ص ، 13واللؤلؤ المرصوع ص ، 111والخبار بما فات من أحللاديث العتبللار ص
، 36والسرار المرفوعة ص . 94
51هكذا في النسخة التي بين يدي ويبدو أن في هذا اللفظ شيء .
52انظر الحديث السابق .
53هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] روسهم [ .
15
فتوهمهم ،وقد تسربلوا بأجنحتهم ونكسللوا رؤوسللهم 54فللي
عظم خلقهم بالذل والمسكنة والخشوع لربهم ،ثللم كللل شلليء
علللى ذلللك ،وكللذلك إلللى السللماء السللابعة ،كللل أهللل سللماء
مضعفين بالعدد ،وعظم الجسللام ،وكللل أهللل سللماء محللدقين
بالخلئق صفا ا واحدا ا .
حتى إذا وافى 55الموقللف أهللل السللموات السللبع والرضللين
56
السبع كسيت الشمس حر عشللر سللنين ،وأدنيللت مللن رؤوس
الخلئق قاب قوس أو قوسين ،ول ظل لحد إل ظل عللرش رب
العالمين ،فمن بين مستظل بظل العللرش ،وبيللن مضللحو بحللر
الشمس ،قد صهرته بحرها ،واشتد كربه وقلقه من 57وهجهللا ،
ضللها بعضللا ا ،وتضللايقت
ثم ازدحمت المللم وتللدافعتع ،فللدفع بع ي
فاختلفت القدام ،وانقطعت العناق من العطش ،واجتمع حللر
الشللمس ووهللج أنفللاس الخلئللق وتزاحللم أجسللامهم ،ففللاض
العللرق منهللم سللائل ا حللتى اسللتنقع علللى وجلله الرض ثللم علللى
البدان على قدر مراتبهم ومنازلهم عند الله عز وجل بالسللعادة
والشللقاء ،حللتى إذا بلللغ مللن بعضللهم العللرق كعللبيه ،وبعضللهم
قوعيه ، 58وبعضهم إلى شحمة أذنيه ،ومنهللم مللن قللد 59كللاد أن ح ع
ل
يغيب في عرقه ،ومن قد توسط العرق من دون ذلك منه .
54كسابقه .
في الصل عنده ] وافا [ . 55هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت
في الصل عنده ] روس [ . 56هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت
في الصل عنده ] فوق [ . 57هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت
مي بله الزار
سلل م
حقلاء ،ثلم ي ق وأ ع
حل د
وجمعلله أ ع قللد الزار
ع ل
م ع ح ع
قو م 58الصل في ال م
للمجاورة .
59قال ) أ ( :في الهامش .
16
-3عن ] سعيد بن عمير [ 60قال :جلسللت إلللى ابللن عمللر وأبللي
سعيد الخدري ،وذلك يوم الجمعللة ،فقللال أحللدهما لصللاحبه ] :
إني سمعت رسول الله rيقول " :أين يبلغ [ 61العرق مللن ابللن
آدم يوم القيامة ؟ فقال أحدهم :شللحمة أذنيلله ،وقللال الخللر :
يلجمه ، 62فقال ابن عمللر :هكللذا ،وخللط مللن فيلله إلللى شللحمة
أذنيه ،فقال :ما أرى ذلك إل سواء. 64(63
-*4عن خيثمة عن عبد الله قال ) :الرض كلها نار يوم القيامة
،والجنة من ورائها يرون كواعبها وأكوابها ،والللذي نفللس عبللد
60كذا في التراجم ،أما في المطبوع من )التوهم ( قال ] عميللر بللن سللعيد [
وهو خطأ .
ا
هذا .وسعيد بن عمير اختلف في ترجمته ،فمنهللم مللن جعللله واحللدا ،ومنهللم
من جعله غير ذلك ،و إليك بعض البيان :
ابن حبان ذكر في ثقاته أربع تراجم لمن اسمه سعيد بن عمير :
ترجمة رقم ) (2939قال :سعيد بن عمير الحارثي النصاري ،من أهل المدينة
يروي عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري ،روى عنه جعفر بللن عبللد الللله للل وهللو
والد عبد الحميد ل . ....وذكر في ترجمته حديثنا هذا .
ترجمة ) (2940سعيد بن عمير بن عبيد النصاري يروى عن أبى برزة السلمي
روى عنه وائل بن داود الثوري أحسبه الول .
ترجمة ) (2942سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار يروى عن عملله أبللى بللردة بللن
نيار روى عنه سعيد بن سعيد الثعلبي .
ترجمة ) (8138سعيد بن عمير يروى عن نللافع عللن ابللن عمللر فللي عللرق يللوم
القيامة روى عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عنه .
وهذه الترجمة الخيرة تجاهلها أصحاب الكتللب فلللم يللذكروها ،بللل لللم يللذكروا
هذه الثلث تراجم بل دمج البخاري هذه الثلث إلللى ترجمللتين ،فجعللل الولللى
مستقلة ،وهي ترجمة الذي يروي عن ابن عمر وأبي سعيد ،ويروي عنه عمرو
بن عبيد الله .
وقال في الثانية :سعيد بن عمير النصاري روى عنه وائل بن داود .قللال أبللو
أسامة عن سعيد بن سعيد سمع سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار النصاري عن
ي ص ادقا ا م ن عمه أبي بردة قال النبي " : rما م ن عب د م ن أم تي ص لى عل ي
نفسه إل صلى الله عليه وسلم الله عليه عشرا ا " .روى عنه وائل بن داود عن
النبي rأطيب الكسب عمل الرجل بيده .وأسنده بعضهم وهو خطأ .
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب :وقال الفسوي سعيد بن عمير الللذي روى
عنه وائل بن داود هو ابن أخي البراء بن عازب فكأنهما عنده واحد ل يعني بيللن
الذي يروي عنه وائل ،وبين الذي يروي عنه سعيد بن سللعيد للل .ثللم قللال ابللن
حجر :وهلو الشلبه .واللله أعللم .ومعنللى ذللك أن ابلن حجلر رجلح مللا جعللله
البخاري واحدا ا .
وقد جعل الثلثة ترجمة واحدة المزي في تهذيب الكمال .وكذلك رجح السللتاذ
حسين سليم أسد في مسند أبي يعلى ) ، (10/73وأرجح ذلك بكون الذي يروي
عنه وائل بن داود من حلفاء بني حارثة ،وكذا نسبه ابن حجر في اللسان .
غير أن الذي يروي عن ابن عمر ذكروا أنه من أهللل المدينللة ،وقللال الفسللوي
في سعيد بن عمير :وهو ابن أخي البراء بن عازب ل بأس به كوفي .كما نقل
ذلك عنه الستاذ /حسين أسد عن كتاب الفسوي المسمى بل المعرفة والتاريخ
.
كذا في المطبوع من التوهم ،أما في مسند أحمد ) (3/90فقللال ] :إنللي 61
سمعت رسول الله rيذكر أنه يبلغ [ ،وأم ا ف ي المس تدرك ح 8797فقللال :
17
الله بيده إن الرجل ليفيض عرقا ا حتى يسيح في الرض قللامته ،
سه الحساب ( .قال :فقللالوا : ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه ،وما م ي
م ذلك يا أبا عبللد الرحمللن ؟ قللال :فقللال :ممللا يللرى النللاسم ي
65
يلقون .
-5عن ابن عمر قال :قال رسول الللله " : rإن الرج ل ) وق ال
ي مرة :إن الكافر ( ليقوم يوم القيامة في بحر رمشمحه 66إلى عل ك
67
أنصافا أذنيه من طول القيام " .
-6عن عبد الله رفعه إلى النبي " : rإن الكافر ييلجم بعرقه يوم
القيامة من طول ذلك اليوم " ) .وقال علي :من طول القيام .
ب أرحني ولو إلى النار " . 68 قال جميعا ا " ( :حتى يقول :ر ر
] إني سمعت النبي rيذكر مبلغ [ ،وأما في مسند أبي يعلى ) (10/73فقللال :
] سمعت رسول الله rيقول " :يبلغ [ ،وفي الثقات لبن حبان ق ال ] :كي ف
سمعت النبي rيذكر أين يبلغ [ وعلى رواي ة اب ن حب ان يك ون تص حيح م ا ف ي
التوهم إلى ] أن مللى سللمعت رسللول الللله rيق ول أي ن [ فيك ون أح دهما يس أل
الخر .هذا وفللي بللاقي الروايللات اختلفا يسللير عللن هللذه الروايللة فللي بقيللة
الحديث .
62قال في النهاية :أي يصل إلى أفواههم فيصير له بمنزلللة الل رجللام يمنعهللم
عن الكلم يعني في المحشر يوم القيامة .
63وذلك ل يكون إل بأن ترفع الذقن لعلى ما يكون إعلؤها ،وتخفللض مللؤخرة
الرأس من الخلف بأن تلصق بأسفل العنللق بيللن المنكللبين ،وهللي حالللة الللذي
يحاول النجاء بنفسه من الغرق .نسأل الله السلمة .
64إسناده فيه سعيد بن عمير وثقة ابن حبان والهيثمي وأظنه تبعه في ذلك ،
وقال ابن حجر :مقبول ،وقد تقدم الكلم فيه ،وفيه عبللد الحميللد بللن جعفللر
وهو صدوق ربما وهم ،وهو من رجال مسلم والربعة ،وقد أخرج للله البخللاري
تعليقا ا .
والحديث أخرجه أحمد ) ، (3/90والحاكم في المسللتدرك ) (4/615ح ) ، 8705
(4/650ح ، 8797وأبللو يعلللى ) (10/73ح ، 5711وابللن حبللان فللي الثقللات )
، (4/287والهيثمي في مجمع الزوائد ) . (10/335
ويشهد له الحديث الذي سيأتي بعده برواية من حديث ابن عمر .
65أخرج هذا القول ابن كثير في تفسيره ) ، (2/545والطبري في التفسللير )
، (13/251والطبراني في الكبير ) (9/154روايللة ، 8771وهنللاد فللي الزهللد )
. (204 ،1/200
66بفتحتين أي عرقه ،قاله ابن حجر في الفتح .
67أخرجه البخاري بلفظ قريب ح 6531فقال بإسنادد له :عن ابن عمر رضي
الله تعالى عنهما عن النبي ﴿ rيوم يقوم الناس لرب العالمين ﴾ قال " :يقوم
أحدهم في رشحه إلى أنصافا أذنيه " .وبلفظ البخاري أخرجه مسلللم ح 2862
فهو متفق عليه .
ا
كم ا أخرج ه بنحلوه البخلاري ح ، 4938وقلد أخرجله أيضلا الترملذي ح ،2422
، 3336 ،3335وابن ماجة ح ، 4278وأحمد )، (126 ،125 ،64 ،19 ،2/13
والنسائي في السنن الكبرى ح ، 11657 ،11656وابن حبان ح ، 7332وعبد
بن حميد ح ، 763والطبري في التفسير ). (93 ،30/92
68أخرجه أبو يعلى ) (8/398ح ، 4983ومن روايته أخرجه ابن حبان ) (16/330
ح ، 7335والهيثمي في موارد الظمللأن ص 639ح 2582مللن طريللق بشللر بللن
الوليد قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبللي الحللوص عللن عبللد الللله عللن
18
وأنت ل محالة أحدهم .
فتوهم نفسك لكربك ،وقد علك العرق وأطبق عليك الغللم ،
وضاقت نفسك في صدرك من شللدة العللرق والفللزع والرعللب ،
والناس معك منتظرون 69لفصل القضاء إلى دار السعادة أو إلى
دار الشقاء .
حتى إذا بلغ المجهود منك ومن الخلئق منتهاه وطال وقوفهم
ل يكلمللون ول ينظللرون 70فللي أمللورهم ،فمللا ظنللك بوقللوفهم
ثلثمائة عام ل يللأكلون فيلله أكلللة ول يشللربون فيلله شللربة ،ول
النبي rقال " :إن الكافر ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول :أرحني ول و إل ى
النار " .
ومن طريق بشر بن الوليد وأبي بكر بن أبي شيبة أخرجه الطبراني في الكللبير
) (10/99ح ، 10083غير أنه قال )) :رب أرحني (( بدل ا من )) أرحني (( .
وإسناده ضعيف ،وذلك لشأن أبي إسحاق ،وهو السبيعي ،فهو ثقللة غيللر أنلله
يدلس وقد عنعن ،وعلة أخرى فيه وهي الختلط فقد اختلط بآخرة .والراوي
عنه وهو شريك روى عنه قديما ا قبل اختلطلله ،غيللر أن شللريكا ا هللو الخللر قللد
اختلط ،ورواية أبي بكر بللن أبللي شلليبة كللانت بعللد اختلط شللريك ،وذلللك لن
شريك اختلط بعد أن ولي القضاء أو قضاء الكوفة بالخص ،وكان ذلللك سللنة )
(158أو قبلها ،وسماع ابن أبي شيبة كان سللنة ) ، (173أمللا سللماع بشللر بللن
الوليد من شريك فقد قال الذهبي في شأن بشللر :ولللد فللي حللدود الخمسللين
ومائة .وذكر الخطيب وفاة بشر سنة ) (238وقال :وبلغ سبعا ا وتسعين سنة .
وعليه فتكلون ولدتله نحلو سللنة ) . (141فعللى القلول الول فيكلون لله نحلو
ثمانية أعوام عند اختلط شريك ،وعلى القول الثاني يكون له نحو سبعة عشر
سنة على الكثر عند اختلط شريك .
ا
وشريك ،قال عنه في التقريب :صدوق يخطئ كثيرا ،تغير حفظلله منللذ ولللي
القضاء بالكوفة .وقال في طبقات المدلسللين :كللان مللن الثبللات ولمللا ولللي
القضاء تغير حفظه .وقد ذكره في المرتبللة الثانيللة وهللو :مللن احتمللل الئمللة
تدليسه وأخرجوا له في الصللحيح لمللامته وقلللة تدليسلله فللي جللانب مللا روى .
وكان قديم السللماع مللن أبللى إسللحاق .وقللال ابللن حبللان فللي الثقللات :ولللي
القضاء بواسط سنة 150ثم ولي الكوفة بعد ،ومات بهلا .وقلال :وكلان فلي
آخر أمره يخطئ فيما روى تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين منه ليللس فيلله
تخليط وسماع المتأخرين منه بالكوفة فيه أوهللام كللثيرة .وقللال الللذهبي فللي
التذكرة :وحديثه من أقسام الحسن .
وقد جللاءت متابعللة لبللي إسللحاق أخرجهللا الطللبراني فللي الكللبير ) (10/107ح
10112فقد تابعه إبراهيم بن المهللاجر غيللر أن هللذا الطريللق للمتللابع ضللعيف
لشأن محمد بن إسحاق ،وهو صدوق يدلس .وقد عنعن .
وإبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي أخللرج للله مسلللم والربعللة ،ولعللل إخللراج
مسلم له في المتابعات .
قال الثوري وأحمد :ل بأس به .وقال العجلي :جائز الحديث .وقال ابن سعد
:ثقة .وقال الساجي :صدوق اختلفوا فيه .وقال أبو داود :صالح الحديث .
وقال يحيى القطان :لم يكن بقوي .قال يحيى بن معين :ضعيف .وقال ابن
عدي :حديثه يكتب في الضللعفاء .وقللال ابللن حبللان فللي الضللعفاء :هللو كللثير
الخطأ تستحب مجانبة ما انفرد من الروايللات ول يعجبنللي الحتجللاج بمللا وافللق
الثبات لكثرة ما يأتي من المقلوبللات .وقللال النسللائي فلي الكنلى والتمييللز :
ليس بالقوي .وقال في موضللع آخللر :ليللس بلله بللأس .وقللال الحللاكم :قلللت
للدارقطني :فإبراهيم بن مهاجر ؟ قال :ضعفوه تكلللم فيلله يحيللى بللن سللعيد
19
يلفح وجوههم روح ول طيللب نسلليم ،ول يسللتريحون مللن تعللب
قيامهم ونصب وقوفهم ،حتى بلغ الجهد منهم ما ل طاقة لهللم
به .
-**7عللن قتللادة أو كعللب ،قللال ﴿ :يللوم يقللوم النللاس لللرب
العالمين ﴾ 71قال ) :يقومون مقدار ثلثمائة عام ( .
-**8قال :سمعت الحسن يقول ) :ما ظنك بأقوام قللاموا لللله
عز وجل على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيهللا
ة ،حللتى إذا انقطعللت أعنللاقهم مللن أكلة ولم يشربوا فيها شرب ا
العطش ،واحترقت أجوافهم من الجوع ،انصرفا بهم إلى النار
سقوا من عين آنية قد آن 72حررها واشتد نفحها ، 73فلمللا بلللغ ،ف ي
المجهود منهم ما ل طاقة لهم به كلم بعضهم بعضللا ا فللي طلللب
من يكرم على موله أن يشللفع لهللم فللي الراحللة مللن مقللامهم
وموقفهم لينصرفوا إلللى الجنللة أو إلللى 74النللار مللن وقللوفهم ،
ففزعوا إلى آدم ونوح ومن بعده إبراهيم ،وموسى وعيسى من
بعد إبراهيم ،كلهم يقول لهم :إن ربي قد غضللب اليللوم غضللبا ا
لم يغضب قبله مثله ول يغضب بعللده مثللله ،فكلهللم يللذكر شللدة
غضب ربه علز وجلل وينلادي بالشلغل بنفسله فيقلول :نفسلي
وغيره .قلت :بحجة قال :بلى حدث بأحاديث ل يتابع عليها .وقد غمزه شعبة
أيض ا ا .وقال غيره عن الدارقطني :يعتبر به .وقللال يعقللوب بللن سللفيان :للله
شرفا وفي حديثه لين .وقال أبو حاتم :ليس بالقوي هو وحصين وعطللاء بللن
السائب قريب بعضهم من بعض ومحلهم عندنا محل الصدق يكتللب حللديثهم ول
يحتج به .قللال عبللد الرحمللن بللن أبللي حلاتم :قلللت لبللي :مللا معنللى ل يحتللج
بحديثهم ؟ قال :كانوا قوما ا ل يحفظون فيحللدثون بمللا ل يحفظلون فيغلطلون
ترى في أحاديثهم اضطرابا ا ما شئت .
هذا .وقد جاءت هذه الروايللة موقوفللة عنللد الطللبراني فللي الكللبير ) (9/155ح
8779بإسناد فيه إبراهيم الهجري ،وهو ابن مسلم .قال فيه البخاري :منكللر
الحديث .وقال ابن حجر في التقريب :لين الحديث ،رفللع موقوفللات .وقللال
ابللن معيللن :ليللس حللديثه بشلليء .وقللال أبللو حللاتم :ضللعيف الحللديث منكللر
الحديث .وضعفه أبو زرعة والترمذي والنسائي وابلن سلعد ،وقللال ابللن علدي
في :إنما أنكروا عليه كثرة روايتله عللن أبلي الحلوص علن عبللد اللله وعامتهلا
مستقيمة .
هذا وقد أورده اللباني في ضعيف الجامع ). (3/4295
69هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] منتظر [ .
70هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] ينظروا [ .
71المطففين . 6/
ضج ،ومنه ﴿ غير ناظرين إناه ﴾ ،وفي الطبري 72النا بكسر الهمزة والقصر الن ر ع
عن قتادة قوله ﴿ تسقى من عين آنية ﴾ يقول :قد أنى طبخهللا منللذ خلللق الللله
السموات والرض .وفيه عن الحسن قللال :أنللى طبخهللا منللذ يللوم خلللق الللله
الدنيا .
73قال في النهاية :نفح الريح هبوبها ،ونفح الطيب إذا فاح .قلللت :فكيللف
بنفح نار وقودها النار والحجارة ،نسأل الله الكريم لنا ولكم السلمة .
74قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش .
20
نفسي ،فيشتغل بنفسه عن الشفاعة لهم إلى ربهم لهتمللامه
بنفسه وخلصها ( .وكذلك يقول الله عز وجل ﴿ :يوم تأتي كللل
نفس تجادل عن نفسها ﴾. 75
فتوهم أصوات الخلئق وهللم ينللادون بللأجمعهم ،منفللرد كللل
واحد منهللم بنفسلله ينللادي ) :نفسللي نفسللي ( ،فل تسللمع إل
قول ) :نفسي نفسي ( .
فيا هول ذلك وأنت تنادي معهم بالشللغل بنفسللك والهتمللام
بخلصها من عذاب ربللك وعقللابه ،فمللا ظنللك بيللوم ينللادي فيلله
المصطفى آدم ، 76والخليل إبراهيم ،والكليم موسللى ،والللروح
والكلمة عيسى مع كرامتهللم علللى الللله عللز وجللل وعظللم قللدر
منازلهم عند الله عز وجل ،كل ينادي ):نفسي نفسللي( ،شللفقا ا
من شدة غضب ربه ،فأين أنللت منهللم فللي إشللفاقك فللي ذلللك
اليوم واشتغالك بحزنك وبخوفك ؟
77
حتى إذا أيس الخلئق من شفاعتهم لما رأوا من اشللتغالهم
بأنفسهم ،أتوا النبي محمللدا ا r 78فس ألوه الش فاعة إل ى ربه م
فأجابهم إليها ،ثم قام إلى ربه عز وجل واستأذن عليلله ،فللأذن
له ثم خر لربه عز وجل ساجدا ا ،ثم فتح عليه من محامده والثناء
عليه لما هو أهله ،وذلك كلله بسللمعك وأسللماع الخلئللق ،حللتى
أجابه ربه عز وجل إلى تعجيل عرضهم ،والنظر في أمورهم .
فبينما أنت مع الخلئق في هول القيامة وشدة كربها منتظرا ا
متوقعا ا لفصل القضللاء والحلللول فللي دار النعيللم أو الحللزن ،إذ
سطع نور العرش ،وأشللرقت الرض بنللور ربهللا ،وأيقللن قلبللك
بالجبار ،وقد أتى لعرضك عليله حلتى كلأنه ل يع رض عليله أحلد
سواك ،ول ينظر إل في أمرك .
79
ذكلر لنلا أن الرجلل ييلدعى يلوم -**9عن حميد بن هلل قال :ي
م إلللىالقيامللة إلللى الحسللاب فييقللال :يللا فلن ابللن فلن هللل ي
الحساب ،حتى يقول :ما يللراد أحللد غيللري ممللا يحضللر بلله مللن
الحساب .
ثم نادى :يا جبريل ائتني بالنار .80فتوهمها وقد أتى 81جبريل
فقللال لهللا :يللا جهنللم أجيللبي .فتللوهم اضللطرابها وارتعادهللا
بفرقها أن يكون الله عز وجل خلق خلقا ا يعللذبها بلله ،فتوهمهللا
75النحل . 111/
وآل عمران على العللالمين ﴾ .آل ﴿ 76إن الله اصطفى آدم ونوحا ا وآل إبراهيم
عمران 33/
عنده ] روا [ . 77هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل
78كذا أثبت ) أ ( من الهامش .
عنده ] يدعا [ . 79هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل
80يا حسرة على العباد إذا كان ذلك .
عنده ] أتا [ . 81هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل
21
حين اضطربت وفارت وثللارت ،ونظللرت إلللى الخلئللق مللن بعللد
مكانها ،فشهقت إليهم وزفرت نحوهم ،وجذبت خزانها متوث ربللة
ن خالف أمره وعصاه . م ععلى الخلئق غضبا ا لغضب ربها على م
فتوهم صوت زفيرها وشهيقها ،وترادفا قصبتها ،وقد امتل
منه سمعك ،وارتفع له فؤادك وطار فزعا ا ورعبا ا ،ففر الخلئللق
هربا ا من زفيرها على وجوههم ،وذلك يوم التنادي ،لما سمعوا
وا مدبرين ،وتساقطوا على ركبهم جثللاة حللول ي زفيرها ول ي عبدو ر
جهنم فأرسلوا الدموع من أعينهم .
فتوهم اجتماع أصوات بكاء الخلئق عنللد زفيرهللا وشللهيقها ،
ديق وينادي الظالمون بالويل والثبور ،وينادي كل مصطفى وص ر
ومنتخب وشهيد ومختار وجميع العوام ) :نفسي نفسي ( .
فتوهم أصوات الخلئق من النبياء فمن دون ،كل عبد منهللم
ينادي ) :نفسي نفسي ( ،وأنت قائلها ،فبينا أنت مع الخلئللق
في شدة الهوال ووجل القلوب إذ زفرت الثانية فيللزداد رعبللك
ورعبهم وخوفك وخوفهم ،ثم زفزت الثالثلة فتسلاقط الخلئلق
لوجوههم 82وتشخص بأبصارهم ينظرون من طرفا خاشع خفللي
خوفا ا أن تلفهم فتأخذهم بحريقها ،وانتصفتع عنللد ذلللك قلللوب
الظالمين فبلغت لدى 83الحناجر كاظمين ،فكظمللوا عليهللا وقللد
غصللت فللي حلللوقهم ،وطللارت اللبللاب ،وذهلللت العقللول مللن
السعداء والشللقياء أجمعيللن ،فل يبقللى رسللول ول عبللد صللالح
مختار إل ذهل لذلك عقله .
فأقبل الله عز وجل عند ذلك على رسله وهم أكللرم الخلئللق
ل والحجة على عليه وأقربهم إليه ،لنهم الدعاة إلى الله عيز وج ي
عباده ،وهم وأقرب الخلئق إلللى الللله عللز وجللل فللي الموقللف
دواما أرسلهم به إلى عباده ومللاذا ر م وأكرمهم عليه ،فيسألهم ع ي
84
عليهم من الجللواب فقللال لهللم ﴿ :مللاذا أجبتللم ﴾ فللردوا عليلله
الجواب عن عقول ذاهلة غير ذاكللرة فقللالوا ﴿ :ل علللم لنللا إنللك
أنت علم الغيوب ﴾ 85فأعظم به من هول تبالغ من رسل الله عز
وجل في قربهم منلله وكرامتهللم ،حللتى أذهللل عقللولهم ،فلللم
يعلموا بماذا أجابتهم أممهم .
-*10عن أبي الحسن الدمشقي قال :قلت لبي قرة السدي :
كيف صبر قلوبهم علللى أهللوال يللوم القيامللة ؟ قللال :إنهللم إذا
ة يقللوون عليهللا .قللال أبللو الحسللن :قلللت خلقللوا خلقلل ا يبعثللوا ي
لسحاق بن خلف :قول الللله عللز وجللل للرسللل ﴿ :مللاذا يأجلعبتيللم
د عليهللم فللي الللدنيا ؟ قالوا ل علم لنا ﴾ ،أليس قللد علمللوا مللا ير م
هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] لوجوهم [ . 82
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 83
22
ظم هول السؤال حين ييسألون 86طاشت عقللولهم ، ع م
قال :من ل
فلم يللدروا أي شلليء أجيبللوا فللي الللدنيا ،فهللم صللادقون حللتى
تجيلى 87عنهم بعد ،فعرفللوا مللا يأجيبللوا .قللال :فحللدثت بلله أبللا
سليمان فقال :صدق إسحاق ،هم في ساعتهم تلك صادقون ،
حتى تجيلى 88عنهم فعرفوا ما يأجيبوا ،فقللال أبللو سللليمان :إذا
ت الرجل يقول لصاحبه :بيني وبينك الصراط فاعلم أنه ل سمع م
89
يعرفا الصراط ،ولللو عرفلله مللا اشللتهى أن يتعلللق بأحللد ،فل
يتعلق أحد .
-**11عن مجاهد في قوله ﴿ يوم يجمللع الللله الرسللل فيقللول
ماذا أجبتم ﴾ 90قال :فيفزعون فيقولون ﴿ :ل علم لنا ﴾. 91
عن مجاهد في قول الله عز وجل ﴿ وترى كل أمة جاثيللة ﴾ 92أي
مستوفزين على الركب .
-12قال :سمعت عبد الله يقول :قال :رسول الله " : rك أني
أراكم جاثين بالكوم دون جهنم " .93
-13قال :سمعت عبد الله بن عمر يقول :قال رسول الله : r
" من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ ﴿ إذا الشمس كورت
﴾ .95 " 94
23
- ** 14وعللن عمللر بللن ذر قللال :مللن غللدا يلتمللس الخيللر وجللد
ي تحملون جمود أعينكللم وقسللوة قلللوبكم ؟ احملللوا الخير ،أعل ي
ي إن لم أسمعكم اليوم واعظا ا من كتاب الله عز وجل ، ي عل يالع ي
ثللم قللرأ ﴿ :إذا الشللمس كللورت * وإذا النجللوم انكللدرت * وإذا
97
الجبال سيرت ﴾ 96حتى إذا بلغ ﴿ :علمت نفس ما أحضللرت ﴾
ي يا عللرض ) أو قال :حتى ختمها ( ،قال :ثم قال :اسمعوا إل ي
الدنيا ،فأين أنت منهم في ذلك الموقف ؟ هللل تطمللع أن يبلللغ
بك الهول ما بلغ منهم ،بل أعظم مما بلللغ منهللم مللا ل يطيقلله
قلبك فل يقوم به بدنك ،فهذه عقولهم ذاهلة في ذلك الموقف
م بللن يوسللف عنللد الحللاكم فللي المسللتدرك ) وقد تابع إبراهيم بللن خالللد هشللا ي
(2/560ح . 3900
وجاء من طريق عبد الرزاق بن همام عن عبد الله بن بحير عن عبد الرحمن بن
يزيد الصنعاني قال سمعت ابن عمر يقول :قال رسول الله " : rمن س ره أن
ينظللر إلللى يللوم القيامللة كللأنه رأي عيللن فليقللرأ ﴿ إذا الشللمس كللورت ﴾ و﴿ إذا
السماء انفطرت ﴾ و﴿ إذا السماء انشقت ﴾ " .
وهذا لفظ الترمذي ) (5/433ح 3333وقال :حسن غريلب ،والحلاكم )(4/620
ح ، 8719وزاد أحمد :وأحسبه أنه قال :وسورة هود .أخرجه أحمللد )، (2/36
وبنحلوه أخرجله أحملد )،2/27لل 100وللم يلذكر فيله ﴿ إذا السلماء انشلقت ﴾ ( ،
والمنذري في الترغيب والترهيب ) ، (2/247وأبو نعيم فللي الحليللة )، (9/231
وابن حجر في الفتح ) (8/564وقال :حديث جيد .وقد صحح الحللديث اللبللاني
في صحيح الترمذي .
فكل هذه الطرق تأتي من طريق عبد الله بن بحير عن عبد الرحمن بن يزيد .
وإسناده جيد ،ففيه عبد الرحمن بن يزيد اليماني أبو محمد وثقلله ابللن حبللان ،
وقال ابن حجر في التقريب :صدوق .وقال الذهبي في الكاشف :وثق .وقد
نعته الراوي عنه بقوله :وكان من أهل صنعاء وكان أعلم بالحلل والحرام مللن
وهب يعني ابن منبه .
وعبد الله بن بحير وثقه ابن معين ،واضطرب فيه كلم ابللن حبللان ،كمللا قللال
ابن حجر ،فقد جعل ابن حبان )) عبد الله بن بحيللر بللن ريسللان (( ،غيللر )) عبللد
الله بن بحير أبو وائل القاص الصنعاني (( ووثق الول ،واتهللم الثللاني فقللال :
يروي العجائب التي كأنها معمولة ل يجوز الحتجاج بلله .وقللال ابللن حجللر فللي
التهذيب )) :قال الذهبي في التذهيب ل وقرأته بخطه ل :لم يفرق بينهمللا أحللد
قبل ابن حبان وهما واحد (( .وقال ابن المديني :سمعت هشام بللن يوسللف للل
وسئل عن عبد الله بللن بحيللر القللاص للل فقللال :كللان يتقللن مللا سللمع .وقللال
الذهبي في الكاشف :وثق ،وليس بذاك .
ت :فلم أجد دليل ا على التفريق بينهما . قل ي
هذا .وقد أخرج السماعيلي في معجم شيوخه ) (1/464فقللال :حللدثنا محمللد
بن عون حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا عبد العزيز بللن مسلللم عللن العمللش
عن أبي صالح عن ابن عباس قال :قال رسول الله " : rمن أراد أن ينظر إلى
يوم القيامة فليقرأ ﴿ إذا الشمس كورت ﴾ .
وإسللناده ضللعيف ،وذللك لشلأن محمللد بلن علون وهلو السليرافي ،قلال عنله
السماعيلي :وكان ينسب إلى التفسير ولم يكن في الحديث بذاك .وكذا ذكللر
في لسان الميزان .
96التكوير . 3 :1/
97التكوير . 14/
24
ل بك ،وأنللت الخللاطئ العاصللي المتمللادي ،فكيف بعقلك وما ح ي
فيما يكره ربك عز وجل ؟
فتوهم نفسك لذلك الخوفا والفزع والرعب والغربة والتحيللر
إذا تبرأ منك الولد والوالللد والخ والصللاحب والعشللائر ،وفللررت
أنت 98منهم أجمعين ،فكيف خذلتهم وخذلوك ،ولول عظم هول
ذلك اليوم ما كان من الكرم والحفللاظ أن تفللير مللن أمللك وأبيللك
وصاحبتك وبنيك وأخيك ،ولكن عظم الخطر ،واشتد الهللول فل
تلم على فللرارك منهللم ،ول يلمللون ، 99ولللم تخصللهم بللالفرار
دون القرباء لبغضللك إيللاهم ،وكيللف تبغضللهم 100أو يبغضللونك ،
وكيف خصصتهم بالفرار منهم ،أتبغضهم 101وإنهللم لهللم الللذين
كللانوا فللي الللدنيا مؤانسلليك وقللرة عينللك وراحللة قلبللك ،ولكللن
ة فيتعلللق بللك حللتى خشلليتم أن يكللون لحللد عنللدك منهللم ت ملبعلل ل
ل ،ثم لعله أن يحكللم للله عليللك فيأخللذ يخاصمك عند ربك عيز وج ي
103
به من حسناتك فيفرقك منها فتصير منك ما ترجو 102أن تنجو
بذلك إلى النار .
فبينما أنت في ذلك إذا ارتفعت عنق من النار فنطقت بلسان
ت بأخذهم من الخلئللق بغيللر حسللاب ،ثللم أقبللل و ر
كل ع فصيح بمن ي
ذلك العنق فيلتقطهم لقللط الطيللر الحللب ،ثللم انطللوت عليهللم
فألقتهم في النار فابتلعتهم ،ثم خنست بهم في جهنم فييفعل
ن أولى بالكرم ، م عذلك بهم ،ثم ينادي مناد :سيعلم أهل الجمع م
مادون لله على كللل حللال ،فيقومللون فيسللرحون إلللى ليقم الح ي
الجنة ،ثم يفعل ذلك بأهل قيام الليل ،ثم بمن لم يشغله تجارة
الدنيا ول بيعها عن ذكر موله حللتى إذا دخلللت هللذه الفللرق مللن
أهل الجنللة 104والنللار ،تطللايرت الكتللب فللي اليمللان والشللمائل
ونصبت الموازين .
فتوهم الميزان بعظملله منصللوبا ا ،وتللوهم الكتللب المتطللايرة
قع أين يقع كتابك في يمينك أو في شمالك . وقلبك واجف متو ر
-15عن الحسن أن رسول الللله rك ان رأس ه ف ي حج ر عائش ة
فنعس ،فتذكرتع الخرة فبكت ،فسالت دموعها على خدر النللبي
rفاس تيقظ ب دموعها ،فرف ع رأس ه فق ال " :م ا يبكي ك ي ا
عائشة ؟ فقالت :يا رسول الللله تللذكرتي الخللرة ،هللل تللذكرون
أهليكلم يلوم القياملة ؟ قلال " :واللذي نفسللي بيللده فلي ثلث
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 98
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 100
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 104
25
مواطن فإن أحدا ا ل يذكر إل نفسه :إذا وضعت الموازين ووزنت
العمللال حللتى ينظللر ابللن آدم أيخللف ميزانلله أم يثقللل ،وعنللد
الصحف حتى ينظر أبيمينلله يأخللذ أم بشللماله ،وعنللد الصللراط "
.105
-*16وعن أنس بن مالك قللال ) :يللؤتى بللابن آدم يللوم القيامللة
ك ،فإن ثقل ميزانه مل ل فتي الميزان ويو ي
كل به م حتى يوقف بين ك ي
نادى الملك بصوته ييسمع الخلئق :سعد فلن ابللن فلن سللعادة
ف ميزانه نللادى 107الملللك بصللوته ل يشقى 106بعدها أبدا ا ،وإن خ ي
26
ييسمع الخلئق :شقى فلن ابن فلن شقاوة ل يسعد بعدها أبدا ا
(.
ممر أن ي
فبينا أنت واقف مع الخلئق إذ نظرت إلى الملك وقد أ ل
يحضر بالزبانية ،فأقبلوا بأيديهم مقامع من حديد ،عليهم ثيللاب
من نار ،فلما رأيتمهم فهبتمهم طار قلبك فزعا ا ورعبا ا ،فبينا أنت
كذلك إذ نودي باسمك فنوديت علللى رؤوس 108الخلئللق الوليللن
م إل109ى العرض علللى الللله والخرين :أين فلن ابن فلن ؟ هل ي
إلللى ربللك ، 110
ل الملئكة بأخذك حتى يقرربوك وك ر م عيز وج ي
ل ،وقد ي
111
فلم يمنعها اشتباه السماء باسللمك أن تعرفللك لمللا تللرى بللك
أنك المراد بالدعاء المطلوب لل .قلال :حلدثنا طلحلة بلن عملرو
قال :قال لي عطاء بن أبي رباح ) :يا طلحة ،ما أكثر السللماء
على اسمك ،وملا أكلثر السلماء عللى اسلمي ،فلإذا كلان يلوم
القيامة قيل :يا فلن ،فقام الذي ييعنى ل يقوم غيره لملا ل زم
ت علللى 112قللدميك ،ترتعللد فرائصللك قلبك مللن العلللم ( للل فللوثب م
وتضطرب جوارحك ،متغيرا ا لونك فزعللا ا مرعوبللا ا مرتكضللا ا قلبللك
ما عاينتك الملئكللة الموك يلللون بأخللذك في صدرك بالخفقان ،فل ي
114
والمخافة علمللت أنللك أنللت 113
ل بك الضطراب بالرتعاد قد ح ي
وقد ذكره بالتدليس :ابن حبان وسبط ابن العجمي ،وابللن حجللر فللي طبقللات
المدلسين .وهنا قد عنعن الحديث .
ورمللاه بللالختلط كللل مللن :أبللو جعفللر الطللبري ،وابللن سللعد ،وابللن حبللان ،
والذهبي في التذكرة ،وابن حجر في التقريب ،وفي طبقات المدلسين فقال
:اختلط في آخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته .
ا
وقال أحمد :ما حديث ابن لهيعة بحجة ،وإني لكتب كثيرا مما أكتب لعتبر بلله
ويقوي بعضه بعضا ا .وقال الذهبي )) :يروى حديثه في المتابعات ول يحتج بلله
(( .
وجاء الحديث من غير طريق عائشة رضي الله عنها ،فقد جاء مللن حللديث أبللي
أمامة كما أخرجه الطبراني في الكبير ) (8/225ح 7890من طريق عثمللان بللن
أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة .
وإسناده ضعيف ،فعثمان بن أبلي العاتكلة قللال عنله فلي التقريللب :صللدوق ،
ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد .وعلي بن يزيد قال عنه فللي التقريللب :
ضللعيف .وقللال البخللاري :منكللر الحللديث ضللعيف .وقللال أبللو حللاتم :ضللعيف
الحديث أحاديثه منكرة .قال يحيى بن معين :علي بن يزيللد عللن القاسللم عللن
أبي أمامة ضعافا كلها .وقال أبو حاتم عنها :ليست بالقوية هي ضعافا .
106هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] يشقا [ .
107هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] نادا [ .
108هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] روس [ .
109قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش .
110هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] يقربونك [ .
111هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] يرابك [ .
112هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] فوق [ .
113هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] بالردعاد [ .
114قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش .
27
المراد من العباد ،فأهوت إليك بأيديها فقبضت عليك بعنفها ثم
جللذبتك إلللى ربللك عللز وجللل كمللا تجللذب الللدواب المنقللادة ،
تتخطى 115بك الصفوفا محثوثا ا إلى العرض على الللله علليز وجلل ي
ل
والوقوفا بيلن يلديه ،وقلد رفلع الخلئلق إليلك أبصلارهم وأنلت
ل فيما بينهم . مجذوب إلى ربك عيز وج ي
فتوهم حين وقفت بالضطراب والرتعاد يرعد قلبك ،وتوهم
فهلم حيللن أخللذوك ، مباشلرة أيلديهم علللى عضللديك ،وغلللظ أك ر
فتوهم نفسك محثوثة في أيديهم ،وتللوهم تخطيللك الصللفوفا ،
طائرا ا فؤادك مختلعا ا قلبك ،فتللوهم نفسللك فللي أيللديهم كللذلك
حتى انتهوا بك إلى عرش الرحمللن ،فقللذفوا بللك مللن أيللديهم ،
ل بعظيم كلمه :ادن مني يا ابللن آدم فغي يبللك وناداك الله عيز وج ي
في نوره ،فوقفت بين يدي رب عظيم جليل كبير كريللم بقلللب
خافق محزون ،وجل مرعللوب ،وطللرفا خللائف ،خاشللع ذليللل ،
ولون متغير ،وجوارح مرتعدة مضطربة ،كالحمللل الصلغير حيللن
تلده أمه ،ترتعد بيدك صحيفة محب يللرة ل تغللادر بلي يللة كسللبمتها ول
مخبأة أسررتها ،فقرأت مللا فيهللا بلسللان كليللل وحجللة داحضللة
وقلب منكسر ،فكم لك من حض وخجل وجبن من المولى الذي
لم يزل إليك محسنا ا ،وعليك ساترا ا 116فبللأي لسللان تجيبلله حيللن
يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك ،وبأي قدم تقف غدا ا بين
يديه ،وبأي نظر تنظر إليه ،وبلأي قللب تحتملل كلمله العظيلم
الجليل ومساءلته وتوبيخه ؟
فتوهم نفسك بصللغر جسللمك ،وارتعللاد جوارحللك ،وخفقللان
قلبك ،وقد سللمعت كلملله بتللذكير ذنوبللك ،وإظهللار مسللاوئك ،
وتوقيفك وتقريرك بمخبيآتك .
فتوهم نفسك بهذه الهيئة ،والهوال بك محدقة من خلفك ،
فكم من بلية قد 117نسيتمها قللد ذكيركهللا ؟ وكللم مللن سللريرة قللد
كنتم كتمتها قد أظهرها وأبداها ؟ وكم من عمل قللد ظننللتم أنلله
قد خلص لك وسلم بالغفلة منك إلى ميل الهوى عما يفسده قد
رده في ذلك الموقللف عليللك وأحبطلله بعللد مللا كللان تأملللك فيلله
عظيما ا ؟ فيا حسرات قلبك وتأسفك على ما فرطتم فللي طاعللة
ربك .حتى إذا كرر عليك السؤال بذكر كل بلية ونشر كل مخباة
،فأجهللدك الكللرب ،وبلللغ منللك الحيللاء منتهللاه ،لنلله الملللك
العلى 118فل حياء يكون من أحلد أعظللم مللن الحيللاء منله ،لنله
القديم الول الباقي الذي ليللس للله مثللل ،المحسللن المتعطللف
المتحنن الكريم الجواد المنعم المتطول .
تتخطا [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 115
ساتر [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 116
فوق [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 117
العل [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 118
28
فما ظنك بسؤال من هو هكذا ،وقد أبان عن مخالفتك إياه ،
وقلة هيبتك له ،وحيائك منه ،ومبارزتك له ،فما ظنك بتللذكيره
إياك مخالفته وقلة اكتراثك في الدنيا بالطاعة له ،ونظرك إليلله
إذ يقللول :يللا عبللدي ،أمللا أجللتنللي ،أمللا اسللتحييت منللي ،
استخففت بنظري إليك ،ألم أحسن إليك ،ألم أنعم عليللك ،مللا
غرك مني ،شبابك فيم أبليته ،وعمرك فيم أفنيته ،ومالك مللن
أين اكتسبته وفيم أنفقته ،وعملك ماذا عملت فيه ؟ .
-17قال :قال رسول الله " : rما منك م م ن أح د إل سيس أله
رب العالمين ،ليس بينه وبينه حجاب ول ترجمان " .119
-18وقال :سمعت عدي بللن حللاتم قللال :شللهدتي رسللولم الللله
rفي حديث له " :ليقفني أحدكم بين يدي الللله تبللارك وتعللالى
ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ،ول بينه وبينه ترجمان يترجم عنه
119أخرجه بهذا اللفظ الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الحارث )
(2/1003ح 1123بلفظ :حدثنا عبللد العزيلز بللن أبللان القرشلي ثنلا بشللير بلن
المهاجر ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :قال رسول الله " : rما منكم من
أحد ال سيسأله رب العالمين ليس بينه ل يعني للل وبينلله حجللاب ول ترجمللان " .
وأخرجه أيضا ا الهيثمي في المجمع ). (10/346
وإسناده فيه عبد العزيز بن أبان وقد كذبه ابن معين ومحمد بللن عبللد الللله بللن
نمير .
فقد قال عنه يحيى بن معين :كذاب خبيث يضلع الحلديث .وقلال ملرة :ليلس
حديثه بشيء كان يكذب .وقال أحمد :تركته .وقال أبو حاتم :متروك الحديث
ل يشللتغل بلله تركللوه ل يكتللب حللديثه .وقللال البخللاري :تركللوه .قللال فللي
التقريب :متروك ،وكذا قال الهيثمي في المجمع ،وقال عبللد الللله بللن علللي
بن المديني عن أبيه :ليس بذاك وليس هو في شيء من كتبي .وقال يعقوب
بن شيبة :وعبد العزيز بن أبان عند أصلحابنا جميعلا ا ملتروك كلثير الخطلأ كلثير
الغلط ،وقد ذكروه بأكثر من هذا .وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم :سألت أبا
زرعة عنه فقال :ضللعيف .قلللت :يكتللب حللديثه .قللال :مللا يعجبنللي إل علللى
العتبار .قال :وترك أبو زرعة حديثه وامتنع من قراءته علينللا وضللربنا عليلله .
وقال النسائي :متروك الحديث .وقال في موضع آخر :ليللس بثقللة ول يكتللب
حديثه .وقال محمد بن سعد :وكان كثير الرواية عن سفيان ثم خلط بعد ذلللك
فأمسكوا عن حديثه .
وفي إسناده أيضا ا بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي وهو مللن رجللال مسلللم
والربعة .قال فيه أحمد :منكر الحللديث قللد اعتللبرت أحللاديثه فللإذا هللو يجيللء
بالعجب .وقال الساجي :منكر الحديث .وقال العقيلي :مرجئ متهللم متكلللم
فيه .وقال أبو حاتم :يكتب حديثه ول يحتج به .وقللال ابللن عللدي :روى مللا ل
يتابع عليه وهو ممن يكتب حديثه وإن كان فيه بعض الضعف .وقال ابلن حبللان
في الثقات :دلس عن أنس ولم يره ،وكللان يخطللئ كللثيرا ا .وقللال البخللاري :
يخالف في بعض حديثه .
وقال ابن معين والعجلي :ثقة .وقال النسائي :ليللس بلله بللأس .وقللال فللي
الكاشف :ثقة فيه شيء .وقال في التقريب :صدوق لين الحديث .
قلت :ويراجع هل الذي رواه عنه مسلم رواه فللي الشللواهد ،أم فللي الصللول
لن الذي وجدته له في مسلم إنما هو في الشواهد .
غير أن هذا الحديث بغير هذا السناد أخرجه بقريب من هذا اللفللظ البخللاري ح
، 7443وانظر الحديث التالي .
29
،فيقللول :ألللم أنعللم عليللك ،ألللم آتللك مللال ا ؟ فيقللول :بلللى ،
فيقول :ألم أرسل إليك رسول ا ؟ فيقول :بلى ،ثللم ينظللر عللن
يمينه فل يرى إل النار ،ثم ينظر عن شماله فل يللرى إل النللار ،
فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة ،فإن لللم يجللد فبكلمللة طيبللة
". 120
-*19وقال :سللمعت عبللد الللله بللن مسللعود بللدأ بللاليمين قبللل
الحديث ،فقال ) :ما منكم من أحد إل سيخلو 121اللله علز وجلل
به ،كما يخلو 122أحدكم بالقمر ليلة البدر ،ثم يقول :يا ابن آدم
ما غرك بي ،يا ابن آدم ما عملت فيما علمت ،يا ابللن آدم مللاذا
أجبت المرسلين ؟ (. 123
30
-*20وعن ابن مسعود أنه بدأ باليمين ،فقال ) :والله ما منكم
من أحد إل سيخلو 124به الله عز وجل كما يخلو 125أحدكم بالقمر
ليلة البدر ،ثم يقول :يا ابن آدم ما غللرك بللي ،يللا ابللن آدم مللا
عملت لي ،يا ابن آدم ما استحييت مني ،يا ابن آدم ماذا أجبللت
المرسلين ،يا ابن آدم ألم أكن رقيبا ا على عينيك 126وأنت تنظللر
بهما إلى ما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا على أذنيك وأنت تستمع
بهما إلى ما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا على لسانك وأنت تنطق
بما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا على يديك وأنت تبطش بهما إلى
ما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا علللى رجليللك وأنللت تمشللى بهمللا
إلى ما ل يحل لك ؟ ألم أكن رقيبا ا على قلبك وأنللت تهللم بمللا ل
يحل لك ؟ أم أنكرت قربي منك وقدرتي عليك ؟ ( .127
يذكرها ،فإن تكنها ،ففي إسنادها شريك ،وقللد تقللدم الكلم فيلله ،والللراوي
عنه وهو اغضل بن دكين كوفي ، ...والجزء المشللترك فللي هللذه الروايللة مللع
سابقتها إسنادها كسابقتها .
31
وأنت يا ابن آدم بين خطرين عظيمين :إما أن يتلقاك برحمته
ويتطول عليك بجوده ،وإمللا أن يناقشللك الحسللاب ،فيللأمر بللك
إلى الهاوية وبئس المصير .
-**21عن مجاهد قال ) :ل يزول قدم عبد يوم القيامة من بين
يدي الله عز وجل حتى يسأله عن أربع خصال :عن عمللره فيمللا
أفناه ،وعن عمله ما عمل فيه ،وعن جسللده فيمللا أبله ،وعللن
ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ( .
فما ظنك بنفسك وضعف قلبك ،والله عز وجللل يكللرر عليللك
ذكر إحسانه إليك ،ومخالفتك له ،وقلة حيائك 128منلله ،فللأعظم
به موقفا ا ،وأعظم به من سائل ل تخفى عليه خافيللة ،وأعظللم
بما يداخلك من الحللزن والغللمي والتأسللف علللى مللا فرطللت فللي
طاعته وركوبك معصيته .فإذا تبالغ فيك الجهد من الغم والحزن
والحيللاء بللدا لللك 129منلله أحللد المريللن :الغضللب أو الرضللا عنللك
والحب لك .فإما أن يقول :يا عبدي أنا سترتها عليك في الدنيا
وأنلا أغفرهللا لللك اليلوم ،فقلد غفلرت لللك كلبير جرملك وكللثير
سلليئاتك ،وتقبلللت منللك يسللير إحسللانك ،فيسللتطير بالسللرور
والفرح قلبك فيشرق لذلك وجهك .
فتوهم نفسك حين قالها لك ،فابتدأ إشراق السللرور ونللوره
في وجهك بعد كآبته وتكسفه من الحياء من السؤال ،والحسرة
من ذكر مساوئ فعلك ،فاستبدلت بالكآبة والحزن سللرورا ا فللي
قلبك ،فأسفر وجهك وابيضي لونك .
فتوهم رضاه عنك حين سمعته منه ،فثلار فلي قلبلك ف امتل
سرورا ا وكدت أن تموت فرحا ا وتطير سرورا ا ،ويحللق لللك ،فللأي
سرور أعظم من السرور والفرح برضا الله عز وجل ؟ ! فو الله
تعالى لو أنك مت فرحا ا في الدنيا حين توهمت رضاه في الخرة
لكنت بذلك حريا ا ،وإن كنللت لللم تسللتيقن برضللاه فللي الخللرة ،
ولكللن آمل ا لللذلك ،فكيللف بللك مسللتيقنا ا للله فللي الخللرة ،ولللو
توهمت نفسك ،وقد بدا لك منه الرحمة والمغفرة كنللت حقيقللا ا
أن تطير روحك من بدنك فرحا ا ،فكيللف أن لللو قللد سللمعتم مللن
الله عز وجل الرضا عنك والمغفرة لك ،فللأمن خوفللك ،وسللكن
حللذرك وتحقللق أملللك ورجللاؤك بخلللود البللد ،وليقنللت بفللوزك
ونعيمك أبدا ا ] ل يفنى [ 130ول يبيد بغير تنقيص ول تكذيب .
فتوهم نفسك بين يدي الله عز وجل وقد بدا لك منه الرضللا ،
وطار قلبللك فرحللا ا ،وابيللضي وجهللك وأشللرق وأنللار وأحللال عللن
خلقته ،فصار كأنه القمر ليلة البدر .ثللم خرجللتم علللى الخلئللق
128هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] حياك [ .
129كذا أثبتهللا ) أ ( مللن الهللامش فقللال :كللذا فللي الهللامش ،وفللي الصللل :
] بدلك [ .
130هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] أل يفنا [ .
32
مسرورا ا بوجهد محبور قد حل به أكمل الجمال والحسن ،يسللطع
نورا ا مشرقا ا بتللئه ،تتخطياهم بالجمال والحسن والنور والضياء
،كتابك بيمينك ،أخذ بضبعيك ملك ينادي على رؤوس 131الخلئق
:هذا فلن ابن فلن سعد سعادة ل يشقى 132بعللدها أبللدا ا .لقللد
شهرك ربك عز وجل بالرضا عنك عند خلقه ،ولقد حقللق حسللن
ظن الظانين ،وأبطل تهم المتهمين لك ،وإن في هذه المنزلللة
غدا ا على رؤوس الخلئق لعوضا ا من المنزلة عنللد العبللاد بطللاعته
والتصللنع لهللم زهللدا ا فللي المنزلللة عنللدهم ،والتعظيللم عنللدهم
بطاعة ربه عز وجل بصدق معاملته وحده ل شريك للله ،عوضللك
المنزلللة الكللبرى علللى رؤوس الخلئللق ،فشللهرك برضللاه عنللك
وموالته إياك .
133
الخلئق ،وكتابلك فلي يمينلك فتوهم نفسك وأنت تتخطى
بجمللال وجهللك ونللوره ،وفللرح قلبللك وسللروره ،وقللد شخصللت
أبصارهم إليك غبطة لك وتأسفا ا على أن ينالوا من الله عز وجل
ما نلت ،فليعظم من الله عز وجل في طلب ذلك أملك ورجاؤك
،فإنه عز وجل إن تفضل عليك نلت ذلك .
فهذا أحد المرين الذي أنت بينهما على خطر .
-22عن صفوان بن محللرز قللال :كنللتي آخللذا ا بيللد عبللد الللله بللن
عمر ،فأتاه رجل فقال :كيف سمعت رسللول الللله rيقللول فللي
النجوى ؟ فقللال :سللمعت رسلول الللله rيق ول " :إن الل ه ع ز
وجل ييدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه يستره من
الناس ،فيقول :يا عبدي أتعرفا ذنب كذا وكذا ؟ فيقللول :نعللم
يا رب ،ثم يقول :يللا عبللدي أتعللرفا ذنللب كللذا وكللذا ؟ حللتى إذا
قرره بذنوبه ،ورأى فلي نفسله أنله قلد هللك ،قلال :إنلي قلد
134
سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لللك اليللوم .ثللم ييعطللى
كتاب حسناته ،وأما الكافر والمنافق فيقول الشللهاد ﴿ :هللؤلء
الذين كذبوا على ربهم أل لعنة الله على الظالمين ﴾. 136 " 135
روس [ . ] أصله في وكانت ، ( أ )
131هكذا صوبالكلمة
يشقا [ . ] أصله في وكانت ، ( أ )
132هكذا صوبالكلمة
تتخطا [ . ] أصله في وكانت ، ( أ )
133هكذا صوبالكلمة
يعطا [ . ] أصله في وكانت ، ( أ )
134هكذا صوبالكلمة
135هود . 18/
136أخرجه البخاري ح 2441بلفظ :عن صفوان بن محرز المازني قال :بينما
أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله تعالى عنهما آخذ بيده إذ عرض رجللل فقللال :
كيف سمعت رسول الله rفي النجوى ؟ فقال :سمعت رسول الله rيقول " :
إن الله يدني المؤمن فيضع عليله كنفله ويسلتره فيق ول :أتعلرفا ذنلب كلذا ،
أتعرفا ذنب كذا ؟ فيقول :نعم أي رب .حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه
أنه هلك .قال :سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم .فيعطى كتللاب
حسناته .وأما الكافر والمنافق فيقول الشهاد ﴿ هؤلء الذين كذبوا على ربهللم
أل لعنة الله على الظالمين ﴾ .
33
-23قال :بينا عبد الله بن عمر يطوفا بللالبيت إذ عارضلله رجللل
فقال :يا أبا عبد الرحمن ،كيف سمعت رسول الله rيقول في
النجوى ؟ فذكر مثله .137
-**24وقال سعيد :قال قتادة ) :لم يحزن يومئذ أحللد فخفللي
حزنه على أحد من الخلئق ( .138
-*25وعن ابن مسعود أنه قال ) :ينشر الله عز وجل كنفه يوم
القيامة على عبده المؤمن ،ويبسط كفه لظهرها ،فيقول :يللا
ابن آدم هذه حسنة قد عملتمها في يوم كذا وكذا قللد 139قبلتهللا ،
وهذه خطيئة قد عملتمهللا فللي يللوم كللذا وكللذا قللد غفرتهللا لللك ،
فيسجد ،فيقول الناس :طوبى 140لهذا العبلد الصللالح اللذي لللم
يجد في صحيفته إل حسنة ل أو قال :في كتابه ( .
-*26وعن عبد الله بن حنظلة قال ) :إن الللله عللز وجللل يقللف
عبده يوم القيامة فيبدي 141حسناته في ظهللر صللحيفته فيقللول
له :أنت عملت هذا ؟ فيقول :نعللم أي رب ،فيقللول :إنللي لللن
أفضحك به اليوم وإنللي قللد غفللرت لللك اليللوم فيقللول عنللدها :
ه ﴾ 142حيللن نجللا
﴿ هآؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملق حسابي ع
من فضيحة يوم القيامة ( .
وأما المر الخر :فإما أن يقول لك :عبدي أنا غضبان عليللك
فعليك لعنتي ،فلن أغفر لك عظيم ما آتيت ،ولللن أتقبللل منللك
ما عملت ،فيقول لك ذلك عند بعض ذنوبك العظيمة :أتعرفها ؟
فتقللول :نعللم وعزتللك ،فيغضللب عليللك فيقللول : 143وعزتللي ل
تذهب بها منللي ،فينللادي الزبانيللة فيقللول :خللذوه .فمللا ظنللك
بالله عز وجل يقولها بعظيم كلمه وهيبته وجلله .
فتوهم إن لم يعف عنللك ،وقللد سللمعتمها مللن الللله عللز وجللل
بالغضللب ،وأسللند إليللك الزبانيللة بفظاظتهللا وغلللظ أكفهللا ،
34
مستضفرة بأزمة مللن النيللران غضللابا ا لغضللب 144الللله عللز وجللل
بللالعنف عليللك والغلللظ والتشللديد ،فلللم تشللعر حيللن قالهللا إل
ومجسة غلظ أكفهم في فقاك وعنقللك .فتللوهم غلللظ أكفهللم
حين قبضوا على عنقك بللالعنف ،يتقربلون إللى اللله عللز وجللل
بعذابك وهوانك .
فتوهم نفسك مستجذبا ا ذليل ا موقنا ا بالهلك وأنت في أيديهم
وهم ذاهبون بك إلللى النللار ،مسللوداا وجهللك ،تتخطللى الخلئللق
بسللواد وجهللك ،وكتابللك فللي شللمالك تنللادي بالويللل والثبللور ،
والملك آخذ بضبعيك ينادي :هذا فلن ابن فلن شللقى شللقاء ل
يسعد بعده أبدا ا .
لقد شهرك بالغضب والسخط عليك ،ولقد تمت فضيحتك عند
خلقه ،فأخلف حسن ظن الظانين بك ،وحقللق تهللم المتهميللن
لك ،ولعله إن فعل ذلك بك فعللله بتصللنعك لطللاعته عنللد عبللاده
بطلب المنزلة عندهم بسقوط المنزلة والجللاه عنللده ،ففضللحك
عند من آثرته عليه في المعاملللة ،ورضلليت بحمللده عللى طاعللة
ربك عز وجل عوضا ا من حمده إياك تبارك وتعالى .
فتوهم ذلك ،ثم توهمه ،واذكر هذا الخطر ،وكن مفكرا ا حذرا ا
أي المرين يرتفع بك وأي المرين قد أعد لك .
-**27عن كعب قال :إن الرجللل ليللؤمر بلله إلللى النللار فيبتللدره
مائة ألف ملك .
قال أبو عبد الله :وقد بلغني أنه إذا وقف العبلد بيلن يلديم اللله
عز وجل فطال وقوفه ،تقول الملئكة :ما لك مللن عبللد عليللك
لعنة الله ،أبكل هذا بارزت الله عز وجل وقللد كنللت تظهللر فللي
الدنيا علنية حسنة .
ا
قال :أبو عبد الله :ولقد بلغني أيضا أنه إذا حوسب فوييبخ بكثرة
أعماله الخبيثة ،تقول الملئكة :ما لك من آدمي عليك لعنة الله
،أبكل هذا بارزت الله عز وجل ،وقد كنللت تظهللر الحسللن فللي
الدنيا ؟
قال :من تحبيب إلى الناس بما ل يحب الله عز وجل ،وبارز الله
عز وجل بما يكره ،لقي الله عللز وجللل وهللو عليلله سللاخط وللله
ماقت .
ثم قال أبو عبد الله وهو يحدث ) :والللله عللز وجللل مللا أمسلليت
آسللفا ا عللليي وعليكللم للل ومللع ذلللك الجسللر بللدقته وزلللله وهللوله
وعظيم خطره قديامك ( .
فتوهم ما حلي من الوجل بفؤادك حين رفعت طرفك فنظرت
إليلله مضللروبا ا علللى جهنللم بللدقته ودحوضلله ،وجهنللم تخفللق
بأمواجها من تحته ،فيا له من منظر مللا أفظعلله وأهللوله ،وقللد
35
علمت أنك راكب فوقه ،وأنت تنظر إلى سواد جهنم من تحتلله ،
وتسمع قصيف أمواجها وجلبة ثورانها مللن أسللفلها ،والملئكللة
تنادي : 145ربنا من تريد أن تجيللزه علللى هللذا ؟ وتنللادي : 146ربنللا
ربنا سلم سلم .
وا الساهرة ، فبينا أنت تنظر إليه بفظاعة منظره إذ نودي مر ر
فلم تشعر إل وقد ريفعت الرض مللن تحتللك وتحللت الخلئللق لن
دلت بأرض من فضلة ،فلإذا الخلئللق منثلورون علللى تبديل ،ثم ب ي ر
147
،ثم قيل لللك وأنللت تنظللر إلللى الجسللر أرض من فضة بيضاء
بفظاظته وقيل للخلق معك :اركبوا الجسر .
فتوهم خفقان فؤادك وفزعه ،وقد قيل لك :اركب الجسر ،
فطللار عقلللك رعبللا ا وفزعللا ا ،ثللم رفعللت إحللدى قللدميك لللتركبه
فوجدت بباطن قللدميك حللدته ودقتلله ،فطللار قلبللك فزعللا ا ،ثللم
ثنيت الخرى فاستويت عليلله راكبللا ا وقللد أثقلتللك أوزارك وأنللت
حاملها على ظهرك ،ثم صعدت عليه بطيران قلبك حللتى بلغللت
ذروتلله ،والخلئللق مللن بيللن يللديك ومللن ورائللك 148عللرفا واحللد
يضطرب بهم خفقان جهنم تحته ،فتهافت الناس من بين يديك
ومن ورائك .
فتللوهم صللعودك بضللعفك عليلله ،وقللد نظللرت إلللى الزال ريللن
لت من بين يللديك ومللن خلفللك ،وقللد تنكسللت هامللاتهم ، والزا ي
149
وارتفعللت علللى الصللراط أرجلهللم ،وأخللذت الملئكللة بلحللى
الرجال وذوائب النساء من الموحدين ،إذ الغلل في أعناقهم ،
وثارت النار بطلبتها وفارت وشلهقت عللى هاملاتهم ،ورمتهلم
الملئكللة بللالكلبيب فجللذبتهم ،وثللارت إليهللم النللار بطلبتهللا
وحريقها ،وزفرت وشهقت على هاماتهم ،وبادرت شللرر النللار
إلى هاماتهم فتناولتها ثلم جلذبت هاملاتهم إللى جوفهلا ،وهلم
ينادون ويصرخون وقد أيسوا من أنفسهم ،وهم لجتللذاب النللار
لهاماتهم فيهللا ينحللدرون ،وهللم بالويللل ينللادون ،وأنللت تنظللر
إليهم مرعوبللا ا خائفللا ا أن تتبعهللم ،فللتزل قلدمك فتهللوى 150ملن
الجسر وتنكسر قامتك وترتفع على الصراط رجلك .
فتوهم ذلك في الدنيا بعقل فارغ وشفقة على ضعف بدنك ،
مخفف في الدنيا للمرور عليه ،فللإن أهللوال يللوم القيامللة إنمللا
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 145
36
152
تخفف على أولياء الله عز وجل الذين توهموها 151فللي الللدنيا
بعقللولهم ،فعظللم خطللر النجللاة عنللدهم ،فتحملللوا مللن ثقللل
همومها في الدنيا على قلوبهم وشدة خوفهللا علللى نفوسللهم ،
فخففها في القيامة بذلك عليهم مولهم ،فالزم قلبك توهمهللا
ففها عليك بذلك ويهونها ،لنه والخوفا منها والغم بها ،لنه يخ ر
آلللى علللى نفسلله أل يجمللع علللى أوليللائه الخللوفا فللي الللدنيا
والخرة .
فتوهم ممرك على الجسر بشدة الخوفا وضعف البللدن ،وإن
يكللن مغضللوبا ا عليللك غيللر معفللي 153عنللك ،ولللم تشللعر إل وقللد
زيلت 154قدمك عن الصراط .
فتوهم 155نفسك للل إن لللم يعللف عنللك للل أن زلللت رجلللك عللن
الصراط ،فقلت في نفسك مللع ذلللك :ذهبللتي أبللدا ا ،هللذا الللذي
كنت أحاذر وأخافا ،وطللار عقلللك .ثللم زلللت الخللرى فتنكسللت
هامتك ،وارتفعت عن الصراط رجلك فلم تشعر إل والكرلوب قد
دخل في جلدك ولحمك ،فجذبتم به ،وبللادرت إليللك النللار ثللائرة
غضبانة لغضب مولها ،فهللي تجللذبك وأنللت تهللوى مللن الجسللر
س نفحها :ويلي ويلللي ،وقللد غلللب علللى وتنادي حين وجدت م ي
قلبك الندم والتأسف ،أل كنللتم أرضلليت الللله عللز وجللل فرضللي
عنك ،وأقلعت عمللا ي يكللره قبللل أن تمللوت فغفللر لللك ،حللتى إذا
صرت في جوفها التحمت عليك بحريقها ،وقلبك قللد بلللغ غايللة م
156
حرقته ومضيضه ،فتورمتم في أول ما ألقيللت فيهللا ،ونللادى
الله عللز وجللل النللار وأنللت مكبللوب علللى وجهللك تنللادي بالويللل
ت﴾ 157؟ فسللمعتم نللداءه وسللمعتم ممتل للا ع هلل ل
والثبور ،فناداهللا ﴿ م
زيد ﴾ ؟ يقول :هل من سعة ؟ وأنت فللي م لن مم ع
ل له عإجابتها له ﴿ :م
هب في بدنك ،لها قصيف في جسدك ،ثم لللم قعرها ،وهي تتل ي
يلبث أن تقطللر بللدنك وتسللاقط لحمللك ،وبقيللت عظامللك ،ثللم
أطلقت النار على ما في جوفك فأكلت ما فيه .
فتوهم كبدك والنللار تللداخل فيهللا ،وأنللت تنللادي فل يترحللم ،
ت أل ي تعللود ،فل تقبللل توبتللك ،ول ددع موتبكي وتعطي الندم إن ير ل
ييجاب نداؤك. 158
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 151
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 154
ق . 30/ 157
37
فتوهم نفسك وقد طال فيها مكثك وألح العذاب ،فبلغت غاية
الكللرب ،واشللتد بللك العطللش ،فللذكرت الشللراب فللي الللدنيا ،
ففزعت إلى الجحيم ،فتنللاولتم النللاء مللن يللد الخللازن الموكللل
بعذابك ،فلما أخذته نشبت كفك فيه ،وتفسخت لحرارته ووهيج
حريقه ،ثم قربته إلى فيك فشوى وجهللك ،ثللم تجرعتلله فسلللخ
حلقك ،ثم وصل إلى جوفللك فقطللع أمعللاءك ،فنللاديتم بالويللل
والثبور ،وذكرتم شراب الدنيا وبرده ولللذته .ثللم أقلعللت 159عللن
الحريق ،فبادرت إلى حياض الحميللم لتللبرد بهللا كمللا تعللود فللي
الدنيا الغتسال والنغماس في الماء إذا اشتد عليك الحر ،فلما
انغمستم في الحميم تسلخ من قرنك إلى قدمك ،فبللادرت إلللى
النار رجاء أن تكون هي أهون عليك ،ثم اشتد عليك حريق النللار
فرجعت إلى الحميم وأنت تتطوفا بينهللا وبيللن حميللم آن ،وهللو
الذي قد انتهى حره ،وتطلب الروح فل روح بين الحميللم وبيللن
النار ،تطلب الروح فل روح أبدا ا .
فلما اشتد بك الكللرب والعطللش وبلللغ منللك المجهللود ذكللرتم
الجنان فهاجت غصة من فؤادك إلى حلقك أسفا ا على جوار الله
عز وجل ،وحزنا ا على نعيم الجنة ،ثم ذكرتم شرابها وبرد مائهللا
وطيب عيشها ،فتقطع قلبك حسرة لحرمان ذلك ،ثم ذكرتم أن
فيها 160بعض القرابة من أب أو أم أو أخ ،وغيرهم من القرابة ،
فناديتهم بصوت مخزون من قلب محترق قلق :يا أماه أو يأبتاه
أو يا أخاه أو يا خلاله أو يللا عملاه أو يلا أخللتي شلربة ملن مللاء ،
فأجابوك بالخيبة فتقطع قلبك حسرة 161بمللا خيبللوا مللن أملللك ،
وبما رأيت من غضبهم عليك لغضب ربك عز وجل ،ففزعت إلى
الله بالنداء بالمرجع والعتبى أن يردك إلى الللدنيا ،فمكللث عنللك
دهللرا ا طللويل ا ل يجيبللك هوانللا ا بللك وأن صللوتك عنللده ممقللوت ،
هللا خسللمئوا ل
في م وجاهك عنده ساقط ،ثم ناداك بالخيبللة منلله أن ﴿ ا ع
ن ﴾ . 162 ول يتكل ر ي
مو ل
فلما سمعتم كلمه بنداء جلله بالتخسئة لك ابتداء ،فمثلك ل
يجاب ،ومناخرك وفيك ملجومة 163بلجام ،فبقى نفسك مللترددا ا
في جوفك ل مخرج له ،فضاقت نفسك في صدرك وبقيت قلقا ا
تزفر ل تطيق الكلم ول يخرج منك 164نفس .
ثم أراد أن يزيدك إياسا ا وحسرة ،فأطبق أبللواب النللار عليللك
وعلى أعدائه فيها .فما ظنك إن لللم يعللف عنللك ،وقللد سللمعت
هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] أقلقت [ . 159
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 164
38
رجوفا بابها قد أغلق ؟ فيا إياسك ويا إياس سللكان جهنللم حيللن
سمعوا وقع أبوابها تطبق عليهم فعلمللوا عنللد ذلللك أن الللله عللز
وجل إنما أطبقها لئل يخرج منها أحللد أبللدا ا ،فتقطعللتع قلللوبهم
إياسللا ا وانقطللع الرجللاء منهللم أل فللرج أبللدا ا ول مخللرج منهللا ول
محيص لهللم مللن عللذاب الللله عللز وجللل أبللدا ا ،خلللود فل مللوت ،
وعلللذاب ل زوال لللله علللن أبلللدانهم ،ودوام حلللرق قللللوبهم
ومضيضها ،فل روح ول راحة تعلق بهم أبدا ا ،أحزان ل تنقضي ،
وغموم ل تنفد ،وسقم ل يبرأ ،وقيود ل تحللل ،وأغلل ل تفللك
أبدا ا ،وعطش ل يرون بعده أبدا ا ،وكرب ل يهللدأ أبللدا ا ،وجللوع ل
يشبعون بعده أبدا ا إل بالزقوم ينشب فللي حلللوقهم فيسللتغيثون
بالشراب ليسوغوا به غصصهم فيقطع أمعاءهم ،وحسرة فللوت
رضوان الله عز وجل في قلوبهم ،وكمد حرمان جللوار الللله عللز
وجللل يللتردد 165فللي صللدورهم .ل يرحللم بكللاؤهم ،ول يجللاب
دعللاؤهم ،ول يغللاثون 166عنللد تضللرعهم ،ول تقبللل تللوبتهم ول
تقال عثرتهم .غضب الله عز وجل عليهم فل يرضى عنهم أبللدا ا
إذ أبغضللهم ومقتهللم ،وسللقطوا مللن عينلله ، 167وهللانوا عليلله
فأعرض عنهم .
فلو رأيتهم وقد عطشوا وجاعوا فنادوا من أهل الجنة القرباء
فقالوا جميعا ا :يا أهل الجنة يا معشر البللاء والمهللات والخللوة
والخوات ،خرجنا من قبورنا عطاشا ا ،وأوقعنا بين يدي الله عز
وجل عطاشا ا ،وأمر بنا إلللى النللار عطاشللا ا ،أفيضللوا علينللا مللن
ما رزقكللم الللله .فأجلابوهم بالتخسللئة ،فلتراجع فلي الماء أو م ي
قللللوبهم الحسلللرة والنداملللة فهلللم فيهلللا يتقلقلللون ل ينفلللح
وجوههم 168روح أبدا ا ،ول يذوقون منها بردا ا أبللدا ا ،ول يطبقللون
جفونهم على غمض نوم أبدا ا ،فهم فللي عللذاب دائللم وهللوان ل
ينقطع .فمثل نفسك بهذا الوصف إن لم يعف عنك .فلو رأيلت
المعللذبين فللي خلقهللم ،وقللد أكلللت النللار لحللومهم ،ومحللت
محاسللن وجللوههم ،وانللدرس تخطيطهللم ،فبقيللت العظللام
مواصلة محترقة مسودة ،وقد قلقللوا واضللطربوا فللي قيللودهم
وأغللهللم ،وهللم ينللادون بالويللل والثبللور ،ويصللرخون بالبكللاء
والعويل ،إذن لذاب قلبك فزعا ا من سوء خلقهم ،وتضعفت من
رائحة نتنهم ،ولما بقى روحك في بدنك من شدة وهج أبللدانهم
وحرارة أنفاسهم .
39
فكيف بك إن نظرت إلى نفسك فيها وأنت أحدهم ،وقد زال
من قلبك المل والرجللاء ،ولزملله القنللوط واليللاس ،وعطفللت
على بدنك فتقحمت النار في الحللدقتين ،فسللمعت تفضيضللهما
انتقاما ا ،وبدل ا من نظرك إلى ما ل يحللب ول ويرضللى ،ودخلللت
النار في مسامعك فتسمع لها قصيفا ا وجلبللة ،والتحفللت عليللك
طلعلت إللى الجلوفا وبلت اللحلام ،وا ي
فنفضلت منلك العظلام ود ي
169
والندامللة فأكلت الكبد والحشاء ،فغلبت على قلبك الحسللرة
والتأسف .
فتوهم ذلك بعقل فارغ ،رحمة لضللعفك ،وارجللع عمللا يكللره
مولك ، 170وترضى ربك عسى أن يرضى عنك ،وأعذ بلله بعقلللك
واستقله يقلللك عثراتللك ،وابللك مللن خشلليته عسللى أن يرحمللك
ويقيل عثراتك فإن الخطر عظيم ،وإن البدن ضعيف ،والمللوت
منك قريب ،والللله جللل جلللله مللع ذلللك مطلللع يللراك ونللاظر ل
يخفى 171عليلله منللك سللرر ول علنيللة ،فاحللذر نظللره 172بللالمقت
والبغضة والغضب والقلء ،وأنت ل تشعر فرحا ا أو قرير العين .
فاحذر الله عز وجل وخفه واسللتح منلله وأجلملله ،ول تسللتخف
بنظره ،ول تتهاون باطلعه ،وأجل مقامه عليك ،وعلملله بللك ،
وافرقه واخشه قبل أن يأخذك بغتة ،ولير أثر مصلليبة مخالفتللك
له ليعلم ما قد بلللغ منللك خلفلله ،فيعظللم حزنللك ويشللتد غمللك
بمخالفته ،وليعلم أنه قد بلغ إليك خلفه ،فللإن علللم ذلللك منللك
صفح عنك وعفا عنك ،فل تتعرض لله عز وجل ،فللإنه ل طاقللة
لك بغضبه ول قوة لعذابه ،ول صبر لللك علللى عقللابه ،ول صللبر
عندك عن جواره ،فتدارك نفسك قبللل لقللائه ،فكأنللك بللالموت
قد نزل بك بغتة .
فتوهم ما وصفتي لك ،فإنما وصفت بعللض الجمللل ،فتللوهم
ذلك بعقل فارغ موقن عارفا بمللا قللد جنيللتم علللى نفسللك ومللا
استوجبت بجنايتك ،وفكر في مصيبتك في دينك ،ولير الله عللز
وجل عليك أثر المصيبة لعله أن يرحمك فيتجاوز عنللك لمغفرتلله
وعفوه ،إن كنت من أهل العفو والتجاوز .
فتوهم إن تفضل الله عز وجل عليك بالعفو والتجاوز ممللرك
على الصللراط ،ونللورك معللك يسللعى بيللن يللديك وعللن يمينللك ،
وكتابك بيمينك ،مبيض وجهك ،وقد فصلت مللن بيللن يللدي الللله
عز وجل ،وأيقنت برضاه عنللك ،وأنللت علللى الصللراط مللع زمللر
العابللدين ،ووفللود المتقيللن ،والملئكللة تنللادي :سلللم سلللم ،
والوجل مللع ذلللك ل يفللارق قلبللك ول قلللوب المللؤمنين ،تنللادي
هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] الحسرات [ . 169
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 170
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 172
40
وينادون ﴿ :ربنا أتمم لنا نورنا واغفللر لنللا إنللك علللى كللل شلليء
قدير ﴾ 173فتدبر حين رأوا المنافقين طفئ نورهم ،وهاج الوجل
في قلوبهم ،فدعوا بتمام النور والمغفرة .
فتوهم نفسك وأنت تمر خفيفللا ا ملع الوجللل ،فتللوهم ممللرك
على قدر خفة أوزارك وثقلها ،فتوهم نفسك وقد انتهيللت إلللى
آخره ،فغلب على قلبك النجاة وعل عليك الشفق ،وقد عللاينت
نعيم الجنان ،وأنت على الصراط ،فتطلع قلبك إلى جللوار الللله
عز وجل ،واشتاق إلللى رضللا الللله ،حللتى إذا صللرت إلللى آخللره
خطوت بإحدى رجليك إلى العرصة 174التي بين آخر الجسر وبيلن
باب الجنة فوضعتها على العرصللة الللتي بعللد الصللراط ،وبقيللت
القدم الخرى على الصراط ،والخللوفا والرجللاء قللد اعتليللا فلي
قلبللك وغلبللا عليللك ،ثللم ثنيللت بللالخرى فجللزت الصللراط كللله
واستقرت قدماك على تلك العرصة ،وزلت عن الجسللر ببللدنك ،
وخلفته وراء ظهرك ،وجهنم تضطرب من تحت من يمر عليها ،
وتثب على من زل عنه مغتاظللة تزفللر عليلله وتشللهق إليلله .ثللم
التفت إلى الجسر فنظرت إليه باضطراب ،ونظرت إلى الخلئق
من فوقه وإلى جهنم من تحته تثب وتزفللر علللى الللذين زلزلللوا
عن الصراط لها في رؤوسهم 175وأنحائهم قصيف ،فطار قلبك
فرحا ا إذ رأيت عظيم ما نجاك الله منلله ،فحمللدتم الللله وازددتم
له شكرا ا ،إذ نجوتم بضعفك من النللار .وخلفللتم النللار وجسللرها
من وراء ظهرك متوجها ا إلى جوار ربللك .ثللم خطللوتم آمنللا إلللى
باب الجنة قد امتل قلبك 176سرورا ا وفرحا ا ،فل تزل فللي ممللرك
178
بالفرح والسللرور حللتى تللوافي أبوابهللا 177فللإذا وافيللتم بابهللا
استقبلك بحسللنه ،فنظللرتم إلللى حسللنه ونللوره وحسللن صللورة
الجنة وجدرانها ،وقلبك مستطير فللرح مسللرور متعلللق بللدخول
الجنة حين وافيتم بابها أنت وأولياء الرحمن .
فتللوهم نفسللك فللي ذلللك المللوكب ،وهللم أهللل كرامللة الللله
ورضوانه ،مبيضلة وجلوههم ،مشلرقة برضلا اللله ،مس رورون
فرحون مستبشرون ،وقد وافيت باب الجنة بغبار قللبرك ،وحللر
180
المقام ،ووهج تعب 179ما مر بك ،فنظللرت إلللى العيللن الللتي
173التحريم . 8/
صة بوزن الضربة :كل بقعة بين الدور واسعة ليس ععر م
174قال في المختار :ال م
ت.صا ي
عمر م
ص وال م
عمرا ي فيها بناء ،والجمع ال ل
175هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] روسهم [ .
176قال ) أ ( :ناقص في الصل .
177قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش .
178كسابقه .
179كسابقه .
180هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] التي [ .
41
أعدها الله لوليائه وإلى حسن مائها ،فانغمست فيها مسللرورا ا
لما وجدتم من برد مائها وطيبه ،فوجدتم له بردا ا وطيبللا ا فللذهب
عنك بحزن المقام ،وطهرك من كل دنس وغبار ،وأنت مسرور
لما وجدتم من طيب مائهللا لميللا باشللرته ،وقللد أفلللت مللن وهللج
الصراط وحره ،لنه قللد يللوافي بابهللا مللن أحرقللت النللار بعللض
جسده بلفحها ،وقد بلغت منه ،فما ظنك وقللد انفلللت مللن حللر
المقام ووهج أنفاس الخلئق ،ومن شللدة توهللج حللر الصللراط ،
فوافيت باب الجنة بذلك ،فلما نظرت إلى العين قذفت بنفسك
فيها .
ما باشر برد مائها بدنك بعد حر الصراط فتوهم فرحة فؤادك ل ي
ووهج القيامة ،وأنت فرح لمعرفتللك أنللك إنمللا تغتسللل لتتطهللر
لدخول الجنة والخلللود فيهللا ،فللأنت تغتسللل منهللا دائبللا ا ولونللك
متغير حسنا ا ،وجسدك يللزداد نضللرة وبهجللة ونعيمللا ا ،ثللم تخللرج
منها في أحسن الصور وأتم النور .
فتوهم فرح قلبللك حيللن خرجللت منهللا ،فنظللرت إلللى كمللال
جمالك ونضارة وجهك وحسنه ،وأنت عالم موقن بأنللك تتنظللف
للدخول إلى جوار ربك .
ثم تقصد إلى العين الخرى فتتناول من بعض آنيتها ،فتوهم
نظرك إلى حسللن النللاء وإلللى حسللن الشللراب ،وأنللت مسلرور
بمعرفتك أنك إنما تشرب هذا الشراب لتطهر جوفك من كل غل
،وجسدك ناعم أبدا ا حتى إذا وضعت الناء على فيللك ثللم شللربته
وجدتم طعم شراب لم تذق مثله ولم تعود شربه ،فيسلللس مللن
فيك إلى جوفك ،فطار قلبك سرورا ا لما وجللدت مللن لللذته ،ثللم
نقى جوفك من كل آفة فوجدت لذة طهارة صدرك من كل طبع
كان فيه ينازعه إلى الغموم والهموم والحرص والشدة والغضب
والغل .فيا برد طهارة صدرك ،ويا روح ذلك على فؤادك .حتى
إذا استكملتم طهارة القلب والبدن ،واستكمل أحبللاء الللله ذلللك
معك ،والله مطلع يراك ويراهللم ،أمللر مللولك الجللواد المتحنللن
خزان الجنة من الملئكة الذين لم يزالوا مطيعيللن خللائفين منلله
مشفقين وجلين من عقابه إعظاما ا له وإجلل ا وهيبللة للله وحللذرا ا
من نقمه ،وأمرهم أن يفتحوا باب جنته لوليائه ،فانحدروا مللن
دارهللا وبللادروا مللن سللاحاتها وأتللوا بللاب الجنللة فمللدوا أيللديهم
ليفتحللوا أبوابهللا ،وأيقنللتم بللذلك فطللار قلبللك سللرورا ا وامتلتم
فرحلا ا ،وسلمعت حسلن ص رير أبوابهلا ،فعلك الس رور وغللب
علللى فللؤادك ،فيللا سللرور قلللوب المفتللوح لهللم بللاب جنللة رب
العالمين .
فلما فتح لهم بابهللا هللاج نسلليم طيللب الجنللان وطيللب جللري
مائها ،فنفح وجهك وجمع بللدنك ،وثللارت أراييللح الجنللة العبقللة
الطيبللة ،وهللاج ريللح الذفللر ،وزعفرانهللا المونللع ،وكافورهللا
42
الصفر ،وعنبرها الشهب ،وأرياح طيب ثمارها وأشجارها ومللا
فيها من نسيمها فتداخلت تلك الراييح في مشامك حتى وصلت
إلى دماغك ،وصار طيبها في قلبك وفاض من جميع جوارحللك ،
ونظرت بعينك إلى حسن قصورها وتأسيس بنيانها مللن طرائللق
الجندل الخضر 181من الزمرد والياقوت الحمر والدر البيض قد
سطع منه نوره وبهاؤه وصفاؤه ،فقد أكمللله الللله فللي الصللفاء
والنور ومازجه نللور مللا فللي الجنللان ،ونظللرت إلللى حجللب الللله
وفرح فؤادك لمعرفتك أنك إذا دخلتهللا فللإن لللك فيهللا الزيللادات
والنظر إلى وجه ربللك ،فلاجتمع طيللب 182أراييللح الجنللة وحسللن
بهجللة منظرهللا وطيللب نسلليمها وبللرد جوهللا ،وذلللك أول روح
وطيب نفح وجهك .
فتوهم نفسك مسرورا ا بالدخول لعلمك أنهللا يفتللح بابهللا لللك
والذين معللك أوليللاء الللله ،وفرحللك بمللا تنظللر إليلله مللن حسللن
بهجتها ،وما وصل إلى فللؤادك مللن طيلب رائحتهللا ،ومللا باشلر
وجهك وبدنك من طيب جوها وبرد نسيمها .
فتوهم نفسك أن تفضل الله عليللك بهللذه الهيئللة ،فلللو مللت
فرحا ا لكان ذلك يحق لك إذا فتحوا بابهللا أقبلللوا عليللك ضللاحكين
في وجهك ووجوه أولياء الله معك ،ثم رفعوا أصواتهم يحلفون
﴿ سلللم بعزه ما ضحكنا قط منذ خلقنللا إل إليكللم ،ونللادوكم
عليكللم ﴾ 183فتللوهم حسللن نغمللاتهم وطيللب كلمهللم وحسللن
تسليمهم في كمال صورهم وشدة نللورهم ،ثللم أتبعللوا السلللم
بقولهم ﴿ :طبتم فادخلوها خالللدين ﴾ 184فللأثنوا عليهللم بللالطيب
والتهذيب من كل دنس ودرن وغل وغش وكل آفة فللي ديللن أو
دنيا ،ثم أذنوا لهم على الله بالدخول في جواره ،ثللم أخللبروهم
أنهم باقون فيها أبدا ا ،فقالوا ﴿ طبتم فادخلوها خالدين ﴾ .فلما
سمعت الذن ،وأولياء الله معك ،بادرتم الباب بالدخول فكظللت
البواب من الزحام ل كما قال عتبة بن غزوان .185
43
-28قال النبي " : rلنقضاضهم على باب الجنة أه م إل يي مللن
شفاعتي ". 186
فكظ من الزحللام -فمللا ظنللك بللأبواب مسلليرة أربعيللن عامللا ا
كظيظة من زحام أوليللاء الرحمللن ،فللأكرم بهللم مللن مزدحميللن
مبادرين إلللى مللا قللد عللاينوا مللن حسللن القصللور مللن اليللاقوت
والدر .
الله عنك في تلك الزحمة ،مبادرا ا مع 187
فتوهم نفسك أن عفا
مبادرين ،مسرورا ا مع مسرورين ،بأبدان قللد طهللرت ،ووجللوه
فالتقت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتللزر سللعد
بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إل أصبح أميرا ا على مصر من المصللار ،وإنللي
أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما ا وعند الله صغيرا ا ،وإنهللا لللم تكللن نبللوة
قط إل تناسخت حتى يكون آخللر عاقبتهللا ملكللا ا فسللتخبرون وتجربللون المللراء
بعدنا .
186هكذا ساقه هنا في التوهم المطبللوع ،وذكللره بلفللظ انقضاضللهم فللي
(( ))
44
قد أشرقت وأنارت فهى كالبدر قد سطع من أعراضهم كشللعاع
ت قللدميك علللى تربتهللا وهللىالشمس .فلما جاوزتم بابها وضع م
مسك أذفللر ونبللت الزعفللران المونللع ،والمسللك مصللبوب علللى
أرض ملن فضللة ،والزعفلران نللابت حولهللا ،فللذلك أول خطللوة
خطوتها في أرض البقاء بالمن من 188العللذاب والمللوت .فللأنت
تتخطى في ترب المسك وريللاض الزعفللران ،وعينللاك ترمقللان
حسن بهجة الدر من حسن أشجارها وزينة تصويرها .فبينا أنللت
تتخطللى فللي عرصللات الجنللان ،فللي ريللاض الزعفللران وكثبللان
المسللك ،إذ نللودي فللي أزواجللك وولللدانك وخللدامك وغلمانللك
وقهارمتك :إن فلن قد أقبللل ،فأجللابوا واستبشللروا لقللدومك
كما يبشر أهل الغائب في الدنيا بقدومه ل كما قال علي بن أبي
طالب رضى الله عنه .
فبينما أنت تنظر إلى قصورك إذ سمعت جلبتهم وتبشيشللهم
فاستطرت لذلك فرحا ا ،فبينما أنت ] فرح مسرور [ 189بغبطتهم
قلت :وهنا يأدخل أبو الخير بين يزيد بن أبي حبيب وسالم بللن أبللي سللالم ،
وعمرو بن الحارث ثقة فقيه حافظ ،كمللا فللي التقريللب ،ونعتلله الللذهبي فللي
الكاشف بقوله :حجة له غرائب .
ا
قال أبو داود سمعت أحمد يقول :ليس لهم ل يعني أهل مصر ل أصح حديثا مللن
الليث ،وعمرو بن الحلارث يقلاربه .وقلال الثلرم علن أحملد :ملا فلي هلؤلء
المصريين أثبت من الليث ل عمرو بن الحارث ول غيره ،وقد كان عمرو عندي
ثقة ثم رأيت له مناكير .وقال أحمد بن صالح :الليث إمام ولم يكن بالبلد بعللد
عمرو بن الحارث مثله .
وهنا ل نستطيع أن نجزم بأن المر فيه مخالفة عمرو لليث ،أو أن المر زيادة
ثقة .فإن يزيد بن أبي حبيب ثقة فقيه من رجال الستة غير أنه يرسل .
وجاء من طريق ثالث عن يزيد بن أبي حبيب مختصرا ا :وهو طريق عبد الحميللد
بن بهرام عن يزيد بن أبي حبيب عن معاوية بن مغيث أو معتللب ،وقللد أخرجلله
أحمد ). (2/518
وفيه عبد الحميد بن جعفر ،وهو صدوق ربما وهم ،كما في التقريب ،وهنللا
م بن أبي سللالم .فل أدري أهللو مللن وهللم عبللد لم ميذكعر بين يزيد ومعاوية سال م
الحميد ،أو من إرسال يزيد بن أبي حبيب فهو ثقة فقيه من رجال الستة غيللر
أنه يرسل كما في التقريب .
هذا ولجزء من الحديث شاهد بمعناه أخرجه البخللاري ح 99فقللال :حللدثنا عبللد
العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان عن عمرو بن أبي عمرو بن أبي سللعيد
المقبري عن أبي هريللرة أنلله قللال :قيللل :يللا رسللول الللله مللن أسللعد النللاس
بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الللله " : rلق د ظنن ت ي ا أب ا هري رة أن ل
يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسللعد
الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال ل إله إل الله خالصا ا من قلبه أو نفسه "
.
وهللذا الحللديث أخرجلله البخللاري ح ، 6570وأحمللد ) ، (2/373والنسللائي فللي
الكبرى ح . 5842
187هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] عفا [ .
188قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش .
189هكذا صوب الكلمتين ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] فرحا ا مسرورا ا [ .
45
لقدومك لما سللمعت أجلبهللم فرحللا ا بللك ،إذ ابتللدرتع القهارمللة
إليك ،وقامت الولدان صفوفا ا لقدومك ،فبينمللا أتللت القهارمللة
مقبلة 190إليك ،إذ استخف أزواجللك للعجلللة فبعثللت كللل واحللدة
منهللن بعللض خللدمها لينظللر إليللك مقبل ا ويسللرع بللالرجوع إليهللا
بقدومك لتطمئن إليه فرحا ا ،وتسكن إلى ذلللك سللرورا ا ،فنظللر
إليك الخدم قبل أن تلقاك قهارمتك ،ثم بادر رسول كل واحللدة
منهللن إليهللا ،فلمللا أخبرهللا بقللدومك قللالت كللل واحللدة منهللن
لرسولها :أنت رأيته ؟ من شدة فرحها بللذلك ،ثللم أرسلللت كللل
واحدة منهن رسول ا آخر ،فلما جاءت البشارات بقللدومك إليهللن
لم يتمالكن أنفسهن فرحا ا ،فأردن الخروج إليللك مبللادرات إلللى
لقائك لول أن الله كتب القصر لهن فللي الخيللام إلللى قللدومك ،
كمللا قللال مليكللك ﴿ حللور مقصللورات فللي الخيللام ﴾ ، 191فوضللعن
أيديهن على عضائد أبوابهن وأذرعهن برؤوسهن 192ينظرن متى
تبدو 193لهن صفحة وجهك فيسكن طول حنينهن وشدة شوقهن
إليك وينظرن إلى قرير أعينهن ومعللدن راحتهللن وأنسللهن إلللى
ولي ربهن وحبيب مولهن .
فبينا أنت ترفل في كثبللان المسللك وريللاض الزعفللران وقللد
رميت ببصرك إلى حسن بهجة قصورك ،إذ اسللتقبلك قهارمتللك
بنورهم وبهائهم ،فاستقبلك أول قهرمان لللك فللأعظمت شللأنه
وظننت أنه من ملئكة ربك ،فقال لك :يا ولللي الللله ،إنمللا أنللا
قهرمانك وكلت بأمرك ولك سبعون ألللف قهرمللان سللواي ،ثللم
تتلابعه القهارملة ببهلائهم ونلورهم كلل يعظملك ويسللم عليلك
بالتعظيم لك .
فتوهم قلبللك فللي الجنللان وقللد قللامت بيللن يللديك قهارمتللك
معظمين لك ،ثم الوصفاء والخللدام فاسللتقبلوك كللأنهم اللؤلللو
المكنون ،فسلموا عليك ،ثم أقبلوا بين يديك .
فتوهم تبخترك في موكب من قهارمتك وخدامك يزفونك زفا
إلى قصورك وما أعد لك مولك ومليكك .فلما أتيتم باب قصرك
فتحت الحجاب أبوابك ،ورفعت لللك السللتور ،وهللم قيللام علللى
أقدامهم لك معظميللن ،فتللوهم مللا عللاينت حيللن فتحللت أبللواب
قصلورك ورفعلت سلتوره ،ملن حسلن بهجلة مقاصليره ،وزينلة
أشجاره ،وحسن رياضه ،وتللؤ صحنه ،ونور ساحاته .
فبينا أنت تنظر إلى ذلك إذ بادرت البشرى من خدامك ينادون
أزواجك :هذا فلن ابن فلن قد دخل باب قصره ،فلما سللمعن
نداء البشراء بقدومك ودخولك توثبن من الفللرش علللى السللرة
هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] مقلة [ . 190
46
في الحجال ،وعينك ناظرة إليهن في جللوفا الخيللام والقبللاب ،
فنظرت إلى وثوبهن مستعجلت قد استخفهن الفللرح والشللوق
إلى رؤيتك .
194
الخريللدة الناعمللة فتللوهم تلللك البللدان الرخيمللة الرعبوبللة
يتوثبن بالتهادي والتبختر .فتوهم كل واحدة منهلن حيلن وثبلت
فللي حسللن حللهللا وحليتهللا ،بصللباحة وجههللا ،وتثنللي بللدنها
بنعمتلله .فتللوهم انحللدارها مسللرعة بكمللال بللدنها ،نازلللة عللن
سريرها إلللى صللحن قبتهللا وقللرار خيمتهللا ،فللوثبن حللتى أتيللن
أبللواب خيللامهن وقبللابهن ،ثللم أخللذن بأيللديهن عضللائد أبللواب
خيامهن للقصر الذي ضرب عليهن إلى قدومك ،فقمللن آخللذات
بعضائد أبوابهن ،ثم خرجن ] برؤوسهن ووجوههن [ 195ينحلدرن
من أبواب قبابهن ،متطلعات ينظللرن إليللك ،مقبلت قللد ملئللن
منك فرحا ا وسرورا ا .
فتوهم نفسك بسرور قلبك وفرحه ،وقد رمقتهللن ببصللرك ،
ووقع ناظرك على حسن وجوههن وغنج أعينهن ،فلمللا قللابلت
وجوههن حار طرفك ،وهاج قلبك بالسرور ،فبقيت كللالمبهوت
الذاهل من عظيم ما هاج في قلبك من سللرور مللا رأت عينللاك ،
وسكنت إليه نفسك .
فبينما أنت ترفل إليهن إذ دنوت من أبواب الخيام ،فأسرعن
مبللادرات قللد اسللتخفهن العشللق ،مسللرعات يتثنيللن مللن نعيللم
البدان ويتهادين من كمال الجسام ،ثم نادتك كل واحدة منهن
:يا حبيبي ما أبطاك علينا ؟ فأجبتها بأن قلت :يا حبيبة مللا زال
الله عز وجل يوقفني علللى ذنللب كللذا وكللذا حللتى خشلليت أن ل
أصللل إليكللن ،فمشللين نحللوك فللي السللندس والحريللر ،يللثرن
المسللك ويحركللن نبللت الزعفللران بأذيللال حللهللن وخلخيلهللن
] تقللدمت استعجال ا إليك وشوقا ا وعشقا ا لللك ،فللأول مللن
منهن [ 196إليك مدت إليك بنانها ومعصمها وخاتمهللا ،كمللا قللال
النبي عليه السلم. 197
م فللي فتوهم حسن بنان أنشئ من الزعفران والكافور ،ونيعل م
الجنان اللف من الدهور ،فتوهمه حيللن مللدته إليللك يتلل نللورا ا
ويضئ إشراقاا ،فلما وضعت بنانهللا فللي بنانللك ،وجللدتم مجسللة
له .عيبه :م م له ،ورعب السيل الوادي ي معر م عبا ا :م معيبه مر ع ب اللحوض ي معر م ع م 194مر م
سما ا . ق يعيب :الذي ي ع م
طر دم م ن .والير ل
مي لس لب :أي ممتلئ م عي لم مر ل سنا ل و م
عبللليب :قللليل هللي البللليضاء اللللحسنة الرطبللة ر ع
بو ل عب يللو ل
عبوبللة وير ع وجاريللة ير ع
اللحلوة ،وقليل :هي البليضاء فقط ،وقال اللحياني :هي البليضاءي الناعمة .
عبللوب :
عبوبللة وير ع عيبوبللة :الطويلللة .وقيللل ناقللة ير ع لعرابلللي :الرر ع وقللال ابللن ا م
خفليفة .
195هكذا صوب الكلمتين ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] بروسهن ووجوهن [ .
196كذا صوب ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] تقدمتهن [ .
197لم أقف عليه ،وانظر ما سيأتي من حديث أنس في ص . 68
47
لينة بنعيمه ،وكاد أن ينسل من يديك للينلله ] ،وكللاد [ 198عقلللك
أن يزول فرحا ا بما وصل إلى قلبك من طيب مسيس بنانها ،ثللم
مددتم يدك إلى جسمها الرخيلم النلاعم ،فضلمتك إللى نحرهلا ،
فانثنيت عليها بكفك وساعدك حللتى وضللعته علللى قلئللدها مللن
حلقها ،ثم ضممتها إليك .
فتوهم نعيم بدنها لما ضمتك إليها ،وكاد أن يداخل بدنك بدنها
من لينه ونعيمه .فتوهم ما باشر صدرك من حسن نهودها ولذة
معانقتها ،ثم شممت طيب عوارضها فذهب قلبك من كل شيء
سواها حتى غرق في السرور وامتل فرحا ا لما وصل إلى روحللك
من طيب مسيسها ولذة روائح عوارضها .
فبينللا أنللت كللذلك ،إذ تمللايعن عليللك فللانكببن عليللك يلثمنللك
ويعانقنللك ،فملن وجهللك بللأفواههن ملتثمللات ،وملن صللدرك
بنهودهن ،فأحدقن بك بحسن وجوههن ،وغطين بدنك وجللنلله
بذوائبهن ،واستجمعت في مشامك أراييح طيب عوارضهن .
فتوهم نفسك وهن عليك منكبات ،بفيك ملتثمات متشممات ،
عليك متثنيات بنعيم أبدانهن ،لهن اسللتراحة عنللد ضللمك إليهللن
لشللدة العشللق وطللول الشللوق إليللك ،متشللبثات بجسللمك ،
ومتنعمات بنسيم أراييح عوارضك .
فلما استمكنت خفة السرور مللن قلبللك ،وعمللت لللذة الفلرح
جميع بدنك ،وموعد الله عز وجل في سرورك ،فناديت بالحمللد
لله الذي صدقك الوعد وأنجز لك الموعد .ثم ذكرت طلبك إلللى
ربك إياهن بالدؤوب 199والتشللمير .فللأين أنللت فللي عاقبللة ذلللك
العمل الذي استقبلته وأنللت تلثمهللن وتشللم عوارضللهن ﴿ لمثللل
ل العاملون ﴾ ، 200ثم أثنين عليك وأثنيللت عليهللن ،ثللمهذا فليعم ل
رفعللن أصللواتهن ليؤمنللك بللذلك مللن المعرفللة لهللن بحللوادث
الزمان ،وتنغيص عيشك بأخلقهن ،فنادين جميعا ا بأصللواتهن :
نحللن الراضلليات فل نسللخط أبللدا ا ،ونحللن المقيمللات فل نظعللن
أبدا ا ،ونحن الخالدات فل نبيد أبدا ا ،ونحللن الناعمللات فل نبللؤس
أبدا ا طوباك أنت لنا ونحن لك .
ثم مضيت معهن ،فيا حسن منظرك وأنللت فللي موكبللك مللن
حللورك وولللدانك وخللدامك ،حللتى انتهيللت إلللى بعللض خيامللك ،
فنظرت إلى خيمة من درة مجوفة مفصصة بالياقوت والزمللرد ،
فنظرت إلى حسن أبوابها وبجهة سللتورها ،ثللم رميللت ببصللرك
إلللى داخلهللا فنظللرت إلللى فرشللها ونجللدها وزرابيهللا وحسللن
48
تأسلليس بنيانهللا ، 201قللد بنيللت 202طرائللق علللى جنللادل الللدري
والياقوت ،ثم نظرت إلى سريرك في ارتفاعه وعليه فرشه من
الحريللر والسللتبراق بطللائنهن قللد عل ظللواهرهن مللن النللور
الم تكثف ،وعلى أطرافهن من فوق الحريللر والللديباج ،وحسللن
الرفرفا الخضللر ،وهللي فصللول المجللالس .فلمللا تللأملت تلللك
الفرش بحسنها وفوقها المرافق قد ثنتها ،حار طرفللك فيهللا .
ثم نظرت إلى حجلتها من فوق سريرها قد أحدقت بالعرش من
فوقها .
203
عرصللة فتوهم حسن البللواب ،وحسللن السللتور ،وحسللن
القبة بحسن فرشها ،وحسن السرير وحسن قوائمه وارتفاعه ،
وحسللن الفللرش فللوقه والمرافللق فللوق فرشلله ،والحجلللة
المضروبة من فوق ذلك كله ،فتأملت 204ذلك كله ببصرك ،فلما
دنوت من فرشك تطأمنت 205سريرك فارتفعت الحوراء وارتقللت
عليه .
فتوهم صعودها عليه بعظيم بدنها ونعيمه حتى استوت عليلله
جالسة ،ثم ارتقيتم على السرير فاستويت عليه معهللا فقابلتللك
وأنت مقابلها ،فيا حسن منظرك إليها جالسة في حللها وحليها
،بصللباحة وجههللا ونعيللم جسللمها .السللاور فللي معاصللمها ،
والخواتم في أكفها ،والخلخيل في أسواقها ،والحقاب 206في
حقوها ، 207والوشاح قد تنظر نهديها وجللال بخصللرها ،والقلئللد
في عنقها ،والكاليل من الدر والياقوت على قصتها وجبينهللا ،
والتاج من فوق ذلك على رأسها ،والذوائب من تحللت التللاج قللد
حل مللن مناكبهللا وبلللغ أردافهللا وأنعالهللا ،تللرى 208وجهللك فللي
نحرها وهي تنظر إلى وجهها فللي نحللرك ،وقللد أحللدق الولللدان
209
بقبتللك ،وقللد قللام الرهللط بيللن يللديك ويللديها ،وقللد تللدلت
الشجار بثمارهللا مللن جللوانب حجلتللك ،واطللردت النهللار حللول
قصللرك ،واسللتعلى 210الجللداول علللى خيمتللك بللالخمر والعسللل
49
واللبن والسلسبيل .وقد كمللل حسللنك وحسللنها ،وأنللت لبللس
الحرير والسندس ،وأساور الذهب واللؤلؤ على كل مفصل مللن
مفاصلك ،وتاج الدر واليللاقوت منتصللب فللوق رأسللك ،وأكاليللل
الدر مفصصة بالنور على جبينك .
وقد أضاءت الجنلة وجميلع قصلورك ملن إش راق بلدنك ونلور
وجهك وأنت تعاين ملن صلفاء قصلورك جميلع أزواجلك وخلدمك
وجميللع أبنيللة مقاصلليرك .وقللد تللدلت عليللك ثمللار أشللجارك ،
واطردت أنهارك من الخمر واللبن من تحتللك ،والمللاء والعسللل
من فوقك ،وأنت جالس مع زوجاتك على أريكتك ،وقللد فتحللت
مصاريع أبوابللك وأرخيللت عليللك حجللال خيمللك ،وحفللت الخللدام
والولدان بقبتك ،وسمعت زجلهم بالتقديس لربك ،وقد اطلعوا
على ضمير قلبك فسارعوا إلللى كللل مللا حللدثت بلله نفسللك مللن
أنواع كرامتك وسرورك وأمانيللك ،فللأتوك بكللل أمنيتللك .وأنللت
وزوجك بأكمل الهيئة وأتم النعمة ،وقد حار فيها طرفللك تنظللر
إليها متعجبا ا من جمالها وكمالها ،طرب قلبك بملحتها ،وأنللس
قلبك بها من حسنها ،فهللى منادمللة لللك علللى أريكتللك تنازعللك
وتعاطيك الخمر والسلسبيل والتسنيم في كأسات الدر وأكاويب
قوارير الفضة .
فتوهم الكأس من الياقوت والدر في بنانها ،وقد قربت إليك
ضاحكة بحسن ثغرها ،فسطع نور بنانها فللي الشللراب مللع نللور
وجهها ونحرها ونور الجنان ونور وجهك وأنت مقابلها ،واجتمللع
في الكأس الللذي فللي بنانهللا نللور الكللأس ونللور الشللراب ونللور
وجهها ونور نحرها ونور ثغرها ،فما ظنك بذوائب شللاب أمللرد ،
كامل الخلق ،أنور الوجه ،أبيض الجسم ،أنضر الثيللاب ،أصللفر
الحلللي مللن ذهللب الجنللان يشللوبه حمللرة اليللاقوت وبيللاض الللدر
وحسن العقيان . 211فيا لك من عروس ويللا تلللك عللروس طفلللة
أنيسة عربوبة 212كامل خلقهللا ،ويللا جمللال وجههللا ،ويللا بيللاض
نهودها وتثني جسمها ،يكسوها التأنيث ،ويلينها النعيم ،تنظللر
إليك بغنج الحور ،وتكلمك بملحة المنطق ،وتداعبك بالللدلئل ،
وتلعبك بالعشق والطرب ،بيدها كأس در ل ظل له ،أو يللاقوت
ل شبه له ملن صلفائه ورقلة جسلمه ،قلد جملتله بحسلن كفهلا
وزمردها ونور خواتمها فيه .
فتوهم حسن الكأس مع بياضه مع بيلاض الش راب ملع بيلاض
كفيها وحسنه .
211قال في المختار :العقيان الذهب الخالص قيل هو ما ينبت نباتا ا وليس مما
يحصل من الحجارة .
212هكذا في النسخة المطبوعة من )التوهم( ،ولم أقف على المعنللى وانظللر
معنى ) رعبوبة ( ص .60
50
فتوهم كأس الدر واليلاقوت أو الفضللة فلي صللفاء ذلللك فلي
بنانها الكامل ،وقد اقتربت إليك ضاحكة بحسن ثغرها ،وسللطع
نور بنانها في الشراب مع نور وجههللا ونحرهللا ،وأنللت مقابلهللا
فضحكت أيضا ا إليها ،فاجتمع في الكأس الذي في بنانهللا نللورك
مع نورها مع نور الكأس ونور الشراب ونور وجهها ونور نحرهللا
ونور ثغرها ونور الجنان .
فتوهمه بهذه النوار في ضيائه ،يلمع بصفائه في كفها ،وقد
مدت به إليك يدها بخواتمها ،وأساورها في معاصمها ،فناولتك
الكللأس بكفهللا ،فيللا حسللن مناولتهللا ويللا حسللنها مللن يللد ،ثللم
تعاطتللك كأسللات الخمللر فللي دار المللن واللللذات والسللرور ،
فتناولته منها ثم وضعته على فيك ثم سلسلته في فيك ،فسار
سروره في قلبلك وعملت للذته جوارحلك ،فوجلدت منله طعملا ا
أطيب طعما ا وألذه فشربته ،والولدان قيام بين يديك .
فتوهم ذلك وقد شربت الكأس من يدها ،ثم ناولتها من يدك ،
فتنللاولته بحسللن كفهللا وهللى ضللاحكة ،فيللا حسللن مضللحكها ،
فشربته من يدك ،حتى إذا تعاطيتما الكأس ودار فيما بينكمللا ،
وشاع نور الشراب في وجنتيهللا ،ورفعتمللا أصللواتكما بالتحميللد
والتقللديس لمولكمللا وسلليدكما ،ورفعللت الولللدان والخللدام
أصواتهم تسبيحا ا وتهليل ا مجاوبة لكما ،فيا حسن تلللك الصللوات
بتلك النغمات في تلك القصور وتلك الخيمات .
فبينما أنتما في لذاتكما وسروركما ،وقد مضت الحقاب من
الدهور وما تشعران من اشتغال قلوبكمللا بنعيمكمللا ،إذ هجمللت
الملئكة بالسلم عليك ،وأتتك بالتحف واللطافا من عند ربك ،
حتى إذا انتهت رسل ربك إلي الحجبللة الللذين دونللك والقهارمللة
الموكلين بك ،فطلبوا إليهم الذن عليك ليوصلوا ما أتوا به مللن
عند مولك إليك ،فقالت عند ذلك حجبتك لملئكة ربك :إن ولي
الله مشغول مع أزواجه وإنا لنكره الذن عليه إعظاما ا وإجلل ا له
213
،وكذلك يقول الله ربك تبارك وتعالى ﴿ في شغل فللاكهون ﴾
وبذلك جاء التفسير .فأعظم به من شغل ،وأعظم بك من مللك
تستأذن عليك رسل ربك .وكذلك يقول الرافع قدر أوليائه فللي
214
جواره تبارك وتعالى ﴿ وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ا وملكا ا كبيرا ا ﴾
فقيل في التفسير :إن ذلك استئذان الملئكة عليهم ،فقيل له
:رسل الله بالباب يا ولي الله ل تدخل عليك 215إل بإذن يلا ولللي
الله ،فقد نلت من الله الرضا وبلغت غاية الملك والمنى. 216
51
فتوهم الملئكة وهى قائلة حين أبت حجابك أن تستأذن لهللم
عليك :إنا رسل الله إليه بهدايا وتحف من عند ربه ،فوثبتع عند
ذلك حجابك تستأذن لهم عليك .
فتللوهم أيللدي الحجللاب وقللد مللدوا بهللا إلللى حلللق اليللاقوت
المفصص بالدر على صفائح الذهب الحمر ،فقرعوا حلق أبواب
قصرك ،فلما اصللطك حلللق اليللاقوت بللأبواب قصللرك مللن الللدر
والزمرد طنت الحلق على البواب بأحسن طنين تلذ به السللماع
وتسر 217به قلوب المسللتمعين ،فلمللا سللمعتع الشللجار طنينهللا
تمايلت ثمارهللا علللى بعضللها بعضللا ا فهبللت بللذلك أراييللح طيبهللا
ونسيمها ،ثم 218أشرقتم من قبتك بجمال وجهك وإشراق نورك
،فبادرتع الحجبللة إليللك بللالقول مسللرعة وهللى مللع ذلللك غاضللة
أبصللارها تعظيمللا ا لللك ،ولمللا رمللق أبصللارهم مللن إشللراق نللور
وجهك :يا ولي الله ،رسل الله إليك بالباب ومعهم التحللف مللن
عند ربك ،فرجعت إليهللم بللالجواب :أن ائللذنوا لرسللل مللولي ،
ففتحللت الح جبللة عنللد إذنللك لهللم أبللواب قصللرك وأنللت متكللئ ،
فدخلوا على أريكتللك والولللدان قللد صللفوا بيللن يللديك ،فللأقبلت
الملئكة بحسن صورهم والهدايا تلمع وتسطع نورا ا في أيديهم ،
فدخلوا عليك من أبواب متفرقة لينجز لك ربك ما وعدك من كل
باب ،سلم عليك ،فبادروا بالسلم عليكم بحسن نغمللاتهم مللن
كل أبوابك ،ثم أتبعوا تسليمهم :يا ولللي الللله إن ربللك يقللول :
عليك السلم ،وقد أرسل إليك بهذه الهدايا والتحف .
فتوهم سرور قلبك بتحف ربك ولطفه 219إياك حتى إذا خرجوا
من عندك أقبلت على نعمتك مع زوجتك قد حللار فيهللا طرفللك ،
واشتد بها سرورك .
220
النلداء فبينا أنت معها في غايلة الس رور والحبلور إذا أتلى
بأحسن نغمة وأحلى 221كلم من بعض ما أعد الله مللن أزواجللك :
يا ولي الله أما لنا منك دولة ؟ أما آن لك أن تنظللر إلينللا ؟ فلمللا
امتلت 222مسامعك من حسن كلمها طللار قلبللك عشللقا ا لحسللن
نغمتها فأجببتها : 223ومن أنت بارك الله فيللك ؟ فللردت الجللواب
فللس مللاإليك :أنا من اللواتي قللال الللله عللز وجللل ﴿ فل تعلللم ن ع
عين ﴾. 224
أ ع ة
ن قر ل
م عي ملهم ل
خفل م
أ ع
هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] وتشر [ . 217
52
فتوهم وثوبك من سريرك إلى صحن قبتللك ،ثللم مشلليت مللع
ولللدانك وخللدمك ،ووفللد 225ولللدانها وخللدامها يسللتقبلونك ،
واستقبلوك ومشوا بين يديك حتى أتيت قبة من ياقوتللة حمللراء
في قصر من در وياقوت ،فلما دنللوت مللن بللاب قصللرها قللامت
قهارمتللك وخللدامك رافعللي سللتور قصللرك ،فللدخلته ممتلئللا ا
سرورا ا .
فتوهم باب القصر وحسن الستر وحسن الحجاب والقهارمللة
والخدام ،ثم دخلت قصرك الذي نادتك منه زوجتك ،فلما دخلت
من بابه وقع بصرك علللى حسللن جللدرانه مللن الزمللرد الخضللر ،
وحسن رياضه ،وبهجة بنائه ،وإشللراق عرصللاته ،ونظللرت إلللى
قبتك التي فيها زوجتك يتلل نللور القبللة نللورا ا وضللوءا ا وإشللراقا ا
بنور وجهك ونور وجه زوجتك ،فلما نظللرتع إليللك ،نظللرتع مللن
فللرش الحريللر والسللتبرق والرجللوان ،فنزلللت عللن سللريرها
مبادرة ،قد اسللتخفها شللدة الشللوق إليللك ،وأزعجهللا العشللق ،
فاستقبلتك بالترحيب والتبجيل ،ثم عطفت عليك لمعانقتك .
-*29وكذلك روى أنس بللن مالللك عللن النللبي " : rإن الح وراء
تستقبل ولي الله فتصافحه " .226
53
فتوهم مجسة لين كفها بحسنها وخواتمها فللي كفللك ،وقللد
شخصللتم كللالمبهوت تعجبللا ا مللن حسللن وجههللا ونعيللم جسللمها
وتللؤ 227النور من عوارضها ،ثم وضعت كفهللا فللي كفللك حللتى
أتيتما سريرك مضللروبة عليلله أريكتللك ،فارتقيتمللا جميعللا ا علللى
أريكتك ،وأسدلت عليللك جلل حجلتللك ،وعللانقت علللى فرشللها
228
زوجتك ،فمضللت بللك الزمنللة الطويلللة .ثللم أقبلللت الولللدان
بالكاسات والكللواب ،فاصللطفت قبالتكمللا ،ثللم أدرتمللا الكللأس
فيما بينكما .
فبينا أنتما قد ملئتما فرحا ا وسروراا إذ نادتك أخرى مللن قصللر
من قصورك :يا ولللي الللله أمللا لنللا منللك دولللة ؟ أمللا آن لللك أن
تشتاق إلينا ؟ فأجبتها :ومن أنت بارك الله فيك ؟ فرجعت إليك
القول :أنا من اللللواتي قللال الللله جللل عللز ﴿ ولللدينا مزيللد ﴾، 229
فتحولت إليها ،وأنللت تنتقللل فيمللا بيللن أزواجللك فللي قصللورك
وخللدامك وولللدانك ،فللي غايللة النعيللم وكمللال السللرور ،وقللد
زحزحت عنك كل آفة ،وأزيل عنك كل نقص ،وطهرت مللن كللل
دنس ،وأمنللت فيهللا الفللراق ،لن الللله تعللالى قللد قصللد قلبللك
فقال للهموم :زولي عنه فل تخطري له أبدا ا ،وقال للسللرور :
تمكن فيه فل تزول منه أبدا ا ،وقال للسقام :زولي عن جسمه
فل تعرضللي 230للله أبللدا ا ،وقللال للصللحة :أقيمللي فللي بللدنه فل
تبرحي أبدا ا ،وذبح الموت وأنت تنظللر إليلله ،فللأمنت المللوت فل
تخافه أبدا ا ،ول زوال ترتقبه ،ول سقم يعتريك أبللدا ا ،ول مللوت
يعرض لك أبدا ا ،قللد منحللت جللوار ربللك ،ترفللل فللي أذيالللك ،ل
تخافا سللخطه أبللدا ا بعللد رضللاه 231عنللك ،فل تخللافا نقملله فيمللا
تتقلب فيه من نعيمه ،وأنت عالم بأن الله عللز وجللل محللب لللك
مسرور بك وبما تتقلللب فيلله مللن سللرورك ،فللأعظم بللدار الللله
دارا ا ،وأعظم بجوار الله جوارا ا ، 232فللالعرش قللد أظلللك بظللله ،
والملئكة تختلف إليك باللطافا من عند ربك في حياة ل يزيلهللا
موت ،ونعيم ل تخافا له فوتا ا ،آمنا ا من عذاب ربك ،قللد أيقنللت
برضاه 233عنك ،ووجدت برد عفوه في قلبك ،مقيما ا دائمللا ا فللي
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 228
ق . 35 / 229
54
235
الخلللود مللع المللان 234لنللوائب الللدهر وحللوادث الزمللان لللك
ولجميع أوليائه ،متحدثا ا بجمعهم تحت ظل طوبى. 236
فبينا أولياؤه وأنت فيهم تحت ظل طلوبى يتحلدثون ،إذ أملر
الله مناديا ا من ملئكته فنادى 237أولياءه لينجز لوليائه ما وعدهم
من غاية كرامته وعظيم مسللرته ،بللأن يقربهللم منلله وينللاجيهم
بترحيبه ويريهم وجهلله الكريللم ،ليبلغللوا بللذلك أشللرفا المنللازل
وغاية السرور ومنتهى الرغبة ،فلم تشعر أل ونداء الملللك :أن
يا أهل الجنة إن لكم عند الله لموعدا ا لم تللروه ،فيرجعللون إليلله
القول استعظاما ا لما أعطوا ،فإنه ل عطية فوق ما أعطللوا بعللد
ذلك ،أدخلوا في جواره وأمنوا من عذابه ،وأنت قائلها معهللم :
ألم ينضر وجوهنا ؟ ألم يدخلنا الجنة ؟ ألم يزحزحنلا علن النلار ؟
فناداهم أن الله يستزيركم فزوروه .
فبينا هم كذلك وقد كللادت قلللوبهم أن تطيللر بللأرواحهم فللي
أبدانهم فرحا ا وسرورا ا ،إذا أقبلت الملئكة يقودون نجائب بخللت
خلقت من الياقوت ،ثم نفخ فيها الروح ،مزمومة بسلسل من
ذهب كأن وجوههم المصابيح نضارة وحسنا ا ،ل تروث ول تبول ،
ذوات أجنحة قد علها خز من خللز الجنللة أحمللر ،ومرعللز 238مللن
مرعزها أبيض مشرق في بياضه على ظهرها خطان حمللرة فللي
بياض على هيئة وتر النجائب في الدنيا ،لم ينظلر الخلئلق إللى
مثله وحسن لونه .
فتوهم حسن تلك النجائب وحسن صورها ،نجائب من ياقوت
الجنة في حمرته وصفائه ،وإشراق نوره وتللؤه ،حين يمشللي
في تحركه .
فتوهمهللا بحسللنها وحسللن وجللوه الملئكللة وحسللن أزمتهللا
بسلسل من ذهب الجنان ،وهى تقودها وتقبل بها إلللى أوليللاء
الله وأنت فيهم ،معتدلة في خببها بحسن سلليرها ،لنهللا نجللب
خلقت على حسن السير من غير تعليم من العبللاد ،فهللى نجللب
من غير رياضة ،ذلل بسلسلها ،منقادة من غير مهنة .
فتوهم إقبال الملئكة بها إليهم ،حللتى إذا دنللوا مللن أوليللائه
أناخوهللا ،فتللوهم بروكهللا فلي حسللنها وهيئللة خلقهللا ،وقلبللك
عارفا أنك ستركب بعضها إلى ربك منطلقا ا في الزائرين 239له .
55
فلما أناخوها فبركت على كثبان المسللك مللن ريللاض الزعفللران
تحت طوبى ومستراح العابدين ،أقبلت الملئكة على أولياء الله
فقللالوا بحسللن نغمللاتهم :يللا أوليللاء الرحمللن ،إن الللله ربكللم
يقرئكم السلم ويستزيركم فزوروه ،لينظر إليكم وتنظروا إليه
ويكلمكللم وتكلمللوه ،ويحييكللم وتحيللوه ،ويزيللدكم مللن فضللله
ورحمتله ،إنله ذو رحملة واسلعة وفضلل عظيلم .فلملا سلمعها
أولياء الله ،وسمعتها معهم وثبوا مسارعين إلللى ركوبهللا ،حبللا ا
وشوقا ا إلى ربهم .
فتوهم سرعة توثبهم ،وأنت معهم ،بحسن وجوههم ونورها
وإشراقها ،سرورا ا بقرب ربهم ورؤية حبيبهم .
فتوهم هيبتهم حين رفعوا أيمان أرجلهم إلى ركللب اليللاقوت
والزمرد والدر .
240
أقللدام غيللرت عللن فتوهم حسن أقللدامهم ونعيمهللا ،إنهللا
خلقهللا فأكسلليت فللي الحسللن بخلفا مللا كللانت عليلله فللي دار
الدنيا ،ثم أكنها الله في جنته من كل آفة فغير خلقتها متخضبة
،لها أحقاب الدهور في كثبان المسك ورياض الزعفران .
فتوهم حسن نورها وقد رفعها أولياء الله ركب الياقوت والدر
،فتوهمها بحسنها في أحسن ركب نجائب الجنان ،ثم ثنوا مللن
غير عنف ول مشقة حتى استووا على رحائل من الدر والياقوت
مفضضة بالعبقري والرجوان ،فيا حسن بياض الدر فللي حمللرة
الرجوان .فلما استووا عليها ،واستويت علللى نجيبللك معهللم ،
أثاروا نجائبهم فثارت ،فثار عجللاج المسللك لوثوبهللا عل 241ذلللك
ثيللابهم وجمللامهم ،ثللم اسللتوت النجللائب صللفا ا واحللدا ا معتللدل ا
فصاروا موكبللا ا معتللدل ا ل عللوج فيلله ،ول يتقللدم بعضللها بعضللا ا ،
فأعظم به من موكب ،وأعظم به من ركبان .
فتوهم امتداد صفهم في اعتداله واصطفافا وجوههم معتدلة
242
في اصطفافها ،وعلى جباههم الكاليل ،من فوق رؤوسهم
تيجان من الدر والياقوت .فما ظنك باجتماع وجوه أهل الجنللان
كلها ،عليهم الكاليل والتيجلان مصلطفة متحاذيلة ؟ فملا ظنلك
بأكثر من ألف ألف ألف ،وما تقدر القلللوب علللى إحصللاء عللدده
من تيحان الدر والياقوت مطنطنة على وجوههم نضللرة ضللاحكة
فرحة مستبشرة .
فلو توهمت هذا الموكب بنجائبه واعتدال ركبللانه واصللطفافا
تيجانه على وجوه أولياء الله المشللرقة الناعمللة مللن تحتلله ،ثللم
رهقت نفسك اشتياقا ا لكنت لذلك حقيقللا ا ،ولكنللت بلله حريللاا إن
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 240
56
عقلللت ذلللك شللوقا ا مللن قلبللك إيقانللا ا بإنجللاز مللا وعللد بلله ربللك
أولياءه .فلما اعتدل الصف واصطفت التيجللان تبللادروا بينهللم :
سيروا إلى ربنا .
فتوهم النجائب حين أخذت في السير بأخفافا مللن اليللاقوت
سيرا ا واحدا ا بخط 243واحد ل يتقدم بعضللها بعضللا ا ،تهللتز أجسللام
أولياء الله عليها من نعيمها ،وأكتافهم متحاذيللة فللي سلليرهم ،
وأخفافا رواحلهم وركبها متحاذية في خببها ،فللانطلقوا كللذلك
تثير رواحلهم المسك بأخفافها ،وتهتز رياض الزعفران بأرجلها
،فلما دنوا من أشجار الجنللة رمللت الشللجار إليهللم مللن ثمارهللا
فصارت الثمار ،وهم يسلليرون ،فللي أيللديهم ،فيللا حسللن تلللك
الثمار في أكفهم ،وتزحزحت وتنحت الشجار عن طريقهم لما
ألهمها مولها أن ل يتثلم صفهم فيتعرج بعد استوائه ،ويختلللف
بعد اعتداله ،ويفرق بين ولي الله ورفيقه ،لنهللم رفقللاء فللي
الجنان لتحابهم في الدنيا في ربهم ،فالرفقاء مشهورون ،كل
رفيقين قد شهرا بالمرافقة ،وجعل زيهما ولباسهما لونا ا واحدا ا
،ولون رواحلهما 244لونا ا واحدا ا .
فتوهم نفسك إذ مني عليك ربك ،وأنت لصق برفيقك ،منكبك
بمنكبه ،وقد دنوتما من أشجار الجنللة فنفضللت ثمرهللا فللوقعت
الثمار في أيديكما 245وأيدي أولياء الرحمن ،ثللم تنحللت بأصللولها
عن طريقهم ،فهللم يسلليرون فرحيللن ،وقللد شخصللت قلللوبهم
بللالتعلق إلللى نظللر حللبيبهم ،فهللم يسلليرون بالسللرور ويلتفللت
بعضللهم إلللى بعللض يتحللادثون ،ويضللحك بعضللهم إلللى بعللض ،
يتداعبون في سيرهم ،يحمدون ربهم على ما صللدقهم ،وعلللى
ما أباح لهم من جواره .فبينا هم في سيرهم إذ دنوا من عللرش
ربهم ،وعاينوا أحسللن حجبلله ونللوره ،واسللتحثوا السللير شللوقا ا
وحبا ا وفرحا ا به .
فتوهم نجائبهم تطير في سيرها باعتللدال مللوكبهم وإشللراق
وجللوههم ،والملئكللة قللد أحللدقت بالنجللائب تزفهللم زفللاا إلللى
ربهم ،حتى انتهوا إلى صفحة عرش مولهم ،فتوهم سعة تلك
الصفحة وحسن نورها ببهجتها وزهرتها ،وقللد وضللعت الزرابللي
والنمارق على كثبان المسك ،وعرفا كل فتى 246منهم مللا يأعللد
له ،والكراسي لهل صفوته من عباده ،وأحبائه من خلقه ،لمللا
دنوا إلى ما أعد لهم من المنابر والكراسي والزرابي والنمارق ،
الصل عنده ] بخطا [ . في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 243
أصله ] رواحلهم [ . في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 244
أصله ] أيديكم [ . في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 245
الصل عنده ] فتا [ . في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 246
57
فثنللى رجللله الحسللنة مللن الركللاب إلللى منللبر أو كرسللي أو ]
زربية [. 247
فتوهم تثنيهم أرجلهم إلى كراسيهم ،حتى اسللتووا عليهللا ،
فتللوهم نعيللم تلللك الفخللاذ والوراك المرتفعللة علللى الكراسللي
بالللدر واليللاقوت ،فللأعظم بلله مللن مقعللد وأعظللم بللولي الللله
متربعا ا .
فلما أخذ القوم مجالسهم ،واطمأنوا في مقعدهم ،والحجب
تسطع نورها ،فيا لذه أعينهم وقد أصغوا بمسامعهم منتظريللن
لستماع الكلم من حبيبهم .
فتوهم في مقعدهم الصدق الذي وعللدهم مللولهم ومليكهللم
في القرب منه على قدر 248منازلهم ،فهم في القرب منه على
قدر 249مراتبهم ،فالمحبون له أقربهم إليه قربا ا إذ كانوا له فللي
الدنيا أشد حبا ا ،وأقرب إلى عرشه منهم القللائمون بحجتلله عنللد
خلقه ،ثم النبياء عليهم السلم ،ثم الصديقون على قللدر ذلللك
في القرب من العزيللز الرحيللم ،فللأعظم بلله مللن مللزور ،وجلللي
وتكبير من مزور .
250
فتللوهم مجلسللهم بحسللن كرامتهللم وجمللال وجللوههم
وإشراقها ،لما رهقها نور عرشه عز وجل وإشراق حجبه 251فلو
صح لك عقلك ثم توهمت مجلسهم وإشراق كراسيهم ومنابرهم
وما ينتظرون من رؤية ربهم ،ثم طار روحك شوقا ا إليه ،لكنللت
بذلك حقيقا ا .فما أعظم ذلك عند عاقل عن الللله ،مشللتاق إللى
ربه ورؤيته .
252
بقطللع كللل فتوهم ذلك بعقل فارغ لعل نفسك أن تسللخى
قاطع يقطعك عنه ،وترك كل سللبب يشللغلك عللن التقللرب فيلله
إلى ربك .
فلما استوى بهم المجلس واطمأن بهم المقعد ،وضعت لهم
الموائد ليكللرم الللله عللز وجللل زواره بالطعللام والتفكيلله لهللم ،
ووضعت الموائد لزوار الله عز وجل وأحبائه مللن خلقلله ،قللامت
الملئكللة ] علللى [ 253رؤوسللهم 254معظميللن لللزوار الرحمللن ،
58
فوضعت الصحافا من الذهب فيهللا الطعمللة وطرائللف الفاكهللة
مما لم يحسنوا أن يتمنللوا ،فقللدموا أيللديهم مسللرورين بللإكرام
ربهم لهم ،لن حقللاا علللى كللل مللزور أن يكللرم زائللره ،فكيللف
بالمزور الكريم الواحد الجواد الماجد العظيم ؟ .
فتوهم وهم يأكلون فرحين مستبشرين بإكرام مولهم لهم ،
حتى إذا فرغوا مللن أكلهللم قللال الجليللل لملئكتلله :اسللقوهم .
255
فأتتهم الملئكة ،ل الخدام والولدان ،بللأكواب الللدر وكللؤوس
الياقوت ،فيها الخمر والعسل والماء واللبان .
فتوهم تلك الكأسات وتلك الكللواب بأيللدي ملئكللة الرحمللن ،
فناولوها أولياء الله فشللربوها ،فبللان أثلر حسللن الشللراب فللي
وجوه اللزوار .فلمللا سللقتهم الملئكللة مللا أمرهللم الللله بلله مللن
الشربة ،قال الجليل :اكسوا أوليائي .
فتوهم الملئكة ،وقد جاءت بالحلل التي لم يلبسوا في الجنة
مثلها ،ثم قاموا على رؤوسللهم 256فألبسللوها أهللل كرامللة الللله
ورضوانه .
257
من فوق رؤوسهم حتى صللارت علللى فتوهم وقد صيروها
أقدامهم ،فأشرقت بحسنها وجوههم .ثللم أمللر الجليللل تبللارك
وتعالى أن طيبوهم ،فارتفعت السحاب بحسنها وشللدة ضلليائها
ونورها لحمل ألوان الطيب من المسك وجميع طيب الجنان ،ما
لم يجدوا مثل رائحته .
فتوهمها تمطر عليهم ،والطيب يتساقط عليهم مطرا ا حللتى
عل جباههم وثيابهم .
258
مطر فلما أكلوا وشربوا ،وخلعت الملئكة الخلع ] وطيب [
السحاب ،شخصت أبصارهم وتعلقت قلوبهم ،ثم رفع الحجب .
فبينا هم في ذلك إذ رفعت الحجللب ،فبللدا لهللم ربهللم بكمللاله ،
فلما نظروا إليه وإلى ما لم يحسللنوا أن يتوهمللوه ول يحسللنون
ذلك أبدا ا لنلله القللديم الللذي ل يشللبهه شلليء مللن خلقلله ،فلمللا
نظروا إليه ناداهم حبيبهم بالترحيب منهللم وقللال لهللم :مرحبللا ا
بعبادي ،فلما سمعوا كلم الله بجلله وحسنه غلب على قلوبهم
من الفرح والسرور ما لم يجدوا مثله في الدنيا ول في الجنللة ،
لنهم يسمعون 259كلم من ل يشبه شيئا ا من الشياء .
فتوهمهم وقد أطرقوا وأصغوا بمسللامعهم لسللتماع كلملله ،
وقد عل وجوههم نور السرور لكلم حبيبهم وقرير أعينهم .
وكوس [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 255
روسهم [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 256
سيرها [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 257
طيب [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 258
يسمعوا [ . ] أصله في وكانت ، ( أ ) الكلمة صوب هكذا 259
59
فلو توهمت نفسك وقد سمعت قول الله لوليائه مرحبا ا بهم ،
ثم طار روحك فرحا ا به وحبا ا له لكللان ذلللك منلله حقيللرا ا وصللغيرا ا
عندما توهمته من نفسك عند استماع كلمه .فحيللاهم بالسلللم
فللردوا عليلله :أنللت السلللم ومنللك السلللم ولللك حللق الجلل
والكرام .فمرحبا ا بعبادي وزواري وخيرتي مللن خلقللي ،الللذين
رعوا عهدي ،وحفظوا وصيتي ،وخافوني في الغيللب ،وقللاموا
مني علللى كللل حللال مشللفقين ،وقللد رأيللت الجهللد منهللم فللي
أبللدانهم 260أثللرة لرضللاي عنهللم قللد رأيللت مللا صللنع بكللم أهللل
ي مللازمانكم ،فلم يمنعكم جفاء النللاس عللن حقللي ،تمنللوا عللل ي
شئتم .
فلو رأيتهم وقد سمعوا ذلك من حبيبهم يذكرهم ما كانوا عليه
في دنياهم من رعاية عهده وحفظلله ودوام خلوفهم منله ،وقلد
استطاروا فرحا ا لمللا شللكر لهللم رعللايتهم حقلله ،وحفللظ منهللم
خوفهم ،ورحب بهم محبة لهم ،إذ كانوا بللذلك إيللاه فللي الللدنيا
يعبدونه ،استطارت قلوبهم فرحا ا وسللرورا ا إذ لللم يفرطللوا فللي
طاعته ،ولم يقصروا في مخافته ،فاغتبطوا لمللا كللانوا بلله لللله
في الدنيا يدينون من شدة خوفهم ورعاية حقه وحفظه ،فردوا
إليه 261الجواب مع سرور قلوبهم بالقسم لعظمته وجلله ،أنهم
قد قصروا عما كان يحق له عليهللم إعظمامللا ا للله واسللتكثارا ا ،إذ
أثابهم جنته وأكرمهم بزيلارته وقربله واسللتماع كلملله ،فقللالوا
عنللد ذلللك :وعزتللك وجللللك 262وعظمتللك وارتفللاع مكانللك مللا
قدرناك حق قدرك ،ول أديينا إليك كل حقك ،فائذن لنا بالسجود
،فقال لهم ربهم :إني قد وضعت عنكم مؤونة العبللادة وأرحللت
لكم أبللدانكم ،فطالمللا أتعبتللم البللدان وأخضللعتم لللي الوجللوه ،
ي ما شئتم . فالن أفضتم إلى كرامتي ورحمتي ،فتمنوا عل ي
قال ) أ ( :في الهامش .وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش . 260
60
وفي بعض الحديث أنهم إذا نظللروا إليلله خللروا ، 263فينللاديهم
بكلمه تبارك 264وتعالى :ارفعللوا رؤوسللكم ، 265ليللس هللذا حيللن
عمل ،هذا حين سرور ونظر .
فتوهم بعقلك نور وجوههم وما يداخلهم من السرور والفرح ،
حين عاينوا مليكهم ،وسمعوا كلم حللبيبهم ،وأنيللس قلللوبهم ،
وقللرة أعينهللم ،ورضللا أفئللدتهم ،وسللكن أنفسللهم ،فرفعللوا
رؤوسهم 266من سللجودهم ،فنظللروا إلللى مللن ل يشللبهه شلليء
بأبصارهم ،فبلغوا بذلك غاية الكرامة ومنتهى 267الرضا والرفعة
.
فما ظنك بنظرهم إلى العزيلز الجليلل ،اللذي ل يقلع عليله
الوهللام ،ول يحيللط بلله الذهللان ،ول تكفيلله الفكللر ،ول تحللده
268
الفطن ،الذي ل تأويه الرحام ،ولم تنقله الصلب ،ول يبدو
فيكون مطبوعا ا منتقل ا ،الزلللي القللديم ،الللذي حللارت العقللول
عن إدراكه ،فكلت اللسنة عن تمللثيله بصللفاته ،فهللو المنفللرد
بللذاته عللن شللبه الللذوات ،المتعللالي بجلللله علللى مسللاواة
المخلوقين ،فسبحانه ل شيء يعادله ،ول شريك يشللاركه ،ول
شلليء يريللده فيستصللعب عليلله أو يعجللزه إنشللاؤه ،استسلللم
لعظمته الجبارون ،وذل لقضائه الولللون والخللرون ،نفللذ فللي
الشياء علمه بما كان وبما ل يكون ) ،وبملا للو كلان كيلف كلان
يكون ، 269فأحاط بالشياء علما ا ،وسمع أصواتها سللمعا ا ،وأدرك
أخرجه العقيلي ) (1/292من طريق حمزة بن واصل المنقري عللن قتللادة 263
عن أنس ،وفيه :فينادى رب العزة رضوان وهو خازن الجنة فيقول يا رضللوان
ارفع الحجب بيني وبين عبلادي فللإذا رفللع الحجلب بينلي وبينهللم فللرأوا بهللاءه
ونوره هبوا سجودا فيناديهم بصوته أن ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادة لي
في الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء والخلود سلونى ما شئتم فأنا ربكم الللذي
صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتى فهذا محل كرامللتى فسلللونى . ....فللي
حديث طويل وحمزة بن واصل مجهول في الرواية وحديثه غير محفوظ ،قللاله
العقيلي في الضعفاء .وقال ابن حجر فللي لسللان الميللزان :ل يعللرفا ول هللو
بعمدة .
264هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في الصل عنده ] تباك [ .
265هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] روسكم [ .
266هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] روسهم [ .
267هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] ومنتها [ .
268هكذا صوب الكلمة ) أ ( ،وكانت في أصله ] يبدوا [ .
269هذا التعبير فيه خطأ على الله ،فقائله يقصد به علو عظمللة الللله وقللدرته ،
غير أن الصواب ،أنه أبدع ما كان على أعظم مثللال ،فليللس أعظللم ممللا أبللدع
حتى يكون )) وبما لو كان كيلف كلان يكلون (( ،والللله أعللم .وضللبط أي شلي د
ء
يتعلق بصفات الللله أو أسللمائه أو أي كلم عللن الللله لبللد أن يكلون بنللص حللتى
لتكون فتنة ،فقائل يقول والخللر يعللترض .والبلادئ هلو المطللالب بالللدليل .
والله تعالى أعلم .
61
أشخاصللها ] 270[ .......ونفللذ فيهللا إرادتلله ،وأمضللى 271فيهللا
مشيئته ،فهي مدبرة ] . 272[ .....وقربها اختراعللا ا فكللانت عللن
إرادته ،لم يتقدم منها شيء قبل وقته الذي أراد فيلله كللونه ] ،
ولممع [ 273يتأخر فيه عن نهيه ،وكيف يستصعب عليه من لم يكللن
شيئا ا مذكورا ا حتى كونه سبحانه الواحد القهار .
ر أوليللاء الللله برؤيتلله وأكرمهللم بقربلله ،ونعيللم قلللوبهم
فلما سم ي
بمناجاته واستماع كلمه ،أذن لهم بالنصرافا إلى مللا أعلد لهللم
مللن كرامتلله ونعيمهللم ولللذاتهم ،فانصللرفوا علللى خيللل الللدر
والياقوت ،على السرة فوقها الحجال ،ترفا وتطير في رياض
الجنان .
فما ظنك بوجوه نظرت إلى الله عز وجل وسللمعت كلملله كيللف
ضاعف حسنها وجمالها ؟ وزاد ذلك في أشراقها ونورهللا ،فلللم
تزل في مسيرها حتى أشرفت على قصورها .
فلما بدت لخدامها وقهارمتها وولدانها بادر كللل واحللد منهللم
خللدامه وقهللارمته وولللدانه مسللتقبلة مللن أبللواب قصللوره حللتى
أحللدقوا بلله يزفللونه إلللى قصللوره وخيللامه ،فلمللا دنللا مللن بللاب
قصره 274وخيللامه قللامت الحجللاب رافعللي سللتور أبللواب قصللره
معظمين مجلين له ،وبادرت إليه أزواجه ،فلمللا نظللرت زوجتلله
إلللى جمللال وجهلله قللد ضللوعف فللي حسللنه وإشللراقه ونللوره ،
ازدادت للله حبللا ا وعشللقا ا ،وأشللرقت قصللوره وقبللابه وخيللامه
وأزواجه من نور وجهه وجماله ،وازدادت أزواجه حسللنا ا وجمللال ا
ووجاهة وحشمة ،ثم نزلوا عن خيولهم إلى صللحون قصللورهم ،
ثم اطمأنوا على فرشهم وعادوا إلى نعيمهم .
واشتاقوا إلى منادمة إخوانهم ،فركبوا النجائب والخيل عليها
يتزاورون ،حتى التقوا على أنهار الجنة 275ففرشت لهم نمللارق
الجنللان 276وزاربيهللا علللى كثبللان المسللك والكللافور ،وتقابللل
الخوان علللى السللرور والشللراب ،فقللامت الولللدان بالكأسللات
والباريق والكواب يغترفون من أنهللار الجنللة ،أنهللارهم الخمللر
والسلسبيل والتسنيم .
62
فلمللا أخللذت الولللدان الكأسللات واغللترفوا ليسللقوا أوليللاء
الرحمن ،لم يشعروا إل بنداء الله عز وجل :يللا أوليللائي طالمللا
رأيتكم في الدنيا وقللد ذبلللت شللفاهكم ،ويبسللت حلللوقكم مللن
العطللش ،فتعللاطوا اليللوم الكللأس فيمللا بينكللم ،وعللودوا فللي
نعيمكم ،فكلوا واشللربوا هنيئللا ا مريئللا ا بمللا أسلللفتم فللي اليللام
الخاليللة .فل يقللدر الخلئللق أن 277يصللفوا سللرور قلللوبهم حيللن
سمعوا كلم مولهم يذكر أعمالهم شكرا ا منه لهم ،وغبطة منلله
لهم ،لما نللاداهم إلللى 278معاطللاة الكللأس للمنادمللة بينهللم بعللد
معرفتهلللم فلللي اللللدنيا ] 279[ .....منادملللة أهلللل اللللدنيا عللللى
خمللورهم .فلللو رأيللت وجللوههم 280وقللد أشللرقت بسللرور كلم
مولهم واغتباطه لما ذكرهم أعمللالهم الصللالحة مللن صلليامهم ،
وتركهم منادمة أهل الدنيا لمرضاته ،وما عوضهم من المنادمللة
في جواره ،وما أيقنوا به من سرورهم بمنادمتهم على الخمللر
والعسل واللبان ،فأعظم به من مجلس ،وأعظم به من جمع ،
وأعظم به من منادمين في جوار الرحمن الرحيم .
فكن إلى ربك مشتاقا ا وإليه متحببللا ا ،ولمللا حللال بينللك وبينلله
قاطعللا ا وعنلله معرضللا ا ،وابتهللل فللي الطلللب إلللى الللله بفضللله
وإحسانه أن ل يقطع بك عنهم .
وبالله التوفيق وإليه المصير ،والجنة مثوى المؤمنين ،وثواب
المتقين ،وسرور المحزونين ،ول حول ول قوة إل بالله العلللي
العظيم .