Professional Documents
Culture Documents
www.waleman.com
المد ل الذي علم بالقلم ،علم النسان ما ل يعلم ،أحده تعال با هو له أه ٌل من المد وأثن عليه وأستغفره من
جيع الذنوب وأتوب إليه وأومن به وأتوكل عليه ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد
بيده الي وهو على كل شيءٍ قدير ،وأشهد أن سيدنا ونبينا ممدا عبد ال ورسوله وصفوته من خلقه وخليله
القائل في ما رواه ع نه الرب يع بن حبيب من طر يق ا بن عبيدة عن جابر بن ز يد عن ا بن عباس أ نه عل يه ال صلة
والسلم قال (( :خي أمت قومٌ يأتون من بعدي يؤمنون ب ويعملون بأمري ول يرون فأولئك لم الدرجات العلى
إل من تعمق ف الفتنة ))؛ اللهم صلي وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه ودعا بدعوته إل يوم
الدين.
أما بعد،،،
فأحيي كم أي ها الخوة الكرام بتح ية ال سلم ف بدء هذا اللقاء ف هذه الم سية البار كة ف ظلل هذا ال سجد
الطاهر الشريف ،فالسلم عليكم ورحة ال تعال وبركاته...
ث إنن أسأل ال تعال القدير أن يعل لقاءنا هذا لقاء خيٍ وبركة وأن يزينا جيعا جزاء الصالي ،كما أسأله –
جلت قدرته – أن يلهمن الرشد ويلهمكم الصب ف هذه اللحظات الت سنقضّيها سويا ،وعسى أن يعلن رب
عند حسن ظنكم وأن يغفر ل ما ل تعلمون.
موضوع هذه الم سية ( من مل مح الدر سة الباض ية من خلل كتاب آثار الرب يع بن حبيب ر ضي ال تعال
ع نه )؛ وق بل أن أد خل ف و صف هذا الكتاب و ف طرق باب لب موضوع هذه الم سية أود أن أقدّم ب ي يدي
هذا الوضوع مقدمةً أبي فيها الطوط العامة الت سوف نسي عليها الليلة ونن نتحدث عن هذا الوضوع؛ فبعد
القد مة سأتعرض لتعري فٍ إجالٍ عن هذا الكتاب الذي من خلله أقدم درا سة متواض عة أ ستشف في ها آراء كم
وتصحيحاتكم وتعليقاتكم بإذن ال تعال عن الدرسة الباضية ،هذا التعريف سيكون تعريفا إجاليا عن الكتاب
وتأر يخ تدو ين هذا الكتاب والظروف ال ت أُلّف في ها وأما كن وجود الن سخ الخطو طة لذا الكتاب ،وب عد ذلك
سيكون ف النقطة الثانية أيضا بيا ٌن موجزٌ عن أهية الكتاب ف التراث السلمي العام؛ ث ف النقطة الثالثة بعد
القدمة سيكون حديثنا عن عنوان هذه الحاضرة وهو ما يكن استشفافه من كتاب آثار الربيع بن حبيب من معال
وملمح للمدرسة الباضية.
أ ما عن النق طة الول فإ ن أر يد أن أب ي ل كم ب عض أ سباب اختياري لذا الوضوع ،لاذا هذا الوضوع بالذات؟
هناك أ سبابٌ رئي سيةٌ ثل ثة جعلت ن أختار ح ي عرَض عليّ الخوة القائمون على هذه الم سيات البار كة وعلى
هذا ال هد الشكور – جزا هم ال خيا -جعلت ن أختار هذا الوضوع بالذات :الول أن هذا ال نص – أي نص
كتاب آثار الربيع بن حبيب – يُدرس دراسة علمية متواضعة لول مرة ولكنه بغي اللغة العربية ،وطالا طالبن
ي من مشايي وأساتذت وإخوان طلبة العلم – جزاهم ال خيا – بنقله إل اللغة العربية ولكن قعدت ب المة
كث ٌ
ط بالعربية ألقيه بي يدي إخوا نٍ من أهل
عن تقيق مطلبهم فلم أجد بدا بعد ذلك من تقدي ولو ملخ صٍ بسي ٍ
الثقافة والعرفة والنباهة لستني بآرائهم بشيئة ال تعال بعد ذلك .فهذا هو السبب الول ،فالكتاب لنه يُدرس
لول مرة أو لنه ُدرِس دراسة علمية ً للمرة الول أحببت أن أطلعكم على ما فيه ولننظر بعد ذلك سويا فيما
يكن أن نرج به من نتائج من هذا الكتاب أو ما ماثله من تراثنا السلمي الغن الكبي.
أما السبب الثان فهو أن عرض هذا الوضوع يؤكد على حقيقةٍ هامةٍ جدا ،يؤكد على حقيقة إسهام علماء عمان
ف التراث ال سلمي من وق تٍ مب كر ،ليس على ال ستوى النظري أو التنظيي فقط وإن ا على م ستوى التدو ين
والكتابة؛ ول ريب أن أهل عمان كانت لم إسهاماتٌ كثي ٌة ف خدمة السلم والسلمي ،وكانت مشاركاتم ف
الا نب الد ب ال سلمي مشهودا ل ا بالثراء والر صانة ،وهذا الكتاب الذي ب ي أيدي نا ( كتاب آثار الرب يع بن
حبيب ) هو شاهدٌ يؤكد على هذه القيقة وهو أن أسلفنا وعلماءنا الوائل ف القرون السلمية الول وأنا هنا
أتدث عن بدايات القرن الثان الجري كانت لم مشاركا تٌ رائعةٌ أدت إل ثروة علميةٍ فقهي ٍة فكريةٍ ف التراث
السلمي الواسع.
وأ ما ال سبب الثالث الذي جعل ن أختار هذا الوضوع ف هو أن كثيا من الناس يت ساءلون عن الذ هب البا ضي
ويرغبون ف التعرّف عليه من أتباع الذاهب السلمية الختلفة سيّما والمة تر برحلةٍ تتاج فيه إل أن تتعرّف
على نف سها ،فكا نت مبادرة أُل ب في ها رغب ًة ف هذا الا نب ،فأُعرّف بذه الدر سة ال سلمية ال صيلة ك ما أن نا
نرحّب غاية الترحيب بالتعرّف على ما عند الخرين ف ج ّو من الوئام وف جو من النفتاح الذهن والفكري وف
غايا تٍ من الرغبة الصادقة ف توحيد كلمة هذه المة حي نعرف أصالة بعضنا البعض وحي نعرف ِقدَ مَ مذاهب
إ سلمية طال ا ُرمِ يت ب ا رُم يت به م ا ينفّ ر من ها ويبدي الطالع الار جي عن التعرف علي ها؛ فأ سأل ال سبحانه
وتعال أن تقق هذه البادرة ولو شيئا يسيا ما يلب هذا الانب ،وكما قلت فإننا ف الوقت ذاته نرحب بالتعرف
على ما عند الخرين لكي يتحقق لنا " التعارف " الذي هو من صميم ما خلقنا ال سبحانه وتعال عليه ف هذه
الياة " وجعلكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ".
هذه السباب متمعة جعلتن أختار هذا الوضوع.
أما عن النقطة الول بعد هذه القدمة الت بينت فيها السباب أو إن اعتبت القدمة نقطة أول فهذه نقطةٌ ثانية،
ف عن ك ثب ولو باخت صار على كتاب آثار الرب يع بن حبيب .ما هو هذا الكتاب؟ ما الذي يتحدث
و هي تعر ٌ
عنه؟ أين يوجد؟
ي منا يعرف المام
أولً عنوان الكتاب؛ قد يستغرب البعض منا حي يسمع ( كتاب آثار الربيع بن حبيب ) .كث ٌ
الربيبع ببن حببيب مبن خلل مسبنده ( مسبند الربيبع ببن حببيب ) الذي يُعرف بعبد ترتيبب المام أبب يعقوب
الوارجل ن له ب ب(الا مع ال صحيح م سند المام الرب يع بن حبيب ) في ظن بأن نا نتحدث عن الش يء نف سه ،ل،
كتاب آثار الربيع بن حبيب هو غي مسند الربيع بن حبيب .يوجد ف كتب متقدمي علمائنا أساءُ عديدة لذا
الكتاب الذي نتحدث عنه ،فا بن خلفون الزا ت وهو من علماء الغرب ف القرن السادس الجري رجع إل هذا
الكتاب وكان ينقل منه نقولً صرية تطابق ما وجدته ف هذا الكتاب عند دراست وتقيقي له ،يبدأ هذه النقول
بقوله ( :ومن كتاب أب صفرة عبد اللك بن صفرة عن الربيع عن ضمام عن جابر بن زيد ) ث يذكر مت الثر
الذي يريد أن يورده ،يقول ( :من كتاب أب صفرة ) فيسميه بكتاب أب صفرة ،وهذا أقدم ن صٍِ وجدته يرجع
إل هذا الكتاب الذي نتحدث عنه ف القرن السادس الجري .ف القرن التاسع الجري كان أبو القاسم البّادي
ي صف هذا الكتاب أيضا ول كن با سمٍ آ خر فيقول ( :ح فظ أ ب صفرة ) ،صنّف كتابا من ك تب أ صحابنا ساه
( ح فظ أ ب صفرة )؛ ث قال ( :العروف عند نا بكتاب ضمام ) ،فلدي نا الن من خلل كلم البّادي عنوانان:
( ح فظ أ ب صفرة ) ث قال ( العروف عند نا بكتاب ضمام )؛ وتقدم أن ا بن خلفون ساه ( كتاب أ ب صفرة ).
فلدي نا الن ثل ثة أ ساء لذا الكتاب .ث جاء الشما خي ف القرن التا سع الجري أيضا وقال ( :آثار الرب يع بن
ب جام عٌ علّ مة ،سّى الكتاب
حبيب ج عه أ بو صفرة) ،وو صفه بأ نه مشهور؛ فإذن الشما خي ،و هو مؤر خٌ مع ت ٌ
( آثار الربيع ) ووصفه أنه جعه أبو صفرة ( .جعه أبو صفرة ) هذه الكلمة قادتن إل البحث فإذا ب أجد الشيخ
الكندي ف ( بيان الشرع ) ف القرن السادس الجري تقريبا – الذي توف ف أواخر القرن السادس الجري –
ين قل من كتاب يبدأ اقتبا سه من هذا الكتاب بقوله ( :من جا مع أ ب صفرة ) ث ين قل ما يقتب سه من جا مع أ ب
صفرة؛ هذا عنوان آخر ل نذكره إل الن ،ذكرنا ( كتاب أب صفرة ) و( كتاب ضمام ) و( آثار الربيع )؛ هذا
الذي يذكره صاحب بيان الشرع يسميه ( جامع أب صفرة ) وليس ( كتاب أب صفرة ) .ولكن سأستبعد هذا
السم لن لا قارنت هذه القتباسات الوجودة ف ( بيان الشرع ) مع هذا الكتاب الذي سيته ( آثار الربيع بن
حبيب ) ل أجدها متطابقةً البتّة ل ف الضمون ول ف الطريقة ما يدل أنه كان ينقل من كتا بٍ آخر اسه ( جامع
أب صفرة ) وهذا تأكد ل من وصف الشيخ نور الدين السالي – رحه ال – لذا الكتاب ف ( اللمعة الرضية )،
لنه ذكر من ضمن ما ذكره من كتب وآثار أصحابنا ذكر ( كتاب ضمام ) وهو الذي ذكره أيضا البادي قال:
( معروف عندنا بكتاب ضمام ) ،فالشيخ السالي قال ( :كتاب ضمام وجامع أب صفرة ) ،لكنه عن ( جامع أب
صفرة ) قال بأنه ل يره ،وُ صِف له ول يره ،فكأن ( جامع أب صفرة ) هو غي ( كتاب ضمام ) وهو الذي قلت
بأن صباحب ( بيان الشرع ) كان ينقبل منبه وأنبه غيب الكتاب الذي نتحدث عنبه ولذلك سبوف أسبتبعد هذا
السم .فيبقى عندنا الساء الثلثة الت ذكرها من تقدم من أصحابنا من مؤرخي وفقهاء وعلماء ،وهو ( كتاب
أب صفرة ) ( ،كتاب ضمام ) ( ،آثار الربيع ).
النسخ الخطوطة لذا الكتاب تتفق ف أن اسه ( آثار الربيع بن حبيب )؛ ومع ما تقدم من كلم الشماخي فإن ل
أجد مناصا من تسمية الكتاب بب ( كتاب آثار الربيع بن حبيب ) لن الشماخي – كما قلت – قال بأنه ( آثار
الربيع ) وقال ( جعه أبو صفرة ) ،ث قال ( :وهو مشهور ) .جعه أبو صفرة فلذلك نُسب إل أب صفرة وقيل
( كتاب أب صفرة ).
ولاذا سي ( كتاب ضمام )؟ لن هذا الكتاب يعتمد ف سلسلة سنده على ضمام بن السائب تلميذ المام جابر
بن زيد الشهور وهو من أكب تلمذته حت فيما يبدو أنه أكب من المام أب عبيدة مسلم بن أب كرية.
أما لاذا ل يسمي هؤلء هذا الكتاب بب ( آثار الربيع بن حبيب ) فالظاهر فيما يبدو أنه نظرا لا للمام الربيع بن
حبيب من مؤلفات عديدة ،فله ال سند وله ( فت يا الرب يع ) وله م سائل ،فخُ شي من اختلط هذه ال ساء ببعض ها
ولذلك بعض الؤرخي نسبه إل ناقله أو جامعه أو راويه أو صاحب الدور الكب فيه إل أب صفرة أو إل ضمام.
وبعد ترتيب مسند المام الربيع ومعرفة أنه أصبح على طريقة الوامع فسمي بب ( الامع الصحيح مسند المام
الربيع بن حبيب ) ومعرفة الناس أن الامع يتلف عن السند ،يتلف عن الثار ،يتلف عن غيها من الصنفات
الديث ية ،ل يب قى هناك إشكال ف اللتزام بال سم الذي ن صت عل يه الخطوطات جيعا والذي نص عل يه أيضا
الشماخي رحه ال تعال .فاسم الكتاب إذن ( آثار الربيع بن حبيب ) ،وهو نفس الكتاب الذي يكن أن تدوه
باسم ( كتاب ضمام ) ،وأحيانا قليلةً جدا ( روايات ضمام ) ،وهو نفس الكتاب الذي يسمى أيضا بب ( كتاب
أبب صبفرة ) .هذا مبا توصبلت إليبه ولعلي أسبتفيد منكبم أكثبر فب هذا الانبب .لكبن عموما عنبد مطالعتكبم
وقراءات كم عند ما تدون ( كتاب ضمام ) أو ( روايات ضمام ) أو ( كتاب أ ب صفرة ) ف هو هذا الكتاب الذي
هو ( آثارالربيع بن حبيب ).
نُسخ هذا الكتاب ،أيضا باختصار شديد توصلت إل ثلث نسخ تكنت من الطلع على أصل واحد ٍة من هذه
الن سخ و هي الن سخة الحفو ظة ف دار الك تب ال صرية ت ت ر قم ب ،21582يو جد مفوظا ف دار الك تب
الصبرية ملد مبن ضمبن هذا الجلد كتاب آثار الربيبع ببن حببيب ،مل ٌد ضخبم ،وتوجبد عندي منبه نسبخة
باليكروفلم ،وقبد – كمبا قلت – يسبر ال سببحانه وتعال ل أن أطلع على الخطوط فب دار الكتبب الصبرية
وقضّيت معه ساعاتٍ ول المد .ويوجد الن صورة من هذا الخطوط ف مكتبة وزارة التراث ،ف دار الكتب
ال صرية و ف ت صنيف وزارة التراث ت ت ا سم ( مدو نة أ ب غا ن الرا سان ) و سآت إل هذه الت سمية ،ل نه ك ما
قلت الكتاب ملد يشتمل على عدد من الؤلفات والرسائل والصنفات ومن ضمنها كتاب آثار الربيع بن حبيب.
وهناك ن سختان ف شال أفريق يا ف الكت بة البارون ية ،وهاتان الن سختان اعت مد عليه ما الدكتور عمرو النا مي ف
تقي قه لكتاب ا بن خلفون الزا ت الذي ذكر ته أولً ،له كتاب ا سه ( أجو بة ا بن خلفون ) مطبوع موجود حق قه
الدكتور عمرو النامي واعتمد ف تقيقه حي ينقل ابن خلفون من آثار الربيع بن حبيب بصيغة ( ومن كتاب أب
صفرة ) كان يرجع الدكتور النامي إل نسختي رمز إليهما بب ( أ ) و( ب ) ،النسخة البارونية ( أ ) والنسخة
البارونية ( ب )؛ والنسخة البارونية كما تعرفون موجودة ف تونس .لكن ل أستطع – مع ماولت – الوصول إل
أصول هذه الخطوطات وإنا حصلت على صورٍ من هذا الزء الذي هو ( آثار الربيع بن حبيب ) الأخوذ أيضا
من ملد أ صل ي ضم مؤلفات عديدة في ما يبدو ل تتلف عن الجلد الوجود ف دار الك تب ال صرية من ح يث
الضمون ل من ح يث ال ط وتأر يخ التدو ين وغ ي ذلك ،هي ن سخ متل فة ،توار يخ تدوين ها متل فة ،نُ سّاخها
متلفون؛ فنسخةٌ واحدة أصبحت الن موجودة ف مركز الليج للدراسات العربية والسلمية ف مكتبة جامعة
إِك سِتر بنوب إنلترا ،والنسخة الثانية موجودة ف مكتبة ساحة الشيخ أحد بن حد الليلي الفت العام للسلطنة
يفظه ال تعال.
سأقف وقفةً قصي ًة مع هذا الجلد ،هدف من هذه الوقفة التعريف بحتويات هذا الجلد الذي يوجد من ضمنه
كتاب نا الذي نتدار سه ف هذه الم سية ،ول عل ذلك يرك ف بعض نا ال مة – إن شاء ال تعال – لدرا سة وتق يق
شيءٍ من هذه الكتب والرسائل الوجودة ف هذا الجلد لنه ترا ثٌ غنٌ با ف هذه الكلمة من أبلغ العان ،ترا ثٌ
غنٌ جدا ل صحابنا التقدم ي من لدن جابر بن ز يد إل يع ن تلم يذ تلميذه من علوم القرون ال سلمية الول،
القرن الجري الول والثانب والثالث ،وهذا يعنب أناب ثروةٌ ضخمبة وثرو ٌة قيمةٌ جدا؛ فلعلي أسبتعرض بلمحةٍ
سريعة بعض ما يوجد ف هذه لن أيضا نفس تسمية ( مدونة أب غان ) ف القيقة غي دقيقة كما يتبي ل ،لن
الكتاب – هذا الجلد – ل يشتمل فقط على مدونة أب غان الراسان ،فأبو غان ينقل عن علماء معيني ساهم
بأسائهم وبطريقة الوار -السؤال والواب – وأحيانا العتراض وبالقبول أو الرفض لكن هذا ل ينسحب على
كل الجزاء الوجودة ف هذا الجلد؛ فلعله سي ( مدونة أب غان ) توّزا أو أن الفهرس ل يطلع على كل ما فيه.
عموما م ا ف يه من مدو نة أ ب غا ن ( كتاب العمّال و من يلي علي هم ) ( ،كتاب المتنع ي عن المام ) ( ،كتاب
الكفالت :أبواب السلم والبيوع )؛ يعن حت من عناوين هذه البواب والكتب تدركون قيمة ما ف هذا الكتاب
من مادة علمية .هذه الت ذكرتا يكن أن تكون من مدونة أب غان .ما هو ليس من مدونة أب غان ( كتاب
النكاح من قول جابر بن ز يد ) ،وأ نا أوا فق على ما تو صل إل يه الدكتور النا مي من أن هذا الكتاب ،هذا الزء
وهو ف صفحات معدودة ،يُحتمل أن يكون من بقايا الدونة ( مدونة المام جابر بن زيد )؛ ( كتاب النكاح )
من قول جابر بن زيد .وفيه ( كتاب الشغار ) لبن عبد العزيز ،وفيه سبعة أجزاء صغية كل جزء منها ف أبوابٍ
فقهية معينة أو ف با بٍ فقه يٍ واحد من أقوال قتادة بن دعامة السدوسي من الول إل ال سابع لكنها مفرقة ل
توجد ف مكان واحد :يوجد الزء الول هنا والثان هنا والثالث هنا،وأحيانا نفس الزء الواحد يبدأ ف مكان
وينتهي ف مكان آخر يفصل بينه وبي شطريه رسالة أو كتا بٌ آخر أو جزءٌ آخر من كتاب .فإذن سبعة أجزاء
من أقوال قتادة.
ثب ماب يكبن أيضا أن يكون مبن مدونبة أبب غانب فب هذا الجلد ( كتاب الشُفعبة وتقنيب أصبولا ) ( ،كتاب
الحكام ) ( ،كتاب الفرائض ) ( ،كتاب مبا يلزم مبن ضمان الب لبنتبه ) ( ،كتاب الوصبايا ) .ماب ليبس مبن
مدونة أب غان رسالة المام أب عبيدة ف الزكاة وسيت – ل أعرف لاذا ف هذا السياق – سيت ( رسالة الشيخ
أ ب عبيدة ف الزكاة ) ،وتعرفون بأن هذه الر سالة طُبِ عت م ستقلة وطب عت أيضا من ض من الدرا سة ال ت قام ب ا
الدكتور مبارك الراشدي عن المام أب عبيدة مسلم بن أب كرية التميمي.
ث هناك كتب يُحتاج أن يُتعرف عليها هي ليست بنفس طريقة الدونة – مدونة أب غان – كب( كتاب كفارات
اليان ) ( ،كتاب الودائع والعاريات ) ( ،كتاب القسبمة ) ( ،كتاب اليبض )؛ هذه أيضا تتاج إل تصبنيف
لنعرف ما هي ،تتاج إل دراسة ،فل يكن أن نطلق فقط ونقول هذا مدونة أب غان ،بالضافة إل ما يوجد ف
هذا الجلد من ( آثار الربيع بن حبيب ) وكتاب آخر اسه ( فُتيا الربيع بن حبيب ) ،وكم نتمن أن تنتشل هذه
الجزاء والر سائل أيدي الباحث ي لتخرج ها إل النور ففي ها عل مٌ كثيٌ وخيٌ ل يت صوره إل من فعلً غاص ودرس
هذه الك تب لن ا – يع ن – التراث ال سلمي الول نادر ،ما و صلنا من القرون ال سلمية الول ل يس بالشيء
الكثي ،ودراسته تفتح لنا آفاقا رحبةً للبحث والدراسة ولفهم ما هو كائن ف تلك العصور البكرة.
مؤلف الكتاب؛ لن أط يل لن الكتاب مؤل فه هو كا سم الكتاب الرب يع بن حبيب ( آثار الرب يع بن حبيب )،
فالكتاب يُنسب إل المام الربيع بن حبيب؛ أبو صفرة عبد اللك بن صفرة هو راوي هذا الكتاب عن الربيع بن
حبيب ،فإ ما أن يكون المام الرب يع قد ج ع شفاها مادة هذا الكتاب وأمل ها على تلمذ ته أو أ نه دوّن ا تدوينا
كتابةً ونُقلت ع نه أو أ نه أمل ها ف دروس فنُقلت ع نه؛ يع ن إ ما أن يكون قد أمل ها بق صد التدو ين ع نه أو أن
يكون قد ألقاها ف دروس ،الهم أن الامع لذا الكتاب هو المام الربيع بن حبيب .فإن سأل سائل -لن لا
تطالعون الكتاب سوف تدون أن الثر الول ف الكتاب يبدأ بب ( حدثن أبو صفرة عبد اللك بن صفرة عن
اليثم عن الربيع ) ث تبدأ باقي الثار وهي تقريبا تصل إل عدد 324أثرا كلها تبدأ ( الربيع عن ضمام ) ف
الغالب ( الربيع عن ضمام ) أو عن را ٍو آخر؛ هذه الطريقة مألوفة ،هذا ل يعن أن الكتاب ل يُنسب إل الربيع
لف
بن حبيب ،هذا نده ف موطّأ المام مالك..نده ف مدو نة المام مالك ال ت روا ها ع نه سحنون..نده مث ً
ك تب الحناف..الك تب الول للحناف كالا مع ال صغي والا مع ال كبي..نده ف ك تب كثية جدا..ح ت ف
رسبالة المام الشافعبي هكذا أيضا تبدأ بنب روى هذا الكتاب عبن الؤلف ثب بعبد ذلك ( فلن قال ) أي
الؤلف..وهكذا .هذا موجود ول إشكال فيه البتّة.
وتعرفون المام الرب يع بن حبيب الفراهيدي الزدي العما ن الذي هو من قر ية ( غضفان ) بول ية ( لوا ) الن،
أصله من هناك ،من أسرة عمانية ،وارتل إل البصرة ودرس فيها ،نشأ وترب فيها ،وهناك أُلّفت رسائل وكتب
حول المام الرب يع بن حبيب ل عل أنفع ها وأو سعها كتاب (المام الرب يع بن حبيب مكان ته وم سنده ) لفضيلة
شيخنا العلمة سعيد بن مبوك القنوب يفظه ال تعال؛ ولن أ ستطرد كثيا ،ولكن أحب أن أنبه إل أمرين ما
أتاح لنا هذا الكتاب الذي نتحدث عنه التعرف عليهما:
المر الول أن المام الربيع بن حبيب فيما يبدو ل – وال أعلم – ُتوُف ودفن ف البصرة ول يتوف ول يدفن ف
ي من الناس من أن المام موسى بن أب جابر صلى على المام الربيع بن حبيب يوجد
عمان لن ما يستدل به كث ٌ
ف كتب الثر عندنا أنه صلى عليه صلة الغائب لا بلغه خب موته بالبصرة ،هكذا ف النص الذي وجدته ف عددٍ
من ك تب ال ثر ،سواءً كان ف ( بيان الشرع ) أو م ا وُ جد من سوبا إل المام أ ب سعيد الكد مي .فإذن المام
الرب يع بن حبيب طبعا هذا أ نا ل أق طع به ل كن أقول هذا الذي وجد ته لن هناك قبا معروفا للمام الرب يع بن
حبيب ف ولية لوا ،لعل هناك أدلة أخرى أقوى من هذا الدليل لكن الذي وجدته أن المام موسى بن أب جابر
صلى عليه صلة الغائب لا بلغه خب موته بالبصرة.
المر الثان أيضا يُذكر أن (حبيبا ) والد المام كان أيضا تلميذا درس عند المام جابر بن زيد ،لكن يبدو أن
هناك لب سا ،ف ب ( حبيب ) هذا الذي هو تلم يذ أو صنو أو كان مع المام جابر بن ز يد هو والد عمارة بن
حبيب ،وعمارة بن حبيب هو أحد رواة هذا الكتاب قال ( :أخبن والدي أنه كان عند المام جابر بن زيد ف
يوم جع ٍة وهبو يسبرج حارا ،فلمبا حضرت الصبلة – صبلة المعبة – قال هيبا بنبا إل الصبلة .قلت :أخلف
الجاج؟ قال :نعم ) ،فبعض الباحثي ظن أن حبيبا الذكور ف هذه القصة هو والد المام الربيع ،ولكن يبدو أنه
والد عمارة بن حبيب ول يو جد دل يل على أن عمارة هو أخ للمام الرب يع بن حبيب بل يبدو أ نه شخ صية
أخرى،فكتب الثر عند نا ل تتحدث أن للرب يع أخا اسه عمارة مع أن الحتمال قائم ل كن يتاج إل دليل .طبعا
هذا ل يغ ي كثيا هل ال بيب هو والد المام الرب يع أو والد عمارة ل كن هذه من ض من العلومات ال ت أيضا
ف من هذا الكتاب؛ وهناك من مثل هذه العلومات الكثي أن لو ضُمت إل بعضها مع ما تتيحه لنا باقي
ش ّ
تُستَ َ
الجزاء الت توجد ف هذا الجلد أظن أن معلوماتنا التأريية والنسبية عن علمائنا الوائل يكن أن يُضاف إليها
قدرٌ ل بأس به بإذن ال تعال.
طبعا وفاة المام الربيع بن حبيب فيها أخذٌ وعطاء لكن الظاهر كما رجحه شيخنا القنوب حفظه ال أنه توف فيما
بي 175إل 180هجرية .هذا عن الؤلف.
وأنا أرى أن الوقت يدركن كثيا لنن إل الن ل أصل إل لب الديث ولعل بعضكم يشعر بالسآمة لن هذه
ل باجة لن نتعرف على تراثنا لكل السباب الت ذكرتا وهناك
قد تكون قضايا تصصية لكن صدقون بأننا فع ً
منا فع وفوائد علم ية ل تُح صى من الوقوف م ثل هذه الوقفات مع تراث نا .ن سأل ال سبحانه وتعال الخلص
والتوفيق والعانة ف كل أمورنا.
نقطة بسيطة عن تأريخ تدوين هذا الكتاب،قبل أن ننتقل عن موضوعاته وأهيته ورسم ملمح الدرسة الباضية
من خلل هذا الكتاب لعله من النا سب أن نذ كر م ت جُمِع أو ُدوّن هذا الكتاب ب يث نعرف شيئا من قيم ته
التأريية أيضا ،هل هو من الصنفات الول..من الصنفات التوسطة..من الصنفات التأخرة؟ وجدت صعوبةً بالغةً
فب تديبد التأريبخ ،فلجأت إل تليبل النبص مبن خلل ثلثبة ماور :الؤلف ،لغبة الكتاب ،الحداث التأرييبة
والسياسية الذكورة ف الكتاب .فأما الؤلف فطبعا هو المام الربيع بن حبيب وبديهيا أن يكون قد ألف أو جع
مادة الكتاب ف حياته ..لكن ف بداية حياته؟ أم ف وسط حياته؟ أم ف ناية حياته؟ هذا سؤال .ل يبدو أنه ف
آ خر حيا ته ل نه ل ذ كر لشيءٍ من أحداث الدولة العبا سية ف الكتاب ،ول يبدو أيضا أ نه متقد مٌ كثيا ؛ وهذا
يعن أنه ف وسط حياة المام الربيع بن حبيب ،ولكن هذا ل يُقطع به ،لكن مع ما سيأت من ماور ثانية ،من
الحور الثان والثالث ،ف تديد تأريخ تدوين هذا الكتاب أو جع هذا الكتاب.
ل غة الكتاب :لل سف الشد يد تراث نا ال سلمي شح يح بدرا سات عمي قة لل غة الفقهاء ،يع ن درا سة تبي ما هي
ال صائص اللغو ية للمؤلفات الفقه ية على مر تأر يخ التشر يع ال سلمي ،ولو عامةً ،يع ن مؤلفات القرن الول
والثا ن الجري ك يف هي لغتها؟ ب عد ذلك ك يف هي لغت ها؟ ب عد أن تق سّمت ال مة إل مذا هب إ سلمية وظ هر
التدوين كيف أيضا أصبحت؟ بعد الفترات الت كثر فيها التأليف والمع كيف أصبحت وتطورت هذه اللغة-
لغة الكتابة ف القضايا الفقهية-؟ ،وبالناسبة هذا الكتاب تغلب عليه الصبغة الفقهية ،يعن أغلب آثاره ف مواد
فقه ية ك ما هي با قي الجزاء الوجودة ف هذا الجلد .فإذن كان تتب عي تليلي م ض لل غة هذا الكتاب ،وف قط
اعتمادا على بعض النقول الت تصف كيف كان تأليف القرون الول؛ فمثلً ابن القيّم ف ( إعلم الوقعي ) نقل
ل فيما معناه أنه ل يوجد ف كتب آبائنا والتقدمي هذا حلل وهذا حرام وإنا كانوا يقولون (
عن المام مالك نق ً
ل ينبغي ) ( ،ل بأس ) ( ،نب له كذا ) ( ،نكره له كذا )؛ هذا المر هو الوجود ف كتابنا ،كتاب ( آثار الربيع
ببن حببيب ) لغتبه هكذا ( ل بأس بكذا ) ( ،ل يرى المام جابر ببن زيبد بأسبا ف كذا ) ( ،ل ينبغبي له كذا )،
( كره له أن يفعل كذا ) .ل ند أيضا مصطلحات لصول الفقه ،يعن مصطلحات تقنية ظهرت فيما بعد بعدما
ُصب
ظهبر علم أصبول الفقبه كعلم مدون ،ل ندب مثلً ( الاص ) و( العام ) و( الطلق ) و( القيبد ) ،و(هذا خ ّ
بكذا)..ل ،قليل ،يعن نكاد ل ند شيئا من هذه الصطلحات ،فإذن هي قبل أن يصل التأليف إل هذه الرحلة،
فإن كان العلماء يقولون بأن المام الشاف عي هو أول من دوّن ف أ صول الف قه فهذا يع ن أ نه ق بل هذه الرحلة
وقبل الوقت الذي وُجد هو فيه ،بل هذا يعن أنه حت ف الرحلة الت يصفها المام مالك ،ينتسب إل الرحلة
الزمنية الت يصفها المام مالك ،أي قبل المام مالك ،ونعرف أن المام مالك وضع كتاب الوطّأ وفيه بعض هذه
الصطلحات .الصطلح التقن الوحيد الذي يوجد ف كتاب ( آثار الربيع بن حبيب ) هو كلمة ( ثقة ) ،وكلمة (
ثقة ) ف القيقة ظهرت ف عهد الر سول صلى ال عليه و سلم ف تزك ية الشهود مثلً ،ف تزكية نقلة الخبار،
فهي ليست أيضا مصطلح تقن تصصي كما نفهمه اليوم ،وإنا هي كلمة كانت مستعلمة؛ ف رواية للمام جابر
بن زيد ف قضية من مات ول يسمي الصداق لزوجته ،ل يفرض لا صداقا ول يدخل با ،ماذا لا وماذا عليها؟،
هل عليها العدة ولا الياث ولا الصداق – لا مثل صداق نسائها -؟ أم ل شيء؟ الهم أن المام جابر بن زيد
له رأي ف هذه القضية فنقل إليه ضمام أنه يُنسب إل ابن مسعود أنه يقول بأن لا مهر نسائها ولا الياث وعليها
العدة .فقال المام جابر ( :لو ند هذا عن ابن مسعو ٍد وعن ثقة لخذنا به) ( .وعن ثقة ) .فيتحدث نوعا ما
عن قضية تحيص السند ،تحيص وسيلة نقل الب إليه ،ليس بالصورة الت ظهرت أيضا ف علم الديث لكن
بصورة فطرية تلقائية خاصةً وأن بيئة الكتاب هي البصرة ف العراق ،وتعرفون أن العراق ف ذلك الوقت ظهرت
في ها طوائف وملل ون ل وف شا في ها أيضا ح ت الو ضع ف الد يث وهذا أم ٌر مشهور ،فلذلك احتاج المام جابر
بن زيد إل مثل هذه الضوابط ،هذا موضوع سنتحدث عنه ،لكن الهم أن كلمة ( ثقة ) توجد ف هذا الكتاب
ح ت ل يُعترض عل يّ ويُقال ل ا قلت أ نه خال من ال صطلحات العلم ية التقن ية ال ت ظهرت في ما ب عد فيُقال هناك
كلمة ( ثقة )؛ كلمة ( ثقة ) بينت أنا استخدمت قبل ذلك ووُجدت ف مناسبات وحت ف هذا السياق الذي
استخدمها فيه المام جابر بن زيد كموطأ المام مالك،وهذا إذا اعتبنا أنا من أقدم الكتب الت وصلت إلينا.
هناك كتبٌ يذكرها من يكتب ف تأريخ التشريع السلمي كثية ،لكن هذا من الكتب الت وصلت إلينا ،وبعض
الباحثي يرى بأن المام مالك دوّن موطّأه ف منتصف القرن الثان الجري عند 150هجرية وبعضهم يرى بأنه
163هجريبة .الاصبل أن هذا الكتاب ينتسبب إل فتر ٍة زمنيبة سبابقة على ذلك مبن خلل هذا السبتقراء
التحليلي.
وأمبا الحداث السبياسية والتأرييبة الذكورة فب الكتاب فليسبت هناك كمبا قلت أحداث مبن أحداث الدولة
العباسية ،ل توجد أيضا قضايا عقدية ما ثار ف كتب الدل عندما ظهرت طوائف العتزلة وغيهم من الطوائف،
ل إل كتاب ( آثار العقيدة ) الذي هو من ضمن ما جعه المام
ل ،ل توجد هذه الصطلحات ،حت بالقارنة مث ً
أ بو يعقوب الوارجل ن إل م سند المام الرب يع بن حبيب ف الزيادات ل تو جد تلك ال صطلحات ف القدر ..ف
ال ب ..ف ال ساء وال صفات..ل تو جد ف هذا الكتاب م ثل هذه ال صطلحات .ول تو جد ح ت إشارة أيضا إل
الدول الباض ية الت قامت سوا ًء كانت قامت ف عمان أو قامت ف الي من أو قامت ف الغرب العر ب .فلذلك
أظن – وال أعلم – أن هذا الكتاب ينتسب إل ما قبل 132هجرية وال أعلم .هذا يعن أنه من أقدم الؤلفات
الت وصلت إلينا ف التراث السلمي ،وهذه ميزة من الزايا ولذلك قلت أن من أسباب حديثي هو بيان أسبقية
إسهام علماء عمان ف التراث السلمي تأليفا وجعا وتدوينا.
الن أنتقل إل النقطة الثالثة فيما أحسب ،فقد اعتبنا القدمة نقطة ،وبعد هذا التعريف الوجز ،ول أظن جيعكم
يوافق على أنه كان موجزا لكن هو ف القيقة مقارنة با وُجد ف الرسالة هو موجز ،كما أنه أيضا ليس سهلً
تويل مادة مكتوبة علمية أكاديية إل مادة ملقاة لكن صدقون أحاول قدر استطاعت أن أجعلها مادة ماتعة شيقة
وإن كان هذا ل يبدو لكن أنا اعتدت منكم أن تصبوا علي وأن تعذرون جزاكم ال خيا.
الن أهية الكتاب ،وسأدمج الن نقطة أهية الكتاب مع ملمح الدرسة الباضية من خلل دراسة كتاب آثار
الربيع بن حبيب ،وسأحاول أيضا قدر استطاعت أن أجعلها ف نقاط .قلت هذا الكتاب دليل على أسبقية إسهام
ت مبكرٍ ف
علماء الباض ية الوائل ف تأر يخ التشر يع ال سلمي و ف تدو ين العلوم والعارف ال سلمية ف وق ٍ
الن صف الول من القرن الثا ن الجري ،وهذا ل شك أمرٌ ي سب ل م ،ول غرا بة ف ذلك ف قد ي ستنكر الب عض
ويظن أن أبالغ لنكم كما تعرفون جيعا أن المام جابر بن زيد كان رائدا ف التدوين وذلك نُسب إليه بشهرةٍ
فائقةٍ أنه ألف كتابه ( الديوان ) ،وأعتذر لنن أظن أنن ف ذكر سابق قلت ( الدونة ) ،ل بل هو ( الديوان )،
ديوان المام جابر .وليس فقط الباضية هم الذين نسبوا إليه ( الديوان ) ،فهناك حت من غي مؤرخي الباضية
من نسب إليه ( الديوان ) كبحاجّي خليفة ف ( كشف الظنون ) والغالب أنه استقاه من غي الصادر الباضية؛
وبعض هذه الجزاء الت أشرت إليها كما قلت يُحتمل أن تكون من ديوان المام جابر بن زيد .كذلك له رسائل
( رسائل المام جابر بن زيد ) رسائل مكتوبة مدونة تقريبا 11رسالة كان يكتبها إل أصحابه وأتباعه ومريديه ف
قضايا فقهية يستفتونه فيها أو ف قضايا حركية سياسية وهذه الرسائل موجودة وللسف الشديد ل تُدرس بعد –
حسب علمي – دراسةً علمية ،أظن أنا الن هناك من يشتغل با أو هناك بعض الباث الختصرة الت ُقدّمت
حول ا و هي موجودة صورة من ها ن سخة ف الكت بة ال سلمية ف م سقط .فإذن ل غرا بة أن يكون تلميذه أيضا
يتجهون هذا التاه ف التدو ين و ف ج ع العلوم ومعارف طب قة ال صحابة رضوان ال تعال علي هم وطب قة التابع ي
وتابعيهم.
كذلك يُ سهم هذا الكتاب ف ر سم مل مح تكوّن وتشكّل الذا هب ال سلمية ب صورة عا مة والذ هب البا ضي
بصبورةٍ خاصبة ،فالدراسبة التأنيبة له تببي لنبا مبن هبم الرجال الوائل..مبن هبم الفتون الذيبن كانوا فب ذلك
الوقت..ما هي نوع السئلة الت كانت تثور ف بيئاتم ومتمعاتم..كيف كانوا يستدلون.ف هذا الكتاب بعد أن
ي من الحيان يقول فيما يبدو الراوي أو الناقل للكتاب( :
ينتهي ذكر الثر الروي عن المام جابر بن زيد ف كث ٍ
وقال الكوفيون كذا ) ( ،قال الكوفيون كذا وكذا ) سبواء كان قولً موافقا لقول المام جابر ببن زيبد أو متلفا
عن قول المام جابر بن زيد ،هذا يدل على ما أصبح يُعرف الن بب ( الفقه القارن ) وما كان يعرف أيضا ف
فترات مبن فترات تأريبخ التشريبع السبلمي ببب ( علم اللف ) ،ولذا دللت كثية جدا .هذا الكتاب مبن
أهيته أيضا أنه يصحح بعض الفاهيم الاطئة عن الدرسة الباضية ،مفاهيم اعتبها بعض الباحثي بقصد أو بدون
ل من ض من هذه الفاه يم ال ت ي صححها هذا الكتاب ل ا ثب تت أقدمي ته و سبقه ،سبق هذا
ق صد م سلما ب ا؛ مث ً
ي من مؤلفات الذاهب والدارس السلمية الخرى ،مثلً القول بأن الفقه الباضي ما هو إل فقه
الكتاب على كث ٍ
ح الب تة .ن عم هناك مرو نة ف الف قه ال سلمي ف
مأخوذ من الدارس ال سلمية الخرى .هذا الكلم غ ي صحي ٍ
الدرسة الباضية وليس هناك احتكار وإنا باب الجتهاد مفتوح منذ ذلك الوقت وإل أن يرث ال الرض ومن
علي ها ل كن تيزت الدر سة الباض ية ل على ال ستوى ال سياسي والعقدي ف قط ،فهذا أ مر حدث – يع ن التم يز
ال سياسي والعقدي – ظ هر أيام الف ت بعد ما ح صل من ف ت و من حروب ب ي صحابة ر سول ال صلى ال عل يه
وسلم رضوان ال تعال عليهم ،ظهرت هناك توجهات عقدية واتاهات سياسية ،لكن أنا أتدث عن تيز فقهي
وفكري ،و سأثبت ذلك من خلل ب عض الثار ال ت بي نت معال الف قه البا ضي ف الكتاب مع أ نه ُألّف ف وق تٍ
مبكرٍ كما قلت .فليس صحيحا أن الفقه الباضي مأخوذ وأنه مرد ج عٌ لشتات من هنا وهناك من باقي الذاهب
السلمية ،هذا الكلم غي صحيح كما يثبت هذا الكتاب.
كذلك نفس التسلسل الزمن لتكون فقه الذاهب وتأريخ تدوين الفقه ف السلم هو قضية جدل خاصة عند
الستشرقي ،فمنهم من يقول بأنه منتصف القرن الثان الجري ومنهم من يقول بداية القرن الثالث الجري ،لكن
هذا الكلم غي دقيق البتة وللسف بعض السلمي تأثر بذه النظريات ول يحّص جيدا .التدوين ظهر ف وق تٍ
مبكرٍ جدا وعلى وجه الصوص تدوين الفقه ،وهذا دليل يثبت هذا ،أن هناك فقها..هناك تكوين فقهي سار عليه
واستمر حت أتباع هذه الدرسة ظلوا يأخذون ويتمسكون بتلك الراء الفقهية منذ ذلك الوقت إل هذه اللحظة
وكأنا علما تٌ ميز ٌة لذه الدرسة .أيضا يسهم هذا الكتاب ف دراسة تأريخ تدوين الديث الشريف وف تأريخ
تدوين الفقه السلمي.
نقطة أخرى تضاف إل هذا الكتاب أنه يرد على مزاعم بعض كتّاب القالت من السلمي – للسف الشديد –
الذين ل نعرف ما الذي قادهم إل قول وتدوين ما دونوه عن فقه الذهب الباضي كالشهرستان وابن حزم مثلً
نسبوا إليهم أمورا عجيبة غريبة .هذا الختصر البسيط من آثار هذه الدرسة يثبت أن ما ذهب إليه هؤلء بعيد
عن الن صاف ب عد الشرق عن الغرب؛ ل يس شيٌْ م ا ن سبوه إل هذه الدر سة موجودا ح ت ف هذه الخت صرات
الفقهية ل ف علوم أوائلهم ول ف علوم وآثار من جاء بعدهم.
ومن أهية هذا الكتاب وما يتصل به من قضية اللمح العامة ،وأنا قلت بأنن دمت هاتي النقطتي قضية أهية
الكتاب وأحاول من خلل بيان أه ية هذا الكتاب أن أرسم اللمح العامة للمدر سة الباضية من خلل حدي ثي
عن أهية الكتاب ،أنه يبي مرحلة ما يكن أن أسيه مرحلة النضج الفقهي والفكري الت وصلت إليها الدرسة
الباضية ليس -كما قلت -ف الانب السياسي والعقدي فقط ،وإنا هو نض جٌ ف التكوين الفقهي والفكري
ت مبكرٍ تيز عن غيه أيا كان
ل ف وق ٍ
والفقهي ال صلي – أي التأ صيلي – والفر عي ،وهذا يعن مذهبا متكام ً
هذا الغي سوا ًء قلنا بأنه ف ذلك الوقت ل شك أنه ل تظهر الذاهب السلمية بالصورة الت نعرفها الن فقد
ظهرت ووُجِد ل ا التباع ب عد وجود الئ مة الربعة وأيضا بعد وجود أئ مة باقي الذاهب من غ ي مذاهب أ هل
السنة؛ لكن ف ذلك الوقت كانت توجد هناك ما يُعرف ب ( أهل الكوفة ) ( ،أهل العراق ) و( أهل الجاز )،
وهذا وُجِد ف وق تٍ مبكر ،وصحيح أنه يصعب أن نرسم خطوطا فاصلة بي خصائص مدرسة أهل العراق وبي
خصائص مدرسة أهل الجاز لكن بصورة إجالية وإل ح ٍد ما فإن مدرسة أهل الجاز كانت أكثر إصرارا على
ل ف جانب
التقيد بالرواية ،ولذلك عُرفوا فيما بعد بب ( أهل الديث ) ،ومدرسة أهل العراق كانت أكثر تساه ً
الروا ية وأك ثر اعتمادا على الن ظر والرأي ولذلك عر فت في ما ب عد بدر سة ( أ هل الرأي ) .الدر سة الباض ية
أخذت بحاسن الدرستي ،وهذا الكلم ل نقوله مدحا أو تعصبا وإنا إثباتا من خلل هذا الكتاب .كيف ذلك؟!
هذه آثار..آثار مروية عن المام جابر بن زيد وهي ليست آثارا مرفوعةً إل النب صلى ال عليه وسلم ومع ذلك
وُجِدت عنايةٌ فائقة بأسانيد هذه الثار .فإذن هناك عناية بالسند مع أنا كما قلت آثار مروية عن المام جابر بن
ز يد ولي ست أحاديث مرفو عة إل ال نب صلى ال عليه و سلم؛ هذه العنا ية بالسند وبتمحيص الروايات هي من
مزايا مدرسة أهل الديث ( أو أهل الجاز ) لن أهل الجاز ما كانوا يقبلون كثيا من غيهم نظرا لفشو اللل
والنحل الت ظهرت ف العراق عندما توسع السلم وانتشر وكان هناك بقايا من اللل السابقة ،ظهرت اتاهات
فكرية معينة ،فكان أهل الجاز أكثر صرامة ف قبول الروايات.
العراق كانت أيضا حاضرة ومدينة ووجدت فيها الكثي من القضايا الديدة الت ما كانت توجد ف الجاز ف
مكبة والدينبة..ظهرت فيهبا قضايبا جديدة فب العاملت..فب أحكام العبيبد ..فب أحكام السبرى..فب أحكام
السواق..ف أحكام الروب..ف الجتمع وما يفرضه الجتمع حت ف العمران..ظهرت قضايا جديدة ما كانت
موجودة بنفس القدر وبنفس الصورة ف متمع الجاز؛ لكن نن نعرف أن المام جابر بن زيد كان كثي الترداد
على مكة والدينة وكذلك كان تلميذه ،فأطلعه هذا ،ونن نعلم أن المام جابر بن زيد رحه ال أخذ عن كثي
من الصحابة ويكفي أنه أخذ عن سبعي بدريا ،يقول ( :التقيت بسبعي بدريا فحويت ما عندهم إل البحر)يقصد
بالبحر ابن عباس لن ابن عباس ليس بدريا ومع ذلك فالمام جابر بن زيد أخذ عنه الكثي من العلوم وأخذ عن
ال سيدة عائ شة ر ضي ال تعال عن ها وأ خذ عن أمهات الؤمن ي ،والت قى بعدد كبي من كبار صحابة ر سول ال
صلى ال عليه وسلم فلذلك كان أيضا – كما قلت – يأخذ بزايا ما كان موجودا عند أهل الجاز وعند علماء
الجاز أو ع ند علماء أ هل الد يث ،ولذلك وُجدت عنا ية بال سند ووجدت عنا ية بالتدو ين والتوث يق .ف ن فس
الو قت ما كانوا منغلق ي وإن ا كانوا من الجت مع ،وكان المام جابر بن ز يد ير جع إل يه الناس جيعا من كل
الذا هب ،فكان يُ سأَل من أتبا عه و من غ ي أتبا عه م ن يوافقو نه الرأي وم ن يتلفون م عه..كان م صدر م صداقية
وكان مصبدر ثقبة للجميبع..فكان يُسبأل .وهذا بطبيعبة الال يعله يتعرف على مشكلت الجتمبع ويوجِد لاب
حلولً إسلميةً ولذلك ل ند فقها نظريا بتا صرفا كما هو عند أهل الرأي الذين كانوا امتدادا لدرسة العراق (
خاصة الكوفة والبصرة )..ل ند القضايا الفتراضية والرأيتية كما يقال ،لكننا ند مشكلتٍ كثية من الواقع،
وند أيضا سعةً ف الجتهاد ..ف التصور وف الخذ بالرأي وف القياس..ما ل يوجد كثيا ف مدرسة أهل الجاز
ويوجد أكثر ف مدرسة أهل الرأي أو أهل العراق..لذلك قلت بأن الدرسة الباضية – وقد يكون هذا يتاج إل
درسةٍ أطول لكن بسب ما يتسع له الوقت الن – أخذت من مزايا الدرستي ،وف هذا كما قلت الثر الذي
ذكرته سابقا ،ف قضية ابن مسعود لا نُقل إل المام جابر أنه قال ( :لو ند هذا عن ابن مسعود وعن ثقةٍ لخذنا
به )..التوسط أيضا..فهناك قضايا كثية كان المام جابر بن زيد يراعيها وينظر فيها ف الصلحة وينظر فيها ف
الحوال ،فوضعوا فقها فب التعامبل مبع الواقبع..كان هناك حكام وولة بنب أميبة واتذب الناس منهبم مواقبف
متباينة..فكان هناك فقهٌ ارتآه المام جابر بن زيد ورضيه أصحابه فساروا عليه..كيف يتصلون..فقه التصال فيما
بينهم وبي جاعتهم..كيف يترسون أيضا من فت الواقع؟..كيف يرصون على التربية؟..هناك أمثلة كثية..فقد
بُعث إل المام جابر بن زيد كتاب فسلمه إليه صاحبه فقال :مت وصلت؟ قال :منذ أيام.قال :منذ أيام والكتاب
ف يدك ل تسلمه إلّ أو إل صاحبه؟!! ما أديت المانة.
هذا مثال بسيط..طبعا كيفية التصال فيما بينهم..كيفية نشر الدعوة السلمية ف ذلك الوقت وكسب التلميذ
والتباع..كل هذا وُجِد ف وق تٍ مبكرٍ..توجد ملمح ل أقول كثية لكنها ملمح كافية لرسم صورة عن هذه
القضايا كلها.
ل الدر سة الباض ية و سطا ب ي مدر سة أ هل العراق ومدر سة أ هل الجاز ،وإن كان طبعا ل يس
فإذن كا نت فع ً
بصورة تقنية وعلمية كما ظهرت فيما بعد لنه أسبق ،فالمام جابر بن زيد لا توف كان المام مالك ابن ثلث
سنوات وكان المام أبو حنيفة ابن اثنت عشر سنة ،فإذن ل يكننا أن نقول بأن ذلك المر كان مقصودا حيث
رأى أتباع وتلميبذ المام جابر ببن زيبد مدرسبة أهبل الجاز ومدرسبة أهبل العراق وقالوا نأخبذ بنهبج وسبطٍ
بينه ما..ل..أ نا أقول ب صورة فطر ية تلقائ ية أعملوا في ها عقول م وفطر هم ال سليمة لكون م من العرب القحاح
ولكون المام جابر بن ز يد أدرك عددا كبيا من ال صحابة فعا صر وت صور ز من الو حي..تولدت عند هم مل كة
فطرية ف هذا الانب.
كذلك يُحسبب للكتاب بذور مبا أصببح يعرف فيمبا بعبد بالفقبه القارن ،فهناك أقوال لهبل الكوفبة تُذكبر فب
الكتاب..راوي الكتاب كان يذكر قولً ل هل الكو فة أحيانا م ا يتوافق وكثيا م ا يالف الثر الروي عن المام
جابر بن زيد نفسه ،وهذه ول شك مرونة وتسامح تُحسب لصال الدرسة الباضية ف ذلك الوقت.
أيضا ما يُحسب للكتاب أنه يبي دور المام ضمام بن السائب الذي طالا ُوصِف ول يُرى..الشماخي رحه ال لا
ذكر ضمام بن السائب قال بأنه أخذ من جابر بن زيد أكثر ما أخذه عنه أبو عبيدة ،بينما لو نطالع مسند المام
الربيع بن حبيب ند أن أغلب الروايات هي من طريق أب عبيدة ،فإذن أين هو دور ضمام بن السائب هذا الذي
أخذ من جابر بن زيد أكثر ما أخذ أبو عبيدة؟!! بل إن الشماخي ساه ( راوية جابر )..هذا الكتاب يُثبت هذا
الكلم..كتاب آثار الرب يع بن حبيب يث بت هذا الكلم الذي طال ا رأيناه دون أن ن د آثاره..هذا الكتاب يث بت
ويبي دور المام ضمام بن السائب ف نقل آراء المام جابر بن زيد ويؤكد ذلك..فضمام بن السائب استخلفه
المام جابر بن زيد مرة ف موسم الج..فوصفه الربيع يقول ( :كان أكثر قوله :سعت جابر بن زيد..وسئل جابر
بن زيد فقال )..يعن كان فعلً راويةً لقوال جابر بن زيد..هذا الكتاب يبي هذا المر.
هناك ملمح فقهية وُجدت للفقه الباضي منذ ذلك الوقت ول يزال الباضية عليها إل يومنا هذا ما يتلفون فيه
عن غيهم من أتباع الذاهب السلمية الخرى ،وطبعا لكلٍ أدلته ومستنده ولكن نظرا لقدم هذا الكتاب فهذا
ما يعطينا صورة لرسم معال هذه الدرسة وكيف أنا تشكلت ف وق تٍ مبك ٍر جدا بالتدوين الفقهي الذي نعرفه
ل ف صلة السفر السافة الت
اليوم .مثلً الكتفاء بقراءة سورة الفاتة ف صلت الظهر والعصر ف الفرائض..مث ً
يُقصر منها وأن القصر ف السفر ل تده مدة مكث معينة وإنا طالا هو مسافر فإنه يقصر الصلة ما ل يصلي
خلف مق يم..تف صيلت صلة ال سفر هي م ا ا ستقر م نذ ذلك الو قت..مثلً عدم جواز ال سح على القدم ي ف
الوضوء..عدم جواز ال سح على الف ي..عدم مشروع ية القنوت ف ال صلة..ب عض الحكام التعل قة بالطهارات
كنجا سة الشرك ي ال سية والعنو ية ونا سة رطوبات م عند ما تل مس بدن م سلم أو ثو به..ب عض أحكام ما يتعلق
بتحرير العبيد والماء وأحكامها مثلً أن الُكاتب عندنا " فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيا " الكاتبة نوع من أنواع
ترير الرقيق ،فالُكاتَب عندنا حرٌ منذ العقد..بينما أغلب الذاهب السلمية الخرى ترى بأنه عب ٌد ما دام عليه
ولو درهمٌ واحد..فالُكاتَب ح ٌر منذ العقد ،طبعا هناك أدلة لذه القضية لكن الهم أن هذا الرأي الفقهي وُجِد منذ
ذلك الوقت واستمر عليه الذهب الباضي وكأنه علمةٌ لفقهه..طبعا ل يرج هذا القضية عن كونا مسألة فقهية
لكن هي ميزة للفقه الباضي .هذه القضايا ..ما يتعلق بالصلة ..ما يتعلق حت أيضا بصوم الُنُب وأن الطهارة
ط للصوم فل يصح للصائم أن يتعمد أن يصبح على جنابة هو أيضا ما يوجد ف هذا الكتاب الذي أُلّف ف
شر ٌ
النصبف الول مبن القرن الثانب الجري وظبل فقهنبا بمبد ال هكذا .طبعا هذا ل يعنب تقليدا لنبه فب القاببل
وُجِدت آراء للمام جابر بن زيد ف هذا الكتاب ول يأخذ با تلميذه من بعده..اعتُبِرت مرجوحا عليها وأخذوا
بقول غيه..مثلً من العروف رأي المام جابر ف نكاح الصبيان حيث ل يكن يرى جواز نكاح الصبيان ،ويرى
ص به – عليه الصلة والسلم . -هذا ل يوافقه عليه
أن زواج النب صلى ال عليه وسلم من السيدة عائشة خا ٌ
تلميذه ،ول يكن رأيا يثل الذهب الباضي ،فإذن هو ليس تقليدا أعمى للمام جابر بن زيد .كذلك بعض آراء
المام جابر بن زيد فيما يتعلق بالتمتع ف الج ،فالمام جابر بن زيد -كما ف هذا الكتاب – ل يرى اشتراط
أن تكون العمرة والج ف أشهر الج ول ف نفس السفرة حت ،وهذا ل يقبله منه تلميذه بعد ذلك واشترطوا
أن تكون ف نفس السفرة وأن تقع العمرة ف أشهر الج .وهناك أمثلة أخرى فيما يتعلق أيضا بتحرير العبيد وف
قضية من مات عنها زوجها ول يفرض لا صداقا ول يدخل با..اللف موجود ول يأخذ جيع تلميذ المام جابر
بن زيد وأصحابه برأيه ف هذه القضية.
لكن هذه الترجيحات وهذه القوال الفقهية على ماذا تعتمد؟ هل هي مرد هوى كان المام جابر بن زيد يقول
به ث بعد ذلك أتباعه وتلميذه يأخذون به جزافا؟ ل..ف القيقة – وهذه قضية أيضا مهمة ولعلي أختم با – أنه
كان هناك تأصيلٌ لذه الترجيحات الفقهية..كيف تأصيل؟ كان العتماد الول على القرآن العظيم ،وكان المام
جابر بن زيد من كبار الفسرين لنه تلميذ حب المة ابن عباس ،فكان المام جابر بن زيد يبدو منه الصرار منه
فعلً على الرجوع إل القرآن العظيم..مثلً من ضمن الثار الوجودة( أن هند – وهي من عائلة الهلب بن أب
صفرة – كا نت ل ا جار ية وخطب ها ر جل فا ستفتت المام جابر بن ز يد ،فقال :ل تزوج يه .ث جاء الرة الثان ية
وقال :ل تزوج يه .ث الثال ثة ،فقالت له :إن الر جل قال إن ل تزوجي ن إيا ها لركبّ الرام .فقال المام جابر بن
زيد :الن " ذلك لن خشي العنت منكم ") .هذا ملحظ ل يلحظه الكثي من الناس.
كذلك ف م سألة ال سح على الف ي أو ال سح ف الوضوء يقول :ك يف ن سح وال تعال يأمر نا ف كتا به بن فس
الوضوء أو بن فس الغ سل؛ فكان هناك تق يد ..ال صدر الول للف قه والتشر يع عنده كان كتاب ال عز و جل ول
يناظر بذلك؛ ولذلك فالمام جابر بن زيد روى قول النب صلى ال عليه وسلم (( :إنكم ستختلفون من بعدي
فما جاءكم عن فاعرضوه على كتاب ال فما وافقه فعنّي وما خالفه فليس عنّي ))؛ ولشرح هذا الديث وبيان
طرقه موض ٌع آخر.
ص عن النب صلى ال عليه وسلم كان
كذلك العتماد على سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم..عندما يأتيه ن ٌ
ل يناظر فيه..لا سُئل عن نبيذ ال ر ودار جدل حول نبيذ الر..ما هو نبيذ الر وهل هو منه يٌ عنه؟هل هو
حرام؟ فجابر بن زيد لا أكثر عليه السائل قال ( :نى عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم وما نى عنه صلى ال
عليه وسلم فهو حرام ) ،يعن انقطع باب الدال لن الصدر هو حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم.
وكذلك ،المام جابر بن زيد معروفٌ عنه أنه من كبار الجتهدين وكان يُعمِل رأيه ويقيس ،سأله سائل – ف هذا
الكتاب – إن من عه والده من الج فماذا يفعل؟ ف سأله المام جابر بن ز يد :كم صلة عليك – يع ن كم عدد
ال صلوات الفرو ضة عل يك -؟ قال :خ س .قال :أرأ يت إن ناك عن إحدا ها ك يف ت صنع؟ قال :أخال فه .قال:
فكذلك الج.
ف هو يق يس له لتفهي مه ه نا..ن د أ سئلة كثية كان المام جابر بن ز يد يت هد في ها رأ يه ويرا عي في ها أحوال
الناس..يرا عي في ها الضرورات..يرا عي في ها القا صد..فمثلً ال صلة ف ال سفينة إن ل يتأ تى ال صلة قائما كان
يصلي قاعدا..وُنقِل عنه هو كذلك الصلة حي تكون الرض أصابا مطرٌ ورداغ -يعن أصبحت طينة ول يكن
السجود عليها – فصلى المام جابر دون أن يسجد..يعن صلى ركوعا وإياءً..سئل ف هذا الكتاب ف أكثر من
مناسبة عن البية ،عمن أصابه ف رأسه قرحٌ فطله بالدواء فقال :يسح عليه ..ول يكلفه عنتا ومشقة..كل هذه
القضايا تبي مرونة المام جابر بن ز يد أيضا ف فهم – عندما ل يو جد نص وعندما توجد ضرورة – ف إبداء
آرائه.
وأما فيما يتعلق بالانب السياسي فتلخيصا للثار الوجودة ف الكتاب يكن أن أقول بأن الدرسة الباضية من
خلل هذا الكتاب تبي أن ا سلكت مع مالفي ها و مع النظ مة القائ مة م سلكا سلميا م سالا مت ساما ل ير ضى
بالتكفي الذي تعان منه أمتنا اليوم ويقت التكفي ونبذ الخر وتشريك السلمي..ل يقبل الفكر الباضي منذ
بدينب طبعا..وكانوا
ٍ نشأتبه هذا المبر البتّة ول يسباوم على ذلك ..ول يتجرأون على إخراج أحدٍ مبن اللة إل
يالطون الناس..يتعاملون مع هم..كان المام جابر بن ز يد ي سأله كل أ صناف الناس ،وح ت هذا الكتاب الذي
نتحدث عنه ف رواته من هم -فيما تبي فيما بعد -من غي أتباع الذهب الباضي ،هناك مثلً اليثم بن عبد
الغفار ..وهناك عدد ل بأس به من زُكّي ف كتب الرجال ف غي كتب الباضية تزكية بالغة ول يُعتب إباضيا وإنا
هو من غ ي أتباع الذ هب البا ضي ول كن مع ذلك ل تو جد غضا ضة ف العلماء الوائل ورواة هذا الكتاب ف
الخذ عنهم والنقل عنهم كما ف عمر بن فرّوخ أيضا وقد روى عنه نفس الرواية الوجودة ف كتابنا آثار الربيع
بن حبيب روى عنه ابن شيبة ف مصنّفه..عمر بن فرّوخ عن أب نوح صال الدهّان..نفس الرواية الوجودة ف
هذا الكتاب ف قضية أنم كانوا صائمي فرأى الناس اللل ضح ًى ف آخر يو ٍم من رمضان فذهبوا ليسألوا المام
جابر بن زيد وكانوا معتكفي..الهم نفس الرواية هذه موجودة ف مصنّف أب شيبة بنفس السند..عمر بن فرّوخ
وهو غي إباضي عن أب نوح صال الدهّان وهو إباضي..الذي نقلها عن عمر بن فروخ ف كتاب آثار الربيع بن
حببيب هبم نقلة الباضيبة..فإذن كان هناك تعام ٌل وتعاطبي ول غضاضبة فب ذلك وهذا مبن مزايبا هذه الدرسبة
الفكرية الباضية الصيلة كما تبيّن.
ع سى أن أكون قد ر ست ب عض مل مح هذه الدر سة وعرّف تُ بذا التراث الغ ن ،ون سأل ال سبحانه وتعال أن
يوفقنا إل ما فيه الي وأن يعلنا من يعملون على نصرة دينه وأن يعز بنا السلم والسلمي وأن ينفعنا با علمنا
وأن يعلمنا ما ينفعنا ،إنه تعال على كل شي ٍء قدير ،إنه نعم الول ونعم النصي .هذا وصلى اللهم وسلم على نبينا
ممد وعلى آله وصحبه أجيعن.
وكم أنا شاكرٌ لكم ومدين لتفضلكم بالصب واللوس طيلة هذه الدقائق الت قضّيناها وجزاكم ال خيا والسلم
عليكم ورحة ال.