Professional Documents
Culture Documents
قصة قصيرة تأليف أحمد سعيد
قصة قصيرة تأليف أحمد سعيد
عاد ,وعادت معه الذكريات .نعم إنها بلدته التي تركها منذ 6أعوام ,باحثا
مستكشفا عن الرزق ,هاربا من ضيق الحوال .عاد محمل بالشوق و الحنان .
يا ترى أين هي ؟ و كيف أصبحت ؟ يا ليتني بقيت ,و لكن ل ,كان هذا أفضل
الحلول ,الهجرة ما أشدها هذا الوحش ,القابع في الظلم ,ينتظرك بعد اليوم
الطويل الشاق ليطرق أبواب أفكارك بعيدا عن الهل و أصحاب الصغر .كل
ذلك انتهى أنا قادم ليتغير الوضع.
و كأنه عاد سنين للوراء ,تذكر كلمات عمها الذهبية في غضب و احتقان :
( اخرج للطريق ,جد نفسك ,غص في المقلة كن مؤهل لها ) هذه الكلمات
حفرت فيه الشقي و التعب طوال 6أعوام كاملة .
من هي ؟ إنها إن ضحكت لن ترفض الشمس الشروق أبدا ,و إن حزنت تميل
الشمس إلى الغروب ,هي حبيبته ,هي الرقيقة المشاعر المزدانة بالخواطر
الحلوة .لم تكن تعرف شيئا عن الحياة ,كانت تعيش في رغد و هناء بعيدا عن
المقلة .ما زالت كلماتها الدافئة تمل أسماعه ليزيد همة و نشاط يوم بعد يوم
(سأنتظرك ,سأنتظرك للبد ) .ل ليس للبد لقد جئت ,و سأكون لك فهل
تقبلين أن تكوني لي ؟
وصل للبلدة ,البيوت الضعيفة اليلة للسقوط و الحياة البسيطة لم تتغير ,أنزله
السائق على عتبة البلدة ,بعد أن أوضح له السائق أنه ل يستطيع الخوض في
الطرق الوعرة المؤدية لبيته مباشرة .ما أجمل رائحة الخبز الساخن .
لمح صبي صغير العمر يلهو ,فربت على كتفيه ,نظر إليه الطفل في براءة,
رأى في عينيه أحلم الطفولة السعيدة ,ل تختلف كثيرا عن أحلمه ,و لكن هذا
الطفل الصغير لم يعرف بعد ما هي المقلة.
سأل الطفل عن أسمه ,فأجاب في هدوء ( مصطفى ) سأله عن أهله ( . ).......
جاءت إجابة الطفل كالصاعقة ,تسمر في مكانه أخذ ينظر مشدوها للطفل ,أنها
هي نعم هي.
تراجع خطوتين للخلف ,وجد نفسه على الطريق و هو يتساءل هل وصل البد
بعد .وقفت سيارة أجرة و قال بصوت خافت ( محطة القطار ) .
نعم عاد ,عاد و ذهب للبد .