You are on page 1of 1

‫قصة قصيرة ( العودة )‬

‫عاد ‪ ,‬وعادت معه الذكريات ‪ .‬نعم إنها بلدته التي تركها منذ ‪ 6‬أعوام ‪ ,‬باحثا‬
‫مستكشفا عن الرزق ‪ ,‬هاربا من ضيق الحوال ‪ .‬عاد محمل بالشوق و الحنان ‪.‬‬
‫يا ترى أين هي ؟ و كيف أصبحت ؟ يا ليتني بقيت ‪ ,‬و لكن ل ‪ ,‬كان هذا أفضل‬
‫الحلول ‪ ,‬الهجرة ما أشدها هذا الوحش ‪ ,‬القابع في الظلم ‪ ,‬ينتظرك بعد اليوم‬
‫الطويل الشاق ليطرق أبواب أفكارك بعيدا عن الهل و أصحاب الصغر ‪ .‬كل‬
‫ذلك انتهى أنا قادم ليتغير الوضع‪.‬‬
‫و كأنه عاد سنين للوراء ‪ ,‬تذكر كلمات عمها الذهبية في غضب و احتقان ‪:‬‬
‫( اخرج للطريق ‪ ,‬جد نفسك ‪ ,‬غص في المقلة كن مؤهل لها ) هذه الكلمات‬
‫حفرت فيه الشقي و التعب طوال ‪ 6‬أعوام كاملة ‪.‬‬
‫من هي ؟ إنها إن ضحكت لن ترفض الشمس الشروق أبدا ‪ ,‬و إن حزنت تميل‬
‫الشمس إلى الغروب‪ ,‬هي حبيبته ‪ ,‬هي الرقيقة المشاعر المزدانة بالخواطر‬
‫الحلوة ‪ .‬لم تكن تعرف شيئا عن الحياة‪ ,‬كانت تعيش في رغد و هناء بعيدا عن‬
‫المقلة‪ .‬ما زالت كلماتها الدافئة تمل أسماعه ليزيد همة و نشاط يوم بعد يوم‬
‫(سأنتظرك ‪ ,‬سأنتظرك للبد ) ‪ .‬ل ليس للبد لقد جئت ‪ ,‬و سأكون لك فهل‬
‫تقبلين أن تكوني لي ؟‬
‫وصل للبلدة ‪ ,‬البيوت الضعيفة اليلة للسقوط و الحياة البسيطة لم تتغير ‪ ,‬أنزله‬
‫السائق على عتبة البلدة ‪ ,‬بعد أن أوضح له السائق أنه ل يستطيع الخوض في‬
‫الطرق الوعرة المؤدية لبيته مباشرة ‪ .‬ما أجمل رائحة الخبز الساخن ‪.‬‬
‫لمح صبي صغير العمر يلهو‪ ,‬فربت على كتفيه‪ ,‬نظر إليه الطفل في براءة‪,‬‬
‫رأى في عينيه أحلم الطفولة السعيدة‪ ,‬ل تختلف كثيرا عن أحلمه‪ ,‬و لكن هذا‬
‫الطفل الصغير لم يعرف بعد ما هي المقلة‪.‬‬
‫سأل الطفل عن أسمه ‪ ,‬فأجاب في هدوء ( مصطفى ) سأله عن أهله ( ‪. ).......‬‬
‫جاءت إجابة الطفل كالصاعقة‪ ,‬تسمر في مكانه أخذ ينظر مشدوها للطفل‪ ,‬أنها‬
‫هي نعم هي‪.‬‬
‫تراجع خطوتين للخلف ‪ ,‬وجد نفسه على الطريق و هو يتساءل هل وصل البد‬
‫بعد ‪ .‬وقفت سيارة أجرة و قال بصوت خافت ( محطة القطار ) ‪.‬‬
‫نعم عاد ‪ ,‬عاد و ذهب للبد ‪.‬‬

‫تأليف ‪ :‬أحمد سعيد ‪.‬‬

You might also like