Professional Documents
Culture Documents
نقف ،نتعثر ،ثم نقف ،نصمد في وجه الحظوظ الشا ٔيكة ،نبكي خفية ،
نبتسم في وجه الهم ،نصمد من جديد ،ندمن الصمود ،ننجح في الوصول
لبر الضحكات التي كنا نبحث عنها ،في حين ظننا أنها النهاية وجدنا
طريق آخر لنعلن بداية جديدة ..
ها أنا " ريانة " أعود من جديد مح ّملة با ٔشواقي المطرزة بحكاياتي الطويلة
،الشا ٔيكة ،المظلمة القاتمة أحياناً ،السعيدة دا ٔيما ً وأبدا ً بالرغم من كل شيء
:
هنا ( :زنزانة الصيف الخامس ) ..
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
:وين هجت !
:وشلون راحت بوضح النهار وقدام عين الكل !
:نهاااااار ياوليدي
قوته ناحيتها امسك عصاها وسنّد جسمها عليهصاحت فيه وهو قفز بكل ّ
لينطق :ياجدة تعبتي واتعبتينا راحت وخذت أثر خطاويها معها حتى أهلها
مايدرون وينها الحين با ٔي أرض وتحت أي سما
ببكاء أوجعه صاحت من جديد وهي تضرب ركبها :ياعل السما تنطبق
على روحها ياعل االٔرض تبلعها وتدفنها لسابع قاع
ام هذال تقف بصمت ُمحايد ووضاح يقف بإسمه المحسوب والمرتبط
بالعا ٔيلة ،للحفاظ على مكانته فيها ال أكثر وال أقل ،نطق وأخيرا ً :ياجدة
أخونا بوضع يرثى له ادعي له واتركي بنت الناس مصير الحي بالحي
يتالقى يمام على ذمته باقية واللي خذته زكاة ودفعة بال كود يطيب هذال
ويفتح عينه !
الغريب ان هذا الكالم المتزن خرج من شخص يدعى وضاح ،سيّد
الرعونة والالمباالة ! إقتنعت جدته ،مدت يدها لعصاها المائلة بيد نهار
تفرقت جموعهم لتبقى الشمس وسطوتها مستحوذة على أثرهم الملتهب ..
نهار صيفي ،الشمس متربعة بوسط السماء والخط الطويل كانت تتراقص
في وسطه سيارة قديمة لعا ٔيلة شدت االٔسفار للعودة بعد غيبة أشهر ..
صوت السامرية المحبوب م ٔ
ال سيارتهم بصوت مزعج بالنسبة لبنياتها
وبدون إهتمام لذا ٔيقتهم أو رأيهم المهم تفرض جوها المحبب لها ..
عقد بالثأر
ماضي الدماء المهدورة والعرض المستباح ،الماضي الذي ُ
ورا ٔيحة الموت وأصوات العويل ،أنثى منكوبة بُدّل رثائها لعتب دُفن مع
دمه الذي سال انتهى القصاص لكن القلوب وجراحها لم تلت ٔيم بعد ،مرت
سنوات والحال بعد ضاري مثل حرب ينطفئ فتيلها لتعود بشعلة أخرى
تأجج النار وتعيد أصوات الثا ٔر القديم ليرتفع دخانها ..
عودة للحاضر
:مشهوووور !
في هذه اللحظة تحديدا ً عاد بها الوجع عند آخر نقطة من نقاط الماضي من
بسلمها يصير مهجور ومستحيل تركنه على رف النسيان بذات المستحيل ْ
اللحظة فتحت عينها ،رتبت فوضى نظراتها التوجد أي فكرة تساورها
اآلن وجل همها اآلن هو توضيب قماش عبا ٔيتها وترتيب أنفاسها كانت
مجرد ثواني لكنها طويلة مرعبة استردت فيها ليال البؤس الماضية
الثواني هذه جمعت نزاع مرتبط بخيوط الماضي وتفاصيله كان نزاع إنتقام
،شرس مثل نزاع أرض وعرض ،حرب بدون نهاية والٔن للمعركة بقية
دخل صوت ثالث صوت من أسبابه تضا ٔيلت شراسة عذبا ذابت نظراتها
ضاعت هيبتها وسط ساحة هيبته ضاعت قوتها نسفها نسف بكلمة واحدة
فقط بإسم واحد
:مشهور !
ينادي أخيه ،نيّته يوقف النزاع ويكمله هو !
صدّت بعينها وهي تتراقص من رهبة نوفل هالته الطاغية استحوذت على
ساحة النزاع مثل ما استحوذ عطره المتمرد وصوت مسباحه ضلّت على
حالها ثابتة في جهتها وأطرافها تتراعد كيف صار للصمت قدرة على
بطرفه الناري
االستيالء كيف صار االٔقوى بوقوفه الصامت يدور ْٕ
ويالعب مسباحه !
نوفل!!!!
الجواب الوحيد الذي خرج من فم مشهور بعد ما احتوته الصدمة نوفل
دائما ً خارج الحسبة عن أي أمر يتعلق بقصة الجليلة وضاري ،من بعد
ماتقفل ملف القضية أقفل بابه هو لكن ما يجهله مشهور الكثير !
:خلني ياخوي خلني أكمل اللي إبتديته مايبرد دمي الثاير غير دمها يوم
اشوفه يفور من الغبن واشوف دمع الحسرة يطيح من عينها ..
نفث ضحكة خالجته بلحظة نارية الضحك أبعد مايكون عنها لكن هذا نوفل
! رد ببرود :اخيييه بس ! هذي مراجلك ؟ ماكفاك الدم اللي سال قبل سنين
وش ودك يصير تبي تلطخ ثوبك والثار يصير ثارين دم وعرض !
فتح مشهور عينه الحادة ونفسه ارتفع من استفهاماته الجنونية رد بحدة :
هذي مراجلك أنت يومك تظن با ٔخوك الظنون الردية وش يقربني لثوبها
وش يقربني وأنا ابي اقطع الشر من عرقه وامنعه !
نوفل ربت على خده المس شعرات عارضه وشد ياقة ثوبه همس له :
اقطع رداك من عرقه وتحرك ال اثور الدنيا بوجهك اصبح يامشهور دام
الناس راقدة للحين استر نفسك وروح
،نوفل يقف ا ٓ
الن بمحاذاة لسيارة عذبا ،يقف بذات الصمت الذي
زرعه في موقفه قبل دقائق تصلب مثل نخلة قديمة حتى ظلها مهجور ..
ضاري بن عايد
سجالت دياره ومن أركان بيت ّ مات قبل ١٢سنة ،مات وانمحى أسمه من
أهله ! دُفن اسمه مع الدم المدفون في قبر ( الجليلة )
كل أهالي ديرته عاشو على صوت زامل وهو يعلن أن ضاري أخذ قسمته
من دم الجليلة وانتهى قصاصه !
لكن الجزء المفقود من القصة كانت أبعاد أبعاد سرية أنقذت ضاري من
القصاص وعقوبته الثقيلة المخففة كانت ال ( الجلوة ) نفيه من مسقط رأسه
الٔي مدينة أخرى العقوبة طالت نايف وخزاري
عذبا كانت بعمر ١٧سنة تا ٔكدت حينها أن قصاصه تم وهروب نايف
وخزاري كان يخلو من أي مبررات أو أعذار ،أما عايد نفوه با ٔرضه
وعاش أنواع الويل والزال يعيش تبعات الثار مع ابنته ( عذبا )..
.
صورة معلّقة في منتصف جدار إسمنتي لفتاة بشعر غزاه اللون االٔبيض
بهاالت عميقة بنظرات خا ٔيفة جدا ً جدا ً ..
الرياض
منتصف الليل
انتهت الرحلة الطويلة حذام شاهدت أنوار البيت ،خمنت أن عزيزة هي
من جهزت بيتها ٕالستقبالهم
دخلت واستقبلتها را ٔيحته النظيفة لتشعر برضا طفيف لم تظهره ،عزيزة
تقف عند ممر المدخل بعد ما فرغت من إستقبالها الحار لوالدتها الحظت
أنها بدت تمسحها بنظرات غريبة لتنطق على الفور :عزيزة وش اللي
صار بينكم ؟ التطولينها ادري أنتس هنيا من مدة طويلة وساكتة انتظرتس
تنطقين بالدرة اللي مخبيتها عني !
وجه عزيزة انكش وذبل متيقنة تمام اليقين أن حذام لن تتجاوز الخبر
الثقيل على مسامعها ،من المستحيل تتجاوزه دون ضريبة تؤذيها هي ،
وبالفعل شدّت اذنها وكا ٔن عزيزة ابنة العشر سنوات عادت لتتراعد في
قبضة
والدتها :يمه الدرة اللي تبين انطقها تعور القلب يمه
شدت اذنها أكثر لكن حشرجة صوتها أعلنت عن نوبة بكاء صادمة بسببها
تراجعت حذام للخلف بحدة ،عزيزة دا ٔيما ً شامخة وعزيزة ،مستحيل
تكسرها أصعب الظروف و إن تخبطت تعود بكل بسرعة لتصبح أقوى
الن صار العكس :يمه تطلقت وخلصت العدة لتستقيم بكل صالبة لكن ا ٓ
قبل يومين !!
أسكتت فاهها بصفعة سقطت مثل ثقل حط على رأسها وكا ٔن الجدار المقابل
ُهدم ليسقط عليها ،تهاوت عند أرجلها :تضربيني يمه ؟ تضربيني وأنا
كانت هقوتي غير !
روايات ريّانة]AM 12:11 2022/1/8[ ,
ليه ماتقولين معوضة وهذا البيت بيتس !
حذام بنظرة نارية وبقسوة عاتية :قومي على حيلتس وناظريني
رفعت سبابتها بوجه إبنتها المخضب بدمعها :وهللا ماتقعدين ببيتي وأنتي
مهزومة بهالشكل ومقرة بالخسارة وهللا ،جدران بيتي تتعذرتس !
ضمت أرجلها بعد ما انحنت أكثر :يمه دخيلتس الااا كافيني زعل بنيتي
ثالث شهور وهي تصد عني وكن الذنب ذنبي أنا لوحدي
بوجوم رمقتها بنظرات ملتهبة دفعت كتفها :يوم توعديني بالشيء اللي
ناوية عليه وتوافقيني ساعتها بقول تم ،تبقين هنا بين جدراني اللي كانت
تتعذرتس !
:وشهو يمه التجورين علي با ٔحكامتس وانتي تعرفين عزيزة ماتطيح إال
عند مواطيتس !
مرت دقا ٔيق وهي تقاوم إعصار
تركتها بدون رد تركتها تتراعد بمفردها ّ
يهدد أمانها القادم ومستقبلها ،تحفظ والدتها وتعرف أحكامها تدرك النص
المتروك التكملة لن ترضيها أبدا ً ،لن تشفي ( شفق ) ابنتها ابنة ١٩عام
عزيزة خالد ناجي ٣٥مطلقة
.
.
نوفل بعد مامرت سنوات عاد ليسترجع االٔلفة مابينه وبين عائلته ،بعد
ماسمع حديث والده المؤلم بحقه :صار بحسبة الضيف اللي يعتب أبوابنا
يذوق قهوتنا ويهز فنجاله
كان والزال يغيب باالٔشهر ليعود بآثار معاركه الواضحة معالمها
برسومات متوزعة على أجزاء وجهه وأطراف يديه
نوفل الغامض الثائر المريب الحازم االٔرض تهابه والنظرات تكسر دائما ً
في وجودم ،نوفل القريب البعيد ،الغريب بروحه والقريب بتفاعالته
القاسية العنيدة
ويقص أدق
ّ فتح باب مجلس والده وتربع بصمته المعتاد يفكر كثيرا ً يحلل
التفاعالت بدون صوت
:نوفل يابوك قرب الدلة واقرب أنت !
نوفل يحفظ تفاعالت والده هذه كان والزال يستفتح مطالبه الثقيلة بعد
فنجان قهوة ،بعد فنجانه الثالث تحديدا ً ،تا ٔمل ولده لثواني وكا ٔنه يدرس
الكالم دراسة سريعة وكا ٔنه يربطه بمالمح ولده الحادة ،كان بنظراته هذه
يقتنص ممر عبور يعبر من خالله الٔبواب ولده العنيدة ..
هتف :العسرات يابوك كتوفك لها ،خابرك تشيل الثقال والمطالب عسيرة
لكن العرب تنهش وجيهنا وأنا مالي حيلة فيهم غير اسوي شيء يسكت
حلوقهم لكن يكسرنا !
عقد حاجبينه وهو يصغي لنبرة والده وكلماته وهو يحلل إرتباكه وتفاعالت
عينيه رد بنبرته الثقيلة :إن كان الطلب من صوب عايد اعفنا يبه والعرب
ان كان فيها حيل تنهش وجهه لحاله الخطية من صوبهم حنا ترفعنا عن
الردى من يوم خذى ضاري مقسومه !
شد والده على فنجانه ليطلق رصاصته بعشوا ٔيية المهم يتخلص منها :نبي
صاص أنت يابوك أي بنية من بنات الديرة نقص الشجرة من جذورها والق ّ
عرضها من عرضنا ولو العداوة نارها ثايرة !
القاهرة ..
يوم مشمس أيام الصيف وإن أوشكت على النهاية البد تفرض سطوتها
الحارة ..
عروب بعد مارمت حقيبتها في الممر الضيق بعد جولة طويلة بين ممرات
جامعتها التعيسة جولتها تنتهي بدوام مسا ٔيي طويل في المحل الطي يبعد
عن عمارتها مسافة شارع خلعت مالبسها الملتصقة بجسدها بتقرف عميق
،الجو اليطاق ووالدتها مستسرلة في التوصيات علقت بالفعل الٔن حذام
مستحوذة على الحوار بتسلط معتاد :يمه ياحبيبتي سمعت وفهمت عندي
مهلة شهر أغير شغلة ثانية غير عن الخبز اللي ابيعه وين تبين اروح وانا
ماعندي شهادة وقاعدة اصرف على نفسي بس لعيون هالشهادة ؟
حذام بزجرة :بس اقطعي التردين على صوتي وتاخذيني بالصياح ! انا قد
كلمتي شهر ياعروب شهر بس
عروب بمسايسة ال أكثر :حااااضر حاقة تانية ياست هانم ؟
حذام بقهر :سوس ياكل االٔفكار اللي متربعة بمختس ويريحنا منها
قهقهت عروب وانقطع الخط ،تنفست براحة هي تلوي لسان أمها السليط
بطرقها الخاصة والملتوية دائما ً ،دخلت واستحمت ،رفعت شعرها الكثيف
بربطة ارتدت نظارتها وخرجت لعملها المسا ٔيي في المخبز القريب من
بيتها المهم تا ٔمن معيشتها هنا ،بقي الكثير على انتهاء محطاتها الصعبة
هنا ،عملت أكثر من عمل وخاضت أكثر من تجربة ودراستها هنا كانت
بمشقة عالية لكن استمرت ،استنكرت التغيرات الجديدة وأبرزها الشخص
الذي يتوسط المحل ومستحل كرسيها ،وجهه المغلف بكمامه سوداء
وعينيه الناعسة تلتهم إقترابها ،خطواتها تراجعت من فعل نظراته هتفت
ال ،طلبك ايه ؟ اقدر اخدمك ؟ببشاشة معتادة :أهالً أه ٔ
إذاعة القرآن الكريم بسطت طما ٔنينتها وتربعت وسط المكان المفضل
لجدتهم ،في الجهة االٔخرى نهار يتوسد المركى ينام من بعد الفجر عينيها
ال تكاد تفارقه تعرف أسباب حزنه ،تنتظر الوقت المناسب فقط ،ضمت
حبة التمرة ودستها في فمها دخل هذال وهو يتعكز عصاه ينقر على
األرض خطواته بصعوبة تلك العكاز خرج بها من ذلك الحادث دموي
وبسببه أيضا ً غفت عينه سنة كاملة وبسببه خسر الكثير
اختلف إختالفا ً جذري ،اختالف شاسع وواضح لكل شخص كان يعرفه ..
جلس بكل حب دا ٔيما ينتظر هذه اللحظة دا ٔيما ً يسابق أخوته عليها ،اشتهى
ان يشاكسها بحكم مزاجه المرتفع :صبحتي بالخير رمى تصبيحته دون أن
يرفع عينه جهتها ولهذا السبب صدت بحمق دون رد لف وهو يضحك :
الغالية شرهانة يوم أنها ماترد علي ؟
صدت جهة نهار بعد ماتحولت غفوته لعقدة حاجبين وتنهيدة وبتهكم
محبوب :ويسا ٔل بعد عن المنقود وهو مخالف المسلمين يومه مايسلم
يستمتع بتقريعها ونظراتها أكملت :ومايناظرنا مدري من غاصبه على
الجيه ليته ماتعنى
ضحك بصوت عال ،تا ٔفف نهار أكثر لم يهتم مستمتع بمزاج جدته :يمه
هالمرة وش مواصفاتها ؟
ّ يقولون لقيتي لي عروس منهي
تعرف لهجته المبطنة هو مستحيل يا ٔخذ موضوع زواجه على محمل الجد
من بعد موقف يمام وموقف نكرانها له وتخليها با ٔشد أوقاته أقفل هذا الباب
ومستحيل يفتحه ،دخل وضاح بشماغه المهمل على كتفه رماها على
المركى جهة نهار ومستحيل يفوت نظرات جدته المستنكرة لدخوله البارد
لم يسلم او يسا ٔلها عن حالها :هذا شفيه ليه نايم هنا ؟
جدته وصايف رفعت صوت الراديو بمعنى مبطن فهمه هذال وكتم
ضحكته
إنتهى ..
في شخصيات كثر ظهرت واالٔكشن جاااااي بالطريق ماتقدرون تتنفسون
سوال :عريس جويده من تتوقعونه؟؟
ٔ
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
في المستشفى تشعر أنها داخل دوامة من الكوابيس بعد وجبة ثقيلة ،
أغرب موقف وأغرب شعور تعيشه ا ٓ
الن بك ّمها المرفوع ووالدتها تنتظر
باالستفهامات لكن والدتها بالمرصاد
عند رأسها بتحفز ،هي اآلن ملي ٔية ٕ
لكن إستفهاماتها وبنظرة فقط
خرجت ووالدتها لم تشفي فضولها اكتفت بالصمت الٔنهان تُجادل وتتعب
مزاجها :يمه على االٔقل اشبعي بطني دام منتي راضية تشبعين فضولي
ابي وجبة قبل نرجع البيت ..
.
مجلس زامل
دايم هالمكان عامر يغص بالزاور من كل شبر في الديرة والديار الثانية ،
ابو نوفل الشيخ زامل عينه على ولده وبدون شعور إستخرج الدرة ونطقها
:طولت يانوفل طولت وانت تشاور نفسك
سم نوفل نصف إبتسامة :وان قلت ان اللي تكلمنا فيه مات با ٔرضه
هنا تب ّ
من ليلته ؟
زامل بتصبر :بقول باقي فيه نفس وأنت أولى به
نوفل بتالعب بعد ماحضر مشهور :بقول مشهور أولى به ،يبه مشهور
خاطره ببنت عايد من سنين والصبح شافته عيني وهو يتبع خطاويها ،
العلم يبه خطاويه خطاوي عشقان والموضوع راجع لك أحكم واجزم فيه
مثل ماتبي !
االمكان يتمالك نفسه ويتمالك أعصابه ،سره بيد
مشهور وهو يحاول قدر ٕ
نوفل إن عارض أو رفع صوته ،صوته سيكلفه الكثير وإن صمت ؟
خسارته بالطبع أكبر !
زامل إنتقلت نظراته لمشهور ينتظر رد أو رأي صمت مشهور في هذه
اللحظة كان مريب !
زامل أكثر مايشغله وينويه هو أن يس ّكت أفواه الناس ويس ّكت المتصيدين
،وأكثر ما يهمه يغلق ل باب الثأر وتستقر أوضاعهم المتزعزعة من
سنوات !
نطق ببرود :مشهور دعيج جاسر وال أنت المهم نوحد هالديرة وتهدى
النفوس مشهور نتوكل على هللا ؟ نقول أن السكوت رضا ؟
نوفل وهو يكتم اآلن أخبث ضحكة حمل نفسه وخرج من مجلسهم الواسع
لكنه عاد لثواني رمى بسهام نظراته كانت تحمل معها غضب غامض
وحقد اشتعل بطريقة صادمة ناحية مشهور ! ،نيته وأفعاله والسوء الذي
دسه سرا ً كل خوافيه أصبحت ضده ،يستحق أن يدفع ثمن خبثه بالمقابل
ابنة عدوهم تستحق شخص مثل مشهور يظن أن وجودها معه أكبر انتقام
كاف ..
ِ وهذا الشيء بالنسبة له
.
.
وبعد وصول يمام التي وصلت مخططاتها لوالدتها لتسبقها ،والٔن أمها
الن تقف عند الباب الكبير مستحيل تُغلَب طبخت كل شيء سرا ً هي ا ٓ
تعانق يمام العا ٔيدة من رحلة الدراسة بشهادة كبيرة وبقلب يحمل قصة
جديدة ! على يمينها عبدالملك بطل القصة يحمل نفس الشهادة متغير كليا ً ،
متغيرة أطرافه ومتغيرة جذوره ،نظراته اختلفت بعد ما كانت تتخبئ
االختباء ،يراقب المكان بإنتصار
خلف نظارة كبيرة ليحررها من ٕ
الن خلف كتف والوحيدة من تعرف سر هذه النظرات هي من تتخبئ ا ٓ
أختها ،جيداء صعقها منظر عبدالملك حقا ً !! لكن سرعان ماتحولت
دهشتها لبرود حقيقي الٔن أختها ظفرت بهذا الشاب الوسيم صاحب
الحضور ال ُمهيب ،لن تزاحم يمام جربت حظها لثالث مرات وكل
تجاربها إنتهت بفشل ذريع ..
حذام همست لعبدالملك بعد ما شدت كتفه بسرعة متوترة :هاه ياعبيد نفذت
اللي قلت لك عليه قبل توصل ؟
هز رأسه فقط ،عينه المعجبة ترقبها وهي تتمايل من حضن لحضن
وبسبب إنبهاره الدا ٔيم بحضور يمام مستحيل يعير أي إهتمام لألشياء التي
تدور من حوله وعلى رأسها جيداء التي تقف بالمنتصف تحلل وتفكك !
شادية ..
إنتهى دوامها ،شادي نام بعربيته ،للتو تستوعب أنها التملك قيمة السيارة
!!
.
.
.
.
وضاح ..
نزل بعد مامحى آثار النوم الذي أفسدته دموع شادية ،إنقطع نومه أكثر
من مرة وحاول أكثر من مرة يتصل بسرور وسرور يتجاهله ،الوقت قبل
الظهر تمدد على الكنبة وسط الصالة وغفى يحاول أن يعوض نومه
المتقطع ،
:جدك سليمان من الصبح يتصل ويسا ٔل عنك ليه ماترد ؟
بصوت ناعس رد على أمه :يبي يدبسني بمشروع من مشاريعه
امه منيرة :هذا الزين وأنا أمك تكسب ثقته وتترزق من وراه شوف نهار
متدبس ببيت جدتك وصايف واالٔرزاق تهل عليه من كل صوب
بضيق رد :اذكري هللا عليه هللا يزيده نهار يتعب واللي يتعب مايخيب
ميلت فمها :هذا أنت ماترضى نمسه بكلمة لو نمدحه طرت فينا من قال
اني الحين متضايقة وانا اذكره واذكر خيره أبد وأنا أمك ماعده غير
واحدن منكم
تبسم :ايييه هذا الكالم يمه اخوي اللي فيه مكفيه تكفين قولي لوصايف
تقصر الشر وتقصر لسانها عنه
مدت له كوب الحليب :اختك تحب اخوها بس مزوحها ثقيلة انت تعرف
وصايف
ابتلع الحليب وهو غير مقتنع ،
.
مصر ..عروب :
اففف
رفع يده وضرب الطاولة من أثر زفرتها
حاول بتار يصد وينشغل عن نظراتها ،مصرة تعثر على جواب من
داخل عينيه كتم تا ٔففه بعد ما اقتربت وقالت :آخر شيء افتكره عزمتني
على كوب شاي بعدها وش صار ؟
صمته مستفز :أنت أصعب معادلة مرت علي عارف ياخوية؟
لن تستغرب صمته لدرجة بدت تتا ٔكد انه يراوغ وعنده قدرة على الكالم
لكن يخفي كل شيء ولسبب ما ،عجزت وهي تحلل معادالته الصعبة
السبوع راجعة لديرتي ثنتين من أخواتي وتفككها ،بعفوية نطقت :نهاية ا ٔ
بيتزوجون أنت تدري وين الغرابة ؟
صمتت الٔنها الحظت شرود نظراته :بدون غرابة واضح ياخوية انك
شايل هم او متورط بفكرة او موقف او ممكن تخطط على حاجة بس ماقلت
لي صار شي بعد كوب الشاي ؟
رفع الورقة بوجهها :جتك النوبة !
فجا ٔة شحب وجهها وضاع منها الكالم ،لفت جهة الباب الزجاجي تراقب
المارة القريبين من المحل وهو عاد لعادته تفكيك تفاعالتها ،اليوم شعرها
الذي تغلب عليه خصالت الشيب مسترخي ويتمايل بالقرب من أكتافها
وبداخله استفاهامات عن سر هذا البياض الٔنها لم تتجاوز ال ٢٥سرعان
مانفض إستفاهماته وأرسل :نهاية االٔسبوع راجعين السعودية ..
.
.
بيت حذام ..
هاه وصلت فساتينكم ؟ االٔيام سريعة وماجهزنا شيء
حذام وهي توزع نظراتها بين بناتها لترد
عزيزة :باقي فستان يمام واليوم بيوصل
:وصصصل وصصل
صوتها المنتعش وحضورها المشرق وهي ملتفة بفستان خطبتها تدور في
منتصف الصالة واالٔنظار صارت كلها على لون فرحتها وصوتها الطاغي
وفستانها الذي حضر وأخيرا ً لكن لم يروق لوالدتها
:بنفسجي !!!
اليوم الجو ساكن بعد موجة غبار االٔمس ،ثوبها االٔبيض مربوط على
خصرها ترش الماء على أطراف الحوش تحاول التسلية عن همها
المريب وكا ٔن الغبار والجو المعتم كله إنتقل الٔطراف قلبها ،رددت أذكار
الصباح وصلّت الضحى لكن انقباضات قلبها في ازدياد :ليتني أقدر أغسل
غبار هالقلب وأنفض ضيقته ،
تراقص قلبها من صوت الباب ،هذه الطرقات مخيفة عتبتهم توقفت عن
إستقبال الزوار من سنين طويلة ،هذه الزيارة بالنسبة لها مريبة جدا ً ،
قفزت لغرفتها وهي تفك عقدة ثوبها تا ٔكدت من حجابها قفزت ناحية الباب
وبريبة قالت ؛ من ؟
وصلها صوت ثقيل مخيف جدا ً راودها بالحلم قبل أيام :
إنتهى
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
تراقص قلبها من صوت الباب ،هذه الطرقات مخيفة ،عتبتهم توقفت عن
إستقبال الزوار من سنين طويلة ،هذه الزيارة بالنسبة لها ُمريبة جدا ً قفزت
لغرفتها وهي تفك عقدة ثوبها ،تا ٔكدت من حجابها قفزت ناحية الباب
وبريبة قالت ؛ من ؟
وصلها صوت ثقيل مخيف جدا ً راودها بالحلم قبل أيام :الشيخ زامل
وعياله !!
ضربت صدرها من الذعر لتهمس :ويلتس ياعذبا وش يجيبهم لمنا ؟ وش
صار وش ذكرهم فينا
شجاعتها مهمة بلحظة مثل هذه ال يمكن تخونها فتحت الباب بثقة :حق
الجيرة ماينحسب دام الشيخ زامل بنفسه نساه من سنين ولين اليوم وش
اللي ذكرك فينا ياشيخ الديرة ؟
نوفل يعد للعشرة بداخله الٔن والده يتقدمهم ومستحيل يتخطاه ،بوادر
الزيجة تبشر بخير هذه قطرة الغيث وبدايته !
وين أبوتس يابنت ! حكينا مع الرياجيل وكل مستورة تعرف هرجها وتث ّمنه
،اقضبي لسانتس وعلمي أبوتس بضيفانه ،لم ينفع حزم زامل ردت بقوة
وثبات :ماتنعد ضيف هالبيت ماينعد بيت مهجور من سنين ،أنت وعيالك
واقفين هنا على أطالل قديمة ماتودي وال تجيب !
:اقصري هروجتس يابنت !
تراجعت للخلف من نبرة نوفل لكن مستحيل غضبها يتراجع :أنت اللي
تقصر الهرج مالكم فينا وال لنا فيكم ،أنا مخففة عيار كلماتي حشمة
لشيبات الشيخ ومكانته لكن اللي بالصدور أعظم وقادرين نخبيه لشيء
بنفوسنا
االنفجار
زامل مستمتع بهذه الشجاعة لكن نوفل على النقيض بينه وبين ٕ
شعره مستحيل يتخطى والده اليمكن يتخطاه همس له :يبه تراني ساكت
حشمة لوقفتك تكفى تراجع خطوتين لجل احسم القصة وأقص راسها
رد زامل كانت يده التي امتدت لكتف نوفل بمعنى انتهى ،حضر عايد
بمنظره الرث وبيده سيجارته نطق :من اللي جا ياعذبا ؟
منظر والدها وصورته الرثة وشخصيته التي تالشت من سنوات طويلة
حضوره الركيك كسر شجاعتها الخزي من حضوره الواهن اسكت
غضبها واضعفها و بسبب هذا الحضور تراجعت صورتها القاسية
وتوارت عن األنظار خلف عمود قديم ،ابتسم نوفل بتشفي وهنا استطاع
زامل أن يتحكم بالزيارة ليا ٔخذ وعد من والدها ليستغل كل شيء لصالحهم
هم ،غادر هو وابنائه أنتهت زيارتهم وعذبا في غرفتها تتلوى ببكاء
صامت من حالها وحال والدها
.
.
الليلة المنتظرة ل َحذام ولمخططاتها والليلة المخيفة التي تهرب منها عزيزة
" ملكة نايف وعزيزة "
هذال !!!!
حذام بصوت واثق وهي عند باب المجلس
:حياك هللا ! جيت بالوقت المناسب مافاتك شيء !
مرر نظرات السخرية على مالمح عبدالملك التي تحولت لعبوس بعد
ماتجاوز صدمته بحضور هذا الشخص الغير مرغوب به وبهذا الوقت
تحديدا ً !
ام عزيزة وهي تكمل مخططها الثاني ببرود الثقلين وفي المكان اللي
يضم ندّين كان يقف هذال وبقربه عبدالملك وحذام توزع نظراتها بينهم !
نسمات صيفية نثرت جو مشحون داخل أكثر من قلب ،ا ٓ
الن رياح ناعمة
تلعب أوتارها على جهتين والثالثة بالمنتصف جلست على كرسي من
كراسي الحديقة تراقب بمتعة عالية ..
االحتفال
قبل أن يتحدد مصير عبدالملك مع يمام وقبل تنتهي مراسم ٕ
الغامض ،إنتثر عطرها في ساحة الصمت ليحتمي الموقف الصاخب
بحضورها وبحضور فستانها البنفسجي ..
إشتعلت النظرات من قدومها وبكامل زينتها !
ثارت يمام من الليلة التي قلبت بغضون ثواني لم تحسب لها حساب !!
خمس سنوات فاصلة
وهروب فاصل
وورقة طالق تشهد على إنفصال أبدي !!
لمت حضر ؟
با ٔي حق عاد ؟
أخذ منها كل شيء وهي بالمقابل إستردت حقها ومضاعف وبالرغم من
مرور السنوات يعود إليها بنفس العنفوان والغرور والغطرسة الطاغية
على مالمحه وثيابه ،عاد وبحجة بينة عالماتها واضحة جدا ً من وقوفه
الحازم ،إستحوذ على المكان والسبب طغيان نظراته ،هذال القديم لم
يختلف فيه شيء مازال يمتلك زمام األمور و أي ساحة يدخلها يمتلكها هو
!
لمعت عينها والعتاب المخفي تسيّد على المكان والزمان ،تعانقت رموشها
وهي تضمر بكاؤها خوفا ً من هذه اللحظة لن تسلّم نفسها للبكاء لن تضيع
هيبة الصمت بعد ما قررت تهرب لضفته وتنجو بنفسها ..
رمقها بنفس النظرات المحرقة بدون أي كلمة وهي إستدارت للبيت ،
وصلت لمنتصف الصالة وركضت با ٔقوى سرعة تمتلكها ،اقتحمت غرفتها
مع شادية وهي تعض أصابعها من القهر :أمي ماتوقف لين تموتنا كلنا
من القهر شادية قومي شوفي مصيبتي تهون مصايبتس كلها ..
نهضت شادية بوجهها المتورم وارتمت أختها بحضنها بدون بكاء :جويدة
قطعتي بجامتي عالمتس وش اللي قهر قلبتس هالكثر ؟
جيداء وهي تمسح دموعها وتبتسم ببالهه بعد نوبة البكاء القصيرة :الليلة
عرس يمام وعبدالملك لكن بقدرة قادر صار عرسي وعرس عبدالملك !
شادية صرخت :وشهوووو !
.
.
في السيارة التي يسكنها الصمت ،في الجو الهادئ وفي الطريق
المختصر الذي يفصل بين خمس سنوات وحياة جديدة ،كان بالنسبة
لهذال أشبه طيف بُتر ببدايته وبالنسبة ليمام ماكان إال كابوس مريع
مازالت تقاسيه ،الٔن أنفاسها تهدجت ويدها امتدت للفراغ وهي تحاول
تنفض هذا الكابوس لكنها فشلت ،صرختها التي إعتلت لم تكن نهاية حلم
مولمة جدا ً ،لفت لوجهه البارد والشيء الذيكانت بداية للحظة إستيعاب ٔ
حصل كان بالنسبة له إستفتاحية لمتعته الموعود بها هذه أول بركات
الطريق ،إختناقها متنفس له ،رمشها المبلول بمثابة غصن أرواه الهطل
ليتمايل فرحة ،رجفة كفها اشبه بايقاع الٔغنية يحبها هو ،بعد ما اكتفى
وأخذ حصته من حساباته المفتوحة وما حصل مجرد بداية فقط ،توقف
جانب الطريق وبصمت مد يده فتح الباب ليدفعها بكل قوته لتسقط على
االرض ،تركها وتحرك وعلى ثغره أخبث إبتسامة وهو يتنفس براحة
عظيمة ،حرك سيارته لطريق بيتهم ويمام ملقاه على قارعة الطريق
المختصر الذي يفصل بين خمس سنوات وبين الال حياة !
.
يمام رفضت العودة لبيت والدتها وعبدالملك علق وسط عنادها ووسط
أزمته هو ،الحل الوحيد عزيزة تواصل معها وأصرت عليه أن يوصل
االنتظار
أختها لبيتها الجديد ،على االٔقل شخص قريب منها يشاركها ٕ
والتحليل ،وبالفعل أوصلها لبيت نايف ليعود هو لبيته أصبح يراوده
الضيق بمجرد تفكيره أن هناك شخص غير مرغوب صار يشاركه بيته
وحياته ،وصل لقسمه بدون أن تستجوبه والدته الٔنها نامت منذ ساعة بقي
طويالً وهو يفكر ليختار مكانه الجديد او باالٔصح األريكة التي ينام عليها
ويرتب فيها أفكاره ..
.
.
.
.
عذبا
عاصفة االٔمس وأصوات الرياح وهي تعبث بالنوافذ باإلضافة للظالم
المنتشر باالٔرجاء وركام الغبار الذي خلفته تلك العاصفة كل هذه االٔجواء
االختناق لم يتناثر
المعتمة كانت والزالت هنا مركونة في الضفة القلبية هذا ٕ
بعد لم يغسله المطر !
لتنطق همسا ً :خبر اليوم بفلوس باتسر ببالش
لكن خبر اليوم كان الثمن من أجله روحها هي !
عذبا ا ٓ
الن متوشحة بعبا ٔيتها السوداء خطواتها مثل خطوات جندي ثا ٔير
سلب منه موطنه ،متوجهه لمحل الذهب الذي يملكه الشيخ زامل ويديره ُ
أوالده !
نوفل إستقبل ثورتها ببرود مصطنع زامل إستقبل ثورتها بصمت ،مشهور
ترك النزاع الٔنه اليعنيه أو كما يدعي !
بصوت محترق نطقت :افضّل ترموني بالساحة اللي انرمى فيها ضاري
يشهد على موتي القاصي والداني وال اقرب شبر من ولدك الضايع
التعودها يازامل وال تحاول ،صحيح ابوي سقفه قصيّر وقليل حيلة لكن
بنته سقفها مايميل وحيلتها ماتنهد
:اتركنا يابوي لحالنا
يفض أسرار وقصص
ّ زامل بريبة يخاف من غضب نوفل يخاف ان
تجهلها عذبا رد :اتركنا أنت يانوفل
الجمود الذي اكتسى به وجه نوفل أجبر والده أن يتراجع ،خرج من المحل
ليبقى نوفل مع عذبا
:أنتي حديتيني يابنت عايد وال أنا مستحيل استضعف البنيات واقهرهن :
ابوتس ماقال لتس عن قصة ضاري الناقصة ؟
عينها عليه يرتب قطع الذهب بمكانها والبرود يكتسي كل تفاعالته طرقت
الزجاج بيدها
وقالت :اخلص علي وش القصة الناقصة ؟
ضاري حي !
حذام بكل برود جمعت ثياب شفق ورمتها في الحديقة وبكل قسوة قالت :
ماني ملزومتن فيتس اختاري بيت أبوتس او أمتس حدى هالبيوت بيضفتس
انا ماني ناقصة ادفع مصاريف زيادة !
شفق بذبول :ابوي مسافر عند اهل زوجته وانتي تدرين بس نيتس يمه
حذام تكسرين خاطري وهذاتس كسرتيه ارتحتي ؟
خرجت لسيارتها التي أمنها والدها قبل يقنعها بموضوع زواجه ،خرجت
بدون وجهه لم تملك أي حيلة إال اإلتصال بوالدتها ،وإن كانت قد
إنفجرت بوجهها قبل أيام الزفاف أوجرحتها من باب قهرها وعدم اقتناعها
بهذا الزواج الصادم ،حتى وإن كبرت فجوة العتاب هي والدتها ولن
تصدها ،ببكاء رفعت السماعة واتصلت برقمها :ماما ،يمه حذام رمت
اغراضي بالحديقة وقالت ماني ملزومة فيتس بموت مخنوقة ماعرف وين
اروح
عزيزة كتمت دموعها وبجسارة استطاعت أن تحتوي المكالمة ،أرسلت
موقع البيت وشفق بسهولة وصلت لتركن سيارتها في موقف ضاري
المفضل ،نزلت والبكاء تحول لذهول من المباني والساحات والجمال
الخيالي اكانت تشاهدها في أماكن ابعد ماتكون عنها ،دخلت لتُصدم من
واالنهيار الحزين تحول لدهشة ضاحكة ! :يمام ؟
وجود يمام ٕ
يمام بتهكم :خالة يمام امتس ماعرفت تربي زين
عزيزة شدت خصرها :شوف من يعذرب بتربيتي ! ياهلل خالة يمام كلنا
مستعدين تفرغين قهر هذال فينا شفق ماما مستعدة ؟
تعالت ضحكاتهن لتنطق شفق بعد ماتخصرت بدالل مماثل الٔمها :مامي
وين كنتي مخبية هالبجايم الحلوة عني ! االٔبيض ماطلع إال بحضرة نايف
بن عايد ! شايفة خالة يمام !
يمام التفتت بعد ماالحظت خوف العامالت لتنطق :في شيء صاير وقصو
يديني لو مايطلع هالشيء سبب إختفاء نايف أمس واليوم كله
عزيزة انقبض قلبها وركضت للزجاج المطل على الحديقة الخارجية ،
جدال ليلة العرس عاد لكنه أشد وأعظم ودموي بعض الشيء ،نايف ثوبه
المبقع بالدماء ووجه ضاري الذي تجهل اسمه إلى يتغطى بالدم لتنطق
بدون شعور وبذعر :ياويلي في شيء كايد !!
شفق كالعادة تقتنص أي فرصة وتخلق جو ضاحك نطقت :مامي طحتي
على ساللة تقطع القلوب من حالوتها مو ساللتنا تقطع الرزق !
يمام وقفت تشاركها التقييم والموضوع بدى لها ممتع بغض النظر عن
االنتباه !
أزمتهم الخانقة منظرهم فخم فخم ويشد ٕ
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
#زنزانة_الصيف_الخامس
.
سلطانة لعلها استسلمت لواقعها الحالي وتزينت بعد ما شعرت بإستحقاقها
لشعور بسيط يُخرجها من قوقعة التعاسة لو لفترة مؤقتة ..
متزينة بفستان بسيط وخصالتها صففتها ببساطة تشابه نعومة فستانها
لتخرج بشكلها المهادن للعائلة المترقبة بينما بداخلها سيوف تتطاحن ،لكنها
مجبرة على الصمت والكبت :طولت عليكم ؟
وصايف الكبرى صغرت عيناها من خلف البرقع ،تداري الكثير من
الكلمات وسيل جارف من الشتـائم لكنها تعض على فمها بقطعة قماش
سوداء حجبت عن سلطانة سوداوية غضبها ،الوحيدة من استقبلتها بحفاوة
حقيقية كانت أديم لوت يدها على ذراعها وهي تُربّت بهداوة :يحق لتس
تطولين وتتزينين على راحتس عروس مانقدر نقول شيء
ثريا وهي تُربّت على ظهر طفلتها تراقب بصمت بال تدخل ،وقفت وهي
تناول الطفلة للمربية وتُملي عليها التوصيات بصوت خافت ،ليداهم نهار
المكان ويرمي نظراته ال ُمعجبة ناحيتها بشفافية ،ليبدي إعجابه بشكل
ساد واجد !علني :يمه اقري على مريّتي وانفثي عليها العين حق والح ّ
كان حديثه عفوي وبتحبب فاضح لكن وصل لجدته بطريقة أُخرى ،
ضربـت بكفوفها ليرتفع صوت غوايشها الذهب وبسرعة لفت انتباهه لون
الحناء وكحل عينيها بالرغم من إشارات الغضـب والقهـر ال ُمرسلة منها :
الظاهر بنبتل وقافى لين يقضي ولدنا من مغازل محروسته تسنه توه
يشوفها
لهجتها المبطنة بان مقصودها له فقط ،ليضحك بإتتصار ويقترب منها ،
ليشدها بتبجح أمام الجميع بقصد التالعب :ايه زينها ياجدة يخليني منبهر
بكل مرة عيني تشوفها انفثي انتي عليها كود يتبارك هالحسن وينولتس
أجر
نظرت إليه بتصغير وهي تغص بالكثير من العبارات لوال توصيات جده
المل ّحة
مشت خلف الجميع ألنه تملّك يدها وبعمد وقف طويال حتى تحرك األغلب
ليهمس :ان جاتس شيء اتصلي فيني اجيتس طاير وخففي من نظرات
الحزن ألني ما أقواها
لوى يده على كتفيها ليشدد من ضمتها بمؤازرة بدت تألفها ليصله صوتها
الناعم :بحاول
وصل معها للباب الكبير لكن خطواته تراجعت بسبب رجفتها وألنها رأت
وقوف جده ،وفي كل مرة تُعاودها الذكريات األليمة في حضوره ترتجف
بهذا الشكل
:أهدي ياروحي ال تخافين وأنا معتس
سمع جده همس نهار ليهتف بحزم :اقربي سلطانة
قالها سابقا ً وأحـرق روحها مع جسدها ،لن ترضخ تفضّل المـوت وال
الرضوخ ،لكن نهار شد على يدها وقال :هالمرة عشاني
لفت له تستجديه بعينيها علّه يتدخل وينقذها لكنه بصف جده ويبدو أنه
متحالف معه لسبب ما
.
.
سرور ال ُمت َعب الواهن الذي يقدس طلبات والدته كان والزال يقدمها على
تهون عليه مشقة التعب التي الزمته أشهر
طبق من ذهب ،ضحكتها ّ
طويلة يتنقل معها في السوق الشعبي ،يديه محملة با ٔكياس مشترياتها ،
أمه ترسم في مخيلتها شيء وهو يساير خططها الصامتة إقتربت جهة
قرب يمه عالمك أبعدت البراقع لفت له وقالت ّ :
همس لها :اللي تبيع بنية ماتشوفينها يمه
اقتربت من هدفها ! :أقرب جاي بنشوف بضايعها وال أنت شايفنا ّ
خطابة !
انحرج وتراجع وهو يراقب عن بعد خطوتين عينيها بعد ماوسم السهر
آثاره على أطرافها ! وهي با ٔحزن أيامها مازالت تبيع وتشتري ،رحم
حالها بينه وبين نفسه وفي ذات اللحظة كان مستنكر تسارع نبضه من
تا ٔثير رموشها التي تحمل أثر بكاء ،يبدو أنها بكت ليلة كاملة سمع طلبات
والدته من مكانه :عطيني منه اثنين ،عذبا بتلقا ٔيية وضعت مشتريات ام
سرور في كيس أحمر ومدت يدها :
.
.
استطاع نايف أن يكبح غضب ضاري الجامح بدواء منوم ،نام يوم كامل
وهو ترك عزيزة لليوم الثالث على التوالي منشغل با ٔزمته وأزمة عذبا
وجنون ضاري ..
سمع باب الملحق وقفز يلحق بجنون اخيه قبل أن يتجاوز حدوده :وين
وين وقف يالمهبول
ضاري وهو يقفل أزرار ثوبه رفع شعره عن وجهه وقال بتعب وتذمر :
نايف اعتقني تكفى اتركني اشم هوا نظيف واعرف اجمع افكاري تبيني
ارجع مراهق واقول لك وعد ما اضرب أحد ؟ وعد بس فكني
ابتسم نايف نصف ابتسامة لخرج معه لبيته بعد ما تا ٔكد ان غضبه اآلن
راكد ،سرعان ما اختلف األمر وهو يسمعه يصرخ :من ابن ** اللي
موقف سيارته مكان سيارتي !!!
خرجت شفق وهي تجهل المصيبة التي إقترفتها ،اقتربت من سيارتها
ليصدمها الشخص المستند بجسمه عليها يدخن سيجارته ،نايف مل من
هذه النزاعات ترك ضاري ودخل بيته :ممكن ؟
نطق وهو يحاكي نبرة صوتها بتالعب
مستفز :ممكن ؟
توترت وهي الٔول مرة تتخاطب مع رجل غريب وهي التعرف من
الرجال اال والدها ورائد خطيبها :ممكن تشيل نفسك عن سيارتي تا ٔخرت
على محاضرتي
الحظها وهي تشيح وتصد بعينيها من الخجل يدها اليسار تحمل دبلة ذهبية
بسيطة الثمن ،مسح عبائتها كانت بتصميم محتشم وواسعة قرر يحترمها
الٔنها مهذبة شكالً وصوتا ً نطق :رفعنا الحكم والعقوبة صارت مخففة بحكم
انك تجهلين المكان وأهله الموقف هذا يامدام موقف سيارتي التعودينها
علم ؟
يكون اسلم لك ُ
هزت رأسها وهي على وشك البكاء موقفها التحسد عليه أبدا ً :آسفة
اكتفت بكلمة واحدة وهو ابتعد راقب رجفتها وهي تقود لتحرك سيارتها
خارج أسوار البيت ،ضحك بإستمتاع والغضب الكاسح الذي كبته نايف
أصبح غضب ساخر بحضور شفق ،ضحك أكثر وهو يتذكر كيف
خرجت كلمة آسفة من فمها :ياترى من البكاية هذي ؟
.
.
طرزه مع ثيابه ليصبح بإسمههذا هذال وهذه سلطته ،هذا وشاحه الذي ّ
وشاح أسود قاتم مليء باالٔشواك ظاهره صلب وقاسي واالٔيام طزرت على
االقتراب ) تمشي بكل إنصياع لقبضته المهينة جبين وشاحه ( الرجاء عدم ٕ
ُ ،ممسك كتفها وكا ٔنه يخاف أن تختار الهروب مجددا ً لتعود السنون
الماضية هي بالفعل حاولت أن تهرب لحضن والدتها ليسابق هروبها
ويعيدها لزنزانته ..
لكن حذام مثل هذال االٔيام طرزت على حضنها عالمة
( هذا الحضن غير صالح للعيش )
من المستحيل أن تفتح صفحة جديدة من المحاوالت
روايات ريّانة]AM 1:35 2022/1/8[ ,
من المستحيل أن تحاول على ضفة هذال ،شعارها الجديد في زنزانته
المقاومة ،فقط لذا نفضت يده وقالت بحدة :أقدر أمشي لحالي صدقني
ياهذال مشتاقة لغرفتنا المهجورة أكثر من شوقك لسلطتك الواقفة من خمس
سنين !
شدها بقبضته وهو يتجاهل لغتها الجديدة ومصلحطات نظراتها المحملة
با ٔشياء من الماضي ومن المستحيل تُنسى ،توقفت خطواتها عند الباب
العمالق ،رفعت عينها جهة تفاصيله الحديثة كل شيء اختلف في غيابها
كل شيء إختلف لونه بإستثناء هذا الجلمود ،أرخت طرحتها على كتفها
ونثرت خصالتها استخرجت مرآة صغيرة وصارت تضم شفاتها بعد
ماوزعت الحمرة المنعشة عليها ،وهو يقف ينتظرها تنتهي من مهامها
االٔنثوية وتستقبل قصتهم الجديدة ،قصة الحسابات المتروكة والماضي
المسروق وتفاصيل غامضة أخرى
لفت ناحيته :التلمس يدي التقرب ناحيتي وانا بين أهلك خل هالمسافة
مرسومة بيننا وياليت تبقى هالمسافة لين يفرجها الكريم واخلص منك
جذب كتفها بحدة اختنقت أنفاسها جسمها هزيل وقبضته قاسية :التفكرين
ترسمين حدود دام دفاترنا باقية رهن االٔيام التفكرين بالفراق وحنا باقي ما
ابتدينا !
ليدنو منها وهو يقرب فمه من اذنها همس :تظنيني شفق ؟؟ اليروح بالك
بعيد يوم اني حريص على اللقا لي حساب مفتوح تطمني القلوب القديمة
على ماهي ماتغير شيء
تقوس فمها لن تكبر آمالها ،لن عقد عقدة الصلح وأدراج الزمن تعيد إليها
هذال القديم بنظراته وبتحركاته
لم تفوت عطره الكريه الصاخب العنيد مثله همست بعبرة :هقوتي القديمة
فيك ماتبدلت تطمن
سبقته لتدخل للبيت استقبلتها والدته تجاهلت حرارة نظراتها وسعادتها
تكفر عن خمس سنوات بإستقبال مسرحي من الصعب تصديقه ،ركضت
لالٔعلى ووالدته في األسفل ذبلت سعادتها ،لتذبل أكثر وهي ترى هذال
يجرها من شعرها من منتصف السلم.ك
ايصرخ :هذا انتي مستحيل يختلف طبعك ماتحشمين أحد حتى ظلك
ماتحشمينه !
فهمت مايرمي إليه
صرخت :اتركني هذال فك شعري ماني ملزومة اسوي شيء مو طالع
من قلبي ما اقدر امثل مثلها ماقدر
هذاااال اتركها صوت امه الباكي توسط النزاع ،بسرعة ترك خصالتها
رفع يده نيته كانت أن يصفعها ويقتص لدموع والدته لكنها هي من صفعته
!
إنتهى …
ابهروني بتعليقاتكم وتوقعاتكم اشبعو قلبي وعيوني 🤍🤍🤍🤍
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
هذاااال اتركها
صوت امه الباكي توسط النزاع وبسرعة ترك خصالتها رفع يده ونيته
كانت أن يصفعها ويقتص لدموع والدته لكنها هي من صفعته ! :يمام
اللي تخاف من ظلها صارت تحشمه أكثر من الالزم وهللا ماتقرب من
ظفري وتقهرني ياهذال روح امسح دموع التماسيح اللي تحت وانشغل
عني
تقصد والدته !
من أي جامعة درست كل هذه الوقاحة؟
ركض متجاهالً أثر إصابته وألم رجله جهة والدته ليضم كتفها نطق بوعيد
:ماعليه يمه وهللا ان تبكي دبل اللي بكيتيه حقتس علي يالغالية امسحيها
بوجهي
بكت أكثر :حقها هي من ياخذه ؟
انتفض ! ترك يدها ،مشى جهة الباب ليترك البيت بما فيه ،يمام تراقب
خروجه من الشباك الطويل وهي تتوعد بداخلها :العقد اللي دفعت ثمن
غالي وانا ارمم فيها واداويها بتدفع ثمنها أنت ياهذال بتدفعه من جديد ..
.
.
يبدو أن نوفل ُمستمتع بمحاوالته للجمع بين عذبا ومشهور أخيه ،محاولته
الجديدة خطواته اآلن جهة بيتهم ،بدأ يألف هذا الطريق والمتعة كل المتعة
وهو يستفزها بالحقائق التي من المستحيل أن تستوعبها أو من الممكن أن
يصدقها عقلها ،طرق الباب ووصل صوتها المعتاد :مين ؟
رد ببساطة :نوفل
بحدة من خلف الباب :خذت خطاويك على أعتاب بيتنا اللي مو معترف
فيه سابقا ً وش العالمة الجاذبة لجل نجتهد ونمحيها ياولد الشيخ ؟
ميّل فمه وهو يغالب ضحكته :عالمة واحدة ماحصل لتس الشرف تعرفين
اسمها؟
بصوت اكتسى بالقهر والخيبة :أعرف شيء اسمه ماضي وعالمة باقية
مرسومة على أبوابنا الشيء اللي يراود بالي سؤال عجزت أعرف جوابه
ليه صرنا بهاألهمية كنا على هوامشكم من قديم وش تبدل ياولد الشيخ ؟
نطق بهدوء :ماتنفع وقفة البيبان هذي اللي بيمر بيقول وقفة ع ّ
شاق ودتس
يعلقون العرب عالمة جديدة ؟
سرعان ما فُتح الباب على مصراعيه ملتفة بالسواد تغطي كل شيء من
جسدها لم تكتفي لتغطي أصابع يديها دستها تحت قماش عبائتها لكن شغله
الشاغل كان السواد الظاهر له من بين فتحات البرقع رموشها وآه من
طغيان رموشها ،سرعان ماغض النظر نطق : :وش قلتي عن طلب
مشهور ؟
بتهكم ردت :تقصد طلب أخوه وأبوه ؟ مشهور مايدري الحين حنا بحزة
صير
صبح وال حزة ِع َ
عنده حجة جديدة مستحيل تغلبه نطق :أخت ضاري أنتي للحين ما
استوعبتي اللي قلته ؟
ردت ببرود :التر ّجعنا للموجة اللي مالها سنع
بإصرار رد :ضاري حي بالدنيا وهللا معطيه ورازقه لكنه بعيد !
جاوبته بمعطياتها هي بالشيء الذي عاشته وفهمته :ودك تعرف جوابي ؟
ايه مستوعبة
صمتت وهو رفع عينه جهة عينيها :مستوعبه أنه إنقص قبل سنين وعزاه
ما اندفن بصدري لين اليوم عيني تبكيه ،أنت مقصدك تفتح جروح السنين
بعد ماكانت غرفته أحب األماكن لقلبه صارت أبشع مكان يقصده لو
بالتفكير ،يقف اآلن عاقد الحاجبين تجاعيد جبينه من الغضب بارزة
وممتدة لعرقه النابض أسفل فكه ،يشعر بتقرف وكأنه يقف أمام جيفة او
مكان مهجور ،يده امتدت لعروة الباب وسرعان ما احتضنها ،يدينه
تتصبب عرق وهذه عادة من الطفولة التعرق المفرط ألطرافه يالزمه
أغلب أوقاته وخصوصا ً اوقات التوتر والغضب
.
..
يوم العرس ..
جهة الزفاف
صوت زغاريد نسوة الحي وموسيقى الفرح التي عمت المكان واستثنت
قلبها ،مباخر العود وحلوى الفرح والمكان كله منتشي عداها هي وأيضا ً
صيتة ..
فستان أبيض بنفشة ناعمة شعرها الطويل جدا ً مسدول وبيدها زهور
تعتصرها بكل قوتها الواهية وكأنها تريد إستخراج دمعها العنيد من
أطراف الزهر الندي ،تريد أن تنتقم من عبقه المتالعب ومن لونه األحمر
القاتم ،هذه الزهرات شريكة في إيالمها الليلة تماما ً مثل والدها ومثل نوفل
ومثل بنيات الحي وهن اآلن يتراقصن بطرب المثيل له ،بسعادة غامرة
وكأنها صيتة عروس الليلة ألن صيتة تجمع كل بنيات الحي والكل يحبها ،
صيتة المعتصمة في مكانها تقضم فمها بألم مصفى ،بوجع وقهر مستحيل
يتخفى ،تالعب أصابعها المتراقصة من غضبها المكبوت .
إنتهى ..
عذبا ،الغصن الباقي من جذورهم القديمة انقص وتر ّحل عن زوايا بيت
طفولتهم 💔
أنتظر تعليقاتكم بحب كبير ️♥️♥️♥
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
صيتة المعتصمة بمكانها تقضم فمها با ٔلم مصفّى ،بوجع وقهر مستحيل
يتخفّى ،تُالعب أصابعها المتراقصة من غضبها المكبوت ،تحاول تبث
بداخلها سكينة تنهي فيها هذه الليلة ،تنازعت مع أطراف عدة وخسرت
هي وهاهي ا ٓ
الن بزاويتها تراقب الفرح من جهته ،الحزن والقهر اقتسمته
مع عذبا والبقية يعيشون الفرح بكل حذافيره وبكل عفوية وبساطة ..
إنتهت الحفلة
الن توصيل عذبا لقسمهم ،لبيتها الجديد الكل مشى وام مشهور مهمتها ا ٓ
ولسجنها االٔبدي
ام مشهور بطيب نفس همست لها :انتهى العرس والكل مشى وأنتي
مافتحي افمتس على االٔقل اضحكي عساه يزين البخت ويضحك لتس
ردت عذبا بصوت هادئ :وين اروح وين وجهتي االٔخيرة ؟ وش آخر
خطاوي هالليلة يا ام مشهور ؟
ردت برحابة :تعالي واليضيق لتس بال
مشت خلف ام مشهور بجسدها فقط ،الروح ذابت وتهاوت ،تركتها بعيدا ً
لتندب أيامها القاسية بين جدران غرفتها المتروكة ،دخلت القسم الواسع
غرفة وصالة تميل للفخامة بدون مطبخ
تركتها ام مشهور لتبقى هي تتا ٔمل الستار االٔبيض قفزت بداخلها رغبة
قاسية ،أن تقف أمام شباك حياتها الجديدة وتوادع حياتها القديمة على االٔقل
تعيش الحنين وهي تزفه أشجارهم ،تعيشه من بعيد ،لكن قاومت الرغبة
الن أقصى قلبها شعور الخوف لتثبت في مكانها شعور الحزن المتربع ا ٓ
يوازيه لدرجة مرعبة ،لدرجة تراعدت فيها من صوت الباب ومن صوت
خطواته ،الزالت ثابتة على هي ٔيتها وبالرغم من ذلك شاهد الرعب من
إهتزاز كتفها ومن تراقص خصالتها اليملك فضول لباقي تفاصيلها ،هتف
بصوته الثقيل المرعب :ماهي على البال هذي اللحظة والحسبت لها
حساب والحين يجمعنا سقف واحد ،ماحسبت حساب تكونين محسوبة علي
من القرايب وصرتي
مايشرفك وماكنت تتمنى ! شوف كيف تتغير
ّ ردت بكل وجع :قصدك
االٔمنيات وكيف تالعبنا الحياة كيف كنا وكيف صرنا !
رد وهو عازم يخفف حدة كالمه الٔنها تتألم ومصدومة مثله أو باالٔصح
أكثر منه رد :على العموم هذا المكتوب وهذي هي القسمة ولو مارضينا
بتبقين محسوبة
ردت :وش تبي مني يانوفل ؟ اختصرها تعبت حيل وأبي الوجع ينتثر
دفعة واحدة على االٔقل تنتهي قسمتي الليلة
يا هللا !
حدتها المتراخية ،اثقله التناقض بين صوتها ومفرداتها ،هذا التناقض
تا ٔثيره كان طاغي على اللحظة زعزع جموده صوتها والكلمات التي
تنتقيها وصلت له دون ان تتكلف أو ترفع نبرة صوتها رد :ان كان
يرضيتس البعد تطمني أنا هالحدود أجيها مثل ضيف وان كان يرضيتس
البعد أكثر خالتي ام مشهور ماشفت وجهها من جيت على الدنيا أكيد فهمتي
وش أقول
غرفة وضاح ( قيس ) تحديدا ً ،وصايف تقف متسندة على الباب ببطنها
الضخم وأن صرخت لن تغير صرختها بروده :حمار أنت حمار ؟ تبيني
أولد الليلة من القهر ايه قول انك متعمد تحرني !
رش عطره بإستمتاع :ياحبك للصراخ سلمان ماجاه قصور بقواه السمعية
من ورى حبالك الصوتية الخارقة ؟
رفعت يديها لوجهها تحاول تجذب الهواء البارد من شدة القهر وهنا
رحمها :وصايف البيت ياكبره وبعدين من اللي بيشوفني وأنا نازل مع
الباب اللي مسويه أبوي لجرياته ؟
هللا يرحمه ! قاطعته وهي تقترب ضربته على ذراعه :اذكر الميت بذكرى
هاالسراف مابقيت للمعرس شيء ،ناقصك بشته وتسرق
زينة بعدين وش ٕ
الليلة منه
ضحك وهو يقبل رأسها كإعتذار طفيف الٔنه استفز أعصابها
شادية بخطواتها الواسعة تحاول تصلح عبث شادي بسبب تحركاته توترت
توتر اليطاق ،بينها وبين اإلنفجار شعرة وهي تود أن تبكي مثل العادة
وهنا تأكدت أن البكاء قريب جدا ً منها بعد ما أسقط فازة من فازات
االستقبال ٕ
االٔغلب يلومها على وجوده في الحفلة !
وبوقاحة وبدون رحمة نطقت إحداهن :دام ماعنده عقل ليه تجيبينه
وتحرجين أهل البيت الناس اللي مثل وضعه البيوت سترهم هللا يعافينا !!
اختنقت وهي تحمله بعيدا ً لزاوية من زوايا هذا لقصر الواسع ،جلست
على عتبة من العتبات وهي تكبت قهرها وتتحامل على دمعها لكنها بكت
! هو فرصته الثمينة استكمال عبثه مرت ثواني وبسبب صوت الزجاج
المتحطم انقطع بكاء شادية ،الصوت هذا تعرفه ،النبرة هذه سحقتها سابقا ً
مرت أيام قليلة وياسوء الصدف الٔن الغرفة التي اقتحمها شادي غرفة
وضاح ( قيس) !
في الساحات الخارجية لقصر عا ٔيلة هذال شادية في موقف التحسد عليه
تنتظر أن تلين والدتها وتلتفت ٕالتصاالتها لكن الفا ٔيدة متعتها مقدمة على
كل شيء مرت دقيقتين وأخيرا ً ردت :يمه انا بالساحة الواسعة جنب
النافورة شادي يبكي ووضعه مزري تكفين يمه ساعديني
حذام با ٔعلى صوت :كم مرة قلت الطلعات والجمعات ماتنفع لتس ؟ ياهلل
ادفعي ضريبة نصايحي المضروبة بالجدار
اقفلت الخط في وجهها وانهارت من جديد
وصايف وبالرغم من انشغالها تا ٔكدت ان أديم خرجت لمساعدة تلك الباكية
،شادية أنتهت طاقتها البد تترك هذا المكان أو تغادر لبيتها
أديم وهي تمشي على أثر صوتها الباكي قطع وضاح خطواتها ليسبقها
ناحية شادية قبل أن يتدخل تمنى أن ال ينفجر مرة أخرى ،هو اآلن
مختنق من فعل خطي ٔيته نطقت أديم :وضاح البنت منهارة ضروري ترجع
بيتهم تقدر تساعدني ونوصلها؟
لف الٔديم وتنفس بعمق خلع شماغه ليرميم على كتفه نزل على ركبته
لشادي المذعور
ونطق :التخاف
:مايعرف الخوف !
.
.
جيداء
انتهت من زينة الليلة ختمتها بالعطر وعبدالملك يقف خلفها مذهوالً من
غرابة شكل فستانها ،كان مالصقا ً لتفاصيل جسدها ليكشف تعرجاته
بكل بهاء وهو مزموم على خصرها بكل ثقة نطق بعفوية :غريبة مو
مغطية عيوب جسمك !
لفت بشعرها بعد مادللته بالعطر ليضرب اسفل خصرها وردفها :ما
اعتبرها عيوب الٔجل أغطيها أو أخجل منها
أصدر صوت من فمه داللة السخرية ومن
ثم نطق :ياهالثقة اللي مالها سنع
ردت بكل ثقة وهي تتجه لعباءاتها المعلقة :يا هالثقة اللي بمحلها
صمت لم يرد وانشغل بإستفهاماته الداخلية
سرقت فيها
هي تملك كل هذا المنطق لما تملكتها السذاجة في الليلة التي ُ
يمامته ؟
لفت له بكامل زينتها ،وهي معتدة بثقتها من شكلها النها ٔيي ،وهي تتذكر
كالم البنيات عنها سابقا ً :جيداء لبّيسة أي لون وأي شكل يليق فيها
بالفعل أي لبس يالمس جلدها تتملكه ويزهو عليها :ماودك تتكرم علي
وتوصلني ؟ وال نفسك عزت عليك وبتبقى هنا تندب حظك !
الن تردابتسم بسخرية وإن تج ّمل خارجها داخلها قبيح ومشوه لكن هي ا ٓ
إعتبارها ال أكثر ،أفرط في اليومين الماضية ،أفرط وهو ينتقي أثقل
الكلمات ويزج بها في وجهها بدون أي شفقة وهي تمارس معه نفس أسلوبه
:أنا باقي على كلمتي غطي عيوب جسمك بفستان غامق المنظر هذا يثير
الغثيان ويثير الشفقة بوقت واحد
أغمضت عينها ومن ثم زفرت :بكلم خالي سلطان يوصلني وأنت اختار
جدار اضرب راسك فيه الين ارجع من عندهم سالم
جذب ذراعها بحدة وضرب بجسدها ناحية الجدار حاصرها بغضبه لينطق
بحدة وقهر :وأنتي ؟ نفسك ماهي عزيزة ؟ أختك اللي بتحتفلين فيها الليلة
تركت وراها قلب على العهد القديم ما اختلف شعوره
ابتسمت بمقاومة :صدقني ياعبدالملك لو يفيض شعورك وتغرق فيه طوق
النجاة معدوم والضفة اللي تقاوم الٔجلها مالها وجود
تملك ذراعيها با ٔصابعه ،توغل بالغضب وهو يعتصرها بدون رحمة وهي
لم تُظهر تألمها ،هي تدرك عاصفة االٔلم التي اجتاحت أسواره اآلن كانت
تنتظره وهو يتخلص منها ليعتقها ،بالغت ثورته الصامتة ليستكمل ما
ابتداه من التعذيب الصامت بحق جسدها وهي متسمرة لن تعبر له عن
ألمها مدت فمها بإبتسامة استفزت اعماقه
روايات ريّانة]AM 1:06 2022/11/8[ ,
مدت فمها بإبتسامة استفزت اعماقه ومن ثم قالت :التتخبط قدام الشخص
الغلط أنا من الناس اللي وجعوك اليضطرك إختناقك لجهتي أنت ماتعني
لي شيء عبدالملك من زمان وللحين
ترك جسدها ،دفعها بحدة ليضرب رأسها في الجدار وهنا خرجت منها (
أخ) خافتة جدا ً وهنا شعر بالتشفي لكن سرعان ماتالشى وهي تتحسس
مكان الضربة بيدها التي تلونت من دمها بعد ماضرب رأسها أطراف
الجبس المزين في الجدار وهنا نطقت بحدة :هذا اللي تبيه وصار تمنعني
عن الروحة بدون ال تنطقها وهللا ماني مخليتها لك
انسحبت وهي تتخبط خارج الغرفة هو في مكانه يتنفس بقهر من نفسه
ومنها هي .
.
.
إنتهى ..
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
:عظم هللا أجرك مرتين ياهذال
بإختناق نطق :كنتي تعرفينها ؟
ضحكت بوجع من جرأته وهو يستفهمها وفي أوج حاالت الوجع مصر
يؤلمها هي :أعرفها ايه اعرفها بكيت على رجولي ليلة كاملة مثل طفل
وعرفت من يومها انك فارقت قطعة من روحك !
لتقلد نبرته تلك بغصة :بنت صديقي اللي ماتت بنت أعز اخوياي فارقت
الدنيا
دفعته وضربت صدره :اللي فارق الدنيا شيء عا ٔيد لك تخبيه عن الكل
بس انا عرفته عرفته قبل يطلع على الدنيا ويكسرني
ضحكت بمرارة وأكملت :ليه شاهيناز ؟ ليه مو ملك ؟
دنق وتذكر ثرثرتها الدا ٔيمة باالٔمومة التي حرمها منها ،كانت تشتهي ابنة
وأسمتها في خياالتها ملك وهو يقف دائما ً بينها وبين خياالتها ،بينما هو
كان يعيش حياة أخرى وبكامل حذافيرها !
لفت للشباك ونسا ٔيم الليل صارت تعبث بفستانها وبكامل زينتها ،بكامل
عنفوانها حاملة إنتصاراتها البهية معها ،كادت أن تقفز منها بعد
ماتراقصت داخل قفصها الصدري معلنة البقاء معلنة الصمود ..
باالنتصار علنا ً بينما النقيض
هذال الضد متسمر في مكانه ثابت ويتظاهر ٕ
كل النقيض كاد ان يقفز منه بعد ماتراقص داخل قفصه الصدري معلنا ً
ثورانه ،حاول وهو يتظاهر بالبرود ويقاوم جروحه المكشوفة ،كان يتا ٔملها
عن بعد خطوات ،كل بصمة تركها في هذه االٔنثى كل ذكرى مريرة وكل
غصة ودمعة ،الصمت والتجاهل غابت وهي تحملها وبعد سنوات عادت
لتصفيتها حساب حساب بالتاريخ وبالساعة وكل دفتر ذكرى كانت تفتحه
تنبش معه جرح قديم يخصه هو !
الحظها إرتعاشة جسدها وكتفها العاري وهو يتراقص
تبكي !!! بعد كل هذه القسوة التي زجت بها داخل صدره بكل عنفوان بكت
!!! لكن النقيض الذي يجهه في وقته الحالي انها تضحك ،في كل مرة
تتجدد إنتصاراتها تطلق هذه الضحكات ليستوعب هو ا ٓ
الن أنها تضحك
بالفعل من صوت ضحكاتها الطاغي ..
.
.
.
.
عاد في المساء أثبت نفسه في عمله الجديد وبصورة سريعة
دخل البيت ،تعود سابقا ً على الهدوء والظالم المنتشر في ممراته ،الليلة
أنوار البيت كلها مشتعلة وأصوات عا ٔيلته عالية على غير العادة
دخل وقد خمن الضيوف بسبب أصوات االٔطفال اخته الكبرى مع بنياتها
وأحفادها !
باالستقبال
إنطلقت نحوه أمنية ،البنت الوسطى من بنات أخته ضربت ٕ
والمجامالت المعتادة عرض الحا ٔيط وبدت بإستخراج قا ٔيمة من العذاريب
بحق زوجته النا ٔيمة في االٔعلى وبتهكم سريع سردتها جملة واحدة :زوجتك
ماعندها ذوق جايين من قبل الفجر عشان نبارك زواجكم ماطلت علينا وال
حتى سالم من بعيد .بعدين خالي قضو البنات يوم تلف وترجع عليها هي
مالقيت من البنات إال جيداء !
عبدالملك أنزل شماغه من رأسه ليرفع يده جهةالصداع بعد ما تسلق
جمجمته من ثرثرتها بعثر شعره :أهال با ٔوسط بنيات أخيتي خالك بخير
خمس سنين ماشافك وهذا إستقبالك له ؟ عيب بحق الغربة والشوق وتذاكر
السفر
قاطعته وهي تضحك الٔنه اآلن يثرثر أكثر
منها :آسفين ،رفعت أرجلها وهي تجاري طوله لتهمس بالسر فضلت أن
يسمعه هو بمفرده
ثاني :جيداء فوق تعبانة بس أقلد أمك وأمي وقلت اختصر الطريق الٔن
أمي وأمك كالمهم أثقل حبتين !
لوت يدها وعانقته بعفوية :الحمدهلل على سالمتك ياخالي
سلم على كل المتواجدين وبالفعل مثل ما أخبرته أمنية كالم والدته ثقيل
موخرا ً
وجارح ،تجاوز البعض منه وتركهم توجه للغرفة التي تجمعهم ٔ
كانت
مظلمة وباردة فتح النور :أففففف وجع
تعاظمت رغبته في التمرد أكثر ،فرصته يعاندها بالرغم من ارهاقه ،
هذه المتعة لن يفوتها ،رن جوالها وقالت بحدة :أمي دقت سبعة وثالثين
مرة رد عليها بطريقك وقول كانت ليلتنا حلوة
تجاهل المكالمة وهو مبهوت من ردها الحاد وان طغى عليه أسلوبها
االتصال لتستخرج صوت البطيء في إستخراج أي مفردة عاودت أمها ٕ
ساخر مدفون تحت قماش الوسادة :أمي مصرة تتطمن على ساللتها
النادرة رد عبدالملك أو صك الجوال بعرض الجدار وريحني
رد وهو مصدوم وعلى وجهه عالمات ضحكة كبتها عمدا ً وضعها مثير
للضحك فعالً !
وكالعادة حذام تقود الدفة بكل تمكن :عبدالملك جويدة دورتها عسرة وبا ٔي
لحظة ممكن تفقد الوعي او تحتاج مستشفى خلك قريب منها او جبها عندي
!
..
..
إنتهى :
أبهروني بتعليقاتكم وتوقعاتكم️♥️♥
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
..هنا الصدمة الكبيرة وضاح بعد ما نطق :طاح الشر شادية روحي كملي
شغلك
هزت رأسها بعينيها الدامعة دا ٔيما ً واختفت من المكان
:غريب أمرك ياوضاح
ابتلع قهوته ونطق بتهكمه المعتاد :ماغريب إال إبليس اللي قرر الليلة
يعتقني !
التنبو بتصرفاتك الجديدة على قا ٔيمة
ٔ ضحك سرور :وهللا صار
المستحيالت ،وش سر انقالبك ؟ التقول الحزن التقنعني !
وضاح وهو يرشف آخر ماتبقى من كوبه :ماعندي وقت أقنعك وال أفكك
التنبو تبيها من االٔخير خلنا االٔولين اتفقنا ؟
ٔ قا ٔيمة توقعاتك وال أكسر قواعد
سرور بإقتناع نطق :تم !
.
.
إعتادت ان تسقي أشجار بيتهم اعتادت التسلي با ٔصوات الطيور ُهنا
الصمت سيقضي عليها ،تكره الصمت والرتابة تكره السكون الٔنه يبقي
في داخلها وحشة تتذكر فيها االٔشياء القديمة وعلى رأسها اليوم القاتم الذي
غابت فيه الشمس من دون ضاري وفي نفس اليوم غابت مالمح نايف
ومالمح خزاري ،رفعت ساعتها القديمة وهي تراقب الثواني البطي ٔية ،
نوفل بالفعل يتعامل مع هذا البيت مثل ضيوف والده يلقي سالم بارد ويعود
الٔدراج التهرب هي رضخت بغرابة وهو شعوره مازال مجهول بالنسبة
لها ..
وأخيرا ً فتح الباب وأخيرا ً ُكسرت رتابة السكون بحضوره صدمها وهو
يلقي على مسامعها خبر سقوط والدها !
:اخت ضاري ابوتس تعب وتعبه ماهو بهين أخاف ماتلحقينه !
وبكل بساطة يرمي عليها أخبار مثل هذه لن تصدق أكاذيبه بحق والدها ،
والدها ينفث البقايا من رفات حزن السنين ومن إسراف جيرانه في الحكم
ينفث كل آالمه من دخان سجا ٔيره وهو ثابت في نفس المكان ،بذات
الصمود من سنوات طويلة وهو الزال على وضعيته كيف يسقط ؟ فكرة
سقوطه مستحيلة !
مستمرة في مكانها بثبات مزيف وبرقعه اللعين حجب عنه تعابيرها نطق
بإصرار :اخت ضاري انتي ماتستوعبين االٔمور من أول وهلة ولهالسبب
تتوجعين عقب وبشكل أكبر استوعبتي الخبر اللي قلته ؟
هزت رأسها بالرفض :هو صحيح ان ابوي ماله قوة بنظركم وهو صحيح
ان ماله شور وكل شيء خذيتوه منه قبل سنين بس عايد بعيون بنته ثابت
وقوي ماينهزم واليطيح
ضحك ببرود :الوقت هذا ماهو وقت موشحات مدايح ،ابوتس طاح حيله
واللي لحق عليه بزر كان يطامر ورى كورته اللي طارت ورى السور
االنتقام والثا ٔر ،
مستمتع وهو يخبرها بسقوطه ،مستمتع وهذا جزء من ٕ
كانت تظن انه سيختفي بمجرد ماتوقع على الزواج منه التفت بعباءتها
وركضت لبيتهم ..
مفاجي تغير كل شيء ،حالهٔ مرت دقا ٔيق وهي بغرفة والدها ،بشكل
تهاوى وقواه تالشت ،كل شيء من حياتها القديمة تالشى وغاب ،
الن آخر شجرةضاري ونايف وخزاري ومن ثم بيت الطفولة وأمانها وا ٓ
من أشجار قوتهم بدأت بالتالشي ،لتبقى هي آخر شجرة في هذه الغابة ،
الموذية تتحاشاها وتستوعبها في وقت متا ٔخر لكنالفكرة مخيفة كل االٔشياء ٔ
هذه الفكرة استوعبتها في وقت مبكر وبسببها عجزت عن الوقوف ،رمت
نفسها على االٔرض ونوفل اآلن يقف جهة بابهم الكبير يراقب إنهيار هذا
واالنتقام والصور القديمة كانت مرسومة حدودها بينهم الغصن المتعجرف ٕ
،هو من األساس اليمتلك عاطفة جهتها شعور غريب المسه قبل فترة
لكنه تخلص منه !
.
.
هذه النوبة الثالثة ،الليلة أفرطت نوبات المرض في الهجوم على جسمها
الضعيف المستسلم ،نزع تيشيرته ليستخدمه خرقة يمسح بها بقايا الزبَد
االٔبيض العالق با ٔطراف فكها بعد ما استخدمها حاجز الٔسنانها وهي تعض
االختناق ،هذا المكعبوتا ٔذي بها فمها ولسانها ،الجو حار جدا ً لدرجة ٕ
اقفل عليهم بالكامل بفعل أحدهم ،صرخ وهو ينادي والصوت المزعج
تلقّاه رأس عروب ال ُمهلك تماما ً ،رفعها عن رجله ونهض ينبش عن
متنفس له ولها ،مرت ساعة كاملة على ضياع محاوالته عاد لمكانه ،
حمل رأسها ليسندها على رجله مسح عرقها المتصبب وهمس بحذر يخاف
من االٔصوات أن تؤذيها :عروب تسمعين ؟ قاومي أرجوك في شيء
بالدنيا ينتظر عيونك في أمنية متمسكة فيها وودك تعيشينها ؟
الن شجرة وحيدة عند بابهم القديم الذي شهد كل التناقضات تقف عذبا ا ٓ
يزرعها الخوف في أماكن مختلفة باهتة با ٔيسبة متصلبة ،انسام الصباح
داعبت كل بقعة وكل جهه واستثنت أغصانها ..وبالفعل صارت تستوعب
االٔفكار المخيفة بصورة أسرع ،وبالفعل تالشت حياتهم القديمة بدون
تدريج مسبق ،رحل ضاري رحل نايف رحلت خزاري ،كلهم دفعة
واحدة ،مرت فترة زمنية مقاعد المسافرين كان فيها مقعد فارغ ،عادت
الرحلةبعد ماتصرمت السنين لتحمل صاحب المقعد لتبقى هي تلوح
للمسافرين بجمودها !
ارتجفت أوصالها من الثقل الذي حط على كتفها ،قطع لحظة التوديع
حضرت مواساته ،التملك وقت لتسميتها لكنها مجهولة مثله تماما ً ،الثقل
الذي حط على كتفها كان نوفل بكل تفاعالته ،ليست مواساته فحسب ،
شعرت بنفس الظل ،نفس الشجرة الما ٔيلة نفس الجذع القديم ،زرعه
الترقب من أجلها أو ربما شعور آخر لم يكن بوسعها إال أن (تتذرى ) بهذا
الظل ،تشبثت أغصانها با ٔي طرف من الممكن أن يكون مالذ لعاصفة
الخوف التي تهدد جذعها
يمام ..
بعد إنهيارات دا ٔيمة وبكاء مستمر استيقظت وهي تشعر برغبة غريبة (
مشتهية تضحك ! ) هذا الجناح المكان فيه للضحكات ،اقتربت من المرآة
وبسرعة حاولت قدر استطاعتها ترميم بقايا إنهيار ليلة االٔمس وضعت
كريم وربتت بفرشاة المكياج وضعت أحمر شفاه بلون فاتح رفعت شعرها
لتنشغل بخصلتين استغرقت وقت طويل وهي تحاول أن تلفّها ،ثبتت
لفاتها برضا على شكلها الجديد ،تحب الشعر المموج وشعرها على
العكس ،خمنت جو جدة هذال في المالبس ليقع إختيارها على فستان
صيفي مورد مزموم الخصر ،جسمها اليليق به هذا النوع من الفساتين
لكن مضطره ،ضحكت على شكلها النها ٔيي حملت عباءتها السوداء
الواسعة ونزلت لجهتها المقصودة ..
:صبحتن بالخير ياوجه الخير
نبرتها ملي ٔية بالسخرية !
وصايف االٔم وصايف الصغيرة أمها وأديم ونساء أخريات تجهل هويتهن ،
استوعبت وأخيرا ً ،اليوم جمعة وهذا وقت عا ٔيلة شايع المفضل لالٕجتماع
يجتمعون من الصباح ويتفرقون في الليل ذكورا ً وإناثا ً جلست بعد ماعلقت
عباءتها في الدوالب المخصص بجانب الباب لتهمس بعفوية :حر حر هذا
وحنا مقبلين على وجه الشتا
وصايف الصغرى بتهكم :خذيتي على الجو هناك خمس سنين كافية تنسين
فيها جو أهلتس
تجاهلتها وهي تلتقط الفنجان من يد أديم لتهمس لها :اول مرة اشوف
هالضيوف
قاطعتها االٔخرى :أهل أبوي اللي بالديرة
بذهول :ذوال عماتك؟ صغار بالحيل
نطقت أديم :اليغرتس أبوي بعده صغير واخوي شايع ماتوفى من كبر
توفى با ٔول شبابه
همست لها :هللا يرحمه
وصايف االٔم بحدة مقتضبه ونظراتها جهة يمام :عالمتسن ؟؟ وش هالسر
اللي ماقدرتي تصبرين عنه وتا ٔجلينه لوقتن زين ولمكانن يضفتس معها
غير مجلس النسوان !
أديم بحرج وهي تنطق بعفوية :يمه مهو بسر مير يمام مستغربة وتسا ٔلني
وعلمتها با ٔهل أبوي وقرايبه
حالة من الصمت حطت على الجميع لتنطق ام هذال بمرارة مخفية :
الكل خرج اعتذرت حصة لوالدة هذال وكا ٔن هجومها السابق مجرد ضربة
طفيفة أو خدش سطحي !
وصايف االٔم الٔول مرة تقف بحيادية وتختار السكوت الضيوف غادرو
ووصايف الكبرى خرجت بصحبة أديم هذال الزال يحترق لم يخمد غضبه
بعد ،دخل المطبخ وبجنون صار يعبث باالٔدراج ،ركض بعد ما تا ٔكد ان
جيب بجامته يتسع للشيء الذي هرب به لالٔعلى وسط قلقهم وتوترهم ،
أقفل الباب ادار مفاتيحه مرة ومرتين وصل للثالثة زمجر بحدة وهو ينادي
اسمها
لتقف أمامه كسارق يُستجوب وينتظر الحكم !
هذال الجا ٔير المستبد المتحكم المتسلط ،هذال الخمس السابقات يقف ا ٓ
الن
أمامها ،لم يمهلها جذب جسدها الهزيل ،قبض بقبضته الحديدية ،رفع
فكها وهو يعتصره بكامل غضبه :ماكفتس سواياتس القديمة يالخايبة
سال دمعها الصامت ،بلل قبضته لم يهتم مصر يا ٔدبها مصر يقتلع طبعها
المخزي من جذوره !
دفعها للخلف صفعها وهنا صرخت ،دوي صرختها هز المترقبين
المتلصصين باالٔسفل ،الكل قفز وركض على أثر صرختها
إنتهى !
الشوق رجعني لكم وبحلة أجمل وأبهى وبا ٔكشن بعد ،متعو ناظريني
بتعليقاتكم وتوقعاتكم راضوني أشوف🙈️♥
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
..
بدون أدنى شفقة مرر السكين الحاد على معصمها !! فجا ٔة حضر إستيعابه
،تا ٔخر قليالً ال با ٔس لم يتعمق باالٔذية بعد ،لكن االٔذى كل االٔذى تجذّر في
الطرف القصي من قلبها ،توقف وأصوات النداء تحثه على التراجع لكن
الشيء الجنوني الذي قفز بالمنتصف يدها الممتدة لسالحه المستسلم
وبهذيان خطفته لتكمل الناقص من عقوبته ،ضحكت بإنتصار وكا ٔنها
اقتصت من معصمه هو وكا ٔن الدم المتدفق من يمينها انسكب من قلبه هو ،
أنهت عقوبته بسالسة بعد ما رسمت جرح عميق بمعصمها نطقت :هذي
اللعبة ما ٔلوفة ماهي جديدة بقاموسي ياهذال عبدالملك قبلك خطفني من فم
الموت أكثر من ثالث مرات سجينتك ياهذال بسبع أرواح !
مع جملتها االٔخيرة سقطت على صدره وهنا
صرخ :اسعاف اسعاف .
االسعاف القابعه فيها يمام يقف خلف في الممر الطويل الذي تتوسطه غرفة ٕ
بابها هذال بندم وبخجل من تسرعه في الحكم ،من تصديقه لنزاعات
النساء بعد ماختمتها وصايف بتشفي مراوغ ،تعرف ماضي يمام
وقصصها القديمة تستخدمها لصالح أي نزاع تخوضه معها لكن النتيجة
اليوم قاتلة جدا ً !
:هد بالك ياخوك وضعها بسيط دام الجروح سطحية الشر بعيد
هذال بلوعة وهو يرد على وضاح وهو يغطي وجهه بيديه :جروح
سطحية والشر بعيد ،أنا حفرت حفرة عميقة داخل قلبها وكل يوم اسقيها
بوجع جديد
لف لوضاح وبا ٔسى أكمل :يمام ياخوي مريضة تعرف وش مرضها ؟
تدري وش اسبابه؟
توقف ،لن يخبره بعللها النفسية وذبول روحها وأدويتها المتكدسة في
حقا ٔيب سفرها ،وضاح اليملك فضول المباالته خففت الكثير من وطا ٔة
الموقف ،وصايف تقف في اقصى زاوية مح ّملة بالندم وآالم الضمير ،
تقلصات االٔلم وإنذارات الوالدة التعني لها شيء مقابل الفداحة التي افتعلتها
اليوم تقدمت من نهار وياللعجب صارت تحتمي به وهو بالمقابل لم يتركها
كان معها بكل خطوة يقف مثل جدار يحميها من صرخاتهم وضرباتهم بعد
إعترافها انها هي المتسبب الوحيد لهذا الموقف الدامي همست :نهار
متوجعة
بترت كل أحاديثها بعد ماتدفق ماء جنينها لتشهق برعب :نهار بولد بولد
هو أيضا ً دنق بذعر الٔول موقف مرعب يقاسيه في حياته با ٔكملها !
المصا ٔيب التا ٔتي فرادى !!
يمام بوضع مزري وأمها في الخارج أحدثت ضجة في االٔرجاء ،مصرة
تعرف المتسبب ومصرة تقتلع عينه وصايف تصرخ في الجهه األخرى
ونهار عالق في المنتصف ،انقضّت حذام على جسد هذال لتضربه بكل
قوة تمتلكها :يالوسخ يالردي استا ٔمنتك على بنتي وقلت ولد حمايل
وبيصونها طلعت رخمة اول وتالي !!
روايات ريّانة]PM 10:39 2022/5/9[ ,
رد بسخرية باردة بعد مادفع يدها :هذي محاولة انتحار ياحذامي ،محاولة
من محاوالتها العشر الفاشالت!
ارتدت للخلف بحدة ،وبالفعل صابت توقعاتها !
هذه مرحلة من مراحلها من أجل التخلي ،هذه محاولة من محاوالتها
المستميته في قطف زهرة حياتها !
وضاح بالوسط وكالعادة هذه المواقف تثير ضحكاته وكا ٔنه عرض مسرحي
،شجار عا ٔيلي ممتد وسط الممر فوضى عارمة تثير الضحك أكثر من
االستغراب ،حذام بعد ما أفرغت جام غضبها على صدر هذال الصامد ٕ
كان يقف بشموخ مزيف بينما داخله معدم تماما ً كان يؤذيها سابقا ً يتفنن
في رسم الخدوش وتمزيق مشاعرها ،كان يرمي حجرات تتعثر منها وهي
تعبر الطريق الواصل لقلبه لكن بدون ندم ،الندم حضر وفي وقت متا ٔخر
جدا ً !
نهار حمل أخته لقسم التوليد أما وضاح المستمتع بالعرض سرعان ما
انقطعت متعته بحضورها هي ! شادية نعم شادية يعرف لون وشكل
عباءتها وخطواتها الخجولة المترددة دا ٔيما ً ،يعرف عينيها المبللة ونظراتها
المتحفزة ،هي تواجه الخوف بخوف مماثل الكل منشغل ،الشخص الوحيد
الذي كسر كل قوانينها الخجولة يقف أمامهاوعلى بعد خطوات ،بإمكانها
الن أن تسا ٔله أوتحاوره بدون خوف ،نعم بدون خجل ،بدون تلعثم ا ٓ
والشخص هذا كان وضاح تقدمت ناحيته :وش صار الٔختي ؟ اختي بخير
؟ صدق اخوك ضربها وجرح يدها ليه ساكت وتناظرني جاوبني
ابتسم إبتسامة طفيفة ورد :اختك بخير ..
مر اليوم الثقيل على حذام وبنياتها وعلى هذال وأخوته وعا ٔيلته ،مر
با ٔكمله بين ممرات المستشفى ..
استقر وضعها ،غرفتها اآلن ممتل ٔية بالوجوه المترقبة ،هذال في الطرف
البعيد عنها كان بالقرب من الباب متأهبا ً ٕالنفجارها ،أمه كانت تقف في
الطرف القريب منها وأمها وأخواتها في الجهه الثانية القريبة من سريرها
نطقت :هذال اقرب مو مرتاحة وابي تعدل لي الوسايد
خبيثة ! وهي بوضعها الحرج تختلق حجج ٕالسقاطه في فخ إنتقامها !
اقترب وعدل وسا ٔيدها ،ضمت عنقه وسط ذهوله وذهولهم !!
االحراج أيضا ً الوقوف
الكل خرج لحظة خاصة ومن الصعب ومن ٕ
ومشاهدتها ..
تعمدت أن تطردهم بطريقة انثوية همس لها وهو يشد من ضمتها ضاحكا ً
من كيدها الناعم :يا هالكيد اللي مايخلص
أرخت أياديها وأرخت رأسها المتعب للوسا ٔيد جرح رأسها مازال ٔيولمها
وعتبها منه لم ولن يخمد
دفعت حذام الباب من جديد ودخلت :وش سويتي بعمرتس يالخبلة
لهالدرجة عمرتس هين وحياتس بسيطة وش تبين توصلين له جاوبيني ؟
ببرود قالت :ماجازت لي حياتكم قلت االعبها شوي
صرخت حذام :والمنتصر من ؟ هي مايحتاج لها علم مطوع
اغمضت عينها بتملل من نبرتها المزعجة ومن طريقتها الدا ٔيمة في التعامل
معهم ،مستحيل ( تسخى ) با ٔمومتها نطقت بقهر :انا مدري لمن خاشة
االٔمومة اللي يقولون عنها ؟ ولدتينا وخلصتي بتذخرينها لمن ؟
ابي عزيزة واطلعي لو سمحتي !
حذام رفعت عباءتها على رأسها ،مستعدة من االٔساس لهذا الجواب لكن
صدمتها استوقفت خطواتها الٔن تكملة حديث يمام كانت جارحة بحقها بعد
ماقالت :عزيزة واقفة بالفراغات اللي تركتيها كا ٔم ،حتى لو كثرت ولو هي
واسعة ومالها حدود عزيزة دايم تمالها !
اكتفت حذام بالتلويح بيدها الممتل ٔية بذهبها الثمين لتخرج ،أما هي أغمضت
عينها هربا ً من تعاطف هذال مستحيل تسمعه ،مستحيل تصدق أي حرف
يخرج من فمه في وضعها الحالي ،
مشهور !
...
ضرب جبينه وهو يتوسط صالة الفيال ،ركن هديتها في المقعد الخلفي
وللتو يذكرها ،مستمتع وهو يفكر ويخمن ردة فعلها عن نوع هذه الهدية
وثمنها ،صعد لالٔعلى وفتح الباب وكالعادة تتلقى حصة رقص جديدة من
معلمة الرقص عن بعد ،يمقت هذه التفاهات نوى الحقيقية بدون أي شا ٔيبة
تمنعها من إظهار معالم السعادة بكل تجرد قفزت جهته ،صرخت وهي
تتسلقه بكل إشتياق :وهللا كنت حاسة قلبي كان يقول اليوم بيصدم كل
توقعاتك وبيرجع
نثرت عشرات القبل على كل جهه بوجهه والجهه المشوهه أغرقتها
بالنصيب االٔكبر من قبلها !
لم تصدمه بحكم معرفته السطحية لبعض تفاعالتها هذه تعتبر من مراحلها
العفوية ماذا لو تعمقت بالحب وخاضت تفاصيله وغرقت بدواخله؟
مجرد طفلة تمارس هوايتها المحبوبة تسلق االٔرواح وأخذ جرعاتها الكافية
بشقاوة الصغار ال أكثر
لم يتلذذ ! لم يغرق في دهشة الحب !
االحتضان ،كان يخفي خلف ظهره هديتها التي الحظت أنه اليبادلها ٕ
أسرفت في التوصيات على شكلها ولونها وبسذاجة رفعها أمام وجهها :
غزل بنات !
ضحك بإستمتاع يجاري سذاجة الموقف ككل :لونها بينك مو غامق يسد
النفس !
تعرف هذه الطريقة جيدا ً ،أهل والدها يتعاملون معها بهذا االٔسلوب ،
تصغير بطريقة أخرى ومع ذلك ضحكت ،من حقها أن تستمتع اآلن
بحضوره المنُتظر :تجنن المرة الجاية تجيب لي شيء أغلى ومغلف ؟
رمى المفاتيح وبوكه وعلبة سجا ٔيره لتكشر :بتار !
تجاهلها يعرف السبب وراء هذه النبرة الغاضبة لينطق بتهكم :أحاول
المرة الجاية أجيبه بعلبه بينك يمكن ترضين عنه وتفكيني !
خافت من نبرته الجادة ،سذاجته المصطنعة كانت أرحم ،تراجعت
بصمت ،نثرت شعرها المجعد على ظهرها وخصرها ،دخلت لتبديل
ثياب الرقص بثياب تليق في إستقبال زوجها الغا ٔيب لكن تا ٔخرت وهي
تتمعن في إختياراتها لتخرج وبتار يغوص في نومه الثقيل جدا ً جدا ً !
.
.
في عالم التا ٔيهين ،في العالم الالواعي ،في نشوة ملعونة !
ثمل ومع ذلك يخطط على أشياء تنال منها ومن جسدها !!
هو با ٔضعف حاالته الجسدية ا ٓ
الن ،بسهولة أوقفت السيارة وبسهولة قفزت
منها ..
ركضت بدون وجهه المهم تنجو بجسدها ،ركضت وهنا استفهام يتيم كان
يدور في بالها ،نوفل كيف له ببساطة أن يفرط بها ليسلمها لمشهور بهذه
السهولة ؟ تحالف على ضعفها واتفق على إيالمها مع صيتة !! كيف أصبح
االنتقام معهم بدون أدنى
في صفهم الموشح بالسواد ،صار يعقد خطط ٕ
االيمان غيرة !!
شفقة أو خوف أو أضعف ٕ
بالجهه االٔخرى نوفل عند باب بيتهم الكبير والٔول مرة يقف مكتوف
االٔيادي مربوط الحيلة خالي من االٔفكار والمفردات ،،كيف يمهد لها خبر
وفاته ؟
كيف يقنعها بفكرة الموت ،فكرة رحيل ا ٓ
الباء السرمدي ! كيف يبسط لها
أشنع فكرة وأعقد مسا ٔلة كيف يخبرها با ٔنها اآلن صارت بالفعل شجرة
وحيدة في هذه الغابة ؟
دفع الباب مسح المكان بنظراته ليصادف زوجة والده
ليسا ٔلها :وين عذبا ؟
صيتة حلّت عليها الكارثة الغير متوقعة حضر نوفل الغا ٔيب كيف تخرج
من فعلتها الشنيعة بدون أضرار !!
:وين عذبا ؟
وكا ٔن قلبه يخبره بكارثة قادمة رفع صوته أكثر :وين عذبا؟
صعد لقسمهم كان خالي !
نزل بسرعة وتوجه للباب عذبا محصورة خطواتها بين بيت طفولتها وبين
االنتقام ،مستحيل تختار عتبات جديدة ،مستحيل تفكر في وضعبيت ٕ
وظرف مثل ظرفها ا ٓ
الن ،فتح باب بيتهم ورفع صوته :عذبا عذبا !
خرجت وهذه المرة بدون قماش يفصل بينه وبينها هذه المرة تخلّت عن
برقعها !!
فاقت كل إحتماالته !!
الذبول المغروس بتخيالته ،الظالم الذي رسمه على أوراقه وهو يطبع
البوس وهو يطوق منحنيات جسدها ،روحها الرمادية مالمحها ٔ ،
المتراقصة على مسرحها المهجور ،القهقهات ال ُمعدمة ،الحزن العتيق
توقف عن التفكير ،ذب ريشة المرسم وألوانه ،الفنان البارع أُصيب
بعاهة الصدمة !
وريقات الربيع وألوانه والندى المنثور على زهراته ،السعادة المغمورة
وهي تالعب منحنيات جسدها ،روحها الحقيقية وإن كانت تتراقص على
مسرح الظروف ،حزنها العتيق الجميل
زرعت للفنان صورة تنادي ريشة المرسم ،تنادي نشوة ألوانه ليصاب
الفنان بالصدمة من جديد !
كيف يفسد جماليات هذه اللوحة ويضفي عليها لمحة الفقد ؟
فستان قصير من درجات الزهري شعرها يستحق قصة جديدة ولوحة
جديدة مفرود بكل أريحية يبدو انها سرقت ريشته وهي تتفنن ألنها أسرفت
بالفعل وهي تتزين ،
حمحم وتقدم وهو يجهل غضبها الخانق المكبوت وهو يجهل سر تخليها
االختباء خلف ثياب الحزن الفضفاضة بشكلعن برقعها تنازلت عن ٕ
مفاجئ لم يعد نفسه لإلنبهار بعد ،نطق :لي ساعة ادورتس
بدون تمهيد ! ببساطة !! فكرة الرحيل مخيفة جدا ً لن تستوعبها لفت وهي
تتجاهل تعزيته دخلت وأقفلت باب غرفتها في وجه الحزن والموت بدون
رد أو ردة فعل !
.
.
جيداء تتجاهل أخبار عا ٔيلتها خبر يمام بالذات ،أقنعت ذاتها أن االٔمر
اليعنيها ،تشاغلت بقدور عشاء عا ٔيلة عبدالملك وقا ٔيمة طلباتهم الطويلة ،
خرجت من المطبخ وهي تتنفس بإرهاق من جوه الحار ومن حرارة
أفكارها المتضاربة ومن غضبها من ام عبدالملك ونهلة أخته الكبرى ،
هتفت وهي ترتب فوضى شعرها :الشاي جاهز يانهلة نادي اي وحدة من
بنياتس تجيبه لكم أنا انتهيت بطلع أغير مالبسي
عبدالملك يلمح تجاهلها لكل شيء ،لحضوره ولخبر يمام ولتع ّمد عا ٔيلته
ضغطها في البيت ومتطلباته ولرغبه في نفسه نطق بعد ماتقدم لها :
ماتبين شاي معهم ؟
ببرود نطقت :أبي فراقهم
استدارت للدرج وهو بالكاد كتم ضحكته ،عاد للجلسة لتنطق أمنية
بضحكة متعجبة :خالي أشوفك بديت تاخذ وتعطي معها وتنبسط وهي
تتكلم وتطالع فيك وهللا أنت مغرم فيها مو بيمام مثل ماتظن !
صمت ،تجاهل صدمته من تحليالتها وعينه على الدرج كان ينتظر
حضورها أمه هنا نطقت :عبدالملك وانا امك الترخي حبالك لها وتميل
أنت مع رياحها أعرف حذام وكيد بنياتها انتبه وانا امك تخونك عزومك
انتبه واحرص زين
تجاهل ثرثرة والدته وتحريضها ،مر وقت طويل إنتصفت جلسة الشاي ،
حضرت وأخيرا ً بخطوات السلحفاه ،متا ٔنقة بفستان صيفي منعش ،هذه
طريقتها المعتمدة في إختياراتها ،ثياب مزهرة ومنعشة وألوان فرائحية
االنتباه ،لتجلس بجانبه ،امتدت يدها للشاي صدمها تهميشهم تلفت ٕ
لقسمتها في الشاي
وهي المتعبة المجهدة هذه حصتها من أعباء اليوم وضغوطاته ؟
أسرار بخبث مدروس قالت :خالي عبود ابي تطلعني الصبح أكمل
أغراض البيبي خالص مابقى شي
رد بعفوية :ابشري
قاطعته جيداء :بس أنا عندي موعد مع دكتورتي وأنتي تدرين يا أسرار
بالموعد ومتعمدة توقفين بطريقي
شهقت االٔخرى بتمثيل متقن :أنا ؟
نهضت من مكانها وهي متجهه للمطبخ
نطقت :عندتس رجال اكرفيه شوي التجين عند الناس وتبلشينهم
بمشاغلتس وطلباتس
نبرة جيداء الباردة وحروفها البطي ٔية الثقيلة كانت مستفزة الٔشخاص لم
يتقبلوها بعد وعلى رأسهم هو رد :ابشري أسرار باللي يوصلك ويوقف
معك لكل طلباتك
شحب لون جيداء ولكن ردت :خالي سلطان حي وهللا مكثر من
هالسيارات شوارع الرياض مكتومة من تزاحمها
حالة من الصمت خيّمت على المكان والسبب ردها
.
.
نايف غا ٔيب مثل عادته وعزيزة صارت االٔفكار السي ٔية تتضارب بين
تساوالتها ،هناك أسباب ومن واجبها ا ٓ
الن أن تفتح ملفاته القديمة ، ٔ
االستهانة بهذا
التنقيب عن أسراره وخباياه أصبح فرض ،من المستحيل ٕ
الشخص الغامض ،ممتنة ٕالنشغاالتها التي تخطفها من فوضى أفكارها
الن تغفو على رجلها تراقب االٔشجار وهي تتمايل من الشباك دا ٔيما ً يمام ا ٓ
الطويل ،يدها وهي تحركها مرت بدون قصد على جرحها المتورم بطرف
جبينها ،مازالت مصرة على تكذيب إتهاماتهم بحق هذال ،حضرت شادية
الممتل ٔية بسوداوية جديدة كالعادة شادية مخاوفها المزمنة تتزاحم مع
اكسجينها وإن مس الخوف أطراف قلبها اليمكن أن تتجاوزه بسهولة
جلست وقالت :أخيرا ً نام غلبني وأنا اهدهد عيونه لجل يزورها النعاس
عزيزة أنا خايفة
عزيزة ابتسمت :يعني شادية وماتقول أنا خايفة بنعتبر الموقف نادرة من
النوادر ومستحيل تحصل
عقدت بين أصابع يديها وقالت :سنة سنة وانا اجري ورى هاليوم وانا
ارمي وجهي على فالن وفالن ويوم صارت خفت خفت ياعزيزة تعرفين
ليه؟
ابو شادي عرف بقصة المستشفى وارسل لي رسالة تهديد بياخذه مني
بياخذه بهاليوم اللي كنت انتظره
عزيزة تشعبت همومها تواسي من؟ وتحتضن من ؟ هي أيضا ً محتاجة
للطبطبة وللمواساة ومع ذلك ردت بحزم :مايقدر انتي نسقي مع المركز
وانا بتفاهم معه لو ابلغ عليه الشرطة
بعد بكرة الموعد أكملت شادية :وبكرة دوامي في الكافيه بيطول اف اف
مادري ارقعها من وين وال من وين
عزيزة رفعت يدها الثانية وقالت :تعالي في مجال للحضن الليلة ،شفق
متنازلة عن مكانها من مدة طويلة
ضحكت شادية ومشت لجهتها المفضلة وضعت رأسها على رجل عزيزة
الثانية لتتوسط هموم اخواتها تنازلت عن غفوتها وقررت البقاء هذه الليلة
بالقرب من شادية ويمام ..
.
إنتهى ..
عذرا ً على الحزن لكن هذي صور البد منها💔
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
..
يظهر للكل انه الولد المدلل القريب من كبار العا ٔيلة الشخص المفضل
لوالده المترف بدالله بينما هو المترف بالترك مشبع بالنداءات الخاوية ،
أشبعه والده غياب ليغادر الدنيا وهو لم يشبع أبوته بعد ،الولد الوحيد الٔم
تسمى بـ( سارقة العقول ) تُدخل أي شخص يراها من الوهلة االٔولى
تدخله في دوامة إنبهار لن يخرج منها بشكل أبدي
ذات كيد ناعم ،ذات صوت أنثوي خارق ومشية ملكية فتاكة ،والدته
وصلت لالٔربعين حاملة حسنها الطاغي معها ولن تتنازل عنه ..
تتمايل كعادتها بخطواتها الطبيعية لكن ترتدي بجامة واسعة مع روب
طويل ومع ذلك بروز بطنها كان واضح يشاهده أي شخص بدون تدقيق ،
عالمات حمل ظاهرة وصريحة جلست في الصالة بوجود نهار الذي
يقضي أغلب وقته خارج البيت كان يقضي أيامه معها بالهرب والتجاهل
نهار ..نهار ..
صوتها االٔنثوي كسر رتابة الصمت وبالنسبة لنهار وهي تناديه بهذه
الطريقة حصار ناعم مستحيل يفلت منه رد وهو يهرب بعينه :سمي يمه
با ٔسى قالت :عالمك نهار ليه مو طايق تشوفني أو تتكلم معي ؟
رفع عينه جهتها ليصد ،خوفا ً أن ينفجر من هذا المنظر ال ُمريع بالنسبة
لخ ،مرت فترة طويلة وهو يتشاغل عنه ،أخيه كبر أصبح يستحل خانة
كبيرة من جسدها زفر :شغل يمه شغل
.
.
قوم طالع عيوني ! ليه تلد في كل إتجاه وتصد عني ؟ ليه انا وش سويت
بحقك ؟
يتمدد على الكنب يغطي عنها مالمحه بذراعه هرب عن العزاء لغرف
الضيوف الخارجية وبطريقتها عثرت عليه
:وش تستفيد يوم تهرب وتخبي مالمحك عني بيغيب هالحزن ! ليه هو انا
سبب من أسبابه ؟
هنا تهدج صوتها وهنا رفع ذراعه ليهتف بجزع يطغى عليه الغضب :
اسكتي عزيزة اسكتي وش اللي جابك وانتي عندك معرفة با ٔسبابي ؟ أنا
مابي اسمع نفس ايه مابي اشوف وجهك ارتحتي؟
تراجعت بحدة ،تراخت رغبتها الحنونة في ضم أوجاعه ،لتنطق بحدة
مشابهه لحدته :زين أنك رسمت حد تقدر تتعافى من أوجاعك بدوني ،
زين عرفت أنا وش عالمتي من إعرابك ،ضم لك أبجورة وال أي مركى
من المراكي ضم العدم تدري يكون أحسن بعد
اختفت بعد مافرغت كل كلماتها وهو داهمته إبتسامة غريبة ،غضبها لذيذ
االعراب :ودي تصيرينوفكاهي ليهتف بعد ماتذكر كلمتها بخصوص ٕ
الضمة بس حزني عزيز أخاف أجيب العيد بحق نفسي وأكسرها عزيزة
أفضل لك تكونين بدون محل بإعرابي
حمل نفسه لبيت خزاري بصمت مطبق ..
..
..
الن يعج بمعارف حذام وصديقاتها المقربات ،طالباتها القدامى بيت نايف ا ٓ
ونسوة حيها ،هي من نشرت خبر وفاة والد زوج إبنتها وتفاصيل التعزية،
النية بالطبع ليست لالٔجر إنما للتباهى بمرحلة الثراء الجديدة ..
همست شيم بقهر :عضّلت وأنا اشيل هالدلة أمي مابقت أحد من قرايبها
وصاحباتها ومعارفها
جيداء بتهكم بطيء :حتى بعرسي ماجا هالوفد أمي مسوية دعوة عامة
تستقبل تعزيتهم في وفاة فقرها اللي تتوهمه هي
حضر االٔمير أخيرا ً ،نظر بذهول لهذه الحزينة النا ٔيمه وحده من يعرف
مالمح حزنها المدفونة الوحيد العا ٔيش مع إنهياراتها ،بإمكانه معرفة حالتها
المدفونة تحت غطاء الصمت هتف :ليه نايمة هنا أحد قايل بحقها شي؟
وصايف بهمس حزين :يعني عتبانة وشرهانة يعني دريت باللي تخبيه
عيونها
دفن جسدها تحت غطاء ثقيل وهو يربت على كتفها ليهمس بذات الحزن :
ليت لي حيلة على اللي تخبى وسط قلبها يمامة تخبي سر كبير مع العتب
اللي نتقاسمه حنا االثنين
االسم اللي سميته ماكنت
وصايف بعبرة :ماكنت اعرف انها ترسم على ٕ
أعرف ان ملك بالنسبة لها أمنية وحلم
المولم
لسواله ٔ
نهار يقلب الورقة الصادمة بين كفوفه ،الحل الصادم ٔ
زواج موثق بشاهدين الشاهد االٔول هذال !!
إنتهى !
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
..
انتعشت روحه من منظر البيت ،الستا ٔير مفتوحة والنسيم اللذيذ يراقصها
مع إشعاع الشمس ،لكن هناك شيء مشرق أكثر ومتوهج أكثر ،هنا امرأه
تتحدى نور الشمس ومشعة أكثر منها !
الن ،أكثر من فتنتها ومنظرها ترتّب أطباق الغداء ،يا هلل لذيذ شعوره ا ٓ
الباهي ،نهاية منعطفات حياته الشا ٔيكة صار يخوض المشي نحو الحياة من
دروب محفوفة بالورد ،مشعة بفستان زهري وكالعادة شعرها القصير
الن ،اقترب واحتضن خصرها مرفوع بعفوية أنثوية ألذ وألذ من شعوره ا ٓ
بيديه دنق وهمس لها بود مصفى :يدين ماتمسها النار
ابتسم يدرك انها تخفي عتب لذيذ ألذ من شعوره الرقيق وألذ من منظرها
بفستانها الزهري هتف :يبي لنا جلسة مطولة اسرد لك فيها قا ٔيمتي السلبية
وأولها اني وقت الزعل اصير حمار
هتفت بعفوية :تكرم بس باقي عتبانة عليك كنت اتوقع شيء ووقت جيتك
صار شيء ثاني ليه صديت عني يومها ليه تخجل من الضعف والضعف
شعور إال ومايتلبسنا بيوم
زم خصرها بيديه لف جسدها جهته وقال :المنطقية وقت الزعل وساعة
الحزن ماتتلبسنا تضيع ساعتها ويتلبسنا شي يشبه الجنون بس انا جنوني
صامت التخافين
هنا ابتسمت عزيزة وقالت :هذي عاشر مرة تطلعني من الصورة الظاهر
اني اطار وهمي مثل الولد الصغير اللي يعطونه يد اللعبة الخربانة
قهقه بتوتر مازالت خارج الصورة بخطوات كبيرة جدا ً نطق بود فضحته
نظراته :ماعاش وال كان اللي مايهتم لعزيزة
انثنى وغرس قبالته وسط كفها ،هنا انكمشت
وتوترت ،مازالت تحتفظ بقشورها القديمة ،الصالبة المسنتسخة من
والدتها هتفت بجدية :خالص يانايف الغدا بيبرد وشفق على وصول
وكا ٔنها تخبره ان يبتعد بطريقة أخرى ،ترك يدها وترك خصرها وتوجه
الٔطباقه خزاري مبتعدة عن المطبخ من فترة طويلة وعزيزة عادت به
لزوايا بيتهم المتروك لذة أكلها تشابه لذة أكل أمه نطق بحنين موجوع :يا
هللا هذي الريحة وهذي اللذة كنت اظنها مستحيل ترجع ،لم تفهم ردت
بعفوية الٔنها تعرف طبخها اللذيذ وتا ٔثيره :بالعافية وترى ارسلت منه
لخزاري وولدها عليهم بالعافية
وصلت معه لبيتهم وهي مكرهه وخطواتها جهته مثقلة بالخوف من القادم،
الزالت محاصرة بخطر مشهور والخوف االٔكبر من سم نوفل الصامت ،
فتح لها الباب ليقف ينتظر دخولها شدت عباءتها على رأسها وهتفت بذعر
مخفي :بتتركني الحين ؟
مستغرب من نبرة الخوف هذه كانت جديدة على شخصيتها رد بهدوء :
تبحرين (تناظرين )
ّ خوفتس بين (واضح) ياعذبا وش نوحتس (وش فيك )
بهالجدران أحد من هنا معترض لتس ؟
تفهم القليل من لهجة والدته الشمالية ومع ذلك ردت بحيادية مغلفة
بغموضها الجديد :
يمه تدرين أن خالة خزاري عندها فوبيا من الدجاج وهو ني تدرين أن
يدينها مثل القطن الٔنها ماتلمس قدور المطبخ ! ايييه بس مهو حنا اللي ننفخ
ولو علينا قطعناه وهو حي
عزيزة بتذمر منها ومن الشمس القاسية :افف شفق اسكتي لو دقيقة ،دقيقة
صمت تكفين على راسي اللي ذاب وانطبخ من هالقوايل
ضربت الملعقة بالصحن لتحدث ضجيج أكبر بثرثرتها :أحد يطبخ
بالقوايل ؟ من اللي قايل لو ماطبختي سمك بالجمعة بينقص إيمانتس ؟
صمتت شفق وهي تتا ٔمل خدي والدتها المشتعلة تطبخ بتفاني بقميص من
القطن مرفوع ومربوط من خصرها اختارت المطبخ الخارجي بالطبع الٔن
اليوم جمعة والٔن وجبة السمك من المقدسات في يوم مثل هذا :يمه تدرين
بعد خزاري عندها مجوهرات تمصع القلب ووجهها تقل بنت العشرين
حاولت ادور نقطة تجاعيد مالقيت ايه وبعد ثيابها يمه تلبس من الزين
وتكشخ لو هي مقابلة طوفرية القهوة بلحالها ايه مهو حنا تلبس من
هالقمصان ونطبخ ونخدم لو الخدم يحوفونا حوف
.
.
بتار هيثم الفريق كامالً في اجتماع مغلق بتار من مكانه عن بعد كان
يتواصل معهم
لينطق قا ٔيد الفريق :الثغرة اللي صارت وصمة عار لنا الٔننا اكتشفناها
بوقت متا ٔخر عمر عروب بالملفات غير عن اللي بالواقع !
أكمل هيثم وهو من اكتشف المعلومة :عروب عمرها الحقيقي مختلف عن
الوثا ٔيق اللي بلمفاتنا وعن الوثيقة اللي تحملها ا ٓ
الن
بتار بذهول من بعيد :قصدك جات هنا وهي تحمل وثيقتها االٔصلية
والثانية مزورة !
:هذا هو ،طرف الحماية قدر يا ٔمن لها وثيقة ثانية
هيثم أكمل :عروب بوثا ٔيقنا عمرها ٢٣سنة ولهالسبب صارت ثغرة كبيرة
وفجوة بعثرت كل الخطط اللي عقدناها ٕالنهاء القضية
:بمعنى ؟
رد هيثم :عروب من مواليد ! ١٩٩١وتحالفها مع طرف ثالث هو
المرجح !
القا ٔيد بغضب :كل االدلة اللي بملفاتنا مغلوطة ! في شخص كان يشتغل
على القضية وغير المسودات !
في طرف ثالث قاعد يحمي عروب ولهالسبب تغيرت كل الوثا ٔيق الحقيقية
!
صدم ! بالفعل كان يعيش تناقضات طوال الفترة الماضية أيضا ً هيثم
بتار ُ
يعيشها ا ٓ
الن في المرحلة الحالية
كل الوثا ٔيق والملفات وسجالت التصوير كان بداخلها ثغرات ونقاط غير
منطقية هنا نطق هيثم بتحليل :
.
.
مر شهر كامل ،غاب بيتهم شهر كامل ،محاوالته في إنتزاع الحزن لم
ٔتوتي نفعها لكنها وفت بغرض طفيف جدا ً ،عاد
ليسترجع خطواته المرحة بجانب رفيقه ابو عايشة وكعادة لياليهم النار
تتوسط حكاياتهم وكعادة ضاري مازال عند رأيه مازال إصراره على
عايشة ثابت ولن يغيره أي ظرف :ابو عايشة شاورت كريمتكم؟
ابو عايشة بمسايسة ال أكثر :تفكر وتشاور وتستخير التستعجل على
رزقتك ،ماقلت لي شفت اهلك؟
غير وضع جلسته ونظرات الهروب صار يوزعها في المكان وهو يهرب
من مواجهة صديقه الوقور واستجوابه ،ابو عايشة ثارت نقمته من هذا
البارد من الواضح ان اخته الكبرى لم تتشافى بعد من آالم الفقد :قم انقلع
عن وجهي فارقني دام النفس بعدها طيبة التستغل ضعفي تجاه زعلك ثم
يطلع الزعل اللي على اصوله
تهديداته الحازمة لم تحرك ساكن تمدد على المركى وغطى وجهه بطرف
شماغه ،ابو عايشة يضرب االرض بعود محروق يتمنى لو يملك قوة تجاه
هذا االٔرعن ويقتلع عينه :ضويري قم عن وجهي ماعدت اطيقك وانت
بوضعك البارد هذا ماعندك دم أنت ؟
قهقه ضاري ببرود لف له ونطق :خلّص بح راح انكب كب بهوشات شهر
واحد بس
ابوعايشة هز رأسه بيا ٔس تجاهل برود ضاري وحمل نفسه للداخل ،بينما
ضاري استغل الوقت يعرف مكان غرفة عايشة يحفظ مكان شباكها ،مشى
بخطواته الجري ٔية جهتها ،رمى حصى كبيرة لتفتح شباكها أخرجت رأسها
شهقت بحدة دفعت جزء منها وصرخت :ايا قليل الحيا تخون رفيقك
وتبور برفقته وتوقف عند حيطان بنياته ! يبه يباااااه
همس ضاري بذعر :يامجنونة اهدي اهدي جاي اخطبك راس براس ،
وافقي تكفين واعفي وجهي كل يوم وهو مرمي عند نار ابوك وابوك ماهو
مهتم لصملتي
دخلت البيت وهي تشعر أن خطواتها هذه ثمنها عمرها المتبقي هنا ،هي
دفعت الكثير وفي المقابل خسرت وكسر في دواخلها الكثير الكثير ،
جلست على الكنب وهي تمسح عنقها المبلل اترفع خصالتها ،لن تصمد
أو تستهلك المتبقي من حياتها لن تقضي عمرها المتبقي بالخوف ،مرت
دقا ٔيق دخل فيها نوفل صاحب الرداء البارد القاتم صاحب العبارات
المقصوصة والتعابير الضبابية ،القريب البعيد ،المعروف المجهول هتفت
بحدة ناعمة :نوفل ابي تقولها صريحة ابي اذني تسمعها هالحين ابي جزء
بداخلي يصدقها لو ماعاش أمان هالكلمة ابيه يصدقها
االشتعال سرعان ما نوفل تصنم من مداهمتها له بهذا الغضب هو سريع ٕ
فارت أعصابه :قولها وش بينقص منك لو قلت لتس االٔمان ياعذبا قولها
نوفل بعناد نطق :نوفل فعوله السباقه والبراهين بسلم فعوله مالها لزوم
انتي تبين كلمة فاضية الحكي مايوكل الجوعان ياعذبا
هنا رفعت نفسها وهنا قالت بحدة :بس بس إلى هنا وبس ،النفس عافت
كل شي من صوبكم ياعيال زامل
صدم تبعثر كل شيء كان يبنيه بالصمت :هذي الهقاوي ! هذا
نوفل ُ
ظنتس فيني !
حركت رأسها بمعنى نعم وانتهى
لينطق بكل بساطة :الباب يوسع له جمل انتي طالق ياعذبا !
إنتهى
مثل ماوعدتكم الرواية بدى يعلى رتمها وبدت تنفتح خزينة االٔسرار
وصارت أشياء كثير بتغير مسار الرواية لشيء جنووووني 🔥️♥️♥
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
#زنزانة_الصيف_الخامس
..
اليوم هنا احتفالية مقامة بمناسبة والدة أسرار ،كل ضيوف البيت الليلة
ضيوف نهلة ،نهلة صارت جزء كبير من هذا البيت ،تتحكم بقوانينه
وبكل خطوة داخله ،تماما ً مثل والدتها التي سلمتها العهدة تقاعدت عن
األوامر تريد التفرغ للحيل ولجمع أكبر قدر من الكلمات الجارحة والتفرغ
أيضا ً إلسقاط جيداء وبتر زواجها الرابع ..
كلمات طبيبتها الزالت تمر على كل لحظة تستفرد فيها بذاتها :جيداء
صار من الضروري تنقصين من وزنك على األقل ١٥كيلو
على األقل ! هذه كيلوات الهجر والجروح واآلالم المخفية ،هذه الجرامات
المتراكمة هي عبرات متكدسة لسنوات ،هذه نظرات جارحة وسيل من
العبارات الوحشية ،تمايلت أمام المرآة بحجمها الحالي ،تميل للسمنة
شكلها مقبول جدا ً لكن صحيا ً غير مقبول تماما ً ضمت خصرها بيديها
وتأففت :خيارين وكل واحد أمر من الثاني يا أموت من الجوع يا أموت
من القهر !
عبدالملك من الخلف قال :والخيارين كلها نتيجتها مريحة على األقل
لشخص واقف ينتظر الخالص
بهت لونها من تجريحه الصريح ،من ضيقه من وجودها معه ،لكن
الطامة وجودها بالحياة كان ثقيل بالنسبة له ،ابتسمت بذبول وقالت :
عبدالملك قول انها مزحة ثقيلة وانا مستعدة أعديها ألن مزحاتي ثقيلة
وشينة دايم ،قول أنك قرفان من الضجيج اللي باألسفل وجاي تفرغ تبعات
هالصداع هنا !
جمعت له أعذار ،وضعتها على طبق مغري بنبرتها والتي مع األسف
صار معترف لذاته انها بالنسبة له محبوبة وجدا ً لينطق بتوتر :ابتدت
مراسم االحتفال وأنتي هنا تقيسين محيط الخصر وكم كيلو ودك تفرطين
فيه
اقتربت بذات الذبول لتنطق بإصرار :أنت ودك بفراقي ؟
زمت خصرها ولفت للجدار وهي ترفع خصلتها لتعض فمها ،الوضع كان
قاسي جدا ً له ولها :يعني معقولة للحين اسأل هالسؤال وجوابه واضح
جوابه واضح من خمس سنين مو بس اليوم !
خنقته في زاوية اللوم والحزن من أجلها هي بعد زلة لسان من المستحيل
تداركها :قرفان
لفت له وهي تمسح عنقها بإختناق ألول مرة يظهر جزء من تفاعالتها ،
كان جمودها رحمة وردودها القاسية كانت مثل مفتاح يغريه للتمادي
واإلندفاع معها لكن اآلن هذا الجزء بالذات كان قاتل وخانق وعابث ،بعثر
كل سنواته الخمس الغاضبة ومع ذلك أكمل بقناعه المعتاد بشخصيته
بحضورها بتفاعالته
بوجودها :اعتبريها مزحة ثقيلة
لفت للمرآه لتكمل ترتيب حاجبيها :اعتبرني تقبلتها
تسمر بمكانه يراقب خطواتها الثقيلة وهي تصنع زينتها مررت الفرشاه
على خديها لتحرر خصالتها بعد مالفتها ألكثر من ساعة لتنبهر بالنتيجة
يمام تعبر الغرفة ذهابا ً وإيابا ً ،سرق ماضيها أحدهم هتك ستر أسرارها
أحدهم ،اقتلعها من مخبأها
جلست على االرض ،استندت على السرير ،رفعت أرجلها جهة وجهها
وضمت جسدها برعب حقيقي ،صارت مثل ورقة تتراقص في الهواء
تتراقص بفعل الجاذبية الحزينة لتعانق السقوط ،هي من متى كانت ثابتة
؟ محكوم عليها بالعوج المؤبد ،باألوجاع األبدية ،سجن اليمامة ليس
سجن هذال فحسب ،سجن اليمامة سجن الدنيا ،سجن الهوى ،سجن
الحظ التعيس وسجن الفقد والهرب والغياب ..
ركضت لحقائبها قد تكون اخطأت وغيرت أماكن بعض ممتلكاتها السرية
لكن ممتلكاتها صارت بيد شخص آخر :آه يمام التعيسة لو يوم يضحك
بوجهي شيء حلو لو يوم
دخل سجانها المرعب ،دخل ليدك وحدتها ،ليجتثت قلبها من مكانه
بنظراته ،ابتعلت أكبر كمية من اللعاب صار يقترب ويقترب ،صارت
أنفاسه الثائرة ترسل سمومها الحارة لوجهها وعنقها ،اقترب مثل كل مرة
يتملك جسدها ،مثل الخمس السابقات بسجنه ابتسم ومال بجسده على
إنتفاضة جسدها :تصدقين يمامة بكل مرة يصرخ فيني ضميري كنت
أطاوعه وأرجع أمهد لتس طريق الرجعة وأفرش لتس ذراعي وبضلوعي
أخبيتس عن أطرف نسمة
بتوجس هتفت :وش مناسبة هالكلمتين هذي؟ أغنية من أغانيك القديمة
المحبوبة وال نَثر شفته بالورق ؟
ضحك ومد يده يفتش عن آثار طرية وحديثه ،ينقب عن منفذ عبور أما
يلصق التهمة ويعلقها فيها أو ببراعة يبريها رد :األغاني كلماتها موزونة
الشتات اللي بهالكمتين مستحيل يغري له فنان
صار يقلب يدها بحدة بدون اليدرك ،لكن يمامته مغرية على الدوام تتفنن
في التعري أمامه وتفلح في اإلغواء دائما ً !
رفع يدها لو كان هنا أثر مثل ماتوقع كانت تدسه بثياب الفضيلة لكن
بحدوده يمام أبعد ماتكون عن الفضيلة دائما ً ،رفعها أكثر لتهمس بعد
ماجعّدت نظراتها بألم حقيقي :هذال وجعتني تدور وش بيدي ؟ تدور خط
رجعة بشراييني ،بعروق يدي المرسومة ؟ وال تدور تهمة عشان تلصقها
فيني ؟
ببساطة دنق ليقبل ذراعها بقبالت متتالية رسمها على حدود عروقها ولو
على أمنياته وصل لقلبها وجذّر قبالته هناك لكنه موجوع ومع هذا الهذيان
يفرغ جوعه هنا بلحظة مثل هذه
روايات ريّانة]PM 3:25 2022/23/9[ ,
:أدور دليل قاطع أما يوصلتس لساحة القصاص أو لساحة قلبي
خرج وضرب الباب بحدة
تهاوت وبكت ،هذال عرف بسرها ،عرف بماضيها المضني األسود
الكريه البائس ،لن تعترف لن تقر أمامه سجن اليمامة أصبح مهدد ! ساحة
حريتها هي ساحة القصاص !!
.
.
الوضع مهول وخانق لعزيزة ،مخيف وأثار نوبة ذعر داخلية وخارجية
لشفق المرتدية رداء الذنب بأكمله
ضاري يقف بعيدا ً هذا األمر اليعنيه لكن بالنسبة له ممتع وهذا المهم
عزيزة بجاللها وبرقعها منتصبة كأنها راية انتصار بينما الموقف كل
الموقف يستدعي الخجل والعويل على شرف عائلة كاملة هتفت بحدة :
وينه رايد ؟ ...لكنتها البدوية جعلتها تنطق هذا االسم بهذه الطريقة ..وينه
اللي ماصان العهد وال الود وينه؟
.
.
خرج يجهز السيارة وجيداء كعادتها البطيئة تنهي آخر تجهيزاتها على أقل
من مهلها ،تأفف وبسرعة اندفع للداخل ليصرخ :جيداء
جيداء من المطبخ جاوبته بصوت عال :هنا هنا قاعدة اجهز عزبة القهوة
ليتجه نحوها بسرعة :وينك يابنت الحالل الشمس صارت بكبد السما
ترتب على أقل من مهلها بتركيز وكأنها تحل مسأله حسابية :أنت هللا
يسامحك مصر نطلع من الصبح وش اللي ورانا عشان نراكض ؟
عقد يدينه وهو ينتظرها ،استسلم لوضعها البطيء ليخرج عن صمته
بسرعة :وش تسوين كلنا على بعضنا ثالثة من بياكل كل هاالصناف ؟
جيداء بنبرة حنونة :هذي لشيم تتسلى فيها سويت كم صنف تحبه والباقي
للخط التناظر شيل
عجيييب ! داهمها وهو يقول :كنت أظنك عايشة في منطقة رمادية اسمها
الال شعور !
تخصرت وردت :بعدك مادخلت حدودي السبيشل وأحكامك على منطقتك
الرمادية فقط اتركنا من الالشعور وبشرني أمور الرحلة مستتبه؟
غمز بضحكة :نهلة بعالم األحالم الحين التخافين منها خافي من فريق
األلف
حاولت تتمالك ضحكتها لكن فشلت لتضحك وتهتز من طريقته الكوميدية
الجديدة نوعا ً ما
عند مجمع تجاري اوقف الرحلة بسبب دخول وقت الصالة وبعد مافرغ
من صالته انتظر لدقائق خمس نسوة بالطبع سينتظر أكثر انصدم من
اتصال يمام بوقت مثل هذا كان يظن انها تخلصت من كل شيء حتى رقمه
المرسوم بجوالها وصله صوتها
الباكي :عبدالملك هذال عرف بالسر هذال لقى شنطة األدوية بس أنا شبه
تعافيت خايفة تصير هالشنطة حجر عثرة مثل الحجرات المرمية بطريق
حياتي
عبدالملك والصدمة حجبت عنه اإلستيعاب حضور جيداء وجلوسها بجانبه
لم يلفت انتباهه األمر متعلق بيمام بالنبضات الباقية هتف بحدة :مايحق
ألي أحد بالدنيا يلوم شخص عرف واقر بخطاه وتاب عنه لو استخدم
هالسر ضدك مستعد اوقف بوجهه ولو تحبين اصير عثرة لحياته بصير
ألجلك بس اليضيق لك بال التسمحين ألي أحد يلومك تفهمين يمام !
سقطت علبة الدواء من يد جيداء لتحدث ضجة لينتبه أخيرا ً وبنظرات بدون
هوية يقدر يخمن أي شعور من خاللها هتفت :وش المستجدات بهالقضية
األزلية ؟ الظاهر انه محكوم علينا نعيش حنا الثالثة تحت سقف هالزواج
ليوم الحساب منك هلل ياعبدالملك
تشنج وجهه من آخر كلمة ،نبرتها عادية بل باردة مثل الثلج نظراتها
رمادية بدون لون يقدر يقتنص من خالله ردة فعل ويحللها :الظاهر
هالرحلة بتصير وبال علينا من يوم عتبنا الباب الكبير ويدي على قلبي
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
..
بالمنتصف بين مدينتهم وبين قرية شيم الجديدة بجانب الطريق فرش على
االٔرض بساطه ليراقب غليان الماء لتجهيز قهوتهم ومن جهة األخرى
ينتظر الشاي بأن يخدر وبطريقه تفقد جيداء الصامتة الممتل ٔية با ٔحديث لن
تفصح عنها ،يخاف أن يغمسها العتاب أو أن تضيع بين كومة من
الصرخات على الفا ٔيت وعلى ا ٓ
الت ،جيداء سيدة التخفي لن تتنازل عن
ممتلكاتها القاتلة ( ،الصمت والتحديق )
تداعب خصالتها تعبث به حقا ً أشجان نطقت :الجو حلو نسمات ترد
الروح بس وال واحد فيكم مبسوط
أمنية غافية تشبعت من تعاسة النظرات وفضلت الهروب :خالي عبود
صوتك حلو صارت تدندن الٔن صوتها أيضا ً جميل :
صدقيني عجزت انساك
عجزت اداري أحزاني
تمنيت العمر وياك
واليرخص الٔحد ثاني
أنا في همي متا ٔسف
على حبي على أيامي
أنا من زود مافيني
تمنيتك في أحالمي
صدقيني عجزت انساك
صدقيني عجزت انساك
لفت جيداء صدت عن صوت االٔغنية جهة الشارع وكل االٔصوات تصرخ
فيها أبكي أبكي ،عبّري عن القليل من شعورك انفثيه واستسلمي ،
اصرخي لهذا الفضاء اصرخي لعتمة السماوات وللنجمات وللشارع الخالي
ولصوت الليل العتيم ،اصرخي بوجهه ،
قولي له :عجزت انساك
االختباء من جديد ،لفت وهي تعبث بخصالتها لتعبث بقلب
لكنها فضلت ٕ
هذا الصامت
غنت بصوتها العفوي
لسه في االٔيام أمل مستنيينه
طول مافي االٔيام في ناس عايشين عشانها
لسه لالٔحالم بقية مكملينها
طول مافي احساس قلوبنا مصدقينها
طول مالسه في ناس بنتدفى بحنانها
والحاقات الحلوة واخدين بالنا منها
ضحكت با ٔمل عظيم وتبدد حزن اللحظة ،لكن االٔلم والشجن والصرخات
وكل مشاعرها القصية كانت تطرق أبوابه العصية ،ضحك ليخلق له
حاجز مثلها تماما ً لينطق :صوتك يجي منه لكن أشجان الفايزة
بالفعل أغنيتها فازت بالتنبيش واستخراج أمنيات العمر المدفونة ،لتستثير
الندم ليحزن من جديد وكا ٔنها اعتصرت كدمات القلب دهستها با ٔلحان ناعمة
من ثغرها العابث ،يدرك خبث أشجان ،يدرك أن هذه الطفلة تمارس لعبة
أكبر من عمرها هتف بعد ما رفع جزء من وشاحه الثقيل :جيداء اقربي
أشجان بمرح :وسيدة التنافر عادي تموت من البرد ؟
موقتة
جيداء محتاجة لالٕقتراب هرموناتها التعيسة خلقت هشاشة ربما تكون ٔ
لكن من الضروري التنعم بها زحفت جهته لوت وشاحه على جسمها وهو
همس بالقرب منها :ليه اشوف الليلة شيء غير عن العادة
:مثل وش ؟
:تعيسه ! أكمل وهو يراقب نظراتها :هشاشة وعبرة تقول الليلة أكون أو
ال أكون
ضحكت ! :صدقني ماراح تكون
من بعد آخر موقف وآخر صفعة وآخر شعور ثبتته داخل صدره صارت
تهرب عنه ،حذام تتفنن في تصغير بنياتها عند القريب والغريب ،
وضعت طلبه المعتاد وشادي كالعادة يعبث خلفها ،كثرت النزاعات هنا
بسبب طفلها ،اليوم تشبعت من الكالم المتداول بين الموظفين ،تشبعت من
االهانات ،هنا
ذمهم ونعتها با ٔبشع الصفات ليست مضطرة لسماع كل هذه ٕ
وضاح أدرك أنها غرقت داخل وحل أفكارها ،داخلها خيوط متداخلة وفي
داخلها آهات تتراكم ومع ذلك تتفانى من أجل تلك القطعة الثمينة التي تعبث
خلفها اآلن ،سمع تنهيدتها عن قرب وكا ٔنها من جديد سكبت همها بداخله
،
روايات ريّانة]PM 10:43 2022/4/10[ ,
يا هللا هذه اليافعة نالت منها االٔيام زهرة صباها ذوت وهي تتنقل تبحث عن
وريقات الربيع المهم تتفتح ويذوي ذبولها ،هنا صار ينشغل عن كل شي
ويراقب أصغر خطوة من خطواتها لم يفوت رمشات جفنيها وهي تقاوم
طنين أفكارها المزعج حتى تحركاتها العشوا ٔيية وهي تحاول أن تتخلص
من كل شي يثقلها ،تطبب مزاج البعيد والغريب ،الها ٔيم والمهموم وهي
تطبب مزاج المتعبين بكوب قهوة عجزت عن همها وتعقيداته ..
ودعت المكان بنظرة طويلة ومن ثم وضعت شادي بعربته لتخرج للسيارة
بالخارج ،ترك كوبه البارد وحلواه المفضلة ،ترك طاولته ليخرج لها ،
حملت شادي بعد ما وضعت عربته بالسيارة ليستوقف خطواتها بتردد
عظيم ،بخطوات مثقلة بالخجل ،
ماذا يقول ؟ با ٔي حق يسا ٔلها دروبك الجديدة إلى ؟ با ٔي يخبرها بأن تبقى
هنا كيف ينطقها صريحة :التروحين !
هذه أصوات قلبه تخبره بالحقيقة الحقيقة أنها تهمه بالفهم تهمه لدرجة
واضحة لم يعلنها بعد البد يشفي رغبته ليفتح الطريق آلخر حوار معها
:الظاهر حتى كوب القهوة اللي مجرد شيء معنوي الليلة نطق وقال هذا
كوبك االٔخير !
هربت نطراتها المثقلة
انتفضت انتفاضه طفيفة وهي تضم صغيرها ّ ،
بوجع الفراق ،تحب المكان تعشق كل شيء فيه را ٔيحة البن والمخبوزات
أصوات الهمهات هنا كانت تطربها ،تستمتع وهي تقدّم قهوة العشاق
وأحيانا ً تستوقفها كلمات الخصام ،تا ٔنس بضحكات الفرح والزهور وهي
تتوسط طاولة المحبين كانت تا ٔسرها ،لكنها مجبرة مجبرة على الفراق
هتفت :مجبورة انجبرت على فراق أعز مكان علي وأحب أوقاتي اللي
اقضيها تنسيني كل هموم الدنيا
ضحك بينه وبين نفسه ،همومها تحملها معها في مكان لتصل هنا
لصحون الحلوى الملغّمة بكميات من السكر ،كانت ( مغموسة فيها
مرارتها ) هتف :يبقى قرار ولو ماكان بإختيارك
صمت ! وهي تستحثه برموشها المبللة ،تستحثه بطريقة نالت من قلبه
بالتروي
ّ تعالت دقاته للحظة لم تكن بالحسبان ،وهو يؤنب قلبه يخبره
!هتف :جيت أوادع شادي صار بيننا مواقف وسبحة تجمعنا
شادي ينام منذ دقا ٔيق يتوسد كتفها ،يود أن يقترب خطوات اضافية ليحمله
ويلثم خصالته المجعدة وخده االٔحمر ،لكن مازالت هنا حدود تمنعه ،
مازال بينهم خط أحمر عريض هتف :فمان هللا واهتمي بالصغير اللي هللا
متكفل برزقته لو حاول من حاول يمنعها هللا معه
هزت رأسها بعين دامعة وبصوت اشعل روحه ليصل معها ٓ
الخر رمق
من التحمل :صح صح وليدي هللا يحبه
لفّت وهي تبكي وحركت السيارة وهو يقف في مكانه يلوح لها بقلبه ،كسر
شي عظيم في داخله ،وهو يتمنى لو يمتلك سلطة على همها لينتزعه
ويغرسه بين حناياه هو األقوى واألقسى اليهم ربما يبتلعه ويتناساه ،
يمتلك رصيد كبير من الالمباالة مقارنة بهشاشتها وبفيض دموعها
لذيذة وهي معانقة لوسادة النوم شهية على الدوام اليوم جمعة االٔكيد كل
عائلته مجتمعة في بيت والده مال على شعرها المنثور على قماش
اللحاف مرر أنفه بين خصالته وبتملك غريب صار يوزع نظراته على
شكلها المهادن الرقيق ،يراقبها بحذر داخلي بين رهبة وخوف من الخطوة
التالية وبين استمتاعه باللحظات اللذيذة معها ،تعكرت غفوتها لتنطق
:سطام أنت جيت ؟
ضحك من نعومتها الفا ٔيقة وأن كانت مبعثرة و بشكلها الفوضوي تفتن
القلب على الدوام :جيت ياكل ستام قالها وهو يضحك ساعدها بالنهوض
كشر من عبوسها :نهار عتبان علي ماشفته من فترة طويلة أخاف
يقاطعني طول العمر
مسح خدها برفق :اليوم بنجتمع ببيت ابوي وبتشوفينه هناك ماعليه شر
ولدك كسر لي خشمي وخمسة من اضالعي
اقتربت منه ومالت على أنفه لتقبله ،ليضيع وسط نشوتها الخاصة ،دا ٔيما ً
تدخله في دوامة الهذيان ،معها يشعر بانه رجل متكامل بكامل عنفوانه
وأنَفته حمل نفسه وقال وهو يرتيب ازرار ثوبه :بصلي الجمعة وبرجع
هنا لزوم تروحين معي لزوم تواجهينهم مايصير نتخبى دام صار أمرنا
قدام العلن انتي زوجتي رضي من رضي واللي مايرضى ياكل هوا
ضحكت بنعومة لترد :الزم ماعلي رضى وليدي الباقي مايهموني ونهار
اعرفه يلف ويدور وتاليتها يرجع يدورني
بغيرة قال وهو يوضب شماغه :اليرجع اتركيه يطول وهو زعالن على
االقل اغتنم فرصة غيابه كان مثل شوكة نعوض مواعيدنا اللي كانت بالسر
وتنعد على االٔصابع
رتبت روبها واقتربت منه :تكفى ياحبيبي أن زود العيار وشد أنت ارخي
معه وهللا وليدي مامنه اثنين
وباالكراه
ٕ رفع حاجبه من المرآة وهي تضحك على غيرته ،كانت مجبورة
،ارتبطت فيه الٔسباب مادية ال أكثر ومع الوقت صار يشعرها با ٔنها انثى
حياته الوحيدة االسطورية ،خارقة الحسن بهية الطلة ،استحوذ على قلبها
بطريقته معها ،معه شعرت بتقارب روحي لدرجة تقلص فيها فارق العمر
لتصبح قريبة منه في كل شيء لدرجة لم يشعر بالفرق الشاسع المهم
تمازج االٔرواح وهذا ما كان يكفيها ،خرج وهي منشغلة با ٔفكارها بالتدرج
السريع في حياتها من امراه التفكر بالزواج واالرتباط الٔم وزوجة من
جديد وام مستقبالً ..
.
.
:فكرة السفر متعبة حيل دايم تخطف من قلبي شعور االٔمان التقول أنا
مسافر روح بسكات وعود بسكات
هذه العبارات طرقت برأسه بحدة صوتها المغموس بالفقد ليلة توسد رأس
والدها القبر توسدت صدره لتنثر هذه العبارات على مسمعه ،سكبتها في
قلبه لكن ظروفه كانت اعظم واعظم والدته كانت مريضة وتردت حالتها
بعد ما اطمأن ان والدته في حالة جيدة عزم على العودة ألدراج عذبا لكن
الوقت لم يسعفه !
.
.
داهمهم الليلة يمام مصرة على البقاء في الصالة تراقب عبث بنيات
وصايف ،تراقب فوضى االلعاب بعقل شارد ووصايف مازالت تخفي
ذهولها من موقف يمام قبل ساعات ! تردت حالتها لتسرق بشكل علني
صارت تغريها االٔشياء الثمينة ،هذال يمتلك ثروه تغطي المجرة ويمام
تمتلك مجهورات تغطي بها عين الشمس ومع ذلك تتلذذ وهي تخطف
االٔشياء البعيدة عنها همست بينها وبين نفسها :أكيد مرض أكيد عله نفسية
ياويلي على البنت الجميلة هذال مسح عقلها مسح
بكت ملك هزت كرسيها وهي تراقب بصمت هنا حمحمت يمام :وصايف
عادي تنام ملك عندي الليلة ؟
ترددت وصايف ياترى هل ملك من االٔشياء الثمينة التي ترسم عليها الحقا ً
! لكن غلب تعاطفها ،غلبت عواطف الضمير وقالت :
روايات ريّانة]PM 11:44 2022/4/10[ ,
عادي ليه تشاوريني خذيها أساسا ً صايرة ماتتام زين ومربيتها عجزت فيها
بدون رد حملت ملك لحضنها وقالت :وعادي تبقى للصبح ؟ ماشبع من
ريحتها وال امل من صوت بكاها عادي تبقى عندي للصبح؟
وصايف أخفت تا ٔثرها وقالت :متى مامليتي سلميها للمربية غرفتها بجنب
غرف البنات أنا نومي ثقيل ويمكن ما احس بوجودك
صعدت الدرج وهي تهمس بإذن الصغيرة :آسفة ياروحي سامحيني
مضطرة استخدم هالبراءة وهالوجه الحلو واحتمي فيه عن الوحش اللي
فوق سامحيني مالكي
وصلت للغرفة وتراجعت خطوتين جهة الباب تراقصت من الخوف وهي
تضم ملك لحضنها ،هذا الضعف كان جديدا ً عليها وهذا الخوف أيضا ً
جديد وغريب ،انسلخت كل قوتها اهدرتها بإنهياراتها ،يبدو ان دمع
عينيها سرق كل شيء منها سرق ثباتها وسرق عزيمتها على رد اعتبارها
سرق أيضا ً اعتبارها لتصبح هزيلة بدون قوة وبدون صوت
زفر هذال ليرحم هزالتها أجل فرصته إلعترافها الحقا ً :التخافين !
هزت رأسها لتحركه بحدة مريبة وبمالمح اذهلته :ماني خايفة ليه اخاف
منك ..اخاف ؟
فاضت رحمته في هذه اللحظة ليرخي حباله الغاضبة وهو يُمسك بشعرة
معاوية بعد ،لف للباب ليضرب براحة يده ،قفزت بفزع :بسم هللا عليك
!
وهو يسمي عليها بدون شعور نطق لسانه ليعوذها من لحظة الخوف هذه
هتف :وتقول ماني خايفة
لمس عروة الباب وقال :سكري الدرايش الليل ابتدت تشتد انسامه وانتي
ماتدانين البرودة
بصوت موجوع :وأنت الترش من العطر وعدتني ماترشه وصرت
تعاندي صرت تشربه ويغثني ويقهرني ال مو بس كذا الريحة يهذال تبكيني
تبكيني
بكت !
هز رأسه بقلة حيلة وقال :طول ما التهمة تحوم على حيطان غرفتنا وعلى
أبوابنا وعلى الدريشة اللي تعتبرينها متنفس طول ما التهمة موجودة
بتشمين هالريحة كل يوم
هزت رأسها وقالت :وأنا ببكي كل يوم
بقسوة معتادة :ابكي طول عمرتس تبكين على أصغر االٔمور وأكبرها ،
اقصى شيء تسويه يمام وهي تواجه صدوف الزمان تهل العباير وينتهي
كل شيء بالنسبة لها
ضحك بتهكم وضرب الباب لتهمس بوجع مرير :ماوصلك شيء من
صدوف زماني ماعرفت إال شيء واحد وصرت تلوي ذراعي فيه كل يوم
.
.
هو سمع رنة الرسالة بالطبع مهمة الٔن مصدرها كان جواله المتعلق بمهمة
عرب فتحها ليصدم !!
:هيثم عروب تتواصل مع طرف جديد ! عروب ترسم خطط بالسر !
كان من المفترض أن يتعامل بالحرص القديم بالشدة والصرامة لكنه
ارتخى والسبب بالطبع عفويتها !! الساااحرة اغوته بطريقتها ،سحرت
االٔعين ومن ثم تسللت للقلوب ،البد يعسفها البد يسحق شوكتها ويدخل مع
ثغراتها الجديدة
ّلوح بيده ،رفعها أكثر يريد لفت انتباهها وبالفعل لفت له ،اقتربت
ووضعت جوالها على الطاولة رفعت خصالتها العابثة لتستقر خلف اذنها
لتظهر بعض عالمات الصرع المرسومة على عنقها ،ربما سقطت على
جسم حاد وجرحها هتف :عايز رز بلبن صمت ليكمل بعد دهشتها :
بصراحة اغراني عرضك وبصراحة أكثر غريب بهالديرة والبد استثمر
خبراتك
بعفوية ردت :افا عليك حافظتها حته حته عايز نروح فين ؟ استدركت
قليالً تمادت من جديد وبالغت بعفويتها :بص خليني اقول لك من الحين
عشان تكون على بينة أنا من الغالبى يعني التطمح بحاقات من الطبقة اللي
فوق
قاطعها :وعشان نكون على بينة اختاري خط واحد باللهجة الٔن الدمج
سبب لي لبس بالمفردات
ضحكت بخجل :حاااضر ياخوية
اوووف :ابشر وسم والحين خلينا نروح للمكان اللي بتذوق فيه ألذ حاجة
ممكن تذوقها بحياتك كلها نمشي ياخويه؟
مستحيل يكرر طلبه الواضح معتادة على دمج اللهجات ،لن يرهق نفسه
بالتعامل معها المهم يصل لمبتغاه وصل معها لحي قديم وهي بدأت
عالمات التوتر تغزو أطرافها الٔن الرجفة عاودتها :هنا االٔغلب على باب
ربنا صغار وكبار
بترت حديثها الٔنها صارت تمسح المكان بطريقة بدت له غير ما ٔلوفة :
تدورين على شي ثاني غير الرز بلبن ؟
جعدت فمها وهزت رأسها بالرفض ،صوت االٔغنية الصاخب رفع من
حدة ضجيج المكان ،الحركة والزحام واالٔصوات كل هذه التا ٔثيرات
اصابته بالدهشة هذا الصخب اشغله عن التدقيق في تفاعالتها ،نظرات
واالشتياق هنا شخص عا ٔيد إليها ،هنا موعد مرتقب ،هنا لقاء
الترقب ٕ
للروح ،لقاء عن بعد مسافات بل سنوات والغريب ان هذه المواعيد تكفيها
،حضر طلبهم احضرته فتاة بدينة بمنتصف العشرينات وضعته على
الطاولة وعروب شبكت بين اصابعها واللهفة تتدفق من وجهها ونظراتها ،
بصوت عالي ممزوج بضحكاته :كل هذي التفاعالت عشان حلة رز بلبن
ولو كان موعد حب مع شخصك المفضل ياترى وش ممكن تسوين ؟
عودة لهيثم
:بتار التتصل تراك ادوشتني ! الليلة بنت اختي تتوجد على ذكرى روح
احضنها خلك قريب منها واترك أمور القضية كلها مستتبة
ارسل الرسالة واقفل جواله البد من التركيز الليلة اما الموت أو النجاة ،يا
أبيض يا أسود حتما ً سوداء ،ال بيضاء ال بل سوداء سوداء بسبب اللحظة
الغير متوقعة وتفاعالته الالمضمونة ! قطعة من الليل اختزلت كل مغرياته
الحالمية ليحلق في ضبابية الدهشة !
فستان أسود مالصق لجسدها للتو يعرف قيمة ثيابها الواسعة !
شعر أسود فاحم بخيوط بيضاء المعة
هادي خجول
ٔ حمرة ذات لون
وحقيبة يد سوداء
ابتسمت :طولت عليك ؟ بالعافية لقيت فستان كل مالبسي قديمة
االحتفال أكلتي ؟
بهدوء متزن :باقي ساعتين وتفتح قاعة ٕ
سواله لكن ردت :عادي ناكل بعدين نذوق أكالت الطبقة
استغربت من ٔ
المخملية ياهلل مشينا ؟
مشى بتوجس يراقب خطواتها الحيوية خا ٔيف من هذه المغامرة لكن البد
ينهي هذه القضية
باالضافة
وهو يقود السيارة بدقة وبنظراته المعتادة الحظ سيارة من الخلف ٕ
لسيارةأخرى تحاول أن تعيق طريقه رفعت جوالها للتو تفتحه تدفقت
التنبيهات أكيد تم اكتشاف أمره الطرف الثالث هل يحميها بدراية منها أم
انها خارج هذه المعادلة من فترة طويلة؟ يكاد يجن من أفكاره المتضاربة
لكن بالفعل عروب هناك طرف يحميها بدون علمها !
الٔنها اندهشت وهي تحدق بوجهه بتعابير غريبة شحب لونها الحيوي ،
جف ريقها ،صارت تبتلع أشواك غريبة بدهاء وببراعة استطاع التخلص
من حصار الحماية المجهول ودخل بالسيارة بين أشجار مظلمة نزل واقفل
عليها بإحكام دهشتها مريبة وقد تهرب با ٔي لحظة :فريق الحماية مرسلين
سيارتين
من بعيد :التخاف هيثم قدرنا نسيطر على الحماية الطريق سالك الحين
انتبه من عروب يبدو انه وصلها طرف علم كانت شبه مغيبة والحين
عندها طرف علم
عاد للسيارة الحظ صمتها المميت وخواء جسدها الحظ الضعف المتسربل
جهتها !
وصل للمنطقةالمقصودة استخرج البطاقة واصدرت ضجيج بسببها
ارتجفت برعب سمى بداخله عليها وقال وهو ينفضها بالقرب منها :هذي
بطاقة الدعوة
بيد مرتجفة فتحت الورقة ياهلل انقذني اريد حفنة من االٔمل اريد ان اسقي
الن عطشى لوميض نور يخبرني انها مجرد صحرا ٔيي اليا ٔيسة أنا أموت ا ٓ
اسماء اسماء متشابهه ال أكثر !
آدم !
انتهى :هنا نقدر نقول بانت مالمح قصة عروب ،شفق وعقوبتها الجديدة
في اشياء صادمة ننتظرها
وقصة عذبا الجديدة وفي اشياء جنونية مع قادم االٔيام هنا أقدر أقول
الرواية بدت تتوهج أكثر ️✔️♥
.
..
تأفف من داللها ومن توصيات هيثم الخانقة نوى دخلت بالوسط وزعزعت
طمأنينته ،لكن بتار هل كتت ترفل بالراحة قبل نوى ؟ بالطبع ال لكن نوى
زادت الخناق وصار مسؤول عن طفلة متذمرة تبكي على القشور دائما ً ،
فتح باب الفيال مظلمة ،أكيد باألعلى تتلوى ببكاء مزعج صعد وفتح الباب
انذهل !
متمددة على األريكة الضخمة بجسد يغطيه لحاف خفيف تظهر منه أكتافها
العارية ورأسها ملتف جهته تغرق في راحة واسترخاء والعامالت يتناوبن
على اغراقها في هذه الراحة ،كل الناس طوع لمزاجها وداللها المترف ،
خيّل له انها مدفونة الرأس تحت وسائدها المختنقة بحاالتها المدهلل دائما ً
لكن على العكس تماما ً ! مدفونة تحت غطاء الدالل وخمس عامالت
يتناوبن على تعديل مزاجها وتحسينه ،ابتسم من سذاجة الموقف وهم
بالتراجع لمحت خروجه وقالت بتعجب :بتار !
اشتعلت انوار الغرفة وأخيرا ً ظهر وجهها الشاحب وعينيها المنتفخة بفعل
البكاء الطويل ،رئيسة الخدم رأفت بحالتها هذه وهي من اقترحت هذا الجو
رحمة بهذه المنهارة ،لكن ظهر لبتار كل شيء بالمقلوب كل شيء طوع
لمزاجه هو ،تقلباتها الطفولية الغير قادر على تقبلها بكل حاالتها ،أشار
بيده للعامالت لتبقى هي
:وش تسوين ؟ مجمعة هالضعوف ومجيشتهم قدام مزاجك الطفولي
ورغباته المتعالية حتى بأضعف حاالته
صار مدمن عمل ،مدمن غياب ،مدمن هروب ،شخص مزاجي تاره
يرفعها للسماء بنظراته وتارة يرسم ندبات متفرقة داخل قلبها لكن من
المستحيل أن تُظهرها ..
الليلة األنوار خافتة ،ليالي منتصف األسبوع دائما ً هادئة ،صنعت قهوتها
التركية المفضلة بنهكة المستكا واللذة المضاعفة كانت بالوشاح الثقيل
الملتف على جسمها ،صارت أنسام الشتاء قرببة جدا ً جلست وتربعت على
الكنبة اشتغلت حلقتها المفضلة وبنص متعتها حضر عبدالملك ،راق له
الجو أو باألصح راق له منظرها ،صارت تأسره تفاصيل مزاجها ،
ركودها وطريقتها في توزيع نظراتها وطريقة تفاعلها بكل األوقات محبوبة
،جلس بالقرب منها وهمست :اسوي لك فنجان ؟
خطف المتبقي من فنجانها ورشف منه ومن ثم كشر وقال بتقرف :وشلون
تبلعين هالمر صاحية أنتي ؟
بضحكة ردت :بلعت األمر منها يعني تحسب هالمسيكينة وتعدها من
مرة ؟
األشياء المعكرة للحياة بس ألنها ّ
صمت وهي أكملت :يعني الحمدهلل أنا أعتبرها بس من مؤنسات الحياة
ومن المهدئات وفي غيري يبني على فالها أحالم وحياة
مثلت بطريقة مسرحية وهي تقلب الفنجان :دخلك شوفي لي طالعي لليوم
ضربها بخفة على كفها وقال :اتركي الخرافات التنحرفين عن العقيدة
نفضت مقدمة ثوبها :بسم هللا على إيماني بس كنت أمثل لك وش قد قهوتنا
مقدسة
صارت لذيذة فوق الالزم ،بدت تتحرر من العبوس الدائم وهو قريب منها
،بدأت تعود هواياتها القديمة وعبثها الدافئ ،جيداء دافئة بكل حاالتها ،
تعيش في منطقة محايدة دائما ً ،لم يشعر معها بلذعة البرد وال بقساوة
الصيف ،هي مرة واحدة أرسلت سمومها الحارة ومن ثم عادت لقطبها
المشابه لها تماما ً في الطقس وفي التضاريس ،رنّت رسالة التنبيه وابتدى
الفضول يساوره وهي ببساطة فتحت الرسالة الصوتية الواردة من يمام ،
كل شيء يتعلق بيمام صارت تجس نبضه فيه ،اسمها بالنقاشات ومدى
تأثيره ،
نورة ام سلطانة تمشي بأرجلها المنتفخة في الممر وهي حاملة خبر من
الممكن أن يعيد الحياة لجنبات بيتها بعد ماتركته الفرحة لسنوات ..
شرعت ستائر الغرفة :بنات يابنات قومو ال إله إال هللا وش هالنوم ّ ،
وتسللت الشمس ،زاحمت فرحتها وهي تقف جهة الشبابيك بقميصها
المورد :خالكن جايب معه عريس بس ماحدد من يبي وهالشيء مسبب لي
قلق مانويت اعلمكن بس ماقدرت ادس عنكن خبر زي هذا
لهجتها خليط بين نجد والحجاز والجنوب ولهذا السبب ضحكت سلطانة بعد
مارفعت عنها غطاء عينها وقالت :وهللا يا أمي اني احبك وانتي تتكلمين
بهالخليط كل يوم
امها بغضب طفيف :اعقبي يابنت نجد ياللي جذورك متأصله فيها انتي
شايلة أصل مشاري واسمه بس انا كبرتكن وعلمتكن وغرست بعروقكن
كل شيء
تجهم وجه سلطانة :مازالت امها تحمل حقد دفين تغطى بالثرى مع
مشاري والدهن ومع ذلك تنبشه كل يوم وتستخرجه
لولوه جوهرة بنات بدرية قومي أمي جايبة لنا عريس مادري هو بطيخة
عشان نقطعها حبات ونقصصها بيننا وال بتسوي فينا امي سواة ام حاتم
قهقهت بدرية تحت اللحاف :رجحي الثانية الثانية معقولة اقصد مجنونة
صفقت امهن بكفوفها وقالت :قومي انتي وهي كل واحدة تجهز لها فستان
النظرة الشرعية هيا قومو !
بدرية :انا ثالث ثانوي قاصر
لولوة :انا ماقدر افرط بالجامعة وانا قاطعة طريق حلو فيها وقريب اجيب
مرتبة الشرف
صيتة انطقي من جيت وانتي متمسكة بالصمت اللي ماهو من صالحنا كلنا
صيتة وش صار يوم اقفيت عن الديرة ؟
وهي تخفي رجفتها وتدس عنه معالم خوفها بقماش قميصها الشتوي هتفت
:آخر مرة شفتها ببيتنا وهللا وحلفت لك أكثر من مرة هي ماتطيق الحكي
معي ومعاديتني بدون سبب
صغر عينه :بدون سبب !
هربت بنظراتها وهو مال جهتها بحدة مخيفة :صيتة بتقرلين شيء هذي
آخر محاولة ودية التلومينن بعدين
التقولين نوفل مابقلبه رحمة التصيحين با ٔبوي تطلبين فزعته !
تهديداته باردة لكن مثل النار كانت تكوي قلبها صدت بعناد وهتف :راعي
لي ! ( ناظريني ) التصدين هاللون
بالكاد ابتلعت غصة الندم لفت له وبثقة :صدقني يانوفل هذا اللي عندي
الوقت اللي تضيعه عندي وانت تستجوبني تراه ثمين ثمين بديار ثانية
يمكن تلتقي فيها هناك حل عني يانوفل واعتقني
حمل نفسه وقال :وأخوتس السكير وين غدى ( راح) ؟
تراعدت لتنفجر بصوت عالي :مادري مادري ضيّقت علي الوسيعة وأنت
تخنقني باتهاماتك الغريبة ..وين فالن ووين فالنة ..راعي لي التصدين
هاللون التستضعفني وتظلمني
خزاري بإعجاب تتا ٔمل وصايف المترفة الليلة على غير العادة متزينة أكثر
من الالزم بفستان اخضر لونه اللطيف كان منظره مع لون شعرها يشد
القلب وكان هذا التمازج يشد النظر ..
خرجت عن صمتها وهي تسا ٔل :لك بنيات غيرها ؟
ام هذال وهي تستغرب نظراتها وفضولها :ماعندي غيرها أصغر عيالي
وآخر العنقود قبل كم شهر كملت ٢٣سنة
راقت لها المواصفات وراق لها العمر ،مترفة من كل الجهات ،فخمة
وآسرة ،انقطع الحوار بحضور البقية السهرة كانت بالفعل بسيطة على
شرف يمام كانت منطلقة بلونها المفضل فستان بنفسجي مالصق لجسمها
،كانت تتنقل بنشوة واضحة وهي تشرف على الضيافة ،انتهى العشاء ،
خزاري استا ٔذنت بوقت مبكر بحكم انها تنام وتمقت السهر ،هنا فرصة
وصايف فرصة هوايتها المفضلة ،استفزاز يمام والتالعب بها ،دخلت
المطبخ يمام كانت ترتب المشروبات الباردة بصينية هتفت :ماشاء هللا
اللي يشوفتس قبل كم يوم بيقول هللا يرحمها بتودع الدنيا وبتفارقها من ثقل
الغمامة اللي على صدرها اشوف الليلة اليمامة مودها عالي وترفرف فوق
السور
حابة اشوف انطباعاتكم ومن اللي قاعد يقرأ ووصل آلخر جزئية نزلناها
ومين اللي ينتظر الختام ويبدأ بالقراءة ؟
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
..
وضاح لم يحرك ساكن ! ..لكزه جده بعصاه :قم عقّل اختك هذال بيستفرد
فيها وبيهد ضلوعها
وضاح ببرود :يبه نقص عقل من يطاوع النسوان بنزاعاتهم اللي مالها
سنع غير واحد ناقص عقل مثلهم
جده بغضب صامت و ّجه له نظرة بسببها قفز من مكانه ليصل بحضور
نهار :وش صاير اصواتهم واصلة للشارع !
وضاح بضحكة :نزاعات وصايف ويمام المعتادة تبي تتدخل تدخل انا
مالي حيل با ٔختك وهدّاتها
ضحك نهار لتنقطع ضحكته بسبب صوت هذال الصاخب الغاضب !
:درب درب قلت وسعو لي درب
امه بحدة :قلت لك هوشة نسوان وبنحلها رد من المكان اللي جيته التنثر
الزيت على النار
صرخ :دررررب ياحريم درب
اقتحم المكان ليفجع من منظره ! ..تحول المكان االٔنيق لساحة حرب،
الزجاج متناثر و أشجار البيت ُملقاه بالزوايا ،عزيزة وفّت بالغرض بعد
ما رفعت يدها وأخيرا ً ،و ّجهت صفعتها لوجه اختها الثا ٔيرة بدون وعي
فقدت عقالنيتها لتضرب الكل بطريقة شرسة ،تضرب كل مكان
ووصايف بوضع دفاع استغلت صدمة يمام وانقضّت عليها من جديد :
طلللعي خاتمي يالسروق ،بعد ماالحظت نظرات الصدمة صرخت :ايييه
تبون تعرفون حقيقتها ؟؟ عينها اللي مايمليها تراب صارت تمتلي بالنهب
تنهب خيرك وعينك تشوف
عزيزة تراجعت بخجل مو الوضع الخانق ويمام تلبسها الجنون فعالً ُ ،هنا
انطلق هذال وشدّها لكن جنونها كان أقوى ،صارت تتملص من قبضته ،
شدّت خصالت وصايف واالٔخرى أنقذت نفسها من جديد لتصرخ فيها
وهي تتظاهر بالقوة وهي تلملم خصالتها المتطايرة :ارحموها اشفقو عليها
المجنونة ..خافي ربتس يالسروق ..خافي يضيع عقلتس وأنتي تمثلين
الجنون
صرخ هذال هنا :وصااااااايف اقطعي الشر يالقاصر خاااتم كل
هالمسرحية بسبب خاتم ..أنا اجيب لتس غيره عشر بس اقصري الشر
اقصريه
انسحبت عزيزة وآالم طفيفة أسفل بطنها أجبرتها على ٕ
االنسحاب ،شادية
انشغلت ببكاء شادي بعد ماتمكن منه الخوف ،حملته لجهه بعيدة ،جيداء
اتصلت بعبدالملك وهي تشعر بخجل من طريقة وصايف المتعمدة في افساد
ليلة مثل هذه ..
دخل وضاح بعد ماطال النزاع ُ ،هنا عرف جدّية الوضع دخل لتصدمه
آثار المعركة ،هذال حمل يمام ليوصلها لقسمهم ،وصايف في مكانها
صامتة تتنفس بحدة ووالدتها تجلس على الكنب تبكي بقهر وخجل من
وصايف ورعونتها ..
لف لالٔجساد الثالثة شقيقات يمام بالتأكيد ،دق قلبه وهنا عرف احداهن ،
أنزل نظراته بعد ما ُ
ش ّد قماش ثوبه ارتفعت نبضاته بحدة والسبب الجسم
الصغير الذي يحتمي به ،مازال الخوف متمكن منه وبحضور وضاح
حضر االٔمان ،تمسك به بقوة الصغار
.
.
عزيزة مايصير التتحاملين على الوجع التجبريني اشيلك بيديني للمستشفى
عزيزة با ٔلم وغضب وخجل كل المشاعر تداخلت بلحظتها الحالية هتفت
بوجع :يمام كانت مكسورة جناح ومن فترة طويلة بس ماعمرها بينت
كسرتها ،كانت قوية وتقوينا ..الليلة انكشف المستور الليلة انكشف ضلعها
المكسور
بكت بوجع لتنكمش مالمحه ليسمع فضفضتها المريرة :الليلة كانت تحلق
بالسما لحالها االرض ماتاسعها من كثر ماهي مسفهلة ..يوم وصلت
للغمام طاحت بالقاع طيحة تكسر الخاطر
نايف شدها جهته وبحذر ضمها يخاف ترفض مواساته كما فعلت في
الليالي الماضية لكنها طوقت جذعه وهي تقول :متوجعة على خواتي
وعلى بنتي متوجعة على هالبنيات يانايف
شد وجهها ليمسح دمعها المالح برفق :وش صار وش اللي كسر خاطرك
وبكى عيونك ؟
ابتلعت عبرتها :ياكثر ما أضيّق لك خاطرك وتتوجع عشاني
.
.
:كلنا ندري انك بزر وطول عمرك بتبقين آخر العنقود اللي ثقيلة طينة
االنتباه غرتي يوم صارت الليلة باسمها وأنتي
تحب تفرض نفسها وتلفت ٕ
كومبارس فيها ؟
وضاح خرج عن صمته ليرميها بكلماته الالذعة التي كانت بالفعل حقيقة ،
شدّت بطنها با ٔلم وهو انحنى بغضبه جهتها ،شده نهار بحدة دفعه للخلف
وقال :ولددد
من بين اسنانه والوضع اليسمح هنا برفع الصوت تقدم عنادا ً لنهار :خاتم
ياقليلة العقل خاتم ؟ بكرة اجيب لك غيره عشر من اللي عينه مايعبيها إال
التراب هي وال انتي ؟ خااااتم !
بكت با ٔلم جسدي ونفسي ليكمل :كسرتي صورتها قدام أهلها وقدام اللي
يحبونها واقدر احلف واشيلها بذمتي أنك مستقصدة هالمسرحية
نهار دفعه جهة الجدار :قيسسس ! أختك تتوجع وأنت ترميها بالكالم
الثقيل ..خلها تتحسن وبعدين اقرص اذنها مثل ماتبي ..أنت لك اليمين
وأنا الشمال
وضاح بغضب :هذال بعد انكسرت صورته ..موقف ناقص يطلع من
هالنويقصة كسرنا جميع
نهار غضبه يشبه غضب وضاح لكن وضع وصايف أجبره على الصمت
ليأجل تا ٔديبه لها في وق ٍ
ت آخر
.
عادت الٔدراجها بعد مارمت محاوالتها عند أبوابهم المغلقة وهي تعبث
بحقيبتها عن مفتاح سيارتها لتصادف آخر شخص تتمنى أن تلتقي به كان
يراقص سيجارته وعلى وجهه عالمات التبلد واليا ٔس يبدو انه سبقها
وتشبع من القهر فاض قلبه إلى ان اكتفى وصار بهذا الوجه البارد
ضاري !!
تذكرت محاوالت حذام وكلماتها لعزيزة من الهاتف لتختنق بخجل وقهر
نطقت :أنا أدري ان اهلي واهلك قاعدين يرسمون طريق ويختارون وجهة
لنا ..أنا أدري اني بصير ثقل كل واحد فيكم يرميه على الثاني
تسند على سيارته ،على االٔقل اليوم تركت له موقفه المحبوب بعدم إهتمام
لمصفوفة المفردات التي اتقنت تعبيرها من أجل إغراء غريزة الندم
وإستخراجها من أجل التعاطف نطق :قولي هذا النص المقتبس لهالل أو
تدرين هالل نفس خاله ماتغريه الحروف المرتبة ،اغري اي رجال
بالشارع وروحي معه
تراجعت للخلف خطوتين كالمه ثقيل وجارح ومع ذلك نطقت بحدة
موزونة :على االٔقل الدرب اللي مشيته درب حالل ولو أن العرف مقدس
أكثر من أي شيء ثاني على االٔقل عرفت بغلطتي وأنت ؟
نزلت نظراتها التي بالكاد ترى من فتحات النقاب لالٔثار المتوزعة علىّ
كفه ،الواضح آثار معركة حديثة جدا ً صمتت ولم ترد الحياء منعها تتمادى
وتتخطى حواجز العرف المقدس لعا ٔيلتها ،لكن عرف دينها كان ردعه
أقوى ،عادت الٔدراجها وهو مع االٔسف عرفه المتمرد تراجع ليشعر
بوخزات الندم ،
.
.
ليه ياهيثم مصر تجمع عروب وآدم من جديد وش اللي قاعد يدور براسك !
هيثم كان يرفض الحقيقة تكتم عليها لمدة لوال أن المنطق رأيه مختلف
والقانون يجبره أن يطرح كل أوراق عروب وتاريخها الملطخ با ٓ
الثام البد
له أن يستخرجه :بإختصار وهالشي تثبتنا منه عروب كانت بعالقة غير
شرعية مع آدم حمدان
ضحك بتار ضحك لدرجة التمعت عيناه بعثر كل االوراق ونطق :وشلون
! الخجل والخوف والحرص والمسافة اللي كانت تحرص عليها كلها كانت
مدروسة !
:اييي نعم ! عروب جابت اطفال غير شرعيين وهم ورقتنا الرابحة
بتار بفطنة :قصدك طعم !
هيثم بشفافية :الثالث توا ٔيم متوفين بعد والدتهم بفترة قصيرة ..لكن نقدر
نستخدمهم ٕالستدراجها
:يعني ؟
:بمعنى ان عروب بيدنا دمية ..نقدر نحركها ونقدر نوصل معها لكل
الملفات اللي عند آدم ونقدر بعد نقتحم المبنى بدون ال نسبب شوشرة
ونخسر البداية الرابحة ..يعني كل شيء بيصير مثل ماخططنا له بالملي
اقفل الخط مع بتار ،دخل الغرفة ليصدمه منظرها أصبحت حديقة زهور !
الزهور متوزعة في كل الزوايات كان يغلب عليها اللون االٔبيض ،مختارة
بعناية يبدو ان مصدرها كان شخص مهتم ومهم جدا ً في حياة عروب
:موية ابي ماء
هيثم يراقب الممرضة وهي تمارس عملها بتفاني انتقلت مراقبته لعروب
الذابلة تماما ً
هتف ببرود :الحمدهلل عالسالمة
طولت وأنا نايمة ؟
:الرد
صارت تبحث عن شيء وبسرعة عرفه ،وضعت يدها على عينها
وضغطت جبينها بصداع ،عشرات المكالمات الفا ٔيتة من والدتها ،
تضاعفت رجفتها ،لم
يهتم :متذكرة وش صار قبل تفقدين الوعي ؟
هزت رأسها بصمت لينطق :ماعندنا وقت متى تتعافين وتواجهين
الماضي اللي تركتي صفحاته مفتوحة وهربتي ؟
ضمت اللحاف برجفة لينطق :روبين هتان عرب التوأم اللي جبتيهم للدنيا
وانحرمتي منهم باقي لك أمل فيهم ؟
هزت رأسها بنعم صامتة :آدم حمدان يخفي عنده اطفال ومن بينهم اطفالك
في حلقة مفقودة وقصة مانعرفها لكن قريب بتتكرمين وبتنطقينها لو
مارضيتي بخيار الدمية بنضطر للخيارات الثانية !
قسوة مفردات وتهديدات وتحريك أوجاع ،كلها خرجت في وقت واحد من
شخص واحد ثابت في مكانه بنبرة باردة لكنها سحقتها ،سحب منديل من
علبة المناديل ليرفعه لها لتصدم انها بالفعل كانت تبكي ،غفلت عن
دموعها ! هتف :
.
.
فتح لها باب بيتها الجديد ! سلمها المفاتيح وقال :بيتنا في الجهه الثانية واي
شيء ينقصك سجليه بورقه وسلميها لهيا وموترك بنجيبه انا والعيال
هاليومين
:مشكور ياخوي ..قالتها با ٔسى ومع االٔسف هذا الرجل مشبع من االٔسى
وفاض به قلبه ،تا ٔثر واهتزت سبحته بيده نطق :وان كان طالك أذى وال
مس طرف ثوبك ردي تكفين ياخيه علميني ..التسكتين عن الوجع تكفين
بكذب :كان يضربني ماتحملت الضرب اللي يجيني منه وهربت مابيه ان
جوكم رجاله يدورون هالدخيلة التدلونهم علي هذا مطلبي الوحيد لو ابقى
هنا بدون اكل وشرب
سلطان بجزع :ال باهلل لك الكرامة ولك اللي يشبع جوعك ويرمم عظمك
وقليل االصل ماله درب عليك ارقدي وآمني ياخيه
والٔول مرة بعد مدة من الخوف تتنفس من العمق تنفست براحة عظيمة
وتهلل قلبها ،أقفلت الباب وهو مشى للجهه المقابلة وللمرة الثانية يشاهد
حورية العتمة !
هذه المرة برداء أبيض !
هذه الليلة الثانية التي ترتفع فيها أنظاره جهة بيته لتتراقص من بين حناياه
المظلمة اشعارات نور أخرى واشارات مضي ٔية ،ليُضاء با ٔرواح جديدة ،
أرواح حية !!
حورية الظالم الليلة باكية ..هل االٔموات يبكون ؟
االٔرواح واالٔشباح مثلنا تماما ً يضنيها الفقد ؟ ،تبكي االٔرواح الحية ؟ تقيم
العزاء وتنكس الرايات السعيدة تماما ً مثلنا !
ردد عبارة الذهول بعد مامسح وجهه :وهللا حلم وهللا حلم !
تجاهل المنظر المضيء ليشيح عنه بجزع !
حورية الظالم طاغية الجمال ،هذه الروح تحمل كل جماليات الدنيا التي
تركتها !
هذه الروح تحمل دقة خصر ورموش طويلة وشالل أسود متدفق يضرب
خصرها وردفيها ..
هيا من شباك بيتهم شاهدت ذهول سلطان وجهت حديثها لوالدتها :يمه
حرام ..خلينا نقول له أن بيته صار فيه بنت حقيقية اسمها شيم خالد
امها بحدة :خلي عنك سوالف الكبار !
هيا بوجع :أخوي تعب نفسيا ً وجسديا وخسر خساير مالها حصر ..
وشلون تقسون عليه انتي وجدتي وتخبون عنه حقيقة مثل هذي ؟ عادي
بيته وصارت فيه انسانة غير زوجته اللي كان يتمناها
والدتها :قصدك يعشقها ! هالبيت مابي يسكنه الموت ابيه يتنفس ..مابي
تتقفل ابوابه وتصير نهايته حزينه
هيا قاطعتها :ولهالسبب أجرتيه بمبلغ مايسوى
بتجاهل الكتشافها :أن سمعتك تخبرينه بالبنية اللي ببيته قصينا لسانك انا
وجدتك ..سلطان من يوم يومه وهو عند مراح البل وال راح يكتشف اللي
قاعد يصير ببيته
هيا بخوف من مغامرة جدتها ووالدتها وهذا التحالف الغريب من أجل
سلطان أو باالٔصح ضده لكن الخوف خف وبالفعل سلطان غادر لمكانه
المفضل مثل ماقالت والدته قبل لحظات !
.
.
انتهى ..
قريبا ً :
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
#زنزانة_الصيف_الخامس
..
هذه المرة سلّمت نفسها للقهر وللعتاب ،هذه المرة األولى التي تعلن فيها
عن دموعها لكن نزفت بطريقة مختلفة ،طريقة متشربة باألسى وهذه
المرة فاضت خزائن الصمت و صارت كلمات ُمعلنة وكلها تصرخ بالندم ،
جيداء أنا هنا ،جيداء أنا أحبك من خمس سنين ولساعتنا هذه ،جيداء أنا
تروي ،أنا
أحب خطواتك البطيئة ومفردات التهكم وأنتي تنطقينها بكل ّ
أحب رائحة المستكا بقهوتك وأحب نغمات مسلسالتك العتيقة ،أحب
لحظاتك الدافئة وكل تفاصيلك ..كل كلماته المدّخره كان يصرخ بها بداخله
،تف ّجرت بداخله ليعلنها لقلبه وأخيرا ً نطق بوجع :الا الاا دخيلك يارب ال
حضن خصالتها المبتلة بأطراف أصابعه ،حمل رأسها وسحبها جهته ،
سحب جسدها لخارج الحمام واسند رأسها على أرجله ليهتف وهو يقرب
وجهها البارد منه :جيداء وهللا آسف وهللا هالمزحة الثقيلة ماتوقعت بيوم
تصير على قلبي أنا
تذكر ليلة الفستان األسود ليلة مزحته الثقيلة وقت ضرب بكلماته قلبها لكن
أخفت عنه وجعها ليلة قال موتي ! لثم وجهها البارد وقال :تموت
ذكرياتنا الحزينة وتموت أيامنا اللي عشنا فيها بالصمت وتموت الليالي
اللي نمتي فيها وحيدة وتبقين انتي جيداء جيداء
قبّل وجهها عشرات القبل ،قبّلها وهو يأن وكأن هذه القبالت قبلة اعتذار
على جبين ميت !
صرخ بأعلى صوته ينادي كل أسماء بنيات عائلته ،صرخ وهو يستنجدهم
،صرخ وهو متأكد أنها فارقت الحياة وانه اآلن يحتضن جثة تنتظر دفنها
..
.
.
عبدالملك بالممرات يقاسي أكثر لحظاته وجعا ً
أصوات وهمهمات باكية :متالزمة القلب المكسور !
هذه المتالزمة المرضية كسرت قلبها وقلبه كسرت قلبين معا ً ،ألم
عبدالملك أقوى ..ألمه بدون مهدئات وبدون تخدير كامل ،بدون تطبيب
للشريان المعتل ،كان وحيد بالرغم من زحام األصوات الباكية وزحام
النظرات المحتقنة بالدمعات ،كان وحيد وسط هذه المعمعة ..
غرفة العمليات داخلها جسد كان يتظاهر انه جسور بينما الصدع كان
مضمور بقلبه مع كسور أخرى
كسور الصد والهجر والنظرات وكسور النقص وكسور العبرات ،كانت
تحشوها بداخل هذه المضغه الصغيرة لتعلن اليوم اإلستسالم ،ليظهر
مرض القلب بالوسط ،شريانها معتل ويحتاج ترميم وقلبها صار مكسور
بشكل علني ،صارت كسورها المضمورة واضحة !
مسح وجهه بتعب مضني ومسح المكان المزدحم استوعب التجمع اآلن ،
حذام عزيزة شادية شفق أمنية وأخيرا ً حضرت يمام
نهض وهو يتذكر صالة العشاء فات وقتها بنصف ساعة خرج يبحث عن
مصلى ،يبحث عن بقعه يبث فيها ندمه بكل أريحية
روايات ريّانة]PM 7:47 2022/28/10[ ,
توضأ واستقبل القبلة للصالة سجد سجدة طويلة ،سلم وفرغ من صالته
استودعها بصوت خافت أغمض عينه وهو يبتلع حزنه المر ،تمنى أن
تختلط هذه المرارة بملوحة دمعه لينفس عن هذا االختناق لكن الدمع أبى
والملوحة صارت مرارة التطاق ،همس مرة أخرى :يارب التختبر
صبري بفراقها
أمنية توزع قوارير ماء صغيرة وهي منشغله بخالها وهمه ،انحنت جهة
عزيزة الباكية ،مسحت رأسها و بنبرة مواسية :بتكون بخير جيداء قوية
شفق في الجهه األخرى مستنده برأسها على الجدار تراقب بإعياء حزن
المشهد ،التمتلك مواساة ،هي بحاجة لحضن دافئ وكلمة تقويها ،هي
تحتاج للمواساه وتفتقد نظرات أمها الحنونة
حذام بمسبحتها الطويلة تسبح وتهلل وتحرك جسمها بطريقة مخيفة تنحني
لألمام وتعود للخلف بقوة ،يبدو أنها طريقة بكاء أخرى ،هذه العائلة
تعبر عن مشاعرها بطرق قاهرة دائما ً ،ألن يمام بعين شاخصة تراقب
الجدار الباهت بدون أي تعابير ،حضرت صامتة لتختار جهه صامتة
تثبت نظراتها فيها ،شادية بالطرف البعيد غفت بدون إرادتها ألن شادي
وفي آخر فترة يمر بإضطرابات بالنوم ..وألنه غفى بعربته غفت هي
أيضا ً
نوفل يتربع بوسط مجلس والده يعقد حبات سبحته بفكر شارد ! كيف لها أن
تهرب لتشوه سمعته بهذه الطريقة كيف ( هان) بهذه السهولة صارت
دخيلة بديرة أخرى احتمت بقبيلة كاملة ضده !
أحد رجاله حاول يلفت انتباهه لكنه مبهوت يطحن غضبه طحنا ،سمع
صوت من بعيد ،ليسمع الخبر من جديد بعد ما سمعه مرارا ً لكن بطرق
مختلفة واآلن يسمعه من هذا الرجل بنفس الغضب المتكرر :بن ساير مر
بطريق ديرتهم وشاف موترها وتراها دخيلة عند آل الفي الجماعة كانو
قصرانا قبل عيد الضحية هاك السنين شدو لديرتهم
لف له نوفل بحدة :وش قصدك بهاك السنين ؟
:يوم صار اللي صار !
هنا تفجر غضبه أكثر :التخثردز هات العلم من ساسه وال اقضب الباب
وفارقني
تلعثم اآلخر :عيال الفي قبل قصاص ضاري هللا
نوفل بحدة :هللا يقهره ..هللا اليريح عظامه وال يبيح منها
ليكمل بذات التوتر :يقولون أن لهم وليد كان مشتبه به وكان خوي
لمشهور
تداخلت القصص ببال نوفل ،مشهور كان اسمه بعيد عن قصة الجليلة
ليرميه هذا الثرثار وسطها بتبجح ،شد ثوبه من جهة الكتف و بغضب
.
أصرت على شادية أن تعود للبيت بعد ما استقر وضع جيداء قلبها ّ حذام
اآلن بوضع جيّد ،أمنية أوصلها عبدالملك للبيت والوقت اآلن السابعة
صباحا ً
نايف من جهه بعيدة يخفي محاوالته بالعثور على أخبار عذبا المقطوعة ،
آن واحد
تحجج بأعماله البعيده وأرسل رسالتين لضاري ووهالل في ٍ
ضاري حضر للمستشفى وهو يحمل وجبة فطور كانت من توصيات
نايف ليصادف هالل في ذات اللحظة وهو يحمل الفطور نفسه ليضحك
هالل
عند باب بيتهم ضم يدها كمحاولة أخيره ،يحاول يستدرج مفاتيحها العصية
لتستخرج أسرارها لكنها تتمسك بالصمت وهو لن يضغطها ،هتف وهو
يستخرج بطاقته :هذي فيها رصيد يغطي احتياجات شهرين بالكثير وان
نقص شي ارسلي
غصت بوجعها ،هي سرقت من حساباته الماليين وهو صار يغدقها من
جديد دون أن يستجوب أسبابها السابقة هو يكفر عن شيء وهي يأكلها الندم
همست :بحفظ هللا توصل بالسالمة استودعت هللا دينك وأمانتك وخواتيم
أعمالك
شد يدها أكثر وهو مصر أن تتقبل هذه البطاقة لكن رفضتها بحدة لتترك
يده المعلقة وتقفل باب السيارة ّ ،لوحت له وهو تحرك للمطار ..
.
.
اختار هذا وال هذا ؟
لولوة بتدخل :ال ذا والذا تذكرين الفستان اللي طلبتيه شتوية العام ؟
ركضت للدوالب ورفعته لتنطق سلطانة :ال تكفين ابي واحد محتشم
جوهرة وهي تلف خصالت سلطانة القصيرة بالجهاز الحار لفت وجهها
جهتها :سطسط انتي خالص صرتي عروسته رسمي وبصمتي اللي
يفرق اأه ماشافك من قبل وال يعرفك وأنتي نفس الشي استغلي كل
هالمرحلة وسوي فيها كل شيء وانبسطي ..خالص لولو أكوي لها
الفستان هذا يهبل
فتحت والدتهن الباب :ياهلل استعجلن الولد صار شجرة من كثر مايحتري
هالعروس اللي ماطلت
وضعت محدد الشفاه والحمرة الهادئة
بالجهه األخرى وصل بتار ليشارك هيثم طاولة المقهى يقابله تماما ً عقد
يديه :تركت نوى باسوأ حاالتها
هيثم بال مباالة :الشغل أهم ..أترك العواطف والحياة الشخصية وافتح
الصفحة الجديدة من ملفات القضية
بتار وهو يقلب ورقة وحيدة بين اصابعه :بجاد بن منصور حارس أمن
قبل خمس سنوات بمستشفى الوالدة اللي ملفاته كلها صارت بين أيادينا ..
نسخنا كل األرشيف وكان بجاد آخر ورقة بهاالرشيف ومع االسف كان
أكتشافنا متأخر ألنه جزء منالقضية !
هيثم بحدة :وشلون !
قاطعهه صوت جواله والصدمة كانت تحمل معها رسالة جمدت كل حواسه
! لينطق بدون شعور :مستحيل !
:وش صار ليه لون وجهك اختلف وش شفت ؟
هيثم اختلفت تعابيره كليا ً ،تحولت لجمود ،دس جواله بجيبه متأمالً الشارع
والصدمة قد تمكنت منه بالكامل!
بتار بريبة :اللي جاك يخص ملفاتنا وال شي خاص ؟
بتار بثرثرة بعد ما اختنق من صمت هيثم :انت ماتعترف بجوالك الخاص
وقت مهماتك هيثم اللي جاك شي يخص القضية ؟
ابتلع كمية كبيرة من الشاي ليصله صوت واهن
:مثل ماتوقعت تماما ً مثل ماتوقعت
كان الصوت صوت عروب !
أنت لك عالقة بهذا وهذا له عالقة فيك وأنا مثل األطرش بالزفة دمية مثل
مايبيني خويك
بتار تلعثم وهنا تدخل هيثم :عروب اهدي
دنقت لكوب الماء ورفعته لفمها والرجفة نثرت نصف الكوب على ثيابها
الشتوية ،بتار هنا نهض وقبل أن يغادر المكان بصوت عال شد انتباه
المتواجدين هتفت :مارح تروح وال مكان ! انت قبل قلت اني متورطة
بشيء والخروج منه صعب وفي ملف كبير فيه أشياء
قاطعها هيثم بحدة :تتوهمين
و ّجه نظرة حارقة لبتار وهنا بتار تدخل :كنت اعرف وش ممكن يصير
لك مع هالشخص أشار لهيثم :كنت عارف انه يبي يستخدمك الغراض
تهمه هو وكنت ابي أوقف اللي صار لكنه حصل ووقعتي بشباكه
ضحكت بسخرية :اقتنعت
بتار حمل اجهزته وهيثم كان يهدده بنظرات صامته ودع المكان ،جلست
بضياع مكان بتار ليداهمها:كم شهر انحبستي وسط القبو ؟
:نعممم ؟
ابتلع الشاي ببرود وهي امامه كل شيء فيها يتراقص ،ضمت نفسها وقد
فقدت السيطرة على رجفة فمها وهنا تساقطت دموعها :ابي امي ابي
ارجع لديرتي اختنقت وهللا اختنقت
تقدم قليالً بضحكة :صعببببة
انتهت من دوامها بالمقر ووصلت للمقهى طلبت كوب قهوة كثيف الرغوة
وقطعة كعك تقليدية ،تأملت المارة بوجع عميق ،هذه الغربة لن تنفك عنها
،هربت من المنفى للمنفى ،كان يخنقها ببطنها الضخم في أسفل بقعة
وأبعد بقعة عن األصوات وعن الهواء وعن صخب الحياة ،واآلن
محصورة بذات البقعة وان توسع النطاق وتعالت األصوات والضجيج
صار يتقاسم معها اكسجينها ،
.
.
هاه كيف شفتوها ؟
وصايف بثرثرة :تهبل تهبل زينها يغرف العقل بس غريبة
ضحكت أديم ألنها تتشارك معها نفس الدهشة :غريبة ألنها الناجية
الوحيدة من سمنة أهلها ..كل أهلها ماشاء هللا دبب من أمهم ألختهم
الصغيرة
تجاهل أحاديثهن السطحية لينطق بتحذير :اللي صار مابيه يوصل أهلي
بالوقت المناسب بمهد لهم الموضوع بطريقتي
وصايف بخبث :رقمها صار عندي حفظته لو ودك بالثرثرة تالي الليول
والحكي الماسخ للصبح مضطبتك من هالناحية
نهار بتملل مقصده من الزواج مختلف وكل هذه المقدمات ساذجة بالنسبة
له :احتفظي به وش ابي بالثرثرة والهرج الماسخ ؟ وصايف اعقلي
هاليومين سويتي أعياد عن عمرتس كله
وصايف بتحفز :عمري توه ٢٤وبغلط وبغلط وبسوي اللي ابيه واشوفه
صح ..عادي في خط رجعة يمديني اصلح اللي افسدته بكلمة وحدة
أديم نطقت بعد صمت طال :أحيانا ً هالكلمة ماترمم بعض األخطاء كلمة
آسف ماتداوي كل شيء اللي ينكسر مايرجع ينجبر ويرجع للشكل اللي كان
عليه قبل الكسر لو كان الترميم فاخر
وصايف بثرثرة :ال يصلح شفت مرة فيديو عن األشياء اللي تنكسر
ويرممونها بطريقة فاخرة مثل التحف اللي يرجعون تصميمها ويرقعون
الكسر بالذهب
نهار بتدخل :عمتي أديم صمت دهرا ً ونطق بالصدق
ضحكت أديم :زين حسبتك بتعذرب بحكيي وتقول كفر لتكمل :جزء من
منطق وصايف صحيح وجزء كبير غلط ..االنسان يخطي ويتعلم بس
خواطر الناس ماهي فأر تجارب
وصايف بتملل :خالص بديت أتوتر من الجدية المفرطة وأنا عند رأيي
والخطأ وارد بكل وقت وكل حين ماني مثالية وال عندي كنترول ألفعالي
وماعندي استعداد اتغير بين يوم وليلة اللي يبي يتقبل أهالً ومرحب به
واللي مايبيني مع السالمة
بجهه أخرى سلطانة بذهن سارح تقلب القلم بين أصابعها نطقت بدرية :
شفتي أن أمي معها حق الرجال شاريك وجايب أهله اثبات بعد
بعدم اقتناع :وش تبين انتي بعد ..تثبتين وش بالضبط؟
مزاج أختها متعكر ردت بدرية بمراعاة :وال شيء وش تسوين وش
تحسبين ؟
بتملل :الكوشة طلعت علي ب ٣٠٠٠هذا وهي صغيرة ومتواضعة
وبالبيت غير كذا الفستان يبي له كم أسبوع على مايجهز والعريس يبي
عرسنا بعد أسبوع
انتهى :
-
-
-
اليك ،وكلمة حلوة
الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨
.
..
غمزت وصايف الٔديم لتقفز من خلفها :وش فيه خوفتيني
وصايف بتوتر :نهار مرسل رسالة غريبة ..خايفة يجيب العيد بحق نفسه
..أخوي زعالن وجدتي دايم تقول نهار زعلته شينة
أديم وهي تتركى بخصرها على طرف الطاولة برعب :ايييه تعلميني بنهار
وأبوي بعد زعله كايد أخاف يسوي شيء بس يعرف انه خطب وملّك بدون
علمه
:اصصص ..اليسمعون العامالت هنا مايبقى سر
ضحكت وصايف :شفتي ثريا مو صاحية ياشينها كبرت ودبرت
أديم بغيرة :إال كل مازادت سنة من عمرها يزيد معها الجمال تلقا ٔيي ..
ياويلي ياوصايف تطقنا باصبع ..وهللا صرنا صفر قدام التحفة الربانية هللا
اليضرها
وصايف بعدم رضا :تبقى شينة حاليا امشي خلينا نستمتع ..مايعرف لها
إال وضاح تصير حمامة خوف مو سالم كل شوي تتراعد وتنفض جنحانها
ضحكت أديم ،لتخرج وبالفعل ضحكت أكثر من تعابيرها وهي توزع
نظراتها المتوترة وتهربها خوفا ً من وضاح الصامت اقتربت منه وصايف
شدت كم ثوبه ليميل يسمع همسها :مرة ستام بتجيها والدة مبكرة من هيبة
حضورك
بالكاد قاوم ضحكاته ،لكن الحديث تغير جذريا ً واختلف الموقف بحضور
نهار يده بيد أنثى تتغطى بحجاب منسكب من أعلى رأسها ،ليصل الٔعلى
ركبتيها ليظهر المتبقي من قماش فستانها االٔبيض ،عروس !
سلطانة
:اختار الجمعة !
:ليه يوم الجمعة بالذات ؟
كانت تتوسط الكوشة البسيطة والٔنه زفاف عا ٔيلي الكل كان حاضر ،
مررت عينيها على فستانها البسيط ناصع البياض المزين بتطريزات ناعمة
،عقدت بين أصابعها وهي تتنفس بتوتر اقتربت لولوة وقالت :سلطانة
ابتسمي وجاملي الناس اللي مبسوطين عشانك شوفي بنات خالي محمد
شلون يطالعونك وأكثر من مرة يسا ٔلون سلطانة مجبورة ؟
كانت تواجه ضغوط من أكثر من جهه ،قلة نوم وشهية مفقودة وا ٓ
الن
مطلوب منها أن تبتسم وتبرز معالم الفرحة المغتصبة إجبارا ً ،ابتسمت
لتنطق لولوة بضحكة :اهه يازين الغمازة أي تكفين ..أي واحد يدور
عذروب الجميه بهالضحكة اللي تاخذ العقل
:وين أمي ؟ ليه ماشوفها ؟ ليه صار بيتنا زحمة وما أميّز الوجيه
لولوة رحمت تخبطاتها وقالت :دخلت تصلي العشا ياروحي هي تبكي من
صالة الفجر ودمعها ماوقف
زمت سلطانة فمها وهي تقاوم ،هتفت :جيبي مسكة الورد خليني أنشغل
ٔفرغ فيه هالضيق ياهلل عساها تعدي ..قلبي مقبوض ياهللا تصير
بشيء وا ّ
تاليتها خيرة ومايصير اللي ببالي
بهلع :وش اللي ببالك ؟
اقتربت جوهرة وهي تدس مسكة الزهور بيدها لتنطق :المصورة على
وصول ورجالك وينه ؟ ماتتواصلين معه ؟
.
.
البسي ذا بسرعة أخلصي علي
:وشهو يمه حذام !
:كفن !! وش تشوفين ؟ فستان مثل سواد وجهتس والسواد اللي جبتيه
لحياتنا
جعدت قماش الفستان االسود وهي تعتصره بقهر :وليه تبيني البسه ؟ من
جاي ومن بنشوف
حذام بحدة معتادة صرخت بوجهها :عريس عريس يرقع الخيبة اللي
وقعتي حالتس فيها
انتفضت شفق من الصرخة ،تقوس فمها :التصارخين علي
شدت أذنها بحمق :أخلصي علي وأتركي دلع البنيات اللي ماهو اليق وال
انتي حوله ،هو بصوب وانتي بصوب صرتي حرمة مسودة الوجه وعار
علينا ولزوم هالوجه السويد ندفنه
بإنصياع ذهبت للحمام ،لتدفع حذام الباب بقسوة لتشاهد جسدها العاري
بدون أدنى إهتمام ،لتلف ثيابها على جسدها بجزع واالٔخرى قالت بتهكم
:حطي حمرة وكحلة ولو شاف بتسا وال قلبتي خلقتس بوجهه وهللا ياشفق
مايردني عن دفنتس شيء ..هذاني علمتس ..هالعرس رحمة لتس من
عقابي تفهمين
هزت رأسها بجزع وعينيها كانت تذرف دموعها ،لتضرب الباب
بقسوة وشفق في الداخل كانت تضم الفستان ببكاء حارق التملك أي فرصة
ال للهرب وال للمقاومة ،ارتدت الفستان لتخرج وهي تغطي عالمات
البكاء وضعت أحمر شفاه ومسحته بحدة ،مددت شعرها ونزلت لالٔسفل ،
رفعت رأسها لتشاهد جيداء تضم كفوفها ببعض بقهر ،زمت فمها لتنطق
من بعيد :وش بيدينا
قرأت حديث شفتيها ،لتهز رأسها لتشاهد شادية غارقة في بكاءها المزمن
،تشهق شهقات عالية ،تخاف على هذه الرقيقة ،تخاف في يوم أن يقتلها
البكاء أو تموت من شدة إنتزاع شهقاتها ،نزلت مع الدرج وكا ٔنها تُجر
لحبل المشنقة ،لكن حذام علّقتها بالمشانق من ليا ٍل طويلة ،ما الفرق ؟
دفعت الباب لتشاهد حذام ببرقعها وبحجابها الكامل بطرف المجلس نطقت
بقساوتها المعتادة بجالفة نبرتها المعروفة :هذي هي بنتنا وتراها غالية
يابو بداح !
وين بداح ؟ وين العريس !
لتفجرها جدتها :ابو بداح أنتي عروسته وبالحسبة زوجته الرابعة ..ناظر
عروسك زين واشبع من النظرة االٔولى الحالل
شدت قماش فستانها وعينيها غرست نظراتها في األرض وبداخلها كانت
صرخا ٍ
ت تعلو بصخب كانت هذي النظرات تحتقن بدموعها الخانقة ،لكن
تهديدات حذام حضرت في الوسط ،لتكبتها لتتجرعها مع قسوة هذه اللحظة
ناداها با ٔسمها أكثر من مرة ،لكنها بعيدة بعيدة جدا ً كل االٔصوات صار
يتردد صداها من بعيد ،االٔنوار واالٔلوان طمست هي اآلن تتخبط في
العتمة وحيدة
شفق !
شفق !!
شفق
انتفضت لفت نحوه ليصدمها منظره ،كهل على مشارف النهايات بغترة
بيضاء ويد تتراقص تلوح بالوداع سبقت سنواته الباقية وتنوي المغادرة ،
مصر |
تخطى الدرجات المتباعدة الموصلة لطابق سكنها ضغط الجرس وضرب
الباب بطرقات متعالية ،فتحت ليدفع جسدها تعثرت للخلف وهي تحاول
منعه من التمادي واقتحام مكانها الخاص بعثر خزا ٔينها وبعثر حقا ٔيبها
بجنون ركض لكل الزوايا وكل أماكنها الضيقة وصل للمطبخ وركضت
بجنون مماثل لتصرخ :عايز ايه يامجنون صرخت بصورة أكبر :أنت
عارف المكان دا مكان بنت وتعيش لحالها تقوم تقتحم مكانها الخاص بكل
عشوا ٔيية با ٔي حق بصفتك مين ؟
كانت تثرثر وهو يعبث بالخزا ٔين :وين أدويتك ؟
عروب بذعر :اطلع بمكان عام ونتفاهم مايجوز اللي قاعد تسويه مايجوز
أنا من حقي تكون منطقتي محرمة ومن أبسط حقوقي تكون عندي
خصوصية
هيثم بحدة :خلصتي ؟
هزت رأسها برفض :الاا اطلع ونتفاهم مثل الناس الراقية عيب اللي
تسويه بحق بنت تراعي أصغر تفاصيلها وهللا حرام اللي قاعد يصير فيني
هيثم بقسوة تقدم وحشرها على الجدار :أنتي سويتي عالقة محرمة
وحدودك المحرمة صارت حالل لشخص اسمه آدم ومايندرى عن اللي
قبله وبعده
صرخت وهي تضرب خديها :بسسس بسسسس
بقسوة أكبر نطق :وجبتي منه عيال
أشار با ٔصابعه الثالثة ليضحك بقهر :وتمثلين دور المظلوميات أنتي
شريكة مجرم يخطف االطفال
.
.
عزيزة وصلتها عشرات المكالمات من شفق ،تدرك السبب وعاجزة عن
التدخل ،العتب واالٔلم وخيبتها منها كانو حواجز عنيدة ولن تتنازل بالطبع
أو تتجاوز أي حاجز ..
مسحت جبينها بتعب ،نايف لمح ارهاقها لينطق :ردي أو صكيه هذي
شفق أكيد
هزت رأسها لينطق :تسمحين لي أتدخل ؟
االمكان الضغط علىقدرت محاوالته في التخفيف عنها كان يتجنب قدر ٕ
قرارتها المتعلقة بشفق :أكيد ابي صوت ثالث ينضم للصوتين اللي بداخلي
قلبي يقول شيء وعقلي يقول شيء وأنا مافيني حيلة الٔي قرار
شد يدها وقال :كلميها
بدون رد وبسرعة خطفت الجوال من الطاولة لترد لينطلق صوت شفق
الباكي :ماما وهللا بموت بموت يمه حذام جايبة عريس كبر جدي علي
وحتى يشبهه ضاقت فيني من كل صوب على االٔقل أنتي ارحميني
عزيزة بمقاومة :وشلون تبيني أرحمتس وأنتي اللي فرطتي بالبداية ،،،
وشلون تبينا نرفق فيتس وأنتي اخترتي هواتس ومشيتي وراه !
:اهههه اههه بس بس تكفون ،،،كفو عني المالمة ابي كلمة تطبطب على
قلبي غير العتب ضاقت علي حتى ثيابي اللي تغطيني
آهاتها لم تغير شيء ،أغلقت الخط بوجه ابنتها لتنطلق دموعها بمرارة
وقهر ونايف وصله صوت شفق من السماعة تا ٔلم بعد ما أسندت جبينها
على كتفه وهي تنتحب :راحت مني بنتي راحت يانايف
نايف بثبات :محلولة محلولة ماضاقت إال والسعة قريبة
رفعت نفسها وتوقف دمعها لتراقب عينيه الواثقة :وشلون !
:قلت لك من بداية موضوعها شفق بوجهي وأنا عند كلمتي لين اليوم
عزيزة بضيق :تكفى يانايف مابي بنتي تصير ثقل على صدر أحد أو
توقف بطريق أحد
فهم مقصدها :تطمني ! ضاري رافض رفض قطعي وضاري مايغير
رايه أحد عنيد وحمار من يومه لكن هالل
بسطت أصابعها على فمه لتنطق بضيق :تكفى التقول هالل هالل شاف
الموقف وأكيد عايف أي شيء من صوبنا ،مضطره اشتكي أمي بالمحكمة
أمي تجبرت فوق الالزم ومايوقف طريقها الظالم غير اليدين اللي أكبر
منها
نايف بذهول :بتشتكين أمك !
عزيزة بقسوة :أنا بعد أم
نايف اليملك رد وهي رضاها جهته كان يتوسع في كل مرة يغض
الطرف عن قرارتها ويترك لها كامل الحرية ،ثبت شعورها أكثر بعد
ماقال :
.
.
ياحظي االٔقشر ياراسي راساه ياويلي وياله !!!!
صوتها وهي تندب وتضرب صدرها من الرسالة الصادمة فعلتها عزيزة
ونفذت تهديداتها !
هذه الجز ٔيية كتبت تحت ضغط بدني ونفسي لطفا ً اعطوها حقها واشبعو
ناظريني 🤍🤍🤍🤍