You are on page 1of 396

‫روايات ريّانة‪]AM 12:00 2022/1/8[ ,‬‬

‫نقف ‪ ،‬نتعثر ‪ ،‬ثم نقف ‪ ،‬نصمد في وجه الحظوظ الشا ٔيكة ‪ ،‬نبكي خفية ‪،‬‬
‫نبتسم في وجه الهم ‪ ،‬نصمد من جديد ‪ ،‬ندمن الصمود ‪ ،‬ننجح في الوصول‬
‫لبر الضحكات التي كنا نبحث عنها ‪ ،‬في حين ظننا أنها النهاية وجدنا‬
‫طريق آخر لنعلن بداية جديدة ‪..‬‬

‫ها أنا " ريانة " أعود من جديد مح ّملة با ٔشواقي المطرزة بحكاياتي الطويلة‬
‫‪ ،‬الشا ٔيكة ‪ ،‬المظلمة القاتمة أحياناً‪ ،‬السعيدة دا ٔيما ً وأبدا ً بالرغم من كل شيء‬
‫‪:‬‬
‫هنا ‪ ( :‬زنزانة الصيف الخامس ) ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:01 2022/1/8[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫بمنتصف أيام الصيف ‪ ،‬الشمس تتوسط الموقف بشكل عمودي ترسل‬


‫اشاراتها الحارقة بكل عنفوان غير عاب ٔية بالحرارة المنتشرة بالمكان ‪،‬‬
‫حريق القلوب متوزع بالتساوي على أفراد عا ٔيلة شايع بن سليمان بعد بعد‬
‫مانُهبت ثرورة هذال بن شايع بن سليمان بالكامل !‬

‫اخوته ‪ /‬نهار ‪ ،‬وضاح‬


‫جدتهم وصايف‬
‫ام هذال المنكوبة‬
‫عمتهم الصغرى أديم‬
‫مع الجهه االٔخرى يقف جدهم سليمان بكل وهن بعد ما اخترقت الصدمة‬
‫قوته ليصبح بوضع صامت وبوضع آخر اليُحسد عليه ‪..‬‬

‫‪:‬وين هجت !‬
‫‪ :‬وشلون راحت بوضح النهار وقدام عين الكل !‬
‫‪ :‬نهاااااار ياوليدي‬
‫قوته ناحيتها امسك عصاها وسنّد جسمها عليه‬‫صاحت فيه وهو قفز بكل ّ‬
‫لينطق ‪ :‬ياجدة تعبتي واتعبتينا راحت وخذت أثر خطاويها معها حتى أهلها‬
‫مايدرون وينها الحين با ٔي أرض وتحت أي سما‬
‫ببكاء أوجعه صاحت من جديد وهي تضرب ركبها ‪ :‬ياعل السما تنطبق‬
‫على روحها ياعل االٔرض تبلعها وتدفنها لسابع قاع‬
‫ام هذال تقف بصمت ُمحايد ووضاح يقف بإسمه المحسوب والمرتبط‬
‫بالعا ٔيلة ‪ ،‬للحفاظ على مكانته فيها ال أكثر وال أقل ‪ ،‬نطق وأخيرا ً ‪ :‬ياجدة‬
‫أخونا بوضع يرثى له ادعي له واتركي بنت الناس مصير الحي بالحي‬
‫يتالقى يمام على ذمته باقية واللي خذته زكاة ودفعة بال كود يطيب هذال‬
‫ويفتح عينه !‬
‫الغريب ان هذا الكالم المتزن خرج من شخص يدعى وضاح ‪ ،‬سيّد‬
‫الرعونة والالمباالة ! إقتنعت جدته ‪ ،‬مدت يدها لعصاها المائلة بيد نهار‬
‫تفرقت جموعهم لتبقى الشمس وسطوتها مستحوذة على أثرهم الملتهب ‪..‬‬

‫تصرمت الفصول وهُنا فصل الصيف الخامس بعد ُمض ّ‬


‫ي سنوات !‬ ‫ّ‬

‫صارت تعد االٔيام المتبقية على خروجها من ألمانيا‬


‫قبل خمس سنوات يمام خالد الهاربة من زنزانة هذال شايع بعد سرقتها‬
‫سلبت منها لخمس سنوات سابقة ‪ ،‬كانت ضعيفة ‪ ،‬وفي أضعف‬ ‫لكرامة ُ‬
‫حاالته سرقت ماتبقى من حياتها لتدرك الطريق المناسب للخالص ‪..‬‬
‫صديق الرحلة ‪ :‬عبدالملك ‪ ،‬كانو يسمونه ب (االٔطرم) الٔنه يتلعثم كثيرا ً‬
‫ويتردد قبل مايفتح أي حديث مع الطرف المقابل‬
‫بعد خمس سنوات ‪ ،‬تغيّرت مكانة الصديق لتصبح ُمغايرة تماما ً عن‬
‫معاييرها السابقة لتصبح بشكل حميمي أقرب للحب مطامع عبدالملك لن‬
‫تتوقف !‬
‫أما هي لن يتغير شيء المهم تسترد ذاتها ‪..‬‬

‫يمام خالد ناجي ‪ ٢٨‬سنة ‪ :‬هاربة من زواج تقليدي!‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:01 2022/1/8[ ,‬‬


‫آه واجرح تسبدي يوم تلو خطاهم ‪،‬ليه ماخبروني ؟‬
‫آه وافجع قلبي يوم قفّى وراهم ‪ ،‬ليه ماخبروني ؟‬

‫نهار صيفي ‪ ،‬الشمس متربعة بوسط السماء والخط الطويل كانت تتراقص‬
‫في وسطه سيارة قديمة لعا ٔيلة شدت االٔسفار للعودة بعد غيبة أشهر ‪..‬‬
‫صوت السامرية المحبوب م ٔ‬
‫ال سيارتهم بصوت مزعج بالنسبة لبنياتها‬
‫وبدون إهتمام لذا ٔيقتهم أو رأيهم المهم تفرض جوها المحبب لها ‪..‬‬

‫حذام أم البنات‬

‫إنتهت عطلة الصيف وشدّت ِرحالها للرياض بعد ما إنقضت أيامهم‬


‫الحميميّة في بيتهم القديم‬
‫حذام رفعت صوتها عمدا ً ‪ :‬تذكر ياخوي السنين الفايتة يوم عبدالملك معنا‬
‫خطاويه ماتفارق خطاوينا ؟ عزتي له مالقى اللي يقدره وهج‬
‫ابو عبدالملك شقيقها صمت الٔنه يعرف أن هذه الكلمات التهكمية موجهه‬
‫لشخص آخر ‪ ،‬جيداء شعرت بإنقباضة في قلبها بسبب تلك النظرات‬
‫المصوبة من إنعكاس المرآة لتنطق بقسوة صريحة ‪ :‬حوبته ذاقها اللي صده‬
‫حوبته ذاقها ثالث أضعاف !‬
‫ضمت جيداء كفوفها وصوبت نظراتها السارحة جهة الطريق الخالي وهي‬
‫تتذكر الموقف بعد مامرت عليه خمس سنوات وكا ٔنه وليد اللحظة ‪ ،‬الشعور‬
‫واالٔنفاس والنظرة المخذولة ‪ ،‬حتى صوت خطواته بعد ماغادر وهو خالي‬
‫الوفاض من لحظة إعترف فيها وقرر يسلمها قلبه وهي ببساطة رفضته‬
‫وبنظرة مستحقرة وبصوت مصدوم كيف إمتلك كل هذه الشجاعة وقدم لها‬
‫قلبه ؟ وهو بهذا الشكل وهذا الهندام ! رمقته بنظرة مستحقرة وقالت له‬
‫بالفم المليان ‪ :‬عبدالملك اللي مايعرف يركب جملتين على بعض صار‬
‫يعرف يحب وينقي كالم معسول بعد ! عبدالملك يا االٔطرم اصحى من وين‬
‫جت لك شجاعة تعلن فيها حضور قلبك ؟ قلبك ياخوي مايكفي مايوكل‬
‫عيش توكل قربك مرفوض ‪..‬‬
‫قضمت شفتها السفلية وهي تعرف معنى الكالم الموجه لها تعرفه‬
‫وعاشته بحذافيرة عاشت خطي ٔية قلبه وتضاعفت ثالث أضعاف ‪ ،‬جيداء‬
‫التي رفضته بقسوة بدون أي حسابات أخرى اتطلقت ‪ ٣‬مرات‬
‫صدحت من جديد بنبرة قاسية اعتادو‬
‫عليها ‪ :‬ست بنات ماشفت خير البنيات اللي أغرونا به ‪ ،‬هذيك زوجها‬
‫طريح وهي تدور ورى الشهادة وخلته ‪ ،‬والثانية بشوارع مصر تبيع خبز‬
‫وتقول أدرس ومجتهدة ‪ ،‬أصدرت صوت بفمها داللة الفراغ ومن ثم أكملت‬
‫والثالثة ضايعة من وظيفة لوظيفة والفلحت خلني اسكت ياخوي قبل يطق‬
‫فيني عرق ارفع صوت السامرية ارفعه ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أحد الديار البعيدة ‪.‬‬

‫عقد بالثأر‬
‫ماضي الدماء المهدورة والعرض المستباح ‪ ،‬الماضي الذي ُ‬
‫ورا ٔيحة الموت وأصوات العويل ‪،‬أنثى منكوبة بُدّل رثائها لعتب دُفن مع‬
‫دمه الذي سال انتهى القصاص لكن القلوب وجراحها لم تلت ٔيم بعد ‪ ،‬مرت‬
‫سنوات والحال بعد ضاري مثل حرب ينطفئ فتيلها لتعود بشعلة أخرى‬
‫تأجج النار وتعيد أصوات الثا ٔر القديم ليرتفع دخانها ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:03 2022/1/8[ ,‬‬


‫‪..‬‬
‫عذبا ‪ :‬اسم ُمقتَبس من العذوبة يُنطق ببداوة خالصة لكن ِسمات شخصيتها‬
‫بعيدة عن العذوبة والسبب طغيان أهل ديرتها وإسرافهم في تقريعها‬
‫وإقصاء وجودها هي ووالدها وأخوتها الراحلون بدون سبب مقنع‪ ،‬تركوها‬
‫واالنتقام‬
‫لقسوة أهل هذه الديار تواجه مصيرها ومصير العداوة الشرسة ٕ‬
‫عايد أبوها اشتعل رأسه شيبا وتجاعيد الزمان وزعت منعطفاتها بطغيان‬
‫على كل بقعة في جسده كان شرس أشرس من ضاري في شبابه لكن من‬
‫بعد ضاري كل شيء كان مختلف اختالفا ً جذريا ً ‪..‬‬
‫من قبل شروق الشمس تفقّدت سيارتها ودخلت تتفقد بضاعتها كل يوم‬
‫تحملها معها ‪ ،‬تخرج قُبيل بزوغ الصبح وتعود مع مغرب الشمس سيارة‬
‫قديمة لكنها كانت أوفى من أخوتها ومن أهالي الحي ‪.‬‬
‫عذبا إبنة ال‪ ٢٩‬عام ‪ ،‬واجهت عقبات العمر في السابعة عشر من عمرها‬
‫بعد ما إقترف " ضاري " فضيحة ّ‬
‫هزت أركان وغيّرت بُنيان ومن ذلك‬
‫الحين إلى اآلن وهي تعجز عن استيعابها نفضت الذكرى وهي تتا ٔكد انها‬
‫جرت عليه العادة رددت أذكار الخروج من البيت‬
‫جاهزة للخروج ‪ ،‬كما َ‬
‫‪..‬‬
‫( بسم هللا توكلت على هللا وال حول والقوة إال باهلل)‬
‫عادتها ترديد الذكر بصوت عا ِل خوفا ً من تقترف خطي ٔية أو اثم وتُعاد آثار‬
‫ضاري ‪ ،‬مضت بطريقها بعد مارفعت أذكار الصباح بصوت العفاسي‬
‫لتردد معه ‪ ،‬بعد مافرغت من تحصين نفسها وتحصين والدها رفعت‬
‫وشرعت نوافذ السيارة وهي تستقبل الشروق بطريقها تنفست‬ ‫ّ‬ ‫سورة البقرة‬
‫بعمق قبل ماتخرج من القرية دعت هللا بداخلها يحررها اليوم مشهور من‬
‫موشحاته ‪ ،‬في كل بداية صبح ينتظرها يودعها بنظرات صامتة نظرات‬
‫استحقار وتصغير نظراته الجامدة كانت تحمل نظرات أهل الحي‬
‫وأصواتهم المتشفيه لكنه اليوم تمادى واقترب شدت عبائتها الواسعة‬
‫واحتدت نظراتها النارية والسبب هجومه عليها !‬
‫‪ :‬مشهور اصبح التخليني ارفع الصوت واصيح با ٔهل الديرة‬
‫مال فمه بإستخفاف ‪ :‬هل الديرة لو أفرعتس واطيح جدايلتس مامنهم اللي‬
‫بيرفع الصوت الحميا للقاصي والداني مير أنتي وأبوتس خارج الحسبة‬
‫انتفضت لذكره خصالتها نيته سيئة تمادى و أصابعه تعبث بكم عبائتها‬
‫همست من بين أسنانها ‪ :‬في وجه أبوك يامشهور في وجه أختك صيتة في‬
‫وجه من يعز عليك واعتبرني منهم‬
‫لن يتبدل شعوره نبرتها المستجدية لم تكن رادع نيته شيطانية‪ ،‬نيته ينتقم‬
‫وياخذ بثا ٔر أهله وعرضه ‪..‬‬
‫عودة لتلك الليلة ‪ ،‬الليلة التي و ِسم فيها اسم ضاري في سجل الجبناء بعد‬
‫ما إستدرج ( جليلة ) القاصر وهتك عرضها ‪ ،‬صاح فيهم سويلم الراعي‬
‫والتصقت الجريمة وكل أبعادها بضاري‬
‫كل األدلة كانت ضده ونهاية تلك القصة كانت غامضة جدا ً كانت تحتمل‬
‫تناقضات لم تصدق أيا ً منها‬
‫فكرة موت ضاري كانت األصدق واألرجح ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:04 2022/1/8[ ,‬‬


‫…‬

‫عودة للحاضر‬

‫‪ :‬مشهوووور !‬

‫في هذه اللحظة تحديدا ً عاد بها الوجع عند آخر نقطة من نقاط الماضي من‬
‫بسلمها يصير مهجور ومستحيل تركنه على رف النسيان بذات‬ ‫المستحيل ْ‬
‫اللحظة فتحت عينها ‪ ،‬رتبت فوضى نظراتها التوجد أي فكرة تساورها‬
‫اآلن وجل همها اآلن هو توضيب قماش عبا ٔيتها وترتيب أنفاسها كانت‬
‫مجرد ثواني لكنها طويلة مرعبة استردت فيها ليال البؤس الماضية‬
‫الثواني هذه جمعت نزاع مرتبط بخيوط الماضي وتفاصيله كان نزاع إنتقام‬
‫‪ ،‬شرس مثل نزاع أرض وعرض ‪ ،‬حرب بدون نهاية والٔن للمعركة بقية‬
‫دخل صوت ثالث صوت من أسبابه تضا ٔيلت شراسة عذبا ذابت نظراتها‬
‫ضاعت هيبتها وسط ساحة هيبته ضاعت قوتها نسفها نسف بكلمة واحدة‬
‫فقط بإسم واحد‬
‫‪ :‬مشهور !‬
‫ينادي أخيه ‪ ،‬نيّته يوقف النزاع ويكمله هو !‬

‫صدّت بعينها وهي تتراقص من رهبة نوفل هالته الطاغية استحوذت على‬
‫ساحة النزاع مثل ما استحوذ عطره المتمرد وصوت مسباحه ضلّت على‬
‫حالها ثابتة في جهتها وأطرافها تتراعد كيف صار للصمت قدرة على‬
‫بطرفه الناري‬
‫االستيالء كيف صار االٔقوى بوقوفه الصامت يدور ْ‬‫ٕ‬
‫ويالعب مسباحه !‬

‫نوفل!!!!‬
‫الجواب الوحيد الذي خرج من فم مشهور بعد ما احتوته الصدمة نوفل‬
‫دائما ً خارج الحسبة عن أي أمر يتعلق بقصة الجليلة وضاري ‪ ،‬من بعد‬
‫ماتقفل ملف القضية أقفل بابه هو لكن ما يجهله مشهور الكثير !‬
‫‪ :‬خلني ياخوي خلني أكمل اللي إبتديته مايبرد دمي الثاير غير دمها يوم‬
‫اشوفه يفور من الغبن واشوف دمع الحسرة يطيح من عينها ‪..‬‬
‫نفث ضحكة خالجته بلحظة نارية الضحك أبعد مايكون عنها لكن هذا نوفل‬
‫! رد ببرود ‪ :‬اخيييه بس ! هذي مراجلك ؟ ماكفاك الدم اللي سال قبل سنين‬
‫وش ودك يصير تبي تلطخ ثوبك والثار يصير ثارين دم وعرض !‬
‫فتح مشهور عينه الحادة ونفسه ارتفع من استفهاماته الجنونية رد بحدة ‪:‬‬
‫هذي مراجلك أنت يومك تظن با ٔخوك الظنون الردية وش يقربني لثوبها‬
‫وش يقربني وأنا ابي اقطع الشر من عرقه وامنعه !‬
‫نوفل ربت على خده المس شعرات عارضه وشد ياقة ثوبه همس له ‪:‬‬
‫اقطع رداك من عرقه وتحرك ال اثور الدنيا بوجهك اصبح يامشهور دام‬
‫الناس راقدة للحين استر نفسك وروح‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:04 2022/1/8[ ,‬‬


‫مشهور فهم نية نوفل ‪ ،‬من المستحيل يتجاوز الموقف ‪ ،‬اختار ينقذ نفسه‬
‫ويخرج ‪ ،‬ومثل ماقال نوفل يستر نفسه‪ ،‬الٔنه تهور لوال دخوله وتدخله في‬
‫آخر لحظة مشى لسيارته وحركها‬

‫‪ ،‬نوفل يقف ا ٓ‬
‫الن بمحاذاة لسيارة عذبا ‪ ،‬يقف بذات الصمت الذي‬
‫زرعه في موقفه قبل دقائق تصلب مثل نخلة قديمة حتى ظلها مهجور ‪..‬‬

‫تفاصيل سيارتها وبضاعتها وأذكار الصبح ‪ ،‬كل شيء تالشى بفعل‬


‫الخوف ‪ ،‬كان كل شيء أشبه بحلم طويل أو مقطع مقصوص من قصة‬
‫خيالية ‪ ،‬بلعت ريقها وبالفعل تلبستها ليونة إسمها حاولت تستجمع قوتها‬
‫وتتحرك الٔبعد نقطة وبمجرد استيعابها أن مشهور كان ينوي االنقضاض‬
‫على عرضها تتهاوى قوتها من جديد ‪..‬‬
‫إحتضنت الدريكسون ‪ ،‬وهي تريد الهرب عن الموقف با ٔي حيلة ‪ ،‬مرت‬
‫الثواني البطيئة رفعت رأسها والمكان أصبح خالي ‪ ،‬األثر سرقه معه ‪،‬‬
‫تا ٔكدت انها نامت ووجود نوفل ماكان إال حلم نفضته وهي تتعوذ من‬
‫الغفوات هذه ‪ ،‬رفعت برقعها وهي تمسح عرق وجهها بيدها الباردة وهي‬
‫تستذكر الحلم ونظرات مشهور وحضور نوفل ‪ :‬عوذه منه ومن قربه عوذه‬
‫منه ومن ثاره عوذه من نيته الشينة يارب انا نصيتك التخليني ياربي‬
‫خرجت لطريقها بعد مارفعت سورة البقرة من جديد وكل شيء هنا تركته‬
‫لقدرة هللا وتدبيره ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ضاري بن عايد‬

‫سجالت دياره ومن أركان بيت‬ ‫ّ‬ ‫مات قبل ‪ ١٢‬سنة ‪ ،‬مات وانمحى أسمه من‬
‫أهله ! دُفن اسمه مع الدم المدفون في قبر ( الجليلة )‬
‫كل أهالي ديرته عاشو على صوت زامل وهو يعلن أن ضاري أخذ قسمته‬
‫من دم الجليلة وانتهى قصاصه !‬
‫لكن الجزء المفقود من القصة كانت أبعاد أبعاد سرية أنقذت ضاري من‬
‫القصاص وعقوبته الثقيلة المخففة كانت ال ( الجلوة ) نفيه من مسقط رأسه‬
‫الٔي مدينة أخرى العقوبة طالت نايف وخزاري‬
‫عذبا كانت بعمر ‪ ١٧‬سنة تا ٔكدت حينها أن قصاصه تم وهروب نايف‬
‫وخزاري كان يخلو من أي مبررات أو أعذار ‪ ،‬أما عايد نفوه با ٔرضه‬
‫وعاش أنواع الويل والزال يعيش تبعات الثار مع ابنته ( عذبا )‪..‬‬

‫ضاري بن عايد ‪ ٣٤‬سنة‬

‫‪ :‬هال هال بخالي ضاري هللا يرحمه !‬


‫سابقا ً كان يتعامل مع هذه المزحة بعنف دامي لكن اليوم يضحك وهو‬
‫يسمعها رد على مشاكسة هالل ابن اخته ‪ :‬هللا يرحمنا جميعا ً ‪..‬‬
‫هالل إستطرد وهو يمد كاسة الشاي لخاله ‪ :‬تدري ياخالي لو لي حيلة‬
‫بموضوعك أنت وجدي عايد كان ماترددت الشيء اللي يخليني مصر أدور‬
‫حيلة خالتي عذبا كيف حنا بقصور وهي تطرد ورى عشاهم الليلة‬
‫ضاري وعينه على خطوات أخته خزاري عض شفته السفلية بمعنى غير‬
‫الخته الكبيرة وجلس بالقرب من هالل‬‫الموضوع تحرك من مكانه إحتراما ً ٔ‬
‫ليهمس بإذنه ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:11 2022/1/8[ ,‬‬


‫أنا ماكسر ظهري بهالدنيا غير ظلم طالني قبل ‪ ١٢‬سنة وعذبا اللي عايشة‬
‫على قصة هالسنين وشقاها حنا نتفتل بالقصور وعذبا متربعة يالسوق تبيع‬
‫براقع ‪ ،‬اطلق ضحكة مريرة ولمح اخته بعد ما سكب الفضول بداخلها‬
‫من أثر همساتهم ‪:‬وش تخططون عليه ؟‬
‫ضاري بتهكم ‪ :‬قاعد أحاول فيه يقتنع عندي الليلة كم هوشة وابيه على‬
‫يمناي‬
‫ضربت فخذه بالوسادة ‪ :‬اصص اصص هالل مايدري عن جرياتك خلك‬
‫العاقل الراكد بعينه‬
‫لم يرد اشغلته حبة الفطائر لتكمل هي ‪:‬ماني متطمنة ياهالل لطلعاتك مع‬
‫هالخال اللي وصل الثالثين ومايعرف للحين كيف يمسك نفسه ومايجيب‬
‫العيد !‬
‫هالل وهو يتفقد حاجياته الٔنه خارج ٕالستكمال مناوبته ‪ :‬تطمني يمه‬
‫ماعندي وقت لنفسي تبين اساير هالخبل وانهبل مثله !‬
‫هرب وضاري للتو يستوعب إسقاطة هالل عليه لكن هالل نجى وضرب‬
‫الباب بقوة ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫صورة معلّقة في منتصف جدار إسمنتي لفتاة بشعر غزاه اللون االٔبيض‬
‫بهاالت عميقة بنظرات خا ٔيفة جدا ً جدا ً ‪..‬‬

‫التهمة االٔولى ‪ :‬إختطاف ‪ ٣‬مواليد بتاريخ‬


‫‪2016 / 7 /2‬‬
‫التهمة الثانية ‪ :‬إستخدام مهنتها الٔغراض غير مشروعة ‪..‬‬
‫الشبهه الثالثة ‪ :‬هروب سري لسبب غامض‬
‫المدينة الهاربة منها ‪ :‬مجهولة !‬
‫المدينة الهاربة إليها ‪ :‬القاهرة ‪..‬‬
‫بتار مهمتك اسمها ( عرب ) الوجهه ‪ :‬القاهرة مقر عملك الجديد هو‬
‫( مخبز الغالبى )‬
‫بتار بن ضيدان ‪ ٢٩ :‬سنة‬

‫الرياض‬

‫منتصف الليل‬
‫انتهت الرحلة الطويلة حذام شاهدت أنوار البيت ‪ ،‬خمنت أن عزيزة هي‬
‫من جهزت بيتها ٕالستقبالهم‬
‫دخلت واستقبلتها را ٔيحته النظيفة لتشعر برضا طفيف لم تظهره ‪ ،‬عزيزة‬
‫تقف عند ممر المدخل بعد ما فرغت من إستقبالها الحار لوالدتها الحظت‬
‫أنها بدت تمسحها بنظرات غريبة لتنطق على الفور ‪ :‬عزيزة وش اللي‬
‫صار بينكم ؟ التطولينها ادري أنتس هنيا من مدة طويلة وساكتة انتظرتس‬
‫تنطقين بالدرة اللي مخبيتها عني !‬
‫وجه عزيزة انكش وذبل متيقنة تمام اليقين أن حذام لن تتجاوز الخبر‬
‫الثقيل على مسامعها ‪ ،‬من المستحيل تتجاوزه دون ضريبة تؤذيها هي ‪،‬‬
‫وبالفعل شدّت اذنها وكا ٔن عزيزة ابنة العشر سنوات عادت لتتراعد في‬
‫قبضة‬
‫والدتها ‪ :‬يمه الدرة اللي تبين انطقها تعور القلب يمه‬
‫شدت اذنها أكثر لكن حشرجة صوتها أعلنت عن نوبة بكاء صادمة بسببها‬
‫تراجعت حذام للخلف بحدة ‪ ،‬عزيزة دا ٔيما ً شامخة وعزيزة ‪ ،‬مستحيل‬
‫تكسرها أصعب الظروف و إن تخبطت تعود بكل بسرعة لتصبح أقوى‬
‫الن صار العكس ‪ :‬يمه تطلقت وخلصت العدة‬ ‫لتستقيم بكل صالبة لكن ا ٓ‬
‫قبل يومين !!‬
‫أسكتت فاهها بصفعة سقطت مثل ثقل حط على رأسها وكا ٔن الجدار المقابل‬
‫ُهدم ليسقط عليها ‪ ،‬تهاوت عند أرجلها ‪ :‬تضربيني يمه ؟ تضربيني وأنا‬
‫كانت هقوتي غير !‬
‫روايات ريّانة‪]AM 12:11 2022/1/8[ ,‬‬
‫ليه ماتقولين معوضة وهذا البيت بيتس !‬
‫حذام بنظرة نارية وبقسوة عاتية ‪ :‬قومي على حيلتس وناظريني‬
‫رفعت سبابتها بوجه إبنتها المخضب بدمعها ‪ :‬وهللا ماتقعدين ببيتي وأنتي‬
‫مهزومة بهالشكل ومقرة بالخسارة وهللا ‪ ،‬جدران بيتي تتعذرتس !‬
‫ضمت أرجلها بعد ما انحنت أكثر ‪ :‬يمه دخيلتس الااا كافيني زعل بنيتي‬
‫ثالث شهور وهي تصد عني وكن الذنب ذنبي أنا لوحدي‬
‫بوجوم رمقتها بنظرات ملتهبة دفعت كتفها ‪ :‬يوم توعديني بالشيء اللي‬
‫ناوية عليه وتوافقيني ساعتها بقول تم ‪ ،‬تبقين هنا بين جدراني اللي كانت‬
‫تتعذرتس !‬
‫‪ :‬وشهو يمه التجورين علي با ٔحكامتس وانتي تعرفين عزيزة ماتطيح إال‬
‫عند مواطيتس !‬
‫مرت دقا ٔيق وهي تقاوم إعصار‬
‫تركتها بدون رد تركتها تتراعد بمفردها ّ‬
‫يهدد أمانها القادم ومستقبلها ‪ ،‬تحفظ والدتها وتعرف أحكامها تدرك النص‬
‫المتروك التكملة لن ترضيها أبدا ً ‪ ،‬لن تشفي ( شفق ) ابنتها ابنة ‪ ١٩‬عام‬
‫عزيزة خالد ناجي ‪ ٣٥‬مطلقة‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫نوفل بعد مامرت سنوات عاد ليسترجع االٔلفة مابينه وبين عائلته ‪ ،‬بعد‬
‫ماسمع حديث والده المؤلم بحقه ‪ :‬صار بحسبة الضيف اللي يعتب أبوابنا‬
‫يذوق قهوتنا ويهز فنجاله‬
‫كان والزال يغيب باالٔشهر ليعود بآثار معاركه الواضحة معالمها‬
‫برسومات متوزعة على أجزاء وجهه وأطراف يديه‬
‫نوفل الغامض الثائر المريب الحازم االٔرض تهابه والنظرات تكسر دائما ً‬
‫في وجودم ‪ ،‬نوفل القريب البعيد ‪ ،‬الغريب بروحه والقريب بتفاعالته‬
‫القاسية العنيدة‬
‫ويقص أدق‬
‫ّ‬ ‫فتح باب مجلس والده وتربع بصمته المعتاد يفكر كثيرا ً يحلل‬
‫التفاعالت بدون صوت‬
‫‪ :‬نوفل يابوك قرب الدلة واقرب أنت !‬
‫نوفل يحفظ تفاعالت والده هذه كان والزال يستفتح مطالبه الثقيلة بعد‬
‫فنجان قهوة ‪ ،‬بعد فنجانه الثالث تحديدا ً ‪ ،‬تا ٔمل ولده لثواني وكا ٔنه يدرس‬
‫الكالم دراسة سريعة وكا ٔنه يربطه بمالمح ولده الحادة ‪ ،‬كان بنظراته هذه‬
‫يقتنص ممر عبور يعبر من خالله الٔبواب ولده العنيدة ‪..‬‬
‫هتف ‪ :‬العسرات يابوك كتوفك لها ‪ ،‬خابرك تشيل الثقال والمطالب عسيرة‬
‫لكن العرب تنهش وجيهنا وأنا مالي حيلة فيهم غير اسوي شيء يسكت‬
‫حلوقهم لكن يكسرنا !‬
‫عقد حاجبينه وهو يصغي لنبرة والده وكلماته وهو يحلل إرتباكه وتفاعالت‬
‫عينيه رد بنبرته الثقيلة ‪ :‬إن كان الطلب من صوب عايد اعفنا يبه والعرب‬
‫ان كان فيها حيل تنهش وجهه لحاله الخطية من صوبهم حنا ترفعنا عن‬
‫الردى من يوم خذى ضاري مقسومه !‬
‫شد والده على فنجانه ليطلق رصاصته بعشوا ٔيية المهم يتخلص منها ‪ :‬نبي‬
‫صاص أنت يابوك أي بنية من بنات الديرة‬ ‫نقص الشجرة من جذورها والق ّ‬
‫عرضها من عرضنا ولو العداوة نارها ثايرة !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:12 2022/1/8[ ,‬‬


‫بسهولة عرف مطلب والده ‪ ،‬كيف يجرؤ على طلب كهذا ! هذه الشجاعة‬
‫تنبش دفاترهم الدامية وتنكأ جراحها ! نطق برصانة وثبات ليصوب نظرته‬
‫إتجاه والده بعد ما اشتعلت حميته بدون مقدمات ٕالبنة عدوهم ‪ :‬تبيني آخذ‬
‫بنتهم هللا يكرمنا جميع ‪ ،‬تبيني امد لها بساط الرضا وافرشه ورد ؟ تبيني‬
‫اجيب منها وليد شرايك يبه نسميه ضاري سمي خاله والنعم وهللا ونعم‬
‫السمي !‬
‫صوته البارد الثقيل حرك جمرات الغضب واشتعل دخانها شد على الدلة‬
‫االحتراق‬
‫الساخنة با ٔطرافه السمراء بدون وعي ‪ ،‬تجعد جلد باطن كفه من ٕ‬
‫ومع ذلك لم يشعر مطلب والده غريب ‪ ،‬ثور البركان الخامد المدفون‬
‫بداخله من سنوات ‪ ،‬نهض وهو يقلب صدمته مع أفكاره المتداخلة ركل‬
‫الدلة وخرج من مجلسهم وخرج من البيت كله ‪ ،‬عبر الممر المظلم وبدون‬
‫شعور لف لشباكها المفتوح ركل الحصى بحدة وهو يعبر الطريق بدون‬
‫وجهه المهم ترك النزاع دوالده ديستوعب خطوته المجنونة ويتراجع عنها‬

‫نوفل بن زامل ‪ ٣٤‬سنة‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫صباح اليوم الثاني‬

‫القاهرة ‪..‬‬
‫يوم مشمس أيام الصيف وإن أوشكت على النهاية البد تفرض سطوتها‬
‫الحارة ‪..‬‬
‫عروب بعد مارمت حقيبتها في الممر الضيق بعد جولة طويلة بين ممرات‬
‫جامعتها التعيسة جولتها تنتهي بدوام مسا ٔيي طويل في المحل الطي يبعد‬
‫عن عمارتها مسافة شارع خلعت مالبسها الملتصقة بجسدها بتقرف عميق‬
‫‪ ،‬الجو اليطاق ووالدتها مستسرلة في التوصيات علقت بالفعل الٔن حذام‬
‫مستحوذة على الحوار بتسلط معتاد ‪ :‬يمه ياحبيبتي سمعت وفهمت عندي‬
‫مهلة شهر أغير شغلة ثانية غير عن الخبز اللي ابيعه وين تبين اروح وانا‬
‫ماعندي شهادة وقاعدة اصرف على نفسي بس لعيون هالشهادة ؟‬
‫حذام بزجرة ‪ :‬بس اقطعي التردين على صوتي وتاخذيني بالصياح ! انا قد‬
‫كلمتي شهر ياعروب شهر بس‬
‫عروب بمسايسة ال أكثر ‪ :‬حااااضر حاقة تانية ياست هانم ؟‬
‫حذام بقهر ‪ :‬سوس ياكل االٔفكار اللي متربعة بمختس ويريحنا منها‬
‫قهقهت عروب وانقطع الخط ‪ ،‬تنفست براحة هي تلوي لسان أمها السليط‬
‫بطرقها الخاصة والملتوية دائما ً ‪ ،‬دخلت واستحمت ‪ ،‬رفعت شعرها الكثيف‬
‫بربطة ارتدت نظارتها وخرجت لعملها المسا ٔيي في المخبز القريب من‬
‫بيتها المهم تا ٔمن معيشتها هنا ‪ ،‬بقي الكثير على انتهاء محطاتها الصعبة‬
‫هنا ‪ ،‬عملت أكثر من عمل وخاضت أكثر من تجربة ودراستها هنا كانت‬
‫بمشقة عالية لكن استمرت ‪ ،‬استنكرت التغيرات الجديدة وأبرزها الشخص‬
‫الذي يتوسط المحل ومستحل كرسيها ‪ ،‬وجهه المغلف بكمامه سوداء‬
‫وعينيه الناعسة تلتهم إقترابها ‪ ،‬خطواتها تراجعت من فعل نظراته هتفت‬
‫ال ‪ ،‬طلبك ايه ؟ اقدر اخدمك ؟‬‫ببشاشة معتادة ‪ :‬أهالً أه ٔ‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:13 2022/1/8[ ,‬‬


‫رفع الورقة البيضاء لتحاذي وجهها نقش عليها رده بدى لها حادا ً ‪ :‬أنا‬
‫أعمل هنا وطلبي الوحيد تبقين صامتة الٔن االٔصوات العالية تزعجني !‬
‫رفعت حاجبها بتلقا ٔيية من مطلبه الغريب وبعفوية قالت ‪ :‬بس المحل‬
‫ظفين ! أشارت با ٔصبعين بعفوية لتكمل ‪ :‬كيف أقنعت ست‬‫مايحتمل مو َ‬
‫نشوى تبقى هنا والمحل مو كبير أصالً‬
‫قاطع ثرثرتها وهو يرفع الورقة من جديد ‪:‬سياسة مصالح مارح تفهمينها‬
‫ولو سمحتي اعتبريني غير موجود إنتهى الكالم اللي بيننا‬
‫مواخده‬
‫لم تهتم لحدته كانت تريد اجابه لفضولها ‪ :‬انتهى انتهى بس ال ٔ‬
‫اقدر اعرف اسمك ؟ اسمك ايه ؟‬
‫سوالها وهو ينشغل بزبونة والصادم هنا انه كلن ملم بكل شيء ‪،‬‬
‫تجاهل ٔ‬
‫الجديد االٔشياء الغريبة تعايشت معها في غربتها الٔنها تجاهلت كل‬
‫االستفهامات المحاطة به تشاغلت كعادتها بدروسها هو من طرف كان‬ ‫ٕ‬
‫يجس تحركاتها‬
‫ّ‬
‫الغريب أن سكونها كان أعمق من توقعاته وتحليالت الورق بدى له‬
‫طاغي و ُمريب ‪ ،‬نبرة صوتها ضعيفة وبالكاد تُسمع ٕ‬
‫باالضافة لصوتها‬
‫الضعيف هالة الهدوء الواضحة على هي ٔيتها ‪ ،‬شكلها الخارجي اليوحي أبدا ً‬
‫ان خلف هذه القشور فتاة صاخبة قطع مسافات طويلة من أجل حل االٔلغاز‬
‫التي تدور حولها والشكوك التي تحوم على تحركاتها وبالرغم من‬
‫الن يواجه النقيض لكل شيء درسه‬ ‫دراسته لشخصيتها قبل يقترب إال أنه ا ٓ‬
‫االقتراب ‪..‬‬
‫وعاشه قبل يخوض هذه المغامرة وهذا ٕ‬
‫مرت ساعات الدوام وهي تشعر انها تحت مجهر ‪ ،‬تعرف االٔجواء كيف‬
‫تتعكر من حولها وهي تستعد للخروج بعفوية نطقت ‪ :‬ياهلل ياخوي بنسكر‬
‫ناوي تنام بالمحل وال وش قصتك ؟ بعدين انا مو مرتاحة لالٕقتحام الغريب‬
‫في حاجة متغيرة علي في احد مرسلك تراقبني ؟‬
‫حالة من الدهشة عصفت به اآلن لكنه يتقن اخفاء األجوبة كما يخفي نصف‬
‫وجهه اآلن هالتها نظراته الباردة يُستحال أن تقتنص منها ردة فعل كان‬
‫الذهول‬
‫منقسم لنصفين ذهول عظيم وعظيم جدا ً !‬
‫‪ :‬هذي بتقلب الطاولة ومن اليوم االٔول ؟‬
‫رد على الورقة البيضاء ‪ :‬تعليمات ست نشوى المحل انا اللي اقفله من‬
‫اليوم ورايح تقدرين تطلعين مع السالمة ‪..‬‬
‫هزت رأسها الٔن النوم تمكن منها والٔن موعد دوائها مر عليه وقت بسبب‬
‫إهمالها انسحبت طاقتها الٔكثر من سبب وأول االٔسباب بالطبع هو وغرابته‬
‫معا ً‬
‫خرجت لتتركه لتحليالته صادف في حياته الكثير من االٔشخاص أول ما‬
‫يلفت انتباههم كانت تلك التجاعيد اثر الحرق الواضح للعيان و اصابع يده‬
‫اليمين المنكمشة ‪ ،‬اآلثار وهي تغزو نصف وجهه االٔثر ممتد للجهه اليمنى‬
‫يقص أثر تا ٔثيره من مالمح التعجب التي تقف‬
‫ّ‬ ‫من جبهته أيضا ً ‪ ،‬كان‬
‫بالمنتصف بينه وبين اي شخص يواجهه ‪.‬‬
‫كتب ‪ :‬عروب اللي أعرفها بالورق صاخبة وصوتها مرتفع تحب العطور‬
‫المزعجة وتدخن سجا ٔير‬
‫روايات ريّانة‪]AM 12:14 2022/1/8[ ,‬‬
‫كتب ‪ :‬عروب اللي أعرفها بالورق صاخبة وصوتها مرتفع تحب العطور‬
‫المزعجة وتدخن سجا ٔير‬
‫هادي مثلها تماما ً‬
‫ٔ‬ ‫عروب اللي شفتها على أرض الواقع هادية وعطرها‬
‫ومادخنت لو نصف سيجارة لجل اقطع الشك باليقين ‪ ::‬أرسل رسالته‬
‫واسترخى على المقعد بنعاس ‪.‬‬

‫عروب خالد ناجي ‪ ٢٣‬سنة‬


‫‪.‬‬

‫الرياض بيت ابو هذال‬

‫مر الصيف الخامس هذال تعافى ظاهريا ً وكسوره الداخلية المضمورة‬


‫اليشاهدها أحد بسبب قوته ومتانته ‪ ،‬كل هذا الثبات س ّهل على عا ٔيلته إتخاذ‬
‫موقف آخر يشبه النسيان مر صيفهم الخامس مثل مامرت رتابة سنواتهم‬
‫بدون يمام وبدون التُفتح ملفات هروبها القصة ُمقفل عليها داخل درج متين‬
‫والسبب هذال وال غيره ‪..‬‬
‫زاوية الجدة وصايف المحبوبة‬
‫صباحيات بيت الجدة وصايف المفضلة لكل أفراد عا ٔيلتها بساطة توسطت‬
‫قصورهم الباذخة ‪ ،‬تركت الرفاهية الٔبنا ٔيها وأحفادها واختارت زاويتها‬
‫البسيطة بيتها المحبوب وجلستها ذات الطابع القديم المطرز بتاريخها‬
‫المفضل ماضيها وماضي أهلها‬

‫إذاعة القرآن الكريم بسطت طما ٔنينتها وتربعت وسط المكان المفضل‬
‫لجدتهم‪ ،‬في الجهة االٔخرى نهار يتوسد المركى ينام من بعد الفجر عينيها‬
‫ال تكاد تفارقه تعرف أسباب حزنه ‪ ،‬تنتظر الوقت المناسب فقط ‪ ،‬ضمت‬
‫حبة التمرة ودستها في فمها دخل هذال وهو يتعكز عصاه ينقر على‬
‫األرض خطواته بصعوبة تلك العكاز خرج بها من ذلك الحادث دموي‬
‫وبسببه أيضا ً غفت عينه سنة كاملة وبسببه خسر الكثير‬

‫اختلف إختالفا ً جذري‪ ،‬اختالف شاسع وواضح لكل شخص كان يعرفه ‪..‬‬
‫جلس بكل حب دا ٔيما ينتظر هذه اللحظة دا ٔيما ً يسابق أخوته عليها ‪ ،‬اشتهى‬
‫ان يشاكسها بحكم مزاجه المرتفع ‪:‬صبحتي بالخير رمى تصبيحته دون أن‬
‫يرفع عينه جهتها ولهذا السبب صدت بحمق دون رد لف وهو يضحك ‪:‬‬
‫الغالية شرهانة يوم أنها ماترد علي ؟‬
‫صدت جهة نهار بعد ماتحولت غفوته لعقدة حاجبين وتنهيدة وبتهكم‬
‫محبوب ‪ :‬ويسا ٔل بعد عن المنقود وهو مخالف المسلمين يومه مايسلم‬
‫يستمتع بتقريعها ونظراتها أكملت ‪ :‬ومايناظرنا مدري من غاصبه على‬
‫الجيه ليته ماتعنى‬
‫ضحك بصوت عال ‪ ،‬تا ٔفف نهار أكثر لم يهتم مستمتع بمزاج جدته ‪ :‬يمه‬
‫هالمرة وش مواصفاتها ؟‬
‫ّ‬ ‫يقولون لقيتي لي عروس منهي‬
‫تعرف لهجته المبطنة هو مستحيل يا ٔخذ موضوع زواجه على محمل الجد‬
‫من بعد موقف يمام وموقف نكرانها له وتخليها با ٔشد أوقاته أقفل هذا الباب‬
‫ومستحيل يفتحه ‪ ،‬دخل وضاح بشماغه المهمل على كتفه رماها على‬
‫المركى جهة نهار ومستحيل يفوت نظرات جدته المستنكرة لدخوله البارد‬
‫لم يسلم او يسا ٔلها عن حالها ‪ :‬هذا شفيه ليه نايم هنا ؟‬
‫جدته وصايف رفعت صوت الراديو بمعنى مبطن فهمه هذال وكتم‬
‫ضحكته‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:14 2022/1/8[ ,‬‬


‫هذال وكتم ضحكته اما وضاح مصر يستمتع قبل خروجه ‪ :‬سمعت اللي‬
‫سمعته وال متقصد تصد عن اخبار بيتهم وتنساهم ؟‬
‫هذال يعرف أساليبه وخشونة أحاديثه اليأبه بالظروف وال يراعي‬
‫الشخص المقابل جرحه الظاهر للسطح لن يغير طبع وضاح ‪ ،‬لذا نطق‬
‫بمجاراة ال أكثر ‪ :‬وش الخبر المهم اللي الزم أسمعه وقبل تقول بالخبر‬
‫اللي يقرقع ببطنك بعلمك أن كل شيء ببيتهم ماعاد يعني لي لكن خايف‬
‫يطق فيك عرق وانت كاتم هالسر بلهاتك‬
‫ضحك وضاح بهدوء ‪ ،‬الغريب أنه مراعي الٔخيم النائم نطق بمتعة‬
‫‪:‬جابت الشهادة ابشرك شهادة بلس زوج ياحليلها يوم عافتك أثرها ماطولت‬
‫لفت على ولد خالها القريب اولى مثل مايقولون‬
‫بدون إهتمام تجاهل الخبر ومد رجله المصابه بتعمد ناحية أخيه المسترسل‬
‫با ٔخبار يظن أنها من الممكن تجرحه أو تؤديه‬
‫دخلت أديم وهي مستعدة لدوامها لكن تمر على وصايف زوجة والدتها‬
‫هي بمثابة أم بعد ما تكفلت برعايتها من بعد وفاة والدتها ‪ :‬صباح الخير‬
‫يمه وصايف تا ٔخرت على الدوام تامرين على شيء ودك بشيء ؟‬
‫وصايف برحابة ‪ :‬هللا يرضى عليتس وزين انتس جيتي اتصبح بشيء حلو‬
‫عقب المر اللي جاني وشفته وسمعته‬
‫أديم بعدم اهتمام تعرف انها تقصد وضاح لكن اكملت وصايف ‪ :‬قويس‬
‫يمرر اخبار الحريم ناقصه يلف الطرحة ويتربع بينهم ‪ ،‬جايب أخبار البنية‬
‫قبل توصل أهلها هللا اكبر عليه‬
‫ميلت فمها وهي تحاول تمنع الضحكة الٔن وضاح وجهه احتقن ‪ ،‬يكره اسم‬
‫قيس او أي شخص يناديه بهذا االسم ‪ ،‬جدته أثقلت العيار بتهكمها الغير‬
‫محبب لينطق ‪ :‬عمتي الصغيرة ان كان ودك تحافظين على مزاجك‬
‫انسحبي من هنا الٔن هنا عدوى سلبية شايفة المكت ٔيب ذا أشار لنهار‬
‫والمتسدح الثاني المغدور به أشار لهذال وجدتي ام ريق حلو شايفة كل‬
‫المعطيات مايحتاج أكمل‬
‫غمزت له وهي تتقدم جهة نهار النائم جلست عند رأسه مررت اصابعها‬
‫بين طيات شعره الكثيف وهي تهمس له ‪ :‬نهار ابوي نهار‬
‫‪ :‬اسمعك ياعمه وش تبين ؟ تبين اوصلك ؟ اسمحي لي ماني بفايق خذي‬
‫راعي هروج الحريم كود يسترجل شوي‬
‫اخفت تا ٔففها وقالت ‪ :‬عندي سيارتي هللا يبقيها بس قلبي مايطاوعني اروح‬
‫وانت متضايق‬
‫فتح نصف عين ليبتسم إبتسامة مجاملة ‪ :‬ومن قال اني ضايق ياعمة ؟‬
‫همست بإذنه ‪ :‬اعرف خرابيط أمك وكيف تقدر تقلب لك مزاجك وتقهرك‬
‫بدون التتكلف او تبذل مجهود مدري وشلون انت مستحملها‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:15 2022/1/8[ ,‬‬


‫دفع كتفها بخفة وقال ‪ :‬هللا يصلحتس ياعمة ماتعرفين عن حكم خروج‬
‫المتعطرة ؟‬
‫رفعت حاجبها يراوغ قلب الحوار بأكمله ضدها ‪ ،‬تجاهلته وهي تضبط‬
‫طرحتها رفعت نفسها وخرجت أما هو مستحيل يسمح لنفسه بخروجها‬
‫وهي تحمل همه معها ليلحق بها ‪ :‬عمة أصبري بقول شيء‬
‫اقترب منها وقبل رأسها يكبرونها دائما ً بسبب مواقفها معهم ‪ :‬ماني ضايق‬
‫بس قلت أثبت لتس وتتا ٔكدين وقبل تطلعين مع هالباب نرد لقلبتس الحنين‬
‫شوي من أفضاله‬
‫هزت رأسها وهي لم تقتنع لكن تا ٔخرت على دوامها بعد ما اكتفت برد‬
‫لطيف ‪ :‬هللا يشرح صدرك ياحبيبي ويعوضك خير‬
‫تسمر بمكانه وهو يخفي تنهيداته ‪،‬مواقف أمه بدت تفضحه مواقفها الشنيعة‬
‫بدت تطفو وتخرج لزوايا هذا البيت والغلط هنا مضاعف ومحسوب‬
‫وش اقول لها ؟ أمي حامل من زواج مسيار وبدون علمي وش اقول ؟ زفر‬
‫زفرة حارة هاربا ً من هذا المكان وهو يطبق على أنفاسه ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫جيداء اللي بعدما ألغت كل االٔفكار المعكرة لحياتها ‪ ،‬تجلس ا ٓ‬
‫الن بالقرب‬
‫من طاولة المطبخ بعد ما حشت فمها بقطعة بيتزا كبيرة فتحت عينها من‬
‫طريقة دخول أمها واضطرابها ‪ :‬جويدة البسي عباتس ابروح أحمي‬
‫السيارة على ماتلبسين وتطلعين‬
‫‪ :‬وشهو يمه وين نروح وليه مستعجلة عالمتس صايلة خوفتيني !‬
‫حذام بغضب ‪ :‬اتركي الصحن اعتقيه اعتقيه روحي سوي اللي قلت لتس‬
‫بدون اس ٔيلة‬
‫ركضت جيداء لغرفتها لم يمهلها غضب والدتها أن تنزع قميص البيت‬
‫ارتدت عبائتها وخرجت على عجل وجه امها اليبشر بخير فتحت الباب‬
‫وقالت ‪ :‬يمه وين بنروح ؟‬
‫لفت حذام ببرود بعد ماخرجت بالسيارة من سور البيت ‪ :‬بنسوي تحليل‬
‫وبنرجع ماحنا بمطولين‬
‫بذهول ردت ‪ :‬وشهو يمه بتتزوجين ؟‬
‫حذام بمزاج سيء ‪ :‬ابلعي لسانتس لين نوصل عقب بتفهمين اص انا ماقلت‬
‫لتس بدون اس ٔيلة ؟‬

‫إنتهى ‪..‬‬
‫في شخصيات كثر ظهرت واالٔكشن جاااااي بالطريق ماتقدرون تتنفسون‬
‫سوال ‪ :‬عريس جويده من تتوقعونه؟؟‬
‫ٔ‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:29 2022/1/8[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫في المستشفى تشعر أنها داخل دوامة من الكوابيس بعد وجبة ثقيلة ‪،‬‬
‫أغرب موقف وأغرب شعور تعيشه ا ٓ‬
‫الن بك ّمها المرفوع ووالدتها تنتظر‬
‫باالستفهامات لكن والدتها بالمرصاد‬
‫عند رأسها بتحفز ‪ ،‬هي اآلن ملي ٔية ٕ‬
‫لكن إستفهاماتها وبنظرة فقط‬
‫خرجت ووالدتها لم تشفي فضولها اكتفت بالصمت الٔنهان تُجادل وتتعب‬
‫مزاجها ‪ :‬يمه على االٔقل اشبعي بطني دام منتي راضية تشبعين فضولي‬
‫ابي وجبة قبل نرجع البيت ‪..‬‬

‫جيداء خالد ناجي‪ ٢٦ .‬سنة ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫مجلس زامل‬

‫دايم هالمكان عامر يغص بالزاور من كل شبر في الديرة والديار الثانية ‪،‬‬
‫ابو نوفل الشيخ زامل عينه على ولده وبدون شعور إستخرج الدرة ونطقها‬
‫‪ :‬طولت يانوفل طولت وانت تشاور نفسك‬
‫سم نوفل نصف إبتسامة ‪ :‬وان قلت ان اللي تكلمنا فيه مات با ٔرضه‬
‫هنا تب ّ‬
‫من ليلته ؟‬
‫زامل بتصبر ‪ :‬بقول باقي فيه نفس وأنت أولى به‬
‫نوفل بتالعب بعد ماحضر مشهور ‪ :‬بقول مشهور أولى به ‪ ،‬يبه مشهور‬
‫خاطره ببنت عايد من سنين والصبح شافته عيني وهو يتبع خطاويها ‪،‬‬
‫العلم يبه خطاويه خطاوي عشقان والموضوع راجع لك أحكم واجزم فيه‬
‫مثل ماتبي !‬
‫االمكان يتمالك نفسه ويتمالك أعصابه ‪ ،‬سره بيد‬
‫مشهور وهو يحاول قدر ٕ‬
‫نوفل إن عارض أو رفع صوته ‪ ،‬صوته سيكلفه الكثير وإن صمت ؟‬
‫خسارته بالطبع أكبر !‬
‫زامل إنتقلت نظراته لمشهور ينتظر رد أو رأي صمت مشهور في هذه‬
‫اللحظة كان مريب !‬
‫زامل أكثر مايشغله وينويه هو أن يس ّكت أفواه الناس ويس ّكت المتصيدين‬
‫‪ ،‬وأكثر ما يهمه يغلق ل باب الثأر وتستقر أوضاعهم المتزعزعة من‬
‫سنوات !‬
‫نطق ببرود ‪ :‬مشهور دعيج جاسر وال أنت المهم نوحد هالديرة وتهدى‬
‫النفوس مشهور نتوكل على هللا ؟ نقول أن السكوت رضا ؟‬
‫نوفل وهو يكتم اآلن أخبث ضحكة حمل نفسه وخرج من مجلسهم الواسع‬
‫لكنه عاد لثواني رمى بسهام نظراته كانت تحمل معها غضب غامض‬
‫وحقد اشتعل بطريقة صادمة ناحية مشهور ! ‪ ،‬نيته وأفعاله والسوء الذي‬
‫دسه سرا ً كل خوافيه أصبحت ضده ‪ ،‬يستحق أن يدفع ثمن خبثه بالمقابل‬
‫ابنة عدوهم تستحق شخص مثل مشهور يظن أن وجودها معه أكبر انتقام‬
‫كاف ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫وهذا الشيء بالنسبة له‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بيت حذام ‪..‬‬

‫‪ :‬جيداء خلصي اللي بيدتس امي ثايرة ويمكن ترمينا من الدرايش‬


‫جيداء وهي تقلب الباميا ويدها الثانية تزم بها خصرها نطقت ببرود ‪:‬‬
‫وش شايفتني اسوي هذاني واقفة قدام القدر لي نص ساعة وال استوت‬
‫شيم تتفحص القدر ‪ :‬قلت لتس نقي الزينات الكبار ماتنفع تاخذ وقت على‬
‫ماتنطبخ‬
‫عزيزة من جهتها تقلب قدر المرقوق‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:36 2022/1/8[ ,‬‬


‫عزيزة من جهتها تقلب قدر المرقوق تفكر بتهديدات والدتها ‪ ،‬جيداء‬
‫اغتنمت وجود شيم تقدّمت لستار المطبخ تراقب الطريق ‪ :‬طولت يمام‬
‫ماقالت انها بتوصل قبل الليل ؟ هذا الليل جا وال وصلت‬
‫شيم ردت بمكانها ‪ :‬نامت بالفندق تدري ان أمي مجهزة حفلة تصدع من‬
‫وراها شهر‬
‫ضحكت جيداء وانقطعت ضحكتها بعد ماصرخت الٔن أمها رمتها بملعقة‬
‫من الخشب ‪ :‬كم مرة قلت بالليل التوقفون عند الدرايش ووين الشغل اللي‬
‫قلت لتس تخلصيه قبل يا ٔذن العشا وينه ماشوفه؟‬
‫اقتربت جيداء من القدر ورفعت الغطاء ‪ :‬شوفيه يمه ما استوى والقهوة‬
‫والشاهي على شادية بس شادية منخمدة بحجرتها من الظهر‬
‫سرعان ما تضائلت شراستها ‪ :‬التوعونها اتركوها‬
‫وبالرغم من المرارة التي سكنت مالمحها لوهلة إال أن صوتها الحاد‬
‫الثقيل لن يغيره شيء حضرت شفق وتولت مهمة القهوة‬
‫وبعد ما انتهت التجهيزات نزلت جيداء لالٔسفل وكالعادة تتذمر ‪ :‬انا مادري‬
‫ليه امي عندت إال وينحط المطبخ فوق هللا مكثر الغرف تحت ليه فوق‬
‫ماندري‬
‫لسوالها ‪ :‬شادية قبل شوي‬
‫شيم وهي تحمل صينية القهوة ردت بتجاهل ٔ‬
‫تبكي بكا يعور القلب‬
‫جيداء بحسرة ‪ :‬اخخ من أمي وتكاليف أمي تدرين ان هالحفلة قيمتها قيمة‬
‫جلسة من جلسات عالج شادي اللي تحلم فيها أمه ياقلبي قلب أمه ياحسرتي‬
‫عليها‬
‫شيم وهي ترص فناجين القهوة بالصينية ‪ :‬اصص التسمعتس أميمتي‬
‫زعلها شين وكايد ‪ ،‬أكيد ماهي مخليتها تدرين عاد بشدو أختنا رقيقة وأي‬
‫شيء يسيح دمعها ياقلبي قلبها‬

‫وبعد وصول يمام التي وصلت مخططاتها لوالدتها لتسبقها ‪ ،‬والٔن أمها‬
‫الن تقف عند الباب الكبير‬ ‫مستحيل تُغلَب طبخت كل شيء سرا ً هي ا ٓ‬
‫تعانق يمام العا ٔيدة من رحلة الدراسة بشهادة كبيرة وبقلب يحمل قصة‬
‫جديدة ! على يمينها عبدالملك بطل القصة يحمل نفس الشهادة متغير كليا ً ‪،‬‬
‫متغيرة أطرافه ومتغيرة جذوره ‪ ،‬نظراته اختلفت بعد ما كانت تتخبئ‬
‫االختباء ‪ ،‬يراقب المكان بإنتصار‬
‫خلف نظارة كبيرة ليحررها من ٕ‬
‫الن خلف كتف‬ ‫والوحيدة من تعرف سر هذه النظرات هي من تتخبئ ا ٓ‬
‫أختها ‪ ،‬جيداء صعقها منظر عبدالملك حقا ً !! لكن سرعان ماتحولت‬
‫دهشتها لبرود حقيقي الٔن أختها ظفرت بهذا الشاب الوسيم صاحب‬
‫الحضور ال ُمهيب ‪ ،‬لن تزاحم يمام جربت حظها لثالث مرات وكل‬
‫تجاربها إنتهت بفشل ذريع ‪..‬‬
‫حذام همست لعبدالملك بعد ما شدت كتفه بسرعة متوترة ‪ :‬هاه ياعبيد نفذت‬
‫اللي قلت لك عليه قبل توصل ؟‬
‫هز رأسه فقط ‪ ،‬عينه المعجبة ترقبها وهي تتمايل من حضن لحضن‬
‫وبسبب إنبهاره الدا ٔيم بحضور يمام مستحيل يعير أي إهتمام لألشياء التي‬
‫تدور من حوله وعلى رأسها جيداء التي تقف بالمنتصف تحلل وتفكك !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:37 2022/1/8[ ,‬‬


‫المجلس يزدحم بالوجوه وحذام تتوسطه مستولية على الحوار وفي كل‬
‫مرة تقفز نظراتها جهة عبدالملك المنشغل بيمام وضحكات يمام وتحركاتها‬
‫العفوية وسط المجلس ‪ ،‬روحها الحيوية بعد رحلة طويلة بالغت حقا ً في‬
‫استخراج فرحتها ‪ ،‬البنات بزيهم المحتشم المعتاد جالل وبرقع لكن يمام‬
‫كسرت قواعد البيت بشعرها المكشوف هذا االختالف لن تمرره أمها‬
‫بالطبع ‪ ،‬شعرت أن الوقت المناسب حان لتفجير خطتها رفعت صوتها‬
‫ونظراتها على عبدالملك‬
‫‪ :‬اسمح لي يا أخوي اتقدمك بالكالم !‬
‫االشارة هي تاخذ إعتباره بالكالم لكنها تتخطاه دوما ً‬
‫قبل أن يرد أويعطيها ٕ‬
‫‪:‬دامنا الليلة فرحانين أبي الفرحة تكون فرحتين ماهي فرحة وبس ‪ ،‬نايف‬
‫بن عايد تاجر وله اسمه ومكانته تقدم لعزيزة وعزيزة موافقة !‬
‫لفت عزيزة بحدة لوالدتها بعد ما انطلق لسانها بثرثرة لتعلن قراراتها‬
‫الكارثية‬
‫‪ :‬ملكتها عليه أن قالها هللا بعد اسبوعين‬
‫عبدالملك لم يحرك ساكن نطق وهو ثابت وواثق ‪ :‬وملكتي على يمام‬
‫بنفس اليوم ياعمة‬
‫ضحكت بسخرية وامه جانبا ً تشد شليلها من ٕ‬
‫االختناق (مقدمة ثوبها )‬
‫مستحيل تتطاول بالردود في حضرة زوجها ردت حذام ‪ :‬ايه يصير خير‬
‫ان شاء هللا ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫شادية ‪..‬‬

‫وجهها المتورم من بعد إنهيارات ليلة االٔمس عجزت عن ترميمه وكل‬


‫محاوالتها في تسكين إحمرار جفونها لم تؤتي نفعا ً ‪ ،‬كيس الثلج وهو بين‬
‫يديها اآلن لن يرمم إنكسار ليلة كاملة رمته على التسريحة ليحدث ضجة‬
‫أيقظت جيداء ‪:‬وجععع‬
‫لفت ناحية أختها لتنطق ‪ :‬اخخ ياجيداء ليت لي قلب مثل قلبتس كل أمور‬
‫الدنيا اللي تمر به تساهيل ‪،‬‬
‫لتكمل بحرقة ‪ :‬قلبتس ياجيداء أجودي يتغاضى ويجبر نفسه بنفسه بس قلبي‬
‫شال الضد كل أمور الدنيا اللي تمر به توجعه ‪..‬‬
‫رمقت شادي بكرسيه اليوم أكمل من عمره أربع سنوات‬
‫زفرتها الحارة وصلت جيداء بسريرها نطقت بخفوت ‪ :‬ليت لي قوة‬
‫ياشادية اكشف عن صدرتس واكب وسطه موية مثلجة‬
‫نفضت لحافها واقتربت من كرسي شادي ‪ :‬أجمل ولد بالدنيا اليوم كمل‬
‫اربع سنين بس لو يطالعني بعيونه‬
‫زفرت شادية من جديد بحرقة ‪ :‬باالٔول يطالع عيون أمه ويحس عليها ‪،‬‬
‫ايييه ياهلل جويدة تا ٔخرت كافي الجامعة اليوم طوفتها‬
‫اقتربت منها جيداء ‪ :‬بعيونتس عتب يوجع حيل وهللا لو هي بيديني‬
‫قاطعتها أختها ‪ :‬كلنا يدينا مربوطة كلنا العجز البسنا لبس ثوب الشجاعة‬
‫راح لشخص مايستحقه‬
‫إحتدت نظرات جيداء ‪ :‬عيب ياشادية ثوب الشجاعة هو اللي خانتس ‪ ،‬أمي‬
‫من يوم يومها وهي باسها قوي وكل شيء يليق فيها‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:39 2022/1/8[ ,‬‬


‫غطت وجهها بالنقاب الٔن البكاء اآلن يطرق أجفانها وبكاؤها اليسكن‬
‫بسهولة ‪ ،‬دفعت عربية شادي طفلها التوحدي الذي خرجت به من زواج‬
‫تعيس جدا ً ‪ ،‬فتاة بعمرها تتنقل اآلن بين ملذات الشباب وهي قضت‬
‫صباها تدفع ضرا ٔيب زواج فُرض عليها وتدفع بضعفها أجحار صلبة تقف‬ ‫ِ‬
‫بينها وبين السعادة ‪..‬‬
‫نزلت وتوسطت الصالة التي تجلس بها والدتها بعد دوامها الصباحي تستلذ‬
‫بقهوة مابعد العصرببقايا حلويات حفلة ليلة االٔمس‬
‫‪ :‬وعليكم السالم أنا بخير ياشادية وأنتي وش علومتس؟‬
‫زفرت شادية من نبرتها ‪ :‬السالم‬
‫خرجت بدون أي حرف زا ٔيد غضبها لم يشعرها بوجود تلك و التي قفزت‬
‫سوال وجوابه المنطقي‬
‫لتقف بطريقها ‪ :‬عتبانة وشرهانة ؟ لكن يمه عندي ٔ‬
‫أكيد تعرفينه حفلة أمس بقروش من ؟‬
‫رمقتها بعمق ‪ ،‬يا هللا !‬
‫حكرتها في زاوية مهينة خلعت ثوب االٔمومة لتستجوب ابنتها بطريقة‬
‫حر َكت الشوا ٔيب التب كانت أشد مرارة وملتصقة بجوفها ‪ّ ،‬‬
‫حركتها‬ ‫قاسية ّ‬
‫قاس جدا ً ‪ :‬قروشتس يمه !‬
‫بسوال جوابه صريح وواضح مغزاه كان ٍ‬ ‫ٔ‬
‫خرجت بعد ماأخدت منها والدتها الرد لتجاوب وتا ٔخذ بطريق جوابها‬
‫جواب إضافي كان النقطة لنهاية سطر المسا ٔلة ‪ ،‬خرجت للسيارة التي‬
‫طلبتها بمبلغها المتبقي وآخر مصروف تملكه ‪ ،‬المتبقي على مكافا ٔة‬
‫الجامعة الكثير وراتب الكافيه لن يصلها كامالً الٔنها الشهر الماضي‬
‫إقتطعته بسبب ظروف شادي الصحية ‪..‬‬
‫وصلت للكافيه لبست مريلة الشغل وعينها على صغيرها وهو يتنقل اآلن‬
‫بذهن بعيد وبنظرات عشوا ٔيية ‪ ،‬لم ينطق ماما بعد وبالرغم من ضياع‬
‫محاوالتها معه كانت تتعامل معه بطبيعة االٔمهات تحاوره وتتكلم معه بكل‬
‫عفوية‬
‫‪ :‬هذي ياماما غلط نمسكها وغلط نزعج الناس‬
‫زفرت وبداخلها شكر عظيم للمكان الذي تقبلها وتقبل طفلها لدرجة فرض‬
‫فيها وضعه بعض االٔمور واالٔغلب هنا اعتاد عليها ‪ ،‬مثل االٔضواء العالية‬
‫والموسيقى العالية وأشياء أخرى ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫شادية خالد ناجي ‪ ٢٢‬سنة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عروب‬
‫اليوم الثاني الذي يمر بغرابة مثل أول يوم دخل هذا الغريب لقا ٔيمة‬
‫تساوالتها وجوده يحفز فضولها ويثير إستفهامات غريبة‪ ،‬إنقطعت أسبوع‬ ‫ٔ‬
‫بسبب نوبة الصرع واليوم تعاود مهامها بنفس الحيوية وبنفس الهي ٔية‬
‫بشعرها المرفوع وبنظارتها الكبيرة وبلباسها الواسع كانت تغلب عليه‬
‫االٔلوان الداكنة ‪..‬‬
‫‪ :‬مساء الخير آسفة ماقدرت أوصل لك خبر اني ممكن اطول بإجازتي‬
‫الرد !‬
‫ابتلعت تا ٔففها وانشغلت بترتيب المحل وهو وعادته الجديدة التقاط أدق‬
‫تفاعالتها‬
‫فتح الرسا ٔيل وكتب ‪ :‬عروب اللي أعرفها بالورق مالبسها فاضحة وألوانها‬
‫جري ٔية ‪ ،‬عروب اللي أشوفها قدامي مالبسها واسعة وغامقة !‬
‫لفت له لتبتسم ببالهه رفعت نظارتها وهي تتفحصه …‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:45 2022/1/8[ ,‬‬


‫رفعت نظارتها وهي تتفحصه وهو مدقق فيها من وقت دخولها وبسرعة‬
‫نطقت ‪ :‬مشبه علي يا أخوي ؟ نظراتك صرت خايفا منها وبصراحة‬
‫ابتديت اشك بنفسي‬
‫ابتدت تساوره الشكوك ‪ :‬أنتي بنت مصرية ؟‬
‫غمزت وهي تضحك ‪ :‬دي خطة للتمويه اعترف ياخويه انت عايز مني ايه‬
‫؟‬
‫الحظت الخطوط الدقيقة وهي تتعانق بجانب عينه داللة الضحك لتضحك ‪:‬‬
‫شوف أنا متهمة بس متهمة بشي ماعرفه وللحين افكر يمكن خطفت طفل‬
‫رضيع أو دخلت مع عصابة مخدرات أو قتلت أمك أنت اختار واللي‬
‫يعجبك حاسبني عليه‬
‫فتح جواله وكتب ‪ :‬مو هينة !‬
‫رفعت كوب الحليب لفمها وهو عينه على رجفة أصابعها بسرعة رفعت‬
‫سواله ‪ :‬ليه ترجفين ؟‬
‫عينها للورقة الٔنها خمنت ٔ‬
‫مسحت طرف شفتها وردت ‪ :‬عيونك وهي تطالعني ونظراتك وهي‬
‫تراقبني مربكة واجد‬
‫رفع حاجبه تتسلى به يدرك ذلك من أول يوم ‪ :‬تبي نخش بالجد ؟ وأنا جاية‬
‫سويت شيء بس دام مو متكلم قلت افضفض لك‬
‫خبيث يدرك أنها تتالعب ال أكثر لذا عاد لمكانه ورتب أوراقه وهي‬
‫سواله بكل براعة ‪ ،‬مر يوم العمل بطبيعية تامة بإستثناء‬
‫اتقنت الهرب من ٔ‬
‫آخر ساعة‬
‫وصله التنبيه المربك له هويهرب منه طلب جماعته الغريب والصادم منذ‬
‫مدة ‪ :‬بتار نفذ التوصيات التطولها !‬
‫رد برسالة مثل عادته ‪ :‬ماقدر البنت يبي لها وقت تتطمن لتحركاتي بعدها‬
‫ننفذ المطلوب التضغطون علي أرجوكم‬
‫لف ليراها تميل بجسدها على باب المحل الشفاف مستسلمة للتعب بعد يوم‬
‫شاق ‪ ،‬خرجت من دروسها للمحل لم تستقطع وقتا ً للراحة‬
‫نظارتها سقطت ليميز بعض تقاسيمها المختفية خلفها ‪ ،‬دقة حاجبيها‬
‫وهاالتها الغامقة رفع عينه لشعرها الذي غلبه الشيب واستوطن كل جهاته‬
‫‪..‬‬
‫تورط !! لن يفتح فمه ويناديها وضعها مزري وفي أي لحظة يتوقع‬
‫سقوطها ‪ ،‬أنقذه آخر زبون بعد ماضرب الباب الزجاجي من باب المزاح‬
‫جرت نفس عميق تريد ٕافراغ غضبها الٔن‬ ‫وهي قفزت من الرعب وبعدها ّ‬
‫العابث كان حمادة الفقير الذي يتقصد المحل نهاية كل يوم وياخذ المتبقي‬
‫من مخبوزات المحل وبهدوء بدون التفتح فمها ناولته الكيس بلهجة ندم‬
‫خرجت بسبب عبوسها‬
‫قال ‪ :‬عرب‬
‫تاففت ‪ :‬التقول شيء حمادة خذ الكيس وروح عن وجهي المرة الثانية‬
‫بقرص اذنك ‪ ،‬سلم على ممتك‬
‫لفت للشخص الثاني ‪ :‬وأنت ماتبي قرصة اذن مثل حمادة ؟ من بكرة بكلم‬
‫ست نشوى تركب تلفزيون في المحل يمكن تبص لحاقة تانية غيري‬
‫رفع الورقة بوجهها ‪ :‬لسانك معووج اثبتي على لهجة واحدة‬
‫رفعت حاجبها ترك كل االٔشياء المهمة وركز على لهجتها رفع الورقة من‬
‫جديد ‪ :‬صوتك كذا طبيعي وال أنتي مريضة وصوتك تعبان ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:47 2022/1/8[ ,‬‬


‫تجاهلته وهي تلملم أوراق دروسها وأقالمها خلعت نظارتها الكبيرة وقالت‬
‫‪ :‬قلبي قارصني أنت تخطط على حاجة ؟ أنا عندي حدس قوي وحدسي‬
‫يخوف على فكرة‬
‫تجاهل حديثها الداخلي بعدما سمعه من قرب خرجت وهو خرج معها‬
‫هذي المرة بعد ماالحظ أنها مجهدة وتقاوم السقوط في أي لحظة ‪،‬‬
‫فتح جواله ‪ :‬فرصتك يابتار جاتك لين عندك خلصنا وخلص نفسك‬
‫تورط الٔنه نسي الدفتر الصغير بالمحل رفع جواله بوجهها بعد ماتا ٔكد من‬
‫إغالق التنبيهات‬
‫عازمك على قهوة نشربها بالرصيف عادي تقبلين ؟‬
‫قلبها مقبوض وجوده بجانبها ا ٓ‬
‫الن يجعلها تعيش شعور المغامرة لطالما‬
‫كانت تحلم به في طفولتها ‪ ،‬هزت رأسها يعني قبلت عرضه وهو مر‬
‫مقهى صغير طلب شاي !!‬
‫لتفضح ارتباكته كان للتو يغريها بالقهوة تحليالتها الصامتة واالٔصوات‬
‫التي تتضارب داخلها مزعجة للغاية ‪..‬‬
‫علم ؟؟؟؟‬
‫أرسل ‪ :‬شقتها رقم ‪ ١٠١‬أول ما أوصلها ترسلون البنت ُ‬
‫هي شربت دون أن تلتفت لحركاته المشبوهه !‬
‫مرت دقا ٔيق فقدت السيطرة على نفسها وهو بالنسبة له تحقق المطلوب ‪،‬‬
‫مفعول الدواء كان سريعا ً ‪ ،‬حملها وعبر بها الرصيف ليوصلها للسكن ‪،‬‬
‫بعثر جيوبها وحقيبتها فتح باب الشقة ومددها على االٔرض ‪ ،‬تا ٔملها وداخله‬
‫عدة أصوات ‪ ،‬الصوت الحاد الذي وصله وطرق قلبه طرقا ً مؤذيا ً هذه‬
‫عروب أخرى !! مرت دقا ٔيق لتصل الفتاة المرسلة لمهمة إكتشاف الشعار‬
‫ال ُمختَلَف عليه ممكن ‪ ،‬الشعار المطلول مرسوم أسفل خصرها ويقترب‬
‫من عظمة الحوض ‪ ،‬توصيات صامتة أرسلها للفتاة المساعدة على جوالها‬
‫‪ ،‬لف بجسمه بعد ما رفعت الفتاة تيشيرتها‬
‫‪ :‬سيدي مافي وال شعار مرسوم البنت جسمها نظيف مافي وال أثر بإستثناء‬
‫أثر قيصرية !‬
‫نطق بدون شعور ‪ :‬متزوجة !‬
‫االنسانة هذي بري ٔية هذي‬
‫هنا رفع جواله وبحدة ‪ :‬وش قاعد ترسم عليه ! ٕ‬
‫عروب ثانية ليه ماتتثبت من البداية ؟؟؟؟‬
‫ر ٔييسه من السماعة ‪ :‬االٔثر مايكفي ٕالثبات البراءة‬
‫إنتهى الحوار ‪ ،‬لف للفتاة ونطق ‪ :‬روحي أنا أكمل الباقي‬
‫ربت على خدها لتفتح عينها لتنطق بثقل ‪ :‬النوبة من جديد ! أقفلت عينها‬
‫واستسلمت للنوم مرة أخرى ‪ ،‬تا ٔلم ظنت انه مرضها هو من أسقطها بينما‬
‫هو من أسقطها عمدا ً تا ٔكد انها بري ٔية والمخطط بالكامل انقلب ضد جماعته‬
‫!‬
‫فتح الصورتين حاول بفشل أن يلتقط له ثغرة أو نصف دليل سحب نفسه‬
‫للخارج عاد للسكن وهو يحاول الجمع بين االٔضداد لكنه فشل مرة أخرى‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:48 2022/1/8[ ,‬‬


‫في زاوية داف ٔية من المقهى طاولة با ٔربع كراسي يقصدها شخصين طوال‬
‫أيام االٔسبوع ويزداد العدد بنهاية االٔسبوع ‪..‬‬
‫شادية تعرف من يدخل هنا شخص شخص ‪ ،‬تعرف طلباتهم وتحفظها عن‬
‫المارة بعد ما تجذبهم لوحة المقهى أو الغرباء‬
‫ّ‬ ‫ظهر قلب بإستثناء‬
‫سرور ووضاح ( قيس )‬
‫ثنا ٔيي التضاد ‪ ،‬ثنا ٔيي التناقضات‬
‫وأحيانا ً من التضاد تُصنع أبهى صورة‬
‫سرور وفي آخر ستة أشهر مر بوعكة غريبة سلبت منه طاقته ووزنه‬
‫سلبت أيضا ً ضحكته بالمقابل وضاح كان مزاجه مرتفع دا ٔيما ً والجدية‬
‫التمرع ٕاال في أندر الظروف ‪..‬‬
‫سرور وهو مستمتع بوجود وضاح الوحيد الذي يستخرجه من ضغوطات‬
‫مرضه المجهول ‪ :‬ولد ولد هد على حبات السكر مو خايف على عمرك‬
‫أنت ؟‬
‫وضاح بتسلية ‪ :‬ال مو خايف هللا من الهامة اللي بتفقدها االٔمة وليد وأجودي‬
‫وعلى باب ربه‬
‫ضحك سرور بتهكم ‪ :‬أجودي ؟ وأنت ابليس يخاف ويتعوذ منك‬
‫وضاح ( قيس ) شعر بقبضة صغيرة بعد القبضة الصغيرة إنسكب على‬
‫ثوبه سا ٔيل بارد جدا ً قفز ولف وتغيرت تعابيره الضاحكة لعبوس قاتم جدا ً‬
‫نزل جسمه للجسم الصغير وشد طرف اذنه ‪ :‬وين أمك ياورع ؟ قبل يومين‬
‫طبعت كيكة شوكلت على كم ثوبي اللي يشتري جدانك وال قلت شيء‬
‫طغى صوت سرور الواهن ‪ :‬وضااااح هد !‬
‫‪ :‬ماني مهدي والني بساكت الواحد يختار له مكان يروق فيه ويجيك بزر‬
‫ماينشاف يقلب الدنيا على راسك ليه ؟‬
‫إقتربت شادية وحملت شادي المذعور ‪ :‬حقك علينا بس أنت تدري بوضع‬
‫الصغير ومايخفاك عيب تسوي هالمسرحية قدام خلق هللا‬
‫رمش وعينه على دموعها التي تتساقط وهي تتظاهر بالشجاعة ‪ :‬عندك‬
‫‪ ١٠٠٠‬قيمة الثوب ؟ والف ثانية قيمة الثوب اللي قبل؟ وينها طلعيها !‬
‫االهانة ‪ ،‬لما تجتمع االٔشياء المهينة وتقف ضدها دا ٔيما ً ؟‬
‫إختنقت من جحم ٕ‬
‫لما تخنقها الظروف وهي ضعيفة حجة وضعيفة حيلة ‪ ،‬لسانها اليملك‬
‫حجة بينة الٔن الحق دائما ً معهم ‪،‬‬
‫دا ٔيما ً الحق لهم !‬
‫همست بعبرة بالكاد خرج صوتها ‪ :‬تبشر هات حسابك وهللا أن تجيك بس‬
‫الترفع صوتك عليه مرة ثانية وال تشد أذنه توعدني وتقول تم ؟‬
‫هنا نطق سرور الذي اختنق من إختناقها ‪ :‬تم وروحي التجادلينه وكل اللي‬
‫جاتس منه بوجهي‬
‫ضمت شادي وهي ترتعش والعبرة منعتها عن الرد على سرور ‪ ،‬سرور‬
‫رفع كوب القهوة ليرميه على الجهه األخرى والسليمة من ثوب وضاح ‪:‬‬
‫والحين ياقيس كم تبي تعويض ستة آالف وال مليون ؟‬
‫في منتصف االٔسبوع المقهى راكد ومن حضر الموقف عددهم قليل ‪ ،‬إبتسم‬
‫وضاح ببرود ‪ :‬كل شيء منك مقبول لين تقوم على حيلك ماينفع ادبغك‬
‫وانت مدبوغ من الدنيا وخالص ‪..‬‬

‫إنتهى دوامها ‪ ،‬شادي نام بعربيته ‪ ،‬للتو تستوعب أنها التملك قيمة السيارة‬
‫!!‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:48 2022/1/8[ ,‬‬


‫تقف اآلن بالقرب من عتبات المحل تحاول الوصول ألمها لكنها غفت‬
‫منذ ساعة لترد وأخيرا ً ‪ :‬نعم شادية وش تبين ؟‬
‫‪ :‬يمه خلص شغلي وماعندي سيارة توصلني للبيت‬
‫والدتها بقسوة معتادة ‪ :‬كم مرة قلت لتس هالشغل ماينفع لتس وال وراه‬
‫مصلحة الحين عرفتي الحين فهمتي ؟‬
‫أقفلت الخط في وجهها !‬
‫بكت بقلة حيلة ‪ ،‬فكرت بجيداء ‪ ،‬لكن جيداء مثل وضعها ‪..‬‬
‫جلست على الدرج ‪ ،‬ض ّمت وجهها بيديها وهي تبكي ‪ ،‬مرت اليوم بثالث‬
‫مواقف وكلها كانت عن إنهيار ليلة االٔمس ‪ ،‬تدبّل الكسر وتضاعف الوجع‬
‫‪..‬‬
‫توقف بكا ٔيها بسبب الظل الذي حجب عنها نور الطريق ‪ ،‬كان هذا الظل‬
‫ظل وضاح بعد ما مد لها ورقة صغيرة ‪ ،‬رفعت عينها المبللة جهة‬
‫نظراته القاسية الباردة التي تحمل تناقضات عجيبة جدا ً الٔن يده تراقصت‬
‫‪ ،‬االٔكيد تا ٔثير دموعها ‪ :‬هذا الحساب التخلفين الوعد !‬
‫هزت رأسها وهي تدس الورقة داخل غالف جوالها ‪ :‬أبشر دام العوض‬
‫راحة وليدي بسوي كل شيء لو أبيع نفسي‬
‫ارتد للخلف ورمش بعينه وبدون قصد سقطت نظراته على الصغير النا ٔيم‬
‫وبسرعة لف لطريقه ‪،‬توقفت خطواته بسبب صوت سرور المستفهم‬
‫شادية !‬
‫كسرت نظرتها الٔنها التمتلك أي حديث يشفي قهرها وقلبها اآلن يواجه‬
‫موجة ألم قاسية جدا ً الصمت أبلغ في مواجهتها ‪ ،‬إختارت تهرب عن‬
‫جوابه اختارت تستر عورة خدشها بإنكسار نظراتها تلك ‪ ،‬لكن لشخص‬
‫آخر غير سرور ‪ ،‬الٔنه انثنى وجلس على الدرجات بالقرب منها ‪ ،‬الرياح‬
‫المشحونة أرسلت معها بريد ( فزعته) تراقصت أوراق شهامته بين يدينه‬
‫‪ ،‬لفت على صوتها لتشاهده يدس الفين بحجرها ‪ :‬هذي هدية والهدايا عيب‬
‫تنرد وأن كان ودتس أوصلتس بطريقي تبشرين‬
‫الجميل الذي أثقلها به منعها ترفع عينها منعها انكسار ذاتها أن تشكره ‪..‬‬
‫نهض ومشى لسيارته ولوضاح ( قيس) الذي كان ينتظره يود الهرب وهذه‬
‫المواقف تجبره على الهروب‬
‫وقبل أن يفتح باب السيارة سمع صوتها المخدوش خرج للسطح وليتها لم‬
‫تفعل ‪..‬‬
‫جيداء التي أيقنت أن أختها اآلن في ورطة طلبت سيارة وخرجت لها‬
‫موذية جدا ً ‪:‬‬
‫رويتها لها ركضت لحضنها وانتحبت بصورة ٔ‬ ‫وشادية بمجرد ٔ‬
‫ليه ماقلتي لي ليه ما اتصلتي فيني ليه دايم تهربين الٔمي ؟‬
‫مسحت دموع أختها وحملت شادي من عربيته إنتهى الموقف وتحركت‬
‫السيارة لكن سرور يقف في مكانه ‪ ،‬خرج له وضاح وأخيرا ً جسده صار‬
‫رهن ليد سرور الغاضبة بعد مادفعه على السيارة ‪ :‬شفت بعينك شفت نفس‬
‫مكسورة ودمعة مقهورة ماتبدل شعورك ؟ ليه ياقيس تكسر شخص مكسور‬
‫ليه تقهره والدنيا تكفيه ؟‬
‫لسان وضاح ( قيس) تلعثم فعالً ‪ :‬فك وش جاك انهبلت ؟ دمع عينك ينزل‬
‫من موقف مايسوى ؟‬
‫ارتد بحدة الٔنه لم يشعر بدموعه من االٔساس ووضاح فضحها ‪ ،‬مسح‬
‫طرف عينه بصمت وتوجه للسيارة ‪ ،‬ترك وضاح في عرض الطريق الٔنه‬
‫غاضب منه وغاضب من نفسه ودمعه‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:49 2022/1/8[ ,‬‬


‫أما وضاح عاد للبيت بعد مانفض الموقف عن باله لم يغير شيء عاد لينام‬
‫بكل برود ومن المستحيل موقف مثل هذه المواقف تا ٔثر به أو تعنيه ‪..‬‬
‫وضاح شايع ‪ ٢٩‬سنة ‪..‬‬
‫سرور ضيدان ‪ ٢٧‬سنة ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫التذكرونه بالخير ‪ ،‬الترفعون كف الدعا ‪ ،‬ذكره الشين بيطال أهله ذكره‬


‫الشين بيبقى حي ‪ ،‬ضاقت على أهله الوسيعة ‪ ،‬أبوه تراكم عليه الدين‬
‫والناس كلو وجهه‬
‫فتحت عذبا عينيها الحادة على وسعها ‪ ،‬فتحتها بعد حلم طويل طرق‬
‫رأسها وأصوات أهل ديرتها لطالما الزمت لياليها من بعد موت ضاري أو‬
‫باالٔصح بعد قصاصه‪..‬‬
‫نفثت تعوذيتها ومسحت حبات العرق غفت عن الوتر والفجر اقترب وقته‬
‫خرجت من الغرفة البسيطة للحمام الخارجي ‪ ،‬توضأت للصالة وعادت‬
‫للغرفة بعد ما أطلقت تنهيدة عميقة وهي تشم سجا ٔير والدها ‪ ،‬فرشت‬
‫سجادتها لترفع اياديها بالدعاء بعد مافرغت من وترها خرجت لغرفته‬
‫بثوب الصالة‬
‫سوالها كان لالٕست ٔيذان ال أكثر دفعت الباب واقتربت من‬
‫‪ :‬واعي يابوي ؟ ٔ‬
‫فراشه‬
‫با ٔسى وهي تحاول تستعطفه ‪ :‬اللي بفراشه نايم واللي على سجادته يطلب‬
‫هللا وأنت من بد الناس معتكف بزاوية وتشرب السم بيدينك !‬
‫الرد‬
‫زفرت والدمع اآلن يطرق أجفانها ‪ :‬أبوي ‪ ،،‬بترت حديثها الٔن ال فا ٔيدة…‬
‫والدها يمعن النظر في ألوان الجدران التي يعلوها غبار السنين ‪ ،‬الجدار‬
‫لو بوسعه البكاء لبكى من نظراتها المترجية ‪ ،‬والدها يشبه أخوتها كثيرا ً‬
‫لقد انشق عنها بقلبه وجسده المهمل باق ‪ ،‬كل يوم يتركها لغيابه غربتها‬
‫بدت تكبر و الفجوة ما بينه وبينها توسعت خرجت وهي تهمس بدعاء بينها‬
‫وبين ربها خرجت تكمل دعوات السحر وكلها رجاء أن تعوذ الحياة لقلب‬
‫والدها ويحميها من أهل هذه الديار ومن حقدهم ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وضاح ‪..‬‬

‫نزل بعد مامحى آثار النوم الذي أفسدته دموع شادية‪ ،‬إنقطع نومه أكثر‬
‫من مرة وحاول أكثر من مرة يتصل بسرور وسرور يتجاهله ‪ ،‬الوقت قبل‬
‫الظهر تمدد على الكنبة وسط الصالة وغفى يحاول أن يعوض نومه‬
‫المتقطع ‪،‬‬
‫‪ :‬جدك سليمان من الصبح يتصل ويسا ٔل عنك ليه ماترد ؟‬
‫بصوت ناعس رد على أمه ‪ :‬يبي يدبسني بمشروع من مشاريعه‬
‫امه منيرة ‪ :‬هذا الزين وأنا أمك تكسب ثقته وتترزق من وراه شوف نهار‬
‫متدبس ببيت جدتك وصايف واالٔرزاق تهل عليه من كل صوب‬
‫بضيق رد ‪ :‬اذكري هللا عليه هللا يزيده نهار يتعب واللي يتعب مايخيب‬
‫ميلت فمها ‪ :‬هذا أنت ماترضى نمسه بكلمة لو نمدحه طرت فينا من قال‬
‫اني الحين متضايقة وانا اذكره واذكر خيره أبد وأنا أمك ماعده غير‬
‫واحدن منكم‬
‫تبسم ‪ :‬ايييه هذا الكالم يمه اخوي اللي فيه مكفيه تكفين قولي لوصايف‬
‫تقصر الشر وتقصر لسانها عنه‬
‫مدت له كوب الحليب ‪ :‬اختك تحب اخوها بس مزوحها ثقيلة انت تعرف‬
‫وصايف‬
‫ابتلع الحليب وهو غير مقتنع ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:01 2022/1/8[ ,‬‬


‫وصايف تهوى استفزازه وتثقل عليه كل حرف عمدا ً تحب ان تشاهد‬
‫مالمح قهره عن قرب !‬
‫دخل هذال وهنا حضرت المتعة بالنسبة‬
‫لوضاح ‪ :‬المغدور به يبدو سعيدا ً اليوم‬
‫مستحيل يضحك وبالرغم من ذلك ضحك بعد ماقال وضاح ‪ :‬يمه ليتك‬
‫جايبته بنت مالحقنا من وصايف غير النكد ماشفنا حنية البنات‬
‫أمه وهي تضحك ‪ :‬البركة با ٔديم وش تبي بحنية وصايف وصايف ماتحب‬
‫حتى نفسها‬
‫وبما أن وصايف سيدة الحديث واللحظة اقتحمت الصالة ببطنها المنتفخ‬
‫وببنياتها‬
‫رمت طرحتها بوجه أحمر محتقن من شدة حرارة الجو ‪ :‬يمه طابت‬
‫النفس واللي بيناقشني بحياتي مع سلمان بكسر قلبه وبطريقة شينة تعلقت‬
‫ابنتها برجلها لكن دفعتها وركضت لغرفتها القديمة قبل الزواج وسط‬
‫صمتهم ونظراتهم ‪ ،‬الجديد هذه النزاعات ما ٔلوفة بالنسبة الٔهلها‬
‫االنتاج ماشي حتى وهم با ٔعلى مراحل الخصام هلل‬
‫بوقاحة نطق وضاح ‪ٕ :‬‬
‫درهم‬
‫لم يضحك أحد‪ ،‬أمه حملت طفلتها الباكية وهذال تولى مهمة مراضاة‬
‫الطفلة الثانية ليخرج وضاح الٔن الجو المزعج اليناسب مزاجه خرج يلبي‬
‫طلب جده ‪ ،‬هذال صعد لغرفته وبطريقه كان يقلب أفكاره الجديده بعد‬
‫ماكان يطبخها على أقل من مهله حان وقتها بعد مانضجت وصارت‬
‫صالحة للخروج ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عذبا‬
‫تعطلت سيارتها اعتادت على أعطالها الدا ٔيمة و الشيء الذي اليمكن أن‬
‫تتعوده تجويع أهالي الحي مستحيل تتطاول يدها على أكلهم وإن دفعت‬
‫حقه البقالة البسيطة والمخبز البسيط حدودها محرمة عليها ‪ ،‬أيدي‬
‫المساعدة محرمة عليها من بعد قصاص ضاري ‪ ،،‬عادت الٔدراجها وهي‬
‫خالية من كل شيء حتى إضطرارها لن يغير شيء ‪ ،‬حتى إنكسارها لن‬
‫يبدل الماضي المتجدد ‪ ،‬النظرات هي هي والغضب والحقد نفسه نفسه ‪،‬‬
‫دفعت بابهم المتهالك عتبتهم البخيلة لم تستقبل الزوار من مدة شحت من‬
‫بعد موت ضاري ومن بعد تلك الخبايا التي خلفت الدمار داخل أسوار‬
‫بيتهم ‪ ،‬صار ضيق ومهجور ‪،‬‬
‫رفعت برقعها وهزت رأسها ‪ ،‬ضيق الحال تمادى بعد ماو ّجهت نظرة‬
‫إستنجاد لوالدها رفض وتمنع ‪ ،‬صد بعينه ويده تنفض رماد السجائر‬
‫يجلس على االٔرض يتربع وكا ٔن نعيم الدنيا بين يدينه ‪ ،‬تركض بمفردها‬
‫تواجه ألوان الذل دائما ً بوحدتها ‪ ،‬تعبث وترفع الصوت ‪ ،‬تصنع لها قوة‬
‫ويتهاوى كل شيء بمجرد ماتقفل الباب وتوجه اللوم ونظراته لوالدها لكن‬
‫هباء !‬
‫جلست بالقرب منه سلّكت لعبرتها وبعتاب جريح همست ‪ :‬تقفلت كل‬
‫االٔبواب بوجهي ضاقت علي الوسيعة يابوي ‪ ،،‬سلطان رفع يده بوجهي‬
‫ورفع صوته علي‬
‫يبه !‬
‫الرد !‬
‫‪ :‬يبه التصير أنت والدنيا وهم ضد قلبي تراني يوم اتقاوى اتقاوى لنفسي‬
‫أخاف تطيح عزومها وأخسرها‬
‫الرد‬
‫أطلقت زفيرها الحارق بوجه الجدار الصامت لوحت بكفها داللة العدم‪،‬‬
‫داللة الفراغ‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:02 2022/1/8[ ,‬‬


‫نفضت يدها الٔن جهة والدها بخيلة مثل عتبات بابهم ومثل حياتها البخيلة‬
‫ومثل حيلتها البخيلة بعد ضاري ‪..‬‬
‫رفعت طرف ثوبها بعد نهوضها ‪ ،‬لفت له بنظرة قد تكون آخر محاولة من‬
‫محاوالت الليلة ‪ ،‬الجوع أجبرها تشحذ قوتها وتواجه والدها بغيابه ومع‬
‫كل هذه المحاوالت العقيمة كانت نظرة والدها الباردة ويده التي تهز‬
‫اعقاب سيجارته داللة على العدم الذي عاشته قبل ثواني بل من مدة طويلة‬
‫شرعت نافذتها المطلة على‬‫‪ ،‬ركضت لغرفتها تداري ضياع محاوالتها ‪ّ ،‬‬
‫الممر الضيق الذي يفصل بينهم وبين بيت جيرانهم تحاول تلتقط أنفاس‬
‫تنقذ إختناقها وضيقها ‪ ،‬تضاعف إختناقها من منظر نافذة صيتة االٔسمنتي‬
‫‪ ،‬سدت شباكها في وجهها تدرك أن لو اضطرها ضيق الحال في ليالي‬
‫الوحدة من الممكن تناديها ‪ ،‬صيتة متمسكة بالغضب ومتمسكة بعالقة‬
‫االسمنتي كان عالمة فراق أبدية ‪..‬‬
‫قديمة لكن الغضب غلب وشعاره ٕ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫مصر ‪ ..‬عروب ‪:‬‬

‫‪ :‬كا ٔنه خايف ومتوتر ؟ عروب انشغلي بمعادالت دروسك واتركي‬


‫هاالٔطرم بحاله ‪ ..‬ايه هللا يذكرك بالخير ياملوكة كنا نناديك ياالٔطرم‬
‫وتضحك‬

‫اففف‬
‫رفع يده وضرب الطاولة من أثر زفرتها‬
‫حاول بتار يصد وينشغل عن نظراتها ‪ ،‬مصرة تعثر على جواب من‬
‫داخل عينيه كتم تا ٔففه بعد ما اقتربت وقالت ‪ :‬آخر شيء افتكره عزمتني‬
‫على كوب شاي بعدها وش صار ؟‬
‫صمته مستفز ‪ :‬أنت أصعب معادلة مرت علي عارف ياخوية؟‬
‫لن تستغرب صمته لدرجة بدت تتا ٔكد انه يراوغ وعنده قدرة على الكالم‬
‫لكن يخفي كل شيء ولسبب ما ‪ ،‬عجزت وهي تحلل معادالته الصعبة‬
‫السبوع راجعة لديرتي ثنتين من أخواتي‬ ‫وتفككها ‪ ،‬بعفوية نطقت ‪ :‬نهاية ا ٔ‬
‫بيتزوجون أنت تدري وين الغرابة ؟‬
‫صمتت الٔنها الحظت شرود نظراته ‪ :‬بدون غرابة واضح ياخوية انك‬
‫شايل هم او متورط بفكرة او موقف او ممكن تخطط على حاجة بس ماقلت‬
‫لي صار شي بعد كوب الشاي ؟‬
‫رفع الورقة بوجهها ‪ :‬جتك النوبة !‬
‫فجا ٔة شحب وجهها وضاع منها الكالم ‪ ،‬لفت جهة الباب الزجاجي تراقب‬
‫المارة القريبين من المحل وهو عاد لعادته تفكيك تفاعالتها ‪ ،‬اليوم شعرها‬
‫الذي تغلب عليه خصالت الشيب مسترخي ويتمايل بالقرب من أكتافها‬
‫وبداخله استفاهامات عن سر هذا البياض الٔنها لم تتجاوز ال‪ ٢٥‬سرعان‬
‫مانفض إستفاهماته وأرسل ‪ :‬نهاية االٔسبوع راجعين السعودية ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بيت حذام ‪..‬‬
‫هاه وصلت فساتينكم ؟ االٔيام سريعة وماجهزنا شيء‬
‫حذام وهي توزع نظراتها بين بناتها لترد‬
‫عزيزة ‪ :‬باقي فستان يمام واليوم بيوصل‬
‫‪:‬وصصصل وصصل‬
‫صوتها المنتعش وحضورها المشرق وهي ملتفة بفستان خطبتها تدور في‬
‫منتصف الصالة واالٔنظار صارت كلها على لون فرحتها وصوتها الطاغي‬
‫وفستانها الذي حضر وأخيرا ً لكن لم يروق لوالدتها‬
‫‪ :‬بنفسجي !!!‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:02 2022/1/8[ ,‬‬


‫قلت االٔلوان يوم انتس اخترتي هاللون اللي يقلب التسبد يمه‬
‫يمام بدالل ‪ :‬يمه وهللا يجنن واالٔلفين حالل فيه‬
‫لفت شادية بحدة وهي لم تخرج بعد من موقف المقهى وموقف الثياب‬
‫والسيارة !‬
‫حذام بنظرات سعيدة وجهتها إلبنتها ‪ :‬تستاهل فرحتنا فيتس ندفع الفين‬
‫ونزيد ماهي مشكلة‬
‫تركت الصالة ونظراتهم وهي تركض لغرفتها لتصرخ جيداء ‪ :‬يمه شادية‬
‫عتبانه ومقهورة ليه ما اخذتي بخاطرها الخاطر ينشرى بكلمة بحضن مو‬
‫شرط تدفعين فلوس‬
‫ملت أمها ‪ ،‬ملت من شادية وتذمرها وبكا ٔيها الدا ٔيم وضعفها ‪ :‬روحي خذي‬
‫بخاطرها دامه ماينشرى بفلوس انا مافيني حيل لشقى دموعها وموشحات‬
‫عتابها اللي ماتنتهي‬
‫يمام نطقت وأخيرا ً ‪ :‬وش السالفة ؟‬
‫امها ببرود ‪ :‬وال شيء انشغلي بالحفلة وانتي ياجويدة نقي لتس فستان‬
‫غامق يغطي الشحوم اللي مدري لوين بتوصل ؟ ابيتس تكشخين أكثر من‬
‫يمام وتغلبينها‬
‫شفق هادئة ومن مدة تصد لكنها اليوم فجرتها بعد ماقالت ‪ :‬بابا يبي يحدد‬
‫موعد العرس الٔن را ٔيد عنده سفرة قريب والزم ينهي أمور الزواج !‬
‫عزيزة التملك رد فقدت السيطرة على كل شيء حتى على سلطتها ابنتها‬
‫مخطوبة منذ سنة وانفصالها عن والدها لم يغير أي قرارات تتعلق بشأن‬
‫تبنتها واختياراتها‬
‫هنا ردت حذام ‪ :‬قولي له على مهله لين يخلص عرس امتس وشهو له‬
‫العجلة !‬
‫تعكر لون شفق وتحول لحمرة البكاء لتقفز مثل شادية لتختفي عن‬
‫نظراتهم عزيزة متسمرة بمكانها وقلبها يحترق الٔنها تعاني مثل شفق لكن‬
‫أحكام والدتها لن تخالفها مهما كان الثمن ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عذبا‬

‫اليوم الجو ساكن بعد موجة غبار االٔمس ‪ ،‬ثوبها االٔبيض مربوط على‬
‫خصرها ترش الماء على أطراف الحوش تحاول التسلية عن همها‬
‫المريب وكا ٔن الغبار والجو المعتم كله إنتقل الٔطراف قلبها ‪ ،‬رددت أذكار‬
‫الصباح وصلّت الضحى لكن انقباضات قلبها في ازدياد ‪ :‬ليتني أقدر أغسل‬
‫غبار هالقلب وأنفض ضيقته ‪،‬‬
‫تراقص قلبها من صوت الباب ‪ ،‬هذه الطرقات مخيفة عتبتهم توقفت عن‬
‫إستقبال الزوار من سنين طويلة ‪ ،‬هذه الزيارة بالنسبة لها مريبة جدا ً ‪،‬‬
‫قفزت لغرفتها وهي تفك عقدة ثوبها تا ٔكدت من حجابها قفزت ناحية الباب‬
‫وبريبة قالت ؛ من ؟‬
‫وصلها صوت ثقيل مخيف جدا ً راودها بالحلم قبل أيام ‪:‬‬
‫إنتهى‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:28 2022/1/8[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫تراقص قلبها من صوت الباب ‪ ،‬هذه الطرقات مخيفة ‪ ،‬عتبتهم توقفت عن‬
‫إستقبال الزوار من سنين طويلة ‪ ،‬هذه الزيارة بالنسبة لها ُمريبة جدا ً قفزت‬
‫لغرفتها وهي تفك عقدة ثوبها ‪ ،‬تا ٔكدت من حجابها قفزت ناحية الباب‬
‫وبريبة قالت ؛ من ؟‬
‫وصلها صوت ثقيل مخيف جدا ً راودها بالحلم قبل أيام ‪ :‬الشيخ زامل‬
‫وعياله !!‬
‫ضربت صدرها من الذعر لتهمس ‪ :‬ويلتس ياعذبا وش يجيبهم لمنا ؟ وش‬
‫صار وش ذكرهم فينا‬
‫شجاعتها مهمة بلحظة مثل هذه ال يمكن تخونها فتحت الباب بثقة ‪ :‬حق‬
‫الجيرة ماينحسب دام الشيخ زامل بنفسه نساه من سنين ولين اليوم وش‬
‫اللي ذكرك فينا ياشيخ الديرة ؟‬
‫نوفل يعد للعشرة بداخله الٔن والده يتقدمهم ومستحيل يتخطاه ‪ ،‬بوادر‬
‫الزيجة تبشر بخير هذه قطرة الغيث وبدايته !‬
‫وين أبوتس يابنت ! حكينا مع الرياجيل وكل مستورة تعرف هرجها وتث ّمنه‬
‫‪ ،‬اقضبي لسانتس وعلمي أبوتس بضيفانه ‪ ،‬لم ينفع حزم زامل ردت بقوة‬
‫وثبات ‪:‬ماتنعد ضيف هالبيت ماينعد بيت مهجور من سنين ‪ ،‬أنت وعيالك‬
‫واقفين هنا على أطالل قديمة ماتودي وال تجيب !‬
‫‪ :‬اقصري هروجتس يابنت !‬
‫تراجعت للخلف من نبرة نوفل لكن مستحيل غضبها يتراجع ‪ :‬أنت اللي‬
‫تقصر الهرج مالكم فينا وال لنا فيكم ‪ ،‬أنا مخففة عيار كلماتي حشمة‬
‫لشيبات الشيخ ومكانته لكن اللي بالصدور أعظم وقادرين نخبيه لشيء‬
‫بنفوسنا‬
‫االنفجار‬
‫زامل مستمتع بهذه الشجاعة لكن نوفل على النقيض بينه وبين ٕ‬
‫شعره مستحيل يتخطى والده اليمكن يتخطاه همس له ‪ :‬يبه تراني ساكت‬
‫حشمة لوقفتك تكفى تراجع خطوتين لجل احسم القصة وأقص راسها‬
‫رد زامل كانت يده التي امتدت لكتف نوفل بمعنى انتهى ‪ ،‬حضر عايد‬
‫بمنظره الرث وبيده سيجارته نطق ‪ :‬من اللي جا ياعذبا ؟‬
‫منظر والدها وصورته الرثة وشخصيته التي تالشت من سنوات طويلة‬
‫حضوره الركيك كسر شجاعتها الخزي من حضوره الواهن اسكت‬
‫غضبها واضعفها و بسبب هذا الحضور تراجعت صورتها القاسية‬
‫وتوارت عن األنظار خلف عمود قديم ‪ ،‬ابتسم نوفل بتشفي وهنا استطاع‬
‫زامل أن يتحكم بالزيارة ليا ٔخذ وعد من والدها ليستغل كل شيء لصالحهم‬
‫هم ‪ ،‬غادر هو وابنائه أنتهت زيارتهم وعذبا في غرفتها تتلوى ببكاء‬
‫صامت من حالها وحال والدها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫الليلة المنتظرة ل َحذام ولمخططاتها والليلة المخيفة التي تهرب منها عزيزة‬
‫" ملكة نايف وعزيزة "‬

‫نايف بن عايد ذو الصيت والمكانة العالية يكبر عزيزة بسنتين‬


‫عزيزة تزوجت وأنجبت بعمر مبكر جدا ً ونايف لم يسبق له الزواج الٔسباب‬
‫مجهولة بالنسبة لهم !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:29 2022/1/8[ ,‬‬


‫ملتفه بفستان من درجات السكري و مسكة الورد كانت المنقذ لنفضة يديها‬
‫‪ ،‬تضمها وبحدة لم تعي بها ‪ ،‬أعصابها مشدودة من بكاء شفق المستمر‬
‫وغضبها منها لهذه اللحظة ‪ ،‬وبالرغم من وجود شفق بجانبها لكن عدم‬
‫الرضا طغى ومالمح الضيق كانت واضحة على صغيرتها مهما أخفتها ‪،‬‬
‫التملك حل عناد أمها الحل له إال الرضوخ ‪..‬‬
‫الليلة براس حذام ألف خطة وخطة عين على جيداء والعين األخرى على‬
‫عزيزة !‬
‫حضر المملك وعبدالملك متحفز بفضول لزينتها النها ٔيية ‪ ،‬تشبع من النظر‬
‫لشكلها العادي بدون زينة ‪ ،‬شعور قلبه مختلف جدا ً ! والده على يمينه‬
‫ونايف في الجهه المقابلة ينتظر دوره وقسمته من هذه الليلة السعيدة ‪..‬‬
‫وبطلب من ام عزيزة تم توثيق زواج نايف وعزيزة خرج نايف من‬
‫المجلس الخارجي وسع خطواته لعروسه بالداخل ‪ ،‬وبعد ما فرغ المكان‬
‫منه دخل شخص غريب وغير متوقع من البوابة الواسعة‬
‫أرتفعت االٔصوات من الذهول ومن االسم الذي تردد بنفس اللحظة‬
‫وبصوت واحد‬

‫هذال !!!!‬
‫حذام بصوت واثق وهي عند باب المجلس‬
‫‪ :‬حياك هللا ! جيت بالوقت المناسب مافاتك شيء !‬
‫مرر نظرات السخرية على مالمح عبدالملك التي تحولت لعبوس بعد‬
‫ماتجاوز صدمته بحضور هذا الشخص الغير مرغوب به وبهذا الوقت‬
‫تحديدا ً !‬
‫ام عزيزة وهي تكمل مخططها الثاني ببرود الثقلين وفي المكان اللي‬
‫يضم ندّين كان يقف هذال وبقربه عبدالملك وحذام توزع نظراتها بينهم !‬
‫نسمات صيفية نثرت جو مشحون داخل أكثر من قلب ‪ ،‬ا ٓ‬
‫الن رياح ناعمة‬
‫تلعب أوتارها على جهتين والثالثة بالمنتصف جلست على كرسي من‬
‫كراسي الحديقة تراقب بمتعة عالية ‪..‬‬
‫االحتفال‬
‫قبل أن يتحدد مصير عبدالملك مع يمام وقبل تنتهي مراسم ٕ‬
‫الغامض ‪ ،‬إنتثر عطرها في ساحة الصمت ليحتمي الموقف الصاخب‬
‫بحضورها وبحضور فستانها البنفسجي ‪..‬‬
‫إشتعلت النظرات من قدومها وبكامل زينتها !‬
‫ثارت يمام من الليلة التي قلبت بغضون ثواني لم تحسب لها حساب !!‬
‫خمس سنوات فاصلة‬
‫وهروب فاصل‬
‫وورقة طالق تشهد على إنفصال أبدي !!‬
‫لمت حضر ؟‬
‫با ٔي حق عاد ؟‬
‫أخذ منها كل شيء وهي بالمقابل إستردت حقها ومضاعف وبالرغم من‬
‫مرور السنوات يعود إليها بنفس العنفوان والغرور والغطرسة الطاغية‬
‫على مالمحه وثيابه ‪ ،‬عاد وبحجة بينة عالماتها واضحة جدا ً من وقوفه‬
‫الحازم‪ ،‬إستحوذ على المكان والسبب طغيان نظراته‪ ،‬هذال القديم لم‬
‫يختلف فيه شيء مازال يمتلك زمام األمور و أي ساحة يدخلها يمتلكها هو‬
‫!‬
‫لمعت عينها والعتاب المخفي تسيّد على المكان والزمان ‪ ،‬تعانقت رموشها‬
‫وهي تضمر بكاؤها خوفا ً من هذه اللحظة لن تسلّم نفسها للبكاء لن تضيع‬
‫هيبة الصمت بعد ما قررت تهرب لضفته وتنجو بنفسها ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:30 2022/1/8[ ,‬‬


‫نطق هو والجديد يظن أنه يحق له مااليحق لغيره وهذال قبل خمس‬
‫الن ليحكم اللحظات ويديرها بمفاتيحه والكل يخضع‬‫سنوات عاد ا ٓ‬
‫ٕالستحواذه !! نطق ‪ :‬بحق ياحذامي بنتك تلبس الزين وتتعطر وهي‬
‫ماتدري عن الخافي وعن بقايا سنين تظنها راحت !‬
‫بسرعة وجهت انتباهتها الٔمها ولعبدالملك ‪ ،‬تحاول تقرأ أي حرف يقنعها‬
‫أن هذه اللحظة مجرد خياالت ‪ ،‬هذال غاب عن بالها ومن سنوات محته‬
‫من تفكيرها تخلصت من كل شييء يتعلق بوجوده معها حتى ذكرياته ‪ ،‬لما‬
‫غابت ذكرياته ليحضر هو ؟‬
‫نطقت والموقف أجبرها ‪ :‬وش اللي قاعد يصير ؟ وش هالطبخة اللي كانت‬
‫تنطبخ بالسر وش اللي قاعد يصير يمه ؟‬
‫جاوب هذال ببساطة ‪ :‬نفسك الدنية ماتغيرت من سنين هي هي !! وشلون‬
‫تقدمين على هالخطوة وأنتي بذمة رجالن ثاني ؟؟؟‬
‫قطعت حذام بصوتها حدة الموقف ‪ :‬ومن قال أنها أقدمت ‪ ،‬هالخطوة‬
‫الٔختها جيداء عروس الليلة ويمام مثل العادة تحب تتميز عن الكل وبالغت‬
‫بفرحتها ‪..‬‬
‫االنفجار يحاول يسايس ويلملم اللحظات بعد ما‬
‫عبدالملك وهو على وشك ٕ‬
‫فلتت منه ‪ :‬بس أنا خاطب يمام ياعمة وماتجوز خطبة على خطبة واليجوز‬
‫الجمع بين أختين !‬
‫‪ :‬ومن قال لك تخطب مرة وأنت تدري أنها على ذمة رجال ثاني !‬
‫صرخت يمام ‪ :‬يمه هذال طلقني بالثالث ماهي طلقة واحدة !‬
‫حذام وهي ترفع رجل على رجل و ببرود الذع قهر الكل ‪ :‬وش يثبت لتس‬
‫انتس تطلقتي ؟‬
‫يمام برجفة ‪ :‬ورقتي اللي ارسلتيها قبل مدة‬
‫قهقهت حذام ‪ :‬ياحليلتس يايمه يوم انتس درستي وتعلمتي ماعرفتي تفرقين‬
‫بين االٔصل والمزور ؟‬
‫هذال استغل صدمتها اقترب بخطواته من باب المدخل ‪ ،‬يعرف بيتهم‬
‫يحفظه مثل اسمه ‪ ،‬اقترب من الدوالب وخطف له عبائه ليقترب بنفس‬
‫الثقة من يمام جذب يدها وهي مثل المغيب عن الحياة فقدت كل حواسها !‬
‫عبدالملك في موقف اليحسد عليه طوال السنين التي تقرب ونها وحاول‬
‫يخطب ود قلبها ونجح كانت مرتبطة بشخص آخر ‪ ،‬مسح جبينه بقهر‬
‫وبدون أي اضافة أخرى عاد للمجلس الواسع ليدرك أنه مخطط محبوك ‪،‬‬
‫الٔن جيداء مجهزة للزواج مثل ماجهز نفسه ‪ ،‬وبإستسالم غريب وقع على‬
‫االنسانة التي سحقت مشاعره سابقا ً وتركته يحسب‬‫مصيره القادم مع ٕ‬
‫حساب خطواته ‪ ،‬بعد موقفها معه خرج منه شخص يخاف الرفض ويخاف‬
‫من صياغة االٔعذار ويخاف يظهر شعوره ‪ ،‬وبسبب الهذيان الذي يعيشه‬
‫واالستسالم الذي بسببه أقدم على هذه الخطوة وهو‬
‫في الوقت الحالي ٕ‬
‫يتجاوز كل الحسابات التي أقفلها منذ خمس سنوات ‪،‬‬
‫إقتحمت جيداء الحديقة بعد ماودعهم المملك وهي تتوشح عنه بغطاء ثقيل‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:31 2022/1/8[ ,‬‬


‫كان قريبا ً إليها واختارت تصد عنه صار اليوم زوجا ً ألختها ‪ ،‬المسافة‬
‫توسعت اختلف كل شيء اآلن وكل االٔفكار التي كانت ترتبها بمخيلتها‬
‫بعثرتها فكرة واحدة !‬
‫‪ :‬جويدة لمي ثيابتس وروحي بيت رجلتس‬
‫أي ثياب وأي رجل وأي موقف ا ٓ‬
‫الن وكل شيء صار بهذه اللحظة جنوني‬
‫وال منطقي ‪،‬‬
‫نظراته الصامتة من الممكن أن تردي با ٔي شخص للموت عداها ‪ ،‬وجهت‬
‫إستفهاماتها له بكل جرأة وهي تقول ‪ :‬عبدالملك وش صار ؟‬
‫فجا ٔة صمتت واستوعبت كل شيء ‪ ،‬جيداء ساذجة ساذجة بطريقة التُغتفر‬
‫هي بنفسها بصمت على هذا الزواج !‬
‫همست لذاتها ‪ :‬لحظة جيداء فوقي ! انتي وافقتي تحطين نفسك بهالموقف‬
‫والحين ترفضين الفكرة وتقولين عنها مجنونة !‬
‫نطقت بكل برود ‪ :‬امي اقنعتني واقتنعت!‬
‫اي عقل يتسع ويستوعب هذا الهذيان كيف تهور وربط نفسه بهذه‬
‫المجنونة !‬

‫عديمة رأي متناقضة سليطة لسان وقبيحة شكل !‬

‫رمقها بنفس النظرات المحرقة بدون أي كلمة وهي إستدارت للبيت ‪،‬‬
‫وصلت لمنتصف الصالة وركضت با ٔقوى سرعة تمتلكها ‪ ،‬اقتحمت غرفتها‬
‫مع شادية وهي تعض أصابعها من القهر ‪ :‬أمي ماتوقف لين تموتنا كلنا‬
‫من القهر شادية قومي شوفي مصيبتي تهون مصايبتس كلها ‪..‬‬
‫نهضت شادية بوجهها المتورم وارتمت أختها بحضنها بدون بكاء ‪ :‬جويدة‬
‫قطعتي بجامتي عالمتس وش اللي قهر قلبتس هالكثر ؟‬
‫جيداء وهي تمسح دموعها وتبتسم ببالهه بعد نوبة البكاء القصيرة ‪ :‬الليلة‬
‫عرس يمام وعبدالملك لكن بقدرة قادر صار عرسي وعرس عبدالملك !‬
‫شادية صرخت ‪ :‬وشهوووو !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫في السيارة التي يسكنها الصمت ‪ ،‬في الجو الهادئ وفي الطريق‬
‫المختصر الذي يفصل بين خمس سنوات وحياة جديدة ‪ ،‬كان بالنسبة‬
‫لهذال أشبه طيف بُتر ببدايته وبالنسبة ليمام ماكان إال كابوس مريع‬
‫مازالت تقاسيه‪ ،‬الٔن أنفاسها تهدجت ويدها امتدت للفراغ وهي تحاول‬
‫تنفض هذا الكابوس لكنها فشلت‪ ،‬صرختها التي إعتلت لم تكن نهاية حلم‬
‫مولمة جدا ً ‪ ،‬لفت لوجهه البارد والشيء الذي‬‫كانت بداية للحظة إستيعاب ٔ‬
‫حصل كان بالنسبة له إستفتاحية لمتعته الموعود بها هذه أول بركات‬
‫الطريق ‪ ،‬إختناقها متنفس له ‪ ،‬رمشها المبلول بمثابة غصن أرواه الهطل‬
‫ليتمايل فرحة ‪ ،‬رجفة كفها اشبه بايقاع الٔغنية يحبها هو ‪ ،‬بعد ما اكتفى‬
‫وأخذ حصته من حساباته المفتوحة وما حصل مجرد بداية فقط ‪ ،‬توقف‬
‫جانب الطريق وبصمت مد يده فتح الباب ليدفعها بكل قوته لتسقط على‬
‫االرض ‪ ،‬تركها وتحرك وعلى ثغره أخبث إبتسامة وهو يتنفس براحة‬
‫عظيمة ‪ ،‬حرك سيارته لطريق بيتهم ويمام ملقاه على قارعة الطريق‬
‫المختصر الذي يفصل بين خمس سنوات وبين الال حياة !‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:31 2022/1/8[ ,‬‬


‫عزيزة في طريقها الطويل لحياتها الجديدة بجانب عريسها الغريب لم يبدي‬
‫أي ردة فعل ‪ ،‬صوته مازال مجهول بالنسبة لها ‪..‬‬
‫عارضه المهذب متوزع الشيب على أطرافه ‪ ،‬تحركاته مثقلة بالرزانة‬
‫وعطره خنق أنفاسها ‪ ،‬يميل للنحافة ووسيم بشكل صارخ ‪ ،‬هي تثق‬
‫ومسووليات البيت‬
‫ٔ‬ ‫بجمالها لكن تراودها أفكار غريبة ‪ ،‬جربت الزواج‬
‫واالنجاب والتربية بينما هو مقبل على شيء جديد بالنسبة له ‪ ،‬شكله‬
‫ٕ‬
‫الخارجي شكل إنسان لم يتذوق وعثاء الحياة ‪ ،‬جوالها يرن بشكل متواصل‬
‫‪ ،‬تجاهلت صوته حاولت تشغل نفسها بالسيارة وتفاصيلها الباذخة ‪ ،‬الشيء‬
‫ّ‬
‫أثبت يقينها هالة الثراء الواضحة التي تحاوط المكان بعد ما توسطته‬ ‫الذي‬
‫السيارة ‪ ،‬قصر فسيح وبنيان شاسعة وحديقة أشبه بالخيال وأخيرا ً نطق ‪،‬‬
‫تزلزل قلبها من نبرته وكا ٔنه يزن كل حرف قبل نطقه ‪ :‬هذي مبانينا وهذي‬
‫الجهه كلها بإسم أختي خزاري ام هالل وهالل ولدها‬
‫لفت للجهه األخرى نفس الفخامة لتعتليها نفس الرهبة وهي تتا ٔمل البيت‬
‫اآلخر ‪ ،‬مد يده وهي ترددت وبحدتها المعتادة ظهرت بكل عفوية ‪ :‬أنا‬
‫ماقدر ابتدي معك أي خطوة وانت مجهول بالنسبة لي قبل امد يدي وقبل‬
‫نفتح أي صفحة تجمعنا حنا االثنين الزم اعرفك وتعرفني‬
‫وصلته بعض االٔخبار عن أبرز صفاتها وكان على رأسها أنها صعبة‬
‫العشرة ومتسلطة من الطراز االٔول أو باالٔصح حديثها ماكان إال مقدمة‬
‫رفض مغلفة ٕالقترابه ‪ ،‬بنبرتها صنعت حاجز صلب مستحيل يتجاوزه ‪،‬‬
‫بحكم أنه با ٔول مراحله معها بترت فضوله اختصرت طريق التعارف على‬
‫االنسانة بترت فضوله نحوها لطالما صام عن الزواج في أول‬ ‫هذه ٕ‬
‫الصبا ليتعثر في أول خطواته بعد ما ارتبط فيها قبل ان يستشير‬ ‫سنوات ِ‬
‫سنواته المركونة بدون أي مشاعر الٔي أنثى على وجه االٔرض ‪ ،‬عزيزة‬
‫االختصارات الٔنه تشبع من الطرق الطويلة قرر‬ ‫صعبة وعزيزة وهو يحب ٕ‬
‫يختصر الليلة ويرضخ لسلطتها بإرادته هو نطق ‪:‬اللي تبينه عزيزة وحياك‬
‫البيت من الليلة اعتبريه بيتك ‪..‬‬
‫ضرب الباب الكبير وخرج تركها وسط ساحة عريضة ‪ :‬هذا راح‬
‫وتركني صدق !‬
‫نبذة قصيرة وتصوير عن ذهولها الحالي وهي تدور لتشعر أن هذه الساحة‬
‫الشاسعة حلقة ضيقة تدور وتعود لنفس الطريق نايف رماها وترك لها‬
‫البساط بما فيه !وهي بين ويين نفسها تا ٔنبها بصوت عال ‪ :‬تستاهلين‬
‫عزيزة لو وفرتي طبايعتس الشينة لين يتعود ويستوعب بس ابو طبيع ماله‬
‫دوا !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:32 2022/1/8[ ,‬‬


‫عبدالملك وينك ؟‬
‫لف بقهر لنور االٔبجورة الخافت ‪ :‬عند عروستي ليه متصلة ؟‬
‫يمام ببكاء ‪ :‬كنت متفق معهم ؟‬
‫رد بضياع ‪ :‬كنتي متفقة معهم ؟‬
‫بسوال جاوبني تعرف أنا وين الحين مرمية بوسط‬
‫صرخت ‪ :‬الترد ٔ‬
‫الشارع هذال وقف بنص الطريق نفس كل مرة ورماني‬
‫فز من السرير الذي تشاركه اآلن فيه جيداء الساذجة لف لها نائمة بكل‬
‫سالم ! ركنت كل أحداث الليلة تلحفت لحافه القديم بدون أي ردة فعل ‪،‬‬
‫ساذجة مستفزة وهي تغفو اآلن بدون أي حراك ‪ ،‬حرك فمه بقهر تمنى لو‬
‫عنده إستطاعة أن يحمل وسادته الثقيلة وينهي حياتها لكنه يحتاج لحياته هو‬
‫‪ ،‬ضرب الباب بقوة وخرج استقبلته والدته باالٔسفل لكن اليملك رد الٔنه‬
‫االستيعاب ويحتاج لشخص آخر يجاوبه ويشفي غليله‬ ‫هو بنفسه عاجز عن ٕ‬
‫‪ ،‬خرج للشارع الذي ركن فيه هذال ماضيه و معه ركن أمنيات عبدالملك‬
‫وحاضره ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عزيزة تقف عند الشباك الزجاجي كان عبارة عن جدار كامل مطل على‬
‫مساحات قصر نايف المجهول تراقب الحركة المريبة نايف يقف ويواجه‬
‫شخص يشابه مالمحه أصغر منه سنا ً يحرك يديه بعشوا ٔيية ومالمحه‬
‫غاضبة قطعت الحوار أختهم حضرت العرس قبل ساعات تعرفت على‬
‫اسمها قبل تخرج مع نايف أختهم خزاري ! هناك شخص ثالث كان‬
‫يساندها يبدو أنه ولدها لكن مقارب لسن ذاك الغاضب ولشكله إنشغلت‬
‫بالتحليل الحوار حامي جدا ً !‬
‫باالضافة للشاب ا ٓ‬
‫الخر‬ ‫انطلق الشخص الغاضب وركض خلفه اخوانه ٕ‬
‫انطلقت سيارتين من نفس المكان وصارت الحديقة خالية !‬
‫‪ :‬أنا وش اللي رماني بهالمغارة الغامضة !‬
‫حاولت أن تمسك زمام أعصابها وتستفسر من العامالت هنا لكن الغموض‬
‫يتسيد المكان فضلت البقاء في مكانها وتقضي الوقت المتبقي من الليلة‬
‫باإلنتظار ‪..‬‬

‫يمام رفضت العودة لبيت والدتها وعبدالملك علق وسط عنادها ووسط‬
‫أزمته هو ‪ ،‬الحل الوحيد عزيزة تواصل معها وأصرت عليه أن يوصل‬
‫االنتظار‬
‫أختها لبيتها الجديد ‪ ،‬على االٔقل شخص قريب منها يشاركها ٕ‬
‫والتحليل ‪ ،‬وبالفعل أوصلها لبيت نايف ليعود هو لبيته أصبح يراوده‬
‫الضيق بمجرد تفكيره أن هناك شخص غير مرغوب صار يشاركه بيته‬
‫وحياته ‪ ،‬وصل لقسمه بدون أن تستجوبه والدته الٔنها نامت منذ ساعة بقي‬
‫طويالً وهو يفكر ليختار مكانه الجديد او باالٔصح األريكة التي ينام عليها‬
‫ويرتب فيها أفكاره ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫هذال وين يمام ؟‬


‫والدته وهي تحاول أن تسترق من هروبه جواب ‪ ،‬الجواب رماه مثل القنبلة‬
‫‪ :‬رميتها بالشارع ماتلزمني !‬
‫بدون شعور ضحكت ‪ :‬من اللي له خلق يضحك من الصبح قول أذكارك‬
‫واصبح ياوليدي !‬
‫بجمود رد ‪ :‬ومن اللي ضحك عليتس وقال اني اضحك ؟ تدرين المزوح‬
‫يمه ماتدل دروبي أنا ما أمزح رميتها أمس بنص الشارع‬
‫ذُهل من إنسكاب دموعها ‪ ،‬ذُهل من منظرها وهي تحدق فيه بصمت‬
‫إقشعر له جسمه !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:32 2022/1/8[ ,‬‬


‫يمه جعلني ما ابكي هالعين ليه تبكين ليه يتكدر خاطرتس على بنية ردية ؟‬
‫فجرتها بوجهه وهي تقول ‪ :‬أن ماجبتها اليوم محروم من رضاي لين تغفى‬
‫عيني لين تغطيني بالتراب ماني مسامحتك !‬
‫إنتفض من إنفجارها ومن إصرارها ومن ثقتها وهي تقرن وجود يمام في‬
‫حياته برضاها هي ‪ :‬يمه تكفين التوجعيني‬
‫قاطعته ‪ :‬أنت اللي التوجعني ‪ ،‬يمام بسنينها يومها بقربك وش اللي ذاقته‬
‫تحت جنحانك ؟ وش كنت مخبي عنها ؟ ليه تشركني بوجعها وتخليني‬
‫بوجه المدفع يرضيك ياهذال أطلع بصورة الظالمة بس الٔني خبيت سر‬
‫الٔني سبقت الكل وعرفته‬
‫قفز قبل أن تهل سبحة أسراره ويصدق فعالً أنه هو الظالم نطق ببرود ‪:‬‬
‫بنت حذام من الليلة وهي هنا والسر والظلم وماضي السنين أطويه كله ‪ ،‬لو‬
‫نسكت عنه أسلم لنا جميع ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عذبا‬
‫عاصفة االٔمس وأصوات الرياح وهي تعبث بالنوافذ باإلضافة للظالم‬
‫المنتشر باالٔرجاء وركام الغبار الذي خلفته تلك العاصفة كل هذه االٔجواء‬
‫االختناق لم يتناثر‬
‫المعتمة كانت والزالت هنا مركونة في الضفة القلبية هذا ٕ‬
‫بعد لم يغسله المطر !‬
‫لتنطق همسا ً ‪ :‬خبر اليوم بفلوس باتسر ببالش‬
‫لكن خبر اليوم كان الثمن من أجله روحها هي !‬
‫عذبا ا ٓ‬
‫الن متوشحة بعبا ٔيتها السوداء خطواتها مثل خطوات جندي ثا ٔير‬
‫سلب منه موطنه ‪ ،‬متوجهه لمحل الذهب الذي يملكه الشيخ زامل ويديره‬ ‫ُ‬
‫أوالده !‬
‫نوفل إستقبل ثورتها ببرود مصطنع زامل إستقبل ثورتها بصمت ‪ ،‬مشهور‬
‫ترك النزاع الٔنه اليعنيه أو كما يدعي !‬
‫بصوت محترق نطقت ‪ :‬افضّل ترموني بالساحة اللي انرمى فيها ضاري‬
‫يشهد على موتي القاصي والداني وال اقرب شبر من ولدك الضايع‬
‫التعودها يازامل وال تحاول ‪ ،‬صحيح ابوي سقفه قصيّر وقليل حيلة لكن‬
‫بنته سقفها مايميل وحيلتها ماتنهد‬
‫‪ :‬اتركنا يابوي لحالنا‬
‫يفض أسرار وقصص‬
‫ّ‬ ‫زامل بريبة يخاف من غضب نوفل يخاف ان‬
‫تجهلها عذبا رد ‪ :‬اتركنا أنت يانوفل‬
‫الجمود الذي اكتسى به وجه نوفل أجبر والده أن يتراجع ‪،‬خرج من المحل‬
‫ليبقى نوفل مع عذبا‬
‫‪ :‬أنتي حديتيني يابنت عايد وال أنا مستحيل استضعف البنيات واقهرهن ‪:‬‬
‫ابوتس ماقال لتس عن قصة ضاري الناقصة ؟‬
‫عينها عليه يرتب قطع الذهب بمكانها والبرود يكتسي كل تفاعالته طرقت‬
‫الزجاج بيدها‬
‫وقالت ‪ :‬اخلص علي وش القصة الناقصة ؟‬

‫ضاري حي !‬

‫كيف يقنعها بالحقيقة الواضحة والسر المكشوف وهي تتمايل ضاحكة !‬


‫جسدها كان يميل بضحكات عذبة انطلقت من فمها !‬
‫تناثر أثر الضحكة على جفنيها مسحت البلل با ٔطراف أصابعها وبغنج غير‬
‫مقصود ‪ :‬العاد تعودها يانوفل حكاوي أمك قبل تنام إحتفظ فيها لنفسك‬
‫خرجت من المحل وهو يعض فمه من القهر ‪ ،‬كيف يحكمها وهي ابنة‬
‫عدوه وأخت عدوه كيف يملك زمامها وأخذ حق أعصابه منها ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:33 2022/1/8[ ,‬‬


‫خرجت من المحل وهو يعض فمه من القهر ‪ ،‬كيف يحكمها وهي إبنة‬
‫عدوه وأخت عدوه كيف يملك زمامها وياأخذ حق أعصابه منها ؟ دخل‬
‫والده وهنا زمجر بحدة ‪ :‬يبه لزوم ياخذه مشهور اليوم قبل باتسر يبه‬
‫براسه حب مايطحنه إال مشهور وشرابه !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫حذام بكل برود جمعت ثياب شفق ورمتها في الحديقة وبكل قسوة قالت ‪:‬‬
‫ماني ملزومتن فيتس اختاري بيت أبوتس او أمتس حدى هالبيوت بيضفتس‬
‫انا ماني ناقصة ادفع مصاريف زيادة !‬
‫شفق بذبول ‪ :‬ابوي مسافر عند اهل زوجته وانتي تدرين بس نيتس يمه‬
‫حذام تكسرين خاطري وهذاتس كسرتيه ارتحتي ؟‬
‫خرجت لسيارتها التي أمنها والدها قبل يقنعها بموضوع زواجه ‪ ،‬خرجت‬
‫بدون وجهه لم تملك أي حيلة إال اإلتصال بوالدتها ‪ ،‬وإن كانت قد‬
‫إنفجرت بوجهها قبل أيام الزفاف أوجرحتها من باب قهرها وعدم اقتناعها‬
‫بهذا الزواج الصادم ‪ ،‬حتى وإن كبرت فجوة العتاب هي والدتها ولن‬
‫تصدها ‪ ،‬ببكاء رفعت السماعة واتصلت برقمها ‪ :‬ماما‪ ،‬يمه حذام رمت‬
‫اغراضي بالحديقة وقالت ماني ملزومة فيتس بموت مخنوقة ماعرف وين‬
‫اروح‬
‫عزيزة كتمت دموعها وبجسارة استطاعت أن تحتوي المكالمة ‪ ،‬أرسلت‬
‫موقع البيت وشفق بسهولة وصلت لتركن سيارتها في موقف ضاري‬
‫المفضل ‪ ،‬نزلت والبكاء تحول لذهول من المباني والساحات والجمال‬
‫الخيالي اكانت تشاهدها في أماكن ابعد ماتكون عنها ‪ ،‬دخلت لتُصدم من‬
‫واالنهيار الحزين تحول لدهشة ضاحكة ! ‪ :‬يمام ؟‬
‫وجود يمام ٕ‬
‫يمام بتهكم‪ :‬خالة يمام امتس ماعرفت تربي زين‬
‫عزيزة شدت خصرها ‪ :‬شوف من يعذرب بتربيتي ! ياهلل خالة يمام كلنا‬
‫مستعدين تفرغين قهر هذال فينا شفق ماما مستعدة ؟‬
‫تعالت ضحكاتهن لتنطق شفق بعد ماتخصرت بدالل مماثل الٔمها ‪ :‬مامي‬
‫وين كنتي مخبية هالبجايم الحلوة عني ! االٔبيض ماطلع إال بحضرة نايف‬
‫بن عايد ! شايفة خالة يمام !‬
‫يمام التفتت بعد ماالحظت خوف العامالت لتنطق ‪ :‬في شيء صاير وقصو‬
‫يديني لو مايطلع هالشيء سبب إختفاء نايف أمس واليوم كله‬
‫عزيزة انقبض قلبها وركضت للزجاج المطل على الحديقة الخارجية ‪،‬‬
‫جدال ليلة العرس عاد لكنه أشد وأعظم ودموي بعض الشيء ‪ ،‬نايف ثوبه‬
‫المبقع بالدماء ووجه ضاري الذي تجهل اسمه إلى يتغطى بالدم لتنطق‬
‫بدون شعور وبذعر ‪ :‬ياويلي في شيء كايد !!‬
‫شفق كالعادة تقتنص أي فرصة وتخلق جو ضاحك نطقت ‪ :‬مامي طحتي‬
‫على ساللة تقطع القلوب من حالوتها مو ساللتنا تقطع الرزق !‬
‫يمام وقفت تشاركها التقييم والموضوع بدى لها ممتع بغض النظر عن‬
‫االنتباه !‬
‫أزمتهم الخانقة منظرهم فخم فخم ويشد ٕ‬

‫جهة االٔزمة ‪ ،‬وسط النزاع تحديدا ً صوت ضاري المقهور هز أركان‬


‫الحديقة ‪ :‬وهللا ما اخليهم وهللا مايبقى لي نفس وال عرق ينبض وأختي‬
‫بقاع هالديرة ويتقاوون عليها‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:03 2023/20/3[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬
‫‪#‬زنزانة_الصيف_الخامس‬

‫‪.‬‬
‫سلطانة لعلها استسلمت لواقعها الحالي وتزينت بعد ما شعرت بإستحقاقها‬
‫لشعور بسيط يُخرجها من قوقعة التعاسة لو لفترة مؤقتة ‪..‬‬
‫متزينة بفستان بسيط وخصالتها صففتها ببساطة تشابه نعومة فستانها‬
‫لتخرج بشكلها المهادن للعائلة المترقبة بينما بداخلها سيوف تتطاحن ‪ ،‬لكنها‬
‫مجبرة على الصمت والكبت ‪ :‬طولت عليكم ؟‬
‫وصايف الكبرى صغرت عيناها من خلف البرقع ‪ ،‬تداري الكثير من‬
‫الكلمات وسيل جارف من الشتـائم لكنها تعض على فمها بقطعة قماش‬
‫سوداء حجبت عن سلطانة سوداوية غضبها ‪ ،‬الوحيدة من استقبلتها بحفاوة‬
‫حقيقية كانت أديم لوت يدها على ذراعها وهي تُربّت بهداوة ‪ :‬يحق لتس‬
‫تطولين وتتزينين على راحتس عروس مانقدر نقول شيء‬
‫ثريا وهي تُربّت على ظهر طفلتها تراقب بصمت بال تدخل ‪ ،‬وقفت وهي‬
‫تناول الطفلة للمربية وتُملي عليها التوصيات بصوت خافت ‪ ،‬ليداهم نهار‬
‫المكان ويرمي نظراته ال ُمعجبة ناحيتها بشفافية ‪ ،‬ليبدي إعجابه بشكل‬
‫ساد واجد !‬‫علني ‪ :‬يمه اقري على مريّتي وانفثي عليها العين حق والح ّ‬
‫كان حديثه عفوي وبتحبب فاضح لكن وصل لجدته بطريقة أُخرى ‪،‬‬
‫ضربـت بكفوفها ليرتفع صوت غوايشها الذهب وبسرعة لفت انتباهه لون‬
‫الحناء وكحل عينيها بالرغم من إشارات الغضـب والقهـر ال ُمرسلة منها ‪:‬‬
‫الظاهر بنبتل وقافى لين يقضي ولدنا من مغازل محروسته تسنه توه‬
‫يشوفها‬
‫لهجتها المبطنة بان مقصودها له فقط ‪ ،‬ليضحك بإتتصار ويقترب منها ‪،‬‬
‫ليشدها بتبجح أمام الجميع بقصد التالعب ‪ :‬ايه زينها ياجدة يخليني منبهر‬
‫بكل مرة عيني تشوفها انفثي انتي عليها كود يتبارك هالحسن وينولتس‬
‫أجر‬
‫نظرت إليه بتصغير وهي تغص بالكثير من العبارات لوال توصيات جده‬
‫المل ّحة‬
‫مشت خلف الجميع ألنه تملّك يدها وبعمد وقف طويال حتى تحرك األغلب‬
‫ليهمس ‪ :‬ان جاتس شيء اتصلي فيني اجيتس طاير وخففي من نظرات‬
‫الحزن ألني ما أقواها‬
‫لوى يده على كتفيها ليشدد من ضمتها بمؤازرة بدت تألفها ليصله صوتها‬
‫الناعم ‪ :‬بحاول‬
‫وصل معها للباب الكبير لكن خطواته تراجعت بسبب رجفتها وألنها رأت‬
‫وقوف جده ‪ ،‬وفي كل مرة تُعاودها الذكريات األليمة في حضوره ترتجف‬
‫بهذا الشكل‬
‫‪ :‬أهدي ياروحي ال تخافين وأنا معتس‬
‫سمع جده همس نهار ليهتف بحزم ‪ :‬اقربي سلطانة‬
‫قالها سابقا ً وأحـرق روحها مع جسدها ‪ ،‬لن ترضخ تفضّل المـوت وال‬
‫الرضوخ ‪ ،‬لكن نهار شد على يدها وقال ‪ :‬هالمرة عشاني‬
‫لفت له تستجديه بعينيها علّه يتدخل وينقذها لكنه بصف جده ويبدو أنه‬
‫متحالف معه لسبب ما‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:33 2022/1/8[ ,‬‬


‫يحسبون ان مالها عزوة لو اني بآخر الدنيا وهللا ماني مخليها‬
‫نايف وهو يشد يديه يكبلها خوفا ً أن يؤذي نفسه أكثر من االٔذى اللي‬
‫صابه ‪ :‬قلت لك بوجهي بوجهي أنا وهللا مايصير اللي ببالك ‪ ،‬ترفق بنفسك‬
‫يالمهبول دمك قضى وأنت تطامر تضرب الخليقة ومالهم خطية ‪ ،‬هد‬
‫نفسك اتركنا نحسبها زين بدون أذية‬
‫دخلت خزاري في هذه اللحظة وهالل يساندها ‪ :‬عذبا بتروح منا ياخوي‬
‫بتروح مالي حيلة فكرت بكل شي وكل فكرة تضرنا وتضر عذبا أكثر وش‬
‫نسوي يانايف‬
‫عزيزة ملتفة بعبائتها تراقب الموقف في الطرف القريب من نايف وبالرغم‬
‫من فوبيا االٔصوات العالية والدم والنزاعات إال انها حضرت هذا النزاع‬
‫يتطلب وجودها وإن كان زواجهم مدته يوم واحد فقط ‪ :‬نايف !‬
‫تسلل صوتها لساحة المعركة مثل هدنة سالم الكل صمت من تا ٔثير‬
‫حضورها لتقترب أكثر شدت يد خزاري وهالل تراجع خطوتين ‪ :‬عسى‬
‫ماشر وش صاير ؟‬

‫نايف الحظ اضطراب نظراتها ورعشة صوتها وإضطراب رموشها كانت‬


‫تحدق في شيء إال جهته نطق ببرود ‪ :‬ماشر خالف حله بسيط‬
‫نطق ضاري بتهكم موجوع ‪ :‬حلّه دم !‬
‫الحظ ضمتها لجسدها ‪ ،‬يبدو انها عالمات قشعريرة الٔنها بالغت وهي‬
‫تمرر كفيها على كتفها ‪ ،‬الجو ساخن ومضطرب بينما هي ٔيتها هي ٔية‬
‫شخص يقاوم البرد نطق ‪ :‬ادخلي عزيزة محلولة ضاري كل شيء يتعامل‬
‫معه بالعنف التغرك كلمته‬
‫تراجعت وهي بالكاد تسحب أرجلها عادت وكا ٔنها تذكرت شيء شدت‬
‫خزاري المغيبة عن الواقع ‪ ،‬شدتها معها للمبنى ونايف يحمد هللا بداخله أن‬
‫عزيزة تدخلت في الوقت المناسب حضورها له هيبة بالرغم من أنوثتها‬
‫جوده زين‬
‫الكاسحة لف لهالل ونطق ‪ :‬امسك خالك ّ‬
‫تركهم واتصل بطبيب عا ٔيلتهم من الضروري أن يتدخل في تنويم ضاري‬
‫لساعات طويلة ‪ ،‬حالته الغاضبة ان استمرت قد تعود قصة الماضي تلك‬
‫ويعود لذات الدوامة المريرة‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سرور ال ُمت َعب الواهن الذي يقدس طلبات والدته كان والزال يقدمها على‬
‫تهون عليه مشقة التعب التي الزمته أشهر‬
‫طبق من ذهب ‪ ،‬ضحكتها ّ‬
‫طويلة يتنقل معها في السوق الشعبي ‪ ،‬يديه محملة با ٔكياس مشترياتها ‪،‬‬
‫أمه ترسم في مخيلتها شيء وهو يساير خططها الصامتة إقتربت جهة‬
‫قرب يمه عالمك أبعدت‬ ‫البراقع لفت له وقالت ‪ّ :‬‬
‫همس لها ‪ :‬اللي تبيع بنية ماتشوفينها يمه‬
‫اقتربت من هدفها ! ‪ :‬أقرب جاي بنشوف بضايعها وال أنت شايفنا ّ‬
‫خطابة !‬
‫انحرج وتراجع وهو يراقب عن بعد خطوتين عينيها بعد ماوسم السهر‬
‫آثاره على أطرافها ! وهي با ٔحزن أيامها مازالت تبيع وتشتري ‪ ،‬رحم‬
‫حالها بينه وبين نفسه وفي ذات اللحظة كان مستنكر تسارع نبضه من‬
‫تا ٔثير رموشها التي تحمل أثر بكاء ‪،‬يبدو أنها بكت ليلة كاملة سمع طلبات‬
‫والدته من مكانه ‪:‬عطيني منه اثنين ‪ ،‬عذبا بتلقا ٔيية وضعت مشتريات ام‬
‫سرور في كيس أحمر ومدت يدها ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:34 2022/1/8[ ,‬‬


‫سمي ياخالة‬
‫رفعت عينيها المتورمة من البكاء والتفكير سهر تلك الليالي قضته وهي‬
‫تحلل وتفكك فيها كلمة نوفل التي لم ولن تتجاوزها اي أمر يتعلق بضاري‬
‫تاخذه على محمل الوجع والجد دائماً‪ :‬سمي ياخالة خذي براقعتس‬
‫تنهد وإقترب من أمه لينطق وعينه على عينيها ‪:‬يمه البنت تكلمتس همست‬
‫له ‪ :‬خذ الكيس من يدها والمس يدها‬
‫‪ :‬وشهووو ؟ يمه وش بالتس ؟‬
‫همست بإصرار ‪ :‬قلت المس يدها دواك هنيا ماتفهم ؟‬
‫همس بإستعطاف ‪ :‬يمه بنية فقيرة على باب هللا تبيني امسها واخرب‬
‫عيشتها وش تبين توصلين له‬
‫همست بوجع ‪ :‬قلت لك هنا دواك ماتسمع ماتفهم ؟‬
‫همس بقهر ‪ :‬يمه دواي عند هللا من اللي لعب عليتس هاللعبة من اللي‬
‫اقنعتس ؟‬
‫طفح صوتها الباكي وبجنون ضمت يد عذبا وصارت تهزها ‪ :‬قلت لك‬
‫المسها المس ماتفهم ماتبي العافية ؟‬
‫بهت من جنون أمه وتسمر ‪ ،‬مقاومته ضعيفه وجسمه هزيل وفي أي‬
‫لحظة سيعانق األرض لتجذب أمه يده ‪ ،‬توقف الزمن من جنون هذه‬
‫العجوز غاصت يد عذبا داخل رحابة يده‪ ،‬عذبا تتنفس بحدة كانت رهينة‬
‫لوجعها وأرق ليال ودموعها بسبب أهالي الحي ‪ ،‬السوق متنفسها الوحيد‬
‫لتصبح هذه البقعة محطة جديدة لالٔذى بال إنتهاء ! لما الفقر يخلق منهم‬
‫هشاشة يغتنمها ضعيف الضمير ليستضعفهم ويدهس كرامتهم ‪ ،‬لكن‬
‫الن كان شعوره أكبر وهذا الشيء يمس حياؤها وعفتها يدها‬ ‫ماحصل ا ٓ‬
‫تالمس يد شخص غريب وبكل بساطة !‬
‫سرور استوعب وأخيرا ً سحب يده نطق بقهر وخجل ‪ :‬دخيل هللا اعفي عن‬
‫اللي صار اعتبريها زلة غلطة اعتبريها اي شيء امي ماتجمع سامحي‬
‫غياب تفكيرها بهاللحظة‬
‫لم تفهم شيء هي مازالت مذهولة مصدومة فقط دموعها تتصبب يدها‬
‫مازالت متصلبة في الهواء سقط كيس البراقع والناس اجتمعو على نهاية‬
‫الموقف هنا نطقت ام سرور بثقة مجنونة ‪ :‬جينا ننقي الزينات وش ينفع‬
‫الزين ولسانتس زفر ؟ خذي بضاعتس مردودة مانبيها‬
‫الكل يعرف عذبا هنا ‪ ،‬الكل أصبح في صفها ‪ ،‬الخطا ٔ تلبس ام سرور ‪،‬‬
‫هي من تلبسته عمدا ً ‪ ،‬عذبا متصنمة وسرور يشعر بشعور غريب ‪ ،‬شعور‬
‫العافية بعد غاب عنه أشهر طويلة ! قبل تعلن ام سرور انسحابها من أمام‬
‫عذبا وبضاعتها اقتربت منها وهمست بعد ما غيرت أماكن االٔكياس ‪:‬‬
‫رقمي بهالكيس الحمر اللي صار ماهو جنون إال عين العقل !‬
‫انسحبت بكل برود وسرور خلفها ‪ ،‬االٔغلب إنشغل بترتيب بضاعته‬
‫وموقف مثل موقف ام سرور الظاهر لهم مر عليهم والزال يمر بشكل‬
‫يومي ‪ ،‬عذبا حملت الكيس فتحت عينيها بذهول من المبلغ الضخم ومن‬
‫الرسالة المكتوبة ‪ :‬قيمة عالج وليدي ادفع اللي وراي ودوني بس اشوف‬
‫ضحكته ترجع لي !‬
‫لفت بتوجس وكذبتها القديمة التي مررتها قبل سنوات على بعض الزبا ٔين‬
‫وصلت أم سرور !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:34 2022/1/8[ ,‬‬


‫حملت بضاعتها وخرجت للسيارة ‪ ،‬لتعد وتعد وتعد ‪ 50‬الف لاير مجموع‬
‫المبلغ ! !‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫استطاع نايف أن يكبح غضب ضاري الجامح بدواء منوم ‪ ،‬نام يوم كامل‬
‫وهو ترك عزيزة لليوم الثالث على التوالي منشغل با ٔزمته وأزمة عذبا‬
‫وجنون ضاري ‪..‬‬
‫سمع باب الملحق وقفز يلحق بجنون اخيه قبل أن يتجاوز حدوده ‪ :‬وين‬
‫وين وقف يالمهبول‬
‫ضاري وهو يقفل أزرار ثوبه رفع شعره عن وجهه وقال بتعب وتذمر ‪:‬‬
‫نايف اعتقني تكفى اتركني اشم هوا نظيف واعرف اجمع افكاري تبيني‬
‫ارجع مراهق واقول لك وعد ما اضرب أحد ؟ وعد بس فكني‬
‫ابتسم نايف نصف ابتسامة لخرج معه لبيته بعد ما تا ٔكد ان غضبه اآلن‬
‫راكد ‪ ،‬سرعان ما اختلف األمر وهو يسمعه يصرخ ‪ :‬من ابن ** اللي‬
‫موقف سيارته مكان سيارتي !!!‬
‫خرجت شفق وهي تجهل المصيبة التي إقترفتها‪ ،‬اقتربت من سيارتها‬
‫ليصدمها الشخص المستند بجسمه عليها يدخن سيجارته ‪ ،‬نايف مل من‬
‫هذه النزاعات ترك ضاري ودخل بيته ‪ :‬ممكن ؟‬
‫نطق وهو يحاكي نبرة صوتها بتالعب‬
‫مستفز ‪ :‬ممكن ؟‬
‫توترت وهي الٔول مرة تتخاطب مع رجل غريب وهي التعرف من‬
‫الرجال اال والدها ورائد خطيبها ‪ :‬ممكن تشيل نفسك عن سيارتي تا ٔخرت‬
‫على محاضرتي‬
‫الحظها وهي تشيح وتصد بعينيها من الخجل يدها اليسار تحمل دبلة ذهبية‬
‫بسيطة الثمن ‪ ،‬مسح عبائتها كانت بتصميم محتشم وواسعة قرر يحترمها‬
‫الٔنها مهذبة شكالً وصوتا ً نطق ‪ :‬رفعنا الحكم والعقوبة صارت مخففة بحكم‬
‫انك تجهلين المكان وأهله الموقف هذا يامدام موقف سيارتي التعودينها‬
‫علم ؟‬
‫يكون اسلم لك ُ‬
‫هزت رأسها وهي على وشك البكاء موقفها التحسد عليه أبدا ً ‪ :‬آسفة‬
‫اكتفت بكلمة واحدة وهو ابتعد راقب رجفتها وهي تقود لتحرك سيارتها‬
‫خارج أسوار البيت ‪ ،‬ضحك بإستمتاع والغضب الكاسح الذي كبته نايف‬
‫أصبح غضب ساخر بحضور شفق ‪ ،‬ضحك أكثر وهو يتذكر كيف‬
‫خرجت كلمة آسفة من فمها ‪ :‬ياترى من البكاية هذي ؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫طرزه مع ثيابه ليصبح بإسمه‬‫هذا هذال وهذه سلطته ‪ ،‬هذا وشاحه الذي ّ‬
‫وشاح أسود قاتم مليء باالٔشواك ظاهره صلب وقاسي واالٔيام طزرت على‬
‫االقتراب ) تمشي بكل إنصياع لقبضته المهينة‬ ‫جبين وشاحه ( الرجاء عدم ٕ‬
‫‪ُ ،‬ممسك كتفها وكا ٔنه يخاف أن تختار الهروب مجددا ً لتعود السنون‬
‫الماضية هي بالفعل حاولت أن تهرب لحضن والدتها ليسابق هروبها‬
‫ويعيدها لزنزانته ‪..‬‬
‫لكن حذام مثل هذال االٔيام طرزت على حضنها عالمة‬
‫( هذا الحضن غير صالح للعيش )‬
‫من المستحيل أن تفتح صفحة جديدة من المحاوالت‬
‫روايات ريّانة‪]AM 1:35 2022/1/8[ ,‬‬
‫من المستحيل أن تحاول على ضفة هذال ‪ ،‬شعارها الجديد في زنزانته‬
‫المقاومة ‪ ،‬فقط لذا نفضت يده وقالت بحدة ‪ :‬أقدر أمشي لحالي صدقني‬
‫ياهذال مشتاقة لغرفتنا المهجورة أكثر من شوقك لسلطتك الواقفة من خمس‬
‫سنين !‬
‫شدها بقبضته وهو يتجاهل لغتها الجديدة ومصلحطات نظراتها المحملة‬
‫با ٔشياء من الماضي ومن المستحيل تُنسى ‪ ،‬توقفت خطواتها عند الباب‬
‫العمالق ‪ ،‬رفعت عينها جهة تفاصيله الحديثة كل شيء اختلف في غيابها‬
‫كل شيء إختلف لونه بإستثناء هذا الجلمود ‪ ،‬أرخت طرحتها على كتفها‬
‫ونثرت خصالتها استخرجت مرآة صغيرة وصارت تضم شفاتها بعد‬
‫ماوزعت الحمرة المنعشة عليها ‪ ،‬وهو يقف ينتظرها تنتهي من مهامها‬
‫االٔنثوية وتستقبل قصتهم الجديدة ‪ ،‬قصة الحسابات المتروكة والماضي‬
‫المسروق وتفاصيل غامضة أخرى‬
‫لفت ناحيته ‪ :‬التلمس يدي التقرب ناحيتي وانا بين أهلك خل هالمسافة‬
‫مرسومة بيننا وياليت تبقى هالمسافة لين يفرجها الكريم واخلص منك‬
‫جذب كتفها بحدة اختنقت أنفاسها جسمها هزيل وقبضته قاسية ‪ :‬التفكرين‬
‫ترسمين حدود دام دفاترنا باقية رهن االٔيام التفكرين بالفراق وحنا باقي ما‬
‫ابتدينا !‬
‫ليدنو منها وهو يقرب فمه من اذنها همس ‪ :‬تظنيني شفق ؟؟ اليروح بالك‬
‫بعيد يوم اني حريص على اللقا لي حساب مفتوح تطمني القلوب القديمة‬
‫على ماهي ماتغير شيء‬
‫تقوس فمها لن تكبر آمالها‪ ،‬لن عقد عقدة الصلح وأدراج الزمن تعيد إليها‬
‫هذال القديم بنظراته وبتحركاته‬
‫لم تفوت عطره الكريه الصاخب العنيد مثله همست بعبرة ‪ :‬هقوتي القديمة‬
‫فيك ماتبدلت تطمن‬
‫سبقته لتدخل للبيت استقبلتها والدته تجاهلت حرارة نظراتها وسعادتها‬
‫تكفر عن خمس سنوات بإستقبال مسرحي من الصعب تصديقه ‪ ،‬ركضت‬
‫لالٔعلى ووالدته في األسفل ذبلت سعادتها ‪ ،‬لتذبل أكثر وهي ترى هذال‬
‫يجرها من شعرها من منتصف السلم‪.‬ك‬
‫ايصرخ ‪ :‬هذا انتي مستحيل يختلف طبعك ماتحشمين أحد حتى ظلك‬
‫ماتحشمينه !‬
‫فهمت مايرمي إليه‬
‫صرخت ‪ :‬اتركني هذال فك شعري ماني ملزومة اسوي شيء مو طالع‬
‫من قلبي ما اقدر امثل مثلها ماقدر‬
‫هذاااال اتركها صوت امه الباكي توسط النزاع ‪ ،‬بسرعة ترك خصالتها‬
‫رفع يده نيته كانت أن يصفعها ويقتص لدموع والدته لكنها هي من صفعته‬
‫!‬

‫إنتهى …‬
‫ابهروني بتعليقاتكم وتوقعاتكم اشبعو قلبي وعيوني 🤍🤍🤍🤍‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:17 2022/4/8[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬
‫‪.‬‬

‫هذاااال اتركها‬
‫صوت امه الباكي توسط النزاع وبسرعة ترك خصالتها رفع يده ونيته‬
‫كانت أن يصفعها ويقتص لدموع والدته لكنها هي من صفعته ! ‪ :‬يمام‬
‫اللي تخاف من ظلها صارت تحشمه أكثر من الالزم وهللا ماتقرب من‬
‫ظفري وتقهرني ياهذال روح امسح دموع التماسيح اللي تحت وانشغل‬
‫عني‬
‫تقصد والدته !‬
‫من أي جامعة درست كل هذه الوقاحة؟‬
‫ركض متجاهالً أثر إصابته وألم رجله جهة والدته ليضم كتفها نطق بوعيد‬
‫‪ :‬ماعليه يمه وهللا ان تبكي دبل اللي بكيتيه حقتس علي يالغالية امسحيها‬
‫بوجهي‬
‫بكت أكثر ‪ :‬حقها هي من ياخذه ؟‬
‫انتفض ! ترك يدها ‪ ،‬مشى جهة الباب ليترك البيت بما فيه ‪ ،‬يمام تراقب‬
‫خروجه من الشباك الطويل وهي تتوعد بداخلها ‪ :‬العقد اللي دفعت ثمن‬
‫غالي وانا ارمم فيها واداويها بتدفع ثمنها أنت ياهذال بتدفعه من جديد ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫يبدو أن نوفل ُمستمتع بمحاوالته للجمع بين عذبا ومشهور أخيه ‪ ،‬محاولته‬
‫الجديدة خطواته اآلن جهة بيتهم ‪ ،‬بدأ يألف هذا الطريق والمتعة كل المتعة‬
‫وهو يستفزها بالحقائق التي من المستحيل أن تستوعبها أو من الممكن أن‬
‫يصدقها عقلها ‪ ،‬طرق الباب ووصل صوتها المعتاد ‪:‬مين ؟‬
‫رد ببساطة ‪ :‬نوفل‬
‫بحدة من خلف الباب ‪ :‬خذت خطاويك على أعتاب بيتنا اللي مو معترف‬
‫فيه سابقا ً وش العالمة الجاذبة لجل نجتهد ونمحيها ياولد الشيخ ؟‬
‫ميّل فمه وهو يغالب ضحكته ‪ :‬عالمة واحدة ماحصل لتس الشرف تعرفين‬
‫اسمها؟‬
‫بصوت اكتسى بالقهر والخيبة ‪ :‬أعرف شيء اسمه ماضي وعالمة باقية‬
‫مرسومة على أبوابنا الشيء اللي يراود بالي سؤال عجزت أعرف جوابه‬
‫ليه صرنا بهاألهمية كنا على هوامشكم من قديم وش تبدل ياولد الشيخ ؟‬
‫نطق بهدوء ‪ :‬ماتنفع وقفة البيبان هذي اللي بيمر بيقول وقفة ع ّ‬
‫شاق ودتس‬
‫يعلقون العرب عالمة جديدة ؟‬
‫سرعان ما فُتح الباب على مصراعيه ملتفة بالسواد تغطي كل شيء من‬
‫جسدها لم تكتفي لتغطي أصابع يديها دستها تحت قماش عبائتها لكن شغله‬
‫الشاغل كان السواد الظاهر له من بين فتحات البرقع رموشها وآه من‬
‫طغيان رموشها ‪ ،‬سرعان ماغض النظر نطق ‪ : :‬وش قلتي عن طلب‬
‫مشهور ؟‬
‫بتهكم ردت ‪ :‬تقصد طلب أخوه وأبوه ؟ مشهور مايدري الحين حنا بحزة‬
‫صير‬
‫صبح وال حزة ِع َ‬
‫عنده حجة جديدة مستحيل تغلبه نطق ‪ :‬أخت ضاري أنتي للحين ما‬
‫استوعبتي اللي قلته ؟‬
‫ردت ببرود ‪ :‬التر ّجعنا للموجة اللي مالها سنع‬
‫بإصرار رد ‪ :‬ضاري حي بالدنيا وهللا معطيه ورازقه لكنه بعيد !‬
‫جاوبته بمعطياتها هي بالشيء الذي عاشته وفهمته ‪:‬ودك تعرف جوابي ؟‬
‫ايه مستوعبة‬
‫صمتت وهو رفع عينه جهة عينيها ‪ :‬مستوعبه أنه إنقص قبل سنين وعزاه‬
‫ما اندفن بصدري لين اليوم عيني تبكيه ‪ ،‬أنت مقصدك تفتح جروح السنين‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:32 2022/4/8[ ,‬‬


‫أنت مقصدك تفتح جروح السنين ؟ ماتدري أن باب عزاه ماتقفل للحين ؟‬
‫أشاح بعينيه وصد جهة الباب ‪:‬يعز علي أقول هالشيء ‪ ،‬يعز علي أني‬
‫أخجل ابكيه قدام الناس وياكثر مابكيته بيني وبين نفسي‬
‫نطق بقسوة المهم يصل لمبتغاه ‪ :‬أخت ضاري ضاري حي ولو تحبين‬
‫اقسمت يمين قدام عيونتس أقسمت ‪ ،‬الشيء اللي لزوم تستوعبينه أن الثار‬
‫ما انتهى والضرر اللي خرج منه ضاري ولو توجع حتى وهو بعيد بيطال‬
‫ابوتس وهو قريب ‪ ،‬استوعبي المعادلة قلبيها صح و اتركي البكا مايستاهل‬
‫تبكينه‬
‫قبل فتحه للباب وهو يهم بالخروج نطقت ببكاء وهي تتراعد من هول‬
‫ماقاله ‪ :‬ابوي بيجيه شيء لو قلت ال ؟‬
‫دون أن ينظر إليها يدرك حجم الكارثة ان استدار وشاهد حبات دموعها‬
‫وهي تتعارك مع رموشها ‪ ،‬لن يضمن قلبه ‪ ،‬رموشها وهي في أوج‬
‫عنفوانها وقوتها غلبته ماذا لو شاهدها في أوج ضعفها ؟ النتيجة مدفونة في‬
‫قلبه مستحيل يقر بها أو يصدقها ‪ ،‬رد بنعم يتيمة بسببها قالت ‪ :‬موافقة‬
‫وماجا الحين وعقب كله برقبتك أنت وابوك الشيخ‬
‫شد عروة الباب بحدة ‪ ،‬سمع نحيبها وتصلب ثواني طويلة ‪ ،‬للتو تعود به‬
‫الصبا ناحية رفيق أيامه ضاري ‪ ،‬أيامه القديمة المطرزة بصداقة‬
‫ذاكرة ِ‬
‫نقية قُتلت ودُفنت في قبر الجليلة ‪ ،‬مشى بتثاقل جهة والده زف له الخبر‬
‫الثقيل على روحه ‪ ،‬تخلص من ثقل عذبا ومن مالحقة ضاري ومن أشياء‬
‫كثر كان والزال يقاومها بينه وبين نفسه ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أخيرا ً وصل العريس الهارب ‪ ،‬أخيرا ً أدرك أنه قبل ليال ترك أنثى جديدة‬
‫في حياته وسط ساحة بيتهم تحديدا ً ‪ ،‬استدار وهمه اآلن يتفقد خزاري‬
‫المنهارة ‪ ،‬لم يخطر بباله أنثاه التي ركنها من أيام ركنها بإستفهامات‬
‫مالزمة لساعاتها الثقيلة هنا ومع ذلك إستقبلته بهيئتها العفوية شعرها‬
‫القصير مرفوع بخصالت فوضوية متوزعة بجانب خديها بدون زينة ألن‬
‫الوقت كان قبيل شروق الشمس ويبدو أن الشمس أشرقت من وجنتيها ‪،‬‬
‫ص ْد َمته بشكلها المالئكي صدمة اليضاهيها أي شعور آخر ‪ ،‬أيعقل أن‬
‫تكون هذه عروسه الشرسة الناقمة بدون أي سبب أو مبرر يجبرها على‬
‫الغضب أوالنفور منه ! بجامة حريرية من درجات الرمادي تميل للزرقة‬
‫الفاتحة جسد نحيل جدا ً لدرجة توقف وهو يتأمل عظمة عنقها ‪ ،‬نطقت‬
‫وانطلق الجمال كل الجمال من ثغرها لدرجة لم يستوعب أو يفهم أي كلمة‬
‫نطقت بها ألنها لوحت بيدها وهي مبتسمة وهنا إنتقل الجمال كل الجمال‬
‫لعينيها ! هتفت ‪ :‬خزاري من قبل أذان الفجر ردت لبيتها وضعها موترني‬
‫ومو راضية تقول شيء‬
‫وكأنه مر على تعارفهم ثالث سنوات ‪ ،‬الزواج تم قبل ثالث أيام فقط !‬
‫هذا حديثهم الثاني او باألصح لقاء !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:33 2022/4/8[ ,‬‬


‫الزال متصنم وهي تلبسها شعور مؤذي يبدو أن حديثها السابق بنى حاجز‬
‫متين واستطاع التخلص منها ‪ ،‬هذه أول خطوات التجاهل ‪ ،‬الحظ الحمرة‬
‫المتسلقة جهة عنقها ‪ ،‬شفق المغيب إعتلى وجنتيها ‪ ،‬يحب الشروق‬
‫وبتجاهله كسر خطوات الشمس ليغادر وهجها ومع ذلك استطاع الشفق أن‬
‫يثبت جماله ‪ ،‬رد بعد ماالحظ أن عفويتها تراجعت رد ‪ :‬وانتي مثل‬
‫خزاري الحين وضعك مايطمن ليه اختلف لونك بسرعة ؟‬
‫دنقت التملك رد ‪ ،‬تمقت تعابيرها العفوية دائما ً تفضي عن مكنونها عينيها‬
‫باألرض قالت ‪ :‬مافي شيء‬
‫حاولت استرداد قدراتها القديمة في اإلستحواذ على المواقف وفرض‬
‫سلطتها لكن هذا الشخص هالته غريبة يفرض عليها الخجل والتراجع ‪،‬‬
‫حاولت أن ترفع صوتها لكن صوتها القديم الواثق في حضرة نايف‬
‫تركها ‪ ،‬هنا حضرت المتعة بالنسبة له ‪ ،‬خجلها أيقظ الرجل الساكن الذي‬
‫فضل أن يعتزل النساء ويتغاضى عن إناث الكون بحكم ظروفه ومع دورة‬
‫السنين ماكان بوسعه إال أن يقتنع انه قادر على أن يكمل حياته بدون أنثى‬
‫لكن عزيزة كسرت كل قواعده ‪ ،‬حاول قدر اإلمكان أن يسترجع ركوده‬
‫ويتمكن من شتاته ويفرض ثباته لكن عزيزة فرضت عليه اإلنبهار‬
‫واإلنبهار قاده للهذيان وبدون اليسمع لصوت عقله إقترب رفع رأسها بيده‬
‫هتف ‪ :‬ان كان هاللون اللي كسى مالمح وجهك عتاب صدقيني ظرف‬
‫وصار وال أنا كنت ناوي أرجع والملم القصة اللي تركناها ناقصة‬
‫هزت رأسها برفض خجول عاد صوتها الطبيعي ونظرتها الواثقة عادت ‪:‬‬
‫ماني عتبانة يانايف والظروف شفتها ومن بعيد عرفت انها كايدة بس‬
‫التطول وانت مهمل وجودي خارج الصورة‬
‫ابتسم وقال ‪ :‬ابشري سمعا ً وطاعة لك الصورة واإلطار وغيره ؟‬
‫توترت من بسمته العفوية حركت خصالتها وقالت ‪:‬بنتي هنا لفترة مؤقتة‬
‫الحين هي بجامعتها‬
‫قاطعها ببساطة ‪ :‬مجهز لها قسم كامل قبل الزواج مايحتاج أنتي بالصورة‬
‫من قبل الزواج ولليوم !‬
‫‪ :‬وبالنسبة لكالمي قبل كم يوم إلتقط لهجة التردد وحركة يدها العشوائية‬
‫أثبتت ترددها ليقاطعها ‪:‬ماجاوبتك على وضع بنتك طلبا ً لتبرير أو إعتذار !‬
‫قاطعته ‪ :‬أنا آسفة لكل اللي صار بيننا وافتعلته‬
‫قاطعها بركود وهو يجذب يدها ‪ :‬انتهى عزيزة‬
‫ربت بيده الثانية على يدها ‪ ،‬تملك كفها بكلتا يديه ليخالجها شعور غريب ‪،‬‬
‫تضارب كبير وخوف ورهبة ‪ ،‬أما هو كان يعيش شعور جديد رفرفات‬
‫ناعمة تراقص قلبه اآلن ‪ ،‬وأوردته الجافة سابقا ً بدت تسقيها برذاذ لم ولن‬
‫يرويه هو قرر بنفسه أن يأخذ رشفة من قربها ألنها مترددة هذه اللمسة‬
‫األولى ليدها وبالفعل بللت أرض قلبه ماذا لو إقترب أكثر ؟؟‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يمام‬
‫في غرفتها القديمة تحديدا ً بعد ماركنت كل ذكرياتها البشعة ‪ ،‬ركنتها على‬
‫رف الحياة وغادرت ألبعد مكان مرت السنوات لتعود ألدراج حياتها‬
‫الخانقة ‪،‬‬
‫روايات ريّانة‪]AM 5:33 2022/4/8[ ,‬‬
‫هنا غرفة فسيحة لكن مثل صندوق زجاجي ‪ ،‬حاولت قديما ً مضت أيامها‬
‫وهي تنبش عن ثقب صغير تتنفس من خالله ‪ ،‬فشلت وقررت الهروب لكن‬
‫الهرب حملها لنفس الطريق بدون نجاة ‪ ،‬رفعت جوالها وهي في أوج‬
‫إختناقها ضغطت زر الرسائل الصوتية لتنطق ‪ :‬يمه التتجاهليني مثل ما‬
‫ضيعتي طوق النجاة ورميتيني بطوفانه القاسي تقدرين تردين لي لو نصف‬
‫إعتبار يمه الكسر اللي رممته رجعتي كسرتيه من جديد بلعبة كسرتني أنا‬
‫لوحدي ! لتس محاولة واحدة يمه وان تجاهلتيني انسي ان لتس بنت اسمها‬
‫يمام‬
‫رمت الجوال بعرض الجدار وركضت جهة الباب تتأكد انه مغلق مستحيل‬
‫تسمح له باإلقتراب مستحيل أن تخضع كما فعلت سابقا ً ‪..‬‬
‫جلست لتسند ظهرها على الباب ليصلها صوته من خلفه ‪ :‬قادر أكسر‬
‫الباب واهدم جدار الغرفة كله على ظهرتس بس خلينا راقين نتحاور بهداوة‬
‫ونحط نقط عالحروف بدون مايسمع فضايحنا أحد‬
‫صرخت ‪ :‬ليه هالمسايسة ماكانت من زمان ؟ ليه كان كل شيء يصير من‬
‫طرفي بقانونك له عقاب ‪ ،‬ماني فاتحة باب يفتح لي مرارة أيام قضيتها‬
‫بجنبك ‪ ،‬الباب اللي يجيبك أنت سديته من زمان وتنفست‬
‫هذال من مكانه تجاهل كل كلمة صرخت وبتسلط أصابها بالقهر ‪:‬‬
‫عندتس للعشرة وعقب ماني مسؤول عن أي شيء ثاني‬
‫فتحت الباب لتقف وهي تحاذيه وبكل عناد رفعت سبابتها بغضب جنوني‬
‫كاسح ‪ :‬شفت الحادث اللي طلعت منه ورجعت تعيش ؟ وهللا ياهذال غير‬
‫تطلع من هالغرفة جثة بدون ماترجع للحياة وهذاني قلت لك نسيت اني‬
‫بايعة ضميري وما استحي حتى من ظلي ؟ مو ثرثرة ماكنت تحسب لها‬
‫حساب أنت بس جرب اقرب‬
‫ضحك بإستفزاز ‪ ،‬ضحك بسخرية الذعة وهي عادت المرارة للتسلق‬
‫جهة قلبها ‪ ،‬قلبها الذي سحقه سابقا ً بألوان القهر والزال مصر على سحقه‬
‫شدت تيشيرته وبجنون صرخت ‪ :‬التضحك التضحك تبي تبكيني مثل قبل‬
‫تبيني اندفس تحت اللحاف وأصيح من تصغيرك ليلة كاملة ؟ تبيني أر ّجع‬
‫ليالي كانت بطي النسيان‬

‫ليالي كانت طي النسيان‬

‫يا هللا مؤلمة هذه الكلمات لكن لشخص آخر غيره‬


‫داهمها بعتاب خبأه تحت طغيان حضوره الملتهب وحدة نظراته ‪ :‬ليه‬
‫تغانمتي طيحتي وسرقتي كل اللي املكه ؟‬
‫ابتسمت بإنتصار لمعت عينيها من شدة‬
‫فرحتها ‪ :‬سرقت إعتباري ‪ ،‬سرقت كرامتي ‪ ،‬سرقت مستقبلي ‪ ،‬يمكن أنت‬
‫ناسي بس أنا مانسيت اليوم اللي سحبت ملفي فيه من الجامعة نسيت تاريخ‬
‫سبعة خمسة ؟‬
‫مانسيت موعد الساعة تسعة ونص تحديدا ً تذكره ؟‬
‫بسهوله تذكره ‪ ،‬موعد مانع الحمل ‪ ،‬دقيقة بعتابها بالتاريخ والساعة لم يرد‬
‫أكملت ‪ :‬أنا ماسرقت ياهذال كرامتي ماتشترى بفلوس لكن مستقبلي ياهذال‬
‫اللي هدمته وحلمي اللي قتلته قدام عيوني بسرقه لو من رمش عينك‬
‫توقف الكالم ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:39 2022/4/8[ ,‬‬


‫لحظة صمت مرت على الطرفين هو للتو يكتشف إختالفها الجذري ‪،‬‬
‫شعرها قبل خمس سنوات كان طويل ويصل أسفل ردفها اليوم ينتصف‬
‫ظهرها ‪ ،‬كانت ممتلئة قبل خمس سنوات واليوم هزيلة لدرجة أنه يرى‬
‫عظامها النحيلة البارزة ‪ ،‬عظمة عنقها وعظمة فكها وعظمة خصرها ألنها‬
‫مرتدية توب قصير جدا ً وبنطال مالصق لجسدها ‪ ،‬صارت بهيئة مرهقة‬
‫للروح يالرغم من هزالة جسمها ومن نظرات الشر والحقد ‪ ،‬يا هللا ماذا‬
‫صنع لتخرج من حياته امرأة تقدح بالشر والغضب قابلة لإلشتعال بكل‬
‫ماتعني الكلمة من معنى‬
‫هي بدورها اغتنمت الفرصة لتجمع بعض اشيائها في شنطة صغيرة ‪:‬‬
‫وصلني لبيت أختي وبعدها وصل لي ورقة طالقي وبالمقابل كل شيء‬
‫سرقته منك بيرجع لك بأقرب وقت وبكذا نكون تصافينا ياهذال !‬
‫رفع يده الثقيلة لتصبح حاجز بينها وبين الخروج نطق بعبث ‪ :‬بكل سهولة‬
‫نتصافى ! ال المتعة هنا بتغيب وأنا متمسك فيها !‬
‫تجمدت عند الباب وقال بقسوة ‪ :‬الفلوس ترجع لي وأنتي هنا ببيتي إذا‬
‫صار عندتس قدرة تجمعينها وترجع بالكامل وقتها ممكن نتصافى !‬
‫بشحوب قالت ‪ :‬اهم شي تطلقني مابي أشوفك ياهذال مابيك بحياتي‬
‫كشر بتالعب وبعناد قرب منها ‪ :‬تطلبين المستحيل‬
‫ضربته بالشنطة تحولت الضربات لجنون وهي تتنفس بحدة صارخة كانت‬
‫تصرخ وتهذي وترمي كل شيء في الغرفة بدون جهه محددة ‪ ،‬لسانه شل‬
‫من جنونها‬
‫اقترب وهو يحاول أن يحتوي جسدها غلبته وهي مجرد جلد وعظم ‪ ،‬صفع‬
‫خدها شهقت لتسعل بحدة ركعت ‪ ،‬بكت بجنون هز كل خلية في جسمه‬
‫جثت على األرض ببكاء حاد موجع وهو في مكانه يراقب انهيار الجبل‬
‫الرقيق دفعة واحدة ‪ ،‬تساقطت هشاشتها أمامه الصدع توسع والفجوة التي‬
‫كانت بمسافة خمس سنوات توسعت أكثر وأكثر ‪ ،‬مال جسمه جهتها رفع‬
‫وجهها الباكي بالقرب من وجهه أغمض عينه وعاد ليستجمع كلماته لينطق‬
‫بعتاب صريح ‪ :‬انتي اللي هدمتي كل شيء تركتي بيتنا خراب ومشيتي‬
‫تركتي إستفهام وإتهام ومشيتي ‪ ،‬ادفعي ثمن كل شيء هذال مايخسر وال‬
‫ينكسر‬
‫رفع نفسه تركها على األرض منهارة ‪ ،‬أقفل الباب وخرج يبحث عن‬
‫متنفس ربما وضاح واألكيد وضاح ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عبدالملك ‪.‬‬

‫بعد ماكانت غرفته أحب األماكن لقلبه صارت أبشع مكان يقصده لو‬
‫بالتفكير ‪ ،‬يقف اآلن عاقد الحاجبين تجاعيد جبينه من الغضب بارزة‬
‫وممتدة لعرقه النابض أسفل فكه ‪ ،‬يشعر بتقرف وكأنه يقف أمام جيفة او‬
‫مكان مهجور ‪ ،‬يده امتدت لعروة الباب وسرعان ما احتضنها ‪ ،‬يدينه‬
‫تتصبب عرق وهذه عادة من الطفولة التعرق المفرط ألطرافه يالزمه‬
‫أغلب أوقاته وخصوصا ً اوقات التوتر والغضب‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:41 2022/4/8[ ,‬‬


‫استنشق هواء بارد وسرعان مانفثه يشعر انه ملوث من مشاعره المتراكمة‬
‫‪ ،‬الكراهية والغضب وجروح عميقة لم تشفى بعد ‪..‬‬
‫سمع صوت موسيقى هادئة تسللت للصخب الذي يتراقص داخل أجزاء‬
‫جسده بداية من قلبه ونهاية باطرافه تعبث به ومن البداية ! ال بل تكمل‬
‫الناقص من سنوات بعبث هادئ جدا ً صاخب على روحه هو ! يبدو أنها‬
‫تتراقص اآلن رقصات إنتصار وإحتفاء بقهره قديما ً واآلن دفع الباب بقوة‬
‫ليشاهد صورتها الهادئة مازالت متمسكة بسكون تعابيرها وبتفاعالتها‬
‫البطيئة الثقيلة على النفس دائما ً وأبدا ً ‪ ،‬أمام المرآة تصفف شعرها البني‬
‫الطويل جدا ً ‪ ،‬مازال محتفظ بحيويته لفت له ودست جزء منه خلف اذنها ‪،‬‬
‫تميل لإلمتالء بوجه شاحب وشفائف ممتلئة وعينين لوزية ناعسة أطرافها‬
‫‪ ،‬الينكر أنها تمتلك مالمح جميلة نادرة لكن يمقتها يمقتها وبشدة حتى‬
‫طريقة كالمها البطيئة تجهد كل مشاعر الكراهية ألنها تتحفز وبشدة في‬
‫حضرة أحاديثها ‪ ،‬فستان صيفي بقماش بارد ملون وزاهي لكن نظرته‬
‫شاحبة ومن المستحيل أن تجذبه ألوانها هتف ‪ :‬أنتهت أوراق سيناريو‬
‫عرسنا ومن ليلته وش المشاهد الناقصة اللي ببالك ؟‬
‫ميلت فمها‪ ،‬همت بالرد لكن إبتلعت حديثها وتشاغلت بقلم الحمرة رفع‬
‫حاجبه وميل رأسه ‪ :‬مشاهد اإلغواء ؟ اممم هذي المشاهد إعتيادية ‪ ،‬أقصد‬
‫خالص صرتي متمرسة ثالث تجارب وقصتنا الرابعة‬
‫ابتسمت ولمعت عينها ‪ :‬صح الرابعة تصدق كنت ناسية اممم هذا الفستان‬
‫أول مرة البسه تطمن ماحد شافه غيرك‬
‫كشر من سذاجتها ‪ :‬اغسلي وجهك الغبر وخلينا ننزل أمي مجهزة السفرة‬
‫ويكون بعلمك من الليلة بتمسكين المطبخ مكان أمي ممكن هالشغل ينزل‬
‫لك كم كيلو‬
‫قاطعته ‪ :‬كنت أفكر بهالشيء التخاف لعبتي المطبخ والمواعين‬
‫وبطواعيه تحركت للمغسلة القريبة غسلت زينة وجهها ونزلت خلفه‬
‫استفزت أعصابه من جديد وهمس لنفسه ‪ :‬خطوات السلحفاة مارح نخلص‬
‫منها‬
‫لف لها وابتسم إبتسامة صفراء ‪ ،‬جذب كتفها وصارت معه على نفس‬
‫الدرجة وببرود رتبت قماش كم الفستان الذي تبعثر من قبضته ‪ ،‬مشت‬
‫بنفس خطواتها واقتربت من سفرة األكل إبتسمت بعفوية لخالها المحبوب‬
‫وقالت ‪ :‬أحلى مساء بشوفة هالوجه وشلونك ياخالي ماشفتك أمس وقبله‬
‫وحشتني‬
‫يا هللا هذه الجمل أخذت منها وقت طويل جدا ً كيف للطرف المقابل أن‬
‫يحتمل كل هذه السذاجة ؟‬
‫‪ :‬حي هللا بنيتي وحبيبتي جويدة بشريني عساتس مرتاحة‬
‫دست لقمة كبيرة في فمها وأشارت بيدها بنعم وام عبدالملك تغلي من القهر‬
‫تماما ً مثل ولدها ‪ ،‬لكن لن تنطق بحرف في حضرة زوجها الصارم ‪،‬‬
‫كاف تخفي الكثير واأليام لصالحها من المستحيل أن تترك‬
‫ِ‬ ‫عندها وقت‬
‫جيداء البد تقتص لها ولولدها‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:44 2022/4/8[ ,‬‬


‫بقيت ليلة على زفاف مشهور لكن مشهور مختفيو كل أجهزته أقفلها ‪،‬‬
‫متجاهالً الصخب الذي تركه بين جدران مجلسهم الشاسع ‪ ،‬تجاهل‬
‫استفهامات أهل الحي كيف لعريس أن يتغيب عن ليلة من ليالي العمر‬
‫بدون أعذار !‬
‫طبعت على وجهه ‪ :‬يبه‬ ‫نوفل وهو يمتر المكان وكل استفهامات أهل الحي ُ‬
‫وش نقول للناس ؟ العرس ملغي عريسنا ماله خاطر بالفرح وتركنا ؟‬
‫زامل بوجه متصلب وبداخله يعقد أفكار وأفكار إحتمالية هروب مشهور‬
‫كانت واضحة وبالفعل صابت توقعاته ‪ ،‬ترك كل شيء لنوفل وغاب ‪،‬‬
‫والدهم جهز خطة بديلة ‪ :‬العرس بيتم مثل ما اتفقنا بالوقت والتاريخ اللي‬
‫اختلف شيء واحد‬
‫نوفل لف له وهو يستحثه ليكمل كلماته المتقاطعه هتف والده بسرعة ‪:‬‬
‫اقرب وقرب الدلة !‬
‫هنا المقصود ظهر وتجلى عيانا ً ‪ ،‬وسيط قرارات والده الجنونية الدلة‬
‫وفناجيله ‪ ،‬مد نوفل الفنجان ليمنى والده وقال ‪ :‬تم يبه اللي تبيه اعتبره‬
‫مقضي ومن الليلة‬
‫سم له برضا وقال ‪ :‬هقوتي فيك دايم ماتخيب والحين أبيك تقصد بيت‬
‫تب ّ‬
‫أهل ضاري وتوصل لهم العلم البد تكون العروس بالصورة‬
‫مشى نوفل وهو يجر خطوات أفكاره الثقيلة ناحية بيت أقرب رفيق زج به‬
‫الماضي لساحة حرب وعداوة إنتهت بالفراق ‪ ،‬لكن الماضي لم ينتهي بعد‬
‫والده يعيش على أطالله ومصر على بقائهم في نفس الدائرة بالرغم أن‬
‫قاس وممتد ‪ ،‬طرق بابهم بخفة الوقت ليل والهمس مسموع وبالفعل‬
‫الضرر ٍ‬
‫وصله همسها المذعور ‪ :‬من ؟‬
‫رد بنفس النبرة ‪ :‬نوفل يا أخت ضاري !‬
‫وصلته زفرتها ومن ثم قالت ‪ :‬وش اللي رجعك ألبوابنا ياولد الشيخ ؟‬
‫ببساطة رد ‪ :‬عرسنا باتسر‬
‫تركها وهي متلبسة بذهولها ‪ ،‬وهي تضرب صدرها بيدها ركضت لغرفة‬
‫والدها وبنفس المالمح وبنفس العبوس ‪ ،‬جلسته ثابتة وعينه عالقة بشباكه‬
‫المطل على الحي ‪ ،‬ينفث دخان سجائره بشكله الرث المؤذي لقلبها ‪ ،‬هتفت‬
‫لوالدها بصوت باكي ‪ :‬يبة تذكر صيتة يوم كسرت طوق شعري وبكيت‬
‫وش سويت يومها ؟ ال يبه اتركنا من صيتة تذكر يوم بكيت عبيد ولد‬
‫جارنا ألنه ب ّكاني يبه تقوى هالدنيا ؟ تقدر تاخذ حقي منها وتواجهها ؟‬
‫الرد !!‬
‫شهقت أكثر والعتاب الباكي جر خلفه عتاب مدمي بعد ماقالت ‪ :‬ليه صرت‬
‫معهم ؟ ليه ارخصتني يابوي ؟‬
‫رفع عينه جهتها وعاد لجهته القاسية يتأملها بدون ملل ختمت عبارات‬
‫العتاب وقالت ‪ :‬اخخخ ليت السنين ترجع اخخ لو ارجع صغيرة ‪ ،‬مابي‬
‫طفولتي يبة أبيك أنت ابي عايد بثوبه األبيض وعطره الثقيل وشماغه ابي‬
‫صوت سبحته وهو يعقدها وصوته اللي يهابه الحي لكنه حنيّن علينا‬
‫صمتت ألنه صار يبكي وكتفه اآلن يهتز وسيجارته بيده تتراقص ‪ ،‬رق‬
‫قلبها وأشفق ‪ ،‬أثقلت عليه وقلبت أوجاعه‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:49 2022/4/8[ ,‬‬


‫ماكان بوسعها إال أن تمد يدها لكتفه وتميل بجسمها ناحيته طبعت قبلة‬
‫إعتذار على رأسه وخرجت لغرفتها ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصايف يدها على خدها تنتظرهم يكتملون وتأكل وجبتها ‪ ،‬من قوانين‬
‫والدتها في األكل حضور الكل على طاولة واحدة وبالطبع صار هنا‬
‫شخص منتظر !!‬

‫" يمام "‬


‫هذال يقلّب شوكته وهو منتظر تعليق وصايف الحاد عند األكل وبكل‬
‫األوقات هي التتقبل أي شخص بسهولة والتجامل أحدا ‪ :‬يمه وش قولتس‬
‫؟ نصور األكل وال نتصور معه وش تآمرين عليه يم هذال ؟‬
‫بوجوم وعالمات الحزن على وجهها مرسومة ‪:‬ام هذال تقول ناكل يوم‬
‫يكتمل عقد السفرة لو نصبر ليلة كاملة مايهم !‬
‫وضاح متملل من الوضع لكن أعصاب أخيه التحتمل شد أو تهكم كان‬
‫صامت يقلب ملعقته نطق هذال ‪ :‬ماهي راضية يمه هللا يخليتس لي اتركينا‬
‫نكمل عشانا جيتها ماتفرق مثل غيابها من قبل وش اللي تبدل يمه ؟‬
‫تجاهلت ثرثرته وما كان بوسعه إال أنه نهض بسرعة وصعد لقسمهم فتح‬
‫الباب بقوة جعلت يمام تنتفض وتتحرك من مكانها ‪ :‬غطي شعرتس بسرعة‬
‫طول وأهلي‬
‫اهلي ينتظرون تشرفينهم على سفرة العشا وصولتس الميمون ّ‬
‫ماعندهم صبر‬
‫لفّت بعناد وجلست على األريكة القريبة من الشباك لتنطق ‪ :‬من اللي له‬
‫نفس ياكل بحضرة وجودهم ؟ وبعدين ماقدر آكل مع أخوك بسفرة وحدة !‬
‫قهقه ! من أعماق قلبه ضحك على ردها الواهي ‪ :‬سافرتي مع رجال‬
‫غريب وصار بينكم عيش وملح وزودي عليها حب ! وتقولين ما اقدر أنتي‬
‫قدرتي وانتهيتي غطي شعرتس التكثرين كالم ماله طعم‬
‫تقوس فمها من استحواذه على الحوار ‪ ،‬غلبها بكل سهولة وقدر يعسفها من‬
‫غطت جسمها وشعرها ونزلت خلفه‬ ‫تحركت لعباءات السفر الملونة ّ‬ ‫جديد ‪ّ ،‬‬
‫وصايف بهجوم ‪ :‬أخيرا ً جيتي وال كنتي منتظرة الزفة الناقصة اللي قطعها‬
‫اخوي ورجعتي من نصيبه ؟‬
‫وضاح بهمس ‪ :‬وصايف‬
‫لفت لوصايف وإبتسمت بتشفي ‪ :‬وانتي من خمس سنين على هالحال‬
‫ماتغيرتي ؟‬
‫شحب لون وصايف لتنطق يمام بإستمتاع ‪ :‬كل يوم ببيت اهلتس اشارت‬
‫لبطنها ‪ :‬ياكثر مايصفقتس سلمان وياكثر ماتحملين‬
‫وصايف تحركت بحدة لكن وضاح شد يدها وهو مصدوم من يمام وهو‬
‫سابقا ً اليميز نبرة صوتها بسبب خجلها ‪..‬‬
‫هذال بحدة جذبها جهته ليهمس من بين أسنانه ‪:‬علوم الردى والنقص‬
‫اتركيها ألهلها‬
‫قاطعته بحدة مماثلة ‪ :‬هذاني بين أهل النقص هذا وقتها ومحلها !‬
‫شدها أكثر ‪ :‬بتبلعين الردى وتصكين فمتس عنه أو عندنا صفحة قديمة‬
‫بنفكها وتتوجعين قدام الكل !‬
‫سم بتشفي عميق‬‫تراعدت وهي قريبة منه ‪ ،‬جلست على الكرسي وهو تب ّ‬
‫الحظ نظرات وصايف وهي تقدح غضب مستحيل تترك حقها نطقت ‪:‬‬
‫ماشاء هللا األسورة اللي بيدتس ماشفتها من قبل أكيد من خير هذال اللي‬
‫خذيتيه وأنتي مسافرة !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:51 2022/4/8[ ,‬‬


‫لفت يمام لهذال وفي ذات اللحظة نطقت أمها ‪:‬وصايف بس‬
‫وضاح يأكل بإستمتاع وهو يتجاهل كل شيء المهم أن يشبع بطنه‬
‫همست له وبعينيها تجمع دمع أذهله ‪ :‬من بقى ؟ أكملت بهمس باكي ‪ :‬الكل‬
‫صار يدري ليه تمسكني مع يد تدري انها بتوجعني حيل وبتكسرني وأنت‬
‫عارف ومنتهي ! حروبك النفسية ماتخلص هذا أنت ياهذال هذي فعولك‬
‫ماتتغير‪ ،‬إرتفع صوتها بحدة أذهلت الكل صارت ترمي كل شيء على‬
‫السفرة بجنون ‪ ،‬هجمت عليه بجسمها الهزيل وهي تضربه وتهذي بنفس‬
‫الوقت بكلمات غير مترابطة وغير مفهومة ‪ ،‬سقطت طرحتها وانكشف‬
‫شعرها هذال شد يديها محاوالً أن يسيطر على إنهيارها الثاني المريب‬
‫بالنسبة له حملها ليخطفها عن نظراتهم ليرتفع بكاء والدتهم ‪ ،‬وصايف‬
‫أخفت تأثرها ‪ :‬الحمدهلل والشكر سافرت بعقل ورجعت مجنونة‬
‫وضاح صرخ ‪ :‬وصايف بس بس‬

‫في األعلى عند يمام وهذال تحديدا ً‬


‫هي من زاويتها تتلوى ببكاء حاد منهارة تماما ً وهو يركض هنا وهناك‬
‫يحاول يخمد النار ويسيطر على ثورانها ‪ ،‬نبّش عن أي طرف يدله على‬
‫شيء ينقذها وينقذ تساؤالته بعثر حقائبها وأدراجها عاد إليها ليجلس على‬
‫ليقربه من مالمحه ويسألها بحنان لن تستوعبه في‬
‫األرض جذب وجهها ‪ّ ،‬‬
‫وقتها الحالي ‪ :‬يمام يمام عندتس دوا ؟ صار شيء وأنتي بعيدة ؟ دليني‬
‫أكسري هالحيرة ودليني‬
‫تبكي بكاء يذيب القلوب وهي تعض على األجوبة اليمكن أن تشفيه في‬
‫هذه اللحظة النازفة بأي جواب ضم أكتافها المتراقصة ورفع وجهها من‬
‫جديد ‪ :‬يمام‬
‫‪ :‬الرد‬
‫إستهلكت طاقتها أكثر من الالزم ‪ ،‬هو بملك قدرة كبيرة على تجاهل كل‬
‫دمعة مثل إنهيارها السابق ‪ ،‬يقفل الباب وينتهي كل شيء لكن جنونها‬
‫ترك في داخله غرابة كبيرة عاجز عن تجاوزها ‪ ،‬مرت دقائق طويلة‬
‫وهي على حالها لدرجة تيشيرتها األبيض صبغ من دمعها ! يا هللا تملك‬
‫طاقة عتاب غريبة ‪ ،‬تستهلكه وإن كان الغلط متلبسها بالكامل ‪ ،‬جلس‬
‫بجانبها حاول يجاري جلستها ونجح أكبر حيلة يمتكلهت اآلن ‪ ،‬تمنى أن‬
‫يجاريها في البكاء وينفّس عن عتابه وتنتهي المسألة ‪ :‬السؤال مفتوح‬
‫وبيبقى على حاله لين ينكتب له جواب شافي او تنطقينه وينتهي اإلستفهام‬
‫اللي ثابت بمكانه من خمس سنين ليه أخذتي كل شيء ومشيتي ؟‬
‫الحظ أن الهدوء إقترب من ضفتها ونظراتها الدامعة تحولت لنظرات‬
‫ثلجية فيها لمحة إنتصار وبسمة مائلة ترقص بجهتها لمحة شر مغلفة بأنوثة‬
‫اليمكن يغض الطرف عنها أو يتجاوزها ‪ ،‬مالت بجسدها وضعت رأسها‬
‫على كتفه استنزفها البكاء وأهدر طاقتها تجاهلت كل األماكن واختارت‬
‫كتفه همست بصوت واهن ‪ :‬ماعندي جواب الحين ‪ ،‬ابي شيء واحد‬
‫ياهذال ابي منك شيء واحد !‬
‫تجاهل تأثيرها الذي أثقل كتفه ونطق بتهكم ‪ :‬وش تآمرين عليه ؟ هذي يمام‬
‫كل شيء تتعامل معه بالتملك أن جاها بالطيب أو مايفرق معها الطيب‬
‫بيدها تسرقه‬
‫روايات ريّانة‪]AM 5:52 2022/4/8[ ,‬‬
‫ردت ‪ :‬شفت الكالم اللي قادر تواجهني فيه بكل ثقة وعارف اني مستحيل‬
‫أبرر أو أرد عليه برد عليه يوم يجي وقته ويومها بتتغير أشياء كثير‬
‫لف لها بحدة لدرجة كادت أن تسقط ‪ :‬ردي الحين ابي كل شيء يتغير من‬
‫اليوم ردي عندتس جواب؟‬
‫رفعت شعرها عن وجهها ‪ :‬ابي اروح بيت أمي او بيت أختي وبعدها حدد‬
‫أنت بيوم نحتفل حفلة ببيتكم نسكت فيها أهالينا وبعدها نتصافى أنا وأنت‬
‫وعقب مثل ماوعدتني تطلقني ياهذال وينتهي كل شيء‬
‫شد شعرة من شعرها لدرجة نطقت بأخ ناعمة ليقرب وجهه منها ‪:‬‬
‫ماوعدت أنتي مواعدة قلبتس بالخالص وتنتظرين أي فرصة أنا وعدت‬
‫بشيء واحد بس ببقى مثل شوكة لتس وبتبكين واجد يمام استعدي‬
‫رفع نفسه بعد ما تأكد أن إنهيارها الثاني مر وانتهى بغرابة ‪ ،‬ليسترد متعته‬
‫وهو يستفزها بدون بكاء يفسد متعته ‪ :‬الحفلة بكرة وكلمي امتس تجي هنا‬
‫وكل شيء يجهز وانتي بالبيت ‪ ،‬خرج و ضرب الباب وهي على األرض‬
‫تشعر بخدر جسمها تمددت ونامت بدون أي مقدمات‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عذبا‬
‫سلّمت نفسها أليدي بنيّات الحي ‪ ،‬شروق تقيس خصالت شعرها وتقص‬
‫بالتساوي األطراف ال ُمعدمة وسلمى ترتب أظافرها وبالزاوية أميرة تكوي‬
‫ثياب العرس الجديدة وترتب حقائبها !‬
‫هذا اإلهتمام جديد على مثلها ‪ ،‬لطالما عاشت بغرفتها وبسور بيتهم البسيط‬
‫بدون اليزورها أحد ‪..‬‬
‫همست لها شروق بتردد ‪ :‬عذبا في خصالت بيضا بشعرتس ودتس أجيب‬
‫من صبغة أمي اللي تحطها بشعرها ؟‬
‫عذبا بذبول ‪ :‬ان تغطى الشيب وانستر وش اللي يغطي عيوب الروح يوم‬
‫تذبل ويشوف الناس أثر قل الحيلة ؟‬
‫بهتت شروق لترمقها بنظرات مواسية ‪ : ،‬عندي حمرة جديدة مابعد‬
‫حطيت منها وفستان العيد الفايت كنت حامل وماجا قياسي كلها حاللتس‬
‫ياعذبا‬
‫عذبا اقتربت منها لتهمس ‪ :‬شروق أعرفتس من يومنا بصفوف اإلبتدائي‬
‫الشيء اللي لتس يعم غيرتس وتحبين تشوفينه عند الكل لو خبزة أيام شتوية‬
‫طفولتنا أو العرايس اللي كنا نحسدتس عليها كان مارديتها‬
‫دنقت شروق برأسها ‪ ،‬فهمت مقصدها ‪ ،‬الود توقف عند سنين طفولتهم‬
‫وغادر مع غياب ضاري‬
‫همست لها بلوعة ‪ :‬لو بيدينا كان اختلفت أشياء كثير بس هذي أوامر‬
‫كبارنا وحنا سمع وطاعة‬
‫تحركت شروق برفقة البنات للخارج وعذبا تودعهن بنظرات صامتة ‪ ،‬هذا‬
‫يومها األخير هنا بين جدران بيتهم الفارغ من أصوات الحياة ‪ ،‬رمقت‬
‫الشجرة في ركن السور تتمايل ‪ ،‬ظلها باهت وجذعها كان يتمايل على‬
‫أوتار الغائبين ‪ ،‬أنغامه موحشة لتبث الحنين في صدرها وتبكيها ‪ ،‬صدت‬
‫عنها ورمقت شباك حجرة والدها ‪ ،‬من بعد موافقته على كسرها قرر‬
‫يعتصم فيها ويعلن حداده بطريقته هو ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 5:57 2022/4/8[ ,‬‬


‫منذ غياب أخوتها ومن بعد مافرغ البيت منهم ‪ ،‬أعلن حداد أبدي ليتنفس‬
‫دخان السجائر ينفث حنينه بطريقته‬
‫تهدجت أنفاسها وعادت لإلختباء في غرفتها لتقيم الليلة حداد خاص توادع‬
‫فيها ذكريات طفولتها هنا وذكريات ضاري وبقية أخوتها ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪..‬‬
‫يوم العرس ‪..‬‬

‫نايف ضاري خزاري كلهم في سيارة واحدة متجهين لمسقط رأسهم‬


‫المعزولين عنه إجبارا ً وقهراً‪ ،‬حدود هذه المنطقة محرمة عليهم إلى نفَسهم‬
‫األخير‬
‫ضاري من أعلى مكان في هذه المنطقة أوقف سيارته الفارهه هتف ‪ :‬هنا‬
‫نقدر نشارك من بعيد لو بالنظر ولو هو مايكفي لكنه أضعف الحيل لغيرنا‬
‫وأكبرها لنا‬
‫خزاري نزعت برقعها والهواء الليلة كان قوي غلب تصبّرها وجلدها‬
‫وإن فضلت أن تكتم مايخالجها جو اليوم مشحون ‪ ،‬مشحون ومح ّمل‬
‫برائحة قديمة بثت عبقها بينهم وبين حدود طفولتهم وبين أمانهم القديم‬
‫ومستقرهم ‪ ،‬هنا صار الهوا ء يعبث بما تبقى من المكنون خافت تفصح‬
‫عنه وتكسر أخوتها ‪ ،‬تتوسط ضاري ونايف ‪ ،‬يدها اليمنى مدتها لكتف‬
‫ضاري واألخرى كانت من نصيب نايف ‪ ،‬نسائم طفولتهم تالعب ثيابهم‬
‫المترفة ‪ ،‬الهواء زادت سطوته ليعبث بقلب هذين الجبلين بدون أدنى‬
‫رحمة ‪ ،‬الحنين بلغ ذروته زادت سطوة المشاعر بعد مشاهدتهم للتجمع‬
‫الغزير بعد ما التف األهالي وصارو يحاوطون أسوار بيتهم بعد ماكان‬
‫غريب ومهجور ‪ ،‬إرتفع صوت بكاء خزاري وهي تشاهد مراسم زفاف‬
‫أختها ‪ ،‬إعتلى صوتها بصورة أكبر وهي تشاهد بابهم المهجورة حدوده‬
‫يُفتح ويعلن عن خروج أختها بشكل رسمي ‪ ،‬تركت عتبات الطفولة‬
‫وأشجار الرمان وجذع شجرة اللوز ‪،‬عذبا تلوح لبقايا طفولتهم الطاهرة‬
‫بقلبها معلنة إنشقاقها عن هذا الركن إجبارا ً وقهرا ً ‪،‬‬
‫نايف شعر بثقل خزاري بعد ما دست رأسها جهة قلبه وهي تقول بوجع‬
‫قاسي جدا ً ‪ :‬الغصن الباقي من جذورنا القديمة إنقص يانايف ‪ ،‬اليوم اللي‬
‫انرسم ببالي لفرحتها انسرق مني يانايف‬
‫نايف وجهه متصلب وعينه على بابهم الذي غص اليوم من الزوار بدون‬
‫أي تفاعالت ألنه ابتلع انهيار ضاري ودموع خزاري ‪ ،‬تكونت كتلة حزينة‬
‫وزنها ثقيل واختارت البقاء بداخله وهذا الوجع كان أشد وأعظم ‪ ،‬ضاري‬
‫صورة أخرى مكبّرة لصورة قهر نايف ألنه أشد إيالم وأقوى إنهزام ‪،‬‬
‫النقيض لكل هذه الصور ثبات هذين القطبين ‪ ،‬بنظرة واحدة لجهه واحدة ‪،‬‬
‫جهة باب بيتهم الذي تركته عذبا ‪ ،‬أما خزاري دموعها كانت عنها وعن‬
‫نايف وعن ضاري ‪..‬‬
‫الزال النسيم العابث يغازل أطرافهم ‪ ،‬كان لطيف ومحبوب والليلة صار‬
‫عنيد ويؤذي القلوب ‪ ،‬دلة نايف يفوح دخانها وضاري متوسد يمينه وظهره‬
‫لهم مفترشين المكان‬

‫روايات ريّانة‪]AM 6:01 2022/4/8[ ,‬‬


‫إصرارهم على البقاء هنا كان غريب لكن خزاري أصرت على موقف‬
‫البقاء حتى تنتهي ليلة الزفاف ال ُمقام في بيت الشيخ زامل وتنتهي مراسم‬
‫توديعهم لطفولة عذبا وبقاياهم القديمة وزوايا حيّهم المتروك ‪ :‬سمي يختي‬
‫قولي ال إله إال هللا لو كان مشهور مثل ماجار عليها ابوي وابوه كانت‬
‫علومن ثانية لكنه نوفل ان مانفعها ووقف معها ماضرها‬
‫خزاري مدت يدها للفنجان ‪ :‬تضمنه ياخوي ؟ عطني الحين ضمان‬
‫وارقص كل‬
‫وأوعدك ما أبكي عليها أوعدك ألفرش بصدري ساحة عرس ّ‬
‫ضلوعي بس عطني ضمان‬
‫نايف تحامل على قهره ليخفي كل الحرائق التي تطاولت داخل صدره من‬
‫أجل أختهم نطق ‪ :‬ماعندي ضمان لكنه عند ضاري‬
‫زفرت ‪ :‬ضاري يوم تضيق عليه الوسيعة لقّى للدنيا ظهره ونام ‪ ،‬شوفه‬
‫متلطم بشماغه ومايعبر أحد‬
‫بصوت ناعس ‪ :‬اضمنه اضمنه ‪ ،‬رفع نفسه ووضع رأسه على رجلها ‪:‬‬
‫نوفل عرف اإلشاره فطن لها وقال سم لو مانطقها‬
‫‪ :‬وش سويت لك يد ؟ نايف يسأله بكل ذهول وهو رد بتالعب بالرغم من‬
‫كل شيء صار اليوم ‪ :‬قول يدين قول أعظم ‪ ،‬اللي يتطاول على حدودنا‬
‫ويظن ان حدوده الممنوعة بتوقفنا قدرنا نخيب ظنه ونعسف الممنوع‬
‫ونتطاول على حدوده هو !‬
‫خزاري برعب ‪ :‬وش سويت ياضاري‬
‫تغطى بشماغه والنوم بدى يتمكن منه من جديد ‪:‬مسكنا مشهور ونوفل فهم‬
‫اإلشارة التخافين مالمسنا فيه شعره لكن قيدناه لين يتم هالعرس وبنفكه‬
‫مسموح‬
‫عم الصمت على المكان والزال ضاري يمارس هواياته رعونته المشتركة‬
‫مع نوفل وطرقهم الملتوية قديما ً إسترجعها ضاري لينقذ أخته من سلطة‬
‫زامل ووالدها ‪ ،‬رهن مشهور وقيده عند شخص يثق فيه ‪ ،‬والزواج من‬
‫نوفل كان نتاج هذه المراوغة الصائبة جدا ً بحقه وبحق أخته عذبا ‪..‬‬

‫جهة الزفاف‬
‫صوت زغاريد نسوة الحي وموسيقى الفرح التي عمت المكان واستثنت‬
‫قلبها ‪ ،‬مباخر العود وحلوى الفرح والمكان كله منتشي عداها هي وأيضا ً‬
‫صيتة ‪..‬‬

‫فستان أبيض بنفشة ناعمة شعرها الطويل جدا ً مسدول وبيدها زهور‬
‫تعتصرها بكل قوتها الواهية وكأنها تريد إستخراج دمعها العنيد من‬
‫أطراف الزهر الندي ‪ ،‬تريد أن تنتقم من عبقه المتالعب ومن لونه األحمر‬
‫القاتم ‪ ،‬هذه الزهرات شريكة في إيالمها الليلة تماما ً مثل والدها ومثل نوفل‬
‫ومثل بنيات الحي وهن اآلن يتراقصن بطرب المثيل له ‪ ،‬بسعادة غامرة‬
‫وكأنها صيتة عروس الليلة ألن صيتة تجمع كل بنيات الحي والكل يحبها ‪،‬‬
‫صيتة المعتصمة في مكانها تقضم فمها بألم مصفى ‪ ،‬بوجع وقهر مستحيل‬
‫يتخفى ‪ ،‬تالعب أصابعها المتراقصة من غضبها المكبوت ‪.‬‬

‫إنتهى ‪..‬‬

‫عذبا ‪ ،‬الغصن الباقي من جذورهم القديمة انقص وتر ّحل عن زوايا بيت‬
‫طفولتهم 💔‬
‫أنتظر تعليقاتكم بحب كبير ️♥️♥️♥‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:45 2022/11/8[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫صيتة المعتصمة بمكانها تقضم فمها با ٔلم مصفّى ‪ ،‬بوجع وقهر مستحيل‬
‫يتخفّى ‪ ،‬تُالعب أصابعها المتراقصة من غضبها المكبوت ‪ ،‬تحاول تبث‬
‫بداخلها سكينة تنهي فيها هذه الليلة ‪ ،‬تنازعت مع أطراف عدة وخسرت‬
‫هي وهاهي ا ٓ‬
‫الن بزاويتها تراقب الفرح من جهته ‪ ،‬الحزن والقهر اقتسمته‬
‫مع عذبا والبقية يعيشون الفرح بكل حذافيره وبكل عفوية وبساطة ‪..‬‬

‫إنتهت الحفلة‬
‫الن توصيل عذبا لقسمهم ‪ ،‬لبيتها الجديد‬ ‫الكل مشى وام مشهور مهمتها ا ٓ‬
‫ولسجنها االٔبدي‬
‫ام مشهور بطيب نفس همست لها ‪ :‬انتهى العرس والكل مشى وأنتي‬
‫مافتحي افمتس على االٔقل اضحكي عساه يزين البخت ويضحك لتس‬
‫ردت عذبا بصوت هادئ ‪ :‬وين اروح وين وجهتي االٔخيرة ؟ وش آخر‬
‫خطاوي هالليلة يا ام مشهور ؟‬
‫ردت برحابة ‪ :‬تعالي واليضيق لتس بال‬
‫مشت خلف ام مشهور بجسدها فقط ‪ ،‬الروح ذابت وتهاوت ‪ ،‬تركتها بعيدا ً‬
‫لتندب أيامها القاسية بين جدران غرفتها المتروكة‪ ،‬دخلت القسم الواسع‬
‫غرفة وصالة تميل للفخامة بدون مطبخ‬
‫تركتها ام مشهور لتبقى هي تتا ٔمل الستار االٔبيض قفزت بداخلها رغبة‬
‫قاسية ‪ ،‬أن تقف أمام شباك حياتها الجديدة وتوادع حياتها القديمة على االٔقل‬
‫تعيش الحنين وهي تزفه أشجارهم ‪ ،‬تعيشه من بعيد ‪ ،‬لكن قاومت الرغبة‬
‫الن أقصى قلبها شعور الخوف‬ ‫لتثبت في مكانها شعور الحزن المتربع ا ٓ‬
‫يوازيه لدرجة مرعبة ‪ ،‬لدرجة تراعدت فيها من صوت الباب ومن صوت‬
‫خطواته ‪ ،‬الزالت ثابتة على هي ٔيتها وبالرغم من ذلك شاهد الرعب من‬
‫إهتزاز كتفها ومن تراقص خصالتها اليملك فضول لباقي تفاصيلها ‪ ،‬هتف‬
‫بصوته الثقيل المرعب ‪:‬ماهي على البال هذي اللحظة والحسبت لها‬
‫حساب والحين يجمعنا سقف واحد ‪ ،‬ماحسبت حساب تكونين محسوبة علي‬
‫من القرايب وصرتي‬
‫مايشرفك وماكنت تتمنى ! شوف كيف تتغير‬
‫ّ‬ ‫ردت بكل وجع ‪ :‬قصدك‬
‫االٔمنيات وكيف تالعبنا الحياة كيف كنا وكيف صرنا !‬
‫رد وهو عازم يخفف حدة كالمه الٔنها تتألم ومصدومة مثله أو باالٔصح‬
‫أكثر منه رد ‪ :‬على العموم هذا المكتوب وهذي هي القسمة ولو مارضينا‬
‫بتبقين محسوبة‬
‫ردت ‪ :‬وش تبي مني يانوفل ؟ اختصرها تعبت حيل وأبي الوجع ينتثر‬
‫دفعة واحدة على االٔقل تنتهي قسمتي الليلة‬
‫يا هللا !‬
‫حدتها المتراخية ‪ ،‬اثقله التناقض بين صوتها ومفرداتها ‪ ،‬هذا التناقض‬
‫تا ٔثيره كان طاغي على اللحظة زعزع جموده صوتها والكلمات التي‬
‫تنتقيها وصلت له دون ان تتكلف أو ترفع نبرة صوتها رد ‪ :‬ان كان‬
‫يرضيتس البعد تطمني أنا هالحدود أجيها مثل ضيف وان كان يرضيتس‬
‫البعد أكثر خالتي ام مشهور ماشفت وجهها من جيت على الدنيا أكيد فهمتي‬
‫وش أقول‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:46 2022/11/8[ ,‬‬


‫ردت ‪ :‬التمنعني من أبوي حتى ولو قلبي عليه عتبان وحتى ولو انجرحت‬
‫منه مابي ابعد عنه‬
‫رد ببساطة ‪ :‬مسموحة‬
‫هذا القاسي كيف له أن يلين ويليّن مفرداته ؟ لينه غلب حدتها ليمتص‬
‫صدمتها ووجعها معا‬
‫سكب طما ٔنينة عظيمة داخل روحها لينسحب بكل بساطة ! غلب كل‬
‫االحتماالت !‬
‫التوقعات وفاق كل ٕ‬
‫‪:‬‬
‫؛‬
‫شادية تستعد للدوام ‪ ،‬رتبت مالبس شادي وبالكاد طاوعها ترتب شعره ‪،‬‬
‫بعد جهد ثبتته في عربته ومع ذلك مازال يتحرك حركة مفرطة اعتادت‬
‫عليها بوضعه لكن الكثير يستنكرها ‪ ،‬تذكرت مكالمة عروب وغيابها‬
‫المريب ‪ ،‬صادفت والدتها وهي تتوسط الصالة مع صينية القهوة‬
‫وحلوياتها لتهتف ‪ :‬يمه عروب ما اتصلت ؟ هي ناوية تجينا بحفلة عزيزة‬
‫ويمام بس اتصل فيها وماترد‬
‫ببرودها المعتاد ‪ :‬أكيد شغلها منعها من السفر وعروب كلنا نخبرها تقدس‬
‫دروسها أكثر من عايلتها أكيد عندها بحث أو اختبار‪ ،‬وانتي وش عندتس‬
‫متا ٔخرة ؟‬
‫تا ٔففت وهي تلتقط فنجان قهوة ‪ :‬اليوم عندي محاضرة بوقت متا ٔخر‬
‫واستا ٔذنت وشادي عنده موعد بالمستشفى بمرهم بعد الموعد‬
‫حذام وهي تتفقد مالمح إبنتها ‪ :‬حفلة يمام باتسر جهزي لتس لبس زين‬
‫‪ :‬وشادي ؟‬
‫صمتت ثم قالت ‪ :‬لو ان البيت استر واسلم له لكن ‪ ،‬بوجوم قاطعتها ‪ :‬ثوبه‬
‫جاهز يمه بيكشخ حتى هو بحفلة خالته !‬
‫صدمتها وهي تتجاهلها لتضحك بحب وهي تلف لشادي المنشغل بحركات‬
‫يديه راقصت عربته ‪ :‬يازينه يازينه‬
‫يشفع لها هذا الحب ‪ ،‬تحب شادي وشادي يبادلها نفس الشعور لدرجة‬
‫يصدر أصوات غريبة بحضور جدته وبالفعل صار يتكلم بلغته التي يطغى‬
‫عليها حبه الكبير لترد جدته ‪ :‬وانا احبك ياجنيني وهللا احبك يانظر عيني‬
‫أنت‬
‫ابتسمت شادية بعفوية ‪ :‬دام يحبتس يمه ويتعلم منتس ليت تعلمينه يقول‬
‫ماما‬
‫انقبض قلب والدتها قفزت شادية بسرغة خوفا ً أن تبكي أوتنهار وهذا‬
‫الوقت غير مناسب للبكاء‪ ،‬لديها مهام ومن الضروري تنهيها بوقتها هتفت‬
‫وهي تنزل نقابها على وجهها ‪ :‬مع السالمة يمه ‪..‬‬
‫وصلت بعد موعد شادي لمقر عملها ‪ ،‬ارتدت مريلتها وبدت توزع‬
‫نظراتها في المكان ‪ ،‬شادي نا ٔيم بعد موعد المستشفى‪ ،‬لتتحرك با ٔريحية الٔن‬
‫حركته الكثيرة تشغلها دا ٔيما ً وصلت لطاولة سرور كان مختلف كليا ً وجهه‬
‫واالبتسامات‬‫وتفاعالت عينيه ‪ ،‬يوزع إبتسامات الرضا على المكان ٕ‬
‫تحولت لضحكات صدمتها ‪ ،‬من أشهر طويلة غابت ضحكته وجهه كان‬
‫شاحب دا ٔيما ً لكنه اليوم متغير تماما ً ‪ ،‬حملت طلبهم وضاح كان مكتفي‬
‫بالصمت منشغل بهم أخيه وبإنهيار يمام الغريب ‪ ،‬مرت دقا ٔيق إستيقظ‬
‫شادي وصار يتنقل بالكافيه جهة وضاح وسرور‪ ،‬جهته المفضلة دا ٔيما ً ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:47 2022/11/8[ ,‬‬


‫اقترب ليتا ٔمل مالمح وضاح ببراءة بعينيه الذابلة بعد المرض الذي الزمه‬
‫الٔسبوع وضاح إبتسم له بتلقا ٔيية ‪ :‬كنت تعبان ؟ واضح من هالخشم االٔحمر‬
‫وهالسعابيل ياحليله شوف ياسرور كيف يتا ٔملني ‪ ،‬وش شايف بوجهي‬
‫هاالعجاب ؟ ضحك شادي بعفوية الصغار ‪ ،‬ضحك‬ ‫ياورع ؟ وش سر ٕ‬
‫وضاح ليضحك قلبه لتعابير هذا الصغير وسرور شاركه الضحكات هنا‬
‫لف وضاح له ‪ :‬ياحليلك أنت الثاني ! وش اللي تغير يوم أشوف صحتك‬
‫زاينة ووجهك ضاحك وش سويت ؟ من الشيخ اللي قرى عليك ؟‬
‫ضحك سرور ‪ :‬قلبي يحب ببساطة ‪ ،‬طحت على وجهي طيحة شنيعة لكن‬
‫النتيجة هالصحة اللي أنت تشوفها‬
‫‪ :‬وينها وينها بنخطبها لك عجل علينا ‪ ،‬وضاح وهو يضحك قالها بسرعة‬
‫الخر بضحكة ‪ :‬تزوجت داوتني وخذت نصيبها لكن أنا راضي‬‫ليرد ا ٓ‬
‫يكفيني الشعور اللي أعيشه الحين !‬
‫فتح وضاح فمه ‪ ،‬تسمر لثواني ليرد ‪ :‬أنت اللي تداوى جسمك والمقابل‬
‫كان عقلك الن اللي اشوفه الحين شخص مجنون ويهذي‬
‫ضحك سرور ليرد ‪ :‬اقول انشغل بمراقبة هالبزر مايندرى عنك هو أنت‬
‫تالحق البزر وال أمه‬
‫لن يعطي رده أهمية تجاهله بكل بساطة وهو لن يا ٔخذ قلبه على محمل‬
‫الجد مثل بقية أمور الحياة ‪ ،‬لف لشادي ليبتسم من جديد وبالفعل هوايته‬
‫الجديدة هذا الطفل وتحركاته المفرطة وتخريبه ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫القاهرة‬
‫بتار تا ٔكد أن عروب ألغت رحلتها ‪ ،‬مازال السبب مجهول وغيابها بدى‬
‫يطول وقلقه بدى يكبر ‪..‬‬
‫قرر اليوم أن يكسر شكوكه ويتا ٔكد بنفسه ‪ ،‬هو يفكر ان النوبة داهمتها بين‬
‫جدران شقتها وهي وحيدة لكن عن أي نوبة يتحدث ؟ أي مرض يفكر فيه‬
‫؟ هو لم يتثبت بعد ومع ذلك مصر انها تعاني من مرض غامض يسقطها‬
‫الٔيام ‪ ،‬صعد للمبنى وقبل أن يصل للدور الذي تقطن فيه صادفته هي ‪،‬‬
‫واالنطفاء الظاهر‬
‫لكن صدمته هو غلبت صدمتها بحضوره شكلها وهي ٔيتها ٕ‬
‫على كل تقاسيمها شفتها المجروحة المتورمة وجزء من جبهتها تتوسطه‬
‫كدمة متورمة نطقت قطعت ذهوله ونطقت هي ‪:‬ماقدرت اسافر بس تدري‬
‫وش اكتشفت ؟ لو اموت واتعفن بشقتي وال واحد من أهلي ممكن يفقدني او‬
‫يسا ٔل عني‬
‫تجاهلته ومشت بعد ماالحظت انه متمسك بصمته مستحيل تجاهد نفسها‬
‫وتتعبها أكثر من تعبها الحالي اختصرت جموده بالتجاهل وهو سارع‬
‫بخطواته جهتها ‪ ،‬لكن حدث مالم يكن بالحسبان قطعت الخطوات وسكن‬
‫األصوات والظالم انتشر في المكان بشكل مرعب !‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:52 2022/11/8[ ,‬‬


‫كل شيء تغاضت عنه والتناسي الذي عاشت عليه لفترة طويلة وهي تظن‬
‫انها تجاوزت أعقد األمور وتخطتها لكن كل شيء اليوم عاد إليها بخطى‬
‫واثقة وبنظرة ثاقبة وبجروح جديدة ‪ ،‬نعم هو هذال القديم المتسلط الذي‬
‫يفرض جوره بدون أدنى شفقة ‪ ،‬عاد إليها ليتجبر ويرسم عناوين أيامها‬
‫ويعكر لياليها بعد ما استطاعت في فترة هروبها أن تحبها وتا ٔمن لها ‪ ،‬أعاد‬
‫إليها ليالي الخوف ولياليهم القديمة التي رافقتها فيها دموعها لتسكن على‬
‫قماش وسائها دون أن يرف له جفن أو يلين له حضن !‬
‫أقفلت علبة المجوهرات لتسقط عينها على شكلها بالمرآه ‪ ،‬عندها قدرات‬
‫خارقة على إبراز مكامن جمالياتها البداية من فستانها والنهاية لرذاذ‬
‫عطرها ‪..‬‬
‫سمعت عروة الباب ‪ ،‬سمعت محاوالته بإقتحام ليلتها الساكنة لن تسمح له‬
‫أن يعكرها أو يبكيها بهذه اللحظة والمستحيل في قاموسها هو أسهل‬
‫مايكون لسجانها دفع الباب بسهولة ‪:‬لو تتخبين بقلعة مالها أبواب هذال‬
‫يدك القلعة ويفتح له باب‬
‫لفت له لتراه يلتف ببشت رمادي وبكامل أناقته الرجولية قفزت إبتسامتها‬
‫الخبيثة لثغرها المتالعب‬
‫وقالت ‪ :‬هذا البشت رقم كم ياهذال ؟‬
‫لفّت عنه لتتشاغل وهي تدس خاتم الزواج الكريه با ٔصبع يدها ‪ ،‬محاوالتها‬
‫الخفية في التماسك بعد ماشعرت بخطواته واقترابه الشرس منها فشلت‬
‫وهو لمح محاوالتها ليبتسم بنفس الخبث ‪ :‬غريبة‬
‫تملصت عنه وهي ترتب بقايا خصالتها التي علقت با ٔزرار ثوبه بالغ في‬
‫االقتراب وهو يعتبر حدود جسدها من ممتلكاته الثمينة ‪ :‬وين الغرابة‬
‫ٕ‬
‫الترمي عناوين مبهمة قول كل شيء بشفافية االٔدب ماهو من عوايدك‬
‫بخبث مستمر والغريب ان هذه االٔنوثة لم تحرك شيء أبدا ً ‪ ،‬العتب واشياؤه‬
‫الثمينة التي سرقتها كانت تقف بينه وبين إنبهاره ‪ :‬مجوهراتك باقية‬
‫مافرطتي فيها مثل مافرطتي با ٔشياء ثانية !‬
‫نظراتها وهي تستحثه يكمل عتابه المغلف بغالف صلب وقاسي ليكمل ‪:‬‬
‫مابعتيها مثل ما بعتي خمس سنين وبعتي وراها وعود وأشياء ثمينة‬
‫قهقهت ! ضحكت بجنون أصابه في مقتل ‪ :‬هذي االٔشياء التقارنها بخمسك‬
‫البالية هذي أثمن شي بقى لي من حياتي معك‬
‫بتالعب مستمر نطق ‪ :‬مقره برخص نظراتك وواثقة وانتي تعبرين عن‬
‫حدودك الضيقة‬
‫قاطعته ‪ :‬وليه أكذب والحقيقة اللي عندي حدودي الضيقة ونظراتي‬
‫الرخيصة ؟‬
‫هو يمتلك القدره بأن يمد الحوار ويقوده لدفة الدمع بكل سهولة لكن‬
‫إنهياراتها عالية الثمن وهو من يدفع الخسا ٔير لوحده ‪ ،‬امتدت يديه‬
‫لخصرها الهزيل وأخيرا ً وصل لضفة إنبهاره جازف وهو يسمح لروحه‬
‫باالستمتاع والتنقل بين تضاريسها التي تتغطى بالجليد في وقتها الحالي ‪،‬‬‫ٕ‬
‫مرورا ً بخصرها وتعرجات جسدها وصوالً لخصالتها ‪ ،‬أما هي اختارت‬
‫الهروب من مكانها ‪ ،‬عينها على خاتمها وهي تقلبه بيدها االٔخرى‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:53 2022/11/8[ ,‬‬


‫هذال كبح مجازفته ليكتفي عن باقي تفاصيلها والوجهه الر ٔييسية محطة‬
‫عيينها ألنه مقر بينه وبين نفسه إن وصل حدودها سنينه الخمس الثا ٔيره‬
‫مصيرها للذوبان ‪.‬‬
‫‪ :‬وهههه وأخيرا ً تركني اتنفس قالتها بعد مازفرت بكل أريحية رشت‬
‫عطرها من جديد ‪ ،‬هي تقاوم أكثر منه ومع ذلك لن توضح له معاركها‬
‫التي كانت والزالت تخوضها بينها وبين نفسها‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عاد نايف لبيته و ضاري لمكانه السري المفضل ‪ ،‬خزاري عادت‬
‫لتمارس أمومتها مع ولدها الوحيد وكا ٔن شي ٔيا ً لم يكن ‪..‬‬
‫نايف مرهق من رحالتهم الطويلة ومن نزاعات االٔيام الماضية ‪ ،‬فتح باب‬
‫البيت واستغرب ‪ ،‬أنواره هادئة وال مكان فيه لالٔصوات ‪ ،‬الغريب أنه توقع‬
‫بمجرد زواجه توقع أن تمتلئ زوايا بيته بالضجيج ‪ ،‬ضحك من نفسه ومن‬
‫امنياته الساذجة وسرعان ماوصل للغرفه التي من المفتروض أن تجمعهم‬
‫‪ ،‬توقف عند الباب لثواني وهو يحسب حساب الخطوة القادمة وعد لنفسه‬
‫مقدمة يقدر يبرئ نفسه فيها ليخرج من عتاب الغياب بسالم ‪ ،‬الغريب أن‬
‫الغرفة نورها ساكن فقط عطرها الذي تمازج مع برودة الغرفة وتربع في‬
‫زواياها يبدو أنها صارت تعاقبه بالغياب وتجاريه بالهروب اقترب من‬
‫التسريحة وابتهج معالم أنثى وتفاصيل ناعمة تزاحم تفاصيله الباردة الداكنة‬
‫من سنين طوال شعر بإكتفاء طفيف من عطرها ومن تفاصيلها لكن الغنيمة‬
‫الكبرى اندفعت من غرفة المالبس وعينها على فستانها ترتبه على‬
‫منحنيات جسدها وهي لم تعي بوجود زوجها الهارب رفعت عينها ببساطة‬
‫الٔن عطره خالط عطرها لتخمن وجوده وبدون أي تفاعالت اقتربت من‬
‫عباءاتها المعلقة اختارت بعشوا ٔيية حملت حقيبتها وهي تصد عن جهته ‪،‬‬
‫بسرعة قفز تناسى انبهاره‪ ،‬ليقفز ويقف بطريقها لينطق بحدة طفيفة ‪ :‬وين‬
‫وين ؟ متزينة لغيري!! أقدر اسمي الوضع الحالي عقاب ؟‬
‫ابتسمت بسخرية وظهرت خطوط صغيرة بجانب عينيها االٔخاذة الغريب‬
‫انها سلبت عقله‪ :‬من أقنعك ان الفساتين والعطور والكحل والحمرة‬
‫مرسومة لكم ؟‬
‫للسوال ورميتي بالمهم عرض‬
‫تكتف وببساطة ‪ :‬وأنتي أخذتي وجه واحد ٔ‬
‫جدار غرفتنا !‬
‫تنفست وهي بمزاج كريه ‪ ،‬حصاره ومشاعرها التي تتراقص بحضور‬
‫صوته وهيبته تكره وجودها الٔنها تنسلخ عن رصانتها القديمة ردت ‪ :‬حفلة‬
‫أختي يمام الليلة وال تتعود على طريقتك هذي الٔنها ماتجوز لي تستفز شي‬
‫كريه فيني تروح وتغيب وترجع بدون أسباب ترمي اس ٔيلة جديدة وترجع‬
‫تروح وتغيب بنفس االٔسباب المبهمة‬
‫ابتسم أسرف في غيابه وقرر يعتذر ‪ ،‬المس يدها وهي فار غضبها ‪،‬‬
‫نفضت يده التي المسها بحدة وهو تحولت إبتسامته لغضب حقيقي ! هو‬
‫يبالغ بالغياب وهي تبالغ بطريقتها دون أن تعرف أسبابه !!‬
‫حاصر جسدها على الجدار وبحدة قال ‪:‬‬
‫تبين االٔسباب المبهمة ؟ تبين أقول وين كنا أنا وضاري وخزاري ؟‬
‫صمت وهي تدور بعينيها على كل تعابيره المنهكة تستحثه يجاوبها‬
‫ليهمس ‪ :‬كنا واقفين عند حدود تركناها وقفنا ليلة كاملة من بعيد وال اكتفينا‬
‫وباالعتذار بل‬
‫ٕ‬ ‫عزيزة اكتفت من وجعه الذي فاض ‪ ،‬نبرته كفيلة بالجواب‬
‫حتى التبرير ‪ ،‬امتدت يدها ليده لمستها وهي تحاول تربت دون أن تخدش‬
‫عتبها أو تخدش حقها في استرداد اعتبارها المتروك هتفت ‪ :‬على االٔقل‬
‫كان في مبرر للغياب بس هالغياب مايعطيك حق ترميني خارج الصورة‬
‫أنت وعدتني يانايف‬
‫رد بعد ماتمكن منه جرح ليلة االٔمس ‪ :‬وأنا عند وعدي روحي عزيزة‬
‫وكافي التستجوبين أشياء ثانية باقية في الخاطر‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:00 2022/11/8[ ,‬‬


‫رن جوالها والمتصل كانت شفق التي تنتظرها بسيارتها ‪ ،‬وصله صوتها‬
‫الصاخب بالجرأه والدالل ‪ :‬ماما ! كنتي متعمدة تطلعيني من بدري‬
‫بستفردين بنايف بن عايد وأنا من يسليني الحين يرضيتس اروح الحفلة‬
‫لحالي‬
‫الحظ انكماش وجهها وتعرقه احتدت نبرتها ‪ :‬صكي فمتس المتفلت‬
‫وقصري حستس الحين ابجيتس‬
‫أقفلت الخط بوجه بنتها وهي تمسح عرقها بنعومة ليضحك هو ميلت فمها‬
‫بشبه إبتسامة ‪ :‬هذي شفق تحب المزوح وجري ٔية شويتين‬
‫انسحبت لشفق لكن شفق بمكانها تتعارك مع نظرات نفس الشخص‬
‫الغاضب المحب لموقفه لطالما كان يعامله معاملة ممتلكاته الثمينة ‪،‬‬
‫يضرب شباكها با ٔصابعه وبحدة جري ٔية ‪ ،‬فتحته للنصف وقالت بخوف ‪:‬وش‬
‫تبي ؟‬
‫السوال لك أنتي وش تبين ؟‬
‫بحدة ‪ٔ :‬‬
‫ببساطة ردت بالرغم من خوفها ‪ :‬انتظر ماما‬
‫صرخ ‪ :‬التستهبلين اتركي العبط اللي ماله لزوم وجاوبي وش قلت لك من‬
‫قبل ؟‬
‫صرخته أنهت مقاومتها لتبكي بكل شفافية وهو يقف عاقدا ً ذراعيه‬
‫ينتظرها تبريرها اوعتذارها ‪ ،‬ينتظر وعدها با ٔن تكون محاوالتها‬
‫األخيرة إلستفزازه حاولت التماسك ‪ :‬روح من هنا ماما بتطلع الحين‬
‫وتشوفنا واقفين لحالنا وضعنا مو حلو‬
‫زينة عينيها ورائحة بخورها باإلضافة لعطورها الثقيلة كل ما يتعلق فيها‬
‫وبشكلها كان آخر مايهمه ‪ ،‬كل شيء يهمه في وقته الحالي موقف سيارته‬
‫فقط الغير رد ‪ :‬آخر تحذير ويكون بعلمك اليوم ماسويت شيء يستدعي‬
‫البكاء والدموع المرة الجاية عندي قدرة أبكيك بطريقة مستحيل تخطر‬
‫ببالك‬
‫مرعب وهو يهددها بصوت واثق بتعابيره الثابتة ‪ ،‬تحرك لبيت نايف‬
‫تجود بنتها‬
‫صادف عزيزة وتجاهلها وبحدة صرخ بوجه نايف ‪ :‬علم مرتك ّ‬
‫مسوول عن االٔيام الجاية أنت‬
‫تجودها وتفهمها حدود ضاري ماني ٔ‬‫البكاية ّ‬
‫خابرني يانايف ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫شادية‬
‫تزينت وهي متيقنة أن ذاتها تستحق ‪ ،‬هي أولى بالفرح تماما ً مثل أخواتها ‪،‬‬
‫اختارت لون وصارت بصمتها فيه متفردة قررت تنعش السواد وتثبت انه‬
‫الملك المتربع على عرش االٔلوان ‪ ،‬جسمها نحيل اختارت قماش المع‬
‫يعطي ليونة جسدها جاذبية ‪ ،‬تصميم ناعم وتفاصيله مالصقة لبشرتها‬
‫مكشوف الظهر وشعرها القصير فردته بحيوية ‪ ،‬بسيطة فاخرة ‪ ،‬التضاد‬
‫الجمالي كان جلي الٔن حمرتها النارية كسرت كل قوانين البساطة نزلت‬
‫مستواها لطفلها بعد ما اختارت له ثوب أبيض لتكتمل التناقضات الجميلة‬
‫‪ ،‬شعره االٔشقر المجعد بالغت في النفث عليه مع وجهه وباقي تفاصيله‬
‫بحب كبير حاولت تغري اهتمامه وهي تدعو أن تحدث معجزة الليلة‬
‫ليهديها نظرة ‪ :‬رجال قلبي اليوم كاشخ بثوب وزبيريه ياعلني ماشوف إال‬
‫ضحكتك شادي مامتي أنت حلو اليوم حلو بزيادة‬
‫كانت تا ٔشر بيديها وتتفاعل بوجهها بعفوية تامة وكا ٔنه يراقب تفاعالتها‬
‫بعينيه بينما نظراته بعيدة وانتباهه مشتت ومع ذلك تسرف في شد إنتباهه‬
‫نطقت بغصة يا ٔيسة ‪ :‬هات يدك ياماما طولنا على جديده الحين تهاوشني أنا‬
‫لحالي ‪ ،‬هنا انحدرت نبرتها لعتاب طفيف ‪ ،‬عالقتها بوالدتها متوترة من‬
‫فترة طويلة فشلت وهي تلملم أعذار تنقذ الخصام وتقوده لبر الصلح على‬
‫االٔقل لبر البِر لكن العتب الذي يسكن قلبها كبير ‪ ،‬حملت شادي وهي تعيد‬
‫تحصينه نزلت للصالة تنتظرهم‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بيت العا ٔيلة الكبير بيت ام هذال‬
‫الكل مستعد للحفلة المكتوبة بإسم هذال ويمام ‪ ،‬العودة الصادمة والزواج‬
‫الذي لم يطرق البال بعد غياب طويل وبعد خصام طويل قرر هذال بأن‬
‫يعيد المياه لجهته هو ! المهم تكون االٔمور كلها لصالحه بعد ضعفه‬
‫وخسارته من عدة أطراف قرر مواجهة االٔطراف المنتصرة ويغلبها‬
‫بدهاء !‬
‫متزين ببشته وعلى يمينه نهار وفي صدر المجلس جدهم يرحب بالضيوف‬
‫وبجانبه ولده االٔصغر سطام ووضاح كعادته يتأخر دائما ً ربما غلبه نومه‬
‫الثقيل او غلبت المباالته !‬

‫غرفة وضاح ( قيس ) تحديدا ً ‪ ،‬وصايف تقف متسندة على الباب ببطنها‬
‫الضخم وأن صرخت لن تغير صرختها بروده ‪ :‬حمار أنت حمار ؟ تبيني‬
‫أولد الليلة من القهر ايه قول انك متعمد تحرني !‬
‫رش عطره بإستمتاع ‪ :‬ياحبك للصراخ سلمان ماجاه قصور بقواه السمعية‬
‫من ورى حبالك الصوتية الخارقة ؟‬
‫رفعت يديها لوجهها تحاول تجذب الهواء البارد من شدة القهر وهنا‬
‫رحمها ‪ :‬وصايف البيت ياكبره وبعدين من اللي بيشوفني وأنا نازل مع‬
‫الباب اللي مسويه أبوي لجرياته ؟‬
‫هللا يرحمه ! قاطعته وهي تقترب ضربته على ذراعه ‪:‬اذكر الميت بذكرى‬
‫هاالسراف مابقيت للمعرس شيء ‪ ،‬ناقصك بشته وتسرق‬
‫زينة بعدين وش ٕ‬
‫الليلة منه‬
‫ضحك وهو يقبل رأسها كإعتذار طفيف الٔنه استفز أعصابها‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:00 2022/11/8[ ,‬‬


‫ضحك وهو يقبل رأسها كإعتذار طفيف الٔنه استفز أعصابها وهي بوضع‬
‫يستحق المداراة ‪ ،‬فتحت عينها بصدمة من تصرفه لتضحك ‪ :‬وهللا ياوضاح‬
‫ماني مصدقة ان الشخص اللي قدامي وضاح البارد اللي مايحس با ٔحد‬
‫حوله وال يهتم إال بنفسه‬
‫ضرب رأسها ومسح بكفه الثقيلة مكان قبلته ‪ :‬انا قايلها بيني وبين نفسي‬
‫استخير ياوضاح انتبه قلبك يحن‬
‫صرخت من جديد ‪ :‬وضاح ياثور هللا اليوفقك راح تعب ساعتين بشعري‬
‫ظهري انقص وانا ازينه‬
‫خرجت وهو يسمع دعواتها التي تفجرت دفعة واحدة ضحك وهو يشعر انه‬
‫مستمتع الليلة والٔول مرة بوجودها‬

‫عند الباب الكبير ام هذال كانت في إنتظار ضيوف الحفلة‬


‫( اهل يمام تحديداً) الحضور في تزايد مابين أقارب العا ٔيلة ومابين معارفهم‬
‫وأخيرا ً وصلت حذام وبناتها‬
‫وهنا ابتدأت الحفلة وأهازيجها ‪..‬‬

‫شادية بخطواتها الواسعة تحاول تصلح عبث شادي بسبب تحركاته توترت‬
‫توتر اليطاق ‪ ،‬بينها وبين اإلنفجار شعرة وهي تود أن تبكي مثل العادة‬
‫وهنا تأكدت أن البكاء قريب جدا ً منها بعد ما أسقط فازة من فازات‬
‫االستقبال‬ ‫ٕ‬
‫االٔغلب يلومها على وجوده في الحفلة !‬
‫وبوقاحة وبدون رحمة نطقت إحداهن ‪ :‬دام ماعنده عقل ليه تجيبينه‬
‫وتحرجين أهل البيت الناس اللي مثل وضعه البيوت سترهم هللا يعافينا !!‬
‫اختنقت وهي تحمله بعيدا ً لزاوية من زوايا هذا لقصر الواسع ‪ ،‬جلست‬
‫على عتبة من العتبات وهي تكبت قهرها وتتحامل على دمعها لكنها بكت‬
‫! هو فرصته الثمينة استكمال عبثه مرت ثواني وبسبب صوت الزجاج‬
‫المتحطم انقطع بكاء شادية ‪ ،‬الصوت هذا تعرفه ‪ ،‬النبرة هذه سحقتها سابقا ً‬
‫مرت أيام قليلة وياسوء الصدف الٔن الغرفة التي اقتحمها شادي غرفة‬
‫وضاح ( قيس) !‬

‫هذه المرة كسر عطره الثمين !‬


‫ركضت لمصدر الصوت وبدون وعي المنظر المهين استفز قوتها الناعمة‬
‫وضاح بدون رحمة ‪ ،‬وكا ٔنه ينتقم من شخص كبير بكامل قواه العقلية اذن‬
‫شادي الصغيرة كانت رهينة ليده الضخمة ‪ ،‬شادي بحجمه الصغير وبجسده‬
‫البريء عالق في الهواء وأرجله الصغيرة تتا ٔرجح ‪ ،‬صوته المبحوح لن‬
‫يكسر قسوة وضاح أو غضبه الغير مبرر ‪ ،‬انتزعت ولدها الباكي من‬
‫وسط قسوته ‪ ،‬صارت تحاذيه بأنفاسها المتهدجه ‪ ،‬غاب عن وعيها‬
‫فستانها العاري وحمرتها النارية ‪ ،‬همها الوحيد أن تقتص لدموع صغيرها‬
‫الن وأقصى محاوالت التنفيس‬‫‪ ،‬رفعت يدها لكنها تراجعت أقصى قدراتها ا ٓ‬
‫هي دموعها المتساقطة فقط ‪ ،‬وضاح تناسى عطره الثمين ونسي ثيابه‬
‫الفارههه الٔن الندم تسلل في لحظة لم يكن يتوقعها في لحظة بعيدة كل البعد‬
‫باالضافة لصوت بكاء شادي وصوت أنفاسها ‪ ،‬مسح‬ ‫عنه حاصره الندم ٕ‬
‫وجهه بيده وقعت عينه على الصغير وهو ممدد على االٔرض يبكي‬
‫بصوت يذيب القلوب ‪ ،‬خافت شادية اخترق الخوف لحظتها الحزينة ‪،‬‬
‫نوبات شادي أن حضرت اآلن قد تفسد فرحة الليلة حاولت أن تتماسك في‬
‫أضيق حاالتها نطقت‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:01 2022/11/8[ ,‬‬


‫نطقت بهمس باكي ‪ :‬صغير مايعرف امه مايميز مالمحها ظنك يميز‬
‫الشيء هو ثمين وال بدون قيمة ؟ شادي طفل توحدي عارف وش يعني‬
‫طفل توحدي ؟ تعرف المستحيل ؟ تعرف المحاوالت اللي ترجعك للصفر‬
‫دايم ؟‬
‫حملت شادي عن االٔرض وهو يقاومها ويشد شعرها خرجت من الغرفة‬
‫ووضاح متصلب في مكانه‪ ،‬ليته سمع تقرين وصايف وخرج باكرا ً ‪ ،‬يبدو‬
‫أن هذا الموقف دعوة من دعوات وصايف الليلة !‬
‫وبا ٔوج ندمه وإرتياع مشاعره وتضارب أفكار قلبه كان كل شي هنا‬
‫يتصارع مع المباالته ‪ ،‬حضر ارتجاف فمها الناري إعتراض عظمة‬
‫عنقها ورقصات أجفانها حاجبها الكثيف وهو يتصارع مع نظراته النادمة‬
‫كل شيء تدفق بكثافة غاب عن فهمه أنه للتو كسر طفل وأبكاه غاب عن‬
‫تفكيره أنه للتو كان هذا الصغير تحت قبضة يده ‪ ،‬تذكر فستانها‬
‫المالصق لجسدها وخصرها المنحوت ‪ ،‬أناني ال مبالي كريه الشعور الذي‬
‫يقاسيه في وقته الحالي مابين تا ٔنيبه لذاته ومابين إنبهاره ‪ ،‬قدّم انبهاره على‬
‫ندمه ونطق بدون شعور ‪ :‬وضاح اليشغلك خصرها الجايع عن فعلك‬
‫الشين ‪ ،‬أناني ياوضاح وقلبك يبي له من يوجعه !‬
‫خرج من البيت وهو يا ٔنب نفسه بهمس غاضب ‪ ،‬توقف عند نافورة الحديقة‬
‫انقبض قلبه من المنظر ووصايف اخته التي اليمكن ان تتنازل عن‬
‫جمودها وعن جالفتها كانت محتضنة جسد شادية وتربت على ظهرها ‪،‬‬
‫قلبه انقبض بصورة آلمته من صوتها الباكي وقبل أن يتمادى أويسمع‬
‫صوت (الحنية ) الجديدة البعيدة كل البعد عنه لن يسمح لها أن تطرق‬
‫أبواب قلبه لن تعكر المباالته ‪ ،‬توجه لمجلس جده الكبير وترك كل شيء‬
‫خلفه ‪..‬‬

‫في الساحات الخارجية لقصر عا ٔيلة هذال شادية في موقف التحسد عليه‬
‫تنتظر أن تلين والدتها وتلتفت ٕالتصاالتها لكن الفا ٔيدة متعتها مقدمة على‬
‫كل شيء مرت دقيقتين وأخيرا ً ردت ‪ :‬يمه انا بالساحة الواسعة جنب‬
‫النافورة شادي يبكي ووضعه مزري تكفين يمه ساعديني‬
‫حذام با ٔعلى صوت ‪ :‬كم مرة قلت الطلعات والجمعات ماتنفع لتس ؟ ياهلل‬
‫ادفعي ضريبة نصايحي المضروبة بالجدار‬
‫اقفلت الخط في وجهها وانهارت من جديد‬
‫وصايف وبالرغم من انشغالها تا ٔكدت ان أديم خرجت لمساعدة تلك الباكية‬
‫‪ ،‬شادية أنتهت طاقتها البد تترك هذا المكان أو تغادر لبيتها‬
‫أديم وهي تمشي على أثر صوتها الباكي قطع وضاح خطواتها ليسبقها‬
‫ناحية شادية قبل أن يتدخل تمنى أن ال ينفجر مرة أخرى ‪ ،‬هو اآلن‬
‫مختنق من فعل خطي ٔيته نطقت أديم ‪ :‬وضاح البنت منهارة ضروري ترجع‬
‫بيتهم تقدر تساعدني ونوصلها؟‬
‫لف الٔديم وتنفس بعمق خلع شماغه ليرميم على كتفه نزل على ركبته‬
‫لشادي المذعور‬
‫ونطق ‪ :‬التخاف‬
‫‪ :‬مايعرف الخوف !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:03 2022/11/8[ ,‬‬


‫أكملت ببكاء ‪ :‬يعرف يعيشه بس ‪ ،‬مايدري هو عايش أي شعور بالضبط‬
‫كل شيء بالدنيا يكش منه ويعتبره مريب ‪..‬‬
‫االنفجار ليعض على غضبه با ٔسنانه‬
‫عينه على االٔرض وهو على حافة ٕ‬
‫ليرفع نظراته الحادة وهو يصوبها اتجاه وجهها ‪ :‬التبكين ! انتي كل شيء‬
‫بالدنيا يبكيك ؟‬
‫أغمضت عينها وهنا تراجعت حدة غضبه !‬
‫رفع نفسه تاركا ً المكان بعد ما نجح قليالً وهو يحتوي خوف شادي ليغريه‬
‫بسبحته وهي حملت صغيرها وخرجت تتبع أثر وضاح‬
‫وأديم مذهولة مذهولة !‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫جيداء‬

‫انتهت من زينة الليلة ختمتها بالعطر وعبدالملك يقف خلفها مذهوالً من‬
‫غرابة شكل فستانها ‪ ،‬كان مالصقا ً لتفاصيل جسدها ليكشف تعرجاته‬
‫بكل بهاء وهو مزموم على خصرها بكل ثقة نطق بعفوية ‪ :‬غريبة مو‬
‫مغطية عيوب جسمك !‬
‫لفت بشعرها بعد مادللته بالعطر ليضرب اسفل خصرها وردفها ‪ :‬ما‬
‫اعتبرها عيوب الٔجل أغطيها أو أخجل منها‬
‫أصدر صوت من فمه داللة السخرية ومن‬
‫ثم نطق ‪ :‬ياهالثقة اللي مالها سنع‬
‫ردت بكل ثقة وهي تتجه لعباءاتها المعلقة ‪ :‬يا هالثقة اللي بمحلها‬
‫صمت لم يرد وانشغل بإستفهاماته الداخلية‬
‫سرقت فيها‬
‫هي تملك كل هذا المنطق لما تملكتها السذاجة في الليلة التي ُ‬
‫يمامته ؟‬
‫لفت له بكامل زينتها ‪ ،‬وهي معتدة بثقتها من شكلها النها ٔيي ‪ ،‬وهي تتذكر‬
‫كالم البنيات عنها سابقا ً ‪ :‬جيداء لبّيسة أي لون وأي شكل يليق فيها‬
‫بالفعل أي لبس يالمس جلدها تتملكه ويزهو عليها ‪ :‬ماودك تتكرم علي‬
‫وتوصلني ؟ وال نفسك عزت عليك وبتبقى هنا تندب حظك !‬
‫الن ترد‬‫ابتسم بسخرية وإن تج ّمل خارجها داخلها قبيح ومشوه لكن هي ا ٓ‬
‫إعتبارها ال أكثر ‪ ،‬أفرط في اليومين الماضية ‪ ،‬أفرط وهو ينتقي أثقل‬
‫الكلمات ويزج بها في وجهها بدون أي شفقة وهي تمارس معه نفس أسلوبه‬
‫‪ :‬أنا باقي على كلمتي غطي عيوب جسمك بفستان غامق المنظر هذا يثير‬
‫الغثيان ويثير الشفقة بوقت واحد‬
‫أغمضت عينها ومن ثم زفرت ‪ :‬بكلم خالي سلطان يوصلني وأنت اختار‬
‫جدار اضرب راسك فيه الين ارجع من عندهم سالم‬
‫جذب ذراعها بحدة وضرب بجسدها ناحية الجدار حاصرها بغضبه لينطق‬
‫بحدة وقهر ‪ :‬وأنتي ؟ نفسك ماهي عزيزة ؟ أختك اللي بتحتفلين فيها الليلة‬
‫تركت وراها قلب على العهد القديم ما اختلف شعوره‬
‫ابتسمت بمقاومة ‪ :‬صدقني ياعبدالملك لو يفيض شعورك وتغرق فيه طوق‬
‫النجاة معدوم والضفة اللي تقاوم الٔجلها مالها وجود‬
‫تملك ذراعيها با ٔصابعه ‪ ،‬توغل بالغضب وهو يعتصرها بدون رحمة وهي‬
‫لم تُظهر تألمها ‪ ،‬هي تدرك عاصفة االٔلم التي اجتاحت أسواره اآلن كانت‬
‫تنتظره وهو يتخلص منها ليعتقها ‪ ،‬بالغت ثورته الصامتة ليستكمل ما‬
‫ابتداه من التعذيب الصامت بحق جسدها وهي متسمرة لن تعبر له عن‬
‫ألمها مدت فمها بإبتسامة استفزت اعماقه‬
‫روايات ريّانة‪]AM 1:06 2022/11/8[ ,‬‬
‫مدت فمها بإبتسامة استفزت اعماقه ومن ثم قالت ‪ :‬التتخبط قدام الشخص‬
‫الغلط أنا من الناس اللي وجعوك اليضطرك إختناقك لجهتي أنت ماتعني‬
‫لي شيء عبدالملك من زمان وللحين‬
‫ترك جسدها ‪ ،‬دفعها بحدة ليضرب رأسها في الجدار وهنا خرجت منها (‬
‫أخ) خافتة جدا ً وهنا شعر بالتشفي لكن سرعان ماتالشى وهي تتحسس‬
‫مكان الضربة بيدها التي تلونت من دمها بعد ماضرب رأسها أطراف‬
‫الجبس المزين في الجدار وهنا نطقت بحدة ‪ :‬هذا اللي تبيه وصار تمنعني‬
‫عن الروحة بدون ال تنطقها وهللا ماني مخليتها لك‬
‫انسحبت وهي تتخبط خارج الغرفة هو في مكانه يتنفس بقهر من نفسه‬
‫ومنها هي ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وضاح البنت نايمة شلون نوعيها !‬


‫همس الٔديم التي تدفق في داخلها عطف لهذه المنهارة نطق وضاح ‪ :‬وش‬
‫تبين نسوي نقضيها إنتظار لين تفوق االٔميرة النا ٔيمة ؟ رفع صوته بتعمد‬
‫سرعان ماعاد وضاح الحقيقي ‪ :‬يا أخت وصلنا لشارعكم دلينا على بيوتكم‬
‫قاطعته ‪ :‬نزلنا هنا بشم هوا الحديقة وشادي محتاج يمشي شوي ويفرغ‬
‫طاقته‬
‫أشارت للحديقة ‪ ،‬فتحت الباب حملت طفلها الذي سكن انهياره مازال‬
‫متشبث بمسباح وضاح الثمين اجلسته على كرسي من كراسي الحديقة‬
‫وجلست بجانبه وضاح يراقب بصمت من زجاج السيارة وأديم تراقب‬
‫وضاح نطقت ‪ :‬قبل كم أسبوع يوم ضربت تاج بنت وصايف وبكيتها مر‬
‫أسبوع كامل وأنت تدلعها وتشيل وتجيب ضميرك هالمرة ليه مشغول وش‬
‫سويت بالضعيفة هذي وولدها ؟‬
‫ببساطة اكتشفت خطيئته ‪ :‬غلطت بحقها ونازل اعتذر انبسطتي ياعمتنا‬
‫الصغيرة ؟‬
‫قبل أن يصل لمكان شادية توقف الٔن الحوار والموقف كامالً كان ذو‬
‫شجون ‪..‬‬
‫شادية تضم الفراغ بيديها ‪ ،‬حضنها الفارغ كان له سبب وسرعان عرف‬
‫السبب بعد ماقالت ‪ :‬هذا ياماما حضن لفت له وهو نظراته بعيدة جدا ً لكنها‬
‫تمتلك أمل عظيم تنتظر مجيء هذا اليوم الذي يفهمها فيه ويفهم أمنياتها ‪:‬‬
‫عندي فراااغ كبير با ٔمومتي الٔني مو قادرة احضنك عارف ياماما وش‬
‫الفراغ الثاني ؟ اني مو قادرة أسمع كلمة ماما عارف وش الفراغ االٔكبر ؟‬
‫هو مساحة الخوف اللي قاعدة أعيش فيها أكثر منك ودي بس بيوم تضحك‬
‫بوجهي الدنيا وأالقي نقطة االٔمان اللي تجمعنا سوا‬
‫ضمت العدم من جديد ضمته وكا ٔنها تضم طفلها ‪..‬‬
‫وضاح تالشت كل االٔشياء التي كان يعدها هم كبير وثقيل على روحه ‪،‬‬
‫ليصبح ض ٔييالً في عين نفسه‬
‫ليعود تساؤل سرور ‪ :‬كيف بالفعل كسر نفس مكسورة ؟‬
‫عاد بخطواته لسيارته ومالمحه الذابله اخفاها بشماغه ‪ ،‬أديم فضّلت‬
‫الصمت وكل األجوبة وصلتها من تعابير وضاح المنهار تماما ً ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:10 2022/11/8[ ,‬‬


‫لوت يديها على عنقه وبا ٔنوثة شرسة جدا ً لمعت نظراتها لتزم فمها الناري‬
‫لغرض ما ويدرك ذلك ‪ ،‬همست بخبث أنثوي بنبرة‬‫ٍ‬ ‫هذا الحضن المتالعب‬
‫الذعة المست حرارتها سره المغمور الساكن تحرك مثل طوفان في داخله‬
‫االغواء ماكان إال للعبث بجروحه الداخلية ليس إال‪ :‬عظم هللا أجرك‬
‫! هذا ٕ‬
‫ياهذال !‬
‫حاول بقوة مستميتة أن ينقذ عنقه وجراحه منها ومن تالعبها ‪ ،‬ز ّمت فمها‬
‫من جديد واقتربت منه أكثر ‪:‬شاهيناز ؟‬
‫اغمض عينه وتسارعت أنفاسه ومن سوء حظه صار يتنفس عطرها‬
‫الصاخب بعد ما مررته سابقا ً وبدهاء مررته على عروق أطرافها ‪،‬‬
‫تجاهلت اضطرابه ‪ ،‬هو تجاهلها وهي تتلوى وتبكي من قهره ليا ٍل طوال‬
‫‪ :‬عظم هللا أجرك مرتين ياهذال‬

‫إنتهى ‪..‬‬

‫هذال فقد من ياترى ؟‬


‫شادية واليا ٔس قصة لن تنتهي ‪..‬‬

‫أبهروني بتعليقاتكم وتوقعاتكم 🤍🤍‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:03 2022/19/8[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬
‫‪ :‬عظم هللا أجرك مرتين ياهذال‬
‫بإختناق نطق ‪ :‬كنتي تعرفينها ؟‬
‫ضحكت بوجع من جرأته وهو يستفهمها وفي أوج حاالت الوجع مصر‬
‫يؤلمها هي ‪ :‬أعرفها ايه اعرفها بكيت على رجولي ليلة كاملة مثل طفل‬
‫وعرفت من يومها انك فارقت قطعة من روحك !‬
‫لتقلد نبرته تلك بغصة ‪ :‬بنت صديقي اللي ماتت بنت أعز اخوياي فارقت‬
‫الدنيا‬
‫دفعته وضربت صدره ‪ :‬اللي فارق الدنيا شيء عا ٔيد لك تخبيه عن الكل‬
‫بس انا عرفته عرفته قبل يطلع على الدنيا ويكسرني‬
‫ضحكت بمرارة وأكملت ‪:‬ليه شاهيناز ؟ ليه مو ملك ؟‬
‫دنق وتذكر ثرثرتها الدا ٔيمة باالٔمومة التي حرمها منها ‪ ،‬كانت تشتهي ابنة‬
‫وأسمتها في خياالتها ملك وهو يقف دائما ً بينها وبين خياالتها ‪ ،‬بينما هو‬
‫كان يعيش حياة أخرى وبكامل حذافيرها !‬
‫لفت للشباك ونسا ٔيم الليل صارت تعبث بفستانها وبكامل زينتها ‪ ،‬بكامل‬
‫عنفوانها حاملة إنتصاراتها البهية معها ‪ ،‬كادت أن تقفز منها بعد‬
‫ماتراقصت داخل قفصها الصدري معلنة البقاء معلنة الصمود ‪..‬‬
‫باالنتصار علنا ً بينما النقيض‬
‫هذال الضد متسمر في مكانه ثابت ويتظاهر ٕ‬
‫كل النقيض كاد ان يقفز منه بعد ماتراقص داخل قفصه الصدري معلنا ً‬
‫ثورانه ‪ ،‬حاول وهو يتظاهر بالبرود ويقاوم جروحه المكشوفة‪ ،‬كان يتا ٔملها‬
‫عن بعد خطوات‪ ،‬كل بصمة تركها في هذه االٔنثى كل ذكرى مريرة وكل‬
‫غصة ودمعة ‪ ،‬الصمت والتجاهل غابت وهي تحملها وبعد سنوات عادت‬
‫لتصفيتها حساب حساب بالتاريخ وبالساعة وكل دفتر ذكرى كانت تفتحه‬
‫تنبش معه جرح قديم يخصه هو !‬
‫الحظها إرتعاشة جسدها وكتفها العاري وهو يتراقص‬
‫تبكي !!! بعد كل هذه القسوة التي زجت بها داخل صدره بكل عنفوان بكت‬
‫!!! لكن النقيض الذي يجهه في وقته الحالي انها تضحك ‪ ،‬في كل مرة‬
‫تتجدد إنتصاراتها تطلق هذه الضحكات ليستوعب هو ا ٓ‬
‫الن أنها تضحك‬
‫بالفعل من صوت ضحكاتها الطاغي ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:04 2022/19/8[ ,‬‬


‫الغريب ان دقات قلبه اآلن تتقافز من حدة طغيانها استدارت نحوه تعلو‬
‫ثغرها أخبث ضحكة من المفترض أن تخيفه أو ويا ٔخذ موقف جاد عند كل‬
‫ضحكة تطلقها لكن النقيض يحدث في كل مرة انها تذيب خطوات‬
‫لتذوب معها االٔسوار التي كانت سابقا ً تمنعه عنها ربما‬
‫السنوات الخمس ّ‬
‫أسواره هو الٔنها سابقا ً تالحق أصغر تفاصيله وتتشبث بها صفقت بطريقة‬
‫مسرحية ليميل رأسها بسخرية ‪ :‬انتهى ! اليوم ذكرى والحنين اللي بيتوجع‬
‫منه صدرك ييشفع لك الٔيام عندي روح الٔي مكان ثاني ابكي فيه على‬
‫زوجتك وبنتك واتركني اعتقني عيني عافت الشوف والقرب حل عني‬
‫ياهذال‬
‫هنا الضحكة الخبيثة إنتقلت لفمه هو ‪ ،‬لن يترك لها اللعبة ‪ ،‬لن تغلبه ‪،‬‬
‫اقترب منها ‪ ،‬جذب جسدها الهزيل ‪ ،‬دنق وهو يضم رأسها ليهمس في‬
‫اذنها ‪ :‬أنا أبكي على شي عشته والمسته وانتي ؟ تبكين على وش بالضبط‬
‫؟ أمنية كانت وال صارت أو على االٔمومة الضايعة وال نقول على الجسد‬
‫اللي كان سابقا ً ماله طعم وال لون ؟‬
‫وفي بكلحظة متوقعة والجبل الذي يبني نفسه بنفسه سقط مجددا ً بكلمة‬
‫رده كان كفيل بهدمه من جديد ‪ ،‬تهاوت القوة ‪ ،‬تراجعت الضحكة ‪،‬‬
‫اقتربت منه و تشبثت بصدره بعرق وجهها المنسكب ليالمس جسده‬
‫لهيبها الحارق بسبب حدتها وبدايات إنهيارها ‪ ،‬طوقت عنقه وهي تصرخ‬
‫‪:‬من يوم يومك وأنت تغلبني من يوم يومك وأنت ماتفرط با ٔي لحظة تبكيني‬
‫من يوم يومك وأنت تستلذ بكل لحظة تشوفني فيها ضعيفة هذاني ضعفت‬
‫وبكيت انتصرت صحيح ؟ غلبتني ياهذال نفس كل مرة روح هللا يقهرك‬
‫روح هللا يقهرك‬
‫هي تظن انها تخنق أنفاسه بقوتها لكن الخانق هو عتابها المبكي وضعفها‬
‫الحقيقي ال ُمغلّف با ٔنثى كاسحة مستحيل تغلبها االٔيام لكنه غلبها ‪..‬‬
‫ضمها ويا لالٔسف هي من تقلب النتا ٔيج لصالحها دائما ً ودموعها تلبسه‬
‫الخطأ في كل مرة يتواجه معها !‬
‫بكت وبكت وبكت بكت ليلة كاملة على رجله تماما ً مثل ليلة فراق شاهيناز‬
‫رحلة األيام سريعة ودورة األيام ربما تقسى أحيانا ً إنتصارها الجديد كان‬
‫إنهيار ودموع ليلة كاملة ‪ ،‬بينما هو كان جامد و ثابت يتعارك مع أطول‬
‫البوس ويتعارك مع حنينه ‪.‬‬ ‫ليلة من ليالي ٔ‬
‫‪..‬‬

‫عروس نامت بثياب العرس يوم كامل !‬


‫فزت من السرير وهي تنفض أثر النعاس عن أجفانها استغفرت بصوت‬
‫عال ‪ ،‬الٔول مرة تفوت صلواتها والٔول مرة تنام بهذه الكثرة ‪ ،‬استنكرت‬
‫وجودها في هذا المكان واستنكرت وضعها وسرعان ما استوعبت الحقيقة‬
‫المولمة التي غفت بسببها يوم كامل ‪..‬‬‫ٔ‬
‫دنقت وهي تتفقد فستان األمس الثقيل وهي مستنكرة كيف نامت به بكل‬
‫أريحية !‬
‫استحمت بعجالة وارتدت جالبية طويلة بسيطة الشكل ‪ ،‬صلت صلواتها‬
‫وانتهت وهي تتسابق مع أكثر من فكرة تغزو بالها اآلن وأكثر ما يشغلها‬
‫لي الوقت الحالي كيف تتخطى الدرج والصالة الشاسعة وعتبات البيت‬
‫وتنجو من نظراتهم واستفهاماتهم ‪ ،‬لن تهتم والدها أولى باإلهتمام ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:04 2022/19/8[ ,‬‬


‫ربما جاع وهي عنه بعيدة أو غرق برماد سجا ٔيره ‪ ،‬او تعثر بحنينه الذي‬
‫ينفثه من خاللها ‪ ،‬خرجت وهي ملتفة بعبا ٔيتها ُمخفية مالمحها عن الكل‬
‫نفذت توصيات نوفل لتفتح الباب الكبير ليصلها صوت صيتة المتهكم ؛‬
‫على وين ؟ مامر شهر أمدى أخوي يمل من وجهتس ويطلقتس !‬
‫صغرت عيونيها سبب سذاجة تلك صيتة جعلتها تستفتح يومها التعيس‬
‫بضحكة لترد ‪ :‬ال ابشرتس‬
‫رفعت يديها وهي تحرك أصابعها بتالعب‬
‫ُمتعمد ‪ :‬كلها يوم يومين عشر ايه عشر بالكثير ويموت بدباديب كبدي‬
‫وأنتي بتطقين من النكد والحسافة‬
‫قهقهت صيتة ‪ :‬نوفل مايطيق هالديرة وعايف جدران بيتنا اللي كبر وعاش‬
‫فيه تبينه يحبتس وانتي أخت عدوه ؟ احسبي الحسبة زين وانا اختس‬
‫نوفل في الخلف حضر حوارهم الغريب ‪ ،‬اقترب من عذبا لتداهمه بكل‬
‫عفوية ‪ :‬لزوم امر ابوي واشوف وش مسوي بعمره ابوي لو اتركه لنفسه‬
‫يمكن يموت من الدخان وقبله أفكاره‬
‫هتف ببرود ‪ :‬وهروج هل الديرة وين تودينها ؟‬
‫‪ :‬عروس ليلتين خارجة لبيت ابوها طامح نطقتها صيته لتكمل ‪ :‬هي تظنها‬
‫كلمتين وبتنقال ماتعرف ان أردى فكرة هي أول شيء يدق أبوابهم‬
‫تركت صيتة المكان وهو تلبسته شخصيته التي يخفاها الكثير منها وأولها‬
‫السكوت الطويل والالمباالة وأهمها الهيبة التي تسكن جوارحه ‪ ،‬هي‬
‫ميزت هيبته قبل أن تميز نبرة صوته ‪ ،‬زفرت وهي تتجه للمطبخ ‪،‬‬
‫لتطلب من العامالت تجهيز أكل والدها ‪ ،‬هي متيقنة أن العداوة انتهت‬
‫بمجرد زفافها ‪ ،‬لكن صيتة لن تسمح بالصلح ولن تقتنع ‪ ،‬الدليل أنها‬
‫رفضت خروج االٔكل من المطبخ لتقف عند الباب توزع نظراتها المتشفيه‬
‫على عذبا التي تنتظر عند أطراف الدرج ‪ ،‬نفضت يديها بقهر وعادت‬
‫للغرفة ‪ ،‬حملت حقيبتها وخرجت من البيت ‪ ،‬نوفل بطريقه للمحل تا ٔكد أنها‬
‫هي من طريقتها الغاضبة في المشي هتف بحدة مقتضبة ‪ :‬من تبين تعاندين‬
‫؟ صيته ؟ ابشرتس صيتة راسها يابس والخطاوي هذي ماتردها عن‬
‫فعولها ولسانها مثل راسها اليابس اقصري الشر وردي البيت‬
‫ردت بهمس مقهور ‪ :‬طشت زاد ابوي للحالل اللي بالشبك تبي تبكيني‬
‫ماتدري ان دمعي عزيز وان سكت سكت الٔني محشمة نفسي مايردني‬
‫عنها شيء‬
‫رد ‪ :‬أي حالل ؟ ماحولنا حالل من اللي لعب بعقلتس‬
‫بعفوية ردت ‪ :‬سمعتها تقول نطشه للحالل وال ياكله شايبها‬
‫صمت الٔن العبرة خالجت صوتها ‪ ،‬وصل معها للدكان الصغير لمس يدها‬
‫وقال ‪ :‬وقفي هنيا وش تبين أجيب لتس ؟‬
‫مرت دقا ٔيق قصيرة ليجمع أكل والدها ال ُمعلّب في كيس وهي تنوي أن‬
‫تطبخ له أكله المعتاد كانت عذبا تطبخه بكل حب والدها كان والزال يحب‬
‫الفول ال ُم َعلّب‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:04 2022/19/8[ ,‬‬


‫الحظت انه يجاري خطواتها وهو يمشي معها بين أهالي الحي ليوصلها‬
‫للباب هتف ‪ :‬اجيتس عقب صالة المغرب ؟‬
‫بطرف لك الباب حزة العصر‬
‫هتفت بعفوية ‪ّ :‬‬
‫الحظ ان في عينيها طلب خجول دنقت وهي تعقد االٔكياس ‪ :‬ابوي يحب‬
‫خبز رفيق يحب ياكله وهو حار من زمان ما اكل منه‬
‫لم يرد ‪ ،‬الوقت يطول وهو مازال يعبث بنظراته جهة رموشها الخجولة ‪،‬‬
‫طالت عليها الثواني وهي تتأمل االٔرض ‪ ،‬يتمنى أن تكسر هذه اللحظة‬
‫وترفع عينها جهته ‪ ،‬الصورة مازالت ناقصة في عينيه والبد تكتمل ‪،‬‬
‫يريد أن يشفي فضوله جهة لون عينيها الحقيقي ‪ ،‬الشمس فضاحة والبد‬
‫تفصح له عن الدرة التي تستظل برموشها وتسترخي تحت ( فيّتها )‬
‫غرابة وضعه أجبرها على تغيير موقفها الخجول وبسبب سكون اللحظة‬
‫اختلفت تعابيرها ولهذا السبب لبّت مطلب فضوله وتجلّت له الدرة ‪ ،‬عينها‬
‫الصافية كانت تلمع بصورة غريبة بل أنها كانت أكثر وهجا ً من الشمس ‪،‬‬
‫رمشت بحياء وارتدت للباب فتحته وقالت من باب الشكر ‪ :‬مشكور يانوفل‬
‫استوعب بعد ماتركته انه أسهب بنظراته وترك فضوله يسيره ٕالستكشاف‬
‫عينيها ولونها ‪ ،‬سمح لفضوله يقفز للباقي من مالمحها ‪ ،‬ياترى ماذا عن‬
‫البقية من جمالها ؟‬
‫‪...‬‬
‫موذن أهل الحي رفع أذان العشاء في االٔرجاء ونوفل لم يخطر بباله أنها‬ ‫ٔ‬
‫مازالت تنتظره ‪ ،‬معتاد على أيامه السابقة ولياليه وهو يقضيها بالصمت‬
‫والتفكر بين أهل الحي يبدو أنه لم يستوعب بعد قصة زواجه لم يستذكر‬
‫أن هناك عروس تنتظره أن يعيدها لبيته رفع سبحته عن طاولة المحل‬
‫وتا ٔكد انه أقفل الباب وقبل أن يصل للمسجد تذكر عروسه أخيرا ً ‪ ،‬لف‬
‫بسرعة وهو يتذكر همستها الخجولة وهي تخبره انها ستترك له الباب‬
‫مفتوح وسع خطواته وبالرغم أن االٔمان يحتضن هذا الحي إال انها دكت‬
‫االنتقام والعداوة المزروعة والمتجذرة‬ ‫باله فكرة مزعجة مشهور وفكرة ٕ‬
‫سع خطواته أكثر وهو يتذكر انه شخص غا ٔيب عن‬ ‫في قلبه وفي تفكيره ‪ ،‬و ّ‬
‫الدنيا بسبب شرابه وبا ٔي لحظة ممكن تزل أقدامه جهة بيتهم وينفذ إنتقامه ‪،‬‬
‫فتح الباب ووزع نظراته في أرجاء حوشهم الصغير ‪ ،‬كان فارغ وساكن‬
‫رفع صوته أكثر وهو يناديها‬
‫عذبا ‪ ،‬عذبا يابنت ‪ ،‬أخت ضاري‬
‫خرجت وهي ملتفة ببرقعها والٔول مرة يتندم على قرار أو كلمة قالها ‪،‬‬
‫والٔول مرة تستفزه قطعة قماش‬
‫‪:‬سم يانوفل أنا هنا ‪ ،‬عالمك ابطيت ؟‬
‫تلقا ٔيية حديثها تجبره أن يزن ردوده ولهذا السبب رد بتلقا ٔيية مماثلة ‪ :‬أبد‬
‫انشغلت بالمحل‬
‫الحظها وهي تسترق النظر هو نسى طلبها وهي بالطبع لن تنسى الشيء‬
‫الذي يفضله والدها لينطق ببرود ‪:‬نسيت الخبز‬
‫الحظ انكماش نظراتها أثرت فيها مفردتيه المقتضبة لينطق بتلقا ٔيية لم‬
‫ينوي يها التبرير ‪:‬ماتعودت اجيب شي الٔهلي كل مقاضي البيت صيته‬
‫تروح بنفسها وتجيبها‬
‫زمت قماش عبائتها ‪ :‬مايخالف ابوي اليوم مشتهي رز وأكله بالعافية‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:05 2022/19/8[ ,‬‬


‫قاطعها وهو يتجه للباب ‪ :‬مشينا‬
‫تنهدت هذا الشخص سهل وصعب ‪ ،‬قريب وبعيد ‪ ،‬غريب لكن بسهولة‬
‫تا ٔلفه ‪ ،‬مشت خلفه وهو في باله كانت تدور فكرة لن يتراجع عنها أ ّجل‬
‫التفكير بها لبعد أسبوع ‪ ،‬أوصلها للبيت وخرج يصلي العشاء مع جماعة‬
‫المسجد ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫استيقظ بتار ليجد نفسه في مكان غريب وسرعان ما تذكر ‪ ،‬بمجرد‬
‫مايتربص له أحد أو الخطر يحاوط جهاته القا ٔيد الخفي يرسل أوامر‬
‫بإبتعاده عن المهمة الٔي مكان أبعد مايكون فيه عن الخطر ‪ ،‬سابقا ً يكون‬
‫مسوول عن جسد ثاني ملقى بالطرف القريب منه ‪،‬‬ ‫الن صار ٔ‬ ‫بمفرده لكن ا ٓ‬
‫فتح عينه ومسح المكان بنظرة سريعة ‪ ،‬قوارب قديمة ومنطقة شبه‬
‫مهجوره ‪ ،‬الوقت كان ليالً وأصوات حشرات الليل تطن في اذنه بصورة‬
‫مزعجة لشخص يشعر انه في مكان غريب وغير ما ٔلوف بالنسبة له ‪،‬‬
‫بإالضافة لطنين الحشرات إعتلى صوت أنينها الناعم ‪ ،‬رمقها بسرعة‬
‫ليشاهدها متكورة على نفسها وجزء من التيشيرت الواسع ارتفع عن‬
‫خصرها شعرها مبعثر ووضعها مزعج بالنسبة لشخص عاطفي بل شديد‬
‫العاطفة ‪..‬‬
‫روبين هتان عرب عرب‬
‫كررت عرب مرتين !‬
‫ياترى من روبين ومن هتان ؟‬
‫تسندت بيدها على الخشب نيتها كانت النهوض لكن جسدها مثقل بالتعب‬
‫فهي مريضة منذ أسبوع ‪ ،‬نوبات الصرع بالكاد تركتها تتنفس وتشاهد‬
‫أنوار الحياة ‪،‬لكن المكان أظلم عليها من جديد لتجد نفسها هنا ‪ ،‬زج بها في‬
‫مكان مجهول مع شخص مجهول ‪ ،‬نظرت إليه بريبة ليضطرب تنفسها‬
‫وهنا تراجعت للخلف بذعر قوي ‪:‬من أنت ؟ وليه أنا هنا وش صار وش‬
‫سويت ؟‬
‫تجاهل خوفها ليربت على جيوبه يتفقد أجهزته ‪ ،‬كل شيء أخذوه منه ‪،‬‬
‫اقترب منها لتبكي ذعرا ً رفعت يديها المجهدة بوجهه لكنه تجاهل محاوالتها‬
‫الضعيفة ارتفع صوتها اكثر وهي تدفع أكتافه ‪ :‬وش تبي فيني وش المغري‬
‫بجسد رايح فيها من التعب‬
‫يريد الضحك لكن الوقت غير مناسب ‪ ،‬هذه الساذجة تظنه ينوي‬
‫االنقضاض على جسدها ‪ ،‬بصمت ُمطبق صار يفتش جيوب بنطالها وهي‬
‫تسمرت ودموعها تتصبب انتزع جوالها من الجيب الخلفي وبنبرة أشعرته‬
‫بضيق خفي قالت ‪:‬تقدر تكلمني بكل بساطة وتقول هاتي جوالك ! أنت‬
‫تشوفني بوضع خوف ليه تزيده؟‬
‫استوعبت وأخيرا ً بعد اقترابه‪ ،‬استوعبت انه هو الشخص الذي اقتحم‬
‫أيامها االٔخيرة واقتحم كل أفكارها عرفته من الحرق واالٔثر الكبير من‬
‫مالمحه بعد مانزع الكمام ‪ ،‬كانت ُمغايرة تماما ً عن الصورة التي رسمتها‬
‫في تصويرها ‪ ،‬كان وسيم بشكل مرعب بعيد عن الجمال المتعارف عليه‬
‫وبالرغم من الحرق الذي أخذ الحيز االٔكبر من وجهه إال ان وسامة وجهه‬
‫طاغية جدا ً جدا ً ‪ ،‬يعرف هذا الذهول عاش معه فترة طويلة خصوصا ً بعد‬
‫الحادث ‪ ،‬لم يهتم جوالها مغلق وهنا اضطربت أعصابه‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:05 2022/19/8[ ,‬‬


‫رفع نفسه ليشير بيده ‪ :‬قومي معي التماطلين ماعندنا وقت والمكان هنا‬
‫مافيه أمان‬
‫الٔول مرة تصلها نبرة صوته وهنا تيقنت أكثر أنه يمتلك القدرة على‬
‫ب ما ‪ ،‬تجاهلت يده لتنهض بنفسها ‪ ،‬ترنحت من‬ ‫الحديث لكن يخفيها لسب ٍ‬
‫الدوار ومن التعب لتصرخ وهي بوضع انحناء و تضم بطنها ‪ :‬مستحيل‬
‫ابقى معك أموت من الوحشة والخوف وال امشي درب وأنت تشاركني فيه‬
‫مقدر تعبها وغضبها لن يجادلها ألنها لآلن تهذي ال أكثر ‪ ،‬مرر كل‬
‫كلماتها ومشى ‪ ،‬هي خلفه تناقض كل كلمة قالتها لتقطع معه الطريق‬
‫تالشى شعور الخوف وهو يؤمن مكانهم الليلة في غرفة مهجوره مظلمة‬
‫اشبه بكهف لكن الغرفة حارة جدا ً واالكسجين شبه معدوم ‪ ،‬ليجلس على‬
‫االٔرض وهي اختارت زاوية واسندت رأسها بكل تعب استسلمت لمصيرها‬
‫معه بدون أي حديث آخر ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫باالضافة لمنظر جميل تستفتح فيه يومك وتتعكز على‬ ‫صباح الخير ٕ‬
‫الشعور اللذيذ طوال اليوم كل هذه الجماليات تبخرت عبدالملك صار‬
‫يستفتح يومه بعبوس يتعكز عليه الٔيام ‪..‬‬
‫منظرها بالثوب الفضفاض وهو يحمل معه بقايا عجينة الفطور وشعرها‬
‫االعتيادية‬ ‫العابث وهي ا ٓ‬
‫الن تبذل أكبر مجهود لجمعه وترتيبه كل حركاتها ٕ‬
‫بطي ٔية وثقيلة وبتذمر حرك غثيانه ‪ :‬يا هللا حتى بالصبح بنذوب من الحر‬
‫غريبة بيت عرض وطول ومطبخه مافيه تكييف‬
‫تخطت جرح البارحة وبكل عفوية تتذمر من حرارة الجو وكا ٔن هذا البيت‬
‫ملك يدها من سنوات طويلة يبدو أنها خلعت كرامتها وذبتها عند عتبات‬
‫باب بيتهم ‪ ،‬تعاظم النفور بداخله لهذه االٔنثى الثلجية الغير آبهه با ٔي شيء‬
‫يدور حولها ‪ ،‬وكا ٔن همها الوحيد أن تا ٔكل تشرب وتتنفس ‪ ،‬الدليل القاطع‬
‫لهذا الشعور بعدما استوقفت خطواته بالورقة بعدما شده صوتها وهي‬
‫تعبث بها وتناديه ‪:‬عبدالملك وقف‬
‫لف لتنطق وهي تقترب أكثر ‪ :‬هذي قا ٔيمة با ٔشياء ضرورية أحتاجها‬
‫وياليت بعد تمشي لي مصروف من بداية الشهر الٔن عندي مواعيد ليزر‬
‫وبشرة‬
‫تواقحها بفرض نفسها وبهذه الطريقة الفادحة ألجم كلماته المستنكرة لهذا‬
‫الوضع المقرف بالنسبة له دس الورقة داخل جيبه ليخرج وهي في مكانها‬
‫تتذكر الكلمات التي انهالت عليها باالٔسفل من أمه ‪ ،‬أقذر المفردات وأقوى‬
‫الشتا ٔيم كل المفردات التي تمردت بها في صغرها وبسببها نالت عقاب‬
‫ليلة كاملة من والدتها سمعتها اليوم من فم امرأه وأم نفضت كل شيء ‪،‬‬
‫دخلت لتستحم ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وين مرتك ياهذال !!‬
‫صوتها المعاتب الحاد اخترق صمته وتفكيره لينفث تنهيدته ‪ ،‬تذكر ليلة‬
‫االٔمس أفرغت الكثير من دموعها على رجله المصابة ‪ ،‬ربما عتاب خمس‬
‫سنوات مضت تستظل بظله الباهت لينطق ‪ :‬في البيت نايمة ليستدرك هو‬
‫ويعاتبها بطريقته ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:05 2022/19/8[ ,‬‬


‫ليستدرك هو ويعاتبها بطريقته ‪ :‬وليه ماجيتي ياجدة ؟اللي اخبره عن جدتي‬
‫القديمة انها ونيسة و تحب الضحك وتنبسط على جمعات الحريم‬
‫رفعت فنجانها لفمها لتجدها فرصة ‪ ،‬قلبها يحمل الكثير على يمامته والبد‬
‫تستخرج القليل ‪ :‬اللي مايبينا نعيفه لو ثمنه غالي ومرتك عايفينها قبل‬
‫نعرف ثمنها البخس وانا امك‬
‫انتفض إنتفاضه خفيفة لم تتجاوزه ‪ ،‬لينطق بإبتسامة مصطنعة ‪ :‬وليه‬
‫تنعاف ياجدة وش اللي تبدل كانت قريبة منتس وتحبينها مثل أديم وأزود‬
‫بعد‬
‫ردت بتلقا ٔيية ‪ :‬ماجتني عقب هالمدة تحب راسي ويديني التاخذك أفكارك‬
‫بعيد أنا كل شيء بحسابي أدبله وانت تعرفني زين !‬
‫مستحيل يا ٔخذ تبريرها بجدية جدته تحمل بقلبها الكثير ‪ ،‬حضرت أديم‬
‫وقالت بغضب صارخ ‪ :‬سطام يايمه تجاوز حدوده أخذ حقه وحق غيره‬
‫ماعاد لي حيل يمه بهالتفرقة تكفين تعبت وانهد حيلي من ابوي ومن سطام‬
‫ومن كل شيء بهالدنيا‬
‫دست وجهها واحتضنته بكفوفها لتبكي بتجرد قفز هذال من مكانه واقترب‬
‫منها رفعت رأسها جهته ‪ :‬هذال المكتب اللي تعبت وكبرته سطام جا‬
‫وأبوي عطاه اياه وعلى طبق من ذهب وش قال تدري وش قال ابوي ؟‬
‫هذي هدية تخرجك وتفوقك قسمتي اللي خذيتها من ذا كله شقى سنين وقهر‬
‫تكفى ياهذال تكفى‬
‫اهتز من استنجادها به ‪ ،‬ضاق بها الدرب سنوات أحالمها تقاوم الضياع‬
‫ليغلق باب لطالما راهنت عليه لتوثق خلفه كل كل أمنياتها‬
‫وصايف االٔم اكتفت بالصمت ‪ ،‬مستحيل تجاري سلطة زوجها وتفرقته‬
‫بين أوالده تمادى ليظلم ابنته الوحيدة بغير وجه حق اقتحم وضاح المكان‬
‫وحضر خلفه نهار لتقفز جهته ضمته لتكمل انهيارها وضاح بحدة وهو‬
‫غاضب من سلطة جده وأنانية سطام بعد معرفته بالخبر ‪:‬دموعك ياعمة‬
‫تثبتين فيها شيء ماله وجود دموعك تثبت الخسارة وانتي للحين ماخسرتي‬
‫!‬
‫بحضن نهار ردت ‪:‬يبي يفتح محل تعديل سيارات يبي يشيل كل شيء‬
‫اخترته وصممته ويثبت نفسه ويكبر اسمه وصيته على ظهر شقاي‬
‫جذب وضاح كتفها ليهزها ‪ :‬التبكين أنتي ماخسرتي شيء وال راح‬
‫تخسرينه ناظريني ياعمة مايصير كل شيء تواجهينه بالبكا‬
‫حضرت نبرة نهار وأخيرا ً صوته كان النقاط على آخر حروف إنهيارها ‪:‬‬
‫أنا موجود وراسي يشم الهوا وفيني شدة وحيل لو تبين انثر دمه الحين‬
‫نثرته‬
‫وصايف نطقت وأخيرا ً ‪ :‬ماتاصل للدم وأنا امك هذي هوشة بزارين‬
‫وتوسعت وال هذي أديم وهذا سطام من صغرهم وهم يتناقرون‬
‫هذال وهو يعرج بسبب وضعه الغير مريح ليلة االٔمس‪ ،‬مسح دموع أديم‬
‫وقال ‪ :‬سطام المستقوي دواه عندي وإذا بيرضيتس مكتب ثاني غير االٔول‬
‫أشري على أي مبنى وبيصير حاللتس ومن اليوم‬
‫هزت رأسها برضا ‪ ،‬ليذبُل بكاؤها ‪ ،‬هذي أديم من كانت طفلة المراضاة‬
‫والمداراة تنسيها دائما ً حجم االٔشياء التي تخسرها وإن كانت كبيرة‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:06 2022/19/8[ ,‬‬


‫الجديد ‪ ،‬سطام كان والزال حجر عثرة لداللها ولحضن والدها ولقربه ‪،‬‬
‫االحتياج ولهذا السبب هو دا ٔيما ً يصف بصفها ليدسها‬
‫نهار يتقاسم معها هذا ٕ‬
‫تحت جناحه وهو مبتسم إلبتسامة الرضا التي تشع من عينيها ‪ :‬ياليتني‬
‫أمتلك نص الرضا اللي يحتل روحتس ياعمة هالحين‬
‫نطق هذال بإرهاق ‪ :‬وهللا انا اللي بقول ليت للسعة اللي بقلبتس وكيف‬
‫الضحكة تثبت وجودها لو يحتمي الزعل تبثت وجودها‬
‫وضاح بتهكم ‪ :‬وهللا انا اللي بقول ليت هذال المتغربل ونهار الحزين‬
‫يذكرون هللا على قلب عمتي الصغيرة جت من أقصى الدنيا منهارة‬
‫ماتسوى عليها ينسرق مكتبها وتنحسد على هالضحكة‬
‫الكل ضحك ‪ ،‬لتشاركهم أديم الضحكات ضحكت تحول عبوسها بسهولة ‪،‬‬
‫كلها ثقة بهذال ونهار ووضاح حقها عائد إليها بطريقة أو با ٔخرى‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫زوجني بنتك يابو عايشة !!‬


‫‪ :‬ياولدي موالك العتيق هذا ماتعبت حنجرتك وهي تصرخ به كل ليل ؟‬
‫ماحفظت لك طرق جديد وأنا ابوك ؟‬
‫ضحك ضاري ليرد بمحاولة إقناع وهذه ليست االٔولى وال االٔخيرة ‪:‬‬
‫اسمعني ياعمي أنا مضطر والبد أقدم على شيء وبنتك يدها بيدي قول تم‬
‫هذي المرة !‬
‫يدرك أن ضاري متوقف عن السعي منذ سنوات خطواته دا ٔيما ً في حدود‬
‫واالنتقام كل االٔعباء تلقاها ظهر نايف فقط !‬
‫الضرب ٕ‬
‫بإقتضاب نطق ‪ :‬بنتي تقول عندي شرط واحد وال غيره شروط يوم ينطق‬
‫اسمي مرة واحدة واليزل (يخطي ) يومها أنا موافقة بكون له زوجة‬
‫وحليلة‬
‫رد ضاري برحابة عفوية ‪ :‬لصيتة كل الوعود وعد مني أعزها وأصونها‬
‫قهقه ابو عايشة ونطق ‪ :‬هذا وهو شرط واحد والالتزمت عجزت تحفظ‬
‫دروسها هذا وهو حتسي ولو صارت تحت سقفك ؟‬
‫بحدة وقوره ‪ :‬التساومني على عايشة ياضاري ثم اوجعك بليل نفس‬
‫وجيعتك بعذيبة أختك !‬
‫كسر عود الحطب من شدة كبته ومن حدة الغضب المتسرب لصدره ‪:‬‬
‫ابو عايشة بإستفزاز ‪ :‬اضربني مايعوقك شيء ذب الرماد الحار بوجهي‬
‫خذ من اعواد الحطب اثقلها واكسره على راسي‬
‫ضاري بإستفزاز مماثل مدد جسمه للخلف ليتكئ على المركى العتيقة ‪ :‬ال‬
‫هذي الضربات نطبقها على أوالد الشوارع وأنت شايب وقور لو نفثت‬
‫الهوا على ضلع من ضلوعك تهشم‬
‫ابو عايشة بتهكم مماثل ‪ :‬روح وأنا أبوك تعلم حروف اسم بنتي وانسى‬
‫طوايف صيتة وأهل صيتة وديار صيتة وجدايل صيتة وريحة المشاط‬
‫والحنا‬
‫تمادى وأثقل وهو يرص له تفاصيل عشقه المرتبطة بماضيه على شكل‬
‫مزحات متتالية ‪ ،‬لم تكن مزحات كانت بالفعل اشبه بالضربات ليميل فمه‬
‫يضمر حزنه ‪ :‬ضربتني ياعم واوجعتني انت تدري اني عند الماضي‬
‫ماتحركت شبر واقف من سنين وخطواتي صوبهم ثمنها دم‬
‫ابو عايشة وهو ينثر الماء على حدود ناره المشتعلة في كل فصول السنة‬
‫وإن كان في أواخر الصيف يستمتع وهو يالعب دخانها صمت لم يرد ‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:06 2022/19/8[ ,‬‬


‫ضاري قبل أن يطفئ هذا الوقور نـاره مد سيجارته لبقاياها ‪ ،‬دسها في‬
‫فمه ليحمل نفسه من المكان كان يعتبره متنفس والزال ‪ ،‬ابو عايشة رفيق‬
‫جدران السجن يكبره بعشرات السنين وإن أسرف وتفنن وهو يرميه‬
‫بمزحاته الثقيلة ضاري متمسك بمكانه ومتمسك بصداقته الفريدة الغريبة‬
‫جدا ً ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عاد في المساء أثبت نفسه في عمله الجديد وبصورة سريعة‬
‫دخل البيت ‪ ،‬تعود سابقا ً على الهدوء والظالم المنتشر في ممراته ‪ ،‬الليلة‬
‫أنوار البيت كلها مشتعلة وأصوات عا ٔيلته عالية على غير العادة‬
‫دخل وقد خمن الضيوف بسبب أصوات االٔطفال اخته الكبرى مع بنياتها‬
‫وأحفادها !‬
‫باالستقبال‬
‫إنطلقت نحوه أمنية ‪ ،‬البنت الوسطى من بنات أخته ضربت ٕ‬
‫والمجامالت المعتادة عرض الحا ٔيط وبدت بإستخراج قا ٔيمة من العذاريب‬
‫بحق زوجته النا ٔيمة في االٔعلى وبتهكم سريع سردتها جملة واحدة ‪:‬زوجتك‬
‫ماعندها ذوق جايين من قبل الفجر عشان نبارك زواجكم ماطلت علينا وال‬
‫حتى سالم من بعيد ‪ .‬بعدين خالي قضو البنات يوم تلف وترجع عليها هي‬
‫مالقيت من البنات إال جيداء !‬
‫عبدالملك أنزل شماغه من رأسه ليرفع يده جهةالصداع بعد ما تسلق‬
‫جمجمته من ثرثرتها بعثر شعره ‪ :‬أهال با ٔوسط بنيات أخيتي خالك بخير‬
‫خمس سنين ماشافك وهذا إستقبالك له ؟ عيب بحق الغربة والشوق وتذاكر‬
‫السفر‬
‫قاطعته وهي تضحك الٔنه اآلن يثرثر أكثر‬
‫منها ‪ :‬آسفين ‪ ،‬رفعت أرجلها وهي تجاري طوله لتهمس بالسر فضلت أن‬
‫يسمعه هو بمفرده‬
‫ثاني ‪ :‬جيداء فوق تعبانة بس أقلد أمك وأمي وقلت اختصر الطريق الٔن‬
‫أمي وأمك كالمهم أثقل حبتين !‬
‫لوت يدها وعانقته بعفوية ‪ :‬الحمدهلل على سالمتك ياخالي‬
‫سلم على كل المتواجدين وبالفعل مثل ما أخبرته أمنية كالم والدته ثقيل‬
‫موخرا ً‬
‫وجارح ‪ ،‬تجاوز البعض منه وتركهم توجه للغرفة التي تجمعهم ٔ‬
‫كانت‬
‫مظلمة وباردة فتح النور ‪ :‬أففففف وجع‬
‫تعاظمت رغبته في التمرد أكثر ‪ ،‬فرصته يعاندها بالرغم من ارهاقه ‪،‬‬
‫هذه المتعة لن يفوتها ‪ ،‬رن جوالها وقالت بحدة ‪ :‬أمي دقت سبعة وثالثين‬
‫مرة رد عليها بطريقك وقول كانت ليلتنا حلوة‬
‫تجاهل المكالمة وهو مبهوت من ردها الحاد وان طغى عليه أسلوبها‬
‫االتصال لتستخرج صوت‬ ‫البطيء في إستخراج أي مفردة عاودت أمها ٕ‬
‫ساخر مدفون تحت قماش الوسادة ‪ :‬أمي مصرة تتطمن على ساللتها‬
‫النادرة رد عبدالملك أو صك الجوال بعرض الجدار وريحني‬
‫رد وهو مصدوم وعلى وجهه عالمات ضحكة كبتها عمدا ً وضعها مثير‬
‫للضحك فعالً !‬
‫وكالعادة حذام تقود الدفة بكل تمكن ‪ :‬عبدالملك جويدة دورتها عسرة وبا ٔي‬
‫لحظة ممكن تفقد الوعي او تحتاج مستشفى خلك قريب منها او جبها عندي‬
‫!‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:07 2022/19/8[ ,‬‬


‫وبالرغم من حرصها على وضع إبنتها إال أن القسوة كانت حاضرة في‬
‫رنة صوتها وفي طريقتها وهي تملي عليه تعليمات المسعف بعد ما قرر‬
‫ان يتنازل عن سريره المفضل ووقته المفضل للنوم والبقاء بجانبها سحب‬
‫كرسي صغير بجانب سريرها ‪ :‬على فكرة منت ملزوم تسوي شيء مو‬
‫طالع من قلبك‬
‫بسوال ثقيل وبارد ‪ :‬اختي تطلبني الحق جاية من ديرة بعيدة وتجاهلتي‬
‫رد ٔ‬
‫جيتها‬
‫بإرهاق قالت ‪ :‬الحق بطلبه منك أنت لو عندك ذرة تفكير بتجيب عذر‬
‫يجملني بس أنت ودك فيها من هللا‬
‫سكر النور والتكثر حكي او أطلع برى يكون أحسن بعد‬
‫الزال يعد للعشرة ليستعيذ من أي لحظة تفلت فيها أعصابه وتتكرر أمنية‬
‫الوسادة أو ربما الليلة يغريه غضبه ويفعلها حقيقة ‪ ،‬يكتم أنفاسها وينتهي‬
‫كل شيء ‪..‬‬
‫توجه للباب بخطوات متكاسلة ‪ ،‬النوم يناديه با ٔعلى صوت وهذا المرهق‬
‫يتجاهل النداء بسبب اليدرك ماهيته ‪ ،‬حسنا ً سا ٔمارس أدوار الزوج المثالية‬
‫فقط الليلة ‪ ،‬بسبب توصيات حذام ‪ ،‬نقطة !‬
‫والروية بالنسبة له مشوشة ا ٓ‬
‫الن‬ ‫ٔ‬ ‫نزل للمطبخ‬
‫‪ :‬خالي عبود طلبنا بيتزا بقينا قطعتين من نصيبك‬
‫جلس معهن على الطاولة استطاع وأخيرا ً تمييز االٔوجه الثالثة أفنان أمنية‬
‫أنفال متالزمة حرف االٔلف لم تنقطع بعد فهناك أسرار وأشجان أيضا ً‬
‫انقطعت النظرات ناحيته وانتقلت للجهه االٔخرى للباب تحديدا ً ‪ ،‬وبتملل‬
‫متعب استندت على الباب لتنطق ‪ :‬أمنية عندتس مسكن غير الزفت اللي‬
‫عندي شربت ثالث وما خلص الوجع باقي‬
‫الوحيدة من بنات نهلة المستلطفة بالنسبة لها لتقفز االٔخرى ‪ :‬عندي فوار‬
‫واحدة بواحدة بس ثقيل ويقولون بعد مو زين على البطن وهو فاضي عندنا‬
‫بيتزا تبين ؟‬
‫أخفت تا ٔففها من هذه الثرثرة كيف تسرد هذه التفاصيل بسالسة بنفس واحد‬
‫على عكسها تماما ً ردت ‪ :‬مالي نفس ابي انام وبس‬
‫الٔول مرة التشتهي االٔكل ‪ ،‬االٔكل من المقدسات بالنسبة لها ومن االٔولويات‬
‫لمزاجها أوالً ومن ثم لحياتها ‪ ،‬لفت ويدها االٔخرى على خصرها المكتنز‬
‫مولم ‪ ،‬أوجاعها الشهرية قاتلة جدا ً ‪ ،‬وصلها صوته البغيض‬ ‫لتصعد بتثاقل ٔ‬
‫جدا ً وبسبب نظراتها التي مسحت كل زاوية في المطبخ وتجاوزته عمدا ً‬
‫نهض ٕالستفزازها مجددا ً لينطق ‪ :‬وقفي !!!‬
‫لفت له لتنشغل بفوضى شعرها الذي تناثر بوقت سيء جدا ً شعرها يحتاج‬
‫وقت طويل لترتيبه تماما ً مثل حياتها مع هذا الغاضب ‪ :‬وش تبي؟ ماني‬
‫فايقة اسمع صوتك مالي خلق حتى اطل بعيونك تكفى فارقني‬
‫بوجوم نفض جيوبه خرج صوت مفاتيحه وببساطة باردة جدا ً نطق ‪ :‬البسي‬
‫الطواري والتجادلين أنتظرك بالسيارة تحت‬
‫ٔ‬ ‫واطلعي نروح‬
‫تطفي كل هذه ا ٓ‬
‫الالم دفعة واحدة‬ ‫ٔ‬ ‫اكتفت بهزة بسيطة لرأسها ‪ ،‬محتاجة ابرة‬
‫وهو يحتاج بال صافي ولحظة ساكنة هذه الفوضى وهذا الضجيج اليروق‬
‫له أبدا ً ‪..‬‬

‫‪..‬‬
‫‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 3:07 2022/19/8[ ,‬‬


‫وضاح المشتعل سابقا ً يوزع ضحكاته في كل مكان يقصده ‪ ،‬وضاح‬
‫الالمبالي الثرثار المتهكم اليوم صامت على غير عادته يقضم أظفر إبهامه‬
‫بكل هم !!‬
‫سرور وهو يقرأ عالماته النادمة نطق ‪ :‬وضاح قهوتك الساخنة ال ُم ّرة‬
‫بردت وأنت أول شرط بقاموس كيفك تشربها وهي حارة !‬
‫تبسم ببرود وقال ‪ :‬مقدماتك المغلفة ماتمشي مع أخبث شخص بالدنيا‬
‫صحيح اني حزين بس مايمدي تاكل كتفي وال تسا ٔلني عن أسباب الحزن‬
‫دخيلك ‪ ،‬استند بظهره على الكرسي بكل هم‬
‫الخر تفهم مطلبه وطلب له قهوة جديدة ‪ ،‬الشخص الغير مطلوب لوضاح‬ ‫ا ٓ‬
‫حضر ‪ ،‬وضعت كوبه على الطاولة وهو عاجز فب مكانه عاجز أن يرفع‬
‫عينه ويخبرها عن إقراره وإعترافه بخطاياه وبدون قصد منها وبسبب‬
‫توترها المريع على حال شادي وتعثراتها وهي تبحث عن مخرج ينقذها‬
‫وينقذ صغيرها سكبت الكوب البارد على ثوبه الثمين انتثرت القهوة بالكامل‬
‫ليُصبغ ثوبه بلون البن هي تجمدت في مكانها وسرور في كل مرة يقاوم‬
‫شفقته جهتها با ٔي حق يبدي تعاطفه بصفته من ؟ هنا اشتعلت مخاوفه من‬
‫تصرفات وضاح الالواعية دا ٔيما ً !‬

‫إنتهى ‪:‬‬
‫أبهروني بتعليقاتكم وتوقعاتكم️♥️♥‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:34 2022/26/8[ ,‬‬


‫السالم عليكم ورحمة هللا‬
‫أهالً أهال ️♥️♥‬
‫بإذن هللا راح نستكمل الرواية يوم الخميس القادم كنت في فترة نقاهه وبإذن‬
‫هللا العودة أقوى وأجمل️✔️♥‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:34 2022/1/9[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫‪..‬هنا الصدمة الكبيرة وضاح بعد ما نطق ‪ :‬طاح الشر شادية روحي كملي‬
‫شغلك‬
‫هزت رأسها بعينيها الدامعة دا ٔيما ً واختفت من المكان‬
‫‪ :‬غريب أمرك ياوضاح‬
‫ابتلع قهوته ونطق بتهكمه المعتاد ‪ :‬ماغريب إال إبليس اللي قرر الليلة‬
‫يعتقني !‬
‫التنبو بتصرفاتك الجديدة على قا ٔيمة‬
‫ٔ‬ ‫ضحك سرور ‪ :‬وهللا صار‬
‫المستحيالت ‪ ،‬وش سر انقالبك ؟ التقول الحزن التقنعني !‬
‫وضاح وهو يرشف آخر ماتبقى من كوبه ‪ :‬ماعندي وقت أقنعك وال أفكك‬
‫التنبو تبيها من االٔخير خلنا االٔولين اتفقنا ؟‬
‫ٔ‬ ‫قا ٔيمة توقعاتك وال أكسر قواعد‬
‫سرور بإقتناع نطق ‪ :‬تم !‬

‫خرج من المقهى في وقته المعتاد ‪ ،‬حاول يصلح بقدر إستطاعته ما افسدته‬


‫شادية لكن زاد الوضع سوء ومع ذلك الغضب كان بعيدا ً عن وضعه‬
‫المزري في وقته الحالي‬
‫تساول غريب عن‬ ‫ٔ‬ ‫قطعت خطواته وهي تحمل طفلها النا ٔيم بداخله حضر‬
‫أسباب حذام ودوافع حذام فرطت بها لتزوجها بعمر صغير جدا ً ؟ ٔ‬
‫السوال‬
‫موجه الٔهله أيضا ً الٔن وصايف بعمر مقارب لها وتزوجت بسن مبكر جدا ً‬
‫تساوالته با ٔف خافتة‬
‫ٔ‬ ‫نفض‬
‫الن ‪ ،‬الٔول مرة‬‫مازال يقاسي الغرابة داخله من بداية الموقف إلى نهايته ا ٓ‬
‫يتا ٔمل شكلها الطفولي ضاع جسدها وسط قماش عباءتها الواسعة ومع ذلك‬
‫تجابه كل شيء با ٔقصى قدرة تمتلكها ‪ ،‬مستغرب من طريقة ضمها لجسم‬
‫الصغير وبسرعة تدارك استغرابه ليدرك بسرعة وجيزة انها فرصتها‬
‫االقتراب كانت تحتضنه با ٔقصى قوة تمتلكها ‪ ،‬فرصتها‬ ‫الثمينة ا ٓ‬
‫الن لهذا ٕ‬
‫الوحيدة عندما تغفو عينيه تتمكن من إحتضانه ‪ ،‬تشبع أمنياتها وهو غير‬
‫االحتضان ومع ذلك لم تصل لمرحلة التشبع بعد ‪ ،‬أمنيتها‬ ‫مدرك لقيمة هذا ٕ‬
‫البعيده هي أن يحتضنها وهو بكامل إدراكه ‪ ،‬بكامل إرادته وبفضول‬
‫االٔطفال للمتسع الذي تسكن فيه حواسهم بعد تسكع طويل بين ممرات‬
‫الحياة أو ربما حدود الطفولة وعبثها‬
‫‪ :‬أنا وولدي صرنا نقمة عليك وعلى ثيابك واشيا ٔيك الثمينة أعتذر عني‬
‫وعنه بالنيابة‬
‫بكت !‬
‫رباه في كل وقت تبكي !‬
‫ليراوده تساؤل مغمور هل تعرف مسمى الضحكة ومرادفاتها ؟ هل تدل‬
‫المودي إليها ؟ تعاظم عنده الفضول لصوت ضحكاتها وعينيها‬ ‫الطريق ٔ‬
‫بعدما تصغر بسبب كثافة الضحكات التي تباغتها وتقطع طريقها لكن يبدو‬
‫أنها بعيدة كل البعد عنها ‪ ،‬تعرف شكل واحد تعرف الضد فقط ‪ ،‬تعرف‬
‫الحزن والما ٔساة والدموع وهو أصبح يعرف دموعها أكثر منها ‪ ،‬هتف‬
‫بحدة ليفتح باب السيارة التي طلبتها بعد نهاية دوامها ‪ :‬التبكين‬
‫والتعتذرين الموقف مايستحق ال إعتذار وال دموع‬
‫هزت رأسها بإنصياع غريب وهو حمل عربة شادي ووضعها في مكانها‬
‫المناسب ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:39 2022/1/9[ ,‬‬


‫مسوول عنها وهو اليدرك‬
‫ٔ‬ ‫تصرفاته غريبة وهو اآلن يتعامل معها بصفته‬
‫فعالً انه أصبح في قا ٔيمة االٔشخاص المكروهين بالنسبة لها بعد ما جرحوها‬
‫وأبكوها ‪ ،‬تكفيره لن يغير شي اسمه ثابت ومن المستحيل حذفه ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫إعتادت ان تسقي أشجار بيتهم اعتادت التسلي با ٔصوات الطيور ُهنا‬
‫الصمت سيقضي عليها ‪ ،‬تكره الصمت والرتابة تكره السكون الٔنه يبقي‬
‫في داخلها وحشة تتذكر فيها االٔشياء القديمة وعلى رأسها اليوم القاتم الذي‬
‫غابت فيه الشمس من دون ضاري وفي نفس اليوم غابت مالمح نايف‬
‫ومالمح خزاري ‪ ،‬رفعت ساعتها القديمة وهي تراقب الثواني البطي ٔية ‪،‬‬
‫نوفل بالفعل يتعامل مع هذا البيت مثل ضيوف والده يلقي سالم بارد ويعود‬
‫الٔدراج التهرب هي رضخت بغرابة وهو شعوره مازال مجهول بالنسبة‬
‫لها ‪..‬‬
‫وأخيرا ً فتح الباب وأخيرا ً ُكسرت رتابة السكون بحضوره صدمها وهو‬
‫يلقي على مسامعها خبر سقوط والدها !‬
‫‪ :‬اخت ضاري ابوتس تعب وتعبه ماهو بهين أخاف ماتلحقينه !‬
‫وبكل بساطة يرمي عليها أخبار مثل هذه لن تصدق أكاذيبه بحق والدها ‪،‬‬
‫والدها ينفث البقايا من رفات حزن السنين ومن إسراف جيرانه في الحكم‬
‫ينفث كل آالمه من دخان سجا ٔيره وهو ثابت في نفس المكان ‪ ،‬بذات‬
‫الصمود من سنوات طويلة وهو الزال على وضعيته كيف يسقط ؟ فكرة‬
‫سقوطه مستحيلة !‬
‫مستمرة في مكانها بثبات مزيف وبرقعه اللعين حجب عنه تعابيرها نطق‬
‫بإصرار ‪ :‬اخت ضاري انتي ماتستوعبين االٔمور من أول وهلة ولهالسبب‬
‫تتوجعين عقب وبشكل أكبر استوعبتي الخبر اللي قلته ؟‬
‫هزت رأسها بالرفض ‪ :‬هو صحيح ان ابوي ماله قوة بنظركم وهو صحيح‬
‫ان ماله شور وكل شيء خذيتوه منه قبل سنين بس عايد بعيون بنته ثابت‬
‫وقوي ماينهزم واليطيح‬
‫ضحك ببرود ‪ :‬الوقت هذا ماهو وقت موشحات مدايح ‪ ،‬ابوتس طاح حيله‬
‫واللي لحق عليه بزر كان يطامر ورى كورته اللي طارت ورى السور‬
‫االنتقام والثا ٔر ‪،‬‬
‫مستمتع وهو يخبرها بسقوطه ‪ ،‬مستمتع وهذا جزء من ٕ‬
‫كانت تظن انه سيختفي بمجرد ماتوقع على الزواج منه التفت بعباءتها‬
‫وركضت لبيتهم ‪..‬‬

‫مفاجي تغير كل شيء ‪ ،‬حاله‬‫ٔ‬ ‫مرت دقا ٔيق وهي بغرفة والدها ‪ ،‬بشكل‬
‫تهاوى وقواه تالشت ‪ ،‬كل شيء من حياتها القديمة تالشى وغاب ‪،‬‬
‫الن آخر شجرة‬‫ضاري ونايف وخزاري ومن ثم بيت الطفولة وأمانها وا ٓ‬
‫من أشجار قوتهم بدأت بالتالشي ‪ ،‬لتبقى هي آخر شجرة في هذه الغابة ‪،‬‬
‫الموذية تتحاشاها وتستوعبها في وقت متا ٔخر لكن‬‫الفكرة مخيفة كل االٔشياء ٔ‬
‫هذه الفكرة استوعبتها في وقت مبكر وبسببها عجزت عن الوقوف ‪ ،‬رمت‬
‫نفسها على االٔرض ونوفل اآلن يقف جهة بابهم الكبير يراقب إنهيار هذا‬
‫واالنتقام والصور القديمة كانت مرسومة حدودها بينهم‬ ‫الغصن المتعجرف ٕ‬
‫‪،‬هو من األساس اليمتلك عاطفة جهتها شعور غريب المسه قبل فترة‬
‫لكنه تخلص منه !‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:43 2022/1/9[ ,‬‬


‫يقف على بعد خطوات وهذا االمر اليعني له ‪ ،‬سمح لنفسه بالتطفل على‬
‫ذوبانها السريع ‪ ،‬مرت نسمة قوية وانطفا ٔت شمعتها عذبا ذات المالمح‬
‫المنسية ومع ذلك مازال يحتفظ برنة صوتها فقط صوتها وعينيها ‪ ،‬عذبا‬
‫تفصله عنها حكايات إنتقام وقطعة قماش ‪ ،‬شاهدها بصورة واحدة فقط‬
‫االنتقام ‪ ،‬لكنه‬
‫إبنة الماضي الذي تسربت بقاياه الٔرواحهم ‪ ،‬جابهت وجه ٕ‬
‫االنتقام !! سمع نشيجها الخافت ‪ ،‬بكاء‬
‫بمفرده يجابه شعور أقوى من ٕ‬
‫القلب المخفي خرج وطغى مع هذيان رياحهم المحمومة صوت أشجارهم‬
‫وهي تراقص بعضها ‪ ،‬صوت الباب اآلن وهو يصدر نغمة ك ٔييبة بعد‬
‫ماعثت به الرياح ليصله صوت عذبا المندفع مع أدراجها ‪ ،‬كور يده‬
‫فواده عزيزة وعنيدة ومن الصعب أن يعبر أو‬ ‫وخبا ٔها في جيبه ‪ ،‬خبايا ٔ‬
‫ويظهر المكنون منها ‪ ،‬بالصمت كان يجاري حدة الدنيا وإن انفجر‬
‫بركان عظيم يجابهه بالوقوف الصامت وهذه اسوأ صفة تعثر كثيرا ً وهو‬
‫يحاول يتخلص منها !‬
‫كانت تضم رأسها با ٔرجلها تعبر عن اختناقها الٔسفل بقعة في بيتهم ‪ ،‬شحت‬
‫الوجوه وأهالي الحي ‪ ،‬والجيرة اختلفت رفيقة االٔيام شحت ‪ ،‬زوجها‬
‫الجديد يتعامل مثلهم بالشح أيضا وهي في هذه اللحظة تتوق لكلمة ال با ٔس‬
‫من يتكرم بها ؟‬
‫الن تغير مكانه و‬‫نوفل المجهول بالنسبة لها للتو تأكدت من بخله ‪ ،‬نوفل ا ٓ‬
‫تقدم خطوات دون أن يدرك ‪ ،‬عقله البخيل وهو يتعارك مع عاطفته ليسبق‬
‫عطفه كل شيء اقترب منه نشيجها أكثر وهي حجب عنها النور الضعيف‬
‫المنبعث من عمود بيتهم القديم ‪ ،‬الظل الذي حجب عنها النور حجب معه‬
‫قسوة الرياح تخللت نسمة هاد ٔية للفراغ الصغير القابع بينه وبينها لترفع‬
‫رأسها لتشاهد شجرة جديدة ‪ ،‬تطفل على وحدتها ليثبت جذعه بمحاذاتها‬
‫الن بجانبها جذع قوي بالرغم من ميالنه كان‬ ‫كانت للتو شجرة وحيدة وا ٓ‬
‫االحتضان بمثابة ال با ٔس وأحن منها ‪ ،‬حضور جذعه اآلن فاق جميع‬
‫هذا ٕ‬
‫المفردات المواسية !‬
‫هتف ‪ :‬لو هالدمع بيصير عالج لكل سقم ماوفرناه لكل مريض بهالدنيا‬
‫وأولهم أمي‬
‫انشدت ليصمت !‬
‫لتكمل هي ‪ :‬كنت أشوفه بكامل عافيته شكله الخارجي يقول أنا بخير وأنا‬
‫الباء اليضعفون وال ينخدشون بس طيحته‬ ‫اللي شفت خدوش قلبه وقلت ا ٓ‬
‫خالفت كل أقوالي‬
‫الرد وكا ٔنه بالفعل تحنط وتحول لجذع لتكمل ‪ :‬كنت مواعدة نفسي يرجع‬
‫نفس قبل وياخذ حقي منهم كلهم ياخذ حق الليالي اللي ربطت فيها بطني‬
‫من الجوع يوجع سلطان اللي ياما بكاني حتى يوم كبرت وتقاويت بنفسي‬
‫مايوفر الهرج اللي يبكيني‬
‫هنا نطق بحدة ‪ :‬راعي الدكان ماغيره ؟‬
‫اكتفت بهز رأسها وانسحب وهو يجر معه صمته ليختفي في غمضة عين‬
‫‪،‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:58 2022/1/9[ ,‬‬


‫لم تهتم همها الوحيد طريح بفعل المرض وحياته على مشارف الهالك‬
‫الموبد ! ‪..‬‬ ‫والدها ا ٓ‬
‫الن مهدد بالغياب ٔ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫التقفل ياسلطان اصبر عالمك تو الليل با ٔوله !‬
‫نبرته مخيفة غترته يلتف طرفها على كتفه مشمرا ً عن كمع ليعود نوفل‬
‫االٔرعن القديم مال جذعه على حافة الباب الخشبي وهتف ‪ :‬باقية لي أمور‬
‫بقضيها قبل تقفل باب الزباين !‬
‫‪ :‬وش ودك فيه أشر على اللي ودك تشتريه الليل قضى وأنت تناظر‬
‫بالرفوف وش تبي ؟‬
‫أمنيته الحالية هي أن يكسر فمه الٔنه تمادى وهو يسن أحرفه المتعجرفة‬
‫في وجهه هو !‬
‫‪ :‬جب دفاتر الدين ياسلطان والتزيد بالكالم‬
‫توتر سلطان وهو يدور في نفس المكان ليستوعب نوفل هذا الهذيان بعد ما‬
‫قاده لهذه البقعة ‪ ،‬با ٔي حق يحاصره ويطلب منه طلب غريب مثل هذا‬
‫الطلب بأي حق يصر عليه ! ليتسذكر صوتها بعد ما ذوت من أجله روحه‬
‫االغتراب ‪ ،‬الممتزج بالخوف من مشهور‬ ‫‪ ،‬صوتها الممتزج بكسرة ٕ‬
‫المتربص الٔيامها والممتزج بفاقة وجوع ليال ‪ ،‬ممزوج بكسرة الصد بعد‬
‫ما تلقتها هي وواجهتها الٔن والدها سلمها الراية واعتصم بزاوية سجا ٔيره‬
‫من سنوات طويلة !!‬
‫تراخت رغبته الٔنه استوعب مكانتها !‬
‫الن بالذات عادت وهي تدق أطنابها بين حناياه‬‫الٔنه استوعب العداوة وا ٓ‬
‫بكل تمرد‪ ،‬ضرب الباب الخشبي بيده وقال ‪ :‬وقف ياسلطان خل الدفاتر‬
‫مستورة كانت لي نية خذيت المقسوم منها والباقي خله !‬
‫وبدون أول‬
‫ّ‬ ‫سلطان بمراوغه خبيثة ‪ :‬مالك دفتر هنيا والظاهر بفتح لك دفتر‬
‫صفحة الليلة‬
‫دفعه على الجدار وشد ياقة ثوبه لينطق ‪ :‬مشوارنا قصيّر وأنت مصر‬
‫تطول المسافة !‬
‫االستمتاع ال أكثر ‪ ،‬يدرك‬
‫يثور حرب باردة بقصد ٕ‬‫سلطان كانت نيته أن ّ‬
‫ان عذبا حشت رأسه من شكاويها وان رجولته الثقيلة و( سلومه) الثقال‬
‫تمنع تماديه أو أن يتخلى عن صمته ‪ ،‬المتعة الحقيقية ثورة مفرداته هذه‬
‫النادرة الفريدة الٔول مرة ينفجر ويثرثر ويرفع صوته كان يستخدم يده دا ٔيما ً‬
‫الن أصبح يمتلك سالح آخر يبدو انه كان يدخره لمواقف‬ ‫وينجح لكن ا ٓ‬
‫العشق ليستخرجه في وقته ‪ ،‬ببرود أمسك يد نوفل الثقيلة ‪ :‬مقصدي‬
‫اخرجك عن سكاتك ونجحت المشاوير طويلة وال قصيرة ارفع يدينك‬
‫وارفع علومك كلها‬
‫دفعه بخفة ‪ ،‬نوفل بردت ثورته ليدرك مقصد سلطان ‪ ،‬التالعب ال أكثر‬
‫‪ ،‬دفع جسد سلطان بحدة ليتركه مبعثرا ً مع أوراق دفاتره ‪،‬‬
‫ثورته من سلطان صارت ضد عذبا الموقف بسببها هي بالطبع وبسبب‬
‫غصتها ‪ ،‬مشى ناحية بيتهم ‪ ،‬دفع الباب هو اآلن من أهل الدار وإن كان‬
‫غير مقتنع وضد هذه الفكرة من جذورها إال أنه اآلن لعن قماش برقعها‬
‫للمرة العاشرة أصبح مالصق لوجهها ومنعم بالقرب أكثر منه ! يريد أن‬
‫من رغباته لكن رغباته با ٔوج عنفوانها ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:58 2022/1/9[ ,‬‬


‫سلم تسليمة خافتة لترد بعينيها التي يغزوها الهم ليسرق منها راحتها عذبا‬
‫اآلن تقف بالقرب منه ‪ ،‬استقبلت نظراته الثلجية بكل رجاء ‪ :‬ابوي حالته‬
‫تدهورت والمستوصف هنا يشكي الحال ابوي محتاج مستشفى زين‬
‫نزع غترته ليفك زرار ثوبه واالٔمر كل االٔمر اليعنيه مستمتع وهذه مرحلة‬
‫من مراحل التشفي اللذيذة وإن كانت خفية تجلت أمام عذبا لكنها صمتت‬
‫عنها نطق ‪:‬كلمت لي ناس اعرفهم مع صالة الفجر وصولهم جهزيه‬
‫بياخذونه‬
‫‪ :‬وأنا ؟‬
‫ببساطة ‪ :‬بتمسكين أرضتس زامل وعياله بيقومون بالالزم لين يتعافى يوم‬
‫يطيب بتشوفينه هنا‬
‫بلوعة قالت ‪ :‬برضى يانوفل وبسلم أمري يوم تقنعني ان هالخطوة‬
‫االنتقام وال تدل دربه !‬
‫ماتعرف ٕ‬
‫قاس جدا ً ‪ :‬كلنا مسلمين أمورنا للكريم صمت ثم قال ‪:‬‬
‫رد ببرود ٍ‬
‫التستجوبين أمورن تغاضينا عنها‬
‫االنتقام منحوتة تفاصيله على أبوابنا وعلى جدراننا‬
‫ردت ‪ :‬العداوة باقية ‪ٕ ،‬‬
‫وعلى وجيهنا وعلى كل بقعة تجمعنا ونتنفس هواها‬
‫انحدرت نبرتها لضعف شديد لتكمل ‪ :‬ابوي ماله ذنب وبنته مالها ذنب ليه‬
‫نشيل أوزار الماضي على كتوفنا ؟‬
‫اقترب منها بعد مامرت نسمة رفعت أطراف برقعها ربت على قماشه‬
‫ليحضر جفولها وهي ترمش بسرعة هذه اللحظة لم تكن بالحسبان‬
‫وبسببها ارتد ليصد بظهره ‪ :‬الوزر اللي تقولين عنه هو دم عياله اللي‬
‫يجري بعروقه وبعروقتس مالنا بالطويالت ودعي ابوتس واشبعي من‬
‫ريحته قبل يا ٔذن ما ٔذن الصبح‬
‫اكتفت بهز رأسها وكا ٔنه يراها وهو عينه على االٔرض يحرك رجله بعبث‬
‫‪ ،‬رقصات رموشها مازالت متشبثه بدقات قلبه المتسارعة وبهزة مسباحه ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫هذه النوبة الثالثة ‪ ،‬الليلة أفرطت نوبات المرض في الهجوم على جسمها‬
‫الضعيف المستسلم ‪ ،‬نزع تيشيرته ليستخدمه خرقة يمسح بها بقايا الزبَد‬
‫االٔبيض العالق با ٔطراف فكها بعد ما استخدمها حاجز الٔسنانها وهي تعض‬
‫االختناق ‪ ،‬هذا المكعب‬‫وتا ٔذي بها فمها ولسانها ‪ ،‬الجو حار جدا ً لدرجة ٕ‬
‫اقفل عليهم بالكامل بفعل أحدهم ‪ ،‬صرخ وهو ينادي والصوت المزعج‬
‫تلقّاه رأس عروب ال ُمهلك تماما ً ‪ ،‬رفعها عن رجله ونهض ينبش عن‬
‫متنفس له ولها ‪ ،‬مرت ساعة كاملة على ضياع محاوالته عاد لمكانه ‪،‬‬
‫حمل رأسها ليسندها على رجله مسح عرقها المتصبب وهمس بحذر يخاف‬
‫من االٔصوات أن تؤذيها ‪ :‬عروب تسمعين ؟ قاومي أرجوك في شيء‬
‫بالدنيا ينتظر عيونك في أمنية متمسكة فيها وودك تعيشينها ؟‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:59 2022/1/9[ ,‬‬


‫كاه يغريها با ٔمنياتها ليطرق باله اسم سمعها تردده كثيرا ً ‪ (،‬روبين ) همس‬
‫بأحرفه الخمسة بثقل وبكامل قواه القلبية كان يتمنى أن تستوعبه لتفتح‬
‫عينها وبالفعل همست بذات الحروف بلسانها الثقيل امتدت يده ليمسح‬
‫العرق المتصبب العالق بجبينها فتحت عينيها بثقل كبير ‪ :‬هتان روبين‬
‫عرب‬
‫تضاعف اختناقه داخل هذا المكعب خنقته أيضا ً بمثلث االٔسماء المبهمة ‪،‬‬
‫فشلت محاوالته في ربط األسماء وقبل أن يتوغل باالسئلة فُتح الباب من‬
‫قِبل جماعته انطلق صوت قا ٔيده من خالل الجهاز كان يحمله أحدهم ‪ :‬بتار‬
‫الوقت ضيق أنت وعروب ضروري تختفون لفترة طويلة‬
‫صرخ وهو يحملها ‪ :‬عروب ماتتحمل الشد والجذب اللي قاعد يصير ‪،‬‬
‫عروب بري ٔية وضروري ترجع الٔهلها‬
‫الخر ‪ :‬اترك عاطفتك ونفذ المطلوب الموقع بجوالك تقدر تستلمه‬ ‫صرخ ا ٓ‬
‫الحين فرغ المكان فورا ً اسمع التعليمات ونفذها الترتجل أي حركة‬
‫ونتراجع بسببها‬
‫على مضض توجه للموقع المطلوب وعروب على كتفه بدون قوة وبدون‬
‫وعي مستهلكة بالكامل ‪..‬‬
‫‪.‬‬

‫الن مخيفة جدا ً ‪..‬‬


‫ال جنبات حياتها من الطفولة وإلى ا ٓ‬
‫التناقضات التي تم ٔ‬

‫ودعت وجوه أخوتها مع شفق المغيب‬


‫وا ٓ‬
‫الن توادع وجه والدها مع بزوغ الصبح‬
‫تزوجت شخص كانت تظنه أمانها ليصبح خوفها الجديد‬
‫ودعت جدرانهم المحبوبة وباب بيتهم المهجور ‪ ،‬لطالما عاشت فيه وهي‬
‫عزيزة بالرغم من كل وجوه الذل التي قاسمتها حياتها ‪ ،‬لتدخل بيت الذل‬
‫من جديد ‪ ،‬با ٔرجلها هي بدون إقتناع أو إستيعاب أو ربما شعور ظل‬
‫مجهوالً أو ربما خوف جديد فعالً‬
‫خوف !!!‬

‫الن شجرة وحيدة‬ ‫عند بابهم القديم الذي شهد كل التناقضات تقف عذبا ا ٓ‬
‫يزرعها الخوف في أماكن مختلفة باهتة با ٔيسبة متصلبة ‪ ،‬انسام الصباح‬
‫داعبت كل بقعة وكل جهه واستثنت أغصانها ‪ ..‬وبالفعل صارت تستوعب‬
‫االٔفكار المخيفة بصورة أسرع ‪ ،‬وبالفعل تالشت حياتهم القديمة بدون‬
‫تدريج مسبق ‪ ،‬رحل ضاري رحل نايف رحلت خزاري ‪ ،‬كلهم دفعة‬
‫واحدة ‪ ،‬مرت فترة زمنية مقاعد المسافرين كان فيها مقعد فارغ ‪ ،‬عادت‬
‫الرحلةبعد ماتصرمت السنين لتحمل صاحب المقعد لتبقى هي تلوح‬
‫للمسافرين بجمودها !‬
‫ارتجفت أوصالها من الثقل الذي حط على كتفها ‪ ،‬قطع لحظة التوديع‬
‫حضرت مواساته ‪ ،‬التملك وقت لتسميتها لكنها مجهولة مثله تماما ً ‪ ،‬الثقل‬
‫الذي حط على كتفها كان نوفل بكل تفاعالته ‪ ،‬ليست مواساته فحسب ‪،‬‬
‫شعرت بنفس الظل ‪ ،‬نفس الشجرة الما ٔيلة نفس الجذع القديم ‪ ،‬زرعه‬
‫الترقب من أجلها أو ربما شعور آخر لم يكن بوسعها إال أن (تتذرى ) بهذا‬
‫الظل ‪ ،‬تشبثت أغصانها با ٔي طرف من الممكن أن يكون مالذ لعاصفة‬
‫الخوف التي تهدد جذعها‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:57 2022/2/9[ ,‬‬


‫مدت أيديها لجذعه هو ‪ ،‬لتسكب إنهيارها على صدره تبكي العابرين‬
‫الغا ٔيبين الراحلين ‪ ،‬مروا على حياتها وسافروا ‪ ،‬نوفل مثل وضعه السابق‬
‫تحول لجذع حقيقي بدون أي تفاعالت ‪ ،‬حملت أوراقها المتساقطة وفككت‬
‫التشابك والتعانق بين أغصانهم ‪ ،‬حررت نفسها من ذروة العاصفة ‪ ،‬لتقاوم‬
‫المتبقي منها بمفردها ‪ ،‬تركها نوفل بكل بساطة خرج وأقفل الباب الكبير ‪،‬‬
‫ركع وهو يلتقط أنفاسه ليهمس ‪ :‬كثيرة علينا ولو حملنا الثقال يبه هذي مو‬
‫عسرة يابوي هذي حسرة‬
‫نفث ذكريات والده بعد ما رمى كرة العشم في ساحاته بعد ماشد عزم إنتقام‬
‫عا ٔيلته فيه وقال ‪ :‬العسرات لك والثقال تشيلها أنت ‪ ،‬العسرة عذبا !!!‬

‫يمام ‪..‬‬
‫بعد إنهيارات دا ٔيمة وبكاء مستمر استيقظت وهي تشعر برغبة غريبة (‬
‫مشتهية تضحك ! ) هذا الجناح المكان فيه للضحكات ‪ ،‬اقتربت من المرآة‬
‫وبسرعة حاولت قدر استطاعتها ترميم بقايا إنهيار ليلة االٔمس وضعت‬
‫كريم وربتت بفرشاة المكياج وضعت أحمر شفاه بلون فاتح رفعت شعرها‬
‫لتنشغل بخصلتين استغرقت وقت طويل وهي تحاول أن تلفّها ‪ ،‬ثبتت‬
‫لفاتها برضا على شكلها الجديد ‪ ،‬تحب الشعر المموج وشعرها على‬
‫العكس ‪ ،‬خمنت جو جدة هذال في المالبس ليقع إختيارها على فستان‬
‫صيفي مورد مزموم الخصر ‪ ،‬جسمها اليليق به هذا النوع من الفساتين‬
‫لكن مضطره ‪ ،‬ضحكت على شكلها النها ٔيي حملت عباءتها السوداء‬
‫الواسعة ونزلت لجهتها المقصودة ‪..‬‬
‫‪ :‬صبحتن بالخير ياوجه الخير‬
‫نبرتها ملي ٔية بالسخرية !‬
‫وصايف االٔم وصايف الصغيرة أمها وأديم ونساء أخريات تجهل هويتهن ‪،‬‬
‫استوعبت وأخيرا ً ‪ ،‬اليوم جمعة وهذا وقت عا ٔيلة شايع المفضل لالٕجتماع‬
‫يجتمعون من الصباح ويتفرقون في الليل ذكورا ً وإناثا ً جلست بعد ماعلقت‬
‫عباءتها في الدوالب المخصص بجانب الباب لتهمس بعفوية ‪ :‬حر حر هذا‬
‫وحنا مقبلين على وجه الشتا‬
‫وصايف الصغرى بتهكم ‪ :‬خذيتي على الجو هناك خمس سنين كافية تنسين‬
‫فيها جو أهلتس‬
‫تجاهلتها وهي تلتقط الفنجان من يد أديم لتهمس لها ‪ :‬اول مرة اشوف‬
‫هالضيوف‬
‫قاطعتها االٔخرى ‪ :‬أهل أبوي اللي بالديرة‬
‫بذهول ‪ :‬ذوال عماتك؟ صغار بالحيل‬
‫نطقت أديم ‪ :‬اليغرتس أبوي بعده صغير واخوي شايع ماتوفى من كبر‬
‫توفى با ٔول شبابه‬
‫همست لها ‪ :‬هللا يرحمه‬
‫وصايف االٔم بحدة مقتضبه ونظراتها جهة يمام ‪:‬عالمتسن ؟؟ وش هالسر‬
‫اللي ماقدرتي تصبرين عنه وتا ٔجلينه لوقتن زين ولمكانن يضفتس معها‬
‫غير مجلس النسوان !‬
‫أديم بحرج وهي تنطق بعفوية ‪ :‬يمه مهو بسر مير يمام مستغربة وتسا ٔلني‬
‫وعلمتها با ٔهل أبوي وقرايبه‬
‫حالة من الصمت حطت على الجميع لتنطق ام هذال بمرارة مخفية ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:00 2022/2/9[ ,‬‬


‫هذال من يومه وهروجه تنعد على أصابع الكف أكيد انه غاب عن باله‬
‫يعلمها با ٔهله‬
‫يمام رمقتهم بسخرية أخذو حقها بالرد وهي عندها القدرة وبطريقة خبيثة ‪،‬‬
‫وبالفعل قالت ‪ :‬ال أخبرهن وهذال معلمني بساللة جده العاشر مير السفر‬
‫وظروفه والسنين ابعدتني ونسيت بعض الوجيه‬
‫وصايف الصغرى بتهكم ‪ :‬السنين ما خذتس أنتي اللي هربتي صوبها‬
‫بكامل إرادتس والقرابة بالدم ماهي صور تغيب وننساها‬
‫وصايف وقحة وعندها سيل من العبارات تدخرها ليمام دائما ً لتحكرها في‬
‫زاوية ضميرها وقلبها المهمل وأشياء كانت تتغاضى عنها بالتهكم‬
‫وبأنوثتها الخبيثة ‪ ،‬انشغلت بخصلتها وهي تلفها على أصبعها والضعف قد‬
‫تسربت معالمه على صفحة وجهها ‪ ،‬لن تبكي هنا قفزت وقالت بإنتعاش‬
‫مزيف ‪ :‬بقوم أشوف للعامالت وقت الغدا صار قريب وبخاطري اسوي‬
‫السلطة اللي هذال يحبها‬
‫وصايف االٔم هنا نطقت ‪ :‬وصايف روحي معها شوفي لقهاوي الرجال‬
‫وزهبيها المشي بركة يسهل لتس والدتس‬
‫تريد إقصا ٔيها عن هذه الجلسة ‪ ،‬قفزت أديم الٔن وجود النار والزيت معا ً‬
‫وبمكان واحد يعتبر كارثة !‬
‫وبالفعل حضرت على بداية المعركة بعدما اقتربت يمام بجسدها الهزيل‬
‫وحكرت وصايف ببطنها المنتفخ على حافة الدوالب ‪ :‬وهللا ياوصايف ان‬
‫ماقصرتي الشر عني لعلمهم بقصة الطلقة االٔولى اللي سمعت عنها والثانية‬
‫اللي سمعتها بإذني‬
‫وصايف فقدت كل أسلحتها القوية‪ ،‬خانتها أساليب الدفاع القديمة أصبحت‬
‫هي المحور المشار له ببنان التهكم والعداوة الناعمة ‪ ،‬وصايف تعرف هذا‬
‫الوقت وقت قهوة الضحى وحضور رجال العا ٔيلة إذا ً فرصتها لالٕنقالب‬
‫وبتعمد وسعّت الجدال وانحدرت معه لمنحى تريده هي ‪ ،‬الصوت العالي‬
‫والصيحات التي يبغضها جدها سليمان وبالفعل البيت صار حلبة مبارزة‬
‫وقانونها الساري االٔصوات العالية بدون أي تدخل باالٔيادي ‪..‬‬
‫يمام في الزاوية تلطم وجهها وتصرخ ‪ :‬بس بس فضحتونا قدام الضيوف‬
‫وصل صوت هذال وأخيرا ً تحققت رغبة وصايف !‬
‫بحدة صرخ في المتواجدين ‪ :‬هاتو لي يمام وينها ‪،‬يمااااام‬
‫يمام تتنفس بتعب أجهدت نفسها في هذه المبارزة والخاسرة هي بالطبع ‪،‬‬
‫تقدمت نحو الباب الخارجي بدون أي شيء تغطي به شعرها المكشوف‬
‫وجسمها المغطى بهندام بعيد كل البعد عن شكلها وشخصيتها ؛ ناديتني !‬
‫هذاني جيت وش تبي؟‬
‫قبل خروجها مرت لفة المناديل المركونة على جزيرة المطبخ مسحت‬
‫عرق عنقها ببرود تحت مراقبته ‪:‬جيبي شيء يغطيتس وقدامي للبيت‬
‫تخصرت بدالل غير مقصود ‪ :‬وليه ان شاء هللا ! هي خرجتني عن طوري‬
‫قاطعها ‪ :‬ابلعي لسانتس وسوي اللي قلته التطولينها يكفي فضايح‬
‫حضر كيدها وليته لم يحضر ‪ :‬اهاه قصدك انا فضيحة ومتفشل مني !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:01 2022/2/9[ ,‬‬


‫بقسوة ‪ :‬وانتي ؟ ماتخجلين وانتي تواجهينهم ؟ الكل عنده علم ويدري باللي‬
‫صار قبل خمس سنين !‬
‫لم ترد استدارت جهة الدوالب لفت جسدها وغطت رأسها خرجت وهو‬
‫صرخ من جديد ‪ :‬وين وصايف !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فتح جواله الخاص الرقم المرتبط بعا ٔيلته وأصحابه بعيدا ً عن مهامه السرية‬

‫أرجوك طمني وقول اني على بالك !‬


‫بتار أنت تهرب مني ؟‬
‫بتار قول الحقيقة هذي مهمة سرية وال زواج سري ؟‬
‫تسللت أف خافتة بسببها تحولت غفوة عروب لرفرفات ناعمة من أجفانها ‪،‬‬
‫أصبح مرافق لها بعد ما صارت تخضع لعالج طفيف بغرفة معزولة في‬
‫مكان ما‬
‫ٍ‬
‫ضرب باب الغرفة ورفع جواله‬
‫نعم نوى !‬
‫شهقت بفرح مفضوح وبهذيان وبدون قصد وهو مازال ينتظر ردها تسلل‬
‫إليه صوتها ‪ :‬وهللا صوته وهللا رد وأخيرا ً‬
‫أكمل صمته ‪ ،‬ينتظرها أن تتخلص من الصدمة وتنقذه هو من وضعه‬
‫الممل معها ‪ :‬وأخيرا ً بتار وأخيرا ً أنت عارف اليوم ايش ؟ تبغاني أذكرك‬
‫بكل مرة وأصير أنا الوحيدة المتلهفة على حياة مثل هذي ولو انها ماتتسمى‬
‫حياة‬
‫حك جبينه ‪ ،‬دا ٔيما ً موشاحتها طويلة ‪ ،‬مدللة وتحب أن يكون كل شي ملك‬
‫يدها ‪ ،‬وإن كان الطرف اآلخر مجبر وغير راغب ‪ ،‬الرخا المنعّم به‬
‫صوتها والترف المتدفق مع رنته كلها دالالت على أنها تعيش بزهو وهو‬
‫بعيد عنها وكل هذه الحالة تكذّب كل أحرف الشوق التي حشت بها رسا ٔيلها‬
‫ومع ذلك تحب أن تتملكه رد ‪ :‬عندك خبر من قبل مانرتبط اني صاحب‬
‫االستقرار وعن الحياة الوردية اللي تدورينها ؟‬
‫شغل وبعيد عن ٕ‬
‫اووووف ! أكملت بدون إهتمام لتملله أو حتى طريقته وأسلوبه معها ‪ :‬اليوم‬
‫كملنا شهرنا الثالث‬
‫قاطعها بتهكم ‪ :‬تحسبين الوقت بالثواني وقبل قبل ارجعي بالذاكرة لورى‬
‫تعبي مخك بإسترجاع كم ذكرى تحبين تغفلين عنها بكل موقف يجمعنا‬
‫قاطعته با ٔوووووف ! لتكمل ‪ :‬بكل مرة أحسن الصورة وأتقرب منك‬
‫تذكرني بموقف قبل الزواج تمام بتار نسيته تقبلت وجهك ومالمحك‬
‫والبقعة اللي محتلة نص وجهك ماصار عندي مشكلة معها‬
‫وقحة !!!‬
‫تذكره بكل تجرد دون أن تلطف له الذكرى أو على االٔقل تغلّفها ‪ ،‬يحفظ‬
‫طبعها وأسلوبها ‪ ،‬عجولة ترمي الكالم بدون أي فلترة ترفض الخطا ٔ‬
‫وتعتبره زلة لسان نطق ‪ :‬قفلي نوى الصار عندك كالم سنع أو سالفة على‬
‫االٔقل تشفع للحوار معك تعالي وكلميني‬
‫‪ :‬لحظة بتار التقفل باقي شيء بقوله ‪ ،‬عزايم اهلي وحفالتهم اللي رحت‬
‫وخليتها وقت ترجع نكملها تمام ؟ وجيب لي هدية حلوة بطريقك وأنت‬
‫راجع‬
‫هنا هو من تا ٔفف لتكمل ‪ :‬التغليف بينك وانتبه تجيب أشياء غامقة تسد‬
‫نفسي باي ياروحي‬
‫اف اف اف رمى الجوال على االٔرض ‪ ،‬هذه مصيبة وبالء كبير بعيدة كل‬
‫البعد عن شخصيته وتفكيره‬
‫مدمنة مظاهر وإحتفاالت وأغاني فرائحية ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:03 2022/2/9[ ,‬‬


‫زفر وهو يتحاشى الذكرى التي جمعته بها والعالقة القديمة بينه وبين خالها‬
‫‪ ،‬تمددت وتطورت مطامعها ونتاجها كان هذا الزواج الغير مستوعب !‬
‫أخيرا ً استوعبت المكان والزمان وان النوبات التي تمقتها وبشدة عادت‬
‫وبشكل أقوى عن السابق السقف غريب اعتادت ان تفتح عينيها بعد نوباتها‬
‫على سقف غرفتها القاتم والثريا القديمة المنسدلة من منتصف السقف ‪،‬‬
‫رفعت غرتها عن جبينها وأطلقت صوت خافت داللة على االٔلم فهي تتا ٔلم‬
‫من رأسها وعضالتها ‪ :‬أنا وين ؟‬
‫بتار ببساطة ‪ :‬نقلنا مكان ثاني أكثر حماية ويضمن صحتك بعد ليه ماقلتي‬
‫انك مريضة من فترة طويلة ؟‬
‫تبسمت بسخرية لتخفي صدمتها من اندفاعه الغير مبرر ‪ :‬وليه اقول من‬
‫االٔصل وليه أنت من االٔساس موجود بحياتي ؟ ليه تالحقني أنا وش سويت‬
‫؟‬
‫سوال ولك الحرية عقب أوعدك‬
‫‪ :‬اهدي عروب جاوبيني على كم ٔ‬
‫االبرة من يدها لفت له وهي تهم‬
‫بعناد دفعت اللحاف االٔبيض ونزعت ٕ‬
‫باالضافة لمرضها ‪ :‬أول جاوبني بعدين‬
‫بالهرب من مالحقته الخانقة ٕ‬
‫أجاوبك‬
‫نزعت ربطة الشعر المطاطية من يدها ورفعت شعرها عن وجهها ‪،‬‬
‫جمعته كله وهي تبحث عن اشيا ٔيها متا ٔكدة من الخالص والنجاة بينما‬
‫الحصار مازال موجود والخطر حاصل با ٔي لحظة ‪ ،‬بصوت بارد حاول‬
‫يثني عزيمتها ويقنعها بالبقاء لمصلحتها هي ‪:‬عروب في أمور متشابكة‬
‫ولالٔسف تورطنا فيها والخروج منها مو سهل أبدا ً‬
‫لفت له بمعنى أكمل أو اشرح أكثر ‪ :‬اليوم وصلني ظرف كبير كنت‬
‫انتظرك تقوين ونتجاوز الخطر بدون أضرار كل شيء يخص الخطوة‬
‫الجاية بالظرف اللي هنا !‬
‫أشار ييده لتكثر تساؤالتها تشابكت االمور أكثر وأكثر ‪ :‬أنت كذا قاعد‬
‫تغريني بالقعدة هنا ؟ بالحصار المجهول هذا باالٔلغاز اللي انرميت فيها‬
‫بدون ذنب!‬
‫‪ :‬هتان وش يعني لك ؟‬
‫السوال كسر كل قواعد اللطف واللين ليستجوبها بطريقة‬
‫صدمها بهذا ٔ‬
‫كسرت قلبها‬
‫عقدت بين أصابعها وبتلقا ٔيية ضمتها لبطنها وهو بصورة سريعة تذكر أثر‬
‫القيصيرية !‬
‫وعقلها توقف عن التفكير ليشفق عليها ‪ :‬انسي !‬
‫هزت رأسها بعدم إقتناع وفي داخلها كانت تتالطم االٔسماء واالٔفكار‬
‫باإلضافة لالٔماكن‬
‫جلست على الكنب الجلدي وهي تتفقد جيب بنطالها الخلفي وهو مستغرب‬
‫كيف تجاوزت نقطة المكعب وجوالها المخطوف وجواله المغلق يبدو ان‬
‫نوباتها تفقدها جزء من مواقف ذاكرتها القريبة وصلته تعليمات جديدة‬
‫برسالة على جواله مفادها ‪:‬‬
‫( بتار الوضع مستتب الطرف الثاني قاعد يتغاضى ويرسم خطة جديدة‬
‫موقتة ) !‬
‫بإمكانك ترجع الٔهلك وعروب ترجع للدكان بصورة ٔ‬
‫حمل نفسه ‪ :‬تقدرين ترجعين للدكان عندي رحلة ضرورية بخلص فيها‬
‫أموري ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:07 2022/2/9[ ,‬‬


‫التظنين ان كل شيء انتهى في جزء ثاني للحكاية ونص مفقود !‬
‫قفزت لترد على جوالها متجاهلة سخربة حديثه ‪:‬هال يمه يرضيتس اللي‬
‫صار ياحذامي عروب تنام بالمستشفى أيام وال أحد يحس عليها يرضيتس‬
‫؟‬
‫اندمجت في المحادثة مع والدتها بالشد والجذب اللطيف الضاحك الغريب‬
‫من جهه أخرى ‪ ،‬اسلوبها مع والدتها مليء بالمراوغة يبدو انها نجحت في‬
‫المرواغة أيضا ً معه ومع الطرف ا ٓ‬
‫الخر الذي اختار الهدنة في آخر‬
‫لحظة !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فتح عينيه بذعر أصوات الكوارث بالنسبة للنا ٔيم أشبه بالكوابيس المفزعة‬
‫باالضافة ٕالضطراب‬‫‪ ،‬يستيقظ منها بدقات قلب عالية وبرعشات مخيفة ٕ‬
‫النفَس ‪ ،‬نزل وكا ٔن الحرب دقت طبولها ‪ ،‬كل عا ٔيلته مجتمعة باالٔسفل‬
‫الغريب هنا تواجد ضيوف الجد سليمان إذا ً المصاب جلل !‬
‫ببجامته القاتمة وبآثار الوسادة المطبوعة على جبينه وخده سا ٔلهم ‪ :‬عسى‬
‫ماشر !‬
‫تقدمت أمه والخجل يلف تقاسيمها من كل الجهات حتما ً قضية شرف أو‬
‫جريمة قتل ‪،‬كابوس بالفعل !‬
‫لكن الحقيقة المرة انها بالفعل حقيقة ‪ ،‬نطقت والدته ‪ :‬عمتك حصة ضاعت‬
‫منها أسورة غالية بالحيل وهي تغسل بالمغاسل سجت عنها‬
‫لم يمهلها لتكمل نطق بحدة ‪ :‬والمطلوب ؟‬
‫وصايف الصغرى تهجمت بإتهاماتها المدروسة ‪:‬المطلوب تفتش مرتك‬
‫يالمغفل ماتتوب وهي تنهبنا من سنين ولليوم !‬
‫تجهم وجهه وبالرغم من ضعف رجله في أوقات الصباح إال انه قفز يريد‬
‫ان ينقض على لسانها الكريه ليقطعه وضاح ونهار قفزا معا ً لرسم حاجز‬
‫رصين بينه وبينها ليصرخ وضاح بعد مادفع جسم وصايف للخلف ‪:‬‬
‫التفضحونا بين الناس‬
‫لف الٔمه ‪ :‬يمه خذيهم للمجلس واتركينا ندبر حيلة تفكنا منهم‬
‫تفرغ المكان وتفرقت النظرات وصار المكان يجمع أفراد البيت وهنا‬
‫حضرت يمام وأخيرا ً استيقظت نطقت ‪ :‬وش صاير ؟ ليه كل هالصياح ؟‬
‫هذال بإستسالم غريب اليملك أدلة شافية فزوجته ذات سجل غير مشرف‬
‫هتف ‪ :‬يمام جيبي شنطتس‬
‫بثقة ناعسة قالت ‪ :‬وليه ان شاء هللا شتبي فيها ؟‬
‫صرخ ‪ :‬خلصيني !!‬
‫بإنصياع توجهت للغرفة ونزلت بحقيبة االٔمس صار يعبث بمحتوياتها‬
‫تحت أنظارهم نثر أدويتها وعطورها وقصاصة صورة لطفلة مجهولة‬
‫جلس على الدرج بإنهزام بعد ماوجد ضالته خانته قوة التعبير وقوته‬
‫الجسمانية ‪ ،‬الشعور يفوق الوصف ‪ ،‬خزي وعار وزوجته السارقة تتباهى‬
‫بثقة مزيفة أمام االٔعين صرخ ‪ :‬هذي وش جابها هنا ؟‬
‫بعفوية وهي تجهل الموقف ككل ‪ :‬أسورة مدري وش جابها هنا يمكن‬
‫لعزيزة أو شيم او شادية مادري صدقني‬
‫رفع نفسه ليخنقها على سور الدرج وهو يهزها بهذيان ‪ :‬جوع أكيد ال ‪،‬‬
‫حرمان هذي مستحيلة ! ربطت يدينتس وقيدتس عن كل مغريات هالبيت‬
‫جاوبيني ربطتها ؟‬
‫صرخت ‪ :‬ال ال هذال شفيك فهمني‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:11 2022/2/9[ ,‬‬


‫بنبرة مجروحة ‪ :‬عينتس دنية ويدينتس تحب البعيد لو ثمنه بخس‬
‫لف للمتفرجين وقال ‪ :‬عرفنا السارق قولو لعمتي حصة حقها محفوظ‬
‫صرخت هنا ‪ :‬أي حق ؟ ومن السارق ؟‬
‫همس ‪ :‬ابلعي لسانتس واندفني في الغرفة مسودة الوجه من أول وتالي‬
‫نهار بسرعة قفز ليقطع طريق خطوات هذال نيته كانت اختطاف االٔسورة‬
‫منه ‪ :‬اللي صار بيننا مايطلع لو ثمنه رقبة هذال التتسرع بالحكم واعطني‬
‫اللي بيدك‬
‫بإستسالم غريب سلمها لبيد نهار لينطق اآلخر ‪:‬بنحلها بطريقة ودية في‬
‫مليون مخرج غير الحقيقة المخزية وين بتودي وجهك عقب وانت بنفسك‬
‫معترف انها طالعة من بيتك ؟‬
‫وضاح بإقتناع ‪ :‬أنا جاي متا ٔخر وعندي حيل اقدر اقنعهم بسهولة اعطوني‬
‫االشارة وانتي ياوصايف‬‫ٕ‬
‫لف لها ليراها تبكي وصايف فيها نزعة خبث وشر سرعان ماتتندم ‪ ،‬حبل‬
‫حيلها قصير ومكشوف دا ٔيما ً ‪:‬روحي للمجلس واتركينا نحلها !‬
‫االمكان تحاول اآلن‬‫مرت دقا ٔيق انقضت بالضيافة‪ .‬ام هذال وهي بقدر ٕ‬
‫تغطية الفضيحة بضيافتها المتسلسلة عامالتها مثلها يتناوبن وكا ٔنهن‬
‫ال فراغ رداء هذال الرديء المخزي‬ ‫يشتركن معها في خطة خلق رقعة تم ٔ‬
‫!‬
‫حضر وضاح وأخيرا ً على فكه إبتسامة تالعب اقترب من جلسة عمته‬
‫لينحني جهتها ‪ ،‬استخرج االٔسورة من جيبه وقال وهو يالعبها بإستمتاع‬
‫ضاحك ‪ :‬عمتي حصة الكبر شين ! لقيت االٔسورة محلتس محد جاها !‬
‫جهة المغاسل الثانية نسيتي بيت أمي وصايف نسيتي القسم الثاني للضيوف‬
‫؟‬
‫غطت قماش برقعها جهة فمها تحديدا ً وبيدها لتنطق ‪ :‬واخزياه منكم اي‬
‫باهلل نسيت هللا يخزي ابليس وساعته‬
‫رفع نفسه وهو متقرف تحمل نفس خبث وصايف وتالعبها !‬

‫الكل خرج اعتذرت حصة لوالدة هذال وكا ٔن هجومها السابق مجرد ضربة‬
‫طفيفة أو خدش سطحي !‬
‫وصايف االٔم الٔول مرة تقف بحيادية وتختار السكوت الضيوف غادرو‬
‫ووصايف الكبرى خرجت بصحبة أديم هذال الزال يحترق لم يخمد غضبه‬
‫بعد ‪ ،‬دخل المطبخ وبجنون صار يعبث باالٔدراج ‪ ،‬ركض بعد ما تا ٔكد ان‬
‫جيب بجامته يتسع للشيء الذي هرب به لالٔعلى وسط قلقهم وتوترهم ‪،‬‬
‫أقفل الباب ادار مفاتيحه مرة ومرتين وصل للثالثة زمجر بحدة وهو ينادي‬
‫اسمها‬
‫لتقف أمامه كسارق يُستجوب وينتظر الحكم !‬
‫هذال الجا ٔير المستبد المتحكم المتسلط ‪ ،‬هذال الخمس السابقات يقف ا ٓ‬
‫الن‬
‫أمامها ‪ ،‬لم يمهلها جذب جسدها الهزيل ‪ ،‬قبض بقبضته الحديدية ‪ ،‬رفع‬
‫فكها وهو يعتصره بكامل غضبه ‪ :‬ماكفتس سواياتس القديمة يالخايبة‬
‫سال دمعها الصامت ‪ ،‬بلل قبضته لم يهتم مصر يا ٔدبها مصر يقتلع طبعها‬
‫المخزي من جذوره !‬
‫دفعها للخلف صفعها وهنا صرخت ‪ ،‬دوي صرختها هز المترقبين‬
‫المتلصصين باالٔسفل ‪ ،‬الكل قفز وركض على أثر صرختها‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:11 2022/2/9[ ,‬‬


‫الكل قفز وركض على أثر صرختها ‪ ،‬لم يكتفي بعد ! استخرج سكينه‬
‫الحادة ‪ ،‬فتحت فمها وهنا انقعد لسانها ضرب جسمها في الجدار وبرعب‬
‫أغمضت عينيها تعثرت أنفاسها وصلت لذروة الذعر لتختنق ستموت من‬
‫خوفها ال من سكينه ستموت ال محاله !‬
‫طرقات الباب أصواتهم من خلفه لم تجدي ‪ :‬هذال هذال !‬
‫االنتقام ‪،‬‬
‫تضا ٔيلت االٔصوات واالٔضواء وكل شيء تالشى في عينيه يريد ٕ‬
‫االنتقام ‪ ،‬جذب عنقها وهو يهمس بجنون ‪ :‬اقطع هالعرق واريح الدنيا‬
‫فقط ٕ‬
‫منتس؟‬
‫بجنون أكمل ‪ :‬هنا الموت بيكون أسرع وأنا ماودي تموتين ابي تبكين دم !‬
‫دفع رأسها ‪ ،‬ضرب بالجدار بحدة تا ٔذت جبهتها ‪ ،‬جذب كفها لتصرخ هنا ‪،‬‬
‫االستجداء‬
‫صرخت لتهتز زوايا الغرفة من هذا ٕ‬
‫وضاح خلف الباب ونهار يحاول تكسيره هذال اليوم سيصبح من عداد‬
‫القتلة المجرمين !‬
‫بدون أدنى شفقة مرر السكين الحاد على ‪......‬‬

‫إنتهى !‬

‫الشوق رجعني لكم وبحلة أجمل وأبهى وبا ٔكشن بعد ‪،‬متعو ناظريني‬
‫بتعليقاتكم وتوقعاتكم راضوني أشوف🙈️♥‬

‫روايات ريّانة‪]PM 10:32 2022/5/9[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫‪..‬‬
‫بدون أدنى شفقة مرر السكين الحاد على معصمها !! فجا ٔة حضر إستيعابه‬
‫‪ ،‬تا ٔخر قليالً ال با ٔس لم يتعمق باالٔذية بعد ‪ ،‬لكن االٔذى كل االٔذى تجذّر في‬
‫الطرف القصي من قلبها ‪ ،‬توقف وأصوات النداء تحثه على التراجع لكن‬
‫الشيء الجنوني الذي قفز بالمنتصف يدها الممتدة لسالحه المستسلم‬
‫وبهذيان خطفته لتكمل الناقص من عقوبته ‪ ،‬ضحكت بإنتصار وكا ٔنها‬
‫اقتصت من معصمه هو وكا ٔن الدم المتدفق من يمينها انسكب من قلبه هو ‪،‬‬
‫أنهت عقوبته بسالسة بعد ما رسمت جرح عميق بمعصمها نطقت ‪ :‬هذي‬
‫اللعبة ما ٔلوفة ماهي جديدة بقاموسي ياهذال عبدالملك قبلك خطفني من فم‬
‫الموت أكثر من ثالث مرات سجينتك ياهذال بسبع أرواح !‬
‫مع جملتها االٔخيرة سقطت على صدره وهنا‬
‫صرخ ‪ :‬اسعاف اسعاف ‪.‬‬
‫االسعاف القابعه فيها يمام يقف خلف‬ ‫في الممر الطويل الذي تتوسطه غرفة ٕ‬
‫بابها هذال بندم وبخجل من تسرعه في الحكم ‪ ،‬من تصديقه لنزاعات‬
‫النساء بعد ماختمتها وصايف بتشفي مراوغ ‪ ،‬تعرف ماضي يمام‬
‫وقصصها القديمة تستخدمها لصالح أي نزاع تخوضه معها لكن النتيجة‬
‫اليوم قاتلة جدا ً !‬
‫‪ :‬هد بالك ياخوك وضعها بسيط دام الجروح سطحية الشر بعيد‬
‫هذال بلوعة وهو يرد على وضاح وهو يغطي وجهه بيديه ‪ :‬جروح‬
‫سطحية والشر بعيد ‪ ،‬أنا حفرت حفرة عميقة داخل قلبها وكل يوم اسقيها‬
‫بوجع جديد‬
‫لف لوضاح وبا ٔسى أكمل ‪ :‬يمام ياخوي مريضة تعرف وش مرضها ؟‬
‫تدري وش اسبابه؟‬
‫توقف ‪ ،‬لن يخبره بعللها النفسية وذبول روحها وأدويتها المتكدسة في‬
‫حقا ٔيب سفرها‪ ،‬وضاح اليملك فضول المباالته خففت الكثير من وطا ٔة‬
‫الموقف ‪ ،‬وصايف تقف في اقصى زاوية مح ّملة بالندم وآالم الضمير ‪،‬‬
‫تقلصات االٔلم وإنذارات الوالدة التعني لها شيء مقابل الفداحة التي افتعلتها‬
‫اليوم تقدمت من نهار وياللعجب صارت تحتمي به وهو بالمقابل لم يتركها‬
‫كان معها بكل خطوة يقف مثل جدار يحميها من صرخاتهم وضرباتهم بعد‬
‫إعترافها انها هي المتسبب الوحيد لهذا الموقف الدامي همست ‪ :‬نهار‬
‫متوجعة‬
‫بترت كل أحاديثها بعد ماتدفق ماء جنينها لتشهق برعب ‪ :‬نهار بولد بولد‬
‫هو أيضا ً دنق بذعر الٔول موقف مرعب يقاسيه في حياته با ٔكملها !‬
‫المصا ٔيب التا ٔتي فرادى !!‬
‫يمام بوضع مزري وأمها في الخارج أحدثت ضجة في االٔرجاء ‪ ،‬مصرة‬
‫تعرف المتسبب ومصرة تقتلع عينه وصايف تصرخ في الجهه األخرى‬
‫ونهار عالق في المنتصف ‪ ،‬انقضّت حذام على جسد هذال لتضربه بكل‬
‫قوة تمتلكها ‪ :‬يالوسخ يالردي استا ٔمنتك على بنتي وقلت ولد حمايل‬
‫وبيصونها طلعت رخمة اول وتالي !!‬
‫روايات ريّانة‪]PM 10:39 2022/5/9[ ,‬‬
‫رد بسخرية باردة بعد مادفع يدها ‪ :‬هذي محاولة انتحار ياحذامي ‪ ،‬محاولة‬
‫من محاوالتها العشر الفاشالت!‬
‫ارتدت للخلف بحدة ‪ ،‬وبالفعل صابت توقعاتها !‬
‫هذه مرحلة من مراحلها من أجل التخلي ‪ ،‬هذه محاولة من محاوالتها‬
‫المستميته في قطف زهرة حياتها !‬
‫وضاح بالوسط وكالعادة هذه المواقف تثير ضحكاته وكا ٔنه عرض مسرحي‬
‫‪ ،‬شجار عا ٔيلي ممتد وسط الممر فوضى عارمة تثير الضحك أكثر من‬
‫االستغراب ‪ ،‬حذام بعد ما أفرغت جام غضبها على صدر هذال الصامد‬ ‫ٕ‬
‫كان يقف بشموخ مزيف بينما داخله معدم تماما ً كان يؤذيها سابقا ً يتفنن‬
‫في رسم الخدوش وتمزيق مشاعرها ‪ ،‬كان يرمي حجرات تتعثر منها وهي‬
‫تعبر الطريق الواصل لقلبه لكن بدون ندم ‪ ،‬الندم حضر وفي وقت متا ٔخر‬
‫جدا ً !‬
‫نهار حمل أخته لقسم التوليد أما وضاح المستمتع بالعرض سرعان ما‬
‫انقطعت متعته بحضورها هي ! شادية نعم شادية يعرف لون وشكل‬
‫عباءتها وخطواتها الخجولة المترددة دا ٔيما ً ‪ ،‬يعرف عينيها المبللة ونظراتها‬
‫المتحفزة ‪ ،‬هي تواجه الخوف بخوف مماثل الكل منشغل ‪ ،‬الشخص الوحيد‬
‫الذي كسر كل قوانينها الخجولة يقف أمامهاوعلى بعد خطوات ‪ ،‬بإمكانها‬
‫الن أن تسا ٔله أوتحاوره بدون خوف ‪ ،‬نعم بدون خجل ‪ ،‬بدون تلعثم‬ ‫ا ٓ‬
‫والشخص هذا كان وضاح تقدمت ناحيته ‪ :‬وش صار الٔختي ؟ اختي بخير‬
‫؟ صدق اخوك ضربها وجرح يدها ليه ساكت وتناظرني جاوبني‬
‫ابتسم إبتسامة طفيفة ورد ‪ :‬اختك بخير ‪..‬‬

‫يبدو أن أزمات اليوم النهاية لها !‬


‫شادية بعد ما أهداها وضاح جواب يغلب عليه التهكم مبتسم وبوضع‬
‫ساخر دا ٔيما ً اليهم ‪ ،‬المهم عرفت ان اختها بوضع جيد لكن الشخص الذي‬
‫الن هو طفلها !! صرخت وهي تراه يتوسد كتف شيم‬ ‫يمر بوضع سيء ا ٓ‬
‫الن ‪ ،‬ركضت جهة أختها وهي تبكي نطقت‬‫كل االٔشياء السي ٔية توقعتها ا ٓ‬
‫شيم ‪ :‬تحسس من الوجبة اللي طلبتها وهللا قلبي ماطاوعني وهو مشتهيها‬
‫أكل بس شوي‬
‫التقطته من يدها وهي تتفقد وجهه باليد‬
‫االٔخرى ‪ :‬وش أكل؟ ليه وجه وليدي أحمر ووارم ؟‬
‫‪ :‬هدي شادية خوفتي العالم قلت لتس ما أكل كثير وصار بخير والحين نايم‬
‫ياهلل طلبت لنا سيارة خلينا نرجع البيت ترتاحين وتتطمنين أكثر‬
‫شادية وهي تبكي بصوت خافت همست ‪ :‬ابوه يدور الزلة يبي يلصق أي‬
‫خطية بظهري ويظفر بحضانته لو عرف وش بيصير‬
‫انقطع حديثها بشهقة شيم ‪ :‬ياويلي ياشادية علمته استفزغت فيه وردني قفل‬
‫الخط بوجهي هللا ياخذه‬
‫شادية بضياع ردت ‪ :‬وش اسوي قولي لي وش اسوي لو استفزغت با ٔمي‬
‫بتقول تستاهلين هذا أقل من جزاتس ياويلي ياويلي‬
‫هذا الحوار الهامس وصل لمسمع وضاح ‪ ،‬مصدوم ومذهول من سلبيتها‬
‫الدا ٔيمة ‪ ،‬من إنصياعها الدا ٔيم في وجه الظروف ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 10:51 2022/5/9[ ,‬‬


‫الحظها وهي تضم الصغير بخسارة أعلنتها لنفسها‪ ،‬بإستسالم واضح‬
‫وصريح ‪ ،‬تمنى لو يملك صالحيات تعديل مساراتها السلبية ‪ ،‬تمنى أن‬
‫يملك طريقة سحرية تستخرج منها أنثى شرسة تجابه بها الحياة وتواجه‬
‫ألد االٔعداء ‪ ،‬لحظة !! با ٔي حق سمح لهذه االٔفكار؟ ‪ ،‬سمح لها تغزوه‬
‫وتتمكن منه بل سمح لخطواته بال ُمضي خلفها ‪ ،‬خرج معها من بوابات‬
‫المستشفى وصار يترقب بدون قصد ‪،‬‬
‫مقرة بالخسارة !‬
‫مازالت تبكي مازالت ّ‬
‫عا ٔيلة يمام يتوافدون على دفعات متفرقة حضرت عزيزة للتو واستقبلتها‬
‫شادية بموشح بكا ٔيي جديد تملك قدرة على إستنزاف كميات كبيرة من‬
‫الدموع بدالً من التفكير والبحث عن الحلول ‪..‬‬
‫واالنتظار ‪ ،‬دخلت‬
‫ٕ‬ ‫عاد لممرات المستشفى الٔن وضع أخته يتطلب البقاء‬
‫غرفة الوالدة سبقه نهار هو اآلن يترقب أي خبر عنها ‪..‬‬

‫مر اليوم الثقيل على حذام وبنياتها وعلى هذال وأخوته وعا ٔيلته ‪ ،‬مر‬
‫با ٔكمله بين ممرات المستشفى ‪..‬‬
‫استقر وضعها ‪ ،‬غرفتها اآلن ممتل ٔية بالوجوه المترقبة ‪ ،‬هذال في الطرف‬
‫البعيد عنها كان بالقرب من الباب متأهبا ً ٕالنفجارها ‪ ،‬أمه كانت تقف في‬
‫الطرف القريب منها وأمها وأخواتها في الجهه الثانية القريبة من سريرها‬
‫نطقت ‪ :‬هذال اقرب مو مرتاحة وابي تعدل لي الوسايد‬
‫خبيثة ! وهي بوضعها الحرج تختلق حجج ٕالسقاطه في فخ إنتقامها !‬
‫اقترب وعدل وسا ٔيدها ‪ ،‬ضمت عنقه وسط ذهوله وذهولهم !!‬
‫االحراج أيضا ً الوقوف‬
‫الكل خرج لحظة خاصة ومن الصعب ومن ٕ‬
‫ومشاهدتها ‪..‬‬
‫تعمدت أن تطردهم بطريقة انثوية همس لها وهو يشد من ضمتها ضاحكا ً‬
‫من كيدها الناعم ‪ :‬يا هالكيد اللي مايخلص‬
‫أرخت أياديها وأرخت رأسها المتعب للوسا ٔيد جرح رأسها مازال ٔيولمها‬
‫وعتبها منه لم ولن يخمد‬
‫دفعت حذام الباب من جديد ودخلت ‪ :‬وش سويتي بعمرتس يالخبلة‬
‫لهالدرجة عمرتس هين وحياتس بسيطة وش تبين توصلين له جاوبيني ؟‬
‫ببرود قالت ‪ :‬ماجازت لي حياتكم قلت االعبها شوي‬
‫صرخت حذام ‪ :‬والمنتصر من ؟ هي مايحتاج لها علم مطوع‬
‫اغمضت عينها بتملل من نبرتها المزعجة ومن طريقتها الدا ٔيمة في التعامل‬
‫معهم ‪ ،‬مستحيل ( تسخى ) با ٔمومتها نطقت بقهر ‪ :‬انا مدري لمن خاشة‬
‫االٔمومة اللي يقولون عنها ؟ ولدتينا وخلصتي بتذخرينها لمن ؟‬
‫ابي عزيزة واطلعي لو سمحتي !‬
‫حذام رفعت عباءتها على رأسها ‪ ،‬مستعدة من االٔساس لهذا الجواب لكن‬
‫صدمتها استوقفت خطواتها الٔن تكملة حديث يمام كانت جارحة بحقها بعد‬
‫ماقالت ‪:‬عزيزة واقفة بالفراغات اللي تركتيها كا ٔم ‪ ،‬حتى لو كثرت ولو هي‬
‫واسعة ومالها حدود عزيزة دايم تمالها !‬
‫اكتفت حذام بالتلويح بيدها الممتل ٔية بذهبها الثمين لتخرج ‪ ،‬أما هي أغمضت‬
‫عينها هربا ً من تعاطف هذال مستحيل تسمعه ‪ ،‬مستحيل تصدق أي حرف‬
‫يخرج من فمه في وضعها الحالي ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 10:54 2022/5/9[ ,‬‬


‫فهم مقصد هروبها واختصرها على نفسه ‪ ،‬خرج الٔنه مجهد خرج يبحث‬
‫عن الراحة لكن ضميره يرفض الراحة ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بتار اجمع كل ملفات قضية ( عرب ) وسلمها لهيثم !‬
‫بتار بدهشة ‪ :‬سنة كاملة وأنا أحفر وراها تبيني أسلمها بكل سهولة !‬
‫هيثم بعد ماسلم القيادة لشخص آخر قرر أن يستلم هذه القصة بنفسه ليعفي‬
‫بتار نطق ‪ :‬القرار جا من صوبي يابتار أوالً وضع ظهرك حرج وبا ٔي‬
‫لحظة ممكن تتراجع وينتكس للحالة القديمة‬
‫ثانيا ً أنت بديت تتعاطف مع المتهمة ‪ ،‬هي مازالت متهمة وأنت بديت تميل‬
‫لها التنكر بنظراتك كل شيء واضح !‬
‫زفر بتار ورد ‪ :‬ظهري مافيه إال العافية تعدى المرحلة الخطرة ومن فترة‬
‫طويلة ‪ ،‬ثانيا ً ايه متعاطف مع البنت المريضة لكن مايعني هالشيء اني‬
‫صرت أميل بالطريقة اللي أنت فهمتها !‬
‫القا ٔيد الجديد تدخل ‪ :‬على العموم أمر القضية ُحسم وأنت مهمتك تستلم‬
‫مكاني السابق التوجيهات والمراقبة وجمع المعلومات ‪ ،‬والميدان‬
‫والتحريات عن قرب كلها صارت بيد هيثم !‬
‫انتهى !‬
‫بكل بساطة جردوه من مهمته !‬
‫يعرف أسباب هيثم ‪ ،‬االٔسباب عاطفية والسبب نوى ابنة اخته المفضلة‬
‫المدللة ‪ ،‬صار يخشى على مصير قلبه بالنيابة عنها ويغار أيضا ً بالنيابة‬
‫عنها !‬
‫لعن هذه الزيجة تمنى لو سمح لمشاورات والدته ورضي بالزواج من إبنة‬
‫جارهم وضحى ‪.‬‬
‫توجه لشقته حزم حقا ٔيب السفر وهو يعقد بداخله حرب طاحنة ضد هيثم‬
‫ومن خالل نوى !‬

‫لرويتها والٔحاديثها ‪ ،‬مر‬


‫وجهته االٔولى بعد السفر االٔكيد حضن أمه تاق ٔ‬
‫باالضافة لحلواها المفضلة‬
‫بطريقه محل قديم لينتقي قطعة قماش فاخرة ٕ‬
‫الكيكة التقليدية بدون أي إضافات أخرى ‪ ،‬تعشقها يريد أن تفرح بعودته‬
‫وبهداياه البسيطة ‪ ،‬فتح الباب بمفاتيحه واستقبلته بكل حب وبعد السالمات‬
‫ومعرفة االحوال سا ٔلته ‪ :‬تعرف أخبارها ؟‬
‫وسوالها عن نوى عكر لذته لتنطق بثرثرة أم معاتبة ‪:‬‬
‫يتلذذ بشاي والدته ٔ‬
‫ماتدري عني ماعتبت رجلها هالمجلس إال يوم جبتها معك بهذاك اليوم‬
‫ماتسا ٔل عني مثل بنات الحمايل وش اللي ردك على نسب مثل هالنسب وانا‬
‫أمك ؟‬
‫صد لتكمل ‪ :‬النسب وال أطباع زينة هرجها مايل وماتتغطى بالشارع وعن‬
‫الرياجيل الغرب طينتها منبعها شين وأنا امك‬
‫استرسلت وهي تعذرب بإختياراته وفي الحقيقة لم تكن خيار لكنها صارت‬
‫االرتباط ‪،‬‬
‫الن يتساءل كيف رضخ بسهولة لهذا ٕ‬ ‫من نصيبه مازال إلى ا ٓ‬
‫ياترى هل كان مسحور حينها ؟‬
‫حضرت ود المهادنة واضفت على الجلسة السالم حدة االٔحاديث تحولت‬
‫الٔحاديث عا ٔيلية محببة مر الوقت وخرج لبيته أو باالٔصح بيتها ! ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:07 2022/5/9[ ,‬‬


‫أخبار والدها شبه منقطعة ونوفل اآلن يبخل بوجوده الصامت كما فعلها‬
‫سابقا ً ‪ .‬صارت وحيدة فعالً ‪..‬‬
‫صعدت صيتة لقسم اخيها وزوجته‬
‫عذبا المرتبط إسمها بماضي دامي وحروب لن تنتهي ضربت الباب‬
‫وبصوت عال نطقت ‪ :‬اخوي يبيتس بسيارته يقول عنده أخبار عن ابوتس‬
‫وصحته‬
‫قفزت عذبا من السرير ‪ ،‬التفت بحجابها وخرجت وهي تقفز عتبات السلم‬
‫بحماسة عالية‪ ،‬خرجت لتفتح باب السيارة بدون تركيز ‪ ،‬انطلقت السيارة‬
‫بسرعة عالية وهنا لفت جهة السا ٔيق لتنطق ‪ :‬وش صار على ابوي عندك‬
‫علم بوضعه ؟‬
‫صمتت !! نوفل صدره عريض وعضالت جسده بارزه معالمها ‪ ،‬هذا‬
‫الشخص نحيل جدا ً ومنظره رث يتمايل وبوضع مريب !‬

‫يضحك والنبرة الخبيثة كانت عالية وطاغية !!‬

‫وهنا كانت الصدمة !!‬

‫مشهور !‬

‫‪...‬‬
‫ضرب جبينه وهو يتوسط صالة الفيال ‪ ،‬ركن هديتها في المقعد الخلفي‬
‫وللتو يذكرها ‪ ،‬مستمتع وهو يفكر ويخمن ردة فعلها عن نوع هذه الهدية‬
‫وثمنها ‪ ،‬صعد لالٔعلى وفتح الباب وكالعادة تتلقى حصة رقص جديدة من‬
‫معلمة الرقص عن بعد ‪ ،‬يمقت هذه التفاهات نوى الحقيقية بدون أي شا ٔيبة‬
‫تمنعها من إظهار معالم السعادة بكل تجرد قفزت جهته ‪ ،‬صرخت وهي‬
‫تتسلقه بكل إشتياق ‪ :‬وهللا كنت حاسة قلبي كان يقول اليوم بيصدم كل‬
‫توقعاتك وبيرجع‬
‫نثرت عشرات القبل على كل جهه بوجهه والجهه المشوهه أغرقتها‬
‫بالنصيب االٔكبر من قبلها !‬
‫لم تصدمه بحكم معرفته السطحية لبعض تفاعالتها هذه تعتبر من مراحلها‬
‫العفوية ماذا لو تعمقت بالحب وخاضت تفاصيله وغرقت بدواخله؟‬
‫مجرد طفلة تمارس هوايتها المحبوبة تسلق االٔرواح وأخذ جرعاتها الكافية‬
‫بشقاوة الصغار ال أكثر‬
‫لم يتلذذ ! لم يغرق في دهشة الحب !‬
‫االحتضان ‪ ،‬كان يخفي خلف ظهره هديتها التي‬ ‫الحظت أنه اليبادلها ٕ‬
‫أسرفت في التوصيات على شكلها ولونها وبسذاجة رفعها أمام وجهها ‪:‬‬
‫غزل بنات !‬
‫ضحك بإستمتاع يجاري سذاجة الموقف ككل ‪ :‬لونها بينك مو غامق يسد‬
‫النفس !‬
‫تعرف هذه الطريقة جيدا ً ‪ ،‬أهل والدها يتعاملون معها بهذا االٔسلوب ‪،‬‬
‫تصغير بطريقة أخرى ومع ذلك ضحكت‪ ،‬من حقها أن تستمتع اآلن‬
‫بحضوره المنُتظر ‪ :‬تجنن المرة الجاية تجيب لي شيء أغلى ومغلف ؟‬
‫رمى المفاتيح وبوكه وعلبة سجا ٔيره لتكشر ‪ :‬بتار !‬
‫تجاهلها يعرف السبب وراء هذه النبرة الغاضبة لينطق بتهكم ‪ :‬أحاول‬
‫المرة الجاية أجيبه بعلبه بينك يمكن ترضين عنه وتفكيني !‬
‫خافت من نبرته الجادة ‪ ،‬سذاجته المصطنعة كانت أرحم ‪ ،‬تراجعت‬
‫بصمت ‪ ،‬نثرت شعرها المجعد على ظهرها وخصرها ‪ ،‬دخلت لتبديل‬
‫ثياب الرقص بثياب تليق في إستقبال زوجها الغا ٔيب لكن تا ٔخرت وهي‬
‫تتمعن في إختياراتها لتخرج وبتار يغوص في نومه الثقيل جدا ً جدا ً !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:24 2022/5/9[ ,‬‬


‫هذا مشهوووور !!‬

‫في عالم التا ٔيهين‪ ،‬في العالم الالواعي ‪ ،‬في نشوة ملعونة !‬
‫ثمل ومع ذلك يخطط على أشياء تنال منها ومن جسدها !!‬
‫هو با ٔضعف حاالته الجسدية ا ٓ‬
‫الن ‪ ،‬بسهولة أوقفت السيارة وبسهولة قفزت‬
‫منها ‪..‬‬
‫ركضت بدون وجهه المهم تنجو بجسدها ‪ ،‬ركضت وهنا استفهام يتيم كان‬
‫يدور في بالها ‪ ،‬نوفل كيف له ببساطة أن يفرط بها ليسلمها لمشهور بهذه‬
‫السهولة ؟ تحالف على ضعفها واتفق على إيالمها مع صيتة !! كيف أصبح‬
‫االنتقام معهم بدون أدنى‬
‫في صفهم الموشح بالسواد ‪ ،‬صار يعقد خطط ٕ‬
‫االيمان غيرة !!‬
‫شفقة أو خوف أو أضعف ٕ‬

‫بالجهه االٔخرى نوفل عند باب بيتهم الكبير والٔول مرة يقف مكتوف‬
‫االٔيادي مربوط الحيلة خالي من االٔفكار والمفردات ‪ ،،‬كيف يمهد لها خبر‬
‫وفاته ؟‬
‫كيف يقنعها بفكرة الموت ‪ ،‬فكرة رحيل ا ٓ‬
‫الباء السرمدي ! كيف يبسط لها‬
‫أشنع فكرة وأعقد مسا ٔلة كيف يخبرها با ٔنها اآلن صارت بالفعل شجرة‬
‫وحيدة في هذه الغابة ؟‬
‫دفع الباب مسح المكان بنظراته ليصادف زوجة والده‬
‫ليسا ٔلها ‪ :‬وين عذبا ؟‬
‫صيتة حلّت عليها الكارثة الغير متوقعة حضر نوفل الغا ٔيب كيف تخرج‬
‫من فعلتها الشنيعة بدون أضرار !!‬
‫‪ :‬وين عذبا ؟‬
‫وكا ٔن قلبه يخبره بكارثة قادمة رفع صوته أكثر ‪ :‬وين عذبا؟‬
‫صعد لقسمهم كان خالي !‬
‫نزل بسرعة وتوجه للباب عذبا محصورة خطواتها بين بيت طفولتها وبين‬
‫االنتقام ‪ ،‬مستحيل تختار عتبات جديدة ‪ ،‬مستحيل تفكر في وضع‬‫بيت ٕ‬
‫وظرف مثل ظرفها ا ٓ‬
‫الن ‪ ،‬فتح باب بيتهم ورفع صوته ‪ :‬عذبا عذبا !‬
‫خرجت وهذه المرة بدون قماش يفصل بينه وبينها هذه المرة تخلّت عن‬
‫برقعها !!‬
‫فاقت كل إحتماالته !!‬
‫الذبول المغروس بتخيالته ‪ ،‬الظالم الذي رسمه على أوراقه وهو يطبع‬
‫البوس وهو يطوق منحنيات جسدها ‪ ،‬روحها الرمادية‬ ‫مالمحها ‪ٔ ،‬‬
‫المتراقصة على مسرحها المهجور ‪ ،‬القهقهات ال ُمعدمة ‪ ،‬الحزن العتيق‬
‫توقف عن التفكير ‪ ،‬ذب ريشة المرسم وألوانه ‪ ،‬الفنان البارع أُصيب‬
‫بعاهة الصدمة !‬
‫وريقات الربيع وألوانه والندى المنثور على زهراته ‪ ،‬السعادة المغمورة‬
‫وهي تالعب منحنيات جسدها ‪ ،‬روحها الحقيقية وإن كانت تتراقص على‬
‫مسرح الظروف ‪ ،‬حزنها العتيق الجميل‬
‫زرعت للفنان صورة تنادي ريشة المرسم ‪ ،‬تنادي نشوة ألوانه ليصاب‬
‫الفنان بالصدمة من جديد !‬
‫كيف يفسد جماليات هذه اللوحة ويضفي عليها لمحة الفقد ؟‬
‫فستان قصير من درجات الزهري شعرها يستحق قصة جديدة ولوحة‬
‫جديدة مفرود بكل أريحية يبدو انها سرقت ريشته وهي تتفنن ألنها أسرفت‬
‫بالفعل وهي تتزين ‪،‬‬
‫حمحم وتقدم وهو يجهل غضبها الخانق المكبوت وهو يجهل سر تخليها‬
‫االختباء خلف ثياب الحزن الفضفاضة بشكل‬‫عن برقعها تنازلت عن ٕ‬
‫مفاجئ لم يعد نفسه لإلنبهار بعد ‪ ،‬نطق ‪ :‬لي ساعة ادورتس‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:35 2022/5/9[ ,‬‬


‫ابتسمت بتهكم ‪ :‬ايه ارسلت صيتة وقلت تبيني قلت أجهز نفسي لك‬
‫وأستقبلك‬
‫نبرتها تغيرت ! ‪ ،‬نظرتها اختلفت ! وعفويتها القديمة تالشت واختفت ‪:‬‬
‫عظم هللا اجرتس با ٔبوتس الفجر بندفنه !‬

‫بدون تمهيد ! ببساطة !! فكرة الرحيل مخيفة جدا ً لن تستوعبها لفت وهي‬
‫تتجاهل تعزيته دخلت وأقفلت باب غرفتها في وجه الحزن والموت بدون‬
‫رد أو ردة فعل !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫جيداء تتجاهل أخبار عا ٔيلتها خبر يمام بالذات ‪ ،‬أقنعت ذاتها أن االٔمر‬
‫اليعنيها ‪ ،‬تشاغلت بقدور عشاء عا ٔيلة عبدالملك وقا ٔيمة طلباتهم الطويلة ‪،‬‬
‫خرجت من المطبخ وهي تتنفس بإرهاق من جوه الحار ومن حرارة‬
‫أفكارها المتضاربة ومن غضبها من ام عبدالملك ونهلة أخته الكبرى ‪،‬‬
‫هتفت وهي ترتب فوضى شعرها ‪:‬الشاي جاهز يانهلة نادي اي وحدة من‬
‫بنياتس تجيبه لكم أنا انتهيت بطلع أغير مالبسي‬
‫عبدالملك يلمح تجاهلها لكل شيء ‪ ،‬لحضوره ولخبر يمام ولتع ّمد عا ٔيلته‬
‫ضغطها في البيت ومتطلباته ولرغبه في نفسه نطق بعد ماتقدم لها ‪:‬‬
‫ماتبين شاي معهم ؟‬
‫ببرود نطقت ‪ :‬أبي فراقهم‬
‫استدارت للدرج وهو بالكاد كتم ضحكته ‪ ،‬عاد للجلسة لتنطق أمنية‬
‫بضحكة متعجبة ‪ :‬خالي أشوفك بديت تاخذ وتعطي معها وتنبسط وهي‬
‫تتكلم وتطالع فيك وهللا أنت مغرم فيها مو بيمام مثل ماتظن !‬
‫صمت ‪ ،‬تجاهل صدمته من تحليالتها وعينه على الدرج كان ينتظر‬
‫حضورها أمه هنا نطقت ‪ :‬عبدالملك وانا امك الترخي حبالك لها وتميل‬
‫أنت مع رياحها أعرف حذام وكيد بنياتها انتبه وانا امك تخونك عزومك‬
‫انتبه واحرص زين‬
‫تجاهل ثرثرة والدته وتحريضها ‪ ،‬مر وقت طويل إنتصفت جلسة الشاي ‪،‬‬
‫حضرت وأخيرا ً بخطوات السلحفاه ‪ ،‬متا ٔنقة بفستان صيفي منعش ‪ ،‬هذه‬
‫طريقتها المعتمدة في إختياراتها ‪ ،‬ثياب مزهرة ومنعشة وألوان فرائحية‬
‫االنتباه ‪ ،‬لتجلس بجانبه ‪ ،‬امتدت يدها للشاي صدمها تهميشهم‬ ‫تلفت ٕ‬
‫لقسمتها في الشاي‬
‫وهي المتعبة المجهدة هذه حصتها من أعباء اليوم وضغوطاته ؟‬
‫أسرار بخبث مدروس قالت ‪ :‬خالي عبود ابي تطلعني الصبح أكمل‬
‫أغراض البيبي خالص مابقى شي‬
‫رد بعفوية ‪ :‬ابشري‬
‫قاطعته جيداء ‪ :‬بس أنا عندي موعد مع دكتورتي وأنتي تدرين يا أسرار‬
‫بالموعد ومتعمدة توقفين بطريقي‬
‫شهقت االٔخرى بتمثيل متقن ‪ :‬أنا ؟‬
‫نهضت من مكانها وهي متجهه للمطبخ‬
‫نطقت ‪ :‬عندتس رجال اكرفيه شوي التجين عند الناس وتبلشينهم‬
‫بمشاغلتس وطلباتس‬
‫نبرة جيداء الباردة وحروفها البطي ٔية الثقيلة كانت مستفزة الٔشخاص لم‬
‫يتقبلوها بعد وعلى رأسهم هو رد ‪:‬ابشري أسرار باللي يوصلك ويوقف‬
‫معك لكل طلباتك‬
‫شحب لون جيداء ولكن ردت ‪ :‬خالي سلطان حي وهللا مكثر من‬
‫هالسيارات شوارع الرياض مكتومة من تزاحمها‬
‫حالة من الصمت خيّمت على المكان والسبب ردها‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:45 2022/5/9[ ,‬‬


‫لفت للمطبخ ‪ ،‬شبكت سلك الغالية تراقبها بكل برود ‪ ،‬موعد طبيبتها النادر‬
‫إن ضاع منها لن تعود لها أي فرصة مثل هذه إال بعد اشهر طويلة‬
‫فرصة عالجها الوحيدة كانت هنا ‪ ،‬أملها في عالج اضطراباتها الهرمونية‬
‫هنا ‪ ،‬أملها بعد هللا في فرصة جديدة لالٕنجاب بعد ما كانت شبه معدومة‬
‫لكن ستحاول‬
‫‪:‬موعد ليزر ؟ أو إجراء تجميلي ؟ بطريقك دوري عالج فعال للدهون‬
‫المتراكمة قولي لهم سببت لي ثقل بالحركة والكالم يمكن عندهم دوا !‬
‫لفت له ببطئ ‪ :‬ال أنا مقتنعة بحالتي هذي مو بس مقتنعة إال أموت عليها‬
‫أنت ماودك تدور دوا للوقاحة ؟ اقتربت منه وهي تشد مقدمة تيشريته ‪:‬لو‬
‫مرة ثانية تعمدت تستفزني قدامهم بتشوف وجه ثاني ياخالهم عبود ‪ ،‬أنا‬
‫أعد للمليون مو بس للعشرة والظاهر بتتقلص طريقة العد من اليوم ورايح‬
‫شد هو قماش فستانها واقترب من وجهها بحدة كانت نواياه أن يجرح‬
‫مشاعرها ويستخرج غضبها الكامن مازالت تفرغه بطريقة باردة مستفزة‬
‫لكن أشجان قطعت الحوار بعد دخولها وصرختها ‪:‬اوبااااااا ! خالي عبود !‬
‫ابتعد ونفضها بحدة ‪ ،‬تراجعت بسببها للخلف با ٔلم ولسوء حظها وحظه‬
‫سقطت يده على كوب الشاي الساخن وانسكب بالكامل عليها ‪ ،‬وأخيرا ً‬
‫خرجت منها ردة فعل الٔن صوتها ارتفع وكا ٔنها المعنية باالٔلم !‬
‫‪ :‬شفت النهاية الشينة كيف قايلة توجعت أنت واحترقت انت !‬
‫شدت يده وهي تنفخ بعفوية عليها وهي تتا ٔلم بالنيابة عنه بعد ماتجعدت كل‬
‫تعابيرها واختنقت الٔجله ‪ :‬أشجان جيبي حليب ايه امي تقول الحليب زين‬
‫للحرق‬
‫نفخت أكثر لتهمس وهي مفجوعة من احمرارها ‪:‬الحليب ماعاد ينفع‬
‫الحرق شين ويفجع‬
‫سحب يده من تملك يدها وقال بوقاحة ‪ :‬لقيت لي حجة أزور الطبيب جبتي‬
‫لي مدخل أسرق منه أخبار !‬
‫لم تخرج أي ردة فعل منها هزت رأسها بطريقة عجز عن تفسيرها ردت‬
‫‪ :‬المهم تزور الطبيب‬
‫اقتربت منه أكثر وهمست ‪ :‬هللا يشفيك منها‬
‫خرجت من المطبخ وهو ثابت في مكانه يحاول يفكك عقدة نظراتها منشغل‬
‫الن‪ ،‬أشجان نثرت بودرة الحليب على حرقه لتهمس ‪ :‬خالي‬ ‫بشعورها ا ٓ‬
‫عبود بودرة الحليب تداوي حرقة القلب ؟ وال بس الحروق السطحية !‬
‫وأنت طالع لغرفتكم خبي بجيوبك منها وانثرها على قلب اللي فوق !‬
‫رد بضحكة ‪ :‬وش يدريك بحريق القلوب ؟ كيف كبرتي بهالسرعة يا‬
‫أشجان !‬
‫ردت ببساطة وصلت لعمقه هو ‪ :‬الوجع يعرفه الصغير والكبير ياخالي‬
‫تركها بدون رد ‪ ،‬صعد للغرفة التي تجمعه بجيداء‬
‫نا ٔيمة ! مر وقت قصير ! درس اشجان عن حريق القلوب لم يسرق من‬
‫الوقت الكثير كيف نامت بهذه السهولة ؟‬
‫هتف ‪ :‬قوميني على تسعة الصبح بنخلص موعدك وأسرار لها وقت ثاني !‬
‫‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:49 2022/5/9[ ,‬‬


‫الليل على مشارف النهايات وعذبا لم تفتح بابها بعد ‪ ،‬لم تصدق فكرة‬
‫الرحيل بعد ! نوفل تسمر خلف بابها من بداية الليل ‪ ،‬حاول بشتى الطرق‬
‫االقتناع عقلها يرفض اإلستيعاب‬
‫ومع حدة محاوالته فشل ‪ ،‬قلبها يرفض ٕ‬
‫المودية له‬
‫بطريقتها سدّت كل الطرق ٔ‬
‫نوفل من خلف الباب هتف ‪ :‬عذبا لزوم تصدقين لزوم تستوعبين حبيه قبل‬
‫نغطيه بالتراب الياكلتس الندم بعدين‬
‫عذبا في عالم الالواعي الٔنها فتحت الباب ونطقت بإبتسام ‪ :‬قبل‬
‫ماتاخذوني من بيتنا قلت لي يانوفل اخوتس حي وبالدنيا وهللا معطيه‬
‫ورازقه قلت وال ماقلت ؟‬
‫‪ :‬قلت قلت‬
‫ضحكت هنا لتصدمه ! ‪ :‬ضاري أخذ ابوي من المستشفى أبوي مايداني‬
‫يطول وهو هناك امي مشتهية جح واليوم جمعة ابوي متعود يمره ضاري‬
‫وياخذون جح وناكله بالسطح أكيد جايين بالطريق !‬
‫أكثر من صورة من صور الماضي دمجتها في مفردات حديثها ‪ ،‬سردتها‬
‫بسالسة عفوية وكا ٔنها حقيقة بالفعل ‪ ،‬بالرغم من عدم ترابط أفكارها ومن‬
‫تداخل عباراتها لكنها أقنعته !‬
‫تحسست خدها والسبب حبة الندى التي لثمت وجنتها لتسيل على أطراف‬
‫وجهها ‪،‬‬
‫لكنها حبة من حبات المطر !‬
‫رفعت رأسها للسماء ‪ ،‬لتشهق ‪ ،‬بكت وهي تتحسس مكان قطرة المطر ‪،‬‬
‫رمشت وهي تردد عبارة والدها بعد دفنه لوالدته ‪ ،‬عاد لبيتهم و الوقت‬
‫قبيل العشاء ‪ ،‬تساقط المطر وحينها نطق ‪:‬إن رحل من على االرض طيب‬
‫‪ ،‬السما تبكي عليه‬
‫رددتها مرة أخرى ‪:‬‬
‫إن رحل من على االرض طيب ‪ ،‬السما تبكي عليه‬
‫أبوي راح السما تبكي عليه !‬
‫أبوي مات !‬
‫كذبت كل الحقا ٔيق لتصدق خرافته هو ‪ ،‬خرافته المتعلقة بالفقد صدقتها‬
‫اليوم !‬
‫ضمها نوفل وهي غير واعية بكل مايدور حولها لكن على االقل استوعبت‬
‫رحيله في وقت مبكر‪ ،‬على االٔقل تا ٔكدت من فكرة الفقد ‪ :‬ابي احبه قبل‬
‫تاخذونه وابي عزاه يصير بين جدران هالبيت‬
‫رد ‪ :‬ابشري لتس اللي ودتس فيه والحين برسل صيته تجي تعاونتس‬
‫بالبيت‬
‫قاطعته بصرامة باكية ‪ :‬مابيها شروق والبنات يكفون وزود مابيها يانوفل‬
‫والتسا ٔل ليه‬
‫للسوال رد ‪ :‬على االٔقل خالتي‬
‫اليملك وقت ٔ‬
‫تجاهلته وعادت لغرفتها !!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫قبيل الدفن بدقا ٔيق وصلت جنازة والدها دنقت برأسها والمكان مزدحم‬
‫بجيران والدها ‪ ،‬قاطعوه ونبذوه لفترة طويلة وعند آخر مرحلة من مراحل‬
‫توديعه حضر الود ال ُمراق دمه مع دم الجليلة وضاري ‪..‬‬
‫كره واليوجد بطل ا ٓ‬
‫الن ‪ ،‬يعز‬ ‫نوفل يعز عليه حضور عذبا هذا التجمع ُم َ‬
‫عليه أن يحضر االٔهالي انكسارها أن يشهدون دموعها لن يسمح الٔي‬
‫شخص في الدنيا بمشاهدة دموعها وضعفها انحنى بجسمه يغطيها عن‬
‫نظراتهم‪ ،‬ليصله صوتها الصارم وهي تهمس لوالدها ‪ :‬ماكفاهم موت‬
‫ضاري يبوي يبون يقتصون مني ويشوفون خسارتي وانكساري‬
‫نوفل همس لها ‪ :‬اخلصي ياعذبا‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:02 2022/6/9[ ,‬‬


‫بوجع مصفى وهذه كلماتها االٔخيرة في وجوده ‪ :‬سامحني يابوي يوم‬
‫اخطيت بحقك وعاتبتك عتاب سيل دموعك‬
‫لثمت جبينه بقبلة الوداع ‪ ،‬تمنت أن تكون قبلة حياة ويضمها لحضنه‬
‫المهجور من سنوات طويلة همست بلوعة قاسية ؛ كنت أحبك أكثر من‬
‫روحي وللحين أحبك التشك بغالك تكفى يابوي‬
‫رفعها نوفل ولوى جسده عليها يغطيها عن حمم نظراتهم المتلصصه ‪،‬‬
‫أوصلها للبيت وقبل أن يقفل الباب ضمها وشد من ضمته همس بمواساه‬
‫صادقة ‪ :‬عظم هللا اجرتس بابوتس ياعذبا‬
‫تركها وذهب ٕالستكمال مراسم دفنه مع االٔهالي ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نايف غا ٔيب مثل عادته وعزيزة صارت االٔفكار السي ٔية تتضارب بين‬
‫تساوالتها ‪ ،‬هناك أسباب ومن واجبها ا ٓ‬
‫الن أن تفتح ملفاته القديمة ‪،‬‬ ‫ٔ‬
‫االستهانة بهذا‬
‫التنقيب عن أسراره وخباياه أصبح فرض ‪ ،‬من المستحيل ٕ‬
‫الشخص الغامض ‪ ،‬ممتنة ٕالنشغاالتها التي تخطفها من فوضى أفكارها‬
‫الن تغفو على رجلها تراقب االٔشجار وهي تتمايل من الشباك‬ ‫دا ٔيما ً يمام ا ٓ‬
‫الطويل ‪ ،‬يدها وهي تحركها مرت بدون قصد على جرحها المتورم بطرف‬
‫جبينها ‪ ،‬مازالت مصرة على تكذيب إتهاماتهم بحق هذال ‪ ،‬حضرت شادية‬
‫الممتل ٔية بسوداوية جديدة كالعادة شادية مخاوفها المزمنة تتزاحم مع‬
‫اكسجينها وإن مس الخوف أطراف قلبها اليمكن أن تتجاوزه بسهولة‬
‫جلست وقالت ‪ :‬أخيرا ً نام غلبني وأنا اهدهد عيونه لجل يزورها النعاس‬
‫عزيزة أنا خايفة‬
‫عزيزة ابتسمت ‪ :‬يعني شادية وماتقول أنا خايفة بنعتبر الموقف نادرة من‬
‫النوادر ومستحيل تحصل‬
‫عقدت بين أصابع يديها وقالت ‪ :‬سنة سنة وانا اجري ورى هاليوم وانا‬
‫ارمي وجهي على فالن وفالن ويوم صارت خفت خفت ياعزيزة تعرفين‬
‫ليه؟‬
‫ابو شادي عرف بقصة المستشفى وارسل لي رسالة تهديد بياخذه مني‬
‫بياخذه بهاليوم اللي كنت انتظره‬
‫عزيزة تشعبت همومها تواسي من؟ وتحتضن من ؟ هي أيضا ً محتاجة‬
‫للطبطبة وللمواساة ومع ذلك ردت بحزم ‪ :‬مايقدر انتي نسقي مع المركز‬
‫وانا بتفاهم معه لو ابلغ عليه الشرطة‬
‫بعد بكرة الموعد أكملت شادية ‪ :‬وبكرة دوامي في الكافيه بيطول اف اف‬
‫مادري ارقعها من وين وال من وين‬
‫عزيزة رفعت يدها الثانية وقالت ‪ :‬تعالي في مجال للحضن الليلة ‪ ،‬شفق‬
‫متنازلة عن مكانها من مدة طويلة‬
‫ضحكت شادية ومشت لجهتها المفضلة وضعت رأسها على رجل عزيزة‬
‫الثانية لتتوسط هموم اخواتها تنازلت عن غفوتها وقررت البقاء هذه الليلة‬
‫بالقرب من شادية ويمام ‪..‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 12:14 2022/6/9[ ,‬‬


‫الن تمارس حياتها الطبيعية بدون أدنى تفكير بعواقب تهديدات‬‫عروب ا ٓ‬
‫بتار الغامضة هي تواجه اقسى النوبات بدون أدنى خوف بقية أمور الحياة‬
‫غير مهمة بالنسبة لها فقدت الكثير واي خسارة قادمة بالنسبة لها الشيء ‪..‬‬
‫يا هللا جاسوس متطفل جديد !‬
‫بدون كمام ‪ ،‬بدون عالمة فارقة غاضب من الالشيء !‬
‫هتفت بعفوية ‪ :‬أهالً ست نشوى جايبة موظف جديد !‬
‫هيثم بكراهية كان ينظر لها بنصف عين ‪ ،‬لم تهتم رتبت المخبوزات بكل‬
‫تفاني وكالعادة تستقبل موشحات حذام كل صباح ‪ :‬صباح الحب الٔحلى‬
‫حذامي بالكون كله‬
‫حذام بمزاج سيء الجديد بالطبع ‪ :‬اقطعي واصبحي مثل العالم ليه ماجيتي‬
‫بعرس خواتس ؟ جيداء تزوجت للمرة الرابعة ويمام رجعت لبيتها القديم‬
‫وعزيزة خذت اطلق الرياجيل واللي يسواهم كلهم‬
‫‪ :‬لحظة لحظة يمه تنفسي وش هاالخبار اللي يبي لها كوب شاي محكور ‪،‬‬
‫جيداء تزوجت ؟‬
‫قهقهت بحدة صاخبة ‪ :‬يمه اصدميني تكفين قولي االطرم ملوكة !‬
‫هنا ضحكت أمها اخيرا ً ‪ :‬شفتي شلون الحب يثبت نفسه باالٔخير‬
‫عروب بمزاج عالي قالت ‪ :‬قصي يدي لو ماكانت خطة مدروسة محد‬
‫يعرف حذامي كثري اه يمه ياعوبتس‬
‫‪ :‬بسسس يابنت ! تا ٔدبي وانتي تحتسين معي قلة ادب ماعرفت اربي زين‬
‫ضحكت عروب ‪ :‬وهللا ياحذامي لتس وحشة كثر سكان الديرة اللي انا فيها‬
‫وازود بعد بكثير ‪ ،‬ياهلل ياحذامي بقفل في زبونة متوحمة على فطيرة عسل‬
‫وتجيني مرتين في اليوم عشان تاخذ منها ياقلبي قلبها‬
‫أقفلت أمها وهي تراقب المتطفل الجديد بمالمح مصدومة بحاجب مرفوع ‪،‬‬
‫مذهول من كذبتها ! هذه حيلة ٕالغالق الخط وانهاء ثرثرة والدتها همست‬
‫له بتهكم ‪ :‬هذي كذبة بيضا‬
‫بخبث نطق ‪ :‬عندك ألوان ثانية للتعامل بالكذب مع الناس ؟ مخبية لون‬
‫ثاني ؟‬
‫هااااو ! مابعد قلنا يازراق ياكريم شفيه بياكلني بقشوري ؟‬
‫ردت بتهكم الذع ‪ :‬ايه خاطفة ‪ ٣‬مواليد‬
‫انحدرت نبرتها الٔلم مصفى ‪ :‬صار عمرهم ست سنين بحضني‬
‫بهاتفه كتب ‪ :‬تتبنى التهمة بطريقة تهكمية اسلوب هروب جديد !‬
‫لفت لرف فطا ٔير العسل التقطت حبة وقالت ‪ :‬انا الزبونة اللي تتوحم على‬
‫فطاير العسل‬
‫قضمتها وهي تتلذذ وهو منشغل بالمقارنات التي عقدها بتار سابقا ً ومن ثم‬
‫بترها هيثم بطريقته ‪:‬تيشيرت واسع يُخفي معالم جسدها وأنوثتها ‪ ،‬شعرها‬
‫قصير مهذب بطريقة مرتبة كثيف جدا ً وكثافة الخصالت البيض كانت‬
‫فارقة في تفاصيل هي ٔيتها ‪ ،‬شاحبة النظرة بهاالت عميقة قاتمة جدا ً ‪ ،‬بفم‬
‫متيبس بآثار ضربات الصرع المتوزعة على خدها وجبينها ومع ذلك هنا‬
‫جاذبية تثير إنتباهك ‪ ،‬تشد رغبتك للتا ٔمل هنا شيء مغري للتوغل في مسح‬
‫هذه المعالم بال إنتهاء !‬

‫إنتهى ‪..‬‬
‫عذرا ً على الحزن لكن هذي صور البد منها💔‬

‫أنتظر تفاعلكم ومشاعركم بكل حب ️♥️♥‬

‫روايات ريّانة‪]AM 6:53 2022/12/9[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫‪..‬‬

‫توترت لتظهر رجفتها من رقصات كوب الشاي‬


‫هذا يخوف أكثر من المتطفل الثاني ! هذاك عاطفي وحنين وهذا غول كبير‬
‫بياكلني حته وحدة بدون تقطيع !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شادية بالمقهى تمارس مهامها بتلقا ٔيية بعقل سارح يقلّب أفكارها المتراكمة‬
‫على نار الخوف المشتعلة منذ ‪ ٤‬سنوات ‪ ،‬رمقت صغيرها الشارد يتنقل‬
‫بعبثه الصاخب جدا ً هنا وهناك ‪ ،‬أصبحت مهدده بفراقه توقعاتها بالخسارة‬
‫في مجابهة والده صارت محسومة من قبل حدوثها ‪ ،‬فجا ٔة صارت المجابهه‬
‫بدون أدنى ترتيب أو حتى توقع لزبون ثا ٔير بعد مارفضت إدارة المقهى‬
‫رفع صوت الموسيقى للدرجة المطلوبة با ٔي حق تُنتزع منه مناسبته‬
‫الفاخرة في إحياء ذكرى زواجه في مكان مثل هذا وبسبب طفل مالصق‬
‫لالٔرض !‬
‫وضاح في مكانه المعتاد يجري مكالمة مع جده يعقد صفقات جديدة من‬
‫سحب من رأسه بطريقة‬ ‫أجل أعمالهم المشتركة ترك الجوال الٔن شماغه ُ‬
‫صادمة ليشاهد الجسم الصغير الخا ٔيف الذي فر من النزاع ليحتمي به عن‬
‫االنسانية‬
‫شظايا هذا الثا ٔير والخالي من ٕ‬
‫دق قلب وضاح قفز من مكانه من أجل هذا المالك الهارب ‪ :‬وش فيك‬
‫ياصغير ؟ تتذرى بحماي ماتدري اني أحد أسباب الخوف وبكيتك بيوم ؟‬
‫يانقاوة روحك مسرع مانسيت‬
‫الخر بمرح ضاحك ‪:‬الاا‬‫عض الصغير طرف شماغ وضاح ليكشر ا ٓ‬
‫يالوسخ غالي رسمت عليه دواير بسعابيلك‬
‫تقوس فم الصغير معلنا ً عن بداية نوبة بكاء لن يحتملها وضاح ‪ ،‬فجا ٔة ذابت‬
‫كل أوصاله لهذه الصورة بعد ما ترك الصغير شماغه وضم مسباحه‬
‫الثمينه التي كان يدخرها لمواقفه المخيفة ‪ ،‬صارت له مصدر أمان دون أن‬
‫يدرك وضاح قيمة مسباحه بعد ماتركها لمراضاته سابقا ً هتف له بود حاني‬
‫وهو يهمس ٕالذنه دون أن يلمسه ‪ :‬التخاف يا أسد أنا هنا‬
‫نهض من مكانه لكن شادي قفز بسرعة جهته ‪ ،‬نزل وضاح من طوله‬
‫انحنى لطرف المسباح ليمسكها والطرف المتبقي منها تركه لشادي ليتمسك‬
‫به بقوة الخوف مشى معه جهة النزاع شادية كالعادة تبكي والوضع مزري‬
‫بسبب أغنية !‬
‫‪ :‬بس بس بشيل وليدي الحين وبطلع وارفعو له الصوت مثل مايبي تكفون‬
‫ارحموني‬
‫مسوول عن رضاك‬‫صاحب الكافيه بحدة ‪ :‬شادية ارجعي لشغلك انا ٔ‬
‫وراحتك قبل العميل هو يبي يصنع شوشرة بالمحل ويدمر سمعته مستحيل‬
‫اسمح له يتمادى ويا ٔذيك‬
‫اكتفت بهز رأسها وقبل أن تخرج نزلت لمستوى طفلها المذعور الملتصق‬
‫بثوب وضاح ‪ ،‬مازال متمسك بمسباحه وشادي لم يفلته ‪ ،‬الصورة كانت‬
‫مولمة جدا ً لها جلست على االٔرض وهي تهمس ‪ :‬تعال ياماما دونات‬
‫ٔ‬
‫شوكلت ؟‬
‫المغريات في حياة شادي هي‬
‫جدته حذام‬
‫دونات الشوكالتة‬
‫مؤخرا ً ‪ :‬سبحة وضاح !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 6:54 2022/12/9[ ,‬‬


‫قفز جهتها لتحمله ‪ ،‬رفرفات يديه هي لغة الفرح التي يعبر عنها بطريقته‬
‫باإلضافة لتصفيق يديه كان أشد من طرق االٔطفال الطبيعية ‪ ،‬ليصدر‬
‫نغمته الخاصة الٔشيا ٔيه المحببة ‪ ،‬وضاح من مكانه يراقب إبتعادها‪ ،‬تمنى‬
‫أن يمتلك كاما الصالحيات ليقتلع عين هذا الزبون أو يقتلع عين زوجته‬
‫االحتفال البا ٔيس ‪ ،‬خرج ليشعل سيجارته في القسم المخصص‬ ‫المعنية بهذا ٕ‬
‫للمدخنين وموقف شادي بكامل تفاصيله لن يمر مرور الكرام ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يوم جديد ‪/‬‬
‫صادفت عبدالملك في طريقها بعد مارفض أن يوصلها لزيارة أختها وهي‬
‫بدورها طلبت سيارة لتصادفه هنا ! كانت رغبته المدفونة أن يلتقي بها‬
‫على إنفراد جيداء وصلت على النهاية سبقها وأنهى زيارته‪ ،‬نعم غارت !‬
‫االتساع ‪،‬‬ ‫قلبها ا ٓ‬
‫الن يتدحرج مثل كرة حرة لكن المكان أبعد مايكون عن ٕ‬
‫هذه الفوهه الضيقة ستنفجر قرببا ً !‬
‫اليمكن أن تدع مجال لغيرتها اللعينة بالوقوف أمام عزمها على التجاوز ‪،‬‬
‫هذه مرحلة من أعلى مراحل السذاجة ومن الواجب حتما ً القفز منها‬
‫نطقت ببرود متقن ‪ :‬صرت تدل بيت أختي الجديد قلبك دليلك وال طلبت‬
‫العنوان ؟‬
‫ضحك بتهكم لينطق ‪ :‬ليلة عرسنا وصلتها بنفسي هنا اتصلت فيني أنا ‪،‬‬
‫ٓ‬
‫الخر لحظة كان االٔمل موجود‬
‫نسمة الهواء أسقطت طرحتها رفعت حاجبها‬
‫وقالت ‪ :‬وش جبت معك ؟ ورد أحمر ؟ شوكلت ؟ بس االٔمل ضاع بح راح‬
‫ضحك ‪ :‬جبت ورد أحمر أنتي وش اللي جابك؟‬
‫ببرودها المعتاد وبا ٔحرفها البطي ٔية ‪ :‬جيت الٔختي طبعا ً جبت الٔختي الورد‬
‫اللي تحبه وجبت بعد الٔختي الشوكلت اللي كنا ناكله بالسهرة على زوارة‬
‫خميس جاية أشوف أختي ياعبدالملك عندك اعتراض ؟‬
‫نزل رأسه لساعته كم أخذت من وقت الٔجل هذه المفردات ومع ذلك لم‬
‫يقاطعها رد ‪ :‬هللا يديم المودة مع السالمة‬
‫راقبت خروجه وهي تعد خطواته ‪ ،‬هذا المحب مازال يبحث بطريق‬
‫خطواته عن ذرات أمل صغيرة تنعش الفُتات الذي تناثر وصارت تذروه‬
‫الرياح يمنه ويسره‬

‫ان حبي كدقيق فوق شوكٍ نثروه‬


‫ثم قالو لحفاة يوم ريحٍ اجمعوه ‪.‬‬
‫االنبهار محذوف من قواميسها ‪ ،‬تتعامل‬‫دخلت بيت عزيزة وكعادتها ٕ‬
‫بالعادية مع كل االٔشياء حتى مع نفسها ‪..‬‬
‫سلمت أيدي العامالت بعض االٔشياء التي كانت تحملها جلست وهي تقول ‪:‬‬
‫يارب عجل بالشتا ذبنا خالص‬
‫عزيزة بضحكة ‪ :‬وعليكم السالم جويدة كلنا بخير ويمام تقول لتس هللا‬
‫يسلمتس‬
‫ضحكت جيداء ولفت ليمام لتنطق ‪ :‬مزاعلتها !‬
‫اضطربت عزيزة وتظاهرت باالنشغال لتخرج من المكان‬
‫‪ :‬ليه هو ؟‬
‫ليه من بد الرياجيل اخترتيه ؟ غربلتي عمرتس معه وأنتي تطردين ورى‬
‫زوله‬
‫وش المزايا اللي محت كامل عيوبه ؟‬
‫يمام وهي تعقد أطراف كمها بتوتر ردت ‪ :‬االطرم ؟‬
‫‪ :‬يمام التجننيني !‬
‫‪ :‬انا اقصد هذال !‬
‫هنا يمام إبتلعت غصتها ‪ ،‬جيداء الوحيدة التي تملك أسرارها فكت ِرباط‬
‫االٔحجية !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 6:54 2022/12/9[ ,‬‬


‫جيداء همست ‪ ،‬خافت من سكون الجدران التي تبتلع االٔسرار وفي لحظ ٍة‬
‫ما تتسرب منها كل االٔخبار ‪ :‬يمامة أنا عارفة انتس وقفتي عن الركض‬
‫فترة طويلة والخمس سنوات النقاهه اللي فيها ماكانت كافية انتي انتقلتي‬
‫موبد‬
‫لزنزانة جديدة ‪ ،‬سجن اليمامة حكمه ٔ‬
‫يمام على مشارف إنهيارات جديدة ومع ذلك رفضت االستسالم لتنطق ‪:‬‬
‫فعالً سجن اليمامة حكمه ٔ‬
‫موبد‬
‫جيداء بضحكة رفعت بوكس الشوكال لتنطق ‪ :‬جبته لسهرة مسلسلنا‬
‫تذكرينه‬
‫‪ :‬يوه يوه جويده العالم وصلت ٓ‬
‫الالف المسلسالت الجديدة وانتي واقفة‬
‫فيتس السنين عند زوارة خميس‬
‫وهي تتلذذ بالشوكالتة نطقت ‪ :‬وش اسوي برتابتي ؟ تذكرين التلفزيون‬
‫الملون ؟ والفرشة الحمرا اللي بالسطح ياهلل ياديرتنا ياهلل يالياليها البهية‬
‫اشتغلت الشاشة واشتغلت شارة المسلسل ‪ ،‬انهمرت دموع يمام وهي تا ٔكل‬
‫من الشوكالتة وجيداء بجانبها على االٔرض بدون أي تفاعالت مندمجة مع‬
‫الشارة ولعل الحزن تطفل على لحظتها هذه ‪ ،‬لكن وشاحها البارد فاخر جدا ً‬
‫اليمكن ان يتلون بقتامته ‪ ،‬حضرت عزيزة وابتسمت ‪ ،‬عالقة جيداء ويمام‬
‫رباطها عتيق واالٔشياء العتيقة ثابتة وثمينة حتى مع دورات السنين اليمكن‬
‫تختلف أو يتغير لونها ‪ ،‬جلست معهن لتنطق وهي تضحك ‪ :‬انا قمت اشك‬
‫ان جيداء هي اللي تسا ٔل عن مقادير كيكة صقر‬
‫ضحكت جيداء وقالت ‪ :‬ذاكرتس مضروبه ياخيتي كيكة صقر في ام البنات‬
‫بعدين شمعنى لزقتي التهمة فيني عشاني مربربه يعني ؟‬
‫‪ :‬هللا زوارة خميس !‬
‫شادية اقتربت لتنضم للجلسة ‪ :‬تذكرت بيتنا في الديرة يوم كنا نتعشى‬
‫فطور وننام الساعة تسعة‬
‫عزيزة شدت خصلة من شعرها ‪ :‬يعني عندتس ذكريات يالبزر ؟ امدى‬
‫تحزنين على االطالل وتبكينها وش نقول حنا يالكبار ؟‬
‫شادية وضعت رأسها على رجل عزيزة بدون رد الصوت القديم حفز‬
‫الشجن بقلب جيداء لتنطق بمرارة ‪ :‬كنت بعمر الثمان سنين اخبي وسادة‬
‫تحت فستاني وامثل اني حامل كني كنت حاسة اني بتشفق على الضنا‬
‫طول عمري‬
‫ردت شادية بمرارة ‪ :‬وحملت أنا وصرت متشفقة على صوته والظاهر اني‬
‫بشفق على ضمته طول العمر‬
‫جيداء أكملت ‪ :‬دكتورتي تقول إمكانية الحمل عندي صفر ياهلل على االٔقل‬
‫تزوجت واحد مايداني يطالع بوجهي‬
‫النظرات بين عزيزة ويمام كانت تتصدر الموقف الصمت خيم على‬
‫المكان واعتلت شارة المسلسل نغمة ملي ٔية بالشجن ‪ ،‬بسببها فاضت دموع‬
‫شادية عزيزة تالعب شعرها‪ ،‬جيداء إبتلعت غصتها ببراعة إعتادت عليها‬
‫‪ ،‬أما يمام انشغلت بحلوياتها المفضلة ‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 7:01 2022/12/9[ ,‬‬


‫بداية الشهر كان من المفترض أن يتسطر ذلك اليوم في قا ٔيمه االٔفراح لكن‬
‫قا ٔيمة ضاري ونايف وخزاري كانت ترفضه ‪ ،‬هذا اليوم مرير وك ٔييب ‪،‬‬
‫عابس وحزنه مازال عالق با ٔرواحهم ‪ ،‬ثيابهم المترفة التي المست تربة‬
‫حدودهم كانت ترفض فرح ذلك اليوم ‪ ،‬الليلة دارت اسطوانة الحزن ‪،‬‬
‫شعور الليلة كان أشد وطأة من لياليهم الماضية ‪ ،‬ليلة موت الجليلة وليلة‬
‫االقصاء وليلة زفاف عذبا ‪ ،‬كلها بتفاصيلها كانت في‬ ‫حكم القصاص وليلة ٕ‬
‫االختالف ‪،‬‬
‫كفة ٕ‬
‫ليلة تتسمى بالفقد !‬
‫أعينهم التي أظلمت من سواد الرحيل كانت ترقُب قبر عايد البعيد ‪ ،‬للتوشح‬
‫بالفقد كانت بحزنها تراقب تربته ‪ ،‬هذا الوجع شبيه بإقتالع عضو عن‬
‫أعضاء الجسد ‪ ،‬هذا الوجع شبيه بخروج الروح عن البدن ‪ ،‬ضاري يبكي‬
‫مثل بكاء طفولته بين أزقة حيهم المتروك ‪ ،‬هذا البكاء وطا ٔته أشد على‬
‫االقتراب‪ ،‬اقصوه عن يوم مثل هذا لم يغطي وجه‬ ‫نفسه المحرومة من ٕ‬
‫والده بتربة القبر لم يسقيها بالماء ‪ُ ،‬حرم من إستقبال تعازي االٔحبة ُحرم‬
‫من مواساة الفقد ‪ ،‬وكل هذه المشاعر الحزينة تراكمت هنا لتصبح أشد‬
‫الن ‪..‬‬‫وطا ٔة من دموعه المنزوفة ا ٓ‬
‫نايف في الجهه األخرى عينه على قبر والده البعيد كان يمتلك حيل لكل‬
‫شيء وا ٓ‬
‫الن اليملك أصغر حيلة للبقاء بجانب هذا القبر ‪ ،‬رفع جواله رن‬
‫لعزيزة لينطق ‪ :‬عزيزة روحي لخزاري وقولي نايف يقول افتحي باب عزا‬
‫عايد ‪ ،‬الليلة أول لياليه في القبر ‪..‬‬
‫وإن كانت قاسية هذه الكلمات هي حقيقة ومن الواجب إستيعابها ‪ ،‬خزاري‬
‫سمعت الخبر مبكرا ً كن ترفض التصديق وترفض استقبال العزاء ‪ ،‬نايف‬
‫يدرك أن عزيزة أفضل شخص يتولى إيصال هذه الفكرة وإن كانت في‬
‫االيالم ‪..‬‬
‫غاية ٕ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عذبا في الجهه األخرى إنتهت ليلتها االٔولى في استقبال تعازي أهالي‬
‫الحي ‪ ،‬رفعت نفسها وعينها على جاراتها وهن يرفعن المراكي عن‬
‫االٔرض ليرتبن المكان لليوم الثاني من أيام العزاءكان هنا من يشاركها‬
‫غصة الحزن هتفت ‪ :‬شروق خذي البنات أنا بكمل الباقي روحي نومي‬
‫عيالتس ماقصرتي من اليوم وانتي بجنبي‬
‫شروق برحابة ‪ :‬وكل يوم بصير بجنبتس الود ودي من زمان مير الشكوى‬
‫هلل‬
‫ابتسمت لها عذبا بإمتنان ومشت بخطواتها لدكة الماء تتوضأ للوتر فرشت‬
‫سجادة الوتر بعد ماصارت بمفردها صلت ودعت بكل مايخالج قلبها ‪،‬‬
‫استودعت والدها وتربة والدها ‪ ،‬نفضت سجادتها وطوتها وهي تشعر ان‬
‫نوفل تأخر في حضورخ ‪ ،‬الغريب انها بالفعل تنتظره رفعت عينيها‬
‫للسماء وهي تجاهد إنهمار دموعها‬
‫لقد خسرت اليوم كمية من الدموع ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 7:02 2022/12/9[ ,‬‬


‫هي مقابل خسارتها العظيمة الشيء لكن بالنسبة لنوفل تعني له الشيء‬
‫الكثير الٔنه اآلن يتوسط الحوش يراقب محاوالتها الفاشلة غلبتها دموعها‬
‫في النهاية وانسكابها لم ولن يرضيه ‪ ،‬اقترب بخطواته جهتها لتهمس ‪:‬‬
‫غابت الغيمة المطر ضم تربة ابوي شوي وتركها‬
‫نوفل بعد ماسلك لصوته ‪ :‬كل شيء للنهايات الخلود الدايم بجنته هللا يجعلنا‬
‫من اهلها‬
‫صمت ! ردوده مختصرة لكن عميقة نبرته خاصة تبعث بداخلها عدة‬
‫تناقضات تهابه وفي نفس الوقت معه تشعر باالٔمان ردت ‪ :‬آمين‬
‫االستسالم قررت أن تسلم لخ روحها تسلم نفسها وجسدها ‪ ،‬لن‬ ‫قررت ٕ‬
‫باالنتماء الدا ٔيم فكرة تشعره انها شخص من‬
‫تتوانى عن أي فكرة تشعره ٕ‬
‫الخر يحميها من شراكته‬ ‫أشخاصه المهمين هذا الشعور يحميها من وجهه ا ٓ‬
‫االنتقامية طوقت جسده الصلب بذراعيها لتهمس ‪:‬‬ ‫مع مشهور وأفكاره ٕ‬
‫لمني يانوفل قد ماتقدر لم الخوف اللي فيني التتكاثر الحنية علي ‪ ،‬قلبي‬
‫مكسور وحيل حيل‬
‫شفافيتها مؤلمة كسرت الحاجز الصلب كسرت مقاومته لتخرج نبرة جديدة‬
‫عليها ‪ ،‬مغلفة بحنان لم تعهده افتقدته منذ غياب نايف ‪ :‬لتس االٔمان والحنية‬
‫ولتس اللي يرمم هالقلب لو هو خرابه ‪ ،‬وش ودتس فيه التتكاثرين شيء‬
‫ونوفل موجود‬
‫الٔول مرة يطيل بمفرداته ليختار االٔجود منها الٔول مرة يسهب ويكشف‬
‫غطاء كلماته الحنونة ‪ ،‬كان بريقها يبعث طمأنينة في الروح ليضاء قلب‬
‫عذبا من جديد ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫يظهر للكل انه الولد المدلل القريب من كبار العا ٔيلة الشخص المفضل‬
‫لوالده المترف بدالله بينما هو المترف بالترك مشبع بالنداءات الخاوية ‪،‬‬
‫أشبعه والده غياب ليغادر الدنيا وهو لم يشبع أبوته بعد ‪ ،‬الولد الوحيد الٔم‬
‫تسمى بـ( سارقة العقول ) تُدخل أي شخص يراها من الوهلة االٔولى‬
‫تدخله في دوامة إنبهار لن يخرج منها بشكل أبدي‬
‫ذات كيد ناعم ‪ ،‬ذات صوت أنثوي خارق ومشية ملكية فتاكة ‪ ،‬والدته‬
‫وصلت لالٔربعين حاملة حسنها الطاغي معها ولن تتنازل عنه ‪..‬‬
‫تتمايل كعادتها بخطواتها الطبيعية لكن ترتدي بجامة واسعة مع روب‬
‫طويل ومع ذلك بروز بطنها كان واضح يشاهده أي شخص بدون تدقيق ‪،‬‬
‫عالمات حمل ظاهرة وصريحة جلست في الصالة بوجود نهار الذي‬
‫يقضي أغلب وقته خارج البيت كان يقضي أيامه معها بالهرب والتجاهل‬
‫نهار ‪ ..‬نهار ‪..‬‬
‫صوتها االٔنثوي كسر رتابة الصمت وبالنسبة لنهار وهي تناديه بهذه‬
‫الطريقة حصار ناعم مستحيل يفلت منه رد وهو يهرب بعينه ‪ :‬سمي يمه‬
‫با ٔسى قالت ‪ :‬عالمك نهار ليه مو طايق تشوفني أو تتكلم معي ؟‬
‫رفع عينه جهتها ليصد ‪ ،‬خوفا ً أن ينفجر من هذا المنظر ال ُمريع بالنسبة‬
‫لخ ‪ ،‬مرت فترة طويلة وهو يتشاغل عنه ‪،‬أخيه كبر أصبح يستحل خانة‬
‫كبيرة من جسدها زفر ‪ :‬شغل يمه شغل‬

‫روايات ريّانة‪]AM 7:02 2022/12/9[ ,‬‬


‫قاطعته ‪ :‬بعيونك حكي تخبيه عني‬
‫رفع رأسه من جديد وقال ‪ :‬وأنتي ؟‬
‫ضمت روبها الضافي مرتبكة من استجوابه ‪ :‬أنا !‬
‫مرر نظراته وهو يمسح المكان بالكامل متجاهالً مالمحها ‪ ،‬هروبه هذا‬
‫كان والزال يجرح أمومتها ‪ ،‬إختنقت بعبرتها لتبتلع غصة كبيرة ‪ :‬وش‬
‫بخاطرك نهار قول كل اللي بخاطرك‬
‫همس با ٔرهاق ‪ :‬عندتس سر تخبينه عني ؟‬
‫شحب لونها وبمجرد ماشاهد إرتداد جسمها حمل نفسه ليصد بجسمه‬
‫بالكامل لينطق ‪ :‬على العموم يمه في علوم ماتطول وأسرار نفسها قصير‬
‫وبسرعة تموت‬
‫هو يتعمد أن يضغطها بكلماته رغبته الحالية هي أن تفجر السر الكبير‬
‫المغمور داخلها ‪ ،‬رغبته في أن يلتقط طرف خيط ينقيها من شوائب ظنونه‬
‫‪ ،‬كفارتها الوحيدة اآلن فقط تخبره اآلن أنها تزوجت زواج رسمي‬
‫وصحيح !‬
‫نهضت بثقلها لتجذب ذراعه ‪ :‬حبيبي التروح وأنت عتبان علي‬
‫تحامل على ضغطها صارت تستخدم أمومتها ضده لن يرضخ البد‬
‫تعترف وتقر بسرها ليهدأ ضميره الثا ٔير ‪ ،‬تجاهل قبضتها وخرج‬
‫نهار شايع ‪ ٢٨‬سنة‬
‫ثريا ام نهار ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫االختباء خلف كل شيء عداها‬


‫ستجن من هروبه من تملصه ومن ٕ‬
‫هواآلن يهرب منها عمدا ً ! عزيزة يهرب من عزيزة !‬

‫قوم طالع عيوني ! ليه تلد في كل إتجاه وتصد عني ؟ ليه انا وش سويت‬
‫بحقك ؟‬
‫يتمدد على الكنب يغطي عنها مالمحه بذراعه هرب عن العزاء لغرف‬
‫الضيوف الخارجية وبطريقتها عثرت عليه‬
‫‪ :‬وش تستفيد يوم تهرب وتخبي مالمحك عني بيغيب هالحزن ! ليه هو انا‬
‫سبب من أسبابه ؟‬
‫هنا تهدج صوتها وهنا رفع ذراعه ليهتف بجزع يطغى عليه الغضب ‪:‬‬
‫اسكتي عزيزة اسكتي وش اللي جابك وانتي عندك معرفة با ٔسبابي ؟ أنا‬
‫مابي اسمع نفس ايه مابي اشوف وجهك ارتحتي؟‬
‫تراجعت بحدة ‪ ،‬تراخت رغبتها الحنونة في ضم أوجاعه ‪ ،‬لتنطق بحدة‬
‫مشابهه لحدته ‪ :‬زين أنك رسمت حد تقدر تتعافى من أوجاعك بدوني ‪،‬‬
‫زين عرفت أنا وش عالمتي من إعرابك ‪ ،‬ضم لك أبجورة وال أي مركى‬
‫من المراكي ضم العدم تدري يكون أحسن بعد‬
‫اختفت بعد مافرغت كل كلماتها وهو داهمته إبتسامة غريبة ‪ ،‬غضبها لذيذ‬
‫االعراب ‪ :‬ودي تصيرين‬‫وفكاهي ليهتف بعد ماتذكر كلمتها بخصوص ٕ‬
‫الضمة بس حزني عزيز أخاف أجيب العيد بحق نفسي وأكسرها عزيزة‬
‫أفضل لك تكونين بدون محل بإعرابي‬
‫حمل نفسه لبيت خزاري بصمت مطبق ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫الن يعج بمعارف حذام وصديقاتها المقربات ‪ ،‬طالباتها القدامى‬ ‫بيت نايف ا ٓ‬
‫ونسوة حيها ‪ ،‬هي من نشرت خبر وفاة والد زوج إبنتها وتفاصيل التعزية‪،‬‬
‫النية بالطبع ليست لالٔجر إنما للتباهى بمرحلة الثراء الجديدة ‪..‬‬
‫همست شيم بقهر ‪ :‬عضّلت وأنا اشيل هالدلة أمي مابقت أحد من قرايبها‬
‫وصاحباتها ومعارفها‬
‫جيداء بتهكم بطيء ‪ :‬حتى بعرسي ماجا هالوفد أمي مسوية دعوة عامة‬
‫تستقبل تعزيتهم في وفاة فقرها اللي تتوهمه هي‬

‫روايات ريّانة‪]AM 7:19 2022/12/9[ ,‬‬


‫شيم بهمس ضاحك بثرثرة معتادة ‪ :‬يووووه جيداء سلو حاولي تسرعين‬
‫إيقاع كلماتك اذني هي الظاهر بعد عضلت من حروفك البطي ٔية الثقيلة‬
‫جيداء تجاهلتها وهي تراقب شادية المتحفزة دا ٔيما ً تجلس بطرف المقعد‬
‫تحسبا ً الٔي حركة سريعة من شادي مشت جيداء جهته لتحمله عن االٔنظار‬
‫لتغمز الٔختها اقتربت منها وبحزم همست لها ‪ :‬من قال حضورتس واجب‬
‫؟ انتي من متى تعرفين عايد المتوفي؟ شيلي ولدتس عن عيونهم‬
‫التقطته من يد شادية وعزيزة من جهة غرفة الطعام نادت شفق ‪ :‬شفق ماما‬
‫حطي جاللتس وروحي صوب بيت خزاري وصلي لها االٔكل وتطمني‬
‫عليها ماقدر اخلي ضيوفي‬
‫نفذت شفق توصيات أمها لتخرج بجاللها االرجواني جهة بيت خزاري‬
‫استقبلتها العاملة ومشت معها جهة الصالة كان نايف يتوسطها بمالمح‬
‫باردة بدون أي عالمة حزينة الٔن خزاري كالعادة تنهار بالنيابة عن اخوتها‬
‫لكن خزاري أيضا ً متماسكة ! ‪ :‬سالم‬
‫بتوتر عميق شدت صينية االٔكل ‪ :‬أمي مرسلتني باالٔكل‬
‫نايف ربت بيده على المكان القريب منه وهتف بنبرة حانية بعد ماشاهد‬
‫رجفتها ‪ :‬تعالي شفق خزاري بتذوق هالمرة أكل سنع‬
‫بحالوة هتفت ‪ :‬ومن يديني بعد أنا مزينته‬
‫ومونس الٔن‬
‫بالرغم من الحزن المستقر باالٔرجاء حضور شفق كان لذيذ ٔ‬
‫خزاري كانت مرهفة سمعها وكل حواسها ‪ ،‬حالوة حضورها كان بمثابة‬
‫االهتمام من فترة طويلة ‪ ،‬مازالت‬
‫سلوى لروحها ‪ ،‬تفتقد هذا النوع من ٕ‬
‫محاوالتها خجولة ‪ ،‬نايف ترك لها دفة الحوار مستمتع بهذه اللحظة التي‬
‫زارت ساعة الحزن لتعبث با ٔطرافها‪ :‬ماما تقول التجينهم أبد ضيوف يمه‬
‫كثار ويمكن تنغثين وبعد قالت أقعد معتس لين اشوف انتس صرتي بخير‬
‫هاه تبيني حولتس وال أضف جاللي واروح‬
‫خزاري بإبتسامة طفيفة هتفت ‪ :‬وهالملح وهالقبلة ينردون ؟‬
‫شفق بدالل ضاحك ‪ :‬أكيد ال ‪ ،‬عمي نايف اغرف لك جريش؟ تحبه؟‬
‫شفق انتهت مهمتها بعد ما تا ٔكدت أن خزاري صعدت لغرفتها ‪ ،‬شعورها‬
‫ناحية هذه االٔم غريب جدا ً ‪ ،‬ألفتها أو باالٔصح قفزت لمرحلة الود بسرعة‬
‫جنونية ‪ ،‬خرجت با ٔطباق اليوم نظيفة ومغسولة هتفت بتهكم ‪ :‬دام عندهم‬
‫عامالت سنعات ليه مايسنعون االٔكل ماني ناقصة كل يوم انط هنا بحافظة‬
‫جريشي‬
‫مشت جهة البيت لتقابل بطريقها هالل رن جوالها لترد ‪ :‬هال را ٔيد ‪ ،‬اف‬
‫حبيبي كنت مشغولة ماما موكلتني بمهمة عاطفية وتو خلصتها ‪ ،‬الال وين‬
‫راح بالك ياغبي مافيني اشرح لك تجي للعنوان اللي ارسله ؟ وهللا واحشني‬
‫من هذه القصيرة ؟ تتجول با ٔريحية وبعفوية مرحة وصل كامل حديثها ‪،‬‬
‫استدرك وأخيرا ً استوعب هذه ابنة زوجة خاله مازال يجهل اسمها ‪ ،‬لم‬
‫يهتم وبعد يوم طويل وبعد ماتأكد ان والدته قد استسلمت للنوم ‪ ،‬صعد‬
‫لقسمه ليطلب من العامالت دلة قهوة‬
‫روايات ريّانة‪]AM 7:20 2022/12/9[ ,‬‬
‫ليسهر بحكم اجازته بسبب ظرف العزاء‬
‫مرت دقا ٔيق انتصفت دلته مازال في مكانه يراقب أرض الحديقة ‪ ،‬بتوجس‬
‫صغرت عينه وهو يشاهد من مكانه المنظر المخل المريب في أرجاء‬
‫حديقتهم الشاسعة هذه ابنة زوجة خاله تمارس أشياء غريبة !! تطاولت‬
‫على حرمة الحزن وحرمة أهل البيت لترمي نفسها بين أحضان رجل‬
‫غريب منظر الضحكات مقزز جدا ً ‪ ،‬ضرب الشباك الزجاجي بيده ‪ ،‬كيف‬
‫لخاله أن يسمح لهذه الناقصة بالبقاء بينهم ؟ نثر فنجانه على االرض وبحدة‬
‫غاضبة دفع الستار االٔبيض يغطي به ماتبقى من هذه المسرحية المبتذلة‬
‫نزل صينية القهوة للمطبخ وتا ٔكد انه اغلق أنوار البيت لكن صدمه خاله‬
‫نايف وهو يتمدد على األريكة ليهتف بصوت منخفض ‪ :‬خالي !‬
‫ماجاني النوم وامك منهارة بشر نامت ؟‬
‫؛ نامت نامت ياخالي‬
‫بنصف عين لمح إضطرابه هتف ‪ :‬وراك علم وش فيك ياولد كنك‬
‫مقروص !‬
‫هالل بوجه أحمر جلس على الكنب القريب من خاله لينطق ‪ :‬شفت لي‬
‫شوفة شينة ياخالي ‪ ،‬ياهلل التطيح السما علينا ياهلل‬
‫قهقه نايف ! مالمح هالل وتعابيره تثير الضحك فعالً ‪ :‬وش شايف وجهك‬
‫أحمر وش صار عشان تطيح السما ؟‬
‫‪ :‬البنت اءء البنت‬
‫‪ :‬أي بنت ؟ عالمك ياولد مسخن ؟‬
‫‪ :‬البنية البنية‬
‫تا ٔفف نايف ليغطي وجهه باللحاف ‪ :‬خالي بنت زوجتك شفتها مع رجال‬
‫غريب با ٔرض الحديقة وشفتهم استغفرهللا استغفرهللا أعوذ باهلل من الخبث‬
‫والخبا ٔيث‬
‫تعالت ضحكات نايف أكثر وأكثر لينطق ‪ :‬بالحالل بالحالل على سنة هللا‬
‫ورسوله هذا رجالها ولو ان ماله حق يتعدى على حرمة بيتنا لكن اللي‬
‫بينهم حالل‬
‫‪ :‬اووووووه ! رفع نفسه وهو يحك عارضه بخجل غريب تفاعالته عفوية‬
‫الٔبعد حد ‪ :‬زين هللا يهنيهم بس كلم مرتك ياخال علمها تسنع بنتها مايصير‬
‫قدام هللا وخلقه طلعت كل القهوة اللي شربتها مع خشمي ياوجه هللا قدام‬
‫الناس قدام الناس‬
‫نايف وهو يضحك ‪ :‬ماحولهم أحد وأنا خالك قول أنك ملقوف وتويق مع‬
‫الدرايش‬
‫‪ :‬اي باهلل انشهد ملقوف ملقوف رد رده الناري بحق نفسه وخرج نايف‬
‫الزال غارق بضحكته حسنه البقاء هنا موقف هالل العفوي‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫يعني خالص قررتي ؟‬
‫يمام بثبات ظاهر ‪ :‬مايصير أعيش العمر كله وأنا أركض هنا وهناك‬
‫ضروري اثبت على قرار واحد ضروري اختار لو هالخيار مو مثالي بس‬
‫أنا صرت بوجه المدفع خالص‬
‫االستقرار‬
‫عزيزة بحزم ‪ :‬يصير يصير عادي تتخبطين الٔجل تعيشين ٕ‬
‫االٔبدي ماهو عيب أبد تتشبثين بفكرة وتكتشفين عقب انها غلط وال هو‬
‫عيب نطيح ونقوم على حيلنا بعدها هذي هي الحياة وتجاربها‬
‫يمام بوجوم ‪ :‬أنا ركضت كثير عزيزة وقعت كثير وتخبطت وضربتني‬
‫الدنيا على وجهي ومع االٔسف باقي ماتعلمت اللي أعرفه شيء واحد بس‬
‫لي حق وباخذه‬

‫روايات ريّانة‪]AM 7:21 2022/12/9[ ,‬‬


‫قبلت خد أختها لتنزل نقابها على وجهها ‪ ،‬خرجت وهي عازمة على فتح‬
‫صفحة أخرى من صفحات المقاومة في زنزانة هذال ‪ ،‬خرجت للسا ٔيق‬
‫صدمت من أنوارهم المشتعلة يبدو ان هناك إحتفال بالداخل‬ ‫ليوصلها للبيت ُ‬
‫الن ‪ ،‬صدمتها الترتيبات‬ ‫الن هو أهم قضية تنافح عنها ا ٓ‬ ‫‪ ،‬اليهم إعتبارها ا ٓ‬
‫لتضحك مابينها وبين نفسها ‪ ،‬آخر مايمكن توقعه أن يُقام من أجلها‬
‫االعتذار الصريح وحروفه الصعبة الغير‬ ‫إستقبال أو إحتفاء بهيج بدالً من ٕ‬
‫قابلة للصياغة عند الكثير نزعت طرحتها لتستقبلها ام هذال ‪ :‬هال يمام تو‬
‫الحفلة با ٔولها‬
‫‪ :‬حفلة ؟‬
‫ام هذال بعفوية باسمة ‪ :‬حفلة تمايم ملك بنت وصايف !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هالبتس وشلونتس ؟‬
‫يابعد روحي ‪ ،‬يابعدحيي هالوجه‬
‫والكثير الكثير من المالطفات وعبارات التودد !!‬
‫من حبيبته ؟ نبرته الباسمة الٔول مرة تطفو على السطح ‪ ،‬جلست ووضعت‬
‫صينية الشاي على االٔرض منظرها الخارجي يوحي بإنشغالها بينما كل‬
‫حواسها مع هذه المكالمة الشاعرية ‪ :‬بوه اني اغليتس ولزوم اشد يمكم‬
‫متشفق على شوفتس‬
‫رمشت والفضول بداخلها تعاظم ومع ذلك كتمت كل تفاعالتها ‪ ،‬مدت‬
‫الشاي ليده وهو لم يهديها ولو نصف نظره ‪ ،‬لم يعير إهتمامها إهتمام ‪،‬‬
‫مازال منغمس في مكالمته العاطفية وهي تجمدت عن الحركة فقط النسيم‬
‫الحاضر استغل لحظة الصمت ايراقص جدا ٔيلها ‪ ،‬وهو في غمرة اندماجه‬
‫الدافي كان ج ْذبه أقوى ‪ ،‬را ٔيحة الياسمين نثرها‬
‫ٔ‬ ‫مع الطرف البعيد الطرف‬
‫النسيم ورقصات شعرها قاطعت مفرداته العاطفية انعقد لسان الشوق‬
‫االنبهار كاد أن يشق طريقه‬ ‫الخر ‪ ،‬سيل عارم من حروف ٕ‬ ‫للطرف ا ٓ‬
‫ليجرف معه الكبرياء الصامت ليفصح وبتدفق عالي عن مايخالجه ومع‬
‫ذلك صار التدفق يواجه سده العاتي ليقف عند حافة الحياد ليهتف بحدة‬
‫غريبة ‪ :‬أيام العزا ومرت لزوم ترجعين لبيتنا مايصير اللي تسوينه ياعذبا‬
‫بحق بيت الشيخ وعياله !‬
‫همست بذهول ‪ :‬وعياله وش يصير فيهم لو اختارت عذبا اللي يريحها ؟‬
‫أنت كنت راضي نبقى هنيا وش اللي اختلف يانوفل ؟‬
‫ببساطة رد ‪ :‬قدّرت أيام الحزن ال أكثر صمت ليكمل بتهكم غريب ‪ :‬وان‬
‫كان نقص شي منها الناقص تكملينه ببيتنا هناك‬
‫انصدمت من شفافيته بعد ماغمرها بحنان فاخر اليوم عاد ليسترجعه ‪:‬‬
‫الحزن مخبى وسط القلوب مايحق لك تحدد كم يبقى ومتى ينتهي متى ما‬
‫هللا كتب لنا السلوان بنسلى ونعيش مع العايشين وزين يانوفل الحين بولم‬
‫ثيابي وبرجع بيتك‬
‫شددت على كلمة بيتك لتكمل ‪ :‬بشرط تقول لتس االٔمان وعليتس االٔمان‬
‫عاهدني قبل اعتّب أبوابكم من جديد‬
‫تجاهل مطلبها الصادم والغريب بتوجس نطق ‪ :‬انا في عيونتس وشهو ؟‬
‫علميني أنا وش بالنسبة لشعورتس مصدر أمان وال مصدر خوف ؟‬
‫أخفت عنه نظراتها والخوف المرسوم داخلها‬

‫روايات ريّانة‪]AM 7:30 2022/12/9[ ,‬‬


‫أخفت عنه نظراتها والخوف المرسوم داخلها لترد ‪:‬متى تبيني أرد؟‬
‫اعتبرني خذيت الوعد‬
‫زفر ليقاطع رده إهتزاز جواله بعد ما أقفلت باب غرفتها‬
‫فتح تطبيق الواتساب ليرسل رسالة صوتية لمحبوبته البعيدة ‪ ،‬دس جواله‬
‫بجيبه ليقف عند الباب في إنتظارها‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصايف تراقب االٔميرة النا ٔيمة بجانب طفلتها ال ُمحتفى بها هذه الليلة ‪ ،‬هذه‬
‫الحسناء تخفي بين أجفانها سيل من النظرات الهاربة ‪ ،‬تدفق عاتي بإمكانه‬
‫إغراق وصايف بالكامل في دوامة الندم ‪ ،‬لكن أطبقت با ٔجفانها على هذا‬
‫الغرق لتغرق هي بمفردها ‪ ،‬وصايف توزع نظراتها تبحث عن أمير هذه‬
‫الحسناء ‪ ،‬قبلة النجاة لهذه النا ٔيمة مدفونة تحت طبقات سميكة من الكبرياء‬
‫مدفونة من سنوات طويلة ‪..‬‬
‫عودة لدخولها قبل ساعات‬
‫نزعت طرحتها ونزعت ربطة شعرها تحت نظراتهم المتلصصة تتظاهر‬
‫االهتمام ‪ ،‬مشاعرها وصلت لمرحلة الغليان لكن الكبت في حضور‬ ‫بعدم ٕ‬
‫هذا الموقف واجب ‪ ،‬لفت على يمينها اسم ملك مرسوم في كل الزوايا‬
‫االحتفاء ملك ملك ملك وكا ٔن هذا التا ٔكيد يكرر عليها قصتها‬
‫الحاضرة لهذا ٕ‬
‫القديمة مع عجزها مع سلطة هذال مع قصاصة صغيرة بقيت لها من تلك‬
‫السنوات الشحيحة نزلت يدها لحقيبتها التي تضم تلك القصاصة ‪ ،‬ضمتها‬
‫وكا ٔنها تضم ماضيها السري تقدمت وهي تشد من ضمتها لطفلة السنوات‬
‫القديمة ‪ ( ،‬للطفلة المدفونة ) ‪ ،‬تقدمت وعلى ثغرها ضحكة لم تبالغ في‬
‫تزييفها بل خرجت بكامل عفويتها تحرك داخلها شعور جديد والدة ملك‬
‫خلقت مشاعر وليدة بداخل اليمامة ‪ ،‬اقتربت من وصايف وبحالوة نطقت ‪:‬‬
‫تتربى بعزكم واعذريني مادريت بالحفلة وال كان جبت أجمل هدايا البنات‬
‫لملك‬
‫تركت المكان وصعدت بدون أي كلمة أو تصرف آخر‬
‫وبعد الحفلة وصايف بمفردها تقلب أفكارها‪ ،‬تستذكر تعابير هذال وقت‬
‫اعالنها اسم المولودة ليخبرها الحقا ً ان اسم ملك من الممكن أن يزعزع‬
‫االٔرجاء من جديد والسبب يمامته ‪..‬‬
‫بالفعل وصايف كانت تجهل تلك االٔمنية واختيارها كان بمحض الصدفة‬
‫عودة للموقف ‪:‬‬

‫حضر االٔمير أخيرا ً ‪ ،‬نظر بذهول لهذه الحزينة النا ٔيمه وحده من يعرف‬
‫مالمح حزنها المدفونة الوحيد العا ٔيش مع إنهياراتها ‪ ،‬بإمكانه معرفة حالتها‬
‫المدفونة تحت غطاء الصمت هتف ‪ :‬ليه نايمة هنا أحد قايل بحقها شي؟‬
‫وصايف بهمس حزين ‪ :‬يعني عتبانة وشرهانة يعني دريت باللي تخبيه‬
‫عيونها‬
‫دفن جسدها تحت غطاء ثقيل وهو يربت على كتفها ليهمس بذات الحزن ‪:‬‬
‫ليت لي حيلة على اللي تخبى وسط قلبها يمامة تخبي سر كبير مع العتب‬
‫اللي نتقاسمه حنا االثنين‬
‫االسم اللي سميته ماكنت‬
‫وصايف بعبرة ‪ :‬ماكنت اعرف انها ترسم على ٕ‬
‫أعرف ان ملك بالنسبة لها أمنية وحلم‬

‫روايات ريّانة‪]AM 7:37 2022/12/9[ ,‬‬


‫تبسم هذال ‪ :‬أول مرة أشوف أختي وصايف تتخلى عن كيدها وتعترف‬
‫بقلبها وأخيرا ً ياوصايف رضختي‬
‫تعكرت غفوتها بسبب ثقل يده المحتضنه لكتفها لتحركها بنعاس اثقله‬
‫الحزن الذي تهرب إليه هتفت بدالل عفوي ‪ :‬هذال أنت جيت ؟‬
‫ابتسم لها إبتسامة داف ٔية وهو يرفع جزء من اللحاف الثقيل عن كتفها ليميل‬
‫رأسه جهتها ‪ ،‬وصايف توترت من وضعهم ‪ :‬ليه غفيتي بالصالة ؟‬
‫بذات الدالل نطقت ‪ :‬في شيء بغرفتنا ماقدر ادخلها وهو موجود أنت‬
‫عارف وش أقصد ياهذال‬
‫وصايف تراقبهم بعدم فهم وهو رد بحنان جديد ‪:‬بسيطة نكلم العامالت‬
‫يفتحون الدرايش ويغسلون المكان بريحة ثانية وإذا على العطر اعتبريه‬
‫من اليوم غير موجود‬
‫هزت رأسها بوجع ‪ :‬ياكثر ماتوعدني وياكثر ماتنقض وعودك‬
‫حملت اللحاف لتلفه على جسمها ‪ ،‬تحتاج كومة من االٔغطية تلم شعث‬
‫جسدها الذي أرهقته موجات البرد الصقيعية في كنف هذال ‪ ،‬تحتاج‬
‫مدفا ٔتها القديمة ومكان الهروب وإستقراره النفسي والعاطفي ‪ ،‬وكا ٔنها‬
‫تعيش ليال الشتاء الطويلة تفرك كفيها تستدعي أي حيلة تدف ٔيها !‬
‫هذال بوجهه الباهت يراقب بدقة كل محاوالتها البا ٔيسة ‪ ،‬يراقب إنحناء‬
‫جسمها يبدو انها تعاني من خيبة أمل ثقيلة أو ربما سر ثقيل لدرجة تعثر‬
‫منه جسدها وهو يحمله ‪ ،‬وبدون شعور وبجزع مخفي حمل نفسه جهتها !!‬
‫ترك وصايف للندم يلتهم جزء من قلبها ومضى خلفها ‪ ،‬تجاوز الدرجات‬
‫وفتح الباب وهنا تسمر بصدمة مريرة‬
‫شباكها مفتوح تنظر جهة الفراغ تبكي وهي تضم اللحاف ‪ ،‬قاوم تصلب‬
‫أقدامه ‪ ،‬مشى جهة صوتها وحزنها القاهر ‪ ،‬انحنى وضع وجهه على‬
‫وجهها ‪ ،‬مازالت تبكي مازالت مستمرة في تذويب مسافات السنين رعشات‬
‫جسدها وفمها المبتل من دموعها الساخنة كل شيء يناديه ٕالحتضان هذه‬
‫الهشاشة ‪ :‬ريحة العطر باقية ماراحت هذال ماتحملها ماتحملها تخنق‬
‫انفاسي‬
‫هنا أدرك أن إنهيارها لسبب آخر والعطر كان أضعف سبب السبب القاهر‬
‫لم يعرفه بعد ‪ ،‬تراجع للخلف فسح لفضفتها الطريق تمنى أن تفتح خزينة‬
‫أسرارها لتستقر أوضاعهم العاطفية ‪ ،‬على االٔقل وضعها هي ‪ ،‬مازالت‬
‫االنتهاء ‪ ،‬اقترب مرة‬
‫تبكي بغزارة وهو أوشكت قدراته في الصبر على ٕ‬
‫أخرى حضن وجهها بكفيه ولكن هذه المرة تراجع بحدة ! صورة مرصعة‬
‫بالندوب ! تهاوت كفوفه عجز عن النطق والتعبير استدار كان ينوي‬
‫الهروب طاقة إحتماله نفذت لن يطيق الصبر مع هذا الوضع المدمر !‬
‫لمس الباب ‪ ،‬تصلب مرة أخرى ! ليسمع رنتها الباكية ‪:‬طلقني !‬
‫رجف الباب بحدة ونزل بال وجهه ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫عاد من السفر ‪ ،‬عاشت نشوة اللقيا ومن ثم عاد لالٕختفاء ‪ ،‬فردت اصابعها‬
‫العشر وهي تحسب الساعات التي قضتها معه ليتقوس فكها بعبرة الطفولة‬
‫التي الزمتها من سنوات ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 7:43 2022/12/9[ ,‬‬


‫مازالت تقاسي أشد أنواع الحرمان وإن دق قلبها وان تذوقت طعم الحب‬
‫ذاقته من جهه واحدة ليغلب علقم الغياب ويسطو على مشاعرها الفذة‬
‫تجاهه‬
‫حضر نعم حضر ! هذه طريقته في فتح الباب نعم صوت خطواته ‪،‬‬
‫سرعان ماتبددت العبرة سرعان ما ارتسمت بسمة لذيذة على شفاهها‬
‫ركضت اتجاهه لتعانقه بكفوفها التي تقاسمت معها وحدتها لتحسب وتحسب‬
‫وتحسب ‪ ،‬لتضيع أساسيات العد وكل المعادالت اليوم زجت بها في مكان‬
‫آخر لتستمتع بنشوة اللقيا من جديد ‪ :‬وحشتني وحشتني‬
‫فردت أصابعها من جديد وصارت تعد بطريقة الينكر انها تشبثت بجزء‬
‫صغير من طرف قلبه‬
‫وحشتني وحشتني وحشتني قد الدنيا ويمكن أكثر بتار ليه الغياب ؟‬
‫ماوحشتك ؟‬
‫بتار وكالعادة يختلق أعذار من وحي الخيال من أجل إقناعها ‪ ،‬يعامل طفلة‬
‫ساذجة كما كان يعامل ود أختهم المدللة سابقا ً ‪ ،‬هذه السذاجة التروق لنوى‬
‫تجرحها كثيرا ً ومع ذلك متمسك فيها مصر على ٕ‬
‫االيذاء وهو اليدرك‬
‫فوادها المتيم به ‪ :‬تذكرين اليوم اللي‬
‫بصمات الجروح التي يرسمها داخل ٔ‬
‫وعدتك اجيك ونحضر عزيمة قرايبك وش صار ؟ طرى علي صاحب‬
‫قديم اتصلت فيه ومارضي يتركني إال بعد العشا‬
‫شحب لونها الزاهي لتنطق بعتاب صريح ‪ :‬وعزيمة العشا تطول ؟ صارت‬
‫مثل شوقي لك تبيني اعد‬
‫فردت اصابعها من جديد بكامل عفويتها ‪ :‬يعني عزيمة عشا وعشا وعشا‬
‫وعشا‬
‫لتبكي أمامه بكل بساطة‬
‫شد شعره بصدمة لتصرخ فيه ‪ :‬أنا مو طفلة يابتار أنا مو طفلة بابا المدللة‬
‫بنظرات عمامي وبناتهم وبنظراتك أنت ‪ ،‬لو كنت صدقت الكذبات اللي‬
‫انكذبت علي كنت صدقت معها كذبة وحيدة واقتنعت فيها‬
‫صمتت لم تخبره عن أي كذبة تتحدث ابتلعت الباقي من عتابها ابتلعت‬
‫غصاتها ‪ :‬أنا آسف !‬
‫الن أمامها ‪ ،‬لم يحتضن‬‫صدمها بكلمة وحيدة جافة حمقاء تماما ً مثل وقوفه ا ٓ‬
‫عتابها ‪ ،‬دموعها لم تشكل أي فارق في لحظته هذه ‪ ،‬لم تزرع أي شعور‬
‫ٔرض جدباء ابتلعها الجدب وتالشت آثارها ‪ ،‬لم‬ ‫دمعتها أشبه بمطرة على ا ٍ‬
‫تشكل أي معنى له مجرد دموع مدللة لن يعيرها إعتبار لن يعيرها‬
‫إحتضان‬
‫ابتسمت اكتفت بهز رأسها لفت وهي تصعد الدرجات لتنطق بنبرة ساخرة‬
‫‪ :‬الحفالت كلها تكنسلت الٔنها مقامة على شرفك قلت لهم يعلقون أي صورة‬
‫من صورك بس ماراقت لهم أفكاري حضورك وقتها وغيابك كان واحد‬
‫بس بعيوني ال ماكان واحد أبدا ً‬
‫ركضت لالٔعلى وهو زفر تفاعالتها المكبوتة مابها ؟ قلعت هندامها‬
‫الطفولي الفرائحي قلعت ألوانها الزاهية ‪ ،‬تخلت عن قناع السعادة صارت‬
‫وبوسها المس قلبه مع االٔسف !‬ ‫با ٔيسة ٔ‬
‫‪/‬‬

‫المولم‬
‫لسواله ٔ‬
‫نهار يقلب الورقة الصادمة بين كفوفه ‪ ،‬الحل الصادم ٔ‬
‫زواج موثق بشاهدين الشاهد االٔول هذال !!‬

‫ثريا زوجة سطام بن سليمان بن شايع !‬

‫إنتهى !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:25 2022/18/9[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬
‫‪.‬‬

‫‪..‬‬
‫انتعشت روحه من منظر البيت ‪ ،‬الستا ٔير مفتوحة والنسيم اللذيذ يراقصها‬
‫مع إشعاع الشمس ‪ ،‬لكن هناك شيء مشرق أكثر ومتوهج أكثر ‪ ،‬هنا امرأه‬
‫تتحدى نور الشمس ومشعة أكثر منها !‬
‫الن ‪ ،‬أكثر من فتنتها ومنظرها‬ ‫ترتّب أطباق الغداء ‪ ،‬يا هلل لذيذ شعوره ا ٓ‬
‫الباهي ‪ ،‬نهاية منعطفات حياته الشا ٔيكة صار يخوض المشي نحو الحياة من‬
‫دروب محفوفة بالورد ‪ ،‬مشعة بفستان زهري وكالعادة شعرها القصير‬
‫الن ‪ ،‬اقترب واحتضن خصرها‬ ‫مرفوع بعفوية أنثوية ألذ وألذ من شعوره ا ٓ‬
‫بيديه دنق وهمس لها بود مصفى ‪ :‬يدين ماتمسها النار‬
‫ابتسم يدرك انها تخفي عتب لذيذ ألذ من شعوره الرقيق وألذ من منظرها‬
‫بفستانها الزهري هتف ‪ :‬يبي لنا جلسة مطولة اسرد لك فيها قا ٔيمتي السلبية‬
‫وأولها اني وقت الزعل اصير حمار‬
‫هتفت بعفوية ‪ :‬تكرم بس باقي عتبانة عليك كنت اتوقع شيء ووقت جيتك‬
‫صار شيء ثاني ليه صديت عني يومها ليه تخجل من الضعف والضعف‬
‫شعور إال ومايتلبسنا بيوم‬
‫زم خصرها بيديه لف جسدها جهته وقال ‪ :‬المنطقية وقت الزعل وساعة‬
‫الحزن ماتتلبسنا تضيع ساعتها ويتلبسنا شي يشبه الجنون بس انا جنوني‬
‫صامت التخافين‬
‫هنا ابتسمت عزيزة وقالت ‪ :‬هذي عاشر مرة تطلعني من الصورة الظاهر‬
‫اني اطار وهمي مثل الولد الصغير اللي يعطونه يد اللعبة الخربانة‬
‫قهقه بتوتر مازالت خارج الصورة بخطوات كبيرة جدا ً نطق بود فضحته‬
‫نظراته ‪ :‬ماعاش وال كان اللي مايهتم لعزيزة‬
‫انثنى وغرس قبالته وسط كفها ‪ ،‬هنا انكمشت‬
‫وتوترت ‪ ،‬مازالت تحتفظ بقشورها القديمة ‪ ،‬الصالبة المسنتسخة من‬
‫والدتها هتفت بجدية ‪ :‬خالص يانايف الغدا بيبرد وشفق على وصول‬
‫وكا ٔنها تخبره ان يبتعد بطريقة أخرى ‪ ،‬ترك يدها وترك خصرها وتوجه‬
‫الٔطباقه خزاري مبتعدة عن المطبخ من فترة طويلة وعزيزة عادت به‬
‫لزوايا بيتهم المتروك لذة أكلها تشابه لذة أكل أمه نطق بحنين موجوع ‪ :‬يا‬
‫هللا هذي الريحة وهذي اللذة كنت اظنها مستحيل ترجع ‪ ،‬لم تفهم ردت‬
‫بعفوية الٔنها تعرف طبخها اللذيذ وتا ٔثيره ‪ :‬بالعافية وترى ارسلت منه‬
‫لخزاري وولدها عليهم بالعافية‬

‫وصلت معه لبيتهم وهي مكرهه وخطواتها جهته مثقلة بالخوف من القادم‪،‬‬
‫الزالت محاصرة بخطر مشهور والخوف االٔكبر من سم نوفل الصامت ‪،‬‬
‫فتح لها الباب ليقف ينتظر دخولها شدت عباءتها على رأسها وهتفت بذعر‬
‫مخفي ‪ :‬بتتركني الحين ؟‬
‫مستغرب من نبرة الخوف هذه كانت جديدة على شخصيتها رد بهدوء ‪:‬‬
‫تبحرين (تناظرين )‬
‫ّ‬ ‫خوفتس بين (واضح) ياعذبا وش نوحتس (وش فيك )‬
‫بهالجدران أحد من هنا معترض لتس ؟‬
‫تفهم القليل من لهجة والدته الشمالية ومع ذلك ردت بحيادية مغلفة‬
‫بغموضها الجديد ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:28 2022/18/9[ ,‬‬


‫مافيني شيء ودك بعشا ازين لك لقمة ؟ هنا تا ٔكد انها تهرب من فكرة أو‬
‫شخص أو ربما هو ! عذبا خوفها جلي ولو أنكرته ‪ ،‬هتف بحدة ‪ :‬صيتة‬
‫بمطبخ الضيوف ان تسان ( كان ) فيتس قوة وحيل ساعديه بعشا الضيوف‬
‫بشفافية صدمته ‪ :‬ماودي أشوف وجهها وال أبي لساني يجي على لسانها‬
‫التجبرني ان كان ودك براحتي‬
‫لن يفوت أسبابها لكن مرحلة المراعاة أنقذتها رد ‪:‬سوي اللي يزين لتس أنا‬
‫بروح لم ابوي ابطيت عنه‬
‫عذبا بشجن غريب اثار شعور أغرب داخل روحه ‪ :‬وأنا بعد ال تبطي علي‬
‫نظرات عينيه كانت ملي ٔية با ٔجوبة لن تستوعبها هز رأسه واختفى من‬
‫عندها ‪..‬‬

‫واالختباء داخل غرفتها‬


‫بعد مغادرة الضيوف ‪ ،‬صيتة فضلت الهروب ٕ‬
‫تركت توضيب المكان لعذبا والعامالت ‪ ،‬اقتحم نوفل المطبخ واقتحم قلبه‬
‫مفاجي السبب بالطبع شعرها المكشوف وحسنها المتاح لالٔعين‬
‫ٔ‬ ‫ضيق‬
‫‪،‬هتف بنبرته الثقيلة ‪ :‬وين صيتة ليه راحت وخلتس مع هالقدور ومقاديع‬
‫الضيوف !!‬
‫نطقت بشفافية ‪ :‬مدري عن صيتة التجيني وال اجيها وال تسا ٔلني عنها من‬
‫اليوم ورايح اعفني من صيتة وطواريها !‬
‫كانت تدعك سطح الدوالب وكا ٔنها تدعك فكرة ما او تنتقم من موقفٍ ما ‪،‬‬
‫اليوجد بداخله أي توقعات او خيوط لربط بعضها ببعض هتفت بعد‬
‫ماصدت عنه ‪:‬راحو ضيوف الشيخ ؟‬
‫رد بعد مازفر من صدتها ‪ :‬ليه تسا ٔلين وأنتي صادة هاللون ( زي كذا )‬
‫رمشت بعد ماتوقفت عن الدعك خوفها أصبح واضح لالٔعين هتفت ‪:‬‬
‫عندي فضول للمجلس اللي ينصاه القاصي والداني ودي اشوفه واتمقل‬
‫با ٔلوانه يقولون بعد العود اللي يجيبه الشيخ زامل لضيفانه طيب وودي بعد‬
‫اتعلل مع الشيخ‬
‫هنا ضحك بصدمة ‪ :‬ودتس تقلطين بمجلسه وتزاحمين كبار الرياجيل وش‬
‫جاب طاري التعلله هالحين ؟‬
‫‪ :‬وليه أنا وش ينقصني وال مجلسه تا ٔسس لكبار القوم وماتعدني منهم !‬
‫آه من فتنتها الخبيثة ‪ ،‬آه منها وهي تجس نبضاته نجحت في تشتيت‬
‫بتساوالت جديدة ‪ ،‬ما المغزى من عبثها‬
‫ٔ‬ ‫تساوالته عن مخاوفها وأشغلته‬
‫ٔ‬
‫ومن طريقتها هذه بالذات ؟‬
‫رد بحيادية ‪ :‬ايه ماعدتس منهم الٔن عذبا شيء وزامل ومجلسه وضيوفه‬
‫شي ثاني‬
‫كلماته غامضة ومبتورة هو دا ٔيما ً يبتر أحاديثه ويختزلها ومع ذلك لم تهتم ‪،‬‬
‫مصرة تتعامل معه بالعبث المهم تنجح في تشتيت شكوكه ‪ ،‬لفت له وهي‬
‫تمسح بقايا الماء بقماش ثوبها وهو مستمر بمسح تعابيرها الخوف المخفي‬
‫وأسرار تتعامل معها بالصمت والهروب ‪ ،‬رفع خصلتها ودسها خلف اذنها‬
‫انكمشت تعابيرها لم يهتم نطق ‪ :‬يعطيتس العافية المرة الجاية حطي‬
‫جاللتس مشهور با ٔي لحظة ممكن يطب وانتي هنا مفرعة جدايلتس‬
‫توترت من اسم مشهور نطقت ‪ :‬ابشر آخر مرة اطلع بدون جالل ‪..‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:29 2022/18/9[ ,‬‬


‫عنده رغبة كبيرة يفتح معها أي موضوع يسمع صوتها التهكمي ال با ٔس‬
‫يريد أن يطرب وهو يستمع لنبرتها البطي ٔية هتف ‪ :‬كثرت زياراتك لبيت‬
‫أختك عسى ماشر جيداء !‬
‫سوال وبطريقك جاوبت اختس ! تعودت اصحى‬ ‫ببساطة ردت ‪ :‬أنت سا ٔلت ٔ‬
‫على حسها الحنون فترة طويلة والشوق هو اللي دايم ياخذني يمها‬
‫وهاليومين بزيادة عالمك ضقت من زباراتي !‬
‫يا هللا انتصر ‪ ،‬فاز فاز ! سمع هذه المرة مقطوعة طويلة ‪ ،‬الطرب‬
‫تضاعف بعد ماقالت ‪ :‬وبصراحة هالبيت يحدني ابقى بعيدة مافي شيء‬
‫يشدني لجدرانه تبيني أترك حضن أختي واتفتل بمطبخ أمك الحار تكفى‬
‫وهللا مقارنة با ٔيسة‬
‫ضحك من أعماقه بعد ماعقدت حاجبيها بتكشيرة لذيذة جدا ً جدا ً حضرت‬
‫أسرار وقطعت المتعة جلست ببطنها المنتفخ وعلى فكها إبتسامة وبحماسة‬
‫نثرت أكياسها وقالت ‪ :‬خالي عبود شكرا ً ماخليت بخاطري شيء كل شيء‬
‫خذيته كان يهبل‬
‫جيداء شوفي ذوقه بلبس الصغار يهبل يهبل ‪ ،‬رفعت فستان مال ٔيكي جهة‬
‫نظرات جيداء التي كسرت تماما ً ذبلت ابتساماتها ونظراتها التهكمية ّ‬
‫غطت‬
‫عليها مسحة االٔلم ‪ ،‬نسبة حملها ض ٔييلة جدا ً بل معدومة بطنها التواق لن‬
‫يحمل بداخله أي نبض أو أي حركة تشعرها بسعادة أسرار الحالية ‪،‬‬
‫بنشوتها العفوية بترقبها المشتعل ‪ ،‬هذه التفاعالت ستبقى أمنية فقط أمنية‬
‫ابتسمت جيداء ونطقت بحالوة ‪ :‬يهبل وعقبال مايختار ثياب بناته وهو‬
‫عايش نفس هالفرحة‬
‫اقتربت من اذنه وهتفت بمرارة ‪ :‬أكيد من غيري قول آمين‬
‫نهضت الٔن الغصة بلغت ذروتها ‪ ،‬لن تنهار بالطبع لن تبكي حتى بمفردها‬
‫‪ ،‬عندها قدرات ها ٔيلة على تشتيت أي شعور يحاول كسرها ‪ ،‬نطقت‬
‫بضحكة قد تكون ممزوجة بعبرة ظهرت لعبدالملك ‪ :‬هذي الطلعة اللي‬
‫تهاوشنا عليها ؟ شتان بين شعوري وشعورك يا أسرار شتان‬
‫تركت المكان ضمت أسرار قماش الفستان الصغير وقالت ‪ :‬شفيها ؟ عسى‬
‫ماقلت شي يعورها ؟ وجهها ذبالن ياخالي والدموع معبية عيونها وهللا‬
‫ماقصدت شيء‬
‫عبدالملك بتوتر الحظ كل ماقالته لكنه هتف ‪ :‬جيداء عندها تقلبات غريبة‬
‫ماحد يفهمها أكيد زعلت الٔني اهتم فيكم أكثر‬
‫أسرار نفت حديثه وقالت ‪ :‬ال شيء أكبر أكبر لو مثل ماقلت كنت مافوت‬
‫هالمتعة وصرت أناكشها مثل قبل بس قلبي عورني مسكت جرح تخبيه‬
‫عنك وعنا جميع‬
‫توتر أكثر وقال ‪ :‬أنتي الهرمونات تعبي رأسك با ٔفكار غريبة سالم أسرار‬
‫تركها وخرج من البيت غير مستعد الٔي مواجهه مع نظرات جيداء وال‬
‫لومها المخفي وال كتمانها المريب جدا ً فضل الهرب أسلم له ولها ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ثريا زوجة سطام بن سليمان بن شايع !‬


‫سطام يكبر نهار بسنة فقط سنة !‬
‫يا هللا هل يغضب من استغفالهم ؟‬
‫ام من استصغارهم ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:32 2022/18/9[ ,‬‬


‫غضبه متفرع وقلبه اآلن كان ينقسم الٔجزاء غاضبة ثا ٔيرة حزينة والجزء‬
‫المتبقي منها تهشم بالكامل‬
‫جهة أمه ‪ ،‬أمه !‬
‫تجعدت الورقة داخل كفه من شدة كبته لقهره ‪،‬اضطربت أنفاسه وصل‬
‫لمرحلة التحتمل ركض جهتها هي ! صرخ‬
‫‪ :‬يمه يمه‬
‫نزلت وهي تتهادى على أثر صرخاته حملها ثقيل وبالكاد تمشي وصلت له‬
‫ليصرخ وهو يرفع الورقة بالقرب من وجهها ‪ :‬هذي وش اسمها يمه ؟‬
‫تصلبت وهو يحاول أن يكبت صرخاته الحادة من أجل شيء رقيق مازال‬
‫متمسك به جهتها ‪ :‬أنا ليلتها وين كنت وش كانت خانتي ؟ أنا حي نهار‬
‫عايش ويتنفس مالحق أثر أبوه‬
‫بجزع ناعم قاطعته ‪ :‬اسم هللا عليك‬
‫‪ :‬ليه يمه كسرتي لي ضلع ؟ ليه تخطيتي شاربي ووقعتي على شيء‬
‫يطيحني من سابع سما لسابع قاع‬
‫سطاااااام ! ردتس الدنيا على عمي اللي طول عمره مراهق يبطش ويبي‬
‫كل شيء ملك يمينه‬
‫بكت بتجرد لم تكن بالحسبان ردة فعله هذه هذه الطريقة المعاتبة أبكتها‬
‫بحرقة كان يخيل لها شيء لكن عتابه المضني كان أشد إيالما ً من توقعاتها‬
‫جلس على الكتب احتضن وجهه وهو يتنفس بحدة ‪ :‬كانت بتصير فرحة‬
‫ناقصة لو جيتي يومها وقلتي عمك طلبني؟ كانت بتصير بدون لون لو‬
‫صرت موجود‬
‫هزت رأسها برفض جازع ‪ :‬ال أبد أبد ماكانت فرحة من االٔصل كنت‬
‫مجبورة وهللا انجبرت‬
‫ضحك بسخرية ‪ :‬بنية ال‪ ١٥‬سنة‬
‫قاطعته بغضب ناعم ‪ :‬تا ٔدب وأنت تحكي مع أمك‬
‫‪ :‬اي أم اي أم ؟ اللي رضت يصير ولدها مايسوى بيزه اللي انتظرته لين‬
‫يكتشف السر بنفسه ويفضحه‬
‫مجبورة وهالولد اللي ببطنتس ؟ صمت النه يعز عليه أن يخنق أمه‬
‫ويتمادى أكثر‬
‫حمل نفسه وضرب الباب‬
‫االهتمام المبالغ فيه من قبله‬
‫وصل لباحة بيت جده ‪ ،‬للتو يعرف أسباب ٕ‬
‫ومن جدته أيضا ً ‪ ،‬للتو يعرف سر تعاطفهم ‪ ،‬هذه طريقة تكفير سرية يشعر‬
‫انه مهان لدرجة تضا ٔيل وصغر في عين نفسه ‪ ،‬وصل بيت جده االٔغلب‬
‫متواجد اليوم جمعة بالتا ٔكيد الكل حاضر‬
‫لم يركز لم يحصي لم يعي با ٔي شيء هدفه شخص ومطلبه ا ٓ‬
‫الن يقتص فقط‬
‫وينفس عن غضبه وبالفعل انقض عليه بدون مقدمات !‬
‫تعالت صرخات نسوة البيت‬
‫هذال نهار‬
‫هذال بنيته أقوى لكن غضب نهار كان متصدر الموقف‬
‫‪ :‬ماقويت اليمامة اللي كانت بسجنك أنت زادت مطامعك وبنيت بمساحة‬
‫حقدك سجن للنساء‬
‫‪ :‬اذكر هللا يانهار‬
‫‪ :‬ليه رضيت على نفسك ليه تردها للقاع اللي كانت فيه‬
‫هذال بحدة فاض صبره من هذا المجنون ‪ :‬اقطع واحسب حساب كل كلمة‬
‫قبل تقولها وش صار ؟ امك دخلت الثامن ؟ توك تفطن ؟‬
‫أديم احتضنت فمها بكفيها من الصدمة‬
‫انقض نهار بحدة اكبر هذال استفزه بسؤاله المؤلم لكن هذال هنا كان أقوى‬
‫‪ ،‬ليضربه على أنفه تراجع للخلف لينطق ببرود مستفز ‪ :‬رح حط حيلك‬
‫بجدك اسا ٔله ليه كنت بين يدينه يادهينه التنكتين‬
‫لف لجده با ٔنفه النازف ‪ :‬جاوب‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:34 2022/18/9[ ,‬‬


‫هذال بحدة ‪ :‬اليرتفع صوتك بوجه جدك ال أقص لسانك وإذا على سجن‬
‫النساء مثل ماتقول أنا مالي يد غير اني رسمت توقيعي واسم يمامة اليجي‬
‫على لسانك اللي بينقص الحين‬
‫يمامة هذه النزاعات مخيفة بالنسبة لها وهذال من مكانه التقط خوف‬
‫نظراتها لكنه منشغل بمعركته هو‬
‫جدهم وهو يشرب قهوته بكل برود رفع عصاه جهة هذال ونهار ونطق ‪:‬‬
‫عيال شايع كل واحد فيهم يسن سيوفه بوجه الثاني وجدهم مثله مثل غبار‬
‫المعركة‬
‫‪ :‬محشوم‬
‫‪ :‬محشوم‬
‫النساء بوضع متفرج ووضاح حضر أخيرا ً قفز بحدة ليقف في المنتصف‬
‫بين هذين القطبين المتنافرين لينطق ‪ :‬وش صار ؟ المسلمين بيوم الجمعة‬
‫يصلون على النبي ويتغدون سمك وأخواني يتغدون وجيه بعض لينطق‬
‫نهار بمرارة ‪ :‬هذال أكل كتفي من سنة وخمس شهور‬
‫الجد ابو شايع ببرود نطق ‪ :‬نهار عرف اليوم بزواج امه من عمك سطام‬
‫تعالت شهقات النساء نهار سحقت كرامته بالكامل البقاء هنا مكلف جدا ً ‪،‬‬
‫البقاء هنا ثمنه حياته !‬
‫دفع جسد هذال وترك المكان لتمر لحظة صمت قطعتها وصايف‬
‫بإستخفافها ‪ :‬الحين عمتي ثريا وهي تنادي سطام تقول سطام زينا وال‬
‫ستام ؟‬
‫وضاح غير مستوعب بعد عاجز عن التصديق ومع االٔسف هنا حضرت‬
‫ال مباالته ‪ ،‬حضرت ثريا ببطنها المنتفخ بنعومتها الصارخة جدا ً ‪ :‬عمي‬
‫سليمان الحق نهار وسطام بيتذابحون ‪ /‬نطقت ستام ‪ ،‬تهكم وصايف كان‬
‫في محله ‪ ،‬الوضع كان في غاية الجدية ركض هذال وجده معه وضاح من‬
‫مكانه لم يسيطر على ضحكاته ‪ ،‬هنا نطقت يمام ‪ :‬وضاح امسك اخوك‬
‫قبل اليذبح أحد الدنيا ماتشيله من كبر قهره‬
‫استوعب جدية االٔمر ليترك النساء وصايف االٔم بقيت على صمتها المريب‬
‫من بداية الموقف لنهايته ‪..‬‬

‫مرت دقا ٔيق ‪..‬‬

‫‪ :‬يمه وصايف عندتس خبر كنتي تدرين؟ نطقتها يمام بعفوية!‬


‫لترد وصايف الصغرى ‪ :‬ماشوف عالمات صدمة كثر ماشوف الندم‬
‫والحسايف كنتي تدرين؟‬
‫بس بس انفجر صوتها الباكي كفوفها كانت تضم قماش برقعها المبتل من‬
‫دمعها ‪ :‬سليمان سليمان مالي حيلة عليه عسر وابوابه دايم عصيّة ‪ ،‬دايم‬
‫يبطش فينا ويكسرنا هو السبب اسا ٔلوه الحد يجيني البال اللي فيني مكفيني‬
‫وزود‬
‫يمام قفزت للمطبخ تبحث عن جهاز الضغط وام هذال قفزت تنقذ ولدها‬
‫هذال ‪ ،‬مازالت رجله هشه والنزاعات قد تؤذيها من جديد ‪ ،‬وبالفعل باحة‬
‫بيت وصايف تحولت لساحة حرب ‪ ،‬توقفت الٔن هذال رفع يده وابعد عن‬
‫المعركة والنزاع صار بين طرفين نهار وهو يضربه بحرقة صرخ ‪ :‬بعمر‬
‫أمك يالكلب وش اللي حدك تاخذ مرة بهالعمر وش تبي منها ؟‬
‫سطام بإستفزاز وتواقح ‪ :‬أنا كل اللي ابيه المصلحة مابي أمك‬
‫صرخ وهو يضربه بحدة أكبر ليسقط على االٔرض ‪:‬والولد اللي بببطنها‬
‫وش ذنبه يالكلب‬
‫روايات ريّانة‪]AM 1:36 2022/18/9[ ,‬‬
‫والولد اللي بببطنها وش ذنبه يالكلب دامك ماتبيها ليه تقرب منها ؟‬
‫‪ :‬وهللا امك التقاوم‬
‫كور يده من جديد ليضربه بكامل غضبه ‪ :‬ايا الردي ايا الردي‬
‫سحبه وضاح بجزع بحزن مخفي السبب وضع نهار الخانق ووجعه‬
‫الصاخب والٔنه منهار إنهياره س ّهل على وضاح الخروج به من ساحة‬
‫النزاع الٔي مكان آخر‬

‫بعد دقا ٔيق بيت وصايف‬


‫سطام في جهه بعيدة عن جلستهم يتلقى االسعافات من أديم الغاضبة‬
‫الصامتة ‪ ،‬هذال اليمامه كانت تعتني بجروحه ‪ ,‬الغريب أنها ركضت له‬
‫الن تحمل كيس‬ ‫تناست كل شيء دار بينهم ‪ ،‬جلست على االرض يدها ا ٓ‬
‫الثلج وهي تمرره على رجله المصابة دنق لها وهمس بتا ٔثر ‪ :‬يمام أنا بخير‬
‫همست له بنبرة ضعيفة ‪ :‬ماقدر أترك هالكدمات منظرها يفجع تكفى قوم‬
‫عشاني خل أي طبيب يشوفها تكفى عشاني‬
‫دق قلبه من توسالتها المختلطة بعبرة تسللت لروحه لينطق بعد مامسح‬
‫اسفل عينها وهو يحاول با ٔي طريقه أن يقتل حزنها ويتخلص منه ‪ :‬أنتي‬
‫قومي هالحين منظرتس قدامهم مهو بزين وأنا ماعلي شر ابتسم ومد يده‬
‫ليدها ‪ ،‬جذبها وسط نظراتهم الفضولية المترقبة وصايف هرمونات الوالدة‬
‫خلقت طبع جديد صارت تراعي يمام وتشفق عليها والٔن يمام على‬
‫مشارف البكاء هتفت وصايف بقصد التشتيت ‪ :‬أجل هذي علومك ياعمي‬
‫ستام ؟‬
‫امها بتا ٔنيب ‪ :‬وصايف بس‬
‫بضحكة أكملت تهكمها ‪ :‬وهللا ياعمي ستام ماصام أفطر سيدا ومو اي‬
‫فطور كيك وعسل هللا حسيبه‬
‫هنا هذال لم يتمالك نفسه ضحك والٔنه سمع ضحكات ناعمة بالقرب منه‬
‫تحفزت رغبته في الضحك أكثر وأكثر ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫يمه تدرين أن خالة خزاري عندها فوبيا من الدجاج وهو ني تدرين أن‬
‫يدينها مثل القطن الٔنها ماتلمس قدور المطبخ ! ايييه بس مهو حنا اللي ننفخ‬
‫ولو علينا قطعناه وهو حي‬
‫عزيزة بتذمر منها ومن الشمس القاسية ‪ :‬افف شفق اسكتي لو دقيقة ‪ ،‬دقيقة‬
‫صمت تكفين على راسي اللي ذاب وانطبخ من هالقوايل‬
‫ضربت الملعقة بالصحن لتحدث ضجيج أكبر بثرثرتها ‪ :‬أحد يطبخ‬
‫بالقوايل ؟ من اللي قايل لو ماطبختي سمك بالجمعة بينقص إيمانتس ؟‬
‫صمتت شفق وهي تتا ٔمل خدي والدتها المشتعلة تطبخ بتفاني بقميص من‬
‫القطن مرفوع ومربوط من خصرها اختارت المطبخ الخارجي بالطبع الٔن‬
‫اليوم جمعة والٔن وجبة السمك من المقدسات في يوم مثل هذا ‪ :‬يمه تدرين‬
‫بعد خزاري عندها مجوهرات تمصع القلب ووجهها تقل بنت العشرين‬
‫حاولت ادور نقطة تجاعيد مالقيت ايه وبعد ثيابها يمه تلبس من الزين‬
‫وتكشخ لو هي مقابلة طوفرية القهوة بلحالها ايه مهو حنا تلبس من‬
‫هالقمصان ونطبخ ونخدم لو الخدم يحوفونا حوف‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:38 2022/18/9[ ,‬‬


‫بس بس ابوتس متى يرجع ؟ روحي عنده كم يوم خذي نقاهه مهو أزين‬
‫من الترزز كل يوم عند خزاري بتحسدين المرة على زينها‬
‫شفق بتساؤالت مبطنة ‪ :‬ليه ماتصيرين مثلها ليه صرتي ببيوت العز والكل‬
‫يتسابق على خدمتس وأنتي نفس قبل مقابلة هالقدور وخدودتس حمرا من‬
‫الطبخ والنفخ‬
‫ابتسمت لها عزيزة وبتصبر تكاد أن تنفجر ‪ :‬شفق ماما دام مو متحملة‬
‫القوايل شيلي الصحن وجهزي السفرة داخل انا ياهلل متحملة ثيابي‬
‫دخل نايف وسط هذه الفوضى ‪ ،‬وهو يستغرب هذا الوضع باإلضافة‬
‫لمزاج عزيزة لتنطق شفق بضحكة ‪ :‬التقرب من ماما يوم الجمعة تصير‬
‫صايله وال لها خاطر حتى بالشوف شوف حتى ماتطالعنا‬
‫حاول أن يتمالك إبتسامته الن وضع عزيزة كان جاد وشفق في حالة مرحة‬
‫صاخبة جدا ً ‪ :‬عمي نايف أنت معزوم على وليمة الجمعة من يدين شيف‬
‫عزيزة‬
‫نايف يعتاب حاني الٔن عزيزة كانت تطبخ وتستظل بجدار المطبخ عن‬
‫الشمس ‪ :‬عزيزة هللا مكثر من هالمطاعم يالديرة‬
‫شفق بتدخل ‪ :‬أمي ماتاكل من المطاعم وترى متعودة ببيتنا تطبخ السمك‬
‫بالسطح ‪ ،‬تحديدا ً بقوايل الجمعة أمي عندها مناعة من الشمس‬
‫لذيذة وهي تعبر بمرح وبطالقة معه ‪ ،‬بدت تا ٔلفه وتخبره بتفاصيل عزيزة‬
‫تتحفظ عليها ‪ :‬زين ذكريني يبه أجيب عمال يسوون مظالت عن الشمس‬
‫لسمك الجمعة‬
‫قالها وهو يضحك لتضحك شفق بالنسبة لعزيزة الوضع جاد جدا ً حملت‬
‫صحون االٔكل وتوجهت للداخل هتفت شفق بمرح مستمر ‪ :‬لو تبطها بإبره‬
‫ممكن يصير انفجار عظيم بوووووم !‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بتار هيثم الفريق كامالً في اجتماع مغلق بتار من مكانه عن بعد كان‬
‫يتواصل معهم‬
‫لينطق قا ٔيد الفريق ‪ :‬الثغرة اللي صارت وصمة عار لنا الٔننا اكتشفناها‬
‫بوقت متا ٔخر عمر عروب بالملفات غير عن اللي بالواقع !‬
‫أكمل هيثم وهو من اكتشف المعلومة ‪ :‬عروب عمرها الحقيقي مختلف عن‬
‫الوثا ٔيق اللي بلمفاتنا وعن الوثيقة اللي تحملها ا ٓ‬
‫الن‬
‫بتار بذهول من بعيد ‪ :‬قصدك جات هنا وهي تحمل وثيقتها االٔصلية‬
‫والثانية مزورة !‬
‫‪ :‬هذا هو ‪ ،‬طرف الحماية قدر يا ٔمن لها وثيقة ثانية‬
‫هيثم أكمل ‪ :‬عروب بوثا ٔيقنا عمرها ‪ ٢٣‬سنة ولهالسبب صارت ثغرة كبيرة‬
‫وفجوة بعثرت كل الخطط اللي عقدناها ٕالنهاء القضية‬
‫‪ :‬بمعنى ؟‬
‫رد هيثم ‪ :‬عروب من مواليد ‪ ! ١٩٩١‬وتحالفها مع طرف ثالث هو‬
‫المرجح !‬
‫القا ٔيد بغضب ‪ :‬كل االدلة اللي بملفاتنا مغلوطة ! في شخص كان يشتغل‬
‫على القضية وغير المسودات !‬
‫في طرف ثالث قاعد يحمي عروب ولهالسبب تغيرت كل الوثا ٔيق الحقيقية‬
‫!‬
‫صدم ! بالفعل كان يعيش تناقضات طوال الفترة الماضية أيضا ً هيثم‬
‫بتار ُ‬
‫يعيشها ا ٓ‬
‫الن في المرحلة الحالية‬
‫كل الوثا ٔيق والملفات وسجالت التصوير كان بداخلها ثغرات ونقاط غير‬
‫منطقية هنا نطق هيثم بتحليل ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:40 2022/18/9[ ,‬‬


‫هيثم بتحليل ‪ :‬رجعنا لكل سجالت التصوير بتاريخ ‪ 2016/7/2‬وأحصينا‬
‫كل الحاالت اللي كانت بالحضانة وقتها واحصينا عدد المواليد بالتاريخ‬
‫والساعة الصور والمقاطع كلها نظيفة كل المعطيات تثبت انه في شخص‬
‫ما عبث بالمسودات وباالٔدلة !‬
‫بتار من بعيد نطق ‪ :‬آدم الطرف الثاني اسمه آدم وكل معلوماته ارسلتها‬
‫بملف لهيثم وعلى فكرة اللي حبسنا بالغرفة قبل كم أسبوع هو الطرف‬
‫الثالث‬
‫هيثم بصدمة ‪ :‬طرف حماية عرب !‬
‫نعم ليكمل بتار ‪ :‬المرحلة القادمة من المهمة ثالثي قضية عرب‬
‫‪ ،‬عروب ‪ ،‬آدم ‪ ،‬طرف الحماية ‪..‬‬
‫مر شهر ‪.‬‬

‫وصلت مع مندوب حقا ٔيبها وممتلكاتها الخاصة ارسلها مع ورقة مطوية‬


‫داخل ظرف !‬
‫ورقة طالقها ‪ ،‬ثالث يمين ‪ ،‬فراق أبدي ‪ ،‬طوت الورقة بفم متقوس ‪ ،‬مثلت‬
‫المباالتها المعتادة لكن هذا الدور جديد بتمثيلياتها ‪ ،‬هذا الدور تراجيدي‬
‫حزين والدموع هنا قريبة من الواقع بل دموعها كسرت قوانينها القاسية‬
‫كسرت براعتها في إظهار شخصية تهكمية بإمتياز ليظهر حزنها ليطفو‬
‫هذه المرة بحضور يمام !‬
‫هي مدينة لها بالطبع لكن بطريقة أخرى الطريقة هذه لوصايف غير عادلة‬
‫‪..‬‬
‫ورقة طالق ثالثة ! قالتها يمام بعفوية‬
‫عضت شفتها لترد ‪ :‬وين أمي ؟‬
‫مال فمها بإستخاف ‪ :‬الجديد حريم بيت شايع أساطير في االٔزمات الزوجية‬
‫نفسها كان يعلو ويهبط لكن لن تنفجر بالطبع حضرت والدتها لتصفعها‬
‫بقسوة !‬
‫‪ :‬مطلقتس من قبل مرتين وتوس تفتحين افمتس؟‬
‫وصايف بقسوة مماثلة ‪ :‬ابوي مطلقتس من قبل مرتين نسيتي اللي كليتيه يم‬
‫هذال ؟‬
‫صرخت ‪ :‬اقطعي قطع هللا هالحس‬
‫ضحكت وصايف بوجع ‪ :‬ابوي الحقتس بالوجع حي وميت‪ ،‬بكل مرة‬
‫تقتنعين أنتس نجيتي تطلع ثريا الزين بوجهتس ‪ ،‬طبع كل صورها ومعلقها‬
‫بكل زوايا هالبيت لو مانشوفها أنتي تشوفينها قدامتس نهار وليل تاكل‬
‫وتشرب معتس‬
‫يمام بهمس متوتر ‪ :‬وصايف بس انتي منهارة وامتس بعد منهارة‬
‫قبضت على يد يمام وكا ٔنها تستند عليها لتصدم االٔخرى لتكمل وصايف‬
‫بقسوة ‪ :‬أبوي يدور الزين وأنتي ماخذتس لمطبخه وضيوفه يقول أنتي‬
‫االٔصل وهو عينه على قايد الريم ‪ ،‬عود لين ومبسم فتان وأنتي تدسمين‬
‫يدينه ولحى خطاطيره‬
‫ضحكت بتهكم ممزوج برنة البكاء‬
‫‪ :‬بسسس ياوصايف‬
‫‪ :‬أثقلت بالحكي يمه ؟ يمه قلبتس طيب طيب حيل هذاتس للحين تخدمين‬
‫رجول جدي سليمان قايمة بالذبايح والقدور اللي تجمله ‪ ،‬خذيتي نهار‬
‫وتقبلتيه وال عمرتس شكيتي ‪ ،‬وام نهار االٔساس من كل شيء وأنتي يمه‬
‫بالصفوف االٔخيرة والكل شايف وعارف‬
‫‪ :‬بس بس‬
‫يقولون تباري الساس وطيبة معشر يقولون ماترد اللي ينصاها وهم ياذونها‬
‫ياخذون اللي يبون ويقفون‬
‫‪ :‬بس بسسس‬

‫روايات ريّانة‪]AM 1:43 2022/18/9[ ,‬‬


‫بس بسسس‬
‫انفجرت ام هذال باكية ووصايف مازالت تقف بجمود لتنطق ‪:‬كل واحد فينا‬
‫عنده نقطة ضعف ويحس بالخزي بينه وبين نفسه ‪ ،‬ينهار لو أحد لمس‬
‫الوجع اللي فيه لو أحد منكم فتح فمه بموضوعي مع ابو بناتي بوجعه‬
‫بنقطة ضعفه‬
‫انسحبت بشموخ مزيف لالٔعلى وهنا يمام انشغلت بانهيار ام هذال‬
‫ودموعها ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫طاري بنيات خالد ناجي عندي أخبار اليوم وببالش ياتلحق‬
‫ٔ‬ ‫اجتماع‬
‫ياماتلحقش !‬
‫رسالة يمام الجماعية وصلت الٔخواتها وبالفعل هي اآلن تستعد لمداهمة‬
‫مقهى شادية‬
‫على وين ؟‬
‫يمام بمزاج مرتفع ‪ :‬عازمة خواتي على قهوة بنتقهوى عند شادية‬
‫وبصراحة عندي أخبار طازة ماتتفوت ‪+‬خبر سطام البد يطرح على‬
‫طاولة نقاش االخوات‬
‫هذال وبالرغم من جدية شعوره تجاه موقف سطام إال انه ضحك منها هي‬
‫‪ :‬وش دخل اخواتس با ٔخبار سطام وأهلي يمام كبري عقلتس صيري مرة‬
‫سنعة واحفظي اسرار رجلتس‬
‫لفت الطرحة وربطت النقاب يشفع لحذام حرصها على حجاب بنياتها ‪،‬‬
‫يمام سرعان ماغيرت طريقة حجابها لتحاكي طريقة أخواتها المحتشمة‬
‫عباءة واسعة ونقاب محتشم هتفت ‪ :‬شفيك تطالع تبي تغازلني ؟‬
‫صدم من مزاجها بالفعل كان عالي جدا ً ‪ :‬ياهلل شفق تنتظرني تحت وانتبه‬
‫الٔمك اليوم وصايف ثقلت عليها بالحكي وبكت هللا يهديها وصايف دايم‬
‫ماتثمن اللي تقوله‬
‫خرجت وهو صامت في مكانه غرابة مواقفهم الساكنة وحواراتهم‬
‫المهادنة والنزاعات البعيدة لم يدركها بعد‬
‫لعله الهدوء قبل عاصفة ما ! ‪..‬‬

‫في المقهى حضرت جيداء وأخيرا ً‬


‫‪ :‬أختنا السلحفاة سلوموشن جيداء وأخيرا ً كنا ما ٔجلين كل النقاط عشانتس‬
‫بهدوء وضعت شنطتها على الطاولة ‪ :‬وش صار ؟‬
‫االنبهار والتعجب محذوفين من كيبورد حياتها‬
‫شفق بضحكة ‪ :‬خالة جيداء ٕ‬
‫خالة ركزي ماما العاقلة الثقيلة انضمت لحزب النميمة‬
‫ضحكت جيداء لتنطق ‪ :‬البركة باليمامة بالطبع ‪ ،‬يمامة ياهلل خلصينا شصار‬
‫؟‬
‫ببساطة ‪ :‬سطام طلع متزوج ثريا ام نهار‬
‫شهقت شفق ‪ :‬ثريا ملكة الحسن والبهاء حتى لو جميلة طافت الثالثين‬
‫ويمكن بعد االٔربعين بعشرات السنين شلون !‬
‫شيم بتمثيل بسببه ضحكت شادية المنضمة للعقد أخيرا ً ‪ :‬ناعمة خذت ولدهم‬
‫المدلع اب ٔيى سلم لي على الساللة الباقية‬
‫شادية مسحت دموع الضحك لتنطق شفق ‪ :‬خالة شادية ياتبكي بطريقة‬
‫رسمية ياتبكي وهي تضحك عيونها هي الدولة اللي بخريطة الجغرافيا‬
‫ممطرة طول العام‬
‫يمام بضحكة ‪ :‬باقي الخبرية الدسمة اللي عليها الكالم صمتت وأخذت نفس‬
‫بطريقة تمثيلية ‪ :‬وصايف تطلقت‬
‫شفق ‪ :‬وصايف التس تس ؟‬
‫يمام بضحكة ‪ :‬وصايف التس تس‬
‫استمرت النقاشات الضاحكة اعتدل مزاج شادية لتضحك بعد مدة طويلة‬
‫من البكاء ‪ ،‬عزيزة تملصت من تقلبات نايف الغريبة وشفق حضرت الٔن‬
‫نيتها كانت الهرب من طلب را ٔيد الصادم‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:06 2022/18/9[ ,‬‬


‫‪.‬‬
‫االستعراضية البعيدة كل‬‫استسلم بتار لرغبات نوى الساذجة ورحالتها ٕ‬
‫البعد عن تركيبته ‪ ،‬يحمل مشترياتها وهي تتمايل بخطواتها المتراقصة‬
‫باالضافة لطنين مجوهراتها‬ ‫صوت كعبها كفيل بإشعال نوبة صداع طويلة ٕ‬
‫‪ ،‬رمت االٔكياس في المقعد الخلفي للسيارة ثم هتفت ببكاء أذهله كانت للتو‬
‫في أوج سعادتها ‪:‬الشوز اللي ابيه ماحصلت نفس مقاسي أنت عارف يابتار‬
‫اني متشفقة موت له بس طول عمري مقرودة‬
‫مال فمه بصدمة ضاعت منه الكلمات ‪ ،‬التفاعالت بحق هذه السذاجة تعد‬
‫االنهيارات‬
‫خسارة عظيمة لمخزون مفرداته ‪ :‬هالحين اللي بيشوف هذي ٕ‬
‫بيقول عندنا ما ٔتم السمح هللا ‪ ،‬نوى في أمور تستحق نعطيها كامل مشاعرنا‬
‫وفي أمور ثانية نقدر نتعامل معها بالرضا الٔن لها عوض وبديل‬
‫فاضت دموعها أكثر ‪ ،‬لفت بجسدها جهة مشترياتها رفعتها جهة وجهه‬
‫بعثرت أكياسها الملونة بإنهيار أذهله ‪ :‬مالها عوض وال بديل في أشياء‬
‫ماتتعوض لو ركضنا ونبشنا االٔرض وحفرناها بيدينا‬
‫لف واقترب بجسمه جهتها وهي هربت عنه جهة الباب وضمت وجهها ‪،‬‬
‫تتصدى لضربته المتوقعة بالطبع مل من داللها والنتيجة المتوقعة هي تلك‬
‫الضربات الموسومة على خديها تماما ً كما كان يفعلها والدها ‪ ،‬يطبع‬
‫بصماته القاسية يرسم جروحه على جسدها وقلبها ‪ ،‬يتركها الٔشهر طويلة ‪،‬‬
‫فواده من طريقتها الدفاعية عن جسدها ‪ ،‬هتف بحنية ناداها‬ ‫انعصر ٔ‬
‫بصوته حاول أن يغريها ويجذبها لحديثه لكنها منهارة تبكي بضياع ‪،‬‬
‫االنهيارات من أجل حذاء !!‬ ‫صعق ايعقل كل هده ٕ‬
‫ُ‬
‫استوعبت واخيرا ً انها انفجرت امام الشخص الخطا ٔ خرج جزء من‬
‫مخزون أسرارها ‪ ،‬لن تسمح للبقية بالخروج بتار بحزم رفع صوته ‪ :‬نوى‬
‫اصدقيني القول وقولي هالدميعات الٔجل جزمة ماتتسمى نالقيها من طارف‬
‫السوق !‬
‫هزت رأسها وهي تمسح دموعها بداللها ‪ :‬اي نعم ماتعودت الدنيا تقول‬
‫بوجهي ال !‬
‫تسمر ‪ ،‬مستحيل يصدق هذه السذاجة ‪ ،‬شيء اليعقل وال يحتمل أبدا ً ‪ ،‬لفت‬
‫له وهي تراقب تعابيره بآثار الدمع بعالماته الباقية واثره المحمر على‬
‫خديها وانفها وفمها المغري ‪ ،‬زمت فمها ‪ ،‬تقوس من جديد وهي تشيح‬
‫بوجهها لتمحي الرسا ٔيل برجفة لتعيد جهازها لحقيبتها لتنطق ‪ :‬ابي‬
‫آيسكريم فراولة او اي شيء بارد ابي سويت مليان شوكلت‬
‫بتهكم ضحك ‪ :‬شرايك بعد نقص لك تذكرة ألعاب بالمرة بطريقنا هاه نوى‬
‫؟‬
‫هنا ضحكت ‪ ،‬ضمت ذراعه لترفع رأسها ليضحك أكثر ‪ :‬دام فعلتي وضع‬
‫القرود معناها في طلب صادم اطربينا دام الوضع كله على بعضه صادم‬
‫وغير مستوعب‬
‫هنا رف قلبه لرفرفات قبالتها الناعمة ‪ ،‬قبلته عشرات المرات ‪ ،‬هذه المرة‬
‫كانت قبالتها جهة يده المصابه ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:06 2022/18/9[ ,‬‬


‫لتجذبها أكثر ويكون لكفه أيضا ً النصيب االٔكبر وهو يحاول تشتيت تا ٔثيرها‬
‫الصادم هتف ‪ :‬اليوم راضية علينا ست الدالل !!‬
‫بدالل ضحكت ‪ :‬ضيف عليها ست الجمال ارضي غروري لو شوية‬
‫تجاهلها وهو يقود السيارة الموقف ثقيل وفاق إحتماله الٔول مرة يرى‬
‫دموعها بطريقة مغايرة عن المعتاد ‪ ،‬دموعها المدللة تلك ومن أجل‬
‫السذاجات لكنه تا ٔثر اليوم تا ٔثر من أجل سذاجة !!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫دفع الباب بعد سهرة لذيذة في المقهى المفضل لوضاح صار مالصق‬
‫لوضاح ويروق له جو أصحابه‬
‫النور خافت مسح الغرفة بشكل تلقا ٔيي والفضول يستحثه ناحية الجهه‬
‫االٔخرى بالقرب من الستار‬

‫كيكة ميالد !!!‬


‫شمعة وحيدة مشتعلة يبدو أنها صمدت طويالً في وجه ٕ‬
‫االحتفال ولقص ٍة ما‬
‫‪ ،‬اليملك فضول ٕالستكمال تحليالته مشى جهة السرير كانت تغطي كامل‬
‫جسمها باللحاف نطق بعفوية ‪ :‬يمام أعياد الميالد محرمة استوقف حديثه‬
‫وهو يفكر ليكمل ‪ :‬وبالمناسبة ال أنا وال أنتي ميالدنا بهاليوم لمين هالحفلة‬
‫اللي مالها صوت ؟‬
‫انحنى ورفع اللحاف عن جسمها لتصله حرارة البكاء المكتوم تحت كومة‬
‫أغطية ‪ ،‬عن من تحفي كل هذا البكاء ؟ تحت جسدها بقعة ممتدة من أثر‬
‫االنهيار وفي هذا الوقت تحديدا ً من‬
‫دموعها باإلضافة لعرقها المنسكب هذا ٕ‬
‫االنهيار شعور ‪ :‬ربما خسر‬ ‫أجل ذكرى يجهلها ومع ذلك قفز له شعور ٕ‬
‫شيء ثمين فقده‬
‫أو ضاع منه أو ذهب حيث النهايات االٔبدية ‪ ،‬انحنى أكثر وهمس ‪ :‬من‬
‫تبكين ولمن وش السبب اللي نثر دموعك بالكثرة هذي ؟‬
‫متكورة مثل جنين تبكي بكاء االٔطفال مع شهقات متتالية حبست أنفاسه فقد‬
‫الصواب و عين العقل اآلن غشتها دموعها ‪ ،‬لتُحجب ٔ‬
‫الروية الحقيقية‬
‫ليسلم نفسه لهذه اللحظة ليسلم شعوره لها ليجد نفسه بتلقا ٔيية صادمة يرفع‬
‫يده ناحية عينه هو يتفقدها هل بكى فعالً !‬
‫الروية‬
‫لكن المر من هذا الموقف أن الصوت المفقود والغشاوة التي حجبت ٔ‬
‫الحقيقية كان بكاء قلبه اغمض عينه ومن ثم اطلق نفس ثقيل لينحنى أكثر‬
‫جهة وجهها ‪ :‬يمام وش صار برحلة الهروب وش اللي خسرتيه جاوبيني ؟‬
‫جلس على السرير رجله المصابة التحتمل ضغط جسده الثقيل بعد مارمى‬
‫ثقله عليها ‪ ،‬جلس وهو يمهد كتفها العاري يقرأ وينفث يعوذها من تبعات‬
‫هذا الدمار ‪ ،‬لف للطاولة الجانبية للسرير ليرى كوب ماء شريط أدوية آيباد‬
‫االنهيار ‪ ،‬تبدل الحزن والخسارة‬
‫مغلق يبدو انه تعرف على مصدر ٕ‬
‫أصبحت غيرة بدون أي إضافة أخرى ليصرخ بحدة غاضبة ‪:‬اييييه ! اليوم‬
‫ميالده ؟ تبكينه يمام خاطرتس فيه وقلبتس عنده ؟‬
‫جلست بوضع صادم وسرعان ماتبدلت الصورة الضعيفة ‪ ،‬سرعان‬
‫االنتصار اللذيذة التي تغطي بها‬
‫ماقفزت ضحكاتها االٔنثوية ‪ ،‬لحظات ٕ‬
‫ندبات تخفيها عنه ومصر يتعرف عليها الحقا ً ‪ :‬غيران ؟‬
‫لفت جسدها الهزيل بالكامل ناحيته ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:08 2022/18/9[ ,‬‬


‫وجهها المحمر المبتل بالكامل رموشها المتالصقة بعد تيارات الدمعات ‪،‬‬
‫صوتها المبحوح بعد صرخات خافتة تحت لحافه الثقيل ‪ ،‬لوت يديها‬
‫الهزيلة على عنقه وهي تهمس بحرارة ‪ :‬ليه تظن فيني هالظن عالعموم‬
‫هالدموع اللي جيت وشفت جزء منها مايستاهلها أي رجال بالدنيا أنا كنت‬
‫أبكي شيء ثاني‬
‫أنزل نظراته جهة فمها يستحثها لتكمل ‪ :‬كنت أبكي على نفسي !‬
‫ابتسم بتهكم ‪ :‬ياكثر ماتبكين على الفاضي وعلى المليان متى أقدر أقول ان‬
‫هذي الدمعة على شيء يسوى ماهي على رجال مثل ماتقولين ؟‬
‫ببساطة أذهلته ‪ :‬مالك شغل !‬
‫وكالعادة افلتته انتهى انهيارها وهي منشغلة استطاع أم يسترق شريط‬
‫العالج ليدسه في جيبه ‪ ،‬انتهى الموقف بالنسبة له بالنسبة ليمام هذه الليلة‬
‫غير قابلة للنسيان نهضت وهي ترتب روبها الفاضح على جسدها المجهد‬
‫لتقترب من الكيكة همست بوجع مرير ‪ :‬سنة حلوة ملك ‪ ،‬سنة حلوة ياماما‬
‫‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫مر شهر كامل ‪ ،‬غاب بيتهم شهر كامل ‪ ،‬محاوالته في إنتزاع الحزن لم‬
‫ٔتوتي نفعها لكنها وفت بغرض طفيف جدا ً ‪ ،‬عاد‬
‫ليسترجع خطواته المرحة بجانب رفيقه ابو عايشة وكعادة لياليهم النار‬
‫تتوسط حكاياتهم وكعادة ضاري مازال عند رأيه مازال إصراره على‬
‫عايشة ثابت ولن يغيره أي ظرف ‪ :‬ابو عايشة شاورت كريمتكم؟‬
‫ابو عايشة بمسايسة ال أكثر ‪ :‬تفكر وتشاور وتستخير التستعجل على‬
‫رزقتك ‪ ،‬ماقلت لي شفت اهلك؟‬
‫غير وضع جلسته ونظرات الهروب صار يوزعها في المكان وهو يهرب‬
‫من مواجهة صديقه الوقور واستجوابه ‪ ،‬ابو عايشة ثارت نقمته من هذا‬
‫البارد من الواضح ان اخته الكبرى لم تتشافى بعد من آالم الفقد ‪ :‬قم انقلع‬
‫عن وجهي فارقني دام النفس بعدها طيبة التستغل ضعفي تجاه زعلك ثم‬
‫يطلع الزعل اللي على اصوله‬
‫تهديداته الحازمة لم تحرك ساكن تمدد على المركى وغطى وجهه بطرف‬
‫شماغه ‪ ،‬ابو عايشة يضرب االرض بعود محروق يتمنى لو يملك قوة تجاه‬
‫هذا االٔرعن ويقتلع عينه ‪ :‬ضويري قم عن وجهي ماعدت اطيقك وانت‬
‫بوضعك البارد هذا ماعندك دم أنت ؟‬
‫قهقه ضاري ببرود لف له ونطق ‪ :‬خلّص بح راح انكب كب بهوشات شهر‬
‫واحد بس‬
‫ابوعايشة هز رأسه بيا ٔس تجاهل برود ضاري وحمل نفسه للداخل ‪ ،‬بينما‬
‫ضاري استغل الوقت يعرف مكان غرفة عايشة يحفظ مكان شباكها ‪ ،‬مشى‬
‫بخطواته الجري ٔية جهتها ‪ ،‬رمى حصى كبيرة لتفتح شباكها أخرجت رأسها‬
‫شهقت بحدة دفعت جزء منها وصرخت ‪ :‬ايا قليل الحيا تخون رفيقك‬
‫وتبور برفقته وتوقف عند حيطان بنياته ! يبه يباااااه‬
‫همس ضاري بذعر ‪ :‬يامجنونة اهدي اهدي جاي اخطبك راس براس ‪،‬‬
‫وافقي تكفين واعفي وجهي كل يوم وهو مرمي عند نار ابوك وابوك ماهو‬
‫مهتم لصملتي‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:13 2022/18/9[ ,‬‬


‫عايشة ببكاء ‪ :‬ضاري تكفى ابعد ابوي مايرحم لو شاف وقفتك هذي بيهد‬
‫الجدار باللي فيه على راسك‬
‫ضاري بإصرار ‪ :‬موافقة هاه أقدر أقول صيتة وضاري زواج أبدي ووعد‬
‫مني ياصيتة لك الحب والوفا مني طول العمر !‬
‫ضحكت بوجع لتطفر دموعها اليا ٔيسة على خديها ‪،‬نعم تحب هذا االرعن‬
‫لكنه متشبث بصيته وبطفولة صيتة بماضي صيتة وبإسمها ‪ ،‬مازال‬
‫ضاري الطفولة حي ‪ ،‬مازالت خطواته متوقفة هناك بين جدران حيهم‬
‫المتروك مازال عنده أمل بصيتة وبقلب صيته وقبل أن تضرب الشباك في‬
‫وجهه صرخت فيه ‪ :‬انا ماني أداة تستخدمها للنسيان والورقة بيضا تدون‬
‫عليها قصة جديدة انا عايشة عايشة عايشة ياضاري عجزان تنطق اسمي‬
‫ولو فرضا ً ابتدينا القصة ابتديت اول صفحة من قصتنا وش بتكتب على‬
‫عناوينها ؟ صيتة صيتة صيتة هللا ياخذك انت وصيته‬
‫ضربت الشباك بإنهيار وهو جلس تحت الشباك ‪ ،‬ضرب االرض بيده ‪،‬‬
‫هذه العثرات لن تنفك عنه ‪ ،‬الجديد كل االٔبواب السعيدة التي كانت تناديه‬
‫وركض على صوتها المغري صدمته بحقيقتها ذات اللون الرمادي كل‬
‫االٔبواب كانت تناديه في أحالمه فقط ‪ ،‬صيتة أصبحت كابوس يعكر صفاء‬
‫كل شيء يجتمع فيه طرق الشباك بمحاولة أخيرة ولكن عايشة اقفلت كل‬
‫المودية إليها وكل محاوالته لن تشفع له !‬
‫االٔبواب ٔ‬
‫‪.‬‬
‫شادية ؟‬
‫على عتبات المقهى ووضعها مزري منكبه على يديها وتبكي بحرقة عاتية‬
‫جلس وانثنى بالقرب منها رفع رأسه وناداها أكثر ‪:‬شادية شادية‬
‫‪ :‬خذاه مني خذى فرحتي الناقصة وهمي ووجع سنيني خذى االٔمل اللي‬
‫قاعدة ابنيه طوبة طوبة خذاه وعيني تشوف خذاه ومابعد ناظرني وال‬
‫ضمني بكامل شعوره خذاه ومابعد قال ماما‬
‫تراعد قلبه من رهبة الشعور والموقف من أين يستفتح الكلمات المواسية‬
‫كيف له أن يزيح االٔسى ويمسح بيده مكانه الذي يؤلمها ليختفي كل ما‬
‫أصابها كيف‪ ،‬كيف له ان يقنعها ان قلبه في هذه اللحظة تناثر ألجزاء‬
‫وكل قطعة كانت تبكي كمدا ً من أجلها نعم من أجلها !‬
‫مازالت تبكي ‪ ،‬مازالت تستجديه وهو عاجز عن الرد ذوى كل مافيه‬
‫فواده !‬
‫ورأسها اآلن يسقط على كتفه مالت كل أوجاعها لتسكبها هنا داخل ٔ‬
‫انقبض قلبه من هيبة هذه اللحظة ‪ ،‬هي مازالت غريبة عنه ويفصله عنها‬
‫دين وحدود أصيلة لكنها غير واعية استنزفت كل أوراقها لتعلن الخسارة‬
‫هنا هنا على ساحة صدره !‬
‫هتف وهو يرفعها برجفة عظيمة بصوت مليء بالحمية‪ :‬وهللا ان ينام الليلة‬
‫بحضنك وهللا مايصبح الصبح وهو عنده شادية انتي في وجهي منه مايمس‬
‫قلبك ويوجعه واليمس خصله من خصالتك‬
‫تراعد من جملته االٔخيرة !‬
‫الكريه تنعم بخصالتها ‪ ،‬تنعم بجسدها الرقيق لفترة طويلة ‪ ،‬اليستحقها‬
‫اليستحقها‬
‫لكن كيف يعقد وعوده با ٔي صفة يعطيها االٔمان با ٔي حق يغريها بالسكينة ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:14 2022/18/9[ ,‬‬


‫هتف بثقة وهو يشتت سيل االٔفكار واالٔصوات التي تناديه بعدم رضا ‪،‬‬
‫التالمس الذي حصل والعناق الغير مقصود لو كان في موقف آخر بالطبع‬
‫يعد جريمة‬
‫مازال خجول بينه وبين نفسه لكن ماحدث كان في مرحلة هذيان ال أكثر ‪:‬‬
‫اللي صار اليتكرر مع غيري ماهو كل من هب ودب تنوحين عنده وتبكين‬
‫البد ترسمين حدود‬
‫قالها بحدة وجدية احرجتها بالفعل محق ولكن لحظة ضعف والموقف ككل‬
‫كان بدون وعيها هتفت بإعتذار باكي ‪ :‬آسفة ماكان قصدي اتجاوز حدودي‬
‫ضاقت علي الوسيعة‬
‫قطع الحوار بين االثنين ليرتفع صوت جوالها هنا نهضت ووضاح من‬
‫خلفها ‪ :‬ولدتس الكلب ماغفت ليه عين صداع راسي من صوت بتساه (‬
‫بكاه ) تعالي اخذيه قبل ارميه من الدرايش‬
‫هنا اشتعل غضبها مقصده كان يكسرها ويبكيها مقصده التشفي عن طريق‬
‫طفلها !‬
‫وضاح سمع كلماته القاسية ‪ ،‬كان يلوي عواطفها ويستدرج أمومتها‬
‫بطريقة قاسية جدا ً !‬
‫وضاح الغضب تمكن منه بالكامل وبسرعه استخرج جواله واتصل بهذال‬
‫‪ :‬هذال خذ مرتك ومرني المقهى وال تسا ٔلني ليه !‬

‫مرت دقا ٔيق طويلة‬


‫عبدالملك جيداء‬
‫هذال يمام‬
‫حذام بالمنتصف ووضاح من بعيد‬
‫هوالء مجتمعين من أجل شادي !‬
‫كل ٔ‬
‫حضر فريق كامل من أجل طفل هجر النوم عينيه لهذه الليلة السبب واضح‬
‫بالطبع ‪ ،‬السبب كان صادم ومفرح لشادية الٔنها اكتشفت ان طفلها يكن لها‬
‫شعور وإن كان صامت ومبتور دا ٔيما ً ‪ ،‬الليلة في نظرها اكتمل جزء منه‬
‫نزلت حذام بحدة جهة ابنتها لتصرخ فيها وتصفعها أمام الكل ‪ :‬ليه عطيتيه‬
‫؟ كم مرة قلت لتس شادية الترضخين لهالرخمة ليه طاوعتيه‬
‫صعق من‬‫وضاح كور يده قهرا ً ليضرب كتف هذال بدون شعور ‪ ،‬هذال ُ‬
‫ردة فعله ‪ ،‬يمام قفزت من مكانها جهتها لتلحق بها جيداء ‪ ،‬شادية وجهت‬
‫قهرها األعمى لوجه والدتها معلنة عن عصيان جديد ‪ :‬كم مرة وقفتي‬
‫بصفي وصرتي لي ذرى وظل ؟ كم مرة جيتس وبكيت على صدرتس من‬
‫خوفي ؟ الجواب طبعا ً صفر ! وشلون تبيني اجيتس بعد اثنين وعشرين‬
‫سنة با ٔي حق با ٔي صفة ؟‬
‫لحظة صمت !‬
‫تناثرت الزفرات وحذام في الوسط بدون أي تعابير شادية استغلت صمتها‬
‫لتكمل ‪ :‬بكل مرة اجي لتس يمه توبخيني بطريقة تكسر القلب وارجع مع‬
‫نفس الطريق وشلون تبيني اجي لتس بعد كل هالكسرات وشلون ؟‬
‫يمام صدمتها الكبيرة جعلتها ترتمي بحضن جيداء المتماسكة ‪ ،‬غيابها‬
‫الطويل غيّب عنها البعض من مواقف عا ٔيلتها ‪ ،‬غيب عنها ضعف شادية‬
‫وظلم والدتها‬
‫مشت شادية جهة باب طليقها ضغطت الجرس برجفة عالية ووضاح من‬
‫الخلف شعر انه زا ٔيد على المكان لكن حديثها خلق بداخله انتفاضه كبيرة ‪،‬‬
‫من أجلها نعم من أجلها ليبقى بهتافاته الصامتة يراقب بعيدا ً ‪ ،‬وحزينته‬
‫اآلن تتعارك مع ماضيها ومستقبلها ومع وجهة من المفترض أن تكون‬
‫مالذها الرحب لتشاطر ماضيها التعيس ذات القسوة ‪،‬‬
‫روايات ريّانة‪]AM 2:21 2022/18/9[ ,‬‬
‫خرج شادي وهو يفرك عينيه بنعاس معالم البكاء واضحة على وجهه مع‬
‫اثر الضربات المطبوعه على خده‬
‫‪ :‬الولد متعور ! وضاح بصوت يعلوه القهر والمرارة نطق وهو يشير جهة‬
‫خذه المحمر ‪ :‬الولد متعور‬
‫‪ :‬اششش وضاح التتدخل ! نهره هذال بهمس ثقيل لكن الصدمة حذام وهي‬
‫تحمل شادي من على االٔرض وهي تهمس ببكاء مخفي ‪ :‬الهدنة هذي الٔجل‬
‫الصغير مايتروع وينهار أكثر لكن االٔثر اللي بخده وهللا مايروح عبث‬
‫موعدنا في المحكمة يالسفيه‬
‫بصقت على وجهه شادية إلتقطت صغيرها من يد والدتها لتركض جهة‬
‫يمام وهذال ‪ :‬وصلوني البيت‬
‫هذال بعطف كبير حمل الطفل الغافي على كتفها استهلك طاقته بالكامل‬
‫وهو يبكي قبل ساعات ‪ ،‬تدلّت السبحة من كتف هذال ليرمش وضاح‬
‫بعينيه ذهوالً ونغمات حبات سبحته اآلن تخبره أنها كانت درعا ً من األمان‬
‫لطفل يواجه بحباتها عواصف الكبار وطغيانهم‬
‫‪ ،‬الشعور في هذه اللحظة كان فوضويا ً مرعبا ً ! غصة كبيرة استقرت‬
‫داخل بلعومه هذا الصغير كان يستجدي االٔمان بمسباحه !‬
‫هذال انتفض من وضع وضاح بعد ما مال بجذعه بسبب الفارق البسيط‬
‫والمسافة القصيرة يينه وبين اخيه مقبالً يد الصغير ليمسح مكان قبلته‬
‫برفق ليهتف هذال بصدمة ‪ :‬ماكنت تطيق الصغار وعبثهم وال حتى‬
‫صوتهم وش الطاري ياقيس ؟‬
‫قيس حضور االسم االٔساسي لوضاح بالطبع له مغزى تجاهله وقال ‪:‬‬
‫وصله بيتهم امه ماتقوى نفتح مواضيع ونطولها بكرة حقق معي على‬
‫راحتك‬
‫جيداء ووالدتها مع عبدالملك ووضاح اتصل بسرور اما البقية بسيارة هذال‬
‫‪ ،‬صوت أنفاسه اعتلى والسبب الشهقات المتا ٔلمة المتسربة إليه من المراتب‬
‫الخلفية المصدر بكاء شادية ويمام في آن واحد شادية بجسدها الما ٔيل‬
‫محتضنه خصر يمام تبكي بحرقة عاتية شد على الدريكسون من القهر هذه‬
‫الحصة من ويالت االٔسى كانت كافية ‪ ،‬بل قاسية جدا ً جدا ً‬
‫لف لبيتهم ‪ ،‬لن يترك شادية بوضعها المدمر لبيت والدتها ‪ ،‬هناك من‬
‫الممكن أن يتآكل من الخواء الٔن والدتها تتركها تبكي للجدران دا ٔيما ً ‪ ،‬هذا‬
‫ماتخيله لكن بالفعل الواقع المر شادية تبكي للجدران دا ٔيما ً ‪ ،‬فتح الباب‬
‫لينطق بصوت متعب ‪ ،‬هذه االنهيارات جعلت قلبه يهوي الٔسفل نقطة ‪،‬‬
‫جعلته يحترق إحتراق صامت نطق بعد مازفر ‪ :‬يمام اخذي اختس الٔي‬
‫حجرة وحرصي عليها التغفى وبعيونها دمعة تكفين احرصي عليها‬
‫يمام رمقته بإحتياج كبير ‪ ،‬لطالما احتاجت لهذه الكلمات منه وشح بها‬
‫سابقا ً ومازال يعطي غيرها بينما هي على الهامش دا ٔيما ً لمح نظراتها لكن‬
‫هذا الوقت لشادية ودمع شادية ‪ ،‬حمل شادي على كتفه ليصعد به سبقهم‬
‫بخطوات ثقيلة وكل فتاة من خلفه كانت تجر مع خطواتها أذيال ‪ ،‬الحزن‬
‫كل فتاة كانت تنعي جرح ‪ ،‬جرح شادية هو شادي فقط ‪ ،‬بينما جروح يمام‬
‫المتفرقة كانت هذال وهذال وهذال وهذال إلى ماال نهاية‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:21 2022/18/9[ ,‬‬


‫فتح لها باب الجزء الثاني من قسمهم جزء مهجور بسرير وحمام داخلي ‪،‬‬
‫سبقها لغرفتهم دخلت هنا وبعثرت خزا ٔينها ‪ ،‬بعثرت حقا ٔيب سفرها‬
‫المبعثرة باالٔصل لتستخرج قطعة قماش ضمتها بحرقة ليذرف دمعها‬
‫المتكتل ‪ ،‬في السيارة كانت تبكي بال دموع ‪ ،‬لكن المعين هنا انفجر عند‬
‫المشربة برا ٔيحة دعت كثيرا ً أن تثبت هنا ‪ ،‬تثبت لسنوات‬
‫ّ‬ ‫هذه القطعة‬
‫بدون رحيل ‪،‬‬
‫رحلت القطعة الثمينة رحلت ذكرياتها لترحل حتى الروا ٔيح منها ومع ذلك‬
‫خيّل لها انها تشتم أحن را ٔيحة اآلن ‪ ،‬را ٔيحة مسك االٔطفال المال ٔيكية‬
‫جعدتها بحضنها ‪ :‬وعدت يماما تبقين بحضني طول العمر هالحنية بتبقى‬
‫الٔجيال ودفاك اليوم بيحتضن طفل بردان شرشفك الصغير بيضم له‬
‫شخص ثاني حنونة ياماما حتى وانتي بعيدة‬
‫لثمتها عشرات المرات وزعت عشرات القبل ولم تكتفي ‪ ،‬حملت نفسها‬
‫وبيدها كانت تحمل الشرشف االٔبيض جهة شادي الصغير لفت جسده به‬
‫وربتت على جسمه النائم لتهتف بحنان عميق جدا ً ‪ :‬نوم العافية ياروحي‬
‫أنت‬
‫دخلت غرفتها المشتركة مع هذال ليستقبلها بحضن صادم جدا ً جدا ً ‪ ،‬لوى‬
‫جسده على جسمها الهزيل وهمس بلوعة ‪ :‬لو لي حيلة على خزنة أسرار‬
‫السنين اللي راحت وهللا ماكنت وفرتها تكفين يمامة هلي السبحة انثريها‬
‫خلي رباط الوجع تنفك عقدته هالليلة‬
‫لوت يديها على جسده الصلب وهمست بلوعة أكبر ‪:‬صدقني ياهذال لو‬
‫قطعت هالربطة وفكيت السبحة مانقص لو مقدار ذرة من هالوجع خله‬
‫معقود بصدري تكفى التساومني على اوجاعي ياهذال تكفى‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت تسقي أشجار بيت أهل نوفل تتسلى با ٔي حيلة قد تنقذها من آالم الفقد‬
‫الوجاع طاحنة ‪ ،‬تحن لرا ٔيحة سجا ٔيره تحن كثيرا ً للحظاتها تلك‬ ‫‪،‬الليلة ا ٔ‬
‫وهي تعاتب انشغاله عنها ‪ ،‬تحن للفول المعلب لالٔرز لنظراته الشاحبة‬
‫ّ‬
‫المغطاة بشيبها االٔبيض ‪ :‬آه يايبه حنيت وهللا حنيت‬
‫رشت الماء على أطراف الزهر ليتمايل ‪ ،‬تتمنى لو تتساقط هذه القطرات‬
‫على قلبها وتغسله من أدران الفقد العالقة به وبا ٔوردتها ‪ ،‬شعرت بقبضة‬
‫قوية على خصرها زمت وجعها واعتصرته بقوة مريبة ‪ ،‬لدرجة خرجت‬
‫منها آهات األلم ومع ذلك جرها الٔبعد زاوية من زوايا سورهم الواسع ‪،‬‬
‫همست با ٔسى قبل أن تعرف هوية هذا المتالعب ‪ ،‬هو بالطبع نوفل قرر‬
‫التحرر والخروج عن ثوبه المطرز بجدية العظماء ليصدمها اليوم بمزحة‬
‫ثقيلة لم تتقبلها ‪ :‬نوفل وش جاك عصرت خاصرتي وش بالك ماكنت‬
‫تمزح ماجربت مزحاتك أبد‬
‫لفها لتظهر لها أخبث ضحكة با ٔسنان صفراء ملوثة ‪ ،‬الجم صرختها بقبضة‬
‫يده ‪ :‬نوفل اللي جابني هنيا نوفل وصيتة يتآمرون ويتنافسون بعد أيهم‬
‫يوجعتس أكثر‬
‫نوفل مايداني أي ذكرى تربطه ببيت ضاري انتي على قلبه مثل الجبل يبي‬
‫يدك هالجبل با ٔي وقت !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:27 2022/18/9[ ,‬‬


‫عمي نايف انا شفق‬
‫شفق !‬
‫عمي مضطره أنت الوحيد اللي ممكن يتقبل خطاي ويساعدني بابا يمكن‬
‫يدفني بالتراب عمي برسل لك العنوان التتا ٔخر تكفى‬
‫انتفض من كلمة تكفى ! حتما ً هناك مصيبة قادمة !!‬
‫عزيزة مرهقة للغاية تشيح بوجهها عنه تخاف أن يفضح ذبولها ‪ ..‬السبب‬
‫بالنسبة لها واضح ‪ ،‬حامل بعد مدة قصيرة من زواج بكت بكاء طويل‬
‫وهي ترفضه علنا ً ‪ ،‬خجولة وهي تحتفظ بخبر مثل هذا حتى عن نفسها‬
‫نايف نزل لمستواها بعد ماتمددت وتلحفت مسح على خصالتها وقبل خدها‬
‫ليخرج بسرعة عالية ‪ ،‬اليملك وقت الستجوابها وصل للموقع المطلوب‬
‫ضغط الجرس وهو متوجس من المكان ومن الموقف فُتح الباب ‪ ،‬اندفعت‬
‫شفق لحضنه تبكي بكاء هستيري ‪ :‬وهللا اقنعني انها ساعة ساعة وبس‬
‫نشوف التعديالت ببيتنا بس مادري وش صار طاح ومايحس بالدنيا‬
‫مرت دقا ٔيق ورا ٔيد غا ٔيب عن الوعي ونايف يعبر المكان بتوتر عظيم ‪،‬‬
‫باالسعاف وهي ترفض إن وصل خبر كهذا لعا ٔيلتها ستصبح‬ ‫حاول يقنعها ٕ‬
‫من عداد الموتى وبمحاولة اقناع اخيرة نطق ‪ :‬ولد اختي مسعف ضروري‬
‫ننقذ الوضع ونتصرف‬
‫اقتنعت لتمر دقا ٔيق طويلة ورا ٔيد على وضعه حضر هالل وأخيرا ً‬
‫ليفجرها بكل سالسة بعد ما اكتشف وضعه ‪ :‬الرجال شرب من السم لين‬
‫طاح من طوله ببساطة ياخالي را ٔيد كان سكران‬
‫شهقت بصوت عالي بزاويتها لطمت خديها بجزع حقيقي لتصرخ ‪ :‬ماكان‬
‫بوعيه ؟ كل شيء صار وكل شيء قاله ماكان يحس فيه‬
‫نايف اقترب منها ‪ :‬اذاك ؟ مسوي لك شيء قليل االٔصل ؟ انطقي قولي‬
‫بكت بجنون هالل من جهته انتهت طاقة تحمله متقرف الٔبعدمدى لم‬
‫يتعاطف معها على العكس كان غاضب من سذاجتها كيف سمحت لشخص‬
‫مثل هذا بأن يستغلها ويجذبها لبساطه الرديء ؟‬
‫جذبها نايف مع قماش عباءتها دفعها لخارج المبنى ليصرخ في هالل ‪:‬‬
‫اطلب له اسعاف تصرف‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 2:37 2022/18/9[ ,‬‬


‫عذبا بوضع ضعف لم ولن تثق لكن حقيقته المزيفة أقنعتها ‪ ،‬دفعت يده‬
‫بتقرف شدت من جاللها واطمأنت أن برقعها مازال صامد بوجه هذا‬
‫الشخص الرث جسديا ً وعقليا ً ومع ذلك اقتنعت بجنونه وبما يقول !‬

‫دخلت البيت وهي تشعر أن خطواتها هذه ثمنها عمرها المتبقي هنا ‪ ،‬هي‬
‫دفعت الكثير وفي المقابل خسرت وكسر في دواخلها الكثير الكثير ‪،‬‬
‫جلست على الكنب وهي تمسح عنقها المبلل اترفع خصالتها ‪ ،‬لن تصمد‬
‫أو تستهلك المتبقي من حياتها لن تقضي عمرها المتبقي بالخوف ‪ ،‬مرت‬
‫دقا ٔيق دخل فيها نوفل صاحب الرداء البارد القاتم صاحب العبارات‬
‫المقصوصة والتعابير الضبابية ‪ ،‬القريب البعيد ‪ ،‬المعروف المجهول هتفت‬
‫بحدة ناعمة ‪ :‬نوفل ابي تقولها صريحة ابي اذني تسمعها هالحين ابي جزء‬
‫بداخلي يصدقها لو ماعاش أمان هالكلمة ابيه يصدقها‬
‫االشتعال سرعان ما‬ ‫نوفل تصنم من مداهمتها له بهذا الغضب هو سريع ٕ‬
‫فارت أعصابه ‪:‬قولها وش بينقص منك لو قلت لتس االٔمان ياعذبا قولها‬
‫نوفل بعناد نطق ‪ :‬نوفل فعوله السباقه والبراهين بسلم فعوله مالها لزوم‬
‫انتي تبين كلمة فاضية الحكي مايوكل الجوعان ياعذبا‬
‫هنا رفعت نفسها وهنا قالت بحدة ‪ :‬بس بس إلى هنا وبس ‪ ،‬النفس عافت‬
‫كل شي من صوبكم ياعيال زامل‬
‫صدم تبعثر كل شيء كان يبنيه بالصمت ‪:‬هذي الهقاوي ! هذا‬
‫نوفل ُ‬
‫ظنتس فيني !‬
‫حركت رأسها بمعنى نعم وانتهى‬
‫لينطق بكل بساطة ‪ :‬الباب يوسع له جمل انتي طالق ياعذبا !‬

‫إنتهى‬
‫مثل ماوعدتكم الرواية بدى يعلى رتمها وبدت تنفتح خزينة االٔسرار‬
‫وصارت أشياء كثير بتغير مسار الرواية لشيء جنووووني 🔥️♥️♥‬

‫لطفا ً اعطوها حقها اشبعوا ناظريني بتفاعلكم الجميل 🤍️♥️♥‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪#‬زنزانة_الصيف_الخامس‬
‫‪..‬‬

‫اليوم هنا احتفالية مقامة بمناسبة والدة أسرار ‪ ،‬كل ضيوف البيت الليلة‬
‫ضيوف نهلة ‪ ،‬نهلة صارت جزء كبير من هذا البيت ‪ ،‬تتحكم بقوانينه‬
‫وبكل خطوة داخله ‪ ،‬تماما ً مثل والدتها التي سلمتها العهدة تقاعدت عن‬
‫األوامر تريد التفرغ للحيل ولجمع أكبر قدر من الكلمات الجارحة والتفرغ‬
‫أيضا ً إلسقاط جيداء وبتر زواجها الرابع ‪..‬‬
‫كلمات طبيبتها الزالت تمر على كل لحظة تستفرد فيها بذاتها ‪ :‬جيداء‬
‫صار من الضروري تنقصين من وزنك على األقل ‪ ١٥‬كيلو‬
‫على األقل ! هذه كيلوات الهجر والجروح واآلالم المخفية ‪ ،‬هذه الجرامات‬
‫المتراكمة هي عبرات متكدسة لسنوات ‪ ،‬هذه نظرات جارحة وسيل من‬
‫العبارات الوحشية ‪ ،‬تمايلت أمام المرآة بحجمها الحالي ‪ ،‬تميل للسمنة‬
‫شكلها مقبول جدا ً لكن صحيا ً غير مقبول تماما ً ضمت خصرها بيديها‬
‫وتأففت ‪:‬خيارين وكل واحد أمر من الثاني يا أموت من الجوع يا أموت‬
‫من القهر !‬
‫عبدالملك من الخلف قال ‪ :‬والخيارين كلها نتيجتها مريحة على األقل‬
‫لشخص واقف ينتظر الخالص‬
‫بهت لونها من تجريحه الصريح ‪ ،‬من ضيقه من وجودها معه ‪ ،‬لكن‬
‫الطامة وجودها بالحياة كان ثقيل بالنسبة له ‪ ،‬ابتسمت بذبول وقالت ‪:‬‬
‫عبدالملك قول انها مزحة ثقيلة وانا مستعدة أعديها ألن مزحاتي ثقيلة‬
‫وشينة دايم ‪ ،‬قول أنك قرفان من الضجيج اللي باألسفل وجاي تفرغ تبعات‬
‫هالصداع هنا !‬
‫جمعت له أعذار ‪ ،‬وضعتها على طبق مغري بنبرتها والتي مع األسف‬
‫صار معترف لذاته انها بالنسبة له محبوبة وجدا ً لينطق بتوتر ‪ :‬ابتدت‬
‫مراسم االحتفال وأنتي هنا تقيسين محيط الخصر وكم كيلو ودك تفرطين‬
‫فيه‬
‫اقتربت بذات الذبول لتنطق بإصرار ‪ :‬أنت ودك بفراقي ؟‬
‫زمت خصرها ولفت للجدار وهي ترفع خصلتها لتعض فمها ‪ ،‬الوضع كان‬
‫قاسي جدا ً له ولها ‪ :‬يعني معقولة للحين اسأل هالسؤال وجوابه واضح‬
‫جوابه واضح من خمس سنين مو بس اليوم !‬
‫خنقته في زاوية اللوم والحزن من أجلها هي بعد زلة لسان من المستحيل‬
‫تداركها ‪ :‬قرفان‬
‫لفت له وهي تمسح عنقها بإختناق ألول مرة يظهر جزء من تفاعالتها ‪،‬‬
‫كان جمودها رحمة وردودها القاسية كانت مثل مفتاح يغريه للتمادي‬
‫واإلندفاع معها لكن اآلن هذا الجزء بالذات كان قاتل وخانق وعابث ‪ ،‬بعثر‬
‫كل سنواته الخمس الغاضبة ومع ذلك أكمل بقناعه المعتاد بشخصيته‬
‫بحضورها بتفاعالته‬
‫بوجودها ‪ :‬اعتبريها مزحة ثقيلة‬
‫لفت للمرآه لتكمل ترتيب حاجبيها ‪ :‬اعتبرني تقبلتها‬
‫تسمر بمكانه يراقب خطواتها الثقيلة وهي تصنع زينتها مررت الفرشاه‬
‫على خديها لتحرر خصالتها بعد مالفتها ألكثر من ساعة لتنبهر بالنتيجة‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫ألول مرة تجرب هذه الطريقة لشعرها ‪ ،‬عبدالملك من الخلف مبهور من‬
‫شكل شعرها النهائي بكثافته وحيويته بلونه المغري نسائم عطرها المتمردة‬
‫تتراقص بين خصالته لتصل إليه بعبث غاضب ‪ ،‬يبدو أن نسمات العطر‬
‫تريد اإلقتصاص من ثورته العابثة قبل دقائق لفت له لتندهش من وجوده‬
‫هنا ‪ :‬بعدك مارحت ؟‬
‫أخفى دهشته األولى إلكتشافه الوليد للبهاء الفتان أخفى عالمات التعجب‬
‫التي تطاولت تريد اختراق اللحظة لتخبرها كم أنها حسناء !‬
‫تكاد تذوب أوصاله من فرط اإلنبهار ‪ ،‬عينيها اللوزية قصة أخرى !‬
‫المعة وكأن حسنها تطرز بنجوم السماوات ‪ ،‬فستانها األسود كليل الشتاء‬
‫يرسل تيارات عابثة تستخرج الجوى وتفتك بالقلوب ‪ ،‬توقفت نداءات‬
‫التعجب ألنه استدار بوجه التيار يريد النجاة اليريد أن يقع ضحية سهمها‬
‫القاتل ضرب الباب وهي ضحكت تعرف حجم خطورتها بعد ماتبالغ‬
‫بزينتها لتنطق ‪ :‬هذا وأنا معتبرتها زينة خفيفة ضحكت ‪:‬الخفيف وهللا أنت‬
‫ياعبدالملك ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هذه االرض الرمادية الممتدة تحت عينيها ليست من تبعات هوى القلب وال‬
‫تبعات سهر الروح ‪ ،‬هذه أرض يحكمها الوجع بسلطته والقانون الساري‬
‫فيها هطل العيون ! هذه الهاالت السمراء طبعتها نشوة الهوى هذه ليست‬
‫إال أرض مستعمرة بلذة ملعونة ! هذه المالمح تضاريس أرض مسكونة‬
‫بالهلوسات الشيطانية بالذعر المغلف بنشوة السعادة الواهية ‪ ،‬هذه القهقهات‬
‫ليست إال صرخات الثورة بعد اجتثاث األمان من تلك األرض ليصمد‬
‫اإلستعمار طويالً لتصبح حقا ً بال هوية !‬
‫يمام مدمنة البكاء والعويل والصرخات‬
‫مدمنة التحديق بألم النظرات‬
‫مدمنة الصد والتمنع‬
‫يمام مدمنة مخـدّرات !!!!‬
‫‪ :‬دكتور أنت واثق تمام الثقة ؟‬
‫بغضب طفيف ‪ :‬تشكك بمهنيتي ومصداقيتي لجل تكذب فكرة ببالك‬
‫وتستبعدها قدر اإلمكان ! مع األسف هذي حقيقة استطرد بمهنية بعيدة كل‬
‫البعد عن العواطف‬
‫‪ :‬األدوية حديثة انتاج ومستخدمها مازال برحلة العالج !‬
‫سيجن ورب السماء سيجن !‬
‫خرج وحديث الطبيب يتساقط عليه مثل شظايا طائشة ‪ ،‬ال ليست طائشة بل‬
‫تصوبت بالشكل الصحيح من قناص ثاقب النظرة دقيق‬ ‫ّ‬ ‫رصاصات‬
‫التصويب فعلتها يمام حقا ً فعلتها ‪ ،‬اقتصت للسنين الماضيات ‪ ،‬جمعت‬
‫ثأرها كله في حقيبة واحدة ‪،‬حقيبة وجعها المدسوس تحت غطاء أدوية هل‬
‫تبحث عن العالج حقاً؟‬
‫بكل خطوة يعاوده ذاك الحديث المضني ‪ ،‬ذاك الشرح الغير شافي ‪ ،‬الشرح‬
‫الذي آلم الروح وانتزع عافيتها‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫هذي تستخدم في تهدئة الجهاز العصبي وعالج األرق ونوبات الغضب‬
‫وهذي أدوية مثبتة للمزاج‬
‫وهذي لعالج الفصام واألعراض الذهانية الناتجة عن سحب المخدر من‬
‫الجسم مثل الضالالت ومشاعر االضطهاد وجنون العظمة‬
‫وهذي أدوية تعمل على تقليل الرغبة في التعاطي‬
‫وهذي مسكنات قوية تسكن األ عراض اإلنسحابية‬
‫وهذي مضادات لإلكتئاب !!‬
‫هذي أدوية تستخدم لعالج اإلدمان وتصرف من طبيب معالج بعيادة‬
‫مختصة باإلدمان ‪..‬‬

‫يمام تعبر الغرفة ذهابا ً وإيابا ً ‪ ،‬سرق ماضيها أحدهم هتك ستر أسرارها‬
‫أحدهم ‪ ،‬اقتلعها من مخبأها‬
‫جلست على االرض ‪ ،‬استندت على السرير ‪ ،‬رفعت أرجلها جهة وجهها‬
‫وضمت جسدها برعب حقيقي ‪ ،‬صارت مثل ورقة تتراقص في الهواء‬
‫تتراقص بفعل الجاذبية الحزينة لتعانق السقوط ‪ ،‬هي من متى كانت ثابتة‬
‫؟ محكوم عليها بالعوج المؤبد ‪ ،‬باألوجاع األبدية ‪ ،‬سجن اليمامة ليس‬
‫سجن هذال فحسب ‪ ،‬سجن اليمامة سجن الدنيا ‪ ،‬سجن الهوى ‪ ،‬سجن‬
‫الحظ التعيس وسجن الفقد والهرب والغياب ‪..‬‬
‫ركضت لحقائبها قد تكون اخطأت وغيرت أماكن بعض ممتلكاتها السرية‬
‫لكن ممتلكاتها صارت بيد شخص آخر ‪ :‬آه يمام التعيسة لو يوم يضحك‬
‫بوجهي شيء حلو لو يوم‬
‫دخل سجانها المرعب ‪ ،‬دخل ليدك وحدتها ‪،‬ليجتثت قلبها من مكانه‬
‫بنظراته ‪ ،‬ابتعلت أكبر كمية من اللعاب صار يقترب ويقترب ‪ ،‬صارت‬
‫أنفاسه الثائرة ترسل سمومها الحارة لوجهها وعنقها‪ ،‬اقترب مثل كل مرة‬
‫يتملك جسدها ‪ ،‬مثل الخمس السابقات بسجنه ابتسم ومال بجسده على‬
‫إنتفاضة جسدها ‪ :‬تصدقين يمامة بكل مرة يصرخ فيني ضميري كنت‬
‫أطاوعه وأرجع أمهد لتس طريق الرجعة وأفرش لتس ذراعي وبضلوعي‬
‫أخبيتس عن أطرف نسمة‬
‫بتوجس هتفت ‪ :‬وش مناسبة هالكلمتين هذي؟ أغنية من أغانيك القديمة‬
‫المحبوبة وال نَثر شفته بالورق ؟‬
‫ضحك ومد يده يفتش عن آثار طرية وحديثه ‪ ،‬ينقب عن منفذ عبور أما‬
‫يلصق التهمة ويعلقها فيها أو ببراعة يبريها رد ‪ :‬األغاني كلماتها موزونة‬
‫الشتات اللي بهالكمتين مستحيل يغري له فنان‬
‫صار يقلب يدها بحدة بدون اليدرك ‪ ،‬لكن يمامته مغرية على الدوام تتفنن‬
‫في التعري أمامه وتفلح في اإلغواء دائما ً !‬
‫رفع يدها لو كان هنا أثر مثل ماتوقع كانت تدسه بثياب الفضيلة لكن‬
‫بحدوده يمام أبعد ماتكون عن الفضيلة دائما ً ‪ ،‬رفعها أكثر لتهمس بعد‬
‫ماجعّدت نظراتها بألم حقيقي ‪ :‬هذال وجعتني تدور وش بيدي ؟ تدور خط‬
‫رجعة بشراييني ‪ ،‬بعروق يدي المرسومة ؟ وال تدور تهمة عشان تلصقها‬
‫فيني ؟‬
‫ببساطة دنق ليقبل ذراعها بقبالت متتالية رسمها على حدود عروقها ولو‬
‫على أمنياته وصل لقلبها وجذّر قبالته هناك لكنه موجوع ومع هذا الهذيان‬
‫يفرغ جوعه هنا بلحظة مثل هذه‬
‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬
‫‪ :‬أدور دليل قاطع أما يوصلتس لساحة القصاص أو لساحة قلبي‬
‫خرج وضرب الباب بحدة‬
‫تهاوت وبكت ‪ ،‬هذال عرف بسرها ‪ ،‬عرف بماضيها المضني األسود‬
‫الكريه البائس ‪ ،‬لن تعترف لن تقر أمامه سجن اليمامة أصبح مهدد ! ساحة‬
‫حريتها هي ساحة القصاص !!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الوضع مهول وخانق لعزيزة ‪ ،‬مخيف وأثار نوبة ذعر داخلية وخارجية‬
‫لشفق المرتدية رداء الذنب بأكمله‬
‫ضاري يقف بعيدا ً هذا األمر اليعنيه لكن بالنسبة له ممتع وهذا المهم‬
‫عزيزة بجاللها وبرقعها منتصبة كأنها راية انتصار بينما الموقف كل‬
‫الموقف يستدعي الخجل والعويل على شرف عائلة كاملة هتفت بحدة ‪:‬‬
‫وينه رايد ؟ ‪ ...‬لكنتها البدوية جعلتها تنطق هذا االسم بهذه الطريقة ‪ ..‬وينه‬
‫اللي ماصان العهد وال الود وينه؟‬

‫نايف بنبرة ثقيلة ‪ :‬اهدي عزيزة‬


‫لفت له بحدة ‪ :‬وشلون أهدى وأنت مخبي عني هالفضيحة واسمعها من‬
‫غيرك وشلون‬
‫صارت أصابع اإلتهام متجهه نحوه بأنوثة قاتلة جعلته يرتد للخلف صامتا ً‬
‫نادما ً على مافعله بحقها ‪ ،‬صمت عن الموقف ليحضر شخص آخر‬
‫ويخبرها بكل الحقائق المخزية بدون رأفة‬
‫شفق متمسكة بنايف من الخلف ‪ ،‬غرست رأسها بقماش ثوبه بصوت‬
‫اختفى بفعل البكاء ‪ :‬عمي نايف أنا بوجهك من أمي بتذبحني وهللا بتذبحني‬
‫حضر رائد المرتدي وشاح الرجولة بعد ماذبه ليلة األمس ‪ ،‬حاضر بكل‬
‫عقالنية بعد ما تجرد من إدراكه ليلة األمس ‪ ،‬يقف اآلن مكذبا ً لكل ماحدث‬
‫بحضوره وتفاعالته !‬
‫مشت عزيزة بخطوات ثائرة جهة ابنتها الملتصقة بنايف ‪ ،‬جذبتها لتصلب‬
‫طولها بحدة وبحزم ثائر‬
‫نطقت ‪ :‬يومك تبيها ومستعجل ليه تنط الدرايش؟ هذا وعدك يوم قلت شفق‬
‫بالحفظ والصون ؟‬
‫بوجوم وهي تضغط ذراع ابنتها بدون أي حرف آخر نطقت ‪ :‬طلقها‬
‫بالثالث والحين !‬
‫ميل جسمه بإستمتاع ‪ ،‬جس نبض نيتها ومقصدها منذ دخوله هنا لتفجرها‬
‫بدون مقدمات نيتها تختبره ال أكثر هل هو جسور أو هارب وبالفعل نجح‬
‫بإختبارها بعد مارمى اليمين ثالث مرات رمى يمينه وكأنه عارف النهاية‬
‫هذه ومستعد لها !‬
‫هذا الخبيث يعبث بصغيرتها دخل حياتها وبعدما نهب سعادتها وعبث‬
‫بأحالمها تركها تصارع الخيبة منه بعيون مفتوحة وبفم عجز ينطق حتى‬
‫بشهقة تنقذها من هذا األختناق !‬
‫ضاري قفز مثل الملدوغ ‪ ،‬مواقف الشرف تثير حميته صرخ بعد مالكمه‬
‫بقبضته المتمرسة على البطش والضرب ‪ :‬ايا الخاسي يالخايب تلعب‬
‫بالبنيات وتخليهن هذي مرجلتك ؟ هذي مرجلتك ؟‬
‫ضربه وضربه وضربه قفز هالل ونايف خلفه لتصرخ عزيزة بحدة‬
‫صامدة ‪ :‬اتركه يا ضاري ماهو بوعيه للحين يوم يفوق بيعرف قيمة‬
‫الخساير اللي اهدرها بشرابه‬
‫رفع نفسه وهو يمسح الدم المتناثر على وجهه وأطراف فمه‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫ضاري مذهول بالفعل ! عزيزة التبذل أي مجهود ال بالصوت العالي وال‬
‫بتفاعالت جسدها ومع ذلك تعير نبرتها الصلبة كل حواسك وتنصاع‬
‫بإنسيابية لمطالبها‬
‫تركت ابنتها تعد الخساير المهدرة من قبل رائد تعدها بمفردها ونايف مشى‬
‫خلفها بتوجس عظيم جدا ً‬
‫ضاري رمقها برحمة مدفونة ألنه يعرف حجم خطأها ومع ذلك رحمها ‪،‬‬
‫ترك الساحة لهالل المبتسم بتشفي من النتيجة التي توقعها هو بمفرده‬
‫لينطق بتهكم ربما تعيه الحقا ً ‪ :‬هذي نهاية متوقعة هللا يعينك على الباقي من‬
‫عمرك‬
‫تركها لنفسها وهي تقص أثر خطواته ‪ ،‬لم تقرأ تعابير وجهه ‪ ،‬الصورة‬
‫مطموسة لكن كلماته أصابتها في مقتل‬
‫نهضت وهي تنفض جاللها لتدخل البيت وتتوجه لقسمها وهي مازالت‬
‫تحصي الخسائر ولن تنتهي من العد ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نايف في األعلى ينتظرها تخرج من الحمام وتتخبى داخل صدره تحتمي‬
‫به عن لوعة الموقف مثل ماسبقتها شفق وفعلتها ‪ ،‬خرجت وهي تنشف‬
‫وجهها استفرغت الماء بعد ماصامت عن األكل يوم كامل بسبب األخبار‬
‫التي زج بها هالل ابن خزاري ‪ ،‬نيته يحذرها من خطط رائد األخرى في‬
‫القضاء على حياة ابنتها وبالفعل نجح ‪ ،‬لتنتهي القصة لكن أثرها لم يذهب‬
‫بعد ‪ ،‬أثرها قاسي وجذوره ممتدة ‪ ،‬بإعياء رمت نفسها بحضن نايف‬
‫لتنتحب لتبكي كل الصمود على صدره هو ‪ ،‬يكفي تظاهر يكفي تح ّمل‬
‫أعباء البد من مواجهه البكاء وبالفعل نقطة اللقاء كانت صدره هو ‪:‬بنتي‬
‫ضاعت مني وشلون كل شيء يتالشى برمشة عين وشلون‬
‫لم يرد تركها تخبره بكل شيء كيف تفانت حتى تصنع بداخل ابنتها قيم‬
‫كثيرة ومبادئ اليمكن تحيد عنها كيف بهذه السهولة استطاعت تجاوز كل‬
‫مافعلته والدتها من أجلها !!‬
‫رفعت نفسها بعد مضي دقائق طويلة ‪ ،‬نايف اعتاد من مدة طويلة يكون‬
‫مرفأ أمان ‪ ،‬اعتاد على اإلحتواء والتعامل بحنان مبالغ فيه ‪ ،‬لكن مع‬
‫عزيزة الوضع مغاير تماما ً ‪ ،‬يحتاج ورقة مطعّمة باإلرشادات ‪ ،‬طريقة‬
‫خاصة ومرقمة ‪ ،‬كيف يتعامل مع أول أنثى عائدة لقلبه ؟ للجدب المستقر‬
‫داخل أجزاء جسده من مدة طويلة ‪ ،‬لطالما عاش مع أشكال وأمزجة‬
‫وألوان هنا وهناك لكن هنا أنثى !‬
‫رفع وجهها الباكي جهة وجهه المرتسمة عليه تعابير التعاطف من أجلها‬
‫ليهتف ‪ :‬يكفي عزيزة‬
‫مسح جزء من خدها برفق مدروس يخاف يخدش هذه األنثى ‪ ،‬ربما في‬
‫إرشادات التعامل التي يجهلها هذه اللمسة تتسب في بقعة أو أثر مستديم‬
‫يبقى معها طوال العمر ‪ ،‬اليالم هذه أول خطواته في التعامل مع موقف‬
‫باكي إلمرأه عائدة لقلبه همس ‪ :‬على األقل كل شيء كان حالل لو‬
‫تجاوزت عرف عزيزة وأهلها بنتك تعلمت درس اليوم لباقي حياتها‬
‫ببكاء أدمى قلبه ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫وش عقبه وش عقبه ياشماتة أمي فيني أنت ماعمرك سمعتها وهي تعذرب‬
‫وتلوم وهذي أم وش بقى للناس وأهلنا ياسواد وجهي بينهم‬
‫انخرطت من جديد في نوبة جديدة ‪،‬وصل للرمق األخير من إحتمال هذه‬
‫التيارات القاسية ‪ ،‬مشى جهة الشرفة يستنشق هواء ‪ ،‬يعيد توازن أنفاسه ‪،‬‬
‫رفع رأسه هذه األيام القاسية بالغت في إيالمه هو لم يشفى من جرح الفقد‬
‫ودموع عزيزة اآلن خلّفت جرح جديد بجانب جرح والده‬
‫عزيزه شعرت أنها بالغت وتعدت على آالمه ألنه لم يخرج من حزنه بعد‬
‫لتزج بهذا األلم داخله بدون اكتراث ‪ ،‬اقتربت لتطوقه من الخلف وضعت‬
‫رأسها على ظهره وهو يستند على سور الشرفة ‪ ،‬شعر بهبوط حاني مثل‬
‫مسافر عاد من غربه لموطنه المحبوب التقاء هذه األيادي وعناقها كان‬
‫عناق للروح وكأنها ضمدت قلبه ‪ ،‬محت جروح عتيقة ‪ ،‬تسللت للوحدة‬
‫القاتمة وقضت عليها ‪ ،‬هذا الطوق األنثوي كان بمثابة طوق نجاة ‪:‬‬
‫سامحني‬
‫لف لها ضم وجهها بيدينه لتكمل ‪ :‬أنا أكثر شخص يدور ألي شيء يسعده‬
‫ويتمسك فيه من جيتك هنا وأنا والنكد والقرادة مانفترق‬
‫تبسم رغما ً عنه وبتالعب فخم ‪ :‬وهذا الحضن تدرجينه تحت مسمى النكد‬
‫والقرادة ؟ ودي اصير طول العمر مقرود‬
‫نايف العائش بصحراء قاحلة بعد ماالحظ خجلها الفاخر نطق بجدية‪:‬‬
‫موضوع شفق ومايجيها بوجهي‬
‫ضرب صدره بمعنى انتهى‬
‫هو هذا نايف يتبنى كل األشياء التي تعكر صفو عائلته يأخذ مشاكلهم‬
‫ويتصدى للدموع وهو بمفرده من يتلقى كل التبعات ‪. ..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عادت لبسطة السوق ولبراقعها ‪ ،‬نفضت الغبار المتراكم على سيارتها‬
‫وعلى بضاعتها ‪ ،‬اليوم بداية جديدة ‪ ،‬خرجت للحياة بدون أب ينتظرها ‪،‬‬
‫ينتظر وجباته المفضلة ‪ ،‬بدون سجائره وركام أعقابها بعد ماتستغرق وقت‬
‫طويل وهي تنظف مكان حداده الطويل وتقنعه بالخروج للحياة ‪ ،‬نفضت‬
‫مايؤلمها اليوم البد تكون أقوى عن سنينها الماضيات وعن أيام الفقد بعد‬
‫ماسرقت منها جلدها وصارت تبكي بكل وقت وكل حين‬
‫رفعت جوالها القديم تملك رصيد قليل اليهم المهم توصل لمبتغاها ‪ :‬الو‬
‫ياخالة تسمعيني‬
‫ام سرور مستغربة الصوت لتكمل عذبا بعجالة ‪ :‬ياخالة ماعندي رصيد‬
‫كافي ابيتس تمريني البسطة عندي أمانة بكيسن حمر تسانتس تذكرينها‬
‫لزوم تمريني اليوم سمعتيني فهمتيني ؟‬
‫أقفلت الخط وزفرت ‪ ،‬الجو صار مربك ‪ ،‬كل األشياء صارت مربكة ‪،‬‬
‫أصوات الخطاوي والنظرات ‪ ،‬حتى الضحكات ‪ ،‬تعوذت من الشيطان‬
‫وصارت تقرأ بنبره خافتة قصار السور وبعض اآليات ‪ ،‬البد ينشرح‬
‫خاطرها وتواجه ضيق الحياة ‪ ،‬البد تكون قوية البد‬
‫مرت ساعة وساعتين الساعة الثالثة أوشكت على المغادرة ‪ ،‬ل ّمت حاجياتها‬
‫وهي ترفع البراقع وتجمعها بأكياس كبيرة ‪ ،‬لمحت قدوم ام سرور‬
‫وولدها‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫ام سرور عندها رغبات ومطامع جديدة وبشفافية داهمتها ‪ :‬جيت ماهي‬
‫رغبة باألمانة ‪ ،‬الكيس الحمر باللي فيه ودي يصير مهر ودي اخطبتس‬
‫لوليدي هاللي تشوفينه هناك عرفتيه‬
‫رفعت عينها جهة سرور البعيد ‪ ،‬اقترب بخطوات متخاذلة ‪ ،‬دقات قلبه‬
‫ورجفة يدينه ابتالعه للريق الجاف وكل تفاعالته اآلن تفاعالت عاشق‬
‫هتف بنبرة‬
‫ثقيلة ‪ :‬خلصتي يمه ؟‬
‫أمه بعمق وتره ‪ :‬مابعد قضيت خاطرك فيها يابوي ؟‬
‫دنق ألمه وبحدة عميقة همس ‪ :‬يمه وش جاتس هللا يهديتس تتعاملين معها‬
‫وكأنها دمية التعقد وال تحل البنت اجودية التضيقين عليها الوسعية‬
‫دخيلتس يمه‬
‫نبرته كانت كافية ‪ ،‬نبرته أوصلت كل شيء كان مخبى ومدفون هتفت ‪:‬‬
‫خاطرك فيها وتهواها‬
‫هتف بحدة بنبرة خافتة مخيفة ‪ :‬انتي جيتي هنيا ودتس تشترين براقع وأنا‬
‫سايرت مطالبتس لكن دايم تتخطين شعوري وشوري ‪ ،‬اللي قدامتس يمه‬
‫بنية ماهي بضاعة تنباع وتشترى‬
‫قاطعت الحديث الخافت بحزم غريب أثار كل األشياء المدفونة بصدره‬
‫وزعزعها ‪ :‬ياخالة يوم قلت لتس تجيني ابي اسلّم لتس هالقريشات ألنها‬
‫ماتلزمني أنا أبيع وأشتري بالحالل وهذي بُنيت على كذبة صدقوها العرب‬
‫وتداولوها أنا بنت عادية ماني بمعجزة وتراي الحين على ذمة رجال‬
‫وببطني وليده والحين ابيتس تاخذين غريضاتس وتتركيني‬
‫ام سرور بإحراج هتفت ‪ :‬السموحة يابنية ماكنت اعلم والحين صار عندي‬
‫علم الولد ان كانه ماتعافى من هالمعجزة اللي تقولينها وليدي تعافى من‬
‫الحب لكن الطريق اللي يوصل لتس صار مسدود هللا يوفقتس ويرضى‬
‫عليتس والقريشات اعتبريها هدية وهللا ماترجع لي‬
‫تركت السوق وعذبا مذهولة الموقف غريب وردة فعل ام سرور أغرب‬
‫وأغرب ‪ ،‬تجهل اساميهم و تجهل كل شيء متعلق فيهم ‪ ،‬لكن عرفت شيء‬
‫‪ ،‬عرفت نظرات الحب المتدفقة منه على استحياء ‪ ،‬عرفت أنه شخص‬
‫حب له أنثى مستحيلة ‪ ،‬زودت العيار رفعت السقف العالي واختلقت قصة‬
‫الحمل ‪ ،‬تريد النجاة ال أكثر وال أقل ‪ ،‬حملت بضاعتها وخرجت من‬
‫السوق وسرور بالسيارة لف ألمه وبعتب جريح هتف ‪ :‬هذا اللي جنيناه يمه‬
‫من هالجيه البخيلة شوف وحر جوف شوف وحر جوف‬
‫امه بأسى بنبرة معتذرة قالت ‪ :‬وهللا ماطرى لي اروح هي اللي اتصلت‬
‫فيني ولزمت على هالجية‬
‫سرور بعتب مستمر ‪ :‬بتار موجود والسايق موجود كنت أظن الشعور‬
‫المدفون بصدري وحده يكفيني شوفتها أوجعت لي قليبي يمه‬
‫صمتت أمه وبجمود عينها على الطريق وهو بنفس الجمود صار يتصارع‬
‫مع يأسه ووجعه الجديد ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫الحظ أن بفمها كالم ‪ ،‬نظراتها تحمل طلب خجول لينطق ‪ :‬ناقصك شيء‬
‫بالعادة تكتبين قائمة اإلحتياجات على ورق وأحيان تطول وتصير ورقتين‬
‫؟‬
‫ضحكت ‪ :‬الظاهر كل قرش صرفته حافظه أنت بعد على ورق اعترف‬
‫عشان نتحاسب بعدين‬
‫طول وهو يمسحها بنظراته ليرد ‪ :‬وش قصدك ببعدين ؟‬
‫تأففت ‪ :‬شيم جاتها وظيفة تعليمية بمنطقة شوي بعيدة يعني تقدر تقول شبه‬
‫قرية قلت انا وانت نوصلها ونتطمن على وضعها بالسكن ونأمن احتياجاتها‬
‫ونرجع بنفس اليوم هاه وش قلت ؟‬
‫راقت له الفكرة منذ زواجهم لم يستفرد بها !‬
‫رد ‪ :‬اللي يريحكم تم بس التعلمين بنات نهلة‬
‫ضحكت تعرف السبب ‪ :‬مصاريفهن أكثر من مصاريفي احمد ربك أني‬
‫ماراح أثقل عليك باقي العمر‬
‫يبدو ان مزحته الثقيلة مازالت متشبثه بأوردتها هتف ‪:‬جيداء حاولي‬
‫تتناسين الزلة ألنها صارت تتقاسم معنا حياتنا‬
‫بعتاب صريح ‪ :‬وانت تسمي اللي عايشينه حياة ؟ امك بكل دقة تغني لها‬
‫موال وكل ماشافت ان الملعب صار لنا ترمي كورها االحتياط حيل‬
‫وافتراءات جديدة وتخيالت مالها معنى‬
‫يعرف كل ماقالته بالحرف ‪ ،‬يعرفه كل حيل أمه وخطواتها الجادة في صنع‬
‫حائط صلب بينه وبينها نطق ‪ :‬كلمي شيم تجهز نفسها وجهزي أغراضنا‬
‫بشنطة صغيرة يمكن يجوز لنا وضع الهروب ونمدد الرحلة !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الوقت ليل وشروق غادرتها من نصف ساعة‪ ،‬توجست من دقة الباب‬
‫ومن إصرار هذا الزائر ألنه استمر بطرقاته بعد ماتجاهلت الصوت ‪،‬‬
‫وضعت جاللها على رأسها وقالت بهمس متوتر ‪ :‬من ؟‬
‫رف قلبها لصوته الثقيل من خلف الباب ‪ ،‬لنبرته الباسمة وهو يقول ‪:‬‬
‫ابتدت قصتنا ورى هالبيبان والظاهر وقفة البيبان مطولة‬
‫فشلت وهي تحاول تسيطر على لهفتها ودقات قلبها المتواثبة ‪ :‬مالها لزمة‬
‫ياولد الشيخ ماني بعازة لهالوقفة‬
‫ببرود وهو يواجه صدها ‪ :‬من شوين ( قبل شوي ) كلمت سلطان خذي‬
‫من الدكان اللي ودتس فيه وتشتهينه وان تسان ( كان ) بوه ِشين ( شيء )‬
‫غير مقاضي الدكان ارسلي على رقمي خزنته قبل تطلعين‬
‫كتمت عبرتها ‪ ،‬الغصة المتضخمة منعتها تخبره بأشواقها وباألرق الجديد‬
‫المصاحب للياليها بعد ماكانت تتوسد ذراعه وتنام للفجر ‪ ،‬منعتها تخبره‬
‫بخوفها الجديد وتساقط أوراقها ‪ ،‬ابتلعتها وكحت لينطق بدون شعور ‪ :‬بسم‬
‫هللا على قلبتس‬
‫بصوت متوجع ‪ :‬علمهم اليعادوني يانوفل مابي غير األمان مابي شيء‬
‫منهم ماني طمعانة ال بالود وال بالجيرة ابي يفكوني من رداهم واسلم من‬
‫حتسيهم اللي يوجع حيل‬
‫نوفل بحمية غاضبة ‪ :‬وجعو لتس قلبتس ؟‬
‫ياهلل كل ما اجتمعت بقوتها نوفل بحضوره يشتت كل قواها وتصير هشة‬
‫قابلة للبكاء ردت ‪ :‬خالص يانوفل ابعد من هنيا ماني ناقصة عذاريب وقيل‬
‫وقال والطلبات وكل شيء ينقصني برسله لك بالرسايل بس روح من هنا‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫مازال غاضب ومتوعد لكل شخص أذاها ‪ :‬بعلم صيتة تجي يمتس واهل‬
‫الحتسي اللي يعذربون اتركيهم لي‬
‫عذبا بوجع مستمر ‪ :‬مابي صيتة التشوفني وال اشوفها ابي فراقها فراقها‬
‫اشتريه بماي العين‬
‫تصنم بمكانه من انهيارها ومن غضبها الكبير وكراهيتها الجديدة بحق‬
‫صيتة ‪ :‬اهدي التبتسين‬
‫وكالعادة يتخطى األسباب ويسترضيها بالحديث فقط طريقة كالمه ونبرته‬
‫كلها بمثابة المهدئات ‪ ،‬يتخدر وجعها وهذا التأثير يحضر بحضوره‬
‫ويتالشى كل شيء بغيابه ‪ ،‬هو لم يلمس بعد أساس وجعها ‪ ،‬لم ولن تفصح‬
‫عن سرها ألنه بخل بكلمة فقط ‪ ،‬لن تثق لن تطلب المزيد ‪..‬‬
‫أهل ديرتها رجعو يعادونها بعد ما انتشر خبر طالقها صار القيل والقال‬
‫ينهش راحتها ‪ ،‬صار حديثهم بحقها وحق ضاري يتزايد ويؤذيها ‪ ،‬ركضت‬
‫للغرفة وهي تبكي بلوعة وحسرة مستحيل تفارقها ‪ ،‬ضغطت رقم قديم‬
‫محتفظه فيه بكل حواسها ‪ ،‬حاجتها المل ّحة أجبرتها تستجدي الراحلين بال‬
‫سبب كما تعتقد هي ‪ :‬ألو نايف وينك جارت الدنيا على اختك شعرة قلبك‬
‫مثل ماكنت تقول‬
‫بكت لتنطق ‪ :‬كل شيء صار باهت الحاضر اللي يقولون عنه مزهر صار‬
‫باهت بدون لون الماضي اللي راح بطعمه ولونه وحنيته كلهم راحو من‬
‫يديني وبقيت لحالي‬
‫نايف تعال خذني من هالضيم قبل اضيع !‬
‫وصلها صوت عميق ومتأثر غريب ورقم نايف صار مثل االشياء القديمة‬
‫التي غادرتها ‪ :‬هللا يعينك ويجبر خاطرك‬
‫اقفلت الخط وانكبت على وجهها تبكي وجعها المتجدد مرة أخرى بدون‬
‫نهاية ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫خرج يجهز السيارة وجيداء كعادتها البطيئة تنهي آخر تجهيزاتها على أقل‬
‫من مهلها ‪ ،‬تأفف وبسرعة اندفع للداخل ليصرخ ‪ :‬جيداء‬
‫جيداء من المطبخ جاوبته بصوت عال ‪ :‬هنا هنا قاعدة اجهز عزبة القهوة‬
‫ليتجه نحوها بسرعة ‪ :‬وينك يابنت الحالل الشمس صارت بكبد السما‬
‫ترتب على أقل من مهلها بتركيز وكأنها تحل مسأله حسابية ‪ :‬أنت هللا‬
‫يسامحك مصر نطلع من الصبح وش اللي ورانا عشان نراكض ؟‬
‫عقد يدينه وهو ينتظرها‪ ،‬استسلم لوضعها البطيء ليخرج عن صمته‬
‫بسرعة ‪ :‬وش تسوين كلنا على بعضنا ثالثة من بياكل كل هاالصناف ؟‬
‫جيداء بنبرة حنونة ‪ :‬هذي لشيم تتسلى فيها سويت كم صنف تحبه والباقي‬
‫للخط التناظر شيل‬
‫عجيييب ! داهمها وهو يقول ‪ :‬كنت أظنك عايشة في منطقة رمادية اسمها‬
‫الال شعور !‬
‫تخصرت وردت ‪ :‬بعدك مادخلت حدودي السبيشل وأحكامك على منطقتك‬
‫الرمادية فقط اتركنا من الالشعور وبشرني أمور الرحلة مستتبه؟‬
‫غمز بضحكة ‪ :‬نهلة بعالم األحالم الحين التخافين منها خافي من فريق‬
‫األلف‬
‫حاولت تتمالك ضحكتها لكن فشلت لتضحك وتهتز من طريقته الكوميدية‬
‫الجديدة نوعا ً ما‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫هو ثبت بمكانه يريد التوازن قدر اإلمكان ألنه أخل بالوعود بينه وبين‬
‫نفسه وتأثر من ضحكاتها ‪ ،‬وبما انه خالف نظام قلبه البد يكمل سلسلة‬
‫التمرد ويستمتع هتف ‪ :‬المنطقة الرمادية فيها مكان لإلبتسامات الجميلة ؟‬
‫ألني لقيت لوحة وكنت أظنها منطقة مهجورة‬
‫رفعت حاجبيها لتنطق بإستمتاع ‪ :‬ال منطقة قيد التأسيس والمؤسس بكيفه‬
‫يايكملها ياتصير مهجورة بالفعل‬
‫تحركت وهو ضحك من سذاجته هو كان يظنها محدودة الفكر والمنطق‬
‫كان يظن حدودها ضيقة بين قدورها المفضلة و مسلسالتها العتيقة‬
‫خرج ليشاركها الصدمة وبالفعل فريق األلف ولو كان ناقص كان ينتظر‬
‫عند باب البيت ‪ ،‬أشجان أنفال أمنية !‬

‫‪ :‬أمي قالت رحلة عائلية !‬


‫لف لجيداء الجامدة الثابتة الخالية من أي تعابير يقدر يحدد من خاللها‬
‫شعورها هتفت أمنية بعد ما تغيرت تعابيرها لخجل عظيم ‪ :‬واضح رحلة‬
‫خاصة هللا يسامح أمي آسفين خالي عبود بنرجع البيت ياهلل بنات‬
‫عبدالملك مستحيل يكسر رغبات البنيات خصوصا ً انه صار مسؤول عن‬
‫أي شيء متعلق فيهن ‪ :‬ياهلل مشينا الرحلة لشيم بنوصلها لمكان عملها‬
‫الجديد وراجعين‬
‫هتفت جيداء بتهكم غير ظاهر بالطبع طريقتها في اتخاذ المواقف سرية‬
‫اليمكن فهمها ‪ :‬شفت عندي بعد نظر يوم أخذت درزن الفناجيل وكثرت‬
‫االصناف ! ياهلل بنات طولنا وشيم تنتظرنا ‪..‬‬

‫عند مجمع تجاري اوقف الرحلة بسبب دخول وقت الصالة وبعد مافرغ‬
‫من صالته انتظر لدقائق خمس نسوة بالطبع سينتظر أكثر انصدم من‬
‫اتصال يمام بوقت مثل هذا كان يظن انها تخلصت من كل شيء حتى رقمه‬
‫المرسوم بجوالها وصله صوتها‬
‫الباكي ‪ :‬عبدالملك هذال عرف بالسر هذال لقى شنطة األدوية بس أنا شبه‬
‫تعافيت خايفة تصير هالشنطة حجر عثرة مثل الحجرات المرمية بطريق‬
‫حياتي‬
‫عبدالملك والصدمة حجبت عنه اإلستيعاب حضور جيداء وجلوسها بجانبه‬
‫لم يلفت انتباهه األمر متعلق بيمام بالنبضات الباقية هتف بحدة ‪ :‬مايحق‬
‫ألي أحد بالدنيا يلوم شخص عرف واقر بخطاه وتاب عنه لو استخدم‬
‫هالسر ضدك مستعد اوقف بوجهه ولو تحبين اصير عثرة لحياته بصير‬
‫ألجلك بس اليضيق لك بال التسمحين ألي أحد يلومك تفهمين يمام !‬
‫سقطت علبة الدواء من يد جيداء لتحدث ضجة لينتبه أخيرا ً وبنظرات بدون‬
‫هوية يقدر يخمن أي شعور من خاللها هتفت ‪ :‬وش المستجدات بهالقضية‬
‫األزلية ؟ الظاهر انه محكوم علينا نعيش حنا الثالثة تحت سقف هالزواج‬
‫ليوم الحساب منك هلل ياعبدالملك‬
‫تشنج وجهه من آخر كلمة ‪ ،‬نبرتها عادية بل باردة مثل الثلج نظراتها‬
‫رمادية بدون لون يقدر يقتنص من خالله ردة فعل ويحللها ‪ :‬الظاهر‬
‫هالرحلة بتصير وبال علينا من يوم عتبنا الباب الكبير ويدي على قلبي‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫صدم من ثرثرتها الخالية من المن ّكهات يبدو انها تستخدم الملوحة فقط‬
‫تدس كلمات مالحة ‪ ،‬تنثر الملح وتذره على األوجاع توجع نفسها بذات‬
‫الملوحة بدون أي إضافات أخرى ومع ذلك تنجح تنجح ‪،‬تتوغل ويصل‬
‫معها لذروة األلم ‪ ،‬حرك يده من حضنه جهة يدها الغافية بحضنها ‪ ،‬يدها‬
‫القابلة للتقبيل ‪ ،‬شهية هذه األصابع وكأنها مغطاة بغيوم ثلجية‪ ،‬وكأنها‬
‫حلوى القطن الوردية ‪ ،‬انصدم وهو يراها تسحب يدها لتغطيها بكمها ‪،‬‬
‫لتغمرها عن تعاطفه المباغت أكيد شعور عابر مجرد ثواني وبيذبل أكيد‬
‫لحظة هوى ألن أطرافها مغرية للنظر واللمس ‪ ،‬اقترب بوجهه جهة‬
‫عينيها التي تحمل سر ثقيل ‪ ،‬تحمل تخمة من الدمعات وكأنها بحيرة‬
‫صغيرة لكن بإمكانها اغراقه‬
‫أوبااااااا !‬
‫خالي عبود ! هذي المداهمة الثانية‬
‫أشجان بمرح فاشل وصلتها الحمم الملتهبة ‪ ،‬قطعت اللحظة الخارقة لطبيعة‬
‫عبدالملك وطبيعة جيداء قطعتها بمرح تمثيلي من أجل انقاذ طرف ما‬
‫زفر عبدالملك ‪ :‬أشجان سيدة هاللحظات العظيمة أشجان سيدة التنافر‬
‫الكل حضر والكل الحظ الجو المشحون نطقت أمنية ‪:‬خالي سوري تأخرنا‬
‫بس السوبر ماركت مغري جيداء جبت لك الشوكلت اللي تحبينه جبت‬
‫كرتون منه‬
‫جيداء بعد ماحمحمت ‪ :‬جا بوقته مشكورة أمنية انقذتيني‬
‫لم تفهم أمنية ‪ ،‬مدت الكرتون لها وعبدالملك واصل طريقه وعينه عليها ‪،‬‬
‫تفك وتأكل تفك وتأكل ‪ ،‬كومة األكياس الفارغة أشعلت قهره من نفسه‬
‫وقهره من أجلها هي ‪..‬‬
‫وصلت سيارتهم لمفرق الطريق المؤدي للقرية هي اشبه بمحافظة صغيرة‪،‬‬
‫البيوت فيها منظمة بشكل ملفت ‪ ،‬وصل بها وهو يتبع خريطة الطريق ‪،‬‬
‫بالكاد قدر يجمع شتات أفكارة ويركز مع مسار الرحلة ‪ ،‬مسارها المضني‬
‫أشغله مسارها ‪ ،‬المختنق بتعرجات طويلة بطرق مسدودة ‪ ،‬مسار بدون‬
‫وجهه محددة ‪ ،‬بدون مفترق طرق ‪ ،‬مسار ممتدة فيه األشواك ‪ ،‬هذه‬
‫المغامرات النهاية لها ‪ ،‬استيقظ على صوت‬
‫شيم ‪ :‬وصلت خير هذا هو البيت‬
‫نزلت جيداء ومعها البنات ‪ ،‬شيم فتحت باب البيت نزل وحمل معها كل‬
‫األشياء الحقائب وحافظات الحلو المصنوعة بيد جيداء مشتريات السوبر‬
‫ماركت وأخيرا ً حقيبتها الصغيرة هتف وهو مذهول كيف تسكن بمفردها‬
‫في بيت كبير مثل‬
‫هذا ‪ :‬هذا البيت متأكدة ؟‬
‫بتأكيد ‪ :‬ايه اهله أجاويد يقال لهم عيال المطوع ولدهم راعي هالبيت ماتت‬
‫زوجته ليلة الزفاف وقفل هالبيت بشكل نهائي‬
‫‪ :‬ماتخافين ؟‬
‫ضحكت ؛ من وش ؟ األرواح اللي فيه ؟ ياكثر الخرافات المتعلقة باألموات‬
‫قلبي حديد التخاف بعدين ايجاره مغري وترى اهله معي بنفس السور هذا‬
‫بيتهم‬
‫اشارت للجهه األخرى لتنطق جيداء بصوت‬
‫مرهق ‪ :‬ننام ونحرك بعد الظهر ألن حيلي انهد‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:25 2022/23/9[ ,‬‬


‫هنا عرف انها اوجاعها الشهرية ليرد ‪ :‬قبل تنامين بنروح المستشفى لمحته‬
‫بجنب الطريق شيم خذي البنات وقفلو الباب زين‬
‫ضحكت شيم ‪ :‬ياحليلك يا عبود ‪ ،‬بعدين وش بتسوي ؟ بتعلق صورتك‬
‫بالباب وبتروح ؟‬
‫ضحك ‪ :‬ان كان هالصورة بتحرسك تم نعلقها‬
‫جيداء بتملل ‪ :‬تراه وجع ماقبلها التخاف ماراح اغامر بتعبي وامسك خط‬
‫طويل احب نفسي فوق ماتتخيل‬
‫سبقتهم للداخل وأشجان تصفق بطريقة‬
‫مسرحية ‪ :‬وااااو جيداء األنثى الحديدية ‪ ،‬أنا سيدة التنافر وهي صراحة‬
‫سيدة اإللجام‬
‫ضحك عبدالملك وتطمن بداخله وبداخله أصوات اإلعجاب تتعالى وتنافس‬
‫صوت أسجان المرعج اعتدادها بذاتها ونفسها فعالً يستحق صرخات‬
‫اإلعجاب ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نوفل هرب للشمال ترك عذبا بوسط دائرة اإلنتقام تجذرت أغصانها هنا‬
‫في المنتصف مابين الفراق ومابين الفقد انتظرت طويالً ‪ ،‬انتظرت مقعدها‬
‫الفارغ من بين مقاعد المسافرين لكن ! ‪ ،‬محكوم عليها بالبقاء في سكة‬
‫اإلنتظار بدون ساقي ‪ ،‬الجذع المائل قص نفسه بنفسه اغصانه القديمة‬
‫المتشابكة مع اغصانها استطاع التخلص منها بسهولة ليتركها هنا شجرة‬
‫وحيدة في العتمة !‬
‫ال هواء ال ماء ال عناق !‬
‫خرجت من غرفتها القديمة ببيت والدها كل الذكريات القديمة رجعت بدون‬
‫الراحلين ‪ ،‬ثيابها ومطبخها البسيط وشجيراتها المتوزعة هنا وهناك‬
‫الليلة أجواء ماطرة الصيف األخير لوالدها صار يلوح بالوداع ‪ ،‬وداع‬
‫ممطر يثير الشجن ويستخرجه على صور متفرقة ‪ ،‬تارة دموع وتارة‬
‫زفرات وتارة تحركات عشوائية هنا وهنا وهناك ‪ ،‬لعلها تصادف رياح‬
‫مجنونة تعيد التعانق بين أغصانه وأغصانها !‬
‫مدت يديها لبطنها ُهنا مضغة صغيرة هنا ندم صغير وخط رجعة ‪ ،‬هنا‬
‫تعاد الحسابات هنا جنين !‬
‫زادت سطوة المطر وداع صيف والدها األخير كان قاسي قليالً ألنها‬
‫تخاف من أصوات الرعد ‪ ،‬سورهم المظلم شق الظالم بوسطه نور البرق‬
‫ليعكس نوره على جسديفترش األرض مرتكي على السور بجانب الباب‬
‫يضحك ضحكات شيطانية هذا الكائن المتطفل مثل وباء قاتل ! بدون شعور‬
‫قالت برعب ‪ :‬مشهور ؟‬
‫هذي المرة جزئية طويلة تعمدت اسرف بمواقف جيداء وعذبا ألن في‬
‫قصص ثانية ناوية أركز عليها أكثر بعدين ‪ +‬ردة فعل حذام بموقف شفق‬
‫أكيد راح تكون قاسية ‪ +‬طريقة تعامل هذال الجديدة ‪ +‬قصة عروب‬

‫لطفا ً اعطوها حقها بالتفاعل اشبعو ناظريني ️♥️♥‬

‫روايات ريّانة‪]PM 10:35 2022/4/10[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫‪..‬‬

‫بالمنتصف بين مدينتهم وبين قرية شيم الجديدة بجانب الطريق فرش على‬
‫االٔرض بساطه ليراقب غليان الماء لتجهيز قهوتهم ومن جهة األخرى‬
‫ينتظر الشاي بأن يخدر وبطريقه تفقد جيداء الصامتة الممتل ٔية با ٔحديث لن‬
‫تفصح عنها‪ ،‬يخاف أن يغمسها العتاب أو أن تضيع بين كومة من‬
‫الصرخات على الفا ٔيت وعلى ا ٓ‬
‫الت ‪ ،‬جيداء سيدة التخفي لن تتنازل عن‬
‫ممتلكاتها القاتلة ‪ ( ،‬الصمت والتحديق )‬
‫تداعب خصالتها تعبث به حقا ً أشجان نطقت ‪ :‬الجو حلو نسمات ترد‬
‫الروح بس وال واحد فيكم مبسوط‬
‫أمنية غافية تشبعت من تعاسة النظرات وفضلت الهروب ‪ :‬خالي عبود‬
‫صوتك حلو صارت تدندن الٔن صوتها أيضا ً جميل ‪:‬‬
‫صدقيني عجزت انساك‬
‫عجزت اداري أحزاني‬
‫تمنيت العمر وياك‬
‫واليرخص الٔحد ثاني‬
‫أنا في همي متا ٔسف‬
‫على حبي على أيامي‬
‫أنا من زود مافيني‬
‫تمنيتك في أحالمي‬
‫صدقيني عجزت انساك‬
‫صدقيني عجزت انساك‬
‫لفت جيداء صدت عن صوت االٔغنية جهة الشارع وكل االٔصوات تصرخ‬
‫فيها أبكي أبكي ‪ ،‬عبّري عن القليل من شعورك انفثيه واستسلمي ‪،‬‬
‫اصرخي لهذا الفضاء اصرخي لعتمة السماوات وللنجمات وللشارع الخالي‬
‫ولصوت الليل العتيم ‪ ،‬اصرخي بوجهه ‪،‬‬
‫قولي له ‪ :‬عجزت انساك‬
‫االختباء من جديد ‪ ،‬لفت وهي تعبث بخصالتها لتعبث بقلب‬
‫لكنها فضلت ٕ‬
‫هذا الصامت‬
‫غنت بصوتها العفوي‬
‫لسه في االٔيام أمل مستنيينه‬
‫طول مافي االٔيام في ناس عايشين عشانها‬
‫لسه لالٔحالم بقية مكملينها‬
‫طول مافي احساس قلوبنا مصدقينها‬
‫طول مالسه في ناس بنتدفى بحنانها‬
‫والحاقات الحلوة واخدين بالنا منها‬
‫ضحكت با ٔمل عظيم وتبدد حزن اللحظة ‪ ،‬لكن االٔلم والشجن والصرخات‬
‫وكل مشاعرها القصية كانت تطرق أبوابه العصية ‪ ،‬ضحك ليخلق له‬
‫حاجز مثلها تماما ً لينطق ‪ :‬صوتك يجي منه لكن أشجان الفايزة‬
‫بالفعل أغنيتها فازت بالتنبيش واستخراج أمنيات العمر المدفونة‪ ،‬لتستثير‬
‫الندم ليحزن من جديد وكا ٔنها اعتصرت كدمات القلب دهستها با ٔلحان ناعمة‬
‫من ثغرها العابث ‪ ،‬يدرك خبث أشجان ‪ ،‬يدرك أن هذه الطفلة تمارس لعبة‬
‫أكبر من عمرها هتف بعد ما رفع جزء من وشاحه الثقيل ‪ :‬جيداء اقربي‬
‫أشجان بمرح ‪ :‬وسيدة التنافر عادي تموت من البرد ؟‬
‫موقتة‬
‫جيداء محتاجة لالٕقتراب هرموناتها التعيسة خلقت هشاشة ربما تكون ٔ‬
‫لكن من الضروري التنعم بها زحفت جهته لوت وشاحه على جسمها وهو‬
‫همس بالقرب منها ‪ :‬ليه اشوف الليلة شيء غير عن العادة‬
‫‪ :‬مثل وش ؟‬
‫‪ :‬تعيسه ! أكمل وهو يراقب نظراتها ‪ :‬هشاشة وعبرة تقول الليلة أكون أو‬
‫ال أكون‬
‫ضحكت ! ‪ :‬صدقني ماراح تكون‬

‫روايات ريّانة‪]PM 10:35 2022/4/10[ ,‬‬


‫اقترب اكثر ‪:‬‬
‫اشجان تظاهرت بالنوم مثل اخواتها هتف بحنية غير معتادة ‪ :‬في سر اقدر‬
‫اعرفه الحين ؟‬
‫ببرود ‪ :‬ال الحين وال بعدين هالقرب اليغريك مالك حيلة علي واليمديك أبد‬
‫تتالعب با ٔوراقي‬
‫تركت وشاحه ورجعت لمكانها ‪ ،‬ايه خافت تلين وتبيح بالمغمور ورى‬
‫غالفها الجليدي مستحيل تكشف له ذوبانها الداخلي وتستجدي تعاطفه !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫االنتقام تجذرت أغصانها هنا في‬
‫نوفل هرب للشمال ترك عذبا وسط دا ٔيرة ٕ‬
‫المنتصف مابين الفراق ومابين الفقد انتظرت طويالً ‪ ،‬انتظرت مقعدها‬
‫الفارغ من بين مقاعد المسافرين لكن ! ‪ ،‬محكوم عليها بالبقاء في سكة‬
‫االنتظار بدون ساقي ‪ ،‬الجذع الما ٔيل قص نفسه بنفسه اغصانه القديمة‬
‫ٕ‬
‫المتشابكة مع اغصانها استطاع التخلص منها بسهولة ليتركها هنا شجرة‬
‫وحيدة في العتمة !‬
‫ال هواء ال ماء ال عناق !‬
‫خرجت من غرفتها القديمة في بيت والدها كل الذكريات القديمة عادت‬
‫بدون الراحلين ‪ ،‬ثيابها ومطبخها البسيط وشجيراتها المتوزعة هنا وهناك‬
‫الليلة أجواء ماطرة الصيف االٔخير لوالدها صار يلوح بالوداع وداع ممطر‬
‫يثير الشجن ويستخرجه على صور متفرقة تارة دموع وتارة زفرات وتارة‬
‫تحركات عشوا ٔيية هنا وهنا وهناك لعلها تصادف رياح مجنونة تعيد‬
‫التعانق بين اغصانه واغصانها‬
‫مدت يديها لبطنها المسطح ُهنا مضغة صغيرة ‪ُ ،‬هنا ندم صغير وخط‬
‫رجعة ُهنا تعاد الحسابات ُهنا جنين !‬
‫قاس قليالً الٔنها‬
‫زادت سطوة المطر ‪ ،‬وداع صيف والدها االٔخير كان ٍ‬
‫تخاف من أصوات الرعد سورهم المظلم شق الظالم بوسطه نور البرق‬
‫ليعكس نوره على جسده يفترش االٔرض يتكئ على السور بجانب الباب‬
‫يضحك ضحكات شيطانية هذا الكا ٔين المتطفل مثل وباء قاتل ! بدون شعور‬
‫قالت ‪ :‬مشهور ؟‬
‫بصوت ثقيل ‪ ،‬يحضر استيعابه ويغيب ‪ ،‬يترنح مابين السكرة ومابين‬
‫الفكرة ‪ ،‬صرخت من صوت الرعد الغاضب بعد مازمجر في المكان‬
‫وهزها بذعر ‪ ،‬قفزت ولكن مشهور متربص الٔدنى حركة منها دفع باب‬
‫الغرفة ثبّت جسمه بينه وبين الجدار ميل جذعه للداخل أكثر وهي صرخت‬
‫‪ :‬مشهور دخيلك دخيلك بوجه أختك صيتة بوجه الجليلة بوجه كل حي‬
‫وميت‬
‫لم يهتم نيته واحدة نيته قتلها !‬
‫بكت ! ضعيفة نعم ضعيفة الموقف أكبر من جسدها ومن استيعابها ‪،‬‬
‫الموقف من ضرب الخيال أو من ضرب الجنون صرخت ‪ :‬خذ بثار الدم‬
‫واترك العرض بوجه وليد أخوك اللي ببطني‬
‫تصلب لثواني ! مازال نوفل نقطة ضعف لمشهور نقطة ضعف خفية جدا ً‬
‫بعبرة هزت رأسها ‪ :‬ايه ايه أنا حامل‬
‫تستجدي كل شيء أضعف االٔسباب وأكبرها المهم ينجو جسدها‬
‫تراخت حدته اقتنصت ضعفه وأقفلت الباب جمعت كل شيء بعشوا ٔيية ‪،‬‬
‫وضعت عبا ٔيتها على رأسها ‪،‬بعثرت خزانتها القديمة واستخرجت مقص‬

‫روايات ريّانة‪]PM 10:38 2022/4/10[ ,‬‬


‫البد تترك عالمة تخبر أهل ديرتها أن مشهور شخص خطير ومسموم البد‬
‫تنجو ويسقط هو خرجت وهو مستند على الجدار وبسرعة باغتته ‪،‬‬
‫غرست المقص بكتفه ‪ ،‬طعنته رسمت بالمقص جرح عميق بشكل طولي‬
‫وهتفت ‪:‬بترك لك الديرة بما فيها هللا اليسامحك يامشهور وال يبيحك هللا‬
‫يجعلك تفقد الراحة طول منت عايش وتتنفس‬
‫االصابة ووعيه يحضر‬‫صار ضعيف أكثر ‪ ،‬ضعيف من الشراب ومن ٕ‬
‫ويغيب ومع كل هذه المعمعة دعواتها انسلت لقلبه ‪ ،‬تركت الباب مفتوح له‬
‫والمطر يتزايد وصوت الرعد صار أمان مقارنة بكوارث مشهور اشتغلت‬
‫سيارتها وتركت الديرة بما فيها ‪ ،‬تركت ذكرياتها لتنشق عن بيت الطفولة‬
‫للمرة الثانية قهرا ً وإجبارا ً ‪..‬‬
‫مشت بسيارتها مسافة قصيرة ‪ ،‬لتُصدم من السيارة التي تتبعها ومن‬
‫السالح الخارج منها ليطلق في الهواء يحاول يستثير ذعرها ويستوقف‬
‫الروية‬
‫عزمها ‪ ،‬صرخت وزخات البرد تضرب مقدمة السيارة بقوة ‪ٔ ،‬‬
‫تالشت من بخار المطر ‪ ،‬كانت اللحظة مرعبة ومع ذلك عذبا متمسكة‬
‫بالنجاة ‪ ،‬زادت من سرعتها زادت والمطر يتزايد سيارتها قديمة وفي أي‬
‫لحظة قد تخونها ومع ذلك تخطت االٔحجار الفاصلة بين الطريق الترابي‬
‫والطريق العام ‪ ،‬وكا ٔنها لقطة من لقطات أفالم العصابات والدماء ‪ ،‬زادت‬
‫من السرعة وهي تتجاوز بعض السيارات ‪ ،‬عينها الدامعة على المرآة ‪،‬‬
‫تارة تراقب طريق النجاة وتارة تراقب طريق هالكها انعطفت بالسيارة‬
‫لطريق فرعي ٔيودي لجهة تجهلها مضت بذات السرعة ‪ ،‬بذات الدموع‬
‫وبذات الهلع مشت مسافات طويلة تنفست بعمق بعد ماتاهت عنها السيارة‬
‫االٔخرى وبعد ماشعرت باالٔمان الٔنها قطعت مسافة طويلة بدونهم والٔن‬
‫الطريق االٔساسي مراقب بالكاميرات وبوسطه نقطة تفتيش رجعت لمفترق‬
‫طريق ٔيودي له ‪ ،‬قطعت مسافة طويلة جدا ً ارتخت قوتها والنهار غلب‬
‫العتمة والشمس صارت بوسط السماء ‪ ،‬هنا استسلمت بعد ما انزلقت عن‬
‫الطريق ‪ ،‬غابت عن الوعي وسلمت نفسها للقادم الغير متوقع ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫من بعد آخر موقف وآخر صفعة وآخر شعور ثبتته داخل صدره صارت‬
‫تهرب عنه ‪ ،‬حذام تتفنن في تصغير بنياتها عند القريب والغريب ‪،‬‬
‫وضعت طلبه المعتاد وشادي كالعادة يعبث خلفها ‪ ،‬كثرت النزاعات هنا‬
‫بسبب طفلها ‪ ،‬اليوم تشبعت من الكالم المتداول بين الموظفين ‪ ،‬تشبعت من‬
‫االهانات ‪ ،‬هنا‬
‫ذمهم ونعتها با ٔبشع الصفات ليست مضطرة لسماع كل هذه ٕ‬
‫وضاح أدرك أنها غرقت داخل وحل أفكارها ‪ ،‬داخلها خيوط متداخلة وفي‬
‫داخلها آهات تتراكم ومع ذلك تتفانى من أجل تلك القطعة الثمينة التي تعبث‬
‫خلفها اآلن ‪ ،‬سمع تنهيدتها عن قرب وكا ٔنها من جديد سكبت همها بداخله‬
‫‪،‬‬
‫روايات ريّانة‪]PM 10:43 2022/4/10[ ,‬‬
‫يا هللا هذه اليافعة نالت منها االٔيام زهرة صباها ذوت وهي تتنقل تبحث عن‬
‫وريقات الربيع المهم تتفتح ويذوي ذبولها ‪ ،‬هنا صار ينشغل عن كل شي‬
‫ويراقب أصغر خطوة من خطواتها لم يفوت رمشات جفنيها وهي تقاوم‬
‫طنين أفكارها المزعج حتى تحركاتها العشوا ٔيية وهي تحاول أن تتخلص‬
‫من كل شي يثقلها ‪ ،‬تطبب مزاج البعيد والغريب ‪ ،‬الها ٔيم والمهموم وهي‬
‫تطبب مزاج المتعبين بكوب قهوة عجزت عن همها وتعقيداته ‪..‬‬
‫ودعت المكان بنظرة طويلة ومن ثم وضعت شادي بعربته لتخرج للسيارة‬
‫بالخارج ‪ ،‬ترك كوبه البارد وحلواه المفضلة ‪ ،‬ترك طاولته ليخرج لها ‪،‬‬
‫حملت شادي بعد ما وضعت عربته بالسيارة ليستوقف خطواتها بتردد‬
‫عظيم ‪ ،‬بخطوات مثقلة بالخجل ‪،‬‬
‫ماذا يقول ؟ با ٔي حق يسا ٔلها دروبك الجديدة إلى ؟ با ٔي يخبرها بأن تبقى‬
‫هنا كيف ينطقها صريحة ‪ :‬التروحين !‬
‫هذه أصوات قلبه تخبره بالحقيقة الحقيقة أنها تهمه بالفهم تهمه لدرجة‬
‫واضحة لم يعلنها بعد البد يشفي رغبته ليفتح الطريق آلخر حوار معها‬
‫‪:‬الظاهر حتى كوب القهوة اللي مجرد شيء معنوي الليلة نطق وقال هذا‬
‫كوبك االٔخير !‬
‫هربت نطراتها المثقلة‬
‫انتفضت انتفاضه طفيفة وهي تضم صغيرها ‪ّ ،‬‬
‫بوجع الفراق ‪ ،‬تحب المكان تعشق كل شيء فيه را ٔيحة البن والمخبوزات‬
‫أصوات الهمهات هنا كانت تطربها ‪ ،‬تستمتع وهي تقدّم قهوة العشاق‬
‫وأحيانا ً تستوقفها كلمات الخصام ‪ ،‬تا ٔنس بضحكات الفرح والزهور وهي‬
‫تتوسط طاولة المحبين كانت تا ٔسرها ‪ ،‬لكنها مجبرة مجبرة على الفراق‬
‫هتفت ‪:‬مجبورة انجبرت على فراق أعز مكان علي وأحب أوقاتي اللي‬
‫اقضيها تنسيني كل هموم الدنيا‬
‫ضحك بينه وبين نفسه ‪ ،‬همومها تحملها معها في مكان لتصل هنا‬
‫لصحون الحلوى الملغّمة بكميات من السكر ‪ ،‬كانت ( مغموسة فيها‬
‫مرارتها ) هتف ‪ :‬يبقى قرار ولو ماكان بإختيارك‬
‫صمت ! وهي تستحثه برموشها المبللة ‪ ،‬تستحثه بطريقة نالت من قلبه‬
‫بالتروي‬
‫ّ‬ ‫تعالت دقاته للحظة لم تكن بالحسبان ‪ ،‬وهو يؤنب قلبه يخبره‬
‫!هتف ‪ :‬جيت أوادع شادي صار بيننا مواقف وسبحة تجمعنا‬
‫شادي ينام منذ دقا ٔيق يتوسد كتفها ‪ ،‬يود أن يقترب خطوات اضافية ليحمله‬
‫ويلثم خصالته المجعدة وخده االٔحمر ‪ ،‬لكن مازالت هنا حدود تمنعه ‪،‬‬
‫مازال بينهم خط أحمر عريض هتف ‪ :‬فمان هللا واهتمي بالصغير اللي هللا‬
‫متكفل برزقته لو حاول من حاول يمنعها هللا معه‬
‫هزت رأسها بعين دامعة وبصوت اشعل روحه ليصل معها ٓ‬
‫الخر رمق‬
‫من التحمل ‪ :‬صح صح وليدي هللا يحبه‬
‫لفّت وهي تبكي وحركت السيارة وهو يقف في مكانه يلوح لها بقلبه ‪ ،‬كسر‬
‫شي عظيم في داخله ‪ ،‬وهو يتمنى لو يمتلك سلطة على همها لينتزعه‬
‫ويغرسه بين حناياه هو األقوى واألقسى اليهم ربما يبتلعه ويتناساه ‪،‬‬
‫يمتلك رصيد كبير من الالمباالة مقارنة بهشاشتها وبفيض دموعها‬

‫روايات ريّانة‪]PM 10:43 2022/4/10[ ,‬‬


‫شد قبضته بقوة لدرجة سمع فيها أصابعه وهي تا ٔن من شدة كبته لقهره‬
‫عض عليه بفمه ولسان حاله يقول ‪:‬‬
‫يسر وكاتبه بعيوني الثنتين‬
‫سر ّ‬‫معي ٍ‬
‫حرام يكون في كلمة ولكن ليه اصعّبها ؟‬
‫أحبك ماهي اللي قالها غاوي من الغاوين‬
‫أحبك وأوقف بوجه البشر الجلك واحاربها‬
‫رحل من المقهى أحب األماكن لقلبه ‪ ،‬البقعة التب نبض فيها قلبه بدقات‬
‫متعالية ‪ ،‬نقطة التقاء الروح بالروح ‪ ،‬شادية لن تدرك لكنه أدرك من مدة‬
‫طويلة ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫آدم حمدان دخل طرف قوي بقضية المفقودين ولهالسبب نرجح أن في‬
‫عالقة الزالت موجودة ما بين آدم وعروب !‬
‫بمعنى ؟ بتار بتوجس نطقها قاطعه هيثم ‪ :‬آدم له حلفاء أقوياء ولهالسبب‬
‫االعدادات ‪،‬‬‫تغيرت ملفات القضية واالٔدلة صار فساد بالوسط ولخبط كل ٕ‬
‫الحل االٔقرب وبسببه نقدر نقول أن القضية رست على مرسى شبه آمن‬
‫الدم من خالل عروب ‪+‬آدم يحتفظ بإبثباتات‬ ‫نجمع عروب وآدم ونوصل ٓ‬
‫وملفات وأشرطة قديمة هي راح توصلنا لوجهه نقدر نقول انها ماقبل‬
‫االٔخيرة !‬
‫هيثم ببرود ‪ :‬الخطة كالتالي ‪ :‬عروب الحالية البد توصل ٓ‬
‫الدم البد نقترب‬
‫من هذا الشخص وندخل حياته‬
‫بتار بحدة ‪ :‬هيثم ماتنفع الخطة اللي مرسومة ممكن بسببها ينتكس وضع‬
‫عروب ونخسر كل االٔدلة !‬
‫هيثم يقرأ أفكاره بصوت عال ‪ :‬عروب بخطر وزنزانة السجن أرحم خيار‬
‫‪ ،‬آدم لو صارت بين يديه ممكن يستخدمها ضدنا ولو صارت عنده في‬
‫جزء بيكون لصالحنا وبتتقفل ملفات القضية بغضون أسبوع بالكثير‬
‫أسبوعين !‬
‫بتار بضيق خرج من صمته وكتمانه ‪ :‬عروب بكل الحالتين متضررة هيثم‬
‫التسلمها ٓ‬
‫الدم‬
‫قاطعه هيثم ‪ :‬عطني مبرر واحد يشفع لعروب ومستعد من الحين ادور‬
‫ثغرة بكل ملفاتها ‪ ،‬بتار اصحى على نفسك البنت متورطة ‪ ،‬الشيء الوحيد‬
‫اللي ننفذه نوصل ٓ‬
‫الدم من خاللها انتهى !‬
‫هيثم بعدم إهتمام انهى االجتماع‬
‫كل االٔوراق واالٔدلة نثرها أمامه ‪ ،‬وضعه مثل وضع بتار جزء بداخله‬
‫ٔيونبه ‪ ،‬هذه الفتاة المنهكة التعيسة ذات الخصالت البيضاء تحمل معها‬
‫قصة ربما تقلب كل القوانين المرسومة هنا على أوراقه ‪ ،‬ربما تحدث‬
‫ضجة جديدة بين فوضى ا ٔ‬
‫الدلة !‬
‫عرب ! روبين هتان !‬
‫اسم عرب يخبره أن هناك طرف غا ٔيب بعيد عن هذه الفوضى ‪ ،‬لكن‬
‫عرب هو اسم القضية‬
‫تشربكت االٔمور من جديد ‪ ،‬رمى القلم وبعثر أوراقه بحدة ‪ ،‬البد ينصفها‬
‫االتهام تدينها ‪ ،‬كل شيء ضدها عروب‬ ‫البد يستخرج ثغرة ‪ ،‬كل أصابع ٕ‬
‫االعدام !‬
‫خالد ناجي مصيرها واضح لغياهب السجن أو ربما ٕ‬
‫هز رأسه وهو يستذكر مواقفها معه كلها تصرخ بالبراءة‬
‫عروب خالد ناجي قضية جديدة بعيدة كل البعد عن مهمة عرب الشا ٔيكة‬
‫جدا ً !‬

‫روايات ريّانة‪]PM 10:45 2022/4/10[ ,‬‬


‫جن جنونها وهي تسمع من بعيد تسمع االٔخبار التي تستنقص من عفة‬
‫حفيدتها !‬
‫وقع الفا ٔس في الرأس مثل ماكانت تتوقع سابقا ً ربما أكثر !‬
‫شادية تقف مذهولة تتوسط غرفة أمها الواسعة ‪ ،‬كانت تستجوبها‬
‫بالصمت فقط ‪ ،‬نظراتها أشعرتها بذنب تجهل مصدره عقدت أصابعها‬
‫وبضعف قالت ‪ :‬يمه بكمل ساعة وأنا واقفة هالوقفة ال انتي اللي حكيتي‬
‫وال تركتيني أروح‬
‫‪ :‬كان عندتس خبر ؟‬
‫دق قلبها شحب لون وجهها ‪ ،‬حملت حذام جسدها الغاضب جهة ابنتها ‪،‬‬
‫خد شادية دا ٔيما ً من يتلقى الصفعات بدون وجه حق ‪ ،‬رفعت يدها لالٔعلى‬
‫وبسطت غضبها على خدها الناعم لتشهق االخرى ببكاء ‪ :‬وش سويت‬
‫هالمرة وشهو ذنبي ولو كان الذنب اللي تظنينه عظيم مايعطيتس الحق‬
‫بضربي نفس كل مرة يمه مليت وأنا أحمل خطايا غيري‬
‫قاطعت انفجارها الصاخب ‪ :‬كنتي بالعة هالسر وصاكة افمتس عليه بزعم‬
‫انتس تلمين الشرف المفقود وانتي ياهلل تلمين عمرتس وقوتس المفقودة‬
‫ال غرابة قسوة أمها معتادة ‪ :‬اهاااااه عرفتي بطالق شفق ؟‬
‫حذم بحدة ‪ :‬ماهو الطالق وبس بالخيبة والعار وسواد الوجه اللي بيلحقنا‬
‫اتجهت لدوالبها حملت عبا ٔيتها وبوعيد قالت ‪ :‬هالمرة أنا اللي بربيها أنا‬
‫اللي بسوي اللي عجزت عنه امها وغفل عنه ابوها‬
‫شادية بفزع ركضت من خلفها وهي تنادي ‪ :‬اصبري يمه ماتقدرين‬
‫تسوقين وانتي ثايرة والزعل معمي عيونتس خل نطلب لنا سيارة‬
‫تجاهلت اقتراح شادية ومشت جهة الباب ‪ ،‬شادية بسرعة حملت طفلها‬
‫النا ٔيم ولحقت با ٔمها ورغما ً عنها بخوف عليها وعلى مقدار العتب واالٔلم‬
‫جهتها مازالت العاطفة موجودة‬
‫حذام تتوسط حديقة نايف وعزيزة الساكنة أمامها تتلقى عقابها كطفلة‬
‫حطمت اشياء والدتها المفضلة ‪ ،‬حذام تملك زمام كل شي يتعلق ببنياتها‬
‫‪،‬هي ترى أنها تملك الحق في كل شيء باإلضافة لدموعهن ‪ ،‬نفس‬
‫الضربة المطبوعة على خد شادية طبعتها على خد عزيزة لتصرخ ‪:‬‬
‫الترف والعز والجاه اغرو لتس عيونتس الضيقة اللي مافتحت إال على فقر‬
‫الدنيا نسيتي السنع والتربية ؟ وينتس يوم استفرد فيها ونثر عفتنا واستباح‬
‫دمها ؟ وينتس من ذا كله ؟ ايييييه مستفردة بالحب ونظرات الحب وكالم‬
‫الحب ناسية االٔصل والواجب وكل شيء كان يهمتس قبل تدخلين هالبيت‬
‫وتنسينا ‪ ،‬عجزتي عنها صحيح منتي كفو تصيرين أم ياحسافة تونا نفطن‬
‫بعد مامرت ‪ ١٩‬سنة تونا نفطن‬
‫عقدت عزيزة ذراعيها ببرود وقالت ‪ :‬ايه عجزت عنها ايه أنا ماني كفو‬
‫والحين جريها مع شعرها وسوي اللي تبين لو تدفنينها بالتراب مايهمني‬
‫حذام ابتسمت بسخرية ‪ :‬ماجيت اشاور باللي ناوية عليه وال جيت اطلب‬
‫منتس كلمة أنا عزمت وقضيت‬
‫شادية انشغلت بهذه المعركة الطاحنة كان السالح فيها النظرات بعد‬
‫ماتوقفت حرب الكالم وحل محلها الصمت الحارق ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:23 2022/4/10[ ,‬‬


‫فلتت يد شادي منها الحديقة الشاسعة كانت مغرية لعبثه‬
‫انقطع الصمت بحدة حذام الصارمة ‪ :‬بنتكم صارت بعداد المفقودين لين‬
‫أشوف لها من يضف سوادها وال تنتظر الموت ياعساه يعجل علينا هالخيبة‬
‫مايدثرها إال الموت‬
‫هنا عزيزة رمشت تقاوم انهمار دمعها ‪ ،‬الموقف يطلب منها الجسارة‬
‫والجلَد الٔن أمها لن تلين مقابل ضعفها ‪ :‬الموت جاينا جميع ويمكن أنتي‬
‫اللي تسبقينها‬
‫حدام قهقهت بقسوة ‪ :‬ودتسن فيه وماحصل لتسن ودتسن بفراق وجهي‬
‫اليوم قبل باتسر‬
‫تجاهلت هذه السذاجة فاض صبرها رفعت جوالها واتصلت بشفق ‪ ،‬أول‬
‫حوار تستفتحه معها بعد موقفها المشين ‪ :‬انزلي يمه حذام تبي تشوفتس‬
‫بذعر ردت ‪ :‬عندها خبر باللي صار ؟‬
‫ببرود ‪ :‬ماتوقع !‬
‫مرت دقا ٔيق نزلت فيها شفق وخرجت جهة الحديقة مستغربة اجتماعهم‬
‫هنا وبدون مقدمات الصفعة المطبوعة بخد عزيزة انتقلت لشفق لكن‬
‫بصورة أشد جرت خصالتها جهتها ‪ :‬يوم أن ماعندتس صبر عنه تسان‬
‫طلبتي اشهار العرس يوم الخطبة تسان انقلعتي بقريح وفارقتينا‬
‫شفق تتراعد وشعرها بيد جدتها ‪ :‬يمه حذام وهللا ىاصار شي وهللا‬
‫بغضب أكبر ‪ :‬لو تحلفين من هنيا ليوم الحلف ماني مصدقتس‬
‫جرتها مع شعرها وسط صرخاتها وعزيزة ثابتة جامدة في مكانها‬
‫هالل وضاري بعد تعالي االٔصوات خرجو االثنين يراقبون جسدها جدتها‬
‫كانت تجره بدون أدنى رحمة‪ ،‬فلتت وركضت وهي تنوي الهروب لكن‬
‫حذام أقوى منها شدتها مع شعرها وصارت تجرها للبوابة الكبيرة‬
‫ضاري بصدمة ‪ :‬هذي اسمها أم ؟ مستحيل االٔمهات يشيلون كل هذي‬
‫القسوة ويطبعونها على أجساد عيالهم‬
‫هالل يقف بصمت مذهوالً وهو يشاهد بقع الدم مطبوعة على قماش‬
‫بجامتها الفاتحة جهة أرجلها بعد ماسقطت أكثر من مرة وبعد سحبها‬
‫بطريقة قاسية ليرد ببرود ‪ :‬هذي ردة فعل ياخالي ‪ ،‬هذي تعتبر نقطة ببحر‬
‫لوم المجتمع وتصغيره بعد مايعرفون بحجم خطي ٔيتها‬
‫ضاري يعرف حقيقة ماقاله ‪ ،‬يعرفه بالحرف عاش مع هذا الشعور سنين‬
‫االستصغار ‪ ،‬الشيء يشفع لك بقانون الشرف‬
‫طويلة ‪ ،‬عاش النبذ وعاش ٕ‬
‫وعرفه الشيء !‬
‫قطع ذهولهم خطوات صغيرة عابثة وقفزات تتسلل للقلوب وهو يالعب‬
‫رشاشات الماء المتوزعة با ٔطراف الحديقة ضحك ضاري ‪ :‬هذا وش يطلع‬
‫كنه بسة ورع ورع وش جابك وين امك ؟‬
‫شادي ضعيف التواصل او باالٔصح اليملك أبجديات التواصل مشتت ذهنيا‬
‫الن رفرفات سعيدة ‪ :‬طفل توحدي‬ ‫وحركيا ً تصدر منه ا ٓ‬
‫قالها هالل بسرعة ليلتفت ضاري ‪ :‬بسرعة شخصته ؟ الورع مشغول‬
‫با ٔلعاب الطفولة التمارس هواياتك عليه يازينه‬
‫‪:‬شادي مامي‬
‫‪ :‬شااااادي‬
‫صوتها الناعم الواهن وصل لهذين المتطفلين لينطق ضاري بضحكة ‪:‬‬
‫جات امه انقفطنا وش جابنا لنقاشهم العا ٔيلي ؟ هللا اليوفقك ياهالل‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:23 2022/4/10[ ,‬‬


‫هالل بضحكة ‪ :‬قصدك هواش عا ٔيلي‬
‫بسرعة اقترب جهة الطفل حاول يلفت انتباهه وفشل عاد دمكانه بالقرب‬
‫من خاله المستمتع ‪ ،‬هذه المواقف تلهيه عن أفكاره وعن ضرباته وهو‬
‫يفرغها بالخارج‬
‫لف جهة مصدر الصوت ليشارك ضاري الصدمة حجمها صغير ونظراتها‬
‫مذعورة طفلة بثياب أم‬
‫ضاري بدون شعور ‪ :‬هذي صدق امه وال تلعب بيت بيوت !‬
‫انفجرت ضحكة هالل والتفتت شادية وأخيرا ً جهتهم لتنطق ‪ :‬ادور بيبي‬
‫صغير شعره كيرلي‬
‫قبل أن تكمل وصفها أشار هالل بصمت جهة شادي وهي نزلت لمستواه‬
‫دون أن تلمسه ‪ :‬مامي ياهلل يمه حذام تحترينا بالسيارة ياهلل نروح يمه حذام‬
‫يمه حذام ؟‬
‫بسهولة التفت لها الٔنها جذبته باسم شخصه المفضل اقتربت وشدت يده بعد‬
‫ماالحظت انه استجاب ولمس يدها وهذين المتطفلين بمكانهما ‪ ،‬كل طرف‬
‫من جهته كاه يحلل بداخله ويعبر عن ذهوله بين وبين نفسه ‪ ،‬الواضح‬
‫بنات حذام يمتلكن جاذبية مختلفة البداية بعزيزة والنهاية بهذه ‪ ،‬شفق طفرة‬
‫بعيدة كل البعد عن عزيزة وشادية ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كالم الطبيب بث راحة عظيمة داخل قلبه ليخبره أن عالج االٔدمان من‬
‫المستحيل أن يتم في البيت ‪ ،‬المدمن البد يخضع لعالج مكثف في‬
‫مستشفى متخصص بعالج االٔدمان‬
‫لكن االٔدوية كيف وصلت لحقيبتها ! لما تحملها معها وهي تعتبر شخص‬
‫متعافي !‬
‫تضاربت االٔس ٔيله في باله والكثير الكثير من الغضب كان يزاحم هذه‬
‫االٔس ٔيلة ! عن اي سبب أوصلها لمرحلة مثل هذه ؟ أي حياة قاستها برحلة‬
‫الهروب ؟ البد يبحث ويتثبت بنفسه وعن قرب !‬
‫دنق وتركى على رجله المصابة صارت ترهق اصابته وتسترجع وجعها‬
‫كماتستثير أوجاع قلبه والكثير الكثير من باقي تفاصيلهم المحفورة ‪ ،‬انزل‬
‫مستواه للسرير رفع خصالتها عن مالمحها ‪ ،‬امتدت يده بعد ما تمرس‬
‫على عادته الجديدة ‪ ،‬يتفقد أياديها من كل الجهات ‪ ،‬هذه المرة رحم غفوتها‬
‫وقرر يتفقدها برقة تشابه شكلها الحالي ‪ ،‬جعدت وجهها وانقطع حلمها‬
‫اللذيذ ‪ ،‬انقطعت اللذة برا ٔيحة تمقتها تستثير آالمها قالت ببكاء وهي تنهض‬
‫وتتسند على‬
‫حافة السرير ‪ :‬كم مرة قلت لك ياهذال الترش هالعطر التوجع لي قلبي كم‬
‫مرة قلت هالعطر يبكيني ؟‬
‫تجاهل ثرثرتها المثقلة بالدالل وقال ‪ :‬اليوم جمعة البسي لتس لبسن سنع مو‬
‫خالقين الجل يرضون عنتس ناس الشكل بعد مهم‬
‫تا ٔففت ‪ :‬بلبس اللي يريحني وأنت بعد ياليت تحرص على راحة بالي وتبعد‬
‫هالريحة من غرفتنا‬
‫تجاهلها مرة أخرى وقال ‪ :‬كلي لتس شي قبل نطلع لعندهم من كم يوم‬
‫وأكلتس أكل عصفورة وحطي اي علة تغطي هالشحوب اللي بوجهتس‬
‫هزت رأسها بخضوع غريب فتورها اليروق له لكن رحمة به وبها ‪،‬‬
‫التقط مصحفه وقرأ سورة الكهف ‪ ،‬عين على صفحات المصحف وعين‬
‫على تحركاتها الذابلة ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:24 2022/4/10[ ,‬‬


‫صلت ركعات الضحى وهو يراقب بدون قصد انشغل عن روحانيته بهذا‬
‫الشحوب سلمت عن يسارها وتنهدت ‪ ،‬لم تكتفي أطلقت زفرات حارقة‬
‫وصل لهيبها لصدره ‪ ،‬أفزعته هذه الصرخات المعاتبة بعدما تشكلت على‬
‫صورة زفرات تنثرها بالفراغ دون أن تواجهه !‬
‫حمل نفسه بعد ما قرر يعيد قراءة السورة بالمسجد حمل مفاتيحه وحمل‬
‫العطر ‪ ،‬هذه المرة رأفة بزفراتها أقفل الباب وهو يستعيذ من قادم أيامهم‬
‫العيشة بجانبها أصبحت التطاق التطاق بالفعل ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫لذيذة وهي معانقة لوسادة النوم شهية على الدوام اليوم جمعة االٔكيد كل‬
‫عائلته مجتمعة في بيت والده مال على شعرها المنثور على قماش‬
‫اللحاف مرر أنفه بين خصالته وبتملك غريب صار يوزع نظراته على‬
‫شكلها المهادن الرقيق ‪ ،‬يراقبها بحذر داخلي بين رهبة وخوف من الخطوة‬
‫التالية وبين استمتاعه باللحظات اللذيذة معها ‪ ،‬تعكرت غفوتها لتنطق‬
‫‪:‬سطام أنت جيت ؟‬
‫ضحك من نعومتها الفا ٔيقة وأن كانت مبعثرة و بشكلها الفوضوي تفتن‬
‫القلب على الدوام ‪ :‬جيت ياكل ستام قالها وهو يضحك ساعدها بالنهوض‬
‫كشر من عبوسها ‪ :‬نهار عتبان علي ماشفته من فترة طويلة أخاف‬
‫يقاطعني طول العمر‬
‫مسح خدها برفق ‪ :‬اليوم بنجتمع ببيت ابوي وبتشوفينه هناك ماعليه شر‬
‫ولدك كسر لي خشمي وخمسة من اضالعي‬
‫اقتربت منه ومالت على أنفه لتقبله ‪ ،‬ليضيع وسط نشوتها الخاصة ‪ ،‬دا ٔيما ً‬
‫تدخله في دوامة الهذيان ‪ ،‬معها يشعر بانه رجل متكامل بكامل عنفوانه‬
‫وأنَفته حمل نفسه وقال وهو يرتيب ازرار ثوبه ‪ :‬بصلي الجمعة وبرجع‬
‫هنا لزوم تروحين معي لزوم تواجهينهم مايصير نتخبى دام صار أمرنا‬
‫قدام العلن انتي زوجتي رضي من رضي واللي مايرضى ياكل هوا‬
‫ضحكت بنعومة لترد ‪ :‬الزم ماعلي رضى وليدي الباقي مايهموني ونهار‬
‫اعرفه يلف ويدور وتاليتها يرجع يدورني‬
‫بغيرة قال وهو يوضب شماغه ‪ :‬اليرجع اتركيه يطول وهو زعالن على‬
‫االقل اغتنم فرصة غيابه كان مثل شوكة نعوض مواعيدنا اللي كانت بالسر‬
‫وتنعد على االٔصابع‬
‫رتبت روبها واقتربت منه ‪ :‬تكفى ياحبيبي أن زود العيار وشد أنت ارخي‬
‫معه وهللا وليدي مامنه اثنين‬
‫وباالكراه‬
‫ٕ‬ ‫رفع حاجبه من المرآة وهي تضحك على غيرته ‪ ،‬كانت مجبورة‬
‫‪ ،‬ارتبطت فيه الٔسباب مادية ال أكثر ومع الوقت صار يشعرها با ٔنها انثى‬
‫حياته الوحيدة االسطورية ‪ ،‬خارقة الحسن بهية الطلة ‪ ،‬استحوذ على قلبها‬
‫بطريقته معها ‪ ،‬معه شعرت بتقارب روحي لدرجة تقلص فيها فارق العمر‬
‫لتصبح قريبة منه في كل شيء لدرجة لم يشعر بالفرق الشاسع المهم‬
‫تمازج االٔرواح وهذا ما كان يكفيها ‪ ،‬خرج وهي منشغلة با ٔفكارها بالتدرج‬
‫السريع في حياتها من امراه التفكر بالزواج واالرتباط الٔم وزوجة من‬
‫جديد وام مستقبالً ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:24 2022/4/10[ ,‬‬


‫بعد صالة الجمعة حيث النظرات المستنكرة والمتوترة‬
‫سطام بكامل قواه العقلية بكامل ثقته حاضر ويده بيد امرأته التي تكبره‬
‫عمرا ً بينما الشكل كان متقارب والصورة تناقض النشاز المرسوم بالعقول‬
‫المحاربة لهذه العالقة الغير منطقية برأيهم‬
‫ام شايع رفعت يديها ‪ ،‬فضلت تبقى على السكوت المهادن فضلت ‪،‬‬
‫كسرت السكون وقالت ‪ :‬ياهلل حيها ام نهار ام وليدي الغالي‬
‫وصايف بتالعب مقصود ‪ :‬وثريا زوجة سطام وال سطام ماينعد من الغالين‬
‫؟‬
‫جدتها بحمق من تدخالتها الساذجة على الدوام ‪ :‬ورى ماتمسكين افمتس‬
‫روحي طامري ورى هالبنيات الفروخ واتركي الحتسي اللي ينعد أكبر‬
‫منتس ومن عقلتس‬
‫وضاح وهو في مزاج متعكر راقت له تسديدات جدته القوية ‪ ،‬ضحك على‬
‫مالمح وصايف الذا ٔيبة وبصراحة أكثر المسبب االٔول لضحكته وجود‬
‫سطام بجانب هذه التحفة الربانية ‪ ،‬شتان مابين الثريا ومابين سطام‬
‫وبما أن الوقت يمضي بثقل االٔغلب صار عنده فضول تجاه نهار وطريقة‬
‫تعامله مع الموقف ‪ ،‬االٔغلب رسم بداخله شكل لالٕستقبال لكن نهار غلب‬
‫كل االٔشكال ودخل بطريقة مهادنة ‪ ،‬احتضن رأسها ليقبّلها لن يكسرها‬
‫بين هذه النظرات لن يهينها ‪ ،‬لن يخلق بداخلها ندبة االٔبن ‪ ،‬الٔن جروح‬
‫االٔبناء ثقيلة وقاسية وأمه رقيقة بشكل مغاير عن بقية االٔمهات ‪،‬مال من‬
‫جديد وضم رأسها مرة أخرى همس بنبرة عميقة ‪ :‬مايهون علي أبد أصير‬
‫جاحد ول ٔييم مالي قوة وال املك ارادة صوب أي كلمة توجع قلبتس أو‬
‫تبكيتس لكن الرضا يمه مابعد دق أبوابي ال الحين وال باتسر وال اتوقع‬
‫بعدين‬
‫ربت على جزء من رأسها ‪ ،‬ليقبل جهة اليمين من جبينها ‪ ،‬جلس جهة‬
‫وصايف ‪ ،‬لف لها وعلى ثغرة ابتسامة تالعب ‪ :‬غريبة ساكتة ؟ أجواء مثل‬
‫هذي تحرك رغبات الشر ويصير مافي منتس اثنين بالحتسي والتشمات‬
‫بالكاد أمسكت ضحكتها ‪ ،‬ميلت جهته أكثر ‪ :‬جدتي وصايف قصت لساني‬
‫وبخبث قالت ‪ :‬باهلل ماتشوف التناسق ؟ كوبل الموسم ‪ ..‬ستام كنت أظنه‬
‫مجبور طلع طايح لي على وجهه ومسلمها قلبه‬
‫ضرب ضربة خفيفة على كتفها ‪ :‬أنا اقول ياوصايف ابلعي لسانتس الظاهر‬
‫باقي جزء ما انقص بكمل على جزء جدتي وصايف ونرتاح‬
‫البوس‬
‫همست له بخبث مستمر وهي تغمز جهة هذال‪ :‬حدثني عن ٔ‬
‫والتعاسة أحدثك عن هذال بن شايع ضحكت ليرتفع صوت ضحكتها ‪،‬‬
‫كتمت فمها بكفوف يدها لتكمل الثرثرة بذات العبث ‪ :‬الظاهر دعيت عليه‬
‫بساعة استجابة اعترف نهار صدتك داعي عليه يالحقود‬
‫ضحك هذه الخبيثة الصغيرة تملك حس رهيب ينتشلك من الجدية لتجاريها‬
‫بسرعة وبذات التالعب ‪..‬‬
‫نطقت وصايف الكبرى ‪ :‬وصايف !‬
‫وصايف الصغرى بدالل ممزوج بالخبث ‪ :‬ياجدة وهللا ماقلت شيء بس‬
‫اتسلى مع نهار وليدتس الغالي‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:26 2022/4/10[ ,‬‬


‫المفروض تنبسطين وليدتس الغالي صار يضحك على مزوحي و خبالي‬
‫وصايف الكبرى بتهكم ‪ :‬ومن وين انبسط إال صابني المر بتسبدي من‬
‫هاالسم اللي تسمى علي وماخذى من زين خصاله شي زينهم لو مبدلين‬
‫وصايف با ٔي اسم ثاني مرتبط بالنكد والمغثة‬
‫االحراج‬‫االحمرار من خديها من شدة كبت ٕ‬‫تعالت الضحكات وهي تفجر ٕ‬
‫لينطق وضاح بإستمتاع ‪ :‬هذي ثاني ضربة الثالثة ياوصايف بتكون القاتلة‬
‫انصحك باالنسحاب من الحين‬
‫بينما الكل منشغل بالغداء بقيت وصايف الكبرى تراقب نهار تمسحه بعينها‬
‫تتا ٔمله من بداية رأسه نزوالً الٔقدامه ابتسم ابتسامة حقيقية وقال ‪ :‬وش‬
‫بالتس يمه‬
‫حركت فمها بشبه إبتسامة وقالت ‪ :‬هللا العالم وحده وش اللي تدسه علينا‬
‫بمخبى الشر اللي ماكان ياسع له نملة ‪ ،‬الشر اللي ساكت عنه صار بيّن (‬
‫واضح ) نظراتك فضاحة وأنا أمك‬
‫هرب نظراته لتنطق بحزم ‪ :‬ال توجع أحد وال تسكت عن حقك أن كانك‬
‫تشوف أن لك حق صمتت بعد ماالحظت مالمحه وهي تقسى يشبه ابوه‬
‫وقت تثور غبنته ‪ ،‬تخرج شخصيته العدوانية المخيفة ‪ ،‬نطقت وجزء منها‬
‫صار بصفه ‪ :‬التخطي بحق نفسك ان كانك تشوف السكات بيمس مرجلتك‬
‫والبيدوس لك على علة ويستثيرها لكن ترفع عن الردى وانا أمك‬
‫بتالعب ساخر غير طريقته في الجلسة يبدو أنه توتر من جديتها المفرطة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬افاااا يمه تعدّيني ردي ؟‬
‫وصايف رفعت جزء من برقعها ودست حبة التمرة بفمها تشاغلت‬
‫بتحركات صامتة أشعلت بقلبه خوف وحفزت بداخله قلق مريب ‪ ،‬جدته‬
‫بصمتها تتفنن وهي تشعل الحرا ٔيق لتخمدها في الوقت نفسه لكن امتنعت‬
‫هذه المرة ‪ ،‬يبدو أنها تعمدت إحراق الفتيل بداخله لتتركه يشتعل الٔيام‬
‫رد بجدية تشابه حدتها ‪:‬تطمني يمه ماني ردي طول عمري مترفع‬
‫ومتمسك بالصواب لكني شديد وقت الشدة وال ارضى بالغدرة وجدي‬
‫سليمان اعرف كيف ارد اعتباري منه وسطام له اللي يكسر خشمه لكن‬
‫ناري هادية‬
‫وصايف بريبة ‪ :‬وش اللي ناوي عليه ياولد !‬
‫ضحك وهو يعدل نسفة شماغه ‪ ،‬رفع نفسه واقترب منها لثم طرف برقعها‬
‫مثل ماعودها وقبل رأسها لينطق بحب ‪ :‬بتشوفين وليدتس وش يسوي‬
‫بعدين اشوفتس على خير ياجدة وترفقي بوصايف الصغيرة تكفين‬
‫مازال يحرص على أخته الصغرى المتلونة دا ٔيما ً ‪ ،‬هي تعامله على حسب‬
‫المزاج تاره ترفعه للسماء وتارة تستثير اعصابه وتخرجه عن طوره ‪،‬‬
‫وهو خارج اقتربت منه وصايف اخته ‪ :‬نهار وين رايح ؟ ماتبي تذوق‬
‫الحال اللي طلبته مخصوص لليوم وبخجل رف له قلبه ‪:‬طلبته عشانك أنت‬
‫باالقبال جهة اخيها ‪ ،‬سابقا ً كانت تغار وأي موقف يجمعها‬
‫وصايف تتردد ٕ‬
‫فيه كانت تستفزه وتثير عصبيته اليوم بدت له لطيفة أكثر من الالزم هتف‬
‫بمودة عميقة ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:32 2022/4/10[ ,‬‬


‫رضاتس علينا هو الحال والغنيمة اللي أحبها بروح عندي شغيالت بخلصها‬
‫قبل السفر‬
‫‪ :‬هاااو بتسافر وأمك على وشك تولد‬
‫لعنت زلة لسانها الن وجهه تجهم وانقلب لونه الرا ٔيق للون عابس ‪،‬‬
‫ضربت فمها ضربة ناعمة وهي‬
‫تقول ‪ :‬هذي وصايف ابد ماتتبدل بين يوم وليلة تحملني شوي لساني يبي له‬
‫ترويض‬
‫اليوم تصرفت بغرابتين االٔولى طبق الحلو وهذه الثانية ‪ ،‬وصايف الطبيعية‬
‫في العادة ال تبرر لكلماتها او تستخرج لها نسخة اخرى أكثر أناقة ‪ ،‬ضحك‬
‫بحنو يعرف طبيعة وصايف ‪ ،‬تصرفها اللذيذ كان يخبره للتو انه انضم‬
‫لقا ٔيمة اشخاصها المفضلين ‪ :‬التخافين ماتبدلت الفرحة وال تغير لونها أنتي‬
‫اليوم صدمتيني بشخصية جديدة بيستمر تا ٔثيرها علي الٔبعد مدى مو يوم‬
‫وال كم يوم‬
‫رمقته بخجل انتهى مخزونها الرقيق وهو قدّر صمتها على االٔقل اليوم‬
‫تقدمت خطوتين دنق وقبل ملك ليهمس لها ‪ :‬الظاهر جية ملك طلعت‬
‫المالك الحقيقي‬
‫وصايف بضحكة ‪ :‬التبالغ بفرحتك كلها كم يوم وترجع وصايف الحقيقية‬
‫روح كمل أشغالك باي‬
‫في نفس البيت وفي اليوم نفسع من جهه أخرى يمام شبه مغيبة بدون‬
‫حواس صارت تمثال من الحزن مصنوع با ٔيادي هذال القابع خلفها‪ ،‬الٔنها‬
‫تقدمت بإختناق من استحواذه على جسدها في كل مكان ‪ ،‬وهي اآلن بين‬
‫اهله كان يطوقها بذراعه القاسية ‪ ،‬وكا ٔنها مرهونة لقيد الزنزانة وإن النت‬
‫تصرفاته فهو لن يعطيها بعض الوقت أن تتنفس خارج جدرانه وخارج‬
‫سلطته ‪..‬‬
‫الحظ اضطراب انفاسها ‪ ،‬الحظها وهي تنكمش على صمتها ‪ ،‬الحظ وهي‬
‫تضم جسدها وتحتضنه بخوف بالرغم من االٔمان وبالرغم من السالم‬
‫ام هذال وأخيرا ً تغير موقفها بعد ما اختارت الصمت في موقف ثريا‬
‫وسطام غمزت لهذال واشارت بعينها جهة يمام ‪ ،‬لكن هذال يتعمد ضغطها‬
‫في هذه اللحظة وصايف كانت توزع الحال في صحون صغيرة سقطت‬
‫نظراتها جهة يمام ‪ ،‬االٔشياء الثمينة دا ٔيما ً تغري عادتها القديمة ‪ ،‬لمعت‬
‫عينها وهي تشاهد خاتم الماسي على الطاولة المقابلة بسالسة بطريقة‬
‫سحرية صار يتوسط جيب بنطالها ! وصايف بسرعة تفقدت اصبعها‬
‫لتُصدم ان الخاتم لها وضعته قبل دقا ٔيق وانشغلت عنه ‪ ،‬وهي تتفقد يدها‬
‫وهي تتحاول تتمالك انفاسها من الصدمة ابتلعت كل الكلمات وابتلعت‬
‫وقاحتها المعتادة ‪ ،‬هذال لن يرحمها لكن هذال بنفسه الحظ وصمت ‪،‬‬
‫ليا ٔجل ردة فعله لموقف آخر يجمعه معها بين جدرانهم ليمارس عدوانيته‬
‫بكل أريحية !!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى من التزاماته في وقته مبكر الٔن خزاري وصلت له بعض التفاصيل‬
‫بعد ماسردوها ضاري وهالل بوقت واحد بطريقة تثير الضحك والصداع‬
‫معا ً ‪ ،‬دخل وخلع شماغه ‪ ،‬مسح الغرفة وهو يخلل شعره ‪ ،‬يحاول تشتيت‬
‫الصداع ‪ ،‬يمهد لنفسه إلستقبال غصة عزيزة لينفذ التعليمات السابقة التي‬
‫وضعها لنفسه‬
‫روايات ريّانة‪]PM 11:41 2022/4/10[ ,‬‬
‫لكن كل التعليمات تالشت كل شيء تبخر وتبعثر بحضورها ‪ ،‬حملت‬
‫شماغه المهمل على الصوفا قبل وصولها لغرفة المالبس استوقفها بنبرة‬
‫عميقة ‪ :‬عزيزة اتركي كل شي واقربي مني‬
‫لفت له ‪ ،‬طالت النظرات الصامتة بينهم‬
‫استدارت لتستقر نظرته جهة هروبها ‪ ،‬عينه على عظمة كتفها ‪ ،‬اسرفت‬
‫باإلنحناء من شعور الخجل بسبب فعلة ابنتها لتنطق ‪ :‬ماتعودت يانايف‬
‫ارمي همي على صدر أحد طول عمري معتدة بنفسي وطول عمري احل‬
‫مشاكلي بنفسي‬
‫قاطعها بثقة ‪ :‬وأنا قلت شي باقي ؟ التحكمين اتركي االٔحكام المسبقة‬
‫تذكرت أول ليلة من زفافهم وكيف هاجمته بطريقة غير ال ٔيقة ‪ ،‬جعدت‬
‫قماش الشماغ بيدها وقالت‬
‫بوجع ‪ :‬أمي اللي المفروض تصير لي عون صارت علي وضدي مدري‬
‫ليه مستغربة من شعور الوجع أمي دايم تكسرنا‬
‫أخذت نفس عميق وابتسمت بمرارة ‪ :‬بس معها حق اخذت شفق من يدي‬
‫شفق اللي عجزت عنها يمكن تسوي لها الشي اللي عجزت عنه‬
‫رد بعمق ‪ :‬قصدك تكسرها ؟‬
‫بنبرة باكية الغريب أن دمعها لم ينزل ‪ ،‬الغصة كانت اثقل ‪ ،‬الدمع مستحيل‬
‫يجدي ويخرجها بالصورة المطلوبة ‪ :‬يمكن الحنية ماتربي يمكن الوجع‬
‫يكبرها ويربيها ويقسيها بعد‬
‫تذكرت شفق ‪ ،‬شفق مثالية بل تعدت حدود المثالية شفق تربيتها تربية‬
‫سليمة وجذورها طيبة ‪ ،‬شفق بنت صالحة كانت ترددها دا ٔيما ً لكن نزوتها‬
‫محت كل هذه المميزات ‪ ،‬شعرت بخطواته دق قلبها تعرف هذه الخطوات‬
‫‪ ،‬تعرف نهاية هذا المطاف ‪ ،‬تعرف حنية المرفا ٔ وتعرف شعور االٔمان‬
‫وهي تتوسده بكامل رغباتها لكنها غير أنانية ‪ ،‬نايف ُمجهد أكثر منها ويتألم‬
‫أكثر منها ‪ ،‬لن ‪ ،‬سبقت خطواته جذب خصرها حاول يجذبها إليه بالكامل‬
‫لكنها هربت وقالت ببكاء ‪ :‬طلبتك يانايف خلني الليلة لحالي مابي اوجعك‬
‫قالتها بعد ماوصلت لجهتها وهي تستند بجسمها بالكامل على الباب الفاصل‬
‫بين غرفتهم وبين الغرف االٔخرى لقسمهم ‪ ،‬ليقف في مكانه مستجيبا ً‬
‫لرغبتها وعينه على فتحة القفل وهي تدور ‪ ،‬تذكر ليلة العزاء وهنا أدرك‬
‫القاسم المشترك بينهم ‪ ،‬حزنهم العزيز ودموعهم العزيزة عرف قدسية‬
‫الحزن التي تجمعهم تبسم بشجن اقترب جهة الباب ليلتصق وجهه به ‪ :‬انا‬
‫هنا ماني رايح وال خطوة أنا هنا وقريب تذكر ليلة العزاء مرة أخرى وقال‬
‫بإبتسامة عميقة ‪ :‬ودي أصير لك الضمة بس حزنك عزيز مثل حزني ماني‬
‫بعجزان عن هاللحظة لكن خفت أجيب العيد بحق نفسي وأكسرها ‪..‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:42 2022/4/10[ ,‬‬


‫مسح الدم المتيبس با ٔطراف جدارهم القديم رفع رأسه جهة نظرات أهل‬
‫حيه وصرخ ‪ :‬مافيكم حميّا ؟‬
‫مافيكم اللي سمع صوت صرختها وهي تنخى االٔجاويد ال باهلل مابوه‬
‫اجودي ال باهلل ضاعت النخوة‬
‫نفض يديه وبغضب مستعر زمجر فيهم ‪ :‬هانت عليكم بنية من بنيات‬
‫الديرة ! راحت مثل مرواح الجليلة‬
‫تصنمت النظرات وتجمدت الكلمات ‪ ،‬كلماته الثا ٔيرة خرجت وأخيرا ً لكن‬
‫بعد مافات االٔوان ‪ ،‬بعد ماغاب أثرها تركت بقعة دم تركت له دليل لكنه‬
‫فتح جراح الندم ‪ ،‬نكا ٔ دمها وانتثر بجانب البقعة التي تركتها !‬
‫مع بدايات الخريف الجارفة عذبا هي أول شجرة تتساقط أوراقها ‪،‬‬
‫االٔغصان الباقية من تعانقهم القديم ذوت أوراقها !‬
‫ياهلل ثقيلة االفكار الدموية وهي تتالطم بباله‬
‫جرح عميق ‪ ،‬خدوش سطحية ‪،‬‬
‫ليهمس بذعر لنفسه ‪ :‬يارب وخزة وألمها منسي ‪،‬‬
‫لكن االٔثر المرسوم على الجدار ينافي كل توسالته االٔثر بكل قسوة يخبره‬
‫انه أثر جريمة !‬
‫بجنون ركض لكل زوايا البيت وهو ينادي بصوته المهيب زلزل قلوب‬
‫االٔهالي بهذا الز ٔيير كان يتخبط مثل طوفان خافو في هذه اللحظة من‬
‫الغرق االٔغلب انسحب ‪ ،‬تركوه يواجه طوفانه المرعب مع نفسه ‪،‬تركوه‬
‫يغرق نفسه بنفسه ‪ ،‬هذا الكم الها ٔيل من الندم ‪ ،‬هذه التيارات الجارفة من‬
‫صرخات التا ٔنيب ال يوجد من يوقفها ‪ ،‬اليوجد هنا من يقود الدفة ‪ ،‬اليوجد‬
‫ميناء !‬

‫‪ :‬فكرة السفر متعبة حيل دايم تخطف من قلبي شعور االٔمان التقول أنا‬
‫مسافر روح بسكات وعود بسكات‬
‫هذه العبارات طرقت برأسه بحدة صوتها المغموس بالفقد ليلة توسد رأس‬
‫والدها القبر توسدت صدره لتنثر هذه العبارات على مسمعه ‪ ،‬سكبتها في‬
‫قلبه لكن ظروفه كانت اعظم واعظم والدته كانت مريضة وتردت حالتها‬
‫بعد ما اطمأن ان والدته في حالة جيدة عزم على العودة ألدراج عذبا لكن‬
‫الوقت لم يسعفه !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫داهمهم الليلة يمام مصرة على البقاء في الصالة تراقب عبث بنيات‬
‫وصايف ‪ ،‬تراقب فوضى االلعاب بعقل شارد ووصايف مازالت تخفي‬
‫ذهولها من موقف يمام قبل ساعات ! تردت حالتها لتسرق بشكل علني‬
‫صارت تغريها االٔشياء الثمينة ‪ ،‬هذال يمتلك ثروه تغطي المجرة ويمام‬
‫تمتلك مجهورات تغطي بها عين الشمس ومع ذلك تتلذذ وهي تخطف‬
‫االٔشياء البعيدة عنها همست بينها وبين نفسها ‪ :‬أكيد مرض أكيد عله نفسية‬
‫ياويلي على البنت الجميلة هذال مسح عقلها مسح‬
‫بكت ملك هزت كرسيها وهي تراقب بصمت هنا حمحمت يمام ‪ :‬وصايف‬
‫عادي تنام ملك عندي الليلة ؟‬
‫ترددت وصايف ياترى هل ملك من االٔشياء الثمينة التي ترسم عليها الحقا ً‬
‫! لكن غلب تعاطفها ‪ ،‬غلبت عواطف الضمير وقالت ‪:‬‬
‫روايات ريّانة‪]PM 11:44 2022/4/10[ ,‬‬
‫عادي ليه تشاوريني خذيها أساسا ً صايرة ماتتام زين ومربيتها عجزت فيها‬
‫بدون رد حملت ملك لحضنها وقالت ‪:‬وعادي تبقى للصبح ؟ ماشبع من‬
‫ريحتها وال امل من صوت بكاها عادي تبقى عندي للصبح؟‬
‫وصايف أخفت تا ٔثرها وقالت ‪ :‬متى مامليتي سلميها للمربية غرفتها بجنب‬
‫غرف البنات أنا نومي ثقيل ويمكن ما احس بوجودك‬
‫صعدت الدرج وهي تهمس بإذن الصغيرة ‪ :‬آسفة ياروحي سامحيني‬
‫مضطرة استخدم هالبراءة وهالوجه الحلو واحتمي فيه عن الوحش اللي‬
‫فوق سامحيني مالكي‬
‫وصلت للغرفة وتراجعت خطوتين جهة الباب تراقصت من الخوف وهي‬
‫تضم ملك لحضنها ‪ ،‬هذا الضعف كان جديدا ً عليها وهذا الخوف أيضا ً‬
‫جديد وغريب ‪ ،‬انسلخت كل قوتها اهدرتها بإنهياراتها ‪ ،‬يبدو ان دمع‬
‫عينيها سرق كل شيء منها سرق ثباتها وسرق عزيمتها على رد اعتبارها‬
‫سرق أيضا ً اعتبارها لتصبح هزيلة بدون قوة وبدون صوت‬
‫زفر هذال ليرحم هزالتها أجل فرصته إلعترافها الحقا ً ‪:‬التخافين !‬
‫هزت رأسها لتحركه بحدة مريبة وبمالمح اذهلته ‪:‬ماني خايفة ليه اخاف‬
‫منك ‪ ..‬اخاف ؟‬
‫فاضت رحمته في هذه اللحظة ليرخي حباله الغاضبة وهو يُمسك بشعرة‬
‫معاوية بعد ‪ ،‬لف للباب ليضرب براحة يده ‪ ،‬قفزت بفزع ‪ :‬بسم هللا عليك‬
‫!‬
‫وهو يسمي عليها بدون شعور نطق لسانه ليعوذها من لحظة الخوف هذه‬
‫هتف ‪ :‬وتقول ماني خايفة‬
‫لمس عروة الباب وقال ‪ :‬سكري الدرايش الليل ابتدت تشتد انسامه وانتي‬
‫ماتدانين البرودة‬
‫بصوت موجوع ‪ :‬وأنت الترش من العطر وعدتني ماترشه وصرت‬
‫تعاندي صرت تشربه ويغثني ويقهرني ال مو بس كذا الريحة يهذال تبكيني‬
‫تبكيني‬
‫بكت !‬
‫هز رأسه بقلة حيلة وقال ‪ :‬طول ما التهمة تحوم على حيطان غرفتنا وعلى‬
‫أبوابنا وعلى الدريشة اللي تعتبرينها متنفس طول ما التهمة موجودة‬
‫بتشمين هالريحة كل يوم‬
‫هزت رأسها وقالت ‪ :‬وأنا ببكي كل يوم‬
‫بقسوة معتادة ‪ :‬ابكي طول عمرتس تبكين على أصغر االٔمور وأكبرها ‪،‬‬
‫اقصى شيء تسويه يمام وهي تواجه صدوف الزمان تهل العباير وينتهي‬
‫كل شيء بالنسبة لها‬
‫ضحك بتهكم وضرب الباب لتهمس بوجع مرير ‪:‬ماوصلك شيء من‬
‫صدوف زماني ماعرفت إال شيء واحد وصرت تلوي ذراعي فيه كل يوم‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫هذا وشهو يمه حذام ؟‬


‫حذام بقسوة ‪ :‬هذي من توكات الشعر‬
‫ال غرشة عطر وش شايفة انتي ؟‬
‫شفق بريبة صارت تمسح الجماد التي تضمه يد جدتها لتنطق بضحكة مع‬
‫جدتها مصيرها للجنون المحاله ‪ :‬ال هنا نوقف وانتي توقفين وتحطين لتس‬
‫حدود ياجدة تصدقين تصدقين فيني أنا ؟‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:46 2022/4/10[ ,‬‬


‫بقسوة مستمرة ‪ :‬ايه ماهو انتي اللي رحتي للردى برجلتس اللي عساها‬
‫للقص ايه بصدق وبستشك لين اشوف الحقيقة بعيني !‬
‫شفق ببكاء ‪ :‬وش الحقيقة ؟ اصير حامل ؟ تبيني الحين احط لتس قطرات‬
‫تثبت لتس شيء ماله أصل ياجدة مالمسني وهللا ماقرب مني‬
‫حذام صفعتها بقهر ‪ :‬وقص لهاللسان وقص اصص والخيبة بوجهتس‬
‫ياعساه لجهنم ليته صار بذاك الليل حادث وافتكينا‬
‫تلون وجه شفق بلون الغبنة ‪ ،‬حملت جهاز اختبار الحمل من جدتها وجدتها‬
‫اآلن تقف بكل قسوة بإنتظارها عند باب الحمام ‪ ،‬مرت دقا ٔيق وخرجت‬
‫بالنتيجة‬
‫كانت خط واحد‬
‫‪ :‬حلفت لتس ياجدة مايكفي محلوفي؟‬
‫جدتها بقهر ‪ :‬وليه اللي ماتتسمى منقطعة ؟‬
‫‪ :‬يمه توه ماجا موعدها لكن الحقيقة انه طاف موعدها با ٔيام لكن صمتت‬
‫والخوف فضح ماتخفيه صفعتها من جديد وضربت كتفها ‪ :‬وتحلف‬
‫مستهينه باللي خلقها مستهينة بالكذب الكذب يورد لجهنم مير وش نقول‬
‫وش نظن من ز ا ** صرخت شفق بغضب‬
‫وقهر ‪ :‬خالااااص لهنا ويكفي خالااااااص اختنقت اختنقت الشرف والعرف‬
‫صارو يغلبون الحالل اللي شرعه هللا أنا لو تجاوزت واخطيت تجاوزت‬
‫على حدودكم لكن شرع ربي خابرته وحافظته مثل اسمي والحين اطلعي‬
‫مابي اشوفتس أكثر اختنقت اختنقت‬
‫لم يغير حديث شفق أي شيء بالنسبة لها قالت ‪:‬بتسوين االختبار مرتين‬
‫وثالث وعشر وانطقي هنيا لين تخلص العدة وندور لتس اي احد من‬
‫الشارع يضفتس ويرضى فيتس‬
‫كثير عليها هذا الضيق ‪ ،‬هل هذا خرم االبرة الذي يضرب به المث في‬
‫الحزن ؟ لتختنق فعالً وهي تتلوى من حرقتها استندت على الباب بظهرها‬
‫جلست على االرض وصلت لحد االحتضار لكن مازال لها في العمر بقية‬
‫حملت نفسها ‪ ،‬بللت وجهها بقطرات الوضوء فرشت سجادتها وارتدت‬
‫ثوب الصالة ‪ ،‬صلت قيامها وأسرفت بالدعوات ‪ ،‬قرأت طوال السور الٔن‬
‫النوم خاصم اجفانها من فترة طويلة ‪ ،‬رفعت عينها للسماء بعد مافرغت‬
‫من القراءة لتدعي بدعوات خافتة ودموع الظلم تبلل منها وجهها البدري‬
‫دموع القهر والوحدة والضياع ‪ ،‬طلبت من هللا الخير والخيرة ضمت‬
‫وجهها بيديها ‪ ،‬شعرت براحة طفيفة تكورت على السجادة وهي تنتظر‬
‫أذان الفجر غفت وهي تدعو وتستغفر ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫المحل مغلق للصيانة لسوء حظها قرأت رسالة ست نشوى وهي على بعد‬
‫خطوات من المحل شاهدت هيثم بنظراته المعتادة يمسحها بطريقة تحليلية‬
‫بدأت تزعجها ‪ :‬أنت شفت الرسالة توك ؟ الظاهر ست نشوى عايزه تغلبنا‬
‫ونضرب مشاوير عالفاضي‬
‫هيثم بال مباالة نطق ‪ :‬أنا مش فارقة عندي طول عمري فاضي‬
‫رفعت حاجبها ‪ :‬بص خلينا نعقد اتفاق بيني وبينك تثبت على لهجتك الٔني‬
‫أغار وأنا اسمعك تتكلم مصري احسن مني ! ‪ ،‬عايز رز بلبن ؟‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:47 2022/4/10[ ,‬‬


‫لعنت زلة لسانها واندماجها السريع بعالقاتها دا ٔيما ً اشارت بيديها وهي‬
‫محرجة ‪ :‬انسى‬
‫ببساطة تحرك للمقهى القريب من المحل ليتركها ٕالحراجها مرة اخرى ‪:‬‬
‫وهللا غول ويجرح البنات‬
‫عروب من قال لتس طقي معاه حنك ؟‬

‫هو سمع رنة الرسالة بالطبع مهمة الٔن مصدرها كان جواله المتعلق بمهمة‬
‫عرب فتحها ليصدم !!‬
‫‪ :‬هيثم عروب تتواصل مع طرف جديد ! عروب ترسم خطط بالسر !‬
‫كان من المفترض أن يتعامل بالحرص القديم بالشدة والصرامة لكنه‬
‫ارتخى والسبب بالطبع عفويتها !! الساااحرة اغوته بطريقتها ‪ ،‬سحرت‬
‫االٔعين ومن ثم تسللت للقلوب ‪ ،‬البد يعسفها البد يسحق شوكتها ويدخل مع‬
‫ثغراتها الجديدة‬
‫ّلوح بيده ‪ ،‬رفعها أكثر يريد لفت انتباهها وبالفعل لفت له ‪ ،‬اقتربت‬
‫ووضعت جوالها على الطاولة رفعت خصالتها العابثة لتستقر خلف اذنها‬
‫لتظهر بعض عالمات الصرع المرسومة على عنقها ‪ ،‬ربما سقطت على‬
‫جسم حاد وجرحها هتف ‪ :‬عايز رز بلبن صمت ليكمل بعد دهشتها ‪:‬‬
‫بصراحة اغراني عرضك وبصراحة أكثر غريب بهالديرة والبد استثمر‬
‫خبراتك‬
‫بعفوية ردت ‪ :‬افا عليك حافظتها حته حته عايز نروح فين ؟ استدركت‬
‫قليالً تمادت من جديد وبالغت بعفويتها ‪ :‬بص خليني اقول لك من الحين‬
‫عشان تكون على بينة أنا من الغالبى يعني التطمح بحاقات من الطبقة اللي‬
‫فوق‬
‫قاطعها ‪ :‬وعشان نكون على بينة اختاري خط واحد باللهجة الٔن الدمج‬
‫سبب لي لبس بالمفردات‬
‫ضحكت بخجل ‪ :‬حاااضر ياخوية‬
‫اوووف ‪ :‬ابشر وسم والحين خلينا نروح للمكان اللي بتذوق فيه ألذ حاجة‬
‫ممكن تذوقها بحياتك كلها نمشي ياخويه؟‬
‫مستحيل يكرر طلبه الواضح معتادة على دمج اللهجات ‪ ،‬لن يرهق نفسه‬
‫بالتعامل معها المهم يصل لمبتغاه وصل معها لحي قديم وهي بدأت‬
‫عالمات التوتر تغزو أطرافها الٔن الرجفة عاودتها ‪ :‬هنا االٔغلب على باب‬
‫ربنا صغار وكبار‬
‫بترت حديثها الٔنها صارت تمسح المكان بطريقة بدت له غير ما ٔلوفة ‪:‬‬
‫تدورين على شي ثاني غير الرز بلبن ؟‬
‫جعدت فمها وهزت رأسها بالرفض ‪ ،‬صوت االٔغنية الصاخب رفع من‬
‫حدة ضجيج المكان ‪ ،‬الحركة والزحام واالٔصوات كل هذه التا ٔثيرات‬
‫اصابته بالدهشة هذا الصخب اشغله عن التدقيق في تفاعالتها ‪ ،‬نظرات‬
‫واالشتياق هنا شخص عا ٔيد إليها ‪ ،‬هنا موعد مرتقب ‪ ،‬هنا لقاء‬
‫الترقب ٕ‬
‫للروح ‪ ،‬لقاء عن بعد مسافات بل سنوات والغريب ان هذه المواعيد تكفيها‬
‫‪ ،‬حضر طلبهم احضرته فتاة بدينة بمنتصف العشرينات وضعته على‬
‫الطاولة وعروب شبكت بين اصابعها واللهفة تتدفق من وجهها ونظراتها ‪،‬‬
‫بصوت عالي ممزوج بضحكاته ‪ :‬كل هذي التفاعالت عشان حلة رز بلبن‬
‫ولو كان موعد حب مع شخصك المفضل ياترى وش ممكن تسوين ؟‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:54 2022/4/10[ ,‬‬


‫سوال سطحي لكن عمقه محفور بداخلها هي لن تفصح عنه نفضت كل‬ ‫ٔ‬
‫البقايا المتشبثة با ٔخيلتها ومن ثم قالت بحزن طفيف ‪ :‬نسمي ؟‬
‫حضر طبق آخر ! حضرت الذكريات والمآسي وا ٓ‬
‫الالم القديمة والحديثة ‪،‬‬
‫هنا توقف عن االٔكل وراقب تفاعالتها بحضور هذه الطفلة ربما بعمر‬
‫الخمس سنين لينطق ‪ :‬انتي قاطعة كل المسافات هذي عشان البنت‬
‫الصغيرة ؟‬
‫‪ :‬طبعا ً ال !‬
‫وصلته رسالة ‪ :‬آدم الليلة عنده حفلة عشاء وبطا ٔيق الدعوة صارت جاهزه‬
‫قدرنا نزور بطاقتين وضروري تتواجدون هناك !‬
‫االٔمر بدأ يتعقد ألغاز آدم من جهه وألغاز هذه من جهه !‬
‫ضمت يد الصغيرة وقالت ‪ :‬وبما اني صرت اتوجس من كل شيء واحس‬
‫موامرة ومتهمة وقتالة قتلى قررت اعترف البنت ذي ادرسها‬
‫اني داخلة ٔ‬
‫الٔنها ماتقدر تروح المدرسة‬
‫قاطعها ‪ :‬خلصي اللي بيدك والحقيني ورانا دعوة عشا‬
‫نزلت نظراتها للباسها وهندامها الرث السيء اليوم بالذات التملك مزاج‬
‫للتا ٔنق هيثم استعجلها بنظراته وهي لحقته على الفور ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫زفر بعد ماشاهد اسم نوى يضيء جواله‬
‫‪ :‬خالي هيثم وينك ؟‬
‫‪:‬بعيد يابوي فيك شيء نوى محتاجة شيء؟‬
‫ضرب جبينه وهو يستدرك الذكرى المريرة انغمس با ٔعماله وبالركض‬
‫خلف الحقيقة وغابت عن باله ذكرى الليلة ‪ ،‬وصله صوتها الممزق المنهار‬
‫‪ ،‬بكت يوم طويل والبحة المشروخة اوصلت له مرارة دمعها ‪ ،‬من بعيد‬
‫استطعم لذعته ‪ ،‬شد على السماعة وهو يسمع محاوالتها وهي تجمع‬
‫حروفها المتقاطعة ‪ :‬خالي الليلة صار عمر ماما الجديد سنتين ماصار‬
‫جديد ياخالي كل ماله يكبر وكل ماله ياخذ من عمري عمر ‪ ،‬االٔميرة‬
‫النا ٔيمة الليلة كملت سنتين بالتمام‬
‫بصوت حاني هتف ‪ :‬التجزعين ياخالي هللا كتب تغفى وتغيب عن هم‬
‫هالدنيا هللا يحبنا نوني هللا يحبنا واللي هللا يحبهم يختبر مدى صبرهم‬
‫ويبتليهم‬
‫ردت بتسليم ‪ :‬سبحانه رضيت وهللا رضيت بس ابي اكون بجنبها زينب‬
‫ماتحب الهدوء تحب الصخب وصوت الضحكات يطربها تحب تتفقد‬
‫القريب والبعيد ابي اقول لها كل أخبارنا ابي اقول لها اني صرت انسانة‬
‫قوية وصار عندي زوج أحبه فوق ماتتصور ابي اقول لها عن الدنيا كيف‬
‫صارت وحشة بس غمضت عيونها وراحت بعيد‬
‫هيثم اكتفى وغص بهذه المرارة لكن عنده قدرات ها ٔيلة في الصبر هتف ‪:‬‬
‫قومي يابوي توضي وصلي لك ركعتين ادعي أن هللا يطوي هالبعد‬
‫وتذوقين حالوة القرب وتسولفين لها عن كل شيء بخاطرك وانتي منها‬
‫قريبة‬
‫نوى بعفوية ‪ :‬ماقدر اصلي ينفع ادعي بس ؟‬
‫ضحك ‪ :‬بنت انتي تكلمين خالك مو صديقتك وسن‬
‫ضحكت رغما ً عنها ‪ :‬خالص خالي وهللا خف شعور الوحشة بس كلمتك‬
‫أحبك كثير أنت تدري أنك كل شيء بالدنيا بعد زينب هللا اليحرمني منكم‬
‫اقفلت الخط وتوسدت يمناها‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:58 2022/4/10[ ,‬‬


‫أكملت المتبقي من حصة انهياراتها لهذه الليلة وبتار كالعادة يغيب في‬
‫أوقات وحشتها لكنها هتفت وهي تتا ٔمل صورة والدتها‬
‫‪ :‬ماما انا وعدتك ما ابكي بحضن أحد غيرك كل اللي شافوني شافوني‬
‫ابكي على اشياء ساذجة مابيهم يتعاطفون معاي ويلموني متشفقة لحضنك‬
‫فووووق ماتتخيلين ‪..‬‬

‫عودة لهيثم‬
‫‪ :‬بتار التتصل تراك ادوشتني ! الليلة بنت اختي تتوجد على ذكرى روح‬
‫احضنها خلك قريب منها واترك أمور القضية كلها مستتبة‬
‫ارسل الرسالة واقفل جواله البد من التركيز الليلة اما الموت أو النجاة ‪ ،‬يا‬
‫أبيض يا أسود حتما ً سوداء ‪ ،‬ال بيضاء ال بل سوداء سوداء بسبب اللحظة‬
‫الغير متوقعة وتفاعالته الالمضمونة ! قطعة من الليل اختزلت كل مغرياته‬
‫الحالمية ليحلق في ضبابية الدهشة !‬
‫فستان أسود مالصق لجسدها للتو يعرف قيمة ثيابها الواسعة !‬
‫شعر أسود فاحم بخيوط بيضاء المعة‬
‫هادي خجول‬
‫ٔ‬ ‫حمرة ذات لون‬
‫وحقيبة يد سوداء‬
‫ابتسمت ‪ :‬طولت عليك ؟ بالعافية لقيت فستان كل مالبسي قديمة‬
‫االحتفال أكلتي ؟‬
‫بهدوء متزن ‪ :‬باقي ساعتين وتفتح قاعة ٕ‬
‫سواله لكن ردت ‪ :‬عادي ناكل بعدين نذوق أكالت الطبقة‬
‫استغربت من ٔ‬
‫المخملية ياهلل مشينا ؟‬
‫مشى بتوجس يراقب خطواتها الحيوية خا ٔيف من هذه المغامرة لكن البد‬
‫ينهي هذه القضية‬
‫باالضافة‬
‫وهو يقود السيارة بدقة وبنظراته المعتادة الحظ سيارة من الخلف ٕ‬
‫لسيارةأخرى تحاول أن تعيق طريقه رفعت جوالها للتو تفتحه تدفقت‬
‫التنبيهات أكيد تم اكتشاف أمره الطرف الثالث هل يحميها بدراية منها أم‬
‫انها خارج هذه المعادلة من فترة طويلة؟ يكاد يجن من أفكاره المتضاربة‬
‫لكن بالفعل عروب هناك طرف يحميها بدون علمها !‬
‫الٔنها اندهشت وهي تحدق بوجهه بتعابير غريبة شحب لونها الحيوي ‪،‬‬
‫جف ريقها ‪ ،‬صارت تبتلع أشواك غريبة بدهاء وببراعة استطاع التخلص‬
‫من حصار الحماية المجهول ودخل بالسيارة بين أشجار مظلمة نزل واقفل‬
‫عليها بإحكام دهشتها مريبة وقد تهرب با ٔي لحظة ‪ :‬فريق الحماية مرسلين‬
‫سيارتين‬
‫من بعيد ‪ :‬التخاف هيثم قدرنا نسيطر على الحماية الطريق سالك الحين‬
‫انتبه من عروب يبدو انه وصلها طرف علم كانت شبه مغيبة والحين‬
‫عندها طرف علم‬
‫عاد للسيارة الحظ صمتها المميت وخواء جسدها الحظ الضعف المتسربل‬
‫جهتها !‬
‫وصل للمنطقةالمقصودة استخرج البطاقة واصدرت ضجيج بسببها‬
‫ارتجفت برعب سمى بداخله عليها وقال وهو ينفضها بالقرب منها ‪ :‬هذي‬
‫بطاقة الدعوة‬
‫بيد مرتجفة فتحت الورقة ياهلل انقذني اريد حفنة من االٔمل اريد ان اسقي‬
‫الن عطشى لوميض نور يخبرني انها مجرد‬ ‫صحرا ٔيي اليا ٔيسة أنا أموت ا ٓ‬
‫اسماء اسماء متشابهه ال أكثر !‬

‫آدم !‬

‫روايات ريّانة‪]PM 11:59 2022/4/10[ ,‬‬


‫رغما ً عنها خرجت نبرتها اليا ٔيسة الحبلى بالعبرات‬
‫آدم حمدان !‬
‫لفت لهيثم استجدته بضعف المكسورين الضالين الخاسرين استجدته ‪ ،‬لم‬
‫تطمع بالنجاة هي فارقت الحياة من فترة طويلة لكن هناك نبتة مغروسة‬
‫الينبغى لها أن تموت‬
‫‪ :‬ال ال‬
‫تصنم لكن القسوة مطلوبة هذا الوشاح الضعيف حيلة المجرمين ربما‬
‫االغواء‬
‫ارتدت هندام الضعف وصار يليق بهي ٔيتها ‪ ،‬ربما تمرست على ٕ‬
‫العاطفي من أجل أن تنجو هي همس ‪ :‬آدم حمدان رجل أعمال سعودي‬
‫اليوم يحتفل بصفقة رابحة والبد نتشارك بهالصفقة‬
‫هزت رأسها برفض بعين دامعة بقلب يرفض كل هذه القسوة ‪ :‬دخيلك ال‬
‫دخيلك ال انت مو عارف شيء وهللا مو عارف شي‬
‫هيثم بمراوغة ‪ :‬فتح مبنى خيري لالٔيتام مجهولي االٔبوين‬
‫رفعت يدها جهة اذنيها لينطق بقسوة ‪ :‬هتان منهم؟‬
‫الاااااااااااا‬
‫انتفض وتراعد من هذه الصرخة ‪ ،‬صرخة مهلكة صاخبة ‪ ،‬شدت اذنيها‬
‫وهي تتلوى بمخاض قاسي جدا ً تا ٔن وكا ٔنها ستلد جنين !‬
‫ضمت بطنها وهي تا ٔن وآهاتها متشربة بغصة قاتلة جدا ً ‪..‬‬
‫اقترب من جنونها البد أن يقف في طريقه البد أن تستوعب المرحلة‬
‫القادمة لن تغوي عاطفته صفعها بحدة لدرجة سقطت حبات نازفة من انفها‬
‫باالضافة لدمعاتها المتساقطة ‪:‬‬
‫ٕ‬

‫انتهى ‪ :‬هنا نقدر نقول بانت مالمح قصة عروب ‪ ،‬شفق وعقوبتها الجديدة‬
‫في اشياء صادمة ننتظرها‬
‫وقصة عذبا الجديدة وفي اشياء جنونية مع قادم االٔيام هنا أقدر أقول‬
‫الرواية بدت تتوهج أكثر ️✔️♥‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:14 2022/14/10[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫‪..‬‬

‫امسحي الحفلة اللي بوجهك قدامنا مراحل عويصة البد تتحملين‬


‫عروب بوجع ‪ :‬بصفتي وش وبصفتك مين ؟ البد أكون على بيّنة‬
‫ضحك بسخرية ‪ :‬انزلي مطلوب منك تكونين دمية فقط‬
‫مال فمه ‪ ،‬آدم حمدان السابق بقسوته بتفاعالته!‬
‫‪ :‬ولو قلت ال !‬
‫شد كتفها وقرب وجهها من وجهه ‪ :‬بتخسرين حياتك‬
‫ضحكت وطفرت دمعتها ‪ :‬على أساس اني عايشة ؟‬
‫آدم ال دخيلك ال‬
‫شدها واعتصر فمها بقسوة ‪ :‬الحين تعيدين مكياج وجهك وترسمين ابتسامة‬
‫حلوة قدامك حياة طويلة ببيت آدم حمدان‬
‫الدمية المطلوبة اخترقت قانون اللعبة ‪ ،‬اخترقت كل القرانين وتخلّت عن‬
‫اللحظة المهيبة والمخاض القاسي ‪ ،‬دخلت في نوبة من نوبات مرضها‬
‫المزمن‬
‫هل هذه مرحلة من مراحل التمثيل ؟ من مراحل اغواء العاطفة ! لكن‬
‫بالفعل عضّت على لسانها وخرج الزبد ليضرب رأسها في زجاج النافذة ‪،‬‬
‫هنا استوعب جدّية الوضع ‪ ،‬قفز وجذبها جذب ربطة عنقه ‪ ،‬جمعها‬
‫ووضعها كحاجز يحمي لسانها ‪ ،‬ميّل رأسها جهة حضنه الحظها ترتخي‬
‫الحظ فقدانها الكامل لوعيها الحظ استسالمها وغيابها الكامل عن هذا‬
‫الهذيان ‪ ،‬الذوبان الكامل هو الحل ‪ ،‬نعم ذابت بسهولة وبسهولة انقذها هذا‬
‫الذوبان من حياة قاتلة في قصر آدم حمدان ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫تأفف من داللها ومن توصيات هيثم الخانقة نوى دخلت بالوسط وزعزعت‬
‫طمأنينته‪ ،‬لكن بتار هل كتت ترفل بالراحة قبل نوى ؟ بالطبع ال لكن نوى‬
‫زادت الخناق وصار مسؤول عن طفلة متذمرة تبكي على القشور دائما ً ‪،‬‬
‫فتح باب الفيال مظلمة ‪ ،‬أكيد باألعلى تتلوى ببكاء مزعج صعد وفتح الباب‬
‫انذهل !‬
‫متمددة على األريكة الضخمة بجسد يغطيه لحاف خفيف تظهر منه أكتافها‬
‫العارية ورأسها ملتف جهته تغرق في راحة واسترخاء والعامالت يتناوبن‬
‫على اغراقها في هذه الراحة ‪ ،‬كل الناس طوع لمزاجها وداللها المترف ‪،‬‬
‫خيّل له انها مدفونة الرأس تحت وسائدها المختنقة بحاالتها المدهلل دائما ً‬
‫لكن على العكس تماما ً ! مدفونة تحت غطاء الدالل وخمس عامالت‬
‫يتناوبن على تعديل مزاجها وتحسينه ‪ ،‬ابتسم من سذاجة الموقف وهم‬
‫بالتراجع لمحت خروجه وقالت بتعجب ‪ :‬بتار !‬
‫اشتعلت انوار الغرفة وأخيرا ً ظهر وجهها الشاحب وعينيها المنتفخة بفعل‬
‫البكاء الطويل ‪ ،‬رئيسة الخدم رأفت بحالتها هذه وهي من اقترحت هذا الجو‬
‫رحمة بهذه المنهارة ‪ ،‬لكن ظهر لبتار كل شيء بالمقلوب كل شيء طوع‬
‫لمزاجه هو ‪ ،‬تقلباتها الطفولية الغير قادر على تقبلها بكل حاالتها ‪ ،‬أشار‬
‫بيده للعامالت لتبقى هي‬
‫‪ :‬وش تسوين ؟ مجمعة هالضعوف ومجيشتهم قدام مزاجك الطفولي‬
‫ورغباته المتعالية حتى بأضعف حاالته‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:20 2022/14/10[ ,‬‬


‫لفّت اللحاف على جسدها ونهضت وبعبوس قاتم ردت ‪ :‬خلصت ؟‬
‫رد بتهكم الذع ‪ :‬أكيد مقاس جزمة مثل عوايدك أو فستان لونه حلو صار‬
‫سولد اوت‬
‫تكاد تختنق من شدة حبسها ألنفاسها المتعالية ‪ ،‬الحظ نفسها الغير منتظم‬
‫وفمها وهي تعض عليه ‪ ،‬ابتسمت ابتسامة صفراء ‪،‬لمعت الدموع بعينيها‬
‫وقالت ‪ :‬صح توقعاتك صح وياهلل فارقني مزاجي الطفولي الليلة مايبي‬
‫يشوفك واليسمع صوتك‬
‫استدارت جهة الحمام ‪ ،‬ضربت الباب ومرت دقائق طويلة وهي تفرغ‬
‫شحنات القهر تحت الماء بدون بكاء وهو بدون ادنى اهتمام رمى مفاتيحه‬
‫وعلبة سجائره نام بعد مارمى كلماته الصاخبة بوجهها ‪ ،‬رمى قسوة‬
‫نظراته بل رمى بقايا صبره عليها ليصبح اآلن فارغ منها تماما ً ‪ ،‬صارت‬
‫التطاق بالفعل !!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫صار مدمن عمل ‪ ،‬مدمن غياب ‪ ،‬مدمن هروب ‪،‬شخص مزاجي تاره‬
‫يرفعها للسماء بنظراته وتارة يرسم ندبات متفرقة داخل قلبها لكن من‬
‫المستحيل أن تُظهرها ‪..‬‬
‫الليلة األنوار خافتة ‪ ،‬ليالي منتصف األسبوع دائما ً هادئة ‪ ،‬صنعت قهوتها‬
‫التركية المفضلة بنهكة المستكا واللذة المضاعفة كانت بالوشاح الثقيل‬
‫الملتف على جسمها ‪ ،‬صارت أنسام الشتاء قرببة جدا ً جلست وتربعت على‬
‫الكنبة اشتغلت حلقتها المفضلة وبنص متعتها حضر عبدالملك ‪ ،‬راق له‬
‫الجو أو باألصح راق له منظرها ‪ ،‬صارت تأسره تفاصيل مزاجها ‪،‬‬
‫ركودها وطريقتها في توزيع نظراتها وطريقة تفاعلها بكل األوقات محبوبة‬
‫‪ ،‬جلس بالقرب منها وهمست ‪ :‬اسوي لك فنجان ؟‬
‫خطف المتبقي من فنجانها ورشف منه ومن ثم كشر وقال بتقرف ‪ :‬وشلون‬
‫تبلعين هالمر صاحية أنتي ؟‬
‫بضحكة ردت ‪ :‬بلعت األمر منها يعني تحسب هالمسيكينة وتعدها من‬
‫مرة ؟‬
‫األشياء المعكرة للحياة بس ألنها ّ‬
‫صمت وهي أكملت ‪ :‬يعني الحمدهلل أنا أعتبرها بس من مؤنسات الحياة‬
‫ومن المهدئات وفي غيري يبني على فالها أحالم وحياة‬
‫مثلت بطريقة مسرحية وهي تقلب الفنجان ‪ :‬دخلك شوفي لي طالعي لليوم‬
‫ضربها بخفة على كفها وقال ‪ :‬اتركي الخرافات التنحرفين عن العقيدة‬
‫نفضت مقدمة ثوبها ‪ :‬بسم هللا على إيماني بس كنت أمثل لك وش قد قهوتنا‬
‫مقدسة‬
‫صارت لذيذة فوق الالزم ‪ ،‬بدت تتحرر من العبوس الدائم وهو قريب منها‬
‫‪ ،‬بدأت تعود هواياتها القديمة وعبثها الدافئ ‪ ،‬جيداء دافئة بكل حاالتها ‪،‬‬
‫تعيش في منطقة محايدة دائما ً ‪ ،‬لم يشعر معها بلذعة البرد وال بقساوة‬
‫الصيف ‪ ،‬هي مرة واحدة أرسلت سمومها الحارة ومن ثم عادت لقطبها‬
‫المشابه لها تماما ً في الطقس وفي التضاريس ‪ ،‬رنّت رسالة التنبيه وابتدى‬
‫الفضول يساوره وهي ببساطة فتحت الرسالة الصوتية الواردة من يمام ‪،‬‬
‫كل شيء يتعلق بيمام صارت تجس نبضه فيه ‪ ،‬اسمها بالنقاشات ومدى‬
‫تأثيره ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:21 2022/14/10[ ,‬‬


‫الن ‪ :‬سلوموشن جيداء انتي معزومة على‬ ‫مكالماتها العابرة ورسا ٔيلها ا ٓ‬
‫طاولة النقاشات وقضيتنا الجديدة قضية احتجاز حذام لحفيدة العا ٔيلة شفق‬
‫بالكاد قاوم ضحكته بالفعل المسمى يليق بها ثبت من مكانه ليعطيها‬
‫فرصة الرد وفرصة أخرى لتستكمل بها سلسلة مسلسالتها العتيقة ‪،‬‬
‫وضعت الجوال على الطاولة ورفعت مقدمة المسلسل ‪ ،‬يبدو أن جيداء‬
‫تتعمد هذه اللحظة لتستثير االٔشياء القديمة وتحفزها ‪ ،‬هذه المعزوفة تستثير‬
‫البكاء المدفون وتستبيح دمع العيون ‪ ،‬هذه االٔنغام رساالت مبطنة مفخخه‬
‫برسا ٔيل مفادها الشوق ال أكثر مفادها اقترب وعانقني مفادها ارفع ستار‬
‫الكبرياء وقبّلني ‪ ،‬لكنه بالمقابل يحمل سنواتها الخمس معه في كل أوقاته ‪،‬‬
‫الخر قطرة ‪ ،‬شد‬ ‫و في لحظة فاضحة مثل هذه كان متمسك بالعتاب و ٓ‬
‫قبضته ولف جهتها يدها تضم بها خدها ورمشات أجفانها المتراقصة كانت‬
‫تسبح في خياالت أخرى ‪ ،‬ربما غارقة في غصة أخرى بعيدة عن عتابه ‪،‬‬
‫ربما تجاوزته بمراحل ربما تخطت منطقتها الداف ٔية لتصبح وحيدة في‬
‫منطقة الحب !!‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هذال‬
‫الحظها وهي تقترب منه بخجل ‪ ،‬الغريب انه خجل مغلّف بخوف !‬
‫صارت تهابه وتحسب جيدا ً حساب كل خطوة نحوه هتفت ‪ :‬يصير استقبل‬
‫خواتي بمجلس اهلك ؟‬
‫عقدة حاجبه طرقاته العشوا ٔيية با ٔصابعه على خشب الطاولة تحركاته‬
‫الغاضبة افزعتها ‪ :‬يعني يمام مازالت تعد نفسها غريبة وضيفة من ضيفان‬
‫هالبيت ؟‬
‫صدمته بردها ‪ :‬ايه ما أعتبره ‪ ..‬بيتي البيت بيت اهلك ياهذال استحي‬
‫أتجاوز حدودي في االٔكل وأنا بينهم أحس اللقمة محسوبة ‪ ..‬حتى شربة‬
‫الما وأنا بينهم بعد أحسها محسوبة‬
‫بتهكم الذع ‪ :‬واالٔساور والخواتم الثمينة ماتعد من االٔشياء المحسوبة ؟‬
‫عجيب وهللا تستحين من االٔكل والشرب وهو ينعد من الحالل بس السرقة‬
‫من ابسط حقوقتس !‬
‫احمر وجهها واحتقن من القهر ‪ :‬هذا أنت ماتتبدل اجيك مع جهه واحدة‬
‫بموضوع واحد تاخذني معك لخرايطك المتشابكة تضيعني بلعبة المتاهه‬
‫وينتهي نقاشنا دايم بطريقة غير عادلة‬
‫ضحك بتهكم ‪ :‬وين تبين تحطين معازيمتس دام طقيتي الصدر وقلتي‬
‫اقلطن ؟ آه منكن يالنسوان كلمي العامالت وجهزي كل شيء لضيوفتس‬
‫بيضي الوجه لو مرة بالعمر‬
‫أشاحت بوجهها عنه ‪ ،‬كل كلمة وكل نظرة وكل خطوة بل حتى بالنفس‬
‫كان يرد إعتباره وكان يقتص بطريقته ‪ ،‬ملّت من تجريحه المتعمد لكن‬
‫الدين المرهون في الماضي كل شيء تسببت به قبل سنوات كان رادع‬
‫لقوتها الواهية التي استنفذتها بعد مدة قصيرة من عودتها الٔلمانيا ‪..‬‬
‫هذال من جهته كان يكتب رسالة مفادها ‪ :‬بعد فترة قصيرة عندي رحلة‬
‫الٔلمانيا اليبزيغ تحديدا ً ابي أخلص كل أمور فترة الشتاء بسرعة الٔن‬
‫ماعندي وقت علم ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:21 2022/14/10[ ,‬‬


‫سوال‬
‫لفت له وعلى وجهها عبوسها القاتم الكريه ‪ ،‬كشر وقال ‪:‬يمام عندي ٔ‬
‫له وجه واحد ماله عالقة بخريطتي المتشابكة وال بلعبة المتاهه أنتي سعيدة‬
‫؟‬
‫لتميل على طرف الكنب وهي تضم جسدها النحيل بذراعيها ‪ :‬صدقني كل‬
‫هالسوال بالنسبة لشخص يعد نفسه سجين ‪ ..‬قاعدة‬ ‫ٔ‬ ‫شيء له جواب إال‬
‫أحارب قيود الزنزانة حتى لو انطلقت ووصلت حدود السما بقول هذي‬
‫حدود الزنزانة ‪ ..‬أنا ماعرفت إال وجه واحد ياهذال‬
‫استحثها بنظراته وهي دست وجهها عنه ‪ :‬عند أي وجه وقفتي ‪ ،‬وش‬
‫الوجه اللي عرفتيه انطقي ؟‬
‫رفعت نفسها لترفع شعرها مازالت تتمرد بثيابها الفاضحة علنا ً ‪ ،‬هي‬
‫أصبحت قيمة صفرية التملك شيء مستحيل تعلن هزيمتها وهي في‬
‫االٔصل خاسرة ‪:‬الجواب ال ياهذال هالمرة أنا دخلتك بلعبة المتاهه ‪ ،‬غابت‬
‫عنه وهو تا ٔفف ‪ ،‬هو معها يغرق أكثر وأكثر يمام القديمة المهادنة كانت‬
‫تحت سلطته وكانت بكامل قلبها له ومعه ومع ذلك قلبه كان جامد يرفض‬
‫الن هنا يمامه صغيرة محبوسة داخل‬ ‫النبض بكل حاالتها أمامه ‪ ،‬لكن ا ٓ‬
‫قفصه الصدري ترفرف دا ٔيما ً !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شادية تقفز بتيشريتها االٔبيض تراقص الهواء وصوت ضحكتها يتعالى في‬
‫السماء الفسيحة وكا ٔن سعادة الكون رهن ليديها ‪ ،‬اليوم اكتشفت لشادي‬
‫هواية جديدة ‪ ،‬صار يتقن القفزات صار يتقن ألعابه المركونه بحديقتهم‬
‫البسيطة ‪ ،‬لتقفز أكثر منه وتضحك أكثر منه ‪ ،‬نزلت وهي تراقب عالمات‬
‫السعد المرسومة على تعابير طفلها بعد ماكان خالي من التعابير يجهل‬
‫االفصاح عن شعوره الحالي ‪ ،‬لكن ا ٓ‬
‫الن‬ ‫أبجديات الشعور ‪ ،‬كان يعجز عن ٕ‬
‫قرأت سعادة مولوده على ثغره ظهرت واعلنت حضورها ‪ ،‬هي لم‬
‫ترتسم بالطريقة الطبيعية ‪ ،‬لكنها راقصت قلبها وضاحكته ‪ ،‬لتضحك‬
‫وتضحك وبذات اللحظة الضاحكة اختنقت بدمعتها ‪ ،‬مثل ماقالت شفق تماما ً‬
‫‪ :‬عيون شادية هي الدولة اللي ممطرة طوال العام بخريطة الجغرافيا‬
‫انزلته من اللعبة ( النطيطة ) وهو يرفرف با ٔيديه وبوقت متا ٔخر تماما ً‬
‫اكتشفت أن هذه دالله على شعور محتبس بداخله ‪ ،‬قد يكون حديث غير‬
‫مرتب أو كلمات امتنان أو ضحكة محبوسة خرجت من خالل هذه‬
‫الرفرفات ‪ ،‬كانت أجمل ضحكة تشاهدها اليوم‬
‫هتفت بضحكة ممتزجة بدموعها ‪ :‬هذي أجمل ضحكة تشوفها عيني‬
‫وأجمل كالم ممكن يسمعونه االٔمهات أنا ذقت حالوة كلماتك بدون‬
‫التوصلني يامامي‬
‫االختيار اما يتقبل يدها أو يتركها مد‬
‫مدت يدها للهواء وكالعادة تتيح له ٕ‬
‫يده الصغيره احتوتها بضمه حانية بكفوف االٔمهات المحملة بدعوات الوتر‬
‫والمحملة بقصص ماقبل النوم وتهويدة السحر ‪..‬‬
‫جذبته جهتها ‪ ،‬بعثرت شعره المجعد ‪ ،‬كشر وتملل ومع ذلك هي ا ٓ‬
‫الن في‬
‫أسعد لحظاتها حضرت بذات اللحظة والدتها وقالت بسعادة ‪ :‬يمه شادي‬
‫صار يلعب بالنطيطة‬
‫روايات ريّانة‪]AM 9:28 2022/14/10[ ,‬‬
‫بتجاهل لهذه اللحظة الفريدة قالت ‪ :‬يمام عازمتنا على بيتها البسي لتس‬
‫لبسن سنع وشادي اتركيه عند شفق مالنا خلق نالحقه وننط ورى تكسيره‬
‫كل شوي‬
‫ُكسرت فرحة شادية لتكشر بثبات وهي ترد ‪ :‬وليدي ان جلس بالبيت‬
‫بجلس معاه اللي متقبلني بالدنيا مجبور يتقبل وليدي ويتقبل كل تعابيره اللي‬
‫يعدونها غريبة ويتقبلون كل االصوات اللي تطلع من فمه البريء‬
‫حذام ببرود ‪ :‬تحملي لحالتس كل التبعات اتعبي وانتي تراكضين هنا وهناك‬
‫والحل بسيط وش زينه لو يوم اطلعي وانبسطي بدون التركضين وانتي‬
‫على اعصابتس وخايفة‬
‫شادية بحدة مكبوتة ألنها تتحاور مع امها ‪ :‬خالص يمه هذي قسمتي بالدنيا‬
‫قسمة حلوة تبي ركض وصبر وباخذه معي وبحضر العزيمة مثل كل مرة‬
‫اشيله معي وش استجد أحد رص لتس تعليمات جديدة ؟‬
‫تجاهلتها ولفت لشادي وهي تضحك ‪ :‬قلت لك ياحب جديدة بيوم بتضحك‬
‫لك الدنيا وبتصير أشجع ولد قمت تلعب وتدور الوناسة ؟ العب عسى‬
‫فرحة الكون كلها تصير لك أنت وحدك‬
‫ضحكت شادية بتهكم ‪ :‬خلي العالم تنبسط يمه‬
‫تركتها أمها وضحكت من جديد ‪ :‬أتمنى أقدر بيوم أفكك أحجية أمي‬
‫الصعبة حتى مسائل الفيزياء اسهل منها‬
‫‪..‬‬
‫بيت جديد بروايتنا‬

‫نورة ام سلطانة تمشي بأرجلها المنتفخة في الممر وهي حاملة خبر من‬
‫الممكن أن يعيد الحياة لجنبات بيتها بعد ماتركته الفرحة لسنوات ‪..‬‬
‫شرعت ستائر الغرفة‬‫‪ :‬بنات يابنات قومو ال إله إال هللا وش هالنوم ‪ّ ،‬‬
‫وتسللت الشمس ‪ ،‬زاحمت فرحتها وهي تقف جهة الشبابيك بقميصها‬
‫المورد ‪ :‬خالكن جايب معه عريس بس ماحدد من يبي وهالشيء مسبب لي‬
‫قلق مانويت اعلمكن بس ماقدرت ادس عنكن خبر زي هذا‬
‫لهجتها خليط بين نجد والحجاز والجنوب ولهذا السبب ضحكت سلطانة بعد‬
‫مارفعت عنها غطاء عينها وقالت ‪ :‬وهللا يا أمي اني احبك وانتي تتكلمين‬
‫بهالخليط كل يوم‬
‫امها بغضب طفيف ‪ :‬اعقبي يابنت نجد ياللي جذورك متأصله فيها انتي‬
‫شايلة أصل مشاري واسمه بس انا كبرتكن وعلمتكن وغرست بعروقكن‬
‫كل شيء‬
‫تجهم وجه سلطانة ‪ :‬مازالت امها تحمل حقد دفين تغطى بالثرى مع‬
‫مشاري والدهن ومع ذلك تنبشه كل يوم وتستخرجه‬
‫لولوه جوهرة بنات بدرية قومي أمي جايبة لنا عريس مادري هو بطيخة‬
‫عشان نقطعها حبات ونقصصها بيننا وال بتسوي فينا امي سواة ام حاتم‬
‫قهقهت بدرية تحت اللحاف ‪ :‬رجحي الثانية الثانية معقولة اقصد مجنونة‬
‫صفقت امهن بكفوفها وقالت ‪ :‬قومي انتي وهي كل واحدة تجهز لها فستان‬
‫النظرة الشرعية هيا قومو !‬
‫بدرية ‪ :‬انا ثالث ثانوي قاصر‬
‫لولوة ‪ :‬انا ماقدر افرط بالجامعة وانا قاطعة طريق حلو فيها وقريب اجيب‬
‫مرتبة الشرف‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:31 2022/14/10[ ,‬‬


‫جوهرة بجدية ‪ :‬بنات امي مبسوطة جايتها الدجاجة اللي تجيب بيض‬
‫سامعة من خالي انه ولد ناس وعنده فلوس تعيشني وتعيشك وتعيشك‬
‫وتعيشك‬
‫بس بس ! سلطانة بصداع ‪ :‬خلونا نقوم نصحصح ونروق بعدين نتثبت من‬
‫الخبر يمكن امي تالعبنا عشان نقوم ياحبيبتي يضيق خاطرها وهي لحالها‬
‫نفضت سلطانة لحافها وخرجت للصالة لكن امها كانت في الجهه الثانية‬
‫في قسم الضيوف تحديدا ً ! بالفعل كانت تقول الخبر وهي تعيه ‪ ،‬بالطبع‬
‫مطبوخ ومدروس من فترة طويلة !‬
‫ومرت ساعات المغرب ‪ ،‬سلطانة وصوت أذان العشاء‬ ‫انقضى النهار ّ‬
‫يصدح في االٔرجاء تراقب بخار القهوة بسرحان حضرت لولوة وهي‬
‫تحاول جذب انتباهها ‪:‬اعوذ باهلل من محاوالت اللولو للفت االٔنتباه وش‬
‫طلباتك الجديدة ؟‬
‫لولوة بخجل ‪ :‬الالبتوب اخترب وخالص مايمدي يترقع صلحناه مليون‬
‫مرة‬
‫سلطانة بتا ٔييد ‪ :‬هذا الجهاز متوارث بيننا الحمدهلل انه تجمل لين وصل‬
‫لولوة تم بكرة انزل المحالت وادور جهاز يناسب ميزانيتنا التخافين عندنا‬
‫ميزانية لالٔمور الطار ٔية‬
‫لولوة بحزن ‪ :‬وش بتبيعين هالمرة‬
‫سلطانة بضحكة حانية ‪ :‬لولو شفيك قلبتي موجة الطلبات لموجة حزينة ؟‬
‫قلت لك عندنا فلوس روحي كملي دروسك خليني انبسط بقهوتي‬
‫لولوة بمرارة ‪ :‬خالص سلطانة بكلم بنات خالي محمد عادي امشي نفسي‬
‫هالسنة باالستعارة لين يفرجها هللا‬
‫ردت االخرى ‪ :‬قلت لك بكرة اجيب لك واحد وباسمك انتي المهم روحي‬
‫شوفي دروسك ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫أنا اخو هيا !‬


‫صوت سلطان بن ضاحي اخترق سكون سيارة عذبا بعد ماشاهدها بجانب‬
‫الطريق وشاهد جسدها الما ٔيل من شباكها االٔمامي ‪ ،‬بسرعة جذب جسدها‬
‫وأسندها على المقعد ‪ ،‬رفع طرف برقعها وبجزع ضم يده لجسده ‪:‬‬
‫اعوذ باهلل من الشيطان‬
‫اعوذ باهلل من الشيطان‬
‫سعد اخوه من الخلف جذبه منظر سلطان وفزع لمعاونته ‪ ،‬توقفت خطواته‬
‫بعد ما الحظ توتر سلطان وبتردد قال ‪ :‬البنية بتموت وانت مبدّي حشمتك‬
‫على نجاتها الضرورات تبيح المحظورات ياسلطان‬
‫سلطان بنبرة ثقيلة زجره ‪ :‬التفتي من مخولك بالفتيا وبا ٔمور الدين وصرت‬
‫تحل وتعقد من راسك ؟‬
‫سعد بغضب مماثل‪ :‬كل كلمة تقولها تحسب من عمر هالبنية بسيطة ياخوك‬
‫خلني اشوف تتنفس وال ال‬
‫تقدم جهتها ووضع أصابعه جهة عنقها تحسس الوريد وتنفس براحة ‪ :‬حية‬
‫وتتنفس‬
‫سلطان بصوت حاد ‪ :‬يابنت االجواد يابنية تسمعين ؟‬
‫سعد بتهكم ‪ :‬ناوليني القربه ظميان وبشرب من يدينتس مي ‪ ،‬وبسرعة‬
‫البرق صارت عذبا تتوسط يدينه حملها بكل سهولة وسط صدمة سلطان‬
‫صرخ فيه سعد ‪ :‬افتح الباب بنوصلها للمستوصف القريب وبندور على‬
‫شيء يثبت ان ماوراها بلية ونبتلش فيها‬
‫فتح سلطان الباب ومددها سعد بالمقعد الخلفي ‪،‬رفع برقعها ليصد بعينه‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:42 2022/14/10[ ,‬‬


‫رفع برقعها ليصد بعينه ‪ :‬سامحيني يابنية لزوم تتنفسين‬
‫قاد السيارة بعجلة وسلطان عاجز عن التعليق وعن التصرف وعن ابداء‬
‫أي كلمة تليق بالموقف كان شبه مغيب عن الواقع وصل للمستوصف وقال‬
‫‪ :‬ماودك تخاوينا ؟‬
‫سلطان بغضب ‪ :‬أنت مستمتع باللي قاعد يصير من يوم طلعنا وصادفنا‬
‫هالمصيبة للحين‬
‫ضحك سعد وهتف ‪ :‬رح للبيت تمدد وارتاح وبشر هيا وأمي وجدتي‬
‫بسالمتك كلهم متشفقين على جيتك بعد ماطولت االسفار وغبت غيبة طويلة‬
‫‪ ،‬أنا بنشغل بهمها لين توصل لديارها بصحة وسالمة‬
‫سلطان رد ‪ :‬التخاف ماني مخليك تاكل الهم لحالك بشوف هيا شفقن على‬
‫هيا من مدة‬
‫‪ :‬وأمك وجدتك ؟‬
‫سلطان بمراوغة قطع استفهامه ‪ :‬برسل لك الفي الفي تسره هالعلوم‬
‫ملقوف مثلك وانا برقد لي كم ساعة واجيكم ياهلل ودعتك هللا‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬أخبار أختك منقطعة وبسطتها لها أيام ماتجيها ونوفل مايرد على‬
‫اتصاالتي يشوف رسايلي واليرد عليها‬
‫نايف بصرامة ‪ :‬أختك في بيت رجالها وانت وعدتني ياضاري تترك‬
‫أخبارهم أختك صارت بيد أمينة‬
‫ما يجهله نايف ومن قبله ضاري اخفاء نوفل ورجاله قصة اختفاء عذبا‬
‫ليفرط بها في ليلة ماطرة ‪ ،‬كان حريص على أمانها‬ ‫موتمن عليها ّ‬
‫‪ ،‬كان ٔ‬
‫وإن رفض نطق ( عليك االٔمان ) لكنها اختفت وكا ٔن أرضهم الجرداء‬
‫ابتلعتها مع حبات المطر ‪..‬‬
‫ضاري بحدة ‪ :‬انا بروح بنفسي للديرة واشوف وش صار الٔختي‬
‫نايف بحدة مشابهه‪ :‬ايه وترجع محمول على االٔكتاف تبينا كل شهرين نفتح‬
‫بيبان العزا ببيوتنا ان خطت رجلك خطاويها با ٔعتاب ديرتهم أو سمعت أنك‬
‫قربت منهم وهللا ياضاري ان تعض أصابعك من الفقر والندم والقهر اختبر‬
‫قهري فيك وتشوف وش بيصير لك‬
‫الينكر انه خاف ليتزعزع شيءٍ ما بداخله الٔن نايف كان جاد فوق الالزم‬
‫ومع ذلك هتف بسخرية ‪ :‬بتقطع عني العيشة ؟ التخاف جربت السجن‬
‫وكنت اشبع بالقليل‬
‫قاطعه نايف بصرامة ‪ :‬اقطع واخس قلت التختبرني‬
‫حضرت عزيزة نصف الحوار وبتوتر عميق من هي ٔية نايف الغاضبة‬
‫وزعت الضيافة ليهتف نايف ‪ :‬اتركينا عزيزة النقاشات الدموية ماتروق‬
‫لجنابك الرقيق اخوي يبي يرجعنا للعب الشوارع وانا ماعندي اشكالية‬
‫بلعبه واكسر خشمه‬
‫خافت عزيزة وضاري من جهته كان يضحك بتبلد عميق ‪ ،‬لتخاف منه‬
‫بالذات ‪ ،‬كل طرف كان مخيف بطريقته ‪ ،‬كل جبل كان أعند من الثاني‬
‫‪ :‬ماقدر اتدخل نايف مثل العادة يرسم له خطوط مستحيل أقول هذا صح‬
‫وهذا غلط‬
‫رفع حاجبه وهو ينهي النقاش ‪ :‬قلت اتركينا !‬
‫تراجعت خطوتين وهي تمسح قماش جاللها الضافي وهي ترمش بقهر ‪،‬‬
‫هي غير معتادة أن تكون على هامش النقاشات لم تكن خارج الصورة‬
‫أبدا ‪، ،‬دخل نايف حياتها ليكسر قوانينها ‪ ،‬تمادى وهو يضرب صورتها‬
‫االٔصلية ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:42 2022/14/10[ ,‬‬


‫تمادى وهو يصنع ٕاطار من دونها ‪ ،‬همست بتهكم ‪ :‬سم وابشر هذي‬
‫العبارتين اللي تبي نقولها بحضورك ؟ دايم سم وابشر ‪..‬‬
‫تركت الصالة وعين ضاري الساخرة تمسح مالمج نايف ونظراته التي‬
‫ارتفعت تراقب رحيلها ‪ ،‬وأخيرا ً استوعب انه للمرة االٔلف يجبرها على‬
‫التخلي عن شخصيتها ‪ :‬هذا أنت ياضاري أذاك على نفسك وممتد لغيرك‬
‫اقسم باهلل ماشفت نكبه بهالدنيا ينافسك ويجاريك هللا أكبر عليك‬
‫ضاري وهو يتلذذ بقطع الكعك ‪ ،‬معتاد على هذه الكلمات ‪ ،‬صار عنده‬
‫مناعة ضد نظرتهم المزمنة وضد تجريحهم المقصود ‪ :‬كثر هللا خير بنت‬
‫خالد وهللا ياعليها نفس باالٔكل !‬
‫حمل نايف الصحن ليدسه بحضن ضاري ‪ :‬خذه وانقلع بعد ماثورت ثورة‬
‫جديدة بساحة عزيزة طلعت منها بدون أضرار ‪ ..‬المتضرر االٔول أخوك‬
‫الدبشة اللي يرمي بدون حساب انقلع خلني أراضيها‬
‫قهقه ضاري وهو يحمل الصينية معه بالكامل ‪:‬غنيمة الحرب مستحيل‬
‫اخليها لنا الشبع ولكم الدماء ياهلل توصيني على شيء ؟‬
‫نايف بجدية ضرب كتفه ‪ :‬اقصر الشر ياضاري‬
‫تجاهل أخوه وخرج وقبل أن يقفل الباب ميّل رأسه من جديد لداخل البيت‬
‫وقال ‪ :‬سدد هللا الرمي‬
‫ضحك نايف بدون شعور ونفض كامل غضبه ‪ ،‬تبع أثر خطواتها ‪ ،‬ليدرك‬
‫أنها في جهتها المفضلة هنا بين االكواب بعد ماسمع ايقاع الزجاج وهي‬
‫تنظمه للمرة العاشرة المهم تفرغ كبتها ‪ :‬اتركي قطع الزجاج مالها ذنب‬
‫المذنب االٔول نايف اللي لسانه دايم يخونه‬
‫لفت له وبغضب ‪ :‬دايم أقول لك آخر مرة كم مرة قلت انتهينا وأنت تبتدي‬
‫طريقة جديدة للتجاهل واالقصاء اييييه عرفت قديري بعد كم مرة قلت آخر‬
‫مرة‬
‫اقترب وقال ‪ :‬قصة ضاري ماقدر احطك وسط إطارها الٔن الصورة من‬
‫االٔساس مكسورة !‬
‫هنا خفتت حدة غضبها ‪ ،‬أدركت أن وجودها داخل إطار الصورة من‬
‫الممكن أن يضر بنايف قبل أن يضرها هتفت ببساطة ‪:‬طيب أقدر أقول‬
‫سامحني الٔني ضغطتك من هالناحية ؟ بس ياويلك مرة ثانية ترفع صوتك‬
‫علي حتى لو البيت خالي التسمع الجدران صوتك وانت تصارخ علي‬
‫االبتسام وأكمل ؛ وغيره ؟‬
‫ابششري قالها بنبرة يخالطها ٕ‬
‫بضحكة ‪ :‬كلم ضاري يرجع الصينية وزمزمية الشاهي كله وال مواعين‬
‫عزيزة‬
‫قهقه وطوق كتفها بيده اتصل بضاري وهو يضحك ليقاطعه ضاري ‪،‬‬
‫الٔول مرة يرد بحماسه لدرجة استنكر فيها نايف رده السريع ‪ :‬هاه نتصل‬
‫باالٔسعاف من الجريح فيكم ومن فيكم شهيد المعركة ؟‬
‫نايف بضحكة ‪ :‬عزيزة غيرت الهدف‬
‫ضاري من بعيد ‪ :‬اليكون أنا الهدف ! أنا اللي أشعلت الفتيل وأما اللي‬
‫بروح ضحية نفسي‬
‫‪ :‬جيب مواعين ام عايد والتطولها‬
‫ضحك نايف وهو يشاهد االحمرار وهو يتسلق خد عزيزة وهو مستمتع‬
‫بعفويتها ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:42 2022/14/10[ ,‬‬


‫تم كله وال أصير ضحية حرب الحب اللي ما اعرفه اال باالٔفالم انا مثلكم‬
‫ابي احب وانحب متى هللا يفرجها علي وتصير معاركي معارك ناعمة ؟‬
‫ضحك نايف لدرجة دمعت عينه ‪ :‬أنت خلك بحروب الشوارع وينك ووين‬
‫الحب جب زمزميتنا وال يكثر ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصل بيتهم لكنه علّق نظراته على بيته ‪ ،‬بيت الزفاف المهجور‬
‫لم يجمع روحين والقلبين معا ً ‪ ،‬لم تسكنه كلمات الحب ‪ ،‬بيت الزوجية‬
‫الذي غادرته روح وسكنته أرواح أخرى ‪ ،‬أرواح خرافية ‪ ،‬سكنته أحالم‬
‫االشتياق ‪،‬‬
‫ضا ٔيعة وندبات تفرقت وتوزعت في الزوايا ‪ ،‬سكنته نداءات ٕ‬
‫سكنته كل مفردات العتمة ومرادفات الظالم لكن الليلة ُكسرت القاعدة !‬
‫بيته المهجور تتراقص من بين حناياه المظلمة اشعارات نور وإشارات‬
‫حية ‪ ،‬انبلجت من بين صدوعه فرجة للنظر ‪ ،‬امتل ٔيت باالٔنوار ليُضاء‬
‫با ٔرواح جديدة ‪ ،‬أرواح حية !! تراجع للخلف ليرى حورية الظالم‬
‫الخارجة من وسط هذه المهرجانات المضي ٔية ‪ ،‬خرجت من بين أقمشة‬
‫الستا ٔير المتراقصة ‪ ،‬دفع الهواء البارد خصالتها لتتراقص وهي مغمضة‬
‫عينيها تتنفس بدايات الشتاء بلذة !‬
‫‪ :‬حلم وهللا حلم !!‬
‫‪ :‬من هذي وش جابها ؟ معروف الشتاء يجمع قلوب المحبين لكن وين وين‬
‫؟ مايرجع اللي بالقبور ماينبش عظامهم ويرمم الرفات ! هذي روح‬
‫شيطانية بس ال هذي مالااك !‬
‫كان يهذي وعرقه يتصبب وأصوات قلبه تتضارب مابين الحزن والخوف‬
‫ومابين التصديق وعدم التصديق‬
‫ضرب رأسه ومسح عرق جبينه ‪ ،‬ليشيح بنظراته هاربا ً ‪ ،‬فتح باب بيتهم‬
‫ليندفع جهته جسد هيا المثقل با ٔشواقها ‪ :‬سلطاااني‬
‫‪ :‬هيا الروح والرية قالها بحب عميق ليضمها ضمه حانية ‪ ،‬تناسى حزنه‬
‫وموقفه المرعب ولحظاته االٔليمة من أجل قطعة من الروح اليمكنه‬
‫التفريط بفرحة لقياها ال يمكنه أن يفرط بإستقبالها الفاخر ‪ :‬اشتقت لك‬
‫ياحبيب هيا من يوم خلت الديار ماكن حد فيها ‪ ..‬ماكن فيها ناس يضحكون‬
‫ويتنفسون‬
‫ضحك ‪ :‬ياحبك للكالم المبالغ فيه وصف الهروج اقنعي سلطانك أنك‬
‫ماعتبتي من هالباب من يوم راح سلطان للمدينة لليوم‬
‫عقدت أصابعها بخجل ‪ :‬وأنت قلتها صف هروج‬
‫ضحك ليرد بنبرة انحدرت لالٕنطفاء ‪ :‬وين أمي وجدتي مالهن حس ؟‬
‫بخجل ‪ :‬أمي صلت العشا وخدت عالج السكر ونامت وجدتي بالمقلط‬
‫تحتريك‬
‫لم يندهش ‪ ،‬بعثر شعرها الفوضوي من االٔصل ودخل معها جهة المقلط ‪،‬‬
‫نطق ببرود الذع بعد ماقبل رأس جدته ودفعته عنها بحجة انه متعطر‬
‫وعطره يخنق أنفاسها ‪ :‬كان نمتي ياجديدة دام مجبورة على هالقعدة ماحد‬
‫ناقد عليك أمي رمت كل المناقيد عند باب غرفتها ونامت‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:43 2022/14/10[ ,‬‬


‫ببرود مشابه ‪ :‬ماشاء هللا مايحتاج نسا ٔل عن العافية صرنا نشوفها ونسمع‬
‫صوتها‬
‫هيا بجزع ‪ :‬جدة اذكري هللا‬
‫تعوذ اخيها لتنفث على صدره وبوجع ‪:‬ماحسبنا على هللا قام‬
‫اسرفت وهي ّ‬
‫على حيله بعد مارمته الحمول وطاح حيله فترة طويلة حبيبي سلطان صبر‬
‫على غثاكم لين فاض صبره وانهد االولي والتالي‬
‫‪ :‬ياكثر ماتتكلمين وياكثر ماتوجهين اللوم صوبنا أنا وأمك ‪ :‬سلطان‬
‫وسلطان وسلطان اقطعي السيرة وخلينا ساكتين ‪ ..‬صبي الٔخوك فنجان‬
‫الظاهر مرت مدة وال ذاق قهوة سنعة وال حتى ذاق لقمة تشبع‬
‫مسحته بنظرات غريبة ‪ ،‬جسمه مازال صامد‪ ،‬هذا الجسد شامخ مثل قلبه ‪،‬‬
‫والٔنه شامخ ترفع عن الرد واكتفى بتوزيع نظراته على المقلط ليالحظ‬
‫التغيير في أثاثه كما تغيرت أشياء أخرى في بيتهم لينشغل بهذه التغييرات‬
‫عن استقبال جدته وموشحاتها الثقيلة في حضوره هو ‪ :‬عشتي عشتي‬
‫يابعد روحي‬
‫هيا بنشوة وهي تجلس على ركبتيها ويدهاتضم الدلة هتفت بسعادة ‪ :‬تعيش‬
‫أنت ويتقهوون كبار الروس بمجلسك وأنت معزبهم‬
‫ضحك ‪ :‬هيا انتي من مغير اعدادات مفرداتك من وين جايبة محصول‬
‫الكلمات الجديد هذا وأنتي توك بزر‬
‫ضربت خصرها بدالل ‪ :‬حبيبي صرت ثالث ثانوي التقول بزر‬
‫انقضت هذه الليلة بحوارات رقيقة مابين هيا وسلطان والغريب أن جدتهم‬
‫حاضرة والٔول مرة تسهر لهذا الوقت المتا ٔخر من الليل لسبب ما واالٔكيد‬
‫انه سلطان ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عا ٔيلة آل الفي |‬
‫سلطان آل الفي ‪ ٣٥ /‬سنة‬
‫سعد آل الفي ‪ ٣٠ /‬سنة‬
‫الفي آل الفي ‪ ٢٧ /‬سنة‬
‫هيا آل الفي ‪ ١٨ /‬سنة‬
‫جدتهم ‪ /‬شاهه‬
‫ام سلطان ‪ /‬جهير‬
‫‪..‬‬

‫صيتة انطقي من جيت وانتي متمسكة بالصمت اللي ماهو من صالحنا كلنا‬
‫صيتة وش صار يوم اقفيت عن الديرة ؟‬
‫وهي تخفي رجفتها وتدس عنه معالم خوفها بقماش قميصها الشتوي هتفت‬
‫‪ :‬آخر مرة شفتها ببيتنا وهللا وحلفت لك أكثر من مرة هي ماتطيق الحكي‬
‫معي ومعاديتني بدون سبب‬
‫صغر عينه ‪ :‬بدون سبب !‬
‫هربت بنظراتها وهو مال جهتها بحدة مخيفة ‪ :‬صيتة بتقرلين شيء هذي‬
‫آخر محاولة ودية التلومينن بعدين‬
‫التقولين نوفل مابقلبه رحمة التصيحين با ٔبوي تطلبين فزعته !‬
‫تهديداته باردة لكن مثل النار كانت تكوي قلبها صدت بعناد وهتف ‪ :‬راعي‬
‫لي ! ( ناظريني ) التصدين هاللون‬
‫بالكاد ابتلعت غصة الندم لفت له وبثقة ‪ :‬صدقني يانوفل هذا اللي عندي‬
‫الوقت اللي تضيعه عندي وانت تستجوبني تراه ثمين ثمين بديار ثانية‬
‫يمكن تلتقي فيها هناك حل عني يانوفل واعتقني‬
‫حمل نفسه وقال ‪ :‬وأخوتس السكير وين غدى ( راح) ؟‬
‫تراعدت لتنفجر بصوت عالي ‪ :‬مادري مادري ضيّقت علي الوسيعة وأنت‬
‫تخنقني باتهاماتك الغريبة ‪..‬وين فالن ووين فالنة ‪ ..‬راعي لي التصدين‬
‫هاللون التستضعفني وتظلمني‬

‫روايات ريّانة‪]AM 10:01 2022/14/10[ ,‬‬


‫اقترب وهي ركضت الٔقصى زاوية بالغرفة شد أذنها وهو ينطق بحدة ‪:‬‬
‫هذا انتي ياصيتة ال صار الحق معنا تاخذينا بالصياح ‪..‬قابل الصياح‬
‫بالصياح تسلم هاه ؟ قوانين لعبتس مكشوفة وإن سكتي اليوم باتسر بتنتثر‬
‫حبات السبحة والكل بياخذ قسمته من هالكيكة الفاسدة‬
‫دفعها لتصدم الجدار بكتفها ضمت وجهها برعب ‪:‬هذا لو عرف بقصة‬
‫مشهور اللي صارت قبل أشهر بيذبحني بيذبحني !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬ناقصين حنا كالفة ومخاسير ‪ ،‬شوفي يمه بنت الفقر قامت تجمع أهلها‬
‫ومنهم على شاكلتها ‪..‬‬
‫وصايف وهي تتذمر بصوت منخفض بالقرب من أمها لترد أمها بمجاراة‬
‫لنبرة صوتها ‪ :‬هالبيت يعد بيتها تعزم اللي تبي‬
‫قاطعتها ‪ :‬ال مو بيتها مو بيتها الصار عندها مجلس ودالل ومباخر‬
‫ومقاديع ساعتها تعزم وترحب ‪ ..‬الكرم وبياض الوجه ساعتها يصير لها‬
‫وباسمها مو صورة وبس !‬
‫أمها بتذمر ‪ :‬ساعات أقول وش زينها بنيتي صارت عاقلة وساعات أتعوذ‬
‫من شياطينها والحين أعوذ باهلل منتس‬
‫ضحكت وصايف ‪ :‬حكي الصدق يعور القلب يمه الحين قومي اكشخي‬
‫البسي هذاك الثوب الحمر ورصي غوايشتس يمه وتصدري المجلس أنتي‬
‫معزبة البيت وضيفانه ضيوفتس أنتي‬
‫‪ :‬ياويلي منتس ياوصايف اتركي كيد الحريم شوي وتفرغي لدالل البنيات‬
‫قومي انتي حطي الحمرة وتبختري بهالزين قدام البنيات‬
‫وصايف بدالل ‪ :‬ابشري يام هذال فستاني تكويه العاملة وطلعت‬
‫مجوهراتي باقي خاتم ناقص ياهلل دفعة بال حالل على اللي صار بجيبه‬
‫أمها بريبة ‪ :‬وش قصدتس؟‬
‫وال شي قاطعهم حضور يمام المبتهج ‪ :‬الضيوف على وصول ومعزبتنا ال‬
‫كشخت وال تطيبت افاااا‬
‫وصايف تراقبها بنظرات صامتة لترد ام هذال بطيب نفس ‪ :‬أنتي المعزبة‬
‫الليلة روحي اكشخي وأبد أبشري ببياض الوجه‬
‫قاطعتها ‪ :‬عوايدتس من مبطي هاه وصايف وش عندتس تناظرين بفمتس‬
‫كالم انطقيه قبل يطق فيتس عرق الثرثرة ضحكت االٔخرى بتهكم ‪ :‬هذال‬
‫ماقال لتس شيء ؟‬
‫بخصوص ؟ جعدت االٔخرى فمها وصارت تعبث بخاتمها الناعم ‪ ..‬لترفع‬
‫اصبعها بوجهها لترتبك االخرى وبدون رد انسحبت من المكان ضحكت‬
‫وصايف بتالعب لتنطق ‪ :‬بتردينه يالسروق الليلة أو أي يوم وهللا ان يطلع‬
‫طبعتس الشين وأنا اللي بطلعه بطريقتي‬
‫نهضت للتزين وهي تخطط على لعبة جديدة وتسلية أخرى ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اعتذرت حذام بآخر لحظة الٔنها متوترة من شفق ومن المصيبة القادمة ‪،‬‬
‫ٔصرت على وجود شادي معها بالرغم‬‫فضّلت البقاء بالقرب منها وشادية ا ّ‬
‫من محاوالت والدتها تا ٔنقت بشكل بسيط وخرجت تنتظر جيداء‬
‫عزيزة بالجهه االٔخرى حملت الصواني الجاهزة وخرجت لنايف ‪ :‬تا ٔخرت‬
‫عليك ؟‬
‫بمودة وتحبب قال ‪ :‬انتظرك للصبح لو تحبين انتي تدللي بس‬
‫ضحكت ‪ :‬وش عندك مزاجك عالي ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 10:02 2022/14/10[ ,‬‬


‫ضحك نايف وبصدق رد ‪ :‬أبد فرحان بوجودك بحياتي تدرين أن وجودك‬
‫فارق بكل لحظة قاعد أعيشها بعد ماكنت عايش برتابة هالسنين لحالي‬
‫المفاجي ومن طراوة مفرداته ونظراته كانت مثقلة‬
‫ٔ‬ ‫تنصمت من اعترافه‬
‫بسعادة غامره ‪ ،‬وكيف لها بهذه السرعة أن تروي سنينه العجاف لتصبح‬
‫ساحاته اليابسة واحات من زهور الياسمين عزيزة العفوية ‪ ،‬عزيزة االٔم‬
‫عزيزة البسيطة بهندام البيت وتفانيها بصنع ألذ الما ٔكوالت ‪ ،‬عزيزة بعد ما‬
‫كانت تظن أنها مجرد ربة بيت أصبحت ربة قلب تزف الحب وترسله‬
‫للقلوب بكامل عفويتها بدون كالفة ‪ ،‬شد يدها ونثر قبالت امتنان ‪ ،‬لم تقاو ًم‬
‫هذه السالسة المفترض البد تكون أكرم منه لكن خطواتها مازالت ثقيلة‬
‫ومع ذلك امتدت يدها لشعره مسحت رأسه بتا ٔثر كبير ‪:‬صدقني عندي كالم‬
‫كثير وكبير بعد بس ما اعرف اعبر لكن اللقمة اللذيذة اللي تذوقها كل يوم‬
‫وحرصي على أدق خطوة من خطواتك اعتبرها حروف حب منسوجة‬
‫عشانك‬
‫ضحك بشجن وبالفعل عزيزة تعبر عن حبها بطريقة االٔمهات البسيطة‬
‫وبكل سالسة سرقت قلبه ‪ :‬ياهلل مشينا خزاري بيوصلها ضاري مصرة‬
‫عليه يتعدل ويترك مضاربات الشوارع صارت تخنقه كل يوم بمشوار‬
‫جديد‬
‫ضحكت ورفعت مرآتها تتفقد زينة عيونها‬
‫ليهتف ‪ :‬حلوة بكل أوقاتك حلوة‬
‫‪ :‬الاااا أنت صدق فيك شي الليلة ماهي عوايدك التغزل والتحبب بالطريقة‬
‫هذي اصدقني بتتزوج علي ؟‬
‫ضحك وهو يكمل الطريق وهي تتمنى أن يتركها خجلها العنيد لتخبره‬
‫بحملها لكن عزيزة التقليدية ترفض التخلي عن بقاياها القديمة تحت أي‬
‫ضغط وأي ظروف ‪..‬‬

‫خزاري بإعجاب تتا ٔمل وصايف المترفة الليلة على غير العادة متزينة أكثر‬
‫من الالزم بفستان اخضر لونه اللطيف كان منظره مع لون شعرها يشد‬
‫القلب وكان هذا التمازج يشد النظر ‪..‬‬
‫خرجت عن صمتها وهي تسا ٔل ‪ :‬لك بنيات غيرها ؟‬
‫ام هذال وهي تستغرب نظراتها وفضولها ‪:‬ماعندي غيرها أصغر عيالي‬
‫وآخر العنقود قبل كم شهر كملت ‪ ٢٣‬سنة‬
‫راقت لها المواصفات وراق لها العمر ‪ ،‬مترفة من كل الجهات ‪ ،‬فخمة‬
‫وآسرة ‪ ،‬انقطع الحوار بحضور البقية السهرة كانت بالفعل بسيطة على‬
‫شرف يمام كانت منطلقة بلونها المفضل فستان بنفسجي مالصق لجسمها‬
‫‪ ،‬كانت تتنقل بنشوة واضحة وهي تشرف على الضيافة ‪ ،‬انتهى العشاء ‪،‬‬
‫خزاري استا ٔذنت بوقت مبكر بحكم انها تنام وتمقت السهر ‪ ،‬هنا فرصة‬
‫وصايف فرصة هوايتها المفضلة ‪ ،‬استفزاز يمام والتالعب بها ‪ ،‬دخلت‬
‫المطبخ يمام كانت ترتب المشروبات الباردة بصينية هتفت ‪ :‬ماشاء هللا‬
‫اللي يشوفتس قبل كم يوم بيقول هللا يرحمها بتودع الدنيا وبتفارقها من ثقل‬
‫الغمامة اللي على صدرها اشوف الليلة اليمامة مودها عالي وترفرف فوق‬
‫السور‬

‫روايات ريّانة‪]AM 10:02 2022/14/10[ ,‬‬


‫يمام ببرود ‪ :‬اذكري هللا والحمدهلل على نعمة الصبر ماتعرفين هالنعمة ؟‬
‫ماجربتي الخروج من عنق الزجاجة طول عمرك ببرج زجاجي منعم‬
‫بالدالل من كل صوب‬
‫ضحكت وصايف بتهكم ممزوج با ٔلم مغمور ‪ :‬ودامتس عابدة ومصلية‬
‫ومسلّمة امورتس هلل ليه تتعدين على حقوق الناس وممتلكاتهم ؟‬
‫يمام رمقتها بنظرة غاضبة ‪ :‬وصايف اقصري الشر وابلعي الهرج القاصر‬
‫اقتربت بعناد وحكرتها على حافة الدوالب ‪ :‬وان ماقصرته ؟‬
‫يمام ببرود سكبت المشروب البارد عليها بالكامل لتصرخ ‪ :‬قوية عين‬
‫وسروق هين يايمامه صرتي تعانقين الغمام وهللا ان تنامين الليلة بجناح‬
‫مكسور !‬
‫شدت شعرها وتعالت االٔصوات والكل قفز بعد ماركضت العاملة لتخبرهم‬
‫بالمعركة ‪ ،‬ام وصايف تشد ابنتها وعزيزة بالجهه الثانية فشلت في أن‬
‫تسيطر على جنون يمام ‪ ،‬قفزت جيداء لتش ّد جسمها وهي تنتفض‬
‫واهتزازات الغضب طالتها لتسقط في الجهه األخرى ‪ ،‬شادية فقط تبكي‬
‫والعجز منعها من أن تنقذ الوضع أوتتدخل ‪ ،‬ركضت أديم جهة بيتهم ‪:‬‬
‫هذال وضاح الحقو وصايف ويمام يتقاتلون !!‬
‫انتهى‬
‫الجز ٔيية الجاية 💣‬
‫لطفا ً اعطوها حقها بالتفاعل واكمل معكم با ٔقرب وقت‬
‫طبعا ً في عا ٔيلتين جدد وشخصياتها مهمة بالرواية‬
‫بتبدي قصة انتقام نهار‬
‫بتبتدي قصة سلطان وحورية الظالم ️❤🤍‬
‫اشوفكم الحقا ً وانتظر تعليقاتكم بكل حب‬

‫روايات ريّانة‪]PM 5:25 2022/19/10[ ,‬‬


‫السالم عليكم ورحمة هللا‬
‫أهالً أهالً بصديقات التلجرام ✨‬
‫أدري مقصرة بالتواصل هنا ولكن وجودي بالبرنامج هذا اليُذكر ياليت‬
‫تلتمسون لي العذر 🤍️♥️♥‬

‫حابة اشوف انطباعاتكم ومن اللي قاعد يقرأ ووصل آلخر جزئية نزلناها‬
‫ومين اللي ينتظر الختام ويبدأ بالقراءة ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:25 2022/20/10[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫‪..‬‬

‫وضاح لم يحرك ساكن ! ‪ ..‬لكزه جده بعصاه ‪ :‬قم عقّل اختك هذال بيستفرد‬
‫فيها وبيهد ضلوعها‬
‫وضاح ببرود ‪ :‬يبه نقص عقل من يطاوع النسوان بنزاعاتهم اللي مالها‬
‫سنع غير واحد ناقص عقل مثلهم‬
‫جده بغضب صامت و ّجه له نظرة بسببها قفز من مكانه ليصل بحضور‬
‫نهار ‪ :‬وش صاير اصواتهم واصلة للشارع !‬
‫وضاح بضحكة ‪ :‬نزاعات وصايف ويمام المعتادة تبي تتدخل تدخل انا‬
‫مالي حيل با ٔختك وهدّاتها‬
‫ضحك نهار لتنقطع ضحكته بسبب صوت هذال الصاخب الغاضب !‬
‫‪ :‬درب درب قلت وسعو لي درب‬
‫امه بحدة ‪ :‬قلت لك هوشة نسوان وبنحلها رد من المكان اللي جيته التنثر‬
‫الزيت على النار‬
‫صرخ ‪ :‬دررررب ياحريم درب‬
‫اقتحم المكان ليفجع من منظره ! ‪ ..‬تحول المكان االٔنيق لساحة حرب‪،‬‬
‫الزجاج متناثر و أشجار البيت ُملقاه بالزوايا ‪ ،‬عزيزة وفّت بالغرض بعد‬
‫ما رفعت يدها وأخيرا ً ‪ ،‬و ّجهت صفعتها لوجه اختها الثا ٔيرة بدون وعي‬
‫فقدت عقالنيتها لتضرب الكل بطريقة شرسة ‪ ،‬تضرب كل مكان‬
‫ووصايف بوضع دفاع استغلت صدمة يمام وانقضّت عليها من جديد ‪:‬‬
‫طلللعي خاتمي يالسروق ‪ ،‬بعد ماالحظت نظرات الصدمة صرخت ‪:‬ايييه‬
‫تبون تعرفون حقيقتها ؟؟ عينها اللي مايمليها تراب صارت تمتلي بالنهب‬
‫تنهب خيرك وعينك تشوف‬
‫عزيزة تراجعت بخجل مو الوضع الخانق ويمام تلبسها الجنون فعالً ‪ُ ،‬هنا‬
‫انطلق هذال وشدّها لكن جنونها كان أقوى ‪ ،‬صارت تتملص من قبضته ‪،‬‬
‫شدّت خصالت وصايف واالٔخرى أنقذت نفسها من جديد لتصرخ فيها‬
‫وهي تتظاهر بالقوة وهي تلملم خصالتها المتطايرة ‪:‬ارحموها اشفقو عليها‬
‫المجنونة ‪ ..‬خافي ربتس يالسروق ‪ ..‬خافي يضيع عقلتس وأنتي تمثلين‬
‫الجنون‬
‫صرخ هذال هنا ‪ :‬وصااااااايف اقطعي الشر يالقاصر خاااتم كل‬
‫هالمسرحية بسبب خاتم ‪ ..‬أنا اجيب لتس غيره عشر بس اقصري الشر‬
‫اقصريه‬
‫انسحبت عزيزة وآالم طفيفة أسفل بطنها أجبرتها على ٕ‬
‫االنسحاب ‪ ،‬شادية‬
‫انشغلت ببكاء شادي بعد ماتمكن منه الخوف ‪ ،‬حملته لجهه بعيدة ‪ ،‬جيداء‬
‫اتصلت بعبدالملك وهي تشعر بخجل من طريقة وصايف المتعمدة في افساد‬
‫ليلة مثل هذه ‪..‬‬
‫دخل وضاح بعد ماطال النزاع ‪ُ ،‬هنا عرف جدّية الوضع دخل لتصدمه‬
‫آثار المعركة ‪ ،‬هذال حمل يمام ليوصلها لقسمهم ‪ ،‬وصايف في مكانها‬
‫صامتة تتنفس بحدة ووالدتها تجلس على الكنب تبكي بقهر وخجل من‬
‫وصايف ورعونتها ‪..‬‬
‫لف لالٔجساد الثالثة شقيقات يمام بالتأكيد ‪ ،‬دق قلبه وهنا عرف احداهن ‪،‬‬
‫أنزل نظراته بعد ما ُ‬
‫ش ّد قماش ثوبه ارتفعت نبضاته بحدة والسبب الجسم‬
‫الصغير الذي يحتمي به ‪ ،‬مازال الخوف متمكن منه وبحضور وضاح‬
‫حضر االٔمان ‪ ،‬تمسك به بقوة الصغار‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:26 2022/20/10[ ,‬‬


‫انحنى له وبإبتسامة صادقة نقر انفه بطرف اصبعه ‪:‬اشتقت لك‬
‫كشر بحنان من طريقة شادي وهو يمسح انفه بعبث والخوف تالشى‬
‫بحضور وضاح وياللغرابة !‬
‫الزال في كل مرة يتجدد حنانه بحضور حبات سبحته وبنغماتها العابثة بين‬
‫اصابعه الصغيره هذا الطفل صار يصنع خطوات صغيرة خطوات جادة‬
‫تتعلق به وبشادية ‪ ،‬أكمل بحنية جديدة عليه ‪ :‬ليه تخاف ؟ المفروض تصير‬
‫أقوى ولد وتحتضن قلب أمك الخايف‬
‫أكثر مايؤلمه بعد هذه االٔيدي الصغيرة دموع شادية ميّزها بالرغم من‬
‫زحام الموقف وبالرغم من تزاحم النظرات واالنفاس ‪ ،‬ميّز دموعها وميّز‬
‫ذعرها ‪ ،‬جيداء أطلقت تنهيدة خافتة ‪ :‬ياهلل بنات عبدالملك وصل ‪ ،‬لتوجه‬
‫نظراتها لوصايف ولوالدتها لتنطق بنبرة باردة ولكن كلمات جيداء دا ٔيما ً‬
‫ثقيلة ‪ :‬تعلمي ياوصايف درس هالليلة واحفظيه زين إذا شفتي ضحكة‬
‫التوقفين بطريقها ‪ ..‬إذا شفتي شخص مكسور قاعد يرمم نفسه بنفسه‬
‫التهدمين اللي بناه وتكسرين االٔساس ‪ ..‬إذا ماعرفتي االٔساس أنا بعلمتس‬
‫وشهو ‪ ،‬االٔساس هو قلبه‬
‫انطلقت بخطوات بطي ٔية للخارج وعزيزة خلفها ‪ ،‬اقتربت شادية من طفلها‬
‫المذعور وهمست بصوت باكي ‪ :‬ياهلل مامي‬
‫مرت ثواني يدها في الفراغ مازالت ممتدة كانت تنتظره يتخلص من‬
‫خوفه ويحرر ثوب وضاح ‪ ،‬هنا وضاح نزل لمستواه وهتف بصوت حاني‬
‫‪ :‬ياهلل شادي شد يد أمك وتمسك فيها بقوة‬
‫وبتردد رفع وضاح يده ولمس بها يد شادي و بحذر مدها جهة امه الباكية‬
‫‪ ،‬تكاد تنتزع ضلوعها من فرط البكاء والسبب خاتم خاتم ! لكن الموقف‬
‫المولمة بالتمسك برجل‬
‫باالضافة لخوف شادي وطريقته ٔ‬ ‫خانق اليُحتمل أبدا ً ٕ‬
‫غريب ‪ ،‬هي اآلن تبكي بسبب الخوف أيضا ً الخوف من هذا التشبث ‪،‬‬
‫ضمت يد صغيرها بيدها وخرجت ووصايف بعد مافرغ البيت انحنت‬
‫بوجع حقيقي لتصرخ ‪ :‬وضاح قيصريتي الظاهر انفتح جرحها !‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عزيزة مايصير التتحاملين على الوجع التجبريني اشيلك بيديني للمستشفى‬
‫عزيزة با ٔلم وغضب وخجل كل المشاعر تداخلت بلحظتها الحالية هتفت‬
‫بوجع ‪ :‬يمام كانت مكسورة جناح ومن فترة طويلة بس ماعمرها بينت‬
‫كسرتها ‪ ،‬كانت قوية وتقوينا‪ ..‬الليلة انكشف المستور الليلة انكشف ضلعها‬
‫المكسور‬
‫بكت بوجع لتنكمش مالمحه ليسمع فضفضتها المريرة ‪ :‬الليلة كانت تحلق‬
‫بالسما لحالها االرض ماتاسعها من كثر ماهي مسفهلة ‪ ..‬يوم وصلت‬
‫للغمام طاحت بالقاع طيحة تكسر الخاطر‬
‫نايف شدها جهته وبحذر ضمها يخاف ترفض مواساته كما فعلت في‬
‫الليالي الماضية لكنها طوقت جذعه وهي تقول ‪:‬متوجعة على خواتي‬
‫وعلى بنتي متوجعة على هالبنيات يانايف‬
‫شد وجهها ليمسح دمعها المالح برفق ‪ :‬وش صار وش اللي كسر خاطرك‬
‫وبكى عيونك ؟‬
‫ابتلعت عبرتها ‪ :‬ياكثر ما أضيّق لك خاطرك وتتوجع عشاني‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:26 2022/20/10[ ,‬‬


‫ٔزف لقلبك فرحة وال هللا قسم اسرق من فمك‬‫شدت يده ‪ :‬ماجا الوقت اللي ا ّ‬
‫ضحكة واكون أنا المتسببه فيها‬
‫مال فمه وهو يضحك ‪ :‬هاه ضحكنا ياكثر ما تعذربين بقربك وانتي‬
‫شوفتك لحالها تسر الخاطر وتضحك القلب ‪..‬‬
‫قاطعته ‪ :‬انا حامل !‬
‫تصنم وبعدم تصديق علقت نظراته بجهه واحدة جهة عينيها ‪ ..‬كان‬
‫ينتظرها أن تكمل أو تشرح شيء عجز عن استيعابه في لحظته الحالية‬
‫ربتت على خده ‪ :‬نايف بسم هللا عليك خذ نفس‬
‫نايف وهو يقرب وجهه من وجهها ‪ :‬عزيزة متا ٔكدة ؟‬
‫ضحكت رغما ً عنها تفاعالته كانت تثير الضحك ‪ :‬ايه قبل يومين تا ٔكدت‬
‫غرسها في حضنه بدون مقدمات ‪ :‬يابعد الدنيا يابعد الدنيا ياعزيزة‬
‫انحدرت نبرته الٔنه غص من الفرحة والعوض السريع الٔيامه العجاف‬
‫كانت هذه الفرحة وأخيرا ً ‪ :‬زان حظي وانا كنت اظني ببقى طول عمري‬
‫قليل الحظ أفضالك كثيرة علي ياعزيزة‬
‫تا ٔثرت همست وهي تطوقه بحب ‪ :‬افضال هللا ورحمته ‪ ..‬هللا يقول ان مع‬
‫يسر مستحيل العسر يغلب يسرين ‪ ..‬هللا كريم ورحمته واسعة‬
‫العسر َ‬
‫حررها من حضنه وانثنى لالٔرض سجد سجدة طويلة ليحمل جواله زف‬
‫الخبر لخزاري أما ضاري كما هي عادته لن يرد عليه‪ ،‬رمى جواله ليعود‬
‫جهة عزيزة وهو يهتف بحزم حاني ‪ :‬من اليوم ورايح بقفل كل االٔبواب‬
‫اللي تودي للمطبخ حتى سمك الجمعة وطبخ القوايل ممنوع فاهمة ؟‬
‫‪ :‬فاهمة فاهمة قاطعها وهو يعيد ضمتها ‪ :‬يانظر عيني انتي‬
‫هي ليست بخيلة ‪ ،‬لكن حروف الحب محصولها قليل ولسانها في اللحظات‬
‫العاطفية يُعقَد دائما ً نقيض نايف المنطلق دا ٔيما ً ‪ ،‬هتفت بصدق ‪ :‬هللا‬
‫يخليك لنا‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬كلنا ندري انك بزر وطول عمرك بتبقين آخر العنقود اللي ثقيلة طينة‬
‫االنتباه غرتي يوم صارت الليلة باسمها وأنتي‬
‫تحب تفرض نفسها وتلفت ٕ‬
‫كومبارس فيها ؟‬
‫وضاح خرج عن صمته ليرميها بكلماته الالذعة التي كانت بالفعل حقيقة ‪،‬‬
‫شدّت بطنها با ٔلم وهو انحنى بغضبه جهتها ‪ ،‬شده نهار بحدة دفعه للخلف‬
‫وقال ‪:‬ولددد‬
‫من بين اسنانه والوضع اليسمح هنا برفع الصوت تقدم عنادا ً لنهار ‪ :‬خاتم‬
‫ياقليلة العقل خاتم ؟ بكرة اجيب لك غيره عشر من اللي عينه مايعبيها إال‬
‫التراب هي وال انتي ؟ خااااتم !‬
‫بكت با ٔلم جسدي ونفسي ليكمل ‪ :‬كسرتي صورتها قدام أهلها وقدام اللي‬
‫يحبونها واقدر احلف واشيلها بذمتي أنك مستقصدة هالمسرحية‬
‫نهار دفعه جهة الجدار ‪ :‬قيسسس ! أختك تتوجع وأنت ترميها بالكالم‬
‫الثقيل ‪ ..‬خلها تتحسن وبعدين اقرص اذنها مثل ماتبي ‪ ..‬أنت لك اليمين‬
‫وأنا الشمال‬
‫وضاح بغضب ‪ :‬هذال بعد انكسرت صورته ‪ ..‬موقف ناقص يطلع من‬
‫هالنويقصة كسرنا جميع‬
‫نهار غضبه يشبه غضب وضاح لكن وضع وصايف أجبره على الصمت‬
‫ليأجل تا ٔديبه لها في وق ٍ‬
‫ت آخر‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:26 2022/20/10[ ,‬‬


‫ابي مسكن ‪ ..‬خلهم يكثفون الجرعة نهار بموت من الوجع‬
‫وضاح بحدة ‪ :‬اللي يوجعك قلبك قلبك صاحي أكثر من عقلك اللي يتوجع‬
‫الحين ضميرك ‪..‬التبلعين أي مسكن موتي من الوجع ‪ ..‬حسي بالناس اللي‬
‫تكسرينها وأنتي تتسلين بخواطرهم وتعدينها مادة لكسر رتابة مزاجك‬
‫توجعي ياوصايف ‪..‬موتي من الوجع من هالحال وأردى‬
‫وصايف وهي تغطي وجهها بذراعها وبيدها الملتفة بضماد المغذي شدت‬
‫يده ‪ :‬التروح هاوشني للصبح بس التروح وهللا عرفت غلطتي وهللا‬
‫بصححها بس التتركوني اتوجع لحالي‬
‫وضاح وهو يقاوم كان يشيح بوجهه للجدار ‪ ،‬جذب يده ليتركها وهي تبكي‬
‫‪ ،‬نهار رمى لها نظرة أخيرة وهو يحرك رأسه بعدم رضا ليخرج للمر ‪،‬‬
‫هو غاضب منها ومن أجلها لن يلين أويتعاطف ‪ ،‬البد تدرك حجم خطي ٔيتها‬
‫لتتراجع عن طبعها الغريب‬
‫( التسلي با ٔمزجة الناس وكسر الخواطر)‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كان يشاهد حطام !‬
‫الجبل الذي صنع نفسه بنفس صار كومة من الركام ‪..‬‬
‫اليمامة وهي تنفض جناحها المكسور تحاول التحليق تحاول وهي في أوج‬
‫انكساراتها ‪ ،‬اليمامة الصغيرة المحبوسة داخل أضالع صدره هي أيضا ً‬
‫االنشقاق عن روحه‬‫تحاول التحرر من هذا السجن الصغير ‪ ،‬هي أعلنت ٕ‬
‫تضامنا ً مع يمامته مكسورة الجناحين ‪.‬‬
‫ضم قلبه وهو يحاول تهد ٔيته‪ ،‬يمام أمامه شاحبة الوجه وفستانها زاهي‬
‫اللون صار يشارك وجهها الشحوب ‪ ،‬صار منظره رث و ُم ْعدم بسبب‬
‫االٔلوان القاتمة التي تناثرت على أطرافه ‪ ،‬شعرها المتشرب بعطرها‬
‫الصاخب كان مبعثرا ً ‪ ،‬خرجت من هذه الحرب الساذجة بجروح بليغة‬
‫جدا ً جدا ً ‪..‬‬
‫وجها ً لوجه ‪ ..‬وجسدا ً لجسد ‪ ،‬ضعف لضعف ‪ ،‬والنظرات قادت دفة‬
‫حديث طويل وعبارات العتاب كان بريدها من الوريد للوريد ‪ ،‬مرآة‬
‫المرارة مهشمة مرآة الوجع نطقت أنا حزينة أكثر منك ‪ ،‬مرآة الروح نقلت‬
‫رسا ٔيلها الصاخبة ‪ ،‬كانت عبارة عن صرخات مثقلة نقلتها عبر الفراغ‬
‫ووصلت ارتدادات الصوت مثل أُغنية ُكتبت في الفراق ‪ ،‬هذال مرآة يمام‬
‫الغاضبة ويمام مرآة هذال المهشمة ‪ ،‬كانت الوقفة عبارة عن صورة من‬
‫صنع خمس سنوات صورة معلّقة بجدار الحب ‪ ،‬صورة تقاوم السقوط مع‬
‫الجدار ذاته !‬
‫نطقت وأخيرا ً انتهت حصة الصمت ‪ :‬ماودك تضرب وتكسر مثل العادة ؟‬
‫ماودك ترفع صوتك وتقول يمام أنا ماعدت اطيق هالقرب يمامة انتي حرة‬
‫مال ثغره باستخفاف ‪ :‬وعلى كثر محاوالتك وعلى كثر ماتبنين حاجز البعد‬
‫تصيرين أقرب ! شفتي كيف سخرية الدنيا ؟‬
‫يود أن يقول األصح ( سخرية الحب) لكنه ابتلع مقصده ليكمل وهو يبتلع‬
‫سلسلة من الشتا ٔيم بحق الموقف السابق ‪:‬أهلتس بنعوض هالليلة ونجيبهم‬
‫بموقف راقي ونرقع النقص اللي صار‬
‫ضحكت طفرت دمعة من عينها ‪:‬‬
‫روايات ريّانة‪]AM 9:27 2022/20/10[ ,‬‬
‫وهللا كان قلبي قارصني ‪ ..‬وهللا كنت أقول بيني وبين نفسي هالبيت مو‬
‫بيتك التكبرين الهقاوي ‪ ..‬أنتي بتبقين خيبة ومستحيل أهله يعطون وجودك‬
‫أي اعتبار‬
‫اهتز قلبه ‪ :‬أنتي كل مرة ترجعين لورى ألف خطوة انتي يمام الوجه‬
‫الثاني لعملة وصايف الناقصة‬
‫‪ :‬بس بسسسس تكفى اعتقني‬
‫ليه تسرقين ويدينتس مغموسة بالدالل ليييه يمام؟‬
‫لفت عنه لتنهي الحوار وهو ضرب الباب بقوة ‪ ،‬تراعدت وهي تجلس على‬
‫السرير تراقب الفراغ بضياع انتهت تماما ً ‪ ،‬انتهت خطواتها للحياة ‪،‬‬
‫وجودها صار عبث ‪ ،‬صارت تستهلك أكسجين االٔرض هباء ‪ ،‬تكورت‬
‫على السرير وغفت وهي تتمنى أن تتوقف دقات قلبها ‪ ،‬المهم تنجو وإن‬
‫كان الضرر يمس كامل حياتها ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وشهو ! حامل ؟‬
‫الفي بذعر ‪ :‬تكفى ياسعد خلها هي تقوم من نفسها وترجع مع نفس الطريق‬
‫اللي جابها التبالنا وحنا مو ناقصين‬
‫سعد بقلق خفي ‪ :‬ماني مخليها لين أعرف وش اللي وصلها لهالحال الردي‬
‫‪ ..‬وودي أعرف بعد من أي ديرة ومنهم أهلها‬
‫بالممر البسيط لمستشفى محافظتهم حمل سعد نفسه وقال ‪ :‬قم معي خلني‬
‫اوصلك للبيت أنا بقعد هنيا لين تقوم وتقدر تتكلم وناخذ علومها‬
‫حضر سلطان وعلى وجهه عالمات ترقب ‪ :‬بشر ؟‬
‫‪ :‬نايمة الدكتور يقول تضررت من الطريق وعطوها مثبتات‬
‫سلطان بعدم فهم ‪ :‬ليه وش فيها بالضبط تكلم بالتفاصيل اخلص علي !‬
‫سعد بضيق ‪ :‬كانت تهرب من شيء‬
‫الفي بحدة ‪ :‬علمه ليه غطيت الجزء االٔساسي من الصورة !‬
‫سلطان بتملل ‪ :‬وش اللي ناقص بعد ؟‬
‫الفي فجرها ‪ :‬حامل !‬
‫سلطان بغضب ‪ :‬تداري الفضيحة وتهرب منها مايبي لها فتوى‬
‫سعد بحدة شد مقدمة ثوبه ‪ :‬هذا أنت بالليل كنت تبي تلطم فمي وتهد‬
‫ضروسي والحين قمت تفتي وتجيب علوم من راسك ‪ ..‬اترك االٔحكام‬
‫المستعجلة كله وال العرض العرض دين ياسلطان‬
‫سلطان نفث غضبه وهو يستغفر ‪ ،‬جلس جهة الكراسي وعينه على سعد‬
‫المسووليات كبيره على كاهله وقد تزج به في دوامة ال نهاية لها ومع‬
‫ٔ‬ ‫هذه‬
‫ذلك يدافع بكل عنفوان وحميا من أجل بنية يجهل اسمها وأصلها ونسبها ‪:‬‬
‫اقعد ياسعد ادوشتني اقعد اليطق عرق الحميا وهللا ياراسي شاش وقرب من‬
‫هام السحاب كله منك يابو نخوة عالية‬
‫ضحك سعد وضرب فخذه ‪ :‬ايييه هذا سلطان اللي نعرفه زين خلني اتصل‬
‫با ٔمي واطمنها علي وعليك‬
‫سلطان ببرود تلثم بشماغه ليرخي رأسه للخلف ‪:‬التكلف على عمرك أمك‬
‫نايمة من أمس العشا ‪ ..‬صليت الفجر وصليت الضحى وغرفتها مظلمة‬
‫الظاهر تهرب من مقابل وجهي‬
‫مرت دقا ٔيق ‪ ،‬استيقظت عذبا وهي تتفقد يدها مرورا ً ببطنها وهي‬
‫تتحسسه بألم ‪ ،‬رفعت عينيها جهة السقف وفاضت دمعاتها ‪ ،‬دخلت‬
‫الممرضة وأخبرتها أن في الخارج شخص ينتظر استيقاظها ‪:‬مين ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:27 2022/20/10[ ,‬‬


‫سعد قدّم سلطان بحكم انه االٔكبر ‪ ،‬سلطان دفع جزء من الباب وقال وهو‬
‫يصد جهة الجدار ‪ :‬كيف صرتي الحين ؟ تقدرين تفهمينا وش صار وليه‬
‫قطعتي كل هالمسافات لحالك ؟‬
‫بصوت متعب ‪ :‬أنا عذبا بنت عايد‬
‫ايه ؟ استحثها ومع ذلك اكتفت بهذا التعريف الشحيح اخفى تا ٔففه وقال ‪:‬‬
‫منهو رجالك عندك جوال نقدر نتواصل معه ؟‬
‫هنا أدركت وصول تقريرها الطبي لهم وان حملها صار لغز يثير‬
‫واالستفهامات ‪ :‬أنا مطلقة طلقني وماكنت أدري ان ببطني ولده‬
‫الشكوك ٕ‬
‫القليل من الراحة بثت جزء منها بداخله بعد إجابتها هذه ‪ ،‬هتف بثقة ‪ :‬لك‬
‫االٔمان لين ترجعين لديارك وأهلك واعتبريني أخوك من الحين‬
‫بكت ‪ ..‬هذه الكلمة كانت تتمناها من شخص وبخل بها سابقا ً ‪ ،‬نطقها‬
‫الغريب بكل سالسة ‪ ،‬نطقها بصدق وصلتها نبرته الصادقة ووثقت فيها ‪،‬‬
‫لم ترد وهو خرج زف االجابة لسعد المترقب انتقلت الراحة لقلبه هو‬
‫الموقت ليتفرغ الحقا ً للبحث عن طريق عا ٔيلتها‬
‫الخر خرج لتجهيز مكانها ٔ‬‫ا ٓ‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫انتهى من استعداداته للسفر مهمته تطلب حضوره وأعماله بمصر تطلبه‬
‫باالسم ‪ ،‬خرج وهو يجر حقيبته وصل للباب الكبير ليخرج ‪ ،‬هو عازم‬
‫على تجاهل نوى قرر أن يخبرها برسالة نصية فور وصوله ‪ ،‬اليريد‬
‫قاس ليقفز لمسمعه‬
‫العبث معها وال مواجهة داللها ‪ ،‬لكن ! شدّه حديث ٍ‬
‫صوت حامي بعد نهاية الحديث ‪ ..‬كانت صفعة !‬
‫نوى مثل مذنب مح ّمل بالندم يواجه مصيره ويتنازع مع اسوأ التوقعات ‪،‬‬
‫وبالفعل السوء الفاظ والدها السوقية وكلماته الالذعة وختاما ً صفعته‬
‫الصاخبة‬
‫اكتفت بالتحديق جهة عقابها الطويل ‪ ،‬جهة مخزن االٔكل القديم وسجن‬
‫لياليها الباردة ‪ ،‬جهة التردد قبل اختيار الكلمات ‪ ،‬جهة الخطوات المحسوبة‬
‫وعبارات االعتراض المحتبسة ‪ ،‬جهة الضياع واالٔحتياج وكل مفردات‬
‫الوحدة ومفردات الخوف ‪ ،‬شد يده بقهر وهي تحتمي عن هذا العذاب‬
‫بضمة خا ٔيفة ‪ ،‬كانت تحتضن جسمها أمام هذا المتعجرف ‪ ،‬كانت تتسلل‬
‫للخلف بخطوات خا ٔيفة هو بمفرده من الحظها ‪ ،‬رفعت يدها وهي تحمي‬
‫الخر من هجمته المباغته صرخ وهو يكور يده ليتراجع عن ضربها‬ ‫خدها ا ٓ‬
‫‪ :‬مانسيتي يانوى سجن المخزن والضرب اللي يم ّ‬
‫شي البهايم وال مرة أثر‬
‫فيك وخالك تتعدلين وش تبيني اسوي هاه وش تبين ؟‬
‫بتار تقدم ووالدها القاسي الحظ اقترابه همس ‪ :‬ان فتحتي فمك قدام‬
‫هالعمالق دفنتك با ٔرضك سامعة ماني ناقص اربي جاحدة ومطلقة بوقت‬
‫واحد !‬
‫صدت بوجهها وبا ٔسى عميق ضمت نفسها من جديد ليشدها والدها لحضنه‬
‫بصوت عالي تعمد يرفعه ‪ :‬هللا هللا بزوجك احرصي على رضاه همس‬
‫بحدة ‪ :‬وان رجعتي تعيدين طواري السفر ابشري بالضيقة الكايدة والقهر‬
‫ولك اللي يبكيك دم ويطحن قلبك‬
‫مسح خدها وخرج متجاهالً حضور بتار‬
‫‪ :‬وش يبي منك ؟‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:27 2022/20/10[ ,‬‬


‫رفعت عينيها جهة نظراته المتفقدة ‪ ،‬كان يمسح مالمحها المنهكة وآثار‬
‫وحشية والدها المرتسمة على تعابيرها ‪ ،‬ابتسمت ‪ :‬وال شي كان يبي‬
‫يودعني مسافر‬
‫نزلت عينها على الشنطة لتنطق بمرارة ‪ :‬وأنت بعد مسافر !‬
‫اقتربت منه ‪ ،‬رفعت أقدامها وبالكاد وصلت لكتفه تريد معانقته ‪ ،‬تريد‬
‫االفصاح عن مايخالج قلبها ‪ ،‬لكن التريد أن تعض أصابع الندم الحقا ً‬
‫ٕ‬
‫وتتلقى عقاب والدها بمخازنه السرية المستخدمة للعقاب ‪ ،‬عانقته وزفرت‬
‫لتضحك وهي تردد عبارته المعتادة ‪ :‬شغل يانوى شغل‬
‫بعبرة أكملت ‪ :‬آمنت‬
‫يريد احتضانها ‪ ،‬يريد االقتصاص من والدها ‪ ،‬يريد أن يبعثره هنا الٔشالء‬
‫‪ ،‬هذه الرقيقة تجابه قسوة وضربات وعقاب وسجن يجهله ‪ ،‬هذه الراقصة‬
‫الصاخبة تخفي صورة مكسورة ‪ ،‬تخفي الصورة االٔصلية القاتمة ‪ ،‬خرجت‬
‫وواجهت الدنيا با ٔلوان زاهية ودالل صاخب لكنه كان عاجز أن عاجز‬
‫يتقبلها أو يميل لها ‪ ،‬فشلت وهي تناديه با ٔياديها المعلقة بالهواء ‪ ،‬فشلت‬
‫وهي تحاول مع الرياح الهاد ٔية التي تخللت عناقها معه تحاول با ٔي حيلة أن‬
‫قاس مثل والدها ‪ ،‬عادت لمكانها الحقيقي لضفتها‬ ‫يميل لضفتها ‪ ،‬لكنه ٍ‬
‫المهجورة حاولت ومحاولتها الخجولة هذه كانت هباء عقدت بين أصابعها‬
‫‪ ،‬رفعت رأسها جهته لتنطق ‪ :‬تروح وترجع بالسالمة‬
‫وصلتها رسالة ‪ ،‬رفعت جوالها لتضحك بمرارة ‪ ،‬وصل لحسابها مبلغ‬
‫خيالي ‪ ،‬التملك أي تفسيرات أو تحليالت لحاالت والدها هذه ‪ ،‬يضرب‬
‫با ٔبوته عرض الجدار ليخنقها في زوايا عقابه دا ٔيما ً ‪ ،‬يخرج من اثم الضمير‬
‫با ٔمواله ‪ ،‬كان يعتبرها ضمادات ويعتبرها مهد ٔيات ويعتبرها الخرقة المبتلة‬
‫بالماء حيل كل االٔمهات في تشتيت أعراض البرد ‪ ،‬كان يستخدم نقوده فقط‬
‫والكثير الكثير من قسوته ‪..‬‬
‫رمقته مره أخرى ‪ ،‬مازال واقفا ً ومازال يمسحها بنظرات غريبة ‪ ،‬هتفت‬
‫بضحكة ‪ :‬قلت لك تروح وترجع بالسالمة ‪..‬جيب معاك هدية حلوة وغالية‬
‫ومغلفة تغليف حلو ‪ ..‬التجيب ألوان غامقة ‪..‬جيب بينك أو أبيض ايوه ابيها‬
‫بيضا وفرايحية !‬
‫كانت تصف له شكل الهدية ولونها ودموعها تتهاطل معها كانت تصف‬
‫شكل ولون حياتها كانت تصف امنياتها كان يجهل ثرثرتها المدللة سابقا ً‬
‫الن فهمها بسالسة شتت آثارها الدامية التي طبعتها في صدره ليضحك‬ ‫وا ٓ‬
‫‪ :‬خالص التبكين علينا سمعت وفهمت هدية بينك مغلفة تغليف حلو‬
‫رفع فكها بيده ومسح با ٔطراف أصابعه عليه ‪ ،‬لذعته القطرة الها ٔيمة بعد ما‬
‫استقرت رحلتها القصيرة على يده ‪ ،‬لمح قطرة أخرى تشق طريق آخر‬
‫للجهه االٔخرى من يده ليختنق فعالً بعبراتها ‪ ،‬هذا التقوس كان عبارة عن‬
‫انحناء لكل معالم السعد التي كان يعرفها هذا الثغر للضحكات وللدالل هذه‬
‫التجاعيد التليق به !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:36 2022/20/10[ ,‬‬


‫خرج بسرعة ليتركها وهي تلوح له وأخيرا ً بكت بحرية وهو يقاوم‬
‫الخر رمق ‪ ،‬كان‬ ‫االٔلتفات أو التراجع ‪ ،‬كان يتصنع الثبات والمقاومة ٓ‬
‫مفاجي ‪ ..‬كانت للتو التهمه !‬
‫ٔ‬ ‫مصدوم من عاطفته المباغتة انهمرت بشكل‬

‫توجه للمطار وسرعان مانفضها !‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بشق االٔنفس استطاعت اقناع جدتها حذام بحضور محاضراتها المتروكة‬
‫بسبب جورها عليها واغالق الباب بحجة الستر ‪ ،‬صارت مهدده بالحرمان‬
‫الن تقود سيارتها لطريق الجامعة ‪ ،‬وصلت واختارت موقفها اتصلت‬‫وا ٓ‬
‫با ٔمها عشرات المكالمات منذ خروجها من الجامعة وحتى هذه اللحظة وهي‬
‫تتجاهلها‪ ،‬شحب وجهها واكتساه الضيق من جديد ‪ ،‬اتصلت بنايف ورد‬
‫‪:‬هال ابوي شفق وشلونك يابوي مرتاحة هناك محتاجة شيء فيك شيء؟‬
‫ياهلل هذه الكلمات العفوية كادت أن تذيبها ومع ذلك تماسكت إال ان‬
‫الضعف طغى على نبرتها ‪ :‬ماما ماترد مخاصمتني من فترة طويلة وأنا‬
‫قلبي قاعد ياكلني عليها‬
‫ابتسم بمرارة ‪ ،‬شفق بحاالتها هذه نبشت عن صباه واستخرجت خبايا‬
‫طفلته البعيده ‪ ،‬عذبا التي قُطعت أحبال الوصل بين عطفه وبين داللها رد‬
‫‪ :‬أمك تبي تعاقبك شوي انتي مريها با ٔي وقت وبتشوفين بنفسك وشلون‬
‫قلبها عليك‬
‫بطريقها للدخول للجامعة ‪ :‬بحاول أمر عليها اليوم وان ماقدرت وصل لها‬
‫هالرسالة على لساني ‪..‬وصل لها شفق تقول عقوبة حذام تكفي وهي بتفهم‬
‫اقفلت الخط ودخلت تكمل محاضراتها ‪..‬‬
‫نايف بالطبع لن يطرق أبواب عزيزة العنيدة هي تتحفظ على موضوع‬
‫عقوبة شفق وهو قدّرها ومع كل هذا التحفظ الحظ ارتجافتها بعد ما‬
‫اخبرها برسالة شفق ودعها الجتماعه الصباحي وتركها تتحارب مع‬
‫ضميرها ‪..‬‬
‫انتهى دوامها وبسرعة عالية وصلت بيت نايف ‪،‬الحظت وجود رجال‬
‫العا ٔيلة من سياراتهم المتوزعة بممرات الحديقة الشاسعة ‪ ،‬ركنت سيارتها‬
‫وضغطت الجرس‬
‫ابتسمت بمرارة ‪ ،‬عزيزة وزعت توصياتها على العامالت ‪ ،‬الطريق‬
‫جهتها صار مسدود تماما ً ‪ ،‬هذه طردة ُمعلنة مدت يدها كمحاولة أخيرة‬
‫لكنها ضمت أصابعها وكورتها ‪ ،‬دمعت عينها وهي تبتسم ‪ :‬الرسول قال‬
‫استا ٔذنوا ثالثا ً ياشفق وانتي كسرتي أبوابهم‬
‫ضمت وجهها وهي تمنع انهيارها ‪ :‬صارت ابوابهم من دوني صرتي‬
‫مستثناه ونكره‬
‫اهتزت اكتافها وتراعدت من شدة كبتها ٕالنهيارها مسحت وجهها وأعادت‬
‫تغطيته بنقابها‬
‫عادت الٔدراجها وهي حاملة معها غضب عزيزة وصدودها هذه اللحظة‬
‫بالنسبة لفتاة مدللة مثلها قد تجعلها تتلوى أمام هذه االٔبواب المغلقة وتطلق‬
‫صرخات الطفلة القديمة وهي تستجدي الدالل وهي تتملكه بطرقها الخاصة‬
‫جدا ً ‪ ،‬لكن حذام سرقت منها ممتلكاتها المتعلقة بدالل الطفولة لتواجه‬
‫الموقف بنضج أو ربما تبلد أو ربما نصف انهيار !‬

‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:37 2022/20/10[ ,‬‬


‫ضاري تتزوج شفق ؟ البنية عرفت حجم غلطتها ومايعيبها شيء غير انها‬
‫مشت طوع لهواها‬
‫ضاري ببروده المعتاد بوقاحة مستفزة نطق ‪ :‬وش يدريك انها بنية ؟ وش‬
‫ابي بندمها احنطه مع صورة الندم اللي محنطة بجدار حياتي ؟‬
‫بهت لون نايف ليكمل ضاري بمرارة مخفية ‪ :‬ابي صفحة بيضاء بحياتي‬
‫ابي وجه حلو تكفيني الخطايا اللي الحقتني لليوم‬
‫ضحك ضاري ليكمل ‪ :‬أختك جابت لي عروس مطلقة وام لثالث بنيات‬
‫قهقه ليكمل ‪ :‬أخوك ح ّمال أسية من أول وتالي‬
‫وكا ٔنها نكتة متداولة للضحك ! غصة حياته صار يضحك عليها ويعرضها‬
‫ل ٓ‬
‫الخرين بقصد الضحك ‪ ،‬نايف بيا ٔس منه ‪ :‬مافيك طب ياخوي كل ماجينا‬
‫نرقع لك حياتها تخورها من جهه أنا استسلمت‬
‫خزاري حضرت بصينية القهوة على صوت نايف الغاضب ‪ :‬اسمع كالم‬
‫اخوك تكفى ياضاري ولو مرة حسسه انك مهتم نايف تعب كثير التزيدها‬
‫على اخوك‬
‫ضاري بعدم اهتمام نطق ‪ :‬أنا بروح لخويي‬

‫خرج للحديقة الشاسعة وبيده سيجارته يدندن بدون أدنى اهتمام ٓ‬


‫الثار‬
‫الماضي وصوره القديمة بعد ما أججها حديثه بالداخل عنها ‪ ،‬قطع طريقه‬
‫حضورها المحتشم بخطواتها الواثقة وكا ٔنها لم تعبث با ٔوراق حياتها وكا ٔنها‬
‫لم تترك وصمة سي ٔية بحقها وحق عا ٔيلتها !‬

‫عادت الٔدراجها بعد مارمت محاوالتها عند أبوابهم المغلقة وهي تعبث‬
‫بحقيبتها عن مفتاح سيارتها لتصادف آخر شخص تتمنى أن تلتقي به كان‬
‫يراقص سيجارته وعلى وجهه عالمات التبلد واليا ٔس يبدو انه سبقها‬
‫وتشبع من القهر فاض قلبه إلى ان اكتفى وصار بهذا الوجه البارد‬
‫ضاري !!‬
‫تذكرت محاوالت حذام وكلماتها لعزيزة من الهاتف لتختنق بخجل وقهر‬
‫نطقت ‪ :‬أنا أدري ان اهلي واهلك قاعدين يرسمون طريق ويختارون وجهة‬
‫لنا ‪ ..‬أنا أدري اني بصير ثقل كل واحد فيكم يرميه على الثاني‬
‫تسند على سيارته ‪ ،‬على االٔقل اليوم تركت له موقفه المحبوب بعدم إهتمام‬
‫لمصفوفة المفردات التي اتقنت تعبيرها من أجل إغراء غريزة الندم‬
‫وإستخراجها من أجل التعاطف نطق ‪ :‬قولي هذا النص المقتبس لهالل أو‬
‫تدرين هالل نفس خاله ماتغريه الحروف المرتبة ‪ ،‬اغري اي رجال‬
‫بالشارع وروحي معه‬
‫تراجعت للخلف خطوتين كالمه ثقيل وجارح ومع ذلك نطقت بحدة‬
‫موزونة ‪ :‬على االٔقل الدرب اللي مشيته درب حالل ولو أن العرف مقدس‬
‫أكثر من أي شيء ثاني على االٔقل عرفت بغلطتي وأنت ؟‬
‫نزلت نظراتها التي بالكاد ترى من فتحات النقاب لالٔثار المتوزعة على‬‫ّ‬
‫كفه ‪ ،‬الواضح آثار معركة حديثة جدا ً صمتت ولم ترد الحياء منعها تتمادى‬
‫وتتخطى حواجز العرف المقدس لعا ٔيلتها ‪ ،‬لكن عرف دينها كان ردعه‬
‫أقوى ‪ ،‬عادت الٔدراجها وهو مع االٔسف عرفه المتمرد تراجع ليشعر‬
‫بوخزات الندم ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:37 2022/20/10[ ,‬‬


‫عادت الٔدراجها وهو مع االٔسف عرفه المتمرد تراجع ليشعر بوخزات‬
‫الندم ‪ ،‬ذاق اتهامات الشرف ومرارتها ومع ذلك لم يتحرك من مكانه !‬
‫كيف عرفت بماضيه ؟ لكن شفق كانت مقاصدها بعيدة عن الماضي ‪..‬‬
‫كانت تقصد معاركه وسوابق السجن وجزء من ماضيه بعد ماسمعت عنه‬
‫بالصدفة من خزاري سابقا ً ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ليه ياهيثم مصر تجمع عروب وآدم من جديد وش اللي قاعد يدور براسك !‬
‫هيثم كان يرفض الحقيقة تكتم عليها لمدة لوال أن المنطق رأيه مختلف‬
‫والقانون يجبره أن يطرح كل أوراق عروب وتاريخها الملطخ با ٓ‬
‫الثام البد‬
‫له أن يستخرجه ‪ :‬بإختصار وهالشي تثبتنا منه عروب كانت بعالقة غير‬
‫شرعية مع آدم حمدان‬
‫ضحك بتار ضحك لدرجة التمعت عيناه بعثر كل االوراق ونطق ‪ :‬وشلون‬
‫! الخجل والخوف والحرص والمسافة اللي كانت تحرص عليها كلها كانت‬
‫مدروسة !‬
‫‪ :‬اييي نعم ! عروب جابت اطفال غير شرعيين وهم ورقتنا الرابحة‬
‫بتار بفطنة ‪ :‬قصدك طعم !‬
‫هيثم بشفافية ‪ :‬الثالث توا ٔيم متوفين بعد والدتهم بفترة قصيرة ‪ ..‬لكن نقدر‬
‫نستخدمهم ٕالستدراجها‬
‫‪:‬يعني ؟‬
‫‪ :‬بمعنى ان عروب بيدنا دمية ‪ ..‬نقدر نحركها ونقدر نوصل معها لكل‬
‫الملفات اللي عند آدم ونقدر بعد نقتحم المبنى بدون ال نسبب شوشرة‬
‫ونخسر البداية الرابحة ‪ ..‬يعني كل شيء بيصير مثل ماخططنا له بالملي‬
‫اقفل الخط مع بتار ‪ ،‬دخل الغرفة ليصدمه منظرها أصبحت حديقة زهور !‬
‫الزهور متوزعة في كل الزوايات كان يغلب عليها اللون االٔبيض ‪ ،‬مختارة‬
‫بعناية يبدو ان مصدرها كان شخص مهتم ومهم جدا ً في حياة عروب‬
‫‪ :‬موية ابي ماء‬
‫هيثم يراقب الممرضة وهي تمارس عملها بتفاني انتقلت مراقبته لعروب‬
‫الذابلة تماما ً‬
‫هتف ببرود ‪ :‬الحمدهلل عالسالمة‬
‫طولت وأنا نايمة ؟‬
‫‪ :‬الرد‬
‫صارت تبحث عن شيء وبسرعة عرفه ‪ ،‬وضعت يدها على عينها‬
‫وضغطت جبينها بصداع ‪ ،‬عشرات المكالمات الفا ٔيتة من والدتها ‪،‬‬
‫تضاعفت رجفتها ‪ ،‬لم‬
‫يهتم ‪ :‬متذكرة وش صار قبل تفقدين الوعي ؟‬
‫هزت رأسها بصمت لينطق ‪ :‬ماعندنا وقت متى تتعافين وتواجهين‬
‫الماضي اللي تركتي صفحاته مفتوحة وهربتي ؟‬
‫ضمت اللحاف برجفة لينطق ‪ :‬روبين هتان عرب التوأم اللي جبتيهم للدنيا‬
‫وانحرمتي منهم باقي لك أمل فيهم ؟‬
‫هزت رأسها بنعم صامتة ‪ :‬آدم حمدان يخفي عنده اطفال ومن بينهم اطفالك‬
‫في حلقة مفقودة وقصة مانعرفها لكن قريب بتتكرمين وبتنطقينها لو‬
‫مارضيتي بخيار الدمية بنضطر للخيارات الثانية !‬
‫قسوة مفردات وتهديدات وتحريك أوجاع ‪ ،‬كلها خرجت في وقت واحد من‬
‫شخص واحد ثابت في مكانه بنبرة باردة لكنها سحقتها ‪ ،‬سحب منديل من‬
‫علبة المناديل ليرفعه لها لتصدم انها بالفعل كانت تبكي ‪ ،‬غفلت عن‬
‫دموعها ! هتف ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:47 2022/20/10[ ,‬‬


‫عندك يومين بس عروووب يومين بعدها تقدمين استقالتك بشغل المخبز‬
‫بعدها تغيرين مكان السكن أو خليني أقول نغير لك مكان السكن بعدها‬
‫نبتدي بالترتيبات الثانية اتفقنا ؟‬
‫هزت رأسها بدات الصمت ‪ ،‬التقطت جوالها وفي غضون ثواني سلكت‬
‫لصوتها ليخرج صوت حيوي صاخب كالعادة مكالماتها مع والدتها تكون‬
‫بهذه الغرابة ‪ ،‬تتقن التمثيل تتقن كل االٔدوار حتى االٔدوار البري ٔية ‪ :‬يمه‬
‫مودبة ومتربية‬ ‫وش صار عندكم ؟ هااااو يمه شفق مستحيل مستحيل شفق ٔ‬
‫تسعة وتسعين مرة وليه تخبينها عندتس دامه بالحالل حذامي التقسين على‬
‫بنياتس عشاني‬
‫واستمر الحديث ‪ ،‬التقط بعض التفاصيل وهو يقترب من الباب ‪ ،‬تراجع‬
‫خطوتين وهو محرج بسبب النظرة الفتاكة التي استخرجتها ‪ ،‬بالفعل كانت‬
‫محقة ‪ ،‬بالغ في التطفل ‪ ،‬ضرب الباب وخرج ليستكمل مخططاته‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سلطانة وهي تالحظ عبوس والدتها المالزم لها مع موضوع الخطبة ومن‬
‫بعد حديثها مع خالها بمفردهم لساعة كاملة خرجت من الباب وهي منهارة‬
‫تماما ً كانت تبكي بكاء يذيب القلوب ناولتها كاسة الشاي وابتسمت بتودد ‪:‬‬
‫أمي انتظر السيارة توصل بروح اقضي اغراض البنات وادور على‬
‫البتوب على قد ميزانيتنا لولوة محتاجته‬
‫بعد هذا الحديث الطويل فركت رأسها وبعدم اهتمام قالت ‪ :‬التطولين‬
‫وجيبي وانتي جاية من المخبز تميس مافيني حيل اسوي عشا‬
‫سلطانة بتودد أكثر ‪ :‬أمي وش مزعل خاطرك ؟ تكفين قلبي يعورني وأنا‬
‫اشوفك بهالمنظر‬
‫تحفز بكاء والدتها ومع ذلك نطقت بجدية ‪ :‬سلطانة اللي خطب عندنا له‬
‫نسبة من البيت خليني اقول له البيت كله ولو رفضناه بيطلعنا‬
‫سلطانة بهلع ‪ :‬امي وش بينكم وبينه ؟ وش هالعداوة وحنا ماقلنا بسم هللا‬
‫باقي ؟‬
‫بوجع ردت ‪ :‬قصة قديمة‬
‫قاطعتها ‪ :‬تضر أخواتي ؟‬
‫وهي تلمح ترددها بإستخراج األجابة لتنطق بجدية بالغة ‪ :‬امي‬
‫التشاورين وال واحدة فيهن أنا موافقة اخذ هالمتجبر اللي جايب معه عجرا‬
‫وتوه ماقال حتى سالم‬
‫نهضت والتقطت عبا ٔيتها ‪ :‬اول شرط لهالزواج مهر مجزي وانا بصراحة‬
‫ابيه يدفع من قال له يدق بابنا بهالعدوانية ؟ أنا ابي ‪ ١٠٠‬الف‬
‫خرجت وسط ذهول والدتها‪ ، ،‬هذا المبلغ هي تراه من أبسط حقوقها هي‬
‫ترى أنها األحق بالدالل بعد ما تنازلت براحتها الٔخياتها وتنازلت عن كامل‬
‫شروطها لتضمن بقاء هذه الجدران لوالدتها والٔخواتها ‪ ،‬خرجت وتسوقت‬
‫للطواي وأخيرا ً وصلت البيت ورفعت صوتها‬
‫ٔ‬ ‫بالمتبقي من مبلغهم المدخر‬
‫‪:‬أمي بنات وينكم ؟‬
‫خرجت والدتها بذات العبوس الذي تركتها عليه قبل ساعات نطقت وهي‬
‫تعبث باالٔكياس ‪ :‬أمي خالص روقي قلت لك أنا موافقة ‪ ..‬المهم يبقون‬
‫خواتي بهالبيت ياهلل نجهز الشاهي ونفرش سفرتنا ؟‬
‫روايات ريّانة‪]AM 9:48 2022/20/10[ ,‬‬
‫والدتها تراقبها بهم ‪ ،‬كيف لها أن تعترف هذا الزواج يُبنى على ماضي‬
‫مليء بالغدر والنزاعات ؟ كيف تخبرها انها مجرد ورقة رابحة يستخدمها‬
‫ضد أهله وعا ٔيلته‪ ،‬كيف تخبرها عن مصيرها القادم الشا ٔيك المضني؟‬
‫خطيبها شرس يرتدي ثوب السالم بينما داخله كانت تقام ثورات الثورات ‪،‬‬
‫سلطانة مجرد قنبلة بمجرد رميه لها وسط عا ٔيلته ينتهي كل شيء ‪ ،‬تنتهي‬
‫بالنسبة له وتصبح ال شيء ‪ ،‬لكن نورة مجبرة مجبرة على هذه الخطوة‬
‫تا ٔلمت أكثر وهي تستذكر جلستها مع أخيها‬
‫‪ :‬بدرية صغيرة ياخوي ماتتحمل الضياع ولولوة مابي اهدم مستقبلها ‪..‬‬
‫جوهرة أخاف يختفي بريقها ويضيع لونها الحلو وسط هاالنتقام‬
‫‪ :‬سلطانة سلطانة تتحمل ‪ ..‬شالت كل شيء بعد عين ابوها ‪ ..‬سلطانة‬
‫بتتحمل الحقيقة يوم تعرفها‬
‫ابو سارة با ٔسى ‪ :‬دايم كبش الفداء بهالبيت سلطانة !‬
‫مسحت دموعها وهي تنفض النقاش السابق دخلت المطبخ بعد ما أرسلت‬
‫لمحمد خبر موافقة سلطانة على الزواج من ‪ :‬نهار بن شايع ‪ ،‬شايع بن‬
‫سليمان ندهم القديم وضحيتهم القديمة !‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫فتح لها باب بيتها الجديد ! سلمها المفاتيح وقال ‪:‬بيتنا في الجهه الثانية واي‬
‫شيء ينقصك سجليه بورقه وسلميها لهيا وموترك بنجيبه انا والعيال‬
‫هاليومين‬
‫‪ :‬مشكور ياخوي ‪ ..‬قالتها با ٔسى ومع االٔسف هذا الرجل مشبع من االٔسى‬
‫وفاض به قلبه ‪ ،‬تا ٔثر واهتزت سبحته بيده نطق ‪ :‬وان كان طالك أذى وال‬
‫مس طرف ثوبك ردي تكفين ياخيه علميني ‪..‬التسكتين عن الوجع تكفين‬
‫بكذب ‪ :‬كان يضربني ماتحملت الضرب اللي يجيني منه وهربت مابيه ان‬
‫جوكم رجاله يدورون هالدخيلة التدلونهم علي هذا مطلبي الوحيد لو ابقى‬
‫هنا بدون اكل وشرب‬
‫سلطان بجزع ‪ :‬ال باهلل لك الكرامة ولك اللي يشبع جوعك ويرمم عظمك‬
‫وقليل االصل ماله درب عليك ارقدي وآمني ياخيه‬
‫والٔول مرة بعد مدة من الخوف تتنفس من العمق تنفست براحة عظيمة‬
‫وتهلل قلبها ‪ ،‬أقفلت الباب وهو مشى للجهه المقابلة وللمرة الثانية يشاهد‬
‫حورية العتمة !‬
‫هذه المرة برداء أبيض !‬
‫هذه الليلة الثانية التي ترتفع فيها أنظاره جهة بيته لتتراقص من بين حناياه‬
‫المظلمة اشعارات نور أخرى واشارات مضي ٔية ‪ ،‬ليُضاء با ٔرواح جديدة ‪،‬‬
‫أرواح حية !!‬
‫حورية الظالم الليلة باكية ‪ ..‬هل االٔموات يبكون ؟‬
‫االٔرواح واالٔشباح مثلنا تماما ً يضنيها الفقد ؟ ‪ ،‬تبكي االٔرواح الحية ؟ تقيم‬
‫العزاء وتنكس الرايات السعيدة تماما ً مثلنا !‬
‫ردد عبارة الذهول بعد مامسح وجهه ‪ :‬وهللا حلم وهللا حلم !‬
‫تجاهل المنظر المضيء ليشيح عنه بجزع !‬
‫حورية الظالم طاغية الجمال ‪ ،‬هذه الروح تحمل كل جماليات الدنيا التي‬
‫تركتها !‬
‫هذه الروح تحمل دقة خصر ورموش طويلة وشالل أسود متدفق يضرب‬
‫خصرها وردفيها ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:56 2022/20/10[ ,‬‬


‫هذه الصورة ليست شيطانية !‬
‫هذه الصورة معجزة أو خرافة أو محض حلم أو هذيان‬
‫لكن هذه الروح الحية حقيقية ‪ ..‬نعم حقيقية !‬

‫هيا من شباك بيتهم شاهدت ذهول سلطان وجهت حديثها لوالدتها ‪ :‬يمه‬
‫حرام ‪ ..‬خلينا نقول له أن بيته صار فيه بنت حقيقية اسمها شيم خالد‬
‫امها بحدة ‪ :‬خلي عنك سوالف الكبار !‬
‫هيا بوجع ‪ :‬أخوي تعب نفسيا ً وجسديا وخسر خساير مالها حصر ‪..‬‬
‫وشلون تقسون عليه انتي وجدتي وتخبون عنه حقيقة مثل هذي ؟ عادي‬
‫بيته وصارت فيه انسانة غير زوجته اللي كان يتمناها‬
‫والدتها ‪ :‬قصدك يعشقها ! هالبيت مابي يسكنه الموت ابيه يتنفس ‪ ..‬مابي‬
‫تتقفل ابوابه وتصير نهايته حزينه‬
‫هيا قاطعتها ‪ :‬ولهالسبب أجرتيه بمبلغ مايسوى‬
‫بتجاهل الكتشافها ‪ :‬أن سمعتك تخبرينه بالبنية اللي ببيته قصينا لسانك انا‬
‫وجدتك ‪..‬سلطان من يوم يومه وهو عند مراح البل وال راح يكتشف اللي‬
‫قاعد يصير ببيته‬
‫هيا بخوف من مغامرة جدتها ووالدتها وهذا التحالف الغريب من أجل‬
‫سلطان أو باالٔصح ضده لكن الخوف خف وبالفعل سلطان غادر لمكانه‬
‫المفضل مثل ماقالت والدته قبل لحظات !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫االختباء نعم عاندت إحساسها‬


‫ضمت جسمها بوجع حقيقي ‪ ،‬لم تعد تحتمل ٕ‬
‫الداخلي بمافيه الكفاية ‪ ،‬غضّت الطرف عن آالم الغيرة ‪ ،‬لكن صارت مع‬
‫باالنشغال عن هذه السذاجات ‪،‬‬
‫عبدالملك مزمنة ! فشلت وهي تقنع ذاتها ٕ‬
‫لكن هذه التعد سذاجة ‪ ،‬هذه خيانة علنية ‪ ،‬هذا لقاء عاطفي من نوع آخر !‬
‫نبرته الداف ٔية لم تسمعها من قبل !‬
‫عبدالملك العاطفي آخر مرة التقت به قبل خمس سنوات ! ‪ ..‬بالصيف‬
‫الخامس فتح أدراجه القديمة واستخرج قلبه ‪ ،‬نفض اتربته وسلّمه لشخص‬
‫آخر الٔختها !‬
‫قلبه المتجدد سرعان مانفضها هي ‪ ،‬لتكتشف انها هي المركونة با ٔدراجه‬
‫القديمة جيداء ماضي وستبقى هناك !‬
‫تقوس فمها وهي تسمع مداراته لها ولجرحها ولقلبها بينما هي تقاسي‬
‫ضرباته بدون أدنى مقاومة ‪ ،‬أيقنت أن مقاومتها الباردة التكفي ‪ ،‬أيقنت‬
‫أنها مجروحة منه منذ إرتباطها به وإلى ا ٓ‬
‫الن ‪..‬‬
‫‪ :‬يمام اسمعيني أخذتي دواك ؟ مايصير مايصير يمام الزعل ياكل قلبك‬
‫لحالك ‪ ..‬وشلون تفرطين براحة قلبك اللي تعبنا وحنا ننبش عنها ؟‬
‫ميلت فمها ! صار يستدرج قلبها ويعيد محاوالته‬
‫مسحت طرف خدها وهي تتفقد دموعها ‪ ،‬التريد أن تخونها وهذا الوقت‬
‫غير ال ٔيق للبكاء واشعاره بهزيمتها‬
‫كان يسرد ذكرياته معها ورحالته ومواعيده ‪ ،‬كان يضحك وبطريقة بدت‬
‫لها حزينة ‪ ،‬وصل لمرحلة اليا ٔس بعد محاوالته هذه ليضحك بهذه الطريقة‬
‫اقتربت بمالمح شاحبه لتجلس بالقرب منه ‪ :‬انتهت مواعيد الغرام !‬
‫اقفل الخط بدون توديع ‪ :‬على االٔقل لو بمكان ثاني تاخذ راحتك وتبوح‬
‫بالمكنون بدون اليداهمك عذول !‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:56 2022/20/10[ ,‬‬


‫على االٔقل مايا ٔنبك قلبك بعدين ويذكرك بعواقب الخيانة هذا أن كان لك‬
‫قلب من االٔصل‬
‫استغلت صمته صارت تمتلك وقت إضافي لكلماتها الالذعة بحق إهانته‬
‫وخيانته ‪ :‬أقدر أعرف طبيعة المواعيد القديمة ؟ اقدر أعرف وش كان بينك‬
‫وبينها‬
‫اشاح بوجهه ‪ ،‬اليريد الرد ‪ ،‬سر يمام ثمين بالنسبة له أثمن من اعتبار‬
‫جيداء ‪ ،‬اثمن حتى من مشاعرها حملت نفسها ‪ ،‬تشعر أن الهواء تلوث‬
‫صدم من كل‬ ‫وكل الخياالت المضنية دكت جمجمتها ‪ ،‬كانت تتوقع حقيقة لت ُ‬
‫شيء بطريقة قاتلة قاتلة جدا ً ‪ ،‬لتنفض غضبها البارد أخيرا ً لترمي كتلتها‬
‫المحرقة بوجهه البارد هو ! لتصرخ لوجهه قا ٔيلة ‪ :‬وهللا ياعبدالملك لو‬
‫ادري انه كانت بينكم عالقة ماسامحك لو تقتلع قلبك من مكانه وتغسله‬
‫قدامي‬
‫تركت المكان ‪ ،‬لتقفل باب الحمام ‪ ،‬لتستجدي الدموع تريد التفريغ ‪ ،‬تريد‬
‫االنهيار هذا التماسك لعين ‪ ،‬هذا الثبات مثل وصمة عار ‪ ،‬من المعيب‬ ‫ٕ‬
‫بحق هذه اللحظة أن تتخلى دموعها ويحضر الكبرياء ‪ ،‬البد تنقذ اختناقها‬
‫البد ‪ ،‬لكن مع االٔسف انشطر قلبها لنصفين ‪ ،‬لتسقط صريعة ضحية لكبت‬
‫أحزانها وخيباتها المتتالية ‪،‬ضرب رأسها با ٔرض الحمام الباردة لتسقط‬
‫راياتها الشامخة دا ٔيما ً معلنة عن إنتهاء المعركة ‪.‬‬
‫هنا مشاعر كريهه تنتابه وهو بالشارع يتجول بدون وجهه ‪ ،‬ها ٔيم بالطريق‬
‫يبحث عن متنفس بعد ماخنقته جيداء ‪ ،‬نعم اختنق بالمبررات وبالنظرات‬
‫المختب ٔية خلف غطاء الالشعور !‬
‫مسح وجهه ليعود للطريق وآلثار خطواته الطرية آثار خطواته‬
‫المرسومة عليها آالف الكلمات ‪ ،‬مخزون مدّخر لخمس سنوات ‪ ،‬فاضت‬
‫خزا ٔين الصمت وارتسمت على طريقه وهو هارب منها‪ ،‬لكن خط الرجعة‬
‫كان أقوى والندم حانت ساعته وأخيرا ً !‬
‫تجاوز درجات بيتهم وفتح الباب ونطق ‪ :‬جيداء قررت اعترف لك ‪..‬‬
‫قررت أبوح بالسر اللي عمره خمس سنين بس أنتي وينك ؟ جيداء جيداء !‬
‫نادى اسمها الٔكثر من مرة ‪ ،‬رد عليه صمت موحش اعتلته عالمات‬
‫الخوف ‪ ،‬هو اعتاد على صمتها البارد وعلى خطواتها الثقيلة جهته ‪،‬‬
‫وعلى طريقتها وهي تتا ٔمله دون أن تفصح له عن شعورها أو تشرح له‬
‫وتعبر بطالقه ‪ ،‬اقترب من باب الحمام وقال بذعر ‪ :‬جيداء أنتي هنا !!‬
‫ماينفع تبكين بالحمام وال ينفع تدخلينه بهالطاقة الحزينة اطلعي ووعد مني‬
‫اتكلم واقول لك كل شيء جيداء بنت !‬
‫قبض باصابعه على برودة العروة وارتعش منها ليصاب بالخوف !‬
‫ليصبح عاجز عن التصرف أو الكالم التوقعات المخيفة كانت تطرق باله‬
‫‪ ،‬تصنم لثوان جف فيها ريقه ‪ ،‬ليضرب الباب بقوة لكن هباء !‬
‫طرقه بقوة اكبر وهذه المرة ضربه برجله لكن عبث !‬
‫بجنون صرخ ‪ :‬جيداء اطلعي قبل اكسر الباب قلت اطلعي ونتفاهم‬
‫جف ريقه أكثر وبارتياب بصوت هامس قال ‪ :‬جيداء تكفين !‬

‫انتهى ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]AM 9:57 2022/20/10[ ,‬‬


‫وعرفنا وأخيرا ً دور سلطانة ( أداة انتقام ) بالجز ٔييات القادمة بتتوهج أكثر‬
‫وأكثر ‪..‬‬
‫في شيء صادم بحياة عذبا الجديدة وفي شيء متعلق بالماضي وفي خيوط‬
‫متداخلة وبالجز ٔيية القادمة راح تنصدمون أكثر !‬

‫قريبا ً ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:46 2022/28/10[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪#‬زنزانة_الصيف_الخامس‬

‫‪..‬‬

‫هذه المرة سلّمت نفسها للقهر وللعتاب ‪ ،‬هذه المرة األولى التي تعلن فيها‬
‫عن دموعها لكن نزفت بطريقة مختلفة ‪ ،‬طريقة متشربة باألسى وهذه‬
‫المرة فاضت خزائن الصمت و صارت كلمات ُمعلنة وكلها تصرخ بالندم ‪،‬‬
‫جيداء أنا هنا ‪ ،‬جيداء أنا أحبك من خمس سنين ولساعتنا هذه ‪ ،‬جيداء أنا‬
‫تروي ‪ ،‬أنا‬
‫أحب خطواتك البطيئة ومفردات التهكم وأنتي تنطقينها بكل ّ‬
‫أحب رائحة المستكا بقهوتك وأحب نغمات مسلسالتك العتيقة ‪ ،‬أحب‬
‫لحظاتك الدافئة وكل تفاصيلك ‪ ..‬كل كلماته المدّخره كان يصرخ بها بداخله‬
‫‪ ،‬تف ّجرت بداخله ليعلنها لقلبه وأخيرا ً نطق بوجع ‪ :‬الا الاا دخيلك يارب ال‬
‫حضن خصالتها المبتلة بأطراف أصابعه ‪ ،‬حمل رأسها وسحبها جهته ‪،‬‬
‫سحب جسدها لخارج الحمام واسند رأسها على أرجله ليهتف وهو يقرب‬
‫وجهها البارد منه ‪:‬جيداء وهللا آسف وهللا هالمزحة الثقيلة ماتوقعت بيوم‬
‫تصير على قلبي أنا‬
‫تذكر ليلة الفستان األسود ليلة مزحته الثقيلة وقت ضرب بكلماته قلبها لكن‬
‫أخفت عنه وجعها ليلة قال موتي ! لثم وجهها البارد وقال ‪ :‬تموت‬
‫ذكرياتنا الحزينة وتموت أيامنا اللي عشنا فيها بالصمت وتموت الليالي‬
‫اللي نمتي فيها وحيدة وتبقين انتي جيداء جيداء‬
‫قبّل وجهها عشرات القبل ‪ ،‬قبّلها وهو يأن وكأن هذه القبالت قبلة اعتذار‬
‫على جبين ميت !‬
‫صرخ بأعلى صوته ينادي كل أسماء بنيات عائلته ‪ ،‬صرخ وهو يستنجدهم‬
‫‪ ،‬صرخ وهو متأكد أنها فارقت الحياة وانه اآلن يحتضن جثة تنتظر دفنها‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عبدالملك بالممرات يقاسي أكثر لحظاته وجعا ً‬
‫أصوات وهمهمات باكية ‪ :‬متالزمة القلب المكسور !‬
‫هذه المتالزمة المرضية كسرت قلبها وقلبه كسرت قلبين معا ً ‪ ،‬ألم‬
‫عبدالملك أقوى ‪ ..‬ألمه بدون مهدئات وبدون تخدير كامل ‪ ،‬بدون تطبيب‬
‫للشريان المعتل ‪ ،‬كان وحيد بالرغم من زحام األصوات الباكية وزحام‬
‫النظرات المحتقنة بالدمعات ‪ ،‬كان وحيد وسط هذه المعمعة ‪..‬‬
‫غرفة العمليات داخلها جسد كان يتظاهر انه جسور بينما الصدع كان‬
‫مضمور بقلبه مع كسور أخرى‬
‫كسور الصد والهجر والنظرات وكسور النقص وكسور العبرات ‪ ،‬كانت‬
‫تحشوها بداخل هذه المضغه الصغيرة لتعلن اليوم اإلستسالم ‪ ،‬ليظهر‬
‫مرض القلب بالوسط ‪ ،‬شريانها معتل ويحتاج ترميم وقلبها صار مكسور‬
‫بشكل علني ‪ ،‬صارت كسورها المضمورة واضحة !‬
‫مسح وجهه بتعب مضني ومسح المكان المزدحم استوعب التجمع اآلن ‪،‬‬
‫حذام عزيزة شادية شفق أمنية وأخيرا ً حضرت يمام‬
‫نهض وهو يتذكر صالة العشاء فات وقتها بنصف ساعة خرج يبحث عن‬
‫مصلى‪ ،‬يبحث عن بقعه يبث فيها ندمه بكل أريحية‬
‫روايات ريّانة‪]PM 7:47 2022/28/10[ ,‬‬
‫توضأ واستقبل القبلة للصالة سجد سجدة طويلة ‪ ،‬سلم وفرغ من صالته‬
‫استودعها بصوت خافت أغمض عينه وهو يبتلع حزنه المر ‪ ،‬تمنى أن‬
‫تختلط هذه المرارة بملوحة دمعه لينفس عن هذا االختناق لكن الدمع أبى‬
‫والملوحة صارت مرارة التطاق ‪ ،‬همس مرة أخرى ‪ :‬يارب التختبر‬
‫صبري بفراقها‬
‫أمنية توزع قوارير ماء صغيرة وهي منشغله بخالها وهمه ‪ ،‬انحنت جهة‬
‫عزيزة الباكية ‪ ،‬مسحت رأسها و بنبرة مواسية ‪ :‬بتكون بخير جيداء قوية‬
‫شفق في الجهه األخرى مستنده برأسها على الجدار تراقب بإعياء حزن‬
‫المشهد ‪ ،‬التمتلك مواساة ‪ ،‬هي بحاجة لحضن دافئ وكلمة تقويها ‪ ،‬هي‬
‫تحتاج للمواساه وتفتقد نظرات أمها الحنونة‬
‫حذام بمسبحتها الطويلة تسبح وتهلل وتحرك جسمها بطريقة مخيفة تنحني‬
‫لألمام وتعود للخلف بقوة ‪ ،‬يبدو أنها طريقة بكاء أخرى ‪ ،‬هذه العائلة‬
‫تعبر عن مشاعرها بطرق قاهرة دائما ً ‪ ،‬ألن يمام بعين شاخصة تراقب‬
‫الجدار الباهت بدون أي تعابير ‪ ،‬حضرت صامتة لتختار جهه صامتة‬
‫تثبت نظراتها فيها ‪ ،‬شادية بالطرف البعيد غفت بدون إرادتها ألن شادي‬
‫وفي آخر فترة يمر بإضطرابات بالنوم ‪ ..‬وألنه غفى بعربته غفت هي‬
‫أيضا ً‬

‫متالزمة القلب المفطور‬


‫متالزمة القلب المنكسر‬
‫كان هذا اسم ملفها الطبي ومرضها‬
‫بينما مرضها الحقيقي كان اسمه‬
‫متالزمة عبدالملك ورفات خمس سنوات ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كيف صرتي الحين ؟‬
‫عروب بضحكة ‪ :‬أحاول أعيش ! على فكرة البنت اللي كنت تشوفها من‬
‫كم يوم هي نفسها يعني كل شيء صار وشفته بعينك كان محاوالت للتمسك‬
‫بالحياة ال أكثر‬
‫لن يغير حديثها شيء ‪ :‬وش حابة يكون الكاركتر ؟ تبين تستمرين على‬
‫دور ساحرة القلوب او نرسم لك دور ثاني ؟‬
‫بعدم فهم تصنمت نظراتها وهي تستحثه أن يشرح أكثر وبقسوة ‪ :‬من أي‬
‫باب تبين تدخلين آلدم ياتختارين ياحنا نجبرك !‬
‫جف ريقها ‪ ،‬هذا القاسي يحاول أن يعيدها للماضي الكريه يحاول أن‬
‫يرميها في المستنقع من جديد ‪:‬وبصفتك مين ؟ أنت وش دورك بالتمثيلية‬
‫ضحك ! مسح طرف عينه و بحدة ‪ :‬أخيرا ً اقتنعتي بأدوارك ! المهم لو‬
‫شافك بشكلك الحالي يقدر يميز من أنتي ؟ تتوقعين نسى هالوجه المهادن‬
‫وهالقناع ؟‬
‫ابتلعت قسوته ردت بينها وبين نفسها ‪ :‬أنت لو تعرف ان هذي مو عروب‬
‫‪ ..‬هذا الباقي من عروب هذا شبح عروب‬
‫عروووووب ! انتفضت من نطقه العميق السمها كان يسرف في الواو‬
‫بطريقة مستفزة ‪ :‬مارح يعرفني‬
‫رفع هويتها الجديدة بوجهها ‪ ،‬انقبض قلبها من األسم يمام !‬
‫بحدة قالت ‪ :‬يمام ال ‪ ..‬يمام ال تكفى‬
‫ضحك ! هذه مجرد مزحة ‪ ،‬هذه كانت رسالة مفادها اني أنا هيثم دخلت‬
‫حياتك ووصلت لبعض التفاصيل ‪ ،‬رفع هوية أخرى مزيفة‬
‫وجد !‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:49 2022/28/10[ ,‬‬


‫األسم الجديد لحياتها الجديدة أو لتمثيليتها الجديدة ‪ :‬اسمك وجد المحتاج‬
‫ضحكت بأسى ‪ :‬وهللا أنا اللي محتاجة للسالم وراحة البال وبتردد ‪ :‬ولو‬
‫تراجعت وش ممكن يصير ؟‬
‫‪ :‬التنسين اسم المسلسل روبين هتان عرب !‬
‫انتفضت وأخذت الهوية على مضض ‪ ،‬دستها بجيبها وقالت ‪ :‬على فكرة‬
‫ماقدر اضمن النوبات بحضوره‬
‫ببساطة ‪ :‬نوباتك جديدة من بعد والدتك بالتوأم ومن بعد أكثر من صدمة‬
‫جاتك نوبات الصرع ‪ ..‬يعني أنتي مجهولة بالنسبة آلدم‬
‫خنقها من كل الجهات و بتجرد ‪ :‬خايفة !‬
‫ببرود ‪ :‬أنا آسف تقدرين تتكلمين عن مشاعرك عند واحد ثاني غيري ‪..‬‬
‫أنا ماقدر أعطيك ال مساحة للتنفيس وال مساحة أمان‬
‫ماسرعتي األحداث كل ماكانت النهاية سريعة‬
‫ّ‬ ‫لفت للشارع ‪ :‬كل‬
‫قاطعته ‪ :‬تتوقع سعيدة ؟‬
‫ضحك بتهكم ‪ :‬ماتوقع أتوقع نهاية دموية‬
‫بحدة أكمل ‪ :‬ثالث ملفات صوتية وواحد مرئي وأوراق واثباتات المستشفى‬
‫وغيره وغيره كلها بخزانة سرية عند آدم وتقدرين بأي طريقة توصلين لها‬
‫وتسلمينها لنا بعدها ننتقل للجزء الثاني‬
‫بخوف ‪ :‬قصدك المحاكمة !‬
‫صدم وبسالسة أخفى صدمته ‪ :‬أنتي صعّدتي األمور أكثر من الالزم ‪..‬‬
‫سيناريو الجزء الثاني مابعد انكتب التستبقين األحداث ‪ ..‬اللي عليك تنفذين‬
‫المطلوب فقط الغير علللم ؟‬
‫عروووووب ! علم ؟‬
‫زفرت بقهر ‪ :‬علم علم ‪ ،‬بس ياليت تسكت شوية صداعي مو قاعد يهدأ‬
‫وقاعد تضغطني نفسيا ً وجسديا ً وهللا مريضة وهللا يكفيني هالمرض‬
‫‪..‬ارحموني خالص‬
‫ببساطة استخرج منديل ليمده لها وهو يكمل قيادة السيارة بكل قسوة وبرود‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫نوفل يتربع بوسط مجلس والده يعقد حبات سبحته بفكر شارد ! كيف لها أن‬
‫تهرب لتشوه سمعته بهذه الطريقة كيف ( هان) بهذه السهولة صارت‬
‫دخيلة بديرة أخرى احتمت بقبيلة كاملة ضده !‬
‫أحد رجاله حاول يلفت انتباهه لكنه مبهوت يطحن غضبه طحنا ‪ ،‬سمع‬
‫صوت من بعيد ‪ ،‬ليسمع الخبر من جديد بعد ما سمعه مرارا ً لكن بطرق‬
‫مختلفة واآلن يسمعه من هذا الرجل بنفس الغضب المتكرر ‪ :‬بن ساير مر‬
‫بطريق ديرتهم وشاف موترها وتراها دخيلة عند آل الفي الجماعة كانو‬
‫قصرانا قبل عيد الضحية هاك السنين شدو لديرتهم‬
‫لف له نوفل بحدة ‪ :‬وش قصدك بهاك السنين ؟‬
‫‪ :‬يوم صار اللي صار !‬
‫هنا تفجر غضبه أكثر ‪ :‬التخثردز هات العلم من ساسه وال اقضب الباب‬
‫وفارقني‬
‫تلعثم اآلخر ‪ :‬عيال الفي قبل قصاص ضاري هللا‬
‫نوفل بحدة ‪ :‬هللا يقهره‪ ..‬هللا اليريح عظامه وال يبيح منها‬
‫ليكمل بذات التوتر ‪ :‬يقولون أن لهم وليد كان مشتبه به وكان خوي‬
‫لمشهور‬
‫تداخلت القصص ببال نوفل ‪ ،‬مشهور كان اسمه بعيد عن قصة الجليلة‬
‫ليرميه هذا الثرثار وسطها بتبجح ‪ ،‬شد ثوبه من جهة الكتف و بغضب‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:50 2022/28/10[ ,‬‬


‫و بغضب ‪ :‬اقضب الباب يالهديفه وان انشدوك عن اللي سمعته وشفته‬
‫تاليص‬
‫هز رأسه برعب ليخرج من المكان ‪ ،‬ليشاهد رقم ضاري ‪:‬حي وميت‬
‫مشغلني ليت مابوه ضاري‬

‫بالجهه األخرى جهة عيال الفي ‪..‬‬

‫المرة الدخيلة بنية من بنيات قصرانا األولين ( جيراننا)‬


‫وشششهو ! سلطان أكمل ‪ :‬اللي متخاشرين بظليمة الفي لوال رحمة هللا كان‬
‫ضاع دمه ظلم وغدر‬
‫سعد بهت وجهه ‪ ،‬ماضي متجبر وبنية من بنيات هذا الماضي يراها اآلن‬
‫أمر ‪ ،‬هتف بثبات ‪ :‬هالضعيفة‬ ‫ّ‬ ‫مظلومة و بيت متضرر بالكامل كل مر‬
‫اللي ورى هالجدران كانت تنخانا ودخلت على هللا ثم علينا‬
‫صمت لينطق بثبات أكبر ‪ :‬لو أبوها ذباح وليدي تسمع ذباح وليدي ماني‬
‫تاركها لصدوف الزمان تنهشها وماني مخليها للردي اللي هشم قوتها‬
‫وضربها وببطنها ورعه اللي ماطلع للدنيا‬
‫سلطان قاطعه ‪ :‬المهم الفي أن درى عن اللي يصير بيقلب عاليها واطيها‬
‫‪ ..‬الفي تجرع كاس الظلم ماهي هينة عليه يرميها والنخوة والشجاعة عند‬
‫خطوط الظلم بسلوم الفي مايجتمعون‬
‫‪ :‬اييييه اخبره الفي دمه حار لو وصله طرف علم بينهينا‬
‫ليكمل سعد بتهكم ‪ :‬وأنت حوله بعد النخوة والشجاعة شيء والظليمة‬
‫والبهتان شيء ثاني بسلومك انت ‪ ..‬ألنك ازريت تتقبلها بيننا من يوم‬
‫وصلك العلم !‬
‫قفز قلبه من مكانه وبالفعل ماقاله سعد صحيح ‪ :‬تاكل وتشرب واليدين‬
‫البايره ماتطولها وش تبي أكثر ؟‬
‫ضحك سعد بسخرية ‪ :‬حتى طريقتك بالكالم وأنت تذكرها بغيابها اختلفت‬
‫اول كنت تحميها حتى بكلماتك ايييه يادنيا من اللي يضمنك ؟‬
‫سلطان بحذر ‪ :‬أمي اليوصلها شيء والفي بيشتغل عندي بالبل ونسمر هنيا‬
‫لين نشوف دبرة للسالفة اللي نزلت علينا ‪ ،‬تذكر قبل سنوات مالمح الفي‬
‫جر مع مجموعة من الشباب كانو متهمين بعرض و بدم الجليلة‬ ‫وهو يُ ّ‬
‫من ديار قريبة وبعيدة ‪ ،‬ديرتهم القديمة كانت بجوار ديرة عيال زامل ‪،‬‬
‫انتهى المطاف بهذه القصة وصفى العدد على شخص واحد ‪ ،‬كان ضاري‬
‫‪ ،‬ضاري أصبح في وجه القصة نال الجزاء لينتهي المطاف عند قصة‬
‫أخرى ‪ ،‬عند عذبا وأبناء الفي ‪ ،‬دار الزمان وتداخلت القصص والثأر‬
‫اليوم يتعارك مع الشهامة لكن سعد غلّب الشهامة لكن الفي له رأي آخر‬
‫بالطبع ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫أصرت على شادية أن تعود للبيت بعد ما استقر وضع جيداء قلبها‬ ‫ّ‬ ‫حذام‬
‫اآلن بوضع جيّد ‪ ،‬أمنية أوصلها عبدالملك للبيت والوقت اآلن السابعة‬
‫صباحا ً‬

‫نايف من جهه بعيدة يخفي محاوالته بالعثور على أخبار عذبا المقطوعة ‪،‬‬
‫آن واحد‬
‫تحجج بأعماله البعيده وأرسل رسالتين لضاري ووهالل في ٍ‬
‫ضاري حضر للمستشفى وهو يحمل وجبة فطور كانت من توصيات‬
‫نايف ليصادف هالل في ذات اللحظة وهو يحمل الفطور نفسه ليضحك‬
‫هالل‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:51 2022/28/10[ ,‬‬


‫ليضحك هالل ‪ :‬خالي كان يظن مامنك رجا وارسل رسالة ثانية احتياط‬
‫ضاري بتملل ‪ :‬جابك هللا وصل فطور خالك الحنين أنا عندي شغل‬
‫ومواعيد‬
‫هالل بمزاج عال ‪ :‬قصدك هوشات وقضايا روح هللا يستر عليك‬
‫تحرك هالل لجهة المستشفى كان يتبع توصيات نايف وصل للجهه‬
‫المطلوبة وأخيرا ً عزيزة لمحته تقدمت جهته ‪ :‬هالل عسى ماشر ؟‬
‫رد وهو يراقب الممر وهو يخيم عليه حزن غريب لينطق ‪ :‬سالمات‬
‫ماتشوفون شر هذي االغراض من خالي يقول عنده أشغال ومكانه بعيد وال‬
‫المفروض يكون هنا من أمس‬
‫عزيزة باحترام لوقوفه اآلن وحضوره من أجلها ‪ :‬ماتقصر ياهالل كفيت‬
‫ووفيت‬
‫استلمت منه األكياس وهو استدار جهة المخرج لكن شده حوار آخر !‬
‫‪ :‬دام تطمنت على جويدة والحين صرنا الصبح ياهلل امشي معي نسوي‬
‫لتس تحليل حمل‬
‫شفق بإرهاق وقهر ‪ :‬يمه حذام تكفين مو وقته حتى بأشد الظروف بتخنقيني‬
‫بهالحمل اللي شفتيه بأحالمتس‬
‫حذام بقسوة ‪ :‬ماهي أحالم حقيقة تسود الوجه ‪..‬امشي شفق قبل أسوي‬
‫فضيحة هنيا‬
‫شدت ذراعها وهو هز رأسه ‪ ،‬وصل لمستويات عالية من التقرف ‪ ،‬هذه‬
‫صارت محسوبة وصار لها مكان بعائلتهم وبيوتهم ‪ ،‬هذه عار البد‬
‫يتخلصون منها‬
‫اندفع للخارج وخرج بسيارته لمكان عمله وهو يحاول أن ينفض شفق‬
‫وفعلتها عن باله ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬وش صاير لي ليه أنا هنا ؟‬
‫بالكاد تخرج منها الحروف وبالكاد ترفع عينها يمام بمرارة ‪ :‬هذي تبعات‬
‫الكتمان كبت السنين ياجويدة كان يرسم عالماته بقلبتس‬
‫بتهكم رمقتها لتنطق ‪ :‬انتهت الفراغات اللي بداخله فاض المستخبي‬
‫والعالمات صار الكل يشوفها‬
‫يمام اقتربت من كتفها ‪ :‬صدقيني اللي كنتي تهذين فيه مو حقيقي‬
‫‪..‬صدقيني الكالم اللي طلع بدون وعي كان حلم وخياالت‬
‫صدت بوجهها ‪ :‬اطلعي برى ليه تتطفلين على لحظة مثل هذي‬
‫وتتسمعين ألسرار كان المفروض محد يسمعها اطلعي يمام اطلعي‬
‫يمام باصرار ‪ :‬عبدالملك يحبتس انتي وبس‬
‫مازالت تصد ولو على رغباتها تتمنى المخدر أت يعود مفعوله لتتخدر‬
‫أطول مدة ممكنة اتترك فوضى حياتها والفوضى المبعثرة داخل أضالعها‬
‫‪ ،‬بعد ما فشلت أصابع الطبيب في ترتيب الدمار فشلت وهي ترمم أشالء‬
‫قلبها !‬
‫حضر عبدالملك بزهور بيضاء يبدو انه قضى ليلة البارحة وهو يبحث عن‬
‫ألوان االعتذار وعن أزهار المتخاصمين وعن طريقة تجمع الود المهدور‬
‫يبدو أنه قضى ليله كامالً عند أبواب المشتل‬
‫‪ :‬الحمدهلل على السالمة شر وزال !‬
‫نظرت له طويالً ‪ ،‬ميّلت فمها بإستخفاف ‪ ،‬يبدو ان بحثه عن األزهار‬
‫أشغله عن ترتيب المفردات ‪ ،‬ليظهر بمنظره الركيك ‪ ،‬مفردات رتيبة‬
‫وكلمات رثة التليق بحضرة الجرح الجديد !‬
‫قدّر صمتها ‪ ،‬خرجت للتو من كسور بليغة !‬
‫لكن عبدالملك ماذا عن كسورك سابقا ً ؟‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:51 2022/28/10[ ,‬‬


‫شد يدها المطوقة بضماد أبيض ‪ ،‬انزل رأسه لمستوى الكرسي لينثر‬
‫مفردات اإلعتذار المكتملة لينثر قبالت موجوعة بالقرب من ضماد الطبيب‬
‫وهو يتمنى أن تكون هذه القبالت ضماد لقلبه هو ‪..‬‬
‫انكمشت يدها وخبأتها تحت الغطاء األبيض ‪ ،‬لتصد مرة أخرى عنه نطقت‬
‫‪ :‬برجع بيت أمي ‪ ..‬ابي جروحي تطيب وابي أرد اعتباري ‪ ..‬مابي‬
‫ننفصل مابي أصير مطلقة للمرة الرابعة وأمي تبصم على فشلي بأصابعها‬
‫العشر مثل العادة‬
‫برضا وألنها اختارت افتراق مؤقت رد ‪ :‬لك اللي تبين والوصل ماهو‬
‫منقطع مثل ماتظنين‬
‫ببرود ‪ :‬اللي تبي‬
‫خرج وهي أطلقت العنان لدموع صامتة دافئة ثقيلة تشبهها تماما ً ‪ ،‬أما‬
‫عبدالملك خارجا ً عزم على أن يفتح صفحة جديدة ليعلن عن حبه وينافح‬
‫عنه وأخيرا ً !‬

‫بعد يومين ‪..‬‬

‫‪ :‬أنا مسافر عندي مواعيد مأجله للعالج‬


‫‪ :‬وأنا ؟‬
‫ببرود ‪ :‬تبين عند اهلتس تبين هنا اللي يريحتس‬
‫بسرعة ‪ :‬اهلي اكيد‬
‫وهو ينتظرها توضب حقيبتها فتح االيميل وأكد موعده مع اولغا الجارة‬
‫السابقة ليمام !‬
‫هناك أسرار والبد يستكشفها بنفسه ‪ ،‬عبدالملك لن يفرط بيمامة الحب‬
‫القديم لن يفضح أسرارها لن ينكث الوعد ويخل بالمواثيق السابقة‬
‫عثر على بعض التفاصيل القديمة بجهازها القديم المركون وسط فوضى‬
‫حقائبها ومن ضمنها ايميل اولغا ورقمها األلماني‬
‫داهمته من الخلف وهي تمسح كتفه بحياء ‪ ،‬لمستها الخجولة كان لها‬
‫مفعول ُمغاير ‪ ،‬بدت له مثل سر كانت تريد اإلفصاح عنه وخبأته ‪ ،‬رفع‬
‫رأسه جهتها ليشاهد العبوس المحتل لهذه المالمح ‪ ،‬بالفعل صارت بالهوية‬
‫‪ ،‬بالفعل صارت دولة مستعمرة يحكمها الخوف واإلرتجاف ‪ ،‬بالفعل الزال‬
‫الحزن يحكمها ‪ ،‬نهرها بمرارة ‪:‬يكفي يمام يكفي لو مرة بس تشوفين‬
‫وجهي ويضحك حجاجك ‪ ..‬لو مرة بس‬
‫تقوس فمها أكثر ‪ :‬وين رايح ؟‬
‫رفع نفسه وطوق كتفيها ليقربها له أكثر ‪ :‬بترتاحين من هالوجه كم أسبوع‬
‫بتضحكين بترجع الضحكة اللي صرنا نسرقها من جيوب األيام البخيلة‬
‫وماهي مكفيتنا‬
‫انتفضت من شفافيته لتنطق بشفافية أكبر ‪ :‬صدقني بتوحشني‬
‫ضحك بمرارة ‪ :‬متعودة على الوجع صارت لذته مثل ضحكات األعياد‬
‫سقطت نظراتها لألسفل ليرفع رأسها بيده ‪ :‬بتقولين شيء ؟‬
‫هزت رأسها برفض ليشدها جهته أكثر ‪ ،‬ليغرق عينيها بقبالت موجوعة ‪،‬‬
‫كان يقتنص شح أيامهم القادمة من هذه القبالت يريد أن يحمل لذتها معه‬
‫في كل مكان اليريدها أن تغادره ‪ ،‬يريد أن يتشبع من الوصل قبل أيام‬
‫العجاف ‪..‬‬
‫حمل حقيبتها وسبقها بخطوات ثقيلة وهي خلفه تمشي على استحياء ألن‬
‫وضاح موجود ‪ ،‬تهابه كيثرا ً تهاب صمته وتهاب حضوره ‪ ،‬تهاب أحرفه‬
‫التهكميه وهو يرميها وسط أي حديث جاد‬
‫وضاح نهض بحدة ‪ :‬تعوذ من الشيطان مشكلة بسيطة وبتنحل ‪ ..‬ماتوصل‬
‫للفراق‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:52 2022/28/10[ ,‬‬


‫وصايف بعد خروجها من المستشفى قررت التنازل واالعتذار ‪ ،‬ال بأس‬
‫ان تنازلت قليالً عن بعض صفاتها تقدمت بحياء قبّلت كتف هذال ‪:‬‬
‫السموحة ياخوي وترى وضاح أخذ حقك ونهار ماقصر بعد‬
‫بشجن ‪ :‬نهار !‬
‫ضحكت بتأثر ‪ :‬كله وال هذال لو تشوفه وهو ثاير ألجلك‬
‫أسكتها وضاح ‪ :‬االعتذار ناقص ياوصايف‬
‫غمز وهو يشير بعينه لتلك اليمامة الحزينة ‪ ،‬تقدمت منها وعلى استحياء‬
‫قالت ‪ :‬آسفة ماكان قصدي‬
‫ضحكت يمام ‪ :‬ماكنتي تقصدين ؟ اليكون دفعتي كفارة اليمين اللي تظنينه‬
‫ناقص وماكملتيه ؟‬
‫تراقصت أطراف وصايف لتهمس األخرى ليصل همسها لهذال ووضاح ‪:‬‬
‫وهللا أن تنامين الليلة بجناح مكسور‬
‫لتنطق وتكرر جملة جيداء بطريقة أخرى ‪ :‬الترمين الشوك بدرب‬
‫المجروحين اللي أكلهم الهم أن شفتي تعيس يدور رضا الدنيا ويدور السعة‬
‫امسكي بيده عيشي معه السعادة اللي تعثر كثير وهو يدورها‬
‫وصايف تألألت دموع عينيها ‪ ،‬هي تعي تماما ً ماتقوله يمام لكنها تواجه‬
‫قسوة هذه الدنيا برعونة وبجفاء وبكراهية وبمزاج متعالي ‪ ،‬عكس يمام‬
‫التعيسة ‪ ،‬تراجعت خطوتين هذال اقترب من حزينته ‪ ،‬ليطوق كتفها ضمها‬
‫بخفة ‪ ،‬وضاح لمح جزء من هذا التعانق ليصد ويترك المكان وصايف‬
‫األخرى تتلوى ببكاء في غرفتها هي أيضا ً تخفي مرارة لكن لم يتلمس‬
‫مواطن جروحها أي شخص على هذه البسيطة ‪ ،‬لم تبدي تعاستها ولن‬
‫تبديها أبدا ً أبدا‪..‬‬

‫عند باب بيتهم ضم يدها كمحاولة أخيره ‪ ،‬يحاول يستدرج مفاتيحها العصية‬
‫لتستخرج أسرارها لكنها تتمسك بالصمت وهو لن يضغطها ‪ ،‬هتف وهو‬
‫يستخرج بطاقته ‪ :‬هذي فيها رصيد يغطي احتياجات شهرين بالكثير وان‬
‫نقص شي ارسلي‬
‫غصت بوجعها ‪ ،‬هي سرقت من حساباته الماليين وهو صار يغدقها من‬
‫جديد دون أن يستجوب أسبابها السابقة هو يكفر عن شيء وهي يأكلها الندم‬
‫همست ‪:‬بحفظ هللا توصل بالسالمة استودعت هللا دينك وأمانتك وخواتيم‬
‫أعمالك‬
‫شد يدها أكثر وهو مصر أن تتقبل هذه البطاقة لكن رفضتها بحدة لتترك‬
‫يده المعلقة وتقفل باب السيارة ‪ّ ،‬لوحت له وهو تحرك للمطار ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫اختار هذا وال هذا ؟‬
‫لولوة بتدخل ‪ :‬ال ذا والذا تذكرين الفستان اللي طلبتيه شتوية العام ؟‬
‫ركضت للدوالب ورفعته لتنطق سلطانة ‪ :‬ال تكفين ابي واحد محتشم‬
‫جوهرة وهي تلف خصالت سلطانة القصيرة بالجهاز الحار لفت وجهها‬
‫جهتها ‪ :‬سطسط انتي خالص صرتي عروسته رسمي وبصمتي اللي‬
‫يفرق اأه ماشافك من قبل وال يعرفك وأنتي نفس الشي استغلي كل‬
‫هالمرحلة وسوي فيها كل شيء وانبسطي ‪ ..‬خالص لولو أكوي لها‬
‫الفستان هذا يهبل‬
‫فتحت والدتهن الباب ‪ :‬ياهلل استعجلن الولد صار شجرة من كثر مايحتري‬
‫هالعروس اللي ماطلت‬
‫وضعت محدد الشفاه والحمرة الهادئة‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:53 2022/28/10[ ,‬‬


‫وضعت محدد الشفاه والحمرة الهادئة وصارت بكامل زينتها ‪ ،‬وصلت‬
‫آلخر مراحل التفنن وهو رذاذ العطر لكن لولوة أغرقتها برشات العطر‬
‫لتصل لمراحل عالية من الدقة والكمال ‪ ،‬تعالت األصوات ال ُمعجبة ‪ :‬واااااو‬
‫سلطانة لفي خلينا نتنعم بالجمال قبل تخطفه عيون ولد شايع ويخلص عليه‬
‫صارت تدور وهي تضحك وبحكم طول الجوهرة وحجمها صارت‬
‫تراقص يدها وهي تدور معها والسعادة النقية كانت تفرد أجنحتها على‬
‫كل المكان ‪ ،‬لكن الخوف كل الخوف كان يفرد أجنحته داخلها لتخفيه‬
‫سمعت بكاء والدتها سمعت بعض األحاديث الخافتة غضت الطرف عنها ‪،‬‬
‫رضيت بهذه القسمة الغامضة من أجل أخواتها فقط الغير !‬
‫اقتربت من المبخرة لتدسها بين خصالتها لتخرج بفستانها البسيط المشرب‬
‫بألوان الشتاء ‪ ،‬كان مالصق لجسمها الرقيق وشعرها مصفف بطريقة‬
‫تقليدية بسيطة جدا ً ‪ ،‬دخلت بخطوات يثقلها الخجل وعينها على األرض‬
‫كانت تحسب حساب خطواتها جهته ‪..‬‬
‫كانت هذه المليحة تتهادى على أصوات قلبها الخجولة كانت هذه المليحة‬
‫تتهادى وهي حاملة معها نسمات الشتاء ‪ ،‬مرته نسمة باردة بحضورها‬
‫األثيري !‬
‫شعرها أسود فاحم قصير مزين بطريقة تسر القلوب‬
‫بخدها األيمن غمازة كانت تعض على ثغرها ولهذا السبب اقتنصها بنظرة‬
‫قناص ‪ ،‬مسحها بنظرة واحدة واإلنبهار منعه أن ينطق أو يرد التحية‬
‫لسالمها الخافت اإلنبهار عقد لسانه !‬
‫بسيطة ومترفة ‪ ،‬مصقولة مالمحها ومصنوعة من الجمال ‪ ،‬كان يمثل‬
‫الدور بإتقان ‪ ،‬تعلّم أساسيات تلبيس الشبكة ليطبقها‪ ،‬انتهى من العقد يده‬
‫انزلقت وتمردت عن عرف اللحظة وهويتلمس خصالتها ‪ ،‬البد يشبع‬
‫فضوله وهو يقوده اآلن ليشفي تساؤالته عن شعوره ان لمس شعرها !‬
‫تراجع عن ضفة الهواء التي كانت تدفعه لطريق آخر ! هو نيته واحدة‬
‫ومقصده واحد وعزمه لجهه واحدة ‪ ،‬لكن حضور سلطانة فكك قوانين‬
‫التسابق ‪ ،‬سباقه مع األيام ومع اإلنتقام ومع اللعبة التي جمعت جده مع عمه‬
‫سطام !‬
‫جذب يدها ‪ ،‬منظر أصابعها الرقيقة وهي تراقص اصابعه والفارق الهائل‬
‫بين الشكل واللون غلبت الرقة هذا الموقف كانت الرقصة في غاية العذوبة‬
‫‪..‬‬
‫دس الخاتم األلماسي وصار واسع على اصبعها ‪ ،‬سقط وتدحرج وهي‬
‫بدون قصد قبضت على يده كردة فعل لكن شعورها كان مغاير بالنسبة له‬
‫‪..‬‬
‫نورة بصوت مأله الحزن رفعته عن االرض ‪ :‬طاح الشر‬
‫جذبت يدها من يده ولفت رمقت والدتها ‪ ،‬كيف لها أن تحزن بلحظة مثل‬
‫هذه الفرح فيها هو العنوان الرئيسي والكلمات المبهجة هي كل المفردات‬
‫التي تتسابق مع المقدمة ليكون نص متكامل كامل البهجة والفرحة ‪ ،‬هي‬
‫سيدة كل حرف من المقدمة للنهاية ‪ ،‬لكن بدى لها الضد نص ركيك‬
‫والمقدمة عابسة وبقية المفردات تتسابق ايهم يسبق التعاسة‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:54 2022/28/10[ ,‬‬


‫والنص من البداية للنهاية حزين حزين حزين‬
‫أبعدت نظراتها العالقة بحزن أمها ولفت له ألنه جذب يدها من جديد لينطق‬
‫و هو محرج بالفعل ‪ :‬ابشري بالعوض اللي أحسن منه‬
‫اكتفت بهز رأسها وجلست وهي متعبة من هذه المراسم البائسة ‪ ،‬ليجلس‬
‫بالقرب منها ‪ ،‬تفرغ المجلس ليستفرد بها يتسطيع أن يتحاور معها بكل‬
‫أريحية لكنه فقد مقدمة الكالم وأبجديات الحوار لينطق ويصدمها ‪:‬عرسنا‬
‫بعد أسبوع‬
‫مرت دقيقة صمت ‪ ،‬ربما حزنا ً على شيء كان مرسوم بالخيال والواقع‬
‫كان مختلف تماما ً ‪ ،‬شكالً ومضمونا ً‬
‫تركها وهي صارت لعبتها الحالية خاتمها الواسع انشغلت وهي تلفه على‬
‫أصابعها بسرحان عميق انقضت حفلتها المعقودة بخياالتها ‪ ،‬كانت سريعة‬
‫وحزينة ‪ُ ،‬خطفت كل أمنياتها وأحالمها بغضون دقائق !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫خذي نفس عميق !‬
‫‪ :‬ماقدر وهللا ماقدر أنت قول وش أنت بالضبط وليه صرت مثل الكابوس‬
‫بحياتي ؟‬
‫هيثم بمراوغة ‪ :‬أنا لي هدف وأنتي لك هدف مصالح مشتركة جمعها‬
‫طريق واحد أنتي ماتبين عيالك ؟‬
‫بلهفة وصدق ‪ :‬لو أعرف أنهم عايشين أول ‪ ..‬مابي بالدنيا غير اشم‬
‫ريحتهم‬
‫قاطعها بصرامة ‪ :‬وأنا عندي مصلحة من ورى وجود عيالك الحين‬
‫صرتي بيد أمينة وكل شيء تسوينه مدروس دراسة شاملة ولو راوغتي‬
‫وحاولتي تتطرفين وتمشين طريق ثاني نقدر نوقف بوجهك وبطريقة‬
‫ماتتوقعينها‬
‫طريقة كالمه كانت مخيفة ونظراته الواثقة كانت تخيفها أكثر ‪ :‬ماعندي‬
‫شيء اخسره‬
‫قاطعها وهو يضحك ‪ :‬في مفردات كثير تبين وثوقك بذاتك وقوتك غير‬
‫هالكلمتين اللي أكل عليها الدهر وشرب ‪ ،‬ارجعي خذي نفس وروحي‬
‫بطريقك الجديد وعلى فكرة صرتي تحت المراقبة التنخدعين بالطريق‬
‫الخالي والمساحة الحرة اللي قدامك‬
‫هزت رأسها بصمت حملت حقيبتها لمقر األطفال لمنصبها الجديد وبإسمها‬
‫الجديد ( وجد المحتاج )‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫كانت مستنكرة الوضع خائفة من أول خطوة وبمجرد ماخطت خطواتها‬
‫األولى للمقر استقرت مشاعرها رست على االنبهار وصار يقودها بدون‬
‫إرادتها ‪ ،‬صارت تتمعن بالوجوه وبالمالمح لتهمس بعدها بحقد ‪ :‬سود هللا‬
‫وجهه يتبنى األيتام وياخذ حاجتهم وشتاتهم درع حماية وقناع ‪ ..‬يارب‬
‫اليطول هالقناع يارب يطيح بشر أعماله !‬
‫للحظة توقفت عن التفكير والتحديق رست عند منطقة محفوفة بالدهشة !‬
‫هيثم بتار وجودها هنا ‪ ،‬هذا الفخ هو شر أعمال آدم هذه الحفرة التي تناديه‬
‫للسقوط لكن من هيثم ومن بتار ؟‬
‫رفعت جوالها ورن رقمه ‪ ،‬أشغل الخط وعاودت االتصال لتداهمه ‪ :‬ليه‬
‫صرت تستغل خوفي ومرضي ليه صرت مغفلة وصيده سهله ليدينك أنت‬
‫وخويك ابو نص وجه ؟‬
‫هيثم ببرود ادرك اكتشافها المتأخر ‪ :‬جاوبتي نفسك سهلة ! صيدة سهلة ‪،‬‬
‫وقعتي بالفخ وماتوقع تقدرين تطلعين بسهولة‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:55 2022/28/10[ ,‬‬


‫عروب من بين أسنانها ‪ :‬وش هدفك ؟ تبي توقعني بأي شباك ؟ ليه‬
‫ماراوغت من البداية ليه مافكرت ؟‬
‫هنا رحم تساؤالتها وتخبطاتها هتف ببرود ‪ :‬ينتهي دوامك نلتقي بالمقهى‬
‫اللي أسفل عمارتك الجديدة‬
‫أقفلت الخط وهي تتنقل بخوف نعم خوف للتو تدرك أنها مكشوفة ‪ ،‬وان‬
‫شخص ما قرأ ملفاتها القديمة وأنها تعيش قصة شائكة قصة أخرى نهايتها‬
‫ٍ‬
‫غير متوقعة !‬

‫بالجهه األخرى وصل بتار ليشارك هيثم طاولة المقهى يقابله تماما ً عقد‬
‫يديه ‪ :‬تركت نوى باسوأ حاالتها‬
‫هيثم بال مباالة ‪ :‬الشغل أهم ‪ ..‬أترك العواطف والحياة الشخصية وافتح‬
‫الصفحة الجديدة من ملفات القضية‬
‫بتار وهو يقلب ورقة وحيدة بين اصابعه ‪ :‬بجاد بن منصور حارس أمن‬
‫قبل خمس سنوات بمستشفى الوالدة اللي ملفاته كلها صارت بين أيادينا ‪..‬‬
‫نسخنا كل األرشيف وكان بجاد آخر ورقة بهاالرشيف ومع االسف كان‬
‫أكتشافنا متأخر ألنه جزء منالقضية !‬
‫هيثم بحدة ‪ :‬وشلون !‬
‫قاطعهه صوت جواله والصدمة كانت تحمل معها رسالة جمدت كل حواسه‬
‫! لينطق بدون شعور ‪ :‬مستحيل !‬
‫‪ :‬وش صار ليه لون وجهك اختلف وش شفت ؟‬
‫هيثم اختلفت تعابيره كليا ً ‪ ،‬تحولت لجمود‪ ،‬دس جواله بجيبه متأمالً الشارع‬
‫والصدمة قد تمكنت منه بالكامل!‬
‫بتار بريبة ‪ :‬اللي جاك يخص ملفاتنا وال شي خاص ؟‬
‫بتار بثرثرة بعد ما اختنق من صمت هيثم ‪ :‬انت ماتعترف بجوالك الخاص‬
‫وقت مهماتك هيثم اللي جاك شي يخص القضية ؟‬
‫ابتلع كمية كبيرة من الشاي ليصله صوت واهن‬
‫‪ :‬مثل ماتوقعت تماما ً مثل ماتوقعت‬
‫كان الصوت صوت عروب !‬
‫أنت لك عالقة بهذا وهذا له عالقة فيك وأنا مثل األطرش بالزفة دمية مثل‬
‫مايبيني خويك‬
‫بتار تلعثم وهنا تدخل هيثم ‪ :‬عروب اهدي‬
‫دنقت لكوب الماء ورفعته لفمها والرجفة نثرت نصف الكوب على ثيابها‬
‫الشتوية ‪ ،‬بتار هنا نهض وقبل أن يغادر المكان بصوت عال شد انتباه‬
‫المتواجدين هتفت ‪:‬مارح تروح وال مكان ! انت قبل قلت اني متورطة‬
‫بشيء والخروج منه صعب وفي ملف كبير فيه أشياء‬
‫قاطعها هيثم بحدة ‪ :‬تتوهمين‬
‫و ّجه نظرة حارقة لبتار وهنا بتار تدخل ‪ :‬كنت اعرف وش ممكن يصير‬
‫لك مع هالشخص أشار لهيثم ‪ :‬كنت عارف انه يبي يستخدمك الغراض‬
‫تهمه هو وكنت ابي أوقف اللي صار لكنه حصل ووقعتي بشباكه‬
‫ضحكت بسخرية ‪ :‬اقتنعت‬
‫بتار حمل اجهزته وهيثم كان يهدده بنظرات صامته ودع المكان ‪ ،‬جلست‬
‫بضياع مكان بتار ليداهمها‪:‬كم شهر انحبستي وسط القبو ؟‬
‫‪ :‬نعممم ؟‬
‫ابتلع الشاي ببرود وهي امامه كل شيء فيها يتراقص ‪ ،‬ضمت نفسها وقد‬
‫فقدت السيطرة على رجفة فمها وهنا تساقطت دموعها ‪ :‬ابي امي ابي‬
‫ارجع لديرتي اختنقت وهللا اختنقت‬
‫تقدم قليالً بضحكة ‪ :‬صعببببة‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:55 2022/28/10[ ,‬‬


‫فتح الجوال وهنا اشتغل المقطع الجديد ببطنها الضخم محبوسة داخل‬
‫مكان ضيق ‪ ،‬مفترشة األرض بإعياء المرسل كان مذيّل رسالته بإسمه ‪،‬‬
‫بجاد بن منصور ! أخفى األسم لغاية في نفسه ليطلعها على المقطع القصير‬
‫‪ ،‬ضمت رجفة فمها ‪ ،‬ضمته بكفيها وهي تهز رأسها بال وقد انهارت‬
‫تماما ً وهو مستمتع بكل هذه التفاعالت حاليا ً ! أو يظهر لها ؟‬
‫حملت نفسها وبخطوات متخبطة توجهت للمبنى حيث سكنها الجديد وهو‬
‫عينه على خطواتها المذعورة كتب رسالة لبتار وأخيرا ً استخدم جواله‬
‫الخاص ‪ :‬سجل األشياء اللي راح أحاسبك عليها بعدين‬
‫اوالً اخترت قلب ثاني وخنت زواجك بطريقة ما‬
‫ثانيا ً ‪ :‬ياخفيف يابو قلب حنيّن أمور القضية اللي تسربت منك كلها بحسابها‬
‫لكن بعدين !‬
‫ارسل للقائد الخفي ‪ :‬عروب خالد ناجي كانت مخطوفة ‪ +‬مسجونة ‪+‬‬
‫حامل بولد غير شرعي‬
‫وصله الرد ‪ :‬اجتماع طارئ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬شفق وش تسوين ؟‬
‫شفق تقلّب الملعقة بالقدر وتتذوق ملوحة الشوربة ‪:‬شوربة عدس لخالة‬
‫جيداء‬
‫شادية وهي تؤكد لها بهذه الخطوات أن القرب مازال محفوظ وأن الود باق‬
‫‪ ،‬وصلت يمام لتنضم للمطبخ هنا شفق نطقت ‪ :‬هللا جلسات المطبخ قاعدة‬
‫تنعاد بس بوجوه جديدة‬
‫ضحكت يمام ‪ :‬ووجوه ناقصة ‪ ..‬شيم واحشتني وعزيزة صارت تتغلى‬
‫شفق بمرارة وهي تتفقد القدر ‪ :‬خجالنة من اللي سويته وماتبي تطالع‬
‫بوجهي وال حتى تكلمني‬
‫يمام تقدمت ‪ :‬شفق حبيبتي روحي ارتاحي واسترخي انا بوصل العشا‬
‫لجويدة بقول لها شيء‬
‫شادية وهي تتأمل بيتهم كان يشتعل بضحكات أنثوية ولمسات قهوة جيداء‬
‫ومأكوالت عزيزة وصخب شفق ومزحاتها الثقيلة لتنطق بأسى ‪ :‬بيتنا صار‬
‫مثل المقبرة ممتلي وحشة ودايم ظلمة‬
‫شفق بتأييد ‪ :‬صرتي تعيشين نفس شعوري والحظتي صمت األموات‬
‫يمام بتملل ‪ :‬وش هالسوداوية ! بنت ناوليني الصحن‬
‫تناولت الصينية من يد شفق وتوجهت لغرفة جيداء‬
‫شرت لتجلس على السرير وجيداء تتظاهر بالنوم‬‫صفعتها برودة الغرفة ‪ ،‬ك ّ‬
‫‪ :‬جويدة افتحي عيونتس‬
‫جيداء بضيق ‪ :‬مابي شيء مابي أسمع صوتس وال آكل من يدينتس ‪ ..‬مابي‬
‫تختلقين مبررات وتطلعيني الغلطانة‬
‫يمام بتروي وطولة بال ‪ :‬جوجو حبيبتي أول افتحي عينتس ووعد مني‬
‫أقول حقايق وأسرار مخبيتها وماقدر أشاركها أي أحد بس ضروري‬
‫تعرفينها دام كتماني للسر بيخرب زواجك وبيتك بقوله‬
‫نهضت جيداء بتثاقل وضعت الصينية بحضنها وصارت تتلذذ بالشوربة‬
‫وبعفوية ‪ :‬هذي لمسات شفق‬
‫يمام تتأملها بعاطفة قوية مسحت بقاياها العابثة العالقة بطرف فمها كما‬
‫كانت تفعل في طفولتها ‪:‬بالعافية على قلبي‬
‫جيداء التنكر أن اللمحات القديمة من الطفولة عاودتها ‪ ،‬يمام كانت تتشاطر‬
‫مع عزيزة أدوار األمومة‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:56 2022/28/10[ ,‬‬


‫جيداء بحذر نطقت وهي تمسح فمها بمنديل مبلل ‪:‬اسمعتس وش عندتس‬
‫وعلى فكرة من يومنا صغار أعرف يمامة لو تكذب أو تراوغ‬
‫يمام بحنين أليامهم المسالمة سابقا ً ‪ :‬ودام تعرفيني زين هالشي مشعجني‬
‫أقول اللي بخاطري وبجساره ألنتس بتفهميني‬
‫أنا سرقت مبلغ كبير من ثروة هذال تقريبا ً كل ثروته وقت عرفت اني‬
‫حامل بأول شهر قررت أختار حياة ثانية كنت مخططه على كل شيء من‬
‫البداية للنهاية‬
‫جيداء تنتظر التكملة بذهول بذهول‬
‫لمعت الدموع بعيني يمام ‪ :‬تزوج علي بشهر العسل عارفة حجم االهانة ؟‬
‫اكتشفت زواجه بالصدفة‬
‫ودتس تعرفين وش اللي خالني اكتشف انه متزوج ؟‬
‫عطر ! غرشششة عطر‬
‫ابتلعت المرارة وأكملت ‪ :‬كان يبالغ وهو يتطيب قبل يخرج من عندي ‪..‬‬
‫كان يسرف برش هالنوع بالذات كان يتجهز لمواعيده قدامي وقتها لمحت‬
‫رسايلها وهي تحرصه على هالعطر بالذات ‪ ..‬وقت يطلع من عندي كان‬
‫يتسابق مع لهفته ‪..‬كنت أشوف اللهفة وهو يجفف شعره وهو ينتقي ثيابه‬
‫وهو يتطيب وهو يجمع أجهزته ويشيل مفاتيحه حتى وهو يفتح الباب‬
‫للخروج من عندي كانت الدنيا ماتشيله من كثر اللهفة‬
‫جيداء مسحت دمعتها لتكمل يمام ‪ :‬وهي وقفت على عطر وبس ؟‬
‫صمتت وابتلعت مرارتها العالقة بحنجرتها ‪ ،‬صمتت عن ضربه وعن‬
‫صوته العالي وعن حرمانها من األمومة وعن منعها من الجامعة‬
‫يوم السفر حرصت على أمي تخبي قصة الرحلة مابي احد يغير رأيي او‬
‫يكسر رغبتي بالشيء اللي عزمت عليه‬
‫‪ :‬وشلون اقنعتي امي ؟‬
‫بوجوم ‪ :‬امي واقفة بصفي من ناحية الدراسة من عرفت ان له يد بسحب‬
‫ملفاتي جنت وساعدتني بقرار السفر بس ماكانت تدري بالفلوس اللي‬
‫هربت وهي بحساباتي !‬
‫وانا طالعة للمطار سمعت بقصة الحادث وعرفت ان أمل كانت معه بنفس‬
‫الحادث وتوفت‬
‫ال الحادث وال وجع هذال وانكساره وال أي شي صوبه قدر يكسر خطواتي‬
‫‪ ..‬سافرت وكنت اعرف انه بوضع حرج‬
‫تخطت قصة المبلغ المسروق وجيداء الحظت اختها كيف تقفز من حديث‬
‫آلخر لتكمل ‪ ،‬قدرت أعرف المنطقة اللي كان فيها عبدالملك وأمنت السكن‬
‫والمعهد اللي كنت مخططة عليه وتواصلت معهم من فترة طويلة وصرت‬
‫ادرس‬
‫انقطع الحديث مرة أخرى ‪ :‬ولدت ملك كنت خايفة من حجم المسؤولية‬
‫وتضاعف الخوف ألنها جات للدنيا بورم بقلبها مو بس ورم واحد ورم‬
‫بالقلب وورم ثاني بالدماغ‬
‫دفنت وجهها بين كفوفها وهي تتنهد ‪ ،‬وهي تحارب صعوبة الحديث عن‬
‫غصة كانت السبب في استنزاف دموعها وهدر طاقتها ‪ ،‬الحديث عن‬
‫ذكرى تحمل هذا القدر من الوجع كان السبب في برودة كفوفها وارتجافة‬
‫فمها وتراعد جسدها بشكل واضح لجيداء لتنطق األخرى بألم ‪ :‬بس يمامه‬
‫بس ضلوعتس بتتكسر من الرجفة ويدينتس صارت مثل الثلج‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:57 2022/28/10[ ,‬‬


‫جيداء كانت تضغط كفوفها بقوة تحاول أن تدفئها بأي طريقة بعد ماجذبتها‬
‫وحررت وجهها من ضغطها المؤذي ‪ :‬خالص نكمل بعدين وال أقول‬
‫التكملين اذا بتتوجعين نفس الحين التكملين‬
‫بأنفاس متسارعة حركت رأسها برفض ‪ :‬تكفين خليني أكمل اختنقت وانا‬
‫شايلة هالسر بصدري‬
‫ابتلعت ريقها الجاف وأكملت ‪ :‬عبدالملك صار يساعدني بالدروس كانت‬
‫أيام األسبوع تروح علي وانا بكراسي االنتظار ألنها بالعناية المركزة‬
‫والزيارة بحالتها هذي كانت ممنوعة‬
‫وتكاليف ومصاريف وسهر ومابين روحة وردة ومابين أمل بالجاي ومابين‬
‫كسرة وخيبة استمر الحال لخمس شهور ‪ ..‬خرجت ملك وصارت بحضني‬
‫‪ ..‬وصارت تدخل المستشفى بين كل فترة وفترة لين كملت سنة هللا عطى‬
‫وهللا أخذ ‪ ..‬راحت نعمة الضنا من يديني ضحكت وهي تشد كفوف جيداء‬
‫بسعادة غريبة ‪ :‬قالت ماما‬
‫بس ماطولت وهي تنطقها ‪ ،‬شفيعة احتسبتها عند هللا شفيعة‬
‫جيداء جذبت رأسها لتعانقه ‪ :‬ليه ماتبكين على عمرتس اللي فات وعلى‬
‫الهم اللي شلتيه لحالتس ابكي ياخيتي كود يطيب قلبتس شوي ابكي‬
‫يمام وهي تطوق عنق أختها لتستقر مشاعرها المتضاربة عند هذه النقطة‬
‫الدافئة لتنطق ‪ :‬خلصت دموعي ‪ ،‬أهدرت كل شي كنت أملكه فلوس‬
‫وصحة‬
‫صمتت لتكمل ‪ :‬باقي قصة عبدالملك‬
‫جيداء قاطعتها ‪ :‬بعدين بعدين‬
‫تمددت لتضع رأسها على ارجل جيداء ‪ ..‬تبدلت األماكن واألدوار ‪ ،‬لترجح‬
‫كفة يمام ‪ ،‬لتصبح كامل العناية والمواساة لها بمفردها ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫رمى بحضنها علبة أنيقة مغلفة هنا تأكدت انها هدية لكن بدون مناسبة !‬
‫الكل هنا غاضب منها ‪ :‬هذي وش ؟ مافي وال مناسبة وعلى حد علمي‬
‫الكل مخاصمني بهالبيت‬
‫‪ :‬ماتبينها ؟‬
‫احمرت بخجل وتلعثمت ‪ :‬ال نهار قصدي غريبة ما احس اني استاهلها‬
‫ضحك بحنان ليحمل العلبة من حضنها فك التغليف وقال ‪ :‬خاتم مصنوع‬
‫خاص لوصايف‬
‫فجأة التمعت عينيها بالدمع ‪ :‬قول وهللا ؟ ماصدق ابد ماصدق يصير شي‬
‫حلو عشاني‬
‫للتو تفصح عن القليل من تعاستها ‪ :‬مايحتاج أيمان الدليل يلمع بيدينتس‬
‫البسيه واقهري البنيات اقهري حتى يمامة حاللتس‬
‫انطلقت نحو حضنه لتطوقه ‪ :‬هللا يخليك لي هللا يخليك لي وتبقى سند‬
‫‪..‬فرحتي فيك أكثر من الخاتم وهللا فرحانة بوجودك جنبي أكثر من هالهدية‬
‫ياعساني مابكيك ياخوي‬
‫تناسى المبلغ الهائل المدفوع من أجل هدية إلسترضاء هذه الشقية ‪ ،‬تأكد‬
‫ان هذه الفرحة الثمينة تستحق ثروته بالكامل ‪ ،‬قبّل كتفها قبلة خجولة هو‬
‫لم يعتاد بعد على المواقف العاطفية وال على التقارب هو جاد بعالقاته حتى‬
‫مع أهله وعائلته ‪ :‬ثقي ياوصايف ان مهما اخطيتي ومهما زل لسانتس‬
‫بهالدنيا ومهما تعثرتي بعالقاتس عالقة األخوة بكامل عيوبها تبقى بمحلها‬
‫والمحبة والغال مايتبدلون من زلة لسان‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:57 2022/28/10[ ,‬‬


‫سمع نشجيها الخافت وهي تتوسد كتفه ليهمس بسره وهو متعمد يغير هذا‬
‫الجو الهش العاطفي ويكسر اللحظة بخبر خطوبته ‪ :‬خطبت لي بنية وجبت‬
‫العيد بمقاس الخاتم‬
‫رفعت رأسها ومالمح البكاء كانت لذيذة على وجهها المتهكم دائما ً لتنطق‬
‫بذهول ‪ :‬وشلون ! ماصدقك مستحيل تفكر تقدم على خطوة مثل هذي‬
‫بدون التشاور أحد‬
‫نهار بتالعب كشر وقال وهو يمسح أثر دمعها على كتفه ‪ :‬خيستي ثوبي‬
‫يالبكاية أكمل ‪ :‬مستقبلي وطريقي اللي ابيه ما اشاور فيه اال نفسي ‪ ،‬قبل كم‬
‫يوم تممنا وبصمنا على الزواج والحين ابي منتس خدمة أنثوية صغيرة‬
‫وبعدين عطيني مقفاتس‬
‫رفعت حاجبها ليكمل ‪ :‬ابي تكلمين أديم آخذكم ونروح نشتري دبلة جديدة‬
‫وطقم جديد وال مانع من الهدايا الغالية تعويضا ً عن اللي بتشوفه بعدين‬
‫وصايف بحذر ‪ :‬وش بتشوف ؟ اليكون تبي تلوي ذراع أحد من أهلنا أو‬
‫قاطعها ‪ :‬يابنت الحالل من مهتم لنهار بالدنيا ؟ أنا ماني صديق أحد الجل‬
‫أصير عدو بيوم‬
‫سمعت بكاء ملك وصرخت بمرببتها وانشغلت بتوبيخها ‪ ،‬قفز من مكانه‬
‫وقبل أن يخرج من البيت هتف بصدق من أجلها ‪ :‬وصايف ازرعي شعور‬
‫حلو ببنياتس وال مرة شفتهم بحضنتس وال مرة شفتس تكدين شعر تاج‬
‫وتسوين لها جديلة مثل باقي األمهات‬
‫لفت بوجهها عنه وهو هز رأسه ليصادف وضاح وهو حامل أميره الباكية‬
‫بعد ماتعثرت من دبابها الصغير ليصرخ بقهر ‪ :‬لو تموت بنية من بنياتك‬
‫بتصيرين من الناس اللي يقومون بواجب العزا وبطريقهم يسألون إال وش‬
‫منه توفت ؟‬
‫نهار بحدة نهره ‪ :‬بسم هللا عليها من فقد الضنا متى تنتقي كلماتك وتملحها‬
‫على األقل لو أي أنثى بالحياة تذوقها كلمة حلوة بتهكم أكمل ‪ :‬وش منه‬
‫توفتت‬
‫وضاح وهو يمسح جروح أميره بمناديل استخرجها من جيوبه جلس على‬
‫االرض ونطق بحدة ‪ :‬الكالم الحلو تركناه لنهار عريس جديد والمفروض‬
‫يغوي سلطانة قبل يواجه فيها العود سليمان بن شايع‬
‫رمقه بنظرة طويلة واآلخر رمقه بنظره متحدية ليخرج ووضاح بدون‬
‫قصد ضغط جروح أميرة الباكية وامها بوضع متفرج هتفت ‪ :‬خالص‬
‫عورت البنية بكلم السواق ومربيتها ياخذونها للطبيب‬
‫وانتي ؟ وين موقعك ووش موقفك من وجع بنياتك ؟‬
‫طب األمهات مفعوله بعض األحيان يغلب الطب بمراحل‬
‫ضمت نفسها وهي توزع نظراتها في المكان حمل أميره وهو يحوقل‬
‫بصوت خافت ‪ ،‬مسح وجهها المبلل بمناديل أخرى لينطق بتملل ‪ :‬بس بس‬
‫ميمي صدعتي راسي‬
‫خرج بها للطبيب ووصايف في مكانها لم تحرك ساكن ‪..‬‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:57 2022/28/10[ ,‬‬


‫نهار وين رايح ؟‬
‫بالكاد وصلت لغرفته بسبب ثقلها ومع محاوالتها باللحاق به كان يتجاهلها ‪،‬‬
‫هذه خطواته األولى نحو معاقبتها‪ ،‬كان يجمع ثيابه بعشوائية ويرمي‬
‫عطوره وأدواته الخاصة بحقيبة كبيرة بدون ترتيب ووالدته تقف عند‬
‫الباب تنتظره أن يهديها لو نصف اعتبار !‬
‫انتهى ووصل للباب ‪ ،‬شدت على ذراعه وبغضب ناعم قالت ‪ :‬على وين‬
‫األسفار ؟ ماهي عوايدك يابوي ‪ ..‬أنت ماتداني السفر‬
‫نظراته وتعابيره مشردة والحروف لت تجتمع داخل فمه اآلن ألنه وهو‬
‫بلحظاته الغاضبة تلك مازال متمسك بآخر ماتبقى من الود ‪ ،‬ضربت كتفه‬
‫ليتلتفت ‪ ،‬ليصبح عاجز عم الكالم أكثر بعد ما امتألت عينيها بالدموع‬
‫لتهمس ‪ :‬هنت عليك ؟‬
‫ليرد ببساطة ‪ :‬مثل ما هنت‬
‫‪:‬التصير عاق ! رفعت أصبعها بوجهه ليضحك بمرارة ‪:‬وعقوق الولد ؟‬
‫واالجحاف بحقه ؟ وتجاهل رجولته ؟ هذا الجبل اللي قدام عيونتس الحين ‪،‬‬
‫الهامة اللي لها هيبة وكلمة مسموعة صمت لثواني ليكمل ‪:‬تخطيتي كامل‬
‫الصورة ورحتي ورى قلبتس ردتس الدنيا للردي سطام !‬
‫نطقها بتصغير وبدون قصد انزلقت نظراته لبطنها المنتفخ ‪ ،‬مال فمه‬
‫بإبتسامة ُمألت قهرا ً ‪ ،‬شتت نظراته من جديد ‪ :‬هللا يسمح دروبك أنت‬
‫الظاهر اخترت طريق من دوني وتبي تكمل حياتك وأنت ناسي الثريا اللي‬
‫علّت لك مقامك أنت هامة من هامات الثريا ياوليد بطني‬
‫لن تظهر تعابيره لن يظهر الغم الذي تكاثر واجتمع داخل صدره لن يبدي‬
‫لون قهره القاتم ‪ ،‬كانت تتأمل صورة صامتة تخلو من األلوان الشيء‬
‫الوحيد القاتل بهذه اللحظة والظاهر لها بالطبع نظرات االستحقار‬
‫والتصغير واالزدراء ‪ ،‬كل هذه التعابير كانت طاغية على مالمح الصورة‬
‫‪ ،‬وألول مرة تشعر باالهانة من شخص يعد جزء من الروح ال بل الروح‬
‫‪ ،‬هو نهارها بعد ليل طويل غزته وحشة السهاد تطاولت العتمة فيه لتسكن‬
‫قلبها ‪ ،‬هو كان شمسها المنيره والفصل الدافئ من فصول حياتها ‪ ،‬لمست‬
‫وجهه وحركته بصعوبه ليقابل وجهها ليغمض عينه والرضوخ ابعد‬
‫مايكون عن طبعه وعن تعابيره ‪ ،‬لكنه اغمضها بقصد اخفاء شراسته عنها‬
‫أمه سهلة الكسر ‪ ،‬شفافة ‪ ،‬سخية تعطي باسراف وهاهي اآلن أمامه تغرف‬
‫له من أعماق أعماق روحها تغرف له الحب وتستجديه يستقبله مثل ماكان‬
‫يفعل سابقا ً ‪ ،‬الزال يغض الطرف عن هذه األمومة ‪ ،‬رفع يديه وبسط‬
‫راحتيه على كفوفها الحانية ليزيلها بقسوة باردة لينطق ببرود ‪ :‬ماني مبعد‬
‫والهروب يمه ماهو من عوايدي انا قريب متمسك بالود الينقطع لكن اللي‬
‫بين ضلوعي شرهان وشرهته مايرضيها القليل وتذكري ان لي حق حقن‬
‫كبير وباخذه اليوم او باتسر !‬
‫هزت رأسها برضوخ والدموع اجتمعت بجفنيها وهذا القاسي يرفض‬
‫استقبال أي مبادرة للصلح بل يرفض أمومتها !‬
‫نزل بخطوات ثقيلة وهو يجر حقائبه وهي خلفه تبكي بمرارة ‪ ،‬وهي‬
‫تستقبل حصاد مازرعته يديها لكن بصورة قاسية قاسية جدا ً ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:58 2022/28/10[ ,‬‬


‫صباح الخير !‬
‫لفت بدهشة والهواء الكثيف بعثر شعرها حاولت السيطرة على خصالتها‬
‫النافرة لتنطق ‪ :‬وش تبي أبدا ً مو خير شوفتك مو خير‬
‫اقترب بتالعب ‪ :‬اليوم رحلة العودة آلدم حمدان ضروري تقتحمين مكانه‬
‫الخاص والمانع لو تغوينه بكم حركة مثل ماوقعتك بشباكي وقعيه انتي‬
‫رفعت يدها لتصفعه والشرر يتطاير من نظراتها ‪ :‬أنا ماني رخيصة ولو‬
‫وصلت للمرحلة اللي توصفها بكل تبجح مستعدة اعترف لك بكل شيء‬
‫يتعلق فيني مع آدم ‪ ..‬إال الدرب المشين ال تمشيني صوبه‬
‫ببرود لم يأثر حديثها ‪ ،‬مسح مكان صفعتها وقال ‪ :‬الالا خذي راحتك حنا‬
‫نفسنا طويل مانحب الساهل نبي الدرب المشين‬
‫جلست على الكرسي الخشبي ‪ ،‬ابتعلت للتو عالج منظم لشحنات الدماغ‬
‫وهذا الشخص يبث بداخلها فوضى تعبث بأفكارها وبدماغها وحتى توازنها‬
‫صار ينزعزع بحضوره ‪ :‬اسمعني أنا الحين ماكله تبن عارف تأثير دوا‬
‫الصرع ؟ وش يعرفك فيه عارف وش احس فيه الحين ! الال وش يعرفك‬
‫أصالً‬
‫ميل على الجدار ينتظرها تفرغ ثرثرتها ليستغل الوضع للمراقبة الصامتة‬
‫متعته الخفية !‬
‫شعرها صار يغزوه البياض بصورة أكبر ‪ ،‬هاالتها الغامقة كانت جميلة‬
‫للغاية ‪ ،‬هذا الظل كان يتكئ فيه بدون أي ملل ‪ ،‬هذه المساحات الجميلة‬
‫كانت دافئة ‪ ،‬هذا الظل كان مساحة يسترخي فيها األلم ومع ذلك كان‬
‫للجمال مكان كبير ‪ ،‬هنا يتورد الجمال تحت عينيها وأعلى وجنتيها لكن‬
‫بطريقة مختلفة بلون آخر !‬
‫وفي كل مرة يجد فرصة للتأمل كان يهرب لهذه البقعة لكنه اآلن انتقل من‬
‫سع المساحة وصار يتأمل‬ ‫مكانه المحبوب للنظر لجهه أخرى هذه المرة و ّ‬
‫وجهها بالكامل شحوب عينيها ‪ ،‬فمها المتيبس كان يشد النظر ‪ ،‬هذه بقعة‬
‫جذب تماما ً مثل هاالت عينيها !‬
‫شخص ما بمنظر الشحوب !‬
‫ٍ‬ ‫ألول مرة يستلذ‬
‫هذه الصور الجميلة لمالمح المعاناة‬
‫وألول مرة يشاهد الصور الجميلة لأللم لكن هل لأللم جماليات هيثم ؟‬
‫ربما كانت هذه قناعه تخصه بمفرده ويستلذ بها ‪..‬‬
‫استيقظ من غفوته الصباحية وسكرة حضورها ليشاهد الفراغ تركت المكان‬
‫وتركته بمفرده يحلق بعيدا ً في سماواتها ‪،،‬‬
‫ترك لها فرصة لتستجمع فيها نفسها بعد الدواء وهو ذهب لمقر عمله ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬

‫انتهت من دوامها بالمقر ووصلت للمقهى طلبت كوب قهوة كثيف الرغوة‬
‫وقطعة كعك تقليدية ‪ ،‬تأملت المارة بوجع عميق ‪ ،‬هذه الغربة لن تنفك عنها‬
‫‪ ،‬هربت من المنفى للمنفى ‪ ،‬كان يخنقها ببطنها الضخم في أسفل بقعة‬
‫وأبعد بقعة عن األصوات وعن الهواء وعن صخب الحياة ‪ ،‬واآلن‬
‫محصورة بذات البقعة وان توسع النطاق وتعالت األصوات والضجيج‬
‫صار يتقاسم معها اكسجينها ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:58 2022/28/10[ ,‬‬


‫هي مازالت محبوسة في زنزانة آدم حمدان رفعت الكوب لفمها ‪ ،‬تسلقت‬
‫الرغوة لشفتها العلوية لتلثم طرفها ‪ ،‬انقطعت متعتها بحضوره الخانق ميل‬
‫جذعه على الكرسي الخشبي وهتف بمزاج عال ‪:‬اشوف انك روقتي‬
‫ومفعول العالج اللي تقولين عنه يأكلك تبن خفت أعراضه !‬
‫وضعت الكوب بمكانه وهي تمسحه بتأمالت اصابته برجفة داخلية ‪ ،‬هذه‬
‫النظرات المعلقة بجهته كانت ترسل اشارات وكان يمنعها من الوصول‬
‫ألنه بحدة طرق الطاولة باصبعه ‪ ،‬انتفضت وهو ضحك ‪ ،‬رفع منديل‬
‫ليميل جهتها وبعبث مد يده لخطف قبلة الرغوة واثرها من اعلى فمها ‪،‬‬
‫النه شعر بوخز طفيف يرغمه على مواصلة هذا العبث ‪ ،‬وهي تراعدت‬
‫وارتدت للخلف بخجل عفيف ‪ ،‬لتمسح المتبقي هي بيدها وهو راق له‬
‫المنظر يشعر برغبة عارمة باستكمال العبث وبصور أعمق ‪ ،‬لكن هناك‬
‫مايمنعه هو أبعد مايكون عن بتار لين القلب ‪ ،‬هو أساسا ً مصدوم من ذاته‬
‫هو اليملك تفاعالت قلبية طبيعية منذ فترة غادرته العواطف لكن هذه‬
‫التعيسة احضرتها على طبق من خجل !‬
‫هيثم بحدة ونظرة ثابتة ‪ :‬قابلتيه ؟‬
‫هربت عينيها للشارع الصاخب وبوجع ‪ :‬داهمتني النوبة كانت خفيفة‬
‫أخذت دوا ورجعت ماكملت دوامي هناك‬
‫النسمات الليلية العليلة تغازل ليلها الذي تتراقص بين حناياه اآلن غيوم‬
‫بيضاء وكأنها ليلة تنذر بطقس ماطر كاد أن يكذبها لكن مع االسف لمح‬
‫أثر جديد ‪ ،‬لفت له ورفعت جزء من غرتها ليظهر األثر بالكامل ‪:‬وقعت‬
‫على حافة حادة وعلى قولة ابلة فتحية انتي عندك وجه قابل لالنفجار من‬
‫كثر اإلنتفاخات اللي فيه ‪ ،‬ضحكت لتلمع عينيها ‪:‬قصدها الصعرورة لما‬
‫تشوفها وهي صادقة وجهي مليان صعرورات ضحكت بصورة أكبر ‪ :‬هللا‬
‫يذكرك بالخير يا ابلة فتحية‬
‫‪ :‬خلصتي ؟‬
‫زمت فمها ولعنت نفسها ‪ ،‬وكالعادة تتمادى بالحديث العفوي مع أشخاص‬
‫التعرفهم وهذا الشخص بالذات البد تكون في أعلى مراحل التحفظ والجدية‬
‫وأنت تتحاور مع شخصه ‪ :‬تقدرين تحكين حكاية القبو بعفوية نفس عفويتك‬
‫وانتي تتكلمين عن نوباتك وانتي تتكلمين مع أمك بكذب وانتي تتكلمين عن‬
‫ابلة فتحية ؟ تقدرين ؟‬
‫شدت سترتها وزمت نفسها برعب ‪ :‬ماقدر ماقدر وهللا خايفا‬
‫هنا ضحك بقهر ‪ :‬ولو وصلتي أعلى مراحل خوفك مازلتي متمسكة‬
‫بالخليط الغريب هذا‬
‫ضرب الطاولة ونهض ليميل جهتها أكثر ‪ :‬ماعندنا وقت ياعروووووب !‬
‫كرهت اسمها والواو الزائدة الدخيلة المتطفلة مثله تماما ً ‪ :‬وال أنا ماعندي‬
‫صحة كافية اواجه فيها آدم‬
‫حمل سترته وابتلع المتبقي من كوب الشاي ليهتف ؛ لو كنتي تنتظرين‬
‫تعاطف أو إعفاء بصراحة مستعد اضحي فيك واصدرك بوجه الموت وال‬
‫يرف لي جفن المهم نوصل لمرادنا !‬
‫ليميل أكثر ليهمس بحدة مخيفة‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:59 2022/28/10[ ,‬‬


‫ليميل أكثر ليهمس بحدة مخيفة ‪ :‬الملفات السرية اللي عند آدم حمدان وانتي‬
‫هللا يرحمك‬
‫سمع شهقتها القريبة من اذنه سمع حشرجة خافتة سمع أنين وكأنه مخاض‬
‫جديد ‪ ،‬حمل نفسه وهو يرمي نظراته القاسية لوجهها ‪ ،‬كانت تحبس‬
‫صوتها الصارخ وهي تعض بفمها ‪ ،‬وهي تميل على الطاولة وهو تركها‬
‫تندب هذه اللحظة كانت للتو تعيش هدنة مؤقتة لحظة سالم مرت كانت‬
‫أشبه بسحابة صيف مرت بعجالة لتتركها ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هاه كيف شفتوها ؟‬
‫وصايف بثرثرة ‪ :‬تهبل تهبل زينها يغرف العقل بس غريبة‬
‫ضحكت أديم ألنها تتشارك معها نفس الدهشة ‪ :‬غريبة ألنها الناجية‬
‫الوحيدة من سمنة أهلها ‪ ..‬كل أهلها ماشاء هللا دبب من أمهم ألختهم‬
‫الصغيرة‬
‫تجاهل أحاديثهن السطحية لينطق بتحذير ‪ :‬اللي صار مابيه يوصل أهلي‬
‫بالوقت المناسب بمهد لهم الموضوع بطريقتي‬
‫وصايف بخبث ‪ :‬رقمها صار عندي حفظته لو ودك بالثرثرة تالي الليول‬
‫والحكي الماسخ للصبح مضطبتك من هالناحية‬
‫نهار بتملل مقصده من الزواج مختلف وكل هذه المقدمات ساذجة بالنسبة‬
‫له ‪ :‬احتفظي به وش ابي بالثرثرة والهرج الماسخ ؟ وصايف اعقلي‬
‫هاليومين سويتي أعياد عن عمرتس كله‬
‫وصايف بتحفز ‪ :‬عمري توه ‪ ٢٤‬وبغلط وبغلط وبسوي اللي ابيه واشوفه‬
‫صح ‪ ..‬عادي في خط رجعة يمديني اصلح اللي افسدته بكلمة وحدة‬
‫أديم نطقت بعد صمت طال ‪ :‬أحيانا ً هالكلمة ماترمم بعض األخطاء كلمة‬
‫آسف ماتداوي كل شيء اللي ينكسر مايرجع ينجبر ويرجع للشكل اللي كان‬
‫عليه قبل الكسر لو كان الترميم فاخر‬
‫وصايف بثرثرة ‪ :‬ال يصلح شفت مرة فيديو عن األشياء اللي تنكسر‬
‫ويرممونها بطريقة فاخرة مثل التحف اللي يرجعون تصميمها ويرقعون‬
‫الكسر بالذهب‬
‫نهار بتدخل ‪ :‬عمتي أديم صمت دهرا ً ونطق بالصدق‬
‫ضحكت أديم ‪ :‬زين حسبتك بتعذرب بحكيي وتقول كفر لتكمل ‪ :‬جزء من‬
‫منطق وصايف صحيح وجزء كبير غلط ‪ ..‬االنسان يخطي ويتعلم بس‬
‫خواطر الناس ماهي فأر تجارب‬
‫وصايف بتملل ‪ :‬خالص بديت أتوتر من الجدية المفرطة وأنا عند رأيي‬
‫والخطأ وارد بكل وقت وكل حين ماني مثالية وال عندي كنترول ألفعالي‬
‫وماعندي استعداد اتغير بين يوم وليلة اللي يبي يتقبل أهالً ومرحب به‬
‫واللي مايبيني مع السالمة‬

‫بجهه أخرى سلطانة بذهن سارح تقلب القلم بين أصابعها نطقت بدرية ‪:‬‬
‫شفتي أن أمي معها حق الرجال شاريك وجايب أهله اثبات بعد‬
‫بعدم اقتناع ‪ :‬وش تبين انتي بعد ‪ ..‬تثبتين وش بالضبط؟‬
‫مزاج أختها متعكر ردت بدرية بمراعاة ‪ :‬وال شيء وش تسوين وش‬
‫تحسبين ؟‬
‫بتملل ‪ :‬الكوشة طلعت علي ب ‪ ٣٠٠٠‬هذا وهي صغيرة ومتواضعة‬
‫وبالبيت غير كذا الفستان يبي له كم أسبوع على مايجهز والعريس يبي‬
‫عرسنا بعد أسبوع‬

‫روايات ريّانة‪]PM 7:59 2022/28/10[ ,‬‬


‫تأففت بضيق ‪ :‬وأمي ماتطالع وجهي وكل مالدت فيني بكت بكا يعور‬
‫القلب‬
‫لولوة من بعيد بحماسها المعتاد ‪ :‬شوفي سطسط نبي طنة ورنة امي ماهي‬
‫متعودة على الفرح جتها صدمة مشاعرية ‪ ..‬فترة وتتعود الحين شغلنا‬
‫الشاغل وش الزفة اللي بنختارها ولوقو الحفلة والشوكلت ومشروبات‬
‫المعازيم والفساتين بعد ووو‬
‫سلطانة بصداع وتملل انحدرت نظراتها للخاتم الجديد عالي الثمن ‪ ،‬لطالما‬
‫عاشت بسيطة ‪ ،‬ثياب وعطور متوسطة األثمان ‪ ،‬خواتمها وأساورها‬
‫كانت تنتقيها من البسطات المنتشرة بين أزقة السوق ‪ ،‬قيمة هذا الخاتم قد‬
‫حركته‬
‫تعادل ماصرفته في حياتها من طفولتها وإلى اآلن أو قد تتجاوزه ‪ّ ،‬‬
‫بسخرية قلبها مازال منقبض وخائف ‪ ،‬هتفت ببرود ‪ :‬اعتبروني من‬
‫المعازيم اللي تشوفونه صح اختاروه وانا موافقة ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫إال متى تنتهي العدة شفوقي ؟ أمي تحوم حوالينتس تبي تسوي ببيتنا عرس‬
‫اليوم قبل باتسر‬
‫كشرت شفق من تدليل شادية ‪ :‬شفوقي !‬
‫شادية بضحكة ‪ :‬كلنا مو بخير‬
‫شفق وهي تلمح حذام المنسجمة بأوراق طالباتها لتنطق بضحكة مشابهه‬
‫لضحكة شادية ‪ ،‬تهكمية مثقلة بذات المرارة ‪ :‬يمه حذام ماتعرف إال‬
‫الصملة ان ثبت شي براسها ماتخليه وال من بعمرها للحين متمسك‬
‫بالوظيفة ؟ مصرة تبني حياتها وتهدم حياة غيرها‬
‫شادية بهمس ‪ :‬كم باقي على العدة ؟‬
‫‪ :‬كم أسبوع واخلص ‪ ،‬انتهت قصة الحمل يمه بتفتح قصة العرسان‬
‫وماتوقع نخلص منها‬
‫حذام خلعت نظارتها وصارت تمسح البنات بنظرات غامضة هتفت بحزم‬
‫‪ :‬وش صار على الوظيفة ؟‬
‫شادية بتوتر أشارت لنفسها لترد امها بمزاج متعكر ‪ :‬ال التحفة اللي‬
‫بجنبتس أي أنتي ماغيرتس‬
‫بتوتر ‪ :‬مالقيت أطلب هللا باقي‬
‫حذام بسخرية ‪ :‬طول عمرتس بتبقين على هالحال تطقين األبواب وتطلبين‬
‫اليدين البيض زكاة شقاهم وتعبهم طول عمرتس بتمدين يدينتس للردي‬
‫والطيب‬
‫شادية بألم ‪ :‬ماعمري قبلت بزكاة ‪ ،‬وصدقة أموالهم تروح لناس محتاجة‬
‫أكثر مني ‪ ..‬طول عمري أشقى وآكل من زكاة يديني‬
‫شفق طالها التوتر ‪ ،‬حضرت يمام أخيرا ً على األقل تتقاسم معها جزء منه‬
‫هتفت يمام ‪ :‬وكالعادة صالة بيتنا فل من الطاقة السلبية‬
‫حذام بحدة ‪ :‬للحين ماجا نصيبتس وش قصة الخاتم ؟؟؟‬
‫تراعدت يمام ‪ ،‬جزء طفيف من اخبارها السيئة المتعلقة بسجن هذال إن‬
‫وصل لوالدتها لن تضمن العواقب ‪ ،‬أنقذها عبث شادي بعد ما أسقط‬
‫تحفة ثمينة لوالدتها لتصرخ حذام بشادية ‪ :‬شيلي قردتس هالبلوة شيليه قبل‬
‫أجيب العيد واتسويه‬
‫قفزت يمام جهته وهو لم يعتاد بعد على وجودها ازداد الوضع سوء ليبكي‬
‫على االرض بحدة‬
‫شفق بضيق شدت يدها ‪ :‬خليه امه تشيله وهللا ماكذبتي ياشادية كلنا مو‬
‫بخير‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 8:01 2022/28/10[ ,‬‬


‫صمت بارد ونسمات باردة تهز األبواب ورائحة هيل مختلطة بالعود‬
‫وحبات سبحته تتدحرج قطعت أشواط الحصر لها مابين الذهاب واإلياب‬
‫‪ ،‬كان ير ّحلها كلما طرقت األفكار السامة مخيلته ‪ ،‬كان يزيحها للجهه‬
‫األخرى ويعيدها بنفس اللحظة ‪ ،‬شد فكه ورص على أسنانه يحاول قدر‬
‫اإلمكان طحن أي صورة سيئة تتبادر لذهنه ‪ ،‬لكنه فشل فشل وهذا‬
‫اإلحتراق نال منه ‪ ،‬نال من كل جزء بداخله ‪ ،‬والده بدقه يراقب كل تقلباته‬
‫الرصينة ‪ ،‬كان ثابت بالرغم من النيران المستعره وألسنتها المتطاولة‬
‫بداخله ‪ ،‬كان رصين وقوي وعينه ترسل شرارات قادحة ليكسر رتابة‬
‫الصمت ويخرج صوته البارد ‪ :‬وش قصة مشهور مع عيال الفي قصرانا‬
‫األولين ؟‬
‫ابوه التقط الفنجان الفارغ ليلصقه بفمه ‪ ،‬اضعف وسيلة للهرب من مواجهة‬
‫استجواب نوفل ابتلع كمية كبيرة من لعابه وهتف ‪ :‬عالمك ساكت بن‬
‫ساير هل السبحة القديمة ومشهور كان الحبة الكبيرة اللي براسها‬
‫ابوه بغضب ‪ :‬يعقب بن ساير وأنت تصدق خثاريدزه ؟‬
‫ضحك نوفل بسخرية وابتلع فنجانه ليسكب نظراته الصامتة ويمسح والده‬
‫بغرابة اربكته ‪ ،‬لينطق نوفل ‪ :‬مشهور له فعايل وسوايا شينة وال وش‬
‫موزيك (حادك ) هاك السنين تسكت عن عايد وبنته وتناسبه على كبره‬
‫وتطلبه القرب !‬
‫والده بغضب ‪ :‬التخلط بين الخفايا !‬
‫بتالعب أكبر ‪ :‬ايييه أنا ودي بالخفايا ‪ ..‬أنا ماوصلني شين أنت وبن ساير‬
‫عندكم السجالت القديمة‬
‫قاطعه ابوه بتهرب ‪ :‬قم اترك عنك القهاوي وشلون بتنام وأنت تشرب‬
‫الليلة كله وال اكتفيت‬
‫ضحك من هروبه لينطق بتالعب ‪ :‬ليل الشتا ريّض‬
‫نهض بتثاقل والخوف هو السبب ‪ ،‬نوفل يقترب من كبد الحقيقة ! الحقيقة‬
‫القاهرة ‪ ،‬شد عصاه ليعود به األلم ‪ ،‬ليرحل به للماضي المشرب بالظلم ‪،‬‬
‫ليختفي عن أنظار نوفل ‪ ،‬نوفل الخبيث الفطين ّ‬
‫حالل األلغاز !‬
‫وبالفعل نوفل كان يحل ويعقد !‬
‫كان يستذكر اللحظة األخيرة التي نجى فيها ضاري من القصاص ‪ ،‬عمه‬
‫ووالده هم من خففو العقوبة لتصبح إجالء ‪ ،‬جلوة بقواعد جديدة ‪ ،‬ألنهم‬
‫استثنو عايد وعذبا وضرر اإلقصاء طال خزاري ونايف واألساس كان‬
‫ضاري !‬
‫ارتباط عذبا بعائلتهم ! بمعنى أن عذبا كانت رقعة للثوب المثقوب ‪ ،‬هذا‬
‫الترابط كان بقصد اإلصالح لخل ٍل ما ! بمعنى أن مشهور مشترك ببعض‬
‫التفاصيل ووجود عذبا بقصد التأمين على حياتها كان تعويض !‬
‫تأفف وهو يرمي سبحته ‪ ،‬لتحدث ضجةليفرك جبينه ليتصل برقم مشهور‬
‫ليصله الرد اآللي ! مغلق ومن أيام تجاهل االشعارات الحمراء والتي كانت‬
‫تحمل اسم ضاري اتصل عشرات المرات ونوفل اليملك رد كيف يخبره‬
‫عن أمانته الضائعة ووديعته المفَ ّرط بها ؟‬
‫‪.‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 8:02 2022/28/10[ ,‬‬


‫بعد ماوصل لمنطقة السكن القريبة من سكن يمام السابق نام يوم كامل فهو‬
‫مرهق والبد يكون على أهبّة االستعداد جسديا ً وعقليا ً ‪..‬‬
‫ارتدى على عجاله ورتب شعره ليخرج بخطوات متواثبة موعده مع اولغا‬
‫بعد نصف ساعة ‪ ،‬وصل للمبنى القديم يبعد عن سكنه مسافة دقائق فهو في‬
‫الشارع المقابل ‪ ،‬رن جرسها لتخرج بثيابها فهي مستعدة للخروج معه‬
‫للخطوة القادمة إلنتصاراتها باستخدام أسرار يمام وصناعة قصة كاذبة‬
‫ألجل التشفي ال أكثر!‬
‫وصل معها للمقهى الكالسيكي والذي يقدم مشروبات تقليدية لم يروق له‬
‫أي صنف ‪ ،‬رفض عرضها اللطيف في الشرب معها لتنطق ‪ :‬هل قطعت‬
‫هذه المسافات حقا ً من أجل قصة قصيرة ؟‬
‫رفع حاجبه بغضب غامض ‪ ،‬لم تروق له ومجبر على السماع‬
‫واالنصراف بسرعة لمستشفى هيليوس بارك هناك أيضا ً حقيقة يجب‬
‫التثبت منها نطق ‪ :‬نعم من أجل قصة قصيرة وللتقصي عن حقائق أخرى‬
‫لطفا ً اخبريني‬
‫اولغا ببراعة كاذبة ‪ :‬نعم ( يوم) طريقتها الملتوية في تطقها لإلسم أصابته‬
‫بالغثيان لتكمل ‪ :‬كانت في السكن المقابل بعد مكوثها بأشهر بدأت تظهر‬
‫عليها عالمات واضحة جدا ً‬
‫مثل ؟‬
‫ابتلعت مشروبها ووضعت رجل على رجل ‪ :‬امم عالمات حمل واضحة‬
‫جدا ً ‪ ،‬كانت تحمل جنين دعني أخبرك أنا لست مثالية بالكامل وال أنعم‬
‫بحياة كريمة على اإلطالق تجاورنا معا ً كنت امر بمرحلة ادمان لفترة‬
‫طويلة ومع االسف كانت تقتسم معي بعض الجرعات‬
‫‪ :‬بمعنى ! شد قبضته بحدة وهي خافت ‪ :‬المعنى واضح تماما ً سيدي !‬
‫‪ :‬لست مسؤولة عن اختيارات شخص ناضج ربما اختارت التفريط بهذا‬
‫الطفل والقضاء عليه لكن جنينها قرر التمسك بالحياة لتخرج طفلة بقلب‬
‫يحمل عدة أورام وورم آخر في الدماغ‬
‫ذهل من طريقتها الباردة في اخباره لتكمل ‪ :‬مستشفى هيليوس بارك لقد‬
‫عاشت نصف عمرها القصير جدا ً في ذلك المستشفى ‪ ،‬اقصد بذلك طفلتها‬
‫المولودة بمرض قاتل بسبب جرعات خفيفة التذكر‬
‫يريد أن يدمر المكان لكن البد يتثبت ‪ ،‬حمل نظارته لتكمل بعنجهية ‪ :‬مالّك‬
‫كانت تشد على حرف الالم بنطقها لإلسم المختصر لعبدالملك لتكمل ‪:‬‬
‫عشيقها الوسيم كان يقطن بالمبنى ذاته ‪ ،‬هو من كان ينجز معظم دروسها‬
‫النها فرطت بالكثير ( يوم ) قضت مرحلة طويلة قبل العالج لتفقد ابنتها‬
‫وبعد ذلك انقطع التواصل بيننا ألنها انتقلت لمصحة للعالج بالسعودية‬
‫هذال بذهول صمت ‪ ،‬يراقب تفاعالتها الخالية من الكذب ‪ ،‬نهض بعد‬
‫ماشكرها بطريقة مقتضبة ‪ ،‬اليملك ادلّة لمقاضاتها بعد ما أطاحت‬
‫بمحبوبته في مستنقع المخدرات وماتت طفلته بالسبب ذاته ‪ ،‬نزل للشارع‬
‫ووصل لمستشفى هيليوس بارك في مدة وجيزة اتصل بصديقه النصف‬
‫ألماني ليستعين به في رحلة البحث هذه‬

‫روايات ريّانة‪]PM 8:04 2022/28/10[ ,‬‬


‫وبالفعل بعد اتصاالته من بعيد بسهولة عثر على اثباتات تخبره أن طفلته‬
‫كانت هنا ليخبره الطبيب أن االورام التي اصيبت بها كانت بسبب أدوية‬
‫معينة أثناء الحمل وهذا ما اصابه بالجنون ليختتم الحقائق بحقيقة قاتلة جدا ً‬
‫! يمام رفضت استالم الجثة وعشيقها مالّك هو من تولى المهمة !‬
‫خرج وهو يهيم في شوارع المنطقة بدون أي وجهه خرج وعالمات األسى‬
‫موسومة على تقاسيمه‪ ،‬فقد في حياته طفلتين األولى لثم رائحتها ‪ ،‬نثر‬
‫على قبرها التراب واألخرى خرجت للدنيا بقلب معتل ودماغ محتل من‬
‫ورم خبيث ‪ ،‬هو لم يتعلق بها ‪ ،‬لم يدرك وجودها ومع ذلك يندب فقدانها‬
‫اآلن ! قلبه يبكي حمم الذعة تريد إحراق الكون بأسره ‪ ،‬لقد فقدها بطريقة‬
‫غير عادلة يمام سرقت منه الكثير الكثير ‪ ،‬عاد لمكان السكن وضّب امتعته‬
‫وحجز رحلته ‪ ،‬ليرمي نفسه على السرير ليهرب للنوم ‪ ،‬ألن عينيه ترفض‬
‫البكاء وهروبها له كان رأفة بقلبه المنكمش من أثر اإلحتراق ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫بيت سليمان بن شايع ‪:‬‬


‫ثريا متأنقة ل دعوة العشاء المعتادة ببيت الجد سليمان كالعادة يوم الجمعة‬
‫حافل بلقاء العائلة أسرفت اليوم وتجاوزت المعتاد واغدقت على هيئتها‬
‫المترفة بالجمال اغدقتها بجمال إضافي بفستانها وتصفيفة شعرها ولون‬
‫حمرتها ومجهوراتها الثمينة كانت والزالت مترفة ‪ ،‬حضرت وبدهشة‬
‫رمقت وصايف الصغرى المرتدية بجامة واسعة وتصفيفة شعر رتيبة‬
‫وأديم نفس الهندام ‪ ،‬خجلت من مبالغتها ‪ ،‬لكنها تملك رغبة في التزين‬
‫واستجابت لرغبتها الملحة وبغرابة ‪ ،‬توسطت الجلسة ببطنها الضخم لينطق‬
‫وضاح بتهكم هي مثل يمام تهاب صوته ونظراته ولهجة التهكم في مفرداته‬
‫بتهكم نطق ‪ :‬وين عمي ؟ قالها بتالعب عميق ليكمل ‪ :‬وال ايييه اييه مثل‬
‫العادة يبدّي وناسته على كل شيء‬
‫ردت بنعومتها المعتادة ‪ :‬سطام عذره معه شايل مشروع من مشاريع جدك‬
‫وقايم عليه ليل نهار هللا اليحرم جدك من نفعته‬
‫أصدر صوت من انفه ووصايف تختنق بضحكة عميقة من هذا النزاع‬
‫البارد باإلضافة السم ستام بعد ماتوسط الحديث ليكسر هيبته وصايف‬
‫الكبرى ردت ‪ :‬هللا يبقيه ويبلغه شوفة ضناه‬
‫غمزت وصايف ألديم لتقفز من خلفها ‪ :‬وش فيه خوفتيني‬
‫وصايف بتوتر ‪ :‬نهار مرسل رسالة غريبة‬
‫لكن الحديث تغير جذريا ً ‪ ،‬اختلف الموقف بحضور نهار ويده بيد جسد‬
‫أنثى تتغطى بحجاب منسكب من أعلى رأسها ليصل ألعلى ركبتيها‬
‫ليظهر الباقي من قماش فستانها األبيض ‪ :‬عروس !‬

‫انتهى ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 2:57 2022/5/11[ ,‬‬


‫أهالً ياحبايب‬

‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫اليك ‪ ،‬وكلمة حلوة‬
‫الصمت في حرم القراءة هنا حرام ✨‬

‫‪.‬‬

‫‪..‬‬
‫غمزت وصايف الٔديم لتقفز من خلفها ‪ :‬وش فيه خوفتيني‬
‫وصايف بتوتر ‪ :‬نهار مرسل رسالة غريبة ‪ ..‬خايفة يجيب العيد بحق نفسه‬
‫‪ ..‬أخوي زعالن وجدتي دايم تقول نهار زعلته شينة‬
‫أديم وهي تتركى بخصرها على طرف الطاولة برعب ‪:‬ايييه تعلميني بنهار‬
‫وأبوي بعد زعله كايد أخاف يسوي شيء بس يعرف انه خطب وملّك بدون‬
‫علمه‬
‫‪ :‬اصصص ‪ ..‬اليسمعون العامالت هنا مايبقى سر‬
‫ضحكت وصايف ‪ :‬شفتي ثريا مو صاحية ياشينها كبرت ودبرت‬
‫أديم بغيرة ‪ :‬إال كل مازادت سنة من عمرها يزيد معها الجمال تلقا ٔيي ‪..‬‬
‫ياويلي ياوصايف تطقنا باصبع ‪ ..‬وهللا صرنا صفر قدام التحفة الربانية هللا‬
‫اليضرها‬
‫وصايف بعدم رضا ‪ :‬تبقى شينة حاليا امشي خلينا نستمتع ‪ ..‬مايعرف لها‬
‫إال وضاح تصير حمامة خوف مو سالم كل شوي تتراعد وتنفض جنحانها‬
‫ضحكت أديم ‪ ،‬لتخرج وبالفعل ضحكت أكثر من تعابيرها وهي توزع‬
‫نظراتها المتوترة وتهربها خوفا ً من وضاح الصامت اقتربت منه وصايف‬
‫شدت كم ثوبه ليميل يسمع همسها ‪ :‬مرة ستام بتجيها والدة مبكرة من هيبة‬
‫حضورك‬
‫بالكاد قاوم ضحكاته ‪ ،‬لكن الحديث تغير جذريا ً واختلف الموقف بحضور‬
‫نهار يده بيد أنثى تتغطى بحجاب منسكب من أعلى رأسها ‪ ،‬ليصل الٔعلى‬
‫ركبتيها ليظهر المتبقي من قماش فستانها االٔبيض ‪ ،‬عروس !‬

‫عودة لما قبل الصدمة بساعتين‬

‫سلطانة‬
‫‪ :‬اختار الجمعة !‬
‫‪ :‬ليه يوم الجمعة بالذات ؟‬
‫كانت تتوسط الكوشة البسيطة والٔنه زفاف عا ٔيلي الكل كان حاضر ‪،‬‬
‫مررت عينيها على فستانها البسيط ناصع البياض المزين بتطريزات ناعمة‬
‫‪ ،‬عقدت بين أصابعها وهي تتنفس بتوتر اقتربت لولوة وقالت ‪ :‬سلطانة‬
‫ابتسمي وجاملي الناس اللي مبسوطين عشانك شوفي بنات خالي محمد‬
‫شلون يطالعونك وأكثر من مرة يسا ٔلون سلطانة مجبورة ؟‬
‫كانت تواجه ضغوط من أكثر من جهه ‪ ،‬قلة نوم وشهية مفقودة وا ٓ‬
‫الن‬
‫مطلوب منها أن تبتسم وتبرز معالم الفرحة المغتصبة إجبارا ً ‪ ،‬ابتسمت‬
‫لتنطق لولوة بضحكة ‪ :‬اهه يازين الغمازة أي تكفين ‪ ..‬أي واحد يدور‬
‫عذروب الجميه بهالضحكة اللي تاخذ العقل‬
‫‪ :‬وين أمي ؟ ليه ماشوفها ؟ ليه صار بيتنا زحمة وما أميّز الوجيه‬
‫لولوة رحمت تخبطاتها وقالت ‪ :‬دخلت تصلي العشا ياروحي هي تبكي من‬
‫صالة الفجر ودمعها ماوقف‬
‫زمت سلطانة فمها وهي تقاوم ‪ ،‬هتفت ‪ :‬جيبي مسكة الورد خليني أنشغل‬
‫ٔفرغ فيه هالضيق ياهلل عساها تعدي ‪ ..‬قلبي مقبوض ياهللا تصير‬
‫بشيء وا ّ‬
‫تاليتها خيرة ومايصير اللي ببالي‬
‫بهلع ‪ :‬وش اللي ببالك ؟‬
‫اقتربت جوهرة وهي تدس مسكة الزهور بيدها لتنطق ‪:‬المصورة على‬
‫وصول ورجالك وينه ؟ ماتتواصلين معه ؟‬

‫روايات ريّانة‪]PM 2:58 2022/5/11[ ,‬‬


‫ماتتواصلين معه ؟ أخاف يصير هالعرس لعب صغار ماشوف أي عالمات‬
‫تقول أنه عرس حقيقي‬
‫لولوة بغضب نهرتها ‪ :‬ناقصينك يالنكدية هذاه اتصل توه وقال شوي وجاي‬
‫‪ ..‬التتخيلين مسلسالت ببالك وتصدقينها ‪ ..‬يمه منك أم قصص تعيسة‬
‫كشرت جوهرة بوجهها ‪ ،‬لفت لجهة السماعة وابتدت الرقصات ومعالم‬
‫االبتسامات السعيدة تغزو الوجوه لكن استثنت‬
‫الفرحة تتشعب ‪ ،‬وابتدت ٕ‬
‫سلطانة ‪..‬‬
‫هذا الزفاف المختصر وكا ٔنه بالفعل لعبة من ألعاب طفولتها مع بنات خالها‬
‫محمد !‬
‫هذه الفوضى عجزت عن تصديقها ‪..‬‬
‫نهار رفض الدخول رفض أن يستكمل ماتبقى من المراسم ليصبح بالفعل‬
‫زفاف طفولي ‪ ،‬زفاف ناقص ! كل شي كان شبيه بعبث الطفولة اللذيذ‬
‫بإستثناء الشعور كان مغاير تماما ً ‪ ،‬كان أبعد مايكون عن صورهم القديمة‬
‫السعيدة ‪ ،‬كان مشبع بالتعاسة !‬
‫لولوة بغضب عند الباب ‪ :‬وشلون ياخذها ومابعد خلص العرس وماتصور‬
‫ووقف بجنبها عالكوشة‬
‫والدتها بغضب باكي ‪ :‬امنعينا وال تتدخلين هو عنده ظروف ويبغى ياخذ‬
‫عروسه ويسري لبسو أختكم عباتها هيا التناظروني مابيدي شي مثلكن‬
‫سلطانة بضيق من المناوشات الهامسة ‪ :‬خالص مثل ما قالت أمي جيبي‬
‫العباية وسكتو الناس اللي تطالع راسي صدع وش هالفرحة اللي عليها‬
‫ثوب حداد‬
‫نطقتها وتهدج صوتها‪ ،‬لتبكي نورة أكثر ‪ ،‬التملك حيلة أمام هذه المواقف ‪،‬‬
‫الن بدون أي مقاومة تُذكر‬‫هي من جنت على ابنتها وهي من تتلوى ا ٓ‬
‫عانقت والدتها وعانقت أخواتها لتخرج وهي تسمع‬
‫نغمات حقا ٔيبها المغادرة ‪ ،‬وصلت للسيارة وساعدها على الصعود ‪ ،‬على‬
‫االٔقل صارت متا ٔكدة أن هناك طرف آخر ‪ ،‬طرف حقيقي ووجوده ا ٓ‬
‫الن‬
‫يكذب فكرة لولوة وفكرتها هي ‪ ،‬ليجلس بجانبها ويو ّجه السا ٔيق بالمكان‬
‫المطلوب وهي تتنفس فقط ‪ ،‬تتنفس برعب من الخطوة القادمة ونهار‬
‫مستمتع وفي أعلى مراحل الترقب مع قليل من المتعة لتشعر مرة أخرى‬
‫بوجود طرف حقيقي ‪ ،‬بل كادت أن تقفز من السيارة وهو يعانق يدها‬
‫الهادي الرقيق ليهمس ‪ :‬بنروح بيتنا التخافين‬
‫ٔ‬ ‫ويطوقها بكفه‪ ،‬الحظ جفولها‬
‫صمتت لم ترد وهوأاخذ نفس عميق ليبتسم إبتسامة مثقلة بالشر ونشوة‬
‫االنتصار !‬
‫االنتصار كان هناك شعور لذيذ وكتفه ملتصق بكتفها ‪،‬‬ ‫باالضافة لشعور ٕ‬
‫ٕ‬
‫سرعان مانفضه اليريد أن تتمكن منه أي إضافات عاطفية ‪ ،‬يريد أن يصل‬
‫لمبتغاه فقط ومبتغاه أصبح قريب بعد ماالحت أنوار قصر جده ليبتسم‬
‫بتشفي ‪..‬‬
‫نزل قبلها وجذب يدها وجذب قماش فستانها ليساعدها على النزول وهي‬
‫بسبب رعبها اضطربت تفاعالتها ‪ ،‬ترنّحت وتصدّى لسقوطها بصدره‬
‫العريض ليالمسها بحضن رقيق بعد مالوى ذراعيه وحماها من إندفاعها ‪،‬‬
‫وقبل أن تعانق االٔرض عانقت صدره بل عانقت عطره بل تنفست را ٔيحة‬
‫شتوية ‪..‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 2:58 2022/5/11[ ,‬‬


‫لذر ياسلطانة ؟ ال ذا عنبر متا ٔكدة ؟ ال حاجة حلوة فخمة يابنت فوقي أنتي‬
‫متعلقة بحضنه أبعدي‬
‫حوارها الداخلي مع نفسها قُطع بصوته الثقيل وهو يقول ‪ :‬انتبهي مرة‬
‫ثانية ‪ ..‬كله من هالكعوب وش حادكم وش زينه الطول االصلي ؟‬
‫لم ترد ليقبض على يدها لتمرر نظراتها وتسمح لفضولها أن يجوب المكان‬
‫‪ ،‬مسحته بتدقيق ‪ ،‬ممرات ومساحات مصممة بدقة عالية وببراعة ‪ ،‬أشجار‬
‫مقلمة بترتيب وزهور تتمايل برقص كالسيكي ونوافير ماء وإنارات‬
‫موزعة بذات الدقة بلونها االصفر ‪ ،‬وصل بها للباب الكبير ورفع فستانها ‪،‬‬
‫تخطت درجات السلم وفُتح الباب على مصراعيه ‪ ،‬ذهلت وهي ترى‬ ‫ّ‬
‫إستقبال عريض بلباس موحد ‪ ،‬لتهمس لنفسها ‪ :‬العامالت أكثر من عدد‬
‫السكان الظاهر‬
‫منعت انبهارها واكتفت بالتحديق للنجفات الضخمة إحداهن تتوسط المكان‬
‫‪ ،‬تطل من السقف بكل هيبة‬
‫سلطانة عادت للهمس ‪ :‬سرايا آل شايع وأنا صرت سلطانة القصر‬
‫بالكاد كبتت ضحكة عابثة توسطت جدية الموقف بل صراع الموقف ‪ ،‬الٔن‬
‫االٔنثى ذات البطن الضخم قفزت بالوسط وهي تصرخ برقة عاتية ‪ :‬هذي‬
‫مين نهار ؟‬
‫‪ :‬ياربي مايليق فيها غير تتلف بحرير الظاهر هذي من سيدات القصر الٔن‬
‫الميرات بالقصص‬ ‫فستانها فخم وشعرها مصفف بعناية ووجهها مثل وجه ا ٔ‬
‫االٔسطورية‬
‫نهار قطع حديثها الداخلي مرة أخرى ‪ ،‬ليضم خصرها ويقربها من جذعه‬
‫ليهتف بصوت بارد ‪ :‬زوجتي سلطانة سلطانة بنت مشاري‬
‫االنحناء بالرغم من هيبته ‪،‬‬
‫هنا جده من قفز ‪ ،‬ليصلب طوله ‪ ،‬ليظهر ٕ‬
‫ليرفع يده ويشير با ٔصبعه السبابه نحوها بالضبط ‪ :‬بنت مشاري !‬
‫نهار بثقة ‪ :‬ايييه صاحب أبوي تذكره ؟‬
‫‪ :‬يهبببى ! يهبببى ‪ ..‬اللي يبور برفقة خويه وينهبه ويسرق ماوراه ودونه‬
‫ماينعد رفيق‬
‫‪ :‬هد ياجد الينهد لك ضلع وأنت مابقى من ضلوعك شيء !‬
‫قالها بتهكم ليصرخ وضاح ‪ :‬تعققققب‬
‫قاطع ثورته جده سليمان وهو يشد زنده بيده المرتجفة ‪ ،‬ليرد نهار وهو‬
‫يوزع نظراته الثابتة على المتواجدين ‪ :‬جدي كان يقول خذ من البنيات اللي‬
‫عروقهن طيبة وأنا خالفته وخذيت اللي عروقها ن ّهابه !‬
‫سلطانة لفت بحدة ‪ ،‬كانت محتفظة بغطاء رأسها لن يميز عينيها الغا ٔيمة لن‬
‫حبات المطر المجتمعة بين جفنيها ‪ ،‬كان يلقي كلماته ا ٕالنتقامية بنبرة باردة‬
‫جدا ً ‪ ،‬جده مازال متمسك بثباته الظاهري ‪:‬مايخفاك مشاري وال أنت جاهل‬
‫ونعد لك الماضي ونجمعه ونقنعك فيه أنت تفطن وتعرف اللي صار‬
‫نهار ببرود ‪ :‬ايه أعرفه ! مثل ما أجبرت أمي تاخذ سطام الردي أنا خذيتها‬
‫برضاي ‪ ..‬خذيت بنت الردي سارق حاللكم !‬
‫ضرب بعصاه االٔرض ‪ :‬طلقها‬
‫قهقه نهار وقال ‪ :‬ال ابي منها وليد ‪ ..‬سطام الردي بيورد الردى ويورثه‬
‫لعياله وأنا ماشي على خطواته‬
‫روايات ريّانة‪]PM 2:58 2022/5/11[ ,‬‬
‫راقص يده وهو يشير بتالعب ‪ :‬انتظر عشر شهور وبتشوف وبتشهد على‬
‫جية الحفيد اللي عروقه تشبه عروق مشاري‬
‫جده سليمان والعجز قد تلبسه بالكامل الزال يتظاهر بالثبات ‪:‬‬
‫وصايف الكبرى في العادة صمتها المحايد وسلبيتها بحضور الرأس الكبير‬
‫من المستحيل أن تنفك عنها ‪ ،‬لكنها تخلّت ‪ ،‬الموقف أجبرها أن تتخلى عن‬
‫عادتها القديمة الن ولدها قد وقع صريعا ً ضحية لغدر مشاري وحفيدها‬
‫حضر اآلن وهو يتباهى بإنتقامه السمج هو اليدرك مافعل بقلب هذين‬
‫الكهلين ‪ ،‬نطقت بمرارة ‪ :‬هذا اللي جنيناه من البذرة اللي أرويناها بماي‬
‫العين لين جا يرد الدين ويحث التراب بوسط هالعين اللي كانت له غطا‬
‫وفراش‬
‫وضاح قاطعها ‪ :‬تكرم هالعين يمه‬
‫ثريا اقتربت منه وشدت بشته بلوعة نطقت ‪ :‬هذا البشت اللي كنت ابي أشم‬
‫عطره شال ريحة الغدر والخيانة !‬
‫نهار رفع يديه ليتنزع أيدي والدته لينطق ‪ :‬البركة بالثريا اللي تشبعت‬
‫وهي تباري الهامات وصارت تمرر خطاويها بالثرى ‪ ..‬أنا اخترت الثرى‬
‫ورضيت‬
‫شد يد سلطانه وهي انتزعتها بحدة ‪ ،‬هنا جده نطق ببرود وهو يرص على‬
‫عصاه ‪ :‬مابعد دسمنا الشوارب والذقنا وليمة عزاك أنت مديون بعشا ثالث‬
‫ليال هللا يرحمك‬
‫ابتسم لجده بذات البرود ‪ :‬الرحمة تجوز على الحي والميت واحسب‬
‫حسابك بتشوفني أنا وزوجتي كل يوم وبتعيش حزن شايع كل يوم ‪ ،‬هذا‬
‫جزى السارق ياجد وياجدة أنت مثل مشاري يوم يبور برفقة خويه ويسرقه‬
‫أنت سرقت شيء كان ثمين لنهار وأنتي بعد ياجدة أنتي ظل لسليمان في‬
‫الشر وفي القدى‬
‫االنقضاض على هذا‬ ‫وضاح والشبح القابع بجانب نهار كان يمنعه من ٕ‬
‫الجا ٔير ‪ ،‬حضر وبعثر المكان ليقلبه رأسا ً على عقب ‪ ،‬الصدمة العظمى‬
‫التي يقاومها اآلن كانت من شخصية نهار االنتقامية صدمته كبيره جدا ً ‪،‬‬
‫الطباع وطيب المعشر ‪ ،‬لكن غضب الحليم ظهر‬ ‫نهار مسالم دا ٔيما ً ليّن ِ‬
‫وتجسد بموقف كهذا !‬
‫نهار ترك المكان ‪ ،‬سلطانة التملك أي فكرة وال أي حيلة ليجبرها هذا‬
‫الضياع على السير خلفه وقد سحقها في االٔسفل ‪..‬‬
‫وقبل أن يخطو خطوات الدرج االٔخيرة وصل صوت وضاح الصارخ وهو‬
‫يلقي شتا ٔيم وألفاظ نابية أجبرت نهار على العودة لالٔسفل ‪ ،‬ليقترب وضاح‬
‫ويباغته بلكمة على خده ارتد وسط صرخات النساء ‪ ،‬أديم كانت تشد‬
‫وضاح وهي تبكي ‪ :‬هللا يخليك بس بس كافي علينا اللي صار وبيصير‬
‫تجاهلها وهو يصرخ في وجهه وهو يشده بعد ماطوق عنقه ليضغطه‬
‫ويخنق أنفاسه بغضب كاسح ‪:‬صرت رجال انتصرت لشنبك ؟ وهللا كفو‬
‫صرت ترمي أفضال شيبانك وتنتصر لذاتك ‪ ،،‬هذا اللي قدرت تطوله ؟‬
‫ياضعف شوكتك يانهار وياقو الخيبة‬
‫تراخت قبضة وضاح ونهار لم يحرك ساكن ‪ ،‬دفع مقدمة صدره ونهض‬
‫يوضب ثوبه لينفض آثار المعركة لف ليشاهد دمعات جدته تمردت على‬
‫الخر يكسيه ضعف‬‫قماش برقعها كانت تنزف بغزارة وجده في الطرف ا ٓ‬
‫فقد الولد !‬

‫روايات ريّانة‪]PM 2:58 2022/5/11[ ,‬‬


‫نهار حرك ثورات الماضي وماءها الراكد صار مثل طوفان غطى‬
‫االٔعناق وحبس االٔنفاس !‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫البسي ذا بسرعة أخلصي علي‬
‫‪ :‬وشهو يمه حذام !‬
‫‪ :‬كفن !! وش تشوفين ؟ فستان مثل سواد وجهتس والسواد اللي جبتيه‬
‫لحياتنا‬
‫جعدت قماش الفستان االسود وهي تعتصره بقهر ‪:‬وليه تبيني البسه ؟ من‬
‫جاي ومن بنشوف‬
‫حذام بحدة معتادة صرخت بوجهها ‪ :‬عريس عريس يرقع الخيبة اللي‬
‫وقعتي حالتس فيها‬
‫انتفضت شفق من الصرخة ‪ ،‬تقوس فمها ‪ :‬التصارخين علي‬
‫شدت أذنها بحمق ‪ :‬أخلصي علي وأتركي دلع البنيات اللي ماهو اليق وال‬
‫انتي حوله ‪ ،‬هو بصوب وانتي بصوب صرتي حرمة مسودة الوجه وعار‬
‫علينا ولزوم هالوجه السويد ندفنه‬
‫بإنصياع ذهبت للحمام ‪ ،‬لتدفع حذام الباب بقسوة لتشاهد جسدها العاري‬
‫بدون أدنى إهتمام ‪ ،‬لتلف ثيابها على جسدها بجزع واالٔخرى قالت بتهكم‬
‫‪ :‬حطي حمرة وكحلة ولو شاف بتسا وال قلبتي خلقتس بوجهه وهللا ياشفق‬
‫مايردني عن دفنتس شيء ‪ ..‬هذاني علمتس ‪ ..‬هالعرس رحمة لتس من‬
‫عقابي تفهمين‬
‫هزت رأسها بجزع وعينيها كانت تذرف دموعها ‪ ،‬لتضرب الباب‬
‫بقسوة وشفق في الداخل كانت تضم الفستان ببكاء حارق التملك أي فرصة‬
‫ال للهرب وال للمقاومة‪ ،‬ارتدت الفستان لتخرج وهي تغطي عالمات‬
‫البكاء وضعت أحمر شفاه ومسحته بحدة ‪ ،‬مددت شعرها ونزلت لالٔسفل ‪،‬‬
‫رفعت رأسها لتشاهد جيداء تضم كفوفها ببعض بقهر ‪ ،‬زمت فمها لتنطق‬
‫من بعيد ‪ :‬وش بيدينا‬
‫قرأت حديث شفتيها ‪ ،‬لتهز رأسها لتشاهد شادية غارقة في بكاءها المزمن‬
‫‪ ،‬تشهق شهقات عالية ‪ ،‬تخاف على هذه الرقيقة ‪ ،‬تخاف في يوم أن يقتلها‬
‫البكاء أو تموت من شدة إنتزاع شهقاتها ‪ ،‬نزلت مع الدرج وكا ٔنها تُجر‬
‫لحبل المشنقة‪ ،‬لكن حذام علّقتها بالمشانق من ليا ٍل طويلة ‪ ،‬ما الفرق ؟‬
‫دفعت الباب لتشاهد حذام ببرقعها وبحجابها الكامل بطرف المجلس نطقت‬
‫بقساوتها المعتادة بجالفة نبرتها المعروفة ‪ :‬هذي هي بنتنا وتراها غالية‬
‫يابو بداح !‬
‫وين بداح ؟ وين العريس !‬
‫لتفجرها جدتها ‪ :‬ابو بداح أنتي عروسته وبالحسبة زوجته الرابعة ‪ ..‬ناظر‬
‫عروسك زين واشبع من النظرة االٔولى الحالل‬
‫شدت قماش فستانها وعينيها غرست نظراتها في األرض وبداخلها كانت‬
‫صرخا ٍ‬
‫ت تعلو بصخب كانت هذي النظرات تحتقن بدموعها الخانقة ‪ ،‬لكن‬
‫تهديدات حذام حضرت في الوسط‪ ،‬لتكبتها لتتجرعها مع قسوة هذه اللحظة‬
‫ناداها با ٔسمها أكثر من مرة ‪ ،‬لكنها بعيدة بعيدة جدا ً كل االٔصوات صار‬
‫يتردد صداها من بعيد ‪ ،‬االٔنوار واالٔلوان طمست هي اآلن تتخبط في‬
‫العتمة وحيدة‬
‫شفق !‬
‫شفق !!‬
‫شفق‬
‫انتفضت لفت نحوه ليصدمها منظره ‪ ،‬كهل على مشارف النهايات بغترة‬
‫بيضاء ويد تتراقص تلوح بالوداع سبقت سنواته الباقية وتنوي المغادرة ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 2:59 2022/5/11[ ,‬‬


‫شديد البياض طيّات جلده المجعدة بحبات موزعة على مسام جلده مطبوعة‬
‫على كفوفه المتراقصة ‪ ،‬لحية بيضاء مهذبة ونظارة طبية ‪ ،‬مشرب برا ٔيحة‬
‫االٔجداد وهي ؟ مازالت بمقتبل العمر تطرق أبواب العشرين ولم تفتح لها‬
‫بعد !‬
‫وشلونتس ياشفق ؟‬
‫كيف تخبره أنها ُمجبرة وأنها تختنق بمفردات الرفض‬
‫هزت رأسها بتبلد لينطق ‪ :‬راضية ؟‬
‫‪ :‬راضية أكيد وشلون ماترضى ؟‬
‫نهض وقال بنبرة مبتهجة وقد راقت له ‪ :‬على بركة هللا‬
‫خرجت وركضت للخارج ‪ ،‬تخطت عتبات الدرج وهي تبكي ‪ ،‬ضربت‬
‫الباب وشدّت من قماش الفستان بإختناق ‪ ،‬حاولت التخلص منه وفشلت ‪،‬‬
‫لترمي نفسها على السرير وهي تنكب على وجهها باكية من جديد ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫جيداء وهي تعبر المكان بوجع اقتربت من والدتها بعد ماودعت عريس‬
‫شفق لتنطق ‪ :‬يمه هللا يخليتس لنا مايصير مايصير شفق لها أم وأب وأهل‬
‫رأيهم أبدى وشورهم هو اللي يمشي‬
‫قاطعتها حذام وهي تنتزع برقها ‪ :‬وششش؟ ووين صار الشور يومها تهيت‬
‫مع السريبيت بليله االٔسود ؟ ووينهم يومه يجرها لبيته ياعساه ينهد على‬
‫علباه ويفارق بالسعة وين صارت أمها يوم يلعب هالكلب بطرف ذيله‬
‫ويستدرج هالقاصر لبيته الخراب وين هاه !‬
‫جيداء بمراوغة ‪ :‬يمه رجلها كان رجلها وزواجهم موثق ورسمي‬
‫حذام بحدة ‪ :‬التوثق وال قالها هللا ‪ ..‬اللي صار شخطة قلم ‪ ..‬وش يصير لو‬
‫حملت ؟ لو القاصي والداني شم ريحتها العرس إعالن تفهمين إعالن‬
‫وهاللي صار تطاول على عرضنا ومبادينا البارك هللا به والبا ٔهله‬
‫جيداء بضيق ‪ :‬على االٔقل علمي أمها التسمع من الناس‬
‫حذام لوحت بيدها داللة انتهاء النقاش لكن جيداء نطقت باصرار ‪ :‬في حل‬
‫يمه أكيد في حل‬
‫حذام يزجرة حادة مخيفة ‪ :‬تبين تنصرعين ويوقف قلبتس مثل المرة الفايتة‬
‫؟ التناقشيني بشين منتهي ال أوجع لتس قلبتس ياجويد ‪ ،،،‬وال وهللا لتذوقين‬
‫ٔجرتس لبيت رجلتس غصب ‪ ،،،‬طامح وتصلح بيوت غيرها‬ ‫اللي جاها وا ّ‬
‫أصلحي بيتس باالول‬
‫جيداء بضيق ويا ٔس من منطق والدتها وتحجرها تحركت للداخل أرسلت‬
‫لعزيزة رسالة هي تريد أن تتخلص من ضميرها لتُفجع من رد عزيزة ‪:‬‬
‫هللا يتمم لها ويبارك !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وصلت معه لزنزانتها الجديدة كانت للتو عروس ! كانت تشاهد رقصات‬
‫الفرح والضحكات تتطاير لتعانق علو السماء ‪ ،‬لتسقط الضحكات من العلو‬
‫وتتطاير صرخات جديدة عاثت في االٔرجاء معلنة عن إبتداء ما ٔساة ‪ ،‬هنا‬
‫تيقنت أنها بالفعل طرف انتقام وأداة قهر ‪ ،‬فستانها االٔبيض يتلون‬
‫باألحقاد القديمة وليلة العمر ليلة االٔنس أضحت ليلة الوحشة انطفا ٔت‬
‫أغانيها السعيدة لتعلو صوتها أصوات الغدر !‬
‫بثمن بخس !‬
‫ٍ‬ ‫نورة باعتها‬
‫الن أفكار جوهرة السوداوية سابقا ً وخياالتها القاهرة بحق والدها‬
‫صدقت ا ٓ‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:02 2022/5/11[ ,‬‬


‫وبالفعل والدها كان محكوم عليه بالسجن وعمل الرياض قصة خيالية‬
‫أخرى من نسج والدتها !‬
‫رمى شماغه ‪ ،‬فك زرار ثوبه العلوي ‪ ،‬رمقها بطرف عينه ليشاهدها‬
‫تفترش االٔرض بفستانها البا ٔيس ‪ ،‬تراقب الفراغ بضياع ‪ ،‬تقضم فمها‬
‫االمكان تقويم إبتسامتها المكسورة وفكها المتقوس ‪ ،‬تحاول دفن‬
‫تحاول قدر ٕ‬
‫االنحناء ‪ ،‬عضت عليه با ٔسنانها لكن العوج كان ظاهر وطاغي ‪..‬‬ ‫هذا ٕ‬
‫أغمض عينه بتملل زفر زفرة عميقة ‪ ،‬صمت وتغاضى عن كسرتها‬
‫وحبسها للبكاء ليقترب بحذر ‪ :‬قومي يابنت الفجر أذن وأنتي بالقاع تاكلين‬
‫فمتس من الحسايف والضيقة وقفي وأنا بشرح لتس كل شيء من ساسه‬
‫تجاهلت يده الممتدة ‪ :‬أبوي ماكان يشتغل بالرياض مثل ماكانت أمي تقول‬
‫مثل كانت تشغلنا وتلهينا بالهدايا اللي تشتريها وتقول هذي أبوكم مرسلها ‪،‬‬
‫كان مسجون ! محكوم عليه الٔنه سرق حقوق وأكل كتف صاحبه وغدر‬
‫برفقته‬
‫الينكر أنه تألم كثيرا ً على حالها وعلى نبرتها المهزوزة وعلى خجلها من‬
‫فعل والدها ‪ :‬بس وش الذنب اللي لحقني ؟ ليه صرت ادفع ثمن خطاياه‬
‫وسره مدفون بقبره من سنين ليومنا هذا‬
‫صمتت وعضت على فمها من جديد وهو نطق بشفافية أوجعتها ‪ :‬اللي‬
‫صار كله مايهمني ال ماضي أبوي وال فلوسه ورفقته اللي خسرها مايهمني‬
‫بالقصة ال شايع وال مشاري كل اللي يهمني اعتباري‬
‫صمت ليكمل ‪ :‬كلنا دفعنا ثمن خطايا وأسرار مدفونة الوجع واحد والطرق‬
‫مختلفة‬
‫مسووليته ويتظاهر معها‬
‫لم ترد ولن ترد ‪ ،‬يبرر ويبري ساحته ‪ ،‬يُخلي ٔ‬
‫بالخسارة وهو المتسبب االٔول بالوجع وهي المتوجعة الوحيدة ‪ ،‬تجاهلت‬
‫يده الممتدة مرة أخرى ‪ ،‬نهضت بفستانها لتصد عنه ‪ ،‬مجبرة ومضطره‬
‫على البقاء معه في مكان واحد ‪ ،‬كان الصد أضعف حيلة للتخلص منه ‪،‬‬
‫ترك لها الغرفة ليخرج وبمجرد ماضرب الباب سمحت لدموعها بالهطول‬
‫‪..‬‬

‫باالٔسفل صرخات أخرى ومخاض جديد ! باالٔسفل زفرات تتطاير معلنة‬


‫عن خوف آخر !‬
‫ثريا تتلوى من آالم المخاض ‪ ،‬تزفر الصرخات وتنفثها بصمت ‪ ،‬صدمتها‬
‫ثقيلة جثت على روحها ‪ ،‬لتغرس االٔلم أسفل خاصرتها ‪ ،‬لتعصر دمعاتها ‪،‬‬
‫هنا تدفق ماء الجنين ليشاركها البكاء والليلة كانت ليلة من ضرب الخيال ‪،‬‬
‫الٔن وضاح ذب رداء السخرية وصار الوضع بالنسبة له في غاية الخطورة‬
‫بعد ما انثنى جهتها وهي تزم طرف ثوبها وتتنفس بقوة ‪ :‬عمة اسمعيني‬
‫التتقاوين على حساب وليدتس اسمحي لي أشيلتس اعتبريني مثل نهار‬
‫بأسى هزت رأسها شدت على أطراف الكرسي وهي ترفض اسمه ‪:‬‬
‫نادو لي سطام سطام وينه‬
‫وصايف وقد خاضت لوعات التجربة انثنت بالقرب منها لتنطق بذعر‬
‫روايات ريّانة‪]PM 3:05 2022/5/11[ ,‬‬
‫انثنت بالقرب منها لتنطق بذعر ‪ :‬عمه التدفعين تنفسي تنفسي‬
‫وهي تطبق الطريقة كانت تتنفس وثريا تجاريها بمحاوالت ثقيلة صعبة‬
‫على وضع مثل وضعها‬
‫وصايف الكبرى في الجهه االٔخرى تضرب فخذيها بوجع ‪:‬ياهلل وش اللي‬
‫صابنا من اللي بليلتن ظلما داعي علينا وش من بلية ماجت صوبنا ‪ ..‬و‬
‫بصوت باكي بسببه لفت لها أديم لقفز ناحيتها ‪:‬وينه سطام وينه نادوووه‬
‫المرة تطلق‬
‫ضمت أديم كتفها ‪ :‬هدي يمه سطام على وصول‬
‫وضاح قفز بغضب وزمجر بصوته الثقيل ‪ :‬وينه نهار ؟ فعل فعايله السود‬
‫وقفى‬
‫وصايف بذعر اقتربت منه بعد مايا ٔست من محاوالتها ‪:‬وضاح أخاف‬
‫يحمى الطلق وهي متمسكة بعنادها أخاف تولد هنيا ‪ ،‬ياويلي ياويلي‬
‫ياراسي راساه‬
‫وضاح بقسوة ‪ :‬تولد خلي يباس الراس والمياعة يولدونها ووينه ستام ؟‬
‫هايم با ٔرض هللا ووده بفرقاها وهي تصيح وتعاند تبي قربه‬
‫كتمت وصايف ضحكة في غير محلها ‪ ،‬لتشاهد خروج وضاح الغاضب ‪،‬‬
‫ضرب الباب بقسوة وتركهم وبطريقها صارت تتا ٔمل هذه الحسناء كيف‬
‫وهي با ٔوج آالمها مازالت تحتفظ بمزاياها الجميلة مرت دقا ٔيق لتنطق‬
‫ثريا وأخيرا ً ‪ :‬وصايف كلمي العاملة تجيب شنطتي مابي أحد يجي معي‬
‫سطام وبس لتصرخ بعد ماعادت التقلصات مرة أخرى ‪ :‬حتى نهار اليجي‬
‫صوبي‬
‫هنا أديم من قفزت لبيت ثريا وبطريقها صادفت ام هذال لتقترب وتتنازل‬
‫عن غيرتها الموجعة كما فعلت سابقا ً ‪ ،‬وبحزم رفعت صوتها لوصايف ‪:‬‬
‫وصايف جيبي جالبية ضافية من جالبيات ام شايع روحي عن وجهي‬
‫بسرعة‬
‫وصايف بطواعية قفزت بسبب حزم والدتها وهيبتها بعد ماغلبت موقف‬
‫الخوف بحضورها ‪..‬‬
‫لفت لثريا ‪ :‬قومي معي نغير لتس ثوبن ضافي الطلق بعده با ٔوله التشدين‬
‫وال تدفعين‬
‫وصارت يدها الزبدية الغارقة بمجوهرات الصبا وعنفوان الشباب تالمس‬
‫تجاعيد يد ام هذال الممتل ٔية بذهب عتيق وأصيل وبلمسة ا ٔ‬
‫المهات الداف ٔية‬
‫غمرتها ساعدتها بالوقوف والمشي للمغاسل وهنا حضرت وصايف بلباس‬
‫ضافي تنفيذا ً الٔوامرها وهي تلهث نطقت وهي تنفض الثوب وتمده الٔمها‬
‫‪:‬يمه قلت لها الطلق بعده با ٔوله بس هي خايفة وتشد على نفسها‬
‫ام هذال بتملل هتفت بصوت حازم ‪ :‬روحي لبنياتس واتركي عنتس الخفة‬
‫اللي مالها سنع‬
‫وصايف بجزع ‪ :‬هاااو بعد ما سويت خدماتي على أكمل وجه صرت‬
‫مخفة والسنع مجنبني‬
‫انزعجت من تطبيبهن ومن أحاديثن السمجة بموقف وجعها الجدي لكنها‬
‫مضطرة ومحتاجة وخبرتها في هذه المواقف تعتبر جديدة هي خاضت‬
‫تجربة واحدة وقبل سنوات طويلة ردت ام هذال من بين اسنانها ‪:‬وصايف‬
‫انقلعي دام النفس بعدها طيبة‬
‫وصايف بتذمر ‪ :‬هذا وهي طيبة وان شانت وش بيصير ؟‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:07 2022/5/11[ ,‬‬


‫انثنت ام هذال لالٔحذية المخصصة للحمام وصوبت الهدف برمية إحترافية‬
‫لتستقر الضربة في خصر وصايف لتصرخ من بعيد ‪ :‬حتى با ٔصعب‬
‫الظروف أمي ماتفرط بموهبتها‬
‫حكت مكان الضربة وأديم غارقة بضحكتها ‪ :‬اهه وهللا ياعليها تصويب كل‬
‫االحترافية متى يكبرون بنياتي واستخدم هالميزة‬
‫االٔمهات عندهم هالضربة ٕ‬
‫وبالرغم من الربكة وصايف مازالت تستمتع وتمارس هوايتها المفضلة‬
‫التالعب واقتناص اي فرصة صالح مزاجها ‪..‬‬
‫نهار بعد ما استحم واسترخى با ٔحد الغرف بالطابق العلوي لبيت جدته‬
‫وصايف ‪ ،‬وصلته تنبيهات من شاشة جواله بعد ما اضطر أن يصمته لكن‬
‫طاري ليصله صوت وصايف بعد‬ ‫ٔ‬ ‫النور اخترق الظلمة وهنا عرف أنه أمر‬
‫مارد ‪ :‬أخيرا ً أخيرا ً مابغيت ترد أمك بغرفة العمليات من بعد مسرحيتك‬
‫الخايسة جاها الطلق‬
‫‪ :‬وشهووو ! ووينها با ٔي مستشفى‬
‫وصايف بتهكم ‪ :‬يعني متا ٔثر يعني مهتم أمك بمستشفى فخم حتى وهي تون‬
‫وتتلوى من وجع الطلق محافظة على شكلها االٔنثوي وبرستيجها الخاص‬
‫‪ :‬اخلصي وصايف صدعتي راسي‬
‫‪ :‬زين زين برسل لك اسم المستشفى يمه ياشين أخالقك هالفترة ‪ ،،،‬ايييه‬
‫الخر خطوة تحرص على مصففة الشعر اللي حاجزتها‬ ‫نهار ماعلمتك أمك ٓ‬
‫والمركز اللي حاجزة شغل أظافرها فيه يادافع البال أنا يوم ولدت بتاج‬
‫ماسويت سواتها‬
‫وصلها تنبيه انقطاع الخط وهي مازالت تثرثر بتهكم ضاحك مستمتعة بكل‬
‫لحظة تتعلق بثريا كعادتها ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نفضت نعاسها ومسحت آثاره ‪ ،‬نهضت بذعر بعد مارمقت الساعة‬
‫بمنتصف الجدار تشير للسابعة صباحا ً !‬
‫استحمت وجففت شعرها ارتدت ثيابها الواسعة‬
‫كشرت صار تيشريتها االسود رديء وغير صالح لالٕستخدام ‪ ،‬التملك‬
‫وقت للتسوق ودخلها بالكاد يغطي إحتياجاتها الضرورية ‪ ،‬حملت سترتها‬
‫الرمادية الطويلة لتربطها با ٔطراف حقيبة الظهر ‪ ،‬لتخرج بسرعة عالية ‪،‬‬
‫وصلت للمقر لديها اختبارين بنفس اليوم لكن تواجدها اليوم هنا مهم ستنجز‬
‫اللقاء االول بآدم وتخرج ٕالنهاء اختباراتها ‪..‬‬
‫طرقت باب المكتب وقلبها يدق برعب واقدامها بالكاد تحملها ‪ ،‬سمعت‬
‫صوته القاسي وهو يستحث الطارق على الدخول ‪ ،‬لتدخل ليمسحها‬
‫بنظرات تفقديه مسحها من االٔعلى لالٔسفل‪ ،‬نطقت بإنجليزية هي تريد‬
‫مسوولة التغذية بالمقر وأخصا ٔيية اطفال‬
‫إخفاء لهجتها قدر االٔمكان ‪ :‬وجد ٔ‬
‫االمرأة هي عربية‬
‫رد بعربية ‪ ،‬بلهجة متكبرة ‪ ،‬هو عرف هوية هذه ٕ‬
‫وقريبة من بي ٔيته ‪ ،‬بل أن عروقه النجدية تسابقت بالقفز بمجرد وصولها‬
‫وإقترابها منه تخفي لهجتها تبا ً !‬
‫‪ :‬بهذا الشكل ؟ والهندام الركيك هذا ؟ أنا أعتذر الجمال أول شرط بشروط‬
‫التوظيف عندي وأنتي قبيحة !‬
‫حضنت كفيها وتشابكت أصابعها ‪ ،‬الجديد هو سحقها سابقا ً وهو يعرف‬
‫هويتها ‪،‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:11 2022/5/11[ ,‬‬


‫الجديد هو سحقها سابقا ً وهو يعرف هويتها ‪ ،‬وا ٓ‬
‫الن يسحق ظلها بكل تجرد‬
‫لن ترد !‬
‫تركت المكان ببساطة وتوجهت لمقر إختباراتها هي بمرحلة مصيرية لن‬
‫تفرط بمستقبلها وماضيها المشوه المشبوه لن تعود الٔدراجه وإن كان الثمن‬
‫خسارتها الٔمومتها ‪ ،‬هي لم تعش مع أطفالها المزعومين ما الفرق !‬
‫أنهت إختباراتها وخرجت بوقت متا ٔخر جدا ً ‪ ،‬ارتدت سترتها بعد مانثر‬
‫الجو برودته في االٔرجاء ‪ ،‬وصلت للمقهى لتصادف كابوسها يرتشف‬
‫الشاي ويراقب الشارع ينتظر قدومها ‪ ،‬تجاهلته ومضت بطريقها‬
‫‪ :‬هوب هوب هوب !‬
‫لفت بإرهاق ‪ :‬عايز مني ايه ؟‬
‫أشار بعينه بمعنى تقدمي واقتربي‬
‫راقصت كتفيها وضمت سترتها ‪ :‬مش فايقة للحوارات القديمة‬
‫هو بنفسه اقترب وهي التملك مزاج الٔي نقاش‬
‫جر طرف سترتها وسحبها للطاولة الخشبية ‪ ،‬رمت حقيبتها على االٔرض‬
‫وتا ٔملته بنظرات صامتة‬
‫شفتيه ؟ قابلتيه ؟‬
‫‪ :‬قال عني قبيحة !‬
‫هيثم مسح هندامها كردة فعل لينطق ‪ :‬رايحة عنده بمالبس الحداد اللي‬
‫عليك ! رايحة لما ٔتم أنتي ؟‬
‫أنزلت نظراتها جهة تيشيرتها ورفعت وجهها جهته ليصعقها بذات الكلمة‬
‫الجارحة ‪ :‬ايوه قبيحة‬
‫االنقضاض‬
‫أي أنثى على وجه االٔرض اليمكن المساس بجانبها اللين و ٕ‬
‫عليه بكلمات جارحة ‪ ،‬بالذات أنوثتها خط أحمر اليمكن تجاوزه !‬
‫هتفت ‪ :‬خلصت ؟ أصل الدوا اللي باخده يجيب نوبات استفراغ احيانا ً‬
‫وخايفا تصير البالوعة اللي كل يوم مستحملة الزن اللي يجي فوء نافوخها‬
‫عايز تجرب ؟‬
‫تسند على الكرسي الخشبي وأشار بيده بمعنى المجال حر ومسموح لك‬
‫بالهروب حاليا ً‬
‫نهضت وحملت حقيبتها عن االٔرض رمقته بنظرات غريبة ومضت لجهتها‬
‫وهي تقاوم نزيف جراحها كل رجل تصادفه يترك لها ثقوب ويترك لها‬
‫وذمات لكن هذه المرة صارت أنوثتها مثقوبة وهي التملك أي ثقة الٔنها‬
‫بالفعل تشاهد القبح المشهود عليه !‬
‫ضرب الطاولة بغيابها‬
‫قبيحة !‬
‫قبيح الوجه آدم تمتع بشبابها ورمى ظلها على قارعة الطريق !‬
‫لكن الظل بعيني هيثم ظل وارف وإن كان مظلم ورديء في عيون الناس‬
‫كان هذا الظل بمثابة واحات ممتل ٔية من أغصان الخزامى ‪..‬‬
‫هاالتها السمراء ماكانت إال محطة داف ٔية ووشاح مغزول من سهر االٔمهات‬
‫‪..‬‬
‫هذه العينين ذات سحر خاص وعالمة جذب ‪ ،‬هنا قطب التعانق والتشبث‬
‫هنا انتظار االٔمنيات‬
‫هذه النظرات التواقة تبحث عن شيء ما أو ربما تتمنى االٔمان أو ربما‬
‫تتوق للحظ ٍة ما !‬
‫رفع السماعة ليتصل بقا ٔيده ليداهمه ‪ :‬عروب ماعندها ملف طبي يثبت‬
‫مرضها وعاهتها المتعلقة بشحنات الدماغ عروب مافيها صرع ومرضها‬
‫كان جزء من اللعبة !‬
‫هيثم بذهول شد على السماعة ليحلق في فراغ الدهشة ‪ ،‬وقع في فخها‬
‫وصار مثل بتار تماما ً ليهتف بحقد ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:13 2022/5/11[ ,‬‬


‫ليهتف بحقد ‪ :‬كاذبة ومخادعة حقيرة وتمثل ببراعة عالية ! عرووووب !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫بعد ما أختفت آالمها وانتعشت روحها من جديد صارت تقاوم نفسها التواقة‬
‫لقهوتها التركية ولمسلسالتها القديمة ‪ ،‬لكن مخازنها فارغة والعودة لبيت‬
‫الن مغامرة كبيرة بالمقابل ‪ ،‬هي تريد كل شيء تركته بين‬‫عبدالملك ا ٓ‬
‫جدرانها تلك !‬
‫االبتعاد ‪ ،‬هذه البقعة ليست قرار وال‬ ‫االنتماء يراودها بعد ما اختارت ٕ‬‫نعم ٕ‬
‫جرتها‬
‫باالنتماء هو شعور ليس قرار ‪ّ ،‬‬ ‫اختيار ‪ ،‬لكنها مجبرة على الشعور ٕ‬
‫المحرمة‬
‫ّ‬ ‫أقدامها بدون إرادتها ‪ ،‬رفعت المفاتيح وتا ٔملتها ‪ ،‬هذه البقعة‬
‫بشرع والدة عبدالملك صارت تمتلك جزء منها ‪ ،‬جزء مقدّس تفوح منه‬
‫را ٔيحة البن ‪ ،‬فتحت الباب وتقدمت جذبتها االٔصوات العالية لم تهتم ‪،‬‬
‫دخلت وفتحت االٔعين واالٔفواه لدخولها الصادم !‬
‫عبدالملك فاضت سعادته من حناياه لتغزو ثغره لتغلب تفاعالته ليصبح‬
‫منظره يثير الدهشة والتعاطف معا ً ‪ ،‬اقترب منها وقال بدون شعور ‪ :‬ياهلل‬
‫حيها !‬
‫ام عبدالملك اقتربت وبكبرياء نطقت ‪ :‬خارجة من الشر واحرصي على‬
‫اكلتس كله من هالشحوم ياكافي‬
‫انقطع حديثها الٔنها بترت فرحة عبدالملك وجذبت مع صوتها غضبه‬
‫الساكن ليستدير جهة أمه بوجهه المحتقن لتصمت عنوة ‪ ،‬هتفت جيداء ‪:‬‬
‫مايجيتس الشر واحرصي ياخالة على اكلتس مو بعيد اللي جاني يجيتس‬
‫هي تقصد حياتها مع خالها الشبيهه بحياتها مع عبدالملك ‪ ،‬هي لم تقصد‬
‫االٔكل أبدا ً وام عبدالملك فهمت المقصود ‪ ،‬ألجمها ردها السريع لتبتلع كل‬
‫أحاديثها وتعود الٔدراجها بينما عبدالملك كاد أن يختنق بضحكاته لينطق ‪:‬‬
‫ماينخاف عليك الحين عرفت ليه للحين متمسكه بزعلك البارد وطبعك‬
‫البارد‬
‫صمتت ولم ترد ‪ ،‬اقتربت منها أمنية ‪ ،‬قبّلت خدها وبحالوة نطقت ‪:‬‬
‫الحمدهلل عالسالمة وخالي عبود مبسوط بشوفتك أكثر منا‬
‫شدت يد خالها وقالت بحالوة ‪ :‬صح ياخالي‬
‫اكتفى بتعابيره المبتسمة إثبات لصحة حديثها أو باالٔصح شعوره ‪ ،‬انطلقت‬
‫لالٔعلى وفتحت أدراجها لتستخرج علب القهوة وألواح الشوكالتة‬
‫وعبدالملك يراقب بسعادة غلبته وتمكنت منه وبإحراج تقدمت لغرفة‬
‫المالبس وهو تبعها لتستخرج بجا ٔيمها المفضلة وضبتها بحقيبة صغيرة‬
‫حملتها وهو بسرعة جذبها من يدها ‪ :‬عنك واحسبي حسابك فترة نقاهه‬
‫وكل شيء خرج من هنا بيرجع لمكانه االٔصلي‬
‫جيداء بمراوغة ‪ :‬مكاني االٔصلي البيت اللي كبرت فيه‬
‫لم يهتم ‪ :‬واحسبي حسابك بفترة النقاهه بيجيك شخص غير مرغوب فيه‬
‫بين كل يوم ويوم‬
‫ببرود ‪ :‬حياه هللا‬
‫اختتمت الزيارة بنظراتها بعد ما مررتها في زوايا الغرفة ونظرت نظرة‬
‫مطولة جهة عبدالملك ‪ ،‬ماكان بوسعه إال التقدم تلبية لنداء نظراتها التواقة‬
‫!‬
‫روايات ريّانة‪]PM 3:17 2022/5/11[ ,‬‬
‫وضع حقيبتها على االٔرض وجذب كفوفها لترفع رأسها جهته ليهديها ذات‬
‫النظرة الطويلة ‪ ،‬كان الصمت أبلغ من أحاديث ُحبلى بعبارات الكبرياء ‪،‬‬
‫كان الصمت يهدي الحب أكثر ‪ ،‬كان كريم أكثر من حروفهم التهكمية‬
‫الن حضر الصمت ‪،‬‬ ‫المغلفة ‪ ،‬كان الحب مغمور بين حناياها الالذعة وا ٓ‬
‫ليحضر الحب الفاخر بكامل عفويته ‪..‬‬
‫اوباااااا ! خالي عبود !‬
‫لفو االثنين الٔشجان وهي تغطي فمها بكفوفها مختنقة بضحكات عريضة‬
‫لتهتف ‪ :‬قلت متخاصمين والتنافر حاصل المحالة بس طلعت سيدة التنافر‬
‫بحق وحقيقة‬
‫ضحك عبدالملك لتضحك جيداء ليطوق كتفها بجرأة وكخطوة أولى للسعي‬
‫وراء الود وإعادة ترتيبه في خاناته الثابتة ‪ ،‬اختفت اشجان وهروبها كان‬
‫بقصد الٔن المشاعر وصلت لذروتها والٔنه حانت فرصته بغياب سيدة‬
‫التنافر شدها ليطوقها بحضن رقيق جدا ً شبيه بلحظتهم هذه ‪ ،‬تسلّقت الحمرة‬
‫خديها وتفجر لون الخجل منها‪ ،‬اكتست تعابيرها عالمات رقيقة تشابه‬
‫حضنهم وتشابه لحظتهم هذه ‪ ،‬رق قلبه بل اعتلت دقاته وهو يشاهد هذا‬
‫اللون الرا ٔيق يتفجر من وجنتيها داللة وصول تا ٔثيره ‪ ،‬وبخطوات بطي ٔية‬
‫اقتربت من الباب واختفت عن ناظريه ليطلق أنفاسه للهواء المشرب‬
‫بنسا ٔيمهم الحنونة ‪ ،‬ليضحك وهو يعبث بشعره وأخيرا ً قفز قفزة عظيمة‬
‫وأخيرا ً نفض أتربة قلبه وأخيرا ً فتح أدراجه القديمة وأخيرا ً بعد الصيف‬
‫الخامس وبعد وداعه وأخيرا ً عانقها !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫مصر |‬
‫تخطى الدرجات المتباعدة الموصلة لطابق سكنها ضغط الجرس وضرب‬
‫الباب بطرقات متعالية ‪ ،‬فتحت ليدفع جسدها تعثرت للخلف وهي تحاول‬
‫منعه من التمادي واقتحام مكانها الخاص بعثر خزا ٔينها وبعثر حقا ٔيبها‬
‫بجنون ركض لكل الزوايا وكل أماكنها الضيقة وصل للمطبخ وركضت‬
‫بجنون مماثل لتصرخ ‪ :‬عايز ايه يامجنون صرخت بصورة أكبر ‪ :‬أنت‬
‫عارف المكان دا مكان بنت وتعيش لحالها تقوم تقتحم مكانها الخاص بكل‬
‫عشوا ٔيية با ٔي حق بصفتك مين ؟‬
‫كانت تثرثر وهو يعبث بالخزا ٔين ‪ :‬وين أدويتك ؟‬
‫عروب بذعر ‪ :‬اطلع بمكان عام ونتفاهم مايجوز اللي قاعد تسويه مايجوز‬
‫أنا من حقي تكون منطقتي محرمة ومن أبسط حقوقي تكون عندي‬
‫خصوصية‬
‫هيثم بحدة ‪ :‬خلصتي ؟‬
‫هزت رأسها برفض ‪ :‬الاا اطلع ونتفاهم مثل الناس الراقية عيب اللي‬
‫تسويه بحق بنت تراعي أصغر تفاصيلها وهللا حرام اللي قاعد يصير فيني‬
‫هيثم بقسوة تقدم وحشرها على الجدار ‪ :‬أنتي سويتي عالقة محرمة‬
‫وحدودك المحرمة صارت حالل لشخص اسمه آدم ومايندرى عن اللي‬
‫قبله وبعده‬
‫صرخت وهي تضرب خديها ‪ :‬بسسس بسسسس‬
‫بقسوة أكبر نطق ‪ :‬وجبتي منه عيال‬
‫أشار با ٔصابعه الثالثة ليضحك بقهر ‪ :‬وتمثلين دور المظلوميات أنتي‬
‫شريكة مجرم يخطف االطفال‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:37 2022/5/11[ ,‬‬


‫أنتي شريكة مجرم يخطف االطفال ويستخدمهم الٔعمال غير مشروعة‬
‫بكت بضعف وجثت على االرض لينطق ‪ :‬أنتي استخدمتي وظيفتك لنفس‬
‫الغرض ونفذتي اللي يبيه بليل أظلم وهربتي معه ومارستي الرذيلة الحين‬
‫تقولين حدود محرمة ؟ الحين صارت محرمة!‬
‫هزت رأسها برفض جازع تدفقت دموع عينيها وسوا ٔيل أنفها وفمها‬
‫والوضع صار مدمر بالنسبة لها ‪ :‬تمثلين أن عندك مرض مزمن تمثلين‬
‫البراءة ببراعة‬
‫انحنى وانثنى ليحاذي وضعها المدمر ليحشرها على الجدار بصورة أكبر ‪:‬‬
‫وين الحدود المحرمة ؟ وينها جاوبي ؟‬
‫باالضافة لوعيها ‪ ،‬الٔنها تتا ٔمله بإعياء وكل‬
‫عروب انسحبت كل قواها ٕ‬
‫خاليا جسدها أعلنت ثورتها من أجلها لتتراقص وهذه الرقصات رقصات‬
‫المعزوفة الحزينة ‪ ،‬رقصات الهزيمة ‪..‬‬
‫هيثم ابتعد قليالً وبتوجس هتف ‪ :‬عرووووب‬
‫مازالت الواو الزا ٔيدة حاضرة لكن لم تستوعبها‬
‫صفعها لتسقط صريعة لنوباتها ‪ ،‬لتكذّب ماحدث على مسرحها وهذا‬
‫العرض الحقيقي يثبت أنها صريعة لمرض أصبح مزمن ! اقترب لكن‬
‫النوبة هذه ثقيلة ثقيلة جدا ً قضمت لسانها وتدفقت دماء فمها‬
‫ابتعد ليبعد الطاولة الجانبية ‪ ،‬ليبعد أي جسم قد ٔيوذيها ‪ ،‬لينطوي جسدها‬
‫على وجعه ‪ ،‬لينتفض هو بالكامل ‪ ،‬ليعلن ثورته الحزينة ‪ ،‬جذب رأسها‬
‫ووضع كم سترته الصوفية حاجز لينقذ لسانها الجريح ‪ ،‬لتنتهي النوبة لكنها‬
‫مغمضة العينين فاقدة الوعي مسلوبة القوة هتف بصوت خافت ‪ :‬عروووب‬
‫تسمعيني ؟ شدي يدي تقدرين ؟‬
‫وبا ٔسى على حالها وضع سترته تحت رأسها ليستمر الوضع نصف ساعة‬
‫وهنا توتر البد يتصل باالٔسعاف تسلل أنينها الخافت لمسمعه ‪ :‬اممممم‬
‫فتحت عينيها الحزينة ‪ ،‬مسح الدم النازف وهي تتا ٔمل الفراغ بنظرة‬
‫شاخصة ‪ ،‬هتف بصدق ‪ :‬عرووب آسف‬
‫لم تستوعب تعاطفه وال اعتذاره ‪ ،‬مازالت في دوامة الهذيان بنصف وعي‬
‫وجسدها الضعيف غير قادر على الحركة ‪ ،‬مرت نصف ساعة أخرى‬
‫وعينه على نظرتها الثابتة وكا ٔنها فارقت الحياة بفم مفتوح ‪ ،‬هذه اللحظة قد‬
‫تكون أقسى لحظة‬
‫يواجهها وأقسى مهمة يخوض غمارها ويغرق في تفاصيلها ‪ ،‬هذه المهمة‬
‫نالت من قلبه والعواطف في العمل اليمكن إحتسابها لكن عروب اخترقت‬
‫القاعدة ‪ ،‬وأخيرا ً نطقت بوهن ‪ :‬وش صار‬
‫هيثم بوجع ‪ :‬كذبتي الدليل ال أكثر وال أقل‬
‫عروب بوجع أكبر ‪ :‬كل شيء اثبته ياخذ من عمري وصحتي ‪ ..‬اممم‬
‫بستفرغ‬
‫وبتخبط حاولت النهوض ‪ ،‬وبوهن ميّلت رأسها لتفرغ مافي جوفها على‬
‫االٔرض ‪ ،‬تمددت بإعياء ‪ :‬متعودة على القرف هذا متعودة أنام على‬
‫االرض فترة طويلة الٔني موقادرة أرفع نفسي وأقوم ‪ ..‬أبقى بالمكان اللي‬
‫طحت فيه عادي يوم كامل وبجنب القرف لو استفرغت ‪،،‬أصل حاالت‬
‫االستفراغ بعد النوبة صارت تجيني بوقت متا ٔخر مش دايما ً‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:40 2022/5/11[ ,‬‬


‫مازالت تثرثر بعفوية حتى بوضع مثل هذا ‪ :‬المرة هذي طحت على شيء‬
‫غالي وريحته حلوة‬
‫كانت تقصد سترته عالية الثمن ميل فمه بضحكة مقتضبة لينهض ‪ ،‬ليتركها‬
‫بمكانها وهو خجول من خطوته الغير قانوية واختراقة لمكانها الخاص‬
‫بدون حجة ودليل ‪ ،‬أقفل الباب واتصل بقا ٔيده ‪ :‬عروب مريضة بالفعل‬
‫ووضعها الصحي يجبرنا نغير الخطة بالكامل ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عزيزة وصلتها عشرات المكالمات من شفق ‪ ،‬تدرك السبب وعاجزة عن‬
‫التدخل ‪ ،‬العتب واالٔلم وخيبتها منها كانو حواجز عنيدة ولن تتنازل بالطبع‬
‫أو تتجاوز أي حاجز ‪..‬‬
‫مسحت جبينها بتعب ‪ ،‬نايف لمح ارهاقها لينطق ‪ :‬ردي أو صكيه هذي‬
‫شفق أكيد‬
‫هزت رأسها لينطق ‪ :‬تسمحين لي أتدخل ؟‬
‫االمكان الضغط على‬‫قدرت محاوالته في التخفيف عنها كان يتجنب قدر ٕ‬
‫قرارتها المتعلقة بشفق ‪ :‬أكيد ابي صوت ثالث ينضم للصوتين اللي بداخلي‬
‫قلبي يقول شيء وعقلي يقول شيء وأنا مافيني حيلة الٔي قرار‬
‫شد يدها وقال ‪ :‬كلميها‬
‫بدون رد وبسرعة خطفت الجوال من الطاولة لترد لينطلق صوت شفق‬
‫الباكي ‪ :‬ماما وهللا بموت بموت يمه حذام جايبة عريس كبر جدي علي‬
‫وحتى يشبهه ضاقت فيني من كل صوب على االٔقل أنتي ارحميني‬
‫عزيزة بمقاومة ‪ :‬وشلون تبيني أرحمتس وأنتي اللي فرطتي بالبداية ‪،،،‬‬
‫وشلون تبينا نرفق فيتس وأنتي اخترتي هواتس ومشيتي وراه !‬
‫‪ :‬اهههه اههه بس بس تكفون ‪،،،‬كفو عني المالمة ابي كلمة تطبطب على‬
‫قلبي غير العتب ضاقت علي حتى ثيابي اللي تغطيني‬
‫آهاتها لم تغير شيء ‪ ،‬أغلقت الخط بوجه ابنتها لتنطلق دموعها بمرارة‬
‫وقهر ونايف وصله صوت شفق من السماعة تا ٔلم بعد ما أسندت جبينها‬
‫على كتفه وهي تنتحب ‪ :‬راحت مني بنتي راحت يانايف‬
‫نايف بثبات ‪ :‬محلولة محلولة ماضاقت إال والسعة قريبة‬
‫رفعت نفسها وتوقف دمعها لتراقب عينيه الواثقة ‪:‬وشلون !‬
‫‪ :‬قلت لك من بداية موضوعها شفق بوجهي وأنا عند كلمتي لين اليوم‬
‫عزيزة بضيق ‪ :‬تكفى يانايف مابي بنتي تصير ثقل على صدر أحد أو‬
‫توقف بطريق أحد‬
‫فهم مقصدها ‪ :‬تطمني ! ضاري رافض رفض قطعي وضاري مايغير‬
‫رايه أحد عنيد وحمار من يومه لكن هالل‬
‫بسطت أصابعها على فمه لتنطق بضيق ‪ :‬تكفى التقول هالل هالل شاف‬
‫الموقف وأكيد عايف أي شيء من صوبنا ‪ ،‬مضطره اشتكي أمي بالمحكمة‬
‫أمي تجبرت فوق الالزم ومايوقف طريقها الظالم غير اليدين اللي أكبر‬
‫منها‬
‫نايف بذهول ‪ :‬بتشتكين أمك !‬
‫عزيزة بقسوة ‪ :‬أنا بعد أم‬
‫نايف اليملك رد وهي رضاها جهته كان يتوسع في كل مرة يغض‬
‫الطرف عن قرارتها ويترك لها كامل الحرية ‪ ،‬ثبت شعورها أكثر بعد‬
‫ماقال ‪:‬‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:44 2022/5/11[ ,‬‬


‫بعد ماقال ‪ :‬عزيزة أعرف وأخبر بكل شيء وهالموضوع يخصك ويخص‬
‫بنتك وقراراتك الخاصة مستحيل أتدخل فيها لكن أمر المحكمة تريثي فيه‬
‫لين أشوف وش يقول هالل‬
‫هزت رأسها وتسندت بضيق ‪ ،‬نهض واتصل بهالل بحكم أن مناوبته‬
‫انتهت منذ ساعات ليصل البيت البد يمهد له األمر ويعرض عليه‬
‫الموضوع ‪ ،‬وبالفعل مرت دقا ٔيق ليتوسط صالة أخته النا ٔيمة في غرفتها‬
‫ليلمح هالل تردده ‪:‬خالي محتاج شي يلزمك شي؟‬
‫‪ :‬قبل فترة طقيت الصدر وقلت كل شيء بوجهي لكن تطاول الموضوع‬
‫وكل شيء صار عكس اللي ابيه‬
‫هالل بحدة ‪ :‬ازهلني وحطني على يمناك وش تبي ووين تبي أنت أشر بس‬
‫ياخالي أفا تضيق بك وأنا موجود‬
‫نايف بضحكة من حماسته وقد توقعها ‪ :‬قد الهقوة يابوي لكنه موضوع‬
‫معقد شوي ‪ ،،،‬يخص شفق‬
‫تراجعت حماسته واختلف لون وجهه لينطق ‪ :‬وش فيها !‬
‫لهجته انحدرت للغضب ‪ ،،،‬ماذا لو عرض موضوع الزواج!‬
‫‪ :‬تتزوجها !‬
‫هالل اختلفت تفاعالته ‪ :‬اتزوجها؟‬
‫نايف بتردد ‪ :‬البنت ذهبة وتدخل القلب صحيح أن مقاييس الجمال تختلف‬
‫بس ماهي جميلة قد مافيها ملح وقبلة على قول أمك واخترتك الٔن ضاري‬
‫مقفل بيبانه وانت تدري بخالك أن مسك درب العناد‬
‫هالل بضيق ‪ :‬فكرة الزواج كنت مستبعدها ولفترة طويلة وفكرة ارتباطي‬
‫بشفق ماهي مستبعدة إال مستحيلة‬
‫نايف بهدوء رزين ‪ :‬استخير وشاور عقلك التتخذ أي قرار وأنت مافكرت‬
‫ودرست تبعاته‬
‫هالل بسخرية ‪ :‬مافي تبعات ياخالي ‪ ،‬ما أتخيل حياة مع شفق وال أتخيل‬
‫ابد وش تكون ووشهو شكلها ولونها عايف ومتقرف ومابي اظلمها وانا‬
‫بداخلي هالشعور صوبها‬
‫نايف قدر شفافيته لينطق بهدوء ‪ :‬على هواك يابوي انسى واعتبر‬
‫الموضوع منتهي ‪..‬‬
‫هالل استدرك الماضي نايف كان يقف في وجه فقرهم وفي وجه االٔيام‬
‫التعيسة بمفرده ليأمن لهم الحياة الكريمة أخذ على عاتقه حمل ثقيل منذ‬
‫سنوات‬
‫لف نايف على صوت هالل وهو يقول ‪ :‬بستخير وهللا يكتب لنا الصالح‬
‫هز رأسه برضا وغادر ‪ ،‬هالل جعد وجهه بغضب ‪ ،‬لعن شفق عشرات‬
‫اللعنات وسحق اسمها بالشتا ٔيم صعد لغرفته وأقفل الباب بحدة لينطق ‪:‬‬
‫ماني مستخير هذي حرام نغسل يدينا بالوضوء ونستقبل القبلة الجل نطلب‬
‫الخيرة عشانها وهي الشر وساس الشر وهي الدنس اللي مايتطهر‬
‫بالوضوء‬
‫كشر بضيق ورمى تيشريته دخل ليستحم عله يطفئ بالماء البارد حرقته‬
‫‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫صيتة !‬
‫ايه صيتة ماغيرها‬
‫وشلون جبتي رقمي الجديد !‬
‫صيتة وبعد تحريات طويلة ومحاوالت صامتة وصلت لرقم عذبا الجديد‬
‫من خالل المستوصف بعد ما فتحت ملف لمواعيد الحمل بديرة عيال الفي‬
‫‪ ،‬تظن أنها استقرت ووصلت لبر االٔمان لكن بهروبها هذا قد أشعلت‬
‫الفتيل لحرا ٔيق ممتدة اليمكن اخمادها‬
‫صيتة بحرقة وحقد ‪ :‬من عرفناكم ماعرفنا الطيب وال ضحكت بوجيهنا‬
‫االٔيام ماعرفنا إال الصدوف‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:45 2022/5/11[ ,‬‬


‫من عرفناكم ماعرفنا الطيب وال ضحكت بوجيهنا االٔيام ماعرفنا ٕاال‬
‫الصدوف اللي تهز الضلوع وتدمر البنيان رايحة برجلتس الٔرض عدانا !‬
‫‪ :‬وشهووو !‬
‫صيتة بغضب محرق ‪ :‬الدنيا قامت والحرب تطاولت ودقت أطنابها تدرين‬
‫وش صار ؟ عيال زامل بيشدون لمكم لم الناس اللي استفزعتي بهم وال‬
‫واحد فيهم طق الصدر ووقف يم بابتس وين مواثيقهم ؟ عيال الفي يبيعيون‬
‫الكالم بسوق الهروج التالفة وعيال زامل مايعرفون إال الدم الدم وبس‬
‫عذبا بهلع ‪ :‬وش تقولين مافهمت‬
‫صيتة بحدة ‪ :‬مشهور له ماضي مربوط بدم مع ولد شيخهم وأبوي متمسك‬
‫بالسر وعنده يفرط بنوفل يموت موتة شريفة وال يفرط بمشهور اللي‬
‫بيدنس مراجلهم وفعولهم وبيدفن شيختهم بالقاع‬
‫عذبا بذعر ‪ :‬ووينهم عيال زامل الحين ووينه نوفل وش صاير ووش اللي‬
‫بيصير ياهلل خيرتك ياهلل رحمتك وهللا من شين البخت ياعذبا‬
‫صيتة بقسوة ‪ :‬اللي علي قلته وابريت ذمتي ونفضت الذنب اللي علي وكان‬
‫مثقلني ‪،،،‬الباقي عليتس ياعذبا نوفل دمه برقبتس والثار لو جمع روس‬
‫الرجال وصار طحن ومطاحن مافي ضحية غيره تفهمين ‪،،‬أبوي مايفرط‬
‫بمشهور لو هو ردي ومايسوى التاليات من البهايم فاهمتني ياعذبا سمعتي‬
‫وفطنتي ؟‬
‫عذبا بضعف ‪ :‬وش اسوي وش يطلع بيديني واسويه علميني التصكين‬
‫بوجهي‬
‫صيتة بقوة وثبات ‪ :‬روحي للشمال بيت أخوي بحايل‬
‫عذبا بذهول ‪ :‬وشلون وشلون ابور بهالناس اللي حايفيني حوف‬
‫صيتة بجدية مستغربة من شخصيتها ‪ :‬اسمعيني يالخبلة انتي داخلتن على‬
‫عيال الفي وال على القبيلة بكبرها ؟ الجواب ال بس أهل الفي مايصدقون‬
‫خبر أبو سلطان واهله بديرتن ثانية بيجرونتس لديرتهم أبو سلطان يبي‬
‫يلوي ذراع أبوي وأخواني وبيا ٔذي اطيب عياله‬
‫عذبا بخوف ‪ :‬وشلون عرفتي وشلون استنتجتي ماعاد اثق فيتس ياصيتة‬
‫أخاف أنها لعبة وتوقعيني بفخ مشهور مرتن ثانية‬
‫صيتة بجدية مفرطة ‪ :‬اسمعيني وهللا وهذاني حلفت واحلف لتس مرتين‬
‫وعشرين لو ودتس ‪ ،،‬وهللا وهللا عيال ال الفي مايبونها تعدي على خير‬
‫اسمعيني برسل لتس عناوين أخوي بحايل وبيت أهله ورقمهم وتتا ٔكدين من‬
‫الصدق اللي ماتعودتيه مني مضطره ياعذبا مضطرة ‪ ،،،‬دايم البنيات‬
‫يصيرون الوجه الناعم والسالم اللي يقطع طريق الدم ويصيرن ضحايا‬
‫ينهون فيها حروب الماضي واوجاعه القديمة‬
‫التمست صوت الصدق من نبرة صيتة هذه المرة لتكمل ‪ :‬قلبي قارصني‬
‫قارصني ياعذبا مهو شوي شين كبير جاثمن على اضالعي ان صار شيء‬
‫وما التقينا ادعي ربي يسامحني تكفين ياعذبا بوجه الرفقة االٔولة واالٔلعاب‬
‫القديمة بوجه ضاري‬
‫ابتلعت مرارتها لتصمت عن الباقي من حديثها‬
‫صيتة تعشق ضاري ! لكن ضاري تحت الثرى !‬

‫ضمت الجوال وهي تتراعد ‪ ،‬لن تصدق صيتة لن تصدقها !‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:48 2022/5/11[ ,‬‬


‫غريب هذا الوقت غير صالح للزيارات ومع ذلك خزاري تقف اآلن في‬
‫منتصف الصالة تنتظر قدوم نايف‬
‫‪ :‬يا هللا حيها ام هالل وش هالساعة المبروكة‬
‫قاطعته بحدة ‪ :‬وش اللي سمعته ؟ وش اللي حد هالل يقدم على هالخطوة‬
‫ويعزم عليها !‬
‫نايف بثقة ‪ :‬رغباته ماحد ضربه على يده وال احد يقدر يجبره وهو‬
‫بهالعمر‬
‫قاطعته ‪ :‬التراوغ وال تكذب توقعاتي‬
‫ابتسم ابتسامة ذابلة لتكمل ‪ :‬أنت اللي فرضت عليه هالقرار فرض ! أنت‬
‫يوم شحت عليك االٔيام ومال حظك ويوم ضاري شرب من نفس كاس‬
‫البخت تبون تشربونه وليدي !‬
‫خزاري وش هالمنطق ! الدنيا ما ضحكت بوجهي إال يوم صارت عزيزة‬
‫جزء مني وضاري هو اختار يضرب عن الزواج ‪..‬‬
‫ضحكت يسخرية ‪ :‬التلعب على نفسك العب لعبة التهوين على غيري اللي‬
‫مايفهم وش صار بالماضي الماضي اللي انرسم على أبوابنا وعلى خطاوينا‬
‫وعلى عشرتنا مع الناس ‪ ،،‬حتى على هقاوينا ‪ ،،‬اخترت مطلقة وتبي‬
‫ولدي يرده نصيبه على مطلقة !‬
‫نايف حاول أن يتمالك غضبه رد برصانة ‪ :‬التربطين اختياري واختيار‬
‫هالل التساوينا ببعض انا قصة وهالل قصة مختلفة‬
‫صرخت بقهر ‪ :‬ال تلوي بغالك ذراعه ‪ ،،،‬إال هالل يانايف‬
‫اختلف وجهه وعجز عن الرد الٔن غضبه ناري وإن اشتعل من العيب‬
‫بحق خزاري والعيب بحق سنها أن يتمادى أويتجاوز حدوده معها‬
‫‪ :‬هالل له عقل وله شور ويقدر يختار بدون لوي ذراع وبدون طلبات‬
‫ومشاريه ! يمه اللي تسوينه عيب بحق خالي !‬
‫حضر هالل الحوار انفجر أخيرا ً !‬
‫نايف بحدة ‪ :‬هالل التتجاوز حدودك مع أمك االختالف وارد وخزاري تبي‬
‫تختبر صبري الليلة ال أقل وال أكثر أكمل بحدة متزنة ومع ذلك زرع‬
‫بداخل خزاري شعور الخزي والندم ‪ :‬طول عمري كلماتي بحضورك لها‬
‫معيار واحد وصورتي ثابتة من وحنا نركض بين البيوت أنتي بجديلتك‬
‫وثوبك الحمر وأنا بثوبي االٔسود وطاقيتي طول عمري أبدي خزاري على‬
‫كل شيء ‪ ،،‬بس الهقاوي تغيرت واختلف لونها بعد هالسنين خزاري اللي‬
‫تناظر بعيون الرضا والحب صارت تناظر بعيون الشك‬
‫افاااااا !!‬
‫االٔفا كانت القشة التي قصمت قلبها لنصفين !‬
‫كانت نبرته على وتيرة واحدة ونظرته مشبعه بالعتاب كانت عينه بعينها‬
‫من أول الحديث لنهايته ‪..‬‬
‫هالل سحب خزاري الباكية الٔن نايف صد بعتب كبير صعد للغرفة وتنفس‬
‫بعمق عزيزة تغفو اآلن ‪ ،،‬تمدد بجانبها التقط يدها ووضعها على وجهه‬
‫بوجع مرير وخيبة عظيمة و أنفاسه تتعالى ضم يدها أكثر وأكثر والغريب‬
‫أنها منغمسة بغفوتها لم تشعر بلهيب أنفاسه وال بهالة القهر التي كانت‬
‫تطوق جسمه بالكامل ‪ ،،‬لف جهتها وهو يتا ٔملها بوجع عميق خزاري الليلة‬
‫بترت حبال االٔخوة وأواصرها بترتها من الوريد للوريد !‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:49 2022/5/11[ ,‬‬


‫الن صارت كل‬ ‫خرجت أخته للدنيا ‪ ،‬فرحته المنتظره بطفولته ‪ ،‬لكن ا ٓ‬
‫شيء ينافي الفرح ومعانيه ‪ ،‬لتصبح غصة أو خيبة أو ندبة من المستحيل‬
‫أن تتالشى أوتغيب ‪..‬‬
‫وبعد تعب وسهر وآالم أخيرا ً غاصت في النوم وتعمقت فيه ‪ ،‬نهار اقتنص‬
‫هذه الغفوه لصالح قلبه‪ ،‬عبر الفراغ الفاصل بين الباب وسريرها االٔبيض ‪،‬‬
‫دنق وتا ٔملها تملك خوارق سحرية فتاكة الجمال ‪ ،‬هاالت التعب تطوق‬
‫جفنيها وكا ٔنها عقود من الزهر تتزين بها عينيها ‪ ،‬تدفق عطفه وأخيرا ً حن‬
‫‪ ،‬لمس خدها بحنو كبير قبل رأسها من الجهه المفضلة له تحديدا ً ليهمس ‪:‬‬
‫اوجعتيني يمه مهو شوي إال جرحن كبير وال اظنه بيبرى ‪ ،،‬ماظن يمه‬
‫خواطرنا بتزين البكرة والبعده وال بعد سنين !‬
‫حمل نفسه وخرج وتوجه للحضانة ‪ ،‬تا ٔمل حلم طفولته ‪ ،‬كان يبكي وحدته‬
‫ويشكيها لوالدته ‪ ،‬كان شغله الشاغل كيف تحدث معجزة وتخرج أمنيته‬
‫الن وبعد سنوات حدثت المعجزة لكن بصورة قاسية جدا ً !!‬
‫للدنيا ؟ وا ٓ‬
‫لمس الزجاج الفاصل بينهم لم يميز اي شيء صد ‪ ،،‬حمل نفسه ليخرج‬
‫لبيت جده وصل واستقبلته وصايف لينطق بسخرية ‪ :‬وصايف انتي‬
‫ماتنامين جايزة لتس هالقصص من أمس وانتي مثل القرود تنطين هنا‬
‫وهناك‬
‫لم تضحك هتفت بمرارة ‪ :‬جدتي ماطلت من حجرتها صرنا الضحى وهي‬
‫مقفلة بابها وجدي جا من المسجد وحتى العجوة اللي يحب يفطر فيها قبل‬
‫الضحى مالمسها ‪ ،،‬وش سويت فيهم يانهار ؟ جدتي وجدي أعمارهم‬
‫ماتستحمل هالشدة‬
‫االتزان وهذه الجدية ‪،‬‬
‫الٔول مرة يشاهد أخته بهذا ٕ‬
‫رد ببرود ‪ :‬اللي يخطي مايفكر بالعواقب واللي صار جزء مو العواقب ‪،،،‬‬
‫جدي يوم أجبر أمي على الطريق اللي اختاره ويوم استغفلوني وصرت‬
‫بدون وجه بين ربعي وأهلي لو تجاوزت للي صار وتغاضيت عنه بكون‬
‫أخطيت بحق نفسي‬
‫قاطعته ‪ :‬وبنت الناس وشهو مصيرها ؟‬
‫زفر ‪ :‬مدري صدقيني مدري‬
‫بكت ملك وتا ٔففت ‪ :‬التخطي بحقها ماتضمن العواقب بعدين تكفى ياخوي‬
‫التجرحها تكفى‬
‫رفع حاجبه وهي هربت من نظراته ‪ ،‬ليصعد تجاوز باب غرفته وتوجه‬
‫للغرفة االٔخرى مرهق ومشوش ومضغوط من كل الجهات !‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬عيدي عيدي ماسمعت وش تقولين ؟‬
‫عزيزة بثقة وثبات ‪ :‬هالل يبي بنتي و قلت له تم‬
‫ضحكت حذام وصفقت بيديها ‪ :‬تبينه يترك بنات العز المترفات وينزل‬
‫مستواه لهالردية اللي ذبت سترها بليلتن ظلما وعودت لي تنوح على‬
‫خيبتها مطلقة بثالث أيمان !‬
‫عزيزة بغصة والموضوع يستنقص من أمومتها ووالدتها مازالت تضرب‬
‫دون أن تهتم ‪ :‬بنتي مستحيل اسمح لها تاخذ ابو بداح يمه التكسرين‬
‫ظهري ببنيتي‬
‫حذام بقسوة ‪ :‬عطيته كلمتن ووهللا ماتنكسر اكسر ظهرتس وظهر ابوها‬

‫روايات ريّانة‪]PM 3:56 2022/5/11[ ,‬‬


‫عطيته كلمتن ووهللا ماتنكسر اكسر ظهرتس وظهر ابوها وال تنكسر لي‬
‫كلمة تسمعين والحين ضفي اللي بقى لتس من قدرتس ضفيه وعودي‬
‫لبيتس والترخين أذونتس لشويرتس راعي القول القاصر ‪ ،،‬انقلعي عن‬
‫وجهي وان تسان تبين تجين مع المعازيم أبد محدن بيقول ال بوجهتس‬
‫وغير هالحتسي ماعندي شي ‪ ،،،‬ياهلل فارقي‬
‫عزيزة بوجه محتقن ‪ :‬يمه التتقاوين علي بداعي االٔمومة وتاخذين كل‬
‫الصالحيات وتستخمدينها ضدي ساكتة للحين خوف من ربي وعقوبته بس‬
‫طفح الكيل يمه طفح واللي ماقدر يطول يدينتس ويصير فوقها في اللي‬
‫أطول مني ومنه ووهللا أن يرجع حقي وحق بنتي‬
‫حذام وهي تدرك أنه مجرد حديث ‪ :‬بالهون وترفقي على عمرتس و‬
‫جهزي لس لبسن سنع ماشفت الترف بين على وجهتس وثيابتس ؟ بنت فقر‬
‫من يومتس‬
‫حملت عزيزة نفسها وهي تغلي من القهر ‪ ،‬وهي تتوعد بداخلها وهذه المرة‬
‫اليمكن أن تتنازل أو تُهزم وإن كان الطرف المقابل والدتها ‪..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫تلزمها بعض الما ٔكوالت وحامها الغريب يشتهي االٔكل بكثرة تشتهي‬
‫الحامض والحلو معا ً والغريب أن شعور االٔمان أشعرها بشهيتها المفقودة‬
‫منذ فترة طويلة خرجت لتعبر الطريق الضيق ‪ ،‬ممرات هذا الحي متداخلة‬
‫ومهيبة نوعا ً ما ‪ ،‬وصلت لبقالة الحي وحملت كل ماتحتاجه واالٔكياس ثقيلة‬
‫فهي بمجرد ماسقطت عينها على حبات البرتقال الناضجة انتعشت روحها‬
‫واشتهتها ‪ ،‬اليوجد أطفال هنا أو صبية ليساعدوها في حمل هذه المشتريات‬
‫سعد يعرف هالة عذبا وشكل عبا ٔيتها المميز فهي ترتدي عبايات واسعة‬
‫جدا ً وضافية على طولها الفاتن‬
‫اقترب بحذر هو لم يخاطب أحد من النساء وعالقته بجنس النساء محدودة‬
‫وخجولة ‪ ،‬لينهر العامل بنظراته وبسهولة فهمه ‪ ،‬ليخبرها بلغته المكسرة‬
‫ان هذا الشخص يريد مساعدتك وهي عرفت بسهولة انه أخ ذاك الشهم ‪،‬‬
‫لتترك له االٔكياس وتعبر طريق العودة وبجزع وبدون مقدمات وسط هذه‬
‫االٔزقة صارت تختنق تحت قبضة ثقيلة وقاسية ورا ٔيحة تعرفها ليهمس‬
‫الخر حدود المجرة بتتنفسين الخوف‬ ‫بنبرته الكريهه ‪ :‬ولو وصلتي ٓ‬
‫وبتغصين من صحن الخوف ولقمته الكبيرة وبتشربين من مويته العكرة‬
‫بإختناق جازع ‪ :‬مشه مشهور !‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ياحظي االٔقشر ياراسي راساه ياويلي وياله !!!!‬
‫صوتها وهي تندب وتضرب صدرها من الرسالة الصادمة فعلتها عزيزة‬
‫ونفذت تهديداتها !‬

‫وش صار و ش فيكم !‬


‫شادية بوجه شاحب ‪ :‬عزيزة رفعت على أمي قضية !‬
‫انتهى ‪:‬‬

‫هذه الجز ٔيية كتبت تحت ضغط بدني ونفسي لطفا ً اعطوها حقها واشبعو‬
‫ناظريني 🤍🤍🤍🤍‬

You might also like