You are on page 1of 16

‫‪Mr.

Kaddour Abdallah Tani‬‬


‫‪Master of Semiology of Image‬‬ ‫الستاذ‪ :‬قدور عبد ال ثاني‬
‫‪Department of Information‬‬ ‫أستاذ سيميولوجية الصورة‬
‫‪& Communication Sciences‬‬ ‫قسم علوم العلم والتصال‬
‫‪University of Oran -Algeria-‬‬
‫جامعة وهران )الجزائر(‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سيميولوجية التلقي في النساق البصرية‬
‫ومساءلة الرسائل البصرية‬
‫‪approche sémiologique des contextes‬‬
‫‪visuels‬‬
‫‪semiotic approach to visual contexts‬‬

‫‪семиотический подход к визуальным контекстах‬‬

‫‪semiotischen Ansatz zur visuellen Kontext‬‬

‫‪enfoque semiótico a los contextos visuales‬‬

‫‪pendekatan semiotik visual konteks‬‬

‫‪符号学方法对视觉环境‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إننا لننكر إننا نعيش في عصر ثقافة ما بعد المكتوب‪،‬‬
‫عصر الصورة‪ ،‬والمجتمع الفرجوي‪ ،‬وإنه من المعروف أن المعركــة‬
‫التي تدور رحاها اليوم بين الدول الصناعية الكــبرى‪ ،‬وهيمنتهــا علــى‬
‫الدول الفقيرة‪ .‬هي معركة السيطرة على الصورة بشــتى أشــكالها‪،‬‬
‫ومختلف معانيها‪ ،‬بدءا بالصورة التلفزيونيــة المباشــرة عــن طريــق‬
‫القمار الصناعية‪ ،‬والصــورة الســينمائية‪ ،‬وأفلم الكرتــون‪ ،‬ووصــول‬
‫إلــى الصــورة فــي مجــال الشــهار‪ ،‬وكتــب الطفــال‪ ،‬وهــي ليســت‬
‫محايدة‪ ،‬بل تحمل أهدافا ورسالة‪ ،‬فهل النخــب العربيــة والســلمية‬
‫واعية بهـذه التحــولت الكــبرى؟‪ 1‬وحـتى نســتطيع مقاربــة منظومـة‬
‫الفنون البصرية الجديــدة ونتأمــل بعــض ملمحهــا التقنيــة ووظائفهــا‬
‫الجمالية‪ ،‬وخاصة إيقاع هيمنتها على حياتنا المعاصرة وتوجيهها لهم‬
‫استراتيجيات التواصل النســاني يجعلنهــا بــؤرة إنتــاج المعنــى فــي‬
‫الثقافــة المعاصــرة؛ فمــن يملــك القــدرة علــى المنــاورة بالصــورة‬
‫والتحكم في إنتاجهــا وتســويقها يســتطيع إدارة المواقـف لصـالحه‪.2‬‬
‫ولعل السبب الذي جعل من الصــورة تفقــد بلغتهــا وســلطتها الــتي‬
‫أعطاها إياها الصــينيون القــدامى‪ ،‬خصوصــا فــي مجتمعاتنــا العربيــة‬
‫السلمية‪ .‬هو راجع أساسا إلــى ســيادة مــا يســميه علمــاء التصــال‬
‫بالثقافــة اللفظيــة ‪ Verbale‬أو الشــفوية ‪ ،Orale‬الــتي مــازال بعضــهم‬
‫يحاربها بكل قوة )للوهيتها(‪ ،‬والبعض الخر يفرض كل الرقابة عليها‬
‫لعتبارات سياســية وأيديولوجيــة‪ ،3‬علــى الرغــم مــن دخولهــا حياتنــا‬
‫اليومية‪ ،‬وبيوتنا دون استئذان‪ ،‬وتقوم بتوجيهنا في غالب الحيان‪.‬‬

‫وإن افتراض منهجية متكاملة لتحليل الرسائل البصرية الثابتة تبدو‬


‫معقدة وصعبة‪ ،‬وعلى القارئ أن يكون مجهزا بترسانة مــن الدوات‬
‫الجرائية التي تمكنه من اكتشاف خبايا الصورة‪ ،‬لن شــروط إعــداد‬
‫وتكوين واستقبال هذه الرسائل تشرك معارف وثقافات مــن النــوع‬
‫التاريخي والقتصادي والسياسي والجتماعي والنفســي‪ .‬فلــذا نجــد‬
‫مســاءلة الصــورة الفوتوغرافيــة مــن خلل المقاربــة الســيميولوجية‬
‫الحديثة‪ ،‬هي ليست جردا لدوالها التقريرية بل عليها أن تبحــث عــن‬
‫المدلولت اليحائية للوصول إلى النسق اليــديولوجي الــذي يتحكــم‬
‫في هذا النوع من العلمات‪ ،‬وهــذا مــا يســميه بــارت ‪Roland Barthes‬‬
‫"السطورة"‪ .‬وهي عنده أيضا عمل يــبين الســلطة المتحكمــة فــي‬
‫الصورة لن لها بعــدين ملتصــقين‪ :‬تقريــري و تضــميني‪ ،‬فــإذا كــانت‬
‫اللغة نتاج تواضع جماعي فهنالك أيضا لغــة الصــورة متواضــع عليهــا‬
‫تشــتمل علــى علمــات وقواعــد ودللت لهــا جــذور فــي التمثلت‬
‫الجتماعيــة واليديولوجيــة الســائدة‪ .‬فتصــبح القــراءة انتقــال مــن‬
‫مســتوى إلــى آخــر‪ ،‬أي مــن نســق إلــى نســق آخــر‪ ،‬وداخلهمــا مــن‬
‫العلمة كمعنى إلى العلمة كشكل‪ ،‬ومن ثم إلى المــدلول كمفهــوم‬
‫وهكذا دواليك‪ .‬ولما للصور الحية لستشهاد محمد الدرة التي هــزت‬
‫العالم من خلل بعــدها التضــميني الــذي يحيلنــا إلــى معانــاة شــعب‬
‫استعمرت أرضه وانتهكت مقدساته‪.‬‬
‫فعلى هذا الساس‪ ،‬اخترت مقاربة هذه الصور الحية التي التقطها‬
‫مصور القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي‪ ،‬طلل أبو رحمة‪ ،‬أثنــاء‬
‫إطلق قوات الحتلل الصهيوني النار باتجــاه الطفــل محمــد جمــال‬
‫الدرة‪ 12 ،‬عاما ً من البريــج‪ ،‬وقتلــه بــدم بــارد وإصــابة والــده بجــراح‬
‫خطيرة‪ .‬واحدا ً من أبرز المشــاهد علــى فظاعــة الحتلل وانتهاكــاته‬
‫الجسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين‪.‬‬

‫‪ .1‬الرسصصصصالة البصصصصصرية‬
‫وسنن الدراك‬
‫الصورة‪ :‬تعرف الصورة بأنها كل تقليد تمثيلي مجسد أو تعــبير‬
‫بصري معاد‪ ،‬وهي معطى حسي للعضو البصري حسب )‪(fulchignoni‬؛‬
‫أي إدراكا مباشرا للعالم الخـارجي فـي مظهـره المضـيء‪ .4‬تحمـل‬
‫هذه الصورة رسالتين الولى تقريرية‪ ،‬والثانيــة تضــمينية ومســتمدة‬
‫من الولى‪ .‬ولمزيد من رسالة إضافية يطلــق عليهــا عــادة بأســلوب‬
‫إنتاجها‪.‬‬
‫هل يمكن اعتبار الرسالة البصــرية لغــة؟ مــا هــي العلقــة الــتي‬
‫تربط الرسالة البصرية باللسان الــذي نســتعمله فــي قراءتهــا؟ هــل‬
‫اســتطاعت الدراســات الســيميائية وضــع حــدود فاصــلة بيــن دوال‬
‫الرسائل البصرية ‪ les signifiants‬ومدلولتها ‪ les signifies‬وتنظيم قواعدها‬
‫الســتبدالية والتأليفيــة؟ كيــف يشــتغل التمثيــل ‪ la représentation‬فــي‬
‫الرسالة البصــرية‪ ،‬ووفــق أي إواليــات ‪ mécanismes‬بنائيــة يتــم تحقيــق‬
‫طرق التدليل ‪ la signifiance‬فيها؟‬
‫إن الجابــة عــن هــذه الســئلة هــو الكفيــل بتعميــق النظــر فــي‬
‫خصوصية الرسالة البصــرية بوصــفها علمــة ‪ signe‬ســيميائية تشــتغل‬
‫وفق تنظيم خاص ومحدد‪.‬‬
‫فمــاتز ‪ Christion Metz‬يعتــبر الرســالة البصــرية مثــل الكلمــات‪ ،‬وكــل‬
‫الشياء الخرى ل يمكن أن تنفلت مــن تورطهــا فــي لعبــة المعنــى‪.‬‬
‫والهم من ذلك هو الوقوف عند المبادئ الــتي تميــز هــذه الرســالة‬
‫بوصفها علمة أيقونية ‪ ،Signe iconique‬وبيــن اللســان ‪ la langue‬بوصــفه‬
‫نسقا مؤول لمجمل الفعل البداعي النساني‪ .‬ولعل التقاطع بين ما‬
‫هو أيقوني وما هو لساني بوصفهما يشكلن معا علمة‪ ،‬هو ما جعــل‬
‫معظم الدراسات اللسانية والسيميائية في بدايــة القــرن العشــرين‬
‫تخلط بين الحقلين‪ ،‬وتدرسهما في إطار شامل هــو اللغــة‪ ،‬وبالتــالي‬
‫تغفل الفوارق النوعية بين التعبير اليقوني والتعبير اللســاني‪ .‬ومــن‬
‫ثمة‪ ،‬فإن أول خطوة منهجيــة تقــود إلــى تحديــد الرســالة البصــرية‪،‬‬
‫وتعيين أنماط اشتغال المعنى داخلها‪ ،‬تتمثل فـي ذاك التمييـز الـذي‬
‫جاء به "إميل بنفنست" في معرض حديثه عن النظمــة الســيميائية‬
‫التي تحمل دللة)اللسان(‪ ،‬والنظمة السيميائية التي ل تــدل‪ ،‬وهــي‬
‫التي تتحقـق فـي الموسـيقى والرقـص وأشـكال التعـبير البصـري‪.5‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬يمكن القول إن الصــيغ التعبيريــة البصــرية‪ُ ،‬تشــتم منهــا‬
‫رائحة التعليل‪ ،‬أو القصد في التمثيل‪ ،6‬فإذا كــانت العلمــة اللســانية‬
‫تتميــز بالطــابع العتبــاطي ‪ Arbitraire‬فــي علقــة الــدال بالمــدلول‪:‬‬
‫"السلسلة الصــوتية‪):‬ح ص ا ن(‪ ،‬ل تحيــل بالضــرورة علــى مفهــوم‬
‫حصان"‪ ،‬فإن العلمة اليقونية –عكس ذلك‪ -‬تتميز بخاصية تعليلية "‬
‫‪ ."Motivé‬فبين صورة الحصان من جهة‪ ،‬وحقيقتــه المرجعيــة كحيــوان‬
‫في العالم من جهة أخرى علقة مشابهة‪ .7‬فــدللتها ليسـت حصــيلة‬
‫تســنين‪ ،‬بــل هــي معطــاة مــن خلل التشــابه أو التجــاور‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يقصيها‪ ،‬في رأي دي سوسير‪ ،‬من السيرورات التدليلية‪.‬‬
‫فإذا سلمنا بأن اللسان ‪ la langue‬يشــتمل علـى تمفصــل مـزدوج‬
‫‪ ،double articulation‬بموجبه تنفصل العلمة اللســانية ‪le signe linguistique‬‬
‫إلى عناصر التمفصل الول‪ ،‬وهي الوحدات الدالة ‪ ،unités signifiants‬أو‬
‫المونيمــات‪ ،‬وعناصــر التمفصــل الثــاني وهــي الوحــدات الــدنيا غيــر‬
‫الدالــة‪ ،‬أو الوحــدات المميــزة ‪ unités distinctives‬أو الفونيمــات‪ ،‬فــإن‬
‫الحديث عن هذا التمفصل المزدوج داخل العلمة اليقونية يعد أمــرا‬
‫صعبا كما ذهب إلى ذلك أمبرتو إيكو‪ .‬أو مأزقا فــي منظــور مــارتين‬
‫جولي‪ .‬ولكن في حقيقة المر هناك في العلمة التشــكيلية تمفصــل‬
‫مـــزدوج‪ ،‬تمفصـــل أول الشـــكلم ‪ formème‬وهـــو الوحـــدة الشـــكلية‬
‫الصــغرى‪ ،‬وتمفصــل ثــاني لــونم ‪colorème‬وهــو الوحــدة اللونيــة‬
‫الصغرى‪.8‬‬
‫‪.1‬لغة الرسالة البصرية وإيديولوجيتها‬
‫ابتــداء مــن ســنة ‪ 1961‬عمــل بــارث علــى تطــوير نظريتــه‬
‫السيميولوجيا حول الفوتوغرافيــا بوضــع مجموعــة مــن الشــكاليات‬
‫ومناقشة بعض المشاكل المنهجية والنظرية التي لم تحظ باهتمامه‬
‫من قبل وخاصة تحديد مكونات )اللغة الفوتوغرافية(‪ .‬مــا هــو ســنن‬
‫الصورة الفوتوغرافية وما هو نســقها الســيميولوجي؟ هــل الصــورة‬
‫الفوتوغرافية علمة أم رسالة؟ ما هي طريقة اشتغالها؟ مــن يملــك‬
‫سنن الصورة؟ ومتى يتم ذلك؟‬
‫إن الصورة هي في المقام الول خطــاب تنــاظري دون ســنن‪ ،‬بيــن‬
‫الشــيء وصــورته الفوتوغرافيــة ل لــزوم لرابــط أي ســنن‪9‬وبعبارة‬
‫أخرى‪ ،‬إن الصورة الفوتوغرافية خطاب مشكل كمتتالية غيــر قابلــة‬
‫للتقطيع‪.‬‬
‫وإن تشكيل المعنــى الثــاني عــبر مــدلول جمــالي أو إيــديولوجي‬
‫يحيلنــا إلــى ثقافــة متلقــي الرســالة‪ .‬تتميــز الصــورة الفوتوغرافيــة‪،‬‬
‫حسب )رولن بــارث(‪ ،‬بكونهــا ذات اســتقللية بنيويــة‪ :‬تتشــكل مــن‬
‫عناصــر منتقــاة‪ ،‬ومعالجــة وفــق المطلــبين‪ :‬المهنــي‪ ،‬والجمــالي‪،‬‬
‫واليديولوجي اللذين يعطيان لها بعدا تضــمينيا‪ .‬تــوجه إلــى المتلقــي‬
‫الذي يكتفي بتسلمها فقط‪ ،‬بل يعيد قراءتها على ضوء ما يملك مــن‬
‫زاد ثقافي ورمزي‪ ،‬أي انطلقا من مرجعية ثقافية حضارية‪.10‬‬
‫لقد ارتبطت الصورة على الدوام وعــبر القــرون بالحضــارة‪ .‬وعلــى‬
‫العموم يدين تصور النسان الحديث عن بابل واليونــان القديمــة‪ ،‬أو‬
‫العصر الوسيط إلى البصر؛ أي إلى الصورة عـوض القـراءة‪ .11‬وإن‬
‫الهدف من مســاءلة الصــورة الفوتوغرافيــة هــو اســتخراج التمثلت‬
‫الذهنية التي تبنين هذا النوع مــن النتــاج‪ ،‬وهــي تمثلت تتحكــم فــي‬
‫السلوكات اليومية للنسان وفي القيم التي ينتجها‪ .‬واستطاع بــارث‬
‫)أساطير( ‪ 1957‬بدراسته لهذا النوع مــن العلمــات‪ ،‬أن يفضــح تلــك‬
‫الثقافة اليديولوجيا التي تختبئ وراء ما يقدم نفسه كطبيعة يتداولها‬
‫أفراد مجتمع ما بكل بداهة وعفوية‪.12‬فهو في العمق تأويل للعــوالم‬
‫الجتماعيــة فــي إطــار التواصــل الجمــاهيري‪ ،‬أيــا كــانت مــادة هــذه‬
‫العوالم وهذه النساق‪ :‬أشياء‪ ،‬نصا‪ ،‬صورة‪ ،‬سلوكا‪ .‬وبعبــارة أخــرى‪،‬‬
‫إن )أســاطير( هــو ســميائيات نقديــة لليــديولوجيا‪ .‬بتحليلــه لبعــض‬
‫الصــور‪ ،‬عمــل بــارث يعمــل علــى تبيــان الســلطة المتحكمــة فــي‬
‫الصورة‪ ،‬لن لها بعدين ملتصقين‪ :‬التقريري و اليحائي‪.‬‬
‫السطورة والرسالة البصرية‬ ‫‪.2‬‬
‫مــا هــي مكونــات الســطورة الفوتوغرافيــة ومــا هــي كيفيــة‬
‫اشتغالها ؟‬
‫يرى بارث أن الصورة الفوتوغرافية هــي رســالة‪ ،‬وهــذه الرســالة‬
‫هي بذاتها حاملة لرسالة ثانية هــي مــا يســميه أســطورة؛ أي نســقا‬
‫دلليا تواصليا مرتبطا أشد الرتباط بالنسق الفكري الســائد والقيــم‬
‫والدللت التي ينتجها هذا النسق‪ .‬وهنا يؤكد بــارث تاريخــا نيــة هــذه‬
‫النساق‪ ،‬وتاريخا نية الســاطير الــتي يبلورهــا المجتمع‪ .13‬لن هنــاك‬
‫ارتباط وثيق بين الصورة والمقدس والعجيــب‪ ،‬ويكفــي أن نــذكر أن‬
‫الرسوم الهادفة إلى تزيين التماثيل الملكية في الهــرام‪ ،‬واليقونــة‬
‫للمسيح عليه السلم‪.14‬‬
‫ومن ثم فالصورة الفوتوغرافية نسق سيميولوجي يشــتمل علــى‬
‫ثلثة مكونات‪ :‬دال ومدلول‪ ،‬والعلقة الــتي تجمعهمــا والــتي تشــكل‬
‫العلمة الفوتوغرافية‪ .‬ويذهب بارث أبعد من هذا المستوى فيســمي‬
‫هذا )نسقا سيميولوجيا أوليا( ويسمي السطورة )نسقا سيميولوجيا‬
‫ثانيـــا( يجـــد دعـــامته فـــي النســـق الول‪ .‬وهكـــذا يصـــبح النســـق‬
‫الســـيميولوجي الول بمثابـــة دال فقـــط لمـــدلول هـــو النســـق‬
‫السيميولوجي الثاني‪ 1 :15‬ـ دال‪ 2 ،‬ـ مدلول‪ 3 ،‬ـ علمة‬
‫وبتحويل الصورة الفوتوغرافية إلى عمليــة دلليــة محضــة تصــبح‬
‫السطورة بدورها لغة‪ .‬بعبــارة أخــرى تصــبح الصــورة الفوتوغرافيــة‬
‫لغــة ‪-‬موضــوعا‪ ،‬أو لغــة مــادة تســتعملها الســطورة مــن أجــل بنــاء‬
‫نسقها‪ ،‬فهذه الخيرة لغة واصـفة لنهـا " لغـة ثانيـة نتكلـم بهـا عـن‬
‫اللغة الولى‪.16‬‬
‫ول يتحدث بارث‪ ،‬إلــى هـذا الحـد مــن تحليلـه‪ ،‬عــن مكونـات دال‬
‫ومــدلول النســق الســيميولوجي الول )حجمهــا‪ ،‬طبيعتهــا‪ ،‬قواعــد‬
‫ارتباطها الخ‪ (..‬فهو يحتفظ فقــط بنتــاج علقتهــا )العلمــة( فيســميه‬
‫معنى كعنصر أخير للنسق السيميولوجي الول‪ ،‬وشكل كعنصــر أول‬
‫للنســـق الســـيميولوجي الثـــاني‪ .‬أمـــا العنصـــر الثـــاني للنســـق‬
‫الســيميولوجي الثــاني فيســميه بــارث مفهومــا‪ ،‬وهــو إذن المــدلول‬
‫السطوري‪.17‬‬
‫وعلى هذا الساس تصبح القراءة انتقال من مستوى إلــى آخــر‪،‬‬
‫أي مــن النســق الســيميولوجي الول إلــى النســق الســيميولوجي‬
‫الثاني‪ ،‬وداخلهما من العلمة كمعنى إلى العلمــة كشــكل‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫إلى المدلول كمفهوم وهكذا دواليك‪ .‬ففـي هـذه الصـيرورة يشـتغل‬
‫الشــكل دائمــا كمســتوى تقريــري يســتند إليــه المفهــوم لنتــاج‬
‫الدللت‪ .18‬وفي هذه العملية النتاجية للمفهوم يؤكــد بــارث تــداخل‬
‫عاملين اثنين‪ :‬التاريخ وقوة التواصل وإنتاج معنى أو معــاني معينــة‪،‬‬
‫لن المفهوم ليس شيئا مجــردا وإنمــا هــو مليــء بظــروف وبصــيغة‬
‫أخــرى‪ ،‬إن المفهــوم يمل الســطورة بتواريــخ جديــدة؛ أي بمعرفــة‬
‫الواقع التي يستند إليهــا قــارئ الصــورة الفوتوغرافيــة أثنــاء قراءتــه‬
‫التي برمجها المرســل الجمــاعي أو الفــردي لحظــة إنتاجهــا‪ .‬وبهــذه‬
‫الطريقة تعمل الصورة على )تطبيع( ما هو تاريخي ومــا هــو ثقــافي‬
‫)بالمعني النثروبولوجي للكلمة(‪ .19‬وخاصة تاريخ دمقرطـة الصـورة‬
‫هــو نفســه تاريــخ دمقرطــة الكتابــة‪ ،‬لن القــرن ‪ ،18‬كــان منعطفــا‬
‫أساسيا في تاريخ الطباعة بحيث أتاحت هذه الخيرة إمكانية النشــر‬
‫الجماهيري‪ ،‬ومن هنــا نلحــظ ظهــور الصــحافة والرســوم الشــعبية‪،‬‬
‫والصــورة الشمســية‪ ،‬الــتي أصــبحت تمكــن للفقــراء والغنيــاء مــن‬
‫تحقيق رغبتهم في الخلود‪.20‬‬
‫حرفية خطاب الرسالة البصرية‬ ‫‪.3‬‬
‫فهو عبارة عن خطاب حرفي ورمزي‪ ،‬وإن تحديــد الفوتوغرافيــا‬
‫يتم قبل كل شيء بالعلقة التي تربطها بالواقع‪ ،‬لنها تقليــد تمــثيلي‬
‫مجسد أو تعبير بصري معاد‪ .‬فإذا كانت الصورة الفوتوغرافية تمثــل‬
‫الواقــع الحرفــي فإنهــا فــي نفــس الــوقت تخضــع هــذا الواقــع إلــى‬
‫عمليات تقليص‪ ،‬وتصغير في إطار محدد‪ :‬تقليـص الحجـم‪ ،‬والزاويـة‬
‫واللــون‪ .‬لكــن هــذا التقليــص ل يعنــي هنــا التحويــل )بــالمعنى الــذي‬
‫تستعمله الرياضيات(‪ .‬يقــول بــارث ‪) :‬إن النتقــال مــن الواقــع إلــى‬
‫صــورته الفوتوغرافيــة ل يســتلزم حتمــا أن نقطــع هــذا الواقــع إلــى‬
‫عناصر وأن نشــكل مــن هــذه العناصــر علمــات تختلــف ماديــا عــن‬
‫الشيء الذي تقدمه للقراءة( ‪.21‬‬
‫بصــيغة أخــرى‪ :‬فــي مقابــل هــذا )واقــع حرفــي( هنالــك )خطــاب‬
‫ل ينبني علــى خاصــيات علئقيــة وليســت ماديــة؛ لهــذا‬ ‫حرفي( ت ََقاب ُ ُُ‬
‫السبب يسمي بارث هذا الخطاب الحرفي أو التقرير خطابا إدراكيا‪،‬‬
‫وللتمكن من العناصر التقريرية الخالصة التي تشكله‪ ،‬علــى القــارئ‬
‫أن يحذف ذهنيا علمات اليحاء‪.‬‬
‫وهكــذا فعلــى مســتوى الخطــاب الحرفــي ) إن العلقــات الــتي‬
‫تشتغل بيــن الــدوال والمــدلولت ليســت علقــات تحويــل إنمــا هــي‬
‫علقات تسجيل‪ ،‬وإن غياب السنن يؤكد حقيقة أســطورة )طبيعيــة(‬
‫الصورة الفوتوغرافية ‪ :‬المشهد هنا أمامي مأخوذ بطريقة ميكانيكية‬
‫‪22‬‬
‫وليــس إنســانيا ) لن مــا هــو ميكــانيكي هــو ضــمانة موضــوعيته‪(.‬‬
‫ولكــن مــا يؤكــده بــارث هــو أن هــذه ''الطبيعيــة'' والموضــوعية‬
‫للفوتوغرافيا وهم كامل لن كل صورة‪ ،‬مهمــا كــانت طبيعتيهــا تنتــج‬
‫مدلولت إيحائية يسميها بــارث ''مــدلولت رمزيــة'' وهــي مــدلولت‬
‫تاريخية وثقافية‪ ،‬لن كل صورة فوتوغرافية تفترض قبل مرسل إليه‪،‬‬
‫فرديا كان أو جماعيا‪.‬‬
‫مفارقة الرسالة البصرية وآليات التطبيع‬ ‫‪.4‬‬
‫يرى بارث أن هناك تواجد خطابين في نفس الــوقت للصــورة‬
‫الفوتوغرافية‪ ،‬وهذه هي المفارقة الفوتوغرافية‪ :‬خطاب بدون سنن‬
‫)وهو التنـاظر الفوتـوغرافي(‪ ،‬خطـاب ثـاني مسـنن‪ ،‬والتسـنين هنـا‬
‫يحيل إلى )الصنعة الفوتوغرافية(؛ أي الكتابة والبلغة الفوتوغرافيــة‬
‫بصيغة أخرى؛ أي إنتاج خطاب إيحائي أو مسنن انطلقا من خطــاب‬
‫بدون سنن‪ .‬إننا أمام نسق وصيرورة إيحائيــة ينبنــي فيهمــا الرمــزي‬
‫فوق الحرفي‪.23‬‬
‫لكن عدم إمكانية صورة حرفية خالصــة وخطــاب حرفــي خــالص‬
‫يجـــب أل ينســـينا عمليـــة أخـــرى تتحكـــم فـــي إنتاجيـــة الصـــورة‬
‫الفوتوغرافيــة ومزامنــة للولــى‪< ،‬إن الصــورة الحرفيــة التقريريــة‬
‫تعمل على )تطبيع( خطاب رمزي يمســح علمــات الــترميز الــدللي‬
‫اليحــائي‪ .‬وهــو ترميــز مكثــف جــدا فــي الصــورة الشــهارية‪ ،‬بهــذه‬
‫الطريقة يصبح الخطاب الحرفي دال موحيا للمدلولت اليحائية‪.‬‬
‫وخلصة القول إن التقرير لــه وظيفــة تطبيعيــة بالنســبة لليحــاء‬
‫وهذه الوظيفة التي تشتغل داخل الصورة الفوتوغرافية هي ما يؤكد‬
‫في الذهان أسطورة الواقع الموضوعي والخالص‪ ،‬والســؤال الــذي‬
‫يطرح نفسه هنا هــو ‪ :‬كيــف يمكــن أن نشــرح هــذه العــودة تزامنيــا‬
‫للطبيعة '' أو الطبيعي الذي يتمكــن مــن مســح مضــمون المســتوى‬
‫الرمزي )على القل بالنسبة للقارئ غير الحاذق( ؟‬
‫إن الخاصية الساســية للفوتوغرافيــا تكمــن‪ ،‬حســب بــارث‪ ،‬فــي‬
‫<نوعيــة الــوعي الــذي تحركــه أو تصــنعه ‪ :‬إن المشــاهد للصــورة‬
‫الفوتوغرافية يعي في نفس الوقت الكينونة النيــة للشــيء الممثــل‬
‫كما يعي كينونته الماضية أيضا‪ ،‬إن الصورة تختلق صنفا جديــدا مــن‬
‫الزمان ‪/‬الزمكــان اللمنطقــي بيــن ''هنــا'' و ''فــي الماضــي'' ‪ ،‬إنهــا‬
‫تؤسس لما يسميه بارث <ل واقعيـة الواقــع الفوتـوغرافي> أي إن‬
‫''عــودة الحرفــي والتقريــري ''يطبــع'' المــدلولت اليحائيــة للتاريــخ‬
‫والثقافة‬
‫إشكالية قراءة الرسالة البصرية‬ ‫‪.5‬‬
‫إشكاليات القراءة الطبيعية‪/‬القــراءة العالمــة‪ :‬مــن المشــاهدة‬
‫إلى الوصف‬
‫وإلــى جــانب هــذا النــوع مــن المــدلولت يحلــل بــارث المــدلولت‬
‫اليحائية التي ترتبط باللغــة والمعرفــة‪ ،‬وهــي مــدلولت إيديولوجيــة‬
‫أيضا‪ .‬وتزامنت معالجة بارث لهذا المشكل مع مناقشته لقضية تعدد‬
‫معــاني الصــورة الفوتوغرافيــة‪ .‬فكــل صــورة فوتوغرافيــة تــوحي‬
‫بمجموعة من الدللت اللثابتة ويبقى القرار للقــارئ فــي اختيــار أو‬
‫إنتاج البعض منها‪ .‬وهكذا فإن قراءة الصورة الواحــدة يتعــدد نظريــا‬
‫بتعدد القراء‪.‬‬
‫لكن بارث يذهب أبعد من هذا ليقول إن اختلف القراءات ليــس‬
‫مفتوحــا إلــى مــا ل نهايــة‪ .‬فهــذه القــراءات مرتبطــة بالمعــارف‬
‫المســتثمرة فــي الصــورة‪ :‬معــارف لغويــة‪ ،‬أنثروبولوجيــة‪ ،‬تجريبيــة‪،‬‬
‫جمالية‪ .‬ولشرح هذا التقليــص لعــدد القــراءات الممكنــة‪ ،‬ســيفترض‬
‫بارث وجودا ضمنيا لنوع من المضــامين الثابتــة والتكوينيــة للنســان‬
‫الجتماعي داخل مجموعة لغوية وثقافية معينة‪ .‬إن هــذه المضــامين‬
‫الثقافية لتأويل الصورة الفوتوغرافية مضامين تاريخيــة وتتطــور مــع‬
‫تطور المجتمع الذي ينتج هذه الصورة أو يستقبلها‪.‬‬
‫وبصيغة أخرى‪ ،‬فإن كل اللغات الذاتية تتشكل‪ ،‬تجــاه الخطــاب‬
‫الرمزي لصورة فوتوغرافية‪ ،‬على صرح لغة اجتماعية واحدة وحــول‬
‫" معجم عميــق"‪ :‬معجــم مســنن مثــل النفــس الــتي هــي نفســها "‬
‫مركبة مثل اللغة "‪ .‬وهنا يمزج بارث بين مقاربتين مختلفتين )لكان‬
‫ويونغ(‪ .‬فالخطاب الرمزي يشغل في عمق حركيته البنيــات اللغويــة‬
‫التي هي إما بنيات لشــعورية جماعيــة وإمــا بنيــات ثقافيــة مــؤطرة‬
‫تاريخيا‪ .‬وهكذا فــإن إدراك صــورة مــا يشــغل فــي العمــق صــيرورة‬
‫لغويــة بأكملهــا‪ .‬فوصــف صــورة مثل هــو فــي العمــق عمليــة إنتــاج‬
‫مدلولت إيحائية‪ :‬وهو بالضبط عملية إضافة خطاب ثان مأخوذ من‬
‫السنن الذي هو اللغة إلى الخطـاب التقريـري الول‪ .‬واللغـة )مهمـا‬
‫أخذنا كل الحتياطات لكي نكون دقيقيــن فــي الوصــف( هــي قــدرا‪،‬‬
‫إيحــاء بالنســبة للخاصــية التناظريــة للصــورة الفوتوغرافيــة‪ .‬فليــس‬
‫الوصف إذن عملية دقة أو نقصان‪ ،‬إنــه تغييــر بنيــوي‪ ،‬وهــو التــدليل‬
‫لشيء آخر غير الذي تظهره الصورة‪.‬‬
‫ويقــدم بــارث‪ ،‬فــي مقــاله " بلغــة الصــورة "‪ ،‬وصــف الصــورة‬
‫الفوتوغرافية على أنها لغة واصفة‪ .‬مــن هــذا المنظــور تصــبح اللغــة‬
‫نسقا واصــفا تعمــل بنيــاته المورفولجيــة والتركيبيــة والدلليــة علــى‬
‫تغيير بنيات اللغة الفوتوغرافية‪ ،‬وحتما إضافة دللت أخرى‪.‬باختصار‬
‫كل وصف هو إيحاء وكل إيحاء هو لغة واصفة والعكس صحيح‪.24‬‬
‫وهكذا فالخطاب الرمزي للصورة الفوتوغرافيــة مشــكل قبل مــن‬
‫قبل المجتمع والتاريخ والثقافة‪ ،‬واللغة‪ ،‬وإذن ل يمكن وجود تقريرية‬
‫خالصة وليس هنالك مستوى تحت‪ -‬لغوي‪.‬‬
‫‪.2‬الرسالة البصرية وإنتاج المعنى‬
‫إن "اللغة البصرية" التي يتم عبرها توليد مجمل الدللت داخل‬
‫الصــورة هــي لغــة بالغــة الــتركيب والتنــوع وتســتند مــن أجــل بنــاء‬
‫نصوصها إلى مكونين ‪:‬‬
‫• البعد العلماتي اليقوني‬
‫• البعد العلماتي التشكيلي‬
‫فالرسالة البصرية تستند‪ ،‬من أجل إنتاج معانيهــا‪ ،‬إلــى المعطيــات‬
‫التي يوفرها التمثيل اليقوني كإنتاج بصري لموجودات طبيعية تامــة‬
‫)وجوه‪ ،‬أجسام‪ ،‬حيوانات‪ ،‬أشياء من الطبيعة ‪ ،(...‬وتستند من جهــة‬
‫ثانية إلى معطيات من طبيعة أخرى‪ ،‬أي إلى عناصــر ليســت ل مــن‬
‫الطبيعة ول من الكائنات التي تؤثث هذه الطبيعة‪ .‬ويتعلق المر بمــا‬
‫ُيطلــق عليــه التمثيــل التشــكيلي للحــالت النســانية‪ ،‬أي العلمــة‬
‫التشكيلية‪ :‬الشكال والخطــوط واللــوان والــتركيب )مــا يعــود إلــى‬
‫الطريقة التي يتــم مــن خللهــا إعــداد المســاحة المؤهلــة لســتقبال‬
‫النفعالت النسانية مجسدة في الشكال والشياء والكائنات(‪.25‬‬
‫إن البعد التضميني والدللي للصورة هي نتاج تركيب يجمــع بيــن مــا‬
‫ينتمــي إلــى البعــد اليقــوني )التقليــد التمــثيلي المجســد أو التعــبير‬
‫البصــري المعــاد الــذي يشــير إلــى المحاكــاة الخاصــة بكائنــات أو‬
‫أشياء‪ (...‬وبين ما ينتمي إلى البعد التشــكيلي مجســدا فــي أشــكال‬
‫من صنع النسان وتصرفه في العناصــر الطبيعيــة‪ ،‬بتراكميــة ثقافيــة‬
‫من تجارب أودعها أثاثه وثيابه ومعماره وألوانه وأشكاله وخطــوطه‪.‬‬
‫وتعد الصورة‪ ،‬من هذه الزاوية‪ ،‬ملفوظــا بصــريا مركبــا ينتــج دللتــه‬
‫استنادا إلى التفاعل القائم بيــن مســتويين مختلفيــن فــي الطبيعــة‪،‬‬
‫لكنهما متكاملن في الوجود ‪ :‬فكما أن العلمة اليقونية تشــير إلــى‬
‫تركيب لمجموعة مــن العناصــر المؤديــة إلــى إنتــاج دللــة مــا‪ ،‬فــإن‬
‫العلمة التشكيلية ل تشــتغل باعتبارهــا كــذلك إل فــي حــدود تأويلهــا‬
‫ككيان حامل لدللت‪.26‬‬
‫مــن هــذا المنطلــق‪ ،‬يمكــن طــرح قضــية الدللــة والتــدليل فــي‬
‫الرسالة البصرية‪ ،‬وكيفيات تحول المرجع الفوتــوغرافي مــن الحيــاد‬
‫والصمت إلى علمة‪ ،‬وإلــى نــص ل ينفلــت مــن لعبــة المعنــى‪ .‬وهــو‬
‫الطــرح الــذي يســتدعي مســتويين اثنيــن علــى القــل فــي قــراءة‬
‫الرسالة البصرية‪:27‬‬
‫ـ المستوى الول‪ :‬هو الداخل‪-‬اليقوني ‪ intra-iconique‬بوصفه يحيل‬
‫على أسلوب وإخراج ‪ mise en scène‬معنيين‪.‬‬
‫ـ ـ المســتوى الثــاني‪ :‬هــو الخــارج‪-‬اليقــوني ‪ ،extra-iconique‬أو مــا‬
‫يسميه ‪ ECO‬بسنن التعرف ‪.le code de la reconnaissance‬‬
‫إن رصد هــذين المســتويين فــي علقتهمــا الجدليــة والمتداخلــة‬
‫يقود إلى تحديد وجهة نظــر الفاعــل الفوتــوغرافي‪ ،‬ورؤيتــه للعــالم‪.‬‬
‫وهي الرؤية التي تعين مسار الصورة‪ ،‬إطارها‪ ،‬ومواضيعها‪ ،‬إيقاعاتها‬
‫وألوانها‪ ،‬بكلمة واحدة‪ :‬طريقة تمثيلها‪ .‬فإذا كان المستوى الول من‬
‫القــراءة يرتبــط بــإدراك الصــورة الفوتوغرافيــة فــي أبعادهــا الفنيــة‬
‫والتشكيلية والتقنية‪ ،‬وينحصر في التعامل مع ظاهرية الصــورة فــي‬
‫استقلل عن فاعلها ‪ ،l’actant‬فإن المستوى الثاني يرتبط بالتــدليل أو‬
‫التأويل‪ ،‬أي )الحديث عن قيم دللية تعد الصورة مهدا لها‪ ،‬أي تقديم‬
‫الصورة من أجل التمثيل لقيمة ما أو قيم ما(‪.‬‬
‫تركيب الرسالة البصرية‬ ‫‪.1‬‬

‫وهو القاعدة الساسية‪ ،‬التي يتبعها السيميائي في تركيــب الصــورة‬


‫ابتــداء مــن شــكلها‪ ،‬إلــى تنظيمهــا الــداخلي والتنظيــم الجمــالي‬
‫واستخدام اللوان وعمق الصورة‪:‬‬
‫‪-‬الطار‪ :‬وهو الفضاء الذي نعطيه للصورة بغرض ملحظتهــا ويكــون‬
‫إما مستطيل أفقيا أو عموديا‪.‬‬
‫‪-‬التنظيم الداخلي ‪:‬ويشمل‪:‬‬
‫المحيي ييييييي‪ :‬يقسم الصورة إلــى قســمين‪،‬القســم‬ ‫‪-‬‬

‫اليسر‪،‬يمثل الحاضر أو الماضي القريب‪ ،‬والجزء اليمن يمثــل‬


‫المستقبل القريب‪.‬‬
‫‪ -‬ييييي يييييي ييي يي ي‪ :‬قطر القتراب مــن الزاويــة العليــا‬
‫اليمنى نحو الزاويــة الســفلية اليســرى‪،‬وقطــر البتعــاد مــن الزاويــة‬
‫السفلى اليسرى إلى الزاوية العليا اليسرى كمايلي‪:‬‬
‫‪-‬يييييي يييييي‪ :‬الذي يفرق بيــن الرض والســماء‪ ،‬كمــا يفــرق‬
‫بين المنطقة المادية والمنطقة المعنوية‪.‬‬
‫‪-‬التنظيــم الجمــالي‪ :‬فالصــورة يمكــن أن تقســم إلــى )‪ (04‬أســطر‬
‫متموضعة في ثلث الصورة والتقاطعــات لهــذه الســطر هــي نقــاط‬
‫القــوة الــتي يســتعملها الســيميولوجي لوضــع الرمــوز المفتاحيــة‬
‫للصورة‪.‬‬
‫‪-‬الضوء‪-‬اللون بالسود والبيــض‪ :‬عنــد أخــد صــورة بــاللونين الســود‬
‫والبيض فإنها تــترجم موقــع لفعــل ماضــي‪ ،‬أمــا اســتخدام اللــوان‬
‫سواء بالضاءة الشمسية التي تخلق إحساسا بالطبيعـة‪ ،‬أو الضـاءة‬
‫الصطناعية واستخدام القلم الملون وتناسق اللوان الذي يزيد مــن‬
‫ديناميكية الصورة وحيويتها‪.‬‬
‫‪-‬العمق‪ :‬إذا كان الموضوع واضــحا‪ ،‬فعلــى الســيميولوجي أن يبعــده‬
‫عن عمق المجال‪ ،‬وإذا كان غامضا فــإنه يكــون متضــمنا فــي عمــق‬
‫المجال‪.‬‬

‫‪DENOTATION‬‬ ‫المججججججازي‪ET:‬‬ ‫المعنجججججى الحقيقجججججي والمعنجججججى‬ ‫‪.2‬‬


‫‪:CONNOTATION‬‬
‫في الرسالة اللسانية‪ ،‬المعنــى الحقيقــي هــو المعنــى الصــلي‬
‫للكلمة‪ ،‬أما المعنــى المجــازي فهــو مفهــوم مــن المفــاهيم الثانويــة‬
‫لنفس الكلمة وهي معــاني فــي غالبهــا غيــر موضــوعية أي عاطفيــة‬
‫تخيلية‪ ،‬ويعّبر عنها عن طريق أوجه البلغة كالكنايــة‪ ،‬والســتعارة…‬
‫وتكون الكلمة أحادية المفهوم ‪ MONOSEMIE‬عندما تعــبر شــيء واحــد‬
‫وواضح‪ ،‬ومتعدد المفهــوم ‪ POLYSEMIE‬عنــدما تعــبر عــن عــدة أشــياء‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫أما في الرسالة اليقونة)الصــورة(‪ .‬فالســؤال‪ :‬مــاذا تــرى فــي‬
‫ســر‬‫الصورة؟ أي وصفها يمثــل المعنــى الحقيقــي لهــا‪ ،‬والســؤال‪ :‬ف ّ‬
‫هــذه الصــورة؟ يمثــل معناهــا المجــازي‪ ،‬وعــن تعــدد المفهــوم فــي‬
‫الصورة‪ ،‬فقد تم إجراء تجربة من خلل تقــديم خمســة صــور بــدون‬
‫عنوان ول شرح إلى مجموعة من الشخاص المختلفين فــي الســن‬
‫والمســتوى الثقــافي‪ ،‬حيــث طلــب منهــم الجابــة علــى الســؤالين‬
‫السابقين وتــم اســتنتاج أن مفهــوم المعنــى المجــازي يتعــدد ويعــود‬
‫الســبب فــي ذلــك إلــى الظــروف الجتماعيــة والثقافيــة‪ .28‬كمــا أن‬
‫دم حقائق موضوعية‪،‬واضحة انطلقا مــن النــص‬ ‫المعنى الحقيقي يق ّ‬
‫دم قيــم ذاتيــة‪،‬‬‫والصورة‪ ،‬في حين أن المعنى المجازي )الرمزي( يق ّ‬
‫شاعرية‪ ،‬سيكولوجية وعاطفية‪:29‬‬
‫وفــي الحقــل الشــهاري‪ ،‬نجــد هــذين النظــامين فــي الرســائل‬
‫الشهارية‪ ،‬حيث يتم صنع بعض الرسائل حســب الوظيفــة الحقيقيــة‬
‫فهي رسائل معنية بالمعلومات الخاصة بالمنتوج وفقيرة مــن ناحيــة‬
‫دم وتعرض الشيء الذي يحتل الفضاء فيهــا‪،‬‬ ‫الرموز‪ ،‬فهي رسائل تق ّ‬
‫فهو إشهار غرضه الشهرة )إعلمي(‪ ،‬وهناك بعض الرســائل يحــدث‬
‫معها العكس‪ ،‬إذ يتم صنعها حسب الوظيفــة المجازيــة‪،‬فهــي فقيــرة‬
‫مــن حيــث المعلومــات الخاصــة بالموضــوع‪ ،‬وغنيــة مــن حيــث‬
‫الشتراكات المختلفة فتمر من الشــيء إلــى الشــارة الــتي يختفــي‬
‫أمامهـــا الموضـــوع المـــروج لـــه أمـــام العاطفيـــة والشـــاعرية‬
‫والسيكولوجية‪.30‬‬
‫السند والمتغير‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫السؤال الذي يطرح هنا هو‪:‬ما هو العنصر المهم في الصــورة؟‬


‫عن طريق استعمال السند والمتغيــر‪ ،‬يمكــن تأســيس المعنــى فــي‬
‫الصورة وكشف العنصر المهم فيها‪.‬‬
‫مثال‪ :‬يد تلبس قفازا‪ ،‬القفاز هو السند‪ ،‬أما المادة فهي المتغير)قــد‬
‫يكون القفاز مــن صــوف‪ ،‬قطــن‪ ،‬جلــد‪ ،(...،‬بوجــود المتغيــر يختلــف‬
‫المعنــى‪،‬كــذلك التحليــل يعتمــد كــثيرا علــى الشــياء والشــخاص‬
‫الموجودين على الصورة‪ ،‬إذا ليــس الســند مــن يعطــي المعنــى‪،‬بــل‬
‫إدخــال المتغيــر هــو الــذي يعطــي المعنــى‪ ،‬وبــذلك فحســن اختيــار‬
‫المتغير من طــرف الســيميولوجي هــو الــذي يرفــع معنــى التصــال‬
‫وضح العنصر المهم‪.31‬‬ ‫وي ّ‬
‫وأخيرا هنالك جانب آخر لجدلية الخطاب الرمزي‪/‬اليحائية ‪/‬اللغــة‬
‫الواصفة‪ .‬ويتعلق المر بالنسق الوصفي‪ .‬فتحليل الصــورة اليحائيــة‬
‫يتطلب مبدئيا استعمال نسق تختلف قواعــده وأشــكاله عـن قواعـد‬
‫وأشكال الصورة ‪ -‬الموضوع‪ ،‬واللغة أيضا‪ .‬وهنا يطــرح الســؤال‪ :‬إذا‬
‫كانت هنالك خاصية معينة للمدلولت اليحائية ول توجد لغة تحليليــة‬
‫تناســب هــذه الخاصــية فكيــف نســتطيع اللمــام بهــذه المــدلولت‬
‫اليحائية وتسميتها وهو سؤال صعب التجاوز‪.32‬‬
‫وقد اهتم "رولن بارث" بصفة خاصة بالصورة الشهارية ولكن اهتم‬
‫أيضــا بالنســاق الدلليــة غيــر اللســانية فــي تحليلــه الســيميولوجي‪،‬‬
‫وخاصــة فــي بحثــه}بلغــة الصــورة{‪ ،‬فيــرى‪ :‬أن للصــورة ثلث‬
‫رسائل‪:33‬‬
‫‪Le message linguistique‬‬ ‫ـ الرسالة اللغوية‪.‬‬
‫‪L’image dénotée‬‬ ‫ـ الصورة التقريرية‬
‫‪Rhétorique de l’image‬‬ ‫ـ بلغة الصورة‬
‫ولقد ورد في هذا المقام عدة شبكات لتحليل الصورة الثابتــة لكــثير‬
‫من المنظرين المعاصرين وعلى رأسهم "لوران جرفيرو" في كتابه‬
‫"انظر كيف نفهم تحليــل الصــورة‪ "34‬والعالمــان "بيروتــات وكــوكيل‬
‫"في كتابهما "دللة الصورة"‪ .35‬وإن ابتكار منهجيــة تحليــل الصــورة‬
‫عند هؤلء العلماء تقوم على ثلثة عناصر أساسية‪:36‬‬
‫وصف الرسالة‬ ‫•‬
‫‪37‬‬
‫مقاربة إيكونولوجية‬ ‫•‬
‫مقاربة سيميولوجية‬ ‫•‬
‫خلصة‬
‫لعل ما يبرر مشروعية البحث السيميائي للرســالة البصــرية‪ ،‬هــو‬
‫هــذا الكتســاح الملفــت الــذي فرضــته الصــورة بتجلياتهــا وأشــكالها‬
‫المختلفة في حياتنا اليومية‪ .‬فهي تغمرنا فــي الــبيت‪ ،‬فــي الشــارع‪،‬‬
‫في المؤسسة‪ .‬ولما كان المجتمع والثقافة السائدة يميلن كما يرى‬
‫بـــارث ‪ Barthes‬إلـــى تطـــبيع ‪ naturaliser‬البعـــد الرمـــزي والثقـــافي‬
‫واليديولوجي للصورة‪ ،‬فإن اللجوء إلى المقاربة السيميائية يعد في‬
‫منظورنــا خطــوة هامــة فــي الكشــف عــن القيــم الدلليــة‪ ،‬وإعــادة‬
‫المعنــى غيــر المــرئي للصــورة والنســان والتــاريخ‪ .38‬وإن مجمــل‬
‫الدللت التي تثيرهــا الرســالة البصــرية مــن خلل بعــديها اليقــوني‬
‫والتشكيلي ليست وليدة مادة تضمينية دالة من تلقاء ذاتها‪ ،‬وليست‬
‫وليــدة معــاني قــارة ومثبتــة فــي أشــكال ل تتغيــر‪ ،‬إنهــا أبعــاد‬
‫أنثروبولوجية واجتماعية مشـتقة مـن الوجـود النسـاني ذاتـه‪ .‬فهـي‬
‫لذلك ليست سابقة على الممارسة النســانية‪ ،‬إنهــا فــي الممارســة‬
‫النسانية وجزء منها‪ ،‬إنها مرتبطة بخطاب إنســاني يجنــح إلــى منــح‬
‫الظواهر الطبيعيــة أبعــادا دلليــة تتجــاوز البعــاد الماديــة الوظيفيــة‪.‬‬
‫ولهذا فاللوان والشكال والخطــوط تتســرب إلــى الصــورة محملــة‬
‫بدللتها السابقة‪ ،‬فالحمر في الصورة موجود باعتبار دللته السابقة‬
‫ل باعتبار وجوده المادي كلون ضمن ألوان أخرى‪ ،‬وكذلك المــر مــع‬
‫الخضــر والزرق والبيــض‪ .‬ومــا يصــدق علــى اللــون يصــدق علــى‬
‫الشكل الهندسي)المربع أو المثلث أو المستطيل أو الزوايا(‪ ،‬فلهذه‬
‫الشكال دللت أخرى غير التشــكيل الهندســي لفضــاءات مقتطعــة‬
‫من كون ل حد له‪ .‬وهذه الدللت تغنــي البعــد اليقــوني وتنــوع مــن‬
‫دللته‪ .‬وما يصدق على البعد التشكيلي يصدق على البعد اليقوني‪،‬‬
‫فالخطاب الثقافي هو الذي يحول الوجه واليماءة والعضو إلى بؤرة‬
‫لنتاج الدللت وتحديد أنماط استهلكها‪ ،‬وكما أشرنا إلــى ذلــك فــي‬
‫فقرات هذه الدراسة‪ ،‬نحن في حاجة إلى معرفة كــبيرة لدراك كــل‬
‫اليحاءات التي تثيرها إيماءة عجلــى أو نظــرة متوســلة أو ابتســامة‬
‫معلقة على شفاه حزينة‪.39‬‬
‫الهوامش‬
‫ بأعمعال الملتقعى الثعالث )السعلم‬،‫ ععدد خعاص‬.2004 ‫ سعنة‬.8 ‫ الععدد‬.‫ مجلعة الحيعاء‬.‫ واقع العالم السلمي والطعرق السعريعة للمعلومعات‬.‫ قدور عبد ال ثاني‬1
.425 ‫ ص‬.(‫هع‬1425 ‫ ربيع الول‬.25.26.27 ‫ أيام‬.‫الواقع والفاق‬..‫والمسلمون في القرن الخامس عشر‬
2
5 ‫ص‬.1997 1 ‫ ط‬.‫القاهرة‬.‫دار الشروق‬/.‫ قراءة الصورة وصور القراءة‬/‫صلح فضل‬.‫ع د‬.
.63 ‫ ص‬، ‫السنة‬، ‫ العدد‬، ‫ مجلة التصال‬: ‫عناصر البلغة ونظائرها في البلغة العربية وسيميولوجية السينيما‬.‫ ع ع محمود إبراقن‬3
.1996 ،5 ‫ العدد‬،‫ مجلة علمات‬،‫ ما هي الصورة؟ موقع سعيد بنكراد‬. ‫ حميد سلسي‬4
http://www.aljabriabed.com/n57_07.htm . 5
http://saidbengrad.free.fr/ar/art1.htm 6
7
http://www.aljabriabed.com/n57_07.htm
http://saidbengrad.free.fr/ar/art1.htm 8
message photographique, in Obvie et l'obus ; p 11 Le 9
www.google.fr .2001 .16 ‫ العدد‬.‫ مجلة علمات‬.‫ سيميولوجية الصورة الفوتوغرافية موقع محمد اسليم‬.‫ عبد الرحيم كمال‬10
1996 ،5 ‫ العدد‬،‫ مجلة علمات‬،‫ ما هي الصورة؟ موقع سعيد بنكراد‬. ‫ حميد سلسي‬11
www.google.fr .2001 .16 ‫ العدد‬.‫ مجلة علمات‬.‫ سيميولوجية الصورة الفوتوغرافية موقع محمد اسليم‬.‫ عبد الرحيم كمال‬12
www.google.fr .2001 .16 ‫ العدد‬.‫ مجلة علمات‬.‫ سيميولوجية الصورة الفوتوغرافية موقع محمد اسليم‬.‫ عبد الرحيم كمال‬13
1996 ،5 ‫ العدد‬،‫ مجلة علمات‬،‫ ما هي الصورة؟ موقع سعيد بنكراد‬. ‫ حميد سلسي‬14
www.google.fr .2001 .16 ‫ العدد‬.‫ مجلة علمات‬.‫ سيميولوجية الصورة الفوتوغرافية موقع محمد اسليم‬.‫ عبد الرحيم كمال‬15
Mythologies, Paris , Seuil , 1957 , p 200 Roland Barthes 16
www.google.fr .2001 .16 ‫ العدد‬.‫ مجلة علمات‬.‫ سيميولوجية الصورة الفوتوغرافية موقع محمد اسليم‬.‫ عبد الرحيم كمال‬17
Genzel david,/ de la publicité à la communication, opcit, p153 18
www.google.fr .2001 .16 ‫ العدد‬.‫ مجلة علمات‬.‫ سيميولوجية الصورة الفوتوغرافية موقع محمد اسليم‬.‫ عبد الرحيم كمال‬19
1996 ،5 ‫ العدد‬،‫ مجلة علمات‬،‫ ما هي الصورة؟ موقع سعيد بنكراد‬. ‫ حميد سلسي‬20
message photographique, in Obvie et l'obus ; p 11 Le 21
Rhétorique de l' image" , in Obvie et l'obus, Seuil, 1982 , p 25 22
message photographique, in Obvie et l'obus ; p 11 23
www.google.fr .2001 .16 ‫ العدد‬.‫ مجلة علمات‬.‫ سيميولوجية الصورة الفوتوغرافية موقع محمد اسليم‬.‫ عبد الرحيم كمال‬24
http://saidbengrad.free.fr/ar/art1.htm 25
26
.‫المرجع نفسه‬
http://www.aljabriabed.com/n57_07.htm 27
Bernard Cocula, Claude Peyroutet/ Sémantique de l’image , opcit. p37-38 28
Michel Jouve / communication et publicité : théorique et pratique, opcit p109 29
Genzel david,/ de la publicité à la communication, opcit, p153 30
Michel Jouve / communication et publicité : théorique et pratique, opcit p109 31
Rhétorique de l' image" , in Obvie et l'obus, Seuil, 1982 , p 25 32
Roland barthes.l’obvie et l’obtus.essais critiquesIII ed : du seuil.1982.p 16 ) 633
.Laurent gervereau/ voir comprendre analyser les images, Paris, Edition, découverte, 1994 ( ‫ ع‬34

Bernard cocula, claude peyroutet/ Sémantique de l’image, paris, librairie delygrave,1986 P24 (9 35
.8 ‫ص‬.2003 ‫مطبعة الشباب سنة‬.‫تشكيل رسوم الطفال وسيميولوجية التصال في الفن التشكيلي المعاصر‬.‫ع ع عبد ال ثاني قدور‬1036
37
Iconographie étude descriptive des différentes représentations figurées d’un même sujet ; ensemble classé des images
correspondantes ; étude de la représentation figurée dans une oeuvre particulière (ensemble de illustration d’un ouvrage)
‫ دراسة كل ما يمثل عهدا‬، ‫أيقنا دراسة كل ما يمثل شخصا‬: ‫إيكونوغرافيا‬
Iconologie dans la culture et l’art classiques, sciences et art de se servir des emblèmes ,symboles et allégories figuratifs ,
(étude de la formation ,de la transmission et de la signification des représentations figurées en art.
‫ شرح الرموز‬، ‫جدول الرموز‬، ‫ توضيح خصائص الرموز في النحت‬، ‫ توضيح خصائص الرموز في الرسم‬: ‫إيكونكلوجيا‬.
http://www.aljabriabed.com/n57_07.htm 38

http://saidbengrad.free.fr/ar/art1.htm 39

You might also like