Professional Documents
Culture Documents
استمتع بحياتك
استمتع بحياتك
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب :
ع
سـتـمـِتـ ْ
اِ ْ
بـحـيـاتـك
مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة
النبوية
حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين
سنة
في رسول الل ّه أ ُ
وةٌ س
ْ َ ِ َ ُ ِ م ِ ن ل َك ُ ْ
كا َ لَ َ
قد ْ َ
ة سن َ ٌح َ
َ
بقلم /د.محمد بن عبد الّرحمن
العريفي
أستاذ جامعي ،خطيب جامع البواردي بالرياض
محاضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس
عضو الهيئة العليا للعلم السلمي
مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات الجتماعية
6/2/1427هـ الموافق 6/3/2006م
تنبيه هام جدا ً :هذه النسخة
ليست للتصوير ول للنشر ،
فأرجو مراعاة ذلك ،وفق
الله الجميع ..آمين .
1
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدمي ..سكبت روحي بين مقدمة
أسطره ..عصرت ذكرياتي لما كنت في السادسة
فيه .. عشرة من عمري وقع في
جعلتها كلمات من القلب إلى يدي -كتاب " فن التعامل مع
القلب .. الناس " لمؤلفه " دايل
وأقسم أنها خرجت من قلبي كارنيجي " كان كتابا ً رائعا ً
مشتاقة أن يكون مستقرها قرأته عدة مرات ..
قلبك ..فرحماك بها .. كان كاتبه اقترح أن يعيد
ما أعظم سروري لو علمت أن الشخص قراءته كل شهر ..
قارئا ً أو قارئة لهذه الورقات ففعلت ذلك ..جعلت أطبق
طبق ما فيه ..فشعر وشعر قواعده عند تعاملي مع
غيره بتطور مهاراته ..وازدادت الناس فرأيت لذلك نتائج
متعته في حياته .. عجيبة ..
فسطر بيمينه الطاهرة – كان كارنيجي يسوق القاعدة
مشكورا ً -رسالة عبر فيها عن ويذكر تحتها أمثلة ووقائع
ور مشاعره بصدق رأيه ..وص ّ لرجال تميزوا من قومه ..
وصراحة ..ثم أرسلها عبر بريد روزفلت ..لنكولن ..
أو رسالة جوال smsإلى كاتب جوزف ..مايك ..فبحثت في
هذه السطور ..لكون للطفه تاريخنا فرأيت أن في سيرة
شاكرا ً ..وبظهر الغيب له رسول الله eوأصحابه
داعيا ً .. ومواقف المتميزين من
أسأل الله أن ينفع بهذه رجال أمتنا ما يغنينا ..
الورقات ..وأن يجعلها خالصة فبدأت من ذلك الحين أؤلف
لوجهه الكريم .. هذا الكتاب في فن التعامل
كتبه الداعي لك بالخير/ مع الناس ..
د.محمد بن عبد الرحمن فهذا الكتاب الذي بين يديك
العريفي ليس وليد شهر أو سنة ..
بل هو نتيجة دراسات قمت
بداية .. بها لمدة عشرين عاما ً ..
ليست الغاية أن تقرأ كتابا ً ..بل نومع أن الله تعالى قد م ّ
الغاية أن تستفيد منه .. ي بتأليف قرابة العشرين عل ّ
عنوانا ً إلى الن ..إل أني
.1هؤلء لن يستفيدوا .. يأجد أن أحب كتبي إل ّ
أذكر أن رسالة جاءتني على وأغلها إلى قلبي ..وأكثرها
هاتفي المحمول ..نصها : فائدة عملية -فيما أظن –
فضيلة الشيخ ..ما حكم النتحار هو هذا الكتاب ..
؟ كتبت كلماته بمداد خلطته
2
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*** يعش أبد الدهر بين الحفر فاتصلت بالسائل فأجاب
تدري من الذي لن يستفيد من شاب في عمر الزهور ..
هذا الكتاب ،ول من أي كتاب قلت له :عفوا ً لم أفهم
آخر من كتب المهارات ؟! سؤالك ..أعد السؤال !
إنه الشخص المسكين الذي فأجاب بكل تضجر :السؤال
استسلم لخطائه وقنع واضح ..ما حكم النتحار ..
بقدراته ،وقال :هذا طبعي فأردت أن أفاجئه بجواب ل
الذي نشأت عليه ..وتعودت يتوقعه فضحكت وقلت :
عليه ،ول يمكن أن أغير مستحب ..
طريقتي ..والناس تعودوا علي صرخ :ماذا ؟!
بهذا الطبع .. قلت :أقول لك :حكم
أما أن أكون مثل خالد في النتحار أنه مستحب ..
طريقة إلقائه ..أو أحمد في لكن ما رأيك أن نتعاون في
بشاشته ..أو زياد في محبة تحديد الطريقة التي تنتحر
الناس له .. بها ..؟
فهذا محال .. سكت الشاب ..
جلست يوما ً مع شيخ كبير بلغ فقلت :طيب ..لماذا تريد
من الكبر عتيا ً ..في مجلس عام أن تنتحر ؟
،كل من فيه عوام متواضعو قال :لني ما وجدت وظيفة
القدرات .. ..والناس ما يحبونني ..
وكان الشيخ يتجاذب أحاديث وأصل ً أنا إنسان فاشل ..
عامة مع من بجانبه .. و ..
لم يكن يمثل بالنسبة لمن في وانطلق يروي لي قصة
المجلس إل واحدا ً منهم له حق مطولة تحكي فشله في
الحترام لكبر سنه ..فقط .. تطوير ذاته ..وعدم
ألقيت كلمة يسيرة ..ذكرت استعداده للستفادة بما هو
خللها فتوى للشيخ العلمة عبد متاح بين يديه من قدرات ..
العزيز بن باز .. وهذه آفة عند الكثيرين ..
فلما انتهيت ..قال لي الشيخ لماذا ينظر أحدنا إلى نفسه
مفتخرا ً :أنا والشيخ ابن باز كنا نظرة دونية ؟
زملء ندرس في المسجد عند لماذا يلحظ ببصره إلى
الشيخ محمد بن إبراهيم ..قبل الواقفين على قمة الجبل
أربعين سنة .. ويرى نفسه أقل من أن
التفت أنظر إليه ..فإذا هو قد يصل إلى القمة كما
انبلجت أساريره لهذه وصلوا ..أو على القل أن
المعلومة ..كان فرحا ً جدا ً لنه يصعد الجبل كما صعدوا ..
صاحب رجل ً ناجحا ً يوما ً من ومن يتهيب صعود الجبال
3
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مهاراته ..ويستفيد من الدهر ..
قدراته .. بينما جعلت أردد في
نفسي :ولماذا يا مسكين ما
.2ماذا سنتعلم ؟ صرت ناجحا ً مثل ابن باز ؟
يشترك الناس غالبا ً في أسباب ما دام أنك عرفت الطريق
الحزن والفرح .. لماذا لم تواصل ..؟
فهم جميعا ً يفرحون إذا كثرت لماذا يموت ابن باز فتبكي
أموالهم .. عليه المنابر ..والمحاريب ..
ويفرحون إذا ترقوا في أعمالهم والمكتبات ..وتئن أقوام
.. لفقده ..
ويفرحون إذا شفوا من ً
وأنت ستموت يوما من
أمراضهم .. الدهر ..ولعله ل يبكي عليك
ويفرحون إذا ابتسمت الدنيا لهم أحد ..إل مجاملة ..أو
..فتحققت لهم مراداتهم .. عادة !!..
وفي الوقت نفسه ..هم جميعا ً كلنا قد نقول يوما ً من اليام
يحزنون إذا افتقروا ..ويحزنون ..عرفنا فلنا ً ..وزاملنا
إذا مرضوا ..ويحزنون إذا ُأهينوا فلنا ً ..وجالسنا فلنا ً !!
.. وليس هذا هو الفخر ..إنما
فما دام ذلك كذلك ..فتعال الفخر أن تشمخ فوق القمة
نبحث عن طرق نديم فيها كما شمخ ..
أفراحنا ..ونتغلب بها على فكن بطل ً واعزم من الن
أتراحنا .. أن تطبق ما تقتنع بنفعه من
نعم ..سنة الحياة أن يتقلب قدرات ..كن ناجحا ً ..
ة ..أنا معك مر ٍ
ةو ُحلو ٍ
المرء بين ُ اقلب عبوسك ابتسامة ..
في هذا .. وكآبتك بشاشة ..وبخلك
ولكن لماذا نعطي المصائب كرما ً ..وغضبك حلما ً ..
والحزان في أحيان كثيرة أكبر اجعل المصائب أفراحا ً ..
من حجمها ..فنغتم أياما ً ..مع واليمان سلحا ً ..
إمكاننا أن نجعل غمنا ساعة .. استمتع بحياتك..فالحياة
ونحزن ساعات على ما ل قصيرة ل وقت فيها للغم..
يستحق الحزن ..لماذا ..؟! أما كيف تفعل ذلك ..فهذا
أعلم أن الحزن والغم يهجمان ما ألفت الكتاب لجله
على القلب ويدخلنه من غير كن معي وسنصل إلى الغاية
استئذان ..ولكن كل باب هم بإذن الله ..
يفتح فهناك ألف طريقة لغلقه بقي معنا ..
..هذا مما سنتعلمه .. البطل الذي لديه العزيمة
تعال إلى شيء آخر .. والصرار على أن يطور
4
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحمل أخطائهم .. كم نرى من الناس
التعامل مع أصحاب الخلقيات المحبوبين ..الذين يفرح
المؤذية .. الخرون بلقائهم ..
إلى غير ذلك ..فمرحبا ً بك .. ويأنسون بمجالستهم ..
أفلم تفكر أن تكون واحدا ً
كلمة .. منهم ..؟
ليس النجاح أن تكتشف ما يحب لماذا ترضى أن تبقى دائما ً
الخرون ..إنما النجاح أن جـبا ً ) بفتح الجيم ( ول مع َ
تمارس مهارات تكسب بها جـبا ًتسعى لن تكون مع ِ
محبتهم .. ) بكسرها ( !!
هنا سنتعلم كيف تصبح كذلك
.3لماذا نبحث عن المهارات؟ ..
زرت إحدى المناطق الفقيرة لماذا إذا تكلم ابن عمك في
للقاء محاضرة .. المجلس أنصت له الناس
جاءني بعدها أحد المدرسين وملك أسماعهم ..وأعجبوا
القادمين من خارج المنطقة .. بأسلوب كلمه ..
قال لي :نود أن تساعدنا في وإذا تكلمت أنت انصرفوا
كفالة بعض الطلب .. عنك ..وتنازعتهم الحاديث
قلت :عجبا ً !! أليست المدارس الجانبية ؟!
حكومية ..مجانية ؟! لماذا ؟
قال :بلى ..لكننا نكفلهم مع أن معلوماتك قد تكون
للدراسة الجامعية .. أكثر ..وشهادتك أعلى ..
قلت :كذلك الجامعة ..أليست ومنصبك أرفع ..
حكومية ..بل تصرف للطلب لماذا إذن استطاع ملك
مكافآت .. أسماعهم وعجزت أنت ؟!!
قال :سأشرح لك القصة .. لماذا ذاك الب يحبه أولده
ت ..قلت :ها ِ ويفرحون بمرافقته في كل
قال :يتخرج من الثانوية عندنا ذهاب ومجيء ..وآخر ل
طلب نسبتهم المئوية ل تقل يزال يلتمس من أولده
عن .. %99يملك من الذكاء مرافقته وهم يعتذرون
وّزع على أمة والفهم قدرا ً لو ُ بصنوف العذار ..لماذا ؟!
لكفاهم .. أليس كلهما أب ؟!!
فإذا تخرج وعزم أن يسافر خارج ولماذا ..ولماذا ..
قريته ليدرس في الطب أو سنتعلم هنا كيفية الستمتاع
الهندسة ..أو الشريعة ..أو بالحياة ..
الكمبيوتر ..أو غيرها ..منعه أساليب جذب الناس ..
أبوه وقال :يكفي ما تعلمت .. والتأثير فيهم ..
5
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو الناجحين أسريا ً ..كأب ناجح فاجلس عندي لرعي الغنم ..
مع أولده ..أو زوجة ناجحة مع صرخت من غير شعور :
زوجها .. رعي غنم !!
أو اجتماعيا ً ..كالناجح مع قال :نعم ..رعي غنم ..
جيرانه وزملئه .. وفعل ً يجلس المسكين عند
أعني الناجحين ..ول أعني أبيه يرعى الغنم ..وتموت
الصاعدين على أكتاف هذه القدرات والمهارات ..
الخرين !!.. وتمضي عليه السنين وهو
أتحدى أن تجد أحدا ً من هؤلء راعي غنم ..
بلغ مرتبة في النجاح ..إل وهو بل قد يتزوج ..ويرزق بأولد
يمارس مهارات معينة – شعر أو ..ويمارس معهم أسلوب
لم يشعر -استطاع بها أن يصل أبيه ..فيرعون الغنم !!
إلى النجاح .. قلت :والحل؟!
قد يمارس بعض الناس مهارات قال :الحل أننا نقنع الب
ناجحة بطبيعته ..وقد يتعلم باستخدام راعي غنم ..
آخرون مهارات فيمارسونها .. ببضع مئات من الريالت ..
فينجحون .. ندفعها نحن له ..وولده
نحن هنا نبحث عن هؤلء النابغة يستثمر مواهبه
الناجحين ..وندرس حياتهم .. وقدراته ..ونتكفل
ونراقب طريقتهم ..لنعرف ً
بمصاريف الولد أيضا حتى
كيف نجحوا ؟ وهل يمكن أن يتخرج ..
نسلك الطريق نفسه فننجح ثم خفض هذه المدرس
مثلهم ..؟ رأسه ..وقال :حرام أن
استمعت قبل فترة إلى مقابلة تموت المواهب والقدرات
مع أحد أثرياء العالم الشيخ في صدور أصحابها ..وهم
سليمان بن عبد الله الراجحي .. يتحسرون عليها ..
فوجدته جبل ً في خلقه وفكره .. تفكرت في كلمه بعدها ..
رجل يملك المليارات ..آلف فرأيت أننا ل يمكن أن نصل
العقارات ..بنى مئات إلى القمة إل بممارسة
المساجد ..كفل آلف اليتام .. مهارات ..أو اكتساب
رجل في قمة النجاح .. مهارات ..
تكلم عن بداياته قبل خمسين نعم ..
سنة ..كان من عامة الناس ..ل أتحدى أن تجد أحدا ً من
يكاد يملك إل قوت يومه وربما ل الناجحين ..سواء في علم ..
يجده أحيانا ً !.. أو دعوة ..أو خطابة ..أو
ذكر أنه ربما نظف بيوت بعض تجارة ..أو طب ..أو هندسة
الناس ليكسب رزقه ..وربما ..أو كسب محبة الناس ..
6
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
م ..
فهل ّ واصل ليله بنهاره عامل ً في
دكان أو مصرف ..
فكرة .. تكلم كيف كان في سفح
إذا صعدت الجبل فانظر إلى الجبل ..ثم ل زال يصعد
القمة ..ول تلتفت للصخور حتى وصل القمة ..
المتناثرة حولك .. جعلت أتأمل مهاراته
اصعد بخطوات واثقة ..ول وقدراته ..فوجدت أن كثيرا ً
تقفز فتزل قدمك .. منا يمكن أن يكون مثله
بتوفيق الله ..لو تعلم
.4طور نفسك .. مهارات وتدرب عليها ..
تجلس مع بعض الناس وعمره وثابر وثبت ..
عشرون سنة ..فترى له أسلوبا ً نعم ..
ومنطقا ً وفكرا ً معينا ً .. أمر آخر يدعونا إلى البحث
ثم تجلس معه وعمره ثلثون .. عن المهارات ..
ي ..لم فإذا قدراته هي ه َ هو أن بعضنا يكون عنده
يتطور فيه شيء .. قدرات على البداع لكنه
بينما تجلس مع آخرين فتجدهم غافل عنها ..أو لم يساعده
يستفيدون من حياتهم ..تجده أحد على إذكائها ..
كل يوم متطورا ً عن اليوم الذي كقدرة على اللقاء ..أو فكر
قبله ..بل ما تمر ساعة إل تجاري ..أو ذكاء معرفي ..
ارتفع بها دينا ً أو دنيا .. قد يكتشف هذه القدرات
إذا أردت أن تعرف أنواع الناس بنفسه ..أو يذكي هذه
في ذلك ..فتعال نتأمل في المهارات مدرس ..أو
أحوالهم واهتماماتهم .. مسئول وظيفي ..أو أخ
القنوات الفضائية مثل ً .. ناصح ..
من الناس من يتابع ما ينمي وما أقّلهم ..
فكره المعرفي ..ويطور وقد تبقى هذه المهارات
ذكاءه ..ويستفيد من خبرات حبيسة النفس حتى يغلبها
الخرين من خلل متابعة الطبع السائر بين الناس ..
الحوارات الهادفة ..يكتسب وتموت في مهدها ..
منها مهارات رائعة في ونفقد عندها قائدا ً أو خطيبا ً
النقاش ..واللغة ..والفهم .. أو عالما ً ..أو ربما زوجا ً
وسرعة البديهة ..والقدرة على ناجحا ً أو أبا ً ناصحا ً ..
المناظرة ..وأساليب القناع .. نحن هنا سنذكر مهارات
ومن الناس من ل يكاد يفوته متميزة نذكرك بها إن كانت
مسلسل يحكي قصة حب فاشلة عندك ..وندربك عليها إن
..أو مسرحية عاطفية ..أو كنت فاقدا ً لها ..
7
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفيدة والمعلومات النافعة فيلم خيالي مرعب ..أو
التي تساعد على تطوير أفلم لقصص افتراضية
الذات ..وتنمية المهارات .. تافهة ..ل حقيقة لها ..
وزيادة المعارف .. تعال بالله عليك ..وانظر
بينما كم الذين ل يكادون إلى حال الول وحال الثاني
يلتفتون إلى غير الصفحات بعد خمس سنوات ..أو عشر
الرياضية والفنية ؟! ..
حتى صارت الجرائد تتنافس في أيهما سيكون أكثر تطورا ً
تكثير الصفحات الرياضية في مهاراته ؟ في القدرة
والفنية ..على حساب غيرها .. على الستيعاب ؟ في سعة
قل مثل ذلك في مجالسنا التي الثقافة ؟ في القدرة على
نجلسها ..وأوقاتنا التي نصرفها القناع ؟ في أسلوب
.. التعامل مع الحداث ؟
ً
فأنت إذا أردت أن تكون رأسا ل ل شك أنه الول ..
ذيل ً ..احرص على تتبع بل تجد أسلوب الول مختلفا ً
المهارات أينما كانت ..دّرب ..فاستشهاداته بنصوص
نفسك عليها .. شرعية ..أو أرقام
كــان عبــد اللــه رجل ً متحمســا ً .. وحقائق ..
لكنــه تنقصــه بعــض المهــارات .. أما الثاني فاسشهاداته
خرج يوما ً من بيته إلــى المســجد بأقوال الممثلين ..والمغنين
ليصلي الظهر ..يسوقه الحــرص ..
علــى الصــلة ويــدفعه تعظيمــه حتى قال أحدهم يوما ً في
للدين .. معرض كلمه ..والله يقول :
كــان يحــث خطــاه خوف ـا ً مــن أن ع يا عبدي وأنا أسعى س َ
اِ ْ
تقام الصــلة قبــل وصــوله علــى معاك !!
المسجد .. فنبهناه إلى أن هذه ليست
مــر أثنــاء الطريــق بنخلــة فــي آية ..فتغير وجهه وسكت ..
أعلها رجل بلباس مهنته يشتغل ثم تأملت العبارة ..فإذا
بإصلح التمر .. الذي ذكره هو مثل مصري
عجب عبد الله من هــذا الــذي مــا انطبع في ذهنه من إحدى
اهتم بالصلة ..وكــأنه مــا ســمع المسلسلت !!
إذانا ً ول ينتظر إقامة !!.. نعم ..كل إناء بما فيه
فصاح به غاضبا ً :انزل للصلة .. ينضح ..
فقال الرجل بكل برود :طيب .. بل تعال إلى جانب آخر ..
طيب .. في قراءة الصحف والمجلت
فقال :عجل ..صل يا حمار !! ..كم هم أولئك الذين
فصرخ الرجل :أنا حمار !!..ثــم يهتمون بقراءة الخبار
8
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحرارة ..وقــال :أشــكرك علــى انتزع عسيبا ً من النخلة ونزل
هذه الخلق الرائعة ..أمــا الــذي ليفلق به رأسه !!
مــر بــي الظهــر فيــا ليتنــي أراه غطى عبد الله وجهه بطــرف
لعلمه من الحمار !! غترته لئل يعرفــه ..وانطلــق
يعدو إلى المسجد ..
نتيجة نزل الرجل من النخلة غاضبا ً
مهاراتك في التعامل مع ..ومضــى إلــى بيتــه وصــلى
الخرين ..على أساسها تتحدد وارتاح قليل ً ..ثم خــرج إلــى
طريقة تعامل الناس معك .. نخلته ليكمل عمله ..
دخل وقت العصر وخرج عبــد
.5ل تبك على اللبن المسكوب الله إلى المسجد ..
.. مـــّر بالنخلـــة فـــإذا الرجـــل
بعض الناس يعتبر طبعه الذي فوقها ..
نشأ عليه ..وعرفه الناس به .. فقـــال :الســـلم عليكـــم ..
وتكونت في أذهانهم الصورة كيف الحال ..
الذهنية عنه على أساسه .. قال :الحمد لله بخير ..
يعتبره شيئا ً لزما ً له ل يمكن قــال :بشــر !! كيــف الثمــر
تغييره ..فيستسلم له ويقنع .. هذه السنة ..
كما يستسلم لشكل جسمه أو قال :الحمد لله ..
لون بشرته ..إذ ل يمكنه تغيير قال عبد اللــه :اللــه يوفقــك
ذلك .. ويرزقــك ..ويوســع عليــك ..
مع أن الذكي يرى أن تغيير ول يحرمك أجر عملك وكــدك
الطباع لعله أسهل من تغيير لولدك ..
الملبس !! ابتهج الرجــل لهــذا الــدعاء ..
فطباعنا ليست كاللبن فأمن على الدعاء وشكر ..
المسكوب الذي ل يمكن تداركه فقال عبــد اللــه :لكــن يبــدو
أو جمعه ..بل هي بين أيدينا .. أنك لشدة انشغالك لم تنتبــه
بل نستطيع بأساليب معينة أن إلــى أذان العصــر !! قــد أذن
نغير طباع الناس ..بل عقولهم العصــر ..والقامــة قريبــة ..
– ربما !! - فلعلك تنــزل لترتــاح وتــدرك
ذكر ابن حزم في كتابه طوق الصلة ..وبعد الصــلة أكمــل
الحمامة : عملــك ..اللــه يحفــظ عليــك
أنه كان في الندلس تاجر صحتك ..
مشهور ..وقع بينه وبين أربعة فقــــال الرجــــل :إن شــــاء
من التجار تنافس ..فأبغضوه .. الله ..إن شاء الله ..
وعزموا على أن يزعجوه .. وبدأ ينزل برفق ..ثــم أقبــل
فخرج ذات صباح من بيته متجها ً علـــى عبـــد اللـــه وصـــافحه
9
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عموما ً جميلة ..ل تحزن ..ثم إلى متجره ..لبسا ً قميصا ً
مضى ..فجعل التاجر يصيح أبيض وعمامة بيضاء ..
به ..العمامة بيضاء ..وينظر لقيه أولهم فحياه ثم نظر
إليها ..ويقلب أطرافها .. إلى عمامته وقال :ما أجمل
جلس في دكانه قليل ً ..وهو ل هذه العمامة الصفراء ..
يكاد يصرف بصره عن طرف يفقال التاجر :أعم َ
عمامته .. بصُرك ؟!! هذه عمامة بيضاء
دخل عليه الرابع ..وقال :أهل ً ..
يا فلن ..ما شاء الله !! من أين فقال :بل صفراء ..صفراء
اشتريت هذه العمامة الحمراء ؟! لكنها جميلة ..
فصاح التاجر :عمامتي زرقاء .. تركه التاجر ومضى ..
قال :بل حمراء .. فلما مشى خطوات لقيه
قال التاجر :بل خضراء ..ل .. الخر ..فحياه ثم نظر إلى
ل ..بل بيضاء ..ل ..زرقاء .. عمامته وقال :ما أجملك
سوداء .. اليوم ..وما أحسن لباسك ..
ثم ضحك ..ثم صرخ ..ثم خاصة هذه العمامة
بكى ..وقام يقفز !! الخضراء ..
قال ابن حزم :فلقد كنت أراه فقال التاجر :يا رجل
بعدها في شوارع الندلس العمامة بيضاء ..
مجنونا ً يحذفه الصبيان قال :بل خضراء ..
)(1
بالحصى !! قال :بيضاء ..اذهب عني ..
فإذا كان هؤلء بمهارات بدائية ومضى المسكين يكلم نفسه
غيروا طبع رجل ..بل غيروا ..وينظر بين الفينة
عقله .. والخرى إلى طرف عمامته
فما بالك بمهارات مدروسة .. المتدلي على كتفه ..ليتأكد
منورة بنصوص الوحيين .. أنها بيضاء ..وصل إلى دكانه
يمارسها المرء تعبدا ً لله تعالى ..وحرك القفل ليفتحه ..
بها .. فأقبل إليه الثالث :وقال :
فطبق ما تقف عليه من مهارات يا فلن ..ما أجمل هذا
حسنة لتسعد .. الصباح ..خاصة لباسك
وإن قلت لي :ل أستطيع !.. الجميل ..وزادت جمالك هذه
قلت :حاول .. العمامة الزرقاء ..
وإن قلت :ل أعرف !! ..قلت : نظر التاجر إلى عمامته
تعلم .. ليتأكد من لونها ..ثم فرك
قال : rإنما العلم بالتعلم ، عينيه ..وقال :يا أخي
عمامتي بيضااااااء ..
( ) 1القصة على ذمة ابن حزم ..رحمممه
قال :بل زرقاء ..لكنها
الله .
10
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..وذاك يستشيره ..وثالث وإنما الحلم بالتحلم ..
يعرض عليه مشكلة ..ولو جلس
في مكتبه وسمح للطلب وجهة نظر ..
بالدخول لمتلت غرفته في البطل يتجاوز القدرة على
لحظات ..الكل يحب مجالسته .. تطوير مهاراته ..إلى القدرة
بينما مدرس آخر ..أو على تطوير مهارات
مدرسون ..يمشي أحدهم في الناس ..وربما تغييرها !!
مدرسته وحده ..ويخرج من
مسجد المدرسة وحده ..فل .6كن متميزا ً ..
طالب يقترب مبتهجا ً مصافحا ً .. لماذا يتحاور اثنان في
أو شاكيا ً مستشيرا ً ..ولو فتح مجلس فينتهي حوارهما
مكتبه من طلوع الشمس إلى بخصومة ..بينما يتحاور
غروبها ..وآناء الليل وأطراف آخران وينتهي الحوار بأنس
النهار ..لما اقترب منه أحد أو ورضا ..
رغب في مجالسته ..لماذا ؟!! إنها مهارات الحوار ..
إنها مهارات التعامل مع لماذا يخطب اثنان الخطبة
الناس .. نفسها بألفاظها نفسها ..
لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس فترى الحاضرين عند الول
عام هش الناس في وجهه ما بين متثائب ونائم ..أو
وبشوا ..وفرحوا بلقائه ..وود عابث بسجاد المسجد ..أو
كل واحد لو يجلس بجانبه .. مغير لجلسته مرارا ً ..
بينما يدخل آخر ..فيصافحونه بينما الحاضرون عند الثاني
مصافحة باردة -عادة أو مجاملة منشدون متفاعلون ..ل تكاد
– ثم يتلفت يبحث له عن مكان ترمش لهم عين أو يغفل
فل يكاد أحد يوسع له أو يدعوه لهم قلب ..
للجلوس إلى جانبه ..لماذا ؟!! إنها مهارات اللقاء ..
إنها مهارات جذب القلوب لماذا إذا تحدث فلن في
والتأثير في الناس .. المجلس أنصت له السامعون
لماذا يدخل أب إلى بيته فيهش ..ورموا إليه أبصارهم ..
أولده له ..ويقبلون إليه فرحين بينما إذا تحدث آخر انشغل
.. الجالسون بالحاديث الجانبية
بينما يدخل الثاني على أولده .. ..أو قراءة الرسائل من
فل يلتفتون إليه .. هواتفهم المحمولة ..
إنها مهارات التعامل مع إنها مهارات الكلم ..
البناء .. لماذا إذا مشى مدرس في
قل مثل ذلك في المسجد .. ممرات مدرسته رأيت
وفي العراس ..وغيرها .. الطلب حوله ..هذا يصافحه
11
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوقفني وأنا خارج ويقول :يا يختلف الناس بقدراتهم
شيخ !..أنت زعلن مني ؟! ومهاراتهم في التعامل مع
قلت :لماذا ؟ الخرين ..وبالتالي يختلف
قال :لنك وأنت داخل تبتسم الخرون في طريقة
وتسلم وأنت فرحان ..أما وأنت الحتفاء بهم أو معاملتهم ..
خارج فتكون غير مبتسم ول والتأثير في الناس وكسب
فرحان !! محبتهم أسهل مما
ً
وكان رجل ً بسيطا ..فبدأ تتصور !..
المسكين يقسم لي أنه يحبني ل أبالغ في ذلك فقد جربته
ويفرح برؤيتي .. مرارا ً ..فوجدت أن قلوب
فاعتذرت منه وبينت له سبب أكثر الناس يمكن صيدها
انشغالي .. بطرق ومهارات سهلة ..
ثم انتبهت فعل ً إلى أن هذه بشرط أن نصدق فيها
المهارات مع تعودنا عليها تصبح ونتدرب عليها فنتقنها ..
من طبعنا ..يلحظها الناس إذا والناس يتأثرون بطريقة
غفلنا عنها .. تعاملنا ..وإن لم نشعر ..
إضاءة .. أتولى منذ ثلث عشرة سنة
ل تكسب المال وتفقد الناس .. المامة والخطابة في جامع
فإن كسب الكلية المنية ..
الناس طريق لكسب المال .. كان طريقي إلى المسجد
يمر ببوابة يقف عندها
.7أي الناس أحب إليك ؟ حارس أمن يتولى فتحها
تكون أقوى الناس قدرة على وإغلقها ..
استعمال مهارات التعامل مع كنت أحرص إذا مررت به أن
الخرين عندما تتعامل مع كل أمارس معه مهارة البتسامة
أحد تعامل ً رائعا ً يجعله يشعر أنه ..فأشير بيدي مسلما ً
أحب الناس إليك .. مبتسما ً ابتسامة واضحة ..
فتتعامل مع أمك تعامل ً رائعا ً وبعد الصلة أركب سيارتي
مشبعا ً بالتفاعل والنس راجعا ً للبيت ..
والحتفاء إلى درجة أنها تشعر وفي الغالب يكون هاتفي
أن هذا التعامل الراقي لم يلقه المحمول مليئا ً باتصالت
أحد منك قبلها .. ورسائل مكتوبة وردت أثناء
وقل مثل ذلك عند تعاملك مع الصلة ..فأكون مشغول ً
أبيك ..مع زوجتك ..أولدك .. بقراءة الرسائل فيفتح
زملئك .. الحارس البوابة وأغفل عن
بل قل مثله عند تعاملك مع من التبسم ..
تلقاهم مرة واحدة ..كبائع في حتى تفاجأت به يوما ً
12
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحب الناس إلى رسول الله دكان ..أو عامل في محطة
.. r وقود ..
فأراد أن يقطع الشك باليقين .. كل هؤلء تستطيع أن
فأقبل يوما ً إلى النبي r تجعلهم يجمعون على أنك
وجلس إليه ..ثم قال : أحب الناس إليهم إذا
يا رسول الله ..أي الناس أحب أشعرتهم أنهم أحب الناس
إليك ؟ إليك ..
فقال : rعائشة .. وقد كان rقدوة في ذلك ..
قال عمرو :ل ..من الرجال يا إذ أن من تتبع سيرته ..وجد
رسول الله ؟ لست أسألك عن أنه كان يتعامل بمهارات
أهلك .. أخلقية راقية ..فيعامل كل
فقال : rأبوها .. أحد يلقاه بمهارات من
قال عمرو :ثم من ؟ احتفاء وتفاعل وبشاشة ..
قال :ثم عمر بن الخطاب .. حتى يشعر ذلك الشخص أنه
قال :ثم أي ..فجعل النبي r أحب الناس إليه ..وبالتالي
يعدد رجال ً ..يقول :فلن ..ثم يكون هو أيضا ً rأحب الناس
فلن .. إليهم ..لنه أشعرهم
بحسب سبقهم إلى السلم .. بمحبته ..
وتضحيتهم من أجله .. كان عمرو بن العاص tداهية
ت مخافة أن قال عمرو :فسك ّ من دهاة العرب ..حكمة
يجعلني في آخرهم .. وفطنة وذكاءً ..فأدهى
فانظر كيف استطاع rأن يملك العرب أربعة ..عمرو واحد
قلب عمرو بمهارات أخلقية منهم ..
مارسها معه .. أسلم عمرو وكان رأسا ً في
بل كان عليه الصلة والسلم قومه ..
ينزل الناس منازلهم .. فكان إذا لقي النبي rفي
وقد يترك أشغاله لجلهم .. طريق رأى البشاشة والبشر
لشعارهم بمحبته لهم وقدرهم والمؤانسة ..
عنده .. وإذا دخل مجلسا ً فيه النبي
لما توسع rبالفتوحات وبدأ rرأى الحتفاء والسعادة
ينتشر السلم .. بمقدمه ..
جعل rيرسل الدعاة من عنده وإذا دعاه النبي .. rناداه
لدعوة القبائل إلى السلم .. بأحب السماء إليه ..
وربما احتاج المر أن يرسل شعر عمرو بهذا التعامل
جيشا ً .. الراقي ..ودوام
وكان عدي بن حاتم الطائي .. الهتمام والتبسم أنه
13
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على شيء يرضيهما .. (2) .. ملكا ً ابن ملك ..
يقول عدي وهو يحكي قصة فوقع بين قبيلته " طي "
ذهابه إلى المدينة : وبين المسلمين حرب ..
ما رجل من العرب كان أشد وكان عدي قد هرب من
كراهة لرسول الله rمني .. الحرب فلم يشهدها ..
وكنت على دين النصرانية .. واحتمى بالروم في الشام ..
وكنت ملكا ً في قومي لما كان وصل جيش المســلمين إلــى
يصنع بي . ديار طيء ..
فلما سمعت برسول الله r كانت هزيمة طيــء ســهلة ..
كرهته كراهية شديدة .. فل ملــك يقــود ..ول جيــش
فخرجت حتى قدمت الروم على مرتب ..
قيصر .. وكــــان المســــلمون فــــي
قال :فكرهت مكاني ذلك .. حروبهـــم ..يحســـنون إلـــى
فقلت :والله لو أتيت هذا الناس ..ويعطفون وهم في
الرجل ..فإن كان كاذبا ً لم قتال ..
يضرني ..وإن كان صادقا ً علمت كان المقصود صـد كيـد قـوم
.. عــــدي عــــن المســــلمين ..
فقدمت فأتيته ..فلما دخلت وإظهـــار قـــوة المســـلمين
المدينة جعل الناس يقولون : لهم ..
هذا عدي بن حاتم ..هذا عدي أسر المســلمون بعــض قــوم
بن حاتم .. عدي ..وكان من بينهم أخت
فمشيت حتى أتيت فدخلت لعدي بن حاتم ..
على رسول الله rفي المسجد مضـــــوا بالســـــرى إلـــــى
فقال لي :عدي بن حاتم ؟ المدينة ..حيــث رســول اللــه
قلت :عدي بن حاتم .. .. وأخبروا النبي بفرار
فرح النبي rبمقدمه ..واحتفى عدي إلى الشام ..
به ..مع أن عديا ً محارب فعجب من فراره !! كيــف
للمسلمين وفاٌر من الحرب .. يفر من الدين ؟ كيــف يــترك
ئ إلى ومبغض للسلم ..ولج ٌ قومه ؟
النصارى ..ومع ذلك لقيه r ولكن لم يكــن إلــى الوصــول
إلى عدي سبيل ..
بالبشاشة والبشر ..وأخذ بيده
يسوقه معه إلى بيته .. لم يطب المقام لعدي في
ديار الروم ..فاضطر
عدي وهو يمشي بجانب النبي r
للرجوع لديار العرب ..ثم لم
يرى أن الرأسين متساويان !!..
يجد بدا ً من أن يذهب إلى
فمحمد ) ( rملك على المدينة
المدينة للقاء النبي r
ومصالحته ..أو التفاهم
) ( وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب . 2
14
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على النبي .. r وما حولها ..وعدي ملك
فماذا قال الرجل ؟ هل قال :يا على جبال طي وما حولها ..
رسول الله عندي أموال زائدة ومحمد ) ( rعلى دين
أبحث لها عن فقير ؟! أم قال : سماوي " السلم " ..وعدي
حصدت أرضي وزاد عندي على دين سماوي "
الثمر ..فماذا أفعل به ؟ النصرانية " ..
يا ليته قال شيئا ً من ذلك ..لعل ومحمد ) ( rعنده كتاب
عديا ً إذا سمعه يشعر بغنى منزل " القرآن " ..وعدي
المسلمين وكثرة أموالهم .. عنده كتاب منزل " النجيل "
قال الرجل :يا رسول الله .. ..
أشكو إليك الفاقة والفقر .. كان عدي يشعر أنه ل فرق
ما يكاد هذا الرجل يجد طعاما ً بينهما إل في القوة والجيش
يسد به جوعة أولده ..ومن ..
حوله من المسلمين يعيشون في أثناء الطريق وقعت
على الكفاف ليس عندهم ما ثلثة مواقف :
يساعدونه به .. بينما هما يمشيان إذا بامرأة
قال الرجل هذه الكلمات وعدي قد وقفت في وسط
يسمع ..فأجابه النبي rبكلمات الطريق فجعلت تصيح :يا
ومضى .. رسول الله ..لي إليك
فلما مشيا خطوات ..أقبل رجل حاجة ..
آخر ..قال :يا رسول الله أشكو فانتزع النبي rيده من يد
إليك قطع الطريق !! عدي ومضى إليها ..وجعل
يعني أننا يا رسول الله لكثرة يستمع إلى حاجتها ..
أعدائنا حولنا ل نأمن أن نخرج عدي بن حاتم ..الذي قد
عن بنيان المدينة لكثرة من عرف الملوك والوزراء جعل
يعترضنا من كفار أو لصوص .. ينظر إلى هذا المشهد ..
أجابه النبي rبكلمات ومضى .. ويقارن تعامل النبي rمع
جعل عدي يقلب المر في الناس بتعامل من رآهم من
نفسه ..هو في عز وشرف في قبل من الرؤساء والسادة ..
قومه ..وليس له أعداء فتأمل طويل ً ثم قال :والله
يتربصون به .. ما هذه بأخلق الملوك ..
فلماذا يدخل هذا الدين الذي هذه أخلق النبيااااااء ..
أهله في ضعف ومسكنة .. وانتهت المرأة من حاجتها ..
وفقر وحاجة .. فعاد النبي rإلى عدي ..
وصل إلى بيت النبي .. r ومضيا يمشيان ..فبينما هما
فدخل ..فإذا وسادة واحدة كذلك ..فإذا برجل يقبل
فدفعها النبي rإلى عدي إكراما ً
15
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الول rمع عدي ..قال :ألست له ..وقال :خذ هذه فاجلس
من الركوسية .. عليها ..فدفعها عدي إليه
فقال عدي :بلى .. قال :بل اجلس عليها
فقال : rفإنك إذا غزوت مع أنت ..فقال : rبل أنت ..
)(3
قومك تأكل فيهم المرباع ؟ حتى استقرت عند عدي
قال :بلى .. فجلس عليها ..
فقال : rفإن هذا ل يحل لك عندها ..بدأ النبي rيحطم
في دينك .. الحواجز بين عدي
فتضعضع لها عدي ..وقال :نعم والسلم ..
.. يا عدي أسلم ..تسلم ..
فقال : rأما إني أعلم الذي أسلم تسلم ..أسلم تسلم ..
يمنعك من السلم .. قال عدي :إني على دين ..
أنك تقول :إنما اتبعه ضعفة فقال : rأنا أعلم بدينك
الناس ومن ل قوة لهم .. منك ..
وقد رمتهم العرب .. قال :أنت تعلم بديني
)(4
يا عدي ..أتعرف الحيرة ؟ مني ؟
قلت :لم أرها وقد سمعت قال :نعم ..ألست من
بها .. الركوسية ..
قال :فوالذي نفسي بيده ليتمن والركوسية ديانة نصرانية
الله هذا المر حتى تخرج مشّربة بشيء من المجوسية
الظعينة من الحيرة حتى تطوف ..فمن مهارته rفي القناع
بالبيت في غير جوار أحد .. أنه لم يقل ألست نصرانيا ً ..
أي سيقوى السلم إلى درجة وإنما تجاوز هذه المعلومة
أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج إلى معلومة أدق منها
من الحيرة حتى تصل إلى مكة فأخبره بمذهبه في
ليس معها إل محرم ..من غير النصرانية تحديدا ً ..
أحد يحميها ..وتمر على مئات كما لو لقيك شخص في أحد
القبائل فل يجرؤ أحد أن يعتدي بلد أوروبا وقال لك :لماذا
عليها أو يسلبها مالها ..لن ل تتنصر ؟ فقلت :إني على
المسلمين صار لهم قوة دين ..
وهيبة ..إلى درجة أن أحدا ً ل فلم يقل لك :ألست
مسلما ً ..ولم يقل :ألست
( ) 3المربمماع :إذا غممزت القبيلممة قسممم سن ُي ّا ً ..وإنما قال :ألست
رئيسها الغنيمة أربعة أقسام فأخذ الربممع لممه شافعيا ً ..أو حنبليا ً ..
وحده ،وهذا حرام في دين النصرانية ،جائز عندها ستدرك أنه يعرف كل
عند العرب . شيء عن دينك ..
( ) 4الحيرة :مدينة بالعراق فهذا الذي فعله المعلم
16
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما يفرك أن تقول ل إله إل يجرؤ على التعرض لمسلم
الله ؟ ..أو تعلم من إله أعظم خوفا ً من انتصار المسلمين
من الله ؟! له ..
قال عدي :فإني حنيف مسلم .. فلما سمع عدي ذلك ..جعل
أشهد أن ل إله إل الله ..وأشهد يتصور المنظر في ذهنه ..
أن محمدا ً عبده ورسوله .. امرأة تخرج من العراق حتى
فتهلل وجه النبي rفرحا ً تصل إلى مكة ..معنى ذلك
مستبشرا ً .. أنها ستمر بشمال الجزيرة ..
قال عدي بن حاتم : يعني ستمر بجبال طي ..
فهذه الظعينة تخرج من الحيرة ديار قومه ..
تطوف بالبيت في غير جوار فتعجب عدي وقال في
..ولقد كنت فيمن فتح كنوز عار طي نفسه :فأين عنها ذُ ّ
كسرى .. الذين سعروا البلد !!
والذي نفسي بيده لتكونن ثم قال : rوليفتحن كنوز
الثالثة لن رسول الله rقد كسرى بن هرمز ..
)(5
قالها " .. قال :كنوز ابن هرمز ؟
فتأمل كيف كان هذا النس منه قال :نعم كسرى بن
لعدي ..وهذا الحتفاء الذي هرمز ..ولتنفقن أمواله
قابله به ..حتى شعر به عدي .. في سبيل الله ..
تأمل كيف كان كل ذلك جاذبا ً قال : rولئن طالت بك حياة
لعدي للدخول في السلم .. لترين الرجل يخرج بملء
فلو مارسنا هذا الحب مع الناس كفه من ذهب أوفضة يطلب
..مهما كانوا ..لملكنا قلوبهم .. من يقبله منه فل يجد أحدا
يقبله منه ..
فكرة .. يعني من كثرة المال يخرج
بالرفق واستعمال مهارات الغني يطوف بصدقته ل يجد
التعامل والقناع ..نستطيع أن فقيرا ً يعطيه إياها ..
نحقق ما نريد .. ثم بدأ يعظ عديا ً ويذكره
بالخرة ..فقال :
.8استمتع بالمهارات .. دكم يوم ه أح ُوليلقين الل َ
المهارات متعة حسية ،ل أعني يلقاه ليس بينه وبينه
بها الجر الخروي فقط ،ل ترجمان ،فينظر عن يمينه
وإنما هي متعة وفرح تشعر به فل يرى إل جهنم ،وينظر
حقيقة .. عن شماله فل يرى إل جهنم
فاستمتع بها ،ومارسها مع " ..
سكت عدي متفكرا ً ..
) ( رواه مسلم وأحمد .. 5 ففاجأه قائل ً :يا عدي ..
17
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والتراب .. جميع الناس ،كبيرهم
فثار الخليفة ..وانتفض الحراس وصغيرهم ،غنيهم وفقيرهم
..واستل السياف سيفه .. ،قريبهم وبعيدهم ..
وفرش النطع ..وتجهز للقتل .. كلهم ..مارس معهم هذه
فأدرك الخليفة أن علي بن المهارات ..
الجهم قد غلبت عليه طبيعته .. إما لتقاء أذاهم ..
فأراد أن يغيرها .. أو لكسب محبتهم ..
فأمر به فأسكنوه في قصر أو لصلحهم ..نعم
منيف ..تغدو عليه أجمل إصلحهم ..
الجواري وتروح يما يلذ كان علي بن الجهم شاعرا ً
ويطيب .. فصيحا ً ..لكنه كان أعرابيا ً
ذاق علي بن الجهم النعمة .. جلفا ً ل يعرف من الحياة إل
واتكأ على الرائك ..وجالس ما يراه في الصحراء ..
أرق الشعراء ..وأغزل الدباء .. وكان المتوكل خليفة متمكنا ً
ومكث على هذا الحال سبعة ُ ..يغدى عليه ويراح بما
أشهر .. يشتهي ..
ثم جلس الخليفة مجلس سمر دخل علي بن الجهم بغداد
ليلة ..فتذكر علي بن الجهم .. يوما ً فقيل له :إن من مدح
فسأل عنه ،فدعوه له ..فلما الخليفة حظي عنده ولقي
مثل بين يديه ..قال :أنشدني منه العطيات ..
يا علي بن الجهم .. فاستبشر علي ويمم جهة
فانطلق منشدا ً قصيدة مطلعها : قصر الخلفة ..
عيون المها بين الرصافة دخل على المتوكل ..فرأى
والجسر ..جلبن الهوى من حيث الشعراء ينشدون
أدري ول أدري ويربحون ..
أعدن لي الشوق القديم ولم والمتوكل هو المتوكل ..
أكن ..سلوت ولكن زدن جمرا ً سطوة وهيبة وجبروت ..
على جمر فانطلق مادحا ً الخليفة
ومضى يحرك المشاعر بأرق بقصيدة مطلعها :
الكلمات ..ثم شرع يصف يا أيها الخليفة ..
الخليفة بالشمس والنجم أنت كالكلب في حفاظك
والسيف .. للود ..وكالتيس في قراع
فانظر كيف استطاع الخليفة أن الخطوب
يغير طباع ابن الجهم .. أنت كالدلو ل عدمتك دلوا ً ..
ونحن كم ضايقتنا طباع لولدنا من كبار الدل ْ كثير الذنوب
أو أصدقائنا فسعينا لتغييرها .. ومضى يضرب للخليفة
فغيرناها .. المثلة بالتيس والعنز والبئر
18
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ئ الخلق .. فهو في بيته سي َ فمن باب أولى أن تقدر أنت
س الوجه .. ق الصدر ..عاب َ ضي َ على تغيير طباعك ..فتقلب
صخابا ً لعانا ً ..بخيل ً ومنانا ً .. العبوس تبسما ً ..والغضب
أما هو rفهو الذي قال : حلما ً ..والبخل كرما ً ..وهذا
) خيركم خيُركم لهله ،وأنا ليس صعبا ً ..لكنه يحتاج إلى
خيركم لهلي ( ).. (6 عزيمة ومراس ..فكن
وانظر كيف كان يتعامل مع أهله بطل ً ..
.. ومن نظر في سيرة محمد r
قال السود بن يزيد :سألت وجد أنه كان يتعامل مع
عائشة : tما كان رسول الله r الناس بقدرات أخلقية ،
يصنع في بيته ؟ ملك بها قلوبهم ..
فقالت :يكون في مهنة أهله .. ولم يكن rيتصنع هذه
فإذا حضرت الصلة يتوضأ الخلق أمام الناس ..فإذا
ويخرج للصلة .. خل بأهل بيته ..انقلب حلمه
وقل مثل ذلك مع الوالدين .. غضبا ً ..ولينه غلظا ً ..
فكم هم أولئك الذين نسمع عن ل ..ما كان بساما ً مع الناس
حسن أخلقهم .. عبوسا ً مع أهل بيته ..
وكرمهم وتبسمهم ..وجميل ول كريما ً مع الخلق إل مع
معاشرتهم للخرين ..أما مع ولده وزوجه ..
أقرب الناس إليهم ..وأعظم ل ..بل كانت أخلقه
الناس حقا ً عليهم ..مع الوالدين سجية ..يتعبد لله تعالى
فجفاء وهجر .. بها ..كما يتعبد بصلة
نعم ..خيركم خيركم لهله .. الضحى وقيام الليل ..
لوالديه ..لزوجه ..لخدمه ..بل يحتسب ابتسامته قربة ..
ولطفاله .. وه وليَنه قه عبادة ..وعف َ ورف َ
فـــي يـــوم مليـــء بالمشـــاعر .. حسنات ..
يجلــس أبــو ليلــى tعنــد رســول إن من اعتبر حسن الخلق
اللــــه .. eفيــــأتي الحســــن أو عبادة ..تحلى بها في جميع
الحسين يمشي إلــى النــبي .. e أحواله ..في سلمه وحربه ..
فيأخــــذه .. eفيقعــــده علــــى وجوعه وشبعه ..وصحته
بطنه ..فبال الصغير على بطــن ومرضه ..بل وفرحه
وحزنه ..
رسول الله .. eقال أبــو ليلــى :
نعم ..كم من الزوجات
حــتى رأيــت بــوله علــى بطــن
تسمع عن أخلق زوجها..
رسول الله eأساريع ..
وسعة صدره ..وابتسامته
قال :فوثبنــا إليــه ..فقــال : e وكرمه ..
ً
ولكنها لم تر من ذلك شيئا ..
) ( رواه ابن ماجة 6
19
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشيء من تمر ونحوه .. دعـــوا ابنـــي ..ل تفزعـــوا
وكان النبي rيحبه ..وكان ابني ..
يقول ) :إن زاهرا ً باديتنا .. فلما فرغ الصغير من بوله ..
ونحن حاضروه ( ..وكان زاهرا ً )(7
دعا eبماء فصبه عليه ..
دميما ً .. فلله دره كيف تروضت
خرج زاهر tيوما ً من باديته .. نفسه على هذه الخلق ..
فأتى بيت رسول الله .. rفلم فل عجب إذن أن يملك
يجده .. قلوب الصغار والكبار ..
وكان معه متاع فذهب به إلى رأي ..
السوق ..فلما علم به النبي بدل أن تسب الظلم ..
مضى إلى السوق يبحث عنه .. حاول إصلح المصباح ..
فأتاه فإذا هو يبيع متاعه ..
والعرق يتصبب منه ..وثيابه .9مع الفقراء ..
ثياب أهل البادية بشكلها عدد من الناس اليوم
ورائحتها .. أخلقهم تجارية ..فالغني
فاحتضنه rمن ورائه ،وزاهر ل فقط هو الذي تكون نكته
ُيبصره ..ول يدري من أمسكه .. طريفة فيضحكون عند
ففزع زاهر وقال :أرسلني .. سماعها ..وأخطاؤه
من هذا ؟ .. صغيرة ..فيتغاضون عنها ..
فسكت النبي عليه الصلة أما الفقراء فنكتهم ثقيلة ..
والسلم .. يسخر بهم عند سماعها ..
فحاول زاهر أن يتخلص من وأخطاؤهم جسيمة ..يصرخ
القبضة .. بهم عند وقوعها ..
وجعل يلتفت وراءه ..فرأى أما رسول الله rفكان
النبي .. rفاطمأنت نفسه .. عطفه على الغني والفقير
وسكن فزعه .. سواء ..
صق ظهره بصدر النبي وصار ُيل ٍٍٍ قال أنس : t
.. rحين ٍٍٍٍ عرفه .. كان رجل من أهل البادية
ٍٍٍ
النبي rيمازح زاهرا ً .. فجعل اسمه زاهر بن حرام ..
ويصيح بالناس يقول :من وكان ربما جاء المدينة في
يشتري العبد ؟ ..من يشتري حاجة فيهدي للنبي rمن
العبد ؟ .. البادية شيئا ً من إقط أو
فنظر زاهر في حاله ..فإذا هو سمن ..
فقير كسير ..ل مال ..ول فُيجهزه رسول الله rإذا
جمال .. أراد أن يخرج إلى أهله
فقال :إذا ً والله تجدني كاسدا ً يا
) ( رواه أحمد والطبراني . 7
20
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالستجابة لغيره ..ممن يملك رسول الله ..
معسول الكلم .. فقال : rلكن عند الله لست
وليس مقصودهم بهذا المثل بكاسد ..أنت عند الله
تشبيه الرجل والمرأة بالتيس غال ..
والعنز ..معاذ الله .. فل عجب أن تتعلق قلوب
المرأة شقيقة الرجل ..ولئن الفقراء به وهو يملكهم
كان الله قد وهب الرجل جسما ً بهذه الخلق ..
قويا ً ..فقد وهبها عاطفة كثير من الفقراء ..قد ل
قوية .. يعيب على الغنياء البخل
وكم رأينا سلطين الرجال عليه بالمال والطعام ..لكنه
وشجعانهم تخور قواهم عند يجد عليهم بخلهم باللطف
قوة عاطفة امرأة .. وحسن المعاشرة ..
ومن مهارات التعامل مع المرأة وكم من فقير تبسمت في
أن تعرف المفتاح الذي تؤثر من وجهه ..وأشعرته بقيمته
خلله فيها ..العاطفة ..تقاتلها واحترامه ..فرفع في ظلمة
بسلحها .. الليل يدا ً داعية ..يستنزل
كان النبي eيوصيك بالحسان بها لك الرحمات من
إلى المرأة ..واحترام السماء ..
عاطفتها ..لجل أن تسعد ورب أشعث أغبر ذي طمرين
معها .. مدفوع بالبواب ل يؤبه له ..
وأوصى الب بالحسان إلى لو أقسم على الله لبره ..
بناته ..فقال ) :من عال فكن دائم البشر مع هؤلء
جاريتين حتى تبلغا ..جاء يوم الضعفاء ..
القيامة أنا وهو وضم
)(8
أصابعه ( .. إشارة ..
وأوصى بها أولدها فقال فإنه لعل ابتسامة في وجه
لما سأله رجل فقال :من أحق فقير ..ترفعك عند الله
الناس بحسن صحابتي ؟ درجات ..
قال :أمك ..ثم أمك ..ثم
)(9
أمك ..ثم أبوك .. النساء .. .10
بل أوصى rبالمرأة زوجها .. كان جدي يستشهد بمثل
م من غاضب زوجته أو أساء وذ ّ قديم " :من غاب عن عنزه
إليها .. جابت تيس " ..
وانظر إليه rوقد قام في حجة بمعنى أن من لم تجد عنده
زوجته ..ما يشبع
) ( رواه مسلم 8 عاطفتها ..ويروي نفسها ..
) ( متفق عليه 9 فقد تحدثها نفسها
21
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فــي صــفوف المســلمات ..فمــا ة
الوداع ..فإذا بين يديه مائ ُ
استطاعوا .. ألف حاج ..
وفي أحد اليام جاءت امرأة فيهم السود والبيض ..
مسلمة إلى سوق يهود بني والكبير والصغير ..والغني
قينقاع .. والفقير ..
وكانت عفيفة متسترة .. صاح rبهؤلء جميعا ً وقال
فجلست إلى صائغ هناك منهم .. لهم :
فاغتاظ اليهود من تسترها أل واستوصوا بالنساء
وعفتها ..وودوا لو يتلذذون خيرا ً ..أل واستوصوا
سها بالنظر إلى وجهها ..أو لم ِ )(10
بالنساء خيرا ً ..
ث بها ..كما كانوا يفعلون والعب ِ وفي يوم من اليام أطاف
ذلك قبل إكرامها بالسلم .. بأزواج رسول الله rنساء
فجعلوا يريدونها على كشف كثير يشتكين أزواجهن
وجهها ..ويغرونها لتنزع حجابها ..فلما علم النبي rبذلك ..
.. قام ..وقال للناس :
فأبت ..وتمنعت .. لقد طاف بآل محمد rنساء
فغافلها الصائغ وهي جالسة .. كثير يشتكين أزواجهن ..
وأخذ طرف ثوبها من السفل .. )(11
ليس أولئك بخياركم ..
وربطه إلى طرف خمارها وقال :
المتدلي على ظهرها .. ) خيُركم خيُركم لهله وأنا
فلما قامت ..ارتفع ثوبها من )(12
خيركم لهلي ( ..
ورائها ..وتكشفت أعضاؤها .. بل ..قد بلغ من إكرام الدين
فضحك اليهود منها.. للمرأة ..أنها كانت تقوم
فصاحت المسلمة العفيفة .. الحروب ..وتسحق
وودت لو قتلوها ولم يكشفوا الجماجم ..وتتطاير الرؤوس
عورتها .. ..لجل عرض امرأة
فلما رأى ذلك رجل من واحدة ..
ل سيفه ..ووثب المسلمين ..س ّ كــــان اليهــــود يســــاكنون
على الصائغ فقتله ..فشد اليهود المسلمين في المدينة ..
على المسلم فقتلوه .. ل المــر وكــان يغيظهــم نــزو ُ
فلما علــم النــبي rبــذلك ..وأن بالحجــــــــاب ..وتســــــــتُر
اليهــــود قــــد نقضــــوا العـــــهد المســلمات ..ويحــاولون أن
وتعرضــــــــوا للمســــــــلمات .. يزرعــوا الفســاد والتكشــف
حاصـــرهم ..حـــتى استســـلموا
ونزلوا على حكمه ..
) ( رواه الترمذي ومسلم 10
22
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثــم عــدل عــن قتلهــم ..لكنــه r العفيفة ..
أخرجهم من المدينة ..وطّردهم قــام إليــه جنــدي مــن جنــد
من ديارهم .. الشيطان ..
نعم المرأة العفيفة تستحق أكثر الــــذين ل يهمهــــم عــــرض
من ذلك .. المســـــلمات ..ول صـــــيانة
كانت خولة بنت ثعلبة tمن المكرمات ..
الصحابيات الصالحات .. وإنما هم أحدهم متعة بطنــه
وكان زوجها أوس بن الصامت وفرجه ..
شيخا ً كبيرا ً يسرع إليه الغضب .. قام رأس المنــافقين ..عبــد
ُ
دخل عليها يوما ً راجعا ً من ي ابن سلول .. الله بن أب ّ
مجلس قومه ..فكلمها في فقال :يا محمد أحســن فــي
شيء فردت عليه ..فتخاصما .. موالي اليهود وكانوا أنصــاره
فغضب فقال :أنت علي كظهر في الجاهلية ..
أمي ..وخرج غاضبا ً .. فـــأعرض عنـــه النـــبي .. r
كانت هذه الكلمة في الجاهلية وأبـى ..
إذا قالها الرجل لزوجته صارت إذ كيــف يطلــب العفــو عــن
طلقا ً ..أما في السلم فل أقـــوام يريـــدون أن تشـــيع
تعلم خولة حكمها .. الفاحشة في الذين آمنوا !!
رجع أوس إلى بيته ..فإذا فقام المنافق مــرة أخــرى ..
امرأته تتباعد عنه .. وقال :يا محمد أحسن إليهم
وقالت له :والذي نفس خويلة ..
بيده ل تخلص إلي وقد قلت ما .. فــأعرض عنــه النــبي r
قلت ..حتى يحكم الله ورسوله صــيانة لعــرض المســلمات ..
فينا بحكمه .. وغيرة على العفيفات ..
ثم خرجت خولة إلى رسول الله فغضـــب ذلـــك المنـــافق ..
eفذكرت له ما تلقى من زوجها وأدخــل يــده فــي جيــب درع
..وجعلت تشكو إليه ما سوء النبي .. rوجّره وهو يردد :
خلقه معها .. ي ..أحســن أحسن إلى مــوال ّ
فجعل رسول الله eيصبرها ي ..
إلى موال ّ
ويقول :يا خويلة ابن عمك .. فغضب النبي rوالتفت إليــه
شيخ كبير ..فاتقي الله فيه .. وصاح به وقال :أرسلني ..
وهي تدافع عبراتها وتقول :يا فأبى المنافق ..وأخذ يناشد
رسول الله ..أكل شبابي .. النـــــبي rالعـــــدول عـــــن
ونثرت له بطني ..حتى إذا قتلهم ..
كبرت سني ..وانقطع ولدي .. فالتفت إليه النبي rوقال :
ظاهر مني ..اللهم إني أشكو هم لك ..
إليك ..
23
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنه ..ثم استوصي بابن عمك وهو eينتظر أن ينزل الله
)(13
خيرا ً .. تعالى فيهما حكما ً من
فسبحان من وهبه اللين عنده ..
والتحمل مع الجميع ..حتى في فبينما خولة عند رسول الله
مشاكلهم الشخصية ..يتفاعل eإذ هبط جبريل من السماء
معهم .. على رسول الله .. e
وقد جربت بنفسي ..التعامل بقرآن فيه حكمها وحكم
باللين والمهارات العاطفية مع زوجها ..
البنت والزوجة ..وقبل ذلك الم فالتفت eإليها وقال :يا
والخت ..فوجدت لها من خويلة ..قد أنزل فيك وفي
التأثير الكبير ..ما ل يتصوره إل صاحبك قرآنا ً ..ثم قرأ " قد
من مارسه .. سمع الله قول التي تجادلك
فالمرأة ل يكرمها إل كريم ..ول في زوجها وتشتكي إلى الله
يهينها إل لئيم .. والله يسمع تحاوركما إن
الله سميع بصير " إلى آخر
وقفة .. اليات من أول سورة
قد تصبر المرأة على ..فقر المجادلة ..
زوجها ..وقبحه ..وانشغاله .. مريه فليعتق ثم قال لها ُ e
لكنها قل أن تصبر على سوء رقبة ..
خلقه .. فقالت :يا رسول الله ..ما
عنده ما يعتق ..
الصغار .. .11 قال :فليصم شهرين
كم هي المواقف التي وقعت لنا متتابعين ..
في صغرنا ول تزال مطبوعة قالت :والله إنه لشيخ كبير
في أذهاننا إلى اليوم ..سواء ما له من صيام ..
كانت مفرحة أو محزنة .. قال :فليطعم ستين مسكينا ً
عد بذاكرتك إلى أيام طفولتك .. ُ وسقا ً من تمر ..
ستذكر ل محالة جائزة كرمت بها قالت :يا رسول الله ..ما
في مدرستك ..أو ثناء أثناه ذاك عنده ..
عليك أحد في مجلس عام .. فقال : eفإنا سنعينه بعرق
فهي مواقف تحفر صورتها في من تمر ..
الذاكرة ..فل تكاد تنسى .. قالت :والله يا رسول
وإلى جانب ذلك ..ل نزال نتذكر الله ..أنا سأعينه بعرق
مواقف محزنة ..وقعت لنا في آخر ..
طفولتنا ..مدرس ضربنا ..أو
فقال : eقد أصبت وأحسنت
خصومة مع زملء في
..فاذهبي فتصدقي به
) ( رواه أحمد وأبو داود ،صحيح . 13
24
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لذلك الغلم ..أحب العلم أكثر .. المدرسة ..أو مواقف
وتوجه لحفظ القرآن ..وشعر تعرضنا فيها للهانة من
بقيمته .. أسرتنا ..أو تعرض لها أحدنا
مضت اليام ..بل السنين ..ثم من زوجة أبيه ..أو نحو
في أحد المساجد تفاجأت أن ذلك ..
المام هو ذلك الغلم ..وقد صار وكم صار الحسان إلى
شابا ً متخرجا ً من كلية الصغار طريقا ً إلى التأثير
الشريعة ..ويعمل في سلك ليس فيهم فقط ..بل في
القضاء بأحد المحاكم ..لم آبائهم وأهليهم ..وكسب
أذكره وإنما تذكرني هو .. محبتهم جميعا ً ..
فانظر كيف انطبعت في ذهنه يتكرر كثيرا ً لمدرس المرحلة
المحبة والتقدير بموقف عاشه البتدائية أن يتصل به أحد
قبل سنين .. أبوي طالب صغير ويثني
وأذكر أني دعيت ليلة لحدى عليه وأنه أحبه لمحبة ولده
الولئم ..فإذا شاب مشرق له وكثرة ذكره بالخير ..وقد
الوجه يسلم علي بحرارة بي يعبرون عن هذه المشاعر
ويذكرني بموقف لطيف وقع له في لقاء عابر ..أو هدية أو
معي في محاضرة ألقيتها في رسالة ..
مدرسته لما كان غلما ً صغيرا ً .. إذن ل تحتقر البتسامة في
وكم ترى من الناس الذين وجه الصغير ..وكسب
يحسنون التعامل مع الصغار من قلبه ..وممارسة مهارات
يخرج من المسجد ..فترى أبا ً التعامل الرائع معه ..
يجره ولده الصغير بيده ليصل ألقيت يوما ً محاضرة عن
إلى هذا الرجل فيسلم عليه الصلة لطلب صغار في
ويبلغه بمحبة ولده له .. مدرسة ..
وقد يقع مثل هذا الموقف في فسألتهم عن حديث حول
وليمة كبيرة أو عرس ..يكثر أهمية الصلة ..فأجاب
فيه المدعوون .. أحدهم :قال : eبين الرجل
ول أكتمك أنني أبالغ في إكرام وبين الكفر أو الشرك ترك
الصغار والحفاوة بهم بعض الصلة ..
الشيء ..بل والستماع إلى أعجبني جوابه ..ومن شدة
أحاديثهم العذبة – وإن كانت في الحماس نزعت ساعة يدي
أكثر الحيان غير مهمة – بل وأعطيته إياها ..
أزيد الحفاوة ببعضهم أحيانا ً وكانت – عموما ً – ساعة
إكراما ً لوالده وكسبا ً لمحبته .. عادية كساعات الطبقة
أحد الصدقاء كنت ألقاه أحيانا ً الكادحة !..
مع ولده الصغير ..فكنت أحتفي كان هذا الموقف مشجعا ً
25
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكان يعطف على الصغار بالصغير وألطفه ..
ويلعبهم ..ويلعب زينب بنت ً
لقيني صديقي هذا يوما في
أم سلمة ويقول ) :يا زوينب .. ي
محفل كبير ..فأقبل إل ّ
يا زوينب .. ( .. بولده يسلم علي ..ثم قال :
وكان إذا مر بصبيان يلعبون ماذا فعلت بولدي ! يسألهم
سلم عليهم .. مدرسهم قبل أيام عن
وكان يزور النصار وُيسلم على أمنياتهم في المستقبل ..
صبيانهم ..ويمسح رؤوسهم .. فمنهم من قال :أكون
وعند رجوعه rمن المعركة كان طبيبا ً ..والخر قال :أكون
يستقبله الطفال فيركبهم مهندسا ً ..وولدي قال :
معه .. أكون محمد العريفي !!
فعند عودة المسلمين من ويمكنك أن تلحظ أنواع
مؤتة .. الناس في التعامل مع
أقبل الجيش إلى المدينة الصغار ..عندما يدخل رجل
راجعا ً .. إلى مجلس عام ويطوف
فتلقاهم النبي عليه الصلة بالحاضرين مصافحا ً ..وولده
والسلم ..والمسلمون .. من خلفه يفعل كفعله ..
ولقيهم الصبيان يشتدون .. فمن الناس من يتغافل عن
فلما رأى rالصبيان ..قال : الصغير ..ومنهم من
خذوا الصبيان فاحملوهم .. يصافحه بطرف يده ..
وأعطوني ابن جعفر .. ومنهم من يهز يده مبتسما ً
فُأتي بعبد الله بن جعفر فأخذه مرددا ً :أهل ً يا بطل ..كيف
فحمله بين يديه .. حالك يا شاطر ..فهذا الذي
وكان rيتوضأ يوما ً من ماء .. تنطبع محبته في قلب
فأقبل إليه محمود بن الربيع الصغير ..بل وقلب أبيه
طفل عمره خمس سنوات .. وأمه ..
فجعل rفي فمه ماء ثم مجه كان المربي الول eله
في وجهه يمازحه .. ( 14) .. أحسن التعامل مع الصغار ..
وعموما ً ..كان rضحوكا ً مزوحا ً كان لنس بن مالك أخ صغير
مع الناس ..يدخل السرور إلى ..وكان rيمازحه ويكنيه
قلوبهم ..خفيفا ً على النفوس بأبي عمير ..وكان للصغير
ل يمل أحد من مجالسته .. طير صغير يلعب به ..فمات
أقبل إليه رجل يوما ً يريد دابة الطير ..
ليسافر عليها أو يغزو .. فكان eيمازحه إذا لقيه ..
فقال rممازحا ً له ) :إني ويقول :يا أبا عمير ..ما
فعل النغير ؟ يعني الطائر
رواه البخاري . ( )14 الصغير ..
26
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكثرن عليه مطالبته بالنفقة .. حاملك على ولد ناقة ( ..
ه ..ل َ ْ
و ل الل ّ ِسو َ فقال عمر َ :يا َر ُ فعجب الرجل ..كيف يركب
َ
ب
غل ِ ُش ..ن َ ْ قَري ْ ٍ شَر ُ ع َم ْ وك ُّنا َ َرأي َْتنا َ على جمل صغير ..ل
دنا ساءَ ..فكنا إذا سألت أح َ الن ّ َ يستطيع حمله ..فقال :يا
ة قام إليها فوجأ امرأُته نفق ً رسول الله وما أصنع بولد
عنقها .. الناقة ؟
م
و ٌ ق ْ ذا َة إِ َدين َ َ
م ِمَنا ال ْ َ د ْق ِ ما َ فل َ ّ َ فقال ) : rوهل تلد البل
م ..فطفق ه ْؤ ُ سا ُ م نِ َ ه ْغل ِب ُ ُ تَ ْ إل النوق ( ..يعني سأعطيك
نساؤنا يتعلمن من نسائهم .. بعيرا ً كبيرا ً ..لكنه -قطعا ً -
يعني فقويت علينا نساؤنا .. قد ولدته ناقة ..
ي .. rثم زاد عمر م الن ّب ِ ّ س َ فت َب َ ّ َ وقال rيوما ً لنس ممازحا ً :
الكلم ..فازداد تبسم النبي .. r ) يا ذا الذنين ( ..
تلطفا ً مع عمر .. وأقبلت إليه امرأة يوما ً
وتقرأ في أحاديث أنه تبسم تشتكي زوجها ..فقال لها
حتى بدت نواجذه .. : زوجك الذي في عينه
إذن كان لطيف المعشر ..أنيس بياض ؟
المجلس .. ففزعت المرأة وظنت أنه
طنا أنفسنا على مثل هذا فلو و ّ زوجها عمي بصره ..كما
التعامل مع الناس ..لشعرنا قال الله عن يعقوب عليه
بطعم الحياة فعل ً .. السلم " وابيضت عيناه من
الحزن " أي :عمي ..
فكرة .. فرجعت فزعة إلى زوجها
الطفل طينة لينة نشكلها وجعلت تنظر في عينيه ..
بحسب تعاملنا معه .. وتدقق ..
فسألها عن خبرها ؟!
العبيد والمماليك .. .12 فقالت :قد قال رسول الله
كان يحسن الدخول إلى إن في عينك بياض ..
قلوبهم بما يناسب .. فقال لها :يا امرأة ..أما
لما توفي عم النبي .. rاشتد أخبرك أن بياضها أكثر من
أذى قريش عليه .. r سوادها ..
فخرج rإلى الطائف ..يلتمس أي أن كل أحد في عينه
من ثقيف النصرة والمنعة بهم بياض وسواد ..
من قومه ..ورجا أن يقبلوا منه وكان إذا مازحه أحد
ما جاءهم به من الله تعالى .. تفاعل معه ..وضحك وتبسم
خرج إليهم وحده .. ..
وصل إلى الطائف ..وعمد إلى دخل عليه عمر وهو r
غضبان على نسائه ..لما
27
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهما فيه .. نفر ثلثة من ثقيف وهم
ورجع عنه من سفهاء ثقيف سادة ثقيف وأشرافهم وهم
ممن كان يتبعه .. إخوة ثلثة ..عبد يا ليل ..
فعمد rإلى ظل حبلة من عنب ومسعود ..وحبيب ..بنو
فجلس فيه .. عمرو بن عمير ..
وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان فجلس إليهم .. rفدعاهم
ما يلقى من سفهاء أهل إلى الله وكلمهم لما جاءهم
الطائف .. له من نصرته على السلم
فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة والقيام معه على من خالفه
وما لقي تحركت له رحمهما .. من قومه ..
فدعوا غلما ً لهما نصرانيا ً يقال فقال أحدهم :هو يمرط
له عداس ..وقال :له خذ قطفا ً ثياب الكعبة إن كان الله
من هذا العنب فضعه في هذا أرسلك ..
الطبق ..ثم اذهب به إلى ذلك وقال الخر :أما وجد الله
الرجل فقل له يأكل منه .. أحدا ً أرسله غيرك ؟
ففعل عداس ..وجاء بالعنب .. أما الثالث فقال – متفلسفا ً
حتى وضعه بين يدي رسول الله :-
rثم قال له :كل .. ً
والله ل أكلمك أبدا ! لئن
فمد رسول الله rيده إليه وقال كنت رسول ً من الله كما
" :بسم الله " ثم أكل .. تقول لنت أعظم خطرا ً من
نظر عداس إليه وقال : أن أرد عليك الكلم ..ولئن
والله إن هذا الكلم ما يقوله كنت تكذب على الله ما
أهل هذه البلد .. ينبغي لي أن أكلمك ..
فقال له " : rومن أهل أي بلد فلما سمع منهم هذا الرد
أنت يا عداس ؟ وما دينك ؟ " .. القبيح ..قام من عندهم ..
قال :نصراني ..وأنا رجل من وقد يئس من خير ثقيف ..
أهل نينوى .. لكنه خاف أن تعلم قريش
فقال " : rمن قرية الرجل بخبر ثقيف معه فيجترئون
الصالح يونس بن متى ؟ " .. عليه أكثر ..فقال لهم :
فقال عداس :وما يدريك ما إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا
يونس بن متى ؟ على ..
فلم يفعلوا ..وأغروا به
فقال " : rذلك أخي ..كان
سفهاءهم وعبيدهم يسبونه
نبيا ً ..وأنا نبي " ..
ويصيحون به ..
فأكب عداس على رسول الله r
حتى اجتمع عليه الناس
يقبل رأسه ويديه وقدميه ..
وألجئوه إلى حائط لعتبة بن
وابنا ربيعة ينظران إليهما ..
ربيعة ..وشيبة بن ربيعة ..
28
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويبتدئون بالعداوة ..ومع ذلك فقال أحدهما لصاحبه :أما
يرفق بهم .. غلمك فقد أفسده عليك ..
وعن عائشة قالت :إن اليهود فلما رجع عداس لسيده ..
مروا ببيت النبي rفقالوا : وقد بدا عليه التأثر برؤية
السام عليكم ) أي :الموت عليك رسول الله وسماع
( .. كلمه ..
فقال : rوعليكم .. قال له سيده :ويلك يا
فلم تصبر عائشة لما سنعتهم .. عداس ! ما لك تقبل رأس
فقالت :السام عليكم ..ولعنكم هذا الرجل ويديه وقدميه ؟
الله وغضب عليكم .. فقال :يا سيدي ما في
فقال : مهل ً يا عائشة .. الرض شئ خير من هذا ..
عليك بالرفق ..وإياك والعنف لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إل
والفحش .. نبي ..
فقالت :أو لم تسمع ما قالوا ؟ فقال سيده :ويحك يا
فقال :أو لم تسمعي ما قلت ؟! عداس ل يصرفنك عن
رددت عليهم فيستجاب لي .. دينك ..فإن دينك خير من
ي ..
ول يستجاب لهم ف ّ دينه ..
نعم ..ما الداعي إلى مقابلة فهل نستطيع نحن اليوم أن
السباب بالسباب ! أليس الله قد نجعل تعاملنا راقيا ً مع
قال له ) :وأعرض عن الجاهلين الجميع ..مهما كانت
( .. طبقاتهم ؟
وفي يوم ..خرج مع أصحابه لمحة ..
في غزوة .. عامل البشر على أنهم
فلما كانوا في طريق عودتهم .. بشر ..ل على أشكالهم ..أو
نزلوا في واد كثير الشجر .. أموالهم ..أو وظائفهم ..
فتفرق الصحابة تحت الشجر
وناموا ..وأقبل إلى شجرة مع المخالفين .. .13
فعلق سيفه بغصن من الكفار ..كان rيعاملهم
أغصانها ..وفرش رداءه ونام .. بالعدل ..ويستميت في
في هذه الثناء كان رجل من سبيل دعوتهم وإصلحهم ..
المشركين يتبعهم .. ويتحمل أذاهم ..
فلما رأى رسول الله خاليا ً .. ويتغاضى عن سوئهم ..
أقبل يمشي بهدوء ..حتى كيف ل ..وقد قال له ربه :
التقط السيف من على ) وما أرسلناك إل رحمة ( ..
الغصن ..وصاح بأعلى صوته : لمن ؟! للمؤمنين ؟! ل ..
يا محمد ..من يمنعك مني ؟ ) إل رحمة للعالمين ( ..
وتأمل حال اليهود ..يذمونه
29
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النــاس ..جعلــت قريــش تحــاول فاستيقظ رسول الله ..
حربه بكل سبيل .. والرجل قائم على رأسه ..
وكان مما بذلته أن تشاور كبارها والسيف صلتا ً في يده ..
فــي التعامــل مــع دعــوته .. e يلتمع منه الموت ..
وتسارع الناس لليمان به .. الرسول وحيدا ً ..ليس
فقالوا :أنظروا أعلمكم بالسحر عليه إل إزار ..أصحابه
والكهانــة والشــعر فليــأت هــذا متفرقون عنه ..نائمون ..
الرجــل الــذي فــرق جماعتنــا .. والرجل يعيش نشوة القوة
وشــتت أمرنــا ..وعــاب ديننــا .. والنتصار ..ويردد :من
فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه .. يمنعك مني ؟ من يمنعك
فقالوا :ما نعلم أحدا غيــر عتبــة مني ؟
بن ربيعة .. فقال بكل ثقة :الله ..
فقالوا :أنت يا أبا الوليد .. فانتفض الرجل وسقط
وكان عتبة سيدا ً حليما ً .. السيف ..
فقال :يا معشر قريش ..أترون فقام والتقط السيف
أن أقــوم إلــى هــذا فــأكلمه .. وقال :من يمنعك مني ؟
فــأعرض عليــه أمــورا ً لعلــه أن فتغير الرجل ..واضطرب ..
يقبل منها بعضها .. وأخذ يسترحم النبي ..
قالوا :نعم يا أبا الوليد .. ويقول :ل أحد ..كن خير
فقام عتبــة وتــوجه إلــى رســول آخذ ..
الله .. e فقال له : تسلم ؟
دخل عليه ..فإذا جالس بكــل قال :ل ..ولكن ل أكون في
سكينة .. قوم هم حرب لك ..
فلما وقف عتبة بين يديه ..قال فعفا عنه .. وأحسن
:يــا محمــد ! أنــت خيــر أم عبــد إليه !!
الله ؟! ً
وكان الرجل ملكا في
فسكت رسول الله .. eتأدبا ً مــع قومه ..فانصرف إليهم
أبيه عبد الله .. فدعاهم إلى السلم ..
فقال :أنت خير أم عبد المطلب فأسلموا ..
؟ نعم ..أحسن إلى الناس
فســكت .. eتأدبـا ً مــع جــده عبــد تستعبد قلوبهم ..
المطلب .. بل حتى مع العداء اللداء
فقال عتبة :فإن كنت تزعــم أن كان rله خلق عظيم ..
هؤلء خير منك فقد عبدوا اللهة كسب به نفوسهم ..وهدى
ت ..وإن كنت تزعم أنك عب ْ َ
التي ِ قلوبهم ..ودحر به
خير منهم ..فتكلم حــتى نســمع كفرهم ..
قولك .. لمـــا ظهـــر eبـــدعوته بيـــن
30
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتداوى منه .. وقبـــل أن يجيـــب النـــبي
ومضى عتبة يتكلم بهذا السلوب بكلمة ..ثار عتبة وقال :
الســيء مــع رســول اللــه .. e إنا والله ما رأينا ســخلة قــط
ويعرض عليــه عروض ـا ً ويغريــه .. أشــأم علــى قــومه منــك !!..
والنــبي عليــه الصــلة والســلم فرقـــت جماعتنـــا ..وشـــتت
ينصت إليه بكل هدوء .. أمرنــــا ..وعبــــت ديننــــا ..
وانتهــــت العــــروض ..ملــــك .. وفضحتنا في العرب ..حــتى
مال ..نساء ..علج من جنون !! لقـــد طـــار فيهـــم أن فـــي
ســكت عتبــة ..وهــدأ ..ينتظــر قريــش ســاحرا ً ..وأن فــي
الجواب .. قريــش كاهنــا ً ..واللــه مــا
فرفـــع النـــبي عليـــه الصـــلة ننتظــــر إل مثــــل صــــيحة
والسلم بصــره إليــه وقــال بكــل الحبلــى ..أن يقــوم بعضــنا
هدووووء : إلــى بعــض بالســيوف حــتى
أفرغت يا أبا الوليد ؟ نتفانى ..
لم يستغرب عتبة هذا الدب مــن كان عتبــة متغيــرا ً غضــبانا ً ..
الصـــادق الميـــن ..بـــل قـــال والنـــبي ســـاكت يســـتمع
باختصار :نعم .. بكل أدب ..
فقال : eفاسمع مني .. وبــدأ عتبــة يقــدم إغــراءات
قال :أفعل .. ليتخلــــى النــــبي عــــن
فقال : eبسم الله الرحمن الدعوة ..فقال :
نم َ ل ّ زي ٌ أيهــا الرجــل إن كنــت جئت
الرحيم " حم * َتن ِ
تصل َ ْ ف ّ ب ُ حيم ِ * ك َِتا ٌ ن الّر ِ بالذي جئت به لجل المال ..
م ِ ح َ الّر ْ
ن* مو َ عل َ ُوم ٍ ي َ ْ عَرب ِّيا ل ّ َ ه ُ جمعنا لك حــتى تكــون أغنــى
ق ْ قْرآًنا َ آَيات ُ ُ
م ض أك ْث َُر ُ َ َ ذيًرا َ قريش رجل ً ..
ه ْ عَر َ فأ ْ ون َ ِشيًرا َ بَ ِ
ن .. ( .. عو َ م ُ س َ م َل ي َ ْ ه ْ ف ُ َ وان كنـــت إنمـــا بـــك حـــب
ومضـــى النـــبي عليـــه الصـــلة الرئاسة ..عقدنا ألويتنــا لــك
والســلم ..يتلــوا اليــات وعتبــة فكنت رأسا ً ما بقيت ..
يستمع .. وإن كـــان إنمـــا بـــك البـــاه
وفجأة جلس عتبة على الرض .. والرغبة في النساء ..فاختر
ثم اهتز جسمه .. ي نســــاء قريــــش شــــئت أ ّ
فألقى يديه خلف ظهره ..واتكــأ فلنزوجك عشرا ً !!..
وان كان هذا الذي يأتيك رئيا ً
عليهما ..
وهو يستمع ..ويستمع ..والنبي من الجن تــراه ..ل تســتطيع
يتلو ..ويتلو .. رده عن نفسك ..طلبنــا لــك
حتى بلغ قوله تعالى .. الطب ..وبــذلنا فيــه أموالنــا
ق ْ َ ن أَ ْ حتى نبرئك منه ..فإنه ربمــا
ل أنذَْرت ُك ُ ْ
م ف ُ ضوا َ عَر ُ فإ ِ ْ ) َ
د
مو َ وث َ ُ ع َ مث ْ َ ع َ غلب التابع على الرجل حتى
عاٍد َ ة َ ق ِ صا ِ ل َ ة ّ ق ً صا ِ َ
31
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وثمــــود " فأمســــكته بفيــــه .. ( ..فانتفض عتبة لما سمع
وناشدته الرحم أن يكــف ..وقــد التهديد بالعذاب ..وقفز
علمتم أن محمــدا ً إذا قــال شــيئا ً ووضع يديه على فم رسول
لم يكذب ..فخفت أن ينزل بكــم الله .. eليوقف القراءة ..
العذاب .. فاســـتمر eيتلـــو اليـــات ..
ثم سكت أبو الوليد قليل ً متفكرا ً حتى انتهى إلــى اليــة الــتي
..وقومه واجمون يحدون النظــر فيهــــــا ســــــجدة التلوة ..
إليه .. فسجد ..
فقال :والله إن لقوله لحلوة .. ثم رفع رأسه من ســجوده ..
وإن عليـــــه لطلوة ..وإن أعله ونظـــر إلـــى عتبـــة وقـــال :
لمثمــر ..وإن أســفله لمغــدق .. سمعت يا أبا الوليد ؟
وإنه ليعلو وما يعلى عليه ..وإنه قال :نعم ..
ليحطم ما تحته ..وما يقول هذا قال :فأنت وذاك ..
بشر ..وما يقول هذا بشر .. فقـــام عتبـــة يمشـــي إلـــى
قالوا :هذا شعر يــا أبــا الوليــد .. أصــحابه ..وهــم ينتظرونــه
شعر .. متشوقين ..
فقــال :واللــه مــا رجــل أعلــم فلمــا أقبــل عليهــم ..قــال
بالشعار مني ..ول أعلم برجزه بعضهم لبعض :نحلــف بــالله
ول بقصــيده منــي ..ول بأشــعار لقد جاءكم أبــو الوليــد بغيــر
الجن ..والله ما يشبه هذا الــذي الوجه الذي ذهب به ..
يقول شيئا ً من هذا .. فلما جلــس إليهــم ..قــالوا :
ومضى عتبة ينــاقش قــومه فــي ما وراءك يا أبا الوليد ؟
أمر رســول اللــه .. صــحيح أن فقـــال :ورائي أنـــي واللـــه
عتبــة لــم يــدخل فــي الســلم .. سمعت قول ً ما سمعت مثلــه
لكن نفسه لنت للدين .. قط ..والله ما هو بالشعر ..
فتأمل كيف أثر هذا الخلق ول السحر ..ول الكهانة ..
الرفيع ..ومهارة حسن يا معشر قريــش :أطيعــوني
الستماع في عتبة مع أنه من واجعلوهــا بــي ..خلــوا بيــن
أشد العداء .. هــذا الرجــل وبيــن مــا هــو
وفي يوم آخر .. فيه ..فوالله ليكــونن لقــوله
تجتمع قريش ..فينتدبون الــــذي ســــمعت منــــه نبــــأ
حصين بن المنذر الخزاعي .. عظيم ..
وهو أبو الصحابي الجليل عمران يــا قــوم !! قــرأ بســم اللــه
بن حصين .. الرحمـــن الرحيـــم " حـــم *
ينتبونه لنقاش النبي عليه تنزيل من الرحمن الرحيــم "
الصلة والسلم ورده عن حــتى بلــغ " :فقــل أنــذرتكم
دعوته .. صــاعقة مثــل صــاعقة عــاد
32
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكفار وجذبهم إلى الخير .. يدخل أبو عمران على النبي
سافر أحد الشباب للدراسة في eوحوله أصحابه ..فيردد
ألمانيا فسكن في شقة ..وكان ً
عليه ما تردده قريش دوما ..
يسكن أمامه شاب ألماني ،ليس فرقت جماعتنا ..شتت
بينهما علقة ،لكنه جاره .. شملنا ..والنبي eينصت
سافر اللماني فجأة ..وكان بلطف ..
موزع الجرائد يضع الجريدة كل حتى إذا انتهى ..قال له e
يوم عند بابه ..انتبه صاحبنا إلى بكل أدب ..
كثرة الجرائد ..سأل عن جاره .. أفرغت يا أبا عمران ..
فعلم أنه مسافر .. قال :نعم ..
م الجرائد ووضعها في درج َلـ ّ قال :فأجبني عما أسألك
خاص ..وصار يجمعها كل يوم عنه ..
ويرتبها .. قال :قل ..أسمع ..
لما رجع صاحبه بعد شهرين أو فقال : يا أبا عمران ..
ثلثة ..سلم عليه وهنأه بسلمة كم إلها ً تعبد اليوم ؟
الرجوع ..ثم ناوله الجرائد قال :سبعة !!..ستة في
..وقال له :خشيت أنك متابع الرض ..وواحدا ً في السماء
لمقال ..أو مشترك في !!..
مسابقة ..فأردت أن ل يفوتك قال :فأيهم تعد لرغبتك
ذلك .. ورهبتك ؟
نظر الجار إليه متعجبا ً من هذا قال :الذي في السماء ..
الحرص ..فقال :هل تريد أجرا ً
فقال بكل لطف :يا
أو مكافأة على هذا ؟ حصين أما إنك لو أسلمت
قال صاحبنا :ل ..لكن ديننا علمتك كلمتين ينفعانك ..
يأمرنا بالحسان إلى فما كان من حصين إل أن
الجار ..وأنت جار فل أسلم في مكانه فورا ً ..
بد من الحسان إليك ثم قال :يا رسول الله ..
ثم ما زال صاحبنا محسنا ً إلى علمني الكلمتين اللتين
ذلك الجار ..حتى دخل في وعدتني ..
السلم .. فقال : قل :اللهم
هذه والله هي المتعة الحقيقية ألهمني رشدي ..وأعذني
بالحياة ..أن تشعر أنك رقم من شر نفسي ..
على اليمين ..تتعبد لله بكل آآآه ما أروع هذا التعامل
شيء حتى بأخلقك .. الراقي ! وشدة تأثيره في
وكم صدّ أعدادا ً كبيرة من الكفار الناس عند مخالطتهم ..
عن الدخول في السلم وهذا التعامل السلمي
تعاملت فريق من المسلمين الدعوي يفيد في دعوة
33
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضأ وأقبلت إليه هرة .. معهم ..فيظلمونهم عمال ً ..
أصغى لها الناء ..فتشرب ..ثم ويغشونهم متسوقين ..
يتوضأ بفضلها .. ويؤذونهم جيرانا ً ..
ومّر rيوما ً على رجل ملقيا ً م نبدأ من جديد معهم .. فهل ّ
شاة على الرض ..وقد وضع
رجله على صفحة عنقها ممسكا ً إضاءة ..
لها ليذبحها ..وهو يحد خير الداعين من يدعو
شفرته ..وهي تلحظ إليه بأفعاله قبل أقواله ..
ببصرها ..
فغضب rلما رآه ..وقال :أتريد الحيوانات !! .14
أن تميتها موتتين ؟ هل حددت من صارت المهارات الحسنة
شفرتك قبل أن تضجعها ؟ ديدنه ..تحولت إلى طبع
ومر يوما ً برجلين يتحدثان ..وقد يخالط دمه وعقله ..ل ينفك
ركب كل منهما على بعيره .. عنه أبدا ً ..
فلما رآهما رحم البعيرين .. فتجده دائما ً لينا ً هينا ً رفيقا ً
ونهى أن تتخذ الدواب كراسي .. متحمل ً عطوفا ً ..مع كل أحد
يعني ل تركب البعير إل وقت ..حتى مع الحيوانات ..
الحاجة فقط ..فإذا انتهت والجمادات ..
حاجتك فانزل ودعه يرتاح .. كان رسول الله rفي
ونهى rعن وسم الدابة في سفر ..فانطلق ليقضي
الوجه .. حاجته ..
ومن أطرف ما ذكر .. حمرة فرأى بعض الصحابة ُ
أنه كان للنبي rناقة تسمى معها فرخان ..فأخذ بعضهم
العضباء .. فرخيها ..فجاءت الحمرة ..
ثم إن نفرا ً من المشركين فجعلت تحوم حولهم
ل للمسلمين .. أغاروا على إب ٍ وترفرف بجناحيها ..
كانت ترعى في أطراف فلما جاء النبي ورآها ..
المدينة .. التفت إلى أصحابه وقال :
فذهبوا بها ..وكانت العضباء من فجع هذه بولدها ؟ ردوا
فيها .. ولدها إليها ..
وأسروا امرأة من المسلمين .. وفي يوم آخر ..رأى rقرية
واستاقوها معهم .. نمل قد أحرقت ..
وهرب المشركون ..بالمرأة فقال :من أحرق هذه ؟
والبل .. قال بعض أصحابه :أنا ..
وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق .. فغضب وقال :ل ينبغي أن
أطلقوا البل ترعى حولهم .. ُيعذب بالنار إل رب النار ..
فنزلوا منزل ً فناموا ..فقامت وكان rمن رأفته ..أنه إذا
34
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شـــيء تتعامـــل معـــه ..حـــتى المرأة بالليل لتهرب منهم ..
الجمادات والشجار !!.. فأقبلت إلى البل لتركب
كان النبي rيقوم يوم الجمعة .. إحداها ..فجعلت كلما أتت
فيسند ظهره إلى جذع منصوب على بعير رغا بأعلى
في المسجد فيخطب الناس .. ً
صوته ..فتتركه خوفا من
فقالت امرأة من النصار : استيقاظهم ..
يا رسول الله ..أل أجعل لك وجعلت تمر على البل واحدا ً
شيئا ً تقعد عليه ..فإن لي غلما ً واحدا ً ..
نجارا ً .. حتى أتت على العضباء ..
قال :إن شئت .. فحركتها فإذا ناقة ذلول
فعملت له المنبر .. مجرسة ..فركبتها المرأة ..
فلما كان يوم الجمعة ..صعد ثم وجهتها نحو المدينة ..
النبي rعلى المنبر الذي صنع فانطلقت العضباء مسرعة ..
له .. فلما شعرت المرأة
فلما قعد rعلى ذلك المنبر .. بالنجاة ..اشتد فرحها ..
خار الجذع كخوار الثور .. فقالت :
ً
ي نذرا ..إن اللهم إن لك عل ّ
وصاحت النخلة ..حتى كادت أن
تنشق ..وارتج المسجد .. أنجيتني عليها أن
فنزل النبي rفضم الجذع أنحرها !!..
إليه ..فجعلت النخلة تئن أنين وصلت المرأة إلى المدينة ..
كت حتى الصبي الذي ُيس ّ فعرف الناس ناقة النبي
استقرت .. ..
نزلت لمرأة في بيتها ومضوا
ثم قال ) : rأما و الذي نفس
بالناقة إلى النبي ..
محمد بيده ..لو لم ألتزمه لما
فجاءت المرأة تطلب الناقة
زال هكذا إلى يوم القيامة .. ( ..
لتنحرها !!
فقال : بئس ما
إشارة ..
جزيتيها ..أو بئس ما
الله كّرم النسان ..لكن ذلك ل
جزتها ..إن أنجاها الله
يفتح المجال له لضطهاد بقية
عليها لتنحرنها !!
المخلوقات ..
ثم قال " : rل وفاء لنذر
في معصية الله ول فيما ل
100 .15طريقة لكسب قلوب
يملك ابن آدم " .
الناس
فلماذا ل تحول مهاراتك فــي
كل صاحب هم يتفنن في صيد
التعامــل – كــالرفق والبشــر
ما يريد ..
والكرم – إلى ســجية تلزمــك
عاشق المال يتفنن في جمعه
على جميع أحوالك ..مع كــل
35
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصافحك بحرارة ..واحتفى وتنميته ..ويحرص على تعلم
بقدومك ..وأنت ل تعرفه ول مهارات التجارة والربح ..
يعرفك !! القنوات الفضائية تتفنن في
ثم أكملت سلمك على الناس .. اصطياد الناس بتنويع
وجلست .. البرامج واختيار الساليب
بالله عليك ! أل تشعر أن قلبك المتجددة ..وتدريب مقدمي
ينجذب نحو ذلك الشخص ؟ البرامج على مهارات تجذب
بلى ..ينجذب إليه ..وأنت ل الناس لمتابعتها ..
تعرفه ..ول تدري عن اسمه .. وقل مثل ذلك في وسائل
ول تعلم وظيفته ول مركزه .. العلم المقروءة ..
ومع ذلك استطاع أن يسلب والمسموعة ..
قلبك ..ل بماله ..ول بمنصبه .. ومثله مروجو البضائع
ول بحسبه ونسبه ..وإنما المختلفة سواء كانت حلل ً
بمهارات تعامله .. أم حراما ً ..
إذن القلوب ل تكسب بالقوة ول كلهم يحرصون على إتقان
بالمال ول بالجمال ول بالوظيفة المهارات التي تفيدهم في
..وإنما تكسب بأقل من ذلك مجالهم الذي يحبونه ..
وأسهل ..ومع ذلك فقليل من وكسب القلوب فن من
يستطيع كسبها .. الفنون له طرقه وأساليبه ..
أذكر أن أحد طلبي في الكلية هب أنك دخلت مجلسا ً فيه
أصيب بمرض نفسي ..كان نوعا ً أربعون رجل ً ..فمررت
صعبا ً من الكتئاب .. بالناس تصافحهم ..
كان والده ضابطا ً يشغل منصبا ً فالول مددت يدك إليه
عاليا ً ..جاء مرارا ً إلى الكلية مسلما ً فناولك طرف يده ..
وقابلني وتعاوّنا على علج وقال ببرود :أهل ً ..أهل ً ..
ابنه .. والثاني كان مشغول ً بحديث
كنت أذهب إلى بيتهم أحيانا ً جانبي ..ففاجأته بالسلم ..
فأراه قصرا ً منيفا ً ..وأرى فرد ببرود أيضا ً وصافحك
مجلس الب مليئا ً بالضيوف ..ل دون أن ينظر إليك ..
تكاد تجد فيه مكانا ً فارغا ً .. والثالث كان يتحدث
كنت أعجب من محبة الناس لهذا بهاتفه ..فمد يده إليك دون
الرجل وإقبالهم عليه .. أن يتلفظ بكلمة ترحيب ..أو
مضت سنوات وتقاعد الب من يبدي لك أي اهتمام ..
منصبه .. أما الرابع ..فلما رآك مقبل ً
فذهبت إليه زائرا ً ..دخلت قام مستعدا ً للسلم ..فلما
القصر ..ثم دلفت إلى المجلس التقت عينك بعينه ابتسم
وفيه أكثر من خمسين كرسيا ً .. وأظهر البشاشة بلقياك ..
36
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شابا ً تقع له مشكلة فيشكوها فلم أر في المجلس إل
إلى صديق أو إمام مسجد أو الرجل يتابع برنامجا ً في
مدرس ..ويترك أباه ..لن الب التلفاز ..وخادما ً يخدمه
لم يكسب قلبه ..ولم يحطم بالقهوة والشاي ..جلست
السوار بينهما ..بينما كسب معه قليل ً ..
هذا القلب مدرس أو صديق .. فلما خرجت جعلت أتذكر
وربما كسبه عدو حاقد !! حاله لما كان في وظيفته ..
وأمر آخر مهم .. وحاله الن ..ما الذي كان
أل تلحظ معي أن بعض الناس يجمع الناس فيما مضى ؟
إذا دخل مجلسا ً مزدحما ً ..وجعل ما الذي كان يجعلهم يلتمون
يتلفت باحثا ً عن مكان يجلس عليه مؤانسين متحببين ؟!
فيه ..رأيت الجالسين أدركت عندها أن الرجل لم
يتسابقون عليه كل يناديه يكسب الناس بأخلقه
ليجلس بجانبه ! ..لماذا؟ ولطفه وحسن تعامله ..
هل دعيت يوما ً إلى عشاء .. وإنما كسبهم بمنصبه
وكان بنظام ) البوفيه المفتوح ( ووجاهته وسعة علقاته ..
..بحيث إن كل شخص يأخذ فلما زال المنصب زالت معه
طعامه في طبق ويجلس على المحبة ..
إحدى الطاولت الدائرية ..ألم فخذ من صاحبنا درسا ً ..
تر بعض الناس ما إن يمل طبقه وتعامل مع الناس بمهارات
بالطعام حتى يتهافت عدد من تجعلهم يحبونك لشخصك ..
الناس يشيرون إليه بوجود مكان يحبون أحاديثك وابتسامتك
فارغ ..ليجلس معهم .. ورفقك وحسن معشرك ..
بينما آخر يمل طبقه بالطعام .. يحبون تغاضيك عن أخطائهم
ويتلفت ول أحد يناديه أو يقبل ..ووقوفك معهم في
عليه ..حتى تسوقه قدماه إلى مصائبهم ..
إحدى الطاولت .. ل تجعل قلوبهم معلقة
لماذا حرص الناس على الول بكرسيك وجيبك !!
دون الثاني .. الذي يوفر لولده وزوجته
أل تشعر أن بعض الناس تقبل المال والطعام والشراب لم
عليه القلوب أينما كان ..وكأن يكسب قلوبهم ..وإنما
في يده مغناطيس يجذبها به كسب بطونهم ..
جذبا ً !! والذي يغدق على أهله
عجبا ً ! كيف استطاع هؤلء الموال ..مع سوء
جميعا كسب الناس ؟! التعامل ..لم يكسب قلوبهم
إنها طرق ذكية يستطيع بها ..إنما كسب جيوبهم ..
الشخص أن يصيد بها القلوب .. لذلك ل تستغرب إذا وجدت
37
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والفقير ..والمدير والفراش ..
لو مررت يوما ً بعامل مسكين قرار ..
يكنس الشارع ..ومد يده إليك ؟ قدرتنا على أسر قلوب
ودخلت يوما ً آخر على مسئول الخرين ..وكسب محبتهم
كبير فمد يده ..هل هما الصادقة ..تمنحنا جانبا ً كبيرا ً
متساويان ؟ في احتفائك بهما .. من المتعة بالحياة ..
وتبسمك وبشاشتك ؟
ل أدري !! أحسن النية ..لوجه .16
أما رسول الله eفكانا عنده الله ..
متساويين في الحتفاء والنصح جعلت أتأمل أساليب تعامل
والشفقة .. بعض الشخاص ..وعشت
وما يدريك لعل من تزدريه معهم سنين ..ل أذكر أني
وتتكبر عليه يكون عند الله خيرا ً رأيت منهم ابتسامة ..بل
من ملء الرض من مثل الذي ول حتى مجاملة بضحك على
تكرمه وتقبل عليه .. طرفة ..أو تفاعل مع
قال ) إن من أحبكم إلي متحدث ..كنت أظن أنهم
وأقربكم مني مجلسا ً يوم نشئوا هكذا ول يستطيعون
القيامة أحاسنكم أخلقا ً ( ).. (15 غيره ..
وقال للشج بن عبد قيس ) :إن ثم تفاجأت برؤيتهم في
فيك لخصلتين يحبهما الله مواطن معينة ..ومع بعض
ورسوله ( .. الناس – من الغنياء
فما هما الخصلتان :قيام وأصحاب النفوذ تحديدا ً –
الليل ! صيام النهار ؟ .. يحسنون الضحك والتلطف ..
استبشر الشج .. tوقال :ما فأدركت أنهم ما يفعلون
هما يا رسول الله ؟ فقال عليه ذلك إل لمصلحة ..فيفوتهم
الصلة والسلم ) الحلم .. بذلك أجر عظيم ..
)(16
والناة ( .. إذن المؤمن يتعبد لله تعالى
وسئل rعن البر ؟ ..فقال : بأخلقه ومهارات تعامله ..
)(17
) البر حسن الخلق ( .. مع جميع الناس ..ل لجل
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس منصب أو مال ..ول لجل
الجنة فقال ) :تقوى الله أن يمدحه الناس ..ول لجل
)(18
وحسن الخلق ( .. أن يزوج أو يسلف مال ً ..
وإنما ليحبه الله ويحببه إلى
خلقه ..
) ( رواه الترمذي 15
وتعين على نوائب الحق .. ) ( رواه البخاري في الدب المفرد 20
39
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حطمه الناس .. وتؤدي المانة ..
*** ً وإذا كانت النفوس كبارا بل أثنى الله عليه ثناء نتلوه
تعبت في مرادها الجسام إلى يوم القيامة ..فقال :
بل بلغ من حرصه rعلى الخلق ) وإنك لعلى خلق عظيم ( ..
الحسن ..أنه كان يدعو الله قه القرآن .. وكان rخل َ
فيقول – ) اللهم كما أحسنت نعم خلقه القرآن ..فإذا قرأ
خلقي ( ).. (22 خْلقي فأحسن ُ َ ) وأحسنوا إن الله يحب
وكان يقول ) :اللهم أهدني المحسنين ( ..أحسن ..نعم
لحسن الخلق ل يهدي أحسن إلى الكبير والصغير ..
لحسنها إل أنت ،وأصرف عني والغني والفقير ..إلى
سيئها ل يصرف عني سيئها إل شرفاء الناس ووضعائهم ..
)(23
أنت ( وكبارهم وصغارهم ..
فنحن نحتاج إلى أن نقتدي به r وإذا سمع قول الله :
في أخلقه .. حوا ( ..عفا ف ُ ص َ
وا ْ فوا َع ُ ) َ
فا ْ
مع المسلمين لكسبهم ودعوتهم وصفح ..
.. وإذا تل ) :وقولوا للناس
بل ومع الكافرين ليعرفوا حسنا ً ( ..تكلم بأحسن
حقيقة السلم .. الكلم ..
فمادام أنه rقدوتنا ..
إشارة .. جنا .. ومنهجه منه ُ
أحسن النية ..لتكون مهارات تأمل حياته .. rكيف كان
تعاملك مع الخرين عبادة يتعامل مع الناس ..كيف
تتقرب بها إلى الله .. كان يعالج أخطاءهم ..
ويتحمل أذاهم ..
طعماستعمل ال ّ .17 كيف كان يتعب لراحتهم ..
المناسب !! وينصب لدعوتهم ..
الناس بطبيعتهم يتفقون في فيوما ً تراه يسعى في حاجة
أشياء كلهم يحبونها ويفرحون مسكين ..ويوما ً يفصل
بها .. خصومة بين المؤمنين ..
ويتفقون في أشياء أخرى كلهم ويوما ً يدعو الكافرين ..
يكرهونها .. حتى كبرت سنه ..ورق
ويختلفون في أشياء منهم من عظمه ..ووصفت عائشة
يفرح بها ..ومنهم من يستثقلها حاله فقالت :
.. كان أكثُر صلة النبي r
بعدما كبر جالسا ً
) ( رواه أحمد 22 ) لمـــاذا ؟؟ ( ..
) ( رواه مسلم 23 بعدما حطمه الناس ..نعم ..
40
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشخص مع زملئه ..أو فكل الناس يحبون التبسم
جيرانه ..أو إخوانه .. في وجوههم ..ويكرهون
ل تحسب الناس طبعا ً واحدا ً العبوس والكآبة ..
فلهم لكنهم إلى جانب ذلك ..
طبائع لست تحصيهن ألوان منهم من يحب المرح
أذكر أن عجوزا ً صالحة – وهي أم والمزاح ..ومنهم من
لحد الصدقاء – كانت تمدح أحد يستثقله ..
أولدها كثيرا ً ..وترتاح إذا زارها منهم من يحب أن يزوره
أو تحدث معها ..مع أن بقية الناس ويدعونه ..ومنهم
أولدها يبرون بها ويحسنون النطوائي ..
إليها ..لكن قلبها مقبل على ومنهم من يحب الحاديث
ذاك الولد .. وكثرة الكلم ..ومنهم من
كنت أبحث عن السّر ..حتى يبغض ذلك ..
جلست معه مرة فسألته عن وكل واحد في الغالب يرتاح
ذلك ..فقال لي :المشكلة أن لمن وافق طباعه ..فلماذا
إخواني ل يعرفون طبيعة أمي .. ل توافق طباع الجميع عند
فإذا جلسوا معها صاروا عليها مجالستهم ..وتعامل كل
ثقلء .. واحد بما يصلح له ليرتاح
فقلت له مداعبا ً :وهل اكتشف إليك ؟
معاليكم طبيعتها !!.. ذكروا أن رجل ً رأى صقرا ً
ضحك صاحبي وقال :نعم .. يطير بجانب غراب !!
سأخبرك بالسّر .. فعجب ..كيف يطير ملك
أمي كبقية العجائز ..تحب الطيور مع غراب !! فجزم
الحديث حول النساء وأخبار من أن بينهما شيئا ً مشتركا ً
تزوجت وطلقت ..وكم عدد جعلهما يتوافقان ..
أبناء فلنة ..وأيهم أكبر .. فجعل يتبعهما ببصره ..حتى
ومتى تزوج فلن فلنة ؟ وما تعبا من الطيران فحطا على
اسم أول أولدهما .. الرض فإذا كلهما أعرج !!
إلى غير ذلك من الحاديث التي فإذا علم الولد أن أباه يؤثر
أعتبرها أنا غير مفيدة ..لكنها السكوت ول يحب كثرة
تجد سعادتها في تكرارها .. الكلم ..فليتعامل معه بمثل
وتشعر بقيمة المعلومات التي ذلك ليحبه ويأنس بقربه ..
تذكرها ..لننا لن نقرأها في وإذا علمت الزوجة أن زوجها
كتاب ولن نسمعها في شريط .. يحب المزاح ..فلتمازحه ..
ول تجدها – قطعا ً – في شبكة فإن علمت أنه ضد ذلك
النترنت !! فلتتجنب ..
فتشعر أمي وأنا أسألها عنها وقل مثل ذلك عند تعامل
41
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فسابقته ..وركضت وركضت .. أنها تأتي بما لم يأت به
حتى سبقته .. الولون ..فتفرح وتنبسط ..
وبعدها بزمان ..خرجت معه r فإذا جالستها حركت فيها
في سفر .. هذه المواضيع فابتهجت ..
بعدما كبرت وسمنت ..وحملت ومضى الوقت وهي
اللحم وبدنت .. تتحدث ..
فقال rللناس :تقدموا .. وإخواني ل يتحملون سماع
فتقدموا .. هذه الخبار ..فيشغلونها
ي حتى ثم قال لعائشة :تعال ْ بأخبار ل تهمها ..وبالتالي
أسابقك ..فسابقته .. تستثقل مجلسهم ..وتفرح
فسبقها .. بي !!
فلما رأى ذلك .. هذا كل ما هنالك ..
جعل يضحك ويضرب بين كتفيها نعم أنت إذا عرفت طبيعة
..ويقول :هذه بتلك ..هذه من أمامك ..وماذا يحب
بتلك .. وماذا يكره ..استطعت أن
بينما كان يتعامل مع خديجة تأسر قلبه ..
تعامل ً آخر ..فقد كانت تكبره ومن تأمل في تعامل النبي
في السن بخمس عشرة سنة .. .. eمع الناس وجد أنه كان
حتى مع أصحابه ..كان يراعي يعامل مع كل شخص بما
ذلك ..فلم يلبس أبا هريرة يتناسب مع طبيعته ..
عباءة خالد ..ولم يعامل أبا بكر في تعامله مع زوجاته كان
كما يعامل طلحة .. يعامل كل واحدة بالسلوب
وكــان يتعامــل مــع عمــر تعــامل ً الذي يصلح لها ..
خاصــا ً ..ويســند إليــه أشــياء ل عائشة كانت شخصيتها
يسندها إلى غيره .. انفتاحية ..فكان يمزح
انظر إليه eوقد خرج مع أصحابه معها ..ويلطفها ..
إلى بدر .. ذهبت معه مرة في سفر ..
فلمــا ســمع بخــروج قريــش .. فلما قفلوا راجعين واقتربوا
عـــرف أن رجـــال ً مـــن قريـــش من المدينة ..قال للناس
سيحضرون إلى ســاحة المعركــة :
كره ـا ً ..ولــن يقــع منهــم قتــال تقدموا عنا ..
على المسلمين .. فتقدم الناس عنه ..حتى
فقام eفي أصحابه وقال :إنــي بقي مع عائشة ..
قد عرفت رجال ً من بنــي هاشــم وكانت جارية حديثة السن ..
وغيرهــم قــد أخرجــوا كرهـا ً ..ل نشيطة البدن ..
حاجة لهم بقتالنا .. فالتفت إليها ثم قال :
فمن لقي منكــم أحــدا ً مــن بنــي ي حتى أسابقك .. تعال ْ
42
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فــوجه نظــره فــورا ً إلــى عمــر .. هاشم فل يقتله ..
ولم يلتفت إلى غيره ..وقال : ومــن لقــي أبــا البخــتري بــن
يا أبا حفص ..أيضــرب وجــه عــم هشام فل يقتله ..
رسول الله بالسيف ؟! ومن لقــي العبــاس بــن عبــد
قال عمر :واللــه إنــه لول يــوم المطلــب عــم رســول اللــه e
كناني فيــه رســول اللــه eبــأبي فل يقتله ..فــإنه إنمــا خــرج
حفص .. مستكرها ً ..
وكــان عمــر رهــن إشــارة النــبي وقيل إن العباس كان مسلما ً
.. eويعلم أنهم في ساحة قتــال يكتم إسلمه ..وينقل أخبــار
ل مجــال فيهــا للتســاهل فــي قريش إلى رسول اللــه .. e
التعامــل مــع مــن يخــالف أمــر فلم يحب النــبي eأن يقتلــه
القــــائد ..أو يعــــترض أمــــام المسلمون ..ولم يحب كذلك
الجيش .. أن يظهر أمر إسلمه ..
فاختار عمر حل ً صارما ً فقال :يا كـــانت هـــذه المعركـــة أول
رسول الله دعني فلضرب عنقه معركــــــة تقــــــوم بيــــــن
بالسيف .. الفريقيـــــن ..المســـــلمين
فمنعــه النــبي .. eورأى أن هــذا وكفار قريش ..
التهديد كاف في تهدئة الوضع .. وكــانت نفــوس المســلمين
كان أبو حذيفــة tرجل ً صــالحا ً .. مشدودة ..فهم لم يسـتعدوا
فكان بعدها يقول :ما أنــا بــآمن لقتال ..وســيقاتلون أقربــاء
مـــن تلـــك الكلمـــة الـــتي قلـــت وأبناء وآباء ..
يومئذ ..ول أزال منهــا خائفـا ً إل وهذا رســول اللــه eيمنعهــم
أن تكفرهـــا عنـــي الشـــهادة .. من قتل البعض ..
فقتل يوم اليمامة شهيدا ً .. t وكان عتبة بن ربيعة من كبار
هذا عمر ..كان eيعلم بنوع كفــار قريــش ..ومــن قــادة
العمال التي يسندها إليه .. الحرب ..
فليس المر متعلقا ً بجمع وكــان ابنــه أبــو حذيفــة بــن
صدقات ..ول بإصلح متخاصمين عتبــــة بــــن ربيعــــة ..مــــع
..ول بتعليم جاهل ..وإنما هم المسلمين ..فلــم يصــبر أبــو
في ساحة قتال فكانت الحاجة حذيفة ..بل قال :
إلى الرجل الحازم المهيب أكثر أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا
منها إلى غيره ..لذا اختار ونترك العبــاس !! واللــه لئن
عمر ..واستثاره :أيضرب وجه لقيته للحمنه بالسيف ..
عم رسول الله بالسيف ؟! فبلغــت كلمتــه رســول اللــه
وفي موقف آخر .. .. eفـــالتفت النـــبي عليـــه
يقبل النبي eعلى خيبر .. الصلة والسلم ..فإذا حوله
أكثر من ثلثمائة بطل ..
43
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سهم ّالعوام وقال :يا زبير ُ .. ويقاتل أهلها قتال ً يسيرا ً ..
بعذاب .. ثم يصالحهم ويدخلها ..
فأقبل إليه الزبير متوقدا ً .. واشترط عليهم أن ل يكتموا
فانتفض اليهودي ..وعلم أن شيئا ً من الموال ..ول
حييا ًالمر جد ..فقال :قد رأيت ُ يغيبوا شيئا ً ..ول يخبئوا
يطوف في خربة ها هنا .. ذهبا ً ول فضة ..بل يظهرون
وأشار إلى بيت قديم خراب .. ذلك كله ويحكم فيه ..
فذهبوا فطافوا فوجدوا المال ً
وتوعدهم إن كتموا شيئا أن
مخبئا ً في الخربة .. ل ذمة لهم ول عهد ..
هذا في حاله eمع الزبير .. وكان حيي بن أخطب من
يعطي القوس باريها .. رؤوسهم ..وكان جاء من
وكان الصحابة يتعامل بعضهم المدينة بجلد تيس مدبوغ
مع بعض على هذا الساس .. ومخيط ووملوء ذهبا ً وحليا ً ..
لما مرض رسول الله eمرض وقد مات حيي وترك
الموت ..واشتد عليه الوجع .. المال ..فخبئوه عن رسول
لم يستطع القيام ليصلي الله .. e
بالناس .. فقال eلعم حيي بن
فقال وهو على فراشه :مروا أخطب :ما فعل مسك حيي
أبا بكر فليصل بالناس .. الذي جاء به من النضير ؟ أي
وكان أبو بكر رجل ً رقيقا ً ..وهو الجلد المملوء ذهبا ً ..
صاحب رسول الله eفي حياته فقال :أذهبته النفقات
وبعد مماته ..وهو صديقه في والحروب ..
الجاهلية والسلم ..وهو أبو فتفكر eفي الجواب ..فإذا
زوجة النبي eعائشة ..وهو .. موت حيي قريب والمال
وكان يحمل في صدره جبل ً من كثير ..ولم تقع حروب
حزن بسبب مرض النبي .. e قريبة تضطرهم إلى
فلما أمر النبي eأن يبلغوا أبا إنفاقه ..
بكر ليصلي بالناس .. فقال : eالعهد قريب ..
قال بعض الحاضرين عند النبي والمال أكثر من ذلك ..
: eإن أبا بكر رجل أسيف ..أي فقال اليهودي :المال
رقيق ..إذا قام مقامك لم والحلي قد ذهب كله ..
يستطع أن يصلي بالناس ..أي فعلم النبي eأنه يكذب ..
من شدة التأثر والبكاء .. فنظر eإلى أصحابه فإذا هم
وكان النبي eيعلم ذلك عن أبي كثير بين يديه ..وكلهم رهن
بكر ..أنه رجل رقيق يغلبه إشارته ..
البكاء ..خاصة في هذا فالتفت إلى الزبير بن
44
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دة ..ح ّوكنت أداري منه بعض ال ِ الموطن ..
فقال أبو بكــر :علــى رســلك يــا لكنه eكان يشير إلى أحقية
عمر .. أبي بكر بالخلفة من بعده ..
فكرهت أن أغضبه .. يعني :إذا أنا غير موجود
فتكلــم وهــو كــان أعلــم منــي فأبو بكر يتولى المسئولية ..
وأوقــر ..فــوالله مــا تــرك مــن فأعاد eالمر :مروا أبا بكر
كلمــة أعجبتنــي مــن تزويــري إل فليصل بالناس ..حتى صلى
قالها في بديهته ..أو قال مثلها أبو بكر ..
ت ..سك َ َ ..أو أفضل منها حتى َ ومع رقة أبي بكر ..إل أنه
قال أبو بكر :أما ما ذكرتم فيكم كان ذا هيبة ..وله حدة
من خيــر فــأنتم لــه أهــل ..ولــن غضب أحيانا ً تكسوه جلل ً ..
تعرف العرب هذا المــر إل لهــذا وكــان رفيــق دربــه عمــر t
الحي من قريــش ..هــم أوســط يراعي ذلك منه ..
العرب نسبا ً ودارا ً ..وقد رضــيت انظر إليهـم جميعـا ً .. yوقـد
لكم أحد هذين الرجليــن فبــايعوا اجتمعــوا فــي ســقيفة بنــي
أيهما شئتم .. ســاعدة ..بعــد وفــاة النــبي
وأخذ بيدي وبيــد أبــي عبيــدة بــن
.. eليتفقوا على خليفة ..
الجراح وهو جالس بيننا ..
اجتمــــــــع المهــــــــاجرون
ولـــم أكـــره شـــيئا ممـــا قـــاله
والنصار ..وانطلق عمر إلى
غيرهــا ..كــان واللــه أن أقــدم
أبـــي بكـــر واصـــطحبا إلـــى
فتضــرب عنقــي ل يقّربنــي ذلــك
السقيفة ..
إلى إثم ..أحب إلي من أن أتأمر
قــال عمــر :فأتينــاهم فــي
على قوم فيهم أبو بكر ..
سقيفة بني ســاعدة ..فلمــا
سكت الناس ..
جلســـــنا تشـــــهد خطيـــــب
فقــال قــائل مــن النصــار :أنــا
النصــار ..وأثنــى علــى اللــه
جـــذيلها المحكـــك ..وعـــذيقها
بما هو له أهل ثم قال :
المرجب ..منا أمير ومنكم أميــر
أما بعد فنحــن أنصــار اللــه ..
يا معشر قريش ..
وكتيبــة الســلم ..وأنتــم يــا
قال عمر :فكثر اللغط وارتفعت
معشـــر المهـــاجرين رهـــط
الصـــــوات حـــــتى تخـــــوفت
منــا ..وقــد دفــت دافــة مــن
الختلف ..
قومكم وإذا هــم يريــدون أن
فقلت :ابســط يــدك يــا أبــا بكــر
يحتازونــــا مــــن أصــــلنا ..
فبسط يــده فبــايعته ،ثــم بــايعه
ويغصبونا المر ..
المهاجرون ،ثم بايعه النصار ..
فلما سكت أردت أن أتكلــم ،
نعم ..كل واحد من الناس له
وقد زورت في نفسي مقالة
مفتاح تستطيع به فتح أبواب
قــــد أعجبتنــــي ،أريــــد أن
قلبه ..وكسب محبته والتأثير
أقدمها بين يدي أبــي بكــر ..
45
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم جلس بكل هدوء ..يبول !!.. عليه ..
عجب الصحابة ..وثاروا ..يبول وهذا تلحظه في حياة
في المسجد !! الناس ..أفلم تسمع زملء
وجعلوا يتقافزون ليتوجهوا عملك يوما ً يقولون :
إليه ..والنبي eيهدئهم .. المدير ..مفتاحه فلن ..إذا
ويسكن غضبهم ..ويردد :ل أردتم شيئا ً فاجعلوا فلنا ً
تزرموه ..ل تعجلوا عليه ..ل يطلبه لكم ..أو يقنع المدير
تقطعوا عليه بوله .. به ..
والصحابة يلتفتون إليه ..وهو فلماذا ل تجعل مهاراتك
لعله لم يدر عنهم ..ل يزال مفاتيح لقلوب الناس ..
يبول .. فتكون رأسا ً ل ذيل ً ..
والنبي eيرى هذا المنظر .. نعم كن متميزا ً ..وابحث عن
بول في المسجد ..ويهدئ مفتاح قلب أمك وأبيك
أصحابه !! وزوجتك وولدك ..
آآآه مااااا أحلمه !! اعرف مفتاح قلب مديرك
حتى إذا انتهى العرابي من في العمل ..زملئك ..
بوله ..وقام يشد على وسطه ومعرفة هذه المفاتيح تفيدنا
إزاره ..دعاه النبي eبكل حتى في جعلهم يتقبلون
رفق .. النصح الذي يصدر منا لهم ..
أقبل يمشي حتى إذا وقف بين إذا أحسنا تقديم هذا النصح
يديه ..قال له eبكل رفق : بأسلوب مناسب ..
إن هذه المساجد لم تبن لهذا .. فهم ليسوا سواء في
إنما بنيت للصلة وقراءة القرآن طريقة النصح ..بل حتى
.. في إنكار الخطأ إذا وقع
انتهى ..نصيحة باختصار .. منهم ..
هم الرجل ذلك ومضى .. َ وانظر إلى رسول الله e
ف ِ
فلما جاء وقت الصلة أقبل ذاك وقد جلس يوما ً في مجلسه
العرابي وصلى معهم .. المبارك يحدث أصحابه ..
كبر النبي eبأصحابه مصليا ً .. فبينما هم على ذلك ..فإذا
برجل يدخل إلى المسجد ..
فقرأ ثم ركع ..فلما رفع eمن
يتلفت يمينا ً ويسارا ً ..فبدل
ركوعه قال :سمع الله لمن
أن يأتي ويجلس في حلقة
حمده ..
فقال المأمومون :ربنا ولك النبي .. eتوجه إلى زاوية
الحمد ..إل هذا الرجل قالها من زوايا المسجد ..ثم جعل
وزاد بعدها :اللهم ارحمني يحرك إزاره !!
ومحمدا ً ول ترحم معنا أحدا !!
ً عجبا ً !! ماذا سيفعل ؟!
رفع طرف إزاره من المام
46
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علم أصحابه أن إذا سمع المسلم وسمعه النبي .. eفلما
أخاه عطس فحمد الله فإنه انتهت الصلة ..التفت e
يقول له :يرحمك الله .. إليهم وسألهم عن القائل ..
حفظها معاوية ..وذهب بها .. فأشاروا إليه ..
وبعد أيام جاء إلى المدينة في فناداه النبي eفلما وقف
حاجة ..فدخل المسجد فإذا بين يديه فإذا هو العرابي
النبي عليه الصلة والسلم نفسه ..وقد تمكن حب
يصلي بأصحابه ..فدخل معهم النبي eمن قلبه حتى ود لو
في الصلة .. أن الرحمة تصيبهما دون
فبينما هم على ذلك إذ عطس غيرهما ..
رجل من المصلين ..
فقال له eمعلما ً :لقد
فما كاد يحمد الله ..حتى تذكر
تحجرت واسعا ً !! أي إن
معاوية أنه تعلم أن المسلم إذا
رحمة الله تعالى تسعنا
عطس فقال الحمد لله ..فإن
جميعا ً وتسع الناس ..فل
أخاه يقول له يرحمك الله ..
تضيقها علي وعليك ..
فبادر معاوية العاطس قائل ً
فانظر كيف ملك عليه
ل :يرحمك الله . بصوت عا ٍ قلبه ..لنه عرف كيف
فاضطرب المصلون ..وجعلوا
يتصرف معه ..فهو أعرابي
يلتفتون إليه منكرين .
أقبل من باديته ..لم يبلغ
فلما رأى دهشتهم ..اضطرب
ُ من العلم رتبة أبي بكر
مياه !! ..ما وقال :وااااثكل أ ّ وعمر ..ول معاذ وعمار ..
ي ؟ .. شأنكم تنظرون إل ّ فل يؤاخذ كغيره ..
فجعلوا يضربون بأيديهم على ً
وإن شئت فانظر أيضا إلى
أفخاذهم ليسكت ..
معاوية بن الحكم .. tكان
متونه صمت .. فلما رآهم يص ّ من عامة الصحابة ..لم يكن
فلما انتهت الصلة ..
يسكن المدينة ..ولم يكن
التفت rإلى الناس ..وقد
مجالسا ً للنبي عليه الصلة
سمع جلبتهم وأصواتهم ..
والسلم ..
وسمع صوت من تكلم ..لكنه
وإنما كان له غنم في
صوت جديد لم يعتد عليه ..فلم
الصحراء يتتبع بها
يعرفه ..فسألهم :
الخضراء ..
من المتكلم ..فأشاروا إلى
أقبل معاوية يوما ً إلى
معاوية ..
المدينة فدخل المسجد ..
فدعاه النبي عليه الصلة
وجلس إلى رسول الله r
والسلم إليه ..
ً وأصحابه ..فسمعه يتكلم
فأقبل عليه معاوية فزعا ل
عن العطاس ..وكان مما
يدري بماذا سيستقبله ..وهو
47
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا تعــامله مــع أعرابــي بــال الذي أشغلهم في صلتهم ..
في المسجد ..ورجل تكلــم فــي وقطع عليهم خشوعهم ..
الصــــلة ..عــــاملهم مراعيــــا ً قال معاوية : tفبأبي هو
أحوالهم ..لن الخطأ من مثلهم وأمي .. rوالله ما رأيـت
ل يستغرب .. معلما ً قبله ول بعده أحسن
أما معاذ بن جبل فقــد كــان مــن تعليما ً منه ..والله ما كهرني
أقرب الصحابة إلى رسول الله e ..ول ضربني ..ول
..ومن أكثرهم حرصا ً على طلب شتمني ..
العلم .. وإنما قال :يا معاوية ..إن
فكان تعامل النبي مع أخطائه هذه الصلة ل يصلح فيها
مختلف ـا ً عــن تعــامله مــع أخطــاء شيء من كلم الناس ..إنما
غيره .. هي التسبيح والتكبير ..
كان معاذ يصلي مع رســول اللــه وقراءة القرآن ..انتهى ..
eالعشــاء ..ثــم يرجــع فيصــلي نصيحة باختصار ..
بقــومه العشــاء إمام ـا ً بهــم فــي ففهمها معاوية ..
مســجدهم ..فتكــون الصــلة لــه ثم ارتاحت نفسه ..واطمأن
نافلة ولهم فريضة .. قلبه ..فجعل يسأل النبي
رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل عليه الصلة والسلم عن
مسجدهم فكبر مصليا ً بهم .. ص أموره .. خوا ّ
أقبل فتى من قومه ودخـل معـه فقال :يا رسول الله ..إني
فــي الصــلة ..فلمــا أتــم معــاذ حديث عهد بجاهلية ..وقد
الفاتحــة قــال " ول الضــالين " جاء الله بالسلم ..وإن منا
فقالوا " آمين " .. رجال ً يأتون الكهان ) وهم
ثم افتتح معاذ سورة البقرة !! الذين يدعون علم الغيب ( ..
كــان النــاس فــي تلــك اليــام يعني فسألونهم عن
يتعبون في العمل في مزارعهم الغيب ..
ورعيهم دوابهم طوال النهــار .. فقال : rفل تأتهم ..يعني
ثــم ل يكــادون يصــلون العشــاء لنك مسلم ..والغيب ل
حتى يأوون إلى فرشهم .. يعلمه إل الله ..
هــــذا الشــــاب ..وقــــف فــــي قال معاوية :ومنا رجال
الصلة ..ومعاذ يقرأ ويقرأ .. يتطيرون ) أي يتشاءمون
فلمــــا طــــالت الصــــلة علــــى بالنظر إلى الطير ( ..
الفــتى ..أتــم صــلته وحــده .. فقال : rذاك شيء يجدونه
وخرج من المسجد وانطلــق إلــى في صدورهم ..فل يصدنهم
بيته .. ) أي ل يمنعهم ذلك عن
انتهى معاذ من الصلة .. وجهتهم ..فإن ذلك ل يؤثر
فقال له بعض القوم :يا معاذ .. نفعا ً ول ضرا ً ( ..
48
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا بن أخي إذا صليت ؟ فلن دخل معنا في الصلة ..
قــال :أقــرأ بفاتحــة الكتــاب .. ثم خرج منها لما أطلت ..
وأسـأل اللـه الجنـة ..وأعـوذ بـه فغضب معاذ وقــال :إن هــذا
من النار .. به لنفــاق ..لخــبرن رســول
ثم تذكر الفتى أنه يــرى النــبي e الله eبالذي صنع ..
يـــدعو ويكـــثر ..ويـــرى معـــاذا ً فــأبلغوا ذلــك الشــاب بكلم
كذلك .. معــاذ ..فقــال الفــتى :وأنــا
فقال في آخــر كلمــه :وإنــي ل لخبرن رسول اللــه eبالــذي
أدري ما دنــدنتك ودندنــة معــاذ .. صنع ..
أي دعاؤكمــا الطويــل ل أعــرف فغــدوا علــى رســول اللــه e
مثله !! فــأخبره معــاذ بالــذي صــنع
فقال : eإني ومعاذ حول هاتين الفتى ..
ندندن ..يعنـي دعاؤنـا هـو فيمـا فقــال الفــتى :يــا رســول
تدعو به ..حول الجنة والنار .. اللــه ..يطيــل المكــث عنــدك
فقــال الشــاب :ولكــن ســيعلم ثـــم يرجـــع فيطيـــل علينـــا
معاذ إذا قدم القـوم وقـد خـبروا الصلة ..والله يا رسول الله
أن العدو قــد أتــوا ..مــا أصــنع .. إنا لنتأخر عــن صــلة العشــاء
يعنــي فــي الجهــاد فــي ســبيل مما يطول بنا معاذ ..
الله ..سيتبين لمعاذ إيماني وهو فسأل اللــه النــبي eمعــاذا ً :
الذي يصفني بالنفاق ! ماذا تقرأ ؟!
فمــا لبثــوا أيام ـا ً ..حــتى قــامت فـإذا بمعـاذ يخـبره أنـه يقـرأ
معركــة فقاتــل فيهــا الشــاب .. بــالبقرة ..و ..وجعــل يعــدد
فاستشهد .. t السور الطوال ..
فلما علم به .. eقال لمعاذ :مــا فغضب النبي لما علــم أن
فعــل خصــمي وخصــمك ؟ يعنــي الناس يتــأخرون عــن الصــلة
الذي اتهمته يا معاذ بالنفاق .. بســـبب الطالـــة ..وكيـــف
قال معاذ :يا رسول الله ،صدق صارت الصلة ثقيلة عليهم ..
ت ..لقد استشهد .. الله وكذب ُ فــالتفت إلــى معــاذ وقــال :
فتأمل الفرق في طبائع الرجال أفتان أنت يا معاذ ..؟!
..ومقاماتهم ..وكيف أدى إلى يعنــي تريــد أن تفتــن النــاس
اختلف تعامل النبي معهم .. وتبغضهم في دينهم ..
بل ..انظر إلى تعامله مع اقرأ بـ "السماء والطارق" ،
أسامة بن زيد ..وهو حبيب "والســــماء ذات الــــبروج" ،
رسول الله .. وقد تربى في "والشـــــمس وضـــــحاها" ،
بيته .. "والليل إذا يغشى" ..
بعث النبي eأصحابه إلى ثم التفت eإلى الفتى وقال
الحرقات من قبيلة جهينة .. له متلطفا ً :كيف تصنع أنــت
49
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باتخاذ القرار ..ففي أي لحظة وكان أسامة بن زيد tمن
قد يأتي سهم طائش أو غير ضمن المقاتلين بالجيش ..
طائش ..فيرديهما قتيلين .. ابتدأ القتال ..في الصباح ..
لم يكن هناك مجال للتفكير انتصر المسلمون وهرب
الهادئ .. مقاتلو العدو ..
فأما النصاري فكف سيفه .. كان من بين جيش العدو
وأما أسامة فظن أنها حيلة .. رجل يقاتل ..فلما رأى
فضربه بالسيف حتى قتله .. أصحابه منهزمين ..ألقى
عادوا إلى المدينة تداعب سلحه وهرب ..فلحقه
قلوبهم نشوة النتصار .. أسامة ومعه رجل من
وقف أسامة بين يدي النبي .. e النصار ..ركض الرجل
وحكى له قصة المعركة .. وركضوا خلفه ..وهو يشتد
وأخبره بخبر الرجل وما كان منه فزعا ً ..
.. حتى عرضت لهم شجرة
كان قصة المعركة تحكي انتصارا ً فاحتمى الرجل بها ..
للمسلمين ..وكان eيستمع فأحاط به أسامة
مبتهجا ً .. والنصاري ..ورفعا عليه
لكن أسامة قال .. :ثم قتلته .. السيف ..
فتغير النبي .. eوقال :قال ل فلما رأى الرجل السيفين
إله إل الله ..ثم قتلته ؟!! س
يلتمعان فوق رأسه ..وأح ّ
قلت :يا رسول الله لم يقلها الموت يهجم عليه ..انتفض
من قبل نفسه ..إنما قالها وجعل يجمع ما تبقى من
فرقا من السلح .. ريقه في فمه ..ويردد فزعا ً
فقال : eقال ل إله إل الله .. :أشهد أن ل إله إل الله ..
ثم قتلته !! هل شققت عن قلبه وأشهد أن محمدا ً عبده
حتى تعلم أنه إنما قالها فرقا ً ورسوله ..
من السلح .. تحير النصاري وأسامة ..
وجعل eيحد بصره إلى أسامة هل أسلم الرجل فعل ً ..أم
ويكرر :قال ل إله إل الله ثم أنها حيلة افتعلها ..
قتلته !!..قال ل إله إل الله ثم كانوا في ساحة قتال ..
قتلته !!..ثم قتلته !!..كيف لك والمور مضطربة ..يتلفتون
حولهم فل يرون إل أجسادا ً
بل إله إل الله إذا جاءت تحاجك
يوم القيامة !! ممزقة..وأيدي مقطعة..قد
اختلط بعضها ببعض ..الدماء
وما زال eيكرر ذلك على أسامة
تسيل..النفوس ترتجف ..
..
الرجل بين أيديهما ينظران
قال أسامة :فما زال يكررها
إليه ..ل بد من السراع
50
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..فهل من المناسب أن تقص علي حتى وددت أني لم أكن
عليهم وأنت ضاحك مستبشر أسلمت إل يؤمئذ ..
قصتك لما ذهبت مع زملئك للبر رأي ..
؟! وكيف أن فلنا ً سجل هدفا ً ل تحسب الناس نوعا ً واحــدا ً
أثناء لعب الكرة ..وكيف ثبت فلهم
الكرة برأسه ثم ضربها بركبته .. طبائع لست
ل شك أنه غير مناسب .. تحصيهن ألوان
وكذلك لو تحدثت مع أطفال
صغار ..من غير المناسب أن اختر الكلم .18
تذكر لهم قصصا ً تتعلق بتعامل المناسب ..
الزواج مع زوجاتهم .. يتبع ما سبق أيضا ً طريقة
أظننا نتفق على ذلك .. الكلم مع الناس ونوعية
إذن من أساليب جذب الناس الحاديث التي تثار معهم ..
اختيار الحاديث التي يحبونها .. فإذا جلست مع أحد فأثر
وإثارتها .. الحاديث المناسبة له ..
كأب له ولد متفوق ..من وهذا من طبيعة البشر ..
المناسب أن تسأله عنه ..لنه فالحاديث التي تثيرها مع
بل شك يفخر به ويحب أن يذكره شاب تختلف عن الحاديث
دائما ً .. مع الشيخ ..
أو رجل فتح دكانا ً وكسب منه ومع العالم تختلف عن
أرباحا ً ..فمن المناسب أن الجاهل ..
تسأله عن دكانه وإقبال الناس ومع الزوجة تختلف عن
عليه ..لن هذا يفرحه .. الخت ..
وبالتالي يحبك ويحب ل أعني الختلف التام ..
مجالستك .. بحيث إن القصة التي تحكيها
وقد كان النبي rيراعي ذلك .. للخت ل يصح أن تحكيها
فحديثه مع الشاب يختلف عن للزوجة ! أو التي تذكرها
حديثه مع الشيخ ..أو المرأة .. للشاب ل يصح أن يسمعها
أو الطفل .. الشيخ !! ل ..
جابر بن عبد الله tالصحابي وإنما أعني الختلف اليسير
الجليل ..قتل أبوه في معركة الذي يطرأ على أسلوب
أحد ..وخلف عنده تسع أخوات عرض القصة وربما كيانها
ليس لهن عائل غيره ..وخلف كله ..
دينا ً كثيرا ً ..على ظهر هذا وبالمثال يتضح المقال ..
الشاب الذي ل يزال في أول لو جلست مع ضيوف كبار
شبابه .. في السن جاوزت أعمارهم
ً
فكان جابر دائما ساهم الفكر .. الثمانين أقبلوا زائرين لجدك
51
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن يتحدث معه .. دينه منشغل البال بأمر َ
فما هي الحاديث التي اختارها وأخواته ..والغرماء يطالبونه
النبي eليثيرها مع جابر .. صباحا ً ومساءً ..
جابر كان شابا ً في أول شبابه .. خرج جابر مع النبي rفي
هموم الشباب في الغالب تدور غزوة ذات الرقاع ..وكان
حول الزواج ..وطلب الرزق .. لشدة فقره على جمل كليل
قال : eيا جابر ..هل ضعيف ما يكاد يسير ..ولم
تزوجت ..؟ يجد جابر ما يشتري به
قال جابر :نعم .. جمل ً ..فسبقه الناس وصار
قال :بكرا ً ..أم ثيبا ً .. هو في آخر القافلة ..
قال :بل ثيبا ً .. وكان النبي rيسير في آخر
فعجب النبي eكيف أن شابا ً الجيش ..فأدرك جابرا ً
بكرا ً في أول زواج له ..يتزوج ب به دبيبا ً .. وجمله يد ّ
ثيبا ً .. والناس قد سبقوه ..
فقال ملطفا ً لجابر :هل بكرا ً فقال النبي : rمالك يا جابر
تلعبها وتلعبك .. ؟
فقال جابر :يا رسول الله ..إن قال :يا رسول الله أبطأ بي
أبي قتل في أحد ..وترك تسع جملي هذا ..
ع غيري .. أخوات ليس لهن را ٍ فقال النبي : rأنخه ..
فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فأناخه جابر وأناخ النبي r
فتكثر بينهن الخلفات .. ناقته ..
فتزوجت امرأة أكبر منهن ثم قال :أعطني العصا من
لتكون مثل أمهن .. يدك أو اقطع لي عصا من
هذا معنى كلم جابر .. شجرة ..فناوله جابر
رأى النبي eأن أمامه شاب العصا ..
ضحى بمتعته الخاصة لجل ك الجمل على الرض كليل ً بَر َ
أخواته .. ضعيفا ً ..
فأراد eأن يمازحه بكلمات تصلح فأقبل eإلى الجمل وضربه
للشباب ..فقال له : بالعصا شيئا ً يسيرا ً ..
لعلنا إذا أقبلنا إلى المدينة أن فنهض الجمل يجري قد امتل
ننزل في صرار ) .. (24فتسمع بنا نشاطا ً ..فتعلق به جابر
زوجتك فتفرش لك النمارق .. وركب على ظهره ..
يعني وإن كنت تزوجت ثيبا ً إل مشى جابر بجانب النبي .. e
أنها ل تزال عروسا ً تفرح بك إذا فرحا ً مستبشرا ً ..وقد صار
قدمت وتبسط فراشها ..وتصف جمله نشيطا ً سابقا ً ..
التفت eإلى جابر ..وأراد
) ( موضع على بعد 5كم من المدينة 24
52
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومضى ليصلي مع النبي r عليه الوسائد ..
وربط الجمل عند المسجد .. فتذكر جابر فقره وفقر
فما خرج النبي rقال جابر :يا أخواته ..فقال :نمارق !!
رسول الله هذا جملك .. والله يا رسول الله ما عندنا
فقال : rيا بلل ..أعط جابرا ً نمارق ..
أربعين درهما ً وزده .. فقال : eإنه ستكون لكم
فناول بلل جابرا ً أربعين درهما ً نمارق إن شاء الله ..
وزاده .. ثم مشيا ..فأراد eأن يهب
فحمل جابر المال ومضى به لجابر مال ً ..
يقلبه بين يديه ..متفكرا ً في فالفت إليه وقال :يا جابر ..
حاله !! ماذا يفعل بهذا المال ؟! قال :لبيك يا رسول الله ..
أيشتري به جمل ً ..أم يبتاع به فقال :أتبيعني جملك ؟
متاعا ً لبيته ..أم .. تفكر جابر فإذا جمله هو
وفجأة التفت رسول الله eإلى رأس ماله ..هكذا كان وهو
بلل وقال :يا بلل ..خذ الجمل كليل ضعيف ..فكيف وقد
وأعطه جابرا ً .. صار قويا ً جلدا ً !!
جبذ بلل الجمل ومضى به إلى لكنه رأى أنه ل مجال لرد
جابر ..فلما وصل به إليه .. طلب رسول الله .. e
تعجب جابر ..هل ألغيت مه يا رسول س ْقال جابر ُ :
الصفقة ؟! الله ..بكم ؟
قال بلل :خذ الجمل يا جابر .. فقال : eبدرهم !!
قال جابر :ما الخبر !!.. قال جابر :درهم !! تغبنني
قال بلل :قد أمرني رسول يا رسول الله ..
الله eأن أعطيك الجمل .. فقال : eبدرهمين ..
والمال .. قال :ل ..تغبنني يا رسول
فرجع جابر إلى رسول الله e الله ..
وسأله عن الخبر ..أما تريد فما زال يتزايدان حتى بلغا
الجمل !! به أربعين درهما ً ..أوقية
فقال : eأتراني ماكستك لخذ من ذهب ..
جملك .. فقال جابر :نعم ..ولكن
يعني أنا لم أكن أطالبك بخفض أشترط عليك أن أبقى عليه
السعر لجل أن آخذ الجمل وإنما إلى المدينة ..
لجل أن أقدر كم أعطيك من قال : rنعم ..
المال معونة لك على أمورك .. فلما وصلوا إلى المدينة ..
فما أرفع هذه الخلق ..يختار مضى جابر إلى منزله وأنزل
ما يناسب الشاب من أحاديث .. متاعه من على الجمل
53
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال : rنعم يا فلن ..زوجني ثم لما أراد أن يحسن إليه
ابنتك .. ويتصدق عليه ..غلف ذلك
قال :نعم ونعمين ..يا رسول باللطف والدب ..
الله .. وفي أحد اليام يجلس إلى
فقال : rإني لست أريدها النبي eشاب اسمه
لنفسي .. جليبيب ..من خيار شباب
قال :فلمن ؟! الصحابة ..لكنه كان فقيرا ً
قال :لجليبيب .. معدما ً ..
قال الرجل متفاجئا ً :جليبيب !! وكان tفي وجهه دمامة ..
جليبيب !! يا رسول الله !! حتى جلس يوما ً عند رسول الله e
استأمر أمها .. ..فما هي الحاديث التي
أتى الرجل زوجته فقال :إن حرص النبي eعلى إثارتها
رسول الله يخطب ابنتك .. معه ؟ شاب في ريعان
وج قالت :نعم ..ونعمين ..ز ّ شبابه ..أعزب ..
رسول الله .. r هل يتحدث معه عن أنساب
قال :إنه ليس يريدها لنفسه .. العرب والرفيع منها
قالت :فلمن ؟ والوضيع ؟
قال :يريدها لجليبيب .. أم يتحدث عن السواق
فتفاجأت المرأة أن ُتزف ابنتها وأحكام البيوع ؟
إلى رجل فقير دميم ..فقالت : ل ..فهذا شاب له نوع خاص
قى !! لجليبيب ..؟ ل لعمر حل ْ َ
َ من الحاديث يفضله على
الله ل أزوج جليبيبا ً ..وقد غيره ..
منعناها فلنا ً وفلنا ً .. أثار معه eموضوع الزواج
فاغتم أبوها لذلك ..وقام ليأتي والحديث حوله ..فلطالما
رسول الله .. r طرب الشباب لهذه
فصاحت الفتاة من خدرها المواضيع ..
بأبويها :من خطبني إليكما ؟ ثم عرض عليه رسول الله
قال :رسول الله .. r التزويج ..
قالت :أتردان على رسول الله ً
فقال :إذن تجدني كاسدا ..
rأمره ؟ ادفعاني إلى رسول فقال :غير أنك عند الله
الله .. rفإنه لن يضيعني .. لست بكاسد ..
فكأنما جّلت عنهما ..واطمأّنا .. فلم يزل النبي rيتحين
فذهب أبوها إلى النبي r الفرص لتزويج جليبيب ..
فقال :يا رسول الله ..شأنك حتى جاء رجل من النصار
وجها جليبيبا ً .. بها فز ّ يوما ً يعرض ابنته الثيب على
فزوجها النبي rجليبيبا ً .. رسول الله .. rليتزوجها ..
54
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال أنس :فوالله مــا كــان فــي ودعا لها وقال :اللهم صب
النصار أيم أنفق منها .. عليهما الخير صبا ً ..ول
أي تســابق الرجــال إليهــا كلهــم تجعل عيشهما كدا ً كدا ً ..
يخطبها بعد جليبيب .. فلم يمض على زواجه أيام ..
هكذا كان يختار لكل أحد ما حتى خرج النبي rفي غزوة
يناسبه من أحاديث ..حتى ل ..وخرج معه جليبيب ..
تمل مجالسه .. فلما انتهى القتال ..وبدأ
جلس يوما ً مع زوجه عائشة .. الناس يتفقد بعضهم بعضا ً ..
فما الحاديث المناسب إثارتها سألهم النبي : rهل
بين الزوجين ..؟ تفقدون من أحد قالوا :
هل كلمها عن غزو الروم ؟ نفقد فلنا ً وفلنا ً ..
ونوع السلحة التي استخدمت فسكت قليل ً ثم قال :هل
في القتال ؟ كل فليست هي أبو تفقدون من أحد ؟
بكر !! قالوا :نفقد فلنا وفلنا ..
أم حدثها عن فقر بعض فسكت ثم قال :هل
المسلمين وحاجتهم ؟ كل تفقدون من أحد ؟
فليست عثمان !! قالوا :نفقد فلنا ً وفلنا ً ..
إنما قال لها بعاطفة الزوجية : قال :ولكني أفقد جليبيبا ً ..
إني لعرف إن كانت راضية عني فقــــاموا يبحثــــون عنــــه ..
..وإذا كنت غضبى !! .. ويطلبونه في القتلى ..فلم
قالت :كيف ؟ يجدوه في ساحة القتال ..
قال :إذا كنت راضية قلت :ل ثــــم وجــــدوه فــــي مكــــان
ورب محمد ) .. ( eوإذا كنت قريب ..إلى جنب سبعة مــن
غضبى قلت :ل ورب إبراهيم ) المشــركين قــد قتلهــم ثــم
.. ( e قتلوه ..
فقالت :نعم ..والله يا رسول فوقــف النــبي rينظــر إلــى
الله ل أهجر إل اسمك .. جثته ..ثم قال :قتل ســبعة
فهل نراعي هذا نحن اليوم ؟ ثم قتلــوه ..قتــل ســبعة ثــم
قتلوه ..هذا مني وأنا منه ..
وجهة نظر .. ثم حمله رسول اللــه rعلــى
تحدث مع الناس بما يستمتعون ســـــاعديه ..وأمرهـــــم أم
هم باستماعه ..ل بما تستمتع يحفروا له قبره ..
أنت بحكايته .. قــال أنــس :فمكثنــا نحفــر
القبر ..وجليبيب ماله ســرير
كن لطيفا ً عند أول .19 غير ساعدي رسول الله .. r
لقاء .. حتى حفر له ثــم وضــعه فــي
انتشر في بعض أرياف مصر لحده ..
55
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاعة مبكرين ..جعلوا يتحدثون برهة من الزمن أن الرجل
..ويتعارفون .. العروس قبيل ليلة عرسه
دخل عليهم المدرس فجأة يخبئ في غرفته قطا ً ..
فسكتوا ..فوقعت عين المدرس فإذا دخل بزوجته إلى مكان
على طالب ل يزال متبسما ً .. فراش الزوجية ..حرك
فصرخ به :لماذا تضحك ؟ كرسيا ً ليخرج ذلك القط ..
قال :عذرا ً ..ما ضحكت .. فإذا خرج أقبل العروس
قال :بلى تضحك .. يستعرض قواه أمام
ثم جعل يؤنبه :أنت إنسان غير زوجته ..وقبض على القط
جاد ..المفروض أن تعود لهلك المسكين ..ثم خنقه وعصره
على أول رحلة طيران ..ل ..حتى يموت بين يديه !!..
أتشرف بتدريس مثلك .. أتدري لماذا ؟!
والطالب المسكين قد تلون لجل أن يطبع صورة الرعب
وجهه ..وجعل ينظر إلى والهيبة منه في ذهن زوجته
مدرسه ..ويلتفت إلى زملئه .. من أول لقاء ..
ويحاول حفظ ما تبقى من ماء وأذكر أني لما تخرجت من
وجهه .. الجامعة ..وتعينت معيدا ً في
ثم حدق المدرس فيه النظر إحدى الكليات ..أوصاني
عابسا ً وأشار إلى الباب وقال : معلم قديم قائل ً :
أخرج .. في أول محاضرة لك عند
قام الطالب مضطربا ً ..وخرج .. شدّ عليهم .. الطلب ُ ..
نظر المدرس إلى بقية الطلب وانظر إليهم بعين حمراء !!
وقال :أنا الدكتور فلن .. حتى يخافوا منك وتفرض
سأدرسكم مادة كذا .. قوة شخصيتك من البداية ..
ولكن قبل أن أبدأ الشرح .. تذكرت هذا ..وأنا أكتب هذا
أريدكم أن تعبئوا هذه الستمارة الباب ..فأيقنت أن من
..دون كتابة السم .. المور المقررة عند جميع
ثم وزع عليهم استمارة تقييم الناس أن اللقاء الول في
للمدرس ..فيها خمسة أسئلة : الغالب يطبع أكثر من %70
.1ما رأيك بأخلق من الصورة عنك ..وهي ما
مدرسك ؟ يسمى بالصورة الذهنية ..
.2ما رأيك بطريقة شرحه أذكر أن مجموعة من
؟ الضباط سافروا إلى أمريكا
.3هل يقبل الرأي في دورة تدريبية ..
الخر ؟ كانت الدورة في التعامل
.4ما مدى رغبتك في الوظيفي ..
الدراسة لديه مرة أخرى ؟ في أول يوم ..حضروا إلى
56
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعبئوها وأعادوها إليه .. .5هل تفرح بمقابلته
فأخرج الستمارات التي عبئوها خارج المعهد ؟
في البداية ..وأخرج الخيرة كان أمام كل سؤال منها ..
وجعل يقارن بينها .. اختيارات :ممتاز ..جيد ..
فإذا الخانة الخاصة بـ ضعيف في مقبول ..ضعيف ..
التعبئة الولى كلها مليئة .. عبأ لطلب الستمارة
أما الثانية فليس فيها ضعيف وأعادوها إليه ..
ول مقبول ..أبدا ً .. وضعها جانبا ً ..وبدأ يشرح
فضحك وقال لهم : تأثير فن التعامل في الجو
كان ما رأيتم دليل ً عمليا ً على الوظيفي ..
تأثير التعامل السيء على بيئة ثم قال :أوه ! ..لماذا نحرم
العمل بين المدير وموظفيه .. زميلكم من الستفادة ..
وما فعلته بزميلكم كان تمثيل ً فخرج إليه ..وصافحه
أردت أن أجريه أمامكم ..لكن وابتسم له ..وأدخله
المسكين صار ضحية .. القاعة ..
فانظروا كيف تغيرت نظرتكم ثم قال :يبدو أنني غضبت
بمجرد تغير تعاملي معكم .. عليك قبل قليل من غير
هذا من طبيعة النسان ..فل بد سبب حقيقي ..لكني كنت
من مراعاته ..خاصة مع من أعاني من مشكلة خاصة ..
تلتقي بهم لمرة واحدة فقط .. أدت بي أن أصب غضبي
كان المعلم الول eيأسر قلوب عليك ..فأنا أعتذر إليك ..
الناس من أول لقاء .. فأنت طالب حريص ..يكفي
بعد فتح مكة ..تمكن السلم .. في الدللة على حرصك
وبدأت الوفود تتسابق إلى تركك لهلك وولدك ومجيؤك
رسول الله rفي المدينة .. هنا ..
قدم وفد عبد القيس ..على أشكرك ..بل أشكركم جميعا ً
رسول الله .. rفلما رآهم وهم على حرصكم ..ومن أعظم
على رحالهم قبل أن ينزلوا .. الشرف لي أن أدرس
بادرهم قائل ً : مثلكم ..
مرحبا ً بالقوم ..غير خزايا ..ول ثم تلطف معهم وضحك
ندامى .. قليل ً ..
فاستبشروا ..وتواثبوا من ثم أخذ مجموعة جديدة من
رحالهم ..وأقبلوا إليه الستمارات وقال :
يتسابقون للسلم عليه .. ما دام أن زميلكم فاته تعبئة
ثم قالوا : الستمارة فما رأيكم أن
يا رسول الله ..إن بيننا وبينك تعبئوها كلكم من جديد ..
هذا الحي من المشركين من ووزع عليهم الوراق ..
57
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرأى رجل ً من القــوم لــم يصــل مضر ..
معهم .. وإنا ل نصل إليك إل في
فقال :يا فلن ..مــا يمنعــك أن الشهر الحرام ..حين يقف
تصلي معنا ؟ القتال ..
قـــال :أصـــابتني جنابـــة ..ول فحدثنا بجميل من المر ..
ماء .. إن عملنا به دخلنا الجنة ..
فأمره eأن يتيمم بالصعيد ..ثــم وندعو به من وراءنا ..
صلى .. فقال : eآمركم بأربع ..
ثم أمر eأصحابه بالرتحال .. وأنهاكم عن أربع ..
وليــس معهــم مــاء ..فعطشــوا آمركم باليمان بالله ..وهل
عطشا ً شديدا ً ..ولم يقفوا على تدرون ما اليمان بالله ؟
بئر ول ماء .. قالوا :الله ورسوله أعلم ..
قال عمران بن حصين : قال :شهادة أن ل إله إل
فبينمــا نحــن نســير فــإذا نحــن الله ..وإقام الصلة ..وإيتاء
بـــامرأة علـــى بعيـــر ..ومعهـــا الزكاة ..وأن تعطوا الخمس
مزادتان ) قربتان ( .. من الغنائم ..
فقلنا لها :أين الماء ؟! وأنهاكم عن أربع :عن نبيذ
قالت :إنه ل ماء .. في الدباء ..والنقير والحنتم
فقلنا :كم بين أهلك وبين الماء ..والمزفت ).. (25
؟ وفي موقف آخر ..
قالت :يوم وليلة .. كــان eمســافرا ً مــع أصــحابه
فقلنا :انطلقي إلى رسول الله ليلــة ..فســاروا فــي ليلهــم
.. e مسيرا ً طويل ً ..حتى إذا كان
قالت :وما رسول الله !!.. آخر الليل ..نزلوا في طرف
فســقناها معنــا طمعــا ً أن تــدلنا الطريق ليناموا ..
على الماء .. فغلبتهم أعينهم حتى طلعت
حتى أقبلنا بها إلى النبي .. e الشمس وارتفعت ..
فســألها عــن المــاء ..فحــدثته فكان أول من اســتيقظ مــن
بمثل الذي حدثتنا به ..غير أنهــا منامه أبو بكر ..ثم اســتيقظ
شكت إليه أنها أم أيتام .. عمر ..
فتنـــاول eمزادتهـــا ..فســـمى فقعد أبو بكر عند رأسه .. e
الله ..ومسح عليها .. فجعل يكــبر ويرفــع صــوته ..
ثم جعل eيفرغ من قربتيها في حتى استيقظ النبي .. e
آنيتنا ..فشربنا عطاشــا ً أربعيــن فنزل وصلى بهم الفجر ..
رجل ً ..حتى روينا .. فلما انتهى من صلته التفت
وملنا كل قربة معنا ..
) ( رواه البخاري 25
58
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى يكون دينه أحب إليه .. ثــم تركنــا قربتيهــا ..وهمــا
وأعز عليه ..من الدنيا وما فيها أكثر ما تكون امتلءً ..
).. (27 ثــــم قــــال : eهــــاتوا مــــا
عندكم ..أي طعام ..
اقتراح .. فجمــع لهــا مــن كســر الخــبز
أول لقاء يطبع %70من والتمر ..
الصورة عنك ..فعامل كل فقال لها :اذهبي بهذا معــك
إنسان على أن هذا هو اللقاء لعيالــك ..واعلمــي أنــا لــم
الول والخير بينكما .. نرزأك من مائك شيئا ً ..غيــر
أن الله سقانا ..
الناس كمعادن .20 ثــم ركبــت المــرأة بعيرهــا ..
الرض .. مستبشــرة بمــا حصــلت مــن
لو تأملت في الناس لوجدت أن طعام ..
لهم طبائع كطبائع الرض .. حــــتى وصــــلت أهلهــــا ..
فمنم الرفيق اللين ..ومنهم فقــــالت :أتيــــت أســــحر
الصلب الخشن ..ومنهم الكريم النــاس ..أو هــو نــبي كمــا
كالرض المنبتة الكريمة .. زعموا ..
ومنهم البخيل كالرض الجدباء فعجب قومها من قصتها مــع
التي ل تمسك ماءً ول تنبت رســول اللــه .. eفلــم يمــر
كل ً .. عليهــم زمــن حــتى أســلمت
إذن الناس أنواع .. )(26
وأسلموا ..
ولو تأملت لوجدت أنك عند نعم ..أعجبت بتعامله وكرمه
تعاملك مع أنواع الرض تراعي معها من أول لقاء ..
حال الرض وطبيعتها .. وفي يوم أقبل رجل إلى
فطريقة مشيك على الرض رسول الله .. eفسأله
الصلبة ..تختلف عن طريقتك مال ً ..فأعطاه النبي e
في المشي على الرض اللينة .. قطيعا ً من غنم بين جبلين ..
ن في الولى .. فأنت حذر متأ ّ فرجع الرجل إلى قومه ..
بينما أنت مرتاح مطمئن في فقال :
الثانية .. يا قوم ..أسلموا فإن محمدا ً
وهكذا الناس .. يعطي عطاء من ل يخاف
قال ) eإن الله تعالى خلق آدم الفاقة ..
من قبضة قبضها من جميع قال أنس :وقد كان الرجل
الرض فجاء بنو آدم على قدر يجيء إلى رسول الله eما
الرض فجاء منهم : يريد إل الدنيا ..فما يمسي
59
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكمل التجربة .. الحمر •
اذهب إلى صديق آخر تعرف أنه والبيض •
هين لين لطيف ..وقل له ما والسود •
قلت للول .. وبين ذلك •
ستجد حتما ً أنه يقول :يا أخي
والسهل •
هذه أم عيالك ..وما فيه زواج
والحزن •
يخلو من مشاكل ..اصبر
عليها ..وحاول أن تتحملها .. والخبيث •
)(28
وهذه مهما صار فهي زوجتك .. والطيب ( .. •
) ( 31
) ( 29
70
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منهم ..اتقاء شرورهم .. وتناول قطعة حديد -هي
كل ذلك تصبح فيه بارعا ً إذا في الصل مفك لفتح براغي
عرفت طبائعهم .. العجلت عند الحاجة .. -
افرض أن شابا ً وقع بينه وبين ونزل من السيارة متوجها ً
أبيه خلف ..اشتد الخلف حتى إليهم ..والغضب باٍد عليه
طرده أبوه من البيت ..حاول وقطعة الحديد في يده ..
البن العودة مرارا ً لكن الب فإذا بالسيارة المقابلة ينزل
كان عنيدا ً مصرا ً .. منها ثلثة شباب قد ضاقت
دخلت للصلح بينهما ..حدثت ملبسهم بعضلتهم ..
الب بالنصوص الشرعية .. وتباعدت أيديهم عن جنوبهم
خوفته من إثم القطيعة .. من عرض أكتافهم ..
لم يلتفت إليك ..كان مشحونا ً أقبلوا يركضون بانفعال إلى
غاضبا ً جدا ً .. صاحبنا ..وقد رأوه تهيأ
أردت أن تستعمل أساليب أخرى للقتال !!
للصلح .. فلما رآهم انتفض ..وغص
عرفت من طبيعة هذا الب أنه بريقه ..وهم ينظرون إليه
عاطفي جدا ً ..جئت إليه وقلت : وإلى ما في يده ..
يا فلن ..أما ترحم ولدك .. فلما لحظ أنهم يحدون
يفترش الرض ..ويلتحف النظر إلى قطعة الحديد ..
السماء !!.. رفعها برفق وقال :
أنت تأكل وتشرب ..والمسكين عفوا ً ..أردت أن أنبهكم إلى
يبيت طاويا ً ويصبح جائعا ً .. أن هذه سقطت منكم !! ..
أما تذكره إذا رفعت كسرة الخبز فتناولها أحدهم بانفعال ..
إلى فمك ..أما تذكر مشيه في وولوا إلى سيارتهم ..وهو
حر الشمس .. يشير بيده إليهم مودعا ً !!..
أما تذكر لما كنت تحمله
صغيرا ً ..وتضمه إلى صدرك .. معادلة ..
وتشمه وتقبله .. عصبي +عصبي = انفجار
أيرضيك أن يستجدي الناس
وأبوه حي!! .. ماذا تستفيد من .22
تجد أن عاطفة الب تهيج بهذا هذه المهارة ؟
لكلم ..ويقترب أكثر من نقطة كل باب له مفتاح ..
اللتقاء .. والمفتاح المناسب لفتح
وإن كان أبوه بخيل ً محبا ً قلوب الناس هو معرفة
للمال ..قلت له : طبائعهم ..
يا فلن أنتبه ل تورط نفسك .. حل مشاكل الناس ..
أرجع الولد تحت نظرك وتصرفك الصلح بينهم ..الستفادة
71
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..وأستعيد حيويتي ..أشعر أن ..أخشى أن يسرق أو يعتدي
إنتاجيتي مع ضغط العمل تنحدر ..فتلزمك المحكمة بسداد ما
تدريجيا ً ..أعطني فرصة لراحة أخذ ..وإصلح ما خرب ..
) رأسي ( فقط ثلثة أيام .. فأنت أبوه على كل حال ..
لعود أنشط وأقدر .. انتبه ..
وإن كان اجتماعيا ً ..تلحظ من تجد أن الب البخيل سيبدأ
خلل تعاملته ..أنه حريص على يعيد موازينه من جديد ..
السرة والعائلة ..قلت له : وإن كان كلمك موجها ً إلى
ي ..أولدي أريد إجازة لرى والد ّ البن ..وكان جشعا ً محبا ً
..أشعر أنهم في واد وأنا في للمال ..
واد آخر ..إلى غير ذلك .. قلت له :يا فلن ..لن
أتقن هذه المهارة ..وستسمع ينفعك أل أبوك ..غدا ً
الناس غدا ً يقولون :ما رأينا ستحتاج أن تتزوج ..من
أبرع فلنا ً في القدرة على يسدد مهرك ؟
القناع !!.. لو تعطلت سيارتك من
نتيجة .. يصلحها ؟
كل إنسان له مفتاح ..ومعرفة لو مرضت ..من سيحاسب
طبيعة النسان تدّلك على المستشفى ؟
معرفة مفتاحه المناسب .. إخوانك يستفيدون كما
مراعاة النفسيات .. .23 شاءوا ..مصروف ..هدايا ..
تتقلب أمزجة الناس في حياتهم وأنت جالس هكذا ..
بين حزن وفرح ..وصحة ومرض ما يضرك أن تصلح ذلك كله
..وغنى وفقر ..واستقرار بقبلة تطبعها على جبين
واضطراب .. أبيك ..أو كلمة أسف تهمس
وبالتالي يتنوع تقبلهم لبعض بها في أذنه ..
النواع من التعاملت ..أو ردهم وكذلك لو دخلت للصلح بين
لها بحسب حالتهم الشعورية زوجة وزوجها ..فعلت مثل
وقت التعامل .. ذلك ..وفتحت باب كل واحد
فقد يقبل منك النكتة والطرفة منهما بالمفتاح المناسب ..
ويتقبل المزاح في وقت ومثله لو أردت إجازة من
استقراره وراحة باله ..لكنه ل مديرك في العمل ..
يتقبل ذلك في وقت حزنه .. وعرفت أنه ل يلتفت إلى
فمن غير المناسب أن تطلق العواطف ول ألمور
ضحكة مدوية في عزاء !!..لكنها الجتماعية ..وإنما عمل
تحتمل منك في نزهة برية .. ) وبس ! ( ..
وهذا أمر مقرر عند جميع فقلت له :أحتاج إلى إجازة
العقلء وليس هو المقصود ثلثة أيام أجدد فيها نشاطي
72
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امرأة فشلت في مشروع الزواج بحديثي هنا ..
؟!! إنما المقصود هو مراعاة
هل تظن أن هذا المطلقة النفسيات والمشاعر
ستزداد محبة لهذه الجارة ؟.. الشخصية عند الحديث مع
ورغبة في مجالستها دائما ً ؟.. الناس أو التصرف معهم ..
وفرحا ً بزيارتها لها ؟.. افرض أن امرأة طلقها
نتفق جميعا ً على جواب واحد زوجها وليس لها أب ول
نصرخ به قائلين :لااااا .. أم ..قد ماتا ..وجعلت تجمع
بل سيمتلئ قلبها حقدا ً وقهرا ً .. أغراضها لتعيش مع أخيها
إذن ما الحل ؟ هل تكذب عليها ؟ وزوجته ..
ل ..ولكن تتكلم باختصار ..كأن فبينما هي كذلك إذ دخلت
تقول :والله كان عندنا بعض عليها جارتها في الضحى
الشغال قضيناها ..ثم تصرف زائرة ..فرحبت المطلقة
الكلم إلى موضوع آخر تصبرها بها ..ووضعت لها القهوة
به على كربتها .. والشاي ..فجعلت الزائرة
أو افرض ..أن صديقين اختبرا تبحث عن أحاديث
نهاية المرحلة الثانوية ..فنجح لتؤانسها ..فسألتها
أحدهما وتخرج بتفوق .. المطلقة :
والثاني رسب في عدد من بالمس رأيتكم خارجين من
المواد ..أو تخرج بنسبة ضعيفة المنزل ..
ل تؤهله للقبول في شيء من فقالت الجارة :إي والله ..
الجامعات .. أبو فلن أصر علي أن
فهل ت ََرى من المناسب عندما نتعشى خارج البيت فذهبت
يزور المتفوقُ صاحبه أن يسهب معه ..ثم مر السوق
في الحديث حول الجامعات التي واشترى لي فستانا ً لعرس
تم قبوله فيها ..والميزات التي أختي ..ثم وقف عند محل
ستمنح له ..؟ ذهب ونزل واشترى لي
قطعا ً جوابنا جميعا ً :ل .. سوارا ً ألبسه في العرس ..
إذن ما الحل ؟ ولما رجعنا إلى البيت رأى
الحل أن يذكر له عموميات الولد في ملل فوعدهم
يخفف بها عنه ..كأن يشتكي آخر السبوع أن يسافر
من كثرة الزحام في بهم ..
الجامعات ..وقلة القبول .. والمطلقة المسكينة تستمع
وخوف كثير من المتقدمين إليها إلى ذلك وتتخيل حالها بعد
من عدم القبول ..حتى يخفف قليل في بيت زوجة أخيها !!
عن صاحبه مصابه ..فيرغب عند السؤال :هل يناسب إثارة
ذلك في مجالسته أكثر ..ويحبه هذا النوع من الحاديث مع
73
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..وكان شيخا ً كبيرا ً ..أعمى .. ويأنس بقربه ..ويشعر أنه
قال لبنة له من أصغر ولده : قريب من قلبه ..
أي بنية ..اظهري بي على جبل وقل مثل ذلك لو التقى
أبي قبيس لنظر صدق ما شابان أحدهما أبوه كريم
يقولون ..هل جاء محمد ؟.. يغدق عليه الموال ..
فأشرفت به ابنته فوق الجبل .. والخر أبوه بخيل ل يكاد
فقال :أي بنية ماذا ترين ؟ يعطيه ما يكفيه ..
قالت :أرى سوادا ً مجتمعا ً مقبل ً فمن غير المناسب أن
.. يتحدث ابن الكريم بإغداق
قال :تلك الخيل .. أبيه عليه ..وكثرة المال
قالت :وأرى رجل ً يسعى بين لديه ..و ..
يدي ذلك السواد مقبل ً ومدبرا ً .. لن هذا النوع من الكلم
قال :أي بنية ذلك الوازع الذي يضيق به صدر صديقه ..
يأمر الخيل ويتقدم إليها .. ويذكره بمأساته مع أبيه ..
ت انتشر ثم قالت :قد والله يا أب ِ ويستثقل الجلوس مع هذا
السواد .. الصديق ويشعر ببعده عنه
ً
فقال :قد والله إذا دفعت في همه ..
الخيل ووصلت مكة ..فأسرعي لذلك نبه النبي eإلى مراعاة
بي إلى بيتي ..فإنهم يقولون مشاعر الخرين
من دخل داره فهو آمن .. ونفسياتهم ..فقال :ل
فانحطت الفتاة به مسرعة من تطيلوا النظر إلى المجذوم
الجبل .. ) .. (32والمجذوم هو المصاب
فتلقته خيل المسلمين ..قبل بمرض ظاهر في جلده قد
أن يصل إلى بيته .. جعله مشوها ً في منظره ..
فأقبل أبو بكر إليه .. فمن غير المناسب أنه إذا
فاحتفى به مرحبا ً .. مر بقوم أن يطيلوا النظر
ثم أخذ بيده يقوده ..حتى أتى إلى جلده ..لن هذا يذكره
به رسول الله rفي المسجد .. بمصيبته فيحزن ..
فلما رآه رسول الله .. rفإذا وفي موقف غاية في
شيخ كبير ..قد ضعف جسمه .. المراعاة واللطف يتعامل e
ورق عظمه ..واقتربت منيته .. مع والد أبي بكر .. y
وإذا أبو بكر .. ينظر إلى فإنه eلما أقبل بجيوش
أبيه ..وقد فارقه منذ سنين .. المسلمين إلى مكة
وانشغل عنه بخدمة هذا الدين .. لفتحها ..
التفت إلى أبي بكر tفقال قال أبو قحافة أبو أبي بكر y
مطيبا ً لنفسه ..ومبينا ً قدره
الرفيع عنده : ) ( 32
74
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحملها ..ليس له فقط بل له هل تركت الشيخ في بيته
ولقومه .. حتى أكون أنا آتيه فيه ؟!
جعل سعد ينظر إلى مكة كان أبو بكر يعلم أنهم في
وسكانها ..فإذا هم الذين حرب ..قائدهم رسول الله
حاربوا رسول الله .. وضيقوا .. وأن وقته أضيق ..
عليه ..وصدوا عنه الناس .. وأشعاله أكثر من أن يتفرغ
وإذا هم الذين قتلوا سمية للذهاب لبيت شيخ يدعوه
وياسر ..وعذبوا بلل ًُ وخبابا ..
ً للسلم ..
كانوا يستحقون التأديب فعل ً .. فقال أبو بكر شاكرًا :يا
هز سعد الرايية ..وهو يقول : رسول الله ..هو أحق أن
اليوم يوم الملحمة ** اليوم يمشي إليك ..من أن تمشي
تستحل الحرمة .. أنت إليه ..
سمعته قريش فشق ذلك عليهم فأجلس النبي عليه الصلة
..وكبر في أنفسهم ..وخافوا والسلم ..أبا قحافة بين
أن يفنيهم بقتالهم .. يديه ..بكل لطف وحنان ..
فعارضت امرأة رسول الله r ثم مسح على صدره ..
وهو يسير ..فشكت إليه خوفهم ثم قال :أسلم ..
من سعد ..وقالت : فأشرق وجه أبي قحافة ..
ي قريش يا نبي الهدى إليك لجائ ّ وقال :أشهد أن ل إله إل
ولت حين لجاء الله ..وأشهد أن محمدا ً
حين ضاقت عليهم سعة الرض عبده ورسوله ..
وعاداهم إله السماء انتفض أبو بكر منتشيا ً
إن سعدا ً يريد قاسمة الظهـر مسرورا ً ..لم تسعه الدنيا
بأهل الحجون و البطحاء فرحا ً ..
خزرجي لو يستطيع من الغيـظ تأمل النبي في وجه
رمانا بالنسر والعواء الشيخ ..فإذا الشيب يكسوه
فانهينه إنه السد السـود بياضا ً ..فقال : rغيروا هذا
غ في الدماء والليث وال ٌ من شعره ..ول تقربوه
فلئن أقحم اللواء ونادى يا حماة سوادا ً ..
اللواء أهل اللواء نعم كان يراعي النفسيات
ةلتكونن بالبطاح قريش بقع َ في تعامله ..
القاع في أكف الماء بل إنه eلما دخل مكة قسم
إنه مصلت يريد لها القتل جيشه إلى كتائب ..وأعطى
صموت كالحية الصماء راية إحدى الكتائب ..إلى
فلما سمع رسول الله .. rهذا الصحابي البطل سعد بن
الشعر ..دخله رحمة ورأفة عبادة .. t
بهم .. كانت الراية مفخرة لمن
75
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من عمله متعبا ً ..فلما دخل وأحب أل يخيبها إذ رغبت
صالة البيت رأى أولده الربعة إليه ..
كل منهم على حال .. وأحب أل يغضب سعدا ً بأخذ
أكبرهم عمره أحدى عشرة الراية منه بعد أن شرفه
سنة ..يتابع برنامجا ً في التلفاز بها ..
.. فأمر سعدا ً فناول الراية
والثاني يأكل طعاما ً بين يديه .. لبنه قيس بن سعد ..فدخل
والثالث يعبث بألعابه .. بها مكة ..وأبوه سعد يمشي
والرابع يكتب في دفاتره .. بجانبه ..
فسلم الب بصوت مسموع .. فرضيت المرأة وقريش لما
السلم عليكم .. رأت يد سعد خالية من الراية
فلم يلتفت إليه أحد ..ذاك ..
منهمك مع برنامجه ..والثاني ولم يغضب سعد لنه بقي
مأخوذ بألعابه ..والثالث مشغول قائدا ً لكنه أريح من عناء
بطعامه .. حمل الراية وحملها عنه
إل الرابع ..فإنه لما التفت ابنه ..
فرأى أباه ..نفض يده من فما أجمل أن نصيد عدة
دفاتره وأقبل مرحبا ً ضاحكا ً .. عصافير بحجر واحد ..
وقبل يد أبيه ..ثم رجع إلى حاول أن ل تفقد أحدا ً ..كن
دفاتره .. ناجحا ً واكسب الجميع ..وإن
أي هؤلء الربعة سيكون أحب تعارضت مطالبهم ..
إلى الب ؟
ً
أجزم أن جوابنا سيكون واحدا : اتفاق ..
أحبهم إليه الرابع .. نحن نتعامل مع القلوب ..ل
ليس لنه يفوقهم جمال ً أو مع البدان ..
ذكاءً ..وإنما لنه أشعر أباه بأنه
إنسان مهم عنده .. اهتم بالخرين .. .24
كلما أظهرت الهتمام بالناس الناس عموما ً يحبون أن
أكثر ..كلما ازدادوا لك حيا ً يشعروا بقيمتهم ..
وتقديرا ً .. لذا تجدهم أحيانا ً يقومون
كان سيد الخلق يراعي ذلك ببعض التصرفات ليلفتوا
في الناس ..يشعر كل إنسان النظر إليهم !..
أن قضيته قضيته ..وهمه وقد يخترعون قصصا ً
همه .. وبطولت لجل أن يهتم
قام على منبره يوما ً يخطب الناس بهم أو يعجبوا بهم
الناس .. أكثر ..
فدخل رجل من باب المسجد .. لو رجع رجل إلى بيته قادما ً
76
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكف بصره .. ونظر إلى رسول الله ثم
وهو يحكي ذكريات شبابه ..في قال :
تخلفه عن غزوة تبوك .. يا رسول الله ..رجل يسأل
وكانت آخر غزوة غزاها النبي r عن دينه ..ما يدري ما
.. دينه ؟!
آذن النبي rالناس بالرحيل فالتفت إليه ..فإذا رجل
وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم .. أعرابي ..قد ل يكون
وجمع منهم النفقات لتجهيز مستعدا ً أن ينتظر حتى
الجيش ..حتى بلغ عدد الجيش تنتهي الخطبة ..ويتفرغ له
ثلثين ألفا ً .. النبي ليحدثه عن دينه ..
وذلك حين طابت الظلل وقد يخرج الرجل من
الثمار .. المسجد ول يعود إليه ..
في حر شديد ..وسفر بعيد .. وقد بلغ المر عند الرجل
وعدو قوي عنيد .. أهمية عالية ..لدرجة أنه
كان عدد المسلمين كثيرا ً ..ولم يقطع الخطبة ليسأل عن
تكن أسماؤهم مجموعة في أحكام الدين !!
كتاب .. كان يفكر من وجهة نظر
قال كعب : الخر ل من وجهة نظره هو
وأنا أيسر ما كنت ..قد جمعت فقط ..
راحلتين ..وأنا أقدر شيء في نزل من على منبره الشريف
نفسي على الجهاد .. ..ودعا بكرسي فجلس أمام
وأنا في ذلك أصغي إلى الرجل ..وجعل يلقنه
الظلل ..وطيب الثمار .. ويفهمه أحكام الدين ..حتى
فلم أزل كذلك ..حتى قام فهم ..
رسول الله rغاديا ً بالغداة .. ثم قام من عنده ..ورجع
فقلت :أنطلق غدا إلى السوق إلى منبره وأكمل خطبته ..
فأشتري جهازي ..ثم ألحق بهم آآآه ما أعظمه وأحلمه ..
.. تربى أصحابة في مدرسته ..
فانطلقت إلى السوق من فكانوا يظهرون الهتمام
الغد ..فعسر علي بعض بالخرين ..والحتفاء بهم ..
شأني ..فرجعت .. ومشاركتهم أفراحهم
فقلت :أرجع غدا إن شاء الله وأتراحهم ..
ي بعض ومن ذلك ما فعله طلحة مع
فألحق بهم ..فعسر عل ّ
شأني أيضا ً .. كعب ..
فقلت :أرجع غدا إن شاء الله .. كعب بن مالك شيخ
فلم أزل كذلك .. كبير ..نجلس إليه ..بعدما
حتى مضت اليام ..وتخلفت عن كبر سنه ..ورق عظمه ..
77
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ركعتين ..ثم جلس للناس .. رسول الله .. r
فجاءه المخلفون ..فطفقوا فجعلت أمشي في
يعتذرون إليه ..ويحلفون له .. السواق ..وأطوف
وكانوا بضعة وثمانين رجل ً .. بالمدينة ..
فقبل منهم رسول الله r فل أرى إل رجل ً مغموصا ً
علنيتهم ..واستغفر لهم .. عليه في النفاق ..أو رجل ً
ووكل سرائرهم إلى الله .. قد عذره الله ..
وجاءه كعب بن مالك ..فلما نعم تخلف كعب في
سلم عليه ..نظر إليه النبي .. r المدينة ..أما رسول الله r
سم المغضب .. سم تب ّ ثم تب ّ فقد مضى بأصحابه الثلثين
أقبل كعب يمشي إليه .. فلما ألفا ً ..
جلس بين يديه .. حتى إذا وصل تبوك ..نظر
فقال له : rما خلفك ..ألم تكن في وجوه أصحابه ..فإذا هو
قد ابتعت ظهرك ؟ يعني يفقد رجل ً صالحا ً ممن
اشتريت دابتك .. شهدوا بيعة العقبة ..
قال :بلى .. فيقول : rما فعل كعب بن
قال :فما خلفك ؟! مالك ؟!
فقال كعب :يا رسول الله .. فقال رجل :يا رسول الله ..
إني والله لو جلست عند غيرك خّلفه برداه والنظر في
من أهل الدنيا ..لرأيت أني عطفيه ..
أخرج من سخطه بعذر ..ولقد فقال معاذ بن جبل :بئس
أعطيت جدل ً .. ما قلت ..والله يا نبي الله
ولكني والله لقد علمت ..أني ما علمنا عليه إل خيرا ً ..
إن حدثتك اليوم حديث كذب فسكت رسول الله .. r
ترضى به علي ..ليوشكن الله قال كعب :
أن يسخطك علي .. فلما قضى النبي rغزوة
ولئن حدثتك حديث صدق ..تجد تبوك ..وأقبل راجعا ً إلى
و
ي فيه ..إني لرجو فيه عف َ عل ّ المدينة ..جعلت أتذكر ..
الله عني .. بماذا أخرج به من سخطه ..
يا رسول الله ..والله ما كان لي وأستعين على ذلك بكل ذي
من عذر .. رأي من أهلي ..
والله ما كنت قط أقوى ..ول حتى إذا وصل المدينة ..
أيسر مني حين تخلفت عنك .. ت أني ل أنجو إل عرف ُ
ثم سكت كعب .. بالصدق ..
فالتفت النبي rإلى أصحابه .. فدخل النبي rالمدينة ..
وقال : فبدأ بالمسجد فصلى فيه
أما هذا ..فقد صدقكم
78
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حزينا ً ..كســير النفــس ..وقعــد الحديث ..فقم ..حتى
في بيته .. يقضي الله فيك ..
ض وقــت ..حــتى نهــى فلــم يم ـ ِ قام كعب يجر خطاه ..وخرج
النــبي rالنــاس عــن كلم كعــب من المسجد ..مهموما ً
وصاحبيه .. مكروبا ً ..ل يدري ما يقضي
قال كعب : الله فيه ..
فاجتنبنا الناس ..وتغيــروا لنــا .. فلما رأى قومه ذلك ..تبعه
فجعلت أخرج إلى الســوق ..فل رجال منهم ..وأخذوا
يكلمني أحد .. يلومونه ..ويقولون :
وتنكر لنا الناس ..حــتى مــا هــم والله ما نعلمك أذنبت ذنبا ً
بالذين نعرف .. قط قبل هذا ..إنك رجل
وتنكرت لنا الحيطان ..حــتى مــا شاعر أعجزت أل تكون
هي بالحيطان التي نعرف .. اعتذرت إلى رسول الله r
وتنكــرت لنــا الرض ..حــتى مــا بما اعتذر إليه المخلفون !..
هي بالرض التي نعرف .. هل اعتذرت بعذر يرضى عنك
فأمـــا صـــاحباي فجلســـا فـــي فيه ..ثم يستغفر لك ..
بيوتهمــا يبكيــان ..جعل يبكيــان فيغفر الله لك ..
الليـــل والنهـــار ..ول يطلعـــان قال كعب :
رؤوســهما ..ويتعبــدان كأنهمــا فلم يزالوا يؤنبونني ..حتى
الرهبان .. هممت أن أرجع فأكذب
ب القوم ش ّوأما أنا فكنت أ َ نفسي ..
دهم ..فكنت أخرج فأشهد وأجل َ فقلت :هل لقي هذا معي
الصلة مع المسلمين ..وأطوف أحد ؟
في السواق ..ول يكلمني قالوا :نعم ..رجلن قال
أحد .. مثل ما قلت ..فقيل لهما
وآتي المسجد فأدخل .. مثل ما قيل لك ..
وآتي رسول الله rفأسلم قلت :من هما ؟ قالوا :
عليه .. مرارة بن الربيع ..وهلل بن
فأقول في نفسي :هل حرك أمية ..
شفتيه برد السلم علي أم ل ؟ فإذا هما رجلن صالحان قد
ثم أصلي قريبا ً منه ..فأسارقه شهدا بدرا ً ..لي فيهما
النظر ..فإذا أقبلت على صلتي أسوة ..
..أقبل إلي .. فقلــت :واللــه ل أرجــع إليــه
ت نحوه ..أعرض وإذا التف ّ فــي هــذا أبــدا ً ..ول أكــذب
عني .. نفسي ..
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
ومضت على كعب اليام .. ثــم مضــى كعــب .. tيســير
79
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ي أهل الكفر !!..هذا أيضا ً من ف ّ واللم تلد اللم ..
البلء والشر .. وهو الرجل الشريف في
ثــم مضــى بالرســالة فــورا ً إلــى قومه ..
التنور ..فأشعله ثم أحرقها فيه بل هو من أبلغ الشعراء ..
.. عرفه الملوك والمراء ..
ولــم يلتفــت كعــب إلــى إغــراء وسارت أشعاره عند العظماء
الملك .. ..حتى تمنوا لقياه ..
فتـــح لـــه بـــاب إلـــى بلط نعـــم ُ ثم هو اليوم ..في المدينة ..
الملــوك ..وقصــور العظمــاء .. بين قومه ..ل أحد يكلمه ..
يدعونه إلى الكرامة والصحبة .. ول ينظر إليه ..
والمدينــة مــن حــوله تتجهمــه .. حتى ..إذا اشتدت عليه
والوجوه تعبس في وجهه .. الغربة ..وضاقت عليه
يسلم فل يرد عليه السلم .. الكربة ..نزل به امتحان آخر
ويسأل فل يسمع الجواب .. :
ومـــع ذلـــك لـــم يلتفـــت إلـــى فبينمـــا هـــو يطـــوف فـــي
الكفار .. السوق يوما ً ..
ولــــم يفلــــح الشــــيطان فــــي إذا رجــل نصــراني جــاء مــن
زعزعته ..أو تعبيده لشهوته .. الشام ..
ألقـــى الرســـالة فـــي النـــار .. فإذا هــو يقـول :مـن يــدلني
وأحرقها .. على كعب بن مالك ..؟
* * * * * * * * * فطفــق النــاس يشــيرون لــه
ومضــت اليــام تتلوهــا اليــام .. إلى كعب ..فأتــاه ..فنــاوله
وانقضــى شــهر كامــل ..وكعــب صحيفة من ملك غسان ..
على هذا الحال .. عجبا ً !! من ملك غسان !!..
والحصار يشتد خناقه ..والضــيق إذن قد وصل خــبره إلــى بلد
يزداد ثقله .. الشـــام ..واهتـــم بـــه ملـــك
فل الرســــول ُ rيمضــــي ..ول الغساســنة ..عجبـا ً !! فمــاذا
الوحي بالحكم يقضي .. يريد الملك ؟!!
فلما اكتملت أربعون يوما ً .. فتـــح كعـــب الرســـالة فـــإذا
فإذا رســول مــن النــبي rيــأتي فيها :
إلـــى كعـــب ..فيطـــرق عليـــه " أمــا بعــد ..يــا كعــب بــن
الباب .. مالك ..إنه بلغني أن صاحبك
فيخــرج كعــب إليــه ..لعلــه جــاء قد جفاك وأقصاك ..ولســت
بــالفرج ..فــإذا الرســول يقــول بـــدار مضـــيعة ول هـــوان ..
له : فالحق بنا نواسك "..
إن رســـول اللـــه rيـــأمرك أن فلمــا أتــم قــراءة الرســالة ..
تعتزل امرأتك .. قال : tإنــا للــه ..قــد طمــع
80
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ُ
عليه .. قال :أ ُطَّلقها ..أم ماذا ؟
ودخلت ..فسلمت عليه .. قال :ل ..ولكن اعتزلهــا ول
فوالله ما رد علي السلم .. تقربها ..
فقلــت :أنشــدك اللــه ..يــا أبــا فــدخل كعــب علــى امرأتــه
قتــادة ..أتعلــم أنــي أحــب اللــه وقال :الحقي بأهلك فكوني
ورسوله ؟ عندهم حتى يقضي الله فــي
فسكت .. هذا المر ..
فقلت :يا أبا قتادة ..أتعلم أنـي وأرسل النبي rإلى صــاحبي
أحب الله ورسوله ؟ كعب بمثل ذلك ..
فسكت .. فجــــاءت امــــرأة هلل بــــن
فقلــت :أنشــدك اللــه ..يــا أبــا أمية ..فقالت :
قتــادة ..أتعلــم أنــي أحــب اللــه يا رسول الله ..إن هلل بــن
ورسوله ؟ أميــة شــيخ كــبير ضــعيف ..
فقال :الله ورسوله أعلم .. فهل تأذن لي أن أخدمه ..؟
ســمع كعــب هــذا الجــواب ..مــن قال :نعم ..ولكن ل يقربنك
ابن عمه وأحب النــاس إليــه ..ل ..
يدري أهو مؤمن أم ل ؟ فقـــالت المـــرأة :يـــا نـــبي
فلـــم يســـتطع أن يتجلـــد لمـــا الله ..والله ما به من حركــة
ســـــمعه ..وفاضـــــت عينـــــاه لشــيء ..مــا زال مكتئبــا ً ..
بالدموع .. يبكــي الليــل والنهــار ..منــذ
ثم اقتحم الحائط خارجا ً .. كان من أمره ما كان ..
وذهـــب إلـــى منزلـــه ..وجلـــس * * * * * * * * *
فيه .. ومــرت اليــام ثقيلــة علــى
يقلــب طرفــه بيــن جــدرانه ..ل كعب ..واشتدت الجفوة عليه
زوجــــة تجالســــه ..ول قريــــب ..حتى صار يراجع إيمانه ..
يؤانسه .. يكلـــــــم المســـــــلمين ول
وقـــد مضـــت عليهـــم خمســـون يكلمونه ..
ليلــة ..مــن حيــن نهــى النــبي r ويســلم علــى رســول اللــه r
الناس عن كلمهم .. فل يرد عليه ..
* * * * * * * * * فــإلى أيــن يــذهب !!..ومــن
وفــي الليلــة الخمســين ..نزلــت يستشير !؟
توبتهم علــى النــبي rفــي ثلــث قال كعب : t
الليل .. ي البلء .. فلمـــا طـــال علـــ ّ
وكــان فــي بيــت أم ســلمة .. ذهبت إلى أبي قتادة ..وهــو
فتل اليات .. ابــن عمــي ..وأحــب النــاس
فقالت أم سلمة : t ي ..فــإذا هــو فــي حــائط إل ـ ّ
يا نبي الله ..أل نبشر كعــب بــن بســتانه ..فتســورت الجــدار
81
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ي فكسوته إياهما ببشراه .. ثوب ّ مالك ..
والله ما أملك غيرهما .. ً
قال :إذا يحطمكم النــاس ..
واستعرت ثوبين ..فلسبتهما .. ويمنعونكم النوم سائر الليلة
وانطلقت إلى رسول الله .. r ..
فتلقاني الناس فوجا ً ..فوجا ً .. فلما صلى النبي rالفجر ..
يهنئوني بالتوبة ..يقولون : آذن الناس بتوبة الله
ليهنك توبة الله عليك .. عليهم ..
حتى دخلت المسجد ..فإذا فانطلق الناس يبشرونهم ..
رسول الله eجالس بين أصحابه قال كعب :
..فلما رأوني والله ما قام وكنت قد صليت الفجر على
ي إل طلحة بن عبيد الله منهم إل ّ سطح بيت من بيوتنا ..
..قام فاعتنقني وهنأني ..ثم فبينا أنا جالس على الحال
رجع إلى مجلسه ..فوالله ما التي ذكر الله تعالى ..قد
أنساها لطلحة .. ضاقت علي نفسي ..
فمشيت حتى وقف على رسول ي الرض بما وضاقت عل ّ
الله eفسلمت عليه .. رحبت ..
وهو يبرق وجهه من السرور .. ي ..من وما من شيء أهم إل ّ
سّر استنار وجهه .. وكان إذا ُ ي
أن أموت ..فل يصلي عل ّ
حتى كأنه قطعة قمر .. ل الله .. rأو يموت .. رسو ُ
فلما رآني قال :أبشر بخير يوم فأكون من الناس بتلك
مّر عليك منذ ولدتك أمك .. المنزلة ..فل يكلمني أحد
قلت :أمن عندك يا رسول ي ..
منهم ..ول يصلي عل ّ
الله ..أم من عند الله ؟ فبينما أنا على ذلك ..
قال :ل ..بل من عند الله ..ثم إذ سمعت صوت صارخ ..
تل اليات .. على جبل سلع بأعلى صوته
فجلست بين يديه .. يقول :
فقلت :يا رسول الله ! إن من ياااااا كعب بن مالك ! ..
توبتي أن أنخلع من مالي صدقة أبشر ..
إلى الله ..وإلى رسوله .. فخررت ساجدا ً ..وعرفت أن
فقال :أمسك عليك بعض قد جاء فرج من الله ..
مالك ..فهو خير لك .. ي رجل على وأقبل إل ّ
فقلت :يا رسول الله ! إن الله فرس ..والخر صاح من
إنما نجاني بالصدق ..وإن من فوق جبل ..
توبتي أل أحدث إل صدقا ً ما وكان الصوت أسرع من
بقيت .. الفرس ..
نعم ..تاب الله على كعب فلما جاءني الذي سمعت
وصاحبيه ..وأنزل في ذلك صوته يبشرني ..نزعت له
82
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أليس ستزداد محبتك لهذا قرءانا ً يتلى ..
الصديق ؟ بلى .. فقال عز وجل :
ولو كان أبوك مريضا ً في ي عَلى الن ّب ِ ّ ه َ ب الل ّ ُ قدْ َتا َ [ لَ َ
ر ال ّ ِ َ
المستشفى ..فبقيت معه في نذي َ صا ِ واْلن ْ َ ن َ ري َ ج ِ ها ِ م َ وال ْ ُ َ
غرفته وأنت مشغول البال ة سَر ِ ع ْ ْ
ة ال ُ ع ِ سا َ في َ عوهُ ِ ات ّب َ ُ
عليه ..واتصل بك صديق وسألك ب قُلو ُ غ ُ زي ُ كادَ ي َ ِ ما َ د َ ع ِ ن بَ ْ م ْ ِ
عنه ..وقال :تحتاج مساعدة ؟ مه ْ ب َ َ م ثُ ّ َ
علي ْ ِ م َتا َ ه ْ من ْ ُ ق ِ ري ٍ ف ِ
نحن في خدمتك ..فشكرته .. عَلى و َ م* َ حي ٌ ف َر ِ ؤو ٌ م َر ُ ه ْ ه بِ ِ إ ِن ّ ُ
ثم في المساء اتصل وقال :إذا ذاحّتى إ ِ َ فوا َ خل ّ ُ ن ُ ذي َ ة ال ّ ِ الّثلث َ ِ
َ
الهل يحتاجون أي شيء أشتريه ما ض بِ َ م اْلْر ُ ه ُ ت َ َ
علي ْ ِ ق ْ ضا َ َ
لهم ..فأخبرني ..فشكرته م علي ْه ْ َ ت َ ق ْ ضا َ و َ ت َ حب َ ْ َر ُ
فسهم وظَّنوا أ َن ِل مل ْجأ َ َ
ودعوت له .. َ َ ْ أن ْ ُ ُ ُ ْ َ
أل تشعر أن قلبك ينجذب إليه ب
م َتا َ ه ثُ ّ ه إ ِّل إ ِل َي ْ ِ ن الل ّ ِ م َ ِ
أكثر ..؟ وه َ ه ُ ّ
ن الل َ م ل ِي َُتوُبوا إ ِ ّ ه ْ َ
علي ْ ِ َ
بينما لو اتصل بك آخر وقال : م ] .. حي ُ ب الّر ِ وا ُ الت ّ ّ
فلن ..نحن خارجون إلى نزهة والشاهد من هذه القصة ..
في البحر ..هاه تذهب معنا ؟ أن طلحة tلما رأى كعبا ً قام
فقلت :والله والدي مريض ول إليه واعتنقه وهنأه ..فزادت
أستطيع .. محبة كعب له ..حتى كان
فبدل أن يدعو له ويعتذر أن لم يقول بعد موت طلحة ..وهو
يسأل عن حاله ..قال لك : يحكي القصة بعدها بسنين :
أدري أنه مريض لكن هو في فوالله ل أنساها لطلحة ..
المستشفى وعنده ممرضون وماذا فعل طلحة حتى يأسر
ولن يستفيد من بقائك تعال قلب كعب ؟ فعل مهارة
معنا استمتع واسبح و ..قالها م به ..شاركه رائدة ..اهت ّ
وهو يمازحك ضاحكا ً ..وكأن فرحته ..فصار له عنده
مرض والدك ل يعنيه ..كيف حظوة ..
ستكون نظرتك إليه ؟ الهتمام بالناس
بل شك أن قدره في قلبك ومشاركتهم في مشاعرهم
ينخفض لنه لم يهتم بهمومك .. يأسر قلوبهم ..
من أحرج ما وقع لي من مواقف لو كنت في زحمة
.. المتحانات ..ووصلت إلى
أني كنت مسافرا ً إلى جدة لعدة هاتفك المحمول رسالة
أيام ..كنت مشغول ً جدا ً .. مكتوب فيها ..بشرني عن
وصلتني رسالة خللها على امتحاناتك والله إن بالي
هاتفي من أخي سعود كتب فيها مشغول عليك وأدعو لك ،
: صديقك :إبراهيم ..
83
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحلة .. أحسن الله عزاءك في ابن
في الحقيقة ..كأنما صب علي عمنا فلن توفي في
برميل ماء بارد ..صرت محرجا ً ألمانيا ..
جدا ً ..أبوه مات ..وجثمانه معه اتصلت بأخي فأخبرني أن
في الطائرة وأنا أمازحه وأضحك ابن عمنا هذا -وهو شيخ
..إن هذا لشيء عجاب !! كبير -ذهب قبل يومين
ت قليل ً ثم قلت :آآآآسف .. سك ّ لعلج القلب في ألمانيا
والله ما انتبهت إليك ..فأنا هنا وتوفي أثناء إجراء العملية ..
منذ أيام ..فأحسن الله عزاءك وأن جثمانه سيصل قريبا ً
وغفر لوالدك .. إلى مطار الرياض ..دعوت
ت في الحقيقة معذورا ً وإن كن ُ له وترحمت عليه ..وأنهيت
في عدم انتباهي إلى شخصه .. المكالمة ..
فقد كنت ل أقابله إل قليل ً .. بعدها بيومين انتهت أعمالي
وأراه بثوبه وغترته ..فلما لبس في جدة وذهبت إلى المطار
البنطال وجاءني فجأة في زحمة أنتظر وقت إقلع رحلتي
شباب من جدة ..لم يقع في للرياض ..
نفسي أنه فلن .. في هذه الثناء كان يمر بي
فمن الهتمام بالناس عدد من الشباب فإذا رأوني
مشاركتهم في مشاعرهم عرفوني وأقبلوا مسلمين
وإشعارهم أن همهم هو همك .. وكانوا أحيانا ً من الشباب
وأنك تحب الخير لهم .. المراهقين لهم قصات شعر
ومن هذا المنطلق تجد أن غريبة ..ومع ذلك كنت
الشركات المتطورة يكون عندها أمازحهم وأطلق التعليقات
إدارة للعلقات العامة ..مهمتها عليهم تحببا ً وتلطفا ً ..
إرسال التهاني والتبريكات في انشغلت بمكالمة هاتفية ..
المناسبات ..وتقديم الهدايا .. فلما أنهيتها فإذا شاب يلبس
ونحو ذلك .. بنطال ً وقميصا ً ..يراني
الناس كلما أشعرتهم بقيمتهم سّلما ً مصافحا ً .. فيقبل م َ
وأظهرت الهتمام بهم ملكت رحبت به وقلت مازحا ً :ما
قلوبهم وأحبوك .. هذه الناقة ..أنت اليوم
خذ أمثلة سريعة من الواقع : كأنك عريس ..ونحو هذه
لو دخل شخص إلى مكان مليء العبارات ..
بالناس فلم يجد مكانا ً يجلس سكت الشاب قليل ً ثم قال :
فيه ..فتفسحت قليل ً .. ما عرفتني ..أنا فلن ..
وأوسعت له مكانا ً وقلت : الن وصلت من ألمانيا معي
تفضل يا فلن ..تعال هنا .. جثمان أبي ..وأنا متوجه
لشعر باهتمامك وأحبك .. إلى الرياض الن على أقرب
84
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إليه جميعا ً ..أي التفت بوجهه أو لو كنتم في حفل عشاء ..
وجسمه إليه يستمع وينصت .. وأقبل يحمل طعامه يتلفت
يبحث عن طاولة فيها مكان
تجربة .. فارغ ..فجهزت له كرسيا ً
الناس كلما أشعرتهم بقيمتهم وقلت :حياك اله يا فلن ..
وأظهرت الهتمام بهم ..ملكت تفضل هنا ..لشعر
قلوبهم ..وأحبوك .. باهتمامك أيضا ً ..
عموما ً أشعر الناس بقيمتهم
أشعرهم أنك تحب .25 ..يحبوك ..
الخير لهم .. كان رسول الله eيحرص
كلما كان قلبك مملوءا ً بالمحبة على ذلك أيما حرص ..
والنصح للخرين ..كلما صرت انظر إليه وقد قام يخطب
صادقا ً في مهاراتك في التعامل على منبره يوم جمعة ..
معهم .. وفجأة فإذا بأعرابي يدخل
وكلما أحس الناس بحبك لهم .. إلى المسجد ويتخطى
ازدادوا هم أيضا ً لك محبة وقبول ً الصفوف ..وينظر إلى
.. رسول الله .. eويصيح
كانت إحدى الطبيبات تمتلئ قائل ً :يا رسول الله ..رجل
عيادتها الخاصة دائما ً ل يدري ما دينه ! فعلمه دينه
جعات .. بالمرا ِ ..
وكانت المريضات يرغبن في فنزل النبي eمن منبره ..
المجيء إليها دائما ً وكل واحدة وتوجه إلى الرجل وطلب
تشعر أنها صديقة خاصة لهذه كرسيا ً فجلس عليه ..ثم
الطبيبة .. جعل يتحدث مع الرجل
كانت هذه الطبيبة تمارس ويشرح له الدين إلى أن
مهارات متعددة تسحر بها قلوب فهم ..ثم عاد إلى منبره ..
الخرين .. قمة الهتمام بالناس ..ومن
من ذلك ..أنها اتفقت مع يدري ربما لو أهمله لخرج
السكرتيرة أنها إذا اتصلت إحدى الرجل وبقي جاهل ً بدينه
المريضات تريد أن تتحدث مع إلى أن يموت ..
الطبيبة أو تسألها عن شيء ولو نظرت في شمائله .. e
يخص المرض .. لوجدت من بينها أنه كان إذا
فإن السكرتيرة تسألها عن صافحه أحد لم ينزع eيده
اسمها ..وترحب بها ..ثم من يد المصافح ..حتى ينزع
تطلب منها التكرم بالتصال بعد ذاك يده أول ً ..
خمس دقائق .. وكان eإذا كلمه أحد التفت
ثم تأخذ السكرتيرة الملف
85
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والنصر والتمكين ..وربما قلت : الخاص بهذه المريضة ..
اللهم اغفر لي واغفر لحبابي وتناوله للطبيبة ..فتقرأ
وأصحابي .. الطبيبة معلومات المرض ..
وبعد انتهائي من شعائرها .. وتنظر إلى بطاقتها
حمدت الله على التيسير .. الخاصة ..ومعلوماتها
ثم اكتريت فندقا ً لبيت فيه .. الكاملة بما فيها وظيفتها
فلما وضعت رأسي على وأسماء أولدها ..
وسادتي كتبت رسالة عبر فإذا اتصلت المريضة ..
الهاتف الجوال أقول فيها : رحبت بها الطبيبة ..
"الن أنهيت العمرة وتذكرت وسألتها عن مرضها ..وعن
أحبابي وأنت منهم فلم أنسك فلن ولدها الصغير ..وأخبار
من الدعاء الله يحفظك ويوفقك وظيفتها ..و ..
" .. فتشعر المريضة أن هذه
انتهت الرسالة .. الطبيبة تحبها جدا ً لدرجة
أرسلتها إلى السماء المخزنة أنها تحفظ أسماء أولدها
في ذاكرة الهاتف ..كانت وتتذكر مرضها ..ولم تنس
خمسمائة اسم .. مكان عملها ..فترغب في
لم أكن أتصور التأثير العجيب المجيء إليها دائما ً ..
لهذه الرسالة في قلوب الخرين أرأيت أن امتلك القلوب
.. وأسرها سهل جدا ً ..
ي :والله إني منهم من أرسل إل ّ ول بأس أن تعبر عن محبتك
أبكي وأنا أقرأ رسالتك .. للخرين بكل صراحة ..سواء
أشكرك أنك ذكرتني بدعائك .. كانوا أبا ً أو أما ً ..أو زوجة أو
وآخر كتب :والله يا أبا عبد أبناء ..أو زملء وجيران ..
الرحمن ما أدري بم أرد عليك ! ل تكتم مشاعرك نحوهم ..
ولكن جزاك الله خيرا ً .. قل لمن تحبه :أنا أحبك ..
والثالث كتب :أسأل الله أن ل إلى قلبي .. أنت غا ٍ
يستجيب دعاءك ..ونحن والله ل حتى لو كان عاصيا ً قل له :
ننساك .. إنك أحب إلي من أناس
نحن في الحقيقة نحتاج بين كثيييير ..
كر الناس الفينة والخرى أن ن ُذَ ّ ولم تكذب فهو أحب إليك
بأننا نحبهم ..وأن كثرة مشاغل من مليين اليهود ..أليس
الدنيا لم تنسنا إياهم .. كذلك ..كن ذكيا ً ..
ول بأس أن يكون ذلك بمثل هذه أذكر أني ذهبت مرة لداء
الرسائل .. العمرة ..وكنت خلل
يمكن أن تكتب إلى أحبابك : طوافي وسعيي أدعو
دعوت لكم بين الذان للمسلمين جميعا ً ..بالحفظ
86
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصدق العبارة ..والمحبة !.. والقامة ..أو في ساعة
أما رسول الله eفقد كان ياسر الجمعة الخيرة ..
قلوب الناس بروعة أخلقه .. وإذا كانت نيتك صالحة فلن
وقدرته على إظهار محبته يكون في هذا إظهار للعمل
الصادقة لهم .. أو رياء ..وإنما زيادة ألفة
لكان أبو بكر وعمر ..أج ّ ومحبة بين المسلمين ..
الصحابة .. أذكر أني ألقيت محاضرة
وكانا يتنافسان في الخير في مخيم دعوي صيفي في
دوما ً .. مدينة الطايف ..في جبال
وكان أبو بكر يسبق غالبا ً ..فإن الشفاء وهي متنزه يجتمع
بكر عمر للصلة وجد أبا بكر فيه أعداد كبيرة من
سبقه ..وإن أطعم مسكينا ً وجد الشباب ..
أبا بكر سبقه .. كان أكثر الحاضرين هم من
وإن صلى ليلة ..وجد ابا بكر الشباب الذين يظهر عليهم
قبله .. الخير والصلح ..أما الشباب
وفي يوم أمر النبي الناس الخرون فقد بقوا في
بالصدقة لسد حاجة نازلة نزلت أطراف المتنزهات ما بين
بالمسلمين .. لهو وطرب ..
وافق ذلك الوقت أن عمر عنده انتهت المحاضرة ..
سعة من المال .. أقبل جمع من الشباب
فقال :اليوم أسبق أبا بكر ..إن يسلمون ..
سبقته يوما ً .. كان من بينهم شاب له قصة
ذهب عمر فجاء بنصف ماله .. شعر غريبة ويلبس بنطال
فدفعه إلى رسول الله .. r جينز ضيق ..أقبل يصافح
فما أول كلمة قالها لعمر لما ويشكر ..فسلمت عليه
رأى المال ؟ بحرارة ..وشكرته على
هل سأله عن مقدار المال ؟ أم حضوره وهززت يده وقلت :
سأله عن نوعه ذهب أم فضة ؟ وجهك وجه داعية ..تبسم
ل ..بل لما رأى كثرة وانصرف ..
المال ..تكلم بكلمات يستنتج بعدها بأسبوعين تفاجأت
منها عمر أنه محبوب عند رسول باتصال يقول :هاه ما
الله .. عرفتني ..يا شيخ أنا الذي
قال لعمر ) :ما أبقيت لهلك يا قلت لي وجهك وجه داعية ..
عمر ؟ ( .. والله لصبحن داعية إن شاء
قال عمر :يا رسول الله .. الله ..ثم صار يشرح لي
أبقيت لهم مثله " .. مشاعره بعد تلك الكلمات ..
ويجلس عمر عند رسول الله r أرأيت كيف يتأثر الناس
87
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لست وحدك .. منتشيا ً ..ينتظر أبا بكر ..
أظهر عواطفك ..كن صريحا ً : ل كثير فيأتي أبو بكر tبما ٍ
أنا أحبك ..فرحت بلقياك ..أنت فيدفعه إلى رسول الله r
غال إلى قلبي .. وعمر واقف مكانه ..يرى
العطاء ويسمع الحوار ..
ِاحفظ السماء .. .26 فإذا بالنبي قبل أن
وهذا من الهتمام بالناس .. يلتفت إلى ما يحتاجه من
ما أجمل أن تقابل شخصا ً ما في مال ..يسأل أبا بكر ) :يا أبا
موقف عارض ..كلقاء عند بكر ..ما أبقيت لهلك ؟ ( ..
بنك ..أو في طائرة ..أو في نعم فهو يحب أبا بكر ..
وليمة عامة .. ويحب أهله ..ول يرضى
فتتعرف على اسمه ..ثم تراه بالضرر عليه ..
في موقف آخر ..فتقبل عليه قال أبو بكر :يا رسول
قائل ً :مرحبا ً يا فلن .. الله ..أبقيت لهم الله
ل شك أن ذلــك يطبــع فــي قلبــه ورسوله ..أما المال فقد
لك محبة وتقديرا ً .. أتيت به جميعا ً ..
حفظك لسم الشخص الذي لم يأت بنصفه ..ول بربعه ..
أمامك يشعره باهتمامك به .. وإنما أتى به كله ..
فرق بين المدرس الذي يحفظ فما كان من عمر tإل أن
أسماء طلبه ..والذي ل قال ":ل جَرم ..ل سابقت
يحفظ .. أبا بكر أبدا ً " ..
قولك للطالب :قم يا فلن .. كان الناس يشعرون أنه
أحسن من :قم يا طالب .. يحبهم..فكانوا يهيمون به
حتى في الرد على الهاتف .. حبا ً ..صلى بهم إحدى
أيهما أحب إليك ..أن يجيبك من الصلوات ..فكأنه عجل
تتصل به بقوله :نعم ..أو ألو .. بصلته قليل ً حتى بدت أقصر
أو يقول محتفيا ً :مرحبا ً يا من مثيلتها ..
خالد ..هل أبو عبد الله .. فلما انقضت الصلة ..رأى e
بل شك ان استماعك لسمك له تعجب أصحابه ..
في القلب رنة قبل الذن .. فقال لهم :لعلكم عجبتم
جرت العادة بعد المحاضرات من تخفيفي للصلة ؟
العامة أن يزدحم علي بعض قالوا :نعم ! ..
الشباب يصافحون ويشكرون .. فقال : إني سمعت بكاء
كنت أحرص على ترديد كلمة : صبي فرحمت أمه !!..
السم الكريم ؟ حياك الله من أرأيت كيف يحب الخرين ..
الخ ؟ ..أقولها لكل واحد أسلم ويظهر لهم هذه المحبة من
عليه لبدي له اهتمامي به .. خلل تعامله ..
88
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السماء ..فهي كثيرة .. فكان كل واحد يجيبني
منها ..عدم الهتمام بالشخاص مستبشرا ً :أخوك زياد ..
أثناء مقابلتهم .. ابنك ياسر ..
ومنها ..التشاغل وقت التعارف وأذكر يوما ً أنه بعدما سلم
وعدم التركيز أثناء استماع عدد كبير منهم ومضوا ..عاد
السم .. أحدهم ليسأل ..فأول ما
ومنها ..موقفك تجاه الشخص ي قلت له :حياك أقبل عل ّ
المقابل .. الله يا خالد ..فابتهج وقال :
كاعتقادك بأنك لن تقابله مرة ما شاء الله !! تعرف
أخرى ..فتقول في نفسك :ل اسمي !!
داعي لحفظ السم .. ً
الناس عموما يحبون
أو كان إنسانا ً بسيطا ً ل يستثير مناداتهم بأسمائهم ..
اهتمامك .. من المعروف أن الموظف
أو عندما ل تسمع السم جيدا ً العسكري يعلق لوحة صغيرة
وتشعر بحرج من طلب إعادة على صدره فيها اسمه ..
اسمه .. فأذكر أني ألقيت محاضرة
فهذه أسباب تجعل الناس ل في إحدى المناطق
يحفظون السماء .. العسكرية ..فازدحم أكثرهم
أما العلج لحفظ السماء ..فله مسلما ً بعد المحاضرة ..
طرق ..منها : كان أحدهم يقترب ويبتعد ..
القتناع بأهمية تذكر السم وكأنه يريد السلم لكنه
واستشعارك أنك بسماعك له يخجل من مزاحمة
ستسأل عنه بعد دقائق .. الخرين ..
ومنها ..التركيز على وجه التفت إليه ولمحت لوحة
الشخص أثناء الستماع إلى اسمه ..فمددت يدي إليه
اسمه .. وقلت :مرحبا ً فلن !! فتغير
حاول أن تلحظ الشخص وجهه وتعجب ..ومد يده
المقابل وطبيعة حديثه مصافحا ً وهو يتبسم
وابتسامته لينطبع في ذاكرتك .. ويقول :هاه !! كيف عرفت
أثناء حديثك معه ناده باسمه اسمي ؟
مرارا ً ..صحيح يا فلن ..؟ فقلت :يا أخي الذين نحبهم
سمعت يا فلن ..؟ أنت معي يا ..لزم نعرف أسماءهم ..
فلن ..؟ وكرره أكثر من مرة .. فكان لهذا تأثير كبير عليه ..
كثير من الناس يقتنع بهذا
باختصار .. ويتمنى لو استطاع حفظ
أشعرني باهتمامك بي .. أسماء الخرين ..
بحفظك اسمي ..ونادني به .. أما أسباب عدم حفظ
89
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إليه " أي عامل الناس بما تحب لحبك ..
أن يعاملوك به ..
كيف ..؟! كن لماحا ً .27
رأيت على صاحبك ثوبا ً جميل ً .. قسم كبير من الشياء التي
انتبه له ..أثن عليه ..أسمعه نمارسها في الحياة ..
كلمات رنانة ..ما شاء الله !! ما نفعلها لجل الناس ل لجل
هذا الجمال !! اليوم كأنك أنفسنا ..
عريس !! عندما ُتدعى لوليمة عرس ..
ً
زارك يوما فشممت من ثيابه فتلبس أحسن ثيابك ..إنما
عطرا ً فواحا ً جميل ً ..أثن عليه .. تفعل ذلك لجل لفت انتباه
تفاعل معه ..كن لماحا ً ..فهو الناس وجذب إعجابهم ..ل
ما وضع الطيب إل لجلك .. لجل لفت انتباه نفسك ..
ردد عبارات جميلة ..:ما هذه وتفرح إذا لحظت أنهم
الروائح ..ما أحسن ذوقك .. ُأعجبوا بجمال هيئتك ..أو
دعاك شخص لطعام ..أثن على رونق ثيابك ..
طعامه ..فإنك تعلم أن أمه أو وعندما تؤثث مجلس ضيوفك
زوجته أو أخته وقفت ساعات ..وتتكلف في تزويقه
في المطبخ لجلك ..أو لجل والعناية به ..إنما تفعل ذلك
المدعويين عموما ً ..وأنت أيضا ً لجل نظر الناس ..ل
منهم .. لجل نظر نفسك ..بدليل
أو أنه على القل تعب في أنك تعتني بغرفة استقبال
إحضاره من المطعم ومحل الضيوف أكثر من عنايتك
الحلويات ..و ..فأسمعه كلمات بالصالة الداخلية ..أو بحمام
تجعله يشعر أنك ممتن له بما أطفالك !!
قدم لك ..وأن تعبه لم يذهب عندما تدعو أصحابك إلى
دى ..
س َ
ُ طعام ..أل ترى أن زوجتك –
دخلت بيت أحد أصدقائك – أو وربما أنت -تعتني بترتيب
دخلتي بيت إحدى صديقاتك – الطعام وتنويعه أكثر من
فرأيت أثاثا ً جميل ً ..فأثن على العادة ..بلى ..وكلما زادت
الثاث ..والذوق الرفيع ) ..لكن أهمية هؤلء الصحاب ..
انتبه ل تبالغ حتى ل يشعر أنه زادت العناية بالطعام ..
استهزاء ( .. وكم تكون سعادتنا غامرة
حضرت في مجلس عام .. عندما يثني أحد على لباسنا
فسمعت حمد يتكلم مع أو ديكورات بيوتنا ..أو لذة
الحاضرين بانطلق ..وقد أحيا طعامنا ..
المجلس ..وأسعد الحاضرين .. وقد قال " : eوليأت إلى
أثن عليه ..خذ بيده إذا قمتم .. الناس الذي يحب أن يأتوا
90
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف ؟ قل له :ما شاء الله !!..ما
عريس ..رأيته بعد زواجه هذه القدرات !! بصراحة ما
بأسبوع .. مّلح المجلس إل حضورك ..
رجل حصل على شهادة عليا .. جرب افعل ذلك ..فسوف
شخص سكن بيتا ً جديدا ً .. يحبك ..
كلهم بل شك ينتظرون منك رأيت موقفا ً جميل ً لولد مع
كلمات ..كن كما يتوقعون .. ب إليه ده ..قّر َ أبيه ..قّبل ي َ
كان عبد المجيد -ابن عمي - نعليه ..أثن على الولد ..كن
شابا ً في المرحلة الثانوية ..بعد لماحا ً ..
تخرجه طلب مني الذهاب معه لبس ثوبا ً جديدا ً ..أثن
للجامعة لتسجيله فيها ..اتصلت عليه ..كن لماحا ً ..
به ذات صباح ومررت على بيته زرت أختك ..رأيت عنايتها
بسيارتي ليرافقني للجامعة .. بأولدها ..كن لماحا ً ..أثن
كانت المشاعر تتزاحم في عليها ..
قلبه ..فهو ينتقل إلى مرحلة رأيت عناية صاحبك بأولده ..
جديدة ..ويفكر في الكلية التي أو روعة ترحيبه بضيوفه ..
ستقبله .. كن جريئا ً ..لماحا ً ..أثن
أول ما ركب سيارتي شممت عليه ..أخرج ما في صدرك
رائحة عطره ..كانت رائحة من العجاب به ..
نفاثة جدا ً ..ويبدو أنه قد أفرغ ركبت مع شخص في سيارته
العلبة كلها ذلك اليوم على ..أو استأجرت تاكسي ..
ملبسه .. لحظت نظافة سيارته ..
بصراحة خنقني بالرائحة .. ً
ن قيادته ..كن لماحا .. حس َُ
فتحت النوافذ لتنفس ..شعرت أثن عليه ..
أن المسكين تكلف في تزويق قد تقول :هذه أمور
ثيابه ..وتطييبها .. عادية ..صحيح لكنها
ت إليه وابتسمت وقلت : ثم التف ّ مؤثرة ..
ماااا شاااااء الله !! ..إيش لقد جربت ذلك بنفسي ..
هالروائح الحلوة !! أخاف عميد ومارست هذه المهارة مع
الكلية أول ما يشم هالرائحة أعداد من الناس ..كبارا ً
الحلوة يصرخ بأعلى صوته يقول وصغارا ً ..وعمال ً بسطاء ..
:مقبوووووول .. ومدرسين ..بل مارستها مع
ل تتصور مدى السرور الذي أشخاص يشغلون مناصب
غطى على قلبه ..والبشر الذي عليا ..ورأيت من تأثرهم
طفح على وجهه .. أعاجيب ..
ي ..وقال بحماس : التفت إل ّ خاصة في الشياء التي
أشكرك يا أبا عبد الرحمن .. ينتظرها الناس منك ..
91
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عوف وبين سعد بن الربيع أشكرك ..والله إنه عطر
النصاري .. غااال ..وأضعه دائما ً
كانت نفوسهم سليمة .. والناس ما يلحظونه ..ثم
وقلوبهم صافية .. بدأ يشمه من طرف غترته
فقال سعد لعبد الرحمن :أي ويقول :بالله عليك :ذوقي
ي ..أنا أكثر أهل المدينة ُ
أخ ّ حلو ..؟!
مال ً .. آآآه ..مر على هذا الموقف
فأقسم مالي نصفين ..فخذ أكثر من عشر سنوات ..
نصفه وأبق لي نصفه .. فقد تخرج عبد المجيد من
ثم خشي سعد أن عبد الرحمن الجامعة وتعين في وظيفة
يريد أن يتزوج ..ول يجد منذ سنوات ..إل أن ذلك
زوجة .. الموقف ل يزال عالقا ً في
فعرض عليه أن يزوجه .. أذنه ..ربما ذكرني به مازحا ً
فقال عبد الرحمن :بارك الله في بعض اللقاءات ..
لك في أهلك ومالك ..دُّلني نعم ..كن لماحا ً ..التحكم
على السوق !!.. بعواطف الناس وكسب
صحيح ..عبد الرحمن ترك ماله محبتهم سهل جدا ً ..لكننا
في مكة واستولى عليه في أحيان كثيرة نغفل عن
الكفار .. ممارسة مهارات عادية
لكنه كان ذا عقل راجح ..وخبرة نكسبهم بها ..
تجارية واسعة .. ول تعجب إن قلت إن صاحب
دله سعد على السوق ..فذهب الخلق العظيم كان
فاشترى وباع فربح .. يمارس هذه المهارات ..
يعني اشترى بضاعة بالجل ثم وأحسن منها ..
باعها حالة ..فصار عنده رأس في أول سنين السلم ..
مال تاجر فيه .. لما ضيق على المسلمين
وكان يتقن فن البيع والشراء في دينهم بمكة ..هاجروا
والمماكسة ..حتى جمع مال ً إلى المدينة ..
فتزوج .. تركوا ديارهم وأموالهم ..
ثم جاء إلى النبي عليه الصلة قدم عبد الرحمن بن عوف
ع
والسلم ..وعليه ودْ ُ المدينة مهاجرا ً ..وكان في
زعفران ..أي أثر طيب مكة تاجرا ً ممكنا ً ..لكنه جاء
نساء !!.. المدينة فقيرا ً معدما ً ..
ليس غريبا ً فهو ) عريس ( .. كحل سريع للمشكلة ..آخى
النبي طبيب النفوس ..كان النبي بين المهاجرين
لماحا ً ..يترقب الفرص لصطياد والنصار ..
القلوب ..أول ما رآه ..انتبه آخى بين عبد الرحمن بن
92
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يراها أحيانا ً ..فيعجب لهذا التغير ..وجعل ينظر
بحرصها .. إلى أثر الطيب ويقول لعبد
مرت أيام ..ففقدها رسول الله الرحمن " :مهيم ؟ " ..أي
.. rفسأل عنها ؟ ما الخبر ؟
فقالوا :ماتت يا رسول الله .. ابتهج عبد الرحمن ..وقال :
فقال :أفل كنتم آذنتموني .. يا رسول الله ..تزوجت
غروا أمرها ..وأنها مسكينة فص ّ امرأة من النصار ..
مغمورة ل تستحق أن يخبر عنها عجب النبي .. eكيف
رسول الله .. وقالوا أيضا ً : استطاع أن يتزوج وهو
ماتت بليل ..فكرهنا أن نوقظك حديث عهد بهجرة !!..
.. فقال " :فما أصدقتها ؟"
فحرص على أن يصلي فقال :وزن نواة من
عليها ..فعملها وإن رآه الناس ذهب ..
صغيرا ً فهو عند الله كبير .. فأراد rأن يزيد من فرحته ..
ولكن كيف يصلي عليها وقد م ولو بشاة " .. فقال " أول ِ ْ
ماتت ودفنت ؟! ثم دعا له النبي .. eبالبركة
قال : rدلوني على قبرها .. في ماله وتجارته ..
فمشوا معه حتى أوقفوه على فحلت البركة عليه ..
قبرها ..دلوه فصلى عليها .. قال عبد الرحمن وهو يصف
ثم قال : إن هذه القبور .. كسبه وتجارته :فلقد رأيتني
مملوءة ظلمة على أهلها ..وإن ولو رفعت حجرا ً لرجوت أن
الله عز وجل ينورها لهم أصيب ذهبا ً وفضة ..
بصلتي عليهم .. وكان eلماحا ً حتى مع
فبالله عليك ..ما هو شعور من الضعفاء والمساكين ..
رأوه ينتبه إلى هذا العمل يشعرهم بقيمتهم ..يجعلهم
الصغير من امرأة ضعيفة ..كيف يحسون أنه منتبه لهم ..
سيكون حماسهم للقيام بمثل وأنهم مهمون عنده ..وأنه
فعلها وأعظم .. يقدر لهم أعمالهم التي
دعني أهمس في أذنك : يقومون بها مهما كانت
نحن في مجتمع ل يقدر أحيانا ً متواضعة ..
مثل هذه المهارات ..فانتبه !! كرهم فإذا افتقدهم ..ذَ َ
سك فريق من ئ حما َل يطف ْ مح أعمالهم .. بالخير ..وتل ّ
الثقلء الغلظ الذين مهما لمحت فتشجع الخرون أن يفعلوا
ما عندهم من لطائف ..وأثنيت كفعلهم ..
عليهم بالكلمات الرقيقة كان في المدينة امرأة
الرنانة ..لم يتأثروا ..أو ردوا سوداء ..مؤمنة صالحة ..
على تلطفك بكلمات سامجة كانت تكنس المسجد ..
93
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للثناء .. ممجوجة ..ل طعم لها ..بل
ًًً ول لون ول رائحة !!
مـاحا ًانتبه :كن ل ّ .28 ومن لطائف هؤلء ..
للجمال فقط .. دعي إلى أن شابا ً – أعرفه – ُ
بعض الناس يتحمس كثيرا ً ل ْ
ن وليمة كبيرة ..فيها أشخاص
يكون لماحا ً ..فل يكاد يسكت مهمون ..مر على السوق
عن الملحظة والثناء .. في طريقه ..ودخل محل
لكنهم قالوا قديما ً :الشيء إذا عطور وأظهر أنه سيشتري
زاد عن حده ..انقلب إلى فجعل الموظف يحتفي به ..
ضده .. ويرش عليه من أنواع
ومن تعجل الشيء قبل أوانه .. العطور ما غل ثمنه وزكا
عوقب بحرمانه .. ريحه ..ليختار من بينها ما
فكن لماحا ً للشياء الجميلة يناسبه ..
الرائعة ..التي يفرح الشخص فلما امتلت ثياب صاحبنا
برؤية الناس لها ..وينتظر طيبا ً ..قال للبائع بلطف :
ثناءهم عليها ..ويطرب لسماع أشكرك ..وإن أعجبني شيء
ألفاظ العجاب بها .. منها فقد أعود إليك ..
أما الشياء التي يستحي من ذهب سريعا ً إلى الوليمة
رؤيتها ..أو يخجل من ملحظتها متداركا ً رائحة العطر قبل أن
فحاول أن تتعامى عنها .. تزول ..
مثل ً : جلس على العشاء بجانب
دخلت بيت صاحبك فرأيت صديقه خالد ..لم يلحظ
الكراسي قديمة .. خالد الرائحة ..ولم يعلق
فانتبه من أن تكون من الثقلء بكلمة ..
الذي ل يكفون عن تقديم فقال له صاحبنا باستغراب :
اقتراحات لم تطلب منهم .. ما تشم رائحة عطر
انتبه من أن يفرط لسانك جميلة ؟!
بقول :لماذا ما تغير قال خالد :ل ..
الكراسي ؟! فقال صحبنا :أكيد أنفك
الثريات نصفها ما يشتغل !!.. مسدود !!..
لماذا ل تشتري ثريات جديدة !! فأجاب خالد فورا ً .. :لو كان
دهان الجدار قديييييم ..لماذا ما أنفي مسدودا ً ..ما شممت
تدهنه بألوان جديدة !! رائحة عرقك !!..
يا أخي هو لم يطلب منك
اقتراحات ..ولست مهندس اعتراف ..
ديكور اتفق معك على أن مهما بلغ الشخص من النجاح
يستفيد من آرائك ..ابق ..إل أنه يبقى بشرا ً يطرب
94
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عك الله بما الحزين وقال :لو قن ّ َ ساكتا ً ..
آتاك ..لما كانت مطهرتي لعله ل يستطيع تغييرها ..
مرهونة !! لعله يمر بضائقة مالية ..
وكذلك لو زرت مريضا ً فل تردد لعله ..
عليه : ليس أثقل على الناس ممن
أووووه ..وجهك أصفر ..عيناك يحرجهم بالنظر إلى ما
زائغتان ..جلدك يابس .. يستحون منه ..ثم يثيره
عجبا ً !! هل أنت طبيبه ؟ قل ويبدأ في التعليق عليه ..
خيرا ً أو اصمت .. ومثل ذلك ..لو كان ثوبه
ذكروا أن رجل ً زار مريضا ً .. قديما ً ..أو مكيف سيارته
فجلس عنده قليل ً ..ثم سأله متعطل ..قل خيرا ً أو
عن علته ..فأخبره المريض اصمت ..
بها ..وكانت علة خطيرة .. ذكروا أن رجل ً زار صاحبا ً له
فصرخ الزائر : فوضع له خبزا ً وزيتا ً ..
آآآآ ..هذه العلة أصابت فلنا ً فقال الضيف :لو كان مع
صاحبي فمات منها ..وأصابت هذا الخبز زعتر !!
فلنا ً صديق أخي ول يزال مقعدا ً فدخل صاحب الدار وطلب
منها أشهرا ً ثم مات ..وأصابت من أهله زعترا ً للضيف فلم
فلنا ً جار زوج أختي ومات .. يجد ..
والمريض يستمع إليه ويكاد أن فخرج ليشتري ولم يكن معه
ينفجر .. مال !..فأبى صاحب الدكان
فلما أنهى الزائر كلمه وأراد أن يبيعه بالجل ..فرجع
الخروج التفت إلى المريض وأخذ وأخذ مطهرته ) وهي
وقال :هاه ..توصيني بشيء ؟ الناء الذي يضع فيه الماء
قال المريض :نعم ..إذا خرجت ليتوضأ منه ( فخرج بها
فل ترجع إلي ّ ..وإذا زرت ودفعها إلى صاحب الدكان –
مريضا ً فل تذكر عنده الموتى .. رهنا ً – حتى إذا لم يسدد له
وذكروا كذلك أن امرأة عجوزا ً قيمة الزعتر يبيع صاحب
مرضت عجوز صديقة لها .. الدكان المطهرة ويستوفي
فجعلت هذه العجوز تلتمس من الثمن لنفسه ..
واحدا ً أن يذهبوا أبنائها واحدا ً َ ثم أخذ الزعتر ورجع به إلى
بها لتلك المريضة لزيارتها وهم ضيفه ..فأكل ..
يتعللون ويعتذرون .. فلما انتهى الضيف من
حتى رضي أحد أبنائها على الطعام قال :الحمد لله
مضض ..وذهب بها بسيارته .. الذي أطعمنا وسقانا ..
فلما وصل بيت العجوز المريضة وقنعنا بما آتانا ..
نزلت أمه وجعل ينتظرها في وه
وه صاحب الدار تأ ّ فتأ ّ
95
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكم اشتريتها .. سيارته ..
فتقول :جاءتني هديه .. دخلت الم على المريضة
فيقول :هدية !! ممن ؟ كن منهافإذا هي قد تم ّ
فتجيب :من أحد الصدقاء .. المرض ..فسلمت عليها
فيقول :صديقك في الجامعة .. ودعت لها ..
أم في الحارة ..أم أين ؟! فلما مشت خارجة مرت
فتقول :والله ..آآآ ..صديقي ببنات المريضة وهن يبكين
في الجامعة .. في صالة البيت ..
فيقول :طيب ..ما المناسبة ؟! فقالت بكل براءة :أنا ل
فتقول :يعني ..مناسبة أيام يتيسر لي المجيء أليكن
الجامعة .. كلما أردت ..وأمكم مريضة
فيقول :مناسبة إيش ؟!! ويبدو لي أنها ستموت ..
نجاح ..أم كنتم في رحلة ..أو فأحسن الله عزاءكم من
يمكن ..أأ .. الن !!..
ويستمر في استجوابه لك على فانتبه يا لبيب ..كن لماحا ً
قضية تافهة !!.. لما يفرح ويسر ..ل لما
بالله عليك أل تحدثك نفسك أن يحزن ..
تصرخ به :لاااا تتدخل فيما ل
يعنيك .. مشكلة :
ً
وقد يزداد المر سوءا لو أحرجك إذا اضطررت للمح سيء ..
بالسؤال في مجلس عام فسبب كوسخ ثوبه ..أو رائحة سيئة
لك إحراجا ً .. ..فأحسن التنبيه ..كن
أذكر أني كنت في مجلس مع لطيفا ً ذكيا ً ..
عدد من الزملء ..بعد المغرب ..
رن هاتف أحدهم ..كان جالسا ً ل تتدخل فيما ل .29
بجانبي .. يعنيك ..
أجاب :نعم ؟ من حسن إسلم المرء تركه
زوجته :ألو ..وينك يا حمار ؟! ما ل يعنيه ..
كان صوتها عاليا ً لدرجة أني ما أجمل هذه العبارة وأنت
سمعت حوارهما .. تسمعها من الفم الزكي
قال :بخير ..الله يسلمك الطاهر ..فم رسول الله
) !!! ( .. .. r
) يبدو أنه كان قد وعدها أن صحيح ..تركه ما ل يعنيه ..
يذهب بها بعد المغرب لبيت كم هم ثقلء أولئك الذين
أهلها وانشغل بنا ( .. يزعجونك بالتدخل فيما ل
غضبت الزوجة :الله ل يعنيهم ..
يسلمك ..أنت مبسوط أنك مع يشغلك إذا رأى ساعتك ..
96
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المريض عن مرضه ؟ إنما أعني أصحابك وأنا أنتظر ..والله
عدم التدقيق في السئلة .. انك ثور ) !! ( ..
ومثله ..الذي ينادي طالبا ً أمام قال :الله يرضى عليك ..
الناس في مجلس عام .. أمّرك بعد العشاء ..
ل:ويسأله بصوت عا ٍ ت أن كلمه ل يتوافق لحظ ُ
هاه يا أحمد ..نجحت .. مع كلمها ..فأدركت أنه
فيقول :نعم .. يفعل ذلك لكيل يحرج
فيسأله :كم نسبتك ؟ كم نفسه ..
ترتيبك في الفصل ؟ انتهت مكالمته ..جعلت
إن كنت صادقا ً في اهتمامك به ألتفت إلى الحاضرين
فاسأله على انفراد بينك وأتخيل أن واحدا ً منهم سأله
وبينه .. :
ثم ل داعي للتدقيق ..كم من كلمك ؟ وماذا يريد
نسبتك ..لماذا لم تذاكر ..لماذا منك ؟ ولماذا تغير وجهك
لم تقبل في الجامعة ..إن كنت بعد المكالمة ..؟!!
مستعدا ً لعانته فقف معه جانبا ً مه لن أحدا ً لم ح َ
لكن الله ر ِ
وحدثه بما تريد ..أما نشر يتدخل فيما ل يعنيه ..
غسيله أمام الناس ..فل .. ومثله لو زرت مريضا ً ..
قال : eمن حسن إسلم المرء فسألته عن مرضه ..فأجابك
تركه ما ل يعنيه .. بكلمات عامة :الحمد لله ..
لكن انتبه !! ل تعط الموضوع شيء بسيط ..مرض صغير
أكبر من حجمه .. وانتهى ..أو نحرها من
سافرت إلى المدينة النبوية قبل العبارات التي ل تحمل جوابا ً
مدة ..كنت مشغول ً بعدد من صريحا ً ..فل تحرجه
المحاضرات .. بالتدقيق عليه :عفوا ً ..
فاتفقت مع شاب فاضل أن يعني ما هو المرض
يأخذ ولدي عبد الرحمن وأخاه بالضبط ؟ وضح أكثر !!..
بعد العصر إلى حلقة تحفيظ أو ماذا تعني !!..ونحو ذلك ..
مركز صيفي ترفيهي .. عجبا ً !! ما الداعي
ويعيدهم بعد العشاء .. لحراجه ..؟ من حسن إسلم
كان عبد الرحمن في العاشرة المرء تركه ما يعنيه ..
من عمره ..خشيت أن يسأله يعني ..تنتظر أن يقول لك :
ذلك الشاب من باب الفضول أنا مريض بالبواسير ..أو
أسئلة ل داعي لها ..ما اسم مصاب بجرح في ..أو ..
أمك ؟ أين بيتكم ؟ كم عدد ما دام أنه أجاب إجابة عامة
إخوانك ؟ كم يعطيك أبوك من فل داعي للتطويل معه ..
المال ؟ ول أعني بهذا عدم سؤال
97
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من التدخل في شئون فنبهت عبد الرحمن قائل ً :
الخرين ..متعبة في البداية .. إذا سألك سؤال ً غير
لكنها مريحة في النهاية .. مناسب ..فقل له :قال : e
من حسن إسلم المرء تركه
.30كيف تتعامل مع "الملقيف ما ل يعنيه ..وكررت عليه
" ) (33؟ الحديث حتى حفظه ..
أحيانا ً يتناول بعض الناس هاتفك ركب عبد الرحمن وأخوه ..
الجوال -بدون استئذان -ويقرأ مع الشاب ..كان عبد
الرسائل التي فيه .. الرحمن مشدودا ً متهيبا ..
ً
كان صاحبي في دعوة عامة .. قال الشباب متلطفا ً :حياك
وليمة عشاء عند أحد القضاة .. الله يا عبد الرحمن ..
كل من في المجلس مشايخ فأجابه بحزم :الله يحييك ..
فضلء .. أراد الشاب المسكين أن
جلس صاحبي بينهم ..يتجاذب طف الجو ..فقال :الشيخ يل ّ
أطراف الحديث معهم .. عنده محاضرة اليوم ؟!
ضايقه وجود هاتفه الجوال في حاول الولد أن يتذكر الحديث
جيبه فأخرجه ووضعه على فلم تسعفه ذاكرته ..فصرخ
الطاولة التي بجانبه .. قائل ً :ل تتدخل فيما ل
كان الشيخ الذي بجانبه متفاعل ً يعنيك !!
في الحديث معه .. قال الشاب :ل ..أقصد ..
من باب العادة أخذ الشيخ بل حتى أحضر وأستفيد ..
الهاتف الجوال ..رفع إليه .. فظن عبد الرحمن أنه
فلما نظر إلى الشاشة تغير يتذاكى عليه :فأعاد
وجهه ..وأرجعه مكانه .. الجواب :ل تتدخل فيما ل
كتم صاحبي ضحكة مدوية .. يعنيك ..
لما خرج ركبت معه في قال الشاب :عفوا ً عبد
سيارته ..وقد وضع هاتفه الرحمن أعني ..
ي-الجوال بجانبه ..فرفعته إل ّ فصرخ عبد الرحمن :لاااا
كما فعل الشيخ – فلما نظرت تتدخل فيما ل يعنيك !!
إلى الشاشة ضحكت ..بل ولم يزل هذا حالهما حتى
غرقت في الضحك .. رجعا !!
تدري لماذا ؟ أخبرني عبد الرحمن بالقصة
جرت عادة بعضهم أن يكتب مفتخرا ً ..فضحكت وفهمته
عبارات على شاشة الهاتف .. المر مرة أخرى ..
( ) 33ملقيممف :لفظممة عاميممة ،جمممع "
ملقمموف " وهممو المتممدخل فيممما ل يعنيممه ..
ورشة عمل ..
حشري " متطفل .. ويسميه بعضهم " ٍ
مجاهدة النفس على التحرر
98
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلو سألك مثل ً :كم مرتبك يكتب اسمه ..أو "اذكر الله"
الشهري ؟ ..أو غيرها ..
قل له بلطف وتبسم :لماذا هل أما صاحبي فقد كتب " :
وجدت لي وظيفة مغرية .. أرجع الجهاز يا ملقوف " ..
سيقول :ل ..لكن أريد أن كثير من الناس من هذا
أعرف .. النوع يتدخلون في أمور
قل :المرتبات هذه اليام الخرين الشخصية ..
مشاكل ..ويبدو أن ذلك بسبب فمن الطبيعي أن يركب
ارتفاع أسعار البترول !! معك في سيارتك ثم يفتح
سيقول :ما دخل البترول .. الدرج الذي أمامه ..وينظر
فقل :البترول هو الذي يتحكم ما بداخله !!..
فغي السعار ..أل تلحظ أن وامرأة تفتح حقيبة امرأة
الحروب تقوم لجله .. أخرى لتأخذ أحمر الشفاه أو
ً
سيقول :ل ..ليس صحيحا .. ظل العينين ..
فالحروب لها أسباب أخرى .. وقد يتصل بك فيسألك أين
والهالمم اليوم مليء أنت فتقول " طالع مشوار "
بالحروب ..و .. فيقول :أين ..؟ من معك ؟
وينسى سؤاله الول .. مجموعة من الناس
) هاه ..ما رأيك ألم تخرج من نخالطهم يعاملوننا بمثل هذا
الموقف بذكاء ؟ ( .. السلوب ..
وكذلك لو سألك عن وظيفتك .. فكيف نتعامل معهم ؟
أو أين ستسافر .. أهم شيء أن ل تفقده ..
اسأله :لماذا ..هل ستسافر حاول أن تتجنب المصادمة
معي .. معه ..
سيقول :ل أدري!! أول شيء حاول أن ل ) يزعل ( منك
أخبرني .. أحد ..
قل :لكن إن سافرت معي .. كن ذكيا ً في الخروج من
فالتذاكر عليك .. الموقف ..دون أن يحدث
عندها سيدخل في موضوع بينك وبينه مشكلة ..
التذاكر وينسى الموضوع ل تتساهل بكسب العداء أو
الصلي .. فقدان الصدقاء ..مهما
وهكذا ..نستطيع الخروج من كانت السباب ..
مثل هذه المواقف من غير ومن أحسن الساليب
وقوع مشاكل بيننا وبين للتعامل مع الطفيليين ..هو
ألخرين .. إجابة السؤال بسؤال ..أو
النتقال إلى موضوع آخر
وقفة .. تماما ً لينسى سؤاله الول ..
99
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم .. إذا ابتليت بمتدخل فيما ل
بعض الناس يزعجك بكثرة يعنيه ..فكن خيرا ً منه ..
انتقاده ..ول يكاد أن يعجبه أحسن الخروج من الموقف
شيء .. من غير أن تجرحه ..
فل يرى في الطعام اللذيذ إل
الشعرة التي سقطت فيه سهوا ً ل تنتقد !! .31
.. ركب سيارة صاحبه ..فكانت
ول في الثوب النظيف إل نقطة أول كلمة قالها :ياااه !! ما
الحبر التي سالت عليه خطئا ً .. أقدم سيارتك !!
ول في الكتاب المفيد إل خطئا ً ولما دخل بيته ..رأى الثاث
مطبعيا ً وقع سهوا ً .. فقال :أووووه ..ما غيرت
فل يكاد يسلم أحد من انتقاده .. أثاثك ؟!
دائم الملحظات ..يدقق على ولما رأى أولده ..قال :ما
الكبيرة والصغيرة .. شاء الله ..حلوين ..لكن
أعرف أحد الناس ..زاملته لماذا ما تلبسهم ملبس
طويل ً في أيام الثانوية والجامعة أحسن من هذه !!
..ول تزال علقتنا مستمرة .. دمت له زوجته طعامه ولما ق ّ
إل أني ل ذكر أنه أثنى على ..وقد وقفت المسكينة في
شيء .. المطبخ ساعات ..رأى
أسأله عن كتاب ألفته وقد أثنى أنواعه فقال :ياااا الله ..
عليه أناس كثيرا ً وطبع منه لماذا ما طبختي رّز ؟
مئات اللف فيقول ببرود : أوووه ..الملح قليل ! لم
والله جيد ..ولكن فيه قصة غير أكن أشتهي هذا النوع !!
مناسبة ..وحجم الخط ما دخل محل ً لبيع الفاكهة ..
أعجبني ..ونوعية الطباعة أيضا ً فإذا المحل مليء بأصناف
سيئة ..و .. الفواكه ..
ً
وأسأله يوما عن أداء فلن في فقال :عندك مانجو ؟
خطبته ..فل يكاد يذكر جانبا ً قال صاحب المحل :ل ..
مشرقا ً .. هذه في الصيف فقط ..
حتى صار أثقل علي من فقال :عندك بطيخ ؟ قال :
الجبل ..وصرت ل أسأله أبدا ً ل ..
عن رأيه في شيء لني أعرفه فتغير وجهه وقال :ما عندك
سلفا ً .. شيء ..ليش فاتح المحل !
قل مثل ذلك فيمن يفترض وخرج ..
المثالية في جميع الناس .. ونسي أن في المحل أكثر
فيريد من زوجته أن يكون بيتها من أربعين نوعا ً من الفواكه
نظيفا ً 24ساعة .. %100 ..
100
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تركه .. (34) ..نعم ما كان يصنع ويريدها أيضا ً أن يبقى
مشكلة من كل شيء .. أطفالها نظيفين متزينين
وقال أنس : tوالله لقد خدمت على مدى اليوم ..
رسول الله rتسع سنين ..ما وإن زاره ضيوف افترض أن
علمته قال لشيء صنعته :لم تطبخ أحسن الطعام ..
يفعلت كذا وكذا ؟ ول عاب عل ّ وإن جالسها افترض أن
شيئا ً قط ..ووالله ما قال لي تحدثه بأجمل الحاديث ..
ف قط .. أ ّ وكذلك هو مع أولده ..
هكذا كان ..وهكذا ينبغي أن يريدهم %100في كل شيء
نكون .. ..
وأنا بذلك ل أدعو إلى ترك ومع زملئه ..ومع كل من
النصيحة أو السكوت عن يخالطه في الشارع والسوق
الخطاء ..ولكن ل تكن مدققا ً ..و ..
في كل شيء ..خاصة في صر أحد من هؤلء أكله وإن ق ّ
المور الدنيوية ..تعود أن بلسانه وأكثر عليه النتقاد
شي المور .. تم ّ وكرر الملحظات ..حتى
لو طرق بابك ضيف فرحبت به يمل الناس منه ..لنه ل
وأدخلته غرفة الضيوف فلما يرى في الصفحة البيضاء إل
أحضرت الشاي تناول الفنجان .. السودَ ..
فلما نظر إلى الشاي بداخله من كان هذا حاله عذب
م لم تمل الفنجان ؟ قال :لـ َ نفسه في الحقيقة ..وكرهه
فقلت :أزيدك ؟ قال :ل ..ل .. أقرب الناس إليه واستثقلوا
يكفي .. مجالسته ..
فطلب ماء فأحضرت له كأس إذا أنت لم تشرب مرارا ً على
ماء فشكرك وشربه ..فلما القذا
انتهى قال :ماؤكم حار .. ظمئت ,
ثم التفت إلى المكيف وقال : وأي الناس تصفو مشاربه؟!
مكيفكم ل يبّرد !! وجعل يشتكى إذا كـنت فـــي كــل
الحر ..ثم .. المور معاتبا ً
أل تشعر بثقل هذا النسان .. رفـيقك لـن
وتتمنى لو يخرج من بيتك ول تلـق الـذي ستعاتبه
يعود .. قالت أمنا عائشة tوهي
إذن الناس يكرهون النتقاد .. تصف حال تعامله معهم :
لكن إن احتجت إليه فغلفه ما عاب رسول الله rطعاما ً
بغلف جميل ثم قدمه قط ..إن اشتهاه أكله وإل
للخرين ..
) ( 34
101
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبهما ً ،لم يقل ما بال فلن قدمه في صورة اقتراح ..أو
وفلن ( .. بأسلوب غير مباشر ..أو
ما بال أقوام قالوا :كذا وكذا .. بألفاظ عامة ..
لكني أصلي وأنام ..وأصوم كان رسول الله eإذا لحظ
وأفطر ..وأتزوج النساء .. خطئا ً على أحد لم يواجهه به
فمن رغب عن سنتي فليس وإنما يقول :ما بال أقوام
مني ). (35 يفعلون كذا وكذا ..
وفي يوم آخر ..لحظ النبي r ك أعني واسمعي يعني :إيا ِ
أن رجال ً من المصلين معه .. يا جارة ..
يرفعون أبصارهم إلى السماء في يوم من الدهر أقبل
في أثناء صلتهم .. ثلثة شباب متحمسين ..إلى
وهذا خطأ فالصل أن ينظر المدينة النبوية ..
أحدهم إلى موضع سجوده .. كانوا يريدون معرفة كيفية
فقال : rما بال أقوام يرفعون عبادة النبي وصلته ..
أبصارهم إلى السماء في سألوا أزواج النبي rعن
صلتهم .. عمله في السر ..
فلم ينتهوا عن ذلك واستمروا فأخبرتهم زوجات النبي r
يفعلونه ..فلم يفضحهم أو أنه يصوم أحيانا ً ويفطر
يسمهم بأسمائهم ..وإنما قال : أحيانا ً ..وينام بعضا ً من
ن عن ذلك ..أو لتخطفن ه ّ لينت ُ الليل ويصلي بعضه ..
)(36
.. أبصارهم فقال بعضهم لبعض :هذا
ة مملوكة وكانت بريرة جارية أم ً رسول الله rقد غفر الله له
في المدينة ..أرادت أن تعتق ما تقدم من ذنبه ..
من الرق ..فطلبت ذلك من ثم اتخذ كل واحد منهم
سيدها ..فاشترط عليها مال ً قرارا ً !..
تدفعه إليه .. فقال أحدهم :أنا لن
فجاءت بريرة ..إلى عائشة أتزوج ..أي سأبقى عزبا ً ..
تلتمس منها أن تعينها بمال .. متفرغا ً للعبادة ..
فقالت عائشة :إن شئت وقال الخر :وأنا سأصوم
أعطيت أهلك ثمنك .. دائما ً ..كل يوم ..
فتعتقين ..لكن يكون الولء وقال الثالث :وأنا ل أنام
)(37
لي .. الليل ..أي سأقوم الليل كله
( ) 35متفق عليه ..
( ) 36رواه البخاري فبلغ النبي rما قالوه ..
( ) 37الولء :هو إذا أعتق الشخص عبممدا ً فقام على منبره ..فحمد
مملوكمما ً صممار الممولء للمعتممق ،بمعنممى أن الله وأثنى عليه ثم قال :
المعتق يدخل ضمن ورثة هذا العبد المملوك ما بال أقوام !! ) هكذا
102
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبدا ً !!.. فأخبرت الجارية أهلها فأبوا
يعني ..إياك أعني واسمعي يا ذلك ..وأرادوا أن يربحوا
جارة !! المرين ..ثمن عتقها ..
ويحق لك أن تسأل :لماذا يكره وولءها !!
الناس النتقاد ؟ فسألت عائشة النبي .. r
فأقول :لنه يشعرهم فعجب من حرصهم على
بالنقص ..فكل الناس يحبون المال ..ومنعهم للمسكينة
الكمال .. من الحرية !!
ذكروا أن رجل ً بسيطا ً أراد أن فقال لعائشة :ابتاعيها ..
يكون له شيء من التحكم .. فأعتقيها ..فإنما الولء لمن
فعمد إلى ترمسي ماء أحدهما أعتق ..
أخضر والثاني أحمر ..وعبأهما أي الولء لك ما دام أنك
بالماء البارد .. دفعت المال ..ول تلتفتي
ثم جلس للناس في طريقهم .. إلى شروطهم فهي
وجعل يصيح :ماء بارد مجانا ً .. ظالمة ..
فكان العطشان يقبل عليه ثم قام رسول الله rعلى
ويتناول الكأس ليصب لنفسه المنبر فقال :
ويشرب ..فإذا رآه صاحبنا قد ما بال أقوام ) ولم يقل آل
توجه للترمس الخضر .. فلن ( ..يشترطون شروطا ً
قال له :ل ..اشرب من ليست في كتاب الله ..من
الحمر ..فيشرب من الحمر .. اشترط شرطا ً ليس في
وإذا أقبل آخر ..وأراد أن يشرب كتاب الله ..فليس له ..وإن
من الحمر ..قال له :ل .. اشترط مائة شرط ).. (38
اشرب من الخضر .. وح بالعصــا مــن نعم هكذا ..ل ّ
فإذا اعترض أحدهم ..وقال :ما بعيد ول تضرب بها ..
الفرق ؟! فما أجمل أن تقول لزوجتك
قال :أنا المسئول عن الماء .. المهملة في نظافة بيتها :
يعجبك هذا النظام أو دبر البارحة تعشينا عند صاحبي
لنفسك ماءً .. فلن ..وكان الجميع يثني
إنه شعور النسان الدائم على نظافة منزله ..
بالحاجة إلى اعتباره والهتمام أو تقول لولدك المهمل
به .. للصلة في المسجد : ..أنا
أعجب من فلن ابن جيراننا
نحلة ..وذباب !! ما نكاد نفقده في المسجد
كن نحلة تقع على الطيب
بعد موته ،فيشارك أهل العبد في ورثه
وتتجاوز الخبيث ..ول تك
.
كالذباب يتتبع الجروح !!
( ) 38رواه البخاري
103
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت شدتها وولدت ..
لكنها ولدت غلما ً أسود !! ل تكن ُأستاذي ّا ً !!.. .32
نظر الرجل إلى نفسه ..ونظر قارن بين ثلثة آباء ..رأى
إلى امرأته فإذا هما أبيضان .. كل واحد ولده جالسا ً عند
ب كيف صار الغلم أسود !! ج َفع ِ التلفاز في أيام
أوقع الشيطان في نفسه المتحانات ..
الوساوس .. فقال الول لولده :يا
لعل هذا الولد من غيرك !! محمد ..ذاكر دروسك ..
لعلها زنى بها رجل أسود وقال الثاني :ماجد ..إذا ما
فحملت منه !! ذاكرت دروسك والله
لعل .. لضربك ..وأحرمك من
اضطرب الرجل وذهب إلى المصروف ..و ..
المدينة النبوية ..حتى دخل على أما الثالث فقال :صالح ..لو
رسول الله eوعنده أصحابه .. تذاكر دروسك ..أحسن لك
فقال :يا رسول الله ..إن من التلفاز ..صح ؟!
امرأتي ولدت على فراشي أيهم أحسن أسلوبا ً ..؟
غلما ً أسود !! وإنا أهل بيت لم ل شك أنه الثالث ..لنه قدم
يكن فينا أسود قط !! أمره على شكل اقتراح ..
نظر النبي eإليه ..وكان قادرا ً وكذلك في التعامل مع
على أن يسمعه موعظة حول زوجتك ..سارة ليتك تعملين
حسن الظن بالخرين ..وعدم شاي ..هند أتمنى أتغدى
اتهام امرأته .. مبكرا ً اليوم ..
لكنه أراد أن يمارس معه في وكذلك ..
الحل أسلوبا ً آخر .. عندما يخطئ إنسان ..عالج
أراد أن يجعل الرجل يحل خطأه بأسلوب يجعله يشعر
مشكلته بنفسه ..فبدأ يضرب له أن الفكرة فكرته هو ..ولدك
مثل ً يقرب له الجواب .. يغيب عن الصلة في
فما المثل المناسب له ..؟ هل المسجد ..
يضرب له مثل ً بالشجار ؟ أم قل له – مثل ً – :سعد ..ما
فْرس والروم ؟ بالنخل ؟ أم بال ُ تريد تدخل الجنة ..بلى ..
نظر إليه eفإذا الرجل عليه آثار إذن حافظ على صلتك ..
البادية ..وإذا هو مضطرب في يوم من اليام ..وفي
تتزاحم الفكار في رأسه حول خيمة أعرابي في الصحراء ..
امرأته .. جعلت امرأة تتأوه تلد ..
فقال له : eهل لك من إبل ؟ وزوجها عند رأسها ينتظر
قال :نعم .. خروج المولود ..
قال :فما ألوانها ؟ اشتد المخاض بالمرأة حتى
104
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجابهم eبجواب يشعرون به قال :حمر ..
أن الفكرة فكرتهم ..فل قال :فهل فيها أسود ؟
يحتاجون لنقاش لقناعهم بها .. قال :ل ..
فقال : eأرأيتم لو وضعها في قال :فيها أورق ؟
حرام ..أكان عليه وزر .. قال :نعم ..
قالوا :نعم .. قال :فأنى كان ذلك ؟!
قال :فكذلك لو وضعها في يعني :ما دام أنها كلها حمر
حلل كان له أجر .. ذكورا ً وإناثا ً ..وليس فيها
بل حتى أثناء الحوار مع الخر .. أي لون آخر ..فكيف ولدت
تدرج معه عند النصح في الشياء الناقة الحمراء ولدا ً أورق ..
التي أنتما متفقان عليها .. يختلف عن لونها ولون الب
خرج rإلى مكة معتمرا ً في ألف ) الفحل ( ..
وأربعمـــــائة مـــــن أصـــــحابه .. فكر الرجل قليل ً ..ثم قال :
فمنعتهـــم قريـــش مـــن دخـــول عسى أن يكون نزعه عرق ..
مكة .. يعني قد يكون من أجداده
ووقعــت أحــداث قصــة الحديبيــة من هو أورق ..فل زال
المشهورة .. الشبه باقيا ً في السللة ..
في آخــر المــر وبعــد مشــاورات فظهر في هذا الولد ..
طويلــة بيــن النــبي rوقريــش .. فقال : eفلعل ابنك هذا
اتفقوا على صلح .. نزعه عرق ).. (39
كــان الــذي تــولى التفــاق علــى سمع الرجل هذا الجواب ..
بنود الصلح من جانب قريش هــو فكر قليل ً فإذا هو جوابه
سهيل بن عمرو .. هو ..والفكرة فكرته ..
اتفق النــبي rمــع ســهيل علــى فاقتنع وأيقن ..ومضى إلى
شروط .. امرأته ..
منها : وفي يوم آخر ..
أن يعـــود المســـلمون • جلس eمع أصحابه ..فجعل
أدراجهــم إلــى المدينــة مــن يحدثهم عن أبوب الخير ..
غير عمرة .. وكان مما ذكره ..أن قال :
وفي بضع أحدكم صدقة ..
وأن مـــن دخـــل فـــي •
أي وطء أحدكم امرأته له
السلم من أهل مكــة وأراد
فيه أجر ..
أن يهاجر إلى المدينــة فــإن
فعجب الصحابة وقالوا :يا
المســلمين فــي المدينــة ل
رسول الله ..يأتي أحدنا
يقبلونه ..
شهوته ..ويكون له أجر ؟!!
أمـــا مـــن ارتـــد عـــن •
إســلمه وأراد الــذهاب إلــى ) ( رواه مسمملم ،وابممن ماجممة 39
واللفظ له
105
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :أولسنا بالمسلمين ؟! المشـــركين فـــي مكـــة
قال :بلى .. فإنه يقبل !!..
قال :أوليسوا بالمشركين ؟! إلى غيــر ذلــك مــن الشــروط
قال :بلى .. الـــتي فـــي ظاهرهـــا أنهـــا
قال :أولسنا على الحق ؟ هزيمـــة للمســـلمين وإذلل
قال :بلى .. لهم ..
قال :أوليسوا على الباطل ؟ كــانت قريــش فــي الواقــع
قال :بلى .. خائفة من هــذا العــدد الكــبير
قال :فعلم نعطــي الدنيــة فــي مــن المســلمين ..وتعلــم أن
ديننا ؟! المسلمين لو شــاءوا لفتحــوا
فقال أبو بكر :يا عمــر ..أليــس مكــة ..ولهــذا كــانت قريــش
هو رسول الله .؟ تضـــــطر إلـــــى التلطـــــف
قال :بلى .. والمصانعة ..
غْرزه ..فإني أشهد قال :فالزم ِ وكـــأني بهـــم ..مـــا كـــانوا
أنه رسول الله .. يحلمون أن يظفروا ول بربع
أي كن وراءه تابعا ً ل تخالفه أبدا ً هذه الشروط ..
..كمــا أن غــرزات الخيــط فــي كان أكــثر الصــحابة متضــايقا ً
الثوب تكون متتابعة .. من شروط العقد ..
قال عمر :وأنا أشهد أنه رســول لكن أنى لهم أن يعترضــوا ..
الله .. والذي يكتــب العقــد ويمضــيه
مضى عمر ..حــاول أن يصــبر .. رجل ل ينطق عن الهوى ..
فلم يستطع .. كــان عمــر متحفــزا ً ..ينظــر
فذهب إلى رسول الله .. r يمينــا ً وشــمال ً ..يتمنــى لــو
فقال :يا رســول اللــه ..ألســت يستطيع عمل شيء ..
برسول الله ؟! فلم يصبر ..
قال :بلى .. وثــب عمــر فــأتى أبــا بكــر ..
قال :أولسنا بالمسلمين ..؟ وأراد أن يناقشه ..
قال :بلى .. فمـــن حكمتـــه ..لـــم يبـــدأ
قال :أوليسوا بالمشركين ..؟! بــــالعتراض ..وإنمــــا بــــدأ
قال :بلى .. بالشياء الــتي همــا متفقــان
قال :فعلم نعطــي الدنيــة فــي عليها ..
ديننا ؟! وجعل يسأل أبــا بكــر أســئلة
فقــــال : أنــــا عبــــد اللــــه جوابهـــا ..بلـــى ..نعـــم ..
ورســوله ..لــن أخــالف أمــره .. صحيح ..
ولن يضيعني .. فقــال :يــا أبــا بكــر ..أليــس
سكت عمــر ..ومضــى الكتــاب .. برسول الله ..؟!
ورجع المسلمون إلى المدينة .. قال :بلى ..
106
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ومضـــت اليـــام ..ونقضـــت
وامرأة عفيفة ..وتحبين الله .. قريــــش العهــــد ..وأقبــــل
ستقول :إي والله ..الحمد رســول اللــه rفاتحـا ً مكــة ..
لله .. مطهــرا ً الــبيت الحــرام مــن
عندها قدمي النصيحة على الصنام ..
شكل اقتراح :فلو أنك اعتنيت وأدرك عمــر أنــه كــان فــي
بحجابك أكثر ..وحرصت على اعتراضــه حينــذاك علــى غيــر
الستر .. السبيل ..
هكذا يمكننا أن نحصل على ما فكان يقول :
نريد من الناس من غير أن ما زلت أصــوم ..وأتصــدق ..
يشعروا .. وأصلي ..وأعتق ..من الذي
صــــنعت يــــومئذ ..مخافــــة
بارقة .. كلمي الذي تكلمته يــومئذ ..
تستطيع أن تأكل العسل دون حتى رجوت أن يكون خيرا ً ..
تحطيم الخلية .. فلله در عمر ..ودر رسول
الله rقبله ..
أمسك العصا من .33 كيف نستفيد أكثر من هذه
النصف !! المهارة ؟
أشكرك على اختيارك مهنة لو كان ولدك ل يعتني بحفظ
التدريس ..وقد آتاك الله أسلوبا ً القرآن ..وتريده أن يزداد
حسنا ً ..وطلبك يحبونك كثيرا ً .. حرصا ً ..
و .. ابدأ بالشياء التي أنتما
ولكن :ليتك ما تتأخر على متفقان عليها ..أل تريد أن
الدوام في الصباح .. يحبك الله ..أل تريد أن
أنت جميلة ..والبيت مرتب .. ترتقي في درجات الجنة ..
ول أنكر أن الولد متعبون .. سيجيبك حتما ً :بلى ..
و .. عندها قدم النصيحة على
ولكن :أتمنى أن تهتمي شكل اقتراح : ..إذن فلو
بملبسهم أكثر .. أنك شاركت في حلقة
هكذا كان أسلوب صالح مع تحفيظ القرآن ..
الناس ..يذكر الجوانب المشرقة ت امرأة ت :لو رأي ِوكذلك أن ِ
عند المخطئ ثم ينبهه على ل تعتني بحجابها ..
أخطائه ..ليكون عادل ً .. ابدئي معها بالشياء التي
عندما تنتقد حاول أن تذكر أنتما متفقتان عليها ..
جوانب الصواب في المخطئ .. أنا أعلم أنك مسلمة ..
قبل غيرها .. وحريصة على الخير ..
حاول دائما ً أن تشعر الذي ستقول :صحيح ..الحمد لله
107
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعدك من فقهاء أهل المدينة .. أمامك أن نظرتك إليه
وهذا ثناء على زياد ..أن يقول مشرقة ..وأنك عندما تنبهه
له رسول الله eأمام الناس إنه على أخطائه ل يعني ذلك أنه
من فقهاء المدينة ..هذا ذكر سقط من عينك ..أو أنك
لجوانب الصواب والصفحات نسيت حسناته ول تذكر إل
المشرقة لزياد .. سيئاته ..
ثم قال : eهذا التوراة والنجيل ل ..بل أشعره أن ملحظاتك
عند اليهود والنصارى فماذا عليه تغوص في بحر حسناته
يغني عنهم ؟! ).. (40 ..
أي ليست العبرة يا زياد بوجود كان النبي eمحبوبا ً بين
القرآن ..وإنما العبرة بقراءته أصحابه ..وكان يمارس
ومعرفة معانيه والعمل أساليب رائعة في التعامل
بأحكامه .. معهم ..
هكذا كان تعامله رائعا ً .. وقف مرة بينهم ..فشخص
وفي يوم آخر ..يمر eببعض ببصره إلى السماء ..كأنه
قبائل العرب يدعوهم إلى يفكر أو يترقب شيئا ً ..
السلم ..وكان يختار أحسن ن يختلس ثم قال :هذا أوا ُ
العبارات لجل ترغيبهم في العلم من الناس ..حتى ل
الستجابة له والدخول في يقدروا منه على شيء ..
السلم .. أي ُ :يعرض الناس عن
فمر بقبيلة منهم ..اسمهم : القرآن وتعلمه ..وعن العلم
بنو عبد الله ..فدعاهم إلى الشرعي ..فل يحرصون
الله ..وعرض عليهم نفسه .. عليه ول يفهمونه ..
وجعل يقول لهم : س منهم ..أي :يرفع فُيختل ُ
يا بني عبد الله ..إن الله قد عنهم ..
أحسن اسم أبيكم .. فقام صحابي جليل ..هو
يعني لستم ببني عبد العزى .. زياد بن لبيد النصاري وقال
أو بني عبد اللت ..وإنما أنتم بكل حماس :
بنو عبد الله ..فليس في يا رسول الله ،وكيف
اسمكم شرك فادخلوا في يختلس منا ؟! وقد قرأنا
السلم .. القرآن ! فوالله لنقرأنه ،
بل كــان مــن براعتــه rأنــه كــان ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ..
يرسل رسائل غير مباشــرة إلــى فنظر إليه النبي .. eفإذا
النـــاس ..يـــذكر فيهـــا إعجـــابه شاب يتفجر حماسا ً وغيرة
بهم ..ومحبته الخير لهم ..فــإذا على الدين ..فأراد أن ينبهه
على فهمه ..فقال :
) ( رواه الترمذي والحاكم 40 ثكلتك أمك يا زياد ،إني كنت
108
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جعل يترصد ويترقب .. بلغتهـــم هـــذه الرســـائل ..
فصلى النــبي بأصــحابه صــلة عملت فيهم من التأثير أكــثر
الظهـــر أمـــامهم ..فهمـــوا أن ممـا تعملـه – رّبمـا – الـدعوة
يهجموا عليهم ..فلم يتيسر لهم المباشرة ..
.. كـــان خالـــد بـــن الوليـــد
فكـــأن النـــبي علـــم بهـــم .. بطل ً ..ولــــــم يكــــــن بطل ً
فصــلى بأصــحابه صــلة العصــر عاديــــا ً ..بــــل كــــان بطل ً
صلة الخوف .. مغــوارا ً ..يضــرب لــه ألــف
أي قسم أصحابه إلى فريقيــن .. حساب ..
فريـــق يصـــلي معـــه وفريـــق وكــــان النــــبي rيتشــــوق
يحرس .. لســـلمه ..لكـــن أنـــى لـــه
فوقــع ذلــك مــن خالــد وأصــحابه ذلك ..وخالــد مــا تــرك حرب ـا ً
موقعــا ً ..وقــال فــي نفســه : ضد المســلمين إل خاضــها ..
الرجــل ممنــوع عنــا ..أي هنــاك بل كان هو من أكــبر أســباب
من يحميه ويمنع عنه الذى !! هزيمة المسلمين في معركة
ثم ارتحل وأصحابه ..وسلكوا أحد ..
طريقا ً ذات اليميــن ..لئل يمــروا قال فيه النــبي rيومـا ً ..لــو
بخالد وأصحابه .. جاءنــا لكرمنــاه ..وقــدمناه
وصل إلــى الحديبيــة ..صــالح على غيره ..
قريشا ً على أن يعتمر في العــام فكيف كان تأثير ذلك ؟
القادم ..ورجع إلى المدينة .. خذ القصة من أولها ..
رأى خالـــد أن قريشـــا ً ل يـــزال كان خالد مــن أشــداء الكفــار
شأنها ينخفض في العــرب يومــا ً وقادتهم ..
بعد يوم .. ل يكـــاد يفـــوت فرصـــة إل
فقال في نفسه :أي شيء بقي حارب فيها رسول الله أو
؟ أين أذهب ؟ صد له ..تر ّ
إلى النجاشي ؟ ..ل ..فقد اتبــع فلما أقبل رسول اللــه rمــع
محمدا ً وأصحابه عنده آمنون .. المســلمين إلــى الحديبيــة ..
فأخرج إلى هرقل ؟ ..ل ..أخــرج وأرادوا العمرة ..
مــن دينــي إلــى نصــرانية ؟ ..أو خــرج خالــد فــي خيــل مــن
يهودية ؟ وأقيم في عجم ؟.. المشركين ..فلقوا النبي
فبنمــا خالــد يفكــر فــي شــأنه .. وأصحابه بموضــع يقــال لــه :
ويــــتردد ..واليــــام والشـــهور عسفان ..
تمضي عليه .. فقـــام خالـــد قريبـــا ً منهـــم
إذ جاء موعد عمرة المســلمين .. يتحيــــن الفرصــــة ليصــــيب
فأقبلوا إلى المدينة .. رسول اللــه برميــة ســهم
دخل rمكة معتمرا ً .. أو ضربة سيف ..
109
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ذهــاب رأيــك عــن الســلم .. فلـــم يحتمـــل خالـــد رؤيـــة
وعقلك عقلــك ! ومثــل الســلم المسلمين محرمين ..فخــرج
يجهله أحد ؟ من مكة ..وغاب أياما ً أربعــة
وقد سألني رســول اللــه rعنــك وهــي اليــام الــتي قضــاها
وقال :أين خالد ؟ فقلت :يــأتي النبي في مكة ..
الله به .. قضـــى النـــبي عمرتـــه ..
فقال " :مثله جهــل الســلم !! وجعــل ينظــر فــي طرقــات
ده مــعحـ ّ
و َ ولو كان جعــل نكــايته َ مكـــة وبيوتهـــا ..ويســـتعيد
المسلمين ..كان خيرا ً له ..ولــو الذكريات ..
جاءنا لكرمناه ..وقــدمناه علــى تـــذكر البطـــل خالـــد بـــن
غيره .. الوليد ..
فاستدرك يــا أخــي مــا قــد فاتــك فالتفت إلى الوليد بن الوليد
من مواطن صالحة .. ..وهــو أخــو خالــد ..وكــان
قال خالد :فلما جــاءني كتــابه .. الوليــد مســلما ً قــد دخــل مــع
نشطت للخروج ..وزادني رغبــة النبي rمعتمرا ً ..
في السلم .. وأراد أن يبعث إلــى خالــد
وســرني ســؤال رســول اللــه r رسالة غير مباشرة ..يرغبــه
عني .. فيها بالدخول في السلم ..
وأرى في النــوم كــأني فــي بلد قال للوليد :أين خالد ؟
ضيقة مجدبة ..فخرجت إلى بلد فـــوجئ الوليـــد بالســـؤال ..
خضراء واسعة .. وقــال :يــأتي اللــه بــه يــا
فقلت :إن هذه لرؤيا حق .. رسول الله ..
فلما أجمعت الخروج إلى رسول فقـــال " : مثلـــه يجهـــل
الله rقلت : الســلم !! ولــو كــان جعــل
من أصاحب إلى رسول الله r؟! ده مع المسلمين .. ح ّ
و َنكايته َ
فلقيت صفوان بن أمية ..فقلت كان خيرا ً له ..
: ثــــم قــــال :ولــــو جاءنــــا
يــا أبــا وهــب أمــا تــرى مــا نحــن لكرمنــاه ..وقــدمناه علــى
فيه ؟ إنما نحن كأضراس يطحــن غيره ..
بعضها بعضا ً .. استبشـــر الوليـــد ..وجعـــل
وقــد ظهــر محمــد علــى العــرب يطلب خالدا ً ويبحث عنه فــي
والعجم .. مكة ..فلم يجده ..
فلو قدمنا على محمد واتبعناه .. فلمــا عزمــوا علــى الرجــوع
فإن شرف محمد لنا شرف ؟ للمدينة ..
فأبى أشد الباء ..وقال :لو لــم كتب الوليد كتابا ً إلى أخيه :
يبق غيري ما اتبعته أبدا ً .. بسم الله الرحمن الرحيــم ..
فافترقنا ..وقلت في نفسي : أما بعد ..فإني لم أر أعجــب
110
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قــال :فتواعــدنا أنــا وهــو فــي هذا رجل مصاب ..قتل أخوه
موضــع يقــال لــه "يأجــج " ..إن وأبوه بمعركة بدر ..
ســبقني أقــام ينتظرنــي ..وإن فلقيـــت عكرمـــة بـــن أبـــي
سبقته أقمت أنتظره .. جهــل ..فقلــت لــه مثــل مــا
فخرجــت مــن بيــتي آخــر الليــل قلت لصفوان بن أمية ..
حرا ً ..خوفـــا ً مـــن أن تعلـــم ســـ َ
َ فقال لي مثــل مــا قــال لــي
قريش بخروجنا .. صفوان بن أمية ..
فلــم يطلـع الفجـر حـتى التقينـا قلت :فــاكتم علــي خروجــي
فـــي "يأجـــج" ..فغـــدونا حـــتى إلى محمد ..
انتهينا إلى الهدة .. قال :ل أذكره لحد .
فوجدنا عمــرو بــن العــاص علــى فخرجــــت إلــــى منزلــــي ..
بعيره .. فأمرت براحلتي فخرجت بها
قال :مرحبا ً بالقوم ..إلــى أيــن ..
مسيركم ؟ إلــى أن لقيــت عثمــان بــن
فقلنا :وما أخرجك ؟ طلحة ..فقلت :
فقال :وما أخرجكم ؟ إن هــذا لــي صــديق ..فلــو
قلنــا :الــدخول فــي الســلم .. ذكرت له ما أرجو ..
واتباع محمد .. r ثم ذكرت من قتل مــن آبــائه
قال :وذاك الذي أقدمني . في حربنــا مــع المســلمين ..
فاصــطحبنا جميعــا ً حــتى دخلنــا كره ..فكرهت أن أذ ّ
المدينة .. ثم قلت :وما علي أن أخبره
فأنخنا بظهر الحرة ركابنا .. ..وأنــا راحــل فــي ســاعتي
ف ـُأخبر بنــا رســول اللــه rفســر هذه !..
بنا .. فــذكرت لــه مــا صــار أمــر
فلبست مــن صــالح ثيــابي ..ثــم قريش إليه ..وقلت :
تــوجهت إلــى رســول اللــه .. r إنما نحن بمنزلــة ثعلــب فــي
فلقيني أخي فقال : صـب عليـه ذنـوب جحر ..لـو ُ
أسرع ..فإن رسول الله .. rقد من ماء لخرج ..
ســّر بقــدومك وهــو ُ وقلــت لــه نحــوا ً ممــا قلــت
أخــبر بــك ف ُ
ينتظركم .. ي ..فأسرع الستجابة لصاحب َ ْ
ســير ..فــأقبلت إلــى وعــزم علــى الخــروج معــي
فأسرعنا ال ّ
رسول الله أمشي ..فلما رآنــي للمدينة !..
سم ..فما زال يتبسم فقلت له :إنــي خرجــت هــذا
من بعيد تب ّ
ي حتى وقفت عليه .. اليوم ..وأنا أريــد أن أمضــي
إل ّ
فســلمت عليــه بــالنبوة ..فــرد للمدينة ..
على السلم بوجه طْلق .. وهــذه راحلــتي مجهــزة لــي
فقلت :إنــي أشــهد أن ل إلــه إل على الطريق ..
111
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالخرين ..ليشعروا بعدلك الله ..وأنك رسول الله ..
معهم فيحبوك .. فقــال " :الحمــد للــه الــذي
هــداك ..قــد كنــت أرى لــك
لمحة .. عقل ً ..رجوت أل يســلمك إل
عندما يقتنع الناس أننا نلحظ إلى خير " ..
حسناتهم ..كما نلحظ قلت :يا رسول اللــه ..إنــي
سيئاتهم ..يقبلون منا قد رأيت ما كنــت أشــهد مــن
التوجيه .. تلك المواطن عليك ..معاندا ً
للحق ..فادع الله أن يغفرها
اجعل معالجة الخطأ .34 لي ..
سهلة .. فقال " : rالسلم يجب مــا
تتنوع الخطاء التي تقع من كان قبله " ..
الناس كبرا ً وصغرا ً .. قلت :يا رسول الله ..علــى
ومهما كان حجم الخطأ فإنه ذلك ..فاستغفر لي ..
يمكن علجه .. قال " :اللهم اغفر لخالد بن
وضع فيــه .. َ
نعم قد ل يفيد العلج في إصلح الوليد ..كل ما أ ْ
ما أفسده الخطأ .. %100لكنه من صد عن سبيل الله " ..
على القل يصلح أكثر الفاسد .. ومن يعدها كان خالد رأسا ً
عدد غير قليل من الناس ل من رؤوس هذا الدين ..
يسعى إلى إصلح أخطائه لشكه أما إسلمه فكان برسالة غير
في قدرته أصل ً على علجها .. مباشرة وصلت إليه من
وأحيانا ً تكون طريقتنا في رسول الله ..
التعامل مع الخطاء هي جزء من فما أحلمه وأحكمه ..
الخطأ نفسه .. فلنتبع مثل هذه المهارات
يقع ولدي في خطأ فألومه في التأثير في الناس ..
ظم عليه الخطأ وأحقره وأع ّ فلو رأيت شخصا ً يبيع دخانا ً
حتى يشعر بأنه سقط في بئر في بقالة فأردت تنبيهه ..
ليس له قاع !! فييأس من فأثن أول ً على بقالته
الصلح ..ويبقى على ما هو ع له بالبركة ونظافتها ..واد ُ
عليه .. في الربح ..ثم نبهه على
وقد تقع في الخطأ زوجتي أو أهمية الكسب الحلل ..
يقع فيه صديقي .. ليشعر أنك لم تنظر إليه
فإذا أشعرته أنه أخطأ ولكن بمنظار أسود ..بل أمسكت
الطريق لم ينقطع بعد فمعالجة العصا من النصف ..
الخطأ سهلة ..والرجوع إلى كن ذكيا ً ..ابحث عن أي
الحق خير من التمادي في حسنات فيمن أمامك تغمر
الباطل .. فيها سيئاته ..أحسن الظن
112
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه .. جاء رجل إلى النبي rيبايعه
فلما فرغ رسول الله rمن على الهجرة ..وقال :إني
غزوته ..توجه قافل ً إلى المدينة جئت أبايعك على الهجرة ..
..حتى إذا كان قريبا ً من المدينة وتركت أبوي يبكيان ..
نزل منزل ً فبات به بعض الليل .. عله فلم يعنفه .. eأو يحقر ِ
ف ْ
ثم آذن الناس بالرحيل ..فبدأ ..أو يصغر عقله ..فالرجل
الناس يجمعون متاعهم جاء بنية صالحة ويرى أنه
للرحيل ..فخرجت عائشة لبعض فعل الصلح ..
حاجتها ..وفي عنقها عقد لها أشعره eأن معالجة الخطأ
فيه جزع ظفار .. سهلة فقال له بكل بساطة :
فلما فرغت من حاجتها ..انسل ارجع إليهما فأضحكهما كما
العقد من عنقها وهي ل تدري .. أبكيتهما .. (41)..
فلما رجعت العسكر ..وأرادت وانتهى المر ..
الدخول في هودجها ..لمست كان eيتعامل مع الناس
عنقها فلم تجد العقد ..وقد بدأ بأساليب تربي فيهم الرغبة
الناس في الرحيل .. في الخير وتشعرهم أنهم
فرجعت سريعا ً إلى مكانها الذي إلى الخير أقرب ..حتى وإن
قضت فيه حاجتها ..فأخذت وقعوا في أخطاء ..
تبحث عنه ..وأبطأت .. وعة ..وبين يدي حادثة مر ّ
وجاء القوم فحملوا هودجها الشاهد منها آخُرها ..لكني
وهم يظنون أنها فيه .. سأوردها من أولها رغبة في
فاحتملوه ..فشدوه على الفائدة ..
البعير ..ثم أخذوا برأس البعير كان رسول الله rإذا أراد أن
فانطلقوا به .. يخرج سفرا ً أقرع بين
وسار الجيش ..أما عائشة فبعد نسائه ..فأيتهن خرج
بحث طويل ..وجدت العقد .. سهمها خرج بها معه ..
فعادت إلى مكان الجيش .. فلما أراد الخروج إلى غــزوة
* * * * * * * * * بنـــي المصـــطلق ..أقـــرع
قالت عائشة : بينهن فخرج سهم عائشة ..
.فجئت منازلهم وليس بها داع
فخرجت مع رسول الله .. r
ول مجيب ..قد انطلق الناس ..
وذلك بعدما أنزل الحجاب
فتيممت منزلي الذي كنت فيه
..وكانت تحمل في هودج ..
وظننت أن القوم سيفقدوني
فإذا نزلوا نزلت من
فيرجعون إلي ..
هودجها ..وقضت حاجاتها ..
فتلففت بجلبابي ..فبينما أنا
فإذا أرادوا الرتحال ركبت
جالسة في منزلي إذ غلبتني
عيني فنمت .. ) ( في المستدرك وصحح إسناده .. 41
113
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهم ل يذكرون لي منه قليل ً ول فوالله إني لمضطجعة إذ مّر
كثيرا ً ..إل أني قد أنكرت من بي صفوان بن المعطل ..
رسول الله rبعض لطفه بي .. وكان قد تخلف عن العسكر
كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف لبعض حاجاته ..فلم يبت مع
بي ..فلم يفعل ذلك بي في الناس ..
شكواي تلك .. فرأى سواد إنسان نائم ..
بل كان إذا دخل علي وعندي فأتاني فعرفني حين رآني ..
أمي تمرضني قال :كيف تيكم ؟ وقد كان يراني قبل أن
ل يزيد على ذلك .. يضرب الحجاب علينا ..
حتى وجدت في نفسي ..فلما فلما رآني قال :إنا لله وإنا
رأيت جفاءه لي قلت : إليه راجعون ..ظعينة رسول
يا رسول الله ..لو أذنت لي الله r؟
فانتقلت إلى أمي فمرضتني .. فاستيقظت باسترجاعه حين
قال :ل عليك .. عرفني فخمرت وجهي
* * * * * * * * * بجلبابي ..
فانتقلت إلى أمي ول علم لي ووالله ما كلمني كلمة ..ول
بشيء مما كان ..حتى نقهت سمعت منه غير استرجاعه ..
من وجعي بعد بضع وعشرين حتى أناخ راحلته ..فوطئ
ليلة .. على يديها ..فركبت وأخذ
فخرجت ليلة لبعض حاجتي برأس البعير فانطلق سريعا ً
ومعي أم مسطح بنت خالة أبي يطلب الناس ..
بكر .. t فوالله ما أدركنا الناس وما
فوالله إنها لتمشي معي إذ افتقدوني حتى أصبحنا ..
مرطها ..وسقطت تعثرت في ِ فوجدناهم نازلين ..فبينما
أو كادت .. هم كذلك ..إذ طلع الرجل
فقالت :تعس مسطح .. يقود بي البعير ..
قلت :بئس لعمر الله ما قلت .. فقال أهل الفك ما قالوا ..
تسبين رجل ً قد شهد بدرا ً ؟ ج العسكر ..ووالله ما وارت ّ
فقالت :أي هنتاه ..أولم أعلم بشيء من ذلك ..
تسمعي ما قال ؟ أوما بلغك * * * * * * * * *
الخبر يا بنت أبي بكر .. ثم قدمنا المدينة ..فلم
قلت :وما الخبر ؟ ألبث أن مرضت واشتكيت
فأخبرتني بالذي كان من قول شكوى شديدة ..وأنا ل
أهل الفك .. يبلغني من كلم الناس شيء
قلت :أوقد كان هذا ؟ ..
قالت :نعم والله لقد كان .. وقد انتهى الحديث إلى
فوالله ما قدرت على أن أقضي ي ..رسول الله rوإلى أبو ّ
114
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليه اتهام المنافقين ..وكلم حاجتي ورجعت ..فازددت
الناس في عرضه زوجه .. مرضا ً إلى مرضي ..
* * * * * * * * * فوالله ما زلت أبكي ..حتى
فلما طال المر عليه ..قام r ظننت أن البكاء سيصدع
في الناس فخطبهم ..فحمد كبدي ..
الله ..وأثنى عليه ..ثم قال : وقلت لمي :يغفر الله
أيها الناس ما بال رجال لك ..تحدث الناس بما
يؤذونني في أهلي ..ويقولون تحدثوا يه ..ول تذكرين لي
عليهم غير الحق ..والله ما من ذلك شيئا ً ..
علمت عليهم إل خيرا ً .. قالت :أي بنية خففي عليك
ويقولون ذلك لرجل ..والله ما ل ماالشأن ..فوالله لق ّ
علمت منه إل خيرا ً ..ول يدخل كانت امرأة حسناء عند رجل
بيتا ً من بيوتي إل وهو معي .. يحبها ..ولها ضرائر إل كّثرن
فلما قال رسول الله rتلك ..وكّثر الناس عليها ..
المقالة .. قلــت :ســبحان اللــه وقــد
قام أمير الوس سعد بن معاذ تحدث الناس بهذا ؟
فقال : فبكيت تلك الليلة حتى
يا رسول الله إن يكونوا من أصبحت ..ل يرقأ لي دمع ..
الوس نكفك إياهم ..وإن ول أكتحل بنوم ..
يكونوا من إخواننا من الخزرج ثم أصبحت أبكي ..
فمرنا أمرك فوالله إنهم لهل * * * * * * * * *
أن تضرب أعناقهم .. هذا حال عائشة ..تتهم
فلما سمع ذلك أمير الخزرج بذلك وهي الفتاة التي لم
سعد بن عبادة قام ..وكان رجل ً يتجاوز عمرها خمس عشرة
صالحا ً ..لكن أخذته الحمية .. سنة ..
قام فقال :كذبت لعمر الله .. تتهم بالزنا ..وهي العفيفة
ما تضرب أعناقهم ..أما والله الشريفة ..زوجة أطهر
ما قلت هذه المقالة إل أنك قد الناس ..التي ما كشفت
عرفت أنهم من الخزرج ؟ ولو سترها ..ول هتكت
كانوا من قومك ما قلت هذا .. عرضها ..هذا حالها تبكي
فقال أسيد بن حضير :كذبت في بيت أبويها ..
لعمر الله ..والله لنقتلنه .. أما حال رسول الله .. rفل
ولكنك منافق تجادل عن يبعد حزنا ً وهما ً ..عن عائشة
المنافقين .. ..
ثم ثار الناس بعضهم إلى فل جبريل يرسل ..ول
بعض ..حتى كادوا أن يقتتلوا .. القرآن ينزل ..ويبقى r
ورسول الله rقائم على متحيرا ً في أمره ..وقد كبر
115
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صديق المة أبو بكــر ..وتزوجهــا المنبر ..فلم يزل يخفضهم
سيد ولد آدم .. حتى سكتوا ..وسكت ..
بل كيف تقع فــي ريبــة ..وهــي فلما رأى rذلك ..نزل
أحب الناس إلــى رســول اللــه .. فدخل بيته ..
ولم يكن rيحب إل طيبا ً .. * * * * * * * * *
فهي البريئة المبرأة ..ولكن ولما رأى أن المر ل يمكن
الله يبتليها ليعظم أجرها .. حله من جهة عموم الناس ..
ويرفع ذكرها .. أراد أن يجد حل ً من جهة
* * * * * * * * * أهل بيته ..وأخص الناس
وتمضــي علــى عائشــة اليــام .. به ..
واللم تلد اللم ..وهي تتقلــب فدعا عليا ً وأسامة بن زيد ..
علــى فــراش مرضــها ..ل تهنــأ فاستشارهما ..
بطعام ول شراب .. فأما أسامة فأثنى على
وقد حاول رسول الله rأن يحل عائشة خيرا ً وقال :يا
المشكلة ..بخطبة على رؤوس رسول الله ..أهلك وما نعلم
الناس فكادت أن تقع الحرب منهم إل خيرا ً ..وهذا الكذب
بين المسلمين ..وحاول أن والباطل ..
يحلها في بيته ويسأل عليا ً وزيدا ً وأما علي فإنه قال :يا
..فلم يخرج بشيء .. رسول الله إن النساء
فلمــا رأى ذلــك ..أراد أن ينهــي لكثير ..وإنك لقادر على أن
المر من جهة عائشة .. تستخلف ..وسل الجارية
قالت رضي الله عنها : فإنها ستصدقك ..فدعا
وبكيــت يــومي ذلــك ل ترقــأ لــي رسول الله rبريرة ..
دمعه ..ول اكتحل بنوم .. فقـــال :أي بريـــرة ..هـــل
ثم بكيت ليلــتي المقبلــة ل ترقــأ رأيت مــن شــيء يريبــك مــن
لي دمعه ول أكتحل بنوم .. عائشة ؟
وأبــواي يظنــان أن البكــاء فــالق فقالت بريرة :ل ..والذي
كبدي .. بعثك بالحق نبيا ً ..
* * * * * * * * * والله ما أعلم إل خيرا ً ..وما
فأقبل يحث الخطى إلى بيت كنت أعيب على عائشة شيئا ً
أبي بكر .. ..إل أنها جارية حديثة السن
فاستأذن ..ودخل عليها وعندها ..فكنت أعجن عجيني ..
أبوها وأمها ..وامرأة من النصار فآمرها أن تحفظه فتنام
.. عنه ..فتأتي الشاة فتأكله ..
وهي أول مرة يدخل فيها بيت نعــم ..كيــف تــرى الجاريــة
أبي بكر ..منذ قال الناس ما علــى عائشــة ريبــة ..وهــي
قالوا ..وما رأى عائشة منذ الفتــاة الصــالحة الــتي رباهــا
116
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسول الله rفلم يتكلما .. قرابة الشهر ..وقد لبث
فقلت لبي :أجب عنــي رســول شهرا ً ل يوحى إليه في
الله rفيما قال .. شيء في شأن عائشة ..
فقال :والله مــا أدري مــا أقــول دخل rعلى عائشة ..
لرسول الله .. ! r فإذا طريحة الفراش ..
فقلـــت لمـــي :أجيـــبي عنـــي وكأنها فرخ منتوف من شدة
رسول الله .. r البكاء والهم ..
فقالت :والله ما أدري ما أقــول وإذا هي تبكي ..والمرأة
لرسول الله ! r تبكي معها ..ل يملكان من
ووالله ما أعلــم أهــل بيــت دخــل المر شيئا ً ..
عليهم ما دخل على آل أبي بكــر فجلس رسول الله .. r
في تلك اليام .. فحمد الله وأثنى عليه ..ثم
فلما استعجما علي ..اســتعبرت قال :
فبكيت ؟ أما بعــد يــا عائشــة فــإنه قــد
ثم قلت :ل ..والله ل أتوب إلى بلغني عنك كذا وكذا ..وذكــر
الله مما ذكرت أبدا ً .. eخبر الفك ..وما أشيع من
إني واللــه قــد عرفــت أنكــم قــد وقوعها في خطأ كــبير ..ثــم
سـمعتم بهـذا حـتى اسـتقر فـي أراد eأن يــــــبين لهــــــا أن
أنفســـكم وصـــدقتم بـــه ..ولئن النسان مهما وقع في خطــأ
قلت لكم إني بــريئة -واللــه عــز فـــإن معالجـــة هـــذا الخطـــأ
وجـــل يعلـــم إنـــي بـــريئة -ل ليست صعبة ..فقال لها :
تصدقوني .. فــإن كنــت بــريئه فســيبرئك
وإن اعــترفت لكــم بــأمر -واللــه الله عز وجل ..
يعلـــــم أنـــــي منـــــه بـــــريئة - وإن كنـــت ألممـــت بـــذنب ..
تصدقوني .. فاســتغفري اللــه عــز وجــل
وإني والله ل أجد لي ولكم مثل ً وتوبي إليه ..فــإن العبــد إذا
إل كما قال أبو يوسف [ :فصبر اعترف بذنب ثم تــاب ..تــاب
جميل والله المستعان على ما الله عليه ..
تصفون ] .. هكــذا ..حــل ســهل للخطــأ –
قالت :ثم تحولت فاضطجعت إن كان قد وقع – دون تعقيد
على فراشي .. وتطويل ..
وأنا والله أعلم أني بريئة وأن قالت عائشة :
الله مبرئي ببراءتي .. فلمــا قضــى رســول اللــه r
ولكن والله ما كنت أظن أن مقالته ..قلــص دمعــي حــتى
ي يتلى ..ل في شأني وح ٌ ز َ
َين ِ ما أحس منه قطرة ..
ولشأني كان أحقَر في نفسي ي أن يجيبا عني وانتظرت أبو ّ
ي بأمر من أن يتكلم الله ف ّ
117
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ت من َــــا ُ ؤ ِ م ْ وال ْ ُ ن َ من ُــــو َ ؤ ِ م ْ ن ال ْ ُ ظَــــ ّ يتلى ..
ك فـ ٌ ذا إ ِ ْ هـ َ قــاُلوا َ و َ خْيرا ً َ م َ ه ِْ س ف ِ ب ِأ َن ْ ُ ولكن كنت أرجو أن يرى
َ
ةعـ ِ ه ب ِأْرب َ َ عل َي ْـ ِ ءوا َ جــا ُ ول َ ن * ل َـ ْ مِبي ٌ ُ ل الله rفي النوم رؤيا رسو ُ
ء
دا ِ ّ ْ َ ْ َ ُ
ه َ م ي َـأُتوا ِبالشـ َ داءَ فـإ ِذ لـ ْ ه َ شـ َ يبرئني الله عز وجل بها ..
ن م الك َــاِذُبو َ ْ هـ ُ ه ُ ّ
عن ْ ـدَ الل ـ ِ ك ِ فُأولئ ِ َ
َ َ * * * * * * * * *
] .. فوالله ما برح رســول اللــه r
نوتوعد الله أولئك بقوله [ :إ ِ ّ مجلسه ..ول خرج مــن أهــل
ع ال ْ َ َ
ة
ش ُ ح َ فا ِ شي َ ن تَ ِ نأ ْ حّبو َ ن يُ ِ ذي َ ال ّ ِ البيت أحد ..
َ
مب أِلي ٌ ذا ٌ ع َم َ ه ْ مُنوا ل َ ُ نآ َ ذي َ في ال ّ ِ ِ حتى تغشاه من الله مــا كــان
معل َ ُ ه يَ ْ والل ّ ُ ة َ خَر ِ واْل ِ في الدّن َْيا َ ِ يتغشــاه ..وأنــزل اللــه علــى
ن ] .. َ َ
مو َ عل ُ م ل تَ ْ وأن ْت ُ ْ َ نبيه ..
ثم خرج رسول الله rإلى الناس فأما أنا حين رأيته يوحى
..فخطبهم ..وتل عليهم ما إليه ..فوالله ما فزعت ..
أنزل الله من القران في ذلك .. وما باليت ..قد عرفت أني
ثم أقام حد القذف على من بريئة ..وأن الله غير ظالمي
قذف .. ..
إذن ..ينبغي أن تتعامل مع وأما أبواي فوالذي نفس
المخطئ على أنه مريض يحتاج سّري عن عائشة بيده ..ما ُ
إلى علج ..ل أن تبالغ في كبته رسول الله rحتى ظننت
وتعنيفه ..لنه قد يصل إلى لتخرجن أنفسهما ..فرقا ً
ح بهذا درجة يشعر معها أنك فر ٌ من أن يأتي من الله تحقيق
الخطأ .. ما قال الناس ..
والطبيب الناصح هو الذي يهتم سّري عنه .. rفإذا هــو فلما ُ
بصحة مرضاه أكثر من اهتمامهم يضحك ..فجعل يمسح العرق
هم بأنفسهم .. عن وجهه ..
قال : r وكان أول كلمة تكلم بهــا أن
إنما مثلي ومثل الناس ..كمثل قال :
رجل استوقد نارا ً .. أبشري يــا عائشــة قــد أنــزل
فلما أضاءت ما حوله ..جعل الله عز وجل براءتك ..
ش وهذه الدواب التي تقع فَرا ُ ال َ فقلت :الحمد لله ..
في النار يقعن فيها .. ن وأنـــزل اللـــه تعـــالى [ :إ ِ ّ
فجعل ينزعهن ..ويغلبنه ةص ـب َ ٌ ع ْ ك ُ فـ ِ ءوا ِباْل ِ ْ جــا ُ ن َ ذي َ ال ّـ ِ
فيقتحمن فيها !! ل م بَ ْ شّرا ً ل َك ُ ْ سُبوهُ َ ح َ م ل تَ ْ من ْك ُ ْ ِ
كم عن النار .. ز ُ ج ِ فأنا آخذٌ بح َ م ُ
م ل ِك ّ ُ َ
ه ْمن ْ ُ ئ ِ ر ٍم ِلا ْ خي ٌْر لك ْ و َ ه َ ُ
وأنتم تقحمون فيها .. ذي وال ّـ ِ ن اْل ِث ْـم ِ َ مـ َ ب ِ س َ ما اك ْت َ َ َ
ب ذا ٌ عـ َ ه َ م ل َـ ُ هـ ْ من ْ ُوّلى ك ِب ْـَرهُ ِ تَ َ
رأي .. ه
مو ُ عت ُ ُ م ْســ ِ ول إ ِذْ َ عظيــم * َلــ ْ
118
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاحبه ..إل أن ينتهك أحيانا ً تكون طريقتنا في
شيء من محارم الله التعامل مع الخطاء أكبر من
)(42
فينتقم لله .. الخطأ نفسه ..
إذن ..كان rيغضب ..لكنه
غضبه لله ..ل يغضب لنفسه .. .35
وحتى نفهم الفرق بين الغضبين كما أن الناس يختلفون في
: طباعهم وأشكالهم ..كذلك
افرض أن ولدك الصغير جاءك هم يختلفون في وجهات
ذات صباح وطلب ريال ً أو ريالين نظرهم ..وفي قناعاتهم
مصروفا ً للمدرسة ..فبحثت في وتصرفاتهم ..
محفظة نقودك ..فلم تجد إل ً
فإذا شعرت أن أحدا خالف
فئة الخمسمائة ريال .. الصواب ..ونصحته وحاولت
فأعطيتها له ..وقلت : إصلح خطئه ولم يقتنع ..
هذه خمسمائة ريال ..اصرف فل تصنف اسمه من بين
منها ريالين ..وأرجع الباقي .. أعدائك ..وخذ المور
وأكدت عليه وكررت .. بأريحية قدر المستطاع ..
فلما رجع بعد الظهر فإذا المال فلو حاولت إصلح خطأ عند
كله قد صرفه .. أحد زملئك فلم يستجب ..
فماذا ستفعل ؟ ..وكيف سيكون فل تقلب الصداقة عداوة ..
غضبك ..؟ قد تضرب وتعنف وإنما استمر في التلطف
وتمنعه من مصروفه أياما ً .. فلعله أن يبقى على خطئه
ولكن لو رجعت مرة من صلة ول يزيد ..
العصر ووجدته يلعب وقد قيل :حنانيك بعض
بالكمبيوتر ..أو عند التلفاز .. الشر أهون من بعض ..
ولم يصل في المسجد ..فهل إذا تعاملت مع الناس بهذه
ستغضب كغضبك الول ؟ الريحية ..فلم تغضب على
أظننا نتفق أن غضبنا ألول كل صغيرة وكبيرة ..عشت
سيكون أشد وأطول وأكثر تأثيرا ً سعيدا ً ..
من غضبنا الثاني .. قالت عائشة :
أما رسول الله rفكان غضبه لله ما انتقم رسول •
.. الله rلنفسه قط ..
ً
وكان يعرض النصيحة أحيانا ول وما ضرب شيئا ً •
تقبل ..فياخذ المر بهدووووء .. قط بيده ..ول امرأة ..
فالهداية بيد الله .. ول خادما ً ..إل أن
قدم رسول الله إلى تبوك يجاهد في سبيل الله ..
وما نيل منه شيء •
) ( رواه البخاري 42 قط ..فينتقم من
119
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعرابي جاء من الحجاز !!. على حدود الشام ..
أسقط في يد هرقل ..وأيقن اقترب من مملكة الروم ..
أنه تورط بعرضه عليهم .. فبعث دحية الكلبي رسول ً
وكان هؤلء القساوية لهم إلى هرقل ملك الروم ..
سطوة وجمهور قوي .. وصل دحية إلى هرقل ..
فعلم هرقل أنهم إن خرجوا من دخل عليه ..ناوله كتاب
عنده ..أفسدوا عليه الروم .. رسول الله ..
فجعل يهدئهم ..ويقول :إنما فلما أن رأى هرقل الكتاب
قلت ذلك لعلم صلبتكم على دعا قسيسي الروم
أمركم .. وبطارقتها ..ثم أغلق عليه
كان هرقل يعلم أن النبي هو وعليهم الدار فقال :
الرسول الذي بشر به عيسى " قد نزل هذا الرجل حيث
.. ي أن رأيتم ..وقد أرسل إل ّ
فأراد أن يتأكد من ذلك .. يدعوني إلى ثلث خصال ..
دعا هرقل رجل ً من عرب قبيلة يدعوني :
"تجيب" ..كان من نصارى أن أتبعه على •
العرب .. دينه ..
وقال له : أو على أن نعطيه •
ادع لي رجل ً حافظا ً للحديث .. مالنا على أرضنا
ي اللسان ..أبعثه إلى هذا عرب ّ والرض أرضنا ..
الرجل بجواب كتابه .. أو نلقي إليه •
مضى ذاك التجيبي ..وجاء الحرب ..
برجل من بني تنوخ ..من ثم قال هرقل :
نصارى العرب .. والله لقد عرفتم فيما
دفع هرقل كتابا ً لهذا التنوخي تقرأون من الكتب ليأخذن
ليوصله لرسول الله .. وقال م فلنتبعه على أرضنا ..فهل ّ
له :اذهب بكتابي إلى هذا دينه ..أو نعطيه مالنا على
الرجل .. أرضنا ..
فما سمعت من حديثه فاحفظ فلما سمع القساوسة ذلك ..
لي منه ثلث خصال : ورأوا أنه يدعوهم لترك
انظر هل يذكر • دينهم ! غضبوا ..ونخروا
صحيفته إلى التي كتب نخرة رجل واحد حتى خرجوا
بشيء ..؟ من برانسهم ..أي سقطت
وانظر إذا قرأ كتابي • أرديتهم من شدة الغضب
فهل يذكر الليل ؟ والنتفاض !!
وانظر في ظهره هل • وقالوا :تدعونا إلى أن نذر
به شيء يريبك ؟ النصرانية ..أو نكون عبيدا ً
120
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا أخا تنوخ .. مضى التنوخي كفارقا ً
إني كتبت بكتاب إلى • للشام ..حتى وصل إلى
كسرى فمزقه والله ممزقه تبوك ..
وممزق ملكه .. فإذا رسول الله جالس
وكتبت إلى النجاشي • بين ظهراني أصحابه ..
بصحيفة فخرقها والله محتبيا ً على الماء ..
مخرق ملكه .. فوقف التنوخي عليهم ..
وكتبت إلى صاحبك • وقال :أين صاحبكم ؟
بصحيفة فأمسكها ..فلن قيل :ها هو ذا ..
يزال الناس يجدون منه فأقبل يمشي حتى جلس
بأسا ً ما دام في العيش خير بين يديه ..
" .. فناوله كتاب هرقل ..
تذكر التنوخي وصية هرقل .. فأخذه .. فوضعه في
وقال في نفسه :هذه إحدى جره ..ثم قال " :ممن ح ْ
ِ
الثلث التي أوصاني بها أنت " ..؟
صاحبي .. قال :أنا أخو تنوخ ..
فخشي أن ينساها ..فأخذ سهما ً فقال " : هل لك إلى
من جعبته فكتبها في جنب السلم ..الحنيفية ..ملة
سيفه .. أبيك إبراهيم ؟
ثم إن رسول الله ناول كان راغبا ً في دخول هذا
الصحيفة رجل ً عن يساره .. الرجل في السلم ..
فقال التنوخي :من صاحب في الحقيقة لم يكن هناك
كتابكم الذي يقرأ لكم ؟ ما يمنع التنوخي من اتباع
قالوا :معاوية .. الحق ..إل التعصب لدين
بدأ معاوية يقرأ ..فإذا هرقل قومه ..فحسب !!
قد كتب إلى النبي : فقال التنوخي بكل صراحة :
تدعوني إلى جنة عرضها إني رسول قوم ..وعلى
السموات والرض أعدت دين قومي ..ل أرجع عنه
للمتقين !! فأين النار ؟ حتى أرجع إليهم ..
فقال " : rسبحان الله ! أين فما رأى هذا التعصب ..
الليل إذا جاء النهار " . لم يغضب ..ولم يعمل
فانتبه التنوخي أن هذه الثانية مشكلة ..وإنما ضحك
التي أمره هرقل بترقبها .. وقال :
فأخذ سهما ً من جعبته فكتبه في " إنك ل تهدي من أحببت
جلد سيفه .. ولكن الله يهدي من يشاء
فلما أن فرغ معاوية من قراءة وهو أعلم بالمهتدين " ..
الكتاب .. ثم قال بكل هدوء :
121
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" هاهنا امض لما أمرت به " .. التفت إلى التنوخي ..
قال التنوخي :فنظرت في الذي لم يقبل النصح ..ولم
ظهره ..فإذا أنا بخاتم في يدخل في الدين ..وقال له
موضع غضون الكتف مثل متلطفا ً :
)(43
الحجمة الضخمة .. إن لك حقا ً وإنك لرسول ..
فلو وجدت عندنا جائزة
فكرة .. فرس ْجوزناك بها ..إنا ِ
المقصود أن يدرك الناس ملون .. مر ِ
ُ
أخطاءهم ..وليس شرطا ً أن يعني أتمنى أن أعطيك هدية
يصححوها أمامك ..فل تغضب .. ..لكننا كما ترانا مسافرين
جالسين على الرمال !!
قابل الساءة .36 فقال عثمان : أنا أجوزه
بالحسان .. يا رسول الله ..
عندما تتعامل مع الناس فإنهم ثم قام عثمان ففتح رحله ..
يعاملونك في الغالب على ما فأتى بحلة ولباس فوضعها
هم ..ل على ما تريديريدون ُ في حجر التنوخي ..
أنت .. ثم قال rالكريم " :أيكم
فليس كل من قابلته ببشاشة ينزل هذا الرجل ؟ " ..يعني
بادلك بشاشة مثلها ..فبعضهم يقوم بحق ضيافته !!
قد يغضب ويسيء الظن فقال فتى من النصار :
ويسألك :مم تضحك ؟! أنا ..
ول كل من أهديت له هدية ..رد فقام النصاري وقام
لك مثلها ..فبعضهم قد تهدي التنوخي يمشي معه ..وباله
إليه ثم يغتابك في المجالس مشغول بالمر الثالث الذي
ويتهمك بالسفه وتضييع أمره هرقل أن يتأكد له
المال !!.. منه ..وهو خاتم النبوة بين
ول كل من تفاعلت معه في كتفي النبي ..
كلمه ..أو أثنيت عليه وتلطفت مشى التنوخي خطوات ..
معه في عباراتك قابلك بمثلها .. وفجأة ..إذا برسول الله
فإن الله قسم الخلق كما قسم يصيح به :
الرزاق .. " تعال يا أخا تنوخ " !!..
والمنهج الرباني هو ) :ول فأقبل التنوخي يهوي
تستوي الحسنة ول السيئة ادفع مسرعا ً ..حتى قام بين يدي
بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك النبي ..
فحل حبوته ..ثم أسقط
( ) 43في مسند أحمد ..بإسناد قال فيه
ابن كثير ل بأس به ..سيرة ابن كثير
رداءه عن ظهره ..فانكشف
. 4/27 ظهره للتنوخي ..فقال :
122
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثرة النظر إلى الطعام قبل وبينه عداوة كأنه ولي
نضوجه .. حميم ( ..
فتولى الرجل الطبخ والنفخ .. وبعض الناس ل حل له ول
حتى جهز الطعام وقد تعب .. إصلح إل أن تتعامل معه بما
فاضجع على الرض ..وقال :يا هو عليه ..فتصبر عليه أو
أشعب ! قم جهز سفرة تفارقه ..
الطعام ..وضع الطعام في ذكر أن أشعب سافر مع ُ
الصحن .. رجل من التجار ..وكان هذا
فقال أشعب :جسمي ثقيل ول الرجل يقوم بكل شيء من
أنشط لذلك .. خدمة وإنزال متاع وسقي
فقام الرجل وجهز الطعام دواب ..حتى تعب وضجر ..
ووضعه على السفرة .. وفي طريق رجوعهما ..نزل
ثم قال :يا أشعب ! قم للغداء ..
شاركني في أكل الطعام .. فأناخا بعيريهما ونزل ..فأما
فقال أشعب :قد استحييت أشعب فتمدد على الرض ..
والله من كثيرة اعتذاري وها أنا وأما صاحبه فوضع الفرش ..
أطيعك الن ..ثم قام وأكل !! وأنزل المتاع ..
فقد تلقي من الناس من هو ثم التفت إلى أشعب وقال :
مثل أشعب ..فل تحزن ..وكن قم اجمع الحطب وأنا أقطع
جبل ً .. اللحم ..
كان المربي الول eيتعامل مع فقال أشعب :أنا والله
الناس بعقله ل بعاطفته ..كان متعب من طول ركوب الدابة
يتحمل أخطاء الخرين ويرفق ..فقام الرجل وجمع
بهم .. الحطب ..
وانظر إليه rوقد جلس في ثم قال :يا أشعب ! قم
مجلس مبارك يحيط به أشعل الحطب ..فقال :
أصحابه .. يؤذيني الدخان في صدري
فيأتيه أعرابي يستعينه في دية إن اقتربت منه ..فأشعلها
قتيل ..قد قتل -هو أو غيره الرجل ..
-رجل ً ..فأقبل يريد من النبي ثم قال :يا أشعب ! قم
أن يعينه بمال ..يؤديه إلى أمسك علي لقطع اللحم ..
أولياء المقتول .. فقال :أخشى أن تصيب
فأعطاه رسول الله eشيئا ً ..ثم السكين يدي ..فقطع
قال تلطفا ً معه :أحسنت إليك ؟ الرجل اللحم وحده ..
قال العرابي :ل ..ل أحسنت ثم قال :يا أشعب ! قم ضع
ول أجملت .. اللحم في القدر واطبخ
فغضب بعض المسلمين وهموا الطعام ..فقال :يتعبني
123
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال العرابي :نعم فجزاك الله أن يقوموا إليه ..فأشار
من أهل وعشيرة خيرا ً .. النبي eإليهم أن كفوا ..
فلما هم العرابي أن يخرج إلى ثم قام eإلى منزله ..ودعا
أهله .. العرابي إلى البيت فقال له
أراد rأن يعطي أصحابه درسا ً :
في كسب القلوب ..فقال إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك
لهم : ..فقلت ما قلت ..
إن مثلي ومثل هذا العرابي ثم زاده rشيئا ً من مال
كمثل رجل كانت له ناقة وجده في بيته ..
فشردت عليه ..فاتبعها فقال :أحسنت إليك ؟
الناس ..يعني يركضون وراءها فقال العرابي :نعم فجزاك
ليمسكوها ..وهي تهرب منهم الله من أهل وعشيرة
فزعا ً ..ولم يزيدوها إل نفورا ً .. خيرا ً ..
فقال صاحب الناقة : فأعجبه rهذا الرضى منه ..
خلوا بيني وبين ناقتي ..فأنا لكنه خشي أن يبقى في
أرفق بها وأعلم بها .. قلوب أصحابه على الرجل
فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ شيء ..فيراه أحدهم في
لها من قشام الرض .. طريق أو سوق ..فل يزال
ودعاها .. حاقدا ً عليه ..
حتى جاءت واستجابت ..وشد ل ما في فأراد أن يس ّ
عليها رحلها ..واستوى عليها .. صدورهم ..
ولو أني أطعتكم حيث قال ما فقال له : eإنك كنت جئتنا
قال ..دخل النار .. فأعطيناك ..فقلت ما
د
يعني لو طردتموه ..لعله يرت ّ قلت ..وفي نفس أصحابي
)(44
عن الدين ..فيدخل النار .. عليك من ذلك شيء ..فإذا
وما كان الرفق في شيء إل جئت فقل بين أيديهم ما
زانه ..وما نزع من شيء إل قلت بين يدي ..حتى يذهب
شانه . عن صدورهم ..
) ول تستوي الحسنة ول السيئة
فلما جاء العرابي ..قال : e
ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي
إن صاحبكم كان جاءنا
بينك وبينه عداوة كأنه ولي
فسألنا فأعطيناه فقال ما
حميم ( ..
قال ..وإنا قد دعوناه
ذكر أنه rلما فتح مكة ..جعل ُ فأعطيناه ..فزعم أنه قد
يطوف بالبيت .. رضي ..
فأقبل فضالة بن عمير ..رجل ثم التفت إلى العرابي
( ) 44والحديث رواه البزار وفي سنده وقال :أكذاك ؟
مقال ..
124
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صالحي المسلمين .. يظهر السلم ..
كان يملك قلوب الناس فجعل يطوف خلف النبي
بالعفو عنهم ..يتحمل الذى في ..ينتظر منه غفلة ..
سبيل التأثير فيهم ..وجرهم ليقتله !!..
إلى الخير .. فلما دنا من النبي ..
كان أبو طالب يكف عن النبي انتبه إليه ..فالتفت إليه
كثيرا ً من أذى قريش .. وقال :أفضالة !!
فلما مــات أبــو طــالب ..ضــيقت قال :نعم ..فضالة يا
قريش كثيرا ً على النــبي فــي رسول الله ..
مكة .. قال :ماذا كنت تحدث به
ونالت من الذى ما لم تكن نالته نفسك ؟
منه في حياة عمه أبي طالب .. قال :لشيء ..كنت أذكر
فجعل يفكــر فــي مكــان آخــر الله !!..
يلجــأ إليــه ..يجــد فيــه النصــرة فضحك النبي .. rثم قال :
والتأييد .. أستغفر الله ..
فخرج إلى الطــائف يلتمــس مــن قال فضالة : ..ثم وضع
قبيلة ثقيف النصرة والمنعة .. رسول الله rيده على
دخل الطائف .. صدري ..فسكن قلبي ..
فتوجه إلى ثلثة رجال هم سادة فوالله ما رفع رسول الله r
ثقيف وأشرافهم .. يده عن صدري ..
وهم أخوة ثلثة : حتى ما خلق الله شيء أحب
عبد ياليل بن عمرو .. إلي منه ..
وأخوه مسعود .. ثم رجع فضالة إلى أهله ..
وحبيب .. فمر بامرأة كان يجالسها ..
جلس اليهم ..دعاهم إلى الله .. ويتحدث إليها ..
كلمهم لما جاءهم له من نصــرته فلما رأته ..قالت :هلم إلى
علــى الســلم ..والقيــام معــه الحديث ..
على من خالفه من قومه .. فقال :ل ..ثم قال ..
فكان ردهم بذيئا ً !! قالت هلم إلى الحديث
أمــا أحــدهم فقــال :أنــا أمــرط فقلت ل ** يأبى عليك الله
ثيـــاب الكعبـــة ..إن كـــان اللـــه و السلم
أرسلك !! لو ما رأيت محمدا ً وقبيله **
وقال الخر :أما وجد اللــه أحــدا ً
مسر الصنا ُ بالفتح يوم تك ّ
يرسله غيرك ؟! لرأيت دين الضحى بينا **
ً
وجعل الثالث يبحث متحذلقا عن والشرك يغشى وجهه
عبارة يرد بها ..حــرص علــى أن الظلم
تكون أبلغ من كلم صاحبيه .. وكـــان فضـــالة بعـــدها مـــن
125
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال : فقــال :واللــه ل أرد عليــك
اللهم اليك أشكو ضعف قوتي .. أبدا ً ..لئن كنــت رســول ً مــن
وقلــة حيلــتي ..وهــواني علــى الله كما تقول ..لنت أعظم
الناس .. خطـــرا ً مـــن أن أرد عليـــك
يا أرحم الراحمين .. الكلم ..ولئن كنـــت تكـــذب
أنــت رب المستضــعفين ..وأنــت على اللــه ..فمــا ينبغــي لــي
ربي ..إلى من تكلني ! إلى بعيد أن أكلمك ..
يتجهمني ..أم إلــى عــدو ملكتــه فقــام مــن عنــدهم وقــد
أمري ! يئس من خير ثقيف ..
إن لم يكــن بــك غضــب علــي فل وخشي أن تعلم قريش أنهم
أبالي ..ولكن عافيتك هي أوسع ردوه ..فيزدادون أذى له ..
لي .. فقــال لهــم :إن فعلتــم مــا
أعوذ بنور وجهك الــذي أشــرقت ي ..
فعلتم ..فاكتموا عل ّ
له الظلمات ..وصــلح عليــه أمــر فلم يفعلوا ..بــل أغــروا بــه
الدنيا والخرة .. ســـــفهاءهم وعبيـــــدهم ..
مــن أن تنــزل بــي غضــبك ..أو فجعلوا يركضون وراء رسول
ي سخطك .. تحل عل ّ الله .. يسبونه ويصــيحون
لــك العتــبى حــتى ترضــى ..ول به ..
حول ول قوة ال بك .. وقد اصطفوا صـفين ..وهـو
فبينما هو كذلك ..فإذ بسحابة يسرع الخطى بينهم ..وكلما
تظله .. رفــــــــع رجل ً رضــــــــخوها
وإذا فيها جبريل عليه السلم .. بالحجارة ..
فناداه : وهــو يحــاول ..أن يســرع
يا محمد ..إن الله قد سمع قول فيخطاه ليتقي ما يرمونه بــه
قومك لك ..وما ردوا عليك .. من حجارة ..
وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره وجعلت قدماه الشريفتان
بما شئت فيهم .. تسيلن بالدماء ..
وقبل أن ينطق بكلمة .. وهـــو الكهـــل الـــذي جـــاوز
ناداه ملك الجبال ..السلم الربعين ..
عليك يا رسول الله .. فأبعـــد عنهـــم ..ومشـــى ..
يا محمد ..إن الله قد سمع قول ومشى ..
قومك لك ..وأنا ملك الجبال .. حتى جلس فــي موضــع آمــن
قد بعثني اليك ربك لتأمرني ما يستريح ..تحت ظل نخلة ..
شئت .. وهــو منشــغل البــال ..كيــف
ثم قبل أن ينطق أو يختار .. ستســتقبله قريــش ..كيــف
جعل ملك الجبال يعرض عليه .. سيدخل مكة ..
ويقول : فرفــع طرفــه إلــى الســماء
126
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والتوجيهات مبنية على آراء إن شئت تطبق عليهم
وأمزجة شخصية .. الخشبين ..وهما جبلن
كمن ينصحك بعد وليمة دعوت عظيمان في جانبي مكة ..
الناس إليها وتعبت في إعدادها وجعل ملك الجبال ينتظر
وتعب معك أهلك ومالك ! ثم المر ..
يقول لك هذا الناصح :يا أخي فإذا به يطأ على حظوظ
الوليمة ما كانت مناسبة .. النفس ..وشهوة النتقام ..
وتعبك ذهب هدرا ً ..وكنت أظن ويقول :
أنها ستكون بمستوى أعلى من بل ..أستأني بهم ..فإني
هذا ..فتقول لماذا ؟ فيقول : أرجو أن يخرج الله من
يا أخي أكثر اللحم كان مشويا ً .. أصلبهم من يعبد الله ل
وأنا أحب اللحم المسلوق !! يشرك به شيئا ً ..
والسلطات كانت حامضة بسبب
اللليمون ..وأنا ل أحب ذلك .. كن بطل ً ..
وكذلك الحلويات كانت مزينة وإن الذي بيني وبين بني
بالكريمة ..وهذا يجعل طعمها أبي
غير مقبول .. وبين بني عمي لمختلف جدا ً
ثم يقول لك :وعموما ً أكثر فإن أكلوا لحمي وفرت
الناس أيضا ً تضايقوا ..وما أكلوا لحومهم
إل مجاملة ..أو لنهم اضطروا وإن هدموا مجدي بنيت لهم
إليه .. مجدا ً
فقطعا ً ..أنت هنا ستنظر إلى وليسوا إلى نصري سراعا ً
هذا الناصح نظرة ازدراء وإن هم
وإعراض ..ولن تقبل منه دعوني إلى نصر أتيتهم شدا ً
نصيحته ؛ لنها مبنية على آراء ول أحمل الحقد القديم
وأمزجة شخصية !!.. عليهم
قل مثل ذلك فيمن ينصح آخر وليس رئيس القوم من
حول طريقة تعامله مع أولده .. يحمل الحقد
أو مع زوجته ..أو طريقة بنائه
لبيته ..أو نوع سيارته ..بناء أقنعه بخطئه .37
على ذوقه الخاص .. ليقبل النصح ..
انتبه دائما ً أن تكون هذه النصائح بعض الناس يشغل الخرين
والنتقادات مبنية على مجرد بكثرة التوجيهات
أمزجة شخصية .. والملحظات حتى يوصلهم
نعم لو طلب رأيك ..أبده له إلى مرحلة الملل
واعرضه عليه ..أما أن تتكلم والستثقال ..
معه وتنصح كما تنصح خاصة إذا كانت النصائح
127
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأرادوا أن يكلموا النبي e المخطئ ..فل ..
ليخفف هذا الحكم إلى حكم آخر وأحيانا ً ..المنصوح ل يشعر
..كجلد أو غرامة مال ..أو نحو أنه مخطئ فل بد أن تكون
ذلك .. حجتك قوية عند نصحه ..
وكلما توجه رجل منهم لنقاش جلس أعرابي صلف مع قوم
النبي eفي هذا المر ..تردد صالحين ..فتكلموا حول بر
ورجع .. الوالدين ..والعرابي
فقالوا لن يجترئ على رسول يسمع ..
بح ّالله eإل أسامة بن زيد ِ .. فالتفت إليه أحدهم وقال :
حّبه ..تربى رسول الله eوابن ِ يا فلن ..كيف برك بأمك ..
فقال العرابي :أنا بها
هو وأبوه في بيت النبي eحتى
بار ..
صار كولده ..
قال :ما بلغ من برك بها ؟
فكلموا أسامة ..
قال :والله ما قرعتها
أقبل أسامة إلى رسول الله .. e
بسوط قط !!
فرحب به وأجلسه عنده ..
يعني إن احتاج إلى ضربها ..
جعل أسامة يكلم النبي e ضربها بيده أو عمامته ..أما
ليخفف الحكم ..ويبين أن هذه السوط فل يضربها به ..من
المرأة من أشراف الناس .. شدة البّر!!
وأسامة يواصل الكلم والنبي فالمسكين ما كان ميزان
يستمع ..كان أسامة يحاول الخطأ والصواب عنده
إقناع النبي eبرأيه .. مستقيما ً ..
نظر النبي eإلى أسامة ..فإذا فكن رفيقا ً لطيفا ً ..حتى
هو يحاول ويناقش ..بكل قناعة يقتنع الذي أمامك بخطئه ..
..ول يدري أنه يطلب منه ما ل كان في عهده eامرأة من
يجوز !!.. بني مخزوم تستلف المتاع
فتغير النبي وغضب eوكان أول من النساء ..وتتغافل عن
كلمة قالها أن بين له خطأه رده فإذا سألوها عنه
فقال : جحدته ..وأنكرت أنها أخذت
أتشفع في حد من حدود الله يا شيئا ً ..
أسامة ؟ حتى زاد أذاها في الجحد
فكأنه يبين سبب غضبه والسرقة فرفع أمرها إلى
لسامة ..وأن حدود الله تعالى رسول الله .. eفقضى فيها
التي أوجب على عباده إقامتها أن تقطع يدها ..
ل تجوز الشفاعة فيها .. فشق على قريش أن تقطع
ً
فانتبه أسامة ..وقال فورا : يدها وهي من قبيلة من كبار
استغفر لي يا رسول الله .. قبائل قريش ..
128
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما أنا فظننت أنه يقولها فرقا ً فلما كان الليل ..قام
من السلح ..فحملت عليه فخطب في الناس وأثنى
فقتلته .. على الله بما هو أهله ..ثم
فعرض في نفسي من أمره قال :
شيء ..فأتيت النبي .. " أما بعد ..فإنما أهلك
فأخبرته .. الذين من قبلكم :
فقال لي :أقال ل إله إل الله .. أنهم كانوا إذا سرق فيهم
ثم قتلته ؟! الشريف تركوه ..وإذا سرق
لقب َ ِ
قلت :إنه لم يقلها من ِ فيهم الضعيف ..أقاموا
نفسه ..إنما قالها فرقا ً من عليه الحد ..
السلح .. وإني والذي نفسي بيده ..
فأعاد علي :أقال ل إله إل لو أن فاطمة بنت محمد
الله ..ثم قتلته ؟! سرقت لقطعت يدها "..
فهل شققت عن قلبه ..حتى ثم أمر بتلك المرأة التي
تعلم أنه إنما قالها فرقا ً من سرقت فقطعت يدها ..
السلح .. قالت عائشة : فحسنت
سكت أسامة ..فهو لم يشق توبتها بعدُ ..وتزوجت ..
عن قلب الرجل فعل ً !!..لكنه وكانت تأتيني بعد ذلك ..
كان في ساحة حرب ..والرجل فأرفع حاجتها إلى رسول
مقاتل !! الله .. (45)
فأعاد عليه السؤال أسامة له مواقف متعددة
مستنكرا ً :أقال ل إله إل الله .. مع رسول الله .. كلها
ثم قتلته ؟! تفيض بالرحمة والتعامل
يا أسامة قتلت رجل ً بعد أن قال الراقي ..
ل إله إل الله !! كيف تصنع بل قال أسامة بن زيد :بعثنا
إله إل الله يوم القيامة ؟! رسول الله إلى الحرقات
فما زال يقول ذلك حتى وددت من جهينة ..
)(46
إني لم أكن أسلمت إل يومئذ فهزمناهم وخرجنا في
.. آثارهم ..فلحقت أنا ورجل
فتأمل كيف تدرج معه ببيان من النصار رجل ً منهم ..
الخطأ وإقناعه به ..ثم وعظه فلذ منا بشجرة ..
ونصحه .. فلما أدركناه ..ورفعنا عليه
ولجل أن يقتنع المنصوح بما السيف ..قال :ل إله إل
تقول ..ناقشه بأفكاره ومبادئه الله ..
هو قدر المستطاع .. فأما صاحبي النصاري
نعم فكر من وجهة نظره .. فخفض سيفه ..
) ( متفق عليه 46
) ( متفق عليه 45
129
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فانتفض الشاب وقد مّر في بينما رسول الله في
خاطره أن أمه تزني ..فقال :ل مجلسه المبارك ..يحيط به
..ل أرضاه لمي .. أصحابه ألطهار ..
فقال له بكل هدوء :كذلك إذ دخل شاب إلى المسجد
الناس ل يرضونه لمهاتهم .. وجعل يتلتفت يمينا ً وشمال ً
ثم فاجأه سائل ً :أترضاه كأنه يبحث عن أحد ..
لختك ؟! وقعت عيناه على رسول
فانتفض الشاب أخرى ..وقد الله .. فأقبل يمشي
تخيل أخته العفيفة تزني .. إليه ..
وقال مبادرا ً :ل ..ل أرضاه كان المتوقع أن يجلس
لختي .. الشاب في الحلقة ويستمع
فقال : كذلك الناس ل إلى الذكر ..لكنه لم
يرضونه لخواتهم .. يفعل !..
ثم سأله :أترضاه لعمتك ؟! إنما نظر الشاب إلى رسول
أترضاه لخالتك ؟! الله وأصحابه حوله ..ثم
والشاب يردد :ل ..ل .. قال بكل جرأة :
فقال : فأحب للناس ما تحب يا رسول الله ..ائذن لي
لنفسك ..واكره للناس ما تكره بـ ..بطلب العلم ؟!
لنفسك .. ل ..لم يقلها ..ويا ليته
أدرك الشاب عند ذلك أنه كان قالها ..
مخطئا ً ..فقال بكل خضوع : ائذن لي بالجهاد ..ل ..ويا
ع الله أنيا رسول الله ..اد ُ ليته قالها ..
يطهر قلبي .. أتدري ماذا قال ؟
فدعاه .. فجعل الشاب قال :يا رسول الله ..ائذن
يقترب ..ويقترب ..حتى جلس لي بالزنا ..
بين يديه ..ثم وضع يده على عجبا ً !! هكذا بكل
صدره ..وقال : صراحة ؟!!
اللهم اهد قلبه ..واغفر ذنبه .. نعم ..هكذا :ائذن لي
وحصن فرجه .. بالزنا ..
فخرج الشاب وهو يقول :والله نظر النبي إلى الشاب ..
لقد دخلت على رسول الله .. كان يستطيع أن يعظه بآيات
ي من الزنا .. وما شيء أحب إل ّ يقرؤها عليه ..أو نصيحة
وخرجت من عنده وما شيء مختصرة يحرك بها اليمان
ي من الزنا .. أبغض إل ّ في قلبه ..لكنه سلك
ثم انظر إلى استعمال العواطف أسلوبا ً آخر ..
..دعاه ..وضع يده على قال له بكل هدوء :
صدره ..دعا له .. أترضاه لمك ؟
130
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنقصه .. يعني استعمل جميع
هذا أول ً .. الساليب لصلح من
ثانيا ً :تجنب النصح في المل أمامه ..بعدما جعله يقتنع
قدر المستطاع .. بشناعة الفعل ليتركه عن
تغمدني بنصحك في انفرادي .. قناعة ..فل يفعله أبدا ً ..ل
وجنبني النصيحة في الجماعة أمامه ول خلفه ..
فإن النصح بين الناس نوع ..
من التوبيخ ل أرضى استماعه قاعدة ..
بل ..إذا انتشر خطأ معين .. إذا شعر المخطئ ببشاعة
واضطررت إلى النصح العام .. خطئه اقتنع بحاجته للنصيحة
فاعمل بقاعدة :ما بال أقوام ..وصار قبوله أكثر ..
يفعلون كذا وكذا ..كما تقدم وقناعته أكبر ..
معنا ..
إذن ..اللوم كالسوط الذي يجلد ل تلمني !! انتهى .38
به اللئم ظهر الملوم .. المر ..؟
وبعض الناس ينفر الخرين إما يظن بعض الناس أنه عندما
بكثرة لومه ..أو بلومه على يلوم الخرين على أخطائهم
أمور انتهت ول يقدم اللوم أو التي ربما تكون ل ترى إل
يؤخر فيها شيئا ً .. بالمجهر ..
أذكر أن رجل ً فقيرا ً ..تغرب عن يظن أنه يتقرب منهم
أهله إلى بلد آخر ..واشتغل أكثر ..أو أنه يقوي شخصيته
سائق شاحنة ..كان في أحد بذلك ..
اليام متعبا ً لكنه ركب الشاحنة والحق أنه ليس الذكاء
ومضى بها في طريق طويل والفطنة أن تستطيع
بين مدينتين .. اللوم ..وإنما هو أن تتجنبه
غلبه النوم أثناء الطريق .. قدر المستطاع ..وتسعى
فجعل يصارعه وأسرع قليل ً .. إلى إصلح الشخاص
فتجاوز سيارة أمامه دون أن بأساليب ل تجرح ..ول تحرج
ينتبه إلى الطريق فإذا أماه ..
سيارة صغيره فيها ثلثة أحيانا ً تحتاج في بعض المور
أشخاص ..حاول أن يتفاداها .. أن تتعامى ..خاصة الشياء
لم يستطع ..فاصطدم بها وجها ً الدنيوية ..والحقوق
لوجه .. الخاصة ..
ثار الغبار ..وجعل المارة ليس الغبي بسيد في قومه
يوقفون سياراتهم ويتفرجون 00لكن سيد قومه المتغابي
على الحادث .. والملوم يعتبر اللوم سهما ً
نزل سائق الشاحنة ..ونظر إلى حادا ً يوجه إليه ..لنه يشعره
131
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأحيانا ً لو كنت مكانه قد تقع السيارة المصدومة ..وإلى
في خطأ أكبر من خطئه .. من بداخلها فإذا هم موتى ..
كان رسول الله يراعي ذلك أنزلهم الناس واتصلوا
كثيرا ً .. بالسعاف ..
لما انصرف rمن خيبر ..أطالوا قعد سائق الشاحنة ينتظر
المسير حتى تعبوا .. ووصول السعاف ..ويفكر
فلما أقبل الليل ..نزلوا في فيما سيحصل له بعد الحادث
موضع في الطريق ليناموا .. من سجن ودية ..ويفكر في
فقال : rمن رجل يحفظ علينا أولده الصغار ..وزوجته ..
الفجر لعلنا ننام ؟ مسكين ..هموم انهدت عليه
كان بلل متحمسا ً فقال :أنا كالجبال !!..
يا رسول الله أحفظه عليك ؟ جعل الناس يمرون به
فاضطجع رسول الله .. rونزل ويلومونه ..
الناس فناموا .. عجبا ً !!..أهذا وقت اللوم ..
وقام بلل يصلي حتى تعب .. أل يمكن أن يؤجل قليل ً ؟
وقد كان متعبا ً من طول الطريق قال أحدهم :لماذا تسرع ؟
قبل ذلك .. هذه عواقب السرعة ..
فقعد واستند إلى بعيره وقال آخر :أكيد أنك كنت
مستريحا ً ..واستقبل الفجر نعسان ومع ذلك استمريت
يرمقه ..فغلبته عينه .. في القيادة !..لم توقف
فناااام .. سيارتك وتنام ..؟
كان الجميع في تعب شديد .. وقال ثالث :المفروض أن
فطال نومه ونومهم ..ومضى مثلك ل تصرف لهم رخص
الليل ..وطلع لصبح ..والكل قيادة !!
نيام ..ولم يوقظهم إل حر كانوا يقولون هذه العبارات
الشمس .. بأسلوب حاد ..فيه تعنيف
وصراخ ..
باستيقظ رسول الله .. rوه ّ كان الرجل واجما ً ..جالسا ً
الناس من نومهم ..فلما رأوا
على صخرة ساكتا ً ..متكئا ً
الشمس اضطربوا ..وكثر
لغطهم .. برأسه على يديه ..
الكل ينظر إلى بلل .. وفجأة هوى على جنبه ..
و ..و ..مااات ..
التفت rإلى بلل وقال :ماذا
قتلوه بلومهم ..ولو صبروا
صنعت بنا يا بلل ؟
قليل ً لكان خيرا ً له ولهم ..
فأجاب بلل بجواب مختصر ..
ضع نفسك موضع الملوم
لكنه موضح للواقع تماما ً ..
..المخطئ ..وفكر من وجهة
قال :يا رسول الله ..أخذ
نظره ..
بنفسي الذي أخذ بنفسك ..
132
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأ rيجهز جيشا ً لرساله يعني أنا بشر ..حاولت أن
إليهم ..فلم يزل يحث الناس أقاوم النوم ..فلم
حتى جمع ثلثة آلف .. أستطع ..غلبني النوم كما
فزودهم بما وجد من سلح غلبكم !!
وعتاد .. فقال : صدقت ..وسكت
قال لهم :أميركم زيد بن عنه ..
حارثة .. نعم فما فائدة اللوم هنا ..
فإن أصيب زيد ..فجعفر بن أبي فلما رأى rاضطراب
طالب على الناس .. الناس ..قال : rارتحلوا ..
فإن أصيب جعفر فعبد الله بن فارتحلوا ..فمشى شيئا ً
رواحة .. يسيرا ً ..
وخرج معهم rيودعهم .. ثم نزل ونزلوا ..فتوضأ
وخرج الناس يودعون الجيش .. وتوضئوا ..
ويقولون :صحبكم الله ودفع ثم صلى بالناس ..
عنكم وردكم إلينا صالحين .. فلما سلم ..أقبل على
كان عبد الله بن رواحة مشتاقا ً الناس فقال :
إلى الشهادة ..فقال : إذا نسيتم الصلة ..فصلوها
ة
لكنني أسأل الرحمن مغفر ً إذا ذكرتموها ..
ة ذات فرغ تقذف الزبدا وضرب ً فلله دره ما أعقله وأحكمه
أو طعنة بيدي حران مجهزة ..
بحربة تنفذ الحشاء والكبدا كان مدرسة لكل قائد ..
حتى يقال إذا مروا على جدثي ليس مثل بعض الرؤساء
وقد رشدا ز َ
ياأرشد الله من غا ٍ اليوم ل تكاد عصا اللوم
ثم مضى الجيش حتى نزلوا والتقريع تنزل من يده ..
"معان" من أرض الشام .. بل كان يضع نفسه مكان
فبلغهم أن هرقل ملك الروم قد من تحته ويفكر بعقولهم ..
نزل من أرض البلقاء في مائة ويتعامل مع القلوب قبل
ألف من الروم .. الجساد ..
وانضم إليه من القبائل حوله يعلم أنهم بشر ..وليسوا
مائة ألف ..فصار جيش الروم آلت !!
مائتي ألف .. في السنة الثامنة من
فلما تيقن المسلمون من ذلك .. الهجرة ..
أقاموا في "معان" ليلتين جمع الروم جيشا ً ..وأقبل
ينظرون في أمرهم .. من جهة الشام ..لقتال
فقال بعضهم :نكتب إلى رسول النبي rوأصحابه ..
الله rنخبره بعدد عدونا .. وقيل إنه rجمع جيشا ً
فإما أن يمدنا بالرجال .. لغزوهم ابتداءً ..
133
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شهيدا ً .. أو يأمرنا بما يشاء فنمضي
فأخذ الراية جعفر بكل بطولة .. له ..وكثر كلم الناس في
فاقتحم عن فرس له شقراء ذلك ..
فجعل يقاتل القوم ..وهو فقام عبد الله بن رواحة ..
يقول : ثم صاح بالناس وقال :
طيبة يا حبذا الجنة واقـترابها يا قوم ..والله إن التي
وبارد شرابها تكرهون هي التي خرجتم
والروم روم قد دنا عذابها تطلبون ..الشهادة في
كافرة بعيدة أنسابها سبيل الله ..تفرون منها !!
علي إن لقيتها ضرابها وما نقاتل الناس بعدد ول
أن جعفر أخذ اللواء بيمينه قوة ول كثرة ..ما نقاتلهم
فقطعت .. إل بهذا الدين الذي أكرمنا
فأخذ اللواء بشماله فقطعت .. الله به ..فانطلقوا فإنما
فاحتضنه بعضديه حتى قتل وهو هي إحدى الحسنيين ..إما
ابن ثلث وثلثين سنة .. ظهور وإما شهادة ..
قال ابن عمر :وقفت على فمضى الناس ..يسيرون ..
جعفر يومئذ ..وهو قتيل .. حتى إذا دنوا من جيش
فعددت به خمسين بين طعنة الروم ..في موقعة "مؤتة"
وضربة ليس منها شيء في فإذا أعداد عظيمة ل قبل
دبره .. لحد بها ..
فأثابه الله بذلك جناحين في قال أبو هريرة : tشهدت
الجنة يطير بهما حيث يشاء .. يوم مؤتة ..فلما دنا منا
إن رجل ً من الروم ضربه يومئذ المشركون ..رأينا ما ل قبل
ضربة فقطعته نصفين .. لحد به من العدة ..والسلح
فلما قتل جعفر ..أخذ عبد الله ..والكراع ..والديباج ..
بن رواحة الراية .. والحرير ..والذهب ..
ثم تقدم بها وهو على فرسه .. فبرق بصري ..
فجعل يستنزل نفسه ..ويتردد فقال لي ثابت بن أرقم :يا
بعض التردد ..ويقول : أبا هريرة ..كأنك ترى
أقسمت يا نفس لتنزلنه جموعا ً كثيرة ؟
لتنزلن أو لتكرهنه قلت :نعم ..
إن أجلب الناس وشدوا الرنة قال :إنك لم تشهد بدرا ً
مالي أراك تكرهين الجنة معنا ..إنا لم ننصر بالكثرة ..
ثم قال : ثم التقى الناس فاقتتلوا ..
يا نفس إل تقتلي تموتي فقاتل زيد بن حارثة براية
هذا حمام الموت قد صليت رسول الله rحتى كثرت
إن وما تمنيت فقد أعطيت عليه الرماح وسقط صريعا ً
134
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خشي خالد أن يرجع بالجيش تفعلي فعلهما هديت
إلى المدينة من ليلته ..فيتبعهم ثم نزل ..فلما نزل أتاه ابن
الروم .. عم له بعرق من لحم ..
فلما أصبحوا ..غير خالد مواقع شد بهذا صلبك ..فإنك قد
الجيش .. لقيت في أيامك هذه ما
فجعل مقدمة الجيش ..في لقيت ..
المؤخرة .. فأخذه من يده فانتهش منه
وجعل مؤخرة الجيش مقدمة .. نهشة ..ثم سمع الحطمة
ومن كانوا يقاتلون في يمين في ناحية الناس ..
الجيش ..أمرهم بالنتقال إلى فقال :وأنت في الدنيا !
يساره .. فألقاه من يده ..ثم أخذ
وأمر من في الميسرة أن سيفه ثم تقدم ..
يذهبوا للميمنة .. فقاتل حتى قتل .. t
فلما ابتدأ القتال ..وأقبل الروم فوقعت الراية ..واضطرب
.. المسلمون ..وابتهج
فإذا كل سرية منهم ترى رايات الكافرون ..
جديدة ..ووجوها ً جديدة .. والراية تطؤها الخيل ..
فاضطرب الروم ..وقالوا :قد ويغلوها الغبار ..
جاءهم في الليل مدد ..فرعبوا فأقبل البطل ثابت بن
في القتال .. أرقم ..
فقتل المسلمون منهم مقتلة ثم رفعها ..وصاح ..
عظيمة ..ولم يقتل من يا معاشر المسلمين ..هذه
المسلمين إل اثنا عشر رجل ً .. الراية ..فاصطلحوا على
وانسحب خالد بالجيش ..آخر رجل منكم ..
النهار من ساحة القتال ..ثم فتصايح من سمعه وقالوا :
واصل مسيره نحو المدينة .. أنت ..أنت ..
فلما أقبلوا إلى المدينة .. قال :ما أنا بفاعل ..
لقيهم الصبيان يتراكضون إليهم فأشاروا إلى خالد بن
..ولقيتهم النساء .. الوليد ..
فجعلوا يحثون التراب في وجوه فلما أخذ الراية ..قاتل بقوة
الجيش ..ويقولون : ..حتى إنه كان يقول :
يا فرار ..فررتم في سبيل لقد اندقّ في يدي يوم مؤتة
الله .. تسعة أسياف ،فما بقي في
فلما سمع النبي rذلك .. يدي إل صفيحة يمانية ..
علم أنهم لم يكن أمامهم إل ثم انحاز خالد بالجيش ..
ذلك .. وانحاز الروم إلى معسكرهم
وأنهم فعلوا ما بوسعهم .. ..
135
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعد سلحا ً قبل قدوم النبي فقال rمدافعا ً عنهم :
.. ويصلحه .. ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار
فقالت له امرأته :لماذا تعد ما ..إن شاء الله عز وجل " .
أرى ؟ نعم انتهى المر ..وهم
قال :لمحمد وأصحابه !!.. أبطال ماقصروا ..لكنهم
كانت امرأته تعلم بقوة بشر والمر كان فوق
المسلمين ..فقالت :والله ما طاقتهم ..
أرى يقوم لمحمد وأصحابه شيء إذن الصلة على الميت
! الحاضر ..أحيانا ً انتهى المر
قال :والله إني لرجو أن فل فائدة من اللوم ..
أخدمك بعضهم ..يعين ياسر كان هذا منهجه دائما ً ..
بعضهم ويجيء بهم إليها لما سمع الكفار برسول الله
خدما ً .. rقادما ً بجيشه إلى مكة
ثم قال مفتخرا ً : فاتحا ً ..دخلهم الرعب ..
إن يقبلوا اليوم فما لي علة فأرسل إليهم رسول الله r
هذا سلح كامل وأله من يقول لهم :
وذو غرارين سريع السلة من دخل داره •
ثم خرج من عندها ..إلى موقع وأغلق عليه بابه فهو
"الخندمة" ..حيث اجتمع أصحابه آمن ..
..
ومن دخل المسجد •
فما هو إل أن لقيهم
فعو آمن ..
المسلمون ..يتقدمهم سيف
ومن دخل دار أبي •
الله خالد بن الوليد ..
سفيان فهو آمن ..
فابتدأ القتال ..وصال
فبدأ الناس يفرون من بين
البطال ..
فقتل في لحظة واحدة ..أكثر يديه .. r
من اثني عشر أو ثلثة عشر .. فاجتمع بعض فرسان قريش
من الكفار .. ..وأردوا أن يحاربوا ..فأبى
فلما رأى حماس بن قيس عليهم قومهم ..
ذلك .. فاجتمع نفر منهم في مكان
التفت إلى صفوان وعكرمة .. يقال له الخندمة ..
فإذا هما يفران إلى بيوتهما .. اجتمع صفوان بن أمية ..
فانهزم معهم ..وذهب يعدو إلى وعكرمة بن أبي جهل ..
بيته ..فدخله سريعا ً .. وسهيل بن عمرو ..
وأخذ يصيح بامرأته فزعا ً : وجمعوا ناسا ً معهم بالخندمة
أغلقي علي بابي ..فإنهم ليقاتلوا ..
يقولون من دخل داره وأغلق وكان حماس بن قيس ..
136
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعيشون حالة حرب ..وأن النبي بابه فهو آمن !!..
أمرهم قريشا ً بالبقاء في فقالت :فأين ما كنت تقول
بيوتهم لئل يقتلوا ..فمن كان ؟ أن تهزمهم ..وتخدمني
في غير بيته استحق المقاتلة .. بعضهم !!..
ففهم من قول النبي : rيرفع فقال :
يده من القتل ..أي يقتل كل إنك لو شهدت يوم الخندمة
من وقف أمامه ..حتى يرفع إذ فر صفوان وفر عكرمة
يده بالسيف لنه ل يجد من وأبو يزيد قائم كالمؤتمة
يقتل !!.. واستقبلتهم بالسيوف
فأتى الرجل خالدا ً فصاح به :يا المسلمة
خالد ..إن رسول الله .. rيقول يقطعن كل ساعد وجمجمة
:اقتل من قدرت عليه ! ضربا ً فل يسمع إل غمغمة
فقتل خالد سبعين إنسانا ً .. لهم نهيت خلفنا وهمهمة
فأتي رجل النبي .. rقال :يا لم تنطقي في اللوم أدنى
رسول الله ..هذا خالد يقتل .. كلمة
فعجب النبي .. rكيف يقتل صحيح ..لو رأت امرأته ما
وقد نهاه ..؟! رأى من شدة القتال ..ما
فأرسل إلى خالد ليأتيه .. نطقت في لومه كلمة ..
فأتاه ..فقال " : ألم أنهك وفي موقف آخر ..
عن القتل ؟ " لما دخل النبي .. مكة
فعجب خالد وقال :يا رسول فاتحا ً ..فقد كان يعلم
الله ..جاءني فلن فأمرني أن عظمة البلد الحرام ..فقاتل
أقتل من قدرت عليه .. قتال ً يسيرا ً ..
ثم قال :إن الله حرم هذا
فأرسل النبي rإلى ذاك
البلد يوم خلق السموات
الرجل ..فجاء ورأى خالدا ً ..
ل ليوالرض ..وإنما ح ّ
فقال له " : ألم أقل يرفع
ساعة من نهار " ..
يده من القتل ؟ "
فقيل له :يا رسول الله ..
فأدرك الرجل خطأه ..لكن المر
أنت تنهى عن القتل ..وهذا
انتهى ..فقال :يا رسول الله ..
خالد بن الوليد في كتيبته ..
ت أمرا ً ..وأراد الله أمرا ً .. أرد ّ
يقتل من لقيه من
فكان أمُر الله فوق أمرك ..وما
المشركين ؟
ت إل الذي كان .. استطع ُ
فقال " : rقم يا فلن ..
فسكت عنه النبي rوما ردّ عليه
فأت خالد بن الوليد ..فقل
شيئا ً ..
له :فليرفع يده من القتل
من تأمل في مسيرة الحياة ..
".
وجد هذا المر ظاهرا ً ..
هذا الرجل يعلم أنهم الن
137
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيارات الربع الواقفة أحيانا ً يكون الشخص قد فعل
أمامي .. أحسن ما يستطيع ..
ضحكت ..وقلت ..هاه وماذا ركبت مع أحد الشباب في
فعلت ؟ سيارته ..فإذا قيادته
قال :خففت سرعتي قدر جيدة ..
استطاعتي ..واخترت أرخص وكنت أعلم أنه وقع له حادث
السيارات التي أمامي ..و .. تصادم قبل اسبوع ..
و ..صدمتها .. فسألته :ألحظ أن قيادتك
فكرت فيما قال ..فرأيت أنه ل جيدة ..فلماذا صدمت قبل
يستحق اللوم كثيرا ً ..وذلك أن أسبوع ؟!
الختيارات التي كانت أمامه قال :كان ل بد أن أصدم !!
محدودة .. قلت عجبا ً !!
يعني بعض المشاكل ليس لها قال :نعم ..كان ل بد أن
حل ..شخص أبوه عصبي .. أصدم ..أتدري لماذا ؟
نصحه بجميع الساليب ..ما نفع قلت :لماذا ؟!
..ماذا يفعل ؟ قال :
أقبلت بسيارتي على
لفتة .. جسر ..وكنت مسرعا ً ..
ضع نفسك موضع الملوم وفكر فلما نزلت منه فإذا
من وجهة نظره ..ثم احكم عليه السيارات أمامي متوقفة
.. صفوفا ً ..
ل أدري ما السبب ..حادث
تأكد من الخطأ قبل .39 في المام ..أو نقطة
النصيحة .. تفتيش ..ل أدري ..المهم
كان واضحا ً من نبرة صوته لما أني تفاجات بها ..
اتصل بي ..أنه كن غضبانا ً يكتم كان أمامي أربعة مسارات
غيظه قدر المستطاع .. كلها مليئة بالسيارات ..
ليست هذه هي النبرة التي وكنت مخيرا ً بين أن أنحرف
تعودت عليها من فهد .. عنها كلها وأسقط من فوق
شعرت أن عنده شيئا ً .. الجسر ..أو أمسك فرامل
بدأ كلمه ..متحدثا ً عن الفتن بأقوى ما أستطيع وعندها
وتعرض الناس لها .. ستلعب بي السيارة في
ثم احتدت النبرة ..وجعل يكرر : الطريق ..
أنت داعية ..وطالب علم .. أو الختيار الثالث ..وهو
وأفعالك محسوبة عليك .. أهونها ..
قلت :أبا عبد الله ليتك تدخل قلت :وما هو ؟!
في الموضوع مباشرة .. قال :أن أصدم إحدى
138
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعر ..فأراد rأن ينصحه قال :المحاضرة لتي ألقيتها
ليصلح من هيئته ..لكنه خشي في ..وقلت ..
أن يكون الرجل فقيرا ً أصل ً .. تعجبت ..قلت :متى كان
ليس ذا مال .. ذلك ؟
فقال له :هل لك من مال ؟ قال :قبل ثلثة أسابيع ..
قلت :نعم .. قلت :لم أذهب لتلك
قال :من أي المال ..؟ المنطقة منذ سنة ..
قال :من كل المال ..من قال :بلى ..وتحدثت عن
البل ..والرقيق ..والخيل .. كذا ..
والغنم .. ثم تبين لي أن صاحبي ..
قال :فإذا آتاك الله مال ً ..فلُير بلغته إشاعة فصدقها ..
عليك .. وبنى على أساسها مناصحته
ثم قال :تنتج إبل قومك صحاح ..وموقفه ..وكلمه ..
آذانها ..فتعمد إلى الموسى .. صحيح أنني ل أزال أحبه ..
فتقطع آذانها .. لكن نظرتي إليه قصرت ..
فتقول :هذه بحيرة .. لنني اكتشفت أنه متسرع ..
وتشقها ..أو تشق جلودها .. ومثل ما يقولون ) يطير في
وتقول :هذه صرم ..فتحرمها جة ( !!..الع ّ
عليك وعلى أهلك .. كم هم أولئك الذين يبنون
قال :نعم .. مواقفهم ونظراتهم على
قال :فإن ما أعطاك الله لك إشاعات ..
)(47
حل ..موسى الله أحد .. قليل منهم من يأتيك
وفي عام الوفود ..كان بعض مناصحا ً ..ليكتشف بعدها أنه
الناس يأتي مسلما ً ..ويبايع كان يجري وراء إشاعة ..
النبي .. rوبعضهم يأتي وكثير منهم من تنطبع هذه
كافرا ً ..ويسلم أو يعاهد .. ون الشاعة في قلبه ..ويك ّ
فبينما رسول الله rمع أصحابه على أساسه تصوره عنك ..
وهي كذبة ..
دف .. ص ِيوما ً ..إذ جاء وفد ال ّ
وهم بضعة عشر راكبا ..فأقبلوا أحيانا ً يشاع أن فلنا ً فعل
إلى مجلس النبي .. rفجلسوا و كذا وكذا ..
لم يسلموا .. فلجل أن تحتفظ بقدرك
فسألهم " :أمسلمون أنتم ؟ " عنده ..تأكد من الخبر قبل
قالوا :نعم ..قال " :فهل الكلم عنه ..
سلمتم ؟ " .. وهذا منهج النبي ..
فقاموا قياما ً فقالوا :السلم أتى رجل إلى النبي .. r
فنظر النبي إليه ..
) ( أخرجه الحاكم وصحح إسناده . 47
فإذا رجل رث الهيئة ..مغبر
139
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأثنوا عليه خيرا ً .. عليك أيها النبي ورحمة الله
فقال محمد :أنشدكم بالله .. وبركاته ..
هل تعلمون منه غير ذلك ؟ فقال " :وعليكم السلم ..
قالوا :ل نعلم إل خيرا ً .. اجلسوا " ..فجلسوا ثم
فكرر عليهم السؤال .. سألوه rعن أوقات
عندها قام رجل في آخر الصلوات ..
المسجد ..اسمه أسامة بن وفي عهد عمر .. توسعت
قتادة ..فقال : بلد السلم ..
أما إذ نشدتنا بالله ..فاسمع : فعين عمر سعد بن أبي
إن سعدا ً كان ل يسير بالسوية .. وقاص أميرا ً على الكوفة ..
ول يعدل في القضية .. كان أهل الكوفة حينذاك
فعجب سعد وقال :أنا كذلك ؟ مشاغبين على ولتهم ..
قال الرجل نعم .. أرسل نفر منهم رسالة إلى
فقال سعد :أما والله لدعون الخليفة عمر .. يشتكون
بثلث : إليه من سعد ..
اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا ً .. وذكروا عيوبا ً كثيرة ..حتى
وقد قام رياء وسمعة .. إنهم قالوا :ول يحسن أن
اللهم فـ : يصلي !!
أطل عمره .. • فلما قرأ عمر الكتاب ..لم
وأطل فقره .. • يتسرع باتخاذ قرار ..ول
وعرضه للفتن .. • كتابة نصيحة ..
ثم خرج سعد من المسجد .. وإنما أرسل محمد بن
ومضى إلى لمدينة ومات بعدها مسلمة إلى الكوفة معه
بسنوات .. كتاب إلى سعد ..
أما ذلك الرجل فل زالت دعوة وأمره أن يسير مع سعد
سعد تلحقه .. ويسأل الناس عنه ..
حتى كبرت سنه ..ورق جعل محمد بن مسلمة يصلي
عظمه ..واحدودب ظهره .. مع سعد في المساجد ..
وطال عمره حتى مل من ويسأل الناس عن سعد ..
حياته ..واشتد فقره .. ولم يدع مسجد إل سأل
فكان يجلس وسط الطريق عنه ..ول يذكرون عن سعد
يسأل الناس ..وقد سقط إل معروفا ً ..
حاجباه على عينيه من شدة حتى دخل مسجدا ً لبني عبس
الكبر ..فإذا مرت به النساء مد ..
يده يغمزهن ويتعرض لهن .. فقام محمد بن مسلمة ..
فكان الناس يصيحون به .. وسأل الناس عن أميرهم
ويسبونه ..فيقول : سعد ؟؟
140
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصخور .. وماذا أفعل !! شيخ كبير
فما هو إل أن ابتدأ القتال .. مفتون ..أصابتني دعوة
ودخلت جموع المسلمين في الرجل الصالح سعد بن أبي
الوادي .. وقاص ..
حتى تفجر عليهم الكفار من كل
جانب ..واضطرب الناس .. حديث ..
وجعلت خيل المسلمين ..تلوذ بئس مطية الرجل زعموا ..
خلف ظهورهم ..فلم يلبثوا أن وكفى بالمرء إثما ً أن يحدث
ل من انكشفت خيلهم ..وكان أو ُ بكل ما سمع ..
فّر العراب ..وتسلط الكفار
وظهروا .. اجلدني برفق !! .40
فالتفت رسول الله .. rفإذا ل يعنــي مــا تقــدم مــن كلم
الجموع تفر ..والدماء تسيل .. م اللوم أبدا ً .. عد ُ
والخيل يضرب بعضها في بلى ..فقد تحتاج في أحيــان
بعض .. متكررة أن تلــوم الخريــن ..
فجعل يأمر العباس بأن ينادي : ولدك ..زوجتك ..صديقك ..
يا للمهاجرين يا للنصار ؟ لكن يمكن تــأجيله قليل ً ..أو
فرجعوا حتى ثبت rفي ثمانين استخدام أساليب أخف ..
أو مائة رجل .. دع الملوم يحتفظ بماء وجهه
ثم نصر الله المسلمين .. ..
وانتهى القتال .. بعدما فتح مكة ..وقد
وجمعت الغنائم بين يدي النبي قوي شأنه عند العرب ..
.. وكثر الداخلون في
فإذا الذين فروا من القتال .. السلم ..
وخافوا من الرماح والنبال .. غزا بالناس حنينا ً ..فجاء
هم أول من اجتمع على رسول المشركون بأحسن
الله .. rيريد الغنائم .. صفوف ..فصفت الخيل ..
تعلقت العراب ..برسول الله r ثم صفت المقاتلة ..ثم
يقولون له : صفت النساء من وراء
اقسم علينا فيئنا ..اقسم علينا ذلك ..
فيئنا ..يريدون الغنائم .. ثم صفت الغنم ..ثم
عجبا ً !!..يقسم فيئكم ..متى النعم ..
صار فيؤكم وأنتم لم تقاتلوا .. والمسلمون بشر كثير ..قد
كيف تطلبون من الغنيمة ..وهو بلغوا اثني عشر ألفا ً ..
الذي كان يصرخ بكم لتعودوا وكان المشركون قد سبقوا
وأنتم ل تستجيبون !!.. إلى وادي حنين ..واختبأت
لكنه rلم يكن يدقق على مثل كتائب منهم في جانبيه بين
141
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. فقالت :إليك عني ..وما هذا ..فالدنيا ل تساوي عنده
تبالي أنت بمصيبتي ..؟! شيئا ً ..
فسكت النبي .. وذهب جعلوا يتبعونه ويرددون :
وتركها ..فقد أدى ما عليه .. اقسم علينا فيئنا ..
وأدرك أن المرأة الن في وضع حتى تزاحموا عليه ..
نفسي قد ل يناسب أن يزاد وضيقوا الطريق بين يديه ..
عليها في النصح أكثر مما واضطروه إلى شجرة ..فمّر
سمعت .. من شدة الزحام ملصقا ً
التفت بعض الصحابة إليها لها ..
وقالوا :هذا رسول الله !!.. فتعلق رداؤه بأغصانها ..
فندمت المرأة على ما قالت .. حتى سقط عن منكبيه ..
وقامت تحاول أن تلحق بالنبي وصار بطنه وظهره مكشوفا ً
.. حتى وصلت بيته .. ..
فلم تجد على بابه بوابين .. فلم يغضب ..وإنما التفت
فقالت معتذرة :يا رسول الله .. إليهم وقال ..بكل هدووووء
لم أعرفك ..الن أصبر .. :
فقال إنما الصبر عند الصدمة أيها الناس ..ردوا علي
)(48
الولى .. ردائي ..فوالذي نفسي بيده
لو كان لي عدد شجر
اقتل برفق .. تهامة َ ..نعما ً لقسمته عليكم
إن الله كتب الحسان على كل ..
شيء ..فإذا قتلتم فأحسنوا ثم ل تجدوني بخيل ..ول
القتلة ..وإذا ذبحتم فأحسنوا جبانا ً ..ول كذابا ً ..
الذبح ..وليحد أحدكم شفرته .. نعم ..لنه لو كان بخيل ً
وليرح ذبيحته ..حديث رواه لمسك الموال لنفسه ..
مسلم ولو كان جبانا ً لفّر مع
الفارين ..
فّر من المشاكل !! ِ .41 ولو كان كذابا ً لما نصره رب
أظنه لو أجرى تحليل ً في العالمين ..
مستشفى بدائي لكتشف في مواقفه الرائعة كثيرة ..
جسمه عشرة أنواع من المراض كان يمشي مع بعض
..أهونها الضغط والسكر .. أصحابه ..فمر بامرأة تبكي
كان المسكين يعذب نفسه كثيرا ً عند قبر ..على صبي لها ..
لنه يطالب الناس بالمثالية فقال لها : اتقي الله
التامة ..دائما ً تجده متضايقا ً من واصبري ..
زوجته .. وكانت المرأة باكية
مهمومة ..فلم تعرف النبي
) ( رواه البخاري 48
142
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإل فسوف نتعب كثيرا ً .. كسرت الصحن الجديد ..
ليس الغبي بسيد في قومه .. نسيت كنس الصالة ..
لكن سيد قومه المتغابي أحرقت ثوبي الجديد
وأذكر أن شابا ً متحمسا ً أقبل بالمكواة ..
إلى شيخه يريده أن يساعده في وأولده ..خالد إلى الن لم
اختيار زوجة تكون رفيقة دربه يحفظ جدول الضرب ..
حتى الممات ..فقال الشيخ :ما وسعد ..لم يظفر بتقدير
هي الصفات التي ترغب وجودها ممتاز ..
في زوجتك ؟ وسارة ..وهند ..
فقال :منظرها جميل .. هذا حاله في بيته ..
وقوامها طويل ..وشعرها أما بين زملئه ..فأعظم ..
حرير ..ورائحتها عبير ..لذيذة أبو عبد الله قصدني لما ذكر
الطعام ..عذبة الكلم ..إن قصة البخيل !..
نظرت إليها سرتني ..وإن غبت والبارحة أبو أحمد يعنيني
عنها حفظتني ..ل تخالف لي لما تكلم عن السيارات
أمرا ً ..ول أخشى منها شرا ً .. القديمة ..نعم يقصد
لها دين يرفعها ..وحكمة تنفعها سيارتي ..نعم ..كان ينظر
.. ي ..
إل ّ
وراح يسرد من صفات الكمال إلى آخر مواقف وتفكيرات
المتفرقة في النساء ويجمعها هذا الرجل المسكين ..
في امرأة واحدة .. قديما ً قالوا في المثل :إن
فلما أكثر على الشيخ ..قال أطاعك الزمان وإل فأطعه ..
له :يا ولدي ..عندي طلبك .. أذكر أن أعرابيا ً -من
قال :أين ؟ قال :في الجنة أصدقائي -كان يردد مثل ً
بإذن الله ..أما في الدنيا فعود حفظه من جده ..كان
نفسك التسامح .. يسمعني إياه كثيرا ً إذا بدأت
نعم في الدنيا عود نفسك أتفلسف عليه ببعض
التسامح ..ل تعذب نفسك المعلومات ..فكان يخرج
بالبحث عن مشاكل لثارتها .. زفيرا ً طوييييل ً من صدره ثم
والنقاش حولها .. يقول :ياااا شيخ ..اليد اللي
فيوما ً تصرخ في وجه جليس : ما تقدر تلويها صافحها !!..
أنت تقصدني بكلمك ؟ وإذا تفكرت في هذا وجدته
ويوما ً في وجه ولدك :أنت تريد صحيحا ً ..فنحن إذا لم نعود
أن تحزنني بكسلك ؟ أنفسنا على التسامح
ويوما ً في وجه زوجتك :أنت وتمشية المور ..أو بمعنى
تتعمدين إهمال بيتك ؟ ... آخر التغابي ..وعدم الغراق
وقد كان منهج النبي .. r في التفسيرات والظنون ..
143
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س"
يجد " :ح ّ التسامح عموما ً ..فكان
فاستيقظ كلثوم ..فاضطرب يستمتع بحياته ..
وقال : كان يدخل على أهله
يا رسول الله ..استغفر لي .. أحيانا ً ..في الضحى ..وهو
سْر ..فقال بكل سماحة ِ : جائع ..فيسألهم :هل
سْر ..
ِ عندكم من شيء ..عندكم
سْر ..ولم يعمل قضية .. نعم ِ : طعام ..
لماذا تضايقني ؟ الطريق فيقولون :ل ..
واسع ! ما الذي جاء بك فيقول : إني إذا صائم ..
بجانبي ؟! ل ..لم يتعب نفسه .. ولم يكن يصنع لجل ذلك
ضربة رجل ..وانتهت .. ممشاكل ..ما كان يقول :ل ِ َ
كان هذا أسلوبه دائما ً .. لم تصنعوا طعاما ً ِ ..لم لم
جلس يوما ً بين أصحابه .. تخبروني لشتري ..إني إذا
)(49
فأقبلت إليه امرأة ببردة .. صائم ..وانتهى المر ..
قطعة قماش .. وكان في تعامله مع
فقالت :يا رسول الله ..إني الناس ..يتعامل بكل سماحة
نسجت هذه بيدي ..أكسوكها .. ..
فأخذها النبي .. وكان محتاجا ً قال كلثوم بن الحصين ..
إليها .. كان من خيار الصحابة ..
وقام ودخل بيته ..فلبسها ..ثم قال :غزوت مع رسول الله
خرج إلى أصحابه وهي إزاره .. rغزوة تبوك ..فسرت ذات
فقال رجل من القوم :يا ليلة معه ونحن بوادي
رسول الله ..اكسنيها .. "الخضر" ..
فقال : نعم .. أطالوا المشي ..فجعل
ثم رجع .. فخلعها وطواها .. يغلبه النعاس ..
ولبس إزارا ً قديما ً .. وجعلت ناقته تقترب من
ثم أرسل بها إلى الرجل .. ناقة النبي .. ويستيقظ
فقال الناس للرجل :ما أحسنت فجأة ..فيبعدها ..خوفا ً من
..سألته إياها وقد علمت أنه ل أن يصيب رحل ناقته رجل
يرد سائل ً ؟! النبي ..
فقال الرجل :والله ما سألته .. حتى غلبته عينه في بعض
إل لتكون كفني يوم أموت .. الطريق ..فزاحمت راحلته
فلما مات الرجل ..كفنه أهله راحلة النبي .. وضرب
فيها ).. (50 رحله رجل النبي .. فآلمه
ما أجمل احتواء الناس بهذه ..
التعاملت .. فقال النبي من حر ما
) ( رواه البخاري 50
) ( رواه أبو داود -صحيح 49
144
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسين .. قام يوما ً يؤم أصحابه في
فتقدم إلى موضع صلته .. صلة العشاء ..
فوضعه ..ثم كبر مصليا ً فدخل إلى المسجد
بالناس .. طفلن ..الحسن
فسجد رسول الله سجدة .. والحسين ..ابنا فاطمة ..
أطالها ..حتى خشي عليه فأقبل إلى جدهما رسول
أصحابه أن يكون قد أصابه شيء الله .. وهو يصلي ..
.. فكان إذا سجد ..وثب
ثم رفع من سجوده .. الحسن والحسين على
وبعد انتهاء الصلة ..سأله ظهره ..
أصحابه ..قالوا :يا رسول فإذا أراد أن يرفع
الله ..لقد سجدت في صلتك رأسه ..تناولهما بيديه من
هذه سجدة ما كنت تسجدها !!.. خلفه تناول ً رفيقا ً ..
أشيء أمرت به ؟ أو كان يوحى ووضعهما عن ظهره ..
إليك ؟ فجلسا جانبا ً ..
فقال : كل ذلك لم يكن .. فإذا عاد لسجوده ..عادا
ولكن ابني ارتحلني ..فكرهت فوثبا على ظهره ..
أن أعجله ..حتى يقضي حتى قضى صلته ..
حاجته .. (52) .. فأخذهما بكل رفق ..
ودخل يوما ً على أم هانئ بنت وأقعدهما على فخذيه ..
أبي طالب .. وكان جائعا ً .. فقام أبو هريرة ..
فقال :هل عندك من طعام فقال :يا رسول الله ..
نأكله ؟ دهما ..؟ يعني أعيدهما أر ّ
فقالت :ليس عندي إل كسر لمهما ..؟
يابسة ..وإني لستحي أن فلم يعجل عليهما ..
أقدمها إليك .. ثم لبث قليل ً ..فبرقت برقة
فقال :هلمي بهن .. من السماء ..
فأتته بهن ..فكسرهن في فقال لهما : الحقا بأمكما
ماء ..وجاءت بملح فذرته ..فقاما فدخل على أمهما ..
عليه .. )(51
147
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليه الخبر .. بين يدي بلل ..ثم جعل
وحكى كيف أعرض عن أبي بكر يقرب من الرض حتى وضع
ولم يقبل اعتذاره .. خده على التراب وقال :يا
فغضب رسول الله .. بلل ..طأ برجلك على
)(58
فلما رأى أبو بكر غضبه ..جعل خدي ..
يقول :والله يا رسول الله .. هكذا كان الصحابة في
لنا كنت أظلم ..أنا كنت حرصهم على إطفاء نار
أظلم .. العداوة قبل اشتعالها ..فإن
وجعل يدافع عن عمر ويعتذر اشتعلت منعوها من
له .. المتداد ..
فقال : هل أنتم تاركون لي وقعت بين أبي بكر وعمر
صاحبي ؟ هل أنتم تاركون لي محاورة ..فأغضب أبو بكر
صاحبي ؟ إني قلت :يأيها عمَر ..
الناس إني رسول الله إليكم ً
فانصرف عنه عمُر مغضبا ..
جميعا ً ..فقلتم :كذبت ..وقال فلما رأى أبو بكر ذلك ..
أبو بكر :صدقت ).. (59 ندم ..وخشي أن يتطور
وانتبه أن تكون ممن يصلح المر ..
الناس ويفسد نفسه ..يدور بها فانطلق يتبع عمر ..
كما يدور الحمار في الرحى .. ويقول :استغفر لي يا
فإذا كنت في موضع توجيه أو عمر ..
اقتداء ..كمدرس مع طلبه .. وعمر ل يلتفت إليه ..وأبو
وأب مع أولده ..أو أم ..وكذلك بكر يعتذر ..ويمشي وراءه
الزوجان مع بعضهما .. حتى وصل عمر إلى بيته ..
وزع عمر ثيابا ً على الناس .. وأغلق بابه في وجهه ..
فنال كل واحد قطعة قماش فمضى أبو بكر إلى رسول
تكفيه إزارا ً أو رداءً .. الله ..
ثم قام يخطب الناس يوم فلما رآه النبي مقبل ً من
الجمعة .. بعيد ..رآه متغيرا ً ..فقال :
فقال في أول خطبته :إن الله أما صاحبكم هذا فقد غامر ..
كتب لي عليكم السمع جلس أبو بكر ساكتا ً ..
والطاعة .. فلم تمض لحظات ..حتى
فقام رجل من القوم وقال :ل ندم عمر على ما كان منه ..
سمع لك ول طاعة .. وكانت قلوبهم بيضاء ..
فقال عمر :لمه ؟ فأقبل إلى مجلس رسول
ً
قال :لنك قسمت علينا ثوبا .. الله .. فسلم وجلس
ثوبا ً ..وأنت تلبس ثوبين بجانب النبي .. وقص
) ( البخاري 59 ) ( رواه مسلم مختصرا ً 58
148
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو ل أتأخر ..ليس شغلك .. جديدين ..
ي ..ليس لك دخل ف ّ أي إزارك ورداؤك ..كلهما
فبالله عليك قل لي :كيف نلحظ أنه جديد ..
تريدها أن تقبل منه نصحا ً بعد فقال عمر :قم يا عبد الله
ذلك !! بن عمر ..فقام ..فقال :
وأخيرا ً .. ألست دفعت لي ثوبك
الذكي ..هو الذي يسد الفتحات لخطب به ..؟
في جداره حتى ل يستطيع قال :نعم ..
الناس أن يسترقوا النظر .. فقعد الرجل وقال :الن
بمعنى :أن ل تفتح مجال ً لشك نسمع ونطيع ..وانتهت
الناس فيك .. المشكلة ..
أذكر أن إحدى الجمعيات الدعوية ي ..أناعزيزي ل تعجل عل ّ
استدعت مجموعة من الدعاة معك أن أسلوب الرجل لما
لعقد محاضرات في ألبانيا .. اعترض على عمر ..غير
كان رئيس المراكز الدعوية في مناسب ..لكن العجب هو
ألبانيا حاضرا ً الجتماع .. من قدرة عمر على استيعاب
نظرنا إليه ..فإذا ليس في خديه الموقف ..وإطفاء النار ..
شعرة واحدة .. وأخيرا ً ..إذا أردت أن يقبل
فنظر بعضنا إلى بعض الناس منك ملحظتك ..
مستغربا ً !!..فقد جرت العادة ونصحك ..أيا ً كانوا ..
أن يكون الداعية ملتزما ً بهدي زوجة ..ولدا ً ..أختا ً ..
رسول الله معفيا ً لحيته .. فكن أنت متقبل ً للنصح
ولو بعضها ..فكيف برئيس أصل ً ..غير متكبر عنه ..
الدعاة ؟! كان كثيرا ً ما يقول لها :
فلما ابتدأ الجتماع قال لنا اعتن بأولدك أكثر ..اطبخي
ضاحكا ً :يا جماعة ..أنا أمرد .. جيدا ً ..إلى متى أقول :
أصل ً ل ينبت لي لحية ..ل رتبي غرفة النوم ..
تعملوا لي محاضرة إذا انتهينا .. وكانت تردد دائما ً بكل أريحية
تبسمنا وشكرناه .. :أبشر ..إن شاء الله ..
وإن شئت فارحل معي إلى أمرك ..
المدينة ..وانظر إلى رسول الله قالت له يوما ً – ناصحة : -
وقد كان معتكفا ً في مسجده الولد في أيام اختبارات
في ليالي رمضان .. ويحتاجون وجودك بينهم ..
فأقبلت إليه زوجه صفية بنت فل تتأخر إذا خرجت
حيي زائرة .. لصحابك ..فما كاد يسمع
فمكثت عنده قليل ً .. منها ذلك حتى صاح بها :
ثم قامت لتعود لبيتها .. لست متفرغا ً لهم ..أتأخر
149
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتجّرأ أحد على مثل فعله ..أو فلم يشأ النبي أن تعود
يتعودوا على مثل هذا الخطأ .. في ظلمة الليل وحدها ..
خرج مع أصحابه في غزوة فقام معها ليوصلها ..
بني المصطلق .. فمشى معها في الطريق ..
وأثناء رجوعهم ..نزلوا فمر به رجلن من النصار ..
يستريحون .. فلما رأيا النبي والمرأة
فأرسل المهاجرون غلما ً لهم معه ..أسرعا ..
اسمه :جهجاه بن مسعود .. فقال لهما :على
ليستقي لهم من البئر ماءً .. رسلكما إنها صفية بنت حيي
وأرسل النصار غلما ً لهم اسمه ..
:سنان بن وبر الجهني .. فقال :سبحان الله يا رسول
ليستقي لهم أيضا ً .. الله ..أي :أُيعقل أن نشك
فازدحم الغلمان على الماء .. فيك أن يكون معك امرأة
فكسع أحدهما صاحبه ..أي أجنبية عنك !!..
ضربه على مؤخرته .. فقال : إن الشيطان
فصرخ الجهني :يااااا معشر يجري من النسان مجرى
النصار .. الدم ..وإني خشيت أن
وصرخ جهجاه :يااااا معشر يقذف في قلوبكما شرا ً ..
المهاجرين .. أو قال شيئا ً .. (60) ..
فثار النصار ..وثار
المهاجرون .. شجاعة ..
واشتد الخلف ..والقوم ليست الشجاعة أن تصر
قادمون من حرب ..ول يزالون على خطئك ..وإنما أن
بسلحهم !! تعترف به ..ول تكرره مرة
فانطلق .. حتى اطفأ ما أخرى ..
بينهم ..
فتحركت الفاعي .. مفاتيح الخطاء! .43
غضب عبد الله بن أبي بن التعامل مع الخطاء فن ..
سلول ..وعنده رهط من قومه فلكل باب مفتاح ..وللقلوب
النصار .. دروب ..
فقال :أوقد فعلوها!! قد إذا وقع أحد في خطأ كبير ..
نافرونا ..وكاثرونا في بلدنا .. وانتشر خبره في الناس ..
دنا وجلبيب قريش والله ما أع ّ وبدأ الناس يترقبون ماذا
هذه ..إل كما قال الول : تفعل فأشغلهم بشيء ..
وع من كلبك يأكلك ..وج ّ سـ ّ
َ حتى يكون عندك وقت
كلبك يتبعك !! لدراسة المر ..حتى ل
ثم قال الخبيث :أما والله لئن
) ( متفق عليه 60
150
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والناس بسلحهم ..والنفوس رجعنا الى المدينة ..
مشحونة ..وليس من المناسب ل ..ليخرجن العّز منها الذ ّ
إثارتهم أكثر .. ثم أقبل على من حضره من
فقال : فكيف يا عمر اذا قومه فقال :هذا ما فعلتم
تحدث الناس أن محمدا ً يقتل بأنفسكم ..أحللتموهم
أصحابه ؟! بلدكم ..وقاسمتموهم
ل يا عمر ..ولكن آذن الناس أموالكم ..أما والله لو
بالرحيل .. أمسكتم عنهم ما بأيديكم ..
و
وكان الناس قد نزلوا للت ّ لتحولوا إلى غير داركم ..
واستظلوا ..فكيف يأمرهم وجعل الخبيث يهدد
بالرحيل ..في شدة الحر ويتوعد ..والذين عنده من
والشمس .. أنصاره المنافقين ..يؤيدونه
ولم تكن عادته أن يرتحل في ويشجعونه ..
شدة الحر .. كان من بين الجالسين غلم
ارتحل الناس .. صغير ..اسمه زيد ابن
وبلغ عبد الله بن سلول أن أرقم ..
رسول الله .. أخبره زيد بن فمضى إلى رسول الله
أرقم بما سمع منه .. فأخبره الخبر ..
فأقبل ابن سلول إلى رسول وكان عمر بن الخطاب
الله .. وجعل يحلف بالله .. جالسا ً عند النبي ..
ما قلت ..ول تكلمت به ..كذب فثار ..كيف يجرؤ هذا
ي الغلم ..عل ّ المنافق على رسول الله
ً
وكان ابن سلول رئيسا في بهذا السلوب القبيح ..
قومه ..شريفا عظيما .. ورأى عمر أن قتل الفعى
فقال النصار :يا رسول الله .. أولى من قطع ذيلها ..ورأى
م في وه َعسى أن يكون الغلم أ ْ أن قتل ابن سلول ..يقضي
حديثه ..ولم يحفظ ما قال على الفتنة في مهدها ..
الرجل .. ولكن أن يقتله رجل من
وجعلوا يدافعون عن ابن قومه النصار ..أسلم من
سلول .. أن يقتله رجل من
فأقبل سيد من سادة النصار .. المهاجرين ..
أسيد بن حضير ..فحياه بتحية ففقال عمر :يا رسول
النبوة وسلم عليه ..وقال : الله ..
يا رسول الله ..والله لقد رحت من مر به عباد ابن بشر
في ساعة منكرة ..ما كنت تروح النصاري فليقتله ..
في مثلها !! لكن رسول الله كان أحكم ..
فالتفت إليه وقال :أو ما فهم قادمون من حرب ..
151
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن المشكلة ..وعن النقاش بلغك ما قال صاحبكم ؟
فيها ..لنهم يزيدون أوارها .. قال :أي صاحب يا رسول
ويشعلون الفتنة بين المهاجرين الله ؟
والنصار .. قال :عبد الله بن أبي ..
وصار الناس يترقبون متى قال :وما قال ؟
ينزلون حتى يجتمع بعضهم إلى قال :زعم أنه ان رجع الى
بعض ويتحدثوا في المر .. المدينة أخرج العّز منها
فمشى بالناس يومهم ذلك الذ ّ
ل ..
والشمس فوقهم ..ومشى فثار أسيد وقال :فأنت
ومشى حتى غابت الشمس .. والله يا رسول الله تخرجه
فظن الناس أنهم سينزلون إن شئت ..هو والله
للصلة ويرتاحون ..فلم ينزل الذليل ..وأنت العزيز ..
إل دقائق معدودات ..صلوا ثم ثم قال أسيد مخففا ً على
أمرهم فارتحلوا ..وواصل رسول الله :
المشي ليلتهم حتى أصبح .. يا رسول الله ..ارفق ..لقد
ثم نزل فصلى الفجر ..ثم جاءنا الله بك وإن قومه
أمرهم فارتحلوا .. لينظمون له الخرز
ومشوا صباحهم حتى تعبوا .. ليتوجوه ..فإنه ليرى أنك قد
وآذتهم الشمس .. استلبته ملكا ً ..
فلما شعر أن الرهاق والتعب فسكت النبي .. ومضى
سيطر عليهم ..فليس فيهم براحلته ..والناس منهم من
جهد للكلم .. يجمع متاعه ..ومنهم من
أمرهم فنزلوا ..فما كادت يرحل راحلته ..
أجسادهم تمس الرض ..حتى وجعلت الحادثة تنتشر ..
وقعوا نياما .. وصارت أحاديث الجيش .. :
وإنما فعل ذلك ليشغل الناس لماذا ارتحلنا في هذا
عما حدث .. الوقت ..ماذا قال ؟ كيف
ثم أيقظهم ..وارتحل بهم .. تعامل معه ؟ صدق ابن
وواصل حتى دخل المدينة .. سلول ..ل بل كذب ..
وتفرق الناس في بيوتهم عند وبدأت الشائعات تزيد ..
أهليهم .. قص .. والكلم يزاد فيه وُين َ
وأنزل الله تعالى سورة واضطرب الجيش ..وهم
المنافقين : في طريقهم من قتال ..
قوا ف ُ ن َل ُتن ِ قوُلو َ ن يَ ُ ذي َ م ال ّ ِه ُ) ُ ويمرون بقبائل أعداء
حّتى ه َ ل الل ّ ِ سو ِ عندَ َر ُ ن ِ م ْ عَلى َ َ يتربصون بهم ..
توا ِما َ س َ ن ال ّ خَزائ ِ ُ ه َ ول ِل ّ ِضوا َ ف ّ َين َ فشعر أن الجيش بدأ
ن َل ْ َ
قي َ ف ِ
مَنا ِ ن ال ْ ُول َك ِ ّ ض َ والْر ِ َ ينقسم ..فأراد أن يشغلهم
152
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الدنى إلى العلى ..فل ن ل َِئن قوُلو َ ن * يَ ُ هو َ ق ُ ف َ يَ ْ
يجوز أن يقال إن الله يشفع عند ن ج ّ ر َ خ ِة ل َي ُ ْ دين َ ِ م ِعَنا إ َِلى ال ْ َ ج ْ ّر َ
خلقه ..بل يأمرهم جل جلله .. ة
عّز ُ ه ال ْ ِ ول ِل ّ ِ َ
ها اْلذَ ّ َ
اْل َ
ل َ من ْ َعّز ِ
لنه أعلى وأرفع .. ن ول َك ِ ّ ن َ مِني َ ؤ ِ م ْول ِل ْ ُ
ه َ سول ِ ِ ول َِر ُ َ
فقال : ويحك !! أتدري ما ن ( .. مو َ عل َُ ن ل يَ ْ َ قي َ ف ِمَنا ِ ال ُ ْ
تقول ؟!! فقرأها رسول الله .. ثم
ثم جعل يقدس الله .. أخذ بأذن الغلم زيد بن أرقم
ويردد ..سبحااان الله .. ..وقال :هذا الذي أوفى
سبحااان الله .. لله بأذنه ..
عرف ذلك فما زال يسبح حتى ُ وبدأ الناس يسبون ابن
في وجوه أصحابه .. سلول ..ويلومونه ..
ثم قال : فالتفت إلى عمر وقال :
ع بالله سَتشف ُ ويحك !! إنه ل ي ُ ْ أرأيت يا عمر ..لو قتلته يوم
ن الله على أحد من خلقه ..شأ ُ ذكرت ذلك ..لرعدت له
أعظم من ذلك .. أنوف لو أمرتها اليوم بقتله
ويحك !! أتدري ما الله ؟! إن لقتلته ..
عرشه على سماواته لهكذا .. ثم سكت عنه .. فلم
وقال بأصابعه مثل القبة عليه .. يتعرض له بشيء ..
وإنه ليئط به أطيط الرحل وأحيانا ً إذا وقع الخطأ أمام
بالراكب .. (61) .. الناس قد تحتاج أن تنكر
ولكن إذا وقع الخطأ من عليه بأسلوب مناسب ..وإن
الشخص لوحده قد يكون هناك كان أمام الناس ..
شيء من اللين .. بينما رسول الله جالسا ً
أتى رسول الله rإلى بيت يوما ً مع أصحابه ..وكانوا
عائشة tفي ليلتها .. في أيام قحط ..واحتباس
فوضع نعليه من رجليه ..ووضع مطر ..وقلة زرع ..
رداءه ..واضطجع على إذ أتاه أعرابي فقال :
فراشه .. يا رسول الله جهدت النفس
فلبث كذلك ..حتى ظن أن ..وضاعت العيال ..ونهكت
عائشة قد رقدت .. الموال ..وهلكت النعام ..
فقام من على فراشه ..ولبس فاستسق الله لنا ..فإنا
رداءه ونعليه ..رويدا ً .. نستشفع بك على الله ..
ثم فتح الباب رويدا ً ..وخرج .. ونستشفع بالله عليك ..
وأغلقه رويدا ً .. فتغير رسول الله .. لما
فلما رأت عائشة ذلك ..دخلتها سمعه يقول نستشفع بالله
عليك ..
فالشفاعة والواسطة تكون
) ( رواه أبو داود 61
153
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاضطجعت عليه ..كهيئة غْيرةُ النساء ..وخشيت أنه َ
فسها يتردد في النائمة ..ون َ ذهب إلى بعض نسائه ..
صدرها .. فقامت ..ولبست درعها ..
فدخل rالبيت ..فسمع صوت وخمارها ..وانطلقت في
فسها ..فقال : نَ َ إثره ..تمشي وراءه ..دون
مالك يا عائش ..حشيا ً رابية .. أن يشعر بها ..
قالت :ل شيء .. فانطلق .. rيمشي في
قال :لتخبرني ..أو ليخبرني ظلمة الليل ..حتى جاء
اللطيف الخبير .. مقبرة البقيع ..
فأخبرته بالخبر ..وأنها غارت فوقف عندها ..ينظر إلى
عليه ..فانطلقت تنظر أين قبور أصحابه ..الذين عاشوا
يذهب .. عابدين ..وماتوا مجاهدين ..
تفقال : rأنت الذي رأي ُ واجتمعوا تحت الثرى ..
أمامي ؟ ليرضى عنهم من يعلم السّر
قالت :نعم .. وأخفى ..
فدفعها في صدرها ..دفعة .. أخذ rينظر إلى قبورهم ..
ثم قال : ويتذكر أحوالهم ..
أظننت أن يحيف الله عليك ثم رفع يديه فدعا لهم ..ثم
ورسوله .. أخذ ينظر إلى القبور ..ثم
فقالت عائشة :مهما يكتم ِ رفع يديه ثانية فدعا لهم ..
س ..يعلمه الله عز وجل ..؟ النا ُ ثم لبث مليا ً ..ثم رفعها
قال :نعم ..ثم قال rمبينا ً لها فاستغفر لهم ..
خبر خروجه : وأطال القيام ..وعائشة
إن جبريل عليه السلم ..أتاني تنظر إليه من بعيد ..
حين رأيت ..ولم يكن يدخل ثم التفت rوراءه راجعا ً ..
عليك وقد وضعت ثيابك .. فلما رأت ذلك عائشة ..
فناداني ..فأخفى منك فأجبته انحرفت إلى ورائها راجعة ..
وأخفيته منك ..وظننت أنك قد خشية أن يشعر بها ..
رقدت ..فكرهت أن أوقظك .. فأسرع rمشيه ..فأسرعت
وخشيت أن تستوحشي .. عائشة ..
فأمرني أن آتي أهل البقيع ت ..فهرول ..فهرول ْ
فأستغفَر لهم .. (62) .. فأحضَر – أي جرى مسرعا ً -
نعم ..كان .. rسهل ً لـّينا ً ل ت وجرت .. فأحضر ْ
يكبر الخطاء .. حتى سبقته إلى البيت
بل كان يرددها في الناس فدخلت ..
ونزعت درعها وخمارها ..
) ( رواه النسائي بسند جيد 62 وأقبلت إلى فراشها
154
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أردت أن تنصح .. ويقول :
من الساليب أن تدخل عليهم كما عند مسلم :ل يفرك
وتنصحهم بكلمتين ..وتخرج .. مؤمن مؤمنة ..إن كره منها
لكن نتيجة ذلك قد ل تكون خلقا ً ..رضي منها آخر ..
ناجحة كثيرا ً .. أي ل يبغضها بغضا ً تاما ً ..
فما رأيك أن تفكك الحزمة .. ع
لجل خلق عندها ..أو طب ٍ
وتكسر كل عود على حدة .. يلزمها ..
كيف ؟! بل يغفر سيئتها لحسنتها ..
إذا تفرقوا اجلس مع من تظنه فإذا رأى خطأها تذكر
أعقلهم ..وقل :يا فلن .. صوابها ..وإذا شاهد سوءها
بلغني أنكم ستسافرون ..وأنت تذكر حسنها ..
أعقلهم ..وتعلم أن هذا البلد ل ويتغاضى عما يكرهه من
يسلم المسافر إليه من البليا خلقها ..وما ل يرضاه من
والفتن ..وقد يعود مريضا ً أو تعاملها ..
مبتلى ..فما رأيك أن تكسب إضاءة ..
أجرهم ..وتقترح عليهم أن ليس اللوم على من ل يقبل
يسافروا إلى بلد آخر .. النصيحة ..وإنما على من
تستمتعون فيه بالنهار يقدمها بأسلوب غير مناسب
والبحار ..واللعب والنس ..من ..
غير معصية ..
ل شك أنه إذا سمع منك هذا كك الحزمة !!.. فـ ّ
َ .44
الكلم بالسلوب الحسن .. إذا كان الخطأ واقعا ً من
سيقل حماسه إلى النصف .. مجموعة ..فالصل أن
اذهب إلى آخر ..وقل له مثل تنصحهم وهم مجتمعون ..
ذلك .. ولكن قد تحتاج أحيانا ً أن
ثم قل للثالث مثله .. تفكك الحزمة ..أعني ..أن
دون أن يشعر كل منهم بحديثك تكلم كل واحد علىا حدة ..
لصاحبه .. وتنصحه .
جع
فتجد أنهم إذا اجتمعوا ..وتش ّ مثال :مررت بمجلس
أحدهم واقترح تغيير البلد .. منزلكم ..وسمعت أخاك
وجد من يعاونه .. يتحدث مع أصدقائه – وكانوا
أو لو اكتشفت يوما ً أن أولدك ضيوفا ً عنده – ويخططون أن
يجتمعون في غرفة أحدهم .. يسافروا إلى بلد كذا ..وهذا
وينظرون إلى شريط فيديو البلد ل يسلم من يذهب إليه
خليع ..أو مقاطع ) بلوتوث ( غالبا ً من التعرض للمحرمات
فيها صور خليعة ..أو نحو الكبار ..كالزنا وشرب الخمر
ذلك .. ..
155
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منها إل عبارة :باسمك اللهم !! فقد يكون من المناسب أن
فعجب أبو طالب وقال :أربك تنصح كل ً منهم على حدة ..
أخبرك بهذا ؟ قال :نعم .. لكيل تأخذهم العزة بالثم ..
قال :فوالله ما يدخل عليك أحد هل لهذا شاهد من السيرة ؟
..حتى أخبر قريشا ً بذلك .. نعم ..
ثم خرج إلى قريش فقال : لما اشتد الخلف بين رسول
يا معشر قريش ..إن ابن أخي الله rوبين قريش ..
قد أخبرني بكذا وكذا .. اجتمعت قريش وقاطعت
م صحيفتكم .. فهل ّ النبي وجميع أقاربه من بني
فإن كانت كما قال فانتهوا عن هاشم ..وكتبت صحيفة أن
قطيعتنا وانزلوا عنها .. بني هاشم ل ُيشترى
وإن كان كاذبا ً ..دفعت إليكم منهم ..ول ُيباع عليهم ..
ابن أخي فافعلوا به ما شئتم .. وج وجون ..ول ُيتز ّ ول ُيز ّ
فقال القوم :قد رضينا .. منهم ..
فتعاقدوا على ذلك .. حبس النبي مع أصحابه و ُ
ثم نظروا فإذا هي كما قال في واٍد غير ذي زرع ..
رسول الله .. rفزادهم ذلك واشتدت الكربة على
شرا ً .. الصحابة حتى أكلوا الشجر ..
وظل بنو هاشم وبنو المطلب بل مضى أحدهم يوما ً
في واديهم ..حتى كادوا أن ليبول ..فسمع صوتا ً تحته ..
يهلكوا .. فنظر فإذا قطعة من جلد
وكان من كفار قريش رجال بعير ..فأخذها ..وغسلها
رحماء .. وشواها بالنار ..ثم
منهم :هشام بن عمرو ..وكان فّتـَتـتها ..وخلطها بالماء ..
ذا شرف في قومه .. ون بها ثلثة وجعل يتم ّ
فكان يأتي بالبعير قد حمله أيام !!
طعاما ً ..وبنو هاشم وبنو ً
فقال يوما لعمه أبي
المطلب في الشعب ليل ً .. طالب – وكان محبوسا ً معهم
حتى إذا بلغ به فم الشعب .. في الشعب : -
خلع خطامه من رأسه ثم ضرب يا عم إن الله قد سلط
على جنبه فدخل الشعب ال ََرضة على صحيفة
عليهم .. قريش ..فلم تدع فيها اسما ً
ومضت اليام ورأى هشام ..أنه هو لله إل أثبتته فيها ..
ل طاقة له بإطعامهم كل ليلة .. ونفت منها الظلم والقطيعة
وهم كثير .. والبهتان ..
فقرر أن يسعى لنقض الصحيفة أي إن دابة الرضة أكلت
الظالمة ..ولكن أنى له ذلك صحيفة قريشس فلم يبق
156
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنما أنا رجل واحد .. وقريش قد أجمعت عليها ..
ً
قال :وجدت لك ثانيا .. فاتبع أسلوب تفكيك
قال :من ؟ قال :أنا .. الحزمة ..
قال :أبغنا ثالثا ً . مشى إلى زهير بن أبي أمية
قال :قد فعلت ..قال :من ..وكانت أمه عاتكة بنت عبد
هو ؟ المطلب ..
قال :زهير بن أبي أمية .. فقال :يا زهير أرضيت أن
قال :أبغنا رابعا ً .. تأكل الطعام وتلبس الثياب
قال :فاكتم عني .. وتنكح النساء ..وأخوالك
فذهب إلى أبي البختري بن حيث علمت ؟ ل يباع لهم ول
هشام ..فقال له ما قال كحون ول يبتاع منهم ..ول ي ُن َ ّ
لصاحبيه .. ح إليهم ؟! ُينك ُ
فتحمس لذلك ..وقال :وهل أما إني أحلف بالله لو كانوا
تجد أحدا يعين على هذا ؟ أخوال أبي الحكم بن
قال :نعم .. هشام - ..يعني أبا جهل ..
قال :من هو ؟ وكان أشدهم عداوة
قال :زهير بن أبي أمية للمؤمنين وتعصبا ً
والمطعم بن عدي وأنا معك .. للمقاطعة – ..ما تركهم
قال :أبغنا خامسا ً .. على هذا لحال ..
فذهب هشام إلى زمعة بن قال :ويحك يا هشام ..
السود ..فكلمه وذكر له فماذا أصنع ؟
قرابتهم وحقهم .. إنما أنا رجل واحد والله لو
فقال له :وهل على هذا المر كان معي رجل آخر لقمت
الذي تدعوني إليه من أحد ؟ في نقضها ..
قال :نعم ..فلن وفلن .. قال :قد وجدت رجل ً ..
فاتفقوا جميعا ً على هذا الرأي .. قال :من هو ؟
وتوعدوا عند "حطم الحجون " قال :أنا ..
ليل ً بأعلى مكة ..فاجتمعوا قال زهير :أبغنا ثالثا ً ..
هنالك .. قال هشام :فاكتم عني ..
وأجمعوا أمرهم وتعاقدوا على فذهب إلى المطعم بن عدي
القيام في الصحيفة حتى ..وكان رجل ً عاقل ً ..فقال
ينقضوها .. له :يا مطعم ..أرضيت أن
وقال زهير :أنا أبدؤكم فأكون يهلك بطنان من بني عبد
أول من يتكلم ..ثم تقموا أنتم مناف ..وأنت شاهد على
فتتكلمون .. ذلك ..موافق لقريش
فلما أصبحوا غدوا إلى فيه ؟!
مجالسهم حول الكعبة ..حيث قال :ويحك فماذا أصنع ؟
157
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى الكعبة ..وتوجه إلى يجتمع الناس ويتبايعون ..
الصحفية ليشقها ..فوجد دابة وغدا زهير بن أبي أمية عليه
الرضة قد أكلتها ..إل باسمك حلة ..
اللهم .. فطاف بالبيت سبعا ً ..ثم
أقبل على الناس وصرخ :
كن ذكيا ً .. ياااا أهل مكة أنأكل
الطبيب الحاذق يتلمس أول ً الطعام ..؟ ونلبس الثياب ..؟
بأصابعه ..فيختار الموضع وبنو هاشم هلكي !! ل يباع
المناسب قبل غرز البرة .. لهم ول يبتاع منهم ..والله
ل أقعد حتى تشق هذه
جلد الذات !! .45 الصحيفة القاطعة
من الذكريات .. الظالمة ..
أنا خرجنا مرة للبر ..وكان معنا فصرخ أبو جهل ..وكان في
أبو خالد ..صديق لنا نظره مجلس مع أصحابه ..قال :
ضعيف جدا ً .. كذبت ..والله ل تشق ..
كنا نخدمه ..نقرب إليه الماء .. فقام زمعة بن السود
التمر ..القهوة ..وهو يردد :ل وصرخ :بل أنت والله
بد أن أساعدكم ..أريد أن أكذب ..ما رضينا كتابتها
أشتغل معكم ..كلفوني بأي حين كتبت ..
عمل .. فالتفت إليه أبو جهل ليرد
ونحن ننهاه عن ذلك .. عليه ..ففاجأه البخترى
ذبحنا شاة معنا ..وقطعناها قائما ً يقول :صدق زمعة ..
ووضعناها في القدر ..تمهيدا ً ل نرضى ما كتب فيها ول
لطبخها ..ولم نشعل النار بعد .. نقر به ..
وانشغلنا بنصب الخيمة .. فالتفت أبو جهل إلى
وترتيب الغراض .. البخنري ..
تحركت الشهامة في أبي خالد – فإذا بالمطعم بن عدى يصرخ
ويا ليتها لم تفعل -فقام وتوجه :صدقتما وكذب من قال
إلى القدر ..فرأى اللحم .. غير ذلك ..نبرأ إلى الله
فأدرك أن أول شيء سنفعله هو منها ومما كتب فيها ..
أن نصب الماء على اللحم .. وقام هشام بن عمرو وقال
فتوجه إلى الغراض في مثل قولهم ..
السيارة ..وجعل يتلمس فتحير أبو جهل ..وسكت
الغراض ..مولد كهرباء .. ضي ق ِهنية ثم قال :هذا أمر ُ
أسلك ..مصابيح ..أربع بليل ..تشوور فيه بغير هذا
مطارات بلستيك فيها ماء .. المكان ..
وبنزين ..وأغراض أخرى .. ثم انطلق المطعم بن عدي
158
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيارة حتى قفزت السيارة فالتقط أقرب مطارة إليه ..
إلى المام وصكت ركبتي طارق وأقبل بها مبتهجا ً إلى
بين صدامي السيارتين ..ووقع القدر ..وأفرغ نصفها فيه ..
على الرض مصابا ً .. لمحه أحدنا ..فصرخ به ..
وصاحبنا في السيارة يردد : ل ..ل ..أبو خالد ..
أشغل مرة ثانية ؟!! وهو يردد :خلوني أشتغل ..
أبعدنا السيارتين ..وساعدنا خلوني ..
طارق على المشي ..كان يعرج ً
فسحبنا المطارة منه فورا ..
ويتألم من ركبتيه بشدة .. وغرقنا في الضحك الذي
لكنه أعجبني أنه لم يزد ألمه يغالبه البكاء ..
ب ..أو توبيخ ..بل بصراخ أو س ّ لننا اكتشفنا أنها مطارة
ابتسم وأظهر الرضى .. البنزين ..وليست مطارة
وما فائدة الصراخ ؟ والمر قد الماء !!..
انتهى ..وصاحبنا أدرك خطأه .. وتغدينا على خبز وشاي ..
إذا أردت أن تستمتع بحياتك .. لم تفسد الرحلة ..بل كانت
فاعمل بهذه القاعدة : من أمتع الرحلت ..
ل تهتم بصغائر المور .. ولماذا نعذب أنفسنا بأمر قد
نحن أحيانا ً نعذب أنفسنا .. انتهى ..
ونجلدها .. وأذكر أيضا ً :
ونضيق ونتألم ..واللم ل يحل لما كنت في الثانوية خرجت
المشكلة .. مع بعض الزملء في رحلة ..
افرض أنك دخلت إلى حفل تعطلت بطارية إحدى
عرس ..وقد لبست ثوبا ً حسنا ..
ً السيارات ..
ووضعت فوق رأسك غترة أقبلنا بسيارة أخرى
وعقال ً ..حتى صرت أجمل من وأوقفاناها أمامها لنوصل
العريس !! ببطاريتها البطارية
وبدأت تصافح الناس واحدا ً المتعطلة ..
واحدا ً ..وفجأة أقبل طفل من أقبل طارق ووقف بين
ورائك ..وتعلق بطرف غترتك .. السيارتين ..وشبك السلك
وسحبها فسقطت الغترة في بطارية السيارة
والعقال ..والطاقية ..وصار الولى ..ثم شبكها في
شكلك مضحكا ً .. البطارية المتعطلة ..ثم
كيف تتصرف؟ أشار لحد الشباب ..شغل
كثير منا يتعامل مع هذه السيارة ..
المشكلة بأسلوب هو ليس حل ً ركب صاحبنا ..وكان ناقل
لها .. الحركة ) القير ( على رقم
يركض وراء الصغير ..يصرخ .. واحد ..فما إن شغل
159
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيارة وأنت خارج من البيت .. يسب ..يلعن ..
ورشت عليك من ماء كان والنتيجة :أنه حقق ما كان
مجتمعا ً على الرض ..هل يريده الطفل من جذب انتباه
ستعذب نفسك فتصرخ وتزعق ..وضجة ..وأضحك الناس
بالسيارة وركابها ..وهي قد عليه ..
وّلتك ظهرها .. وربما صوره بعضهم وصار
وكذلك .. بلوتوثا ً يتناقلونه !!..
ً
ل داعي لنتذكر دائما اللم التي أنت هنا – حقيقة – ل تعذب
مستنا في حياتنا .. الطفل إنما تعذب نفسك ..
محمد مرت به لحظات حزينة أو افرض أنك ..
في حياته .. لبست ثوبا ً جديدا ..ربما لم
ً
حتى جلس يوما ً مع زوجه تسدد قيمته بعد ..
الحنون عائشة .. في لحظة وذهبت إلى شركة لتقدم
ساكنة ..فسألته : على وظيفة ..
هل أتى عليك يوم أشد عليك مررت بأحد البواب كان
من يوم أحد ؟ مدهونا ً بالطلء للت ّ
و ..
مّرت تلك المعركة في ذاكرة وبجانبه لوحة تحذيرية لم
النبي .. تنتبه لها ..
آآآه ..ما أقسى ذلك اليوم .. وفجأة مسحت نصف الطلء
قتل عمه حمزة وهو من يوم ُ بثوبك ..وطفق عامل الطلء
أحب الناس إليه .. يصرخ بك سابا ً غضبابا ً ..
يوم وقف ينظر إلى عمه وقرة كيف تتعامل مع هذه
جدع أنفه .. عينه ..وقد ُ المشكلة ؟
ق بطنه .. ش ّ وقطعت أذناه ..و ُ نحن في كثير من الحيان
مّزق جسده .. و ُ أيضا ً نتعامل معها بأسلوب
جرح يوم كسرت أسنانه .. و ُ ليس حل ً لها ..
وجهه ..وسالت منه الدماء .. م لمب العامل ..ل ِ َ نثور ..نس ّ
يوم قتل أصحابه بين يديه .. تضع لوحة واضحة ..فيرد
يوم عاد إلى المدينة ..وقد عليك بغضب ..وقد تكون
نقص سبعون من أصحابه .. النتيجة أن تتلطخ بتراب
فرأى النساء الرامل والطفال الرض أكثر مما تلطخت
اليتامى ..يبحثون عن أحبابهم بطلء الباب !!
وآبائهم .. على رسلك ..تدري أنت
فعل ً ..كان ذلك اليوم قاسيا ً .. الن ماذا تفعل ؟! إنك تعذب
كانت عائشة تنتظر الجواب .. نفسك ..تجلد ذاتك ..
فقال : وقل مثل ذلك لو تزينت
ما لقيت من قومك كان أشد منه وذهبت خاطبا ً ..فمرت بك
160
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جالس مع رجال ..محتبيا ً بكل ..
رزانة ..قد ضم ركبتيه إلى يوم العقبة ..إذ عرضت
صدره ..وجعل يحدث قومه .. نفسي ..
اقترب السفيه منه ..ودنا .. ثم ذكر لها قصة استنصاره
د
ودنا ..فلما وقف عنده ..م ّ بأهل الطائف ..وتكذيبهم له
الحنف إليه رأسه ظانا ً أنه ..ورمي سفهائهم له
سيسّر إليه بشيء .. بالحجارة حتى أدموا
فإذا بالسفيه يرفع يده ويلطم قدميه .. (63) ..
الحنف على وجهه لطمة كادت ومع وجود هذه اللم في
تمزق خده !! تاريخ حياته .. إل أنه كان
نظر الحنف إليه ..ولم يح ّ
ل ل يسمح لها أن تنغص عليه
حبوته ..وقال بكل هدوووء : استمتاعه بالحياة ..
لماذا لطمتني ؟!! ل تستحق اللتفات إليها ..
قال :قوم أعطوني ألف درهم وقد مضت آلمها وبقيت
على أن ألطم سيد بني تميم .. حسناتها ..
فقال الحنف ..آآآه ..ما صنعت م ..
إذن ل تقتل نفسك باله ّ
شيئا ً .. وكذلك ل تقتل الناس بالهم
لست سيد بني تميم !.. واللوم ..
قال :عجبا ً !! فأين سيد بني نحن أحيانا ً نتعامل مع بعض
تميم .. المشاكل بأساليب هي في
قال :هل ترى ذاك الرجل الحقيقة ليست حل ً لها ..
الجالس وحده ..وسيفه كان الحنف بن قيس سيد
بجانبه ؟ بني تميم ..
وأشار إلى رجل اسمه حارثة بن لم يكن ساد قومه بقوة
قدامة ..امتل غضبا ً وغيظا ً ..لو جسد ..ول كثرة مال ..ول
ة لكفاهم .. سم غضبه على أم ٍ ُ
ق ّ ارتفاع نسب ..
قال :نعم أراه ..الجالس وإنما سادهم بالحلم والعقل
هناك .. ..
قال :فاذهب والطمه لطمة .. حقد عليه قوم ..
فذاك سيد بني تميم .. فأقبلوا إلى سفيه من
مضى الرجل إليه :واقترب من سفهائهم وقالوا له :
حارثة ..فإذا عينا حارثة تلتمع هذه ألف درهم على أن
شررا ً .. تذهب إلى سيد بني تميم ..
وقف السفيه عليه ..ورفع يده الحنف بن قيس ..فتلطمه
ولطمه على وجهه ..فما كادت على وجهه ..
يده تفارق خده حتى التقط مضى السفيه ..فإذا الحنف
حارثة سيفه ..وقطع يده !!..
. ) ( تقدمت القصة كاملة ص 63
161
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :الصبا ولى ! فقلت له : وقديما ً قيل :الفائز هو
ابتسم *** الذي يضحك في النهاية !!
لن يرجع السف الصبا المتصرما
قال :التي كانت سمائي في قناعة ..
الهوى *** التعامل مع المشكلة
صارت لنفسي في الغرام جهنما بأساليب ليست حل ً لها ..
خانت عهودي بعدما ملكتها *** يعذبك ..ول يحل المشكلة !!
قلبي فكيف أطيق أن أتبسما
قلت :ابتسم واطرب فلو مشاكل ليس لها .46
قارنتها *** حل ..
قضيت عمرك كله متألما كم ترى من الناس غاضبا ً
قال :العدى حولي علت وهو يقود سيارته ..
صيحاتهم *** وربما ضرب بيديه على
سّر والعداء حولي في الحمى َُ
أأ َ مقودها ..وردد ..أوووه
قلت :ابتسم ،لم يطلبوك دائما ً زحمة ..زحمة ..
بذمهم *** أو قد تراه يمشي في
ل وأعظما! لو لم تكن منهم أج ّ الطريق ..ول يحتمل أن
قال :الليالي جرعتني علقما ً يكلمه أحد ..بل متضايق
*** أشد الضيق ..ويردد :
قلت :ابتسم ولئن جرعت أوووف حررر شديييد !!..
العلقما وربما كنت زميل ً له في
مَرّنـما ً ***
فلعل غيرك إن رآك ُ مكتب واحد ..تبتلى برؤيته
طرح الكآبة خلفه وترنما كل يوم ..ويشغلك كلما
أتراك تغنم بالترنم درهما ً *** جلس " ..ياخي العمل
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ً كثييير ..أوووه إلى متى ما
فاضحك فإن الشهب تضحك يزيدون رواتبنا " ..ويدخل
والدجى *** عابسا ً ..ويخرج ساخطا ً ..
)(64
.. متلطم ولذا نحب النجما وربما أكثر التشكي من آلم
نعم استمتع بحياتك .. بدنه ..أو إعاقة ولده ..
انتبه أن تكون ظروفك مؤثرة ل بد أن نقتنع جميعا ً أننا
على سلوكك ..في عملك .. تواجهنا في حياتنا مشاكل
أولدك ..زملئك .. ليس لها حل ..فل بد أن
فما ذنبهم أن يتعذبوا بأمور نتعامل معها بأريحية ..
ليس هم طرفا ً فيها ..ول قال :السماء كئيبة وتجهما
يملكون حلها ؟ ***
( ) 64أبيات ليليا أبو ماضي من ديوانه ص
قلت :ابتسم ،يكفي التجهم
656 في السما!
162
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشغول ً قليل ً .. ل تجعلهم إذا رأوك ..أو
كان الحزن واضحا ً عليه .. ذكروك .ذكروا معك الهم
قلت :ما الخبر ؟ والحزن ..
قال :كان ولدي مريضا ً ..عنده لذا نهى عن النياحة على
تليف في الكبد ..وأصابه قبل الميت ..والصراخ ..وشق
أيام تسمم في الدم ..وتفاجأت الجيب ..وحلق الشعر ..و ..
أمس أن التسمم تسلل إلى لماذا ؟
الدماغ .. لن التعامل مع الموت يكون
قلت :ل حول ول قوة إل بتغسيل الميت وتكفينه
بالله ..اصبر ..وأسأل الله أن والصلة عليه ودفنه ..
يشفيه .. والدعاء له ..
وإن قضى الله عليه بشيء .. أما الصراخ والعويل فل ينفع
فأسأل الله أن يجعله شافعا ً لك شيئا ً ..سوى أنه يقلب متعة
يوم القيامة .. الحياة إلى أحزان ..
قال :شافع ؟ يا شيخ ..الولد مشى المعافى بن سليمان
ليس صغيرا ً .. مع صاحب له ..فالتفت إليه
قلت :كم عمره ؟ صاحبه عابسا ً وقال :ما أشد
قال :سبع عشرة سنة .. البرد اليوم ؟
قلت :الله يشفيه ..ويبارك لك فقال المعافى :أستدفأت
في إخوانه .. الن ؟
فخفض رأسه وقال :يا شيخ .. قال :ل ..
ليس له إخوان ..لم أ ُْرزق بغير قال :فماذا استفدت من
هذا الولد ..وقد أصابه ما ترى .. الذم ؟ لو سّبحت لكان خيرا ً
قلت له :سعد ..بكل اختصار .. لك ..
ل تقتل نفسك بالهم ..لن عش حياتك ..
يصيبنا إل ما كتب الله لنا .. ل تنقب عن المشكلت ..ول
ثم خففت عنه مصابه وذهبت .. تدقق في صغائر المور ..
نعم ل تقتل نفسك بالهم .. وإنما استمتع بحياتك ..
فالهم ل يخفف المصيبة ..
أذكر أني قبل فترة ..ذهبت إلى ل تقتل نفسك .47
المدينة النبوية .. بالهم ..
التقيت بخالد ..قال لي :ما كان أحد طلبي في
رأيك أن نزور الدكتور :عبد الجامعة ..
الله .. ً
غاب أسبوعا كامل ً ..ثم
قلت :لماذا ..ما الخبر ؟ لقيته فسألته :سلمات ..
قال :نعزيه .. سعد ..؟
قلت :نعزيه ؟!! قال :ل شيء ..كنت
163
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلبه .. قال :نعم ..ذهب ولده
كان الضيوف يأتون ..معهم الكبير بالعائلة كلها لحضور
قهوتهم ..لنه ل أحد عنده حفل عرس في مدينة
يخدم أو ُيعين .. مجاورة ..وبقي هو في
العجيب أنك إذا رأيت الرجل في المدينة لرتباطه بالجامعة ..
العزاء ..حسبت أنه أحد المعزين وفي أثناء عودتهم وقع لهم
..وأن المصاب غيره .. حادث مروع ..فماتوا جميعا ً
كان يردد ..إنا لله وإنا إليه ..أحدى عشر نفسا ً !!
راجعون ..لله ما أخذ وله ما كان الدكتور رجل ً صالحا ً قد
أعطى ..وكل شيء عنده بأجل جاوز الخمسين ..لكنه على
مسمى .. كل حال ..بشر ..له مشاعر
وهذا هو قمة العقل ..فلو لم وأحاسيس ..
يفعل ذلك ..لمات هما ً .. في صدره قلب ..وله عينان
أعرف أحد الناس أراه دائما ً تبكيان ..ونفس تفرح
سعيد ..وإذا تأملت حاله وتحزن ..
وجدت : تلقى الخبر المفزع ..صلى
وظيفته متواضعة عليهم ..ثم وسدهم في
بيته وضيق ..إيجار .. التراب بيديه ..إحدى عشر
سيارته قديمة .. نفسا ً ..
أولده كثيرون .. صار يطوف في بيته
ومع ذلك كان دائم البتسامة .. حيران ..يمر بألعاب
محبوبا ً ..يعيش حياته .. متناثرة ..قد مضى عليها
صحيح ..ل يقتل نفسه بالهم .. أيام لم تحرك ..لن خلود
ول تكــــثر التشــــكي..فيمّلــــك وسارة اللتان كانتا تلعبان
الناس.. بها ..ماتتا ..
عنده ولد معوق ..ولدي يأوي إلى فراشه ..لم يرتب
مريض ..ضايق صدري ..يا أخي ..لن أم صالح ..ماتت ..
مسكين ولدي ..خلص فهمنا .. يمر بدراجة ياسر ..لم
راتبي قليل .. تتحرك ..لن الذي كان
امرأة مع زوجها :بيتنا قديم .. يقودها ..مااات ..
سيارتنا متهالكة ..ثيابي ليست يدخل غرف ابنته الكبرى ..
على الموضة .. يرى حقائب عرسها
أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه مصفوفة ..وملبسها
والحزن مفروشة على سريرها ..
وظللت مكتوف اليدين تقول ماتت ..وهي ترتب ألوانها
حاربني الزمن وتنسقها ..
إن لم تقم بالعبء أنت فمن سبحان من صّبره ..وثبت
164
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقلك .. يقوم به إذن
قلت :ل ..ولكن نستفيد ..
نعتبر ..نعرف نعمة الله علينا .. إضاءة
سكت عبد العزيز يفكر في عش حياتك بما بين يدك من
حالهم ..شعرت أنه حزين .. معطيات ..لتسعد
كان عبد العزيز عاطفيا ً أكثر من
اللزم .. ارض بما قسم الله .48
أخذني بسيارته إلى هناك .. لك ..
أقبلنا على مبنى كنت في رحلة إلى أحد
كالمغارة..الشجار تحيط به من البلدان للقاء عدد من
كل جانب..كانت الكآبة ظاهرة المحاضرات ..
عليه.. كان ذلك البلد مشهورا ً
قابلنا أحد الطباء ..رحب بنا ثم بوجود مستشفى كبير
أخذنا في جولة في للمراض العقلية ..أو كما
المستشفى .. يسميه الناس "مستشفى
أخذ الطبيب يحدثنا عن المجانين" ..
مآسيهم ..ثم قال : ألقيت محاضرتين صباحا ً ..
وليس الخبر كالمعاينة .. وخرجت وقد بقي على أذان
دلف بنا إلى أحد الممرات .. الظهر ساعة ..
سمعت أصواتا ً هنا وهناك .. كان معي عبد العزيز ..رجل
كانت غرف المرضى موزعة من أبرز الدعاة ..
على جانبي الممر .. التفت إليه ونحن في
مررنا بغرفة عن يميننا ..نظرت السيارة ..قلت :عبد العزيز
داخلها فإذا أكثر من عشرة ..هناك مكان أود أن أذهب
أسرة فارغة ..إل واحدا ً منها قد إليه ما دام في الوقت متسع
انبطح عليه رجل ينتفض بيديه ..
ورجليه .. قال :أين ؟ صاحبك الشيخ
ت إلى الطبيب وسألته :ما التف ّ عبد الله ..مسافر ..
هذا !! والدكتور أحمد اتصلت به
قال :هذا مجنون ..ويصاب ولم يجب ..أو تريد أن نمر
بنوبات صرع ..تصيبه كل خمس المكتبة التراثية ..أو ..
أو ست ساعات .. قلت :كل ..بل :مستشفى
قلت :ل حول ول قوة إل المراض العقلية ..
بالله ..منذ متى وهو على هذا قال :المجانين !! قلت :
الحال ؟ المجانين ..
قال :منذ أكثر من عشر فضحك وقال مازحا ً :
سنوات ..كتمت عبرة في نفسي لماذا ..تريد أن تتأكد من
165
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ثلثين رجل ً ..كل واحد ..ومضيت ساكتا ً ..
منهم على حال ..هذا يؤذن .. بعد خطوات مشيناها ..
وهذا يغني ..وهذا يتلفت .. مررنا على غرفة أخرى ..
وهذا يرقص .. بابها مغلق ..وفي الباب
ُ
وإذا من بينهم ثلثة قد أجلسوا فتحة يطل من خللها رجل
على كراسي ..وربطت أيديهم من الغرفة ..ويشير لنا
وأرجلهم ..وهم يتلفتون حولهم إشارات غير مفهومة ..
..ويحاولون التفلت فل حاولت أن أسرق النظر
يستطيعون .. داخل الغرفة ..فإذا جدرانها
تعجبت وسألت الطبيب :ما وأرضها باللون البني ..
هؤلء ؟ ولماذا ربطتموهم دون سألت الطبيب :ما هذا ؟!!
الباقين ؟ قال :مجنون ..
فقال :هؤلء إذا رأوا شيئا ً شعرت أنه يسخر من سؤالي
أمامهم اعتدوا عليه ..يكسرون ..فقلت :أدري أنه
النوافذ ..والمكيفات .. مجنون ..لو كان عاقل ً لما
والبواب .. رأيناه هنا ..لكن ما قصته ؟
لذلك نحن نربطهم على هذا فقال :هذا الرجل إذا رأى
الحال ..من الصباح إلى جدارا ً ..ثار وأقبل يضربه
المساء .. بيده ..وتارة يضربه برجله ..
قلت وأنا أدافع عبرتي :منذ وأحيانا ً برأسه ..
متى وهم على هذا الحال ؟ فيوما ً تتكسر أصابعه ..
قال :هذا منذ عشر سنوات .. ويوما ً تكسر رجله ..ويوما ً
وهذا منذ سبع ..وهذا جديد .. يشج رأسه ..ويوما ً ..ولم
لم يمض له إل خمس سنين !! نستطع علجه ..فحبسناه
خرجت من غرفتهم ..وأنا أتفكر في غرفة كما ترى ..
في حالهم ..وأحمد الله الذي جدرانها وأرضها مبطنة
عافاني مما ابتلهم .. بالسفنج ..فيضرب كما
سألته :أين باب الخروج من يشاء ..ثم سكت الطبيب ..
المستشفى ؟ ومضى أمامنا ماشيا ً ..
قال :بقي غرفة واحدة ..لعل أما أنا وصاحبي عبد
فيها عبرة جديدة ..تعال .. العزيز ..فظللنا واقفين
وأخذ بيدي إلى غرفة كبيرة .. نتمتم :الحمد لله الذي
فتح الباب ودخل ..وجرني عافانا مما ابتلك به
معه .. ثم مضينا نسير بين غرف
كان ما في الغرفة شبيها ً بما المرضى ..
رأيته في غرفة سابقة .. حتى مررنا على غرفة ليس
مجموعة من المرضى ..كل فيها أسرة ..وإنما فيها أكثر
166
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشى الطبيب ومشيت بجانبه .. منهم على حال ..راقص ..
وجعل يمر في طريقه بغرف ونائم ..
المرضى ..ونحن ساكتان .. و ..و ..عجبا ً ماذا أرى ؟؟
ي وكأنه تذكر وفجأة التفت إل ّ رجل جاوز عمره
شيئا ً نسيه ..وقال : الخمسين ..اشتعل رأسه
يا شيخ ..هنا رجل من كبار شيبا ً ..وجلس على الرض
التجار ..يملك مئات المليين .. القرفصاء ..قد جمع جسمه
أصابه لوثة عقلية فأتى به بعضه على بعض ..ينظر
أولده وألقوه هنا منذ سنتين .. إلينا بعينين زائغتين ..
وهنا رجل آخر كان مهندسا ً في يتلفت بفزع ..
شركة ..وثالث كان .. كل هذا طبيعي ..
ومضى الطبيب يحدثني بأقوام لكن الشيء الغريب الذي
ذلوا بعد عز ..وآخرين افتقروا جعلني أفزع ..بل أثور ..هو
بعد غنى ..و .. أن الرجل كان عاريا ً تماما ً
أخذت أمشي بين غرف المرضى ليس عليه من اللباس ول ما
متفكرا ً .. يستر العورة المغلظة ..
سبحان من قسم الرزاق بين تغير وجهي ..وامتقع
عباده .. لوني ..والتفت إلى الطبيب
يعطي من يشاء ..ويمنع من فورا ً ..فلما رأى حمرة
يشاء .. عيني ..
قد يرزق الرجل مال ً وحسبا ً قال لي ..هدئ من
ونسبا ً ومنصبا ً ..لكنه يأخذ منه غضبك ..سأشرح لك حاله ..
العقل ..فتجده من أكثر الناس هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا ً
مال ً ..وأقواهم جسدا ً ..لكنه عضه بأسنانه وقطعه ..
مسجون في مستشفى وحاول بلعه ..وقد نلبسه
المجانين .. في اليوم الواحد أكثر من
وقد يرزق آخر حسبا ً رفيعا ً .. عشرة ثياب ..وكلها على
ومال ً وفيرا ً ..وعقل ً كبيرا ً .. مثل هذا الحال ..
لكنه يسلب منه الصحة ..فتجده فتركناه هكذا صيفا ً وشتاءً ..
مقعدا ً على سريره ..عشرين أو والذين حوله مجانين ل
ثلثين سنة ..ما أغنى عنه ماله يعقلون حاله ..
وحسبه !!.. خرجت من هذه الغرفة ..
ومن الناس من يؤتيه الله صحة ولم أستطع أن أتحمل
وقوة وعقل ً ..لكنه يمنعه المال أكثر ..قلت للطبيب :دلني
فتراه يشتغل حمال أمتعة في على الباب ..للخروج ..
سوق أو تراه معدما ً فقيرا ً قال :بقي بعض القسام ..
يتنقل بين الحرف المتواضعة ل قلت :يكفي ما رأيناه ..
167
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أنت عليه .. يكاد يجد ما يسد به رمقه ..
ً
وكان أبو عبيدة رجل ً لينا سهل ً .. ومن الناس من يؤتيه ..
هينا ً عليه أمر الدنيا .. ويحرمه ..وربك يخلق ما
فقال له عمرو :بل أنت يشاء ويختار ..ما كان لهم
مددي .. الخيرة ..
فقال له أبو عبيدة :يا عمرو إن فكان حريا ً بكل مبتلى أن
رسول الله .. rقد قال لي : يعرف هدايا الله إليه قبل أن
ل تختلفا ..وإنك إن عصيتني يعد مصائبه عليه ..فإن
أطعتك .. حرمك المال فقد أعطاك
فقال له عمرو :فإني أمير عليك الصحة ..وإن حرمك منها ..
..وإنما أنت مدد لي .. فقد أعطاك العقل ..فإن
قال :فدونك .. فاتك ..فقد أعطاك السلم
فتقدم ..عمرو بن العاص t ..هنيئا ً لك أن تعيش عليه
فصلى بالناس .. وتموت عليه ..
وبعد الغزوة ..كان أول من فقل بملء فيك الن بأعلى
وصل المدينة ..عوف بن مالك t صوتك :الحممممد لله ..
.. وكذلك كان الصحابة الكرام
فمضى إلى رسول .. r ..
فلما رآه ..قال له .. r بعث رسول الله .. rعمرو
أخبرني .. بن العاص tجهة الشام ..
فأخبره عن الغزوة ..وما كان في غزوة ذات السلسل ..
بين أبي عبيدة وعمرو بن العاص فلما صار إلى هناك رأى
.. كثرة عدوه ..
فقال : rيرحم الله أبا عبيدة بن فبعث إلى رسول الله r
الجراح .. يستمده ..
نعم ..يرحم الله أبا عبيدة .. فبعث إليه rأبا عبيدة بن
فكرة .. الجراح ..أميرا ً على مدد ..
انظر للجوانب المشرقة من فيه المهاجرون الولون ..
حياتك ..قبل أن تنظر وفيهم أبو بكر وعمر ..
للمظلمة ..لتكون أسعد .. وقال rلبي عبيدة حين
وجهه :ل تختلفا ..
كن جبل ً .. .49 فخرج أبو عبيدة ..
في بداية سلوكي في طريق حتى إذا قدم على عمرو
الدعوة ..دعيت للقاء محاضرة قال له عمرو :إنما جئت
في إحدى القرى .. مددا ً لي ..
استقبلني المسئول عن الدعوة فقال له أبو عبيدة :ل ولكن
على ما أنا عليه وأنت على
168
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقيت ساكتا ً لم أنبس ببنت شفة هناك ..ركبت سيارته ..
..نظرت إلى الول لما تكلم كانت قديمة متهالكة ..
وتبسمت ..فلما تكلم الثاني .. تحدثت معه ..أخبرني أنه
نظرت إليه أيضا ً وتبسمت .. حديث عهد بزواج ..
وكذلك الثالث .. ي من غلء ثم اشتكى إل ّ
كان بعض الشباب في آخر المهور في قريتهم ..حتى
المسجد يتضاحكون ..وبعضهم إنه لم يستطع أن يشتري
قاموا وقوفا ً ينظرون ..وكأني سيارة جديدة ..أو على
بهم يقولون :وقف حمار الشيخ القل أحسن من سيارته ..
في العقبة !! دعوت له بالتوفيق ..
لما رأوا هدوئي ..هدؤوا ..ثم ثم دخلت وألقيت
قام أحدهم وقال :يا جماعة .. المحاضرة ..وفي آخرها ..
خلوا الشيخ يوضح قصده .. ي السئلة ..وكان قرئت عل ّ
فسكتوا ..فشكرت له عمله .. من بينها سؤال عن غلء
ثم اعتذرت وأثنيت عليهم – المهور ..
وعلى بناتهم -ووضحت ففرحت به وقلت :جاءك يا
مرادي .. مهنا ما تتمنا !!
عند تعاملك مع الناس ..أنت وانطلقت أتكلم عن غلء
في الحقيقة تصنع شخصيتك .. المهور وتأثيره على الشباب
وتبني في عقولهم تصورات والفتيات ..
عنك ..يبنون على أساسها ثم ذكرت إن رسول الله
أساليب تعاملهم معك .. ما زوج بناته بأكثر من
واحترامهم لك .. خمسمائة درهم ..ثم رفعت
تأكد أن الشجار الثابتة ل صوتي قائل ً :يعني بناتكم
تقتلعها الرياح ..مهما اشتدت .. أحسن من بنات النبي ؟!!
وإنما النصر صبر ساعة .. مسن من طرف فصرخ رجل ُ
كلما زاد عقلك ..قل جهلك .. الصف قائل ً :إيش فيهم
وإذا زاد قدرك ..قل غضبك .. بناتنا ؟
كالبحر ل يحركه أي شيء ..ويا فثار آخر وقال :يتكلم على
جبل ما تهزك ريح !.. بناتنا !!
بل إنك لو استثارك شخص ما .. ونهض الثالث جاثيا ً على
في مجلس ..أو بيت ..أو قناة ركبتيه وقال :أوووه تتكلم
فضائية ..أو محاضرة عامة .. على بناتنا ؟!!
فإنك إذا بقيت هادئا ً لم تغضب كنت في حال ل أحسد
ولم تثر ..مال الناس معك ضده عليه ..وكنت في أوائل
.. طريق الدعوة ..وحديث
كان أبو سفيان بن حرب مقبل ً التخرج من الجامعة ..
169
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحشرون " . بقافلة تجارة من الشام ..
فخرجت قريش ..بحدها فخرج إليهم المسلمون
وحديدها ..وجدها وأحابيشها .. لقتالهم ..
وخرج معها من تابعها من بني ففر أبو سفيان بالقافلة ..
كنانة وأهل تهامة ..وخرجوا وأرسل إلى قريش فخرجت
معهم بالنساء لئل يفر الرجال بجيش عرمرم ..
من القتال .. ووقعت معركة بدر بين
فخرج أبو سفيان بزوجته هند المسلمين وقريش ..
بنت عتبة .. وانتصر المسلمون ..
وخرج عكرمة بن أبي جهل قتل من كفار قريش
بزوجته أم حكيم بنت الحارث .. سر منهم ُ
سبعون ..وأ ِ
وخرج الحارث بن هشام بفاطمة سبعون ..
بنت الوليد بن المغيرة .. رجع من تبقى من جيش
فأقبل الكفار ..حتى نزلوا على قريش ..وهم جرحى ..
شفير الوادي مقابل المدينة .. وجوعى ..
فلما سمع بهم رسول الله .. r ثم وصل أبو سفيان بقافلته
استشار أصحابه ..ما رأيكم
؟ إلى مكة ..
نبقى في المدينة فإذا دخلوها فمشى عبد الله بن أبي
علينا .. ربيعة وعكرمة بن أبي جهل
فقال له ناس لم يكونوا شهدوا وصفوان ابن أمية ..
بدرا ً :نخرج يا رسول الله إليهم في رجال من قريش ممن
نقاتلهم بـ "أحد" .. أصيب آباؤهم وأبناؤهم
ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة وإخوانهم يوم بدر ..
ما أصاب أهل بدر .. فكلموا أبا سفيان ومن
فما زالوا برسول الله rحتى كانت له في تلك العير من
لبس أداة الحرب .. قريش تجارة ..
ثم ندموا ..وقالوا :يا رسول فقالوا :يا معشر قريش ..
الله أقم ..فالرأي رأيك .. إن محمدا ً قد وتركم وقتل
فقال لهم :ما ينبغي لنبي أن خياركم ..فأعينونا بهذا
يضع أداته بعد ما لبسها حتى المال على حربه لعلنا ندرك
يحكم الله بينه وبين عدوه .. منه ثأرا ً ..ففعلوا ..
فلما نزل أبو سفيان وقد قال الله فيهم " :إن
والمشركون بأصل أحد فرح الذين كفروا ينفقون
المسلمون الذين لم يشهدوا أموالهم ليصدوا عن سبيل
بدرا ً بقدوم العدو عليهم .. الله فسينفقونها ثم تكون
وقالوا :قد ساق الله علينا عليهم حسرة ثم يغلبون
أمنيتنا .. والذين كفروا إلى جهنم
170
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم .. ثم قال النبي rلصحابه :
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ً " من رجل يخرج بنا على
لصبح الصخر القوم من كثب ـ أي من
مثقال ً بدينار قريب ـ من طريق ل يمر بنا
والكلب تنبح ..والقافلة عليهم " ؟
تسييييير .. فقال رجل من بني حارثة
قناعة .. بن الحارث اسمه أبو خيثمة :
الرياح ل تحرك الجبال ..لكنها أنا يا رسول الله ..
تلعب بالرمال ..وتشكلها كما فسلك به في أرض بني
تشاء .. حارثة وبين أموالهم
ومزارعهم ..
ل تلعنه ..إنه يشرب .50 حتى سلك به في مال لرجل
ً
خمرا !!.. اسمه :مربع ابن قيظي ..
أكثر الناس الذين نخالطهم وكان رجل ً منافقا ً ضرير
مهما بلغ من السوء ..إل أنه ل البصر ..
يخلو من خير وإن كان قليل ً .. س رسول الله ح ّفلما سمع ِ
فلو استطعنا أن نعثر على .. rومن معه من المسلمين
مفتاح الخير لكان حسنا ً .. ..
اشتهر عن بعض المجرمين .. قام يحثي في وجوههم
أنه كان يسطو على بيوت الناس التراب ..ويقول :إن كنت
ويسرق أموالهم ..لينفق بعضها رسول الله فإني ل أحل لك
على ضعفاء وأيتام !! أو يبني أن تدخل في حائطي ..
بها مساجد !! ثم أخذ الخبيث حفنة من
أو كالتي ترى أيتاما ً جوعى التراب في يده ..ثم قال :
فتزني لتحصل مال ً تسد به والله لو أعلم أني ل أصيب
جوعهم .. بها غيرك يا محمد لضربت
بنى مسجدا ً لله من غير حله ** بها وجهك ..
فكان بحمد فابتدره القوم ..
الله غير موفق فقال النبي :
كمطعمة اليتام من كدّ عرضها ! " ل تقتلوه ..فهذا
** العمى ..أعمى القلب ..
لك الويل ل أعمى البصر " ..
تزني ول تتصدقي ومضى رسول الله .. rولم
وكم من حامل سكين ليطعن بها يلتفت إلى ذلك المنافق ..
..فاستعطفه طفل أو امرأة
فرق قلبه ..وألقى سكينه
عنه ..
171
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا لم يكن ما تريد .51 إذن عامل الناس جميعا ً بما
فأرد ما يكون !!.. تعلم فيهم من خير ..قبل
ملزما فاستمتع ..هكــذا ما دمت ُ أن تسيء الظن بهم ..
كنت أقول لشاب أصــيب بمــرض محمد .. بلغ من خلقه أنه
الســكر ..فكــان يشــرب الشــاي كان يلتمس المعاذير
مـــن غيـــر ســـكر ..ويتأســـف للمخطئين ..ويحسن الظن
لحاله .. بالمذنبين ..وكان إذا قابل
كنت أقول لــه :هــل إذا تأســفت عاصيا ً ينظر فيه إلى جوانب
وحزنــت أثنــاء شــربك الشــاي .. اليمان قبل جوانب الشهوة
هل تنقلب المرارة حلوة .. والعصيان ..
قال :ل .. ما كان يسيء الظن بأحد ..
قلــــت :مــــا دمــــت ملزمــــا ً .. يعاملهم كأنهم أولده
فاستمتع .. وإخوانه ..يحب لهم الخير
ً
أعني لن تأتي الدنيا دائما على كما يحبه لنفسه ..
ما نحب .. كان رجل في عهد النبي
وهذا يقع في حياتنا كثيرا ً .. قد ابتلي بشرب الخمر ..
سيارتك قديمة ..مكيف ل ي به يوما ً إلى رسول ُ
فأت َ
يشتغل ..مراتب ممزقة ..ول جلد ..الله فأمر به ف ُ
تستطيع حاليا ً تغييرها ..ما ثم مرت أيام ..فشرب خمرا ً
الحل ؟ ..فجيء به أخرى فجلد ..
تقدمت للدراسة بالجامعة .. ومرت أيام ..ثم جيء به قد
فقبلت في كلية ل ترغب في شرب خمرا ً ..فجلد ..
الدراسة فيها ..حاولت تعديل فلما ولى خارجا ً ..قال رجل
الحال فلم تستطع ..فاضطررت من الصحابة :
لمواصلة الدراسة ..وأكملت لعنه الله ..ما أكثر ما يؤتى
سنتين وثلث ..فما الحل ؟ به !!
تقدمت لوظيفة فلم تقبل .. فالتفت إليه .. وقد تغير
وقبلت في أخرى ..وبدأت وجهه فقال له :ل تلعنه ..
دوامك فيها ..فما الحل؟ فوالله ما علمت أنه يحب
خطبت فتاتا ً فرفضت .. )(65
الله ورسوله ..
وتزوجت آخر ..ما الحل ؟
كثير من الناس يجعل الحل هو فن ..
الكتئاب الدائم ..والتأفف من قبل أن تبدأ في نزع شجرة
واقعه ..وكثرة التشكي إلى من الشر في الخرين ..ابحث
عرف ومن لم يعرف ! وهذا ل عن شجرة الخير واسقها ..
يرد إليه رزقا ً فاته ..ول يعجل
برزق لم يكتب له ..
) ( متفق عليه 65
172
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندهم من طعام .. إذن ما الحل ؟
وفرش رداءه ..وصار الرجل العاقل فهو الذي يتكيف مع
يأتي بالتمرة ..والتمرتين .. واقعه كيفما كان ..مادام ل
وكسرة الخبز ..وكلها تجتمع يستطيع التغيير إلى الحسن
فوق هذا الرداء ..ثم أكلوا .. ..
وهم مستمتعون .. أحد أصدقائي كان يشرف
على بناء مسجد ..
لمحة .. فضاقت بهم النفقة ..
مـــا كـــل مـــا يتمنـــى المـــرء فتوجهوا إلى أحد التجار
يدركه .. للستعانة به في إكمال
تجري الرياح البناء ..
بما ل تشتهي السفن فتح لهم الباب ..جلس
معهم قليل ً ..وأعطاهم ما
نختلف ونحن إخوان ! .52 تيسر ..ثم أخرج دواء من
ذكــر أن الشــافعي رحمــه اللــه ُ جيبه وجعل يتناوله ..
تناظر يوما ً مع أحد العلماء حــول قال له أحدهم :سلمات ..
مسألة فقهية عويصة .. عسى ما شر !!
فاختلفا ..وطال الحوار ..حتى قال :ل ..هذه حبوب منومة
علت أصواتهما .. ..منذ عشر سنين ل أنام إل
ولم يستطع أحدهما أن يقنع بها ..
صاحبه .. دعوا له ..وخرجوا ..
وكأن الرجل تغير وغضب .. فمروا على حفريات وأعمال
ووجد في نفسه .. طرق عند مخرج المدينة ..
فلما انتهى المجلس وتوجها وقد وضع عندها أنوار تعمل
للخروج ..التفت الشافعي إلى بمولد كهربائي قد مل الدنيا
صاحبه ..وأخذ بيده وقال : ضجيجا ً ..
أل يصح أن نختلف ونبقى إخوانا ً ليس هذا هو الغريب ..
!.. الغريب أن حارس المولد هو
وجلس بعض علماء الحديث عامل فقير قد افترش
يوما ً ..عند الخليفة .. قصاصات جرائد ..ونااااام ..
فتكلم رجل في المجلس بحديث نعم ..عش حياتك ..ل وقت
.. م ..تعامل مع فيها ِلله ّ
فاستغرب العالم منه ..وقال : المعطيات التي بين يديك ..
ما هذا الحديث !! من أين جئت خرج مع أصحابه في
به ؟ تكذب على رسول الله ؟ ل طعامهم .. غزوة فق ّ
فقال الرجل :بل هذا حديث .. وتعبوا ..
ثابت .. فأمرهم ..أن يجمعوا ما
173
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*** قال العالم :ل ..هذا حديث
لعلمت لم نسمع به ..ولم
أنك في العبادة تلعب نحفظه ..
من كان يخضب خده بدموعه *** وكان في المجلس وزير
فنحورنا عاقل ..
بدمائنا تتخضب فالتفت إلى العالم وقال
أو كان يتعب خيله في باطل *** بهدوء :يا شيخ ..هل
فخيولنا يوم حفظت جمييييع أحاديث
الصبيحة تتعب النبي .. ؟
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** قال :ل ..
رهج السنابك قال :فهل حفظت نصفها ؟
والغبار الطيب قال :ربما ..
ولقد أتانا من مقال نبينا *** فقال :فاعتبر هذا الحديث
قول صحيح من النصف الذي لم
صادق ل يكذب تحفظه ..
ل يستوي وغبار خيل الله في وانتهت المشكلة ..
*** كان الفضيل بن عياض وعبد
أنف امريء الله بن المبارك صاحبين ل
ودخان نار تلهب يفترقان ..
هذا كتاب الله ينطق بيننا *** وكانا عالمين زاهدين ..
ليس الشهيد ن لعبد الله بن المبارك ع ّ
بميت ل يكذب فخرج للقتال والرباط في
ثم قال : الثغور ..
إن من عباد من فتح الله في وبقي الفضيل بن عياض
الصيام ..فيصوم ما ل يصومه في الحرم يصلي ويتعبد ..
غيره ..ومنهم من فتح له في وفي يوم رق فيه القلب ..
قراءة القرآن ..ومنهم من فتح وأسبلت الدمعة ..
له في طلب العلم ..ومنهم من كتب الفضيل إلى ابن
فتح في الجهاد ..ومنهم من المبارك كتابا ً يدعوه فيه إلى
فتح له في قيام الليل .. المجيء والتعبد في الحرم ..
وليس ما أنت عليه بأفضل مما والشتغال بالذكر وقراءة
أنا عليه .. القرآن ..
وما أنا عليه ..ليس بأفضل مما فلما قرأ ابن المبارك الكتاب
أنت عليه .. ..
وكلنا على خير .. أخذ رقعة وكتب إلى الفضيل
وهكذا كان منهج الصحابة .. :
اجتمع الكفار وتألبوا لحرب يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
174
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :نعم .. المسلمين في المدينة ..
قال جبريل :ما وضعت الملئكة وجاؤوا في جيش لم تشهد
السلح بعد ..وما رجعت الن إل العرب مثله كثرة وعتادا ً ..
من طلب القوم ..طلبناهم فحفر المسلمون خندقا ً لم
حتى بلغنا حمراء السد .. يستطع الكفار أن يتجاوزوه
إن الله يأمرك بالمسير إلى بني لدخول المدينة ..
قريظة ..فإني عامد إليهم فعسكر الكفار وراء
فمزلزل بهم .. الخندق ..
فأمر رسول الله rمؤذنا ً فأذن وكان في المدينة قبيلة بني
في الناس : قريظة ..وهم يهود
" من كان سامعا ً مطيعا ً ..فل يتربصون بالمؤمنين ..
يصلين العصر إل في بني فأقبلوا إلى الكفار يمدونهم
قريظة " .. ..ويعيثون في المدينة
فتسابق الناس إلى سلحهم .. فسادا ً ونهبا ً ..
وسمعوا وأطاعوا ..ومضوا إلى وقد انشغل المسلمون عنهم
ديار بني قريظة .. بالرباط عند الخندق ..
فدخل عليهم وقت العصر وهم ومضت اليام عصيبة ..حتى
في الطريق .. أرسل الله على الكفار ريحا ً
فقال بعضهم ل نصلي العصر إل وجنودا ً ..من عنده فتمزق
في بني قريظة .. جيشهم ..وانقلبوا خائبين ..
وقال بعضهم :بل نصلي لم يرد يجرون أذيال هزيمتهم في
منا ذلك ..يعني إنما أراد ظلمة الليل ..
السراع إليهم .. فلما أصبح رسول الله .. r
فصلوا العصر وأكملوا انصرف عن الخندق راجعا ً
مسيرهم .. إلى المدينة ..
وأخرها الخرون ..حتى وصلوا ووضع المسلمون السلح ..
بني قريظة ..فصلوها .. ورجعوا إلى بيوتهم ..
فذكر ذلك للنبي rفلم يعنف ودخل رسول الله rبيته ..
واحدا ً من الفريقين .. ووضع السلح واغتسل ..
فحاصرهم النبي .. rحتى نصره فلما كانت الظهر ..جاءه
الله عليهم .. جبريل ..
فنادى رسول الله .. rمن
وجهة نظر .. خارج البيت ..
ليست الغاية أن نتفق ..لكن فقام رسول الله rفزعا ً ..
الغاية أن ل نختلف .. فقال له جبريل عليه السلم
:أوقد وضعت السلح يا
الرفق ..إل زانه .. .53 رسول الله ؟
175
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسلوب الكلم برفق .. يتكرر على ألسنتنا كثيرا ً
وفي الحديث :إذا أراد الله بأهل عندما نعجب بشخص ما ..أن
بيت خيرا ً أدخل عليهم الرفق .. نصفه قائلين :
وإذا أراد الله بأهل بيت شرا ً .. فلن رزين ..فلن ثقيل ..
)(67
نزع منهم الرفق .. فلن راكد ..
وفيه :إن الله رفيق يحب الرفق وإذا أردنا مذمة شخص قلنا :
..ويعطي على الرفق ما ل فلن عجول ..فلن
يعطي على العنف ..وما ل خفّيف ..
)(68
يعطي على ما سواه .. أما رسول الله فيقول :
الرفيق ..الهين اللين ..محبوب ما كان الرفق في شيء إل
عند الناس ..تطمئن إليه زانه ..وما نزع من شيء إل
النفوس ..وتثق فيه .. )(66
شانه ..
خاصة إذا صاحب ذلك وزن هل تستطيع تحريك طن
للكلم ..وقدرة على التعامل الحديد بأصبع ؟
الرائع .. نعم :إذا أحضرت رافعة ..
من أشهر طلب علماء الحنفية ثم ربطته برفق ..وأحكمت
المام أبو يوسف القاضي .. ربطه ..
هو أشهر طلب أبي حنيفة .. ثم رفعته ..فإذا تعلق في
كان أبو يوسف في صغره فقيرا ً الهواء ..حركه بأصغر
..وكان أبوه يمنعه من حضور أصابعك ..
درس أبي حنيفة ..ويأمره اتفق صديقان على أن
بالذهاب للسوق لتكسب .. يتقدما لرجل لخطبة ابنتيه ..
كان أبو حنيفة حريصا ً عليه .. كانت إحداهما أكبر من
وإذا غاب عاتبه .. الخرى ..
فاشتكى أبو يوسف يوما ً إلى قال أحدهما للخر :أنا آخذ
أبي حنيفة حاله مع والده .. الصغيرة ..وأنت تأخذ
فاستدعى أبو حنيفة والد أبي الكبيرة ..
يوسف وسأله :كم يكسب الولد فصاح صاحبه :لاااا ..بل
كل يوم ؟ أنت خذ الكبيرة ..وأنا آخذ
قال :درهمان .. الصغيرة ..
قال :أنا أعطيك الدرهمين .. فقال الول :طيب ..أنت
ودعه يطلب العلم .. تأخذ الصغيرة ..وأنا آخذ
فلزم أبو يوسف شيخه سنين .. التي أصغر منها ..
فلما بلغ أبو يوسف سن الشباب قال :موافق !!..
..ونبغ على أقرانه ..أصابه ولم يدرك أن صاحبه ما غير
قراره ..سوى أنه غير
) ( رواه البخاري 67
176
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا :نعم .. مرض أقعده ..
قال :فلم لم يأت إلى درسنا ؟! فزاره أبو حنيفة ..وكان
قالوا :حدثوه بما قلت ..فجلس المرض شديدا ً متمكنا ً منه ..
يدرس الناس واستغنى عنك .. فلما رآه أبو حنيفة حزن ..
ففكر أبو حنيفة كيف يتعامل مع وخاف عليه الهلك ..
الموقف برفق ..وجعل يفكر ثم وخرج وهو يكلم نفسه
قال : قائل ً :آآآه يا أبا يوسف ..
شر لهيأبى أبو يوسف إل أن نق ّ لقد كنت أرجوك للناس من
العصا!! بعدي !!
ثم التفت إلى أحد طلبه ومضى أبو حنيفة يجر خطاه
الجالسين وقال : حزينا ً إلى حلقته وطلبه ..
يا فلن ..اذهب إلى الشيخ ومضت يومان ..فشفي أبو
الجالس هناك ..يعني أبا يوسف يوسف ..واغتسل ولبس
..فقل له :يا شيخ ..عندي ثيابه ليذهب لدرس شيخه ..
مسألة .. فسأله من حوله :إلى أين
فسيفرح بك ويسألك عن تذهب ؟
مسألتك ..فما جلس إل قال :إلى درس الشيخ ..
ليسأل !! قالوا :إلى الن تطلب العلم
فقل له :رجل دفع ثوبا ً له إلى ؟ أنت قد اكتفيت ..أما بلغك
خياط ليقصره ..فلما جاءه بعد ما قال فيك الشيخ ؟
أيام يريد ثوبه جحده الخياط .. قال :وما قال ؟!
وأنكر أنه أخذ منه ثوبا ً ..فذهب قالوا :قد قال :كنت
الرجل إلى الشرطة فاشتكاه أرجوك للناس من بعدي ..
فأقبلوا واستخرجوا الثوب من أي أنك قد حصلت كل علم
الدكان .. أبي حنيفة ..فلو مات
والسؤال :هل يستحق الخياط الشيخ اليوم جلست مكانه ..
أجرة تقصير الثوب أم ل يستحق فأعجب أبو يوسف بنفسه ..
؟ ومضى إلى المسجد ورأى
فإن أجابك وقال :يستحق .. حلقة أبي حنيفة في
فقل له :أخطأت .. ناحية ..فجلس في الناحية
وإن قال :ل يستحق ..فقل الخرى ..وبدأ يدرس ويفتي
له :أخطأت .. ..
فرح الطالب بهذه المسألة التفت أبو حنيفة إلى الحلقة
المشكلة ..ومضى على أبي الجديدة ..فسأل :حلقة من
يوسف وقال :يا شيخ .. هذه ؟
مسألة .. قالوا :هذا أبو يوسف ..
قال :ما مسألتك ؟ شفي من مرضه ؟! قال ُ :
177
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كامل ً ..ثم بدا له أن يجحد الثوب قال :رجل دفع ثوبا ً إلى
..فيكون قام بالعمل لجل خياط ..
الرجل ..فيستحق عليه فأجاب أبو يوسف على
الجرة .. الفور قائل ً :نعم يستحق
وإن كان قصره على مقاس الجرة ..ما دام أتم العمل ..
نفسه ..فمعنى ذلك أنه قام ت ..فقال السائل :أخطأ َ
بالعمل لجل نفسه ..فل فعجب أبو يوسف ..وتأمل
يستحق على ذلك أجرة .. في المسألة أكثر ..ثم
فقبل أبو يوسف رأس أبي قال :ل ..ل يستحق
حنيفة ..ولزمه حتى مات أبو الجرة ..
حنيفة ..ثم قعد أبو يوسف فقال السائل :أخطأت ..
للناس من بعده .. فنظر أبو يوسف إليه ..ثم
فلو استعمل الزوجان الرفق مع سأله :بالله من أرسلك ..
بعضهما .. فأشار إلى أبي حنيفة ..
وكذلك البوان .. وقال :أرسلني الشيخ ..
والمدراء ..والمدرسون .. فقام أبو يوسف من مجلسه
نستعمل الرفق دائما ً ..في ..ومضى حتى وقف على
سواقة السيارة ..في حلقة أبي حنيفة وقال :يا
التدريس ..في البيع والشراء .. شيخ ..مسألة ..
وإن كان المرء قد يحتاج الشدة فلم يلتفت أبو حنيفة إليه ..
أحيانا ً ..حتى في النصح ..وهذا فأقبل أبو يوسف حتى جثى
هو الحكمة في النصيحة ..وهي على ركبتيه بين يدي
وضع المور في مواضعها .. الشيخ ..وقال بكل أدب :يا
وقد كان غضبه rدائما ً – إن شيخ ..مسألة ..
غضب – في المور الدينية .. قال :ما مسألتك ؟
فما غضب رسول الله لنفسه قال :تعرفها ..
قط ..إل أن تنتهك حرمة من قال :مسألة الخياط والثوب
محارم الله .. ؟
قابل عمر بن الخطاب يوما ً قال :نعم ..
رجل ً من اليهود .. قال :اذهب وأجب .ز ألست
فأطلعه على كلم في التوراة .. شيخا ً ..
فأعجبه ..فأمره فنسخه له .. قال :الشيخ أنت ..
ثم جاء عمر بهذه الصحيفة من فقال ابو حنيفة :ننظر في
التوراة إلى رسول الله .. مقدار تقصير الخياط
فقرأها عليه .. للثوب ..فإن كان قصره
فلحظ النبي أن عمر معجب على مقاس الرجل ..
بما معه ..وأن التلقي عن فمعنى ذلك أنه قام بالعمل
178
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على أمر عظيم .. فتح الديانات السابقة ..إن ُ
فبينما هم في ذلك ..إذ طلع المجال له ..اختلط ذلك
رسول الله .. فأقبل يمشي بالقرآن ..والتبس المر
حتى استلم الركن .. على الناس ..
ثم مر بهم طائفا ً بالبيت .. وكيف يفعل عمر ذلك ..
فغمزوه ببعض القول .. وينسخ ..ويكتب ..دون
فتغير وجه رسول الله .. استئذان النبي !!
فرفق بهم ..وسكت عنهم .. فغضب .. وقال :
ومضى .. أمتهوكون فيها يا ابن
فلما مر بهم الثانية ..غمزوه كون في الخطاب ؟! أي شا ّ
بمثلها .. شريعتي ..
فتغير وجهه أيضا ً ..فسكت والذي نفسي بيده لقد
عنهم ..ومضى في طوافه .. جئتكم بها بيضاء نقية ..ل
فمر بهم الثالثة ..فغمزوه تسألوهم عن شيء ..
بمثلها .. فيخبروكم بحق فتكذبوا به ..
فرأى أن الرفق ل يصلح مع أو بباطل فتصدقوا به ..
أمثال هؤلء ..فوقف عليهم والذي نفسي بيده لو أن
وقال : موسى حيا ً ما وسعه إل أن
أتسمعون يا معشر قريش !! أما يتبعني .. (69) ..
والذي نفسي بيده لقد جئتكم والله يا معشر قريش لقد
بالذبح ..ووقف أمامهم .. جئتكم بالذبح ..
فلما سمع القوم هذا التهديد .. في أوائل بعثة النبي ..
الذبح ..وهو الصادق المين .. كان يأتي عند الكعبة
انتفضوا ..حتى ما منهم من وقريش في مجالسهم ..
رجل إل وكأنما على رأسه طائر ويصلي ..ول يلتفت إليهم ..
وقع ..حتى أن أشدهم عليه وكانوا يؤذونه بأنواع الذى ..
ليتلطف معه ..وصاروا وهو صابر ..
يقولون :انصرف أبا القاسم وفي يوم ..
راشدا ..فما كنت جهول ً .. اجتمع أشرافهم في
فانصرف رسول الله عنهم .. الحجر ..فذكروا رسول الله
نعم .. فقالوا :
إذا قيل :حلم ،قل :فللحلم ما رأينا مثل ما صبرنا عليه
موضع ** ه من هذا الرجل قط ..س ّ
ف َ
وحلم الفتى أحلمنا ..وشتم آباءنا ..
في غير موضعه جهل وعاب ديننا ..وفرق جماعتنا
وإن كان المتتبع لسيرة النبي r ..وسب آلهتنا ..وصرنا منه
يجد أنه كان يغلب الرفق دائما ً .. ) ( رواه أحمد وأبو يعلى والبزار 69
179
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إليها أخو زوجها كنانة بن الربيع انتبه !! ليس الضعف والجبن
بعيرا ً .. ..وإنما الرفق ..
فركبته و أخذ قوسه و كنانته .. ومن مواقف الرفق :
ثم خرج بها نهارا ً يقود بها و أنه بعد وقعة بدر بشهر ..
هي في هودج لها .. أراد أبو العاص زوج زينب
فرآها الناس ..و تحدث بذلك بنت النبي أن يرسلها إلى
رجال من قريش ..كيف تخرج المدينة عند أبيها ..
إليه ابنته وقد فعل بنا ما فعل فبعث رسول الله rزيد بن
في بدر .. حارثة ..ورجل ً من النصار ..
فخرجوا في طلبها حتى فقال :كونا ببطن يأجح حتى
أدركوها بذي طوى .. تمر بكما زينب فتصحباها
وكان أول من سبق إليها هبار فتأتياني بها ..
بن السود ..فروعها بالرمح و فخرجا مكانهما ..
هي في الهودج .. فأمرها أبو العاص بالتجهز ..
فقيل :إنها كانت حامل ً ففزعت فبدأت في جمع متاعها ..
..وطرحت ولدها .. فبينا هي تتجهز ..لقيتها
وأقبل الكفار يتسابقون إليها .. هند بنت عتبة ..زوجة أبي
وعهم السلح .. سفيان ..
وهي ليس معها إل أخو زوجها فقالت :يا ابنة محمد ..ألم
كنانة .. يبلغني أنك تريدين اللحوق
فلما رأى ذلك .. بأبيك ؟
وبرك على الرض ..ثم نثر قالت :ما أردت ذلك ..
كنانته وصف رماحه بين يديه .. فقالت :أي ابنة عم ..أن
ثم قال : أردت أن تفعلي ..
و الله ل يدنو مني رجل إل فإن كان لك حاجة بمتاع مما
وضعت فيه سهما ..وكان يرفق بك في سفرك ..أو
راميا ً ..فتكركر الناس عنه بمال تتبلغين به إلى أبيك ..
وتراجعوا .. فإن عندي حاجتك فل
وأخذوا ينظرون إليه من بعيد .. تضطني مني ..أي ل تخجلي
ل هو يقدر على الذهاب ..ول ..
هم يجترئون على القتراب فإنه ل يدخل بين النساء ما
منه .. بين الرجال ..
حتى بلغ أبا سفيان أن زينب قالت زينب :والله ما أراها
خرجت إلى أبيها .. قالت ذلك إل لتفعل ..
فأقبل في جلة جمع من ولكني خفتها فأنكرت أن
قريش ..فلما رأى كنانة قد أكون أريد ذلك ..
تجهز بنبله ..ورأى القوم قد دمفلما أتمت جهازها ..ق ّ
180
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الله .. r استوفزوا لقتاله ..
صاح به وقال :
وحي .. يا أيها الرجل ..كف عنا
ما كان الرفق في شيء إل نبلك حتى نكلمك ..
زانه ..وما نزع من شيء إل فكف نبله ..فأقبل أبو
شانه .. سفيان حتى وقف عليه ..
فقال :
بين الحي ..والميت .. .54 إنك لم تصب ..خرجت
كان ثقيل ً على الناس ..على بالمرأة على رؤوس الناس
زملئه ..جيرانه ..إخوانه .. علنية ..
حتى على أولده .. وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا
نعم ..كان ثقيل الدم .. في بدر ..و ما دخل علينا
طالما سمعهم مرارا ً يقولون : من محمد ..قتل أشرافنا ..
يا أخي ما عندك مشاعر !! ورمل نساءنا ..
لم يكن يتفاعل معهم أبدا ً .. فإذا رآك الناس .ز وتسامعت
أتاه ولده يوما ً فرحا ً مستبشرا ً .. القبائل ..أنك خرجت بابنته
وح بدفتر الواجب وقد وقع يل ّ علنية ..على رؤوس الناس
المدرس فيه كلمة " ممتاز " .. من بين أظهرنا ..
لم يلتفت الب إليه ..وإنما قال أن ذلك عن ذل أصابنا ..
:طيب ..عادي ..والله لو أنك وأن ذلك ضعف منا ووهن ..
جايب شهادة الدكتوراه !! ولعمري مالنا بحبسها من
كان المنتظر غير ذلك .. أبيها من حاجة ..ومالنا من
طالب عنده في الفصل ..كان ثأر عليها ..
خفيف الدم ..لحظ ثقل الدرس ولكن ارجع بالمرأة ..حتى
و
) والمدرس !!( فلطف الج ّ إذا هدأت الصوات ..وتحدث
بنكتة أطلقها ..فلم تتحرك الناس أن قد رددناها ..
تعابير وجه المدرس وإنما قال : سّلها سرا ً ..وألحقها ف ُ
تستخف دمك ؟! بأبيها ..
كنت أتمنى أن يكون تصرفه غير فلما سمع كنانة ذلك ..
ذلك .. اقتنع به ..وعاد بها ..
دخل إلى البقالة ..فقال له فأقامت ليالي في مكة ..
العامل البسيط :الحمد لله .. حتى إذا هدأت الصوات ..
جاءتني رسالة من أهلي ..لم خرج بها ليلة من الليالي ..
يتفاعل .. فمشى بها ..
هل سأل نفسه لماذا أخبره أصل ً حتى أسلمها إلى زيد بن
..ليشاركه فرحته .. حارثة وصاحبه ..
زار أحد زملئه ..فوضع له فقدما بها ليل ً على رسول
181
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النكتة فل تتفاعل ..ويروون القهوة والشاي ..ثم دخل
قصصهم في مدارسهم .. البيت وجاء بطفله الول
وكأنهم يكلمون جدارا ً .. حديث لولده ..قد لفه في
حتى ذكر لك شخص قصة ..أنت مهاده ..ولو استطاع أن
تعرفها ..فل مانع من التفاعل يلفه بجفون عينيه لفعل ..
معه .. ثم وقف به بين يديه وقال :
قال عبد الله ابن المبارك : ما رأيك في هذا البطل ؟
والله إن الرجل ليحدثني فنظر إليه ببرود ..وقال ..
بالحديث وأنا أعرفه من قبل أن ما شاء الله ..الله يخلي لك
تلده أمه فأسمعه منه ..وكأني إياه ..ثم رفع فنجال الشاي
أول مرة أسمعه .. ليشرب ..
ما أجمل هذه المهارة .. كان المنتظر أن يتفاعل
قبيل معركة الخندق .. أكثر ..يأخذ الغلم بين
عمل المسلمون في حفر يديه ..يقبله ..يمدح
الخندق حتى أحكموه .. جماله ..وصحته ..
وكان من بينهم رجل اسمه لكن صاحبنا كان ) غبيا ً ( ..
جعيل ..فغيره النبي إلى عندما تتعامل مع الناس ..
عمرو .. قس المور بأهميتها
فكان الصحابة يشتغلون .. عندهم ..ل عندك أنت ..
ويعملون .. فكلمة "ممتاز" بالنسبة
ويرددون قائلين : لولدك أغلى عنده من
سماه من بعد جعيل عمرا ً *** شهادة الدكتوراه عند
وكان للبائس الدكتور ..
يوما ً ظهرا ً وهذا المولود عند صاحبك
فكانوا إذا قالوا :عمروا ً ..قال أغلى عنده من الدنيا ..كلما
معهم رسول الله : rعمروا ً .. رآه ودّ أن يشق قلبه ويسكنه
وإذا قالوا :ظهرا ً ..قال لهم : فيه ..أفل يستحق منك حبك
ظهرا ً .. لصاحبك أن تشاركه ولو
فيتحمسون أكثر ..ويشعرون بعض شعوره ..
أنه معهم .. أحيانا ً يكون بعض الناس
والله لول الله ما اهتدينا .. متحمسا ً لشيء معين ..
ولما أقبل الليل عليهم اشتد لذلك تجد الذين ل يتفاعلون
البرد .. مع الناس يشتكي أحدهم
واستمروا يحفرون .. دائما ً ..
فخرج عليهم رسول الله .. لماذا أولدي ل يحبون
فرآهم يحفرون بأيديهم راضين ) السوالف ( معي ..
مستبشرين .. فنقول :لنهم يحكون لك
182
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمر الكلم ..فازداد تبسم فلما رأوا رسول الله
النبي .. r قالوا :
وتقرأ في أحاديث أنه تبسم نحن الذين بايعوا محمدا ً ***
حتى بدت نواجذه .. على الجهاد ما بقينا أبدا
وكان يتعامل مع أنواع من فقال مجيبا ً لهم :
الناس ل يقدرون التعامل اللهم إن العيش عيش
الراقي ..ول يتفاعلون معه .. الخرة ،فاغفر للنصار
بل ينغلقون ويتعجلون .. والمهاجرة ..
ومع ذلك كان يصبر عليهم .. ويستمر تفاعله معهم ..
كان .. rيوما ً نازل ً بموضع يقال طوال اليام ..
له "الجعرانة " بين مكة والمدينة فسمعهم وقد علهم
.. الغبار ..وهم يرددون :
ومعه بلل ..فجاءه rأعرابي والله لول الله ما اهتدينا
يبدو أنه كان قد طلب من النبي ول تصدقنا ول صلينا
حاجة فوعده بها ولم تتيسر فأنزلن سكينة علينا
بعد ..وكان العرابي وثبت القدام إن لقينا
مستعجل ً ..فقال : إن اللى قد بغوا علينا
يا محمد ..أل تنجز لي ما إذا أرادوا فتنة أبينا
وعدتني ؟ فكان يرفع صوته متفاعل ً
فقال له متلطفا ً :أبشر .. معهم قائل ً :أبينا ..أبينا .
وهل هناك كلمة أرق منها !!.. وكان إذا مازحه أحد
فقال العرابي بكل صلفة :قد تفاعل معه ..وضحك وتبسم
أكثرت علي من أبشر ! ..
فغضب النبي من عبارته .. دخل عليه عمر وهو r
لكنه كتم غيظه ..والتفت إلى غضبان على نسائه ..لما
أبي موسى وبلل وكانا جالسين أكثرن عليه مطالبته بالنفقة
بجانبه ..فقال : ل الل ّ ِ
ه سو َ ..فقال عمر َ :يا َر ُ
َ
رد البشرى فاقبل أنتما .. شَر ع َم ْ وك ُّنا َ و َرأي َْتنا َ ..ل َ ْ
فاستبشرا .. ساءَ .. ب الن ّ َ غل ِ ُ ش ..ن َ ْ قَري ْ ٍ ُ
ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل دنا امرأُته فكنا إذا سألت أح َ
ج فيه ..يديه ووجهه فيه وم ّ ة قام إليها فوجأ نفق ً
ثم قال :اشربا منه وأفرغا على عنقها ..
وجوهكما ونحوركما وأبشرا .. مو ٌ ذا َ
ق ْ ة إِ َ دين َ َ
م ِ ْ
مَنا ال َ د ْق ِ ما َ فل َ ّ َ
أي ببركة هذا الماء .. م ..فطفق ه ْ ؤ ُ سا ُ م نِ َ ه ْ غل ِب ُ ُ
تَ ْ
فأخذا القدح ففعل .. نساؤنا يتعلمن من
وكانت أم سلمة قريبة نسائهم ..
منهم ..جالسة وراء ستار .. ي .. rثم زاد م الن ّب ِ ّ س َ فت َب َ ّ َ
183
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مــع أنــه ليــس عنــده مــا يتكــبر فأرادت أن ل تفوتها
بسببه فهو بخيل فقير ( .. البركة ..فنادت من وراء
قالت الثانية : الستر :أفضل لمكما ..أي
زوجي ل أبث خبره .. أبقيا لها منه ..
)(70
إني أخاف أن ل أذره .. فأفضل لها منه طائفة ..
إن أذكره أذكر عجره وبجره .. ..
) أي :زوجهـــا كـــثير العيـــوب .. إذن كان لطيف المعشر ..
وتخشــى إذا ذكــرت مــا فيــه أن أنيس المجلس ..متحمل ً ..
يبلغــه ذلــك فيطلقهــا ..وهــي ل يعمل قضية وخلفا ً من
متعلقة به بسبب أولدها .. كل شيء ..
جــرع َلكنهــا لــم تمــدحه فــإن لــه ُ ً
جلس يوما مع عائشة ..
جـــر !! والعجـــر :أن تنعقـــد وب ُ َ فأخذت تحدثه بأحاديث
العروق في الجســد حــتى تصــير نساء ..وهو يتفاعل معها ..
منتفخة ..فتؤلم .. وهي تفصل الكلم وتطيل ..
جـــر انتفـــاخ عـــروق فـــي والب ُ َ وهو على كثرة مشاغله
البطن (!! .. يستمع ويتفاعل ويعلق ..
قالت الثالثة : حتى قضت حديثها ..
شّنق .. ع َ زوجي ال َ فحــدثته أنــه جلســت إحــدى
إن أنطق أطلق .. عشــرة امـــرأة – فــي أيـــام
وإن أسكت ُأعّلق .. الجاهلية -فتعاهدن وتعاقدن
مذَّلق .. سنان الـ ُوهو على حد ال ّ أن ل يكتمــــن مــــن أخبــــار
) أي :زوجهـــا طويـــل قبيـــح .. أزواجهن شيئا ً ..
سيء الخلق ..ول يتسامح معهــا فجعلــن يتــذاكرن أزواجهــن
بل على مثل حد السيف !! فهي بما فيهم ول يكذبن !!
مهددة بــالطلق كــل لحظــة ..ل قالت الولى :
يحتمل كلمهــا ..ومــتى اشــتكت زوجي لحم جمــل غــث علــى
إليه شــيئا ً طلقهــا ..ول يعاملهــا رأس جبل ..
معاملـــة الزواج ..فهـــي عنـــده ل سهل فيرتقــى ول ســمين
كالمعلقة ( .. فينتقل ..
قالت الرابعة : ) تشبه زوجها بالجبل الــوعر
ل ِتهامة .. زوجي كـ َلـْيـ ِ الذي وضعوا فوقه لحم جمل
قٌر ..حٌر ول َ ل َ كبير غيــر جيــد ..فل يحــرص
ول مخافة ول سآمة .. أحــد للوصــول إليــه لصــعوبة
) ليل تهامة ل رياح فيه فيطيــب الوصــــول إليــــه ..وهــــو ل
لهله ..فوصفت زوجهــا بجميــل يستحق التعــب لجلــه ..أي :
العشـــرة ..واعتـــدال الخلق .. لسوء خلقة ..وأنــه يتكــبر ..
فل أذى عنده ( ..
) ( 70
184
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جك ) ضـــرب وإن مـــازحته :شـــ ً قالت الخامسة :
رأسك فجرحه !( .. هد ..فـ ِ زوجي إن دخل َ
أو فًلــــــك ) ضــــــرب الجلــــــد سد .. َ
وإن خرج أ ِ
فجرحه ( .. هد .. عـ ِ ول يسأل عما َ
ك ) ..يضــرب كــل أو جمــع كل ّ ل ـ ِ ) أي :إذا دخـــل بيتـــه صـــار
المواضع الرأس والجسد ! ( .. كالفهــــد وهــــو الحيــــوان
قالت الثامنة : المعـــــروف وهـــــو كريـــــم
زوجــي ..المــس مــس أرنــب .. نشــيط ..وغــذا خــرج مـــن
) أي ناعم رقيق ( .. الــبيت وخــالط النــاس فهــو
والريح ريح زرنب ) ..وهو نبــات أسد لشــجاعته ..وهــو أيض ـا ً
طيب الرائحة ( .. ح ل يــدقق فــي الســؤال سم ٌ
وأنا اغلبه والنــاس يغلــب ) ..أي عـــن مـــا يأخـــذه أهلـــه أو
ســهل معهــا ينصــاع لمــا تريــد .. يصرفونه (..
لكنــــه بطــــل يغلــــب النــــاس قالت السادسة :
وشخصيته أمامهم قوية ( .. ف .. زوجي إن أكل ل ّ
قالت التاسعة : ف .. وإن شرب اشت ّ
زوجــي رفيــع النجــاد ) ..بيتــه ف .. وإن اضطجع الت ّ
واسع مفتوح للضيوف ( .. ف ..ليعلـــم ول ُيوِلـــج الكـــ ّ
عظيــم الرمــاد ) ..كــثير إشــعال ث .. الب ّ
النار اســتقبال ً للضــيوف وطبخ ـا ً )أي :إن زوجهـا يكـثر الكـل
لهم ( .. حتى يلفه لفا ً فل يبقي لهــم
قريــــب الــــبيت مــــن النــــاد .. فه شـــيئا ً ..والشـــراف يشـــ ّ
) المجلس الذي يجلــس فيــه مــع شفا ً ..يشربه كله ..وإذا نام
أصحابه وهــو النــادي قريــب مــن ف باللحـــاف ولـــم يـــدع التـــ ّ
بيته لحرصه على أهله ( .. لزوجتــه شــيئا ً ..وإذا حزنــت
ل يشبع ليله يضــاف ) ..ل يأكــل لـــم يقـــرب كفـــه إليهـــا أو
كثيرا ً عند الناس ( .. يلطفهــــا ليعلــــم ســــبب
خــاف ) ..إذا كــان ول ينام ليلة ي ُ َ حزنها .. ( ..
هنـاك خطـر بالليـل مـن عـدو أو قالت السابعة :
غيره ..يظـل مســتيقظا ً يحــرس زوجي غيايــاء أو عيايــاء ) أي
ويراقب ( .. غبي !! (
قالت العاشرة : طباقاء ) أحمق !(
زوجي مالك .. كل داء له داء ) جميع العيوب
وما مالك ؟! .. فيه !(
مالك خير من ذلك .. إن حدثته ســبك ) ..ل يقبــل
له إبل كثيرات المبارك .. حديثا ً ول مؤانسة .بل يسـب
قليلت المسارح .. ويلعن دوما ً ( ..
185
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأشــــرب فأتقنــــح ) ..جميــــع ن وإذا سمعن المزهــر ..أيق ـ ّ
الشربة عندها ..تروى منها ( .. أنهن هوالك ..
أم أبـــي زرع ؟! فمـــا أم أبـــي ) زوجها اسمه مالك ..مهمــا
زرع !! وصــفته لــن تحيــط بأوصــافه
عكومها رداح ) ..سمينة جميلة ( الجميلة ..إبلــه دائم ـا ً قريبــة
.. منه وقل ما تسرح أي تــذهب
وبيتها فساح ) ..بيتها واسع ( .. للرعي ..لتكون جاهة للحلــب
ابن أبي زرع ؟! فما بن أبي زرع منها ونحرها للضيوف ..وإذا
!! سمعت افبــل صــوت المزهــر
مضجعه كمسل شــطبة ) ..ينــام هز ..علمت حدّ وتج ّ السكين ت ُ َ
نوما ً رفيقا ً بأدب ( .. أنــه ســيهلك بعضــهن ذبحــا ً
ويشبعه ذراع الجفرة ) ..ل يأكل للضيوف ( ..
كثيرا ً ( .. قالت الحادية عشرة :
بنت أبــي زرع ؟! فمــا بنــت أبــي زوجــي أبــو زرع ؟! ) اســمه
زرع !! أبو زرع ( ..
طوع أبيها وطوع أمها .. فما أبو زرع ..
وملء كسائها ) ..متسترة ( .. أنـــاس مـــن حلـــي أذنـــي ..
وغيظ جارتهــا ) ..تغــار جاراتهــا ) ألبسها الحلي والذهب ( ..
من جمالها ولذة عيشها ( .. ومل مـــن شـــحم عضـــدي ..
جاريــة أبــي زرع ؟! فمــا جاريــة ) سمنت عنده ( ..
أبي زرع !! ) الخادمة !! ( وبجحني فبجحت إلى نفسي
ل تبث حديثنا تبثيثـا ً ) ..ل تنشــر ) ..مـــدحني حـــتى أعجبـــت
أسرار البيت ( .. بنفسي ( ..
ول تنفــث ميرتنــا تنفيثــا ً ) ..ل ق
ش ّ وجدني في أهل غنيمة ب ِ
تبدد طعام البيت وتعبث به ( .. ) ..كـــان اهلهـــا فقـــراء ل
ول تمل بيتنــــا تعشيشــــا ً ) ..ل يملكون إل غنيمات ( ..
تهمل البيت فيمتل بالوساخ ( .. فجعلنــي فــي أهــل صــهيل
ثم قالت : وأطيط ) نقلها إلى بيت فيه
خـــــرج أبـــــو زرع والوطـــــاب خيل وإبل ( ..
تمخض ) ..خــرج مــن بيتــه يومـا ً ودائس ومنـــــــق ) أي دواب
في وقت ربيع ( .. كثيرة ( ..
فلقــى امــرأة معهــا ولــدان لهــا فعنـــده أقـــول فل أقبـــح ..
كالفهدين ) ..رأى امرأة جالســة ) تتكلم بما شـاءت ول ينتقــد
حولهـــــا طفلن جميلن قويـــــا كلمها ( ..
البنية ( .. وأرقـــد فأتصـــبح ) ..تشـــبع
يلعبــــان مــــن تحــــت خصــــرها نومــا ً إلــى الصــباح ..لكــثرة
برمانتين ) ..يلعبان بثدييها ( .. الخدم ( ..
186
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إظهار اللطف والهتمام بالناس فطلقني ونكحها ) ..أعجبته
.. ..فطلق أم زرع وتزوجهـا !!
فإذا جاءك ولدك متزينا ً بثوب ( ..
جميل ..ما رأيك يا أبي ؟ .. فنكحــت بعــده رجل ســريا ً ..
تفاعل .. ) تزوجــــــــــت ام زرع رجل ً
ابنتك ..زوجتك .. كريما ً ( ..
زوجك ..ولدك ..زميلتك .. ركــب شــريا ً ) ..ركــب خيل ً
كل من تخالطهم كن حيا ً سابقا ً ( ..
متفاعل ً .. وأخذ خطيا ً ..
أحيانا ً تكون ناسيا ً الموضوع .. وأراح علـــي نعمـــا ً ثريـــا ً ..
قال لك – مثل ً : -أبشرك الوالد ) أكرمهــــا وأهــــداها لنــــه
شفي من مرضه ..فل تقل : ُ ثري ( ..
أصل ً ..متى مرض ؟!! وأعطــاني مــن كــل رائحــة
أو :أخي خرج من السجن ..ل زوجـــا ً ) ..أكـــثر لهـــا مـــن
تقل :والله ما دريت أصل ً أنه الطياب ويعطيها اثنيــن مــن
دخل السجن .. كل شــيء لتســتعمل وتهــدي
وأخيرا ً ..يا جماعة .. إن شاءت ( ..
التشجيع والتفاعل ينفع حتى وقال :كلي أم زرع ..
مع الحيوانات .. وميـــري أهلـــك ) ..أهـــدي
قال أبو بكر الرقي : لهلك وأعطيهم ( ..
كنت بالبادية .. ثم قالت :
فـــوافيت قبيلـــة مـــن قبـــائل فلـــو جمعـــت كـــل شـــيء
العرب ..فأضــافني رجــل منهــم أعطانيه ..
وأدخلني خباءه .. ما بلغ أصغر آنية أبــي زرع ..
فرأيــت فــي الخبــاء عبــدا أســود ) ل يزال قلبهــا معلقـا ً بــأبي
جمــال قــد مقيدا ً بقيــد ..ورأيــت ِ زرع !!..ما الحب إل للحــبيب
ماتت بين يدي البيت .. الول (
وقد بقى منها جمل وهــو ناحــل كان يستمع بكــل غنصــات
ذابل كأنه ينزع روحه .. إلــى عائشــة وهــي تحــدثه ..
فقال لي الغلم :أنــت ضــيف .. ولم يظهر لها ضجرا ً ول ملل ً
ي إلــى ولــك حــق ..فتشــفع فــ ّ ..مع تعبه وكثرة مشــاغله ..
مــولي ..فــإنه مكــرم لضــيفه .. وتراكم همومه ..
فل يـــرد شـــفاعتك فـــي هـــذا حــتى إذا انتهــت عائشــة مــن
القـــدر ..فعســـاه يحـــل القيـــد حديثها :
عني .. قال : eكنــت لــك كــأبي زرع
فســـكت عنـــه ..ولـــم أدر مـــا لم زرع ..
جرمه .. إذن ..اتفقنا ..على أهمية
187
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(71
منه .. فلمـــا أحضـــروا الطعـــام ..
طور نفسك بالتدريب .. امتنعت ..وقلت :
كن حيا ً ل ميتا ً ..تفاعل ل آكل ..مــا لــم أشــفع فــي
بكلمك ..بتعبيرات وجهك .. هذا العبد ..
حتى يأنس الخرون بك .. فقال الســيد :إن هـذا العبـد
ع
ك جميــ َ قد أفقرني ..وأهَلــ َ
اجعل لسانك عذبا ً .. .55 مالي ..
ل تخلو حياتنا من مواقف نحتاج فقلت :ماذا فعل ؟!
ً
فقال :إن لــه صــوتا ً طيبـا ً ..
فيها إلى تقديم توجيهات
ونصائح للخرين .. وإني كنت أعيش من ظهــور
الولد ..الزوج ..الصديق ..الجار ملهـــا هـــذه الجمـــال ..فح ّ
..البوين .. أحمال ً ثقال ً ..
تختلف نهايات النصائح .. وكان ينشــد الشــعار ويحــدو
باختلف بداياتها .. بهـا ..حـتى قطعــت مســيرة
أعني :إن كانت البداية بأسلوب ثلثة أيام في ليلة واحدة من
مناسب ..ومدخل لطيف .. طيب نغمته ..
انتهت كذلك .. فلما حطت أحمالها ..مــاتت
وإن كانت بأسلوب جاف .. كلهــــا ..إل هــــذا الجمــــل
ومدخل عنيف ..انتهت كذلك .. الواحد ..
عندما ننصح الناس ..فنحن في ولكـــــن أنـــــت ضـــــيفي ..
الواقع نتعامل مع قلوبهم ..ل فلكرامتــك قــد وهبتــه لــك ..
أجسادهم .. وأطلق الغلم من قيده ..
لذلك تجد بعض البناء يتقبل من فاشــتقت إلــى ســماع هــذا
أمه ول يتقبل من أبيه ..أو الصوت ..
العكس .. فلما أصــبحنا أمــره أن يحــدو
والطلب يتقبلون من مدرس .. على جمل يستقى الماء مــن
دون الخر .. بئر هنــاك ..لينشــط الجمــل
وأول البراعة في النصيحة .. للعمل ..
أن ل تكثر منها وتدقق على كل فانطلق الغلم بصوت
صغير وكبير ..حتى ل يشعر حسن ..فلما رفع صوته ..
الخرون أنك مراقب لحركاتهم سمعه الجمل فهام وهاج
وسكناتهم ..فتثقل عليهم .. ونسي نفسه ..حتى قطع
ليس الغبي بسيد في قومه *** حباله ..
لكن سيد قومه المتغابي ووقعت أنا على وجهي من
وإن استطعت أن تقدم انصيحة حسن الصوت ..فما أظن
على شكل اقتراح ..فافعل .. أني سمعت قط صوتا ً أطيب
) ( إحياء علوم الدين 2/275 71
188
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبارك ..فلم يقل الحمد لله .. لو قللت الملح في الطعام ..
فقال عبد الله :ماذا يقول لكان أحسن ..
العاطس إذا عطس ؟ قال : لو تغير ملبسك بثياب أجمل
الحمد لله ..فقال :عبد الله : ..
يرحمك الله .. لو ما تتأخر عن مدرستك
وكان رسول الله rكذلك .. مرة أخرى ..أفضل ..
كان إذا انصرف من صلة ما رأيك لو فعلت كذا ..
العصر ..دخل على نسائه واحدة أقترح عليك كذا وكذا ..
واحدة .. أحسن من قولك ..
فيدنو من إحداهن ..ويتحدث يا قليل الدب ..كم مرة
معها .. قلت لك ..أنت ما تفهم ..
فدخل على زينب بمن جحش .. إلى متى أعلمك ؟!!
فوجد عندها عسل ً ..وكان r اجعله يحتفظ بماء وجهه ..
يحب العسل والحلواء .. ويشعر بقيمته حتى وهو
فاحتبس عندها أكثر ما كان مخطئ ..
يحتبس عند غيرها .. لن المقصود علج أخطائه ل
فغارت عائشة وحفصة .. النتقام منه أوإهانته ..
وتواصتا من دخل عليها تقول له يعني يا جماعة ..بالعبارة
: الصريحة :
أجد منك ريح مغافير ..وهو ل أحد يحب أن يتلقى
شراب حلو يشبه العسل ..ولكن الوامر ..
له رائحة سيئة .. أراد يوما ً أن يوجه عبد
وكان rيشتد عليه أن يوجد منه الله بن عمر للتعبد بصلة
الريح من بدنه أو فمه ..لنه الليل ..
يناجي جبريل ..ويناجي فما دعاه وقال :يا عبد الله
الناس .. قم الليل ..
فلما دخل على حفصة ..سألته وإنما قدم النصيحة على
ماذا أكل ؟ شكل اقتراح ..وقال :نعم
فقال :شربت عسل ً عند الرجل عبد الله لو كان يقوم
زينب .. الليل ..
فقالت :إني أجد منك ريح وفي رواية قال :يا عبد الله
مغافير .. ل تكن مثل فلن ..كان
فقال :ل بل شربت عسل ً .. يقوم الليل ..
ولن أعود له .. بل إن استطعت أن تلفت
ثم قام ودخل على عائشة .. نظره إلى الخطاء من حيث
فقالت له عائشة مثل ذلك .. ل يشعر فهو أولى ..
ومضت اليام ..وكشف الله له عطس رجل عند عبد الله بن
189
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأخذ الكتاب ..ومضى ..فقد القضية كلها ..
وصلت الرسالة .. وبعد أيام ..أسر إلى حفصة
وأذكر أن أن أحدهم كان يعود حديثا ً ..فأظهرته ..
إلى بيته ليل ً ..وينزع ثوبه .. فدخل عليها يوما ً ..وعندها
يعلقه على الشماعة ..وينام .. الشفاء بنت عبد الله ..
فتأتي زوجته ..وتفتح محفظة وكانت صحابية تتعلم
النقود ..ثم تأخذ الصرف الطب ..وتعالج الناس ..
الموجود ..من فئة الريال .. فقال للشفاء :أل
والخمسة .. تعلمين هذه رقية النملة كما
فإذا استيقظ صباحا ً وذهب إلى علمتيها الكتابة ..
عمله ..واحتاج أن يحاسب في ورقية النملة كلم كانت
بقالة ونحوها ..لم يجد صرفا ً .. نساء العرب تقوله ..يعلم
فراقبها ..حتى فهم القضية .. كل من سمعه أنه كلم ل
فرجع إلى بيته يوما ً ..وقد جعل يضر ول ينفع ..
في جيبه ضفدعا ً .. ورقية النملة التي كانت
ونزع ثوبه كالعادة ..واضطجع تعرف بينهن أن يقال :
كهيئة النائم ..وأخذ يشخر .. العروس تحتفل ..وتختضب
وهو يراقب الثوب .. وتكتحل ..وكل شيء تفتعل
فأقبلت زوجته لتأخذ ما ..غير أن ل تعصي الرجل ..
يتيسر ..كالعادة !! فأراد rبهذا المقال تأنيب
أقبلت إلى الثوب تمشي حفصة والتأديب لها
رويدا ً ..أدخلت يدها بهدوووء .. تعريضا ً ..بأن تردد جملة :
فلمست الضفدع ..فتحرك فجأة غير أن ل تعصي الرجل ..
..فصرخت :آآآآه ..يدي .. أحد السلف استلف منه رجل
ففتح الزوج عينيه ..وقال :وأنا كتابا ً ..فرده إليه بعد أيام
..آآآه ..جيبي .. وعليه آثار طعام ..كأنه
ليتنا نستعمل هذا السلوب .. حمل عليه خبزا ً أو عنبا ً ..
مع جميع الناس .. فسكت صاحب الكتاب ..
أولدنا إذا وقعوا في أخطاء .. وبعد أيام جاءه صاحبه
ومع طلبنا .. يستعير منه كتابا ً آخر ..
نايف أحد الصدقاء ..كان له أم فأعطاه الكتاب في
صالحة ..ل ترضى ن يبقى في طبق !!..
البيت صور أبدا ً ..لن الملئكة ل فقال الرجل :إنما أريد
تدخل بيتا ً فيه كلب ول صورة .. الكتاب ..فما بال الطبق ؟!
كان عندها طقلة صغيرة .. فقال :الكتاب لتقرأ فيه ..
دمى عندها ألعاب متنوعة ..إل ال ّ والطبق لتحمل عليه طعامك
..العرائس .. !!
190
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربيعة ..الصحابي الجليل .. دمية .. أهدت إليها خالتها ُ
من سفر ..فأهدى لرسول الله عروسة ..وقالت لها :
rراوية خمر ..جرة كاملة العبي بها في غرفتك ..
مملوءة خمرا ً .. واحذري أن تراها أمك ..
نظر النبي إلى الخمر وبعد يومين ..علمت الم ..
مستغربا ً ..والتفت إلى عامر بن فأرادت أن تقدم النصيحة
ربيعة ..وقال :أما علمت أنها بأسلوب مناسب ..
قد حرمت ..؟ جلسوا على الطعام ..
قال :حرمت ؟! ل ..ما علمت يا فقالت أم نايف :يا
رسول الله .. أولد !!..من يومين ..وأنا
قال :فإنها قد حرمت .. أشعر أن البيت ليس فيه
فحملها عامر ..فأسّر إليه ملئكة !! ل أدري لماذا
بعضهم بأن يبيعها .. خرجت ..ل حول ول قوة إل
فسمعه النبي فقال :ل ..إن بالله ..
الله إذا حرم شيئا ً ..حرم ثمنه .. والبنت الصغيرة تسمع وهي
فأخذها فاهراقها على ساكته ..
)(72
التراب .. وبعد الغداء رجعت الصغيرة
وانتبه أن تمدح نفسك وأنت إلى غرفتها ..فإذا بين يديها
تنصح ..فترفع نفسك وتسحب ألعاب كثيرة ..والعروسة
المنصوح إلى القاع ..ل أحد من بينها ..فالتقطتها ..
يرضى بذلك .. وجاءت بها إلى الم وقال :
ل .. -إذا نصحبعض الباء – مث ً ماما ..هذه التيطردت
ولده بدأ يذكر أمجاده ..أنا كنت الملئكة ..افعلي بها
وكنت ..ولعل الولد يعلم تاريخ ماشئت !!
والده !!.. يعني دع المنصوح يحتفظ
بماء وجهه ..ويمكن أن
باختصار .. تأكل العسل من غير أن
الكلمة الطيبة ..صدقة .. تحطم الخلية ..
ل تنصحه كأنه قد كفر بفعله
.56اختصر ..ول تجادل .. ..
يقولون :إن الناصح كالجلد .. بل وأحسن الظن به ..
وبقدر مهارة الجلد في الجلد .. واعتبر أنه وقع في الخطأ
يبقى اللم .. من غير قصد ..أو من غير
أقول :مهارة الجلد ..ل قوة أن يعلم ..
الجلد !! كانت الخمر في أول السلم
لم تحرم بعد ..
وفي يوم أقبل عامر بن
) ( رواه الطبراني 72
191
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عمر ..إنك رجل قوي ..فل فالجلد العنيف الذي يضرب
تزاحمن عند الحجر .. بقوة ..يتألم المضروب
وكذلك كان العقلء بعده .. وقت وقوع السياط ..ثم ما
لقي أبو هريرة الفرزدق يلبث حتى ينساها ..
الشاعر فقال : أما الجلد الستاذ في صنعته
يا ابن أخي إني أرى قدميك ..فقد ل يضرب بقوة ..لكنه
صغيرتين ..ولن تعدم لهما يعلم أن يوقع السوط ..
موضعا في الجنة .. كذلك الناصح ..ليست العبرة
يعني فاعمل لها ..ودع عنك بكثرة الكلم ..ول طول
قذف لمحصنات في شعرك .. النصيحة ..
وعمر .. كان على فراش وإنما بأسلوب الناصح ..
الموت ..فجعلوا الناس يثنون فاختصر قدر المستطاع ..
عليه .. إذا أردت أن تنصحه فل تلق
وجاء شاب فقال :أبشر يا أمير عليه محاضرة !!..
المؤمنين ببشرى الله لك من خاصة إذا كان المر متفقا ً
صحبة رسول الله .. وقدم عليه ..كمن تنصحه عن
في السلم ما قد علمت ..ثم الغضب ..أو شرب الخمر ..
وِليت فعدلت ..ثم شهادة .. َ أو ترك الصلة ..أو عقوق
فقال عمر :وددت أن ذلك الوالدين ..الخ ..
كفاف ل علي ول لي .. تأملت النصائح النبوية
فلما أدبر الشاب ..فإذا إزاره الشخصية المباشرة ..
يمس الرض ..مسبل .. فوجدتها ل تزيد الواحدة
فأراد عمر أن يقدم النصيحة منها عن سطر واحد ..أو
للشاب .. سطرين ..
فقال :ردوا علي الغلم .. اسمع :يا علي ..ل تتبع
فلما وقف الشاب بين يديه .. النظرة النظرة ..فإن لك
قال :يا بن أخي ..ارفع ثوبك .. الولى وليست لك الثانية ..
فإنه أنقى لثوبك ..وأتقى لربك انتهى ..نصيحة باختصار ..
).. (73 يا عبد الله بن عمر ..كن
انتهى ..باختصار ..الرسالة في الدنيا كأنك غريب ..أو
وصلت .. عابر سبيل ..
واترك الجدال قدر المستطاع .. انتهى ..
خاصة إذا شعرت أن الذي أمامك يا معاذ ..والله إني أحبك ..
يكابر ..فالمقصود إيصال فل تدعن في دبر كل صلة
النصيحة إليه .. أن تقول :اللهم أعني على
وقد ذم الله الجدال ) :ما ذكرك ..وشكرك ..وحسن
عبادتك ..
) ( البخاري 73
192
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنصح .. ضربوه لك إل جدل ً ( ..
وحتى لو تكلم بكلم خاطئ .. وقال : ما ضل قوم بعد
فيمكن أن تعالج خطأه من حيث هدى كانوا عليه ..إل أوتوا
ل يشعر .. الجدل ..
كأن تقول :صحيح ..وأنا معك وقال :أنا زعيم لبيت في
أن النسان يفقد أعصابه غصبا ً ربض الجنة لمن ترك الجدال
عنه .. وإن كان محقا ً ..
وأثن عليه ..ثم قل :ولكن .. أحيانا ً يقتنع الشخص
ثم انسف كلمه إن كان خاطئا ً .. بالفكرة ..لكن أكثر النفوس
فيها أنفة وكبر ..
وجهة نظر .. ) وجحدوا بها واستيقنتها
نبه على الخطأ ..ول تلق أنفسهم ظلما ً وعلوا ً ( ..
محاضرة .. فالغاية عندك أنت أصل ً أن
يعرف الخطأ ليتجنبه في
ل تبال بكلم الخلق .. .57 المرة القادمة ..وليس
أعجبتني عبارة رددها ابني عبد الغاية أن تنتصر أنت عليه ..
الرحمن يوما ً ..وأظنه في ذلك فلستما في حلبة مصارعة ..
السن لم يكن يفقه معناها.. دخل النبي على علي
عش كان يقول :طّنش ت ِ وفاطمة .. ليل ً ..
عش !!.. َتـْنـَتـ ِ فقال لهما :أل تصليان ..
تأملت في هذه العبارة وأنا أي أل تقوما الليل ..
ألحظ حولي انتقادات الناس .. فقال علي :أنفسنا بيد
وآراءهم ..وأحاديثهم .. الله ..متى شاء أن يبعثنا ..
فوجدت أن الناس في كلمهم بعثنا ..
وذمهم لنا يتنوعون .. فولهما النبي ظهره ..
فيهم الناصح الصادق الذي ل ومضى وهو يضرب بيده
يتقن فن النصيحة ..وبالتالي على فخذه ويقول :وكان
يحزنك بأسلوب نصحه أكثر مما النسان أكثر شيء جدل ً ..
يفرحك .. ).. (74
وفيهم الحاسد ..الذي يقصد وأحيانا ً قد يذكر المنصوح ..
حزنك وهمك .. كلما ً يعتذر به ..وهو ليس
وفيهم قليل الخبرة ..الذي عذرا ً مقنعا ً لكنه يقوله
يهذي بما ل يدري ..ولو سكت ..ليحفظ ماء وجهه ..
لكان خيرا ً له .. فكن سمحا ً ..
وفيهم من طبيعته النتقاد ول تغلق عليه البواب بل
أصل ً ..فهو ينظر للحياة بنظارة أبقها مفتوحة أمامه وأنت
سوداء .. ) ( 74
193
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودخل تحت الحمار ..وحمله !!.. وقديما ً قيل :لو اتحدت
ولو رأيت جحا وقتها لقلت له : الذواق لبارت السلع ..
يا حبيب القلب ..افعل ما ذكروا أن جحا ركب على
تشاء ..ول تبال بكلم الخلق .. حمار ..وولده يمشي
فرضا الناس غاية ل تدرك .. بجانبه ..
ومــن الــذي ينجــو مــن النــاس فمروا بناس ..فقال
سالما ً الناس :انظروا لهذا الب
ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر الغليظ يركب مرتاحا ً ..ويدع
.. ولده يمشي في الشمس ..
بعض الناس ..ل يفكر في رأيه سمعهم جحا ..فأوقف
قبل أن يطرحه .. الحمار ..ونزل ..وأركب
يأتيك بعدما تتزوج ..ويقول .. ولده ..
ليش تخطب فلنة ؟ ثم مشيا ..وجحا يشعر بنوع
وكأني بك ..تتمنى أن تصرخ من الزهو ..
في وجهه وتقول :يا أخي فمرا بقوم آخرين ..فقال
تزوجت ..خلص ..انتهى أحدهم :انظروا إلى هذا
الموضوع ..ما أحد طلب منك البن العاق ..يركب ويدع
اقتراحات .. أباه يمشي في الشمس ..
أو يأتيك وقد بعت سيارتك .. سمعهم جحا ..
فيقول ..ليتك أخبرتني ..فلن فأوق الحمار ..ثم ركب مع
كان سيعطيك أكثر .. ولده ..ليتقو كلم الناس
يا أخي ..بس !! الرجال باع وانتقاداتهم ..
سيارته ..خلص وانتهى ..ل فمرا بقوم ..فقالوا :
تشغله باللتفات وراءه !! انظروا إلى هذين
وعموما ً .. الغليظين ..ل يرحمون
ليس يخلو المرء من ضد ولو ** الحيوان ..
طلب العزلة في فنزل جحا ..وقال :يا ولدي
رأس جبل !!.. ..انزل ..
فل تعذب نفسك .. فنزل الولد وجعل يمشي
بجانب أبيه ..والحمار ليس
تجربة .. فوقه أحد ..
قال أحد السلف :من جعل دينه فمرا بقوم ..فقالوا :
عرضة للخصومات ..أكثر التنقل انظروا إلى هذين السفيهين
!! ..يمشيان والحمار فارغ ..
وهل خلق الحمار إل
ابتسم ..ثم ابتسم .. .58 لُيركب ..
ثم ابتسـ ..ثم أبتـ .. فصرخ جحا وجّر ولده معه ..
194
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والتبسم .. أعرفه منذ سنين ..فهو أحد
كان أنس بن مالك يمشي مع زملئي في عملي ..على
النبي rيومًا ..والنبي عليه كل حال ..
ُبرد نجراني غليظ الحاشية .. لكن هل تصدق أنني إلى
فلحقهما أعرابي .. الن ل أدري هل نبتت له
أقبل هذا العرابي يجري وراء أسنان أم ل !!
النبي يريد أن يلحق به .. دائم التجهم ..والعبوس ..
حتى إذا اقترب منه .. وكأنه إذا ابتسم نقص
جبذه بردائه جبذة شديدة .. ل ماله !! عمره ..أو ق ّ
فتحرك الرداء بعنف على رقبة قال جرير بن عبد الله
النبي .. r البجلي :ما رآني رسول الله
قال أنس :حتى نظرت إلى إل تبسم في وجهي ..
صفحة عاتق رسول الله .. rقد البتسامة أنواع ..ومراتب ..
أثرت بها حاشية الُبرد من شدة فمنها البشاشة الدائمة ..أن
يكون وجهك صبوحا ً مبتهجا ً
جبذته ..
فماذا يريد هذا الرجل ؟! لعل دائما ً ..
بيته يحترق وأقبل يريد معونة .. فلو كنت مدرسا ً ودخلت
أو أحاطت بهم غارة من الفصل على طلبك ..
المشركين .. فالقهم بوجه بشوش ..
اسمع ماذا يريد ..قال :يا محمد ركبت طائرة ..ومشيت في
) ..لحظ لم يقل :يا رسول الممر والناس ينظرون
الله ( .. إليك ..كن بشوشا ً ..
مر لي من مال قال :يا محمد ُ .. دخلت بقالة ..أو محطة
الله الذي عندك ..فالتفت وقود ..مددت له الحساب ..
رسول الله .. rثم ضحك ..ثم ابتسم ..
أمر له بعطاء .. في المجلس ..ودخل شخص
وسلم بصوت عال ..ومر
نعم ..كان rبطل ً ل تستفزه
بنظره على الجالسين ..
مثل هذه التصرفات ..ول
ابتسم ..
يعاقب أو تثور أعصابه على
دخلت على مجموعة ..
التافهات ..
وصافحتهم ..ابتسم ..
كان واسع البطان ..قويا ً يضبط
وعموما ً :البتسامة لها من
أعصابه ..دائم البتسامة حتى
التأثير الكبير في امتصاص
في أحلك الظروف ..يفكر في
الغضب والشك والتردد ..ما
عواقب المور قبل أن يفعلها ..
ل يشاركها غيرها ..
وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل
البطل هو الذي يستطيع
أو طرده !
التغلب على عواطفه ..
هل سيشفى جرح عنقه ! أو
195
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتركه ..فانطلق به عبد الله يصلح أدب الرجل ! كل ..
إلى رحله وأصحابه ..فأكلوه .. إذن ليس مثل الصبر
وأخيرا ً ..تبسمك في وجه أخيك والتحمل ..
صدقة .. نعم بعض المور نثور لها
قال لي : ونغضب ..وعلجها شيء
فلن سحرني بأخلقه ..حتى آخر تماما ً ..
تعلقت به نفسي ..قلت :لم ؟! وصدق لما قال :ليس
قال :دائما ً بشوش ..وما رآني الشديد بالصرعة ..إنما
إل تبسم !! الشديد الذي يملك نفسه
عند الغضب ..
الخطوط الحمر .. .59 كان النبي الكريم ..
كان من طلبي في الجامعة.. يجذب الناس بالتبسم
كان واسع الثقافة ..حريصا ً والبشاشة ..
على تكوين علقات مع الناس .. خرجو إلى غزوة خيبر ..
لكنه كان ثقيل الدم عليهم .. وفي أثناء القتال ..
جاءني يوما ً ..وقال : وقع من حصن اليهود جراب
يا دكتور ..زملئي يغضبون مني فيه شحم ..قربة كاملة
دائما ً ..ل يتحملون مزحي .. مملوءة سمنا ً ..
قلت في نفسي :أنا ل أحتملك حمله عبد الله بن مغفل
ساكتا ً ..فكيف أحتملك على عاتقه فرحا ً ومضى به
متكلما ً ..؟! خاصة إذا كنت إلى رحله وأصحابه ..
تستخف دمك وتمزح !.. فلقيه الرجل المسئول عن
سألته :لماذا ل يحتملون جمع الغنائم وترتيبها ..
مزحك ؟! أعطني مثال ً .. فجذب الجراب إليه ..وقال :
قال :عطس أحدهم فقلت : ت هذا نقسمه بين ها ِ
ت ( ..الله يلعنك ) ..ثم سك ّ المسلمين ..
فلما غضب ..أكملت قائل ً :يا فتعلق به عبد الله :ل
إبليس ..ويرحمك يا فلن !!.. والله ..ل أعطيكه ..أنا
مسكين كان يظن نفسه بذلك .. أصبته ..
خفيف الدم!! قال :بلى ..وجعل يتجاذبا
الناس مهما قبلوا مزاحك الجراب ..
ومداعباتك ..إل أنه تبقى هناك فمر بهما رسول الله .. r
خطوط حمراء ل يحبون أن فرآهما ..وهما يتجاذبان
تتعداها .. الجراب ..
خاصة إذا كان ذلك أمام فتبسم rضاحكا ً ..ثم قال
الخرين .. لصاحب المغانم :
بعض الناس ل يراعي ذلك .. ل أبالك ..خل بينه وبينه ..
196
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيدعوهم إلى السلم .. فتجد أنه يعتدي على
فخاف عليه ..وقال له :إنهم حاجاتهم ..
قاتلوك .. فمثل ً من باب ) الميانة (
وعرف rأن قبيلة ثقيف فيهم يأخذ هاتفك الجوال ويتصل
نخوة المتناع ..والصرامة في به كما يريد ..أو ربما أرسل
التعامل ..حتى لو كان مع رسائل إلى أشخاص أنت ل
رئيسهم .. ترغب أن يظهر رقم هاتفك
فقال عروة :يا رسول الله ..أنا عندهم ..
أحب إليهم من أبكارهم .. أو يأخذ سيارتك بغير إذنك ..
وأبصارهم .. أو يحرجك بطلبها حتى تأذن
وكان محببا ً مطاعا ً فيهم .. على مضض ..
فخرج يدعو قومه إلى السلم أو تجد مجموعة طلب في
رجاء أن ل يخالفوه ..لعظم يسكنون في شقة واحدة ..
منزلته فيهم .. يستيقظ أحدهم ليذهب إلى
فلما وصل إلى ديار قومه .. جامعته ..فيجد أن معطفه
رقى على مرتفع وصاح بهم لبسه فلن ..وحذاءه في
حتى اجتمعوا ..وهو سيدهم .. رجل فلن ..
فدعاهم إلى السلم ..وأظهر ومن تعدي الخطوط الحمراء
لهم أنه أسلم ..وجعل يردد : أنك ..تجد بعض الناس يحرج
أشهد أن ل إله إل الله وأشهد صاحبه بمزحة ثقيلة أو
أن محمدا ً رسول الله .. سؤال محرج في مجلس عام
فلما سمعوا منه ذلك .. ..
صاحوا ..وثاروا أن يتركوا والشخص مهما بلغ من
آلهتهم .. المحبة لك ..إل أنه يبقى
ورموه بالنبل من كل جهة .. بشرا ً يرضى ويغضب ..
حتى وقع صريعا ً .. t ويفرح ويسخط ..
فأقبل إليه أبناء عمه ..وهو لما أقبل رسول الله rإلى
ينازع الموت .. المدينة راجعا ً من تبوك ..
وقال :يا عروة :ما ترى في قدم عليه في ذلك الشهر
دمك ؟ عروة بن مسعود الثقفي ..
فقال :كرامة أكرمني الله بها .. وكان سيدا ً جليل القدر ..
وشهادة ساقها الله إلي .. رفيع المكانة عند قومه
ي إل ما في الشهداء فليس ف ّ ثقيف ..
الذين قتلوا مع رسول الله .. r فأدرك النبي قبل أن
فل تقتتلوا لجلي ..ول تأخذوا يصل إلى المدينة ..
بثأري من أحد .. فأسلم ..
فقيل إن النبي .. لما بلغه وسأله أن يرجع إلى قومه
197
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يروع مسلما ً ..
)(76
خبر مقتله ..
ومثله الذي يمزح فيراك أوقفت قال فيه :إن مثله في قومه
سيارتك عند بقالة – مثل ً -وهي ..كمثل صاحب ياسين في
تشتغل فيأتي ويقودها .. قومه .. ..
ً
ويوهمك أنها سرقت ..مازحا.. فانتبه ! الناس لهم
قد يجاملك صاحبك ويضحك أحاسيس مهما بلغت في
أحيانا ً على مزحة مروعة ..لكنه القرب منهم ..وإن كانوا
متألم .. في منزلة الخ والولد ..
ولربما صبر الحليم على الذى لذا نبه النبي على ذلك ..
وفؤاده من فنهى عن ترويع المؤمن ..
حره يتأوه كان يوما ً يسير مع
ولربما شكل الحليم لسانه أصحابه ..
حذر الكلم وكان كل واحد منهم معه
وإنه لمفوه متاعه ..سلحه ..فراشه ..
طعامه ..
وجهة نظر .. نزلوا منزل ً ..فنام رجل
كل ما زاد عن حده ..انقلب منهم ..
ضده ..وكم مزحة انتهت شجارا ً فأقبل صاحبه إلى حبل معه
!! فأخذه ..مازحا ً ..
فاستيقظ الرجل ..فوجد
حفظ السر .. .60 متاعه ناقصا ً ..ففزع ..
ر جاوز اشتهر قديما ً :كل س ٍ وأخذ يبحث عن حبله ..
الثنين ..شاع .. فقال : ل يحل لمسلم أن
ومن اللطائف أن أحدهم سئل : يروع مسلما ً ).. (75
من الثنين ؟ فأشار إلى وفي يوم آخر ..
شفتيه ..وقال :هذان !! كانوا يسيرون مع النبي
ل أذكر أني همست في أذن أحد في مسير ..
من الناس بسّر ..واستأمنته فنعس رجل وهو على
إياه ..ثم فاجأني قائل ً :يا راحلته ..
محمد ..اسمح لي ل أستطيع أن فغافله صاحبه وانتزع سهما ً
أكتمه .. من كنانته ..
بل كل شخص يضرب بيده صدره فشعر الرجل بمن يعبث
..ويقول :والله لو وضعوا بسلحه ..فانتبه فزعا ً
الشمس في يميني ..والقمر مذعورا ً ..
في شمالي ..أو السيف على فقال : ل يحل لرجل أن
رقبتي ..على أن أخبر بسرك ..
) ( رواه الطبراني وغيره 76
) ( رواه أبو داود 75
198
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي ليلة من الليالي رأت عاتكة ما أخبرت !!
بنت عبد المطلب ..رؤيا ثم إذا اطمأننت ووثقت ..
أفزعتها ..فلما أصبحت بعثت وكشفت له أسرارك ..تصّبر
إلى أخيها العباس بن عبد شهرين أو ثلثة ..ثم حدث
المطلب ..فقالت له : به ..فل يزال ُيتناقل حتى
يا أخي ..والله لقد رأيت الليلة يصلك ..
رؤيا أفظعتني ..وتخوفت أن فوجدت أن سرك ل ينبغي
يدخل على قومك منها شر أن يجاوز شفتيك ..فل
ي ماومصيبة ..فاكتم عل ّ تكلف الناس ما ل
أحدثك ..ول تحدث به أحدا ً .. يطيقون ..
قال لها :نعم ..وما رأيت ؟ إذا ضاق صدر المرء عن سر
قالت :رأيت راكبا ً أقبل على نفسه
بعير ..حتى وقف بوادي فصدر الذي
"البطح" ..ثم صرخ بأعلى يستودع السر أضيق
صوته :أل انفروا يا آل غدر إلى جربت كثيرا ً من الناس ..
مصارعكم في ثلث !.. فوجدتهم كذلك ..
فأرى الناس قد اجتمعوا إليه .. والمشكلة أنك تأتيهم على
ثم مضى فدخل المسجد والناس سبيل الستشارة ..
يتبعونه .. فيشيرون عليك ..ثم
فبينما هم حوله ..إذ صعد به يفضحون سرك ..
بعيره فوق الكعبة ..ثم صرخ فيسقطون من عينك ..
بمثلها :انفروا يا آل غدر إلى ويصبحون من أبغض الناس
مصارعكم في ثلث .. إليك ..
ثم صعد به بعيره على رأس جبل ومن أعجب ما في التاريخ ..
أبي قبيس ..فصرخ بمثلها : أنه قبل معركة بدر ..
انفروا يا آل غدر إلى مصارعكم لما سمع النبي .. بقافلة
في ثلث .. قريش مقبلة وأراد قتالها ..
ثم أخذ صخرة فقذفها من أعلى خرج rإليها مع أصحابه ..
الجبل ..فأقبلت تهوي من فوق فلما شعر بهم أبو سفيان ..
الجبل ..حتى إذا كانت بأسفل استأجر رجل ً اسمه ضمضم
الجبل تكسرت .. بن عمرو الغفاري ..وقال
فما بقي بيت من بيوت مكة إل اذهب وأخبر قريشا ً بالخبر ..
دخلته كسرة من الصخرة .. فمضى ضمضم ..مسرعا ً
فاضطرب العباس وقال :والله إلى مكة ..كان وصوله مكة
إن هذه لرؤيا ! يحتاج أن يسير أياما ً ..
ثم خشي أن تنتشر فيصيبه وأهل مكة ل يدرون عن
أذى ..فقال لها محذرا ً :وأنت شيء من ذلك ..
199
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه فاكتميها ل تذكريها لحد ..
قال :انفروا في ثلث .. ثم خرج العباس منشغل
فسننتظر بكم ثلثة أيام .. البال بأمر هذه الرؤيا ..
فإن يك حقا ً ما تقول .. فلقي الوليد بن عتبة وسط
فسيكون .. الطريق ..وكان له صديقا ً ..
وإن تمض الثلث ولم يكن من فحدثه بالرؤيا ..وقال له :
ذلك شئ نكتب عليكم كتابا ً أنكم اكتمها ..فل تخبر بها أحدا ً ..
أكذب أهل بيت العرب .. فمضى الوليد ..
فاضطرب العباس ..وما رد عليه فلقي ابنه عتبة فحدثه بها ..
شيئا ً ..وجحد الرؤيا ..وأنكر أن ثم لم يمض سويعات ..
تكون رأت شيئا ً .. حتى حدث بها عتبة ..ثم
ثم تفرقوا .. تناقلها الناس ..وفشا
فلما أقبل العباس إلى بيته .. الحديث بها في أهل مكة ..
لم تبق امرأة من بني عبد حتى تحدثت بها قريش في
المطلب ..إل جاءت إليه مجالسها ..
غاضبة ..تقول :أقررتم لهذا وفي الضحى ذهب العباس
الفاسق الخبيث أن يقع في ليطوف بالكعبة ..
رجالكم ..ثم قد تناول النساء فإذا أبو جهل جالس في
وأنت تسمع ..أما فيكم حمية .. هط من قريش ..في ظل َر ْ
فاحتمى العباس ..وثار .. الكعبة ..يتحدثون برؤيا
وقال :والله ..لئن عاد أبو جهل عاتكة !!
إلى مثل كلمه ..لفعلن س
فلما رأى أبو جهل العبا َ
وأفعلن .. قال :
فلما كان اليوم الثالث ..من يا أبا الفضل ..إذا فرغت
رؤيا عاتكة .. من طوافك فأقبل إلينا ..
ذهب العباس إلى المسجد .. فلما أقبل إليه العباس
وهو مغضب .. وجلس معهم ..
فلما دخل المسجد رأى أبا قال له أبو جهل :يا بني عبد
جهل ..فمشي نحوه يتعرضه المطلب ..متى حدثت فيكم
ليعود لبعض ما قال فيقع به .. هذه النبية ؟
فإذا بأبي جهل يخرج من باب قال :وما ذاك ؟
المسجد يشتد مسرعا ً .. قال :تلك الرؤيا التي رأت
فعجب العباس من سرعته !!.. عاتكة ..
فقد كان مستعدا ً لخصومة قال العباس :وما رأت ؟
وعراك ..فقال العباس في قال :يا بني عبد المطلب ..
نفسه :ماله لعنه الله ؟! أك ّ
ل أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم
ف مني أن أشاتمه ؟! هذاخو ٌ حتى تتنبأ نساؤكم ؟
200
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ت أن عمر ويردد :أعلم َ وإذا أبو جهل قد سمع صوت
ت أن عمر أسلم !!..أعلم َ ضمضم بن عمرو الغفاري
أسلم !!.. الذي أرسله أبو سفيان
عجبا ً !! وكالة أنباء متنقلة .. ليستعين بأهل مكة ..
وفي يوم من اليام بعث النبي وإذا ضمضم يصرخ في
أنسا ً في حاجة .. الوادي واقفا ً على بعيره ..
فمّر بأمه ..فسألته ..إلى ماذا قد جدع أنف بعيره ..والدم
أرسلك النبي ؟ يسيل على وجه البعير ..
فقال :والله ..ما كنت لفشي وقد شق ضمضم قميصه
سّر رسول الله .. r وهو يقول :يا معشر قريش
هكذا كان أنس وهو صغير ..في اللطيمة ..اللطيمة ..
شدة حفظه للسر .. أموالكم مع أبي سفيان قد
وأنى لك اليوم أن تجد مثل أنس عرض لها محمد في أصحابه
.. ل أرى أن تدركوها ..
قالت عائشة .. t ثم صاح بأعلى صوته :
أقبلت فاطمة تمشي ..كأن الغوث ..الغوث ..
مشيتها مشية النبي .. r عندها تجهزت قريش
فقال النبي : rمرحبا ً بابنتي .. وخرجت ..وكان من أمرها
ثم أجلسها عن يمينه -أو عن في معركة بدر ما كان ..
شماله .. - فتأمل كيف انتشر السر في
ثم أسّر إليها حديثا ً ..فبكت .. لمحة عين ..مع قوة الحرص
فقلت لها :لم تبكين .. وشدة الستئمان !!..
ثم أسّر إليها حديثا ً ..فضحكت ومن نشر السر أيضا ً ..
فقلت : أن عمر لما أسلم ..أراد
ً
ما رأيت كاليوم ..فرحا أقرب أن ينشر الخبر ..
من حزن .. فأقبل إلى رجل منهم ..هو
فسألت فاطمة عما قال لها أعظمهم نشرا ً للشاعة ..
النبي ؟ فقال :يا فلن ..إني
فقالت :ما كنت لفشي سر ر ..فاكتم محدثك بس ٍ
عني !..
رسول الله .. r
قال :ما سرك ؟
حتى قبض النبي .. r
قال :أشعرت أني قد
فسألتها ؟
أسلمت ..فانتبه ..ل تخبر
ي :إن جبريل فقالت :أسر إل ّ أحدا ً ..
كان يعارضني ) (77القرآن كل
ثم تولى عنه عمر ..
سنة مرة وإنه عارضني العام
فما كاد يغيب عنه ..حتى
جعل الرجل يطوف بالناس
) ( يعارضه القرآن :يراجع القرآن معه . 77
201
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال ) : لئن امشي مع اخي مرتين ..ول أراه إل حضر
في حاجة حتى أثبتها له ..أحب أجلي ..وإنك أول أهل بيتي
ي من أن أعتكف في مسجدي إل ّ لحاقا ً بي ..فبكيت ..
هذا شهرا ً ( .. فقال :أما ترضين أن تكوني
ومن كان في حاجة أخيه ..كان سيدة نساء أهل الجنة ..أو
الله في حاجته .. نساء المؤمنين ..فضحكت
وكان يمشي في الطريق لذلك ..
فتوقفه الجارية وتقول :لي
إليك حاجة ..فيقف معها حتى قالوا ..
يسمع حاجة ..وقد يمضي معها من عرف سرك أسرك ..
إلى بيت سيدها ليقضيها لها ..
بل كان rيخالط الناس ويصبر قضاء الحاجات .. .61
على أذاهم .. ت في دراسة لما بدأ ُ
كان يعاملهم بنفس رحيمة .. الماجستير ..اطلعت على
وعين دامعة ..ولسان داع .. عدد أوسع من كتب الفرق
وقلب عطوف .. والطوائف ..
كان يشعر أنه هو وهم ..جسد من بين هذه المذاهب ..
واحد ..يشعر بفقر الفقير .. المذهب البراجماتي ..
وحزن الحزين ..ومرض المريض bragmatizem
..وحاجة المحتاج .. وترجمته بالعربية :المذهب
انظر إليــه .. rوقــد جلــس فــي النفعي ..
مسجده يحدث أصحابه .. لما تبحرت في دراسة هذا
فإذا بــه يــرى ســوادا ً مقبل ً عليــه المذهب أدركت لماذا كنا
من بعيد .. نسمع في أوروبا وأمريكا ..
نظــر إليهــم ..فــإذا هــم قــوم أنه في كثير من الحيان
فقراء أقبلـوا عليـه مـن مضـر .. يهجر البن أباه ..وإذا قابله
من قبل نجد .. في مطعم فكل واحد منهما
ومــن شــدة فقرهــم قــد اجتــابوا يحاسب عن نفسه ..
النمار .. فعل ً ..مادام أني لن أستفيد
يعني يملك أحدهم قطعة قماش منك فلماذا أخدمك ؟!
فل يجــد ثمــن البــرة والخيــط .. لماذا أنفق مالي ؟! واصرف
فيخرق القماش من وســطه ثــم وقتي ؟! وأبذل جهدي ؟!
يخرج رأسه ويســدل بــاقيه علــى دون مردود مادي يعود
جسده .. علي ..
أقبلـــوا قـــد اجتـــابوا النمـــار .. السلم قلب هذا الميزان ..
وتقلــــدوا الســــيوف ..وليــــس فقال الله ) وأحسنوا إن الله
عليهم أزر ول شـيء غيُرهـا ..ل يحب المحسنين ( .
202
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيئا ً من الصدقة ..وجعــل يعــدد عمامـــــة ول ســـــراويل ول
أنواع الصدقات حتى قال : رداء ..
ولو بشق تمرة .. فلمـــا رأى رســـول اللـــه r
فقــام رجــل مــن النصــار بصــرة الذي بهم من الجهد والعــري
في كفه ..فناولهـا رســول اللـه والجوع ..تغير وجهه ..
rوهو على منبره .. ثم قام ..فدخل بيته ..فلــم
فقبضـها رســول اللـه rيعـرف يجد شيئا ً يتصدق به عليهم ..
السرور في وجهه .. فخرج ..ودخل بيته الخــر ..
وقال :مــن ســن ســنة حســنة .. وخـــرج ..يبحـــث ..يلتمـــس
فعمل بها كان له أجرها ..ومثل شيئا ً لهم ..فلم يجد ..
أجر من عمل بهــا ل ينقــص مــن ثــــم راح إلــــى المســــجد ..
أجورهم شيء .. فصــلى الظهــر ..ثــم صــعد
ومن ســن ســنة ســيئة ..فعمــل منبره ..
بها ..كان عليــه وزرهــا ..ومثــل فحمد الله وأثنى عليــه ..ثــم
وزر من عمل بهــا ل ينقــص مــن قال :
أوزارهم شيء .. أمــا بعــد ..فــإن اللــه عــز
فقــام النــاس ..فتفرقــوا إلــى وجل ..أنزل في كتابه َ ) :يا
َ
بيــوتهم ..وجــاءوا بصــدقات .. ذي م اّلــ ِ قوا َرب ّك ُ ُ س ات ّ ُ ها الّنا ُ أي ّ َ
فمــــن ذي دينــــار ..ومــــن ذي ة حــدَ ٍ وا ِ س َ فــ ٍ ن نَ ْ مــ ْ م ِ كــ ْ ق ُ خل َ َ َ
درهم .. ث وب َـــ ّ هـــا َ ج َ و َ هـــا َز ْ من ْ َ ق ِ خل َـــ َ و َ َ
ومن ذي تمر ..ومن ذي ثياب .. ســاءً ون ِ َ ً
جــال ً ك َِثيــرا َ ر َ مــا ِ ه َ من ْ ُ ِ
حــــتى اجتمــــع بيــــن يــــديه r هن بِ ِ ساءَلو َ ُ ذي ت َ َ ّ
ه ال ِ ّ
قوا الل َ وات ّ ُ َ
م ُ َ َ ّ َ ْ
كومان ..كوم من طعام ..وكوم علي ْكــ ْ ن َ ه كا َ ن الل َ م إِ ّ حا َ والْر َ َ
من ثياب .. قيبا ( .. ً َر ِ
فلمــا رأى rذلــك تهلــل وجهــه ثم قرأ ..
َ
حتى كأنه فلقة من قمر .. قــوا من ُــوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ هــا ال ّـ ِ ) َيا أي ّ َ
ثم قسمه بين الفقراء ..رواه ت م ْ قــدّ َ ما َ س َ ف ٌ ول ْت َن ْظُْر ن َ ْ ه َ الل ّ َ
مسلم .. خِبيــٌر ه َ ن الل ّ َ ه إِ ّ قوا الل ّ َ وات ّ ُ د َ غ ٍ لِ َ
ولما سئلت عائشة عن حاله ن ( .. مُلو َ ع َ ما ت َ ْ بِ َ
في بيته ..قالت : وجعل يتلوا اليات والمواعظ
كان يكون في حاجة أهله ..أو ..ثم صاح بهم ..وقال :
في مهنة أهله .. تصدقوا قبل أن ل تصدقوا ..
أفل تجعل من طرق دخولك إلى تصدقوا قبل أن يحال بينكــم
قلوب الناس ..قضاء وبين الصدقة ..
حاجاتهم .. تصدق امرؤ من ديناره ..من
احتاج شخص إلى مستشفى .. درهمــه ..مــن بــره ..مــن
فأوصلته إليه .. شعيره ..ول يحقرن أحــدكم
203
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :يا شييييخ ..سيارته استعان بك في مشكلة
واقفة عند الباب ..وأنا متأكد فأعنته عليها ..
أنه في بيته .. يراك تقضي حاجته ..وتقف
جعلت أتقصى السبب لنصح معه في كربته ..وهو يعلم
صاحبي .. أنك ل ترجو من ذلك جزاء
حتى وجدت السبب .. ول شكورا ً ..
الرجل بحكم إمامته للمسجد .. أحسن إلى الناس تستعبد
يأتي إليه الناس ويلتمسون منه قلوبهم
العانة في حاجاتهم .. فطالم
هذا عليه دين يريد أن يبحث له ا استعبد النسان إحسان
عمن يسدده .. رؤية ..
وهذا متخرج من الثانوية ويريد من عاش لغيره فسيعيش
شفاعة لدخول الجامعة .. متعبا ً ..لكنه سيحيا كبيرا ً ..
وهذا مريض يريد إعانته على ويموت كبيرا ً ..
دخول المستشفى الفلني ..
وهذا عنده بنات كبار ويريد لهن ل تتكلف ما ل .62
أزواج .. تطيق !!
وهذا عليه أيجار لبيته لم كان صاحبي من خيار
يسدده .. الناس ..خلقا ً ..ودينا ..
ً
وهذا أعطاه ورقة استفتاء في وعقل ً ..
طلق ليذهب بها للمفتي كان إمام مسجد بجانب
العام .. بيته ..
وهذا .. لكني كنت أسمع ذمه على
وهو رجل عادي ليس له قدرات ألسنة أناس كثيرين ..
كبيرة ول علقات الواسعة ..ول كنت أتعجب من ذلك ..ول
وجاهة متمّيزة .. أجد له جوابا ً ..
وكان المسكين يغلبه الحياء حتى جاءني يوما ً جاره ..
والخجل من كل أحد ..فل يقدر قال :يا شيخ ..صاحبك ..ل
أن يعتذر من أحد أبدا ً .. يصلي بنا ..ول معنا !!
بل يأخذ معروض هذا ويعده قلت :لم ؟!!
بسداد دينه .. قال :ل أدري ..لكنه هو
ويكتب رقم هاتف الثاني .. المام ..ومع ذلك يغيب
ويعده أن يقبل في الجامعة .. كثييييرا ً عن المسجد ..
ويقول للثالث :تعال بعد يومين فجعلت ألتمس له العذار ..
وتجد ورقة دخول المستشفى فقلت :لعله مشغول بأمر
جاهزة .. ضروري ..لعله غير موجود
وهكذا دواليك .. بالبيت ..
204
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت :تفضل ..ما هو ؟ فيأتونه على الموعد ..
قال :ل ..ما يصلح أن أذكره ويعتذر ..ويعطيهم مواعيد
الن ..ل بدّ أن أقابلك في وقت أخرى ..
واسع .. حتى صار يتهرب منهم ..ول
عظم حجم الموضوع وأنا ّ جعل ي ُ َ يرد على هاتفه ..بل وأحيانا ً
أستمع له بلطف ..لكني قد ل يخرج من بيته !!..
علمتني الحياة أن أكثر الناس وصار من يلقاه منهم ..إن
يعطون المور أكبر من وجده ..يسبه ويصرخ به ..
حجمها ..وصاحب الحاجة ويردد :طيب لماذا تعدني ..
مجنون بها حتى تقضى .. لماذا تجعلني أبني المال
قال لي :أظن لك محاضرة غدا ً عليك ..
في مدينة كذا ..وهي مدينة والثاني يقول :لم أكلم إل
على بعد 200كم من الرياض .. أنت ..وتركت غيرك لما
قلت :صحيح .. وعدتني ..
قال :سآتي إليك هناك .. لما عرفت حاله ..أيقنت أنه
وأقابلك بعد المحاضرة .. حفر لنفسه حفرة ..ثم
تعجبت من حرصه .. تردى فيها ..
وفعل ً ..خرجت بعد المحاضرة سمعته مرة يعتذر من أحدهم
فخرج الرجل وراءي مسعا ً حافي ..ويقول :
القدمين ..يحمل ورقة صغيرة آسف ..لم أستطع أن أفعل
في يده .. شيئا ً في موضوعك ..
وقفت معه جانبا ً ..قلت : وذاك يقول بكل قوة :طيب
تفضل ..شكر الله حرصك ..ما ي ..أنت ضيعت الوقت عل ّ
حاجتك ؟ ليتك أخبرتني من قبل ..
قال :يا شيخ ..عندي أخ يحمل تذكرت عندها قول الحكيم :
الشهادة البتدائية ..وأريدك أن العتذار في البداية خير من
تدبر له وظيفة .. العتذار في النهاية ..
قلت :بس ؟!! ما أجمل أن يعرف المرء
قال :بس ؟!! قدراته ..ويتحرك في حدود
كان الرجل متحمسا ً ..ومنظره الدائرة المرسومة حوله ..
يثير الشفقة ..ويبدو أن أخاه ولقد جربت ذلك بنفسي ..
يمر بظروف صعبة فعل ً .. أذكر أني ألقيت محاضرة
أيقنت أني لو وعدته سأخلف .. في أحد المجمعات العسكرية
فنحن في زمن ل يكاد حامل بالرياض ..
البكالوريوس أن يجد وظيفة .. وبعدها جاءني أحدهم
فضل ً عن حامل البتدائية ..وأنا وقال :يا شيخ أريدك في
أعرف حدود قدراتي .. موضوع ضروري جدا ً ..
205
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لله ..لو أخذت الورقة لصرت قلت :يا أخي ..والله أتمنى
ثالثهم .. أن أساعدك ..وأخوك
نعم ..العتذار في البداية خير أخي ..وأنا أتألم له كما
من إخلف الوعد .. تتألم ..
ما أجمل أن نكون صرحاء مع لكني ل أستطيع مساعدتك
الخرين ..عارفين لحدود أبدا ً ..أتمنى أن تتكرم عل ّ
ي
قدراتنا .. وتعفيني ..
أحيانا ً عند خروجك من البيت .. قال :يا شيخ ..حاول ..
تصرخ بك زوجتك .. قلت :لااا أقدر ..
أحضر معك حليبا ً ..وسكرا ً .. فناولني الورقة التي في
وحفائظ ..وعشاء .. يده ..وقال :طيب ..يا
فانتبه ..ل تردد :طيب .. شيخ خذ هذه الورقة فيها
طيب ..وإنما اصرخ بها أنت أرقام هواتفنا ..إذا وجدت
أيضا ً وقل : له وظيفة فاتصل بنا ..
مااااااا أقدر !! ..فهي خير من أدركت أنه يريد أن يربطني
العتذار عند العودة ..ضاق بحبل أمل ..وسيظل ينتظر
وقتي ..أقفلت المحلت .. التصال ..
نسيت .. فقلت :بل دع الورقة
وكذلك مع زملئك ..وإخوانك .. معك ..وخذ رقمي أنت ..
أرجو أن تكون الفكرة وصلت .. وإن وجدت له وظيفة
فاتصل بي ..لعلي أن أكتب
تجربة .. لك شفاعة للمسئول فيها ..
العتذار في البداية ..خير من سكت الرجل قليل ً ..
العتذار في النهاية .. انتظرت أن يودعني ..
لكني تفاجأت أنه قال لي :
من ركل القطة ؟! .63 بيض الله وجهك ..والله يا
قبل أن تجيب على السؤال .. شيخ ..سبق أن كلمت المير
اسمع القصة كاملة .. فلن في موضوع أخي منذ
كان يعمل سكرتيرا ً لمدير سيء سنة ..فأخذ الورقة ..ولم
الخلق ..ل يطبق مهارة واحدة يتصل بي إلى الن ..
من مهارات التعامل مع الناس .. ومرة كلمت اللواء فلن ..
كان هذا المدير يراكم العمال فأخذ الورقة أيضا ً ..ولم
على نفسه ..ويحملها ما ل يتصل ولم يهتم ..هؤلء
تطيق .. أناس ما يهتمون بالضعفاء ..
صاح بسكرتيره يوما ً ..فدخل الله ينتقم منهم ..الله ..
ووقف بين يديه .. وبدأ يدعو عليهم ..
م ..تفضل ؟ س ْ
قال َ : فقلت في نفسي ..الحمد
206
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوفهم في الشمس .. صرخ به :اتصلت بهاتف
عاد هذا الموظف إلى بيته مكتبك ..ولم ترد ..
غاضبا ً ..فأقبل إليه ولده قال :كنت في المكتب
الصغير معه لعبة ..وقال : المجاور ..آسف ..
بابا ..هذه أعطانيها المدرس قال بضجر :كل مرة
لنني .. آسف ..آسف ..خذ هذه
صاح به الب :اذهب لمك .. الوراق ..ناولها لرئيس
ودفعه بيده .. قسم الصيانة ..وعد بسرعة
مضى الطفل باكيا ً ..فأقبلت ..
إليه قطته الجميلة تتمسح مضى متضجرا ً ..وألقاها
برجليه كالعادة ..فركلها برجله على مكتب رئيس قسم
فضربت بالجدار .. الصيانة ..وقال :ل تؤخرها
السؤال :من ركل القطة ؟ علينا ..
أظنك ..تبتسم ..وتقول : قال :طيب ضعها بأسلوب
المدير .. مناسب ..
صحيح المدير .. قال :مناسب ..غير مناسب
ن توزيع لماذا ل نتعلم ف ّ ..المهم خلصها بسرعة ..
الدوار .. تشاتما ..حتى ارتفعت
والشياء التي ل نقدر عليها أصواتهما ..
نقول بكل شجاعة ..هذه ليست ومضى السكرتير إلى
في أيدينا ..ل نقدر .. مكتبه ..
خاصة أن تصرفاتك قد يتعدى بعد ساعتين أقبل أحد
ضررها إلى أقوام لم يكونوا الموظفين الصغار في
طرفا ً في المشكلة أصل ً .. الصيانة ..إلى رئيسه
وانتبه أن يستثيرك الخرون .. وقال :سأذهب لخذ أولدي
ويحرجونك فتضطر لوعود ..قد من المدرسة وأعود ..
ل تستطيع تنفيذها .. صرخ الرئيس :وأنت كل يوم
انتقل معي إن شئت إلى تخرج ..
المدينة ..وانظر إلى رسول الله قال :هذا حالي من عشر
eوقد جلس في مجلسه سنوات ..أول مرة تعترض
المبارك ..بعدما انتشر الدين .. ي ..
عل ّ
حد رب العالمين .. و ّ
و ُ قال :أنت ما يصلح معك إل
جعل رؤساء القبائل يأتون إليه العين الحمراء ..ارجع
مذعنين مؤمنين ..ومنهم من لمكتبك ..
كانوا يأتون صاغرين حاقدين .. مضى المسكين إلى مكتبه ..
وفي يوم أقبل رئيس من وتولى أحد المدرسين
رؤساء العرب ..له في قومه إيصالهم ..لما طال
207
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعلت ذلك فاضربه بالسيف .. ملك ومنعه ..
فجعل إربد يده على سيفه أقبل عامر بن الطفيل ..
واستعد .. وكان قومه يقولون له لما
فانفرد الثنان إلى الجدار .. رأوا انتشار السلم :يا
ووقف معهما رسول الله eيكلم عامر إن الناس قد أسلموا
عامرا ً ..وقبض أربد بيده على فأسلم ..وكان متكبرا ً
السيف ..فكلما أراد أن يسله كتغطرسا ً ..
يبست يده ..فلم يستطع سل فكان يقول لهم :والله لقد
السيف .. كنت أقسمت أل أموت حتى
وجعل عامر يشاغل رسول الله عتمّلكني العرب عليهم وتتب َ
.. eوينظر إلى إربد ..وإربد عقبي ..فأنا أتبع عقب هذا
جامد ل يتحرك .. الفتى من قريش !!
فالتفت eفرأى أربد وما ثم لما رأى تمكن السلم ..
يصنع .. وانصياع الناس لرسول الله
فقال :يا عامر بن الطفيل .. .. eركب ناقته مع بعض
أسلم .. أصحابه ومضى إلى رسول
فقال عامر :يا محمد ما تجعل الله .. e
لي إن أسلمت ؟ دخل المسجد على رسول
فقال eلك ما للمسلمين وعليك الله eوهو بين أصحابه
ما عليهم .. الكرام ..
قال عامر :أتجعل لي الملك من فلما وقف بين يدي النبي
بعدك إن أسلمت ؟ عليه الصلة والسلم قال :
لم يشأ النبي أن يعد عامرا ً يا محمد خالني ..أي قف
بوعد قد ل يتحقق .. معي على انفراد ..
فكان صريحا ً جريئا ً معه .. وكان eحذرا ً من أمثال
وقال :ليس ذلك لك ول هؤلء ..فقال :ل والله
لقومك .. حتى تؤمن بالله وحده ..
فخفف عامر الطلب قليل ً .. فقال :يا محمد خالني ..
وقال :أسلم على أن لي الوبر فأبى النبي .. eفل زال
ولك المدر ..أي أكون ملكا ً على يكرر ..يا محمد قم معي
البادية وأنت على الحاضرة .. مك ..يا محمد قم معي أكل ْ
فإذا به .. أيضا ً ل يريد أن مك .. أكل ْ
يلزم نفسه بوعود ..ل يدري حتى قام معه رسول الله
تتحقق أم ل ..فقال :ل .. .. eفاجتر عامر إليه أحد
عندها غضب عامر وتغير أصحابه اسمه إربد ..وقال :
وجهه ..وصاح بأعلى صوته : إني سأشغل عنك وجهه فإذا
والله يا محمد ..لملنها عليك
208
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرسي .. خيل ً جردا ً ..ورجال ً مردا ً ..
فقربوه ..فوثب على فرسه .. ولربطن بكل نخلة فرسا ً ..
وأخذ رمحه ..وصار يجول به ولغزوك بغطفان بألف
الفرس .. أشقر وألف شقراء ..
وهو يصيح من شدة اللم .. ثم خرج يزبد ويرعد ..
ويتحسس عنقه بيده ويقول : فجعل ينظر إليه وهو
غدة كغدة البعير وموت في بيت ل ..مو ّ
سلولية .. ثم رفع eبصره إلى السماء
فلم تزل تلك حاله يدور به وقال :اللهم اكفني
فرسه ..حتى سقط عن فرسه د قومه .. عامرا ً ..وا ْ
ه ِ
ميتا ً .. خرج عامر مع أصحابه حتى
تركه أصحابه ..ورجعوا إلى إذا فارق المدينة ..تعب من
قومهم .. المسير ..فصادف امرأة من
فلما دخلوا ديارهم ..أقبل قومه يقال لها سلولية
الناس إلى إربد يسألونه :ما وكانت في خيمة لها ..
وراءك يا أربد ؟ وكانت امرأة فاجرة ..يذمها
فقال :ل شيء ..والله لقد الناس ويتهمون من دخل
دعانا محمد إلى عبادة شيء .. بيتها ..
لوددت لو أنه عندي الن فأرميه فلم يجد مأوى آخر ..فنزل
بالنبل حتى أقتله .. عن فرسه مضطرا ً ونام في
فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين بيتها ..
معه جمل له ليبيعه ..فأرسل فاخذته غدة وانتفاخ في
الله عليه وعلى جمله صاعقة حلقه كما يظهر في أعناق
فأحرقتهما .. البل فيقتُلها ..ففزع
وأنزل الله عز وجل في حال واضطرب ..
مام َ عل َ ُ ه يَ ْ عامر وأربد " :الل ّ ُ وجعل يتلمس الورم
ل كُ ّ ُ
ض
غي ُ ما ت َ ِ و َ ل أنَثى َ م ُ ح ِ تَ ْ ويقول :غدة كغدة البعير ..
ء
ي ٍ ل َ وك ُ ّ َ
ش ْ دادُ َ ما ت َْز َ و َ م َ حا ُ الْر َ وموت في بيت سلولية ..
ر* دا ٍ ق َ م ْ عندَهُ ب ِ ِ ِ أي :ل موت يشّرف ..ول
ة ال ْك َِبيُر هادَ ِ ش َ وال ّ ب َ غي ْ ِ م ال ْ َ عال ِ ُ َ مكان يشّرف ..
ل* عا ِ مت َ َ ال ْ ُ كان يتمنى أن يموت في
من و َ سّر ال ْ َ َ من ُ
و َ ل َ ق ْ نأ َ م ْ كم ّ واء ّ س َ َ ساحة قتال ..بسيوف
ل ّ
ف ِباللي ْ ِ خ ٍ ست َ ْ م ْ و ُ ه َ ن ُ م ْ و َ ه َ هَر ب ِ ِ ج َ َ البطال ..فإذا به يموت
ر* ها ِ ب ِبالن ّ َ ر ٌ سا ِ و َ َ بمرض حيوانات ..في بيت
ن
م ْ و ِ ه َ ن ي َدَي ْ ِ ِ من ب َي ْ ت ّ قَبا ٌ ع ّ م َ ه ُ لَ ُ فاجرة !!
َ
ن
ه إِ ّ ر الل ّ ِ م ِ نأ ْ م ْ ه ِ ظون َ ُ ف ُ ح َ ه يَ ْ ف ِ خل ْ ِ َ تبا ً ..للذل والمهانة ..
غي ُّروا ْ حّتى ي ُ َ وم ٍ َ ق ْ ما ب ِ َ غي ُّر َ ه ل َ يُ َ الل ّ َ فأخذ يصيح بهم :قربوا
209
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فسهم وإ َ َ َ
وجهه ويجعله يشعر أنك تشاركه ذا أَرادَ الل ّ ُ
ه ما ب ِأن ْ ُ ِ ِ ْ َ ِ َ
الهم ..قل – مثل ً : - ما و َ ه َ َ
مَردّ ل ُ فل َ َ ءا َ سو ً وم ٍ ُ ق ْ بِ َ
يا فلن ..أنا أشعر بمعاناتك .. ل* وا ٍ من َ ه ِ دون ِ ِ من ُ هم ّ لَ ُ
وأخوك أعتبره أخي ..ولئن كان فا و ً خ ْ م ال ْب َْرقَ َ ريك ُ ُ ذي ي ُ ِ و ال ّ ِ ه َ ُ
إخواني خمسة فهو السادس .. ب حا َ س َ شىءُ ال ّ وي ُن ْ ِ عا َ م ً وط َ َ َ
لكن المشكلة أنني ل أستطيع ل* قا َ الث ّ َ
أن أفعل شيئا ً الن .. ه
د ِ م ِ ح ْ عدُ ب ِ َ ح الّر ْ سب ّ ُ وي ُ َ َ
فاعذرني ..وأسأل الله أن س ُ
ل وي ُْر ِ ه َ فت ِ ِ خي َ ن ِ م ْ ة ِ مل َئ ِك َ ُ وال َ ْ َ
يوفق أخاك .. من ها َ ب بِ َ صي ُ في ُ ِ ق َ ع َ وا ِ ص َ ال ّ
مع بتسامة لطيفة ..وتعبيرات في الل ّ ِ
ه ن ِ جاِدُلو َ م يُ َ ه ْ و ُ شاء َ يَ َ
وجه مناسبة .. ل* حا ِ م َ ديدُ ال ْ ِ ش ِ و َ ه َ و ُ َ
فكأنك بهذا الرد الجميل قضيت ن
عو َ ن ي َدْ ُ ذي َ وال ِ ّ ق َ ح ّ ْ
وةُ ال َ ع َ ه دَ ْ لَ ُ
له ما يريد ..أليس كذلك ..؟ هم ن لَ ُ جيُبو َ ست َ ِ ه ل َ يَ ْ دون ِ ِ من ُ ِ
وجهة نظر .. ه إ ِلى َ في ْ ِ ط كَ ّ س ِ ء إ ِل ّ ك ََبا ِ ي ٍ ش ْ بِ َ
كن صريحا ً مع نفسك ..جريئا ً ه
غ ِ و ب َِبال ِ ِ ه َ ما ُ و َ فاهُ َ غ َ ماء ل ِي َب ْل ُ َ ال ْ َ
مع الناس ..واعرف قدراتك في ن إ ِل ّ ِ ري َ ف ِ كا ِ عاء ال ْ َ ما دُ َ و َ َ
والتزم بحدودها .. ل " .. ضل َ ٍ َ
نعم ..ل تلتزم إل بما تثق
.64الـتـواضـع .. أنه يمكنك الوفاء به ..بعون
كنت في مجلس فيه عدد من الله ..
الوجهاء .. قام مرة خطيبا ً في
فتحدث أحد من رآه استغنى ! الناس ..فتكلم عن الخرة
وقال في أثناء حديثه : وأحوالها ..ثم صاح قائل ً :يا
د
..ومررت بأحد العمال ..فم ّ فاطمة بنت محمد ..سليني
يده ليصافحني ..فترددت ثم من مالي ما شئت ..فإني ل
مددت يدي وصافحته .. أغني عنك من الله شيئا ً ..
ثم قال :مع أني ل أعطي يدي وأخيرا ً ..
لي أحد .. مع التأكيد على أهمية عدم
ما شاء الله يقول :ل أعطي اللتزام بالشيء إل وأنت
يدي لي أحد .. قادر عليه ..إل أنه ينبغي
أما رسول الله .. rفكانت المة عند العتذار أن نستعمل
المملوكة الضعيفة ..تلقاه في أسلوبا ً ذكيا ً ..
وسط الطريق ..فتشتكي إليه فمثل ً :جاء إليك لتبحث
من ظلم أهلها ..أو كثرة شغلها لخيه عن وظيفة ..لن أباك
..فيجعل يده في يدها .. مسئول كبير ..أو أخاك ..أو
فينطلق معها إلى أهلها ليشفع أنت ..
لها .. فاعتذر بأسلوب يحفظ ماء
210
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذي طوى ..وقف على راحلته وكان يقول :ل يدخل الجنة
معتجرا ً بقطعة برد حمراء .. من كان في قلبه مثقال ذرة
وأن رسول الله ليضع رأسه من كبر ..
تواضعا ً لله ..حين رأى ما أكرمه كم سمعنا الناس يرددون :
الله به من الفتح ..حتى إن يا أخي ..فلن متكبر ..
عثنونه ) طرف لحيته ( ليكاد فلن "شايف نفسه " ..
يمس واسطة الرحل .. وتسأله :لماذا لم تستعن
وقال أنس :دخل رسول الله بجارك في كذا ؟ فيقول :
مكة يوم الفتح وذقنه على فلن متكبر علينا ..ما
راحلته متخشعا ً .. يعطينا وجه !!
وقال ابن مسعود :أقبل رجل كم هم مبغوضون أولئك
إلى رسول الله فكلمه في الذين يتكبرون على الناس ..
شيء ..فأخذته الرعدة .. ويعاملونهم باستعلء ..
فقال : هون عليك ..فإنما كم هو منبوذ ..ذاك الذي
أنا ابن امرأة من قريش تأكل يطغى أن رآه استغنى ..
القديد ) ..اللحم الـمجفف ( .. ذاك الذي يصعر خده للناس
وكان يقول :أجلس كما ويمشي في الرض مرحا ً ..
يجلس العبد ..وآكل كما يأكل ذاك الذي يتكبر على
العبد .. العمال ..والخدام ..
نعم .. والفقراء ..
تواضع تكن كالنجم لح لناظر يتكبر عن محادثتهم ..
على ومصافحتهم ..
صفحات الماء وهو رفيع ومجالستهم ..
ك كالدخان يعلو بنفسه ول ت ُ لما دخل مكة فاتحا ً ..
على طبقات جعل يمر بطرقات مكة التي
و وهو رفيع الج ّ طالما أوذي فيها ..
باختصار .. واسُتهزئ به ..
من تواضع لله رفعه ..وما زاد كم سمع في طرقاتها ..يا
الله عبدا ً بالتواضع إل عزا ً .. مجنون ..ساحر ..كاهن ..
كذاب ..
العبادة الخفية .. .65 وهو اليوم يدخلها قائدا ً
قبل عشر سنوات ..في أيام عزيزا ً ..ممكنا ً ..قد أذل الله
ربيع ..وفي ليلة باردة كنت في أهلها بين يديه ..
البر مع أصدقاء .. فكيف كان شعوره وهو
تعطلت إحدى السيارات .. داخل ؟
فاضطررنا إلى المبيت في قال عبد الله بن أبي بكر :
العراء .. لما وصل رسول الله إلى
211
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أأبيت سهران الدجى ..وتبيته أذكر أنا أشعلنا نارا ً تحلقنا
*** نوما ً ! وتبغي بعد ذاك حولها ..وما أجمل أحاديث
لحاقي ؟ الشتاء في دفء النار ..
نعم ) ..إن الذين آمنوا وعملوا طال مجلسنا فلحظت أحد
الصالحات سيجعل لهم الرحمن ل من بيننا .. الخوة انس ّ
ودا ً ( ..أي يجعل لهم محبة في ُ كان رجل ً صالحا ً ..كانت له
قلوب الخلق .. عبادات خفية ..
إذا أحبك الله جعل لك القبول كنت أراه يتوجه إلى صلة
في الرض .. الجمعة مبكرا ً ..بل أحيانا ً
قال : eإن الله إذا أحب عبدا ً وباب الجامع لم يفتح
نادى جبريل ..فقال : بعد !!..
إني قد أحببت فلنا ً فأحبه .. قام وأخذ إناءً من ماء ..
قال :فيحبه جبريل .. ظننت أنه ذهب ليقضي
ثم ُينادى في أهل السماء :إن حاجته ..
الله يحب فلنا ً فأحبوه .. أبطأ علينا ..فقمت
فيحبه أهل السماء .. أترقبه ..فرأيته بعيدا ً عنا ..
قال :ثم تنزل له المحبة في قد لف جسده برداء من شدة
أهل الرض .. البرد وهو ساجد على التراب
فذلك قول الله " إن الذين آمنوا ..في ظلمة ..يتملق ربه
وعملوا الصالحات سيجعل لهم ويتحبب إليه ..
ودّا ً " ..
الرحمن ُ أيقنت أن لهذه العبادة
وإذا أبغض الله عبدا ً ..نادى عزا ً في الدنيا قبل الخفية ِ ..
جبريل :إني أبغضت فلنا ً الخرة ..
فأبغضه ..فيبغضه جبريل ..ثم مضت السنوات ..
ُينادى في أهل السماء :إن الله وأعرفه اليوم ..قد وضع
يبغض فلنا ً فأبغضه .. الله له القبول في الرض ..
فيبغضه أهل السماء .. له مشاركات في الدعوة ..
ثم تنزل له البغضاء في وهداية الناس ..
الرض .. (78) .. إذا مشى في السوق أو
قال الزبير بن العوام : من المسجد ..رأيت الصغار قبل
استطاع منكم أن يكون له خبيئة الكبار يتسابقون إليه ..
من عمل صالح فليفعل .. مصافحين ..ومحبين ..
والعبادة الخفية أنواع .. كم يتمنى الكثيرون من تجار
منها ..الحفاظ على صلة ..وأمراء ..ومشهورين ..
الليل ..ولو ركعة واحدة وترا ً أن ينالوا في قلوب الناس
من المحبة مثل ما نال ..
( ) 78رواه البخاري ومسلم ،والترمذي
ولكن هيهاااات ..
واللفظ له .
212
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومنها ..صدقة السر ..فصدقة كل ليلة ..تصليها بعد
السّر تطفئ غضب الرب .. العشاء مباشرة ..أو قبل أن
كان أبو بكر tإذا صلى الفجر تنام ..أو قبل الفجر ..
خرج إلى الصحراء ..فاحتبس لتكتب عند الله من قوام
فيها شيئا ً يسيرا ً ..ثم عاد إلى الليل ..
المدينة .. قال : إن الله وتر يحب
فعجب عمر tمن خروجه .. الوتر ..فأوتروا يا أهل
فتبعه يوما ً خفية بعدما صلى القرآن ..
الفجر .. ومنها ..السعي في الصلح
فإذا أبو بكر يخرج من المدينة بين الناس ..بين الزملء
ويأتي على خيمة قديمة في المتخاصمين ..بين
الصحراء ..فاختبأ له عمر خلف الجيران ..بين الزوجين ..
صخرة .. قال : ال أخبركم بأفضل
فلبث أبو بكر في الخيمة شيئا ً من درجة الصلة والصيام
يسيرا ً ..ثم خرج .. والصدقة ؟
فخرج عمر من وراء صخرته قالوا :بلى ..
ودخل الخيمة ..فإذا فيها امرأة قال :إصلح ذات البين ..
ضعيفة عمياء ..وعندها صبية وفساد ذات البين هي
)(79
صغار .. الحالقة
فسألها عمر :من هذا الذي ومنها الكثار من ذكر الله ..
يأتيكم .. فإن من أحب شيئا ً أكثر من
فقالت :ل أعرفه ..هذا رجل ذكره ..
من المسلمين ..يأتينا كل صباح وفي الحديث ..قال : أل
..منذ كذا وكذا .. أنبئكم بخير أعمالكم ..
قال فماذا يفعل :قالت :يكنس وأزكاها عند مليككم ..
بيتنا ..ويعجن عجيننا ..ويحلب وأرفعها في درجاتكم ..
داجننا ..ثم يخرج .. وخير لكم من إعطاء الذهب
فخرج عمر وهو يقول :لقد والورق ..وخير لكم من أن
أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا تلقوا عدوكم فتضربوا
بكر ..لقد أتعبت الخلفاء من أعناقهم ويضربوا
بعدك يا أبا بكر .. أعناقكم ..؟
* * * * * * * * قالوا :بلى ..وما ذاك يا
ولم يكن عمر tبعيدا ً في تعبده رسول الله ؟
وإخلصه عن أبي بكر .. قال :ذكر الله عز وجل
فقد رآه طلحة بن عبيد الله .. ).. (80
) ( رواه أحمد وغيره . 79
213
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلثوم بنت علي :هل لك في خرج في سواد الليل ..
خير ساقه الله إليك ؟ فدخل بيتا ً ثم ..خرج منه
قالت :وما ذاك ..فأخبرها بخبر ودخل بيتا ً آخر ..فعجب
الرجل ..فحملت امرأته معها طلحة ..ماذا يفعل عمر في
متاعا ً ..وحمل هو جرابا ً فيه هذه البيوت !!
طعام ..وقدرا ً وحطبا ً ..ومضى فلما أصبح طلحة ذهب إلى
إلى الرجل .. البيت الول..فإذا عجوز
ودخلت امرأة عمر على المرأة عمياء مقعدة..
في خيمتها .. فقال لها :ما بال هذا
وقعد هو عند الرجل ..فأشعل الرجل يأتيك ؟
النار وأخذ ينفخ الحطب .. قالت :إنه يتعاهدني منذ كذا
ويصنع الطعام ..والدخان يتخلل وكذا ..يأتيني بما يصلحني
لحيته ..والرجل قاعد ينظر ويخرج عني الذى ..
إليه .. فخرج طلحة وهو يقول:
فبينما هو على ذلك ..إذ صاحت ت
ثكلتك أمك يا طلحة..أعثرا ُ
امرأته من داخل الخيمة ..يا عمَر تتبع؟
أمير المؤمنين ..بشر صاحبك * * * * * * * *
بغلم .. وخرج مرة tإلى ضواحي
فلما سمع الرجل ..أمير المدينة ..فإذا برجل عابر
المؤمنين ..فزع وقال :أنت سبيل نازل وسط الطريق ..
عمر بن الخطاب ..قال :نعم .. وقد نصب خيمة قديمة ..
فاضطرب الرجل ..وجعل ب
وقعد عند بابها ..مضطر َ
يتنحى عن عمر ..فقال له عمر : الحال ..فسأله عمر :من
مكانك .. الرجل ؟
ثم حمل عمر القدر ..وقربه قال :من أهل البادية ..
إلى الخيمة وصاح بامرأته .. جئت إلى أمير المؤمنين
أشبعيها .. أصيب من فضله ..
فأكلت المرأة من الطعام ..ثم فسمع عمر أنين امرأة داخل
أخرجت باقي الطعام خارج الخيمة ..فسأله عنه ؟
الخيمة .. فقال :انطلق رحمك الله
فقام عمر فأخذه فوضعه بين لحاجتك ..
يدي الرجل ..وقال له :كل .. قال عمر :هذا من حاجتي ..
فإنك قد سهرت من الليل .. فقال :امرأتي في الطلق -
ثم نادى عمر امرأته فخرجت يعني تلد -وليس عندي مال
إليه .. ول طعام ول أحد ..
فقال للرجل :إذا كان من فرجع عمر إلى بيته
الغد ..فأتنا نأمر لك بما يصلحك سريعا ً ..فقال لمرأته أم
214
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساًبا
ح َ ع َ
طاء ِ من ّرب ّ َ
ك َ جَزاء ّ* َ ..
} .. * * * * * * * *
فاطلب محبة الخالق ..وهو وكان علي بن الحسين
يتكفل بزرع محبتك في قلوب يحمل جراب الخبز على
خلقه .. ظهره بالليل ..فيتصدق
بها..ويقول :إن صدقة السر
إضاءة .. تطفىء غضب الرب ..
ليس الغاية أن تكون ظواهر فلما مات وجدوا في ظهره
الخرين تحبك ..إنما الغاية أن آثار سواد ..فقالوا :هذا
تحبك بواطنهم أيضا ً .. ظهر حمال ..وما علمناه
اشتغل حمال ً ..
أخرجهم من الحفرة .. .66 فانقطع الطعام عن مائة
ألم يقع مرة أن أحرجك شخص بيت في المدينة ..من بيوت
في مجلس عام بكلمة جارحة .. الرامل واليتام ..كان
أو ربما سخر منك ..بأي شيء يأتيهم طعامهم بالليل ..ل
وإن كان صغيرا ً ..بلباسك أو يدرون من يحضره إليهم ..
كلمك ..أو أسلوبك .. فعلموا أنه الذي ينفق عليهم
فدافع عنك شخص ما ..فشعرت ..
بامتنان عظيم له ..لنه كأنما وصام أحد السلف عشرين
أمسك بطرف ثوبك عندما دفعك سنة ..يصوم يوما ً ويفطر
غيرك إلى هاوية .. يوما ً ..وأهله ل يدرون
مارس هذه المهارة مع عنه ..كان له دكان يخرج
الخرين ..وسترى لها تأثيرا ً إليه إذا طلعت الشمس
ساحرا ً .. ويأخذ معه فطوره وغداءه ..
لو دخلت على شخص وأقبل فإذا كان يوم صومه تصدق
ولده يحمل طبقا ً في طعام .. بالطعام ..وإذا كان يوم
لكنه استعجل قليل ً ..فكاد أن فطره أكله ..
يقع الطبق على الرض .. فإذا غربت الشمس ..رجع
فانطلق الب عليه ثائرا ً ..لماذا إلى أهله وتعشى معهم ..
العجلة ؟ كم مرة أعلمك ؟ .. نعم ..كانوا يستشعرون
فاحمّر وجه الولد واصفّر .. العبودية لله في جميع
فقلت أنت :ل ..بل فلن أحوالهم ..
جل ..ما شاء الله عليه بطل ..ر ُ هم المتقون ..والله يقول :
يحمل كل هذا لوحده ..ولعله فاًزا * م َن َ قي َ مت ّ ِ ن ل ِل ْ ُ{ إِ ّ
َ
استعجل لن فيه أغراض أخرى ب ع َ وك َ َ
وا ِ عَناًبا * َ وأ ْ ق َ دائ ِ َ
ح ََ
قا * لّ ها ً ْ َ َ
أيضا ً .. سا ِد َ وكأ ً أت َْراًبا * َ
أي امتنان سيشعر به الغلم وَل ك ِ ّ
ذاًبا وا َ غ ً ها ل َ ْ في َ ن ِ عو َ م ُس َيَ ْ
215
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأتت الريح فحركت ثوبه لك ..
وكشفت ساقيه ..فإذا هما هذا مع الصغار ..فما بالك
ساقان دقيقتان صغيرتان .. مع الكبار ..
فضحك القوم من دقة ساقيه .. لو أثنيت على زميل في
فقال النبي : rم ّ
م اجتماع ..بعدما صبوا عليه
تضحكون ؟! ..من دقة وابل ً من اللوم ..
ساقيه ؟! أو أثنيت على أحد إخوانك ..
والذي نفسي بيده إنهما أثقل بعدما انكب الراد السرة
)(81
في الميزان من أحد .. عليه معاتبين ..
شاب أحرجه شخص بسؤال
وجهة نظر .. شْر يا فلن .. أمام الناس :ب َ ّ
كسب محبة الناس فرص كم نسبتك في الجامعة ؟!
يقتنصها الذكياء .. بالله عليك ..هل هذا سؤال
يسأله عاقل أمام الناس ؟!!
الهتمام بالمظهر .. .67 فانقلب وجه الشاب
كان أبو حنيفة جالسا ً يوما ً بين متلونا ً ..فأنقذته قائل ً
طلبه في المسجد يدرس .. بلطف :ليش يا أبا فلن ..
وكان به ألم في ركبته ..وقد ستزوجه ؟!! أو عندك
مد رجله ..واتكأ على جدار .. وظيفة له ؟ أو ..
في هذه الثناء ..أقبل رجل فضحكوا وُنسي السؤال ..
عليه لباس حسن ..وعمامة و معدله أو لو عاتبه على دن ّ
حسنة ..ومظهر مهيب ..كان الدراسي ..فقلت :يا أخي
وقورا ً في مشيته ..جليل ً في ل تلمه ..تخصصه صعب ..
خطوته .. لكن سيشد حيله إن شاء الله
أفسح له لطلب حتى جلس ..
بجانب أبي حنيفة .. كسب محبة الناس فرص
فلما رأى ابو حنيفة مظهره .. يقتنصها الذكياء ..
ورزانته ..ورتابة هيئته ,, إذا هبت رياحك فاغتنمها ***
استحى من طريقة جلسته وثنى فإن لكل خافقة سكون
رجله ..وتحمل ألم ركبته كان عبد الله بن مسعود .. t
لجله .. يمشي مع النبي .. r
استمر أبو حنيفة في درسه فمرا بشجرة فأمره النبي
والرجل يسمع .. أن يصعدها ويحتّز له عودا ً
فلما انتهى من الدرس .. يتسوك به ..
بدأ الطلب يسألون ..فرفع ذلك فرقى ابن مسعود وكان
خفيفا ً ..نحيل الجسم ..
) ( رواه أحمد وأبو يعلى وغيرهما 81 فأخذ يعالج العود لقطعه ..
216
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متناثرة .. الرجل يده ليسأل ..
لكونت فكرة عن الشخص التفت إليه الشيخ ..وقال :
مباشرة أنه فوضوي ..غير مبال ما سؤالك ؟
بالترتيب .. فقال :يا شيخ ..متى وقت
وكذلك في لباس الناس .. صلة المغرب ؟
ومظهرهم العام .. قال :إذا غربت
والذي أعنيه هنا هو الهتمام الشمس !! ..
بالمظهر ل السراف في اللباس قال :وإذا جاء الليل
أو السيارة ..أو الثاث .. والشمس لم تغرب ..فماذا
أوغيرها .. نفعل ؟!
كان رسول الله يعتني بهذه فقال أبو حنيفة :آن لبي
النواحي كثيرا ً .. حنيفة أن يمد رجليه ..ومد
فكان له حلة حسنة يلبسها في رجله كما كانت ..
العيدين والجمعة .. وسكت عن هذا السؤال
وكانت له حلة يلبسها في المتناقض !! ..إذ كيف يأتي
استقبال الوفود .. الليل والشمس لم تغرب ؟!!
كان يعتني بمظهره ورائحته .. يقولون إن النظرة الولى
وكان يحب الطيب .. ون في ذهن المقابل إليك تك ّ
قال أنس : كان رسول الله r أكثر من %70من تصوره
..أزهر اللون كأن عرقه عنك ..
اللؤلؤ ..إذا مشا تكفأ .. ويبدو أنه عند التأمل ستجد
وما مسست ديباجا ً ول حريرا ً أن النظرة الولى تكون أكثر
ألين من كف رسول الله .. r من %95عنك ..حتى
ول شممت مسكا ً ول عنبرا ً تتكلم ..أو تعّرف بنفسك ..
أطيب من رائحة النبي .. r ولو مشيت في ممر في
ة كأنما أخرجت ده مطيب ً وكانت ي ُ مستشفى أو شركة وبجانبك
من جؤنة عطار .. شخص عليه ثياب حسنة ..
وكان .. rيعرف بريح الطيب وعليه وقار في مشيته ..
لرأيت أنك – ربما ل شعوريا ً
إذا أقبل ..
وقال أنس ) كان رسول الله – إذا وصلت إلى باب في
ت إليه وقلت له : الممر التف ّ
rل يرد الطيب ( ..
ً تفضل ..طال عمرك !!
قال أنس :ما مسست حريرا ول
ولو ركبت سيارة أحد
ديباجا ً ألين من كف رسول الله
أصدقائك فرأيتها فوضى ..
..
هنا فردة حذاء مرمي ..وهنا
وكان rأحسن الناس وجها ً ..
روق شاورما ..وهما
كان وجهه مستنيرا ً كالشمس ..
منديل ..وأشرطة كاسيت
217
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وسخة فقال :أما كان هذا يجد سّر استنـار وكان إذا ُ
ماء يغسل به ثوبه ؟ .. وجهه ..حتى كأن وجهه
وقال ) :من كان له شعر قطعة قمر ..
فليكرمه ( .. قال جابر بن سمرة رأيت
وكان يحّرص على حسن السمت رسول الله rفي ليلة
..وجمال الشكل ..واللباس .. مضيئة مقمرة ..
وطيب الرائحة .. فجعلت أنظر إلى رسول
وكان يردد في الناس قائل ً : الله rوإلى القمر ..وعليه
) إن الله جميل يحب الجمال ( حلة حمراء ..فإذا هو عندي
).. (82 أحسن من القمر ..
وكان يأمر المسلمين بذلك
تجربة .. يأمر المسلمين بمراعاة
النظرة الولى إليك تطبع في المظهر ..
ذهن المقابل %70من تصوره عن أبي الحوص عن أبيه
عنك .. ..قال :أتيت النبي rوعل ّ
ي
ثوب دون ) أي ردئ ( ..
.68الصدق .. فقال : rألك مال ؟ قلت :
أذكر أني كنت أراقب على نعم ..
الطلب يوما ً في قاعة قال :من أي المال ؟ قلت :
المتحان ..وكان المتحان يوم من البل والبقر والغنم
خميس ..ومع أن يوم الخميس والخيل والرقيق ..
هو إجازة أصل ً إل أننا اضطررنا فقال : rفإذا آتاك الله مال ً
أن نجعل فيه امتحانا ً لزحمة ..فُليَر أثُر نعمة الله عليك
المواد .. وكرامِته ..
بعد مضي ربع ساعة من بداية وقال ) : rمن أنعم الله
المتحان ..أقبل أحد الطلب عليه نعمة ..فإن الله يحب
متأخرا ً ..كان المسكين يبدو أن يرى أثر نعمته على
عليه الضطراب الشديد .. عبده ( .
قلت له :عفوا ً ..أتيت متأخرا ً
وعن جابر بن عبدالله
ولن أسمح لك بدخول قال :
المتحان .. أتانا رسول الله .. rزائرا ً
فبدأ يرجوني أن أسمح له .. في منزلنا فرأى رجل ً شعثا ً
قلت :ما الذي أخرك ؟!
قد تفرق شعره ..
قال :والله يا دكتور ..راحت
فقال :أما كان يجد هذا ما
علي نومة !!
ُيسكن به شعره ؟
أعجبني صدقه ..وقلت تفضل ..
ورأى رجل ً آخر وعليه ثياب
) ( رواه مسلم 82
218
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندهم .. فدخل وامتحن ..
ويجعلهم ل يثقون فيك .. بعده بدقائق أقبل طالب آخر
فلو وقعت لحدهم مشكلة .. ..قلت :ما أخرك ؟
فلن يشكوها إليك .. قال :يا دكتور والله الطريق
ولو تكلمت بشيء لن يسمعوه زححححمة ..تعرف الناس
بتقبل .. في الصباح طالعين
قال : يطبع المؤمن على لدواماتهم ..هذا رايح
الخلل كلها إل الخيانة والكذب جامعته ..وهذا لشركته ..
)(83
وهذا ..
وسئل .. فقيل له :يا رسول ي ليقنعني أن وجعل يعدد عل ّ
الله ..أيكون المؤمن جبانا ً ؟ الطريق زحمة ..
فقال :نعم .. ونسي المسكين أن اليوم
فقيل :أيكون المؤمن بخيل ً ؟ إجازة للموظفين ..وربما
فقال :نعم .. ليس في الطرق إل
فقيل :أيكون المؤمن كذابا ً ؟ طلبنا !!
)(84
فقال :ل .. قلت له :يعني الشوارع
وقال عبد الله بن عامر : زحمة ..والسيارات تمل
دعتني أمي يوما ً ..ورسول الله الطرق ؟
قاعد في بيتنا ..فقالت : قال :إي والله يا دكتور
ها ..تعال أعطيك .. كأنك ترى ..
فقال لها رسول الله : وما قلت :يا شاطر !! إذا أردت
أردت أن تعطيه ؟ أن تكذب فاضبط الكذبة ..يا
ً
قالت :أعطيه تمرا .. أخي اليوم خمييييس ..يعني
فقال لها :أما إنك لو لم تعطيه ما فيه دوامات ..من أين
)(85
شيئا ً ..كتبت عليك كذبة جاءت الزحمة ؟!!
وكان إذا اطلع على أحد من قال :آه يا دكتور ..نسيت ..
أهل بيته كذب كذبة ..لم يزل " بنشر علي الكفر " ..أي
معرضا ً عنه .. تعطلت إحدى إطارات
في كثير من الحيان يندفع السيارة فوقف
بعض الناس إلى الكذب ..لجل لصلحها !!..
إظهار أنفسهم بصورة أكبر من كان المسكين مضطربا ً
الحقيقة .. متورطا ً ..فضحكت ودخل
فتجده يكذب في بطولت ليمتحن ..
يؤلفها ..ومواقف يخترعها .. نعم ..ما أقبح أن يكتشف
الناس أنك تكذب عليهم ..
) ( رواه أحمد وأبو يعلى وغيرهما 83
ويفقدك المصداقية
) ( رواه أبو داود 85
219
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل يومين دخلت الفصل .. أو يزيد في القصص ..
فرأيت الطلب واجمين .. ليمّلحها ..
والمدرس جالس على كرسيه .. أو يدعي أشياء عنده ..وهو
بدون شرح .. كاذب ..فيتشبع بما لم
جلست وسألت الذي بجانبي :ما يعط ..
الخبر ؟! أو تجد الكذاب يعد ويخلف ..
قال :زميلنا عساف مات أو يتورط بأمور ..فيختلق
البارحة .. أعذارا ً متنوعة ..وسرعان ما
كان في الفصل عدد من أصدقاء يكتشف الناس كذبه فيها ..
عساف ..تاركون للصلة .. وقف أحد العلماء أمام
والغون في عدد من السلطان ..فشهد على
المحرمات .. شيء ..
كان تأثير الخبر عليهم واضحا ً .. فقال السلطان :كذبت ..
حدثتني نفسي أن ألقي عليهم فصاح العالم :أعوذ بالله ..
كلمة وعظية أحثهم فيها على والله لو نادى مناٍد من
الصلة ..وبر الولدين ..وإصلح لالسماء :إن الله أح ّ
النفس .. الكذب ..لما كذبت ..فكيف
قلت له :ممتااااز ..هل فعلت ؟ وهو حرام !!
قال :بصراحة ..ل ..خجلت ..
سكت ..وكظمت غيظي وأنا حقيقة ..
أقول في نفسي :تبا ً الكذب لون واحد كله أسود ..
جْبن ؟!! للـ ُ
امرأة تسألها :لماذا لم تصارحي الشجاعة .. .69
زوجك بالموضوع ؟ قال لي بعدما خرجنا من
فتقول :أستحي !! خفت الوليمة :تصدق كنت أعرف
يزعل !! خفت يهجرني .. اسم الصحابي الذي تكلمتم
خفت .. عنه ..
م لم تخبر أباك شاب تسأله :لـ َ قلت :عجبا ً !! ليش ما
بالمشكلة قبل أن تتفاقم ؟! ذكرته ..وقد رأيتنا
فيقول :أخاف ..ما أتجرأ .. متحيرين ؟!
أو ربما رفع أحدهم ضغطك خفض رأسه وقال :خجلت
بقوله :أستحي أبتسم ..أخجل أتكلم ..
أثني عليه .. قلت في نفسي :تبا ً
أخاف يقولون يجامل ..يستخف جبن ..لل ُ
دمه .. وآخر كان يدرس في السنة
أسمع هذه التصرفات كثيرا ً .. الخيرة من الثانوية ..
فأتمنى أن أصرخ فيهم :يا التقيت به يوما ً فقال لي :
220
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زوجة يكون من مبادئها ..عدم جبناااااء ..إلى متى ؟!
الكذب على زوجها ..مهما زينوه الجبان ل يبني مجدا ً ..هو
لها ..تمشية حال ..كذب صفر على الشمال دائما ً ..
أبيض .. حف إن حضر مجلسا ً تل ّ
من المبادئ ..عدم تكوين جـْبنه ولم يشارك برأي .. بـ ُ
علقات محرمة مع الجنس الخر أو ينطق بكلمة ..
..عدم شرب الخمر .. وإن ذكروا نكتة ضحكوا
شخص ل يدخن ..جلس مع وعّلقوا ..ولم يستطع أن
أصحابه ..ليثبت على مبادئه .. يزيد على أن خفض رأسه
الشخص الثابت على مبادئه وإن وتبسم ..
انتقدته أصحابه أحيانا ً .. ً
وإن حضر مجلسا ..لم ينتبه
واتهموه بعدم المرونة ..إل أن أحد لوجوده ..
مشاعرهم الداخلية تؤمن أنها والعظم من ذلك إن كان أبا ً
أمام بطل .. ..أو زوجا ً ..أو مديرا ً ..
فتجد أن أكثرهم يلجأ إليه أو حتى زوجة أو أما ً ..
ويشعر بأهميته أكثر ن غيره .. الناس يكرهون الجبان ..
وليش هذا خاصا ً بأحد الجنسين وليس له قدر ..
دون الخر ..بل الرجال والنساء فعود نفسك على الشجاعة
في ذلك سواء .. في اللقاء ..
فاثبت على مبادئك ول تقدم الشجاعة في النصح ..
تنازلت ..عندها سيرضخ الناس الشجاعة في تطبيق مهارات
لها .. التعامل مع الناس ..
لما ظهر السلم في الناس
جعلت لقبائل تفد إلى رسول وجهة نظر ..
الله .. ود نفسك ودربها ..وإنماع ّ
فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا النصر :صبر ساعة ..
بضعة عشر رجل ً ..
فلما قدموا أنزلهم رسول الله الثبات على .70
المسجد ليسمعوا القرآن .. المبادئ ..
فسألوه :عن الربا والزنا كلما كانت شخصية الشخص
والخمر ؟ أقوى ..وثباته على مبادئه
فحرم عليهم ذلك كله .. أشد ..كان أهم في
وكان لهم صنم ورثوا عبادته الحياة ..
وتعظيمه عن آبائهم ..اسمه " أحينا ً يكون من مبادئك عدم
الربة " ..ويصفونه بـ " الطاغية أخذ الرشوة ..مهما مّلحوا
" ..وينسجون حوله القصص أسماءها ..بخشيش ..
والحكايات للدللة على قوته .. هدية ..عمولة ..
221
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإنا لن نهدمها أبدا ً .. فسألوه عن " الربة " ما هو
فقال : سأبعث إليكم من صانع بها ؟
يكفيكم هدمها .. قال :اهدموها ..
فقالوا :والصلة ..ل نريد أن ففزعوا ..وقالوا :هيهات ..
نصلي ..فإننا نأنف أن تعلو لو تعلم الربة أنك تريد أن
إست الرجل رأسه !! تهدمها ..قتلت أهلها !!
فقال : أما كسر أصنامكم وكان عمر حاضرا ً ..فعجب
بأيديكم فسنعفيكم من ذلك .. من خوفهم من هدم صنم ..
وأما الصلة ..فل خير في دين فقال :ويحكم يا معشر
ل صلة فيه !!.. ثقيف !! ما أجهلكم !! إنما
فقالوا :سنؤتيكها ..وإن كانت الربة حجر ..
دناءة .. فغضبوا ..وقالوا :إنا لم
فكاتبوه على ذلك .. نأتك يا ابن الخطاب ..
وذهبوا إلى قومهم ..ودعوهم فسكت عمر ..
إلى السلم ..فأسلموا على فقالوا :نشترط أن تدع لنا
مضض .. الطاغية ثلث سنين ..ثم
ثم قدم عليهم رجال من أصحاب تهدمه بعدها إن شئت ..
رسول الله لهدم الصنم .. فرأى النبي أنهم
فيهم خالد بن الوليد ..والمغيرة يساومونه على أمر في
بن شعبة الثقفي .. العقيدة !! هو أصل من
فتوجه الصحابة إلى الصنم .. أصول السلم ..فما دام
ففزعت ثقيف ..وخرج الرجال أنهم سيسلمون ..فما
والنساء والصبيان .. الداعي للتعلق بالصنم !! ..
وجعلوا يرقبون الصنم ..وقد فقال : ل ..
وقع في قلوبهم أنه لن ينهدم .. قالوا :فدعه سنتين ..ثم
وأن الصنم سيمنع نفسه .. اهدمه ..
فقام المغيرة بن شعبة ..فأخذ قال :ل ..
الفأس ..والتفت إلى الصحابة قالوا :فدعه سنة واحدة ..
الذين معه وقال : قال :ل ..
والله لضحكنكم من ثقيف !! قالوا :فدعه شهرا ً واحدا ً !!
ثم اقبل إلى الصنم ..فضرب قال :ل ..
الصنم بالفأس ..ثم سقط فلما رأوا أنه لم يستجب
وجعل يرفس برجله .. لهم في ذلك ..فالمسألة
فصاحت ثقيف ..وارتجوا .. شرك وإيمان ..ل مجال
وفرحوا ..وقالوا :أبعد الله فيها للمفاوضة !!
المغيرة ..قتلته الربة .. قالوا :يا رسول الله ..
ثم التفتوا إلى بقية الصحابة ل أنت هدمها ..أما نحن فتو ّ
222
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان من أهم أسئلتهم :كم كأسا ً وقالوا :
تشرب من الخمر يوميا ً ؟! من شاء منكم فليقترب ..
جاء دور صاحبنا ..فدخل .. عندها قام المغيرة ضاحكا ً ..
وتتابعت عليه السئلة ..حتى وقال :
سألوه :كم تشرب من الخمر ؟ ويحكم يا معشر ثقيف ..
فقال :أنا ل أشرب الخمر .. إنما هي لكاع ) أي مزحة ( ..
قالوا :لماذا !! هل أنت وهذا صنم ..حجارة ومدر ..
مريض ؟! فاقبلوا عافية الله
قال :ل ..لكني مسلم .. واعبدوه ..
والخمر حرام .. ثم أقبل يهدم الصنم ..
قالوا :يعني ل تشربها حتى في والناس معه ..فما زالوا
عطلة آخر السبوع ؟!! يهدمونها حجرا ً حجرا ً ..حتى
قال :ل .. سووها بالرض ..
فنظر بعضهم إلى بعض
متعجبين .. ي ..
حـ ْ
و ْ
فلما ظهرت النتائج ..فإذا اسمه "من طلب رضا الناس
في أوائل المقبولين .. بسخط الله سخط الله عليه
بدأ عمله معهم ..ومضى عليه وأسخط عليه الناس ،ومن
أشهر .. طلب رضا الله بسخط الناس
وفي يوم لقي أحد المسئولين رضي الله عنه وأرضى عنه
في تلك المقابلة وسأله :لماذا الناس "
كنتم تكررون سؤالي عن
الخمر ؟! .71إغراءات ..
فقال :لن الوظيفة المطلوبة قرأت أن شابا ً مسلما ً في
هي في الحراسات ..وكلما بريطانيا ..اطلع على قرأ
توظف فيها شاب ..فوجئنا به إعلن لحدى الشركات حول
يشرب الخمر ويسكر ..فيضيع حاجتها إلى موظفين
مكانه ..ويهجم على الشركة يعملون في الحراسات ..
من يسرقها ..فلما وجدناك ل أقبل إلى اللجنة المختصة
تشرب الخمر عرفنا أننا وقعنا بمقابلة المتقدمين ..فإذا
على مبتغانا ..فوظفناك هنا !! جمع كبير من الشباب ..ما
ما أجمل الثبات على المبادئ بين مسلمين وغير
وإن كثرت الغراءات .. مسلمين ..
المشكلة أننا نعيش في كلما خرج شخص من
ل أن تجد فيها من مجتمعات ق ّ المقابلة سأله الواقفون ..
يتمسك مبادئه ..يعيش من عن ماذا سألوك ؟ وبماذا
أجلها ويموت من أجلها ..ويثبت أجبت ؟
223
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي المثل :ودت الزانية لو أن على اللتزام بها ..وإن
النساء كلهن زنين .. كثرت الغراءات ..
من التجارب في حياتنا ..أن تجد إذا مشيت على الصحيح ..
زوجة كثيرة الكذب على والتزمت بالصراط المستقيم
زوجها ..تربت على ذلك .. ..فأصحاب المبادئ الخرى
وتعودت عليه ..فإذا رأت من لن يتركوك ..
تنكر عليها ..وتنصحها فعدم قبولك للرشوة يغضب
بالصدق ..حاولت أن تجرها إلى زملءك المرتشين ..
مستنقعها ..فكررت عليها : وامتنعاك عن الزنا ..يغضب
الرجال ما يصلح معهم إل كذا .. الفاعلين !!
ما تمشي أمورك معه إل بالكذب ذكر أن عمر بن الخطاب ُ
.. س ليلة من الليالي .. ع ّ
كان ي ِ
فل تزال بها حتى تتنازل عن يراقب وينظر ..
مبادئه وتتغير ..أو ربما تثبت .. فمر بأحد البيوت في ظلمة
ولعلها .. الليل ..فسمع فيه رجال
وقل مثل ذلك في مسئول سكارى ..فكره أن يطرق
حسن الخلق مع موظفيه .. عليهم الباب ليل ً ..وخشي
ويرى أن هذا مما يفيد العمل .. أن يكون ظنه خاطئا ً ..وأراد
ويزرث الراحة في قلوبهم .. أن يتثبت من المر ..
ويزيد النتاج .. فتناول كسرة فحم من على
فيلقاه مسئول سيء الخلق .. الرض ..ووضع بها علمة
قَبل موظفيه .. مبغوض من ِ على الباب ..ومضى ..
فيحسده – ربما – أو يريد أن ً
سمع صاحب الدار صوتا عن
يقنعه بأسلوب آخر في الباب ..فخرج ..فرأى
التعامل ..فيقول له :ل تفعل العلمة ..ورأى ظهر عمر
كذا ..وافعل كذا ..ول تبتسم .. موليا ً ..ففهم القصة ..
ول .. فكان الصل أن يمسح
أو صاحب بقالة ل يبيع العلمة وينتهي المر ..لكنن
السجائر ..فيحول أن يقنعه .. الرجل لم يفعل ذلك !!..
فكن بطل ً واثبت على مبادئك .. وإنما أخذ كسرة الفحم
وقل بأعلى صوتك :لااااا .. وأقبل إلى بيوت جيرانه ..
مهما أغروك .. وجعل يرسم على أبوابها
وقديما ً حاول الكفار مع رسول علمات !!
الله أن يتنازل عن مبادئه .. وكأنه يريد أن ينزل الناس
دهن فقال الله له ) :ودوا لو ت ُ ْ إلى مستواه ..ويكونون مثله
فيدهنون ( .. ..ول يريد أن يرتفع إلى
يعني أنهم ل مبادئ عندهم أصل ً مستواهم !!..
224
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج حتى جاء الكعبة فطاف بها ليحافظوا عليها ..وبالتالي
سبعا ً على راحلته .. ل مانع عندهم من التنازل
فلما قضى طوافه ..دعا عثمان عن مبادئهم ..فانتبه أن
بن طلحة فأخذ منه مفتاح يغروك بترك مبادئك ..
الكعبة ..ففتحت له فدخلها ..
فرأى فيه صور الملئكة وغيرهم قال تعالى :
.. " فل تطع المكذبين * ودوا
ورأى إبراهيم عليه السلم لو تدهن فيدهنون "
مصورا ً في يده الزلم يستقسم
بها .. العفو عن .72
فقال : قاتلهم الله ..جعلوا الخرين ..
شيخنا يستقسم بالزلم !! ما ل تخلو الحياة من عثرات
شأن ابراهيم والزلم ؟! تصيبنا من الناس ..
ما كان إبراهيم يهوديا ً ول فهذه مزحة ثقيلة ..وتلك
نصرانيا ً ولكن كان حنيفا ً مسلما ً كلمة نابية ..وتعدّ على
وما كان من المشركين .. حاجات شخصية ..
ثم أمر بتلك الصور كلها خصومة بين اثنين في
فطمست .. مجلس ..أو اختلف في
ثم وجد فيها حمامة من عيدان وجهات نظر ..أو آراء ..
فكسرها بيده ..ثم طرحها .. وبعضنا يكبر الموضوع في
ثم وقف على باب الكعبة .. نفسه ..وليس عنده
وقد اجتمع له الناس في استعداد للعفو أو النسيان ..
المسجد مسلمين والكفار أو ربما لم يملك استعدادا ً
ينظرون إليه .. لقبول أعذار الخرين والعفو
ثم صلى ركعتين ثم انصرف إلى عنهم ..
زمزم ..فاطلع فيها ..ودعا بعض الناس يعذب نفسه
بماء فشرب منها وتوضأ .. بعدم عفوه ..يمل صدره
والناس يبتدرون وضوءه .. بأحقاد تشغله تعذبه ..
والمشركون يتعجبون من ذلك .. ولله در الحسد ما أعدله ..
ويقولون :ما رأينا ملكا ً قط ول بدأ بصاحبه فقتله ..
سمعنا به مثل هذا .. فل تعذب نفسك ..هناك
ثم أقبل إلى مقام إبراهيم أشياء ل يمكن أن تعاقب
فأخره عن الكعبة ..وكان عليها ..
ملصقا بها .. س الماضي ..وعش حياتك ِان َ
ثم قام على باب الكعبة ..
فقال : لما دخل رسول الله مكة
ل إله إل الله ..وحده ل شريك فاتحا ً ..واطمأن الناس ..
225
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مهزومين ..أذلء ..صاغرين .. له ..صدق وعده ..ونصر
ثم قال :يا معشر قريش ..ما عبده ..وهزم الحزاب وحده
ترون أني فاعل فيكم ؟ ..
فانتنفضوا ..وقالوا :تفعل بنا أل كل مأثرة ..أو دم ..أو
خيرا ً ..أنت أخ كريم ..وابن أخ دعى ..فهو موضوع مال ي ُ ّ
كريم .. تحت قدمي هاتين ..إل
عجبا ً !! هل نسوا ما كانوا سدانة البيت ..وسقاية
يفعلونه بهذا الخ الكريم ..أين الحاج ..ثم جعل يقرر بعض
سبكم :مجنون ..ساحر ..كاهن الحكام الشرعية فقال :
؟! أ ََل وقتيل الخطأ شبه العمد
ً ً
ما دام أخا كريما ..وأبوه أخ بالسوط والعصا ..ففيه
كريم !! فلماذا حاربتموه ؟! الدية مغلظة مائة من
أين تعذيبكم للمسلمين الضعفاء البل ..أربعون منها في
.. بطونها أولدها ..
هذا بلل واقف ..وآثار التعذيب ثم نظر إلى رؤوس قريش
ل تزال في ظهره .. وساداتها ..فصاح بهم :
وتلك نخلة قريبة قتلت عندها يا معشر قريش ..إن الله
أمية ..وزوجها ياسر ..وهذا قد أذهب عنكم نخوة
ابنهما عمار مع المسلمين يشهد ظمها الجاهلية ..وتع ّ
.. بالباء ..
أين حبسكم له مع المسلمين الناس من آدم ..وآدم من
الضعفاء ..ثلث سنين في تراب ..
شعب بني عامر ..حتى أكلوا س إ ِّنا َ
ها الّنا ُ ثم تل " َيا أي ّ َ
ُ خل َ ْ
ورق الشجر من شدة وأنَثى ر َ من ذَك َ ٍ كم ّ قَنا ُ َ
الجوع ..؟!! ما رحمتم بكاء قَبائ ِ َ
ل و َ عوًبا َ ش ُ م ُ عل َْناك ُ ْج َ و َ َ
ّ َ
الصغير ..ول أنين الشيخ ه
عندَ الل ِ م ِ مك ُ ْ ن أك َْر َ فوا إ ِ ّ عاَر ُ ل ِت َ َ
الكبير ..ول حامل ً ول مرضعا ً !! خِبيٌر " م َ عِلي ٌ ه َ ن الل ّ َ م إِ ّ قاك ُ ْ أ َت ْ َ
أين حربكم له في بدر ..وأحد .. ثم جعل يتأمل في وجوه
وتحزبكم عليه في الخندق ؟ الكفار ..
أين منعكم له من دخول مكة وهو في عزه وملكه عند
معتمرا ً ..لما جاءكم قبل الكعبة ..وهم في ذلهم
سنين ..وتركتموه محبوسا ً في وضعفهم ..
الحديبية ..ممنوعًامن دخول في مكان طالما كذبوه
مكة ؟ فيه ..وأهانوه ..وألقوا
أين صدكم لعمه أبي طالب عن الوساخ على رأسه وهو
السلم وهو على فراش ساجد ..
الموت ؟ وكفار قريش بين يديه ..
226
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء الحق ..وما يبدئ الباطل أين ..؟ أين ..؟ شريط
وما يعيد .. طويييييل من الذكريات
عدد من كفار قريش العتاة المؤلمة يمر أمام ناظريه
البغاة ..الذين لهم تاريخ أسود ..
مع المسلمين ..فروا من مكة ليس هو فقط ..بل أمام
قبل دخول النبي وأصحابه ناظري أبي بكر وعمر ..
إليها .. وعثمان وعلي ..وبلل
منهم صفوان بن أمية .. وعمر ..فكل واحد من هؤلء
فإنه فر منها هاربا ً ..وقد تحير ..له مع قريش قصة
أين يذهب .. حزينة ..
فمضى إلى جدة ليركب منها كان يستطيع أن ينزل بهم
إلى اليمن .. أقسى أنواع العقوبة ..فهم
فلما رأى الناس عفو رسول أعداء محاربون ..معتدون ..
الله .. ونسيانه للماضي خونة ..
الليم .. نعم خونة ..خانوا صلح
جاء عمير بن وهب إلى رسول الحديبية ..واعتدوا ..
الله فقال : كانوا مجرمين ..متحيرين ..
يا نبي الله إن صفوان بن أمية ل يدرون ماذا سُيفعل بهم ..
سيد قومه ..وقد خرج هاربا ً فإذا به يدوس على
منك ..ليقذف نفسه في الحقاد ..ويحلق بهمته
منه ..صلى الله عليك ّ عااااليا ً ..
البحر ..فأ ّ
.. ويقول كلمة يهتف بها
قال rبكل بساطة :هو آمن .. التاريخ :اذهبوا ..فأنتم
قال عمير :يا رسول الله .. الطلقاء ..
فأعطني آية يعرف بها أمانك .. فينطلقون ..مستبشرين ..
فأعطاه رسول الله rعمامته تكاد أرجلهم تطير من الفرح
التي دخل فيها مكة ..حتى إذا ..
رآها صفوان ..عرفها فوثق في أحقا ً عفا عنا ؟!!
صدق عمير .. ثم تلفت ينظر حول
خرج بها عمير حتى أدركه .. الكعبة ..فإذا ثلثمائة
وهو يريد أن يركب في البحر .. وستون صنما ً ..تعبد من
فقال :يا صفوان ..فداك أبي ظمدون الله ..عند بيته المع ّ
وأمي ..الله ..الله في نفسك !!..
أن تهلكها ..فهذا أمان من فجعل يضربها بيده
رسول الله rقد جئتك به .. الكريمة ..فتهوي ..وهو
فقال صفوان :ويحك ..أغرب يقول :
عني فل تكلمني ..فإنك جاء الحق ..وزهق الباطل ..
227
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى في الحاجات الخاصة .. كذاب ..وكان خائفا ً من
كان هينا ً لينا ً .. مغبة ما كان فعله
قال المقداد بن السود : t بالمسلمين ..
قدمت المدينة أنا وصاحبان قال :أي صفوان ..فداك
لي .. أبي وأمي ..رسول الله ..
فتعرضنا للناس فلم يضفنا أفضل الناس ..وأبر
أحد .. الناس ..وأحلم الناس
فأتينا إلى النبي .. rفذكرنا ..وخير الناس ..وهو ابن
له ..فأضافنا في منزل وعنده فه عمك ..عّزه عزك ..وشر ُ
أربع أعنز .. كه ملكك .. شرفك ..ومل ُ
فقال :احلبهن يا مقداد .. قال :إني أخافه على
وجزئهن أربعة أجزاء ..وأعط نفسي ..
كل إنسان جزءا ً فكنت أفعل ذلك قال :هو أحلم من ذاك
.. وأكرم ..
فكان المقداد كل مساء ..يحلب فرجع صفوان معه ..
فيشرب هو وصاحباه ..ويبقى حتى وصل إلى مكة ..
جزء النبي عليه الصلة فمضى به عمير حتى وقف
والسلم ..فإن كان موجودا ً به على رسول الله .. r
شربه ..وإن كان غائبا ً حفظوه فقال صفوان :إن هذا يزعم
له حتى يرجع .. أنك قد أمنتني ..
وفي ليلة من الليالي ..تأخر قال : صدق ..
النبي rفي المجيء إليهم .. قال صفوان :أما دخولي
واضطجع المقداد على فراشه .. في السلم ..فاجعلني
فقال في نفسه : بالخيار فيه شهرين ..
إن النبي .. rقد أتى أهل بيت فقال : rأنت بالخيار فيه
من النصار ..فأطعموه .. أربعة أشهر ..
فلو قمت فشربت هذه ثم أسلم صفوان بعد ذلك ..
الشربة .. ما أجمل العفو عن الناس ..
فلم تزل به نفسه حتى قام ونسيان الماضي الليم ..
فشربها ..ولم يبق للنبي r هذا خلق بل شك ل يستطيعه
شيئا ً .. إل العظماء ..الذين
قال المقداد :فلما دخل في يترفعون بأخلقهم عن
بطني وتقار ..أخذني ما قدم سفالة النتقام ..والحقد ..
وما حدث .. وشفاء الغيظ ..فالحياة
فقلت :يجيء الن النبي r قصيرة -على كل حال .. -
جائعا ً ..ظمآنا ً ..فل يرى في نعم هي أقصر من أن
ندنسها بحقد وضغينة ..
228
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما رأى رسول الله rكثرة القدح شيئا ً ..فيدعو علي ..
اللبن ..قال : فسجيت ثوبا ً على وجهي ..
أما شربتم شرابكم الليلة يا يعني من الهم ..
مقداد ؟ فلما مضى بعض الليل ..
فقال :اشرب يا رسول الله .. وجاء النبي .. rفسلم
فقال :ما الخبر يا مقداد ؟ تسليمة تسمع اليقظان ..
قال :اشرب ثم الخبر ..فشرب ول توقظ النائم ..
النبي ثم ناول القدح للمقداد والمقداد على فراشه ..
..فقال المقداد :اشرب يا ينظر إليه ..فأقبل rإلى
رسول الله ..فشرب ثم ناوله إنائه ..
القدح ..قال :اشرب يا رسول فكشف عنه فلم ير شيئا ً ..
الله .. فرفع بصره إلى السماء ..
قال المقداد ..فلما عرفت أن ففزع المقداد ..وقال :الن
رسول الله rقد روي .. ي ..
يدعو عل ّ
وأصابتني دعوته .. فتسمع ماذا يقول ..فإذا به
ضحكت حتى ألقيت إلى .. rيقول :
الرض .. اللهم اسق من سقاني ..
فقال رسول الله :إحدى سوآتك وأطعم من أطعمني ..
يا مقداد ! . فلما سمع المقداد ذلك ..
فقلت :يا رسول الله ..إنك قد َأغتنم دعوة النبي عليه
أبطأت علينا الليلة ..وكنت الصلة والسلم ..
جائعا ً فقلت في نفسي لعل قام فأخذ الشفرة السكين ..
رسول الله rقد تعشى عند فدنا إلى العنز ..ليذبح
بعض النصار ..وقص عليه إحداها ..ليطعم النبي .. r
القصة كلها ..وكيف أن العنز فجعل يجسهن ينظر أيتهن
حلبت في ليلة واحدة مرتين .. أسمن ليذبحها ..
على غير العادة .. فوقعت يده على ضرع
كان من أمري كذا ..فصنعت كذا إحداهن فإذا هي حافل ..
وكذا .. مليئة باللبن ..
فقال :ما كانت هذه إل رحمة ونظر إلى الخرى فإذا هي
الله ..أل كنت آذنتي توقظ حافل ..
صاحبيك هذين فيصيبان منها .. فنظرت فإذا هي كلهن حفل
فقلت :والذي بعثك بالحق ما ..فحلب في إناء كبير ..
أبالي إذا أصبَتها ..وأصبُتها معك فمله حتى علت رغوته ..
من أصابها من الناس .. ثم أتى به النبي .. rفقال :
وجهة نظر .. اشرب ..
229
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلوبهم الحياة أخذ وعطاء ..
فطالما استعبد فاجعل عطاءك أكثر من
النسان إحسان أخذك ..
وينبغي عند إكرام غيرك أن
تكون نيتك حسنة ..للتآلف مع .73الكرم ..
إخوانك المسلمين ..وكسب قال لهم :من سيدكم ؟
مودتهم ..والتقرب إلى الله قالوا :سيدنا فلن ..على
بالحسان إليهم ..ل لجل خله .. أننا نب ّ
ُ
فقال :وأي داء أدوأ من
شهرة أو رئاسة أو كسب
مديحهم وثنائهم .. البخل ؟!! بل سيدكم البيض
قال : eأول من تسعر بهم النار الجعد فلن ..
ثلثة ..وذكر منهم رجل ً كان هكذا جرى النقاش بين
ينفق ليقال جواد أي كريم .. إحدى القبائل وبين رسول
فلم يعمل ابتغاء وجه الخالق الله eلما أسلموا فسألهم
وإنما ابتغى وجه المخلوق .. عن سيدهم ليقره عليهم
رياءً وسمعة .. بعد إسلمهم أو يغيره ..
وإليك الحديث كامل ً : نعم وأي داء أدوأ من
قال سفيان : البخل ..
دخلت المدينة ..فإذا أنا برجل ما أقبح البخل وما أعرض
قد اجتمع الناس عليه .. الناس عنه ..وما أثقله
فقلت :من هذا ؟ عليهم ..
قالوا :أبو هريرة .. ل يكاد يقيم في بيته وليمة
فدنوت منه حتى قعدت بين يديه يتحبب بها إليهم ..ول يكاد
..وهو يحدث الناس .. يهدي هدية ..ول يكاد يعتني
فلما سكت وخل ..قلت : بجمال مظهره ..ول يهتم
أنشدك الله ..بحق وحق ..لما بزكاء برائحته ..توفيرا ً
حدثتني حديثا سمعته من رسول للمال ..ورضا ً بالدون ..
الله .. وعلمته .. أما الكريم فهو مفضال على
فقال أبو هريرة :أفعل .. أصحابه ..قريب من
لحدثنك حديثا ً حدثنيه رسول أحبابه ..إن اشتاقوا
الله .. عقلته وعلمته .. للجتماع والنس ففي
ثم نشغ أبو هريرة نشغة ) شهق بيته ..وإن نقص على
( ..فمكث قليل ً ..ثم أفاق .. أحدهم شيء تفضل عليه
فقال :لحدثنك حديثا ً حدثنيه به ..فيأسر نفوسهم
رسول الله .. وأنا وهو في بكرمه ..ويستعبد قلوبهم
هذا البيت ..ليس فيه أحد غيري بإحسانه ..
وغيره .. أحسن إلى الناس تستعبد
230
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :بلى .. ثم نشغ أبو هريرة نشغة
قال :فماذا عملت فيما آتيتك ؟ أخرى ..فمكث بذلك ..ثم
قال :كنت أصل الرحم .. أفاق ..ومسح وجهه ..
وأتصدق .. فقال :
فيقول الله :كذبت .. أفعل ..لحدثنك بحديث
وتقول الملئكة :كذبت .. حدثنيه رسول الله .. وأنا
ويقول الله :بل أردت أن وهو في هذا البيت ..ليس
يقال :فلن جواد ..فقد قيل فيه أحد غيري وغيره ..
ذلك .. ثم نشغ أبو هريرة نشغة
ويؤتى بالرجل الذي قتل في أخرى ..ثم مال خاّرا ً على
سبيل الله ..فيقال له :فيم وجهه ..وأسندته طويل ً ..
قتلت ؟ ثم أفاق ..فقال :
فيقول :أمرت بالجهاد في حدثني رسول الله :
سبيلك ..فقاتلت حتى قتلت .. إن الله عز وجل إذا كان يوم
فيقول الله :كذبت .. القيامة ..نزل إلى العباد
وتقول الملئكة له :كذبت .. ليقضي بينهم ..وكل أمة
ويقول الله :بل أردت أن جاثية ..
يقال :فلن جريء ..فقد قيل فأول من يدعو به :رجل
ذلك .. جمع القرآن ..ورجل يقتل
ثم ضرب رسول الله على في سبيل الله ..ورجل كثير
ركبتي فقال : المال ..
يا أبا هريرة ..أولئك الثلثة أول فيقول الله للقارىء :ألم
خلق الله تسعر بهم النار يوم أعلمك ما أنزلت على
القيامة ).. (86 رسولي ؟
فإذا أحسنت النية في كرمك قال :بلى يا رب ..
فأبشر بالخير .. قال :فماذا عملت فيما
وأولى من تحسن إليهم ليحبوك علمت ؟
ويكرموك ..أهل بيتك ..الم .. قال :كنت أقوم به آناء
الب ..الزوجة ..الولد ..ثم الليل وآناء النهار ..
القرب قالقرب ..ابدأ بنفسك فيقول الله له :كذبت ..
ثم بمن تعول ..وكفى بالمرء وتقول الملئكة له :كذبت ..
إثما ً أن يضيع من يعول .. فيقول الله عز وجل :أردت
ول بد من التفريق بين الكرم أن يقال :فلن قارىء ..
والسراف .. فقد قيل ..
دلف رجل في شارع قديم فمر ويؤتى بصاحب المال فيقول
ببيت متهالك ..فإذا فتاة صغيرة :ألم أوسع عليك حتى لم
أدعك تحتاج إلى أحد ؟
) ( رواه الترمذي والحاكم ،وهو صحيح 86
231
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ق .. ا ِل ْ َ
ح ْ قد جلست على عتبة الباب
ومضى ..فاتبعته ..فدخل .. بثياب رثة ..وهيئة فقيرة ..
فاستأذن ..فأذن لي .. فسألها :من أنت ؟
فدخلت .. قالت :أنا ابنة حاتم
ً
فوجد لبنا في قدح ..فقال : الطائي ..
من أين هذا اللبن ؟ فقال :عجبا ً !! ابنة حاتم
قالوا :أهداه لك فلن ..أو الطائي الكريم الجواد ..
فلنة .. على هذا الحال ؟!!
قال :أبا هر ..قلت :لبيك يا فقالت :كرم أبي صيرنا إلى
رسول الله .. ما ترى !!
ق أهل الصفة .. ح ْ قال :ا ِل ْ َ كان رسول الله أكرم
فادعهم لي .. الناس ..ولم يكن جشعا ً
قال :وأهل الصفة أضياف ينظر في مصلحة نفسه ول
السلم ..ل يأوون إلى أهل ول يلتفت إلى غيره ..
إلى مال ..إذا أتته صدقة بعث كل ..
بها إليهم ولم يتناول منها قال ابو هريرة : t
شيئا ً ..وإذا أتته هدية أرسل والله الذي ل إله إل هو إن
إليهم ..وأصاب منها وأشركهم كنت لعتمد على الرض من
فيها ..فساءني ذلك .. الجوع ..وإن كنت لشد
وقلت :وما هذا اللبن في أهل الحجر على بطني من الجوع
الصفة !! كنت أحق أن أصيب ..
من هذا اللبن شربة أتقوى ولقد قعدت يوما ً على
بها ..فإذا جاءوا ..أمرني .. طريقهم الذي يخرجون
فكنت أنا أعطيهم ..وما عسى منه ..فمر أبو بكر ..فسألته
أن يبلغني من هذا اللبن .. عن آية من كتاب الله ..ما
ولم يكن من طاعة الله .. سألته إل ليستتبعني ..فلم
وطاعة رسوله بدٌ ..فأتيتهم .. يفعل ..
فدعوتهم .. ثم مّر عمر ..فسألته عن آية
فأقبلوا ..فأذن لهم ..وأخذوا من كتاب الله ..ما سألته إل
مجالسهم من البيت ..فقال :يا ليستتبعني ..فمر فلم يفعل
أبا هر .. ..
قلت :لبيك يا رسول الله ..قال ثم مّر بي أبو القاسم .. r
:خذ ..فأعطهم .. فتبسم حين رآني ..وعرف
فأخذت القدح ..فجعلت أعطيه ما في وجهي وما في
ل فيشرب حتى يروى ..ثم الرج َ نفسي ..
ي القدح ..فأعطيه يرد عل ّ ثم قال :أبا هر ..قلت :
الخر ..فيشرب حتى يروى .. لبيك يا رسول الله ..قال :
232
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان أحد السلف عالما ً ..لكنه ثم يرد علي القدح ..
كان فقيرا ً .. فأعطيه الخر فيشرب حتى
فكان طلبه يهدون إليه بين يروى ..ثم يرد علي
فترة وأخرى ..أنواعا ً من الهدايا القدح ..
..تمر ..دقيق .. حتى انتهيت إلى النبي .. r
وكان الطالب إذا أهدى إليه .. وقد روي القوم كلهم ..
لم يزل الشيخ مكرما ً مقبل ً عليه فأخذ القدح فوضعه على يده
..ما دامت هديته باقية .. ي فتبسم فقال : ..فنظر إل ّ
فإذا انتهت ..رجع إلى طبعه أبا هر ..قلت :لبيك يا
الول .. رسول الله ..قال :
ففكر أحد طلبه بهدية يحملها بقيت أنا وأنت ؟ قلت :
إلى الشيخ ..تكون معقولة صدقت يا رسول الله ..
الثمن ..وتطول مدة بقائها .. قال :اقعد فاشرب ..
فأهدى إليه كيس ملح .. فقعدت فشربت ..فقال :
ولو استشرتني في هديتين اشرب ..فشربت ..
ستهدي إحداهما إلى صديق .. فما زال يقول :اشرب ..
أولهما زجاجة عطر رائع ..ثمين حتى قلت :ل ..والذي بعثك
.. بالحق ..ما أجد له مسلكا ً ..
أو ساعة حائطية تكتب عليها قال :فأرني ..فأعطيته
إهداءً باسمه .. القدح ..فحمد الله
لخترت الساعة ..لنها يطول مى ..وشرب الفضلة .. وس ّ
بقاؤها ..ويراها دائما ً .. )(87
233
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهؤلء في الحقيقة ..إضافة تكلف إل شيئا ً يسيرا ً ..لكن
إلى بغض الناس لهم ..وتمنيهم قيمتها المعنوية أعلى
زوال عزهم ..وفرحهم وأكبر ..
بمصائبهم ..
هم أيضا ً مفلسون .. وجهة نظر ..
وانظر إلى رسول الله .. وقد كسب قلوب الناس فرص قد
جلس مع أصحابه يوما ً فقال ل تتكرر
لهم :
أتدرون ما المفلس ؟ كف الذى .. .74
قالوا :المفلس فينا من ل كان الناس يبغضونه ..
درهم له ول متاع .. ما يكاد أحد يسلم من أذاه ..
فقال :إن المفلس من أمتي إن سلمت من يده فلن
يأتي يوم القيامة بصلة .. تسلم من لسانه ..وإن فاته
وصيام ..وزكاة ..ويأتي قد أن يجلدك بسوط لسانه في
شتم هذا ..وقذف هذا ..وأكل حضرتك فلن يفوته أن
مال هذا ..وسفك دم هذا .. يجلدك في غيبتك ..
وضرب هذا .. فعل ً ..كان رجل ً مكروها ً ..
فيعطى هذا من حسناته ..وهذا أثقل على الناس من صم
من حسناته ..فإن فنيت الجبال الراسيات ..
حسناته قبل أن يقضى ما وإذا تأملت في أحوال الناس
عليه ..أخذ من خطاياهم فسوف تصل إلى يقين بأنه
فطرحت عليه ..ثم طرح في ل يؤذي غالبا ً إل من كان
النار ).. (88 عنده نعمة تفوق من
لذا كان يتجنب أذى الناس يقابله ..
بشتى أشكاله .. فالقوي يتجرأ على إيذاء
قالت عائشة : ما ضرب الضعيف ..يدفعه بيده ..أو
رسول الله شيئا ً قط بيده .. قريركله برجله ..يضرب ويح ّ
ول امرأة ..ول خادما ً ..إل أن ..فيصير أسدا ً عليه لكنه في
يجاهد في سبيل الله ..وما نيل الحروب نعامة !!
منه شيء قط فينتقم من والغني يتعدى على
صاحبه ..إل أن ينتهك شيء من الفقير ..فيهينه في
محارم الله ..فينتقم لله عز المجالس ..يقاطعه في
وجل ).. (89 كلمه ..
وعموما ً ..من استعمل هذه أما صاحب المنصب والجاه ..
النعم لذى الناس أبغضوه ..وقد فله حظ كبير من ذلك ..
) ( رواه مسلم 88
وقل مثل ذلك فيمن جعل
) ( رواه مسلم 89
الله نسبه رفيعا ً ..
234
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللم نفسه ..قرأت عليه .. يبتليه الله في دنياه قبل
ذهب ورجع ..وقرأت عليه ..لم أخراه ..فيشفي صدورهم ..
يظهر عليه أي تحسن .. أذكر أن أحد الصدقاء من
قلت له لما اشتد عليه اللم :قد طلبة العلم وحفظة
يكون ما أصابك هو عقوبة على ً
القرآن ..كان رجل ً صالحا ..
شيء فعلته ..من ظلم أحد يأتيه بعض الناس أحيانا ً يقرأ
الضعفاء ..أو أكل حقوقهم .. عليهم شيئا ً من القرآن
أو ظلمت أحدا ً في ماله فمنعته كرقية شرعية ..وقد شفى
حقه ..أو غير ذلك ..فإن كان الله تعالى على يده من
هناك شيء من ذلك فسارع إلى شاء ..
التوبة مما جنيت ..وأعد ً
دخل عليه يوما من اليام
الحقوق إلى أهلها ..واستغفر رجل تبدو عليه علمات
الله مما مضى .. الثراء ..جلس بين يدي
التاجر لم يرق له كلمي ..وقال الشيخ وقال :يا شيخ ..أنا
-بكبر : -أبدا ً ..ما ظلمت عندي آلم في يدي اليسرى
د على شيء من أحدا ً ..ولم أعت ِ تكاد تقتلني ..ل أنام في
حقوق الناس ..وأشكرك على ليل ..ول أرتاح في نهار ..
نصيحتك ..وخرج .. ذهبت إلى عدد كبير من
مرت أيام وغاب الرجل عني .. الطباء ..أجروا لي
خشيت أن يكون وجد علي في الفحوصات ..عملوا
ي فهي نفسه ..ولكن ل عل ّ تمارين ..ما فيه فائدة
نصيحة أسديتها إليه ..تفاجأت أبدا ً ..
به يوما ً في مكان ما ..لقيني اللم يزيد ويشتد حتى
ي مسلما ً مسرورا ً .. فأقبل إل ّ انقلبت حياتي عذابا ً ..
سألته :هاه ..ما الخبار ؟ يا شيخ ..أنا تاجر وعندي
قال :الحمد لله ..الن يدي عدد من المؤسسات
بخير ..بغير طب ول علج !! والشركات ..فأخشى أن
قلت :كيف ؟ أكون أصبت بعين حاسدة ..
قال :لما خرجت من عندك .. أو وضع لي أحد الشرار
جعلت أفكر في نصيحتك .. سحرا ً ..
وأستعيد شريط ذكرياتي في قال الشيخ :قرأت عليه
ذهني ..وأفكر !! ترى هل سورة الفاتحة ..وآية
ظلمت أحدا ً ؟! هل أكلت حق الكرسي ..وسورة الخلص
أحد ؟! فتذكرت أني قبل سنوات والمعوذتين ..
لما كنت أبني قصري ..كان لم يظهر عليه تأثر ..خرج
بجانبه أرض رغبت في ضمها من عندي شاكرا ً ..
إليه ليكون أجمل ..كانت الرض ي بعد أيام يشكو رجع إل ّ
235
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن تلك الرض ..ودعت لي ملكا ً لمرأة أرملة توفي
وسامحتني .. زوجها وخّلف أيتاما ً ..
فوالله ما إن خفضت يديها .. أردتها أن تبيع الرض
حتى دبت العافية في بدني .. فأبت ..وقالت :وماذا أفعل
ثم أطرق التاجر برأسه قليل ً .. بقيمة الرض ..بل تبقى
ثم رفعه وقال :ونفعني دعاؤها لهؤلء اليتام حتى يكبروا ..
– بإذن الله – نفعا ً عجز عنه طب أخشى أن أبيعها ويتشتت
الطباء .. المال ..
أرسلت إليها مرارا ً
قالوا .. لشرائها ..وهي تأبى علي
نامت عيونك والمظلوم ذلك ..
منتبه*يدعو عليك وعين الله لم قلت :فماذا فعلت ؟
تنم قال :انتزعت الرض منها
بطرقي الخاصة ..
ل للعداوات .. .75 قلت :طرقك الخاصة !!
تجد أن الناس عند التعامل معهم قال :نعم ..علقاتي
لهم طبائع .. الواسعة ..ومعارفي ..
منهم الغضوب ومنهم البارد .. استخرجت ترخيصا ً ببناء
ومنهم الذكي ومنهم الغبي .. الرض وضممتها إلى
والمتعلم والجاهل .. أرضي ..
ومنهم حسن الظن وسيء قلت :وأم اليتام ؟!!
الظن ..و : قال :سمعت بما حصل
من عامل الناس لقى منهم لرضها فكانت تأتي وتصرخ
نصبا ً .. بالعمال الذين يعملون
سهم و َس ْ
فإن َ لتمنعهم من البناء ..وهم
ي وطغيان بـغ ٌ يضحكون منها يظنونها
فالظالم يغفل عن ظلمه ويرى مجنونة ..وفي الواقع أنني
أنه أعدل الناس .. أنا المجنون ليس هي ..
والغبي يرى أنه أذكى الناس .. كانت تبكي وترفع يديها إلى
والخرق السفيه ..يرى أنه السماء ..هذا ما رأيته بعيني
حكيم زمانه .. ..ولعل دعاءها في ظلمة
أذكر لما كنت شابا ً – وأظنني ل الليل كان أعظم ..
أزال كذلك – أعني لما كنت في قلت :هاه ..أكمل ..
أوائل الدراسة الثانوية ..أقبل قال :رحت أسأل وأبحث
علينا ضيف ثقيل ..ل أدري هل عنها ..حتى عثرت عليها ..
أكمل دراسته البتدائية أم ل ؟ فبكيت واعتذرت ..ول زلت
لكن الذي أجزم به أنه يقرأ بها حتى قبلت مني تعويضا ً
236
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجبل على الخرين ..فل ويكتب ..
يحبون رؤيته ول مجالسته ..ول وكنت مشغول ً وقت دخوله
السفر معه ..ول حضور وليمة بمسألة شرعية لم أجد لها
هو مدعو إليها .. جوابا ً ..
وجدت أن أكثر يوصل الشخص وضعت له ما يوضع للضيف
إلى هذا المستوى البغيض هو قرى ..ثم تناولت من ِ
اللسان .. الهاتف وجعلت أكرر التصال
فكم من خصومات وقعت بين بالشيخ ابن باز رحمه الله
إخوان ..وأزواج ..و ..بسبب لسؤاله عنها ..
مسبة أو غيبة أو شتم !!.. لم أجد الشيخ ..
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده رآني صاحبي منشغل ً إلى
..فلم يبق إل صورة اللحم هذا الحد ..فسألني :بمن
والدم تتصل ..
ً ً
ذكر أن ملكا معظما رأى في ُ قلت :بالشيخ ابن باز ..
منامه أن أسنانه تساقطت .. عندي استفتاء مهم ..
فاستدعى أحد المعبرين .. فبادرني قائل ً بكل ثقة :
وقص عليه الرؤيا وسأله عن سبحان الله ..ابن باز ..وأنا
تعبيرها ؟! موجود ؟!! ) لول الحياء
فتغير المعبر لما سمعها .. لجعلت بقية الكتاب علمات
وجعل يردد :أعوذ بالله ..أعوذ تعجب !! (
بالله ..تمضي عليك السنين .. تجد من الناس كثيرين
ويموت أولدك وأهلك جميعا ً .. كذلك ..فتحمل ثقلهم ..
وتبقى في ملكك وحدك .. وعاملهم بلطف ..واكسبهم
فصاح الملك ..وغضب ..وسب ..
ولعن ..وأمر بالمعبر أن يسحب حاول بقدر استطاعتك أن ل
ويجلد .. تكسب عداوات ..
ثم دعا بمعبر آخر ..وقص عليه فلم تبعث عليهم وكيل ً ..
الرؤيا ..وسأله عن تعبيرها .. أنقذ ما يمكن إنقاذه ..ول
فاستهل ذاك المعبر ..وتبسم .. تعذب نفسك ..
وأظهر البشاشة ..وقال :أبشر خاطرة ..
..خير ..خير ..أيها الملك .. الحياة اقصر من أن تشغلها
هذا معناه أنك سيطول عمرك باكتساب عداوات
جدا ً ..حتى تكون آخر أهلك موتا ً
..وتبقى طول عمرك ملكا ً .. اللسان ..ملك !! .76
فاستبشر الملك وأمر له تأملت فيما يحدث التباغض
بالعطيات ..وبقي راضيا ً والشقاق بين الناس ..
عليه ..ساخطا ً على الخر !! ويجعل بعضهم أثقل من
237
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصم للقاء كلمة على المصلين مع أنك لو تأملت لوجدت أن
.. التعبيرين متماثلن
تعجبت !! وقلت :صم يلقون متطابقان ..لكن الول عبر
كلمة على ناطقين ؟ بأسلوب والخر عبر بأسلوب
قال :نعم ..وليكن مجيئنا يوم آخر ..
الحد ..
انتظرت يوم الحد بفارغ نعم ..اللسان سيد
الصبر .. العضاء ..
وجاء الموعد .. وفي الحديث ..قال :
وقفت عند باب المسجد إذا أصبح ابن آدم فإن
أنتظر .. العضاء كلها تكفر اللسان ..
فإذا بأبي عبد الله يقبل بسيارته فتقول :
.. اتق الله فينا ..فإنما نحن
ً
وقف قريبا من الباب ..نزل بك ..فإن استقمت استقمنا
ومعه رجلن .. ..وإن اعوججت اعوججنا ..
أحدهما كان يمشي بجانبه .. ).. (90
والثاني قد أمسكه أبو عبد الله نعم ..والله إنه لسيد ..
يقوده بيده .. سيد في خطبة الجمعة ..
نظرت إلى الول فإذا هو أصم وسيد في الصلح بين
أبكم ..ل يسمع ول يتكلم .. الناس ..وسيد في التسويق
لكنه يرى .. ..وسيد في المحاماة ..
والثاني أصم ..أبكم ..أعمى .. ول يعني هذا أنه إذا فقده
ل يسمع ول يتكلم ول يرى .. النسان ..انتهت حياته ..
مددت يدي وصافحت أبا عبد الله كل بل صاحب الهمة يبقى
.. بطل ً ..
كان الذي عن يمينه – وعلمت لم يكن أبو عبد الله يختلف
ي
بعدها أن اسمه أحمد -ينظر إل ّ كثيرا ًُ عن بقية أصدقائي ..
مبتسما ً ..فمددت يدي إليه لكنه – والله يشهد – من
مصافحا ً .. أحرصهم على الخير ..
فقال لي أبو عبد الله -وأشار له عدة نشاطات دعوية من
إلى العمى : - أبرزها ما يقوم به أثناء عمله
سلم أيضا ً على فايز ..قلت : ..فهو يعمل مترجما في
السلم عليكم ..فايز .. معهد الصم البكم .
فقال أبو عبد الله :أمسك اتصل بي يوما وقال :ما
يده ..هو ل يسمعك ول يراك .. رأيك أن أحضر إلى مسجدك
جعلت يدي في يده ..فشدني اثنين من منسوبي معهد
وهز يدي ..
) ( رواه أحمد والترمذي 90
238
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالبكاء .. دخل الجميع المسجد ..وبعد
تأثر كثير من الناس ..ل يدرون الصلة جلس أبو عبد الله
لماذا يبكي .. على الكرسي وعن يكينه
واصل حديثه وإشاراته بتأثر .. أحمد ..وعن يساره فايز ..
ثم توقف .. كان الناس ينظرون
فقال أبو عبد الله :أحمد يحكي مندهشين ..لم يتعودوا أن
لكم الن فترة التحول في حياته يجلس على كرسي
..وكيف أنه عرف الله والصلة المحاضرات أصم ..
بسبب شخص في الشارع عطف التفت أبو عبد الله إلى أحمد
عليه وعلمه ..وكيف أنه لما بدأ وأشار إليه ..
يصلي شعر بقدر قربه من فبدأ أحمد يشير بيديه ..
الله ..وتخيل الجر العظيم والناس ينظرون ..لم
لبلئه ..وكيف أنه ذاق حلوة يفهموا شيئا ً ..
اليمان .. فأشرت إلى أبي عبد الله ..
ومضى أبو عبد الله يحكي لنا فاقترب إلى مكبر الصوت
بقية قصة أحمد .. وقال :
كان أكثر الناس مشدودا ً أحمد يحكي لكم قصة هدايته
متأثرا ً .. ..ويقول لكم ..ولدت
لكني كنت منشغل ً ..أنظر إلى أصم ..ونشأت في جدة ..
أحمد تارة ..وإلى فايز تارة وكان أهلي يهملونني ..ل
أخرى ..وأقول في نفسي .. ي ..كنت أرى يلتفتون إل ّ
هاهو أحمد يرى ويعرف لغة الناس يذهبون إلى
الشارة ..وأبو عبد الله يتفاهم المسجد ..ول أدري لماذا !
معه بالشارة ..ترى كيف أرى أبي أحيانا ً يفرش
سيتفاهم مع فايز ..وهو ل يرى سجادته ويركع ويسجد ..ول
ول يسمع ول يتكلم !!.. أدري ماذا يفعل ..
انتهى أحمد من كلمته ..ومضى وإذا سألت أهلي عن
يمسح بقايا دموعه .. شيء ..احتقروني ولم
التفت أبو عبد الله إلى فايز .. يجيبوني ..
قلت في نفسي :هه ؟؟ ماذا ثم سكت أبو عبد الله
سيفعل ؟!! والتفت إلى أحمد وأشار
ضرب أبو عبد الله بأصابعه على له ..
ركبة فايز .. فواصل أحمد حديثه ..وأخذ
فانطلق فايز كالسهم ..وألقى يشير بيديه ..ثم تغير
كلمة مؤثرة .. وجهه ..وكأنه تأثر ..
تدري كيف ألقاها ؟ خفض أبو عبد الله رأسه ..
بالكلم ؟ كل ..فهو أبكم ..ل ثم بكى أحمد ..وأجهش
239
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يهمس إلى الذي بجانبه .. يتكلم ..
وبعضهم يتابع بشغف .. بالشارة ؟ كل ..فهو
وبعضهم يبكي .. أعمى ..لم يتعلم لغة
أما أنا فقد ذهبت بعيييييدا ً .. الشارة ..
أخذت أقارن بين قدراته ألقى الكلمة بـ ) اللمس ( ..
وقدراتهم ..ثم أقارن بين نعم باللمس ..يجعل أبو عبد
خدمته للدين وخدمتهم .. الله ) المترجم ( يده بين
الهم الذي يحمله رجل أعمى يدي فايز ..فيلمسه فايز
أصم أبكم ..لعله يعدل الهم لمسات معينة ..يفهم منها
الذي يحمله هؤلء جميعا ً .. المترجم مراده ..ثم يمضي
والناس ألف منهم كواحد ** يحكي لنا ما فهمه من
وواحد كاللف إن أمر عنا فايز ..وقد يستغرق ذلك
رجل محدود القدرات ..لكنه ربع ساعة ..
يحترق في سبيل خدمة هذا وفايز ساكن هادئ ل يدري
الدين ..يشعر أنه جندي من هل انتهى المترجم أم ل ..
جنود السلم ..مسئول عن كل لنه ل يسمع ول يرى ..
عاص ومقصر .. فإذا انتهى المترجم من
كان يحرك يديه بحرقة ..وكأنه كلمه ..ضرب ركبة فايز ..
يقول يا تارك الصلة إلى فيمد فايز يديه ..
متى ..؟ يا مطلق البصر في فيضع المترجم يده بين
الحرام إلى متى ..؟ يا واقعا ً في يديه ..ثم يلمسه فايز
الفواحش ؟ يا آكل ً للحرام ؟ بل للمسات أخر ..
يا واقعا ً في الشرك ؟ ظل الناس يتنقلون بأعينهم
كلكم إلى متى ..أما يكفي حرب بين فايز والمترجم ..بين
العداء لديننا ..فتحاربونه أنتم عجب تارة ..وإعجاب
أيضا ً !! أخرى ..
كان المسكين يتلون وجهه وجعل فايز يحث الناس على
ويعتصر ليستطيع إخراج ما في التوبة ..كان أحيانا ً يمسك
صدره .. أذنيه ..وأحيانا ً لسانه ..
تأثر الناس كثيرا ً ..لم ألتفت وأحيانا ً يضع كفيه على عينيه
إليهم ..لكني سمعت بكاء ..
وتسبيحات .. فإذا هو يأمر الناس بحفظ
انتهى فايز من كلمته ..وقام .. السماع والبصار عن الحرام
يمسك ابو عبد الله بيده .. ..
تزاحم الناس عليه يسلمون .. كنت أنظر إلى الناس ..
كنت أراه يسلم على الناس .. فأرى بعضهم يتمتم :
وأحس أنه يشعر أن الناس عنده سبحان الله ..وبعضهم
240
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النسان ل لحمه يؤكل ..ول سواسيه ..
جلده يلبس ..فماذا فيه غير يسلم على الجميع ..ل
يفرق بين ملك ومملوك ..
حلوة اللسان !!
ورئيس ومرؤوس ..وأمير
ومأمور ..
اضبط لسانك .. .77
يسلم عليه الغنياء والفقراء
إن الرجل ليتكلم بالكلمة من
..والشرفاء والوضعاء ..
سخط الله ل يلقي لها بال ً يكتب
والجميع عنده سواء ..
الله عليه بها سخطه إلى يوم
كنت أقول في نفسي ليت
يلقاه ..
بعض النفعيين مثلك يا
هكذا حذر النبي eالناس من
فايز ..
إطلق الكلم على عواهنه ..
أخذ أبو عبد الله بيد فايز ..
دون النظر في العواقب ..
ومضى به خارجا ً من
عدم ضبط اللسان قد يؤدي إلى
المسجد ..
المهالك ..
أخذت أمشي بجانبهما ..
احفظ لسانك أيها النسان
وهما متوجهان للسيارة ..
ل يلدغنك إنـه
والمترجم وفايز يتمازحان
ثـعبان
في سعادة غامرة ..
كم في المقابر من قتيل لسانه
آآآه ما أحقر الدنيا ..
كانت تهاب
كم من أحد لم يصب بربع
لقاءه الشجعان
مصابك يا فايز ولم يستطع
كم من امرأة طلقها زوجها
أن ينتصر على الضيق
بسبب اللسان ..يختلف معها ..
والحزن ..
فتردد قائلة له :طلقني ..
أين أصحاب المراض
أتحداك تطلقني ..إن كنت رجل ً
المزمنة ..فشل كلوي ..
طلقني ..فيأمرها بالسكوت ..
شلل ..جلطات ..سكري ..
يصرخ بها ..ينهرها ..يشتد
إعاقات ..
المر بينهما ..فينهدم البناء ..
لماذا ل يستمتعون
ويطلقها ..
بحياتهم..ويتكيفون مع
لذا أمر eالشخص إذا غضب أن واقعهم ..
يسكت ..نعم يسكت .. ما أجمل أن يبتلي الله عبده
لنه إن لم يضبط لسانه ..أرداه ثم ينظر إلى قلبه فيراه
في المهالك .. شاكرا ً راضيا ً محتسبا ً ..
يموت الفتى من زلة بلسانه مرت اليام ..ول تزال
وليس يموت صورة فايز مرسومة أمام
المرء من زلة الرجل ناظري ..
أذكر أني دخلت قبل فترة في
حقيقة ..
241
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. مشكلة بين عائلتين للصلح
ً
كان صاحبه متقاعدا من وظيفته بينهما ..
ويعمل سائقا لسيارة خاصة وقصة الخلف :أن رجل ً
لنقل المدرسات ..وقد أوقف عاقل ً كبيرا ً في السن أظنه
سيارته عند باب المدرسة قد تجاوز الستين من
وجلس داخلها ينتظر خروجهن .. عمره ..خرج في نزهة صيد
وبجانبه مجموعة من السيارات مع مجموعة من أصدقائه ..
تشبه سيارته كلها مخصصة وسنهم جميعا ً متقارب ..
لنقل المدرسات أو الطالبات .. دارت بينهم الحاديث
اختبأ الرجل خلق شجرة بعيدة وذكريات الصبا ..ثم تكلموا
لئل ينتبه إليه ..وكان ضعيف عن أراض لجدادهم
البصر ..ووجه سلحه إلى بالقرية ..فثار خلف بين
السائق ..وحاول جاهدا ً أن اثنين منهم حول أحد
يسدد الطلقة إلى رأسه ..ثم الراضي يملكها أحدهما
ضغط على الزناد ..ودوى صوت وادعى الخر أنها لجده ..
الرصاص وانطلقت ثلث اشتد بينهما النقاش حتى
رصاصات واستقرت في رأس قال مالك الرض لصاحبه :
السائق ..ثار الناس والله لن رأيتك قريبا ً من
واضطربوا ..وفزعت أرضي لفرغن هذا في
الطالبات ..وارتفع الصراخ .. رأسك ..
واجتمع الشرطة ..وأحاطوا ثم تناول بندقية الصيد التي
بالمنطقة ..والرجل قد هشمت بجانبه ووجهها أعلى من
الطلقات جمجمته ..ومات .. رأس صاحبه بمترين أو ثلثة
أما القاتل فقد توجه بكل ثم أطلق منها رصاصة ..
هدووووء إلى مخفر الشرطة ثار الرجلن وكادا أن
وأخبرهم بالقصة ..وقال :أنا يقتتل ..لكن أصحابهما
قتلت فلنا ً ..والن قد شفيت هدؤوهما وتفرقوا إلى
صدري فاقتلوني أو أحرقوني أو بيوتهم ..
اسجنوني ..افعلوا ماشئتم .. لم يستطع الرجل الذي
أدخلوه إلى غرفة التوقيف .. أطلق عليه الرصاص أن ينام
وخرج الضابط لمعاينة مكان من شدة الغيظ ..فما كاد
الحادث ..فلما اطلع على أن يصبح حتى كان قد أجمع
بطاقة المقتول فإذا المفاجأة أن يشفي غيظه من
الكبرى !! إذا بالقتيل ليس هو صاحبه ..فحمل سلحا ً من
صاحبه الذي أراد أن يشفي نوع " كلشينكوف " ومضى
صدره منه وإنما هو شخص آخر يبحث عن صاحبه ..حتى رآه
ليس له دخل بالقضية .. في سيارته عند مدرسة بنات
242
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقتلوه ..وألقوه في بئر فأقبل الضابط يمشي
مهجورة .. بسرعة ،والرجل المسن
فلما أصبح الخليفة ..اشتاق إلى المقصود بالقتل يمشي
من يؤانسه ..فقال :ادعوا لي بجانبه ..حتى أدخله مخفر
نديمي فلن .. الشرطة وأوقفه أمام
قالوا :قتلناه !! قال : الزنزانة ..وقال :يا فلن !
قتلتموه ؟!! من قتله ؟! أتدعي أنك قتلت هذا ؟!
ولماذا ؟ ومن أمركم ؟! وجعل الرصاص أصاب شخصا ً
يدافع عبراته .. آخر !!
فقالوا :أنت أمرتنا البارحة .. فصرخ المسكين وأصابه
وأخبروه بالقصة .. حالة هستيرية ..ثم أغمي
فسكت ..وخفض رأسه متندما ً عليه ومكث في غيبوبة
ثم قال :رب كلمة قالت أياما ً ..ثم شفي وأدخل
لصاحبها دعني .. السجن وحكم عليه القاضي
أعود وأقول :كم من شخص الشرعي بإقامة حد القتل
نفر الناس عن شخصه .. عليه ..
وبغضهم في نفسه ..وجر إلى وصدق أبو بكر لما قال :ما
نفسه الويلت بسبب عدم شيء أحوج إلى طول سجن
ضبطه للسانه .. من لسان ..
قال ابن الجوزي : ل أنس خبر ذلك الخليفة
ومن العجب أن من الناس من الذي جلس يوما ً مع نديمه ..
يقوى على التحرز من أكل يضاحكه ويمازحه ..فلعب
الحرام ..ومن الزنا .. الشيطان برؤوسهما فشربا
والسرقة ..لكنه ل يقوى على خمرا ً ..فلما غابت
أن يتحرز من حركة لسانه .. العقول ..وسيطرت أم
فيتكلم في أعراض الناس ..ول الخبائث ..وصار الواحد
يقدر على منع نفسه من ذلك .. منهما أضل من الحمار ..
التفت الخليفة إلى حاجبه
عجيبة .. وأشار له إلى النديم وقال :
الحيوان لسانه طويل ول اقتلوه ..
ينطق ..والنسان لسانه قصير وكان الخليفة إذا أمر أمرا ً
ول يصمت !! جع فيه ..لم يرا َ
فانطلق الحاجب إلى النديم
المفتاح .. .78 وتله برجليه ..وهو يصرخ ..
المدح ..هو مفتاح القلوب .. ويستغيث بالخليفة ..
نعم ..من أجمل مهارات الكلم والخليفة يضحك ويردد :
أن تكون مبدعا ً في تعويد نفسك اقتلوه ..اقتلوه ..
243
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يئنون من اللم وأنت تقرأ على اكتشاف صواب
جريدة !! ل وتدخن أيضا ً !! والله الخرين ..ومدحهم والثناء
عجب ..مثلك ما يربيه إل شكوى عليهم به ..قبل النتباه إلى
لمدير المستشفى ..أو خطئهم ..
المفروض أن تفصل من ويتأكد ذلك عندما تريد أن
عملك .. تنبه شخصا ً إلى خطأ ما ..
وبدأت تهيل هذه العبارات كثير من الناس يرد النصيحة
كالبرق عليه .. ل لجل تكبره عنها ..أو
هب أنه ..لم يرد عليك ..ولم عدم اقتناعه بخطئه ..وإنما
يقابل صراخك بصراخ .. لن الناصح لم يسلك
هب فعل ً أنه ألقى جريدته .. الطريق الصحيح لتقديم
وأنهى تحويل المرضى إلى النصيحة ..
الطباء .. هب أنك ذهبت إلى
هل تعتبر نفسك نجحت في حل مستشفى حكومي لعلج ..
المشكلة ..كل ..أنت هنا فلما أقبلت إلى موظف
عالجت الموقف لكنك لم تعالج الستقبال فإذا وراء الزجاج
المشكلة ..لنه وإن استجاب شاب مراهق يقلب جريدة
إليك الن إل أنه سيعود إلى بين يديه ..وبيده سيجاره ..
تصرفه المشين غدا ً وبعد غ ٍ
د .. غير مبال بما حوله ..
إذن كيف أتصرف ؟!! وإذا شيخ كبير أعمى يقف
تعال إليه واكظم غيظك .. متعبا ً في يده اليمنى طفل
تعامل مع الموقف بعقل ل صغير ..وفي الخرى ورقة
بعاطفة ..ل تدع المناظر مراجعة ينتظر أن يحوله
المؤذية تؤثر في تصرفاتك .. الموظف إلى الطبيب ..
ابتسم – وإن كنت مغضبا ً ،وإن وإذا بجانبه عجوز كبيرة
كانت البتسامة صفراء ل بيدها طفلة تبكي وقد
مشكلة ،ابتسم – وقل :السلم تمكنت الحمى من جسدها ..
عليكم .. وتنتظر أيضا ً الموظف أن
سيقول وهو ينظر إلى لعبه يفرغ من قراءة أخبار ناديه
المفضل :عليكم السلم .. المفضل ليحولها لطبيب
انتظر لحظة .. الطفال ..
قل أي كلمة تجعله يلتفت لما رأيت هذا المنظر ثارت
إليك ..كأن تقول :كيف أعصابك – ول نلومك على
الحال ؟ ..مساك الله بالخير .. ذلك – فصرخت بالموظف :
سيرفع رأسه -حتما ً – إليك هيه !! أنت جالس في
ويقول :الحمد لله بخير .. مستشفى أو في ...ما
في هذه المرحلة تكون قد تخاف الله ؟!! المرضى
244
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندها قدم له النصيحة ..أنت قطعت نصف المشوار ..
ن الله عليك بهذه قد م ّ تلطف إليه بأي عبارة تمدحه
الوظيفة ..وفي واجهة بها ..قل له مثل ً :تصدق !
المستشفى ..وأنت قدوة المفروض مثلك ما يعمل
لغيرك ..فليتك تتلطف قليل ً مع في استقبال مستشفى ..
المراجعين ..وتهتم بهم ..لعل سيتغير ويقول :لماذا ؟
دعوة صالحة ترفع لك في ظلمة قل :لن هذا الوجه المنير
الليل من فم عجوز عابدة ..أو إذا رآه المريض زال مرضه
شيخ زاهد .. فل يحتاج إلى طبيب ..
أجزم أنه سيخفض رأسه وأنت سيبتسم متعجبا ً من جرأتك –
تتكلم ..ويردد :أشكرك ..جزاك يا بطل .. -وتنبلج
الله خيرا ً .. أساريره ..
وكذلك استعمل هذه الساليب وقد صار الن مهيئا ً لقبول
مع كل شخص تعالج سلوكه .. لنصيحة ..ويقول :ماذا
مثل شخص يتهاون بالصلة ..أو عندك ؟
أب يهمل بناته فيتكشفن .. عندها قل :يا أخي الحبيب
ويتساهلن بالحجاب .. ترى هذا الشيخ الكبير ..
أو شاب عاق لوالديه .. وهذه العجوز المسكينة ..
لجل أن يقبلوا منك ل بد أن ليتك تنهي لهما إجراءات
تمارس المهارات المناسبة .. الدخول على الطبيب ..
نعم ..استخدم العبارات سيتناول أوراقهما ..
اللطيفة في إصلح خطأ الخر .. ويحولهما للطبيب ..ثم
كن مؤدبا ً ..محترما ً لرأيه .. يتناول ورقتك ..فإذا انتهى
قل له :أنا ما أنصحك إل لني منك وسلمك الورقة ..
أعلم ..أنك تقبل النصح .. فقل له :سبحان الله ..هذه
وفي التنزيل العزيز يقول الله : أول مرة أراك ومع ذلك فقد
) إذا ناجيتم الرسول فقدموا دخلت إلى قلبي ..ل أدري
بين يدي نجواكم صدقة ( .. يكيف !! والله إنك أحب إل ّ
وقد كان المربي الحكيم e من آلف الناس ) ..وفعل ً
يستعمل طرقا ً ومهارات تجعل أنت صادق فهو مسلم أحب
من يعدل سلوكهم ل يملكون إل إليك حتما ً من مليين غير
أن يقبلوا منه .. المسلمين ( ..
أراد يوما ً أن يعلم معاذ بن جبل سيفرح ويشكر لك لطفك ..
ذكرا ً يقوله بعد الصلة .. فقل :وعندي كلمات أود أن
فأقبل إلى معاذ وقال :يا تسمعها لكني أخاف أن
معاذ ..والله إني أحبك ..فل تغضبك ..
تدعن في دبر كل صلة أن سيقول :ل ..ل ..تفضل ..
245
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي يوم آخر لحظ eأن عمر t تقول :اللهم أعني على
إذا طاف بالكعبة وحاذى الحجر ذكرك وشكرك وحسن
السود ..زاحم الناس وقبله .. عبادتك ..
وكان صلبا ً قوي البدن ..وربما بالله عليك ..ما علقة
زاحم الضعفاء .. المقطع الول من الكلم
فأراد eأن يعدل سلوكه ..فقال "والله إني أحبك " بالمقطع
– على سبيل التهيئة لقبول الثاني " ل تدعن أن تقول
النصيحة : -يا عمر إنك رجل اللهم أعني على ذكرك "..
قوي .. قد يكون النسب لقوله إني
فرح عمر بهذا الثناء ..فقال : e أحبك أن يقول بعدها وأريد
فل تزاحمن عند الحجر .. أن أزوجك ابنتي – مثل ً – أو
ومرة أراد أن ينصح ابن عمر أعطيك مال ً ..أو أدعوك إلى
بقيام الليل ..فقال : طعام ..
نعم الرجل عبد الله لو كان ولكن أن يتبع خبر المحبة
يقوم الليل ..وفي رواية قال : تعليمه ذكرا ً من أذكار الصلة
يا عبد الله ل تكن مثل فلن .. !!..فهذا يحتاج إلى تأمل ..
كان يقوم الليل .. أتدري ما موقع قوله " :
ل تكن مثل فلن ..كان يقوم والله إني أحبك " ؟ إنه
الليل ..فترك قيام الليل .. التهيئة لقبول النصيحة ..
نعم ..كان eيستعمل هذا فإذا ارتاحت نفس معاذ
السلوب الرائع مع جميع واستبشر ،أعطاه
الناس ..ومع الوجهاء خاصة .. النصيحة ..
في بداية بعثة النبي .. eكان وفي موقف آخر ..قبض e
الناس ما بين مقبل ومدبر .. يد عبد الله بن مسعود بيده
وكان رجل في المدينة اسمه اليمنى ،ثم وضع يده
سويد بن الصامت وكان رجل ً اليسرى فوقها ،كنوع من
شريفا ً في قومه ..عاقل ً شاعرا ً العطف والتهيئة ،ثم قال :
..يحفظ كلم الحكماء ..حتى يا عبد الله ..إذا جلست في
قيل إنه كان يحفظ كل ما روي التشهد فقل :التحيات لله
عن لقمان الحكيم .. والصلولت والطيبات ،
حتى بلغ من إعجاب الناس به السلم عليك أيها النبي
أنهم كانوا يسمونه :الكامل .. ورحمة الله وبركاته ..
لجلده وشعره ..وشرفه ومضت السنين ومات رسول
ونسبه ..وهو الذي يقول : الله .. eفكان عبد الله يفخر
أل رب من تدعو صديقا ً ولو ترى بذلك ويقول :علمني رسول
مقالته بالغيب الله eالتشهد وكفي بين
ساءك ما يفري كفيه ..
246
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما انتهى سويد ..قال eله : مقالته كالشهد ما كان
إن هذا لكلم حسن .. شاهدا ً
ثم قال -مشوقا ً لسويد : - وبالغيب
والذي معي أفضل من هذا .. مأثور على ثغرة النحر
قرآن أنزله الله تعالى علي .. يسرك باديه وتحت أديمه
هو هدى ونور .. نميمة غش
ثم تل عليه رسول الله rالقرآن تبتري عقب الظهر
..ودعاه إلى السلم ..وسويد تبين لك العينان ما هو كاتم
يستمع منصتا ً ..فلما فرغ eمن من الغل
كلمه ..ظهر على سويد والبغضاء بالنظر الشزر
قدم سويد بن الصامت يوما ً
التأثر ..وقال :إن هذا لقول
حسن .. إلى مكة حاجا ً ..أو معتمرا ً ..
ثم انصرف سويد عن النبي .. e فتحدث الناس بدخوله مكة ..
ول يزال متأثرا ً بما سمع .. وأقبلوا لرؤيته ..فسمع
فقدم المدينة على قومه ..فلم النبي eبه فأقبل عليه ..
يلبث أن وقع قتال بين قبيلتي فدعاه إلى الله ..وإلى
الوس والخزرج ..وكان من السلم ..وجعل يحدثه
قبيلة الوس فقتلته الخزرج .. بالتوحيد والرسالة وأنه نبي
وذلك قبل أن يهاجر النبي e يوحى إليه قرآن ..وأن هذا
إلى المدينة ..ول يدرى هل القرآن هو كلم الله تعالى ..
أسلم أم ل ؟ وإن كان رجل من فيه عبر وأحكام ..
قومه ليقولون :إنا لنراه قد فقال له سويد :فلعل الذي
قتل وهو مسلم .. معك مثل الذي معي ؟
فقال له رسول الله : rما
باختصار .. الذي معك ؟
قال :معي مجلة لقمان -
أسرف في المديح ..واقتصد
يعني حكمة لقمان .. -
في النقد ..
فلم يعنفه eأو يحقره - ..
الرصيد العاطفي .79 مع أنه يضاهي كلم الله
تصورات الناس عنا نحن الذين بكلم البشر .. -وإنما تلطف
نصنعها ..
معه ..وقال : rاعرضها
فلو لقيك شخص في السوق
علي ..
فعبس في وجهك ..
فشرع سويد يقرأ ما يحفظ
ثم لقيك في بقالة ..فعبس في
وجهك أيضا ً ..
مه .. حك َ ِ
من كلم لقمان و ِ
ثم صادفته في عرس ..فلقيك ورسول الله eيستمع إليه
عابسا ً ..لرسمت عنه صورة بكل هدوووء ..
247
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتولى بعد ذلك زيادة رصيدك قاتمة في مخيلتك ..فإذا
العاطفي أو السحب منه .. رأيت صورته أو سمعت
فكل ابتسامة تقابله بها ..تزيد اسمه في مكان تبادر إلى
من رصيدك العاطفي عنده .. ذهنك ذاك الوجه العابس ..
وكل هدية ..تزيد رصيدك ولو لقيك شخص بابتسامة
العاطفي .. في موقف ..ثم ابتسم في
وكل مجاملة ..تزيد رصيدك لقاء آخر ..وثالث ..لنطبع
العاطفي .. في ذهنك عنه صورة مشرقة
وكل إهانة تقع منك له ..أو ..
مسبة ..أو شتم ..فإنك تسحب هذا فيمن ل يكون بينك
من رصيدك العاطفي .. وبينه علقة دائمة وإنما هي
وبالتالي إذا كان رصيدك لقاءات عابرة ..
العاطفي عنده كثيرا ً ..ووقعت أما الشخاص الذي نلقاهم
يوما ً ما في موقف أغاظه دائما ً كزوجة وأولد ..وزملء
فسحبت من رصيدك العاطفي في مكتب ..وجيران في
مقدارا ً معينا ً ..فإن هذا لن يؤثر حارة ..فإن تعاملنا معهم
كثيرا ً لن رصيدك العاطفي لن يكون بأسلوب واحد دائما ً
عنده كثير .. ..نعم هم سيروننا ضاحكين
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد لطيفين ..لكنهم حتما ً
جاءت سيروننا تارة غاضبين ..
محاسنه بألف شفيع وتارة عابسين ..أو
أما إن لم يكن عنده لك رصيد مخاصمين ..أو شاتمين ..
عاطفي وجعلت تسحب من لننا بشر ..
الرصيد وليس فيه شيء أصل ً .. وبالتالي فإن محبتهم لنا
فإن حسابك عنده سيكون تتحدد على حسب طغيان
بالناقص !! وبالتالي قد يقع في حسناتنا عندهم أو سيئاتنا ..
قلبه لك كره ..أو استثقال .. أو قل بعبارة أخرى :تتحدد
لنك تسحب من رصيدك محبتهم لنا بحسب مقدار
العاطفي ول تودع .. الرصيد العاطفي الذي في
ألم تسمع يوما ً عن زوجة طلقها حسابنا عندهم ..
زوجها ..فإذا سئلت عن سبب كيف ؟!
الطلق قالت :السبب تافه .. عندما يقع لك موقف جميل
طلب مني الذهاب معه لزيارة مع إنسان فإنك تضيف إلى
أخته فرفضت ..فغضب وجعل سجل ذكرياته ذكرى جميلة
يسبني ويشتمني ثم طلقني !! عنك ..أو بعبارة أخرى تفتح
ولو تأملت بذكاء في سبب لك في قلبه حسابا ً تودع فيه
الطلق ..لما وجدت السبب هو محبة لك واحتراما ً ..ثم
248
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رصيدها العاطفي عنده دون أن هذا الموقف التافه ..وإنما
تودع فيه شيئا ً ..وتجرح ول هذا الموقف هو القشة التي
تداوي .. قصمت ظهر البعير ..
وهو يحتمل ويحتمل ..حتى جاء ذكر أن رجل ً كان له
فقد ُ
هذا الموقف فقصم ظهر جمل جلد قوي ..فأراد
البعير .. سفرا ً ..فجعل يحمل متاعه
ولو أنها اعتنت بكثرة اليداع في عليه ..ويربطه على
رصيدها العاطفي ..من حسن ظهره ..والجمل متماسك ..
لقاء له ..وتغنج ودلل ..وتحبب حتى كوم على ظهره ما
إليه ..وممازحة وخفة ظل .. يحمله أربعة جمال ..فبدأ
وعناية بطعامه ولباسه .. البعير يهتز من ثقل الحمل
واحترام لرأيه ..لصار رصيدها والناس يصيحون بالرجل :
العاطفي كبيرا ً ..وملكت يكفي ما حملت عليه ..فأخذ
مليارات في قلبه ..وبالتالي لن حزمة من تبن وقال :هذه
يضر لو وقع موقف سحبت به خفيفة وهي آخر المتاع ..
من رصيدها العاطفي .. فلما طرحها على ظهره
وقل مثل ذلك في الطالب سقط البعير على الرض ..
المشاكس الذي يقع منه موقف فقيل :قشة قصمت ظهر
صغير فيغضب المدرس غضبا ً بعير !!
شديدا ً ..وقد يضربه ويطرده ولو تفكرت لرأيت أن القشة
من الفصل ..و ..ثم يقول مظلومة فليست هي التي
الطالب أنا ما فعلت شيئا ً هي قصمت ظهر البعير وإنما
مجرد نكتة أطلقتها من غير انقصم ظهر البعير بسبب
استئذان ..ول ينتبه إلى أن هذه تراكمات كبار صبر البعير
النكتة هي القشة التي قصمت على أولها ..وصبر ..
ظهر البعير .. وصبر ..حتى لم يطق
قل مثله في زملء تخاصموا .. صبرا ً ..فانقصم ظهره
أو جيران تنازعوا .. بشيء صغير ..
إذن ..نحن نحتاج دائما ً إلى نودع وهكذا المرأة التي طلقها
في قلب كل واحد نلقاه رصيدا ً زوجها ..أجزم أن السبب
عاطفيا ً .. ليس هو تركها زيارة أخته
الزوج يتحين الفرص ليودع في فحسب ..وإنما تراكمات
قلب زوجته ..ويسجل نقاطا ً قبله ..من عصيان
أكثر وأكثر .. لطلباته ..عدم تحقيق
والزوجة تحتاج أيضا ً .. لرغباته ..عدم تحببها إليه ..
والولد يحتاج أن يودع في قلب تكبرها عليه ..عدم احترام
والده .. رأيه ..فهي تسحب دوما ً من
249
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وربما شغفت زوجة بزوجها والمدرس مع طلبه ..والخ
حبا ً ..وهو كثير البخل قليل مع أخيه ..
الجمال ..لكنه يسحرها بل حتى المدير مع من هم
بعباراته .. تحت إدارته ..يحتاج إلى ذلك
أذكر أن شابا ً مراهقا ً كان مغرما ً ..
بمغازلة الفتيات ..وكان له
قدرة عجيبة على اليقاع بهن .. باختصار ..
وكم من مسكينة صارت متيمة وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
بحبه ..عالقة بشراكه ..ومن جاءت محاسنه بألف شفيع
العجب أنه لم يكن يملك سيارة
فارهة يغريهن بركوبها ..ولم الساحر .. .80
تكن جيبه مليئة بالمال ليغدق الكلم ببلش ..يا أخي
عليهن الهدايا .. معنا كلمة حلوة .. س ّ
َ
ول تظنن أنه أوتي وسامة أو هكذا بدأت المسكينة تعاتب
جمال ً ..كل ..فإني أسأل الله زوجها ..
لك أن ل تبتلى بالنظر إلى صحيح هو ما قصر معها في
وجهه !! طعام ول لباس ..ولكنه لم
لكنه كان يغلق فمه على يكن يسحرها بمعسول
لسان ..لو تكلم مع حجر الكلم !! ..
لفلقه ..ولو سمعه نهر يجمع العقلء أن أهم صفات
فقه .. لد ّ البائع الماهر أن يكون
فكان يصطاد الفتيات بلسانه ساحرا ً في كلمه ..فيردد :
اصطيادا ً ..بل يسحرهن من عيوني ..تفضل ..خل
سحرا ً .. الحساب علينا ..تعبك
وحديثها السحر الحلل لو أنه راحة ..
لم يجن قتل وتزيد قيمة البائع كلما زادت
المسلم المتحرز عباراته جمال ً ..فإن أضاف
إن طال لم يملل وإن هي إلى حسن العبارة جودة في
أوجزت وصف السلعة ..وقدرة على
ود المحدث إقناع الزبون بالشراء ..صار
أنها لم توجز قد اكتسب نورا ً على نور ..
أقبل يوما ً إلى رسول الله ويجمع المجربون أن من أهم
ة رجال سادة في قومهم .. ثلث ُ صفات السكرتير أن يكون
قيس بن عاصم ..والزبرقان بن لسانه عذبا ً ..وعباراته
بدر ..وعمرو بن الهتم .. حلوة ..فيطرب السماع
وكلهم من قبيلة تميم .. م ..أبشر ..نحن س ْبقوله َ :
فبدؤوا يتفاخرون .. دامينك ( .. )خ ّ
250
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. )(91 ..إن من البيان لسحرا ً فقال الزبرقان :يا رسول
فكن مبدعا ً في مهارات الله ..أنا سيد تميم ..
لسانك ..فلو قال لك :ناولني والمطاع فيهم ..والمجاب
القلم ..قل :من عيوني .. فيهم ..أمنعهم من الظلم ..
تفضل .. فآخذ لهم بحقوقهم ..
ولو قال ..لكن يا فلن عندي ثم أشار إلى السيد الخر
م ..س ْطلب :اطلب عيوني َ .. عمرو بن الهتم ..وقال :
أريد منك خدمة :تفضل ..خدمنا وهذا يعلم ذاك ..
أناسا ً ما يساوون أثر رجليك .. فأثنى عمرو عليه وقال :
مارس هذا السلوب الذي يدغدغ والله يا رسول الله ..إنه
المشاعر ..مع أمك ..نعم لشديد العارضة ..مانع
أسمعها كلمات رقيقة لينة .. لجانبه ..مطاع في ناديه ..
مع أبيك ..زوجتك ..أولدك .. ثم سكت عمرو ..
زملئك .. فغضب الزبرقان ..وودّ لو
فهذا السلوب ل يخسرك لن عمروا ً زاد في الثناء ..
شيئا ً ..وتسحر به الخرين .. وظن أنه حسده على سيادته
وتزيل ما في نفوسهم .. ..
وانظر إلى حال النصار yبعد فقال الزبرقان :والله يا
معركة حنين .. رسول الله ..لقد علم ما
النصار الذين قاتلوا مع النبي t قال ..وما منعه أن يتكلم به
في بدر ثم قتلوا في أحد .. إل الحسد ..
وحوصروا في الخندق ..ول فغضب عمرو ..وقال :أنا
زالوا معه يقاتلون وُيقَتلون .. أحسدك ؟!! فوالله إنك لئيم
حتى فتحوا معه مكة ..ثم مضوا الخال ..حديث المال ..
إلى معركة حنين .. أحمق الموالد ..مضيع في
ففي الصحيحين .. العشيرة ..والله يا رسول
أن القتال اشتد أول المعركة .. الله لقد صدقت فيما قلت
وانكشف الناس عن رسول أول ً ..وما كذبت فيما قلت
الله ..فإذا الهزيمة تلوح أمام آخرا ً ..لكني رجل رضيت
المسلمين .. ن ما علمت .. فقلت أحس َ
فالتفت eإلى أصحابه ..فإذا ح ما ت أقب َ وغضبت فقل ُ
هم يفرون من بين يديه .. وجدت ..ووالله لقد صدقت
فصاح بالنصار .. في المرين جميعا ً ..
يا معشر النصار ..فقالوا : فعجب من سرعة حجته ..
وقوة بيانه ..ومهارات
لسانه ..
( ) 91رواه الحاكم في المستدرك ،وأصله فقال :إن من البيان لسحرا ً
في الصحيحين
251
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من النصار وجدوا عليك في لبيك يا رسول الله ..
أنفسهم ..قال :وما ذاك ؟!! وعادوا إليه ..وصفوا بين
قال :لما صنعت في هذا الفئ يديه ..
الذي أصبت ..قسمت في ول زالوا يدفعون العدو
قومك ..وأعطيت عطايا ً بسيوفهم ..ويفدون رسول
عظاما ً ..في قبائل العرب .. الله eبنحورهم ..حتى فر
ولم يكن في النصار منه شئ .. الكفار وانتصر المسلمون ..
فقال : eفأين أنت من ذلك يا وبعدما انتهت المعركة..
سعد ؟ وجمعت الغنائم بين يدي
قال :يا رسول الله ..ما أنا إل النبي .. eأخذوا ينظرون
امرؤ من قومي .. إليها ..
فقال :فاجمع لي قومك ..فلما وأحدهم يتذكر أولده
اجتمعوا ..أتاهم رسول الله .. الجوعى ..وأهَله الفقرا ..
فحمد الله وأثنى عليه ..ثم قال ويرجو أن يناله من هذه
:يا معشر النصار ..ما قالة الغنائم شيء يوسع به
بلغتني عنكم ؟ عليهم ..
قالوا :أما رؤساؤنا يا رسول فبينما هم على ذلك ..
الله فلم يقولوا شيئا وأما ناس فإذا برسول الله .. eيدعو
منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر القرع بن حابس -ما أسلم
الله لرسول الله يعطي قريش إل قبل أيام في فتح مكة ..
ويتركنا وسيوفنا تقطر من فيعطيه مائة من البل ..ثم
دمائهم .. يدعو أبا سفيان ويعطيه
فقال : eيا معشر النصار ..ألم مائة من البل ..
تكونوا ضلل ً فهداكم الله بي .. ول يزال يقسم النعم ..بين
قالوا :بلى ولله ورسوله .. أقوام ..ما بذلوا بذل
المنة الفضل .. النصار ..ول جاهدوا
قال :ألم تكونوا عالة فأغناكم جهادهم ..ول ضحوا
الله ..وأعداءً فألف بين تضحيتهم ..
قلوبكم .. فلما رأى النصار ذلك ..
قالوا :بلى ولله ورسوله .. قال بعضهم لبعض :يغفر
المنة الفضل .. الله لرسول الله ..يعطي
ثم سكت رسول الله .. e قريشا ً ويتركنا ..وسيوفنا
وسكتوا ..وانتظَر ..وانتظروا .. تقطر من دمائهم ..
فقال :أل تجيبوني يا معشر فلما رأى سيدهم سعد بن
النصار .. عبادة tذلك ..دخل على
قالوا :وبماذا نجيبك يا رسول رسول الله .. eفقال :
الله ..ولله ولرسوله المنة يا رسول الله ..إن أصحابك
252
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتفرقوا .. والفضل ..
بل إنك بالعبارات الجميلة قال :أما والله لو شئتم
تستطيع أن تخدر الناس أحيانا ً .. دقتم ص ّ دقتم ول ُ ص َلقلتم ..فل َ
ذكر أنه كان في صعيد مصر ..
رجل غني متسلط يسمونه " لو شئتم لقلتم :أتيتنا مكذبا ً
الباشا " كان يملك فدادين من فصدقناك ..ومخذول ً
المزارع ..كان متغطرسا ً فنصرناك ..وطريدا ً فآويناك
يمارس أصناف الذلل على ..وعائل ً فواسيناك ..
المزارعين الصغار .. ثم قال :يا معشر النصار ..
دارت الزمان دورته فأصاب أوجدتم على رسول الله في
أرضه ما أتلفها ..فأصبح فقيرا ً أنفسكم ..في لعاعة من
بعد غنى ..كسيرا ً الدنيا ..تألفت بها قوما ً
جاع أولده وهو ليس عنده ليسلموا ..ووكلتم الى
مصدر يتكسب منه ..ول يعرف إسلمكم ..
صنعة غير الزراعة ..لكن أرضه إن قريشا ً حديثوا عهد
تالفة .. بجاهلية ومصيبة ..وإني
فخرج يبحث عن عمل ..أي أردت أن أجبرهم ..
عمل .. وأتألفهم ..
أقبل على مزرعة لحد الفلحين أل ترضون يا معشر
الضعفاء الذين ذاقوا من إذلله النصار ..أن يذهب الناس
قديما ً ..دخل عليه ..وقال بكل بالشاة والبعير ..وترجعون
مذلة :هل أجد عنك عمل ً .. برسول الله eإلى بيوتكم ..
أقطف الثمر ..أو أنقي لو سلك الناس واديا ً أو شعبا ً
الحبوب ..أو أقلم الشجار .. ..وسلكت النصار واديا ً أو
أو .. شعبا ً ..لسلكت وادي
فثار المزارع في وجهه وقال : النصار ..أو شعب
أنت تعمل عندي !! أنت المتكبر النصار ..
المتغطرس ..الحمد لله أن فوالذي نفس محمد بيده ..
استجاب دعاءنا عليك وأذلك .. إنه لول الهجرة ..لكنت
ثم طرده من بستانه .. امرءا ً من النصار ..اللهم
مضى يجر قدمي خيبته ..حتى ارحم النصار ..وأبناء
دخل بستانا ً آخر ..فإذا بفلح له النصار ..وأبناء أبناء
معه ذكريات أليمة ..فطرده كما النصار ..
طرده الول .. فبكى القوم حتى أخضلوا
مضى الباشا ) !! ( المسكين ل لحاهم ..وقالوا :رضينا
يلوي على شيء ..ول يريد أن سما ً وحظا..
ً ق ْ برسول الله َ
يرجع إلى أولده خاليا ً .. ثم انصرف رسول الله
253
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المزارع إليه وبدأ بالثور البيض مر على مزرعة لفلح
وربطه بالحبال ليجر المحراث .. ثالث ..فدخل ليجرب حظه
ثم توجه إلى الباشا وهو يردد معه ..
قائل ً :يا أحسن باشا في رآه الفلح فانبهر ..وقد
العالم ..يا قوي ..يا بطل .. ذاق أيضا ً من إذلله من
والباشا يتلفت في زهو ..ثم قبل ..قال الباشا :أنا أبحث
ربط الحبال في كتفي الباشا .. عن عمل ..أولدي جوعى ..
وركب هو على الحراثة معه فأراد الفلح أن يذله ..وأن
السوط !! وصاح :امش .. ينتقم منه بأسلوب ذكي ..
وضرب ظهر الثور فتحرك .. فقال له :أهل ً أيها الباشا !!
وتحرك الباشا يجر المحراث .. نورت بستاني !! من مثلي
والفلح يردد :جميل يا باشا .. اليوم الباشا الكبير يدخل
ممتاز يا ملك ..ويضرب ظهر أرضي !! أنت الباشا
الثور ..ويصيح أقوى يا باشا .. الكبير ..أنت الباشا
أحسن يا باشا .. الوجيه !! أنت ..
والباشا المسكين لم يتعود على دره بهذه وجعل يخ ّ
ذلك ..لكنه كان يجر بكل العبارات ..حتى صار الباشا
قوته ..من الصباح حتى غابت منوما ً تنويما ً مغناطيسيا ً !!
الشمس ..وكأنه غائب العقل .. ثم قال الفلح :مرحبا ً وأهل ً
فلما انتهى فك الفلح عنه ..عندي عمل ..لكني ل
الحبال ..وهو يقول :والله أدري هل يناسبك أم ل ؟
شغلك جميل يا باشا ..هذا قال الباشا :وما هو ؟
أحسن يوم مر علي يا باشا .. قال :اليوم سوف أحرث
ثم بضع جنيهات ..ومضى الرض ..وعندي محراث
الباشا إلى بيته .. يجره ثوران ..ثور أبيض
دخل على أولده ..وقد تقرحت وثور أسود ..والثور السود
كتفاه ..وسالت الدماء من اليوم مريض ول يستطيع أن
أسفل قدميه ..والعرق يغرق يعمل ..والثور البيض ل
ثيابه ..و ..لكنه ل يزال منتشيا ً يطيق جر الحراثة وحده ..
مخدرا ً .. فأريدك أن تقوم اليوم
سأله أولده :هاه ..هل وجدت بوظيفة الثور السود ..
عمل ً .. فأنت قوي أيها الباشا ..أنت
فقال -بكل فخر : -نعم ..أنا قائد ..أنت رئيس ..تسير
الباشا ..كيف ل أجد عمل ً .. في المام دائما ً ..
فقالوا :فماذا اشتغلت ؟! توجه الباشا بكل كبرياء إلى
فقال :اشتغلت ..هاه !! الحراثة ..ووقف بجانب
اشتغلت !! الثور البيض ..أقبل
254
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يذمونك في المجالس .. وبدأ يصحو من تخديره ..
ويتهمونك تارة بالبخل ..وتارة ويدرك ما أصابه ..
بالنانية ..وتارة .. قال :اشتغلت ثورا ً !!!
إذن ما العمل ؟!
كن ماهرا ً في الخروج من قرار ..
الموقف ..فإذا طلب منك أحد اختر أطيب الكلم كما تختار
شيئا ً ولم تستطع قضاءه فعلى أطيب الثمر ..
القل رده بعبارات جميلة ..كما
قال : فليسعد النطق إن .81
ل خيل عندك تهديها ول مال لم تسعد الحال !!
*** فليسعد النطق إن لم تسعد من أحرج المواقف أن
الحال يقصدك صاحب حاجة ..ثم
فلو علم شخص بأنك ستسافر يرجع خائبا ً غير مقضية
إلى مدينة معينة ..فحاءك وقال حاجته ..
:أريدك أن تشتري لي حاجة من نعم قضاء حاجات الناس
المدينة التي أنت مسافر إليها .. طاعة عظيمة ..ولو لم يكن
وأنت ل رغبة لك في قضاء فيها إل قوله : eلئن أمشي
حاجته لي سبب ..فكيف مع أخي في حاجة حتى
تجيب ؟ أثبتها له ،أحب إلي من أن
فليسعد النطق إن لم تسعد أعتكف في مسجدي هذا
الحال ..قل له :والله يا فلن شهرا ً " ) (92لكفى في
ي
أخدمك بعيوني ..وأنت أحب إل ّ فضلها ..
من أناس كثير ..لكني أخشى لكن بعض الحاجات يصعب
أن يضيق وقتي ..وعندي بعض قضاؤها ..فليس كل من
الظروف تمنعني من إحضارها .. طلب منك أن تسلفه مال ً
و .. قدرت على إعطائه ..
ولو دعاك إلى وليمة وأردت أن ول كل من طلب منك
تعتذر وخشيت أن يجد في نفسه مرافقته في سفر قدرت
عليك ..فقدم مقدمات ..قل – على تلبية طلبه ..
مثل ً – أنا ما أعتبرك إل كواحد ول كل من طلب حاجة معك
من إخواني ..وأنت من أغلى كقلم أو ساعة أو غيرها ..
الناس إلى قلبي ..لكني استطعت إعطاءها له ..
مشغول الليلة .. والمشكلة أن أكثر الناس إذا
وأنت لم تكذب فقد يكون شغلك ب حاجاتهم وجدوا لم تل ّ
هذا جلسة مع أولدك ..أو قراءة عليك في أنفسهم ..وقد
في كتاب ..أو نوم !! فهي كلها
أشغال ..
) ( 92
255
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم زجرها فوثبت ..فتوجه إلى وقد كان محمد eيملك
مكة ..حتى نزل بالحديبية قريبا ً الناس بأخلق يأسر بها
من مكة ..فتسامع به كفار قلوبهم ..
قريش ..فخرج إليه كبارهم انظر إليه عليه السلم ..
ليردوه عن مكة ..فأبى إل أن وقد جلس مع أصحابه الكرام
يدخلها معتمرا ً .. ..
فما زالت البعوث بينه وبين ت الحرام .. فحدثهم عن البي ِ
قريش..حتى أقبل عليه سهيل ل العمرة والحرام .. وفض ِ
بن عمرو .. ً
فطارت أفئدتهم شوقا إلى
فصالح النبي eعلى أن يعودوا ذاك المقام ..
إلى المدينة..ويعتمروا في العام فأمرهم بالتجهز للرحيل إليه
القادم.. ..وحثهم على التسابق عليه
ثم كتبوا بينهم صلحا ً عاما ً .. ..
وفيه : فما لبثوا أن تجهزوا ..
اشترط سهيل :أنه ل يخرج من وحملوا سلحهم وتحرزوا ..
مكة مسلم مستضعف يريد فخرج eمع ألف وأربعمائة
المدينة ..إل ُردّ إلى مكة ..أما من أصحابه ..مهلين
من خرج من المدينة وجاء إلى بالعمرة ملبين ..يتسابقون
مكة مرتدا ً إلى الكفر ..فُيقبل إلى البلد المين ..
في مكة .. فلما اقتربوا من جبال
فقال المسلمون :سبحان مكة ..
الله !! من جاءنا مسلما ً نرده بركت القصواء -ناقة النبي
إلى الكافرين !! كيف نرده إلى عليه السلم .. -فحاول أن
المشركين وقد جاء مسلما ً .. يبعثها لتسير ..فأبت عليه ..
فبينما هم كذلك إذ أقبل فقال الناس :خلت
عليهم ..شاب يسير على القصواء ) ..أي عصت (
الرمضاء ..يرفل في قيوده .. فقال : e
وهو يصيح :يا رسول الله .. ما خلت القصواء ..وما ذاك
فنظروا إليه ..فإذا هو أبو جندل لها بخلق ..ولكن حبسها
ولد سهيل بن عمرو ..وكان قد حابس الفيل ) يعني فيل
أسلم فعذبه أبوه وحبسه ..فلما أبرهة لما أقبل به مع جيش
سمع بالمسلمين ..تفلت من من اليمن يريد هدم الكعبة
الحبس وأقبل يجر قيوده .. فحبسهم الله عن ذلك ( ..
تسيل جراحه دما ً ..وتفيض ثم قال : Jوالذي نفسي
عيونه دمعا ً .. بيده ل يسألوني خطة
ثم رمى بجسده المتهالك بين يعظمون فيها حرمات الله ..
يدي النبي .. eوالمسلمون إل أعطيتهم إياها ..
256
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهم ل يملكون له شيئا ً ..مضى ينظرون إليه ..
أبو جندل إلى مكة وحيدا ً .. فلما رآه سهيل ..غضب !!
يسأل ربع الثبات على الدين .. كيف تفلت هذا الفتى من
والعصمة واليقين ..أما حبسه ..ثم صاح بأعلى
المسلمون فقد رجعوا مع صوته :هذا يا محمد أول من
رسول الله eإلى المدينة .. أقاضيك عليه أن ترده إلي ..
وهم في حنق شديد على فقال : eإنا لم نقض الكتاب
الكافرين ..وحزن على بعد ..
المسلمين المستضعفين ..ثم ً
قال :فوالله إذا ل أصالحك
اشتد العذاب على الضعفاء في على شيء أبدا ً ..
مكة ..حتى لم يطيقوا له فقال : eفأجزه لي ..قال :
احتمال ً .. ما أنا بمجيزه لك ..قال :
فبدأ أبو جندل ..وصاحبه أبو بلى فافعل ..قال :ما أنا
بصير ..والمستضعفون في مكة بفاعل ..فسكت النبي .. e
..يحاولون التفلت من وقام سهيل سريعا ً إلى ولده
قيودهم .. يجره بقيوده ..وأبو جندل
حتى استطاع أبو بصير tأن يصيح ويستغيث
يهرب من حبسه ..فمضى من بالمسلمين ..يقول :
ساعته إلى المدينة ..يحمله أي معشر المسلمين أرد إلى
الشوق ..ويحدوه المل ..في المشركين وقد جئت
صحبة النبي eوأصحابه ..مضى مسلما ً ..أل ترون ما قد
يطوي قفار الصحراء ..تحترق لقيت من العذاب ..ول زال
قدماه على الرمضاء .. يستغيث بهم حتى غاب
حتى وصل المدينة ..فتوجه إلى عنهم ..
مسجدها ..فبينما النبي eفي والمسلمون تذوب أفئدتهم
المسجد مع أصحابه ..إذ دخل حزنا ً عليه ..فتى في ريعان
عليهم أبو بصير ..عليه أثُر الشباب ُ ..يشدد عليه العذاب
العذاب ..ووعثاءُ السفر ..وهو ..
أشعث أغبر .. وينقل من العيش الرغيد ..
فما كاد يلتقط أنفاسه ..حتى إلى البلء الشديد ..
أقبل رجلن من كفار قريش وهو ابن سيد من
فدخل المسجد ..فلما رآهما أبو السادات..طالما تنعم
بصير ..فزع واضطرب ..وعادت بالملذات..وتلذذ
إليه صورة العذاب ..فإذا هما بالشهوات ..
يصيحان ..يا محمد ..رده إلينا .. ثم يجر أمام المسلمين
العهدُ الذي جعلت لنا ..فتذكر بقيوده ..ليعاد إلى سجنه
النبي eعهده لقريش أن يرد وحديده ..
257
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصير ..تلتمع عيناه شررا ً .. إليهم من يأتيه من مكة ..
والسيف في يده يقطر دما ً .. فأشار إلى أبي بصير ..أن
فقال : يخرج من المدينة ..فخرج
يا نبي الله ..قد أوفى الله معهما أبو بصير ..فلما
ذمتك ..قد رددتني إليهم ثم جاوزا المدينة ..نزل
أنجاني الله منهم ..فضمني لطعام ..وجلس أحدهما عند
إليكم ..قال :ل .. أبي بصير ..
فصاح أبو بصير بأعلى صوته .. وغاب الخر ليقضي
قال :أو ..يا رسول الله .. حاجته ..
أعطني رجال ً أفتح لك مكة .. فأخرج القاعد عند أبي بصير
فأعجب النبي eبشجاعته ..لكنه سيفه ..ثم أخذ يهزه ..
ل يستطيع أن ينفذ له طلبه ويقول مستهزءا ً بأبي
فبينه وبين أهل مكة عهد .. بصير :لضربن بسيفي هذا
لكنه eأراد أن يرده بلطف .. في الوس والخزرج يوما ً
فليسعد النطق إن لم يسعد إلى الليل ..
الحال .. فقال له أبو بصير :والله
التفت eإلى أصحابه وقال إني لرى سيفك هذا يا فلن
مادحا ً لبي بصير :ويل أمه !! جيدا ً ..فقال :أجل والله إنه
عر حرب لو كان معه رجال .. مس ّ لجيد لقد جربت به ..ثم
فكانت هذه الكلمات بمثابة جربت ..فقال أبو بصير :
التخفيف والعتذار من أبي أرني أنظر إليه ..فناوله إياه
بصير .. ..فما كاد السيف يستقر
وظل أبو بصير واقفا ً عند باب في يده ..حتى رفعه ثم
المسجد ينتظر إذن النبي eله هوى به على رقبة الرجل
بالمكوث في المدينة .. فأطار رأسه ..فلما رجع
الخر من حاجته ..
لكنه eتذكر عهده مع قريش
رأى جسد صاحبه ممزقا ً ..
فأمر أبا بصير بالخروج من
مجندل ً ممزقا ً ..ففزع ..
المدينة ..فسمع أبو بصير
وفّر حتى أتى المدينة ..
وأطاع ..
فدخل المسجد يعدو ..
نعم ..وما حمل في نفسه على
الدين ..ول انقلب عدوا ً فلما رآه eمقبل ً ..فزعا ً ..
للمسلمين .. قال :لقد رأى هذا ذعرا ً ..
فهو يرجو ما عند الحليم فلما وقف بين يديه eصاح
الكريم ..من الثواب العظيم .. قِتلمن شدة الفزع ..قال ُ :
الذي من أجله ترك أهله .. والله صاحبي ..وإني
وفارق ولده ..وأتعب نفسه .. لمقتول ..
وعذب جسده .. فلم يلبث أن دخل عليهم أبو
258
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت ..وحاجتهم قضيت .. خرج أبو بصير من المدينة ..
ونفوسهم أمنت .. فاحتار أين يذهب ..ففي
فاستبشر أبو بصير ..ثم قال مكة عذاب وقيود ..وفي
وهو يصارع الموت :أروني المدينة مواثيق وعهود ..
كتاب رسول الله .. eفناولوه فمضى إلى سيف البحر
إياه .. قريبا ً من جدة ..فنزل هناك
فأخذه فقبله ..ثم جعله على ..في صحراء قاحلة ..ل
صدره ..وقال :أشهد أن ل إله أنيس فيها ول جليس ..
إل الله ..وأشهد أن محمدا ً فتسامع به المسلمون
رسول الله ..أشهد أن ل إله إل المستضعفون بمكة ..
الله ..وأشهد أن محمدا ً رسول فعلموا أنه باب فرج انفتح
الله ..ثم شهق ومات .. لهم ..فالمسلمون في
فرحم الله أبا بصير ..وصلى المدينة ل يقبلونهم ..
على نبي الرحمة وسلم تسليما ً والكفار في مكة يعذبونهم ..
كثيرا ً .. فتفلت أبو جندل من
ومن السعاد بالنطق والسحر قيوده ..فلحق بأبي بصير ..
بالكلم ..أن تراعي من معك إذا ثم جعل المسلمون
جاملك ..وتتلطف معه .. يتوافدون إليه في مكانه ..
ذكر أن امرأة فقيرة اضطجعت حتى كثر عددهم ..واشتدت
بجانب زوجها على فراش قوتهم ..
عتيق ..في كوخ قديم ..جدرانه فجعلت ل تمر بهم قافلة
مرقعة ..وسقفه من جذوع تجارة لقريش ..إل اعترضوا
النخل .. لها ..
فجالت ببصرها تنظر إلى جدران فلما كثر ذلك على قريش ..
كزت بصرها إلى بيتها ..ثم ر ّ أرسلوا إلى النبي eناشدونه
السقف ..وسرحت بفكرها بالله أن يضمهم إليه ..
بعيدا ً ..ثم قالت : فأرسل النبي eإليهم أن
تدري ماذا أتمنى ؟ يأتوا المدينة ؟ فلما وصل
قال :هاه !! ماذا تتمنين ؟ إليهم الكتاب ..استبشروا
قالت :أتمنى أن نملك بيتا ً كبيرا ً وفرحوا ..
تسعد فيه مع أولدك ..وتدعو لكن أبا بصير كان قد ألم به
إليه أصدقاءك ..ونملك سيارة مرض الموت ..وهو يردد
فارهة ..ترتاح إذا سقتها .. قائل ً :ربي العلي الكبر من
ويزيد راتبك ضعفين حتى تسدد ينصر الله فسوف ينصر ..
ديونك ..و ..ومضت المسكينة فلما دخلوا عليه وأخبروه أن
تسرد له بحماس أسباب السعادة النبي eأذن لهم بسكنى
التي تتمناها له .. المدينة ..وأن غربتهم
259
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يهدي لحسنها إل أنت .. والرجل غارق في أحلم
واصرف عني سيئها ..إنه ل خيبته ..يائس من صلح
يصرف سيئها إل أنت .. حاله ..ل يملك أية مهارة
لبيك وسعديك والخير من مهارات الكلم ..
)(93
بيديك .. ( .. فلما تعبت قالت له :وأنت
نعود إلى أصل كلمنا ..كيف ماذا تتمنى ؟!
تجعل الدعاء مهارة في كسب فنظر إلى السقف طويل ً ثم
قلوب الناس ..؟ قال :أتمنى أن ينطلق جذع
الناس عموما ً يحبون الدعاء من هذا السقف ويقع على
لهم ..حتى عند السلم عليهم رأسك فيقسمه نصفين ..
ولقائهم يفرحون إن دعوت لهم
.. حديث ..
فمع قولك :كيف الحال وما سألوه : ما أكثر ما يدخل
الخبار ؟ أضف إليها :الله الناس النار ؟ فقال :هذا
يحرسك ..الله يجعلك مباركا ً .. وهذا ..يعني الفرج واللسان
الله يثبت قلبك ..
ول تكن عبارات دعائك مستهلكة الدعاء .. .82
أو اعتيادية مثل :الله يوفقك .. ل أعني هنا الكلم عن فضل
الله يحفظك ..نعم هي دعاء الدعاء ..وآدابه وشروط
حسن لكن السامع اعتاد عليه إجابته ..
حتى لم يعد يرن في أذنه عند فهذا ليس له علقة مباشرة
سماعه .. بما نناقشه هنا وهو مهارات
ً
وإن قابلت أحدا معه أولده .. التعامل مع الناس ..
فادع لهم وهو يسمع ..الله يقر وإنما أعني :كيف تجعل
بهم عينك ..الله يجمع الدعاء مهارة في كسب
شملكم ..الله يرزقك برهم .. الناس ؟
ونحو ذلك .. ومن ذلك أن تدعو الله أيضا ً
أنا أحكي هذا عن تجربة ..لقد أن يهديك إلى أحسن
جربته كثيرا ً كثيرا ً ..فرأيته الخلق ..كما كان الحبيب e
يسلب قلوب الناس سلبا ً .. يدعو قائل ً :
دعيت في ليلة من ليالي شهر )اللهم لك الحمد ..ل إله إل
رمضان قبل سنتين إلى لقاء أنت ..سبحانك وبحمدك ..
مباشر في إحدى القنوات ظلمت نفسي ..واعترفت
الفضائية .. بذنبي ..
كان اللقاء حول أحوال العبادة فاغفر لي ذنوبي ..ل يغفر
في رمضان ..وكان انعقاد الذنوب إل أنت ..
) ( أخرجه أبو عوانة 93 اهدني لحسن الخلق ..ل
260
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت :طيب اسمع مني ..أنت اللقاء في مكة المكرمة في
تعلم أن السجاير حرام وأن الله غرفة بأحد الفنادق مطلة
يقول ..فقاطعني مرة أخرى : على الحرم ..كنا نتحدث عن
يا شيخ ل تضع وقتك ..أنا مضى رمضان ..والمشاهدون
لي أكثر من أربعين سنة وأنا يرون من خلل النافذة التي
أدخن ..الدخان يجري في خلفنا المعتمرين والطائفين
عروقي ..ما فيه فااائدة ..كان خلفنا على الهواء مباشرة ..
غيرك أشطر !! كان المنظر مهيبا ً ..والكلم
قلت :يعني ما فيه فائدة ؟!! مؤثرا ً ..حتى إن مقدم
فأحرج مني وقال :ادع لي .. البرنامج رق قلبه وبكى أثناء
ادع لي .. الحلقة ..
فأمسكت يده وقلت :تعال معي كان الجو إيمانيا ً ..ما أفسده
.. علينا إل أحد المصورين !!
قلت تعال ننظر إلى الكعبة .. كان يمسك كاميرا التصوير
فوقفنا عند النافذة المطلة على بيد ..واليد الثانية فيها
الحرم ..فإذا كل شبر فيه مليء سيجارة ..وكأنه يريد أن ل
بالناس ..ما بين راكع وساجد .. تضيع عليه لحظة من ليل
ومعتمر وباك ..كان المنظر رمضان إل وقد أشبع رئتيه
فعل ً مؤثرا ً .. سيجارا ً !!
قلت :هل ترى هؤلء ؟ أزعجني هذا كثيرا ً ..
قال :نعم .. وخنقني وصاحبي الدخان ..
قلت :جاؤوا من كل مكان .. لكن لم يكن بد من الصبر ..
بيض وسود ..عرب وأعاجم .. فاللقاء مباشر ..وما حيلة
أغنياء وفقراء ..كلهم يدعون المضطر إل ركوبها !!
الله أن يتقبل منهم ويغفر مضت ساعة كاملة ..وانتهى
لهم .. اللقاء بسلم ..
قال :صحيح ..صحيح .. ي المصور - أقبل إل ّ
قلت أفل تتمنى أن يعطيك الله والسيجارة في يده -شاكرا ً
ما يعطيهم ؟ قال :بلى .. مثنيا ً ..فشددت على يده
قلت :ارفع يديك ..وسأدعو وقلت ..وأنت أيضا ً أشكرك
لك .ز أمن على دعائي .. على مشاركتك في تصوير
رفعت يدي وقلت :اللهم اغفر البرامج الدينية ..ولي إليك
له ..قال :آمين ..قلت :اللهم كلمة لعلك تقبلها ..قال :
ارفع درجته واجمعه مع أحبابه تفضل ..تفضل ..
في الجنة ..اللهم .. قلت :الدخان والسجا ..
ول زلت أدعو حتى رق قلبه فقاطعني :ل تنصحني ..
وبكى ..وأخذ يردد :آمين .. والله ما فيه فائدة يا شيخ ..
261
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حملة أخرى .. آمين ..
لحظت من بينهم شاب يقدم فلما أردت أن أختم الدعاء ..
ح أن رجل ً ويؤخر أخرى ..مست ٍ قلت :اللهم إن ترك
يزاحم الناس .. التدخين فاستجب هذا الدعاء
التفت إليه ..ومددت يدي نحوه وإن لم يتركه فاحرمه منه ..
فصافحني ..ثم سألته في فانفجر الرجل باكيا ً ..
وسط الزحام : ..عندك سؤال ؟ وغطى وجهه بيديه وخرج
قال :نعم .. من الغرفة ..
ي والناس فجررته إل ّ مضت عدة شهور ..فدعيت
مزدحمون ..حتى اقترب .. إلى مقر تلك القناة للقاء
قلت :ما سؤالك ؟ مباشر ..
فقال وهو مستعجل :ذهبت فلما دخلت المبنى فإذا
لرمي الجمرات ..معي جدتي ي ثم .. برجل بدين يقبل عل ّ
وأختي ..وكان زحاما ً شديدا ً ..و يسلم علي بحرارة ..ويقبل
.. رأسي ..وينحني على يدي
انتهى من سؤاله ..فأجبته عليه ليقبلها ..وهو متأثر جدا ً ..
.. فقلت له :شكر الله
شممت منه خلل ذلك رائحة لطفك ..وأدبك ..وأقدر لك
دخان ..فتبسمت وسألته : محبتك ..لكن اسمح لي فأنا
تدخن ؟ لم أعرفك ..
قال :نعم .. فقال :هل تذكر المصور
قلت :أسأل الله أن يغفر لك .. الذي نصحته قبل سنتين
ويتقبل حجك ..إن تركت ليترك التدخين ؟!
التدخين من هذه اللحظة .. قلت :نعم ..
سكت الشاب ..كان واضحا ً من قال :أنا هو ..والله يا شيخ
وجهه أنه تأثر بالكلم .. إني لم سيجارة في فمي
مضت ثمانية أشهر .. منذ تلك اللحظة ..
فذهبت للقاء محاضرة في ما أجمل الذكريات إذا كانت
إحدى المدن .. سارة ..
أقبلت إلى المسجد ..فإذا شاب في موسم الحج قبل ثلث
وقور ينتظرني عند بابه .. سنوات ..ذهبت للقاء كلمة
تفاجأت به لما رآني ..يقبل في إحدى حملت الحج
ي متحمسا ً ويسلم بحرارة .. عل ّ الكبرى في صلة العصر ..
لم أعرفه ..لكني بادلته السلم بعد الكلمة ازدحم الناس
والترحيب .. يسألون ويسلمون ..حاولت
قال :هل عرفتني .. التخلص السريع لرتباطي
قلت :أشكر لك لطفك .. بمحاضرة بعدهم فورا ً في
262
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دوس .. ومحبتك ..لكني لم
فقالوا :إن ههنا رجل في مكة أعرفك ..
يزعم أنه نبي ..فاحذر أن قال :هل تذكر الشاب
تجلس معه أو تسمع كلمه .. المدخن الذي قابلته في
فإنه ساحر ..إن استمعت إليه الحج ..ونصحته بترك
ذهب بعقلك .. التدخين ؟
قال الطفيل :فو الله ما زالوا قلت :نعم ..نعم ..
بي يخوفونني منه ..حتى قال :أنا هو ..أبشرك ولله
أجمعت أل أسمع منه شيئا ً ..ول الحمد أني ما وضعت
ي أكلمه ..بل حشوت في أذن ّ السيجارة في فمي منذ تلك
كرسفا -وهو القطن – خوفا ً اللحظة ..تركت التدخين ..
من أن يبلغني شيء من قوله .. فصلحت كثير من أمور
وأنا ماّر به .. حياتي ..
قال الطفيل :فغدوت إلى ً
هززت يده مشجعا ..ومضيت
المسجد ..فإذا رسول الله r ..وقد أيقنت أن الدعاء
قائم يصلي عند الكعبة .. للناس في وجوههم ..وهم
فقمت منه قريبا ً ..فأبى الله إل يسمعون ..ربما يكون أكثر
أن يسمعني بعض قوله .. تأثيرا ً من النصح المباشر ..
فسمعت كلما ً حسنا ً ..فقلت ومثله لو رأيت شابا ً بارا ً
في نفسي :واثكل أمي ! والله بأبيه ..فقلت له :جزاك الله
ي
إني لرجل لبيب ..ما يخفى عل ّ ..الله يوفقك ..الله يجعل
ن من القبيح ..فما الحس ُ أولدك بارين بك ..
يمنعني أن أسمع من هذا الرجل بل شك أن هذا الدعاء
ما يقول ..فإن كان الذي به سيكون دافعا ً له أكثر ..
حسنا ً قبلته ..وإن كان قبيحا ً كان النبي الكريم ..عليه
تركته ..فمكثت حتى قضى أفضل الصلة والتسليم ..
صلته ..فلما قام منصرفا ً إلى مبدعا ً في استعمال الدعاء
بيته تبعته .. لدعوة الناس وكسبهم
حتى إذا دخل بيته دخلت عليه .. والتأثير فيهم لتقريبهم
فقلت :يا محمد ..إن قومك للدين ..
قالوا لي كذا وكذا .. كان الطفيل بن عمرو سيدا ً
ووالله ما برحوا يخوفونني منك مطاعا ً في قبيلته دوس ..
حتى سددت أذني بكرسف لئل قدم مكة يوما ً في حاجة ..
أسمع قولك ..وقد سمعت منك فلما دخلها ..رآه أشراف
ي أمرك قول ً حسنا ً ..فاعرض عل ّ قريش ..فأقبلوا عليه ..
.. وقالوا :من أنت ؟ قال :أنا
فابتهج النبي عليه الصلة الطفيل بن عمرو ..سيد
263
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا أحبه الله ..فلبيغضه بعدها والسلم ..وفرح ..وعرض
من شاء ..وليتنكر له من شاء .. السلم على الطفيل ..وتل
وليستهزئ به من شاء .. عليه القرآن ..فتفكر
فليتك تحلو والحياة مريرة الطفيل في حاله ..فإذا كل
وليتك ترضى يوم يعيشه يزيده من الله
والنام غضاب بعدا ً ..
وليت الذي بيني وبينك عامر وإذا هو يعبد حجرا ً ..ل
وبيني وبين يسمع دعاءه إذا دعاه ..ول
العالمين خراب يجيب نداءه إذا ناداه ..وهذا
إذا صح منك الود فالكل هين الحق قد تبين له ..
وكل الذي فوق ثم بدأ الطفيل يتفكر في
التراب تراب عاقبة إسلمه ..
نعم ..أسلم الطفيل في كيف يغير دينه ودين
مكانه ..وشهد شهادة الحق .. آبائه !! ..ماذا سيقول الناس
ثم ارتفعت همته ..فقال :يا عنه ؟!
نبي الله ..إني امرؤ مطاع في حياته التي عاشها ..أمواله
قومي ..وإني راجع إليهم التي جمعها ..أهله ..
وداعيهم إلى السلم .. ولده ..جيرانه ..خلنه ..كل
ثم خرج الطفيل من مكة .. هذا سيضطرب ..
ممسرعا ً إلى قومه ..حامل ً ه ّ سكت الطفيل ..يفكر ..
هذا الدين .. يوازن بين دنياه وآخرته ..
يصعد به جبل ..وينزل به واد .. وفجأة إذا به يضرب بدنياه
حتى وصل ديار قومه ..فلما عرض الحائط ..
دخلها ..أقبل إليه أبوه ..وكان نعم سوف يستقيم على
شيخا ً كبيرا ً .. الدين ..وليرض من
فقال الطفيل :إليك عني يا يرضى ..وليسخط من
أبت ..فلست منك ولست يسخط ..وماذا يكون أهل
مني .. الرض ..إذا رضي أهل
قال :ولم يا بني ؟ قال : السماء ..
أسلمت وتابعت دين محمد .. r ماله ورزقه بيد من في
قال :أي بني ديني دينك .. السماء ..صحته وسقمه بيد
قال :فاذهب فاغتسل وطهر من في السماء ..منصبه
ثيابك ..ثم ائتني حتى أعلمك وجاهه بيد من في السماء ..
مما علمت .. بل حياته وموته بيد من في
فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه السماء ..
..ثم جاء فعرض عليه السلم فإذا رضي أهل السماء ..فل
فأسلم .. عليه ما فاته من الدنيا ..
264
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأقبل على رسول الله rفقال ثم مشى الطفيل إلى بيته ..
:يا رسول الله ..إن دوسا ً قد فأتته زوجته مرحبة ..
عصت وأبت ..يا رسول الله .. فقال :إليك عني ..فلست
فادع الله عليهم .. منك ولست مني ..
فتغير وجه النبي عليه الصلة قالت :ولم ؟ بأبي أنت
والسلم ..ورفع يديه إلى وأمي ..
السماء .. قال :فّرق بيني وبينك
فقال الطفيل في نفسه .. السلم ..وتابعت دين محمد
وس .. هلكت د ْ .. r
فإذا بالرحيم الشفيق .. rيقول قالت :فديني دينك ..
" :اللهم اهد دوسا ً ..اللهم اهد قال :فقلت فاذهبي
دوسا ً .. فتطهري ..ثم ارجعي
ثم التفت إلى الطفيل وقال : ي ..فوّاته ظهرها ذاهبة .. إل ّ
عهم .. ارجع إلى قومك ..فاد ُ ثم خافت من صنمهم أن
وارفق بهم .. يعاقبها في أولدها إن
فرجع إليهم ..فلم يزل بهم .. تركت عبادته ..
حتى أسلموا .. فرجعت إليه وقالت :بأبي
نعم ..ما أحسن قرع أبواب أنت وأمي ..أما تخشى على
السماء .. الصبية من ذي الشرى ..؟
ليس الطفيل وقومه فقط .. وذو الشرى صنم عندهم
وإنما غيرهم كثير .. يعبدونه ..وكانوا يرون أن
كان المسلمون في بداية الدعوة من ترك عبادته أصابه أو
النبوية قلة ..لم يتعدوا ثمانية أصاب ولده بأذى ..
وثلثين رجل .. فقال الطفيل :اذهبي ..أنا
ً
ح أبو بكر يوما على رسول فألـ ّ ضامن لك أن ل يضرهم ذو
الله eفي الظهور أمام الناس الشرى ..
بالدعوة ولجهر بالسلم .. فذهبت فاغتسلت ..ثم
فقال : يا أبا بكر ..إنا عرض عليها السلم
قليل .. فأسلمت ..
كان أبو بكر متحمسا ً ..فلم ثم جعل الطفيل يطوف في
ح على رسول الله eحتى يزل يل ّ قومه ..يدعوهم إلى
اجتمعوا فخرجوا ..يتقدمهم السلم بيتا ً بيتا ً ..ويقبل
رسول الله .. عليهم في نواديهم ..ويقف
توجهوا إلى المسجد .. عليهم في طرقاتهم ..
وا إل عبادة َ
تفرقوا في نواحي المسجد .. لكنهم أب َ ْ
كل رجل في عشيرته .. الصنام ..فغضب الطفيل ..
وقام أبو بكر في الناس وذهب إلى مكة ..
265
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظل أبو قحافة والد أبي بكر .. خطيبا ً ..يدعو إلى
مع قومه ..واقفين عند أبي بكر السلم ..ويذم آلهتهم ..
..يكلمونه ..فل يجيبهم .. وثار المشركون على
وأمه تبكي عند رأسه .. المسلمين ..فضربوهم في
فلما كان آخر النهار ..فتح نواحي المسجد ضربا ً
عينيه ..فكان أول كلمة قالها : شديدا ً ..
ما فعل رسول الله .. e؟! كان المشركون كثير ..
رضي الله عن أبي بكر ..كان فتفرق المسلمون ..
يهيم برسول الله حبا ً .. أقبل جمع منهم إلى أبي
يخاف عليه أكثر مما يخاف على بكر ..وضربوه ضربا ً
نفسه .. شديدا ً ..
كان كل من حوله ..أبوه أمه .. فوقع على الرض في شدة
قومه ..مشركين .. الرمضاء ..
فغضبوا ..وجعلوا يسبون رسول فدنا منه الفاسق عتبة بن
الله .. ربيعة ..فجعل يضربه بنعلين
ثم قاموا ..وقالوا لم أبي بكر : مخصوفين ..ويفركهما على
أطعميه شيئا ً أو اسقيه .. وجهه ..
فجعلت أمه تلح عليه .. ثم قام على بطن أبي بكر ..
وهو يردد قائل ً :ما فعل رسول حتى سالت الدماء من وجه
الله .. e؟ أبي بكر ..وتمزق لحم وجهه
فقالت :والله مالي علم ..حتى ما يعرف فمه من
بصاحبك .. أنفه ..
فقال :اذهبي إلى أم جميل وجاء بنو تيم قبيلة أبي
بنت الخطاب ..فسليها عنه .. بكر ..يتعادون ..
وكانت أم جميل مسلمة تكتم وأبعدوا الناس عن أبي
إسلمها .. بكر ..وحملوه في ثوب حتى
خرجت أمه حتى جاءت أم أدخلوه منزله ..
جميل ..فقالت :إن أبا بكر وهم ل يشكون أنه ميت ..
يسألك عن محمد بن عبد الله .. ثم رجع قومه بنو تيم ..
فقالت :ما أعرف أبا بكر ..ول فدخلوا المسجد ..وجعلوا
محمد بن عبد الله ..لكن أتحبين يصرخون في المشركين ..
أن أمضي معك إلى ابنك ؟ يقولون :
قالت :نعم .. والله لئن مات أبو بكر
فمضت معها ..حتى دخلت على لنقتلن عتبة بن ربيعة ..
أبي بكر ..فوجدته صريعا ً دنفا ً .. ثم رجعوا الى أبي بكر ..
ممزق الوجه ..مرهق الجسد .. وهو مغمى عليه ..
فلما رأته أم جميل صاحت .. ليدرون ..حي أو ميت !!
266
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورقّ له رسول الله eرقة وقالت :
شديدة ..حتى ظهر التأثر على ً
والله إن قوما نالوا هذا منك
وجهه الشريف .. لهل فسق وكفر ..وإني
فأراد أبو بكر أن يخفف عليه .. لرجو أن ينتقم الله لك
فقال :بأبي وأمي يا رسول منهم ..
الله ..ليس من بأس ..إل ما قال :فما فعل رسول الله e
نال الفاسق من وجهي .. ..
ثم قال أبو بكر ..البطل الذي وكانت أم أبي بكر بجانبها ..
يحمل هم الدعوة ..ويحسن فخافت أم جميل أن يفضح
استثمار المواقف .. أمر إسلمها ..فيؤذونها ..
كان جريحا ً ..جائعا ً عطشانا ً .. فقالت :يا أبا بكر ..هذه
ومع ذلك ..قال :يا رسول أمك تسمع ..
الله ..هذه أمي برة بوالديها .. قال :فل شيء عليك فيها ..
وأنت مبارك ..فادعها الى الله قالت :أبشر ..فرسول الله
عز وجل ..وادع الله لها .. .. سالم صالح ..
عسى الله أن يستنقذها بك من قال :فأين هو ؟
النار .. قالت :في دار أبي
فدعا لها رسول الله .. eثم الرقم ..
دعاها الى الله عز وجل .. فقالت أمه :قد علمت خبر
فأسلمت فورا ً في مكانها .. صاحبك ..فقم فأكل
كان الدعاء أصل ً من الصول طعاما ً ..أو اشرب ..
التي يتعاملون بها .. ي أن ل قال :فإن لله عل ّ
أسلم أبو هريرة .. أذوق طعاما ً أو شرابا ً ..حتى
وبقيت أمه كافرة .. أرى رسول الله بعيني ..
كان يدعوها إلى السلم فانتظرتا ..حتى إذا هدأ
فتأبى .. الناس ..خرجتا به يتكيء
ح فأسمعته فدعاها يوما ً ..وألـ ّ عليهما .فذهبتا به إلى بيت
في رسول الله ما يكره .. أبي الرقم ..
فضاق صدر أبي هريرة بذلك .. حتى أدخلتاه على رسول
وذهب إلى رسول الله وهو الله .. e
يبكي ..فقال : فلما دخل فإذا وجه جريح ..
يا رسول الله ..إني كنت أدعو ودماء تسيل ..وثياب ممزقة
أمي إلى السلم فتأبى علي .. ..
وإني دعوتها اليوم فأسمعتني فرآه رسول الله .. فأكب
فيك ما أكره ..فادع الله يا عليه النبي يقبله ..
رسول الله أن يهدي أم أبي وأكب عليه المسلمون
هريرة إلى السلم .. يقبلونه ..
267
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو قد نكون وضعناها في غير فدعا لها رسول الله ..
موضعها .. فرجع أبو هريرة إلى أمه ..
مثل من رأى شابا ً وسيما ً .. فلما كان على الباب ..فإذا
فأراد أن يمارس معه مهارة " هو مغلق ..فحركه ليدخل ..
كن لماحا ً " فقال له :ما شاء فإذا بأمه تفتح له الباب ..
الله ما هذه الثياب الجميلة وتقول :أشهد أن ل إله إل
والرونق البهي والوجه الله ..وأن محمدا ً رسول
المسفر ..ثم بدل أن يقول :ما الله ..
أسعد زوجتك بك ..قال :يا ليتك فرجع أبو هريرة إلى رسول
بنتا ً حتى أتزوجك !!! الله وهو يبكي من
مزحة ثقييييلة جدا ً ..أليس الفرح ..
كذلك ؟! وجعل يقول :أبشر يا
قال أحد الزملء : رسول الله ..قد استجاب
في الجامعة كان لدي طالب بليد الله دعوتك ..وهدى الله أم
لكن الله تعالى عوضه عن بلدته أبي هريرة إلى السلم ..
بشيء من الوسامة ..وكان ثم قال أبو هريرة :يا
ً
يجلس في آخر القاعة دائما .. رسول الله ..أدع الله أن
ويسرح بفكره بعييييدا ً .. يحببني وأمي إلى عباده
كنت أطلب منه دائما ً أن يجلس المؤمنين ..ويحببهم إلينا ..
في المام ليتابع ..وهو يتغافل فقال : اللهم حبب عبيدك
عن ذلك ..كنت أتجنب إحراجه هذا وأمه إلى عبادك
أو إحراج غيره من الطلب فهم المؤمنين ..وحببهم
كبار في المرحلة الجامعية .. إليهما ..
دخلت يوما ً فإذا هو منشغل آخر قال أبو هريرة :فما على
القاعة كعادته ..فلما جلست الرض مؤمن ول مؤمنة ..
على الكرسي قلت له :يا عبد )(94
إل وهو يحبني وأحبه ..
المحسن ..تعال في المام ..
فقال :يا دكتور مكاني مناسب إضاءة ..
وسأنتبه معك .. ) وقال ربكم ادعوني
فقلت " :يا أخي اقترب قليل ً أستجب لكم (
خلنا نشوف خدودك الحلوة " ..
التفت بعض الطلب إليه الترقيع !! .83
معلقين ..فانقلب وجهه أحيانا ً عند ممارستنا لبعض
أحمر .. المهارات مع الخرين
شعرت أني وقعت في حفرة .. نكتشف بأننا أخطأنا تقدير
فقلت -مرقعا ً " : -الله يا هي المهارة المناسبة للشخص ..
بتنبسط البنت اللي بتتزوجك ..
) ( رواه مسلم 94
268
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مهارة أخرى مناسبة .. أما هؤلء فسيتعبون ليجدوا
كيف ؟! من توافق على الزواج
خذ مثال ً .. بهم !!"..
كانت مكة قبل أن يفتحها ثم بدأت في شرح الدرس
المسلمون تحت قبضة كفار فورا ً دون أن أترك فرصة
قريش .. لحد ليفكر في الموقف
وكانوا قد ضيقوا على أصل ً ..تبسم الطالب
المسلمين المستضعفين فيها .. وانبلجت أساريره وجلس
وسيطروا على أبناء المسلمين في المقدمة ..
الذين هاجروا ولم يستطيعوا وإن كانت هذه الخطاء قد
أخذ أبنائهم معهم .. تقع في بداية التدرب على
فعل ً كانت حال المسلمين ممارسة المهارات لكنها
عصيبة .. سرعان ما تزول ..
أقبل النبي eإلى مكة معتمرا ً وأحيانا ً يكون تصرفك
فردته قريش ..وكان ما كان المحرج للخرين أو المحزن
من قصة الحديبية ..وكتب e لهم ليس خاطئا ً ..لكن
بينه وبين قريش صلحا ً ..واتفق الموقف يفرضه علينا ..
نعهم أن يرجع إلى المدينة من مثل أن يختلف اثنان من
غير عمرة على أن يأتي في زملئك ..فترى أن الحق مع
العام القادم ويعتمر .. أحدهما فتقف معه ..وقد
ومضى eإلى المدينة .. تعاتب الخر ..
وبعد سنة أقبل eمع الصحابة أو قد يقع ذلك بين اثنين من
محرمين ملبين ..ودخلوا مكة .. أولدك أو طلبك أو
واعتمروا .. جيرانك ..أو غيرهم ..
فما الحل ؟ هل نسمح لهذه
لبث eفيها أربعة أيام ..فلما
المواقف أن تفقدنا الناس
توجه خارجا ً منها إلى المدينة
واحدا ً تلو الخر ..ونحن
تبعته طفلة صغيرة هي ابنة
نتعب في استقطابهم
حمزة .. tوكان قد قتل في
والتحبب إليهم ..
معركة أحد ..وبقيت ابنته يتيمة
كل ..
في مكة ..
إذن ما التصرف الصحيح ؟
أخذت الصغيرة تنادي رسول الله
الجواب :أنك إذا أحسست
.. r أن أحدا ً ضاق صدره من
تقول :يا عم يا عم .. كلمة منك ..أو تضايق من
وكان علي يسير بجانب النبي e تصرف معين فسارع فورا ً
مع زوجته فاطمة بنت رسول إلى مداواة الجرح قبل أن
الله .. e يلتهب ..باستعمال أي
269
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين يديه عدة أبواب للهرب .. فتناولها علي tفأخذ بيدها
منها أن يدخل في موضوع آخر وناولها لفاطمة وقال :
مباشرة –لئل يترك للسامع دونك ابنة عمك ..
فرصة ليفكر في الجملة فحملتها فاطمة ..
الجارحة التي سمعها منه – فلما رآها زيد .. tتذكر أن
فيقول مثل ً :الله يرزقك حورية رسول الله eقد آخى بينه
أجمل منك ..قل :آمين .. وبين حمزة لما هاجر إلى
أو يطرح موضوعا ً بعيدا ً تماما ..
ً
المدينة ..فأقبل زيد إليها
كأن يسأله عن أخيه المسافر .. ليأخذها وهو يقول :بنت
أو سيارته الجديدة ..أو نحوها .. أخي ..أنا أحق بها ..
لئل يترك له أو لغيره من فأقبل جعفر وقال :ابنة
السامعين حوله أي فرصة عمي وخالتها تحتي ..يعني
للوقوع في الحرج .. أسماء بنت عميس زوجته ..
وأنا أحق بها ..
تجربة .. فقال علي :أنا أخذتها وهي
ليس العيب أن تخطئ إنما ابنة عمي ..
الخطأ أن تصر عليه فلما رأى eاختلفهم ..
قضى بها لخالتها ودفعها
انظر بعينين .. .84 إلى جعفر ليكفلها ..وقال :
نحن نبدع في أحيان كثيرة في " الخالة بمنزلة الم " ..
رؤية أخطاء الناس وملحظتها .. ثم خشي eأن يجد علي أو
وربما في تنبيههم عليها .. زيد في نفسيهما ..لما
ولكننا قلما نبدع في رؤية الخير نزعها منهما ..
الذي عندهم ..والنتباه إلى فقال مواسيا ً لعلي " :أنت
الصواب الذي يمارسونه .. مني و أنا منك " ..
لنمدحهم به .. وقال لزيد " :أنت أخونا و
قل ذلك في المدرس مع مولنا " ..
طلبه ..فكل المدرسين يذمون ثم التفت إلى جعفر وقال :
الطالب البليد المهمل في " أشبهت خلقي وخلقي " ..
واجباته ..الكسول المتأخر في فانظر كيف كان eحكيما ً
الحضور دائما ً ..لكن قليل ً منهم ماهرا ً في غسل قلوب
من يمدح الطالب المجد ..الذي الخرين وكسب محبتهم ..
يحضر مبكرا ً وخطه حسن طيب ما رأيك أن نعود إلى
وكلمه جيد .. قصة صاحبنا الذي قال :يا
كثيرا ً ما ننبه أولدنا إلى ليتك بنتا ً حتى أتزوجك !!
أخطائهم ..لكنهم يحسنون ول كيف يرقع ما خّرق ؟!!
ننتبه إل قليل ً ..
270
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنك تستمع لقراءتي ..لحبرتها مما يجعلنا أحيانا ً نفوت
لك تحبيرا ً ).. (96 فرصا ً كثيرة كنا من خللها
وكان عمرو بن تغلب tرجل ً من نستطيع أن ننفذ إلى قلوب
عامة الصحابة ..لم يتميز بعلم الناس ..
كما تميز أبو بكر ..ول بشجاعة فمن أبدع مهارات الكلم ..
كما تميز عمر ..ول بقوة حفظ أن تمتدح الخير الذي عند
كأبي هريرة ..لكن قلبه كان الناس ..
مملوءا ً إيمانا ً ..وكان eيلحظ كان قوم أبي موسى
ذلك فيه .. الشعري tلهم اهتمام
فبينما النبي جالسا ً يوما ً .. بتلوة القرآن وحفظه ..
إذ جيء إليه بمال فجعل يقسمه وربما فاقوا كثيرا ً من
بين بعض أصحابه .. الصحابة في كثرة تلوته
فأعطى رجال ً ..وترك رجال ً .. وتحسين الصوت به ..
فكأن الذين تركهم وجدوا في فرافقوا النبي يوما ً في
أنفسهم ..وعتبوا ..لماذا لم سفر ..
يعطنا .. فلما أصبح الناس ..
فلما علم بذلك ..قام أمام واجتمعوا قال عليه الصلة
الناس ..فحمد الله تعالى ثم والسلم :
أثنى عليه ..ثم قال : إني لعرف أصوات رفقة
أما بعد ..فوالله إني لعطي الشعريين بالقرآن حين
الرجل ..وأدع الرجل ..والذي يدخلون بالليل ..وأعرف
ي من الذي ُأعطي .. ب إل ّ أدع أح ّ منازلهم ..من أصواتهم
ولكني أعطي أقواما ً لما أرى بالقرآن بالليل ..وإن كنت
في قلوبهم من الجزع والهلع .. لم أر منازلهم حين نزلوا
ل أقواما ً إلى ما جعل الله وأ َك ِ ُ بالنهار .. (95)..
في قلوبهم من الخير ..منهم : فكأنك بألشعريين وهم
عمرو بن تغلب .. يستمعون هذا لثناء أمام
فلما سمع عمرو بن تغلب هذا الناس يتوقدون حرصا ً بعدها
الثناء على المل ..طار فرحا ً .. على الخير ..
وكان يحدث بهذا الحديث وفي ذات صباح ..لقي
بعدها ..ويقول :فوالله ما أحب النبي أبا موسى ..فقال
أن لي بكلمة رسول الله حمر له :
النعم ).. (97 لو رأيتني البارحة وأنا
وفي يوم آخر .. أستمع لقراءتك ..لقد
أقبل أبو هريرة .. فسأل أوتيت من مزامير آل داود ..
فقال أبو موسى :لو علمت
) ( رواه مسلم 96
271
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وِإن ة َ م َ حك ْ َ وال ْ ِ ب َ م ال ْك َِتا َ ه ُ
م ُعل ّ ُ
وي ُ َ َ النبي .. قائل ً :من أسعد
ن َ َ قب ْ ُمن َ َ
مِبي ٍ ل ّ ضل ٍ في َ لل ِ كاُنوا ِ الناس بشفاعتك يوم
" القيامة ..
م لَ ّ
ما ه ْ من ْ ُن ِ ري َ خ ِ وآ َ فلما قرأ َ " : فقال - مشجعا ً – :لقد
مكي ُح ِ ْ
زيُز ال َ ع ِ ْ
و ال َ ه َ و ُم َ ه ْ ح ُ ي َل ْ َ
قوا ب ِ ِ كنت أظن أن ل أحد يسأل
" .. عن هذا قبلك ..لما رأيت
قال رجل من الصحابة :من من حرصك على العلم ..
هؤلء يا رسول الله ؟ أسعد الناس بشفاعتي يوم
فسكت النبي .. القيامة ..من قال :ل إله
فأعاد الرجل السؤال ..من إل الله خالصا ً من قلبه ..
هؤلء يا رسول الله ؟ وسلمان الفارسي ..كان
فلم يرد عليه .. من خيار الصحابة ..
فأعاد ..من هؤلء يا رسول الله لم يكن من العرب ..بل كان
؟ ابنا ً لحد كبار فارس ..وكان
فلتفت النبي إلى سلمان .. أبوه يحبه ويقربه ..لدرجة
ثم وضع يده عليه وقال :لو كان أنه كان يحبسه في البيت
اليمان عند الثريا ..لناله رجال خوفا ً عليه ..
من هؤلء ).. (98 أدخل الله اليمان في قلب
سلمان ..
وجهة نظر .. خرج من بيت أبيه ..
تفاءل وأحسن الظن بالناس سافر إلى الشام باحثا ً عن
..وشجعهم ..لينطلقوا أكثر الحق ..احتال بعض الناس
عليه وباعوه إلى يهودي
فن الستماع .. .85 على أنه عبد مملوك ..
مهارات جذب الناس وكسب وحصلت له قصة طوييييلة ..
قلوبهم ..بعضها يكون بفعل حتى وصل إلى رسول الله
الشيء ..وبعضها يكون بتركه .. ..
فالبتسامة تجذب ..كما أن ترك فكان النبي يقدر له
العبوس يجذبهم .. ذلك ..
والحاديث الجميلة والنكات فبينما كان جالسا ً بين
واللطائف تجذب الناس ..كما أصحابه يوما ً ..إذا أنزلت
أن الستماع إليهم والتفاعل مع عليه سورة الجمعة ..
أحاديثهم ..يجذبهم .. فجعل يقرؤها على
فما رأيك أن أتكلم معك هنا أصحابه ..وهم يستمعون ..
عن :الهدووووء الجذاب !! ثع َ ذي ب َ َ و ال ّ ِ
ه َ وهو يقرأ ُ " :
ُ
نعم ..بعض الناس ل يتكلم مه ْ سوًل ّ
من ْ ُ ن َر ُ مّيي َ في اْل ّ ِ
مه ْ وي َُز ّ ي َت ُْلو َ َ
) ( رواه مسلم 98 كي ِ ه َم آَيات ِ ِه ْعلي ْ ِ
272
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معهم ..يتلفت يمينا ً ويسارا ً .. كثيرا ً ..ول تكاد تسمع صوته
وقد يخرج جهاز هاتفه من في المجالس والمتجمعات ..
جيبه ..ويكتب رسالة أو يقرأ بل لو راقبته في جلسة أو
شيئا ً من الرسائل ..أو من نزهة ..لرأيته ل يتحرك منه
يدري لعله يلعب باللعاب إل رأسه وعيناه ..نعم قد
اللكترونية الموجودة فيه !! يتحرك فمه أحيانا ً بالتبسم ..
أما الثالث ..فيملك مهارات ل بالكلم !!
الستماع ..تجد أنك تتحدث وقد ومع ذلك يحبه الناس ..
ركز عينيه برفق ينظر إليك .. ويأنسون بمجالسته ..
وتشعر بمتابعته ..فهو تارة يهز تدري لماذا ؟!
رأسه موافقا ً ..وتارة يتبسم .. لنه يمارس الهدووووء
م شفتيه متعجبا ً .. وتارة يض ّ الجذااااب ..
وربما ردد :عجيب ..سبحان فن الستماع له مهارات
الله .. متعددة ..بل حدثني أحد
أي هؤلء ستكون راغبا ً دائما ً في المهتمين أنه حضر أكثر من
مجالسته ..وتفرح بزيارته .. خمس عشرة دورة تدريبية
وتنبلج أساريرك في الحديث في مهارات الستماع !!..
معه ..؟ ل أشك أنه الخير .. قارن بين اثنين :
إذن جذب قلوب الناس ..ل رجل إذا تكلمت بين يديه
يكون فقط بإسماعهم ما يحبون بقصة وقعت لك ..قاطعك
..بل وبالستماع منهم لما في أولها وقال :وأنا أيضا ً
يحبون !! وقع لي شيء مشابه ..
أذكر أن أحد الدعاة البارزين فتقول :له اصبر حتى أكمل
ممن أوتي منطقا ً ولسانا ً ..كان ..
يتنقل متحدثا ً دائما ً ..ما بين فيسكت قليل ً ..فإذا
منبر جمعة ..وكرسي فتوى .. انسجمت في قصتك ..
ومحاضرة في جامعة ..فهو قاطعك قائل ً :صحيح ..
دائما ً يتكلم ..ويتكلم .. صحيح ..نفس القصة التي
ويتكلم .. وقعت لي وهو أنني ذات
وكان الناس يرونه على المنابر مرة ذهبت ..
والقنوات الفضائية ويحبونه فتقول له :أخي انتظر ..
ويرغبون في استماع حديثه .. فيسكت ..ثم ما يصبر
إل زوجته ..فهو معها في البيت فيقاطعك قائل ً :عجل ..
دائما ً ..ول يكاد يستمع منها عجل ..
حديثا ً أو قصة ..بل على عادته هذا الول ..
يتكلم ..ويتكلم .. الثاني ..
كانت كثيرة التذمر منه دون أن كان وأنت تتحدث معه أو
273
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصوت لم أنتبه كثيرا ً .. ينتبه إلى سبب ذلك ..
فقال – منتشيا ً : -أنا ..أنا كان كل الناس يكرمونه
المحاضر .. ويمدحونه إل هي ..فقرر
فقالت :آآآ ..وأنا أقول في أن يصطحبها معه يوما ً إلى
نفسي طوال جلوسي :ما أكثر إحدى محاضراته لترى ما لم
كلمه .. تر ..
إذن ..الستماع إلى الناس فن قال لها يوما ً :ترافقيني ؟
ومهارة .. قالت :إلى أين ؟
بعض الناس ينسى أن الله جعل قال :محاضرة لحد
لك فما ً واحدا ً وأذنين ..ليستمع الدعاة ..نستفيد منها ..
أكثر مما تكلم .. ركبت معه في سيارته ..
وأظنه لو استطاع لقلب مشيا ..وقفا عند المسجد ..
المعادلة ..من شدة محبته كانت الجماهير غفيرة ..
للحديث .. كلهم جاؤوا يستمعون إلى
فعود نفسك على النصات .. هذا المحاضر الفذ ..
حتى لو كان لك على الكلم دخلت هي إلى قسم
ملحظة .. النساء ..ودخل هو وسط
في أوائل بعثة النبي .. eكان جمهرة الناس واعتلى
عدد المسلمين قليل ً ..وكان الكرسي وبدأ محاضرته ..
الكفار يكذبونه ونفرون الناس كان الناس ينصتون
عنه ..ويشيعون أنه eكاهن معجبين ..حتى زوجته يبدو
وكذاب ..وربما أشاعوا أنه أنها كانت معجبة !..
مجنون أو ساحر .. انتهت المحاضرة ..خرج إلى
في يوم من اليام قدم إلى مكة سيارته وسط نشوة
رجل اسمه ضماد ..وهو حكيم النجاح ..وأقبلت زوجته
له علم بالطب والعلج ..يعالج وركبت السيارة بجانبه ..
المجنون والمسحور .. لم يدع لها فرصة ..بدأ
فلما خالط الناس سمع سفهاء يتكلم فورا ً عن زحمة
الكفار يقولون عن رسول الله e الناس ..وجمال المسجد ..
:جاء المجنون ..ورأينا المجنون و ..ثم سألها :ما رأيك في
.. المحاضرة ؟
فقال ضماد :أين هذا الرجل ؟ فقالت :كانت جميلة
لعل الله أن يشفيه على يدي ؟ ومؤثرة ..ولكن من
فدله الناس على رسول الله المحاضر ؟
.. e قال :عجبا ً لم تعرفي
فلما لقيه ..قال ضماد :يا صوته ..قالت :مع زحمة
محمد ..إني أرقى من هذه الناس ..وضعف سماعات
274
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرفا ً ..فقال له :وعلى قومك الرياح ..وإن الله يشفي
؟ أي تدعوهم إلى السلم ؟ على يدي من شاء ..فهلم
فقال ضماد :وعلى قومي ..ثم أعالجك ..وجعل يتكلم عن
ذهب إلى قومه هاديا ً داعيا ً .. علجه وقدراته ..
إذن لتكون مستمعا ً ماهرا ً :.. والنبي eينصت إليه ..وذاك
أنصت ..هز رأسك متابعا ً .. يتكلم ..والنبي eينصت ..
تفاعل بتعابير وجهك كتقطيب أتدري ينصت إلى ماذا ؟
الجبين حينا ً ..ورفع الحاجبين ينصت إلى كلم رجل كافر
حينا ً آخر .. جاء ليعالجه من مرض
والتبسم ..وتحريك الشفتين الجنون !!
بتعجب .. آآآه ما أحكمه .. e
وانظر إلى أثر ذلك فيمن يتكلم حتى إذا انتهى ضماد من
معك ..سواء كان صغيرا ً أو كلمه ..
كبيرا ً .. قال eبكل هدوووء :إن
ستجد أنه يركز نظره عليك .. الحمد لله ..نحمده ونستعينه
ويقبل بقلبه إليك .. ..من يهده الله فل مضل له
ومن يضلل فل هادي له ..
نتيجة .. وأشهد أن ل إله إل الله
براعتنا في الستماع إلى وحده ل شريك له ..
الخرين ..تجعلهم بارعين في فانتفض ضماد وقال :أعد
محبتنا والستئناس بنا .. علي كلماتك هؤلء ..
فأعادها eعليه ..
فن الحوار .. .86 فقال ضماد :والله لقد
أل تذكر يوما ً من الدهر أنك سمعت قول الكهنة ،وقول
جلست في مكان فاحتد الحوار السحرة ،وقول الشعراء ،
بينك وبين شخص ما ..فبقي فما سمعت مثل هؤلء
في نفسك عليه بغض أو غضب الكلمات ..فلقد بلغن
أياما ً .. ناعوس البحر ..
أو لعلك تذكر جدال ً حصل بين فهلم يدك أبايعك على
اثنين – وقد يكون في قضية السلم ..
تافهة – وأنت تنظر إليهما وقد فبسط النبي eيده ..وأخذ
ارتفعت الصوات واحمرت ضماد يخلع ثوب الكفر ويردد
العيون ..ثم تفرقا ..واسثقل :أشهد أن ل إله إل الله
كل منهما صاحبه بعدها .. وأشهد أن محمدا ً عبده
إذن نحن نتعب في جذب بعض ورسوله ..
الناس إلينا بممارسة مهارات
فعلم eأن له عند قومه
متنوعة ..ثم نفرقهم عنا
275
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إل الصخور الصغيرة ..فكن جبل ً بموقف ل نحسن التصرف
.. فيه ..
لما قدم النبي rإلى مكة ومن ذلك عدم إتقان فن
فاتحا ً ..بعدما نقضت قريش الحوار ..
العهد .. المحاور كالذي يصعد جبل ً
كان .. rقد دعا الله أن يعمي وعرا ً ..ينبغي أن يعتني
عنه قريش ..ليبغتهم ..قبل أن بموضع يده وموضع رجله ..
يستعدوا للقتال .. فتجد صاعد الجبل ينظر إلى
فلما أقبل النبي عليه الصلة الصخرة التي يريد أن يتعلق
والسلم ..إلى مكة نزل قريبا ً بها ..ويفحصها بنظره
منها .. ويتأمل في قوة ثباتها قبل
ولم تعلم قريش بشيء .. أن يضع عليها قبضته ..
ولكنهم كانوا يتوجسون وكذلك في الصخرة التي
ويترقبون .. يثبت عليها قدمه ..ثم إذا
فخرج في تلك الليلة التي نزل أراد أن يرفع قدمه عن
فيها النبي عليه الصلة والسلم صخرة نظر إلى الصخرة قبل
..أبو سفيان في نفر معه أن يغادرها خشية أن ل
يتجسسون الخبار ..وينظرون يحسن رفع رجله من عليها
هل يجدون خبرا ً ..أو يسمعون فتهوي به ..
به .. لن أطيل عليك الكلم ..
وجعل النبي عليه الصلة فخيره ما قل ودل ..
والسلم ..يترقب الصبح ليغير الدخول في حوار أو جدال
على قريش .. أمر غير محمود ..ولعلك
فلما رأى العباس .. tذلك .. توافقني أن أكثر من %90
قال :واصباح قريش ! والله من الحوارات والمجادلت
لئن دخل رسول الله rمكة غير مفيدة ..
عنوة أي بالقوة ..قبل أن يأتوه فحاول تجنب الجدال قدر
فيستأمنوه ..إنه لهلك قريش المستطاع ..ول تغضب إذا
إلى آخر الدهر .. اعترض عليك أحد أو
فقام العباس ..فاستأذن النبي جادلك ..خذ المر بأريحية
عليه الصلة والسلم .. قدر المستطاع ول تعذب
فأذن له ..فركب على بغلة نفسك بالتفكير في نية
المعترض ..وماذا يقصد ..
رسول الله rالبيضاء ..
ولماذا أحرجني أمامهم ..ل
ومضى يمشي بها ..
تقتل نفسك بالهم ..
وأبو سفيان في أصحابه ..
وتعامل مع الموقف
يقترب وينظر إلى نيران
بهدووووء ..فالرياح ل تهز
المسلمين ..ويقول :
276
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاح بالناس قال :أبو سفيان ما رأيت كالليلة نيرانا ً قط
عدو الله ! ..الحمد لله الذي ول عسكرا ً ..ما أعظم
أمكن منك بغير عقد ول عهد .. هذا ..من ترى هؤلء ..؟
فمنعه العباس .. فقال صاحبه :هذه والله
ثم ذهب عمر يشتد ..نحو خزاعة حمشتها الحرب ..
رسول الله .. rوالعباس يسرع قال :خزاعة أذل وأقل من
بالدابة ..حتى سبقه ..فلما أن تكون هذه نيرانها
وصل إلى موضع النبي .. r وعسكرها ..
اقتحم العباس عن البغلة فبينما العباس يسير على
سريعا ً .. البغلة ..
فدخل على رسول الله .. r إذا بأبي سفيان وأصحابه ..
فدخل عليه عمر .. قد قبضت عليهم خيل
وجعل يقول :يا رسول الله .. المؤمنين ..
ً
فأقبل أبو سفيان فزعا ..
هذا أبو سفيان ..قد أمكن الله
منه بغير عقد ول عهد ..فدعني فركب خلف العباس ..
فلضرب عنقه ؟ .. وجعل أصحابه يتبعونه
فقال العباس :يا رسول الله .. فزعين ..والمؤمنون خلفهم
إني قد أجرته .. ..
ثم جلس إلى رسول الله .. r فجعل العباس يسرع بأبي
فأخذ برأسه ..وجعل يناجيه في سفيان ..إلى رسول الله
أذنه .. .. r
وعمر يردد يا رسول الله .. وكلما مر بنار من نيران
اضرب عنقه .. المسلمين ..قالوا :من
فلما أكثر عمر في شأنه .. هذا ؟
التفت إليه العباس وقال : فإذا رأوا بغلة رسول الله
مهل ً يا عمر ! فوالله أن لو كان .. rورأوا العباس عليها ..
من رجال بني عدي بن كعب .. قالوا :عم رسول الله .. r
ما قلت هذا ..أي لو كان من على بغلة رسول الله .. r
قرابتك ..ما قلت هذا ..ولكنك والعباس يسرع بها ..يخاف
قد عرفت أنه من رجال بني عبد أن يفطنوا لبي سفيان ..
مناف .. فيقتله أحد قبل أن يؤمنه
فشعر عمر أنه سيدخل في النبي عليه الصلة
جدال ل يتناسب مع الحال الذي والسلم ..
هم فيه ..ثم ما الفائدة حتى مر بنار عمر بن
المرجوة من النقاش في مسألة الخطاب tفقال :من هذا ؟
لو كان من بني كعب رغب في وقام إليهم ..فلما رأى أبا
إسلمه أما من غيرهم فل سفيان على عجز الدابة ..
277
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما حضرت الصلة ..ورآهم يهمه !!
يركعون بركوعه ..ويسجدون قال عمر بكل هدووووء :
بسجوده .. مهل ً يا عباس ..مهل ً ..
أقبل عليه العباس بعدما صلى .. فوالله لسلمك يوم أسلمت
ليمضي به إلى رسول الله .. r ..كان أحب إلي من إسلم
فقال :يا عباس ما يأمرهم أبي الخطاب لو أسلم !
بشيء إل فعلوه ؟ لني قد عرفت أن
قال :نعم ..والله لو أمرهم إسلمك ..كان أحب إلى
بترك الطعام والشراب رسول الله rمن إسلم
لطاعوه .. الخطاب ..
فقال أبو سفيان :يا عباس .. فلما سمع العباس tذلك
ما رأيت كالليلة ..ول ملك سكت ..
كسرى وقيصر ! انتهى الحوار ..مع أنه كان
فلما انقضت الصلة ..غدا به في إمكان عمر أن يطيله
إلى رسول الله .. r ويزيده ..فيقول :ماذا
فلما رآه rقال : تقصد ؟!! هل تتهم نيتي ؟!
" ويحك يا أبا سفيان ..ألم يأن هل تعلم ما في قلبي ؟!
لك أن تعلم أنه ل إله إل الله ؟ لماذا تثير النعرة القبلية ؟!
فقال :بأبي أنت وأمي ! ما كل لم يقل ذلك ..فهم
أحلمك وأكرمك وأوصلك ! جميعا ً كانوا أرفع من أن
والله لقد ظننت أن لو كان لي ينزغ الشيطان بينهم ..
ه غيره لغنى عني مع الله إل ٌ سكت عمر والعباس ..وأبو
شيئًا! سفيان واقف ينتظر أن يأمر
فقال : rويحك يا أبا سفيان النبي eفيه بشيء ..
ألم يأن لك أن تعلم أني رسول فقال : rاذهب به يا عباس
الله ؟ إلى رحلك فإذا أصبحت
فقال أبو سفيان :بأبي أنت فأتني به ..
وأمي ما أحلمك وأكرمك فذهب به العباس ..إلى
وأوصلك ! خيمته ..
أما هذه والله فإن في النفس فبات عنده ..فلما أصبح أبو
منها حتى الن شيئا ً ! سفيان صبيحة تلك الليلة ..
فقال له العباس :ويحك أسلم ورأى الناس يجنحون
واشهد أن ل إله إل الله ..وأن للصلة ..وينتشرون في
محمد رسول الله قبل أن تضرب استعمال الطهارة ..خاف ..
عنقك ؟ وقال للعباس :ما بالهم ؟
فسكت قليل ً ثم قال :أشهد .. قال :إنهم قد سمعوا النداء
فسر النبي عليه الصلة والسلم فهم ينتشرون للصلة ..
278
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدخل في الجدال أصل ً .. ..سرورا ً عظيما ً ..
فقال العباس :يا رسول
اقطع الطريق على .87 الله ..إن أبا سفيان رجل
المعترضين .. يحب الفخر فاجعل له
من أكثر ما يوغر صدور بعض شيئا ً ..
الناس على بعض ما يجنيه فقال " : rنعم ..من دخل
اللسان من مفاسد .. دار أبي سفيان فهو آمن
ومن ذلك استعجال بعض الناس " ..
بالعتراض على الحديث فقال أبو سفيان :
و
ومقاطعة المتكلم دون تر ّ فأنشد أبو سفيان tبين يدي
ونظر ..فيثور عند ذلك جدال رسول الله .. rأبياتا ً ..
عقيم يوغر الصدور ويفسد يعتذر إليه مما كان مضى
النفوس .. منه ..
لن تستطيع إصلح جميع الناس لعمرك إني يوم أحمل راية
وتأديبهم بالداب الشرعية ..أو لتغلب خيل
تدريبهم على مهارات متميزة .. اللت خيل محمد
ودعنا نتجاوز مرحلة التنظير لكالمدلج الحيران أظلم ليله
التي تحلو لبعض الناس أن فهذا
يدندن عليها دائما ً بقوله : أواني حين أهدي و أهتدي
المفروض الناس يفعلون كذا .. هداني هاد غير نفسي و
والمفروض يتعودون على كذا .. نالني
دعك من هذا ..وأدّ الصلة على مع الله من
الميت الحاضر – كما يقال .. - طردت كل مطرد
أعني أننا ينبغي عند تعاملنا مع أصد و أنأى جاهدا ً عن محمد
الخطاء أن ل ننشغل ببحث ما وأدعى و
يجب على الخرين أن يفعلوه إن لم أنتسب من محمد
بل ماذا يجب علينا نحن أن فقيل إنه حين قال :
نفعله .. ونالني ..مع الله من طردت
عندما تريد أن تتكلم بشيء كل مطرد ..ضرب رسول
غريب قد يستعجل الخرون الله rبيده في صدره
العتراض عليه ..ينبغي عليك وقال " :أنت طردتني كل
أن تغلق عليهم أبواب العتراض مطرد " ..
بمقدمات تجيبهم فيها عن
أسئلتهم قبل أن يطرحوها ..بل فكرة ..
وتزيل بها استغرابهم قبل أن ليس الذكاء أن تنتصر عند
يتكلموا به .. الجدال ..وإنما الذكاء أن ل
وبعض الناس يحسن فعل ً أن
279
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المخالفين قبل أن يعترضوا .. يغلق البواب على المعترض
لما خرجت قريش لقتال النبي e قبل أن يشعره باعتراضه ..
وأصحابه في بدر ..كان بعض أذكر أن شيخا ً كبير السن
العقلء فيها ل يريدون جلس في مجلس فتكلم عن
الخروج ..لكن قومهم أكرهوهم حادثة خصومة رآها بين
عليه .. اثنين في محطة وقود ..
فعلم النبي eبهم ..وتأكد أنهم وكيف أن شجارهما زاد
وإن حضروا المعركة فلن يقع واشتد حتى حمل إلى مخفر
منهم قتال للمسلمين .. الشرطة ..
فلما اقترب eمن ميدان فقفز أحد الجالسين – من
المعركة ..أراد أن ينبه أصحابه الثرثارين – مشاركا ً في
لذلك ..وأن ينهاهم عن القصة فقال :نعم صحيح ..
قتلهم ..لكنه يعلم أنه سيقع وحصل بينهما كذا ..وفلن
في قلوب بعض الناس سؤال : هو المخطئ ..وبدأ يذكر
كيف ل نقتلهم وهم خرجوا تفاصيل لم تحدث ..
لحربنا !! لماذا استثنى هؤلء فالتفت إليه الشيخ وكأني به
بالذات ؟! يكاد ينفجر ..لكنه تماسك
فقدم مقدمة أزال بها وقال بكل هدووووء :
العتراضات ثم ذكر التوجيه .. أنت هل حضرت الحادثة ؟
قام eفي أصحابه وقال :إني قال :ل
قد عرفت أن رجال ً من بني قال :فهل حدثك أحد ممن
هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها ً حضروها ؟ قال :ل
ل حاجة لهم بقتالنا .. قال :فهل اطلعت على
انتهى هذه مقدمة .. محاضر التحقيق ؟ قال :ل
ثم قال :فمن لقي منكم أحدا ً عندها صاح الشيخ وقال :
من بني هاشم فل يقتله .. طيب يا ...كيف تكذبني
ومن لقي أبا البختري بن هشام وأنت ل تدري عن شيء !!
بن الحارث بن أسد فل يقتله .. فأعجبتني مقدماته قبل
ومن لقي العباس بن عبد اعتراضه ..
ولو أنه اعترض دون أن يذكر
المطلب ..عم رسول الله rفل
مقدمات يغلق بها البواب
يقتله ..
على صاحبه ..لكان لصاحبه
فإنه إنما خرج مستكرها ..
مجال واسع للخروج من
فمضى الصحابة على ذلك ..
الموقف ولو بالكذب ..
وبدؤوا يتحدثون في مجالسهم
فنحن أحيانا ً نحتاج عندما
بذلك ..
نريد أن نقرر أشياء أن نقدم
فقال أبو حذيفة بن عتبة بن
بمقدمات نقنع بها
ربيعة :أنقتل آباءنا وأبناءنا
280
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوسف عليه السلم .. وإخواننا ونترك العباس ..
فلما وصل إلى قوله تعالى والله لئن لقيته للحمنه
) ودخل معه السجن فتيان قال بالسيف ..
أحدهما إني أراني أعصر خمرا ً فبلغت الكلمة رسول الله
وقال الخر إني أراني أحمل .. rفالتفت إلى عمر
فوق رأسي خبزا ً تأكل الطير فقال " :يا أبا حفص " ..
منه ( .. قال عمر :والله إنه لول
جعل يتأمل في الحاضرين ثم يوم كناني فيه رسول الله r
سألهم : بأبي حفص ..
ودخل معه السجن فتيان ؟! قال rيا أبا حفص :
أيهما دخل قبل الخر ..يوسف ) أيضرب وجه عم رسول
أم الفتيان ؟ الله بالسيف ! ( ..
فصاح أحدهم :يوسف .. فاستبشع ذلك ..وانتفض ..
فصاح آخر :ل ..ل ..الفتيان .. كيف يرد أمر رسول الله .. r
فانطلق ثالث :ل ..ل ..بل أليس مسلما ً ..فصاح قال :
يوسف ..يوسف .. يا رسول الله دعني فلضرب
فاستذكى رابع وقال :دخلوا مع عنقه بالسيف ..فوالله لقد
بعض !! نافق ..
وتكلم خامس ..وارتفع اللغط ..
فندم أبو حذيفة .. yعلى ما
حتى ضاع الموضوع الساسي ..
تكلم به ..وقال :
ويبدو أن المحاضر قصد ذلك ..
ما أنا بآمن من تلك الكلمة
فجعل يتأمل وجوههم ..
التي قلت يومئذ ..و ل أزال
والوقت يمضي ..
منها خائفا ً إل أن تكفرها
ثم ابتسم ابتسامة عريضة ..
عني الشهادة ..
وأشار لهم بخفض الصوات فقتل يوم اليمامة شهيدا ً
وقال :
.. y
وما المشكلة !! دخل قبلهم أو
دخلوا قبله !! هل تستحق
المسألة كل هذا الخلف ؟! نصيحة ..
فعل ً ..لو تأملت واقعنا لوجدت كن ذكيا ً وتغدّ بهم قبل أن
أننا في أحيان كثيرة نكون ثقلء يتعشوا بك !
على الخرين بكثرة اعتراضنا
على ما يقولون فيكون أحدهم انتظر ..ل .88
متحمسا ً في قصة يحكيها ..ثم تعترض !!..
يفاجأ بمن يعترض ويفسد عليه أذكر أن محاضرا ً كان يتكلم
متعة الحديث بالعتراض على عن فن الحوار ..
أشياء ل تؤثر في القصة شيئا ً .. فعرض شيئا ً من قصة
281
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل له عذرا ً وأنت تلوم .. نعم ..ل تكن ثقيل ً تعترض
كان زياد لطيفا ً حريصا ً على على كل شيء ..
نصح الناس .. أذكر أن أخي الصغر سعود
وقف يوما ً عند إشارة مرور فإذا لما كان طفل ً في السابعة ..
به يسمع صوتا ً عاليا ً لغاني دخل المسجد لصلة
غربية ..تحير من أين هذا العشاء ..ويبدو أنه كان
الصوت ..وأخذ يتلفت يبحث عن مستعجل ً وتأخر المام في
مصدره ..فإذا هو من السيارة المجيء لقامة الصلة ..
المجاورة له .. فلما ضاق بذلك ذرعا ً توجه
وإذا صاحبها قد زاد صوت نحو المؤذن وكان شيخا ً
المذياع إلى أعلى درجاته .. كبيرا ً ضعيف السمع ووقف
حتى أسمع البعيد والقريب .. خلفه ..ثم قال محاول ً تغيير
جعل صاحبي يضرب على منبه صوته :أقم الصلة ..وكان
سيارته ويحاول أن ينبه ذاك قد قبض على طرف أنفه
الرجل إلى خفض صوت بيده ..
مذياعه ..لكن الرجل ل يلتفت ثم ولى هاربا ً ..
ول يرد ..يبدوا أنه لشدة أما المؤذن فما كاد يسمع
انسجامه مع ما يسمع صار ل ذلك حتى تحرك ناهضا ً ليقيم
يدري عما حوله .. الصلة ..فنبهه بعض
حاول زياد أن يتبين وجه السائق المأمومين ..فجلس ..
الذي أسدل غترته على جانبي كان موقفا ً طريفا ً ..لكني
وجهه ..وبعد جهد رآه فإذا لم أورده لطرافته ..
لحيته تمل وجهه !! وإنما لني جلست بعدها في
ازداد العجب ..شخص بهذه مجلس فذكر أحد الجالسين
الهيئة بدل أن يستمع إلى القصة وقال في أثنائها :
القرآن يستمع الغاني !! ل وكان سعود مستعجل ً لنه
ل أيضا ً !! وبصوت عا ٍ سيذهب إلى البحر مع أبيه _
أضاءت الشارة خضراء .. مع العلم بأن الرياض في
ومشى الجميع .. صحراء ول تقع على ساحل
أصّر زياد على مناصحة الرجل بحر .. -فتحيرت هل أفسد
فجعل يمشي وراءه ..وقف عليه قصته وأعترض ..أم أن
الرجل عند دكان ..ونزل المعلومة غير مؤثرة في
ليشتري منه حاجة .. ع للعتراض القصة فل دا ٍ
أوقف زياد سيارته وراءه وصار واكتساب العداوات ..فآثرت
يتأمله وهو يمشي فإذا الثوب الثاني وسكت ..
قصير ..واللحية تمل عارضيه .. وأحيانا ً قد تعترض على
تسابقت إلى قلبه الوساوس .. شيء أنت غير فاهمه أصل ً ..
282
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورقة منه : أظنه نزل ليخرج الن بعلبة
أنا رجل أصم ل أسمع ..فضل ً سجائر !!
اكتب ما تريد !! خرج الرجل فإذا في يده
مجلة إسلمية !!
لمحة .. لم يصبر زياد ..وأخذ ينادي
قال الله تعالى " :وكان النسان بلطف :يا أخي ..لو سمحت
عجول ً " فانتبه ل تغلب عجلتك ..هيه ..
تؤدتك .. لم يرد عليه الرجل ولم
يلتفت ..
قبل نجواكم .. .89 رفع صوته :هيه ..هيه ..لو
صدقة .. سمحت ..يا أخي ..اسمع ..
الطلبات الكبيرة تحتاج إلى وصل الرجل سيارته
تهيئة المطلوب منه قبل وركبها ..ولم يلتفت ..
طلبها ..لئل يسارع إلى نزل زياد وقد غضب وأقبل
الرفض .. إليه ..وقال :يا أخي ..الله
وهذا عام في الطلبات الشفهية يهديك ..ما تسمع ..
والمكتوبة .. نظر الرجل إليه وابتسم
فلو أردت أن تكتب إلى غني وشغل سيارته ..فاشتغل
تطلب منه حاجة ..لناسب أن المذياع مباشرة بصوت
تكتب قبل حاجتك شيئا ً من مزعج جدا ً ..
الثناء على جوده وكرمه ومحبته فثار زياد ..وقال :يا أخي
للخير ..ثم بعد ذلك تكتب حرام عليك ..أزعجت الناس
حاجتك .. ..تريد تسمع الغاني
ومثله لو أردت حاجة من أبيك أو اسمعها لوحدك ..بدل ما
أخيك أو – من يدري ربما – ن ؟!تسمع قرآن تسمع أغا ٍ
زوجتك ..يناسب أن تقدم قبلها فجعل الرجل يزيد
بمقدمة .. ابتسامته ..والغاني بأعلى
فلو دعوت نفرا ً من أصدقائك صوت ..
إلى مأدبة غداء ..وأردت أن ثار زياد أكثر ..وجعل وجهه
تخبر زوجتك لتعد الطعام وتهيئ يحمّر ..وصار يرفع صوته
البيت ..لناسب أن تقول قبل ليسمعه ..
ذلك ..بصراحة طعامك لذيذ .. فلما رأى الرجل أن المر
جميع أصدقائي يفرحون إذا وصل إلى هذا الحد ..جعل
دعوتهم لجل أن يأكلوا من يشير بيديه إلى أذنيه
عمل يدك ..تصدقين !! لقد وينفضهما ..
أكلت في أرقى المطاعم ..وما ثم أخرج دفترا ً صغيرا ً من
ذقت لذة كلذة طعامك أبدا ً .. جيبه ومكتوب على أول
283
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
rالنساء والطفال في مكان .. وبصراحة رأيت البارحة
فقام منهم خطيبهم زهير بن صديقا ً لي جاء من سفر ..
صرد فقال : ومن باب المجاملة قلت له
يا رسول الله إنما في الحظائر تغد معي غدا ً ..فتفاجأت به
من السبايا خالتك .. أن وافق !!..فدعوت معه
وحواضنك ..اللتي كن بعض الصدقاء ..فليتك
يكفلنك .. تعملين لنا طعاما ً ..
ولو أنا ملحنا لبن أبي شمر .. هذا السلوب أحسن من
أو النعمان بن المنذر .. صراخك إذا دخلت بيتك :يا
ثم أصابنا منهما مثل الذي فلنة ..فلنة ..
أصابنا منك ..رجونا عائدتهم فتجيبك :لبيك ..أنا قادمة ..
وعطفهم .. وهي تظن أنك ستدعوها
وأنت رسول الله خير المكفولين إلى نزهة ..
..ثم أنشأ يقول : فتقول :بسرعة ..بسرعة ..
امنن علينا رسول الله في كرم المطبخ ..المطبخ ..عندي
فإنك المرء رجال سيأتون ..ل تتأخري
نرجوه و ننتظر بالغداء ..وانتبهي أثناء
امنن على نسوة قد كنت إعداده ..و ..
ترضعها ومثله لو أردت أن تطلب
إذ فوك تملؤه إجازة من مديرك ..
من محضها الدرر أو تخبر أمك أو أباك بخبر ..
ل تجعلنا كمن شالت نعامته وقد قرأت في سيرة النبي
و استبق منا الكرم .. eما يدل على
فإنا معشر زهر ذلك ..
إنا لنشكر آلء و إن كفرت كان النبي rقد رضع في
وعندنا بعد هذا صغره قريبا ً من ديار هوازن
اليوم مدخر ..وكان يرجو أن يسلموا ..
وقد أدب الله المؤمنين .. فبلغه ..أن هوازن قد
َ
مُنوا إ ِ َ
ذا نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ فقال َ ":يا أي ّ َ جمعت جموعها ..فخرج
ن
موا ب َي ْ َ ف َ
قدّ ُ ل َ سو َ م الّر ُ جي ْت ُ َُنا َ إليهم ..وقاتلهم ..
صدَ َ واك ُ ْ
)(99
.. ة"ق ً م َ ج َي نَ ْ ي َدَ ْ فنصر الله نبيه rعليهم ..
وكانت العرب ..إذا أرادت أن فساق الغنائم ..
تستنجد بأحد ..أو تطلب عونه .. فأقبل بعضهم إلى رسول
أول ما تلجأ إلى الكلم والشعار الله .. rوهو نازل بالجعرانة
..فتحدث في النفوس مال ..
تفعله السيوف .. وقد قتل من قتل من
) ( سورة المجادلة ) .. ( 12 99 رجالهم ..وجعل رسول الله
284
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والسلح ..وقاتلوهم معهم .. لما أقبل رسول الله .. r
ففزعت خزاعة .. يريد العمرة ..خافت
وقتل من قتل من رجالهم قريش ..
ونسائهم وذراريهم .. وكاد النبي rأن يقاتلهم ..
فلما رأى رجل منهم وهو عمرو لول أنهم ..ألحوا عليه حتى
بن سالم ..ما حل بقومه .. كتب بينه وبينهم ..هدنة
ركب بعيره ..وهرب من يد لمدة عشر سنوات ..وقف
قريش .. للقتال ..
حتى قدم على رسول الله rفي وكان في صلح الحديبية ..
المدينة .. لما كتب ..أنه من شاء من
فدخلها فزعا ً ..مصابا ً مكروبا ً .. القبائل أن يدخل في عقد
ثم أقبل إلى المسجد ..عليه أثر محمد وعهده دخل ومن شاء
الطريق ووعثاء السفر .. أن يدخل في عقد قريش
ووقف بين يدي رسول الله .. r وعهدهم دخل ..
فقال : فتواثبت خزاعة وقالوا :
يا رب إني ناشد محمدا ً نحن ندخل في عقد محمد
حلف أبيه وأبينا وعهده ..
التلدا وتواثبت بنو بكر وقالوا :
وْلدا ً وكنا والدا ً
قد كنتم ِ نحن ندخل في عقد قريش
ثمت أسلمنا فلم وعهدهم ..
ننزع يدا وكان بين هذين الحيين دماء
ً
فانصر رسول الله نصرا أبدا وقتال ..
وادع عباد الله يأتوا واشتدت ضغينة قريش على
مددا خزاعة ..لكنهم خافوا أن
فيهم رسول الله قد تجردا يصيبوهم بشيء فينتصر لهم
إن سيما خسفا ً وجهه النبي .. r
تربدا فلما مضى من هدنة
في فيلق كالبحر يجري مزبدا الحديبية ..نحو السبعة أو
إن قريشا ً أخلفوك الثمانية عشر شهرا ً ..
الموعدا وثب بنو بكر على خزاعة ..
قضوا ميثاقك المؤكدا ون ّ ليل ً بماء يقال له الوتير ..
وجعلوا لي في كداء وهو قريب من مكة ..
رصدا ً وطلبوا العانة من قريش ..
وزعموا أن لست أدعوأحدا فقالت قريش :ما يعلم بنا
فهم أذل وأقل عددا ً محمد وهذا الليل وما يرانا
هم بيتونا بالوتير هجدا من أحد ..
ً
وقتلونا ركعا وسجدا فأعانوهم عليهم بالكراع
285
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ديارهم .. فلما سمع النبي rهذا
فلقوا أبا سفيان بعسفان ..قد الكلم ..والشعر ..والنداء ..
بعثته قريش إلى رسول الله انتفض ..وغضب ..
.. r وقال " :نصرت يا عمرو بن
يشد العقد ويزيد في المدة .. سالم " ..
وقد رهبوا أن يكون بلغه ما ً
ثم قام ..مسرعا ..وأمر
فعلوا .. الناس بالتجهز للخروج
فلما لقي أبو سفيان بديل ً .. للقتال ..
خشي أن يكون أقبل من عند ففزع الناس يتجهزون ..
رسول الله .. rفقال :من أين وهم ل يعلمون أين سيكون
أقبلت يا بديل ؟ القتال ..
فقال بديل :سرت في خزاعة وقد خشي rأن يخبر
في هذا الساحل في بطن هذا بوجهته ..فيصل الخبر إلى
الوادي .. قريش ..وسأل الله أن
فسكت أبو سفيان .. يعمي على قريش خبره
فلما جاوزه بديل ..أقبل أبو حتى يبغتهم في بلدهم ..
سفيان إلى مبرك ناقة بديل .. ورسول الله ..rقد اشتد
فأخذ من بعرها ففته بيده .. غضبه على قريش
فرأى فيه نوى التمر ..فعلم أن لخيانتهم ..فكان يتجهز
الناقة كانت بالمدينة ..فهم ويقول :كأنكم بأبي سفيان
الذين يطعمون دوابهم نوى قد جاءكم يشد في العقد
التمر ..فقال أبو سفيان : ويزيد في المدة " .
أحلف بالله لقد جاء بديل ثم أقبل نفر من خزاعة
محمدا ً .. آخرين إلى رسول الله .. r
ثم مضى أبو سفيان .. فيهم بديل بن ورقاء ..حتى
حتى وصل المدينة ..فتوجه إلى قدموا على رسول الله .. r
بيت ابنته أم حبيبة زوج رسول فأخبروه بما أصيب منهم ..
الله .. r ومظاهرة قريش بني بكر
فلما دخل أقبل ليجلس على عليهم ..
فراش رسول الله .. rفطوته فوعدهم النبي rبالنصر ..
من تحته .. وقال لهم " :ارجعوا
فقال :يا بنية ما أدري أرغبت فتفرقوا في البلدان " ..
بي عن هذا الفراش ..أو رغبت وخشي أن تعلم قريش
به عني ؟ بخبرهم معه ..فتقاتلهم ..
فقالت :بل هو فراش رسول قبل وصوله إليهم ..
الله rوأنت مشرك نجس .. فانصرفوا راجعين إلى
فلم أحب أن تجلس على فراشه
286
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصله الله ! ..
فلما سمع أبو سفيان ذلك .. فعجب منها ..وقال :يا بنية
طم .. تغير ..فكأنما ل ُ ِ والله لقد أصابك بعدي شر !
فخرج أبو سفيان وهو يقول : ثم مضى أبو سفيان إلى
جزيت من ذي رحم شرا ً .. رسول الله .. rفقال :يا
فلما يئس مما عندهم دخل على محمد اشدد العقد وزدنا في
علي ..فقال له : المدة ..
ً
يا علي أنت أقربهم بي نسبا .. فقال : rولذلك قدمت ؟
فاشفع لي إلى رسول الله .. r هل كان من حدث قبلكم ؟!
فقال له علي :يا أبا سفيان .. قال :معاذ الله ! نحن على
إنه ليس أحد من أصحاب رسول عهدنا وصلحنا يوم الحديبية
الله rيفتات على رسول الله r ل نغير ول نبدل ..
بجوار ..أي ل يستطيع أحد فسكت عنه النبي .. rفكرر
منعه عن أحد إن أراده ..فهو ل عليه أبو سفيان ..ورسول
ينطق عن الهوى .. الله rل يجيبه ..
وأنت سيد قريش ..وأكبرها .. فخرج من عند رسول الله
وأمنعها ..فأجر بين عشيرتك .. .. r
وامنع نفسك ..يعني :صح وأتى أبا بكر فقال :اشفع
بالناس إني قد منعت نفسي لي عند محمد ..أن يجدد
..ثم الحق بأرضك .. العقد ..ويزيد في المدة ..
قال أبو سفيان :أو ترى ذلك أو امنعني وقومي ..
يغني عني شيئا ً .. فقال أبو بكر :جواري في
قال :ل ..ولكن هو رأي أراه .. جوار رسول الله .. rول
فخرج أبو سفيان إلى الناس أمنع أحدا ً منه ..وأما أنا
في المدينة ثم صاح .. فوالله لو وجدت الذر
أل إني قد أجرت بين الناس .. تقاتلكم لعنتها عليكم ..
ول والله ما أظن أن يخفرني فخرج أبو سفيان ..فأتى
أحد .. عمر بن الخطاب فكلمه ..
فقام أبو سفيان في المسجد فقال عمر بن الخطاب :أنا
فقال :أيها الناس إني قد
أشفع لكم عند رسول الله r
أجرت بين الناس ..
؟
ثم ركب بعيره فانطلق إلى بل ما كان من حلفنا جديدا ً
مكة ..
فأخلقه الله ..
فلما أن قدم على قريش قالوا : ً
وما كان منه مثبتا فقطعه
ما وراءك ؟
الله ..
هل جئت بكتاب من محمد أو
وما كان منه مقطوعا ً فل
عهد ؟
287
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :ل والله لقد أبى
ليس مهما ً أن تنجح .90 علي ..
دائما ً .. وقد تتبعت أصحابه فما رأيت
كان فهد يمشي مع صاحبه - قوما ً لملك عليهم أطوع
العنيد المكابر -في صحراء منهم له ..
فرأيا سوادا ً رابضا ً على ولقد جئت محمدا ً فكلمته ..
التراب ..تخفيه الريح تارة فوالله ما رد علي شيئا ً ..
وتظهره تارة .. ثم جئت ابن أبي قحافة
التفت فهد إلى صاحبه وسأله : فوالله ما وجدت فيه خيرا ً ..
تتوقع ..ما هذا ؟! ثم جئت عمر فوجدته أعدى
فقال صاحبه :هذه عنز !! عدو..
قال فهد :بل غراب .. ثم جئت عليا ً فوجدته ألين
قال صاحبه :أقول لك :عنز .. القوم ..
يعني عنز .. وقد أشار علي بأمر
قال فهد :طيب نقترب صنعته ..فوالله ما أدري هل
ونتأكد .. يغني عنا شيئا ً أم ل ؟
اقتربا ..وجعل يركزان النظر قالوا :بماذا أمرك ؟
أكثر وأكثر .. قال :أمرني أن أجير بين
كان واضحا ً أن الذي أمامهما الناس ففعلت ..
غراب !! قالوا :هل أجاز ذلك محمد ؟
قال فهد :يا أخي ..والله غراب قال :ل ..
.. قالوا :ويحك ما زادك الرجل
هز صاحبه رأسه بكل حزام على أن لعب بك ..فما يغني
وقال :عنـززززز عنا ما قلت ..
سكت فهد ..واقتربا أكثر .. فقال :ل والله ما وجدت
فشعر الغراب باقترابهما فطااار غير ذلك ..
.. فاغتم أبو سفيان ..ودخل
فصاح فهد :الله أكبر ..غراب .. على امرأته فحدثها الحديث
أرأيت غراب ..طار ..فقال فقالت :
صاحبه :عننننـز ..لو طار !! قبحك الله من وافد قوم !
لماذا أوردت هذه القصة ؟ فما جئت بخير ..
أوردتها لجل أن أبين :أن هذه ثم أقبل رسول الله .. rإلى
المهارات التي تقدمت فيما مكة فاتحا ً ..
مضى من صفحات ..تصلح مع
الناس عموما ً .. م ..
..بالشارة يفه ُ
لكن مع ذلك يبقى أن بعض اللقمة الكبيرة تحتاج لمضغ
الناس مهما مارست معه جيد قبل ابتلعها
288
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مهارات ل يتفاعل معك ..
كن بطل ً وابدأ الن .91 فلو مارست معه مهارة
أذكر أني ألقيت دورة في اللمح ..فقلت :ما شاء الله
مهارات التعامل مع الناس .. ما أجمل ثيابك ..كأنك
كان عبد العزيز من بين عريس ..وأنت تتوقع منه أن
الحضور ..كان تأثره واضحا ً .. يتبسم ويشكرك على لطفك
لحظته يكتب كل شاردة وواردة ..فإنه ل يفعل ذلك ..وإنما
.. ينظر إليك شزرا ً ..ويقول :
مضت أيام الدورة الثلثة .. طيب ..طيب ..ل تجامل ..
وتفرقنا .. ل تستخف دمك ..ونحو ذلك
بعدها بشهر ألقيت الدورة من العبارات السامجة التي
نفسها مرة أخرى ..فلما نظرت تدل على عدم خبرته في
إلى الحضور ..فإذا عبد العزيز التعامل مع الناس ..
يجلس في الصف الول !! ومثله المرأة التي قد
تملكني العجب !! لماذا يحضرها تمارس مع زوجها مهارات ..
مرة أخرى وهو يعلم أني سأعيد كمهارة التفاعل مثل ً ..
الكلم نفسه ! فيحكي نكتة باردة ..
لما أذن للصلة ..أخذته ومشيت فتتفاعل معه ضاحكة ..
به جانبا ً ..وسألته :عبد فيقول :طيب ..ل تغصبي
العزيز ..لماذا تحضر مرة نفسك على الضحك ؟!!
أخرى ..وأنت تعلم أني سأعيد إذا واجهت هذه النوعيات
الكلم نفسه !! ..والمذكرة من الناس فاعلم أنهم ل
التي بين يديك هي نفسها يمثلون المجتمع ..
المذكرة السابقة !! والشهادة ولقد جربت هذه المهارات
التي ستحصل عليها هي بنفسي ..نعم والله جربتها
الشهادة نفسها !! يعني لن بنفسي فرأيت آثارها في
تستفيد شيئا ً .. الناس ..كبارا ً وصغارا ً ..
فقال لي :تصدق !! والله إن بسطاء وأذكياء ..وأصحاب
أصحابي وزملئي يقولون لي : مناصب عليا ..وطلب عندي
يا عبد العزيز أنت تغيرت في في الكلية ..ومع أولدي ..
تعاملك معنا منذ شهر .. فرأيت لها أعاجيب ..
ففكرت في ذلك فإذا أنا أطبق بل جربتها مع مختلف
ما تعلمته من مهارات في الجناس والجنسيات ..
الدورة السابقة ..فجئت لحضر فرأيت آثارها ..
الدورة مرة أخرى لتأكيد ما والله إني لك ناصح ..
تعلمته من مهارات .. باختصار ..
إذا كنت جادا ً في التغيير فكن هل أنت جاد في التغيير ؟
289
حـيـاِتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكع ِبـ َ
سـَتـمـتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ْ
ا ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بطل ً وابدأ الآآآن ..
290