You are on page 1of 29

‫جمع وتحقيق الفقير إلى الله تعالى‬

‫غفر الله له ولوالديه ولجميع‬


‫المسلمين‬
‫‪5‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫‪ ‬كيف نستقبل شهر رمضان‬
‫المبارك؟ ‪‬‬
‫الحمد لله رب العالمين وأشهد أن ل‬
‫إله إل الله وحده ل شريك له وأشهد أن‬
‫دا عبده ورسوله – صلى الله عليه‬ ‫محم ً‬
‫وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد‪:‬‬
‫فقد كان سلفنا الصالح من صحابة‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين‬
‫لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان‬
‫ويفرحون بقدومه‪ ،‬كانوا يدعون الله أن‬
‫يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم‪،‬‬
‫كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم‬
‫عما يبطله أو ينقصه من اللغو اللهو واللعب‬
‫والغيبة والنميمة والكذب‪ ،‬وكانوا يحيون‬
‫لياليه بالقيام وتلوة القرآن‪ ،‬كانوا يتعاهدون‬
‫فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والحسان‬
‫وإطعام الطعام وتفطير الصوام‪ ،‬كانوا‬
‫يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله‬
‫ويجاهدون أعداء السلم في سبيل الله‬
‫لتكون كلمة الله هي العليا‪ ،‬ويكون الدين‬
‫‪6‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫كله لله‪ ،‬فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي‬


‫انتصر فيها المسلمون على عدوهم في‬
‫اليوم السابع عشر من رمضان‪ ،‬وكانت‬
‫غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان‬
‫جا‬
‫حيث دخل الناس في دين الله أفوا ً‬
‫وأصبحت مكة دار إسلم ن فليس شهر‬
‫رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه‬
‫بعض الناس ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل‬
‫لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور‬
‫والحفاوة والتكريم‪ ،‬وكيف ل نكون كذلك‬
‫في شهر اختاره الله لفريضة الصيام‬
‫ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم‬
‫لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى‬
‫النور‪ ،‬وكيف ل نفرح بشهر تفتح فيه أبواب‬
‫ل فيه‬‫الجنة وتغلق فيه أبواب النار وت ُغَ ّ‬
‫الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع‬
‫الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات‪ ،‬ينبغي‬
‫لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب‬
‫فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن‬
‫ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد‬
‫العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة‬
‫‪7‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫في جميع الوقات من جميع الذنوب‬


‫والسيئات‪ ،‬وأن نلتزم بطاعة الله تعالى‬
‫مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه‬
‫ما ٌ‬
‫ل‬ ‫ع َ‬ ‫م ل ي َن ْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫لنكون من الفائزين ‪‬ي َ ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫سِليم ٍ‬ ‫قل ْ ٍ‬
‫ب َ‬ ‫ه بِ َ‬
‫ن أَتى الل َ‬
‫م ْ‬
‫ن * ِإل َ‬
‫ول ب َُنو َ‬
‫َ‬
‫‪.(1)‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫وصدق الله العظيم إذ يقول‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫وًزا‬ ‫فاَز َ‬
‫ف ْ‬ ‫قدْ َ‬
‫ف َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬
‫ه َ‬
‫ع الل َ‬
‫ي ُطِ ِ‬
‫ما ‪ (2)‬وأن نحافظ على فعل‬ ‫ظي ً‬
‫ع ِ‬‫َ‬
‫الواجبات والمستحبات وترك المحرمات‬
‫والمكروهات في رمضان وغيره عمل ً بقول‬
‫حّتى ي َأ ْت ِي َ َ‬
‫ك‬ ‫عب ُدْ َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫الله تعالى‪َ  :‬‬
‫وا ْ‬
‫ن ‪ (3)‬حتى تموت وقوله تعالى‪ :‬‬ ‫ال ْي َ ِ‬
‫قي ُ‬
‫ي‬
‫حَيا َ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫كي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ون ُ ُ‬‫صلِتي َ‬ ‫ن َ‬‫ل إِ ّ‬‫ق ْ‬‫ُ‬
‫ك لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ري َ‬
‫ش ِ‬‫ن*ل َ‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬‫ب ال ْ َ‬‫ه َر ّ‬
‫ماِتي لل ِ‬‫م َ‬‫و َ‬ ‫َ‬
‫ك أ ُمرت َ َ‬
‫ن ‪.(4)‬‬ ‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬‫و ُ‬ ‫وأَنا أ ّ‬ ‫وب ِذَل ِ َ ِ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم‬
‫بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيماًنا‬

‫الشعراء آية ‪.89 – 88‬‬ ‫سورة‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫الحزاب آية ‪.71‬‬ ‫سورة‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫الحجر ‪.99‬‬ ‫سورة‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫النعام آية ‪.163 – 162‬‬ ‫سورة‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪8‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫دا وتبعية للخرين‪ ،‬وأن‬


‫واحتساًبا ل تقلي ً‬
‫تصوم جوارحنا عن الثام من الكلم‬
‫المحرم والنظر المحرم والستماع المحرم‬
‫والكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة‬
‫والعتق من النار‪ ،‬ينبغي لنا أن نحافظ على‬
‫آداب الصيام من تأخير السحور إلى آخر‬
‫جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا‬
‫غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير‬
‫وأن يقول الصائم إذا شتم‪» :‬إني صائم«‬
‫فل يسب من سبه ول يقابل السيئة بمثلها‬
‫بل يقابلها بالكلمة التي هي أحسن ليتم‬
‫صومه ويقبل عمله‪ ،‬يجب علينا الخلص لله‬
‫عز وجل في صلتنا وصيامنا وجميع أعمالنا‬
‫فإن الله تعالى ل يقبل من العمل إل ما‬
‫حا وابتغى به وجهه‪ ،‬والعمل الصالح‬ ‫كان صال ً‬
‫هو الخالص لله الموافق لسنة‬
‫رسوله ‪.‬‬
‫ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلة‬
‫التراويح وهي قيام رمضان اقتداء بالنبي ‪‬‬
‫وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتساًبا للجر‬
‫والثواب المرتب عليها قال ‪» :‬من قام‬
‫‪9‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫رمضان إيماًنا واحتساًبا غفر له ما‬


‫تقدم من ذنبه« متفق عليه وأن يقوم‬
‫المصلي مع المام حتى ينتهي ليكتب له‬
‫قيام ليلة لحديث أبي ذر الذي رواه أحمد‬
‫والترمذي وصححه)‪ (1‬وأن يحيي ليالي‬
‫العشر الواخر من رمضان بالصلة وقراءة‬
‫عا‬
‫القرآن والذكر والدعاء والستغفار اتبا ً‬
‫للسنة وطلًبا لليلة القدر التي هي خير من‬
‫ألف شهر – ثلث وثمانين سنة وأربعة‬
‫أشهر – وهي الليلة المباركة التي شرفها‬
‫الله بإنزال القرآن فيها وتنزل الملئكة‬
‫والروح فيها‪ ،‬وهي الليلة التي من قامها‬
‫إيماًنا واحتساًبا غفر له ما تقدم من ذنبه‪،‬‬
‫وهي محصورة في العشر الواخر من‬
‫رمضان فينبغي للمسلم أن يجتهد في كل‬
‫ليلة منها بالصلة والتوبة الذكر والدعاء‬
‫والستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار‬
‫لعل الله أن يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا‬
‫الجنة وينجينا من النار ووالدينا والمسلمين‪،‬‬
‫وقد كان النبي ‪ ‬إذا دخل العشر الواخر‬
‫)‪ (1‬ولفظة )مصصن قصصام مصصع المصصام حصصتى ينصصصرف‬ ‫‪1‬‬

‫كتب له قيام ليلة(‪.‬‬


‫‪10‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫من رمضان أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ‬


‫أهله ولنا في رسول‬
‫سر‬‫الله ‪ ‬أسوة حسنة وشد المئزر فُ ّ‬
‫سر بالتشمير في ال‬ ‫باعتزال النساء وفُ ّ‬
‫عبادة وكان النبي ‪ ‬يعتكف في العشر‬
‫الواخر من رمضان والمعتكف ممنوع من‬
‫قرب النساء ن وينبغي للمسلم الصائم أن‬
‫يحافظ على تلوة القرآن الكريم في‬
‫رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له‬
‫عند ربه وشفيًعا له يوم القيامة وقد تكفل‬
‫الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن ل‬
‫يضل في الدنيا ول يشقى في الخرة بقوله‬
‫وَل‬
‫ل َ‬‫ض ّ‬‫فَل ي َ ِ‬
‫ي َ‬
‫دا َ‬
‫ه َ‬
‫ع ُ‬
‫ن ات ّب َ َ‬
‫م ِ‬
‫ف َ‬‫تعالى‪َ  :‬‬
‫قى ‪.(1)‬‬‫ش َ‬
‫يَ ْ‬
‫وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره‬
‫ليفوزوا بالكرامات الربع التي أخبر بها‬
‫رسول الله ‪ ‬بقوله‪» :‬وما اجتمع قوم‬
‫في بيت من بيوت الله يتلون كتاب‬
‫الله ويتدارسونه بينهم إل نزلت عليهم‬
‫السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم‬

‫)‪ (1‬سورة طه آية ‪.123‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪11‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫الملئكة وذكرهم الله فيمن عنده«‬


‫رواه مسلم‪.‬‬
‫وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء‬
‫والستغفار بالليل والنهار في حال صيامه‬
‫وعند سحوره‪ ،‬فقد ثبت في الحديث‬
‫الصحيح )إن الله تعالى ينزل إلى السماء‬
‫الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الخر‬
‫فيقول‪» :‬من يدعوني فأستجيب له‪ ،‬من‬
‫يسألني فأعطيه‪ ،‬من يستغفرني فأغفر له«‬
‫حتى يطلع الفجر( رواه مسلم في صحيحه‬
‫وورد الحث على الدعاء في حال الصيام‬
‫وعند الفطار وأن من الدعوات المستجابة‬
‫دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫أمر الله بالدعاء وتكفل بالجابة ‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫م ‪ ] ‬سورة‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬
‫ج ْ‬‫ست َ ِ‬
‫عوِني أ ْ‬ ‫َرب ّك ُ ُ‬
‫م ادْ ُ‬
‫غافر آية‪ [ 60 :‬وينبغي للمسلم أن يحفظ‬
‫أوقات حياته القصيرة المحدودة‪ ،‬فيما‬
‫ينفعه من عبادة ربه المتنوعة القاصرة‪،‬‬
‫والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه‬
‫صا أوقات شهر‬ ‫ودنياه وآخرته وخصو ً‬
‫رمضان الشريفة الفاضلة التي ل تعوض ول‬
‫‪12‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم‬


‫وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم‬
‫وغفلتهم‪ ،‬وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئل‬
‫يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك‬
‫مسئول عن أوقاتك ومحاسب عليها‬
‫ومجزي على ما عملت فيها‪.‬‬
‫تنظيم الوقت‪:‬‬
‫ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم‬
‫خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذا الشهر‬
‫الكريم‪ ،‬ولعلها أن يقاس عليها ما سواها‬
‫من شهور الحياة القصيرة فينبغي للمسلم‬
‫إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ‬
‫القرآن الكريم وأذكار الصباح ويذكر الله‬
‫تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها‬
‫بحوالي ربع ساعة أي بعد خروج وقت‬
‫النهي يصلي ركعتين أو ما شاء الله ليفوز‬
‫مة كما في الحديث‬ ‫بأجر حجة وعمرة تا ّ‬
‫الذي رواه الترمذي وحسنه ولنا في رسول‬
‫الله ‪ ‬وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد‬
‫كانوا إذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد‬
‫يذكرون الله تعالى حتى تطلع الشمس‪،‬‬
‫ويلحظ أن المسلم إذا جلس في مصله ل‬
‫‪13‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫يزال في صلة وعبادة كما وردت السنة‬


‫بذلك وبعد ذلك ينام إلى وقت العمل ثم‬
‫يذهب إلى عمله ول ينسى مراقبة الله‬
‫تعالى وذكره في جميع أوقاته وأن يحافظ‬
‫على الصلوات الخمس في أوقاتها مع‬
‫الجماعة‪ ،‬والذي ليس عنده عمل من‬
‫الفضل له أن ينام بعد الظهر ليرتاح‬
‫وليستعين به على قيام الليل فيكون نومه‬
‫عبادة وبعد صلة العصر يقرأ أذكار المساء‬
‫وما تيسر من القرآن الكريم وبعد المغرب‬
‫وقت للعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي‬
‫العشاء والتراويح وبعد صلة التراويح يقضي‬
‫حوائجه الضرورية لحياته اليومية المنوطة‬
‫به لمدة ساعتين تقريًبا ثم ينام إلى أن‬
‫يحين وقت السحور فيقوم ويذكر الله‬
‫ويتوضأ ويصلي ما كتب له ثم يشغل نفسه‬
‫قبل السحور وبعده بذكر الله والدعاء‬
‫والستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلة‬
‫الفجر‪ ،‬والخلصة أنه ينبغي للمسلم الراجي‬
‫رحمة ربه الخائف من عذابه أن يراقب الله‬
‫تعالى في جميع أوقاته في سره وعلنيته‬
‫دا‬
‫ما وقاع ً‬‫وأن يلهج بذكر الله تعالى قائ ً‬
‫‪14‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫وعلى جنبه كما وصف الله المؤمنين بذلك‪،‬‬


‫ومن علمات القبول لزوم تقوى الله عز‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫ه ِ‬
‫ل الل ُ‬ ‫وجل لقوله تعالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ما ي َت َ َ‬
‫قب ّ ُ‬
‫ن ‪.(1)‬‬
‫قي َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مت ّ ِ‬
‫وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه‬
‫ما كثيًرا‪.‬‬ ‫أجمعين وسلم تسلي ً‬
‫‪‬‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة آية ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪15‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫‪ ‬ملحظات وتنبيهططات علططى أخطططاء‬
‫بعض الصائمين والقائمين في شططهر‬
‫رمضان !‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول‬
‫الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد‪ :‬فإن‬
‫شهر رمضان المبارك موسم عبادات‬
‫متنوعة من صيام وقيام وتلوة قرآن‬
‫وصدقة وإحسان وذكر ودعاء واستغفار‬
‫وسؤال الجنة والنجاة من النار‪ .‬فالموفق‬
‫من حفظ أوقاته في ليله ونهاره وشغلها‬
‫فيما يسعده وي َُقّربه إلى ربه على الوجه‬
‫المشروع بل زيادة ول نقصان ومن المعلوم‬
‫لدى كل مسلم أنه يشترط لقبول العمل‬
‫الخلص لله المعبود والمتابعة للرسول ‪.‬‬
‫لذا يتعين على المسلم أن يتعلم أحكام‬
‫الصيام‪ ،‬على من يجب‪ ،‬وشروط وجوبه‬
‫وشروط صحته ومن يباح له الفطر في‬
‫رمضان ومن ل يباح له وما هي آداب‬
‫الصائم وما الذي يستحب له‪ .‬وما هي‬
‫الشياء التي تفسد الصيام ويفطر بها‬
‫‪16‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫الصائم وما هي أحكام‬


‫القيام !!!‬
‫وكثير من الناس مقصر في معرفة هذه‬
‫الحكام لذا تراهم يقعون في أخطاء كثيرة‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬عدم معرفة أحكام الصيام وعدم‬
‫السؤال عنها وقد قال الله تعالى‪ :‬‬
‫ن‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ل تَ ْ‬ ‫ل الذّك ْ ِ‬
‫ر إِ ْ‬ ‫سأ َُلوا أ َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫َ‬
‫فا ْ‬
‫‪ (1)‬وقال عليه الصلة والسلم‪» :‬من يرد‬
‫الله به خيًرا يفقهه في الدين« متفق‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ - 2‬استقبال هذا الشهر الكريم باللهو‬
‫واللعب بدل ً من ذكر الله وشكره أن بّلغهم‬
‫هذا الشهر العظيم وبدل ً من أن يستقبلوه‬
‫بالتوبة الصادقة والنابة إلى الله ومحاسبة‬
‫النفس في كل صغيرة وكبيرة قبل أن‬
‫تحاسب وتجزى على ما عملت من خير‬
‫وشر‪.‬‬
‫‪ - 3‬يلحظ أن بعض الناس إذا جاء‬
‫رمضان تابوا وصلوا وصاموا فإذا انقضى‬

‫)‪ (1‬سورة النحل الية ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪17‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫عادوا إلى ترك الصلة وفعل المعاصي‪.‬‬


‫فهؤلء بئس القوم‪ .‬لنهم ل يعرفون الله إل‬
‫في رمضان‪ .‬ألم يعلموا أن رب الشهور‬
‫واحد وأن المعاصي حرام في كل وقت وأن‬
‫الله مطلع عليهم في كل زمان ومكان‬
‫حا بترك‬‫فليتوبوا إلى الله تعالى توبة نصو ً‬
‫المعاصي والندم على ما كان منها والعزم‬
‫على عدم العودة إليها في المستقبل حتى‬
‫تقبل توبتهم وتغفر ذنوبهم وتمحى سيئاتهم‪.‬‬
‫‪ - 4‬اعتقاد البعض من الناس أن شهر‬
‫رمضان فرصة للنوم والكسل في النهار‬
‫والسهر في الليل وفي الغالب يكون هذا‬
‫السهر على ما يغضب الله عز وجل من‬
‫اللهو واللعب والغفلة والقيل والقال والغيبة‬
‫والنميمة وهذا فيه خطر عظيم وخسارة‬
‫جسيمة عليهم‪ .‬وهذه اليام المعدودات‬
‫شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على‬
‫العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلتهم‪.‬‬
‫‪ - 5‬يلحظ أن بعض الناس يستاء من‬
‫دخول شهر رمضان ويفرح بخروجه لنهم‬
‫يرون فيه حرماًنا لهم من ممارسة‬
‫دا‬
‫شهواتهم فيصومون مجاراة للناس وتقلي ً‬
‫‪18‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫وتبعية لهم ويفضلون عليه غيره من‬


‫الشهور مع أنه شهر بركة ومغفرة ورحمة‬
‫وعتق من النار للمسلم الذي يؤدي‬
‫الواجبات ويترك المحرمات ويمتثل الوامر‬
‫ويترك النواهي‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن بعض الناس يسهرون في ليالي‬
‫رمضان غالًبا فيما ل تحمد عقباه من‬
‫الملهي والملعب والتجول في الشوارع‬
‫والجلوس على الرصفة ثم يتسحرون بعد‬
‫نصف الليل وينامون عن أداء صلة الفجر‬
‫في وقتها مع الجماعة وفي ذلك عدة‬
‫مخالفات‪:‬‬
‫أ( السهر فيما ل يجدي وقد كان النبي ‪‬‬
‫يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها إل‬
‫في خير‪ .‬وفي الحديث الذي رواه أحمد »ل‬
‫ل أو مسافر« ورمز‬ ‫سمر إل لمص ّ‬
‫السيوطي لحسنه‪.‬‬
‫ب( ضياع أوقاتهم الثمينة في رمضان‬
‫بدون أن يستفيدوا منها شيًئا وسوف‬
‫سر النسان على كل وقت يمّر به ل‬ ‫يتح ّ‬
‫يذكر‬
‫‪19‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫الله فيه‪.‬‬
‫ج( تقديم السحور قبل وقته المشروع‬
‫آخر الليل قبيل طلوع الفجر‪.‬‬
‫د( والمصيبة العظمى النوم عن أداء‬
‫صلة الفجر في وقتها مع الجماعة التي‬
‫تعدل قيام الليل أو نصفه كما في الحديث‬
‫الذي رواه مسلم في صحيحه عن عثمان‬
‫بن عفان رضي الله عنه أن رسول‬
‫الله ‪ ‬قال‪» :‬من صلى العشاء في‬
‫جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن‬
‫صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى‬
‫الليل كله«‪ .‬وبذلك يتصفون بصفات‬
‫المنافقين الذين ل يأتون الصلة إل وهم‬
‫كسالى ويؤخرونها عن أوقاتها ويتخلفون‬
‫عن جماعتها ويحرمون أنفسهم الفضل‬
‫العظيم والثواب الجسم المرتب عليها‪.‬‬
‫‪ - 7‬التحرز من المفطرات الحسية‬
‫كالكل والشرب والجماع وعدم التحرز من‬
‫المفطرات المعنوية كالغيبة والنميمة‬
‫والكذب واللعن والسباب وإطلق النظر‬
‫إلى النساء في الشوارع والمحلت‬
‫التجارية‪ ،‬فيجب على كل مسلم أن يهتم‬
‫‪20‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫بصيامه وأن يبتعد عن هذه المحرمات‬


‫والمفطرات فرب صائم ليس له من صيامه‬
‫إل الجوع والعطش ورب قائم ليس له من‬
‫قيامه إل السهر والتعب‪ ،‬قال‬
‫النبي ‪» :‬من لم يدع قول الزور‬
‫والعمل به فليس لله حاجة في أن‬
‫يدع طعامه وشرابه« رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ - 8‬ترك صلة التراويح التي وعد من‬
‫قامها إيماًنا واحتساًبا بمغفرة ما مضى من‬
‫ذنوبه وفي تركها استهانة بهذا الثواب‬
‫العظيم والجر الجسيم فالكثير من‬
‫المسلمين ل يؤديها وربما صلى قليل ً منها‬
‫ثم انصرف وحجته في ذلك أنها سنة‪.‬‬
‫ونقول نعم هي سنة مؤكدة صلها رسول‬
‫الله ‪ ‬وخلفاؤه الراشدون والتابعون له‬
‫بإحسان وهي تقرب العبد إلى ربه‪ .‬ومن‬
‫أسباب مغفرة الله لعبده ومحبته له‪ .‬وتركها‬
‫يعتبر من الحرمان العظيم نعوذ بالله من‬
‫ذلك‪ ،‬وربما وافق المصلي ليلة القدر ففاز‬
‫بعظيم المغفرة والجر‪ ،‬والسنن شرعت‬
‫لجبر نقص الفرائض وهي من أسباب محبة‬
‫‪21‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫الله لعبده وإجابة دعائه ومن أسباب تكفير‬


‫السيئات ومضاعفة الحسنات ورفع‬
‫الدرجات ن ول ينبغي للرجل أن يتخلف عن‬
‫صلة التراويح لينال ثوابها وأجرها ول‬
‫ينصرف منها حتى ينتهي المام منها ومن‬
‫الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله لقوله‬
‫‪» :‬من قام مع المام حتى ينصرف‬
‫كتب له قيام ليلة« رواه أهل السنن‬
‫بسند صحيح‪.‬‬
‫‪ - 9‬يلحظ أن بعض الناس قد يصوم ول‬
‫يصلي أو يصلي في رمضان فقط‪ .‬فمثل‬
‫هذا ل يفيده صوم ول صدقة لن الصلة‬
‫عماد الدين السلمي الذي يقوم عليه‪.‬‬
‫‪ - 10‬اللجوء إلى السفر إلى الخارج في‬
‫رمضان بدون حاجة وضرورة بل من أجل‬
‫التحيل على الفطر‪ .‬بحجة أنه مسافر ومثل‬
‫هذا السفر ل يحوز ول يحل له أن يفطر‬
‫فيه‪ ،‬والله ل تخفى عليه حيل المحتالين‪،‬‬
‫وغالب من يفعل ذلك متعاطي المسكرات‬
‫والمخدرات عافانا الله والمسلمين منها‪.‬‬
‫‪ - 11‬الفطر على بعض المحرمات‬
‫‪22‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫لوصفها كالمسكرات والمخدرات ومنها‬


‫شرب الدخان والشيشة »النار جيلة« أو‬
‫لكسبها كالمال المكتسب من حرام‬
‫كالرشوة وشهادة الزور والكذب واليمان‬
‫الكاذبة والمعاملت الربوية‪ ،‬والذي يأكل‬
‫الحرام أو يشربه ل يقبل منه عمل ول‬
‫يستجاب له دعاء‪ .‬إن تصدق منه لم تقبل‬
‫صدقته وإن حج منه لم يقبل حجه‪.‬‬
‫‪ - 12‬يلحظ على بعض الئمة في صلة‬
‫التراويح أنهم يسرعون فيها سرعة تخل‬
‫بالمقصود من الصلة يسرعون في التلوة‬
‫للقرآن الكريم والمطلوب فيها الترتيل ول‬
‫يطمئنون في ركوعها ول سجودها‪ ،‬ول‬
‫يطمئنون في القيام بعد الركوع والجلوس‬
‫بين السجدتين وهذا أمر ل يجوز ول تتم به‬
‫الصلة‪ .‬والواجب الطمأنينة في القيام‬
‫والقعود والركوع والسجود وفي القيام بعد‬
‫الركوع والجلوس بين السجدتين‪ .‬وقد قال‬
‫رسول الله ‪ ‬للذي لم يطمئن في صلته‪:‬‬
‫»ارجع فصل فإنك لم تصل« متفق عليه‪.‬‬
‫وأسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلته‬
‫فل يتم ركوعها ول سجودها ول القراءة‬
‫‪23‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫فيها‪ .‬والصلة مكيال‪ ،‬فمن وّفى وفي له‪،‬‬


‫ومن طفف فويل للمطففين‪.‬‬
‫‪ - 13‬تطويل دعاء القنوت والتيان فيه‬
‫بأدعية غير مأثورة مما يسبب السآمة‬
‫والملل لدى المأمومين والوارد عن النبي‬
‫‪ ‬في دعاء قنوت الوتر كلمات يسيرة‬
‫وهي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما‬
‫قال‪ :‬علمني رسول الله ‪ ‬كلمات أقولهن‬
‫في قنوت الوتر »اللهم اهدني فيمن هديت‬
‫وعافني فيمن عافيت‪ .‬وتولني فيمن توليت‪.‬‬
‫وبارك لي فيما أعطيت‪ .‬وقني شر ما‬
‫قضيت فإنك تقضي ول يقضى عليك‪ ،‬إنه ل‬
‫يذلك من واليت ول يعز من عاديت‪ .‬تباركت‬
‫ربنا وتعاليت« قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‬
‫ول يعرف عن النبي ‪ ‬في القنوت شيء‬
‫أحسن من هذا‪ .‬وعن علي بن أبي طالب‬
‫رضي الله عنه أن رسول الله ‪ ‬كان يقول‬
‫في آخر وتره‪» :‬اللهم إني أعوذ برضاك من‬
‫سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك‬
‫منك ل ُأحصي ثناًء عليك‪ ،‬أنت كما أثنيت‬
‫على نفسك«‪ .‬رواه أحمد وأهل السنن‪.‬‬
‫والناس يقولون هذا الدعاء في أثناء قنوت‬
‫‪24‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫الوتر ثم يأتون بأدعية طويلة وممّلة‪ .‬وقد‬


‫كان النبي ‪ ‬يستحب الجوامع من الدعاء‬
‫ويدع ما سوى ذلك‪.‬‬
‫كما في الحديث الذي رواه أبو داود‬
‫والحاكم وصححه‪ .‬فينبغي القتصار في‬
‫دعاء القنوت على الدعية المأثورة الجامعة‬
‫لخير الدنيا والخرة وهي موجودة في كتب‬
‫الذكار‪ .‬اقتداء بالنبي ‪ ‬ولئل يشق على‬
‫المأمومين‪.‬‬
‫‪ - 14‬السنة أن يقال بعد السلم من‬
‫الوتر »سبحان الملك القدوس« ثلث‬
‫مرات للحديث الذي رواه أبو داود‬
‫والنسائي بسند صحيح والناس ل يقولونها‬
‫وعلى أئمة المساجد تذكير‬
‫الناس بها‪.‬‬
‫‪ - 15‬يلحظ على كثير من المأمومين‬
‫في صلة التراويح وغيرها من الصلوات‬
‫مسابقة المام في الركوع والسجود‬
‫عا من‬‫والقيام والقعود والخفض والرفع خدا ً‬
‫الشيطان واستخفاًفا منهم بالصلة‪ .‬وحالت‬
‫المأموم مع إمامه في صلة الجماعة أربع‬
‫حالت‪ ،‬واحدة منها مشروعة وثلثة ممنوعة‬
‫‪25‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫وهي المسابقة والمخالفة والموافقة‪.‬‬


‫والمشروع في حق المأموم هو المتابعة‬
‫بأن يأتي بأفعال الصلة بعد إمامه مباشرة‬
‫فل يسبقه بها ول يوافقه ول يتخلف عنه‪،‬‬
‫والمسابقة مبطلة للصلة لقوله ‪» :‬أما‬
‫يخشى الذي يرفع رأسه قبل المام‬
‫أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو‬
‫يجعل صورته صورة حمار« متفق‬
‫عليه‪ .‬وذلك لساءته في صلته لنه ل صلة‬
‫له‪ .‬ولو كانت له صلة لرجا له الثواب ولم‬
‫يخف عليه العقاب أن يحول الله رأسه‬
‫رأس حمار‪.‬‬
‫‪ - 16‬يلحظ على بعض المأمومين أنهم‬
‫يحملون المصاحف في قيام رمضان‬
‫ويتابعون بها قراءة المام وهذا العمل غير‬
‫مشروع ول مأثور عن السلف ول ينبغي إل‬
‫لمن يرد على المام إذا غلط والمأموم‬
‫مأمور بالستماع والنصات لقراءة المام‬
‫ن‬ ‫ئ ال ْ ُ‬
‫قْرآ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ذا ُ‬
‫ق ِ‬ ‫لقول الله تعالى‪َ  :‬‬
‫وإ ِ َ‬
‫فاست َمعوا ل َه َ‬
‫ن‬
‫مو َ‬
‫ح ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْر َ‬ ‫صُتوا ل َ َ‬
‫وأن ْ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ ِ ُ‬
‫‪] ‬سورة العراف آية ‪.[ 204‬‬
‫قال المام أحمد‪ :‬أجمع الناس على أن‬
‫‪26‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫هذه الية في الصلة‪ .‬وقد نبه على هذه‬


‫المسالة الشيخ عبد الله بن عبد الرح ٰمن‬
‫الجبرين في التنبيهات على المخالفات في‬
‫الصلة‪ ،‬وقال‪ :‬إن هذا العمل يشغل‬
‫المصلي عن الخشوع والتدبر ويعتبر عبًثا‪.‬‬
‫‪ - 17‬أن بعض أئمة المساجد يرفع صوته‬
‫بدعاء القنوت أكثر من اللزم‪ ،‬ول ينبغي‬
‫رفع الصوت إل بقدر ما يسمع المأموم وقد‬
‫ة‬
‫في َ ً‬‫خ ْ‬ ‫و ُ‬
‫عا َ‬
‫ضّر ً‬ ‫عوا َرب ّك ُ ْ‬
‫م تَ َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬ادْ ُ‬
‫ن ‪ ‬ولما رفع‬ ‫دي َ‬
‫عت َ ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ح ّ‬
‫ه ل يُ ِ‬
‫إ ِن ّ ُ‬
‫الصحابة رضي الله عنهم أصواتهم بالتكبير‬
‫نهاهم النبي ‪ ‬عن ذلك وقال‪» :‬أربعوا‬
‫ما‬‫على أنفسكم إنكم ل تدعون أص ً‬
‫ول غائًبا«‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ - 18‬يلحظ على كثير من الئمة في‬
‫الصلوات التي يشرع تطويل القراءة فيها‬
‫كقيام رمضان وصلة الكسوف أنهم‬
‫يخففون الركوع والسجود والقيام بعد‬
‫الركوع والجلوس بين السجدتين‪.‬‬
‫والمشروع أن تكون الصلة متناسبة اقتداء‬
‫بالنبي ‪ ‬فقد كان مقدار ركوعه وسجوده‬
‫قريًبا من قيامه وكان إذا رفع رأسه من‬
‫‪27‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫ما حتى يقول القائل‪ :‬قد‬ ‫الركوع مكث قائ ً‬


‫نسي وإذا رفع رأسه من السجود مكث‬
‫سا حتى يقول القائل‪ :‬قد نسي‪.‬‬ ‫جال ً‬
‫وقال البراء بن عازب رضي الله عنه‪:‬‬
‫رمقت الصلة مع النبي ‪ ‬فوجدت قيامه‬
‫فركعته فقيامه بعد الركوع‪ .‬فسجدته‬
‫فجلوسه بين السجدتين قريًبا من السوا‪.‬‬
‫وفي رواية ما خل القيام والقعود قريًبا من‬
‫السوا)‪ .(1‬والمراد أنه إذا أطال القيام أطال‬
‫الركوع والسجود وما بينهما وإذا خفف‬
‫القيام خفف الركوع والسجود وما بينهما‪.‬‬
‫وينصح أئمة المساجد أن يقرؤوا صفة‬
‫صلة رسول الله ‪ ‬في زاد المعاد وفي‬
‫كتاب الصلة لبن القيم رحمه الله فقد أجاد‬
‫في وصفها وأفاد‪.‬‬
‫رحمه الله وغفر لنا وله ولوالدينا ولجميع‬
‫المسلمين‪ .‬وصلى الله وسلم على نبينا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫بقلم ‪ /‬عبد الله بن جار الله الجار‬
‫الله‬
‫‪‬‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪28‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫‪ ‬النصائح الغالية ‪‬‬
‫• أخي المسلم‪:‬‬
‫بمناسبة شهر رمضان المبارك يسرنا أن‬
‫نهديك هذه المجموعة من النصائح الغالية‬
‫ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياك‬
‫ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه‪.‬‬
‫‪ - 1‬احرص على أن يكون هذا الشهر‬
‫المبارك نقطة محاسبة وتقويم لعمالك‬
‫ومراجعة وتصحيح لحياتك‪.‬‬
‫‪ - 2‬احرص على المحافظة على صلة‬
‫التراويح جماعة فقد‬
‫قال ‪» :‬من صلى مع المام حتى‬
‫ينصرف كتب له قيام ليلة«‪.‬‬
‫‪ - 3‬احذر من السراف في المال وغيره‬
‫فالسراف محرم ويقلل من حظك في‬
‫الصدقات التي تؤجر عليها‪.‬‬
‫‪ - 4‬اعقد العزم على الستمرار بعد‬
‫رمضان على ما اعتدت عليه فيه‪.‬‬
‫‪ - 5‬اعتبر بمضي الزمان وتتابع الحوال‬
‫على انقضاء العمر‪.‬‬
‫‪ - 6‬إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل‬
‫‪29‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫وليس نوم وكسل‪.‬‬


‫‪ - 7‬عود لسانك على دوام الذكر ول تكن‬
‫من الذين ل يذكرون الله إل قلي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ - 8‬عند شعورك بالجوع تذكر أنك‬
‫ضعيف ول تستغني عن الطعام وغيره من‬
‫نعم الله‪.‬‬
‫‪ - 9‬انتهز فرصة هذا الشهر للمتناع‬
‫الدائم عن تعاطى ما ل ينفعك بل يضرك‪.‬‬
‫‪ - 10‬اعلم أن العمل أمانة فحاسب‬
‫نفسك هل أديته كما ينبغي‪.‬‬
‫‪ - 11‬سارع إلى طلب العفو ممن ظلمته‬
‫قبل أن يأخذ من حسناتك‪.‬‬
‫ما‬
‫طر صائ ً‬ ‫‪ - 12‬احرص على أن ت َُف ّ‬
‫فيصير لك مثل أجره‪.‬‬
‫‪ - 13‬اعلم أن الله أكرم الكرمين وأرحم‬
‫الراحمين ويقبل التوبة من التائبين وهو‬
‫سبحانه شديد العقاب يمهل ول يمهل‪.‬‬
‫‪ – 14‬إذا فعلت معصية وسترك الله‬
‫سبحانه وتعالى فاعلم أنه إنذار لك لتتوب‬
‫فسارع للتوبة واعقد العزم على عدم‬
‫العودة لتلك المعصية‪.‬‬
‫‪ - 15‬اعلم أن الله سبحانه وتعالى أباح‬
‫‪30‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫لنا الترويح عن النفس بغير الحرام ولكن‬


‫وت‬‫حا يف ّ‬
‫التمادي وجعل الوقت كله تروي ً‬
‫فرصة الستزادة من الخير‪.‬‬
‫‪ - 16‬احرص على الستزادة من معرفة‬
‫تفسير القرآن‬
‫– وأحاديث الرسول ‪ - ‬والسيرة العطرة‬
‫– وعلوم الدين‪ .‬فطلب العلم عبادة‪.‬‬
‫‪ - 17‬ابتعد عن جلساء السوء واحرص‬
‫على مصاحبة الخيار الصالحين‪.‬‬
‫‪ – 18‬إن العتياد على التبكير إلى‬
‫المساجد يدل على عظيم الشوق والنس‬
‫بالعبادة ومناجاة الخالق‪.‬‬
‫‪ - 19‬احرص على توجيه من تحت‬
‫إدارتك إلى ما ينفعهم في دينهم فإنهم‬
‫يقبلون منك أكثر من غيرك‪.‬‬
‫‪ – 20‬ل تكثر من أصناف الطعام في‬
‫وجبة الفطار فهذا يشغل أهل البيت عن‬
‫الستفادة من نهار رمضان في قراءة‬
‫القرآن وغيره من العبادات‪.‬‬
‫‪ - 21‬قلل من الذهاب إلى السواق في‬
‫صا في آخر الشهر لئل‬ ‫ليالي رمضان وخصو ً‬
‫تضيع عليك تلك الوقات الثمينة‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫‪ - 22‬اعلم أن هذا الشهر المبارك ضيف‬


‫راحل فأحسن ضيافته فما أسرع ما تذكره‬
‫إذا ولى‪.‬‬
‫‪ - 23‬احرص على قيام ليالي العشر‬
‫الواخر فهي ليالي فاضلة وفيها ليلة القدر‬
‫التي هي خير من ألف شهر‪.‬‬
‫‪ – 24‬اعلم أن يوم العيد يوم شكر للرب‬
‫فل تجعله يوم انطلق مما حبست عنه‬
‫نفسك في هذا الشهر‪.‬‬
‫كر وأنت فرح مسرور بيوم العيد‬ ‫‪ – 25‬ت َذ َ ّ‬
‫إخوانك اليتامى والثكالى والمعدمين واعلم‬
‫ضلك عليهم قادر على أن يبدل‬ ‫أن من ف ّ‬
‫هذا الحال فسارع إلى شكر النعم‬
‫ومواساتهم‪.‬‬
‫‪ - 26‬احذر من الفطر دون عذر فإن من‬
‫ما من رمضان لم يقضه صوم‬ ‫أفطر يو ً‬
‫الدهر كله ولو صامه‪.‬‬
‫‪ - 27‬اجعل لنفسك نصيًبا ولو يسيًرا من‬
‫العتكاف‪.‬‬
‫‪ – 28‬يسن الجهر بالتكبير ليلة العيد‬
‫ويومه إلى أداء الصلة‪.‬‬
‫‪ - 29‬اجعل لنفسك نصيًبا من صوم‬
‫‪32‬‬ ‫كيف نستقبل‬
‫شهر رمضان‬

‫التطوع ول يكن عهدك بالصيام في رمضان‬


‫فقط‪.‬‬
‫‪ - 30‬حاسب نفسك في جميع أمورك‬
‫ومنها‪:‬‬
‫المحافظة على الصلة جماعة –‬
‫الزكاة – صلة الرحام – بر الوالدين – تفقد‬
‫الجيران – الصفح عمن بينك وبينه شحناء –‬
‫عدم السراف – تربية من تحت يديك –‬
‫الهتمام بأمور إخوانك المسلمين – عدم‬
‫صرف شيء مما وليت عليه لفائدة نفسك‬
‫– استجابتك وفرحك بالنصح – الحذر من‬
‫الرياء – حبك لخيك ما تحب لنفسك –‬
‫سعيك بالصلح – عدم غيبة إخوانك – تلوة‬
‫القرآن وتدبر معانيه – الخشوع عند‬
‫سماعه‪ .‬هذا وصلى الله وسلم على نبينا‬
‫محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫‪‬‬

You might also like