Professional Documents
Culture Documents
أسلموا
/http://www.saaid.net
بسم ال الرحن الرحيم
مقدمة
(ويري الذين أوتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الق ويهدي إل صراط العزيز
الميد) سبأ.6:
إن المدل نمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا,من يهده ال فل مضل له ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا..
أما بعد..
فهذا اهداء إل كل من يبحث عن الق ف زمن انتشر به الباطل..
إل كل ضال يسعي إل الداية..
إل كل حزين يبحث عن السعادة..
إل كل عاصي يتمن التوبة..
إل كل أمة تعيش علي أفكار ومعتقدات زائفة تسوقها إل النار لتكون مصيها البدي..وهي
ل تدري..
هذه قصصهم يروونا بألسنتهم قائلي للناس:
(ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس ليعلمون)
داعيا ال أن يتقبل جهدي التواضع هذا وأن يعله ذخرا ل يوم العرض عليه..
2
الفهرس
4
-49الكاتبة البيطانية ايفلي كوبلد
-50العالة الكندية صوف بوافي
-51الفيلسوف الفرنسي رينيه جينو
-52الباحثة المريكية بربارا براون
-53أستاذ الفلسفة الامعي الفرنسي روبرت بيجوزيف
-54عال النفس اللان فيلي بوتولو
-55أستاذ الصحافة المريكي مارك شليفر
-56أستاذ الدب البيطان جان مونرو
-57الستاذ الامعي السبان ميجيل بيو
-58رئيس العهد الدول التكنولوجي بالرياض الدكتور اسب ابراهيم شاهي
-59الباحث الكندي موري ديفيد كيل
-60أستاذ القانون اليهودي
-61الدكتور العراقي اليهودي سابقا أحد نسيم سوسه
-62الفكر النليزي عبدال كويليام
مشاهي أسلموا
-63الغن السابق البيطان يوسف إسلم
-64الدكتور روبرت كرين مستشار الرئيس المريكي نيكسون
-65لعب السلة المريكي ممود عبدالرؤوف
-66لعب كرة القدم الفرنسي نيكولس أنيلكا
-67المثل المريكي ويل سيث
-68المثل اليطال جينو لو كابوتو
-69الغن المريكي جيمان جاكسون شقيق مايكل جاكسون
-70الوسيقي البيطان براين هوايت
-71جوناثان بيت ابن رئيس الـ"ب ب سي" يعتنق السلم
-72بطل السنوكر العالي السابق رون أوسوليفان
5
-73الغنية اللانية كريستيان باكر
-74رئيس جهورية جامبيا
-75مدير دري بارك المريكي ف مصر
-76يوسف خطاب التزمت اليهودي سابقا
-77مالكولــم إكــــس زعيم من اللوّني المريكيي
-78اللورد هدل سليل السرة الالكة ف بريطانيا
-79عارضة الزياء الفرنسية فابيان
-80عارضة الزياء اليونانية ماكلي سيكاروس
-81رئيس الزب السلمي البيطان داود موسي بيتكوك
-82السفي اللان ف الغرب سابقا د.مراد هوفمان
6
قساوسة ومنصرون أسلموا
-1رئيس لان التنصي بأفريقيا القس الصري السابق اسحق هلل مسيحه
الهنة :راعي كنيسة الثال السيحي ورئيس فخري لمعيات خلص النفوس الصرية بإفريقيا
وغرب آسيا .مواليد-3/5/1953 :النيا-جهورية مصر العربية .ولدت ف قرية البياضية
مركز ملوي مافظة النيا من والدين نصرانيي أرثوذكس زرعا ف نفوسنا -ونن صغار -
القد ضد السلم والسلمي.
حي بدأت أدرس حياة النبياء بدأ الصراع الفكري ف داخلي وكانت أسئلت تثي الشاكل ف
أوساط الطلبة ما جعل البابا (شنودة) الذي تولّى بعد وفاة البابا (كيبس) يصدر قرارا بتعيين
قسيسا قبل موعد التنصيب بعامي كاملي -لغرائي وإسكات فقد كانوا يشعرون بناصرت
للسلم -مع أنه كان مقررا أل يتم التنصيب إل بعد مرور 9سنوات من بداية الدراسة
اللهوتية .ث عيّنت رئيسا لكنيسة الثال السيحي بسوهاج ورئيسا فخريا لمعيّات خلق
النفوس الصريّة (وهي جعيّة تنصييّة قويّة جدّا ولا جذور ف كثي من البلدان العربية
وبالخص دول الليج) وكان البابا يغدق عل ّي الموال حتّى ل أعود لناقشة مثل تلك الفكار
لكنّي مع هذا كنت حريصا على معرفة حقيقة السلم ول يبو النور السلمي الذي أنار
قلب فرحا بنصب الديد بل زاد ،وبدأت علقت مع بعض السلمي سرا وبدأت أدرس وأقرأ
عن السلم .وطُلب منّي إعداد رسالة الاجستي حول مقارنة الديان وأشرف على الرسالة
أسقف البحث العلمي ف مصر سنة ،1975واستغرقت ف إعدادها أربع سنوات وكان
الشرف يعترض على ما جاء ف الرسالة حول صدق نبوة الرسول ممد صلى ال عليه وسلم
وأميته وتبشي السيح بجيئه .وأخيا تّت مناقشة الرّسالة ف الكنيسة النكليكيّة بالقاهرة
7
واستغرقت الناقشة تسع ساعات وتركزت حول قضيّة النّبوّة والنّب صلى ال عليه وسلم علما
بأن اليات صرية ف الشارة إل نبوّته وختم النّبوّة به .وف النهاية صدر قرار البابا بسحب
الرسالة منّي وعدم العتراف با .أخذت أفكر ف أمر السلم تفكيا عميقا حتّى تكون
هدايت عن يقي تام ولكن ل أكن أستطيع الصول على الكتب السلمية فقد شدّد البابا
الراسة عليّ وعلى مكتبت الاصّة.
ولدايت قصة
ف اليوم السادس من الشهر الثامن من عام 1978م كنت ذاهبا لحياء مولد العذراء
بالسكندريّة أخذت قطار الساعة الثالثة وعشر دقائق الذي يتحرك من مطة أسيوط متجها
إل القاهرة وبعد وصول القطار ف حوال الساعة التاسعة والنصف تقريبا ركبت الافلة من
مطة العتبة رقم 64التجهة إل العباسيّة وأثناء ركوب ف الافلة بلبسي الكهنوتية وصليب
يزن ربع كيلو من الذهب الالص وعصاي الكرير صعد صبّ ف الادية عشر من عمره يبيع
كتيبات صغية فوزعها على كلّ الركّاب ماعدا أنا ،وهنا صار ف نفسي هاجس ل كل
الركاب إل أنا ،فانتظرته حتّى انتهى من التوزيع والمع فباع ما باع وجع الباقي قلت له" :يا
بنّ لاذا أعطيت الميع بالافلة إل أنا" .فقال" :ل يا أبونا أنت قسيس" .وهنا شعرت وكأنّن
لست أهلً لمل هذه الكتيّبات مع صغر حجمها (ل يسّه إلّ الطهرون) .ألحت عليه
ليبيعن منهم فقال" :ل دي كتب إسلميّة" ونزل ،وبنول هذا الصّب من الافلة شعرت
وكأنّن جوعان وف هذه الكتب شبعي وكأنّن عطشان وفيها شرب .نزلت خلفه فجرى
خائفا منّي فنسيت من أنا وجريت وراءه حتّى حصلت على كتابي .عندما وصلت إل
الكنيسة الكبى بالعبّاسيّة (الكاتدرائيّة الرقسيّة) ودخلت إل غرفة النّوم الخصّصة بالدعوّين
رسيّا كنت مرهقا من السفر ،ولكن عندما أخرجت أحد الكتابي وهو (جزء عم) وفتحته
وقع بصري على سورة الخلص فأيقظت عقلي وهزت كيان .بدأت أرددها حت حفظتها
وكنت أجد ف قراءتا راحة نفسية واطمئنانا قلبيا وسعادة روحية ،وبينا أنا كذلك إذ دخل
8
عليّ أحد القساوسة ونادان" :أبونا إسحاق" ،فخرجت وأنا أصيح ف وجهه( :قل هو ال
أحد) دون شعور منّي.
جاءتن امرأة تعض أصابع الندم .قالت" :أن انرفت ثلث مرات وأنا أمام قداستك الن
أعترف لك رجاء أن تغفر ل وأعاهدك أل أعود لذلك أبدا " .ومن العادة التبعة أن يقوم
الكاهن برفع الصليب ف وجه العترف ويغفر له خطاياه .وما كدت أرفع الصليب لغفر لا
حت وقع ذهن على العبارة القرآنية الميلة (قل هو ال أحد) فعجز لسان عن النطق وبكيت
بكاءً حارّا وقلت" :هذه جاءت لتنال غفران خطاياها منّي فمن يغفر ل خطاياي يوم الساب
والعقاب" .هنا أدركت أن هناك كبي أكب من كل كبي ،إله واحدٌ ل معبود سواه .ذهبت
على الفور للقاء السقف وقلت له" :أنا أغفر الطايا لعامة الناس فمن يغفر ل خطاياي" .
فأجاب دون اكتراث" :البابا" .فسألته" :ومن يغفر للبابا" ،فانتفض جسمه ووقف صارخا
وقال" :أنت قسيس منون واللي أمر بتنصيبك منون حتّى وإن كان البابا لنّنا قلنا له ل تنصّبه
لئلّ يفسد الشعب بإسلميّاته وفكره النحل" .بعد ذلك صدر قرار البابا ببسي ف دير (ماري
مينا) بوادي النطرون.
بعد أيّام صدر أمر البابا برجوعي لكنيست بعد نقلي من سوهاج إل أسيوط لكن الشياء الت
حدثت مع سورة الخلص وكرسي العتراف والراهب التمسّك بإسلمه جعلت ف نفسي
أثرا كبيا لكن ماذا أفعل وأنا ماصر من الهل والقارب ومنوع من الروج من الكنيسة
بأمر شنودة.
10
رحلة تنصييّة:
بعد مرور عام جاءن خطاب والودع باللف الاص بإشهار إسلمي بديرية أمن الشرقيّة-
ج.م.ع يأمرن فيه بالذهاب كرئيس للّجنة الغادرة إل السودان ف رحلة تنصييّة فذهبنا إل
السودان ف الوّل من سبتمب 1979م وجلسنا به ثلثة شهور وحسب التعليمات البابويّة
بأن كلّ من تقوم اللجنة بتنصيه يسلّم مبلغ 35ألف جنيه مصريّ بلف الساعدات العينيّة
فكانت حصيلة الذين غرّرت بم اللجنة تت ضغط الاجة والرمان خسة وثلثي سودانيّا
من منطقة واو ف جنوب السودان .وبعد أن سلّمتُهم أموال النحة البابويّة اتّصلت بالبابا من
مطرانيّة أم درمان فقال" :خذوهم ليوا القدسات السيحيّة بصر (الديرة)" وت خروجهم من
السودان على أساس عمّال بعقود للعمل بالديرة لرعي البل والغنم والنازير وت عمل عقود
صوريّة حتّى تتمكّن لنة التنصي من إخراجهم إل مصر.
بعد ناية الرحلة وأثناء رجوعنا بالباخرة (مارينا) ف النّيل قمت أتفقّد التنصرين الدد وعندما
فتحت باب الكابينة 14بالفتاح الاص بالطاقم العامل على الباخرة فوجئت بأن التنصر
الديد عبد السيح (وكان اسه ممّد آدم) يصلّي صلة السلمي .تدّثت إليه فوجدته
متمسّكا بعقيدته السلميّة فلم يغريه الال ول يؤثّر فيه بريق الدنيا الزائل .خرجت منه وبعد
حوال الساعة أرسلت له أحد النصّرين فحضر ل بالناح رقم 3وبعد أن خرج النصّر قلت
له" :يا عبد السيح لاذا تصلّي صلة السلمي بعد تنصّرك" ،فقال" :بعت لكم جسدي
بأموالكم ،أمّا قلب وروحي وعقلي فملك ال الواحد القهّار ل أبيعهم بكنوز الدنيا وأنا أشهد
أمامك بأن ل إله إل ال وأ ّن ممّد رسول ال".
بعد هذه الحداث الت أنارت ل طريق اليان وهدتن لعتنق الدين السلمي وجدت
صعوبات كثية ف إشهار إسلمي نظرا لنّن قس كبي ورئيس لنة التنصي ف أفريقيا وقد
حاولوا منع ذلك بكل الطرق لنه فضيحة كبية لم .ذهبت لكثر من مديريّة أمن لشهر
إسلمي وخوفا على الوحدة الوطنيّة أحضرتْ ل مديريّة الشرقيّة فريقا من القساوسة والطارنة
11
للجلوس معي وهو التّبع بصر لكل من يريد اعتناق السلم .هدّدتن اللجنة الكلّفة من 4
قساوسة و 3مطارنة بأنا ستأخذ كلّ أموال ومتلكات النقولة والحمولة والوجودة ف البنك
الهلي الصري-فرع سوهاج وأسيوط والت كانت تقدّر بوال 4مليون جنيه مصريّ وثلثة
ملت ذهب وورشة لتصنيع الذهب بارة اليهود وعمارة مكوّنة من أحد عشر طابق رقم
499شارع بور سعيد بالقاهرة فتنازلت لم عنها كلّها فل شئ يعدل لظة الندم الت
شعرت با وأنا على كرسي العتراف .بعدها كادت ل الكنيسة العداء وأهدرت دمي
فتعرضت لثلث ماولت اغتيال من أخي وأولد عمّي ،فقاما بإطلق النّار عليّ ف القاهرة
وأصابون ف كليت اليسرى والّت ت استئصالا ف 7/1/1987م ف مستشفى القصر
العين والادث قيّد بالحضر رقم 1762/1986بقسم قصر النّيل مديريّة أمن القاهرة
بتاريخ 11/11/1986م.
أصبحت بكلية واحدة وهي اليمن ويوجد با ضيق الالب بعد التضخم الذي حصل لا
بقدرة الالق الذي جعلها عوضا عن كليتي .ولكن للظروف الصعبة الّت أمر با بعد أن
جرّدتن الكنيسة من كل شئ والتقارير الطبّيّة الت تفيد احتياجي لعملية تميل لوض الكلية
وتوسيع للحالب .ولن ل أملك تكاليفها الكبية ،أجريت ل أكثر من خس عشرة عملية
جراحيّة من بينها البوستات ول تنجح واحدة منها لنا ليست العملية الطلوب إجراؤها
حسب التقارير الت أحلها ،ولا علم أبواي بإسلمي أقدما على النتحار فأحرقا نفسيهما وال
الستعان.
12
-2ابراهيم خليل فلوبوس أستاذ اللهوت الصري السابق
نبذة عنه:
-ماجستي ف اللهوت من جامعــة برنسـتون المريكية .
-من كتبه (ممد ف التوراة والنيل والقرآن) و(السيح إنسان ل إله) و(السلم ف الكتب
السماوية) و(اعرف عدوك اسرائيل) و(الستشراق والتبشي وصلتهما بالمبيالية العالية)
و(البشرون والستشرقون ف العال العرب السلمي).
وقد كان راعيا للكنيسة النيلية ،وأستاذا للهوت ،أسلم على يديه عدد كبي من الناس .
ردّه العقل الر :
-يدثنا الاج إبراهيم عن رحلته إل السلم ،فيقول :
"ف مؤتر تبشيي دعيت للكلم ،فأطلت الكلم ف ترديد كل الطاعن الحفوظة ضد
السلم ،وبعد أن انتهيت من حديثي بدأت أسأل نفسي :لاذا أقول هذا وأنا أعلم أنن
كاذب ؟! واستأذنت قبل انتهاء الؤتر ،خرجت وحدي متجها إل بيت ،كنت مهزوزا من
أعماقي ،متأزما للغاية ،وف البيت قضيت الليل كله وحدي ف الكتبة أقرأ القرآن ،ووقفت
طويــلً عنـد الية الكرية :
ك الَمْثَالُ َنضْرُِبهَا
صدّعًا مّنْ َخشْيَةِ اللّهِ وَتِلْ َ
( َلوْ أَن َزلْنَا َهذَا الْقُرْآنَ َعلَى جََبلٍ لّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مَّت َ
لِلنّاسِ لَعَّل ُهمْ يَتَفَكّرُونَ ).
وف تلك الليلة اتذت قرار حيات فأسلمت ،ث انضم إل جيع أولدي ،وكان أكثرهم حاسا
ابن الكب (أسامة) وهو دكتور ف الفلسفة ويعمل أستاذا لعلم النفس ف جامعة السوربون".
وبإسلمهم زادت بيوت السلم بيتا .
قصته:
الستاذ السابق بكلية اللهوت النيلية ( إبراهيم خليل فلوبوس ) واحد من الليي الذين
انقادوا لا وجدوا عليه آباءهم من غي بن السلم ..تنشأ ف الكنيسة ..وترقى ف مدارس
اللهوت ..وتبوأ مكانة مرموقة ف سلم التنصي ..وبأنامل يديه خط عصارة خبته الطويلة
13
عدة مئات من الصفحات رسالة للماجستي تت عنوان ( :كيف ندمر السلم
بالسلمي ) ؟ ! .ف علم اللهوت كان ( فلوبوس ) متخصصا ل يارى ..وف منظار
( الناسوت ) كان ابن الكنيسة النلية ..المريكية يتيه خيلء ..ولسباب القوة والتعة
والماية التوفرة ..ما كان ( إبراهيم ) يقيم لعلماء الزهر ،ـ وقد شفهم شظف العيش ـ
أي وزن أو احترام !
لكن انتفاضة الزيف ل تلبث فجأة أن خبت ..وضللت التحريف النيلي والتخريف
التورات انصدعت على غي ميعاد ..وتساقطت إذ ذاك غشاة الوهم ،وتفتحت بصية الفطرة
،فكان لبراهيم خليل فلوبوس ـ وقد خطا عتبات الربعي يوم الامس والعشرين من 59
ـ ميلدا جديدا .
مع الستاذ إبراهيم خليل أحد … داعية اليوم كان هذا اللقاء ..وعب دهاليز الضللة
والزيف نو عال الق والداية والنور كان هذا الوار .
ـ كيف كانت رحلة الداية الت أوصلتك شاطئ اليان والسلم ،ومن أين كانت البداية ؟
ـ ف مدينة السكندرية وف الثالث عشر من يناير عام 1919كان مولدي ،نشأت نشأة
نصرانية ملتزمة وتذبت ف مدارس الرسالية المريكية ،وتصادف وصول مرحلة (الثقافة)
الدرسية مع اندلع الرب العالية الثانية ،وتعرض مدينة السكندرية لهوال قصف الطائرات
..فاضطررنا للهجرة إل أسيوط حيث استأنفت ف كليتها التعليم الداخلي وحصلت على
الدبلوم عام 1942 / 41وسرعان ما تفتحت أمامي سبل العمل فالتحقت بالقوات
المريكية من عام 42وحت عام 1944م .
14
ـ كان للقوات المريكية وقتذاك معامل كيماوية لتحليل فلزات العادن الت تشكل هياكل
الطائرات الت تسقط من أجل معرفة تراكيبها ونوعياتا ،وبكم ثقافت ف كلية أسيوط
ولتمكن من اللغة النليزية ولن المريكان كانوا يهتمون اهتماما بالغا بالريي
ويستوعبونم ف شركاتم فقد أمضيت ف هذا العمل سنتي ..لكن أخبار الرب والنكبات
دفعتن لن أنظر إل العال نظرة أعمق قادتن للتاه إل دعوة السلم وإل الكنيسة ..الت
كانت ترصد رغبات وتؤجج توجهات ..فالتحقت بكلية اللهوت سنة 1945م وأمضيت
فيها ثلث سني.
ـ هذه الدراسات عن السلم وعن الفرق ..هل كانت للطلع العلمي وحسب أم أن
هدفا آخر كان وراءها ؟
ـ ف الواقع كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا الستقبلية مع السلمي ونستخدم
معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن … والسلم بالنقاط السوداء ف تاريخ السلمي ! كنا ناور
الزهريي وأبناء السلم بالقرآن لنفتنهم ،فنستخدم اليات مبتورة تبتعد عن سياق النص
وندم بذه الغالطة أهدافنا ،وهناك كتب لدينا ف هذا الوضوع أهها كتاب ( الداية ) من
15
4أجزاء و ( مصدر السلم ) إضافة إل استعانتنا واستفادنا من كتابات عملء الستشراق
أمثال طه حسي الذي استفادت الكنيسة من كتابه ( الشعر الاهلي ) مائة ف الائة ،وكان
طلب كلية اللهوت يعتبونه من الكتب الساسية لتدريس مادة السلم !
وعلى هذا النهج كانت رسالت ف الاجستي تت عنوان (كيف ندمر السلم بالسلمي) سنة
52والت أمضيت 4سنوات ف إعدادها من خلل المارسة العملية للوعظ والتنصي بي
السلمي من بعد ترجي عام . 48
ـ كانت ل ـ مثلما ذكرت ـ صولت وجولت تت لواء الركة التنصيية المريكية ،
ومن خلل الحتكاك الطويل ،ومن بعد الطلع الباشر على خفاياهم تأكد ل أن النصرين
ف مصر ما جاءوا لبثّ الدين وإنا لساندة الستعمار والتجسس على البلد !
ـ وكيف ؟
ـ الشواهد كثية ،وف أي مسألة من السائل ،فإذا كانت البلد تستعد للنتفاضة على الظلم
كانت الكنيسة أول من تدرك ذلك لن القبطي والسلم يعيشان على أرض واحدة ،ويوم
يتأوه السلم سرعان ما يسمع النصران تأوهاته فيوصلها إلينا لنقوم بتحليلها وترجتها بدورنا ،
ومن جانب آخر كان رعايا الكنيسة ف القوات السلحة أداة مباشرة لنقل العلومات العسكرية
وأسرارها ،وعن طريق الراكز التنصيية التابعة لمريكا والت تتمتع بالرعاية وبالماية
المريكية كانت تدار حرب التجسس ،ولك أن تعلم هنا أن النصران ف مصر له جنسيتان
وانتماءان :انتماؤه للوطن الذي ولد فيه وهو انتماء مدن تُعب عنه جنسيته الصرية ،وانتماء
دين أقوى تثله النسية النصرانية .فهو يس ف أوروبا وف أمريكا حصنا وبالدرجة الول ،
بينما يشعر النصارى ف مصر أنم غرباء ! تاما كالنتماء السرائيلي الذي يعتب انتماءه
بالروح إل أرض أورشليم انتماء دينيا ،وانتماءه إل الوطن الذي ولد فيه انتماء مدنيا
16
وحسب ! ولذلك قام مطط النصرين والكنيسة على جعل مصر تدور ف فلك الستعمار فل
تستطيع أن تعيش بعيدا عنه ،المر الذي جعلن أشعر بصريت وأحس أن هؤلء أجانب عن
وأن جاري السلم أقرب إل منهم بالفعل … فبدأت أتسامح ..عفوا أقول أتسامح وأعن أن
أقرأ القرآن بصورة تتلف عما كنت أقرؤه سابقا وف شهر يونيو تقريبا عام 1955م
استمعت إل قول ال سبحانه [ قل أوحي إل أنه استمع نفر من الن فقالوا إنا سعنا قرآنا
عجبا يهدي إل الرشد فآمنا به ] ..هذه الية الكرية من الغريب أنا رسخت ف القلب ،
ولا رجعت إل البيت سارعت إل الصحف وأمسكته وأنا ف دهشة من هذه السورة ،كيف
؟ إن ال سبحانه وتعال يقول [ :لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من
خشية ال .] ..
إبراهيم خليل الذي كان إل عهد قريب يارب السلم ويقيم الجج من القرآن والسنة ومن
الفرق الارجة عن السلم لرب السلم … يتحول إل إنسان رقيق يتناول القرآن الكري
بوقار وإجلل … فكأن عين رُفعت عنهما غشاوة وبصري صار حديدا … لرى ما ل
يرى … وأحس إشراقات ال تعال نورا يتلل بي السطور جعلتن أعكف على قراءة كتاب
ال من قوله تعال [ :الذين يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة
والنيل ] وف سورة الصف [ :ومبشرا برسول يأت من بعدي اسه أحد ] إذا فالقرآن
الكري يؤكد أن هناك تنبؤات ف التوراة وف النيل عن النب ممد .ومن هنا بدأت ولعدة
سنوات دراسة هذه التنبؤات ووجدتا حقيقة ل يسها التبديل والتغيي لن بن إسرائيل ظنوا
أنا لن ترج عن دائرتم ..وعلى سبيل الثال جاء ف ( سفر التثنية ) وهو الكتاب الامس
من كتب التوراة ( أقيم لم نبيا من وسط إخوتم مثلك ،وأجعل كلمي ف فمه فيكلمهم
بكل ما أوصيه به ) توقفت أولً عند كلمة ( إخوتم ) وتساءلت :هل القصود هنا من بن
إسرائيل ؟ لو كان كذلك لقال ( من أنفسهم ) أما وقد قال ( من وسط إخوتم ) فالراد با
أبناء العمومة ،ففي سفر التثنية إصحاح 2عدد 4يقول ال لسيدنا موسى عليه السلم :
( أنتم مارون بنجم إخوتكم بن عيسو … ) و ( عيسو ) هذا الذي نقول عنه ف السلم
17
( العيس ) هو شقيق يعقوب عليه السلم ،فأبناؤه أبناء عمومة لبن إسرائيل ،ومع ذلك قال
( إخوتكم ) وكذلك أبناء ( إسحق ) وأبناء ( إساعيل ) هم أبناء عمومة ،لن إسحق ،
( شقيق ) ( إساعيل ) عليهما السلم ومن ( إسحق ) سللة بن إسرائيل ،ومن ( إساعيل )
كان ( قيدار ) ومن سللته كان سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ،وهذا الفرع الذي أراد
بنو إسرائيل إسقاطه وهو الذي أكدته التوراة حي قالت ( من وسط إخوتم ) أي من أبناء
عمومتهم .
وتوقفت بعد ذلك عند لفظة ( مثلك ) ووضعت النبياء الثلثة :موسى ،وعيسى ،وممد
عليهم الصلة والسلم للمقابلة فوجدت أن عيسى عليه السلم متلف تام ال ختلف عن
موسى وعن ممد عليهما الصلة والسلم ،وفقا للعقيدة النصرانية ذاتا والت نرفضها
بالطبع ،فهو الله التجسد ،وهو ابن ال حقيقة ،وهو القنوم الثان ف الثالوث ،وهو الذي
مات على الصليب ..أما موسى عليه السلم فكان عبدال ،وموسى كان رجلً ،وكان
نبيا ،ومات ميتة طبيعية ودفن ف قب كباقي الناس وكذلك سيدنا رسول ال ممد صلى ال
عليه وسلم ،وإذا فالتماثل إنا ينطبق على ممد صلى ال عليه وسلم ،بينما تتأكد الغايرة بي
السيح وموسى ـ عليهما السلم ـ ،ووفقا للعقيدة النصرانية ذاتا ! فإذا مضينا إل بقية
العبارة ( :وأجعل كلمي ف فمه ) ..ث بثنا ف حياة ممد صلى ال عليه وسلم فوجدناه
أميا ل يقرأ ول يكتب ،ث ل يلبث أن نطق بالقرآن الكري العجزة فجأة يوم أن بلغ الربعي
..وإذا عدنا إل نبوءة أخرى ف التوراة سفر أشعيا إصحاح 79تقول ( :أو يرفع الكتاب
لن ل يعرف القراءة ول الكتابة ويقول له اقرأ ،يقول ما أنا بقاريء ) ..لوجدنا تطابقا
كاملً بي هاتي النبوءتي وبي حادثة نزول جبيل بالوحي على رسول ال ف غار حراء ،
ونزول اليات المس الول من سورة العلق.
18
ـ إذا استثنينا نبوءات برنابا الواضحة والصرية ببعثة ممد صلى ال عليه وسلم بالسم ،
وذلك لعدم اعتراف الكنيسة بذا النيل أصلً ،فإن السيح عليه السلم تنبأ ف إنيل يوحنا
تسع نبوءات ،و ( البقليط ) الذي بشر به يوحنا مرات عديدة … هذه الكلمة لا خسة
معان :العزّي ،والشفيع ،والحامي ،والحمد ،والحمود ،وأي من هذه العان ينطبق
على سيدنا رسول ال صلى ال عليه وسلم تام النطباق فهو العزّي الواسي للجماعة الت
على اليان وعلى الق من بعد الضياع والبوط ،وهو الحامي والدافع عن عيسى ابن مري
عليه السلم وعن كل النبياء والرسل بعدما شوه اليهود والنصارى صورتم وحرفوا ما أتوا به
وهو السلم ..ولذا جاء ف إنيل يوحنا إصحاح 14عدد 16و ( 17أنا أصلي إل
ال ليعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إل البد روح الق ) ..وقال ف نبوءة أخرى
إصحاح 16عدد 13ـ ( 14وأما مت جاء ذاك الروح الق فهو يرشدكم إل جيع
الق لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به .ويبكم بأمور آتية ،ذاك يجدن )
وهذا مصداق قول ال تبارك وتعال [ :قل إنا أنا بشر مثلكم يوحى إل أنا إلكم إله واحد
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملً صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا ] .
ـ كيف كانت لظة إعلنك للسلم وكيف كانت بداية الياة الديدة ف رحاب الداية
والق ؟
ـ بعد أن وصلت إل اليقي وتلمست القائق بيدي كان عليّ أن أتدث مع أقرب الناس إل
زوجت ،لكن الديث تسرب عن طريقها إل الرسالية للسف ،وسرعان ما تلقفون
ونقلون إل الستشفى وتت مراقبة صارمة مدعي أن متل العقل ! ولربعة شهور تلت
عشت معاناة شديدة جدا ،ففرقوا بين وبي زوجت وأولدي ،وصادروا مكتبت وكانت
تضم أمهات الكتب والوسوعات … حت اسي كعضو ف ممع أسيوط ،وف مؤتر
( سنودس ) شُطب ،وضاع ملفي كحامل ماجستي من كلية اللهوت … ومن الفارقات
العجيبة أن النليز ف هذه الونة كانوا قد خلعوا اللك طلل من عرش الردن بتهمة النون
… فخشيت أن يدث معي المر ذاته ..لذلك التزمت الدوء والصابرة وصمدت حت
19
أطلق سراحي ،فقدمت استقالت من الدمة الدينية واتهت للعمل ف شركة أمريكية
للدوات الكتبية لكن الرقابة هناك كانت عنيفة جدا ،فالكنيسة ل تترك أحدا من أبنائها
يرج عليها ويسلم ،إما أن يقتلوه أو يدسوا عليه الدسائس ليحطموا حياته ..وف القابل ل
يكن الجتمع السلم حينذاك ليقدر على مساعدت … فحقبة المسينات والستينات كما
تعلمون كانت تصفية للخوان السلمي ،وكان النتماء للسلم والدفاع عنه حينذاك ل يعن
إل الضياع ! ولذلك كان عليّ أن أكافح قدر استطاعت ،فبدأت العمل التجاري ،وأنشأت
مكتبا تاريا هرعت بجرد اكتماله للبراق إل ( د .جون تومسون ) رئيس الرسالية
المريكية حينذاك ،وكان التاريخ هو الامس والعشرين من ديسمب 1959والذي يوافق
الكريسماس ،وكان نص البقية ( :آمنت بال الواحد الحد ،وبحمد نبيا ورسولً ) لكن
إشهار اعتناقي الرسي للسلم كان يفترض عليّ وفق الجراءات القانونية أن ألتقي بلجنة من
النسية الت أنا منها لراجعت ومناقشت.
و ف الوقت الذي رفضت جيع الشركات الوربية والمريكية التعامل معي تشكلت اللجنة
العنية من سبعة قساوسة بدرجة الدكتوراه ..خاطبون بالتهديد والوعيد أكثر من مناقشت !
وبالفعل تعرضت للطرد من شقت لنن تأخرت شهرين أو ثلثة عن دفع اليار واستمرت
الكنيسة تدس علي الدسائس أينما اتهت ..وانقطعت أسباب تارت ..لكن مضيت على
الق الذي اعتنقته … إل أن قدر ال أن تبلغ أخباري وزير الوقاف حينذاك عبدال طعيمة ،
والذي استدعان لقابلته وطلب من بضور الستاذ الغزال الساهة ف العمل السلمي
بوظيفة سكرتي لنة الباء ف الجلس العلى للشؤون السلمية فكنت ف منتهى السعادة ف
بادئ المر ،لكن الو الذي انتقلت إليه كان ـ وللسف ـ مسموما ،فالشباب يدربون
على التجسس بدل أن يتجهوا للعلم ! والوظفون مشغولون بتعليمات ( منظمة الشباب ) عن
كل مهامهم الوظيفية وكان التجسس على الوظفي ،وعلى الديرين ،وعلى وكلء الوزارة
… حت يتمكن الاكم من أن يسك هؤلء جيعا بيد من حديد ! ولكم تركت أشيائي
منظمة كلها ف درج مكتب لجدها ف اليوم الثان مبعثرة ! وعلى هذه الصورة مضت اليام
20
وأراد ال سبحانه أن يأت د .ممد البهي وزيرا للوقاف بعد .طعيمة الرف .وكان
د.البهي قد ترب تربية ألانية منضبطة ،لكن توفيق عويضة سكرتي الجلس العلى للشؤون
السلمية وأحد ضباط الصف الثان للثورة تصدى له ..وحدث أن استدعان د .البهي ف
يوم من اليام بعدما صدر كتاب ( :الستشرقون والنصرون ف العال العرب والسلمي )
وأحب أن يتعرف عليّ … فترامى الب إل توفيق عويضة واعتقد أنن من معسكر د .البهي
والستاذ الغزال ..ووجدت نفسي فجأة أتلقى الهانة من مدير مكتبه رجاء القاضي وهو
يقول ل :اتفضل على الوزارة الت تميك ! خرجت والدموع ف عين ،وقد وجدتم
صادروا كتب الاصة من مكتب ول يبقوا ل إل شيئا بسيطا حلته ورجعت إل الوزارة ..
وهناك اشتغلت كاتب وارد بوساطة !! فكان يوم خروجي على العاش بتاريخ / 1 / 12
1979وقد بلغت الستي ،ومن ذلك اليوم بدأ إبراهيم خليل يتبوأ مركزه كداعية إسلمي
،وكان أول ما نصرن ال به أن ألتقيت مع الدكتور جيل غازي ـ رحه ال ـ بـ 13
قسيسا بالسودان ف مناظرة مفتوحة انتهت باعتناقهم السلم جيعا وهؤلء كانوا سبب خي
وهداية لغرب السودان حيث دخل اللوف من الوثنيي وغيهم دين ال على أيديهم.
الناظرة ف هذه الصفحة:
http://212.37.222.34/islam/multimedia.htm
ـ ف التام نشكركم وندعو الول أن يأخذ باليادي الخلصة إل ما فيه خي أمة السلم ،
وجزاكم ال خيا ،والسلم عليكم ورحة ال وبركاته.
21
وهذا مانشرته ملة الدعوة عنه ف أكتوبر :1976
كان يعمل راعي الكنيسة النيلية و أستاذ العقائد و اللهوت بكلية اللهوت بأسيوط حت
عام ، 1953ث سكرتيا عاما للرسالية اللانية السويسرية بأسوان ،و مبشرا بي
السلمي ما بي الحافظات من أسيوط إل أسوان حت عام ... 1955حصل على
الؤهلت التخصصة ف اللهوت ،فحصل على دبلوم كلية اللهوت النيلية بالقاهرة عام
، 1948ث ماجستي ف الفلسفة و اللهوت من جامعة "برنستون" بالوليات التحدة
المريكية عام . 1952
" ف إحدى المسيات من عام 1955سعت القرآن مذاعا بالذياع ،و سعت ف قوله
تعال :
{ قل أوحيَ إلّ أنه استمع نفرٌ من الن فقالوا إنا سعنا قرآنا عجبا ( )1يهدي إل الرشد
فآمنا به و لن نشرك بربنا أحدا } [الن]2 ، 1:
كانت هاتان الياتان بثابة الشعلة القدسة الت أضاءت ذهن و قلب للبحث عن القيقة ..ف
تلك المسية عكفت على قراءة القرآن حت أشرقت شس النهار ،و كأن آيات القرآن نورٌ
يتلل ،و كأنن أعيش ف هالة من النور ..ث قرأت مرة ثانية فثالثة فرابعة حت وجدت قوله
تعال :
{ الذين يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة و النيل يأمرهم
بالعروف و ينهاهم عن النكر و يل لم الطيبات و يرم عليهم البائث و يضع عنهم إصرهم
22
و الغلل الت كانت عليهم فالذين آمنوا به و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه
أولئك هم الفلحون } [العراف]157:
..من هذه الية قررت أن أقوم بدراسة متحررة للكتاب القدس ،و قررت الستقالة من
عملي كقسيس و سكرتي عام للرساليات المريكية بأسوان .
و لا نفذت قراري تآمر عليّ مموعة أطباء و أشاعوا أنن متل العقل ،فصبت و صمدت
بكل ثقة ف ال ،فسافرت إل القاهرة حيث عملت بشركة للمبيعات "استاندرد
ستاشينري" ،و ف أثناء عملي با طلب من مدير الشركة طبع تفسي جزء عم باللغة
النليزية ،فتعهدت له بإناز هذا العمل ،و كان يظنن مسلما ،و حدت ال أنه ل يفطن
لسيحيت ،فكانت بالنسبة ل دراسة إسلمية متحررة من ثياب الدبلوماسية حت شرح ال
صدري للسلم ،و وجدت أنه لبد من الستقالة من العمل كخطوة لعلن إسلمي ،و
فعلً قدمت استقالت ف عام 1959و أنشأت مكتبا تاريا و نحت ف عملي الديد .
و ف 25ديسمب عام 1959أرسلت برقية للرسالية المريكية بصر الديدة بأنن آمنت
بال الواحد الحد و بحمد نبيا و رسولً ،ث قدمت طلبا إل الحافظة للسي ف الجراءات
الرسية ..و ت تغيي اسي من "إبراهيم خليل فيلبس" إل "إبراهيم خليل أحد" ،و تضمن
القرار تغيي أساء أولدي على النحو التال :إسحاق إل أسامة ،و صموئيل إل جال ،و
ماجدة إل نوى ".
ث يلتقط أنفاسه ليعاود سرد قصته و رحلته لليان بالسلم ،فيقول عن التاعب الت تعرض
لا :
" فارقتن زوجت بعد أن استنكرت عليّ و على أولدي السلم ،كما قررت البيوتات
الجنبية الت تتعامل ف الدوات الكتبية و مهمات الكاتب عدم التعامل معي ،و من ث
أغلقت مكتب التجاري ،و اشتغلت كاتبا بشركة بـ 15جنيها شهريا بعد أن كان دخلي
23
80جنيها ...و ف هذه الثناء درست السية النبوية ،و كانت دراستها ل عزاء و رحة
..و لكن حت هذه الوظيفة التواضعة ل أستمر فيها ،فقد استطاع العملء المريكان أن
يوغروا الشركة ضدي حت فصلتن ،و ظللت بعدها ثلثة أشهر بل عمل حت عينت ف
الجلس العلى للشئون السلمية ،و ذلك إثر ماضرة قد ألقيتها و كان عنوانا لاذا
أسلمت؟ "
ث يعود مستدركا و موضحا لا سبق أن أشار إليه عن أسباب اعتناقه للسلم ،فيقول :
" إن اليان لبد أن ينبع من القلب أولً ،و الواقع أن إيان بالسلم تسلل إل قلب خلل
فترات طويلة كنت دائما أقرأ القرآن الكري و أقرأ تاريخ الرسول الكري و أحاول أن أجد
أساسا واحدا يكن أن يقنعن أن ممدا هذا النسان المي الفقي البسيط يستطيع وحده أن
يدث كل تلك الثورة الت غيت تاريخ العال و ل تزال .
24
استوقفن كثيا نظام التوحيد ف السلم و هو من أبرز معال السلم { :ليس كمثله شئ }
[الشورى { ، ]11:قل هو ال أحد ( )1ال الصمد } [الخلص .. " ]2 ، 1:و يرفع
ل ف السماء و يقول :رأسه متأم ً
" نعم ..التوحيد يعلن عبدا ل وحده ،و لست عبدا لي إنسان ...التوحيد هنا يرر
النسان و يعله غي خاضع لي إنسان ،و تلك هي الرية القيقية ،فل عبودية إل ل
وحده ..عظيم جدا نظام الغفران ف السلم ،فالقاعدة الساسية لليان تقوم على الصلة
الباشرة بي العبد و ربه ،فالنسان ف السلم يتوب إل ال وحده ،ل وجود لوسطاء ،و
ل لصكوك الغفران أو كراس العتراف ؛ لن العلقة مباشرة بي النسان و ربه " .
لذلك كله اتذت قراري بإشهار إسلمي ،بل عل ّي القيام بالدعوة للدين السلمي الذي
كنت من أشد أعدائه ،يكفي أنن ل أدرس السلم ف البداية إل لكي أعرف كيف أطعنه و
أحاربه ،و لكن النتيجة كانت عكسية فبدأ موقفي يهتز و بدأت أشعر بصراع داخلي بين و
بي نفسي ،و اكتشفت أن ما كنت أبشر به و أقوله للناس كله زيف و كذب " .
25
لسماع قصة اسلمه بصوته :الزء الول:
http://www.alhakekah.com/aduio/b1.mp3
الزء الثانhttp://www.alhakekah.com/aduio/b2.mp3 :
ونصيحة للمسيحيي منه:الزء الول:
http://www.alhakekah.com/aduio/fe1.mp3
الزء الثان:
http://www.alhakekah.com/aduio/fe2.mp3
بدايت مع السلم:
-إسي «يوسف» إستس بعد السلم وقد كان قبل السلم «جوزيف» إدوارد إستس،
ولدت لعائلة نصرانية شديدة اللتزام بالنصرانية تعيش ف الغرب الوسط لمريكا ،أباؤنا
وأجدادنا ل يبنوا الكنائس والدارس فحسب ،بل وهبوا أنفسهم لدمة النصرانية،بدأت
بالدراسة الكنسية أو اللهوتية عندما اكتشفت أن ل أعلم كثيا عن دين النصران ،وبدأت
أسأل أسئلة دون أن أجد أجوبة مناسبة لا ،فدرست النصرانية حت صرت قسيسا وداعيا من
دعاة النصرانية وكذلك كان والدي ،وكنا بالضافة إل ذلك نعمل بالتجارة ف النظمة
الوسيقية وبيعها للكنائس ،وكنت أكره السلم والسلمي حيث أن الصورة الشوهة الت
وصلتن وارتسمت ف ذهن عن السلمي أنم أناس وثنيون ل يؤمنون بال ويعبدون صندوقا
أسودا ف الصحراء وأنم هجيون وإرهابيون يقتلون من يالف معتقدهم .
26
ل يتوقف بثي ف الديانة السيحية على الطلق ودرست الندوسية واليهودية والبوذية،
وعلى مدى 30سنة لحقة ،عملت أنا وأب معا ف مشاريع تارية كثية ،وكان لدينا برامج
ترفيه وعروض كثية جذابة ،وقد عزفنا البيانو والورج ف تكساس واوكلها وفلوريدا،
وجعت العديد من مليي الدولرات ف تلك السنوات ،لكن ل أجد راحة البال الت ل يكن
تقيقها إل بعرفة القيقة واياد الطريق الصحيح للخلص.
27
السلم ،وأصر والدي على أن أقابله ،وطمأنن أنه شخص لطيف جدا ،لذا استسلمت ووافقت
على لقائه.
-ومع ذلك لا حضر موعد اللقاء لبست قبعة عليها صليب ولبست عقدا فيه صليب وعلقت
صليبا كبيا ف حزامي ،وأمسكت بنسخة من النيل ف يدي وحضرت إل طاولة اللقاء
بذه الصورة ،ولكن عندما رأيته ارتبكت ..ل يكن أن يكون ذلك السلم القصود -الذي
نريد لقاءه ،كنت أتوقعه رجلً كبيا يلبس عباءة ويعتمر عمامة كبية على رأسه وحواجبه
معقودة ،فلم يكن على رأسه أي شعر «أصلع» ..وبدأ مرحبا بنا وصافحنا ،كل ذلك ل يعنِ
ل شيئا ،ومازالت صورت عنهم أنم ارهابيون.حيث تطرقنا ف الديث عن ديانته وتجمت
على السلم والسلمي حسب الصورة الشوهة الت كانت لدي ،وكان هو هادئا جدا
وامتص حاسي واندفاعي ببودته.
-ث بادرت إل سؤاله:
-هل تؤمن بال؟ قال :أجل ..ث قلت ماذا عن ابراهيم هل تؤمن به؟ وكيف حاول أن
يضحي بابنه ل؟ قال :نعم ..قلت ف نفسي :هذا جيد سيكون المر أسهل ما اعتقدت..
-ث ذهبنا لتناول الشاي ف مل صغي ،والتحدث عن موضوعي الفضل :العتقدات.
-بينما جلسنا ف ذلك القهى الصغي لساعات نتكلم وقد كان معظم الكلم ل ،وقد وجدته
لطيفا جدا ،وكان هادئا وخجولً ،استمع بانتباه لكل كلمة ول يقاطعن أبدا.
-وف يوم من اليام كان ممد عبد الرحن صديقنا هذا على وشك أن يترك النل الذي كان
يتقاسه مع صديق له ،وكان يرغب أن يعيش ف السجد لبعض الوقت ،حدثت أب إن كان
بالمكان أن ندعو ممدا للذهاب إل بيتنا الكبي ف البلدة ويبقى هناك معنا ..ث دعاه والدي
للقامة عندنا ف النل ،وكان النل يوين أنا وزوجت ووالدي ث جاء هذا الصري
واستضفنا كذلك قسيسا آخر لكنه يتبع الذهب الكاثوليكي
فصرنا نن المسة ..أربعة من علماء ودعاة النصارى ومسلم مصري عامي ..أنا ووالدي
من الذهب البوتستانت النصران والقسيس الخر كاثوليكي الذهب وزوجت كانت من
مذهب متعصب له جانب من الصهيونية ،وللمعلومية والدي قرأ النيل منذ صغره وصار
28
داعيا وقسيسا معترفا به ف الكنيسة ،والقسيس الكاثوليكي له خبة 12عاما ف دعوته ف
القارتي المريكيتي ،وزوجت كانت تتبع مذهب البورني الذي له ميول صهيونية ،وأنا
نفسي درست النيل والذاهب النصرانية واخترت بعضا منها أثناء حيات وانتهيت من
حصول على شهادة الدكتوراة ف العلوم اللهوتية النصرانية .
-وهكذا انتقل للعيش معنا ،وكان لدي الكثي من النصرين ف ولية تكساس ،وكنت أعرف
أحدهم ،كان مريضا ف الستشفى ،وبعد أن تعاف دعوته للمكوث ف منلنا أيضا ،وأثناء
الرحلة إل البيت تدثت مع هذا القسيس عن بعض الفاهيم والعتقدات ف السلم ،وأدهشن
عندما أخبن أن القساوسة الكاثوليك يدرسون السلم ،وينالون درجة الدكتوراه أحيانا ف
هذا الوضوع.
-بعد الستقرار ف النل بدأنا جيعا نتجمع حول الائدة بعد العشاء كل ليلة لناقشة الديانة،
وكان بيد كل منا نسخة إنيل تتلف عن الخرى ،وكان لدى زوجت إنيل «نسخة جيمي
سواجارت للرجل التدين الديث»-والضحك أن جيمي سوجارت هذا عندما ناظره الشيخ
السلم أحد ديدات أمام الناس قال :إنا لست عالا بالنيل !!فكيف يكتب رجل إنيلً
كاملً بنفسه وهو ليس عالا بالنيل ويدعي أنه من عند ال ؟!! ،-وكان لدى القسيس
بالطبع الكتاب القدس الكاثوليكي كما كان عنده 7كتب أخرى من النيل البوتستانت.
وقد كان مع والدي ف تلك الفترة نسخة اللك جيمس وكانت معي نسخة الريفازد إيديشن
( الُراجع والكتوب من جديد ) الت تقول :إن ف نسخة اللك جيمس الكثي من الغلط
والطوام الكبية !! حيث أن النصارى لا رأوا كثرة الخطاء ف نسخة اللك جيمس اضطروا
إل كتابته من جديد وتصحيح ما رأوه من أغلط كبية ،لذا قضينا معظم الوقت ف تديد
النسخة الكثر صحة من هذه الناجيل الختلفة ،وركزنا جهودنا لقناع ممد ليصبح
نصرانيا.وكنا نن النصارى ف البيت يمل كل منا نسخة متلفة من النيل ونتناقش عن
الختلفات ف العقيدة النصرانية وف الناجيل الختلفة على مائدة مستديرة ،والسلم يلس
معنا ويتعجب من اختلف أناجيلنا ..
من جانب آخر كان القسيس الكاثوليكي لديه ردة فعل من كنيسته واعتراضات وتناقضات
29
مع عقيدته ومذهبه الكاثوليكي ،فمع أنه كان يدعو لذا الدين والذهب مدة 12سنة لكنه
ل يكن يعتقد جازما أنه عقيدة صحيحة ويالف ف أمور العقيدة الهمة .
ووالدي كان يعتقد أن هذا النيل كتبه الناس وليس وحيا من عند ال ،ولكنهم كتبوه
وظنوه وحيا .
وزوجت تعتقد أن ف إنيلها أخطاء كثية ،لكنها كانت ترى أن الصل فيه أنه من عند الرب
!
أما أنا فكانت هناك أمور ف النيل ل أصدقها لن كنت أرى التناقضات الكثية فيه ،فمن
تلك المور أن كنت أسأل نفسي وغيي :كيف يكون الرب واحدا وثلثة ف نفس الوقت!
،وقد سألت القسس الشهورين عاليا عن ذلك وأجابون بأجوبة سخيفة جدا ل يكن للعاقل
أن يصدقها ،وقلت لم :كيف يكنن أن أكون داعية للنصرانية وأعلّم الناس أن الرب
شخص واحد وثلثة أشخاص ف نفس الوقت ،وأنا غي مقتنع بذلك فكيف أقنع غيي به .
بعضهم قال ل :ل تبيّن هذا المر ول توضحه ،قل للناس :هذا أمر غامض ويب اليان به
،وبعضهم قال ل :يكنك أن توضحه بأنه مثل التفاحة تتوي على قشرة من الارج ولب
من الداخل وكذلك النوى ف داخلها ،فقلت لم :ل يكن أن يضرب هذا مثلً للرب ،
التفاحة فيها أكثر من حبة نوى فستتعدد اللة بذلك ويكن أن يكون فيها دود فتتعدد اللة ،
وقد تكون نتنة وأنا ل أريد ربا نتنا .
وبعضهم قال :مثل البيضة فيها قشر وصفار وبياض ،فقلت :ل يصح أن يكون هذا مث ً
ل
للرب فالبيضة قد يكون فها أكثر من صفار فتتعدد اللة ،وقد تكون نتنة ،وأنا ل أريد أن
أعبد ربا نتنا .
وبعضهم قال :مثل رجل وامرأة وابن لما ،فقلت له :قد تمل الرأة وتتعدد اللة ،وقد
يصل طلق فتتفرق اللة وقد يوت أحدها ،وأنا ل أريد ربا هكذا .
30
وأنا منذ أن كنت نصرانيا وقسيسا وداعية للنصرانية ل أستطع أن اقتنع بسألة التثليث ول
أجد من يكنه إقناع النسان العاقل با .
-ولا أردت دعوته للنصرانية قال ل بكل هدوء ورجاحة عقل إذا أثبت ل بأن النصرانية
أحق من السلم سأتبعك إل دينك الذي تدعو إليه ،فقلت له متفقي ،ث بدأ ممد :أين الدلة
الت تثبت أفضلية دينكم وأحقيته ،قلت :نن ل نؤمن بالدلة ،ولكن بالحساس والشاعر،
ونلتمس ديننا وما تدثت عنه الناجيل ،قال ممد ليس كافيا أن يكون اليان بالحساس
والشاعر والعتماد على علمنا ،ولكن السلم فيه الدلئل والحاسيس والعجزات ،الت تثبت
ان الدين عند ال السلم ،فطلب جوزيف هذه الدلئل من ممد والت تثبت أحقية الدين
السلمي ،فقال ممد ان أول هذه الدلة هو كتاب ال سبحانه وتعال القرآن الكري الذي ل
يطرأ عليه تغيي أو تريف منذ نزوله على سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم قبل ما يقرب من
1400سنة ،وهذا القرآن يفظه كثي من الناس ،إذ ما يقرب من 12مليون مسلم
يفظون هذا الكتاب ،ول يوجد أي كتاب ف العال على وجه الرض يفظه الناس كما
يفظ السلمون القرآن الكري من أوله لخره.
"إِنّا َنحْنُ نَ ّزلْنَا ال ّذكْرَ وَإِنّا لَهُ َلحَافِظُونَ "
(سورة الجر الية )9
وهذا الدليل كافيا ،لثبات أن الدين عند ال السلم.
32
معجزات القرآن:
ت البحث عن الدلة الكافية ،الت تثبت أن السلم هو الدين الصحيح، -من ذلك الي بدأ ُ
وذلك لدة ثلثة شهور بثا مستمرا .بعد هذه الفترة وجدت ف الكتاب القدس أن العقيدة
الصحيحة الت ينتمي إليها سيدنا عيسى عليه السلم هي التوحيد وأنن ل اجد فيه أن الله
ثلثة كما يدعون ،ووجدت أن عيسى عبدال ورسوله وليس إلا ،مثله كمثل النبياء جيعا
جاء يدعو إل توحيد ال عز وجل ،وأن الديان السماوية ل تتلف حول ذات ال سبحانه
وتعال ،وكلها تدعوا ال العقيدة الثابتة بأنه ل اله ال ال با فيها الدين السيحي قبل أن يفترى
عليه بتانا ،ولقد علمت ان السلم جاء ليختم الرسالت السماوية ويكملها ويرج الناس من
حياة الشرك ال التوحيد واليان بال تعال ،وإن دخول ف السلم سوف يكون إكمال
ليان بأن الدين السيحي كان يدعو إل اليان بال وحده ،وأن عيسى هو عبدال ورسوله،
ومن ل يؤمن بذلك فهو ليس من السلمي.
-ث وجدت ان ال سبحانه وتعال تدى الكفار بالقرآن الكري أن يأتوا بثله أو يأتون بثلث
آيات مثل سورة الكوثر فعجزوا عن ذلك.
"وَإِن كُنُت ْم فِي رَيْبٍ ّممّا َن ّزلْنَا عَلَى عَْبدِنَا فَأْتُواْ ِبسُورَةٍ مّن مّثِْلهِ"(سورة البقرة آية )23
أيضا من العجزات الت رأيتها والت تثبت ان الدين عند ال السلم التنبؤات الستقبلية الت تنبأ
با القرآن الكري مثل:
"ال {ُ }1غلَِبتِ الرّومُ { }2فِي أَدْنَى الَْأرْضِ وَهُم مّن بَ ْعدِ غَلَِب ِهمْ سَيَغْلِبُونَ {("}3أول
سورة الروم)
وهذا ما تقق بالفعل فيما بعد وأشياء أخرى ذكرت ف القرآن الكري مثل سورة الزلزلة
تتحدث عن الزلزال ،والت قد تدث ف أي منطقة ،وكذلك وصول النسان إل الفضاء
بالعلم ،وهذا تفسي لعن الية الت تقول ":يَا مَ ْعشَ َر الْجِنّ وَالْإِنسِ إِنِ اسَْتطَعُْتمْ أَن تَن ُفذُوا مِنْ
ض فَانفُذُوا لَا تَن ُفذُونَ ِإلّا ِبسُ ْلطَانٍ "(سورة الرحن الية )33 سمَاوَاتِ وَالْأَ ْر ِ
َأقْطَارِ ال ّ
وهذا السلطان هو العلم الذي خرق به النسان الفضاء فهذه رؤية صادقة للقرآن الكري.
33
-أيضا من العجزات الت تركت أثرا ف نفسي (العلقة) ،الت ذكرها ال ف القرآن الكري،
والذي وضحها العال الكندي «كوسر» وقال ،ان العلقة هي الت تتعلق برحم الم ،وذلك
بعدما تتحول اليوانات النوية ف الرحم إل لون دموي معلق .وهذا بالفعل ما ذكره القرآن
الكري من قبل أن يكتشفه علماء الجنة ف العصر الديث ،وهذا بيان للكفار واللحدين.
-وبعد كل هذا البحث الذي استمر ثلثة شهور ،قضاها معنا ممد تت سقف واحد،
بسبب ذلك اكتسب ود الكثيين ،وعندما كنت أراه يسجد ل ويضع جبهته على الرض،
أعلم أن ذلك المر غي عادي.
ممد كاللئكة:
-يوسف استس يتحدث عن صديقه ويقول :أن مثل هذا الرجل (ممد) ينقصه جناحان
ويصبح كاللئكة يطي بما ،وبعد ما عرفت منه ما عرفت ،وف يوم من اليام طلب صديقي
القسيس من ممد هل من المكان أن نذهب معه إل السجد ،لنعرف أكثر عن عبادة
السلمي وصلتم ،فرأينا الصلي يأتون إل السجد يصلون ث يغادرون ..قلت :غادروا؟
دون أي خطب أو غناء؟ قال :أجل...
-مضت أيام وسأل القسيس ممدا ،أن يرافقه إل السجد مرة ثانية ،ولكنهم تأخروا هذه
الرة حت حل الظلم ..قلقنا بعض الشيء ماذا حدث لم؟ أخيا وصلوا ،وعندما فتحت
الباب ..عرفت ممدا على الفور ..قلت من هذا؟ شخص ما يلبس ثوبا أبيض وقلنسوة
وينتظر دقيقة! كان هذا صاحب القسيس!!! قلت له هل أصبحت مسلما قال :نعم أصبحت
من اليوم مسلما! ،ذهلت ..كيف سبقن هذا إل السلم ..ث ذهبت إل أعلى للتفكي ف
المور قليلً ،وبدأت أتدث مع زوجت عن الوضوع ،فقالت ل :أظن أن لن أستمر بعلقت
معك طويلً .
فقلت لا :لاذا ؟ هل تظني أن سأسلم ؟
قالت :ل .بل لن أنا الت سوف تسلم !
فقلت لا :وأنا أيضا ف القيقة أريد أن أسلم .
34
قال :فخرجت من باب البيت وخررت على الرض ساجدا تاه القبلة وقلت :يا رب ..
اهدن.
-ذهبت إل أسفل ،وأيقظت ممدا ،وطلبت منه أن يأت لناقشة المر معي ...مشينا
وتكلمنا طوال تلك الليلة ،وحان وقت صلة الفجر ..عندها أيقنت أن القيقة قد جاءت
أخيا ،وأصبحت الفرصة مهيئة أمامي ...أذن الفجر ،ث استلقيت على لوح خشب ووضعت
رأسي على الرض ،وسألت إلي إن كان هناك أن يرشدن ...وبعد فترة رفعت رأسي إل
أعلى فلم ألظ شيئا ،ول أر طيورا أو ملئكة تنل من السماء ،ول أسع أصواتا أو موسيقى،
ول أر أضواء...
-أدركت أن المر الن أصبح مواتيا والتوقيت مناسبا ،لكي أتوقف عن خداع نفسي ،وأنه
ينبغي أن أصبح مستقيما مسلما ...عرفت الن ما يب علي فعله....
-وف الادية عشرة صباحا وقفت بي شاهدين :القسيس السابق والذي كان يعرف سابقا
بالب «بيتر جاكوب» وممد عبدالرحن ،وأعلنت شهادت ،وبعد لظات قليلة أعلنت
زوجت إسلمها بعد ما سعت بإسلمي....
-كان أب أكثر تفظا على الوضوع ،وانتظر شهورا قبل أن ينطق بالشهادتي....
يقول الشيخ :فأرى أن إسلمنا جيعا كان بفضل ال ث بالقدوة السنة ف ذلك السلم الذي
كان حسن الدعوة وكان قبل ذلك حسن التعامل ،وكما يقال عندنا :ل تقل ل ..ولكن
أرن .
36
-4الدكتور وديع أحد الشماس الصري سابقا
* المد ال على نعمة السلم نعمة كبية ل تدانيها نعمة لنه ل يعد على الرض من يعبد
ال وحده ال السلمي.
* ولقد مررت برحلة طويلة قاربت 40عاما ال أن هدان ال وسوف أصف لكم مراحل
هذه الرحلة من عمرى مرحلة مرحلة-:
* كان أب واعظا ف السكندرية ف جعية أصدقاء الكتاب القدس وكانت مهنته التبشي ف
القرى الحيطة والناطق الفقية لحاولة جذب فقراء السلمي ال السيحية.
* وأصر أب أن أنضم ال الشمامسة منذ أن كان عمرى ست سنوات وأن أنتظم ف دروس
مدارس الحد وهناك يزرعون بذور القد السوداء ف عقول الطفال ومنها- :
* وف هذه الفترة الحرجة كان أب يتكلم معنا سرا عن انراف الكنائس عن السيحية القيقية
الت ترم الصور والتماثيل والسجود للبطرك والعتراف للقساوسة.
-1القرآن مليء بالتناقضات ( ث يذكروا نصف آية ) مثل ( ول تقربوا الصلة )...
-2القرآن مليء باللفاظ النسية ويفسرون كلمة ( نكاح ) علي أنا الزنا أو اللواط .
-3يقولون أن النب ممد ( صلي ال عليه وسلم ) قد أخذ تعاليم النصرانية من ( بيه )
الراهب ث حورها و إخترع با دين السلم ث قتل بيه حت ل يفتضح أمره ........ومن
هذا الستهزاء بالقرآن الكري و ممد ( صلي ال عليه وسلم ) الكثي والكثي ...
يسأل أخر:
س :إذا كان ممد ( صلي ال عليه وسلم ) كاذباًَ فلماذا تركه ال ينشر دعوته 23سنة ؟
بل ومازال دينه ينتشر ال الن ؟ مع انه مكتوب ف كتاب موسي ( كتاب ارميا ) ان ال وعد
بإهلك كل إنسان يدعي النبوة هو و أسرته ف خلل عام ؟
ج :ييب القسيس ( لعل ال يريد أن يتب السيحيي به ).
وتسائل الراهب صموائيل هل يرؤ شيخ الزهر ان يرم مسلم من الصلة ؟ مستحيل
-2أشد ما كان يين هو معرفت بتكفي كل طائفة مسيحية للخري فسألت القمص
(ميتاس روفائيل) أب اعتراف فأكد هذا وان هذا التكفي نافذ ف الرض والسماء .
فسألته متعجبا :معن هذا اننا كفار لتكفي بابا روما لنا ؟
أجاب :للسف نعم
سألته :وباقي الطوائف كفار بسبب تكفي بطرك السكندرية لم ؟
أجاب :للسف نعم
سألته :وما موقفنا إذا يوم القيامة ؟
39
أجاب :ال يرحنا !!!
* الفروض أن أعبد رب هذا الضعيف الارب من بطش اليهود .وتعجبت حي علمت أن
التوراة قد لعنت الصليب والصلوب عليه وانه نس وينجس الرض الت يصلب عليها !!
( تثنية . ) 23 – 22 : 21
* وف عام : 1981كنت كثي الدل مع جاري السلم ( أحد ممد الدمرداش حجازي )
و ذات يوم كلمن عن العدل ف السلم ( ف الياث ،ف الطلق ،القصاص ) ......ث
سألن هل عندكم مثل ذلك ؟ أجبت ل ..ليوجد
* وبدأت أسأل نفسي كيف أت رجل واحد بكل هذه التشريعات الحكمة والكاملة ف
العبادات والعاملت بدون اختلفات ؟ وكيف عجزت مليارات اليهود والنصاري عن إثبات
انه مترع ؟
الطريق إل السجد:
* وبالقرب من عيادتى يوجد مسجد ( هدى السلم ) اقترب منه وأخذت أنظر بداخله
فوجدته ل يشبه الكنيسة مطلقا ( ل مقاعد – ل رسومات – ل ثريات ضخمة – ل سجاد
فخم – ل أدوات موسيقى وايقاع – ل غناء ل تصفيق ) ووجدت أن العبادة ف هذه
الساجد هى الركوع والسجود ل فقط ،ل فرق بي غن وفقي يقفون جيعا ف صفوف
منتظمة وقارنت بي ذلك وعكسه الذى يدث ف الكنائس فكانت القارنة دائما لصال
الساجد.
ف رحاب القرآن:
* وددت أن أقرأ القرآن واشتريت مصحفا وتذكرت أن صديقى أحد الدمرداش قال ان
القرآن ( ل يسه ال الطهرون ) واغتسلت ول أجد غي ماء بارد وقتها ث قرأت القرآن
41
وكنت أخشى أن أجد فيه اختلفات ( بعد ما ضاعت ثقت ف التوراة والنيل ) وقرأت
القرآن ف يومي ولكن ل أجد ما كانوا يعلمونا اياه ف الكنيسة عن القرآن .
* العجب من هذا أن من يكلم ممد صلى ال عليه وسلم يبه أنه سوف يوت ؟!! من
يرؤ أن يتكلم هكذا ال ال ؟؟!! ودعوت ال أن يهدين ويرشدن .
الرؤيا :
وذات يوم غلبن النوم فوضعت الصحف بوارى وقرب الفجر رأيت نورا ف جدار الجرة
وظهر رجلً وجهه مضىء اقترب من وأشار ال الصحف فمددت يدى لسلم عليه لكنه
اختفى ووقع ف قلب أإن هذا الرجل هو النب ممد صلى ال عليه وسلم يشي ال أن القرآن
هو طريق النور والداية .
* وبكيت كثيا علي عمر كبي ضاع ف عبادة هذه الصور والتماثيل .وبعد البكاء شعرت
أنن تطهرت من الوثنية وأنن أسي ف الطريق الصحيح طريق عبادة ال حقا .
42
* وذهبت ال الديرية و بدأت رحلة طويلة شاقة مع الروتي ومع معاناة مع البيوقراطية و
ظنون الناس وبعد عشرة شهور ت اشهار اسلمي من الشهر العقاري ف أغسطس . 1992
اللهم إحفظ ذريت من بعدي خاشعي ،عابدين ،يافون معصيتك ويتقربون بطاعتك
43
-5كينيث جينكين القسيس المريكي السابق
44
النة والنار مثلما كنت انا مهتما !! ل زلت اتذكر عندما كنت صغيا عندما كنت انظر ال
القمر ف الحيان الت يكون فيها مقتربا من اللون الحر ...وعندها ابدأ بالبكاء لن جدت
كانت تقول ل ان من علمات ناية الدنيا ان يصبح لون القمر أحر ....مثل الدم ...عند
بلوغي الثامنة كنت قد اكتسبت معرفة كبية وخوف كبي با سوف ينتظرن ف ناية العال
...وأيضا كانت تأتين كوابيس كثية عن يوم الساب وكيف سيكون؟؟ بيتنا كان قريبا
جدا من مطة السكة الديد وكانت القطارات تر بشكل دائم ....أتذكر عندما كنت
أستيقظ فزعا من صوت القطار ومن صوت صفارته معتقدا أن قد مت وأن قد بعثت !! هذه
الفكار كانت قد تبلورت ف عقلي من خلل التعليم الشفوي من قبل جدت وكذلك القروء
مثل قصص الكتاب القدس ....ف يوم الحد كنا نتوجه ال الكنيسة وكنت ارتدي احسن
الثياب وكان جدي هو السؤول عن توصيلنا ال هناك ....واتذكر ان الوقت كان ير هناك
كما لو كان عشرات الساعات !! كنا نصل هناك ف الادية عشر صباحا ول نغادر ال ف
الثالثة ....اتذكر ان كنت انام ف ذلك الوقت ف حضن جدت ...وف بعض الحيان كانت
جدت تسمح ل بالروج للجلوس مع جدي الذي ل يكن متدينا ...وكنا معا نلس لراقبة
القطارات ....وف أحد اليام اصيب جدي باللطة ما اثر على ذهابنا ال العتاد ال الكنيسة
....وف القيقة كانت هذه الفترة حساسة جدا ف حيات ...بدأت اشعر ف تلك الفترة
بالرغبة الامة للذهاب ال الكنيسة وفعل بدأت بالذهاب لوحدي ..وعندما بلغت السادسة
عشرة بدأت بالذهاب ال كنيسة اخرى كانت عبارة عن مبن صغي وكان يشرف عليها والد
صديقي ...وكان الضور عبارة عن أنا وصديقي ووالده ومموعة من زملئي ف الدراسة
....واستمر هذا الوضع فقط بضعة شهور قبل ان يتم اغلق تلك الكنيسة ..وبعد ترجي
من الثانوية والتحاقي بالامعة تذكرت التزامي الدين واصبحت نشطا ف الجال الدين....
وبعدها ت تعميدي ....وكطالب جامعي ...اصبحت بوقت قصي أفضل عضو ف الكنيسة
ما جعل كثي من الناس يعجبون ب ...وأنا أيضا كنت سعيدا لن كنت اعتقد أن ف
طريقي " للخلص" ...كنت أذهب ال الكنيسة ف كل وقت كانت تفتح فيه ابوابا ....
وايضا أدرس الكتاب القدس ليام ولسابيع ف بعض الحيان ...كنت أحضر ماضرات
45
كثية كان يقيمها رجال الدين ....وف سن العشرين أصبحت احد أعضاء الكنيسة
...وبعدها بدأت بالوعظ ....واصبحت معروفا بسرعة كبية ..ف القيقة انا كنت من
التعصبي وكان لدي يقي أنه ل يستطيع احد الصول على اللص مال يكن عضوا ف
كنيستنا !! وايضا كنت استنكر على كل شخص ل يعرف الرب بالطريق الت عرفته أنا با
...أنا كنت اؤمن ان يسوع السيح والرب عبارة عن شخص واحد ...ف القيقة ف
الكنيسة تعلمت ان التثليث غي صحيح ولكن بالوقت نفسه كنت اعتقد ان يسوع والب
وروح القدس شخص واحد !! حاولت ان افهم كيف تكون هذه العلقة صحيحة ولكن ف
القيقة أبدا ل استطع الوصول ال نتيجة متكاملة بوص هذه العقيدة !! انا اعجب باللبس
الحتشم للنساء وكذلك التصرفات الطيبة من الرجال ..أنا كنت من يؤمنون بالعقيدة الت
تقول ان على الرأة تغطية جسدها!وليست الرأة الت تل وجهها باليكياج وتقول أنا سفية
السيح ! ....كنت ف هذا الوقت قد وصلت ال يقي بأن ما أنا فيه الن هو سبيلي ال
اللص ...وأيضا كنت عندما ادخل ف جدال مع أحد الشخاص من كنائس اخرى كان
النقاش ينتهي بسكوته تاما ....وذلك بسب معرفت الواسعة بالكتاب القدس كنت أحفظ
مئات النصوص من النيل ....وهذا ما كان ييزن عن غيي ...وبرغم كل تلك الثقة الت
كانت لدي كان جزء من يبحث ...ولكن عن ماذا ..؟؟ عن شيء أكب من الذي وصلت
اليه! كنت أصلي باستمرار للرب أن يهدين إل الدين الصحيح ...وأن يغفر ل إذا كنت
مطئا ...إل هذه اللحظة ل يكن ل أي احتكاك مباشر مع السلمي ول اكن اعرف اي
شيء عن السلم ....وكل ما عرفته هو ما يسمى ب " امة السلم" وهي مموعة من
السود اسسوا لم دينا خاصا بم وهو عنصري ول يقبل غي السود ...ولكن أسوه "امة
السلم" وهذا ما جعلن اعتقد ان هذا هو السلم ...مؤسس هذا الدين اسه " اليجا ممد"
وهو الذي بدأ هذا الدين والذي أسى مموعته ايضا "السلمي السود" ....ف القيقة قد لفت
نظري خطيب مفوه لذه الماعة اسه لويس فرقان وقد شدن بطريقة كلمه وكان هذا ف
السبعينات من هذا القرن ...وبعد ترجي من الامعة كنت قد وصلت ال مرحلة متقدمة من
العمل ف الجال الدين ....وف ذلك الوقت بدا اتباع "اليجه ممد " بالظهور بشكل واضح
46
...وعندها بدأت بدعمهم خصوصا انم ياولون الرقي بالسود ما هم عليه من سوء العاملة
والوضاع بشكل عام ...بدأت بضور ماضراتم لعرفة طبيعة دينهم بالتحديد ...ولكن ل
اقبل فكرة ان الرب عبارة عن رجل أسود(كما كان من اعتقاد اصحاب أمة السلم) ول
اكن احب طريقتهم ف استخدام الكتاب القدس لدعم افكارهم ....فأنا أعرف هذا الكتاب
جيدا ...ولذلك ل أتمس لذا الدين(وكنت ف هذا الوقت اعتقد انه هو السلم!!) وبعد
ست سنوات انتقلت للعيش ف مدينة تكساس ...وبسرعة التحقت لصبح عضوا ف
كنيستي هناك وكان يعمل ف واحدة من هاتي الكنيستي شاب صغي بدون خبة ف حي أن
خبت ف النصرانية كانت قد بلغت مبلغا كبيا وفوق العتاد ايضا ...وف الكنيسة الخرى
الت كنت عضوا فيها كان هناك قسيس كبي ف السن ورغم ذلك ل يكن يتلك العرفة الت
كنت انا امتلكها عن الكتاب القدس ولذلك فضلت الروج منها حت ل تصل مشاكل بين
وبينه ...عندها انتقلت للعمل ف كنيسة اخرى ....ف مدينة اخرى وكان القائم على تلك
الكنيسة رجل منك وخبي وعنده علم غزير ...وعنده طريقة مدهشة ف التعليم ....ورغم
انه كان يتلك افكارا ل أوافقه عليها ال انه كان ف النهاية شخصا يتلك القدرة على كسب
الشخاص ...ف هذا الوقت بدأت أكتشف أشياء ل اكن أعلمها بالكنيسة وجعلتن افكر فيما
أنا فيه من دين !!!...مرحبا بكم ف عال الكنيسة القيقي :بسرعة اكتشفت ان ف الكنيسة
الكثي من الغية وهي شائعة جدا ف السلم الكنسي ...وايضا أشياء كثية غيت الفكار الت
كنت قد تعودت عليها ....على سبيل الثال النساء يرتدين ملبس أنا كنت اعتبها مجلة
...والكل يهتم بشكله من اجل لفت النتباه ...ل أكثر ...للجنس الخر !! الن اكتشفت
كيف أن الال يلعب لعبة كبى ف الكنائس..لقد أخبون ان الكنيسة اذا ل تكن تلك العدد
الحدد من العضاء فل داعي ان تضيع وقتك با لنك لن تد الردود الال الناسب لذلك
....عندها أخبتم ان هنا لست من اجل الال ...وانا مستعد لعمل ذلك بدون اي مقابل
...وحت لو وجد عضو واحد فقط !!...هنا بدات أفكر بؤلء الذين كنت اتوسم فيهم
الكمة كيف انم كانوا يعملون فقط من اجل الال!! لقد اكتشفت ان الال والسلطة والنفعة
كانت اهم لديهم من تعريف الناس بالقيقة ...هنا بدأت اسأل هؤلء الساتذة بعض السئلة
47
ولكن هذه الرة بشكل علن ف وقت الحاضرات ....كنت اسألم كيف ليسوع أن يكون
هو الرب؟؟ ....وأيضا ف نفس الوقت روح القدس والب والبن ووو ...ال ...ولكن ل
جواب!! كثي من هؤلء القساوسة والوعاظ كانوا يقولون ل أنم هم أيضا ل يعرفون كيف
يفسرونا لكنهم ف نفس الوقت يعتقدون انم مطالبون باليان با !! وكان اكتشاف الجم
الكبي من حالت الزنا والبغاء ف الوسط الكنسي وايضا أنتشار الخدرات وتارتا فيما بينهم
وايضا اكتشاف كثي من القساوسة الشواذ جنسيا أدى ب ال تغيي طريقة تفكيي والبحث
عن شيء آخر ولكن ماهو ؟ وف تلك اليام أستطعت أن أحصل على عمل جديد ف الملكة
العربية السعودية ...بداية جديدة :ل ير وقت طويل حت لحظت السلوب الختلف
للحياة لدى السلمي .....كانوا متلفي عن اتباع "اليجه ممد" العنصريي الذين ل يقبلون
ال السود ...السلم الوجود ف السعودية يضم كافة الطبقات ...وكل العراق ...عندها
تولدت لدي رغبة قوية ف التعرف على هذا الدين الميز ...كنت مندهشا لياة الرسول صلى
ال عليه وسلم وكنت أريد أن اعرف الزيد ..طلبت مموعة من الكتب من أحد الخوة
النشيطي ف الدعوة ال السلم ....كنت أحصل على جيع الكتب الت كنت أطلبها
....قرأتا كلها بعدها أعطون القرآن الكري وقمت بقراءته عدة مرات ...خلل عدة أشهر
...سألت أسئلة كثية جدا وكنت دائما أجد جوابا مقنعا ...الذي زاد ف اعجاب هو عدم
اصرار الشخص على الجابة ...بل انه ان ل يكن يعرفها كان ببساطة يبن انه ل يعرف
وانه سوف يسأل ل عنها ويبن ف وقت لحق !! وكان دائما ف اليوم التال يضر ل
الجابة ....وايضا ما كان يشدن ف هؤلء الناس الحيين هو اعتزازهم بانفسهم !! كنت
اصاب بالدهشة عندما أرى النساء وهن متشمات من الوجه ال القدمي ! ل اجد سلم دين
او تنافس بي الناس النتسبي للعمل من أجل الدين كما كان يدث ف امريكا ف الوسط
الكنسي هناك ....كل هذا كان رائعا ولكن كان هناك شيء ينغص علي وهو كيف ل ان
اترك الدين الذي نشأت عليه ؟؟ كيف أترك الكتاب القدس؟؟ كان عندي اعتقاد انه به شيء
من الصحة بالرغم من العدد الكبي من التحريفات والراجعات الت حصلت له ....عندها ت
اعطائي شريط فيديو فيه مناظرة اسها "هل النيل كلمة ال" وهي بي الشيخ أحد ديدات
48
وبي القسيس جيمي سواجارت...وبعدها على الفور أعلنت اسلمي!!!!!!
لشاهدة تلك الناظرة الثية او ساعها يكنك تميلها من الوصلة التالية :
http://www.islam.org/audio/ra622_4.ram
وستجدها ف هذه الصفحة إن شاء ال:
http://212.37.222.34/islam/multimedia.htm
بعدها ت اخذي ال مكتب الشيخ عبدالعزيز بن باز لكي أعلن الشهادة وقبول بالسلم ...
وت اعطائي نصيحة عما سوف اواجهه بالستقبل ....انا ف القيقة ولدة جديدة ل بعد
ظلم طويل .....كنت افكر باذا سوف يقول زملئي ف الكنيسة عندما يعلمون بب
اعتناقي للسلم؟؟ ل يكن هناك وقت طويل لعلم ....بعد ان عدت للوليات التحدة
المريكية من اجل الجازة أخذت النتقادات تضربن من كل جهة على ما انا عليه من "قلة
اليان " على حد قولم !! وأخذوا يصفون بكل الوصاف المكنة ...مثل الائن والنحل
اخلقيا ...وكذلك كان يفعل رؤساء الكنيسة ...ولكن ل اكن اعبء با كانوا يقولوه لن
الن فرح ومسرور با انعم ال علي به من نعمة وهي السلم ...أنا الن اريد ان اكرس
حيات لدمة السلم كما كنت ف السيحية ...ولكن الفرق ان السلم ليوجد فيه احتكار
للتعليم الدين بل الكل مطالب أن يتعلم ......ت اهدائي صحيح مسلم من قبل مدرس القران
....عندها اكتشفت حاجت لتعلم سية الرسول صلى ال عليه وسلم ...واحاديثه وما عمله
ف حياته ......فقمت بقراءة الحاديث التوفرة باللغة النليزية بقدر الستطاع ...أيضا
أدركت ان خبت بالسيحية نافعة جدا ل ف التعامل مع النصارى وماججتهم ...حيات
تغيت بشكل كامل ...وأهم شيء تعلمته ان هذه الياة انا هي تضيية للحياة الخروية
...وايضا ما تعلمته اننا نازى حت بالنيات ....اي انك اذا نويت ان تعمل عمل صالا ول
تقدر ان تعمله لظرف ما ...فان جزاء هذا العمل يكون لك ....وهذا متلف تاما عن
النصرانية ....الن من أهم أهداف هو تعلم اللغة العربية وتعلم الزيد عن السلم ....وأنا
الن اعمل ف حقل الدعوة لغي السلمي ولغي الناطقي بالعربية .....وأريد ان اكشف للعال
49
التناقضات والخطاء والتلفيقات الت يتويها الكتاب الذي يؤمن به الليي حول العال
(يقصد الكتاب القدس للنصارى) وايضا هناك جانبا إيابيا ما تعلمته من النصرانية انه ل
يستطيع احد ان ياججن لن اعرف معظم الدع الت ياول النصرون استخدامها لداع
النصارى وغيهم من عديي البة ....أسأل ال أن يهدينا جيعا ال سواء الصراط " جزاه
ال خيا وهذا الكلم ل يصدر ف القيقة ال من رجل صادق عرف ال فامن به ...ومن ث
كب اليان ف قلبه ...حت اصبح هدفه هو هداية الناس جيعا !!! وهذا الرجل تنطبق عليه
الية الكرية التالية " :لََتجِدَنّ أَ َش ّد النّاسِ َعدَاوَةً لّّلذِينَ آمَنُوْا الَْيهُودَ وَالّذِينَ أَشْ َركُواْ َولََتجِدَنّ
َأقْرََب ُهمْ ّموَدّةً لّّلذِينَ آمَنُواْ اّلذِي َن قَاُل َواْ إِنّا َنصَارَى َذلِكَ ِبأَنّ مِْن ُهمْ ِقسّيسِيَ وَرُهْبَانًا وَأَّن ُهمْ لَ
َيسْتَكْبِرُونَ * وَِإذَا َسمِعُواْ مَا أُنزِلَ ِإلَى الرّسُولِ تَرَى أَعْيَُن ُهمْ تَفِيضُ مِنَ الدّ ْمعِ ِممّا عَ َرفُواْ ِمنَ
اْلحَقّ يَقُولُونَ رَبّنَا آمَنّا فَاكْتُبْنَا َمعَ الشّاهِدِي َن * وَمَا لَنَا لَ ُنؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِ َن اْلحَقّ
وَنَ ْط َمعُ أَن ُيدْخِلَنَا رَبّنَا َمعَ الْ َقوْمِ الصّاِلحِيَ " سورة الائدة اية .84-82
(غلف الكتاب)
50
)بطاقة القسيس السابق(
ف الثالث والعشرين من شهر كانون الوّل لعام - 1986وقبل يومي من أعياد اليلد-
أعلن رئيس الساقفة مارتن جون موايبوبو لماعة الصلّي بأنّه سيترك السيحيّة لدخول
السلم .كان حشد الصلّي ف حالة شللٍ تامّ للصدمة الّت أصابتهم لسماع هذا الب ،إل
درجة أنّ مساعد الُسقف قام من مقعده فأغلق الباب والنوافذ ،وصرّح لعضاء الكنيسة بأنّ
رئيس الساقفة قد جُنّ .فكيف استطاع الرّجل أن يفكّر بقول ذلك ،ف حي أنّه قبل ذلك
ببضع دقائق كان يعزف آلته الوسيقيّة بطريقةٍ تثي مشاعر أعضاء الكنيسة؟! ل يكونوا
يعرفون بأنّ ما يول ف خاطر السقف سيكون قرارا يعصف بألبابم ،وأنّ ذلك الترفيه ل
يكن إلّ حفلة وداع .لكنّ ردّ فعل الصلّي كان مُفجعا على حدّ سواء! فقد اتّصلوا بقوات
المن لخذ الرّجل "الجنون" .فتحفّظوا عليه ف الزنزانة حتّى منتصف الليل ،إل أن جاء
الشّيخ أحد شيخ –وهو الرّجل الّذي حثّه على دخول السلم -وكفله لطلق سراحه .لقد
كان هذا الادث بدايةً لطيف ًة فقط نسبةً لا كان ينتظر الُسقف السّابق من صدمات.
51
وقد قام سيمفيوي سيسانت –وهو صحفيّ من صحيفة القلم– بإجراء لقاءٍ مع رئيس الساقفة
ي التنانّ مارتن جون موايبوبو ،والّذي أصبح بعد إعلنه السلم معروفا باسم (الاج
اللوثر ّ
أبو بكر جون موايبوبو.).
الفضل ف إثارة الفضول الصحفيّ لدى هذا الكاتب -سيسانت -يعود إل الخ الزيبابو ّ
ي
سفيان سابيلو ،وذلك بعد استماع الخي إل حديث موايبوبو ف مركر وايبانك السلميّ ف
ديربان .وسفيان ليس من الّذين يرغبون بالثارة ،لكنّه ف تلك الليلة كان قد سع شيئا قيّما.
فهو ل يستطع التوقّف عن الديث عن الرّجل! ومن كان بإمكانه ألّ يكون مأخوذا بعد
ساعه بأنّ رئيس الساقفة قد دخل السلم؟ وهو الّذي ل يصل فقط على شهادت
البكالوريوس والاجستي ف اللهوت ،بل وعلى شهادة الدكتوراه أيضا .وإنْ كنتم مّن
يهتّمون بالشّهادات الجنبيّة ،فإنّ الرّجل قد حصل على الدبلوم ف الدارة الكنسيّة من إنلترا،
وما تبقّى من الدّرجات العلميّة من برلي ف ألانيا! وهذا الرّجل الّذي كان – قبل دخوله
السلم -المي العام لجلس الكنائس العاليّ لشؤون إفريقيا -مّا يشمل تنانيا وكينيا
وأوغندا وبوروندي وأجزاء من أثيوبيا والصّومال -كان منصبه ف ملس الكنائس يفوق
الرئيس الالّ للجنة حقوق النسان النوب إفريقيّة بارن بيتيانا ،ورئيس لنة الصالة الوطنيّة
الُسقف ديسموند توتو.
إنّها قصّة رجلٍ وُلد قبل 61عاما -ف الثان والعشرين من شهر شباط -ف بوكابو ،وهي
منطقةٌ على الدود مع أوغندا .وبعد سنتيْن من ولدته قامت عائلته بتعميده؛ وبعد خس
ت كانت تراقبه بفخرٍ وهو يصبح خادم الذبح ف ال ُقدّاس ،ناظرين إليه وهو يساعد سنوا ٍ
كاهن الكنيسة بتحضي "جسد ودم" السيح (عليه الصّلة والسّلم) .كان هذا مّا يلُ عائلته
بالفخر ،ويلُ أباه بالفكار حول مستقبل ابنه.
52
يسترجع أبو بكر ذكرياته قائلً:
"فيما بعد -وعندما كنت ف الدرسة الدّاخليّة -كتب إلّ أب قائلً بأنّه يريدن أن أُصبح
راهبا .وف كلّ رسالةٍ كان يكتب ل ذلك".
لك ّن موايبوبو كانت لديه أفكاره الاصّة عن مستقبل حياته ،والّت كانت تتعلّق بالنضمام إل
سلك الشرطة .ومع ذلك -وف الامسة والعشرين من عمره -استسلم لرغبة والده .فعلى
النقيض مّا يصل ف أوروبا ،حيث يستطيع البناء فعل ما يشاؤون بعد عمر الادية
والعشرين ،فالبناء ف إفريقيا يُعلّمون احترام رغبات أبائهم أكثر من احترام رغباتم
الشخصيّة.
يا بنّ ،قبل أن أغمض عين (أموت) ،سأكون مسرورا إ ْن أصبحتَ راهبا" .
هذا ما قاله الب لبنه ،وهكذا فعل البن؛ وهو القرار الّذي قاده إل إنلترا عام 1964
للحصول على الدبلوم ف إدارة الكنائس؛ وبعد ذلك بسنةٍ إل ألانيا للحصول على
البكالوريوس .وبعودته بعد عامٍ أصبح أُسقفا عاملً.
وقد بدأ بالتساؤل حي كان يعمل على الصول على الدكتوراه ،يقول موايبوبو:
"بدأت أتساءل باندهاش ،فهناك السيحيّة والسلم واليهوديّة والبوذيّة ،وكلّ دينٍ منها يدّعي
أنّه القّ؛ فما هي القيقة؟ كنت أريد القيقة".
وهكذا بدأ بثه حت اختزله إل الديان الرئيسيّة الربعة .وحصل على نسخةٍ من القرآن
الكري .وهل تتخيّلون ماذا حدث؟
53
يتذكر موايبوبو قائلً:
"حي فتحت القرآن الكري ،كانت اليات الول الّت أقرأها هي :قُلْ ُهوَ اللّهُ أَ َحدٌ()1اللّهُ
صمَدُ(َ)2لمْ َيِلدْ وََلمْ يُوَلدْ(َ )3وَلمْ يَكُنْ لَهُ كُ ُفوًا أَ َحدٌ( / )4سورة الخلص".
ال ّ
كان هذا هو الوقت الذي بدأت فيه بذور السلم بالنموّ ،وهو الدّين غي العروف بالنّسبة
إليه .وف ذلك الوقت اكتشف بأنّ القرآن الكري هو الكتاب القدّس الوحيد الّذي ل يُشوّههُ
النسان منذ الياء به.
"وهذا ما قُلْته كخاتةٍ ف رسالت للدكتوراه .ول يكن يهمّن إنْ كانوا سيمنحون الدكتوراه أم
ل ،لنّ هذه هي القيقة؛ وأنا كنت أبث عن القيقة.".
وف حالته الذهنيّة هذه ،ذهب إل أُستاذه الحبوب فان بيغر .ويستعيد ذكرياته قائلً:
"أغلقت الباب ،ثّ نظرت إليه ف عينيه ،وسألته :من كلّ الديان الّت ف الدّنيا ،أيّها هو الدّين
القّ؟ فأجابن" :السلم" .فسألته" :فلماذا أنت إذا لست مسلما؟" فقال ل" :أ ّولً :أنا أكره
العرب؛ وثانيا :هل أنت ترى كلّ هذا الترف الّذي أنعم فيه؟ فهل تعتقد بأنّي سأتلّى عن كلّ
ذلك من أجل السلم؟" وعندما تفكّرت بوابه ،بدأت أتفكّر بالت الاصّة أيضا" .
فمنصب موايبوبو ،وسياراته ،كلّ ذلك خطر ف باله .ل ،فهو ل يستطيع إعلن السلم.
وهكذا -ولسنةٍ كاملةٍ -نّى هذه الفكرة عن خاطره .لك ّن رُؤى بدأت تلحقه ،وآياتٌ من
س موشحون بالبياض يأتون إليه" ،خاصّةً ف أيّام
القرآن الكري دوامت على الظّهور أمامه ،وأُنا ٌ
لمَع" ،حتّى ل يستطع أن يقاوم أكثر.
اُ
وهكذا أعلن إسلمه رسيّا ف الثّان والعشرين من شهر كانون الوّل .وهذه الرُؤى الّت قادته
إل ذلك ،أل تكن بفعل الطّبيعة الُرافيّة للفارقة؟ ويدّثنا عن ذلك موايبوبو قائلً:
54
" -ل؛ ل أظنّ بأنّ كلّ الرُؤى سيّئة .فإنّ هناك تلك الرُؤى الّت تديك للتاه الصّحيح،
وتلك الّت ل تفعل ذلك .أمّا هذه -على وجه الصوص -فقد قادتن إل الطّريق الصّحيح،
إل السلم.".
ونتيجةً لذلك قامت الكنيسة بتجريده من بيته وسياراته .ول تستطع زوجه تمّل ذلك
فحزمت حقائبها وأخذت أولدها وتركته ،وذلك على الرغم من تأكيد موايبوبو لا بأنّها
ليست مُلزمةً بدخول السلم .وعندما ذهب إل والديه ،الّلذيْن كانا أيضا قد سعا بقصّته:
"طلب منّي أب انتقاد السلم علنيةً؛ وقالت أُمّي بأنّها "ل تريد أن تسمع أيّ تُرّهاتٍ منّي".
لقد أصبح وحيدا! وحي سُئِل كيف يشعر تاه والديه قال بأنّه سامهم ،وقد تصال مع أبيه
قبل أن ينتقل إل عال الخرة .وقال موايبوبو:
"لقد كانا كبييْن بالسنّ ،ول يكن لديهما العلم أيضا .حتّى أنّهما ل يكن باستطاعتهما قراءة
النيل ،وكلّ ما كانا يعرفانه هو ما كانا يسمعانه من الراهب وهو يقرأ".
سألما البقاء ف النل لليلةٍ واحدة ،وف اليوم التّال بدأ رحلته إل حيث تنتمي عائلته أص ً
ل
-إل كاييل -على الدود بي تنانيا ومالوي .وخلل رحلته جَنَح إل بروسيل حيث كانت
هناك عائل ٌة تريد بيع بيتٍ لصُنع العة .وحصل هناك أن التقى بزوج الستقبل ،وهي راهبةٌ
كاثوليكيّ ٌة اسها الخت جيترود كيبويا ،والّت تُعرف الن باسم الخت زينت .ومعها سافر
إل كاييل ،حيث أخبه العجوز الّذي منحه الأوى ف الليلة السّابقة بأنه هناك سيجد مسلمي
آخرين .ولكن قبل ذلك ،وف صباح ذلك اليوم رفع الذان للصّلة ،وهو الشيء الّذي جعل
القرويّي يرجون من منازلم سائلي الضيف كيف يؤوي رجلً "منونا".
55
"لقد كانت الرّاهبة هي الّت أوضحت بأنّي لست منونا بل مسلما" ،يقول موايبوبو.
وكانت نفس الرّاهبة هي الّت ساعدته فيما بعد على دفع النّفقات العلجيّة لشفى الرساليّة
النليكانيّة حي كان مريضا جدّا .وذلك بفضل الحادثة الّت كانت له معها.
وكان أن سألا :لاذا ترتدي الصّليب ف سلسلةٍ على صدرها ،فكان أن أجابت بأنّ ذلك لنّ
السيح (عليه الصّلة والسّلم) قد صُلب عليه.
"ولكن ،لنَقُل أن أحدهم قتل أباك ببندقيّةٍ ،فهل كنت ستتجوّلي حامل ًة البندقيّة على صدرك؟"
لقد جعل ذلك الراهبة تفكّر ،وحارت ف الجابة .وحي عرض عليها الُسقف الزواج لحقا،
كان جوابا بالياب .فتزوّجا سرّا ،وبعد أربعة أسابيع كتبت إل مسؤوليها تُعلِمهم بأنّها
تركت الرّهبنة .سع الشّيخ الّذي قدّم لما الأوى –وهو خال الرّاهبة -بذا الزواج؛ وف لظة
وصولما إل بيته نُصحا بالرب ،لنّ "الشّيخ كان يُعبّىء بندقيّته بالعتاد" .وكان والد الرّاهبة
غاضبا "ومتوحّشا كالسد".
انتقل موايبوبو من رفاهية منل رئيس الساقفة ليعيش ف بيتٍ مبنّ من الطّي .وبدلً من راتبه
الكبي كعضوٍ ف الجلس الكنسيّ العاليّ كأميٍ عامّ لشرق إفريقيا ،بدأ بكسب قوته
كحطّابٍ ،وحرّاثٍ لراضي الخرين .وف الوقات الّت ل يكن يعمل فيها كان يدعو إل
السلم علنية .مّا قاده إل سلسلةٍ من الحكام القصية بالسّجن لعدم احترام السيحيّة.
وحي كان يؤدّي فريضة الجّ ف عام ،1988حدثت الكارثة .فقد ُفجّر بيته ،وترتب
على ذلك قتل أطفاله التوائم الثلثة .ويتذكّر قائلً:
56
ويُضيف بأنّه بدلً من أن يبطه ذلك فقد فعل العكس ،لنّ عدد الّذين كانوا يعلنون إسلمهم
كان بازدياد ،وهذا يشمل حاه أيضا.
وف عام 1992اعتُقِل لدّة عشرة أشهرٍ مع سبعي من أتباعه ،واتّهموا باليانة .وكان ذلك
بعد تفجي بعض ملت بيع لم النير الّت كان قد تدّث ضدّها .لقد تدّث فعلً ضدّها،
وهو يعترف بذلك مُوضحا بأنّه دستوريّا -ومنذ عام -1913هناك قانون بنع المّارات
والكازينوهات وملت بيع لم النير ف دار السّلم وتانغا ومافيا وليندي وكيغوما .ولُسن
حظّه فقد بُرّأت ساحته ،وبعد ذلك مباشرةً هاجر إل زامبيا منفيّا؛ وذلك بعد أن ُنصِحَ بأنّ
هناك مؤامرة لقتله.
وحدّثنا بأنّه ف كلّ يومٍ كان يُطلق فيه سراحه ،كانت الشرطة تأت لتعتقله مُجدّدا .وهل يكن
أن تتخيّلوا ماذا حصل أيضا؟! يقول موايبوبو:
"لقد قالت النّساء بأنّهن لن يسمحن بذلك! وبأنّهم سيقاومن اعتقال من قبل قوات المن
بأجسادهن .وكانت النّساء أيضا هنّ اللوات ساعدنن على الرب عب الدود مُتخفيا؛ فقد
ألبسنن ملبس النّساء!"
"يب أن تُعطى النّساء مكان ًة رفيعةً ,وأن يُمنحن تعليما إسلميّا جيّدا .وإل فكيف يكن
للمرأة أن تتفهّم لاذا يتزوّج الرّجل أكثر من امرأةٍ واحدة ...لقد كانت زوجي زينب هي من
اقترحت عليّ بأنّي يب أن أتزوّج بزوجي الثّانية –صديقتها شيل– حي كان يتوجّب عليها
السّفر إل الارج من أجل الدّراسات السلميّة".
57
"إنّ هناك حربا على السلم ...وقد أغرقوا العال بالطبوعات .والن بالتحديد يعملون على
جعل السلمي يشعرون بالعار بوصفهم لم بالُصوليّي .فيجب على السلمي أل يقفوا عند
طموحاتم الشّخصيّة ،ويب عليهم أن يتّحدوا .فعليك أن تدافع عن جارك إن كنت تريد أن
تكون أنت ف أمان".
يقول ذلك ويضّ السلمي على أن يكونوا شجعانا ،مُستشهدا بالركز السلميّ العاليّ
للدّعوة والشّيخ أحد ديدات:
"ذلك الرّجل ليس مُتعلّما ،لكن انظر إل الطّريقة الّت ينشر با السلم".
58
-7الراهب السابق الفليبين ماركو كوربس
المد ل ربّ العالي ،وصلة ال تعال وسلمه على خات النبياء والرسلي سيّدنا م ّمدٍ
وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسانٍ إل يوم الدّين.
خلل طفولت ،رُبّيت جزئيّا على الكاثوليكيّة .أما جدي وعمت فقد كانا مُعاِلجَيْن روحانيّيْن
يعبدان الصنام والرواح .وقد شهدت الكثي من الرضى الّذين جاءوا إليهما من أجل
العلج ،وكيف كانوا يبأون .ولذلك فقد تسبّبا ف اتباعي ما يؤمنان به.
عندما وصلت السابعة عشرة من عمري ،لحظت بأنّ هناك الكثي من الديان ،والّت توي
أنواعا متلفةً من التعاليم ،على الرغم من أنّ لا نفس الصدر ،وهو النيل .وك ّل منها يدّعي
بأنّه الدّين القّ .عندها تساءلت" :هل يتوجّب عليّ أن أبقى على دين عائلت ،أم أنّي يب أن
أُجرّب الستماع إل الديان الخرى؟"
وف أحد اليام دعان ابن عمي لضور عيد الميس ف الكنيسة .كان دافعي هو مشاهدة ما
يفعلونه داخل كنيستهم .فشاهدت كيف كانوا يغنّون ،ويصفّقون ،ويرقصون ،و يبكون
رافعي أيديهم ف دعائهم ليسوع (عليه الصّلة والسّلم) .وقام الراهب بالوعظ بصوص
النيل .ث ذكر الفقرات الكثر شيوعا ،والّت يقتبسها كلّ البشّرين ،وهي تلك الّت تتعلّق
بأُلوهيّة السيح (عليه الصّلة والسّلم) ،مثل :يوحنا ، 1:12ويوحنا ،3:16ويوحنا
.32-8:31وف ذلك الوقت ،ولدت من جديد كمسيحيّ ،وقَبِ ْلتُ يسوع السيح (عليه
الصّلة والسّلم) كإلي ومُخلّصي.
59
كان أصدقائي يزورون كلّ يومٍ للذهاب إل الكنيسة .وبعد شهرين ّت تعميدي ،فأصبحت
عضوا منتظما ف صلتم .وبعد مرور خسة أعوام ،أقنعن راهبنا بالعمل ف الكهنوت كعاملٍ
متطوّع .وبعد ذلك أصبحت النشد الرئيسي ،ث القائد ف الصّلة ،ث معلّما ف مدرسة الحد،
ث أصبحت أخيا راهبا رسيّا ف الكنيسة .وكان عملي خاضعا لبعثة التبشي النيليّة القرويّة
الرّة ( .).F.R.E.Eوهي بعثةٌ تبشييّة مثل بعثة "يسوع هو ال" (سبحانه وتعال عمّا
يصفون) ،و "الناصري" ،و "خبز الياة" ،إل.
بدأت تعليم الناس النيل وتعاليمه .وقرأت النيل مرّتي من الغلف إل الغلف .وأجبت
نفسي على حفظ أجزاءٍ وآياتٍ منه عن ظهر قلبٍ من أجل الدّفاع عن الدّين الّذي كنت
أُومن به .وأصبحت فخورا بنفسي لذا النصب الّذي حظيت به .وكنت غالبا ما أقول
لنفسي بأنّي ل أحتاج إل أيّ تعاليم أو نصوص أخرى عدا النيل .ولكن مع ذلك ،كان
هناك فراغٌ روحيّ ف داخلي .صلّيت ،وصُمْت ،واجتهدت لرضاء مشيئة الله الّذي كنت
أعبده ،ول أكن أجد السعادة إلّا عندما كنت أتواجد ف الكنيسة .لكن هذا الشعور بالسعادة
ل يكن مستمرّا ،وحت عندما كنت أتواجد مع عائلت .ولحظت أيضا أنّ بعض أصدقائي من
الرّهبان ماديّون .فهم يغمسون أنفسهم ف الشهوة السديّة -كالعلقات الحرّمة مع النّساء
-والفساد ،وتعطّشهم للشهرة.
وعلى الرغم من كلّ ذلك فقد واصلت -وبطريقةٍ عمياء -اعتناقي الدّين بقوّة .وذلك لنّي
كنت أعرف -وحسب ما تقوله التعاليم" -بأنّ الكثيين ُيدْ َعوْن ،ولكنّ القليل منهم
ُيخْتارون" .كنت دوما أُصلّي ليسوع السيح (عليه الصّلة والسّلم) ليغفر ل ذنوب وكذلك
ذنوبم .فقد كنت أظنّ بأنّه (عليه الصّلة والسّلم) هو اللّ لكلّ مشكلت ولذلك فإنّه
يستطيع الستجابة لكلّ دعائي.
60
مع ذلك -وبالنظر إل حياة زملئي من الرّهبان -فإنّك ل تستطيع أن تد بينهم أمثلةً جيّدةً
مُقارنةً بالرعيّة الّت يعظونا .وهكذا بدأ إيان يفت ،وناضلت بصعوبة بالغة على العمل ف
خدمة الصّلة الماعيّة.
ف أحد اليام ،فكرت ف السفر إل الارج ،وليس ذلك من أجل العمل فقط ،بل وأيضا من
أجل نشر اسم يسوع كإله؛ أستغفر ال العظيم .وكان ف خطت الذهاب إمّا إل تايوان أو
كوريا .إلّا أنّ مشيئة ال تعال كانت ف حصول على تأشية عملٍ ف الملكة العربيّة
السعوديّة .ووقّعت ف الال عقدا لدّة ثلثة أعوام للعمل ف جدّة.
بعد أسبوعٍ من وصول إل جدّة ،لحظت أُسلوب الياة الختلف ،كاللغة ،والعادات
والتقاليد ،حت الطعام الّذي يأكلونه .فقد كنت جاهلً تاما بثقافات الخرين.
المد ل؛ فقد حدث أن كان لديّ زميلٌ فلبينّ ف الصنع ،وهو مسلمٌ يتكلّم العربيّة .لذلك
-ومع أنّي كنت متوتّرا ،إلّا أنّي حاولت سؤاله عن السلمي ،وعن دينهم ومعتقداتم .فقد
كنت أعتقد بأنّ السلمي من عُتاةِ القَتَلة ،وأنّهم يعبدون الشيطان والفراعنة وممّدا (صلّى ال
عليه وآله وسلّم) كآلةٍ لم .وحدّثته عن إيان بالسيح (عليه الصّلة والسّلم) .وكردّ فعلٍ
على ذلك أخبن أنّ دينه يتلف تاما عن دين .واقتبس آيتيْن من القرآن الكري .الول من
سورة الائدة وهي الية الثالثة الّت جاء فيها:
"...الَْيوْمَ َأكْمَ ْلتُ لَ ُكمْ دِينَ ُكمْ وَأَْت َم ْمتُ َعلَيْ ُكمْ نِعْمَتِي َو َرضِيتُ لَكُمُ السلم دِينًا"...
61
هاتان اليتان أصبنن بصدم ٍة قويّة .بعد ذلك بدأت بلحظة حياته .وكلّ يومٍ كنّا نتحدث كلّ
عن دينه ،حت أصبحنا ف النّهاية صديقيْن حيميْن .وف إحدى الناسبات ذهبنا إل البلد
(النطقة التجاريّة من جدّة) لرسال بعض الرسائل .وهناك حدث أن رأيت جهرةً من أُناسٍ
كثيين يشاهدون فيلما فيديويّا لناظرةٍ لحد أفضل "البشّرين" لديّ .أخبن صديقي السلم
بأنّ هذا الّذي أدعوه "بأفضل مبشّرٍ لديّ" كان الشيخ أحد ديدات ،وهو داعيةٌ إسلميّ
مشهور .فأخبته بأنّ رهباننا ف الوطن جعلونا نعتقد بأنّه "مبشّرٌ عظيمٌ" فقط؛ وأخفوا عنّا
شخصيّته القيقيّة بأنّه داعيةٌ مسلم! ومهما كانت نيّتهم ،فإنّها بالتأكيد كانت لبعادنا عن
معرفة القيقة .وعلى الرغم مّا عرفته ،فقد اشتريت أشرطة الفيديو ،وبعض الكتب أيضا لقرأ
عن السلم.
وف مكان إقامتنا ،حدّثن صديقي عن قصص النبياء .وكنت حقيقةً مُقتنعا ،لك ّن كبيائي
أبقان بعيدا عن السلم.
وبعد مُضيّ سبعة أشهر ،حضر إلّ ف غرفت صديقٌ آخر -وهو مسلمٌ من الند -وأعطان
نسخةً من ترجة معان القرآن الكري بالنليزيّة .وفيما بعد قادن إل البلد ،ث اصطحبن إل
الركز السلميّ .قابلت هناك أحد الخوة الفلبينيّي؛ ودار بيننا نقاشٌ حول بعض السائل
الدينيّة ،وقام بربط ذلك بقارنةٍ لياته قبل السلم -حي كان مسيحيّا -وبعده؛ ث شرح ل
بعض تعاليم السلم.
وف تلك الليلة الباركة ،ف الثامن عشر من نيسان لعام - 1998وبل إكراه -دخلت
السلم أخيا .وأعلنت دخول السلم بترديد الشهادتي.
ال أكب!
كنت سابقا أتّبع دينا أعمى ،أمّا الن فإنّي أرى القيقة الطلقة بأنّ السلم هو الطريقة
الفضل والكاملة للحياة الصمّمة لكلّ البشريّة .المد ل ربّ العالي.
62
وأدعو ال تعال أن يغفر لنا كلّ جهلنا بصوص السلم ،وأن يهدينا سبحانه وتعال صراطه
الستقيم الّذي يقود إل النّة .آمي.
أستاذ للرياضيات بامعة اللك فهد للبترول والعادن اسه جاري ميلر..كندي الصل..كان
قسيسا يدعو للنصرانية وبعد أن من ال عليه بالسلم وقف يطب ف الناس قائلً :
"أيها السلمون,لو أدركتم فضل ما عندكم علي ما عند غيكم لمدت ال أن أنبتكم من
أصلب مسلمة ورباكم ف ماضن السلمي وأنشأكم علي هذا الدين العظيم ,إن معن
النبوة..معن اللوهية..معن الوحي..الرسالة..البعث..الساب..كل تلك العان-عندكم وعند
غيكم-فرق مابي السماء والرض".
ث يضيف قائلً ":لقد جذبن لذا الدين وضوح العقيدة ,ذلك الوضوح الذي ل أجده ف
عقيدة سواه"
63
ف أحد اليام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يد فيه بعض الخطاء الت تعزز موقفه عند دعوته
للمسلمي للدين النصران ....كان يتوقع أن يد القرآن كتاب قدي مكتوب منذ 14قرن
يتكلم عن الصحراء وما إل ذلك .....لكنه ذهل ما وجده فيه .....بل واكتشف أن هذا
الكتاب يتوي على أشياء ل توجد ف أي كتاب آخر ف هذا العال .......
كان يتوقع أن يد بعض الحداث العصيبة الت مرت على النب ممد صلى ال عليه وسلم مثل
وفاة زوجته خدية رضي ال عنها أو وفاة بناته وأولده ......لكنه ل يد شيئا من ذلك
......بل الذي جعله ف حية من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة ف القرآن تسمى
سورة مري وفيها تشريف لري عليها السلم ل يوجد مثيل له ف كتب النصارى ول ف
أناجيلهم !!
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يد مأخذا عليه ....ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة أل
وهي الية رقم 82ف سورة النساء :
{ أفل يتدبرون القرآن ولو كان من عند غي ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا }
يقول الدكتور ميلر عن هذه الية " :من البادئ العلمية العروفة ف الوقت الاضر هو مبدأ
إياد الخطاء أو تقصي الخطاء ف النظريات إل أن تثبت صحتها Falsification
...test
والعجيب أن القرآن الكري يدعوا السلمي وغي السلمي إل إياد الخطاء فيه ولن يدوا".
64
يقول أيضا عن هذه الية :ل يوجد مؤلف ف العال يتلك الرأة ويؤلف كتابا ث يقول هذا
الكتاب خال من الخطاء ولكن القرآن على العكس تاما يقول لك ل يوجد أخطاء بل
ويعرض عليك أن تد فيه أخطاء ولن تد.
أيضا من اليات الت وقف الدكتور ميلر عندها طويل هي الية رقم 30من سورة النبياء :
{ أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها وجعلنا من الاء كل شي
حي أفل يؤمنون }
يقول" :إن هذه الية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل ف
عام 1973وكان عن نظرية النفجار الكبي وهي تنص أن الكون الوجود هو نتيجة
انفجار ضخم حدث منه الكون با فيه من ساوات وكواكب .فالرتق هو الشي التماسك ف
حي أن الفتق هو الشيء التفكك فسبحان ال".
يقول الدكتور ميلر " :الن نأت إل الشيء الذهل ف أمر النب ممد صلى ال عليه وسلم
والدعاء بأن الشياطي هي الت تعينه وال تعال يقول :
{ وما تنلت به الشياطي ،وما ينبغي لم وما يستطيعون ،إنم عن السمع لعزولون }
[ الشعراء :الية ] 212-210
{ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم } [ النحل ] 98 :
وقبل 10سنوات من وفاة أب لب نزلت سورة ف القرآن أسها سورة السد ,هذه السورة
تقرر أن أبو لب سوف يذهب إل النار ,أي بعن آخر أن أبو لب لن يدخل السلم .
وخلل عشر سنوات كاملة كل ما كان على أبو لب أن يفعله هو أن يأت أمام الناس ويقول
"ممد يقول أن لن أسلم و سوف أدخل النار ولكن أعلن الن أن أريد أن أدخل ف السلم
وأصبح مسلما !! ,الن مارأيكم هل ممد صادق فيما يقول أم ل ؟ هل الوحي الذي يأتيه
وحي إلي؟ "
لكن أبو لب ل يفعل ذلك تاما رغم أن كل أفعاله كانت هي مالفة الرسول صلى ال عليه
وسلم لكنه ل يالفه ف هذا المر .يعن القصة كأنا تقول أن النب صلى ال عليه وسلم يقول
لب لب أنت تكرهن وتريد أن تنهين ,حسنا لديك الفرصة أن تنقض كلمي !
لكنه ل يفعل خلل عشر سنوات كاملة!! ل يسلم ول يتظاهر حت بالسلم !!
عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم السلم بدقيقة واحدة ! ولكن لن الكلم هذا
ليس كلم ممد صلى ال عليه وسلم ولكنه وحي من يعلم الغيب ويعلم أن أبا لب لن يسلم
.
66
كيف لحمد صلى ال عليه وسلم أن يعلم أن أبا لب سوف يثبت ما ف السورة إن ل يكن
هذا وحيا من ال؟؟
كيف يكون واثقا خلل عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو ل يكن يعلم أنه وحيا من
ال؟؟
لكي يضع شخص هذا التحدي الطي ليس له إل معن واحد هذا وحي من ال.
{ تبت يدا أب لب وتب
ما أغن عنه ماله وما كسب
سيصلى نارا ذات لب
وامرأته حالة الطب
ف جيدها حبل من مسد }
67
ها نن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول أننا أشد الناس عداوة لكم ,إذن القرآن خطأ ! ,
ولكن هذا ل يدث خلل 1400سنة !! ولن يدث لن هذا الكلم نزل من الذي يعلم
الغيب وليس إنسان.
مثل :
{ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلمهم أيهم يكفل مري وما
كنت لديهم إذ يتصمون } [ سورة آل عمران :آية ] 44
{ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ول قومك من قبل هذا فاصب إن
العاقبة للمتقي } [ سورة هود :آية ] 49
68
{ ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم إذ أجعوا أمرهم وهم يكرون }
[ سورة يوسف :آية ] 102
جزاك ال خيا يا دكتور ميلر على هذا التدبر الميل لكتاب ال ف زمن قل فيه التدبر.
69
ل بعنوان "القرآن العظيم":
وهذا هو مقاله كام ً
نبذة عن الؤلف :الدكتور جاري ميلر (عبد الحد عمر) عالٌ ف الرياضيات واللهوت
السيحيّ ومُبشّرٌ سابق .يُبيّن كيف أنّه بإمكاننا تأسيس إيانٍ صحي ٍح بوضع معايي للحقيقة.
ويصوّر طريقةً مُبسّطةً وفعال ًة لياد التاه الصحيح أثناء البحث عن القّ.
وقد كان الدكتور ميلر ف إحدى فترات حياته نشطا ف التبشي السيحيّ ،ولكنّه بدأ مبكّرا
باكتشاف تناقضاتٍ كثي ٍة ف النيل .وف سنة ،1978حصل أن قرأ القرآن الكري مُتوقّعا
بأنّه أيضا سيحوي خليطا من القيقة والزّيْف .لكنّه ذهل باكتشافه أنّ رسالة القرآن الكري
كانت مُطابقةً لنفس جوهر القيقة الّت استخلصها من النيل .فدخل السلم ،ومنذئذ أصبح
نشطا بتقديه للناس ،با ف ذلك استخدام الذياع والبامج التلفازيّة .وهو أيضا مؤلّفٌ للعديد
من القالت والنشرات السلميّة ،نذكر منها" :ردّ موجَزٌ على السيحيّة – وجهة نظر
السلم" ،و "القرآن العظيم" ،و "خواطر حول (براهي) أُلوهيّة السيح" ،و "أُسُسُ عقيدة
السلم" ،و "الفرق بي النيل والقرآن" ،و "السيحيّة التبشييّة – تليلٌ لسلم".
القال:
َوصْفُ القرآن بالعظيم ليس شيئا يفعله السلمون فقط – وهم الّذين يُقدّرون هذا الكتاب حقّ
قَدْره ،وهم به ِج ّد سعداء -بل إنّ غي السلمي أيضا قد صنّفوه ككتابٍ عظيم .وحقّا ،حت
أولئك الّذين يكرهون السلم كُرها شديدا ما زالوا يدعونه عظيما.
أحد الشياء الّت تفاجئ غي السلمي الّذين يتفحّصون هذا الكتاب عن قُرب ،هو أنّ القرآن
ب قديٌ جاء من ل يتكشّف لم كما كانوا يتوقّعون .فما يفترضونه هو أنّ بي أيديهم كتا ٌ
الصّحراء العربيّة قبل أربعة عشر قرنا ،ويتوقّعون بأنّه بالضرورة يمل نفس النطباع –كتابٌ
قديٌ من الصّحراء .لكنّهم بعدئ ٍذ يدون بأنّه ل يشبه مُطلقا ما كانوا يتوقّعون.
بالضافة إل ذلك ،واحدٌ من أوّل الشياء الّت يفترضها بعض النّاس هو أنّ هذا الكتاب
القدي ،ولنّه جاء من الصّحراء ،فإنّه بالضّرورة يتحدّث عن الصّحراء .حسنا ,فالقرآن
70
يتحدّث عن الصّحراء ف بعض مازاته اللغويّة الّت تصف الصّحراء؛ ولكنّه أيضا يتحدّث عن
البحر ,ولقد صوّر لنا كيف تكون العاصفة على سطح البحر.
قبل بضع سنوات ،وصلتنا قصّةٌ إل تورونتو (كندا) عن رجلٍ كان بّارا ف السطول
التجاريّ ،ويكسب رزقه من عمله ف البحر .أعطاه أحد السلمي ترجةً لعان القرآن الكري
ليقرأها ،ول يكن هذا البحّار يعرف شيئا عن تاريخ السلم ،لكنّه كان مهتمّا بقراءة القرآن
الكري .وعندما أنى قراءته ،حله وعاد به ال السلم الّذي أعطاه إياه ,وسأله" :مُح ّمدٌ هذا
(صلّى ال عليه وآله وسلّم) ,أكان بّارا؟" فقد كان الرجل مندهشا من تلك ال ّدقّة الّت يصف
با القرآن العاصفة على سطح البحر .وعندما جاءه الردّ" :ل ،ف القيقة ل يكن .فمح ّمدٌ
(صلّى ال عليه وآله وسلّم) عاش ف الصّحراء ".لقد كان هذا كافيا له ليُعلن إسلمه على
الفور .لقد كان مُتأثّرا جدّا بالوصف القرآنّ للعاصفة البحريّة .لنّه بنفسه كان مرّةً ف
ضمّها ,وكان لذلك يعلم أنّه أيّا من كان الّذي كتب هذا الوصف ,فإنّه ل ُبدّ وقد عاش ِخ َ
هذه العاصفة بنفسه .فالوصف الّذي جاء ف القرآن عن العاصفة ل يكن شيئا يستطيع أن
يكتبه أيّ كاتبٍ من مض خياله .والوج الّذي من فوقه موجٌ من فوقه سحاب ل يكن شيئا
يكن لحدهم تيّله والكتابة عنه ،بل إنّه وصفٌ كتبه من يعرف حقاّ كيف تبدو العاصفة
البحريّة.
هذا مثلٌ واحدٌ على أنّ القرآن ليس مرتبطا بزمان أو مكان .ومن الؤكد أنّ الشارات العلميّة
الّت يُعبّر عنها ل يكن أن يكون أصلها من الصّحراء قبل أربعة عشر قرنا مضت.
لقرونٍ عدّةٍ قبل ظهور رسالة م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) ,كانت هناك نظريّةٌ معروفةٌ
عن الذرّة وضعها الفيلسوف اليونان ديوقريتوس .فهذا الفيلسوف والّذين جاءوا من بعده
افترضوا أنّ الادّة تتكوّن من دقائق صغيةٍ غي مرئيّةٍ وغي قابلةٍ للنقسام تسمى الذرّات.
وكان العرب أيضا قد َألِفُوا هذا الفهوم ,فكانت ف الواقع كلمة "ذرّة" ف العربيّة تعن أصغر
جزءٍ كان معروفا للنسان.
71
أمّا الن فإنّ العلم الديث قد اكتشف بأنّ هذه الوحدة الصغر للمادّة –وهي الذرّة الّت
تمل نفس خصائص الادة الّت تنتمي إليها -يكن تقسيمها إل مُكوّناتا .وهذه حقيقةٌ جديدةٌ
تُعدّ نتاجا للتطوّر ف القرن الاضي .فمن الثي جدّا للهتمام أنّ هذه العلومة كانت قد وُثّقت
فعلً ف القرآن الكري قبل ذلك بأربعة عشر قرنا ،والّذي يقول ال تعال فيه:
" وَمَا تَكُو ُن فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِْنهُ مِ ْن قُرْءَانٍ َولَا تَعْمَلُونَ مِنْ َعمَلٍ ِإلّا كُنّا عَلَيْ ُكمْ ُشهُودًا إِذْ
تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْ ُزبُ عَ ْن رَبّكَ مِنْ مِثْقَالِ َذرّةٍ فِي الَْأرْضِ َولَا فِي السّمَاءِ َولَا َأصْغَرَ مِنْ َذلِكَ
َولَا َأكْبَرَ ِإلّا فِي كِتَابٍ مُبِيٍ " (يونس )61
فبل أدن شك أنّ مثل هذا التصريح ل يكن شيئا مألوفا حتّى للعربّ ف ذلك الوقت .فبالنسبة
له كانت الذرّة هي أصغر شيءٍ موجود .وهذا حقاّ دليلٌ على أنّ القرآن ل يعف عليه الزّمن.
مثالٌ آخرٌ على ما يكن أن يتوقّع الرء إياده ف "كتابٍ قدي" يتعرّض لوضوع الصحة أو
الطب ,أنّ ما فيه من العلومات ستكون قديةً وقد عفا عليها الزّمن .مصادر تارييّةٌ عديدةٌ
تقول بأنّ رسول ال (صلّى ال عليه وآله وسلّم) أعطى نصائح بصوص الصحة والنظافة,
لكنّ مُعظم هذه النصائح (الحاديث الشريفة) ل تَرِد ف القرآن .وللوهلة الول يبدو هذا لغي
السلمي إهالً ل يُمكن التهاون فيه .فهم ل يستطيعون أن يفهموا لاذا ل يُوحِ ال (سبحانه
وتعال) ف القرآن مثل هذه العلومات الفيدة .بعض السلمي ياولون توضيح غياب هذه
العلومات من القرآن بالجّة التالية" :على الرغم من أنّ نصائح رسول ال (صلّى ال عليه وآله
وسلّم) كانت مناسبةً للوقت الّذي عاش فيه ,فإنّ ال سبحانه وتعال كان يعلم ف حكمته
اللمدودة أنّه سيحدث ف الزمان اللحقة تطوّراتٌ علميّةٌ وطبيّةٌ قد تعل إرشادات النبّ
(صلّى ال عليه وآله وسلّم) تبدو وكأنّها قد عفا عليها الزّمن .فعندما تظهر الكتشافات
لحقا ,من المكن أن يقول النّاس بأنّها تتعارض مع ما قاله النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم).
لذلك ,وحيث إ ّن ال تعال ل يكن أبدا لُيعطي لغي السلمي أيّ فرص ٍة ليدّعوا بأنّ القرآن
72
يناقض نفسه ،أو يناقض أقوال النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) ,فقد أوحى ف القرآن
العلومات والمثلة الّت تستطيع أن تصمد أمام كلّ اختبارات الزّمن".
على أيّة حال ,عندما يتفحّص الرء الواقع القيقيّ للقرآن الكري ،وبصوص وجوده كوح ٍي
من ال تعال ,فإنّ السألة كلّها سرعان ما تظهر ف منظورها الناسب .والطأ ف مثل ُحجّة
غي السلمي تلك يصبح واضحا ومفهوما .فل ُبدّ أن يكون مفهوما بأنّ القرآن وحيٌ من ال
تعال ,وبا أنّه كذلك فإنّ كلّ العلومات الواردة فيه ذات أصلٍ إليّ ،وأنّ ال تعال قد أوحى
به من ذاته سبحانه وتعال ،فهو كلمه سبحانه وتعال الوجود من قبْل الليقة ,وهكذا فل
يكن لشيءٍ فيه أن يُضاف أو يُحذف أو يُعدّل .فالقرآن ف جوهره كان موجودا وكاملً من
قبْل خلق النبّ مُح ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) ,لذلك ل يكن من المكن أن يوي أيّا من
كلمات أو نصائح النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) الاصّة .وتضمي مثل هذه العلومات
كانت ستناقض الدف الّذي من أجله نزل القرآن ,وتعرّض مرجعيّته للشُبْهة ،وتعله غي
موثوقٍ به كوحيٍ من ال تعال.
وبناءً على ذلك ل يكن هناك "وصفاتٌ علجيّةٌ بيتيّةٌ" ف القرآن يكن أن ُيدّعى بأنّها تقادمت
مع مرور الزّمن؛ ول يتضمّن وجهة نظر أيّ كان فيما يتعلّق بالنفعة الصحيّة ,أو أيّ الطعام
هو الفضل للكل ,أو ما هو العلج لذا أو ذاك الرض .ف الواقع ,لقد ذكر القرآن شيئا
واحدا فقط له علقة بالعلج الطبّ ,وهذا ل يعارضه أحد ,حيث يرشدنا ال تعال أنّ ف
العسل شفاءً للنّاس ،ول أظنّ أنّ هناك من يكنه أن يعارض ذلك!
إذا افترض أحد النّاس بأنّ القرآن الكري من نتاج العقل البشري ,فإنّه سيتوقّع أنّه سيعكس ما
كان يول ف عقل ذاك النسان الّذي ألّفه .وهناك حقاّ بعض الوسوعات والكتب الختلفة
الّت تدّعي بأنّ القرآن الكري كان من نتاج َه ْلوَساتٍ كان النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)
يرّ با .فإذا كانت هذه الدّعاءات صحيحة -أي إذا كان القرآن الكري فعلً قد ُألّفَ نتيجةً
لبعض الشكلت النفسيّة عند النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) -فإنّ الدّليل على ذلك يب
73
أن يكون ظاهرا جليّا فيه .فهل لِثْل هذا الدّليل وجود؟ ولكي ندّد وجود هذا الدّليل من
عدمه ,فإنّه يب علينا أ ّولً أن نتعرّف على المور الّت كانت تدور ف ذهنه (صلّى ال عليه
وآله وسلّم) ف ذلك الوقت ,وعندئذٍ يت ّم البحث عن هذه الفكار وانعكاساتا ف القرآن
الكري.
من العروف أنّ حياة النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كانت صعبةً جدّا .فكلّ بناته (عليه
وآله الصّلة والسّلم) توفي قبله عدا واحدة ,وكانت لديه (عليه وآله الصّلة والسّلم)
لسنواتٍ عديدة زوجٌ حبيبةٌ إل قلبه ،وكانت عنده من الهيّة بكان (رضي ال عن أُمّنا
خدية) ,وقد ُفجِعَ بوتا ف مرحلةٍ حرجةٍ من مراحل حياته .ويقينا أنّها كانت امرأةً حقّا،
وبكلّ ما ف الكلمة من معن .لنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) -وعندما جاءه الوحي لوّل
مرّة -ذهب إليها مسرعا يرتعد خوفا .من الؤكّد أنّنا -وحتّى ف أَيّامنا هذه -ل يكن أن ند
ببساطةٍ بي العرب من يقول" :لقد كنت خائفا جدّا لدرجة أنّي ركضت هاربا إل زوجي"،
لنّ العرب ببساط ٍة ليسوا كذلك .ومع ذلك فإنّ النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان يشعر
براحة كافيةٍ مع زوجه لتكون لديه القُدْرة على فعل ذلك .هكذا كانت زوجه (عليه وآله
الصّلة والسّلم) امرأةً مؤثّر ًة وقويّة (رضي ال عنها) .ومع أنّ هذه المثلة هي بعض ما كان
ف ذهن م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) من أمور ،إلّا أنّها كافية بقوّتا لتُثبت هذه السألة.
فعلى الرغم من أنّ هذه المور كان يب أن تسود كغيها ،أو على القلّ أن تُذكر ف القرآن
الكري ،إلّا أنّه ل يُذكر أيّ منها –فلم تُذكر وفاة أولده ،ول وفاة زوجه ورفيقته البيبة ،ول
وصف خوفه من الوحي؛ ذلك الوف الّذي تقاسه مع زوجه بتلك الطريقة الغاية ف المال؛
ل يُذكر شيئٌ من ذلك .مع أنّ هذه المور ل ُبدّ وأن تكون قد جرحته ،وأزعجته ،وسبّبت له
الل والزن خلل مراحل حياته النفسيّة (عليه وآله الصّلة والسّلم).
إ ّن فهم القرآن الكري بطريقةٍ علميّةٍ حقيقيّةٍ مكنٌ للغاية ،وذلك لنّ القرآن الكري يقدّم شيئا
ل تقدّمه الكتب السماويّة الخرى خاصّة أو الديان الخرى عامّة .إنّ ف القرآن ما يطلبه
74
العلماء .هناك الكثي ف هذه اليّام مّن لديهم نظريّاتٍ عن طريقة عمل الكون ،إنّهم ف كلّ
مكان من حولنا ,لكنّ متمع أهل العلم ل يكلّف نفسه حتّى بالستماع إليهم .وذلك لنّ
الجتمع العلميّ -وخلل القرن الاضي -وضع شرطا لقبول مناقشة النظريّات الديدة ،وهو
ما يُسمّى "اختبار الزّيف(أو الطأ)" .فهم يقولون" :إن كانت لديك نظريّة ،فل تزعجنا با
حت تضر لنا مع هذه النظريّة طريقةً ما تُثبت إن كنت على صوابٍ أم على خطأ".
مثل هذا الختبار كان بالتأكيد هو السّبب الّذي جعل العلماء يستمعون لينشتاين ف مطلع
هذا القرن .لقد جاء بنظريّةٍ جديدةٍ ،وقال" :أنا أعتقد بأنّ الكون يعمل بذه الطّريقة ,وها هي
ثلث طُرُقٍ لتُثبت إنْ كنت مطئا!" بعدئذٍ وضع العلماء نظريّته تت الختبار لدّة ستّ
جحَتْ ف اجتياز الختبارات ،وبالطّرق الثّلث كلّها .طبعا ,هذا ل يثبت أنّه كان سنوات ,فَن َ
عظيما ,بل أثبت فقط أنّه يستحقّ أنْ يُستمع له ,لنّه قال" :هذه هي نظريّت ,وإنْ أردت إثبات
أنّي مط ٌئ فافعلوا هذا أو جرّبوا ذاك ".وهذا هو بالضّبط ما يقدّمه القرآن الكري -اختباراتٌ
للزّيف .بعض هذه الختبارات أصبحت مفروغا منها حيث إنّها أثبتت صحّتها ,والبعض
الخر ما زال قائما إل يومنا هذا .إنّ القرآن يشي أساسا إل أنّه إذا ل يكن هذا الكتاب هو
ف وأربعمائة سنةما يدّعيه ,فما عليكم إلّا أن تفعلوا هذا أو ذاك لتثبتوا أنّه مُزيّف .وخلل أل ٍ
مرّت ل يستطع أحد بالطبع أن يفعل هذا أو ذاك فيثبت ذلك ,لذلك ما زال يعتب صحيحا
وأصيلً.
أنا أقترح عليكم أنّه إذا أراد أحدكم أن يدخل ف مناظرةٍ حول السلم مع أحد غي السلمي
لجَجِ الخرى جانبا الّذين يدّعون أ ّن لديهم القيقة وأنّكم على الباطل ,أن يضع بدايةً كلّ ا ُ
وأن يسأله ما يلي" :هل يوجد أيّ اختبارٍ للزّيف ف دينك؟ هل يوجد ف دينك ما يكن أن
يُبيّن أنّكم على خطأ إن استطعت أنا أن أُثبت ذلك؛ هل يوجد أيّ شيء؟! حسنا ,أستطيع أن
أعدك منذ الن أنّه لن يكون لدى أيّ منهم أيّ اختبار أو إثبات؛ ل شيء ! وذلك لنّهم ليس
لديهم أدن فكرةٍ أنّه يتوجّب عليهم حي عرضهم ما يؤمنون به على النّاس أن يقدّموا لم
75
الفرصة لثبات أنّم مطئون إن استطاعوا .ومع هذا ,فإنّ السلم يقدّم لم ذلك .ومثالٌ رائ ٌع
على كيفيّة تزويد القرآن الكري النسان بفرصةٍ ليتثبّت من أصالته ،وأن (يثبت زيفه) جاء ف
السّورة الرابعة .وأقول بصدق أنّي كنت مندهشا حي اكتشفت هذا التحدّي لوّل مرّة.
يقول ال تعال:
" َأفَلَا يََتدَبّرُونَ الْقُرْءَانَ َولَوْ كَانَ مِنْ عِْندِ غَيْرِ اللّهِ َلوَ َجدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيًا " (النساء )82
فهذا يثّل تدّيا واضحا لغي السلمي ،لنّه (وبطريقةٍ غي مباشرة) يدعوهم لياد أيّ خطأ.
وحقّا -إن وضعنا الديّة أو الصّعوبة ف هذا التحدّي جانبا -فإنّ تقدي مثل هذا التحدّي -ف
القام الوّل -ليس حتّى من طبيعة البشر ،فهو يتعارض مع تكوين الشخصيّة البشريّة.
فالنسان ل يتقدّم لختبارٍ ف الدرسة ،ثّ بعد إناء الختبار يكتب ملحوظةً لل ُمصَحّحِ يقول
فيها" :هذه الجابات مثاليّة ،ول يوجد فيها أيّ خطأ .فجد خطأً واحدا إن استطعت!"
فالنسان ببساطةٍ ل يفعل ذلك .فذاك العلّم ما كان ليذوق طعم النّوم حت يد خطأً ما! ومع
ذلك فإنّ هذه هي الطّريقة الّت يصل با القرآن إل النّاس.
موقفٌ آخرٌ مثيٌ للدّهشة يتكرّر ف القرآن كثيا ،ويتعامل مع نُصح القارئ .فالقرآن يُعِْلمُ
القارئ عن حقائق متلفةٍ ثّ يُعطيه النّصيحة بأنّه إن كان يريد أن يعرف أكثر عن هذا أو ذاك،
أو إن كان يشكّ فيما قيل ،فما عليه عندئذٍ إلّا أن يسأل أولئك الّذين يلكون العلم والعرفة.
وهذا موقفٌ مدهش ،فمن غي العتاد أن يُؤلّف كتابٌ من قِبَلِ إنسانٍ ل يلك أيّ خلفيّةٍ
جغرافيّة ،أو نباتيّة ،أو أحيائيّة ..إل ،ويبحث فيه مثل هذه الوضوعات ،وبعدئذٍ ينصح القارئ
بأن يسأل أهل العلم إن كان ف رَْيبٍ من شيء .يقول ال تعال ف القرآن العظيم:
" وَمَا َأرْ َسلْنَا قَبْلَكَ ِإلّا رِجَالًا نُوحِي ِإلَْيهِ ْم فَاسَْألُوا َأهْلَ ال ّذكْرِ إِنْ كُنُْتمْ لَا تَعَْلمُونَ " (النبياء
)7
ف كلّ عصرٍ من العصور السابقة –وحتّى الن -كان هناك علماء مسلمون يتتبّعون إرشادات
القرآن ،وقد توصّلوا إل اكتشافاتٍ مذهلة .فإذا نظر أحدنا إل أعمال العلماء السلمي لعصورٍ
76
عديدةٍ مضت ،فسيجد أنّهم كانوا متلئي بالستشهادات القرآنيّة .فأعمالم تُبيّن أنّهم قاموا
بالبحث ف مكانٍ ما عن شيءٍ ما ،وقد أكّدوا أنّ سبب بثهم ف مثل هذا الكان أو ذاك
ل يشي القرآن إل خلق النسانّ ،ث يثّ بالذّات لنّ القرآن أرشدهم ف ذلك التاه .فمث ً
القارئ على البحث ف ذلك! فهو يعطي القارئ لحةً أين يبحث ،ويبه بأنّه سيجد معلوماتٍ
أكثر عن ذلك .وهذه هي نوعيّة الشياء الّت يبدو أنّ السلمي اليوم يبحثونا بتوسّع ،والثل
التال يصوّر ذلك ،مع مراعاة أنّ ذلك ل يدث باستمرار؛ وأنّه ل يدث دائما بنفس
الطريقة.
قبل عدّة سنوات ,قام بعض السلمي من الرّياض –ف الملكة العربيّة السعوديّة -بمع كلّ
اليات القرآنيّة الّت تتحدّث عن علم الَجِنّة ،وهو العلم الّذي يدرس مراحل نوّ الني ف
الرّحم؛ ّث قالوا" :هذا ما يقوله القرآن الكري .فهل هو حقّ؟" ف القيقة ،لقد أخذوا بنصيحة
القرآن الكري" :فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم ل تعلمون" .وحصل أن اختاروا أستاذا جامعيّا
ف علم الجنّة من جامعة تورونتو ف كندا ،ول يكن مسلما .هذا الستاذ يُدعى كيث موور,
وهو مؤلّفٌ للعديد من الكتب ف علم الجنّة ،ويُعدّ من الباء العاليّي ا ُلبّزين ف هذا
الجال .وجّهوا له الدّعوة إل الرّياضّ ,ث قالوا له" :هذا ما يقوله القرآن الكري فيما يصّ
تصّصَكم .فهل هو صحيح؟" ماذا تستطيع أن تبنا عن ذلك؟" وأثناء إقامته ف الرّياض,
قدّموا له كلّ الساعدة الّت احتاجها ف الترجة وكلّ العون الّذي كان يطلبه .لقد كان
مذهولً جدّا با وجد بيث إنّه غيّر بعض النّصوص ف كتبه .ف الواقع ,قام ف الطبعة الثانية
لكتابه (قبل أن نولد) ,وف الطبعة الثانية من (تاريخ علم الجنّة) بإضافة بعض الواد الّت ل
تكن موجودة ف الطبعة الول ,وذلك لا وجده ف القرآن الكري .وحقّا فإنّ هذا يُصوّر
بوضوحٍ أن القرآن الكري سابقٌ لزمانه ,وأنّ أولئك الّذين يؤمنون به يعرفون ما ل يعرفه
الخرون.
77
لقد كان من دواعي سروري أنّي أجريت لقاءً تلفازيّا مع الدكتور كيث موور ,وتدّثنا
مُط ّولً حول هذا الوضوع ,وكان ذلك بالستعانة بالصور التوضيحيّة وغيها .وقد ذكر بأنّ
بعض الشياء الّت ذكرها القرآن الكري عن ن ّو النسان ل تكن معروفةً إل ما قبل ثلثي
عاما .لقد ذكر ف الواقع موضوعا مُعيّنا بشكل خاص ,وهو وصف القرآن الكري للنسان
"بالعلقة" ف إحدى مراحل نوّه ,وأنّ هذا الوصف كان جديدا بالنسبة إليه ,ولكنّه عندما
تفحّص المر وجده حقيقة ,وهكذا أضافه إل كتابه .لقد قال" :ل يطر ببال ذلك أبدا من
قبل" .ولذا فقد ذهب إل قسم علم اليوان وطلب صورةً للعلقة .وعندما وجد أنّها تشبه
الني تاما ف هذه الرحلة من النموّ ,قرّر أن يضع الصورتي ف أحد كتبه (صورة الني
وصورة العلقة).
بعد ذلك قام الدكتور موور أيضا بتأليف كتابٍ عن علم الجنّة السريريّ ,وعندما نشر هذه
العلومات ف تورونتو سبّبت ضجّةً كبيةً ف كلّ أناء كندا .لقد كانت ف بعض الصّحف
على الصّفحات الول وف جيع أناء كندا ,وبعض العناوين الرئيسيّة كانت شديدة الطّرافة.
فمثلً ,كان أحد العناوين الرئيسيّة يقول" :شيءٌ مدهشٌ وُ ِجدَ ف كتابٍ قدي!" ويبدو واضحا
من هذا الثل أنّ النّاس ل يفهموا بوضوحٍ حول ماذا كانت كلّ تلك الضجّة .وأحد المور
الّت حدثت حقّا أنّ أحد الصحفيي سأل الدكتور موور" :أل تعتقد أنّ العرب ربّما كانوا
يعرفون هذه العلومات عن هذه الشياء ،أي عن وصف الني ،وعن شكله وكيف يتغيّر
وينمو؟ فربّما ل يكن هناك علماء ,ولكنّهم ربّما قاموا بشيءٍ من التشريح الوحشيّ على
طريقتهم – أي قاموا بتقطيع النّاس وتفحّص هذه الشياء".
فأشار له الدكتور على الفور بأنّه نسي شيئا ف غاية الهيّة ,وهو أنّ ك ّل صور الني الّت
عُرضت ف الفيلم قد جاءت من صورٍ أُخِذت عن طريق الجهر؛ وأضاف قائلً" :ليست
السألة هي إنْ كان أحد النّاس قد حاول اكتشاف علم الجنّة قبل أربعة عشر قرنا مضت,
ولكنّها ف أنّه لو حاول ذلك فإنّه ل يكن باستطاعته رؤية شيءٍ على الطلق!"
78
فكلّ ما يصفه القرآن الكري عن شكل الني هو عندما يكون صغيا جدّا ول يُرى بالعي
الجرّدة ,لذا فالرء باجةٍ إل مه ٍر ليى ذلك .إلّا أنّ مثل هذه اللة ل تُكتشف إلّا قبل أكثر
من مائت عامٍ بقليل .وأضاف الدكتور موور ساخرا" :ربّما كان لدى أحدهم -قبل أربعة
عشر قرنا مضت -مهرا سرّيّا ,فقام بعمل هذه الباث ،ول يرتكب أثناء ذلك أيّ خطأٍ
يُذكر ،ثّ علّم ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) ذلك بطريقةٍ ما ,وأقنعه بأن يضع هذه
العلومات ف كتابه؛ وبعدئذٍ حطّم مهره ،واحتفظ بسرّه للبد .فهل أنت تصدّق ذلك؟! يب
عليك حقّا ألّا تفعل ،حتّى تضر دليلً للثبات ,لنّ مثل هذه النظريّة ما هي إلّا سخافة!"
وعندما سُئِل الدكتور موور" :كيف تفسّر إذا وجود مثل هذه العلومات ف القرآن؟" كان
ردّه" :ل يكن هذا مكنا إلّا بوحيٍ من ال (سبحانه وتعال)!"
ومع أنّ الثل الذكور سابقا عن بث النسان ف معلوماتٍ مُحتواةٍ ف القرآن الكري قام به
عالٌ غي مسلم ,إلّا أنّه يعتب صحيحا ,وذلك لنّ هذا الرّجل واحدٌ من أهل الذّكر ف هذا
الجال .فلو ادّعى شخصٌ عاديّ بأنّ ما يقوله القرآن حول علم الجنّة صحيح ،لا كان لزاما
علينا قبول كلمه .على أيّة حال فإنّ الركز الرموق والحترام والتقدير الّذي يكنّه الرء
للعلماء تعل النسان يفترض تلقائيّا صحّة النتائج الّت يتوصّلون اليها نتيجة البحث ف
موضوعٍ ما .وهذا ما دفع أحد زملء الدكتور موور ُ-يدْعى مارشال جونسون ,ويعمل
بشكلٍ مُكثّفٍ ف مال علم اليولوجيا (علم طبقات الرض) ف جامعة تورونتو -لكي يصبح
مُهتمّا جدّا بالقرآن الكري ,لنّ القائق الّت ذكرها عن علم الجنّة كانت دقيقة .ولذلك
سأل السلمي أن يمعوا له كلّ شيءٍ ف القرآن الكري مّا له علقة بتخصّصه .ومرّةً أخرى
كان النّاس مندهشي جدّا من النتائج!
إنّ عددا كبيا من الوضوعات مذكو ٌر ف القرآن الكري ,مّا يتطلّب بالتأكيد وقتا طوي ً
ل
لتفصيل كلّ موضوعٍ على حدة .فيكفي من أجل الدف من هذا النّقاش أن أقول بأنّ القرآن
79
الكري يضع تصرياتٍ واضحةٍ ودقيقةٍ حول موضوعاتٍ متنوّعةٍ ،وأثناء ذلك ينصح القارئ
بالتثبّت من صحّتها بالبحث عند العلماء .وكلّ ما صُوّر ف القرآن أثبت صحّته بوضوح.
وبل شك ,هناك أمرٌ ف القرآن الكري ل نده ف أيّ كتابٍ آخر!
فمن الثي للهتمام أنّ القرآن الكري حي يزوّد القارئ بالعلومات ,فإنّه كثيا ما يبه بأنّه ل
يكن يعلم ذلك من قبل.
(كقوله تعال ف سورة النّساء َ " :ولَ ْولَا فَضْلُ اللّهِ عَلَْيكَ َورَ ْحمَتُهُ لَ َه ّمتْ طَائِفَةٌ مِْنهُمْ أَ ْن
ك الْكِتَابَ وَاْلحِ ْكمَةَ سهُمْ وَمَا َيضُرّونَكَ مِنْ شَيْ ٍء وَأَْنزَلَ اللّهُ َعلَيْ َ ضلّونَ ِإلّا أَنْ ُف َ
ُيضِلّوكَ وَمَا ُي ِ
وَعَّلمَكَ مَا َلمْ تَ ُكنْ تَعَْلمُ َوكَانَ َفضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا( ".)113وقوله تعال ف سورة
البقرةَ " :كمَا َأرْسَلْنَا فِي ُكمْ رَسُولًا مِنْ ُكمْ يَْتلُو عَلَيْ ُكمْ ءَايَاتِنَا وَيُ َزكّي ُكمْ وَيُعَّلمُ ُكمُ الْكِتَابَ
وَاْلحِكْمَةَ وَيُعَّلمُ ُكمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعَْلمُونَ() ". )151
ب مقدّسٍ يقوم بتقدي مثل هذا الزّعم .فكلّ الكتب القدّسةوطبعا ل يوجد أيّ كتا ٍ
والخطوطات القدية الّت يلكها النّاس توي بالفعل معلوماتٍ كثية ,ولكنّها تذكر دوما من
أين جاءت تلك العلومات .فمثلً ,عندما يناقش النيل التاريخ القدي ,فإنّه يذكر بأنّ هذا
اللك عاش ف النطقة الفلنيّة ,وأنّ ذاك خاض العركة الفلنيّة ,وأنّ الخر كان له أبناء
كثيون ..إل .وهو دائما ينصّ على أنّك إنْ أردت الصول على الزيد من العلومات ,فما
ف كبيٍ عليك إلّا أن تقرأ الكتاب الفلن أو العلّان ،لنّه من هناك جاءت العلومات .وباختل ٍ
عن هذا السلوب ,فإنّ القرآن الكري يزوّد القارئ بالعلومات ,ثّ يقول له إنّ هذه العلومات
شي ٌء جديدٌ ل يكن يعرفه أحدٌ حي نزوله .وطبعا كان هناك دائما دعوةٌ للبحث ف هذه
العلومات ,للتأكّد من صحّتها وأصالتها (إنّها وحيٌ من ال تعال).
ومن الثي للدّهشة أنّ مثل هذا الطّرْح ل يستطع أبدا أ ْن يتحدّاه أحدٌ من غي السلمي قبل
أربعة عشر قرنا مضت .فالواقع أنّ أهل مكّة الّذين كانوا يكرهون السلمي كرها شديدا,
80
وكانوا يستمعون لذا الوحي الرّة تلو الرّة وهو يدّعي بأ ّن ما يسمعونه شي ٌء جديدٌ ل يعرفوه
من قبل ,ل يستطع أحدٌ منهم أن يرفع صوته قائلً" :ل ,ليس هذا بديد .فنحن نعلم من أين
جاء م ّمدٌ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) بذه العلومات ،فقد تعلّمناها ف الدرسة!"
إنّهم ل يستطيعوا أبدا تدّي أصالة القرآن الكري ,لنّه فِعْلً كان شيئا جديدا!
ويب أن نشدّد هنا على أنّ القرآن الكري دقي ٌق بصوص ك ّل المور ,وأنّ هذه الدقّة هي
حقّا واحدة من خصائص الوحي اللي .فمثلً ,دليل التلفون دقيقٌ ف معلوماته ,لكنّه ليس
وحيا .الشكل القيقيّ هو أنّ الرء يب أن يُقِيْم الدّليل على مصدر العلومات القرآنيّة.
والتّأكّد من ذلك من واجب القارئ .فل يستطيع الرء أن ينكر صحّة القرآن الكري -هكذا
ببساطة -دون دليلٍ مقنع .طبعا إنْ وجد أحدُهم خطأً فيه ,فإنّ له القّ أن يقضي بعدم
صحّته ،وهذا بالضّبط ما يشجّع عليه القرآن الكري.
ف إحدى الرّات جاءن رجلٌ بعد أن أنيت ماضرةً ألقيتها ف جنوب إفريقيا .لقد كان غاضبا
جدّا لا قلتهُ ,ولذلك ادّعى قائلً" :سأذهب إل بيت الليلة ول ُبدّ أن أجد خطأً ما ف القرآن".
فأجبته طبعا" :أُهنّئُك .فهذا هو الشيء الكثر ذكا ًء فيما قلته ".بالتأكيد ,هذا هو الوقف
الّذي يب أن يتّخذه السلمون مع أولئك الّذين يشكّون ف أصالة القرآن الكري ,لنّ القرآن
الكري نفسه يُقدّم هذا التحدّي .فحتما بعد القبول بذا التحدّي ،والكتشاف بأنّ القرآن
حقّ ,فإنّهم سيؤمنون به لنّهم ل يستطيعوا أن يرّدوه من صحّته؛ بل سيكتسب احترامهم
لنّهم تأكّدوا من أصالته بأنفسهم .والقيقة الساسيّة الّت يب أن تُكرّر كثيا بصوص
التثبّت من أصالة القرآن الكري ,هي أنّ عدم قدرة أحدهم على توضيح أيّ ظاهرةٍ بنفسه ل
يلزمه بقبول وجود هذه الظاهرة ،أو قبول تفسي شخصٍ آخر لا .وهذا يعن أنّ عدم قدرة
النسان على تفسي شيءٍ ما ل يعن أنّه يب بالضرورة أن يقبل بتفسي الخرين .ومع ذلك
فإنّ رفض النسان لتفسي الخرين يعود بالعبء عليه نفسه ليجد جوابا مُقْنِعا .هذه النظريّة
العامّة تنطبق على العديد من الفاهيم ف الياة ,ولكنّها تتناسب بشكلٍ كبيٍ مع التحدّي
القرآن ,لنّها تشكّل صعوبةً كبيةً لن يقول" :أنا ل أومن بالقرآن" .ففي اللحظة الّت يرفضه
81
فيها ,يد النسان نفسه ملزما بأن يد التفسي لذلك بنفسه ,لنّه يشعر بأنّ تفسيات
الخرين ليست صحيحة.
ف القيقة ،وخاصّةً ف إحدى اليات القرآنيّة الّت اعتدت أن أرى أنّها تُرجت خطأً إل
ل كان يسمع آيات ال تتلى عليه ,إلّ أنّه كان يغادرالنليزيّة ,يذكر ال سبحانه وتعال رج ً
دون أن يتفحص حقيقة ما سع .أي أ ّن النسان –بطريقةٍ أم بأخرى -مذنبٌ إذا سع شيئا
ول يبحثه أو يتفحّصه ليى إن كان صحيحا.
وهذا جاء ف قوله تعال ف سورة لقمان الية ": 7 /وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا َولّى ُمسْتَكْبِرًا كَأَنْ
سمَعْهَا كَأَ ّن فِي أُذُنَْيهِ َوقْرًا فََبشّرْهُ بِ َعذَابٍ َألِيمٍ".
لَمْ َي ْ
فالنسان يُفترض منه أن يُ ْعمِل عقله بكلّ العلومات الّت ترده ،وأن يقرّر ما هو الراء منها
ليُلْقِيه بعيدا ،وما هو الفيد ليحتفظ به ويستفيد منه فيما بعد .فل يستطيع الرء أن يترك المور
على اختلف أنواعها تزدحم ف ذهنه هكذا فقط .بل يب أن توضع المور ف فئاتا الناسبة
وأن تُفهم حسب ذلك .فمثلً ،إذا كانت العلومات ما تزال ف حاجةٍ إل تأمّلٍ ،فعندئذٍ يب
أن يُميّز الرء إن كانت أقرب إل الصواب ،أم هي إل الطأ أقرب .ولكن إذا كانت كلّ
القائق قد عُ ِرضَت ,فإنّه عندئذٍ يب عليه أن يُقرّر تاما بي هذين المرين .وحتّى عندما ل
يكون الرء إيابياّ بصوص أصالة العلومة ,إلّ أنّه ما زال مطلوبا منه أن يُ ْعمِل عقله ف كلّ
العلومات ليعترف بأنّه فقط ل يعرف ذلك على وجه الدقّة .ومع أنّ هذه النقطة الخية تبدو
وكأنّها غي ذات قيم ٍة واقعياّ ،إلّ أنّها مفيدةٌ للوصول إل نتيجةٍ إيابيّةٍ فيما بعد ،وذلك لنّها
تُرغم الرء على القلّ بأن يتعرّف ويبحث ويعيد النظر ف القائق .وهذا التآلف مع العلومات
سيزوّد النسان "بالد الفاصل" عندما تتمّ الكتشافات الستقبليّة وتُعرض معلوماتٌ إضافيّة.
فالشيء الهمّ هو أن يتعامل الرء مع القائق ،ل أن ينبذها -هكذا وببساطة -وراء ظهره
بدافع العاطفة أو اللمبالة.
82
اليقي القيق ّي بصوص صحّة القرآن الكري واضحٌ من خلل الثّقة الّت ُتهَيْمِنُ خلل آياته،
وهي الثّقة الّت تأت بطريقةٍ متلفة ،أل وهي "استناف البدائل" .فالقرآن الكري أساسا يؤكّد
أنّه وحيٌ يوحى ,فإن كان هناك من ل يصدّق ذلك ,فليثبت له مصدرا آخر! وهذا هو
التحدّي .لدينا هنا كتابٌ مصنوعٌ من الورق والب ،فمن أين أتى؟ وهو يقول أنّه وحيٌ إلي؛
فإن ل يكن كذلك ،فما هو مصدره؟ والقيقة الثية هي أنّه ل يوجد أحدٌ على الطلق لديه
تفسيٌ يصلح ليناقض ما جاء ف القرآن الكري .ف الواقع ,لقد تّ استناف كلّ البدائل .وحيث
إنّ هذا الفكر قد أُسّس من قِبَلِ غي السلمي فقد اختزلت هذه البدائل لتصبح مقصورةً على
مدرستي فكريّتيْن تبادليّا ،مُصرّين ف ذلك على إحداها أو على الخرى .فمن ناحيةٍ توجد
مموعةٌ كبيةٌ من الّذين بثوا ف القرآن الكري لئات السني والّذين يدّعون (والعياذ بال):
"نن متأكّدين من شيءٍ واحد ,وهو أن ذلك الرّجل ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان
يتوهّم أنّه نب .فقد كان منونا!" فهم مقتنعون بأنّ ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان
مدوعا بطريقةٍ ما .ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ هناك مموعة أخرى تدّعي" :بوجود هذا الدّليل
(النون) ،فإنّنا يقينا نعرف شيئا واحدا ،وهو أنّ ذلك الرّجل ممّدا (صلّى ال عليه وآله
وسلّم) كان كاذبا!" وما هو مدعاةٌ للسخرية أنّ هاتي الجموعتي ل يبدو أبدا أنّهما تتمعان
دون تناقض .وف الواقع ،فإنّ العديد من الراجع الّت كُتبت عن السلم عاد ًة تدّعي النظريّتي
معا .فهم يبدأون بالقول بأ ّن ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان منونا ،وينتهون بأنّه
كان كاذبا .ويبدو أنّهم ل يدركون أبدا بأنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) ل يكن بالمكان
أن يكون الثني معا! لكنّ الكثي من الراجع ف العادة تذكر هذيْن المريْن معا.
فمثلً ،إذا جُنّ أحد النّاس وظنّ حقاّ أنّه نبّ ,فإنّه لن يقضي الليل بطوله مُخطّطا" :كيف
سأخدع النّاس غدا ليظنّوا أنّي نبّ؟" فلنّه يؤمن فعلً بأنّه نبّ ,هو واثقٌ بأنّ الجابة على أيّ
تساؤلٍ ستأتيه عن طريق الوحي .وف واقع المر ،فإنّ جزءا كبيا من القرآن الكري نزل على
شكل ردود على تساؤلت .فكان أحدهم يسأل رسول ال ممّدا (صلّى ال عليه وآله
وسلّم) سؤالً ،فينل الوحي بالجابة .ومؤ ّكدٌ أنّ أحد النّاس إن كان منونا ويعتقد بأنّ
83
ملكا سوف يلقي الجابة ف أُذُنه ،فإنّه عندئذ حي يسأله أحد النّاس سؤالً سيظنّ بأ ّن
ملكا سيأتيه بالجابة .فلنّه منون ،هو حقّا سيظنّ ذلك .ولن يطلب من السائل النتظار
بُرهةً ،ث يذهب إل أصحابه ليسألم" :هل يعرف أيّ منكم الجابة؟" فهذا النّوع من السّلوك
هو ميزةٌ لغي الؤمن بأنّه نب .ما يرفض قبوله غي السلمي هو أ ّن النسان ل يستطيع أن يكون
الثني معا ,فهو إمّا أن يكون متوهّما وإمّا كاذبا .وبطريقةٍ أخرى ،فهو إمّا أن يكون واحدا
منهما أو ل يكون كلها؛ وقطعا ل يكنه أن يكون الثني معا! ويب التأكيد هنا على
حقيقة أنّ هاتي الصفتي –بديهيّا -ها ستان شخصيّتان تبادليّتان( .أي حيث توجد إحداها
فل وجود للخرى).
والوار التال هو مثالٌ جّيدٌ لذه اللقة الفرغة الّت يدور فيها غي السلمي بشكلٍ دائم .فإذا
سألت أحدهم" :ما هو مصدر القرآن الكري؟" فإنّه سيجيبك بأنّ مصدره هو عقل رجلٍ كان
مصابا بالنون .عندئذ تسأله" :إن كان قد جاء به من رأسه ,فمن أين حصل على العلومات
الحتواة فيه؟ فمن الؤكّد أنّ القرآن الكري يذكر أشياء كثية ل يكن العرب يعرفونا ".ولكي
يستطيع أن يفسر القيقة الّت قدّمتها له فإنّه سيغيّر موقفه ويقول" :حسنا ,ربّما ل يكن
منونا ،بل ربّما كان بعض العاجم يعطونه تلك العلومات .وهكذا كذب على النّاس
وأخبهم بأنّه كان نبيّا ".عند هذه النقطة يب أن تسأله" :إذا كان ممدٌ (صلّى ال عليه وآله
وسلّم) كاذبا ,فمن أين حصل على ثقته بنفسه؟ ولاذا كان يتصرّف وكأنّه كان نبيّا فِعلً؟"
وف النّهاية -وعندما يكون قد حُشر ف الزاوية -فإنّه كالقطّة سيندفع فجأةً وبسرعةٍ بأوّل ردّ
يطر على باله -ومتناسيا أنّه قبل ذلك استثن ذاك الحتمال -ليدّعي" :حسنا ,ربّما ل يكن
كاذبا .ربّما كان منونا وحقّا كان يعتقد أنّه نبّ ".وهكذا يبدأ دورانه ف اللقة الفرغة من
جديد.
( وهذا هو ديدن الكفّار منذ بعثة النبّ عليه وآله الصّلة والسّلم ,حيث ذكر ال تعال ذلك
ف سورة الدّخان " :أَنّى لَ ُهمُ ال ّذكْرَى َوقَدْ جَاءَ ُه ْم رَسُولٌ مُبِيٌ(ُ)13ثمّ َت َولّوْا عَنْهُ َوقَالُوا مُعَّلمٌ
َمجْنُونٌ(.) " )14
84
كما ذُكر سابقا ,فإنّ القرآن الكري يوي معلوماتٍ كثيةٍ ل يكن نِسبة مصدرها لحد إ ّل
ل تعال .فمثلً ،من أخب ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) عن سدّ ذي القرني ،وهو مكانٌ
يبعد مئات الميال إل الشمال؟ ومن أخبه عن علم الجنّة؟ وعندما يُواجَه النّاس بثل هذه
القائق ،فإنّهم –حتّى وإن كانوا ل يريدون نسبتها إل مصدرٍ إليّ -يصنّفونا تلقائيّا حسب
فرضيّة أنّ أحد النّاس قدّمها لح ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) ،وهو بدوره قام باستخدامها
لداع النّاس .ومع ذلك فإنّ هذه النظريّة يكن دحضها بسؤالٍ بسيط" :إذا كان ممّدٌ كاذبا
(حاشاه عليه وآله الصّلة والسّلم) ،فمن أين له بكلّ تلك الثّقة؟ ولاذا قال للنّاس مُواجهةً ما
ل يستطع أحدٌ منهم قوله أبدا؟ فمثل تلك الثّقة اعتمدت بالكليّة على اقتناعه التامّ بأنّ ما يأتيه
هو وحيٌ إليّ.
ومثال على ذلك أنّه كان للنبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) عمّا يُكنّى بأب لب .وكان هذا
الرّجل يكره السلم لدرجة أنّه كان يتبع النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) أينما ذهب
ليُكذّبه .فكان إذا رأى النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) يتحدّث إل أحد الغرباء ,كان ينتظر
حت يتفرّقا ,ثّ يذهب إل ذاك الغريب ويسأله" :ماذا كان يقول لك؟ هل قال أبيض؟ ل ،بل
هو أسود .هل قال نار؟ ل ،بل هو ليل ".وقد كان مُثابرا ف قوله عكس ما يسمعه من ممّدٍ
(صلّى ال عليه وآله وسلّم) أو من السلمي الخرين .ورغم ذلك ،وقبل عشر سنواتٍ تقريبا
من موت أب لب ،نزلت سورةٌ قصيةٌ من القرآن الكري بصوصه بالذّات ،وتقول بأنّه سوف
يكون من أهل النّار .وبتعبيٍ آخر ،فإنّ هذه السّورة تؤكّد بأنّه لن يدخل السلم أبدا ،وبذلك
سيكون مكوما باللود ف النّار .ولدّة عشر سنواتٍ بعد نزول هذه السّورة ،كان كلّ ما
عليه قوله هو" :لقد سعت بأنّه قد نزل على م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) بأنّي لن أتغيّر
أبدا –أي أنّي لن أُصبح مسلما وسأدخل النّار .حسنا ،أنا أُريد دخول السلم الن .فهل
يعجبكم ذلك؟ وماذا تظنّون بوحيكم الن؟" ولكنّه ل يفعل ذلك أبدا ،مع أنّ هذا السّلوك
كان بالضّبط هو الُتوقّع من شخصٍ مثله كان دوما يسعى لعارضة السلم .لقد كان هذا
85
وكأنّ ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) قد قال له" :أنت تكرهن وتريد القضاء عليّ؟ هاك،
قل هذه الكلمات (الشّهادتيْن) ،ويتمّ لك ذلك .هيّا ،قُلْها!" لكنّ أبا لب -ولعشر سنواتٍ
كاملة -ل يقلها أبدا! حتّى أنّه ل يصبح من التعاطفي مع السلم .فكيف كان بإمكان النبّ
(صلّى ال عليه وآله وسلّم) أن يعلم يقينا بأنّ أبا لب سيحقّق النبوءة القرآنيّة إنْ ل يكن حقّا
رسول ال تعال؟! كيف كان بإمكانه (عليه وآله الصّلة والسّلم) أن يتلك مثل تلك الثّقة
ليتحدّى أحد ألدّ أعداء السلم -ولدّة عشر سنواتٍ -مانِحا إيّاه الفرصة لتكذيب زعمه
النبوّة؟! والواب الوحيد هو أنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) كان رسول ال تعال .فَلِكَيْ
يضع نفسه أمام هذا التحدّي الطي ,ل ُبدّ وأنّه كان على ثقةٍ تامّةٍ بأنّ ما يأتيه هو وحيٌ من
ال تعال.
مثلٌ آخرٌ على الثّقه الّت كان يتلكها م ّمدٌ بنبوّته (صلّى ال عليه وآله وسلّم) –وما يتبعها من
حايةٍ إليّةٍ له ولرسالته -هو خروجه من مكّة واختباؤه ف الغار مع أب بكرٍ الصدّيق (رضي
ال عنه) خلل هجرته إل الدينة النوّرة .فقد رآى كلها بوضوحٍ أنّ الكفّار قد جاءوا
لقتلهما ،وأصاب الوف أبا بكرٍ الصدّيق (رضي ال عنه) .ومن الؤكّد أنّ ممّدا (صلّى ال
عليه وآله وسلّم) لو كان كاذبا ،أو مُزوّرا ،أو أحد الّذين ياولون خداع النّاس ليؤمنوا
بنبوّته ،لكان من التوقّع أن يقول لصاحبه ف مثل هذه الظروف" :يا أبا بكر ،انظر إن كان
بإمكانك إياد طريقٍ للخروج من هذا الغار ".أو" :اخفض نفسك ف ذلك الرّكن هناك،
والزم الدوء ".إلّ أنّ ما قاله حقيق ًة يصوّر بوضوحٍ ثقته الطلقة .فقد قال (عليه وآله الصّلة
والسّلم) لصاحبه (رضي ال عنه)" :ل تزن ،إنّ ال معنا".
والن ،إذا كان أحدهم يدّعي العرفة بأنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) كان يدع النّاس ،فمن
أين له (عليه وآله الصّلة والسّلم) أن يقف هذا الوقف النوعيّ؟ فواقعيّا ،هذا النوع من
التفكي ل يُعدّ على الطلق سةً للكذّاب أو الُزيّف .لذا –وكما ذُكر سابقا -فغي السلمي
يظلّون يدورون ويدورون ف الدائرة الُفرغة ذاتا ،باحثي عن طريقٍ للخروج منها ،لكن
بالعثور على طريقةٍ يفسّرون با الكتشافات ف القرآن الكري دون نسبتها إل مصدرها
86
الناسب .فمن ناحية ،كلّهم -ف أيام الثني والربعاء والمعة -يقولون" :كان الرّجل
كذّابا"؛ ومن ناحيةٍ أخرى -ف أيام الثلثاء والميس والسبت -يقولون لك" :لقد كان
منونا" .وما يرفضون قبوله هو أ ّن النسان ل يكن أن يكون الثني معا؛ ومع ذلك فإنّهم
لجّتَيْن معا لتفسي ما جاء ف القرآن الكري.
يتاجون ا ُ
قبل سبع سنواتٍ تقريبا ,زارن أحد الرّهبان ف بيت .وف تلك الجرة الّت كنّا نلس فيها
كان هناك قرآنٌ على الطاولة ووجهه إل السفل ,فلم يعرف الرّاهب أيّ كتابٍ هو .وف
منتصف نقاشنا ,أشرت إل الكتاب قائلً" :أنا لديّ الثّقة بذا الكتاب" .فأجاب ناظرا إل
القرآن الكري من غي أن يعرف ما هو" :حسنا ,وأنا أقول لك بأنّه إن كان ذلك الكتاب ليس
النيل ،فقد ُألّف من قِبَلِ النسان!" فكان ردّي عليه" :دعن أُحدّثك شيئا عمّا جاء ف هذا
الكتاب ".وخلل ثلثٍ أو أربع دقائق فقط ذكرت له ما يتعلّق ببضعةٍ من المور الوجودة ف
القرآن الكري .وبعد تلك الثّلث أو الربع دقائق فقط غيّر موقفه تاما وقال" :أنت على حقّ.
فالنسان ل يؤلّف هذا الكتاب ،بل الشيطان هو الّذي ألّفه!" طبعا ،اتّخاذ مثل هذا الوقف هو
ج فوريّ من غايةٌ ف سوء الطّالع ،وذلك لسبابٍ عدّة ،منها أنّه ُع ْذرٌ مُتسرّعٌ ورخيصٌ ك َمخْ َر ٍ
ذلك الوضع الزعج .وفيما يتعلّق بذا المر ،هناك قصّةٌ مشهور ٌة ف النيل تذكر كيف أنّ
بعض اليهود ف أحد اليّام كانوا شهودا حي أقام يسوع (عليه الصّلة والسّلم) رجلً من
الوت .كان ذلك الرّجل ميتا لربعة أيّام ،وعندما وصل يسوع ،قال ببساطة" :انض!" فقام
الرّجل ومشى ف طريقه .وحي رأوا هذا الشهد ،قال بعض الشّهود من اليهود مُنْكِرِيْن" :هذا
هو الشيطان .الشيطان هو الّذي ساعده!" وهذه القصّة تُكرّر الن كثيا ف الكنائس ف جيع
أناء العال ،والنّاس يذرفون دموعا غزير ًة لسماعها قائلي" :آه ،لو كنت هناك ،فما كنت
لكون غبيّا مثل اليهود!" ويا للسخرية ،فمع هذا فإنّ هؤلء النّاس يفعلون ما فعله اليهود تاما
حي تعرض عليهم -ف ثلثٍ أو أربع دقائق -جزءًا صغيا فقط من القرآن الكري؛ وكلّ ما
يستطيعون قوله هو" :آه ،الشيطان فعل ذلك .الشيطان هو الّذي ألّف هذا الكتاب!" لنّهم
87
حقّا يكونون قد ُحشِروا ف الزّاوية؛ وحي ل يلكون أيّ إجابةٍ مقبولة ،فإنّهم يلتجئون إل
أسرع وأرخص ُحجّةٍ مُتاحةٍ لم.
ومثلٌ آخرٌ على استخدام النّاس لذا الوقف الضّعيف يكن إياده ف تفسي كفّار مكّة لصدر
رسالة م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) .فقد اعتادوا القول بأنّ الشيطان هو الّذي يُملي عليه
القرآن! لكنّ القرآن –كعادته مع أيّ ُحجّ ٍة لم -يقدّم الجابة على ذلك :فيقول ال تعال ف
سورة التكوير" :وَمَا ُهوَ بِ َقوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ()25فَأَْينَ َتذْهَبُونَ()26إِنْ ُهوَ إلّ ِذكْرٌ
لِلْعَالَمِيَ(. " )27
وهكذا فإنّ القرآن يعطي ردّا جليّا على هذا الدّعاء .ف الواقع ،هناك العديد من الباهي ف
القرآن الكري جاءت كردّ على الدّعاء بأنّ الشيطان هو الّذي أملى على ممّدٍ (صلّى ال عليه
وآله وسلّم) رسالته .فمثلً ف سورة الشعراء:
"وَمَا تَنَ ّزَلتْ ِبهِ الشّيَاطِيُ()210وَمَا يَنْبَغِي َل ُهمْ وَمَا َيسْتَطِيعُونَ()211إِّن ُهمْ عَ ِن السّ ْمعِ
لَمَعْزُولُونَ ( .")212
وف مكانٍ آخرٍ ف القرآن الكري يعلّمنا ال تعال" :فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَا َن فَاسْتَ ِعذْ بِاللّهِ مِنَ
الشّيْطَانِ الرّجِيمِ( )98سورة النحل".
والن ،فهل بذه الطريقة يكتب الشيطان كتابا؟ وهل يقول للنسان" :قبل أن تقرأ كتاب,
اسأل ال أن يفظك منّي".؟ فما هذا إلّ افتراءٌ كبي ،كبيٌ جدّا .طبعا ،إنّ بإمكان النسان أن
يكتب شيئا كهذا ،ولكن هل كان للشيطان أن يفعل ذلك؟ الكثي من غي السلمي يقولون
ج بصوص هذا الوضوع .فهم من ناحيةٍ بوضوحٍ أنّهم ل يستطيعون الوصول إل استنتا ٍ
يدّعون بأنّ الشيطان ل يكن ليفعل مثل هذا الشيء ،وحت لو استطاع فإ ّن ال تعال ل يكن
ليسمح له بذلك ،ويؤمنون أيضا بأنّ الشيطان أقلّ بكثيٍ من ال تعال .ومن ناحيةٍ أخرى
-وف جوهر ما يطرحونه -هم يزعمون بأنّ الشيطان يكنه ربّما فعل أيّ شيءٍ يستطيعه ال
88
تعال .وكنتيجةٍ على ذلك ،عندما ينظرون إل القرآن الكري -وحتّى عند انذهالم بعَ َظمَتِهِ-
فإنّهم ما زالوا يصرّون" :الشيطان هو الّذي فعل ذلك!" المد ل أن ليس للمسلمي مثل هذا
الوقف .فمع أنّ الشيطان يتلك بعض القدرات ،إلّ أنّ الفرق بينها وبي قدرات ال تعال
كبي جداّ .ول يكون السلم مسلما إلّ إذا آمن بذلك .ومن البديهيّ أيضا -حتّى لدى غي
السلمي -أنّ الشيطان يكنه بسهولة أن يقع ف الخطاء ،ولذا فمن التوقّع أن يناقض نفسه إن
حصل وكتب كتابا .ولذا فإ ّن ال تعال يقول ف سورة النّساءَ" :أفَلَ يََتدَبّرُو َن الْقُ ْرءَانَ َوَلوْ
كَانَ ِمنْ عِْندِ غَيْرِ اللّهِ َلوَ َجدُوا فِيهِ اخْتِلفًا كَثِيًا(.")82
وبالضافة إل الجج الّت يقدّمها غي السلمي ف ماولتم التافهة لتبير وجود اليات الّت ل
يفهمونا ف القرآن الكري ،فإنّ هناك هجوما آخر غالبا ما يظهر كمزيجٍ من النظريّتي معا،
وهو أ ّن ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان منونا وكاذبا .فأولئك النّاس يقترحون
أساسا بأنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) كان مبولً ،وكنتيجةٍ لتوهّمه فقد كذب وضلّل
النّاس .ولذا اسمٌ ف علم النّفس ،وهو اليثومانيا ( Mythomaniaالسّ الساطييّ:
وهو نزوعٌ مفرطٌ أو غي سويّ إل الكذب والبالغة .).وهو يعن ببساطة أ ّن النسان يكذب،
ّث يصدّق ما كذب .هذا هو ما يدّعيه غي السلمي عمّا كان يعان منه م ّمدٌ (صلّى ال عليه
لجّة هو أ ّن النسان الّذيوآله وسلّم) .إلّ أن الشكل الوحيد الّذي يواجهونه بصوص هذه ا ُ
يعان من اليثومانيا ل يكنه التعامل مع القائق مطلقا ،مع أنّ القرآن الكري كلّه قائمٌ تاما
على القائق .فكلّ ما فيه يكن بثه والتثبّت من صحّته .ف حي أنّ القائق تعتب مشكلً
كبيا للمصاب باليثومانيا .فعندما ياول الطبيب النفسيّ علج أحد الّذين يعانون من هذا
الرض ،فإنّه باستمرارٍ يواجهه بالقائق .فمثلً ،إذا كان أحدهم مريضا نفسيّا ويدّعي قائلً:
"أنا ملك إنلترا" ،فإنّ الطبيب النفسيّ ل يقول له" :ل ،أنت لست كذلك ،بل أنت منون!"
فالطبيب ل يفعل ذلك ،بل بدلً من ذلك يواجهه ببعض القائق قائلً" :حسنا ،أنت تقول
بأنّك ملك إنلترا ،لذا قل ل أين هي اللكة اليوم؟ وأين رئيس وزرائك؟ وأين هم حرّاسك؟"
وعندما يكون لدى هذا الريض مشك ٌل ف ماولته التعامل مع هذه السئلة ،سيحاول إياد
89
العذار" :آه....اللكة....ذهبت إل بيت أُمّها .آه....رئيس الوزراء.....حسنا ،لقد مات".
وف النّهاية سيشفى من مرضه تاما لنّه ل يستطع التعامل مع القائق .فإذا استمرّ الطبيب
النفسيّ بواجهته بقائق كافية ،فإنّه بالنّهاية سيواجه الواقع قائلً" :أظنّ بأنّي لست ملك
إنلترا" .والقرآن يصل إل كلّ إنسانٍ يقرأه بنفس الطريقة الّت يعال با الطبيب النفسيّ مريضه
س قَدْ جَاءَتْ ُكمْ َموْعِظَةٌ ِم ْن رَبّكُمْ وَشِفَاءٌ
باليثومانيا .يقول ال تعال ف سورة يونس" :يَاأَّيهَا النّا ُ
صدُورِ وَ ُهدًى َورَ ْحمَةٌ لِ ْل ُمؤْمِنِيَ( .")57
لِمَا فِي ال ّ
للوهلة الول قد يبدو هذا التصريح غامضا ،ولكنّ العن لذه الية يتّضح عندما يُنْظر إليها
على ضوء الثل السابق .فالنسان يُشفى أساسا من أوهامه بقراءة القرآن الكري .فهو ف
جوهره علجٌ يشفي الضّالّي تاما وذلك بواجهتهم بالقائق .ومن الواقف السائدة ف القرآن
الكري هو ما ياطب به النّاس بأنّهم يقولون كذا وكذا حول شيء ما؛ فماذا عن هذا أو ذاك؟
وكيف يستطيعون قول ذلك وهم يعلمون؟ وهكذا( .كقوله تعال ف سورة البقرة" :الّذِي
سمَاءِ مَا ًء فَأَ ْخ َرجَ ِبهِ مِ َن الّثمَرَاتِ رِ ْزقًا لَ ُكمْ
سمَاءَ بِنَاءً َوأَنْزَلَ ِمنَ ال ّ
جَعَلَ لَكُ ُم ال ْرضَ فِرَاشًا وَال ّ
فَلَ َتجْعَلُوا لِلّهِ أَْندَادًا وَأَنُْتمْ تَعَْلمُونَ()")22
إنّه يرغم الرء على تدبّر القيقة وما له علقة با ،ف حي يقوم ف نفس الوقت بعلجه من
أوهامه ،وذلك لنّ القائق القدّمة من ال تعال للبشريّة يكن توضيحها وفصلها عن كلّ
النظريّات والُجج الرّديئة .إنه نوعٌ خاصّ من التعامل مع الشياء –مواجهة النّاس بالقائق-
بيث أسر اهتمام الكثي من غي السلمي.
وف الواقع ،يوجد مرجعٌ مثيٌ للهتمام بصوص هذا الوضوع ف الوسوعة الكاثوليكيّة
الديدة .ففي فقرةٍ بصوص موضوع القرآن الكري تُصرّح الكنيسة الكاثوليكيّة" :عب القرون
الاضية قُدّمت نظرياتٌ كثيةٌ عن أصل القرآن ...واليوم ل يوجد إنسانٌ عاقل يقبل بأيّ
منها !".فها هي الكنيسة الكاثوليكيّة الٌعمّرَةِ ,والاثلة هنا وهناك لقرونٍ عديدة ,تنكر تلك
الواقف التافهة لدحض أصل القرآن الكري .القرآن الكري بالطبع يثّل مشكلً للكنيسة
90
الكاثوليكيّة ,فهو يصرّح بأنّه وحيٌ من ال تعال ,ولذلك هم يدرسونه .ومؤ ّكدٌ أنّهم يودّون
إياد برهانٍ على أنّه ليس كذلك ،ولكنّهم ل يستطيعون .فهم ل يستطيعون إياد تفسيٍ
مقبول .لكنّهم على القلّ شرفاء ف بثهم ،ول يقبلون بأوّل تفسيٍ غي مدعومٍ بدليلٍ يأت
إليهم .فالكنيسة تصرّح بأنّه -وخلل أربعة عشر قرنا -ل يُقدّم بعد تفسيٌ معقول .فهي
بذلك على القلّ تعترف بأنّ القرآن الكري ليس موضوعا سهل النكار .لكن هناك بالتأكيد
آخرون مّن هم أقلّ شرفا حي يقولون على َعجَل" :آه ،لقد جاء القرآن من هنا ،أو من
هناك ".وهم حتّى ل يتفحّصون مصداقية ما يصرّحون به ف معظم الحيان .وطبعا ،فإنّ مثل
هذا التصريح من الكنيسة الكاثوليكيّة يسبّب للمسيح ّي العاديّ شيئا من الصّعوبة .وذلك لنّه
ربّما يكون لديه أفكاره الاصّة عن أصل القرآن ،ولكنّه كعضوٍ ف الكنيسة ل يستطيع
التصرّف حقّا حسب نظريّته .فمثل هذا التصرّف قد يكون مناقضا للخضوع والخلص
والولء الّذي تطلبه الكنيسة .فبموجب عضويّته ف الكنيسة ،يتوّجب عليه قبول ما تعلنه
الكنيسة الكاثوليكيّة دون سؤال ،وأن يعل تعاليمها كجزءٍ من روتينه اليوميّ .لذا ،فجوهرياّ
إذا كانت الكنيسة الكاثوليكيّة ف عمومها تقول" :ل تستمعوا لتلك التقارير غي الؤكّدة حول
القرآن" ،فما يكن أن يقال حول وجهة النّظر السلميّة؟ فحتّى غي السلمي يعترفون بأنّ
هناك شيئا ف القرآن –شيئا كان يب أن يكون معترفا به -إذا فلماذا يكون النّاس عنيدين،
وهجوميّي ،وعدائيّي ،حي يقدّم السلمون نفس النظريّة؟ هذا بالتأكيد شيءٌ لول اللباب
ليتأمّلوا فيه –شيءٌ للتأمّل لولئك الّذين يعقلون!
قام حديثا واحدٌ من الفكّرين القياديّي ف الكنيسة الكاثوليكيّة –يدعى هانز -بدراسة القرآن
الكري ،وأدل برأيه فيما قرأ .هذا الرّجل أثبت حضوره القوي على الساحة ولزمنٍ طويل،
وهو ذو منل ٍة رفيعةٍ ف الكنيسة الكاثوليكيّة ،وبعد تفحّص دقيقٍ نشر ما وجده مستنتجا" :إنّ
ال قد كلّم النسان من خلل النسان ،م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)" .ومرّةً أخرى يأت
هذا الستنتاج من مصدرٍ غي مسلمٍ –وهو مفكّرٌ قياديّ كبيٌ ف الكنيسة الكاثوليكيّة نفسها!
أنا ل أظنّ بأنّ البابا يتّفق معه ،ولكن على الرغم من ذلك فإنّ رأي مثل هذه الشخصيّة العامّة
ذائعة الصّيْت وذات السّمعة السنة يب أن يكون له وزنه ف الدّفاع عن الوقف السلميّ.
91
ويتوّجب التّصفيق له لواجهته الواقع بأنّ القرآن الكري ليس شيئا يكن أن يلقى بعيدا
بسهولة ،وبأنّ ال تعال حقّا هو مصدر كلماته.
يتّضح من كلّ ما تقدّم سابقا بأنّ كلّ البدائل قد استنفت ،ولذا فالفرصة لياد إمكانيّةٍ
أخرى لنكار القرآن الكري ل وجود لا .لنّ هذا الكتاب إن ل يكن وحيا ،فإنّه عندئذٍ
خداع؛ وإن كان خداعا ،فإنّ على النسان أن يتساءل" :فما هو مصدره؟ وف أيّ جزءٍ منه
يقوم بداعنا؟" وطبعا فإ ّن الجابات الصحيحة على هذه التساؤلت تُلقي الضّوء على أصالة
القرآن الكري ،وتُسكت ادعاءات الكفّار اللذعة وغي القائمة على دليل.
ومن الؤكّد أنّه إذا استمرّ أولئك النّاس بالصرار على أنّ القرآن الكري ما هو إلّ خداع ,فإنّه
يتوّجب عليهم تقدي البهان الّذي يدعم ادعاءهم .فعبء إياد البهان يقع على عاتقهم،
وليس على عاتقنا! فل يُفترض من أحدهم أبدا أن يقدّم نظريّ ًة بدون حقائق كافية تعزّزها؛ لذا
فأنا أقول لم" :أرون خداعا واحدا! أرون أين يدعن القرآن الكري! أرون ذلك ،وإن ل
تفعلوا ،فل تقولوا ل بأنّه خداع!
خلف أسوار الكاتدرائية كنيسة (ماري جرجس) ف مدينة الزقازيق الصرية ،وف جو
اختلطت فيه رهبة الظلمة بإتقان من أضواء خافتة مع حالة التيه الت ترص عليها تويات
الرهبان.
خلف هذه السوار جلس الفت فوزي صبحي سعان السيسي خادم الكنيسة الذي يلم بأن
يصل على رتبة (القس) يستمع إل القس الكب.
92
كان الفت شاردا مع حلمه تتنازعه بعض أفكار ثقيلة لشبح ف ساء فكره كلما انتبه لا يسمع
وارتفع صوت قسيس الكنيسة مناجيا السيح( :يا ابن ال يا ملصنا وإلنا).
وانتفض الفت طاردا الفكرة ،لكنها تلح عليه مرة أخرى ،لذ بلمه وشرود يطارده هاربا ما
يسمع.
ويعلو صوت القسيس مرة أخرى كان الفت هو القصود ..انتزعه من حلمه فرك عينيه وانتبه
..والتمرد يكب ..يواجه نفسه بالقيقة الت طالا نح ف الفرار منها :لقد قالوا لنا إن السيح
صلب وعذب ول يكن قادرا على تليص نفسه من الصلب والتعذيب البح ..فكيف يتأتى
له أن يلصنا؟!
وتتمدد علمة الستفهام الكبية ..الفت يشعر بالطر ..الصراع يل رأسه وجعا ..يقف
موليّا ظهره للقسيس والكنيسة.
خرج الفت من الكنيسة غاضبا من ترده ،هلعا من أفكاره الكثر تردا ..لكن ماذا بيده؟ ..
كان لبد أن يُسكت هذا التمرد ف داخله ..بدأ يبحث ف الديان الخرى وآخرها السلم
..واستمع إل القرآن فاهتز له قلبه ..ونظر إل السلمي فوجد نظافة ووضوءا وطهارة
وصلة وركوعا وسجودا ..واستدار ينظر إل حاله فل طهارة ول اغتسال ول وضوء.
93
ل يكن ذلك كافيا لحداث النقلب كما أنه ل يرحه من مطاردة الفكرة.
وعاد الفت إل الكنيسة ..القس يرفع صوته متحدثا عن أسرار الكنيسة السبعة ..هت
الضحكة أن تفلت من فمه فأسكتها بصعوبة شديدة وهو يتمتم :أية أسرار يتحدثون عنها؟!
ومرة أخرى داهته فكرة التمرد ..أية أسرار سبعة؟ وبدأ يستعرضها:
السر الول :هو (التعميد) بئر داخل الكنيسة صلى عليها الصلة فحلت با الروح القدس ..
الطفل يغمس فيها فيصبح نصرانيا!! هكذا؟!! وصرخت به فكرة التمرد ..أنه يولد فيجد
أبويه نصرانيي فماذا يتاج بعد ذلك ليكون نصرانيا (بعد أن أسلم الفت وجد الجابة ف
حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه ينصّرانه أو
يجّسانه أو يهوّدانه)).
السر الثان :هو (العتراف) إذ يلس النصران الذنب أمام نصران أكب منه رتبة (قس -
مطران – بطريك – (بابا)) ليعترف أمامه بكل شيء ويضع الخي عصاه على رأسه ويتمتم
ببعض الكلمات مانا إياه صك الغفران ..ويب الفت حوارا دار بينه وبي طبيب نصران:
القس يغفر ل فمن يغفر للقس؟ ..قال :البابا .ومن يغفر للبابا؟ قال :ال ..فلماذا ل نعترف
ل مباشرة ليغفر لنا؟! لاذا نفضح أنفسنا أمام الناس وقد سترنا ال؟!..
السر الثالث :هو الشرب من دم السيح هكذا!! نعم ..يأت النصران بالنبيذ ليصلي عليه القس
فيتحول إل دم مبارك هو دم السيح ليشربه النصران ِبوَلَهٍ وخشوع!! ويتساءل الفت :إذا كان
السيح ملصنا فلماذا نشرب من دمه؟ فنحن نشرب من دم عدونا فقط ،الفت جرب مرة
وأحضر النبيذ للقس فصلى عليه وشربه فلم يده قد تول ..
94
السر الرابع :هو أكل لم السيح ،قرابي تصنع من الدقيق ليتل عليها القس فتتحول إل جزء
من جسد السيح يأكلونه!! هكذا أيضا!! وتساءلت النفس التمردة ..لاذا نأكل لم السيح
وهو إلنا وأبونا؟!
السرار الثلثة الخية هي الب والبن والروح القدس ..ويقولون تثليث ف توحيد ..
كهنوت وتاوي وتناقض ل يقبله عقل!!
وهرع الفت مرة أخرى ساخطا على الكنيسة والقس ،وأشياء كثية يناقضها النطق.
ووسط الزحام دس الفت جسده ونفسه التمردة ..رويدا رويدا ..تناسى الفكار الت
تطارده ..وخجلً قادته قدماه إل الكنيسة ..وأحس هذه الرة بانقباض فقد أرهقه الكر
والفر مع نفسه ..وعل صوت القس ومعه جوع الخدوعي بقانون اليان كما يقولون:
(بالقيقة نؤمن) ..بـ (إله واحد) ..الب ..ضابط الكل ..خالق السماء والرض ..ما
يرى وما ل يرى ..نؤمن برب واحد يسوع السيح ..ابن ال الوحيد ..الولود من الب
قبل كل الدهور ..نور من نور ..إله حق ..إله حق ..مولود غي ملوق ..تساوى الب
ف الوهر ..هذا الذي كان به كل شيء ..هذا الذي كان من أجلنا – نن البشر – نزل
من السماء فتجسد من الروح القدس ومن مري العذراء ..وصلب وقب عنا ..وقام من بي
الموات ف اليوم الثالث كما ف الكتاب ..و ..و ..
يقولون :إله واحد ،ث يقولون السيح ابن ال الوحيد؟! ..كيف وكل مولود ملوق!!
يقولون :صلب وقب من أجلنا ..فكيف يليق بالرب خالق الكون أن يصلبه ويعذبه أحد
خلقه؟!
95
ومضى الفت إل اليش ليؤدي الدمة العسكرية ..وف الساعيلية دخل الكنيسة للمرة
الخية ..مضى إل اليكل مباشرة حيث ل يرى من بداخله ..سجد مثلما يسجد السلم ..
بكى برقة وابتهل إل رب اللق أجعي الواحد الحد – قال :رب ..أنت تعلم أنن ف حية
شديدة فإن كانت النصرانية هي الق فاجعل روح القدس تل عل ّي الن ..وإن كان السلم
هو الق فأدخله ف قلب.
وقبل أن يرج من الكنيسة عرج على القس وألقى عليه بعض التساؤلت ..ل يبه ولكن
سأل :هل تقرأ القرآن؟ قال الفت :نعم ..اكفهر وجه القس وصرخ :نن فقط الذين نقرأ
ل تائها
القرآن أما أنت والعامة فل ..وخرج ول يعد للكنيسة ،والن يقول الفت :كنت رج ً
ف ليب الفياف يقتلن العطش ول ألقى سوى السراب وإذا ب أجد ماء زمزم ..عشت تسع
سنوات بي نفسي التمردة والروب منها ..قارنت بي السلم والنصرانية ..بي الناجيل
والقرآن وكانت الغلبة للحقيقة والنور ..
اجتمع إخوة الفت وتشاوروا و اتذوا القرار ووضعوا طريقة التنفيذ ..ل بد أن يقتل لقد
عصى الرب وأهان الكنيسة ..وجاء من يبه ويشي عليه ..وهرب الفت من قريته ..قلبه
على إخوته ..يدعو لم بالداية ..
ويدق باب شقته دقا خفيفا ..يفتح يد أخته أمامه ..بكت وأخبته با أفرحه ..ستشهر
إسلمها ..وبكى وأخبها أنه طالا سهر الليال يبتهل إل ال أن يلحقها به ..ولن الم قد
ماتت منذ أمد بعيد فقد ظل يتوسلن إل ال أن يهدي قلب أبيهما إل اليان.
96
ول يض وقت طويل حت جاء ذلك اليوم ..عاد من عمله ..وجد أخته خلف الباب ..
أسرعت إليه ..قالت له :أبوك ف انتظارك ..جاء ساعيا إل نور الق ..انكب على رأسه
ويديه يقبلهما ..ويشهر الب إسلمه ليموت على السلم بعد عام ونصف.
وفارس آخر يلحق بالركب ..عبد ال الهدي ..أسلم وجاء ليكمل نصف دينه ..ول يد
أمامه سوى أخت (الفت) ليقترن با ويسافرا معا حيث يعمل إماما لحد الساجد ف الدوحة.
وهذا مقال نشرته عنه ملة الفيصل ف عددها الصادر ف أكتوبر -1992بتصرف:-
كانت أمنية "فوزي صبحي سعان" منذ صغره أن يصبح قسا يقَبّل الناس يده و يعترفون له
بطاياهم لعله ينحهم صك الغفران و يغسل ذنوبم بسماعه العتراف ...و لذا كان يقف
منذ طفولته البكرة خلف قس كنيسة "ماري جرجس" بدينة الزقازيق ـ عاصمة مافظة
الشرقية بصر ـ يتلقى منه العلم الكنسي ،و قد أسعد والديه بأنه سيكون خادما للكنيسة
ليشب نصرانيا صالا طبقا لعتقادها .
و ل يالف الفت رغبة والديه ف أن يكون خادما للكنيسة يسي وراء القس حاملً كأس النبيذ
الكبية أو دم السيح كما يدعون ليسقي رواد الكنيسة و ينال بركات القس .
ل يكن أحد يدري أن هذا الفت الذي يعدونه ليصي قسا سوف يأت يوم يكون له شأن آخر
غي الذي أرادوه له ،فيتغي مسار حياته ليصبح داعية إسلميا .
يذكر فوزي أنه برغم إخلصه ف خدمة الكنيسة فإنه كانت تؤرقه ما يسمونا "أسرار
الكنيسة السبعة" و هي :التعميد ،و العتراف ،و شرب النبيذ ،و أكل لم السيح ،و
الب ،و البن ،و الروح القدس ...و أنه طالا أخذ يفكر مليا ف فكرة الفداء أو صلب
السيح ـ عليه السلم ـ افتداءً لطايا البشرية كما يزعم قسس النصارى و أحبارهم ،و أنه
برغم سنه الغضة فإن عقله كان قد نضج بدرجة تكفي لن يتشكك ف صحة حادثة الصلب
97
الزعومة ،و هي أحد الركان الرئيسية ف عقيدة النصارى الحرفة ،ذلك أنه عجز عن أن
يد تبيرا واحدا منطقيا لفكرة فداء خطايا البشرية ،فالعدل و النطق السليم يقولن بأن ل
تزر وازرة وزر أخرى ،فليس من العدل أو النطق أن يُ َعذّب شخص لذنوب ارتكبها غيه ..
ث لاذا يفعل السيح عليه السلم ذلك بنفسه إذا كان هو ال و ابن ال كما يزعمون؟! ..أل
يكن بإمكانه أن يغفر تلك الطايا بدلً من القبول بوضعه معلقا على الصليب؟!
ث كيف يقبل إله ـ كما يزعمون ـ أن يصلبه عبد من عباده ،أليس ف هذا مافاة للمنطق و
تقليلً بل و امتهانا لقيمة ذلك افله الذي يعبدونه من دون ال الق؟ ..و أيضا كيف يكن
أن يكون السيح عليه السلم هو ال و ابن ال ف آن واحد كما يزعمون؟!
كانت تلك الفكار تدور ف ذهن الفت و تتردد ف صدره ،لكنه ل يكن وقتها قادرا على أن
يلل معانيها أو يتخذ منها موقفا حازما ،فل السن تؤهله لن يتخذ قرارا و ل قدراته العقلية
تسمح له بأن يوض ف دراسة الديان ليتبي القائق واضحة ،فلم يكن أمامه إل أن يواصل
رحلته مع النصرانية و يسي وراء القسس مرددا ما يلقنونه له من عبارات مبهمة .
و مرت السنوات ،و كب فوزي و صار رجلً ،و بدأ ف تقيق أمنيته ف أن يصي قسا يشار
إليه بالبنان ،و تنخن له رؤوس الصبية و الكبار رجالً و نسا ًء ليمنحهم بركاته الزعومة و
يلسون أمامه على كرسي العتراف لينصت إل أدق أسرار حياتم و يتكرم عليهم بنحهم
الغفران نيابةً عن الرب !!!
و لكن كم حسدهم على أنم يقولون ما يريدون ف حي أنه عاجز عن العتراف لحد
بقيقة التساؤلت الت تدور بداخله و الت لو علم با الباء القسس الكبار لرسلوا به إل
الدير أو قتلوه .
98
" إذا كان البسطاء يعترفون للقس ،و القس يعترف للبطريرك ،و البطريرك يعترف للبابا ،و
البابا يعترف ل ،فلماذا هذا التسلسل غي النطقي ؟ ...و لاذا ل يعترف الناس ل مباشرةً و
ينبون أنفسهم شر الوقوع ف براثن بعض النحرفي من القسس الذين يستغلون تلك
العترافات ف السيطرة على الاطئي و استغللم ف أمور غي ممودة ؟! "
لقد كان القس الشاب ييا صراعا داخليا عنيفا ،عاش معه لدة تصل إل تسعة أعوام ،كان
حائرا بي ما ترب عليه و تعلمه ف البيت و الكنيسة ،و بي تلك التساؤلت العديدة الت ل
يستطع أن يد لا إجابة برغم دراسته لعلم اللهوت و انراطه ف سلك الكهنوت ...و عبثا
حاول أن يقنع نفسه بتلك الجابات الاهزة الت ابتدعها الحبار قبل قرون و لقنوها
لاصتهم ليدوا با على استفسارات العامة برغم مافاتا للحقيقة و النطق و العقل .
ل يكن موقعه ف الكنيسة يسمح له أن يسأل عن دين غي النصرانية حت ل يفقد مورد رزقه
و ثقة رعايا الكنيسة ،فضلً عن أن هذا الوقع يبه على إلقاء عظات دينية هو غي مقتنع با
أصلً لحساسه بأنا تقوم على غي أساس ،و ل يكن أمامه إل أن ياول وأد نيان الشك
الت ثارت ف أعماقه و يكبتها ،حيث إنه ل يلك الشجاعة للجهر با يهمس به لنفسه سرا
خيفة أن يناله الذى من أهله و الكنيسة ،و ل يد أمامه ف حيته هذه إل أن ينكب بصدق
و حاسة سرا على دراسة الديان الخرى .
و بالفعل أخذ يقرأ العديد من الكتب السلمية ،فضلً عن القرآن الكري الذي أخذ يتفحصه
ف اطلع الراغب ف استكشاف ظواهره و خوافيه ،و توقف و دمعت عيناه و هو يقرأ قوله
تعال :
{ و إذ قال ال يا عيسى ابن مري ءأنت قلت للناس اتذون و أميَ إلي من دون ال قال
سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ليس ل بق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما ف نفسي و ل
أعلم ما نفسك إنك أنت علم الغيوب ( )116ما قلت لم إل ما أمرتن به أن اعبدوا ال
99
رب و ربكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتن كنت أنت الرقيب عليهم و
أنت على كل شئٍ شهيد } [الائدة]117 ، 116:
قرأ فوزي تلك الكلمات و أحس بسده يرتعش ،فقد وجد فيها الجابات للعديد من
السئلة الت طالا عجز عن إياد إجابات لا ،و جاء قوله تعال :
{ إن مَثَلَ عيسى عند ال كمَثَل آدم خلقه من ترابٍ ث قال له كن فيكون } [آل عمران]59:
لقد وجد أن القرآن الكري قدم إيضاحات ل يقرأها ف الناجيل الحرفة العتمدة لدى
النصارى .إن القرآن يؤكد بشرية عيسى عليه السلم و أنه نب مرسل لبن إسرائيل و مكلف
برسالة مددة كغيه من النبياء .
كان فوزي خلل تلك الفترة قد ت تنيده لداء الدمة العسكرية و أتاحت له هذه الفترة
فرصة مراجعة النفس ،و قادته قدماه ذات يوم لدخول كنيسة ف مدينة الساعيلية ،و وجد
نفسه ـ بدون أن يشعر ـ يسجد فيها سجود السلمي ،و اغرورقت عيناه بالدموع و هو
يناجي ربه سائلً إياه أن يلهمه السداد و يهديه إل الدين الق ..و ل يرفع رأسه من سجوده
حت عزم على اعتناقه السلم ،و بالفعل أشهر إسلمه بعيدا عن قريته و أهله خشية بطشهم
و إيذائهم ،و تسمى باسم "فوزي صبحي عبد الرحن الهدي" .
و عندما علمت أسرته بب اعتناقه السلم وقفت تاهه موقفا شديدا ساندتم فيه الكنيسة و
بقية الرعايا النصارى الذين ساءهم أن يشهر إسلمه ،ف حي كان فوزي ف الوقت نفسه
يدعو ربه و يبتهل إليه أن ينقذ والده و إخوته و يهديهم للسلم ،و قد ضاعف من أله أن
والدته قد ماتت على دين النصرانية .
100
و لن الدعاء مخ العبادة فقد استجاب ال لدعاء القلب الؤمن ،فاستيقظ ذات يوم على
صوت طرقات على باب شقته ،و حي فتح الباب وجد شقيقته أمامه تعلن رغبتها ف اعتناق
السلم ..ث ل يلبث أن جاء والده بعد فترة و لق بابنه و ابنته على طريق الق .
و من الطريف أن يعمل فوزي ـ الن ـ مدرسا للدين السلمي ف مدارس منارات جدة
بالملكة العربية السعودية ..أما والده فقد توفاه ال بعد إسلمه بعام و نصف ..و تزوجت
شقيقته من شاب نصران هداه ال للسلم فاعتنقه و صار داعية له ،و هو يعمل حاليا إماما
لحد الساجد بدينة الدوحة بدولة قطر حيث يعيش مع زوجته حياة أسرية سعيدة .
101
-10الشهيد القس السابق الثيوب ملقاه فقادو
نال ثقة الكنيسة فيما يقوم به من نشاط ف حركات التبشي و التنصي حت وصل إل أعلى
الراتب الكنسية ،و لكن داخله الشك عندما وقع تت يده كتاب يتضمن تفاسي قرآنية و
كانت بداية خطواته على طريق اليان الذي يكيه فيقول :
" عشت سنوات من التيه ،و ل أكن أدري ما يبئه القدر ل ...خدمت السيحية بكل ما
أستطيع ،و من ث تدرجت ف السلم الكنسي حت وصلت إل مراتب عليا ف الكنيسة و
أصبحت أحد القياديي فيها ،ثقةً من كبار القساوسة ف شخصي و فيما أقوم به من نشاط
بكل إخلص و هة ،ما دفعهم إل تميلي مسئوليات كبى ف التبشي و التنصي .
كنت مبا للقراءة و الطلع ،فلم أجد كتابا عن النيل إل قرأته حت فوجئت و أنا أقرأ
بعض الكتب النيلية الترجة أنا تتناول الدين السلمي و تطرح سؤالً مؤداه :أهو دين
ساوي أم ل ؟ ..و عندما وصلت إل هذه النقطة بدأت أعيد طرح السؤال مرة أخرى ...ث
مرت اليام و عثرت على كتاب للتفاسي القرآنية مكتوب باللغة المهرية ،فبدأت أقارن بي
ما وجدته ف هذا الكتاب و ما قرأته سابقا ف الترجات ،فبدأت أقارن بي ما وجدته ف هذا
الكتاب و ما قرأته سابقا ف الترجات النيلية عن دين ممد ،حت بدأ يداخلن الشك و
أشعر بالفرق الائل و بالتحريف الذي حدث تاه دين السلم ،حت أيقنت تاما أن السلم
هو الدين القيقي ..بعدها أشهرت إسلمي و تسميت باسم "ممد سعيد قفادو" ...بعدها
عكفت على إعداد دراسة تبي أسباب إسلمي موضحا فيها حقيقة العلومات الاطئة النحرفة
102
ف الكتب النيلية ،و من ث أوردت القائق الثابتة و رفعتها إل الجلس السلمي العلى ف
أديس أبابا " .
ث يصمت برهةً يلتقط فيها أنفاسه ليعرض رد فعل الكنيسة فيقول :
" ل تقف الكنيسة موقف التفرج بعد أن فضحها من عاش بداخلها ردحا من الزمن ،
فتحركت بسرعة و حركت أذنابا ف السلطة الشيوعية إبّان عهد "منجستو" و سلطوا عليّ
أجهزة المن الت قامت باعتقال ،و دخلت السجن لدة ثلثة أشهر بل ذنب سوى أنن
اعتنقت السلم و تليت عن السيحية " .
و كان لحمد سعيد دور ف الدعوة السلمية فيعب عن ذلك بقوله :
" بعد خروجي من السجن استفدت من علقات الشخصية و نحت ف إدخال أكثر من مائت
شخص جديد لدين السلم ،و لكن السقف "كارلويوس" رئيس القساوسة ل يهنأ له بال
حت قام برشوة أجهزة القمع ف نظام "منجستو" الديكتاتوري ،و مرةً ثانية جرى اعتقال و
تأكد ل أنن لن أخرج هذه الرة من السجن ،و ل سيما أن الكنسيي مستمرون ف ملحقت
،غي أنه بعد زيارة قام با الدكتور "عبد ال عمر نصيف" المي العام لرابطة العال السلمي
لثيوبيا و لقائه مع الرئيس السابق "منجستو" طلب منه الفراج عن ،فاستجاب لطلبه "
و هكذا ند أنفسنا أمام شخصية صارت تستميت من أجل عقيدتا ل يثنيها عنها الكائد
التلحقة .
103
و ل يد "ملقاه" ذاته ف التوراة أو النيل ،إذ رأى ف الول مموعة من القاصيص و
الساطي الت عمد الكهان و الحبار إل حشوها بكل ما هو غريب بعد أن حرفوا الكلم عن
مواضعه ،فلم يتقبل عقل "ملقاه" ما ف التوراة الحرفة من خرافات و أباطيل ،فنبذها إل
دراسة النيل الذي تؤمن به والدته ،فوجد أن التناقض بي نصوص الناجيل واضح ،فضلً
عن كونا ل تقدم تفسيا للحياة و الكون و ل تاول تنظيم أية علقة ف شئون الدنيا و
الخرة ،فأدرك أنا ليست الكتاب النل على عيسى عليه السلم ،أما السلم فلم ياول
سعَ إليه لظة ،فالدعاية الكنسية القوية و الؤثرة تصور السلم على "ملقاه" أن يدرسه و ل َي ْ
أنه دين التخلفي و تنسب العديد من الفتراءات و الكاذيب عليه و على السلمي ،و من ث
كب "ملقاه" على بغض السلم ،و بث عن مهنة تليق بستوى أسرته الجتماعي و تتيح له
أن ييا حياته ف ببوحة و رغد من العيش ،فلم يد أفضل من السلك الكنسي ،حيث
سيحظى بالحترام و بالرتب الكبي و بالسيارة ،و قد ساعده على اللتحاق بالعمل ف
الكنيسة حفظه التوراة ،و صار الشاب "ملقاه" قسا يشار إليه بالبنان و تقبل العامة يديه و
ينادونه "أبانا" ..
و استمر عمله ف الكنيسة ست سنوات ،اجتهد خللا ف الدعوة إل النصرانية دونا كلل أو
ملل ن و لسيما أنه ينعم بميزات عدة من راتب سخي و سكن أنيق و سيارة فاخرة ف بلد
تدده الجاعة كل يوم و تفتك بالكثيين من مواطنيه .
و ظل هكذا يعمل بد ف خدمة الكنيسة و الدعوة لعتقداتا حت كانت ليلة فاصلة إذ رأى
فيها ـ فيما يرى النائم ـ رجلً يقترب منه ف النام و يوقظه هاتفا به أن يقرأ شهادت " :ل
إله إل ال ،ممد رسول ال" ،و سورة الخلص { :قل هو ال أحد * ال الصمد * ل يلد
و ل يولد * و ل يكن له كُفُوا أحد } ..فقام من نومه فزعا و قد روعته تلك الرؤيا الت ل
يستوعبها ،و إنا فسرها بفهمه القاصر على أنا من الشيطان .
104
و تكررت الرؤيا ليلتي أخريي ،و رأى ف الليلة الثالثة نورا يضئ أمامه الطريق و رجلً يقرئه
الشهادتي و سورة الخلص ،فأدرك من فوره أن هذه رؤيا حق و ليست من عمل شيطان
رجيم كما كان يتوهم ،فالنور الذي أضاء سبيله ف الرؤيا قد تسرب ف وجدانه و أنار
بصيته فأصبح من يومه و ف قرارة نفسه إيان عميق بأن عقيدة السلم هي الق و ما دونا
باطل ..و ل يطُل به التفكي لنه بكم دراسته اللهوتية كان مطلعا على البشارات العديدة
برسالة ممد صلى ال عليه و سلم ،و لذا أشهر إسلمه عن اقتناع تام .
و عندما حدث زوجته ف المر عارضا عليها الدخول ف السلم جاوبته بالياب و دخلت
معه ف عقيدة التوحيد ،و كذلك فعل أطفاله الثلثة .
و كان أول ما فعله "ملقاه" بعد إشهار إسلمه أن قام بتغيي اسه إل "ممد سعيد" معتبا ذلك
اليوم يوم ميلده القيقي شاكرا ال تعال ما أنعم به عليه من نعمة الداية إل دين الق .
أما بالنسبة للوساط الكنسية الثيوبية فقد استقبلت نبأ إسلم "ممد سعيد" بغضب شديد ،
و ل تكتفِ برمانه من المتيازات الت كان ينعم با من مسكن راقٍ و سيارة فاخرة و راتب
ضخم و غي ذلك ،بل سعت حت أدخلته السجن ليلقى صنوفا و ألوانا من التعذيب ف
ماولة لرده عن إيانه و ليكون عبة و عظة لكل من يفكر ف ترك النصرانية و اللتحاق
بركب السلم .
و تمل "ممد سعيد" كل ذلك صابرا متسبا أجره عند ال ،و ل يتزحزح إيانه قيد ُأنُلة ،
و لسانه يلهج بالقول " :سبحان ال ،و المد ل ،و ل إله إل ال" ..
105
و خرج "ممد سعيد" من السجن أقوى إيانا و اشد تصميما على إيصال دعوة الق إل غيه
،إذ زادته منة السجن ثباتا و حرصا على أن يصبح داعية للسلم بعدما كان قسا يدعو إل
النصرانية ،و جعله ال سببا ف هداية نو 280شخصا اعتنقوا السلم على يديه .
و يذكر "ممد سعيد" أنه قد استفاد من دراسته العميقة للتوراة و النيل ف استكشاف الكثي
من أوجه العجاز القرآن ،و أنه بكم عمله السابق كقس يدرك الساليب غي السوية الت
يلجأ إليها النصرون من أجل جذب الفقراء و الحتاجي إل الديانة النصرانية ،حيث يستغلون
فقر الناس و َعوَزهم بالتظاهر بواساتم ماديا و معنويا و الهتمام بم صحيا و تعليميا ف
ماولة لكتساب ودهم و مبتهم ،و من ث السيطرة على عقولم و إقناعهم بأن ف النصرانية
خلصهم من عذاب الخرة و فقر الدنيا !!
هذا و يقضي "ممد سعيد" أوقاته ف حفظ القرآن الكري ،مع ما ف ذلك من مشقة لكونه
من غي الناطقي باللغة العربية ليتمكن من الدعوة السلمية .و عن أسلوبه ف الدعوة يقول :
" أعتمد على معرفة عقيدة من أدعوه من غي السلمي ،و من ث مناقشته ف عقيدته و إظهار
بطلنا و مالفتها للفطرة و العقل ،ث بعد ذلك أقوم بشرح ما ف السلم من نواحٍ خيّرة
عديدة مبينا أنه الدين الق الذي اختاره ال للبشرية منذ بدء الليقة ،فالسلم يعن التسليم
ل بالربوبية و الطاعة و النقياد لوامره ـ عز و جل ـ و اجتناب نواهيه "
أجل ..أمنيات تدل على صدق إيان القس السابق "ملقاه" بدين ممد صلى ال عليه و سلم
الذي صار سعيدا باعتناقه له فتسمى باسم نب السلم و يقرنه بكونه سعيدا .
106
أما آخر اخباره فكان الب التال من موقع مفكرة السلم
: www.islammemo.cc
(فقادو) من أشهر قساوسة أثيوبيا ،ذاع صيته وانتشر اسه لنشاطه ف تنصي أعداد كبية من
أبناء جلدته ،تعمق ف دراسة النصرانية واطلع على أدق تفاصيلها وخفاياها ،وأصبح علما
بارزا من أعلمها ،وقد أكسبته هذه الشهرة الاه والال وأصبح ذا شأن عظيم ف أوساط
نصارى القرن الفريقي.
رأى ف منامه كأنه يقرأ سورة الخلص بكاملها {قل هو ال أحد ال الصمد ل يلد ول
يولد .ول يكن له كفوا أحد} ونظرا لا يتاز به من ذكاء حاد وفطنة وحس يقظ ل تر عليه
هذه الرؤيا مرور الكرام بل ظل يدور حولا ويعن النظر ف تفسيها ويفكر ف فحواها
ومغزاها .ولا ل يصل إل نتيجة مقنعة حول تعبي هذه الرؤيا ذهب إل مكتب رابطة العال
السلمي بأثيوبيا علّه يد ما يطفىء ظمأه ،ويد تعليلً وتوضيحا وتفسيا لرؤيته الت ل يهدأ
له بال بعدها لدراكه بأن هذه السورة من سور القرآن .وقد وجد ف مكتب الرابطة ضالته إذ
أوضح له مدير الكتب مغزى هذه الرؤيا وأن ال عز وجل أراد له الداية وإخراجه من
الظلمات إل النور وكعادة مكاتب الرابطة ،النتشرة ف متلف أناء العال ،ف نشر الدعوة
السلمية وإرشاد الناس إل دين ال اقتنع السيد (فقادو) بعد عدة زيارات للمكتب بالسلم
وأشهر إسلمه بمد ال وأصبح اسه (ممد سعيد).
ونظرا لا يثله هذا الرجل من ثقل ف النصرانية فقد أزعج إسلمه الكنيسة واعتبوه مارقا عن
ديانتهم ول مناص من عودته إل النصرانية أو تصفيته جسديا .وف الانب الخر يعتب إسلم
هذا الرجل مكسبا كبيا للمسلمي نظرا لكثرة أتباعه وتأثيه عليهم وتأثرهم به ما سيؤدي
إل إسلم قرى بأكملها وهذا ما ت بالفعل.
ولا أحس رجال الكنيسة با يثله (فقادو) من خطورة وأدركوا تسكه بالسلم واستحالة
عودته إل ديانتهم قرروا النتقام منه وقد فطن إل ذلك .وقام مكتب الرابطة بأثيوبيا بالتنسيق
107
مع المانة العامة للرابطة بكة الكرمة بنحه تأشية دخول إل الملكة العربية السعودية لبعاده
عن مضايقات رجال الكنيسة من جهة ولتعليمه مبادىء السلم ف مهبط الوحي من جهة
أخرى .ونظرا لعدم إلامه باللغة العربية فقد ت إلاقه بعهد اللغة العربية التابع لامعة أم القرى
بنحة من الرابطة وت تأمي سكن مناسب له ولسرته بكة الكرمة وتصيص راتب شهري
يليق بكانته .ونظرا لدة ذكائه كما أسلفت فقد تعلم أساسيات اللغة العربية ف وقت قياسي
وتعمق ف دراسة السلم وحسن إسلمه وظهرت سات الصلح ف وجهه وحفظ بعض
أجزاء القرآن الكري وترقق قلبه وأصبح دائم البكاء من شدة فرحه با أنعم ال عليه من نور
الداية.
وف هذه الثناء جاءته ابنة راعي الكنيسة قادمة من إثيوبيا وهى شابة حسناء ،أتته باكية
مستنجدة مدعية بأن أباها طردها عندما أدرك أنا سوف تعتنق الدين السلمي وهى جاءت
إل فقادو لكي ينقذها من أسرتا الت تريد قتلها وطلبت منه أن يتزوجها ويعلمها السلم وت
لا ما أرادت فتزوجها وأسكنها ف جدة لن زوجته الول أسلمت معه وسكنت ف مكة
الكرمة.
ول يكن يعلم با حيك له من سوء وما دبر له من مكائد فقد يئس رجال الكنيسة من عودته
إل ديانتهم فخططوا لقتله حت وإن كان خارج أثيوبيا.
وأرسلوا له هذه السناء الصابة برض اليدز وبالتال انتقلت إليه العدوى ونقلها دون أن يعلم
إل زوجته الول .ولا أدركت هذه الشابة ناح مهمتها ولّت هاربة إل إثيوبيا تاركة هذا
الرض يسري ف جسد ممد سعيد وزوجته .ول يهلهما الرض كثيا حيث توفيت زوجته
بعد عدة أشهر أما هو فقد هزل جسمه وضعفت قوته ث قضى نبه ودفن بكة الكرمة .نسأل
ال أن يتغمده برحته ويسكنه فسيح جناته.
وصدق ال العظيم{ :ولن ترضى عنك اليهود ول النصارى حت تتبع ملّتهم[ }....البقرة:
. ]120
108
رحك ال يا فقادو وتقبلك شهيدا ف جنة اللد.
إنه رجل ينتسب إل أب هولندي وأم إندنوسية من مدينة (أمبون) الواقعة ف جزيرة صغية ف
أقصى الشرق من جزر إندونيسيا ،والنصرانية هي الدين الوروث لسرته أبا عن جد.
كان جده قسيسا ينتمي إل مذهب البوتستانت ،وكان أبوه أيضا قسيسا على مذهب بانت
كوستا ،وكانت والدته معلمة النيل للنساء ،أما هو نفسه فقد كان قسا ،ورئيسا للتبشي
ف كنيسة (بيتل إنيل سبينوا) ،وقد قال وهو يكي سبب إسلمه:
(ل يطر ببال ولو للحظة واحدة أن أكون من السلمي ،إذ أنن منذ نعومة أظفاري تلقيت
التعليم من والدي الذي كان يقول ل دائما( :إن ممداً رجل بدوي صحراوي ليس له علم
ول دراية ،ول يقرأ وأنه أمي) ،هكذا علمن أب ،بل أكثر من ذلك فقد قرأت للبوفسور
الدكتور ريكولدي النصران الفرنسي قوله ف كتاب له( :بأن ممدا رجل دجال يسكن ف
الدرك التاسع من النار) ،هكذا كانت تساق الفتريات الكثية لتشويه شخصية الرسول صلى
ال عليه وسلم ،ومنذ ذلك الي تكونت لدي فكرة مغلوطة راسخة تدفعن إل رفض
السلم ،وعدم اتاذه دينا ل.
ث يقول :الواقع أنه ل يكن من أهداف بال من الحوال أن أبث عن دين السلم ،ولكن
كان يدون دائما دافع لن أهتدي إل الق ،ولكن لاذا كنت أبث عن الق الجهول؟
ولاذا تركت دين رغم أنن كنت أتتع فيه بكانة مرموقة بي قومي ،وحيث كنت رئيس
التبشي السيحي ف الكنيسة ،وكنت أحيا بناء على ذلك حياةً كلها رفاهية ويسر ،إذن لاذا
اخترت السلم؟
109
ف يوم من اليام أرسلتن قيادة الكنيسة للقيام بأعمال تبشيية لدة ثلثة أيام ولياليها ف منطقة
(دايري) الت تبعد عن عاصمة (ميدان) الواقعة ف شال جزيرة (سومطرة) بضع مئات من
الكيلومترات ،ولا انتهيت من أعمال التبشي والدعوة أويت إل دار مسئول الكنيسة ف تلك
النطقة ،وكنت ف انتظار وصول سيارة تقلن إل موقع عملي ،وإذا برجل يطلع علينا
فجأة ،لقد كان معلما للقرآن ،وهو ما يسمى ف إندونيسيا مطوع ف الكُتّاب ،وهو
الدرسة البسيطة الت تعلم القرآن ،لقد كان الرجل ملفتا للنظار ،كان نيف السم ،دقيق
العود يرتدي كوفية بيضاء بالية خلقة ،ولباسا قد تبدل لونه من كثرة الستعمال ،حت أن
نعله كان مربوطا بأسلك لشدة قدمه ،اقترب الرجل من ،وبعد أن بادلن التحية بادرن
بالسؤال التال ،وكان سؤالً غريبا من نوعه ،قال( :لقد ذكرت ف حديثك أن عيسى
السيح إله ،فأين دليلك على ألوهيته؟) ،فقلت له( :سواء أكان هناك دليل أم ل فالمر ل
يهمك :إن شئت فلتؤمن ،وإن شئت فلتكفر) وهنا أدار الرجل ظهره ل ،وانصرف ،ولكن
المر ل ينته عند هذا الد ،فقد أخذت أفكر ف قرارة نفسي ،وأقول :هيهات هيهات أن
يدخل هذا الرجل النة ،لنا مصصة فقط لن يؤمن بألوهية السيح فحسب ،هكذا كنت
أعتقد جازما آنذاك.
ولكن عندما عدت إل بيت وجدت أن صوت الرجل يلجل ف روعي ،ويدق بقوة ف
أساعي ،ما دفعن إل الرجوع إل كتب النيل بثا عن الواب الصحيح على سؤاله ،
ومعلوم أن هناك أربعة أناجيل متلفة أحدها بقلم متّى ،والخر مارك ،والثالث لوقا ،والرابع
إنيل يوحنا ،هذه التسميات أُخذت لؤلف كل منها ،أي أن الناجيل الربعة الشهورة هي
من صنع البشر ،وهذا غريب جدا ،ث سألت نفسي( :هل هناك قرآن بنسخ متلفة من صنع
البشر؟) وجاءن الواب الذي ل مفر منه ،وهو( :بالطبع ل يوجد) ،فهذه الكتب وبعض
الرسائل الخرى هي فقط مصدر تعاليم الديانة السيحية العتمدة!
وأخذت أدرس الناجيل الربعة فماذا وجدت؟ هذا إنيل متّى ماذا يقول عن السيح عيسى
عليه السلم؟ إننا نقرأ فيه ما يلي( :إن عيسى السيح ينتسب إل إبراهيم وإل داود ...إل) (
)1-1إذن من هو عيسى؟ أليس من بن البشر؟ نعم إذن فهو إنسان ،وهذا إنيل لوقا
110
يقول( :ويلك علي بيت يعقوب إل البد ،ول يكون للكه ناية) ( ، )33-1وهذا إنيل
مارك يقول( :هذه سلسلة من نسب عيسى السيح ابن ال) ( )1:وأخيا ماذا يقول إنيل
يوحنا عن عيسى السيح عليه السلم؟ إنه يقول( :ف البدء كان الكلمة ،وكان الكلمة عند
ال ،وكان الكلمة ال) ( ، )1:1ومعن هذا النص هو ف البدء كان السيح ،والسيح عند
ال ،والسيح هو ال.
قلت لنفسي :إذن هناك خلف بارز بي هذه الكتب الربعة حول ذات السيح عيسى عليه
السلم أهو إنسان أم ابن ال أم ملك أم هو ال؟ لقد أشكل عليّ ذلك ،ول أعثر على جواب
،وهنا أحب أن أسأل إخوان النصارى( :هل يوجد ف القرآن الكري تناقض بي آية
وأخرى؟) بالطبع ل – لاذا؟ لن القرآن من عند ال سبحانه وتعال ،أما هذه الناجيل فهي
من تأليف البشر ،إنكم تعرفون ول شك أن عيسى عليه السلم كان طيلة حياته يقوم بأعمال
الدعوة إل ال هنا وهناك ،ولنا أن نتساءل -:ترى ما هو البدأ الساسي الذي كان يدعو إليه
عيسى عليه السلم؟
ث واصلت البحث ،فوجدت ف إنيل يوحنا نصوصا تشي إل دعاء السيح عليه السلم
وتضرعه إل ال سبحانه وتعال .فقلت ف نفسي :لو كان عيسى هو ال القادر على كل شيء
فهل يتاج إل هذا التضرع والدعاء الذي ورد ف إنيل يوحنا ،هذا هو نص الدعاء( :هذه
هي الياة البدية أن يعرفوك أنت الله القيقي وحدك ،ويسوع السيح الذي أرسلته ،أنا
مدتك على الرض ،العمل الذي أعطيتن لعمل قد أكملته) ( )4-3-17وهو دعاء
طويل يقول ف نايته( :أيها الرب البار ،إن العال ل يعرفك ،أما أنا فعرفتك وهؤلء عرفوا
أنك أنت أرسلتن وعرفتهم اسك ،وسأعرفهم ليكون فيهم الب الذي أحببتن به) (-17
.)26-25
هذا الدعاء يثل اعترافا من عيسى عليه السلم بأن ال هو الواحد الحد ،وأن عيسى هو
رسول ال البعوث إل قوم معيني ،وليس إل جيع الناس ،فأي قوم هم هؤلء يا ترى؟ نقرأ
جواب ذلك ف إنيل متّى ( )24-15حيث يقول( :ل أُرسل إل إل خراف بيت إسرائيل
الضالة) ،إذن لو ضممنا هذه العترافات إل بعضها لمكننا أن نقول( :إن ال الواحد
111
الحد ،وإن عيسى عليه السلم هو رسول ال إل بن إسرائيل) .ث واصلت البحث ،
فتذكرت أنن حي أكون ف صلت أقرأ دائما العبارات التالية( :ال الب ،ال البن ،ال
الروح القدس ،ثلثة ف أقنوم واحد) ،قلت لنفسي :أمر غريب حقا ،فلو سألنا طالبا ف
الصف الول البتدائي (3=1+1+1؟) ،لقال( :نعم) ،ث إذا قلنا له( :ولكن أيضا =3
، )1لا وافق على ذلك ،إذ إن هناك تناقضا صريا فيما نقول ،لن عيسى عليه السلم
يقول ف النيل كما رأينا بأن ال واحد ،ل شريك له.
لقد حدث تناقض صريح بي العقيدة الت كانت راسخة ف نفسي منذ أن كنت طف ً
ل
صغيا ،وهي :ثلثة ف واحد ،وبي ما يعترف به السيح عيسى نفسه ف كتب النيل
الوجودة الن بي أيدينا وهي أن ال واحد أحد ل شريك له ،فأيهما هو أحق؟ ل يكن
بوسعي أن أقرر آنذاك ،والق يقال ،بأن ال واحد أحد ،فأخذت أبث ف النيل من
جديد لعلي أقع على ما أريد ،لقد وجدت ف سفر أشعياء النص التال( :اذكروا الوليات
منذ القدي ،لن أنا ال وليس آخر الله ،وليس مثلي) ( )46:9ولشد ما كانت دهشت
عظيمة حي اعتنقت السلم فوجدت ف سورة الخلص قول ال تعال :بسم ال الرحن
الرحيم( :قل هو ال أحد ،ال الصمد ،ل يلد ،ول يولد ،ول يكن له كفوا أحد) نعم ،
مادام الكلم كلم ال فهو ل يتلف حيثما وجد ،هذا هو التعليم الول أو البديهية الول ف
ديانة السيحية السابقة ،إذن (ثلثة ف واحد) ل يعد لا وجود ف نفسي.
ث ينتقل الخ رحة بورنومو الندونيسي إل نقطة جوهرية أخرى جعلته يتار السلم دينا
فهو يقول:
أما البديهية الثانية ف الديانة السيحية فتقول بأن هناك ما يسمى بالذنب الوراثي أو الطيئة
الول ،ويُقصد با أن الذنب الذي اقترفه آدم عليه السلم عندما أكل الثمرة الحرمة عليه من
الشجرة ف النة ،هذا الذنب سوف يرثه جيع بن البشر حت الني ف رحم أمه يتحمل هذا
الث يولد آثا ،فهل هذا صحيح أم ل؟ لقد أخذت أبث عن حقيقة ذلك ،فلجأت إل
العهد القدي فوجدت ف سفر حزقيال ما يلي( :البن ل يمل من إث الب ،والب ل يمل
112
من إث البن ،بر البار عليه يكون ،وشر الشرير عليه يكون ،فإذا رجع الشرير عن جيع
خطاياه الت فعلها ،وحفظ كل فرائضي ،وفعل حقا وعدلً ،فحياة ييا ول يوت ،كل
معاصيه الت فعلها ل تذكر عليه) (حزقيال .)21-18:20
لعل من الناسب هنا أن نذكر ما يقوله القرآن الكري ف هذا القام( :ول تزر وازرة وزر
أخرى ،وإن تدع مثقلة إل حلها ل يمل منه شيء ولو كان ذا قرب) ويقول الرسول صلى
ال عليه وسلم( :يُولد ابن آدم على الفطرة ،وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يجسانه) ،هذه
هي القاعدة ف السلم ،ويوافقها ما جاء ف النيل ،فكيف يقال( :إن خطيئة آدم تنتقل من
جيل إل جيل ،وأن النسان يولد آثا؟).
يقول الخ (رحة بورنومو) الندونيسي:
إذن هذه التعاليم السيحية قد اتضح بطلنا وافتراؤها بنص صريح من الكتاب الوصوف بـ
(القدس) نفسه.
وهناك البديهية الثالثة ف التعاليم النصرانية الت تقول :إن ذنوب بن البشر ل تغفر حت يصلب
عيسى عليه السلم ،لقد أخذت أفكر ف هذه البديهية ،وأتساءل( :هل هذا صحيح؟) وكان
الواب الذي ل مفر منه :بالطبع ل ،لن النص النف الذكر من العهد القدي ينفي مثل هذا
العتقاد بقوله( :فإذا رجع الشرير عن جيع خطاياه الت فعلها ،وحفظ كل فرائضي ،وفعل
حقا وعدلً ،فحياة ييا ول يوت ،كل معاصيه الت فعلها ل تذكر عليه) ،أي أن ال يغفر
ذنوبه دون حاجة إل أية وساطة من أحد.
ويضي الخ الندونيسي الذي كان قسا ف يوم من اليام يدثنا عما فعل بعد ذلك ضمن
رحلته الطويلة من الكفر إل السلم ،فيقول:
لقد واصلت البحث ف عدد من القضايا العتقادية الخرى ،لقد وضعت يوما من اليام كُلّ
من النيل والقرآن أمامي على النضدة ،ووجهت السؤال التال إل النيل قلت له( :ماذا
تعرف عن ممد؟) فقال( :ل شيء ،لن اسم ممد غي مذكور ف النيل) ،ث وجهت
السؤال التال إل عيسى كما تدث القرآن فقلت ( :يا عيسى ابن مري ماذا تعرف عن
ممد؟) فقال( :لقد ذكر القرآن با ل يدع مالً للشك أن رسولً ل بد أن يأت بعدي اسه
113
أحد) ،يقول تعال على لسان عيسى عليه السلم( :وإذ قال عيسى ابن مري يا بن إسرائيل
إن رسول ال إليكم مصدقا لا بي يدي من التوراة ومبشرا برسول يأت من بعدي اسه
أحد ،فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبي) (الصف )6 :فأي ذلك حق يا ترى؟
ث يقول :هناك إنيل واحد هو إنيل برنابا وهو غي الناجيل الربعة الت ذكرناها من قبل ،
وهذا النيل للسف َحرّم رجالُ الدين النصارى على أتباعهم الطلع عليه ،أتدرون لاذا؟
الرجح أنه لن هذا النيل هو الوحيد الذي يتضمن البشرى بسيدنا ممد صلى ال عليه
وسلم ،وتقل فيه الضافات والتحريفات إل حد أدن ،كما أن فيه حقائق تطابق ما جاء ف
القرآن الكري ،جاء ف إنيل برنابا (إصحاح :)163وقتئذٍ يسأل التلميذ السيح :يا معلم
من يأت بعدك؟ فقال السيح بكل سرور وفرح :ممد رسول ال سوف يأت من بعدي
كالسحاب البيض يُظل الؤمني جيعا.
ويضي الخ رحة بورنومو فيقول :ث قرأت آية أخرى ف إنيل برنابا وهي قوله ف
(الصحاح :)72وقتئذ إندرياس (التلميذ) يسال السيح( :يا معلم! حي يأت ممد ،ما هي
علماته حت نعرفه؟) فقال السيح( :ممد ل يأت ف عصرنا هذا ،وإنا يأت بعد مئات السني
حي يُحرّف النيل ،والؤمنون حينئذ ل يبلغ عددهم ثلثي نفرا ،فحينئذ يرسل ال سبحانه
وتعال خات النبياء والرسلي ممدا صلى ال عليه وسلم) ،لقد تردد ذكر ذلك ف إنيل
برنابا عدة مرات أحصيتها فوجدت أن فيه خسة وأربعي آية تذكر ممدا صلى ال عليه
وسلم ،وقد اكتفيت باليتي السابقتي على سبيل الستشهاد.
بعد ذلك يتحدث الخ الهتدي الديد من إندونيسيا عن جانب آخر من دراسته القارنة
فيقول:
ومن التعاليم البديهية ف الديانة السيحية أن عيسى عليه السلم هو النقذ الخلّص للعال ،أي
أنك إذا آمنت بألوهية عيسى فسوف تنجو ،وهذا يعن أنك يكنك أن تفعل ما تشاء غيَ آبهٍ
بالذنوب والعاصي ما دمت تؤمن بعيسى كمنقذ لك ،شريطة أن تكون علي يقي بأنك من
التابعي ،قلت لنفسي :ل بد أن أبث ف النيل وأعرف الق من الباطل ف ذلك ،ف سفر
114
أعمال الرسل رسالة بولس الول إل أهل كورينثوس يقول :ال قد أقام الرب وسيُقيمنا نن
أيضا بقوته ( ، )6:14والقصة كما وردت ف التعاليم السيحية فيه كالت :أنه لا قبضوا
على السيد السيح عرضوه أمام العدالة فحكم عليه بالصلب ،ث دُفن فهنا تأت الية مناسبة
لتلك القصة.
وهنا يعلق الخ رحة بورنومو فيقول :لقد تأملت هذه الية طويلً ث قلت :إذا ل يتدخل ال
ف إقامة السيح من القب لبقي مدفونا تت التراب إل يوم القيامة ،إذن ما دام السيح ل
يستطع إنقاذ نفسه فكيف يكون بوسعه إنقاذ الخرين؟ هل يليق بإله –كما يزعمون -أن
يكون عاجزا عن ذلك؟ ل أشك لظة أن كل ذي عقل سيوافقن فيما ذهبت إليه .أليس
كذلك؟
ث يقول:
عند ذلك عزمت على الروج من الكنيسة وعدم الذهاب إليها ،كان ذلك ف عام 1969
حيث خرجت فعلً ول أعد أتردد على الكنيسة ،وليس معن ذلك أنن خرجت ذلك الي
من الديانة النصرانية نفسها ،لنه كما هو معلوم هناك كنائس ومذاهب شت ف الديانة
النصرانية ،فهناك الكاثوليك ،والبوتستانت ،واليثوديست ،والبلي كسلمت ،
واليونيتاريان ،وغيها كثي ،حت أنن أستطيع أن أقول بأن هناك أكثر من 360مذهبا ف
الديانة النصرانية ،وصدق ال العظيم (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ،ول تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله).
قد يقول قائل :وف السلم أيضا توجد مذاهب وطوائف عدة ،فهناك الذاهب الربعة
العروفة ،وهي النفي والشافعي والنبلي والالكي وغيها ...
والواب هو أن أتباع الذاهب ..ل يتلفون ف أصول الدين بل يتفقون جيعا أن ال واحد ،
ل شريك له ،وأن ممدا رسول ال ،كما يتفقون ف أركان السلم المسة ،وجوانب
اللف بينهم ف الفروع الفقهية فقط ل ف الصول ،أما ف الديانة السيحية فالمر متلف
تاما إذ اللف ف صُلب العقيدة ،وهذا هو الفارق بي السلم والسيحية.
115
ومهما اختلفت الذاهب ف السلم فإنك ل تد مسجدا يص مذهبا معينا دون سائر
الساجد ،بل على العكس من ذلك ،فإذا نادى النادي للصلة تد كل مسلم يدخل أقرب
مسجد ليصلي فيه .ولكن المر متلف تاما ف الديانة النصرانية :فكل كنيسة تتبع مذهبا معينا
،ول يدخلها إل أتباع ذلك الذهب فحسب ،فالكاثوليكي ل يصلي ف كنيسة بروتستانتية ،
والبوتستانت ل يصلي هو الخر ف كنيسة كاثوليكية ،وهكذا.
116
ترى؟ لنن كنت أفكر وأتسائل( :هذه ذنوبنا يتحملها القس ،ولكن من يتحمل ذنوبه هو؟)
وهكذا ل أقتنع بالكاثوليكية فتركتها ،وبثت عن دين آخر.
ث يدثنا الخ رحة بورنومو عن الرحلة التالية من رحلته من الشك إل اليقي فيقول:
بعد ذلك تعرفت على طائفة نصرانية أخرى تسمى (شهود يهوه) وهي مذهب آخر من
مذاهب النصرانية ،لقيت رئيسهم ،وسألته عن تعاليم مذهبه ،وقلت له( :من تعبدون؟) ،
قال( :ال) ،قلت( :ومن هو السيح؟) فقال( :عيسى هو رسول ال) ،فصادف ذلك موافقة
لا كنت أومن به ،وأميل إليه ،ودخلت كنيستهم فلم أجد فيها صليبا واحدا ،فسألته عن
سر ذلك ،فقال( :الصليب علمة الكفر ،لذلك ل نعلقه ف كنائسنا)
وهكذا رضي الخ رحة بورنومو أن يعرف الزيد عن شهود يهوه ،وهو يصف هذه الفترة
من حياته فيقول :لقد أمضيت ثلثة أشهر كاملة أتلقى تعاليم ذلك الذهب ،وف نايتها كان
ل الوار التال مع رئيس الكنيسة ،وكان هولنديا .قلت له( :يا سيدي ،إذا توفيت على هذا
الذهب ،فإل أين مصيي؟) قال( :كالدخان الذي يزول ف الواء) ،فقلت متعجبا( :ولكن
لست سيجارة ،بل أنا إنسان ذو عقل وضمي).
ث سألته( :وأين أته بعد المات؟) ،فقال( :تُوضع ف ميدان واسع) ،قلت له( :وأين ذلك
اليدان؟) قال( :ل أعلم) ،قلت( :سيدي إذا كنت عبدا مطيعا ملتزما بذا الذهب ،فهل
أدخل النة؟) قال( :ل) ،قلت( :فإل أين إذن؟) قال( :الذين يدخلون النة عددهم 144
ألف شخص فقط ،أما أنت فسوف تسكن الرض مرة أخرى) ،وهنا قاطعته قائلً( :ولكن
يا سيدي قد وقعت الواقعة ،فالدنيا خربت) ،قال( :أنت ل تفهم حقيقة القيامة ،لو كان
لديك كرسي وفوقه حشرات مؤذية ،هل ترق الكرسي لتخلص من الشرات؟) قلت:
(ل) ،قال( :بل تقتل الشرات ويبقى الكرسي سليما ،وهكذا تبقى الرض سليمة بعد
تطهيها من الدنس والطايا ،وعندها ينتقل إليها الناس من ذلك اليدان ،فليس هناك ما
يسمى بالنار).
117
وهنا أعملت فكري جيدا ،ودرست المر وقلبته ،حت اتذت القرار الخي بترك النصرانية
بميع مذاهبها رسيا ،كان ذلك ف عام ، 1970وف أحد اليام بينما كنت أسي ف
ل ضخما فاقتربت منه فوجدت فيه عدة تاثيل طريقي بثا عن الق ،رأيت معبدا بوذيا جي ً
وصور وف السقف تثال لتني ،وعلى الدران مثل ذلك ،كما شاهدت أمام البوابة تثالي
على شكل أسد صامت ،وما أن دخلت من البوابة حت جاءن رجل فأوقفن ،وسأل( :إل
أين؟) قلت( :أريد أن أدخل) ،قال( :اخلع نعليك قبل أن تدخل ،هذا معبد لنا فاحترم مكان
عبادتنا) ،قلت ف نفسي( :حت البوذية تعرف النظافة ،أما ديانت السابقة فل نظافة فيها ،
أذكر أنن عندما كنت أدخل الكنيسة ل أكن أخلع نعليّ عند الدخول)
ث يقول( :لقد جربت الديانة البوذية فترة من الزمن ،ولكن سرعان ما تركتها لحساسي
بأنن ل أجد الق الذي أنشده ،ث اتصلت بالديانة الندوسية الت بدأت ونشأت ف الند ،
والت انتشرت تعاليمها حت وصلت إل بعض الزر الندونيسية ،فأخذت أتنقل بي تلك
الزر الت يوجد فيها نشاط لتباع هذا الدين ،ومكثت معهم فترة من الزمن تعلمت فيها
الكثي ،وقد نحت ف الرحلة الول إل درجة أنن أخذت أجرى الوارق كالعبور ف
النار ،والشي على السامي الادة ،وإدخال السامي ف أعضاء السم إل غي ذلك ،ولكن
أيضا ليس هذا هو ما كنت أبث عنه)
ث يضيف الخ رحة بورنومو :وذات يوم سألت رئيس العبد الندوسي( :ماذا تعبدون؟) ،
قال :نعبد (برها ،ويشنو ،وشيوا) ،برها :إله اللق ،ويشنو :إله الي ،وشيوا :إله الشر ،
ثلثة آلة تلت ف جسد إنسان واحد اسه كريشنا الذي يعتب النقذ للعال عند الندوس ،
قلت لنفسي( :إذن فل فرق ف أمر اللوهية بي الندوسية والنصرانية ،ولو اختلفت الساء
فهما يناديان ثلثة ف واحد).
قلت للكاهن الندوسي( :اشرح ل نشأة كريشنا) ،فقال :كان ف الند سنة ألفي قبل اليلد
ملك جبار ظال ل يرحم حت أبناءه ،فيقتل مولده الذكر خوفا من أن يتل عرشه غصبا ،
وف إحدى الليال الظلماء كان اللك جالسا أمام قصره ،وإذا بكوكب مضئ يطلع ف
السماء فوق رأسه ،وكان يسي بسرعة مذهلة ،ث توقف ف الفضاء وأرسل نوره الباهر على
118
حظية البقار ،فلما سأل اللك رجال العلم والدين ،راجعوا كتبهم القدسة ،فقالوا :إن
ذلك دليل على تلي اللة ف جسم إنسان اسه سري كريشنا ،فقلت ف نفسي :هذه القصة
بذافيها مع تغيي الشخاص موجودة ف الديانة السيحية ،وكنت أحدث با الناس وأنا قس
،والفرق أن القرية الشار إليها هي بيت لم ،والنسان عندنا هو السيح ،فل فرق إذن بي
القصتي ول بي العقيدتي ف قضية أساسية هي قضية اللوهية ،وقضية هوية النقذ للعال.
لقد واصلت حواري مع الكاهن الندوسي فقلت له( :يا سيدي إذا توفيت وأنا على دينكم ،
فإل أين مصيي؟) قال( :ل أعلم ،ولكن عليك أن تتنع عن قتل الشرات من أمثال النمل
والبعوض وغيها) ،وقال( :قد تكون هذه الشرات آباءك وأجدادك الوتى).
ث يقول( :وف النهاية قررت أن أترك كل تلك الديانات ،ول يكن أمامي إل السلم الذي
ل أكن أريد اعتناقه لا غُرس ف نفسي منذ طفولت من نفور وكراهية لذا الدين الذي ل أكن
أعرف عنه إل الشبهات ،كنت أريد البحث عن الق الجهول وهذا البحث يلزم الهد
والصب ،وذات يوم قلت لزوجت :اعتبارا من هذه الليلة ل أريد أن يزعجن أحد ،أريد أن
أصلي وأتضرع إل ال ،وهكذا أقفلت باب حجرت ورفعت يدي إل ال خاشعا متضرعا
قائلً( :يا رب :إذا كنت موجودا حقا فخذ بناصيت إل الدى والنور ،واهدن إل دينك
الق الذي ارتضيته للناس).
119
لقد تقدم الرجل البارك نوي ،فرأيته يلبس ثوبا أبيض وعمامة بيضاء ،له لية جعدة
الشعر ،ووجه باسم ل أر قط مثله من قبل جالً وإشراقا ،لقد خاطبن الرجل بصوت حبيب
قائلً( :ردد الشهادتي) ،وما كنت حينئذٍ أعلم شيئا اسه الشهادتي ،فقلت مستفسرا( :وما
الشهادتان؟) فقال( :قل :أشهد أن ل إله إل ال ,وأشهد أن ممدا رسول ال) فكررتما
وراءه ثلث مرات ،ث ذهب الرجل عن.
يقول الخ الندونيسي بعد ذلك :ولا استيقظت من نومي وجدت جسمي مبللً بالعرق ،
وسألت أول مسلم قابلته ( :ما هي الشهادتي ،وما قيمتهما ف السلم؟) ،فقال:
(الشهادتان ها الركن الول ف السلم ،ما أن ينطقهما الرجل حت يصبح مسلما) ،
فاستفسرت منه عن معناها فشرح ل العن ،وفكرت مليا ،وتساءلت من يكون الرجل
الذي رأيته ف منامي ،وكانت ملمه واضحة العال ل؟ فلما وصفتها لصديقي السلم هتف
على الفور قائلً( :لقد رأيت الرسول ممدا صلى ال عليه وسلم).
ث يتم الخ رحة بورنومو قصته بقوله :وبعد عشرين يوما من ذلك الادث وكانت ليلة عيد
الفطر سعت صيحات التكبي يرددها السلمون من الساجد القريبة من دارنا ،فاقشعر بدن
واهتز قلب ،ودمعت عيناي ل حزنا على شيء ،بل شكرا ل على هذه النعمة فالمد ل
الذي هدان أخيا إل ما كنت أبث عنه منذ سني ،لقد ت ذلك ف عام 1971م وقد
خَيّرتُ زوجت بي السلم والسيحية ،فاختارت السلم ،والدير بالذكر أنا كانت ف
طفولتها مسلمة ومن عائلة مسلمة تنصرت بسبب إغراءات البشرين ،وتبعا لهلها بأمور
دينها النيف ،كما تبعنا أبناؤنا فاعتنقوا السلم ،ومنذ الثان من شهر فباير عام 1972م
ونن مسلمون والمد ل.
نقلً من كتاب (علو المة) للشيخ ممد بن إساعيل ص ( )254-239بتصرف يسي
120
كان أحد الدعاة لللتزام بالنصرانية ،ل يهدأ و ل يسكن عن مهمته الت يستعي بكل
الوسائل من كتب و شرائط و غيها ف الدعوة إليها ،و تدرج ف الناصب الكنسية حت
أصبح "ُقمّصا" ..و لكن بعد أن تعمق ف دراسة النصرانية بدأت مشاعر الشك تراوده ف
العقيدة الت يدعو إليها ف الوقت الذي كان يشعر بارتياح عند ساعه للقرآن الكري ...و من
ث كانت رحلة إيانه الت يتحدث عنها قائلً :
" نشأت ف أسرة مسيحية مترابطة و التحقت بقداس الحد و عمري أربع سنوات ...و ف
سن الثامنة كنت أحد شامسة الكنيسة ،و تيزت على أقران بإلامي بالقبطية و قدرت على
القراءة من الكتاب القدس على النصارى .
ث تت إجراءات إعدادي لللتحاق بالكلية الكلييكية لصبح بعدها كاهنا ث قُمّصا ،و
لكنن عندما بلغت سن الشباب بدأت أرى ما يدث من مهازل بي الشباب و الشابات
داخل الكنيسة و بعلم القساوسة ،و بدأت أشعر بسخط داخلي على الكنيسة ،و تلفت
حول فوجدت النساء يدخلن الكنيسة متبجات و ياورن الرجال ،و الميع يصلي بل
طهارة و يرددون ما يقوله القس بدون أن يفهموا شيئا على الطلق ،و إنا هو مرد تعود
على ساع هذا الكلم .
و عندما بدأت أقرأ أكثر ف النصرانية وجدت أن ما يسمى "القداس اللي" الذي يتردد ف
الصلوات ليس به دليل من الكتاب القدس ،و اللفات كثية بي الطوائف الختلفة بل و
داخل كل طائفة على حدة ،و ذلك حول تفسي "الثالوث" ...و كنت أيضا أشعر بنفور
شديد من مسألة تناول النبيذ و قطعة القربان من يد القسيس و الت ترمز إل دم السيح و
جسده !!! "
و يستمر القُمّص عزت إسحاق معوض ـ الذي تبأ من صفته و اسه ليتحول إل الداعية
السلم ممد أحد الرفاعي ـ يستمر ف حديثه قائلً :
121
" بينما كان الشك يراودن ف النصرانية كان يذبن شكل السلمي ف الصلة و الشوع و
السكينة الت تيط بالكان برغم أنن كنت ل أفهم ما يرددون ...و كنت عندما يُقرأ القرآن
كان يلفت انتباهي لسماعه و أحس بشئ غريب داخلي برغم أنن نشأت على كراهية
السلمي ...و كنت معجبا بصيام شهر رمضان و أجده أفضل من صيام الزيت الذي ل يرد
ذكره ف الكتاب القدس ،و بالفعل صمت أياما من شهر رمضان قبل إسلمي " .
"بدأت أشعر بأن النصرانية دين غي كامل و مشوه ،غي أنن ظللت متأرجحا بي النصرانية و
السلم ثلث سنوات انقطعت خللا عن الكنيسة تاما ،و بدأت أقرأ كثيا و أقارن بي
الديان ،و كانت ل حوارات مع إخوة مسلمي كان لا الدور الكبي ف إحداث حركة
فكرية لديّ ...و كنت أرى أن السلم غي التبحر ف دينه يمل من العلم و الثقة بصدق دينه
ما يفوق مل لدى أي نصران ،حيث إن زاد السلم من القرآن و السنة النبوية ف متناول
الميع رجالً و نساءً و أطفالً ،ف حي أن هناك أحد السفار بالكتاب القدس منوع أن
يقرأها النصران قبل بلوغ سن الامسة و الثلثي ،و يفضل أن يكون متزوجا !! "
122
السلم صفر اليدين ،و لكن ال عوضن عن ذلك بأخوة السلم ،و بعمل يدر عليّ دخلً
طيبا " .
اسه عيسى عبد ال بياجو ،عمره أربعون سنة ،بلده الفلبي ،متزوج وله ابن ,كان قسا
كاثوليكيا ث اهتدى إل النور ،وشرح ال صدره للسلم ،كان ذلك من أربع عشرة سنة ،
وهو الن قد جاء للعمل بالدوحة ..فسعينا إل اللتقاء به .
سألناه عن حياته قبل السلم فقال :اسي الصلى هو كريسانتو بياجو ،درست ف العهد
اللهوت ،وحصلت على درجة الليسانس ف اللهوت وعملت كقس كاثوليكي سعت عن
السلمي كمجموعة من الناس ،ول تكن عندي فكرة عما يدينون به .وف ذلك الي كنت
ل أطيق حت مرد ساع اسهم نظرا للدعاية العالية الت توجه ضدهم .وحت السلمون
النتمون إل جبهة ترير مورو ف الفلبي كان يُعطى الياء بأنم قراصنة وهجيون ،يسهل
عليهم العدوان وسفك الدماء ،هذا الشعور يشاركن فيه معظم نصارى الفلبي الذين يثلون
%90من السكان .جاء يوم حضرت فيه ماضرة ألقاها منصّر أمريكي اسه بيتر جوينج
عن السلم ،فأخذتن الرغبة ف التعرف على هذا الدين ،وانطلقت لقرأ بعض الرسائل عن
أركان اليان ،وأركان السلم ،وعن قصص النبياء ،فدهشت من أن السلم يؤمن
123
بالنبياء الذين من أههم السيح عليه السلم .كانت مشكلت نقص الكتب الت تتكلم عن
السلم وعن القرآن ولكن ل أيأس ،لنن كنت أستحضر من كلم البشر المريكي قوله :
إن التوراة فيها أخطاء ،ما أدخل الشك ف نفسي ،فبدأت أكوّن فكرت عن الدين الق الذي
أومن به .ول أجد الجابات عن السئلة الت جالت آنئذٍ ف صدري حول النيل وكلما
حللت مشكلة أو أجبت عن سؤال ،ظهرت مشاكل كثية وأسئلة أكثر .لأت إل تفريغ
ذهن من كل فكرة مسبقة ،ودعوت ال أن يهدين إل الق وكان من الفارقات العجيبة أنن
كقسيس كنت أعلّم الناس ما ل أعتقده ،فمثلً ل أكن على الطلق مقتنعا بفكرة الطيئة
الصلية ،والصّلب ،إذ كيف يمّل ال إنسانا ذنوب الخرين ؟ هذا ظلم ،ولاذا ل يغفرها
ال ابتداءً ؟ وكيف يفعل الب هذا بابنه ؟ أليس هذا إيذاءً للبناء بغي حق ؟ وما الفرق بي
هذا وبي ما يفعله الناس من إساءة معاملة الطفال ؟ .بدأت أبث عن الوحي القيقي
فتأملت نص التوراة فلم أجد إل كلما مليئا بالخطاء والتناقضات ل ندري من كتبه ول من
جعه ،فأصل التوراة مفقود ،وهناك أكثر من توراة .اهتزت عقيدت تاما .ولكن كنت
أمارس عملي ،لئل أفقد مصدر دخلي وكل امتيازات .ومرت سنتان وأنا على هذا الال
حت جاء يوم لقيت فيه جاعة من السلمي يوزعون كتيبات عن السلم ،فأخذت منهم
واحدا قرأته بشغف ،ث سعيت إل مناقشة تلك الماعة الت كانت توزع تلك الكتيبات فقد
كنت أحب الدال والناظرة ،وهذا ليس غريبا ،ففي الفلبي جاعات نصرانية متصارعة
يقارب عددها 20ألف جاعة وكثيا ما كنت أمارس الدال والناظرة مع بعض تلك
الماعات .فلما جلست مع ذلك الفريق السلم ف إحدى الدائق فوجئت بأن الذي ياورن
كان قسيسا كبيا دخل السلم .أخذت أنصت لكلمه :عن النظام السياسي ف السلم ،
فأعجبن لنن كنت أحب الساواة الت ل أجدها ف النظم البشرية ولكن حينئذٍ وجدتا ف
دين مبن على كلم ال ووحيه إل خلقه .سألت التحدث عن سبب اعتناقه للسلم ،ث عن
الفرق بي القرآن والنيل فأعطان كتابا لرجل اسه أحد ديدات .قرأت الكتاب فوجدت
فيه الجابة عن كل تساؤلت حول النيل واقتنعت تاما .ث أخذت أقابل ذلك الرجل كل
يوم جعة بعد الظهر لسأله عن كل شيء ،وكان من فضول أن سألته عن ممد صلى ال
124
عليه وسلم ،وهل هو من نسل إساعيل ؟ فقال إن ف التوراة الوجودة حاليا ذكر ممد صلى
ال عليه وسلم ،وأعطان مقاطع كثية من التوراة ف هذا الصدد .أخذت أبث لقتنع ،
وكان من دواعي اطمئنان أن إيان بعيسى عليه السلم يعلن أقبل اليان بحمد صلى ال
عليه وسلم ،واستمر بثي شهرين ،شعرت بعدها ببعض التردد ،لوف على مستقبلي لنن
أعلم يقينا أنن لو أسلمت فسأخسر كل شيء :الال ،ودرجت العلمية ،والكنيسة ،
وسأخسر والديّ وإخوت ،كان الشيء الذي هزن هو عجزي عن تدريس الناس العقيدة
النصرانية إذ أصبحت باردا جدا وغي مقتنع با أقول .تركت قراءة التوراة حت لحظ
والداي ذلك .ث لقيت صديقي السلم ،وسألته عن الصلة ،فقال ل :الشهادة أولً ،
فرفعت أصبعي بتلقائية وقلت خلفه :أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ول أكن
أعرف معن هذا القول حت شرحه هو ل بعد ذلك .وقلت :وأشهد أن عيسى رسول ال .
كان ف الجلس مسلمون كثيون من جنسيات متلفة فقام الميع وعانقون وهنأون ،فقلت
ف نفسي :كل هؤلء مسلمون رغم اختلف جنسياتم وألوانم ،لقد جعهم السلم بل
تييز ،فلماذا التمييز ف النصرانية حت تد جاعات نصرانية للبيض وجاعات نصرانية للسود؟
فرجعت إل بيت ونطقت بالشهادة باللغة النليزية بين وبي ال تعال فليس يهمن الناس .
بقيت على إسلمي من غي أن يعلم أحد من معارف ،وكنت أدخل الكنيسة لدة ستة
أسابيع ،لنزع بعد ذلك فتيل القنبلة وأعلن إسلمي ،فغضب والداي أشد الغضب .وجاء
الكاهن الكب إل النـزل ليناقشن فعرضت عليه ما عندي من تناقضات النيل ،فكلمن
عن بعض الشبهات الت تثار حول السلم فقلت له :أقنعن اولً أن ممدا ليس رسولً من
عند ال ،فوعدن ولكن ل يرجع ،وسعت بعد ذلك أن الكنيسة كلها تصلي من أجلي
لرجع إل عقلي ،وكأنن صرت منونا .بدأت بعد ذلك أثبّت قدمي ف السلم -دراسة
وتعلما -وكنت ألقي بعد ذلك برامج إسلمية ف التلفزيون والذاعة الحلية الت تولا
الهات السلمية ،ث تزوجت امرأة مسلمة رزقن ال منها عبد الصمد ابن الوحيد (
11سنة ) .واعتنق السلم بعد ذلك أب وأمي وأخت وزوجها وابن أخي وبنت أخت .
وأحد ال على أن كنت سبب هدايتهم إل الصراط الستقيم .بعد هذه القصة الثية لسلم
125
عيسى بياجو سألناه عن حال الدعوة ف الفلبي فقال :يدخل ف السلم كل شهر أكثر من
أربعمائة من نصارى الفلبي حسب السجلت الرسية ،أما العدد القيقي فالرجح أنه أكثر
من ذلك .ومعظم أهل الفلبي مسيحيون بالسم فقط وليدون من يدعوهم إل السلم .
ومنهم من يقتنع بالسلم ،ولكن يعوقه عن اعتناقه عامل الوف من الستقبل لنه سيفقد
السرة وسيفقد العمل ،فالناس هناك ل تقبل توظيف من ترك النصرانية .سألناه عن خي
وسيلة للدعوة إل السلم ،فقال :إنا العاملة الطيبة بلق السلم ،فكثي من أسلموا كان
دافعهم إل القتراب من عقيدة التوحيد معاملة السلمي السنة لم ،كأن يكون صاحب
العمل مسلما حسن العاملة ،أو زميلً لسلم حسن الصحبة ودمث الخلق .وكثي من
أسلموا ف الفلبي ل يسلموا إل بعد أن عادوا إل بلدهم بعد العمل ف بلد إسلمي ،إذ
أحسوا بالفرق عندما فقدوا الناخ السلمي ،فتبخرت كل أوهامهم وشكوكهم حول
السلم فأعلنوا إسلمهم بعيدا عن كل ضغط أو تأثي ،ولذا أوصى بالدعوة السنة ،وبعدم
استعجال النتيجة ،فالبذرة ل تنمو ما بي يوم وليلة .وقال الخ عيسى :إن بعض من
أسلموا كان سبب إسلمهم تأثرهم برؤية منظر السلمي وهم يصلّون ،لنه منظر عجيب
حقا .سألناه :ماذا عن دعوة السيحي الثقف ثقافة دينية ؟ هل يكفي معه هذا وحده ؟ فقال
مثل هذا نأخذ بيده ،وندعوه إل مقارنة أسفار الكتاب القدس ،ودراسة مقارنة الديان ،
فتلك الوسائل أفضل لقناعه .ث كان السؤال الخي عن العقبات الت تول دون دخول
الناس ف السلم فقال :أول ما يصد الناس هو الفكرة الاطئة الت تعشش ف أذهانم عن
السلم ث هناك سلوكيات كثي من السلمي ،الذين -بأقوالم وأفعالم -يعطون صورة
سيئة عن السلم ،ث فتوى بعض السلمي من غي علم .وتأت أخيا الشبهات الت تثار
حول السلم من كونه يدعو إل الرهاب ويسيء معاملة الرأة ،فيدعو الرجل إل طلقها ،
وإل الزواج بغيها ،وأنه يرمها من حقوقها ويقهرها ول يعطيها حريتها .ول شك أن هذه
الشبهات كلها منحازة وخاطئة ،ولكن -للسف -تؤلف فيها كتب ،وتروّج بي غي
السلمي لتصدهم عن السلم وهنا يأت دورنا نن الدعاة السلمي لتقدي الصورة الشرقة
القيقية ،ونفض الغبار وهدم السور العال الذي أقامه العلم الدام ،ليحول بي الناس وبي
126
التعرف الر على دين ال رب العالي .
ف السادس من أيلول (سبتمب) 1988م ،توفّي بالدار البيضاء ف الغرب الب "عبد الجيد
جان ماري دوشان" ف الثماني من عمره .وقد دُفن بقبة الدينة الغربيّة تلبة لرغبته أن يُدفن
ف أرض اسلميّة .وكانت هذه الرغبة هي سبب مغادرته مدينة لومانس بغرب فرنسا ،للقامة
ف الغرب سنة 1987م.
قرّر القسيس السيحي السابق هذا النتقال ،بعد اعتناقه الدّين السلميّ ف السنوات الخية،
ولقصّة اسلمه أهيّة بالغة تعل هذا السلم الفرنسيّ يُقارن بالدكتور "غروني" الذي دخل
البلان الفرنسيّ بلباس عرب ،بعد اعلنه التمسّك بالدّين السلميّ سنة 1894م بدينة
البلدية بالزائر .كما أنّ السباب الت جعلت الب "دوشان" يفضّل السلم تذكّر بالوقف
الذي شرحه "عبد ال الترجان" ذلك القسيس السبان الذي غادر كليّة اللهوت ببولونيا ف
ايطاليا ف أواخر القرن الرابع عشر للميلد ال تونس ،حيث أعلن اسلمه أمام السلطان أبو
العبّاس الفصيّ.
وتأثّرت الالية السلميّة ف غرب فرنسا بوفاة هذا الرجل الذي خصّص جزءا كبيا من ماله
ووقته من أجل مساعدة العمّال السلمي من أفريقيا الشمالية وأفريقيا السوداء ومن تركيا ،منذ
ربع قرن .فكان يطرق بابه كلّ من واجه صعوبات ف ميادين الشغل والسّكن وتربية
الطفال ..وتكّن الب دوشان من تفيف الشاق الت يعانيها العمّال الغتربون..
وقبل هذا النعطف من حياته ،كان قد اعتن بعرفة السلم عندما أراد أن يصي مبشّرا ف
الغرب أو ف أفريقيا ،وهو مُعجب ف بداية شبابه بالب دوفوكو الذي كوّن مموعة دينية
لتختصّ بتنصي السلمي ،ول يستطع تنفيذ هذا الشروع نظرا لالته الصحيّة ،وعوض السفر
خارج فرنسا دخل دوشان معهد اعداد القسيسي ،حيث ترّج عام 1932م ،وهو ف
127
الرابعة والعشرين من عمره ،وعُي على رأس كنائس عديدة ف الدن والقرى الجاورة لدينته
لومانس ،والت كان يقطن أحد أحيائها الشعبيّة.
كان حلم دوشان وثقافته ،زيادة على ذوقه كرسّام يرسم لوحات زيتيّة تت امضاء "دوتو"،
وهو اسم مُستعار ،يعلنه مطلوبا من طرف أغنياء وأشراف القاطعة الذين كانوا ينتظرون من
القسيس ثقافة عليا زيادة على معرفته بعلم اللهوت وتاريخ الكنيسة ..إلّ أنّه كان ل يتمل
جوانب من النفسيّة السائدة داخل الكنيسة لنّها تتناقض ف نظره والصّراحة الناتة عن اليان
القيقي .وسبق له أن حرّر كتابا يتهكّم فيه على تصرّف بعض السؤولي ف الكنيسة ،إلّ أنّه
ل يرد نشر هذا الكتاب القيّم الذي كان يقرأ صفحات منه للقسيسي الذين كانوا يدعوهم
ال مائدته من أجل تسليتهم .ف هذه الفترة كان الب دوشان قسيسا مثاليّا متمسّكا بقيم
النيل أكثر مّا كان متفقا مع الكنيسة ول يتحمّل ما يقترب من النفاق ،ومع هذا كان
منضبطا يتثل للوامر التية من القمّة.
ف سنة 1947م عثر الب دوشان على ترجة لسورة الفاتة وانكبّ على قراءتا وصار
يقرأ هذه الترجة وسط الدعية السيحيّة ،ال أن زار مسجد باريس سنة 1957م بناسبة
معرض فنّي .فاشترى هناك ترجة كاملة للقرآن للستاذ مونت .وتعوّد منذ تلك الفترة على
قراءة القرآن عدّة مرّات ف كلّ سنة.
وبعد انتهاء حرب الزائر تعرّف على بعض الزائريي الذين هاجروا مع اليش الفرنسيّ،
وبعد انتهاء تعاقدهم خرجوا من الثكنات الواقعة قرب مدينة لمانس ،واتّصلوا به كي
يساعدهم ف بثهم على العمل .وهكذا تّ التصال بي الب دوشان والالية السلمية بدينة
لمانس وضواحيها ..ومّا لحظه التأثي الدينّ على سلوكهم وثقافتهم ،وكان يسن الوار
معهم ،رغم جهلهم للّغة الفرنسية وعدم معرفته اللغة العربيّة ال أن فكّر يوما بفتح مسجد كي
يتجمّع فيه العمّال الذين كانوا يصلّون ف بيته .وجّه الطلب الوّل ال ادارة الكنيسة كي تقبل
بيع قطعة من الرض لمعيّة مسلمي السارت الت أسّسها عدد من الهاجرين ذوي القدميّة
بفرنسا بوحي من القسيس الذي حرّر النصوص الساسيّة ،وقام ببقيّة الجراءات الداريّة سنة
1970م .ل تقبل الكنيسة تنفيذ هذا الشروع نظرا للفكار السبقة عن السلم السائدة
128
آنذاك ف الوساط السيحيّة ،إل أنّ الاح الب دوشان جعل السقف شوفالييه يوافق على
ي ال مدينة تور.
بيع القطعة من الرض الواقعة بي "فلونسار" على الطريق الؤد ّ
وهكذا شرع ف بناء السجد بفضل تطوّع عدد من العمّال السلمي (الذين يشتغلون ف قطاع
البناء) وتويل من طرف مسني آخرين .وكان الب دوشان هو أسخى هؤلء الحسني،
حيث كان يدفع ثن التكاليف الت ل يتمكّن من دفعها العمّال ،وهكذا فُتح واحد من أكب
الساجد خارج باريس ف أوائل السبعينات ،واستمرّ الب دوشان ف اعتنائه بالالية السلميّة
ال أن صار يتردّد على القاهي ليلتقي بالعمّال السلمي النسيي من حكوماتم والتروكي من
طرف الفرنسيي واليئات السمّاة بالوطنيّة .وعندما كان ياول أن ينهاهم عن شرب المر
ردّ عليه مرّة أحدهم قائلً له" :لاذا تشرب المر وأنتَ رجل دين؟" فقرّر القسيس منذ هذا
الوقت الكفّ عن شرب المر ،كي تصبح نصائحه مسموعة لدى الذين يسعى من أجل
انقاذهم.
ث صار يرافق الذين هجروا القاهي ليجعوا ال السجد ليصلّي معهم يوم المعة ،وف شهر
رمضان ،بدأ يصوم مع السلمي ،ف حي كان يتابع نشاطه كقسيس مسيحيّ يقوم بالصّلوات
والوعظ ف كنائس لومانس وضواحيها .وكان السيحيّون التقليديّون يتذوّقون خطبه الدينيّة.
بعد أن شرع ف تعميق معرفته للسلم صار يقرأ كلّ ما نُشر عن هذا الدين .وراجع دروسه
الدينية ،وفتح من جديد الكتب الت كانت مسطّرة ف برنامج معهد إعداد القسيسي الذي
ترّج منه سنة 1932م .ال أن أصبح خبيا ف القارنة بي الديانتي السيحيّة والسلم.
وصار يُدخِل كثيا من الفكار السلميّة ف خطبه الدينيّة الوجّهة للمسيحيي .واجتاز مراحل
شتّى أدّت به ال رفض عدد من العتقدات السيحيّة مثل فكرة الوهيّة عيسى (عليه السلم)
وفكرة التثليث .وبعد صدور كتاب نشره الكاردينال دانيالو ،ف أواخر الستينات ،يتساءل فيه
الؤلّف حول الظروف الت كُتبت فيها الناجيل وتأثي القدّيس بول (الذي ل يعرف السيّد
السيح) على مرّري الناجيل ،صار الب دوشان يقارن هذا باحتفاظ السلمي بالنصّ
الصليّ.
129
وتعّن كثيا ف اليات الوجّهة لهل الكتاب وللمسيحيي مثل( :يا أهل الكتاب ل تغلوا ف
دينكم) و (لتجدنّ أقرب النّاس مودّة للّذين آمنوا الذين قالوا انّا نصارى)( ..ذلك أ ّن فيهم
قسّيسي ورهبانا ..وأنّهم ل يستكبون).
وتعجّب كثيا عندما قال له الستاذ حيد ال ،بعد توديعه اثر زيارة السجد الديد" :سنلتقي
إن شاء ال يوم القيامة" فسأل القسيس" :أيستطيع رجل دين مسيحيّ أن يكون مع السلمي
يوم القيامة؟" ..ث أكّد له حيد ال" :نعم ،انّ ال يازي كل من سعى من أجل أن يُعبد ف
هذه الرض" .فقارن القسيس ذلك ببدأ السيحيي بأن "ل ناة خارج الكنيسة" .وأعاد قراءة
اليات الت تضمن النّة لكلّ (مَن آمَنَ وعمِلَ صالا).
وف سنة 1976م ،قام الب دوشان بزيارة ال الند وباكستان استغرقت أربعي يوما،
واحتفظ بانطباعات ايابيّة ..وربّما قرّر القسيس اعتناقه السلم ،ف هذه السنة ،إلّ أنّه صار
يفي ذلك ،كي ل يزعج ابنة خالته الت كفلها والت كانت تُبدي تسّكا شديدا بالسيحية
التقليديّة .وبعد وفاتا سنة 1982م ،غيّر دوشان مناخ بيته ،حيث وضع اسم ال ف
الماكن الت كان فيها صليب أو صنم .وكان قد اختار لنفسه اسم "عبد الجيد" لنه اسم
الشاب التونسيّ الذي ساعده على معرفة السلم ،فيما بقي حريصا على الصلوات المس
وصوم رمضان ،وتابع خطبه أمام الصلّي السيحيي الذين ل يلحظ إلّ القليل منهم أنّ
قسيسهم الفضّل صار ياطبهم حول عظمة ال أكثر مّا يركّز على شخصيّة السيّد السيح
(ع).
وف سنة 1983م توجّه ال مسجد باريس ليعلن عن اسلمه رسيّا للتحصيل على شهادة
العتناق .لنّه قرّر أن يذهب ليقيم ف بلد اسلميّ حتّى يُدفن ف أرض السلم ..وكان
لعلن اسلمه رسيّا ردود فعل ف الوساط السيحيّة الحليّة شجّعته على مغادرة مسقط
رأسه ،إلّ أنّ السقف جلسون حرص على استمرار الصّلة معه ،رغم عدم ادراكه لثل هذه
البادرة الت تزداد غرابة ف نظره ،لنّها أتت من أحسن القسيسي ف العلم والتقوى.
وف أغسطس (آب) غادر عبد الجيد دوشان مدينته لومانس متوجّها ال الدار البيضاء ف
الغرب ،حيث فوجىء بالفرق الوجود بي فكرته عن السلم وأوضاع السلمي الراهنة..
130
الصدر " :السلم والغرب ،الوجه الخر" تأليف حسن السعيد
بي الشك واليقي مسافات ،وبي الشر والي خطوات ،اجتازتا "ميي واتسون" معلمة
اللهوت سابقا بإحدى جامعات الفلبي ،والنصّرة والقسيسة الت تولت بفضل ال إل داعية
إسلمية تنطلق بدعوتا من بريدة بالملكة العربية السعودية بركز توعية الاليات بالقصيم،
لتروي لنا كيف وصلت إل شاطئ السلم وتسمت باسم خدية.
عندما كنت أعمل بالركز السلمي بالفلبي كنت أحضر للبيت بعض الكتيبات والجلت
وأتركها بالنل على الطاولة "متعمدة" عسى أن يهدي ال ابن "كريستوفر" إل السلم ،إذ
إنه الوحيد الذي يعيش معي ،وبالفعل بدأ هو وصديقه يقرآنا ويتركانا كما هي تاما،
كذلك كان لديّ "منبه أذان" فأخذ يستمع إليه مرارا وتكرارا وأنا بالارج ث أخبن بعد
ذلك برغبته ف السلم ،ففرحت جدا وشجعته ث جاء إخوة عدة من الركز السلمي
لناقشته ف السلم وعلى أثرها أعلن الشهادة وهو ابن الوحيد الذي اعتنق السلم ف الوقت
الال ،وسى نفسه عمر ،وأدعو ال أن ينّ على باقي أولدي بنعمة السلم.
132
الوض ف أجواء جديدة له متاعب ،فما الصعوبات الت واجهتها؟
كنت أعيش بي أمريكا والفلبي كما أن بنات جيعهن متزوجات هناك وعندما أسلمت كان
رد ثلث من بنات عنيفا إزاء اعتناقي السلم والباقيات اعتبنه حرية شخصية ،كما أن بيت
وتليفون روقبا ،فقررت الستقرار ف الفلبي ،لكن تنكر ل أهل زوجي لن من قبل كنت
مرتبطة بم لكون أب وأمي ميتي ،لذلك بكيت ثلثة أيام ،وعندما كنت أظهر ف الشارع بذا
الزي كان الطفال ينادون عل ّي بالشيخة أو اليمة ،فكنت أعتب هذا بثابة دعوة إل السلم،
كما تنبن كل من يعرفن تاما.
ما رأيك فيما يُقال عن خطة عمرها ربع القرن القبل لتنصي السلمي؟
بعد قراءت عن السلم وف السلم علمت لاذا السلم مضطهد من جيع الديانات لنه أكثر
الديانات انتشارا على مستوى العال ،وأن السلمي أقوى ناس لنم ل يبدلون دينهم ول
يرضون غيه بديلً ،ذلك أن دين السلم هو دين الق وأي دين آخر لن يعطيهم ما يعطيه
لم السلم.
133
نتاج إل إظهار صحته وقوته وحسنه ،وسط البيئات الت يدث فيها تعتيم أو تشويش
إعلمي .كما نتاج إل مسلمي أقوياء اليان ،إيانم ل يفتر ،يقومون بالدعوة إل ال.
السلم قبل توبت ،فأسأل ال أن يغفر ل ،فلقد كنت متعصبة جدا للنصرانية.
ارتت كثيا لكلمها فاستطردت أسألا عن ال عز وجل ،وعن النب ممد صلى ال عليه
وسلم وعندما عرضت عليّ أن أذهب إل الركز السلمي ترددت فشجعتن فدعوت "الرب"
وابتهلت إليه حت يهدين ،وذهبت فاندهشوا جدا من معلومات الغزيرة عن النصرانية
ومعتقدات الاطئة عن السلم .،وصححوا ذلك ل ،وأعطون كتيبات أخذت أقرأ فيها كل
يوم وأتدث إليهم ثلث ساعات يوميا لدة أسبوع ،كنت قد قرأت بنهايته 12كتابا،
وكانت تلك الرة الول الت أقرأ فيها كتبا لؤلفي مسلمي والنتيجة أنن اكتشفت أن الكتب
الت قد كنت قرأتا من قبل لؤلفي نصارى متلئة بسوء الفهم والغالطات عن السلم
134
والسلمي ،لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكري ،وهذه الكلمات الت
تُقال ف الصلة.
وف ناية السبوع عرفت أنه دين الق ،وأن ال وحده ل شريك له ،وأنه هو الذي يغفر
الذنوب والطايا ،وينقذنا من عذاب الخرة ،لكن ل يكن السلم قد استقر ف قلب بعد،
لن الشيطان دائما يشعل فتيل الوف والقلق ف النفـــس ،فكثف ل مركز التوعية
السلمي الحاضرات ،وابتهلت إل ال أن يهدين ،وف خلل الشهر الثان شعرت ف ليلة ـ
وأنا مستلقية على فراشـــي وكاد النوم يقارب جفون ـ بشيء غريب استقر ف قلب،
فاعتدلت من فوري وقلت يا رب أنا مؤمنة لك وحدك ،ونطقت بالشهادة وشعرت بعدها
باطمئنان وراحة تعم كل بدن والمد ل على السلم ،ول أندم أبدا على هذا اليوم الذي
يعتب يوم ميلدي.
كان "ألدو دمريس" أحد القساوسة الذين بلغ حاسهم للنصرانية منتهاه و من الدعاة الخلصي
لا ف بلده سييلنكا ،فقد كانت مهمته تلقي النشء الصغي عقيدة التثليث و أن يزرعها ف
نفوسهم و يعمقها ف وجدانم و عقلهم ليشبوا نصارى ل يعرفون غي النصرانية دينا ،و
ساعده على اتقان عمله كونه أحد التخصصي ف علم مقارنة الديان إل جانب مؤهله
135
الامعي ف القتصاد و التجارة الذي هيأ له فرصة العمل بالملكة العربية السعودية الت منها
بدأت قصة إيانه بالسلم .
لقد كان "ألدو دمريس" يظن أن السلمي قوم وثنيون يعبدون القمر ،و هذا الظن كان نتيجة
فهم خاطئ بسبب تري السلمي ظهور القمر كل أول شهر قمري ،إذ ل يكن يدري أن
هذا يعود إل ضرورة معرفة بدايات الشهور كي يتسن لم أداء فريضة الصوم و الج ف
موعدها ...و كان بفهمه القاصر ـ آن ذاك ـ يعتقد أن قيام السلمي بثل هذا هو ضرب
من ضروب عبادة القمر كما يفعل الوثنيون ،و قد أسهم ف ترسيخ هذه الفكرة الاطئة لديه
نشأته ف أسرة نصرانية متعصبة ،و لذلك كان أمر إسلمه بعيدا عن ميلة من يعرفونه ،فضلً
عن ميلته هو نفسه .
و عندما جاء "ألدو" إل الملكة العربية السعودية استوقفه و أثار انتباهه إغلق الحال التجارية
و انصراف جوع السلمي إل السجد حي يؤذن النادي للصلة ،لقد شده هذا الشهد با
يسده من معانٍ عميقة ف نفوس السلمي و اعتزازهم بدينهم ..كما أثار انتباهه العاملة
الطيبة الت قوبل با ،فضلً عن معرفته ـ أخيا ـ أن السلم يدعو إل قيم و مبادئ لو
طبقت لساد العال الب و العدل ،و من ث بدأت نفسه تيل إل معرفة سر هذا الدين .
و حي قوي هذا الحساس ف داخله بدأ ل يكتفي بالسؤال ،و إنا أخذ يبحث عن نسخة
مترجة لعان القرآن الكري كي يكتشف بنفسه نواحي بلغته و إعجازه ..و ل يلبث أن
تقق له ما أراد حي وجدها لدى أحد أصدقائه السلمي فاستعارها منه فرحا ،و ظل عاكفا
عليها يدرسها حت حان أذان الفجر و سع الؤذن ينادي للصلة ،فدمعت عيناه ،و ل يلك
إل أن يهرع ليغتسل و يصلي كما رأى السلمي بفعلون .
136
كان لبد أن يتوج "ألدو" إيانه بإثباته رسيا كي يتمكن من زيارة الكعبة الشريفة و السجد
النبوي الشريف ،و من ث توجه إل أحد أصدقائه السلمي ليشده إل طريق إشهار إسلمه
الذي تقق بضور القاضي الشرعي معلنا مولده من جديد باسم "ممد شريف" .
و ل يكتفِ "ممد شريف" بإسلمه ،فقد شعر بأن عليه واجبا مطلوب منه أن يؤديه و هو
السهام ف هداية غيه ،و ل سيما هؤلء الذين كان هو أحد أسباب تعمق النصرانية ف
نفوسهم من أهله و تلميذه .
و استطاع بثابرته و أسلوب حواره الادئ البن على القائق أن يقنع أهله و الكثي من أقاربه
بأن السلم دين الق ،فآمنوا به با فيهم صديق قس صار ـ بعد إسلمه ـ من أخلص
الؤمني لدين ال ،كما نح ف هداية تلميذه السابقي ،فأسلم معظمهم .
و من الدير بالشارة أن دراسة "ممد شريف" للنصرانية ـ كما يقول هو ـ كانت خي
معي له ف إقناع أولئك الذين هداهم ال ،إذ أوضح لم بعد أن منّ ال عليه بالداية مدى
التضارب الاصل ف الناجيل حول طبيعة عيسى عليه السلم ف الوقت الذي يتخذ القرآن
الكري موقفا مددا واضحا حول طبيعة ذلك النب ممد صلى ال عليه و سلم ،موقف يقبله
العقل و يتفق مع النطق .
هذا ،و يعد "ممد شريف" نوذجا للداعية السلم ،حيث استفاد من معرفته لثمان لغات ف
الدعوة ل بي الناطقي بتلك اللغات ،و له ـ كداعية ـ آراء و أساليب للدعوة إل دين ال
ينبغي اللتفات إليها لنا تصدر عن تربة عملية ،من ذلك :
يرى أن الدعوة السلمية ل تزال تفتقر إل أمور كثية ،منها على سبيل الثال قلة الرسائل و
الطبوعات الت تدعو الناس إل دين ال ،ف حي كانت تتوفر لديه أثناء عمله ف التنصي .
137
كما يرى أن الدعاة السلمي مطالبون بالتغلغل ف الوساط الشعبية ف متلف البلدان ليشرحوا
للناس حقيقة السلم و مزاياه الفريدة ،و ل سيما أن التصورات لدى العام ف البلدان غي
السلمية بفعل تأثي دعاة النصرانية ف غي صال السلم ،و من ث فمن غي النطقي أن ندعو
الناس إل الدخول ف دين معلوماتم عنه مشوهة .
لذا يطالب "ممد شريف" بضرورة اتباع طرق تكتيكية ف الدعوة السلمية تبدأ بشرح
جوهر السلم و كيف أن الدين عند ال السلم ،و تبيان حقيقة كون عيسى عليه السلم
نبيا مرسلً بالق ،و توضيح مقدار إجلل السلمي له باعتباره نبيا ،و لمه العذراء الت
يضعها السلم ف مقدمة نساء النة .
و يشي كذلك إل جزئية هامة ،و هي تقع على عاتق أثرياء السلمي ،فيى أن الواجب
يتم عليهم أن يبادروا إل طبع ترجات لعان القرآن الكري و الكتب الت تتناول جوهر
العقيدة السلمية و غيها من الكتب الت تصلح للدعوة إل متلف اللغات ،ذلك أن كثيين
من أبناء اللل الخرى يتوقون إل التعرف على حقيقة السلم و تعاليمه ،غي أن حاجز اللغة
يقف حجر عثرة أمام تقيق مطلبهم .
و هكذا ند أنفسنا أمام شخصية قد أخلصت ف اعتناقها للسلم ،إل حد غيتا على
الدعوة إليه بتبصرة الدعاة السلمي إل أساليبها و متطلباتا ليكون لا أثر فعال .
138
كرست راجا العال النصران الذي اعتنق السلم :قرأت القرآن بقصد النتقاد ولكن ال
هدان إل السلم.
عال نصران ف ولية "تلنادو" من أقصى جنوب الند تعمق ف دراسة كتب اليهود والنصارى
السماة بالكتب القدسة .وكان يعتقد أن القرآن مسروق من العهد القدي والديد ،فوجد
فرصة لقراءة ترجة معان القرآن الكري ف اللغة التاميلية فعرف أنه منل من عند ال تعال
فنطق بكلمة التوحيد وسى نفسه "ممد".
حوار أجراه أبو بشرى
· ما قصة إسلمك يا ممد؟
· كان أسى الول "كرست راجا" .ولدت ف عائلة نصرانية ف قرية من ولية تلمنادور ولغت
التاميلية وأعرف عددا من اللغات ،منذ صغر سن كنت أحب النصرانية وكذلك السيح حبا
شديدا ،لن أحبار النصارى كانوا يعلمونن أن الذى ل يب السيح ل يدخل النة،و نشأت
على هذه العقيدة .وكنت أدعو ال دائما أن يول السلمي جيعا إل النصرانية.
وف أحد اليام التقيت بعال مسلم ووجدت فرصة لكى أناقش معه بعض المور التعلقة
بالسلم والسيحية ،وتدان بقوله :لن تد شيئا ف القرآن يالف العقل أو يالف الفطرة
وكان هذا التحدى سببا لقرأ القرآن الكري فقرأت ترجة العان ف اللغة التاميلية مرتي
فعرفت أن السلم هو الدين الصحيح والنصرانية مرفة فقبلت السلم دينا.
· هل واجهت أى مشكلة من ممعك بعد اعلنك السلم؟
· طبعا واجهت مشاكل كثية من متمعى ،إنم كانوا ينظرون إل نظرة السخرية وقالوا ل:
انك صرت منونا وضحكوا على لنن أطلقت اللحية بعد أن كنت متعودا على حلقها،
وتملت جيع هذه الشاكل من قومى وصبت عليها لنن كنت أقرأ ف القرآن قصص الدعاة
والصلحي من النبياء والرسل وتملهم الذى والصائب ف سبيل التبليغ الدعوة إل ال.
· هل أسلم على يدك أحد؟
139
· نعم أسلم على يدى زوجت وثلثة من أولدى وكذلك أسلم على يدى بعض الخوة
الخرين.
· ماذا تعمل الن يا ممد؟
· انكم تعلمون جيدا أن أحبار النصارى وعلماءهم ودعاتم يتمتعون بكل نعيم ف الدنيا
ويعيشون عيشة رضية با يصلون عليه من العونات الائلة من الدول النصرانية ،وأنن تركت
هذه كلها طمعا با أعد ال ل ف الخرة من نعيم ف النة ،والن أتول ف القرى والدن
ماشيا والتقى بالناس أفرادا وجاعات أوجه الدعوة إليهم وأدعوهم إل السلم وأبي لم
أباطيل دينهم وابذل جهدى ليصال ترجة معان القرآن الكري إل كل شخص من غي
السلمي .لنن على يقي أنم إذا قرأوا القرآن مرة واحدة من أوله إل آخره فسيدخلون ف
دين ال.
· قلت إنك تعمل ف مال الدعوة فهل تشتغل بنفسك أو تتبع أحد الراكز السلمية؟
· إنن ل أستطيع أن اعمل منفردا لنن ل أجد ما أنفقه فلذلك اشتغل كداعية ف مركز
الدعوة للمسلمي الدد التابع لمعية أهل القرآن والديث ف ولية تلنادوا جنوب الند والت
تبذل جهدها ف نشر الدعوة إل ال بي السلمي وغيهم.
· ماذا تريد أن تقول للمسلمي؟
· إن الستقبل للسلم وآلف من القلوب ف هذه النطقة تنتظر الفرصة للدخول ف السلم
وعلى السلمي مسئولية كبى ،يب عليهم أن يتمثلوا صورة السلم الصحيحة أول ث
يقوموا بالدعوة الستمرة ويبذلوا جهدهم ف تعريف السلم لغي السلمي من النصارى
والندوس وغيهم ،وعلى الؤسسات واليئات السلمية ف داخل البلد وخارجها الت تتم
بالشئون الدينية أن تقوم بتوزيع ترجة معان القرآن بكية كبية.
· وأقول أخيا إن السلمي هم السئولون أمام ال لتأخر دخول ف السلم .فقد كنت جاهل
به أكثر من ثلثي سنة ،وذلك بسبب السلمي وتقصيهم ف دعوتى للسلم وبيان معانيه،
وإنن أخشى أن يقول الناس جيعا يوم القيامة أمام ال تعال مثل قول هذا..
140
الصدر :الجلة اليية العدد " "74مرم 1417هـ
141
-18الشماس السابق الصري سيف السلم التهامي
القدمة:
المد ل رب العالي والصلة و السلم على أشرف الرسلي ممد بن عبد ال عليه أفضل
الصلة و أت التسليم
و بعد....
النشأة:
ولدت ف القاهرة ف 30/7/1980من أبوين نصرانيي,كان أب أرمن كاثوليك و أمي
إنيلية( طوائف نصرانية ) ,و كانت ابنة عم أب راهبة ف مدرسة راهبات الرمن ,و كان
خال قسيساُ ف أحد الكنائس النيلية ,وكان ل أختان أكب من بأربع سنوات .
نشأت نشأة نصرانية بتة ,فمنذ نعومة أظافرى و أنا أذهب إل الكنيسة كل يوم أحد ،و ف
ب فيما يص ذهاب للكنيسة فقد أحببت
العياد ،و ف كل وقت أشاء حيث ل يكن علي رقي ٌ
الذهاب إليها ،و الستمتاع بكل ما فيها من شعائر و صلوات و أيضا ألعاب و معسكرات و
رحلت.
التحقت بدرسة نوباريان الرمنية وهي مدرسة ل تقبل إل النصارى الرمن فقد كان عدد
طلب الدرسة من حضانة إل ثانوي ما يقرب من 125طالب فقط ف جيع مراحل التعليم
با .وكان أول ما نفعله صباحا ف طابور الدرسة هو الصلة ونن واقفون ف صفنا ،
وكانت توجد كنيسة بالدرسة وكان أكثر الدرسي ف الدرسة نصارى .
142
واستمر ب الال على ذلك حت وصلت الرحلة الثانوية ،وف هذه الرحلة بدأت أرتبط
بالكنيسة والقساوسة أكثر من ذي قبل وكنت سعيدا جدا بذه العلقة لن كنت من القربي
لديهم وأصبحت أقوم بعظم شعائر القداس من قراءة للنيل ورد على القسيس عندما يتلوا
أي شيء منه ،بالضافة إل تضي القربان والمر للقداس (أعاذكم ال منها).
بداية الداية:
و ف يوم من اليام كنت أجلس مع أحد أصدقائي السلمي,
فقال ل :ألن تسلم ؟
فقلت له :ول أسلم ؟ول ل تتنصر أنت ؟
فقال ل عبارة كانت هي أشد ما سعت ..
قال( :أنتم كلكم ف النار ) !
فيالا من كلمة قوية وقعت عل ّي كالصاعقة ..
النار؟!؟
لاذا النار؟؟
و أناأعمل كل شيء صال لتقرب إلىرب لكي أدخل النة ث يقول ل أن سوف
أدخل...النار ؟
فعندما هدأت سألته :لاذا أدخل أنا والنصارى جيعا النار وأنتم السلمون تدخلون النة ؟
فقال :لنكم تقولون ثالث ثلثة وأن السيح ابن ال وغيها من الفتراءات على السيح !
فقلت له :وكيف عرفت كل هذه الشياء ..هل قرأت النيل ؟
قال :ل بل قرأتا عندنا ف القرآن .
الشك و اليقي:
فكان هذا من الشياء العجيبة الت سعتها أيضا ،فكيف يعرف القرآن ما هو ف ديننا (سابقا)
وكيف يقر بأن هذه الشياء الت نقولا على السيح كلها كفر وتؤدي إل النار؟
143
عندئذ احتار أمري وبدأت أتفكر مليا ف هذا المر ،ث بدأت أقرأ النيل ولول مرة على
بصية فقد كان على قلب عمى ،وبدأت أجد الختلفات الشديدة ف ذكر نسب السيح!
أسئلة بل أجوبة!!:
وبدأت أضع بعض السئلة ث أذهب با إل القسيس ,لكى أحصل على الجابة الشافية,
ولكن ل أجد ما يثلج صدري ف أي إجابة!
فأتذكر أن ذات مرة سألت القسيس :لاذا الكتاب القدس يقول أن السيح جالس على جبل
الزيتون وهو يدعو ال ؟
..فإن كان هو ال حقا فلمن يدعو ؟ ولن يسجد ؟ فأجابن إجابات ل أفهم منها شيئا .
ث بدأت أتفكر فيما كنا نفعله ف الكنيسة من اعتراف بالطايا والذنوب للقسيس وأيضا
الناولة(وهي عبارة عن جلش طري يوضع ف المر فيقول القسيس أن هذين الشيئي صارا
دم وجسد السيح ومن يأخذهم يغفر له ويطهر من الداخل! )
144
وكيف يطهر ما ف داخلي ويغفر ذنوب ؟
فبدأت السئلة تكثر داخلي ول أجد لا إجابة ،فبدأت آخذ قرارات من نفسي :مثل عدم
العتراف للقسيس لنه بشر مثلي ،وأيضا عدم أخذ الناولة ،و آمنت أن السيح عليه السلم
نبيا لنه بشر ...
والله له صفات الكمال الاصة الت تتناف مع صفات البشر و بدأت أقرأ النيل بدون أن
أقول (ربنا يسوع السيح) [ بنص النيل ]
ولكن أقول يسوع السيح (فقط) ،ولكن مع هذا ل أشعر بالراحة الت أريدها ول أشعر أن
هذا هو الل ف هذا الدين الذي أعتنقه .
وأثناء ذلك وف تلك القبة من حيات ،كنت ذات يوم أستذكر دروسي ف غرفت داخل
منل السرة الذي يقع خلفه تاما مسجد ،وكنا ف شهر رمضان وكانت مكبات الصوت
تعمل من بعد صلة العشاء خلل صلة التراويح ،وكان صوت المام الذي يقرأ القرآن
يصل إل غرفت ..
إنه صوت خافت وجيل كنت أشعر فيه بلوة تس قلب ول أكن قد علمت بعد أن هذه
التلوة هي القرآن الكري .
داخل الكنيسة:
ث جاءت اللحظة الت شرح ال فيها صدري للسلم وكان ذلك يوم الحد بالقداس داخل
الكنيسة عندما كنت أقرأ النيل ,قبل القداس استعدادا لقراءته على الناس خلل الصلة.
145
وأثناء استعدادي سألت نفسي:
هل سأقول ربنا يسوع السيح؟
أم يسوع السيح فقط ؟
لنه نب وليس بإله ،ولكن إذا قلت ذلك سوف يدرك الاضرون أن تاوزت عن تلك
الكلمة ،ولكن أيضا كيف سأخالف ضميي ..
وف النهاية قررت أن سأقرأ النيل كما هو دون تغيي مادمت أمام الناس وأن أجعل هذا
التغيي عندما أقرأه بفردي .
ومنذ ذلك اليوم ,وأنا أنام قبل إتام قراءة النيل يوميا كما كنت معتادا من ذي قبل،
وأصبحت ل أشعر بالراحة ل ف صلة ,ول قراءة ول حت الذهاب إل الكنيسة..
146
(وتترق أذن تلك الكلمة القاسية الت قالا ل صديقي السلم)
( كلكم ف النار)..
الطريق إل اليقي:
بعدها ..أقبلت على القراءة الادة ف كتب القارانات والكتب السلمية الت تتناول حياة
السيح ،فعرفت من هو السيح ف السلم ,وعلمت أيضا مال أكن أعلم :وهو ذكر النب
(صلى ال عليه وسلم) ف إنيل العهدين القدي و الديث..
وأكتشفت :أن السيح وأمه مري (عليهما السلم) ,مكرمان غاية التكري ف القرآن.
وهو (روح منه) ،فتأكدت حينئذِ أن النيل الذي بي يديّ مرف ،ويكثر فيه اللغط .
ث علمت أن (السلم) هو دين الق ,وأن ال ل يرضى غي السلم دينا ،وأنه هو الطريق
إل النة والنجاة من النار (الت ل يسعى إليها أحد).
وعندما قرأته ل أكن -حينها -أفهم منه شيئا ,ولكن وال أحسست براحة غريبة ف
صدري !!
لقد انشرح صدري لذا الدين الذي ارتضاه ال لعباده وكرمهم به وأرشدهم إليه ,فالمد ل
أولً ,والمد ل آخرا ,والمد ل أبدا أبدا ،المد ل على نعمة السلم وكفى با نعمة .
ومن الدهش أيضا أن عندما أخبت أخوات بالسلم وجدتن قد سبقان إليه!!
147
ول يعارضن منهن أحد ،فالمد ل الذي منّ علينا جيعا بالسلم ..
لقد ولدت من جديد ،فما أجله من دين ,وما أعظمه من إله واحد أحد ,ل يلد ول يولد ول
يكن له كفوا أحد .
فلك المد يا إلي ,أنت عزي وأنت جاهي ,فمن يستعي بسؤالك وأنت ل تيب من راجاك
.
اللهم فلك المد علي نعمة السلم وعلى نعمة اليان ،اللهم ثبتن على ما أنا عليه واجعل
آخر كلمات ف هذه الدنيا ل إله إل ال ممد رسول ال فيها ومن أجلها أحيا وأموت وبا
ألقاك ،وصلةً وسلما على خي الرسلي إمام النبيي ممد صلى ال عليه وسلم تسليما كبيا
عظيما إل يوم الدين.
148
-19النصر السابق اللان جي ميشيل
تعرضت بعثة تنصيية رفيعة الستوى للفشل الذريع بسبب اعتناق رئيسها للدين السلمي،
والذي تعرض لحاولت مستميتة من قبل البعثة التنصيية بدف إبعاده عن اعتناق السلم،
والت وصلت إل حد التهديد بالقتل ...وترجع قصة هذا الب عندما إختارت منظمة التنصي
بألانيا الغربية "جى ميشيل" G.Michelلكي يكون رئيسا للبعثة التنصيية ف الصومال،
بانب عمله كطبيب لمراض العيون..
كانت بعثة تنصيية اتذت ف خطتها مشروع تنصي القرن الفريقي ،على أن تكون الصومال
هي نقطة النطلق لعمليات التنصي ..وقد اتذت هذه البعثة مشروعا خييّا كستار تفي من
ورائه نشاطها الشبوه ..وكان هذا الشروع هو علج أمراض العيون كي تنفذ من خلله إل
الواطني والتأثي عليهم بترغيبهم ف الديانة السيحية.
وبعد خسة أشهر تلقت النظمة تقارير تفيد بتفانيه ف عمله كطبيب ..وإهاله للشق الخر من
مهمته ،وهو التنصي ..فتلقى "جي ميشيل" برقية من رئاسة النظمة تطلب منه ضرورة ذهابه
إل إنلترا لقضاء فترة تدريبية لدة شهر ،ث السفر منها إل "تنانيا".
وف انلترا تعرّف "جي ميشيل" على صديق مسلم من الصومال يدعى "ممد باهور" الذي
وطد علقة صداقته معه ،وحدث أن دعاه ذات يوم لزيارة منله ...الذي يتحدث عنها قائلً:
"بعد أن تعرفت على صديق مسلم من الصومال اسه "ممد باهور" دعان إل زيارة منله،
فلبيت دعوته ،وكان الترحيب من أسرته ...وأثناء الزيارة فوجئت برجل يتكلم النليزية
بطلقة مدهشة ..وعلمت أنه والد "صديقي ممد" ،وفرحت به ،وتنيت أن أجذبه إل الدين
السيحي حت تتحقق عملية التنصي ..وبدأت مع هذا الرجل عملية جذبه للمسيحية بالديث
عنها معه ..وهو ينصت إلّ بإصغاء تام ،توقعت اقتناعه با أقول ،وبالتال سيكون مفتاح
"التنصي ف النطقة كلها".
ويسترسل رئيس البعثة التنصيية حديثه بقوله:
149
"بعد أن أسهبت ف الكلم عن السيحية كدين ل يرقى ف مكانته أية ديانة أخرى ،وأنا
أتعرض لعظمة النيل والسيح عيسى ابن ال ..فوجئت بوالد صديقي مسكا بنسخة من
القرآن ف يديه وسألن أتعرف هذا الكتاب ..فابتسمت ول أجب ،خشية إثارته أو التلميح له
بهمت ،ولكن أحسست أن هذا الرجل يدرك ما يدور بعقلي ،فمنحن فرصة الروج من
الأزق ..وبدأ هو يتحدث عن النيل وعن السيح ...ومن خلل حديثه أدركت تاما أن
السلمي جيعا يبونه ويعترفون به ،وخصوصا أن السلم ذاته يدعو إل اليان به وبغيه من
الرسل والنبياء ،بل جعل ذلك من دعائم اليان بالسلم.
ث طلب من والد صديقي أن أوجه له أي سؤال ف النيل أو ف القرآن ...فقلت له :كيف؟!
قال :ف القرآن كل شيء".
ويصمت "جي ميشيل" برهة وهو يستعيد حكايته مع السلم الت نُسجت خيوطها الول من
خلل زيارة لصديقه والتقائه بوالده الذي أصغى إليه وهو ياول أن يذبه للمسيحية ،ث
تعقيب والد صديقه على ما سعه منه ،وإفاضته ف الديث عن السلم ف سلسة ويُسر
يستسيغه العقل والتفكي النطقي.
ث يستطرد قائل:
"وتعددت زيارات لوالد صديقي ..وكنت مُراقبا من أفراد البعثة الذين طلبوا من عدم الذهاب
إل هذا النل ،وفوجئت بعد ذلك بقرار نقل صديقي ،ث اعتقاله بدون سبب ...أما بالنسبة
ل فقد طلبوا من النتقال إل "كينيا" لقضاء اجازة متعة على حد تعبي منظمة التنصي...
ووصلتن رسالة ساخنة من والدي يطالبن فيها بالعودة إل ألانيا بأسرع ما يكن".
ولكن "جي ميشيل" رئيس بعثة التنصي رفض الستجابة لتعليمات رئاسته ف الانيا ..كما
رفض الستجابه لطلب والده ..فكتب هذه البقية إل كل منهما:
"اطمئنوا تاما ..كل شيء على ما يرام ،وسأعتنق السلم".
وعكف "جي ميشيل" على دراسة السلم وتفهم تعاليمه وأركانه الت حث عليها ..بعدها
أعلن اعتناقه للسلم ،وقام بتغيي اسه إل "عبد البار".
150
واستمر "عبد البار" ف الصومال يؤدي رسالته كطبيب مسلم يعرف حق ال وحق مرضاه،
ويعامل الناس بآداب السلم الت تلّى با ف سلوكياته وأخلقياته.
(آرثر ميلسنتوس) دكتوراه ف اللهوت ،وكان الرجل الثالث ف ممع كنائس قارة آسيا .
قصته مع السلم:
ف أثناء عمله بالتنصي عام 1983قال لنفسه :أي ضي ف قراءة القرآن من أجل الرد على
السلمي ؟ فتوجه إل أحد السلمي سائلً إياه أن يعيه كتاب القدس ،فوافق السلم مشترطا
عليه أن يتوضأ قبل كل قراءة ،ث شرع آرثر يقرأ القرآن خفية ،ولنستمع إليه يدثنا عن
تربته الول مع القرآن :
"عندما قرأت القرآن أول مرة ،شعرت بصراع عنيف ف أعماقي ،فثمة صوت ينادين ويثن
على اعتناق هذا الدين ،الذي يعل علقة النسان بربه علقة مباشرة ،ل تتاج إل
وساطات القسس ،ول تباع فيها صكوك الغفران !! وف يوم توضأت ،ث أمسكت بالقرآن
فقرأت َ (( :أفَل يََتدَبّرُو َن الْقُرْآنَ أَمْ علَى قُلُوبٍ َأقْفَاُلهَا )) فأحسستُ بقشعريرة ،ث قرأت :
(( الَْيوْمَ َأ ْكمَ ْلتُ لَ ُكمْ دِينَ ُكمْ وَأَْتمَ ْمتُ عَلَيْ ُكمْ نِ ْعمَتِي َو َرضِيتُ لَ ُكمُ السلم دِينًا ))
فحلّت السكينة ف الروح اليى ،وشعرت أن قد خُلقت من جديد .
ف تلك الليلة ل يصب آرثر حت تطلع الشمس ،بل اته حالً إل منل صديقه السلم ليسأله
عن كيفية الدخول ف السلم ،وبي حية الصديق ودهشته نطق آرثر بالشهادتي.
151
-21معلم اللهوت السابق عبدالحد داود
(بنجامي كلدان) أستاذ ف علم اللهوت ،وقسيس الروم الكاثوليك لطائفة الكلدانيي
الوحدة ،يتكلم عدة لغات .
اسه /هو دافيد بنجامي الكلدان ،كان قسيسا للروم من طائفة الكلدان ،وبعد إسلمه
تسى بعبد الحد داود .
مولده /ولد عام 1868م ،ف أروميا من بلد فارس ،وتلقى تعليمه البتدائي ف تلك
الدينة ،وبي عامي 1889 – 1886م كان أحد موظفي التعليم ف إرسالية أساقفة "
كانتر بوري " البعوثة إل النصارى النسطوريي ف بلدته ،وف عام 1892م أرسل إل
روما حيث تلقى تدريبا منتظما ف الدراسات الفلسفية واللهوتية ف كلية " بروبوغاندافيد "
وف عام 1895م ت ترسيمه كاهنا ،وف هذه الفترة شارك ف كتابة سلسلة من القالت
الت ت نشرها ف بعض الصحف التخصصة ،وبعد عودته من روما توقف ف إستانبول عام
1895م وأسهم ف كتابة ونشر بعض القالت عن الكنائس الشرقية ف الصحف اليومية
النليزية والفرنسية .
ل يكث طويل ف إستانبول بل عاد ف نفس العام إل بلدته ،وانضم إل إرسالية " لزارست
" الفرنسية ،ونشر لول مرة ف تأريخ الرسالية منشورات فصلية دورية باللغة السريانية ،
وبعد ذلك بعامي انتدب من قبل اثني من رؤساء أساقفة الطائفة الكلدانية ف بلده لتمثيل
152
الكاثوليك الشرقيي ف مؤتر " القربان القدس " الذي عقد ف مدينة " باري لو مونيال " ف
فرنسا ،وف عام 1898م عاد إل قريته " ديال وافتتح مدرسة بالجان .
وف عام 1899م أرسلته السلطات الكنسية إل سالاس ،لتحمل السئولية ،حيث يوجد
نزاعات بي بعض القياديي النصارى هناك ،وف عام 1900م ألقى موعظة بليغة شهية ،
حضرها جع غفي من طائفته وغيها ،وكان موضوعها :
( عصر جديد ورجال جدد ) انتقد فيها توان بن قومه عن واجبهم الدعوي .
( )1عناية ال به ،إذ يقول لا سئل :كيف صرت مسلما ؟ كتب :إن اهتدائي للسلم ل
يكن أن يعزى لي سبب سوى عناية ال عز وجلب ،وبدون هداية ال فإن كل القراءات
والباث ،ومتلف الهود الت تبذل للوصول لل القيقة لن تكون مدية ،واللحظة الت
آمنت با بوحدانية ال ،وبنبيه الكري صلوات ال عليه ،أصبحت نقطة تول نو السلوك
النموذجي الؤمن ) .
( )2ومن السباب الت ذكرها أيضا والت جعلته يعلن عصيانه على الكنيسة ،أنا تطلب من
أن يؤمن بالشفاعة بي ال وبي خلقه ف عدد من المور ،كالشفاعة للخلص من الحيم ،
وكافتقار البشر إل الشفيع الطلق بصورة مطلقة ،وأن هذا الشفيع إله تام وإنسان تام ،وأن
رهبان الكنيسة أيضا شفعاء مطلقون ،كما تأمره الكنيسة بالتوسل إل شفعاء ل يكن
حصرهم .
( )3من واقع دراسته لعقيدة الصلب وجد أن القرآن ينكرها والنيل التداول يثبتها ،
وكلها ف الصل من مصدر واحد ،فمن الطبيعي أل يكون بينهما اختلف ،ولكن وقع
153
بينهماالختلف والتضاد ،فل بد من الكم على أحدها بالتحريف ،فاستمر ف بثه وتقيقه
لذه السألة حت توصل إل القيقة ،حيث يقول :
( ولقد كانت نتيجة تتبعات وتقيقي أن اقتنعت وأيقنت أن قصة قتل السيح عليه السلم
وصلبه ث قيامه من بي الموات قصة خرافية)
( )4اعتقاد النصارى بالتثليث ،وادعاؤهم أن الصفة تسبق الوصوف كان أحد السباب
الت دعته للخروج من السيحية .
( )5التقى بعدد من العلماء السلمي وبعد مواجهات عديدة معهم اقتنع بالسلم واعتنقه .
()6اعتزل الدنيا ف منله شهرا كاملً ،يعيد قراءة الكتب القدسة بلغاتا القدية وبنصوصها
الصلية مرة بعد مرة ،ويدرسها دراسة متعمقة مقارنة ضمّن بعضها ف كتابه الفذ (ممد ف
الكتاب القدس) وأخيا اعتنق السلم ف مدينة استانبول ومن مؤلفاته (النيل والصليب) .
يقول عبد الحد داود :
"ف اللحظة الت آمنت فيها بوحدانية ال ،وبنبيه الكري صلوات ال عليه ،بدأت نقطة تول
نو السلوك النموذجي الؤمن".
"ل إله إل ال ممد رسول ال" هذه العقيدة سوف تظل عقيدة كل مؤمن حقيقي بال حت
يوم الدين … وأنا مقتنع بأن السبيل الوحيد لفهم معن الكتاب القدس وروحه ،هو دراسته
من وجهة النظر السلمية" .
الصدر( :ممد ف الكتاب القدس) عبد الحد داود ص (( - )162عظماء ومفكرون
يعتنقون السلم) ممد طماشي
أخذوه طفل فقيا معدما يلبس الرث من الثياب ،وبالكاد يد لقمة يومه ،ربوه ف
ملجئهم ،درسوه ف مدارسهم ،ما إن لظوا منه نباهة حت جعلوه من أولويات
اهتماماتم ،كان يتميز بذكاء حاد ونظرة ثاقبة ف سن مبكرة من حياته ،سرعان ما شق
طريقه ف التعليم ،حت نال أكب الشهادات بالطبع كان ذلك مقابل دينه الذي يعرف انتماءه
له ،لكنه تلفت ينة ً ويسرة ً ف وقت العوز والاجة ،فما وجد أحدا إل النفرين -أعن
النصرين أو من يسمون أنفسهم بالبشرين – أصبح قسيسا لمعا ف بلده ،له لسان ساحر
وأسلوب جذاب ومظهر لمع ،وبريق عينيه يقود من رآه إل مرآب ساحته ،ومع السف
كانت ساحته هي التنصي ،وكم تنصر على يديه من مسلم .
وذات يوم إذ أراد ال هدايته ،تأمل … وأخذ يتساءل ..أنا ل أترك دين لقناعة ف الديانة
النصرانية ،وإنا الوع هو الذي قادن ،والاجة هي الت دفعتن ،والعوز هو الذي ساقن ،
وعلى الرغم من رغد العيش الذي أنا فيه ،والرفاهية الت أتتع با إل أنن ل أجد النشراح
ول أشعر وأنعم بالراحة والسعادة والطمأنينة إذ ما فتئت أقلق من الصي بعد الوت ،ول أرس
على بر أمان أو قاعدة صلبة تريح الضمي حول ما ف الخرة من مصي .
155
لاذا ل أتعرف على السلم أكثر؟ لاذا ل أقرأ القرآن مباشرة ،بدل من الكتفاء بعلومات عن
السلم من الصادر النصرانية الت ربا ل تعرض السلم بصورته القيقة .
وهنا شرع يقرأ القرآن ويتأمل ويقارن ،فوجد فيه النشراح والطمئنان ،وانفرجت أساريره
وعرف طريق الق وسبيل النور " قد جاءكم من ال نور وكتاب مبي يهدي به ال من اتبع
رضوانه سبل السلم ويرجهم من الظلمات إل النور بإذنه ويهديهم إل صراط مستقيم " .
هنا اتذ قراره الاسم وعزم على التصدي لكل عقبة تول دون إسلمه ،تـرى ماذا فعل؟
لقد عمل بالثل القائل الباب الذي يأتيك منه الريح .افتحه وقف ف وجهه .فذهب إل
الكنيسة وقابل الرجل الول فيها القسيس الوروب الكبي عندهم ،وأخبه بقراره ،فظن أنه
يزح أو أنه هكذا أراد أن يقنع نفسه لكنه أكّد له أنه جاد ف رغبته هذه ،فجن جنون الرجل
وأخذ يزبد ويرعد ويهدد . . .ث لا هدأ ،أخذ يذكره با كان عليه وما صار إليه ،وما فيه
الن من نعمة ويسر ،وحاول إغراءه بالال وأنه سيزيد راتبه ويعطيه منحة حال ويزيد من
النحة السنوية ،ويزيد من صلحياته ،و . . .و ...و ..لكن دون جدوى فجذوة اليان قد
تغلغلت ف شغاف القلب واستقرت ف سويداء الضمي ،كذلك بشاشة اليان إذا خالطت
القلب استقرت كما قال قيصر الروم لب سفيان فيما رواه البخاري رحه ال.
هنا قال له :إذن تـرجع لنا كل ما أعطيناك وتتجرد من كل ما تلك ،قال أما ما فات
فليس ل سبيل إرجاعه ،وأما ما لدي الن فخذوه كله ،وكان تت يديه أربع سيارات
لدمته ،وفيل كبية وغيها ،فوقع تنازل عن كل ما يلك ،وهو ف هذا يعيد لنا أماد أبا
يي صهيب الرومي رضي ال عنه الذي قال له الرسول الكري صلوات ال وسلمه عليه :
ربح البيع أبا يي ،وذلك عندما استوقفه مشركو قريش ف طريق هجرته وقالوا له جئتنا
معدما فقيا ث استغنيت فوال ل ندعك حت ترج من مالك فاشترى نفسه منهم بأن دلم
على ماله على أن يدعوه " إن ال اشترى من الؤمني أنفسهم وأموالم بأن لم النة " .
156
اغتاظ القسيس الكبي وجرده حت من ملبسه وطرده من الكنيسة شر طردة ،وظن أنه
سيكابد الفقر يومي ث يعود مستسمحا ،كيف ل يظن ذلك وهم الادّيّون حت الثمالة .خرج
أخونا من الكنيسة قال :وأنا ل ألبس سوى ما يستر عورت ول أملك سوى هذا الدين
العظيم السلم ،وشعرت حينئذٍ أنن أسعد ملوق على هذه البسيطة .سار ماشيا باتاه
السجد الكبي وسط البلد وف الطريق أخذ الناس يشون بانبه مستغربي ،ويقول بعضهم :
لقد جن القسيس ،وهو ل يرد على أحد حت وصل السجد فلما هم بالدخول حاولوا منعه
متسائلي إل أين؟ وإذا بالواب الصاعقة :جئت أُعلن إسلمي .عجبا ،القسيس الشهر ف
البلد الذي تنصر على يديه الئات ،الذي يظهر ف شاشة التلفاز مرتي أسبوعيا ،الذي يثل
النصرانية ف البلد ،الذي الذي الذي … ..يأت اليوم ليُعلن إسلمه إنا سعادةٌ ل توصف ،
وفرحة ل تعب عنها الكلمات ،ول تقدر على تصويرها المل والعبارات ،إنه أنسٌ غامر ،
وإشراقة منية ،وكأ ّن بالتاريخ يدوّي بصيحة اللهم أعز السلم بأحد العمرين ،ومع فارق
التشبيه إل أنه رب إسلم شخص ٍ واحدٍ ير خلفه إسلم الئات وإنقاذ العشرات من براثن
التيه والضلل وحأة الكفر والنلل .
السلمون فرحون ،هذا أعطاه بنطال وذاك أعطاه قميصا وآخر وهبه الشال ،حت دخل
السجد وألقى بالسلمي التواجدين خطبة عصماء ،أعلن فيها إسلمه انطلقت على إثرها
صيحات التكبي وارتفعت خللا أصوات التهليل والتسبيح ،استبشارا وفرحا بإسلم مَن طالا
دعاهم إل الضلل ،إذا به اليوم يدعوهم إل الداية والسلم ،وخلل يومي رجع الكثي
الكثي من تنصروا إل واحة دينهم السلم الوارفة الظلل ،حيث ينعمون ف ظله وكنفه بآثار
الداية وطمأنينة سلوك السبيل القوي وراحة البال والضمي والي العميم " .الذين ءامنوا
وتطمئن قلوبم بذكر ال أل بذكر ال تطمئن القلوب "
بعد يومي من إعلنه إسلمه بدأ النصارى الاقدون يبحثون عنه ليقتلوه وتددوا وتوعّدوا
فقام السلمون بتهريبه إل سياليون سرا ،حيث أ ُعلِن عب الذاعة الت تلكها لنة مسلمي
أفريقيا الكويتية أنه سيُلقي خطابا للمة بناسبة إسلمه ،وأخذ الميع يترقّب هذا الطاب
157
والكنيسة كانت ضمن الترقبي وقد توقعت أن يقوم بهاجتها أشد الهاجة وإخراج كثي من
أسرارها أمام الل والتجن عليها ،هذا ما كانت تتوقعه ،وقد أعدّت قبل خطابه مسودة لبيان
سوف تنشره وكان يرتكز على أنا وجدته معدما فقيا وقامت بساعدته وتبنيه وتربيته
وتكفلت بتعليمه حت بلغ أعلى الستويات العلمية ث هو يقوم بنكران الميل وخيانة المانة
ورد العروف بالساءة ،والتنكر لن آواه ورعاه .
لكن ال خيّب فألم وأغلق عليهم الطرق ،حيث قام صاحبنا بإلقاء خطاب خلف توقعهم
بدأ فيه بشكرهم على كل ما قدّموا له وذكر ما قدّموا له من رعاية ومأوى وتعليم وغيه
بالتفصيل ودان لم بعد ال بالفضل ،إل أنه نوّه وأشار بطريقة لبقة تتسم بالذكاء إل أن
العقيدة وحرية الدين ليست تسي وفق العواطف بطريقة عمياوية وفضل ال تعال فوق كل
فضل ،ونعمة ال تعال فوق كل نعمة ،ذلك بصياغة تعل كل مَن َخدَمَتهُ الكنيسة يُعِيدُ
النظرَ ف هذه الدمة والرعاية وأنا ليست مقياسا لصحة العقيدة ،وليست العامل الرجّح
لختيار الدين ،فأصاب الكنيسة ف مقتل وأغلق الطريق أمامها لنتقاده والتشنيع عليه ،
وأظهر دين السلم بأنه ل يرضى لتباعه بنكران الميل ،بل قال أن الدين السلمي يعلم
أتباعه الوفاء ،لكنه ل يرضى لم أبدا بإلغاء عقولم " إن ف ذلك ليات لقوم يعقلون " .
بعد الطاب بيومي كان هناك حفل افتتاح مسجد الامعة حيث حضر هذا الفل ف باحة
الامعة رئيس جهورية سياليون وجع من السئولي وبعض رجال الكنيسة الذين دعتهم
الامعة لتكريس التسامح الدين ولتلطيف الو بعد الطاب الذي ألقاه القس الذي أسلم ،
وف الفل بعد تلوة القرآن الكري قام الشيخ طايس الميلي حفظه ال مثل لنة مسلمي
أفريقيا الت تكفلت ببناء السجد بألقاء كلمة أشار فيها إل إسلم ذلك القس وضمنها قوله
تعال " ولتجدن أقربم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسي
ورهبانا وأنم ليستكبون وإذا سعوا ما أنزل إل الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ما
عرفوا من الق يقولون ربنا ءامنا فاكتبنا مع الشاهدين " وأن هذا هو حاله وما حدث معه
158
وعندما شرع ف شرح هذه الية ووصل بشرحه عند الية ترى أعينهم تفيض من الدمع
والترجم يترجم على الفور ،قال رأيت القساوسة الذين حضروا أخرجوا مناديلهم يسحون
دموعهم ،تأثرا أو ماملة وال أعلم .قال أحد القساوسة لزميله الذي بانبه أقسم أن هذا هو
من أرشد ذلك القسيس ليجعل خطابه بالصورة الت ظهر عليها وأحرجنا .وسعهم أحد
السلمي بانبهم .والمد ل على نصرة دينه ،وال أكب ول المد .
اهتزت دوائر التنصي العالية إثر مفاجأة كبى شهدتا مدينة "جنيف" السويسرية ،إذ أعلن
الونسينور "فردريك دولمارك" كبي أساقفة "جوهانسبج" ف صحن الركز السلمي الكبي
بنيف ،مؤكدا إستعداده للبدء فورا ف قيامه بالتعريف بقيقة السلم ،والعمل على نشر
تعاليمه ف أناء القارة الفريقية.
وسادت الدهشة والذهول أركان الكنيسة الكاثوليكية بعد أن أعلن الرجل أنه عندما درس
السلم وجد صورة أخرى متلفة للمسيح عيسى عليه السلم ما أحدث ف نفسه أعمق
الثر ...وتشى الكنيسة من تأثر عدد كبي من قادة العمل التنصيي بتلك الفاجأة ،حيث
اشتهر "فردريك" برجاحة عقله وإنصافه للحقيقة.
الثي للنتباه أن "فردريك" قد وصلت غيته على السلم إل حد التأكيد على ضرورة تطوير
أساليب الدعوة والهتمام بدعمها ،حيث إن هناك قصورا ف هذا الصدد ينبغي معالته...
وقد صرح بذا العن ف قوله:
"من الؤسف حقا أن الهود التنصيية ل تشكو من أي نقص تنظيمي أو حركي أو مال أو
معنوي ،وهذا ما نفتقده عند دعاة السلم ،فضلً عن الصاعب السياسية والقتصادية
والجتماعية.
159
-25القس السابق اليرلندي يبكي عند قب النب
جاء إل مصر بعد أن استقال من منصبه كأسقف ف إحدى الوليات المريكية ليدرس
السلم على يد شيوخ الزهر وعلمائه.
كان يشعر بالشك ف عقيدته بعد أن درس الفلسفة واللهوت ..وبعد أن كان يقوم بتدريس
الواد الدينية ف إحدى الدارس الثانوية الكاثوليكية ..فقد كان مشغوفا بالبحث والدراسة حت
يستطيع أن يقوم بعمله خي قيام .ولكن دراساته وبوثه ل تزده إل شكا ف عقيدته وطبيعة
عمله.
وقبل أن يسرد ف حكايته قصة اتاهه للسلم واعتناقه يتناول بالديث طبيعة نشأته ومراحل
دراسته وتطورها الت أوصلته للعمل كأسقف بولية "نيو جيسى" ....فيقول:
"أنا شاب إيرلندي الصل ،نشأتُ ف بيئة كاثوليكية متمسكة بعقيدتا ..وكل الباء هناك
يتمنون أن يكون من أبنائهم قسيس يدم الدين السيحي ،لن هذا شرف كبي للعائلة ،لذلك
درست ف مدرسة ثانوية دينية ،ث إلتحقت بكلية خاصة بالقسس بامعة "سانت باتريك"
لدراسة الفلسفة واللهوت لدة ست سنوات ..وخلل فترة دراست ل أسع كلمة واحدة عن
السلم.
وبعد ترجي بشهرين فقط عام 1971ذهبت إل أمريكا للتبشي ،حيث تُخرج الكلية
مائت قسيس كل عام ..ويأت الساقفة المريكيون فيأخذون أغلبهم إل أمريكا للعمل بالتبشي
ف مناطق متلفة ..وعملت أسقفا بولية "نيو جيسي" ..وأصبحت مسئولً عن إعداد برامج
التوجيه الدين لكل الستويات وتدريب القائمي بذا العمل ،وإل جانب ذلك عملت مدرسا
للمواد الدينية بالدرسة الثانوية الكاثوليكية ..وكنت مشغوفا بالبحث والدراسة حت أستطيع
أن أؤدي واجب تاه إرشاد الناس.
....وكنت كلما تعمقت ف البحث والدراسة انتابن شعور غريب بالشك ف عقيدت ..ول
أستطع أن أكتم شكوكي ،فقررت مفاتة رئيس الساقفة وقلت له :لدي شك ف عملي ،بل
160
وف إيان بال حسب عقيدتنا .فنصحن بالتريّث والتفكي ،وأعطان مهلة لدة عام ريثما أفكر
ف الوضوع بدوء".
ويتنهد ويزفر بزفرات حارة وهو يهز رأسه قائلً:
" ...وخلل هذا العام عكفتُ على البحث والدراسة ،وتوجت بثي بالصول على درجتي
للماجستي ،إحداها ف التربية الدينية ،والخرى ف اللهوت والكتاب ..ولكن هذه
الدراسات والبحوث ل تزدن إل شكا ف عقيدت وعملي ..وعدت إل رئيس الساقفة ومعي
استقالت من عملي فوافق."..
ث يلتقط أنفاسه ليعود مستدركا ما بدا له أنه قد فاته توضيحه فيقول:
"ولكن حت هذه اللحظة ل أكن قد عرفت أي شيء عن السلم".
ويبدو أن هناك أسبابا وراء شكوكه ف عقيدته كانت وراء استقالته من عمله دون أن يكون
واقعا تت تأثي أي عقيدة أخرى ..فيحدثنا عنها قائلً:
"هناك اسباب كثية ،فقد كان انتقال من "إيرلندا" حيث الجتمع الريفي التماسك ،إل
"أمريكا" حيث الجتمع الصناعي الادي ،وما يتميز به من أمور غريبة من ذلك مثلً عدد
الذاهب السيحية الذي يربو على ثلثمائة مذهب ...كل واحد منها يزعم أنه على الق دون
غيه ،ما جعلن أشك ف صدق هؤلء.
كما أن هناك اشياء أخرى ل أكن مقتنعا با ،مثل السلطة البابوية الطلقة على الناس..
والتعسف ،ف معالة المور ،مثلما حدث من جدال طويل قد ثار حول موقف البابا من
تنظيم النسل ..فهم يرفضون التنظيم مع أنه ل يوجد ف الناجيل ما ينع ذلك.
كما أنن ل أكن مقتنعا بفكرة الرهبنة ،حيث كثي من رجال الدين ف السيحية منوعون من
الزواج بأمر البابا ...وهذا شيء ضد طبيعة النسان وفطرته.
هذه هي بعض السباب الت ضاعفت شكوكي ،وجعلتن أعيش ف حية ..كيف أعظ الناس
وأنا غي مقتنع با أقول ..لذلك قررتُ الستقالة دون أن أعرف شيئا عن السلم".
وبعد أن استقال قرر أن يستأنف دراسته للحصول على الدكتوراه من جامعة "هارفارد"،
وذلك بعد أن اشتغل ف الكنيسة تسع سنوات.
161
وف فترة دراسته تلك كانت توافيه معلومات وبيانات عن السلم ،فأراد أن يستزيد منها..
فماذا يفعل؟ ...ييب عن ذلك بقوله:
"أَردت أن أعرف الزيد عن السلم ،فدرست تاريخ السلم والضارة السلمية ..كما
حرصت على حضور بعض الحاضرات لعدد من علماء السلمي الذين ياضرون ف القرآن
والديث وأركان السلم ،وكل ما يتصل به .وذلك من باب حب الستطلع.
ويصمت برهة ليسترجع ذكريات حبيسة ف نفسه فيقول:
"أذكر ف ذلك الوقت أنن قد سعتُ عن مصر والزهر ودوره السلمي الكبي ..والغريب
الذي أعجب منه كلما استرجعه أن بداية معرفت بالزهر جاءت بعد رؤيت لعرض تقدّمه
شيخان من الزهر بزيهما الدين الميز إعترافا وتقديرا لدور الزهر كأقدم جامعة ف العال،
وذلك ف أثناء الحتفال برور ثلثائة عام على إنشاء جامعة "هارفارد" ،حضره مندوبون من
جامعات العال العريقة..
وهذه الصورة مفوظة ف سجل الامعة هناك ...ولذلك قررت أن أكون موضوع رسالت
للدكتوراه عن علماء الدين السلمي ..أهيتهم ودورهم ف الجتمع الصري من أيام الشيخ
عبد الجيد سليم وحت الن".
وحت ذلك الوقت ل يكن قد قرر إعتناق السلم ،وإنا كان اهتمامه بالدراسة فقط ،والت
كانت تستدعي منه ميئه إل مصر ليقوم بدراسة السلم من كليات الزهر التخصصة ،مثل
كلية أصول الدين ،والتقائه بأساتذتا ،وعلماء السلم ،فضلً عن قراءاته الستفيضة لعدد كبي
من الكتب السلمية.
وعندما حضر إل مصر وشاء َق َدرُ ال أن يكون ذلك ف شهر رمضان ،استرعى انتباهه ظاهرة
غريبة بالنسبة له كأجنب ...عنها يقول:
"حي جئت إل مصر ف شهر رمضان ..شاهدت الجتمع الصري منتظما ف أسلوب حياته
القائم على أساس من الدين ..فالناس يذهبون إل السجد عند ساع الذان ،ويتطهرون باء
الوضوء ،ث يقفون ف صفوف منتظمة ..وعند الفطار تلو الشوارع من الارة".
162
عندئذ يضحك ساخرا من نفسه عندما فسر ف البداية خلو الشوارع من الارة بوجود
تعليمات بظر التجوال ف ذلك الوقت ..فيعب عن ذلك بقوله:
"ظننت ف بداية المر أن هناك قانونا يقضي بظر التجوال بعد الغروب ..ولكنن عرفت
السبب بعد ذلك".
ث يعود ليستكمل روايته عن تلك الظاهرة الت استرعت انتباهه ف شهر رمضان فيقول:
"ورأيت أيضا السلمي يُصلّون العشاء والتراويح ..ويذهب بعضهم إل أعمالم ومتاجرهم
حت ساعة متأخرة ،يقال عنها "السحور" ..ث يصلون الفجر وينامون".
ث يندفع ف كلمه ليؤكد حكما استخلصه من مشاهداته ف الجتمع الصري كمجتمع مسلم
فيقول:
"فالجتمع إذن منظم على أساس من الدين ..يكفي أنه قد شد انتباهي أن المن والمان
سائدان -ف شوارع القاهرة -بشكل ل أرها من قبل ف أي مكان ..فالناس يسيون ف
الشوارع ليلً ف أم ٍن واطمئنان بدون أن يتعرضوا للعتداء عليهم بالقتل أو غيه ..ف حي أنّ
عندنا ف نيويورك مثلً يوجد كل يوم ثانية قتلى ف الشوارع ،مع أن المريكيي ل يسيون
ل خوفا على حياتم ليس ذلك ف نيويورك وحدها ،بل ف باقي ف الشوارع والطرقات لي ً
الوليات المريكية ..فبغم القواني والعقوبات تنتشر الرائم والنرافات انتشارا ميفا،
ولكن المر يتلف ف الجتمع السلم ،كما هو الال ف مصر ،فإيان الناس بدينهم يعلهم
يطبقون تعاليمه بدون خوف من عقوبة أو قانون ،بل إحتراما لبادئهم وعقيدتم .وهذا هو
الفرق بي الجتمع هنا والجتمع ف الغرب حيث ل أمن ول أمان".
وبرغم اقتناعه بالسلم كمنهج حياة ينظم للبشر أسلوب معيشتهم وسلوكياتم -كما رأى
بعينه من انتظام الناس ف العبادة ف شهر رمضان ..وبرغم قراءاته ف الكتب السلمية
الترجة ،ول سيما ترجة معان القرآن الكري وغيها من كتب ،ككتاب "حياة ممد"
للدكتور ممد حسي هيكل ،الذي استخدم فيه السلوب العلمي الدقيق ف الرد على شبهات
الستشرقي حول الرسول وزوجاته الطاهرات ..وبرغم مقابلته مع شيوخ وعلماء الزهر..
163
برغم ذلك كله ل يعلن إسلمه على الفور ..ليس عن عناد فك ٍر وغشاوة قلب ..وإنا لسبب
آخر ...عن ذلك يقول موضحا:
"إنه برغم اقتناعي الكامل بالسلم كدين خات يب أن يؤمن به الناس جيعا فإنن ترددت
أربعة أشهر قبل أن أعلن إسلمي ،لدرس القرار ف تأنّ من جيع جوانبه ..لنه من الصعب
على النسان أن يغي دينه...
بعدها شرح ال صدري للسلم ،فدخلت ف دين ال الق ..وسيت نفسي "مصطفى
مولن" تيمنا باسم الرسول ممد(ص)".
وف نبة سعادة خفية كشفتها عيناه وهي تلمع كوميض الضوء وهو يصرخ قائلً:
"ف لظة اعتناقي للسلم شعرتُ أنن أدخل عالا نورانيا يسمو بالروح والنفس ..وذلك
حينما تسلمت شهادة إشهاري السلم ..قد شعرت بأنن حصلت على أعلى شهادة ف
الدنيا ..وأحسست ف الوقت ذاته أنن ألقيتُ عن كاهلي عبئا ثقيلً من الموم والقلق
والشكوك والشقاء ..نعم شعرت بسعادة غامرة ل أشعر با من قبل".
وعن الرسول ممد (ص) الذي هاجه عندما كان قسيسا قال:
"لقد اقتنعتُ تاما بأن ممدا (ص) هو خات النبياء والرسلي ..واقتنعت بسنته وتشريعاته الت
اتذها الغرب مدخلً للطعن ف رسالته مثل تعدد الزوجات الت اقتنعت تاما بكمتها".
ث أضاف قائلً:
"لقد قمت بعمل عُمرة ،وزُرتُ البيت الرام ،والروضة الشريفة ،وفاضت عيناي بالدموع أمام
قب الصطفى (ص) وقلت لنفسي حينئذ :من أنا حت أقف أمام قب أعظم إنسان عرفته
البشرية ..وشكرت ال تعال أن هدان للسلم".
إن قصة اعتناق السقف المريكي للسلم تبي إل أي مدى ينتشر دين ال ..ف قلعة الكفر
الت ل تعترف بالسلم ول برسوله وتناصبهما العداء ..ولكن عندما تشاء إرادة ال ف هداية
أحد من عباده فل رادّ لشيئته.
الصدر :الانب الفي وراء إسلم هؤلء ممد كامل عبد الصمد
164
165
علماء وأدباء أسلموا
166
وهذا مقال عنه بقلم دزممد يوسف الليفي:
عندما انتهت مراسم الستقبال اللكي لفرعون مصر على أرض فرنسا ..
حلت مومياء الطاغوت بوكب ل يقل حفاوة عن استقباله وت نقله إل جناح خاص ف مركز
الثار الفرنسي ,ليبدأ بعدها أكب علماء الثار ف فرنسا وأطباء الراحة والتشريح دراسة تلك
الومياء واكتشاف أسرارها ,وكان رئيس الراحي والسؤول الول عن دراسة هذه الومياء
الفرعونية هو البوفيسور موريس بوكاي
167
كان العالون مهتمي ف ترميم الومياء ,بينما كان اهتمام رئيسهم( موريس بوكاي) عنهم
متلفا للغاية ,كان ياول أن يكتشف كيف مات هذا اللك الفرعون ,وف ساعة متأخرة من
الليل ..ظهرت نتائج تليله النهائية ..
لقد كانت بقايا اللح العالق ف جسده أكب دليل على أنه مات غريقا!..
وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا ,ث اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه!
لكن ثة أمرا غريبا مازال ييه وهو كيف بقيت هذه الثة دون باقي الثث الفرعونية
الحنطة أكثر سلمة من غيها رغم أنا استخرجت من البحر !..كان موريس بوكاي يعد
تقريرا نائيا عما كان يعتقده اكتشافا جديدا ف انتشال جثة فرعون من البحر وتنيطها بعد
غرقه مباشرة ,حت هس أحدهم ف أذنه قائل ل تتعجل فإن السلمي يتحدثون عن غرق
هذه الومياء..
ولكنه استنكر بشدة هذا الب ,واستغربه ,فمثل هذا الكتشاف ليكن معرفته إل بتطور
العلم الديث وعب أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة ,فقال له احدهم إن قرآنم الذي
يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلمة جثته بعد الغرق ! ..
فازداد ذهول وأخذ يتساءل ..
كيف يكون هذا وهذه الومياء ل تكتشف أصل إل ف عام 1898ميلدية أي قبل مائت
عام تقريبا ,بينما قرآنم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام؟!
وكيف يستقيم ف العقل هذا ,والبشرية جعاء وليس العرب فقط ل يكونوا يعلمون شيئا عن
قيام قدماء الصريي بتحنيط جثث فراعنتهم إل قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟؟؟
168
جلس (موريس بوكاي) ليلته مدقا بثمان فرعون ,يفكر بإمعان عما هس به صاحبه له من
أن قرآن السلمي يتحدث عن ناة هذه الثة بعد الغرق ..بينما كتابم القدس (إنيل مت
ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلم دون أن يتعرض
لصي جثمانه البتة ..وأخذ يقول ف نفسه :هل يعقل أن يكون هذا الحنط أمامي هو فرعون
مصر الذي كان يطارد موسى؟!
وهل يعقل ان يعرف ممدهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه ؟!
ل يستطع (موريس) أن ينام ,وطلب أن يأتوا له بالتوراة ,فأخذ يقرأ ف (سفر الروج) من
التوراة قوله »فرجع الاء وغطى مركبات وفرسان جيع جيش فرعون الذي دخل وراءهم ف
البحر ل يبق منهم ول واحد« ..وبقي موريس بوكاي حائرا
حت النيل ل يتحدث عن ناة هذه الثة وبقائها سليمة بعد أن تت معالة جثمان فرعون
وترميمه ,أعادت فرنسا لصر الومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بقام فرعون! ولكن
(..موريس) ل يهنأ له قرار ول يهدأ له بال ,منذ أن هزه الب الذي يتناقله السلمون عن
سلمة هذه الثة!
فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إل الملكة السعودية لضور مؤتر طب يتواجد فيه جع من علماء
التشريح السلمي..
وهناك كان أول حديث تدثه معهم عما اكشتفه من ناة جثة فرعون بعد الغرق ..فقام
أحدهم وفتح له الصحف وأخذ يقرأ له قوله تعال { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لن خلفك
آية وإن كثيا من الناس عن آياتنا لغافلون } [يونس ]92:
169
رجع (موريس بوكاي) إل فرنسا بغي الوجه الذى ذهب به ..وهناك مكث عشر سنوات
ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق القائق العلمية والكتشفة حديثا مع القرآن
الكري ,والبحث عن تناقض علمي واحد ما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله
تعال {ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد} [فصلت ]43:
كان من ثرة هذه السنوات الت قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن
الكري هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا ,لقد كان عنوان الكتاب (القرآن والتوراة
والنيل والعلم ..دراسة الكتب القدسة ف ضوء العارف الديثة) ..فماذا فعل هذا
الكتاب؟؟
ولقد حاول من طمس ال على قلوبم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردوا على
هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تريج جدل وماولت يائسة يليها عليهم وساوس الشيطان..
وآخرهم الدكتور (وليم كامبل) ف كتابه السمى (القرآن والكتاب القدس ف نور التاريخ
والعلم) فلقد شرق وغرب ول يستطع ف النهاية ان يرز شيئا!..
170
بل العجب من هذا أن بعض العلماء ف الغرب بدأ يهز ردا على الكتاب ,فلما انغمس
بقراءته أكثر وتعن فيه زيادة ..أسلم ونطق بالشهادتي على الل!! فالمد ل الذي بنعمته
تتم الصالات.
يقول موريس بوكاي ف مقدمة كتابه (لقد أثارت هذه الوانب العلمية الت يتص با القرآن
دهشت العميقة ف البداية ,فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبي إل هذا الد من
الدقة بوضوعات شديدة التنوع ,ومطابقتها تاما للمعارف العلمية الديثة ,وذلك ف نص
قد كتب منذ أكثر من ثلثة عشر قرنا!..
نعم وال لو كان من عند غي ال لا تقق قوله تعال ف فرعون { فاليوم ننجيك ببدنك
لتكون لن خلفك آية } كانت حقا آية إلية ف جسد فرعون البال ..تلك الية الت أحيت
السلم ف قلب موريس!...
* ويقول الدكتور الفرنسي موريس بوكاي عن القائق العلمية الت وردت ف القرآن ف آخر
جلة له ف كتابه "دراسة الكتب القدسة ف ضوء العارف الديثة ص 222بعد أن فند
مزاعم التوراة الكاذبة ف التكوين وأثبت خطأها:
171
ACCOUNT OF THE GURANTEE OF AUTHENTICITY ، IT PROVIDES AND
THE PRESENCE IN IT OF SCIENTIFIC STATEMENTS WHICH , WHEN
STUDIED TODAY, APPEAR AS A CHALLENGE TO HUMAN
"EXPLANATION
وترجتها كالت:
(بالنظر إل مستوى العرفة ف أيام ممد فإنه ل يكن تصور القائق العلمية الت وردت ف
القرآن على أنا من تأليف بشر .لذا فمن النصاف تامأ أن ل ينظر فقط إل القرآن على أنه
التنيل اللي فحسب بل يب أن تعطى له منلة خاصة جدا للصالة الت تقدمها العطيات
العلمية الت وردت فيه والت إذا ما درست اليوم تبدو وكأنا تتحدى تفسي البشر).
ويقول أيضا:
"لقد قمت أو ًل بدراسة القرآن الكري ،وذلك دون أي فكر مسبق وبوضوعية تامة باحثًا عن
درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الديث .وكنت أعرف ،قبل هذه الدراسة ،وعن
طريق الترجات ،أن القرآن يذكر أنواعًا كثية من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفت كانت
وجيزة .وبفضل الدراسة الواعية للنص العرب استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد النتهاء
منها أن القرآن ل يتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم ف العصر الديث
وبنفس الوضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القدي والناجيل .أما بالنسبة للعهد القدي
فلم تكن هناك حاجة للذهاب إل أبعد من الكتاب الول ،أي سفر التكوين ،فقد وجدت
مقولت ل يكن التوفيق بينها وبي أكثر معطيات العلم رسوخًا ف عصرنا .وأما بالنسبة
للناجيل ..فإننا ند نصّ إنيل مت يناقض بشكل جلي إنيل لوقا ،وأن هذا الخي يقدم لنا
صراحة أمرًا ل يتفق مع العارف الديثة الاصة بقدم النسان على الرض"( القرآن الكري
والتوراة والنيل والعلم ،ص .)150
"لقد أثارت الوانب العلمية الت يتص با القرآن دهشت العميقة ف البداية .فلم أكن أعتقد
قط بإمكان اكتشاف عدد كبي إل هذا الدّ من الدعاوى الاصة بوضوعات شديدة التنوع
172
ومطابقته تامًا للمعارف العلمية الديثة ،وذلك ف نصّ كتب منذ أكثر من ثلثة عشر قرنًا.
ف البداية ل يكن ل أي إيان بالسلم .وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من
كل حكم مسبق وبوضوعية تامة ("..القرآن الكري والتوراة والنيل والعلم ،ص .)145
" ..تناولتُ القرآن منتبهًا بشكل خاص إل الوصف الذي يعطيه عن حشد كبي من الظاهرات
الطبيعية .لقد أذهلتن دقة بعض التفاصيل الاصة بذه الظاهرات وهي تفاصيل ل يكن أن
تدرك إل ف النص الصلي .أذهلتن مطابقتها للمفاهيم الت نلكها اليوم عن نفس هذه الظاهرة
والت ل يكن مكنًا لي إنسان ف عصر ممد [صلى ال عليه وسلم] أن يكون عنها أدن
فكرة."..
" ..تناولتُ القرآن منتبهًا بشكل خاص إل الوصف الذي يعطيه عن حشد كبي من الظاهرات
الطبيعية .لقد أذهلتن دقة بعض التفاصيل الاصة بذه الظاهرات وهي تفاصيل ل يكن أن
تدرك إل ف النص الصلي .أذهلتن مطابقتها للمفاهيم الت نلكها اليوم عن نفس هذه الظاهرة
والت ل يكن مكنًا لي إنسان ف عصر ممد [صلى ال عليه وسلم] أن يكون عنها أدن
فكرة ("..القرآن الكري والتوراة والنيل والعلم ،ص .)145
" ..كيف يكن لنسان – كان ف بداية أمره أمّيًا ..-أن يصرح بقائق ذات طابع علمي ل
يكن ف مقدور أي إنسان ف ذلك العصر أن يكونا ،وذلك دون أن يكشف تصريه عن أقل
خطأ من هذه الوجهة؟"( القرآن الكري والتوراة والنيل والعلم ،ص .)150
173
-27كيث مور عال الجنة الشهي
نبذة عنه :البوفيسور كيث مور من أكب علماء التشريح والجنة ف العال ,ف عام 1984
إستلم الائزة الكثر بروزا قدّمت ف حقل علم التشريح ف كندا ،جي .سي .ب .جائزة
جرانت من المعية الكندية لختصاصيي التشريح .وجّه العديد من المعيات الدولية ،مثل
المعية الكندية والمريكية لختصاصيي التشريح وملس إتاد العلوم اليوية.
174
ث علي ستي-الثوان.-فتوصل هذا الرجل إل سرعةأعلي من سرعة الضوء.فوقف أستاذ ف
الفيزياء -وهو عضو ف الكاديية الروسية-وهو يقول :لقد كنت كنت أظنن-قبل هذا
الؤتر-من البزين ف علم الفيزياء,وف علم الضوء بالذات,فإذا بعلم أكب من علمي بكثي.ول
أستطيع أن أعتذر عن تقصيي ف معرفة هذا العلم إل أن أعلن أمامكم جيعا أن( أشهدأن ل
إله إل ال وأن ممدا رسول ال).ث تبعه ف ذلك أربعة من الترجي,الذين ماتدثنا معهم علي
الطلق وإنا كانوا قابعي ف غرفهم الزجاجية يترجون الديث من العربية إل الروسية
والعكس,فجاءونا يشهدون أن لإله إل ال وأن ممدا رسول ال.
ليس هذا فحسب وإنا علمنا بعد ذلك أن التلفاز الروسي قد سجل هذه اللقات وأذاعها
كاملة فبلغنا أن أكثر من 37عالا من أشهر العلماء الروس قد أسلموا بجرد مشاهدتم لذه
اللقات.
ليس هذا فحسب..وإنا كان معنا أيضاً كيث مور* وهو من أشهر العلماء ف علم الجنة
ويعرفه تقريبا كل أطباء العال,فهو له كتاب يدرس ف معظم كليات الطب ف العال وقد
ترجم هذا الكتاب لكثر من 25لغة فهو صاحب الكتاب الشهي (The
. )Developing Humanفوقف هذا الرجل ف وسط ذلك المع قائلً:
"إن التعبيات القرآنية عن مراحل تكون الني ف النسان لتبلغ من الدقة والشمول مال يبلغه
العلم الديث ,وهذا إن دل علي شئ فإنا يدل علي أن هذا القرآن ليكن أن يكون إل كلم
ال ,وأن ممدا رسول ال"
.فقيل له :هل أنت مسلم؟!؟.قال:ل ولكن أشهد أن القرآن كلم ال وأن ممدا مرسل من
عند ال.فقيل له:إذا فأنت مسلم,قال :أنا تت ضغوط اجتماعية تول دون إعلن إسلمي
الن ولكن لتتعجبوا إذا سعتم يوما أن كيث مور قد دخل السلم.ولقد وصلنا ف العام
الاضي أنه قد أعلن إسلمه فعلً فلله المد والنة.
175
وف مؤتر العجاز العلمي الول للقرآن الكري والسنة الطهرة والذي عقد ف القاهرة عام
1986وقف الستاذ الدكتور ،كيث مور ( ) Keith Mooreف ماضرته قائلً :
(إنن أشهد بإعجاز ال ف خلق كل طور من أطوار القرآن الكري ،ولست أعتقد أن ممدا r
أو أي شخص آخر يستطيع معرفة ما يدث ف تطور الني لن هذه التطورات ل تكتشف
إل ف الزء الخي من القرن العشرين ،وأريد أن أؤكد على أن كل شيء قرأته ف القرآن
الكري عن نشأة الني وتطوره ف داخل الرحم ينطبق على كل ما أعرفه كعال من علماء
الجنة البارزين).
وهذه شهادته الصورة علي العجاز العلمي ف القرأن الكري:
الزء الولhttp://alhakekah.com/aduio/moore-1-56k[1].ram :
الزء الثانhttp://alhakekah.com/aduio/moore-2-56k[1].ram :
علما أن مراحل خلق النسان (بن آدم ) الت ذكرها القرآن هي سبع مراحل .قال تعال(( :
َولَ َقدْ خَلَقْنَا الِنسَانَ ِمنْ سُللَةٍ ِمنْ طِيٍُ،ثمّ جَعَلْنَاهُ ُنطْفَ ًة فِي قَرَارٍ مَكِيٍُ ،ثمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ َعلَقَةً
حمًا ُثمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَ َر فَتَبَارَكَ
سوْنَا الْعِظَامَ لَ ْ
َفخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ ُمضْغَ ًة َفخَلَقْنَا اْل ُمضْغَةَ عِظَامًا فَ َك َ
اللّهُ َأ ْحسَ ُن الْخَالِقِيَ )) [الؤمنون 12ـ ]14
وقد أثبت علم الجنة هذه الراحل وصحتها وتطابقها مع الراحل الذكورة ف القرآن .وهذه
الراحل هي -1:أصل النسان (سللة من طي) -2النطفة -3العلقة -4الضغة
-5العظام -6الكساء باللحم -7النشأة.
وقد اعتب الؤتر الامس للعجاز العلمي ف القرآن والسنة والذي عقد ف موسكو (أيلول
)1995هذا التقسيم القرآن لراحل خلق الني وتطوره صحيحا ودقيقا وأوصى ف
مقرراته على اعتماده كتصنيف علمي للتدريــس علما أن الستاذ الدكتور كيث مور
))Keith Mooreوهو من أشهر علماء التشريح وعلم الجنة ف العال ورئيس هذا
القسم ف جامعة تورنتو بكندا (والذي كان أحد الباحثي الشاركي ف الؤتر الذكور ) ،
ألف كتابا يعد من أهم الراجع الطبية ف هذا الختصاص ( مراحل خلق النسان _ علم
176
الجنة السريري ) وضمنه ذكر هذه الراحل الذكورة ف القرآن ،وربط ف كل فصل من
فصول الكتاب الت تتكلم عن تطور خلق الني وبي القائق العلمية واليات والحاديث
التعلقة با وشرحها وعلق عليها بالتعاون مع الشيخ الزندان وزملئه.
* بدأت صلتنا بالبفيسور تاجاتات تاجاسون* عندما عرضنا عليه بعض اليات القرآنية
والحاديث النبوية التصلة بجال تصصه ف علم التشريح وبعد أن أجاب على تساؤلتنا قال:
-نن كذلك يوجد ف كتبنا البوذية القدسة أوصافا لطوار الني .
-نن ف شوق لن نقف على ما جاء ف تلك الكتب .
ف لقائنا القادم
* ف العام التال عندما جاء متحنا خارجيا لطلب كلية الطب بامعة اللك عبد العزيز سألنا
عما وعدنا به وف أمانة علمية جديرة بالحترام أجاب
-أقدم لكم اعتذارى عن معلوماتى السماعية لقد أجبتكم دون أن أتأكد من هذه العلومات
ولكن بالرجوع ال تلك الكتب ل أجد شيئا حول ذلك الوضوع .
عندئذً قدمنا له ماضرة كان قد أعدها البفيسور كيث مور أستاذ علم التشريح بامعة تورنتو
بكندا وعنوانا مطابقة علم الجنة لا ف القرآن والسنة وسألناه هل تعرف البفيسور مور ؟
-بالطبع إنه من كبار العلماء الشهورين ف هذا التخصص وهو مرجع عالى وإن لندهش ما
سجله هنا ف هذه الحاضرة .
* ث سألناه عددا من السئلة ف مال تصصه كان من بينها ذلك السؤال التعلق باللد :
-هل هناك مرحلة ينعدم عندها الحساس بأل الرق ؟؟
-نعم إذا كان الرق عميقا ودمر عضو الحساس بالل
177
-حسنا ما رأيك إذن أن القرآن الكري الذى عند تاريخ نزوله على ممد صلي ال عليه
وسلم لكثر من ألف وأربعمائة عام .قد أشار إل تلك القيقة العلمية عندما ذكر الطريقة
الت سيعاقب ال به الكافرين يوم القيامة حيث يقول :
(إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيها
ليذوقوا العذاب )
فالقرآن هنا يقرر أنه عندما ينضج اللد يلق ال للكفار جلدا جديدا كى يتجدد إحساسهم
بالل وذلك تأكيد من جانب القرآن على أن الطراف العصبية الت تعل النسان يشعر بالل
موجودة ف اللد .
-هذا أمر يدعو للدهشة والغرابة حقيقة فتلك معرفة مبكرة جدا عن مراكز الحساس
والعصاب ف اللد ول أدرى كيف ذكر قرآنكم هذا !!
-ترى أيكن أن تكون هذه العلومات قد استقاها ممد نب السلم من مصدر بشرى ؟
-بالطبع ل ففى ذلك الوقت ل تكن هناك معارف بشرية حول هذا الوضوع .
-من أين إذن وكيف عرف ذلك .
-الؤكد عندى هو استحالة الصدر البشرى ولكن أسألكم أنتم من أين تلقى ممد صلي ال
عليه وسلم هذه العلومات الدقيقة .
-من عند ال .
-ال !! ومن هو ال ؟
وبعد أن شرحنا له الفهوم السلمى للفظ الللة العظم راقته تلك الرؤية وعاد ال بلده
ليحاضر عن هذه الظاهرة القرآنية الت عايشها وتأثر با حت جاء موعد الؤتر الطب السعودى
الثامن واستمع ف الصالة الكبى الت خصصت للعجاز على مدى أربعة أيام لكثي من
العلماء ول سيما غي السلمي ياضرون عن ظاهرة العجاز العلمى وف ختام جلسات الؤتر
وقف البوفيسور (تاجاتات تاجاسون) يعلن -:بعد هذه الرحلة المتعة والثية فإن أؤمن أن
كل ما ذكر ف القرآن الكري يكن التدليل على صحته بالوسائل العلمية وحيث أن ممدا نب
178
السلم كان أميا إذن لبد أنه قد تلقى معلومات عن طريق وحى من خالق عليم بكل شئ .
وإنن أعتقد أنه حان الوقت لن أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال.
نبذة عنه:
*البوفيسور تيجاتات تيجاسون رئيس قسم علم التشريح ف جامعة شيانك مي ،تايلند وقد
أدل بشهادته بأن هذا الكلم ليكن أن يصدر من بشر وبعد ذلك نطق بالشهادتي.
شهادته الصورةhttp://alhakekah.com/aduio/tejasen-1- :
56k[1].ram
العال البوفسيور الفريد كروني من أشهر علماء اليولوجيا ف العال ..حضر مؤترا
جيولوجيا ف كلية علوم الرض ف جامعة اللك عبد العزيز ..قلت له :هل عندكم حقائق
أن جزيرة العرب كانت بساتي وأنارا -هذه الصحراء الت ترونا كانت قبل ذلك بساتي
وحدائق فقال :نعم هذه مسألة معروفة عندنا ..وحقيقة من القائق العلمية وعلماء
اليولوجيا يعرفونا ..لنك إذا حفرت ف أي منطقة تد الثار الت تدلك على أن هذه
الرض كانت مروجا وأنارا ,والدلة كثية ..فقط لعلمكم منها قرية الفاو الت اكتشفت
تت رمال الربع الال ..وهناك أدلة كثية ف هذا .قلت له :وهل عندك دليل على أن بلد
العرب ستعود مروجا وأنارا ؟ ..قال هذه مسألة حقيقية ثابتة نعرفها نن اليولوجيون
ونقيسها ونسبها ,ونستطيع أن نقول بالتقريب حت يكون ذلك ..وهي مسألة ليست عنكم
ببعيدة وهي قريبة ..قلت :لاذا ؟ قال :لننا درسنا تاريخ الرض ف الاضي فوجدنا أنا تر
179
بأحقاب متعددة من ضمن هذه الحقاب التعددة ..حقبة تسمى العصور الليدية .وما معن
العصر الليدي ؟ معناه :أن كمية من ماء البحر تتحول إل ثلج وتتجمع ف القطب التجمد
الشمال ث تزحف نو النوب وعندما تزحف نو النوب تغطي ما تتها وتغي الطقس ف
الرض ,ومن ضمن تغيي الطقس تغيي يدث ف بلد العرب ,فيكون الطقس باردا ,
وتكون بلد العرب من أكثر بلد العال أمطارا وأنارا .وكنت أربط بي السيول والمطار ف
منطقة أبا وبي تلك الت تدث ف شال أوروبا وأنا أتأمل فيما يقول قلت له :تأكد لنا هذا
قال :نعم هذه حقيقة ل مفر منها ! قلت له :اسع من أخب ممدا صلى ال عليه وسلم
بذلك ,هذا كله مذكور ف حديث رواه مسلم يقول صلى ال عليه وسلم ( :ل تقوم الساعة
حت تعود أرض العرب مروجا وأنارا ) من قال لحمد صلى ال عليه وسلم أن أرض العرب
كانت مروجا وأنارا ؟! ففكر وقال :الرومان ..فقلت له :ومن أخبه بأن أرض العرب
ستعود مروجا وأنارا ..ففكر وفكر وقال ( :فيه فوق !! ) وهنا قلت له :اكتب ..فكتب
بطه لقد أدهشتن القائق العلمية الت رأيتها ف القرآن والسنة ول نتمكن من التدليل عليها
إل ف الونة الخية بالطرق العلمية الديثة وهذا يدل على أن النب ممدا صلى ال عليه
وسلم ل يصل إل هذا العلم إل بوحي علوي ..قال الزندان :أيها الخوة الكرام :هذا
موقف اللحد الكبي اللان وقد تضاعف شعوري بسئولية المة السلمية أمام دينها ,وأنا
أرى قيادات العال الكبار ما أن تقوم لم القائق حت يسلموا ..ليس فقط يسلموا بل
وينشروا ويكتبوا ف كتبهم دون مبالة فقلت ف نفسى :لو أن هناك عمل جادا من أمة
السلم ومن الامعات فلن تر عشر سنوات إل وثلث علماء الرض ف عشر سنوات أو
خس عشرة سنة من السلمي .وال هذا اللان مامر بين وبينه سوى ساعتي ونصف ساعة
حت قال هذا كله ..وهذا عملق من عمالقة العلم .ويكتب هذا ويقره وهذا يدل على أن
هناك علما واحدا وحقيقة واحدة وإلا واحدا وأن هناك حركة وعمل من السلمي وجد إن
بيدنا الق الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه إن هذا العصر عصر خضع فيه كل
شيء للعلم ,ولكننا ف بدايات عصر خضوع العلم للسلم وللقرآن الق قال تعال :
س ِهمْ حَتّى يَتَبَيّنَ َل ُهمْ أَنّهُ اْلحَقّ َأ َوَلمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلَى
( سَُنرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ َوفِي أَن ُف ِ
180
كُلّ شَيْءٍ َشهِيد ) سورة فصلت 53 :
نبذة عنه:
*البوفيسورألفريد كروني أحد أكب جيولوجيي العال الشاهي ,وهو أستاذ علم طبقات
الرض ورئيس قسم علم طبقات الرض ف معهد جوسيينسيس ،جامعة يوهانز جوتينبيج ،
مين ،ألانيا .قال :من أين جاء ممد بذا . . .أعتقد إنه من شبه الستحيل بأنّه كان يكن
أن يعرف حول هذه الشياء مثل الصل الشترك للكون ،لن العلماء إكتشفوا ذلك فقط
ضمن السنوات القليلة الاضية ،بالطرق التقنية العقّدة والتقدّمة جدا .
181
-30الدكتور الفرنسي علي سليمان بنوا
أنا دكتور ف الطب وأنتمي إل أسرة فرنسية كاثوليكية .وقد كان لختياري لذه الهنة أثره
ف انطباعي بطباع الثقافة العلمية البحتة وهي ل تؤهلن كثيا للناحية الروحية.
ل يعن هذا أنن ل أكن أعتقد ف وجود اله ،إل أنن أقصد أن الطقوس الدينية النصرانية
عموما والكاثوليكية بصفة خاصة ،ل تكن لتبعث ف نفسي الحساس بوجوده ،وعلى ذلك
فقد كان شعوري الفطــري بوحدانية ال يول بين وبي اليان بعقيدة التثليث ،وبالتال
بعقيدة تأليه عيسى السيح.
كنت قبل أن أعرف السلم مؤمنا بالقسم الول من الشهادتي (ل اله إل ال) وبذه اليات
من القــرآن
{قل هو ال أحد * ال الصمد * ل يلد ول يولد * ول يكن له كفوا أحد } .
لذا فإنن أعتب أن اليان بعال الغيب وما وراء الادة هو الذي جعلن أدين بالسلم .على أن
هناك أسبابا أخرى حفزتن لذلك أيضا ،منها مثل ،أنن ل أستسيغ دعوى الكاثوليك أن من
سلطانم مغفرة ذنوب البشر نيابة عن ال ،ومنها أنن ل أصدق مطلقا ذلك الطقس
الكاثوليكي عن العشــاء الربان والبز القدس ،الذي يثل جسد السيح عيسى ،ذلك
الطقس الطوطمي الذي ياثل ما كانت تؤمن به العصور الول البدائية ،حيث كانوا يتخذون
لم شعارا مقدسا ،يرم عليهم القتراب منه ،ث يلتهمون جسد هذا القدس بعد موته حت
تسري فيهم روحه!!!.
وما كان يباعد بين وبي النصرانية ،أنا ل توي ف تعاليمها شيئا يتعلق بنظافة وطهارة البدن،
ل سيما قبل الصلة ،فكان ييل ل أن ف ذلك انتهاكا لرمة الرب ،لنه كما خلق لنا الروح
فقد خلق لنا السد كذلك ،وكان حقا علينا أل نمل أجسادنا.
182
ونلحظ كذلك أن النصرانية التزمت الصمت فيما يتعلق بغرائز النسان الفسيولوجية ،بينما
نرى أن السلم هو الدين الوحيد الذي ينفــرد براعاة الطبيعة البشرية.
أما مركز الثقل والعامل الرئيسي ف اعتناقي للسلم ،فهو القرآن .بدأت قبل أن أسلم ،ف
دراســته ..وأن مدين بالشي الكثي للكتاب العظيم الذي ألفه مستر مالك بن نب وأسه
"الظاهرة القرآنية" فاقتنعت بأن القرآن كتاب وحي منل من عند ال.
إن من بي آيات هذا القرآن الذي أوحى ال به منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ما يمل نفس
النظريات الت كشفت عنها أحدث الباث العلمية.
كان هذا كافيا لقنا عي وإيان بالقسم الثان من الشهادتي (ممد رسول ال).
وهكذا تقدمت يوم 20فباير سنة 1953م إل السجد ف باريس وأعلنت إيان
بالسلم وسجلن مفت مسجد باريس ف سجلت السلمي وحلت السم الديد" علي
سلمان".
إنن أشعر بالغبطة الكاملة ف ظل عقيدت الديدة وأعلنها مرة أخرى " أشهد أن ل اله إل ال،
وأن ممدا عبده ورسوله" .
183
-31العال الجري عبدالكري جرمانيوس
184
ويكتشف جرمانوس العلقة الوثيقة بي اللغة العربية وبي السلم ،ويتعلق بلغة القرآن إل
درجة اليام با ،فيقول:
"لقد تنيت أن أعيش مائة عام ،لحقق كل ما أرجوه لدمة لغة القرآن الكري ،فدراسة لغة
الضاد تتاج إل قرن كامل من الترحال ف دروب جالا وثقافتها"(-هؤلء الثقفون اختاروا
السلم) ممد عثمان ص (-)36
185
القاهرة والسعوديّة نشر نتائجها ف ملّدين :شوامخ الدب العرب ( ،)1952ودراسات ف
التركيبات اللّغوية العربيّة (.)1954
وربيع عام 1955عاد ليقضي بضعة أشهر ف القاهرة والسكندريّة ودمشق بدعوة من
الكومة ليحاضر بالعربيّة عن الفكر العربّ العاصر ،وعن صور من الدب الجريّ ،ثّ رجع
إل الشرق العربّ ف شتاء ،1958لستكمال مصادر كتابه الديد عن أدبائه العاصرين.
والذي صدرت بعض فصوله ،وفيها قصص الكتّاب العاصرين .وقد انتخب عضوا ف الجمع
ل للمجمع اللّغويّ بالقاهرة ( ،)1956وف الجمع العلميّ اليطال( ،)1952ومراس ً
العراقي (.)1962
إرهاصات اعتناقه السلم:
يروي الدكتور "عبد الكري جرمانوس" خلفيّات اهتدائه إل السلم فيقول" :كان ذلك ف
عصر يوم مطي ،وكنتُ ما أزال ف سنّ الراهقة ،عندما كنتُ أقلّب صحائف ملّة مصوّرة
قدية ،تتلط فيها الحداث الارية مع قصص اليال ،مع وصف لبعض البلد النائية؛ بقيت
بعض الوقت أقلّب الصحائف ف غي اكتراث إل أن وقعت عين فجأة على صورة لوحة
خشبيّة مفورة استرعت انتباهي ،كانت الصورة لبيوت ذات سقوف مستوية تتخلّلها هنا
وهناك قباب مستديرة ترتفع برفق إل السماء الظلمة الت شقّ اللل ظلمتها..
ملكت الصورة عليّ خيال ..وأحسستُ بشوق غلّب ل يقاوم إل معرفة ذلك النور الذي
كان يُغالب الظّلم ف اللّوحة ..بدأتُ أدرس اللّغة التركيّة ،ومن ثّ الفارسيّة فالعربيّة.
وحاولتُ أن أتكّن من هذه اللّغات الثلث حتّى أستطيع خوض هذا العال الروحيّ الذي نشر
هذا الضوء الباهر على أرجاء البشريّة".
وف إجازة صيف كان من حظّه أن يُسافر إل البوسنة وهي أقرب بلد شرقيّ إل بلده .وما
كاد ينل أحد الفنادق حتّى سارع إل الروج لشاهدة السلمي ف واقع حياتا ..حيث
خرج بانطباع مُخالف لا يُقال حول السلمي ..وكان هذا هو أوّل لقاء مع السلمي .ثّ
مرّت به سنوات وسنوات ف حياة حافلة بالسفار والدراسات ،كان مع مرور الزّمن تتفتّح
عيونه على آفاق عجيبة وجديدة.
186
ورغم تطوافه الواسع ف دنيا ال ،واستمتاعه بشاهدة روائع الثار ف آسيا الصغرى وسوريا،
وتعلّمه اللّغات العديدة وقراءاته للف الصفحات من كتب العلماء ،قرأ كلّ ذلك بعي
فاحصة" :ورغم كلّ ذلك فقد ظلّت روحي ظمأى" كما يقول.
أثناء وجوده ف الند ،وف ذات ليلة رأى ـ كما يرى النائم ـ كأنّ ممّدا رسول ال صلى
ال عليه وسلم ياطبه بصوت عطوف" :لاذا الية؟ إنّ الطريق الستقيم أمامك مأمون مهّد
مثل سطح الرض .سرْ بطى ثابتة وبقوّة اليان" ..وف يوم المعة التالية ،وقع الدث
العظيم ف مسجد المعة ف دليّ ..حينما أشهر إسلمه على رؤوس الشهاد..
وعن تلك اللّحظات الفعمة بالحاسيس يتذكّر "الاج عبد الكري جرمانوس" فيقول" :كان
التأثّر والماس يعمّان الكان ،ول أستطيع أن أتذكّر ماذا كان ف ذلك الي ..وقف الناس
أمامي يتلقّفونن بالحضان .كم من مسكي مهد نظر إلّ ف ضراعة ،يسألن "الدعوات"
ويريد تقبيل رأسي ،فابتهلتُ إل ال أن ل يدع هذه النفوس البيئة تنظر إلّ وكأنّي أرفع منها
قدرا ،فما أنا إلّ حشرة من بي حشرات الرض ،أو تائه جا ّد ف البحث عن النور ،ل حول
ل ول قوة ،مثل غيي من الخلوقات التعيسة ..لقد خجلتُ أمام أنّات وآمال هؤلء الناس
الطيّبي ..وف اليوم التال وما يليه كان الناس يفدون عليّ ف جاعات لتهنئت،ونالن من مبّتهم
وعواطفهم ما يكفين زادا مدى حيات.
من آثاره:
إضافة إل ما ورد ف ثنايا البحث ،من عناوين مؤلّفاته ،فقد ترك تراثا علميّا زاخرا بالعمق
والتنوّع :قواعد اللّغة التركيّة ( ،)1925والثورة التركيّة ،والقوميّة العربيّة (،)1928
والدب التركيّ الديث ( ،)1931والتيّارات الديثة ف السلم( ،)1932واكتشاف
الزيرة العربيّة وسوريا والعراق وغزوها ( ،)1940ونضة الثقافة العربيّة (،)1944
ودراسات ف التركيبات اللّغويّة العربيّة ( ،)1954وابن الروميّ ( ،)1956وبي
الفكّرين ( ،)1958ونو أنوار الشرق ،ومنتخب الشعراء العرب ( ،)1961وف الثقافة
السلمية ،وأدب الغرب ( ،)1964وكان يعدّ ثلثة كتب عن :أدب الجرة ،والرحّالة
العرب وابن بطّوطة ،وتاريخ الدب العربّ.
187
-32عال الجتماع النليزي حسي روف
يلحظ التتبع لركة انتشار العقيدة السلمية ،ف الدول الوربية والمريكية ،أن نسبة كبية
من الذين استجابوا لدعوتا ف هذه الدول ،من علماء الجتماع ،والعاملي ف مالت
الصلح الجتماعي وذلك لا تتطلبه الدراسات الت يتناولا أولئك العلماء والصلحون
الجتماعيون من تعرض دائم للعقائد والذاهب الجتماعية ،وخاصة من حيث تأثيها ف
الجتمعات ،وقدرتا على معالة الشكلت الت تعرض للفراد والماعات والسهم ف
تفيف حدثها ،والرتقاء بالقيم والسلوكيات الجتماعية.
وف معرض هذه الدراسات الت تستخدم فيها طريقة التحليل ،وأسلوب الوازنة والقارنة
تتجلى أهداف السلم السامية ،وفضائله الكبى فتجتذب النفوس العاقلة ،وتتفتح لا القلوب
الواعية.
وكان “حسي روف” واحدا من الجتماعيي النليز ،الذين درسوا الديان والذاهب
الجتماعية الختلفة ،دراسة متأنية متعمقة فبهرته عظمة السلم ،وسو أهدافه ومبادئه ،وقدرته
الارقة على مواجهة التاعب والشكلت الت يعانيها الفراد والجتمعات ،وملءمته العجيبة
لختلف البيئات والضارات على تباينها واختلفها.
وكان طبيعيّا أن يبادر إل اعتناق هذا الدين النيف ،والدعوة _بكل طاقته_ إليه ،وتبصي
مواطنيه ببادئه وأهدافه ،وتفنيد ما يوجهه إليه أعداؤه _كذبا وبتانا_ من ُتهَم باطلة.
وقد بدأ “روف” بدراسة عقيدت أبويه… وكان أحدها مسيحيا والخر يهوديّا… ث انتقل
إل دراسة العقيدة الندوسية ،وفلسفتها ،وخاصة تعاليمها الديثة عند “يوبانيشادو
فيدانتا”… ث درس العقيدة البوذية ،مع مقارنتها ببعض الذاهب اليونانية القدية .كما درس
بعض النظريات والذاهب الجتماعية الديثة ،وخاصة أفكار الفيلسوف الروسي
“ليوتولستوي”.
188
ومن العجيب حقا أن اهتمامه بدراسة السلم جاءت متأخرة ،بالنسبة للديان والعقائد
الخرى ،برغم إقامته ف بعض البلد العربية… وكان أول تعرّف له عليه خلل قراءاته لترجة
للقرآن الكري وضعها “رودويل” إل أنه ل يتأثر با ،لنا ل تكن ترجة أمينة صادقة ،وكان
شأنا ف ذلك شأن كثي من الترجات الماثلة الت يشوبا الهل أو الغراض العدائية والت
صدرت بعدة لغات أجنبية.
غي أنه _لسن حظه _ التقى بأحد الدعاة الثقفي إل السلم ،الذين يتقدون حاسا له،
وإخلصا ف تبليغه للناس ،فقام بتعريفه لبعض حقائق السلم ،وأرشده إل إحدى النسخ
الترجة لعان القرآن الكري ،ترجها أحد العلماء السلمي ،وأضاف إليها تفسيا واضحا
مقنعا بُن على النطق والعقل ،فضلً عن توضيح العان القيقية الت تعجز عن إبرازها اللغة
النليزية… كما أرشده إل بعض الكتب السلمية الخرى الت تتسم بالصدق والبهان
الساطع… فأتاح له كل ذلك أن يُكوّن فكرة مبدئية عن حقيقة السلم قد أثارت رغبته ف
الستزادة من العرفة به وببادئه وأهدافه عن طريق الصادر العلمية غي الغرضة.
وقد أكدت صلته ببعض الماعات السلمية ،ودراسة لحوالم عن كثب ،ومدى تأثي
السلم ف سلوكهم وروابطهم ،فكرته البدئية عن عظمة السلم ،فآمن به كل اليان…
تعالوا معنا نستمتع با قاله ف وصفه لتلك التجربة الت شجعته على اعتناق هذا الدين النيف:
“ذات يوم من عام 1945دُعيت لشاهدة صلة العيد ،وتناول الطعام بعد الصلة ،فكان
ف ذلك مناسبة طيبة لرى عن كثب ذلك الشد العالي من متلف بلد العال ،ومتلف
الطبقات الجتماعية ،ومن متلف اللوان… هناك قابلت أميا تركيا وإل جواره كثي من
العدمي ،جلسوا جيعا لتناول الطعام معا ،ل تلمح ف وجوه الغنياء امتعاضا أو تظاهرا
كاذبا بالساواة ،كذلك الذي يبدو على الرجل البيض ف حديثه إل جاره السود ،ول ترى
189
بينهم من يعتزل الماعة أو ينتحي فيها ركنا قصيا ،كما ل تلمح بينهم ذلك الشعور الطبقي
السخيف الذي يكن أن يتخفى وراء أستار مزيفة من الساواة”.
ث استطرد يقول:
“ليس هناك مال لشرح كل أمور الياة الت وجدت ف شرائع السلم من حلول ،ل أجده
ف غيه ،ويكفي أن أقول إنن _بعد تفكي وتدبر _ رأيتن أهتدي إل اليان بذا الدين ،بعد
دراست لميع الديان الخرى العروفة ف العال ،بدون أن أقتنع بأي واحد منها”.
ولا جاء بعض الناس ليقول ل :إن باعتناقي للسلم أكون قد سلكتُ طريق التخلف،
ابتسمت سخرية لهلهم ،وخلطهم بي القدمات والنتائج”.
ث تساءل قائلً:
“هل يوز للعال أن يكم على السلم بقتضى ما أصابه من انلل لظروف خارجة
عنه؟… وهل يوز الط من قيمة الفن العظيم الذي صاحب عصر النهضة الوربية ،بسبب
اللوحات المسوخة ف أرجاء العمورة ف أيامنا هذه؟… حسبنا أن نعلم أن اعظم العقول
وأكثرها تقدما ف جيع العصور كانت كلها تنظر بكل تقدير إل الثقافة السلمية ،الت ل
تزال أكثر للئها مكنوزة ل يتوصل الغرب بعد إليها”.
190
ث أشاد بأخلق السلمي القيقيي وكرمهم ،وقدرة السلم على علج مشكلة التفاوت
الجتماعي بقوله:
“لقد سافرت إل أقطار كثية ف أناء العمورة ،وأُتيحت ل الفرصة لرى كيف يستقبل
الغريب ف كل مكان ،وأن أعرف كيف يكون إكرامه أول ما يطر على البال ..وكيف
يكون التصرف معه؟ ..وعن الفائدة الت قد تأت من مساعدته ،فلم أجد من غي السلمي من
يدانيهم ف إكرام الغريب والعطف عليه من غي مقابل…
كان يدين بالسيحية شأن أسرته الت ل تعرف عن الدين شيئا إل أنا مسيحية بالوراثة..
وهكذا نشأ هو خال النفس من أية عقيدة يؤمن با حق اليان ..ولكن بدأت سات نضجه
الفكري تتضح بعد حصوله على شهادة الـ " "A-Bف الداب النليزية حيث كان يدرس
الدب النليزي ف جامعة "أكسفورد" إنلترا ..فقد أخذ ينقب ف كتب التراث عن
الديانات النتشرة ف العال ليقرأ عنها جيعا ،فاستوقفه دين السلم كشريعة لا منهاج يتفق
مع النطق والعقل ،وآداب تستسيغها النفس والوجدان ،فاستشعر حينئذ أنه قد وجد نفسه مع
هذا الدين الذي يتفق مع فطرة النسان حيث يعب عن ذلك بقوله:
"لقد وجَدتُ ف السلم ذات الت افتقدتا طوال حيات ،وأحسست وقتها أن إنسان لول
مرة ،فهو دين يرجع بالنسان إل طبيعته حيث يتفق مع فطرة النسان".
191
ويذكر أنه قد أشهر إسلمه على يد شيخ جزائري اسه الشيخ "أحد العلوي" ،التقى به ف
سويسرا الت كان يعمل با مدرسا ،بعدها قام بتغيي اسه من "مارتن لنجز" ال اسم "أب بكر
سراج الدين".
ث ماذا…؟ هل هناك أسباب أو دوافع أخرى وراء اعتناقه السلم؟ ..يهز برأسه ويرد قائلً:
نعم ..إن ما أثر عليّ وجعلن أهتم بالسلم هو كتب مؤلف كبي كان مثلي اعتنق السلم
وأصبح من قمم التصوفة ،إنه الشيخ "عبد الواحد يي" ..لقد تأثرت بكتبه الت صنفها عن
السلم ،حت أنن ل أقرأ كتبا من قبل ف مثل عظمة كُتُبِه ،ما دفعن لن أسعى لقابلة مَن
كان سببا ف إسلمي ،فجئت إل مصر حيث كان يعيش فيها وقتئذ".
ث يضيف فيقول“ :لقد استفدت منه كثيا ..فقد كان بق عالا عاملً بعلمه ..وأكثر ما
تعلمته منه الزهد ف الدنيا وهو ما تسمونه أنتم "التصوف" ”.
ث يصمت برهة ليوضح بعدها ما يعنيه فيقول“ :إن الرسول ممد (ص) لص معن التصوف
كله ف حديثه الشريف( :كُن ف الدّنيا كأنّك غَريبٌ أو كعابر سبيل) ..أو ما قاله ف حديث
شريف آخر ..( :إنّما أنا والدنيا كَراكب استظل تت شجرة ّث راح وتركها) ..هذا هو
مفهوم التصوف الذي تعلمته من الشيخ عبد الواحد يي”.
ولكن إل أي شيء قَادَك التصوف؟ ..سؤال آخر يُطرح عليه ليجيب عنه أيضا على الفور ف
تمس التيقن باليان:
مايكل وُلفي« :أمضيت ف مراكش فترة لتعلم مناسك الج وكان السلمون هناك كرماء
معي».
كانت الرحلة اليانية الت قادت الكاتب الميكي مايكل وُلفي سيكتر ال اعتناق السلم
متلفة عن الرحلت اليانية الت اصطحبناها ف ملف "السلمون الدد" اذ ان صاحبنا الذي
نتابع رحلته اليانية اليوم تثلت فيه الديانات السماوية الثلث ،فأمه مسيحية ووالده يهودي
وهو مسلم .فهكذا سنصطحب اليوم سيكتر ف رحلته اليانية لنتأمل تشعباتا وطرقها
الختلفة.
وكان سيكتر الكاتب الميكي يعلم انه مهما اوت من قوة ل يستطيع الوصول ال الكعبة
الشرفة بكة الكرمة اذا ل يعتنق السلم لن السجد الرام يرم دخوله لغي السلمي .فكان
قراره بعد اعتناقه السلم الذهاب ال مكة الكرمة لداء فريضة الج وهي ركن من اركان
السلم المسة ،ومنها ايضا مشاهدة الكعبة الشرفة الت يتوجه اليها اكثر من مليار مسلم
خس مرات ف اليوم لداء فرض صلواتم الكتوبة .ولا كان يعلم سيكتر باستحالة ذهابه ال
زيارة الكعبة بكة الكرمة قبل اسلمه ،فإن اسلمه قد وفر له سانة تقيق حلمه القدي .من
193
هنا كتب سيكتر كتابا عن رحلته اليانية ال الج ساه "الج ال مكة" باللغة النليزية
وصف فيه هذه الرحلة وصفا دقيقا .واستعرض فيه كافة الوانب الهمة التعلقة بشعائر الج.
يصف مايكل وُلفي ف كتابه "الج ال مكة" تثيل عملية دخول ريتشارد بيتون خلسة داخل
الكعبة ف وسط السجد الرام بكة الكرمة بأنه يظل عمل بطوليا وشجاعا ،لنه عرض نفسه
للخطر اذا اكتشف السلمون خداعه لقتلوه .ولكن مايكل وُلفي ليس ف حاجة ال ان يتنكر
او يتخفى عند دخول السجد الرام والطواف حول الكعبة الشرفة لنه مسلم ملص لسلمه
كغيه من السلمي ف هذه الدينة القدسة.
الرث الروحي:
وقال مايكل وُلفي انه عندما اخب احد اصدقائه العرب بارثه الروحي ،حيث انه ورث
السيحية من امه واليهودية من والده ،ومن ث اختار هو اعتناق السلم .فقال له صديقه العرب
متعجبا "انت جعت كل شيء ،يقصد انه جع الديان السماوية الثلث ف شخصه ،ما جعله
يتظاهر بالحتشام والتواضع".
وأضاف مايكل وُلفي :انن اوضحت لسنوات طويلة بأنن شخص عادي .وانن شخص ورث
من امه ووالده ديانتي ساويتي ،فوجد ان الشكلة ليست مع موسى او مع عيسى عليهما
194
السلم .وان حيات ببساطة وصلت ال اقصى مداها مع هاتي الديانتي ،وهناك صوت حقيقي
ظل ينادين ال تغيي دين وحريص على هدايت.
رحلة الج:
ويذهب مايكل وُلفي ال انه بعد اعتناقه السلم بدأ يفكر جديا ف تأدية الركن الامس من
اركان السلم ،وهو حج البيت لن استطاع اليه سبيل .وهذا الركن يأت بعد شهادة ان ل إله
ال ال وان ممدا رسول ال وايقام الصلة وايتاء الزكاة وصوم رمضان .لذا قررت الج ال
بيت ال الرام ف مكة الكرمة .وبدأت استعد للسفر ال مكة الكرمة وأغادر منل ف
كاليفورنيا.
ول يسافر مايكل وُلفي مباشرة من كاليفورنيا ال الملكة العربية السعودية ،فكان الزء الول
من كتابه "رحلة ال الج" وصفا لبتهاجه وتليله وسط الغاربة قبل النضمام ال فوج الج
الغرب .وف مراكش بدأ اجراءات الستعداد للحج وفقا لتعاليم دينه الديد.
وقال مايكل وُلفي :امضيت ف مراكش فترة اتعلم مناسك الج .وكانت معاملة السلمي ل
طيبة للغاية وعطوفة .كما انم كانوا كرماء معي.
كما ان مايكل وُلفي تطرق ف كتابه هذا ال وصف العمران والتوسعة الت شهدها السجد
الرام لستقبال هذه العداد التزايدة من ضيوف الرحن.
195
وحرص مايكل وُلفي على تقدي وصف دقيق للكعبة الشرفة والسجد الرام والشاعر القدسة
ليعطي صورة متكاملة عن البيت العتيق لغي السلمي ،فلذلك اكثر من الوصف والرسم لشرح
تفصيلي لبيت ال الرام وبتركيز على الكعبة الشرفة وطواف الشواط السبعة حولا .ولكنه
كان يتمن لو اتيح له رؤية الكعبة من الداخل.
كانت هذه الرحلة اليانية ال الج بثابة امنية لايكل وُلفي طال انتظارها وتققت بعد
اسلمه ،الذي يرى انه جاء بعد دراسة عميقة ،خاصة انه ل يكن يعان من خواء روحي ،بل
انه كان يعان من زخم ارث روحي قاده ال التفكي الدي الذي ف ناية الطاف ادى ال
اعتناقه الدين السلمي بعد دراسة ومقارنة بي الدين السلمي والديانات الخرى ،فاطمأن
قلبه لليان وتققت تشوقاته لزيارة بيت ال الرام.
منذ طفولت وأنا أشعر بدافع ف داخل نفسي لدراسة السلم ما وجدت ال ذلك سبيل ،
وعنيت بقراءة نسخة مترجة للقرآن ف مكتبة الدينة الت نشأت فيها ،وكانت هي الطبعة الت
حصل منها " جوته" على معلوماته عن السلم
أخذ من العجاب كل مأخذ لا رأيته ف هذا القرآن من أسلوب عقلي رائع ف نفس الوقت
الذي يفرض فيه التعاليم السلمية ،كما أدهشن تلك الروح الثابرة الوثابة العظيمة الت
أثارتا وأذكتها هذه التعاليم ف قلوب السلمي الوائل
196
ث أتيحت ل ف برلي فرصة العمل مع السلمي والستمتاع ال الحاديث الماسية الثية الت
كان يقدمها مؤسس أول جعية اسلمية ف برلي ومنشئ مسجد برلي ،عن القرآن الكري ،
وبعد سنوات من التعاون العملي مع هذه الشخصية الفذة لست فيها ما يبذله من ذات نفسه
وروحه ،آمنت بالسلم ،اذ رأيت ف مبادئه السامية والت تعتب القمة ف تاريخ الفكــر
البشري ،مايكمل آرائي شخصيا
واليان بال عقيدة أصيلة ف دين السلم ،ولكنه ل يدعوا ال مبادئ أو عقائد تتناف مع
العلم الديث ،وعلى هذا فليس ثت تناقض ما بي العقيدة من جانب وبي العلم من الانب
الخــر ،وهذه ول شك ميزة عظيمة فريدة ف نظر رجل أسهم بكل طاقته ف البحث
العلمي
وميزة أخرى يتاز با الدين السلمي ،تلك أنه ليس مرد تعاليم نظرية صماء تسي على غي
بصية وعلى هامش الياة ،انا هو يدعو ال نظام تطبيقي يصبغ حياة البشر ،وقواني
السلم ليست بالتعاليم البية الت تتجز الريات الشخصية ،ولكنها توجيهات وارشادات
تؤدي ال حرية فردية منظمة
ومع توال السني كنت أزداد اقتناعا با يتبي ل من الدلة على أن السلم يسلك أقوم سبيل
ف اللئمة بي شخصية الفرد وشخصية الماعة ويربط بينهما برباط قوي متي
انه دين الستقامة والتسامح ،انه دائم الدعوة ال الي ،يض عليه ويرفع من شأنه ف جيع
الحوال والناسبات.
197
[ويليام بيكارد حاصل على شهادة البكالوريوس ف الفنون والداب (كانتاب) ،والدكتوراه ف
ف واسع الشهرة .من ضمن أعماله :ليلى والجنون ،ومغامرات الدب (لندن) ،وهو مؤلّ ٌ
القاسم ،والعال الديد ،ومؤلّفاتٌ أخرى" ].قَالَ رسول ال صَلّى اللّهُ عَلَْيهِ وَسَّلمَ :كُلّ َم ْولُودٍ
يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأََبوَاهُ ُي َهوّدَانِهِ َأوْ يَُنصّرَانِهِ َأوْ ُي َمجّسَانِهِ".
ل أُدرك حقيقةأنّي وُلِدت على فطرة السلم إلّا بعد مضيّ العديد من السني .ففي الدرسة
والامعة كنت مشغولً -وربا بقوّة -بقضايا اللحظة النيّة وشؤونا .ل أكن أعتب مهنت ف
تلك اليام مهنةً لمعة ،ولكنّها كانت ف تطوّر .ووسط ميطٍ مسيحيّ تعلّمت عن الياة
الطيّبة ،وكان اليان بال تعال والعبادة والق من المور الّت تسرّن .وإن كنت أُقدّس أيّ
شي ٍء فإنّ ذلك كان هو النُبل والشّجاعة.
أنا القادم من كامبيدج ،ذهبت إل أواسط أفريقيا ،حيث حصلت على تعييٍ ف إدارة
الوصاية على أوغندا .كان وجودي هناك متعا ومثيا أكثر ما كنت أحلم به ف بريطانيا،
وكنت مبا -تبعا للظروف الحيطة -أن أعيش وسط الخوّة السوداء من النسانيّة ،ويكنن
القول بأنّي تعلّقت بم بحبةٍ بسبب بساطة نظرتم السعيدة للحياة .لقد شدّن الشّرق دائما.
ففي كامبيدج قرأت "الليال العربيّة"؛ ووحيدا ف أفريقيا قرأت "الليال العربيّة"؛ ووجودي ف
توالٍ موحشٍ ف أوغندا ل يقلل من عزة الشرق ف نفسي.
ث -وبعد تطّم حيات الادئة ف الرب العالية الول -عدت أدراجي مسرعا تاه الوطن ف
أوروبا؛ وساءت صحّت .ومع استعادة صحّت تطوّعت للجيش ،لكنّ طلب رُفض على أُسسٍ
صحيّة .لذلك عملت على تقليل السائر وسجّلت ف "الندرمة" -بعد أن عملت بطريقةٍ ما
على اجتياز الفحص الطبّي -وشعرت بالرّاحة حي تسلّمت بدلت العسكريّة كجنديّ ف فرقةٍ
للمشاة .خدمت حينئذٍ ف البهة الغربيّة ف فرنسا ،واشتركت ف معركة "السوم" سنة
،1917حيث جُرحت وأُسرت .نُقلت عب بلجيكا إل ألانيا حيث كنت ف الشفى .وف
ألانيا رأيت الكثي من العاناة النسانيّة ،وخاصّةً الرّوس الصابي بالديزنطاريا .ووصلت إل
198
حافّة الوت جوعا .جُرحي –وهو كسرٌ ف ساعدي الين -ل يُشف بسرعة ،فكنت عدي
النّفع لللان .فأُرسلت إل سويسرا من أجل عمليّةٍ جراحيّة.
أذكر جيّدا كم كان عزيزا عليّ حت ف تلك اليام حي كنت أفكّر بالقرآن الكري .ف ألانيا
كنت قد كتبت رسالةً للهل ليسلوا ل نسخةً من القرآن الكري .وعلمت ف السنوات
اللحقة أنّهم أرسلوا ل نسخةً ولكنّها ل تصلن أبدا.
ف سويسرا -وبعد عمليّةٍ ف ساعدي ورجلي -تسّنت صحّت ،فكان بإمكان الروج بي
الي والخر ،فاشتريت نسخةً من الترجة الفرنسيّة لعان القرآن الكري -وهي اليوم من أعز
متلكات -وعندئذٍ شعرت بسعادةٍ عظيمة .كان ذلك وكأنّ شعاعا من القيقة الالدة قد
أشرق عليّ بالبكة .كانت يدي اليمن ما تزال غي ذات نفع ،فتمرّنت على كتابة القرآن
الكري بيدي اليسرى .وارتباطي بالقرآن الكري يظهر بوضوح أكب عندما أقول بأنّ واحدةً
من أشدّ الذكريات وضوحا وعزّة لديّ من كتاب "الليال العربية" كانت عن فتً وُجد وحيدا
ف الدينة البائدة ،جالسا يقرأ القرآن الكري ،غافلً عمّا ييط به.
ف تلك اليام ف سويسرا ،أعدت تسجيل نفسي رسياّ كمسلم .وبعد توقيع الدنة عدت إل
لندن ،وذلك ف شهر كانون الول من سنة ،1918وبعد ذلك -ف عام -1921
سجّلت لدراسة الدب ف جامعة لندن .وكان أحد الواضيع الّت اخترتا هي اللغة العربيّة،
وكنت أحضر ماضراتا ف الكلية اللكيّة .وكان ف يومٍ أن ذكر أستاذي ف اللغة العربيّة
-السيّد بلشا من العراق رحه ال تعال -القرآن الكري وقال" :إن كنت تؤمن به أم ل ،فإنّك
ستجد أنّه أكثر الكتب إثارةً وأنّه يستحقّ الدّراسة ".فأجبت" :أُوه ،ولكنّي أُومن به" .فاجأ
ث قصيٍ دعان لُرافقه إل مسجد لندن هذا الواب أستاذي بشدّة وأثار اهتمامه ،وبعد حدي ٍ
ف "نوتينغ هيل جيت" .وبعد ذلك كنت أحضر للصلة باستمرار ف هذا السجد لكي أتعلّم
أكثرعن تطبيق السلم ،إل أن أعلنت ارتباطي بالمّة السلميّة ف رأس السنة الديدة لعام
.1922
199
كان هذا قبل ما يقارب الربع قرن .ومنذئذٍ وأنا أعيش حياةً إسلميّ ًة قولً وعملً بكلّ ما ف
استطاعت .فقوّة ال تعال وحكمته ورحته ليس لا حدود .وحقول العرفة تتدّ أمامنا إل ما
وراء الفق .وف حجّنا خلل هذه الياة أشعر بيقيٍ أقوى بأنّ اللباس الوحيد الناسب الّذي
نستطيع لبسه هو الضوع ل تعال ،وأن نعتمر على رؤوسنا عمامةً من المد ،وأن نل قلوبنا
حباّ للخالق الواحد سبحانه وتعال .والمد ل ربّ العالي.
نبذة عنه:
الفونس إيتان دينيه ،من كبار الفناني والرسامي العاليي ُ ،دوّنت أعماله ف معجم
(لروس) ،وتزدان جدران العارض الفنية ف فرنسة بلوحاته الثمينة ،وفيها لوحته الشهية
(غادة رمضان) ..وقد أبدع ف رسم الصحراء .
كما ألّف بعد إسلمه العديد من الكتب القيمة ،منها كتابه الفذ (:أشعة خاصة بنور السلم)
وله كتاب (ربيع القلوب) و(الشرق كما يراه الغرب) و(ممد رسول ال) و(الج إل بيت ال
الرام)..
وقد أحدثت كتبه دويّا ف دوائر الستشرقي .يقول دينيه :
" لقد أكد السلم من الساعة الول لظهوره أنه دينٌ صالٌ لكل زمان ومكان ،إذ هو دين
الفطرة ،والفطرة ل تتلف ف إنسان عن آخر ،وهو لذا صال لكل درجة من درجة
الضارة… -من كتاب (ممد رسول ال) بقلم ناصر الدين دينيه ص (-)345
وبا أن دينيه كان فنانا موهوبا ،فقد لفت نظره الانب المال والذوق الرفيع للحياة النبوية ،
يقول:
لقد كان النب يُعن بنفسه عناية تامة ،وقد عُرف له نط من التأنق على غاية من البساطة ،
ولكن على جانب كبي من الذوق والمال" .
200
"إن حركات الصلة منتظمة تفيد السم والروح معا ،وذات بساطة ولطافة وغي مسبوقة ف
صلة غيها".
تعدد الزوجات مابي السلم والنصرانية:
"إن تعدد الزوجات عند السلمي أقل انتشارا منه عند الغربيي الذين يدون لذة الثمرة
الحرمة عند خروجهم عن مبدأ الزوجة الواحدة !
وهل حقا إن السيحية قد منعت تعدد الزوجات ؟!
وهل يستطيع شخص أن يقول ذلك دون أن يأخذ منه الضحك مأخذه ؟!
إن تعدد الزوجات قانون طبيعي ،وسيبقى ما بقي العال ،إن نظرية الزوجة الواحدة أظهرت
ثلث نتائج خطية :العوانس ،والبغايا ،والبناء غي الشرعيي".
مقالة عنه من كتاب "الانب الفي وراء اسلم هؤلء" بقلم ممد كامل عبدالصمد:
وُلد ف "باريس" عام ..1861وتوف وقد بلغ من العمر سبعي عاما وقد احتشد حوله
لتوديعه الوداع الخي عدد كبي من الناس ،ومن كبار السئولي وعارف فضله من أهله ومن
غي أهله من مثلي الشعوب ..وقد دفن ف مدينة "بوسعادة" بالزائر بناء على وصيته..
أحب حياة العرب ،وهو ذلك الفنان الكبي ،الذي يعد واحدا من كبار رجال الفن والتصوير،
فهو صاحب اللوحات الكبية النفسية الت تتفظ با التاحف الفرنسية الكبية ،وغيها من
متاحف العال ومن تلك اللوحات الشهية لوحة باسم "غداة رمضان" ف متحف باريس
كذلك لوحاته الخرى الت ف "لوكسمبج" و"سدن" وغي ذلك كثي ...وجيع صورة تدل
على القدرة الفنية الكبية ف دقة التعبي عن الالت النفسية الختلفة كما يذكر النقاد.
كان فنانا يتملكه شعور دين ،فامتزج فيه الفن بالدين ،فكان مثالً واضحا للنسان ال ْلهَم،
غي أنه كان يستول عليه شعور بالقلق والية من الناحية الدينية.
وكما كان "دينيه" يفكر ف لوحاته ،كان يفكر ف مصيه ...بث عن علج لطبيعته الدينية
القلقة ف النصوص القدسة ،وف العقائد الت يدين با الوسط الحيط به ...فكر ف السيحية
والكنيسة ..وف البابا العصوم ..وف عقيدة التثليث والصلب ،والفداء ،والغفران ..أخذ يفكر:
201
هل صحيح أن السيح ابن ال؟ ..وهل صُلب ليطهر بن البشر من اللعنة الت حلت بم بسبب
خطيئة آدم؟ ..كيف صُلب ليفتدي البشر وهو ابن ال؟ّ".
أعاد قراءة الناجيل من جديد ماولً جهده أن يراها تتسم بسمة الق ،فيؤمن بابن ال ،ولكنه
رأى فيها ما يتناف مع الصورة الثلى للنسان الكامل ،فضلً عن الصورة الت تريد السيحية أن
توحي با ...قرأ أقوالً غريبة ف الناجيل ُنسِبتْ للمسيح ،من ذلك:
"ف اليوم الثالث كان عرس ف قانا الليل ،كانت أم يسوع هناك ،ودع يسوع تلميذه إل
العرس ولا فرغت المر قالت أم يسوع له :ليس لم خر .. ..قال يسوع :مال ومالك يا
امرأة!" (إنيل يوحنا ـ الصحاح الثان عشر).
ومن أقواله الت توجب كراهية القرباء:
"إن كان أحد يأت إلّ ول يبغض أباه وأمه ،وامرأته وأولده ،واخوته وأخواته ،حت نفسه
أيضا ،فل يقدر أن يكون تلميذا ل" (إنيل لوقا ـ الصحاح الرابع عشر).
كذلك من القوال الغريبة الت نسبت للمسيح وقرأها "دينيه".
"وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فل يعلم با أحد ،ول اللئكة الذين ف السماء ،ول البن إل
الب" (إنيل مرقص ـ الصحاح الثالث عشر).
وغي ذلك من نصوص بعثت ف نفسه شكوكا ف صحة الناجيل الت اطلع عليها ..المر
الوحيد الذي ل يشك فيه أن ال قد أنزل النيل على عيسى بلغته ولغة قومه ،ولكن هذا
النيل ضاع واندثر ،ووجد مكانه "توليفات" أربعة مشكوك ف أمرها ،يكفي أنا مكتوبة
باللغة اليونانية ،وهي لغة غريبة عن لغة عيسى الصلية الت هي لغة سامية..
وثار شعوره الدين على أوضاع مبهمة ،وألفاظ غامضة ل يستطيع فهمها ،وانتهى به الطاف
بعد بث وجدل ومناظرات طويلة إل رفض السيحية ،بعد أن تيقن أن السيحية الالية ليست
هي مسيحية عيسى ،بل ل تت إليه بصلة ،اللهم إل اسا.
ورأى "دينيه" أن يتجه إل العقل يستمد منه الداية إل الطريق الستقيم ولكنه انتهى إل أن
العقل عاجز عن إشباع غريزته الدينية ..والتفت حوله :ماذا فعل أمثاله من شكّوا ف
السيحية؟! ..لقد رأى أن كثيا منهم قد اته إل السلم ،فاته إليه يستكشفه ،فلم يد ـ
202
بعد دراسة عميقة ـ سوى القرآن ،ذلك الكتاب الوحيد الذي ل ينله التحريف ول التبديل،
وحاول الستزادة ،فعرف عن الكثي عن السلم بكم معايشته للبيئة السلمية ،وقد
تخضت هذه العرفة عن اعتناقه للسلم باقتناع تام ..بل تخض عنه أكثر ،قيامه بالدعوة
السلمية ،ووضعه لعدة مؤلفات قيمة مثل "ممد رسول ال" بالشتراك مع سليمان الزائري
وقام بترجته إل العربية الدكتور عبد الليم ممود ،وممد عبد الليم ممود ،..وأشعة خاصة
بنور السلم" ترجة راشد رستم إل العربية" ..والج إل بيت ال الرام" ..و"الشرق ف نظر
الغرب" ...وغيها.
نشأ ف بيئة مسيحية بروتستانتية ،غي أنه تأثر بالفلسفة الديثة ،ول سيما الفلسفة الوجودية،
فقد كان يعتقد أن الديان معتقدات خرافية.
وعندما اشتغل بالصحافة بدأ يسافر إل أكثر من بلد ...فسافر إل السويد ،وعمل با مراسلً
صحفيّا ف ناية الرب العالية الثانية لكثر من خس سنوات ،لكنه اكتشف أن الناس تعساء،
برغم التقدم والرخاء الذي يعيشون فيه ،على حي اكتشف عكس ذلك عندما سافر إل بعض
الدول السلمية ف الشرق ،فقد وجد السلمي _برغم فقرهم الشديد _ يشعرون بسعادة
أكثر ،وأن حياتم لا معن ...هذه اللحظة جعلته يفكر مليّا ف معن الياة ويتأملها من
خلل هذين النموذجي ...فيقول ف ذلك(:)1
"كنت أسأل نفسي :لاذا يشعر السلمون بسعادة تغمر حياتم برغم فقرهم وتلفهم؟! ..ولاذا
يشعر السويديون بالتعاسة والضيق برغم سعة العيش والرفاهية والتقدم الذي يعيشون فيه؟!
حت بلدي (سويسرا) كنت أشعر فيه بنفس ما شعرت به ف السويد ،برغم أنه بلد ذو رخاء،
ومستوى العيشة فيه مرتفع!
وأمام هذا كله وجدت نفسي ف حاجة لن أدرس ديانات الشرق ...وبدأت بدراسة الديانة
الندوكية فلم أقتنع كثيا با ،حت بدأت أدرس الدين السلمي فشدن إليه أنه ل يتعارض مع
203
الديانات الخرى ،بل إنه يتسع لا جيعا ...فهو خات الديان ...وهذه حقيقة كانت تزداد
يقينا عندي باتساع قراءات ،حت رسخت ف ذهن تاما بعد ما اطلعت على مؤلفات
الفيلسوف الفرنسي العاصر "رينيه جينو" الذي اعتنق السلم .لقد اكتشفت كما اكتشف
الكثيون من تأثروا بكتابات الفيلسوف الفرنسي الذي أسلم وتولوا إل السلم ...اكتشفت
أن السلم يعطي معن للحياة ،على عكس الضارة الغربية الت تسيطر عليها الادية ،ول
تؤمن بالخرة ،وإنا تؤمن بذه الدنيا فقط".
وهكذا فقد تأثر "روجيه دوباكييه" بفكر الفيلسوف الفرنسي "رينيه جينو" الذي أسلم ،مثلما
تأثر سابقا بزياراته للدول السلمية ،فبغم الظروف الادية السيئة ف تلك الدول فإن أهلها
يتمتعون بقدر كبي من اليان الراسخ ف نفوسهم ،ول توجد عندهم أزمات أخلقية كالت
توجد بالغرب ،وجعلت كثيا من الشباب ينتحر أو يهرب من الياة بتعاطي الخدرات ،ما
يعن ف نظرهم أن الياة ليس لا معن أو قيمة ...ويصل إل نتيجة يعب عنها بقوله:
"لقد تبينت أن السلم ببادئه يَبسُط السكينة ف النفس ...أما الضارة الادية فتقود أصحابا
إل اليأس ،لنم ل يؤمنون بأي شيء ...كما تبينت أن الوربيي ل يدركوا حقيقة السلم،
لنم يكمون عليه بقاييسهم الادية".
ولذلك كان من النطقي والتسلسل الطبيعي أن ييب على الفور عندما سُئل :ما الذي جذبك
نو السلم؟.
"ف البداية ،إن الذي جذبن إل السلم هو شهادة أن ل إله إلّ ال ،وأن ممدا رسول ال...
فقد اكتشفت أن السلم دين متكامل ،وكل شيء فيه مرتبط بالقرآن والسنة ..وف اعتقادي
أن النسان يكن أن يتأمل ف هذه الشهادة طيلة الياة.
الشهادة تقول ل إله إل ال ..وهذا يعن أنه ليس هناك حقيقة نائية ودائمة سوى ال ...أما
الفلسفة الديثة فتقول إنه ليس هناك حقيقة سوى هذه الدنيا ،ذلك ما تقوله الفلسفة
الوجودية وغيها...
وقد دهشت لن السلم يعب عن القيقة الت تناساها العلم والفلسفة الديثة".
ث يستطرد حديثه بعد لظة تأمل إل بعيد ليقول:
204
"لقد تأثرتُ بالقرآن الكري كثيا عندما بدأت أدرسه ،وتعلمتُ وحفظتُ بعض آياته..
والمد ل فأنا أستطيع أن أقرأ فيه( :)2وتستوقفن كثيا الية الكرية( :وَمَن يبَتغِ غيَ
السلم دينا فَلَن يُقبلَ منهُ وَ ُهوَ ف الخرةِ مِنَ الاسرين)( ...)3وقوله تعال( :ل إكراهَ ف
الدين قَد تبيّنَ الرّشد منَ الغيّ)(.)4
ث يضيف ف سعادة غامرة قائلً:
"والسنة النبوية الشريفة قرأتا أيضا ،وتأثرت با فيها من حِكَم وبيان دقيق".
ول يد "روجيه دوباكييه" مناصا من أن يُعلن إسلمه أمام الل ،فيقول:
"لّا عُدتُ إل سويسرا ل يكن هناك مبر لن أخفي إسلمي ،لذلك فقد نشرتُ مقالت
كثية عن السلم ف "جورنال دى جنيف" ..وصحيفة "جازيت دي لوزان" ،وهي صحف
غي إسلمية ..كما ترجت بعض الكتب الت تتناول موضوعات إسلمية ..ودافعتُ ف
كتابات كلها عن قضايا السلم كمسلم وَ َجدَ طريقه ف دين السلم.
وأنا أحاول _الن _ أن أكثف كتابات عن السلم ،وأشرح للقراء الغربيي ما يدور ف العال
السلمي ...وأنا أركز على مسألة أن السلم يُقدم حُلولً لشاكل كثية وصلوا معها إل
طريق مسدود ،ف حي فتح السلم لا أبوابا كثية".
وعن نظرته للمسلمي كأشخاص يؤمنون بالسلم باعتباره قومية أو أيديولوجية ،يقول ف
غضب:
"أنا أختلف مع بعض الشخاص الذين ينظرون إل السلم باعتباره قومية _وهذا اعتقاد
خاطىء لدى كثي من السلمي ...إنم يعتبون السلم أيديولوجية وهو خطأ ...إنّما
السلم طريق إل ال ،وأفضل طريقة للوصول إل معرفة ال والتصال والوئام بي الالق
واللق".
وعن رأيه ف النقد ال َوجّه للسلم بأنه دين تلّف ل يقود إل التقدم ،قال ساخرا:
"المد ل أن السلم ليس متقدما بعن التقدم الذي يعيشون فيه ويقودهم إل الاوية..
والمد ل أن السلم ل يتجه إل هذا التقدم الادي الذي يقصدونه ...ولو كان كذلك لا
205
أثار انتباهي ول انتباه هؤلء الفكرين الذين وجدوا فيه الي والسعادة للبشرية ،أمثال "رجاء
غارودى" وغيه..
إن السلم يعب عن شيء خالد ،ومن السخف أن نقول إنه متخلف ،ولذلك يب تغييه أو
استبداله ..إن التقدم الذي ينادون به قادهم إل اليأس والضياع ...الضارة والدنية الديثة
تعب عن صراع النسان مع الادة والياة ...ف حي يعب السلم عن القيقة ،ولذلك فل
داعي لن يتجه السلم نو التقدم بالعن الذي يريدونه ،وهو الفوضى والدمار واليأس".
وعن رأيه فيما يُثار من أن هناك فرقا بي السلم كدين ،والسلمي كأشخاص ...هزّ رأسه
ف ابتسامه مقتضبة قائلً:
هناك قصة فيها رد على ذلك ...فأنا أعرف صديقا منذ فترة اعتنق السلم ف السادسة
والعشرين من عمره اسه "ممد أسعد" كان يهوديّا واعتنق السلم عام ،1926وألف
كتابا بعنوان "الطريق إل مكة" وأصبح من علماء السلم ،وله مؤلفات أخرى كثية ...قابلته
منذ فترة ف باكستان حيث يعيش هناك ..وسألته نفس هذا السؤال :هل هناك فرق بي
السلم كدين والسلمي كأشخاص؟
فقال ل :إذا كنا قد اعتنقنا السلم فليس هذا بسبب السلمي ..ولكن السبب أن السلم
حقيقة ل ينكرها أحد.
صحيح هناك تدهور ف حال السلمي ..ولكن أصارحك القول بأن التدهور ف حال
أصحاب الديان الخرى أكثر ما هو ف السلمي ...إن السلم آخر تعبي عن الرحة
خلّص النسان من شقاء الياة وآلمها اللية ...وما زال قادرا على العطاء ..عطاء كل ما ُي َ
ومتاعبها ..إن السلم يدد الصلة بي الرء وربه الت قطعها إنسان اليوم.
حت إذا كان السلمون ف حالة تدهور أو انيار ،فإن دينهم قادر على منحهم الياة السعيدة
الطمئنة الت تعينهم على التغلب على تلك الزمات الخلقية الت يعيشها الغرب".
وعن تفسيه لظاهرة القبال على اعتناق السلم من جانب الوربيي أجاب قائلً:
206
"السبب كما قلت الزمة الت قادتم إليها الضارة والدنية الديثة ..لقد أصبح الوربيون
يعيشون ف حالة يأس لنم ل يؤمنون بشيء ،ولذلك فهم يبحثون عن معن لياتم ،وقد
وجدوا هذا العن ف السلم فأقبلوا عليه".
ـــــــــــــــ
_1اللواء السلمي :من حديث أجراه ممد صبه ورضا عكاشه ف إحدى أعدادها
السبوعية.
_2برغم أن لديه ترجات بالنليزية والفرنسية للقرآن ،فإنه يرص على قراءة القرآن باللغة
العربية الت يرص على تعلمها وحذقها كما يذكر.
_3سورة آل عمران _ الية .85
_4سورة البقرة _ من الية .256
207
-39الكاتب المريكي الكولونيل دونالدس روكويل
كانت هناك دوافع قوية وراء اعتناق "الكولونيل دونالدس روكويل" للسلم يقول عنها:
"إن بساطة السلم ،ومساجد السلمي باذبيتها ،وبا ف أجوائها من روعة وجلل ووقار،
وما يتميز به السلمون الؤمنون من ثقة باعثة على اليقي تعلهم يستجيبون لنداء الصلة خس
مرات ف اليوم ،كل هذه المور ملكت علىّ مشاعري منذ البداية .. ..على أنن بعد أن
قررت أن أنضم إل ركب السلمي ،وجدت أن هناك أسبابا كثية أخرى أهم وأعمق من
هذه الدوافع ،قد زادتن يقينا وتصميما ،وهي:
* هذا الدراك الناضج للحياة ،والذي هو من ثار السنة الحمدية الت تمع بي الرأي
السديد ،والقدوة العملية ،ف أسلوب من التوجيه الكيم ف أمور كثية تدلل على واقعية هذا
ل قوله "إعقلها وتوكل" ...الدين ،وحكمة أخّاذة سديدة ف أقوال ممد (ص)ُ ... ،خذْ مث ً
لقد قرر ف هاتي الكلمتي نظاما دينيّا ف أعمالنا العتادة ،فلم يطلب إلينا التصديق العمى
بوجود قوى غيبية تفظنا برغم تقصينا وإهالنا ،بل يدعونا إل الثقة ف ال ،والرضا بإرادته ف
عاقبة أمرنا ،إذا نن طرقنا المور من أبوابا الصحيحة ،وبذلنا ف ذلك قصارى جهدنا.
*ساحة السلم مع الديان الخرى ـ والذي هو نابع من اتساع الفق الفكري ـ تعله
قريبا إل قلوب أولئك الذين يتعشقون الرية ،فقد دعا ممد (ص) أتباعه إل أن يسنوا
معاملة الؤمني بالتوراة والنيل ،وإل اليان بأن إبراهيم وموسى وعيسى عليهم رُسُلٌ من
عند ال الواحد الحد ...هذه ساحة يتاز با السلم عن الديان الخرى.
* التحرر الكامل من عبادة الوثان ،دليل على سلمة دعائم العقيدة السلمية ،وعلى نقائها،
فالتعاليم الصلية الت جاء با ممد صلى ال عليه وسلم ل يغيها الشرعون بتعديلت أو
إضافات ،فها هو ذا القرآن الكري على الالة الت أنزل با على ممد صلى ال عليه وسلم
لداية الشركي والكفار ف بداية دعوته ظل ثابتا راسخا حت الن.
* العتدال والتوسط ف كل شئ ها دعامتان أساسيتان ف السلم ،قد استحوذتا على كل
إعجاب وتقديري.
208
لقد أمنت أن الرسول ممد (ص) كان حريصا على صحة قومه ،فأمرهم بالتزام النظافة إل
أبعد الدود ،كما أمرهم بالصوم والسيطرة على الشهوات النسية ...وأذكر أنن كنت ـ
عندما أقف ف مساجد أسطنبول ودمشق وبيت القدس والقاهرة وغيها من الدن ـ أحس
شعورا عميقا بقدرة السلم ف بساطته ،على الرتفاع بروح البشر إل الفاق العليا ،بدون
حاجة إل زخارف أنيقة ،أو تاثيل ،أو صور ،أو موسيقى ،أو طقوس رسية ..فالسجد مكان
للتأمل الادئ ،ونسيان الذات وفنائها ،واندماجها ف القيقة الكبى ،ف ذكر ال الحد:
* تتجلى ديقراطية السلم الت أثارت إعجاب ف تساوي القوق بي اللك صاحب
السلطان ،وبي الفقي التسول داخل جدران السجد ،فهم يسجدون جيعا ل ،ليست هناك
مقاعد تستأجر ،ول أماكن تجز لفئة دون أخرى.
* ل يؤمن السلم بوسيط بينه وبي ربه ،بل يتجه رأسا إل ال ،خالق اللق ،وواهب الياة،
وهو ل يراه دون التجاء إل صكوك غفران ،أو إل أحد لنحه منحة اللص.
* الخوة العالية الشاملة ف السلم ،بغض النظر عن اختلف العنصر أو الذهب السياسي أو
اللون أو القليم فقد ثبت ذلك عندي بكل يقي واقتناع مرات ومرات ...وهذه ظاهرة
أخرى كانت ضمن الدوافع الت قادتن إل اليان بالسلم.
عندما حضر البوفيسور "آرثر أليسون" رئيس قسم الندسة الكهربائية واللكترونية بامعة
لندن إل القاهرة عام 1985ليشارك ف أعمال الؤتر الطب السلمي الدول حول
العجاز العلمي ف القرآن الكري ،كان يمل معه بثه الذي ألقاه ،وتناول فيه أساليب العلج
النفسي والروحان ف ضوء القرآن الكري ،بالضافة ال بث آخر حول النوم والوت والعلقة
ل يتوفّى النفُسَ حيَ مَوتِها والت لَم َتمُت ف مَنامِها
بينهما ف ضوء الية القرآنية الكرية( :ا ُ
ك الت قضى عليها الوتَ ويُرسِ ُل الُخرى إل أجلٍ مسمى إن ف ذلك لياتٍ لقومٍ فيُمس ُ
يتفكرون).
209
الغريب ف المر أنه ل يكن _وقتئذ _ قد اعتنق السلم ،وإنا كانت مشاعره تاهه ل تتعدى
العجاب به كدين.
وبعد أن ألقى بثه جلس يشارك ف أعمال الؤتر ،ويستمع إل باقي البحوث الت تناولت
العجاز العلمي ف القرآن الكري ،فتملكه النبهار وقد ازداد يقينه بأن هذا هو الدين الق..
فكل ما يسمعه عن السلم يدلل بأنه دين العلم ودين العقل.
فلقد رأى هذا الشد الائل من القائق القرآنية والنبوية ،والت تتكلم عن الخلوقات
والكائنات ،والت جاء العلم فأيدها ،فأدرك أن هذا ل يكن أن يكون من عند بشر ..وما جاء
به رسوله ممد (ص) من أربعة عشر قرنا يؤكد أنه رسول ال حَقّا..
وأخذ "أليسون" يستفسر ويستوضح من كل مَن جلس معه عن كل ما يهمه أن يعرفه عن
السلم كعقيدة ومنهج للحياة ف الدنيا ...حت ل يد بُدا من أن يعلن عن إيانه بالسلم...
وف الليلة التامية للمؤتر ،وأمام مراسلي وكالت النباء العالية ،وعلى شاشات التليفزيون،
وقف البوفيسور "آرثر أليسون" ليعلن أمام الميع أن السلم هو دين الق ...ودين الفطرة
الت فطر الناس عليها ...ث نطق بالشهادتي أمام الميع بصوت قوي مؤمن:
"أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن ممدا رسول ال".
وف تلك اللحظات كانت كبيات السلمي من حوله ترتفع ،ودموع البعض قد انمرت
خشوعا ورهبة أمام هذا الوقف الليل.
ث أعلن البوفيسور البيطان عن اسه الديد "عبد ال أليسون" ...وأخذ يكي قصته مع
السلم فقال:
إنه من خلل اهتمامات بعلم النفس ،وعلم ما وراء النفس ،حيث كنت رئيسا لمعية
الدراسات النفسية والروحية البيطانية لسنوات طويلة ...أردت أن أتعرف على الديان،
فدرستها كعقائد ،ومن تلك العقائد عقيدة السلم ،الذي وجدته أكثر العقائد تشيا مع
الفطرة الت ينشأ عليها النسان ...وأكثر العقائد تشيا مع العقل ،من أن هناك إلا واحدا
مهيمنا ومسيطرا على هذا الوجود ...ث إن القائق العلمية الت جاءت ف القرآن الكري
210
والسنة النبوية من قبل أربعة عشر قرنا قد أثبتها العلم الديث الن ،وبالتال نؤكد أن ذلك ل
يكن من عند بشر على الطلق ،وأن النب ممد (ص) هو رسول ال.
ث تناول "عبد ال أليسون" جزئية من بثه الذي شارك به ف أعمال الؤتر ،والت دارت حول
حالة النوم والوت من خلل الية الكرية (الُ يَتَوفّى النفسَ حيَ مَوتِها والت ل َتمُت ف
مَنامِها فَيُمسِكُ الت قضى عليها الَوتَ وَيُر ِسلُ الخرى إل أج ٍل مسمىً .)...فأثبت "أليسون"
أن الية الكرية تذكر أن الوفاة تعن الوت ،وتعن النوم وأن الوت وفاة غي راجعة ف حي
أن النوم وفاة راجعة ...وقد ثبت ذلك من خلل الدراسات الباراسيكولوجية والفحوص
الكلنيكية من خلل رسم الخ ،ورسم القلب ،فضلً عن توقف التنفس الذي يعل الطبيب
يعلن عن موت هذا الشخص ،أم عدم موته ف حالة غيبوبته أو نومه.
س وتعود ف حالة النوم ولوبذلك أثبت العلم أن النوم والوت عملية متشابة ،ترج فيها النّف ُ
تعود ف حالة الوت.
ث قرر العال البيطان السلم البوفيسور "عبد ال أليسون" أن القائق العلمية ف السلم هي
أمثل وأفضل أسلوب للدعوة السلمية ،ول سيما للذين يتجون بالعلم والعقل.
ولذلك أعلن البوفيسور "عبد ال" ...أنه سيقوم بإنشاء معهد للدراسات النفسية السلمية ف
لندن على ضوء القرآن الجيد والسنة النبوية ...والهتمام بدراسات العجاز الطب ف
السلم ،وذلك لكي يوصل تلك القائق إل العال الغرب الذي ل يعرف شيئا عن السلم.
كما وعد بإنشاء مكتبة إسلمية ضخمة باللغتي العربية والنليزية للمساعدة ف اجراء
البحوث العلمية على ضوء السلم.
211
-41اللورد جلل الدين برانتون
[أتّ السّي جلل الدّين دراسته ف جامعة أكسفورد .وقد كان بارونا إنليزيّا ،ورجلً ذا
شعبيّةٍ كبيةٍ وسعةٍ عريضة].
أشعر بعميق المتنان على إتاحة هذه الفرصة ل لُعبّر فيها ببعض الكلمات عمّا دفعن لعلن
إسلمي .لقد تربّيْت تت تأثي أبويْن مسيحيّيْن .وأصبحت ف سنوات عمري البكّرة مهتمّا
بعلم اللهوت .فشاركت بنفسي ف الكنيسة النليزيّة ،واهتممت بالعمل التبشييّ دون أن
يكون ل فيه مشاركةً فعليّة.
ب اهتمامي على عقيدة "العذاب البدي" لكلّ البشريّة عدا ت مضت انص ّ قبل بضع سنوا ٍ
بعض الختارين .وأصبح المر بالنّسبة ل مقيتا جداّ بيث صار يغلب َعلَيّ الشكّ .فقد
فكّرت منطقيّا بأنّ ذاك الله الّذي يكن أن يستخدم قدرته للق الكائنات البشريّة الّت يب
أن تكون -ف سابق علمه وتقديره -مُعذّبةً للبد ،لبدّ أنّه ليس حكيما ،أو ُمحِبّا -سبحانه
وتعال عمّا يصفون علوّا كبيا -فمستواه لبدّ وأن يكون أقلّ من الكثي من الَبشَر .ومع
ذلك واصلت العتقاد بوجود ال تعال ،ولكنّي ل أكن راغبا بقبول الفهم السائد للتعاليم الّت
تقول بالوحي الليّ للرّجال .فحوّلت اهتمامي للتّحقيق ف الديان الخرى ،مّا أشعرن
بالية فقط.
وكَبُرَت ف داخلي رغبةٌ جديّةٌ للخضوع للله الق وعبادته .ومع أنّ الذاهب السيحيّة تدّعي
أنّها ُأ ّسسْت على النيل إلّا أنّن وجدتا متناقضة .فهل من المكن أنّ النيل وتعليم السيّد
السيح (عليه الصّلة والسّلم) كانا مُحرّفيْن؟! لذلك صببت اهتمامي –وللمرّة الثانية -على
النيل ،وصمّمت أن تكون الدّراسة عميقة ،وشعرت بأنّه كان هناك شيئٌ ناقص وصمّمت
على فعل ذلك لنفسي ،بغضّ النظر عن مذاهب البشر .فبدأت أتعلّم بأ ّن النّاس يتلكون
212
"الرّوح" ،و "قوّةً ما غي مرئيّةٍ" وهي خالدة ،وأ ّن الثام سيُعاقَب عليها ف هذا العال وف العال
الخر ،وأنّ ال تعال برحته وإحسانه يكنه دوما أن يغفر ذنوبنا إذا ما تبنا إليه حقّا.
ولدراكي أهيّة البحث العميق والعيش على مستوى الق ،ولكي أجد "الوهرة الثمينة"،
كرّست وقت مرّهً أخرى لدراسة السلم .كان هناك شيئٌ ف السلم شدّن ف ذلك الوقت.
وف زاويةٍ مغمور ٍة -بالكاد معروفة -من قرية "إتشرا" كنت مكرّسا وقت وعبادت ل العظيم
بي أدن طبقات الجتمع مع رغبةٍ صادقةٍ لرفعهم إل مستوى معرفة الله القّ والواحد،
ولغرس الشعور بالخوّة والطّهارة.
ليس ف نيّت أن أحدّثكم كيف عملت بي هؤلء الناس ،ول ما هي التضحيات الّت قدّمتها،
ول الصاعب المّة الّت مررت با ،فقد واصلت العمل ببساطةٍ من أجل هدفٍ واحدٍ ،وهو
أن أخدم هذه الطبقات ماديّا ومعنويّا.
وأخيا بدأت بدراسة حياة النبّ ممّد (صلّى ال عليه وسلّم) .كنت أعرف القليل عمّا فعله،
ت واحدٍ -أدانوا مد النبّ العربّ (صلّى ال
ولكنّي كنت أعرف وأشعر بأنّ السيحيّي -وبصو ٍ
صبٍ وحقد .وبعد القليل من الوقت عليه وسلّم) .وأردت حينها أن أنظر ف السألة دون تع ّ
وجدت أنّه من غي المكن وجود شكّ ف جديّة بثه (عليه الصّلة والسّلم) عن القّ وعن
ال تعال.
فأدركت بأنّه من الطأ -ف ناية المر -إدانة هذا الرجل القدّس بعد قراءت عن النازات
الّت حقّقها للبشريّة .فالنّاس الّذين كانوا ف الاهليّة يعبدون الصنام ،ويعيشون على الرية،
وف القذارة والعُري ،علّمهم (عليه الصّلة والسّلم) كيف يلبسون ،واستُبدلت القذارة
بالطهارة ،واكتسبوا كرامةً شخصيّةً واحتراما ذاتيّا ،وأصبح كرم الضّيافة واجبا دينيّا،
وحُطّمت أصنامهم ،وبدأوا يعبدون ال تعال الله الق .وأصبحت المّة السلميّة هي
الجتمع الشّامل القويّ والكثر منعةً ف العال .وأُنزت الكثي من العمال اليّرة والّت هي من
213
الكثرة بيث ل يكننا ذكرها هنا .فكم من الحزن -أمام كلّ هذا ،وأمام صفاء عقله (صلّى
ال عليه وسلّم) -حي نفكّر كيف استطاع السيحيّون أن يطّوا من شخصه الكري.
واستحوذن تفكيٌ عميق ،وخلل لظات تأمّلت زارن سّي ٌد هنديّ اسه "معن أمي الدّين"،
وكان من الغريب حقّا أنّه هو الّذي أعطى النار الّت ف حيات الواء لتزداد اشتعالً .فتأمّلت ف
السألة بشكلٍ عميق؛ وقدّمت الجّة تلو الخرى مُتحاملً على الدّين السيحيّ العاصر،
ومستنتجا كلّ شيءٍ لصال السلم ،وشاعرا بالقتناع أنّه دين القّ ،والُيسْرِ ،والتّسامحِ،
والخلص ،والُخوّة.
ل يعد ل الن سوى القليل من الزّمن لعيش على هذه الرض ،وأريد أن أكرّس كلّ ما بقي
ل ف خدمة السلم.
وهذه قصة اسلمه من كتاب "لانب الفي وراء إسلم هؤلء"بقلم ممد كامل عبدالصمد:
ولد ونشأ بي أبوين مسيحيي ...وولع بدراسة اللهوت وهو ف سن مبكرة ،وارتبط
بالكنيسة النليزية وأعطى أعمال التبشي كل اهتمامه.
وحدث ذات يوم أن زاره صديق هندي مسلم تدث معه ف موضوع العقائد السيحية
ومقارنتها بالعقيدة السلمية ،وانتهت الزيارة ،إل أنا ل تنته ف نفسه ،فقد أثارت إنفعالً
شديدا ف ضميه وعقله ،وصار يتدبر كل ما قيل فيها من جدال ،ما دفعه إل إعادة النظر ف
العقائد السيحية ...ويعب عن ذلك فيقول:
"عندئذ قررت أن أبث بنفسي ،متجاهلً عقائد الناس ،بعد أن أيقنت بضرورة البحث عن
القيقة مهما طال الدى ف هذا السبيل ،ومهما كان الهد ،حت أصل لزيد من العرفة بعد
أن قيل إن النيل وتعاليم السيح قد أصابا التحريف ..فعدت ثانيا إل النيل أوليه دراسة
دقيقة ،فشعرت أن هناك نقصا ل أستطع تديده ..عندئذ ملك عليّ نفسي رغبة أن أُفرغ كل
وقت لدراسة السلم ...وبالفعل كرست كل وقت وجهدي له ،ومن ذلك دراسة سية النب
ممد (ص) ،ول أكن أعلم إل القليل النادر عنه ،برغم أن السيحيي أجعوا على إنكار هذا
214
النب العظيم الذي ظهر ف الزيرة العربية ...ول يض ب وقت طويل حت أدركت أنه من
الستحيل أن يتطرق الشك إل جدية وصدق دعوته إل الق وإل ال".
ث أخذ يكرر هذا العن وهو يقول:
"نعم شعرت أنه ل خطيئة أكب من إنكار هذا "الرجل الربان" بعد أن درست ما قدمه
للنسانية ،وجعل من السلمي أقوى متمع رفيع يعاف الدنايا ...إن غي مستطيع أن أحصي
ما قدمه هذا الرسول من جليل العمال."...
بعدها تساءل ف أل ووجوم قائلً:
"أمام كل هذا الفضل وهذا الصفاء ..أليس من الحزن الليم حقا أن يقدح ف شأنه
السيحيون وغيهم؟!".
215
-42أستاذ الرياضيات الامعي المريكي جفري لنج
يروي البوفسور جفري لنج ،أستاذ الرياضيات ف الامعات الميكية كيفية اعتناقه للدين
السلمي ،وذلك ف كتاب صدر له بعنوان «حت اللئكة تسأل» .فالكتاب يسطر قصة
إسلم لنج ،ويتراوح بي لظات روحانية غامرة وبي أفكار فلسفية عميقة.
يقول الؤلف :ف اليوم الذي اعتنقت فيه السلم ،قدم إلّ إمام السجد كتيبا يشرح كيفية
أداء الصلة .غي أن فوجئت با رأيته من قلق الطلب السلمي ،فقد ألوا عليّ بعبارات
مثل( :خذ راحتك) ( ل تضغط على نفسك كثيا ) ( من الفضل أن تأخذ وقتك )
( ببطء ..شيئا ،فشيئا ) .وتساءلت ف نفسي ( هل الصلة صعبة إل هذا الد؟ ) .لكن
تاهلت نصائح الطلب ،فقررت أن أبدأ فورا بأداء الصلوات المس ف أوقاتا .وف تلك
الليلة ،أمضيت وقتا طويلً جالسا على الريكة ف غرفت الصغية بإضاءتا الافتة ،حيث
كنت أدرس حركات الصلة وأكررها ،وكذلك اليات القرآنية الت سأتلوها ،والدعية
الواجب قراءتا ف الصلة .وبا أن معظم ما كنت سأتلوه كان باللغة العربية ،فقد لزمن
حفظ النصوص بلفظها العرب ،وبعانيها باللغة النليزية .وتفحصت الكتيب ساعات عدة ،
قبل أن أجد ف نفسي الثقة الكافية لتجربة الصلة الول .وكان الوقت قد قارب منتصف
الليل ،لذلك قررت أن أصلي صلة العشاء .ودخلت المام ووضعت الكتيب على طرف
الغسلة مفتوحا على الصفحة الت تشرح الوضوء .وتتبعت التعليمات الواردة فيه خطوة خطوة
،بتأن ودقة ،مثل طاهٍ يرب وصفة لول مرة ف الطبخ .وعندما انتهيت من الوضوء ،
أغلقت الصنبور وعدت إل الغرفة والاء يقطر من أطراف .إذ تقول تعليمات الكتيب بأنه من
الستحب أل يفف التوضئ نفسه بعد الوضوء )1(.ووقفت ف منتصف الغرفة ،متوجها إل
ما كنت أحسبه اتاه القبلة .نظرت إل اللف لتأكد من أنن أغلقت باب شقت ،ث
توجهت إل المام ،واعتدلت ف وقفت ،وأخذت نفسا عميقا ،ث رفعت يدي ،وبراحتي
216
مفتوحتي ملمسا شحمت الذني بإبامي )2(.ث بعد ذلك ،قلت بصوت خافت (ال
أكب) .كنت آمل أل يسمعن أحد .فقد كنت أشعر بشيء من النفعال .إذ ل أستطع
التخلص من قلقي من كون أحد يتجسس علي .وفجأة أدركت أنن تركت الستائر مفتوحة.
وتساءلت :ماذا لو رآن أحد اليان ؟ تركت ما كنت فيه ،وتوجهت إل النافذة ،ث جلت
بنظري ف الارج لتأكد من عدم وجود أحد .وعندما رأيت الباحة اللفية خالية ،أحسست
بالرتياح .فأغلقت الستائر ،وعدت إل منتصف الغرفة .ومرة أخرى ،توجهت إل القبلة ،
واعتدلت ف وقفت ،ورفعت يدي إل أن لمس البامان شحمت أذن ،ث هست (ال
أكب) ....وبصوت خافت ل يكاد يسمع ،قرأت فاتة الكتاب ببطء وتلعثم ،ث أتبعتها
بسورة قصية باللغة العربية ،وإن كنت أظن أن أي عرب ل يكن ليفهم شيئا لو سع تلوت
تلك الليلة .ث بعد ذلك تلفظت بالتكبي مرة أخرى بصوت خافت واننيت راكعا حت صار
ظهري متعامدا مع ساقي واضعا كفي على ركبت وشعرت بالحراج ،إذ ل أنن لحد ف
حيات .ولذلك فقد سررت لنن وحدي ف الغرفة .وبينما كنت ما أزال راكعا ،كررت
عبارة (سبحان رب العظيم) عدة مرات .ث اعتدلت واقفا وأنا أقرأ (سع ال لن حده) ث (ربنا
ولك المد) ......أحسست بقلب يفق بشدة ،وتزايد انفعال عندما كبت مرة أخرى
بضوع فقد حان وقت السجود ...وتمدت ف مكان ،بينما كنت أحدق ف البقعة الت
أمامي ،حيث كان علي أن أهوي إليها على أطراف الربعة وأضع وجهي على الرض .ل
أستطع أن أفعل ذلك ،ل أستطع أن أنزل بنفسي إل الرض ،ل أستطع أن أذل نفسي بوضع
أنفي على الرض ،شأن العبد الذي يتذلل أمام سيده ...لقد خيل ل أن ساقي مقيدتان ل
تقدران على النثناء ....لقد أحسست بكثي من العار والزي .وتيلت ضحكات أصدقائي
ومعارف وقهقهاتم ،وهم يراقبونن وأنا أجعل من نفسي مغفلً أمامهم ،وتيلت كم سأكون
مثيا للشفقة والسخرية بينهم ،وكدت أسعهم يقولون (مسكي جفري فقد أصابه العرب
بس ف سان فرانسيسكو ،أليس كذلك؟) .وأخذت أدعو ( أرجوك ،أرجوك ،أعن على
هذا) .أخذت نفسا عميقا ،وأرغمت نفسي على النول ...الن صرت على أربعت ،ث
ترددت لظات قليلة ،وبعد ذلك ضغط وجهي على السجادة ...أفرغت ذهن من كل
217
الفكار ،وتلفظت ثلث مرات بعبارة (سبحان رب العلى)( ،ال أكب) قلتها ورفعت من
السجود جالسا على عقب وأبقيت ذهن فارغا رافضا السماح لي شيء أن يصرف انتباهي.
(ال أكب) ووضعت وجهي على الرض مرة أخرى .وبينما كان أنفي يلمس الرض ،
رحت أكرر عبارة (سبحان رب العلى) بصورة آلية .فقد كنت مصمما على إناء هذا المر
مهما كلفن ذلك( .ال أكب) وانتصبت واقفا ،فيما قلت لنفسي :ل تزال هناك ثلث
جولت أمامي .وصارعت عواطفي وكبيائي ف ما تبقى ل من الصلة .لكن المر صار
أهون ف كل شوط .حت إنن كنت ف سكينة شبه كاملة ف آخر سجدة .ث قرأت التشهد ف
اللوس الخي ،وأخيا سلمت عن يين وشال ....وبينما بلغ ب العياء مبلغه ،بقيت
جالسا على الرض ،وأخذت أراجع العركة الت مررت با ،لقد أحسست بالحراج لنن
عاركت نفسي كل ذلك العراك ف سبيل أداء الصلة إل آخرها .ودعوت برأس منخفض
خجلً ( :اغفر ل تكبي وغبائي ،فقد أتيت من مكان بعيد ول يزال أمامي سبيل طويل
لقطعه ) .وف تلك اللحظة ،شعرت بشيء ل أجربه من قبل ،ولذلك يصعب عليّ وصفه
بالكلمات ....فقد اجتاحتن موجة ل أستطيع أن أصفها إل بأنا كالبودة ،وبدا ل أنا تشع
من نقطة ما ف صدري .وكانت موجة عارمة فوجئت با ف البداية حت إنن أذكر أنن كنت
أرتعش .غي أنا كانت أكثر من مرد شعور جسدي ،فقد أثرت ف عواطفي بطريقة غريبة
أيضا .لقد بدا كأن الرحة قد تسدت ف صورة مسوسة وأخذت تغلفن وتتغلغل فّ ...ث
بدأت بالبكاء من غي أن أعرف السبب ،فقد أخذت الدموع تنهمر على وجهي ،ووجدت
نفسي أنتحب بشدة ....وكلما ازداد بكائي ،ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف
والرحة تتضنن .ول أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ،رغم أنه يدر ب ذلك ،ول
بدافع من الزي أو السرور ...لقد بدا كأن سدا قد انفتح مطلقا عنان مزون عظيم من
الوف والغضب بداخلي .وبينما أنا أكتب هذه السطور ،ل يسعن إل أن أتساءل عما لو
كانت مغفرة ال عز وجل ل تتضمن مرد العفو عن الذنوب ،بل وكذلك الشفاء والسكينة
أيضا ...ظللت لبعض الوقت جالسا على ركبت ،منحنيا إل الرض ،منتحبا ورأسي بي
كفي .وعندما توقفت عن البكاء أخيا ،كنت قد بلغت الغاية ف الرهاق .فقد كانت تلك
218
التجربة جارفة وغي مألوفة إل حد ل يسمح ل حينئذ أن أبث عن تفسيات عقلنية لا...
وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد با .أما أهم ما أدركته ف
ذلك الوقت فهو أنن ف حاجة ماسة إل ال وإل الصلة ،وقبل أن أقوم من مكان ،دعوت
بذا الدعاء الخي « :اللهم ،إذا ترأت على الكفر بك مرة أخرى ،فاقتلن قبل ذلك ،
خلصن من هذه الياة ...ومن الصعب جدا أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب
لكنن ل أستطيع أن أعيش يوما واحدا آخر وأنا أنكر وجودك ».
........................................
( )1الصحيح أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسح أثر ماء الوضوء ،تارة ،ويدعه تارة ،
وقال بعض العلماء أن تركه ممول على قصد التبد وليس قصد التقرب ،وبعضهم ذهب إل
أن السنة ترك السح أحيانا ،وفعله أحيانا وال أعلم ...
( )2الصحيح أن النب صلى ال عليه وسلم ل يكن يلمس بإباميه شحمة أذنيه ،وإنا كان
يرفع يديه عند التكبي حذو منكبيه أو حذو إذنيه مضمومة الصابع مستقبل بكفيه القبلة..
وال أعلم..
219
-43الستاذ الامعي المريكي ممد أكويا
كان السبب الول لسلمه حجاب طالبة أميكية مسلمة ,معتزة بدينها ,و معتزة بجابا ,بل
لقد اسلم معه ثلثة دكاترة من أستذة الامعة و أربعة من الطلبة .لقد كان السبب الباشر
لسلم هؤلء السبعة ,الذين صاروا دعاة إل السلم .هو هذا الجاب .لن أطيل عليكم ف
التقدي .وف التشويق لذه القصة الرائعة الت سأنقلها لكم على لسان الدكتور الميكي الذي
تسمى باسم النب ممد صلى ال عليه و سلم و صار اسه (ممد أكويا) .يكي الدكتور ممد
أكويا قصته فيقول :قبل أربع سنوات ,ثارت عندنا بالامعة زوبعة كبية ,حيث التحقت
للدراسة طالبة أميكية مسلمة ,و كانت مجبة ,و قد كان من بي مدرسيها رجل متعصب
يبغض السلم و يتصدى لكل من ل يهاجه .فكيف بن يعتنقه و يظهر شعائره للعيان؟ كان
ياول استثارتا كلما وجد فرصة سانة للنيل من السلم .وشن حربا شعواء عليها ,و لا
قابلت هي الوضوع بدوء ازداد غيظه منها,فبدأ ياربا عب طريق آخر,حيث الترصد لا
بالدرجات ,و إلقاء الهام الصعبة ف الباث ,و التشديد عليها بالنتائج ,و لا عجزت السكينة
أن تد لا مرجا تقدمت بشكوى لدير الامعة مطالبة فيها النظر إل موضوعها .و كان قرار
الدارة أن يتم عقد بي الطرفي الذكورين الدكتور و الطالبة لسماع وجهت نظرها والبت ف
الشكوى .و لا جاء الوعد الحدد .حضر أغلب أعضاء هيئة التدريس ,و كنا متحمسي جدا
لضور هذه الولة الت تعتب الول من نوعها عندنا بالامعة .بدأت اللسة الت ذكرت فيها
الطالبة أن الدرس يبغض ديانتها .و لجل هذا يهضم حقوقها العلمية ,و ذكرت أمثلة عديدة
لذا ,و طلبت الستماع لرأي بعض الطلبة الذين يدرسون معها ,وكان من بينهم من تعاطف
معها و شهد لا ,و ل ينعهم اختلف الديانة أن يدلوا بشهادة طيبة بقها .حاول الدكتور
على أثر هذا أن يدافع عن نفسه ,و استمر بالديث فخاض بسب دينها .فقامت تدافع عن
السلم .أدلت بعلومات كثية عنه ,و كان لديثها قدرة على جذبنا ,حت أننا كنا نقاطعها
فنسألا عما يعترضنا من استفسارات .فتجيب فلما رآنا الدكتور العن مشغولي بالستماع
والنقاش خرج من القاعة.فقد تضايق من اهتمامنا و تفاعلنا .فذهب هو ومن ل يرون أهية
220
للموضوع .بقينا نن مموعة من الهتمي نتجاذب أطراف الديث ,ف نايته قامت الطالبة
بتوزيع ورقتي علينا كتب فيها تت عنوان " ماذا يعن ل السلم؟ " الدوافع الت دعتها
لعتناق هذا الدين العظيم ,ث بينت ما للحجاب من أهية و أثر .وشرحت مشاعرها الفياضة
صوب هذا اللباب و غطاء الرأس الذي ترتديه .الذي تسبب يكل هذه الزوبعة .لقد كان
موقفها عظيما ,و لن اللسة ل تنته بقرار لي طرف ,فقد قالت أنا تدافع عن حقها ,و
تناضل من أجله ,ووعدت أن ل تظفر بنتيجة لصالها أن تبذل الزيد حت لو اضطرت لتابعة
القضية و تأخي الدراسة نوعا ما ,لقد كان موقفا قويا ,و ل نكن أعضاء هيئة التدريس نتوقع
أن تكون الطالبة بذا الستوى من الثبات و من أجل الحافظة على مبدئها .و كم أذهلنا
صمودها أمام هذا العدد من الدرسي و الطلبة ,و بقيت هذه القضية يدور حولا النقاش
داخل أروقة الامعة .أما أنا فقد بدأ الصراع يدور ف نفسي من أحل تغيي الديانة ,فما عرفته
عن السلم حببن فيه كثيا ,و رغبن ف اعتناقه ,و بعد عدة أشهر أعلنت إسلمي ,و تبعن
دكتور ثان و ثالث ف نفس العام ,كما أن هناك أربعة طلب أسلموا .و هكذا ف غضون
فترة بسيطة أصبحنا مموعة لنا جهود دعوية ف التعريف بالسلم والدعوة إليه ,و هناك الن
عدد من الشخاص ف طور التفكي الاد ,و عما قريب إن شاء ال ينشر خب إسلمهم داخل
أروقة الامعة .و المد ل وحده.
كان يشغل منصب أستاذ اللغة العربية والتاريخ السلمي بامعة باريس ...والن يشغل
منصب رئيس "مؤسسة الدراسات السلمية ف "داكار" .. ..وله عدة مؤلفات منها :كتاب
"الرهاب الصهيون"" ..والسلمون ف التاد السوفيت" ...وكتاب "السلم ف إفريقيا
السوداء" ...وكتاب "مفاتيح الفكر العرب" ..كما قد قام بترجة ابن خلدون إل الفرنسية.
اختار السلم دينا بكل اقتناع ورضا ،واتذ من العرب السلمي اخوة له ف السلم ،بدون
221
أن يتخلى عن جنسيته الفرنسية ،إذ كان مؤمنا بأنه ل تناقض بي عقيدته السلمية وجنسيته
الفرنسية.
وعن اختياره للسلم دينا أوضح قائلً:
"لقد اخترت السلم دينا ،ألقى به وجه رب لسباب شت ،منها السباب الدينية ،والسباب
الخلقية ،والجتماعية ،والثقافية والعاطفية".
ث استطرد ف تفصيل ما أجله ..فقال:
"لقد اخترتُ دين الفطرة ..وهو السلم ،وكنت فيما مضى كاثوليكيّا ..وف الكاثوليكية
أمور كثية ل أقتنع با ،ول أفهمها" ،مثل كرسي العتراف" .والوسيط لدى الله ،فضلً عن
اعتمادها على أسرارٍ ،وقربان ،وغي ذلك من أمور ل أستطع اليان با .. ..ف حي أن دين
السلم برئ من هذا كله ،فيكفي السلم أن يتوجه إل ربه مباشرة بدون وسيط ،وبدون
كرسي اعتراف ،فيستجيب ال دعاءه.
لقد كانوا يُعلمونن كما يُعلمون غيي أن عيسى إله ابن إله ،وكانوا يزعمون أن ممدا ليس
نبيّا ،وبالتال ينكرون السلم( ... )1ث حدث أن وقع بي يدي ـ لول مرة ف حيات ـ
ترجة لعان القرآن الكري ،واستوقفتن معان كلماته ،مثل:
ص َمدُ َلمْ يَِلدْ وََلمْ يُولَدْ َولَمْ يَكُن لّهُ كُفُوا أَ َحدٌ)
(قُلْ ُه َو الُ َأ َحدٌ الُ ال ّ
واسَتَوقَفَه كما يذكر ترجة قول ال تعال:
ت الِ الّتِي فَطَ َر النّاسَ عَلْيهَا لَ تَبْديلَ ِلخَل ِق الِ ذَلكَ الدّي ُن القَيّمُ وَلكِنّ َأكْث َر النّاسِ لَ (فِطر َ
يَعْلمُونَ)(.)2
كما يذكر أيضا أنه قرأ حديثا لرسول ال صلى ال عليه وسلم ،شعر تاهه بأن السلم دين
الفطرة بق.
جسَانِهِ"."كل مولود يُوَلدُ على الفِطْرة ،فأبواه ُي َهوّدِانه أو يَُنصّرِانه ،أو ُيمَ ّ
ولذلك يقول "فانسان مونتيه" أو "النصور بال الشافعي" كما يعتز باسه الديد بعد أن أشهر
إسلمه" :لقد آمنت برسالة ممد ومصداقيتها ،مثلما آمنتُ تاما بوحدانية ال ..إن ممدا
222
رسول ال حقا ..والقرآن الكري مُوحىً به من عند ال وليس من إنشاء ممد أو صُنعه.. ..
ورسالته السماوية السمحاء ليست مقصورة على العرب ..وإنا هي للناس كافة.
وعمّا استلفت نظره ف السلم أيضا يقول:
"رأيت ف السلم تساما مدهشا ،والخلق الرفيعة هدف كل مسلم ..كما رأيت رفضا
للرهبنة الت تاف طبيعة النسان البشرية ،فالسلم يفظ للنسان إنسانيته ،فيمنع عليه
الرهبنة ،ويدفعه إل التمتع بالياة وطيباتا ،ما ل تتعارض التعة مع تعاليم ال تعال ..ث أخذ
يُطَأطِئُ رأسه ،ووجهه شرق بابتسامة عريضة تاليا قوله تعال:
(وَمَا جَ َعلَ عَليْ ُك ْم فِي الدّينِ مِنْ حَ َرجٍ)(.)3
ث غابت ابتسامته فجأة وهو يتذكر التحاملي على السلم ،وما يرمونه به من تم باطلة ل
صحة لا على الطلق ،فيستعرضها مفندا:
أعداء السلم َيدّعُون أن السلمي ل يرضون من غيهم إل أن يكونوا مسلمي ،فإذا ل
يكونوا مسلمي أشهروا عليهم سيف الهاد ...ف حي أنم لو عقلوا ذلك جيدا لعلموا أن
الهاد السلمي مفروض ،ولكن من أجل إحقاق وإزهاق الباطل.
ث يواصل الفكر السلمي "النصور بال الشافعي" تفنيده لدعاءات الاقدين على السلم
فيقول:
"أنم يتهمون السلم بالقسوة الفرطة ،مع أن السلم دين السلم ،والتسامح ،والعفو،
والغفرة .. ..لقد تناسى هؤلء كل العقوبات النصرانية فيما مضى ،والت أفرطت ف القسوة،
والتعذيب الذي وصل إل حد الحراق ،وفصل أجزاء السد ،فضلً عن كثرة حالت
العدام ،وهو ما ل يشهده السلم ف تاريه.
كما أنم يتهمون السلم بظاهرة الرَقّ الت وُ ِجدَتْ قبل السلم وليس بعده ،بل حي انتشر
السلم وطُبقت تعاليمه كان يسعى للغاء الرّق ،بل إن كثيا من الكفّارات للذنوب الت
يقدم عليها الرء هو ترير الرقاب الذي َعدّه السلم تقربا وطاعة ل.
223
ث ياولون الساءة إل السلم من زاوية تعدد الزوجات ،ولو عقلوا لوَ َجدُوا أنه وأن سح
حقّا بذلك فإنه ف الوقت ذاته وضع شروطا دقيقة أساسها العدل الطلق ،والعاملة الطيبة،
كما نظر إل النساء الت حالت ظروفهن دون الزواج ،أو لرض الزوجة ،أو لسباب أخرى.
ث يصمت برهة ليجزم بالقول:
"أن السلم بعظمته وعمقه ،وبنقائه ورقُيه ،وبتسامه ودعوته لكرامة النسان ف كل زمان
ومكان ـ لن يستطيع أحدٌ أن ينال منه ..لن السلم ف ذاته قوي ..وتعاليمه تدعو إل القوة
بعدم ارتكاب العاصي والذنوب الت تضعف القوة ،مثل الزّنَى ،وشُرب المر ،وأكل لم
النير ،وغي ذلك ما يرمه الدين النيف".
ويتم كلمه وقد غمرته سعادة إيانية وهو يقول:
"لذا اخترت السلم ..من أجل أن أشعر بالراحة ف رحابه وظلله ...نعم ،اعتنقتُ السلم
لشعر وأدرك أنن اعتنقت دينا ل يفصل بي البدن والروح ،بي النفس والسد ...يكفين
أن السلم دين نقي ،يدفع إل الخلق والتحلي با ،وإل الكرامة النسانية والتمسك با،
من أجل ذلك شهدت أن ل إله إل ال ،وأن ممدا عبده ورسوله ...وعلى ذلك ألقى رب".
-----------
( )1صحيفة التاد الت تصدر ف "المارات العربية التحدة" ،الصادرة ف العاشر من نوفمب
( 1989بتصرف).
( )2سورة الروم :الية .30
( )3سورة الج :الية .78
الصدر " :الانب الفي وراء إسلم هؤلء" ممد كامل عبدالصمد
224
-45الفكر النمساوي ليوبولد فايس
225
وف مساء اليوم الثان ،جلسنا كالعادة لعشاء دسم ،وبعد العشاء حضر رجل من القرية
ليطربنا بأغان شعبية ،مصطحبا قيثارة بثلث أوتار ،وكان يغن بلغة الباشتو الت ل أفهمها ،
ولكن بعض الكلمات الفارسية كانت تللها بوضوح ،ف الغرفة الدافئة الغطاة بالسجاجيد ،
بينما وميض الثلج البارد يظهر من خلل النوافذ .أتذكر أنه كان يغن عن العركة بي داوود
وجالوت ،وبدأها بنغمة متواضعة ،ث تدرجت إل بعض العنف ،وأنتهت بروح النتصار .
وبعد أن انتهت ،قال الاكم أن داوود كان شابا ،ولكن إيانه كان قويا ....
ول أتالك من التعليق ،فقلت " كذلك أنتم كثيون ولكن إيانكم ضعيف " .
نظر إل الضيف بدهشة ،وارتباك لا تطوعت وذكرته ،فأسرعت لوضح قول .وأخذ
توضيحى شكل سيل من السئلة :::
لاذا فقدت أنتم السلمون ثقتكم بأنفسكم ،الت ف القدي ساعدت على نشر اليان بالسلم
ف أقل من مائة عام ،من الزيرة العربية غربا إل الحيط الطلسى ،وشرقا ف العمق إل
الصي -والن تستسلمون بضعف ،إل الفكار والعادات الغربية ؟ لاذا ل تستطيعون أنتم يا
من كان أباؤكم الوائل أناروا العال بعلمهم وفنهم ،بينما كانت أوروبا تغض ف بربرية
وجهل مدقع ،فلتعملوا من الن على أن تعودوا ليانكم اللق ؟ كيف أن هذا التاتورك
التافه ،الذى ينكر كل قيم السلم ،قد أصبح عندكم رمزا لحياء السلم ؟
استمر مضيفى ف صمته .وبدأ الليد ينهمر ف الارج .ومرة ثانية غمرن الشعور
الزدوج ،بالزن والسعادة ،الذى انتابن حينما اقتربت من " ديهزانى " .أحسست
بالفخار لا قد كان ،وبالجل لا عليه أبناء حضارة عظيمة .
هل لك أن تدلن -كيف أن اليان الذى دلكم عليه نبيكم ،وكل هذا الوضوح والبساطة ،
قد دفنت تت أنقاض الثرثرة التحزلقة ،والشجار بي علمائكم ؟ كيف أن أمراءكم
والقطاعيي يعيشون ف رفاهية ،بينما إخوانم من السلمي ،يذوقون الفاقة والفقر الدقع ،
ف حي أن نبيكم يقول أنه ل يؤمن من بات شبعان وجاره جائع ؟ هل لك أن تشرح ل
كيف نبذت النساء خلفكم ،بينما نساء الرسول " صلى ال عليه وسلم " ،وصحابته كن
يشاركن الرجال ف أمورهم الامة ؟ كيف وصل الال بكم أنتم السلمي إل الهل والمية ،
226
ف حي يقول نبيكم أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ،وفضل العال على العابد
كفضل البدر على سائر النجوم ؟
ظل مضيفى يملق ف دون كلم ،وابتدأت أشعر أن ملحوظاتى قد أحبطته .أما الرجل ذو
القيثارة كان ل يعرف الفارسية بدرجة تعله يتتبع كلمى ،وأخذ يتعجب من هذا الغريب
الذى يتكلم بذه النغمة مع الاكم .وف النهاية ،أخذ الاكم رداءه الصنوع من جلد الغنم
وتدثر به ،كما يكون قد أحس بالبد ! وهس ل :::
" لكنك أنت مسلم . " ....
أخذن الضحك وأجبت " :ل ،أنا لست مسلما ،ولكن ألمت ببعض القيم ف السلم الت
تعلن أغضب ف بعض الحيان ،كيف أنكم أنتم أيها السلمون تضيعونا ...أعذرن إذا
كنت قد أسأت ف الكلم ،أنا ل أتكلم معك كعدو " .
ولكن مضيفى هز رأسه قائل " ل فكما قلت لك ،أنت مسلم ،ولكنك ل تعرف نفسك
...لاذا ل تنطق الن وهنا بالشهادتي " ل إله إل ال ممد رسول ال " ،وتصبح مسلما ف
حقيقة المر ،فإنك مسلم قلبيا ! قلها يا أخى ،قلها الن ،وسأصطحبك غدا لكابول للقاة
المي ،الذى سيستقبلك بذراعي مفتوحتي كشخص مثلنا .سيمنحك منازل وحدائق
وأغنام ،وسيحبك ،قلها يا أخى . " ...
" إذا قلت ذلك ،سيكون نتيجة لن عقلى قد استراح ،وليس نتيجة لن المي منحن النازل
والدائق " .
" ولكن " أصر مضيفى " أنت تعرف كثيا عن السلم ربا أكثر من بعض السلمي ،ما هو
الذى ما زلت تريد أن تعرفه ؟ " .
" السألة ليست مسألة فهم ،إنا مسألة إقتناع ،القتناع بأن القرآن الكري هو فعل كلمة ال
،وليس مرد كلمات من شخص نابه ذكى ذو عقلية متفوقة . " ...
ولكن كلمات صديقى الفغان أخذت تراودن ول تتركن لشهور عدة !!!
*** أكملت رحلت عب أفغانستان عائدا مرة ثانية إل هرات الت كنت قد ابتدات منها ،
وكنا نقترب من الشتاء عام ، 1926وهكذا تركت هرات ف الرحلة الول لطريق العودة
227
للوطن ،مستقل القطار من الدود الفغانية إل " ماف " ف التركستان الروسية ،ث إل
سرقند ،بارى إل طشقند ومن ث مارا بسهول التركمان إل جبال الورال ،ث موسكو .
وهالن الدعاية والعلقات الت تاجم الدين واللوهية أينما أحل أو أرتل " وسأتوقف عن
ذكرها لنا مقززة " .
وبشعور بالراحة عبت الدود البولندية ،بعد أسابيع من أمضيتها ف آسيا ،وروسيا
الوروبية .واتهت مباشرة لفرانكوفرت حيث الريدة الت أعمل با حيث استلمت عملى .
ول يض وقت طويل حت اكتشفت أنه أثناء غياب ،قد أصبح اسى مشهورا ،وأن الن أعتب
من الراسلي الرموقي ف وسط أوروبا .فبعض مقالتى ...خصوصا تلك الت تناولت
النفسية الدينية العقدة لليرانيي -والت قد جاءت نتيجة للحظات علماء شرقيي بارزين ،
واستقبلت أكثر من أنا معارف عابرة .ونتيجة لهية هذا الناز ،فقد دعيت للقاء مموعة
من الحاضرات ف أكادمية الغرافيا السياسية ببلي -حيث قيل ل أنه ل يسبق أن حدث
من قبل أن شخصا ف حداثة السن مثلى " حيث كنت حينئذ ف السادسة والعشرين " ،قد
منح هذا المتياز .كما قمت بتدبيج مقالت أخرى عامة بتصريح من ملة " فرانكفورت
زيتنج " ،ف صحف أخرى ؛ وقد أعيد طبع إحدى القالت كما أعلم ثلثون مرة تقريبا .
وبعن آخر ،فإن رحلتى اليرانية ،قد أثرت ....
وف هذا الوقت تزوجت :إلسا " .السنتان اللتان أمضيتهما ف الارج ،ل يضعفا من حبنا
البعض ،بل زادته قوة ،وبسعادة غامرة ل أشعر با من قبل ،استقبلت تعليقاتا على الفرق
الكبي ف السن بيننا .
" ولكن كيف تتزوجن ؟ " ،بدأت ف النقاش معى " .أنت ل تصل بعد للست والعشرون
عاما ،وأنا فوق الربعي ،أل تفكر ف ذلك ،حينما تصل للثلثون ،سأكون أنا ف الامسة
والربعون ،وحينما تصل أنت للربعون ،سأكون إمرأة عجوز . " ...
أخذت ف الضحك ! " وما ف ذلك ؟ " ،إنن ل أرى مستقبل بدونك .
وأخيا سلمت للمر .
228
ل أبالغ حينما قلت لا إنن ل أرى مستقبل بدونك .جالا ،ورقتها الفطرية ،جذبتن إليها
بيث ل أرى أى امرأة أخرى ؛ وحساسيتها ف فهم ماذا أريد من الياة ،أضاء أمال ،
ورغباتى ،وأصبحت من الصلبة بكان وأكثر إدراكا ،وطغت على تفكيى ف ماذا أعمل ؟
ف أحد الناسبات -بعد حوال أسبوع من زواجنا ،أبدت ل هذه اللحظة ّ " :كم أنت
غريب الطوار عن كل الناس ؟ يب عليك أن تفض من روحانيات ف الدين ...أنت
صوف النعة ! -حساس ف صوفيتك ،تشي بأصابعك إل ما حولك ف الياة ،ولك رؤية
متعمقة روحانية فيما يدور حولك يوميا من أشياء -بينما تر مثل هذه الشياء على الخرين
بل إكتراث ...ولكنك حينما تتجه إل الدين ،فكلك تركيز ...مع الناس الخرين فالوضع
بالعكس تاما ...
ولكن إلسا ل تكن ف حية ،فهى تعلم عن ماذا أبث حينما أتكلم معها عن السلم ؛
وبالرغم من أنا ل تكن ف نفس درجت من الضطرار ،إل أن حبها ل جعلها تشاركن
تساؤلتى .
كثيا ما كنا نقرأ القرآن سويا ،ونتناقش ف أفكاره ؛ وكانت إلسا كما كنت أنا ،معجبي
بالتمساك الداخلى بي تعاليمه الخلقية ،وإرشاداته العملية .فاستنادا إل القرآن " الكري
" ،فال ل يدع النسان إل أن يتضرع إليه مغصوب العيني ،بل لبد له أن يعمل عقله ؛ ل
يتنح ال بعيدا عن النسان ،بل هو أقرب إليه من حبل الوريد ؛ ل يط ال خطا فاصل بي
اليان والسلوك الجتماعى ؛ والشئ الذى يعتب ف غاية الهية ،أن السلم ل يبدأ من
بديهية أن الياة مملة بالصراع بي الروح والسد ،وأن النجاة هى ف ترير النسان من
قيود السد .كل مظهر من مظاهر أنكار الياة ،وتقي النسان لنفسه ،أدانا السلم ف
أحاديث لرسول ال " صلى ال عليه وسلم " ...مثل " لحظ " " ..أعتقد أنه أراد أن يشي
هنا إل حديث الثلثة الذين قال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم :من رغب عن سنت
فليس من " .فالنسان مطالب بأن يعيش حياته كاملة وبشكل إياب ،فما منحت غرائزه إل
لتؤدى ثرتا ،ولكن ليستخدمها بطهر وأخلق وف ملها الصحيح .ومن التعاليم للنسان :
أنه ليس لك فقط أن تعيش حياتك ،بل الفروض عليك أن تعيشها بكل أبعادها .
229
صورة متكاملة للسلم تنبثق ف ذهن وبشكلها النهائى وبتحديد ،ما أدهشن أحيانا ! كانت
تتشكل ف عملية من المكن أن أسيها تفاعلت ذهنية -وبدون وعى من ،فقد بدأت
تتجمع من أجزاء متفرقة ومنتظمة ،فإذا وضعت هذه التناثرات بعضها إل بعض ،رأيت
نظاما هندسيا دقيقا ،أخذ ذهن يمعه ف السنوات الربع الاضية ،لرى بناء كل عناصره
متناسقة منسجمة ،تتجمع لتتمم وتعاضد بعضها البعض ،ل شئ فيه ينقصه ،ول شئ يزيد
عن متطلباته -متزن وهادئ ،يعطى النطباع بأن مسلمات السلم كلها ف وضعها
الصحيح .
منذ ثلثة عشر قرنا مضت " ،يلحظ أن الكتاب قدي " وقف رجل وهو يقول " :ما أنا إل
رجل هالك ،ولكن الذى خلق الكون أوحى إل أن أحل رسالته لكم ،حت تعيشوا
منسجمي مع كل خلقه ،وقد أمرن بأن أذكركم بوجوده إلها له كل القدرة وكل العلم ،
وقد وضع لكم منهاجا للسلوك الصحيح ،إذا قبلتموه فلتتبعون ...هذا كان هو الرسول
ممد صلى ال عليه وسلم ،وهذه كانت رسالته .
النظام الجتماعى الذى أعلنه ،كان من البساطة الت تربط مفرداته بالعظمة القيقية .بدأ
بالتسليم بأن النسان كائن حى له متطلبات حيوية ،وهذه التطلبات تضع للحل والرمة
اللذان يقرها ال سبحانه وتعال ،وأن النسان اجتماعى بطبعه يتاج إل متمع ييط به ،
ولكى يقق إحتياجاته الثقافية والخلقية والطبيعية ،فلبد أن يعتمد كل على الخر .إن
ازدهار القوام الروحى للنسان ( وهو هدف كل الديان ) ،يعتمد عما إذا كان يتلقى
دعما ،وتشجيعا ،وحاية له من حوله .هذا التكافل الجتماعى ،يظهر السبب لاذا يهتم
السلم بالنواحى العامة القتصادية والسياسية ،ول ينفصل عنها .ولتنظيم علقات إنسانية
بطريقة عملية بيث لو قابل أى فرد بعض العقبات ،يد التشجيع اللزم لتنمية شخصيته :
هذا ،ول شئ آخر ،يبدو أنه هو مفهوم السلم للوظيفة القيقة للمجتمع .وهكذا كان
من الطبيعى أن التشريع الذى أتى به سيدنا ممد عليه الصلة والسلم خلل ثلثة وعشرون
عاما من مبعثه ،ل يرتبط فقط بالنواحى الروحية ،بل يتد ليشمل الطار لكل الفراد
وللمجتمع أيضا .يشمل ليس فقط مفهوم النقاء الفردى ،ولكن يتضمن الجتمع العادل
230
الذى يؤدى هذا النقاء إليه .كذلك يتضمن الطوط العريضة للمجتمع السايسى ...أما
التفاصيل فمتروكة للتطورات الت تدث مع الزمن التغي ...كما يدد حقوق الفراد
وواجباتم نو الجتمع اذى يعيشون فيه ،آخذا بعي العتبار حقيقة ما يد من أمور .
الشريعة السلمية تتضمن كل مناحى الياة ،أخلقية ،طبيعية ،فردية ،إجتماعية ،العلقة
بي السد والروح والعقل ،النس ،القتصاد ،كل ذلك جنبا إل جنب ،مع اللهوت
والعبادة ،كل أمر من المور له وضعه ف تعليمات النب عليه السلم ،ول شئ يص الياة
ينظر إليه على أنه تافه ليخرج من دائرة التصور الدين ...ليس حت مثل هذه القضايا الدنيوية
،كالتجارة ،والياث ،وحق اللكية ،وإمتلك الراضى .
*** كل مفردات الشريعة ،وضعت للنتفاع التساوى بي أفراد الجتمع ،بدون تييز بي
مكان الولد ،العراق ،النس ،أو ولء إجتماعى سابق .ل منافع خاصة حجزت لؤسس
الجتمع أو أحفاده " .مداخلة :لذلك قال الرسول عليه الصلة والسلم ( نن معشر
النبياء ل نورث ،ما تركناه صدقة ) " .ل توجد طبقات عليا وطبقات دنيا ف الفهوم
الجتماعى ،ليست من مفردات القاموس السلمى ؛ ول أثر لا ف الشريعة الغراء .كل
القوق والواجبات والفرص ،موزعة بي أفراد الجتمع الؤمن بالتساوى .
ل يوجد كهنة بي ال والنسان ،لن ال يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم .ل ولء ،إل ل
ورسوله ،وبأمر من ال للوالدين ،وللمجتمع السلم النوط بتحقيق ملكة ال على الرض ؛
وبذلك فل يوز الذى يعلى كلمة " بلدى أو أمت " ،ولتوضيح هذا الفهوم ،فإن رسول
ال صلى ال عليه وسلم ف أكثر من مناسبة ،قال بوضوح " :ليس منا من دعا إل عصبية،
وليس منا من قاتل على عصبية ،وليس منا من مات على عصبية " .
كل النظمات قبل السلم ...حت الدينية أو شبه الدينية ...كانت تنهج الفهوم الضيق ،
للعصبية القبلية والعشائرية .فمثل اللوك التألي ،الفراعنة ف مصر ،ل يفكرون إل ف أضيق
الدود الت يعيش فيها الصريون ؛ وحت إله بن إسرائيل فهو إله فقط للشعب الختار .
بالعكس فالفاهيم الستقاة من القرآن الكري ترفض رفضا باتا التمسك بالعشية أو القبيلة .
السلم افترض متمعا سياسيا بعيدا عن النقسامات العرقية والقبلية .وف هذا الجال فإن
231
السلم والنصرانية يتفقان ف الدعوة العالية بعيدا عن القبلية ،وف حي أن النصرانية قد
حددت نفسها ف مفهوم " أعطى ما لقيصر لقيصر ،وما ل ل " ،إل أن مفهوم السلم
أوسع من ذلك ،فقد دعى كل المم أن يكون الولء ل فقط .وبذلك ...لتحقيق ما ل
تققه النصرانية ...فقد أضاف السلم منظورا آخر ف تطوير النسان :دعى إل متمع
مفتوح عقائديا ،بالقارنة مع الجتمعات الغلقة الت نشأت ف الاضى ،عرقيا ،وجغرافيا .
رسالة السلم أعطت تصورا ،ومنحت البشرية حضارة ل مكان فيها للقومية ،ل مصال
شخصية ،ل طبقية ،ل كنيسة ،ل كهنة ،ل طبقة نبلء متوارثة ،ف القيقة ،ل شئ
متوارث على الطلق .ومن أهم اليزات ف هذه الضارة ...ميزة ل توجد ف أى تركات
للنسان عب التاريخ ...أنا نشأت عن قناعة وإتفاق تطوعى بي معتنقيها وال .هنا ،التقدم
الجتماعى ...مالف عما حدث ف الجتماعات الخرى ...ل يدث نتيجة لضغوط ،
ومقاومة لذه الضغوط ،نتيجة للمصال التعارضة ،ولكن كجزء ل يتجزأ من تعليمات أصيلة
.وبكلمات أخرى ،هناك عقد إجتماعى متأصل ف النفوس ،يسيطر على جذور العمال
...ليس نتيجة أوامر صاغها من بيدهم المر دفاعا عن مكتسباتم ...بل حقيقة متأصل
جذورها ف الضارة السلمية .فقد ذكر القرآن الكري " إن ال اشترى من الؤمني
أنفسهم وأموالم بأن لم النة .........فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز
العظيم " .
عرفت ( من تتبعى لقراءة الضارة السلمية ) ...أن هذا العقد الذى سجله التاريخ ...قد
تقق لفترة وجيزة جدا ،أو بالحرى فخلل فترة وجيزة جدا كانت هناك ماولت جادة
لتحقيقه .فيما أقل من قرن بعد موت النب صلى ال عليه وسلم ،النظام النقى للسلم بدأ ف
الفساد السياسى ،ودفع ف القرون التالية إل اللف .ظهرت التطلعات العشائرية لمتلك
القوة ،بديل عن الرأى الر للرجال والنساء ،اللكية الوراثية بديل عن الفهوم السياسى ف
السلم كنوع من الشرك ف الفهوم السلمى " مداخلة :أعتقد أنه يشي هنا إل حديث
ليس منا من دعى إل عصبية " -ومع هذا أيضا ظهرت الدسائس والصراعات القبلية
والظلم ،وإضمحلل الوازع الدين ،والهانة ف خدمة من بيده السلطة :باختصار حلت
232
الصال الشخصية الت عرفت ف التاريخ .ولوقت من الزمن ،حاول علماء ومفكرين عظام ،
أن يعيدوا للسلم رونقه ويذكروا الناس بفاهيمه النقية ،ولكن جاء من بعدهم أقوام دأبوا
على تقليد الجيل السابقة ،وانتكسوا بعد قرني أو ثلثة قرون ،وتوقفوا عن التفكي
لنفسهم ...متانسي أن كل عصر يتلف عن سابقه ،وكل عصر له احتياجاته الاصة الت
تتاج إل التجديد .لقد كان الدفع الصلى للسلم ف بدايته عظيما ،ورفع المة السلمية
إل مستويات عالية من الثقافة والضارة العظيمة ...حت أن الؤرخي يسمون ذلك العصر
الذى تقق ،بالعصر الذهب للسلم ،من الناحية الدبية ،والفنية ،والعلمية ،والثقافية ،
ولكن بعد ذلك العصر بقرون بسيطة خد الافز اليان الذى كان يغذى هذا التقدم ،
وأصبحت الضارة السلمية راكدة ،ومردة من قوتا البدعة .
...................................................
ل أتأثر بالوضع الال للعال السلمى .السنوات الربع الت قضيتها ف البلدان السلمية ،
أوضحت ل ،بأنه بالرغم من أن السلم ما زال حيا ،كما هو ف عيون العال ،يؤثر من
الناحية الخلقية ف أتباعه ،غي أنم قد أصابم الشلل ،بيث ل يترجوا مبادئه إل عمل
مثمر .ولكن ما شد انتباهى ،بعيدا عن حالة السلمي ف عهدنا هذا ،هو القوة الكامنة ف
تعاليم السلم نفسه .كان كافيا ل أن أعلم أنه ف مدة قصية ف بداية التاريخ السلمى ،
ماولة ناجحة قد تت لتطبيق هذا النظام إل عمل ؛ وبالتال ،ما كان مكنا ف وقت من
الوقات ،يظل مكنا ف غيه من الوقات .ماذا يهم ...قلت لنفسى ...إن كان السلمي
قد انرفوا عن تعاليم دينهم الصلية ،وركنوا إل الكسل والهل ؟ ...ماذا يهم إذا كانوا ل
يأخذون بالتعاليم الثالية الن أمامهم ،والت جاءت على لسان النب العرب منذ ثلثة عشر قرنا
مضت ...إذا كانت هذه التعاليم ما زالت متاحة للجميع ولكل من يرغب ليستمع إليها ؟
وربا نكون ...أخذت أفكر ...نن التأخرين أشد حاجة لذه الرسالة من السلمي ف عهد
رسول ال صلى ال عليه وسلم .لقد عاشوا هم ف مناخ أبسط بكثي من الناخ الذى نعيش
نن فيه ،وكانت مشاكلهم والصعوبات الت يواجهونا أبسط من تلك الت نواجهها ،
وتتاج إل حلول غي معقدة كما نواجه .العال الذى أعيش فيه ...كل العال الن ...
233
يتململ لعدم وجود أية قواعد روحانية تفصل بي الي والشر ،وبالتال ،اقتصاديا واجتماعيا
.ل أعتقد أن النسان الفرد ف حاجة إل خلص ،بل الجتمع هو الذى ف حاجة إل ملص
! أكثر من أى وقت مضى ،أخذت أشعر بيقي متزايد ،أن وقتنا هذا ف أشد الاجة إل
قاعدة أيدلوجية ،وإل عقد إجتماعى جديد :ف حاجة إل اليان بال ،وتفهم مدى
الفراغ الذى يدثه التقدم الادى فقط ...ومن ث نعطى الياة حقها ؛ كيف نوازن بي
احتياجات الروح والسد ،ويكون ف ذلك النقاذ من كارثة مققة نسرع إليها متهورون .
....................................................
غن عن القول أن مشكلة السلم ف هذه الفترة ...فقد كانت مشكلة بالنسبة ل ...شغلت
تفكيى أكثر من أى شئ آخر .ف هذه اللحظات ،تعدى استيعاب للموضوع مراحله
الولية ،حينما كان الوضوع بالنسبة ل ليس أكثر من أباث ثقافية ،وأيدلوجية جذابة :
أصبح الوضع الن هو بث مركز عن القيقة .مقارنة هذا البحث ،بسفريات السنتي
الاضيتي ،والت أسفرت عن ل شئ :أصبح التركيز على إكمال الكتاب الذى عهدت ل
به جريدتى " فرانكفورتر زيتنج " من الستحيل .
ف البداية كانت نظرة دكتور سيمون متساهلة ،لترددى ف الستمرار ف إناء الكتاب .فقد
عدت من رحلة طويلة تستحق نوعا من الجازة ،وزواجى الديث يعطين بعض الق ف
التراخى ف الكتابة الروتينة .ولكن حينما تاديت ف التراخى ،ونظرا لن دكتور سيمون
يتحمل السئولية عن الكتاب ،فقد طلب من أنه قد حان الوقت لنزل إل الرض .
ف الاضى ،كنت أرى أنه متفهم للوضع ،ولكن الن أرى غي ذلك .ملحظاته الستمرة ،
وتساؤلته اللحوحة عن تقدمى ف ترير الكتاب ،أدت أثرها العاكس لا كان ينشده ،فقد
شعرت بأن المر مفروض على ما جعلن أمقت فكرة الكتاب نفسها .كنت مهتم أكثر با
كنت ما أزال أريد أن أكتشفه عن ذلك الذى أريد أن أسجله من أحداث مرت ب ف رحلت
.
ف ناية المر أثار دكتور سيمون هذه اللحظة " أعتقد أنك لن تنتهى من الكتاب البتة ،أنت
تعيش ف داخلك ف رعب ما " .
234
وكاللدوغ رددت عليه " :ربا الرض الذى أعانيه أكثر من الرعب " .
" إذا فما دمت ف هذا العناء " قال ذلك بدة " فهل تعتقد أن الصحيفة هى الكان الناسب
لك " .
كلمة منه وكلمة من ،تول المر إل شجار ،وف نفس اليوم قدمت استقالت من
الصحيفة ،وبعد أسبوع سافرت أنا وإلسا إل برلي .
ل أكن بالطبع أنوى ترك الصحافة ،فقد كانت جزءا من راحت النفسية وسعادتى فيها وف
الكتابة ...بعدت عنهما مؤقتا ننيجة للكتاب ...وكيف ل ؟ وهى الت أعادتن للعال
السلمى ،وهذه العودة كنت حريصا عليها بأى ثن .ولكن بالنسبة للشهرة الت اكتسبتها
ف العوام الربعة الاضية ،ل يكن من الصعب علىالعودة إل الصحافة ثانيا .فبسرعة جدا
حصلت على عقد مز ومريح مع ثلثة صحف بزيورخ ،وبالرغم من أنا ل تكن ف مستوى
الصحيفة السابقة إل أنا كانت من الصحف الشهية بأوروبا .
ومنذ ذلك الي ،بقيت أنا وإلسا ف برلي ،لكمل ماضراتى عن السلم ف أكاديية
الغرافية السياسية .أصدقائى الدباء السابقي فرحوا بعودتى لم ،ولكن ل تكن العلقة
الديدة ف نفس التانة الت تركتهم با قبل سفرى للشرق الوسط .صارت لغتنا الثقافية
متلفة عما سبق .وبالتحديد ،ل أكن أستطع استخراج أية معلومات من مناقشاتى معهم عن
السلم .كانوا يهزون رؤوسهم ،بية حينما كنت أقول لم أن الثقافة السلمية يكنها أن
تنافس أيدلوجيات أخرى .وبالرغم أنه ف بعض الالت ،كانوا يوافقون على رأى من هنا
أو هناك من مفاهيم السلم ،إل أنم ف العموم يقولون أن الديان الاضية هى جزء من
الاضى ،وأننا ف حاجة إل تديد ف الفاهيم ،ونظرة " إنسانية " جديدة .وحت أولئكم
الذين ل ينكرون أهية الؤسسات الدينية ،ل يكونوا مستعدين للتخلى عن النظرة الوربية
للسلم ،بأنه يفتقد إل الوضوح الذى يتوقع من الديان .
وقد أدهشن أن سة السلم الت اكتشفتها من أول لظة ...وهى عدم وجود فصل بي
الروح والسد ،وأن التأكيد على أن العقل هو الطريق لليان ...ل تكن واضحة عند
الثقفي ،الذين ما فتئوا يقولون بأن العقل هو الهيمن على كل شئ ف الياة " :فالعقلنية
235
" و " الواقعية " ،ليس لما مكان ف مال الدين عندهم .وف هذا الصوص ل أجد فرقا بي
هؤلء التديني ،وهؤلء الذين طرحوا الدين وراءهم .
مع الوقت ،فهمت أين تكمن فيهم هذه الصعوبة .بدأت أدرك أنه ف عيون أولئكم الذين
يدورون ف مدار النصرانية ...بضغوطها على عال " ما وراء الطبيعة " التأصلة زعما ف كل
تربة دينية حقيقية ...فإنه من الدرجةالول فكل نظرة عقلنية ،تكون سببا ف النتقاص من
القيمة الروحية ،وذلك ليس خاصا بؤمن النصارى فقط .وذلك لطول العهد بالوروبيي ف
ظل النصرانية ،فمن حيث ل يدرون وبل شعور ،تعلموا أن ينظروا للدين من خل النظار
النصران ،ومفاهيم النصرانية ،ويعتبون فقط أنا " صحيحة " ،إذا كانت مصحوبة بآثار
الرهبنة والشوع ،بعيدا عن الفهم الثقاف .السلم ل يقق هذه الفرضية :السلم يصر
على التعاون بي السمات الروحانية والادية للحياة ،وذلك على قاعدة متينة طبيعية من
النهاج .ف القيقة فنظرته للحياة ،تتلف جذريا من مفاهيم النصرانية ،وهذه الفاهيم هى
الت اعتمدها الغرب كأساس للحياة ،وبذلك يقيسيون صلحية الخر بذه القاييس .
أما بالنسبة ل ،فقد كنت أعرف أنن منجذب إل السلم ل مالة ،ولكن التردد جعلن
أؤجل القرار الخي ،القرار الذى ل رجعة فيه .فكرة إعتناق السلم ،هى كرحلة على
جسر طويل جدا بي عالي متلفي :جسر إذا وصلت لنهايته ،فلن ترى بدايته .كنت
على بينة ،بأنن لو أسلمت ،فسأفصل نفسى عن العال الذى نشأت فيه .ل دخل آخر
سأعيش به .ل يكن لن ييب حقيقة دعوة الرسول " عليه الصلة والسلم " ،أن يبقى
صلة داخلية مع الجتمع الذى يعيش على مفاهيم مغايرة ...هل السلم حقيقة رسالة من ال
" سبحانه وتعال " ،أم هو مرد حكمة من رجل عظيم ،ولكنه غي معصوم ؟؟؟
==== ف أحد اليام --كان ذلك ف سبتمب -- 1926كنت أنا وإلسا نستقل مترو
النفاق ف برلي ،كنا ف الدرجة الول .وقعت عين بالصدفة على رجل أنيق ،يظهر أنه
من رجال العمال ،ويمل حقيبة جيلة على رجليه ،وبيده خات كبي الجم من الاس !!!
ول يكن هذا النظر للرجل غريبا ف هذه اليام ،وهو يعكس الرخاء الذى حل بوسط
أوروبا ،بعد سنوات التضخم الت قلب الوازين رأسا على عقب .معظم الناس الن يلبسون
236
ثيابا جيدة ،ويأكلون الطيب من الطعام ،ولذلك فالرجل الالس قبالت ليسا بدعا ف ذلك .
ولكن عندما تققت ف وجهه ،وجدت الكآبة عليه ! كان يظهر عليه القلق :وليس فقط
القلق ،بل التعاسة أيضا ،عيونه تملق إل أعلى ،وزوايا فمه تتحرك كأن به أل ...ليس ألا
جسمان .وحت ل أتم بالوقاحة فقد صرفت عين عنه ،لتقع على سيدة أنيقة .فوجدت
أيضا التعاسة على وجهها ،وكأنا عانت من شئ ما ،ولكن البتسامة على وجهها كانت
ابتسامة متكلفة .وهكذا بل وعى أصبحت أتلفت حول ف الوجوه الت بالقصورة ،لرى
أن الغالبية من الوجوه ،تعكس عن معاناة مبوءة ف العقل الباطن لم ،وهم ل يشعرون
بذلك .
ف القيقة كان شيئا غريبا بالنسبة ل ! ل أر من قبل مثل هذا العدد من التعساء ،وربا لنه
ل يسبق ل أن تفحصت مثل هذه الوجوه ،لجد هذه الظاهرة تصرخ بأعلى الصوت ف
وجوههم .النطباع كان قويا داخلى ،حن أنن ذكرته للسا ،والت بدأت هى الخرى
تول ف الوجوه التعسة بعناية ،وهى الرسامة التعودة على كشف تعبيات الوجوه البشرية .
التفتت نوى مستغربة قائلة " أنت على حق ،كلهم يظهر عليهم كأنم يعانون من عذاب
الحيم ...أتساءل هل ياترى هل يدرون ما يدور ف أنفسهم ؟
أنا أعرف أنم بالطبع ل يعلمون شيئا عن ذلك ،وإل لنقذوا أنفسهم من تضييع حياتم فيما
يتعسها ،بل إيان ،وبعيدا عن القيقة ،بل هدف غي جع الموال ،والثروة والاه ،ورفع
مستوى معيشتهم ،بل أمل غي امتلك وسائل للراحة أكثر ،وأمور مادية أكثر ،وإمتلك
للقوة أكثر ...
حينما عدنا للمنل ،ألقيت نظرة على مكتب ،وعليه نسخة من القرآن الكري ،فأردت أن
أضعها ف الكتبة ،ولكن بطريقة تلقائية فتحته لقرأ فيه ،فوقت عين على سورة التكاثر ،
فأخذت أقرأها :::
ِبسْ ِم الِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ َ { :أْلهَاكُ ُم التّكَاثُرُ * حَتّى ُزرْتُمُ اْلمَقَابِرَ * كَلّا َسوْفَ تَعَْلمُونَ * ُثمّ
جحِيمَ * ُثمّ لَتَ َروُّنهَا عَيْ َن الْيَقِيِ *
كَلّا َسوْفَ تَعَْلمُو َن * كَلّا َلوْ تَعَْلمُونَ عِ ْل َم الْيَقِيِ * لَتَ َروُ ّن الْ َ
ُثمّ لَُتسَْألُنّ َيوْمَِئذٍ عَ ِن النّعِيمِ }
237
ف لظة انعقد لسان عن الكلم .واهتز الكتاب ف يدي ،وناولته للسا ،إقرئى هذا !
أليست هذه هى الجابة على ما شاهدناه ف مترو النفاق ؟؟؟
نعم إنا الجابة ...نعم إنا الجابة القاطعة والت أزالت أى شك عندى أن هذا الكتاب
الذى بي يدى الن ،هو وحى من عند ال العليم بالنفوس :فمنذ ثلثة عشر قرنا أنزل
على رجل ل يعلم دخائل النفوس ،ول يتوقع هذه الصورة الت رأيناها اليوم ف مترو
النفاق ،والوضع العقد الذى نعيشه الن .
ف كل الوقات كان الشع موجودا ،ولكنه ل يكن ف وقت من القات من قبل بثل هذه
البشاعة ...كان مرد رغبة ف امتلك الشياء ...ولكن أن يصبح ذلك هوسا يغطى على
كل شئ آخر :شهوة ل تقاوم ،لتعمل ولتدبر أكثر فأكثر ،اليوم أكثر من أمس ،والغد
أكثر من اليوم ...شيطان يلوى أعناق الرجال ويلهب قلوبم بالسياط لينفذوا مأربم الت
تبق أمامهم ،ولكن حي يصلوا إليها ل يدوها إل شيئا حقيا ،وما أن تقع ف أيديهم حت
يتطلعوا إل مآرب جديدة أخرى براقة ،ذات إغراء أكثر ،سراب بقيعة يسبه الظمآن ماء
حت إذا جاءه ل يده شيئا ...هذا الوع ،والوع النهم سيظل دائما موجود ،لن يصلوا
جحِيمَ {ُ }6ثمّ لَتَ َروُّنهَا عَْينَ
إل الشبع مطلقا :كَلّا َلوْ تَعَْلمُونَ عِ ْلمَ الْيَقِيِ { }5لَتَ َروُنّ اْل َ
الْيَقِيِ {ُ }7ثمّ لَُتسْأَلُنّ َيوْمَِئذٍ عَنِ النّعِيمِ {}8
الن رأيت أن هذه ليست حكمة رجل ف التاريخ الغابر ف الزيرة العربية .مهما كان من
الكمة ،فهو لن يتنبأ بالحيم الذى نعايشه ف القرن العشرين .القرآن يتكلم بصوت أكب
من صوت ممد " عليه الصلة والسلم " .
************
لقد انقشع الظلم ...وها أنا هنا ف ساحة السجد النبوى ،والضاء بصابيح بالغاز العلقة
على العمدة بالروقة .يلس الشيخ " عبد ال بن بلهيد " ورأسه منية على صدره ،وعيناه
مغمضتي .من ل يعرفه يظن أنه نائم ،ولكن أعرفه ،وأعلم أنه يستمع إل بكل حواسه
238
وخبته ف الرجال ،وياول أن يزن كلمى ويضعه موضعه .وبعد فترة طويلة فتح عينيه
ورفع رأسه :وحينئذ ،ماذا فعلت ؟؟؟
من الواضح ياشيخ بثت عن صديق ل مسلم ،كان هنديا ،رئيسا لجموعة مسلمة ف برلي
،وقلت له أنن أريد اعتناق السلم .مد يديه ف اتاهى ،فوضعت يدي فيهما ونطقت
بالشهادتي " أشهد أل إله إل ال وأن ممدا رسول ال " ،وبعد بضعة أسابيع أعلنت زوجت
إسلمها وفعلت ما فعلت .
ممد أسد
من كتاب الطريق إل مكة ...من صفحة 295إل 311
************
وهذا ماكتبه عنه حسن السعيد ف كتاب السلم والغرب الوجه الخر:
ف صيف عام 1900م ،ولد "ليوبولد فايس" ف مدينة "لوو" البولونيّة ،الت كانت تابعة
يومئذ للنمسا .كان ثان ثلثة أخوة لبويه .وعن أجواء الطفولة وانعكاساتا يقول "فايس":
"لقد كانت طفولة سعيدة مرضية حتّى ف ذكراها ،لقد كان والداي يعيشان ف ظروف
مرية ،وكانا يعيشان لولدهم أكثر من أي شيء آخر .ولعلّه كان لوداعة اُمّي وهدوئها
علقة أو تأثي ،بالسهولة الت تكّنتُ با ،ف السني التالية ،من أن اُكيّف نفسي للحوال
والظروف الديدة ،والشؤومة ال أبعد الدود .أمّا تبّم أب الداخليّ ،فلعلّه منعكس فيما أنا
عليه اليوم".
ورغم أنّ أباه كان من اُولئك الذين يعتبون الدّين خرافة عتيقة ،يكن للمرء ،ف بعض
الناسبات ،أن يتثل لا خارجيا ،ولكنّه يجل منها ف سرّه ..غي أنّه مراعاة لبيه (الذي كان
حاخاما) وحيّه _والد زوجته _ ألّ على "فايس" أن يقضي الساعات الطوّال ف درس الكتب
239
القدّسة .وهكذا ل يبلغ الثالثة عشرة من عمره حتّى أصبح ف إمكانه قراءة العبانيّة بسهولة،
والتكلّم با بطلقة؛ وذلك بقتضى متطلّبات تقاليد عائلته اليهوديّة .بيد أنّه سرعان ما اُصيب
بيبة أمل باليهوديّة أودت به ال نبذ كلّ دين نظاميّ دستوريّ ،حسب تعبيه.
ف أواخر عام 1914م ،وبعد اشتعال نيان الرب العاليّة الول ،بدا له أنّ الفرصة الكبى
لتحقيق أحلمه الصبيانيّة على قاب قوسي أو أدن .كان إذ ذاك ف الرابعة عشرة من عمره،
فهرب من الدرسة والتحق باليش النمساويّ ،بعد أن اتّخذ له اسا مزوّرا ،وبعد أسبوع أو
نو ذلك نح والده ف أن يتعقّب آثاره بواسطة البوليس ،فيعيده مفورا ال فينّا ،حيث كانت
عائلته قد استقرّت قبل ذلك بزمن قليل ،وحينما استدعي ال الدمة العسكرية ،بعد أربع
سنوات كانت أحلمه حول "الجد العسكريّ" قد تبدّدت ،وليتطلّع ال سُبل أخرى لتحقيق
ذاتيّته.
انصرف طيلة عامي تقريبا بعد انتهاء الرب ،وبصورة متقطّعة نوعا ما ،ال دراسة تاريخ
الفنون والفلسفة ف جامعة "فينّا" ..لكنّ السلك العلميّ الادىء ل يكن يذبه ..ليقرّر ترك
الدراسة نائيّا ،ومن ثّ يرّب حظّه ف الصحافة .دشّن حياة الهنة بالتطواف ف أناء العال
السلمي ،كمراسل صحافّ .والوطن السلمي آنذاك كان يعيش حالة النيار والزية ،وإذا
كانت الفارقات تنبّه النفوس وترّك العقول ،فل شكّ أنّ "فايس" بعقله النيّر قد لحظ هذه
الفارقة الت تزامنت آنذاك بي اليّام القريبة لصولة الدولة السلميّة ،واتّساعها شرقا وغربا
لتحتلّ حت جزءا من وطنه النمساويّ ،وبي حالا بعد الرب العاليّة الول..
وهكذا بينما كان صاحبنا منبهرا بالقوّة الكامنة ف السلم ،كان ف الوقت نفسه ،يسّ
بالشفاق والعطف على هذه المة الت غدت حائرة تنشد طريقا للخلص وناية للمحنة..
كل ذلك توّل ال اهتمام جارف لدى "فايس" بوضع السلمي ليجد لنفسه ،ف النهاية ،أزاء
خيار وحيد ،وهو أن يعتنق السلم ،وليقضي بقيّة حياته الفكرية ف خدمة السلم والنّصح
للُمة حتّى وفاته ف شباط (فباير) 1992م.
كيف إعتنق السلم ولاذا؟
وعن كيفية اعتناقه السلم ،ولاذا اعتنقه ..يدّثنا "ممّد أسد" فيقول:
240
"ف عام 1922م تركتُ النمسا بلدي لتوّل ف أفريقيا وآسيا بصفت مراسلً لبعض
اُمّهات الصحف الوروبيّة .ومنذ ذلك الي قضيت كلّ أوقات تقريبا ف الشرق السلميّ..
ولقد كان اهتمامي بالشعوب الت احتككتُ با ف أوّل أمري اهتمام رجل غريب .لقد رأيتُ
نظاما اجتماعيّا ونظرة ال الياة تتلف اختلفا أساسيّا عما هي الال ف أوروبا .ومنذ
البداءة الول نشأ ف نفسي ميل ال ادراك للحياة أكثر هدوءا _أو إذا شئت _ أكثر انسانيّة،
إذا قيست تلك الياة بطريقة الياة الليّة العجلى ف أوروبا ،ثّ قادن هذا اليل ال النظر ف
أسباب هذا الختلف.
وهكذا أصبحتُ شديد الهتمام بتعاليم السلم الدينيّة .إلّ أنّ هذا اليل ل يكن ف الزمن
الذي نتكلّم عنه ،كافيا لذب ال حظية السلم ،ولكنّه كان كافيا لن يعرض أمامي رأيا
جديدا ف إمكان تنظيم الياة النسانيّة مع أقل قدر مكن من الناع الداخليّ وأكب قدر مكن
من الشعور الخويّ القيقيّ.
..لقد شجّعن هذا الكتشاف ،لكن الذي حيّرن كان ذلك التباعد البيّن بي الاضي
والاضر ،من أجل ذلك حاولتُ القتراب من هذه الشكلة البادية أمامي من ناحية أشدّ صلة،
لقد تيّلت نفسي واحدا من الذين يضمّهم السلم .على أنّ ذلك كان تربة عقليّة بتة،
ولكنّه كشف ل ف وقت قصي عن اللّ الصحيح..
ت فهما لتعاليم السلم من ناحيتها الذاتيّة ،وعظم ناحيتها العلميّة ازددتُوكنتُ كلّما زد ُ
رغبة ف التساؤل عمّا دفع السلمي ال هجر تطبيقها تطبيقا تامّا على الياة القيقيّة .لقد
ناقشتُ هذه الشكلة مع كثي من السلمي الفكّرين ف جيع البلد ما بي طرابلس الغرب ال
هضبة البامي (ف الند) ،ومن البوسفور ال بر العرب ،فأصبح ذلك تقريبا شجىً ف نفسي
طغى ف النهاية على سائر أوجه اهتمامي بالعال السلميّ من الناحية الثقافية .ثّ زادت رغبت
ف ذلك شدّة ،حتّى أنّي _وأنا غي السلم _ أصبحتُ أتكلّم ال السلمي أنفسهم مشفقا على
السلم من إهال السلمي وتراخيهم .ل يكن هذا التطوّر بيّنا ف نفسي ،إل أن كان يوم
_وذلك ف خريف عام 1925م _ وأنا يومذاك ف جبال الفغان ،فقد تلقّان حاكم اداري
شاب بقوله" :ولكنّك مسلم ،غي أنّك ل تعرف ذلك من نفسك" .لقد أثّرت فّ هذه
241
ت ال أوروبا مرّة ثانية ف عام 1926م، الكلمات ،غي أنّي بقيت صامتا .ولكن لّا عد ُ
وجدتُ أنّ النتيجة النطقيّة الوحيدة ليلي هذا أن أعتنق السلم".
وحال اعتناقه السلم تسمّى بـ "ممّد أسد" .ومنذ ذلك الي وهذا السؤال يُلقى عليه مرّة
بعد مرّة :لاذا اعتنقتُ السلم؟ وما الذي جذبك منه خاصّة؟ فيأت جوابه" :هنا يب أن
أعترف بأنّن ل أعرف جوابا شافيا .ل يكن الذي جذبن تعليما خاصّا من التعاليم ،بل ذلك
البناء الجموع العجيب التراصّ با ل نستطيع له تفسيا من تلك التعاليم الخلقيّة بالضافة
ال منهاج الياة العمليّة .ول أستطيع اليوم أن أقول أي النواحي قد استهوتن أكثر من غيها،
فانّ السلم على ما يبدو ل ،بناء تام الصّنعة ،وكلّ أجزائه قد صيغت ليتمّم بعضها بعضا
ويش ّد بعضها بعضا .فليس هناك شيء ل حاجة إليه ،وليس هنالك نقص ف شيء ،فنتج عن
ذلك كلّه ائتلف متّزن مرصوص .ولعلّ هذا الشعور من أنّ جيع ما ف السلم من تعاليم
وفرائص "قد وُضعت مواضعها" هو الذي كان له أقوى الثر ف نفسي ،وربّما كانت مع هذا
كلّه أيضا مؤثّرات أخرى يصعب عل ّي الن أن أحلّلها."...
ومنذ ذلك الي سعى ال أن يتعلّم من السلم كلّ ما يقدر عليه :لقد درس القرآن الكري
وحديث الرسول (ص) .لقد درس لغة السلم ،وتاريخ السلم وكثيا مّا كُِتبَ عنه أو كُتِبَ
ف الردّ عليه .وقد قضى أكثر من خس سنوات ف الجاز ،وند _وأكثر ذلك ف الدينة _
ليطمئنّ قلبه بشيء من البيئة الصليّة للدّين الذي قام النبّ العربّ بالدعوة اليه فيها .وبا أنّ
الجاز ملتقى السلمي من جيع القطار ،فقد تكّن من القارنة بي أكثر من وجهات النظر
الدينيّة والجتماعيّة الت تسود العال السلميّ.
بعد سنوات من النقطاع لدراسة السلم ،صار علما من أعلم السلم ف العصر الديث.
وبعد قيام باكستان اشتغل مديرا لدائرة "إحياء النظم السلمية" ف البنجاب الغربيّةّ ،ث صار
فيما بعد مندوبا مناوبا لباكستان ف الُمم التّحدة ،وف عام 1953م استقال من منصبه،
لينكبّ على الكتابة والتأليف .ومنذ عام 1964حتّى عام 1980يكون قد أنز
"مشروع العمر" وهو ترجة معان القرآن ،باسلوب عصريّ خاطب فيه العقل الوروب
مباشرة بلغة يفهمها.
242
أنشأ بعاونة "وليم بكتول" (الذي أسلم هو الخر) ملّة الثقافة السلمية ف حيدر آباد الدكن
( ،)1927وكتب فيها دراسات وافرة ف تصحيح أخطاء الستشرقي عن السلم .كما
ترجم صحيح البخاري ( ،)1935وألّف أصول الفقه السلميّ ،والطريق ال مكّة،
والسلم على مفترق الطّرق ،ومنهاج السلم ف الكم ،وشريعتنا هذه ،وعودة القلب ال
وطنه (مذكّرات)...
مع ضرورة التذكي بأنّ "ممّد أسد" ل يرجع ال أوروبا منذ أن غادرها بعد اعتناقه السلم
أواسط العشرينات ..فقد كان عاشقا للسلم وحسب.
الصدر :السلم والغرب ،الوجه الخر -حسن السعيد
*وهذا ماكتبه د.عبدالعطي الدالت عنه ف كتاب ربت ممدا ول أخسر السيح:
نساوي ينحدر من سللة يهودية ،أسلم ووضع كتابيه الشهيين (السلم على مفترق
الطرق) و (الطريق إل مكة) ولقد جاء إسلمه ردا حاسا على اليأس والضياع ،وإعلنا مقنعا
على قدرة السلم على استقطاب الائرين الذين يبحثون بد عن أرواحهم ومصيهم
قصته مع السلم:
ف حوار مع بعض السلمي ،كان (ليوبولد فايس) ينافح عن السلم ،ويمل السلمي تبعة
تلفهم عن الشهود الضاري ،لنم قصروا ف تطبيق السلم ،ففاجأه أحد السلمي الطيبي
بذا التعليق( :فأنت مسلم ...ولكن ل تدري).
هزت هذه الكلمة أعماقه ،ووضعته أمام نفسه الت يهرب منها ،وظلت تلحقه من بعد حت
أثبت القدر صدق قائلها الطيب حي نطق (ممد أسد) بالشهادتي.
243
هذه الادثة تعلمنا أل نستهي بيية وطاقات أي إنسان! فنحن ل ندري من هو النسان
الذي سيخاطبنا القدر به ،ومن منا ل يدث انعطافا ف حياته كلمة أو موقف أو لقاء؟! من
منا يستطيع أن يقاوم ف نفسه شجاعة الخذ من الكرماء؟!
· ف تلك اللحظة أدركت مبلغ قرب هؤلء القوم من ربم ،إن صلتم ل تكن منفصلة عن
يوم عملهم! قلت لصاحب( :ما أقرب وأدهش أن تشعروا أن ال قريب منكم إل هذا الد!
آه لو أستطيع أن أشعر نفسي هذا الشعور)
· ما أجل أن ينل النسان ضيفا على العرب! أن تكون ضيفا على عرب إنا يعن نفاذك إل
صميم الياة.
· ف دمشق ما أكثر ما رأيت زبونا يقف أمام دكان غاب صاحبه عنه ،فيتقدم التاجر الجاور
–مزاحم! -ويبيع الزبون من بضاعة جاره ل بضاعته هو! ويترك له الثمن ،أين ف أوربا
يستطيع الرء أن يشاهد مثل هذه الصفقة؟!
244
· يهتم السلم اهتماما واحدا بالدنيا والخرة ،وبالنفس والسد ،وبالفرد والجتمع ،
ويهدينا إل أن نستفيد أحسن الستفادة ما فينا من استعداد إنه ليس سبيل من السبل ،ولكنه
السبيل الوحيد ،وإن الرجل الذي جاء بذه التعاليم ليس هاديا من الداة ،ولكنه (الادي).
· جاءن السلم متسلل كالنور إل قلب مظلم ،ولكن ليبقى فيه إل البد والذي جذبن إل
السلم هو ذلك البناء العظيم التكامل التناسق الذي ل يكن وصفه ولست أدري حت الن
أي جانب من السلم يستميلن أكثر من غيه.
· من بي سائر الديان نرى السلم وحده يعلن أن الكمال الفردي مكن ف الياة الدنيا ول
يؤجل هذا الكمال إل ما بعد إماتة الشهوات السدية ،ومن بي سائر الديان ند السلم
وحده يتيح للنسان أن يتمتع بياته إل أقصى حد من غي أن يضيع اتاهه الروحي دقيقة
واحدة...
· يصف (ممد أسد) إفاضته مع الجيج من عرفات :ها نن أولء نضي عجلي مستسلمي
لغبطة ل حد لا والريح تعصف ف أذن صيحة الفرح :لن تعود بعد غريبا لن تعود ...إخوان
عن اليمي وإخوان عن الشمال ليس بينهم من أعرفه وليس فيهم من غريب فنحن ف التيار
الصطحب جسد واحد يسي إل غاية واحدة وف قلوبنا جذوة من النار الت وقدت ف قلوب
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ..يعلم إخوان أنم قصروا ولكنهم ل يزالون على
العهد سينجزون الوعد.
· (لبيك ال لبيك) ل أعد أسع شيئا سوى صوت لبيك ف عقلي ودوي الدم وهديره ف أذن.
· إن الكعبة ترمز إل الوحدانية والوحدة أما الطواف حولا فيمز إل جهود الياة النسانية...
245
· وتقدمت أطوف أصبحت جزء من سيل دائري! ...لقد أصبحت جزء من حركة ف مدار!
....وتلشت الدقائق ...وهدأ الزمن نفسه وكان هذا الكان مور العال ..
· إن السلم يؤكد ف إعلنه أن النسان يستطيع بلوغ الكمال ف حياته الدنيا بفرده وذلك
بأن يستفيد استفادة تامة من وجوه المكان الدنيوي ف حياته هو.
· ل يكن الذي جذبن إل السلم تعليما خاصا بل ذلك البناء الجموع العجيب فالسلم
بناء تام الصنعة وكل أجزائه قد سيقت ليتم بعضها بعضا ...ول يزال السلم من وجهتيه
الروحية والجتماعية بالرغم من جيع العقبات الت خلفها تأخر السلمي أعظم قوة ناهضة
للهمم عرفها البشر لذلك تمعت
· السلم ليس فلسفة ،ولكنه منهج الياة حسب القواني الت سنها ال للقه ،وما عمله
السى سوى التوفيق التام بي الوجهتي الروحية والادية ف الياة النسانية.
· الطأ الساسي ف التفكي الورب الديث ،حينما يعتب التزيد من العرفة الادية من الرفاهية
مرادفا للترقي النسان الروحي والدب.
· إن السلم ل يقف يوما ما سدا ف وجه التقدم والعلم ،إنه يقدر الهود الفكرية ف
النسان إل درجة يرفعه فيها فوق اللئكة.
*وهذا ماكتبه الشيخ صال بن عبدالرحن الصي ف موقع السلم اليوم بعنوان الطريق
الروحي إل مكة:
246
كان الصب (ليوبولدفايس) تت إصرار والده يواظب على دراسة النصوص الدينية ساعات
طويلة كل يوم ،وهكذا وجد نفسه وهو ف سن الثالثة عشرة يقرأ العبية ويتحدثها بإتقان،
درس التوراة ف نصوصها الصلية وأصبح عالا بالتلمود وتفسيه ،ث انغمس ف دراسة التفسي
العقد للتوراة السمى (ترجوم) فدرسه وكأنا يهيئ نفسه لنصب دين.
كان إنازه الدهش يعد بتحقيق حلم جده الاخام الرثوذكسي النمساوي بأن تتصل بفيده
سلسلة من أجداده الاخامات ،ولكن هذا اللم ل يتحقق ،فبالرغم من نبوغه ف دراسة الدين
أو ربا بسببه نت لديه مشاعر سلبية تاه جوانب كثية من العقيدة اليهودية ،لقد رفض عقله
ما بدا من أن الرب ف النصوص التوراتية والتلمودية مشغول فوق العادة بصي أمة معينة ،
وهم اليهود بالطبع .لقد أبرزت النصوص الرب ل كخالق وحافظ لكل خلقه من البشر؛ بل
كرب قبلي يسخر كل الخلوقات لدمة الشعب الختار.
ل يؤد إحباطه من الديانة اليهودية ف ذلك الوقت إل البحث عن معتقدات روحية أخرى،
فتحت تأثي البيئة الل أدرية الت يعيش فيها وجد نفسه يندفع ككثي من أقرانه إل رفض
الواقع الدين وكل مؤسساته ،وما كان يتطلع إليه ل يكن يتلف كثيا عما يتطلع إليه باقي
أبناء جيله ،وهو خوض الغامرات الثية.
247
كانت العقود الول للقرن العشرين تتسم بالواء الروحي للجيال الوروبية ،أصبحت كل
القيم الخلقية متداعية تت وطأة التداعيات الرعبة للسنوات الت استغرقتها الرب العالية
الول ف الوقت الذي ل تبد فيه أي روحية جديدة ف أي أفق ،كانت مشاعر عدم الحساس
بالمن متفشية بي الميع ،إحساس داخلي بالكارثة الجتماعية والفكرية أصاب الميع
بالشك ف استمرارية أفكار البشر وف كل مساعيهم وأهدافهم ،كان القلق الروحي لدى
الشباب ل يد مستقرا لقدامه الوجلة ،ومع غياب أي مقاييس يقينية أخلقية ل يكن مكنا
لي فرد إعطاء إجابات مقنعة عن أسئلة كثية كانت تؤرق وتي كل جيل الشباب.
كانت علوم التحليل النفسي (وهي جانب من دراسات الشاب ليوبولدفايس) تشكل ف ذلك
الوقت ثورة فكرية عظمى ،وقد أحس فعلً أن تلك العلوم فتحت مزاليج أبواب معرفة
النسان بذاته ،كان اكتشاف الدوافع الكامنة ف اللوعي قد فتح أبوابا واسعة تتيح فهما
أوسع للذات ،وما أكثر الليال الت قضاها ف مقاهي (فينا) يستمع إل مناقشات ساخنة ومثية
بي رواد التحليل النفسي البكرين من أمثال (الفريد ادلر) و (هرمان سيتكل).
إل أن الية والقلق والتشويش حلت عليه من جديد ،بسبب عجرفة العلم الديد وتعاليه
وماولته أن يل ألغاز الذات البشرية عن طريق تويلها إل سلسل من ردود الفعال العصبية.
لقد نا قلقه وتزايد وجعل إتام دراسته الامعية يبدو مستحيلً؛ فقرر أن يترك الدراسة،
ويرب نفسه ف الصحافة.
كان أول طريق النجاح ف هذه التجربة تعيينه ف وظيفة مرر ف وكالة النباء (يونايتد
تلجرام) ،وبفضل تكنه من عدة لغات ل يكن صعبا عليه أن يصبح بعد وقت قصي نائبا
لرئيس ترير قطاع أخبار الصحافة السكندنافية بالرغم من أن سنه كانت دون الثانية
والعشرين ،فانفتح له الطريق ف برلي إل عال أرحب (مقهى دين فيست) و(رومانشية) ملتقى
248
الكتاب والفكرين البارزين ومشاهي الصحفيي والفناني ،فكانوا يثلون له (البيت الفكري)
وربطته بم علقات صداقة توافرت فيها الندية.
كان ف ذلك الوقت سعيدا با هو أكثر من النجاح ف حياته العملية ،ولكنه ل يكن يشعر
بالرضا والشباع ول يكن يدري بالتحديد ما الذي يسعى إليه وما الذي يتوق إل تقيقه.
كان مثله مثل كثي من شباب جيله ،فمع أن أيا منهم ل يكن تعسا إل أن قليلً منهم كان
سعيدا بوعي وإدراك.
()1
لو قال له أحد ف ذلك الوقت :إن أول معرفة له مباشرة السلم ستصبح نقطة تول عظمى
ف حياته؛ لعد ذلك القول مزحة ،ليس بالطبع لنه مصن ضد إغراءات الشرق الت تربط ذهن
الورب برومانتيكية ألف ليلة وليلة ،ولكنه كان أبعد ما يكون عن أن يتوقع أن تؤدي تلك
الرحلة إل أي مغامرات روحية.
كل ما كان يدور ف ذهنه عن تلك الرحلة كان يتعامل معه برؤية غربية ،فقد كان رهانه
مصورا ف تقيق أعمق ف الشاعر والدراك من خلل البيئة الثقافية الوحيدة الت نشأ فيها،
وهي البيئة الوروبية ،ل يكن إل شابا أوربيا نشأ على العتقاد بأن السلم وكل رموزه ليس
إل ماولة التفافية حول التاريخ النسان ،ماولة ل تظى حت بالحترام من الناحية الروحية
والخلقية ،ومن ث ل يستحق الذكر ،فضلً عن أن يوازن بالديني الوحيدين اللذين يرى
الغرب أنما يستحقان الهتمام والبحث (اليهودية والسيحية) ،كان يلف تفكيه الفكر
الضباب القات والنياز الغرب ضد كل ما هو إسلمي ،أو كما يعب عن نفسه":لو تعاملت
بعدل مع ذات لقررت أن أيضا كنت غارقا حت أذن ف تلك الرؤية الذاتية الوروبية
والعقلية التعالية الت اتسم با الغرب على مدى تاريه".]104 [ .
249
ولكن بعد أربع سنوات كان ينطق بشهادة أن ل إله إل ال ممد رسول ال ويتسمى باسم
(ممد أسد).
بالرغم من أن حياته تفيض بالغامرات والفاجاءات والصادفات فلم يكن إسلمه نتيجة لي
من ذلك بل كان نتيجة لسنوات عدة من التجول ف العال السلمي ،والختلط بشعوبه،
والتعمق ف ثقافته ،وإطلعه الواسع على تراثه بعد إجادته للغة العربية والفارسية.
كان ف العوام البكرة من شبابه بعد ما أصابه الحباط وخيبة المل ف العقيدة اليهودية الت
ينتمي إليها قد اته تفكيه إل السيحية بعد أن وجد أن الفهوم السيحي للله يتميز عن
الفهوم التورات؛ لنه ل يقصر اهتمام الله على مموعة معينة من البشر ترى أنا وحدها
شعب ال الختار ،وعلى الرغم من ذلك كان هناك جانب من الفكر السيحي قلل ف رأيه
إمكانية تعميمه وصلحيته لكل البشر ،أل وهو التمييز بي الروح والبدن .أي بي عال الروح
وعال الشؤون الدنيوية ،وبسبب تنائي السيحية البكر عن كل الحاولت الت تدف إل
تأكيد أهية القاصد الدنيوية ،كفت من قرون طويلة ف أن تكون دافعا أخلقيا للحضارة
الغربية ،إن رسوخ الوقف التاريي العتيق للكنيسة ف التفريق بي ما للرب وما لقيصر؛ نتج
عنه ترك الانب الجتماعي والقتصادي يعان فراغا دينيا ،وترتب على ذلك غياب الخلق
ف المارسات الغربية السياسية والقتصادية مع باقي دول العال ،ومثل ذلك إخفاقا لتحقيق ما
هدفت إليه رسالة السيح أو أي دين آخر.
فالدف الوهري لي دين هو تعليم البشر كيف يدركون ويشعرون ،بل كيف يعيشون
معيشة صحيحة وينظمون العلقات التبادلة بطريقة سوية عادلة ،وإن إحساس الرجل الغرب
أن الدين قد خذله جعله يفقد إيانه القيقي بالسيحية خلل قرون ،وبفقدانه ليانه فَ َقدَ
اقتناعه بأن الكون والوجود تعبي عن قوة خلق واحدة ،وبفقدان تلك القناعة عاش ف خواء
روحي وأخلقي.
250
كان اقتناعه ف شبابه البكر أن النسان ل ييا بالبز وحده قد تبلور إل اقتناع فكري بأن
عبادة التقدم الادي ليست إل بديلً وهيا لليان السابق بالقيم الجردة ،وأن اليان الزائف
بالادة جعل الغربيي يعتقدون بأنم سيقهرون الصاعب الت تواجههم حاليا ،كانت جيع
النظم القتصادية الت خرجت من معطف الادة علجا مزيفا وخادعا ول تصلح لعلج البؤس
الروحي للغرب ،كان التقدم الادي بإمكانه ف أفضل الالت شفاء بعض أعراض الرض إل
أن من الستحيل أن يعال سبب الرض.
كانت أول علقة له بفكرة السلم وهو يقضي أيام رحلته الول ف القدس عندما رأى
مموعة من الناس يصلون صلة الماعة يقول" :أصابتن الية حي شاهدت صلة تتضمن
حركات آلية ،فسألت المام هل تعتقد حقا أن ال ينتظر منك أن تظهر له إيانك بتكرار
الركوع والسجود؟ أل يكون من الفضل أن تنظر إل داخلك وتصلي إل ربك بقلبك وأنت
ساكن؟ أجاب :بأي وسيلة أخرى تعتقد أننا يكن أن نعبد ال؟ أل يلق الروح والسد معا؟
وبا أنه خلقنا جسدا وروحا أل يب أن نصلي بالسد والروح؟ ث مضى يشرح العن من
حركات الصلة ،أيقنت بعد ذلك بسنوات أن ذلك الشرح البسيط قد فتح ل أول باب
للسلم" [.]120
بعد هذه الادثة بشهور كان يدخل الامع الموي ف دمشق ويرى الناس يصلون ،ويصف
هذا الشهد "اصطف مئات الصلي ف صفوف طويلة منتظمة خلف المام ،ركعوا وسجدوا
كلهم ف توحد مثل النود ،كان الكان يسوده الصمت يسمع الرء صوت المام من أعماق
السجد الامع يتلو آيات القرآن الكري ،وحي يركع أو يسجد يتبعه كل الصلي كرجل
واحد ،أدركت ف تلك اللحظة مدى قرب ال منهم وقربم منه بدا ل أن صلتم ل تنفصل
عن حياتم اليومية بل كانت جزءا منها ،ل تعينهم صلتم على نسيان الياة بل تعمقها أكثر
بذكرهم ل ،قلت لصديقي ومضيفي ونن ننصرف من الامع :ما أغرب ذلك وأعظمه! إنكم
تشعرون أن ال قريب منكم ،أتن أن يلن أنا أيضا ذلك الشعور ،رد صاحب :ما الذي يكن
251
أن نسه غي ذلك وال يقول ف كتابه العزيز) :ولقد خلقنا النسان ونعلم ما توسوس به نفسه
ونن أقرب إليه من حبل الوريد )" [.]166
ويقول بعد ذلك":تركت تلك الشهور الول الت عشتها ف بلد عرب قطارا طويلً من
النعكاسات والنطباعات ،لقد واجهت مغزى الياة وجها لوجه وكان ذلك جديدا تاما
على حيات ،النفاس البشرية الدافئة تتدفق من مرى دم أولئك الناس إل أفكارهم بل تزقات
روحية مؤلة من عدم الطمئنان والوف والطمع والحباط الذي جعل من الياة الوروبية
حياة قبيحة وسيئة ل تعد بأي شيء " [.]131
"أحسست بضرورة فهم روح تلك الشعوب السلمة لن وجدت لديهم تلحا عضويا بي
الفكر والواس ،ذلك التلحم الذي فقدناه نن الوربيي ،واعتقدت أنه من خلل فهم أقرب
وأفضل لياتم يكن أن أكتشف اللقة الفقودة الت تسبب معاناة الغربيي وهي تأكل
التكامل الداخلي للشخصية الوروبية ،لقد اكتشفت كنه ذلك الشيء الذي جعلنا نن أهل
الغرب ننأى عن الرية القة بشروطها الوضوعية الت يتمتع با السلمون حت ف عصور
انيارهم الجتماعي والسياسي" [.]132
"ما كنت أشعر به ف البداية ل يعدو أكثر من تعاطف مع شكل الياة العربية والمان العنوي
الذي أحسبه فيما بينهم توّل بطريقة ل أدركها إل ما يشبه السألة الذاتية ،زاد وعيي برغبة
طاغية ف معرفة كنه ذلك الشيء الذي يكمن ف أسس المن العنوي ،والنفسي وجعل حياة
العرب تتلف كليا عن حياة الوربيي ،ارتبطت تلك الرغبة بشكل غامض بشكلت
الشخصية الدفينة ،بدأت أبث عن مداخل تتيح ل فهما أفضل للشخصية العربية والفكار
الت شكلتهم وصاغتهم وجعلتهم يتلفون روحيا عن الوروبيي ،بدأت أقرأ كثيا بتركيز ف
تاريهم وثقافتهم ودينهم ،وف غمرة اهتمامي أحسست بأن قد توصلت إل اكتشاف ما
يرك قلوبم ويشغل فكرهم ويدد لم اتاههم ،أحسست أيضا بضرورة اكتشاف القوى
252
الفية الت تركن أنا ذات وتشكل دوافعي وتشغل فكري وتعدن أن تدين السبيل" [
."]132
"قضيت كل وقت ف دمشق أقرأ من الكتب كل ما له علقة بالسلم ،كانت لغت العربية
تسعفن ف تبادل الديث؛ إل أنا كانت أضعف من أن تكنن من قراءة القرآن الكري ،لذا
لأت إل ترجة لعان القرآن الكري ،أما ما عدا القرآن الكري فقد اعتمدت فيه على أعمال
الستشرقي الوروبيي.
ومهما كانت ضآلة ما عرفت إل أنه كان أشبه برفع ستار ،بدأت ف معرفة عال من الفكار
كنت غافلً عنه وجاهلً به حت ذلك الوقت ،ل يبدُ ل السلم دينا بالعن التعارف عليه بي
الناس لكلمة دين؛ بل بدا ل أسلوبا للحياة ،ليس نظاما لهوتيا بقدر ما هو سلوك فرد،
ومتمع يرتكز على الوعي بوجود إله واحد ،ل أجد ف أي آية من آيات القرآن الكري أي
إشارة إل احتياج البشر إل اللص الروحي ول يوجد ذكر لطيئة أول موروثة تقف حائلً
بي الرء وقدره الذي قدره ال له ،ول يبقى لبن آدم إل عمله الذي سعى إليه ،ول يوجد
حاجة إل الترهب والزهد لفتح أبواب خفية لتحقيق اللص ،اللص حق مكفول للبشر
بالولدة ،والطيئة ل تعن إل ابتعاد الناس عن الفطرة الت خلقهم ال عليها ،ل أجد أي أثر
على الثنائية ف الطبيعة البشرية فالبدن والروح يعملن ف النظور السلمي كوحدة واحدة ل
ينفصل أحدها عن الخر.
أدهشن ف البداية اهتمام القرآن الكري ليس بالوانب الروحية فقط بل بوانب أخرى غي
مهمة من المور الدنيوية ،ولكن مع مرور الوقت بدأت أدرك أن البشر وحدة متكاملة من
بدن وروح ،وقد أكد السلم ذلك ،ل يوجد وجه من وجوه الياة يكن أن نعده مهمشا؛
بل إن كل جوانب حياة البشر تأت ف صلب اهتمامات الدين ،ل يدع القرآن الكري السلمي
ينسون أن الياة الدنيا ليست إل مرحلة ف طريق البشر نو تقيق وجود أسى وأبقى وأن
الدف النهائي ذو سة روحية ،ويرى أن الرخاء الادي ل ضرر منه إل أنه ليس غاية ف حد
253
ذاته ،لذلك ل بد أن تُقنن شهية النسان وشهواته وتتم السيطرة عليها بوعي أخلقي من
الفرد ،هذا الوعي ل يوجه إل ال فقط؛ بل يوجه أيضا إل البشر فيما بينهم ،ل من أجل
الكمال الدين وحده بل من أجل خلق حالة اجتماعية تؤدي إل تطور وعي للمجتمع بأكمله
حت يتمكن من أن ييا حياة كاملة.
نظرت إل كل تلك الوانب الفكرية والخلقية بتقدير وإجلل ،كان منهجه ف تناول
مشكلت الروح أعمق كثيا من تلك الت وجدتا ف التوراة ،هذا عدا أنه ل يأت لبشر دون
بشر ول لمة بذاتا دون غيها ،كما أن منهجه ف مسألة البدن بعكس منهج النيل منهج
إياب ل يتجاهل البدن ،البدن والروح معا يكونان البشر كتوأمي متلزمي ،سألت :أل يكن
أن يكون ذلك النهج هو السبب الكامن وراء الحساس بالمن والتوازن الفكري والنفسي
الذي ييز العرب والسلمي" [.]168-166
()2
بعد أن غادر سوريا بقي شهورا ف تركيا ف طريق عودته إل أوربا لتنتهي رحلته الول إل
العال السلمي.
"بدأت انطباعات عن تركيا تفقد حيويتها وأنا ف القطار التوجه إل فينا وما ظل راسخا هو
الثمانية عشر شهرا الت قضيتها ف البلد العربية ،صدمن إدراكي أن أتطلع إل الشاهد
الوروبية الت اعتدتا بعين من هو غريب عنها ،بدا الناس ف نظري ف غاية القبح وحركاتم
خالية من الرقة ،ول علقة مباشرة بي حركاتم وما يدرونه ويشعرون به ،أدركت فجأة أنه
على الرغم من الظاهر الت تنبئ بأنم يعرفون ما يريدون إل أنم ل يعرفون أنم ييون ف عال
الدعاء والتظاهر ،اتضح ل أن حيات بي العرب غيت منهجي ورؤيت لا كنت أعده مهما
وضروريا للحياة ،تذكرت بشيء من الدهشة أن أوربيي آخرين قد مروا بتجارب حياتية مع
العرب وعايشوهم أزمانا طويلة فكيف ل تعترهم دهشة الكتشاف كما اعترتن ،أم أن ذلك
قد وقع لم أيضا؟ هل اهتز أحدهم من أعماقه كما حدث ل " [.]179-178
254
"توقفت بضعة أسابيع ف فينا واحتفلت بتصالي مع أب الذي سامن على ترك دراست
الامعية ومغادرت منـزل السرة بتلك الطريقة الفجة ،على أي حال كنت مراسلً لريدة
(فرانكفوتر ذيتونج) وهو اسم يلقى التقدير والتبجيل ف وسط أوربا ف ذلك الوقت ،وهكذا
حققت ف نظره مصداقية ما زعمت له قبل ذلك من أن سأحقق ما أصبو إليه وأصـل إل
القمة" [.]179
"رحلت بعد ذلك من فينا مباشرة إل فرانكفورت لقدم نفسي شخصيا إل الصحفية الت
كنت أمثلها ف الارج على مدى عام ،كنت ف طريقي إليها وأنا أشد ثقة بنفسي فالرسائل
الت كنت أتلقاها من فرانكفورت أظهرت ل أن مقالت كانت تلقى كل التقدير والترحيب"
[.]180
"أن أكون عضوا عاملً ف مثل تلك الصحيفة كان مصدر فخر واعتزاز لشاب ف مثل سن،
وعلى الرغم من أن مقالت عن الشرق الوسط قوبلت باهتمام شديد من قبل جيع الحررين
إل أن نصري الكامل تقق ف اليوم الذي كلفت فيه أن أكتب مقالً افتتاحيا بالصحيفة عن
مشكلة الشـرق الوسط" [.]182
"كان من نتائج عملي ف جريدة (فرانكفوتر ذيتونج) النضج البكر لتفكيي الواعي ،كما
نتجت عنه رؤية ذهنية أكثر وضوحا من أي وقت مضى ،فبدأت ف مزج خبت بالشرق بعال
الغرب الذي أصبحت جزءا منه من جديد ،منذ عدة شهور مضت اكتشفت العلقة بي
الطمئنان النفسي والعاطفي السائد ف نفوس العرب وعقيدة السلم الت يؤمنون با ،كما بدأ
يتبلور ف ذهن أن نقص التكامل النفسي الداخلي للوروبيي وحالة الفوضى اللأخلقية الت
تسيطر عليهم قد تكون ناتة من عدم وجود إيان دين قد تكونت الضارة الغربية ف غيابه،
ل ينكر الجتمع الغرب الله إل أنه ل يترك له مكانا ف أنساقه الفكرية" [.]182
255
بعد عودته إل أوروبا من رحلته كان يس باللل إحساس من أجب على التوقف قبل التوصل
إل كشف عظيم سيميط عن نفسه الجب لو أتيح له مزيد من الوقت.
كان يتوق إل العودة إل الشرق مرة أخرى ،وقد تقق له ما أراد إذ إن رئيس ترير الريدة
الدكتور هنري سيمون –الذي كان ف ذلك الوقت مشهورا ف أرجاء العال -قد رأى فيه
ل صحفيا واعدا فوافق بماس على عودته إل الشرق الوسط بسرعة. مراس ً
()3
عاد إل الشرق ليقضي عامي آخرين بي مصر وبلد الشام والعراق وإيران وأفغانستان ،عاد
من أوروبا وف ذهنه صورة عن عال الغرب ظلت تزداد ف ذهنه مع اليام رسوخا وثباتا ،عبّر
عن هذه الصورة فيما يأت" :لحقا إن النسان الغرب قد أسلم نفسه لعبادة الدجال ،لقد فقد
منذ وقت طويل براءته ،وفقد كل تاسك داخلي مع الطبيعة ،لقد أصبحت الياة ف نظره
لغزا ،إنه مرتاب شكوك ولذا فهو منفصل عن أخيه ،ينفرد بنفسه ،ولكي ل يهلك ف وحدته
هذه فإن عليه أن يسيطر على الياة بالوسائل الارجية ،وحقيقة كونه على قيد الياة ل تعد
وحدها قادرة على أن تشعره بالمن الداخلي ،ولذا فإن عليه أن يكافح دائما وبأل ف سبيل
هذا المن من لظة إل أخرى ،وبسبب من أنه فقد كل توجيه دين وقرر الستغناء عنه فإن
عليه أن يترع لنفسه باستمرار حلفاء ميكانيكيي ،من هنا نا عنده اليل الحموم إل التقنية
والتمكن من قوانينها ووسائلها ،إنه يترع كل يوم آلت جديدة ويعطي كلً منها بعض
روحه كيما تنافح ف سبيل وجوده ،وهي تفعل ذلك حقا ،ولكنها ف الوقت نفسه تلق له
حاجات جديدة ،وماوف جديدة وظمأ ل يُروى إل حلفاء جدد آخرين أكثر اصطناعية،
وتضيع روحه ف ضوضاء اللة الانقة الت تزداد مع اليام قوة وغرابة ،وتفقد اللة غرضها
الصلي – أي أن تصون وتغن الياة النسانية -وتتطور إل صنم بذاته ،صنم فولذ ،ويبدو
أن كهنة هذا العبود والبشرين به غي مدركي أن سرعة التقدم التقن الديث ليست نتيجة
لنمو العرفة الياب فحسب؛ بل لليأس الروحي أيضا .وأن النتصارات الادية العظمى الت
256
يعلن النسان الغرب أنه با يستحق السيادة على الطبيعة هي ف صميمها ذات صفة دفاعية؛
فخلف واجهتها الباقة يكمن الوف من الغيب ،إن الضارة الغربية ل تستطع حت الن أن
تقيم توازنا بي حاجات النسان السيمة والجتماعية وبي أشواقه الروحية ،لقد تلت عن
آداب دياناتا السابقة دون أن تتمكن أن ترج من نفسها أي نظام أخلقي آخر – مهما كان
نظريا -يضع نفسه للعقل ،بالرغم من كل ما حققته من تقدم ثقاف؛ فإنا ل تستطع حت
الن التغلب على استعداد النسان الحق للسقوط فريسة لي هتاف عدائي أو نداء للحرب
مهما كان سخيفا باطلً يترعه الاذقون من الزعماء ..المم الغربية وصلت إل درجة
أصبحت معها المكانات العلمية غي الحدودة تصاحب الفوضى العملية ،وإذا كان الغرب
يفتقر إل توجيه دين حاذق فإنه ل يستطيع أن يفيد أخلقيا من ضياء العرفة الذي تسكبه
علومه وهي ل شك عظيمة ،إن الغربيي – ف عمى وعجرفة -يعتقدون عن اقتناع أن
حضارتم هي الت ستني العال وتقق السعادة ،وأن كل الشاكل البشرية يكن حلها ف
الصانع والعامل وعلى مكاتب الحللي القتصاديي والحصائيي ،إنم بق يعبدون الدجال"
[.]373
ف هذه الرحلة الثانية أمكنة أن يتقن اللغة العربية ولذلك فبدل أن ينظر إل السلم بعي غيه
من الستشرقي ومترجي القرآن غي السلمي صار ف إمكانه أن ينظر إل السلم ف تراثه
الثقاف كما هو ،ل يعد على اعتقاده السابق استحالة أن يتفهم الوروب بوعي العقلية
السلمية ،أيقن أنه لو ترر الرء تاما من عاداته الت نشأ عليها ومناهجها الفكرية وتقبل
مفهوم أنا ليست بالضرورة الساليب الصحيحة ف الياة لمكن أن يفهم ما يبدو غريبا ف
نظرة عن السلم ،كانت فكرته عن السلم تتطور وتنمو طوال هذه الرحلة الثانية الت أمكنه
فيها أن يتلط بالشعوب ويناقش العلماء ،يتصل بالزعماء.
"كان التفكي ف السلم يشغل ذهن إن المر بدا ل ف ذلك الوقت رحلة لستكشاف ما
أجهله من تلك الناطق ،كان كل يوم ير يضيف إل معارف جديدة ،ويطرح أسئلة جديدة
257
لجد إجاباتا تأت من الارج جيعها أيقظت شيئا ما كان نائما ف أعماقي ،وكلما نت
معارف عن السلم كنت أشعر مرة بعد أخرى أن القائق الوهرية الت كانت كامنة ف
أعماقي من دون أن أعي وجودها بدأت تنكشف تدرييا ويتأكد تطابقها مع السلم" [
.]255
كان اليقي ينمو ف داخلة بأنه يقترب من إجابة نائية عن أسئلته ،بتفهمه لياة السلمي كان
يقترب يوميا من فهم أفضل للسلم؛ وكان السلم دائما مسيطرا على ذهنه " ل يوجد ف
العال بأجعه ما يبعث ف نفسي مثل تلك الراحة الت شعرت با والت أصبحت غي موجودة
ف الغرب ومهددة الن بالضياع والختفاء من الشرق ،تلك الراحة وذلك الرضا اللذان يعبان
عن التوافق الساحـر بي الذات النسانية والعال الذي ييط با" [.]238
بذه الروح من التسامح تاه الخر استطاع بسهولة أن يتخلص من انداع الرجل الغرب
وإساءته فهم السلم بسبب ما يراه من تلف وانطاط ف العال السلمي.
"الراء الشائعة ف الغرب عن السلم [تتلخص] فيما يأت( :انطاط السلمي ناتج عن
السلم ،وأنه بجرد تررهم من العقيدة السلمية وتبن مفاهيم الغرب وأساليب حياتم
وفكرهم؛ فإن ذلك سيكون أفضل لم وللعال) ،إل أن ما وجدته من مفاهيم وما توصلت إل
فهمه من مبادئ السلم وقيمه أقنعن أن ما يردده الغرب ليس إل مفهوما مشوها للسلم...
اتضح ل أن تلف السلمي ل يكن ناتا عن السلم ،ولكن لخفاقهم ف أن ييوا كما
أمرهم السلم ..لقد كان السلم هو ما حل السلمي الوائل إل ذرا فكرية وثقافية سامية"
[.]244-243
"وفر السلم باختصار حافزا قويا إل التقدم العرف والثقاف والضاري الذي أبدع واحدة
من أروع صفحات التاريخ النسان ،وقد وفر ذلك الافز مواقف إيابية عندما حدد ف
وضوح" :نعم للعقل ول لظلم الهل ،نعم للعمل والسعي ول للتقاعد والنكوص .نعم للحياة
258
ول للزهد والرهبنة" .ولذلك ل يكن عجبا أن يكتسب السلم أتباعا ف طفرات هائلة بجرد
أن جاوز حدود بلد العرب ،فقد وجدت الشعوب الت نشأت ف أحضان مسيحية القديس
بولس والقديس أوجستي ...دينا ل يقر عقيدة ومفهوم الطيئة الول ..ويؤكد كرامة الياة
البشرية ،ولذلك دخلوا ف دين ال أفواجا ،جيع ذلك يفسر كيفية انتصار السلم وانتشاره
الواسع والسريع ف بداياته التاريية ويفند مزاعم من روجوا أنه انتشر بد السيف[.]246
وكان ذكاؤه الاد ونفاذ بصيته ،ونمه إل الطلع على التراث الفكري للمسلمي ،يعمق
معرفته بالسلم فيبصره على حقيقته " كانت صرة نائية متكاملة عن السلم تتبلور ف
ذهن ،كان يدهشن ف أوقات كثية أنا تتكون داخلي با يشبه الرتشاح العقلي والفكري،
أي أنا تتم من دون وعي وإرادة من ،كانت الفكار تتجمع ويضمها ذهن بعضها إل بعض
ف عملية تنظيم ومنهجة لكل الشذرات من العلومات الت عرفتها عن السلم .رأيت ف
ذهن عملً عمرانيا متكاملً تتضح معاله رويدا رويدا بكل ما تتويه من عناصر الكتمال،
وتناغم الجزاء والكونات مع الكل التكامل ف توازن ل يل جزء من بآخر ،توازن مقتصد
بل خلل ،ويشعر الرء أن منظور السلم ومسلماته كلها ف موضعها اللئم الصحيح من
الوجود" [.]381
"كانت أهم صفة بارزة لضارة السلم وهي الصفة الت انفردت با عن الضارات البشرية
السابقة أو اللحقة أنا منبثقة من إرادة حرة لشعوبا ،ل تكن مثل حضارات سابقة وليدة قهر
وضغط وإكراه وتصارع إرادات وصراع مصال ،ولكنها كانت جزءا وكلً من رغبة حقيقية
أصيلة لدى جيع السلمي مستمدة من إيانم بال وما حثهم عليه من إعمال فكر وعمل ،لقد
كانت تعاقدا اجتماعيا أصيلً ل مرد كلم أجوف يدافع به جيل تالٍ عن امتيازات خاصة
بم ...لقد تققت أن ذلك العقد الجتماعي الوحيد السجل تارييا تقق فقط على مدى
زمن قصي جدا ،أو على الصح أنه على مدى زمن قصي تقق العقد على نطاق واسع،
ولكن بعد أقل من مائة سنة من وفاة الرسول – صلى ال عليه وسلم -بدأ الشكل النقي
259
الصيل للسلم يدب فيه الفساد ،وف القرون التالية بدأ النهج القوي يزاح إل اللفية ..لقد
حاول الفكرون السلميون أن يفظوا نقاء العقيدة؛ إل أن من أتوا بعدهم كانوا أقل قدرة
من سابقيهم ،وتقاعسوا عن الجتهاد ...وتوقفوا عن التفكي البدع والجتهاد اللق...
كانت القوة الدافعة الول للسلم كافية لوضعه ف قمة سامية من الرقي الضاري
والفكري ..وهذا ما دفع الؤرخي إل وصف تلك الرحلة بالعصر الذهب للسلم ،إل أن
القوة الدافعة قد ماتت لنقص الغذاء الروحي الدافع لا وركدت الضارة السلمية عصرا بعد
عصر لفتقاد القوة اللقة البدعة ،ل يكن لدي أوهام عن الالة العاصرة للعال السلمي،
بينتْ العوام الربعة الت قضيتها ف متمعات إسلمية أن السلم مازال حيا وأن المة
السلمية متمسكة به بقبول صامت لنهجه وتعاليمه؛ إل أن السلمي كانوا مشلولي غي
قادرين على تويل إيانم إل أفعال مثمرة ،إل أن ما شغلن أكثر من إخفاق السلمي
العاصرين ف تقيق منهج السلم المكانيات التضمنة ف النهج ذاته ،كـان يكفين أن
أعـرف أنه خلل مدى زمن قصي ..كانت هناك ماولة ناجحة لتطبيق هذا النهج ،وما
أمكن تقيقه ف وقت ما؛ يكن تقيقه لحقا ،ما كان يهمن -كما فكرت ف داخلي -أن
السلمي شردوا عن التعليمات الصلية للدين ...ما الذي حدث وجعلهم يبتعدون عن
الثاليات الت علمهم إياها الرسول – صلى ال عليه وسلم -منذ ثلثة عشر قرنا مضت ما
دامت تلك التعليمات ل تزال متاحة لم إن أرادوا الستماع إل ما تمله من رسالة سامية؟
بدا ل كلما فكرت أننا نن ف عصرنا الال نتاج إل تعاليم تلك الرسالة أكثر من هؤلء
الذين عاشوا ف عصر ممد – صلى ال عليه وسلم ،-لقد عاشوا ف بيئات وظروف أبسط
كثيا ما نعيش فيه الن ،ولذلك كانت مشكلتم أقل بكثي من مشكلتنا ...العال الذي
كنت أحيا فيه – كله -كان يتخبط لغياب أي رؤية عامة لا هو خي وما هو شر ...لقد
أحسست بيقي تام ..أن متمعنا العاصر يتاج إل أسس فكرية عقائدية توفر شكلً من
أشكال التعاقد بي أفراده ،وأنه يتاج إل إيان يعله يدرك خواء التقدم الادي من أجل التقدم
ذاته ،وف الوقت نفسه يعطي للحياة نصيبها .إن ذلك سيدلنا ويرشدنا إل كيفية تقيق التوازن
بي احتياجاتنا الروحية والبدنية ،وإن ذلك سينقذنا من كارثة مققة نتجه إليها بأقصى
260
سرعة ...ف تلك الفترة من حيات شغلت فكري مشكلة السلم كما ل يشغل ذهن شيء
آخر من قبل ،قد تاوزت مرحلة الستغراق الفكري والهتمام العقلي بدين وثقافة غربيي،
لقد تول اهتمامي إل بث مموم عن القيقة" [.]386-380
لقد صار ف إمكانه أن ييز بي ما هو السلم وما هو غريب عنه ف تصورات السلمي
وسلوكهم ف رحلته الول رأى حلقة ذكر يقيمها الصوفية ف أحد مساجد " سكوتاري" ف
تركيا ويصفها بذه العبارات " كانوا يقفون ف ميط واحد فاستداروا ف نصف دورة ليقابل
كل واحد منهم الخر أزواجا ،كانوا يعقدون أذرعهم على صدورهم وينحنون انناءة شديدة
وهم يستديرون بذوعهم ف نصف دائرة ..ف اللحظة التالية[كانوا] يقذفون أذرعهم ف
التاه العاكس الكف اليمن ترتفع والكف اليسرى تنل إل الانب ،وترج من حلوقهم مع
كل نصف انناءه واستدارة أصوات مثل غناء هامس "هو" ث يطرحون رؤوسهم للخلف
مغمضي أعينهم ويتاح ملمهم تقلص ناعم ،ث تتصاعد وتتسارع إيقاعات الركة وترتفع
اللليب لتكون دائرة متسعة حول كل درويش مثل دوامات البحار ...تولت الدائرة إل
دوامات ،اجتاحهم النماك ،وشفاههم تكرز بل ناية(هو ،هو)" [.]251
وف الرحلة الثانية يتذكر حلقة الذكر هذه ويعلق عليها "اتضحت ف ذهن معان ل تبد ل
عندما شاهدت حلقة الذكـر [ف سكوتاري] ،كان ذلك الطقس الدين لتلك الماعة-
وهي واحدة من جاعات كثية شاهدتا ف متلف البلد السلمية – ل يتفق مع صورة
السلم الت كانت تتبلور ف ذهن ..تبي ل أن تلك المارسات والطقوس دخيلة على
السلم من جهات ومصادر غي إسلمية ،لقد شابت تأملت التصوفة وأفكارهم أفكار
روحية هندية ومسيحية ،ما أضفى على بعض ذلك التصوف مفاهيم غربية عن الرسالة الت
جاء با النب –صلى ال عليه وسلم ،-أكدت رسالة النب – صلى ال عليه وسلم -أن السببية
العقلية هي السبيل لليان الصحيح بينما تبتعد التأملت الصوفية وما يترتب عليها [من
سلوك] عن ذلك الضمون ،والسلم قبل أي شيء مفهوم عقلن ل عاطفي ول انفعال،
261
النفعالت مهما تكن جياشة معرضة للختلف والتباين باختلف رغبات الفراد وتباين
ماوفهم بعكس السببية العقلية ،كما أن النفعالية غي معصومة بأي حال" [.]253
كتب بعد ذلك بسنوات " (لقد بدا ل السلم مثل تكوين هندسي مكم البناء) كل أجزائه
قد صيغت ليكمل بعضها البعض وليدعم بعضها بعضا ،ليس فيها شيء زائد عن الاجة وليس
فيها ما ينقص عنها ،وناتج ذلك كله توازن مطلق وبناء مكم ،ربا كان شعوري بأن كل ما
ف السلم من تعاليم وضع موضعه الصحيح هو ما كان له أعظم الثر علي ،لقد سعيت بد
إل أن أتعلم عن السلم كل ما أستطيع أن أتعلمه ،درست القرآن وأحاديث النب ،درست
لغة السلم وتاريه وقدرا كبيا ما كتب عن السلم ،وما كتب ضده ،أقمت ست سنوات
تقريبا ف ند والجاز ومعظمها ف مكة والدينة بغرض أن اتصل مباشرة بيئة السلم
الصلية ،وبا أن الدينتي كانتا مكان اجتماع السلمي من متلف القطار فقد تكنت من
الطلع على متلف الراء الدينية والجتماعية السائدة حاليا ف العال السلمي ،وكل هذه
الدراسات والقارنات خلقت لدي اعتقادا راسخا أن السلم كظاهرة روحية واجتماعية ل
يزال أقوى قوة دافعة عرفها البشر رغم كل مظاهر التخلف الت خلفها ابتعاد السلمي عن
السلم.
Islam At The Crossroads ED.1982-12
()4
طوال العامي اللذين قضاها ف رحلته الثانية ف العال السلمي كان بعقله ومعلوماته يتقدم
بسرعة ف الطريق إل السلم ،لقد وعى ذلك وهو يعدو بواده فوق جبال إيرانية مغطاة
بالثلج البيض"بدا العال كله مبسوطا أمامي ف رحابية ل تنتهي ،بدا شفافا ف عين كما ل
يبد من قبل ،رأيت نطه الداخلي الفي ،وأحسست بنبضه الدفي ف تلك الصقاع البيضاء
الالية ،واندهشت من خفاء ذلك عليّ منذ دقيقة مضت ،وأيقنت أن كل السئلة الت تبدو
بل إجابة ماثلة أمامنا ف انتظار أن ندركها ،بينما نن – المقى الساكي -نطرح السئلة
وننتظر أن تفتح السرار اللية نفسها لنا بينما تنتظر تلك السرار أن نفتح نن أنفسنا لا.
262
مر أكثر من عام بي انطلقي الجنون على جوادي فوق الليد والبد قبل أن اعتنق السلم،
ولكن حت ف ذلك الوقت قبل إسلمي كنت أنطلق -دون أن أعي ذلك -ف خط مستقيم
كمسار السهم النطلق باتاه مكة الكرمة" [.]275-274
"كنت ف طريقي من مدينة هراة إل مدينة كابل ...توجهنا إل قرية ده زاني ،جلسنا ف
اليوم التال حول غداء وافـر كالعتاد [ ف بيت الاكم] بعد الغداء قام رجل من القرية
بالترفيه عنا...
غن على ما أذكر عن معركة داود وجالوت ،عن اليان عندما يواجه قوة غاشة ...علق
الاكم ف ناية الغنية قائلً " :كان داود صغيا إل أن كان إيانه كان كبيا" فلم أتالك
نفسي وقلت باندفاع " :وأنتم كثيون وإيانكم قليل" ،نظر إلّ مضيفي متعجبًا؛ فخجلت ما
قلت من دون أن أتالك نفسي ،وبدأت بسرعة ف توضيح ما قلت واتذ تفسيي شكل أسئلة
متعاقبة كسيل جارف ،قلت ":كيف حدث أنكم معشر السلمي فقدت الثقة بأنفسكم تلك
الثقة الت مكنتكم من نشر عقيدتكم ف أقل من مئة عام حت الحيط الطلسي ..وحت أعماق
الصي ،والن تستسلمون بسهولة وضعف إل أفكار الغرب وعاداته؟ لاذا ل تستجمعون
قوتكم وشجاعتكم لستعادة إيانكم الفعلي ،كيف يصبح أتاتورك ذلك التنكر التافه الذي
ينكر كل قيمة للسلم ،رمزا لكم ف الحياء والنهوض والصلح؟".
ظل مضيفي صامتا ..كان الثلج قد بدأ ف التساقط خارجا ،وشعرت مرة أخرى بوجة من
السى متلطة مع تلك السعادة الداخلية الت شعرت با ونن نقترب من ده زاني أحسست
بالعظمة الت كانت عليها تلك المة ،وبالزي الذي يغلف ورثتها العاصرين.
أردفت مكملً أسئلت " قل ل كيف دفن علماؤكم اليان الذي أت به نبيكم بصفائه ونقائه؟
كيف حدث أن نبلءكم وكبار ملك أراضيكم يغرقون ف ملذات بينما يغرق أغلب السلمي
ف الفقر ..مع أن نبيكم علمكم أنه ل يؤمن أحدكم أن يشبع وجاره جائع؟.
هل يكن أن تفسر ل كيف دفعتم النساء إل هامش الياة مع أن النساء ف حياة الرسول –
صلى ال عليه وسلم -والصحابة ساهن ف شؤون حياة أزواجهن؟ كان مضيفي مازال يملق
فّ دون كلمة ،وبدأت أعتقد أن انفجاري ربا سبب له ضيقا ،ف النهاية جذب الاكم ثوبه
263
الصفر الواسع وأحكمه حول جسمه ..ث هس " ولكن أنت مسلم" ضحكت وأجبته" كل
لست مسلما ولكن رأيت الوانب العظيمة ف رسالة السلم ما يعلن أشعر بالغضب وأنا
أراكم تضيعونه ،سامن إن تدثت بدة ،أنا لست عدوا على أي حال " إل أن مضيفي هز
رأسه قائلً " :كل أنت كما قلت لك مسلم إل أنك ل تعلم ذلك ،لاذا ل تعلن الن هنا:
أشهد أن ل إله إل ال وأن ممد رسول ال ،وتصبح مسلما بالفعل بدلً من أن تكون مسلما
بقلبك فقط " قلت له " :لو قلتها ف أي وقت فسأقولا عندما يستقر فكري عليها ويستريح
لا " استمر إصرار الاكم :ولكنك تعرف عن السلم أكثر ما يعرفه أي واحد منا ،ما الذي
ل تعرفه أو تفهمه بعد؟ " قلت له " :المر ليس مسألة فهم بل أن أكون مقتنعا ،أن أقتنع أن
القرآن الكري هو كلمة ال ،وليس ابتداعا ذكيا لعقلية بشرية عظيمة" ول تح كلمات
صديقي الفغان من ذهن على مدى شهور طويلة" [.]376-375
()5
بعد شهور من هذه الادثة كان ينطق بالشهادة أمام رئيس رابطة السلمي ف برلي كان قد
رجع إل أوروبا من رحلته الثانية الت استغرقت عامي من التجوال ف العال السلمي فعرف
أن اسه أصبح من الساء العروفة ..وأنه أصبح واحدا من أشهر مراسلي الصحف وسط
أوروبا ،بعض مقالته لقيت ما يفوق العتراف بأهيتها ،وتلقى دعوة للقاء سلسلة من
الحاضرات ف أكاديية الغرافيا السياسية ف برلي ،ول يدث كما قيل أن رجلً ف مثل سنه
(السادسة والعشرين) قد حقق ذلك التميز ،وأعيد نشر مقالته الخرى ف صحف كثية حت
إن واحدة من تلك القالت نشرت ف ثلثي مطبوعة متلفة.
ولكن بعد عودته واتصاله من جديد بأصدقاء الفكر والثقافة ف برلي ،ومناقشته معهم قضية
السلم ،أحس أنه وإياهم ل يعودوا يتحدثون من النطلقات الفكرية نفسها ،شعر بأن من
يرون منهم أن الديان القدية أصبحت شيئا من الاضي وهم الغلبية ومن كانوا ل يرفضون
الديان رفضا كليا ،كانوا كلهم ييلون بل سبب إل تبن الفهوم الغرب الشائع الذي يرى أن
السلم يهتم بالشؤون الدينية وتنقصه الروحانيات الت يتوقع الرء أن يدها ف أي دين "ما
264
أدهشن بالفعل أن اكتشف أن ذلك الانب من السلم هو ما جذبن إليه من أول لظة وهو
عدم الفصل بي الوجود الادي والوجود الروحي للبشر ،وتأكيد السببية العقلية سبيلً لليان،
وهو الانب ذاته الذي يعترض عليه مفكروا أوروبا الذين يتبنون السببية العقلية منهجا للحياة،
ول يتخلون عن ذلك النهج العقلن إل عندما يرد ذكر السلم ،ل أجد أي فرق بي القلية
الهتمة بالديان والغلبية الت ترى أن الدين أصبح من الفاهيم البالية الت عفا عليها الزمن،
أدركت مع الوقت مكمن الطأ ف منهج كل منهما ،أدركت أن مفاهيم من تربوا ف
أحضان الفكار السيحية ف أوروبا ...تبنوا مفهوما يسود بينهم جيعا ،فمع طول تعود
أوروبا نسق التفكي السيحي تعلّم حت اللدينيي أن ينظروا إل أي دين آخر من خلل
عدسات مسيحية فيون أي فكر دين صالا لن يكون دينا إذا غلفته مسحة غامضة خارقة
للطبيعة تبدو خافية وفوق قدرة العقل البشري على استيعابا ،ومن منظورهم ل يف السلم
بتلك التطلبات ..كنت أوقن بأن ف طريقي إل السلم وجعلن تردد اللحظة الخية أؤجل
الطوة النهائية الت ل مفر منها ،كانت فكرة اعتناق السلم تثل ل عبور قنطرة فوق هاوية
تفصل بي عالي متلفي تاما قنطرة طويلة حت إن الرء عليه أن يصل إل نقطة اللعودة أولً
قبل أن يتبي الطرف الخر للقنطرة ،كنت أعي أن لو اعتنقت السلم لضطررت إل خلع
نفسي نائيا من العال الذي ولدت ونشأت فيه ،ل تكن هناك حلول أخرى ،فلم يكن مكنا
لمرئ مثلي أن يتبع دعوة ممد – صلى ال عليه وسلم -ويظل بعدها متفظا بروابطه مع
متمع يتصف بثنائية الفاهيم التعارضة والتناقضة ،كان سؤال الخي الذي كنت مترددا أمامه
هو :هل السلم رسالة من عند ال أم أنه حصيلة حكمة رجل عظيم؟" [.]289-287
ول يكث غي بعيد حت جاءت الجابة ،لقد اتصل من جديد بياة الغرب مباشرة ،ورأى
مبلغ التعاسة والشقاء الذي يعانيه الغربيون ولكنهم ل يعونه أو ل يعون سببه ،كان ف القطار
مع زوجته ،وشغل نفسه بالتطلع إل وجوه الناس "بدأت أتطلع حول إل الوجوه ..كانت
جيعا وجوها تنتمي إل طبقة تنعم بلبس ومأكل جيدين ولكنها كانت تشي بتعاسة داخلية
عميقة ومعاناة واضحة على اللمح تعاسة عميقة حت إن أصحابا ل يدركوا ذلك ..كنت
أوقن بأنم غي واعي وإل لا استمروا ف إهدار حياتم على هذا النوال من دون أي تاسك
265
داخلي ومن دون هدف أسى من مرد تسي معيشتهم ومن دون أمل يزيد على الستحواذ
الادي الذي من المكن أن يقق لم مزيدا من السيطرة" [.]290
جاءت الجابة حي قرأ القرآن فور عودته إل بيته – وكانت تلك التجربة الت مر با ف
القطار ل تزال حية ف تفكيه.
"وقفت لظات مشدوها وأنا أحبس أنفاسي ،وأحسست أن يدي ترتفان ،فقد كان القرآن
يتضمن الجابة ..إجابة حاسة قضت على شكوكي كلها وأطاحت با بل رجعة ،أيقنت
يقينا تاما أن القرآن ..من عند ال" [.]291
266
()6
بعد إسلمه بست سنوات كان يقطع الصحراء الكبى قادما من " قصر عثيمي" على الدود
السعودية العراقية وقاصدا مكة ،كانت رحلة مليئة بالفاجأة والغامرة لقد أشرف فيها على
الوت.
وكتب كتابه " الطريق إل مكة " يقص فيه التفاصيل الثية لذه الرحلة ،ويقص معها تفاصيل
رحلة أخرى رحلة روحه إل مكة ،رحلتها إل السلم.
أنا روسية ،ولدت ف مدينة ( ليني غراد ) – ميناء ليني – ذلك الشيوعي الذي قتل آلف
السلمي ف المهوريات السلمة ف التاد السوفييت السابق .
تعلمت وواصلت الدراسة ف أسرة فقية ل يكن لا من زاد سوى صيد الساك الت عمل با
والدي من قدي .
درست الطب ف موسكو وترجت ،ث حصلت على الاجستي فالدكتوراه ،ودرست بعدها
ف جامعات موسكو وكييف وليني غراد.
حيات ف ظل الشيوعية كانت سيئة جدا ،ل تتفق وفطرة النسان ف العيش برية وأمان
ورفاه .
كنت ف داخلي ثائرة على الوضع ،لكنن ل أكن أستطيع الكلم ،مثل سائر الناس ،وإل
كان الصي هو القتل ،أو النفي لسيبييا ،أو السجن أو التعذيب .
كانت حياتنا جحيما مستعرا ،ظلما واستعبادا وقهرا ،وإجبارا على حياة ل توافق فطرة
البشر ،ومنعا من العبادة ،وإجبارا على الكفر واللاد .
267
نن نعلم عن السلم أكثر ما يعرفه الغربيون لسباب أهها قربنا من الجتمعات السلمة ،
ولن التاد السوفييت كان يضم قرابة 60مليون مسلم ،وهؤلء يعملون معنا ف متلف
مراكز الدولة .
عرفت السلم من بعض السلمي العاملي معنا ،ولحظته ف تصرفات الطلبة الوافدين من
الدول السلمية مثل :سورية والكويت وليبيا واليمن والعراق .
تعرفت على السلم أكثر من خلل طالب سوري من حص كان يدرس الطب ف جامعة
كييف ،إذ ل يكن يشرب المر ،ول يأكل لم النير ،ول يقيم علقات مع النساء ،
وكانت أخلقه عالية جدا ،فقد كان أمينا وصادقا ،وكان يسكن منل متواضعا يقول عنه :
هذا منل ومسجدي .
شدن هذا الطالب السلم بأخلقه ،وتعامله الهذب ،ليؤكد أن هذه هي أخلق السلم ،
ولقد أهدان كتبا عن السلم قرأتا جيدا فزادت معرفت به .
ف عام 1992م تركت العمل مؤقتا وسافرت إل سورية حيث التحقت بكلية الدعوة ،
ودرست السلم فيها ،وترجت عام 1995لعلن إسلمي .
السلم دين عظيم ،وهو ف بلدنا من قبل ألف عام ،بينما ل تعش الشيوعية أكثر من
سبعي عاما .
لحظت الخوة والحبة بي السلمي وتبادل النصح .
يزداد تلي السلم ف رمضان حيث النظام والصب والودة الت تفتقدها الجتمعات غي
السلمة على إطلقها .
السلم يراعي الدنيا والخرة ..وهذا يلئم الطبيعة البشرية .
بعد ارتدائي الجاب أحاول عدم الختلط بالرجال قدر الستطاع.
أنا الن بصدد وضع كتاب عن السلم بالروسية ،وسوف أحاول تعريف الميع بذا الدين
العظيم ،الذي رأيت من خلله النور .
لو عرف متمعنا السلم جيدا وطبقه لنقذه من الرية والفساد والافيا والخدرات والدعارة
والبطالة ..لن السلم يرم ويارب كل ما يضر بالنفس وبالخرين .
268
السلم هو اللص للبشرية ،والشاف لا من أمراض العصر ،وفيه الل لشكلت
الجتمعات الختلفة .
لقد سقطت الشيوعية ف مزبلة التاريخ على الرغم من كل ما أحاطوها به من دعايات .
بقي السلم الذي حاول الشيوعيون طمسه ،بل تعاظم دوره واتسعت رقعته اليوم ف روسيا
وغي روسيا ،وف هذا درس وعبة لن أراد أن يعتب .
ولدت ف الندلس عام 1949م ،حصلت على إجازة ف الفلسفة وعلم النفس من جامعة
مدريد ،واعتنقت السلم عام 1978م ،وكانت تدير مركز التوثيق والنشر ف الجلس
السلمي ،استشهدت ف غرناطة عام 1998م على يد حاقد إسبان بعد لظات من إناز
مقالا (مسلمة ف القرية العالية) .وما كتبت ف هذا القال الخي " :إنن أؤمن بال الواحد ،
وأؤمن بحمد نبيا ورسولً ،وبنهجه نج السلم والي … وف السلم يولد النسان نقيا
وحرا دون خطيئة موروثة ليقبل موقعه وقَدره ودوره ف العال" " .إن المة العربية ينتمي
بعض الناس إليها ،أما اللغة العربية فننتمي إليها جيعا ،وتتل لدينا مكانا خاصا ،فالقرآن
قد نزل بروفها ،وهي أداة التبليغ الت استخدمها الرسول ممد *" " .تُعد التربية اليوم أكثر
من أي وقت آخر ،شرطا ضروريا ضد الغرق ف الحيط العلمي ،فصحافتنا موبوئة بأخبار
رهيبة ،لن الواطن الذعور سيكون أسلس قيادا ،وسيعتقد خاشعا با يُمليه العَقَديّون ! -
عن مقال (مسلمة ف القرية العالية) ترجة صلح يياوي ،ملة (الفيصل) العدد ()291
عام 2000م -رحها ال وأدخلها ف عباده الصالي .
269
-48الكاتبــة المريكية مارجريت ماركوس
أمريكية من أصل يهودي ،وضعت كتبا منها (السلم ف مواجهة الغرب) ،و(رحلت من
الكفر إل اليان) و(السلم والتجدد) و(السلم ف النظرية والتطبيق) .تقول " :لقد وضع
السلم حلولً لكل مشكلت وتساؤلت الائرة حول الوت والياة وأعتقد أن السلم هو
السبيل الوحيد للصدق ،وهو أنع علج للنفس النسانية"" .منذ بدأت أقرأ القرآن عرفت أن
الدين ليس ضروريا للحياة فحسب ،بل هو الياة بعينها ،وكنت كلما تعمقت ف دراسته
ازددت يقينا أن السلم وحده هو الذي جعل من العرب أمة عظيمة متحضرة قد سادت
العال"" .كيف يكن الدخول إل القرآن الكري إل من خلل السنة النبوية ؟! فمن يكفر
بالسنة ل بد أنه سيكفر بالقرآن" " .على النساء السلمات أن يعرفن نعمة ال عليهن بذا
الدين الذي جاءت أحكامه صائنة لرماتن ،راعية لكرامتهن ،مافظة على عفافهن وحياتن
من النتهاك ومن ضياع السرة"-عن(مقدمات العلوم والناهج) للعلمة أنور الندي ( ملد
/6ص .-) 199
شاعرة وكاتبة ،من كتبها (البحث عن ال) و(الخلق) .تقول " :يصعب عليّ تديد
الوقت الذي سطعت فيه حقيقة السلم أمامي فارتضيته دينا ،ويغلب على ظن أن مسلمة
منذ نشأت الول ،فالسلم دين الطبيعة الذي يتقبله الرء فيما لو تُرك لنفسه"".لا دخلت
السجد النبوي تولّتن رعدة عظيمة ،وخلعت نعلي ،ث أخذت لنفسي مكانا قصّيا صليت
فيه صلة الفجر ،وأنا غارقة ف عال هو أقرب إل الحلم … رحتك اللهم ،أي إنسان
بعثت به أمة كاملة ،وأرسلت على يديه ألوان الي إل النسانية !".
وقــلــــت أســارعُ ألقــى النبــيّ
270
تعطّرت ،لكن بعطرِ الدينـــ ْه
وغامـــت رؤايَ وعــدتُ ســـوايَ
ت روحا بسمي سجينهْ وأطلق ُ
ت السماء سجدتُ ،سوتُ ،عب ُ
وغادرتُ جسمي الكثيف وطينهْ
مدينـــةُ حِبّـــي مــراحٌ لقلــبـــي
سـناءٌ ،صفاءٌ ،نقــاءٌ ،ســكينهْ
(ديوان (أحبك رب) د.عبد العطي الدالت ص ())45
"ل نُخلق خاطئي ،ولسنا ف حاجة إل أي خلص من السيح عليه السلم ،ولسنا باجة
إل أحد ليتوسط بيننا وبي ال الذي نستطيع أن نُقبل عليه بأي وقت وحال"
*الصدر" :من كتاب " ربت ممدا ول أخسر السيح" د.عبدالعطي الدالت
"إن أثر القرآن ف كل هذا التقدم [الضاري السلمي] ل ينكر ،فالقرآن هو الذي دفع
العرب إل فتح العال ،ومكّنهم من إنشاء إمباطورية فاقت إمباطورية السكندر الكبي،
والمباطورية الرومانية سعة وقوة وعمرانًا وحضارة ( "..البحث عن ال ،ص .)51
"الواقع أن جل القرآن ،وبديع أسلوبه أمر ل يستطيع له القلم وصفًا ول تعريفًا ،ومن القرر أن
تذهب الترجة بماله وروعته وما ينعم به من موسيقى لفظية لست تدها ف غيه من الكتب.
ولعل ما كتبه الستشرق جوهونسن بذا الشأن يعب كل التعبي عن رأي مثقفي الفرنة وكبار
271
مفكريهم قال( :إذا ل يكن شعرًا ،وهو أمر مشكوك به ،ومن الصعب أن يقول الرء بأنه من
الشعر أو غيه ،فإنه ف الواقع أعظم من الشعر ،وهو إل ذلك ليس تاريًا ول وصفًا ،ث هو
ليس موعظة كموعظة البل ول هو يشابه كتاب البوذيي ف شيء قليل أو كثي ،ول خطبًا
فلسفية كمحاورات أفلطون ،ولكنه صوت النبوة يرج من القلوب السامية ،وإن كان عاليًا
ف جلته ،بعيد العن ف متلف سوره وآياته ،حت إنه يردد ف كل الصقاع ،ويرتل ف كل
بلد تشرق عليه الشمس"
( البحث عن ال ،ص .)112 – 111
"أشار الدكتور مارديل الستشرق الفرنسي الذي كلفته الكومة الفرنسية بترجة بعض سور
القرآن ،إل ما للقرآن الكري من مزايا ليست توجد ف كتاب غيه وسواه فقال( :أما أسلوب
القرآن فإنه أسلوب الالق عز وجل وعل ،ذلك أن السلوب الذي ينطوي عليه كنه الكائن
الذي يصدر عنه هذا السلوب ل يكون إل إليًا .والق والواقع أن أكثر الكتاب ارتيابًا وشكًا
قد خضعوا لتأثي سلطانه وسحره ،وأن سلطانه على مليي السلمي النتشرين على سطح
العمور لبالغ الدّ الذي جعل أجانب البشرين يعترفون بالجاع بعدم إمكان إثبات حادثة
واحدة مققة ارتد فيها أحد السلمي عن دينه إل الن .ذلك أن هذا السلوب ..الذي يفيض
جزالة ف اتساق منسق متجانس .كان له الثر العميق ف نفس كل سامع يفقه اللغة العربية،
لذلك كان من الهد الضائع الذي ل يثمر أن ياول الرء [نقل] تأثي هذا النثر البديع الذي ل
يسمع بثله بلغة أخرى ( "..البحث عن ال ،ص .)113 – 112
"الواقع أن للقرآن أسلوبًا عجيبًا يالف ما كانت تنهجه العرب من نظم ونثرَ ،فحُسنُ تأليفه،
والتئام كلماته ،ووجوه إيازه ،وجودة مقاطعه ،وحسن تدليله ،وانسجام قصصه ،وبديع
أمثاله ،كل هذا وغيه جعله ف أعلى درجات البلغة ،وجعل لسلوبه من القوة ما يل القلب
روعة ،ل يل قارئه ول يلق بترديده ..قد امتاز بسهولة ألفاظه حت قلّ أن تد فيها غريبًا،
وهي مع سهولتها جزلة عذبة ،وألفاظه بعضها مع بعض متشاكلة منسجمة ل ُتحِسّ فيها لفظًا
272
نابيًا عن أخيه ،فإذا أضفت إل ذلك سوّ معانيه أدركت بلغته وإعجازه" ( البحث عن ال ،
ص .)113
273
الذي شجعن على الضي ف الطريق إل السلم ،فارتديت الجاب أولً لختب إرادت ،
وبقيت أسبوعي حت كانت لظة النعطاف الكبي ف حيات ،حي شهدت أن ل إله إل ال
وأن ممدا رسول ال .إن السلم الذي جعن مع هذا الصديق السلم ،هو نفسه الذي
جعنا من بعد لنكون زوجي مسلمي ،لقد شاء ال أن يكون رفيقي ف رحلة اليان هو
رفيقي ف رحلة الياة" .
الصدر" :من كتاب " ربت ممدا ول أخسر السيح" د.عبدالعطي الدالت
عبدالواحد ييي (رينيه جينو) عال وفيلسوف وحكيم ،درس الديان عامة ،ث اعتنق السلم
،فأحدث إسلمه ضجة كبى ف أوربة وأمريكا ،وكان سببا ف دخول الكثيين إل السلم
.
ألف الكثي من الكتب منها (أزمة العال الديث) و(الشرق والغرب) و(الثقافة السلمية
وأثرها ف الغرب) ،كما أصدر ملة ساها (العرفة).
وقد ترجت كتبه إل كثي من اللغات الية ،وبسبب قدرة أفكاره على الكتساح فقد
حرّمت الكنيسة قراءة كتبه ! ولكنها كتبه انتشرت ف جيع أرجاء العال .
ومن تأثر بكتاباته الكاتب الفرنسي الشهور أندريه جيد الذي كتب يقول :
" لقد علمتن كتب جينو الكثي ،وإن آراءه ل تُنقَض" .
يقول عبد الواحد يي :
"أردت أن أعتصم بنص ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه ،فلم أجد بعد دراسة
عميقة ،سوى القرآن".
"لقد ابتعدت أوربة عن طريق ال فغرقت ف النلل والدمار اللقي واللاد ،ولول علماء
السلم لظل الغربيون يتخبطون ف دياجي الهل والظلم" .
274
-52الباحثة المريكية بربارا براون
كانت الكاتبة المريكية "بربارا براون" من بي النضمي ال رحاب السلم ،ف التسعينات.
وبذا تكون قد توصّلت ال السلم الداخليّ مع نفسها ،وطوت صفحة من حياتا دامت مدة
سبع وثلثي سنة كانت تائهة ف ضباب الرتياب بصوص ال والطريقة الصحيحة لعبادته،
حتّى استطاعت ف عام 1991م أن تكتشف السلم ،على حسب تعبيها.
ت كمسيحيّة وعن نشأتا كمسيحيّة وخلفيّات توّلا ال السلم تقول براون" :لقد نشأ ُ
وترعرعتُ ف كنف طائفة بروتستانتيّة تُعرف بـ "عقيدة السيحية الصلحية
،CHRISTIAN REFORMED FAITHورغم اللفية الدينيّة الشاملة:
صلة ف الكنيسة مرتي كلّ يوم أحد وف العطلت ،وتعليم مسيحي خاص يوم الحد،
ومدارس صيفيّة لدراسة الكتاب القدّس ،ومعسكرات دينيّة ،ودروس عقائديّة كنسيّة
ومموعات شباب مسيحيّة ،فقد وجدتُ نفسي أواجه أسئلة عديدة ،بصوص اُسس عقيدت،
ل يستطيع أي شخص ول أيّة طريقة من التعليم الدينّ أن تيب عليها .ولدّة سبع وثلثي
سنة ،كنتُ تائهة ف ضباب هذا الرتياب بصوص ال والطريقة الصحيحة لعبادته حتّى
استطعت ف عام 1991م أن أكتشف السلم".
وتواصل الكاتبة المريكية كلمها:
"لقد كان نزاع (عاصفة الصحراء) ف الشرق الوسط على أشدّه .وبوار كتب استراتيجيّة
الروب والسلحة ف مكتبة مليّة ،كان هناك كتاب صغي عنوانه (فَهمُ السلم) (
،)UNDERSTANDING ISLAMوتصفّحت الكتاب بنفس فضول البعض،
ف ذلك الوقت ،حول هذا الدّين (الغامض) من الشرق الوسط ،وتوّل الفضول بسرعة ال
اندهاش ،عندما عرفتُ من خلل صفحات ذلك الكتاب أنّ السلم أعطان الجوبة لتلك
السئلة الت كانت تنتابن طيلة تلك السني _ول أضيّع كثيا ف الوقت _ لقد أصبحتُ
275
مسلمة .وأخيا فلقد توصّلتُ ال ذلك الدف ،وهو أن أكون ف سلم داخلي نفسي
بصوص علقت مع ال".
با أنّ ال قد وهبها المكانيّة لن تُعبّر عن نفسها وأفكارها ببلغة على صفحات الورق،
فانّها حاولت أن تُخاطب الخرين الذين يعانون من نفس تلك الشكوك الت تطوف ف
ميّلتم بصوص الدّين؛ وكان المل الذي يدوها هو كما تقول:
"انّن ربّما أستطيع أن أوجّههم نو بعض الجوبة .أنّ الادّة الت أقدّمها هنا يكن أن تفاجىء
البعض وربا تصدمهم عندما يقرؤونا ،ولكن البحث عن القيقة ليس سهلً ،وخصوصا ف
مواجهة العقائد والبادىء الت اعتنقناها لماد طويلة".
وف هذا التاه ،بدأت عملها بكتابة بعض القالت ،وأبرزها:
_1ثلثة ف واحد :نظرة ال العقيدة السيحيّة ف التثليث ،وقد طُبعت ف بداية عام
،1993من قِبَل مدرسة شيكاغو الفتوحة THE OPEN SCHOOL OF.
CHIAGO
_2مقالة عنوانا :نظرة عن قرب نو الدّيانة السيحيّة ،وهي دراسة عن العقائد السيحيّة.
_3مقالة عنوانا :حالة ف الفساد ،وهي دراسة ف تريف النص ف الكتاب القدّس.
وفـي آذار (مارس) 1993م ،أقدمت الكاتبـة "بربارا براون" علـى تميـع القالت
النفة الذكـر مـع بوث اضافية (لنّها واظبت على الكثار من القراءة) وطبعتها ف كتاب
صـدر بالنليزيّة عـام 1993م تت عنوانA CLOSER LOOK AT( :
. )CHRISTLANITYوتُرجم ال العربية عام 1995م ،بعنوان "نظرة عن قرب ف
السيحيّة".
"أن نكون ف سلم مع أنفسنا بصوص ال :هذه ببساطة ،هي الفكرة وراء هذا البحث كلّه".
بذه العبارة صدّرت "بربارا براون" مقدّمة كتابا الذكور ،ومضت بالقول" :أ ّن الكثي منّا
يعيش حياته راضيا بقبول الشياء (كما هي) ،فنضرب صفحا عن السئلة الصغية النكّدة
والشكوك الت تتوارد على أذهاننا وخصوصا ف القضايا التعلّقة بالدّين .نعم انّنا نستطيع أن
276
نضي هكذا ف رحلة الياة ،ولكنّنا ل نستطيع أبدا أن نصل ال تلك الالة من السّلم داخل
نفوسنا.
والبعض منّا ،مع ذلك ل يكتفون أن يأخذوا الشياء بسطحيّة ،فيبحثون بدّ عن أجوبة تلك
السئلة الت تعترضنا ف طريق الياة .فنحن نضع موضع التساؤل عقائد آبائنا ولسنا مستعدّين
لن نقنع بالقبول العمى .وهذا الطريق ليس من السّهل أن نسي عليه بأي حال ،ولكن
الكافأة هي الت تستأهل منّا هذا الهد".
وتتتم الكاتبة الهتدية مقدّمة كتابا بالقول:
"انّي لمل ف الصفحات التالية أن تُتاح الفرصة للقرّاء ليُبصروا وجهة النظر حول السيحيّة
كما تيسّر ل أن أفهمها".
وبذه الثقة الكبية والمل الشرق خاضت "بربارا" العديد من القضايا الهمّة والثارات
السّاسة ،على صعيد العتقدات السيحيّة .ففي البداية تطالعنا بعنوان "ميثاق يصيبه النراف"
تُسلّط فيه الضواء السريعة ،ولكنّها كاشفة ،على مرحلة ارهاصات ظهور السيح ،مؤكّدة:
لجل أن نفهم الرسالة القيقية للمسيح ،يب علينا أن نعود ال التاريخ قبل ظهور السيح
لنجد لاذا اُرسل السيح أصلً ،لتخلص ال أ ّن اليهود قد انرفوا ،مرّة أخرى ،عن التوحيد،
ولكنّ انرافهم عن التوحيد ف هذه الرّة قد تّ تت غطاء كثيف من الطقوس والشعائر
العقّدة .انّ هذا كان هو الوقف السائد ف العال عندما تلقّى عيسى دعوته من ال.
وعن "رسالة السيح" السماويّة ،وكيف طرأ عليها التغيي أو التحريف فجأة عندما ظهر على
السرح واعظ ادّعى بأنّه يتكلّم باسم السيح ،بعد سنوات قليلة فقط من (رحيل) السيح .ذلك
هو الشاب اليهوديّ "شاؤول" الولود ف طرطوس ،والعضو ف طائفة يهوديّة تسمّى الفريسيي
الت تتميّز بتمسّكها العمى بالظاهر والطقوس..
وبالرغم من أنّ الديانة السيحيّة تأخذ اسها من عيسى السيح ،فانّ شاؤول الذي غيّر اسه ال
بولص يب أن يُعتب هو مؤسّسها القيقيّ ..والسيحيّون ل ينكرون ذلك أيضا ..ولكن هناك
مشكلة كبية ..وهي أنّ تعاليم بولص _الؤسس القيقي للمسيحيّة _ ل يكن العثور عليها
277
ف أيّ مكان من تعاليم عيسى أو ف تعاليم النبياء الذين سبقوه .ليس هذا فقط ولكنّ بولص
ل يكن له إلّ اتصال قليل مع الواريي القيقيي لعيسى والذين كان من المكن أن يوجّهوه
ال الطريق الصحيح .فهؤلء ل يكونوا على وفاق مع تعاليم بولص البتكرة وأخبوه بذلك
كلّما كان ذلك مكنا.
وف النهاية ،على أيّ حال ،فانّ نوع السيحيّة الت نادى با بولص انّما أحرز فيها النجاح
بفضل شخصيّته السّاحرة ،إضافة ال حقيقة أنّه وأصحابه غلبوا الواريي القيقيي لعيسى ف
أمور مهمّة كالوجاهة الجتماعيّة والثروة والتعليم ،ولذلك حصل على أتباع كثيين من بي
السكّان غي اليهود .فالسيحيّة _ اليهوديّة ،أي عقيدة حواريي عيسى ل تكن لا أيّة فرصة
للنهوض.
بعد ذلك ،تضي بربارا براون ف إلقاء نظرة من قرب على كلّ البدع الت أدخلها بولص ف
"ديانته" السيحيّة كالتثليث ،والطيئة ،وإلوهيّة عيسى وموته ،واللص ..ال لتنتهي ال أنّ
السلم هو الدين الق ،فهو دين بسيط ليس مدفونا تت تعقيدات غامضة وغي منطقيّة من
العقائد ،وليس ف السلم كهنوت ول قدّيسون ول مراتب دينيّة ول قرابي مقدّسة .أنّ
اللهوت ل مكان له ف السلم ،لنّ السلم طريقة حياة وليس حفنة من الكلمات.
وهكذا يتضح أن السلم هو الل الناجع الوحيد الذي ل مناص للبشريّة العذّبة أن تأوي
_ذات يوم _ ال كنفه ،طال الوقت أم قصر.
أستاذ سابق للفلسفة بالامعات الفرنسية ،وله العديد من الكتب ف مال الفلسفة والتوحيد...
اعتنق السلم بعد دراسة جادة مضنية أوصلته إل اقتناع كامل به كدين قائم على التوحيد
_على عبادة ال الحد...
278
وعلى حد تعبيه كان من فضل ال عليه أن مَ ّن ال عليه بالسلم مكافأة من ال له على ما
بذله ف سبيل تصيل العلوم الختلفة ،وخاصة اجتهاده ف الفلسفة والتوحيد ،فضلً عن إلامه
الكبي ف متلف فروع العرفة.
ويسترسل الدكتور ف حديثه فيقول:
"إنه بل شك أن السلم _وهو دين العلم والعرفة _ يدعو معتنقيه إل التزود بالعلم به ،ول
غَروَ ف ذلك ،فإن أول آية من القرآن الكري هي قوله تعال لرسوله الكري( :اقرأ بِاس ِم رَبّكَ
الّذي خَلَق) .والنب الكري يقول" :اطلبوا العِلمَ ولو كان ف الصي" ،فمن تارب الشخصية
فإن أؤمن إيانا ل يتزعزع بأن الفرد الذي يلص ف أباثه للحصول على العلم ف أي فرع
من فروعه لدمة الجتمع ،ولي البشرية جعاء ،فإن ال سبحانه وتعال سيجازيه خي الزاء
على كل ما يقدمه من خي لجتمعه ،فال يقول ف سورة الزلزلة:
(فَمن يعمَل مِثقالَ َذرّةٍ خيا يَرَه.)...
وبالنسبة ل فإنن ل أكتف بدراست الاصة ف الفلسفة ،بل إنن حاولت ف شت فروع
العرفة ،وخاصة ف إثبات وحدانية ال خالق كل شيء ،ومدبر كل شيء ف هذا الكون ،الذي
تدده الضارة الادية اللادية الت تكاد تقضي على كل ما توارثته الجيال الاضية والاضرة
من تقدم وازدهار .فسلح العلم وحده ل يُستخدم إل ف الي والبناء ،ل ف الدمار والراب،
وذلك هو المل لبناء البشرية جعاء للوصول إل القيقة الكبى ،وإل خلص العال من
مشاكله.
فالعلم والبحث كانا سببا ف انبثاق إشراقة المل ونور الق ،وإنارة الطريق أمامي ..ويهدن
رب إل الصراط الستقيم ،ويرشدن إل بر المان ،وينقذن من العذاب الشديد الذي كنت
أعانيه نتيجة الصراع العنيف الذي كان يدور ف نفسي ،ول ريب ف هذا الكلم ،فإنن أعتقد
بأن السلم _وهو شريعة ال والق _ معناه السلم ،بكل ما تتويه هذه الكلمة من معانٍ
كبية ،وأولا السلم بي الشخص ونفسه.
فالنفس _وهي المارة بالسوء _ ل تستطيع أن تسيطر عليها وتوجهها إل خي الفرد
والجتمع ،إل الشريعة السلمية ومبادئها السمحاء.
279
فالشهادة تعن أن ل طاعة لخلوق ف معصية الالق ..تعن أن الناس جيعا متساوون ،ل فضل
لعرب على أعجمي إل بالتقوى...
واتصال العبد مباشرة بالقه خس مرات يوميّا _ف صلته _ زادٌ يومي ُي َذكّرَهُ بوجود الالق،
ويدعوه إل إتباع ما دَعَا إليه ،واجتناب ما نَهى عنه( ...كُنتم َخيَ أُمّةٍ أخرجَت للنّاسِ تأمُرُونَ
بالعروفِ وتَنهَونَ عَنِ الُنكَرِ.)...
والزكاة تُوحدُ بي القلوب ،وتقضي على القد والبغض والسد ،فتقرب بي السلمي
وتعلهم كالبنيان الرصوص يشد بعضه بعضا.
وصيام رمضان يعتب تدريبا للنفس لكبح جاحها...
وخروج الفرد من زينة الدنيا ف الج يذكره بيوم الشر والساب...
فهذه الباديء تستطيع إقامة الجتمع الثال الذي ظل يبحث عنه منذ نشأته ...ولذا فإنن أدعو
كل إنسان أن يبحث عن حقيقة السلم ومبادئه الختلفة ،ول يتأثر بالدعاءات الكاذبة الت
يرددها الغرضون وأصحاب الغراض الشخصية ،فالطريق مفتوح أمام كل إنسان للنظر ف
كتاب ال وسنة رسوله ،وليحكم بعد ذلك با يليه عليه ضميه.
ث يقول الدكتور الامعي الذي أسلم :إن شيئا فعلته بعد اعتناقي للسلم ،هو ماولة زيارة
الدول السلمية لدراسة أحوال معيشتهم ،والتعرف عليهم ،ولقد سعدت كثيا بزيارة الملكة
العربية السعودية ،والكويت ،ومصر وغيها ،وكنت دائما أحس بالبيئة السلمية الت أفتقدها
ويفتقدها كل مسلم يعيش ف بلد الغرب.
ث يستطرد قائلً :إنن الن أقوم بحاولة إعداد كتاب باللغة الفرنسية عن الشريعة السلمية،
وتاريخ السلم والسلمي ،ودور علماء السلمي الوائل ف العلوم والفنون الختلفة.
ث اختتم حديثه وهو ف حالة من النشوة والزهو وهو يقول:
أود أن أطلب من السلمي أن يفتخروا بأنم مسلمون ،وأن يكونوا خي مثل لذه الشريعة
الالدة ،وأن يكونوا جديرين بأن يملوا هذه العقيدة.
وأحب أن أذكر هنا مثلً يبي لم أهية تسكهم بدينهم دون التأثر با يري من حولم ،وهو
أن أصحاب العمال هنا يفضلون السلمي التمسكي بدينهم ،نظرا لنم يكونون على خُلُق
280
طَّيبٍ ،وإخلص تام للعمال الت يقومون با ،فضلً عن أن سلوكهم الجتماعي يب الميع
على احترامهم وتقديرهم ،واحترام وتقدير عقيدتم.
كما أطلب من الدول السلمية _وخاصة مصر _ أن تتحمل السئولية الكبى لدمة السلم
ل بتوزيع الطبوعات السلمية الت تتناول السس والسلمي ف العال أجع ،كأن تتم مث ً
والبادىء السلمية بالسلوب العلمي البسط ،وباللغات الختلفة ...وأن تتم بالقرآن الكري
وترجته للشعوب غي الناطقة بالعربية ،والهتمام أيضا بأسطوانات وتسجيلت تعليم الصلة
للمسلمي ف الدول الغربية بصفة عامة ،وف فرنسا بصفة خاصة ،حت يكننا _نن الوربيي
دراسة ومعرفة هذا الدين النيف ..كما يكننا نن الذين أسلمنا أن نُعَرّف إخواننا غي
السلمي به ،ولكل طالب علم ومعرفة ،وال يهدي من يشاء من عباده.
هو أستاذ علم النفس بامعة "ميونيخ" بألانيا الغربية ...درس القرآن وتعمق ف دراسة
التصوف السلمي بكم تصصه كباحث ف الظواهر الختلفة ف الديان ..جذبه السلم
الذي شعر تاهه براحة نفسية ،ويعب عن ذلك بقوله:
"إنن وجدتُ ف السلم راحة نفسية ،ل تفتقدها ألانيا الغربية فحسب ،وإنا تفتقدها أوربا
كلها".
ث يسرد قصة إسلمه فيقول:
"إن شعوري بانذاب للسلم كان منذ فترة طويلة ..ولكن أراد ال تعال أن يكون عملي
كأستاذ لعلم النفس بامعة "ميونيخ" مدخلً لعتناقي دين السلم ...فمن خلل عملي بدأت
مرحلة البحث والدراسة حول الديان كافة لختلف دول العال ،والظواهر الغربية ف كل
الديان.
وعند دراسة السلم شد انتباهي ما وجدته ف القرآن أولً ،وف التصوف ثانيا ،من شرح
لصول العقيدة ومناهج السلم ،فعكفت على دراسة التصوف فترة غي قصية ،حت انتهيت
281
إل حقيقة مهمة وهي أن السلم يهتم بعلج النسان ظاهرا وباطنا ..فهو دين يدعو إل
نظافة الظاهر وطهارة الباطن ،ويرب ف النسان حب الخوة والترابط والتآلف ،بعكس ما
نده ف الجتمعات الغربية ،حيث يعيش كل إنسان ف عاله الاص ،ل تربطه بالجتمع روابط
روحية أو علقات دينية ،كما يدث عند السلمي.
وعرفت من خلل دراست للتصوف أن التصوفة يتمعون لذكر ال ،ويلتقون على حُبّه،
ويسيون ف طريق النقاء الروحي والوجدان ،ويتلون أورادا معينة بعد كل صلة ،ما يعلهم
مشدودين دائما إل تعاليم السماء.
ث يصمت برهة ليتأمل ما حوله ليقول بعدها:
"من الصعب أن تد ف أوربا متمعا يتسم بذه الصفات ،ولذا وجدتُ نفسي مدفوعا ال
اعتناق السلم ...ولكنن رأيت من الضروري والضروري جدا _أن أظل مسلما ف السر
لدة عام كامل ،لنك إن أردت أن تدخل السلم ف بلد كل وسائل العلم فيه موجهة ضد
هذا الدين النيف ،لكان ذلك صعبا جدا ولكن بعد أن رسخت العقيدة ف نفسي أعلنت
إسلمي بصراحة ،ول أخش الذين يُحاربون السلم.
ث اختتم قوله بماس _وهو يشي بأصبعه إل بعيد:
"إنن أؤكد أنه بدون القرآن ،وبدون التصوف( )1الذي يُ َعدّ فرعا من علم النفس الذي
أدرسه ف الامعة ل يكن بستطاعي أن أُغيَ دين ولذا فلقد غيت دين عن ثقة واقتناع
تام."..
ث إبتسم ابتسامة عريضة وهو يقول:
"لقد تغيت حيات اليومية بعد السلم تاما ،وانتظمت انتظاما عجيبا ،فقد كانت ف الاضي
بل هدف ،أما الن فقد أصبح لا معن ،ولا هدف ولا حلوة ...لقد أصبحتُ أخاف ال ف
كل تصرفات ،وأعرف أن ل ربّا سوف ياسبن فيما أفعله ف أي وقت".
____
_1يلحظ أن اختياره لسم "أب السن" بالذات لنه أحبّ القطب الصوف الكبي أبا
السن الشاذل ،كما أوضح ف ثنايا حديثه.
282
-55أستاذ الصحافة المريكي مارك شليفر
هو أستاذ علم الصحافة بامعة "نيويورك" ...ل يكن ملتزما بدين معي ،مع أنه ينتمي إل
أسرة مسيحية كاثوليكية ...كان يعمل بالغرب مراسلً للذاعة المريكية ،ولعدد من
الجلت ف "نيويورك" ...وعن إقامته بالغرب يقول:
" ..كانت فترة إقامت بالغرب مفتاح السعادة ل ولسرت ،فقد رأيتُ عالا جديدا يتلف
كليةً عن العال الذي تركته خلفي ف الوليات التحدة المريكية ،وما لسته عن كثب من
جال وروعة السلوك السلمي شدن إل شريعة الق."...
ويستطرد ف حديثه ليذكر موقفا قد تعرض له فيقول:
"تعثرت قدمي ف حفرة ذات يوم حينما خرجت لول مرة إل سُوق شعب بدينة الرباط،
وعلى الفور وجدتُ عددا من الغاربة يسارعون إلّ لساعدت على النهوض ،ويسألونن ف
لفة عمّا إذا كنت قد أُصبت بسوء!!".
ث أردف هذا الوقف با حدث له أثناء فترة مرضه قائلً:
"ومرضتُ ذات مرة فوجدت عشرات من جيان ومعارف يأتون لزيارت ،وياول كل منهم
أن يصنع ل شيئا ،فدهشت لذا السلوك النسان الذي ل أجد له نظيا ف بلدي أمريكا،
حيث الكل ل يهتم إل بنفسه ،وطابع الياة الادية البحتة هناك يصبغهم جيعا بالنانية ،ولذا
ليكترثون با يصب الخرين ،فالرء عندنا يكون مظوظا إذا ساعده أحدٌ أو زاره أهله ف
أثناء مرضه ،أو حت سألوا عنه ...ولذا فإنن حي سألتهم عن الدافع الذي يملهم على صنع
كل هذا من أجلي بدون مقابل؟! ...أجابوا جيعا :إن هذا هو ما يفرضه عليهم دينهم
السلمي ،ويأمرهم به رسولم العظيم ممد (ص).
ث يستطرد قائلً:
"إنه بعد مناقشات طويلة واسعة مع عشرات من علماء السلم تعلمت خللا الكثي من أمور
السلم ،فازداد إعجاب به أكثر ،ومع مرور الوقت وجدت عقيدة التوحيد تل عقلي
283
وقلب ...ومن ث انكببت أدرس ترجة لعان القرآن الكري ،وأستوعب ما با حت وجدت
نفسي تتوجه إل ال أن يهدين إل الطريق الستقيم".
ويتد نظره إل بعيد سارحا ف أعماق نفسه وكأنه يسي أغوارها ليقول وهو يهز رأسه:
" ..وبينما أقلب صفحات القرآن الكري إذا ب أطالع تفسي اليتي الكريتي:
(ل تُدركُ ُه البصارُ و ُهوَ يُدرِ ُك البصارَ وهوَ اللّطيفُ البيُ* قد جا َءكُم بصائر من ربّكُم فَمَن
أبصرَ فلِنفسهِ ومن عَمىَ فعليها وما أنا عليكُم بفيظٍ) (النعام.)104_103 /
عندئذ ل اتالك نفسي ،ووجدت الدموع تنهمر من عين ،ومن ث أيقنت أن هذه إشارة
صرية من ال عز وجل ترشدن إل السراع ف اعتناق الدين السلمي النيف ،واللحاق
بركب الوحدين ،وعلى الفور حزمت حقائب ،وسافرت إل أمريكا حيث أشهرتُ إسلمي
أنا وزوجت وولدي بالسجد الكبي ف "نيويورك".
أستاذ الدب النليزي ف الامعة المريكية ببيوت ...درس ف جامعات "نورث كارولينا"
و "لندن" و "تورنتو" ...ووضع خسة عشر كتابا معظمها يدور حول الواضع الت يدرسها،
فضلً عن أنه كتب حول موضوعات متنوعة تتعلق بالياة الجتماعية والسياسية والقتصادية
ف منطقة الشرق الوسط ...وآخر كتبه هو "التجارة والسلم ف منطقة الشرق الوسط".
|عاش بي السلمي ف لبنان عشرين عاما بكم عمله رئيسا لقسم الدب النليزي ف
الامعة المريكية ف بيوت ...عرف ف أثنائها طبيعة وسلوك السلمي ،وتبي له خطأ
التصوّر الذي كان يمله معه عند ذهابه إل لبنان ،فقد كان يسيطر على ميلته بعض الضاليل
والفتراءات على السلم والسلمي ،والت كانت منتشرة بصورة كبية ف الغرب ،مثال ذلك
أن الرب القدسة عند السلمي هي العدوان على كل من ل يؤمن بعقيدتم السلمية...
ولكنه بعد أن قرأ بإمعان التاريخ السلمي ،اتضح له بلء أن السلم عقيدة متسامة ،ودين
ل يُفرض على الخرين بالكراه.
284
ولقد تأكد من ذلك بالعايشة الفعلية الت يعبّر عنها قائلً:
"أريد القول :إن حظّي كان كبيا ،لن الفرصة قد أتاحت ل الدراسة ،ولكن ليس بطريقة
أكاديية ،وإنا عن طريق اتصالت الصداقة مع مموعة من الناس الذين كانت مهمتهم تنوير
الناطقي بالنليزية بقيقة طبيعة العقيدة السلمية ،فضلً عن ذلك أنن قرأت كل ما وصلت
إليه يداي ،كما أنن ناقشتُ مع الذين أعمل معهم بعض القضايا الت يُثار الدل حولا...
وبذه الطريقة توصلت إل طبيعة وحقيقة السلم ،ليس على أنه نظام يب دراسته _وهي
الطريقة الت يتبعها معظم الغربيي ف معرفة السلم ،ولكن كعقيدة فعالة ،ومنهج وطريق
للحياة ،وكنت ف بداية المر مهتما بذه المور ...أمّا الن فإنن أُكنّ كل احترام وتقدير
للسلم وأتعاطف معه.
وعن تأثي السلم على حياته يقول:
"إنن أعتقد أن تربت الشتركة مع السلمي قد جعلتن أكثر تساما من قبل ...كما أن تلك
التجربة قد جعلتن مدركا لبعض المور الت تيط ب أكثر من الاضي.
بالضافة إل هذا ،أصبحتُ متفهما لوضع الرأة ف السلم ،على عكس ما يعتقد الغربيون
_بصورة خاطئة _ أن السلمي يعتبون النساء كائنات دنيا ووضيعة ،ف حي أن القيقة أن
النساء ف ظل السلم يتمتعن بتلك القوق والمتيازات الت يب أن يتمتعن با ،يكفي أن
هناك ُسوَرا عديدة ف القرآن الكري تثبت وجهة نظري هذه.
وأخيا _فإن أهم درس تعلمته من السلم هو عدم الدوى من التذمر من أمور هي فوق
طاقتنا لتغييها أو تبديلها ،فالنسان ليس قادرا على كل شيء ،مع أنه يتمتع بصفات خارقة
تيزه عن بقية الخلوقات ،ولكن عليه إدراك ضرورة الذعان إل قوة خارج طاقته ،وأن التذمر
من ذلك يؤدي إل الفشل والخفاق والزن ،ف حي أن النسان الذي يدرك مكانه القيقي
ف هذا الكون يكون هادئا مطمئنا يشعر بالراحة مع نفسه وعاله الحيط به".
ث عاد يكرر :إ ّن فَهمَ السلم ل يكون إل بعايشته .ويأخذ على الوربيي أنم ل يُعايشونه،
لذلك فعندما يصلون إل مرحلة التقييم الفكري للسلم فإنم يصلون إل ذلك بواسطة طريقة
285
أكاديية ،ولذلك فإن العديد من علماء الغرب الذين يعتنقون السلم يعتبهم زملؤهم
شواذا ،لن الورب العادي يعتب السلم دينا دخيلً وغريبا أكثر من اعتباره عقيدة حيوية.
ويرى "مونرو" أنه عندما يتم استيعاب وفهم مبادىء السلم النبيلة يكون التعاطف معه
وانتشاره.
قرأ "ميجيل بيو" عن السلم الذي وضع ضوابط للسلوك ومعايي أخلقية ف العاملت ،ف
الوقت الذي كره الرية النفلتة ف أوربا ،والنلل ،وعدم الترابط السري ،وكثرة الرائم
والنرافات الت سادت الجتمعات الغربية.
ث حدث أن إلتقى بجموعة من السبانيي السلمي ،وعن طريقهم أتيح له إمكانية قراءة
ترجة معان القرآن بالسبانية ،فاستشعر بيل قوي ودبيب ُحبّ تاه هذا الدين ،فواصل
قراءاته الكثفة عنه حت اقتنع تاما بتعاليمه ومنهاجه ،بعدها قرر أن يشهر إسلمه ،ويتار
لنفسه اسم "نصر الدين".
يقول ف ممل حديثه عن إسلمه:
"لقد التقيت بجموعة من السبانيي السلمي ،وعن طريقهم اُتيحت ل إمكانية قراءة ترجة
معان القرآن ،كما قرأت عن التراث العرب القدي فأُعجبت به ،بعدها قررت أن يكون
السلم دين.
وقد قام أحد أصدقائي بترجة كتاب "الحظورات" للشيخ "ياسي رشدي" واستفدت فيه
كثيا ،وسعت صوت الشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" ف قراءة القرآن وأحببته كثيا".
ويضيف:
"وبالرغم من القليل الذي عرفته عن السلم فإنن أتن من كل قلب أن يهتدي إليه الناسُ
أجعون ،وسأعمل على الدعوة إل السلم ،وسوف ابتدىء بعائلت والقربي إلّ إن شاء ال.
ث يستطرد قائلً:
286
"إنن أحافظ على أداء الفروض ف مواقيتها ،وعلى صلة المعة الت أشعر براحة نفسية كبية
عند أدائها ..وأنن أعرف أهية خطيب السجد ،والدور الكبي الذي يقوم به تاه السلمي،
مثل مساعدتم على فهم القرآن الكري ،وشرح الحاديث النبوية ،بانب إرشادهم وتميعهم
على طريق الي والصلح".
وعن تصوراته الستقبلية كمسلم يسعى للمزيد من العلم بدينه قال:
"إنن حريص على تعلم اللغة العربية وإتقانا حت يتسن ل قراءة القرآن بلغته الصلية ،وبالتال
ماولة فهم معانيه ،لن ترجته إل اللغات الختلفة تؤدي إل تضارب العن وعدم الوضوح".
ث يصمت فجأة ليسترجع شيئا دفينا ف نفسه:
"إنن أنبه إل أن الكتب الت تُرجت إل السبانية عن السلم ليست دقيقة ف مضمونا،
خصوصا بعد ما ترجم أحد السبان _وهو مسيحي يدعى "جان فونت" _ معان القرآن إل
السبانية بطريقة بعيدة كل البعد عن النص القرآن أو معناه ..ما جعل الذين اطلعوا على هذه
الترجة من السبان يقولون :إن السلم دين غريب ،وما يدعو للسف والسى ما جاء ف
تلك الترجة السبانية على يد ذلك الترجم ،وعلى الخص سورة "الناس" الت ترجها إل
سورة "الرجال" وأخلّ بعناها وبضمونا".
وعن السلمي ف أسبانيا يقول الدكتور "نصر الدين" الذي يعمل أستاذا بامعة القاهرة:
"وبالرغم من أن السيحية هي الديانة النتشرة ف أسبانيا ،فإن حرية الديان متاحة للجميع،
ولكن السلم _كما ف كثي من الدول الوربية _ يظل مدود النتشار ،مّا يتطلب تنشيط
حركة الدعوة السلمية ودعم أنشطتها ووضع كافة المكانيات ف سبيلها".
287
-58رئيس العهد الدول التكنولوجي بالرياض الدكتوراسبابراهيم شاهي
عملية سرطانية ف البنكرياس حولت مرى حيات * اتساع الد السلمي وراء الملة عليه
الدكتور اسب ابراهيم شاهي اسم معروف ف الوليات التحدة الميكية الت يمل جنسيتها
وتربطه علقة صداقة حيمة مع رؤسائها ويعتب احد الشخصيات ذوي النازات ف دول
الغرب ،ولكونه من اصل عرب ويمل النسية الميكية فقد تابع باهتمام بالغ التطورات
الارية ف النطقة العربية .وقد ساهت رحلته ال الشرق الوسط على مدار سنوات كثية ف
الصول على فهم افضل واعمق للمنطقة ،وعرف شاهي بؤلفاته ومقالته الت تناول فيها عدة
موضوعات وحققت رواجا بي اوساط القراء بل ان بعضها ادرج ضمن الكتب الكثر رواجا
وخصوصا تلك الت لا علقة بالتكنولوجيا .والدكتور شاهي خطيب بارع ،ومتحدث لبق
ييد فن الديث .وقد نال جائزة قيمة ف مال تطوير الهارات التخصصة ،وهو مصنف ضمن
رجال العلم الميكان ،وضمن أحد الشخصيات ذوي النازات ف دول الغرب .كما أنه
مواطن فخري لدينة تكساس وأحد الساتذة البارزين ف أميكا .وقد نال جائزة رواد الطابة
العالية للباقته ف الديث .كما حصل على شهادة تقدير وسجل أسه ف سجل الشرف
التذكاري الرئاسي .ومنح وسام الستحقاق من الرئيس رونالد ريان ،والرئيس بوش الب
ووسام الستحقاق من المي ممد بن فهد بن عبد العزيز أمي النطقة الشرقية بالملكة العربية
السعودية.
وقبل ايام اعلن شاهي ف العاصمة السعودية اسلمه وتوله من السيحية ال السلم« .الشرق
الوسط» حاورت الدكتور شاهي الذي يعمل حاليا استشاريا دوليا ورئيسا للمعهد الدول
التكنولوجي/آي آي ت آي/بالوليات التحدة الميكية عن موضوعات عدة بدءا بقصة
288
اسلمه والحداث الت شهدتا الوليات التحدة ونشاطه ف شرح القضايا العربية والدفاع
عنها ،وتطرق الوار ال ابرز مؤلفاته فكانت هذه الصيلة.
* نبدأ بقصة هجرتك ال اميكا ،الت تمل حاليا جنسيتها وانت الذي ولدت ف لبنان قبل
65عاما؟ ـ نعم ولدت ف لبنان عام 1937وانا مسيحي ارثوذكسي ،درست ف لبنان
واكملت دراسة الثانوية فيها ،ومن خلل حب لروح الغامرة كشاب ف مقتبل العمر
وطموحي وتعطشي للمعرفة هاجرت ال الوليات التحدة الميكية عام 1957طلبا
للعمل والبحث عن فرص وظيفية ،وكنت اعمل اثناء الدراسة لنفق على نفسي ،وقد درست
بامعة تكساس ف اوست لدة سنتي ،وحصلت على درجة البكالوريوس ف العلوم من قسم
الندسة الكيميائية من جامعة ولية اوكلهوما ث درست بعد ذلك بامعة اريزونا ف توسون
وحصلت على درجة الاجستي ف العلوم ،كما حصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة
تينيسي ف نوكسفيل .اثناء دراست هناك كنت ناشطا ف شرح القضايا العربية والدفاع عنها
ففي جامعة اوكلهوما انتخبت رئيسا لنظمة الطلبة العرب.
* ما هي قصة اسلمك؟ ـ اصارحك بالقول انه ومنذ صغري وانا اشعر بب وميل ال
السلم ،وف مراحل التعليم الختلفة ومن خلل ما اطلعت عليه ف صغري عن الضارة
العربية والسلمية والتاريخ العرب اتضح ل ان السلم دين عظيم وقد انبعث من الزيرة
العربية لينتشر ف جيع اناء العمورة .ومن خلل صداقات مع كثي من السلمي الت امتدت
ال عدة عقود لست فيهم سلوكيات ف غاية الكمال ومارسات تبك على احترامهم ،فمثلً
انا مسيحي ل اجد من اصدقائي السلمي اي شيء يشعرن بالبعد عنهم بل ان الحترام هو
ديدن هذه الصداقة.
ان العاملة والوعي لب روح السلم تبك على احترام هذا الدين كما ان صداقات للدكتور
ناصر بن ابراهيم الرشيد الت امتدت لكثر من 33عاما كان لا تأثي اياب على حيات،
فالسلم دين واقعي ودين يدعو للعدالة والرحة وتقدير النسان وتكريه.
* ما هي السباب العميقة والباشرة الت جعلتك تتار السلم دينا لك بعد هذه السنوات؟ ـ
قلت «العمر يشي ونن نشي ،ول يبق من الزمن مثل ما مضى» واضافة ال ما كانت
289
ذاكرت تتزنه من حب للسلم فقد مررت بظروف صعبة جدا ،منذ سنتي ونصف حيث
خضعت لعملية استئصال ورم سرطان حول البنكرياس وذلك ف احدى الستشفيات
الميكية واتضح ل ان العملية ونتائجها خطرة وان نسبة ناحها تعد من النوادر .وف ليلة
العملية تلقيت اتصالت من اصدقاء ومبي كلهم يدعون ل بنجاح العملية بل ان البعض
منهم اشار ال انم دعوا ل ف الرم بروجي سالا معاف من هذا الظرف ،ولنن مولع
بالقرآن الكري بصوت القرئ الراحل عبد الباسط عبد الصمد الذي كنت اتلذذ بالستماع
اليه وينتابن عند ساعه شعور غريب اشعر بعده بالطمأنينة ،فقد استمعت ليلة اجراء العملية
ال آيات من القرآن الكري وبعد العملية شعرت بطمأنينة عميقة وروح هادئة ،وحينها قررت
ان اعلن اسلمي وبالفعل لكن ذلك ل يتم رسيا الّ ف العاشر من شهر يونيو (حزيران) من
هذا العام ف مدينة الرياض ،فقد حرصت على أن أعلن اسلمي ف عاصمة مهد السلم.
* تزامن اسلمك مع ظروف واحداث صعبة وانت ضمن الشخصيات الميكية البارزة
وتربطك علقة بصناع القرار السياسي ف اميكا ،اضافة ال انك استشاري دول ورئيس
لعهد تكنولوجي دول ،هل ترى ان توقيت اسلمك فيه نوع من التحدي ..؟ ـ نعم ،اعلن
اسلمي ف ظل هذه الظروف هو نوع من التحدي ،ولكنن ل اخشى احدا فقد اتذت قرار
الدخول ف الدين السلمي عن قناعة تامة.
* وهل تتوقع ان تواجه انتقادات بسبب اسلمك؟ ـ بالتأكيد ساواجه انتقادات ولكن كما
قلت ل أعبأ بذلك.
* وهل ستعرض السلم على اسرتك؟ ـ نعم ولكن باسلوب القناع ،ودخول افراد اسرت
للسلم وخصوصا زوجت الميكية يعتمد على القناعة ،وانا ارى انن قدوة لسرت سابقا
والن ساكون افضل بعد اسلمي.
* ما هو تفسيكم للتشهي بالسلم والسلمي والعرب ف الغرب؟ ـ مثل هذا الجوم ليس
له ما يبره ،وقد تابعت ذلك ووجدت ان ما طرح ل يعدو ان يكون حقدا وكراهية ول
يصور الواقع ،واقع الدين السلمي الشهور بالعدل والق وواقع السلمي والعرب ،والغريب
ان هذه الملة تأت من اشخاص ف مراكز قوى تؤثر على الليي من الواطني .والعلم
290
الميكي وخصوصا بعد احداث 11سبتمب اصبح طوفانا من الدعاية السيئة ومن الستحيل
ان يقف امامه من يسعون ال ايضاح القيقة بسبب سيطرة الصهاينة عليه وهذا يتطلب آلية
من العرب والسلمي ليضاح الصورة وتصحيح الفاهيم الاطئة عن دينهم وعن واقعهم.
* هل لست ان صراعا ظهر بي السلم والسيحية؟ ـ يا اخي السيحية ل تعادي السلم
والعكس كذلك ،لكن ظهرت مؤخرا اصوات من مبشرين تتناول إعلن الرب على السلم
مثل ما ذهب اليه فرانك جراهام (وهو نل البشر الكبي بل جراهام) حيث قال يب ان يعلن
الرب على السلم فإله السلم ليس بإلنا ،والسلم هو دين عنف وكراهية لقصى
درجات.
تصور ،هل مثل هذا الكلم يطرح وتتناقله بعض وسائل العلم ،وهل مثل هذا الشخص
يكن ان يقال انه يدين بالسيحية ،ل اعتقد ذلك ،فالسيحية تقول« :من ضربك على خدك
الين فأدر له خدك اليسر» ..انه بذلك يرض العال على الرب وهذا شيء مؤل .فكيف
تنتقد دينا او تبدي رأيا فيه دون ان تعرف حقيقته أو ان تقرأ عنه .الشكلة ان البعض ف
الغرب يقارن السلم النبيل بالتطرفي من السلمي كابن لدن مثلً ومن قبل متطرفي
مسيحيي ،رغم ان السلم والسيحية براء من هذه النماذج.
* وما هي اللية الت تراها مناسبة لتصحيح الفاهيم الاطئة عن السلم؟ ـ من خلل ايضاح
حقيقة السلم ،من خلل الوار مع الخر ،من خلل الراكز العلمية ..باساليب نبيلة
ومترمة توضح القيقه وتراعي شعور الخرين .
291
-59الباحث الكندي موري ديفيد كيل
ـ ل يفلح ترددي علي الكنيسة ف معالة حالة الفراغ النفسي داخلي .
ـ ف السلم وحده وجدت العلج لشاكل الروح .
-لقد أعطان السلم التوازن ف الياة ،
-فماذا يسر من يربح السلم ؟! وماذا يربح من يسر السلم ؟!
-لقد وجدت ف السلم ما يطابق العقل ،وما يعطي النسان العقل اليان ،واليان
العقلي.
موري ديفيد كيل باحث كندي شاب ولد عام 1964لسرة بروتستانتية مسيحية ،ومنذ
أن بلغ عمره الرابعه عشر بدأ يعرف شيئا قليلً عن السلم من خلل ما تبثه وسائل العلم
الغرب من أحداث تتعلق بالعال العرب ..ول تض سوي سنوات قليلة حت أشهر إسلمه بعد
فترة من الدراسة وصلت به ال القتناع بأن السلم هو دين الفطرة .
يقول كيل :كنت أنتمي ال عائلة مسيحية وأتردد علي الكنيسة حت الثانية عشر من عمري
وكنت أغن مزامي وتراتيل الكنيسة ولكن ترددي علي الكنيسة بدأ يقل كثيا أو شعرت بأن
وجودي هناك ل يعال حالة الفراغ الروحي الت أشعر با ،وكانت مشكلة الدين تثي
إهتمامي بشكل كبي ف ذلك الوقت .
ورغم أن كيل كان يعرف نتفا عن السلم من خلل ما يعلمه من وسائل العلم ،إل أنه
يؤكد أنه ل يكن يعلم أن السلم دين توحيدي بل ل يكن يعلم أن السلم تربطه أي علقة
بدين ابراهيم أو غيه من الديان ..ولكنه بدأ يلتفت ال السلم بقوة عندما علم أن احد
علماء السلم ف سويسرا وصف السلم بانه نقطه تلقي بي ال كما هو وبي النسان كما
هو .
يقول كيل :بعدها بدأت رحلة البحث والدراسة والتفكي ،وبدأ يتكشف أمامي الكثي من
تعاليم الدين السلمي وكانت كل مشكلت تتمثل ف عدم وجود من يشجعن علي دخول
السلم خاصة وأن الجتمع الغرب ككل يتخذ موقفا معاديا للسلم .
292
ولكن كيل ما كان ليتراجع عن السلم الذي أعطاه التوازن الذي ينشده وهداه ال الغاية
القيقية من الياه ووجد فيه علجا وحلً لشكلة الروح ف هذا الزمان والت بث كثيا عنها
ف متلف الديان لكنه ل يد دينا يعال هذه القضية بشكل شامل وواسع سوي السلم..
فأعلن إسلمه رغم علمه بالصعوبات الت سوف تواجهه ،وسي نفسه عبد الصمد .
معارضة ..لكن !!
ويقول عبد الصمد أو كيل عندما أعلنت إسلمي ل ألق معارضة من قبل اصدقائي ولكن
برور الوقت اكتشفت أنن فقدتم جيعا أما بالنسبة لعائلت فقد أخفيت إسلمي عنهم طويل
وعندما اكتشفوا ذلك توترت علقت بم واصيبوا بالة من خيبة المل والزن ولدة عام
كامل وهم يتعاملون معي بساسية شديدة ورغم أن موقفهم من إسلمي كان يعذبن إل أنن
إقتديت بالصحاب الليل مصعب بن عمي والذي فضل اليان علي أمه والت كان بارا با..
ولكن برور الوقت تسنت علقت بالسرة ،ولكنهم ما يزالوا حت اليوم يرصون علي إخفاء
نبأ اسلمي ويعتبون ذلك فضيحة ويؤكد عبد الصمد أنه إختار هذا السم بعد إسلمه لنه
إكتشف ف لظة تفكي هل باستطاعته إدارك الطلق حت ولو بشكل جزئي ..وإنتهي ال أنه
مرد عبد لذا الطلق الذي يفكر فيه فإختار طواعية أن يكون عبدا للصمد اسا ..ويتمن أن
يكون بعمله قريبا ال ال وعبدا مطيعا له.
وهذا أستاذ مصري للقانون يعمل بإحدي الامعات المريكية..يقول :كنا ف حوار قانون,
وكان معنا أحد أساتذة القانون من اليهود ,فبدأ يتكلم ث بدأ يوض ف السلم والسلمي,
فأردت أن أسكته فسألته:هل تعلم حجم قانون الواريث ف الدستور المريكي؟.قال:
نعم,أكثر من ثانية ملدات.فقلت له:إذا جئتك بقانون للمواريث فيما ل يزيد علي عشرة
سطور,فهل تصدق أن السلم دين صحيح؟.قال:ل يكن أن يكون هذا .فأتيت له بأيات
الواريث من القرآن الكري وقدمتها له فجاءن بعد عدة أيام يقول ل :ل يكن لعقل بشري أن
293
يصي كل علقات القرب بذا الشمول الذي ل ينسي أحداّ ث يوزع عليهم الياث بذا
العدل الذي ليظلم أحدا.ث أسلم هذا الرجل.
فكانت آيات الواريث وحدها سبيلً إل اقتناع هذا الرجل اليهودي بالسلم.
باحث مهندس من العراق ،وعضو ف الجمع العلمي العراقي ،وواحد من أبرز الختصي
بتاريخ الري ف العراق ،كان يهوديًا فاعتنق السلم متأثرًا بالقرآن الكري ،توف قبل سنوات
قلئل .ترك الكثي من الدراسات ف متلف الجالت وخاصة ف تاريخ الريّ ،وفنّد ف عدد
منها ادعاءات الصهيونية العالية من الناحية التاريية ،ومن مؤلفاته الشهية( :مفصل العرب
واليهود ف التاريخ) ،و(ف طريقي إل السلم) الذي تدث فيه عن سية حياته.
"يرجع ميلي إل السلم ..حينما شرعت ف مطالعة القرآن الكري للمرة الول ..فولعت به
ولعًا شديدًا ..وكنت أطرب لتلوة آياته"..
( ف طريقي إل السلم .)51 / 1
" ..الواقع أن توير وتبديل مصاحف اليهود أثر أجع عليه العلماء ف عصرنا الال نتيجة
الدرس والتنقيب وقد جاء ذلك تأييدًا علميًا للقوال الربانية الت أوحيت قبل نيف وثلثة عشر
قرنًا على لسان النب العرب الكري صلى ال عليه وسلم .أما الفرقان الجيد ..فقد حافظ
السلمون عليه برص شديد وأمانة صادقة فهو حقًا الكتاب القدس الفريد الذي أجع الكل
على سلمته وطهارته من التلعب والتحوير ،وما على القارئ إل أن يطالع ما كتبه
الستشرقون ف هذا الباب ..الذين وصفوا كيفية جعه وتدوينه ،وهؤلء أجانب غرباء كثيًا ما
294
يصوّبون أسهمهم الناقدة السامة نو السلم .والواقع أن الدلئل التاريية واضحة بأجلى
وضوح ما ل يترك أي شك ف أن الفرقان الكري ل يطرأ عليه أي تريف أو توير وقد جاء
كلم ال بكامله على لسان نبيه صلى ال عليه وسلم دون أن يتغي فيه حرف واحد" ( ف
طريقي إل السلم ،ص .)86 / 1
"ورد ف القرآن أنه جاء مهيمنًا على ما بي يديه من الكتاب ،ويستدل من ذلك أن التعاليم
اللية القدسة الصلية قد ضمن القرآن الحافظة عليها با أوضحه من القيقة بإظهار الصحيح
والدخيل ف الكتب الرائجة ف زمان نزوله ،وعليه فيكون بذا البيان واليضاح قد جاء خي
مهيمن على كتب ال القيقية وخي حافظ إياها من التلعب" ( ف طريقي إل السلم 1 ،
87 /ف طريقي إل السلم .)87 / 1 ،
"الواقع أنه يتعذر على الرء الذي ل يتقن اللغة العربية ول يضطلع بآدابا أن يدرك مكانة هذا
الفرقان اللي وسوه وما يتضمنه من العجزات البهرة ،ولا كان القرآن الكري قد تناول كل
أنواع التفكي والتشريع فقد يكون من العسي على إنسان واحد أن يكم ف هذه الواضع
كلها .وهل من مناص للمرء من النذاب إل معجزة القرآن بعد تعنه ف أميّة نب السلم
ووقوفه على أسرار حياة الرسول صلى ال عليه وسلم ..فقد جعل ال تعال معجزة القرآن
وأمّيّة ممد صلى ال عليه وسلم برهانًا على صدق النبوة وصحة انتساب القرآن له ( "..ف
طريقي إل السلم .)183 – 182 / 1 ،
"إن معجزة القرآن الكري هي أكثر بروزًا ف عصرنا الال ،عصر النور والعلم ،ما كانت عليه
ف الزمنة الت سادها الهل والمول ( "..ف طريقي إل السلم .)185 / 1 ،
295
-62الفكر النليزي عبدال كويليام
مفكر إنكليزي،ولد سنة ،1856وأسلم سنة ،1887وتلقب باسم( :الشيخ عبد ال
كويليام) .من آثاره( :العقيدة السلمية) ( ،)1988و(أحسن الجوبة).
"من الوجه العلمي ،بصرف النظر عن أنه كتاب موحى به ،فالقرآن أبلغ كتاب ف الشرق..
(وهو حافل بالنجزات السامية مليء بالستعارات الباهرة) ( "..العقيدة السلمية ،ص
.)120 – 119
"أحكام القرآن ليست مقتصرة على الفرائض الدبية والدينية ..إنه القانون العام للعال
السلمي ،وهو قانون شامل للقواني الدنية والتجارية والربية والقضائية والنائية والزائية.
ث هو قانون دين يدار على موره كل أمر من المور الدينية إل أمور الياة الدنيوية ،ومن
حفظ النفس إل صحة البدان ،ومن حقوق الرعية إل حقوق كل فرد ،ومن منفعة النسان
الذاتية إل منفعة اليئة الجتماعية ،ومن الفضيلة إل الطيئة ،ومن القصاص ف هذه الدنيا إل
القصاص ف الخرة ..وعلى ذلك فالقرآن يتلف ماديًا عن الكتب السيحية القدسة الت ليس
فيها شيء من الصول الدينية بل هي ف الغالب مركبة من قصص وخرافات واختباط عظيم
ف المور التعبدية ..وهي غي معقولة وعدية التأثي" ( العقيدة السلمية ،ص – 122
.)123
296
زكية إذا تأملها النسان بعي البصية لعاش عيشة هنية) ( "..العقيدة السلمية ،ص
.)138
"هذا القرآن الذي هو كتاب حكمة فمن أجال طرف اعتباره فيه وأمعن النظر ف بدائع
أساليبه وما فيها من العجاز رآه وقد مر عليه من الزمان ألف وثلثائة وعشرون سنة كأنه
مقول ف هذا العصر إذ هو مع سهولته بليغ متنع ومع إيازه مفيد للمرام بالتمام .وكما أنه
كان يرى مطابقًا للكلم ف زمن ظهوره لجة وأسلوبًا كذلك يرى موافقًا لسلوب الكلم ف
كل زمن ولجة ،وكلما ترقّت صناعة الكتابة قدرت بلغته وظهرت للعقول مزاياه .وبالملة
فإن فصاحته وبلغته قد أعجزت مصاقع البلغاء وحيت فصحاء الولي والخرين .وإذا
عطفنا النظر إل ما فيه من الحكام وما اشتمل عليه من الكم الليلة نده جامعًا لميع ما
يتاجه البشر ف حياته وكماله وتذيب أخلقه ..وكذا نراه ناهيًا عما ثبت بالتجارب العديدة
خسرانه وقبحه من الفعال ومساوئ الخلق ..وكم فيه ما عدا ذلك أيضًا ما يتعلق بسياسة
الدن وعمارة اللك ،وما يضمن للرعية المن والدعة من الحكام الليلة الت ظهرت منافعها
العظيمة بالفعل والتجربة فضلً عن القول ( "..العقيدة السلمية ،ص ،ص – 139
.)140
"أن من ضمن ماسن القرآن العديدة أمرين واضحي جدًا أحدها علمة الشوع والوقار الت
تشاهد دائمًا على السلمي عندما يتكلمون عن الول ويشيون إليه ..والثان خلوّه من
القصص والرافات وذكر العيوب والسيئات وإل آخره ،المر الذي يؤسف عليه كثيًا
لوقوعه بكثرة فيما يسميه السيحيون (العهد القدي) ( "..أحسن الجوبة عن سؤال أحد
علماء أوروبة ،ص .)26 – 23
297
مشاهي أسلموا
يوسف إسلم أو الغن النليزي العروف كات ستيفنس سابقا يعرض قصة إسلمه:
أود أن أبدأ قصت با تعرفونه جيعًا وهو أن ال قد أستخلفنا ف الرض وأرسل لنا الرسل
وأخرهم رسولنا ممد صلى ال عليه وسلم ليهدينا إل الطريق القوي .وعلى النسان أن
يلحظ واجبه نو هذا الستخلف وأن يسعى لتحضي نفسه للحياة الالدة القادمة فمن
تفوته الفرصة الن لن تأتيه أخرى فلن نعود ثانية حيث يقول القران الكري" :
{ َولَوْ تَرَى إِ ْذ الْ ُمجْرِمُونَ نَا ِكسُوا رُءُو ِس ِهمْ عِْندَ رَّب ِهمْ رَبّنَا أَْبصَرْنَا وَ َسمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَ ْعمَلْ
صَالِحا إِنّا مُوقِنُونَ * َوَلوْ شِئْنَا لتَيْنَا كُلّ نَ ْفسٍ ُهدَاهَا وَلَكِنْ حَ ّق الْ َقوْلُ مِنّي لَمْلَنّ َجهَّنمَ مِنْ
ب اْلخُلْدِي * َفذُوقُوا ِبمَا َنسِيتُمْ لِقَاءَ َيوْمِ ُكمْ َهذَا إِنّا َنسِينَا ُكمْ وَذُوقُوا َعذَا َ اْلجِنّةِ وَالنّاسِ أَ ْجمَعِ َ
ِبمَا كُنُْتمْ تَ ْعمَلُونَ } (السجدة)14 :12 :
{وَ ُهمْ َيصْطَرِخُو َن فِيهَا رَبّنَا أَخْ ِرجْنَا نَ ْعمَ ْل صَالِحا غَيْ َر اّلذِي كُنّا نَ ْعمَلُ َأ َوَلمْ نُ َعمّ ْركُمْ مَا يََت َذكّرُ
صيٍ } (فاطر)37 : فِيهِ مَنْ َت َذكّرَ وَجَا َء ُكمْ الّنذِي ُر فَذُوقُوا فَمَا لِلظّاِلمِيَ مِنْ َن ِ
نشأت:
نشأت ف بيئة مرفهة تلؤها أضواء العمل الفن الستعراضي البهرة وكانت أسرت تدين
بالسيحية وكانت تلك الديانة الت تعلمتها فكما نعلم أن الولود يولد على الفطرة وأهله
يجسانه أو يهودانه أو ينصرانه لذلك فقد ت تنصيي بعن أن النصرانية هي الديانة الت أنشأن
والدي عليها .وتعلمت أن ال موجود ولكن ل يكننا التصال الباشر به فل يكن الوصول
إليه إل عن طريق عيسى فهو الباب للوصول إل ال .وبالرغم من إقتناعي الزئي بذه الفكرة
إل أن عقلي ل يتقبلها بالكلية.
298
وكنت أنظر إل تاثيل النب عيسى فأراها حجارة ل تعرف الياة وكانت فكرة التثليث أو
ثلثية الله تقلقن وتين ولكن ل أكن أناقش أو أجادل إحتراماّ لعتقدات والدي الدينية.
الدخول إل الستشفى:
بعد مضي عام تقريبا من النجاح الادي و"الياة الراقية" وتقيق الشهرة أصبت بالسل
ودخلت الستشفى .أثناء وجودي بالستشفى أخذت أفكر ف حال وف حيات هل أنا جسد
299
فقط وكل ما عليَ فعله هو أن أسعد هذا السد؟ ومن ث فقد كانت هذه الزمة نعمة من ال
حت أتفكر ف حال ,وكانت فرصة من ال حت أفتح عين على القيقة وأعود إل صواب" .
لاذا أنا هنا راقدا ف هذا الفراش؟" وأسئلة أخرى كثية بدأت أبث لا عن إجابة .وكان
إعتناق عقائد شرق أسيا سائدا ف ذلك الوقت فبدأت أقرأ ف هذه العتقدات وبدأت لول
مرة أفكر ف الوت وأدركت أن الرواح ستنتقل لياة أخرى ولن تقتصر على هذه اليا ة.
وشعرت أنذاك أن على بداية طريق الداية فبدأت أكتسب عادات روحانية مثل التفكر
والتأمل وأصبحت نباتيا كي تسمو نفسي وأساعدها على الصفاء الروحي .وأصبحت أؤمن
بقوة السلم النفسي وأتأمل الزهور .ولكن أهم ماتوصلت إليه ف هذه الرحلة هو إدراكي أن
لست جسد فقط.
وف أحد اليام بينما كنت ماشيا إذا بالطر يهطل وأجدن أجري لحتمي من الطر فتذكرت
مقولة كنت قد سعتها قبل ذلك وهي أن السد مثل المار الذي يب تدريبه حت يأخذ
صاحبه أينما يريد وإل فإن المار سيأخذ صاحبه إل الكان الذي يريده هو .إذا فأنا إنسان
ذو إرادة ولست مرد جسد كما بدأت أفهم من خلل قرأت للمعتقدات الشرقية ولكن
سئمت السيحية بالكلية .وبعد شفائي عدت لعال الغناء والوسيقى ثانية ولكن موسيقاي
بدأت تعكس أفكاري الديدة .وأتذكر إحدى أغنيات الت قلت فيها
" ليتن أعلم
ليتن أعلم من خلق النة والنار
ترى هل سأعرف هذه القيقة وأنا ف فراشي
أم ف حجرة متربة
بينما يكون الخرين ف حجرات الفنادق الفاخرة".
وعندها عرفت أن على الطريق السليم.
وف ذلك الوقت كتبت أيضا أغنية أخرى " الطريق إل معرفة ال"
وقد إزدادت شهرت ف عال الوسيقى وعانيت من أوقات عصيبة لن شهرت وغناي كانتا
تزدادان بينما كنت من داخلي أبث عن القيقة .وف تلك الرحلة أصبحت مقتنعا أن البوذية
300
قد تكون عقيدة نبيلة وراقية ولكن ل أكن مستعدا لترك العال والتفرغ للعبادة فقد كنت
ملتصقا بالدنيا ومتعلقا با ول أكن مستعدا لن أكون راهبا ف مراب البوذية وأعزل نفسي
عن العال.
وبعدها حاولت أن أجد ضالت الت أبث عنها ف علم البراج أو الرقام ومعتقدات أخرى
لكن ل أكن مقتنعا بأي منها .ول أكن أعرف أي شيء عن السلم ف ذلك الوقت وتعرفت
عليه بطريقة أعتبها من العجزات .فقد سافر أخي إل القدس وعاد مبهورا بالسجد القصى
وبالركة واليوية الت تعج بي جنباته على خلف الكنائس والعابد اليهودية الت دائما ما
تكون خاوية.
حكايت مع القرآن:
أحضر ل أخي من القدس نسخة مترجة من القرآن وعلى الرغم من عدم إعتناقه السلم إل
أنه أحس بشيئ غريب تاه هذا الكتاب وتوقع أن يعجبن وأن أجد فيه ضالت.
وعندما قرأت الكتاب وجدت فيه الداية فقد أخبن عن حقيقة وجودي والدف من الياة
وحقيقة خلقي ومن أين أتيت .وعندها أيقنت أن هذا هو الدين الق وأن حقيقة هذا الدين
تتلف عن فكرة الغرب عنه وأنا ديانة عملية وليست معتقدات تستعملها عندما يكب سنك
وتقل رغبتك ف الياة مثل العتقدات الخرى.
ويصم الجتمع الغرب كل من يرغب ف تطبيق الدين على حياته واللتزام به بالتطرف ولكن
ل أكن متطرفا فقد كنت حائرا ف العلقة بي الروح والسد فعرفت أنما ل ينفصلن وأنه
بالمكان أن تكون متدينا دون أن تجر الياة وتسكن البال ,وعرفت أيضا أن علينا أن
نضع لرادة ال وأن ذلك هو سبيلنا الوحيد للسمو والرقي الذي قد يرفعنا إل مرتبة اللئكة.
وعندها قويت رغبت ف إعتناق السلم.
وبدأت أدرك أن كل شئ من خلق ال ومن صنعه وأنه لتأخذه سنة ول نوم وعندها بدأت
أتنازل عن تكبي لن عرفت خالقي وعرفت أيضا السبب القيقي وراء وجودي وهو
الضوع التام لتعاليم ال والنقياد له وهو ما يعرف بالسلم .وعندها إكتشفت أن مسلم ف
301
أعماقي .وعند قرائت للقرآن علمت أن ال قد أرسل بكافة الرسل برسالة واحدة ،إذا فلماذا
يتلف السيحيي واليهود؟ نعم ،ل يتقبل اليهود السيح لنم غيوا كلمه ,وحت السيحيون
أنفسهم ل يفهموا رسالة السيح وقالوا أنه إبن ال ,كل ما قرأته ف القرأن من السباب
والبرات بدا معقولً ومنطقيا .وهنا يكمن جال القرآن فهو يدعوك أن تتأمل وأن تتفكر وأن
ل تعبد الشمس أو القمر بل تعبد الالق الذي خلق كل شيء .فالقرآن أمر النسان أن يتأمل
ف الشمس والقمر وف كافة ملوقات ال .فهل لحظت إل أي مدى تتلف الشمس عن
القمر؟ فبالرغم من إختلف بعدها عن الرض إل أن كل منهما يبدو وكأنه على نفس البعد
من الرض! وف بعض الحيان يبدو وكأن أحدها يغطي الخر! سبحان ال.
وعندما صعد رواد الفضاء إل الفضاء الارجي ولحظوا صغر حجم الرض مقارنة بالفضاء
الارجي أصبحوا مؤمني بال لنم شاهدوا أيات قدرته.
وكلما قرات الزيد من القرآن عرفت الكثي عن الصلة والزكاة وحسن العاملة ول أكن قد
إعتنقت السلم بعد ولكن أدركت أن القرآن هو ضالت النشودة وأن ال قد أرسله إلّ
ولكن أبقيت ما بداخلي سرأً ل أبح به إل أحد .وبا أن فهمي يزداد لعانيه عندما قرأت أنه
ل يل للمؤمني أن يتخذوا أولياء من الكفار تنيت أن ألقى إخوان ف اليان.
إعتناق السلم:
وف ذلك الوقت فكرت ف الذهاب إل القدس مثلما فعل أخي ,وهناك بينما أنا جالس ف
السجد سألن رجل ماذا تريد؟ فأخبته بأن مسلم وبعدها سألن عن أسي فقلت له ":
ستيفنس" فتحي الرجل .وأنضممت إل صفوف الصلي وحاولت أن أقوم بالركات قدر
الستطاع .بعد عودت إل لندن قابلت أخت مسلمة أسها نفيسة وأخبتا برغبت ف إعتناق
السلم فدلتن على مسجد نيو رينت .وكان ذلك ف عام 1977بعد عام ونصف تقريبا
من قرأت للقرآن .وكنت قد إيقنت عند ذلك الوقت أنه عليّ أن أتلص من كبيائي وأتلص
من الشيطان وأته إل إتاه واحد .وف يوم المعة بعد الصلة إقتربت من المام وأعلنت
الشهادة بي يديه .رغم تقيقي للثراء والشهرة إل أن ل أصل إل الداية إل عن طريق
302
القرآن .والن أصبح بإمكان تقيق التصال الباشر مع ال بلف الال ف السيحية
والديانات الخرى .فقد أخبتن سيدة هندوسية ذات مرة " :أنت ل تفهم الندوسية فنحن
نؤمن بإله واحد ولكننا نستخدم هذه التماثيل للتركيز ".ومعن كلمها أنه يب أن تكون
هناك وسائط لتصلك بال .ولكن السلم أزال كل هذه الواجز ,والشيء الوحيد الذي
يفصل بي الؤمني وغيهم هو الصلة .فهي السبيل إل الطهارة الروحية.
وأخيا أود أن أقول أن كل أعمال أبتغي با وجه ال وأدعو ال أن يكون ف قصت عبة لن
يقرؤها .وأود أن أقرر أن ل أقابل أي مسلم قبل إقتناعي بالسلم ول أتأثر بأي شخص .فقد
قرأت القرآن ولحظت أنه ل يوجد إنسان كامل ولكن السلم كامل وإذا قمنا بتطبيق
القرآن وتعاليم الرسول عليه الصلة والسلم فسوف ننجح ف هذه الياة .أدعو ال أن يوفقنا
ف إتباع سبيل الرسول عليه الصلة والسلم .آمي
للمزيد يكنكم الدخول علي الوصلة التالية كتاب "كات ستيفنـس من مغنّ إل داعية "
http://www.saaid.net/Anshatah/dawah/46.htm
يوسف قبل السلم :ولد يوسف إسلم تت اسم ستيفن ديتري جورجيو ف شهر يوليو/
توز 1947لم سويدية وأب من القبارصة اليونانيي .وترب ستيفن ف حي ويست إند
بلندن ف شقة تقع فوق الطعم الملوك لوالديه.
ونظرا لن والده كان من القبارصة اليونانيي ،فإنه كان يعتنق مذهب الورثوذكس اليونان
لكنه تلقى تعليمه ف مدرسة كاثوليكية .وحصل ستيفن على 8ألبومات ذهبية متتالية
وحازت أغانيه على شهرة واسعة ف بريطانيا والوليات التحدة.
304
-64الدكتور روبرت كرين مستشار الرئيس المريكي نيكسون
نبذة عنه :دكتوراه ف القانون الدول والقارن ،رئيس جعية هارفارد للقانون الدول ،
ومستشار الرئيس المريكي نيكسون للشؤون الارجية ،ونائب مدير ملس المن القومي ف
البيت البيض سابقا ،ومؤسس جعية الحامي السلمي المريكيي .
اعتنق السلم عام 1980م .
يقول د.فاروق عبد الق ناعيا على العدوان الصحفي على السلم ف أمريكا:
"لو قرأ الناس الصحف ف أمريـكا ،فإنم بل شــك سـينتابم الوف من السلم" .
ويقول واثقا من مستقبل السلم :
"السلم هو الل الوحيد ،فهو الذي يمل العدالة ف مقاصد الشريعة وف الكليات
والزيئات والضروريات".
د .فاروق عبد الق (روبرت گرين )مستشار الرئيس المريكي نيكسون ونائب مدير المن
القومي المريكي هو أحد مستشاري الرئيس السابق نيكسون ,رجل معه دكتوراة ف دراسة
الضارات و هو من الشخصيات البارزة هناك ,عمل ف الارجية المريكية والبيت البيض
ثلثي عاما وحي أراد نيكسون أن يكتب كتابه طلب من الخابرات المريكية ملفا عن
الصولية السلمية فوافوه بلف كامل عن الصولية السلمية ول يكن عنده من الوقت ما
يسمح له بقراءته فأحاله إل روبرت كرين فقرأه فأسلم علي الفور.
مع العلم بأن اللف الذي قرأه والذي كان سببا ف إسلمه قد كتب بأيدي الخابرات
المريكية وليس بأبد إسلمية ومع ذلك فقد أسلم كونتي وهو الن يكتب سلسلة من
القالت ف دورية من أهم الدوريات الغربية.
305
الدكتور "گرين" هو أحد كبار الباء السياسيي ف أمريكا .وهو الؤسس والنشىء لركز
الضارة والتجديد ف أمريكا .وبعد حصوله على شهادة الاجستي ف النظمة القانونيّة القارنة
من جامعة هارفارد .وبعد تأسيسه لصحيفة "هارفارد" للقانون الدولّ وتسلّمه منصب الرئيس
الوّل لمعيّة هارفارد للقانون الدولّ .عمل لدّة عقد من الزمن فيما يسمّى بـ "الراكز
الستشاريّة لصنّاع السياسة ف واشنطن".
وف عام 1962م شارك ف تأسيس مركز الدراسات الستراتيجيّة الدوليّة .وف عام
1963م وحتّى عام 1968م كان أكب مستشاري الرئيس السابق ريتشارد نيكسون ف
السياسة الارجيّة .وف عام 1969م عيّنه نيكسون نائبا لدير ملس المن القوم ّي ف البيت
البيض .وف عام 1981م عيّنه رونالد ريغان سفيا للوليات التّحدة ف المارات العربيّة.
بعد إسلمه ،عمل الدكتور "گرين" كمدير للقسم القانون للمجلس السلمي المريكي وهو
الرئيس الؤسس لرابطة الحامي المريكيي السلمي ،وهو حاصل على دكتوراه ف القانون
عام 1959م ،ويتقن ست لغات حيّة .وهو متزوّج وأب لمسة أولد .نشر عشرة كتب
وخسي مقالة اختصاصيّة حول النظمة القانونيّة القارنة والستراتيجيّة العاليّة وإدارة
العلومات.
وعن كيفيّة اهتدائه ال السلم ،يقول:
"ف عام 1980م ،وعلى أثر انتصار الثورة السلميّة ف ايران ،ازداد اهتمام الناس ف
الغرب بالسلم ،ول يكن اهتمامهم اعجابا به وانّما اعتبوه تديدا لم ،لذلك تنادى العديد
من صنّاع الفكر ال عقد الندوات والؤترات ،حول هذا الوضوع .وقد حضرت أحد
الؤترات كي أرى ماهيّة هذه الدراسات والطروحات القدّمة( ،ف خريف 1980م)،
وكان مشاركا ف الؤتر الكثي من قادة الفكر السلميّ ،ومنهم الدكتور حسن الترابّ الذي
تكلّم عدّة مرّات وشرح السلم تاما ،كما كنتُ أبث عنه ،فادركتُ أنّه متقدّم ف أفكاره،
ت ضدّ مسألة السجود ،ل ّن النسان ف نظري ل يب أن ثّ رأيته وهو يصلّي ويسجد ،وكن ُ
يسجد لحد ،ففي هذا اهانة له ولنسانيّته .ولكنن أدركتُ أنّ الشيخ حسن التراب ينحن ل
306
ويسجد له ،فالول أن أنن وأسجد أيضا ،وهكذا فعلتُ ودخلتُ السلم ،من يومها ،على
يد الدكتور حسن الترابّ".
وعما كان يسكنه من هاجس ث وجد ف السلم اجابة له ،يقول "گرين"" :كان والدي
يعمل استاذا ف جامعة هارفارد .وقد علّمن أن أهتم وادافع عمّا هو صواب ،وأن احاول
تنّب الطأ .وقد قضيتُ معظم وقت ف التحرّي عن العدل والعدالة قبل أن أصبح مسلما.
وف الندوة الت جعتن مع البوفسور (روجيه غارودي) ف دمشق سعته يتحدث ويهاجم
الرأسالية منذ كان شيوعيا ،وكلنا كان لديه نفس الدف ،وهو أن يدعم العدالة .وكلنا
كان ضدّ التركيز على الثروة ،لنّ الهتمام بمع الثروة ليس بعدل .لقد اتّبع غارودي البدأ
الاركسي الذي يسعى لتحطيم اللكيّة ،ف حي أنّي كنتُ أعتب اللكيّة مفتاحا للحريّة .لكن
كلنا كان يرى أن اللكيّة تؤدّي ف النهاية ال الظلم وعدم انتشار العدل ،وكلنا كان يدعو
ال نظام يدعو ال انتاج واعطاء العدالة للجميع ..لذلك وجدنا أنّ السلم هو ال ّل الوحيد،
فهو الذي يمل العدالة ف مقاصد الشريعة وف الكليّات والزئيّات والضروريّات ،وأنا
كمحام كنتُ أسعى ال مبادىء ليست من وضع البشر."..
ويواصل د .گرين حديثه متطرّقا ال أنّ الغرب أخذ هذه الفضيلة من الشرق أي القاصد
والغايات ثّ وسّعها وحوّلا سعيا وراء القوّة ال مدنيّة كبية ،وقد أدّت هذه القوّة ال التحكّم
بالعال .وقد فقد الغرب هنا الدّوافع لضارته ومدنيّته .وف الواقع أنّ ترّي العدالة ليس هدفا
ت ال جامعة ف الغرب "لذلك بدأتُ أسعى واُفتش عن العدالة .والفارقة انّن عندما ذهب ُ
هارفارد وحصلتُ على شهادت ف القانون ،مكثتُ هناك ثلث سنوات ل أسع خللا كلمة
العدل ول مرّة واحدة".
أمّا كيف تّ اختياره مستشارا للشؤون الارجيّة الميكيّة فيقول عن ذلك:
"ف عام 1963م كتبتُ مقالة طويلة عن الصّراع بي روسيا وأميكا ،وقد قرأ الرئيس
نيكسون هذه القالة وهو ف الطائرة .واستدعان بعدها وكلّفن بوضع كتاب حول السياسة
الارجيّة المريكية وحول الشيوعيّةّ .ث عملت مستشارا للشؤون الارجيّة منذ عام
1968م ،وكنتيجة لذا الكتاب عُينتُ نائبا للرئيس نيكسون للمن القوميّ ف البيت
307
البيض ،وكان هناك أربعة نوّاب للرئيس كنتُ أحدهم .وف عام 1969م عندما استلم
هنري كيسنجر وزارة الارجية أنى عملي بسبب 25ورقة كانت ف كتاب تضمّنت
موضوع فلسطي ،وقد اقترحتُ يومها تشكيل دولتي :يهوديّة وفلسطينية ،وقد ُبحِثَ هذا
الوضوع لسنوات عديدة على أعلى الستويات ف دوائر الوليات التحدة وف البيت البيض.
ولكنّ كيسنجر كان ضدّ كل انسان يبحث ف هذا الوضوع ..ووقف كيسنجر ضدّي ف
كلّ مال دخلتُ أو عملتُ فيه ،ثّ عينن نيكسون نائبا لدارة شؤون احدى الوليات ف
البيت البيض ،كما عملتُ ف مسألة (ووترغيت).
بعد فضيحة (ووتر غيت) وجدتُ أنّن ل أستطيع أن اؤثّر على سياسة الوليات التحدة
بشكل فعّال من داخل الدولة .ورأيتُ أنّ اللّ الوحيد لزالة الظلم هو انشاء حركة فكريّة
تعود للمثاليّات ف أمريكا ،وتنادي باستعادة التراث المريكي الذي كاد أن يضيع ..هذا
التراث الذي ضاع .هذه الثل العُليا ل تعد موجودة ف أمريكا .ولكنّي وجدتا ف السلم.
لذلك أرى أنّ الطريق ال انعاش التراث المريكي سيكون عن طريق السلم وهذا ما أقوم
بالعمل عليه منذ اسلمي عام 1980م".
"وعن هذه النقطة ،وبشيء من التفصيل عاود صاحبنا ،وف الؤتر الرابع والعشرين للتاد
السلمي ف أمريكا الشماليّة (العروف اختصارا بـ )ISANوالذي عُ ِقدَ ف الفترة ما بي
29/8ال 1/9/1986م بدينة انديانا بوليس ،والذي ُخصّص لناقشة مستقبل السلم
ف أمريكا الشماليّة ،إذ عرض د .فاروق عبد الق (گرين) مقارنة للمقدّمات الت تدّد
توجّهات السياسة الارجيّة المريكية والصورة الثلى الت قامت على أساسها ،ولذا ظلّت
السياسة المريكية ثابتة لثبات هذه القدّمات ..وبالنسبة للسلم فانّ السياسة تتركّز على
العدل ،ويكن تعريف العدل بأنّه إرادة ال".
ومن هنا فانّه يرى أنّ الاجة قائمة ال صناع فكر اسلمي لكي يشرحوا للمريكيي كيف
يب على أمريكا أن تدير سياستها الارجيّة ،وأن يبيّنوا أ ّن العدل هو الطريق الطويل الذي
يب أن تسلكه أمريكا.
308
وف الوقت الذي ل يبدي فيه د .فاروق قلقا على بقاء السلم ف أمريكا ..غي أنّه يب
التركيز على بناء فكر عال للمفهوم السلمي بي الشباب بشكل خاص" .يب أن يفهموا
العال الديث ،ويدوا ردودا اسلميّة لكل الشاكل الطروحة ف الجتمع .ومن جانب آخر
يب أن ننمّي ونطوّر قيادة فكريّة بي السلمي وف كلّ حقول العرفة .ويكون الدف من
كل المرين هو تدعيم العدل والعدالة ف العال ..وهذا يعل السلم قوّة ايابيّة من أجل الي
ف العال .وهذه الولويّات تنطبق على الغرب كما تنطبق على العال السلميّ.
وللدكتور فاروق عبد القّ آراء وتصوّرات عميقة ف اُمّهات القضايا والتحدّيات الت تواجه
السلمي ف عال اليوم ..وهو حي يوجّه النقد ال الغرب لنظرته النحازة والقاصرة تاه
السلم ،فانّه ل ينسى توجيه اللّوم ال بعض السلمي ف الشّرق أو الغرب مّن ل يفهمون
التعاليم السلمية .ومن الصّعب _كما يقول _ أن تفهم الغربيي حقيقة السلم لنّ الكثي
من السلمي الذين يعيشون ف الغرب ل يارسون ول يعيشون حسب تعاليم السلم.
«لعب كرة سلة أميكي مشهور يعلن إسلمه ويغي اسه من كريس جاكسون إل ممود
عبد الرؤوف».
لأ عشرات اللف من الميكيي السود سواء كانوا من الشخصيات البارزة او من
الشخصيات العادية خلل العقود الثلثة الاضية ال السلم ،باعتباره دين الساواة والعدل،
وبكم انه دين تسود فيه العدالة الجتماعية ،ويرفض الظلم والضطهاد والتمييز بي بن البشر
بجة النس او اللون.
ولا كان هؤلء الميكيون السود ف رحلتهم اليانية الت افضت ال اعتناقهم السلم ،ل
يبحثون عن اللص الروحي فحسب بل كانوا ياهدون ف سبيل اليان بدين يفظ لم
309
كرامتهم النسانية ول يط من قدرهم لونم السود او استعباد البيض لجدادهم ،فلم يتحقق
لم ذلك سوى تت مظلة السلم الوارفة بالعدل والساواة.
وقد بث السلم فيهم المل وجدد فيهم اللم ف الستقبل .ولا تتبعوا سيته استوقفتهم معان
الساواة النسانية الت جعت بي بلل البشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وغيهم من
صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم .وبروزهم ف السلم يأت من سابقيتهم ف اليان
بدين ال تعال وتصديقهم برسالة ممد صلى ال عليه وسلم.
نتابع ف حلقة اليوم من ملف "السلمون الدد" الرحلة اليانية للعب كرة السلة الميكي
الشهي كريس جاكسون الت قادته ال اعتناق الدين السلمي وتغيي اسه ال ممود عبد
الرؤوف الذي جاهد من اجل اللتزام بتعاليم دينه الديد ،وضرب بغريات الياة الدنيا عرض
الائط.
كان كريس جاكسون قبل اعتناقه السلم يشعر بأن الميكيي السود مهما حصلوا على
شهرة واعتراف من الجتمع الميكي لبوزهم ف الجالت الرياضية والفنية تنقصهم حركة
منظمة تقق مطالبهم من اجل العيش ف كرامة وانسانية ،وتثهم على استشراف آفاق
الستقبل بالد والجتهاد والتزام مكارم الخلق والبعد عن مواطن الرية والخدرات.
فهكذا بدأت الرحلة اليانية بثا عن دين يقق له ولبن جلدته قدرا من الكرامة النسانية
والعدالة الجتماعية.
وتداعى هؤلء السلمون الميكيون السود ال العمل الدؤوب وفقا لتعاليم دينهم الديد،
ملصي متهدين لتحقيق طموحاتم ف غد مشرق وآمالم واحلمهم ف مستقبل ينعمون هم
وابناؤهم بالعيش ف سلم وأمن ورفاهية.
310
وكان جاكسون يرى ضرورة تغيي الميكيي السود ما بأنفسهم جاهدين للرتقاء بأنفسهم
واسرهم ،ومن ث الرتقاء بجتمعهم ال الحسن .كما كان يرى ايضا ضرورة ان يتنادى
قادتم ال بث المل فيهم وتريضهم على العمل ودعوتم ال اللتزام بكارم الخلق والنأي
بأنفسهم عن مواطن الشبهات ،ليكون لم دور فاعل ف تسي اوضاعهم الجتماعية ،ومن ث
أوضاع متمعاتم ف الوليات التحدة الميكية عن طريق التعليم والعمل .لذا رأى جاكسون
انه من الضروري بالنسبة له ان يبحث عن دين يهديه ال الصراط الستقيم وييب عن اسئلته
الائرة حول الساواة والعدالة الجتماعية ،ومن ث يشعره بانسانيته ويفجر الطاقات الكامنة فيه
خيا ونفعا ليحقق ما يصبو اليه ف هذه الياة.
الرحلة اليانية:
من هنا بدأت جولة جاكسون اليانية ف الديان ،فاستوقفته معان الرية والكرامة والساواة
والعدالة الجتماعية ف الدين السلمي .وشعر بأنه وجد فيه ضالته ،فبدأ يدرسه دراسة
عميقة ،فامتل قلبه باليان وقذف ال ف قلبه نور الداية والق .وتيقن جاكسون من ان
السلم هو الدين الذي يبحث عنه ،فأعلن اسلمه رسيا ف عام ،1991وحرص على
تغيي اسه ال ممود عبد الرؤوف.
311
الصرار على الرفض .وهكذا اصبح هذا اللف مادة مثية لوسائل العلم الميكية
الختلفة.
رمز الضطهاد:
وكان ممود عبد الرؤوف يبر رفضه للوقوف تية للنشيد الوطن الميكي والعلم الميكي،
بأن العلم الميكي هو رمز للضطهاد والطغيان ،لذلك رفض ان يقف تية واجلل له قبل
احدى الباريات الت نظمها اتاد كرة السلة الوطن .فمنذ تلك الادثة ظل عبد الرؤوف إما
ينتظر ف غرفة اللبس ال حي النتهاء من رفع العلم الميكي واداء النشيد الوطن او يلس
خارج اللعب بينما زملؤه ف الداخل ،متظاهرا بانشغاله بربط حذائه استعدادا لدخول اللعب
خلل عزف موسيقى النشيد الوطن الميكي.
وقال عبد الرؤوف الذي يقدر دخله من كرة السلة حوال 2.6مليون دولر سنويا ،ان دين
اهم من اي شيء آخر ،ولذلك احرص على ان يكون ولئي ل تعال قبل ان يكون لي شيء
آخر.
وكان عبد الرؤوف يسر 31707دولرا ف كل مباراة اثناء فترة ايقافه بسبب تلك
الادثة.
وقال عبد الرؤوف ان واجب تاه خالقي اعظم وأجل من الفكر الوطن او الوطنية.
الخلص الدين:
ولقد انقسم زملؤه لعبو كرة السلة الميكية بي مؤيد لقراره الرافض للوقوف تية للعلم
الميكي والنشيد الوطن الميكي قبل اداء الباريات الهمة وبي معارض لذا الرفض بجة
انه ل يتعارض مع دينه والتزامه بتعاليم السلم .وقال شوكيل اونيل ،اغلى لعب كرة سلة ف
الوليات التحدة الميكية "ان للناس معتقداتم الختلفة الت يب ان تترم" .بينما ذكر
312
لفونسو اليس زميل عبد الرؤوف ف فريق نيجتس لكرة السلة الميكي" :نن الذين ندين
بالسيحية اتن لو نكون ملصي لديننا مثل اخلص عبد الرؤوف لدينه"
313
-66لعب كرة القدم الفرنسي نيكولس أنيلكا
هذا الب نشرته جريدة السبوع الصرية ..السنة الثامنة ..العدد .. 380ص ... 10
الصادرة يوم الثني الوافق الثالث من جادى الول 1425هـ ــ الادي والعشرون
من يونيو 2004م :
رغم أنه ل يشارك مع فريق فرنسا ف عرس بطولة كاس المم الوربية ،إل أن النجم الشهي
السر " نيكولس أنيلكا " الحترف ف صفوف نادي مانشستر سيت النليزي ولعب ريال
مدريد السبان السابق ,خطف الضواء العالية من البتغال بعد أن أعلن النجم العالي اعتناقه
للدين السلمي ،وغي اسه من " نيكولس أنيلكا " ال " بلل أنيلكا " .وقام بلل مؤخرا
بزيارة ال السعودية يرافقه اثنا عشر لعبا بالدوري الفرنسي ،معظمهم اعتنقوا السلم
مؤخرا .ورافقهم ف نفس الرحلة الشيخ " ممد بن يونس " الداعية السلمي وإمام وخطيب
مسجد الرحة ف باريس .وأثناء زيارتم لنادي التاد السعودي قدم عضو شرف النادي
ابراهيم البلوي لبلل وزملئه هدايا قيمة ،وهي عبارة عن شرائط CDلشرح معان القرآن
باللغة الفرنسية ..وحضر اللعبون ماضرة دينية ف قاعة الحاضرات الكبى بالنادي ،تدثوا
فيها عن قصة ورحلة اعتناق كل منهم للدين السلمي .وقال بلل أنيلكا أنه اعتنق السلم
من سبع سنوات عن طريق صديق تونسي يدعى " اساعيل " كان يلعب معه ف نادي "باريس
سان جيمان " الذي كان يدثن دائما عن الدين السلمي وتعاليمه ومبادئه ،والمد ل
على دخول ف زمرة السلمي ،وسعيد جدا بزيارت لرض ال القدسة ،أرض الكعبة
الشرفة وأرض رسول ال سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم .ومن بي اللعبي الفرنسيي
الذين اعتنقوا السلم " دومي " لعب ليدز يونايتد النليزي و" فيليب " لعب بوردو
الفرنسي وزميله ف النادي " إريك " ولعب مارسيليا " دودو " ولعب أوكسي الفرنسي "
مندي " الذي غي اسه ال عبدالرشيد ،و " صموئيل " حارس مرمى فريق كان الفرنسي
أيضا والذي غي اسه ال اساعيل .
314
وهذا خب نشر عنه كتبه من دب -ظفر ال الؤذن:
الزيارة الت قام با النجم الفرنسي نيكول انيلكا ورفيقه ديدية دوميه الحترف ف نادي ليدز
يونايتد ال المارات قبل نو أسبوعي كانت ستمر بسلم ودون أن تسبب صداعا للنجم
الفرنسي ورفيقه لول ان الصور الت نشرت على شبكة النترنت ف مواقع بعض الندية
الماراتية تسربت ال الصحف الفرنسية والبيطانية .
وشكلت الصور الت ظهر فيها نيكول انيلكا وهو يزور الساجد ويتمع بالشبان السلمي
ويضر الدروس الدينية مادة دسة ف الصحافة الفرنسية وصحافة الثارة ف بريطانيا .
فرانس فوتبول كانت السباقة ف نشر هذه الصور وقالت ان انيلكا اشهر اسلمه ف المارات
ونسبت له تصريات يقول فيها بانه "وجد توازنه ف الدين السلمي وانه يتمن ان يستقر ف
بلد اسلمي ليمارس شعائره الدينية بكل حرية ويهدي اخوانه ال السلم" .
صحيفة EVENING STANDARDاللندنية نقلت الوضوع ونشرت صورة
انيلكا برفقة مموعة من الشبان داخل احد الساجد .وقالت الصحيفة ان انيلكا اصبح يمل
اسم "بلل "وانه بصدد دعوة الكثي من زملئه اللعبي الذين يترفون ف الندية النليزية ال
اعتناق الدين السلمي .
انيلكا ثارت ثائرته واتصل بوكالة "فرانس بريس " بالعاصمة الفرنسية ليتفي جلة وتفصيل ما
ورد ف الصحف الفرنسية والبيطانية ،وعندما قيل له بان الصور الوجودة تدعم التصريات
الت ادل با قال انيلكا بانه ت تصويره بدون اذن منه وهذه الصور تتعلق بياته الاصة ،
وسارع انيلكا بالتصال بنادي مانشستر الذي يترف ف صفوفه لينفي انه اعلن بانه يريد
اللعب ف احدى البلد السلمية .
وبعد انتهاء زيارته للمارات توجه انيلكا ال السعودية حيث نزل ضيفا على نادي اتاد جدة
والركز العالي لللاس قبل ان يزور بعض الراكز السلمية والتاحف ويستمع ال ماضرات
دينية وهو يرتدي الزي التقليدي الليجي .
315
ث انى انيلكا زيارته بالقيام بناسك العمرة ف مكة الكرمة رفقة اصدقائه الفرنسيي وف
مقدمتهم ديدية دومي لعب ليدز وتوري اليونا لعب باريس سان جرمان .
وتلقى انيلكا دعوة من نادي الوحدة بكة ،لكن مفاجاة كانت ف انتظاره ول تكن ف
السبان عندما فوجىء بكاميات التلفزيون تنتصب ف مدخل النادي استعداد لتصويره مع
رفاقه ،وكان رد فعل اللعب شديدا حيث طلب عدم التصوير ورفض الدخول ال داخل
البن خشية من وجود كاميات اخرى وعدسات الصورين ..واعتذر انيلكا رغم تطمينات
مسؤول النادي عن الدخول واكتفى بالسلم عليهم وقبل ان يغادر طلب من السؤولي
اخراج الشرطة للتثبت من الصور .
انيلكا قال انن ارتبط بعقد مع مانشستر سيت الذي يتكر حقوق الصور وف حال اي مالفة
فان ذلك سيترتب عليه غرامات مالية ومشاكل ل حصر لا ..
انيلكا ايضا طارد احد الصورين خلل زيارته ال نادي الوحدة ف ابو ظب التقط له صورة
وهو بالزي التقليدي وطالب بفسخ الصورة الرقمية من الة التصوير الرقمية !!
لكنه ل يكن ينتظر ان الصور الت التقطها له بعض الصورين الواة والت نشرت على مواقع
النصر والوصل ومواقع اخرى ستسقط ف ايدي الصحف الفرنسية والبيطانية !!
"لاذا اعتنق انيلكا السلم؟ ولاذا يقوم بدعوة زملئه ال الدين السلمي؟ و لاذا يفي انيلكا
قضية اعتناقه السلم منذ سبع سنوات ف اوروبا" ..هذا الوضوع كان مور نقاش الذاعات
الفرنسية خلل السبوع الاضي ...
316
-67المثل المريكي ويل سيث
بعد رحلة طويلة من البحث والتمحيص قرر المثل المريكي ويل سيث اعتناق السلم
وحسب موقع 'نويبوس موسولانيس' ببالينثيا ،كان ما أثار فضول المثل العالي للبحث ف
الدين السلمي هو تثيله لفيلم 'علي' ،الذي يكي قصة حياة لعب اللكمة المريكي السلم
'ممد علي كلي ' ،فعندما قرأ قصة حياة ممد علي ،بدأ يتساءل حول ماهية هذه الديانة
العظيمة وبدأ يبحث ف أسرارها وكيف تزداد قوة يوما بعد يوم وكيف يزداد كذلك عدد
معتنقيها يوما بعد يوم ،وخاصة ف الوليات التحدة أكثر منها ف أي بلد آخر .
واكتشف ويل سيث ،بعد قراءة الكثي عن السلم ،القيقة ،الت تؤكد أن السلم هو
الطريق الصواب الذي يب اتباعه ف هذه الياة .وكان قد اتصل ببعض التادات والراكز
السلمية بالوليات التحدة وقرر اعتناق السلم .
وقال المثل العالي انه سوف يواصل الدراسة والبحث حول السلم لكي يستطيع أن يطبقه
كما ينبغي أن يكون .
وقال السيد سفيان زاكوت مدير رابطة مسلمي أمريكا الشمالية أن ممد علي هو مثل جيد
للمسلمي ،وكذلك هو متحدث جيد عن السلم ف الوليات التحدة ف كافة الجالت،
وإذا استطاع ويل سيث أن يقوم بنفس الدور فسوف يكون ذلك مفيد جدًا للمسلمي ف
أمريكا .وكان ويل سيث قد ظهر ف برنامج ف التليفزيون المريكي لمع التبعات لادث
سبتمب إل جوار ممد علي ،وقد دافعا عن السلم وقالوا عنه أنه دين السلم والحبة.
يذكر أن أعدادا كبية من الغربيي خاصة المريكيي قد أقبلوا على دراسة السلم والتعرف
عليه عن قرب بعد أحداث 11سبتمب ،وشهدت الكتب السلمية رواجا وإقبال غي
معهود من قبل القراء الغربيي ،وقد أظهرت استطلعات الرأي والدراسات الكاديية تزايد
معتنقي السلم نتيجة لذلك رغم الملة الضارية الت يتعرض لا السلم ف العلم الغرب
بعد الحداث واتامه بالرهاب والعنف.
317
-68المثل اليطال جينو لو كابوتو
أعلن الفنان السرحي اليطال جينو لو كابوتو ف العاصمة الردنية عمان إسلمه علي يد
صديقه الدكتور سلطان العويضة اللحق الثقاف السعودي بعمان.
وعرف الفنان اليطال جينو لو كابوتو معروف ببه الكبي للعرب ول سيما السلمي منهم
واهتمامه الشديد بعاداتم وتقاليدهم الشابة جدا لعادات وتقاليد مدينة كونفر سانو اليطالية
وهي نفسها مدينة الفنان الواقعة جنوب إيطاليا وخاصة النساء فيها من تشابه للشكال
والتحفظ والهتمام واللمح والعاملة النسانية.
وكما تقول صحيفة الزمان زار جينو عددا من العواصم العربية تعبيا عن الحبة الكامنة ف
قلبه تاه العرب مثل بغداد وتونس ودمشق ومراكش والقاهرة .ويرأس الفنان اليطال
مهرجان البحر البيض التوسط ف مدينة بيشيله اليطالية منذ عام 1996وله اهتمامات
عدة ف السرح والسينما والشعر وكذلك ف ثقافة الطفال وفنونم بالضافة ال كونه رائد
الهرجان الدول شعر ـ موسيقي ـ مسرح الذي يقام ف مدينة كونفر سانو بنوب إيطاليا.
وعند سؤالنا له عن كيفية اعتناقه السلم؟ أجاب :بسم ال الرحن الرحيم منذ أكثر من
عشرين سنة وأنا أطوف ف بلدان عربية وإسلمية وأعيد مزون الثقاف متوغلً ف تفاصيل
السلم حيث تعلمت أركانه والذان والصلة فضلً عن اقترابه الشديد من الدين السيحي
وعرفت ان السلم هو ال البد ،مدعوما بنصائح ودروس كنت أتلقاها من صديقي الدكتور
سلطان العويضة اللحق الثقاف السعودي إذ تفرغ ل كثيا وأعطان الكثي من العلومات
والقصص وسي السلمي وأهية القرآن الكري وأحاديث خات النبياء ممد صلي ال عليه
وسلم لدرجة أن شعرت بانتصار روحي فور دخول الدين السلمي ،هذا وقررت تعلم اللغة
العربية وحفظ القرآن الكري والواظبة علي حفظ حدود ال والرسول صلي ال عليه وسلم
بالضافة ال دراسة تاريخ الصحابة من السلمي الوائل.
318
وأضاف الفنان اليطال :لقد وجدت أن كل الضارات النسانية تستلهم قيمها من الدين
السلمي نفسه وأن ابن خلدون وابن رشد ها عربيان وللسف ان الغرب ينظر ال السلم
نظرة خاطئة.
وقال أري أن السلم يمل العان السامية والنبيلة ويهذب الذات ويعطي للنسان أملً وحياة
تنبض بالي والعطاء واليان والسلم وأدركت ان النسان ل يكن أن يعيش لوحده من دون
ال ورسوله ممد صلي ال عليه وسلم.
من مقولته:
"لا أسلمت أحسست بق أن قد ولدت من جديد ،فقد وجدت ف السلم كل السئلة الت
حيتن سابقا ،لقد قدّم ل السلم حلً لكل مشكلت"
"الرأة ف العال السلمي كالوردة الحفوظة الت ل ينالا كل عابر سبيل."..
"متمعنا المريكي يشجع العنف والمر والخدرات ،لن التلفزيون يُقدم كل هذه المور
على طبق من فضة"
319
اشتهرت عائلة جاكسون الميكية بالغناء والوسيقى .فقد كون جاكسون الب فرقة غنائية
موسيقية ناجحة من ابنائه .وكانت فرقة "جاكسون فايف" ف بادئ المر من انح الفرق
الغنائية الوسيقية ف الوليات التحدة الميكية ،وذاع صيتها ف السبعينات وحصلت على
شهرة عالية واسعة .وسارت هذه الفرقة الغنائية الوسيقية من ناح ال ناح وتربعت على قمة
الغناء الوسيقي الشعب ف اميكا .كما ان اسطواناتا واشرطتها حصلت على اعلى اليرادات.
وتصدرت اغنياتا قائمة الغنيات الكثر مبيعا على نطاق العال ف ذلك الوقت .ومن ث كب
هؤلء الفنانون الوهوبون ،وتفرقت بم سبل الياة الغنائية الوسيقية ،فكون كل واحد منهم
فرقته الاصة .ولكن ظلت السرة ككل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالغناء والوسيقى .ففي وسط
هذا الو الغنائي الوسيقي نشأ جيمي جاكسون شقيق الغن الميكي العروف مايكل
جاكسون .فجيمي ينتمي لسرة فنية ل يهل احد شهرتا واثرها ف خارطة الغنية الشعبية
الميكية .وكانت تنشئته وتربيته ف هذه الجواء الفنية الت تركت اثرا واضحا ف مسار
حياته ال يومنا هذا .لقد بدأ جيمي جاكسون رحلته اليانية الت قادته ال اعتناق السلم
من رحلة فنية ال عدد من دول منطقة الشرق الوسط ،حيث كان مرافقا لخته الكبى.
فهناك عرف حقيقة السلم من افواه الطفال .قال جيمي جاكسون :عند زيارت ال عدد
من دول منطقة الشرق الوسط ف عام 1989بصحبة اخت الكبى ،حيث زرنا خلل
هذه الرحلة البحرين ورحب بنا الكثيون .وكنت مرة اتبادل الديث مع الطفال ف النامة
خلل تلك الرحلة .فمن جلة اسئلتهم البيئة سؤال كان عن دين ،فأجبتهم بأنن مسيحي،
وسألتهم بدوري عن دينهم ،فأجابون بصوت واحد ان دينهم السلم .وكانوا فخورين جدا
بالنتماء لذا الدين ،وانطلقوا ف الديث عنه .وسألتهم اكثر عنه وصار كل واحد منهم
يدثن عن السلم بطريقة ادهشتن ،فهؤلء الطفال الذين احببتهم كانوا فخورين جدا
بدينهم ويتحدثون عنه بسعادة غامرة .اعتناق السلم ويروي جيمي قصة اسلمه وتفاصيلها
ف حوار اجرته معه ملة "الجلة" ف العدد 966قائل :انن بعد عودت من البحرين
والديث مع اولئك الطفال عن السلم تيقنت من انن سأصبح مسلما .وتدثت مع صديق
320
ل اسه علي قنب عن هذا الشعور الذي بدأ ينتابن منذ فترة وافصحت له عن رغبت ف تعلم
الزيد عن السلم .وسافرت معه ال الملكة العربية السعودية لتعرف على السلم اكثر
فأكثر ،وهناك اعلنت اسلمي .ولا كان جيمي جاكسون مبا لسرته وعاشقا للغناء
والوسيقى منذ نعومة اظفاره ،رأى انه لن يتخلى عن الغناء والوسيقى ،بل اصبحت له رسالة
من نوع جديد ،فبدل من ان يعتزل الفن ،بدأ يشعر من خلل اسلمه بدفعة جديدة لتقدي
الزيد ضمن مشواره الفن راغبا ف الستفادة من الضواء وآلف الشجعي الحبي له ،وذلك
بتقدي رسالة من نوع جديد .إجابات على أسئلة حائرة ويواصل جيمي جاكسون الديث
عن بداية مشواره ف رحلته اليانية الت قادته ال اعتناق السلم ،حيث يقول :سافرت مع
صديقي علي قنب ال مدينة الرياض لعرفة الزيد عن الدين السلمي ،ومن هناك سافرت ال
جدة واصطحبتن اسرة سعودية كرية بعد اعتناقي للسلم ال مكة الكرمة لداء العمرة.
ويصف جاكسون انه بعد اسلمه شعر بأنه ولد من جديد بق وحقيقة .ويقول :كانت لدي
العديد من السئلة الائرة الت ابث لا عن اجابات ،خاصة السئلة التعلقة بالسيحية وعيسى
عليه السلم ،فوجدت اجابات جاهزة ومقنعة لكل هذه السئلة لظة اعتناقي السلم .وقد
كنت ف حية من امري كمسيحي نشأ ف اسرة متدينة ،اذ كان يين دائما ان النيل
مكتوب على ايدي اشخاص عاديي .وكان دائما يطر ببال ان هؤلء بشر فكل واحد منهم
سياعي نفسه ومموعته ف ما يكتب ،بينما القرآن كتاب ال حفظه ال على مر السني
والجيال "انا نزلنا الذكر وانا له لافظون" .وف السعودية وجدت اشرطة جيلة جدا للمغن
البيطان السابق والداعية السلمي يوسف اسلم ،وفيها مناظرة حول السلم والسيحية
ومنها تعلمت الشيء الكثي .حلة إعلمية جائرة ويتطرق جاكسون ال ان هناك حلة اعلمية
سيئة ضد السلم والسلمي ف الوليات التحدة الميكية ،وما اعجب له ان الناس العاديي
ف اميكا يصدقون هذه الملة العلمية الائرة لهلهم بقيقة السلم وساحة هذا الدين.
ومن العجيب ايضا انه رغم التشابه الكبي بي السلم والسيحية ف كثي من الطروحات ال
ان التشويه الوجه ضد السلم اكب بكثي .وقال جاكسون :ان الملة العلمية الائرة ف
اميكا ضد السلم والسلمي ل تقتصر على اجهزة العلم الختلفة ،بل ان هوليوود عاصمة
321
صناعة السينما الميكية تاول ف ما تنتجه من افلم ان تصور للناس ان السلمي ارهابيون
وقتلة واشرار .ولقد عرفت من خلل تربت قبل اعتناقي السلم وبعده ان الناس عليهم ال
يصدقوا ما تنتجه هوليوود من افلم تسيء ال السلم والسلمي .وان هذا التشويه يؤل كل
مسلم ويعله يتمن لو انه يستطيع تغيي هذه الصورة بصورة السلم القيقية اسلم الضارة
والنور ،اسلم التسامح والخاء .السلم ..والل وقال جاكسون :لقد قدم ل السلم حل
لكل مشكلت ،فأصبحت انسانا بل اي مشاكل .وكنت من داخلي اتغي بشكل رائع ،حيث
امتنعت عن شرب المر تاما وغيها من الشياء الحرمة امتثال لوامر دين الديد .وخشية
من تأثيي على بقية افراد اسرة جاكسون واقناعهم باعتناق السلم ،نظمت ضدي حلة
واتمون بان عدو للسامية ،وانه بكم اسلمي ل يكن ل التعايش مع الخرين ،وهذا هراء،
فان الدين السلمي دين تعايش ف سلم وامان مع الخرين .الكمة من تعدد الزوجات اما
عن صدى اسلمه وسط افراد اسرته ،يقول جيمي جاكسون :ان والدته علمت بب اسلمه
من وسائل العلم قبل وصوله ال الوليات التحدة الميكية من الملكة العربية السعودية،
حيث اشهرت اسلمي وقمت بأداء عمرة ف مكة الكرمة .فوالدت انسانة متدينة وملتزمة
بدينها ،فلذلك كان سؤالا لا جئت ال النل ،اذا ما كنت متأكدا تاما من هذا اليار الذي
اريده فعل ،وكان جواب ان السلم هو اليار الذي اريده فعل .اما عن صدى اسلمه وسط
اخوته واخوانه ،يقول جيمي :كان قراري باعتناق السلم قرارا مفاجئا لكل افراد اسرت،
ولذلك اندهشوا لقراري ،ولا يسمعونه عن السلم والسلمي من وسائل العلم الختلفة،
منها مثل ما يسمعونه عن تعدد الزوجات ،فالميكيون ل يفهمون ابدا الكمة من اباحة
تعدد الزوجات بالرغم من ان اليانة الزوجية منتشرة ف الجتمع الميكي ،بينما يبيح لك
السلم ما دمت قادرا على النفاق على الزواج باكثر من زوجة واحدة بدل من مشاكل
الطلق واليانة الزوجية .واضاف جيمي :ان السلمي ف العال العرب مبون لزوجاتم
واطفالم ،والرأة عندهم معززة مكرمة ولكن كثيا من الميكيي ل يفهمون هذا ،ولقد
اعجبت كثيا باسلوب التربية ف الجتمعات السلمية .وقال جيمي جاكسون انه عادة ل
يقرأ ال القرآن الكري ،على الرغم من انه يتلك الكثي من الكتب السلمية ،لكنه يشعر بان
322
هذه الكتب تصدر جيعها من القرآن الكري ،فلذلك يرص دائما على قراءة كتاب ال.
ابراهيم« :مساجد بريطانيا أصبحت أحياء آسيوية ترتاب ف السلمي البيض والسود على حد
سواء».
كان الوسيقي البيطان براين هويت يعيش حياة عادية ليس فيها ما يثي فضول الصحافة
والصحافيي ال ان تصدر اسه صحيفة ملية ف النطقة الت يعيش فيها ،حيث نشرت تلك
الصحيفة خبا عن براين بعنوان "براين يلجأ ال ال" ،معلنة بذلك اعتناقه للدين السلمي.
فهكذا بدأت تغييات كبية تدث ف حياة براين وتعلها حياة غي عادية.
وف هذه اللقة نتابع الرحلة اليانية الت قادت هويت ال اعتناق السلم ،وتغيي اسه من
براين هويت ال ابراهيم هويت .ومن ث هجر الوسيقى والمر والليال الاجنة ال العمل
جاهدا على اتباع اوامر ال تعال واجتناب نواهيه.
وقرر براين هويت ف عام 1981ان يصبح مسلما باعتناقه للدين السلمي ،ليدخل ضمن
عشرات اللف من البيطانيي الذين اعتنقوا السلم خلل العقدين الخيين .وترك وراءه
حياة الوسيقى الصاخبة .وكان هويت عازفا موسيقيا ف فرقة موسيقية عسكرية .كما استقال
من وظيفته ف شركة للتأمي ،وذلك للتفرغ للدعوة ال ال وتعلم الزيد من تعاليم السلم
ومبادئه.
323
ولد هويت ف ثورث شيلدز ،ولكنه ل يعرف شيئا عن الالية اليمنية ف ساوث شيلدز ،وهي
من اقدم الاليات السلمة ف بريطانيا .وان هذه الالية اليمنية استقرت ف بادئ هجرتا ف
شال شرق بريطانيا قبل قرن من الزمان.
وقال هويت واصفا نفسه :انه من الحتمل ان اكون عنصريا متطرفا ف عنصريت قبل اعتناقي
للدين السلمي ،الدين الذي علمن معن التسامح والتراحم بي الناس ونزع عن شرور
التطرف والكراهية والقسوة.
وأضاف هويت :اعتقد انه من فرط عنصريت وتطرف انن ل اتدث مع شخص غي ابيض لدة
21عاما من حيات .فكنت شخصا معتدا بنفسه وبلون بشرته اكثر من اللزم ،واعيش حياة
نظيفة وراقية ،واجتهد ف عملي كسائر ابناء الشمال البيطان .وكنت احسب ان العال ينتهي
عند مدينة ميدلسبه البيطانية ،حيث تنشئت وتربيت هناك.
وبعد الشاركة ف تلك الفلة الغنائية الوسيقية سافر هويت ال جوهانسبج ف جنوب افريقيا
لزيارة عبدة ،زوجته ف ما بعد ،وهناك بدأت معال رحلته اليانية ،اذ انه ذهب ال احد
الساجد ف مدينة جوهانسبج وشاهد مصلي من متلف الجناس واللوان يصلون مع
بعضهم بعضا.
324
وقال هويت :عندما رأيت ذلك الشهد الرهيب قلت لنفسي :ما هي حقيقة السلم؟ هذا
الدين الذي يستطيع ان يمع الناس ف جنوب افريقيا من كل الماكن ومن متلف الجناس
واللوان؟ وعندما عدت ال بريطانيا حرصت على البدء ف القراءة عن الدين السلمي.
اعتناق السلم:
وقال هويت بعد تأثي مشهد ما شاهدته ف احد مساجد جوهانسبج ،حيث اجتمع الصلون
على اختلف اجناسهم وألوانم ف مكان واحد يعبدون ال سبحانه وتعال ،قلت لنفسي ل
بد ان هناك سرا عظيما ف هذا الدين الذي استطاع ان يمع هؤلء على مبة ال ورسوله
صلى ال عليه وسلم ويتناسوا خلفاتم وفروقاتم ،فقررت اشهار اسلمي بعد دراسة عميقة
للدين السلمي .وشعرت بارتياح وسعادة بالغتي لن ال سبحانه وتعال هدان ال هذا
القرار الاص باعتناقي للسلم .وسارعت ال تعليق آلت الوسيقية وهجرت شرب المر
والذهاب ال الانات والليال الصاخبة ،ولكن حيات الديدة بعد اسلمي ل تكن سهلة .فقد
كان والدي منعجا ومتضايقا من هذا القرار.
واضاف هويت :ل استطيع ان اقول انه كان لدي اصدقاء من الباكستانيي قبل ان اصبح
مسلما ف عام .1981
325
ومن نافلة القول ان نذكر ان هويت يعيش ف شال لندن .كما عمل لدة عامي الساعد
الشخصي للداعية السلمي يوسف اسلم ،الذي كان قبل اسلمه ،يعرف بكات ستيفنس،
وكان مغنيا شعبيا معروفا ،ولكن هويت يعمل حاليا ف ملس التعليم السلمي ف بريطانيا.
كما انه حج ال بيت ال الرام اكثر من مرة ،ولكن تغيي ثقافته من الثقافة الغربية ال الثقافة
السلمية ل يكن بالمر السهل.
حرص جونثان بيت ابن جون بيت مدير عام هيئة الذاعة البيطانية "ب ب سي" على العمل
ف فترة العطلة الدراسية خلل فصل الصيف ف مكتبة إسلمية متخصصة ف بيع الكتب
والنشرات السلمية .كما أنه كان يدخل ف مناقشات مع الزبائن حول السلم ،ويشرح لم
رؤية السلم ف معالة العديد من القضايا الت تواجهها الجتمعات النسانية .وكان بيت
الصغي خلل رحلته اليانية قد درس السلم دراسة عميقة .وبعد تفكي طويل قادته هذه
الرحلة اليانية إل اعتناق السلم.
وكان جونثان بيت عند اعتناقه السلم ما زال يعيش ف منل السرة ف نوربري بنوب
لندن مع والديه وشقيقته إليزا .وغيّر جونثان بيت بعد إسلمه اسه إل يي ،وهو السم
العرب القابل لسم جونثان .وكان جونثان فرحًا باسه الديد.
ول يكن جونثان حريصًا على الستفادة من شهرة والده إعلميّا ،بل كان يب أن ينوي
بعيدًا عن الضواء العلمية ويتحمس للعمل الدعوي .وكان يعتب أن عمله ف الكتبة يسهل
326
له مهمة الدعوة إل السلم مع الزبائن الذين يترددون إل الكتبة .وهنا نتابع مسار الرحلة
اليانية لبيت الصغي الت قادته إل اعتناق السلم قبل تسع سنوات.
اعترف جون بيت الب بأنه ل تكن هناك أشياء كثية مشتركة بينه وبي ابنه سوى أمور
قليلة ،على الرغم من أنما يعيشان معًا تت سقف واحد ف معظم أيام السبوع .وكان بيت
الب يتخوف من أن حياتيهما ستتباعدان أكثر فأكثر.
وكانت مهمة جون بيت أن يقود فريق عمل مكوّنًا من آلف الشخاص مهمته تقدي
العلومات لعشرات الليي من البشر ف جيع أناء العال .بينما مهمة ابنه أن يضي يومه ف
ماولة نشر دعوة ال ف نطاق أضيق.
السلم والتلفزيون:
وبينما كان بيت الب يستقل سيارة لوموزين بسائق إل مقر رئاسة الـ"ب ب سي" ف
وسط لندن ،كان بيت البن يستقل القطار من مطة وندوارث كومون إل الكتبة السلمية
ف جنوب لندن الت يعمل فيها خلل عطلة الصيف الدراسية .وف هذه الكتبة تباع كتب
إسلمية وهي تعرف بكتبة أكاديية الزهر الت افتتحت ف مطلع أغسطس (آب) عام
.1997
وكان الذين يعملون مع بيت البن ف هذه الكتبة السلمية يقومون ببيع الكتب والنشرات
السلمية ،والغريب أن من بينها كتابًا بعنوان "السلم والتلفزيون" .وكان جوناثان الشخص
غي السيوي الوحيد الذي يعمل ف هذه الكتبة السلمية .كما أنه الوحيد الذي يعمل ف
الركز الذي تتبع له هذه الكتبة ،ويقوم بتعريف الزوار عن الدورات الت تدرس كاللغة العربية
والعادات السلمية.
327
وإن عمل جونثان ف الكتبة خلل عطلة الصيف ناجم عن اهتمامه بالسلم الذي ربط به
مصي حياته طوال تسع سنوات .وعلى الرغم من نشأته الغربية فإنه كان فخورًا باسم يي،
وهو السم العرب القابل لسم جونثان .وكانت أحاديثه تتضمن اقتباسات باللغة العربية من
القرآن الكري.
شهر العسل:
وف يوليو (توز) عام 1997تزوج بيت البن من فتاة هندية مسلمة اسها فوزية بورا.
وف شهر العسل زارا سوريا والردن والقدس الشرقية ،وذلك حبّا ف التعرف على الثار
السلمية ف تلك الناطق.
وعندما نشأ بيت البن ف منل أسرته مع والده بيت الكاثوليكي وأمه الفنانة الولودة ف
أمريكا جي ليك وشقيقته الصغرى إليزا ،ل يظهر جونثان ف صغره ميولً تنبئ بستقبله
الدين.
إن والده بيت الكاثوليكي الذهب ،اعترف بأنه ل يكن يكترث كثيًا بسألة إيانه ،حيث
يقول" :ل أكن رجل دين ولكن كنت أحترم الدين".
وعندما كان بيت البن ف جامعة مانشستر البيطانية يدرس التاريخ الديث والعلوم
السياسية التقى بطالب مسلم غيّر تفكيه نو الدين إل البد .وبدأت تتغي نظرته تاه الدين،
وكان لزميل مسلم له ف الجرة أثر كبي ف حدوث هذا التغيي .كما أن هذا الزميل السلم
أثر فيه بسلوكه وطريقته ف الياة .وينفي جونثان أن صاحبه هذا كان السبب ف توله إل
السلم ،ولكن يعتبه صاحب نفوذ كبي على قراره.
مقارنة الديان:
328
وف منتصف سنته الدراسية الخية ترك جونثان الدراسة .ويقول البوفيسور فرانك
أوجورمان أستاذ التاريخ الديث والعلوم السياسية ف جامعة مانشستر البيطانية :ترك جونثان
الدراسة؛ لنه ل يستطع الستقرار هنا .وكانت له مشاكل خاصة ،ول يكن سعيدًا مع القرر
الدراسي.
وسجّل جونثان اسه ف درجة البكالوريوس ف مادة مقارنة الديان ف معهد الدراسات
الشرقية والفريقية بامعة لندن .وف هذه الرة أظهر حاسة ف هذه الادة ،مؤكدًا أنه لن تكون
هناك مشاكل تعيق دراسته .وبالفعل ل يواجه أي مشكلة ف هذه الدراسة ،بل إنه حصل على
مرتبة الشرف من الدرجة الول ف هذه الادة الدراسية.
وف العام الاضي التحق بدورة ف الدراسات العليا خاصة بتدريب العلمي ف جامعة واريك.
وبعد بضعة أسابيع من انتهاء الدورة ،اختار جونثان العمل ف مركز إسلمي .ويقول
أصدقاؤه :إن جونثان يعتقد أن أفكاره ووجهات نظره يكن أن تتوهج عب السلم .وكان ف
تلك الفترة يضي أيام السبوع من الثني إل المعة مع أسرته ف جنوب لندن ،بينما يقضي
عطلة ناية السبوع يومي السبت والحد مع زوجته ف أكسفورد.
اللقاء الول:
التقى جونثان وفوزية لول مرة ف ماضرة ف عام .1996وقال صديق لما :كانت فوزية
تعمل كصحافية ف ذلك الوقت .وكان حبهما حبّا من أول نظرة بالنسبة لكليهما .فهو ملص
ف حبه لا .وكانت فوزية وقتذاك تضر الاجستي ف تاريخ مصر الوسيط ف جامعة أكسفورد
البيطانية .وكانت قد حصلت على مرتبة الشرف من الدرجة الول ف اللغة النليزية من
كلية سانت هيلدا ف جامعة أكسفورد ،وهي كلية خاصة بالبنات.
الرحلة الباركة:
329
وقال صديق لونثان :إن رحلة شهر العسل لونثان وفوزية كانت رحلة مباركة؛ إذ حرصا
على زيارة بعض الواقع السلمية .فقد أمضيا بعض الوقت ف القدس وتول حول الواقع
السلمية ف هذه الدينة برفقة فلسطينيي التقيا بم هناك ،ويتعاطف جونثان وفوزية مع
القضية الفلسطينية .ويرص الزوجان على الذهاب إل الساجد والراكز السلمية ف لندن
وأكسفورد وبعض الدن البيطانية الخرى .وأنما زوجان سعيدان ف حياتما الزوجية.
ومنذ أن بلغ جونثان سن الرشد أحدث تغييات كثية ف حياته ،أدهشت أسرته وبعض
معارفه .وربا كان جون بيت إداريّا حازمًا يسيطر على مريات المور ف هيئة الذاعة
البيطانية ،إل أن هناك مناطق خارجة عن سيطرته ومنها حياة ابنه جونثان.
ويرفض جونثان الديث لوسائل العلم البيطانية الختلفة عن حياته الاصة .كما يرفض
مناقشة قضايا تتعلق بإيانه وإسلمه؛ إذ يرى أن هذه السائل ليست للمناقشة العامة .ولكنه ف
الوقت نفسه ليس بشخص انطوائي أو يتهيب اللتقيات العامة ،بل ف سبيل الدعوة إل ال لن
يتردد ف الديث إل الناس ومادلتهم بالت هي أحسن .ويقول :إن السلم يأمرنا بالدعوة إل
ال وبالوعظة السنة والجادلة بالت هي أحسن ،حيث يقول ال تعال ف كتابه العزيز "ادعُ
إل سبيل ربك بالكمة والوعظة السنة وجادلم بالت هي أحسن" .وقال الرسول صلى ال
عليه وسلم" :بلغوا عن ولو آية".
أما رفضه الديث لوسائل العلم البيطانية عن حياته الاصة وعن إسلمه "فلن ذلك أمر
يصن ول يهم أحدًا سواي".
وقال بيت البن :إن والدي شخصية عامة ورجل إعلم معروف ولكن أنا ليس كذلك.
وهذا أيضًا دليل على الختلف القيقي بينه وبي والده.
330
وقال بيت الب :إنن سعيد للغاية بياة ابن الشخصية .كما أنن سعيد بزواجه من فوزية
بورا الصحافية الندية السلمة.
نشرت جريدة البيان الماراتية ف عددها الصادر ف يوم الثني(( )) 2003-10-7
قصة إسلم بطل الستوكر العالي السابق رون اوسوليفان ،وأعجبن ف السرد التال كلم
والدته عنه بعد إسلمه كما أعجبن دور اللكم العالي نسيم حيد ف دعوته إل السلم،
أترككم مع القصة:
رون اوسوليفان بطل لعبة السنوكر العالي السابق والعروف بتعاطيه الخدرات ومعاقرته
المور واصابته بنوبات الكتئاب ف الاضي اصبح اخر نم رياضي يتحول ال
السلم.واوسوليفان الذي يعد اهم لعب سنوكر بعد اليكس هيجن الشهي بلقب العصار
اكتشف الدين السلمي من خلل صداقته مع اللكم السلم ين الصل نسيم حيد .وقد
نطق اللعب البالغ من عمره 27عاما والذي نشأ ف لندن على الدين الكاثوليكي السيحي
بالشهادتي ف الركز الثقاف السلمي الواقع بنطقة رينت بارك ف لندن ف الشهر الاضي.
ويعد هذا التحول تغييا جذريا ف طريق طفل السنوكر الرعب كما يلقب والذي أذهل
الوساط الرياضية بسرعته ودقته ف اللعب.ويعتقد ان رون تكن بفضل السلم من اكتساب
القوة الداخلية الت ساعدته على التغلب على مشاكله الشخصية والعائلية با ف ذلك سجن
والده عقب ارتكابه جرية قتل.
ورون اوسوليفان اللقب بالصاروخ يتبع مموعة من الرياضيي الذين اعتنقوا السلم للتغلب
على مشاكلهم الشخصية با فيهم اللكمون ممد علي كلي ومايك تايسون ودان ويليامز
الذي احتفظ ف السبوع الاضي بلقب بطل الوزن الثقيل ف بريطانيا ودول الكومنويلث.
331
ومن العوامل الرئيسية ف اعتناق رون السلم «البنس» نسيم حيد بطل العال السابق ف
اللكمة لوزن الريشة والذي قام بتعريفه بالواعظ السلمي الشهي خالد ياسي .وقد اصبح
«رون» اسيا لرسالة ياسي بعد مشاهدته شريط فيديو يلقى رواجا شديدا بي الالية
السلمية ف بريطانيا عنوانه «الدف من الياة» وف الشريط يقوم الداعية اميكي الصل
والذي يزور بريطانيا بصفة متكررة باثبات وجود ال من خلل اثارة عدد من السئلة حول
خلق العال والبشرية.
وياسي الذي يلعب دورا رئيسيا ف مشروع يهدف لتأسيس مطة تلفزيون اسلمية فضائية ف
بريطانيا يتساءل ف خطبته بالقول« :ماذا عن السم البشري وانظمة التحكم العقدة
والتشابكة فيه .فكرو ا بالخ وكيفية عمله ووظائفه .فخالق هذا السم البشري هو الوحيد
الذي يستحق الشكر والمد ل على ذلك».
ووالدة رون اوسوليفان «ماريا» قالت ان ابنها ليس مستعدا بعد للتحدث عن اعتناقه السلم
وانه يركز ف الوقت الال على السنوكر .وأضافت ان نسيم حيد صديق جيد لرون وانه
كان العامل الرئيسي ف توله للسلم كما اشارت والدته ايضا ال ان رون اصبح الن
شخصا افضل منذ اهتدائه وانا تأمل ان يساعده ذلك على الستقرار النفسي.
ورغم عبقريته الرياضية الفذة كان رون يعان من الكثي من الشاكل النفسية .فحينما كان
طفل ف التاسعة من عمره قطع اول مرحلة ف اللعبة بتحقيقه الدف الئة وف سن الامسة
عشرة اصبح رون اصغر لعب يقق 147هدفا وهو ما يعد اقصى رقم يكن للعب
سنوكر ان يققه وأثناء تقدمه نو القمة ف لعبة السنوكر واجه رون الكثي من الشاكل
العائلية فقد حكم على والده بالسجن مدى الياة لرتكابه جرية قتل ف العام .1991
وعندما كان رون ف السابعة عشرة من عمره سجنت والدته بتهمة التهرب الضريب وما
جعله السئول الوحيد عن رعاية شقيقته الصغرى .وبعدما كب فان حياة الصخب والسهر
والفراط ف استهلك الكحوليات بلغت ذروتا وكان هناك قلق من ان يؤثر ذلك على
مستقبله الرياضي.
332
واكب ضربة موفقة وغي متوقعة ف حياته حدثت ف العام 2001حينما فاز ببطولة العال
بالرغم من تعاطيه لعقار البوزاك الضاد للكتئاب والذي كان يعان منه وهي الفترة ذاتا الت
كان مطوبا فيها من بيانكا ويستوود .لكن العلقة بعد ذلك انارت.
احد فيسي رئيس ترير ملة «اخبار السلمي» علق بالقول بأن اعتناق رون للسلم يكن
تفسيه بتوقه للء الواء الروحي النتشر بي الناس ف الغرب .واضاف بأنه مع التركيز ف
العال الغرب على الوانب الادية فان السلم يوفر الروحانية الغائبة عن هذه الجتمعات.
ويشي فيسي ال انه ف الوقت الذي يبدو فيه الزعماء السيحيون مستعدين للتنازل عن القيم
الروحانية وتبن الدنيوية يبقى السلم ثابتا وملصا لذلك.
333
لقد كنت الفتاة الول ف قناة إم ت ف وظهرت ف شاشة التلفاز طوال الوقت ،عرفن الناس
ف أوروبا كلها ،ف وقت من الوقات وقفت على النصة أمام سبعي ألف شخص ..لسبع
سنوات قدمت برامج كثية ،وقابلت الكثيين من نوم الغناء .ورغم تلك الياة ف عال
الشهرة ،كانت ف حاجة إل الياة الروحية ،قالت" :لقد كنت دائما منجذبة نو الياة
الروحية ،ولكن ل أفعل أي خطوات عملية نو تلك الياة "....ف عام 1992م التقت
بعمران خان ،من فريق لعبة الكريكت الباكستان ،كانت تلك أول مرة تلتقي فيها بسلم ،هي
وعمران – الذي كان ف ذلك الوقت يبحث عن حقيقة اليان كذلك -دارت بينهما الكثي
من النقاشات عن السلم .أعطاها عمران بعض الكتب عن السلم وبدأت تقرأ عن دين ال.
تقول" :لقد بدأت ف تدي انيازات وبدأت أنظر بي السطور .قرأت القرآن وبدأ كل شيئ
يكون له معن" أثناء دراستها للسلم بدأت تنظر إل بعض القضايا بتمعن..مثل قضية الرأة ف
السلم ،قالت" :كامرأة غربية عصرية وذات درجة علمية ،بالطبع احتجت لن أنظر إل رؤية
السلم للمرأة ،ل يكن أن أقبل بأن أظلم ،فاكتشفت أن رسالة السلم مؤيدة للمرأة ومؤيدة
للرجل ،ف السلم كان للمرأة حق التصويت ف عام ،600الرجال يلبسون ملبس
متشمة ،والنساء يلبسون ملبس متشمة ،ل أحد من النسي يطلق العنان لنظره....بل كل
النسي يغض بصره .ل أظن أنا ظاهرة صحية بأن يطلق الناس العنان لشهواتم النسية...إن
ذلك يثي الشهوة الاطئة مرة أخرى "....وأخيا...أسلمت...هي الن من الذين يصلون
الصلوات المس ،وتصوم شهر رمضان ،تقول" :كنت أشرب المر ف باريس...ولكن الن
ل ألسها" ف عام 2001ذهبت إل مكة ،قالت" :كانت تربة رائعة...عدت بالسعادة
والطمأنينة" عندما عادت بدأت بالدراسة الامعية ف جامعة ويست مينيستر ،درست الطب
الطبيعي ،والعشاب ،والطب الصين..قالت" :هذه الكورسات فتحت أمامي أبوابا أخرى
لعال عجيب ،النظرة الخرى للنسان والطبيعة ،والصحة والرض ،كل شيئ متصل" تقول:
"السلم هو أكب هدية حصلت عليها" ثبتنا ال وإياها على الق والدين وتاب علينا وعلى
والدينا ،وهدى الضالي إل الصراط الستقيم.
334
-74رئيس جهورية جامبيا
هذه قصة من قصص اليان ،بطلها ليس فردا عاديا ،إنه يثل أعلى سلطة ف بلده ،أدرك
القيقة فخر ساجدا ،ث نض قائلً ال أكب ال أكب من ومن كل شئ ف الرض والسماء
..إنه رئيس جهورية ( جامبيا ) ول تكمن غرابة القصة ف كونه رئيسا لمهورية ،وإنا لن
هذا الرئيس ولد مسلما ث أبر للغرب ،وتشرب من فكره وقيمه وعقيدته ،ودخل عال
السياسة ،فدانت له ،واستهوته لعبة وشهوة الناصب الت وصل إل أقصاها ،ولكن حي
اقترب من القصر السياسي أكتشف أنه قد نسي شيئا مهما ..نسي فطرته ،فعاد إليها
مسرعا ،يعب عن ذلك بقوله :
( كنت أشعر دائما أن ل قلبي ف جوف ..قلب ل وقلب علي ..أما القلب الذي ل فكان
يدفعن إل الدراسة والسياسة وخوض معركة الياة ..وأما القلب الذي علي فكان ما يفتأ
يلقي على عقلي وقلب سؤالً ل يبحه قط ،هو :من أنت ؟… وما بي القلبي مضت ب
الرحلة الطويلة استطعت معها ومن خللا أن أحقق كل ما أصبو إليه ،ترير وطن أفريقي
أسود ،ووضعه على خريطة الدنيا كدولة ذات سيادة ) .
335
وغرورها ،أما فطرة النفس فأخذت تضن على خوض العركة الكبى ..لقد كسبت
معركتك مع الياة فاكسب معركتك مع نفسك ،عد إل ذاتك ،اكتشف العدن الثمي
الذي بداخلك ..أزح ما عليه من هذا الركام من التغريب والعلمانية والدراسة ف مدارس
اللهوت .
كان الصوت يرج من داخلي يقول ل عد إل الطفل البيء الذي كان يلس بي أيدي
شيوخه ومعلميه يتلو القرآن ويسعى للصلة .هنا أحسست أن قلب يصدقن وأن ل شيء ف
الدنيا يعادل أن يسر النسان نفسه ،أن أعود لسلمي الذي ضاع من وأنا ف خضم ف
الياة ومشاغلها ومباهجها ،أستشعر الن أن قد كسبت نفسي وتعلمت درسا ل يتعلمه إل
من كان ف قلبه حس نابض ،وعقل واع ) .
وعاد الرئيس إل فطرته الصحيحة وأعاد اسه إل ( داود جاوارا ) بعد أن كان اسه ( ديفد
كيبا ) .وهكذا ند أنفسنا أمام شخصية إسلمية سياسية وداعية إل ال سبحانه وتعال بعد
أن كان على مذاهب البوستانتينية وغيها .
336
-75مدير دري بارك المريكي ف مصر
لفت نظري إل السلم كلمة قالا ل سائق سيارت [أين] [أنت قلبك طيب زي قلوب
السلمي بالضبط] ففكرت من هنا ف معن هذا السلم وقرأت عنه حت أشهرت إسلمي،
ول تواجهن ضغوط وأعجبت بشخصية سيدنا يوسف فتسميت باسه ول أندم على ما
سبقن ،ولكن ل أكن أعيش بنفس الروح فالسلم منحن شيئًا جديدًا فآمنت بالقضاء والقدر
وصمت رمضان وسعدت بأعياد جديدة وأنوي الج إل يبت ال الرام وسأدعو غيي
للسلم.
هكذا يروي مستر وليم أو [يوسف] كما أطلق على نفسه قصة إسلمه فكان لنا معه هذا
الوار.
338
هل واجهتكم ضغوط للحيلولة دون اعتناقكم للسلم ؟
ل تواجهن أي ضغوط عندما قررت اعتناق السلم ،ومن حول تقبلوا المر ولكن ل يكونوا
قد تفهموه بعد ،خاصة أن الغرب ل يرانا مثلً ونن نصلي بل يرون جانب التعصب ف
السلمي فوسائل العلم تنقل إليهم صورة غي حقيقية ول تنقل إليهم صورة السلم
القيقية ،فالتعصب ليس من السلم ف شيء ولكن الغرب للسف ل يرى سوى ذلك ،
وبالنسبة إل ل أجد مشاكل ف أمريكا بسبب إسلمي ولكن أقابل أناسًا ل يفهمون موقفي.
340
الناس ف الوليات التحدة يتقبلون الديان ،ولذلك تد مزيًا من الديان ف دول الغرب
وليس هناك مشكلة أن تكون مسلمًا ولكن للسف هناك من يسيئون لصورة السلم.
341
-76يوسف خطاب التزمت اليهودي سابقا
القدس -نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبية تقيقا مثيا حول كيفية تول احد اليهود
القادمي من الوليات التحدة إل السلم بعد ان كان عضوا ف حركة يهودية متزمتة.
ووفقا ليديعوت أحرونوت فإن يوسف كوهي كان من أتباع تيار يهودي متزمت
يدعى"ساطمر" قبل ان ينضم إل حركة "شاس" التدينة ،وقد قدم كوهي البالغ من العمر
34عاما من الوليات التحدة المريكية ،وتأثر سريعا بأفكار حركة "شاس" التدينة.
بدأت طريق يوسف كوهي ف حي بروكلي،حيث انضم هناك إل أتباع "ساطمر" وتعرف
على زوجته لونا كوهي عن طريق وسيط وانبا اربعة ابناء ها ثرة زواج مستمر منذ 12
عاما.
وقرر كوهي القدوم إل إسرائيل عام ،1998حيث وصل وعائلته مباشرة إل قطاع غزة،
إل مستوطنة "غادير" ف مستوطنة "غوش قطيف" ،إل أنه ضاق ذرعا بالياة ف قطاع غزة
الت ل تلئم ظروف عائلته حديثة العهد.
وعليه قرر النتقال للسكن ف "نتيفوت" الواقعة ف جنوب إسرائيل ،وبدأ كوهي من هناك
بإجراء أول اتصالته مع مسلمي ،وف مرحلة معينة قام كوهي براسلة رجال دين مسلمي
عب النترنت ،وبدأ ف قراءة القرآن باللغة النليزية.
342
وفاجأ كوهي الميع قبل بضعة شهور عندما أعلن إسلمه وغي اسه ليصبح يوسف خطاب،
وغيت زوجته اسها ،وغيت أساء أولده الذين يتعلمون اليوم ف مدرسة إسلمية ويتحدثون
اللغة العربية بطلقة ،وهو ف مراحل متقدمة من تعلم اللغة العربية.
وبعد اعلن اسلمه انتقلت العائلة للسكن ف حي جبل الطور ف القدس الشرقية ،وبدأ
خطاب يعمل ف جعية اسلمية خيية ف الدينة.
ويرى يوسف خطاب ان حاس تثل نج الدين السلمي بالصورة الصحيحة ويقول "انا
حركة سياسية أكثر منها دينية ،لكنه يعارض العمليات الستشهادية الت تقوم با الركة.
ويتهم خطاب السلطات السرائيلية بتضييق الناق عليه بعد اعلنه لسلمه ويقول" لدي
مشاكل مع وزارة الداخلية ومع وزارة الديان حيث ل تريد هذه الوزارة العتراف بإسلمي،
وذلك على الرغم من أنن اسلمت ف الحكمة الشرعية الاضعة لقواني دولة إسرائيل".
وبعد ان كان من مؤيديها اصبح خطاب ينتقد بشدة رجال حركة "شاس"ويقول أنه جاء إل
اسرائيل بسبب الاخام عوفاديا يوسيف (الزعيم الروحي لشاس) ،ويضيف أنه كان يكن
التقدير للحاخام يوسيف ،وقررت أن أسي ابن على اسه ،إل أنه غيه لعبد ال بعد اسلمه.
ويرى خطاب ان السلمي يعانون من الظلم ف كل مكان ،وأن شارون يزيد بسياساته هذا
الظلم الواقع عليهم ،ويقول أن عرفات ل يثل السلمي ،وهو حاكم مؤقت سيتغي مع
الوقت.
ول يفي خطاب تضامنه كمسلم مع تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لدن ،ويقول أنه يكفي
أن نرى الوضع الذي يعيشه السلمي من أجل أن أتفهمهم.
343
وبالنسبة لرؤيته حول للشرق الوسط يقول خطاب ان الدف الول هو إقامة دولة فلسطينية
على أكب مساحة مكنة.
وهذا مقال عنه نشرته جريدة هآرتس السرائيلية -:رون شافي -هارتس
يوسف خطاب هو شاب مسلم متدين يبلغ من العمر 36عاما كان اسه حت قبل عام واحد
يوسف كوهي وكان يهوديا متشدداوعضو ف حركة شاس اليهودية التعصبة وكان شديد
العجاب بزعيم تلك الركة يوسف عوفاديا.
يوسف خطاب من مواليد الوليات التحدة الميكية وقد هاجر قبل أربعة أعوام إل إسرائيل
وكان يلم كغيه من الذين يعيشون خارج إسرائيل بالجرة إليها والعيش ف ظلل دولة
الديقراطية والقانون الت يروج لا حكام إسرائيل وعاش ف منطقة نتيفوت وأطلق على ابنه
الصغر اسم عوفاديا إعجابا بالاخام التطرف عوفاديا يوسف زعيم حركة شاس اليهودية
التطرفة وألق أبناءه بشبكة التعليم التورات والتحق بالعمل ف إدارة تابعة للقطاع الدين
اليهودي.
بعد أن استقر يوسف خطاب ف إسرائيل ورأى أن ما يروجه العلم الغرب واليهودي عن
إسرائيل ما هو إل أكذوبة ورأى بنفسه ما ترتكبه إسرائيل من مازر ضد الشعب الفلسطين
بدأ يشعر بالكراهية لليهود والسرائيليي وقرر هو وزوجته وأبنائه اعتناق السلم وتغيي أساء
أبنائه بأساء إسلمية.
ترجع أسباب إسلم يوسف خطاب إل دردشة عن طريق النترنت مع أحد علماء الدين
السلمي حيث فتحا أبوابا للنقاش وتبادل الراء وكلما ازدادا تعمقا ف نقاشاتما ازداد
يوسف خطاب تعلقا بالرجل ورغبة ف معرفة الزيد عن السلم والدين السلمي ،وعرف
344
خطاب ف ما بعد أن صديقه إمام مسجد ف إحدى الدول الليجية ،وأهداه نسخة من
الصحف الشريف لكنه أخفاها عن زوجته.
استمرت علقة يوسف خطاب بصديقه السلم وازدادا قربا وصداقة وزاد تعمق يوسف
خطاب ف الدين السلمي وف ناية الطاف أرسله صديقه السلم إل بعض علماء الدين
السلمي ف القدس الشرقية الذين عاونوه على فهم الزيد عن السلم وكان لم دور كبي ف
اقتناعه بضرورة اعتناق الدين السلمي.
بعد ذلك صارح يوسف خطاب زوجته باعتناقه السلم وترك لا حرية الختيار وإن كان
يتمن أن تعتنقه هي بدورها وأوضح لاعظمة السلم ومزاياه ،ومن جانبها طلبت هي فترة
من الوقت حت تتعرف هي بدورها على السلم وبدأت ف دراسة الدين السلمي وف ناية
الطاف اقتنعت بضرورة اعتناق السلم وأكدت أن ذلك قد ت بكامل إرادتا ودون أية
ضغوط من جانب زوجها.
بعد ذلك أخذ يوسف خطاب زوجته وأبناءه الربعة إل الحكمة الشرعية بالقدس الشرقية
وهناك أعلنوا إسلمهم وانتقلوا للعيش ف قرية الطور العربية الواقعة بالضفة الشرقية وغيّر اسه
من يوسف كوهي إل يوسف خطاب وغي اسم ابنه الكب من عزرا إل عبد العزيز وابنته من
حيدة إل حسيبة وابنه الوسط من رحاي إل عبد الجيد وابنه الصغر من عوفاديا إل عبد ال
وكان ذلك حدثا غي عادي إذ أنا الرة الول الت تعتنق فيها أسرة يهودية بأكملها الدين
السلمي.
بعد إسلمه صار يوسف خطاب يرتدي الزي العرب التقليدي والتحق بالعمل ف إحدى
المعيات اليية السلمية وارتدت زوجته الجاب وصارت بدورها ترص على أداء
الصلوات وسائر العبادات السلمية وألق أولده بالدارس السلمية وصار أبناؤه يتحدثون
اللغة العربية بطلقة.
345
برور اليام تول كوهي إل خطاب وصار يعرب بصراحة عن كراهيته لليهود واستنكاره لا
يلحق بالفلسطينيي من ظل ٍم واضطهاد على يد اليهود وصار يؤيد العمليات الفدائية الت يقوم
با الفلسطينيون ويرى أن مارسات إسرائيل الوحشية هي الت تدفع الفلسطينيي إل القيام
بتلك العمليات.
كان كوهن السرائيلي يهوديا من مموعة الشكيناز أي اليهود القادمي من الغرب وكان
يعرف الدين اليهودي بشكل جيد لكن القدر قاده إل خوض تربة مثية للتعرف على
السلم من خلل مادثة على "غرف الشات" بالنترنت الت كانت تشرف عليها منظمة
شاس اليهودية الدينية التطرفة.
وهكذا بقي كوهن على مدى عامي على اتصال مع "أخ" مسلم يدعى ممد من السعودية
كان يدثه عن التوحيد والربوبية وغي ذلك .ومن ثة قام بإجراء مقارنة بي العقيدتي اليهودية
والسلمية كما اطلع على ترجات لعان القرآن الكري باللغة النليزية وهنا قرر اعتناق
السلم واختار اسم يوسف بدل كوهن.
وقد أثار قرار يوسف خطاب وزوجته وأطفاله اعتناق السلم زوبعة ف الحافل الدينية
اليهودية خاصة ف أوساط حركة شاس الت كان ينتمي إليها .واعتب أحد السرائيليي من
حركة شاس الدينية أن ما قام به يوسف ضرب من النون ويب معالته وذلك بوضع هذا
الشخص ف مستشفى المراض العقلية.
معاناة :
346
فبعد معاناة طويلة وصعبة دامت زهاء عامي ونصف تكن يوسف من تغيي ديانته وتسجيلها
رسيا ف بطاقة هويته .وخلل هذه الدة حرم من دخول دور العبادة السلمية لنه كان
مازال يعتب يهودي الديانة رسيا وكذلك الال بالنسبة لزوجته وأولده الذين شجعوه على
اختياره واعتنقوا السلم مثله.
كما واجه يوسف مشكلة أخرى تثلت ف انتقاله من بيئة يهودية إل أخرى إسلمية ومن
يهودي متطرف إل إسلمي فلسطين حيث ساوره توف كبي من أن الجتمع السلمي
الفلسطين لن يرحب به أو لن يستقبله بشكل حسن.
أما الشكلة الخرى فقد تثلت ف بن دينه الذين ل يتفهموا قراره وقاموا بي الي والخر
بضايقته عن قراره .كما تقوم الشرطة السرائيلية بإزعاجه ف بيته الديد.
وقد اضطر يوسف -الميكي الصل الذي وصل إل إسرائيل مع الهاجرين الدد -للنتقال
إل السكن ف القدس الشرقية بعد أن كان يسكن ف مستوطنة غوش قطيف بقطاع غزة.
وبات أفراد عائلة يوسف خطاب يملون أساء عربية هي الم قمر ممد خطاب بدل (لونا)
وعبد الرحن البن الكب بدل (شالوم رحاميم) ,حسيبة (احتفظت بنفس السم) وعبد العزيز
بدل (عزرا) وعبد ال بدل (عوفاديا).
347
ورغم أن القانون السرائيلي يسمح برية الديان ويعطي للمواطن حق اعتناق الدين الذي
يرغب فيه إل أن إسلم يوسف قوبل من قبل السرائيليي بالرفض والتساؤل والشتم والتعجب
والسخرية والوف من اعتناق إسرائيليي آخرين للدين السلمي.
وقالت الحامية دينا شبلي الت رافعت عن قضية يوسف إنا توجهت إل السؤولي ف وزارت
الداخلية والديان بكتاب خطي يشرح تفاصيل القضية ويعرض حقيقة اعتناق عائلة خطاب
للسلم.
وأمام تاطل وزارة الديان ف الرد توجهت شبلي لوزارة العدل ما أدى إل تراجع وزارة
الديان عن موقفها وأصدرت شهادات تغي ديانة يوسف وأفراد عائلته جيعا وأقدمت بعدها
وزارة الداخلية على تغيي ديانة خطاب وعائلته ف سجل السكان وتغيي أسائهم العبية إل
عربية.
348
-77مالكولـــم إكــــس زعيم من اللوّني المريكيي
كان يُلقّب قبل إسلمه بالشيطان و "أحر دويترويت" إذ كان زعيما عنصريا متطرفا ف
عداوته للبيض .ولكنه عدل عن هذا النهج بعد إسلمه .
وبعد رحلته للحج خاصة إذ غمرته أخوّة السلمي البيض تت مظلة السلم ،فأرسل إل
أتباعه من مكة رسالة يبي فيها انعطاف مساره ،يقول فيها:
"ما رأيت قط كرما أصيلً ،ول روحا غامرة من الخوة كهذه الت تسود هنا بي الناس من
كل لون وجنس ،ف هذه الرض القدسة ،وطن إبراهيم وممد …
فها هنا عشرات اللوف من الجاج قدموا من كل أناء العال ،ليؤدّوا الناسك نفسها بروح
من الوحدة والخوة ،ما كنت أظن – بكم خبات ف أمريكا – أنا يكن أن تنشأ بي
البيض والسود …
وإن أمريكا ف حاجة إل أن تفهم السلم ،لنه هو الدين الوحيد الذي يكن أن يحو
الشكلة العنصرية ف متمعها … لقد تقابلت مع مسلمي بيض وتدثت معهم ،بل تناولت
الطعام معهم ! ولكن النعة العنصرية ماها من أذهانم دين السلم ..
إننا هنا نصلي لله واحد ،مع أخوة مسلمي لم أعي زرقاء كأصفى ما تكون الزرقة ،ولم
بشرة بيضاء كأنصع ما يكون البياض . "..
فيا عجبا لمر السلم ! كيف حوّل القد السود ف قلب هذا الزعيم إل حب أبيض فياض
..ل يستطع أن يعب عنه إل بذه التداعيات الت ختم با رسالته ؟! … لقد غدت نيته
بالسلم بيضاء ،وأشد بياضا من لون بشرة أعدائه السابقي ،إنه السلم دين النسان .
349
"ف متمع السلم ل يشعر أي إنسان بأي تييز ،فل توجد ف السلم عقدة الستعلء ،ول
عقدة النقص"
من أغن البيطانيي ،ومن أرفعهم حسبا ،درس الندسة ف كامبدج ،أسلم وأصدر ملة(
..) The Islamic Renew
وأصدر كتاب (إيقاظ العرب للسلم) و كتاب (رجل غرب يصحو فيعتنق السلم) ،وقد
كان لسلمه صدى كبي ف إنكلترا .
350
"با أننا نتاج إل نوذج كامل ليفي باجاتنا ف خطوات الياة ،فحياة النب تسد تلك الاجة
،فهي كمرآة نقية تعكس علينا الخلق الت تكون النسانية ،ونرى ذلك فيها بألوان
وضاءة..
خذ أي وجه من وجوه الداب ،تتأكد بأنك تده موضحا ف إحدى حوادث حياة الرسول
صلى ال عليه وسلم".
برغم مولد اللورد هدل ف بيت نصران عريق ،فإنه ل يشعر يوما ف قرارة نفسه بإيان صادق
نو النصرانية ،بل طالا راودته الشكوك ف صحة التعاليم الت تروج لا الكنيسة ،والطقوس
الت يارسها آباء الكنيسة ف صلواتم وأقداسهم ،وطالا توقف بفكره عن أسرار الكنيسة
السبعة.
إذ ل يستطع ـ وهو النسان الثقف الواعي ـ أن يهضم فكرة أكل جسد السيح عليه
السلم أو شرب دمه كما يتوهم النصارى وهم يأكلون خبز الكنيسة ويشربون نبيذها،
كذلك ل يقتنع بفكرة فداء البشرية الت هي من أسس عقيدة الكنيسة… وشاء قَ َدرُ ال أن
يسافر إل منطقة "كشمي" الت يدين أهلها بالسلم ،وذلك من أجل مشروعات هندسية،
حيث كان يعمل ضابطا ف اليش البيطان ومهندسا… وهناك أهدى إليه صديق ضابط
باليش نسخة من الصحف الشريف حي لس انبهاره بسلوكيات السلمي ،وكان هذا
الهداء بداية تعرفه القيقي على السلم ،إذْ وجد ف كتاب ال ما يوافق طبيعة نفسه ويلئم
روحه… وجد أن مفهوم اللوهية ـ كما جاء ف القرآن الكري ـ يتوافق مع النطق
351
والفطرة ،ويتميز ببساطة شديدة ،كما لس ف الدين السلمي سة التسامح ،تلك السمة الت
ل يشعر لا وجودا بي أهله من النصارى الذين عُ ِرفُوا بتعصبهم ضد الديانات الخرى ،بل
ضد بعضهم بعضا ،فالكاثوليك يتعصبون ضد البوتستانت ،وهؤلء بدورهم يتعصبون ضد
الرثوذكس ،الذين ل يقلون عن الطائفتي السابقتي تعصبا ضدها ،فكل فريق يزعم أن
مذهبه هو الق وما عداه باطل ،ويسوق ف سبيل ذلك من الجج أسفارا يناقض بعضُها
بعضا.
ول يكن بوسع اللورد هدل إل أن ييل للسلم بعد اطلعه على ترجة معان القرآن الكري،
وما قرأه عن العقيدة السلمية ،وأبطال السلم الوائل الذين استطاعوا أن يصيوا أعظم قواد
العال ،وبقوة عقيدتم أسسوا حضارة عظيمة ازدهرت لقرون طويلة ،ف وقت كانت أوربُا
ترزح تت وطأة الهل وطُغيان البابوات والكرادلة .كما وجد اللورد هدل ف الشريعة
السلمية وسية الرسول ممد صلى ال عليه وسلم وصحابته ومن تلهم من التابعي القدوة
السنة الت تروّى روحه العطشى للحق ،ول يصعب عليه أن يدرك أن السلم عقيدة
وسلوك.
وبرغم اقتناع اللورد هدل بالسلم فإنه ظل قرابة عشرين عاما يكتم إسلمه لسباب عائلية،
حت كتب له ال أن يعلنه على الل ف حفل للجمعية السلمية ف لندن ..وكان ما قاله:
"إنن بإعلن إسلمي الن ل َأ ِحدْ مطلقا عمّا اعتقدته منذ عشرين سنة ،ولّا دعتن المعية
السلمية لوليمتها ُس ِررْتُ جدا ،لتكن من الذهاب إليهم وإخبارهم بالتصاقي الشديد
بدينهم ،وأنا ل أهتم بعمل أي شيء لظهار نبذي لعلقت بالكنيسة النليزية الت نشأت ف
حجرها ،كما أن ل أحفل بالرسيات ف إعلن إسلمي ،وإن كان هو الدين الذي أتسك به
الن".
"إن طهارة السلم وسهولته وبُعده عن الهواء والذاهب الكهنوتية ووضوح حجته ـ كانت
كل هذه المور أكب من أثّرَ ف نفسي ،وقد رأيت ف السلمي من الهتمام بدينهم
والخلص له ما ل َأرَ مثله بي النصارى ،فإن النصران يترم دينه ـ عادة ـ يوم الحد،
حت إذا ما مضى يوم الحد نسي دينه طول السبوع… وأما السلم فبعكس ذلك ،يب دينه
دائما ،سواء عنده أكان هو المعة أو غيه ،ول يفتر لظة عن التفكي ف كل عمل يكون فيه
عبادة ال".
وبعد أن اعتنق اللورد هدل السلم تسمى باسم "رحة ال فاروق"… وكان لشهار إسلمه
ى واسع ف بريطانيا نظريا للّ َقبِ الكبي الذي يمله ،ولكونه سياسيا بارزا ،وعضوا قياديا
صَد ً
ف مَلسٍ اللوردات ،حيث انتقدته الصحف البيطانية ،واتمته ف صدق دينه مُحاوِل ًة تفسي
موضوع إشهار إسلمه بأنه لتحقيق مكسب رخيص ،وهو أن يصبح مثل السلمي ف مالس
اللوردات وزعيما لم ..هذا ما دفع الهتدي دفع الهتدي الديد "رحة ال فاروق" إل الرد
على منتقديه بقال عنوانه "لاذا أسلمت؟" .وما جاء فيه قوله:
"نن ـ البيطانيي ـ تعودنا أن نفخر ببنا للنصاف والعدل ،ولكن أي ظلم أعظم من أن
نكم ـ كما يفعل أكثرنا ـ بفساد السلم قبل أن نلم بشيء من عقائده ،بل قبل أن نفهم
معن كلمة إسلم؟!.
ث استرسل يقول:
"من الحتمل أن بعض أصدقائي يتوهم أن السلمي هم الذين أثروا فّ ،ولكن هذا الوهم ل
حقيقة له ،فإن اعتقادات الاضرة ليست إل نتيجة تفكي قضيتُ فيه عدة سني… ول حاجة
353
ب إل القول بأن ُملِْئتُ سرورا حينما وجدتُ نظريات ونتائجي متفقة تام التفاق مع الدين
السلمي".
ومن الدير بالذكر أنه قد كان السلم "رحة ال فاروق" أو اللورد هدل أكب الثر ف تقوية
الركة السلمية ف بريطانيا ،إذْ ل تكد تر أشهر قليلة على إعلن إسلمه حت اقتفى أثره
حدّثَ به عن ماسن
أكثر من أربعمائة بريطان وبريطانية ،بعد ما استرعى انتباههم ما َت َ
السلم ،فأقبلوا على قراءة الكتب السلمية ،ودخلوا ف دين ال أفواجا.
ومن الطريف أن يترأس "رحة ال فاروق" المعية البيطانية السلمية ،ويتصدى لجمات
الاقدين على السلم ،وينبي بقلمه مدافعا عن دين ال ،رادا الكيد إل نور الكائدين الذين
ياولون تصوير السلم بأنه دين الشهوات.
ومن ردوده على هؤلء ما نشرته ملة "إسلميك رفيو" حيث قال:
"إن كل هذه الحاولت العقيمة والوسائل الدنيئة الت يقوم با الَُنصّرُو َن لتحقي شريعة النب
العظيم صلى ال عليه وسلم ،بالبذاءة وبالسفاسف ل تسه بأذىً ،ول تغيّر عقيدة تابعيه قَْيدَ
أنلة".
ولسنوات عديدة ظل "رحة ال فاروق" يدافع من خلل كتاباته وخطبه عن السلم ،ووضع
عدة مؤلفات لعل اشهرها وأهها كتابه "يقظة غربية على السلم".
354
ونال شهرة بي السلمي داخل بريطانيا وخارجها فكان يُلقى بالترحاب ف بلد السلمي
أينما حل ،ومن ذلك استقباله ف مصر بتافات الترحاب والودة.
" فابيان " عارضة الزياء الفرنسية ،فتاة ف الثامنة والعشرين من عمرها ،جاءتا لظة الداية
وهي غارقة ف عال الشـهرة والغراء والضوضاء . .انسحبت ف صمت . .تركت هذا
العال با فيه ،وذهبت إل أفغانستان ! لتعمل ف تريض جرحى الجاهدين الفغان ! وسط
ظروف قاسية وحياة صعبة !
وكان الطريق أمامي سهلً -أو هكذا بدا ل ، -فسرعان ما عرفت طعم الشهرة ،وغمرتن
الدايا الثمينة الت ل أكن أحلم باقتنائها
355
ولكن كان الثمن غاليا . .فكان يب عليّ أولً أن أترد من إنسانيت ،وكان شرط النجاح
والتألّق أن أفقد حساسيت ،وشعوري ،وأتلى عن حيائي الذي تربيت عليه ،وأفقد
ذكائي ،ول أحاول فهم أي شيء غي حركات جسدي ،وإيقاعات الوسيقى ،كما كان
عليّ أن أُحرم من جيع الأكولت اللذيذة ،وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والقويات
والنشطات ،وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تاه البشر . .ل أكره . .ل أحب . .ل
أرفض أي شيء .
إن بيوت الزياء جعلت من صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول . .فقد تعلمت
كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل ،ل أكون سوى إطار يرتدي اللبس ،
فكنت جادا يتحرك ويبتسم ولكنه ل يشعر ،ول أكن وحدي الطالبة بذلك ،بل كلما
تألقت العارضة ف تردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها ف هذا العال البارد . .أما إذا
خالفت أيا من تعاليم الزياء فتُعرّض نفسها للوان العقوبات الت يدخل فيها الذى النفسي ،
والسمان أيضا !
وعشت أتول ف العال عارضة لحدث خطوط الوضة بكل ما فيها من تبج وغرور وماراة
لرغبات الشيطان ف إبراز مفاتن الرأة دون خجل أو حياء " .
كما كنت أسي وأترك . .وف كل إيقاعات كانت تصاحبن كلمة (لو) . .وقد علمت بعد
إسلمي أن لو تفتح عمل الشيطان . .وقد كان ذلك صحيحا ،فكنا نيا ف عال الرذيلة
بكل أبعادها ،والويل لن تعرض عليها وتاول الكتفاء بعملها فقط " .
356
وعن تولا الفاجئ من حياة لهية عابثة إل أخرى تقول :
" كان ذلك أثناء رحلة لنا ف بيوت الحطمة ،حيث رأيت كيف يبن الناس هناك الفنادق
والنازل تت قسوة الدافع ،وشاهدت بعين مستشفى للطفال ف بيوت ،ول أكن وحدي
،بل كان معي زميلت من أصنام البشر ،وقد اكتفي بالنظر بل مبالة كعادتن .
ول أتكن من ماراتن ف ذلك . .فقد انقشعت عن عين ف تلك اللحظة غُللة الشهرة
والجد والياة الزائفة الت كنت أعيشها ،واندفعت نو أشلء الطفال ف ماولة لنقاذ من
بقي منهم على قيد الياة .
ول أعد إل رفاقي ف الفندق حيث تنتظرن الضــواء ،وبدأت رحلت نو النسانية حت
وصلت إل طريق النور وهو السلم .
وتركت بيوت وذهبت إل باكستان ،وعند الدود الفغانية عشت الياة القيقية ،
وتعلمت كيف أكون إنسانية .
وقد مضى على وجودي هنا ثانية أشهر قمت بالعاونة ف رعاية السر الت تعان من دمار
الروب ،وأحببت الياة معهم ،فأحسنوا معاملت .
وزاد قناعت ف السلم دينا ودستورا للحياة من خلل معايشت له ،وحيات مع السر
الفغانية والباكستانية ،وأسلوبم اللتزم ف حياتم اليومية ،ث بدأت ف تعلم اللغة العربية ،
فهي لغة القرآن ،وقد أحرزت ف ذلك تقدما ملموسا .
وبعد أن كنت أستمد نظام حيات من صانعي الوضة ف العلم أصبحت حيات تسي تبعا لبادئ
السلم وروحانياته
357
وتصل " فابيان " إل موقف بيوت الزياء العالية منها بعد هدايتها ،وتؤكد أنا تتعرض
لضغوط دنيوية مكثفة ،فقد أرسلوا عروضا بضاعفة دخلها الشهري إل ثلثة أضعافه ،
فرفضت بإصرار . .فما كان منهم إل أن أرسلوا إليها هدايا ثينة لعلها تعود عن موقفها
وترتد عن السلم .
كانت من عارضات الزياء الشهيات لدور الزياء العالية ،ل تكن تعرف شيئاُ عن السلم،
إل أن أجرت معها صحفية جزائرية ،حواراُ عن عروض الزياء والشهرة الت تتعت با خلل
هذا العمل.
358
وكان سؤال الصحفية لـ "ماكلي" هو لظة التنوير الت جعلتها تتعرف على السلم.
وتقول اليونانية :اكتشفت السلم ،إنه كن كبي ،لقد كنت غائبة عن الوعي سنوات عمري
الت سبقت تعرف على هذا الدين العظيم.
لقد نلت من هذا الكن بب ل أتذوقه من قبل ،وببساطة ل أجدها إل ف تعاليم هذا الدين
الذي يمل البساطة ف كل مناحي الياة ،ليسم الطريق السوي للنسان ف هذا العال.
لقد بكيت كثياُ ،وأنا أنل من فيض الب اللي واليسرة القرآنية الت ل تنقطع ،لقد ندمت
على سنوات عمري الفائتة دون أن أتعرف على هذا الكن اللي.
لقد استطاع علماء السلم الفاضل ،أن يطمئنون بأن السلم بتعاليمه إذا ما اعتنقه النسان
ياسبه ال الواحد من يوم إسلمه ،وبكيت كثياُ وأنا أنطق بالشهادتي ،وبكى معي قلب
الذي أزاح من فوقه هوم سنوات ندمت عليها ،وشهدت أن ال واحد ل شريك له ،ل يلد
ول يولد ،وأنه سبحانه خالق السموات والرض.
وتقول :تيمنا باسم أم الؤمني خدية -رضي ال عنها -أول زوجات رسول ال -صلى ال
عليه وسلم -أسيت نفس خدية ودرست السلم وتعلمت اللغة العربية لتتع بالكن اللي
-القرآن باللغة الت نزل با على رسول ال -وتقول اليونانية خدية :تأكدت أن هذا الدين
العظيم ،الذي ختم ال به الرسالت ،إنا أرسله الالق ليكون رحة للعالي ،وليكون وطناُ
للناس جيعاُ.
359
وتقول خدية اليونانية :تزوجت مسلماُ تونسياُ ،وأنبت ثلثة من البناء ،ونعيش ف ظل
السلم العظيم ،حياة سعيدة ،ما كنت أشعر با ،وما كنت أشعر باستقرار إل بعد تعرف على
هذا الدين العظيم.
أولدي يأخذون من أبيهم ومن كل ما هو طيب من أجل حياة إسلمية ل يشوبا ما يعكر
صفو حياتم حالياُ ومستقبلُ.
لبد من أن ينتشر السلم ف ربوع العال فالناس متعطشون لب آمن يميهم من أمواج اللاد
والادية ،والتردي ف قاع الرذيلة.
وأخياُ تقول خدية إن أمنيات السلمية كثية ،وأتن أن يكتب ال سبحانه وتعال للسلم
انتشاراُ غي عادي ،ليعرف الناس أن السلم جاء لم جيعاُ ،مهما اختلفت ألوانم وتعددت
أجناسهم ولغاتم.
قال كفار مكة للرسول صلى ال عليه وسلم :إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتي ،
ووعدوه باليان إن فعل ،وكانت ليلة بدر ،فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم ربه أن
يعطيه ما طلبوا ،فانشق القمر نصف على جبل الصفا ،ونصف على جبل قيقعان القابل له ،
حت رأوا حراء بينهما ،فقالوا :سحرنا ممد ،ث قالوا :إن كان سحرنا فإنه ل يستطيع أن
يسحر الناس كلهم!! فقال أبو جهل:اصبوا حت تأتينا أهل البوادي فإن أخبوا بانشقاقه فهو
صحيح ،وإل فقد سحر ممد أعيننا ،فجاؤوا فأخبوا بإنشقاق القمر فقال أبو جهل
360
والشركون :هذا سحر مستمر أي دائم فأنزل ال ( :اقتربت الساعة وانشق القمر* وإن يروا
آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر* ولقد جاءهم
من النباء مافيه مزدجر* حكمة بالغة فما تغن النذر* فتول عنهم-)..سورة القمر -انتهت
القصة الت كانت ف عهدالرسول صلى ال عليه وسلم.
ف أحد ندوات الدكتور زغلول النجار باحدى جامعات بريطانيا "جامعة (كارديف) (
)Cardifف غرب بريطانيا" ،وكان الضور خليطا من السلمي وغيالسلمي ,قال أن
معجزة انشقاق القمر على يد الرسول صلى ال عليه وسلم ت اثباتا حديثا ث حكى قصة
أثبتت ذلك:
قال أحد الخوة النليز الهتمي بالسلم اسه داود موسى بيتكوك وهو الن رئيس الزب
السلمى البيطان وينوى أن يوض النتخابات القادمة باسم السلم الذى ينتشر ف الغرب
بعدلت كبية أنه أثناء بثه عن ديانة أهداه صديق ترجة لعان القرآن بالنليزية فتحها فاذا
بسورة القمر فقرأ (اقتربت الساعة وانشق القمر) فقال هل ينشق القمر؟ ث انصد عن قراءة
باقى الصحف ول يفتحه ثانية .وف يوم وهوا جالس أمام التلفاز البيطان ليشاهد برناما
على ال ب ب سى ياور فيه الذيع ثلثة من العلماء المريكان وكان يعتب عليهم أن أمريكا
تنفق الليي بل الليارات ف مشاريع غزو الفضاء ف الوقت الذى يتضور فيه الليي من الفقر
فظل العلماء يبرون ذلك أنه أفاد كثيا ف جيع الجالت الزراعية والصناعية...ال ث جاء
ذكر أحد أكب الرحلت تكلفة فقد كانت على سطح القمر وكلفت حوال 100مليار
دولر فسألم الذيع ألكى تضعون علم أمريكا على سطح القمر تنفقون هذا البلغ؟؟ رد
العلماء أنم كانوايدرسون التركيب الداخلى لذا التابع لكى يروا مدى تشابه مع الرض ث
قال أحدهم :فوجئنا بأمر عجيب هو حزام من الصخور التحولة يقطع القمر من سطحه ال
جوفه ال سطحه فأعطينا هذه العلومات ال اليولوجيي فتعجبوا وقرروا أنه ليكن أن يدث
ذلك ال أن يكون القمر قد انشق ف يوم من اليام ث التحم وأن تكون هذه الصخور التحولة
361
ناتة من الصطدام لظة اللتحام ث يستطرد داود موسى بيتكوك:قفزت من على القعد
وهتفت معجزة حدثت لحمد عليه الصلة والسلم من أكثر من 1400سنة ف قلب
البادية يسخر ال المريكان لكى ينفقوا عليها مليارات الدولرات حت يثبتوها للمسلمي
أكيد أن هذا الدين حق ..وكانت سورة القمر سببا لسلمه بعد أن كانت سببا ف اعراضه
عن السلم.
362
-82السفي اللان ف الغرب سابقا د.مراد هوفمان
ألان نال شهادة دكتور ف القانون من جامعة هارفرد ،وشغل منصب سفي ألانيا ف الغرب.
ف مقتبل عمره تعرض هوفمان لادث مرور مروّع ،فقال له الرّاح بعد أن أنى إسعافه :
"إن مثل هذا الادث ل ينجو منه ف الواقع أحد ،وإن ال يدّخر لك يا عزيزي شيئا خاصا
جدا"(.)1
وصدّق القدر حدس هذا الطبيب إذ اعتنق د.هوفمان السلم بعد دراسة عميقة له ،وبعد
معاشرته لخلق السلمي الطيبة ف الغرب..
ولا أشهر إسلمه حاربته الصحافة اللانية ماربة ضارية ،وحت أمه لا أرسل إليها رسالة
أشاحت عنها وقالت":ليبق عند العرب!(.)2
قال ل صاحـب أراك غريبـــا ** بيــن هــذا النام دون خلي ِل
قلت :كل ،بــل النـامُ غريبٌ ** أنا ف عالي وهذي سـبيلي ()3
ولكن هوفمان ل يكترث بكل هذا ،يقول" :عندما تعرضت لملة طعن وتريح شرسة ف
وسائل العلم بسبب إسلمي ،ل يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بذه
الملة ،وكان يكن لم العثور على التفسي ف هذه الية(إِيّاكَ نَعُْبدُ وإِيّاكَ َنسْتَعِيُ )(. )4
وبعد إسلمه ابتدأ د.هوفمان مسية التأليف و من مؤلفاته ،كتاب (يوميات مسلم ألان) ،
و(السلم عام ألفي) و(الطريق إل مكة) وكتاب (السلم كبديل) الذي أحدث ضجة كبية
ف ألانية .
يتحدث د.هوفمان عن التوازن الكامل والدقيق بي الادة والروح ف السلم فيقول " :ما
الخرة إل جزاء العمل ف الدنيا ،ومن هنا جاء الهتمام ف الدنيا ،فالقرآن يلهم السلم
الدعاء للدنيا ،وليس الخرة فقط (( رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا َحسَنَةً َوفِي الخِرَةِ َحسَنَةً )) وحت
آداب الطعام والزيارة تد لا نصيبا ف الشرع السلمي"(.)5
363
ويعلل د.مراد ظاهرة سرعة انتشار السلم ف العال ،رغم ضعف الهود البذولة ف الدعوة
إليه بقوله ":إن النتشار العفوي للسلم هو سة من ساته على مر التاريخ ،وذلك لنه دين
الفطرة النّل على قلب الصطفى "(.)6
"السلم دين شامل وقادر على الواجهة ،وله تيزه ف جعل التعليم فريضة ،والعلم عبادة
… وإن صمود السلم ورفضه النسحاب من مسرح الحداث ُ ،عدّ ف جانب كثي من
الغربيي خروجا عن سياق الزمن والتاريخ ،بل عدّوه إهانة بالغة للغرب !!(." )7
إن ال سيعيننا إذا غينا ما بأنفسنا ،ليس بإصلح السلم ،ولكن بإصلح موقفنا وأفعالنا
تاه السلم(…)10
وكما نصحنا الفكر ممد أسد ،يزجي د.هوفمان نصيحة للمسلمي ليعاودوا المساك بقود
الضارة بثقة واعتزاز بذا الدين ،يقول :
"إذا ما أراد السلمون حوارا حقيقيا مع الغرب ،عليهم أن يثبتوا وجودهم وتأثيهم ،وأن
يُحيوا فريضة الجتهاد ،وأن يكفوا عن السلوب العتذاري والتبيري عند ماطبة الغرب ،
فالسلم هو الل الوحيد للخروج من الاوية الت تردّى الغرب فيها ،وهو اليار الوحيد
للمجتمعات الغربية ف القرن الادي والعشرين"(.)11
364
"السلم هو الياة البديلة بشروع أبدي ل يبلى ول تنقضي صلحيته ،وإذا رآه البعض قديا
فهو أيضا حديث ومستقبل ّي ل يدّه زمان ول مكان ،فالسلم ليس موجة فكرية ول
موضة ،ويكنه النتظار " .
--------------------
(( )1الطريق إل مكة) مراد هوفمان (. )55
( )2ملة (الجلة) العدد ، 366مقال (هل حان الوقت لكي نشهد إسلما أوربيا ؟)
للمفكر فهمي هويدي .
( )3البيتان للشاعر الدكتور عبد الوهاب عزام (ديوان الثان) ص(. )34
(( )4الطريق إل مكة) مراد هوفمان ص (. )49
(( )5السلم كبديل) مراد هوفمان ص (. )115-55
(( )6يوميات مسلم ألان) مراد هوفمان .
(( )7الطريق إل مكة) ص (. )148
(( )8الطريق إل مكة) ص (. )92
(( )9السلم كبديل) ص (. )136
(( )10السلم عام )2000ص (. )12
( )11ملة ( الكويت ) العدد (. )174
وهذا جزء آخر من كتابه "السلم كبديل" بعنوان "القانون النائي أو رجم الزانية":
إن الدولة ف السلم لا الق ،بادىء ذي بدء كغيها من الدول ،أن تصدر عن روح السلم
ف إصدارها للقواني الت تراها عادلة لتعاقب الان الارج على القانون ،سواء أجرم الرء
بتعدّيه على حدود ال ،أو أجرم ف حق المة أو الماعة ،أو أجرم ف حق الدولة ذاتا.
هذا القانون النائي الوضعي ،إنا هو من وضع البشر ،قابل للتغيي والتعديل ،ف كل وقت،
ومن المكن أن يذهب بذهاب عصر ما ،وهذا شي ٌء واتفاقُ ُه مع روح العصر شيء آخر متلف
تاما.
هذه الرية ف التشريع غي مطلقة ،فهي مدودة بالقانون النائي القرآن ،إذ إنّ له الصدارة
الت ل تُدان أو تنافس .ول بد ف هذا من النطلق من أن الادة القضائية الت ينظمها القرآن،
ليوز للقانون الوضعي أن يبدل أو يعدل فيها ،أو يضاعف ف تغليظها أو نو ذلك ،لن ذلك
يعد تسينا أو تذيبا أو تنقيحا من البشر ف قانون إلي ،وهذا ل يوز بال.
ويعاقب القرآنُ عقابا رادعا على ست جرائم فحسب ،وإن كان يستنكر ويذم جرائم أخرى
عديدة ،مبينا سوء عاقبتها الوخيمة ،وما ينتظر مرتكبيها من جزاء ف الدار الخرة ،ابتداءً من
اليسر والقمار ،وأكل النير ،والرتداد عن السلم .أما تلك الرائم الوبقة الست الت
يعاقب عليها ف الدنيا ،فهي:
أولً :القتل العمد.
ثانيا :قطع الطريق والسلب والنهب علنا.
ثالثا :اليانة العظمى.
رابعا :قذف الحصنات.
خامسا :الزّن (بي العفيفات والتزوجي :الؤلف).
372
سادسا :السرقة لشيء ذي شأن.
وقد نص القرآن على أن القتل عقوبة الرائم الثلث الول ،أما الرية الامسة فقد دأب
الفقهاء التقليديون التزمتون على تبير قتل مرتكبها وذلك بالرجم إذا توافرت ظروف
وملبسات معينة ُتحَّتمُ عندهم ذلك.
أما جزاء السرقة ذات الشأن فهو قطع اليد اليمن ث اليسرى إذا ل يرتدع السارق ،وكرّرَ
السرقة .من هذا ترى أن القرآن ل يوي ف هذا الصدد سوى موادّ قليلةٍ جدا ف الدود أو
العقوبات النائية ،وأقل من ذلك بكثي ما يتعلق بالحاكمات النائية .هذا الوضع يكفل
الرية اللزمة للشريعة السلمية لتكون إنسانية تراعي الواقع الفعلي للبشر ،بواسطة تطبيق
أحكام القانون النائي الشديدة الصرامة مع سقوط تلك الحكام ف مدة شديدة القِصَر ،ما
يوفر الجال الفسيح الكاف للشريعة لتخفيف قسوة العقوبات الت يفرضها القرآن.
هذا ول شك سبب من أسباب التباين أو عمق الوة بي الانبي النظري والعملي ف الواقع
الفعلي للقضاء ف حياة السلمي اليومية.
إن القانون النائي ف القرآن غي واف أو هو قاصر على الستناد إل الدليل الادي الثابت
للحكم ف قضية جنائية ،لذا نصّ على ضرورة شهادة شاهدين عدلي أو رجل وامرأتي ،وف
حالة التهمة النسية (الزن) نص على ضرورة شهادة أربعة شهود عدول.
ول شك أن القرآن يطلب ما يستحيل تقيقه لتوقيع العقوبة الطية ف حالة الزن ،إذ أنّى
للمتهم أن يأت بأربعة شهود من ترضى شهادتم من العدول الرجال ليؤيدوا دعواه ،مع
ماطرة أولئك الشهود بتعرضهم للجلد ،بل وأحيانا للقتل ،لدى بعض الفقهاء الذين يقيسون
عقوبة الشاهد الكاذب (الذي يرمي الحصنات دون دليل) بعظم جُرم الزن ذاته وما يرونه من
عقوبة ذلك بالوت ،ويكفي لذلك أن يثبت كذب واحد من الشهود الربعة.
أضف إل ذلك أن إقرار الزان أو الزانية ل يكفي لتوقيع العقاب ،بل على القاضي أن يرشد
ذلك الشخص إل حقه ف سحب اعترافه بارتكابه لرية الزن.
_ إن عقوبة اليانة الزوجية بالزن ،وعقوبة قذف الحصنات كما نص القرآن ليس الرجم ول
الشنق أو القتل ،وإنا هي اللد فحسب ،يقول تعال ف سور النور ،اليات رقم 2إل رقم
373
( 10الزانية والزان فاجلدوا كل واح ٍد منهما مائة جلدة ...والذين يرمون الحصنات ث ل
يأتوا بأربعة شهدا فاجلدوهم ثاني جلدة ،ول تقبلوا لم شهادة أبدا ،وأولئك هم الفاسقون
إل الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن ال غفور رحيم ...ولول فضلُ ال عليكم
ورحته ،وأن ال توابٌ حكيم).
ولئن كان الرسول صلى ال عليه وسلم قد انتهج التسامح الكري ،وأكد ذلك وأقره الليفةُ
عمرُ بنُ الطاب ،فإن الؤسف حقا أن السراف ف عقاب الزان والزانية عقابا مسرفا أغلظَ
ما نص عليه القرآن بدأ يستقر ف الياة ف العصور الول للسلم ،حت صار هذا العقاب
تقليدا وسنّة ،مع مالفة ذلك للقرآن ،ومع أن الية الثانية من سورة النور نسخت نسخا ل
شبهة فيه ول تأويل حكم التوراة القاسي الذي ينص على الرجم حت القتل ،فتجد ف سفر
التثنية أن الفتاة الت فقدت عذرتا قبل الزواج (يرجها رجال مدينتها بالجارة حت توت لنا
عملت قباحة ف إسرائيل بزناها ف بيت أبيها) ،الصحاح الثان والعشرون الية رقم .20
أما بالنسبة لقطع يد السارق والسارقة ،فإن الية الثامنة والثلثي من سورة الائدة تنص على
ما يلي( :والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً با كسبا ،نكالً من ال ،وال عزيز
حكيم).
قبل كل شيء لبد أن نبي أن السرقة الت يعنيها القرآن إنا هي سرقة شيء ذي شأن مفوظ
حفظا جيدا عن اليدي ،وإل فإن السارق ليس باللوم إذا تُركَ لغراء الشيء الذي يُحبّ أن
يصل عليه ،دون حفظ ذلك الشيء ف مكان حصي أمي .ول ننسى أن الليفة عمر بن
الطاب أمر بعدم قطع يد السارق ف أيام الشدة والجاعات أو نوها ،وأسقط دعاوى من
طالب بعقاب السارق بسبب ذلك ،ولقد نتج عن ذلك البدأ القضائي الشائعُ ،بعدم عقاب
السارق واعتباره سارقا إذا ألأته الضرورة لذلك مثل عجز الدولة اقتصاديا واجتماعيا عن
توفيها له سبل العيشة الشريفة..
وحت يكن فهم القانون النائي ف القرآن ل بد من الخذ ف العتبار أنه مكمل او متمم
لنظام الواريث وشؤون السرة ف السلم .بناءً على هذا القانون ،ليس للرجال أن يس أموال
زوجته أو ثروتا الاصة ،ويدخل ف ذلك الهر ،وعادة ما يكون حليا ذهبية أو نو ذلك ما
374
تتفظ به الرأة وتدخره ليام الشدة مثلً بعد الطلق أو ف حالة الكب ،خاصة أن الرجل غي
ملزم بدفع نفقة شهرية أو سنوية لطلقته ،حسب الشريعة السلمية ...من هنا يتبي خطر
السرقة على الرأة الت ل مصدر لا غي مدخراتا ،خاصة ف الريف والجتمعات البدوية.
ول بد هنا من التنبيه إل أن السلم ل يرى ف كثي من العقوبات الت يعرفها الجتمع
الوروب غيُ السلم ،قسوة أقل من عقوبة قطع اليد ،فهي ليست بال أكثر إنسانية ،مثل
ذلك :السجن الؤبد ونفي الجرمي مرتكب النايات عن الجتمع والسرة.
ث إن السلم يرى ف العقوبات الت نص عليها القرآن حدودا حدها ال سبحانه بكمته
اللية ،وإن ل يستطع العقل البشري دائما أن يفقه الكمة منها ،وأن تلك الدود ليست
نوعا من الوصايا لن شاء أن يعمل با ،أو أن ل يعمل با.
375
ناذج متنوعة لعتناق السلم
قصة الفت النصران عماد الذي هداه ال إل السلم من أعجب القصص وأغرب الكايات
..تنطق بالنعمة الت تطوق رقبة كل مسلم ..ف الزمن الذي تلى فيه كثي من السلمي عن
تقدير تلك النعمة ..وعن توقي حق هذه الكرمة ..عسى ال أن يعل ف هذا يقظة لقلوب
غافلة ..إنا نعمة اليان...
يقول عماد:
المد ل على نعمة السلم وكفى با نعمة ،والصلة والسلم على سيدنا رسول ال وعلى
جيع إخوانه من النبياء والرسلي وعلى آله وصحبه وسلم وبعد،
بتوفيق ال وبشيئته سأتدث عن أسرت قبل السلم وبعد السلم وأحب التأكيد على القيمة
الكبى لنعمة السلم ،فالسلم الذي يعيش ف ظل عقيدة التوحيد يتمتع بنعمة عظيمة م ّن ال
با عليه أل وهي نعمة السلم .كان لزاما علي أن أبدأ حديثي بذا التأكيد قبل أن أقص
قصت.
وقد شعر الفت بتوجه أمه نو السلم وميلها إليه ،ونفورها من النصرانية وكان ذلك ف شهر
رمضان منذ نو أحد عشر عامًا ،فقد وافق صيام شهر رمضان الصيام عند النصارى حيث
يفطر السلمون عند أذان الغرب ويفطر النصارى بالليل عند ظهور نم معي ف السماء ،
ولحظ الفت أن أمه تفطر عند ساع أذان صلة الغرب فيدهش لذلك من أمه ،ويتساءل ف
نفسه كيف تفطر أمه مع السلمي ،ويستمهلها حت يظهر النجم -كما هو الال ف صيام
النصارى -فتجيبه بأنا ترى النجم ف السماء وقد ظهر ! ويرد الصب -ف براءة -أين هو ؟
إنن ل أراه ! فتجيبه بأنا تراه .وتقول له :ولكنك ل تراه وتشي إل السماء! وأدرك فتانا بعد
ذلك أن أمه كانت بسلوكها تتجه نو السلم ،وأنا كانت تصوم صوم السلمي.
موقف آخر يقصه الفت عن تعلق أمه بدرس التفسي السبوعي للشيخ :ممد متول الشعراوي
-رحه ال -فيقول ( :لحظت أن لديث الشيخ الشعراوي السبوعي أثرًا أشبه بالرعد ف
آذان التعصبي من النصارى ،وساعة الديث السبوعي ساعة نس عندهم وتثل عبئًا نفسيًا
ومعاناة لم ،بيد أن المر كان متلفًا مع أمي كل الختلف حيث كنت أراها تفتح التلفاز
وتشاهد درس الشيخ الشعراوي السبوعي يوم المعة فأسألا دهشا ! ماذا تصنعي ؟! فتجيب
377
قائلة :أتابع هذا الشيخ لنظر ماذا يقول ؟ وأسعه ربا يرف ! ول أكن أدري أن ردها عليّ
وقتها كان من باب التمويه حت ل أخب أب!
وهناك برنامج آخر كانت تتابعه أمي وهو برنامج (ندوة للرأي) أراها تشاهده فلما أنكر
عليها ذلك مستفسرًا ترد قائلة :أشاهد وأسع لرى ما يقوله هؤلء العلماء عن النصرانية
والنصارى ! فأسع جوابا دون تعليق ...وأواصل مراقبتها ،وكانت أمي سحة العاملة لطيفة
العشر ،وكادت ف معاملتها تبدو أقرب للسلم والسلمي ،حت أن أحد القساوسة سبّها
ذات مرة لنا حلفت أمامه قائلة :والنب -على طريقة العامة من السلمي ف مصر وكما هو
معلوم بأن ذلك ل يوز شرعًا -فسبّها القس ونرها قائلً لا :أي نب ذلك الذي تقصدين ؟!
وعنفها حت سالت الدموع من عينها.
يقول الفت( :ولا فكرت أمي ف السلم ،استدعتن ذات مرة وقالت ل :تعال يا عماد أنت
ابن الوحيد ولن أجد أحدًا يسترن غيك! فقلت لا خيًا يا أمي ،فقالت :أنت ابن الكبي وأنا
مهما كانت المور وف كل الحوال أمك ..ومن الستحيل أن تتخلى عن أو ترمين ف
التهلكة ،فقلت لا :نعم يا أمي .فقالت :ماذا تفعل لو أن أهلك قالوا عن كلمًا سيئًا ورمون
بتهم باطلة ؟! فقلت لا :ول يفعلون ذلك وهم جيعا يبونك .قالت :ماذا تفعل لو حاولوا
قتلي والتخلص من ؟ فقلت لا :كيف ذلك ؟ ول ياولون قتلك وهم يبونك ؟! قالت :ماذا
تفعل لو صرت مسلمة ؟ هل ستحاربن مثلما الال مع أبيك وأعمامك وأخوالك وأقاربك ؟!
فكانت إجابت لا :الم هي الم وأنت أمي ف كل الحوال).
ولكن الفت دهش لديث أمه إليه وأوجس ف نفسه خيفة ،وقوّى ذلك الحساس لديه كثرة
مشاجرة أبيه مع أمه ف شأن رغبتها ف اعتناق السلم وكانت تصارح أباه ف هذا ،وكان
أبوه يغضب من تديدها بترك النصرانية ويتحداها أن تعتنق السلم.
378
وذات يوم عاد الفت إل النل قادمًا من مدرسته فلم يد أمه الت كانت تنتظر ميئه كل يوم،
فأسرع إل أبيه ف متجره يسأله فزعًا عن أمه فيجيبه الوالد بأنا ف البيت ،ويتساءل الب -
ف هدوء : -أين تراها قد ذهبت ؟! لعلها ذهبت إل إحدى صديقاتا ! فيقول الفت :إن
ل وتعجب للمر وأقسم أنه ل يغضبها ،ول خزانة ملبسها خالية تامًا ! فصمت الوالد قلي ً
يقع بينهما ما يوجب اللف أو الغضب ،فجعل يسأل عنها ف كل مكان يكن أن تذهب
إليه … وكانت الصدمة ..أنا أسلمت ! أسلمت وأعلنت إسلمها أمام الهات السؤولة
ولن تعود إل البيت أبدًا ..فجن جنون العائلة كلها وفقدت توازنا وصارت تقول ف السلم
والسلمي كل ما يكن أن يقال من ألفاظ السباب واللعن والتهديد والوعيد وصار الميع من
أخوال وأعمام فضلً عن الب ف حالة عصبية انفعالية ف الكلم والسلوك إنم غاضبون من
كل شئ ومن أي شئ … إنا الكارثة قد نزلت بم ،وإنه الشؤم قد حل بساحتهم ،ويقول
الفت :وكنت أستمع إل الشتائم توجه إل أمي من القارب والخوال والعمام ،فمن قائل:
إنا كانت تشبه السلمي ف كذا وكذا ،وهذا الال يوجه كلمه إل قائلً " :انظر كيف
تركتكم ،وتلت عنك وعن أختك ؟! انظروا من سوف يرعاكم ويقوم على تربيتكم ؟! " أما
العم فقد كان يقول كلمًا مشابا ويقول موجها كلمه ل ولخت " :ترى لو ذهبت أنت
وأختك إليها وتوسلتما إليها وبكيتما بي يديها ..هل ترجع إليكم ؟! " ويواصل العم حديثه
إل قائل " :اذهب يا عماد :اذهب إليها وابك بي يديها لعلها ترجع إليكم ! وكنت أسع
ذلك وأشاهد ما حول ول أحي جوابًا فقد كنت أنا أيضًا ضائقًا ما حدث وغي راضٍ وكان
العم يذهب إليها ف الهات الختصة ليوقع القرار تلو القرار بعدم التعرض لا ...وأحيانًا
كان يلقاها ويستعطفها كي تعود إل ولديها لشدة حاجتهما إليها ،ولكن أمي رفضت بشدة
بعدما ذاقت حلوة السلم واليان وأسلمت ل رب العالي وتركتنا وديعة عند من ل تضيع
عنده الودائع سبحانه هو خي حافظٍ وهو أرحم الراحي ،وأيقنت أن ال سوف يرسنا بعينه
ويرعانا برعايته.
379
ول يزل الفت يتردد على الكنيسة ودروسها ول سيما درس الثلثاء -وهو درس أسبوعي
يهتم بالشباب والراهقي باصة ،وبمهور رواد الكنيسة بعامة -وكان درسًا مشهودًا
يعرض فيه القس لكل ما يهم الجتمع والدين والسياسة ويقول ما يشاء دون خوفٍ من
حسيب أو رقيب خلفًا للحال مع غي النصارى ،وخلل درس الثلثاء ذات مرة تعرض
القس لم الفت ! ويقول الفت (:وكنت موجودًا ومعروفًا لمهور الاضرين ،فقد كنت من
عائلة معروفة بارتباطها القوي بالكنيسة ) ،وخلل الحاضرة نظر القس إل الفت وابتسم
ابتسامةً خبيثة وصرح معرضًا بأمه موجهًا كلمه لمهور الاضرين قائلً " :تذكرون فلنة
الفلنية ( وذكر اسها ) -ودون أن يذكر كنيتها (أم عماد) -الت أسلمت أراد السيح أن
يفضحها بعد أن خانت الكنيسة وهي الن ملقاة ف السجن ف قضية من قضايا الداب ! "
وأسقط ف يد الفت وأصبح ف حية شديدة ..هل هذا معقول ؟! -ويقول ف نفسه :أبعد
أن تسلم وجهها إل ال وتازف بترك دينها ول تشى العواقب -مهما كانت -تدخل
السجن ؟! واتهت النظار إل شخصي وصوبت سهامها نوي وكأنن ارتكبت جرمًا عظيمًا
وخرجت من درس ذلك اليوم كاسف البال ول أعقّب !!.
وبينما كنت ف تلك الال الكئيبة وأنا أسي ف الطريق إذا صوت ينادي ( :يا عماد يا
عماد ) .إنه صوت أمي تسي قرب منلنا لترانا على حذر وقد أرسلتْ من يستدعينا ف غفلة
من الهل واقتربت فإذا أمي ...وتنتابن جلة من الشاعر التضاربة ف مزيد من الرغبة ف
النتقام من ساعدوها على التعرف على السلم واعتناقه وباصة زميلتا اللئى يعملن معها
ف حقل التمريض وشعور بالشوق والني إليها والتقدير لا ...إنا أمي ...مهما كانت
وحبها كامن ف قلب فأقبلت إليها وسلمت عليها وكانت مع أناس مسلمي ل أعرفهم ...
وكانت أمي ترتدي الجاب ورأيتن أنظر إليها ف دهشة وأسألا -ف براءة -ألست
مسجونة ؟! فأجابت ف دهشة :ماذا تقول ياحبيب ؟! ومامعن :مسجونة ؟ هاك العنوان
وأرجو أن تزورن ،وأعطتن العنوان وانصرفت.
380
وبرغم حب لمي إل أنن ل أكن مستريًا لتلك القابلة وكان قلب قلقًا ول يكن اللقاء مفعمًا
بالب وبالعواطف الياشة نوها...
وأخذت العنوان وقفلت راجعًا إل منلنا أفكر ف المر وبعد يومي أو ثلثة عزمتُ على زيارة
أمي على عنوانا الديد ف موعد يسبق يوم الثلثاء اللحق لوقف القس السابق ف درس
الكنيسة ،وبلغت مسكن الوالدة وشاء ال أن يكون ذلك مع أذان الغرب ...يا سبحان ال
..وأستمع إل أذان الغرب وكأن أسعه لول مرة برغم ساعي له آلف الرات ولكن الذان
هذه الرة وقع مغاير تامًا لا ألفته من قبل .
وتستقبلن أمي أثناء الذان مرحبةً ب ،وأراها وأسعها تردد الذان وهي ل تكاد تنتبه لديثي
إليها وبعد الذان ذهبت فتطهرت وتوضأت ث دخلت ف صلتا وجعلت تتلو القرآن ف
الصلة بصوت مسموع فكنت لول مرة أسع القرآن من أمي ،إنا تتلو سورة الخلص ،
وكان لذلك وقع ل يوصف ف قلب وأثر ساحر ف نفسي إن مشاعري ف تلك اللحظة ل
أقوى على وصفها ،فلقد شلن نورٌ ربانٌ وتلكن شعور غريب تنيت معه ف تلك اللحظة لو
جثوت على ركب وقبلت قدم أمي وهي تصلي ،شعرت بشيء ما يغسل قلب ،وداخلن صفاءٌ
ونقاءٌ ل أشعر بما من قبل ،أجل إن شعوري ف ذلك اليوم ل يكن وصفه أو التعبي عنه ...
إنه روح جديدة تسري ف جسدي وعروقي ،أحسست بدى الظلم الذي وقع على أمي من
ذلك القس ف درس الثلثاء الاضي ،تنيت لو خنقته لفترائه على أمي دون وجه حق ،لاذا
يشوه سيتا ؟! أهذا عدل؟ وهل السيح أمر بذلك ؟!
ولكن المر كان عند القوم متلفًا إن لديهم قاعدة تقول ( :ابث عن الروف الضال قبل أن
تبحث عن أحد الغرباء ليدخل الكنيسة ) والعن أنه يب أن تبحث عن النصران الذي ابتعد
عن عبادة السيح قبل أن تبحث عن أحد تغريه بعبادة السيح ،ويواصل الفت تساؤله :لاذا
يفتري ذلك القس على أمي ؟ ويشنع عليها ؟ ودخلت ف صراع مع نفسي ،وبعد الصلة
جاءت أمي بالطعام وعرضت علي أن أتناول الطعام معها ،وقالت :هيا لتأكل معي أم أنك
381
تشى أن تأكل معي ؟! وأنظر بعيني تفيضان بالشوق إليها والكبار لا ،وأطالع ف وجهها
نورا ونضارةً ل أعهدها من قبل ،إنا أم جديدة غي الت ألفتها من قبل ،إنا متلفةٌ تامًا ..
ماهذه الوضاءة الت تنور وجهها ؟!! مالذي حدث ؟!
وتضي تساؤلت الفت توج ف أعماقه فيما كان يطالع وجه أمه فيقول :ماذا حدث لمي ...
لقد عشت معها عمري ...ما الذي جد عليها ؟! ما هذا النور الذي يفيض به وجهها ؟!
يقول الفت :وبرغم مشاعري التناقضة وقتذاك من مشاعر حب الم وكراهيتها لنا خانت
السيح بتركها السيحية ( حسب رأيهم ) .....إل أن أرى أمي متلفةً تامًا أرى ف وجهها
نورًا وبياضًا وجالً ل أعهده ف وجهها من قبل ...هل هي نضارة السلم ؟ أم هو نور
السلم ؟ ....وتناولت معها الطعام وكنا وحدنا ل يشهد هذا اللقاء أحد من أهلي ...ث
ودعت أمي متوجها إل البيت أعود لستلقي على سريري وأسترجع أحداث زيارت لمي
كأنا حلم جيل ...ل أكاد أصدق أن هذا حدث ...ويقترب موعد درس الثلثاء التال
وأذهب إل الكنيسة للستماع إل ماضرة القس السبوعية ف يوم الثلثاء التال للثلثاء الذي
تعرض فيه لمي بالتشهي والشتم.
وأعود إل الكنيسة للستماع إل الحاضرة السبوعية وف هذه الرة وخلل الحاضرة تاوز
القس كل الدود ف الساءة لمي والتعريض با وسبها وإهانتها بأقذر الساليب وبأشنع
الفتراءات للدرجة الت زعم فيها أنه تدث معها ف السجن وقد زارها فيه ،فأعجبُ لستوى
الكذب والزور والبهتان الذي بلغه القس ،وأدهش لستوى التدن الذي اندر إليه ،وبرغم ما
يتمتع به ذلك القس وأمثاله من مكانة روحية كبية ف نفوس أتباع الكنيسة إل أن وجدت
نفسي ل أحتمل السكوت عليه وعلى وقاحته فاندفعت أصيح ف وجهه قائلً :كفى إل هذا
الد من فضلك ،وهذا أمر جلل أن يوقف فت ف سن الراهقة مثلي القس الحاضر ف
المهور وهو الب الروحي للكنيسة وروادها ،ويقاطعه فت بذه الرأة وبذا السلوب
الغاضب الهي ،ويواصل الفت كلمه الغاضب للقس قائلً :انتظر من فضلك ..كفى إل
هذا الد ،توقف ! أنت كذاب.
382
وهنا يتدخل جهور الكنيسة ف ماولة للحد من ثورة الفت وإسكات غضبه يذكرونه بكانة
الرجل ويناشدونه الدوء والسكوت ،ولكن دون جدوى ؛ لن الفت ل تدأ ثورته و ل يلك
غضبه وواصل إنكاره على القس الذي التفت إليه ف ماولة لتهدئته قائلً :مالك يا عماد؟!
..اسكت يا بن .. .ماذا بك ؟ ..ماذا ف المر ؟ ..وييبه الفت :ل .أنت كذاب ،ويتوجه
إل جهور الاضرين قائلً :يا جاعة ،أنا كنت عند أمي (وأقسمت لم بقسم السيح
عندهم) أن كنت عندها وعندما سعت أمي الذان قامت فتطهرت وتوضأت وصلت ،منتهى
النقاء ،وال رأيت ف وجهها نضارة -ويصف الفت وقع كلماته على الاضرين -فيقول:
( لحظت وجوههم اسودت وكشروا عن أنيابم عندما سعون أتدث عن أمي بذه الطريقة
وواصلت الديث قائلً لم :وال إن القس لكذاب وأمي ليست ف السجن كما يزعم القس،
وهاكم العنوان لن يرغب بزيارتا ...أمي بفضل ال رب العالي حي سعتها تقرأ القرآن
أمامي كانت تغسلن وتطهرن ،فقاطعن القس قائلً :اسكت يا ولد وإل سأطردك خارج
الكنيسة ) ،ولكن الفت ل يسكت ،ويواصل هجومه على القس الفتري قائلً له :دعن
أسألك أيها القس ،هل تتطهر قبل الصلة كما يتطهر السلمون ؟! حينئذ جن جنون
الاضرين وتتابعت تديداتم وكادوا يفتكون ب فمن قائل :اسكت لقد جاوزت كل حدود
الدب ،ومن قائل :أنت تذي وترف .أما القس فقد تغي لونه وارتعشت يداه وظهر على
وجهه الضطراب والزية والفضيحة ،فيما يصيح ثالث :هل أجرت لك أمك غسيلً للمخ ؟
وكانت ردودي كأنا الطلقات النارية ف وجه القس والتعاطفي معه ،وانفض الوقف
وخرجت من الكنيسة باكيًا أكفكف دمعي النهمر من عين الحمرتي لطول البكاء
والغضب ،ول أجد ما يفف من وقع منت إل التوجه إل بيت أحد أصدقائي العزاء الذين
قويت صداقت معهم مع مر اليام فلم أجده ف البيت ورأفتْ أمه لال الت كنت عليها فرقتْ
لال ،وحزنتْ من أجلي وقالت :منها ل أمك ...هي السبب ...فيما أنت عليه من حزن
وأسى ...فلينتقم ال منها ! ول أكد أسع كلم هذه الرأة حت رغبت ف الجوم عليها
وخنقها هي وكذلك القس الكذاب ورميتها بعين كأنما جذوتان تبعثان بالشرر الارق
383
وانصرفتُ قافل إل بيتنا حزينًا كئيبًا تنتابن مشاعر شت أريد أن أذهب إل أمي وأعتذر لا
عما أصابا من افتراء هذا القس الكذاب وأريد أن أعود إل القس لشفي غليلي منه أريد أن
أهينه ...أشعر بالضيق ...إن روحي تكاد تزهق ...ولكن غالبتُ نفسي وقلت :لعل هذا
الغضب ف مواجهة القس وذلك التجرؤ عليه وسوسة من الشيطان فلرجع إل النيل لعلي
أجد فيه السكينة والداية والدوء.
ويعاود الفت قراءة النيل -ويوقن بفطرته كما يقول -أنه مرف وأن القرآن الكري هو
كتاب ال حقًا ،هو الكتاب الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه ،فالنيل عندما
طالعته وجدته كتابًا كأي كتاب يؤلف ف سية شخص أو عظيم حيث تطالعك أخبار عن
السيح الذي يأكل والسيح الذي يشرب والسيح الذي يوت والسيح الذي يقوم من الذي
يتحدث بذه الخبار ؟ هل هو ال ؟ أم هو السيح ؟! .
إن النيل كتاب كأي كتاب يكي قصة شخص أكل وشرب ونام ،وفعل كذا من
العجزات أو له كذا من العجزات والوارق ،من التحدث ف كل هذا ؟ أو من الذي كتب
هذه الخبار بعد وفاة السيح؟ ولاذا تتعدد الروايات وتتلف وتتناقض أحيانا بتعدد الناجيل
واختلفها ،حت والسيح على الصليب -كما يزعمون -ينادي ( :إيلي إيلي لاذا؟ شبقتن !
).
أي :إلي إلي لاذا تركتن وخذلتن ؟! لاذا ؟ ينادي مَنْ ؟ وهو من ؟ وكيف يتخلى الب عن
ابنه وهو يستصرخه ويستنصره ويستنجد بـه ؟! أهذا منطق؟! أسئلة كثية رَستْ أمامي
علمات استفهام كبية ،وف هذا أنشأتُ ف خطاب للنصارى والنصارى أقول ( :ياعُبّادَ
السيح ...ل عندكم سؤال ...ل ييب عنه إل من وعاه ...كيف مات الله بصنع قوم ؟
...فهل هذا إله ؟ ...وعجبًا لقب يوي هذا الله ...والعجب منه بطن حواه ...ث يرج
من بي الفرج فاتًا للثرى فاه ...فهل هذا إله ؟! ) -وهذه القصيدة مقتبسة من أخري لبن
القيم رحه ال تعال.-
384
وقد أصاب الفت اللل من قراءة النيل -كما يكي -لن قراءته ف النيل ضاعفت من
حيته ول تب عن أسئلته ،ويضي الفت قائلً :ولكن حرصي على الوصول للحقيقة دفعن
لزيد من الراجعة ومعاودة قراءة النيل مرة أخرى حت انتهيتُ من قراءته لصل إل
الطمئنان النفسي والعقلي والروحي فما وجدت إل الزيد من البام والغموض ،فاشتدت
حيت حت طالعت ف النيل قول السيد السيح:
( الق الق أقول لكم :إن من يتبع كلمي ويؤمن بالذي أرسلن فله حياة أبدية )
ال أكب .ال أكب إذا جاءت صرية وعلى لسان السيح عبارته تلك الت تؤكد أنه رسول من
عند ال ،فقوله ( :الق .الق ) قسم وقوله ( :إن من يتبع كلمي ويؤمن بالذي أرسلن)
تأكيد على أنه رسول من عند ال وقوله( :فله حياة أبدية) أي له النة والياة الالدة ف
النة.
وتكثر تساؤلت الفت ،فيذهب إل القس ف الكنيسة ،ويعرض عليه تساؤلته واستنتاجاته،
ويار القس ول يرد عليه جوابًا ،فينصرف الفت عنه وبعد عدة أيام يرسل إل الفت بدية
غالية القيمة ( من حيث قيمتها الادية ) وكانت صليبًا من الذهب الالص يثبت ف سلسلة
تعلق ف العنق ..يقول الفت( :ولحظت أنه قد غي من معاملته معي فصار يعاملن برقة
ولطف ويشملن بنظرات عطفه وإشفاقه وقربن إليه ،وذات مرة فاجأن بقوله -ف لغة حانية
( : -أنا آسف إذ ذكرت أمك با ذكرتا على تلك الصورة الت ضايقتك ،فأنت ابن السيح،
ونن نبك ،والسيح يبك )...ول أكن أدري أنه يدبر ل بليل ويفر ل حفرة عميقة ،وقال
ل ف لجة ودودة :أتن لو أرسلت والدك وأرجو أن يأت ف صحبته عمك ويواصل الفت
قائل ( :وكانت لب وعمي مكانة عالية عند القس ف الكنيسة حيث كان يستعي بما ف
حل مشاكل عائلتنا) .ومضى القس يقول للفت" :أريد أن تبلغ أباك وعمك أن أريدك ف أمر
سيسعدك كثيا وسييك للغاية ،ول تنس أباك الروحي فلنـا الذي يبك كثيا وأنا أحبك
وأعتز بك كثيًا وأرجو أن تقبل أسفي لن ذكرت أمك بالسوء وسببت لك كل هذا
385
الزعاج وكل تلك الضايقة ،ويصدق الفت -بطيبة وبراءة -مقولة القس ول يكن يدري -
كما يكي -بأنه كان يدبر له مكيدة وأنه يريد والده وعمه من أجل هذا !
ويعود الفت إل والده ويبه أن الب فلنا (القس) يريده ومعه عمه بعد قدّاس يوم المعة
القادم ،فأجابه الوالد موافقًا ،وف اليوم الذكور اصطحب الرجلن الوالد والعم الفت قاصدين
الكنيسة والتقيا بالقس ف الوعد الحدد ،وهناك استقبلهما القس .يقول الفت ( :ولا همت
بالدخول ف صحبتهما ،استوقفن القس وسألن أن أنتظر خارج الغرفة ،لن الديث مع الوالد
والعم ف شأن خاص بك وسيسعدك كثيًا ويمل لك مفاجأة سارة ).
هكذا خاطب القس الفت كما حكى -ومكثوا ف اجتماعهم قرابة الساعة بعدها خرج الوالد
والعم ناكسي الرؤوس -وسألتهما :ماذا حدث ؟ فيجيب الوالد :لشيء … كل ما هناك
أن النبا (فلنا) أرسل ف طلبك لتمكث معه وف صحبتك أختك يومي أو ثلثة ،فقلت:
خيًا ول أعقب ،واستبشرت بتلك الزيارة ؛ لا لذلك النبا من مكانة عالية ف النفوس ( عند
النصارى ) ولا له من كرامات -كما يزعمون ف النصرانية -المر الذي يتمناه كل نصران
وأخبن الوالد أن النبا يريد أن يقدم لك هدية قيمة ويريد أن يسلمها لك بنفسه ،وأن
تكث معه وأختك يومي أو ثلثة داخل الدير ف مكان سيعجبك جدًا وستستريح فيه كثيًا ،
فأجبته من فوري بالوافقة السعيدة وسألن أن أتأهب للسفر يوم الثني التال للقاء ،فصرت
متلهفًا للسفر تواقًا لذاك اللقاء ؛ لا كنت أسع من معجزات ذلك النبا وكراماته -كما
يزعمون -وكنت أريد أن أرى بعين ما يزيد يقين ف هذا الرجل ( فما راءٍ كمن سعا ).
وف يوم الثني الوعود يلحظ الفت أن والده يساعده ف إعداد حقيبة السفر ويضع فيها كل
اللبس ويعجب من أمر أبيه كيف يضع كل تلك اللبس ! ولا سأل والده أجاب عنه بقوله:
ت الفت ول يلق بالً ،وانطلقا إل الطرانية ف القاهرة ،
بعد حي ستعرف كل شئ وصم َ
ويراقب الفت الوقف عن كثب ،فهاهو الوالد منهمك ف إناء بعض الجراءات ول يشأ البن
أن يسأل الوالد عن أي شئ ما يرى ...ومن القاهرة انتقل الركب إل بن سويف حيث
386
( بيت الشمامسة ) وهناك تسلمن قس -والكلم للفت -وتركن والدي وأوصان بأخت
الصغية خيًا وانصرف.
وف بيت الشمامسة -حيث القر الديد للفت -ل تلبث العاملة أن تغيت وتتابعت الوامر
الصارمة والتعليمات الشددة أين ملبسك ؟ اجلس أقبل … هذا سريرك الذي ستنام عليه
وهذا مكان حفظ ملبسك ،ويسأل الفت عن أخته فيجيبه السؤول قائلً :ل دخل لك با ...
ستكون ف مكان وهي ف مكان آخر.
كان الوقف صعبًا على الفت ...فالكان غي مريح -كما يقول :-إن نظرة واحدة لنظام
غرفة النوم تذكرك بعنب السجن حيث السرة ذات الطابقي وكثرة عدد القيمي ف البيت ...
ومرت الثلثة أيام والسبعة والعشرة أيام ،والفت يتساءل ف حية مت سفري إل أهلي ؟ ومت
أعود لدينت ؟ وسرعان ما تأتيه الجابة :انسَ كل شئ ول تفكر ف مدينتك ول أهلك ول ف
العودة إل بيتك ...أنت هنا لن تغادر ...نن نبك ! ألست تبنا كما نبك ؟! وهل نقصر
ف خدمتك أو ف حقك ؟! الطعام يقدم لك ف مواعيد والنوم ف مواعيد والدروس ف مواعيد
وحياتك منظمة ،ونن نبك ونريدك ،فشعرت بالسى والزن يعتصرن وكأن ف سجن ل
إرادة ل فيه ول حرية ول اختيار ،وجعلوا يعدونن إعدادًا لصبح شاسًا ...الدروس التتابعة
والتلقي الستمر ول يكن ل من همّ إل أن أحفظ تعاليم النصرانية ودروس اللهوت ،وأن
أردد كل ما يلقى إل كالببغاء إل أن بلغت الفترة الت أهلتن لصبح شاسًا وقد تُو ْجتُ ف
تلك الفترة برشم الصليب ف شعر رأسي بقص مقدمته على هيئة الصليب ،وقام بذلك النبا
وأجازن شاسًا ...وصرتُ منذ تلك اللحظة حائزًا على درجة شاس داخل اليكل ول تزل
الياة هنالك تبعث على اللل والسأم ...كنا مموعة كبية من الفتيان ف الجرة نيا حياة ل
جدة فيها ول طرافة وإنا حياة رتيبة ...دروس ملة تفرض علينا فرضًا وتعاليم السيحية تصب
ف رؤوسنا على غي شرح أو إقناع ،وليس أمامنا إل أن نستظهر تلك الدروس وإل فالعقاب
الليم ينتظرنا فضلً عن صحبة غي طيبة من الشباب الستهتر وحياة ل آلفها ول أعتدها،
387
المر الذي يناقض تكوين ونفسي وتربيت ما دعان للكتابة إل أب أستعطفه وأرجوه أن يأت
ليخرجنا من هذا الكان وأقول له ف خطاب :يا والدي ،إن أحبك ...حرام عليك ! أهكذا
تتركنا وتدعنا وتلقي بنا ف هذا الصي ...وأيًا كانت الحوال فأنا ابنك وأحبك .ويتابع
البن إرسال خطاباته إل أبيه مستغيثًا مستعطفًا إياه ولكن دون جدوى !
وتزداد معاناة الفت فيفاجأ بعد معاناته السابقة طيلة ستة أشهر بتقرير من مطرانية بن سويف
بترحيله إل بن مزار ف مافظة النيا إل مكان يعرف ببيت النعمة وشهرته عند السلمي
( مدرسة القباط العدادية الشتركة ) كما يقول صاحبنا.
ويواصل حديثه عن بيت النعمة فيقول :وهناك ف (بيت النعمة) الذي كان ف القيقة (بيت
النقمة) شربت الر ألوانا وعشت الصب أشجانًا ،وصرت أذكر أيام العاناة ف بن سويف بكل
خي ،فقد كانت أيامي فيها نعيمًا قياسًا على أيامي الت قضيتها ف (بيت النعمة) ...وال
الذي ل إله غيه كلما ذكرت أيامي ف بن مزار ف (بيت النعمة) شعرت بآثار السياط تلهب
ظهري وترهق كاهلي ! لشدة ما كانت عليه العجوز اليزبون من قسوة ف معاملتنا .إذ
حرمها ال من كل مسحة جال ونعتّها بكل ما هو قاسٍ وقبيح ...إنا ميفة مرعبة ،فهي
تتعامل مع الشباب بالسياط الامية ،لقد كانت تطاردنا ف أرجاء البيت بعصاها الغليظة حت
كان شباب هذا البيت يتبئون تت السرة وخلف البواب خوفًا من عقابا ول يكن غريبًا
أن تراقبنا ساعة تناول الطعام وتلحقنا بأوامرها ول يكن غريبًا أن تأمر الفرد منا أن ينهض
ويترك الطعام دون أن يشبع إذللً له وإهانة لكرامته ،أما أخت فقد قصوا لا شعرها
وأخبوها أنا ستتزوج قسًا رغما عنها عندما تبلغ الامسة عشرة ،وأتساءل ف حية وضجر
إل مت سأظل على هذا العذاب ؟ فتكون الجابة :إل أن توت ! … لن ترى والدك ول
أحد أفراد أسرتك ول أحبابك إل أن توت !
ومضت الشهور -كما يقول الفت -شهرًا تلو شهر ،وعاودت الكتابة إل أب مستجيًا به
أستعطفه لينقذن من هذا الكرب الذي كنت أعيش فيه ولكن دون جدوى ما جعلن أكتب
388
إليه ذات مرة داعيًا عليه ،وقلت ف رسالت إليه ذات مرة فلينتقم ال منك ! وأصابن الرض
والزال ،وبلغ التعب والرق ب مبلغه وغايته ،وكان الوقت ير ثقيلً ف صحبة فتية ما ساءت
أحوالم واستحقوا التأديب والعقاب من الكنيسة ،فمنهم من أسلم أبوه ومنهم من أسلمت
أمه ومنهم من هو مطلوب لثأر ف الصعيد ويتوافد الزوار على هذا البيت الذي نسكن فيه ،
ويشاهدون ما نن عليه من شقاء وعنت ،وكأننا ملوقات عجيبة ف حديقة اليوان ،يتسلى
الناس بشاهدتا ،ومرت ستة شهور ،وأنا ف هذا العذاب ،وعاودت الكتابة إل أب أتوسل إليه
أن يأت ليشاهدن ولو مرة واحدة ،ول يكن من المكن أن نفر من هذا البيت ول سبيل
للنجاة من هذا العذاب؛ لن حراسته كانت شديدة ،ول يكن من المكن أن ينجح أحد ف
اقتحام الصعوبات الفروضة للحراسة حت لو نح أحد ف اختراق الراسة فإن ماولة غي
مأمونة العواقب ويكن المساك به وإعادته مرة أخرى ،ليلقى مزيدًا من العذاب ولكن
إلاحي ف الكتابة إل والدي دفعه لزيارتنا وما أن جاء لزيارتنا ورأى الصورة الت كنت عليها
من الزال والضعف وسوء حال ،حت احتضنن باكيًا المر الذي شجعن على الرتاء ف
حضنيه وتقبيل يديه وقدميه والستغاثة به ،لينقذن من العاناة الت كنت فيها ،حت إن أخت
كانت معي ف نفس البيت ف الطابق العلى ول أتكن من رؤيتها طوال مدة وجودي فيه ،
ما رقق قلب أب فذهب إل رئيس البيت ،وقال له :لو سحت ،أريد أن أعود بالولدين :عماد
وأخته -إن شاء ال -وحسبهما هذه الدة الت مكثوها عندكم ،فرد السؤول :ل إن شاء
ال لن تأخذهم أبدًا أبدًا أبدًا ،فقال له أب :ما معن هذا ؟ فأجاب رئيس البيت :لو أخذت
الولدين معك إل مدينتكم سوف يتعلقون بأمهم ،وسيسبب هذا لك وللكنيسة إزعاجًا ل
داعي له ،فأجابه الوالد بنبة قاطعة :أريد أولدي وإليكم الوراق التعلقة بذلك ،وأصر
والدي على موقفه ،فرد السؤول ف نبة تدٍ :ل .لن نسلمك أولدك ( واخبط راسك ف
الدار ) واصنع ما بدا لك ،فرد الوالد قائلً :إذا سأخرج من هنا إل الحافظ وأشكو إليه
أمركم وأفضح أمركم على الل ،فلما وجد السؤول ذلك الصرار من والد الفت رد عليه ف
غلظة وسلم الفت وأخته مضطرًا ،يقول الفت :وفيما نن ف الطريق إل مدينتنا ،سألت والدي
عن حال أمي ،فقال ل :يا بن .إن أمك قد ماتت إثر حادث صدام بالسيارة ،وصدمها
389
خالك وقضت نبها ،ويسقط ف يد الفت ويصدم صدمة نفسية عميقة يعاف معها الياة ،إذا
ضاق بالياة ذرعًا بعد فراقها ويقول لبيه ف تساؤل حزين :إذن لاذا نذهب إل مدينتنا ،عد
بنا من حيث أتينا ،فما قيمة العودة دون أمل ف لقاء أمي والنس با ؟! وواصلنا السي حت
بلغنا مدينتنا.
وتضي اليام ويعود الفت وأخته إل بيت الوالد ،ويستأنف الفت عمله ف متجر العائلة مع
أبيه ،وبعد مضي أربعي يومًا ،وبينما كان الفت ف متجر أبيه إذا بصوت سيدة تنادي من
جانب قريب :يا عماد يا عماد ويدرك الفت على الفور بأنه صوت أمه ،فيسرع نوها ويرتي
ف أحضانا ،ويوقن وقتها بأن أبيه قد أخفى القيقة عنه حت ل يفكر فيها ،ول يعاود التصال
با ،وتعطيه الم النون عنوانا ،ويعود المل من جديد ،يقول الفت :وصرتُ أسي حثيثًا نو
النور ،وبعد أيام قليلة قمت بزيارتا فرحبت ب وغمرتن بعطفها وحبها وحنانا ورأيت
النضارة تعود إل وجهها من جديد ،بعد أن عانت أشد العاناة ف بعدنا عنها ،ولا عدت إل
بيت والدي استدعان أب وفاتن ف موضوع زواجه من جديد أملً أل يسبب هذا الوضوع
أي إزعاج ل فوافقته من فوري ،ول أعارضه ،وقلت له :إنا حياتك ،وأنت ولك التصرف
وسعى أب لستخراج التصريح اللزم لذا الزواج حسب ما يقضي به الذهب الرثوذكسي ،
فذهب إل مطرانية القاهرة لذا الغرض وهناك رأى عجبًا فمن قائل له :ل بد أن تدفع 200
جنيه وآخر يطلب 150جنيه لعمل تصريح الزواج وثالث يطلب 70جنيها لستخراج
التصريح ،ولا حصل الب على التصريح له بالزواج تعهدته امرأة العم -وكانت امرأة
متعصبة للنصرانية تعصبًا أعمى تكره السلم والسلمي كراهية شديدة -فاختارت له زوجة
نصرانية متعصبة للنصرانية أيضًا ،ودخل با -وكان فارق السن بينها وبي أب كبيًا-
وصارت معاملتها لنا تسوء يومًا بعد يومٍ ،حت إنا شكتن إل أب ذات يوم قائلة له -زورًا
وبتانًا :-هل تتخيل أن ابنك يرفع يده عليّ ؟ فغضب أب أشد الغضب واشتعلت ثورته فانال
عليّ ضربًا ل رحة فيه؛ من أجل إرضاء زوجته الصغية الدللة ما دفعن للعودة إل أمي ؛
لستعي منها بعض الكتب الت تساعدن على التعرف على السلم ،ونصحتن أمي أن أقرأ
390
بعم ٍق وقالت ل :يا بن ،إنك ملم بتعاليم النصرانية ،فأنت شاس داخل اليكل أرجو أن تقرأ
القرآن الكري بعمق وتعاود قراءة النيل وتطالع كتب السية ث تقارن بينها ....ولكنها
حذرتن أن يطلع أب على هذا المر ..أو تلك الكتب ؛ وإل فسيكون مصيي هو الوت !
فلما علم أب بترددي على أمي وزيارتا استدعان ذات مرة وجرى بين وبينه الوار التال
قائلً ل :ما الب ؟ هل عاودت زيارة أمك ؟ فأجبته :نعم عاودت زيارتا ؛ لنتقم منها لنا
خانت السيح ....فقال ل :كيف ذلك ؟ فقلت له :اصب وسترى -إن ال مع الصابرين -
سوف أنتقم منها انتقامًا شديدًا ....ولا تدثت مع عمي ف هذا المر وقلت له ما قلت لب
أعجب ب كثيًا ورأيته متهللً وقال ل :أحسنت ومضى يقول :لقد أخبن القس ف الكنيسة
بأنه يتوقع لك مستقبلً باهرًا .وأنك ستصبح مع الترقي قسيسًا ف الكنيسة بعد عدة
سنوات ،وانتقم يا بن من أمك بالطريقة الت تلو لك ،فسررت كثيًا لقناعة أب وعمي با
قلت لم تبيرًا لزيارة أمي وكان ذلك تويهًا وبعثًا للمان ف نفسي ؛ حت أجد المان ف
البحث عن القيقة ومعرفة حقيقة السلم وبعد معاناة ف البحث والطلع والقارنة بي
مصادر السلم والنصرانية غمرن نور السلم وذقت مع مطالعة مصادره حلوة وطمأنينة ،ل
أكن أجدها قبل السلم .فعدت إل أمي وفاتتها ف أمر اعتناق السلم.
وقد ساعد الفت ف الوصول إل القناعة التامة بقبول السلم دينًا وجود مسجد قريب من
منل أمه الصالة فكان بتشجيع من والدته يارس فيه الشعائر الدينية من إقامة الصلة وقراءة
القرآن ومتابعة الذان .يقول الفت( :وصدق ال العظيم إذ يقول (أل بذكر ال تطمئن
القلوب) وكنت أقضي ناري عن والدت وأعود للمبيت ف بيت أب) ولا وصل الفت إل هذه
الدرجة العالية من اليقي بالق ف دين السلم وف شريعته الغراء ..قال ( :فاتت أمي ف
رغبت ف اعتناق السلم وترك النصرانية ،فوافقتن وهي فرحة ،فأعلنت إسلمي على يد أمي
أول قبل الشروع ف اتاذ الجراءات الرسية ف إشهار إسلمي ،وسحت ل بأن أتردد على
السجد ،لداء الصلة ،وقد عرف إمام السجد بقصت فكان يساعدن ف فهم قواعد السلم
391
وفقه العبادات ول سيما فقه الصلة ،وكان وشم الصليب ل يزال واضحا وجليا ف معظم
اليد ما كان يسبب ل حرجًا وعنتًا شديدين لن ل يعرف قصت.
ومن الواقف الت تعرض لا عماد للحرج الشديد خلل تردده على السجد الذكور ف حالته
الت كان عليها -كما يكي -فيقول :همت بالوضوء من مياه السجد ذات مرة وكشفت
عن ذراعي وفيما أرفعهما أثناء الوضوء إذا جاري السلم -أثناء الوضوء -يلمح وشم الصليب
ف يدي .فقال ل :ماذا تصنع ؟ فأجبته ملمحًا :نسأل ال الداية .فسكت ول يغضب ،وترك
مكان الوضوء بانب ونأى عن واستكمل وضوءه ،وف موقف آخر تعرضت لحراج شديد،
حيث أقيمتْ الصلة وكب المام تكبية الحرام كنت خلف المام ف الصف الول وبينما
أرفع يدي مع تكبية الحرام إذا بأحد الصلي من العامة يلمح وشم الصليب ف يدي فيلتفت
نوي ف غضب ويذبن من ملبسي ف قسوة يرجرن بعيدًا عن صفوف الصلي ويصب
عليّ جام غضبه ،وتنصبّ عليّ شتائمه وتديداته ويقول ل( :يادسيسة) جئت تتجسس على
السلمي ،وقال ألفاظًا أخرى ل أذكرها ما أحزنن كثيًا ،ولول يقين ف السلم وقد شرح
ال صدري إليه لفتنت ف دين ،وكان شيخ السجد يعرف قصت فلما فرغ من الصلة عنف
الرجل وإن كان الرجل الاهل قد اعتذر إل بعد أن أشهرت إسلمي وقال ل( :أنت الن من
أهل النة) وكان هدف من ترددي على السجد أن أتزود من فقه السلم ولزداد يقينًا على
يد الشيخ :حسي أحد عامر حت أتكن من مواجهة شدائد ما بعد إشهار إسلمي رسيًا ،
وصارحت والدت برغبت ف إعلن إسلمي رسيًا فقالت :أختك من قبلك؛ لنا ستضيع ...
وقد تلقي عندهم ما تلقيه من شقاء وعنت إذا أسلمت وتركتها عندهم ،ما أشعرن
بالوف على أخت ودفعن لساعدتا على معرفة السلم وفهمه عسى ال أن يشرح صدرها
إليه وإن يهديها إل الدين الق دين السلم ملة إبراهيم ودين رسل ال وجيع أنبيائه.
وذات يوم تعود الفتاة من الكنيسة وهي تمل صورة ليلد السيح (حسب زعمهم) ،وكان
عمرها حينذاك ل ياوز الثن عشر ربيعًا فيسألا الفت الخ :ماذا تملي ؟ فأجابت هذه
392
صورة للمسيح ف مذود البقر ،ويعاود الفت سؤال أخته:وما هذا الذي حول الصورة ؟ ومن
هذا الذي ف الصورة ؟ فقالت :ربنا ! ،ويدهش الفت ،ويواصل السؤال :ومن هذا الذي
حوله ؟ فقالت :بقر وحار وحيوانات أخرى .ويسأل سؤالً أخر :وأين ولد الرب ؟ فأجابت:
ف مذود البقر ،فقال :وما معن مذود البقر ؟ فقالت :حظية حيوانات ،فيد الفت :وهل يليق
بالرب والله أن يولد ف حظية البهائم ؟ فقالت :ل .هذا تواضع منه كما علمتن العلمة ف
الكنيسة ،فيعلق الفت :هل التواضع من إله -ول الثل العلى -أن يولد ف بيت متواضع أم ف
حظية حيوانات قذرة ؟ فإذا الخت تقول :أنا أيضًا غي مقتنعة بذا النطق النصران وراغبة ف
السلم ،وما لبثت الفتاة أن أعلنت إسلمها على يد أخيها ونطقت بالشهادتي ( أشهد ل إله
إل ال ،وأشهد أن ممدا رسول ال) أمامه ث اتها إل الهات السؤولة ليعلنا إسلمهما معًا
وهناك وجدا أشد العاناة وتعرضا لختبارات كثية وبلء شديد حت سح لما باعتناق
السلم -كماي قول ( : -مناقشات طويلة وضغوط من النصارى وتديدات وأسئلة ف فقه
السلم وعقيدته ،وتكنا بفضل ال وتوفيقه أن نتاز الختبارات بنجاح) ،وإن كانت
الناقشة قد طالت وأرهقته؛ لنا كانت شاقة وحادة وطويلة ،وقد امتدت فترة العاناة العقلية
والنفسية ف رحلة فتانا من الشك إل اليقي خس سنوات كانت أصعب سني عمره وقد
صارت حياته بعد إسلمه تفيض بحبة السلم .
يقول الفت( :ذات يوم وبعد إسلمي ،تقابلت أنا وأحد القساوسة ،وكان معه شابان فقال ل
القس ف سخرية :بعت دينك يا عماد مثل فلن ،ويقصد بفلن هذا الرجل الذي باع دمه من
أجل الصول على لقمة العيش فرددت عليه قائلً :هل تعلم أن البابا تزوج ؟ فقال على
الفور :البابا ل يتزوج ،فقلت :سبحان ال البابا ل يتزوج والله يتزوج ،عجبًا لك ترم هذا
المر على البابا وترضاه للله)
ويضي الفت قائلً( :تدثت مع أحد أفراد الكنيسة قلت له :لاذا قدم السيح نفسه قربانا
لغفرة خطيئة آدم ول يقدم آدم نفسه بدلً عنها ؟! ولاذا كان عيسى عليه السلم مسؤول
دون غيه عن خطيئة آدم ،ومطالبًا بالتكفي عنها ،وأين السؤولية الفردية ؟ أليس ضياعها ف
393
الجتمع دليلً على أنه يكم بشريعة الغاب ؟ ث أليس من العدل أن يي ال آدم ويأمره
بتقدي نفسه قربانا ؟ ولاذا يقدم عيسى نفسه قربانًا بل سبب وجيه ؟ ث من الذي أحيا السيح
بعد موته ؟ هل أحيا نفسه ؟ أم أحياه غيه ؟ وإن كان هذا عن طيب خاطر فمن ذا الذي
كان يصيح ويستغيث على الصليب ويقول( :إيلي إيلي لاذا شبقتن) أي :إلي إلي لاذا
تركتن؟ سع ماوري هذا وبعدها فرّ هاربًا ول يع ّقبْ).
ويكي الفت قائلً ( :تدثت مع أحد رجال الدين النصران .قلت له :أين أولدك حت أسلم
عليهم ( وهذا دون قصد من ) فقال :أنا ليس عندي أطفال ول أنب ،وبنظرة سريعة إل
عينيه الملوءتي بالدموع ،استطرد فبدأ حديثه معي قائلً :الفرد منا يريد أن ينجب طفلً
ليحمل اسه ويكمل رسالته بعد موته ...نظرت ف وجهه وقلت :سبحان ال هل ال ف
حاجة إل من يمل اسه أو يكمل رسالته وقرأت عليه قول ال تعال( :وقالوا اتذ الرحن
ولدًا (*) لقد جئتم شيئًا إدّا (*) تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتر البال هدًا
(*) أن دعوا للرحن ولدًا (*) وما ينبغي للرحن إن يتخذ ولدًا (*) إن كل من ف السماوات
والرض إل آت الرحن عبدا (*) لقد أحصاهم وعدهم عدًا (*) وكلهم آتيه يوم القيامة
فردًا ).
394
-84سناء الفتاة الصرية النصرانية سابقا
كنت أستمع إل أقوال القس دون أن أستوعبها ،شأن شأن غيه من الطفال ،وحينما أخرج
من الكنيسة أهرع إل صديقت السلمة للعب معها ،فالطفولة ل تعرف القد الذي يزرعه
القسيس ف قلوب الناس.
كبت قليل ،ودخلت الدرسة ،وبدأت بتكوين صداقات مع زميلت ف مدرست الكائنة
بحافظة السويس ..وف الدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الصال الطيبة الت تتحلى با
زميلت السلمات ،فهن يعاملنن معاملة الخت ،ول ينظرن إل اختلف دين عن دينهن ،وقد
فهمت فيما بعد أن القرآن الكري حث على معاملة الكفار – غي الحاربي – معاملة طيبة
طمعا ف إسلمهم وإنقاذهم من الكفر ،قال تعال { :ل ينهاكم ال عن الذين ل يقاتلوكم ف
الدين ول يرجوكم من دياركم أن تبوهم وتقسطوا إليهم إن ال يب القسطي}.
إحدى زميلت السلمات ربطتن با على وجه الصوص صداقة متينة ،فكنت ل أفارقها إل
ف حصص التربية الدينية ،إذ كنت – كما جرى النظام أدرس مع طالبات الدرسة النصرانيات
مبادئ الدين النصران على يد معلمة نصرانية .كنت أريد أن أسأل معلمت كيف يكن أن
يكون السلمون – حسب افتراضات السيحيي – غي مؤمني وهم على مثل هذا اللق
الكري وطيب العشر؟ لكن ل أجرؤ على السؤال خشية إغضاب العلمة حت ترأت يوما
395
وسألت ،فجاء سؤال مفاجأة للمعلمة الت حاولت كظم غيظها ،وافتعلت ابتسامة صفراء
رستها على شفتيها وخاطبتن قائلة " :إنك ما زلت صغية ول تفهمي الدنيا بعد ،فل تعلي
هذه الظاهر البسيطة تدعك عن حقيقة السلمي كما نعرفها نن الكبار ."..صمت على
مضض على الرغم من رفضي لجابتها غي الوضوعية ،وغي النطقية.
وتنتقل أسرة أعز صديقات إل القاهرة ،ويومها بكينا لل الفراق ،وتبادلنا الدايا
والتذكارات ،ول تد صديقت السلمة هدية تعب با عن عمق وقوة صداقتها ل سوى
مصحف شريف ف علبة قطيفة أنيقة صغية ،قدمتها ل قائلة ":لقد فكرت ف هدية غالية
لعطيك إياها ذكرى صداقة وعمر عشناه سويا فلم أجد إلهذا الصحف الشريف الذي
يتوي على كلم ال" .تقبلت هدية صديقت السلمة شاكرة فرحة ،وحرصت على إخفائها
عن أعي أسرت الت ما كانت لتقبل أن تمل ابنتهم الصحف الشريف.
وبعد أن رحلت صديقت السلمة ،كنت كلما تناهى إل صوت الؤذن ،مناديا للصلة ،وداعيا
السلمي إل الساجد ،أعمد إل إخراج هدية صديقت وأقبلها وأنا أنظر حول متوجسة أن
يفاجأن أحد أفراد السرة ،فيحدث ل مال تمد عقباه .ومرت اليام وتزوجت من "شاس"
كنيسة العذارء مري ،ومع متعلقات الشخصية ،حلت هدية صديقت السلمة "الصحف
الشريف" وأخفيته بعيدا عن عين زوجي ،الذي عشت معه كأي امرأة شرقية وفية وملصة
وأنبت منه ثلثة أطفال .وتوظفت ف ديوان عام الحافظة ،وهناك التقيت بزميلت مسلمات
متحجبات ،ذكرنن بصديقت الثية ،وكنت كلما عل صوت الذان من السجد الجاور،
يتملكن إحساس خفي يفق له قلب ،دون أن أدري لذلك سببا مددا ،إذ كنت ل أزال غي
مسلمة ،ومتزوجة من شخص ينتمي إل الكنيسة بوظيفة يقتات منها ،ومن مالا يطعم أسرته.
وبرور الوقت ،وبحاورة زميلت وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر ف حقيقة
السلم والسيحية ،وأوازن بي ما أسعه ف الكنيسة عن السلم والسلمي ،وبي ما أراه
وألسه بنفسي ،وهو ما يتناقض مع أقوال القسس والتعصبي النصارى .بدأت أحاول التعرف
396
على حقيقة السلم ،وأنتهز فرصة غياب زوجي لستمع إل أحاديث الشايخ عب الذاعة
والتلفاز ،علي أجد الواب الشاف لا يعتمل ف صدري من تساؤلت حيى ،وجذبتن تلوة
الشيخ ممد رفعت ،والشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكري ،وأحسست وأنا أستمع
إل تسجيلتم عب الذياع أن ما يرتلنه ل يكن أن يكون كلم بشر ،بل هو وحي إلي.
وعمدت يوما أثناء وجود زوجي ف الكنيسة إل دولب ،وبيد مرتعشة أخرجت كني الغال
"الصحف الشريف" فتحته وأنا مرتبكة ،فوقعت عيناي على قوله تعال { :إن مثل عيسى عند
ال كمثل آدم خلقه من تراب ث قال له كن فيكون } .ارتعشت يدي أكثر وصببت وجهي
عرقا ،وسرت ف جسمي قشعريرة ،وتعجبت لن سبق أن استمعت إل القرآن كثي ف
الشارع والتلفاز والذاعة ،وعند صديقات السلمات ،لكن ل أشعر بثل هذه القشعريرة الت
شعرت با وأنا أقرأ من الصحف الشريف مباشرة بنفسي .همت أن أواصل القراءة إل أن
صوت أزيز مفاتح زوجي وهو يفتح باب الشقة حال دون ذلك ،فأسرعت وأخفيت
الصحف الشريف ف مكانه المي ،وهرعت لستقبل زوجي.
وف اليوم التال لذه الادثة ذهبت إل عملي ،وف رأسي ألف سؤال حائر ،إذ كانت الية
الكرية الت قرأتا قد وضعت الد الفاصل لا كان يؤرقن حول طبيعة عيسى عليه السلم،
أهو ابن ال كما يزعم القسيس – تعال ال عما يقولون -أم أنه نب كري كما يقول القرآن؟
فجاءت الية لتقطع الشك باليقي ،معلنة أن عيسى ،عليه السلم ،من صلب آدم ،فهو إذن
ليس ابن ال ،فال تعال { ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد } .تساءلت ف نفسي عن
الل وقد عرفت القيقة الالدة ،حقيقة أن "ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال" .أيكن أن
أشهر إسلمي؟ وما موقف أهلي من ،بل ما موقف زوجي ومصي أبنائي؟ طافت ب كل هذه
التساؤلت وغيها وأنا جالسة على مكتب أحاول أن أؤدي عملي لكن ل أستطع ،فالتفكي
كاد يقتلن ،واتاذ الطوة الول أرى أنا ستعرضن لخطار جة أقلها قتلي بواسطة الهل أو
الزوج والكنيسة .ولسابيع ظللت مع نفسي بي دهشة زميلت اللت ل يصارحنن بشيء ،إذ
تعودنن عاملة نشيطة ،لكنن من ذلك اليوم ل أعد أستطيع أن أنز عمل إل بشق النفس.
397
وجاء اليوم الوعود ،اليوم الذي تلصت فيه من كل شك وخوف وانتقلت فيه من ظلم
الكفر إل نور اليان ،فبينما كنت جالسة ساهة الفكر ،شاردة الذهن ،أفكر فيما عقدت
العزم عليه ،تناهي إل سعي صوت الذان من السجد القريب داعيا السلمي إل لقاء ربم
وأداء صلة الظهر ،تغلغل صوت الذان داخل نفسي ،فشعرت بالراحة النفسية الت أبث
عنها ،وأحسست بضخامة ذنب لبقائي على الكفر على الرغم من عظمة نداء اليان الذي
كان يسري ف كل جواني ،فوقفت بل مقدمات لهتف بصوت عال بي ذهول زميلت:
"أشهد أن ل إله إل ال ،وأن ممدا عبده ورسوله" ،فاقبل علي زميلت وقد تين من
ذهولن ،مهنئات باكيات بكاء الفرح ،وانرطت أنا أيضا معهن ف البكاء ،سائلة ال أن يغفر
ل ما مضى من حيات ،وأن يرضى عن ف حيات الديدة.
كان طبيعيا أن ينتشر خب إسلمي ف ديوان الحافظة ،وأن يصل إل أساع زملئي وزميلت
النصارى ،اللوات تكفلن -بي مشاعر سخطهن -بسرعة إيصاله إل أسرت وزوجي ،وبدأن
يرددن عن مدعي أن وراء القرار أسباب ل تفى .ل آبه لقوالن الاقدة ،فالمر الكثر أهية
عندي من تلك التخرصات :أن أشهر إسلمي بصورة رسية ،كي يصبح إسلمي علنا،
وبالفعل توجهت إل مديرية المن حيث أنيت الجراءات اللزمة لشهار إسلمي .وعدت
إل بيت لكتشف أن زوجي ما إن علم بالب حت جاء بأقاربه وأحرق جيع ملبسي،
واستول على ما كان لدي من موهرات ومال وأثاث ،فلم يؤلن ذلك ،وإنا تألت لطف
أطفال من قبل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط علي للعودة إل ظلم الكفر ..آلن مصي
أولدي ،وخفت عليهم أن يتربوا بي جدران الكنائس على عقيدة التثليث ،ويكون مصيهم
كأبيهم ف سقر ..رفعت ما اعتمل ف نفسي بالدعاء إل ال أن يعيد إل أبنائي لتربيتهم تربية
إسلمية ،فاستجاب ال دعائي ،إذ تطوع عدد من السلمي بإرشادي للحصول على حكم
قضائي بضانة الطفال باعتبارهم مسلمي ،فذهبت إل الحكمة ومعي شهادة إشهار
إسلمي ،فوقفت الحكمة مع الق ،فخيت زوجي بي الدخول ف السلم أو التفريق بينه
وبين ،فقد أصبحت بدخول ف السلم ل أحل لغي مسلم ،فأب واستكب أن يدخل ف دين
398
الق ،فحكمت الحكمة بالتفريق بين وبينه ،وقضت بقي ف حضانة أطفال باعتبارهم
مسلمي ،لكونم ل يبلغوا اللم ،ومن ث يلحقون بالسلم من الوالدين.
حسبتُ أن مشكلت قد انتهت عند هذا الد ،لكن فوجئت بطاردة زوجي وأهلي أيضا،
بالشاعات والقاويل بدف تطيم معنويات ونفسيت ،وقاطعتن السر النصرانية الت كنت
أعرفها ،وزادت على ذلك بأن سعت هذه السر إل بث الشاعات حول بدف تلويث
سعت ،وتويف السر السلمة من مساعدت لقطع صلتهن ب .وبالرغم من كل الضايقات
ظللت قوية متماسكة ،مستمسكة بإيان ،رافضة كل الحاولت الرامية إل ردت عن دين
الق ،ورفعت يدي بالدعاء إل مالك الرض والسماء ،أن ينحن القوة لصمد ف وجه كل
ما يشاع حول ،وأن يفرج كرب .فاستجاب ال دعائي وهو القريب الجيب ،وجاءن الفرج
من خلل أرملة مسلمة ،فقية الال ،غنية النفس ،لا أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة
زوجها ،تأثرت هذه الرملة السلمة للظروف النفسية الت أحياها ،وتلكها العجاب والكبار
لصمودي ،فعرضت علي أن تزوجن بابنها الوحيد "ممد" لعيش وأطفال معها ومع بناتا
الربع ،وبعد تفكي ل يدم طويل وافقت ،وتزوجت ممدا ابن الرملة السلمة الطيبة .وأنا
الن أعيش مع زوجي السلم "ممد" وأولدي ،وأهل الزوج ف سعادة ورضا وراحة بال،
على الرغم ما نعانيه من شظف العيش ،وما نلقيه من حقد زوجي السابق ،ومعاملة أسرت
السيحية .ول أزال بالرغم ما فعلته عائلت معي أدعو ال أن يهديهم إل دين الق ويشملهم
برحته مثلما هدان وشلن برحته ،وما ذلك علي ال – سبحانه وتعال – بعزيز.
399
-85سوسن هندي الفتاة الصرية النصرانية سابقا
قصت مع اليان قصة طويلة هي مشوار العمر كله ،فمنذ كنت طفلة صغية ل أعي شيئا من
حول ،وبدأت أتعرف على الشياء ،وجدتن مدفوعة بنهم للطلع والقراءة ف كل أنواع
العرفة ،وكانت البداية قراءات وحوارات ولقاءات متعددة انتهت ب إل إشهار إسلمي .هذا
ما أكدته سوسن هندي الت كانت إل وقت قريب فتاة نصرانية شديدة التعصب لعقيدتا قبل
أن تعلن إسلمها .قالت :إنن نشأت ف أسرة مسيحية وكنت البنة الوحيدة بي أربعة أشقاء
من الذكور ولذا كنت مدللة للغاية وتعلقت بالسلم منذ الصغر قبل أن أصل لرحلة التفكي ،
ففي الرحلة البتدائية كنت السيحية الوحيدة ف الفصل إل جانب مسيحي آخر ،وكنت
أحرص على حضور درس الدين السلمي مع زميلت وكان مدرس اللغة العربية بأسلوبه
الحبب إلينا وشرحه البسط يأسرن با يرويه عن السلم ،وف الرحلة العدادية كنت
أحرص على استعارة كتاب الدين السلمي القرر وب شغف شديد لستيعاب كل ما فيه ،
كذلك كان حال ف الرحلة الثانوية ،وكان كتاب ( عبقرية عمر ) للستاذ ممود العقاد
الذي كان مقررا علينا ف الرحلة الثانوية ،نقطة تول ف تفكيي .وتضيف سوسن :إنه
رغم تشبث أب بسيحيته وتردده على الكنيسة إل أن مكتبته الاصة بنلنا با عدد كبي من
الكتب السلمية وكنت أتسلل إل الكتبة ف غيبته لشبع نمي للطلع الجرد بل هدف ،
وبالتدريج تكونت لدي الرغبة ف الزيد من البحث عن الجهول بالنسبة ل من أجل العلم
والعرفة .ف هذه الرحلة كنت مسيحية شديدة التعصب مواظبة على التردد على الكنيسة ،
وكنت أشعر بالغية على عقيدت وهي تتضاءل أمام السلم ،وكنت أتن أن أرى ـ وقتها
ـ ف عقيدت السيحية من القيم والبادئ القوية ف العقيدة والشريعة والسلوك ما هو موجود
ف السلم ،وكان كل هي أن أستوعب " عبقرية عمر " القرر علينا رغبة ف الصول على
درجة كبية ف اللغة العربية الت أعشقها وحت يتسن ل اللتحاق بقسم اللغة العربية بكلية
الداب ،ول أكن أدري أن هذا القسم ل يلتحق به إل السلم أو السلمة وشخصية عمر بن
الطاب ـ رضي ال عنه ـ أذهلتن ،وقد كان عليّ ـ رضي ال عنه ـ مقا عندما قال :
400
[ عقمت المهات أن يلدن مثل عمر ] ،لقد أرسى أبو بكر الصديق ـ رضي ال عنه الدولة
السلمة سياسيا لكن عمر أرساها سياسيا وفكريا معا .وتضي سوسن هندي قائلة :ول تكن
أسرت تشعر بشيء بل كان والدي ل يرى مانعا من مطالعت للكتب السلمية لزيادة
العلومات ل أكثر ،كان هناك إنسان واحد يس ب وبيت ،قس شاب متفتح حر
التفكي ،كان يقول ل ( :أنت ملزمة با ترين ولست بلزمة بنصوص النيل الت تقلقك ،
إن أراك باحثة عن القيقة ) .وعندما علم بزن لعدم التحاقي بقسم اللغة العربية ،أشار علي
بقسم التاريخ ،وقال ل ( :ستجدين ف التاريخ ما تبحثي عنه ) كان هذا القس يمل
ليسانس آداب قسم تاريخ .توف القس ،وكم حزنت على وفاته ،فلم أشك لظة واحدة ف
أنه مؤمن يكتم إيانه ،وزاد حزن أن القس الذي حل مله ،كان على عكسه تاما ،وكان
يضيق بحاورت له ،وما أكثر ما قال ل :إنك تفسدين زميلتك الشابات ف الكنيسة.
فقدت الثقة ف النيل وعندما التحقت بالامعة ..حلت معي فكرا قلقا بالنسبة لسيحيت
وفقدت الثقة ف الناجيل وشروحها الكثية ولكنها على طرف نقيض ،ولكن ل أكتمكم
سرا حي أقول :إن النيل كان عاملً مساعدا ل على إشهار إسلمي وطالا وضعته أمام
القرآن الكري ف إطار القارنة فأحسست بأن ل وجه للمقارنة .وتضيف :كان الوار بين
وبي الشباب السلم داخل الامعة على أشده ولكن بروح سحة ،وما أن ينتهي الوار حت
نعود أصدقاء .وف السنة الخية قررت أن يكون حواري مع أستاذ بالكلية ،هذا الستاذ
كان على بينة من دينه ف غي تعصب .وقبل امتحان السنة النهائية ،فاجأت الستاذ بعزمي
على الدخول ف السلم عن اقتناع تام ،ودهشت عندما طلب من أن أتريث حت أنتهي من
المتحان ،لكن أصررت على موقفي .وغادرت منل لعيش ف ضيافة أسرة إحدى زميلت
حت استطعت إشهار إسلمي ،جن جنون أسرت الت فقدت كل أمل ف أن أعود إليها ،
وأبلغوا عن أنن مطوفة ،ولكنن ذهبت إل الجهزة الختصة وكتبت إقرارا بأنن لست
متطفة .تزوجت مسلما وتقول سوسن هندي :تزوجت شابا مسلما ملتزما من الذين كنت
أحاورهم ف الامعة ول تتعد أو تتجاوز علقت به حدود الوار ،ولكن ما إن علم بإعلن
إسلمي حت بادر بالتقدم لطبت وقبلت على الفور ،وكنت أعرف فيه دماثة اللق وهدوء
401
الطبع بالضافة إل استقامته والتزامه بدينه ،قد رحبت أسرته ب ترحيبا شديدا وأحسست
بأنن ف أمان بي هذه السرة الؤمنة ،وحاولت وكنت أود أن تكون هناك صلة بين وبي
أسرت ..فال سبحانه وتعالـى يقول ف مكم التنيل { :وإن جاهداك على أن تشرك بـي
ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما ف الدنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إلّ } ..
حاولت أن أكون على هذا الثال ولكن بل جدوى .و قد رأى زوجي أن أبدأها بالزيارة ،
وبالفعل قمت بزيارة أب إل أنه رفض هذه الزيارة ،ونصحن بعدم زيارة أمي وأخوت.
وأخيا تقول :المد ل أنا الن ربة بيت أبث عن عمل يليق ب حيث أعيش مع زوجي
وابنتّ أساء وإسراء وأكتب ف بعض الجلت والصحف الدينية وشغلي الشاغل حاليا أن
يظهر أول كتاب ل وهو " قصت مع السلم".
أحضرت له أمه كتبا عن كل الديان وبعد قراءة متفحصة ,قرر أن يكون مسلما قبل أن
يلتقي بسلم واحد.
يقول الرسول صلى ال عليه وسلم ":كل مولود يولد على الفطرة ,فأبواه يهودانه أو ينصرانه
أو يجسانه" .وقصة اليوم ما هي إل مصداق لذا الديث الشريف.
فقد ولد ألكساندر فرتز لبوين مسيحيي ف عام 1990م .وقررت أمه منذ البداية أن
تتركه ليختار دينه بعيدا عن أي تأثيات عائلية أو اجتماعية .وما أن تعلم القراءة والكتابة حت
أحضرت له كتبا عن كل الديان السماوية و غي السماوية .وبعد قراءة متفحصة ,قرر
ألكساندر أن يكون مسلما! وقد شغف حبا بذا الدين لدرجة أنه تعلم الصلة ,وتعرف على
كثي من الحكام الشرعية ,وقرأ التاريخ السلمي ,وتعلم الكثي من الكلمات العربية ,وحفظ
بعض السور ,وتعلم الذان .كل هذا بدون أن يلتقي بسلم واحد!
402
وبناء على قراءاته قرر أن يكون اسه الديد "ممد عبد ال تيمنا بالرسول الذي أحبه منذ
نعومة أظفاره" .ابتدأن هو بالسؤال هل أنت حافظ؟" قالا بالعربية! -قلت له ل ,وأحسست
بيبة أمله.
تابع يقول "ولكنك مسلم وتعرف العربية أليس كذلك"؟.
وأمطرن بأسئلة عديدة "هل حججت؟" "هل قمت بأداء العمرة؟" "كيف تصل على ملبس
الحرام؟"هل هي مكلفة؟" هل بإمكان شراؤها هنا أم يبيعونا ف السعودية فقط؟" .ما هي
الصعوبات الت تعان منها كونك مسلما ف جو غي إسلمي؟ ".
لقد توقعت أن يذكر أشياء تتعلق بزملئه أو مدرسيه ,أشياء تتعلق بأكله أو شربه ،أو بالطاقية
البيضاء الت يرتديها ،أشياء تتعلق بالغترة الت يلفها على رأسه على الطريقة اليمنية ,أو بوقوفه
مؤذنا ف الديقة العامة قبل أن يصلي ,ولكن جوابه كان غي متوقع وكان هادئا ومزوجا
بالسرة "تفوتن بعض الصلوات ف بعض الحيان بسبب عدم معرفت بالوقات
ما هو الشيء الذي جذبك للسلم؟ لاذا اخترت السلم دون غيه؟
-سكت لظة ث أجاب "ل أدري ,كل ما أعرفه أنن قرأت عنه وكلما زادت قراءت أحببته
أكثر".
هل صمت رمضان؟.
ل والمد ل ,وهي الرة الول الت أصوم -ابتسم وقال نعم لقد صمت رمضان الاضي كام ً
فيها ,لقد كان صعبا وخاصة ف اليام الول" .ث أردف "لقد تدان والدي أنن لن أستطيع
الصيام ,ولكن صمت ول يصدق ذلك".
ما هي أمنيتك؟ - .فأجاب بسرعة "عندي العديد من المنيات ,أتن أن أذهب إل مكة
الكرمة وأقبل الجر السود" .
"لقد لحظت اهتمامك الكبي بالج ,هل هناك سبب لذلك؟".
_ تدخلت أمه و لول مرة لتقول "إن صور الكعبة تل غرفته ,بعض الناس يظن أن ما ير به
الن هو نوع من اليال ,نوع من الغامرة الت ستنتهي يوما ما ,ولكنهم ل يعرفون أنه ليس
جادا فقط ,بل إن إيانه عميق لدرجة ل يسها الخرون .علت البتسامة وجه ممد عبد ال
403
و هو يرى أمه تدافع عنه ,ث أخذ يشرح لا الطواف حول الكعبة وكيف أن الج هو مظهر
من مظاهر التساوي بي الناس كما خلقهم ربم بغض النظر عن اللون والنس والغن والفقر.
ث استطرد قائلً :إنن أحاول جع ما يتبقى من مصروف السبوعي لكي أتكن من الذهاب إل
مكة الكرمة يوما ما ,لقد سعت أن الرحلة ستكلف قريبا من 4آلف دولر ,ولدي الن
300دولر"..علقت أمه قائلة ف ماولة لنفي أي تقصي من طرفها :ليس عندي أي مانع
من ذهابه إل مكة ولكن ليس لدينا الال الكاف لرساله ف الوقت الال
.ما هي أمنياتك الخرى؟.
-أتن أن تعود فلسطي للمسلمي ,فهذه أرضهم وقد اغتصبها السرائيليون منهم .نظرت
إليه أمه مستغربة فأردف موحيا أن هناك نقاشا سابقا بينه وبي أمه حول هذا الوضوع :أمي,
أنت ل تقرئي التاريخ ,إقرئي التاريخ ,لقد ت اغتصاب فلسطي.
و هل لديك أمنيات أخرى؟.
أمنيت أن أتعلم اللغة العربية و أحفظ القرآن الكري.
ماذا تريد أن تصبح ف الستقبل؟.
-أريد أن أصبح مصورا لنقل الصورة الصحيحة عن السلمي .لقد شاهدت الكثي من
الفلم الت تشوه صورة السلمي ,كما شاهدت العديد من الفلم اليدة عن السلم والت
أصدرها أشخاص أعتبهم مثلي العلى وقد اعتنقوا السلم ف الستينيات .وسأقوم بدراسة
السلم ف جامعة أكسفورد ,لقد قرأت أن لديهم برناما جيدا ف الدراسات السلمية.
404
"النير حيوان وسخ جدا ,أنا استغرب كيف يأكلون لمه ,أهلي يعلمون أن ل آكل لم
النير لذلك ل يقدمونه ل ,وإذا ذهبنا إل مطعم فإنن أخبهم أن ل آكل لم النير .هل
تصلي ف الدرسة؟ .نعم ,وقد اكتشفت مكانا سريا ف الكتبة أصلي فيه كل يوم .وحان
وقت صلة الغرب ,فنظر إل قائلً :هل تسمح ل بالذان؟ ،ث قام وأذن ف الوقت الذي
اغرورقت فيه عيناي بالدموع!
تبدأ السيدة إيفا قصتها بقولا :عندما عرفت السلم لول مرة كنت بعيدة كل البعد عن أى
نوع من العتقدات الدينية ،وقد يكون السبب أيضا هو أن ديانت السيحية قد بدت ل غي
واقعية على الطلق ،وليس بقدورها حل أى من الشكلت الت كنت أواجهها.
405
السلم دين الق الشامل:
وهنا تتحدث عن نقطة التحول ف حياتا فتقول:
هذه الفكار الت كانت باطرى وقعت إبان الفترة الت تسمى فترة ترد الطلب على
الرأسالية ،فعندما بثت هذه القضايا مع زميل مسلم أصبح فيما بعد زوجا ل وجدت أن
السلم قد وضع ف اعتباره كل هذه الشكلت ،واهتم با أعظم الهتمام كمشكلة
الستغلل أو القواني العامة الديقراطية وغي الديقراطية ومشكلة الال والقتصاد ..إل .فقد
أوجد السلم اللول الناسبة لكافة هذه الشكلت الدنيوية.وكم كان تأثرى عظيما حينما
علمت أن السلم يعترف بالنسان باعتباره ملوقا له روح وجسد ف آن واحد ،كما أحببت
مبدأ التصال الباشر بي النسان وخالقه دون أية وساطة من أى نوع بينهما ،فقد شعرت أن
من اللئق جدا للنسان أن يضع لالقه فقط ل لى أحد من خلقه!!
406
نفس الرية والتسيب الذى أعتدت أن انتقده ف ديانت السابقة ،وهى حرية يساء فهمها
واستخدامها فقد اكتشفت أن الفهم النظرى شىء والتطبيق العلمى شىء آخر تاما ،وأذكر
هنا اللباس السلمى للمرأة كان ف البداية مشكلة كبى بالنسبة ل ،وأظن أن هذا ينطبق
على معظم السيدات اللانيات السلمات .فإل جانب الحساس بعدم الرتياح والشعور بالر
الشديد والرأة ف لباس كامل ف الصيف ،فقد كان من العسي على أن أصمد أمام اسئلة
التهكم والحتقار الت كانت توجه ل ،وقد استمر ذلك حت وفقن ال إل الرد بإجابات
كرية وردت ل اعتبارى أمام نفسى وأمام الناس ،دون أن أحس بأنن قد أوذيت أو أخدش
حيائى.
407
ف ظلله ،والسيدة إييفا ماريا عضو ف هذه الالية .سائلي ال أن يبارك ف هذا المع
الطيب.
إدراكي الوّلّ حول فكرة اللص السيحيّة جاء بعد تعميدي وأنا ف سنّ مبكّرٍ ف إحدى
الكنائس العمدانيّة النوبيّة .فقد عُّل ْمتُ ف مدرسة الحد" :إذا ل تكون مُعمّدة ،فإنّك
ستذهبي إل جهنّم".
حصل تعميدي لنّي كنت أُريد إرضاء النّاس .فقد سألتُ أمّي عن التعميد -حي جاءت إل
غرفت ف إحدى الُمسيات -فشجّعتن لكي أفعل ذلك .وهكذا قرّرت ف يوم الحد التال أن
أذهب إل مُقدّمة القاعة الكنسيّة .وخلل التراتيل النّهائيّة للموعظة ،توجّهتُ سائرةً إل المام
لُقابل الرّاهب الشاب .كانت هناك ابتسامةٌ على وجهة ،فحيّان ،وقعد بانب على القعد
الطويل .سألن" :لاذا تريدين أن تفعلي هذا؟" ...انتظرت بُرهةً ثّ قلت" :لنّي أُحبّ السيح
(عليه الصّلة والسّلم) ،وأنا أعرف أنّه يبّن" .وبعد انتهاء هذا التصريح ،جاء إلّ أعضاء
الكنيسة وعانقون ...على أن تكون مراسم الغمر ف الاء بعد بضعة أسابيع.
خلل سنّ عمري البكّرة ف الكنيسة -وحت ف صفّ الرّوضة -أذكر أنّن كنت مُشاركةً ف
اليقاع الصّوتّ أثناء دروس مدرسة الحد .فيما بعد -أثناء سنّ مراهقت الول -كنت
عضوا ف مموعة البنات الفتيّات ،والّت التقت ف الكنيسة من أجل النّشاطات السبوعيّة،
وقامت بالتّخييم سنويّا من أجل الرياضة الروحيّة .وف صباي حضرت ميّما مع أعضاءٍ أكب
منّي سنّا من الجموعة الشبابيّة .وعلى الرغم من أنّي ل أقض الكثي من الوقت معهم ف
السابق ،إلّا أنّهم كانوا يعرفونن "كإبنة النسّق للشبيبة" ،أو "الفتاة الّت تعزف البيانو ف
الناسبات الكنسيّة الاصّة" .ف إحدى أُمسيات هذا الخيّم كان هناك رج ٌل يتحدّث عن
زواجه .تدّث عن قصّة لقائه بزوجه .لقد ترعرع ف الوليات التحدّة المريكيّة حيث تُعتب
408
الُواعدة أمرا طبيعيّا ،ولكن –ف تقاليد تلك الفتاة -كان بإمكانه فقط أن يلتقي با برفقة
حارسٍ معهما .وبا أنّه كان مُعجبا با فقد قرّر أن يستمرّ ف لقاءها .وكان هناك شرطٌ آخر،
وهو أنّهما ل يكن بإمكانما أن يلمس أحدها الخر حت يعقدا الطبة .و بعد أن تقدّم
لطلب يدها ،سُمح لما بإمساك اليدي .كان هذا مّا حيّرن ،وما زال يُشعرن بالرّهبة .فقد
كان من الميل أن أُفكّر بأنّ مثل هذا الكتشاف عن شخصٍ آخرٍ كان يكن أن يظلّ سرّا
حت تّ هذا العتراف .ومع أنّ القصّة أمتعتن ،إلّا أنّن ل أكن أظنّ أبدا أنّها يكن أن تتكرّر.
بعد بضع سنوات ،تطلّق والداي ،وتغيّر دور الدّين ف حيات .فقد كنت دائما أنظر إل عائلت
من خلل عيون طفلة ،فكانوا بذلك مِثاليّيْن .فقد كان والدي شّاسا ف الكنيسة وذو إحترامٍ
كبي ،وكان معروفا من الميع .وكانت والدت نشطةً ف مموعات الشبيبة.
عندما غادرت أُمّي البيت ،أخذت دور العناية بأب وأخويّ الثني .واستمرّ ذهابنا إل
الكنيسة ،ولكن بسبب زيارتنا لُمّي ف عُ َطلِ ناية السبوع ،أصبحت زياراتنا للكنيسة أقل.
عندما كنّا ف بيت والدي ،كنّا نتجمّع ليلً –وف كلّ ليلةٍ -لقراءة "الرسالة الول إل مؤمن
كورونثوس ( ")13-1والّت تتحدّث عن الحبّة والحسان .وقد كرّرت القراءة معهم
مرّاتٍ كثيةٍ جدّا حت حفظتها عن ظهر قلب .فقد كانت تثّل نوعا من الدّعم العنويّ لب،
على الرغم من أنّي ل أكن أفهم لاذا.
وف فترة ثلث سنواتٍ متتاليةٍ انتقل أخي الكب ،ثّ أخي الصغر ،ثّ أنا إل بيت والدت .وف
ذلك الوقت ل تعد أُمّي تذهب إل الكنيسة ،وهكذا وجد أخواي أنّ الذّهاب إل الكنيسة
ليس ضروريّا .وبانتقال إل بيت أُمّي -خلل السّنة قبل الخية من مرحلة الدّراسة الثانويّة-
أنشأت صداقاتٍ جديدةٍ ،واكتشفت طريقةً متلفةً ف الياة .ففي يومي الدّراسيّ الوّل
تعرّفت إل فتاةٍ كانت غايةً ف اللطف .وف اليوم الدّراس ّي التال دعتن لزيارتا ف بيتها خلل
عطلة ناية السبوع ،لقابل عائلتها وأزور كنيستها .تقبّلتن عائلتها على الفور "كفتاةٍ طيّبةٍ" و
"قُدوةٍ حسنةٍ" لا .وأيضا صدمتن الفاجأة من جاعة الصلّي الّذين حضروا إل كنيستها،
409
فعلى الرغم من أنّي كنت غريبةً عنهم إلّا أنّ كلّ النّساء والرّجال حيّون بالعناق والقُبَل
وجعلون أشعر بأنّي ف موضع ترحيب.
بعد قضائي الستمرّ للوقت مع هذه العائلة ،وذهاب إل كنيستهم ف عُطَل ناية السبوع،
بدأوا يدّثونن عن معتقداتم الاصّة ف كنيستهم "-كنيسة السيح" (عليه الصّلة والسّلم).
فهذه الطّائفة تسي على العهد الديد (أو التطبيق الرفّ لكتابات بولس) .فلم يكن لديهم
آلتٌ موسيقيّةٌ ف الكنيسة أثناء الصّلة ،بل الغناء الصّوتّ فقط؛ ول يكن هناك وُعّاظٌ
مدفوعي الجر ،بل كان بعض كبار السنّ يقودون الصّلة .ول يكن يُسمح للنّساء بالديث
ف الكنيسة .ول يتفلون بعيد اليلد ،والفصح ،وباقي العياد .وكان النبيذ والبز غي الخمّر
يُقدّمان بالشاركة كلّ يوم أحد .وكان التعميد يتمّ فورا ،وف اللحظة الّت يقرّر فيها الث بأن
يصبح مؤمنا .وعلى الرغم من أنّي كنت أُعتب مسيحيّة ،إلّا أنّ أعضاء "كنيسة السيح" كانوا
يعتقدون بأنّي سأذهب إل جهنّم إذا ل أتعمّد مُجدّدا ف كنيستهم وعلى طريقتهم .فكان هذا
أوّل انفجارٍ رئيسيّ ف نظامي العقائديّ .فهل أنا ترعرت ف كنيسةٍ كان ك ّل ما فيها يُعمل
بطريقةٍ خاطئة؟! وهل كان يتوجّب عليّ حقّا أن أتعمّد مرّةً أخرى؟!
عند هذه النقطة كان ل نقاشٌ مع أُمّي حول العقيدة .حدّثتها عن ارتباكي ،وأنّن فقط أحتاج
إل من يوضح ل المور .وأصبحت ناقدةً للطّقوس الدّينيّة ف كلّ الكنائس ،لنّ الوعّاظ
يكون لنا القصص فقط ،ول يُركّزون على النيل .ول يكن باستطاعت أن أفهم" :إذا كان
النيل مهمّا جدّا ،فلماذا ل يُقرأ لوحده ف الصّلة الكنسيّة؟"
ومع أنّي فكّرت بالتعميد كلّ يوم أحد ،ولفترةٍ تُقارب السنتي ،إلّا أنّن ل أستطع أن أتقدّم
للتعميد .كنت أُصلّي ل تعال ليدفعن للمام إن كان فعل ذلك صائبا ،ولكنّ هذا ل يدث
أبدا.
410
ف السّنة التالية ،ذهبت إل الكليّة وأصبحت منفصلةً عن كلّ الكنائس ،كإنسانٍ يبدأ من
جديد .ف بعض أيّام الحاد كنت أزور بعض الكنائس مع الصدقاء ،فقط لشعر بلحظات
نقدٍ للطّقوس الدينيّة .حاولت النضمام إل المعيّة الطلّابيّة العمدانيّة ،ولكنّي شعرت بأنّ
الشياء خاطئةٌ هناك أيضا .فقد جئت إل الكليّة مُعتقدةً بأنّي سأجد شيئا يشبه كنيسة السيح
(عليه الصّلة والسّلم) ،ولكنّ مثل ذلك ل يوجد .وعندما كان يصادف وأعود إل منل
والدت أيّام العُطَل السبوعيّة ،كنت أزور الكنيسة لكي أحصل على شعو ٍر فوريّ بالشاركة
الجتماعيّة والترحيب.
لوْقة الوسيقيّة لكنيسة "ويكف سنت الثانية ف الكليّة أمضيت أيّام الحاد بالغناء ف ا َ
فوريست" ،لنّي كنت أكسب مبلغا جيّدا من الال .ومع أنّي ل أكن أُومن بعتقدات
الكنيسة ،إلّا أنّي كنت أحتمل الطّقوس الدينيّة لجن الال .وف شهر تشرين الول من هذه
السّنة قابلت مسلما كان يسكن ف سكن الطلّاب الّذي كنت أسكن فيه .كان شخصا
لطيفا ،وكان دائما يبدو مُتأمّلً أو غارقا ف تفكيٍ عميق .وف إحدى المسيات قضيت كلّ
المسية سائلةً إيّاه بعض السئلة الفسلفيّة حول اليان والدّين .فتحدّث عن إيانه كمسلمٍ
شيعيّ إماميّ إساعيليّ .وعلى الرغم من أنّ أفكاره ل تثّل تاما طائفته السلميّة (حيث أنّه
كان أيضا مُرتبكا وباحثا عن بعض الجابات) ،إلّا أنّ تصرياته الساسيّة جعلتن أتساءل عن
معتقدات الاصّة :فهل نن لنّنا وُلدنا ف هذا الدّين ،فإنّ ذلك يتضمّن بأنّه هو الدّين
الصّحيح؟ ويوما بعد يوم كنت ألقاه وأسأله الكثي من السئلة -راغبةً ف نفس الستوى من
التعامل معه ،كما حصل حي التقينا لوّل مرّة -ولكنّه ل يعد ييب على أسئلت ،أو يوافق
الحتياجات الروحيّة الّت كانت لديّ.
ف الصّيف التال ،عملت ف إحدى الكتبات ،وكنت ألتهم أيّ كتابٍ استطعت إياده عن
السلم .ث قدّمت نفسي لسلمٍ آخر ف الرم الامعيّ ،وبدأت أسأله عن السلم .وبدل أن
ي وقتٍ كان لديّ أسئلةٌ عامّةٌ عن
ييبن على أسئلت وجّهن لقراءة القرآن الكري .وف أ ّ
411
السلم ،كان ييبن عليها .ذهبت إل السجد الحليّ مرّتي خلل تلك السّنة ،وكنت سعيدةً
لشعوري بنوعٍ من الشاركة الجتماعيّة مُجدّدا.
وبعد قراءت عن السلم خلل الصّيف ،أصبحت أكثر حساسيةً تاه التصريات الّت تُدل عن
السلمي .وعندما كنت آخذ مادّةً تهيديّةً عن السلم ف منتصف الفصل الدّراسيّ ،كنت
أشعر بالحباط حي يقوم الستاذ بإلقاء تعليقاتٍ خاطئة ،ولكنّي ل أكُن أعرف كيف
أُصحّحه .وف نشاطٍ خارجٍ عن دراست الامعيّة ،أصبحت عاملةً نشطةً وداعمةً لنظّمةٍ حديثة
النشأة ف حرمنا الامعيّ هي "منظّمة الوعي السلميّ Islam Awareness
." Organizationوحيث إنّن كنت العضو النثوي الوحيد ،كنت أُقدّم للخرين
على أنّي "مسيحيّة الجموعة" .وف كلّ مرّ ٍة كان فيها أحد السلمي يقول ذلك كنت أنظر
إليه بية ،لنّي كنت أظنّ بأنّي كنت أفعل كلّ ما كانوا يفعلون ،وأنّي بذلك كنت مسلمةً
أيضا .فقد امتنعت عن أكل لم النير واصبحت نباتيّة ،ول أكن أبدا أُحبّ المر ،وبدأت
الصّوم ف شهر رمضان البارك ،ولكن كان ل يزال هناك اختلفٌ ما...
ف ناية تلك السّنة قبل النهائيّة حصلت بعض التغييات ،فقد قرّرت أن أُغطّي شعري ،لُخفيه
عن أعي النّاس .ومرّةً أخرى فكّرت بذلك كشيءٍ جيل ،وكانت لديّ فكرةٌ بأنّ زوجي فقط
سيكون بإمكانه أن يرى شعري .حت أنّه ل يدّثن أحدٌ عن الجاب ...حيث إنّ الكثي من
الخوات ف السجد ل يكنّ يلبسنه.
ف ذلك الصّيف ،كنت أجلس ف الدرسة أتصفّح النترنت ،باحثةً عن مواقع عن السلم.
كنت أريد العثور على عناوين إلكترونيّةٍ لُناسٍ مسلمي ،ولكنّي ل أُوفّق .وأخيا غامرت
بالدّخول إل صفحةٍ كانت رابطةً للزّواج .قرأت بعض العلنات ،وحاولت أن أجد أُناسا ف
مثل سنّي لكتب لم عن السلم .وقدّمت لرسائلي بعبارة" :إنّن ل أبث عن الزّواج ،أنا
فقط أريد أن أتعلّم عن السلم" .بعد بضعة أيّامٍ وصلن ثلثة ردود من ثلثةٍ من السلمي:
ن كان يدرس ف الوليات التحدة ،وأخرى من مسلمٍ هنديّ كان يدرس ف رسالةٌ من باكستا ّ
412
انلترا ،والخية من مسلمٍ يعيش ف دولة المارات العربيّة .قدّم ل كلّ أخٍ منهم الساعدة
بطريقةٍ فريدة ،ولكنّي بدأت الراسلة مع السلم الباكستانّ الّذي يعيش ف الوليات التحدة،
لتواجده ف نفس النطاق الزمنّ لنطقت .كنت أُرسل إليه السئلة ،وكان هو بدوره يقوم
بإرسال إجاباتٍ شاملةٍ ومنطقيّة .وعند هذه النقطة عرفت بأنّ السلم هو دين القّ ،فكلّ
ض النّظر عن اللون أو العمر أو النس أو العرق ،إل؛ وبالرّجوع إل القرآن النّاس سواسيةً بغ ّ
الكري تلقّيت إجاباتٍ على أسئلةٍ مُعقّدةٍ .فأصبحت أشعر بالرّباط الجتماع ّي النوع ّي مع
السلمي ،فأصبحت لديّ حاجةٌ قويةٌ غامرةٌ لعلن الشهادتي ف السجد .ول يعد لديّ
"الوف السيحيّ" من إنكار السيح (عليه الصّلة والسّلم) كإله ،فقد آمنت بأنّ هناك إلا
واحدا فقط ،وأنّه ل يكن أن يكون له شريك .وف مساء أحد أيّام الميس من شهر توز
لعام 1997تدّثت هاتفيّا مع الخ الباكستانّ ،وسألت الزيد من السئلة ،وتلقّيت الزيد
من الجابات الوثوقة والنطقيّة .فقرّرت الذّهاب إل السجد ف اليوم التال.
ذهبت إل السجد مع أخٍ مسلمٍ من "ويك فوريست" وأخته غي السلمة ،ولكنّي ل أُخبه
بِنِيّت .ذكرت فقط بأنّي أريد أن أتدّث مع المام بعد خطبة المعة .وبعد أن أنى المام
خطبته ،وصلّى بالسلمي ،جاء للحديث معي .فسألته عمّا هو ضروريّ لكي أصبح مسلمة.
فأجابن بأنّ هناك أركانا رئيسيّةً للسلم بالضافة إل الشّهادتي .فقلت له بأنّي درست
السلم لكثر من عام ،وأنّي جاهزةٌ لصبح مسلمة .فردّدت أمامه بأنّي "أشهد أنّ ل إله إلّا
ال ،وأ ّن ممّدا رسول ال" .وهكذا أصبحت مسلم ًة ف الثان عشر من شهر توز لعام
، 1997والمد ل.
كانت هذه هي الطوة الول والكبىّ .ث فُتحت بعد ذلك أمامي الكثي من البواب ،وما
زالت تُفتح بنعمةٍ من ال سبحانه وتعال .بدأت أ ّولً بتعلّم الصّلة ،ثّ زرت مسجدا آخرا ف
"وينستون-سال" ،وبدأت بلبس الجاب بعد ذلك بأسبوعي....
413
أثناء عملي ف الصّيف تكون لديّ مشكلةٌ بصوص الجاب .فمدراء العمل ل يبونه ،و
"يدعونن أذهب" مبكّرا .فهم يعتقدون بأنّي ل يكنن أن "أقوم" بعملي ف بيع القائب
الدرسيّة بطريقةٍ حسنة ،لنّ ملبسي تُعيق حركت .ولكنّي وجدت أنّ ف لبس الجاب عمليّة
ت ّررٍ كبية .وأنا أقابل السلمي وهم يتسوّقون ...كلّ يوم ألتقي بأُناسٍ ُجدُد ،والمد ل.
ف السّنة الدّراسيّة النّهائيّة ،أخذت زمام القيادة ف منظّمة الوعي السلميّ الامعيّة ،لنّي
وجدت بأنّ إخوان ل يكونوا نشطاء كما ينبغي .وحيث إنّي كنت دوما أدفعهم للقيام ببعض
المور ،وأقوم بتذكيهم ببعض الحداث ،أطلقوا عليّ لقب "الُم كايسي".
وخلل الفصل الثان من السّنة النّهائيّة أخذت مباحثَ دراسيّة اختياريّة عن السلم والسيحيّة
واليهوديّة .وكانت كلّها جيّدةً ،لنّي كنت أُمثّل القليّة (السلمة) ف كلّ منها .ما شاء ال،
كم كان جيلً أن أُمثّل السلم ،وأن أقول للنّاس القيقة عن السلمي ،وعن ال سبحانه
وتعال.
ايريس صفوت ـ ألانية ـ احدى الغربيات اللت دخل اليان ال قلوبن تعيش الن ف
صفاء وسعادة ل تشعر با من قبل ،تعرفت على السلم ف سن العاشرة عندما وجدت ان
شيئا ما بداخلها يشدها نو السلم وف عام 1967سافرت ف رحلة ال لندن واشهرت
اسلمها بالركز السلمي هناك.
التقت «الشرق الوسط» هذه السيدة اللانية على هامش الؤتر السلمي الدول الرابع عشر
الذي انى اعماله اخيا بالقاهرة وف الوار التال نتعرف على قصة اسلمها ورحلتها اليانية.
* مت تعرفت على السلم وماذا كان شعورك وقت ذلك؟
ـ نشأت ف اسرة مسيحية علمانية ابتعدت عن الكنيسة وعندما كنت ف سن العاشرة شعرت
بأن شيئا ينقصن ف حيات ،وفطرت دائما تشتد نو الدين واخذت ابث ل عن دين وكنت
414
ف ذلك الوقت اقرأ ف الكتب عن السلم ووقتها شعرت بشيء يشدن بقوة ال السلم
كدين ساوي يرفع من كيان النسان ويمل جيع الفضائل والخلق الفاضلة واخذت اهتم
بذا الدين وتدثت ال زميلت ف الدرسة وعن السلم وانن احب هذا الدين وحينئذ كنت
بلغت الثانية عشرة من عمري وبالفعل اسلمت وكتمت اسلمي لن زميلت وصفنن
بالنون.
415
* ماذا عن علقتك بأسرتك الن؟
ـ علقت بأسرت ف ألانيا جيدة منذ ان اعلنت اسلمي لنه ف الانيا يوجد تسامح واحترام
لرية العقيدة ويعتبون ان الدين مسألة شخصية.
* أريد التعرف على حياتك قبل السلم وهل كان فيها نوع من اللتزام الدين أم غي ذلك؟
ـ الذي ل يعرفه العال السلمي والعرب ان الدين ف الغرب شيء هامشي ال اقصى درجة
وليس هناك التزام دين فالسيحية ما هي ال اسم فقط فأنا على سبيل الثال نشأت ف اسرة
علمانية مسيحية ليس لا علقة بالكنيسة ونشأت على الفطرة.
* ما هو اكثر شيء جذبك للسلم؟
ـ قبل ان أعلن اسلمي كنت اقرأ عن شخصية الرسول صلى ال عليه وسلم وسيته فأحببت
هذه الشخصية كثيا لا تتميز به من خصال ل توجد ف بشر على وجه الرض.
* أرى ان الزي الذي ترتدينه فيه حشمة ووقار بلف الخريات التبجات فهل هذا التزام
داخلي؟
ـ شريعة السلم كما تعلمت امرت السلمة بالحتشام وهذا الزي اجد فيه نفسي وراحت
ول ابالغ اذا قلت اجد فيه الناقة بكل ابعادها ونن ف الغرب ل نقبل الكراه على شيء بل
نفعل ما نعتقده ونقتنع به وانا مقتنعة بذا الزي.
* هل تعلمي ان السلم ل يكره احدا على اعتناقه لكنه ينع من يدخله ان يرتد عنه؟
ـ انا دخلت السلم بقناعة شخصية ودون تدخل أو تأثي من أي مسلم لنه ل يكن ف
الريف الذي نشأت فيه مسلمون اطلقا وكون ان السلم ل يب احدا على اعتناقه ويعاقب
من يسلم ث يرتد فهذا قمة العدل لن الرتد يكون ضد السلم ويعطي صورة سيئة عن الدين
وهو من قبيل التلعب بالديان.
* ما هي امنيتك بعد اسلمك؟
ـ ف البداية كانت امنيت ان يكرمن ال بالج وزيارة قب النب صلى ال عليه وسلم وقد
اديت هذه الفريضة عام 1990وبعدما اديت الج كانت امنيت وما زالت ان اكون داعية
للسلم وبعض الصدقاء اقترحوا علي ان اقوم بالقاء دروس للسيدات ف الساجد ف مصر
416
والبلد العربية ولكن فضلت ان اخاطب الغرب واشرح للغربيي الفاهيم الغلوطة والشوهة
عن السلم لنن أفهم ثقافة الغرب وأستطيع اقناعهم.
* لاذا يقف العال الغرب موقف العداء من السلم؟
ـ الغرب ل يكره السلم كما هو متصور لكنه لديه فكرة خطأ عنه لنه عندهم السلم هو
ارهاب وعنف .ومثلً ف ألانيا ند أن العنصرية أو الضطهاد الذي يلقاه الجانب سواء
مسلمون أو غيهم هو بسبب العوامل القتصادية لن اللان ينظرون ال أن هؤلء الجانب
سيأخذون منهم فرص العمل وبالتال يرفضون وجود الجانب بينهم.
الصدر :صحيفة الشرق الوسط 2002-10-4
(إحسان تشوا جيم سام 23-سنة ،والولود ف عائلةٍ تتبع الدّيانة الطاويّة -آمن بالسيحيّة
بسبب التهديد حي كان ف التاسعة من عمره ،وبعد ذلك ،وف سنّ مراهقته البكّرة اتّبع
تعاليم بوذا ،ث وجد طريقه لدخول السلم .نُشرت قصّة إحسان ف ملة "القارئ السلم"
عدد تشرين أول-كانون أول ،والّت تصدر عن جعيّة مُعتنقي السلم ف سنغافورة).
بالرجوع إل معن الديث ،فإنّ الولود يولد وكأنّه قطعة قماشٍ بيضاء ،فأبواه ها الّذيْن
يلوّنانا بالحر ،أو الخضر ،أو الصفر .إ ّن والديّ طاويّان ،وهكذا أُنشئت على الدّيانة
الطاويّة منذ ولدت .خلل سنّ طفولت ،آمنت وقبلت الطاويّة ،حت ولو ل أكن أعرف شيئا
عنها .فقط وف سنّ مراهقت كان أن اكتشفت بأنّ الطاويّة هي دين عبادة السّلَف .حت أنّ
ي -كغيها من الكثي من الطاويّي -ل يكلّفا نفسيهما معرفة تاريخ هذه الدّيانة ،فأنا ل والد ّ
أُعلّم تاريخ التعاليم الطاويّة .تقبّلت ومارست هذه الدّيانة فقط تبعا لا ُقدّم ل دون أدن شك.
417
حي كنت ف التاسعة من عمري ،حدّثن وبعض زملئي معلّم الدرسة بأنّنا كلّنا يب أن
نصبح مسيحيّي .وأخبنا بأنّنا إن ل نصبح مسيحيّي ،فإنّه بالضّرورة سيصيبنا الوت كعقوبةٍ
لنا على عدم كوننا كذلك .بتّ خائفا جدّا من هذا التهديد .ومنذئذٍ أصبحت مؤمنا
بديانتي ،الطاويّة (بسبب عائلت) والسيحيّة (بسبب التهديد) .وحي كبت ،ل أستطع أن
أقرّر بأيّ دينٍ عل ّي اللتزام.
حي انضممت إل كليّة سانت أندروز يونيور ،وهي مدرس ٌة تبشييّة ،كان إلزاميّا على كلّ
الطلب -عدا السلمي منهم -حضور صلة الحد الدرسيّة .خلل الصلة كنّا ننشد
ونستمع إل الطقوس .ف ناية بعض الصلوات ،كنّا نُسأل إن كان أحدٌ منّا يرغب ف دخول
السيحيّة .وقد كنت متأثّرا بأحد الرّهبان على وجه الصوص ،لنّي اعتبته "قويّا" ف وعظه.
فقد كان يستخدم النبوءات من النيل ليثبت بشك ٍل فعّال "القيقة" الوجودة ف العهد القدي
وعلقتها مع تلك الوجودة ف العهد الديد .وتأثّرت بشكلٍ خاصّ حي كان يتكلّم عن
النبوءات الّت كانت ف العهد القدي وتقّقت ف العهد الديد .وزاد اهتمامي حي تكلّم عن
اليوم الخر .وقد قام أيضا بربط تارب متنوّعةٍ مرّ خللا بعض السيحيّي .أحد المثلة كان
عن سيّد ٍة مسيحيّةٍ كانت قد أُعلن موتا .وف "موتا" مرّت خلل منة جرّ لا من رِجلَيْها إل
جهنّم؛ وبطريقةٍ ما ترّرت وعادت إل الياة .وبعد عودتا من "الوت" أكّدت على وجود
ال ،والياة بعد الوت ،ووجود جهنّم كما هو مذكو ٌر ف النيل .هكذا بدأ انذاب نو
الدّيانة الرثوذكسيّة النليكانيّة .حينئذ كنت ف السابعة عشرة من عمري.
418
لكنّي مع ذلك ل أستطع أن أستقرّ ف طائفةٍ واحدةٍ من الطوائف السيحيّة .فقد كنت دائم
التنقّل من كنيسةٍ إل أُخرى .كنت ما أزال أبث عن السّكينة الداخليّة ،ول أستطع اتّخاذ
قراري إل أيّ كنيس ٍة كان عليّ الذّهاب .حي كنت ف السّنة الخية ف اليش ،قابلت
صديقا قادن إل كنيسته (سانت جون سانت مارغريت) ،فشعرت أخيا بأنّي "ف بيت" ف
ل ف النّشاطات الكنسيّة .كنت السؤول ف مُهمّتي تبشييّتي، هذه الكنيسة .وأصبحت فاع ً
ط رياضيّ.
إحداها كانت تتعلّق بالعمل مع الولد ،ف حي كانت الخرى تتعلّق بنشا ٍ
وكنت مُشاركا ف التخطيط التعليميّ للولد .قُدّم من خلل هذا النشاط التعليم الجانّ
لولد الدارس ،ف نفس الوقت الّذي كانت فيه رسالة السيحيّة تُنشر ببطءٍ وبشك ٍل مهذّب.
كان الولد من مستوىً ابتدائيّ ،وأُوكل إلّ الهتمام باثني منهم ،وقبل أيّ تعليمٍ كانت
هناك جلسةٌ للعبادة؛ كنّا ننشد الناشيد ،وكانت لدينا جلسات سردٍ للقصص ،حيث كنت
أحكي للولد قصصا من النيل.
وعملت أيضا باجتهادٍ مع الجموعة الرياضيّة للكنيسة ،فكنّا نقوم بالعمل التبشييّ بسؤال
الناس النضمام إلينا ف اللعب .وكنت السؤول عن فريق كرَة السلّة .ف كلّ أُسبوعٍ كنّا
نستأجر قاعةً نارس فيها اللعبة .وكنا ندعو " الدّخلء " وناول قيادتم للمسيحيّة بأن نكون
مثلً لم ،فكنّا نقوم بالتركيز على روح التعاون والهتمام ،فحاولنا التعبي عن هذه الفضائل
قدر ما استطعنا .وخلل ذلك ،وبعد التمارين ،كنّا ناول تلقي السيحيّة لولئك الشباب،
والّذين كانت غالبيتهم من الراهقي اليافعي.
مفهوم النشاط الرياضيّ عمليّ إل درجةٍ كبية ،ليس فقط ف سنغافورة بل وف بلدانٍ أُخرى
أيضا .كانت كنيست هي الول ف سنغافورة الّت تُقدّم مفهوم الرعاية والهتمام.
عندما كنت ل أزال نشيطا ف الكنيسة ،تعرّفت إل مسلم ٍة فحاولت أن أُحدّثها عن السيحيّة.
ولكنّها كانت على درجةٍ عاليةٍ من اليقي حول القّ ف دينها ،مع أنّها ل تكن تعرف كيف
419
تشرح ل هذه القيقة .ول تكن هناك أيّ وسيلةٍ أستطيع با إقناعها بالسيحيّة .والّذي كان
يدهشن دوما هو أ ّن الكثي من السلمي ،حت أُولئك الّذين يُدمنون الخدّرات ،كلّهم
"مُتَأكّدون حت الوت" بأنّ السلم هو الدّين الق .فقرّرت سؤال صديقت السلمة عمّا هو
حقّ جدّا بصوص دينها مّا يدفع مُعتنقيه إل التمسّك به وعدم تركه .لكنّها ل تكن تعرف
كيف تشرح ل هذا المر ،وبدلً من ذلك أخبتن بأن أحصل على ما أُريد من العلومات عن
السلم من دار الرقم ،وهي جعيّة مُعتنقي السلم ف سنغافورة .وافقت على اقتراحها على
الرغم من أنّي كنت أعتب السلم دين الرهاب ،وعلى أنّه دينٌ ل منطقيّة فيه .فقد كان
فهمي يلي عليّ بأنّه إذا كان الدّين صالا فإنّ مُعتنقيه سيكونوا صالي .وف حالة السلمي،
الّذين كنت أعرف القليل منهم ،كان أُولئك الّذين كنت أعرفهم "مسلمي غي صالي".
أذكر أنّي كنت أعرف مسلمةً واحدةً صال ًة فقط ،وذلك خلل سنّ دراست ف الكليّة
ولكنّها ل تقم ول بأيّ مُحاولةٍ لنقل رسالة السلم ل .ف ذلك الوقت ،كان هناك بعض
السلمي الّذين كانوا ياولون نشر الرسالة السلميّة ل .وكانت عائلت ضدّ السلم بسبب
ما كان دائم الدوث ف الشرق الوسط؛ كما حدث أيضا أن كان ك ّل العمّال اللويّي
الّذين وظّفهم والدي من الكُسال وسيّئي السّلوك.
وحيث إنّي وافقت على زيارة دار الرقم ،ذهبت من فوري إل تلك المعيّة .ف زيارت
صدِمْت وأُثي اهتمامي بأمريْن
الول حضرت درس التوجيه ،وقُدّمْت إل الخ رياي .وقد ُ
حدّثن بما ،أوّلما :أنّه أشار ل بأنّ السلم ل يقوم على الوى ،عكس السيحيّة .تأمّلت ف
هذه الكلمات وكنت مندهشا من ردّة فعلي عليها .وثانيهما :أنّه قال" :ل تتحوّل إل السلم
بطريقةٍ عاجلة ،حت تسأل قدر ما تستطيع من السئلة ،وعندما ل يتبقّى لديك ما تسأل ،فقط
عندها توّل إل السلم".
420
ففي السيحيّة أنت ل تستطيع طرح السئلة ،لنّك إن سألت أكثر أصبحت مُشوّشا أكثر.
ف التوجيهيّ بقراءة كتاب "السلم
وبعد أن أوضح هاتي النقطتي ،أوصى الخ رياي الص ّ
ف بؤرة التركيز".
صُدمت با وجدته ف هذا الكتاب ،فبعض الواضيع الّت كنت أعتقدها غي منطقيّة ف
السيحيّة ،ول تكن هناك طريقةٌ لفهمها ،وجدت الجابة عليها ف هذا الكتاب .وصُدمت
أيضا بأنّي وجدت ف الكتاب ما كنت أُومن به ،وكما وجدت أنّ بعض العتقدات البوذيّة
هي ف القيقة مفاهيم إسلميّة ،فهناك العديد من البادئ البوذيّة الشابة لبعض الفاهيم
السلميّة.
ف قد قطع نصف ف السبوع التال عدت إل دار الرقم لضور صف البتدئي ،وكان الص ّ
الطريق خلل أركان السلم .فوجدت الدرس ملّ ،فحضرت حصّة أو حصّتي فقط ث
تركت الصف .بعدئذٍ اشتريت كتابيْن آخريْن عن السلم " -اليار ،السلم والسيحيّة"
للشيخ أحد ديدات و" أساس عقيدة السلم " لاري ميللر .وقد تأثّرت بما حقّا.
قابلت الخ رياي مرّةً أخرى فقدّمن للستاذ "ذو الكفل" ،والّذي ناقش معي السلم لبضعة
أسابيع .أيّ أسئل ٍة كانت تُشكّل مُعضلةً بالنسبة ل عن السيحيّة ،والّت ل يكن باستطاعت
التعامل معها ،كنت أضعها ف قائمةٍ وأعرضها على كنيست وعلى الكليّة النيليّة ف
سنغافورة .وقد جعلن ذلك ف وضعٍ صعبٍ للغاية ،لنّي ل أستطع قبول ردودهم على تلك
السئلة ،ل من الكنيسة ول من الكليّة النيليّة .فقد كنت أعتب بأ ّن قبول منطق ردودهم
وكأنّه تلويثٌ ل (سبحانه وتعال) .فعلى سبيل الثال ،عندما حاولت نقاش التناقضات ف
النيل كان كلّ ما استطاعوا قوله ل بأنّ هذه تناقضات صغية ،أو أخطاء صغية ،أو خطأ
طباعيّ ،فكان عليّ أن أقوم ببحثي الاص للردّ على تلك السئلة الّت وُجّهت إلّ ف دار
الرقم.
421
ضوْء على
الزء الكثر تدميا ف بثي كان تاريخ الكنيسة ،فتاريخ الكنيسة نفسه يُلقي ال ّ
حقيقة أنّ مفهوم الثالوث ُقدّم ف سنة 325بعد اليلد ،أي بعد 325من "موت" السيح
(عليه الصّلة والسّلم) .وقبل ذلك كانت هناك تعاليمٌ كلّها متلفة عن بعضها بعضا.
وحيث إنّي حصلت على الكثي من العلومات عن السيحيّة من مصادر إسلميّة ،فلم أكن
مقتنعا ،فما وجدته حول السيحيّة من الصادر السلميّة حاولت التثبّت منه من موسوعاتٍ
متنوّعةٍ ومن مصادر أخرى ،فوجدت بأنّ كلّ العلومات الّت حصلت عليها من الصادر
ي وقتٍ مضى -إل السلميّة كانت حقائق دامغة .وحي نظرت عن قُرب -أقرب من أ ّ
النبوءة الّت تقول" :سيأت روح القّ وسيقود الناس إل كلّ القّ" استطعت أن أرى بوضوح
ب ممّدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) وإل رسالته .فهذه
بأنّ تلك النبوءة كانت تشي إل الن ّ
النبوءة ل تُشر إل عيسى عليه الصّلة والسّلم ،لنّ السيحيّي الوائل ل يستطيعوا التقرير
بصوص شخصيّته .وحت هذا اليوم ما يزالون يتجادلون بصوص ذلك.
خلل دراست للسلم ،حاولت أيضا أن أتعلّم شيئا عنه من الكتب السيحيّة فوجدتا خبيثة.
فمع العرفة الّت كانت لديّ عن السلم كنت أستطيع دحض كلّ الدّعاءات الزائفة الّت
لفّقها السيحيّون .أحد المثلة هو الدّعاء الّذي لفّقوه عن ال (سبحانه وتعال) ف السلم -
" بأنّه يبدو بعيدا جدّا ،وأنّه ل يكنه التواصل مع ملوقاته( " .سبحانه وتعال عمّا يصفون).
كنت أعرف أنّ هذا ليس صحيحا لنّ ال تعال ف السلم أقرب إل ملوقاته من حبل
الوريد.
" َولَقَدْ َخلَقْنَا الْإِْنسَانَ وَنَعَْلمُ مَا ُتوَ ْسوِسُ بِهِ نَ ْفسُهُ وََنحْنُ َأقْرَبُ ِإلَيْهِ مِنْ حَْب ِل الْ َورِيدِ" (سورة ق/
.)16
وادّعى السيحيّون أيضا بأنّ ال تعال تنقصه معان الب .ل أدري كيف يكن للمسيحيّي
ادّعاء مثل ذلك ف حي أنّ قول "بسم ال الرّحن الرّحيم" هو روتيٌ يوميّ عند السلم.
422
بالضافة إل ذلك فإنّ هناك 99اسا ل تعال ُتلْقي الضّوء على أسى معان الب والرعاية
الليّة ف السلم .فكان يتوجّب عليّ رفض كلّ الدّعاءات الّت صنعها السيحيّون عن
السلم ،لنّه كان يتوجّب عليّ أن أكون عادلً مع نفسي .فكلّها كانت من وجهة النظر
الكنسيّة ،وكان يتوجّب عليّ أن أعتبها كذبا.
بعدئذٍ قرأت كتاب "ممّ ٌد ف النيل" و كتاب "إنيل توما" .حت الن كنت قد تلقّيْت
الكثي من الصّدمات .أمّا "مطوطات البحر اليّت" فقد كانت هي الصدمة الخية الّت
حطّمت عقيدت السيحيّة .لقد حاولت ولكنّي ل أجد سببا للبقاء على السيحيّة .فقد رأيت
كلّ الزّيف الّذي ل أكن أتوقع رؤيته فيها .لقد تفحّصت بعنايةٍ وبكلّ الطّرق لتأكّد ،فلعلّي
كنت مطئا ،حت ل يتبقّ ل ما أتأكّد منه.
واصلت تعلّمي عن السلم ،من القرآن الكري ومن كتبٍ أُخرى ،ومن معلّمي مسلمي
كافحوا لرشادي إل طريق الق.
وف أحد اليّام سألن الستاذ ذو الكفل" :أما آن لك أن تدخل السلم؟" فلم أستطع أن
أتفوّه ببنت شفة .فكّرت ف ذلك مرارا وتكرارا ،لكنّي ل أجد سببا واحدا ينعن من دخول
السلم ،وعندها قرّرت إعلن السلم ،دين الق.
لدّ ،فقد ظنّوا أنّي أعلنت إسلمي اسيّاف البداية ل تأخذ عائلت توّل هذا على مملٍ من ا ِ
فقط وأنّي سأُواصل حيات كغي مسلم وآكل لم النير .فيما بعد ،عندما و َجدَت عائلت
أنّي أصبحت مسلما ملتزما حدثت فوضى عارمة .وأصبحت المور أكثر فوضويّة حي بدأتُ
صيام شهر رمضان .لقد كنت على وشك أن أُطرد من البيت .واستمرّت هذه الال من
التوتر لبضعة شهورٍ تلت .ل أكن خللا أتناول طعامي ف بيت .واتّهمت بأنّي ل أعد أُحبّ
عائلت .وكانت هناك مشاحناتٌ مستمرّةٌ بين وبي أفراد عائلت .حاولت أن أشرح لم
السلم ولكنّهم ل يفهموه.
423
وتشكّل لديّ خوفٌ من العودة إل البيت ،فكنت أبقى حت وقت متأخّرٍ من الليل خارجه.
وف أحد اليّام جاءت إلّ أُمّي وأخبتن بألّا أتأخّر ليلً .وقالت بأنّ أب قد عبّر عن قلقه حيال
ذلك .واقْتَرَ َحتْ بأن أشتري طعامي الاص وأنّها ستُعِدّه ل بشكل مستقلّ .أمّا الن فإنّ
معظم أفراد عائلت يأكلون الطعام اللل ف البيت ،لنّ من الناسب أكثر لُمّي أن تُ ِعدّ
الطباق الّت يكن أن يأكلها ليس فقط معظم أفراد العائلة بل وابنها السلم كذلك .تسّنت
الوضاع ف بيت ،إلّا من بعض الزعاج العرضي وغي الؤذي من عائلت .المد ل.
ت بعون ال وتوفيقه
424
إذا ل بد من وقفة تأمل لال هؤلء العلم الذين أعلنوا إسلمهم أتعتقد بأنم يبحثون عن
زيادة ف الشهرة والنصب بعد ما وصل السلمون لا وصلوا إليه أم أنم فضلوا إتباع دين
الق من حيث أتى ؟ وكان شعارهم الق أحق أن يتبع وآثروا علي مكانتهم الجتماعية
وشهرتم العلمية ما سيواجهونه من تأثيات مقابل إسلمهم ،هؤلء العلماء والعلم قد
مهدوا لك الطريق للدخول ف السلم بعد الدراسة الستفيضة والتعمق ف القارنة والتأكد
الذي ل يقبل الشك كلّ ف ماله ،فل تتردد إذا كانت الشهرة أو النصب أو الوضع
الجتماعي تنعك من إعلن إسلمك لنك راحل من هذه الدنيا مهما بلغت من العلو
وإنك ستُنسى كما ُنسِي من هم مثلك أو أفضل منك ولو دامت هذه الدنيا لغيك ما
وصلت إليك وعندها ل تساوي لظة عذاب للحياة البدية ف الخرة.
425