You are on page 1of 425

‫رجال ونساء‬

‫أسلموا‬

‫إعداد‪ :‬قذيفة الحق‬


‫ديسمبر ‪2004‬‬

‫‪/http://www.saaid.net‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫مقدمة‬
‫(ويري الذين أوتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الق ويهدي إل صراط العزيز‬
‫الميد) سبأ‪.6:‬‬
‫إن المدل نمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمالنا‪,‬من يهده ال فل مضل له ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا‪..‬‬
‫أما بعد‪..‬‬
‫فهذا اهداء إل كل من يبحث عن الق ف زمن انتشر به الباطل‪..‬‬
‫إل كل ضال يسعي إل الداية‪..‬‬
‫إل كل حزين يبحث عن السعادة‪..‬‬
‫إل كل عاصي يتمن التوبة‪..‬‬
‫إل كل أمة تعيش علي أفكار ومعتقدات زائفة تسوقها إل النار لتكون مصيها البدي‪..‬وهي‬
‫ل تدري‪..‬‬
‫هذه قصصهم يروونا بألسنتهم قائلي للناس‪:‬‬
‫(ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس ليعلمون)‬
‫داعيا ال أن يتقبل جهدي التواضع هذا وأن يعله ذخرا ل يوم العرض عليه‪..‬‬

‫أخوكم قذيفة الق‬


‫‪islamohm@yahoo.com‬‬
‫‪http://www.newmuslims.tk‬‬

‫‪2‬‬
‫الفهرس‬

‫قساوسة ومنصرون أسلموا‬


‫‪-1‬رئيس لان التنصي بأفريقيا القس الصري السابق اسحق هلل مسيحه‬
‫‪-2‬ابراهيم خليل فلوبوس أستاذ اللهوت الصري السابق‬
‫‪ -3‬يوسف استس القس المريكي السابق‬
‫‪ -4‬الدكتور وديع أحد الشماس الصري سابقا‬
‫‪ -5‬كينيث جينكين القسيس المريكي السابق‬
‫ي السابق التنانّ أبو بكر موايبيو‬
‫‪ -6‬رئيس الساقفة اللوثر ّ‬
‫‪-7‬الراهب السابق الفليبين ماركو كوربس‬
‫‪-8‬عال الرياضيات والنصر السابق الدكتور الكندي جاري ميلر‬
‫‪-9‬القس الصري السابق فوزي صبحي سعان‬
‫‪-10‬الشهيد القس السابق الثيوب ملقاه فقادو‬
‫‪-11‬القس السابق الندونيسي من أصل هولندي رحة بورنومو‬
‫‪ -12‬القمص السابق الصري عزت اسحاق معوض‬
‫‪-13‬القس السابق الفليبين عيسي بياجو‬
‫‪-14‬القس السابق الفرنسي جان ماري دوشان‬
‫‪-15‬معلمة اللهوت السابقة المريكية ماري واتسون‬
‫‪-16‬معلم النصرانية السابق السريلنكي ألدو دمريس‬
‫‪-17‬معلم النصرانية السابق الندي كرست راجا‬
‫‪-18‬الشماس السابق الصري سيف السلم التهامي‬
‫‪-19‬النصر السابق اللان جي ميشيل‬
‫‪-20‬معلم اللهوت الدكتور آرثر ميلستنوس‬
‫‪-21‬معلم اللهوت السابق عبدالحد داود‬
‫‪-22‬القس السابق ممد فؤاد الاشي‬
‫‪ -23‬القس السابق ثان أكب قسيس ف غانا‬
‫‪-24‬كبي أساقفة جوهانسبج فردريك دولمارك‬
‫‪3‬‬
‫‪-25‬القس السابق اليرلندي يبكي عند قب النب‬

‫علماء وأدباء أسلموا‬


‫‪-26‬الراح الفرنسي موريس بوكاي‬
‫‪ -27‬كيث مور عال الجنة الشهي‬
‫‪-28‬عال التشريح التايلندي تاجاتات تاجسن‬
‫‪-29‬عال اليولوجيا اللان ألفريد كروني‬
‫‪-30‬الدكتور الفرنسي علي سليمان بنوا‬
‫‪-31‬العال الجري عبدالكري جرمانيوس‬
‫‪-32‬عال الجتماع النليزي حسي روف‬
‫‪ -33‬الفكر النليزي مارتن لنجز‬
‫‪-34‬الكاتب المريكي مايكل ولفي سيكتر‬
‫‪-35‬العال والصحفي والؤلف اللان الدكتورحامد ماركوس‬
‫‪-36‬الؤلف والروائي والشاعرالبيطان ويليام بيكارد‬
‫‪-37‬الرسام والفكر الفرنسي العروف اتييان دينيه‬
‫‪-38‬الفكر السويسري روجيه دوباكييه‬
‫‪-39‬الكاتب المريكي الكولونيل دونالدس روكويل‬
‫‪-40‬العال البيطان آرثر أليسون‬
‫‪-41‬اللورد جلل الدين برانتون‬
‫‪-42‬أستاذ الرياضيات الامعي المريكي جفري لنج‬
‫‪-43‬الستاذ الامعي المريكي ممد أكويا‬
‫‪-44‬الديب الفرنسي فانسان مونتييه‬
‫‪-45‬الفكر النمساوي ليوبولد فايس‬
‫‪-46‬الستاذة الامعية الدكتورة الروسية آل أولينيكوفا‬
‫‪-47‬الشهيدة الفكرة السبانية ماريا ألسترا‬
‫‪-48‬الكاتبــة المريكية مارجريت ماركوس‬

‫‪4‬‬
‫‪-49‬الكاتبة البيطانية ايفلي كوبلد‬
‫‪-50‬العالة الكندية صوف بوافي‬
‫‪-51‬الفيلسوف الفرنسي رينيه جينو‬
‫‪-52‬الباحثة المريكية بربارا براون‬
‫‪-53‬أستاذ الفلسفة الامعي الفرنسي روبرت بيجوزيف‬
‫‪-54‬عال النفس اللان فيلي بوتولو‬
‫‪-55‬أستاذ الصحافة المريكي مارك شليفر‬
‫‪-56‬أستاذ الدب البيطان جان مونرو‬
‫‪-57‬الستاذ الامعي السبان ميجيل بيو‬
‫‪ -58‬رئيس العهد الدول التكنولوجي بالرياض الدكتور اسب ابراهيم شاهي‬
‫‪ -59‬الباحث الكندي موري ديفيد كيل‬
‫‪-60‬أستاذ القانون اليهودي‬
‫‪ -61‬الدكتور العراقي اليهودي سابقا أحد نسيم سوسه‬
‫‪-62‬الفكر النليزي عبدال كويليام‬

‫مشاهي أسلموا‬
‫‪ -63‬الغن السابق البيطان يوسف إسلم‬
‫‪-64‬الدكتور روبرت كرين مستشار الرئيس المريكي نيكسون‬
‫‪ -65‬لعب السلة المريكي ممود عبدالرؤوف‬
‫‪-66‬لعب كرة القدم الفرنسي نيكولس أنيلكا‬
‫‪-67‬المثل المريكي ويل سيث‬
‫‪-68‬المثل اليطال جينو لو كابوتو‬
‫‪-69‬الغن المريكي جيمان جاكسون شقيق مايكل جاكسون‬
‫‪-70‬الوسيقي البيطان براين هوايت‬
‫‪-71‬جوناثان بيت ابن رئيس الـ"ب ب سي" يعتنق السلم‬
‫‪-72‬بطل السنوكر العالي السابق رون أوسوليفان‬

‫‪5‬‬
‫‪-73‬الغنية اللانية كريستيان باكر‬
‫‪-74‬رئيس جهورية جامبيا‬
‫‪-75‬مدير دري بارك المريكي ف مصر‬
‫‪-76‬يوسف خطاب التزمت اليهودي سابقا‬
‫‪ -77‬مالكولــم إكــــس زعيم من اللوّني المريكيي‬
‫‪-78‬اللورد هدل سليل السرة الالكة ف بريطانيا‬
‫‪-79‬عارضة الزياء الفرنسية فابيان‬
‫‪-80‬عارضة الزياء اليونانية ماكلي سيكاروس‬
‫‪-81‬رئيس الزب السلمي البيطان داود موسي بيتكوك‬
‫‪-82‬السفي اللان ف الغرب سابقا د‪.‬مراد هوفمان‬

‫ناذج متنوعة لعتناق السلم‬


‫‪-83‬عماد الشاب الصري النصران سابقا‬
‫‪-84‬سناء الفتاة الصرية النصرانية سابقا‬
‫‪-85‬سوسن هندي الفتاة الصرية النصرانية سابقا‬
‫‪-86‬الطفل المريكي الكساندر فريتز‬
‫‪-87‬السيدة اللانية ايفا ماريا‬
‫‪ -88‬السيدة المريكية كايسي ستاربك‬
‫‪-89‬السيدة اللانية ايريس صفوت‬
‫‪-90‬السنغافوري إحسان جيم تشوا‬

‫‪6‬‬
‫قساوسة ومنصرون أسلموا‬

‫‪-1‬رئيس لان التنصي بأفريقيا القس الصري السابق اسحق هلل مسيحه‬

‫السم‪ :‬القس إسحق هلل مسيحه‬

‫الهنة‪ :‬راعي كنيسة الثال السيحي ورئيس فخري لمعيات خلص النفوس الصرية بإفريقيا‬
‫وغرب آسيا‪ .‬مواليد‪-3/5/1953 :‬النيا‪-‬جهورية مصر العربية‪ .‬ولدت ف قرية البياضية‬
‫مركز ملوي مافظة النيا من والدين نصرانيي أرثوذكس زرعا ف نفوسنا ‪ -‬ونن صغار ‪-‬‬
‫القد ضد السلم والسلمي‪.‬‬

‫حي بدأت أدرس حياة النبياء بدأ الصراع الفكري ف داخلي وكانت أسئلت تثي الشاكل ف‬
‫أوساط الطلبة ما جعل البابا (شنودة) الذي تولّى بعد وفاة البابا (كيبس) يصدر قرارا بتعيين‬
‫قسيسا قبل موعد التنصيب بعامي كاملي‪ -‬لغرائي وإسكات فقد كانوا يشعرون بناصرت‬
‫للسلم ‪ -‬مع أنه كان مقررا أل يتم التنصيب إل بعد مرور ‪ 9‬سنوات من بداية الدراسة‬
‫اللهوتية‪ .‬ث عيّنت رئيسا لكنيسة الثال السيحي بسوهاج ورئيسا فخريا لمعيّات خلق‬
‫النفوس الصريّة (وهي جعيّة تنصييّة قويّة جدّا ولا جذور ف كثي من البلدان العربية‬
‫وبالخص دول الليج) وكان البابا يغدق عل ّي الموال حتّى ل أعود لناقشة مثل تلك الفكار‬
‫لكنّي مع هذا كنت حريصا على معرفة حقيقة السلم ول يبو النور السلمي الذي أنار‬
‫قلب فرحا بنصب الديد بل زاد‪ ،‬وبدأت علقت مع بعض السلمي سرا وبدأت أدرس وأقرأ‬
‫عن السلم‪ .‬وطُلب منّي إعداد رسالة الاجستي حول مقارنة الديان وأشرف على الرسالة‬
‫أسقف البحث العلمي ف مصر سنة ‪ ،1975‬واستغرقت ف إعدادها أربع سنوات وكان‬
‫الشرف يعترض على ما جاء ف الرسالة حول صدق نبوة الرسول ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫وأميته وتبشي السيح بجيئه‪ .‬وأخيا تّت مناقشة الرّسالة ف الكنيسة النكليكيّة بالقاهرة‬
‫‪7‬‬
‫واستغرقت الناقشة تسع ساعات وتركزت حول قضيّة النّبوّة والنّب صلى ال عليه وسلم علما‬
‫بأن اليات صرية ف الشارة إل نبوّته وختم النّبوّة به‪ .‬وف النهاية صدر قرار البابا بسحب‬
‫الرسالة منّي وعدم العتراف با‪ .‬أخذت أفكر ف أمر السلم تفكيا عميقا حتّى تكون‬
‫هدايت عن يقي تام ولكن ل أكن أستطيع الصول على الكتب السلمية فقد شدّد البابا‬
‫الراسة عليّ وعلى مكتبت الاصّة‪.‬‬

‫ولدايت قصة‬
‫ف اليوم السادس من الشهر الثامن من عام ‪1978‬م كنت ذاهبا لحياء مولد العذراء‬
‫بالسكندريّة أخذت قطار الساعة الثالثة وعشر دقائق الذي يتحرك من مطة أسيوط متجها‬
‫إل القاهرة وبعد وصول القطار ف حوال الساعة التاسعة والنصف تقريبا ركبت الافلة من‬
‫مطة العتبة رقم ‪ 64‬التجهة إل العباسيّة وأثناء ركوب ف الافلة بلبسي الكهنوتية وصليب‬
‫يزن ربع كيلو من الذهب الالص وعصاي الكرير صعد صبّ ف الادية عشر من عمره يبيع‬
‫كتيبات صغية فوزعها على كلّ الركّاب ماعدا أنا‪ ،‬وهنا صار ف نفسي هاجس ل كل‬
‫الركاب إل أنا‪ ،‬فانتظرته حتّى انتهى من التوزيع والمع فباع ما باع وجع الباقي قلت له‪" :‬يا‬
‫بنّ لاذا أعطيت الميع بالافلة إل أنا"‪ .‬فقال‪" :‬ل يا أبونا أنت قسيس"‪ .‬وهنا شعرت وكأنّن‬
‫لست أهلً لمل هذه الكتيّبات مع صغر حجمها (ل يسّه إلّ الطهرون)‪ .‬ألحت عليه‬
‫ليبيعن منهم فقال‪" :‬ل دي كتب إسلميّة" ونزل‪ ،‬وبنول هذا الصّب من الافلة شعرت‬
‫وكأنّن جوعان وف هذه الكتب شبعي وكأنّن عطشان وفيها شرب‪ .‬نزلت خلفه فجرى‬
‫خائفا منّي فنسيت من أنا وجريت وراءه حتّى حصلت على كتابي‪ .‬عندما وصلت إل‬
‫الكنيسة الكبى بالعبّاسيّة (الكاتدرائيّة الرقسيّة) ودخلت إل غرفة النّوم الخصّصة بالدعوّين‬
‫رسيّا كنت مرهقا من السفر‪ ،‬ولكن عندما أخرجت أحد الكتابي وهو (جزء عم) وفتحته‬
‫وقع بصري على سورة الخلص فأيقظت عقلي وهزت كيان‪ .‬بدأت أرددها حت حفظتها‬
‫وكنت أجد ف قراءتا راحة نفسية واطمئنانا قلبيا وسعادة روحية‪ ،‬وبينا أنا كذلك إذ دخل‬

‫‪8‬‬
‫عليّ أحد القساوسة ونادان‪" :‬أبونا إسحاق" ‪،‬فخرجت وأنا أصيح ف وجهه‪( :‬قل هو ال‬
‫أحد) دون شعور منّي‪.‬‬

‫على كرسي العتراف‪:‬‬


‫بعد ذلك ذهبت إل السكندريّة لحياء أسبوع مولد العذراء يوم الحد أثناء صلة القداس‬
‫العتاد وف فترة الراحة ذهبت إل كرسي العتراف لكي أسع اعترافات الشعب الاهل الذي‬
‫يؤمن بأن القسيس بيده غفران الطايا‪.‬‬

‫جاءتن امرأة تعض أصابع الندم‪ .‬قالت‪" :‬أن انرفت ثلث مرات وأنا أمام قداستك الن‬
‫أعترف لك رجاء أن تغفر ل وأعاهدك أل أعود لذلك أبدا "‪ .‬ومن العادة التبعة أن يقوم‬
‫الكاهن برفع الصليب ف وجه العترف ويغفر له خطاياه‪ .‬وما كدت أرفع الصليب لغفر لا‬
‫حت وقع ذهن على العبارة القرآنية الميلة (قل هو ال أحد) فعجز لسان عن النطق وبكيت‬
‫بكاءً حارّا وقلت‪" :‬هذه جاءت لتنال غفران خطاياها منّي فمن يغفر ل خطاياي يوم الساب‬
‫والعقاب"‪ .‬هنا أدركت أن هناك كبي أكب من كل كبي‪ ،‬إله واحدٌ ل معبود سواه‪ .‬ذهبت‬
‫على الفور للقاء السقف وقلت له‪" :‬أنا أغفر الطايا لعامة الناس فمن يغفر ل خطاياي" ‪.‬‬
‫فأجاب دون اكتراث‪" :‬البابا"‪ .‬فسألته‪" :‬ومن يغفر للبابا"‪ ،‬فانتفض جسمه ووقف صارخا‬
‫وقال‪" :‬أنت قسيس منون واللي أمر بتنصيبك منون حتّى وإن كان البابا لنّنا قلنا له ل تنصّبه‬
‫لئلّ يفسد الشعب بإسلميّاته وفكره النحل"‪ .‬بعد ذلك صدر قرار البابا ببسي ف دير (ماري‬
‫مينا) بوادي النطرون‪.‬‬

‫كبي الرهبان يصلّي‪:‬‬


‫أخذون معصوب العيني وهناك استقبلن الرهبان استقبالً عجيبا كادوا ل فيه صنوف العذاب‬
‫علما بأنّن حتّى تلك اللحظة ل أسلم‪ ،‬كل منهم يمل عصا يضربن با وهو يقول‪" :‬هذا ما‬
‫يصنع ببائع دينه وكنيسته"‪ .‬استعملوا معي كل أساليب التعذيب الذي ل تزال آثاره موجودةً‬
‫على جسدي وهي خي شاهدٍ على صحّة كلمي حتّى أنّه وصلت بم أخلقهم اللإنسانيّة‬
‫‪9‬‬
‫أنم كانوا يدخلون عصا القشّة ف دبري يوميّا سبع مرّات ف مواقيت صلة الرهبان لدّة سبعة‬
‫وتسعي يوما‪ ،‬وأمرون بأن أرعى النازير‪ .‬وبعد ثلثة أشهر أخذون إل كبي الرهبان لتأديب‬
‫دينيا وتقدي النصيحة ل فقال‪" :‬يا بنّ ‪ . .‬إن ال ل يضيع أجر من أحسن عملً‪ ،‬اصب‬
‫واحتسب‪ .‬ومن يتق ال يعل له مرجا ويرزقه من حيث ل يتسب"‪.‬قلت ف نفسي ليس هذا‬
‫الكلم من الكتاب القدس ول من أقوال القديسي‪ .‬وما زلت ف ذهول بسبب هذا الكلم‬
‫حت رأيته يزيدن ذهولً على ذهول بقوله‪" :‬يا بنّ نصيحت لك السر والكتمان إل أن يعلن‬
‫الق مهما طال الزمان" تُرى ماذا يعن بذا الكلم وهو كبي الرهبان‪ .‬ول يطل ب الوقت حت‬
‫فهمت تفسي هذا الكلم الحيّر‪ .‬فقد دخلت عليه ذات صباح لوقظه فتأخر ف فتح الباب‪،‬‬
‫فدفعته ودخلت وكانت الفاجأة الكبى الت كانت نورا لدايت لذا الدين الق دين‬
‫الوحدانيّة عندما شاهدت رجلً كبيا ف السنّ ذا لية بيضاء وكان ف عامة الامس والستّي‬
‫وإذا به قائما يصلي صلة السلمي (صلة الفجر)‪ .‬تسمرتُ ف مكان أمام هذا الشهد الذي‬
‫أراه ولكنّي انتبهت بسرعة عندما خشيت أن يراه أحد من الرهبان فأغلقت الباب‪ .‬جاءن بعد‬
‫ذلك وهو يقول‪" :‬يا بنّ استر عل ّي ربّنا يستر عليك"‪ .‬أنا منذ ‪ 23‬سنة على هذا الال‪-‬‬
‫غذائي القرآن وأنيس وحدت توحيد الرحن ومؤنس وحشت عبادة الواحد القهّار القّ أحقّ‬
‫أن يتّبع يا بنّ"‪.‬‬

‫بعد أيّام صدر أمر البابا برجوعي لكنيست بعد نقلي من سوهاج إل أسيوط لكن الشياء الت‬
‫حدثت مع سورة الخلص وكرسي العتراف والراهب التمسّك بإسلمه جعلت ف نفسي‬
‫أثرا كبيا لكن ماذا أفعل وأنا ماصر من الهل والقارب ومنوع من الروج من الكنيسة‬
‫بأمر شنودة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫رحلة تنصييّة‪:‬‬
‫بعد مرور عام جاءن خطاب والودع باللف الاص بإشهار إسلمي بديرية أمن الشرقيّة‪-‬‬
‫ج‪.‬م‪.‬ع يأمرن فيه بالذهاب كرئيس للّجنة الغادرة إل السودان ف رحلة تنصييّة فذهبنا إل‬
‫السودان ف الوّل من سبتمب ‪1979‬م وجلسنا به ثلثة شهور وحسب التعليمات البابويّة‬
‫بأن كلّ من تقوم اللجنة بتنصيه يسلّم مبلغ ‪ 35‬ألف جنيه مصريّ بلف الساعدات العينيّة‬
‫فكانت حصيلة الذين غرّرت بم اللجنة تت ضغط الاجة والرمان خسة وثلثي سودانيّا‬
‫من منطقة واو ف جنوب السودان‪ .‬وبعد أن سلّمتُهم أموال النحة البابويّة اتّصلت بالبابا من‬
‫مطرانيّة أم درمان فقال‪" :‬خذوهم ليوا القدسات السيحيّة بصر (الديرة)" وت خروجهم من‬
‫السودان على أساس عمّال بعقود للعمل بالديرة لرعي البل والغنم والنازير وت عمل عقود‬
‫صوريّة حتّى تتمكّن لنة التنصي من إخراجهم إل مصر‪.‬‬

‫بعد ناية الرحلة وأثناء رجوعنا بالباخرة (مارينا) ف النّيل قمت أتفقّد التنصرين الدد وعندما‬
‫فتحت باب الكابينة ‪ 14‬بالفتاح الاص بالطاقم العامل على الباخرة فوجئت بأن التنصر‬
‫الديد عبد السيح (وكان اسه ممّد آدم) يصلّي صلة السلمي‪ .‬تدّثت إليه فوجدته‬
‫متمسّكا بعقيدته السلميّة فلم يغريه الال ول يؤثّر فيه بريق الدنيا الزائل ‪ .‬خرجت منه وبعد‬
‫حوال الساعة أرسلت له أحد النصّرين فحضر ل بالناح رقم ‪ 3‬وبعد أن خرج النصّر قلت‬
‫له‪" :‬يا عبد السيح لاذا تصلّي صلة السلمي بعد تنصّرك"‪ ،‬فقال‪" :‬بعت لكم جسدي‬
‫بأموالكم‪ ،‬أمّا قلب وروحي وعقلي فملك ال الواحد القهّار ل أبيعهم بكنوز الدنيا وأنا أشهد‬
‫أمامك بأن ل إله إل ال وأ ّن ممّد رسول ال"‪.‬‬

‫بعد هذه الحداث الت أنارت ل طريق اليان وهدتن لعتنق الدين السلمي وجدت‬
‫صعوبات كثية ف إشهار إسلمي نظرا لنّن قس كبي ورئيس لنة التنصي ف أفريقيا وقد‬
‫حاولوا منع ذلك بكل الطرق لنه فضيحة كبية لم‪ .‬ذهبت لكثر من مديريّة أمن لشهر‬
‫إسلمي وخوفا على الوحدة الوطنيّة أحضرتْ ل مديريّة الشرقيّة فريقا من القساوسة والطارنة‬

‫‪11‬‬
‫للجلوس معي وهو التّبع بصر لكل من يريد اعتناق السلم‪ .‬هدّدتن اللجنة الكلّفة من ‪4‬‬
‫قساوسة و ‪ 3‬مطارنة بأنا ستأخذ كلّ أموال ومتلكات النقولة والحمولة والوجودة ف البنك‬
‫الهلي الصري‪-‬فرع سوهاج وأسيوط والت كانت تقدّر بوال ‪ 4‬مليون جنيه مصريّ وثلثة‬
‫ملت ذهب وورشة لتصنيع الذهب بارة اليهود وعمارة مكوّنة من أحد عشر طابق رقم‬
‫‪ 499‬شارع بور سعيد بالقاهرة فتنازلت لم عنها كلّها فل شئ يعدل لظة الندم الت‬
‫شعرت با وأنا على كرسي العتراف‪ .‬بعدها كادت ل الكنيسة العداء وأهدرت دمي‬
‫فتعرضت لثلث ماولت اغتيال من أخي وأولد عمّي‪ ،‬فقاما بإطلق النّار عليّ ف القاهرة‬
‫وأصابون ف كليت اليسرى والّت ت استئصالا ف ‪7/1/1987‬م ف مستشفى القصر‬
‫العين والادث قيّد بالحضر رقم ‪ 1762/1986‬بقسم قصر النّيل مديريّة أمن القاهرة‬
‫بتاريخ ‪11/11/1986‬م‪.‬‬
‫أصبحت بكلية واحدة وهي اليمن ويوجد با ضيق الالب بعد التضخم الذي حصل لا‬
‫بقدرة الالق الذي جعلها عوضا عن كليتي‪ .‬ولكن للظروف الصعبة الّت أمر با بعد أن‬
‫جرّدتن الكنيسة من كل شئ والتقارير الطبّيّة الت تفيد احتياجي لعملية تميل لوض الكلية‬
‫وتوسيع للحالب‪ .‬ولن ل أملك تكاليفها الكبية‪ ،‬أجريت ل أكثر من خس عشرة عملية‬
‫جراحيّة من بينها البوستات ول تنجح واحدة منها لنا ليست العملية الطلوب إجراؤها‬
‫حسب التقارير الت أحلها‪ ،‬ولا علم أبواي بإسلمي أقدما على النتحار فأحرقا نفسيهما وال‬
‫الستعان‪.‬‬

‫قصة اسلمه بصوته علي هذا الرابط‪:‬‬


‫‪http://www.aljame3.com/modules.php?name=A‬‬
‫‪udio&l_op=viewaudio&cid=21‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-2‬ابراهيم خليل فلوبوس أستاذ اللهوت الصري السابق‬
‫نبذة عنه‪:‬‬
‫‪-‬ماجستي ف اللهوت من جامعــة برنسـتون المريكية ‪.‬‬
‫‪-‬من كتبه (ممد ف التوراة والنيل والقرآن) و(السيح إنسان ل إله) و(السلم ف الكتب‬
‫السماوية) و(اعرف عدوك اسرائيل) و(الستشراق والتبشي وصلتهما بالمبيالية العالية)‬
‫و(البشرون والستشرقون ف العال العرب السلمي)‪.‬‬
‫وقد كان راعيا للكنيسة النيلية ‪ ،‬وأستاذا للهوت ‪ ،‬أسلم على يديه عدد كبي من الناس ‪.‬‬
‫ردّه العقل الر ‪:‬‬
‫‪-‬يدثنا الاج إبراهيم عن رحلته إل السلم ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫"ف مؤتر تبشيي دعيت للكلم ‪ ،‬فأطلت الكلم ف ترديد كل الطاعن الحفوظة ضد‬
‫السلم ‪ ،‬وبعد أن انتهيت من حديثي بدأت أسأل نفسي ‪ :‬لاذا أقول هذا وأنا أعلم أنن‬
‫كاذب ؟! واستأذنت قبل انتهاء الؤتر ‪ ،‬خرجت وحدي متجها إل بيت ‪ ،‬كنت مهزوزا من‬
‫أعماقي ‪ ،‬متأزما للغاية ‪ ،‬وف البيت قضيت الليل كله وحدي ف الكتبة أقرأ القرآن ‪ ،‬ووقفت‬
‫طويــلً عنـد الية الكرية ‪:‬‬
‫ك الَمْثَالُ َنضْرُِبهَا‬
‫صدّعًا مّنْ َخشْيَةِ اللّهِ وَتِلْ َ‬
‫( َلوْ أَن َزلْنَا َهذَا الْقُرْآنَ َعلَى جََبلٍ لّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مَّت َ‬
‫لِلنّاسِ لَعَّل ُهمْ يَتَفَكّرُونَ )‪.‬‬
‫وف تلك الليلة اتذت قرار حيات فأسلمت‪ ،‬ث انضم إل جيع أولدي ‪ ،‬وكان أكثرهم حاسا‬
‫ابن الكب (أسامة) وهو دكتور ف الفلسفة ويعمل أستاذا لعلم النفس ف جامعة السوربون"‪.‬‬
‫وبإسلمهم زادت بيوت السلم بيتا ‪.‬‬

‫قصته‪:‬‬
‫الستاذ السابق بكلية اللهوت النيلية ( إبراهيم خليل فلوبوس ) واحد من الليي الذين‬
‫انقادوا لا وجدوا عليه آباءهم من غي بن السلم ‪ ..‬تنشأ ف الكنيسة ‪ ..‬وترقى ف مدارس‬
‫اللهوت ‪ ..‬وتبوأ مكانة مرموقة ف سلم التنصي ‪ ..‬وبأنامل يديه خط عصارة خبته الطويلة‬

‫‪13‬‬
‫عدة مئات من الصفحات رسالة للماجستي تت عنوان ‪ ( :‬كيف ندمر السلم‬
‫بالسلمي ) ؟ !‪ .‬ف علم اللهوت كان ( فلوبوس ) متخصصا ل يارى ‪ ..‬وف منظار‬
‫( الناسوت ) كان ابن الكنيسة النلية ‪ ..‬المريكية يتيه خيلء ‪ ..‬ولسباب القوة والتعة‬
‫والماية التوفرة ‪ ..‬ما كان ( إبراهيم ) يقيم لعلماء الزهر ‪ ،‬ـ وقد شفهم شظف العيش ـ‬
‫أي وزن أو احترام !‬

‫لكن انتفاضة الزيف ل تلبث فجأة أن خبت ‪ ..‬وضللت التحريف النيلي والتخريف‬
‫التورات انصدعت على غي ميعاد ‪ ..‬وتساقطت إذ ذاك غشاة الوهم ‪ ،‬وتفتحت بصية الفطرة‬
‫‪ ،‬فكان لبراهيم خليل فلوبوس ـ وقد خطا عتبات الربعي يوم الامس والعشرين من ‪59‬‬
‫ـ ميلدا جديدا ‪.‬‬

‫مع الستاذ إبراهيم خليل أحد … داعية اليوم كان هذا اللقاء ‪ ..‬وعب دهاليز الضللة‬
‫والزيف نو عال الق والداية والنور كان هذا الوار ‪.‬‬

‫ـ كيف كانت رحلة الداية الت أوصلتك شاطئ اليان والسلم ‪ ،‬ومن أين كانت البداية ؟‬

‫ـ ف مدينة السكندرية وف الثالث عشر من يناير عام ‪ 1919‬كان مولدي ‪ ،‬نشأت نشأة‬
‫نصرانية ملتزمة وتذبت ف مدارس الرسالية المريكية ‪ ،‬وتصادف وصول مرحلة (الثقافة)‬
‫الدرسية مع اندلع الرب العالية الثانية ‪ ،‬وتعرض مدينة السكندرية لهوال قصف الطائرات‬
‫‪ ..‬فاضطررنا للهجرة إل أسيوط حيث استأنفت ف كليتها التعليم الداخلي وحصلت على‬
‫الدبلوم عام ‪ 1942 / 41‬وسرعان ما تفتحت أمامي سبل العمل فالتحقت بالقوات‬
‫المريكية من عام ‪ 42‬وحت عام ‪1944‬م ‪.‬‬

‫ـ ما طبيعة هذا العمل وكيف حصلت عليه ؟‬

‫‪14‬‬
‫ـ كان للقوات المريكية وقتذاك معامل كيماوية لتحليل فلزات العادن الت تشكل هياكل‬
‫الطائرات الت تسقط من أجل معرفة تراكيبها ونوعياتا ‪ ،‬وبكم ثقافت ف كلية أسيوط‬
‫ولتمكن من اللغة النليزية ولن المريكان كانوا يهتمون اهتماما بالغا بالريي‬
‫ويستوعبونم ف شركاتم فقد أمضيت ف هذا العمل سنتي ‪ ..‬لكن أخبار الرب والنكبات‬
‫دفعتن لن أنظر إل العال نظرة أعمق قادتن للتاه إل دعوة السلم وإل الكنيسة ‪ ..‬الت‬
‫كانت ترصد رغبات وتؤجج توجهات ‪ ..‬فالتحقت بكلية اللهوت سنة ‪1945‬م وأمضيت‬
‫فيها ثلث سني‪.‬‬

‫ـ ماهي الطوط العامة لنهج الكلية وأين موقع السلم فيه ؟‬


‫ـ ف الثمانية أشهر الول كنا ندرس دراسات نظرية ‪ ..‬يقدم الستاذ الحاضرة على شكل‬
‫نقاط رئيسية ‪ ،‬ونن علينا أن نكمل البحث من الكتبة ‪ .‬وكان علينا أن ندرس اللغات الثلث‬
‫‪ :‬اليونانية والرامية والعبية إضافة إل اللغة العربية كأساس والنليزية كلغة ثانية ‪ ..‬بعد ذلك‬
‫درسنا مقدمات العهد القدي والديد ‪ ،‬والتفاسي والشروحات وتاريخ الكنيسة ‪ ،‬ث تاريخ‬
‫الركة التنصيية وعلقتها بالسلمي ‪ ،‬وهنا نبدأ دراسة القرآن الكري والحاديث النبوية ‪،‬‬
‫ونتجه للتركيز على الفرق الت خرجت عن السلم أمثال الساعيلية ‪ ،‬والعلوية ‪ ،‬والقاديانية ‪،‬‬
‫والبهائية … وبالطبع كانت العناية بالطلب شديدة ويكفي أن أذكر بأننا كنا حوال ‪12‬‬
‫طالبا ُوكّل بتدريسنا ‪ 12‬أستاذا أمريكيا و ‪ 7‬آخرين مصريي ‪.‬‬

‫ـ هذه الدراسات عن السلم وعن الفرق ‪ ..‬هل كانت للطلع العلمي وحسب أم أن‬
‫هدفا آخر كان وراءها ؟‬

‫ـ ف الواقع كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا الستقبلية مع السلمي ونستخدم‬
‫معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن … والسلم بالنقاط السوداء ف تاريخ السلمي ! كنا ناور‬
‫الزهريي وأبناء السلم بالقرآن لنفتنهم ‪ ،‬فنستخدم اليات مبتورة تبتعد عن سياق النص‬
‫وندم بذه الغالطة أهدافنا ‪ ،‬وهناك كتب لدينا ف هذا الوضوع أهها كتاب ( الداية ) من‬
‫‪15‬‬
‫‪ 4‬أجزاء و ( مصدر السلم ) إضافة إل استعانتنا واستفادنا من كتابات عملء الستشراق‬
‫أمثال طه حسي الذي استفادت الكنيسة من كتابه ( الشعر الاهلي ) مائة ف الائة ‪ ،‬وكان‬
‫طلب كلية اللهوت يعتبونه من الكتب الساسية لتدريس مادة السلم !‬

‫وعلى هذا النهج كانت رسالت ف الاجستي تت عنوان (كيف ندمر السلم بالسلمي) سنة‬
‫‪ 52‬والت أمضيت ‪ 4‬سنوات ف إعدادها من خلل المارسة العملية للوعظ والتنصي بي‬
‫السلمي من بعد ترجي عام ‪. 48‬‬

‫ـ كيف إذا حدث النقلب فيك … ومت اتهت لعتناق السلم ؟‬

‫ـ كانت ل ـ مثلما ذكرت ـ صولت وجولت تت لواء الركة التنصيية المريكية ‪،‬‬
‫ومن خلل الحتكاك الطويل ‪ ،‬ومن بعد الطلع الباشر على خفاياهم تأكد ل أن النصرين‬
‫ف مصر ما جاءوا لبثّ الدين وإنا لساندة الستعمار والتجسس على البلد !‬

‫ـ وكيف ؟‬
‫ـ الشواهد كثية ‪ ،‬وف أي مسألة من السائل ‪ ،‬فإذا كانت البلد تستعد للنتفاضة على الظلم‬
‫كانت الكنيسة أول من تدرك ذلك لن القبطي والسلم يعيشان على أرض واحدة ‪ ،‬ويوم‬
‫يتأوه السلم سرعان ما يسمع النصران تأوهاته فيوصلها إلينا لنقوم بتحليلها وترجتها بدورنا ‪،‬‬
‫ومن جانب آخر كان رعايا الكنيسة ف القوات السلحة أداة مباشرة لنقل العلومات العسكرية‬
‫وأسرارها ‪ ،‬وعن طريق الراكز التنصيية التابعة لمريكا والت تتمتع بالرعاية وبالماية‬
‫المريكية كانت تدار حرب التجسس ‪ ،‬ولك أن تعلم هنا أن النصران ف مصر له جنسيتان‬
‫وانتماءان ‪ :‬انتماؤه للوطن الذي ولد فيه وهو انتماء مدن تُعب عنه جنسيته الصرية ‪ ،‬وانتماء‬
‫دين أقوى تثله النسية النصرانية ‪ .‬فهو يس ف أوروبا وف أمريكا حصنا وبالدرجة الول ‪،‬‬
‫بينما يشعر النصارى ف مصر أنم غرباء ! تاما كالنتماء السرائيلي الذي يعتب انتماءه‬
‫بالروح إل أرض أورشليم انتماء دينيا ‪ ،‬وانتماءه إل الوطن الذي ولد فيه انتماء مدنيا‬

‫‪16‬‬
‫وحسب ! ولذلك قام مطط النصرين والكنيسة على جعل مصر تدور ف فلك الستعمار فل‬
‫تستطيع أن تعيش بعيدا عنه ‪ ،‬المر الذي جعلن أشعر بصريت وأحس أن هؤلء أجانب عن‬
‫وأن جاري السلم أقرب إل منهم بالفعل … فبدأت أتسامح ‪ ..‬عفوا أقول أتسامح وأعن أن‬
‫أقرأ القرآن بصورة تتلف عما كنت أقرؤه سابقا وف شهر يونيو تقريبا عام ‪1955‬م‬
‫استمعت إل قول ال سبحانه [ قل أوحي إل أنه استمع نفر من الن فقالوا إنا سعنا قرآنا‬
‫عجبا يهدي إل الرشد فآمنا به ‪ ] ..‬هذه الية الكرية من الغريب أنا رسخت ف القلب ‪،‬‬
‫ولا رجعت إل البيت سارعت إل الصحف وأمسكته وأنا ف دهشة من هذه السورة ‪ ،‬كيف‬
‫؟ إن ال سبحانه وتعال يقول ‪ [ :‬لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من‬
‫خشية ال ‪.] ..‬‬

‫إبراهيم خليل الذي كان إل عهد قريب يارب السلم ويقيم الجج من القرآن والسنة ومن‬
‫الفرق الارجة عن السلم لرب السلم … يتحول إل إنسان رقيق يتناول القرآن الكري‬
‫بوقار وإجلل … فكأن عين رُفعت عنهما غشاوة وبصري صار حديدا … لرى ما ل‬
‫يرى … وأحس إشراقات ال تعال نورا يتلل بي السطور جعلتن أعكف على قراءة كتاب‬
‫ال من قوله تعال ‪ [ :‬الذين يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة‬
‫والنيل ] وف سورة الصف ‪ [ :‬ومبشرا برسول يأت من بعدي اسه أحد ] إذا فالقرآن‬
‫الكري يؤكد أن هناك تنبؤات ف التوراة وف النيل عن النب ممد ‪ .‬ومن هنا بدأت ولعدة‬
‫سنوات دراسة هذه التنبؤات ووجدتا حقيقة ل يسها التبديل والتغيي لن بن إسرائيل ظنوا‬
‫أنا لن ترج عن دائرتم ‪ ..‬وعلى سبيل الثال جاء ف ( سفر التثنية ) وهو الكتاب الامس‬
‫من كتب التوراة ( أقيم لم نبيا من وسط إخوتم مثلك ‪ ،‬وأجعل كلمي ف فمه فيكلمهم‬
‫بكل ما أوصيه به ) توقفت أولً عند كلمة ( إخوتم ) وتساءلت ‪ :‬هل القصود هنا من بن‬
‫إسرائيل ؟ لو كان كذلك لقال ( من أنفسهم ) أما وقد قال ( من وسط إخوتم ) فالراد با‬
‫أبناء العمومة ‪ ،‬ففي سفر التثنية إصحاح ‪ 2‬عدد ‪ 4‬يقول ال لسيدنا موسى عليه السلم ‪:‬‬
‫( أنتم مارون بنجم إخوتكم بن عيسو … ) و ( عيسو ) هذا الذي نقول عنه ف السلم‬

‫‪17‬‬
‫( العيس ) هو شقيق يعقوب عليه السلم ‪ ،‬فأبناؤه أبناء عمومة لبن إسرائيل ‪ ،‬ومع ذلك قال‬
‫( إخوتكم ) وكذلك أبناء ( إسحق ) وأبناء ( إساعيل ) هم أبناء عمومة ‪ ،‬لن إسحق ‪،‬‬
‫( شقيق ) ( إساعيل ) عليهما السلم ومن ( إسحق ) سللة بن إسرائيل ‪ ،‬ومن ( إساعيل )‬
‫كان ( قيدار ) ومن سللته كان سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهذا الفرع الذي أراد‬
‫بنو إسرائيل إسقاطه وهو الذي أكدته التوراة حي قالت ( من وسط إخوتم ) أي من أبناء‬
‫عمومتهم ‪.‬‬

‫وتوقفت بعد ذلك عند لفظة ( مثلك ) ووضعت النبياء الثلثة ‪ :‬موسى ‪ ،‬وعيسى ‪ ،‬وممد‬
‫عليهم الصلة والسلم للمقابلة فوجدت أن عيسى عليه السلم متلف تام ال ختلف عن‬
‫موسى وعن ممد عليهما الصلة والسلم ‪ ،‬وفقا للعقيدة النصرانية ذاتا والت نرفضها‬
‫بالطبع ‪ ،‬فهو الله التجسد ‪ ،‬وهو ابن ال حقيقة ‪ ،‬وهو القنوم الثان ف الثالوث ‪ ،‬وهو الذي‬
‫مات على الصليب ‪ ..‬أما موسى عليه السلم فكان عبدال ‪ ،‬وموسى كان رجلً ‪ ،‬وكان‬
‫نبيا ‪ ،‬ومات ميتة طبيعية ودفن ف قب كباقي الناس وكذلك سيدنا رسول ال ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وإذا فالتماثل إنا ينطبق على ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بينما تتأكد الغايرة بي‬
‫السيح وموسى ـ عليهما السلم ـ ‪ ،‬ووفقا للعقيدة النصرانية ذاتا ! فإذا مضينا إل بقية‬
‫العبارة ‪ ( :‬وأجعل كلمي ف فمه ‪ ) ..‬ث بثنا ف حياة ممد صلى ال عليه وسلم فوجدناه‬
‫أميا ل يقرأ ول يكتب ‪ ،‬ث ل يلبث أن نطق بالقرآن الكري العجزة فجأة يوم أن بلغ الربعي‬
‫‪ ..‬وإذا عدنا إل نبوءة أخرى ف التوراة سفر أشعيا إصحاح ‪ 79‬تقول ‪ ( :‬أو يرفع الكتاب‬
‫لن ل يعرف القراءة ول الكتابة ويقول له اقرأ ‪ ،‬يقول ما أنا بقاريء ‪ ) ..‬لوجدنا تطابقا‬
‫كاملً بي هاتي النبوءتي وبي حادثة نزول جبيل بالوحي على رسول ال ف غار حراء ‪،‬‬
‫ونزول اليات المس الول من سورة العلق‪.‬‬

‫ـ هذا عن التوراة ‪ ،‬فماذا عن النيل وأنت الذي كنت تدين به ؟‬

‫‪18‬‬
‫ـ إذا استثنينا نبوءات برنابا الواضحة والصرية ببعثة ممد صلى ال عليه وسلم بالسم ‪،‬‬
‫وذلك لعدم اعتراف الكنيسة بذا النيل أصلً ‪ ،‬فإن السيح عليه السلم تنبأ ف إنيل يوحنا‬
‫تسع نبوءات ‪ ،‬و ( البقليط ) الذي بشر به يوحنا مرات عديدة … هذه الكلمة لا خسة‬
‫معان ‪ :‬العزّي ‪ ،‬والشفيع ‪ ،‬والحامي ‪ ،‬والحمد ‪ ،‬والحمود ‪ ،‬وأي من هذه العان ينطبق‬
‫على سيدنا رسول ال صلى ال عليه وسلم تام النطباق فهو العزّي الواسي للجماعة الت‬
‫على اليان وعلى الق من بعد الضياع والبوط ‪ ،‬وهو الحامي والدافع عن عيسى ابن مري‬
‫عليه السلم وعن كل النبياء والرسل بعدما شوه اليهود والنصارى صورتم وحرفوا ما أتوا به‬
‫وهو السلم ‪ ..‬ولذا جاء ف إنيل يوحنا إصحاح ‪ 14‬عدد ‪ 16‬و ‪ ( 17‬أنا أصلي إل‬
‫ال ليعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إل البد روح الق ) ‪ ..‬وقال ف نبوءة أخرى‬
‫إصحاح ‪ 16‬عدد ‪ 13‬ـ ‪ ( 14‬وأما مت جاء ذاك الروح الق فهو يرشدكم إل جيع‬
‫الق لنه ل يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ‪ .‬ويبكم بأمور آتية ‪ ،‬ذاك يجدن )‬
‫وهذا مصداق قول ال تبارك وتعال ‪ [ :‬قل إنا أنا بشر مثلكم يوحى إل أنا إلكم إله واحد‬
‫فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملً صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا ] ‪.‬‬

‫ـ كيف كانت لظة إعلنك للسلم وكيف كانت بداية الياة الديدة ف رحاب الداية‬
‫والق ؟‬

‫ـ بعد أن وصلت إل اليقي وتلمست القائق بيدي كان عليّ أن أتدث مع أقرب الناس إل‬
‫زوجت ‪ ،‬لكن الديث تسرب عن طريقها إل الرسالية للسف ‪ ،‬وسرعان ما تلقفون‬
‫ونقلون إل الستشفى وتت مراقبة صارمة مدعي أن متل العقل ! ولربعة شهور تلت‬
‫عشت معاناة شديدة جدا ‪ ،‬ففرقوا بين وبي زوجت وأولدي ‪ ،‬وصادروا مكتبت وكانت‬
‫تضم أمهات الكتب والوسوعات … حت اسي كعضو ف ممع أسيوط ‪ ،‬وف مؤتر‬
‫( سنودس ) شُطب ‪ ،‬وضاع ملفي كحامل ماجستي من كلية اللهوت … ومن الفارقات‬
‫العجيبة أن النليز ف هذه الونة كانوا قد خلعوا اللك طلل من عرش الردن بتهمة النون‬
‫… فخشيت أن يدث معي المر ذاته ‪ ..‬لذلك التزمت الدوء والصابرة وصمدت حت‬
‫‪19‬‬
‫أطلق سراحي ‪ ،‬فقدمت استقالت من الدمة الدينية واتهت للعمل ف شركة أمريكية‬
‫للدوات الكتبية لكن الرقابة هناك كانت عنيفة جدا ‪ ،‬فالكنيسة ل تترك أحدا من أبنائها‬
‫يرج عليها ويسلم ‪ ،‬إما أن يقتلوه أو يدسوا عليه الدسائس ليحطموا حياته ‪ ..‬وف القابل ل‬
‫يكن الجتمع السلم حينذاك ليقدر على مساعدت … فحقبة المسينات والستينات كما‬
‫تعلمون كانت تصفية للخوان السلمي ‪ ،‬وكان النتماء للسلم والدفاع عنه حينذاك ل يعن‬
‫إل الضياع ! ولذلك كان عليّ أن أكافح قدر استطاعت ‪ ،‬فبدأت العمل التجاري ‪ ،‬وأنشأت‬
‫مكتبا تاريا هرعت بجرد اكتماله للبراق إل ( د‪ .‬جون تومسون ) رئيس الرسالية‬
‫المريكية حينذاك ‪ ،‬وكان التاريخ هو الامس والعشرين من ديسمب ‪ 1959‬والذي يوافق‬
‫الكريسماس ‪ ،‬وكان نص البقية ‪ ( :‬آمنت بال الواحد الحد ‪ ،‬وبحمد نبيا ورسولً ) لكن‬
‫إشهار اعتناقي الرسي للسلم كان يفترض عليّ وفق الجراءات القانونية أن ألتقي بلجنة من‬
‫النسية الت أنا منها لراجعت ومناقشت‪.‬‬

‫و ف الوقت الذي رفضت جيع الشركات الوربية والمريكية التعامل معي تشكلت اللجنة‬
‫العنية من سبعة قساوسة بدرجة الدكتوراه ‪ ..‬خاطبون بالتهديد والوعيد أكثر من مناقشت !‬
‫وبالفعل تعرضت للطرد من شقت لنن تأخرت شهرين أو ثلثة عن دفع اليار واستمرت‬
‫الكنيسة تدس علي الدسائس أينما اتهت ‪ ..‬وانقطعت أسباب تارت ‪ ..‬لكن مضيت على‬
‫الق الذي اعتنقته … إل أن قدر ال أن تبلغ أخباري وزير الوقاف حينذاك عبدال طعيمة ‪،‬‬
‫والذي استدعان لقابلته وطلب من بضور الستاذ الغزال الساهة ف العمل السلمي‬
‫بوظيفة سكرتي لنة الباء ف الجلس العلى للشؤون السلمية فكنت ف منتهى السعادة ف‬
‫بادئ المر ‪ ،‬لكن الو الذي انتقلت إليه كان ـ وللسف ـ مسموما ‪ ،‬فالشباب يدربون‬
‫على التجسس بدل أن يتجهوا للعلم ! والوظفون مشغولون بتعليمات ( منظمة الشباب ) عن‬
‫كل مهامهم الوظيفية وكان التجسس على الوظفي ‪ ،‬وعلى الديرين ‪ ،‬وعلى وكلء الوزارة‬
‫… حت يتمكن الاكم من أن يسك هؤلء جيعا بيد من حديد ! ولكم تركت أشيائي‬
‫منظمة كلها ف درج مكتب لجدها ف اليوم الثان مبعثرة ! وعلى هذه الصورة مضت اليام‬

‫‪20‬‬
‫وأراد ال سبحانه أن يأت د ‪ .‬ممد البهي وزيرا للوقاف بعد ‪ .‬طعيمة الرف ‪ .‬وكان‬
‫د‪.‬البهي قد ترب تربية ألانية منضبطة ‪ ،‬لكن توفيق عويضة سكرتي الجلس العلى للشؤون‬
‫السلمية وأحد ضباط الصف الثان للثورة تصدى له ‪ ..‬وحدث أن استدعان د‪ .‬البهي ف‬
‫يوم من اليام بعدما صدر كتاب ‪ ( :‬الستشرقون والنصرون ف العال العرب والسلمي )‬
‫وأحب أن يتعرف عليّ … فترامى الب إل توفيق عويضة واعتقد أنن من معسكر د‪ .‬البهي‬
‫والستاذ الغزال ‪ ..‬ووجدت نفسي فجأة أتلقى الهانة من مدير مكتبه رجاء القاضي وهو‬
‫يقول ل ‪ :‬اتفضل على الوزارة الت تميك ! خرجت والدموع ف عين ‪ ،‬وقد وجدتم‬
‫صادروا كتب الاصة من مكتب ول يبقوا ل إل شيئا بسيطا حلته ورجعت إل الوزارة ‪..‬‬
‫وهناك اشتغلت كاتب وارد بوساطة !! فكان يوم خروجي على العاش بتاريخ ‪/ 1 / 12‬‬
‫‪ 1979‬وقد بلغت الستي ‪ ،‬ومن ذلك اليوم بدأ إبراهيم خليل يتبوأ مركزه كداعية إسلمي‬
‫‪ ،‬وكان أول ما نصرن ال به أن ألتقيت مع الدكتور جيل غازي ـ رحه ال ـ بـ ‪13‬‬
‫قسيسا بالسودان ف مناظرة مفتوحة انتهت باعتناقهم السلم جيعا وهؤلء كانوا سبب خي‬
‫وهداية لغرب السودان حيث دخل اللوف من الوثنيي وغيهم دين ال على أيديهم‪.‬‬
‫الناظرة ف هذه الصفحة‪:‬‬
‫‪http://212.37.222.34/islam/multimedia.htm‬‬

‫ـ ف التام نشكركم وندعو الول أن يأخذ باليادي الخلصة إل ما فيه خي أمة السلم ‪،‬‬
‫وجزاكم ال خيا ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وهذا مانشرته ملة الدعوة عنه ف أكتوبر ‪:1976‬‬

‫أستاذ اللهوت السئول عن تنصي قطاع من مصر‬

‫كان يعمل راعي الكنيسة النيلية و أستاذ العقائد و اللهوت بكلية اللهوت بأسيوط حت‬
‫عام ‪ ، 1953‬ث سكرتيا عاما للرسالية اللانية السويسرية بأسوان ‪ ،‬و مبشرا بي‬
‫السلمي ما بي الحافظات من أسيوط إل أسوان حت عام ‪ ... 1955‬حصل على‬
‫الؤهلت التخصصة ف اللهوت ‪ ،‬فحصل على دبلوم كلية اللهوت النيلية بالقاهرة عام‬
‫‪ ، 1948‬ث ماجستي ف الفلسفة و اللهوت من جامعة "برنستون" بالوليات التحدة‬
‫المريكية عام ‪. 1952‬‬

‫و يتحدث "إبراهيم خليل أحد" عن قصة دخوله السلم فيقول ‪:‬‬

‫" ف إحدى المسيات من عام ‪ 1955‬سعت القرآن مذاعا بالذياع ‪ ،‬و سعت ف قوله‬
‫تعال ‪:‬‬
‫{ قل أوحيَ إلّ أنه استمع نفرٌ من الن فقالوا إنا سعنا قرآنا عجبا (‪ )1‬يهدي إل الرشد‬
‫فآمنا به و لن نشرك بربنا أحدا } [الن‪]2 ، 1:‬‬

‫كانت هاتان الياتان بثابة الشعلة القدسة الت أضاءت ذهن و قلب للبحث عن القيقة ‪ ..‬ف‬
‫تلك المسية عكفت على قراءة القرآن حت أشرقت شس النهار ‪ ،‬و كأن آيات القرآن نورٌ‬
‫يتلل ‪ ،‬و كأنن أعيش ف هالة من النور ‪ ..‬ث قرأت مرة ثانية فثالثة فرابعة حت وجدت قوله‬
‫تعال ‪:‬‬
‫{ الذين يتبعون الرسول النب المي الذي يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة و النيل يأمرهم‬
‫بالعروف و ينهاهم عن النكر و يل لم الطيبات و يرم عليهم البائث و يضع عنهم إصرهم‬

‫‪22‬‬
‫و الغلل الت كانت عليهم فالذين آمنوا به و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه‬
‫أولئك هم الفلحون } [العراف‪]157:‬‬

‫‪ ..‬من هذه الية قررت أن أقوم بدراسة متحررة للكتاب القدس ‪ ،‬و قررت الستقالة من‬
‫عملي كقسيس و سكرتي عام للرساليات المريكية بأسوان ‪.‬‬

‫و لا نفذت قراري تآمر عليّ مموعة أطباء و أشاعوا أنن متل العقل ‪ ،‬فصبت و صمدت‬
‫بكل ثقة ف ال ‪ ،‬فسافرت إل القاهرة حيث عملت بشركة للمبيعات "استاندرد‬
‫ستاشينري" ‪ ،‬و ف أثناء عملي با طلب من مدير الشركة طبع تفسي جزء عم باللغة‬
‫النليزية ‪ ،‬فتعهدت له بإناز هذا العمل ‪ ،‬و كان يظنن مسلما ‪ ،‬و حدت ال أنه ل يفطن‬
‫لسيحيت ‪ ،‬فكانت بالنسبة ل دراسة إسلمية متحررة من ثياب الدبلوماسية حت شرح ال‬
‫صدري للسلم ‪ ،‬و وجدت أنه لبد من الستقالة من العمل كخطوة لعلن إسلمي ‪ ،‬و‬
‫فعلً قدمت استقالت ف عام ‪ 1959‬و أنشأت مكتبا تاريا و نحت ف عملي الديد ‪.‬‬

‫و ف ‪ 25‬ديسمب عام ‪ 1959‬أرسلت برقية للرسالية المريكية بصر الديدة بأنن آمنت‬
‫بال الواحد الحد و بحمد نبيا و رسولً ‪ ،‬ث قدمت طلبا إل الحافظة للسي ف الجراءات‬
‫الرسية ‪ ..‬و ت تغيي اسي من "إبراهيم خليل فيلبس" إل "إبراهيم خليل أحد" ‪ ،‬و تضمن‬
‫القرار تغيي أساء أولدي على النحو التال ‪ :‬إسحاق إل أسامة ‪ ،‬و صموئيل إل جال ‪ ،‬و‬
‫ماجدة إل نوى ‪".‬‬

‫ث يلتقط أنفاسه ليعاود سرد قصته و رحلته لليان بالسلم ‪ ،‬فيقول عن التاعب الت تعرض‬
‫لا ‪:‬‬
‫" فارقتن زوجت بعد أن استنكرت عليّ و على أولدي السلم ‪ ،‬كما قررت البيوتات‬
‫الجنبية الت تتعامل ف الدوات الكتبية و مهمات الكاتب عدم التعامل معي ‪ ،‬و من ث‬
‫أغلقت مكتب التجاري ‪ ،‬و اشتغلت كاتبا بشركة بـ ‪ 15‬جنيها شهريا بعد أن كان دخلي‬
‫‪23‬‬
‫‪ 80‬جنيها ‪ ...‬و ف هذه الثناء درست السية النبوية ‪ ،‬و كانت دراستها ل عزاء و رحة‬
‫‪ ..‬و لكن حت هذه الوظيفة التواضعة ل أستمر فيها ‪ ،‬فقد استطاع العملء المريكان أن‬
‫يوغروا الشركة ضدي حت فصلتن ‪ ،‬و ظللت بعدها ثلثة أشهر بل عمل حت عينت ف‬
‫الجلس العلى للشئون السلمية ‪ ،‬و ذلك إثر ماضرة قد ألقيتها و كان عنوانا لاذا‬
‫أسلمت؟ "‬

‫ث يضحك برارة و سخرية و هو يقول ‪:‬‬


‫" لقد تولت الكنيسة إثارة الهات السئولة ضدي ‪ ،‬حت أن وزارت الوقاف و الداخلية طلبتا‬
‫من أن أكف عن إلقاء الحاضرات و إل تعرضت لتطبيق قانون الوحدة الوطنية متهما‬
‫بالشغب و إثارة الفت ‪ ،‬و ذلك بعد أن قمت بإلقاء العديد من الحاضرات ف علم الديان‬
‫القارن بالساجد ف السكندرية و الحلة الكبى و أسيوط و أسوان و غيها من‬
‫الحافظات ‪ ،‬فقد اهتزت الكنيسة لذه الحاضرات بعد أن علمت أن كثيا من الشباب‬
‫النصران قد اعتنق السلم "‬

‫ث يصمت ف أسى ليقول بعدها ‪:‬‬


‫" هذا الختناق دفعن دفعا إل أن أقرر الجرة إل الملكة العربية السعودية حيث أضع كل‬
‫خبات ف خدمة كلية الدعوة و أصول الدين "‬

‫ث يعود مستدركا و موضحا لا سبق أن أشار إليه عن أسباب اعتناقه للسلم ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫" إن اليان لبد أن ينبع من القلب أولً ‪ ،‬و الواقع أن إيان بالسلم تسلل إل قلب خلل‬
‫فترات طويلة كنت دائما أقرأ القرآن الكري و أقرأ تاريخ الرسول الكري و أحاول أن أجد‬
‫أساسا واحدا يكن أن يقنعن أن ممدا هذا النسان المي الفقي البسيط يستطيع وحده أن‬
‫يدث كل تلك الثورة الت غيت تاريخ العال و ل تزال ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫استوقفن كثيا نظام التوحيد ف السلم و هو من أبرز معال السلم ‪ { :‬ليس كمثله شئ }‬
‫[الشورى‪ { ، ]11:‬قل هو ال أحد (‪ )1‬ال الصمد } [الخلص‪ .. " ]2 ، 1:‬و يرفع‬
‫ل ف السماء و يقول ‪:‬‬‫رأسه متأم ً‬

‫" نعم ‪ ..‬التوحيد يعلن عبدا ل وحده ‪ ،‬و لست عبدا لي إنسان ‪ ...‬التوحيد هنا يرر‬
‫النسان و يعله غي خاضع لي إنسان ‪ ،‬و تلك هي الرية القيقية ‪ ،‬فل عبودية إل ل‬
‫وحده ‪ ..‬عظيم جدا نظام الغفران ف السلم ‪ ،‬فالقاعدة الساسية لليان تقوم على الصلة‬
‫الباشرة بي العبد و ربه ‪ ،‬فالنسان ف السلم يتوب إل ال وحده ‪ ،‬ل وجود لوسطاء ‪ ،‬و‬
‫ل لصكوك الغفران أو كراس العتراف ؛ لن العلقة مباشرة بي النسان و ربه " ‪.‬‬

‫و يتتم كلمه و قد انسابت تعابيه رقراقةً ‪:‬‬


‫" ل تعلم كم شعرت براحة نفسية عميقة و أنا أقرأ القرآن الكري فأقف طويلً عند الية‬
‫الكرية ‪ { :‬لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيتَه خاشعا متصدعا من خشية ال } [الشر‪:‬‬
‫‪]21‬‬

‫كذا الية الكرية ‪:‬‬


‫{ لتجدنّ أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا و لتجدنّ أقربم مودةً للذين‬
‫آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسي و رهبانا و أنم ل يستكبون (‪ )82‬و‬
‫إذا سعوا ما أنزل إل الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ما عرفوا من الق يقولون ربنا آمنا‬
‫فاكتبنا مع الشاهدين } [الائدة‪]83 ، 82:‬‬

‫لذلك كله اتذت قراري بإشهار إسلمي ‪ ،‬بل عل ّي القيام بالدعوة للدين السلمي الذي‬
‫كنت من أشد أعدائه ‪ ،‬يكفي أنن ل أدرس السلم ف البداية إل لكي أعرف كيف أطعنه و‬
‫أحاربه ‪ ،‬و لكن النتيجة كانت عكسية فبدأ موقفي يهتز و بدأت أشعر بصراع داخلي بين و‬
‫بي نفسي ‪ ،‬و اكتشفت أن ما كنت أبشر به و أقوله للناس كله زيف و كذب " ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫لسماع قصة اسلمه بصوته‪ :‬الزء الول‪:‬‬
‫‪http://www.alhakekah.com/aduio/b1.mp3‬‬
‫الزء الثان‪http://www.alhakekah.com/aduio/b2.mp3 :‬‬
‫ونصيحة للمسيحيي منه‪:‬الزء الول‪:‬‬
‫‪http://www.alhakekah.com/aduio/fe1.mp3‬‬
‫الزء الثان‪:‬‬
‫‪http://www.alhakekah.com/aduio/fe2.mp3‬‬

‫‪ -3‬يوسف استس القس المريكي السابق‬

‫بدايت مع السلم‪:‬‬
‫‪ -‬إسي «يوسف» إستس بعد السلم وقد كان قبل السلم «جوزيف» إدوارد إستس‪،‬‬
‫ولدت لعائلة نصرانية شديدة اللتزام بالنصرانية تعيش ف الغرب الوسط لمريكا‪ ،‬أباؤنا‬
‫وأجدادنا ل يبنوا الكنائس والدارس فحسب‪ ،‬بل وهبوا أنفسهم لدمة النصرانية‪،‬بدأت‬
‫بالدراسة الكنسية أو اللهوتية عندما اكتشفت أن ل أعلم كثيا عن دين النصران ‪ ،‬وبدأت‬
‫أسأل أسئلة دون أن أجد أجوبة مناسبة لا ‪ ،‬فدرست النصرانية حت صرت قسيسا وداعيا من‬
‫دعاة النصرانية وكذلك كان والدي ‪ ،‬وكنا بالضافة إل ذلك نعمل بالتجارة ف النظمة‬
‫الوسيقية وبيعها للكنائس ‪ ،‬وكنت أكره السلم والسلمي حيث أن الصورة الشوهة الت‬
‫وصلتن وارتسمت ف ذهن عن السلمي أنم أناس وثنيون ل يؤمنون بال ويعبدون صندوقا‬
‫أسودا ف الصحراء وأنم هجيون وإرهابيون يقتلون من يالف معتقدهم ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ل يتوقف بثي ف الديانة السيحية على الطلق ودرست الندوسية واليهودية والبوذية‪،‬‬
‫وعلى مدى ‪ 30‬سنة لحقة‪ ،‬عملت أنا وأب معا ف مشاريع تارية كثية‪ ،‬وكان لدينا برامج‬
‫ترفيه وعروض كثية جذابة‪ ،‬وقد عزفنا البيانو والورج ف تكساس واوكلها وفلوريدا‪،‬‬
‫وجعت العديد من مليي الدولرات ف تلك السنوات‪ ،‬لكن ل أجد راحة البال الت ل يكن‬
‫تقيقها إل بعرفة القيقة واياد الطريق الصحيح للخلص‪.‬‬

‫كنت أود تنصيه‪:‬‬


‫‪ -‬قصت مع السلم ليست قصة أحد أهدان مصحفا أو كتبا إسلمية وقرأتا ودخلت‬
‫السلم فحسب‪ ،‬بل كنت عدوا للسلم فيما مضى‪ ،‬ول أتوان عن نشر النصرانية‪ ،‬وعندما‬
‫قابلت ذلك الشخص الذي دعان للسلم‪ ،‬فانن كنت حريصا على إدخاله ف النصرانية‬
‫وليس العكس‪.‬‬
‫ل تاريا مع رجل من مصر وطلب من‬ ‫‪ -‬كان ذلك ف عام ‪ ،1991‬عندما بدأ والدي عم ً‬
‫أن أقابله‪ ،‬طرأت ل هذه الفكرة وتيلت الهرامات وأبو الول ونر النيل وكل ذلك‪،‬ففرحت‬
‫ف نفسي وقلت ‪ :‬سوف نتوسع ف تارتنا وتصبح تارة دولية تتد إل أرض ذلك الضخم‬
‫أعن ( أبا الول ) !‬
‫ث قال ل والدي ‪ :‬لكنن أريد أن أخبك أن هذا الرجل الذي سيأتينا مسلم وهو رجل أعمال‬
‫‪.‬‬
‫فقلت منعجا ‪ :‬مسلم !! ل ‪ ..‬لن أتقابل معه ‪.‬‬
‫فقال والدي ‪ :‬لبد أن تقابله ‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬ل ‪ ..‬أبدا ‪.‬‬
‫‪ -‬ل يكن من المكن أن أصدق ‪ ..‬مسلم!!‬
‫‪ -‬ذكرت أب با سعنا عن هؤلء الناس السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬وانم يعبدون صندوقا أسود ف صحراء مكة وهو الكعبة ل أرد أن أقابل هذا الرجل‬

‫‪27‬‬
‫السلم‪ ،‬وأصر والدي على أن أقابله‪ ،‬وطمأنن أنه شخص لطيف جدا‪ ،‬لذا استسلمت ووافقت‬
‫على لقائه‪.‬‬
‫‪-‬ومع ذلك لا حضر موعد اللقاء لبست قبعة عليها صليب ولبست عقدا فيه صليب وعلقت‬
‫صليبا كبيا ف حزامي ‪ ،‬وأمسكت بنسخة من النيل ف يدي وحضرت إل طاولة اللقاء‬
‫بذه الصورة ‪ ،‬ولكن عندما رأيته ارتبكت ‪ ..‬ل يكن أن يكون ذلك السلم القصود ‪ -‬الذي‬
‫نريد لقاءه‪ ،‬كنت أتوقعه رجلً كبيا يلبس عباءة ويعتمر عمامة كبية على رأسه وحواجبه‬
‫معقودة‪ ،‬فلم يكن على رأسه أي شعر «أصلع» ‪ ..‬وبدأ مرحبا بنا وصافحنا‪ ،‬كل ذلك ل يعنِ‬
‫ل شيئا‪ ،‬ومازالت صورت عنهم أنم ارهابيون‪.‬حيث تطرقنا ف الديث عن ديانته وتجمت‬
‫على السلم والسلمي حسب الصورة الشوهة الت كانت لدي ‪ ،‬وكان هو هادئا جدا‬
‫وامتص حاسي واندفاعي ببودته‪.‬‬
‫‪ -‬ث بادرت إل سؤاله‪:‬‬
‫‪ -‬هل تؤمن بال؟ قال‪ :‬أجل ‪ ..‬ث قلت ماذا عن ابراهيم هل تؤمن به؟ وكيف حاول أن‬
‫يضحي بابنه ل؟ قال‪ :‬نعم ‪ ..‬قلت ف نفسي‪ :‬هذا جيد سيكون المر أسهل ما اعتقدت‪..‬‬
‫‪ -‬ث ذهبنا لتناول الشاي ف مل صغي‪ ،‬والتحدث عن موضوعي الفضل‪ :‬العتقدات‪.‬‬
‫‪ -‬بينما جلسنا ف ذلك القهى الصغي لساعات نتكلم وقد كان معظم الكلم ل‪ ،‬وقد وجدته‬
‫لطيفا جدا‪ ،‬وكان هادئا وخجولً‪ ،‬استمع بانتباه لكل كلمة ول يقاطعن أبدا‪.‬‬
‫‪ -‬وف يوم من اليام كان ممد عبد الرحن صديقنا هذا على وشك أن يترك النل الذي كان‬
‫يتقاسه مع صديق له‪ ،‬وكان يرغب أن يعيش ف السجد لبعض الوقت‪ ،‬حدثت أب إن كان‬
‫بالمكان أن ندعو ممدا للذهاب إل بيتنا الكبي ف البلدة ويبقى هناك معنا‪ ..‬ث دعاه والدي‬
‫للقامة عندنا ف النل ‪ ،‬وكان النل يوين أنا وزوجت ووالدي ث جاء هذا الصري‬
‫واستضفنا كذلك قسيسا آخر لكنه يتبع الذهب الكاثوليكي‬
‫فصرنا نن المسة ‪ ..‬أربعة من علماء ودعاة النصارى ومسلم مصري عامي ‪ ..‬أنا ووالدي‬
‫من الذهب البوتستانت النصران والقسيس الخر كاثوليكي الذهب وزوجت كانت من‬
‫مذهب متعصب له جانب من الصهيونية ‪ ،‬وللمعلومية والدي قرأ النيل منذ صغره وصار‬
‫‪28‬‬
‫داعيا وقسيسا معترفا به ف الكنيسة ‪ ،‬والقسيس الكاثوليكي له خبة ‪ 12‬عاما ف دعوته ف‬
‫القارتي المريكيتي ‪ ،‬وزوجت كانت تتبع مذهب البورني الذي له ميول صهيونية ‪ ،‬وأنا‬
‫نفسي درست النيل والذاهب النصرانية واخترت بعضا منها أثناء حيات وانتهيت من‬
‫حصول على شهادة الدكتوراة ف العلوم اللهوتية النصرانية ‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا انتقل للعيش معنا‪ ،‬وكان لدي الكثي من النصرين ف ولية تكساس‪ ،‬وكنت أعرف‬
‫أحدهم‪ ،‬كان مريضا ف الستشفى‪ ،‬وبعد أن تعاف دعوته للمكوث ف منلنا أيضا‪ ،‬وأثناء‬
‫الرحلة إل البيت تدثت مع هذا القسيس عن بعض الفاهيم والعتقدات ف السلم‪ ،‬وأدهشن‬
‫عندما أخبن أن القساوسة الكاثوليك يدرسون السلم‪ ،‬وينالون درجة الدكتوراه أحيانا ف‬
‫هذا الوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬بعد الستقرار ف النل بدأنا جيعا نتجمع حول الائدة بعد العشاء كل ليلة لناقشة الديانة‪،‬‬
‫وكان بيد كل منا نسخة إنيل تتلف عن الخرى‪ ،‬وكان لدى زوجت إنيل «نسخة جيمي‬
‫سواجارت للرجل التدين الديث»‪-‬والضحك أن جيمي سوجارت هذا عندما ناظره الشيخ‬
‫السلم أحد ديدات أمام الناس قال ‪ :‬إنا لست عالا بالنيل !!فكيف يكتب رجل إنيلً‬
‫كاملً بنفسه وهو ليس عالا بالنيل ويدعي أنه من عند ال ؟!!‪ ،-‬وكان لدى القسيس‬
‫بالطبع الكتاب القدس الكاثوليكي كما كان عنده ‪ 7‬كتب أخرى من النيل البوتستانت‪.‬‬
‫وقد كان مع والدي ف تلك الفترة نسخة اللك جيمس وكانت معي نسخة الريفازد إيديشن‬
‫( الُراجع والكتوب من جديد ) الت تقول‪ :‬إن ف نسخة اللك جيمس الكثي من الغلط‬
‫والطوام الكبية !! حيث أن النصارى لا رأوا كثرة الخطاء ف نسخة اللك جيمس اضطروا‬
‫إل كتابته من جديد وتصحيح ما رأوه من أغلط كبية ‪ ،‬لذا قضينا معظم الوقت ف تديد‬
‫النسخة الكثر صحة من هذه الناجيل الختلفة‪ ،‬وركزنا جهودنا لقناع ممد ليصبح‬
‫نصرانيا‪.‬وكنا نن النصارى ف البيت يمل كل منا نسخة متلفة من النيل ونتناقش عن‬
‫الختلفات ف العقيدة النصرانية وف الناجيل الختلفة على مائدة مستديرة ‪ ،‬والسلم يلس‬
‫معنا ويتعجب من اختلف أناجيلنا ‪..‬‬
‫من جانب آخر كان القسيس الكاثوليكي لديه ردة فعل من كنيسته واعتراضات وتناقضات‬
‫‪29‬‬
‫مع عقيدته ومذهبه الكاثوليكي ‪ ،‬فمع أنه كان يدعو لذا الدين والذهب مدة ‪ 12‬سنة لكنه‬
‫ل يكن يعتقد جازما أنه عقيدة صحيحة ويالف ف أمور العقيدة الهمة ‪.‬‬
‫ووالدي كان يعتقد أن هذا النيل كتبه الناس وليس وحيا من عند ال ‪ ،‬ولكنهم كتبوه‬
‫وظنوه وحيا ‪.‬‬
‫وزوجت تعتقد أن ف إنيلها أخطاء كثية ‪ ،‬لكنها كانت ترى أن الصل فيه أنه من عند الرب‬
‫!‬

‫أما أنا فكانت هناك أمور ف النيل ل أصدقها لن كنت أرى التناقضات الكثية فيه ‪ ،‬فمن‬
‫تلك المور أن كنت أسأل نفسي وغيي ‪ :‬كيف يكون الرب واحدا وثلثة ف نفس الوقت!‬
‫‪ ،‬وقد سألت القسس الشهورين عاليا عن ذلك وأجابون بأجوبة سخيفة جدا ل يكن للعاقل‬
‫أن يصدقها ‪ ،‬وقلت لم ‪ :‬كيف يكنن أن أكون داعية للنصرانية وأعلّم الناس أن الرب‬
‫شخص واحد وثلثة أشخاص ف نفس الوقت ‪ ،‬وأنا غي مقتنع بذلك فكيف أقنع غيي به ‪.‬‬

‫بعضهم قال ل ‪ :‬ل تبيّن هذا المر ول توضحه ‪ ،‬قل للناس ‪ :‬هذا أمر غامض ويب اليان به‬
‫‪ ،‬وبعضهم قال ل ‪ :‬يكنك أن توضحه بأنه مثل التفاحة تتوي على قشرة من الارج ولب‬
‫من الداخل وكذلك النوى ف داخلها ‪ ،‬فقلت لم ‪ :‬ل يكن أن يضرب هذا مثلً للرب ‪،‬‬
‫التفاحة فيها أكثر من حبة نوى فستتعدد اللة بذلك ويكن أن يكون فيها دود فتتعدد اللة ‪،‬‬
‫وقد تكون نتنة وأنا ل أريد ربا نتنا ‪.‬‬

‫وبعضهم قال ‪ :‬مثل البيضة فيها قشر وصفار وبياض ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ل يصح أن يكون هذا مث ً‬
‫ل‬
‫للرب فالبيضة قد يكون فها أكثر من صفار فتتعدد اللة ‪ ،‬وقد تكون نتنة ‪ ،‬وأنا ل أريد أن‬
‫أعبد ربا نتنا ‪.‬‬
‫وبعضهم قال ‪ :‬مثل رجل وامرأة وابن لما ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬قد تمل الرأة وتتعدد اللة ‪ ،‬وقد‬
‫يصل طلق فتتفرق اللة وقد يوت أحدها ‪ ،‬وأنا ل أريد ربا هكذا ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وأنا منذ أن كنت نصرانيا وقسيسا وداعية للنصرانية ل أستطع أن اقتنع بسألة التثليث ول‬
‫أجد من يكنه إقناع النسان العاقل با ‪.‬‬

‫قرآنا واحدا‪ ،‬وعدة أناجيل‪:‬‬


‫‪ -‬أتذكر أنن سألت ممدا فيما بعد‪ :‬كم نسخة من القرآن ظهرت طوال السنوات‬
‫‪1400‬سنة الاضية؟‬
‫‪ -‬أخبن أنه ليس هناك ال مصحف واحد‪ ،‬وأنه ل يتغي أبدا‪ ،‬وأكد ل أن القرآن قد حفظ‬
‫ف صدور مئات اللف من الناس‪ ،‬ولو بثت على مدى قرون لوجدت أن الليي قد حفظوه‬
‫تاما وعلموه لن بعدهم‪.‬‬
‫‪ -‬هذا ل يبد مكنا بالنسبة ل ‪ ..‬كيف يكن أن يفظ هذا الكتاب القدس ويسهل على‬
‫الميع قراءته ومعرفة معانيه؟!!‬
‫‪ -‬كان بيننا حوار متجرد واتفقنا على أن ما نقتنع به سندين به ونعتنقه فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -‬هكذا بدأنا الوار معه‪ ،‬ولعل ما أثار إعجاب أثناء الوار أن ممدا ل يتعرض للتجريح أو‬
‫التهجم على معتقداتنا أو انيلنا وأشخاصنا وظل الميع مرتاحي لديثه‪.‬وعلى العموم ‪ ..‬لا‬
‫كنا نلس ف بيتنا نن النصارى الربعة التديني مع السلم الصري (ممد) ونناقش مسائل‬
‫العتقاد حرصنا أن ندعو هذا السلم إل النصرانية بعدة طرق ‪ ..‬فكان جوابه مددا بقوله ‪:‬‬
‫أنا مستعد أن أتبع دينكم إذا كان عندكم ف دينكم شيء أفضل من الذي عندي ف دين ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬بالطبع يوجد عندنا ‪.‬‬
‫فقال السلم ‪ :‬أنا مستعد إذا أثبتم ل ذلك بالبهان والدليل ‪.‬‬
‫فقلت له ‪ :‬الدين عندنا ل يرتبط بالبهان والستدلل والعقلنية ‪ ..‬إنه عندنا شيء مسلّم وهو‬
‫مرد اعتقاد مض ! فكيف نثبته لك بالبهان والدليل ؟! ‪ ..‬فقال السلم ‪ :‬لكن السلم دين‬
‫عقيدة وبرهان ودليل وعقل ووحي من السماء ‪.‬‬
‫فقلت له ‪ :‬إذا كان عندكم العتماد على جانب البهان والستدلل فإن أحب أن أستفيد‬
‫منك وأن أتعلم منك هذا وأعرفه ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫ث لا تطرقنا لسألة التثليث ‪ ..‬وكل منا قرأ ما ف نسخته ول ند شيئا واضحا ‪ ..‬سألنا الخ‬
‫(ممد) ‪ :‬ما هو اعتقادكم ف الرب ف السلم ‪.‬‬
‫فقال ‪ ( :‬قل هو ال أحد ‪ .‬ال الصمد ‪ .‬ل يلد ول يولد ‪ .‬ول يكن له كفوا أحد ) ‪ ،‬تلها‬
‫بالعربية ث ترجم لنا معانيها ‪ ..‬وكأن صوته حي تلها بالعربية دخل ف قلب حينها ‪ ..‬وكأن‬
‫صوته ل زال يرن صداه ف أذن ولأزال أتذكره ‪ ..‬أما معناها فل يوجد أوضح ول أفضل ول‬
‫أقوى ول أوجز ول أشل منه إطلقا ‪.‬‬
‫فكان هذا المر مثل الفاجأة القوية لنا ‪ ..‬مع ما كنا نعيش فيه من ضللت وتناقضات ف‬
‫هذا الشأن وغيه‪.‬‬

‫‪ -‬ولا أردت دعوته للنصرانية قال ل بكل هدوء ورجاحة عقل إذا أثبت ل بأن النصرانية‬
‫أحق من السلم سأتبعك إل دينك الذي تدعو إليه‪ ،‬فقلت له متفقي‪ ،‬ث بدأ ممد‪ :‬أين الدلة‬
‫الت تثبت أفضلية دينكم وأحقيته‪ ،‬قلت‪ :‬نن ل نؤمن بالدلة‪ ،‬ولكن بالحساس والشاعر‪،‬‬
‫ونلتمس ديننا وما تدثت عنه الناجيل‪ ،‬قال ممد ليس كافيا أن يكون اليان بالحساس‬
‫والشاعر والعتماد على علمنا‪ ،‬ولكن السلم فيه الدلئل والحاسيس والعجزات‪ ،‬الت تثبت‬
‫ان الدين عند ال السلم‪ ،‬فطلب جوزيف هذه الدلئل من ممد والت تثبت أحقية الدين‬
‫السلمي‪ ،‬فقال ممد ان أول هذه الدلة هو كتاب ال سبحانه وتعال القرآن الكري الذي ل‬
‫يطرأ عليه تغيي أو تريف منذ نزوله على سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم قبل ما يقرب من‬
‫‪ 1400‬سنة‪ ،‬وهذا القرآن يفظه كثي من الناس‪ ،‬إذ ما يقرب من ‪ 12‬مليون مسلم‬
‫يفظون هذا الكتاب‪ ،‬ول يوجد أي كتاب ف العال على وجه الرض يفظه الناس كما‬
‫يفظ السلمون القرآن الكري من أوله لخره‪.‬‬
‫"إِنّا َنحْنُ نَ ّزلْنَا ال ّذكْرَ وَإِنّا لَهُ َلحَافِظُونَ "‬
‫(سورة الجر الية ‪)9‬‬
‫وهذا الدليل كافيا‪ ،‬لثبات أن الدين عند ال السلم‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫معجزات القرآن‪:‬‬
‫ت البحث عن الدلة الكافية‪ ،‬الت تثبت أن السلم هو الدين الصحيح‪،‬‬ ‫‪ -‬من ذلك الي بدأ ُ‬
‫وذلك لدة ثلثة شهور بثا مستمرا‪ .‬بعد هذه الفترة وجدت ف الكتاب القدس أن العقيدة‬
‫الصحيحة الت ينتمي إليها سيدنا عيسى عليه السلم هي التوحيد وأنن ل اجد فيه أن الله‬
‫ثلثة كما يدعون‪ ،‬ووجدت أن عيسى عبدال ورسوله وليس إلا‪ ،‬مثله كمثل النبياء جيعا‬
‫جاء يدعو إل توحيد ال عز وجل‪ ،‬وأن الديان السماوية ل تتلف حول ذات ال سبحانه‬
‫وتعال‪ ،‬وكلها تدعوا ال العقيدة الثابتة بأنه ل اله ال ال با فيها الدين السيحي قبل أن يفترى‬
‫عليه بتانا‪ ،‬ولقد علمت ان السلم جاء ليختم الرسالت السماوية ويكملها ويرج الناس من‬
‫حياة الشرك ال التوحيد واليان بال تعال‪ ،‬وإن دخول ف السلم سوف يكون إكمال‬
‫ليان بأن الدين السيحي كان يدعو إل اليان بال وحده‪ ،‬وأن عيسى هو عبدال ورسوله‪،‬‬
‫ومن ل يؤمن بذلك فهو ليس من السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬ث وجدت ان ال سبحانه وتعال تدى الكفار بالقرآن الكري أن يأتوا بثله أو يأتون بثلث‬
‫آيات مثل سورة الكوثر فعجزوا عن ذلك‪.‬‬

‫"وَإِن كُنُت ْم فِي رَيْبٍ ّممّا َن ّزلْنَا عَلَى عَْبدِنَا فَأْتُواْ ِبسُورَةٍ مّن مّثِْلهِ"(سورة البقرة آية ‪)23‬‬
‫أيضا من العجزات الت رأيتها والت تثبت ان الدين عند ال السلم التنبؤات الستقبلية الت تنبأ‬
‫با القرآن الكري مثل‪:‬‬
‫"ال {‪ُ }1‬غلَِبتِ الرّومُ {‪ }2‬فِي أَدْنَى الَْأرْضِ وَهُم مّن بَ ْعدِ غَلَِب ِهمْ سَيَغْلِبُونَ {‪("}3‬أول‬
‫سورة الروم)‬
‫وهذا ما تقق بالفعل فيما بعد وأشياء أخرى ذكرت ف القرآن الكري مثل سورة الزلزلة‬
‫تتحدث عن الزلزال‪ ،‬والت قد تدث ف أي منطقة‪ ،‬وكذلك وصول النسان إل الفضاء‬
‫بالعلم‪ ،‬وهذا تفسي لعن الية الت تقول ‪":‬يَا مَ ْعشَ َر الْجِنّ وَالْإِنسِ إِنِ اسَْتطَعُْتمْ أَن تَن ُفذُوا مِنْ‬
‫ض فَانفُذُوا لَا تَن ُفذُونَ ِإلّا ِبسُ ْلطَانٍ "(سورة الرحن الية ‪)33‬‬ ‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْر ِ‬
‫َأقْطَارِ ال ّ‬
‫وهذا السلطان هو العلم الذي خرق به النسان الفضاء فهذه رؤية صادقة للقرآن الكري‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -‬أيضا من العجزات الت تركت أثرا ف نفسي (العلقة)‪ ،‬الت ذكرها ال ف القرآن الكري‪،‬‬
‫والذي وضحها العال الكندي «كوسر» وقال‪ ،‬ان العلقة هي الت تتعلق برحم الم‪ ،‬وذلك‬
‫بعدما تتحول اليوانات النوية ف الرحم إل لون دموي معلق‪ .‬وهذا بالفعل ما ذكره القرآن‬
‫الكري من قبل أن يكتشفه علماء الجنة ف العصر الديث‪ ،‬وهذا بيان للكفار واللحدين‪.‬‬
‫‪ -‬وبعد كل هذا البحث الذي استمر ثلثة شهور‪ ،‬قضاها معنا ممد تت سقف واحد‪،‬‬
‫بسبب ذلك اكتسب ود الكثيين‪ ،‬وعندما كنت أراه يسجد ل ويضع جبهته على الرض‪،‬‬
‫أعلم أن ذلك المر غي عادي‪.‬‬

‫ممد كاللئكة‪:‬‬
‫‪ -‬يوسف استس يتحدث عن صديقه ويقول‪ :‬أن مثل هذا الرجل (ممد) ينقصه جناحان‬
‫ويصبح كاللئكة يطي بما‪ ،‬وبعد ما عرفت منه ما عرفت‪ ،‬وف يوم من اليام طلب صديقي‬
‫القسيس من ممد هل من المكان أن نذهب معه إل السجد‪ ،‬لنعرف أكثر عن عبادة‬
‫السلمي وصلتم‪ ،‬فرأينا الصلي يأتون إل السجد يصلون ث يغادرون ‪ ..‬قلت‪ :‬غادروا؟‬
‫دون أي خطب أو غناء؟ قال‪ :‬أجل‪...‬‬
‫‪ -‬مضت أيام وسأل القسيس ممدا‪ ،‬أن يرافقه إل السجد مرة ثانية‪ ،‬ولكنهم تأخروا هذه‬
‫الرة حت حل الظلم ‪ ..‬قلقنا بعض الشيء ماذا حدث لم؟ أخيا وصلوا‪ ،‬وعندما فتحت‬
‫الباب ‪ ..‬عرفت ممدا على الفور ‪ ..‬قلت من هذا؟ شخص ما يلبس ثوبا أبيض وقلنسوة‬
‫وينتظر دقيقة! كان هذا صاحب القسيس!!! قلت له هل أصبحت مسلما قال‪ :‬نعم أصبحت‬
‫من اليوم مسلما!‪ ،‬ذهلت ‪ ..‬كيف سبقن هذا إل السلم ‪ ..‬ث ذهبت إل أعلى للتفكي ف‬
‫المور قليلً‪ ،‬وبدأت أتدث مع زوجت عن الوضوع‪ ،‬فقالت ل ‪ :‬أظن أن لن أستمر بعلقت‬
‫معك طويلً ‪.‬‬
‫فقلت لا ‪ :‬لاذا ؟ هل تظني أن سأسلم ؟‬
‫قالت ‪ :‬ل ‪ .‬بل لن أنا الت سوف تسلم !‬
‫فقلت لا ‪ :‬وأنا أيضا ف القيقة أريد أن أسلم ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫قال ‪ :‬فخرجت من باب البيت وخررت على الرض ساجدا تاه القبلة وقلت ‪ :‬يا رب ‪..‬‬
‫اهدن‪.‬‬
‫‪ -‬ذهبت إل أسفل‪ ،‬وأيقظت ممدا‪ ،‬وطلبت منه أن يأت لناقشة المر معي‪ ...‬مشينا‬
‫وتكلمنا طوال تلك الليلة‪ ،‬وحان وقت صلة الفجر‪ ..‬عندها أيقنت أن القيقة قد جاءت‬
‫أخيا‪ ،‬وأصبحت الفرصة مهيئة أمامي‪ ...‬أذن الفجر‪ ،‬ث استلقيت على لوح خشب ووضعت‬
‫رأسي على الرض‪ ،‬وسألت إلي إن كان هناك أن يرشدن‪ ...‬وبعد فترة رفعت رأسي إل‬
‫أعلى فلم ألظ شيئا‪ ،‬ول أر طيورا أو ملئكة تنل من السماء‪ ،‬ول أسع أصواتا أو موسيقى‪،‬‬
‫ول أر أضواء‪...‬‬
‫‪ -‬أدركت أن المر الن أصبح مواتيا والتوقيت مناسبا‪ ،‬لكي أتوقف عن خداع نفسي‪ ،‬وأنه‬
‫ينبغي أن أصبح مستقيما مسلما‪ ...‬عرفت الن ما يب علي فعله‪....‬‬
‫‪ -‬وف الادية عشرة صباحا وقفت بي شاهدين‪ :‬القسيس السابق والذي كان يعرف سابقا‬
‫بالب «بيتر جاكوب» وممد عبدالرحن‪ ،‬وأعلنت شهادت‪ ،‬وبعد لظات قليلة أعلنت‬
‫زوجت إسلمها بعد ما سعت بإسلمي‪....‬‬
‫‪ -‬كان أب أكثر تفظا على الوضوع‪ ،‬وانتظر شهورا قبل أن ينطق بالشهادتي‪....‬‬
‫يقول الشيخ ‪ :‬فأرى أن إسلمنا جيعا كان بفضل ال ث بالقدوة السنة ف ذلك السلم الذي‬
‫كان حسن الدعوة وكان قبل ذلك حسن التعامل ‪ ،‬وكما يقال عندنا ‪ :‬ل تقل ل ‪ ..‬ولكن‬
‫أرن ‪.‬‬

‫أسلمنا دفعة واحدة!!‪:‬‬


‫‪ -‬لقد دخلنا ثلثة زعماء دينيي من ثلث طوائف متلفة‪ ،‬دخلنا السلم دفعة واحدة‪،‬‬
‫وسلكنا طريقا معاكسا جدا لا كنا نعتقد‪ ....‬ول ينتهِ المر عند هذا الد‪ ،‬بل ف السنة‬
‫نفسها دخل طالب معهد لهوت معمد من «تينسي» يدعى «جو» دخل ف السلم بعد أن‬
‫قرأ القرآن‪ ....‬ول يتوقف المر عند هذا الد‪ ،‬بل رأيت كثيا من الساقفة والقساوسة‪،‬‬
‫وأرباب الديانات الخرى يدخلون السلم ويتركون معتقداتم السابقة‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬أليس هذا أكب دليل على صحة السلم‪ ،‬وكونه الدين الق؟!! بعد أن كان مرد التفكي‬
‫ف دخولنا السلم‪ ،‬ليس أمرا مستبعدا فحسب‪ ،‬بل أمر ل يتمل التصور بأي حال من‬
‫الحوال‪.‬‬
‫‪ -‬كل هذه الدلئل السابقة أن الدين عند اللّه السلم‪ ،‬جعلتن أرجع إل الطريق الستقيم‪،‬‬
‫الذي فطرنا اللّه عليه منذ ولدتنا من بطون أمهاتنا‪ ،‬لن النسان يولد على الفطرة «التوحيد»‬
‫وأهله يهودانه أو ينصرانه‪ ،‬ول يكن اسلمي فرديا‪ ،‬ولكنه يعد اسلم جاعي ل أنا وكل‬
‫السرة من خلل مدة بسيطة قضاها مسلم مصري مع أسرتنا وف بيتنا اكتشفنا من وجوده‬
‫وطريقة حياته ومعيشته ونظامه ومن خلل مناقشتنا له أمورا جديدة علينا ل نكن نعلمها عن‬
‫السلمي وليست عندنا كنصارى‪.‬‬
‫‪ -‬أسلم والدي بعدما كان متمسكا بالكنيسة‪ ،‬وكان يدعو الناس إليها‪ ،‬ث أسلمت زوجت‬
‫وأولدي‪ ،‬والمدللّه الذي جعلنا مسلمي‪ .‬المد ل الذي هدانا للسلم وجعلنا من أمة ممد‬
‫خي النام‪.‬‬
‫‪ -‬تعلق قلب بب السلم وحب الوحدانية واليان باللّه تعال‪ ،‬وأصبحت أغار على الدين‬
‫السلمي أشد من غيت من ذي قبل على النصرانية‪ ،‬وبدأت رحلة الدعوة إل السلم وتقدي‬
‫الصورة النقية‪ ،‬الت عرفتها عن الدين السلمي‪ ،‬الذي هو دين السماحة واللق‪ ،‬ودين العطف‬
‫والرحة‪.‬‬

‫عنوان موقعه‪www.todayislam.com :‬‬


‫لقاء صوت معه‪ :‬الزء الول‪:‬‬
‫‪http://www.alhakekah.com/converts/yousef1.m‬‬
‫‪p3‬‬
‫الزء الثان‪:‬‬
‫‪http://www.alhakekah.com/converts/yousef2.m‬‬
‫‪p3‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -4‬الدكتور وديع أحد الشماس الصري سابقا‬

‫* المد ال على نعمة السلم نعمة كبية ل تدانيها نعمة لنه ل يعد على الرض من يعبد‬
‫ال وحده ال السلمي‪.‬‬

‫* ولقد مررت برحلة طويلة قاربت ‪ 40‬عاما ال أن هدان ال وسوف أصف لكم مراحل‬
‫هذه الرحلة من عمرى مرحلة مرحلة‪-:‬‬

‫مرحلة الطفولة‪ ( -:‬زرع ثار سوداء )‬

‫* كان أب واعظا ف السكندرية ف جعية أصدقاء الكتاب القدس وكانت مهنته التبشي ف‬
‫القرى الحيطة والناطق الفقية لحاولة جذب فقراء السلمي ال السيحية‪.‬‬

‫* وأصر أب أن أنضم ال الشمامسة منذ أن كان عمرى ست سنوات وأن أنتظم ف دروس‬
‫مدارس الحد وهناك يزرعون بذور القد السوداء ف عقول الطفال ومنها‪- :‬‬

‫‪ -1‬السلمون اغتصبوا مصر من السيحي وعذبوا السيحي‪.‬‬


‫‪ -2‬السلم أشد كفرا من البوذى وعابد البقر‪.‬‬
‫‪ -3‬القرآن ليس كتاب ال ولكن ممد اخترعه‪.‬‬
‫‪ -4‬السلمي يضطهدون النصارى لكى يتركوا مصر ويهاجروا‪ .....‬وغي ذلك من البذور‬
‫الت تزرع القد السود ضد السلمي ف قلوب الطفال‪.‬‬

‫* وف هذه الفترة الحرجة كان أب يتكلم معنا سرا عن انراف الكنائس عن السيحية القيقية‬
‫الت ترم الصور والتماثيل والسجود للبطرك والعتراف للقساوسة‪.‬‬

‫مرحلة الشباب ( نضوج ثار القد السود )‪:‬‬


‫‪37‬‬
‫أصبحت أستاذا ف مدارس الحد و معلما للشمامسة وكان عمري ‪ 18‬سنة وكان علي أن‬
‫أحضر دروس الوعظ بالكنيسة والزيارة الدورية للديرة ( خاصة ف الصيف ) حيث يتم‬
‫استدعاء متخصصي ف مهاجة السلم والنقد اللزع للقرآن وممد ( صلي ال علية وسلم )‬
‫‪.‬‬

‫* وما يقال ف هذه الجتماعات ‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآن مليء بالتناقضات ( ث يذكروا نصف آية ) مثل ( ول تقربوا الصلة ‪)...‬‬
‫‪ -2‬القرآن مليء باللفاظ النسية ويفسرون كلمة ( نكاح ) علي أنا الزنا أو اللواط ‪.‬‬
‫‪ -3‬يقولون أن النب ممد ( صلي ال عليه وسلم ) قد أخذ تعاليم النصرانية من ( بيه )‬
‫الراهب ث حورها و إخترع با دين السلم ث قتل بيه حت ل يفتضح أمره ‪ ........‬ومن‬
‫هذا الستهزاء بالقرآن الكري و ممد ( صلي ال عليه وسلم ) الكثي والكثي ‪...‬‬

‫أسئلة مية ‪:‬‬


‫الشباب ف هذه الفترة و أنا منهم نسأل القساوسة أسئلة كانت تينا ‪:‬‬
‫شاب مسيحي يسأل ‪:‬‬
‫س ‪ :‬ما رأيك بحمد ( صلي ال عليه وسلم ) ؟‬
‫القسيس ياوب ‪ :‬هو إنسان عبقري و ذكي ‪.‬‬

‫س ‪ :‬هناك الكثي من العباقرة مثل ( أفلطون ‪ ،‬سقراط ‪ ,‬حاموراب ‪ ).....‬ولكن ل ند لم‬


‫أتباعا و دين ينتشر بذه السرعة ال يومنا هذا ؟ لاذا ؟‬
‫ج ‪ :‬يتار القسيس ف الجابة‬

‫شاب أخر يسأل ‪:‬‬


‫س ‪ :‬ما رأيك ف القرآن ؟‬
‫‪38‬‬
‫ج ‪ :‬كتاب يتوي علي قصص للنبياء ويض الناس علي الفضائل ولكنه مليء بالخطاء ‪.‬‬

‫س ‪ :‬لاذا تافون أن نقرأه و تكفرون من يلمسه أو يقرأه ؟‬


‫ج ‪ :‬يصر القسيس أن من يقرأه كافر دون توضيح السبب !!‬

‫يسأل أخر‪:‬‬
‫س ‪ :‬إذا كان ممد ( صلي ال عليه وسلم ) كاذباًَ فلماذا تركه ال ينشر دعوته ‪ 23‬سنة ؟‬
‫بل ومازال دينه ينتشر ال الن ؟ مع انه مكتوب ف كتاب موسي ( كتاب ارميا ) ان ال وعد‬
‫بإهلك كل إنسان يدعي النبوة هو و أسرته ف خلل عام ؟‬
‫ج ‪ :‬ييب القسيس ( لعل ال يريد أن يتب السيحيي به )‪.‬‬

‫مواقف مية ‪:‬‬


‫‪ -1‬ف عام ‪ 1971‬أصدر البطرك ( شنودة ) قرار برمان الراهب روفائيل ( راهب دير‬
‫مينا ) من الصلة لنه ل يذكر أسه ف الصلة وقد حاول اقناعه الراهب ( صموائيل )‬
‫بالصلة فانه يصلي ل وليس للبطرك ولكنه خاف ان يرمه البطرك من النه ايضا !!‬

‫وتسائل الراهب صموائيل هل يرؤ شيخ الزهر ان يرم مسلم من الصلة ؟ مستحيل‬

‫‪ -2‬أشد ما كان يين هو معرفت بتكفي كل طائفة مسيحية للخري فسألت القمص‬
‫(ميتاس روفائيل) أب اعتراف فأكد هذا وان هذا التكفي نافذ ف الرض والسماء ‪.‬‬

‫فسألته متعجبا ‪ :‬معن هذا اننا كفار لتكفي بابا روما لنا ؟‬
‫أجاب ‪ :‬للسف نعم‬
‫سألته ‪ :‬وباقي الطوائف كفار بسبب تكفي بطرك السكندرية لم ؟‬
‫أجاب ‪ :‬للسف نعم‬
‫سألته ‪ :‬وما موقفنا إذا يوم القيامة ؟‬
‫‪39‬‬
‫أجاب ‪ :‬ال يرحنا !!!‬

‫بداية التاة نو السلم‪:‬‬


‫* وعندما دخلت الكنيسة ووجدت صورة السيح وتثاله يعلو هيكلها فسألت نفسي كيف‬
‫يكون هذا الضعيف الهان الذي استهزأ به و عذب ربا و إلا ؟؟‬

‫* الفروض أن أعبد رب هذا الضعيف الارب من بطش اليهود ‪ .‬وتعجبت حي علمت أن‬
‫التوراة قد لعنت الصليب والصلوب عليه وانه نس وينجس الرض الت يصلب عليها !!‬
‫( تثنية ‪. ) 23 – 22 : 21‬‬

‫* وف عام ‪ : 1981‬كنت كثي الدل مع جاري السلم ( أحد ممد الدمرداش حجازي )‬
‫و ذات يوم كلمن عن العدل ف السلم ( ف الياث ‪ ،‬ف الطلق ‪ ،‬القصاص ‪ ) ......‬ث‬
‫سألن هل عندكم مثل ذلك ؟ أجبت ل‪ ..‬ليوجد‬

‫* وبدأت أسأل نفسي كيف أت رجل واحد بكل هذه التشريعات الحكمة والكاملة ف‬
‫العبادات والعاملت بدون اختلفات ؟ وكيف عجزت مليارات اليهود والنصاري عن إثبات‬
‫انه مترع ؟‬

‫* من عام ‪ 1982‬و حت ‪ : 1990‬وكنت طبيبا ف مستشفي ( صدر كوم الشقافة )‬


‫وكان الدكتور ممد الشاطب دائم التحدث مع الزملء عن أحاديث ممد ( صلي ال عليه‬
‫وسلم ) وكنت ف بداية المر اشعر بنار الغية ولكن بعد مرور الوقت أحببت ساع هذه‬
‫الحاديث ( قليلة الكلم كثية العان جيلة اللفاظ والسياق ) و شعرت وقتها أن هذا الرجل‬
‫نب عظيم ‪.‬‬

‫هل كان أب مسلما‪:‬‬


‫* من العوامل الفية الت أثرت علي هدايت هي الصدمات الت كنت أكتشفها ف أب ومنها ‪:‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -1‬هجر الكنائس والوعظ والمعيات التبشيية تاما ‪.‬‬
‫‪ -2‬كان يرفض تقبيل أيدي الكهنة ( وهذا أمر عظيم عند النصاري )‬
‫‪ -3‬كان ليؤمن بالسد والدم ( البز والمر ) أي ل يؤمن بتجسيد الله ‪.‬‬
‫‪ -4‬بدلً من نزوله صباح يوم المعة للصلة أصبح ينام ث يغتسل وينل وقت الظهر ؟!‬
‫‪ -5‬ينتحل العذار للنول وقت العصر والعودة متأخرا وقت العشاء ‪.‬‬
‫‪ -6‬أصبح يرفض ذهاب البنات للكوافي ‪.‬‬
‫‪ -7‬ألفاظ جديدة أصبح يقولا ( أعوذ بال من الشيطان ) (ل حول ول قوة ال بال )‪...‬‬
‫‪ -8‬وبعد موت أب ‪ 1988‬وجدت بالنيل الاص به قصاصات ورق صغية يوضح فيها‬
‫أخطاء موجودة بالناجيل وتصحيحها ‪.‬‬
‫‪ -9‬وعثرت علي إنيل جدي ( والد أب ) طبعة ‪ 1930‬وفيها توضيح كامل عن التغيات‬
‫الت أحدثها النصاري فيه منها تويل كلمة ( يا معلم ) و ( يا سيد ) ال ( يا رب ) !!!‬
‫ليوهوا القاريْ ان عبادة السيح كانت منذ ولدته ‪.‬‬

‫الطريق إل السجد‪:‬‬
‫* وبالقرب من عيادتى يوجد مسجد ( هدى السلم ) اقترب منه وأخذت أنظر بداخله‬
‫فوجدته ل يشبه الكنيسة مطلقا ( ل مقاعد – ل رسومات – ل ثريات ضخمة – ل سجاد‬
‫فخم – ل أدوات موسيقى وايقاع – ل غناء ل تصفيق ) ووجدت أن العبادة ف هذه‬
‫الساجد هى الركوع والسجود ل فقط ‪ ،‬ل فرق بي غن وفقي يقفون جيعا ف صفوف‬
‫منتظمة وقارنت بي ذلك وعكسه الذى يدث ف الكنائس فكانت القارنة دائما لصال‬
‫الساجد‪.‬‬

‫ف رحاب القرآن‪:‬‬
‫* وددت أن أقرأ القرآن واشتريت مصحفا وتذكرت أن صديقى أحد الدمرداش قال ان‬
‫القرآن ( ل يسه ال الطهرون ) واغتسلت ول أجد غي ماء بارد وقتها ث قرأت القرآن‬

‫‪41‬‬
‫وكنت أخشى أن أجد فيه اختلفات ( بعد ما ضاعت ثقت ف التوراة والنيل ) وقرأت‬
‫القرآن ف يومي ولكن ل أجد ما كانوا يعلمونا اياه ف الكنيسة عن القرآن ‪.‬‬
‫* العجب من هذا أن من يكلم ممد صلى ال عليه وسلم يبه أنه سوف يوت ؟!! من‬
‫يرؤ أن يتكلم هكذا ال ال ؟؟!! ودعوت ال أن يهدين ويرشدن ‪.‬‬

‫الرؤيا ‪:‬‬
‫وذات يوم غلبن النوم فوضعت الصحف بوارى وقرب الفجر رأيت نورا ف جدار الجرة‬
‫وظهر رجلً وجهه مضىء اقترب من وأشار ال الصحف فمددت يدى لسلم عليه لكنه‬
‫اختفى ووقع ف قلب أإن هذا الرجل هو النب ممد صلى ال عليه وسلم يشي ال أن القرآن‬
‫هو طريق النور والداية ‪.‬‬

‫أخيا – أسلمت وجهى ل‪:‬‬


‫* وسألت أحد الحامي فدلن علي أن أتوجه لديرية المن – قسم الشئون الدينية – ول أن‬
‫تلك الليلة وراودن الشيطان كثيا ( كيف تترك دين أبائك بذه السهولة ) ؟‬

‫* وخرجت ف السادسة صباحا ودخلت كنيسة ( جرجس وأنطونيوس ) وكانت الصلة‬


‫قائمة ‪ ،‬وكانت الصالة مليئة بالصور والتماثيل للمسيح و مري و الواريي وأخرين إل البطرك‬
‫السابق ( كيلس ) فكلمتهم ‪ ( :‬لو أنكم علي حق وتفعلون العجزات كما كانوا يعلمونا‬
‫فافعلوا أي شيء ‪ ...‬أي علمة أو إشارة لعلم انن اسي ف الطريق الطأ ) و بالطبع ل إجابة‬
‫‪.‬‬

‫* وبكيت كثيا علي عمر كبي ضاع ف عبادة هذه الصور والتماثيل ‪ .‬وبعد البكاء شعرت‬
‫أنن تطهرت من الوثنية وأنن أسي ف الطريق الصحيح طريق عبادة ال حقا ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫* وذهبت ال الديرية و بدأت رحلة طويلة شاقة مع الروتي ومع معاناة مع البيوقراطية و‬
‫ظنون الناس وبعد عشرة شهور ت اشهار اسلمي من الشهر العقاري ف أغسطس ‪. 1992‬‬

‫اللهم أحين علي السلم وتوفن علي اليان‬

‫اللهم إحفظ ذريت من بعدي خاشعي ‪،‬عابدين ‪ ،‬يافون معصيتك ويتقربون بطاعتك‬

‫و آخر دعوانا أن المد ل رب العالي‬

‫للدكتور وديع أحد موقع علي شبكة النترنت عنوانه‬


‫‪http://www.wadee3.5u.com‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -5‬كينيث جينكين القسيس المريكي السابق‬

‫هذا الوضوع هو ف القيقة كتيب اصدره القسيس السابق ‪Kenneth L.‬‬


‫‪ Jenkins‬او عبدال الفاروق حاليا ‪ ..‬وهو يصف قصة اعتناقه لذا الدين العظيم ‪ ...‬انظر‬
‫غلف الكتيب ‪ :‬يقول فيه ‪ " :‬كقسيس سابق وكرجل دين ف الكنيسة كانت مهمت هي‬
‫انارة الطريق للناس للخروج بم من الظلمة الت هم با ‪ ...‬وبعد اعتناقي السلم تولدت لدي‬
‫رغبة عارمة بنشر تربت مع هذا الدين لعل نوره وبركته تل على الذين ل يعرفوه بعد‪ ...‬انا‬
‫احد ال لرحته ب بادخال للسلم ولعرفة جال هذا الدين وعظمته كما شرحها الرسول‬
‫الكري وصحابته الهتدين ‪ ...‬انه فقط برحة ال نصل ال الداية القة والقدرة لتباع الصراط‬
‫الستقيم الذي يؤدي للنجاح ف هذه الدنيا وف الخرة‪ ...‬ولقد رأيت هذه الرحة تتجلى‬
‫عندما ذهبت للشيخ عبدالعزيز بن باز واعتنقت السلم ولقد كانت مبته تزداد لدي وايضا‬
‫العرفة ف كل لقاء ل به ‪ ....‬هناك أيضا الكثي الذين ساعدون بالتشجيع والتعليم ولكن‬
‫لوف لعدم ذكر البعض لن أذكر اسائهم‪ ...‬انه يكفي أن أقول المد ل العظيم الذي يسي‬
‫ل كل أخ وكل أخت من لعبوا دورا هاما لنمو السلم ف داخلي وايضا لتنشئت كمسلم‪....‬‬
‫انا أدعو ال ان ينفع بذا الهد القصي أناسا كثيين ‪ ...‬واتن من النصارى أن يدوا الطريق‬
‫الؤدي للنجاة‪ ..‬ان الجوبة لشاكل النصارى ل تستطيع ان تدها ف حوزة النصارى انفسهم‬
‫لنم ف أغلب الحيان هم سبب مشاكلهم‪ ...‬لكن ف السلم الل لميع مشاكل النصارى‬
‫والنصرانية ولميع الديانات الزعومة ف العال‪...‬نسأل ال ان يزينا على اعمالنا ونياتنا ‪....‬‬
‫البداية ‪ :‬كطفل صغي ‪ ....‬نشئت على الوف من الرب ‪...‬وتربيت بشكل كبي على يد‬
‫جدت وهي أصولية ما جعل الكنيسة جزء مكمل ليات‪....‬وانا لزلت طفل صغيا ‪...‬برور‬
‫الوقت وببلوغي سن السادسة ‪ ...‬كنت قد عرفت ما ينتظرن من النعيم ف النة وما ينتظرن‬
‫من العقاب ف النار‪ ....‬وكانت جدت تعلمن أن الكذابي سوف يذهبون ال النار ال‬
‫البد‪ ...‬والدت كانت تعمل بوظيفتي ولكنها كانت تذكرن با تقوله ل جدت دائما‪...‬‬
‫أخت الكبى وشقيقي الصغر ل يكونوا مهتمي با تقوله جدت من انذارات وتذيرات عن‬

‫‪44‬‬
‫النة والنار مثلما كنت انا مهتما !! ل زلت اتذكر عندما كنت صغيا عندما كنت انظر ال‬
‫القمر ف الحيان الت يكون فيها مقتربا من اللون الحر ‪ ...‬وعندها ابدأ بالبكاء لن جدت‬
‫كانت تقول ل ان من علمات ناية الدنيا ان يصبح لون القمر أحر ‪....‬مثل الدم‪ ...‬عند‬
‫بلوغي الثامنة كنت قد اكتسبت معرفة كبية وخوف كبي با سوف ينتظرن ف ناية العال‬
‫‪...‬وأيضا كانت تأتين كوابيس كثية عن يوم الساب وكيف سيكون؟؟ بيتنا كان قريبا‬
‫جدا من مطة السكة الديد وكانت القطارات تر بشكل دائم‪ ....‬أتذكر عندما كنت‬
‫أستيقظ فزعا من صوت القطار ومن صوت صفارته معتقدا أن قد مت وأن قد بعثت !! هذه‬
‫الفكار كانت قد تبلورت ف عقلي من خلل التعليم الشفوي من قبل جدت وكذلك القروء‬
‫مثل قصص الكتاب القدس ‪ ....‬ف يوم الحد كنا نتوجه ال الكنيسة وكنت ارتدي احسن‬
‫الثياب وكان جدي هو السؤول عن توصيلنا ال هناك ‪....‬واتذكر ان الوقت كان ير هناك‬
‫كما لو كان عشرات الساعات !! كنا نصل هناك ف الادية عشر صباحا ول نغادر ال ف‬
‫الثالثة‪ ....‬اتذكر ان كنت انام ف ذلك الوقت ف حضن جدت ‪ ...‬وف بعض الحيان كانت‬
‫جدت تسمح ل بالروج للجلوس مع جدي الذي ل يكن متدينا ‪ ...‬وكنا معا نلس لراقبة‬
‫القطارات‪ ....‬وف أحد اليام اصيب جدي باللطة ما اثر على ذهابنا ال العتاد ال الكنيسة‬
‫‪ ....‬وف القيقة كانت هذه الفترة حساسة جدا ف حيات ‪ ...‬بدأت اشعر ف تلك الفترة‬
‫بالرغبة الامة للذهاب ال الكنيسة وفعل بدأت بالذهاب لوحدي ‪ ..‬وعندما بلغت السادسة‬
‫عشرة بدأت بالذهاب ال كنيسة اخرى كانت عبارة عن مبن صغي وكان يشرف عليها والد‬
‫صديقي ‪...‬وكان الضور عبارة عن أنا وصديقي ووالده ومموعة من زملئي ف الدراسة‬
‫‪ ....‬واستمر هذا الوضع فقط بضعة شهور قبل ان يتم اغلق تلك الكنيسة ‪ ..‬وبعد ترجي‬
‫من الثانوية والتحاقي بالامعة تذكرت التزامي الدين واصبحت نشطا ف الجال الدين‪....‬‬
‫وبعدها ت تعميدي ‪ ....‬وكطالب جامعي ‪ ...‬اصبحت بوقت قصي أفضل عضو ف الكنيسة‬
‫ما جعل كثي من الناس يعجبون ب ‪ ...‬وأنا أيضا كنت سعيدا لن كنت اعتقد أن ف‬
‫طريقي " للخلص"‪ ...‬كنت أذهب ال الكنيسة ف كل وقت كانت تفتح فيه ابوابا ‪....‬‬
‫وايضا أدرس الكتاب القدس ليام ولسابيع ف بعض الحيان ‪ ...‬كنت أحضر ماضرات‬
‫‪45‬‬
‫كثية كان يقيمها رجال الدين ‪ ....‬وف سن العشرين أصبحت احد أعضاء الكنيسة‬
‫‪...‬وبعدها بدأت بالوعظ ‪ ....‬واصبحت معروفا بسرعة كبية‪ ..‬ف القيقة انا كنت من‬
‫التعصبي وكان لدي يقي أنه ل يستطيع احد الصول على اللص مال يكن عضوا ف‬
‫كنيستنا !! وايضا كنت استنكر على كل شخص ل يعرف الرب بالطريق الت عرفته أنا با‬
‫‪ ...‬أنا كنت اؤمن ان يسوع السيح والرب عبارة عن شخص واحد ‪ ...‬ف القيقة ف‬
‫الكنيسة تعلمت ان التثليث غي صحيح ولكن بالوقت نفسه كنت اعتقد ان يسوع والب‬
‫وروح القدس شخص واحد !! حاولت ان افهم كيف تكون هذه العلقة صحيحة ولكن ف‬
‫القيقة أبدا ل استطع الوصول ال نتيجة متكاملة بوص هذه العقيدة !! انا اعجب باللبس‬
‫الحتشم للنساء وكذلك التصرفات الطيبة من الرجال ‪ ..‬أنا كنت من يؤمنون بالعقيدة الت‬
‫تقول ان على الرأة تغطية جسدها!وليست الرأة الت تل وجهها باليكياج وتقول أنا سفية‬
‫السيح !‪ ....‬كنت ف هذا الوقت قد وصلت ال يقي بأن ما أنا فيه الن هو سبيلي ال‬
‫اللص‪ ...‬وأيضا كنت عندما ادخل ف جدال مع أحد الشخاص من كنائس اخرى كان‬
‫النقاش ينتهي بسكوته تاما ‪ ....‬وذلك بسب معرفت الواسعة بالكتاب القدس كنت أحفظ‬
‫مئات النصوص من النيل ‪ ....‬وهذا ما كان ييزن عن غيي ‪ ...‬وبرغم كل تلك الثقة الت‬
‫كانت لدي كان جزء من يبحث ‪ ...‬ولكن عن ماذا ‪..‬؟؟ عن شيء أكب من الذي وصلت‬
‫اليه! كنت أصلي باستمرار للرب أن يهدين إل الدين الصحيح ‪ ...‬وأن يغفر ل إذا كنت‬
‫مطئا ‪ ...‬إل هذه اللحظة ل يكن ل أي احتكاك مباشر مع السلمي ول اكن اعرف اي‬
‫شيء عن السلم ‪ ....‬وكل ما عرفته هو ما يسمى ب " امة السلم" وهي مموعة من‬
‫السود اسسوا لم دينا خاصا بم وهو عنصري ول يقبل غي السود ‪ ...‬ولكن أسوه "امة‬
‫السلم" وهذا ما جعلن اعتقد ان هذا هو السلم ‪ ...‬مؤسس هذا الدين اسه " اليجا ممد"‬
‫وهو الذي بدأ هذا الدين والذي أسى مموعته ايضا "السلمي السود" ‪....‬ف القيقة قد لفت‬
‫نظري خطيب مفوه لذه الماعة اسه لويس فرقان وقد شدن بطريقة كلمه وكان هذا ف‬
‫السبعينات من هذا القرن ‪ ...‬وبعد ترجي من الامعة كنت قد وصلت ال مرحلة متقدمة من‬
‫العمل ف الجال الدين ‪ ....‬وف ذلك الوقت بدا اتباع "اليجه ممد " بالظهور بشكل واضح‬
‫‪46‬‬
‫‪ ...‬وعندها بدأت بدعمهم خصوصا انم ياولون الرقي بالسود ما هم عليه من سوء العاملة‬
‫والوضاع بشكل عام‪ ...‬بدأت بضور ماضراتم لعرفة طبيعة دينهم بالتحديد‪ ...‬ولكن ل‬
‫اقبل فكرة ان الرب عبارة عن رجل أسود(كما كان من اعتقاد اصحاب أمة السلم) ول‬
‫اكن احب طريقتهم ف استخدام الكتاب القدس لدعم افكارهم‪ ....‬فأنا أعرف هذا الكتاب‬
‫جيدا ‪ ...‬ولذلك ل أتمس لذا الدين(وكنت ف هذا الوقت اعتقد انه هو السلم!!) وبعد‬
‫ست سنوات انتقلت للعيش ف مدينة تكساس ‪ ...‬وبسرعة التحقت لصبح عضوا ف‬
‫كنيستي هناك وكان يعمل ف واحدة من هاتي الكنيستي شاب صغي بدون خبة ف حي أن‬
‫خبت ف النصرانية كانت قد بلغت مبلغا كبيا وفوق العتاد ايضا ‪ ...‬وف الكنيسة الخرى‬
‫الت كنت عضوا فيها كان هناك قسيس كبي ف السن ورغم ذلك ل يكن يتلك العرفة الت‬
‫كنت انا امتلكها عن الكتاب القدس ولذلك فضلت الروج منها حت ل تصل مشاكل بين‬
‫وبينه ‪ ...‬عندها انتقلت للعمل ف كنيسة اخرى ‪ ....‬ف مدينة اخرى وكان القائم على تلك‬
‫الكنيسة رجل منك وخبي وعنده علم غزير ‪ ...‬وعنده طريقة مدهشة ف التعليم ‪ ....‬ورغم‬
‫انه كان يتلك افكارا ل أوافقه عليها ال انه كان ف النهاية شخصا يتلك القدرة على كسب‬
‫الشخاص‪ ...‬ف هذا الوقت بدأت أكتشف أشياء ل اكن أعلمها بالكنيسة وجعلتن افكر فيما‬
‫أنا فيه من دين‪ !!!...‬مرحبا بكم ف عال الكنيسة القيقي ‪ :‬بسرعة اكتشفت ان ف الكنيسة‬
‫الكثي من الغية وهي شائعة جدا ف السلم الكنسي‪ ...‬وايضا أشياء كثية غيت الفكار الت‬
‫كنت قد تعودت عليها ‪ ....‬على سبيل الثال النساء يرتدين ملبس أنا كنت اعتبها مجلة‬
‫‪ ...‬والكل يهتم بشكله من اجل لفت النتباه ‪ ...‬ل أكثر ‪...‬للجنس الخر !! الن اكتشفت‬
‫كيف أن الال يلعب لعبة كبى ف الكنائس‪..‬لقد أخبون ان الكنيسة اذا ل تكن تلك العدد‬
‫الحدد من العضاء فل داعي ان تضيع وقتك با لنك لن تد الردود الال الناسب لذلك‬
‫‪ ....‬عندها أخبتم ان هنا لست من اجل الال‪ ...‬وانا مستعد لعمل ذلك بدون اي مقابل‬
‫‪ ...‬وحت لو وجد عضو واحد فقط‪ !!...‬هنا بدات أفكر بؤلء الذين كنت اتوسم فيهم‬
‫الكمة كيف انم كانوا يعملون فقط من اجل الال!! لقد اكتشفت ان الال والسلطة والنفعة‬
‫كانت اهم لديهم من تعريف الناس بالقيقة ‪ ...‬هنا بدأت اسأل هؤلء الساتذة بعض السئلة‬
‫‪47‬‬
‫ولكن هذه الرة بشكل علن ف وقت الحاضرات ‪ ....‬كنت اسألم كيف ليسوع أن يكون‬
‫هو الرب؟؟‪ ....‬وأيضا ف نفس الوقت روح القدس والب والبن ووو‪ ...‬ال‪ ...‬ولكن ل‬
‫جواب!! كثي من هؤلء القساوسة والوعاظ كانوا يقولون ل أنم هم أيضا ل يعرفون كيف‬
‫يفسرونا لكنهم ف نفس الوقت يعتقدون انم مطالبون باليان با !! وكان اكتشاف الجم‬
‫الكبي من حالت الزنا والبغاء ف الوسط الكنسي وايضا أنتشار الخدرات وتارتا فيما بينهم‬
‫وايضا اكتشاف كثي من القساوسة الشواذ جنسيا أدى ب ال تغيي طريقة تفكيي والبحث‬
‫عن شيء آخر ولكن ماهو ؟ وف تلك اليام أستطعت أن أحصل على عمل جديد ف الملكة‬
‫العربية السعودية ‪ ...‬بداية جديدة ‪ :‬ل ير وقت طويل حت لحظت السلوب الختلف‬
‫للحياة لدى السلمي‪ .....‬كانوا متلفي عن اتباع "اليجه ممد" العنصريي الذين ل يقبلون‬
‫ال السود ‪ ...‬السلم الوجود ف السعودية يضم كافة الطبقات ‪...‬وكل العراق ‪ ...‬عندها‬
‫تولدت لدي رغبة قوية ف التعرف على هذا الدين الميز‪ ...‬كنت مندهشا لياة الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم وكنت أريد أن اعرف الزيد ‪ ..‬طلبت مموعة من الكتب من أحد الخوة‬
‫النشيطي ف الدعوة ال السلم ‪ ....‬كنت أحصل على جيع الكتب الت كنت أطلبها‬
‫‪....‬قرأتا كلها بعدها أعطون القرآن الكري وقمت بقراءته عدة مرات ‪...‬خلل عدة أشهر‬
‫‪...‬سألت أسئلة كثية جدا وكنت دائما أجد جوابا مقنعا ‪...‬الذي زاد ف اعجاب هو عدم‬
‫اصرار الشخص على الجابة ‪ ...‬بل انه ان ل يكن يعرفها كان ببساطة يبن انه ل يعرف‬
‫وانه سوف يسأل ل عنها ويبن ف وقت لحق !! وكان دائما ف اليوم التال يضر ل‬
‫الجابة ‪ ....‬وايضا ما كان يشدن ف هؤلء الناس الحيين هو اعتزازهم بانفسهم !! كنت‬
‫اصاب بالدهشة عندما أرى النساء وهن متشمات من الوجه ال القدمي ! ل اجد سلم دين‬
‫او تنافس بي الناس النتسبي للعمل من أجل الدين كما كان يدث ف امريكا ف الوسط‬
‫الكنسي هناك ‪ ....‬كل هذا كان رائعا ولكن كان هناك شيء ينغص علي وهو كيف ل ان‬
‫اترك الدين الذي نشأت عليه ؟؟ كيف أترك الكتاب القدس؟؟ كان عندي اعتقاد انه به شيء‬
‫من الصحة بالرغم من العدد الكبي من التحريفات والراجعات الت حصلت له ‪ ....‬عندها ت‬
‫اعطائي شريط فيديو فيه مناظرة اسها "هل النيل كلمة ال" وهي بي الشيخ أحد ديدات‬
‫‪48‬‬
‫وبي القسيس جيمي سواجارت‪...‬وبعدها على الفور أعلنت اسلمي!!!!!!‬

‫لشاهدة تلك الناظرة الثية او ساعها يكنك تميلها من الوصلة التالية ‪:‬‬
‫‪http://www.islam.org/audio/ra622_4.ram‬‬
‫وستجدها ف هذه الصفحة إن شاء ال‪:‬‬
‫‪http://212.37.222.34/islam/multimedia.htm‬‬
‫بعدها ت اخذي ال مكتب الشيخ عبدالعزيز بن باز لكي أعلن الشهادة وقبول بالسلم ‪...‬‬
‫وت اعطائي نصيحة عما سوف اواجهه بالستقبل ‪....‬انا ف القيقة ولدة جديدة ل بعد‬
‫ظلم طويل ‪ .....‬كنت افكر باذا سوف يقول زملئي ف الكنيسة عندما يعلمون بب‬
‫اعتناقي للسلم؟؟ ل يكن هناك وقت طويل لعلم ‪ ....‬بعد ان عدت للوليات التحدة‬
‫المريكية من اجل الجازة أخذت النتقادات تضربن من كل جهة على ما انا عليه من "قلة‬
‫اليان " على حد قولم !! وأخذوا يصفون بكل الوصاف المكنة ‪ ...‬مثل الائن والنحل‬
‫اخلقيا ‪ ...‬وكذلك كان يفعل رؤساء الكنيسة ‪ ...‬ولكن ل اكن اعبء با كانوا يقولوه لن‬
‫الن فرح ومسرور با انعم ال علي به من نعمة وهي السلم ‪ ...‬أنا الن اريد ان اكرس‬
‫حيات لدمة السلم كما كنت ف السيحية ‪ ...‬ولكن الفرق ان السلم ليوجد فيه احتكار‬
‫للتعليم الدين بل الكل مطالب أن يتعلم ‪ ......‬ت اهدائي صحيح مسلم من قبل مدرس القران‬
‫‪ ....‬عندها اكتشفت حاجت لتعلم سية الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ...‬واحاديثه وما عمله‬
‫ف حياته ‪ ......‬فقمت بقراءة الحاديث التوفرة باللغة النليزية بقدر الستطاع ‪ ...‬أيضا‬
‫أدركت ان خبت بالسيحية نافعة جدا ل ف التعامل مع النصارى وماججتهم‪ ...‬حيات‬
‫تغيت بشكل كامل ‪ ...‬وأهم شيء تعلمته ان هذه الياة انا هي تضيية للحياة الخروية‬
‫‪ ...‬وايضا ما تعلمته اننا نازى حت بالنيات ‪ ....‬اي انك اذا نويت ان تعمل عمل صالا ول‬
‫تقدر ان تعمله لظرف ما ‪ ...‬فان جزاء هذا العمل يكون لك ‪ ....‬وهذا متلف تاما عن‬
‫النصرانية‪ ....‬الن من أهم أهداف هو تعلم اللغة العربية وتعلم الزيد عن السلم ‪ ....‬وأنا‬
‫الن اعمل ف حقل الدعوة لغي السلمي ولغي الناطقي بالعربية‪ .....‬وأريد ان اكشف للعال‬

‫‪49‬‬
‫التناقضات والخطاء والتلفيقات الت يتويها الكتاب الذي يؤمن به الليي حول العال‬
‫(يقصد الكتاب القدس للنصارى) وايضا هناك جانبا إيابيا ما تعلمته من النصرانية انه ل‬
‫يستطيع احد ان ياججن لن اعرف معظم الدع الت ياول النصرون استخدامها لداع‬
‫النصارى وغيهم من عديي البة ‪ ....‬أسأل ال أن يهدينا جيعا ال سواء الصراط " جزاه‬
‫ال خيا وهذا الكلم ل يصدر ف القيقة ال من رجل صادق عرف ال فامن به ‪ ...‬ومن ث‬
‫كب اليان ف قلبه ‪ ...‬حت اصبح هدفه هو هداية الناس جيعا !!! وهذا الرجل تنطبق عليه‬
‫الية الكرية التالية ‪ " :‬لََتجِدَنّ أَ َش ّد النّاسِ َعدَاوَةً لّّلذِينَ آمَنُوْا الَْيهُودَ وَالّذِينَ أَشْ َركُواْ َولََتجِدَنّ‬
‫َأقْرََب ُهمْ ّموَدّةً لّّلذِينَ آمَنُواْ اّلذِي َن قَاُل َواْ إِنّا َنصَارَى َذلِكَ ِبأَنّ مِْن ُهمْ ِقسّيسِيَ وَرُهْبَانًا وَأَّن ُهمْ لَ‬
‫َيسْتَكْبِرُونَ * وَِإذَا َسمِعُواْ مَا أُنزِلَ ِإلَى الرّسُولِ تَرَى أَعْيَُن ُهمْ تَفِيضُ مِنَ الدّ ْمعِ ِممّا عَ َرفُواْ ِمنَ‬
‫اْلحَقّ يَقُولُونَ رَبّنَا آمَنّا فَاكْتُبْنَا َمعَ الشّاهِدِي َن * وَمَا لَنَا لَ ُنؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِ َن اْلحَقّ‬
‫وَنَ ْط َمعُ أَن ُيدْخِلَنَا رَبّنَا َمعَ الْ َقوْمِ الصّاِلحِيَ " سورة الائدة اية ‪.84-82‬‬

‫(غلف الكتاب)‬

‫‪50‬‬
‫)بطاقة القسيس السابق(‬

‫‪ -6‬رئيس الساقفة اللوثريّ السابق التنانّ أبو بكر موايبيو‬

‫ف الثالث والعشرين من شهر كانون الوّل لعام ‪- 1986‬وقبل يومي من أعياد اليلد‪-‬‬
‫أعلن رئيس الساقفة مارتن جون موايبوبو لماعة الصلّي بأنّه سيترك السيحيّة لدخول‬
‫السلم‪ .‬كان حشد الصلّي ف حالة شللٍ تامّ للصدمة الّت أصابتهم لسماع هذا الب‪ ،‬إل‬
‫درجة أنّ مساعد الُسقف قام من مقعده فأغلق الباب والنوافذ‪ ،‬وصرّح لعضاء الكنيسة بأنّ‬
‫رئيس الساقفة قد جُنّ‪ .‬فكيف استطاع الرّجل أن يفكّر بقول ذلك‪ ،‬ف حي أنّه قبل ذلك‬
‫ببضع دقائق كان يعزف آلته الوسيقيّة بطريقةٍ تثي مشاعر أعضاء الكنيسة؟! ل يكونوا‬
‫يعرفون بأنّ ما يول ف خاطر السقف سيكون قرارا يعصف بألبابم‪ ،‬وأنّ ذلك الترفيه ل‬
‫يكن إلّ حفلة وداع‪ .‬لكنّ ردّ فعل الصلّي كان مُفجعا على حدّ سواء! فقد اتّصلوا بقوات‬
‫المن لخذ الرّجل "الجنون"‪ .‬فتحفّظوا عليه ف الزنزانة حتّى منتصف الليل‪ ،‬إل أن جاء‬
‫الشّيخ أحد شيخ –وهو الرّجل الّذي حثّه على دخول السلم‪ -‬وكفله لطلق سراحه‪ .‬لقد‬
‫كان هذا الادث بدايةً لطيف ًة فقط نسبةً لا كان ينتظر الُسقف السّابق من صدمات‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وقد قام سيمفيوي سيسانت –وهو صحفيّ من صحيفة القلم– بإجراء لقاءٍ مع رئيس الساقفة‬
‫ي التنانّ مارتن جون موايبوبو‪ ،‬والّذي أصبح بعد إعلنه السلم معروفا باسم (الاج‬
‫اللوثر ّ‬
‫أبو بكر جون موايبوبو‪.).‬‬

‫الفضل ف إثارة الفضول الصحفيّ لدى هذا الكاتب ‪-‬سيسانت‪ -‬يعود إل الخ الزيبابو ّ‬
‫ي‬
‫سفيان سابيلو‪ ،‬وذلك بعد استماع الخي إل حديث موايبوبو ف مركر وايبانك السلميّ ف‬
‫ديربان‪ .‬وسفيان ليس من الّذين يرغبون بالثارة‪ ،‬لكنّه ف تلك الليلة كان قد سع شيئا قيّما‪.‬‬
‫فهو ل يستطع التوقّف عن الديث عن الرّجل! ومن كان بإمكانه ألّ يكون مأخوذا بعد‬
‫ساعه بأنّ رئيس الساقفة قد دخل السلم؟ وهو الّذي ل يصل فقط على شهادت‬
‫البكالوريوس والاجستي ف اللهوت‪ ،‬بل وعلى شهادة الدكتوراه أيضا‪ .‬وإنْ كنتم مّن‬
‫يهتّمون بالشّهادات الجنبيّة‪ ،‬فإنّ الرّجل قد حصل على الدبلوم ف الدارة الكنسيّة من إنلترا‪،‬‬
‫وما تبقّى من الدّرجات العلميّة من برلي ف ألانيا! وهذا الرّجل الّذي كان – قبل دخوله‬
‫السلم‪ -‬المي العام لجلس الكنائس العاليّ لشؤون إفريقيا ‪-‬مّا يشمل تنانيا وكينيا‬
‫وأوغندا وبوروندي وأجزاء من أثيوبيا والصّومال‪ -‬كان منصبه ف ملس الكنائس يفوق‬
‫الرئيس الالّ للجنة حقوق النسان النوب إفريقيّة بارن بيتيانا‪ ،‬ورئيس لنة الصالة الوطنيّة‬
‫الُسقف ديسموند توتو‪.‬‬

‫إنّها قصّة رجلٍ وُلد قبل ‪ 61‬عاما ‪-‬ف الثان والعشرين من شهر شباط‪ -‬ف بوكابو‪ ،‬وهي‬
‫منطقةٌ على الدود مع أوغندا‪ .‬وبعد سنتيْن من ولدته قامت عائلته بتعميده؛ وبعد خس‬
‫ت كانت تراقبه بفخرٍ وهو يصبح خادم الذبح ف ال ُقدّاس‪ ،‬ناظرين إليه وهو يساعد‬ ‫سنوا ٍ‬
‫كاهن الكنيسة بتحضي "جسد ودم" السيح (عليه الصّلة والسّلم)‪ .‬كان هذا مّا يلُ عائلته‬
‫بالفخر‪ ،‬ويلُ أباه بالفكار حول مستقبل ابنه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫يسترجع أبو بكر ذكرياته قائلً‪:‬‬
‫"فيما بعد ‪-‬وعندما كنت ف الدرسة الدّاخليّة‪ -‬كتب إلّ أب قائلً بأنّه يريدن أن أُصبح‬
‫راهبا‪ .‬وف كلّ رسالةٍ كان يكتب ل ذلك‪".‬‬

‫لك ّن موايبوبو كانت لديه أفكاره الاصّة عن مستقبل حياته‪ ،‬والّت كانت تتعلّق بالنضمام إل‬
‫سلك الشرطة‪ .‬ومع ذلك ‪-‬وف الامسة والعشرين من عمره‪ -‬استسلم لرغبة والده‪ .‬فعلى‬
‫النقيض مّا يصل ف أوروبا‪ ،‬حيث يستطيع البناء فعل ما يشاؤون بعد عمر الادية‬
‫والعشرين‪ ،‬فالبناء ف إفريقيا يُعلّمون احترام رغبات أبائهم أكثر من احترام رغباتم‬
‫الشخصيّة‪.‬‬

‫يا بنّ‪ ،‬قبل أن أغمض عين (أموت)‪ ،‬سأكون مسرورا إ ْن أصبحتَ راهبا" ‪.‬‬

‫هذا ما قاله الب لبنه‪ ،‬وهكذا فعل البن؛ وهو القرار الّذي قاده إل إنلترا عام ‪1964‬‬
‫للحصول على الدبلوم ف إدارة الكنائس؛ وبعد ذلك بسنةٍ إل ألانيا للحصول على‬
‫البكالوريوس‪ .‬وبعودته بعد عامٍ أصبح أُسقفا عاملً‪.‬‬

‫وفيما بعد رجع ليحصل على الاجستي‪.‬‬

‫"كلّ ذلك الوقت‪ ،‬كنت أفعل الشياء بدون نقاش‪".‬‬

‫وقد بدأ بالتساؤل حي كان يعمل على الصول على الدكتوراه‪ ،‬يقول موايبوبو‪:‬‬

‫"بدأت أتساءل باندهاش‪ ،‬فهناك السيحيّة والسلم واليهوديّة والبوذيّة‪ ،‬وكلّ دينٍ منها يدّعي‬
‫أنّه القّ؛ فما هي القيقة؟ كنت أريد القيقة‪".‬‬

‫وهكذا بدأ بثه حت اختزله إل الديان الرئيسيّة الربعة‪ .‬وحصل على نسخةٍ من القرآن‬
‫الكري‪ .‬وهل تتخيّلون ماذا حدث؟‬

‫‪53‬‬
‫يتذكر موايبوبو قائلً‪:‬‬
‫"حي فتحت القرآن الكري‪ ،‬كانت اليات الول الّت أقرأها هي‪ :‬قُلْ ُهوَ اللّهُ أَ َحدٌ(‪)1‬اللّهُ‬
‫صمَدُ(‪َ)2‬لمْ َيِلدْ وََلمْ يُوَلدْ(‪َ )3‬وَلمْ يَكُنْ لَهُ كُ ُفوًا أَ َحدٌ(‪ / )4‬سورة الخلص‪".‬‬
‫ال ّ‬

‫كان هذا هو الوقت الذي بدأت فيه بذور السلم بالنموّ‪ ،‬وهو الدّين غي العروف بالنّسبة‬
‫إليه‪ .‬وف ذلك الوقت اكتشف بأنّ القرآن الكري هو الكتاب القدّس الوحيد الّذي ل يُشوّههُ‬
‫النسان منذ الياء به‪.‬‬

‫"وهذا ما قُلْته كخاتةٍ ف رسالت للدكتوراه‪ .‬ول يكن يهمّن إنْ كانوا سيمنحون الدكتوراه أم‬
‫ل‪ ،‬لنّ هذه هي القيقة؛ وأنا كنت أبث عن القيقة‪.".‬‬

‫وف حالته الذهنيّة هذه‪ ،‬ذهب إل أُستاذه الحبوب فان بيغر‪ .‬ويستعيد ذكرياته قائلً‪:‬‬

‫"أغلقت الباب‪ ،‬ثّ نظرت إليه ف عينيه‪ ،‬وسألته‪ :‬من كلّ الديان الّت ف الدّنيا‪ ،‬أيّها هو الدّين‬
‫القّ؟ فأجابن‪" :‬السلم"‪ .‬فسألته‪" :‬فلماذا أنت إذا لست مسلما؟" فقال ل‪" :‬أ ّولً‪ :‬أنا أكره‬
‫العرب؛ وثانيا‪ :‬هل أنت ترى كلّ هذا الترف الّذي أنعم فيه؟ فهل تعتقد بأنّي سأتلّى عن كلّ‬
‫ذلك من أجل السلم؟" وعندما تفكّرت بوابه‪ ،‬بدأت أتفكّر بالت الاصّة أيضا" ‪.‬‬

‫فمنصب موايبوبو‪ ،‬وسياراته‪ ،‬كلّ ذلك خطر ف باله‪ .‬ل‪ ،‬فهو ل يستطيع إعلن السلم‪.‬‬
‫وهكذا ‪-‬ولسنةٍ كاملةٍ‪ -‬نّى هذه الفكرة عن خاطره‪ .‬لك ّن رُؤى بدأت تلحقه‪ ،‬وآياتٌ من‬
‫س موشحون بالبياض يأتون إليه‪" ،‬خاصّةً ف أيّام‬
‫القرآن الكري دوامت على الظّهور أمامه‪ ،‬وأُنا ٌ‬
‫لمَع"‪ ،‬حتّى ل يستطع أن يقاوم أكثر‪.‬‬
‫اُ‬

‫وهكذا أعلن إسلمه رسيّا ف الثّان والعشرين من شهر كانون الوّل‪ .‬وهذه الرُؤى الّت قادته‬
‫إل ذلك‪ ،‬أل تكن بفعل الطّبيعة الُرافيّة للفارقة؟ ويدّثنا عن ذلك موايبوبو قائلً‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫‪" -‬ل؛ ل أظنّ بأنّ كلّ الرُؤى سيّئة‪ .‬فإنّ هناك تلك الرُؤى الّت تديك للتاه الصّحيح‪،‬‬
‫وتلك الّت ل تفعل ذلك‪ .‬أمّا هذه ‪-‬على وجه الصوص‪ -‬فقد قادتن إل الطّريق الصّحيح‪،‬‬
‫إل السلم‪.".‬‬

‫ونتيجةً لذلك قامت الكنيسة بتجريده من بيته وسياراته‪ .‬ول تستطع زوجه تمّل ذلك‬
‫فحزمت حقائبها وأخذت أولدها وتركته‪ ،‬وذلك على الرغم من تأكيد موايبوبو لا بأنّها‬
‫ليست مُلزمةً بدخول السلم‪ .‬وعندما ذهب إل والديه‪ ،‬الّلذيْن كانا أيضا قد سعا بقصّته‪:‬‬

‫"طلب منّي أب انتقاد السلم علنيةً؛ وقالت أُمّي بأنّها "ل تريد أن تسمع أيّ تُرّهاتٍ منّي"‪.‬‬

‫لقد أصبح وحيدا! وحي سُئِل كيف يشعر تاه والديه قال بأنّه سامهم‪ ،‬وقد تصال مع أبيه‬
‫قبل أن ينتقل إل عال الخرة‪ .‬وقال موايبوبو‪:‬‬

‫"لقد كانا كبييْن بالسنّ‪ ،‬ول يكن لديهما العلم أيضا‪ .‬حتّى أنّهما ل يكن باستطاعتهما قراءة‬
‫النيل‪ ،‬وكلّ ما كانا يعرفانه هو ما كانا يسمعانه من الراهب وهو يقرأ‪".‬‬

‫سألما البقاء ف النل لليلةٍ واحدة‪ ،‬وف اليوم التّال بدأ رحلته إل حيث تنتمي عائلته أص ً‬
‫ل‬
‫‪-‬إل كاييل‪ -‬على الدود بي تنانيا ومالوي‪ .‬وخلل رحلته جَنَح إل بروسيل حيث كانت‬
‫هناك عائل ٌة تريد بيع بيتٍ لصُنع العة‪ .‬وحصل هناك أن التقى بزوج الستقبل‪ ،‬وهي راهبةٌ‬
‫كاثوليكيّ ٌة اسها الخت جيترود كيبويا‪ ،‬والّت تُعرف الن باسم الخت زينت‪ .‬ومعها سافر‬
‫إل كاييل‪ ،‬حيث أخبه العجوز الّذي منحه الأوى ف الليلة السّابقة بأنه هناك سيجد مسلمي‬
‫آخرين‪ .‬ولكن قبل ذلك‪ ،‬وف صباح ذلك اليوم رفع الذان للصّلة‪ ،‬وهو الشيء الّذي جعل‬
‫القرويّي يرجون من منازلم سائلي الضيف كيف يؤوي رجلً "منونا"‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫"لقد كانت الرّاهبة هي الّت أوضحت بأنّي لست منونا بل مسلما"‪ ،‬يقول موايبوبو‪.‬‬

‫وكانت نفس الرّاهبة هي الّت ساعدته فيما بعد على دفع النّفقات العلجيّة لشفى الرساليّة‬
‫النليكانيّة حي كان مريضا جدّا‪ .‬وذلك بفضل الحادثة الّت كانت له معها‪.‬‬

‫وكان أن سألا‪ :‬لاذا ترتدي الصّليب ف سلسلةٍ على صدرها‪ ،‬فكان أن أجابت بأنّ ذلك لنّ‬
‫السيح (عليه الصّلة والسّلم) قد صُلب عليه‪.‬‬

‫"ولكن‪ ،‬لنَقُل أن أحدهم قتل أباك ببندقيّةٍ‪ ،‬فهل كنت ستتجوّلي حامل ًة البندقيّة على صدرك؟"‬

‫لقد جعل ذلك الراهبة تفكّر‪ ،‬وحارت ف الجابة‪ .‬وحي عرض عليها الُسقف الزواج لحقا‪،‬‬
‫كان جوابا بالياب‪ .‬فتزوّجا سرّا‪ ،‬وبعد أربعة أسابيع كتبت إل مسؤوليها تُعلِمهم بأنّها‬
‫تركت الرّهبنة‪ .‬سع الشّيخ الّذي قدّم لما الأوى –وهو خال الرّاهبة‪ -‬بذا الزواج؛ وف لظة‬
‫وصولما إل بيته نُصحا بالرب‪ ،‬لنّ "الشّيخ كان يُعبّىء بندقيّته بالعتاد"‪ .‬وكان والد الرّاهبة‬
‫غاضبا "ومتوحّشا كالسد"‪.‬‬

‫انتقل موايبوبو من رفاهية منل رئيس الساقفة ليعيش ف بيتٍ مبنّ من الطّي‪ .‬وبدلً من راتبه‬
‫الكبي كعضوٍ ف الجلس الكنسيّ العاليّ كأميٍ عامّ لشرق إفريقيا‪ ،‬بدأ بكسب قوته‬
‫كحطّابٍ‪ ،‬وحرّاثٍ لراضي الخرين‪ .‬وف الوقات الّت ل يكن يعمل فيها كان يدعو إل‬
‫السلم علنية‪ .‬مّا قاده إل سلسلةٍ من الحكام القصية بالسّجن لعدم احترام السيحيّة‪.‬‬

‫وحي كان يؤدّي فريضة الجّ ف عام ‪ ،1988‬حدثت الكارثة‪ .‬فقد ُفجّر بيته‪ ،‬وترتب‬
‫على ذلك قتل أطفاله التوائم الثلثة‪ .‬ويتذكّر قائلً‪:‬‬

‫"الُسقف – وهو ابن خالت‪ -‬كان ضالعا ف تلك الؤامرة"‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ويُضيف بأنّه بدلً من أن يبطه ذلك فقد فعل العكس‪ ،‬لنّ عدد الّذين كانوا يعلنون إسلمهم‬
‫كان بازدياد‪ ،‬وهذا يشمل حاه أيضا‪.‬‬

‫وف عام ‪ 1992‬اعتُقِل لدّة عشرة أشهرٍ مع سبعي من أتباعه‪ ،‬واتّهموا باليانة‪ .‬وكان ذلك‬
‫بعد تفجي بعض ملت بيع لم النير الّت كان قد تدّث ضدّها‪ .‬لقد تدّث فعلً ضدّها‪،‬‬
‫وهو يعترف بذلك مُوضحا بأنّه دستوريّا ‪-‬ومنذ عام ‪ -1913‬هناك قانون بنع المّارات‬
‫والكازينوهات وملت بيع لم النير ف دار السّلم وتانغا ومافيا وليندي وكيغوما‪ .‬ولُسن‬
‫حظّه فقد بُرّأت ساحته‪ ،‬وبعد ذلك مباشرةً هاجر إل زامبيا منفيّا؛ وذلك بعد أن ُنصِحَ بأنّ‬
‫هناك مؤامرة لقتله‪.‬‬

‫وحدّثنا بأنّه ف كلّ يومٍ كان يُطلق فيه سراحه‪ ،‬كانت الشرطة تأت لتعتقله مُجدّدا‪ .‬وهل يكن‬
‫أن تتخيّلوا ماذا حصل أيضا؟! يقول موايبوبو‪:‬‬

‫"لقد قالت النّساء بأنّهن لن يسمحن بذلك! وبأنّهم سيقاومن اعتقال من قبل قوات المن‬
‫بأجسادهن‪ .‬وكانت النّساء أيضا هنّ اللوات ساعدنن على الرب عب الدود مُتخفيا؛ فقد‬
‫ألبسنن ملبس النّساء!"‬

‫وهذا هو أحد السباب الت جعلته يُقدّر دور النّساء‪.‬‬

‫"يب أن تُعطى النّساء مكان ًة رفيعةً‪ ,‬وأن يُمنحن تعليما إسلميّا جيّدا‪ .‬وإل فكيف يكن‬
‫للمرأة أن تتفهّم لاذا يتزوّج الرّجل أكثر من امرأةٍ واحدة‪ ...‬لقد كانت زوجي زينب هي من‬
‫اقترحت عليّ بأنّي يب أن أتزوّج بزوجي الثّانية –صديقتها شيل– حي كان يتوجّب عليها‬
‫السّفر إل الارج من أجل الدّراسات السلميّة‪".‬‬

‫هل الُسقف (السّابق) هو الّذي يقول ذلك‪ .‬ال أكب؟!‬

‫ورسالة الاجّ أب بكر موايبوبو إل السلمي هي‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫"إنّ هناك حربا على السلم‪ ...‬وقد أغرقوا العال بالطبوعات‪ .‬والن بالتحديد يعملون على‬
‫جعل السلمي يشعرون بالعار بوصفهم لم بالُصوليّي‪ .‬فيجب على السلمي أل يقفوا عند‬
‫طموحاتم الشّخصيّة‪ ،‬ويب عليهم أن يتّحدوا‪ .‬فعليك أن تدافع عن جارك إن كنت تريد أن‬
‫تكون أنت ف أمان‪".‬‬

‫يقول ذلك ويضّ السلمي على أن يكونوا شجعانا‪ ،‬مُستشهدا بالركز السلميّ العاليّ‬
‫للدّعوة والشّيخ أحد ديدات‪:‬‬

‫"ذلك الرّجل ليس مُتعلّما‪ ،‬لكن انظر إل الطّريقة الّت ينشر با السلم‪".‬‬

‫‪58‬‬
‫‪-7‬الراهب السابق الفليبين ماركو كوربس‬

‫المد ل ربّ العالي‪ ،‬وصلة ال تعال وسلمه على خات النبياء والرسلي سيّدنا م ّمدٍ‬
‫وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسانٍ إل يوم الدّين‪.‬‬

‫هذه هي قصت‪ ،‬ولاذا أعلنت إسلمي‪:‬‬

‫خلل طفولت‪ ،‬رُبّيت جزئيّا على الكاثوليكيّة‪ .‬أما جدي وعمت فقد كانا مُعاِلجَيْن روحانيّيْن‬
‫يعبدان الصنام والرواح‪ .‬وقد شهدت الكثي من الرضى الّذين جاءوا إليهما من أجل‬
‫العلج‪ ،‬وكيف كانوا يبأون‪ .‬ولذلك فقد تسبّبا ف اتباعي ما يؤمنان به‪.‬‬

‫عندما وصلت السابعة عشرة من عمري‪ ،‬لحظت بأنّ هناك الكثي من الديان‪ ،‬والّت توي‬
‫أنواعا متلفةً من التعاليم‪ ،‬على الرغم من أنّ لا نفس الصدر‪ ،‬وهو النيل‪ .‬وك ّل منها يدّعي‬
‫بأنّه الدّين القّ‪ .‬عندها تساءلت‪" :‬هل يتوجّب عليّ أن أبقى على دين عائلت‪ ،‬أم أنّي يب أن‬
‫أُجرّب الستماع إل الديان الخرى؟"‬

‫وف أحد اليام دعان ابن عمي لضور عيد الميس ف الكنيسة‪ .‬كان دافعي هو مشاهدة ما‬
‫يفعلونه داخل كنيستهم‪ .‬فشاهدت كيف كانوا يغنّون‪ ،‬ويصفّقون‪ ،‬ويرقصون‪ ،‬و يبكون‬
‫رافعي أيديهم ف دعائهم ليسوع (عليه الصّلة والسّلم)‪ .‬وقام الراهب بالوعظ بصوص‬
‫النيل‪ .‬ث ذكر الفقرات الكثر شيوعا‪ ،‬والّت يقتبسها كلّ البشّرين‪ ،‬وهي تلك الّت تتعلّق‬
‫بأُلوهيّة السيح (عليه الصّلة والسّلم)‪ ،‬مثل‪ :‬يوحنا ‪ ، 1:12‬ويوحنا ‪ ،3:16‬ويوحنا‬
‫‪ .32-8:31‬وف ذلك الوقت‪ ،‬ولدت من جديد كمسيحيّ‪ ،‬وقَبِ ْلتُ يسوع السيح (عليه‬
‫الصّلة والسّلم) كإلي ومُخلّصي‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫كان أصدقائي يزورون كلّ يومٍ للذهاب إل الكنيسة‪ .‬وبعد شهرين ّت تعميدي‪ ،‬فأصبحت‬
‫عضوا منتظما ف صلتم‪ .‬وبعد مرور خسة أعوام‪ ،‬أقنعن راهبنا بالعمل ف الكهنوت كعاملٍ‬
‫متطوّع‪ .‬وبعد ذلك أصبحت النشد الرئيسي‪ ،‬ث القائد ف الصّلة‪ ،‬ث معلّما ف مدرسة الحد‪،‬‬
‫ث أصبحت أخيا راهبا رسيّا ف الكنيسة‪ .‬وكان عملي خاضعا لبعثة التبشي النيليّة القرويّة‬
‫الرّة (‪ .).F.R.E.E‬وهي بعثةٌ تبشييّة مثل بعثة "يسوع هو ال" (سبحانه وتعال عمّا‬
‫يصفون)‪ ،‬و "الناصري"‪ ،‬و "خبز الياة"‪ ،‬إل‪.‬‬

‫بدأت تعليم الناس النيل وتعاليمه‪ .‬وقرأت النيل مرّتي من الغلف إل الغلف‪ .‬وأجبت‬
‫نفسي على حفظ أجزاءٍ وآياتٍ منه عن ظهر قلبٍ من أجل الدّفاع عن الدّين الّذي كنت‬
‫أُومن به‪ .‬وأصبحت فخورا بنفسي لذا النصب الّذي حظيت به‪ .‬وكنت غالبا ما أقول‬
‫لنفسي بأنّي ل أحتاج إل أيّ تعاليم أو نصوص أخرى عدا النيل‪ .‬ولكن مع ذلك‪ ،‬كان‬
‫هناك فراغٌ روحيّ ف داخلي‪ .‬صلّيت‪ ،‬وصُمْت‪ ،‬واجتهدت لرضاء مشيئة الله الّذي كنت‬
‫أعبده‪ ،‬ول أكن أجد السعادة إلّا عندما كنت أتواجد ف الكنيسة‪ .‬لكن هذا الشعور بالسعادة‬
‫ل يكن مستمرّا‪ ،‬وحت عندما كنت أتواجد مع عائلت‪ .‬ولحظت أيضا أنّ بعض أصدقائي من‬
‫الرّهبان ماديّون‪ .‬فهم يغمسون أنفسهم ف الشهوة السديّة ‪ -‬كالعلقات الحرّمة مع النّساء‬
‫‪ -‬والفساد‪ ،‬وتعطّشهم للشهرة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من كلّ ذلك فقد واصلت ‪-‬وبطريقةٍ عمياء‪ -‬اعتناقي الدّين بقوّة‪ .‬وذلك لنّي‬
‫كنت أعرف ‪-‬وحسب ما تقوله التعاليم‪" -‬بأنّ الكثيين ُيدْ َعوْن‪ ،‬ولكنّ القليل منهم‬
‫ُيخْتارون"‪ .‬كنت دوما أُصلّي ليسوع السيح (عليه الصّلة والسّلم) ليغفر ل ذنوب وكذلك‬
‫ذنوبم‪ .‬فقد كنت أظنّ بأنّه (عليه الصّلة والسّلم) هو اللّ لكلّ مشكلت ولذلك فإنّه‬
‫يستطيع الستجابة لكلّ دعائي‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫مع ذلك ‪ -‬وبالنظر إل حياة زملئي من الرّهبان‪ -‬فإنّك ل تستطيع أن تد بينهم أمثلةً جيّدةً‬
‫مُقارنةً بالرعيّة الّت يعظونا‪ .‬وهكذا بدأ إيان يفت‪ ،‬وناضلت بصعوبة بالغة على العمل ف‬
‫خدمة الصّلة الماعيّة‪.‬‬

‫ف أحد اليام‪ ،‬فكرت ف السفر إل الارج‪ ،‬وليس ذلك من أجل العمل فقط‪ ،‬بل وأيضا من‬
‫أجل نشر اسم يسوع كإله؛ أستغفر ال العظيم‪ .‬وكان ف خطت الذهاب إمّا إل تايوان أو‬
‫كوريا‪ .‬إلّا أنّ مشيئة ال تعال كانت ف حصول على تأشية عملٍ ف الملكة العربيّة‬
‫السعوديّة‪ .‬ووقّعت ف الال عقدا لدّة ثلثة أعوام للعمل ف جدّة‪.‬‬

‫بعد أسبوعٍ من وصول إل جدّة‪ ،‬لحظت أُسلوب الياة الختلف‪ ،‬كاللغة‪ ،‬والعادات‬
‫والتقاليد‪ ،‬حت الطعام الّذي يأكلونه‪ .‬فقد كنت جاهلً تاما بثقافات الخرين‪.‬‬

‫المد ل؛ فقد حدث أن كان لديّ زميلٌ فلبينّ ف الصنع‪ ،‬وهو مسلمٌ يتكلّم العربيّة‪ .‬لذلك‬
‫‪-‬ومع أنّي كنت متوتّرا‪ ،‬إلّا أنّي حاولت سؤاله عن السلمي‪ ،‬وعن دينهم ومعتقداتم‪ .‬فقد‬
‫كنت أعتقد بأنّ السلمي من عُتاةِ القَتَلة‪ ،‬وأنّهم يعبدون الشيطان والفراعنة وممّدا (صلّى ال‬
‫عليه وآله وسلّم) كآلةٍ لم‪ .‬وحدّثته عن إيان بالسيح (عليه الصّلة والسّلم)‪ .‬وكردّ فعلٍ‬
‫على ذلك أخبن أنّ دينه يتلف تاما عن دين‪ .‬واقتبس آيتيْن من القرآن الكري‪ .‬الول من‬
‫سورة الائدة وهي الية الثالثة الّت جاء فيها‪:‬‬
‫"‪...‬الَْيوْمَ َأكْمَ ْلتُ لَ ُكمْ دِينَ ُكمْ وَأَْت َم ْمتُ َعلَيْ ُكمْ نِعْمَتِي َو َرضِيتُ لَكُمُ السلم دِينًا‪"...‬‬

‫والخرى من سورة يوسف‪:‬‬


‫"مَا تَعُْبدُونَ ِمنْ دُونِهِ ِإلّا أَ ْسمَاءً َسمّيُْتمُوهَا أَنُْتمْ وَءَابَاؤُ ُكمْ مَا أَنْ َزلَ اللّهُ ِبهَا مِنْ ُسلْطَانٍ إِنِ‬
‫اْلحُ ْكمُ ِإلّا لِلّهِ أَمَرَ َألّا تَعُْبدُوا ِإلّا إِيّاهُ َذلِكَ الدّينُ الْقَّيمُ َولَكِنّ َأكْثَرَ النّاسِ لَا يَعَْلمُونَ(‪")40‬‬

‫‪61‬‬
‫هاتان اليتان أصبنن بصدم ٍة قويّة‪ .‬بعد ذلك بدأت بلحظة حياته‪ .‬وكلّ يومٍ كنّا نتحدث كلّ‬
‫عن دينه‪ ،‬حت أصبحنا ف النّهاية صديقيْن حيميْن‪ .‬وف إحدى الناسبات ذهبنا إل البلد‬
‫(النطقة التجاريّة من جدّة) لرسال بعض الرسائل‪ .‬وهناك حدث أن رأيت جهرةً من أُناسٍ‬
‫كثيين يشاهدون فيلما فيديويّا لناظرةٍ لحد أفضل "البشّرين" لديّ‪ .‬أخبن صديقي السلم‬
‫بأنّ هذا الّذي أدعوه "بأفضل مبشّرٍ لديّ" كان الشيخ أحد ديدات‪ ،‬وهو داعيةٌ إسلميّ‬
‫مشهور‪ .‬فأخبته بأنّ رهباننا ف الوطن جعلونا نعتقد بأنّه "مبشّرٌ عظيمٌ" فقط؛ وأخفوا عنّا‬
‫شخصيّته القيقيّة بأنّه داعيةٌ مسلم! ومهما كانت نيّتهم‪ ،‬فإنّها بالتأكيد كانت لبعادنا عن‬
‫معرفة القيقة‪ .‬وعلى الرغم مّا عرفته‪ ،‬فقد اشتريت أشرطة الفيديو‪ ،‬وبعض الكتب أيضا لقرأ‬
‫عن السلم‪.‬‬

‫وف مكان إقامتنا‪ ،‬حدّثن صديقي عن قصص النبياء‪ .‬وكنت حقيقةً مُقتنعا‪ ،‬لك ّن كبيائي‬
‫أبقان بعيدا عن السلم‪.‬‬

‫وبعد مُضيّ سبعة أشهر‪ ،‬حضر إلّ ف غرفت صديقٌ آخر ‪-‬وهو مسلمٌ من الند‪ -‬وأعطان‬
‫نسخةً من ترجة معان القرآن الكري بالنليزيّة‪ .‬وفيما بعد قادن إل البلد‪ ،‬ث اصطحبن إل‬
‫الركز السلميّ‪ .‬قابلت هناك أحد الخوة الفلبينيّي؛ ودار بيننا نقاشٌ حول بعض السائل‬
‫الدينيّة‪ ،‬وقام بربط ذلك بقارنةٍ لياته قبل السلم ‪-‬حي كان مسيحيّا‪ -‬وبعده؛ ث شرح ل‬
‫بعض تعاليم السلم‪.‬‬

‫وف تلك الليلة الباركة‪ ،‬ف الثامن عشر من نيسان لعام ‪- 1998‬وبل إكراه‪ -‬دخلت‬
‫السلم أخيا‪ .‬وأعلنت دخول السلم بترديد الشهادتي‪.‬‬

‫ال أكب!‬

‫كنت سابقا أتّبع دينا أعمى‪ ،‬أمّا الن فإنّي أرى القيقة الطلقة بأنّ السلم هو الطريقة‬
‫الفضل والكاملة للحياة الصمّمة لكلّ البشريّة‪ .‬المد ل ربّ العالي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وأدعو ال تعال أن يغفر لنا كلّ جهلنا بصوص السلم‪ ،‬وأن يهدينا سبحانه وتعال صراطه‬
‫الستقيم الّذي يقود إل النّة‪ .‬آمي‪.‬‬

‫‪-8‬عال الرياضيات والنصر السابق الدكتور الكندي جاري ميلر‬

‫أستاذ للرياضيات بامعة اللك فهد للبترول والعادن اسه جاري ميلر‪..‬كندي الصل‪..‬كان‬
‫قسيسا يدعو للنصرانية وبعد أن من ال عليه بالسلم وقف يطب ف الناس قائلً ‪:‬‬

‫"أيها السلمون‪,‬لو أدركتم فضل ما عندكم علي ما عند غيكم لمدت ال أن أنبتكم من‬
‫أصلب مسلمة ورباكم ف ماضن السلمي وأنشأكم علي هذا الدين العظيم‪ ,‬إن معن‬
‫النبوة‪..‬معن اللوهية‪..‬معن الوحي‪..‬الرسالة‪..‬البعث‪..‬الساب‪..‬كل تلك العان‪-‬عندكم وعند‬
‫غيكم‪-‬فرق مابي السماء والرض‪".‬‬

‫ث يضيف قائلً‪ ":‬لقد جذبن لذا الدين وضوح العقيدة ‪,‬ذلك الوضوح الذي ل أجده ف‬
‫عقيدة سواه"‬

‫وقصته مع السلم هي‪:‬‬


‫هذا أكب داعى للنصرانية يعلن إسلمه ويتحول إل أكب داعي للسلم ف كندا ‪ ،‬كان من‬
‫البشرين الناشطي جدا ف الدعوة إل النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب‬
‫القدس ‪.... Bible‬‬

‫هذا الرجل يب الرياضيات بشكل كبي‪ ....‬لذلك يب النطق أو التسلسل النطقي‬


‫للمور‪....‬‬

‫‪63‬‬
‫ف أحد اليام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يد فيه بعض الخطاء الت تعزز موقفه عند دعوته‬
‫للمسلمي للدين النصران ‪ ....‬كان يتوقع أن يد القرآن كتاب قدي مكتوب منذ ‪ 14‬قرن‬
‫يتكلم عن الصحراء وما إل ذلك ‪ .....‬لكنه ذهل ما وجده فيه ‪.....‬بل واكتشف أن هذا‬
‫الكتاب يتوي على أشياء ل توجد ف أي كتاب آخر ف هذا العال ‪.......‬‬

‫كان يتوقع أن يد بعض الحداث العصيبة الت مرت على النب ممد صلى ال عليه وسلم مثل‬
‫وفاة زوجته خدية رضي ال عنها أو وفاة بناته وأولده‪ ......‬لكنه ل يد شيئا من ذلك‬
‫‪ ......‬بل الذي جعله ف حية من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة ف القرآن تسمى‬
‫سورة مري وفيها تشريف لري عليها السلم ل يوجد مثيل له ف كتب النصارى ول ف‬
‫أناجيلهم !!‬

‫ول يد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي ال عنهم‪.‬‬


‫وكذلك وجد أن عيسى عليه السلم ذكر بالسم ‪ 25‬مرة ف القرآن ف حي أن النب ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يذكر إل ‪ 4‬مرات فقط فزادت حية الرجل ‪.‬‬

‫أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يد مأخذا عليه ‪....‬ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة أل‬
‫وهي الية رقم ‪ 82‬ف سورة النساء ‪:‬‬
‫{ أفل يتدبرون القرآن ولو كان من عند غي ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا }‬

‫يقول الدكتور ميلر عن هذه الية ‪ " :‬من البادئ العلمية العروفة ف الوقت الاضر هو مبدأ‬
‫إياد الخطاء أو تقصي الخطاء ف النظريات إل أن تثبت صحتها ‪Falsification‬‬
‫‪...test‬‬
‫والعجيب أن القرآن الكري يدعوا السلمي وغي السلمي إل إياد الخطاء فيه ولن يدوا‪".‬‬

‫‪64‬‬
‫يقول أيضا عن هذه الية ‪ :‬ل يوجد مؤلف ف العال يتلك الرأة ويؤلف كتابا ث يقول هذا‬
‫الكتاب خال من الخطاء ولكن القرآن على العكس تاما يقول لك ل يوجد أخطاء بل‬
‫ويعرض عليك أن تد فيه أخطاء ولن تد‪.‬‬

‫أيضا من اليات الت وقف الدكتور ميلر عندها طويل هي الية رقم ‪ 30‬من سورة النبياء ‪:‬‬
‫{ أول ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناها وجعلنا من الاء كل شي‬
‫حي أفل يؤمنون }‬

‫يقول‪" :‬إن هذه الية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل ف‬
‫عام ‪ 1973‬وكان عن نظرية النفجار الكبي وهي تنص أن الكون الوجود هو نتيجة‬
‫انفجار ضخم حدث منه الكون با فيه من ساوات وكواكب‪ .‬فالرتق هو الشي التماسك ف‬
‫حي أن الفتق هو الشيء التفكك فسبحان ال‪".‬‬

‫يقول الدكتور ميلر ‪ " :‬الن نأت إل الشيء الذهل ف أمر النب ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫والدعاء بأن الشياطي هي الت تعينه وال تعال يقول ‪:‬‬
‫{ وما تنلت به الشياطي ‪ ،‬وما ينبغي لم وما يستطيعون ‪ ،‬إنم عن السمع لعزولون }‬
‫[ الشعراء ‪ :‬الية ‪] 212-210‬‬
‫{ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم } [ النحل ‪] 98 :‬‬

‫أرأيتم ؟؟ هل هذه طريقة الشيطان ف كتابة أي كتاب ؟؟‬


‫يؤلف كتاب ث يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب يب عليك أن تتعوذ من ؟؟‬
‫إن هذه اليات من المور العجازية ف هذا الكتاب العجز ! وفيها رد منطقي لكل من قال‬
‫بذه الشبهة‪.‬‬
‫ومن القصص الت أبرت الدكتور ميلر ويعتبها من العجزات هي قصة النب صلى ال عليه‬
‫وسلم مع أب لب‪.....‬‬
‫‪65‬‬
‫يقول الدكتور ميلر ‪:‬‬
‫"هذا الرجل أبو لب كان يكره السلم كرها شديدا لدرجة أنه كان يتبع ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ,‬إذا رأى الرسول‬
‫يتكلم ال إناس غرباء فإنه ينتظر حت ينتهي الرسول من كلمه ليذهب إليهم ث يسألم ماذا‬
‫قال لكم ممد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل فهو نار والقصد أنه يالف‬
‫أي شيء يقوله الرسول الكري صلى ال عليه وسلم ويشكك الناس فيه ‪.‬‬

‫وقبل ‪ 10‬سنوات من وفاة أب لب نزلت سورة ف القرآن أسها سورة السد ‪ ,‬هذه السورة‬
‫تقرر أن أبو لب سوف يذهب إل النار ‪ ,‬أي بعن آخر أن أبو لب لن يدخل السلم ‪.‬‬

‫وخلل عشر سنوات كاملة كل ما كان على أبو لب أن يفعله هو أن يأت أمام الناس ويقول‬
‫"ممد يقول أن لن أسلم و سوف أدخل النار ولكن أعلن الن أن أريد أن أدخل ف السلم‬
‫وأصبح مسلما !! ‪ ,‬الن مارأيكم هل ممد صادق فيما يقول أم ل ؟ هل الوحي الذي يأتيه‬
‫وحي إلي؟ "‬
‫لكن أبو لب ل يفعل ذلك تاما رغم أن كل أفعاله كانت هي مالفة الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم لكنه ل يالفه ف هذا المر ‪.‬يعن القصة كأنا تقول أن النب صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫لب لب أنت تكرهن وتريد أن تنهين ‪ ,‬حسنا لديك الفرصة أن تنقض كلمي !‬

‫لكنه ل يفعل خلل عشر سنوات كاملة!! ل يسلم ول يتظاهر حت بالسلم !!‬
‫عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم السلم بدقيقة واحدة ! ولكن لن الكلم هذا‬
‫ليس كلم ممد صلى ال عليه وسلم ولكنه وحي من يعلم الغيب ويعلم أن أبا لب لن يسلم‬
‫‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫كيف لحمد صلى ال عليه وسلم أن يعلم أن أبا لب سوف يثبت ما ف السورة إن ل يكن‬
‫هذا وحيا من ال؟؟‬
‫كيف يكون واثقا خلل عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو ل يكن يعلم أنه وحيا من‬
‫ال؟؟‬

‫لكي يضع شخص هذا التحدي الطي ليس له إل معن واحد هذا وحي من ال‪.‬‬
‫{ تبت يدا أب لب وتب‬
‫ما أغن عنه ماله وما كسب‬
‫سيصلى نارا ذات لب‬
‫وامرأته حالة الطب‬
‫ف جيدها حبل من مسد }‬

‫يقول الدكتور ميلر عن آية أبرته لعجازها الغيب ‪:‬‬


‫من العجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء ليكن أن يتنبأ با النسان وهي‬
‫خاضعة لنفس الختبار السابق أل وهو ‪ Falsification tests‬أو مبدأ إياد‬
‫الخطاء حت تتبي صحة الشيء الراد اختباره وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن عن علقة‬
‫السلمي مع اليهود والنصارى‪.‬‬
‫القرآن يقول أن اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمي وهذا مستمر ال وقتنا الاضر فأشد‬
‫الناس عداوة للمسلمي هم اليهود‪.‬‬

‫ويكمل الدكتور ميلر ‪:‬‬


‫أن هذا يعتب تدي عظيم ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لدم السلم بأمر بسيط أل وهو أن‬
‫يعاملوا السلمي معاملة طيبة لبضع سني ويقولون عندها ‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫ها نن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول أننا أشد الناس عداوة لكم ‪ ,‬إذن القرآن خطأ ! ‪,‬‬
‫ولكن هذا ل يدث خلل ‪ 1400‬سنة !! ولن يدث لن هذا الكلم نزل من الذي يعلم‬
‫الغيب وليس إنسان‪.‬‬

‫يكمل الدكتور ميلر ‪:‬‬


‫هل رأيتم أن الية الت تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمي تعتب تدي للعقول !!‬
‫{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربم مودة للذين‬
‫آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسي ورهبانا وأنم ل يستكبون ‪ ،‬وإذا سعوا‬
‫ما أنزل إل الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ما عرفوا من الق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا‬
‫مع الشاهدين ‪ ،‬وما لنا ل نؤمن بال وما جاءنا من الق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم‬
‫الصالي } [ الائدة ‪] 84 - 82 :‬‬
‫وعموما هذة الية تنطبق على الد كتور ميلر حيث أنه من النصارى الذي عندما علم الق‬
‫آمن و دخل السلم وأصبح داعية له‪...‬‬
‫وفقه ال‬

‫يكمل الدكتور ميلر عن أسلوب فريد ف القرآن أذهله لعجازه ‪:‬‬


‫بدون أدن شك يوجد ف القرآن توجه فريد ومذهل ل يوجد ف أي مكان آخر ‪ ,‬وذلك أن‬
‫القرآن يعطيك معلومات معينة ويقول لك ‪ :‬ل تكن تعلمها من قبل‪.‬‬

‫مثل ‪:‬‬
‫{ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلمهم أيهم يكفل مري وما‬
‫كنت لديهم إذ يتصمون } [ سورة آل عمران ‪ :‬آية ‪] 44‬‬
‫{ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ول قومك من قبل هذا فاصب إن‬
‫العاقبة للمتقي } [ سورة هود ‪ :‬آية ‪] 49‬‬

‫‪68‬‬
‫{ ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم إذ أجعوا أمرهم وهم يكرون }‬
‫[ سورة يوسف ‪ :‬آية ‪] 102‬‬

‫يكمل الدكتور ميلر‪:‬‬


‫ل يوجد كتاب ما يسمى بالكتب الدينية القدسة يتكلم بذا السلوب ‪ ,‬كل الكتب الخرى‬
‫عبارة عن مموعة من العلومات الت تبك من أين أتت هذه العلومات ‪ ,‬على سبيل الثال‬
‫الكتاب القدس (النيل الحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك اللك فلن‬
‫عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من البناء‬
‫وأساءهم فلن وفلن ‪..‬ال ‪.‬‬
‫ولكن هذا الكتاب (النيل الحرف) دائما يبك إذا كنت تريد الزيد من العلومات يكنك‬
‫أن تقرأ الكتاب الفلن أوالكتاب الفلن لن هذه العلومات أتت منه‪.‬‬

‫يكمل الدكتور جاري ميلر‪:‬‬


‫بعكس القرآن الذي يد القارىء بالعلومة ث يقول لك هذه معلومة جديدة !! بل ويطلب‬
‫منك أن تتأكد منها إن كنت مترددا ف صحة القرآن بطريقة ل يكن أن تكون من عقل‬
‫بشر !!‪ .‬والذهل ف المر هو أهل مكة ف ذلك الوقت ‪-‬أي وقت نزول هذه اليات ‪ -‬ومرة‬
‫بعد مرة كانوا يسمعونا ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة ل يكن يعلمها ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم ول قومه ‪ ,,‬بالرغم من ذلك ل يقولوا ‪ :‬هذا ليس جديدا بل نن نعرفه ‪,‬‬
‫أبدا ل يدث أن قالوا مثل ذلك ول يقولوا ‪ :‬نن نعلم من أين جاء ممد بذه العلومات ‪,‬‬
‫ايضا ل يدث مثل هذا ‪ ,‬ولكن الذي حدث أن أحدا ل يرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لنا‬
‫فعل معلومات جديدة كليا !!! وليست من عقل بشر ولكنها من ال الذي يعلم الغيب ف‬
‫الاضي والاضر والستقبل"‬

‫جزاك ال خيا يا دكتور ميلر على هذا التدبر الميل لكتاب ال ف زمن قل فيه التدبر‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ل بعنوان "القرآن العظيم"‪:‬‬
‫وهذا هو مقاله كام ً‬
‫نبذة عن الؤلف‪ :‬الدكتور جاري ميلر (عبد الحد عمر) عالٌ ف الرياضيات واللهوت‬
‫السيحيّ ومُبشّرٌ سابق‪ .‬يُبيّن كيف أنّه بإمكاننا تأسيس إيانٍ صحي ٍح بوضع معايي للحقيقة‪.‬‬
‫ويصوّر طريقةً مُبسّطةً وفعال ًة لياد التاه الصحيح أثناء البحث عن القّ‪.‬‬
‫وقد كان الدكتور ميلر ف إحدى فترات حياته نشطا ف التبشي السيحيّ‪ ،‬ولكنّه بدأ مبكّرا‬
‫باكتشاف تناقضاتٍ كثي ٍة ف النيل‪ .‬وف سنة ‪ ،1978‬حصل أن قرأ القرآن الكري مُتوقّعا‬
‫بأنّه أيضا سيحوي خليطا من القيقة والزّيْف‪ .‬لكنّه ذهل باكتشافه أنّ رسالة القرآن الكري‬
‫كانت مُطابقةً لنفس جوهر القيقة الّت استخلصها من النيل‪ .‬فدخل السلم‪ ،‬ومنذئذ أصبح‬
‫نشطا بتقديه للناس‪ ،‬با ف ذلك استخدام الذياع والبامج التلفازيّة‪ .‬وهو أيضا مؤلّفٌ للعديد‬
‫من القالت والنشرات السلميّة‪ ،‬نذكر منها‪" :‬ردّ موجَزٌ على السيحيّة – وجهة نظر‬
‫السلم"‪ ،‬و "القرآن العظيم"‪ ،‬و "خواطر حول (براهي) أُلوهيّة السيح"‪ ،‬و "أُسُسُ عقيدة‬
‫السلم"‪ ،‬و "الفرق بي النيل والقرآن"‪ ،‬و "السيحيّة التبشييّة – تليلٌ لسلم"‪.‬‬

‫القال‪:‬‬
‫َوصْفُ القرآن بالعظيم ليس شيئا يفعله السلمون فقط – وهم الّذين يُقدّرون هذا الكتاب حقّ‬
‫قَدْره‪ ،‬وهم به ِج ّد سعداء ‪ -‬بل إنّ غي السلمي أيضا قد صنّفوه ككتابٍ عظيم‪ .‬وحقّا‪ ،‬حت‬
‫أولئك الّذين يكرهون السلم كُرها شديدا ما زالوا يدعونه عظيما‪.‬‬

‫أحد الشياء الّت تفاجئ غي السلمي الّذين يتفحّصون هذا الكتاب عن قُرب‪ ،‬هو أنّ القرآن‬
‫ب قديٌ جاء من‬ ‫ل يتكشّف لم كما كانوا يتوقّعون‪ .‬فما يفترضونه هو أنّ بي أيديهم كتا ٌ‬
‫الصّحراء العربيّة قبل أربعة عشر قرنا‪ ،‬ويتوقّعون بأنّه بالضرورة يمل نفس النطباع –كتابٌ‬
‫قديٌ من الصّحراء‪ .‬لكنّهم بعدئ ٍذ يدون بأنّه ل يشبه مُطلقا ما كانوا يتوقّعون‪.‬‬

‫بالضافة إل ذلك‪ ،‬واحدٌ من أوّل الشياء الّت يفترضها بعض النّاس هو أنّ هذا الكتاب‬
‫القدي‪ ،‬ولنّه جاء من الصّحراء‪ ،‬فإنّه بالضّرورة يتحدّث عن الصّحراء‪ .‬حسنا‪ ,‬فالقرآن‬
‫‪70‬‬
‫يتحدّث عن الصّحراء ف بعض مازاته اللغويّة الّت تصف الصّحراء؛ ولكنّه أيضا يتحدّث عن‬
‫البحر‪ ,‬ولقد صوّر لنا كيف تكون العاصفة على سطح البحر‪.‬‬

‫قبل بضع سنوات‪ ،‬وصلتنا قصّةٌ إل تورونتو (كندا) عن رجلٍ كان بّارا ف السطول‬
‫التجاريّ‪ ،‬ويكسب رزقه من عمله ف البحر‪ .‬أعطاه أحد السلمي ترجةً لعان القرآن الكري‬
‫ليقرأها‪ ،‬ول يكن هذا البحّار يعرف شيئا عن تاريخ السلم‪ ،‬لكنّه كان مهتمّا بقراءة القرآن‬
‫الكري‪ .‬وعندما أنى قراءته‪ ،‬حله وعاد به ال السلم الّذي أعطاه إياه‪ ,‬وسأله‪" :‬مُح ّمدٌ هذا‬
‫(صلّى ال عليه وآله وسلّم)‪ ,‬أكان بّارا؟" فقد كان الرجل مندهشا من تلك ال ّدقّة الّت يصف‬
‫با القرآن العاصفة على سطح البحر‪ .‬وعندما جاءه الردّ‪" :‬ل‪ ،‬ف القيقة ل يكن‪ .‬فمح ّمدٌ‬
‫(صلّى ال عليه وآله وسلّم) عاش ف الصّحراء‪ ".‬لقد كان هذا كافيا له ليُعلن إسلمه على‬
‫الفور‪ .‬لقد كان مُتأثّرا جدّا بالوصف القرآنّ للعاصفة البحريّة‪ .‬لنّه بنفسه كان مرّةً ف‬
‫ضمّها‪ ,‬وكان لذلك يعلم أنّه أيّا من كان الّذي كتب هذا الوصف‪ ,‬فإنّه ل ُبدّ وقد عاش‬ ‫ِخ َ‬
‫هذه العاصفة بنفسه‪ .‬فالوصف الّذي جاء ف القرآن عن العاصفة ل يكن شيئا يستطيع أن‬
‫يكتبه أيّ كاتبٍ من مض خياله‪ .‬والوج الّذي من فوقه موجٌ من فوقه سحاب ل يكن شيئا‬
‫يكن لحدهم تيّله والكتابة عنه‪ ،‬بل إنّه وصفٌ كتبه من يعرف حقاّ كيف تبدو العاصفة‬
‫البحريّة‪.‬‬

‫هذا مثلٌ واحدٌ على أنّ القرآن ليس مرتبطا بزمان أو مكان‪ .‬ومن الؤكد أنّ الشارات العلميّة‬
‫الّت يُعبّر عنها ل يكن أن يكون أصلها من الصّحراء قبل أربعة عشر قرنا مضت‪.‬‬

‫لقرونٍ عدّةٍ قبل ظهور رسالة م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)‪ ,‬كانت هناك نظريّةٌ معروفةٌ‬
‫عن الذرّة وضعها الفيلسوف اليونان ديوقريتوس‪ .‬فهذا الفيلسوف والّذين جاءوا من بعده‬
‫افترضوا أنّ الادّة تتكوّن من دقائق صغيةٍ غي مرئيّةٍ وغي قابلةٍ للنقسام تسمى الذرّات‪.‬‬
‫وكان العرب أيضا قد َألِفُوا هذا الفهوم‪ ,‬فكانت ف الواقع كلمة "ذرّة" ف العربيّة تعن أصغر‬
‫جزءٍ كان معروفا للنسان‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫أمّا الن فإنّ العلم الديث قد اكتشف بأنّ هذه الوحدة الصغر للمادّة –وهي الذرّة الّت‬
‫تمل نفس خصائص الادة الّت تنتمي إليها‪ -‬يكن تقسيمها إل مُكوّناتا‪ .‬وهذه حقيقةٌ جديدةٌ‬
‫تُعدّ نتاجا للتطوّر ف القرن الاضي‪ .‬فمن الثي جدّا للهتمام أنّ هذه العلومة كانت قد وُثّقت‬
‫فعلً ف القرآن الكري قبل ذلك بأربعة عشر قرنا‪ ،‬والّذي يقول ال تعال فيه‪:‬‬
‫" وَمَا تَكُو ُن فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِْنهُ مِ ْن قُرْءَانٍ َولَا تَعْمَلُونَ مِنْ َعمَلٍ ِإلّا كُنّا عَلَيْ ُكمْ ُشهُودًا إِذْ‬
‫تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْ ُزبُ عَ ْن رَبّكَ مِنْ مِثْقَالِ َذرّةٍ فِي الَْأرْضِ َولَا فِي السّمَاءِ َولَا َأصْغَرَ مِنْ َذلِكَ‬
‫َولَا َأكْبَرَ ِإلّا فِي كِتَابٍ مُبِيٍ " (يونس ‪)61‬‬

‫فبل أدن شك أنّ مثل هذا التصريح ل يكن شيئا مألوفا حتّى للعربّ ف ذلك الوقت‪ .‬فبالنسبة‬
‫له كانت الذرّة هي أصغر شيءٍ موجود‪ .‬وهذا حقاّ دليلٌ على أنّ القرآن ل يعف عليه الزّمن‪.‬‬

‫مثالٌ آخرٌ على ما يكن أن يتوقّع الرء إياده ف "كتابٍ قدي" يتعرّض لوضوع الصحة أو‬
‫الطب‪ ,‬أنّ ما فيه من العلومات ستكون قديةً وقد عفا عليها الزّمن‪ .‬مصادر تارييّةٌ عديدةٌ‬
‫تقول بأنّ رسول ال (صلّى ال عليه وآله وسلّم) أعطى نصائح بصوص الصحة والنظافة‪,‬‬
‫لكنّ مُعظم هذه النصائح (الحاديث الشريفة) ل تَرِد ف القرآن‪ .‬وللوهلة الول يبدو هذا لغي‬
‫السلمي إهالً ل يُمكن التهاون فيه‪ .‬فهم ل يستطيعون أن يفهموا لاذا ل يُوحِ ال (سبحانه‬
‫وتعال) ف القرآن مثل هذه العلومات الفيدة‪ .‬بعض السلمي ياولون توضيح غياب هذه‬
‫العلومات من القرآن بالجّة التالية‪" :‬على الرغم من أنّ نصائح رسول ال (صلّى ال عليه وآله‬
‫وسلّم) كانت مناسبةً للوقت الّذي عاش فيه‪ ,‬فإنّ ال سبحانه وتعال كان يعلم ف حكمته‬
‫اللمدودة أنّه سيحدث ف الزمان اللحقة تطوّراتٌ علميّةٌ وطبيّةٌ قد تعل إرشادات النبّ‬
‫(صلّى ال عليه وآله وسلّم) تبدو وكأنّها قد عفا عليها الزّمن‪ .‬فعندما تظهر الكتشافات‬
‫لحقا‪ ,‬من المكن أن يقول النّاس بأنّها تتعارض مع ما قاله النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)‪.‬‬
‫لذلك‪ ,‬وحيث إ ّن ال تعال ل يكن أبدا لُيعطي لغي السلمي أيّ فرص ٍة ليدّعوا بأنّ القرآن‬

‫‪72‬‬
‫يناقض نفسه‪ ،‬أو يناقض أقوال النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)‪ ,‬فقد أوحى ف القرآن‬
‫العلومات والمثلة الّت تستطيع أن تصمد أمام كلّ اختبارات الزّمن‪".‬‬

‫على أيّة حال‪ ,‬عندما يتفحّص الرء الواقع القيقيّ للقرآن الكري‪ ،‬وبصوص وجوده كوح ٍي‬
‫من ال تعال‪ ,‬فإنّ السألة كلّها سرعان ما تظهر ف منظورها الناسب‪ .‬والطأ ف مثل ُحجّة‬
‫غي السلمي تلك يصبح واضحا ومفهوما‪ .‬فل ُبدّ أن يكون مفهوما بأنّ القرآن وحيٌ من ال‬
‫تعال‪ ,‬وبا أنّه كذلك فإنّ كلّ العلومات الواردة فيه ذات أصلٍ إليّ‪ ،‬وأنّ ال تعال قد أوحى‬
‫به من ذاته سبحانه وتعال‪ ،‬فهو كلمه سبحانه وتعال الوجود من قبْل الليقة‪ ,‬وهكذا فل‬
‫يكن لشيءٍ فيه أن يُضاف أو يُحذف أو يُعدّل‪ .‬فالقرآن ف جوهره كان موجودا وكاملً من‬
‫قبْل خلق النبّ مُح ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)‪ ,‬لذلك ل يكن من المكن أن يوي أيّا من‬
‫كلمات أو نصائح النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) الاصّة‪ .‬وتضمي مثل هذه العلومات‬
‫كانت ستناقض الدف الّذي من أجله نزل القرآن‪ ,‬وتعرّض مرجعيّته للشُبْهة‪ ،‬وتعله غي‬
‫موثوقٍ به كوحيٍ من ال تعال‪.‬‬

‫وبناءً على ذلك ل يكن هناك "وصفاتٌ علجيّةٌ بيتيّةٌ" ف القرآن يكن أن ُيدّعى بأنّها تقادمت‬
‫مع مرور الزّمن؛ ول يتضمّن وجهة نظر أيّ كان فيما يتعلّق بالنفعة الصحيّة‪ ,‬أو أيّ الطعام‬
‫هو الفضل للكل‪ ,‬أو ما هو العلج لذا أو ذاك الرض‪ .‬ف الواقع‪ ,‬لقد ذكر القرآن شيئا‬
‫واحدا فقط له علقة بالعلج الطبّ‪ ,‬وهذا ل يعارضه أحد‪ ,‬حيث يرشدنا ال تعال أنّ ف‬
‫العسل شفاءً للنّاس‪ ،‬ول أظنّ أنّ هناك من يكنه أن يعارض ذلك!‬

‫إذا افترض أحد النّاس بأنّ القرآن الكري من نتاج العقل البشري‪ ,‬فإنّه سيتوقّع أنّه سيعكس ما‬
‫كان يول ف عقل ذاك النسان الّذي ألّفه‪ .‬وهناك حقاّ بعض الوسوعات والكتب الختلفة‬
‫الّت تدّعي بأنّ القرآن الكري كان من نتاج َه ْلوَساتٍ كان النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)‬
‫يرّ با‪ .‬فإذا كانت هذه الدّعاءات صحيحة ‪-‬أي إذا كان القرآن الكري فعلً قد ُألّفَ نتيجةً‬
‫لبعض الشكلت النفسيّة عند النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)‪ -‬فإنّ الدّليل على ذلك يب‬
‫‪73‬‬
‫أن يكون ظاهرا جليّا فيه‪ .‬فهل لِثْل هذا الدّليل وجود؟ ولكي ندّد وجود هذا الدّليل من‬
‫عدمه‪ ,‬فإنّه يب علينا أ ّولً أن نتعرّف على المور الّت كانت تدور ف ذهنه (صلّى ال عليه‬
‫وآله وسلّم) ف ذلك الوقت‪ ,‬وعندئذٍ يت ّم البحث عن هذه الفكار وانعكاساتا ف القرآن‬
‫الكري‪.‬‬

‫من العروف أنّ حياة النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كانت صعبةً جدّا‪ .‬فكلّ بناته (عليه‬
‫وآله الصّلة والسّلم) توفي قبله عدا واحدة‪ ,‬وكانت لديه (عليه وآله الصّلة والسّلم)‬
‫لسنواتٍ عديدة زوجٌ حبيبةٌ إل قلبه‪ ،‬وكانت عنده من الهيّة بكان (رضي ال عن أُمّنا‬
‫خدية)‪ ,‬وقد ُفجِعَ بوتا ف مرحلةٍ حرجةٍ من مراحل حياته‪ .‬ويقينا أنّها كانت امرأةً حقّا‪،‬‬
‫وبكلّ ما ف الكلمة من معن‪ .‬لنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) ‪-‬وعندما جاءه الوحي لوّل‬
‫مرّة‪ -‬ذهب إليها مسرعا يرتعد خوفا‪ .‬من الؤكّد أنّنا ‪-‬وحتّى ف أَيّامنا هذه‪ -‬ل يكن أن ند‬
‫ببساطةٍ بي العرب من يقول‪" :‬لقد كنت خائفا جدّا لدرجة أنّي ركضت هاربا إل زوجي"‪،‬‬
‫لنّ العرب ببساط ٍة ليسوا كذلك‪ .‬ومع ذلك فإنّ النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان يشعر‬
‫براحة كافيةٍ مع زوجه لتكون لديه القُدْرة على فعل ذلك‪ .‬هكذا كانت زوجه (عليه وآله‬
‫الصّلة والسّلم) امرأةً مؤثّر ًة وقويّة (رضي ال عنها)‪ .‬ومع أنّ هذه المثلة هي بعض ما كان‬
‫ف ذهن م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) من أمور‪ ،‬إلّا أنّها كافية بقوّتا لتُثبت هذه السألة‪.‬‬
‫فعلى الرغم من أنّ هذه المور كان يب أن تسود كغيها‪ ،‬أو على القلّ أن تُذكر ف القرآن‬
‫الكري‪ ،‬إلّا أنّه ل يُذكر أيّ منها –فلم تُذكر وفاة أولده‪ ،‬ول وفاة زوجه ورفيقته البيبة‪ ،‬ول‬
‫وصف خوفه من الوحي؛ ذلك الوف الّذي تقاسه مع زوجه بتلك الطريقة الغاية ف المال؛‬
‫ل يُذكر شيئٌ من ذلك‪ .‬مع أنّ هذه المور ل ُبدّ وأن تكون قد جرحته‪ ،‬وأزعجته‪ ،‬وسبّبت له‬
‫الل والزن خلل مراحل حياته النفسيّة (عليه وآله الصّلة والسّلم)‪.‬‬

‫إ ّن فهم القرآن الكري بطريقةٍ علميّةٍ حقيقيّةٍ مكنٌ للغاية‪ ،‬وذلك لنّ القرآن الكري يقدّم شيئا‬
‫ل تقدّمه الكتب السماويّة الخرى خاصّة أو الديان الخرى عامّة‪ .‬إنّ ف القرآن ما يطلبه‬

‫‪74‬‬
‫العلماء‪ .‬هناك الكثي ف هذه اليّام مّن لديهم نظريّاتٍ عن طريقة عمل الكون‪ ،‬إنّهم ف كلّ‬
‫مكان من حولنا‪ ,‬لكنّ متمع أهل العلم ل يكلّف نفسه حتّى بالستماع إليهم‪ .‬وذلك لنّ‬
‫الجتمع العلميّ ‪-‬وخلل القرن الاضي‪ -‬وضع شرطا لقبول مناقشة النظريّات الديدة‪ ،‬وهو‬
‫ما يُسمّى "اختبار الزّيف(أو الطأ)"‪ .‬فهم يقولون‪" :‬إن كانت لديك نظريّة‪ ،‬فل تزعجنا با‬
‫حت تضر لنا مع هذه النظريّة طريقةً ما تُثبت إن كنت على صوابٍ أم على خطأ‪".‬‬

‫مثل هذا الختبار كان بالتأكيد هو السّبب الّذي جعل العلماء يستمعون لينشتاين ف مطلع‬
‫هذا القرن‪ .‬لقد جاء بنظريّةٍ جديدةٍ‪ ،‬وقال‪" :‬أنا أعتقد بأنّ الكون يعمل بذه الطّريقة‪ ,‬وها هي‬
‫ثلث طُرُقٍ لتُثبت إنْ كنت مطئا!" بعدئذٍ وضع العلماء نظريّته تت الختبار لدّة ستّ‬
‫جحَتْ ف اجتياز الختبارات‪ ،‬وبالطّرق الثّلث كلّها‪ .‬طبعا‪ ,‬هذا ل يثبت أنّه كان‬ ‫سنوات‪ ,‬فَن َ‬
‫عظيما‪ ,‬بل أثبت فقط أنّه يستحقّ أنْ يُستمع له‪ ,‬لنّه قال‪" :‬هذه هي نظريّت‪ ,‬وإنْ أردت إثبات‬
‫أنّي مط ٌئ فافعلوا هذا أو جرّبوا ذاك‪ ".‬وهذا هو بالضّبط ما يقدّمه القرآن الكري ‪-‬اختباراتٌ‬
‫للزّيف‪ .‬بعض هذه الختبارات أصبحت مفروغا منها حيث إنّها أثبتت صحّتها‪ ,‬والبعض‬
‫الخر ما زال قائما إل يومنا هذا‪ .‬إنّ القرآن يشي أساسا إل أنّه إذا ل يكن هذا الكتاب هو‬
‫ف وأربعمائة سنة‬‫ما يدّعيه‪ ,‬فما عليكم إلّا أن تفعلوا هذا أو ذاك لتثبتوا أنّه مُزيّف‪ .‬وخلل أل ٍ‬
‫مرّت ل يستطع أحد بالطبع أن يفعل هذا أو ذاك فيثبت ذلك‪ ,‬لذلك ما زال يعتب صحيحا‬
‫وأصيلً‪.‬‬

‫أنا أقترح عليكم أنّه إذا أراد أحدكم أن يدخل ف مناظرةٍ حول السلم مع أحد غي السلمي‬
‫لجَجِ الخرى جانبا‬ ‫الّذين يدّعون أ ّن لديهم القيقة وأنّكم على الباطل‪ ,‬أن يضع بدايةً كلّ ا ُ‬
‫وأن يسأله ما يلي‪" :‬هل يوجد أيّ اختبارٍ للزّيف ف دينك؟ هل يوجد ف دينك ما يكن أن‬
‫يُبيّن أنّكم على خطأ إن استطعت أنا أن أُثبت ذلك؛ هل يوجد أيّ شيء؟! حسنا‪ ,‬أستطيع أن‬
‫أعدك منذ الن أنّه لن يكون لدى أيّ منهم أيّ اختبار أو إثبات؛ ل شيء ! وذلك لنّهم ليس‬
‫لديهم أدن فكرةٍ أنّه يتوجّب عليهم حي عرضهم ما يؤمنون به على النّاس أن يقدّموا لم‬

‫‪75‬‬
‫الفرصة لثبات أنّم مطئون إن استطاعوا‪ .‬ومع هذا‪ ,‬فإنّ السلم يقدّم لم ذلك‪ .‬ومثالٌ رائ ٌع‬
‫على كيفيّة تزويد القرآن الكري النسان بفرصةٍ ليتثبّت من أصالته‪ ،‬وأن (يثبت زيفه) جاء ف‬
‫السّورة الرابعة‪ .‬وأقول بصدق أنّي كنت مندهشا حي اكتشفت هذا التحدّي لوّل مرّة‪.‬‬
‫يقول ال تعال‪:‬‬
‫" َأفَلَا يََتدَبّرُونَ الْقُرْءَانَ َولَوْ كَانَ مِنْ عِْندِ غَيْرِ اللّهِ َلوَ َجدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيًا " (النساء ‪)82‬‬

‫فهذا يثّل تدّيا واضحا لغي السلمي‪ ،‬لنّه (وبطريقةٍ غي مباشرة) يدعوهم لياد أيّ خطأ‪.‬‬
‫وحقّا ‪-‬إن وضعنا الديّة أو الصّعوبة ف هذا التحدّي جانبا‪ -‬فإنّ تقدي مثل هذا التحدّي ‪-‬ف‬
‫القام الوّل‪ -‬ليس حتّى من طبيعة البشر‪ ،‬فهو يتعارض مع تكوين الشخصيّة البشريّة‪.‬‬
‫فالنسان ل يتقدّم لختبارٍ ف الدرسة‪ ،‬ثّ بعد إناء الختبار يكتب ملحوظةً لل ُمصَحّحِ يقول‬
‫فيها‪" :‬هذه الجابات مثاليّة‪ ،‬ول يوجد فيها أيّ خطأ‪ .‬فجد خطأً واحدا إن استطعت!"‬
‫فالنسان ببساطةٍ ل يفعل ذلك‪ .‬فذاك العلّم ما كان ليذوق طعم النّوم حت يد خطأً ما! ومع‬
‫ذلك فإنّ هذه هي الطّريقة الّت يصل با القرآن إل النّاس‪.‬‬

‫موقفٌ آخرٌ مثيٌ للدّهشة يتكرّر ف القرآن كثيا‪ ،‬ويتعامل مع نُصح القارئ‪ .‬فالقرآن يُعِْلمُ‬
‫القارئ عن حقائق متلفةٍ ثّ يُعطيه النّصيحة بأنّه إن كان يريد أن يعرف أكثر عن هذا أو ذاك‪،‬‬
‫أو إن كان يشكّ فيما قيل‪ ،‬فما عليه عندئذٍ إلّا أن يسأل أولئك الّذين يلكون العلم والعرفة‪.‬‬
‫وهذا موقفٌ مدهش‪ ،‬فمن غي العتاد أن يُؤلّف كتابٌ من قِبَلِ إنسانٍ ل يلك أيّ خلفيّةٍ‬
‫جغرافيّة‪ ،‬أو نباتيّة‪ ،‬أو أحيائيّة‪ ..‬إل‪ ،‬ويبحث فيه مثل هذه الوضوعات‪ ،‬وبعدئذٍ ينصح القارئ‬
‫بأن يسأل أهل العلم إن كان ف رَْيبٍ من شيء‪ .‬يقول ال تعال ف القرآن العظيم‪:‬‬
‫" وَمَا َأرْ َسلْنَا قَبْلَكَ ِإلّا رِجَالًا نُوحِي ِإلَْيهِ ْم فَاسَْألُوا َأهْلَ ال ّذكْرِ إِنْ كُنُْتمْ لَا تَعَْلمُونَ " (النبياء‬
‫‪)7‬‬

‫ف كلّ عصرٍ من العصور السابقة –وحتّى الن‪ -‬كان هناك علماء مسلمون يتتبّعون إرشادات‬
‫القرآن‪ ،‬وقد توصّلوا إل اكتشافاتٍ مذهلة‪ .‬فإذا نظر أحدنا إل أعمال العلماء السلمي لعصورٍ‬
‫‪76‬‬
‫عديدةٍ مضت‪ ،‬فسيجد أنّهم كانوا متلئي بالستشهادات القرآنيّة‪ .‬فأعمالم تُبيّن أنّهم قاموا‬
‫بالبحث ف مكانٍ ما عن شيءٍ ما‪ ،‬وقد أكّدوا أنّ سبب بثهم ف مثل هذا الكان أو ذاك‬
‫ل يشي القرآن إل خلق النسان‪ّ ،‬ث يثّ‬ ‫بالذّات لنّ القرآن أرشدهم ف ذلك التاه‪ .‬فمث ً‬
‫القارئ على البحث ف ذلك! فهو يعطي القارئ لحةً أين يبحث‪ ،‬ويبه بأنّه سيجد معلوماتٍ‬
‫أكثر عن ذلك‪ .‬وهذه هي نوعيّة الشياء الّت يبدو أنّ السلمي اليوم يبحثونا بتوسّع‪ ،‬والثل‬
‫التال يصوّر ذلك‪ ،‬مع مراعاة أنّ ذلك ل يدث باستمرار؛ وأنّه ل يدث دائما بنفس‬
‫الطريقة‪.‬‬

‫قبل عدّة سنوات‪ ,‬قام بعض السلمي من الرّياض –ف الملكة العربيّة السعوديّة‪ -‬بمع كلّ‬
‫اليات القرآنيّة الّت تتحدّث عن علم الَجِنّة‪ ،‬وهو العلم الّذي يدرس مراحل نوّ الني ف‬
‫الرّحم؛ ّث قالوا‪" :‬هذا ما يقوله القرآن الكري‪ .‬فهل هو حقّ؟" ف القيقة‪ ،‬لقد أخذوا بنصيحة‬
‫القرآن الكري‪" :‬فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم ل تعلمون"‪ .‬وحصل أن اختاروا أستاذا جامعيّا‬
‫ف علم الجنّة من جامعة تورونتو ف كندا‪ ،‬ول يكن مسلما‪ .‬هذا الستاذ يُدعى كيث موور‪,‬‬
‫وهو مؤلّفٌ للعديد من الكتب ف علم الجنّة‪ ،‬ويُعدّ من الباء العاليّي ا ُلبّزين ف هذا‬
‫الجال‪ .‬وجّهوا له الدّعوة إل الرّياض‪ّ ,‬ث قالوا له‪" :‬هذا ما يقوله القرآن الكري فيما يصّ‬
‫تصّصَكم‪ .‬فهل هو صحيح؟" ماذا تستطيع أن تبنا عن ذلك؟" وأثناء إقامته ف الرّياض‪,‬‬
‫قدّموا له كلّ الساعدة الّت احتاجها ف الترجة وكلّ العون الّذي كان يطلبه‪ .‬لقد كان‬
‫مذهولً جدّا با وجد بيث إنّه غيّر بعض النّصوص ف كتبه‪ .‬ف الواقع‪ ,‬قام ف الطبعة الثانية‬
‫لكتابه (قبل أن نولد)‪ ,‬وف الطبعة الثانية من (تاريخ علم الجنّة) بإضافة بعض الواد الّت ل‬
‫تكن موجودة ف الطبعة الول‪ ,‬وذلك لا وجده ف القرآن الكري‪ .‬وحقّا فإنّ هذا يُصوّر‬
‫بوضوحٍ أن القرآن الكري سابقٌ لزمانه‪ ,‬وأنّ أولئك الّذين يؤمنون به يعرفون ما ل يعرفه‬
‫الخرون‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫لقد كان من دواعي سروري أنّي أجريت لقاءً تلفازيّا مع الدكتور كيث موور‪ ,‬وتدّثنا‬
‫مُط ّولً حول هذا الوضوع‪ ,‬وكان ذلك بالستعانة بالصور التوضيحيّة وغيها‪ .‬وقد ذكر بأنّ‬
‫بعض الشياء الّت ذكرها القرآن الكري عن ن ّو النسان ل تكن معروفةً إل ما قبل ثلثي‬
‫عاما‪ .‬لقد ذكر ف الواقع موضوعا مُعيّنا بشكل خاص‪ ,‬وهو وصف القرآن الكري للنسان‬
‫"بالعلقة" ف إحدى مراحل نوّه‪ ,‬وأنّ هذا الوصف كان جديدا بالنسبة إليه‪ ,‬ولكنّه عندما‬
‫تفحّص المر وجده حقيقة‪ ,‬وهكذا أضافه إل كتابه‪ .‬لقد قال‪" :‬ل يطر ببال ذلك أبدا من‬
‫قبل"‪ .‬ولذا فقد ذهب إل قسم علم اليوان وطلب صورةً للعلقة‪ .‬وعندما وجد أنّها تشبه‬
‫الني تاما ف هذه الرحلة من النموّ‪ ,‬قرّر أن يضع الصورتي ف أحد كتبه (صورة الني‬
‫وصورة العلقة)‪.‬‬

‫بعد ذلك قام الدكتور موور أيضا بتأليف كتابٍ عن علم الجنّة السريريّ‪ ,‬وعندما نشر هذه‬
‫العلومات ف تورونتو سبّبت ضجّةً كبيةً ف كلّ أناء كندا‪ .‬لقد كانت ف بعض الصّحف‬
‫على الصّفحات الول وف جيع أناء كندا‪ ,‬وبعض العناوين الرئيسيّة كانت شديدة الطّرافة‪.‬‬
‫فمثلً‪ ,‬كان أحد العناوين الرئيسيّة يقول‪" :‬شيءٌ مدهشٌ وُ ِجدَ ف كتابٍ قدي!" ويبدو واضحا‬
‫من هذا الثل أنّ النّاس ل يفهموا بوضوحٍ حول ماذا كانت كلّ تلك الضجّة‪ .‬وأحد المور‬
‫الّت حدثت حقّا أنّ أحد الصحفيي سأل الدكتور موور‪" :‬أل تعتقد أنّ العرب ربّما كانوا‬
‫يعرفون هذه العلومات عن هذه الشياء‪ ،‬أي عن وصف الني‪ ،‬وعن شكله وكيف يتغيّر‬
‫وينمو؟ فربّما ل يكن هناك علماء‪ ,‬ولكنّهم ربّما قاموا بشيءٍ من التشريح الوحشيّ على‬
‫طريقتهم – أي قاموا بتقطيع النّاس وتفحّص هذه الشياء‪".‬‬

‫فأشار له الدكتور على الفور بأنّه نسي شيئا ف غاية الهيّة‪ ,‬وهو أنّ ك ّل صور الني الّت‬
‫عُرضت ف الفيلم قد جاءت من صورٍ أُخِذت عن طريق الجهر؛ وأضاف قائلً‪" :‬ليست‬
‫السألة هي إنْ كان أحد النّاس قد حاول اكتشاف علم الجنّة قبل أربعة عشر قرنا مضت‪,‬‬
‫ولكنّها ف أنّه لو حاول ذلك فإنّه ل يكن باستطاعته رؤية شيءٍ على الطلق!"‬

‫‪78‬‬
‫فكلّ ما يصفه القرآن الكري عن شكل الني هو عندما يكون صغيا جدّا ول يُرى بالعي‬
‫الجرّدة‪ ,‬لذا فالرء باجةٍ إل مه ٍر ليى ذلك‪ .‬إلّا أنّ مثل هذه اللة ل تُكتشف إلّا قبل أكثر‬
‫من مائت عامٍ بقليل‪ .‬وأضاف الدكتور موور ساخرا‪" :‬ربّما كان لدى أحدهم ‪-‬قبل أربعة‬
‫عشر قرنا مضت‪ -‬مهرا سرّيّا‪ ,‬فقام بعمل هذه الباث‪ ،‬ول يرتكب أثناء ذلك أيّ خطأٍ‬
‫يُذكر‪ ،‬ثّ علّم ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) ذلك بطريقةٍ ما‪ ,‬وأقنعه بأن يضع هذه‬
‫العلومات ف كتابه؛ وبعدئذٍ حطّم مهره‪ ،‬واحتفظ بسرّه للبد‪ .‬فهل أنت تصدّق ذلك؟! يب‬
‫عليك حقّا ألّا تفعل‪ ،‬حتّى تضر دليلً للثبات‪ ,‬لنّ مثل هذه النظريّة ما هي إلّا سخافة!"‬

‫وعندما سُئِل الدكتور موور‪" :‬كيف تفسّر إذا وجود مثل هذه العلومات ف القرآن؟" كان‬
‫ردّه‪" :‬ل يكن هذا مكنا إلّا بوحيٍ من ال (سبحانه وتعال)!"‬

‫ومع أنّ الثل الذكور سابقا عن بث النسان ف معلوماتٍ مُحتواةٍ ف القرآن الكري قام به‬
‫عالٌ غي مسلم‪ ,‬إلّا أنّه يعتب صحيحا‪ ,‬وذلك لنّ هذا الرّجل واحدٌ من أهل الذّكر ف هذا‬
‫الجال‪ .‬فلو ادّعى شخصٌ عاديّ بأنّ ما يقوله القرآن حول علم الجنّة صحيح‪ ،‬لا كان لزاما‬
‫علينا قبول كلمه‪ .‬على أيّة حال فإنّ الركز الرموق والحترام والتقدير الّذي يكنّه الرء‬
‫للعلماء تعل النسان يفترض تلقائيّا صحّة النتائج الّت يتوصّلون اليها نتيجة البحث ف‬
‫موضوعٍ ما‪ .‬وهذا ما دفع أحد زملء الدكتور موور ‪ُ-‬يدْعى مارشال جونسون‪ ,‬ويعمل‬
‫بشكلٍ مُكثّفٍ ف مال علم اليولوجيا (علم طبقات الرض) ف جامعة تورونتو‪ -‬لكي يصبح‬
‫مُهتمّا جدّا بالقرآن الكري‪ ,‬لنّ القائق الّت ذكرها عن علم الجنّة كانت دقيقة‪ .‬ولذلك‬
‫سأل السلمي أن يمعوا له كلّ شيءٍ ف القرآن الكري مّا له علقة بتخصّصه‪ .‬ومرّةً أخرى‬
‫كان النّاس مندهشي جدّا من النتائج!‬

‫إنّ عددا كبيا من الوضوعات مذكو ٌر ف القرآن الكري‪ ,‬مّا يتطلّب بالتأكيد وقتا طوي ً‬
‫ل‬
‫لتفصيل كلّ موضوعٍ على حدة‪ .‬فيكفي من أجل الدف من هذا النّقاش أن أقول بأنّ القرآن‬

‫‪79‬‬
‫الكري يضع تصرياتٍ واضحةٍ ودقيقةٍ حول موضوعاتٍ متنوّعةٍ‪ ،‬وأثناء ذلك ينصح القارئ‬
‫بالتثبّت من صحّتها بالبحث عند العلماء‪ .‬وكلّ ما صُوّر ف القرآن أثبت صحّته بوضوح‪.‬‬

‫وبل شك‪ ,‬هناك أمرٌ ف القرآن الكري ل نده ف أيّ كتابٍ آخر!‬

‫فمن الثي للهتمام أنّ القرآن الكري حي يزوّد القارئ بالعلومات‪ ,‬فإنّه كثيا ما يبه بأنّه ل‬
‫يكن يعلم ذلك من قبل‪.‬‬

‫(كقوله تعال ف سورة النّساء ‪َ " :‬ولَ ْولَا فَضْلُ اللّهِ عَلَْيكَ َورَ ْحمَتُهُ لَ َه ّمتْ طَائِفَةٌ مِْنهُمْ أَ ْن‬
‫ك الْكِتَابَ وَاْلحِ ْكمَةَ‬ ‫سهُمْ وَمَا َيضُرّونَكَ مِنْ شَيْ ٍء وَأَْنزَلَ اللّهُ َعلَيْ َ‬ ‫ضلّونَ ِإلّا أَنْ ُف َ‬
‫ُيضِلّوكَ وَمَا ُي ِ‬
‫وَعَّلمَكَ مَا َلمْ تَ ُكنْ تَعَْلمُ َوكَانَ َفضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا(‪ ".)113‬وقوله تعال ف سورة‬
‫البقرة‪َ " :‬كمَا َأرْسَلْنَا فِي ُكمْ رَسُولًا مِنْ ُكمْ يَْتلُو عَلَيْ ُكمْ ءَايَاتِنَا وَيُ َزكّي ُكمْ وَيُعَّلمُ ُكمُ الْكِتَابَ‬
‫وَاْلحِكْمَةَ وَيُعَّلمُ ُكمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعَْلمُونَ(‪) ". )151‬‬

‫ب مقدّسٍ يقوم بتقدي مثل هذا الزّعم‪ .‬فكلّ الكتب القدّسة‬‫وطبعا ل يوجد أيّ كتا ٍ‬
‫والخطوطات القدية الّت يلكها النّاس توي بالفعل معلوماتٍ كثية‪ ,‬ولكنّها تذكر دوما من‬
‫أين جاءت تلك العلومات‪ .‬فمثلً‪ ,‬عندما يناقش النيل التاريخ القدي‪ ,‬فإنّه يذكر بأنّ هذا‬
‫اللك عاش ف النطقة الفلنيّة‪ ,‬وأنّ ذاك خاض العركة الفلنيّة‪ ,‬وأنّ الخر كان له أبناء‬
‫كثيون‪ ..‬إل‪ .‬وهو دائما ينصّ على أنّك إنْ أردت الصول على الزيد من العلومات‪ ,‬فما‬
‫ف كبيٍ‬ ‫عليك إلّا أن تقرأ الكتاب الفلن أو العلّان‪ ،‬لنّه من هناك جاءت العلومات‪ .‬وباختل ٍ‬
‫عن هذا السلوب‪ ,‬فإنّ القرآن الكري يزوّد القارئ بالعلومات‪ ,‬ثّ يقول له إنّ هذه العلومات‬
‫شي ٌء جديدٌ ل يكن يعرفه أحدٌ حي نزوله‪ .‬وطبعا كان هناك دائما دعوةٌ للبحث ف هذه‬
‫العلومات‪ ,‬للتأكّد من صحّتها وأصالتها (إنّها وحيٌ من ال تعال)‪.‬‬

‫ومن الثي للدّهشة أنّ مثل هذا الطّرْح ل يستطع أبدا أ ْن يتحدّاه أحدٌ من غي السلمي قبل‬
‫أربعة عشر قرنا مضت‪ .‬فالواقع أنّ أهل مكّة الّذين كانوا يكرهون السلمي كرها شديدا‪,‬‬

‫‪80‬‬
‫وكانوا يستمعون لذا الوحي الرّة تلو الرّة وهو يدّعي بأ ّن ما يسمعونه شي ٌء جديدٌ ل يعرفوه‬
‫من قبل‪ ,‬ل يستطع أحدٌ منهم أن يرفع صوته قائلً‪" :‬ل‪ ,‬ليس هذا بديد‪ .‬فنحن نعلم من أين‬
‫جاء م ّمدٌ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) بذه العلومات‪ ،‬فقد تعلّمناها ف الدرسة!"‬

‫إنّهم ل يستطيعوا أبدا تدّي أصالة القرآن الكري‪ ,‬لنّه فِعْلً كان شيئا جديدا!‬

‫ويب أن نشدّد هنا على أنّ القرآن الكري دقي ٌق بصوص ك ّل المور‪ ,‬وأنّ هذه الدقّة هي‬
‫حقّا واحدة من خصائص الوحي اللي‪ .‬فمثلً‪ ,‬دليل التلفون دقيقٌ ف معلوماته‪ ,‬لكنّه ليس‬
‫وحيا‪ .‬الشكل القيقيّ هو أنّ الرء يب أن يُقِيْم الدّليل على مصدر العلومات القرآنيّة‪.‬‬
‫والتّأكّد من ذلك من واجب القارئ‪ .‬فل يستطيع الرء أن ينكر صحّة القرآن الكري ‪-‬هكذا‬
‫ببساطة‪ -‬دون دليلٍ مقنع‪ .‬طبعا إنْ وجد أحدُهم خطأً فيه‪ ,‬فإنّ له القّ أن يقضي بعدم‬
‫صحّته‪ ،‬وهذا بالضّبط ما يشجّع عليه القرآن الكري‪.‬‬

‫ف إحدى الرّات جاءن رجلٌ بعد أن أنيت ماضرةً ألقيتها ف جنوب إفريقيا‪ .‬لقد كان غاضبا‬
‫جدّا لا قلتهُ‪ ,‬ولذلك ادّعى قائلً‪" :‬سأذهب إل بيت الليلة ول ُبدّ أن أجد خطأً ما ف القرآن‪".‬‬
‫فأجبته طبعا‪" :‬أُهنّئُك‪ .‬فهذا هو الشيء الكثر ذكا ًء فيما قلته‪ ".‬بالتأكيد‪ ,‬هذا هو الوقف‬
‫الّذي يب أن يتّخذه السلمون مع أولئك الّذين يشكّون ف أصالة القرآن الكري‪ ,‬لنّ القرآن‬
‫الكري نفسه يُقدّم هذا التحدّي‪ .‬فحتما بعد القبول بذا التحدّي‪ ،‬والكتشاف بأنّ القرآن‬
‫حقّ‪ ,‬فإنّهم سيؤمنون به لنّهم ل يستطيعوا أن يرّدوه من صحّته؛ بل سيكتسب احترامهم‬
‫لنّهم تأكّدوا من أصالته بأنفسهم‪ .‬والقيقة الساسيّة الّت يب أن تُكرّر كثيا بصوص‬
‫التثبّت من أصالة القرآن الكري‪ ,‬هي أنّ عدم قدرة أحدهم على توضيح أيّ ظاهرةٍ بنفسه ل‬
‫يلزمه بقبول وجود هذه الظاهرة‪ ،‬أو قبول تفسي شخصٍ آخر لا‪ .‬وهذا يعن أنّ عدم قدرة‬
‫النسان على تفسي شيءٍ ما ل يعن أنّه يب بالضرورة أن يقبل بتفسي الخرين‪ .‬ومع ذلك‬
‫فإنّ رفض النسان لتفسي الخرين يعود بالعبء عليه نفسه ليجد جوابا مُقْنِعا‪ .‬هذه النظريّة‬
‫العامّة تنطبق على العديد من الفاهيم ف الياة‪ ,‬ولكنّها تتناسب بشكلٍ كبيٍ مع التحدّي‬
‫القرآن‪ ,‬لنّها تشكّل صعوبةً كبيةً لن يقول‪" :‬أنا ل أومن بالقرآن"‪ .‬ففي اللحظة الّت يرفضه‬
‫‪81‬‬
‫فيها‪ ,‬يد النسان نفسه ملزما بأن يد التفسي لذلك بنفسه‪ ,‬لنّه يشعر بأنّ تفسيات‬
‫الخرين ليست صحيحة‪.‬‬

‫ف القيقة‪ ،‬وخاصّةً ف إحدى اليات القرآنيّة الّت اعتدت أن أرى أنّها تُرجت خطأً إل‬
‫ل كان يسمع آيات ال تتلى عليه‪ ,‬إلّ أنّه كان يغادر‬‫النليزيّة‪ ,‬يذكر ال سبحانه وتعال رج ً‬
‫دون أن يتفحص حقيقة ما سع‪ .‬أي أ ّن النسان –بطريقةٍ أم بأخرى‪ -‬مذنبٌ إذا سع شيئا‬
‫ول يبحثه أو يتفحّصه ليى إن كان صحيحا‪.‬‬

‫وهذا جاء ف قوله تعال ف سورة لقمان الية‪ ": 7 /‬وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا َولّى ُمسْتَكْبِرًا كَأَنْ‬
‫سمَعْهَا كَأَ ّن فِي أُذُنَْيهِ َوقْرًا فََبشّرْهُ بِ َعذَابٍ َألِيمٍ"‪.‬‬
‫لَمْ َي ْ‬

‫فالنسان يُفترض منه أن يُ ْعمِل عقله بكلّ العلومات الّت ترده‪ ،‬وأن يقرّر ما هو الراء منها‬
‫ليُلْقِيه بعيدا‪ ،‬وما هو الفيد ليحتفظ به ويستفيد منه فيما بعد‪ .‬فل يستطيع الرء أن يترك المور‬
‫على اختلف أنواعها تزدحم ف ذهنه هكذا فقط‪ .‬بل يب أن توضع المور ف فئاتا الناسبة‬
‫وأن تُفهم حسب ذلك‪ .‬فمثلً‪ ،‬إذا كانت العلومات ما تزال ف حاجةٍ إل تأمّلٍ‪ ،‬فعندئذٍ يب‬
‫أن يُميّز الرء إن كانت أقرب إل الصواب‪ ،‬أم هي إل الطأ أقرب‪ .‬ولكن إذا كانت كلّ‬
‫القائق قد عُ ِرضَت‪ ,‬فإنّه عندئذٍ يب عليه أن يُقرّر تاما بي هذين المرين‪ .‬وحتّى عندما ل‬
‫يكون الرء إيابياّ بصوص أصالة العلومة‪ ,‬إلّ أنّه ما زال مطلوبا منه أن يُ ْعمِل عقله ف كلّ‬
‫العلومات ليعترف بأنّه فقط ل يعرف ذلك على وجه الدقّة‪ .‬ومع أنّ هذه النقطة الخية تبدو‬
‫وكأنّها غي ذات قيم ٍة واقعياّ‪ ،‬إلّ أنّها مفيدةٌ للوصول إل نتيجةٍ إيابيّةٍ فيما بعد‪ ،‬وذلك لنّها‬
‫تُرغم الرء على القلّ بأن يتعرّف ويبحث ويعيد النظر ف القائق‪ .‬وهذا التآلف مع العلومات‬
‫سيزوّد النسان "بالد الفاصل" عندما تتمّ الكتشافات الستقبليّة وتُعرض معلوماتٌ إضافيّة‪.‬‬
‫فالشيء الهمّ هو أن يتعامل الرء مع القائق‪ ،‬ل أن ينبذها ‪-‬هكذا وببساطة‪ -‬وراء ظهره‬
‫بدافع العاطفة أو اللمبالة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫اليقي القيق ّي بصوص صحّة القرآن الكري واضحٌ من خلل الثّقة الّت ُتهَيْمِنُ خلل آياته‪،‬‬
‫وهي الثّقة الّت تأت بطريقةٍ متلفة‪ ،‬أل وهي "استناف البدائل"‪ .‬فالقرآن الكري أساسا يؤكّد‬
‫أنّه وحيٌ يوحى‪ ,‬فإن كان هناك من ل يصدّق ذلك‪ ,‬فليثبت له مصدرا آخر! وهذا هو‬
‫التحدّي‪ .‬لدينا هنا كتابٌ مصنوعٌ من الورق والب‪ ،‬فمن أين أتى؟ وهو يقول أنّه وحيٌ إلي؛‬
‫فإن ل يكن كذلك‪ ،‬فما هو مصدره؟ والقيقة الثية هي أنّه ل يوجد أحدٌ على الطلق لديه‬
‫تفسيٌ يصلح ليناقض ما جاء ف القرآن الكري‪ .‬ف الواقع‪ ,‬لقد تّ استناف كلّ البدائل‪ .‬وحيث‬
‫إنّ هذا الفكر قد أُسّس من قِبَلِ غي السلمي فقد اختزلت هذه البدائل لتصبح مقصورةً على‬
‫مدرستي فكريّتيْن تبادليّا‪ ،‬مُصرّين ف ذلك على إحداها أو على الخرى‪ .‬فمن ناحيةٍ توجد‬
‫مموعةٌ كبيةٌ من الّذين بثوا ف القرآن الكري لئات السني والّذين يدّعون (والعياذ بال)‪:‬‬
‫"نن متأكّدين من شيءٍ واحد‪ ,‬وهو أن ذلك الرّجل ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان‬
‫يتوهّم أنّه نب‪ .‬فقد كان منونا!" فهم مقتنعون بأنّ ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان‬
‫مدوعا بطريقةٍ ما‪ .‬ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ هناك مموعة أخرى تدّعي‪" :‬بوجود هذا الدّليل‬
‫(النون)‪ ،‬فإنّنا يقينا نعرف شيئا واحدا‪ ،‬وهو أنّ ذلك الرّجل ممّدا (صلّى ال عليه وآله‬
‫وسلّم) كان كاذبا!" وما هو مدعاةٌ للسخرية أنّ هاتي الجموعتي ل يبدو أبدا أنّهما تتمعان‬
‫دون تناقض‪ .‬وف الواقع‪ ،‬فإنّ العديد من الراجع الّت كُتبت عن السلم عاد ًة تدّعي النظريّتي‬
‫معا‪ .‬فهم يبدأون بالقول بأ ّن ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان منونا‪ ،‬وينتهون بأنّه‬
‫كان كاذبا‪ .‬ويبدو أنّهم ل يدركون أبدا بأنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) ل يكن بالمكان‬
‫أن يكون الثني معا! لكنّ الكثي من الراجع ف العادة تذكر هذيْن المريْن معا‪.‬‬

‫فمثلً‪ ،‬إذا جُنّ أحد النّاس وظنّ حقاّ أنّه نبّ‪ ,‬فإنّه لن يقضي الليل بطوله مُخطّطا‪" :‬كيف‬
‫سأخدع النّاس غدا ليظنّوا أنّي نبّ؟" فلنّه يؤمن فعلً بأنّه نبّ‪ ,‬هو واثقٌ بأنّ الجابة على أيّ‬
‫تساؤلٍ ستأتيه عن طريق الوحي‪ .‬وف واقع المر‪ ،‬فإنّ جزءا كبيا من القرآن الكري نزل على‬
‫شكل ردود على تساؤلت‪ .‬فكان أحدهم يسأل رسول ال ممّدا (صلّى ال عليه وآله‬
‫وسلّم) سؤالً‪ ،‬فينل الوحي بالجابة‪ .‬ومؤ ّكدٌ أنّ أحد النّاس إن كان منونا ويعتقد بأنّ‬

‫‪83‬‬
‫ملكا سوف يلقي الجابة ف أُذُنه‪ ،‬فإنّه عندئذ حي يسأله أحد النّاس سؤالً سيظنّ بأ ّن‬
‫ملكا سيأتيه بالجابة‪ .‬فلنّه منون‪ ،‬هو حقّا سيظنّ ذلك‪ .‬ولن يطلب من السائل النتظار‬
‫بُرهةً‪ ،‬ث يذهب إل أصحابه ليسألم‪" :‬هل يعرف أيّ منكم الجابة؟" فهذا النّوع من السّلوك‬
‫هو ميزةٌ لغي الؤمن بأنّه نب‪ .‬ما يرفض قبوله غي السلمي هو أ ّن النسان ل يستطيع أن يكون‬
‫الثني معا‪ ,‬فهو إمّا أن يكون متوهّما وإمّا كاذبا‪ .‬وبطريقةٍ أخرى‪ ،‬فهو إمّا أن يكون واحدا‬
‫منهما أو ل يكون كلها؛ وقطعا ل يكنه أن يكون الثني معا! ويب التأكيد هنا على‬
‫حقيقة أنّ هاتي الصفتي –بديهيّا‪ -‬ها ستان شخصيّتان تبادليّتان‪( .‬أي حيث توجد إحداها‬
‫فل وجود للخرى)‪.‬‬

‫والوار التال هو مثالٌ جّيدٌ لذه اللقة الفرغة الّت يدور فيها غي السلمي بشكلٍ دائم‪ .‬فإذا‬
‫سألت أحدهم‪" :‬ما هو مصدر القرآن الكري؟" فإنّه سيجيبك بأنّ مصدره هو عقل رجلٍ كان‬
‫مصابا بالنون‪ .‬عندئذ تسأله‪" :‬إن كان قد جاء به من رأسه‪ ,‬فمن أين حصل على العلومات‬
‫الحتواة فيه؟ فمن الؤكّد أنّ القرآن الكري يذكر أشياء كثية ل يكن العرب يعرفونا‪ ".‬ولكي‬
‫يستطيع أن يفسر القيقة الّت قدّمتها له فإنّه سيغيّر موقفه ويقول‪" :‬حسنا‪ ,‬ربّما ل يكن‬
‫منونا‪ ،‬بل ربّما كان بعض العاجم يعطونه تلك العلومات‪ .‬وهكذا كذب على النّاس‬
‫وأخبهم بأنّه كان نبيّا‪ ".‬عند هذه النقطة يب أن تسأله‪" :‬إذا كان ممدٌ (صلّى ال عليه وآله‬
‫وسلّم) كاذبا‪ ,‬فمن أين حصل على ثقته بنفسه؟ ولاذا كان يتصرّف وكأنّه كان نبيّا فِعلً؟"‬
‫وف النّهاية ‪-‬وعندما يكون قد حُشر ف الزاوية‪ -‬فإنّه كالقطّة سيندفع فجأةً وبسرعةٍ بأوّل ردّ‬
‫يطر على باله ‪-‬ومتناسيا أنّه قبل ذلك استثن ذاك الحتمال‪ -‬ليدّعي‪" :‬حسنا‪ ,‬ربّما ل يكن‬
‫كاذبا‪ .‬ربّما كان منونا وحقّا كان يعتقد أنّه نبّ‪ ".‬وهكذا يبدأ دورانه ف اللقة الفرغة من‬
‫جديد‪.‬‬

‫( وهذا هو ديدن الكفّار منذ بعثة النبّ عليه وآله الصّلة والسّلم‪ ,‬حيث ذكر ال تعال ذلك‬
‫ف سورة الدّخان‪ " :‬أَنّى لَ ُهمُ ال ّذكْرَى َوقَدْ جَاءَ ُه ْم رَسُولٌ مُبِيٌ(‪ُ)13‬ثمّ َت َولّوْا عَنْهُ َوقَالُوا مُعَّلمٌ‬
‫َمجْنُونٌ(‪.) " )14‬‬
‫‪84‬‬
‫كما ذُكر سابقا‪ ,‬فإنّ القرآن الكري يوي معلوماتٍ كثيةٍ ل يكن نِسبة مصدرها لحد إ ّل‬
‫ل تعال‪ .‬فمثلً‪ ،‬من أخب ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) عن سدّ ذي القرني‪ ،‬وهو مكانٌ‬
‫يبعد مئات الميال إل الشمال؟ ومن أخبه عن علم الجنّة؟ وعندما يُواجَه النّاس بثل هذه‬
‫القائق‪ ،‬فإنّهم –حتّى وإن كانوا ل يريدون نسبتها إل مصدرٍ إليّ‪ -‬يصنّفونا تلقائيّا حسب‬
‫فرضيّة أنّ أحد النّاس قدّمها لح ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)‪ ،‬وهو بدوره قام باستخدامها‬
‫لداع النّاس‪ .‬ومع ذلك فإنّ هذه النظريّة يكن دحضها بسؤالٍ بسيط‪" :‬إذا كان ممّدٌ كاذبا‬
‫(حاشاه عليه وآله الصّلة والسّلم)‪ ،‬فمن أين له بكلّ تلك الثّقة؟ ولاذا قال للنّاس مُواجهةً ما‬
‫ل يستطع أحدٌ منهم قوله أبدا؟ فمثل تلك الثّقة اعتمدت بالكليّة على اقتناعه التامّ بأنّ ما يأتيه‬
‫هو وحيٌ إليّ‪.‬‬

‫ومثال على ذلك أنّه كان للنبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) عمّا يُكنّى بأب لب‪ .‬وكان هذا‬
‫الرّجل يكره السلم لدرجة أنّه كان يتبع النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) أينما ذهب‬
‫ليُكذّبه‪ .‬فكان إذا رأى النبّ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) يتحدّث إل أحد الغرباء‪ ,‬كان ينتظر‬
‫حت يتفرّقا‪ ,‬ثّ يذهب إل ذاك الغريب ويسأله‪" :‬ماذا كان يقول لك؟ هل قال أبيض؟ ل‪ ،‬بل‬
‫هو أسود‪ .‬هل قال نار؟ ل‪ ،‬بل هو ليل‪ ".‬وقد كان مُثابرا ف قوله عكس ما يسمعه من ممّدٍ‬
‫(صلّى ال عليه وآله وسلّم) أو من السلمي الخرين‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬وقبل عشر سنواتٍ تقريبا‬
‫من موت أب لب‪ ،‬نزلت سورةٌ قصيةٌ من القرآن الكري بصوصه بالذّات‪ ،‬وتقول بأنّه سوف‬
‫يكون من أهل النّار‪ .‬وبتعبيٍ آخر‪ ،‬فإنّ هذه السّورة تؤكّد بأنّه لن يدخل السلم أبدا‪ ،‬وبذلك‬
‫سيكون مكوما باللود ف النّار‪ .‬ولدّة عشر سنواتٍ بعد نزول هذه السّورة‪ ،‬كان كلّ ما‬
‫عليه قوله هو‪" :‬لقد سعت بأنّه قد نزل على م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) بأنّي لن أتغيّر‬
‫أبدا –أي أنّي لن أُصبح مسلما وسأدخل النّار‪ .‬حسنا‪ ،‬أنا أُريد دخول السلم الن‪ .‬فهل‬
‫يعجبكم ذلك؟ وماذا تظنّون بوحيكم الن؟" ولكنّه ل يفعل ذلك أبدا‪ ،‬مع أنّ هذا السّلوك‬
‫كان بالضّبط هو الُتوقّع من شخصٍ مثله كان دوما يسعى لعارضة السلم‪ .‬لقد كان هذا‬

‫‪85‬‬
‫وكأنّ ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) قد قال له‪" :‬أنت تكرهن وتريد القضاء عليّ؟ هاك‪،‬‬
‫قل هذه الكلمات (الشّهادتيْن)‪ ،‬ويتمّ لك ذلك‪ .‬هيّا‪ ،‬قُلْها!" لكنّ أبا لب ‪-‬ولعشر سنواتٍ‬
‫كاملة‪ -‬ل يقلها أبدا! حتّى أنّه ل يصبح من التعاطفي مع السلم‪ .‬فكيف كان بإمكان النبّ‬
‫(صلّى ال عليه وآله وسلّم) أن يعلم يقينا بأنّ أبا لب سيحقّق النبوءة القرآنيّة إنْ ل يكن حقّا‬
‫رسول ال تعال؟! كيف كان بإمكانه (عليه وآله الصّلة والسّلم) أن يتلك مثل تلك الثّقة‬
‫ليتحدّى أحد ألدّ أعداء السلم ‪-‬ولدّة عشر سنواتٍ‪ -‬مانِحا إيّاه الفرصة لتكذيب زعمه‬
‫النبوّة؟! والواب الوحيد هو أنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) كان رسول ال تعال‪ .‬فَلِكَيْ‬
‫يضع نفسه أمام هذا التحدّي الطي‪ ,‬ل ُبدّ وأنّه كان على ثقةٍ تامّةٍ بأنّ ما يأتيه هو وحيٌ من‬
‫ال تعال‪.‬‬

‫مثلٌ آخرٌ على الثّقه الّت كان يتلكها م ّمدٌ بنبوّته (صلّى ال عليه وآله وسلّم) –وما يتبعها من‬
‫حايةٍ إليّةٍ له ولرسالته‪ -‬هو خروجه من مكّة واختباؤه ف الغار مع أب بكرٍ الصدّيق (رضي‬
‫ال عنه) خلل هجرته إل الدينة النوّرة‪ .‬فقد رآى كلها بوضوحٍ أنّ الكفّار قد جاءوا‬
‫لقتلهما‪ ،‬وأصاب الوف أبا بكرٍ الصدّيق (رضي ال عنه)‪ .‬ومن الؤكّد أنّ ممّدا (صلّى ال‬
‫عليه وآله وسلّم) لو كان كاذبا‪ ،‬أو مُزوّرا‪ ،‬أو أحد الّذين ياولون خداع النّاس ليؤمنوا‬
‫بنبوّته‪ ،‬لكان من التوقّع أن يقول لصاحبه ف مثل هذه الظروف‪" :‬يا أبا بكر‪ ،‬انظر إن كان‬
‫بإمكانك إياد طريقٍ للخروج من هذا الغار‪ ".‬أو‪" :‬اخفض نفسك ف ذلك الرّكن هناك‪،‬‬
‫والزم الدوء‪ ".‬إلّ أنّ ما قاله حقيق ًة يصوّر بوضوحٍ ثقته الطلقة‪ .‬فقد قال (عليه وآله الصّلة‬
‫والسّلم) لصاحبه (رضي ال عنه)‪" :‬ل تزن‪ ،‬إنّ ال معنا‪".‬‬

‫والن‪ ،‬إذا كان أحدهم يدّعي العرفة بأنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) كان يدع النّاس‪ ،‬فمن‬
‫أين له (عليه وآله الصّلة والسّلم) أن يقف هذا الوقف النوعيّ؟ فواقعيّا‪ ،‬هذا النوع من‬
‫التفكي ل يُعدّ على الطلق سةً للكذّاب أو الُزيّف‪ .‬لذا –وكما ذُكر سابقا‪ -‬فغي السلمي‬
‫يظلّون يدورون ويدورون ف الدائرة الُفرغة ذاتا‪ ،‬باحثي عن طريقٍ للخروج منها‪ ،‬لكن‬
‫بالعثور على طريقةٍ يفسّرون با الكتشافات ف القرآن الكري دون نسبتها إل مصدرها‬

‫‪86‬‬
‫الناسب‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬كلّهم ‪-‬ف أيام الثني والربعاء والمعة‪ -‬يقولون‪" :‬كان الرّجل‬
‫كذّابا"؛ ومن ناحيةٍ أخرى ‪ -‬ف أيام الثلثاء والميس والسبت‪ -‬يقولون لك‪" :‬لقد كان‬
‫منونا"‪ .‬وما يرفضون قبوله هو أ ّن النسان ل يكن أن يكون الثني معا؛ ومع ذلك فإنّهم‬
‫لجّتَيْن معا لتفسي ما جاء ف القرآن الكري‪.‬‬
‫يتاجون ا ُ‬

‫قبل سبع سنواتٍ تقريبا‪ ,‬زارن أحد الرّهبان ف بيت‪ .‬وف تلك الجرة الّت كنّا نلس فيها‬
‫كان هناك قرآنٌ على الطاولة ووجهه إل السفل‪ ,‬فلم يعرف الرّاهب أيّ كتابٍ هو‪ .‬وف‬
‫منتصف نقاشنا‪ ,‬أشرت إل الكتاب قائلً‪" :‬أنا لديّ الثّقة بذا الكتاب"‪ .‬فأجاب ناظرا إل‬
‫القرآن الكري من غي أن يعرف ما هو‪" :‬حسنا‪ ,‬وأنا أقول لك بأنّه إن كان ذلك الكتاب ليس‬
‫النيل‪ ،‬فقد ُألّف من قِبَلِ النسان!" فكان ردّي عليه‪" :‬دعن أُحدّثك شيئا عمّا جاء ف هذا‬
‫الكتاب‪ ".‬وخلل ثلثٍ أو أربع دقائق فقط ذكرت له ما يتعلّق ببضعةٍ من المور الوجودة ف‬
‫القرآن الكري‪ .‬وبعد تلك الثّلث أو الربع دقائق فقط غيّر موقفه تاما وقال‪" :‬أنت على حقّ‪.‬‬
‫فالنسان ل يؤلّف هذا الكتاب‪ ،‬بل الشيطان هو الّذي ألّفه!" طبعا‪ ،‬اتّخاذ مثل هذا الوقف هو‬
‫ج فوريّ من‬ ‫غايةٌ ف سوء الطّالع‪ ،‬وذلك لسبابٍ عدّة‪ ،‬منها أنّه ُع ْذرٌ مُتسرّعٌ ورخيصٌ ك َمخْ َر ٍ‬
‫ذلك الوضع الزعج‪ .‬وفيما يتعلّق بذا المر‪ ،‬هناك قصّةٌ مشهور ٌة ف النيل تذكر كيف أنّ‬
‫بعض اليهود ف أحد اليّام كانوا شهودا حي أقام يسوع (عليه الصّلة والسّلم) رجلً من‬
‫الوت‪ .‬كان ذلك الرّجل ميتا لربعة أيّام‪ ،‬وعندما وصل يسوع‪ ،‬قال ببساطة‪" :‬انض!" فقام‬
‫الرّجل ومشى ف طريقه‪ .‬وحي رأوا هذا الشهد‪ ،‬قال بعض الشّهود من اليهود مُنْكِرِيْن‪" :‬هذا‬
‫هو الشيطان‪ .‬الشيطان هو الّذي ساعده!" وهذه القصّة تُكرّر الن كثيا ف الكنائس ف جيع‬
‫أناء العال‪ ،‬والنّاس يذرفون دموعا غزير ًة لسماعها قائلي‪" :‬آه‪ ،‬لو كنت هناك‪ ،‬فما كنت‬
‫لكون غبيّا مثل اليهود!" ويا للسخرية‪ ،‬فمع هذا فإنّ هؤلء النّاس يفعلون ما فعله اليهود تاما‬
‫حي تعرض عليهم ‪-‬ف ثلثٍ أو أربع دقائق‪ -‬جزءًا صغيا فقط من القرآن الكري؛ وكلّ ما‬
‫يستطيعون قوله هو‪" :‬آه‪ ،‬الشيطان فعل ذلك‪ .‬الشيطان هو الّذي ألّف هذا الكتاب!" لنّهم‬

‫‪87‬‬
‫حقّا يكونون قد ُحشِروا ف الزّاوية؛ وحي ل يلكون أيّ إجابةٍ مقبولة‪ ،‬فإنّهم يلتجئون إل‬
‫أسرع وأرخص ُحجّةٍ مُتاحةٍ لم‪.‬‬

‫ومثلٌ آخرٌ على استخدام النّاس لذا الوقف الضّعيف يكن إياده ف تفسي كفّار مكّة لصدر‬
‫رسالة م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)‪ .‬فقد اعتادوا القول بأنّ الشيطان هو الّذي يُملي عليه‬
‫القرآن! لكنّ القرآن –كعادته مع أيّ ُحجّ ٍة لم‪ -‬يقدّم الجابة على ذلك‪ :‬فيقول ال تعال ف‬
‫سورة التكوير‪" :‬وَمَا ُهوَ بِ َقوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ(‪)25‬فَأَْينَ َتذْهَبُونَ(‪)26‬إِنْ ُهوَ إلّ ِذكْرٌ‬
‫لِلْعَالَمِيَ(‪. " )27‬‬

‫وهكذا فإنّ القرآن يعطي ردّا جليّا على هذا الدّعاء‪ .‬ف الواقع‪ ،‬هناك العديد من الباهي ف‬
‫القرآن الكري جاءت كردّ على الدّعاء بأنّ الشيطان هو الّذي أملى على ممّدٍ (صلّى ال عليه‬
‫وآله وسلّم) رسالته‪ .‬فمثلً ف سورة الشعراء‪:‬‬

‫"وَمَا تَنَ ّزَلتْ ِبهِ الشّيَاطِيُ(‪)210‬وَمَا يَنْبَغِي َل ُهمْ وَمَا َيسْتَطِيعُونَ(‪)211‬إِّن ُهمْ عَ ِن السّ ْمعِ‬
‫لَمَعْزُولُونَ ( ‪.")212‬‬

‫وف مكانٍ آخرٍ ف القرآن الكري يعلّمنا ال تعال‪" :‬فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَا َن فَاسْتَ ِعذْ بِاللّهِ مِنَ‬
‫الشّيْطَانِ الرّجِيمِ(‪ )98‬سورة النحل"‪.‬‬

‫والن‪ ،‬فهل بذه الطريقة يكتب الشيطان كتابا؟ وهل يقول للنسان‪" :‬قبل أن تقرأ كتاب‪,‬‬
‫اسأل ال أن يفظك منّي‪".‬؟ فما هذا إلّ افتراءٌ كبي‪ ،‬كبيٌ جدّا‪ .‬طبعا‪ ،‬إنّ بإمكان النسان أن‬
‫يكتب شيئا كهذا‪ ،‬ولكن هل كان للشيطان أن يفعل ذلك؟ الكثي من غي السلمي يقولون‬
‫ج بصوص هذا الوضوع‪ .‬فهم من ناحيةٍ‬ ‫بوضوحٍ أنّهم ل يستطيعون الوصول إل استنتا ٍ‬
‫يدّعون بأنّ الشيطان ل يكن ليفعل مثل هذا الشيء‪ ،‬وحت لو استطاع فإ ّن ال تعال ل يكن‬
‫ليسمح له بذلك‪ ،‬ويؤمنون أيضا بأنّ الشيطان أقلّ بكثيٍ من ال تعال‪ .‬ومن ناحيةٍ أخرى‬
‫‪-‬وف جوهر ما يطرحونه‪ -‬هم يزعمون بأنّ الشيطان يكنه ربّما فعل أيّ شيءٍ يستطيعه ال‬

‫‪88‬‬
‫تعال‪ .‬وكنتيجةٍ على ذلك‪ ،‬عندما ينظرون إل القرآن الكري ‪-‬وحتّى عند انذهالم بعَ َظمَتِهِ‪-‬‬
‫فإنّهم ما زالوا يصرّون‪" :‬الشيطان هو الّذي فعل ذلك!" المد ل أن ليس للمسلمي مثل هذا‬
‫الوقف‪ .‬فمع أنّ الشيطان يتلك بعض القدرات‪ ،‬إلّ أنّ الفرق بينها وبي قدرات ال تعال‬
‫كبي جداّ‪ .‬ول يكون السلم مسلما إلّ إذا آمن بذلك‪ .‬ومن البديهيّ أيضا ‪-‬حتّى لدى غي‬
‫السلمي‪ -‬أنّ الشيطان يكنه بسهولة أن يقع ف الخطاء‪ ،‬ولذا فمن التوقّع أن يناقض نفسه إن‬
‫حصل وكتب كتابا‪ .‬ولذا فإ ّن ال تعال يقول ف سورة النّساء‪َ" :‬أفَلَ يََتدَبّرُو َن الْقُ ْرءَانَ َوَلوْ‬
‫كَانَ ِمنْ عِْندِ غَيْرِ اللّهِ َلوَ َجدُوا فِيهِ اخْتِلفًا كَثِيًا(‪.")82‬‬

‫وبالضافة إل الجج الّت يقدّمها غي السلمي ف ماولتم التافهة لتبير وجود اليات الّت ل‬
‫يفهمونا ف القرآن الكري‪ ،‬فإنّ هناك هجوما آخر غالبا ما يظهر كمزيجٍ من النظريّتي معا‪،‬‬
‫وهو أ ّن ممّدا (صلّى ال عليه وآله وسلّم) كان منونا وكاذبا‪ .‬فأولئك النّاس يقترحون‬
‫أساسا بأنّه (عليه وآله الصّلة والسّلم) كان مبولً‪ ،‬وكنتيجةٍ لتوهّمه فقد كذب وضلّل‬
‫النّاس‪ .‬ولذا اسمٌ ف علم النّفس‪ ،‬وهو اليثومانيا ‪( Mythomania‬السّ الساطييّ‪:‬‬
‫وهو نزوعٌ مفرطٌ أو غي سويّ إل الكذب والبالغة‪ .).‬وهو يعن ببساطة أ ّن النسان يكذب‪،‬‬
‫ّث يصدّق ما كذب‪ .‬هذا هو ما يدّعيه غي السلمي عمّا كان يعان منه م ّمدٌ (صلّى ال عليه‬
‫لجّة هو أ ّن النسان الّذي‬‫وآله وسلّم)‪ .‬إلّ أن الشكل الوحيد الّذي يواجهونه بصوص هذه ا ُ‬
‫يعان من اليثومانيا ل يكنه التعامل مع القائق مطلقا‪ ،‬مع أنّ القرآن الكري كلّه قائمٌ تاما‬
‫على القائق‪ .‬فكلّ ما فيه يكن بثه والتثبّت من صحّته‪ .‬ف حي أنّ القائق تعتب مشكلً‬
‫كبيا للمصاب باليثومانيا‪ .‬فعندما ياول الطبيب النفسيّ علج أحد الّذين يعانون من هذا‬
‫الرض‪ ،‬فإنّه باستمرارٍ يواجهه بالقائق‪ .‬فمثلً‪ ،‬إذا كان أحدهم مريضا نفسيّا ويدّعي قائلً‪:‬‬
‫"أنا ملك إنلترا"‪ ،‬فإنّ الطبيب النفسيّ ل يقول له‪" :‬ل‪ ،‬أنت لست كذلك‪ ،‬بل أنت منون!"‬
‫فالطبيب ل يفعل ذلك‪ ،‬بل بدلً من ذلك يواجهه ببعض القائق قائلً‪" :‬حسنا‪ ،‬أنت تقول‬
‫بأنّك ملك إنلترا‪ ،‬لذا قل ل أين هي اللكة اليوم؟ وأين رئيس وزرائك؟ وأين هم حرّاسك؟"‬
‫وعندما يكون لدى هذا الريض مشك ٌل ف ماولته التعامل مع هذه السئلة‪ ،‬سيحاول إياد‬

‫‪89‬‬
‫العذار‪" :‬آه‪....‬اللكة‪....‬ذهبت إل بيت أُمّها‪ .‬آه‪....‬رئيس الوزراء‪.....‬حسنا‪ ،‬لقد مات‪".‬‬
‫وف النّهاية سيشفى من مرضه تاما لنّه ل يستطع التعامل مع القائق‪ .‬فإذا استمرّ الطبيب‬
‫النفسيّ بواجهته بقائق كافية‪ ،‬فإنّه بالنّهاية سيواجه الواقع قائلً‪" :‬أظنّ بأنّي لست ملك‬
‫إنلترا"‪ .‬والقرآن يصل إل كلّ إنسانٍ يقرأه بنفس الطريقة الّت يعال با الطبيب النفسيّ مريضه‬
‫س قَدْ جَاءَتْ ُكمْ َموْعِظَةٌ ِم ْن رَبّكُمْ وَشِفَاءٌ‬
‫باليثومانيا‪ .‬يقول ال تعال ف سورة يونس‪" :‬يَاأَّيهَا النّا ُ‬
‫صدُورِ وَ ُهدًى َورَ ْحمَةٌ لِ ْل ُمؤْمِنِيَ( ‪.")57‬‬
‫لِمَا فِي ال ّ‬

‫للوهلة الول قد يبدو هذا التصريح غامضا‪ ،‬ولكنّ العن لذه الية يتّضح عندما يُنْظر إليها‬
‫على ضوء الثل السابق‪ .‬فالنسان يُشفى أساسا من أوهامه بقراءة القرآن الكري‪ .‬فهو ف‬
‫جوهره علجٌ يشفي الضّالّي تاما وذلك بواجهتهم بالقائق‪ .‬ومن الواقف السائدة ف القرآن‬
‫الكري هو ما ياطب به النّاس بأنّهم يقولون كذا وكذا حول شيء ما؛ فماذا عن هذا أو ذاك؟‬
‫وكيف يستطيعون قول ذلك وهم يعلمون؟ وهكذا‪( .‬كقوله تعال ف سورة البقرة‪" :‬الّذِي‬
‫سمَاءِ مَا ًء فَأَ ْخ َرجَ ِبهِ مِ َن الّثمَرَاتِ رِ ْزقًا لَ ُكمْ‬
‫سمَاءَ بِنَاءً َوأَنْزَلَ ِمنَ ال ّ‬
‫جَعَلَ لَكُ ُم ال ْرضَ فِرَاشًا وَال ّ‬
‫فَلَ َتجْعَلُوا لِلّهِ أَْندَادًا وَأَنُْتمْ تَعَْلمُونَ(‪)")22‬‬

‫إنّه يرغم الرء على تدبّر القيقة وما له علقة با‪ ،‬ف حي يقوم ف نفس الوقت بعلجه من‬
‫أوهامه‪ ،‬وذلك لنّ القائق القدّمة من ال تعال للبشريّة يكن توضيحها وفصلها عن كلّ‬
‫النظريّات والُجج الرّديئة‪ .‬إنه نوعٌ خاصّ من التعامل مع الشياء –مواجهة النّاس بالقائق‪-‬‬
‫بيث أسر اهتمام الكثي من غي السلمي‪.‬‬

‫وف الواقع‪ ،‬يوجد مرجعٌ مثيٌ للهتمام بصوص هذا الوضوع ف الوسوعة الكاثوليكيّة‬
‫الديدة‪ .‬ففي فقرةٍ بصوص موضوع القرآن الكري تُصرّح الكنيسة الكاثوليكيّة‪" :‬عب القرون‬
‫الاضية قُدّمت نظرياتٌ كثيةٌ عن أصل القرآن‪ ...‬واليوم ل يوجد إنسانٌ عاقل يقبل بأيّ‬
‫منها‪ !".‬فها هي الكنيسة الكاثوليكيّة الٌعمّرَةِ‪ ,‬والاثلة هنا وهناك لقرونٍ عديدة‪ ,‬تنكر تلك‬
‫الواقف التافهة لدحض أصل القرآن الكري‪ .‬القرآن الكري بالطبع يثّل مشكلً للكنيسة‬
‫‪90‬‬
‫الكاثوليكيّة‪ ,‬فهو يصرّح بأنّه وحيٌ من ال تعال‪ ,‬ولذلك هم يدرسونه‪ .‬ومؤ ّكدٌ أنّهم يودّون‬
‫إياد برهانٍ على أنّه ليس كذلك‪ ،‬ولكنّهم ل يستطيعون‪ .‬فهم ل يستطيعون إياد تفسيٍ‬
‫مقبول‪ .‬لكنّهم على القلّ شرفاء ف بثهم‪ ،‬ول يقبلون بأوّل تفسيٍ غي مدعومٍ بدليلٍ يأت‬
‫إليهم‪ .‬فالكنيسة تصرّح بأنّه ‪-‬وخلل أربعة عشر قرنا‪ -‬ل يُقدّم بعد تفسيٌ معقول‪ .‬فهي‬
‫بذلك على القلّ تعترف بأنّ القرآن الكري ليس موضوعا سهل النكار‪ .‬لكن هناك بالتأكيد‬
‫آخرون مّن هم أقلّ شرفا حي يقولون على َعجَل‪" :‬آه‪ ،‬لقد جاء القرآن من هنا‪ ،‬أو من‬
‫هناك‪ ".‬وهم حتّى ل يتفحّصون مصداقية ما يصرّحون به ف معظم الحيان‪ .‬وطبعا‪ ،‬فإنّ مثل‬
‫هذا التصريح من الكنيسة الكاثوليكيّة يسبّب للمسيح ّي العاديّ شيئا من الصّعوبة‪ .‬وذلك لنّه‬
‫ربّما يكون لديه أفكاره الاصّة عن أصل القرآن‪ ،‬ولكنّه كعضوٍ ف الكنيسة ل يستطيع‬
‫التصرّف حقّا حسب نظريّته‪ .‬فمثل هذا التصرّف قد يكون مناقضا للخضوع والخلص‬
‫والولء الّذي تطلبه الكنيسة‪ .‬فبموجب عضويّته ف الكنيسة‪ ،‬يتوّجب عليه قبول ما تعلنه‬
‫الكنيسة الكاثوليكيّة دون سؤال‪ ،‬وأن يعل تعاليمها كجزءٍ من روتينه اليوميّ‪ .‬لذا‪ ،‬فجوهرياّ‬
‫إذا كانت الكنيسة الكاثوليكيّة ف عمومها تقول‪" :‬ل تستمعوا لتلك التقارير غي الؤكّدة حول‬
‫القرآن"‪ ،‬فما يكن أن يقال حول وجهة النّظر السلميّة؟ فحتّى غي السلمي يعترفون بأنّ‬
‫هناك شيئا ف القرآن –شيئا كان يب أن يكون معترفا به‪ -‬إذا فلماذا يكون النّاس عنيدين‪،‬‬
‫وهجوميّي‪ ،‬وعدائيّي‪ ،‬حي يقدّم السلمون نفس النظريّة؟ هذا بالتأكيد شيءٌ لول اللباب‬
‫ليتأمّلوا فيه –شيءٌ للتأمّل لولئك الّذين يعقلون!‬
‫قام حديثا واحدٌ من الفكّرين القياديّي ف الكنيسة الكاثوليكيّة –يدعى هانز‪ -‬بدراسة القرآن‬
‫الكري‪ ،‬وأدل برأيه فيما قرأ‪ .‬هذا الرّجل أثبت حضوره القوي على الساحة ولزمنٍ طويل‪،‬‬
‫وهو ذو منل ٍة رفيعةٍ ف الكنيسة الكاثوليكيّة‪ ،‬وبعد تفحّص دقيقٍ نشر ما وجده مستنتجا‪" :‬إنّ‬
‫ال قد كلّم النسان من خلل النسان‪ ،‬م ّمدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم)"‪ .‬ومرّةً أخرى يأت‬
‫هذا الستنتاج من مصدرٍ غي مسلمٍ –وهو مفكّرٌ قياديّ كبيٌ ف الكنيسة الكاثوليكيّة نفسها!‬
‫أنا ل أظنّ بأنّ البابا يتّفق معه‪ ،‬ولكن على الرغم من ذلك فإنّ رأي مثل هذه الشخصيّة العامّة‬
‫ذائعة الصّيْت وذات السّمعة السنة يب أن يكون له وزنه ف الدّفاع عن الوقف السلميّ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫ويتوّجب التّصفيق له لواجهته الواقع بأنّ القرآن الكري ليس شيئا يكن أن يلقى بعيدا‬
‫بسهولة‪ ،‬وبأنّ ال تعال حقّا هو مصدر كلماته‪.‬‬
‫يتّضح من كلّ ما تقدّم سابقا بأنّ كلّ البدائل قد استنفت‪ ،‬ولذا فالفرصة لياد إمكانيّةٍ‬
‫أخرى لنكار القرآن الكري ل وجود لا‪ .‬لنّ هذا الكتاب إن ل يكن وحيا‪ ،‬فإنّه عندئذٍ‬
‫خداع؛ وإن كان خداعا‪ ،‬فإنّ على النسان أن يتساءل‪" :‬فما هو مصدره؟ وف أيّ جزءٍ منه‬
‫يقوم بداعنا؟" وطبعا فإ ّن الجابات الصحيحة على هذه التساؤلت تُلقي الضّوء على أصالة‬
‫القرآن الكري‪ ،‬وتُسكت ادعاءات الكفّار اللذعة وغي القائمة على دليل‪.‬‬
‫ومن الؤكّد أنّه إذا استمرّ أولئك النّاس بالصرار على أنّ القرآن الكري ما هو إلّ خداع‪ ,‬فإنّه‬
‫يتوّجب عليهم تقدي البهان الّذي يدعم ادعاءهم‪ .‬فعبء إياد البهان يقع على عاتقهم‪،‬‬
‫وليس على عاتقنا! فل يُفترض من أحدهم أبدا أن يقدّم نظريّ ًة بدون حقائق كافية تعزّزها؛ لذا‬
‫فأنا أقول لم‪" :‬أرون خداعا واحدا! أرون أين يدعن القرآن الكري! أرون ذلك‪ ،‬وإن ل‬
‫تفعلوا‪ ،‬فل تقولوا ل بأنّه خداع!‬

‫‪-9‬القس الصري السابق فوزي صبحي سعان‬

‫فوزي الهدي ‪ ..‬الداعية الذي كان قسا‪..‬‬

‫خلف أسوار الكاتدرائية كنيسة (ماري جرجس) ف مدينة الزقازيق الصرية ‪ ،‬وف جو‬
‫اختلطت فيه رهبة الظلمة بإتقان من أضواء خافتة مع حالة التيه الت ترص عليها تويات‬
‫الرهبان‪.‬‬

‫خلف هذه السوار جلس الفت فوزي صبحي سعان السيسي خادم الكنيسة الذي يلم بأن‬
‫يصل على رتبة (القس) يستمع إل القس الكب‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫كان الفت شاردا مع حلمه تتنازعه بعض أفكار ثقيلة لشبح ف ساء فكره كلما انتبه لا يسمع‬
‫وارتفع صوت قسيس الكنيسة مناجيا السيح‪( :‬يا ابن ال يا ملصنا وإلنا)‪.‬‬

‫وانتفض الفت طاردا الفكرة ‪ ،‬لكنها تلح عليه مرة أخرى ‪ ،‬لذ بلمه وشرود يطارده هاربا ما‬
‫يسمع‪.‬‬

‫ويعلو صوت القسيس مرة أخرى كان الفت هو القصود ‪ ..‬انتزعه من حلمه فرك عينيه وانتبه‬
‫‪ ..‬والتمرد يكب ‪ ..‬يواجه نفسه بالقيقة الت طالا نح ف الفرار منها‪ :‬لقد قالوا لنا إن السيح‬
‫صلب وعذب ول يكن قادرا على تليص نفسه من الصلب والتعذيب البح ‪ ..‬فكيف يتأتى‬
‫له أن يلصنا؟!‬

‫وتتمدد علمة الستفهام الكبية ‪ ..‬الفت يشعر بالطر ‪ ..‬الصراع يل رأسه وجعا ‪ ..‬يقف‬
‫موليّا ظهره للقسيس والكنيسة‪.‬‬

‫كم كبي من الخدوعي‪.‬‬


‫الفت هو فوزي صبحي سعان السيسي الذي كب وتقق حلمه وأصبح قسا ‪ ..‬لكن ظلت‬
‫الفكرة تطارده وتفقده طعم اللم الذي طالا انتظره ‪ ..‬وأخيا تتغلب عليه ليصبح الشيخ‬
‫فوزي صبحي عبد الرحن الهدي الداعية ومدرس التربية السلمية ف مدارس التربية‬
‫السلمية ف مدارس منارات جدة ‪ ..‬لكن لاذا وكيف حدث ذلك؟ ‪..‬‬

‫خرج الفت من الكنيسة غاضبا من ترده ‪ ،‬هلعا من أفكاره الكثر تردا ‪ ..‬لكن ماذا بيده؟ ‪..‬‬

‫كان لبد أن يُسكت هذا التمرد ف داخله ‪ ..‬بدأ يبحث ف الديان الخرى وآخرها السلم‬
‫‪ ..‬واستمع إل القرآن فاهتز له قلبه ‪ ..‬ونظر إل السلمي فوجد نظافة ووضوءا وطهارة‬
‫وصلة وركوعا وسجودا ‪ ..‬واستدار ينظر إل حاله فل طهارة ول اغتسال ول وضوء‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ل يكن ذلك كافيا لحداث النقلب كما أنه ل يرحه من مطاردة الفكرة‪.‬‬

‫وعاد الفت إل الكنيسة ‪ ..‬القس يرفع صوته متحدثا عن أسرار الكنيسة السبعة ‪ ..‬هت‬
‫الضحكة أن تفلت من فمه فأسكتها بصعوبة شديدة وهو يتمتم‪ :‬أية أسرار يتحدثون عنها؟!‬

‫ومرة أخرى داهته فكرة التمرد ‪ ..‬أية أسرار سبعة؟ وبدأ يستعرضها‪:‬‬

‫السر الول‪ :‬هو (التعميد) بئر داخل الكنيسة صلى عليها الصلة فحلت با الروح القدس ‪..‬‬
‫الطفل يغمس فيها فيصبح نصرانيا!! هكذا؟!! وصرخت به فكرة التمرد ‪ ..‬أنه يولد فيجد‬
‫أبويه نصرانيي فماذا يتاج بعد ذلك ليكون نصرانيا (بعد أن أسلم الفت وجد الجابة ف‬
‫حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه ينصّرانه أو‬
‫يجّسانه أو يهوّدانه))‪.‬‬

‫السر الثان‪ :‬هو (العتراف) إذ يلس النصران الذنب أمام نصران أكب منه رتبة (قس ‪-‬‬
‫مطران – بطريك – (بابا)) ليعترف أمامه بكل شيء ويضع الخي عصاه على رأسه ويتمتم‬
‫ببعض الكلمات مانا إياه صك الغفران ‪ ..‬ويب الفت حوارا دار بينه وبي طبيب نصران‪:‬‬
‫القس يغفر ل فمن يغفر للقس؟ ‪ ..‬قال‪ :‬البابا‪ .‬ومن يغفر للبابا؟ قال‪ :‬ال ‪ ..‬فلماذا ل نعترف‬
‫ل مباشرة ليغفر لنا؟! لاذا نفضح أنفسنا أمام الناس وقد سترنا ال؟!‪..‬‬

‫السر الثالث‪ :‬هو الشرب من دم السيح هكذا!! نعم ‪ ..‬يأت النصران بالنبيذ ليصلي عليه القس‬
‫فيتحول إل دم مبارك هو دم السيح ليشربه النصران ِبوَلَهٍ وخشوع!! ويتساءل الفت‪ :‬إذا كان‬
‫السيح ملصنا فلماذا نشرب من دمه؟ فنحن نشرب من دم عدونا فقط ‪ ،‬الفت جرب مرة‬
‫وأحضر النبيذ للقس فصلى عليه وشربه فلم يده قد تول ‪..‬‬

‫‪94‬‬
‫السر الرابع‪ :‬هو أكل لم السيح ‪ ،‬قرابي تصنع من الدقيق ليتل عليها القس فتتحول إل جزء‬
‫من جسد السيح يأكلونه!! هكذا أيضا!! وتساءلت النفس التمردة ‪ ..‬لاذا نأكل لم السيح‬
‫وهو إلنا وأبونا؟!‬

‫السرار الثلثة الخية هي الب والبن والروح القدس ‪ ..‬ويقولون تثليث ف توحيد ‪..‬‬
‫كهنوت وتاوي وتناقض ل يقبله عقل!!‬

‫وهرع الفت مرة أخرى ساخطا على الكنيسة والقس ‪ ،‬وأشياء كثية يناقضها النطق‪.‬‬

‫ووسط الزحام دس الفت جسده ونفسه التمردة ‪ ..‬رويدا رويدا ‪ ..‬تناسى الفكار الت‬
‫تطارده ‪ ..‬وخجلً قادته قدماه إل الكنيسة ‪ ..‬وأحس هذه الرة بانقباض فقد أرهقه الكر‬
‫والفر مع نفسه ‪ ..‬وعل صوت القس ومعه جوع الخدوعي بقانون اليان كما يقولون‪:‬‬

‫(بالقيقة نؤمن) ‪ ..‬بـ (إله واحد) ‪ ..‬الب ‪ ..‬ضابط الكل ‪ ..‬خالق السماء والرض ‪ ..‬ما‬
‫يرى وما ل يرى ‪ ..‬نؤمن برب واحد يسوع السيح ‪ ..‬ابن ال الوحيد ‪ ..‬الولود من الب‬
‫قبل كل الدهور ‪ ..‬نور من نور ‪ ..‬إله حق ‪ ..‬إله حق ‪ ..‬مولود غي ملوق ‪ ..‬تساوى الب‬
‫ف الوهر ‪ ..‬هذا الذي كان به كل شيء ‪ ..‬هذا الذي كان من أجلنا – نن البشر – نزل‬
‫من السماء فتجسد من الروح القدس ومن مري العذراء ‪ ..‬وصلب وقب عنا ‪ ..‬وقام من بي‬
‫الموات ف اليوم الثالث كما ف الكتاب ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪..‬‬

‫وانسحب الفت من بي الموع وهو مسك برأسه ينعه من النفجار ‪..‬‬

‫يقولون‪ :‬إله واحد ‪ ،‬ث يقولون السيح ابن ال الوحيد؟! ‪ ..‬كيف وكل مولود ملوق!!‬
‫يقولون‪ :‬صلب وقب من أجلنا ‪ ..‬فكيف يليق بالرب خالق الكون أن يصلبه ويعذبه أحد‬
‫خلقه؟!‬

‫‪95‬‬
‫ومضى الفت إل اليش ليؤدي الدمة العسكرية ‪ ..‬وف الساعيلية دخل الكنيسة للمرة‬
‫الخية ‪ ..‬مضى إل اليكل مباشرة حيث ل يرى من بداخله ‪ ..‬سجد مثلما يسجد السلم ‪..‬‬
‫بكى برقة وابتهل إل رب اللق أجعي الواحد الحد – قال‪ :‬رب ‪ ..‬أنت تعلم أنن ف حية‬
‫شديدة فإن كانت النصرانية هي الق فاجعل روح القدس تل عل ّي الن ‪ ..‬وإن كان السلم‬
‫هو الق فأدخله ف قلب‪.‬‬

‫يقول الفت‪ :‬ول أرفع رأسي من السجود إل وصدري قد انشرح للسلم‪.‬‬

‫وقبل أن يرج من الكنيسة عرج على القس وألقى عليه بعض التساؤلت ‪ ..‬ل يبه ولكن‬
‫سأل‪ :‬هل تقرأ القرآن؟ قال الفت‪ :‬نعم ‪ ..‬اكفهر وجه القس وصرخ‪ :‬نن فقط الذين نقرأ‬
‫ل تائها‬
‫القرآن أما أنت والعامة فل ‪ ..‬وخرج ول يعد للكنيسة ‪ ،‬والن يقول الفت‪ :‬كنت رج ً‬
‫ف ليب الفياف يقتلن العطش ول ألقى سوى السراب وإذا ب أجد ماء زمزم ‪ ..‬عشت تسع‬
‫سنوات بي نفسي التمردة والروب منها ‪ ..‬قارنت بي السلم والنصرانية ‪ ..‬بي الناجيل‬
‫والقرآن وكانت الغلبة للحقيقة والنور ‪..‬‬

‫اجتمع إخوة الفت وتشاوروا و اتذوا القرار ووضعوا طريقة التنفيذ ‪ ..‬ل بد أن يقتل لقد‬
‫عصى الرب وأهان الكنيسة ‪ ..‬وجاء من يبه ويشي عليه ‪ ..‬وهرب الفت من قريته ‪ ..‬قلبه‬
‫على إخوته ‪ ..‬يدعو لم بالداية ‪..‬‬

‫ويدق باب شقته دقا خفيفا ‪ ..‬يفتح يد أخته أمامه ‪ ..‬بكت وأخبته با أفرحه ‪ ..‬ستشهر‬
‫إسلمها ‪ ..‬وبكى وأخبها أنه طالا سهر الليال يبتهل إل ال أن يلحقها به ‪ ..‬ولن الم قد‬
‫ماتت منذ أمد بعيد فقد ظل يتوسلن إل ال أن يهدي قلب أبيهما إل اليان‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ول يض وقت طويل حت جاء ذلك اليوم ‪ ..‬عاد من عمله ‪ ..‬وجد أخته خلف الباب ‪..‬‬
‫أسرعت إليه ‪ ..‬قالت له‪ :‬أبوك ف انتظارك ‪ ..‬جاء ساعيا إل نور الق ‪ ..‬انكب على رأسه‬
‫ويديه يقبلهما ‪ ..‬ويشهر الب إسلمه ليموت على السلم بعد عام ونصف‪.‬‬

‫وفارس آخر يلحق بالركب ‪ ..‬عبد ال الهدي ‪ ..‬أسلم وجاء ليكمل نصف دينه ‪ ..‬ول يد‬
‫أمامه سوى أخت (الفت) ليقترن با ويسافرا معا حيث يعمل إماما لحد الساجد ف الدوحة‪.‬‬

‫وهذا مقال نشرته عنه ملة الفيصل ف عددها الصادر ف أكتوبر ‪-1992‬بتصرف‪:-‬‬
‫كانت أمنية "فوزي صبحي سعان" منذ صغره أن يصبح قسا يقَبّل الناس يده و يعترفون له‬
‫بطاياهم لعله ينحهم صك الغفران و يغسل ذنوبم بسماعه العتراف ‪ ...‬و لذا كان يقف‬
‫منذ طفولته البكرة خلف قس كنيسة "ماري جرجس" بدينة الزقازيق ـ عاصمة مافظة‬
‫الشرقية بصر ـ يتلقى منه العلم الكنسي ‪ ،‬و قد أسعد والديه بأنه سيكون خادما للكنيسة‬
‫ليشب نصرانيا صالا طبقا لعتقادها ‪.‬‬

‫و ل يالف الفت رغبة والديه ف أن يكون خادما للكنيسة يسي وراء القس حاملً كأس النبيذ‬
‫الكبية أو دم السيح كما يدعون ليسقي رواد الكنيسة و ينال بركات القس ‪.‬‬

‫ل يكن أحد يدري أن هذا الفت الذي يعدونه ليصي قسا سوف يأت يوم يكون له شأن آخر‬
‫غي الذي أرادوه له ‪ ،‬فيتغي مسار حياته ليصبح داعية إسلميا ‪.‬‬

‫يذكر فوزي أنه برغم إخلصه ف خدمة الكنيسة فإنه كانت تؤرقه ما يسمونا "أسرار‬
‫الكنيسة السبعة" و هي ‪ :‬التعميد ‪ ،‬و العتراف ‪ ،‬و شرب النبيذ ‪ ،‬و أكل لم السيح ‪ ،‬و‬
‫الب ‪ ،‬و البن ‪ ،‬و الروح القدس ‪ ...‬و أنه طالا أخذ يفكر مليا ف فكرة الفداء أو صلب‬
‫السيح ـ عليه السلم ـ افتداءً لطايا البشرية كما يزعم قسس النصارى و أحبارهم ‪ ،‬و أنه‬
‫برغم سنه الغضة فإن عقله كان قد نضج بدرجة تكفي لن يتشكك ف صحة حادثة الصلب‬

‫‪97‬‬
‫الزعومة ‪ ،‬و هي أحد الركان الرئيسية ف عقيدة النصارى الحرفة ‪ ،‬ذلك أنه عجز عن أن‬
‫يد تبيرا واحدا منطقيا لفكرة فداء خطايا البشرية ‪ ،‬فالعدل و النطق السليم يقولن بأن ل‬
‫تزر وازرة وزر أخرى ‪ ،‬فليس من العدل أو النطق أن يُ َعذّب شخص لذنوب ارتكبها غيه ‪..‬‬
‫ث لاذا يفعل السيح عليه السلم ذلك بنفسه إذا كان هو ال و ابن ال كما يزعمون؟! ‪ ..‬أل‬
‫يكن بإمكانه أن يغفر تلك الطايا بدلً من القبول بوضعه معلقا على الصليب؟!‬

‫ث كيف يقبل إله ـ كما يزعمون ـ أن يصلبه عبد من عباده ‪ ،‬أليس ف هذا مافاة للمنطق و‬
‫تقليلً بل و امتهانا لقيمة ذلك افله الذي يعبدونه من دون ال الق؟ ‪ ..‬و أيضا كيف يكن‬
‫أن يكون السيح عليه السلم هو ال و ابن ال ف آن واحد كما يزعمون؟!‬

‫كانت تلك الفكار تدور ف ذهن الفت و تتردد ف صدره ‪ ،‬لكنه ل يكن وقتها قادرا على أن‬
‫يلل معانيها أو يتخذ منها موقفا حازما ‪ ،‬فل السن تؤهله لن يتخذ قرارا و ل قدراته العقلية‬
‫تسمح له بأن يوض ف دراسة الديان ليتبي القائق واضحة ‪ ،‬فلم يكن أمامه إل أن يواصل‬
‫رحلته مع النصرانية و يسي وراء القسس مرددا ما يلقنونه له من عبارات مبهمة ‪.‬‬

‫و مرت السنوات ‪ ،‬و كب فوزي و صار رجلً ‪ ،‬و بدأ ف تقيق أمنيته ف أن يصي قسا يشار‬
‫إليه بالبنان ‪ ،‬و تنخن له رؤوس الصبية و الكبار رجالً و نسا ًء ليمنحهم بركاته الزعومة و‬
‫يلسون أمامه على كرسي العتراف لينصت إل أدق أسرار حياتم و يتكرم عليهم بنحهم‬
‫الغفران نيابةً عن الرب !!!‬

‫و لكن كم حسدهم على أنم يقولون ما يريدون ف حي أنه عاجز عن العتراف لحد‬
‫بقيقة التساؤلت الت تدور بداخله و الت لو علم با الباء القسس الكبار لرسلوا به إل‬
‫الدير أو قتلوه ‪.‬‬

‫و يذكر فوزي أيضا أنه كثيا ما كان يتساءل ‪:‬‬

‫‪98‬‬
‫" إذا كان البسطاء يعترفون للقس ‪ ،‬و القس يعترف للبطريرك ‪ ،‬و البطريرك يعترف للبابا ‪ ،‬و‬
‫البابا يعترف ل ‪ ،‬فلماذا هذا التسلسل غي النطقي ؟ ‪ ...‬و لاذا ل يعترف الناس ل مباشرةً و‬
‫ينبون أنفسهم شر الوقوع ف براثن بعض النحرفي من القسس الذين يستغلون تلك‬
‫العترافات ف السيطرة على الاطئي و استغللم ف أمور غي ممودة ؟! "‬

‫لقد كان القس الشاب ييا صراعا داخليا عنيفا ‪ ،‬عاش معه لدة تصل إل تسعة أعوام ‪ ،‬كان‬
‫حائرا بي ما ترب عليه و تعلمه ف البيت و الكنيسة ‪ ،‬و بي تلك التساؤلت العديدة الت ل‬
‫يستطع أن يد لا إجابة برغم دراسته لعلم اللهوت و انراطه ف سلك الكهنوت ‪ ...‬و عبثا‬
‫حاول أن يقنع نفسه بتلك الجابات الاهزة الت ابتدعها الحبار قبل قرون و لقنوها‬
‫لاصتهم ليدوا با على استفسارات العامة برغم مافاتا للحقيقة و النطق و العقل ‪.‬‬

‫ل يكن موقعه ف الكنيسة يسمح له أن يسأل عن دين غي النصرانية حت ل يفقد مورد رزقه‬
‫و ثقة رعايا الكنيسة ‪ ،‬فضلً عن أن هذا الوقع يبه على إلقاء عظات دينية هو غي مقتنع با‬
‫أصلً لحساسه بأنا تقوم على غي أساس ‪ ،‬و ل يكن أمامه إل أن ياول وأد نيان الشك‬
‫الت ثارت ف أعماقه و يكبتها ‪ ،‬حيث إنه ل يلك الشجاعة للجهر با يهمس به لنفسه سرا‬
‫خيفة أن يناله الذى من أهله و الكنيسة ‪ ،‬و ل يد أمامه ف حيته هذه إل أن ينكب بصدق‬
‫و حاسة سرا على دراسة الديان الخرى ‪.‬‬

‫و بالفعل أخذ يقرأ العديد من الكتب السلمية ‪ ،‬فضلً عن القرآن الكري الذي أخذ يتفحصه‬
‫ف اطلع الراغب ف استكشاف ظواهره و خوافيه ‪ ،‬و توقف و دمعت عيناه و هو يقرأ قوله‬
‫تعال ‪:‬‬

‫{ و إذ قال ال يا عيسى ابن مري ءأنت قلت للناس اتذون و أميَ إلي من دون ال قال‬
‫سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ليس ل بق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما ف نفسي و ل‬
‫أعلم ما نفسك إنك أنت علم الغيوب (‪ )116‬ما قلت لم إل ما أمرتن به أن اعبدوا ال‬
‫‪99‬‬
‫رب و ربكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتن كنت أنت الرقيب عليهم و‬
‫أنت على كل شئٍ شهيد } [الائدة‪]117 ، 116:‬‬

‫قرأ فوزي تلك الكلمات و أحس بسده يرتعش ‪ ،‬فقد وجد فيها الجابات للعديد من‬
‫السئلة الت طالا عجز عن إياد إجابات لا ‪ ،‬و جاء قوله تعال ‪:‬‬
‫{ إن مَثَلَ عيسى عند ال كمَثَل آدم خلقه من ترابٍ ث قال له كن فيكون } [آل عمران‪]59:‬‬

‫لقد وجد أن القرآن الكري قدم إيضاحات ل يقرأها ف الناجيل الحرفة العتمدة لدى‬
‫النصارى ‪ .‬إن القرآن يؤكد بشرية عيسى عليه السلم و أنه نب مرسل لبن إسرائيل و مكلف‬
‫برسالة مددة كغيه من النبياء ‪.‬‬

‫كان فوزي خلل تلك الفترة قد ت تنيده لداء الدمة العسكرية و أتاحت له هذه الفترة‬
‫فرصة مراجعة النفس ‪ ،‬و قادته قدماه ذات يوم لدخول كنيسة ف مدينة الساعيلية ‪ ،‬و وجد‬
‫نفسه ـ بدون أن يشعر ـ يسجد فيها سجود السلمي ‪ ،‬و اغرورقت عيناه بالدموع و هو‬
‫يناجي ربه سائلً إياه أن يلهمه السداد و يهديه إل الدين الق ‪ ..‬و ل يرفع رأسه من سجوده‬
‫حت عزم على اعتناقه السلم ‪ ،‬و بالفعل أشهر إسلمه بعيدا عن قريته و أهله خشية بطشهم‬
‫و إيذائهم ‪ ،‬و تسمى باسم "فوزي صبحي عبد الرحن الهدي" ‪.‬‬

‫و عندما علمت أسرته بب اعتناقه السلم وقفت تاهه موقفا شديدا ساندتم فيه الكنيسة و‬
‫بقية الرعايا النصارى الذين ساءهم أن يشهر إسلمه ‪ ،‬ف حي كان فوزي ف الوقت نفسه‬
‫يدعو ربه و يبتهل إليه أن ينقذ والده و إخوته و يهديهم للسلم ‪ ،‬و قد ضاعف من أله أن‬
‫والدته قد ماتت على دين النصرانية ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫و لن الدعاء مخ العبادة فقد استجاب ال لدعاء القلب الؤمن ‪ ،‬فاستيقظ ذات يوم على‬
‫صوت طرقات على باب شقته ‪ ،‬و حي فتح الباب وجد شقيقته أمامه تعلن رغبتها ف اعتناق‬
‫السلم ‪ ..‬ث ل يلبث أن جاء والده بعد فترة و لق بابنه و ابنته على طريق الق ‪.‬‬

‫و من الطريف أن يعمل فوزي ـ الن ـ مدرسا للدين السلمي ف مدارس منارات جدة‬
‫بالملكة العربية السعودية ‪ ..‬أما والده فقد توفاه ال بعد إسلمه بعام و نصف ‪ ..‬و تزوجت‬
‫شقيقته من شاب نصران هداه ال للسلم فاعتنقه و صار داعية له ‪ ،‬و هو يعمل حاليا إماما‬
‫لحد الساجد بدينة الدوحة بدولة قطر حيث يعيش مع زوجته حياة أسرية سعيدة ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪-10‬الشهيد القس السابق الثيوب ملقاه فقادو‬

‫مانشرته صحيفة السلمي عنه عدد ‪ 2‬اكتوبر ‪-1991‬بتصرف‪:‬‬

‫القس الثيوب الذي أسلم على يديه الكثيون‬

‫نال ثقة الكنيسة فيما يقوم به من نشاط ف حركات التبشي و التنصي حت وصل إل أعلى‬
‫الراتب الكنسية ‪ ،‬و لكن داخله الشك عندما وقع تت يده كتاب يتضمن تفاسي قرآنية و‬
‫كانت بداية خطواته على طريق اليان الذي يكيه فيقول ‪:‬‬

‫" عشت سنوات من التيه ‪ ،‬و ل أكن أدري ما يبئه القدر ل ‪ ...‬خدمت السيحية بكل ما‬
‫أستطيع ‪ ،‬و من ث تدرجت ف السلم الكنسي حت وصلت إل مراتب عليا ف الكنيسة و‬
‫أصبحت أحد القياديي فيها ‪ ،‬ثقةً من كبار القساوسة ف شخصي و فيما أقوم به من نشاط‬
‫بكل إخلص و هة ‪ ،‬ما دفعهم إل تميلي مسئوليات كبى ف التبشي و التنصي ‪.‬‬

‫كنت مبا للقراءة و الطلع ‪ ،‬فلم أجد كتابا عن النيل إل قرأته حت فوجئت و أنا أقرأ‬
‫بعض الكتب النيلية الترجة أنا تتناول الدين السلمي و تطرح سؤالً مؤداه ‪ :‬أهو دين‬
‫ساوي أم ل ؟ ‪ ..‬و عندما وصلت إل هذه النقطة بدأت أعيد طرح السؤال مرة أخرى ‪ ...‬ث‬
‫مرت اليام و عثرت على كتاب للتفاسي القرآنية مكتوب باللغة المهرية ‪ ،‬فبدأت أقارن بي‬
‫ما وجدته ف هذا الكتاب و ما قرأته سابقا ف الترجات ‪ ،‬فبدأت أقارن بي ما وجدته ف هذا‬
‫الكتاب و ما قرأته سابقا ف الترجات النيلية عن دين ممد ‪ ،‬حت بدأ يداخلن الشك و‬
‫أشعر بالفرق الائل و بالتحريف الذي حدث تاه دين السلم ‪ ،‬حت أيقنت تاما أن السلم‬
‫هو الدين القيقي ‪ ..‬بعدها أشهرت إسلمي و تسميت باسم "ممد سعيد قفادو" ‪ ...‬بعدها‬
‫عكفت على إعداد دراسة تبي أسباب إسلمي موضحا فيها حقيقة العلومات الاطئة النحرفة‬

‫‪102‬‬
‫ف الكتب النيلية ‪ ،‬و من ث أوردت القائق الثابتة و رفعتها إل الجلس السلمي العلى ف‬
‫أديس أبابا " ‪.‬‬

‫ث يصمت برهةً يلتقط فيها أنفاسه ليعرض رد فعل الكنيسة فيقول ‪:‬‬
‫" ل تقف الكنيسة موقف التفرج بعد أن فضحها من عاش بداخلها ردحا من الزمن ‪،‬‬
‫فتحركت بسرعة و حركت أذنابا ف السلطة الشيوعية إبّان عهد "منجستو" و سلطوا عليّ‬
‫أجهزة المن الت قامت باعتقال ‪ ،‬و دخلت السجن لدة ثلثة أشهر بل ذنب سوى أنن‬
‫اعتنقت السلم و تليت عن السيحية " ‪.‬‬

‫و كان لحمد سعيد دور ف الدعوة السلمية فيعب عن ذلك بقوله ‪:‬‬
‫" بعد خروجي من السجن استفدت من علقات الشخصية و نحت ف إدخال أكثر من مائت‬
‫شخص جديد لدين السلم ‪ ،‬و لكن السقف "كارلويوس" رئيس القساوسة ل يهنأ له بال‬
‫حت قام برشوة أجهزة القمع ف نظام "منجستو" الديكتاتوري ‪ ،‬و مرةً ثانية جرى اعتقال و‬
‫تأكد ل أنن لن أخرج هذه الرة من السجن ‪ ،‬و ل سيما أن الكنسيي مستمرون ف ملحقت‬
‫‪ ،‬غي أنه بعد زيارة قام با الدكتور "عبد ال عمر نصيف" المي العام لرابطة العال السلمي‬
‫لثيوبيا و لقائه مع الرئيس السابق "منجستو" طلب منه الفراج عن ‪ ،‬فاستجاب لطلبه "‬

‫و هكذا ند أنفسنا أمام شخصية صارت تستميت من أجل عقيدتا ل يثنيها عنها الكائد‬
‫التلحقة ‪.‬‬

‫وهذا ماكتبته ملة الفيصل عنه عدد أبريل ‪-1992‬بتصرف‪: -‬‬


‫و لد ملقاه فقادو لب يهودي و أم نصرانية ف إحدى قرى أثيوبيا ‪ ،‬و درس ف صباه البكر‬
‫التوراة و النيل ‪ ،‬و اختار أن يصي نصرانيا كأمه ‪ ،‬و ل يكن اختياره نابعا عن قناعة بالديانة‬
‫النصرانية ‪ ،‬و لكن للفضلية الت يظى با أتباع هذه العقيدة ف بلده الت تعد أحد معاقل‬
‫النصرانية ف إفريقيا ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫و ل يد "ملقاه" ذاته ف التوراة أو النيل ‪ ،‬إذ رأى ف الول مموعة من القاصيص و‬
‫الساطي الت عمد الكهان و الحبار إل حشوها بكل ما هو غريب بعد أن حرفوا الكلم عن‬
‫مواضعه ‪ ،‬فلم يتقبل عقل "ملقاه" ما ف التوراة الحرفة من خرافات و أباطيل ‪ ،‬فنبذها إل‬
‫دراسة النيل الذي تؤمن به والدته ‪ ،‬فوجد أن التناقض بي نصوص الناجيل واضح ‪ ،‬فضلً‬
‫عن كونا ل تقدم تفسيا للحياة و الكون و ل تاول تنظيم أية علقة ف شئون الدنيا و‬
‫الخرة ‪ ،‬فأدرك أنا ليست الكتاب النل على عيسى عليه السلم ‪ ،‬أما السلم فلم ياول‬
‫سعَ إليه لظة ‪ ،‬فالدعاية الكنسية القوية و الؤثرة تصور السلم على‬ ‫"ملقاه" أن يدرسه و ل َي ْ‬
‫أنه دين التخلفي و تنسب العديد من الفتراءات و الكاذيب عليه و على السلمي ‪ ،‬و من ث‬
‫كب "ملقاه" على بغض السلم ‪ ،‬و بث عن مهنة تليق بستوى أسرته الجتماعي و تتيح له‬
‫أن ييا حياته ف ببوحة و رغد من العيش ‪ ،‬فلم يد أفضل من السلك الكنسي ‪ ،‬حيث‬
‫سيحظى بالحترام و بالرتب الكبي و بالسيارة ‪ ،‬و قد ساعده على اللتحاق بالعمل ف‬
‫الكنيسة حفظه التوراة ‪ ،‬و صار الشاب "ملقاه" قسا يشار إليه بالبنان و تقبل العامة يديه و‬
‫ينادونه "أبانا" ‪..‬‬

‫و استمر عمله ف الكنيسة ست سنوات ‪ ،‬اجتهد خللا ف الدعوة إل النصرانية دونا كلل أو‬
‫ملل ن و لسيما أنه ينعم بميزات عدة من راتب سخي و سكن أنيق و سيارة فاخرة ف بلد‬
‫تدده الجاعة كل يوم و تفتك بالكثيين من مواطنيه ‪.‬‬

‫و ظل هكذا يعمل بد ف خدمة الكنيسة و الدعوة لعتقداتا حت كانت ليلة فاصلة إذ رأى‬
‫فيها ـ فيما يرى النائم ـ رجلً يقترب منه ف النام و يوقظه هاتفا به أن يقرأ شهادت ‪" :‬ل‬
‫إله إل ال ‪ ،‬ممد رسول ال" ‪ ،‬و سورة الخلص ‪ { :‬قل هو ال أحد * ال الصمد * ل يلد‬
‫و ل يولد * و ل يكن له كُفُوا أحد } ‪ ..‬فقام من نومه فزعا و قد روعته تلك الرؤيا الت ل‬
‫يستوعبها ‪ ،‬و إنا فسرها بفهمه القاصر على أنا من الشيطان ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫و تكررت الرؤيا ليلتي أخريي ‪ ،‬و رأى ف الليلة الثالثة نورا يضئ أمامه الطريق و رجلً يقرئه‬
‫الشهادتي و سورة الخلص ‪ ،‬فأدرك من فوره أن هذه رؤيا حق و ليست من عمل شيطان‬
‫رجيم كما كان يتوهم ‪ ،‬فالنور الذي أضاء سبيله ف الرؤيا قد تسرب ف وجدانه و أنار‬
‫بصيته فأصبح من يومه و ف قرارة نفسه إيان عميق بأن عقيدة السلم هي الق و ما دونا‬
‫باطل ‪ ..‬و ل يطُل به التفكي لنه بكم دراسته اللهوتية كان مطلعا على البشارات العديدة‬
‫برسالة ممد صلى ال عليه و سلم ‪ ،‬و لذا أشهر إسلمه عن اقتناع تام ‪.‬‬

‫و عندما حدث زوجته ف المر عارضا عليها الدخول ف السلم جاوبته بالياب و دخلت‬
‫معه ف عقيدة التوحيد ‪ ،‬و كذلك فعل أطفاله الثلثة ‪.‬‬

‫و كان أول ما فعله "ملقاه" بعد إشهار إسلمه أن قام بتغيي اسه إل "ممد سعيد" معتبا ذلك‬
‫اليوم يوم ميلده القيقي شاكرا ال تعال ما أنعم به عليه من نعمة الداية إل دين الق ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للوساط الكنسية الثيوبية فقد استقبلت نبأ إسلم "ممد سعيد" بغضب شديد ‪،‬‬
‫و ل تكتفِ برمانه من المتيازات الت كان ينعم با من مسكن راقٍ و سيارة فاخرة و راتب‬
‫ضخم و غي ذلك ‪ ،‬بل سعت حت أدخلته السجن ليلقى صنوفا و ألوانا من التعذيب ف‬
‫ماولة لرده عن إيانه و ليكون عبة و عظة لكل من يفكر ف ترك النصرانية و اللتحاق‬
‫بركب السلم ‪.‬‬

‫و تمل "ممد سعيد" كل ذلك صابرا متسبا أجره عند ال ‪ ،‬و ل يتزحزح إيانه قيد ُأنُلة ‪،‬‬
‫و لسانه يلهج بالقول ‪" :‬سبحان ال ‪ ،‬و المد ل ‪ ،‬و ل إله إل ال" ‪..‬‬

‫و حي ل تُجدِ معه وسائل التعذيب ـ و ما أكثرها ! ـ اضطر القساوسة إل تركه لكيل‬


‫يتحول إل رمز و قدوة تني الطريق لكثي من رعايا الكنيسة إل درب دين الق ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫و خرج "ممد سعيد" من السجن أقوى إيانا و اشد تصميما على إيصال دعوة الق إل غيه‬
‫‪ ،‬إذ زادته منة السجن ثباتا و حرصا على أن يصبح داعية للسلم بعدما كان قسا يدعو إل‬
‫النصرانية ‪ ،‬و جعله ال سببا ف هداية نو ‪ 280‬شخصا اعتنقوا السلم على يديه ‪.‬‬

‫و يذكر "ممد سعيد" أنه قد استفاد من دراسته العميقة للتوراة و النيل ف استكشاف الكثي‬
‫من أوجه العجاز القرآن ‪ ،‬و أنه بكم عمله السابق كقس يدرك الساليب غي السوية الت‬
‫يلجأ إليها النصرون من أجل جذب الفقراء و الحتاجي إل الديانة النصرانية ‪ ،‬حيث يستغلون‬
‫فقر الناس و َعوَزهم بالتظاهر بواساتم ماديا و معنويا و الهتمام بم صحيا و تعليميا ف‬
‫ماولة لكتساب ودهم و مبتهم ‪ ،‬و من ث السيطرة على عقولم و إقناعهم بأن ف النصرانية‬
‫خلصهم من عذاب الخرة و فقر الدنيا !!‬

‫هذا و يقضي "ممد سعيد" أوقاته ف حفظ القرآن الكري ‪ ،‬مع ما ف ذلك من مشقة لكونه‬
‫من غي الناطقي باللغة العربية ليتمكن من الدعوة السلمية ‪ .‬و عن أسلوبه ف الدعوة يقول ‪:‬‬

‫" أعتمد على معرفة عقيدة من أدعوه من غي السلمي ‪ ،‬و من ث مناقشته ف عقيدته و إظهار‬
‫بطلنا و مالفتها للفطرة و العقل ‪ ،‬ث بعد ذلك أقوم بشرح ما ف السلم من نواحٍ خيّرة‬
‫عديدة مبينا أنه الدين الق الذي اختاره ال للبشرية منذ بدء الليقة ‪ ،‬فالسلم يعن التسليم‬
‫ل بالربوبية و الطاعة و النقياد لوامره ـ عز و جل ـ و اجتناب نواهيه "‬

‫و عن أمنية "ممد سعيد" يقول ‪:‬‬


‫" أمنيت الاصة أن أتكن من هداية والدي و والدت إل دين الق ‪ ..‬أما أمنيت العامة فهي أن‬
‫أستطيع أن أكون أحد فرسان الدعوة السلمية و أن يوفقن ال لا فيه خي أمة السلم و أن‬
‫ينصرها و يعلي شأن دينه "‬

‫أجل ‪ ..‬أمنيات تدل على صدق إيان القس السابق "ملقاه" بدين ممد صلى ال عليه و سلم‬
‫الذي صار سعيدا باعتناقه له فتسمى باسم نب السلم و يقرنه بكونه سعيدا ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫أما آخر اخباره فكان الب التال من موقع مفكرة السلم‬
‫‪: www.islammemo.cc‬‬
‫(فقادو) من أشهر قساوسة أثيوبيا‪ ،‬ذاع صيته وانتشر اسه لنشاطه ف تنصي أعداد كبية من‬
‫أبناء جلدته‪ ،‬تعمق ف دراسة النصرانية واطلع على أدق تفاصيلها وخفاياها‪ ،‬وأصبح علما‬
‫بارزا من أعلمها‪ ،‬وقد أكسبته هذه الشهرة الاه والال وأصبح ذا شأن عظيم ف أوساط‬
‫نصارى القرن الفريقي‪.‬‬

‫رأى ف منامه كأنه يقرأ سورة الخلص بكاملها {قل هو ال أحد ال الصمد ل يلد ول‬
‫يولد‪ .‬ول يكن له كفوا أحد} ونظرا لا يتاز به من ذكاء حاد وفطنة وحس يقظ ل تر عليه‬
‫هذه الرؤيا مرور الكرام بل ظل يدور حولا ويعن النظر ف تفسيها ويفكر ف فحواها‬
‫ومغزاها‪ .‬ولا ل يصل إل نتيجة مقنعة حول تعبي هذه الرؤيا ذهب إل مكتب رابطة العال‬
‫السلمي بأثيوبيا علّه يد ما يطفىء ظمأه‪ ،‬ويد تعليلً وتوضيحا وتفسيا لرؤيته الت ل يهدأ‬
‫له بال بعدها لدراكه بأن هذه السورة من سور القرآن‪ .‬وقد وجد ف مكتب الرابطة ضالته إذ‬
‫أوضح له مدير الكتب مغزى هذه الرؤيا وأن ال عز وجل أراد له الداية وإخراجه من‬
‫الظلمات إل النور وكعادة مكاتب الرابطة‪ ،‬النتشرة ف متلف أناء العال‪ ،‬ف نشر الدعوة‬
‫السلمية وإرشاد الناس إل دين ال اقتنع السيد (فقادو) بعد عدة زيارات للمكتب بالسلم‬
‫وأشهر إسلمه بمد ال وأصبح اسه (ممد سعيد)‪.‬‬

‫ونظرا لا يثله هذا الرجل من ثقل ف النصرانية فقد أزعج إسلمه الكنيسة واعتبوه مارقا عن‬
‫ديانتهم ول مناص من عودته إل النصرانية أو تصفيته جسديا‪ .‬وف الانب الخر يعتب إسلم‬
‫هذا الرجل مكسبا كبيا للمسلمي نظرا لكثرة أتباعه وتأثيه عليهم وتأثرهم به ما سيؤدي‬
‫إل إسلم قرى بأكملها وهذا ما ت بالفعل‪.‬‬

‫ولا أحس رجال الكنيسة با يثله (فقادو) من خطورة وأدركوا تسكه بالسلم واستحالة‬
‫عودته إل ديانتهم قرروا النتقام منه وقد فطن إل ذلك‪ .‬وقام مكتب الرابطة بأثيوبيا بالتنسيق‬
‫‪107‬‬
‫مع المانة العامة للرابطة بكة الكرمة بنحه تأشية دخول إل الملكة العربية السعودية لبعاده‬
‫عن مضايقات رجال الكنيسة من جهة ولتعليمه مبادىء السلم ف مهبط الوحي من جهة‬
‫أخرى‪ .‬ونظرا لعدم إلامه باللغة العربية فقد ت إلاقه بعهد اللغة العربية التابع لامعة أم القرى‬
‫بنحة من الرابطة وت تأمي سكن مناسب له ولسرته بكة الكرمة وتصيص راتب شهري‬
‫يليق بكانته‪ .‬ونظرا لدة ذكائه كما أسلفت فقد تعلم أساسيات اللغة العربية ف وقت قياسي‬
‫وتعمق ف دراسة السلم وحسن إسلمه وظهرت سات الصلح ف وجهه وحفظ بعض‬
‫أجزاء القرآن الكري وترقق قلبه وأصبح دائم البكاء من شدة فرحه با أنعم ال عليه من نور‬
‫الداية‪.‬‬

‫وف هذه الثناء جاءته ابنة راعي الكنيسة قادمة من إثيوبيا وهى شابة حسناء‪ ،‬أتته باكية‬
‫مستنجدة مدعية بأن أباها طردها عندما أدرك أنا سوف تعتنق الدين السلمي وهى جاءت‬
‫إل فقادو لكي ينقذها من أسرتا الت تريد قتلها وطلبت منه أن يتزوجها ويعلمها السلم وت‬
‫لا ما أرادت فتزوجها وأسكنها ف جدة لن زوجته الول أسلمت معه وسكنت ف مكة‬
‫الكرمة‪.‬‬

‫ول يكن يعلم با حيك له من سوء وما دبر له من مكائد فقد يئس رجال الكنيسة من عودته‬
‫إل ديانتهم فخططوا لقتله حت وإن كان خارج أثيوبيا‪.‬‬
‫وأرسلوا له هذه السناء الصابة برض اليدز وبالتال انتقلت إليه العدوى ونقلها دون أن يعلم‬
‫إل زوجته الول‪ .‬ولا أدركت هذه الشابة ناح مهمتها ولّت هاربة إل إثيوبيا تاركة هذا‬
‫الرض يسري ف جسد ممد سعيد وزوجته‪ .‬ول يهلهما الرض كثيا حيث توفيت زوجته‬
‫بعد عدة أشهر أما هو فقد هزل جسمه وضعفت قوته ث قضى نبه ودفن بكة الكرمة‪ .‬نسأل‬
‫ال أن يتغمده برحته ويسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫وصدق ال العظيم‪{ :‬ولن ترضى عنك اليهود ول النصارى حت تتبع ملّتهم‪[ }....‬البقرة‪:‬‬
‫‪. ]120‬‬
‫‪108‬‬
‫رحك ال يا فقادو وتقبلك شهيدا ف جنة اللد‪.‬‬

‫‪-11‬القس السابق الندونيسي من أصل هولندي رحة بورنومو‬

‫إنه رجل ينتسب إل أب هولندي وأم إندنوسية من مدينة (أمبون) الواقعة ف جزيرة صغية ف‬
‫أقصى الشرق من جزر إندونيسيا ‪ ،‬والنصرانية هي الدين الوروث لسرته أبا عن جد‪.‬‬
‫كان جده قسيسا ينتمي إل مذهب البوتستانت ‪ ،‬وكان أبوه أيضا قسيسا على مذهب بانت‬
‫كوستا ‪ ،‬وكانت والدته معلمة النيل للنساء ‪ ،‬أما هو نفسه فقد كان قسا ‪ ،‬ورئيسا للتبشي‬
‫ف كنيسة (بيتل إنيل سبينوا) ‪ ،‬وقد قال وهو يكي سبب إسلمه‪:‬‬

‫(ل يطر ببال ولو للحظة واحدة أن أكون من السلمي ‪ ،‬إذ أنن منذ نعومة أظفاري تلقيت‬
‫التعليم من والدي الذي كان يقول ل دائما‪( :‬إن ممداً رجل بدوي صحراوي ليس له علم‬
‫ول دراية ‪ ،‬ول يقرأ وأنه أمي) ‪ ،‬هكذا علمن أب ‪ ،‬بل أكثر من ذلك فقد قرأت للبوفسور‬
‫الدكتور ريكولدي النصران الفرنسي قوله ف كتاب له‪( :‬بأن ممدا رجل دجال يسكن ف‬
‫الدرك التاسع من النار) ‪ ،‬هكذا كانت تساق الفتريات الكثية لتشويه شخصية الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬ومنذ ذلك الي تكونت لدي فكرة مغلوطة راسخة تدفعن إل رفض‬
‫السلم ‪ ،‬وعدم اتاذه دينا ل‪.‬‬
‫ث يقول‪ :‬الواقع أنه ل يكن من أهداف بال من الحوال أن أبث عن دين السلم ‪ ،‬ولكن‬
‫كان يدون دائما دافع لن أهتدي إل الق ‪ ،‬ولكن لاذا كنت أبث عن الق الجهول؟‬
‫ولاذا تركت دين رغم أنن كنت أتتع فيه بكانة مرموقة بي قومي ‪ ،‬وحيث كنت رئيس‬
‫التبشي السيحي ف الكنيسة ‪ ،‬وكنت أحيا بناء على ذلك حياةً كلها رفاهية ويسر ‪ ،‬إذن لاذا‬
‫اخترت السلم؟‬

‫لقد بدأت القصة على النحو التال‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫ف يوم من اليام أرسلتن قيادة الكنيسة للقيام بأعمال تبشيية لدة ثلثة أيام ولياليها ف منطقة‬
‫(دايري) الت تبعد عن عاصمة (ميدان) الواقعة ف شال جزيرة (سومطرة) بضع مئات من‬
‫الكيلومترات ‪ ،‬ولا انتهيت من أعمال التبشي والدعوة أويت إل دار مسئول الكنيسة ف تلك‬
‫النطقة ‪ ،‬وكنت ف انتظار وصول سيارة تقلن إل موقع عملي ‪ ،‬وإذا برجل يطلع علينا‬
‫فجأة ‪ ،‬لقد كان معلما للقرآن ‪ ،‬وهو ما يسمى ف إندونيسيا مطوع ف الكُتّاب ‪ ،‬وهو‬
‫الدرسة البسيطة الت تعلم القرآن ‪ ،‬لقد كان الرجل ملفتا للنظار ‪ ،‬كان نيف السم ‪ ،‬دقيق‬
‫العود يرتدي كوفية بيضاء بالية خلقة ‪ ،‬ولباسا قد تبدل لونه من كثرة الستعمال ‪ ،‬حت أن‬
‫نعله كان مربوطا بأسلك لشدة قدمه ‪ ،‬اقترب الرجل من ‪ ،‬وبعد أن بادلن التحية بادرن‬
‫بالسؤال التال ‪ ،‬وكان سؤالً غريبا من نوعه ‪ ،‬قال‪( :‬لقد ذكرت ف حديثك أن عيسى‬
‫السيح إله ‪ ،‬فأين دليلك على ألوهيته؟) ‪ ،‬فقلت له‪( :‬سواء أكان هناك دليل أم ل فالمر ل‬
‫يهمك‪ :‬إن شئت فلتؤمن ‪ ،‬وإن شئت فلتكفر) وهنا أدار الرجل ظهره ل ‪ ،‬وانصرف ‪ ،‬ولكن‬
‫المر ل ينته عند هذا الد ‪ ،‬فقد أخذت أفكر ف قرارة نفسي ‪ ،‬وأقول‪ :‬هيهات هيهات أن‬
‫يدخل هذا الرجل النة ‪ ،‬لنا مصصة فقط لن يؤمن بألوهية السيح فحسب ‪ ،‬هكذا كنت‬
‫أعتقد جازما آنذاك‪.‬‬
‫ولكن عندما عدت إل بيت وجدت أن صوت الرجل يلجل ف روعي ‪ ،‬ويدق بقوة ف‬
‫أساعي ‪ ،‬ما دفعن إل الرجوع إل كتب النيل بثا عن الواب الصحيح على سؤاله ‪،‬‬
‫ومعلوم أن هناك أربعة أناجيل متلفة أحدها بقلم متّى ‪ ،‬والخر مارك ‪ ،‬والثالث لوقا ‪ ،‬والرابع‬
‫إنيل يوحنا ‪ ،‬هذه التسميات أُخذت لؤلف كل منها ‪ ،‬أي أن الناجيل الربعة الشهورة هي‬
‫من صنع البشر ‪ ،‬وهذا غريب جدا ‪ ،‬ث سألت نفسي‪( :‬هل هناك قرآن بنسخ متلفة من صنع‬
‫البشر؟) وجاءن الواب الذي ل مفر منه ‪ ،‬وهو‪( :‬بالطبع ل يوجد) ‪ ،‬فهذه الكتب وبعض‬
‫الرسائل الخرى هي فقط مصدر تعاليم الديانة السيحية العتمدة!‬
‫وأخذت أدرس الناجيل الربعة فماذا وجدت؟ هذا إنيل متّى ماذا يقول عن السيح عيسى‬
‫عليه السلم؟ إننا نقرأ فيه ما يلي‪( :‬إن عيسى السيح ينتسب إل إبراهيم وإل داود ‪ ...‬إل) (‬
‫‪ )1-1‬إذن من هو عيسى؟ أليس من بن البشر؟ نعم إذن فهو إنسان ‪ ،‬وهذا إنيل لوقا‬
‫‪110‬‬
‫يقول‪( :‬ويلك علي بيت يعقوب إل البد ‪ ،‬ول يكون للكه ناية) (‪ ، )33-1‬وهذا إنيل‬
‫مارك يقول‪( :‬هذه سلسلة من نسب عيسى السيح ابن ال) (‪ )1:‬وأخيا ماذا يقول إنيل‬
‫يوحنا عن عيسى السيح عليه السلم؟ إنه يقول‪( :‬ف البدء كان الكلمة ‪ ،‬وكان الكلمة عند‬
‫ال ‪ ،‬وكان الكلمة ال) (‪ ، )1:1‬ومعن هذا النص هو ف البدء كان السيح ‪ ،‬والسيح عند‬
‫ال ‪ ،‬والسيح هو ال‪.‬‬
‫قلت لنفسي‪ :‬إذن هناك خلف بارز بي هذه الكتب الربعة حول ذات السيح عيسى عليه‬
‫السلم أهو إنسان أم ابن ال أم ملك أم هو ال؟ لقد أشكل عليّ ذلك ‪ ،‬ول أعثر على جواب‬
‫‪ ،‬وهنا أحب أن أسأل إخوان النصارى‪( :‬هل يوجد ف القرآن الكري تناقض بي آية‬
‫وأخرى؟) بالطبع ل – لاذا؟ لن القرآن من عند ال سبحانه وتعال ‪ ،‬أما هذه الناجيل فهي‬
‫من تأليف البشر ‪ ،‬إنكم تعرفون ول شك أن عيسى عليه السلم كان طيلة حياته يقوم بأعمال‬
‫الدعوة إل ال هنا وهناك ‪ ،‬ولنا أن نتساءل‪ -:‬ترى ما هو البدأ الساسي الذي كان يدعو إليه‬
‫عيسى عليه السلم؟‬
‫ث واصلت البحث ‪ ،‬فوجدت ف إنيل يوحنا نصوصا تشي إل دعاء السيح عليه السلم‬
‫وتضرعه إل ال سبحانه وتعال‪ .‬فقلت ف نفسي‪ :‬لو كان عيسى هو ال القادر على كل شيء‬
‫فهل يتاج إل هذا التضرع والدعاء الذي ورد ف إنيل يوحنا ‪ ،‬هذا هو نص الدعاء‪( :‬هذه‬
‫هي الياة البدية أن يعرفوك أنت الله القيقي وحدك ‪ ،‬ويسوع السيح الذي أرسلته ‪ ،‬أنا‬
‫مدتك على الرض ‪ ،‬العمل الذي أعطيتن لعمل قد أكملته) (‪ )4-3-17‬وهو دعاء‬
‫طويل يقول ف نايته‪( :‬أيها الرب البار ‪ ،‬إن العال ل يعرفك ‪ ،‬أما أنا فعرفتك وهؤلء عرفوا‬
‫أنك أنت أرسلتن وعرفتهم اسك ‪ ،‬وسأعرفهم ليكون فيهم الب الذي أحببتن به) (‪-17‬‬
‫‪.)26-25‬‬
‫هذا الدعاء يثل اعترافا من عيسى عليه السلم بأن ال هو الواحد الحد ‪ ،‬وأن عيسى هو‬
‫رسول ال البعوث إل قوم معيني ‪ ،‬وليس إل جيع الناس ‪ ،‬فأي قوم هم هؤلء يا ترى؟ نقرأ‬
‫جواب ذلك ف إنيل متّى (‪ )24-15‬حيث يقول‪( :‬ل أُرسل إل إل خراف بيت إسرائيل‬
‫الضالة) ‪ ،‬إذن لو ضممنا هذه العترافات إل بعضها لمكننا أن نقول‪( :‬إن ال الواحد‬
‫‪111‬‬
‫الحد ‪ ،‬وإن عيسى عليه السلم هو رسول ال إل بن إسرائيل)‪ .‬ث واصلت البحث ‪،‬‬
‫فتذكرت أنن حي أكون ف صلت أقرأ دائما العبارات التالية‪( :‬ال الب ‪ ،‬ال البن ‪ ،‬ال‬
‫الروح القدس ‪ ،‬ثلثة ف أقنوم واحد) ‪ ،‬قلت لنفسي‪ :‬أمر غريب حقا ‪ ،‬فلو سألنا طالبا ف‬
‫الصف الول البتدائي (‪3=1+1+1‬؟) ‪ ،‬لقال‪( :‬نعم) ‪ ،‬ث إذا قلنا له‪( :‬ولكن أيضا ‪=3‬‬
‫‪ ، )1‬لا وافق على ذلك ‪ ،‬إذ إن هناك تناقضا صريا فيما نقول ‪ ،‬لن عيسى عليه السلم‬
‫يقول ف النيل كما رأينا بأن ال واحد ‪ ،‬ل شريك له‪.‬‬

‫لقد حدث تناقض صريح بي العقيدة الت كانت راسخة ف نفسي منذ أن كنت طف ً‬
‫ل‬
‫صغيا ‪ ،‬وهي‪ :‬ثلثة ف واحد ‪ ،‬وبي ما يعترف به السيح عيسى نفسه ف كتب النيل‬
‫الوجودة الن بي أيدينا وهي أن ال واحد أحد ل شريك له ‪ ،‬فأيهما هو أحق؟ ل يكن‬
‫بوسعي أن أقرر آنذاك ‪ ،‬والق يقال ‪ ،‬بأن ال واحد أحد ‪ ،‬فأخذت أبث ف النيل من‬
‫جديد لعلي أقع على ما أريد ‪ ،‬لقد وجدت ف سفر أشعياء النص التال‪( :‬اذكروا الوليات‬
‫منذ القدي ‪ ،‬لن أنا ال وليس آخر الله ‪ ،‬وليس مثلي) (‪ )46:9‬ولشد ما كانت دهشت‬
‫عظيمة حي اعتنقت السلم فوجدت ف سورة الخلص قول ال تعال‪ :‬بسم ال الرحن‬
‫الرحيم‪( :‬قل هو ال أحد ‪ ،‬ال الصمد ‪ ،‬ل يلد ‪ ،‬ول يولد ‪ ،‬ول يكن له كفوا أحد) نعم ‪،‬‬
‫مادام الكلم كلم ال فهو ل يتلف حيثما وجد ‪ ،‬هذا هو التعليم الول أو البديهية الول ف‬
‫ديانة السيحية السابقة ‪ ،‬إذن (ثلثة ف واحد) ل يعد لا وجود ف نفسي‪.‬‬
‫ث ينتقل الخ رحة بورنومو الندونيسي إل نقطة جوهرية أخرى جعلته يتار السلم دينا‬
‫فهو يقول‪:‬‬
‫أما البديهية الثانية ف الديانة السيحية فتقول بأن هناك ما يسمى بالذنب الوراثي أو الطيئة‬
‫الول ‪ ،‬ويُقصد با أن الذنب الذي اقترفه آدم عليه السلم عندما أكل الثمرة الحرمة عليه من‬
‫الشجرة ف النة ‪ ،‬هذا الذنب سوف يرثه جيع بن البشر حت الني ف رحم أمه يتحمل هذا‬
‫الث يولد آثا ‪ ،‬فهل هذا صحيح أم ل؟ لقد أخذت أبث عن حقيقة ذلك ‪ ،‬فلجأت إل‬
‫العهد القدي فوجدت ف سفر حزقيال ما يلي‪( :‬البن ل يمل من إث الب ‪ ،‬والب ل يمل‬

‫‪112‬‬
‫من إث البن ‪ ،‬بر البار عليه يكون ‪ ،‬وشر الشرير عليه يكون ‪ ،‬فإذا رجع الشرير عن جيع‬
‫خطاياه الت فعلها ‪ ،‬وحفظ كل فرائضي ‪ ،‬وفعل حقا وعدلً ‪ ،‬فحياة ييا ول يوت ‪ ،‬كل‬
‫معاصيه الت فعلها ل تذكر عليه) (حزقيال ‪.)21-18:20‬‬
‫لعل من الناسب هنا أن نذكر ما يقوله القرآن الكري ف هذا القام‪( :‬ول تزر وازرة وزر‬
‫أخرى ‪ ،‬وإن تدع مثقلة إل حلها ل يمل منه شيء ولو كان ذا قرب) ويقول الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم‪( :‬يُولد ابن آدم على الفطرة ‪ ،‬وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يجسانه) ‪ ،‬هذه‬
‫هي القاعدة ف السلم ‪ ،‬ويوافقها ما جاء ف النيل ‪ ،‬فكيف يقال‪( :‬إن خطيئة آدم تنتقل من‬
‫جيل إل جيل ‪ ،‬وأن النسان يولد آثا؟)‪.‬‬
‫يقول الخ (رحة بورنومو) الندونيسي‪:‬‬
‫إذن هذه التعاليم السيحية قد اتضح بطلنا وافتراؤها بنص صريح من الكتاب الوصوف بـ‬
‫(القدس) نفسه‪.‬‬
‫وهناك البديهية الثالثة ف التعاليم النصرانية الت تقول‪ :‬إن ذنوب بن البشر ل تغفر حت يصلب‬
‫عيسى عليه السلم ‪ ،‬لقد أخذت أفكر ف هذه البديهية ‪ ،‬وأتساءل‪( :‬هل هذا صحيح؟) وكان‬
‫الواب الذي ل مفر منه‪ :‬بالطبع ل ‪ ،‬لن النص النف الذكر من العهد القدي ينفي مثل هذا‬
‫العتقاد بقوله‪( :‬فإذا رجع الشرير عن جيع خطاياه الت فعلها ‪ ،‬وحفظ كل فرائضي ‪ ،‬وفعل‬
‫حقا وعدلً ‪ ،‬فحياة ييا ول يوت ‪ ،‬كل معاصيه الت فعلها ل تذكر عليه) ‪ ،‬أي أن ال يغفر‬
‫ذنوبه دون حاجة إل أية وساطة من أحد‪.‬‬
‫ويضي الخ الندونيسي الذي كان قسا ف يوم من اليام يدثنا عما فعل بعد ذلك ضمن‬
‫رحلته الطويلة من الكفر إل السلم ‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫لقد واصلت البحث ف عدد من القضايا العتقادية الخرى ‪ ،‬لقد وضعت يوما من اليام كُلّ‬
‫من النيل والقرآن أمامي على النضدة ‪ ،‬ووجهت السؤال التال إل النيل قلت له‪( :‬ماذا‬
‫تعرف عن ممد؟) فقال‪( :‬ل شيء ‪ ،‬لن اسم ممد غي مذكور ف النيل) ‪ ،‬ث وجهت‬
‫السؤال التال إل عيسى كما تدث القرآن فقلت ‪( :‬يا عيسى ابن مري ماذا تعرف عن‬
‫ممد؟) فقال‪( :‬لقد ذكر القرآن با ل يدع مالً للشك أن رسولً ل بد أن يأت بعدي اسه‬
‫‪113‬‬
‫أحد) ‪ ،‬يقول تعال على لسان عيسى عليه السلم‪( :‬وإذ قال عيسى ابن مري يا بن إسرائيل‬
‫إن رسول ال إليكم مصدقا لا بي يدي من التوراة ومبشرا برسول يأت من بعدي اسه‬
‫أحد ‪ ،‬فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبي) (الصف‪ )6 :‬فأي ذلك حق يا ترى؟‬
‫ث يقول‪ :‬هناك إنيل واحد هو إنيل برنابا وهو غي الناجيل الربعة الت ذكرناها من قبل ‪،‬‬
‫وهذا النيل للسف َحرّم رجالُ الدين النصارى على أتباعهم الطلع عليه ‪ ،‬أتدرون لاذا؟‬
‫الرجح أنه لن هذا النيل هو الوحيد الذي يتضمن البشرى بسيدنا ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وتقل فيه الضافات والتحريفات إل حد أدن ‪ ،‬كما أن فيه حقائق تطابق ما جاء ف‬
‫القرآن الكري ‪ ،‬جاء ف إنيل برنابا (إصحاح ‪ :)163‬وقتئذٍ يسأل التلميذ السيح‪ :‬يا معلم‬
‫من يأت بعدك؟ فقال السيح بكل سرور وفرح‪ :‬ممد رسول ال سوف يأت من بعدي‬
‫كالسحاب البيض يُظل الؤمني جيعا‪.‬‬
‫ويضي الخ رحة بورنومو فيقول‪ :‬ث قرأت آية أخرى ف إنيل برنابا وهي قوله ف‬
‫(الصحاح ‪ :)72‬وقتئذ إندرياس (التلميذ) يسال السيح‪( :‬يا معلم! حي يأت ممد ‪ ،‬ما هي‬
‫علماته حت نعرفه؟) فقال السيح‪( :‬ممد ل يأت ف عصرنا هذا ‪ ،‬وإنا يأت بعد مئات السني‬
‫حي يُحرّف النيل ‪ ،‬والؤمنون حينئذ ل يبلغ عددهم ثلثي نفرا ‪ ،‬فحينئذ يرسل ال سبحانه‬
‫وتعال خات النبياء والرسلي ممدا صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬لقد تردد ذكر ذلك ف إنيل‬
‫برنابا عدة مرات أحصيتها فوجدت أن فيه خسة وأربعي آية تذكر ممدا صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وقد اكتفيت باليتي السابقتي على سبيل الستشهاد‪.‬‬

‫بعد ذلك يتحدث الخ الهتدي الديد من إندونيسيا عن جانب آخر من دراسته القارنة‬
‫فيقول‪:‬‬
‫ومن التعاليم البديهية ف الديانة السيحية أن عيسى عليه السلم هو النقذ الخلّص للعال ‪ ،‬أي‬
‫أنك إذا آمنت بألوهية عيسى فسوف تنجو ‪ ،‬وهذا يعن أنك يكنك أن تفعل ما تشاء غيَ آبهٍ‬
‫بالذنوب والعاصي ما دمت تؤمن بعيسى كمنقذ لك ‪ ،‬شريطة أن تكون علي يقي بأنك من‬
‫التابعي ‪ ،‬قلت لنفسي‪ :‬ل بد أن أبث ف النيل وأعرف الق من الباطل ف ذلك ‪ ،‬ف سفر‬

‫‪114‬‬
‫أعمال الرسل رسالة بولس الول إل أهل كورينثوس يقول‪ :‬ال قد أقام الرب وسيُقيمنا نن‬
‫أيضا بقوته (‪ ، )6:14‬والقصة كما وردت ف التعاليم السيحية فيه كالت‪ :‬أنه لا قبضوا‬
‫على السيد السيح عرضوه أمام العدالة فحكم عليه بالصلب ‪ ،‬ث دُفن فهنا تأت الية مناسبة‬
‫لتلك القصة‪.‬‬
‫وهنا يعلق الخ رحة بورنومو فيقول‪ :‬لقد تأملت هذه الية طويلً ث قلت‪ :‬إذا ل يتدخل ال‬
‫ف إقامة السيح من القب لبقي مدفونا تت التراب إل يوم القيامة ‪ ،‬إذن ما دام السيح ل‬
‫يستطع إنقاذ نفسه فكيف يكون بوسعه إنقاذ الخرين؟ هل يليق بإله –كما يزعمون‪ -‬أن‬
‫يكون عاجزا عن ذلك؟ ل أشك لظة أن كل ذي عقل سيوافقن فيما ذهبت إليه‪ .‬أليس‬
‫كذلك؟‬
‫ث يقول‪:‬‬
‫عند ذلك عزمت على الروج من الكنيسة وعدم الذهاب إليها ‪ ،‬كان ذلك ف عام ‪1969‬‬
‫حيث خرجت فعلً ول أعد أتردد على الكنيسة ‪ ،‬وليس معن ذلك أنن خرجت ذلك الي‬
‫من الديانة النصرانية نفسها ‪ ،‬لنه كما هو معلوم هناك كنائس ومذاهب شت ف الديانة‬
‫النصرانية ‪ ،‬فهناك الكاثوليك ‪ ،‬والبوتستانت ‪ ،‬واليثوديست ‪ ،‬والبلي كسلمت ‪،‬‬
‫واليونيتاريان ‪ ،‬وغيها كثي ‪ ،‬حت أنن أستطيع أن أقول بأن هناك أكثر من ‪ 360‬مذهبا ف‬
‫الديانة النصرانية ‪ ،‬وصدق ال العظيم (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ‪ ،‬ول تتبعوا السبل‬
‫فتفرق بكم عن سبيله)‪.‬‬
‫قد يقول قائل‪ :‬وف السلم أيضا توجد مذاهب وطوائف عدة ‪ ،‬فهناك الذاهب الربعة‬
‫العروفة ‪ ،‬وهي النفي والشافعي والنبلي والالكي وغيها ‪...‬‬
‫والواب هو أن أتباع الذاهب ‪ ..‬ل يتلفون ف أصول الدين بل يتفقون جيعا أن ال واحد ‪،‬‬
‫ل شريك له ‪ ،‬وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬كما يتفقون ف أركان السلم المسة ‪ ،‬وجوانب‬
‫اللف بينهم ف الفروع الفقهية فقط ل ف الصول ‪ ،‬أما ف الديانة السيحية فالمر متلف‬
‫تاما إذ اللف ف صُلب العقيدة ‪ ،‬وهذا هو الفارق بي السلم والسيحية‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ومهما اختلفت الذاهب ف السلم فإنك ل تد مسجدا يص مذهبا معينا دون سائر‬
‫الساجد ‪ ،‬بل على العكس من ذلك ‪ ،‬فإذا نادى النادي للصلة تد كل مسلم يدخل أقرب‬
‫مسجد ليصلي فيه‪ .‬ولكن المر متلف تاما ف الديانة النصرانية‪ :‬فكل كنيسة تتبع مذهبا معينا‬
‫‪ ،‬ول يدخلها إل أتباع ذلك الذهب فحسب ‪ ،‬فالكاثوليكي ل يصلي ف كنيسة بروتستانتية ‪،‬‬
‫والبوتستانت ل يصلي هو الخر ف كنيسة كاثوليكية ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫ث يضي الخ رحة بورنومو ف قصته الشائقة ‪ ،‬فيقول‪:‬‬


‫وذات يوم لقيت صديقا ل فدعان إل الكاثوليكية ‪ ،‬وأخذ يعدد ميزات لذا الذهب ل أجد‬
‫مثلها ف مذهب البوتستانت ‪ ،‬قال صديقي‪( :‬ف هذا الذهب توجد حجرة الغفران ‪ ،‬وهي‬
‫عبارة عن غرفة ف الكنيسة يلس فيها قس ذو لية كثيفة يرتدي لباسا أسود ‪ ،‬ويقعد على‬
‫كرسي عال ‪ ،‬ومن طلب العفو والغفران ذهب إليه ‪ ،‬ورددَ بعض اللفاظ الغي الفهومة ‪ ،‬وما‬
‫أن يكاد يفرغُ من قراءتا حت يقال له بأنه برئ من ذنوبه ‪ ،‬ويرجع كيوم ولدته أمه ‪ ،‬وهكذا‬
‫قال ل صديقي ‪ ،‬وأضاف قائلً‪ :‬كل ما تقترف يداك من الذنوب خلل أيام السبوع كفيل‬
‫بأن يُغفر لك عند ذهابك إل الكنيسة يوم الحد ‪ ،‬وحصولك على الغفران‪ .‬فأنت ل تتاج‬
‫إل الصلة ‪ ،‬ول إل العبادة ‪ ،‬ولكن إذا تركت ذلك كله وذهبت إل القس ‪ ،‬واعترفت‬
‫أمامه ‪ ،‬غُفرت ذنوبك)‬
‫يقول الخ رحة بورنومو‪ :‬لقد تذكرت ما يقرره السلم ف ذلك ‪ ،‬وهو أن البشر مهما علت‬
‫رتبة أحدهم ل يكن أن يُوكَلَ إليه غفران ذنوب العباد ‪ ،‬كما أن التوبة والغفرة ل تُسقط‬
‫التكاليف والفرائض ‪ ،‬بل ل بد للتائب من أن يؤدي الصلوات المس اليومية ف أوقاتا ‪ ،‬فإذا‬
‫تركها فل قيمة لتوبته وعليه إث كبي ل يكن أن يتحمله عنه غيه من الناس (ول تزر وازرة‬
‫وزر أخرى) صدق ال العظيم‪.‬‬
‫ث يقول‪ :‬لقد رأيت الداخلي إل حجرة الغفران ف الكنيسة عليهم أمارات الزن والكآبة لثقل‬
‫الذنوب ‪ ،‬بينما رأيت من يرج منها وقد علت وجهه ابتسامة الفرح لعتقاده بأن ذنوبه قد‬
‫غفرت له ‪ ،‬أما أنا فحي جربت تلك الغرفة دخلتها حزينا وخرجت منها حزينا ‪ ،‬لاذا يا‬

‫‪116‬‬
‫ترى؟ لنن كنت أفكر وأتسائل‪( :‬هذه ذنوبنا يتحملها القس ‪ ،‬ولكن من يتحمل ذنوبه هو؟)‬
‫وهكذا ل أقتنع بالكاثوليكية فتركتها ‪ ،‬وبثت عن دين آخر‪.‬‬

‫ث يدثنا الخ رحة بورنومو عن الرحلة التالية من رحلته من الشك إل اليقي فيقول‪:‬‬
‫بعد ذلك تعرفت على طائفة نصرانية أخرى تسمى (شهود يهوه) وهي مذهب آخر من‬
‫مذاهب النصرانية ‪ ،‬لقيت رئيسهم ‪ ،‬وسألته عن تعاليم مذهبه ‪ ،‬وقلت له‪( :‬من تعبدون؟) ‪،‬‬
‫قال‪( :‬ال) ‪ ،‬قلت‪( :‬ومن هو السيح؟) فقال‪( :‬عيسى هو رسول ال) ‪ ،‬فصادف ذلك موافقة‬
‫لا كنت أومن به ‪ ،‬وأميل إليه ‪ ،‬ودخلت كنيستهم فلم أجد فيها صليبا واحدا ‪ ،‬فسألته عن‬
‫سر ذلك ‪ ،‬فقال‪( :‬الصليب علمة الكفر ‪ ،‬لذلك ل نعلقه ف كنائسنا)‬
‫وهكذا رضي الخ رحة بورنومو أن يعرف الزيد عن شهود يهوه ‪ ،‬وهو يصف هذه الفترة‬
‫من حياته فيقول‪ :‬لقد أمضيت ثلثة أشهر كاملة أتلقى تعاليم ذلك الذهب ‪ ،‬وف نايتها كان‬
‫ل الوار التال مع رئيس الكنيسة ‪ ،‬وكان هولنديا‪ .‬قلت له‪( :‬يا سيدي ‪ ،‬إذا توفيت على هذا‬
‫الذهب ‪ ،‬فإل أين مصيي؟) قال‪( :‬كالدخان الذي يزول ف الواء) ‪ ،‬فقلت متعجبا‪( :‬ولكن‬
‫لست سيجارة ‪ ،‬بل أنا إنسان ذو عقل وضمي)‪.‬‬
‫ث سألته‪( :‬وأين أته بعد المات؟) ‪ ،‬فقال‪( :‬تُوضع ف ميدان واسع) ‪ ،‬قلت له‪( :‬وأين ذلك‬
‫اليدان؟) قال‪( :‬ل أعلم) ‪ ،‬قلت‪( :‬سيدي إذا كنت عبدا مطيعا ملتزما بذا الذهب ‪ ،‬فهل‬
‫أدخل النة؟) قال‪( :‬ل) ‪ ،‬قلت‪( :‬فإل أين إذن؟) قال‪( :‬الذين يدخلون النة عددهم ‪144‬‬
‫ألف شخص فقط ‪ ،‬أما أنت فسوف تسكن الرض مرة أخرى) ‪ ،‬وهنا قاطعته قائلً‪( :‬ولكن‬
‫يا سيدي قد وقعت الواقعة ‪ ،‬فالدنيا خربت) ‪ ،‬قال‪( :‬أنت ل تفهم حقيقة القيامة ‪ ،‬لو كان‬
‫لديك كرسي وفوقه حشرات مؤذية ‪ ،‬هل ترق الكرسي لتخلص من الشرات؟) قلت‪:‬‬
‫(ل) ‪ ،‬قال‪( :‬بل تقتل الشرات ويبقى الكرسي سليما ‪ ،‬وهكذا تبقى الرض سليمة بعد‬
‫تطهيها من الدنس والطايا ‪ ،‬وعندها ينتقل إليها الناس من ذلك اليدان ‪ ،‬فليس هناك ما‬
‫يسمى بالنار)‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫وهنا أعملت فكري جيدا ‪ ،‬ودرست المر وقلبته ‪ ،‬حت اتذت القرار الخي بترك النصرانية‬
‫بميع مذاهبها رسيا ‪ ،‬كان ذلك ف عام ‪ ، 1970‬وف أحد اليام بينما كنت أسي ف‬
‫ل ضخما فاقتربت منه فوجدت فيه عدة تاثيل‬ ‫طريقي بثا عن الق ‪ ،‬رأيت معبدا بوذيا جي ً‬
‫وصور وف السقف تثال لتني ‪ ،‬وعلى الدران مثل ذلك ‪ ،‬كما شاهدت أمام البوابة تثالي‬
‫على شكل أسد صامت ‪ ،‬وما أن دخلت من البوابة حت جاءن رجل فأوقفن ‪ ،‬وسأل‪( :‬إل‬
‫أين؟) قلت‪( :‬أريد أن أدخل) ‪ ،‬قال‪( :‬اخلع نعليك قبل أن تدخل ‪ ،‬هذا معبد لنا فاحترم مكان‬
‫عبادتنا) ‪ ،‬قلت ف نفسي‪( :‬حت البوذية تعرف النظافة ‪ ،‬أما ديانت السابقة فل نظافة فيها ‪،‬‬
‫أذكر أنن عندما كنت أدخل الكنيسة ل أكن أخلع نعليّ عند الدخول)‬
‫ث يقول‪( :‬لقد جربت الديانة البوذية فترة من الزمن ‪ ،‬ولكن سرعان ما تركتها لحساسي‬
‫بأنن ل أجد الق الذي أنشده ‪ ،‬ث اتصلت بالديانة الندوسية الت بدأت ونشأت ف الند ‪،‬‬
‫والت انتشرت تعاليمها حت وصلت إل بعض الزر الندونيسية ‪ ،‬فأخذت أتنقل بي تلك‬
‫الزر الت يوجد فيها نشاط لتباع هذا الدين ‪ ،‬ومكثت معهم فترة من الزمن تعلمت فيها‬
‫الكثي ‪ ،‬وقد نحت ف الرحلة الول إل درجة أنن أخذت أجرى الوارق كالعبور ف‬
‫النار ‪ ،‬والشي على السامي الادة ‪ ،‬وإدخال السامي ف أعضاء السم إل غي ذلك ‪ ،‬ولكن‬
‫أيضا ليس هذا هو ما كنت أبث عنه)‬
‫ث يضيف الخ رحة بورنومو‪ :‬وذات يوم سألت رئيس العبد الندوسي‪( :‬ماذا تعبدون؟) ‪،‬‬
‫قال‪ :‬نعبد (برها ‪ ،‬ويشنو ‪ ،‬وشيوا) ‪ ،‬برها‪ :‬إله اللق ‪ ،‬ويشنو‪ :‬إله الي ‪ ،‬وشيوا‪ :‬إله الشر ‪،‬‬
‫ثلثة آلة تلت ف جسد إنسان واحد اسه كريشنا الذي يعتب النقذ للعال عند الندوس ‪،‬‬
‫قلت لنفسي‪( :‬إذن فل فرق ف أمر اللوهية بي الندوسية والنصرانية ‪ ،‬ولو اختلفت الساء‬
‫فهما يناديان ثلثة ف واحد)‪.‬‬
‫قلت للكاهن الندوسي‪( :‬اشرح ل نشأة كريشنا) ‪ ،‬فقال‪ :‬كان ف الند سنة ألفي قبل اليلد‬
‫ملك جبار ظال ل يرحم حت أبناءه ‪ ،‬فيقتل مولده الذكر خوفا من أن يتل عرشه غصبا ‪،‬‬
‫وف إحدى الليال الظلماء كان اللك جالسا أمام قصره ‪ ،‬وإذا بكوكب مضئ يطلع ف‬
‫السماء فوق رأسه ‪ ،‬وكان يسي بسرعة مذهلة ‪ ،‬ث توقف ف الفضاء وأرسل نوره الباهر على‬
‫‪118‬‬
‫حظية البقار ‪ ،‬فلما سأل اللك رجال العلم والدين ‪ ،‬راجعوا كتبهم القدسة ‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن‬
‫ذلك دليل على تلي اللة ف جسم إنسان اسه سري كريشنا ‪ ،‬فقلت ف نفسي‪ :‬هذه القصة‬
‫بذافيها مع تغيي الشخاص موجودة ف الديانة السيحية ‪ ،‬وكنت أحدث با الناس وأنا قس‬
‫‪ ،‬والفرق أن القرية الشار إليها هي بيت لم ‪ ،‬والنسان عندنا هو السيح ‪ ،‬فل فرق إذن بي‬
‫القصتي ول بي العقيدتي ف قضية أساسية هي قضية اللوهية ‪ ،‬وقضية هوية النقذ للعال‪.‬‬
‫لقد واصلت حواري مع الكاهن الندوسي فقلت له‪( :‬يا سيدي إذا توفيت وأنا على دينكم ‪،‬‬
‫فإل أين مصيي؟) قال‪( :‬ل أعلم ‪ ،‬ولكن عليك أن تتنع عن قتل الشرات من أمثال النمل‬
‫والبعوض وغيها) ‪ ،‬وقال‪( :‬قد تكون هذه الشرات آباءك وأجدادك الوتى)‪.‬‬

‫ث يقول‪( :‬وف النهاية قررت أن أترك كل تلك الديانات ‪ ،‬ول يكن أمامي إل السلم الذي‬
‫ل أكن أريد اعتناقه لا غُرس ف نفسي منذ طفولت من نفور وكراهية لذا الدين الذي ل أكن‬
‫أعرف عنه إل الشبهات ‪ ،‬كنت أريد البحث عن الق الجهول وهذا البحث يلزم الهد‬
‫والصب ‪ ،‬وذات يوم قلت لزوجت‪ :‬اعتبارا من هذه الليلة ل أريد أن يزعجن أحد ‪ ،‬أريد أن‬
‫أصلي وأتضرع إل ال ‪ ،‬وهكذا أقفلت باب حجرت ورفعت يدي إل ال خاشعا متضرعا‬
‫قائلً‪( :‬يا رب‪ :‬إذا كنت موجودا حقا فخذ بناصيت إل الدى والنور ‪ ،‬واهدن إل دينك‬
‫الق الذي ارتضيته للناس)‪.‬‬

‫ويضي الخ رحة بونومو ف حديثه قائلً‪:‬‬


‫والدعاء إل ال ليس كأي طلب من الطلبات كما أن دعائي إل ال سبحانه وتعال ل يكن‬
‫خلل فترة وجيزة فحسب ‪ ،‬بل استمر ذلك زمنا طويلً ‪ ،‬حوال ثانية أشهر ‪ ،‬وف ليلة‬
‫الادي والثلثي من شهر أكتوبر عام ‪1971‬م الوافقة للعاشر من رمضان من نفس العام ‪،‬‬
‫وبعد أن فرغت من دعائي العتاد رحت ف نوم عميق ‪ ،‬وعندها جاءن نور الدى من ال عز‬
‫وجل ‪ ،‬إذ رأيت العال حول ف ظلم دامس ‪ ،‬ول يكن بوسعي أن أرى شيئا ‪ ،‬وإذا بسم‬
‫شخص يظهر أمامي ‪ ،‬فأمنعت النظر فيه فإذا بنور حبيب يشع منه يبدد الظلمة من حول ‪،‬‬

‫‪119‬‬
‫لقد تقدم الرجل البارك نوي ‪ ،‬فرأيته يلبس ثوبا أبيض وعمامة بيضاء ‪ ،‬له لية جعدة‬
‫الشعر ‪ ،‬ووجه باسم ل أر قط مثله من قبل جالً وإشراقا ‪ ،‬لقد خاطبن الرجل بصوت حبيب‬
‫قائلً‪( :‬ردد الشهادتي) ‪ ،‬وما كنت حينئذٍ أعلم شيئا اسه الشهادتي ‪ ،‬فقلت مستفسرا‪( :‬وما‬
‫الشهادتان؟) فقال‪( :‬قل‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ,‬وأشهد أن ممدا رسول ال) فكررتما‬
‫وراءه ثلث مرات ‪ ،‬ث ذهب الرجل عن‪.‬‬
‫يقول الخ الندونيسي بعد ذلك‪ :‬ولا استيقظت من نومي وجدت جسمي مبللً بالعرق ‪،‬‬
‫وسألت أول مسلم قابلته‪ ( :‬ما هي الشهادتي ‪ ،‬وما قيمتهما ف السلم؟) ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫(الشهادتان ها الركن الول ف السلم ‪ ،‬ما أن ينطقهما الرجل حت يصبح مسلما) ‪،‬‬
‫فاستفسرت منه عن معناها فشرح ل العن ‪ ،‬وفكرت مليا ‪ ،‬وتساءلت من يكون الرجل‬
‫الذي رأيته ف منامي ‪ ،‬وكانت ملمه واضحة العال ل؟ فلما وصفتها لصديقي السلم هتف‬
‫على الفور قائلً‪( :‬لقد رأيت الرسول ممدا صلى ال عليه وسلم)‪.‬‬
‫ث يتم الخ رحة بورنومو قصته بقوله‪ :‬وبعد عشرين يوما من ذلك الادث وكانت ليلة عيد‬
‫الفطر سعت صيحات التكبي يرددها السلمون من الساجد القريبة من دارنا ‪ ،‬فاقشعر بدن‬
‫واهتز قلب ‪ ،‬ودمعت عيناي ل حزنا على شيء ‪ ،‬بل شكرا ل على هذه النعمة فالمد ل‬
‫الذي هدان أخيا إل ما كنت أبث عنه منذ سني ‪ ،‬لقد ت ذلك ف عام ‪1971‬م وقد‬
‫خَيّرتُ زوجت بي السلم والسيحية ‪ ،‬فاختارت السلم ‪ ،‬والدير بالذكر أنا كانت ف‬
‫طفولتها مسلمة ومن عائلة مسلمة تنصرت بسبب إغراءات البشرين ‪ ،‬وتبعا لهلها بأمور‬
‫دينها النيف ‪ ،‬كما تبعنا أبناؤنا فاعتنقوا السلم ‪ ،‬ومنذ الثان من شهر فباير عام ‪1972‬م‬
‫ونن مسلمون والمد ل‪.‬‬
‫نقلً من كتاب (علو المة) للشيخ ممد بن إساعيل ص (‪ )254-239‬بتصرف يسي‬

‫‪ -12‬القمص السابق الصري عزت اسحاق معوض‬

‫‪120‬‬
‫كان أحد الدعاة لللتزام بالنصرانية ‪ ،‬ل يهدأ و ل يسكن عن مهمته الت يستعي بكل‬
‫الوسائل من كتب و شرائط و غيها ف الدعوة إليها ‪ ،‬و تدرج ف الناصب الكنسية حت‬
‫أصبح "ُقمّصا" ‪ ..‬و لكن بعد أن تعمق ف دراسة النصرانية بدأت مشاعر الشك تراوده ف‬
‫العقيدة الت يدعو إليها ف الوقت الذي كان يشعر بارتياح عند ساعه للقرآن الكري ‪ ...‬و من‬
‫ث كانت رحلة إيانه الت يتحدث عنها قائلً ‪:‬‬

‫" نشأت ف أسرة مسيحية مترابطة و التحقت بقداس الحد و عمري أربع سنوات ‪ ...‬و ف‬
‫سن الثامنة كنت أحد شامسة الكنيسة ‪ ،‬و تيزت على أقران بإلامي بالقبطية و قدرت على‬
‫القراءة من الكتاب القدس على النصارى ‪.‬‬

‫ث تت إجراءات إعدادي لللتحاق بالكلية الكلييكية لصبح بعدها كاهنا ث قُمّصا ‪ ،‬و‬
‫لكنن عندما بلغت سن الشباب بدأت أرى ما يدث من مهازل بي الشباب و الشابات‬
‫داخل الكنيسة و بعلم القساوسة ‪ ،‬و بدأت أشعر بسخط داخلي على الكنيسة ‪ ،‬و تلفت‬
‫حول فوجدت النساء يدخلن الكنيسة متبجات و ياورن الرجال ‪ ،‬و الميع يصلي بل‬
‫طهارة و يرددون ما يقوله القس بدون أن يفهموا شيئا على الطلق ‪ ،‬و إنا هو مرد تعود‬
‫على ساع هذا الكلم ‪.‬‬

‫و عندما بدأت أقرأ أكثر ف النصرانية وجدت أن ما يسمى "القداس اللي" الذي يتردد ف‬
‫الصلوات ليس به دليل من الكتاب القدس ‪ ،‬و اللفات كثية بي الطوائف الختلفة بل و‬
‫داخل كل طائفة على حدة ‪ ،‬و ذلك حول تفسي "الثالوث" ‪ ...‬و كنت أيضا أشعر بنفور‬
‫شديد من مسألة تناول النبيذ و قطعة القربان من يد القسيس و الت ترمز إل دم السيح و‬
‫جسده !!! "‬

‫و يستمر القُمّص عزت إسحاق معوض ـ الذي تبأ من صفته و اسه ليتحول إل الداعية‬
‫السلم ممد أحد الرفاعي ـ يستمر ف حديثه قائلً ‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫" بينما كان الشك يراودن ف النصرانية كان يذبن شكل السلمي ف الصلة و الشوع و‬
‫السكينة الت تيط بالكان برغم أنن كنت ل أفهم ما يرددون ‪ ...‬و كنت عندما يُقرأ القرآن‬
‫كان يلفت انتباهي لسماعه و أحس بشئ غريب داخلي برغم أنن نشأت على كراهية‬
‫السلمي ‪ ...‬و كنت معجبا بصيام شهر رمضان و أجده أفضل من صيام الزيت الذي ل يرد‬
‫ذكره ف الكتاب القدس ‪ ،‬و بالفعل صمت أياما من شهر رمضان قبل إسلمي " ‪.‬‬

‫و يضي الداعية ممد أحد الرفاعي ف كلمه مستطردا ‪:‬‬

‫"بدأت أشعر بأن النصرانية دين غي كامل و مشوه ‪ ،‬غي أنن ظللت متأرجحا بي النصرانية و‬
‫السلم ثلث سنوات انقطعت خللا عن الكنيسة تاما ‪ ،‬و بدأت أقرأ كثيا و أقارن بي‬
‫الديان ‪ ،‬و كانت ل حوارات مع إخوة مسلمي كان لا الدور الكبي ف إحداث حركة‬
‫فكرية لديّ ‪ ...‬و كنت أرى أن السلم غي التبحر ف دينه يمل من العلم و الثقة بصدق دينه‬
‫ما يفوق مل لدى أي نصران ‪ ،‬حيث إن زاد السلم من القرآن و السنة النبوية ف متناول‬
‫الميع رجالً و نساءً و أطفالً ‪ ،‬ف حي أن هناك أحد السفار بالكتاب القدس منوع أن‬
‫يقرأها النصران قبل بلوغ سن الامسة و الثلثي ‪ ،‬و يفضل أن يكون متزوجا !! "‬

‫ث يصمت ممد رفاعي بره ًة ليستكمل حديثه بقوله ‪:‬‬


‫" كانت نقطة التحول ف حيات ف أول شهر سبتمب عام ‪ 1988‬عندما جلست إل شيخي‬
‫و أستاذي "رفاعي سرور" لول مرة و ناقشن و حاورن لكثر من ساعة ‪ ،‬و طلبت منه ف‬
‫آخر اللسة أن يقرئن الشهادتي و يعلمن الصلة ‪ ،‬فطلب من الغتسال فاغتسلت و نطقت‬
‫بالشهادتي و أشهرت إسلمي و تسميت باسم "ممد أحد الرفاعي" بعد أن تبأت من اسي‬
‫القدي "عزت إسحاق معوض" و ألغيته من جيع الوثائق الرسية ‪ .‬كما أزلت الصليب الرسوم‬
‫على يدي بعملية جراحية ‪ ..‬و كان أول بلء ل ف السلم هو مقاطعة أهلي و رفض أب أن‬
‫أحصل على حقوقي الادية عن نصيب ف شركة كانت بيننا ‪ ،‬و لكنن ل أكترث ‪ ،‬و دخلت‬

‫‪122‬‬
‫السلم صفر اليدين ‪ ،‬و لكن ال عوضن عن ذلك بأخوة السلم ‪ ،‬و بعمل يدر عليّ دخلً‬
‫طيبا " ‪.‬‬

‫و يلتقط أنفاسه و هو يتتم كلمه قائلً ‪:‬‬


‫" كل ما آمله الن أل أكون مسلما إسلما يعود بالنفع عل ّي وحدي فقط ‪ ،‬و لكن أن أكون‬
‫نافعا لغيي و أساهم با لديّ من علم بالنصرانية و السلم ف الدعوة لدين ال تعال " ‪.‬‬

‫صحيفة السلمي ـ الصادرة ف ‪( 1991 / 10 / 4‬بتصرف)‬

‫‪-13‬القس السابق الفليبين عيسي بياجو‬


‫حاوره ‪ :‬علي ياسي‬

‫اسه عيسى عبد ال بياجو ‪ ،‬عمره أربعون سنة ‪ ،‬بلده الفلبي ‪ ،‬متزوج وله ابن‪ ,‬كان قسا‬
‫كاثوليكيا ث اهتدى إل النور ‪ ،‬وشرح ال صدره للسلم ‪ ،‬كان ذلك من أربع عشرة سنة ‪،‬‬
‫وهو الن قد جاء للعمل بالدوحة ‪ ..‬فسعينا إل اللتقاء به ‪.‬‬

‫سألناه عن حياته قبل السلم فقال ‪ :‬اسي الصلى هو كريسانتو بياجو ‪ ،‬درست ف العهد‬
‫اللهوت ‪ ،‬وحصلت على درجة الليسانس ف اللهوت وعملت كقس كاثوليكي سعت عن‬
‫السلمي كمجموعة من الناس ‪ ،‬ول تكن عندي فكرة عما يدينون به ‪ .‬وف ذلك الي كنت‬
‫ل أطيق حت مرد ساع اسهم نظرا للدعاية العالية الت توجه ضدهم ‪ .‬وحت السلمون‬
‫النتمون إل جبهة ترير مورو ف الفلبي كان يُعطى الياء بأنم قراصنة وهجيون ‪ ،‬يسهل‬
‫عليهم العدوان وسفك الدماء ‪ ،‬هذا الشعور يشاركن فيه معظم نصارى الفلبي الذين يثلون‬
‫‪ %90‬من السكان ‪ .‬جاء يوم حضرت فيه ماضرة ألقاها منصّر أمريكي اسه بيتر جوينج‬
‫عن السلم ‪ ،‬فأخذتن الرغبة ف التعرف على هذا الدين ‪ ،‬وانطلقت لقرأ بعض الرسائل عن‬
‫أركان اليان ‪ ،‬وأركان السلم ‪ ،‬وعن قصص النبياء ‪ ،‬فدهشت من أن السلم يؤمن‬

‫‪123‬‬
‫بالنبياء الذين من أههم السيح عليه السلم ‪ .‬كانت مشكلت نقص الكتب الت تتكلم عن‬
‫السلم وعن القرآن ولكن ل أيأس ‪ ،‬لنن كنت أستحضر من كلم البشر المريكي قوله ‪:‬‬
‫إن التوراة فيها أخطاء ‪ ،‬ما أدخل الشك ف نفسي ‪ ،‬فبدأت أكوّن فكرت عن الدين الق الذي‬
‫أومن به ‪ .‬ول أجد الجابات عن السئلة الت جالت آنئذٍ ف صدري حول النيل وكلما‬
‫حللت مشكلة أو أجبت عن سؤال ‪ ،‬ظهرت مشاكل كثية وأسئلة أكثر ‪ .‬لأت إل تفريغ‬
‫ذهن من كل فكرة مسبقة ‪ ،‬ودعوت ال أن يهدين إل الق وكان من الفارقات العجيبة أنن‬
‫كقسيس كنت أعلّم الناس ما ل أعتقده ‪ ،‬فمثلً ل أكن على الطلق مقتنعا بفكرة الطيئة‬
‫الصلية ‪ ،‬والصّلب ‪ ،‬إذ كيف يمّل ال إنسانا ذنوب الخرين ؟ هذا ظلم ‪ ،‬ولاذا ل يغفرها‬
‫ال ابتداءً ؟ وكيف يفعل الب هذا بابنه ؟ أليس هذا إيذاءً للبناء بغي حق ؟ وما الفرق بي‬
‫هذا وبي ما يفعله الناس من إساءة معاملة الطفال ؟ ‪ .‬بدأت أبث عن الوحي القيقي‬
‫فتأملت نص التوراة فلم أجد إل كلما مليئا بالخطاء والتناقضات ل ندري من كتبه ول من‬
‫جعه ‪ ،‬فأصل التوراة مفقود ‪ ،‬وهناك أكثر من توراة ‪ .‬اهتزت عقيدت تاما ‪ .‬ولكن كنت‬
‫أمارس عملي ‪ ،‬لئل أفقد مصدر دخلي وكل امتيازات ‪ .‬ومرت سنتان وأنا على هذا الال‬
‫حت جاء يوم لقيت فيه جاعة من السلمي يوزعون كتيبات عن السلم ‪ ،‬فأخذت منهم‬
‫واحدا قرأته بشغف ‪ ،‬ث سعيت إل مناقشة تلك الماعة الت كانت توزع تلك الكتيبات فقد‬
‫كنت أحب الدال والناظرة ‪ ،‬وهذا ليس غريبا ‪ ،‬ففي الفلبي جاعات نصرانية متصارعة‬
‫يقارب عددها ‪ 20‬ألف جاعة وكثيا ما كنت أمارس الدال والناظرة مع بعض تلك‬
‫الماعات ‪ .‬فلما جلست مع ذلك الفريق السلم ف إحدى الدائق فوجئت بأن الذي ياورن‬
‫كان قسيسا كبيا دخل السلم ‪ .‬أخذت أنصت لكلمه ‪ :‬عن النظام السياسي ف السلم ‪،‬‬
‫فأعجبن لنن كنت أحب الساواة الت ل أجدها ف النظم البشرية ولكن حينئذٍ وجدتا ف‬
‫دين مبن على كلم ال ووحيه إل خلقه ‪ .‬سألت التحدث عن سبب اعتناقه للسلم ‪ ،‬ث عن‬
‫الفرق بي القرآن والنيل فأعطان كتابا لرجل اسه أحد ديدات ‪ .‬قرأت الكتاب فوجدت‬
‫فيه الجابة عن كل تساؤلت حول النيل واقتنعت تاما ‪ .‬ث أخذت أقابل ذلك الرجل كل‬
‫يوم جعة بعد الظهر لسأله عن كل شيء ‪ ،‬وكان من فضول أن سألته عن ممد صلى ال‬
‫‪124‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وهل هو من نسل إساعيل ؟ فقال إن ف التوراة الوجودة حاليا ذكر ممد صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬وأعطان مقاطع كثية من التوراة ف هذا الصدد ‪ .‬أخذت أبث لقتنع ‪،‬‬
‫وكان من دواعي اطمئنان أن إيان بعيسى عليه السلم يعلن أقبل اليان بحمد صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬واستمر بثي شهرين ‪ ،‬شعرت بعدها ببعض التردد ‪ ،‬لوف على مستقبلي لنن‬
‫أعلم يقينا أنن لو أسلمت فسأخسر كل شيء ‪ :‬الال ‪ ،‬ودرجت العلمية ‪ ،‬والكنيسة ‪،‬‬
‫وسأخسر والديّ وإخوت ‪ ،‬كان الشيء الذي هزن هو عجزي عن تدريس الناس العقيدة‬
‫النصرانية إذ أصبحت باردا جدا وغي مقتنع با أقول ‪ .‬تركت قراءة التوراة حت لحظ‬
‫والداي ذلك ‪ .‬ث لقيت صديقي السلم ‪ ،‬وسألته عن الصلة ‪ ،‬فقال ل ‪ :‬الشهادة أولً ‪،‬‬
‫فرفعت أصبعي بتلقائية وقلت خلفه ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ول أكن‬
‫أعرف معن هذا القول حت شرحه هو ل بعد ذلك ‪ .‬وقلت ‪ :‬وأشهد أن عيسى رسول ال ‪.‬‬
‫كان ف الجلس مسلمون كثيون من جنسيات متلفة فقام الميع وعانقون وهنأون ‪ ،‬فقلت‬
‫ف نفسي ‪ :‬كل هؤلء مسلمون رغم اختلف جنسياتم وألوانم ‪ ،‬لقد جعهم السلم بل‬
‫تييز ‪ ،‬فلماذا التمييز ف النصرانية حت تد جاعات نصرانية للبيض وجاعات نصرانية للسود؟‬
‫فرجعت إل بيت ونطقت بالشهادة باللغة النليزية بين وبي ال تعال فليس يهمن الناس ‪.‬‬
‫بقيت على إسلمي من غي أن يعلم أحد من معارف ‪ ،‬وكنت أدخل الكنيسة لدة ستة‬
‫أسابيع ‪ ،‬لنزع بعد ذلك فتيل القنبلة وأعلن إسلمي ‪ ،‬فغضب والداي أشد الغضب ‪ .‬وجاء‬
‫الكاهن الكب إل النـزل ليناقشن فعرضت عليه ما عندي من تناقضات النيل ‪ ،‬فكلمن‬
‫عن بعض الشبهات الت تثار حول السلم فقلت له ‪ :‬أقنعن اولً أن ممدا ليس رسولً من‬
‫عند ال ‪ ،‬فوعدن ولكن ل يرجع ‪ ،‬وسعت بعد ذلك أن الكنيسة كلها تصلي من أجلي‬
‫لرجع إل عقلي ‪ ،‬وكأنن صرت منونا ‪ .‬بدأت بعد ذلك أثبّت قدمي ف السلم ‪ -‬دراسة‬
‫وتعلما ‪ -‬وكنت ألقي بعد ذلك برامج إسلمية ف التلفزيون والذاعة الحلية الت تولا‬
‫الهات السلمية ‪ ،‬ث تزوجت امرأة مسلمة رزقن ال منها عبد الصمد ابن الوحيد (‬
‫‪11‬سنة ) ‪ .‬واعتنق السلم بعد ذلك أب وأمي وأخت وزوجها وابن أخي وبنت أخت ‪.‬‬
‫وأحد ال على أن كنت سبب هدايتهم إل الصراط الستقيم ‪ .‬بعد هذه القصة الثية لسلم‬
‫‪125‬‬
‫عيسى بياجو سألناه عن حال الدعوة ف الفلبي فقال ‪ :‬يدخل ف السلم كل شهر أكثر من‬
‫أربعمائة من نصارى الفلبي حسب السجلت الرسية ‪ ،‬أما العدد القيقي فالرجح أنه أكثر‬
‫من ذلك ‪ .‬ومعظم أهل الفلبي مسيحيون بالسم فقط وليدون من يدعوهم إل السلم ‪.‬‬
‫ومنهم من يقتنع بالسلم ‪ ،‬ولكن يعوقه عن اعتناقه عامل الوف من الستقبل لنه سيفقد‬
‫السرة وسيفقد العمل ‪ ،‬فالناس هناك ل تقبل توظيف من ترك النصرانية ‪ .‬سألناه عن خي‬
‫وسيلة للدعوة إل السلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنا العاملة الطيبة بلق السلم ‪ ،‬فكثي من أسلموا كان‬
‫دافعهم إل القتراب من عقيدة التوحيد معاملة السلمي السنة لم ‪ ،‬كأن يكون صاحب‬
‫العمل مسلما حسن العاملة ‪ ،‬أو زميلً لسلم حسن الصحبة ودمث الخلق ‪ .‬وكثي من‬
‫أسلموا ف الفلبي ل يسلموا إل بعد أن عادوا إل بلدهم بعد العمل ف بلد إسلمي ‪ ،‬إذ‬
‫أحسوا بالفرق عندما فقدوا الناخ السلمي ‪ ،‬فتبخرت كل أوهامهم وشكوكهم حول‬
‫السلم فأعلنوا إسلمهم بعيدا عن كل ضغط أو تأثي ‪ ،‬ولذا أوصى بالدعوة السنة ‪ ،‬وبعدم‬
‫استعجال النتيجة ‪ ،‬فالبذرة ل تنمو ما بي يوم وليلة ‪ .‬وقال الخ عيسى ‪ :‬إن بعض من‬
‫أسلموا كان سبب إسلمهم تأثرهم برؤية منظر السلمي وهم يصلّون ‪ ،‬لنه منظر عجيب‬
‫حقا‪ .‬سألناه ‪ :‬ماذا عن دعوة السيحي الثقف ثقافة دينية ؟ هل يكفي معه هذا وحده ؟ فقال‬
‫مثل هذا نأخذ بيده ‪ ،‬وندعوه إل مقارنة أسفار الكتاب القدس ‪ ،‬ودراسة مقارنة الديان ‪،‬‬
‫فتلك الوسائل أفضل لقناعه ‪ .‬ث كان السؤال الخي عن العقبات الت تول دون دخول‬
‫الناس ف السلم فقال ‪ :‬أول ما يصد الناس هو الفكرة الاطئة الت تعشش ف أذهانم عن‬
‫السلم ث هناك سلوكيات كثي من السلمي ‪ ،‬الذين ‪ -‬بأقوالم وأفعالم ‪ -‬يعطون صورة‬
‫سيئة عن السلم ‪ ،‬ث فتوى بعض السلمي من غي علم ‪ .‬وتأت أخيا الشبهات الت تثار‬
‫حول السلم من كونه يدعو إل الرهاب ويسيء معاملة الرأة ‪ ،‬فيدعو الرجل إل طلقها ‪،‬‬
‫وإل الزواج بغيها ‪ ،‬وأنه يرمها من حقوقها ويقهرها ول يعطيها حريتها ‪ .‬ول شك أن هذه‬
‫الشبهات كلها منحازة وخاطئة ‪ ،‬ولكن ‪ -‬للسف ‪ -‬تؤلف فيها كتب ‪ ،‬وتروّج بي غي‬
‫السلمي لتصدهم عن السلم وهنا يأت دورنا نن الدعاة السلمي لتقدي الصورة الشرقة‬
‫القيقية ‪ ،‬ونفض الغبار وهدم السور العال الذي أقامه العلم الدام ‪ ،‬ليحول بي الناس وبي‬
‫‪126‬‬
‫التعرف الر على دين ال رب العالي ‪.‬‬

‫‪-14‬القس السابق الفرنسي جان ماري دوشان‬

‫ف السادس من أيلول (سبتمب) ‪1988‬م‪ ،‬توفّي بالدار البيضاء ف الغرب الب "عبد الجيد‬
‫جان ماري دوشان" ف الثماني من عمره‪ .‬وقد دُفن بقبة الدينة الغربيّة تلبة لرغبته أن يُدفن‬
‫ف أرض اسلميّة‪ .‬وكانت هذه الرغبة هي سبب مغادرته مدينة لومانس بغرب فرنسا‪ ،‬للقامة‬
‫ف الغرب سنة ‪1987‬م‪.‬‬
‫قرّر القسيس السيحي السابق هذا النتقال‪ ،‬بعد اعتناقه الدّين السلميّ ف السنوات الخية‪،‬‬
‫ولقصّة اسلمه أهيّة بالغة تعل هذا السلم الفرنسيّ يُقارن بالدكتور "غروني" الذي دخل‬
‫البلان الفرنسيّ بلباس عرب‪ ،‬بعد اعلنه التمسّك بالدّين السلميّ سنة ‪1894‬م بدينة‬
‫البلدية بالزائر‪ .‬كما أنّ السباب الت جعلت الب "دوشان" يفضّل السلم تذكّر بالوقف‬
‫الذي شرحه "عبد ال الترجان" ذلك القسيس السبان الذي غادر كليّة اللهوت ببولونيا ف‬
‫ايطاليا ف أواخر القرن الرابع عشر للميلد ال تونس‪ ،‬حيث أعلن اسلمه أمام السلطان أبو‬
‫العبّاس الفصيّ‪.‬‬
‫وتأثّرت الالية السلميّة ف غرب فرنسا بوفاة هذا الرجل الذي خصّص جزءا كبيا من ماله‬
‫ووقته من أجل مساعدة العمّال السلمي من أفريقيا الشمالية وأفريقيا السوداء ومن تركيا‪ ،‬منذ‬
‫ربع قرن‪ .‬فكان يطرق بابه كلّ من واجه صعوبات ف ميادين الشغل والسّكن وتربية‬
‫الطفال‪ ..‬وتكّن الب دوشان من تفيف الشاق الت يعانيها العمّال الغتربون‪..‬‬
‫وقبل هذا النعطف من حياته‪ ،‬كان قد اعتن بعرفة السلم عندما أراد أن يصي مبشّرا ف‬
‫الغرب أو ف أفريقيا‪ ،‬وهو مُعجب ف بداية شبابه بالب دوفوكو الذي كوّن مموعة دينية‬
‫لتختصّ بتنصي السلمي‪ ،‬ول يستطع تنفيذ هذا الشروع نظرا لالته الصحيّة‪ ،‬وعوض السفر‬
‫خارج فرنسا دخل دوشان معهد اعداد القسيسي‪ ،‬حيث ترّج عام ‪1932‬م‪ ،‬وهو ف‬

‫‪127‬‬
‫الرابعة والعشرين من عمره‪ ،‬وعُي على رأس كنائس عديدة ف الدن والقرى الجاورة لدينته‬
‫لومانس‪ ،‬والت كان يقطن أحد أحيائها الشعبيّة‪.‬‬
‫كان حلم دوشان وثقافته‪ ،‬زيادة على ذوقه كرسّام يرسم لوحات زيتيّة تت امضاء "دوتو"‪،‬‬
‫وهو اسم مُستعار‪ ،‬يعلنه مطلوبا من طرف أغنياء وأشراف القاطعة الذين كانوا ينتظرون من‬
‫القسيس ثقافة عليا زيادة على معرفته بعلم اللهوت وتاريخ الكنيسة‪ ..‬إلّ أنّه كان ل يتمل‬
‫جوانب من النفسيّة السائدة داخل الكنيسة لنّها تتناقض ف نظره والصّراحة الناتة عن اليان‬
‫القيقي‪ .‬وسبق له أن حرّر كتابا يتهكّم فيه على تصرّف بعض السؤولي ف الكنيسة‪ ،‬إلّ أنّه‬
‫ل يرد نشر هذا الكتاب القيّم الذي كان يقرأ صفحات منه للقسيسي الذين كانوا يدعوهم‬
‫ال مائدته من أجل تسليتهم‪ .‬ف هذه الفترة كان الب دوشان قسيسا مثاليّا متمسّكا بقيم‬
‫النيل أكثر مّا كان متفقا مع الكنيسة ول يتحمّل ما يقترب من النفاق‪ ،‬ومع هذا كان‬
‫منضبطا يتثل للوامر التية من القمّة‪.‬‬
‫ف سنة ‪1947‬م عثر الب دوشان على ترجة لسورة الفاتة وانكبّ على قراءتا وصار‬
‫يقرأ هذه الترجة وسط الدعية السيحيّة‪ ،‬ال أن زار مسجد باريس سنة ‪1957‬م بناسبة‬
‫معرض فنّي‪ .‬فاشترى هناك ترجة كاملة للقرآن للستاذ مونت‪ .‬وتعوّد منذ تلك الفترة على‬
‫قراءة القرآن عدّة مرّات ف كلّ سنة‪.‬‬
‫وبعد انتهاء حرب الزائر تعرّف على بعض الزائريي الذين هاجروا مع اليش الفرنسيّ‪،‬‬
‫وبعد انتهاء تعاقدهم خرجوا من الثكنات الواقعة قرب مدينة لمانس‪ ،‬واتّصلوا به كي‬
‫يساعدهم ف بثهم على العمل‪ .‬وهكذا تّ التصال بي الب دوشان والالية السلمية بدينة‬
‫لمانس وضواحيها‪ ..‬ومّا لحظه التأثي الدينّ على سلوكهم وثقافتهم‪ ،‬وكان يسن الوار‬
‫معهم‪ ،‬رغم جهلهم للّغة الفرنسية وعدم معرفته اللغة العربيّة ال أن فكّر يوما بفتح مسجد كي‬
‫يتجمّع فيه العمّال الذين كانوا يصلّون ف بيته‪ .‬وجّه الطلب الوّل ال ادارة الكنيسة كي تقبل‬
‫بيع قطعة من الرض لمعيّة مسلمي السارت الت أسّسها عدد من الهاجرين ذوي القدميّة‬
‫بفرنسا بوحي من القسيس الذي حرّر النصوص الساسيّة‪ ،‬وقام ببقيّة الجراءات الداريّة سنة‬
‫‪1970‬م‪ .‬ل تقبل الكنيسة تنفيذ هذا الشروع نظرا للفكار السبقة عن السلم السائدة‬
‫‪128‬‬
‫آنذاك ف الوساط السيحيّة‪ ،‬إل أنّ الاح الب دوشان جعل السقف شوفالييه يوافق على‬
‫ي ال مدينة تور‪.‬‬
‫بيع القطعة من الرض الواقعة بي "فلونسار" على الطريق الؤد ّ‬
‫وهكذا شرع ف بناء السجد بفضل تطوّع عدد من العمّال السلمي (الذين يشتغلون ف قطاع‬
‫البناء) وتويل من طرف مسني آخرين‪ .‬وكان الب دوشان هو أسخى هؤلء الحسني‪،‬‬
‫حيث كان يدفع ثن التكاليف الت ل يتمكّن من دفعها العمّال‪ ،‬وهكذا فُتح واحد من أكب‬
‫الساجد خارج باريس ف أوائل السبعينات‪ ،‬واستمرّ الب دوشان ف اعتنائه بالالية السلميّة‬
‫ال أن صار يتردّد على القاهي ليلتقي بالعمّال السلمي النسيي من حكوماتم والتروكي من‬
‫طرف الفرنسيي واليئات السمّاة بالوطنيّة‪ .‬وعندما كان ياول أن ينهاهم عن شرب المر‬
‫ردّ عليه مرّة أحدهم قائلً له‪" :‬لاذا تشرب المر وأنتَ رجل دين؟" فقرّر القسيس منذ هذا‬
‫الوقت الكفّ عن شرب المر‪ ،‬كي تصبح نصائحه مسموعة لدى الذين يسعى من أجل‬
‫انقاذهم‪.‬‬
‫ث صار يرافق الذين هجروا القاهي ليجعوا ال السجد ليصلّي معهم يوم المعة‪ ،‬وف شهر‬
‫رمضان‪ ،‬بدأ يصوم مع السلمي‪ ،‬ف حي كان يتابع نشاطه كقسيس مسيحيّ يقوم بالصّلوات‬
‫والوعظ ف كنائس لومانس وضواحيها‪ .‬وكان السيحيّون التقليديّون يتذوّقون خطبه الدينيّة‪.‬‬
‫بعد أن شرع ف تعميق معرفته للسلم صار يقرأ كلّ ما نُشر عن هذا الدين‪ .‬وراجع دروسه‬
‫الدينية‪ ،‬وفتح من جديد الكتب الت كانت مسطّرة ف برنامج معهد إعداد القسيسي الذي‬
‫ترّج منه سنة ‪1932‬م‪ .‬ال أن أصبح خبيا ف القارنة بي الديانتي السيحيّة والسلم‪.‬‬
‫وصار يُدخِل كثيا من الفكار السلميّة ف خطبه الدينيّة الوجّهة للمسيحيي‪ .‬واجتاز مراحل‬
‫شتّى أدّت به ال رفض عدد من العتقدات السيحيّة مثل فكرة الوهيّة عيسى (عليه السلم)‬
‫وفكرة التثليث‪ .‬وبعد صدور كتاب نشره الكاردينال دانيالو‪ ،‬ف أواخر الستينات‪ ،‬يتساءل فيه‬
‫الؤلّف حول الظروف الت كُتبت فيها الناجيل وتأثي القدّيس بول (الذي ل يعرف السيّد‬
‫السيح) على مرّري الناجيل‪ ،‬صار الب دوشان يقارن هذا باحتفاظ السلمي بالنصّ‬
‫الصليّ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫وتعّن كثيا ف اليات الوجّهة لهل الكتاب وللمسيحيي مثل‪( :‬يا أهل الكتاب ل تغلوا ف‬
‫دينكم) و (لتجدنّ أقرب النّاس مودّة للّذين آمنوا الذين قالوا انّا نصارى)‪( ..‬ذلك أ ّن فيهم‬
‫قسّيسي ورهبانا‪ ..‬وأنّهم ل يستكبون)‪.‬‬
‫وتعجّب كثيا عندما قال له الستاذ حيد ال‪ ،‬بعد توديعه اثر زيارة السجد الديد‪" :‬سنلتقي‬
‫إن شاء ال يوم القيامة" فسأل القسيس‪" :‬أيستطيع رجل دين مسيحيّ أن يكون مع السلمي‬
‫يوم القيامة؟"‪ ..‬ث أكّد له حيد ال‪" :‬نعم‪ ،‬انّ ال يازي كل من سعى من أجل أن يُعبد ف‬
‫هذه الرض"‪ .‬فقارن القسيس ذلك ببدأ السيحيي بأن "ل ناة خارج الكنيسة"‪ .‬وأعاد قراءة‬
‫اليات الت تضمن النّة لكلّ (مَن آمَنَ وعمِلَ صالا)‪.‬‬
‫وف سنة ‪1976‬م‪ ،‬قام الب دوشان بزيارة ال الند وباكستان استغرقت أربعي يوما‪،‬‬
‫واحتفظ بانطباعات ايابيّة‪ ..‬وربّما قرّر القسيس اعتناقه السلم‪ ،‬ف هذه السنة‪ ،‬إلّ أنّه صار‬
‫يفي ذلك‪ ،‬كي ل يزعج ابنة خالته الت كفلها والت كانت تُبدي تسّكا شديدا بالسيحية‬
‫التقليديّة‪ .‬وبعد وفاتا سنة ‪1982‬م‪ ،‬غيّر دوشان مناخ بيته‪ ،‬حيث وضع اسم ال ف‬
‫الماكن الت كان فيها صليب أو صنم‪ .‬وكان قد اختار لنفسه اسم "عبد الجيد" لنه اسم‬
‫الشاب التونسيّ الذي ساعده على معرفة السلم‪ ،‬فيما بقي حريصا على الصلوات المس‬
‫وصوم رمضان‪ ،‬وتابع خطبه أمام الصلّي السيحيي الذين ل يلحظ إلّ القليل منهم أنّ‬
‫قسيسهم الفضّل صار ياطبهم حول عظمة ال أكثر مّا يركّز على شخصيّة السيّد السيح‬
‫(ع)‪.‬‬
‫وف سنة ‪1983‬م توجّه ال مسجد باريس ليعلن عن اسلمه رسيّا للتحصيل على شهادة‬
‫العتناق‪ .‬لنّه قرّر أن يذهب ليقيم ف بلد اسلميّ حتّى يُدفن ف أرض السلم‪ ..‬وكان‬
‫لعلن اسلمه رسيّا ردود فعل ف الوساط السيحيّة الحليّة شجّعته على مغادرة مسقط‬
‫رأسه‪ ،‬إلّ أنّ السقف جلسون حرص على استمرار الصّلة معه‪ ،‬رغم عدم ادراكه لثل هذه‬
‫البادرة الت تزداد غرابة ف نظره‪ ،‬لنّها أتت من أحسن القسيسي ف العلم والتقوى‪.‬‬
‫وف أغسطس (آب) غادر عبد الجيد دوشان مدينته لومانس متوجّها ال الدار البيضاء ف‬
‫الغرب‪ ،‬حيث فوجىء بالفرق الوجود بي فكرته عن السلم وأوضاع السلمي الراهنة‪..‬‬
‫‪130‬‬
‫الصدر ‪" :‬السلم والغرب‪ ،‬الوجه الخر" تأليف حسن السعيد‬

‫‪-15‬معلمة اللهوت السابقة المريكية ماري واتسون‬

‫معلمة اللهوت "ميي واتسون" بعد إسلمها ‪:‬‬


‫*درست اللهوت ف ثان سنوات‪ ..‬واهتديت إل السلم ف أسبوع !!‬
‫*يوم إسلمي يوم ميلدي‪ ..‬والسلمون باجة إل قوة اليان‬

‫بي الشك واليقي مسافات‪ ،‬وبي الشر والي خطوات‪ ،‬اجتازتا "ميي واتسون" معلمة‬
‫اللهوت سابقا بإحدى جامعات الفلبي‪ ،‬والنصّرة والقسيسة الت تولت بفضل ال إل داعية‬
‫إسلمية تنطلق بدعوتا من بريدة بالملكة العربية السعودية بركز توعية الاليات بالقصيم‪،‬‬
‫لتروي لنا كيف وصلت إل شاطئ السلم وتسمت باسم خدية‪.‬‬

‫بياناتك الشخصية قبل وبعد السلم؟‬


‫أحد ال على نعمة السلم‪ ،‬كان اسي قبل السلم "ميي" ولديّ سبعة أبناء بي البني‬
‫والبنات من زوج فلبين‪ ،‬فأنا أمريكية الولد ف ولية أوهايو‪ ،‬وعشت معظم شباب بي لوس‬
‫أنلوس والفلبي‪ ،‬والن بعد السلم ول المد اسي خدية‪ ،‬وقد اخترته لن السيدة خدية‬
‫ـ رضي ال عنها ـ كانت أرملة وكذلك أنا كنت أرملة‪ ،‬وكان لديها أولد‪ ،‬وأنا كذلك‪،‬‬
‫وكانت تبلغ من العمر ‪ 40‬عاما عندما تزوجت من النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وآمنت با‬
‫أنزل عليه‪ ،‬وكذلك أنا كنت ف الربعينيات‪ ،‬عندما اعتنقت السلم‪ ،‬كما أنن معجبة جدا‬
‫بشخصيتها‪ ،‬لنا عندما نزل الوحي على ممد صلى ال عليه وسلم آزرته وشجعته دون‬
‫تردد‪ ،‬لذلك فأنا أحب شخصيتها‪.‬‬

‫حدثينا عن رحلتك مع النصرانية‪.‬‬


‫‪131‬‬
‫كان لديّ ثلث درجات علمية‪ :‬درجة من كلية ثلث سنوات ف أمريكا‪ ،‬وبكالوريوس ف‬
‫علم اللهوت بالفلبي‪ ،‬ومعلمة اللهوت ف كليتي فقد كنت لهوتية وأستاذا ماضرا‬
‫وقسيسة ومنصّرة‪ ،‬كذلك عملت ف الذاعة بحطة الدين النصران لذاعة الوعظ النصران‪،‬‬
‫وكذلك ضيفة على برامج أخرى ف التلفاز‪ ،‬وكتبت مقالت ضد وماذا عن أولدك؟‬

‫عندما كنت أعمل بالركز السلمي بالفلبي كنت أحضر للبيت بعض الكتيبات والجلت‬
‫وأتركها بالنل على الطاولة "متعمدة" عسى أن يهدي ال ابن "كريستوفر" إل السلم‪ ،‬إذ‬
‫إنه الوحيد الذي يعيش معي‪ ،‬وبالفعل بدأ هو وصديقه يقرآنا ويتركانا كما هي تاما‪،‬‬
‫كذلك كان لديّ "منبه أذان" فأخذ يستمع إليه مرارا وتكرارا وأنا بالارج ث أخبن بعد‬
‫ذلك برغبته ف السلم‪ ،‬ففرحت جدا وشجعته ث جاء إخوة عدة من الركز السلمي‬
‫لناقشته ف السلم وعلى أثرها أعلن الشهادة وهو ابن الوحيد الذي اعتنق السلم ف الوقت‬
‫الال‪ ،‬وسى نفسه عمر‪ ،‬وأدعو ال أن ينّ على باقي أولدي بنعمة السلم‪.‬‬

‫ما الذي أعجبك ف دين السلم؟‬


‫السلم هو الطريق الكمل والمثل للحياة‪ ،‬بعن آخر هو البوصلة الت توجه كل مظاهر‬
‫الياة ف القتصاد والجتماع وغيها حت السرة وكيفية التعامل بي أفرادها‪.‬‬

‫ما أكثر اليات الت أثارت قلبك؟‬


‫قوله تعال‪ { :‬هم درجات عند ال وال بصي با يعملون } ‪ .‬فهي تعن ل الكثي وقد‬
‫ساعدتن وقت الشدة‪.‬‬

‫ما نوعية الكتب الت قرأتا؟‬


‫أحب القراءة جدا‪ .‬فقد قرأت ف البخاري ومسلم والسية النبوية‪ ،‬وعن بعض الصحابة‬
‫والصحابيات بانب تفسي القرآن طبعا وكتب غيها كثية‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫الوض ف أجواء جديدة له متاعب‪ ،‬فما الصعوبات الت واجهتها؟‬
‫كنت أعيش بي أمريكا والفلبي كما أن بنات جيعهن متزوجات هناك وعندما أسلمت كان‬
‫رد ثلث من بنات عنيفا إزاء اعتناقي السلم والباقيات اعتبنه حرية شخصية‪ ،‬كما أن بيت‬
‫وتليفون روقبا‪ ،‬فقررت الستقرار ف الفلبي‪ ،‬لكن تنكر ل أهل زوجي لن من قبل كنت‬
‫مرتبطة بم لكون أب وأمي ميتي‪ ،‬لذلك بكيت ثلثة أيام‪ ،‬وعندما كنت أظهر ف الشارع بذا‬
‫الزي كان الطفال ينادون عل ّي بالشيخة أو اليمة‪ ،‬فكنت أعتب هذا بثابة دعوة إل السلم‪،‬‬
‫كما تنبن كل من يعرفن تاما‪.‬‬

‫هل حضرت ندوات أو مؤترات بعد اعتناق السلم؟‬


‫ل أحضر‪ ،‬ولكن ألقيت العديد من الحاضرات عنه ف الامعات والكليات بالفلبي‪ ،‬وقد‬
‫دعيت من قبل رؤساء بعض الدول لجراء ماورات بي مسلمة ونصرانية لكن ل أحب هذه‬
‫الحاورات لن أسلوبا عنيف ف النقاش‪ ،‬وأنا ل أحب هذه الطريقة ف الدعوة بل أفضل‬
‫السلوب الادئ ل سيما اهتمامنا بالشخص نفسه أولً ث دعوته ثانيا‪.‬‬

‫ما رأيك فيما يُقال عن خطة عمرها ربع القرن القبل لتنصي السلمي؟‬
‫بعد قراءت عن السلم وف السلم علمت لاذا السلم مضطهد من جيع الديانات لنه أكثر‬
‫الديانات انتشارا على مستوى العال‪ ،‬وأن السلمي أقوى ناس لنم ل يبدلون دينهم ول‬
‫يرضون غيه بديلً‪ ،‬ذلك أن دين السلم هو دين الق وأي دين آخر لن يعطيهم ما يعطيه‬
‫لم السلم‪.‬‬

‫ماذا تأملي لنفسك وللسلم؟‬


‫لنفسي ـ إن شاء ال ـ سأذهب إل إفريقيا‪ ،‬لدرس با وأعمل بالدعوة‪ ،‬كما آمل أن أزور‬
‫مصر لرى فرعونا الذي ذُكر ف القرآن‪ ،‬وجعله ال آية للناس‪ ،‬أما بالنسبة للسلم‪ ،‬فنحن‬

‫‪133‬‬
‫نتاج إل إظهار صحته وقوته وحسنه‪ ،‬وسط البيئات الت يدث فيها تعتيم أو تشويش‬
‫إعلمي‪ .‬كما نتاج إل مسلمي أقوياء اليان‪ ،‬إيانم ل يفتر‪ ،‬يقومون بالدعوة إل ال‪.‬‬
‫السلم قبل توبت‪ ،‬فأسأل ال أن يغفر ل‪ ،‬فلقد كنت متعصبة جدا للنصرانية‪.‬‬

‫ما نقطة تولك إذن من منصّرة إل داعية إسلمية؟‬


‫كنت ف إحدى الملت التنصيية إل الفلبي للقاء بعض الحاضرات‪ ،‬فإذا بأستاذ ماضر‬
‫فلبين جاء من إحدى الدول العربية‪ ،‬لحظت عليه أمورا غريبة‪ ،‬فأخذت أسأله وألّ عليه حت‬
‫عرفت أنه أسلم هناك‪ ،‬ول أحد يعرف بإسلمه وقتئذ‪.‬‬

‫وكيف تطيت هذه الواجز وصولً إل السلم؟‬


‫بعدما سعت عن السلم من هذا الدكتور الفلبين راودتن أسئلة كثية‪ :‬لاذا أسلم؟ ولاذا بدل‬
‫دينه؟ لبد من أن هناك شيئا ف هذا الدين وفيما تقوله النصرانية عنه ؟! ففكرت ف صديقة‬
‫قدية فلبينية أسلمت وكانت تعمل بالزيرة‪ ،‬فذهبت إليها‪ ،‬وبدأت أسألا عن السلم‪ ،‬وأول‬
‫شيء سألتها عنه معاملة النساء‪ ،‬لن النصرانية تعتقد أن النساء السلمات وحقوقهن ف‬
‫الستوى الدن ف دينهن‪ ،‬وهذا غي صحيح طبعا‪ ،‬كما كنت أعتقد أن السلم يسمح‬
‫للزواج بضرب زوجاتم‪ ،‬لذلك هن متبئات وكائنات ف منازلن دائما !‬

‫ارتت كثيا لكلمها فاستطردت أسألا عن ال عز وجل‪ ،‬وعن النب ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم وعندما عرضت عليّ أن أذهب إل الركز السلمي ترددت فشجعتن فدعوت "الرب"‬
‫وابتهلت إليه حت يهدين‪ ،‬وذهبت فاندهشوا جدا من معلومات الغزيرة عن النصرانية‬
‫ومعتقدات الاطئة عن السلم‪ .،‬وصححوا ذلك ل‪ ،‬وأعطون كتيبات أخذت أقرأ فيها كل‬
‫يوم وأتدث إليهم ثلث ساعات يوميا لدة أسبوع‪ ،‬كنت قد قرأت بنهايته ‪ 12‬كتابا‪،‬‬
‫وكانت تلك الرة الول الت أقرأ فيها كتبا لؤلفي مسلمي والنتيجة أنن اكتشفت أن الكتب‬
‫الت قد كنت قرأتا من قبل لؤلفي نصارى متلئة بسوء الفهم والغالطات عن السلم‬

‫‪134‬‬
‫والسلمي‪ ،‬لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكري‪ ،‬وهذه الكلمات الت‬
‫تُقال ف الصلة‪.‬‬

‫وف ناية السبوع عرفت أنه دين الق‪ ،‬وأن ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأنه هو الذي يغفر‬
‫الذنوب والطايا‪ ،‬وينقذنا من عذاب الخرة‪ ،‬لكن ل يكن السلم قد استقر ف قلب بعد‪،‬‬
‫لن الشيطان دائما يشعل فتيل الوف والقلق ف النفـــس‪ ،‬فكثف ل مركز التوعية‬
‫السلمي الحاضرات‪ ،‬وابتهلت إل ال أن يهدين‪ ،‬وف خلل الشهر الثان شعرت ف ليلة ـ‬
‫وأنا مستلقية على فراشـــي وكاد النوم يقارب جفون ـ بشيء غريب استقر ف قلب‪،‬‬
‫فاعتدلت من فوري وقلت يا رب أنا مؤمنة لك وحدك‪ ،‬ونطقت بالشهادة وشعرت بعدها‬
‫باطمئنان وراحة تعم كل بدن والمد ل على السلم‪ ،‬ول أندم أبدا على هذا اليوم الذي‬
‫يعتب يوم ميلدي‪.‬‬

‫وكيف تسي رحلتك مع السلم الن؟‬


‫بعد إسلمي تركت عملي كأستاذة ف كليت وبعد شهور عدة طلب من أن أنظم جلسات أو‬
‫ندوات نسوية للدراسات السلمية ف مركز إسلمي بالفلبي حيث موطن إقامت‪ ،‬وظللت‬
‫أعمل به تقريبا لدة سنة ونصف‪ ،‬ث عملت بركز توعية الاليات بالقصيم ـ القسم النسائي‬
‫كداعية إسلمية خاصة متحدثة باللغة الفلبينية بانب لغت الصلية‪.‬‬

‫‪-16‬معلم النصرانية السابق السريلنكي ألدو دمريس‬

‫كان "ألدو دمريس" أحد القساوسة الذين بلغ حاسهم للنصرانية منتهاه و من الدعاة الخلصي‬
‫لا ف بلده سييلنكا ‪ ،‬فقد كانت مهمته تلقي النشء الصغي عقيدة التثليث و أن يزرعها ف‬
‫نفوسهم و يعمقها ف وجدانم و عقلهم ليشبوا نصارى ل يعرفون غي النصرانية دينا ‪ ،‬و‬
‫ساعده على اتقان عمله كونه أحد التخصصي ف علم مقارنة الديان إل جانب مؤهله‬

‫‪135‬‬
‫الامعي ف القتصاد و التجارة الذي هيأ له فرصة العمل بالملكة العربية السعودية الت منها‬
‫بدأت قصة إيانه بالسلم ‪.‬‬

‫لقد كان "ألدو دمريس" يظن أن السلمي قوم وثنيون يعبدون القمر ‪ ،‬و هذا الظن كان نتيجة‬
‫فهم خاطئ بسبب تري السلمي ظهور القمر كل أول شهر قمري ‪ ،‬إذ ل يكن يدري أن‬
‫هذا يعود إل ضرورة معرفة بدايات الشهور كي يتسن لم أداء فريضة الصوم و الج ف‬
‫موعدها ‪ ...‬و كان بفهمه القاصر ـ آن ذاك ـ يعتقد أن قيام السلمي بثل هذا هو ضرب‬
‫من ضروب عبادة القمر كما يفعل الوثنيون ‪ ،‬و قد أسهم ف ترسيخ هذه الفكرة الاطئة لديه‬
‫نشأته ف أسرة نصرانية متعصبة ‪ ،‬و لذلك كان أمر إسلمه بعيدا عن ميلة من يعرفونه ‪ ،‬فضلً‬
‫عن ميلته هو نفسه ‪.‬‬

‫و عندما جاء "ألدو" إل الملكة العربية السعودية استوقفه و أثار انتباهه إغلق الحال التجارية‬
‫و انصراف جوع السلمي إل السجد حي يؤذن النادي للصلة ‪ ،‬لقد شده هذا الشهد با‬
‫يسده من معانٍ عميقة ف نفوس السلمي و اعتزازهم بدينهم ‪ ..‬كما أثار انتباهه العاملة‬
‫الطيبة الت قوبل با ‪ ،‬فضلً عن معرفته ـ أخيا ـ أن السلم يدعو إل قيم و مبادئ لو‬
‫طبقت لساد العال الب و العدل ‪ ،‬و من ث بدأت نفسه تيل إل معرفة سر هذا الدين ‪.‬‬

‫و حي قوي هذا الحساس ف داخله بدأ ل يكتفي بالسؤال ‪ ،‬و إنا أخذ يبحث عن نسخة‬
‫مترجة لعان القرآن الكري كي يكتشف بنفسه نواحي بلغته و إعجازه ‪ ..‬و ل يلبث أن‬
‫تقق له ما أراد حي وجدها لدى أحد أصدقائه السلمي فاستعارها منه فرحا ‪ ،‬و ظل عاكفا‬
‫عليها يدرسها حت حان أذان الفجر و سع الؤذن ينادي للصلة ‪ ،‬فدمعت عيناه ‪ ،‬و ل يلك‬
‫إل أن يهرع ليغتسل و يصلي كما رأى السلمي بفعلون ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫كان لبد أن يتوج "ألدو" إيانه بإثباته رسيا كي يتمكن من زيارة الكعبة الشريفة و السجد‬
‫النبوي الشريف ‪ ،‬و من ث توجه إل أحد أصدقائه السلمي ليشده إل طريق إشهار إسلمه‬
‫الذي تقق بضور القاضي الشرعي معلنا مولده من جديد باسم "ممد شريف" ‪.‬‬

‫و ل يكتفِ "ممد شريف" بإسلمه ‪ ،‬فقد شعر بأن عليه واجبا مطلوب منه أن يؤديه و هو‬
‫السهام ف هداية غيه ‪ ،‬و ل سيما هؤلء الذين كان هو أحد أسباب تعمق النصرانية ف‬
‫نفوسهم من أهله و تلميذه ‪.‬‬

‫و استطاع بثابرته و أسلوب حواره الادئ البن على القائق أن يقنع أهله و الكثي من أقاربه‬
‫بأن السلم دين الق ‪ ،‬فآمنوا به با فيهم صديق قس صار ـ بعد إسلمه ـ من أخلص‬
‫الؤمني لدين ال ‪ ،‬كما نح ف هداية تلميذه السابقي ‪ ،‬فأسلم معظمهم ‪.‬‬

‫و من الدير بالشارة أن دراسة "ممد شريف" للنصرانية ـ كما يقول هو ـ كانت خي‬
‫معي له ف إقناع أولئك الذين هداهم ال ‪ ،‬إذ أوضح لم بعد أن منّ ال عليه بالداية مدى‬
‫التضارب الاصل ف الناجيل حول طبيعة عيسى عليه السلم ف الوقت الذي يتخذ القرآن‬
‫الكري موقفا مددا واضحا حول طبيعة ذلك النب ممد صلى ال عليه و سلم ‪ ،‬موقف يقبله‬
‫العقل و يتفق مع النطق ‪.‬‬

‫هذا ‪ ،‬و يعد "ممد شريف" نوذجا للداعية السلم ‪ ،‬حيث استفاد من معرفته لثمان لغات ف‬
‫الدعوة ل بي الناطقي بتلك اللغات ‪ ،‬و له ـ كداعية ـ آراء و أساليب للدعوة إل دين ال‬
‫ينبغي اللتفات إليها لنا تصدر عن تربة عملية ‪ ،‬من ذلك ‪:‬‬

‫يرى أن الدعوة السلمية ل تزال تفتقر إل أمور كثية ‪ ،‬منها على سبيل الثال قلة الرسائل و‬
‫الطبوعات الت تدعو الناس إل دين ال ‪ ،‬ف حي كانت تتوفر لديه أثناء عمله ف التنصي ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫كما يرى أن الدعاة السلمي مطالبون بالتغلغل ف الوساط الشعبية ف متلف البلدان ليشرحوا‬
‫للناس حقيقة السلم و مزاياه الفريدة ‪ ،‬و ل سيما أن التصورات لدى العام ف البلدان غي‬
‫السلمية بفعل تأثي دعاة النصرانية ف غي صال السلم ‪ ،‬و من ث فمن غي النطقي أن ندعو‬
‫الناس إل الدخول ف دين معلوماتم عنه مشوهة ‪.‬‬

‫لذا يطالب "ممد شريف" بضرورة اتباع طرق تكتيكية ف الدعوة السلمية تبدأ بشرح‬
‫جوهر السلم و كيف أن الدين عند ال السلم ‪ ،‬و تبيان حقيقة كون عيسى عليه السلم‬
‫نبيا مرسلً بالق ‪ ،‬و توضيح مقدار إجلل السلمي له باعتباره نبيا ‪ ،‬و لمه العذراء الت‬
‫يضعها السلم ف مقدمة نساء النة ‪.‬‬

‫و يشي كذلك إل جزئية هامة ‪ ،‬و هي تقع على عاتق أثرياء السلمي ‪ ،‬فيى أن الواجب‬
‫يتم عليهم أن يبادروا إل طبع ترجات لعان القرآن الكري و الكتب الت تتناول جوهر‬
‫العقيدة السلمية و غيها من الكتب الت تصلح للدعوة إل متلف اللغات ‪ ،‬ذلك أن كثيين‬
‫من أبناء اللل الخرى يتوقون إل التعرف على حقيقة السلم و تعاليمه ‪ ،‬غي أن حاجز اللغة‬
‫يقف حجر عثرة أمام تقيق مطلبهم ‪.‬‬

‫و يبز "ممد شريف" حقيقة ليعلمها أثرياء السلمي ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬


‫"إن نشاطات التنصي تد دعما من أغنياء النصرانية ‪ ،‬ف حي يلقي السلمون تبعة نشاطات‬
‫الدعوة على عاتق الكومات و النظمات و اليئات الت تكون ـ عادة ـ مشغولة بألوان‬
‫متعددة من النشاطات " ‪.‬‬

‫و هكذا ند أنفسنا أمام شخصية قد أخلصت ف اعتناقها للسلم ‪ ،‬إل حد غيتا على‬
‫الدعوة إليه بتبصرة الدعاة السلمي إل أساليبها و متطلباتا ليكون لا أثر فعال ‪.‬‬

‫‪-17‬معلم النصرانية السابق الندي كرست راجا‬

‫‪138‬‬
‫كرست راجا العال النصران الذي اعتنق السلم ‪:‬قرأت القرآن بقصد النتقاد ولكن ال‬
‫هدان إل السلم‪.‬‬
‫عال نصران ف ولية "تلنادو" من أقصى جنوب الند تعمق ف دراسة كتب اليهود والنصارى‬
‫السماة بالكتب القدسة‪ .‬وكان يعتقد أن القرآن مسروق من العهد القدي والديد‪ ،‬فوجد‬
‫فرصة لقراءة ترجة معان القرآن الكري ف اللغة التاميلية فعرف أنه منل من عند ال تعال‬
‫فنطق بكلمة التوحيد وسى نفسه "ممد"‪.‬‬
‫حوار أجراه أبو بشرى‬
‫· ما قصة إسلمك يا ممد؟‬
‫· كان أسى الول "كرست راجا"‪ .‬ولدت ف عائلة نصرانية ف قرية من ولية تلمنادور ولغت‬
‫التاميلية وأعرف عددا من اللغات‪ ،‬منذ صغر سن كنت أحب النصرانية وكذلك السيح حبا‬
‫شديدا‪ ،‬لن أحبار النصارى كانوا يعلمونن أن الذى ل يب السيح ل يدخل النة‪،‬و نشأت‬
‫على هذه العقيدة‪ .‬وكنت أدعو ال دائما أن يول السلمي جيعا إل النصرانية‪.‬‬
‫وف أحد اليام التقيت بعال مسلم ووجدت فرصة لكى أناقش معه بعض المور التعلقة‬
‫بالسلم والسيحية‪ ،‬وتدان بقوله‪ :‬لن تد شيئا ف القرآن يالف العقل أو يالف الفطرة‬
‫وكان هذا التحدى سببا لقرأ القرآن الكري فقرأت ترجة العان ف اللغة التاميلية مرتي‬
‫فعرفت أن السلم هو الدين الصحيح والنصرانية مرفة فقبلت السلم دينا‪.‬‬
‫· هل واجهت أى مشكلة من ممعك بعد اعلنك السلم؟‬
‫· طبعا واجهت مشاكل كثية من متمعى‪ ،‬إنم كانوا ينظرون إل نظرة السخرية وقالوا ل‪:‬‬
‫انك صرت منونا وضحكوا على لنن أطلقت اللحية بعد أن كنت متعودا على حلقها‪،‬‬
‫وتملت جيع هذه الشاكل من قومى وصبت عليها لنن كنت أقرأ ف القرآن قصص الدعاة‬
‫والصلحي من النبياء والرسل وتملهم الذى والصائب ف سبيل التبليغ الدعوة إل ال‪.‬‬
‫· هل أسلم على يدك أحد؟‬

‫‪139‬‬
‫· نعم أسلم على يدى زوجت وثلثة من أولدى وكذلك أسلم على يدى بعض الخوة‬
‫الخرين‪.‬‬
‫· ماذا تعمل الن يا ممد؟‬
‫· انكم تعلمون جيدا أن أحبار النصارى وعلماءهم ودعاتم يتمتعون بكل نعيم ف الدنيا‬
‫ويعيشون عيشة رضية با يصلون عليه من العونات الائلة من الدول النصرانية‪ ،‬وأنن تركت‬
‫هذه كلها طمعا با أعد ال ل ف الخرة من نعيم ف النة‪ ،‬والن أتول ف القرى والدن‬
‫ماشيا والتقى بالناس أفرادا وجاعات أوجه الدعوة إليهم وأدعوهم إل السلم وأبي لم‬
‫أباطيل دينهم وابذل جهدى ليصال ترجة معان القرآن الكري إل كل شخص من غي‬
‫السلمي‪ .‬لنن على يقي أنم إذا قرأوا القرآن مرة واحدة من أوله إل آخره فسيدخلون ف‬
‫دين ال‪.‬‬
‫· قلت إنك تعمل ف مال الدعوة فهل تشتغل بنفسك أو تتبع أحد الراكز السلمية؟‬
‫· إنن ل أستطيع أن اعمل منفردا لنن ل أجد ما أنفقه فلذلك اشتغل كداعية ف مركز‬
‫الدعوة للمسلمي الدد التابع لمعية أهل القرآن والديث ف ولية تلنادوا جنوب الند والت‬
‫تبذل جهدها ف نشر الدعوة إل ال بي السلمي وغيهم‪.‬‬
‫· ماذا تريد أن تقول للمسلمي؟‬
‫· إن الستقبل للسلم وآلف من القلوب ف هذه النطقة تنتظر الفرصة للدخول ف السلم‬
‫وعلى السلمي مسئولية كبى‪ ،‬يب عليهم أن يتمثلوا صورة السلم الصحيحة أول ث‬
‫يقوموا بالدعوة الستمرة ويبذلوا جهدهم ف تعريف السلم لغي السلمي من النصارى‬
‫والندوس وغيهم‪ ،‬وعلى الؤسسات واليئات السلمية ف داخل البلد وخارجها الت تتم‬
‫بالشئون الدينية أن تقوم بتوزيع ترجة معان القرآن بكية كبية‪.‬‬
‫· وأقول أخيا إن السلمي هم السئولون أمام ال لتأخر دخول ف السلم‪ .‬فقد كنت جاهل‬
‫به أكثر من ثلثي سنة‪ ،‬وذلك بسبب السلمي وتقصيهم ف دعوتى للسلم وبيان معانيه‪،‬‬
‫وإنن أخشى أن يقول الناس جيعا يوم القيامة أمام ال تعال مثل قول هذا‪..‬‬

‫‪140‬‬
‫الصدر‪ :‬الجلة اليية العدد "‪ "74‬مرم ‪ 1417‬هـ‬

‫‪141‬‬
‫‪-18‬الشماس السابق الصري سيف السلم التهامي‬

‫القدمة‪:‬‬
‫المد ل رب العالي والصلة و السلم على أشرف الرسلي ممد بن عبد ال عليه أفضل‬
‫الصلة و أت التسليم‬
‫و بعد‪....‬‬

‫النشأة‪:‬‬
‫ولدت ف القاهرة ف ‪ 30/7/1980‬من أبوين نصرانيي‪,‬كان أب أرمن كاثوليك و أمي‬
‫إنيلية( طوائف نصرانية ) ‪ ,‬و كانت ابنة عم أب راهبة ف مدرسة راهبات الرمن‪ ,‬و كان‬
‫خال قسيساُ ف أحد الكنائس النيلية‪ ,‬وكان ل أختان أكب من بأربع سنوات ‪.‬‬

‫نشأت نشأة نصرانية بتة‪ ,‬فمنذ نعومة أظافرى و أنا أذهب إل الكنيسة كل يوم أحد‪ ،‬و ف‬
‫ب فيما يص ذهاب للكنيسة فقد أحببت‬
‫العياد‪ ،‬و ف كل وقت أشاء حيث ل يكن علي رقي ٌ‬
‫الذهاب إليها‪ ،‬و الستمتاع بكل ما فيها من شعائر و صلوات و أيضا ألعاب و معسكرات و‬
‫رحلت‪.‬‬

‫التحقت بدرسة نوباريان الرمنية وهي مدرسة ل تقبل إل النصارى الرمن فقد كان عدد‬
‫طلب الدرسة من حضانة إل ثانوي ما يقرب من ‪ 125‬طالب فقط ف جيع مراحل التعليم‬
‫با ‪ .‬وكان أول ما نفعله صباحا ف طابور الدرسة هو الصلة ونن واقفون ف صفنا ‪،‬‬
‫وكانت توجد كنيسة بالدرسة وكان أكثر الدرسي ف الدرسة نصارى ‪.‬‬

‫فمن الواضح الن للقارىء أن ل يكن ل أي إختلط بالسلمي إل القليل من أصدقائي ف‬


‫الي أو جيان ‪ ،‬بل كانت معظم أوقات أقضيها بالكنيسة ‪ ,‬وكنت أخدم كشماس ف‬
‫الكنيسة( والشماس هو الذي يساعد القسيس ف مراسم القداس و الصلة) ‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫واستمر ب الال على ذلك حت وصلت الرحلة الثانوية‪ ،‬وف هذه الرحلة بدأت أرتبط‬
‫بالكنيسة والقساوسة أكثر من ذي قبل وكنت سعيدا جدا بذه العلقة لن كنت من القربي‬
‫لديهم وأصبحت أقوم بعظم شعائر القداس من قراءة للنيل ورد على القسيس عندما يتلوا‬
‫أي شيء منه ‪ ،‬بالضافة إل تضي القربان والمر للقداس (أعاذكم ال منها)‪.‬‬

‫بداية الداية‪:‬‬
‫و ف يوم من اليام كنت أجلس مع أحد أصدقائي السلمي‪,‬‬
‫فقال ل ‪ :‬ألن تسلم ؟‬
‫فقلت له ‪ :‬ول أسلم ؟ول ل تتنصر أنت ؟‬
‫فقال ل عبارة كانت هي أشد ما سعت ‪..‬‬
‫قال‪( :‬أنتم كلكم ف النار ) !‬
‫فيالا من كلمة قوية وقعت عل ّي كالصاعقة ‪..‬‬
‫النار؟!؟‬
‫لاذا النار؟؟‬
‫و أناأعمل كل شيء صال لتقرب إلىرب لكي أدخل النة ث يقول ل أن سوف‬
‫أدخل‪...‬النار ؟‬
‫فعندما هدأت سألته‪ :‬لاذا أدخل أنا والنصارى جيعا النار وأنتم السلمون تدخلون النة ؟‬
‫فقال ‪ :‬لنكم تقولون ثالث ثلثة وأن السيح ابن ال وغيها من الفتراءات على السيح !‬
‫فقلت له‪ :‬وكيف عرفت كل هذه الشياء ‪..‬هل قرأت النيل ؟‬
‫قال ‪ :‬ل بل قرأتا عندنا ف القرآن ‪.‬‬

‫الشك و اليقي‪:‬‬
‫فكان هذا من الشياء العجيبة الت سعتها أيضا ‪ ،‬فكيف يعرف القرآن ما هو ف ديننا (سابقا)‬
‫وكيف يقر بأن هذه الشياء الت نقولا على السيح كلها كفر وتؤدي إل النار؟‬

‫‪143‬‬
‫عندئذ احتار أمري وبدأت أتفكر مليا ف هذا المر ‪ ،‬ث بدأت أقرأ النيل ولول مرة على‬
‫بصية فقد كان على قلب عمى ‪ ،‬وبدأت أجد الختلفات الشديدة ف ذكر نسب السيح!‬

‫و إدعاء ألوهيته تارة و نبوته تارة أخرى!‬


‫فبدأت أتساءل من هو السيح إذن ؟‬
‫أهو نب أم ابن ال أم هو ال ؟‬

‫أسئلة بل أجوبة!!‪:‬‬
‫وبدأت أضع بعض السئلة ث أذهب با إل القسيس‪ ,‬لكى أحصل على الجابة الشافية‪,‬‬
‫ولكن ل أجد ما يثلج صدري ف أي إجابة!‬

‫فأتذكر أن ذات مرة سألت القسيس‪ :‬لاذا الكتاب القدس يقول أن السيح جالس على جبل‬
‫الزيتون وهو يدعو ال ؟‬

‫‪ ..‬فإن كان هو ال حقا فلمن يدعو ؟ ولن يسجد ؟ فأجابن إجابات ل أفهم منها شيئا ‪.‬‬

‫ث بدأت أتفكر فيما كنا نفعله ف الكنيسة من اعتراف بالطايا والذنوب للقسيس وأيضا‬
‫الناولة(وهي عبارة عن جلش طري يوضع ف المر فيقول القسيس أن هذين الشيئي صارا‬
‫دم وجسد السيح ومن يأخذهم يغفر له ويطهر من الداخل! )‬

‫وتساءلت كيف يغفر ذنوب بشرا مثله مثلي ؟!!‬

‫وهو لن يعترف؟ ومن يغفر له ؟‬

‫وكيف يل دم وجسد السيح ف هذه الكأس ؟‬

‫هل هذه خرافة أم حقيقة ؟‬

‫‪144‬‬
‫وكيف يطهر ما ف داخلي ويغفر ذنوب ؟‬

‫فبدأت السئلة تكثر داخلي ول أجد لا إجابة ‪ ،‬فبدأت آخذ قرارات من نفسي‪ :‬مثل عدم‬
‫العتراف للقسيس لنه بشر مثلي ‪ ،‬وأيضا عدم أخذ الناولة ‪ ،‬و آمنت أن السيح عليه السلم‬
‫نبيا لنه بشر ‪...‬‬

‫والله له صفات الكمال الاصة الت تتناف مع صفات البشر و بدأت أقرأ النيل بدون أن‬
‫أقول (ربنا يسوع السيح) [ بنص النيل ]‬

‫ولكن أقول يسوع السيح (فقط) ‪ ،‬ولكن مع هذا ل أشعر بالراحة الت أريدها ول أشعر أن‬
‫هذا هو الل ف هذا الدين الذي أعتنقه ‪.‬‬

‫{إ ّن هذا القرآن يهدى للت هى أقوم}‬

‫وأثناء ذلك وف تلك القبة من حيات ‪ ،‬كنت ذات يوم أستذكر دروسي ف غرفت داخل‬
‫منل السرة الذي يقع خلفه تاما مسجد ‪ ،‬وكنا ف شهر رمضان وكانت مكبات الصوت‬
‫تعمل من بعد صلة العشاء خلل صلة التراويح ‪ ،‬وكان صوت المام الذي يقرأ القرآن‬
‫يصل إل غرفت ‪..‬‬

‫إنه صوت خافت وجيل كنت أشعر فيه بلوة تس قلب ول أكن قد علمت بعد أن هذه‬
‫التلوة هي القرآن الكري ‪.‬‬

‫داخل الكنيسة‪:‬‬
‫ث جاءت اللحظة الت شرح ال فيها صدري للسلم وكان ذلك يوم الحد بالقداس داخل‬
‫الكنيسة عندما كنت أقرأ النيل‪ ,‬قبل القداس استعدادا لقراءته على الناس خلل الصلة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫وأثناء استعدادي سألت نفسي‪:‬‬
‫هل سأقول ربنا يسوع السيح؟‬
‫أم يسوع السيح فقط ؟‬
‫لنه نب وليس بإله ‪ ،‬ولكن إذا قلت ذلك سوف يدرك الاضرون أن تاوزت عن تلك‬
‫الكلمة ‪ ،‬ولكن أيضا كيف سأخالف ضميي ‪..‬‬

‫وف النهاية قررت أن سأقرأ النيل كما هو دون تغيي مادمت أمام الناس وأن أجعل هذا‬
‫التغيي عندما أقرأه بفردي ‪.‬‬

‫وجاء ميعاد قراءت للنيل خلل القداس ‪..‬‬


‫وبدأت أقرأ بثبات كما هو مكتوب تاما حت وقفت عند كلمة‪( :‬ربنا يسوع السيح)‪ ..‬فأب‬
‫لسان أن ينطق با‪ ,‬ول أشعر بنفسي إل و أنا أتاوز كلمة (ربنا) خلل القراءة بالكلية ‪،‬‬
‫وتعجب القسيس من ذلك الوقف‪ ,‬فأشار إل باللوس فتوقفت عن القراءة ث جلست ولكننا‬
‫أكملنا الصلة بشكل طبيعي ‪ ،‬حت إذا انتهت الصلة توجهت للغرفة الاصة بنا‪..‬‬

‫وهنالك سألن القسيس‪ :‬ل فعلت ذلك ؟‬


‫لاذا ل تقرأ النيل كما هو ؟‬
‫فلم أجبه‪ ,‬وقلت له‪ :‬إن أريد أن أذهب إل البيت لستريح!‬
‫وذهبت إل غرفت وأنا ف غاية الدهشة‪..‬‬
‫لاذا فعلت ذلك ؟ و ماذا حدث ل؟‬

‫ومنذ ذلك اليوم‪ ,‬وأنا أنام قبل إتام قراءة النيل يوميا كما كنت معتادا من ذي قبل‪،‬‬
‫وأصبحت ل أشعر بالراحة ل ف صلة‪ ,‬ول قراءة ول حت الذهاب إل الكنيسة‪..‬‬

‫وظللت أتفكر ف حال‬

‫‪146‬‬
‫(وتترق أذن تلك الكلمة القاسية الت قالا ل صديقي السلم)‬
‫( كلكم ف النار‪)..‬‬

‫الطريق إل اليقي‪:‬‬
‫بعدها‪ ..‬أقبلت على القراءة الادة ف كتب القارانات والكتب السلمية الت تتناول حياة‬
‫السيح ‪ ،‬فعرفت من هو السيح ف السلم‪ ,‬وعلمت أيضا مال أكن أعلم‪ :‬وهو ذكر النب‬
‫(صلى ال عليه وسلم) ف إنيل العهدين القدي و الديث‪..‬‬

‫وأكتشفت‪ :‬أن السيح وأمه مري (عليهما السلم)‪ ,‬مكرمان غاية التكري ف القرآن‪.‬‬

‫وأن السيح (نبّ)‪ ,‬قال ال له كن‪ :‬فكان‪.‬‬

‫وهو (روح منه)‪ ،‬فتأكدت حينئذِ أن النيل الذي بي يديّ مرف‪ ،‬ويكثر فيه اللغط ‪.‬‬

‫ث علمت أن (السلم) هو دين الق‪ ,‬وأن ال ل يرضى غي السلم دينا ‪ ،‬وأنه هو الطريق‬
‫إل النة والنجاة من النار (الت ل يسعى إليها أحد)‪.‬‬

‫فذهبت بعدها إل إحدى الكتبات واشتريت مصحفا كي أقرأ فيه‪..‬‬

‫وعندما قرأته ل أكن ‪-‬حينها‪ -‬أفهم منه شيئا‪ ,‬ولكن وال أحسست براحة غريبة ف‬
‫صدري !!‬

‫لقد انشرح صدري لذا الدين الذي ارتضاه ال لعباده وكرمهم به وأرشدهم إليه‪ ,‬فالمد ل‬
‫أولً‪ ,‬والمد ل آخرا ‪,‬والمد ل أبدا أبدا ‪ ،‬المد ل على نعمة السلم وكفى با نعمة ‪.‬‬

‫ومن الدهش أيضا أن عندما أخبت أخوات بالسلم وجدتن قد سبقان إليه!!‬

‫‪147‬‬
‫ول يعارضن منهن أحد‪ ،‬فالمد ل الذي منّ علينا جيعا بالسلم ‪..‬‬

‫فيومها نطقت بالشهادتي أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪.‬‬

‫لقد ولدت من جديد‪ ،‬فما أجله من دين‪ ,‬وما أعظمه من إله واحد أحد‪ ,‬ل يلد ول يولد ول‬
‫يكن له كفوا أحد ‪.‬‬

‫فلك المد يا إلي‪ ,‬أنت عزي وأنت جاهي‪ ,‬فمن يستعي بسؤالك وأنت ل تيب من راجاك‬
‫‪.‬‬

‫اللهم فلك المد علي نعمة السلم وعلى نعمة اليان‪ ،‬اللهم ثبتن على ما أنا عليه واجعل‬
‫آخر كلمات ف هذه الدنيا ل إله إل ال ممد رسول ال فيها ومن أجلها أحيا وأموت وبا‬
‫ألقاك‪ ،‬وصلةً وسلما على خي الرسلي إمام النبيي ممد صلى ال عليه وسلم تسليما كبيا‬
‫عظيما إل يوم الدين‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫‪-19‬النصر السابق اللان جي ميشيل‬

‫تعرضت بعثة تنصيية رفيعة الستوى للفشل الذريع بسبب اعتناق رئيسها للدين السلمي‪،‬‬
‫والذي تعرض لحاولت مستميتة من قبل البعثة التنصيية بدف إبعاده عن اعتناق السلم‪،‬‬
‫والت وصلت إل حد التهديد بالقتل‪ ...‬وترجع قصة هذا الب عندما إختارت منظمة التنصي‬
‫بألانيا الغربية "جى ميشيل" ‪ G.Michel‬لكي يكون رئيسا للبعثة التنصيية ف الصومال‪،‬‬
‫بانب عمله كطبيب لمراض العيون‪..‬‬
‫كانت بعثة تنصيية اتذت ف خطتها مشروع تنصي القرن الفريقي‪ ،‬على أن تكون الصومال‬
‫هي نقطة النطلق لعمليات التنصي‪ ..‬وقد اتذت هذه البعثة مشروعا خييّا كستار تفي من‬
‫ورائه نشاطها الشبوه‪ ..‬وكان هذا الشروع هو علج أمراض العيون كي تنفذ من خلله إل‬
‫الواطني والتأثي عليهم بترغيبهم ف الديانة السيحية‪.‬‬
‫وبعد خسة أشهر تلقت النظمة تقارير تفيد بتفانيه ف عمله كطبيب‪ ..‬وإهاله للشق الخر من‬
‫مهمته‪ ،‬وهو التنصي‪ ..‬فتلقى "جي ميشيل" برقية من رئاسة النظمة تطلب منه ضرورة ذهابه‬
‫إل إنلترا لقضاء فترة تدريبية لدة شهر‪ ،‬ث السفر منها إل "تنانيا"‪.‬‬
‫وف انلترا تعرّف "جي ميشيل" على صديق مسلم من الصومال يدعى "ممد باهور" الذي‬
‫وطد علقة صداقته معه‪ ،‬وحدث أن دعاه ذات يوم لزيارة منله‪ ...‬الذي يتحدث عنها قائلً‪:‬‬
‫"بعد أن تعرفت على صديق مسلم من الصومال اسه "ممد باهور" دعان إل زيارة منله‪،‬‬
‫فلبيت دعوته‪ ،‬وكان الترحيب من أسرته‪ ...‬وأثناء الزيارة فوجئت برجل يتكلم النليزية‬
‫بطلقة مدهشة‪ ..‬وعلمت أنه والد "صديقي ممد"‪ ،‬وفرحت به‪ ،‬وتنيت أن أجذبه إل الدين‬
‫السيحي حت تتحقق عملية التنصي‪ ..‬وبدأت مع هذا الرجل عملية جذبه للمسيحية بالديث‬
‫عنها معه‪ ..‬وهو ينصت إلّ بإصغاء تام‪ ،‬توقعت اقتناعه با أقول‪ ،‬وبالتال سيكون مفتاح‬
‫"التنصي ف النطقة كلها"‪.‬‬
‫ويسترسل رئيس البعثة التنصيية حديثه بقوله‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫"بعد أن أسهبت ف الكلم عن السيحية كدين ل يرقى ف مكانته أية ديانة أخرى‪ ،‬وأنا‬
‫أتعرض لعظمة النيل والسيح عيسى ابن ال‪ ..‬فوجئت بوالد صديقي مسكا بنسخة من‬
‫القرآن ف يديه وسألن أتعرف هذا الكتاب‪ ..‬فابتسمت ول أجب‪ ،‬خشية إثارته أو التلميح له‬
‫بهمت‪ ،‬ولكن أحسست أن هذا الرجل يدرك ما يدور بعقلي‪ ،‬فمنحن فرصة الروج من‬
‫الأزق‪ ..‬وبدأ هو يتحدث عن النيل وعن السيح‪ ...‬ومن خلل حديثه أدركت تاما أن‬
‫السلمي جيعا يبونه ويعترفون به‪ ،‬وخصوصا أن السلم ذاته يدعو إل اليان به وبغيه من‬
‫الرسل والنبياء‪ ،‬بل جعل ذلك من دعائم اليان بالسلم‪.‬‬
‫ث طلب من والد صديقي أن أوجه له أي سؤال ف النيل أو ف القرآن‪ ...‬فقلت له‪ :‬كيف؟!‬
‫قال‪ :‬ف القرآن كل شيء"‪.‬‬
‫ويصمت "جي ميشيل" برهة وهو يستعيد حكايته مع السلم الت نُسجت خيوطها الول من‬
‫خلل زيارة لصديقه والتقائه بوالده الذي أصغى إليه وهو ياول أن يذبه للمسيحية‪ ،‬ث‬
‫تعقيب والد صديقه على ما سعه منه‪ ،‬وإفاضته ف الديث عن السلم ف سلسة ويُسر‬
‫يستسيغه العقل والتفكي النطقي‪.‬‬
‫ث يستطرد قائل‪:‬‬
‫"وتعددت زيارات لوالد صديقي‪ ..‬وكنت مُراقبا من أفراد البعثة الذين طلبوا من عدم الذهاب‬
‫إل هذا النل‪ ،‬وفوجئت بعد ذلك بقرار نقل صديقي‪ ،‬ث اعتقاله بدون سبب‪ ...‬أما بالنسبة‬
‫ل فقد طلبوا من النتقال إل "كينيا" لقضاء اجازة متعة على حد تعبي منظمة التنصي‪...‬‬
‫ووصلتن رسالة ساخنة من والدي يطالبن فيها بالعودة إل ألانيا بأسرع ما يكن"‪.‬‬
‫ولكن "جي ميشيل" رئيس بعثة التنصي رفض الستجابة لتعليمات رئاسته ف الانيا‪ ..‬كما‬
‫رفض الستجابه لطلب والده‪ ..‬فكتب هذه البقية إل كل منهما‪:‬‬
‫"اطمئنوا تاما‪ ..‬كل شيء على ما يرام‪ ،‬وسأعتنق السلم"‪.‬‬
‫وعكف "جي ميشيل" على دراسة السلم وتفهم تعاليمه وأركانه الت حث عليها‪ ..‬بعدها‬
‫أعلن اعتناقه للسلم‪ ،‬وقام بتغيي اسه إل "عبد البار"‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫واستمر "عبد البار" ف الصومال يؤدي رسالته كطبيب مسلم يعرف حق ال وحق مرضاه‪،‬‬
‫ويعامل الناس بآداب السلم الت تلّى با ف سلوكياته وأخلقياته‪.‬‬

‫‪-20‬معلم اللهوت السابق الدكتور آرثر ميلستنوس‬

‫(آرثر ميلسنتوس) دكتوراه ف اللهوت ‪ ،‬وكان الرجل الثالث ف ممع كنائس قارة آسيا ‪.‬‬
‫قصته مع السلم‪:‬‬
‫ف أثناء عمله بالتنصي عام ‪ 1983‬قال لنفسه ‪ :‬أي ضي ف قراءة القرآن من أجل الرد على‬
‫السلمي ؟ فتوجه إل أحد السلمي سائلً إياه أن يعيه كتاب القدس ‪ ،‬فوافق السلم مشترطا‬
‫عليه أن يتوضأ قبل كل قراءة ‪ ،‬ث شرع آرثر يقرأ القرآن خفية ‪ ،‬ولنستمع إليه يدثنا عن‬
‫تربته الول مع القرآن ‪:‬‬
‫"عندما قرأت القرآن أول مرة ‪ ،‬شعرت بصراع عنيف ف أعماقي ‪ ،‬فثمة صوت ينادين ويثن‬
‫على اعتناق هذا الدين ‪ ،‬الذي يعل علقة النسان بربه علقة مباشرة ‪ ،‬ل تتاج إل‬
‫وساطات القسس ‪ ،‬ول تباع فيها صكوك الغفران !! وف يوم توضأت ‪ ،‬ث أمسكت بالقرآن‬
‫فقرأت ‪َ (( :‬أفَل يََتدَبّرُو َن الْقُرْآنَ أَمْ علَى قُلُوبٍ َأقْفَاُلهَا )) فأحسستُ بقشعريرة ‪ ،‬ث قرأت ‪:‬‬
‫(( الَْيوْمَ َأ ْكمَ ْلتُ لَ ُكمْ دِينَ ُكمْ وَأَْتمَ ْمتُ عَلَيْ ُكمْ نِ ْعمَتِي َو َرضِيتُ لَ ُكمُ السلم دِينًا ))‬
‫فحلّت السكينة ف الروح اليى ‪ ،‬وشعرت أن قد خُلقت من جديد ‪.‬‬
‫ف تلك الليلة ل يصب آرثر حت تطلع الشمس ‪ ،‬بل اته حالً إل منل صديقه السلم ليسأله‬
‫عن كيفية الدخول ف السلم ‪ ،‬وبي حية الصديق ودهشته نطق آرثر بالشهادتي‪.‬‬

‫الصدر‪:‬ربت ممدا ول أخسر السيح‪-‬د‪.‬عبدالعطي الدالت‬

‫‪151‬‬
‫‪-21‬معلم اللهوت السابق عبدالحد داود‬

‫(بنجامي كلدان) أستاذ ف علم اللهوت ‪ ،‬وقسيس الروم الكاثوليك لطائفة الكلدانيي‬
‫الوحدة ‪ ،‬يتكلم عدة لغات ‪.‬‬

‫اسه ‪ /‬هو دافيد بنجامي الكلدان ‪ ،‬كان قسيسا للروم من طائفة الكلدان ‪ ،‬وبعد إسلمه‬
‫تسى بعبد الحد داود ‪.‬‬

‫مولده ‪ /‬ولد عام ‪1868‬م ‪ ،‬ف أروميا من بلد فارس ‪ ،‬وتلقى تعليمه البتدائي ف تلك‬
‫الدينة ‪ ،‬وبي عامي ‪1889 – 1886‬م كان أحد موظفي التعليم ف إرسالية أساقفة "‬
‫كانتر بوري " البعوثة إل النصارى النسطوريي ف بلدته ‪ ،‬وف عام ‪1892‬م أرسل إل‬
‫روما حيث تلقى تدريبا منتظما ف الدراسات الفلسفية واللهوتية ف كلية " بروبوغاندافيد "‬
‫وف عام ‪1895‬م ت ترسيمه كاهنا ‪ ،‬وف هذه الفترة شارك ف كتابة سلسلة من القالت‬
‫الت ت نشرها ف بعض الصحف التخصصة ‪ ،‬وبعد عودته من روما توقف ف إستانبول عام‬
‫‪1895‬م وأسهم ف كتابة ونشر بعض القالت عن الكنائس الشرقية ف الصحف اليومية‬
‫النليزية والفرنسية ‪.‬‬

‫ل يكث طويل ف إستانبول بل عاد ف نفس العام إل بلدته ‪ ،‬وانضم إل إرسالية " لزارست‬
‫" الفرنسية ‪ ،‬ونشر لول مرة ف تأريخ الرسالية منشورات فصلية دورية باللغة السريانية ‪،‬‬
‫وبعد ذلك بعامي انتدب من قبل اثني من رؤساء أساقفة الطائفة الكلدانية ف بلده لتمثيل‬

‫‪152‬‬
‫الكاثوليك الشرقيي ف مؤتر " القربان القدس " الذي عقد ف مدينة " باري لو مونيال " ف‬
‫فرنسا ‪ ،‬وف عام ‪1898‬م عاد إل قريته " ديال وافتتح مدرسة بالجان ‪.‬‬
‫وف عام ‪1899‬م أرسلته السلطات الكنسية إل سالاس ‪ ،‬لتحمل السئولية ‪ ،‬حيث يوجد‬
‫نزاعات بي بعض القياديي النصارى هناك ‪ ،‬وف عام ‪1900‬م ألقى موعظة بليغة شهية ‪،‬‬
‫حضرها جع غفي من طائفته وغيها ‪ ،‬وكان موضوعها ‪:‬‬
‫( عصر جديد ورجال جدد ) انتقد فيها توان بن قومه عن واجبهم الدعوي ‪.‬‬

‫ما هي دوافع إسلمه ؟‬


‫يدثنا عبدالحد داود نفسه ف كتبه عن هذه الدوافع ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬

‫(‪ )1‬عناية ال به ‪ ،‬إذ يقول لا سئل ‪ :‬كيف صرت مسلما ؟ كتب ‪ :‬إن اهتدائي للسلم ل‬
‫يكن أن يعزى لي سبب سوى عناية ال عز وجلب ‪ ،‬وبدون هداية ال فإن كل القراءات‬
‫والباث ‪ ،‬ومتلف الهود الت تبذل للوصول لل القيقة لن تكون مدية ‪ ،‬واللحظة الت‬
‫آمنت با بوحدانية ال ‪ ،‬وبنبيه الكري صلوات ال عليه ‪ ،‬أصبحت نقطة تول نو السلوك‬
‫النموذجي الؤمن ) ‪.‬‬

‫(‪ )2‬ومن السباب الت ذكرها أيضا والت جعلته يعلن عصيانه على الكنيسة ‪ ،‬أنا تطلب من‬
‫أن يؤمن بالشفاعة بي ال وبي خلقه ف عدد من المور ‪ ،‬كالشفاعة للخلص من الحيم ‪،‬‬
‫وكافتقار البشر إل الشفيع الطلق بصورة مطلقة ‪ ،‬وأن هذا الشفيع إله تام وإنسان تام ‪ ،‬وأن‬
‫رهبان الكنيسة أيضا شفعاء مطلقون ‪ ،‬كما تأمره الكنيسة بالتوسل إل شفعاء ل يكن‬
‫حصرهم ‪.‬‬

‫(‪ )3‬من واقع دراسته لعقيدة الصلب وجد أن القرآن ينكرها والنيل التداول يثبتها ‪،‬‬
‫وكلها ف الصل من مصدر واحد ‪ ،‬فمن الطبيعي أل يكون بينهما اختلف ‪ ،‬ولكن وقع‬

‫‪153‬‬
‫بينهماالختلف والتضاد ‪ ،‬فل بد من الكم على أحدها بالتحريف ‪ ،‬فاستمر ف بثه وتقيقه‬
‫لذه السألة حت توصل إل القيقة ‪ ،‬حيث يقول ‪:‬‬

‫( ولقد كانت نتيجة تتبعات وتقيقي أن اقتنعت وأيقنت أن قصة قتل السيح عليه السلم‬
‫وصلبه ث قيامه من بي الموات قصة خرافية)‬

‫(‪ )4‬اعتقاد النصارى بالتثليث ‪ ،‬وادعاؤهم أن الصفة تسبق الوصوف كان أحد السباب‬
‫الت دعته للخروج من السيحية ‪.‬‬

‫(‪ )5‬التقى بعدد من العلماء السلمي وبعد مواجهات عديدة معهم اقتنع بالسلم واعتنقه ‪.‬‬

‫(‪)6‬اعتزل الدنيا ف منله شهرا كاملً ‪ ،‬يعيد قراءة الكتب القدسة بلغاتا القدية وبنصوصها‬
‫الصلية مرة بعد مرة ‪ ،‬ويدرسها دراسة متعمقة مقارنة ضمّن بعضها ف كتابه الفذ (ممد ف‬
‫الكتاب القدس) وأخيا اعتنق السلم ف مدينة استانبول ومن مؤلفاته (النيل والصليب) ‪.‬‬
‫يقول عبد الحد داود ‪:‬‬
‫"ف اللحظة الت آمنت فيها بوحدانية ال ‪،‬وبنبيه الكري صلوات ال عليه ‪ ،‬بدأت نقطة تول‬
‫نو السلوك النموذجي الؤمن"‪.‬‬
‫"ل إله إل ال ممد رسول ال" هذه العقيدة سوف تظل عقيدة كل مؤمن حقيقي بال حت‬
‫يوم الدين … وأنا مقتنع بأن السبيل الوحيد لفهم معن الكتاب القدس وروحه ‪ ،‬هو دراسته‬
‫من وجهة النظر السلمية" ‪.‬‬
‫الصدر‪( :‬ممد ف الكتاب القدس) عبد الحد داود ص (‪( - )162‬عظماء ومفكرون‬
‫يعتنقون السلم) ممد طماشي‬

‫من كتبه‪ :‬النيل والصليب علي هذا الرابط‪:‬‬


‫‪http://saaid.net/book/49.zip‬‬

‫‪-22‬القس السابق ممد فؤاد الاشي‬


‫‪154‬‬
‫ألّف كتاب (الديان ف كفة اليزان) يقول فيه ‪" :‬لقد كان قصدي من البحث ف السلم‬
‫استخراج العيوب الت أوحى إل با أساتذت ‪ ،‬لكن وجدت أن ما زعموه ف السلم عيوبا‬
‫هو ف القيقة مزايا ! فأخذ السلم بلب ‪ ،‬فانقدت إليه ‪ ،‬وآمنت به عن تفكّر ودراسة‬
‫وتحيص ‪ ،‬وبا كلها رجحت كفة السلم ‪ ،‬وشالت كفة سواه"‪..‬‬

‫الصدر‪ :‬عن ( السلم) الدكتور أحد شلب ص (‪)288‬‬

‫‪ -23‬القس السابق ثان أكب قسيس ف غانا‬

‫أخذوه طفل فقيا معدما يلبس الرث من الثياب ‪ ،‬وبالكاد يد لقمة يومه ‪ ،‬ربوه ف‬
‫ملجئهم ‪ ،‬درسوه ف مدارسهم ‪ ،‬ما إن لظوا منه نباهة حت جعلوه من أولويات‬
‫اهتماماتم ‪ ،‬كان يتميز بذكاء حاد ونظرة ثاقبة ف سن مبكرة من حياته ‪ ،‬سرعان ما شق‬
‫طريقه ف التعليم ‪ ،‬حت نال أكب الشهادات بالطبع كان ذلك مقابل دينه الذي يعرف انتماءه‬
‫له ‪ ،‬لكنه تلفت ينة ً ويسرة ً ف وقت العوز والاجة ‪ ،‬فما وجد أحدا إل النفرين ‪ -‬أعن‬
‫النصرين أو من يسمون أنفسهم بالبشرين – أصبح قسيسا لمعا ف بلده ‪ ،‬له لسان ساحر‬
‫وأسلوب جذاب ومظهر لمع ‪ ،‬وبريق عينيه يقود من رآه إل مرآب ساحته‪ ،‬ومع السف‬
‫كانت ساحته هي التنصي ‪ ،‬وكم تنصر على يديه من مسلم ‪.‬‬

‫وذات يوم إذ أراد ال هدايته ‪ ،‬تأمل … وأخذ يتساءل ‪ ..‬أنا ل أترك دين لقناعة ف الديانة‬
‫النصرانية ‪ ،‬وإنا الوع هو الذي قادن ‪ ،‬والاجة هي الت دفعتن ‪ ،‬والعوز هو الذي ساقن ‪،‬‬
‫وعلى الرغم من رغد العيش الذي أنا فيه ‪ ،‬والرفاهية الت أتتع با إل أنن ل أجد النشراح‬
‫ول أشعر وأنعم بالراحة والسعادة والطمأنينة إذ ما فتئت أقلق من الصي بعد الوت ‪ ،‬ول أرس‬
‫على بر أمان أو قاعدة صلبة تريح الضمي حول ما ف الخرة من مصي ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫لاذا ل أتعرف على السلم أكثر؟ لاذا ل أقرأ القرآن مباشرة ‪ ،‬بدل من الكتفاء بعلومات عن‬
‫السلم من الصادر النصرانية الت ربا ل تعرض السلم بصورته القيقة ‪.‬‬

‫وهنا شرع يقرأ القرآن ويتأمل ويقارن ‪ ،‬فوجد فيه النشراح والطمئنان ‪ ،‬وانفرجت أساريره‬
‫وعرف طريق الق وسبيل النور " قد جاءكم من ال نور وكتاب مبي يهدي به ال من اتبع‬
‫رضوانه سبل السلم ويرجهم من الظلمات إل النور بإذنه ويهديهم إل صراط مستقيم " ‪.‬‬
‫هنا اتذ قراره الاسم وعزم على التصدي لكل عقبة تول دون إسلمه ‪ ،‬تـرى ماذا فعل؟‬
‫لقد عمل بالثل القائل الباب الذي يأتيك منه الريح ‪ .‬افتحه وقف ف وجهه‪ .‬فذهب إل‬
‫الكنيسة وقابل الرجل الول فيها القسيس الوروب الكبي عندهم ‪ ،‬وأخبه بقراره ‪ ،‬فظن أنه‬
‫يزح أو أنه هكذا أراد أن يقنع نفسه لكنه أكّد له أنه جاد ف رغبته هذه ‪ ،‬فجن جنون الرجل‬
‫وأخذ يزبد ويرعد ويهدد ‪ . . .‬ث لا هدأ ‪ ،‬أخذ يذكره با كان عليه وما صار إليه ‪ ،‬وما فيه‬
‫الن من نعمة ويسر ‪ ،‬وحاول إغراءه بالال وأنه سيزيد راتبه ويعطيه منحة حال ويزيد من‬
‫النحة السنوية ‪ ،‬ويزيد من صلحياته ‪ ،‬و‪ . . .‬و ‪ ...‬و‪ ..‬لكن دون جدوى فجذوة اليان قد‬
‫تغلغلت ف شغاف القلب واستقرت ف سويداء الضمي ‪ ،‬كذلك بشاشة اليان إذا خالطت‬
‫القلب استقرت كما قال قيصر الروم لب سفيان فيما رواه البخاري رحه ال‪.‬‬

‫هنا قال له ‪ :‬إذن تـرجع لنا كل ما أعطيناك وتتجرد من كل ما تلك ‪ ،‬قال أما ما فات‬
‫فليس ل سبيل إرجاعه ‪ ،‬وأما ما لدي الن فخذوه كله ‪ ،‬وكان تت يديه أربع سيارات‬
‫لدمته ‪ ،‬وفيل كبية وغيها ‪ ،‬فوقع تنازل عن كل ما يلك ‪ ،‬وهو ف هذا يعيد لنا أماد أبا‬
‫يي صهيب الرومي رضي ال عنه الذي قال له الرسول الكري صلوات ال وسلمه عليه ‪:‬‬
‫ربح البيع أبا يي ‪ ،‬وذلك عندما استوقفه مشركو قريش ف طريق هجرته وقالوا له جئتنا‬
‫معدما فقيا ث استغنيت فوال ل ندعك حت ترج من مالك فاشترى نفسه منهم بأن دلم‬
‫على ماله على أن يدعوه " إن ال اشترى من الؤمني أنفسهم وأموالم بأن لم النة " ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫اغتاظ القسيس الكبي وجرده حت من ملبسه وطرده من الكنيسة شر طردة ‪ ،‬وظن أنه‬
‫سيكابد الفقر يومي ث يعود مستسمحا ‪ ،‬كيف ل يظن ذلك وهم الادّيّون حت الثمالة‪ .‬خرج‬
‫أخونا من الكنيسة قال ‪ :‬وأنا ل ألبس سوى ما يستر عورت ول أملك سوى هذا الدين‬
‫العظيم السلم ‪ ،‬وشعرت حينئذٍ أنن أسعد ملوق على هذه البسيطة ‪ .‬سار ماشيا باتاه‬
‫السجد الكبي وسط البلد وف الطريق أخذ الناس يشون بانبه مستغربي ‪ ،‬ويقول بعضهم ‪:‬‬
‫لقد جن القسيس ‪ ،‬وهو ل يرد على أحد حت وصل السجد فلما هم بالدخول حاولوا منعه‬
‫متسائلي إل أين؟ وإذا بالواب الصاعقة ‪ :‬جئت أُعلن إسلمي ‪ .‬عجبا ‪ ،‬القسيس الشهر ف‬
‫البلد الذي تنصر على يديه الئات ‪ ،‬الذي يظهر ف شاشة التلفاز مرتي أسبوعيا ‪ ،‬الذي يثل‬
‫النصرانية ف البلد ‪ ،‬الذي الذي الذي …‪ ..‬يأت اليوم ليُعلن إسلمه إنا سعادةٌ ل توصف ‪،‬‬
‫وفرحة ل تعب عنها الكلمات ‪ ،‬ول تقدر على تصويرها المل والعبارات ‪ ،‬إنه أنسٌ غامر ‪،‬‬
‫وإشراقة منية ‪ ،‬وكأ ّن بالتاريخ يدوّي بصيحة اللهم أعز السلم بأحد العمرين ‪ ،‬ومع فارق‬
‫التشبيه إل أنه رب إسلم شخص ٍ واحدٍ ير خلفه إسلم الئات وإنقاذ العشرات من براثن‬
‫التيه والضلل وحأة الكفر والنلل ‪.‬‬

‫السلمون فرحون ‪ ،‬هذا أعطاه بنطال وذاك أعطاه قميصا وآخر وهبه الشال ‪ ،‬حت دخل‬
‫السجد وألقى بالسلمي التواجدين خطبة عصماء ‪ ،‬أعلن فيها إسلمه انطلقت على إثرها‬
‫صيحات التكبي وارتفعت خللا أصوات التهليل والتسبيح ‪ ،‬استبشارا وفرحا بإسلم مَن طالا‬
‫دعاهم إل الضلل ‪ ،‬إذا به اليوم يدعوهم إل الداية والسلم ‪ ،‬وخلل يومي رجع الكثي‬
‫الكثي من تنصروا إل واحة دينهم السلم الوارفة الظلل ‪ ،‬حيث ينعمون ف ظله وكنفه بآثار‬
‫الداية وطمأنينة سلوك السبيل القوي وراحة البال والضمي والي العميم ‪ " .‬الذين ءامنوا‬
‫وتطمئن قلوبم بذكر ال أل بذكر ال تطمئن القلوب "‬

‫بعد يومي من إعلنه إسلمه بدأ النصارى الاقدون يبحثون عنه ليقتلوه وتددوا وتوعّدوا‬
‫فقام السلمون بتهريبه إل سياليون سرا ‪ ،‬حيث أ ُعلِن عب الذاعة الت تلكها لنة مسلمي‬
‫أفريقيا الكويتية أنه سيُلقي خطابا للمة بناسبة إسلمه ‪ ،‬وأخذ الميع يترقّب هذا الطاب‬
‫‪157‬‬
‫والكنيسة كانت ضمن الترقبي وقد توقعت أن يقوم بهاجتها أشد الهاجة وإخراج كثي من‬
‫أسرارها أمام الل والتجن عليها ‪ ،‬هذا ما كانت تتوقعه ‪ ،‬وقد أعدّت قبل خطابه مسودة لبيان‬
‫سوف تنشره وكان يرتكز على أنا وجدته معدما فقيا وقامت بساعدته وتبنيه وتربيته‬
‫وتكفلت بتعليمه حت بلغ أعلى الستويات العلمية ث هو يقوم بنكران الميل وخيانة المانة‬
‫ورد العروف بالساءة ‪ ،‬والتنكر لن آواه ورعاه ‪.‬‬

‫لكن ال خيّب فألم وأغلق عليهم الطرق ‪ ،‬حيث قام صاحبنا بإلقاء خطاب خلف توقعهم‬
‫بدأ فيه بشكرهم على كل ما قدّموا له وذكر ما قدّموا له من رعاية ومأوى وتعليم وغيه‬
‫بالتفصيل ودان لم بعد ال بالفضل ‪ ،‬إل أنه نوّه وأشار بطريقة لبقة تتسم بالذكاء إل أن‬
‫العقيدة وحرية الدين ليست تسي وفق العواطف بطريقة عمياوية وفضل ال تعال فوق كل‬
‫فضل ‪ ،‬ونعمة ال تعال فوق كل نعمة ‪ ،‬ذلك بصياغة تعل كل مَن َخدَمَتهُ الكنيسة يُعِيدُ‬
‫النظرَ ف هذه الدمة والرعاية وأنا ليست مقياسا لصحة العقيدة ‪ ،‬وليست العامل الرجّح‬
‫لختيار الدين ‪ ،‬فأصاب الكنيسة ف مقتل وأغلق الطريق أمامها لنتقاده والتشنيع عليه ‪،‬‬
‫وأظهر دين السلم بأنه ل يرضى لتباعه بنكران الميل ‪ ،‬بل قال أن الدين السلمي يعلم‬
‫أتباعه الوفاء ‪ ،‬لكنه ل يرضى لم أبدا بإلغاء عقولم " إن ف ذلك ليات لقوم يعقلون " ‪.‬‬

‫بعد الطاب بيومي كان هناك حفل افتتاح مسجد الامعة حيث حضر هذا الفل ف باحة‬
‫الامعة رئيس جهورية سياليون وجع من السئولي وبعض رجال الكنيسة الذين دعتهم‬
‫الامعة لتكريس التسامح الدين ولتلطيف الو بعد الطاب الذي ألقاه القس الذي أسلم ‪،‬‬
‫وف الفل بعد تلوة القرآن الكري قام الشيخ طايس الميلي حفظه ال مثل لنة مسلمي‬
‫أفريقيا الت تكفلت ببناء السجد بألقاء كلمة أشار فيها إل إسلم ذلك القس وضمنها قوله‬
‫تعال " ولتجدن أقربم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسي‬
‫ورهبانا وأنم ليستكبون وإذا سعوا ما أنزل إل الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ما‬
‫عرفوا من الق يقولون ربنا ءامنا فاكتبنا مع الشاهدين " وأن هذا هو حاله وما حدث معه‬

‫‪158‬‬
‫وعندما شرع ف شرح هذه الية ووصل بشرحه عند الية ترى أعينهم تفيض من الدمع‬
‫والترجم يترجم على الفور ‪ ،‬قال رأيت القساوسة الذين حضروا أخرجوا مناديلهم يسحون‬
‫دموعهم ‪ ،‬تأثرا أو ماملة وال أعلم ‪ .‬قال أحد القساوسة لزميله الذي بانبه أقسم أن هذا هو‬
‫من أرشد ذلك القسيس ليجعل خطابه بالصورة الت ظهر عليها وأحرجنا ‪ .‬وسعهم أحد‬
‫السلمي بانبهم‪ .‬والمد ل على نصرة دينه ‪ ،‬وال أكب ول المد ‪.‬‬

‫‪-24‬كبي أساقفة جوهانسبج فردريك دولمارك‬

‫الدهشة للمسلمي والسيحيي بالتساوي من إسلم كبي أساقفة جوهانسبج‬

‫اهتزت دوائر التنصي العالية إثر مفاجأة كبى شهدتا مدينة "جنيف" السويسرية‪ ،‬إذ أعلن‬
‫الونسينور "فردريك دولمارك" كبي أساقفة "جوهانسبج" ف صحن الركز السلمي الكبي‬
‫بنيف‪ ،‬مؤكدا إستعداده للبدء فورا ف قيامه بالتعريف بقيقة السلم‪ ،‬والعمل على نشر‬
‫تعاليمه ف أناء القارة الفريقية‪.‬‬
‫وسادت الدهشة والذهول أركان الكنيسة الكاثوليكية بعد أن أعلن الرجل أنه عندما درس‬
‫السلم وجد صورة أخرى متلفة للمسيح عيسى عليه السلم ما أحدث ف نفسه أعمق‬
‫الثر‪ ...‬وتشى الكنيسة من تأثر عدد كبي من قادة العمل التنصيي بتلك الفاجأة‪ ،‬حيث‬
‫اشتهر "فردريك" برجاحة عقله وإنصافه للحقيقة‪.‬‬
‫الثي للنتباه أن "فردريك" قد وصلت غيته على السلم إل حد التأكيد على ضرورة تطوير‬
‫أساليب الدعوة والهتمام بدعمها‪ ،‬حيث إن هناك قصورا ف هذا الصدد ينبغي معالته‪...‬‬
‫وقد صرح بذا العن ف قوله‪:‬‬
‫"من الؤسف حقا أن الهود التنصيية ل تشكو من أي نقص تنظيمي أو حركي أو مال أو‬
‫معنوي‪ ،‬وهذا ما نفتقده عند دعاة السلم‪ ،‬فضلً عن الصاعب السياسية والقتصادية‬
‫والجتماعية‪.‬‬
‫‪159‬‬
‫‪-25‬القس السابق اليرلندي يبكي عند قب النب‬

‫جاء إل مصر بعد أن استقال من منصبه كأسقف ف إحدى الوليات المريكية ليدرس‬
‫السلم على يد شيوخ الزهر وعلمائه‪.‬‬
‫كان يشعر بالشك ف عقيدته بعد أن درس الفلسفة واللهوت‪ ..‬وبعد أن كان يقوم بتدريس‬
‫الواد الدينية ف إحدى الدارس الثانوية الكاثوليكية‪ ..‬فقد كان مشغوفا بالبحث والدراسة حت‬
‫يستطيع أن يقوم بعمله خي قيام‪ .‬ولكن دراساته وبوثه ل تزده إل شكا ف عقيدته وطبيعة‬
‫عمله‪.‬‬
‫وقبل أن يسرد ف حكايته قصة اتاهه للسلم واعتناقه يتناول بالديث طبيعة نشأته ومراحل‬
‫دراسته وتطورها الت أوصلته للعمل كأسقف بولية "نيو جيسى"‪ ....‬فيقول‪:‬‬
‫"أنا شاب إيرلندي الصل‪ ،‬نشأتُ ف بيئة كاثوليكية متمسكة بعقيدتا‪ ..‬وكل الباء هناك‬
‫يتمنون أن يكون من أبنائهم قسيس يدم الدين السيحي‪ ،‬لن هذا شرف كبي للعائلة‪ ،‬لذلك‬
‫درست ف مدرسة ثانوية دينية‪ ،‬ث إلتحقت بكلية خاصة بالقسس بامعة "سانت باتريك"‬
‫لدراسة الفلسفة واللهوت لدة ست سنوات‪ ..‬وخلل فترة دراست ل أسع كلمة واحدة عن‬
‫السلم‪.‬‬
‫وبعد ترجي بشهرين فقط عام ‪ 1971‬ذهبت إل أمريكا للتبشي‪ ،‬حيث تُخرج الكلية‬
‫مائت قسيس كل عام‪ ..‬ويأت الساقفة المريكيون فيأخذون أغلبهم إل أمريكا للعمل بالتبشي‬
‫ف مناطق متلفة‪ ..‬وعملت أسقفا بولية "نيو جيسي"‪ ..‬وأصبحت مسئولً عن إعداد برامج‬
‫التوجيه الدين لكل الستويات وتدريب القائمي بذا العمل‪ ،‬وإل جانب ذلك عملت مدرسا‬
‫للمواد الدينية بالدرسة الثانوية الكاثوليكية‪ ..‬وكنت مشغوفا بالبحث والدراسة حت أستطيع‬
‫أن أؤدي واجب تاه إرشاد الناس‪.‬‬
‫‪ ....‬وكنت كلما تعمقت ف البحث والدراسة انتابن شعور غريب بالشك ف عقيدت‪ ..‬ول‬
‫أستطع أن أكتم شكوكي‪ ،‬فقررت مفاتة رئيس الساقفة وقلت له‪ :‬لدي شك ف عملي‪ ،‬بل‬

‫‪160‬‬
‫وف إيان بال حسب عقيدتنا‪ .‬فنصحن بالتريّث والتفكي‪ ،‬وأعطان مهلة لدة عام ريثما أفكر‬
‫ف الوضوع بدوء"‪.‬‬
‫ويتنهد ويزفر بزفرات حارة وهو يهز رأسه قائلً‪:‬‬
‫"‪ ...‬وخلل هذا العام عكفتُ على البحث والدراسة‪ ،‬وتوجت بثي بالصول على درجتي‬
‫للماجستي‪ ،‬إحداها ف التربية الدينية‪ ،‬والخرى ف اللهوت والكتاب‪ ..‬ولكن هذه‬
‫الدراسات والبحوث ل تزدن إل شكا ف عقيدت وعملي‪ ..‬وعدت إل رئيس الساقفة ومعي‬
‫استقالت من عملي فوافق‪."..‬‬
‫ث يلتقط أنفاسه ليعود مستدركا ما بدا له أنه قد فاته توضيحه فيقول‪:‬‬
‫"ولكن حت هذه اللحظة ل أكن قد عرفت أي شيء عن السلم"‪.‬‬
‫ويبدو أن هناك أسبابا وراء شكوكه ف عقيدته كانت وراء استقالته من عمله دون أن يكون‬
‫واقعا تت تأثي أي عقيدة أخرى‪ ..‬فيحدثنا عنها قائلً‪:‬‬
‫"هناك اسباب كثية‪ ،‬فقد كان انتقال من "إيرلندا" حيث الجتمع الريفي التماسك‪ ،‬إل‬
‫"أمريكا" حيث الجتمع الصناعي الادي‪ ،‬وما يتميز به من أمور غريبة من ذلك مثلً عدد‬
‫الذاهب السيحية الذي يربو على ثلثمائة مذهب‪ ...‬كل واحد منها يزعم أنه على الق دون‬
‫غيه‪ ،‬ما جعلن أشك ف صدق هؤلء‪.‬‬
‫كما أن هناك اشياء أخرى ل أكن مقتنعا با‪ ،‬مثل السلطة البابوية الطلقة على الناس‪..‬‬
‫والتعسف‪ ،‬ف معالة المور‪ ،‬مثلما حدث من جدال طويل قد ثار حول موقف البابا من‬
‫تنظيم النسل‪ ..‬فهم يرفضون التنظيم مع أنه ل يوجد ف الناجيل ما ينع ذلك‪.‬‬
‫كما أنن ل أكن مقتنعا بفكرة الرهبنة‪ ،‬حيث كثي من رجال الدين ف السيحية منوعون من‬
‫الزواج بأمر البابا‪ ...‬وهذا شيء ضد طبيعة النسان وفطرته‪.‬‬
‫هذه هي بعض السباب الت ضاعفت شكوكي‪ ،‬وجعلتن أعيش ف حية‪ ..‬كيف أعظ الناس‬
‫وأنا غي مقتنع با أقول‪ ..‬لذلك قررتُ الستقالة دون أن أعرف شيئا عن السلم"‪.‬‬
‫وبعد أن استقال قرر أن يستأنف دراسته للحصول على الدكتوراه من جامعة "هارفارد"‪،‬‬
‫وذلك بعد أن اشتغل ف الكنيسة تسع سنوات‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫وف فترة دراسته تلك كانت توافيه معلومات وبيانات عن السلم‪ ،‬فأراد أن يستزيد منها‪..‬‬
‫فماذا يفعل؟ ‪ ...‬ييب عن ذلك بقوله‪:‬‬
‫"أَردت أن أعرف الزيد عن السلم‪ ،‬فدرست تاريخ السلم والضارة السلمية‪ ..‬كما‬
‫حرصت على حضور بعض الحاضرات لعدد من علماء السلمي الذين ياضرون ف القرآن‬
‫والديث وأركان السلم‪ ،‬وكل ما يتصل به‪ .‬وذلك من باب حب الستطلع‪.‬‬
‫ويصمت برهة ليسترجع ذكريات حبيسة ف نفسه فيقول‪:‬‬
‫"أذكر ف ذلك الوقت أنن قد سعتُ عن مصر والزهر ودوره السلمي الكبي‪ ..‬والغريب‬
‫الذي أعجب منه كلما استرجعه أن بداية معرفت بالزهر جاءت بعد رؤيت لعرض تقدّمه‬
‫شيخان من الزهر بزيهما الدين الميز إعترافا وتقديرا لدور الزهر كأقدم جامعة ف العال‪،‬‬
‫وذلك ف أثناء الحتفال برور ثلثائة عام على إنشاء جامعة "هارفارد"‪ ،‬حضره مندوبون من‬
‫جامعات العال العريقة‪..‬‬
‫وهذه الصورة مفوظة ف سجل الامعة هناك‪ ...‬ولذلك قررت أن أكون موضوع رسالت‬
‫للدكتوراه عن علماء الدين السلمي‪ ..‬أهيتهم ودورهم ف الجتمع الصري من أيام الشيخ‬
‫عبد الجيد سليم وحت الن"‪.‬‬
‫وحت ذلك الوقت ل يكن قد قرر إعتناق السلم‪ ،‬وإنا كان اهتمامه بالدراسة فقط‪ ،‬والت‬
‫كانت تستدعي منه ميئه إل مصر ليقوم بدراسة السلم من كليات الزهر التخصصة‪ ،‬مثل‬
‫كلية أصول الدين‪ ،‬والتقائه بأساتذتا‪ ،‬وعلماء السلم‪ ،‬فضلً عن قراءاته الستفيضة لعدد كبي‬
‫من الكتب السلمية‪.‬‬
‫وعندما حضر إل مصر وشاء َق َدرُ ال أن يكون ذلك ف شهر رمضان‪ ،‬استرعى انتباهه ظاهرة‬
‫غريبة بالنسبة له كأجنب‪ ...‬عنها يقول‪:‬‬
‫"حي جئت إل مصر ف شهر رمضان‪ ..‬شاهدت الجتمع الصري منتظما ف أسلوب حياته‬
‫القائم على أساس من الدين‪ ..‬فالناس يذهبون إل السجد عند ساع الذان‪ ،‬ويتطهرون باء‬
‫الوضوء‪ ،‬ث يقفون ف صفوف منتظمة‪ ..‬وعند الفطار تلو الشوارع من الارة"‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫عندئذ يضحك ساخرا من نفسه عندما فسر ف البداية خلو الشوارع من الارة بوجود‬
‫تعليمات بظر التجوال ف ذلك الوقت‪ ..‬فيعب عن ذلك بقوله‪:‬‬
‫"ظننت ف بداية المر أن هناك قانونا يقضي بظر التجوال بعد الغروب‪ ..‬ولكنن عرفت‬
‫السبب بعد ذلك"‪.‬‬
‫ث يعود ليستكمل روايته عن تلك الظاهرة الت استرعت انتباهه ف شهر رمضان فيقول‪:‬‬
‫"ورأيت أيضا السلمي يُصلّون العشاء والتراويح‪ ..‬ويذهب بعضهم إل أعمالم ومتاجرهم‬
‫حت ساعة متأخرة‪ ،‬يقال عنها "السحور"‪ ..‬ث يصلون الفجر وينامون"‪.‬‬
‫ث يندفع ف كلمه ليؤكد حكما استخلصه من مشاهداته ف الجتمع الصري كمجتمع مسلم‬
‫فيقول‪:‬‬
‫"فالجتمع إذن منظم على أساس من الدين‪ ..‬يكفي أنه قد شد انتباهي أن المن والمان‬
‫سائدان ‪ -‬ف شوارع القاهرة ‪ -‬بشكل ل أرها من قبل ف أي مكان‪ ..‬فالناس يسيون ف‬
‫الشوارع ليلً ف أم ٍن واطمئنان بدون أن يتعرضوا للعتداء عليهم بالقتل أو غيه‪ ..‬ف حي أنّ‬
‫عندنا ف نيويورك مثلً يوجد كل يوم ثانية قتلى ف الشوارع‪ ،‬مع أن المريكيي ل يسيون‬
‫ل خوفا على حياتم ليس ذلك ف نيويورك وحدها‪ ،‬بل ف باقي‬ ‫ف الشوارع والطرقات لي ً‬
‫الوليات المريكية‪ ..‬فبغم القواني والعقوبات تنتشر الرائم والنرافات انتشارا ميفا‪،‬‬
‫ولكن المر يتلف ف الجتمع السلم‪ ،‬كما هو الال ف مصر‪ ،‬فإيان الناس بدينهم يعلهم‬
‫يطبقون تعاليمه بدون خوف من عقوبة أو قانون‪ ،‬بل إحتراما لبادئهم وعقيدتم‪ .‬وهذا هو‬
‫الفرق بي الجتمع هنا والجتمع ف الغرب حيث ل أمن ول أمان"‪.‬‬
‫وبرغم اقتناعه بالسلم كمنهج حياة ينظم للبشر أسلوب معيشتهم وسلوكياتم ‪ -‬كما رأى‬
‫بعينه من انتظام الناس ف العبادة ف شهر رمضان‪ ..‬وبرغم قراءاته ف الكتب السلمية‬
‫الترجة‪ ،‬ول سيما ترجة معان القرآن الكري وغيها من كتب‪ ،‬ككتاب "حياة ممد"‬
‫للدكتور ممد حسي هيكل‪ ،‬الذي استخدم فيه السلوب العلمي الدقيق ف الرد على شبهات‬
‫الستشرقي حول الرسول وزوجاته الطاهرات‪ ..‬وبرغم مقابلته مع شيوخ وعلماء الزهر‪..‬‬

‫‪163‬‬
‫برغم ذلك كله ل يعلن إسلمه على الفور‪ ..‬ليس عن عناد فك ٍر وغشاوة قلب‪ ..‬وإنا لسبب‬
‫آخر‪ ...‬عن ذلك يقول موضحا‪:‬‬
‫"إنه برغم اقتناعي الكامل بالسلم كدين خات يب أن يؤمن به الناس جيعا فإنن ترددت‬
‫أربعة أشهر قبل أن أعلن إسلمي‪ ،‬لدرس القرار ف تأنّ من جيع جوانبه‪ ..‬لنه من الصعب‬
‫على النسان أن يغي دينه‪...‬‬
‫بعدها شرح ال صدري للسلم‪ ،‬فدخلت ف دين ال الق‪ ..‬وسيت نفسي "مصطفى‬
‫مولن" تيمنا باسم الرسول ممد(ص)"‪.‬‬
‫وف نبة سعادة خفية كشفتها عيناه وهي تلمع كوميض الضوء وهو يصرخ قائلً‪:‬‬
‫"ف لظة اعتناقي للسلم شعرتُ أنن أدخل عالا نورانيا يسمو بالروح والنفس‪ ..‬وذلك‬
‫حينما تسلمت شهادة إشهاري السلم‪ ..‬قد شعرت بأنن حصلت على أعلى شهادة ف‬
‫الدنيا‪ ..‬وأحسست ف الوقت ذاته أنن ألقيتُ عن كاهلي عبئا ثقيلً من الموم والقلق‬
‫والشكوك والشقاء‪ ..‬نعم شعرت بسعادة غامرة ل أشعر با من قبل"‪.‬‬
‫وعن الرسول ممد (ص) الذي هاجه عندما كان قسيسا قال‪:‬‬
‫"لقد اقتنعتُ تاما بأن ممدا (ص) هو خات النبياء والرسلي‪ ..‬واقتنعت بسنته وتشريعاته الت‬
‫اتذها الغرب مدخلً للطعن ف رسالته مثل تعدد الزوجات الت اقتنعت تاما بكمتها"‪.‬‬
‫ث أضاف قائلً‪:‬‬
‫"لقد قمت بعمل عُمرة‪ ،‬وزُرتُ البيت الرام‪ ،‬والروضة الشريفة‪ ،‬وفاضت عيناي بالدموع أمام‬
‫قب الصطفى (ص) وقلت لنفسي حينئذ‪ :‬من أنا حت أقف أمام قب أعظم إنسان عرفته‬
‫البشرية‪ ..‬وشكرت ال تعال أن هدان للسلم"‪.‬‬
‫إن قصة اعتناق السقف المريكي للسلم تبي إل أي مدى ينتشر دين ال‪ ..‬ف قلعة الكفر‬
‫الت ل تعترف بالسلم ول برسوله وتناصبهما العداء‪ ..‬ولكن عندما تشاء إرادة ال ف هداية‬
‫أحد من عباده فل رادّ لشيئته‪.‬‬

‫الصدر ‪ :‬الانب الفي وراء إسلم هؤلء ممد كامل عبد الصمد‬

‫‪164‬‬
165
‫علماء وأدباء أسلموا‬

‫‪-26‬الراح الفرنسي موريس بوكاي‬


‫نبذة عنه‪:‬‬
‫طبيب فرنسي ‪ ،‬رئيس قسم الراحة ف جامعة باريس ‪ ،‬اعتنق السلم عام ‪1982‬م ‪.‬‬
‫يُعتب كتابه (التوراة والقرآن والعلم) من أهم الكتب الت درست الكتب القدسة على ضوء‬
‫العارف الديثة ‪.‬‬
‫وله كتاب (القرآن الكري والعلم العصري) منحته الكاديية الفرنسية عام ‪1988‬م جائزة‬
‫ف التاريخ ‪ .‬يقول ‪:‬‬
‫"إن أول ما يثي الدهشة ف روح من يواجه نصوص القرآن لول مرة هو ثراء الوضوعات‬
‫العلمية العالة ‪ ،‬وعلى حي ند ف التوراة – الالية – أخطاء علمية ضخمة ‪ ،‬ل نكتشف ف‬
‫القرآن أي خطأ‪.‬‬
‫ولو كان قائل القرآن إنسانا فكيف يستطيع ف القرن السابع أن يكتب حقائق ل تنتمي إل‬
‫عصره ‪..‬‬
‫ليس هناك تفسي وضعيّ لصدر القرآن"‪(-‬دراسة الكتب القدسة على ضوء العارف الديثة)‬
‫د‪ .‬موريس بوكاي ص(‪-)145‬‬
‫"ل أجد التوافق بي الدين والعلم إل يوم شرعت ف دراسة القرآن الكري فالعلم والدين ف‬
‫السلم شقيقان توأمان ‪.‬‬
‫لن القرآن الكري والديث النبوي الشريف يدعوان كل مسلم إل طلب العلم ‪،‬‬
‫طبعا إنا نمت إنازات الضارة السلمية العظيمة عن امتثال الوامر الفروضة على السلمي‬
‫منذ فجر السلم"‪(-‬القرآن الكري والعلم العاصر) د‪ .‬موريس بوكاي ص(‪.-)123‬‬

‫‪166‬‬
‫وهذا مقال عنه بقلم دزممد يوسف الليفي‪:‬‬

‫موريس بوكاي ‪..‬‬


‫من هو موريس بوكاي ؟! وما أدراك ما فعل موريس بوكاي ؟!‬

‫إنه شامة فرنسا ورمزها الوضاء‪..‬‬


‫فلقد ولد من أبوين فرنسيي ‪ ,‬وترعرع كما ترعرع أهله ف الديانة النصرانية ‪ ,‬ولا أنى تعليمه‬
‫الثانوي انرط طالبا ف كلية الطب ف جامعة فرنسا‪ ,‬فكان من الوائل حت نال شهادة الطب‬
‫‪ ,‬وارتقى به الال حت أصبح أشهر وأمهر جراح عرفته فرنسا الديثة ‪..‬‬

‫فكان من مهارته ف الراحة قصة عجيبة قلبت له حياته وغيت له كيانه‪!..‬‬


‫اشتهر عن فرنسا أنا من أكثر الدول اهتماما بالثار والتراث ‪ ,‬وعندما تسلم الرئيس الفرنسي‬
‫الشتراكي الراحل (فرانسوا ميتران) زمام الكم ف البلد عام ‪ 1981‬طلبت فرنسا من‬
‫دولة (مصر) ف ناية الثمانينات استضافة مومياء (فرعون مصر) إل فرنسا لجراء اختبارات‬
‫وفحوصات أثرية ومعالة ‪..‬‬
‫فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته مصر‪ ..‬وهناك وعلى أرض الطار اصطف الرئيس‬
‫الفرنسي منحنيا هو ووزراؤه وكبار السؤولي ف البلد عند سلم الطائرة ليستقبلوا فرعون‬
‫مصر استقبال اللوك وكأنه مازال حيا‪ !..‬وكأنه إل الن يصرخ على أهل مصر (أنا ربكم‬
‫العلى!)‬

‫عندما انتهت مراسم الستقبال اللكي لفرعون مصر على أرض فرنسا ‪..‬‬
‫حلت مومياء الطاغوت بوكب ل يقل حفاوة عن استقباله وت نقله إل جناح خاص ف مركز‬
‫الثار الفرنسي ‪ ,‬ليبدأ بعدها أكب علماء الثار ف فرنسا وأطباء الراحة والتشريح دراسة تلك‬
‫الومياء واكتشاف أسرارها‪ ,‬وكان رئيس الراحي والسؤول الول عن دراسة هذه الومياء‬
‫الفرعونية هو البوفيسور موريس بوكاي‬
‫‪167‬‬
‫كان العالون مهتمي ف ترميم الومياء‪ ,‬بينما كان اهتمام رئيسهم( موريس بوكاي) عنهم‬
‫متلفا للغاية ‪ ,‬كان ياول أن يكتشف كيف مات هذا اللك الفرعون ‪ ,‬وف ساعة متأخرة من‬
‫الليل‪ ..‬ظهرت نتائج تليله النهائية ‪..‬‬

‫لقد كانت بقايا اللح العالق ف جسده أكب دليل على أنه مات غريقا‪!..‬‬
‫وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا‪ ,‬ث اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه!‬

‫لكن ثة أمرا غريبا مازال ييه وهو كيف بقيت هذه الثة دون باقي الثث الفرعونية‬
‫الحنطة أكثر سلمة من غيها رغم أنا استخرجت من البحر‪ !..‬كان موريس بوكاي يعد‬
‫تقريرا نائيا عما كان يعتقده اكتشافا جديدا ف انتشال جثة فرعون من البحر وتنيطها بعد‬
‫غرقه مباشرة ‪ ,‬حت هس أحدهم ف أذنه قائل ل تتعجل فإن السلمي يتحدثون عن غرق‬
‫هذه الومياء‪..‬‬

‫ولكنه استنكر بشدة هذا الب ‪ ,‬واستغربه ‪ ,‬فمثل هذا الكتشاف ليكن معرفته إل بتطور‬
‫العلم الديث وعب أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة ‪ ,‬فقال له احدهم إن قرآنم الذي‬
‫يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلمة جثته بعد الغرق ‪! ..‬‬
‫فازداد ذهول وأخذ يتساءل ‪..‬‬
‫كيف يكون هذا وهذه الومياء ل تكتشف أصل إل ف عام ‪ 1898‬ميلدية أي قبل مائت‬
‫عام تقريبا ‪ ,‬بينما قرآنم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام؟!‬

‫وكيف يستقيم ف العقل هذا ‪ ,‬والبشرية جعاء وليس العرب فقط ل يكونوا يعلمون شيئا عن‬
‫قيام قدماء الصريي بتحنيط جثث فراعنتهم إل قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟؟؟‬

‫‪168‬‬
‫جلس (موريس بوكاي) ليلته مدقا بثمان فرعون ‪ ,‬يفكر بإمعان عما هس به صاحبه له من‬
‫أن قرآن السلمي يتحدث عن ناة هذه الثة بعد الغرق ‪ ..‬بينما كتابم القدس (إنيل مت‬
‫ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلم دون أن يتعرض‬
‫لصي جثمانه البتة ‪ ..‬وأخذ يقول ف نفسه ‪ :‬هل يعقل أن يكون هذا الحنط أمامي هو فرعون‬
‫مصر الذي كان يطارد موسى؟!‬
‫وهل يعقل ان يعرف ممدهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه ؟!‬

‫ل يستطع (موريس) أن ينام ‪ ,‬وطلب أن يأتوا له بالتوراة‪ ,‬فأخذ يقرأ ف (سفر الروج) من‬
‫التوراة قوله »فرجع الاء وغطى مركبات وفرسان جيع جيش فرعون الذي دخل وراءهم ف‬
‫البحر ل يبق منهم ول واحد« ‪ ..‬وبقي موريس بوكاي حائرا‬

‫حت النيل ل يتحدث عن ناة هذه الثة وبقائها سليمة بعد أن تت معالة جثمان فرعون‬
‫وترميمه ‪ ,‬أعادت فرنسا لصر الومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بقام فرعون! ولكن‬
‫‪(..‬موريس) ل يهنأ له قرار ول يهدأ له بال ‪ ,‬منذ أن هزه الب الذي يتناقله السلمون عن‬
‫سلمة هذه الثة!‬
‫فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إل الملكة السعودية لضور مؤتر طب يتواجد فيه جع من علماء‬
‫التشريح السلمي‪..‬‬

‫وهناك كان أول حديث تدثه معهم عما اكشتفه من ناة جثة فرعون بعد الغرق‪ ..‬فقام‬
‫أحدهم وفتح له الصحف وأخذ يقرأ له قوله تعال { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لن خلفك‬
‫آية وإن كثيا من الناس عن آياتنا لغافلون } [يونس ‪]92:‬‬

‫لقد كان وقع الية عليه شديدا ‪..‬‬


‫ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الضور ويصرخ بأعلى صوته ‪ ((:‬لقد دخلت السلم‬
‫وآمنت بذا القرآن))‬

‫‪169‬‬
‫رجع (موريس بوكاي) إل فرنسا بغي الوجه الذى ذهب به ‪ ..‬وهناك مكث عشر سنوات‬
‫ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق القائق العلمية والكتشفة حديثا مع القرآن‬
‫الكري ‪ ,‬والبحث عن تناقض علمي واحد ما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله‬
‫تعال {ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد} [فصلت ‪]43:‬‬

‫كان من ثرة هذه السنوات الت قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن‬
‫الكري هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا ‪ ,‬لقد كان عنوان الكتاب (القرآن والتوراة‬
‫والنيل والعلم ‪ ..‬دراسة الكتب القدسة ف ضوء العارف الديثة)‪ ..‬فماذا فعل هذا‬
‫الكتاب؟؟‬

‫من أول طبعة له نفد من جيع الكتبات !‬


‫ث أعيدت طباعته بئات اللف بعد أن ترجم من لغته الصلية (الفرنسية) إل العربية‬
‫والنكليزية والندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والوردوية والكجوراتية واللانية‬
‫‪!..‬‬
‫لينتشر بعدها ف كل مكتبات الشرق والغرب ‪ ,‬وصرت تده بيد أي شاب مصري أو مغرب‬
‫أو خليجي ف أميكا‪ ,‬فهو يستخدمه ليؤثر ف الفتاة الت يريد أن يرتبط با‪ !..‬فهو خي كتاب‬
‫ينتزعها من النصرانية واليهودية إل وحدانية السلم وكماله ‪..‬‬

‫ولقد حاول من طمس ال على قلوبم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردوا على‬
‫هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تريج جدل وماولت يائسة يليها عليهم وساوس الشيطان‪..‬‬
‫وآخرهم الدكتور (وليم كامبل) ف كتابه السمى (القرآن والكتاب القدس ف نور التاريخ‬
‫والعلم) فلقد شرق وغرب ول يستطع ف النهاية ان يرز شيئا‪!..‬‬

‫‪170‬‬
‫بل العجب من هذا أن بعض العلماء ف الغرب بدأ يهز ردا على الكتاب ‪ ,‬فلما انغمس‬
‫بقراءته أكثر وتعن فيه زيادة ‪ ..‬أسلم ونطق بالشهادتي على الل!! فالمد ل الذي بنعمته‬
‫تتم الصالات‪.‬‬

‫يقول موريس بوكاي ف مقدمة كتابه (لقد أثارت هذه الوانب العلمية الت يتص با القرآن‬
‫دهشت العميقة ف البداية ‪ ,‬فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبي إل هذا الد من‬
‫الدقة بوضوعات شديدة التنوع ‪ ,‬ومطابقتها تاما للمعارف العلمية الديثة ‪ ,‬وذلك ف نص‬
‫قد كتب منذ أكثر من ثلثة عشر قرنا‪!..‬‬

‫معاشر السادة النبلء‪..‬‬


‫ل ند تعليقا على تلك الديباجية الفرعونية ‪ ..‬سوى أن نتذكر قوله تعال { أفل يتدبرون‬
‫القرآن ولو كان من عند غي ال لوجدوا فيه اختلفا كثيا} [النساء ‪.. ]82:‬‬

‫نعم وال لو كان من عند غي ال لا تقق قوله تعال ف فرعون { فاليوم ننجيك ببدنك‬
‫لتكون لن خلفك آية } كانت حقا آية إلية ف جسد فرعون البال‪ ..‬تلك الية الت أحيت‬
‫السلم ف قلب موريس‪!...‬‬

‫* ويقول الدكتور الفرنسي موريس بوكاي عن القائق العلمية الت وردت ف القرآن ف آخر‬
‫جلة له ف كتابه "دراسة الكتب القدسة ف ضوء العارف الديثة ص ‪ 222‬بعد أن فند‬
‫مزاعم التوراة الكاذبة ف التكوين وأثبت خطأها‪:‬‬

‫" ‪IN VIEW OF THE STATE OF KNOWLEDGE IN MUHAMMAD'S DAYS, IT‬‬


‫‪IS INCONCEIVABLE THAT MANY OF THE STATEMENTS IN THE QUR'AN‬‬
‫‪WHICH ARE CONNECTED WITH SCIENCE COULD HAVE BEEN THE‬‬
‫‪WORK OF MAN. IT IS MOREOVER, PERFECTLY HAS BEEN LIGITIMATE,‬‬
‫‪NOT ONLY TO REGARD THE QUR'AN AS THE EXPRESSION OF A‬‬
‫‪REVELATION, BUT ALSO TO AWARD IT A VERY SPECIAL PLACE ON‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ACCOUNT OF THE GURANTEE OF AUTHENTICITY ، IT PROVIDES AND‬‬
‫‪THE PRESENCE IN IT OF SCIENTIFIC STATEMENTS WHICH , WHEN‬‬
‫‪STUDIED TODAY, APPEAR AS A CHALLENGE TO HUMAN‬‬
‫‪"EXPLANATION‬‬

‫وترجتها كالت‪:‬‬
‫(بالنظر إل مستوى العرفة ف أيام ممد فإنه ل يكن تصور القائق العلمية الت وردت ف‬
‫القرآن على أنا من تأليف بشر‪ .‬لذا فمن النصاف تامأ أن ل ينظر فقط إل القرآن على أنه‬
‫التنيل اللي فحسب بل يب أن تعطى له منلة خاصة جدا للصالة الت تقدمها العطيات‬
‫العلمية الت وردت فيه والت إذا ما درست اليوم تبدو وكأنا تتحدى تفسي البشر)‪.‬‬

‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫"لقد قمت أو ًل بدراسة القرآن الكري‪ ،‬وذلك دون أي فكر مسبق وبوضوعية تامة باحثًا عن‬
‫درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الديث‪ .‬وكنت أعرف‪ ،‬قبل هذه الدراسة‪ ،‬وعن‬
‫طريق الترجات‪ ،‬أن القرآن يذكر أنواعًا كثية من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفت كانت‬
‫وجيزة‪ .‬وبفضل الدراسة الواعية للنص العرب استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد النتهاء‬
‫منها أن القرآن ل يتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم ف العصر الديث‬
‫وبنفس الوضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القدي والناجيل‪ .‬أما بالنسبة للعهد القدي‬
‫فلم تكن هناك حاجة للذهاب إل أبعد من الكتاب الول‪ ،‬أي سفر التكوين‪ ،‬فقد وجدت‬
‫مقولت ل يكن التوفيق بينها وبي أكثر معطيات العلم رسوخًا ف عصرنا‪ .‬وأما بالنسبة‬
‫للناجيل‪ ..‬فإننا ند نصّ إنيل مت يناقض بشكل جلي إنيل لوقا ‪ ،‬وأن هذا الخي يقدم لنا‬
‫صراحة أمرًا ل يتفق مع العارف الديثة الاصة بقدم النسان على الرض"( القرآن الكري‬
‫والتوراة والنيل والعلم‪ ،‬ص ‪.)150‬‬

‫"لقد أثارت الوانب العلمية الت يتص با القرآن دهشت العميقة ف البداية‪ .‬فلم أكن أعتقد‬
‫قط بإمكان اكتشاف عدد كبي إل هذا الدّ من الدعاوى الاصة بوضوعات شديدة التنوع‬

‫‪172‬‬
‫ومطابقته تامًا للمعارف العلمية الديثة‪ ،‬وذلك ف نصّ كتب منذ أكثر من ثلثة عشر قرنًا‪.‬‬
‫ف البداية ل يكن ل أي إيان بالسلم‪ .‬وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من‬
‫كل حكم مسبق وبوضوعية تامة‪ ("..‬القرآن الكري والتوراة والنيل والعلم‪ ،‬ص ‪.)145‬‬

‫"‪ ..‬تناولتُ القرآن منتبهًا بشكل خاص إل الوصف الذي يعطيه عن حشد كبي من الظاهرات‬
‫الطبيعية‪ .‬لقد أذهلتن دقة بعض التفاصيل الاصة بذه الظاهرات وهي تفاصيل ل يكن أن‬
‫تدرك إل ف النص الصلي‪ .‬أذهلتن مطابقتها للمفاهيم الت نلكها اليوم عن نفس هذه الظاهرة‬
‫والت ل يكن مكنًا لي إنسان ف عصر ممد [صلى ال عليه وسلم] أن يكون عنها أدن‬
‫فكرة‪."..‬‬

‫"‪ ..‬تناولتُ القرآن منتبهًا بشكل خاص إل الوصف الذي يعطيه عن حشد كبي من الظاهرات‬
‫الطبيعية‪ .‬لقد أذهلتن دقة بعض التفاصيل الاصة بذه الظاهرات وهي تفاصيل ل يكن أن‬
‫تدرك إل ف النص الصلي‪ .‬أذهلتن مطابقتها للمفاهيم الت نلكها اليوم عن نفس هذه الظاهرة‬
‫والت ل يكن مكنًا لي إنسان ف عصر ممد [صلى ال عليه وسلم] أن يكون عنها أدن‬
‫فكرة‪ ("..‬القرآن الكري والتوراة والنيل والعلم‪ ،‬ص ‪.)145‬‬

‫"‪ ..‬كيف يكن لنسان – كان ف بداية أمره أمّيًا ‪ ..-‬أن يصرح بقائق ذات طابع علمي ل‬
‫يكن ف مقدور أي إنسان ف ذلك العصر أن يكونا‪ ،‬وذلك دون أن يكشف تصريه عن أقل‬
‫خطأ من هذه الوجهة؟"( القرآن الكري والتوراة والنيل والعلم‪ ،‬ص ‪.)150‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ -27‬كيث مور عال الجنة الشهي‬

‫نبذة عنه‪ :‬البوفيسور كيث مور من أكب علماء التشريح والجنة ف العال ‪ ,‬ف عام ‪1984‬‬
‫إستلم الائزة الكثر بروزا قدّمت ف حقل علم التشريح ف كندا‪ ،‬جي‪ .‬سي‪ .‬ب ‪ .‬جائزة‬
‫جرانت من المعية الكندية لختصاصيي التشريح‪ .‬وجّه العديد من المعيات الدولية‪ ،‬مثل‬
‫المعية الكندية والمريكية لختصاصيي التشريح وملس إتاد العلوم اليوية‪.‬‬

‫وهذه قصة إسلمه من كتاب الذين هدي ال للدكتور زغلول النجار‪:‬‬


‫دعيت مرة لضور مؤتر عقد للعجاز ف موسكو فكرهت ف بادئ المر أن أحضره لنه‬
‫يعقد ف بلد كانت هي عاصمة الكفر واللاد لكثر من سبعي سنة وقلت ف نفسي‪ :‬ماذا‬
‫يعلم هؤلء الناس عن ال حت ندعوهم إل ما نادي به القرآن الكري؟!‪.‬فقيل ل‪ :‬لبد من‬
‫الذهاب فإن الدعوة قد وجهت إلينا من قبل الكاديية الطبية الروسية‪.‬فذهبنا إل موسكو وف‬
‫أثناء استعراض بعض اليات الكونية وبالتحديد عند قول ال تعال‪(:‬يدبر المر من السماء إل‬
‫الرض ث يعرج إليه ف يوم كان مقداره ألف سنة ما تعدون) ‪-‬السجدة‪ . -5:‬وقف أحد‬
‫العلماء السلمي وقال‪ :‬إذا كانت ألف سنة تساوي قدران من الزمان غي متكافئي دل ذلك‬
‫علي اختلف السرعة‪ .‬ث بدأ يسب هذه السرعة فقال‪ :‬ألف سنة‪..‬لبد وأن تكون ألف سنة‬
‫قمرية لن العرب ل يكونوا يعرفون السنة الشمسية والسنة القمرية اثنا عشر شهرا قمريا‬
‫ومدة الشهر القمري هي مدار القمر حول الرض‪ ,‬وهذا الدار مسوب بدقة بالغة‪ ,‬وهو‬
‫‪ 2,4‬بليون كم ‪.‬فقال‪ 2,4 :‬بليون مضروب ف ‪- 12‬وهو عدد شهور السنة‪-‬ث ف ألف‬
‫سنة‪,‬ث يقسم هذا الناتج علي أربع وعشرين‪-‬وهو عدد ساعات اليوم‪-‬ث علي ستي‪-‬الدقائق‪-‬‬

‫‪174‬‬
‫ث علي ستي‪-‬الثوان‪.-‬فتوصل هذا الرجل إل سرعةأعلي من سرعة الضوء‪.‬فوقف أستاذ ف‬
‫الفيزياء‪ -‬وهو عضو ف الكاديية الروسية‪-‬وهو يقول ‪:‬لقد كنت كنت أظنن‪-‬قبل هذا‬
‫الؤتر‪-‬من البزين ف علم الفيزياء‪,‬وف علم الضوء بالذات‪,‬فإذا بعلم أكب من علمي بكثي‪.‬ول‬
‫أستطيع أن أعتذر عن تقصيي ف معرفة هذا العلم إل أن أعلن أمامكم جيعا أن( أشهدأن ل‬
‫إله إل ال وأن ممدا رسول ال)‪.‬ث تبعه ف ذلك أربعة من الترجي‪,‬الذين ماتدثنا معهم علي‬
‫الطلق وإنا كانوا قابعي ف غرفهم الزجاجية يترجون الديث من العربية إل الروسية‬
‫والعكس‪,‬فجاءونا يشهدون أن لإله إل ال وأن ممدا رسول ال‪.‬‬

‫ليس هذا فحسب وإنا علمنا بعد ذلك أن التلفاز الروسي قد سجل هذه اللقات وأذاعها‬
‫كاملة فبلغنا أن أكثر من ‪ 37‬عالا من أشهر العلماء الروس قد أسلموا بجرد مشاهدتم لذه‬
‫اللقات‪.‬‬

‫ليس هذا فحسب‪..‬وإنا كان معنا أيضاً كيث مور* وهو من أشهر العلماء ف علم الجنة‬
‫ويعرفه تقريبا كل أطباء العال‪,‬فهو له كتاب يدرس ف معظم كليات الطب ف العال وقد‬
‫ترجم هذا الكتاب لكثر من ‪ 25‬لغة فهو صاحب الكتاب الشهي (‪The‬‬
‫‪. )Developing Human‬فوقف هذا الرجل ف وسط ذلك المع قائلً‪:‬‬

‫"إن التعبيات القرآنية عن مراحل تكون الني ف النسان لتبلغ من الدقة والشمول مال يبلغه‬
‫العلم الديث‪ ,‬وهذا إن دل علي شئ فإنا يدل علي أن هذا القرآن ليكن أن يكون إل كلم‬
‫ال‪ ,‬وأن ممدا رسول ال"‬

‫‪.‬فقيل له‪ :‬هل أنت مسلم؟!؟‪.‬قال‪:‬ل ولكن أشهد أن القرآن كلم ال وأن ممدا مرسل من‬
‫عند ال‪.‬فقيل له‪:‬إذا فأنت مسلم‪,‬قال‪ :‬أنا تت ضغوط اجتماعية تول دون إعلن إسلمي‬
‫الن ولكن لتتعجبوا إذا سعتم يوما أن كيث مور قد دخل السلم‪.‬ولقد وصلنا ف العام‬
‫الاضي أنه قد أعلن إسلمه فعلً فلله المد والنة‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫وف مؤتر العجاز العلمي الول للقرآن الكري والسنة الطهرة والذي عقد ف القاهرة عام‬
‫‪ 1986‬وقف الستاذ الدكتور‪ ،‬كيث مور (‪ ) Keith Moore‬ف ماضرته قائلً ‪:‬‬
‫(إنن أشهد بإعجاز ال ف خلق كل طور من أطوار القرآن الكري‪ ،‬ولست أعتقد أن ممدا ‪r‬‬
‫أو أي شخص آخر يستطيع معرفة ما يدث ف تطور الني لن هذه التطورات ل تكتشف‬
‫إل ف الزء الخي من القرن العشرين‪ ،‬وأريد أن أؤكد على أن كل شيء قرأته ف القرآن‬
‫الكري عن نشأة الني وتطوره ف داخل الرحم ينطبق على كل ما أعرفه كعال من علماء‬
‫الجنة البارزين)‪.‬‬
‫وهذه شهادته الصورة علي العجاز العلمي ف القرأن الكري‪:‬‬
‫الزء الول‪http://alhakekah.com/aduio/moore-1-56k[1].ram :‬‬
‫الزء الثان‪http://alhakekah.com/aduio/moore-2-56k[1].ram :‬‬

‫علما أن مراحل خلق النسان (بن آدم ) الت ذكرها القرآن هي سبع مراحل‪ .‬قال تعال‪(( :‬‬
‫َولَ َقدْ خَلَقْنَا الِنسَانَ ِمنْ سُللَةٍ ِمنْ طِيٍ‪ُ،‬ثمّ جَعَلْنَاهُ ُنطْفَ ًة فِي قَرَارٍ مَكِيٍ‪ُ ،‬ثمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ َعلَقَةً‬
‫حمًا ُثمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَ َر فَتَبَارَكَ‬
‫سوْنَا الْعِظَامَ لَ ْ‬
‫َفخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ ُمضْغَ ًة َفخَلَقْنَا اْل ُمضْغَةَ عِظَامًا فَ َك َ‬
‫اللّهُ َأ ْحسَ ُن الْخَالِقِيَ )) [الؤمنون ‪12‬ـ ‪]14‬‬
‫وقد أثبت علم الجنة هذه الراحل وصحتها وتطابقها مع الراحل الذكورة ف القرآن‪ .‬وهذه‬
‫الراحل هي‪ -1:‬أصل النسان (سللة من طي) ‪ -2‬النطفة ‪ -3‬العلقة ‪ -4‬الضغة‬
‫‪-5‬العظام ‪ -6‬الكساء باللحم ‪ -7‬النشأة‪.‬‬
‫وقد اعتب الؤتر الامس للعجاز العلمي ف القرآن والسنة والذي عقد ف موسكو (أيلول‬
‫‪ )1995‬هذا التقسيم القرآن لراحل خلق الني وتطوره صحيحا ودقيقا وأوصى ف‬
‫مقرراته على اعتماده كتصنيف علمي للتدريــس علما أن الستاذ الدكتور كيث مور‬
‫‪ ))Keith Moore‬وهو من أشهر علماء التشريح وعلم الجنة ف العال ورئيس هذا‬
‫القسم ف جامعة تورنتو بكندا (والذي كان أحد الباحثي الشاركي ف الؤتر الذكور ) ‪،‬‬
‫ألف كتابا يعد من أهم الراجع الطبية ف هذا الختصاص ( مراحل خلق النسان _ علم‬

‫‪176‬‬
‫الجنة السريري ) وضمنه ذكر هذه الراحل الذكورة ف القرآن‪ ،‬وربط ف كل فصل من‬
‫فصول الكتاب الت تتكلم عن تطور خلق الني وبي القائق العلمية واليات والحاديث‬
‫التعلقة با وشرحها وعلق عليها بالتعاون مع الشيخ الزندان وزملئه‪.‬‬

‫‪-28‬عال التشريح التايلندي تاجاتات تاجسن‬

‫* بدأت صلتنا بالبفيسور تاجاتات تاجاسون* عندما عرضنا عليه بعض اليات القرآنية‬
‫والحاديث النبوية التصلة بجال تصصه ف علم التشريح وبعد أن أجاب على تساؤلتنا قال‪:‬‬
‫‪ -‬نن كذلك يوجد ف كتبنا البوذية القدسة أوصافا لطوار الني ‪.‬‬
‫‪ -‬نن ف شوق لن نقف على ما جاء ف تلك الكتب ‪.‬‬
‫ف لقائنا القادم‬
‫* ف العام التال عندما جاء متحنا خارجيا لطلب كلية الطب بامعة اللك عبد العزيز سألنا‬
‫عما وعدنا به وف أمانة علمية جديرة بالحترام أجاب‬
‫‪ -‬أقدم لكم اعتذارى عن معلوماتى السماعية لقد أجبتكم دون أن أتأكد من هذه العلومات‬
‫ولكن بالرجوع ال تلك الكتب ل أجد شيئا حول ذلك الوضوع ‪.‬‬
‫عندئذً قدمنا له ماضرة كان قد أعدها البفيسور كيث مور أستاذ علم التشريح بامعة تورنتو‬
‫بكندا وعنوانا مطابقة علم الجنة لا ف القرآن والسنة وسألناه هل تعرف البفيسور مور ؟‬
‫‪ -‬بالطبع إنه من كبار العلماء الشهورين ف هذا التخصص وهو مرجع عالى وإن لندهش ما‬
‫سجله هنا ف هذه الحاضرة ‪.‬‬
‫* ث سألناه عددا من السئلة ف مال تصصه كان من بينها ذلك السؤال التعلق باللد ‪:‬‬
‫‪ -‬هل هناك مرحلة ينعدم عندها الحساس بأل الرق ؟؟‬
‫‪ -‬نعم إذا كان الرق عميقا ودمر عضو الحساس بالل‬

‫‪177‬‬
‫‪ -‬حسنا ما رأيك إذن أن القرآن الكري الذى عند تاريخ نزوله على ممد صلي ال عليه‬
‫وسلم لكثر من ألف وأربعمائة عام ‪ .‬قد أشار إل تلك القيقة العلمية عندما ذكر الطريقة‬
‫الت سيعاقب ال به الكافرين يوم القيامة حيث يقول ‪:‬‬
‫(إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيها‬
‫ليذوقوا العذاب )‬
‫فالقرآن هنا يقرر أنه عندما ينضج اللد يلق ال للكفار جلدا جديدا كى يتجدد إحساسهم‬
‫بالل وذلك تأكيد من جانب القرآن على أن الطراف العصبية الت تعل النسان يشعر بالل‬
‫موجودة ف اللد ‪.‬‬
‫‪ -‬هذا أمر يدعو للدهشة والغرابة حقيقة فتلك معرفة مبكرة جدا عن مراكز الحساس‬
‫والعصاب ف اللد ول أدرى كيف ذكر قرآنكم هذا !!‬
‫‪ -‬ترى أيكن أن تكون هذه العلومات قد استقاها ممد نب السلم من مصدر بشرى ؟‬
‫‪ -‬بالطبع ل ففى ذلك الوقت ل تكن هناك معارف بشرية حول هذا الوضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬من أين إذن وكيف عرف ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬الؤكد عندى هو استحالة الصدر البشرى ولكن أسألكم أنتم من أين تلقى ممد صلي ال‬
‫عليه وسلم هذه العلومات الدقيقة ‪.‬‬
‫‪ -‬من عند ال ‪.‬‬
‫‪ -‬ال !! ومن هو ال ؟‬
‫وبعد أن شرحنا له الفهوم السلمى للفظ الللة العظم راقته تلك الرؤية وعاد ال بلده‬
‫ليحاضر عن هذه الظاهرة القرآنية الت عايشها وتأثر با حت جاء موعد الؤتر الطب السعودى‬
‫الثامن واستمع ف الصالة الكبى الت خصصت للعجاز على مدى أربعة أيام لكثي من‬
‫العلماء ول سيما غي السلمي ياضرون عن ظاهرة العجاز العلمى وف ختام جلسات الؤتر‬
‫وقف البوفيسور (تاجاتات تاجاسون) يعلن ‪ -:‬بعد هذه الرحلة المتعة والثية فإن أؤمن أن‬
‫كل ما ذكر ف القرآن الكري يكن التدليل على صحته بالوسائل العلمية وحيث أن ممدا نب‬

‫‪178‬‬
‫السلم كان أميا إذن لبد أنه قد تلقى معلومات عن طريق وحى من خالق عليم بكل شئ ‪.‬‬
‫وإنن أعتقد أنه حان الوقت لن أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‪.‬‬

‫نبذة عنه‪:‬‬
‫*البوفيسور تيجاتات تيجاسون رئيس قسم علم التشريح ف جامعة شيانك مي ‪ ،‬تايلند وقد‬
‫أدل بشهادته بأن هذا الكلم ليكن أن يصدر من بشر وبعد ذلك نطق بالشهادتي‪.‬‬
‫شهادته الصورة‪http://alhakekah.com/aduio/tejasen-1- :‬‬
‫‪56k[1].ram‬‬

‫‪-29‬عال اليولوجيا اللان ألفريد كروني‬

‫العال البوفسيور الفريد كروني من أشهر علماء اليولوجيا ف العال ‪ ..‬حضر مؤترا‬
‫جيولوجيا ف كلية علوم الرض ف جامعة اللك عبد العزيز ‪ ..‬قلت له ‪ :‬هل عندكم حقائق‬
‫أن جزيرة العرب كانت بساتي وأنارا ‪ -‬هذه الصحراء الت ترونا كانت قبل ذلك بساتي‬
‫وحدائق فقال ‪ :‬نعم هذه مسألة معروفة عندنا ‪ ..‬وحقيقة من القائق العلمية وعلماء‬
‫اليولوجيا يعرفونا ‪ ..‬لنك إذا حفرت ف أي منطقة تد الثار الت تدلك على أن هذه‬
‫الرض كانت مروجا وأنارا ‪ ,‬والدلة كثية ‪ ..‬فقط لعلمكم منها قرية الفاو الت اكتشفت‬
‫تت رمال الربع الال ‪ ..‬وهناك أدلة كثية ف هذا ‪ .‬قلت له ‪ :‬وهل عندك دليل على أن بلد‬
‫العرب ستعود مروجا وأنارا ؟ ‪ ..‬قال هذه مسألة حقيقية ثابتة نعرفها نن اليولوجيون‬
‫ونقيسها ونسبها ‪ ,‬ونستطيع أن نقول بالتقريب حت يكون ذلك ‪ ..‬وهي مسألة ليست عنكم‬
‫ببعيدة وهي قريبة ‪ ..‬قلت ‪ :‬لاذا ؟ قال ‪ :‬لننا درسنا تاريخ الرض ف الاضي فوجدنا أنا تر‬
‫‪179‬‬
‫بأحقاب متعددة من ضمن هذه الحقاب التعددة ‪ ..‬حقبة تسمى العصور الليدية ‪ .‬وما معن‬
‫العصر الليدي ؟ معناه ‪ :‬أن كمية من ماء البحر تتحول إل ثلج وتتجمع ف القطب التجمد‬
‫الشمال ث تزحف نو النوب وعندما تزحف نو النوب تغطي ما تتها وتغي الطقس ف‬
‫الرض ‪ ,‬ومن ضمن تغيي الطقس تغيي يدث ف بلد العرب ‪ ,‬فيكون الطقس باردا ‪,‬‬
‫وتكون بلد العرب من أكثر بلد العال أمطارا وأنارا ‪ .‬وكنت أربط بي السيول والمطار ف‬
‫منطقة أبا وبي تلك الت تدث ف شال أوروبا وأنا أتأمل فيما يقول قلت له ‪ :‬تأكد لنا هذا‬
‫قال ‪ :‬نعم هذه حقيقة ل مفر منها ! قلت له ‪ :‬اسع من أخب ممدا صلى ال عليه وسلم‬
‫بذلك ‪,‬هذا كله مذكور ف حديث رواه مسلم يقول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل تقوم الساعة‬
‫حت تعود أرض العرب مروجا وأنارا ) من قال لحمد صلى ال عليه وسلم أن أرض العرب‬
‫كانت مروجا وأنارا ؟! ففكر وقال ‪ :‬الرومان ‪ ..‬فقلت له ‪ :‬ومن أخبه بأن أرض العرب‬
‫ستعود مروجا وأنارا ‪ ..‬ففكر وفكر وقال ‪ ( :‬فيه فوق !! ) وهنا قلت له ‪ :‬اكتب ‪ ..‬فكتب‬
‫بطه لقد أدهشتن القائق العلمية الت رأيتها ف القرآن والسنة ول نتمكن من التدليل عليها‬
‫إل ف الونة الخية بالطرق العلمية الديثة وهذا يدل على أن النب ممدا صلى ال عليه‬
‫وسلم ل يصل إل هذا العلم إل بوحي علوي ‪ ..‬قال الزندان ‪ :‬أيها الخوة الكرام ‪ :‬هذا‬
‫موقف اللحد الكبي اللان وقد تضاعف شعوري بسئولية المة السلمية أمام دينها ‪ ,‬وأنا‬
‫أرى قيادات العال الكبار ما أن تقوم لم القائق حت يسلموا ‪ ..‬ليس فقط يسلموا بل‬
‫وينشروا ويكتبوا ف كتبهم دون مبالة فقلت ف نفسى ‪ :‬لو أن هناك عمل جادا من أمة‬
‫السلم ومن الامعات فلن تر عشر سنوات إل وثلث علماء الرض ف عشر سنوات أو‬
‫خس عشرة سنة من السلمي ‪ .‬وال هذا اللان مامر بين وبينه سوى ساعتي ونصف ساعة‬
‫حت قال هذا كله ‪ ..‬وهذا عملق من عمالقة العلم ‪ .‬ويكتب هذا ويقره وهذا يدل على أن‬
‫هناك علما واحدا وحقيقة واحدة وإلا واحدا وأن هناك حركة وعمل من السلمي وجد إن‬
‫بيدنا الق الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه إن هذا العصر عصر خضع فيه كل‬
‫شيء للعلم ‪ ,‬ولكننا ف بدايات عصر خضوع العلم للسلم وللقرآن الق قال تعال ‪:‬‬
‫س ِهمْ حَتّى يَتَبَيّنَ َل ُهمْ أَنّهُ اْلحَقّ َأ َوَلمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلَى‬
‫( سَُنرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ َوفِي أَن ُف ِ‬
‫‪180‬‬
‫كُلّ شَيْءٍ َشهِيد ) سورة فصلت ‪53 :‬‬

‫نبذة عنه‪:‬‬
‫*البوفيسورألفريد كروني أحد أكب جيولوجيي العال الشاهي ‪ ,‬وهو أستاذ علم طبقات‬
‫الرض ورئيس قسم علم طبقات الرض ف معهد جوسيينسيس‪ ،‬جامعة يوهانز جوتينبيج ‪،‬‬
‫مين ‪ ،‬ألانيا‪ .‬قال ‪ :‬من أين جاء ممد بذا ‪ . . .‬أعتقد إنه من شبه الستحيل بأنّه كان يكن‬
‫أن يعرف حول هذه الشياء مثل الصل الشترك للكون ‪ ،‬لن العلماء إكتشفوا ذلك فقط‬
‫ضمن السنوات القليلة الاضية ‪ ،‬بالطرق التقنية العقّدة والتقدّمة جدا ‪.‬‬

‫وشهادته الصورة هذه‪:‬‬


‫الزء الول‪http://alhakekah.com/aduio/kroner-1-56k[1].ram :‬‬
‫الزء الثان‪http://alhakekah.com/aduio/kroner-2-56k[1].ram :‬‬

‫‪181‬‬
‫‪-30‬الدكتور الفرنسي علي سليمان بنوا‬

‫أنا دكتور ف الطب وأنتمي إل أسرة فرنسية كاثوليكية‪ .‬وقد كان لختياري لذه الهنة أثره‬
‫ف انطباعي بطباع الثقافة العلمية البحتة وهي ل تؤهلن كثيا للناحية الروحية‪.‬‬

‫ل يعن هذا أنن ل أكن أعتقد ف وجود اله‪ ،‬إل أنن أقصد أن الطقوس الدينية النصرانية‬
‫عموما والكاثوليكية بصفة خاصة‪ ،‬ل تكن لتبعث ف نفسي الحساس بوجوده‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫فقد كان شعوري الفطــري بوحدانية ال يول بين وبي اليان بعقيدة التثليث‪ ،‬وبالتال‬
‫بعقيدة تأليه عيسى السيح‪.‬‬

‫كنت قبل أن أعرف السلم مؤمنا بالقسم الول من الشهادتي (ل اله إل ال) وبذه اليات‬
‫من القــرآن‬
‫{قل هو ال أحد * ال الصمد * ل يلد ول يولد * ول يكن له كفوا أحد } ‪.‬‬

‫لذا فإنن أعتب أن اليان بعال الغيب وما وراء الادة هو الذي جعلن أدين بالسلم‪ .‬على أن‬
‫هناك أسبابا أخرى حفزتن لذلك أيضا‪ ،‬منها مثل‪ ،‬أنن ل أستسيغ دعوى الكاثوليك أن من‬
‫سلطانم مغفرة ذنوب البشر نيابة عن ال‪ ،‬ومنها أنن ل أصدق مطلقا ذلك الطقس‬
‫الكاثوليكي عن العشــاء الربان والبز القدس‪ ،‬الذي يثل جسد السيح عيسى‪ ،‬ذلك‬
‫الطقس الطوطمي الذي ياثل ما كانت تؤمن به العصور الول البدائية‪ ،‬حيث كانوا يتخذون‬
‫لم شعارا مقدسا‪ ،‬يرم عليهم القتراب منه‪ ،‬ث يلتهمون جسد هذا القدس بعد موته حت‬
‫تسري فيهم روحه!!!‪.‬‬

‫وما كان يباعد بين وبي النصرانية‪ ،‬أنا ل توي ف تعاليمها شيئا يتعلق بنظافة وطهارة البدن‪،‬‬
‫ل سيما قبل الصلة‪ ،‬فكان ييل ل أن ف ذلك انتهاكا لرمة الرب‪ ،‬لنه كما خلق لنا الروح‬
‫فقد خلق لنا السد كذلك‪ ،‬وكان حقا علينا أل نمل أجسادنا‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫ونلحظ كذلك أن النصرانية التزمت الصمت فيما يتعلق بغرائز النسان الفسيولوجية‪ ،‬بينما‬
‫نرى أن السلم هو الدين الوحيد الذي ينفــرد براعاة الطبيعة البشرية‪.‬‬

‫أما مركز الثقل والعامل الرئيسي ف اعتناقي للسلم‪ ،‬فهو القرآن‪ .‬بدأت قبل أن أسلم‪ ،‬ف‬
‫دراســته ‪ ..‬وأن مدين بالشي الكثي للكتاب العظيم الذي ألفه مستر مالك بن نب وأسه‬
‫"الظاهرة القرآنية" فاقتنعت بأن القرآن كتاب وحي منل من عند ال‪.‬‬

‫إن من بي آيات هذا القرآن الذي أوحى ال به منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ما يمل نفس‬
‫النظريات الت كشفت عنها أحدث الباث العلمية‪.‬‬

‫كان هذا كافيا لقنا عي وإيان بالقسم الثان من الشهادتي (ممد رسول ال)‪.‬‬

‫وهكذا تقدمت يوم ‪ 20‬فباير سنة ‪ 1953‬م إل السجد ف باريس وأعلنت إيان‬
‫بالسلم وسجلن مفت مسجد باريس ف سجلت السلمي وحلت السم الديد" علي‬
‫سلمان"‪.‬‬

‫إنن أشعر بالغبطة الكاملة ف ظل عقيدت الديدة وأعلنها مرة أخرى " أشهد أن ل اله إل ال‪،‬‬
‫وأن ممدا عبده ورسوله" ‪.‬‬

‫الصــدر‪ :‬كتاب لاذا أسلمنا؟‬


‫تأليف ‪ :‬عبد الميد بن عبد الرحن السحيبان‬

‫‪183‬‬
‫‪-31‬العال الجري عبدالكري جرمانيوس‬

‫نبذة عنه‪ :‬عال مري ‪ ،‬وصفه العقاد بأنه‪":‬عشرة علماء ف واحد"‪.‬‬


‫أتقن ثان لغات وألف با ‪ ،‬وهي العربية والفارسية والتركية والوردية واللانية والجرية‬
‫واليطالية والنليزية ‪..‬‬
‫وكان عضوا ف مامع اللغة العربية ف دمشق والقاهرة وبغداد والرباط‪ ،‬وله أكثر من مائة‬
‫وخسي كتابا بختلف اللغات ‪.‬‬
‫منهاكتاب "معان القرآن" ‪ ..‬و"شوامخ الدب العرب"‪ ..‬و"ال أكب"‪..‬و"الركات الديثة ف‬
‫السلم"‪.‬‬
‫يقول الدكتور عبد الكري جرمانوس ‪:‬‬
‫" حَبّب ل السلم أنه دين الطهر والنظافة ‪ :‬نظافة السم والسلوك الجتماعي والشعور‬
‫النسان ‪ ،‬ول تستهن بالنظافة السمية فهي رمز ولا دللتها"‪(-‬النهضة السلمية ف سي‬
‫أعلمها العاصرين) د‪ .‬ممد رجب البيومي (‪-)421 / 2‬‬
‫" كم أَلفيت ف قلوب السلمي كنوزا تفوق ف قيمتها الذهب ‪ ،‬فقد منحون إحساس الب‬
‫والتآخي ‪ ،‬ولقّنون عمل الي والمر بالعروف والنهي عن النكر ‪..‬‬
‫وعلى السلمي أن يعضّوا بالنواجذ على القيم اللقية الت يتازون با ‪ ،‬ول ينبهروا ببيق‬
‫الغرب ‪ ،‬لنه ليس أكثر من بريقٍ خاوٍ زائف"‪(-‬هؤلء الثقفون اختاروا السلم) ممد عثمان‬
‫ص (‪-)35‬‬
‫السلم دين الضارة‪:‬‬
‫"ل يوجد ف تعاليم السلم كلمة واحدة تعوق تقدم السلم ‪ ،‬أو تنع زيادة حظه من الثروة أو‬
‫القوة أو العرفة ‪..‬‬
‫وليس ف تعاليم السلم ما ل يكن تقيقه عمليا ‪ ،‬وهي معجزة عظيمة يتميز با عن سواه ‪،‬‬
‫فالسلم دين الذهن الستني ‪ ،‬وسيكون السلم معتقد الحرار" ‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫ويكتشف جرمانوس العلقة الوثيقة بي اللغة العربية وبي السلم ‪ ،‬ويتعلق بلغة القرآن إل‬
‫درجة اليام با ‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫"لقد تنيت أن أعيش مائة عام ‪ ،‬لحقق كل ما أرجوه لدمة لغة القرآن الكري ‪ ،‬فدراسة لغة‬
‫الضاد تتاج إل قرن كامل من الترحال ف دروب جالا وثقافتها"‪(-‬هؤلء الثقفون اختاروا‬
‫السلم) ممد عثمان ص (‪-)36‬‬

‫مقالة عنه من كتاب السلم والغرب‪ ،‬الوجه الخر – حسن السعيد‪:‬‬


‫الاج عبد الكري جرمانوس مستشرق مريّ وعالِم‪ ،‬طبقت شهرته آفاق العال‪ .‬وُلد ف‬
‫بودابست‪ ،‬وتعلّم اللّغات الغربيّة‪ :‬اليونانيّة‪ ،‬والّلتينيّة‪ ،‬النليزيّة‪ ،‬والفرنسيّة‪ ،‬واليطاليّة‪،‬‬
‫والجريّة‪ ،‬ومن اللّغات الشرقيّة‪ :‬الفارسيّة والورديّة‪ ،‬وأتقن العربيّة والتركيّة على أستاذيه‪:‬‬
‫فامبيي‪ ،‬وغولد زيهر اللّذين ورث عنهما ولَعهما بالشرق السلميّ‪ .‬ثّ تابع دراستهما بعد‬
‫عام ‪1905‬م ف جامعت استانبول وفينّا‪ .‬وصنّف كتابا باللانيّة عن الدب العثمانّ (‬
‫‪ ،)1906‬وآخر عن تاريخ أصناف التراك ف القرن السابع عشر ‪ ،‬فنال عليه جائزة مكّنته‬
‫من قضاء فترة مديدة ف لندن‪ ،‬حيث استكمل دراسته ف التحف البيطانّ‪.‬‬
‫وف عام ‪1912‬م عاد إل بودابست‪ ،‬فعُيّن أستاذا للّغات العربيّة والتركيّة والفارسيّة‪،‬‬
‫وتاريخ السلم وثقافته ف الدرسة العليا الشرقيّة‪ّ .‬ث ف القسم الشرقيّ من الامعة القتصاديّة‪،‬‬
‫ثّ أستاذا ورئيسا للقسم العربّ ف جامعة بودابست (‪ ،)1948‬وظلّ يقوم فيه بتدريس اللّغة‬
‫العربيّة‪ ،‬وتاريخ الضارة السلميّة‪ ،‬والدب العرب قديه وحديثه‪ ،‬ماولً إياد حلقات اتصال‬
‫بي نضات الُمم السلميّة الجتماعيّة والسيكولوجيّة‪ ،‬حتّى أُحيل على التقاعد (‪.)1965‬‬
‫ودعاه "طاغور" إل الند أستاذا للتاريخ السلميّ‪ ،‬فعلمه ف جامعات دلي‪ ،‬ولهور‪ ،‬وحيدر‬
‫آباد (‪1929‬ـ ‪ ،)1932‬وهناك أشهر إسلمه ف مسجد دلي الكب‪ ،‬وألقى خطبة‬
‫المعة‪ ،‬وتسمّى ب‍ "عبد الكري"‪ .‬وقدم القاهرة وتعمّق ف دراسة السلم على شيوخ الزهر‪،‬‬
‫ّث قصد مكّة حاجّا وزار قب الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وصنّف ف حجّته كتابه‪ :‬ال أكب‪،‬‬
‫وقد نُشر ف عدّة لغات (‪ ،)1940‬وقام بتحرّيات علميّة (‪1939‬ـ ‪ )1941‬ف‬

‫‪185‬‬
‫القاهرة والسعوديّة نشر نتائجها ف ملّدين‪ :‬شوامخ الدب العرب (‪ ،)1952‬ودراسات ف‬
‫التركيبات اللّغوية العربيّة (‪.)1954‬‬
‫وربيع عام ‪ 1955‬عاد ليقضي بضعة أشهر ف القاهرة والسكندريّة ودمشق بدعوة من‬
‫الكومة ليحاضر بالعربيّة عن الفكر العربّ العاصر‪ ،‬وعن صور من الدب الجريّ‪ ،‬ثّ رجع‬
‫إل الشرق العربّ ف شتاء ‪ ،1958‬لستكمال مصادر كتابه الديد عن أدبائه العاصرين‪.‬‬
‫والذي صدرت بعض فصوله‪ ،‬وفيها قصص الكتّاب العاصرين‪ .‬وقد انتخب عضوا ف الجمع‬
‫ل للمجمع اللّغويّ بالقاهرة (‪ ،)1956‬وف الجمع العلميّ‬ ‫اليطال(‪ ،)1952‬ومراس ً‬
‫العراقي (‪.)1962‬‬
‫إرهاصات اعتناقه السلم‪:‬‬
‫يروي الدكتور "عبد الكري جرمانوس" خلفيّات اهتدائه إل السلم فيقول‪" :‬كان ذلك ف‬
‫عصر يوم مطي‪ ،‬وكنتُ ما أزال ف سنّ الراهقة‪ ،‬عندما كنتُ أقلّب صحائف ملّة مصوّرة‬
‫قدية‪ ،‬تتلط فيها الحداث الارية مع قصص اليال‪ ،‬مع وصف لبعض البلد النائية؛ بقيت‬
‫بعض الوقت أقلّب الصحائف ف غي اكتراث إل أن وقعت عين فجأة على صورة لوحة‬
‫خشبيّة مفورة استرعت انتباهي‪ ،‬كانت الصورة لبيوت ذات سقوف مستوية تتخلّلها هنا‬
‫وهناك قباب مستديرة ترتفع برفق إل السماء الظلمة الت شقّ اللل ظلمتها‪..‬‬
‫ملكت الصورة عليّ خيال‪ ..‬وأحسستُ بشوق غلّب ل يقاوم إل معرفة ذلك النور الذي‬
‫كان يُغالب الظّلم ف اللّوحة‪ ..‬بدأتُ أدرس اللّغة التركيّة‪ ،‬ومن ثّ الفارسيّة فالعربيّة‪.‬‬
‫وحاولتُ أن أتكّن من هذه اللّغات الثلث حتّى أستطيع خوض هذا العال الروحيّ الذي نشر‬
‫هذا الضوء الباهر على أرجاء البشريّة"‪.‬‬
‫وف إجازة صيف كان من حظّه أن يُسافر إل البوسنة وهي أقرب بلد شرقيّ إل بلده‪ .‬وما‬
‫كاد ينل أحد الفنادق حتّى سارع إل الروج لشاهدة السلمي ف واقع حياتا‪ ..‬حيث‬
‫خرج بانطباع مُخالف لا يُقال حول السلمي‪ ..‬وكان هذا هو أوّل لقاء مع السلمي‪ .‬ثّ‬
‫مرّت به سنوات وسنوات ف حياة حافلة بالسفار والدراسات‪ ،‬كان مع مرور الزّمن تتفتّح‬
‫عيونه على آفاق عجيبة وجديدة‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫ورغم تطوافه الواسع ف دنيا ال‪ ،‬واستمتاعه بشاهدة روائع الثار ف آسيا الصغرى وسوريا‪،‬‬
‫وتعلّمه اللّغات العديدة وقراءاته للف الصفحات من كتب العلماء‪ ،‬قرأ كلّ ذلك بعي‬
‫فاحصة‪" :‬ورغم كلّ ذلك فقد ظلّت روحي ظمأى" كما يقول‪.‬‬
‫أثناء وجوده ف الند‪ ،‬وف ذات ليلة رأى ـ كما يرى النائم ـ كأنّ ممّدا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ياطبه بصوت عطوف‪" :‬لاذا الية؟ إنّ الطريق الستقيم أمامك مأمون مهّد‬
‫مثل سطح الرض‪ .‬سرْ بطى ثابتة وبقوّة اليان"‪ ..‬وف يوم المعة التالية‪ ،‬وقع الدث‬
‫العظيم ف مسجد المعة ف دليّ‪ ..‬حينما أشهر إسلمه على رؤوس الشهاد‪..‬‬
‫وعن تلك اللّحظات الفعمة بالحاسيس يتذكّر "الاج عبد الكري جرمانوس" فيقول‪" :‬كان‬
‫التأثّر والماس يعمّان الكان‪ ،‬ول أستطيع أن أتذكّر ماذا كان ف ذلك الي‪ ..‬وقف الناس‬
‫أمامي يتلقّفونن بالحضان‪ .‬كم من مسكي مهد نظر إلّ ف ضراعة‪ ،‬يسألن "الدعوات"‬
‫ويريد تقبيل رأسي‪ ،‬فابتهلتُ إل ال أن ل يدع هذه النفوس البيئة تنظر إلّ وكأنّي أرفع منها‬
‫قدرا‪ ،‬فما أنا إلّ حشرة من بي حشرات الرض‪ ،‬أو تائه جا ّد ف البحث عن النور‪ ،‬ل حول‬
‫ل ول قوة‪ ،‬مثل غيي من الخلوقات التعيسة‪ ..‬لقد خجلتُ أمام أنّات وآمال هؤلء الناس‬
‫الطيّبي‪ ..‬وف اليوم التال وما يليه كان الناس يفدون عليّ ف جاعات لتهنئت‪،‬ونالن من مبّتهم‬
‫وعواطفهم ما يكفين زادا مدى حيات‪.‬‬
‫من آثاره‪:‬‬
‫إضافة إل ما ورد ف ثنايا البحث‪ ،‬من عناوين مؤلّفاته‪ ،‬فقد ترك تراثا علميّا زاخرا بالعمق‬
‫والتنوّع‪ :‬قواعد اللّغة التركيّة (‪ ،)1925‬والثورة التركيّة‪ ،‬والقوميّة العربيّة (‪،)1928‬‬
‫والدب التركيّ الديث (‪ ،)1931‬والتيّارات الديثة ف السلم(‪ ،)1932‬واكتشاف‬
‫الزيرة العربيّة وسوريا والعراق وغزوها (‪ ،)1940‬ونضة الثقافة العربيّة (‪،)1944‬‬
‫ودراسات ف التركيبات اللّغويّة العربيّة (‪ ،)1954‬وابن الروميّ (‪ ،)1956‬وبي‬
‫الفكّرين (‪ ،)1958‬ونو أنوار الشرق‪ ،‬ومنتخب الشعراء العرب (‪ ،)1961‬وف الثقافة‬
‫السلمية‪ ،‬وأدب الغرب (‪ ،)1964‬وكان يعدّ ثلثة كتب عن‪ :‬أدب الجرة‪ ،‬والرحّالة‬
‫العرب وابن بطّوطة‪ ،‬وتاريخ الدب العربّ‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫‪-32‬عال الجتماع النليزي حسي روف‬

‫يلحظ التتبع لركة انتشار العقيدة السلمية‪ ،‬ف الدول الوربية والمريكية‪ ،‬أن نسبة كبية‬
‫من الذين استجابوا لدعوتا ف هذه الدول‪ ،‬من علماء الجتماع‪ ،‬والعاملي ف مالت‬
‫الصلح الجتماعي وذلك لا تتطلبه الدراسات الت يتناولا أولئك العلماء والصلحون‬
‫الجتماعيون من تعرض دائم للعقائد والذاهب الجتماعية‪ ،‬وخاصة من حيث تأثيها ف‬
‫الجتمعات‪ ،‬وقدرتا على معالة الشكلت الت تعرض للفراد والماعات والسهم ف‬
‫تفيف حدثها‪ ،‬والرتقاء بالقيم والسلوكيات الجتماعية‪.‬‬

‫وف معرض هذه الدراسات الت تستخدم فيها طريقة التحليل‪ ،‬وأسلوب الوازنة والقارنة‬
‫تتجلى أهداف السلم السامية‪ ،‬وفضائله الكبى فتجتذب النفوس العاقلة‪ ،‬وتتفتح لا القلوب‬
‫الواعية‪.‬‬

‫وكان “حسي روف” واحدا من الجتماعيي النليز‪ ،‬الذين درسوا الديان والذاهب‬
‫الجتماعية الختلفة‪ ،‬دراسة متأنية متعمقة فبهرته عظمة السلم‪ ،‬وسو أهدافه ومبادئه‪ ،‬وقدرته‬
‫الارقة على مواجهة التاعب والشكلت الت يعانيها الفراد والجتمعات‪ ،‬وملءمته العجيبة‬
‫لختلف البيئات والضارات على تباينها واختلفها‪.‬‬
‫وكان طبيعيّا أن يبادر إل اعتناق هذا الدين النيف‪ ،‬والدعوة _بكل طاقته_ إليه‪ ،‬وتبصي‬
‫مواطنيه ببادئه وأهدافه‪ ،‬وتفنيد ما يوجهه إليه أعداؤه _كذبا وبتانا_ من ُتهَم باطلة‪.‬‬

‫وقد بدأ “روف” بدراسة عقيدت أبويه… وكان أحدها مسيحيا والخر يهوديّا… ث انتقل‬
‫إل دراسة العقيدة الندوسية‪ ،‬وفلسفتها‪ ،‬وخاصة تعاليمها الديثة عند “يوبانيشادو‬
‫فيدانتا”… ث درس العقيدة البوذية‪ ،‬مع مقارنتها ببعض الذاهب اليونانية القدية‪ .‬كما درس‬
‫بعض النظريات والذاهب الجتماعية الديثة‪ ،‬وخاصة أفكار الفيلسوف الروسي‬
‫“ليوتولستوي”‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫ومن العجيب حقا أن اهتمامه بدراسة السلم جاءت متأخرة‪ ،‬بالنسبة للديان والعقائد‬
‫الخرى‪ ،‬برغم إقامته ف بعض البلد العربية… وكان أول تعرّف له عليه خلل قراءاته لترجة‬
‫للقرآن الكري وضعها “رودويل” إل أنه ل يتأثر با‪ ،‬لنا ل تكن ترجة أمينة صادقة‪ ،‬وكان‬
‫شأنا ف ذلك شأن كثي من الترجات الماثلة الت يشوبا الهل أو الغراض العدائية والت‬
‫صدرت بعدة لغات أجنبية‪.‬‬

‫غي أنه _لسن حظه _ التقى بأحد الدعاة الثقفي إل السلم‪ ،‬الذين يتقدون حاسا له‪،‬‬
‫وإخلصا ف تبليغه للناس‪ ،‬فقام بتعريفه لبعض حقائق السلم‪ ،‬وأرشده إل إحدى النسخ‬
‫الترجة لعان القرآن الكري‪ ،‬ترجها أحد العلماء السلمي‪ ،‬وأضاف إليها تفسيا واضحا‬
‫مقنعا بُن على النطق والعقل‪ ،‬فضلً عن توضيح العان القيقية الت تعجز عن إبرازها اللغة‬
‫النليزية… كما أرشده إل بعض الكتب السلمية الخرى الت تتسم بالصدق والبهان‬
‫الساطع… فأتاح له كل ذلك أن يُكوّن فكرة مبدئية عن حقيقة السلم قد أثارت رغبته ف‬
‫الستزادة من العرفة به وببادئه وأهدافه عن طريق الصادر العلمية غي الغرضة‪.‬‬

‫وقد أكدت صلته ببعض الماعات السلمية‪ ،‬ودراسة لحوالم عن كثب‪ ،‬ومدى تأثي‬
‫السلم ف سلوكهم وروابطهم‪ ،‬فكرته البدئية عن عظمة السلم‪ ،‬فآمن به كل اليان…‬

‫تعالوا معنا نستمتع با قاله ف وصفه لتلك التجربة الت شجعته على اعتناق هذا الدين النيف‪:‬‬

‫“ذات يوم من عام ‪ 1945‬دُعيت لشاهدة صلة العيد‪ ،‬وتناول الطعام بعد الصلة‪ ،‬فكان‬
‫ف ذلك مناسبة طيبة لرى عن كثب ذلك الشد العالي من متلف بلد العال‪ ،‬ومتلف‬
‫الطبقات الجتماعية‪ ،‬ومن متلف اللوان… هناك قابلت أميا تركيا وإل جواره كثي من‬
‫العدمي‪ ،‬جلسوا جيعا لتناول الطعام معا‪ ،‬ل تلمح ف وجوه الغنياء امتعاضا أو تظاهرا‬
‫كاذبا بالساواة‪ ،‬كذلك الذي يبدو على الرجل البيض ف حديثه إل جاره السود‪ ،‬ول ترى‬

‫‪189‬‬
‫بينهم من يعتزل الماعة أو ينتحي فيها ركنا قصيا‪ ،‬كما ل تلمح بينهم ذلك الشعور الطبقي‬
‫السخيف الذي يكن أن يتخفى وراء أستار مزيفة من الساواة”‪.‬‬

‫ث استطرد يقول‪:‬‬
‫“ليس هناك مال لشرح كل أمور الياة الت وجدت ف شرائع السلم من حلول‪ ،‬ل أجده‬
‫ف غيه‪ ،‬ويكفي أن أقول إنن _بعد تفكي وتدبر _ رأيتن أهتدي إل اليان بذا الدين‪ ،‬بعد‬
‫دراست لميع الديان الخرى العروفة ف العال‪ ،‬بدون أن أقتنع بأي واحد منها”‪.‬‬

‫ث مضى ف بيان سبب إسلمه‪ ،‬فقال‪:‬‬


‫ت فيما ذكرت‪ ،‬لاذا أصبحت مسلما‪ ،‬ولكن ذلك ل يكفي مطلقا لبيان دواعي‬ ‫“قد بين ُ‬
‫فخري واعتزازي بذلك‪ ،‬فإن هذا الشعور نا وازداد مع مرور الزمن وازدياد تارب… فقد‬
‫درست الضارة السلمية ف جامعة إنليزية‪ ،‬وأدركت لول مرة أنا _وبكل تأكيد _ هي‬
‫الت أخرجت أوربا من العصور الظلمة واستقرأت التاريخ‪ ،‬فرأيت أن كثيا من‬
‫المباطوريات العظيمة كانت إسلمية‪ ،‬وأن كثيا من العلوم الديثة‪ ،‬يعود الفضل فيها إل‬
‫السلم‪….‬‬

‫ولا جاء بعض الناس ليقول ل‪ :‬إن باعتناقي للسلم أكون قد سلكتُ طريق التخلف‪،‬‬
‫ابتسمت سخرية لهلهم‪ ،‬وخلطهم بي القدمات والنتائج”‪.‬‬

‫ث تساءل قائلً‪:‬‬
‫“هل يوز للعال أن يكم على السلم بقتضى ما أصابه من انلل لظروف خارجة‬
‫عنه؟… وهل يوز الط من قيمة الفن العظيم الذي صاحب عصر النهضة الوربية‪ ،‬بسبب‬
‫اللوحات المسوخة ف أرجاء العمورة ف أيامنا هذه؟… حسبنا أن نعلم أن اعظم العقول‬
‫وأكثرها تقدما ف جيع العصور كانت كلها تنظر بكل تقدير إل الثقافة السلمية‪ ،‬الت ل‬
‫تزال أكثر للئها مكنوزة ل يتوصل الغرب بعد إليها”‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫ث أشاد بأخلق السلمي القيقيي وكرمهم‪ ،‬وقدرة السلم على علج مشكلة التفاوت‬
‫الجتماعي بقوله‪:‬‬
‫“لقد سافرت إل أقطار كثية ف أناء العمورة‪ ،‬وأُتيحت ل الفرصة لرى كيف يستقبل‬
‫الغريب ف كل مكان‪ ،‬وأن أعرف كيف يكون إكرامه أول ما يطر على البال‪ ..‬وكيف‬
‫يكون التصرف معه؟ ‪ ..‬وعن الفائدة الت قد تأت من مساعدته‪ ،‬فلم أجد من غي السلمي من‬
‫يدانيهم ف إكرام الغريب والعطف عليه من غي مقابل…‬

‫‪ -33‬الفكر النليزي مارتن لنجز‬

‫كان يدين بالسيحية شأن أسرته الت ل تعرف عن الدين شيئا إل أنا مسيحية بالوراثة‪..‬‬
‫وهكذا نشأ هو خال النفس من أية عقيدة يؤمن با حق اليان‪ ..‬ولكن بدأت سات نضجه‬
‫الفكري تتضح بعد حصوله على شهادة الـ "‪ "A-B‬ف الداب النليزية حيث كان يدرس‬
‫الدب النليزي ف جامعة "أكسفورد" إنلترا‪ ..‬فقد أخذ ينقب ف كتب التراث عن‬
‫الديانات النتشرة ف العال ليقرأ عنها جيعا‪ ،‬فاستوقفه دين السلم كشريعة لا منهاج يتفق‬
‫مع النطق والعقل‪ ،‬وآداب تستسيغها النفس والوجدان‪ ،‬فاستشعر حينئذ أنه قد وجد نفسه مع‬
‫هذا الدين الذي يتفق مع فطرة النسان حيث يعب عن ذلك بقوله‪:‬‬

‫"لقد وجَدتُ ف السلم ذات الت افتقدتا طوال حيات‪ ،‬وأحسست وقتها أن إنسان لول‬
‫مرة‪ ،‬فهو دين يرجع بالنسان إل طبيعته حيث يتفق مع فطرة النسان"‪.‬‬

‫ث أردف قائلً _ وقد أنارت البتسامة وجهه‪:‬‬


‫"شاء ال ل أن أكون مسلما‪ ،‬وعندما يشاء ال فل رَادّ لقضائه‪ ..‬وهذا هو سبب إسلمي أولً‬
‫وقبل كل شيء"‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫ويذكر أنه قد أشهر إسلمه على يد شيخ جزائري اسه الشيخ "أحد العلوي"‪ ،‬التقى به ف‬
‫سويسرا الت كان يعمل با مدرسا‪ ،‬بعدها قام بتغيي اسه من "مارتن لنجز" ال اسم "أب بكر‬
‫سراج الدين"‪.‬‬

‫ث ماذا…؟ هل هناك أسباب أو دوافع أخرى وراء اعتناقه السلم؟‪ ..‬يهز برأسه ويرد قائلً‪:‬‬
‫نعم ‪ ..‬إن ما أثر عليّ وجعلن أهتم بالسلم هو كتب مؤلف كبي كان مثلي اعتنق السلم‬
‫وأصبح من قمم التصوفة‪ ،‬إنه الشيخ "عبد الواحد يي"‪ ..‬لقد تأثرت بكتبه الت صنفها عن‬
‫السلم‪ ،‬حت أنن ل أقرأ كتبا من قبل ف مثل عظمة كُتُبِه‪ ،‬ما دفعن لن أسعى لقابلة مَن‬
‫كان سببا ف إسلمي‪ ،‬فجئت إل مصر حيث كان يعيش فيها وقتئذ"‪.‬‬

‫ث يضيف فيقول‪“ :‬لقد استفدت منه كثيا‪ ..‬فقد كان بق عالا عاملً بعلمه‪ ..‬وأكثر ما‬
‫تعلمته منه الزهد ف الدنيا وهو ما تسمونه أنتم "التصوف" ”‪.‬‬

‫هل أنت متصوف؟ سؤال يُطرح عليه ليجيب عنه بقوله‪:‬‬


‫“نعم‪ ..‬ولكن مفهومي للتصوف أنه ليس انعزالً عن الدنيا‪ ،‬ولكنه أخذٌ بأسباب الياة ف‬
‫الظاهر‪ ،‬والعراض عنها بالقلب”‪.‬‬

‫ث يصمت برهة ليوضح بعدها ما يعنيه فيقول‪“ :‬إن الرسول ممد (ص) لص معن التصوف‬
‫كله ف حديثه الشريف‪( :‬كُن ف الدّنيا كأنّك غَريبٌ أو كعابر سبيل)‪ ..‬أو ما قاله ف حديث‬
‫شريف آخر‪ ..( :‬إنّما أنا والدنيا كَراكب استظل تت شجرة ّث راح وتركها)‪ ..‬هذا هو‬
‫مفهوم التصوف الذي تعلمته من الشيخ عبد الواحد يي”‪.‬‬

‫ولكن إل أي شيء قَادَك التصوف؟‪ ..‬سؤال آخر يُطرح عليه ليجيب عنه أيضا على الفور ف‬
‫تمس التيقن باليان‪:‬‬

‫“إل العبودية الالصة ل”‪.‬‬


‫‪192‬‬
‫هذا هو الفكر البيطان السلم الدكتور “أبو بكر سراج الدين” الذي كان يدين بغي‬
‫السلم‪ ،‬ث هداه ال للحنيفية السمحاء‪ ،‬فاعتنق السلم عن اقتناع تام‪ ..‬ث عل بإيانه فزهد‬
‫ف الدنيا‪ ،‬وأصبح متصوفا ف متمعات توج بالفت وإغراء اللذات‪ ..‬وتفرغ للدعوة إل ال ف‬
‫بلده‪ ،‬يدوه اليان العميق بأن الستقبل للسلم الذي هو الدين الق الرسل لكل بقاع‬
‫الرض‪.‬‬

‫‪-34‬الكاتب المريكي مايكل ولفي سيكتر‬

‫مايكل وُلفي‪« :‬أمضيت ف مراكش فترة لتعلم مناسك الج وكان السلمون هناك كرماء‬
‫معي»‪.‬‬

‫كانت الرحلة اليانية الت قادت الكاتب الميكي مايكل وُلفي سيكتر ال اعتناق السلم‬
‫متلفة عن الرحلت اليانية الت اصطحبناها ف ملف "السلمون الدد" اذ ان صاحبنا الذي‬
‫نتابع رحلته اليانية اليوم تثلت فيه الديانات السماوية الثلث‪ ،‬فأمه مسيحية ووالده يهودي‬
‫وهو مسلم‪ .‬فهكذا سنصطحب اليوم سيكتر ف رحلته اليانية لنتأمل تشعباتا وطرقها‬
‫الختلفة‪.‬‬

‫وكان سيكتر الكاتب الميكي يعلم انه مهما اوت من قوة ل يستطيع الوصول ال الكعبة‬
‫الشرفة بكة الكرمة اذا ل يعتنق السلم لن السجد الرام يرم دخوله لغي السلمي‪ .‬فكان‬
‫قراره بعد اعتناقه السلم الذهاب ال مكة الكرمة لداء فريضة الج وهي ركن من اركان‬
‫السلم المسة‪ ،‬ومنها ايضا مشاهدة الكعبة الشرفة الت يتوجه اليها اكثر من مليار مسلم‬
‫خس مرات ف اليوم لداء فرض صلواتم الكتوبة‪ .‬ولا كان يعلم سيكتر باستحالة ذهابه ال‬
‫زيارة الكعبة بكة الكرمة قبل اسلمه‪ ،‬فإن اسلمه قد وفر له سانة تقيق حلمه القدي‪ .‬من‬

‫‪193‬‬
‫هنا كتب سيكتر كتابا عن رحلته اليانية ال الج ساه "الج ال مكة" باللغة النليزية‬
‫وصف فيه هذه الرحلة وصفا دقيقا‪ .‬واستعرض فيه كافة الوانب الهمة التعلقة بشعائر الج‪.‬‬

‫يصف مايكل وُلفي ف كتابه "الج ال مكة" تثيل عملية دخول ريتشارد بيتون خلسة داخل‬
‫الكعبة ف وسط السجد الرام بكة الكرمة بأنه يظل عمل بطوليا وشجاعا‪ ،‬لنه عرض نفسه‬
‫للخطر اذا اكتشف السلمون خداعه لقتلوه‪ .‬ولكن مايكل وُلفي ليس ف حاجة ال ان يتنكر‬
‫او يتخفى عند دخول السجد الرام والطواف حول الكعبة الشرفة لنه مسلم ملص لسلمه‬
‫كغيه من السلمي ف هذه الدينة القدسة‪.‬‬

‫التخلي عن السيحية واليهودية‪:‬‬


‫وتلى مايكل وُلفي عن دين امه السيحي وعن دين والده اليهودي من اجل اعتناق الدين‬
‫السلمي‪ .‬فقد صده عن السيحية الغموض والسرية الت ييطها القساوسة بالسيح عليه‬
‫السلم كما صده عن اليهودية خاصية الدين باليهود‪ .‬فهكذا وجد ان السلم اكثر وضوحا‬
‫وأرحب دين‪ :‬فهو دين ال لكل الناس‪ .‬لذا اختار مايكل وُلفي دينا له مرجعية مددة‪ ،‬هي‬
‫كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم‪ .‬وان كتاب ال ليس فيه تعارض مع النهج‬
‫العلمي ف ماولة توضيح اللق والكون‪.‬‬

‫الرث الروحي‪:‬‬
‫وقال مايكل وُلفي انه عندما اخب احد اصدقائه العرب بارثه الروحي‪ ،‬حيث انه ورث‬
‫السيحية من امه واليهودية من والده‪ ،‬ومن ث اختار هو اعتناق السلم‪ .‬فقال له صديقه العرب‬
‫متعجبا "انت جعت كل شيء‪ ،‬يقصد انه جع الديان السماوية الثلث ف شخصه‪ ،‬ما جعله‬
‫يتظاهر بالحتشام والتواضع"‪.‬‬

‫وأضاف مايكل وُلفي‪ :‬انن اوضحت لسنوات طويلة بأنن شخص عادي‪ .‬وانن شخص ورث‬
‫من امه ووالده ديانتي ساويتي‪ ،‬فوجد ان الشكلة ليست مع موسى او مع عيسى عليهما‬
‫‪194‬‬
‫السلم‪ .‬وان حيات ببساطة وصلت ال اقصى مداها مع هاتي الديانتي‪ ،‬وهناك صوت حقيقي‬
‫ظل ينادين ال تغيي دين وحريص على هدايت‪.‬‬

‫رحلة الج‪:‬‬
‫ويذهب مايكل وُلفي ال انه بعد اعتناقه السلم بدأ يفكر جديا ف تأدية الركن الامس من‬
‫اركان السلم‪ ،‬وهو حج البيت لن استطاع اليه سبيل‪ .‬وهذا الركن يأت بعد شهادة ان ل إله‬
‫ال ال وان ممدا رسول ال وايقام الصلة وايتاء الزكاة وصوم رمضان‪ .‬لذا قررت الج ال‬
‫بيت ال الرام ف مكة الكرمة‪ .‬وبدأت استعد للسفر ال مكة الكرمة وأغادر منل ف‬
‫كاليفورنيا‪.‬‬

‫ول يسافر مايكل وُلفي مباشرة من كاليفورنيا ال الملكة العربية السعودية‪ ،‬فكان الزء الول‬
‫من كتابه "رحلة ال الج" وصفا لبتهاجه وتليله وسط الغاربة قبل النضمام ال فوج الج‬
‫الغرب‪ .‬وف مراكش بدأ اجراءات الستعداد للحج وفقا لتعاليم دينه الديد‪.‬‬

‫وقال مايكل وُلفي‪ :‬امضيت ف مراكش فترة اتعلم مناسك الج‪ .‬وكانت معاملة السلمي ل‬
‫طيبة للغاية وعطوفة‪ .‬كما انم كانوا كرماء معي‪.‬‬

‫دخول السجد الرام‪:‬‬


‫وعندما دخل مايكل وُلفي السجد الرام لول مرة مع حوال ‪ 300‬ألف مسلم حاج ف‬
‫وقت واحد لداء طواف القدوم ل يشعر بشيء سوى رهبة الوقف‪ .‬وقال‪ :‬رغم وجود هذا‬
‫العدد الكبي فإن هدوءا ساد الكان ول اشعر بتدافع او ازدحام‪ .‬كما انه قدم ف كتابه وصفا‬
‫لذا الشهد الرائع‪ .‬وكان منتشيا بذه الجواء الروحانية العالية اثناء الج‪.‬‬

‫كما ان مايكل وُلفي تطرق ف كتابه هذا ال وصف العمران والتوسعة الت شهدها السجد‬
‫الرام لستقبال هذه العداد التزايدة من ضيوف الرحن‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫وحرص مايكل وُلفي على تقدي وصف دقيق للكعبة الشرفة والسجد الرام والشاعر القدسة‬
‫ليعطي صورة متكاملة عن البيت العتيق لغي السلمي‪ ،‬فلذلك اكثر من الوصف والرسم لشرح‬
‫تفصيلي لبيت ال الرام وبتركيز على الكعبة الشرفة وطواف الشواط السبعة حولا‪ .‬ولكنه‬
‫كان يتمن لو اتيح له رؤية الكعبة من الداخل‪.‬‬

‫كانت هذه الرحلة اليانية ال الج بثابة امنية لايكل وُلفي طال انتظارها وتققت بعد‬
‫اسلمه‪ ،‬الذي يرى انه جاء بعد دراسة عميقة‪ ،‬خاصة انه ل يكن يعان من خواء روحي‪ ،‬بل‬
‫انه كان يعان من زخم ارث روحي قاده ال التفكي الدي الذي ف ناية الطاف ادى ال‬
‫اعتناقه الدين السلمي بعد دراسة ومقارنة بي الدين السلمي والديانات الخرى‪ ،‬فاطمأن‬
‫قلبه لليان وتققت تشوقاته لزيارة بيت ال الرام‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬إمام ممد إمام‪ ،‬بتصرف يسي‬

‫‪-35‬العال والصحفي والؤلف اللان الدكتورحامد ماركوس‬

‫منذ طفولت وأنا أشعر بدافع ف داخل نفسي لدراسة السلم ما وجدت ال ذلك سبيل ‪،‬‬
‫وعنيت بقراءة نسخة مترجة للقرآن ف مكتبة الدينة الت نشأت فيها ‪ ،‬وكانت هي الطبعة الت‬
‫حصل منها " جوته" على معلوماته عن السلم‬

‫أخذ من العجاب كل مأخذ لا رأيته ف هذا القرآن من أسلوب عقلي رائع ف نفس الوقت‬
‫الذي يفرض فيه التعاليم السلمية ‪ ،‬كما أدهشن تلك الروح الثابرة الوثابة العظيمة الت‬
‫أثارتا وأذكتها هذه التعاليم ف قلوب السلمي الوائل‬

‫‪196‬‬
‫ث أتيحت ل ف برلي فرصة العمل مع السلمي والستمتاع ال الحاديث الماسية الثية الت‬
‫كان يقدمها مؤسس أول جعية اسلمية ف برلي ومنشئ مسجد برلي ‪ ،‬عن القرآن الكري ‪،‬‬
‫وبعد سنوات من التعاون العملي مع هذه الشخصية الفذة لست فيها ما يبذله من ذات نفسه‬
‫وروحه ‪ ،‬آمنت بالسلم ‪ ،‬اذ رأيت ف مبادئه السامية والت تعتب القمة ف تاريخ الفكــر‬
‫البشري ‪ ،‬مايكمل آرائي شخصيا‬

‫واليان بال عقيدة أصيلة ف دين السلم ‪ ،‬ولكنه ل يدعوا ال مبادئ أو عقائد تتناف مع‬
‫العلم الديث ‪ ،‬وعلى هذا فليس ثت تناقض ما بي العقيدة من جانب وبي العلم من الانب‬
‫الخــر ‪ ،‬وهذه ول شك ميزة عظيمة فريدة ف نظر رجل أسهم بكل طاقته ف البحث‬
‫العلمي‬

‫وميزة أخرى يتاز با الدين السلمي ‪ ،‬تلك أنه ليس مرد تعاليم نظرية صماء تسي على غي‬
‫بصية وعلى هامش الياة ‪ ،‬انا هو يدعو ال نظام تطبيقي يصبغ حياة البشر ‪ ،‬وقواني‬
‫السلم ليست بالتعاليم البية الت تتجز الريات الشخصية ‪ ،‬ولكنها توجيهات وارشادات‬
‫تؤدي ال حرية فردية منظمة‬

‫ومع توال السني كنت أزداد اقتناعا با يتبي ل من الدلة على أن السلم يسلك أقوم سبيل‬
‫ف اللئمة بي شخصية الفرد وشخصية الماعة ويربط بينهما برباط قوي متي‬

‫انه دين الستقامة والتسامح ‪ ،‬انه دائم الدعوة ال الي ‪ ،‬يض عليه ويرفع من شأنه ف جيع‬
‫الحوال والناسبات‪.‬‬

‫‪-36‬الؤلف والروائي والشاعرالبيطان ويليام بيكارد‬

‫‪197‬‬
‫[ويليام بيكارد حاصل على شهادة البكالوريوس ف الفنون والداب (كانتاب)‪ ،‬والدكتوراه ف‬
‫ف واسع الشهرة‪ .‬من ضمن أعماله‪ :‬ليلى والجنون‪ ،‬ومغامرات‬ ‫الدب (لندن)‪ ،‬وهو مؤلّ ٌ‬
‫القاسم‪ ،‬والعال الديد‪ ،‬ومؤلّفاتٌ أخرى‪" ].‬قَالَ رسول ال صَلّى اللّهُ عَلَْيهِ وَسَّلمَ‪ :‬كُلّ َم ْولُودٍ‬
‫يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأََبوَاهُ ُي َهوّدَانِهِ َأوْ يَُنصّرَانِهِ َأوْ ُي َمجّسَانِهِ‪".‬‬

‫ل أُدرك حقيقةأنّي وُلِدت على فطرة السلم إلّا بعد مضيّ العديد من السني‪ .‬ففي الدرسة‬
‫والامعة كنت مشغولً ‪-‬وربا بقوّة‪ -‬بقضايا اللحظة النيّة وشؤونا‪ .‬ل أكن أعتب مهنت ف‬
‫تلك اليام مهنةً لمعة‪ ،‬ولكنّها كانت ف تطوّر‪ .‬ووسط ميطٍ مسيحيّ تعلّمت عن الياة‬
‫الطيّبة‪ ،‬وكان اليان بال تعال والعبادة والق من المور الّت تسرّن‪ .‬وإن كنت أُقدّس أيّ‬
‫شي ٍء فإنّ ذلك كان هو النُبل والشّجاعة‪.‬‬

‫أنا القادم من كامبيدج‪ ،‬ذهبت إل أواسط أفريقيا‪ ،‬حيث حصلت على تعييٍ ف إدارة‬
‫الوصاية على أوغندا‪ .‬كان وجودي هناك متعا ومثيا أكثر ما كنت أحلم به ف بريطانيا‪،‬‬
‫وكنت مبا ‪-‬تبعا للظروف الحيطة‪ -‬أن أعيش وسط الخوّة السوداء من النسانيّة‪ ،‬ويكنن‬
‫القول بأنّي تعلّقت بم بحبةٍ بسبب بساطة نظرتم السعيدة للحياة‪ .‬لقد شدّن الشّرق دائما‪.‬‬
‫ففي كامبيدج قرأت "الليال العربيّة"؛ ووحيدا ف أفريقيا قرأت "الليال العربيّة"؛ ووجودي ف‬
‫توالٍ موحشٍ ف أوغندا ل يقلل من عزة الشرق ف نفسي‪.‬‬

‫ث ‪-‬وبعد تطّم حيات الادئة ف الرب العالية الول‪ -‬عدت أدراجي مسرعا تاه الوطن ف‬
‫أوروبا؛ وساءت صحّت‪ .‬ومع استعادة صحّت تطوّعت للجيش‪ ،‬لكنّ طلب رُفض على أُسسٍ‬
‫صحيّة‪ .‬لذلك عملت على تقليل السائر وسجّلت ف "الندرمة" ‪-‬بعد أن عملت بطريقةٍ ما‬
‫على اجتياز الفحص الطبّي‪ -‬وشعرت بالرّاحة حي تسلّمت بدلت العسكريّة كجنديّ ف فرقةٍ‬
‫للمشاة‪ .‬خدمت حينئذٍ ف البهة الغربيّة ف فرنسا‪ ،‬واشتركت ف معركة "السوم" سنة‬
‫‪ ،1917‬حيث جُرحت وأُسرت‪ .‬نُقلت عب بلجيكا إل ألانيا حيث كنت ف الشفى‪ .‬وف‬
‫ألانيا رأيت الكثي من العاناة النسانيّة‪ ،‬وخاصّةً الرّوس الصابي بالديزنطاريا‪ .‬ووصلت إل‬
‫‪198‬‬
‫حافّة الوت جوعا‪ .‬جُرحي –وهو كسرٌ ف ساعدي الين‪ -‬ل يُشف بسرعة‪ ،‬فكنت عدي‬
‫النّفع لللان‪ .‬فأُرسلت إل سويسرا من أجل عمليّةٍ جراحيّة‪.‬‬

‫أذكر جيّدا كم كان عزيزا عليّ حت ف تلك اليام حي كنت أفكّر بالقرآن الكري‪ .‬ف ألانيا‬
‫كنت قد كتبت رسالةً للهل ليسلوا ل نسخةً من القرآن الكري‪ .‬وعلمت ف السنوات‬
‫اللحقة أنّهم أرسلوا ل نسخةً ولكنّها ل تصلن أبدا‪.‬‬

‫ف سويسرا ‪-‬وبعد عمليّةٍ ف ساعدي ورجلي‪ -‬تسّنت صحّت‪ ،‬فكان بإمكان الروج بي‬
‫الي والخر‪ ،‬فاشتريت نسخةً من الترجة الفرنسيّة لعان القرآن الكري ‪-‬وهي اليوم من أعز‬
‫متلكات‪ -‬وعندئذٍ شعرت بسعادةٍ عظيمة‪ .‬كان ذلك وكأنّ شعاعا من القيقة الالدة قد‬
‫أشرق عليّ بالبكة‪ .‬كانت يدي اليمن ما تزال غي ذات نفع‪ ،‬فتمرّنت على كتابة القرآن‬
‫الكري بيدي اليسرى‪ .‬وارتباطي بالقرآن الكري يظهر بوضوح أكب عندما أقول بأنّ واحدةً‬
‫من أشدّ الذكريات وضوحا وعزّة لديّ من كتاب "الليال العربية" كانت عن فتً وُجد وحيدا‬
‫ف الدينة البائدة‪ ،‬جالسا يقرأ القرآن الكري‪ ،‬غافلً عمّا ييط به‪.‬‬

‫ف تلك اليام ف سويسرا‪ ،‬أعدت تسجيل نفسي رسياّ كمسلم‪ .‬وبعد توقيع الدنة عدت إل‬
‫لندن‪ ،‬وذلك ف شهر كانون الول من سنة ‪ ،1918‬وبعد ذلك ‪-‬ف عام ‪-1921‬‬
‫سجّلت لدراسة الدب ف جامعة لندن‪ .‬وكان أحد الواضيع الّت اخترتا هي اللغة العربيّة‪،‬‬
‫وكنت أحضر ماضراتا ف الكلية اللكيّة‪ .‬وكان ف يومٍ أن ذكر أستاذي ف اللغة العربيّة‬
‫‪-‬السيّد بلشا من العراق رحه ال تعال‪ -‬القرآن الكري وقال‪" :‬إن كنت تؤمن به أم ل‪ ،‬فإنّك‬
‫ستجد أنّه أكثر الكتب إثارةً وأنّه يستحقّ الدّراسة‪ ".‬فأجبت‪" :‬أُوه‪ ،‬ولكنّي أُومن به"‪ .‬فاجأ‬
‫ث قصيٍ دعان لُرافقه إل مسجد لندن‬ ‫هذا الواب أستاذي بشدّة وأثار اهتمامه‪ ،‬وبعد حدي ٍ‬
‫ف "نوتينغ هيل جيت"‪ .‬وبعد ذلك كنت أحضر للصلة باستمرار ف هذا السجد لكي أتعلّم‬
‫أكثرعن تطبيق السلم‪ ،‬إل أن أعلنت ارتباطي بالمّة السلميّة ف رأس السنة الديدة لعام‬
‫‪.1922‬‬
‫‪199‬‬
‫كان هذا قبل ما يقارب الربع قرن‪ .‬ومنذئذٍ وأنا أعيش حياةً إسلميّ ًة قولً وعملً بكلّ ما ف‬
‫استطاعت‪ .‬فقوّة ال تعال وحكمته ورحته ليس لا حدود‪ .‬وحقول العرفة تتدّ أمامنا إل ما‬
‫وراء الفق‪ .‬وف حجّنا خلل هذه الياة أشعر بيقيٍ أقوى بأنّ اللباس الوحيد الناسب الّذي‬
‫نستطيع لبسه هو الضوع ل تعال‪ ،‬وأن نعتمر على رؤوسنا عمامةً من المد‪ ،‬وأن نل قلوبنا‬
‫حباّ للخالق الواحد سبحانه وتعال‪ .‬والمد ل ربّ العالي‪.‬‬

‫‪-37‬الرسام والفكر الفرنسي العروف اتييان دينيه‬

‫نبذة عنه‪:‬‬
‫الفونس إيتان دينيه ‪ ،‬من كبار الفناني والرسامي العاليي ‪ُ ،‬دوّنت أعماله ف معجم‬
‫(لروس) ‪ ،‬وتزدان جدران العارض الفنية ف فرنسة بلوحاته الثمينة ‪ ،‬وفيها لوحته الشهية‬
‫(غادة رمضان)‪ ..‬وقد أبدع ف رسم الصحراء ‪.‬‬
‫كما ألّف بعد إسلمه العديد من الكتب القيمة ‪ ،‬منها كتابه الفذ ‪(:‬أشعة خاصة بنور السلم)‬
‫وله كتاب (ربيع القلوب) و(الشرق كما يراه الغرب) و(ممد رسول ال) و(الج إل بيت ال‬
‫الرام)‪..‬‬
‫وقد أحدثت كتبه دويّا ف دوائر الستشرقي ‪ .‬يقول دينيه ‪:‬‬
‫" لقد أكد السلم من الساعة الول لظهوره أنه دينٌ صالٌ لكل زمان ومكان ‪ ،‬إذ هو دين‬
‫الفطرة ‪ ،‬والفطرة ل تتلف ف إنسان عن آخر ‪ ،‬وهو لذا صال لكل درجة من درجة‬
‫الضارة…‪ -‬من كتاب (ممد رسول ال) بقلم ناصر الدين دينيه ص (‪-)345‬‬
‫وبا أن دينيه كان فنانا موهوبا ‪،‬فقد لفت نظره الانب المال والذوق الرفيع للحياة النبوية ‪،‬‬
‫يقول‪:‬‬
‫لقد كان النب يُعن بنفسه عناية تامة ‪ ،‬وقد عُرف له نط من التأنق على غاية من البساطة ‪،‬‬
‫ولكن على جانب كبي من الذوق والمال" ‪.‬‬
‫‪200‬‬
‫"إن حركات الصلة منتظمة تفيد السم والروح معا ‪ ،‬وذات بساطة ولطافة وغي مسبوقة ف‬
‫صلة غيها"‪.‬‬
‫تعدد الزوجات مابي السلم والنصرانية‪:‬‬
‫"إن تعدد الزوجات عند السلمي أقل انتشارا منه عند الغربيي الذين يدون لذة الثمرة‬
‫الحرمة عند خروجهم عن مبدأ الزوجة الواحدة !‬
‫وهل حقا إن السيحية قد منعت تعدد الزوجات ؟!‬
‫وهل يستطيع شخص أن يقول ذلك دون أن يأخذ منه الضحك مأخذه ؟!‬
‫إن تعدد الزوجات قانون طبيعي ‪ ،‬وسيبقى ما بقي العال ‪ ،‬إن نظرية الزوجة الواحدة أظهرت‬
‫ثلث نتائج خطية ‪ :‬العوانس ‪ ،‬والبغايا‪ ،‬والبناء غي الشرعيي"‪.‬‬

‫مقالة عنه من كتاب "الانب الفي وراء اسلم هؤلء" بقلم ممد كامل عبدالصمد‪:‬‬
‫وُلد ف "باريس" عام ‪ ..1861‬وتوف وقد بلغ من العمر سبعي عاما وقد احتشد حوله‬
‫لتوديعه الوداع الخي عدد كبي من الناس‪ ،‬ومن كبار السئولي وعارف فضله من أهله ومن‬
‫غي أهله من مثلي الشعوب‪ ..‬وقد دفن ف مدينة "بوسعادة" بالزائر بناء على وصيته‪..‬‬
‫أحب حياة العرب‪ ،‬وهو ذلك الفنان الكبي‪ ،‬الذي يعد واحدا من كبار رجال الفن والتصوير‪،‬‬
‫فهو صاحب اللوحات الكبية النفسية الت تتفظ با التاحف الفرنسية الكبية‪ ،‬وغيها من‬
‫متاحف العال ومن تلك اللوحات الشهية لوحة باسم "غداة رمضان" ف متحف باريس‬
‫كذلك لوحاته الخرى الت ف "لوكسمبج" و"سدن" وغي ذلك كثي‪ ...‬وجيع صورة تدل‬
‫على القدرة الفنية الكبية ف دقة التعبي عن الالت النفسية الختلفة كما يذكر النقاد‪.‬‬
‫كان فنانا يتملكه شعور دين‪ ،‬فامتزج فيه الفن بالدين‪ ،‬فكان مثالً واضحا للنسان ال ْلهَم‪،‬‬
‫غي أنه كان يستول عليه شعور بالقلق والية من الناحية الدينية‪.‬‬
‫وكما كان "دينيه" يفكر ف لوحاته‪ ،‬كان يفكر ف مصيه‪ ...‬بث عن علج لطبيعته الدينية‬
‫القلقة ف النصوص القدسة‪ ،‬وف العقائد الت يدين با الوسط الحيط به‪ ...‬فكر ف السيحية‬
‫والكنيسة‪ ..‬وف البابا العصوم‪ ..‬وف عقيدة التثليث والصلب‪ ،‬والفداء‪ ،‬والغفران‪ ..‬أخذ يفكر‪:‬‬

‫‪201‬‬
‫هل صحيح أن السيح ابن ال؟‪ ..‬وهل صُلب ليطهر بن البشر من اللعنة الت حلت بم بسبب‬
‫خطيئة آدم؟‪ ..‬كيف صُلب ليفتدي البشر وهو ابن ال؟ّ"‪.‬‬
‫أعاد قراءة الناجيل من جديد ماولً جهده أن يراها تتسم بسمة الق‪ ،‬فيؤمن بابن ال‪ ،‬ولكنه‬
‫رأى فيها ما يتناف مع الصورة الثلى للنسان الكامل‪ ،‬فضلً عن الصورة الت تريد السيحية أن‬
‫توحي با‪ ...‬قرأ أقوالً غريبة ف الناجيل ُنسِبتْ للمسيح‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫"ف اليوم الثالث كان عرس ف قانا الليل‪ ،‬كانت أم يسوع هناك‪ ،‬ودع يسوع تلميذه إل‬
‫العرس ولا فرغت المر قالت أم يسوع له‪ :‬ليس لم خر‪ .. ..‬قال يسوع‪ :‬مال ومالك يا‬
‫امرأة!" (إنيل يوحنا ـ الصحاح الثان عشر)‪.‬‬
‫ومن أقواله الت توجب كراهية القرباء‪:‬‬
‫"إن كان أحد يأت إلّ ول يبغض أباه وأمه‪ ،‬وامرأته وأولده‪ ،‬واخوته وأخواته‪ ،‬حت نفسه‬
‫أيضا‪ ،‬فل يقدر أن يكون تلميذا ل" (إنيل لوقا ـ الصحاح الرابع عشر)‪.‬‬
‫كذلك من القوال الغريبة الت نسبت للمسيح وقرأها "دينيه"‪.‬‬
‫"وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فل يعلم با أحد‪ ،‬ول اللئكة الذين ف السماء‪ ،‬ول البن إل‬
‫الب" (إنيل مرقص ـ الصحاح الثالث عشر)‪.‬‬
‫وغي ذلك من نصوص بعثت ف نفسه شكوكا ف صحة الناجيل الت اطلع عليها‪ ..‬المر‬
‫الوحيد الذي ل يشك فيه أن ال قد أنزل النيل على عيسى بلغته ولغة قومه‪ ،‬ولكن هذا‬
‫النيل ضاع واندثر‪ ،‬ووجد مكانه "توليفات" أربعة مشكوك ف أمرها‪ ،‬يكفي أنا مكتوبة‬
‫باللغة اليونانية‪ ،‬وهي لغة غريبة عن لغة عيسى الصلية الت هي لغة سامية‪..‬‬
‫وثار شعوره الدين على أوضاع مبهمة‪ ،‬وألفاظ غامضة ل يستطيع فهمها‪ ،‬وانتهى به الطاف‬
‫بعد بث وجدل ومناظرات طويلة إل رفض السيحية‪ ،‬بعد أن تيقن أن السيحية الالية ليست‬
‫هي مسيحية عيسى‪ ،‬بل ل تت إليه بصلة‪ ،‬اللهم إل اسا‪.‬‬
‫ورأى "دينيه" أن يتجه إل العقل يستمد منه الداية إل الطريق الستقيم ولكنه انتهى إل أن‬
‫العقل عاجز عن إشباع غريزته الدينية‪ ..‬والتفت حوله‪ :‬ماذا فعل أمثاله من شكّوا ف‬
‫السيحية؟!‪ ..‬لقد رأى أن كثيا منهم قد اته إل السلم‪ ،‬فاته إليه يستكشفه‪ ،‬فلم يد ـ‬
‫‪202‬‬
‫بعد دراسة عميقة ـ سوى القرآن‪ ،‬ذلك الكتاب الوحيد الذي ل ينله التحريف ول التبديل‪،‬‬
‫وحاول الستزادة‪ ،‬فعرف عن الكثي عن السلم بكم معايشته للبيئة السلمية‪ ،‬وقد‬
‫تخضت هذه العرفة عن اعتناقه للسلم باقتناع تام‪ ..‬بل تخض عنه أكثر‪ ،‬قيامه بالدعوة‬
‫السلمية‪ ،‬ووضعه لعدة مؤلفات قيمة مثل "ممد رسول ال" بالشتراك مع سليمان الزائري‬
‫وقام بترجته إل العربية الدكتور عبد الليم ممود‪ ،‬وممد عبد الليم ممود‪ ،..‬وأشعة خاصة‬
‫بنور السلم" ترجة راشد رستم إل العربية‪" ..‬والج إل بيت ال الرام"‪ ..‬و"الشرق ف نظر‬
‫الغرب"‪ ...‬وغيها‪.‬‬

‫‪-38‬الفكر السويسري روجيه دوباكييه‬

‫نشأ ف بيئة مسيحية بروتستانتية‪ ،‬غي أنه تأثر بالفلسفة الديثة‪ ،‬ول سيما الفلسفة الوجودية‪،‬‬
‫فقد كان يعتقد أن الديان معتقدات خرافية‪.‬‬
‫وعندما اشتغل بالصحافة بدأ يسافر إل أكثر من بلد‪ ...‬فسافر إل السويد‪ ،‬وعمل با مراسلً‬
‫صحفيّا ف ناية الرب العالية الثانية لكثر من خس سنوات‪ ،‬لكنه اكتشف أن الناس تعساء‪،‬‬
‫برغم التقدم والرخاء الذي يعيشون فيه‪ ،‬على حي اكتشف عكس ذلك عندما سافر إل بعض‬
‫الدول السلمية ف الشرق‪ ،‬فقد وجد السلمي _برغم فقرهم الشديد _ يشعرون بسعادة‬
‫أكثر‪ ،‬وأن حياتم لا معن‪ ...‬هذه اللحظة جعلته يفكر مليّا ف معن الياة ويتأملها من‬
‫خلل هذين النموذجي‪ ...‬فيقول ف ذلك(‪:)1‬‬
‫"كنت أسأل نفسي‪ :‬لاذا يشعر السلمون بسعادة تغمر حياتم برغم فقرهم وتلفهم؟!‪ ..‬ولاذا‬
‫يشعر السويديون بالتعاسة والضيق برغم سعة العيش والرفاهية والتقدم الذي يعيشون فيه؟!‬
‫حت بلدي (سويسرا) كنت أشعر فيه بنفس ما شعرت به ف السويد‪ ،‬برغم أنه بلد ذو رخاء‪،‬‬
‫ومستوى العيشة فيه مرتفع!‬
‫وأمام هذا كله وجدت نفسي ف حاجة لن أدرس ديانات الشرق‪ ...‬وبدأت بدراسة الديانة‬
‫الندوكية فلم أقتنع كثيا با‪ ،‬حت بدأت أدرس الدين السلمي فشدن إليه أنه ل يتعارض مع‬

‫‪203‬‬
‫الديانات الخرى‪ ،‬بل إنه يتسع لا جيعا‪ ...‬فهو خات الديان‪ ...‬وهذه حقيقة كانت تزداد‬
‫يقينا عندي باتساع قراءات‪ ،‬حت رسخت ف ذهن تاما بعد ما اطلعت على مؤلفات‬
‫الفيلسوف الفرنسي العاصر "رينيه جينو" الذي اعتنق السلم‪ .‬لقد اكتشفت كما اكتشف‬
‫الكثيون من تأثروا بكتابات الفيلسوف الفرنسي الذي أسلم وتولوا إل السلم‪ ...‬اكتشفت‬
‫أن السلم يعطي معن للحياة‪ ،‬على عكس الضارة الغربية الت تسيطر عليها الادية‪ ،‬ول‬
‫تؤمن بالخرة‪ ،‬وإنا تؤمن بذه الدنيا فقط"‪.‬‬
‫وهكذا فقد تأثر "روجيه دوباكييه" بفكر الفيلسوف الفرنسي "رينيه جينو" الذي أسلم‪ ،‬مثلما‬
‫تأثر سابقا بزياراته للدول السلمية‪ ،‬فبغم الظروف الادية السيئة ف تلك الدول فإن أهلها‬
‫يتمتعون بقدر كبي من اليان الراسخ ف نفوسهم‪ ،‬ول توجد عندهم أزمات أخلقية كالت‬
‫توجد بالغرب‪ ،‬وجعلت كثيا من الشباب ينتحر أو يهرب من الياة بتعاطي الخدرات‪ ،‬ما‬
‫يعن ف نظرهم أن الياة ليس لا معن أو قيمة‪ ...‬ويصل إل نتيجة يعب عنها بقوله‪:‬‬
‫"لقد تبينت أن السلم ببادئه يَبسُط السكينة ف النفس‪ ...‬أما الضارة الادية فتقود أصحابا‬
‫إل اليأس‪ ،‬لنم ل يؤمنون بأي شيء‪ ...‬كما تبينت أن الوربيي ل يدركوا حقيقة السلم‪،‬‬
‫لنم يكمون عليه بقاييسهم الادية"‪.‬‬
‫ولذلك كان من النطقي والتسلسل الطبيعي أن ييب على الفور عندما سُئل‪ :‬ما الذي جذبك‬
‫نو السلم؟‪.‬‬
‫"ف البداية‪ ،‬إن الذي جذبن إل السلم هو شهادة أن ل إله إلّ ال‪ ،‬وأن ممدا رسول ال‪...‬‬
‫فقد اكتشفت أن السلم دين متكامل‪ ،‬وكل شيء فيه مرتبط بالقرآن والسنة‪ ..‬وف اعتقادي‬
‫أن النسان يكن أن يتأمل ف هذه الشهادة طيلة الياة‪.‬‬
‫الشهادة تقول ل إله إل ال‪ ..‬وهذا يعن أنه ليس هناك حقيقة نائية ودائمة سوى ال‪ ...‬أما‬
‫الفلسفة الديثة فتقول إنه ليس هناك حقيقة سوى هذه الدنيا‪ ،‬ذلك ما تقوله الفلسفة‬
‫الوجودية وغيها‪...‬‬
‫وقد دهشت لن السلم يعب عن القيقة الت تناساها العلم والفلسفة الديثة"‪.‬‬
‫ث يستطرد حديثه بعد لظة تأمل إل بعيد ليقول‪:‬‬
‫‪204‬‬
‫"لقد تأثرتُ بالقرآن الكري كثيا عندما بدأت أدرسه‪ ،‬وتعلمتُ وحفظتُ بعض آياته‪..‬‬
‫والمد ل فأنا أستطيع أن أقرأ فيه(‪ :)2‬وتستوقفن كثيا الية الكرية‪( :‬وَمَن يبَتغِ غيَ‬
‫السلم دينا فَلَن يُقبلَ منهُ وَ ُهوَ ف الخرةِ مِنَ الاسرين)(‪ ...)3‬وقوله تعال‪( :‬ل إكراهَ ف‬
‫الدين قَد تبيّنَ الرّشد منَ الغيّ)(‪.)4‬‬
‫ث يضيف ف سعادة غامرة قائلً‪:‬‬
‫"والسنة النبوية الشريفة قرأتا أيضا‪ ،‬وتأثرت با فيها من حِكَم وبيان دقيق"‪.‬‬
‫ول يد "روجيه دوباكييه" مناصا من أن يُعلن إسلمه أمام الل‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫"لّا عُدتُ إل سويسرا ل يكن هناك مبر لن أخفي إسلمي‪ ،‬لذلك فقد نشرتُ مقالت‬
‫كثية عن السلم ف "جورنال دى جنيف"‪ ..‬وصحيفة "جازيت دي لوزان"‪ ،‬وهي صحف‬
‫غي إسلمية‪ ..‬كما ترجت بعض الكتب الت تتناول موضوعات إسلمية‪ ..‬ودافعتُ ف‬
‫كتابات كلها عن قضايا السلم كمسلم وَ َجدَ طريقه ف دين السلم‪.‬‬
‫وأنا أحاول _الن _ أن أكثف كتابات عن السلم‪ ،‬وأشرح للقراء الغربيي ما يدور ف العال‬
‫السلمي‪ ...‬وأنا أركز على مسألة أن السلم يُقدم حُلولً لشاكل كثية وصلوا معها إل‬
‫طريق مسدود‪ ،‬ف حي فتح السلم لا أبوابا كثية"‪.‬‬
‫وعن نظرته للمسلمي كأشخاص يؤمنون بالسلم باعتباره قومية أو أيديولوجية‪ ،‬يقول ف‬
‫غضب‪:‬‬
‫"أنا أختلف مع بعض الشخاص الذين ينظرون إل السلم باعتباره قومية _وهذا اعتقاد‬
‫خاطىء لدى كثي من السلمي‪ ...‬إنم يعتبون السلم أيديولوجية وهو خطأ‪ ...‬إنّما‬
‫السلم طريق إل ال‪ ،‬وأفضل طريقة للوصول إل معرفة ال والتصال والوئام بي الالق‬
‫واللق"‪.‬‬
‫وعن رأيه ف النقد ال َوجّه للسلم بأنه دين تلّف ل يقود إل التقدم‪ ،‬قال ساخرا‪:‬‬
‫"المد ل أن السلم ليس متقدما بعن التقدم الذي يعيشون فيه ويقودهم إل الاوية‪..‬‬
‫والمد ل أن السلم ل يتجه إل هذا التقدم الادي الذي يقصدونه‪ ...‬ولو كان كذلك لا‬

‫‪205‬‬
‫أثار انتباهي ول انتباه هؤلء الفكرين الذين وجدوا فيه الي والسعادة للبشرية‪ ،‬أمثال "رجاء‬
‫غارودى" وغيه‪..‬‬
‫إن السلم يعب عن شيء خالد‪ ،‬ومن السخف أن نقول إنه متخلف‪ ،‬ولذلك يب تغييه أو‬
‫استبداله‪ ..‬إن التقدم الذي ينادون به قادهم إل اليأس والضياع‪ ...‬الضارة والدنية الديثة‬
‫تعب عن صراع النسان مع الادة والياة‪ ...‬ف حي يعب السلم عن القيقة‪ ،‬ولذلك فل‬
‫داعي لن يتجه السلم نو التقدم بالعن الذي يريدونه‪ ،‬وهو الفوضى والدمار واليأس"‪.‬‬
‫وعن رأيه فيما يُثار من أن هناك فرقا بي السلم كدين‪ ،‬والسلمي كأشخاص‪ ...‬هزّ رأسه‬
‫ف ابتسامه مقتضبة قائلً‪:‬‬
‫هناك قصة فيها رد على ذلك‪ ...‬فأنا أعرف صديقا منذ فترة اعتنق السلم ف السادسة‬
‫والعشرين من عمره اسه "ممد أسعد" كان يهوديّا واعتنق السلم عام ‪ ،1926‬وألف‬
‫كتابا بعنوان "الطريق إل مكة" وأصبح من علماء السلم‪ ،‬وله مؤلفات أخرى كثية‪ ...‬قابلته‬
‫منذ فترة ف باكستان حيث يعيش هناك‪ ..‬وسألته نفس هذا السؤال‪ :‬هل هناك فرق بي‬
‫السلم كدين والسلمي كأشخاص؟‬
‫فقال ل‪ :‬إذا كنا قد اعتنقنا السلم فليس هذا بسبب السلمي‪ ..‬ولكن السبب أن السلم‬
‫حقيقة ل ينكرها أحد‪.‬‬
‫صحيح هناك تدهور ف حال السلمي‪ ..‬ولكن أصارحك القول بأن التدهور ف حال‬
‫أصحاب الديان الخرى أكثر ما هو ف السلمي‪ ...‬إن السلم آخر تعبي عن الرحة‬
‫خلّص النسان من شقاء الياة وآلمها‬ ‫اللية‪ ...‬وما زال قادرا على العطاء‪ ..‬عطاء كل ما ُي َ‬
‫ومتاعبها‪ ..‬إن السلم يدد الصلة بي الرء وربه الت قطعها إنسان اليوم‪.‬‬
‫حت إذا كان السلمون ف حالة تدهور أو انيار‪ ،‬فإن دينهم قادر على منحهم الياة السعيدة‬
‫الطمئنة الت تعينهم على التغلب على تلك الزمات الخلقية الت يعيشها الغرب"‪.‬‬
‫وعن تفسيه لظاهرة القبال على اعتناق السلم من جانب الوربيي أجاب قائلً‪:‬‬

‫‪206‬‬
‫"السبب كما قلت الزمة الت قادتم إليها الضارة والدنية الديثة‪ ..‬لقد أصبح الوربيون‬
‫يعيشون ف حالة يأس لنم ل يؤمنون بشيء‪ ،‬ولذلك فهم يبحثون عن معن لياتم‪ ،‬وقد‬
‫وجدوا هذا العن ف السلم فأقبلوا عليه"‪.‬‬

‫ـــــــــــــــ‬
‫‪ _1‬اللواء السلمي‪ :‬من حديث أجراه ممد صبه ورضا عكاشه ف إحدى أعدادها‬
‫السبوعية‪.‬‬
‫‪ _2‬برغم أن لديه ترجات بالنليزية والفرنسية للقرآن‪ ،‬فإنه يرص على قراءة القرآن باللغة‬
‫العربية الت يرص على تعلمها وحذقها كما يذكر‪.‬‬
‫‪ _3‬سورة آل عمران _ الية ‪.85‬‬
‫‪ _4‬سورة البقرة _ من الية ‪.256‬‬

‫‪207‬‬
‫‪-39‬الكاتب المريكي الكولونيل دونالدس روكويل‬

‫كانت هناك دوافع قوية وراء اعتناق "الكولونيل دونالدس روكويل" للسلم يقول عنها‪:‬‬
‫"إن بساطة السلم‪ ،‬ومساجد السلمي باذبيتها‪ ،‬وبا ف أجوائها من روعة وجلل ووقار‪،‬‬
‫وما يتميز به السلمون الؤمنون من ثقة باعثة على اليقي تعلهم يستجيبون لنداء الصلة خس‬
‫مرات ف اليوم‪ ،‬كل هذه المور ملكت علىّ مشاعري منذ البداية‪ .. ..‬على أنن بعد أن‬
‫قررت أن أنضم إل ركب السلمي‪ ،‬وجدت أن هناك أسبابا كثية أخرى أهم وأعمق من‬
‫هذه الدوافع‪ ،‬قد زادتن يقينا وتصميما‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫* هذا الدراك الناضج للحياة‪ ،‬والذي هو من ثار السنة الحمدية الت تمع بي الرأي‬
‫السديد‪ ،‬والقدوة العملية‪ ،‬ف أسلوب من التوجيه الكيم ف أمور كثية تدلل على واقعية هذا‬
‫ل قوله "إعقلها وتوكل" ‪...‬‬‫الدين‪ ،‬وحكمة أخّاذة سديدة ف أقوال ممد (ص)‪ُ ... ،‬خذْ مث ً‬
‫لقد قرر ف هاتي الكلمتي نظاما دينيّا ف أعمالنا العتادة‪ ،‬فلم يطلب إلينا التصديق العمى‬
‫بوجود قوى غيبية تفظنا برغم تقصينا وإهالنا‪ ،‬بل يدعونا إل الثقة ف ال‪ ،‬والرضا بإرادته ف‬
‫عاقبة أمرنا‪ ،‬إذا نن طرقنا المور من أبوابا الصحيحة‪ ،‬وبذلنا ف ذلك قصارى جهدنا‪.‬‬
‫*ساحة السلم مع الديان الخرى ـ والذي هو نابع من اتساع الفق الفكري ـ تعله‬
‫قريبا إل قلوب أولئك الذين يتعشقون الرية‪ ،‬فقد دعا ممد (ص) أتباعه إل أن يسنوا‬
‫معاملة الؤمني بالتوراة والنيل‪ ،‬وإل اليان بأن إبراهيم وموسى وعيسى عليهم رُسُلٌ من‬
‫عند ال الواحد الحد ‪ ...‬هذه ساحة يتاز با السلم عن الديان الخرى‪.‬‬
‫* التحرر الكامل من عبادة الوثان‪ ،‬دليل على سلمة دعائم العقيدة السلمية‪ ،‬وعلى نقائها‪،‬‬
‫فالتعاليم الصلية الت جاء با ممد صلى ال عليه وسلم ل يغيها الشرعون بتعديلت أو‬
‫إضافات‪ ،‬فها هو ذا القرآن الكري على الالة الت أنزل با على ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫لداية الشركي والكفار ف بداية دعوته ظل ثابتا راسخا حت الن‪.‬‬
‫* العتدال والتوسط ف كل شئ ها دعامتان أساسيتان ف السلم‪ ،‬قد استحوذتا على كل‬
‫إعجاب وتقديري‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫لقد أمنت أن الرسول ممد (ص) كان حريصا على صحة قومه‪ ،‬فأمرهم بالتزام النظافة إل‬
‫أبعد الدود‪ ،‬كما أمرهم بالصوم والسيطرة على الشهوات النسية ‪ ...‬وأذكر أنن كنت ـ‬
‫عندما أقف ف مساجد أسطنبول ودمشق وبيت القدس والقاهرة وغيها من الدن ـ أحس‬
‫شعورا عميقا بقدرة السلم ف بساطته‪ ،‬على الرتفاع بروح البشر إل الفاق العليا‪ ،‬بدون‬
‫حاجة إل زخارف أنيقة‪ ،‬أو تاثيل‪ ،‬أو صور‪ ،‬أو موسيقى‪ ،‬أو طقوس رسية‪ ..‬فالسجد مكان‬
‫للتأمل الادئ‪ ،‬ونسيان الذات وفنائها‪ ،‬واندماجها ف القيقة الكبى‪ ،‬ف ذكر ال الحد‪:‬‬
‫* تتجلى ديقراطية السلم الت أثارت إعجاب ف تساوي القوق بي اللك صاحب‬
‫السلطان‪ ،‬وبي الفقي التسول داخل جدران السجد‪ ،‬فهم يسجدون جيعا ل‪ ،‬ليست هناك‬
‫مقاعد تستأجر‪ ،‬ول أماكن تجز لفئة دون أخرى‪.‬‬
‫* ل يؤمن السلم بوسيط بينه وبي ربه‪ ،‬بل يتجه رأسا إل ال‪ ،‬خالق اللق‪ ،‬وواهب الياة‪،‬‬
‫وهو ل يراه دون التجاء إل صكوك غفران‪ ،‬أو إل أحد لنحه منحة اللص‪.‬‬
‫* الخوة العالية الشاملة ف السلم‪ ،‬بغض النظر عن اختلف العنصر أو الذهب السياسي أو‬
‫اللون أو القليم فقد ثبت ذلك عندي بكل يقي واقتناع مرات ومرات ‪ ...‬وهذه ظاهرة‬
‫أخرى كانت ضمن الدوافع الت قادتن إل اليان بالسلم‪.‬‬

‫‪ -40‬العال البيطان آرثر أليسون‬

‫عندما حضر البوفيسور "آرثر أليسون" رئيس قسم الندسة الكهربائية واللكترونية بامعة‬
‫لندن إل القاهرة عام ‪ 1985‬ليشارك ف أعمال الؤتر الطب السلمي الدول حول‬
‫العجاز العلمي ف القرآن الكري‪ ،‬كان يمل معه بثه الذي ألقاه‪ ،‬وتناول فيه أساليب العلج‬
‫النفسي والروحان ف ضوء القرآن الكري‪ ،‬بالضافة ال بث آخر حول النوم والوت والعلقة‬
‫ل يتوفّى النفُسَ حيَ مَوتِها والت لَم َتمُت ف مَنامِها‬
‫بينهما ف ضوء الية القرآنية الكرية‪( :‬ا ُ‬
‫ك الت قضى عليها الوتَ ويُرسِ ُل الُخرى إل أجلٍ مسمى إن ف ذلك لياتٍ لقومٍ‬ ‫فيُمس ُ‬
‫يتفكرون)‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫الغريب ف المر أنه ل يكن _وقتئذ _ قد اعتنق السلم‪ ،‬وإنا كانت مشاعره تاهه ل تتعدى‬
‫العجاب به كدين‪.‬‬
‫وبعد أن ألقى بثه جلس يشارك ف أعمال الؤتر‪ ،‬ويستمع إل باقي البحوث الت تناولت‬
‫العجاز العلمي ف القرآن الكري‪ ،‬فتملكه النبهار وقد ازداد يقينه بأن هذا هو الدين الق‪..‬‬
‫فكل ما يسمعه عن السلم يدلل بأنه دين العلم ودين العقل‪.‬‬
‫فلقد رأى هذا الشد الائل من القائق القرآنية والنبوية‪ ،‬والت تتكلم عن الخلوقات‬
‫والكائنات‪ ،‬والت جاء العلم فأيدها‪ ،‬فأدرك أن هذا ل يكن أن يكون من عند بشر‪ ..‬وما جاء‬
‫به رسوله ممد (ص) من أربعة عشر قرنا يؤكد أنه رسول ال حَقّا‪..‬‬
‫وأخذ "أليسون" يستفسر ويستوضح من كل مَن جلس معه عن كل ما يهمه أن يعرفه عن‬
‫السلم كعقيدة ومنهج للحياة ف الدنيا‪ ...‬حت ل يد بُدا من أن يعلن عن إيانه بالسلم‪...‬‬
‫وف الليلة التامية للمؤتر‪ ،‬وأمام مراسلي وكالت النباء العالية‪ ،‬وعلى شاشات التليفزيون‪،‬‬
‫وقف البوفيسور "آرثر أليسون" ليعلن أمام الميع أن السلم هو دين الق‪ ...‬ودين الفطرة‬
‫الت فطر الناس عليها‪ ...‬ث نطق بالشهادتي أمام الميع بصوت قوي مؤمن‪:‬‬
‫"أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأشهد أن ممدا رسول ال"‪.‬‬
‫وف تلك اللحظات كانت كبيات السلمي من حوله ترتفع‪ ،‬ودموع البعض قد انمرت‬
‫خشوعا ورهبة أمام هذا الوقف الليل‪.‬‬
‫ث أعلن البوفيسور البيطان عن اسه الديد "عبد ال أليسون"‪ ...‬وأخذ يكي قصته مع‬
‫السلم فقال‪:‬‬
‫إنه من خلل اهتمامات بعلم النفس‪ ،‬وعلم ما وراء النفس‪ ،‬حيث كنت رئيسا لمعية‬
‫الدراسات النفسية والروحية البيطانية لسنوات طويلة‪ ...‬أردت أن أتعرف على الديان‪،‬‬
‫فدرستها كعقائد‪ ،‬ومن تلك العقائد عقيدة السلم‪ ،‬الذي وجدته أكثر العقائد تشيا مع‬
‫الفطرة الت ينشأ عليها النسان‪ ...‬وأكثر العقائد تشيا مع العقل‪ ،‬من أن هناك إلا واحدا‬
‫مهيمنا ومسيطرا على هذا الوجود‪ ...‬ث إن القائق العلمية الت جاءت ف القرآن الكري‬

‫‪210‬‬
‫والسنة النبوية من قبل أربعة عشر قرنا قد أثبتها العلم الديث الن‪ ،‬وبالتال نؤكد أن ذلك ل‬
‫يكن من عند بشر على الطلق‪ ،‬وأن النب ممد (ص) هو رسول ال‪.‬‬
‫ث تناول "عبد ال أليسون" جزئية من بثه الذي شارك به ف أعمال الؤتر‪ ،‬والت دارت حول‬
‫حالة النوم والوت من خلل الية الكرية (الُ يَتَوفّى النفسَ حيَ مَوتِها والت ل َتمُت ف‬
‫مَنامِها فَيُمسِكُ الت قضى عليها الَوتَ وَيُر ِسلُ الخرى إل أج ٍل مسمىً‪ .)...‬فأثبت "أليسون"‬
‫أن الية الكرية تذكر أن الوفاة تعن الوت‪ ،‬وتعن النوم وأن الوت وفاة غي راجعة ف حي‬
‫أن النوم وفاة راجعة‪ ...‬وقد ثبت ذلك من خلل الدراسات الباراسيكولوجية والفحوص‬
‫الكلنيكية من خلل رسم الخ‪ ،‬ورسم القلب‪ ،‬فضلً عن توقف التنفس الذي يعل الطبيب‬
‫يعلن عن موت هذا الشخص‪ ،‬أم عدم موته ف حالة غيبوبته أو نومه‪.‬‬
‫س وتعود ف حالة النوم ول‬‫وبذلك أثبت العلم أن النوم والوت عملية متشابة‪ ،‬ترج فيها النّف ُ‬
‫تعود ف حالة الوت‪.‬‬
‫ث قرر العال البيطان السلم البوفيسور "عبد ال أليسون" أن القائق العلمية ف السلم هي‬
‫أمثل وأفضل أسلوب للدعوة السلمية‪ ،‬ول سيما للذين يتجون بالعلم والعقل‪.‬‬
‫ولذلك أعلن البوفيسور "عبد ال"‪ ...‬أنه سيقوم بإنشاء معهد للدراسات النفسية السلمية ف‬
‫لندن على ضوء القرآن الجيد والسنة النبوية‪ ...‬والهتمام بدراسات العجاز الطب ف‬
‫السلم‪ ،‬وذلك لكي يوصل تلك القائق إل العال الغرب الذي ل يعرف شيئا عن السلم‪.‬‬
‫كما وعد بإنشاء مكتبة إسلمية ضخمة باللغتي العربية والنليزية للمساعدة ف اجراء‬
‫البحوث العلمية على ضوء السلم‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪-41‬اللورد جلل الدين برانتون‬

‫[أتّ السّي جلل الدّين دراسته ف جامعة أكسفورد‪ .‬وقد كان بارونا إنليزيّا‪ ،‬ورجلً ذا‬
‫شعبيّةٍ كبيةٍ وسعةٍ عريضة‪].‬‬

‫أشعر بعميق المتنان على إتاحة هذه الفرصة ل لُعبّر فيها ببعض الكلمات عمّا دفعن لعلن‬
‫إسلمي‪ .‬لقد تربّيْت تت تأثي أبويْن مسيحيّيْن‪ .‬وأصبحت ف سنوات عمري البكّرة مهتمّا‬
‫بعلم اللهوت‪ .‬فشاركت بنفسي ف الكنيسة النليزيّة‪ ،‬واهتممت بالعمل التبشييّ دون أن‬
‫يكون ل فيه مشاركةً فعليّة‪.‬‬

‫ب اهتمامي على عقيدة "العذاب البدي" لكلّ البشريّة عدا‬ ‫ت مضت انص ّ‬ ‫قبل بضع سنوا ٍ‬
‫بعض الختارين‪ .‬وأصبح المر بالنّسبة ل مقيتا جداّ بيث صار يغلب َعلَيّ الشكّ‪ .‬فقد‬
‫فكّرت منطقيّا بأنّ ذاك الله الّذي يكن أن يستخدم قدرته للق الكائنات البشريّة الّت يب‬
‫أن تكون ‪-‬ف سابق علمه وتقديره‪ -‬مُعذّبةً للبد‪ ،‬لبدّ أنّه ليس حكيما‪ ،‬أو ُمحِبّا ‪ -‬سبحانه‬
‫وتعال عمّا يصفون علوّا كبيا ‪ -‬فمستواه لبدّ وأن يكون أقلّ من الكثي من الَبشَر‪ .‬ومع‬
‫ذلك واصلت العتقاد بوجود ال تعال‪ ،‬ولكنّي ل أكن راغبا بقبول الفهم السائد للتعاليم الّت‬
‫تقول بالوحي الليّ للرّجال‪ .‬فحوّلت اهتمامي للتّحقيق ف الديان الخرى‪ ،‬مّا أشعرن‬
‫بالية فقط‪.‬‬

‫وكَبُرَت ف داخلي رغبةٌ جديّةٌ للخضوع للله الق وعبادته‪ .‬ومع أنّ الذاهب السيحيّة تدّعي‬
‫أنّها ُأ ّسسْت على النيل إلّا أنّن وجدتا متناقضة‪ .‬فهل من المكن أنّ النيل وتعليم السيّد‬
‫السيح (عليه الصّلة والسّلم) كانا مُحرّفيْن؟! لذلك صببت اهتمامي –وللمرّة الثانية‪ -‬على‬
‫النيل‪ ،‬وصمّمت أن تكون الدّراسة عميقة‪ ،‬وشعرت بأنّه كان هناك شيئٌ ناقص وصمّمت‬
‫على فعل ذلك لنفسي‪ ،‬بغضّ النظر عن مذاهب البشر‪ .‬فبدأت أتعلّم بأ ّن النّاس يتلكون‬

‫‪212‬‬
‫"الرّوح"‪ ،‬و "قوّةً ما غي مرئيّةٍ" وهي خالدة‪ ،‬وأ ّن الثام سيُعاقَب عليها ف هذا العال وف العال‬
‫الخر‪ ،‬وأنّ ال تعال برحته وإحسانه يكنه دوما أن يغفر ذنوبنا إذا ما تبنا إليه حقّا‪.‬‬

‫ولدراكي أهيّة البحث العميق والعيش على مستوى الق‪ ،‬ولكي أجد "الوهرة الثمينة"‪،‬‬
‫كرّست وقت مرّهً أخرى لدراسة السلم‪ .‬كان هناك شيئٌ ف السلم شدّن ف ذلك الوقت‪.‬‬
‫وف زاويةٍ مغمور ٍة ‪-‬بالكاد معروفة‪ -‬من قرية "إتشرا" كنت مكرّسا وقت وعبادت ل العظيم‬
‫بي أدن طبقات الجتمع مع رغبةٍ صادقةٍ لرفعهم إل مستوى معرفة الله القّ والواحد‪،‬‬
‫ولغرس الشعور بالخوّة والطّهارة‪.‬‬

‫ليس ف نيّت أن أحدّثكم كيف عملت بي هؤلء الناس‪ ،‬ول ما هي التضحيات الّت قدّمتها‪،‬‬
‫ول الصاعب المّة الّت مررت با‪ ،‬فقد واصلت العمل ببساطةٍ من أجل هدفٍ واحدٍ‪ ،‬وهو‬
‫أن أخدم هذه الطبقات ماديّا ومعنويّا‪.‬‬

‫وأخيا بدأت بدراسة حياة النبّ ممّد (صلّى ال عليه وسلّم)‪ .‬كنت أعرف القليل عمّا فعله‪،‬‬
‫ت واحدٍ‪ -‬أدانوا مد النبّ العربّ (صلّى ال‬
‫ولكنّي كنت أعرف وأشعر بأنّ السيحيّي ‪-‬وبصو ٍ‬
‫صبٍ وحقد‪ .‬وبعد القليل من الوقت‬ ‫عليه وسلّم)‪ .‬وأردت حينها أن أنظر ف السألة دون تع ّ‬
‫وجدت أنّه من غي المكن وجود شكّ ف جديّة بثه (عليه الصّلة والسّلم) عن القّ وعن‬
‫ال تعال‪.‬‬

‫فأدركت بأنّه من الطأ ‪-‬ف ناية المر‪ -‬إدانة هذا الرجل القدّس بعد قراءت عن النازات‬
‫الّت حقّقها للبشريّة‪ .‬فالنّاس الّذين كانوا ف الاهليّة يعبدون الصنام‪ ،‬ويعيشون على الرية‪،‬‬
‫وف القذارة والعُري‪ ،‬علّمهم (عليه الصّلة والسّلم) كيف يلبسون‪ ،‬واستُبدلت القذارة‬
‫بالطهارة‪ ،‬واكتسبوا كرامةً شخصيّةً واحتراما ذاتيّا‪ ،‬وأصبح كرم الضّيافة واجبا دينيّا‪،‬‬
‫وحُطّمت أصنامهم‪ ،‬وبدأوا يعبدون ال تعال الله الق‪ .‬وأصبحت المّة السلميّة هي‬
‫الجتمع الشّامل القويّ والكثر منعةً ف العال‪ .‬وأُنزت الكثي من العمال اليّرة والّت هي من‬
‫‪213‬‬
‫الكثرة بيث ل يكننا ذكرها هنا‪ .‬فكم من الحزن ‪-‬أمام كلّ هذا‪ ،‬وأمام صفاء عقله (صلّى‬
‫ال عليه وسلّم)‪ -‬حي نفكّر كيف استطاع السيحيّون أن يطّوا من شخصه الكري‪.‬‬
‫واستحوذن تفكيٌ عميق‪ ،‬وخلل لظات تأمّلت زارن سّي ٌد هنديّ اسه "معن أمي الدّين"‪،‬‬
‫وكان من الغريب حقّا أنّه هو الّذي أعطى النار الّت ف حيات الواء لتزداد اشتعالً‪ .‬فتأمّلت ف‬
‫السألة بشكلٍ عميق؛ وقدّمت الجّة تلو الخرى مُتحاملً على الدّين السيحيّ العاصر‪،‬‬
‫ومستنتجا كلّ شيءٍ لصال السلم‪ ،‬وشاعرا بالقتناع أنّه دين القّ‪ ،‬والُيسْرِ‪ ،‬والتّسامحِ‪،‬‬
‫والخلص‪ ،‬والُخوّة‪.‬‬

‫ل يعد ل الن سوى القليل من الزّمن لعيش على هذه الرض‪ ،‬وأريد أن أكرّس كلّ ما بقي‬
‫ل ف خدمة السلم‪.‬‬

‫وهذه قصة اسلمه من كتاب "لانب الفي وراء إسلم هؤلء"بقلم ممد كامل عبدالصمد‪:‬‬

‫ولد ونشأ بي أبوين مسيحيي‪ ...‬وولع بدراسة اللهوت وهو ف سن مبكرة‪ ،‬وارتبط‬
‫بالكنيسة النليزية وأعطى أعمال التبشي كل اهتمامه‪.‬‬
‫وحدث ذات يوم أن زاره صديق هندي مسلم تدث معه ف موضوع العقائد السيحية‬
‫ومقارنتها بالعقيدة السلمية‪ ،‬وانتهت الزيارة‪ ،‬إل أنا ل تنته ف نفسه‪ ،‬فقد أثارت إنفعالً‬
‫شديدا ف ضميه وعقله‪ ،‬وصار يتدبر كل ما قيل فيها من جدال‪ ،‬ما دفعه إل إعادة النظر ف‬
‫العقائد السيحية‪ ...‬ويعب عن ذلك فيقول‪:‬‬
‫"عندئذ قررت أن أبث بنفسي‪ ،‬متجاهلً عقائد الناس‪ ،‬بعد أن أيقنت بضرورة البحث عن‬
‫القيقة مهما طال الدى ف هذا السبيل‪ ،‬ومهما كان الهد‪ ،‬حت أصل لزيد من العرفة بعد‬
‫أن قيل إن النيل وتعاليم السيح قد أصابا التحريف‪ ..‬فعدت ثانيا إل النيل أوليه دراسة‬
‫دقيقة‪ ،‬فشعرت أن هناك نقصا ل أستطع تديده‪ ..‬عندئذ ملك عليّ نفسي رغبة أن أُفرغ كل‬
‫وقت لدراسة السلم‪ ...‬وبالفعل كرست كل وقت وجهدي له‪ ،‬ومن ذلك دراسة سية النب‬
‫ممد (ص)‪ ،‬ول أكن أعلم إل القليل النادر عنه‪ ،‬برغم أن السيحيي أجعوا على إنكار هذا‬
‫‪214‬‬
‫النب العظيم الذي ظهر ف الزيرة العربية‪ ...‬ول يض ب وقت طويل حت أدركت أنه من‬
‫الستحيل أن يتطرق الشك إل جدية وصدق دعوته إل الق وإل ال"‪.‬‬
‫ث أخذ يكرر هذا العن وهو يقول‪:‬‬
‫"نعم شعرت أنه ل خطيئة أكب من إنكار هذا "الرجل الربان" بعد أن درست ما قدمه‬
‫للنسانية‪ ،‬وجعل من السلمي أقوى متمع رفيع يعاف الدنايا‪ ...‬إن غي مستطيع أن أحصي‬
‫ما قدمه هذا الرسول من جليل العمال‪."...‬‬
‫بعدها تساءل ف أل ووجوم قائلً‪:‬‬
‫"أمام كل هذا الفضل وهذا الصفاء‪ ..‬أليس من الحزن الليم حقا أن يقدح ف شأنه‬
‫السيحيون وغيهم؟!"‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫‪-42‬أستاذ الرياضيات الامعي المريكي جفري لنج‬

‫حت اللئكة تسأل‪ ...‬البوفسور جفري لنج‬

‫يروي البوفسور جفري لنج ‪ ،‬أستاذ الرياضيات ف الامعات الميكية كيفية اعتناقه للدين‬
‫السلمي ‪ ،‬وذلك ف كتاب صدر له بعنوان «حت اللئكة تسأل»‪ .‬فالكتاب يسطر قصة‬
‫إسلم لنج ‪ ،‬ويتراوح بي لظات روحانية غامرة وبي أفكار فلسفية عميقة‪.‬‬

‫يقول الؤلف‪ :‬ف اليوم الذي اعتنقت فيه السلم ‪ ،‬قدم إلّ إمام السجد كتيبا يشرح كيفية‬
‫أداء الصلة‪ .‬غي أن فوجئت با رأيته من قلق الطلب السلمي ‪ ،‬فقد ألوا عليّ بعبارات‬
‫مثل‪( :‬خذ راحتك) ( ل تضغط على نفسك كثيا ) ( من الفضل أن تأخذ وقتك )‬
‫( ببطء‪ ..‬شيئا ‪ ،‬فشيئا )‪ .‬وتساءلت ف نفسي ( هل الصلة صعبة إل هذا الد؟ )‪ .‬لكن‬
‫تاهلت نصائح الطلب ‪ ،‬فقررت أن أبدأ فورا بأداء الصلوات المس ف أوقاتا‪ .‬وف تلك‬
‫الليلة ‪ ،‬أمضيت وقتا طويلً جالسا على الريكة ف غرفت الصغية بإضاءتا الافتة ‪ ،‬حيث‬
‫كنت أدرس حركات الصلة وأكررها ‪ ،‬وكذلك اليات القرآنية الت سأتلوها ‪ ،‬والدعية‬
‫الواجب قراءتا ف الصلة‪ .‬وبا أن معظم ما كنت سأتلوه كان باللغة العربية ‪ ،‬فقد لزمن‬
‫حفظ النصوص بلفظها العرب ‪ ،‬وبعانيها باللغة النليزية‪ .‬وتفحصت الكتيب ساعات عدة ‪،‬‬
‫قبل أن أجد ف نفسي الثقة الكافية لتجربة الصلة الول‪ .‬وكان الوقت قد قارب منتصف‬
‫الليل‪ ،‬لذلك قررت أن أصلي صلة العشاء‪ .‬ودخلت المام ووضعت الكتيب على طرف‬
‫الغسلة مفتوحا على الصفحة الت تشرح الوضوء‪ .‬وتتبعت التعليمات الواردة فيه خطوة خطوة‬
‫‪ ،‬بتأن ودقة ‪ ،‬مثل طاهٍ يرب وصفة لول مرة ف الطبخ‪ .‬وعندما انتهيت من الوضوء ‪،‬‬
‫أغلقت الصنبور وعدت إل الغرفة والاء يقطر من أطراف‪ .‬إذ تقول تعليمات الكتيب بأنه من‬
‫الستحب أل يفف التوضئ نفسه بعد الوضوء‪ )1(.‬ووقفت ف منتصف الغرفة ‪ ،‬متوجها إل‬
‫ما كنت أحسبه اتاه القبلة‪ .‬نظرت إل اللف لتأكد من أنن أغلقت باب شقت ‪ ،‬ث‬
‫توجهت إل المام ‪ ،‬واعتدلت ف وقفت ‪ ،‬وأخذت نفسا عميقا ‪ ،‬ث رفعت يدي ‪ ،‬وبراحتي‬

‫‪216‬‬
‫مفتوحتي ملمسا شحمت الذني بإبامي‪ )2(.‬ث بعد ذلك ‪ ،‬قلت بصوت خافت (ال‬
‫أكب)‪ .‬كنت آمل أل يسمعن أحد ‪ .‬فقد كنت أشعر بشيء من النفعال‪ .‬إذ ل أستطع‬
‫التخلص من قلقي من كون أحد يتجسس علي‪ .‬وفجأة أدركت أنن تركت الستائر مفتوحة‪.‬‬
‫وتساءلت‪ :‬ماذا لو رآن أحد اليان ؟ تركت ما كنت فيه ‪ ،‬وتوجهت إل النافذة ‪ ،‬ث جلت‬
‫بنظري ف الارج لتأكد من عدم وجود أحد‪ .‬وعندما رأيت الباحة اللفية خالية ‪ ،‬أحسست‬
‫بالرتياح‪ .‬فأغلقت الستائر ‪ ،‬وعدت إل منتصف الغرفة‪ .‬ومرة أخرى ‪ ،‬توجهت إل القبلة ‪،‬‬
‫واعتدلت ف وقفت ‪ ،‬ورفعت يدي إل أن لمس البامان شحمت أذن ‪ ،‬ث هست (ال‬
‫أكب)‪ ....‬وبصوت خافت ل يكاد يسمع ‪ ،‬قرأت فاتة الكتاب ببطء وتلعثم ‪ ،‬ث أتبعتها‬
‫بسورة قصية باللغة العربية ‪ ،‬وإن كنت أظن أن أي عرب ل يكن ليفهم شيئا لو سع تلوت‬
‫تلك الليلة‪ .‬ث بعد ذلك تلفظت بالتكبي مرة أخرى بصوت خافت واننيت راكعا حت صار‬
‫ظهري متعامدا مع ساقي واضعا كفي على ركبت وشعرت بالحراج ‪ ،‬إذ ل أنن لحد ف‬
‫حيات‪ .‬ولذلك فقد سررت لنن وحدي ف الغرفة‪ .‬وبينما كنت ما أزال راكعا ‪ ،‬كررت‬
‫عبارة (سبحان رب العظيم) عدة مرات‪ .‬ث اعتدلت واقفا وأنا أقرأ (سع ال لن حده) ث (ربنا‬
‫ولك المد)‪ ......‬أحسست بقلب يفق بشدة ‪ ،‬وتزايد انفعال عندما كبت مرة أخرى‬
‫بضوع فقد حان وقت السجود‪ ...‬وتمدت ف مكان ‪ ،‬بينما كنت أحدق ف البقعة الت‬
‫أمامي ‪ ،‬حيث كان علي أن أهوي إليها على أطراف الربعة وأضع وجهي على الرض‪ .‬ل‬
‫أستطع أن أفعل ذلك ‪ ،‬ل أستطع أن أنزل بنفسي إل الرض ‪ ،‬ل أستطع أن أذل نفسي بوضع‬
‫أنفي على الرض ‪ ،‬شأن العبد الذي يتذلل أمام سيده‪ ...‬لقد خيل ل أن ساقي مقيدتان ل‬
‫تقدران على النثناء‪ ....‬لقد أحسست بكثي من العار والزي‪ .‬وتيلت ضحكات أصدقائي‬
‫ومعارف وقهقهاتم ‪ ،‬وهم يراقبونن وأنا أجعل من نفسي مغفلً أمامهم ‪ ،‬وتيلت كم سأكون‬
‫مثيا للشفقة والسخرية بينهم ‪ ،‬وكدت أسعهم يقولون (مسكي جفري فقد أصابه العرب‬
‫بس ف سان فرانسيسكو ‪ ،‬أليس كذلك؟)‪ .‬وأخذت أدعو ( أرجوك ‪ ،‬أرجوك ‪ ،‬أعن على‬
‫هذا)‪ .‬أخذت نفسا عميقا ‪ ،‬وأرغمت نفسي على النول‪ ...‬الن صرت على أربعت ‪ ،‬ث‬
‫ترددت لظات قليلة ‪ ،‬وبعد ذلك ضغط وجهي على السجادة‪ ...‬أفرغت ذهن من كل‬
‫‪217‬‬
‫الفكار ‪ ،‬وتلفظت ثلث مرات بعبارة (سبحان رب العلى)‪( ،‬ال أكب) قلتها ورفعت من‬
‫السجود جالسا على عقب وأبقيت ذهن فارغا رافضا السماح لي شيء أن يصرف انتباهي‪.‬‬
‫(ال أكب) ووضعت وجهي على الرض مرة أخرى‪ .‬وبينما كان أنفي يلمس الرض ‪،‬‬
‫رحت أكرر عبارة (سبحان رب العلى) بصورة آلية‪ .‬فقد كنت مصمما على إناء هذا المر‬
‫مهما كلفن ذلك‪( .‬ال أكب) وانتصبت واقفا ‪ ،‬فيما قلت لنفسي‪ :‬ل تزال هناك ثلث‬
‫جولت أمامي‪ .‬وصارعت عواطفي وكبيائي ف ما تبقى ل من الصلة‪ .‬لكن المر صار‬
‫أهون ف كل شوط‪ .‬حت إنن كنت ف سكينة شبه كاملة ف آخر سجدة‪ .‬ث قرأت التشهد ف‬
‫اللوس الخي ‪ ،‬وأخيا سلمت عن يين وشال‪ ....‬وبينما بلغ ب العياء مبلغه ‪ ،‬بقيت‬
‫جالسا على الرض ‪ ،‬وأخذت أراجع العركة الت مررت با ‪ ،‬لقد أحسست بالحراج لنن‬
‫عاركت نفسي كل ذلك العراك ف سبيل أداء الصلة إل آخرها‪ .‬ودعوت برأس منخفض‬
‫خجلً ‪ ( :‬اغفر ل تكبي وغبائي ‪ ،‬فقد أتيت من مكان بعيد ول يزال أمامي سبيل طويل‬
‫لقطعه ) ‪ .‬وف تلك اللحظة ‪ ،‬شعرت بشيء ل أجربه من قبل ‪ ،‬ولذلك يصعب عليّ وصفه‬
‫بالكلمات‪ ....‬فقد اجتاحتن موجة ل أستطيع أن أصفها إل بأنا كالبودة ‪ ،‬وبدا ل أنا تشع‬
‫من نقطة ما ف صدري‪ .‬وكانت موجة عارمة فوجئت با ف البداية حت إنن أذكر أنن كنت‬
‫أرتعش‪ .‬غي أنا كانت أكثر من مرد شعور جسدي ‪ ،‬فقد أثرت ف عواطفي بطريقة غريبة‬
‫أيضا‪ .‬لقد بدا كأن الرحة قد تسدت ف صورة مسوسة وأخذت تغلفن وتتغلغل فّ‪ ...‬ث‬
‫بدأت بالبكاء من غي أن أعرف السبب ‪ ،‬فقد أخذت الدموع تنهمر على وجهي ‪ ،‬ووجدت‬
‫نفسي أنتحب بشدة‪ ....‬وكلما ازداد بكائي ‪ ،‬ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف‬
‫والرحة تتضنن‪ .‬ول أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ‪ ،‬رغم أنه يدر ب ذلك ‪ ،‬ول‬
‫بدافع من الزي أو السرور‪ ...‬لقد بدا كأن سدا قد انفتح مطلقا عنان مزون عظيم من‬
‫الوف والغضب بداخلي‪ .‬وبينما أنا أكتب هذه السطور ‪ ،‬ل يسعن إل أن أتساءل عما لو‬
‫كانت مغفرة ال عز وجل ل تتضمن مرد العفو عن الذنوب ‪ ،‬بل وكذلك الشفاء والسكينة‬
‫أيضا‪ ...‬ظللت لبعض الوقت جالسا على ركبت ‪ ،‬منحنيا إل الرض ‪ ،‬منتحبا ورأسي بي‬
‫كفي‪ .‬وعندما توقفت عن البكاء أخيا ‪ ،‬كنت قد بلغت الغاية ف الرهاق‪ .‬فقد كانت تلك‬
‫‪218‬‬
‫التجربة جارفة وغي مألوفة إل حد ل يسمح ل حينئذ أن أبث عن تفسيات عقلنية لا‪...‬‬
‫وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد با‪ .‬أما أهم ما أدركته ف‬
‫ذلك الوقت فهو أنن ف حاجة ماسة إل ال وإل الصلة ‪ ،‬وقبل أن أقوم من مكان ‪ ،‬دعوت‬
‫بذا الدعاء الخي ‪ « :‬اللهم ‪ ،‬إذا ترأت على الكفر بك مرة أخرى ‪ ،‬فاقتلن قبل ذلك ‪،‬‬
‫خلصن من هذه الياة‪ ...‬ومن الصعب جدا أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب‬
‫لكنن ل أستطيع أن أعيش يوما واحدا آخر وأنا أنكر وجودك »‪.‬‬

‫‪........................................‬‬
‫(‪ )1‬الصحيح أن النب صلى ال عليه وسلم كان يسح أثر ماء الوضوء ‪ ،‬تارة ‪ ،‬ويدعه تارة ‪،‬‬
‫وقال بعض العلماء أن تركه ممول على قصد التبد وليس قصد التقرب ‪ ،‬وبعضهم ذهب إل‬
‫أن السنة ترك السح أحيانا ‪ ،‬وفعله أحيانا وال أعلم ‪...‬‬

‫(‪ )2‬الصحيح أن النب صلى ال عليه وسلم ل يكن يلمس بإباميه شحمة أذنيه ‪ ،‬وإنا كان‬
‫يرفع يديه عند التكبي حذو منكبيه أو حذو إذنيه مضمومة الصابع مستقبل بكفيه القبلة‪..‬‬
‫وال أعلم‪..‬‬

‫الصدر ‪ :‬إحدى الصحف السعودية‬

‫‪219‬‬
‫‪-43‬الستاذ الامعي المريكي ممد أكويا‬

‫كان السبب الول لسلمه حجاب طالبة أميكية مسلمة‪ ,‬معتزة بدينها‪ ,‬و معتزة بجابا‪ ,‬بل‬
‫لقد اسلم معه ثلثة دكاترة من أستذة الامعة و أربعة من الطلبة‪ .‬لقد كان السبب الباشر‬
‫لسلم هؤلء السبعة‪ ,‬الذين صاروا دعاة إل السلم‪ .‬هو هذا الجاب‪ .‬لن أطيل عليكم ف‬
‫التقدي‪ .‬وف التشويق لذه القصة الرائعة الت سأنقلها لكم على لسان الدكتور الميكي الذي‬
‫تسمى باسم النب ممد صلى ال عليه و سلم و صار اسه (ممد أكويا)‪ .‬يكي الدكتور ممد‬
‫أكويا قصته فيقول‪ :‬قبل أربع سنوات‪ ,‬ثارت عندنا بالامعة زوبعة كبية‪ ,‬حيث التحقت‬
‫للدراسة طالبة أميكية مسلمة‪ ,‬و كانت مجبة‪ ,‬و قد كان من بي مدرسيها رجل متعصب‬
‫يبغض السلم و يتصدى لكل من ل يهاجه‪ .‬فكيف بن يعتنقه و يظهر شعائره للعيان؟ كان‬
‫ياول استثارتا كلما وجد فرصة سانة للنيل من السلم‪ .‬وشن حربا شعواء عليها‪ ,‬و لا‬
‫قابلت هي الوضوع بدوء ازداد غيظه منها‪,‬فبدأ ياربا عب طريق آخر‪,‬حيث الترصد لا‬
‫بالدرجات‪ ,‬و إلقاء الهام الصعبة ف الباث‪ ,‬و التشديد عليها بالنتائج‪ ,‬و لا عجزت السكينة‬
‫أن تد لا مرجا تقدمت بشكوى لدير الامعة مطالبة فيها النظر إل موضوعها‪ .‬و كان قرار‬
‫الدارة أن يتم عقد بي الطرفي الذكورين الدكتور و الطالبة لسماع وجهت نظرها والبت ف‬
‫الشكوى‪ .‬و لا جاء الوعد الحدد‪ .‬حضر أغلب أعضاء هيئة التدريس‪ ,‬و كنا متحمسي جدا‬
‫لضور هذه الولة الت تعتب الول من نوعها عندنا بالامعة‪ .‬بدأت اللسة الت ذكرت فيها‬
‫الطالبة أن الدرس يبغض ديانتها‪ .‬و لجل هذا يهضم حقوقها العلمية‪ ,‬و ذكرت أمثلة عديدة‬
‫لذا‪ ,‬و طلبت الستماع لرأي بعض الطلبة الذين يدرسون معها‪ ,‬وكان من بينهم من تعاطف‬
‫معها و شهد لا‪ ,‬و ل ينعهم اختلف الديانة أن يدلوا بشهادة طيبة بقها‪ .‬حاول الدكتور‬
‫على أثر هذا أن يدافع عن نفسه‪ ,‬و استمر بالديث فخاض بسب دينها‪ .‬فقامت تدافع عن‬
‫السلم‪ .‬أدلت بعلومات كثية عنه‪ ,‬و كان لديثها قدرة على جذبنا‪ ,‬حت أننا كنا نقاطعها‬
‫فنسألا عما يعترضنا من استفسارات‪ .‬فتجيب فلما رآنا الدكتور العن مشغولي بالستماع‬
‫والنقاش خرج من القاعة‪.‬فقد تضايق من اهتمامنا و تفاعلنا‪ .‬فذهب هو ومن ل يرون أهية‬

‫‪220‬‬
‫للموضوع‪ .‬بقينا نن مموعة من الهتمي نتجاذب أطراف الديث‪ ,‬ف نايته قامت الطالبة‬
‫بتوزيع ورقتي علينا كتب فيها تت عنوان " ماذا يعن ل السلم؟ " الدوافع الت دعتها‬
‫لعتناق هذا الدين العظيم‪ ,‬ث بينت ما للحجاب من أهية و أثر‪ .‬وشرحت مشاعرها الفياضة‬
‫صوب هذا اللباب و غطاء الرأس الذي ترتديه‪ .‬الذي تسبب يكل هذه الزوبعة‪ .‬لقد كان‬
‫موقفها عظيما‪ ,‬و لن اللسة ل تنته بقرار لي طرف‪ ,‬فقد قالت أنا تدافع عن حقها‪ ,‬و‬
‫تناضل من أجله‪ ,‬ووعدت أن ل تظفر بنتيجة لصالها أن تبذل الزيد حت لو اضطرت لتابعة‬
‫القضية و تأخي الدراسة نوعا ما‪ ,‬لقد كان موقفا قويا‪ ,‬و ل نكن أعضاء هيئة التدريس نتوقع‬
‫أن تكون الطالبة بذا الستوى من الثبات و من أجل الحافظة على مبدئها‪ .‬و كم أذهلنا‬
‫صمودها أمام هذا العدد من الدرسي و الطلبة‪ ,‬و بقيت هذه القضية يدور حولا النقاش‬
‫داخل أروقة الامعة‪ .‬أما أنا فقد بدأ الصراع يدور ف نفسي من أحل تغيي الديانة ‪,‬فما عرفته‬
‫عن السلم حببن فيه كثيا‪ ,‬و رغبن ف اعتناقه‪ ,‬و بعد عدة أشهر أعلنت إسلمي‪ ,‬و تبعن‬
‫دكتور ثان و ثالث ف نفس العام‪ ,‬كما أن هناك أربعة طلب أسلموا‪ .‬و هكذا ف غضون‬
‫فترة بسيطة أصبحنا مموعة لنا جهود دعوية ف التعريف بالسلم والدعوة إليه‪ ,‬و هناك الن‬
‫عدد من الشخاص ف طور التفكي الاد‪ ,‬و عما قريب إن شاء ال ينشر خب إسلمهم داخل‬
‫أروقة الامعة‪ .‬و المد ل وحده‪.‬‬

‫‪-44‬الديب الفرنسي فانسان مونتييه‬

‫كان يشغل منصب أستاذ اللغة العربية والتاريخ السلمي بامعة باريس ‪ ...‬والن يشغل‬
‫منصب رئيس "مؤسسة الدراسات السلمية ف "داكار"‪ .. ..‬وله عدة مؤلفات منها‪ :‬كتاب‬
‫"الرهاب الصهيون"‪" ..‬والسلمون ف التاد السوفيت" ‪ ...‬وكتاب "السلم ف إفريقيا‬
‫السوداء" ‪ ...‬وكتاب "مفاتيح الفكر العرب"‪ ..‬كما قد قام بترجة ابن خلدون إل الفرنسية‪.‬‬
‫اختار السلم دينا بكل اقتناع ورضا‪ ،‬واتذ من العرب السلمي اخوة له ف السلم‪ ،‬بدون‬

‫‪221‬‬
‫أن يتخلى عن جنسيته الفرنسية‪ ،‬إذ كان مؤمنا بأنه ل تناقض بي عقيدته السلمية وجنسيته‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫وعن اختياره للسلم دينا أوضح قائلً‪:‬‬
‫"لقد اخترت السلم دينا‪ ،‬ألقى به وجه رب لسباب شت‪ ،‬منها السباب الدينية‪ ،‬والسباب‬
‫الخلقية‪ ،‬والجتماعية‪ ،‬والثقافية والعاطفية"‪.‬‬
‫ث استطرد ف تفصيل ما أجله‪ ..‬فقال‪:‬‬
‫"لقد اخترتُ دين الفطرة‪ ..‬وهو السلم‪ ،‬وكنت فيما مضى كاثوليكيّا‪ ..‬وف الكاثوليكية‬
‫أمور كثية ل أقتنع با‪ ،‬ول أفهمها‪" ،‬مثل كرسي العتراف"‪ .‬والوسيط لدى الله‪ ،‬فضلً عن‬
‫اعتمادها على أسرارٍ‪ ،‬وقربان‪ ،‬وغي ذلك من أمور ل أستطع اليان با‪ .. ..‬ف حي أن دين‬
‫السلم برئ من هذا كله‪ ،‬فيكفي السلم أن يتوجه إل ربه مباشرة بدون وسيط‪ ،‬وبدون‬
‫كرسي اعتراف‪ ،‬فيستجيب ال دعاءه‪.‬‬
‫لقد كانوا يُعلمونن كما يُعلمون غيي أن عيسى إله ابن إله‪ ،‬وكانوا يزعمون أن ممدا ليس‬
‫نبيّا‪ ،‬وبالتال ينكرون السلم(‪ ... )1‬ث حدث أن وقع بي يدي ـ لول مرة ف حيات ـ‬
‫ترجة لعان القرآن الكري‪ ،‬واستوقفتن معان كلماته‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ص َمدُ َلمْ يَِلدْ وََلمْ يُولَدْ َولَمْ يَكُن لّهُ كُفُوا أَ َحدٌ)‬
‫(قُلْ ُه َو الُ َأ َحدٌ الُ ال ّ‬
‫واسَتَوقَفَه كما يذكر ترجة قول ال تعال‪:‬‬
‫ت الِ الّتِي فَطَ َر النّاسَ عَلْيهَا لَ تَبْديلَ ِلخَل ِق الِ ذَلكَ الدّي ُن القَيّمُ وَلكِنّ َأكْث َر النّاسِ لَ‬ ‫(فِطر َ‬
‫يَعْلمُونَ)(‪.)2‬‬
‫كما يذكر أيضا أنه قرأ حديثا لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬شعر تاهه بأن السلم دين‬
‫الفطرة بق‪.‬‬
‫جسَانِهِ"‪.‬‬‫"كل مولود يُوَلدُ على الفِطْرة‪ ،‬فأبواه ُي َهوّدِانه أو يَُنصّرِانه‪ ،‬أو ُيمَ ّ‬
‫ولذلك يقول "فانسان مونتيه" أو "النصور بال الشافعي" كما يعتز باسه الديد بعد أن أشهر‬
‫إسلمه‪" :‬لقد آمنت برسالة ممد ومصداقيتها‪ ،‬مثلما آمنتُ تاما بوحدانية ال‪ ..‬إن ممدا‬

‫‪222‬‬
‫رسول ال حقا‪ ..‬والقرآن الكري مُوحىً به من عند ال وليس من إنشاء ممد أو صُنعه‪.. ..‬‬
‫ورسالته السماوية السمحاء ليست مقصورة على العرب‪ ..‬وإنا هي للناس كافة‪.‬‬
‫وعمّا استلفت نظره ف السلم أيضا يقول‪:‬‬
‫"رأيت ف السلم تساما مدهشا‪ ،‬والخلق الرفيعة هدف كل مسلم‪ ..‬كما رأيت رفضا‬
‫للرهبنة الت تاف طبيعة النسان البشرية‪ ،‬فالسلم يفظ للنسان إنسانيته‪ ،‬فيمنع عليه‬
‫الرهبنة‪ ،‬ويدفعه إل التمتع بالياة وطيباتا‪ ،‬ما ل تتعارض التعة مع تعاليم ال تعال‪ ..‬ث أخذ‬
‫يُطَأطِئُ رأسه‪ ،‬ووجهه شرق بابتسامة عريضة تاليا قوله تعال‪:‬‬
‫(وَمَا جَ َعلَ عَليْ ُك ْم فِي الدّينِ مِنْ حَ َرجٍ)(‪.)3‬‬
‫ث غابت ابتسامته فجأة وهو يتذكر التحاملي على السلم‪ ،‬وما يرمونه به من تم باطلة ل‬
‫صحة لا على الطلق‪ ،‬فيستعرضها مفندا‪:‬‬
‫أعداء السلم َيدّعُون أن السلمي ل يرضون من غيهم إل أن يكونوا مسلمي‪ ،‬فإذا ل‬
‫يكونوا مسلمي أشهروا عليهم سيف الهاد ‪ ...‬ف حي أنم لو عقلوا ذلك جيدا لعلموا أن‬
‫الهاد السلمي مفروض‪ ،‬ولكن من أجل إحقاق وإزهاق الباطل‪.‬‬
‫ث يواصل الفكر السلمي "النصور بال الشافعي" تفنيده لدعاءات الاقدين على السلم‬
‫فيقول‪:‬‬
‫"أنم يتهمون السلم بالقسوة الفرطة‪ ،‬مع أن السلم دين السلم‪ ،‬والتسامح‪ ،‬والعفو‪،‬‬
‫والغفرة‪ .. ..‬لقد تناسى هؤلء كل العقوبات النصرانية فيما مضى‪ ،‬والت أفرطت ف القسوة‪،‬‬
‫والتعذيب الذي وصل إل حد الحراق‪ ،‬وفصل أجزاء السد‪ ،‬فضلً عن كثرة حالت‬
‫العدام‪ ،‬وهو ما ل يشهده السلم ف تاريه‪.‬‬
‫كما أنم يتهمون السلم بظاهرة الرَقّ الت وُ ِجدَتْ قبل السلم وليس بعده‪ ،‬بل حي انتشر‬
‫السلم وطُبقت تعاليمه كان يسعى للغاء الرّق‪ ،‬بل إن كثيا من الكفّارات للذنوب الت‬
‫يقدم عليها الرء هو ترير الرقاب الذي َعدّه السلم تقربا وطاعة ل‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫ث ياولون الساءة إل السلم من زاوية تعدد الزوجات‪ ،‬ولو عقلوا لوَ َجدُوا أنه وأن سح‬
‫حقّا بذلك فإنه ف الوقت ذاته وضع شروطا دقيقة أساسها العدل الطلق‪ ،‬والعاملة الطيبة‪،‬‬
‫كما نظر إل النساء الت حالت ظروفهن دون الزواج‪ ،‬أو لرض الزوجة‪ ،‬أو لسباب أخرى‪.‬‬
‫ث يصمت برهة ليجزم بالقول‪:‬‬
‫"أن السلم بعظمته وعمقه‪ ،‬وبنقائه ورقُيه‪ ،‬وبتسامه ودعوته لكرامة النسان ف كل زمان‬
‫ومكان ـ لن يستطيع أحدٌ أن ينال منه‪ ..‬لن السلم ف ذاته قوي‪ ..‬وتعاليمه تدعو إل القوة‬
‫بعدم ارتكاب العاصي والذنوب الت تضعف القوة‪ ،‬مثل الزّنَى‪ ،‬وشُرب المر‪ ،‬وأكل لم‬
‫النير‪ ،‬وغي ذلك ما يرمه الدين النيف"‪.‬‬
‫ويتم كلمه وقد غمرته سعادة إيانية وهو يقول‪:‬‬
‫"لذا اخترت السلم‪ ..‬من أجل أن أشعر بالراحة ف رحابه وظلله ‪ ...‬نعم‪ ،‬اعتنقتُ السلم‬
‫لشعر وأدرك أنن اعتنقت دينا ل يفصل بي البدن والروح‪ ،‬بي النفس والسد ‪ ...‬يكفين‬
‫أن السلم دين نقي‪ ،‬يدفع إل الخلق والتحلي با‪ ،‬وإل الكرامة النسانية والتمسك با‪،‬‬
‫من أجل ذلك شهدت أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن ممدا عبده ورسوله‪ ...‬وعلى ذلك ألقى رب"‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫(‪ )1‬صحيفة التاد الت تصدر ف "المارات العربية التحدة"‪ ،‬الصادرة ف العاشر من نوفمب‬
‫‪( 1989‬بتصرف)‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة الروم‪ :‬الية ‪.30‬‬
‫(‪ )3‬سورة الج‪ :‬الية ‪.78‬‬

‫الصدر ‪" :‬الانب الفي وراء إسلم هؤلء" ممد كامل عبدالصمد‬

‫‪224‬‬
‫‪-45‬الفكر النمساوي ليوبولد فايس‬

‫قصة اسلمه كما كتبها بنفسه ف كتابه الطريق إل مكة‪:‬‬

‫أفغانستان شتاء ‪1926‬‬


‫كنت ف طريقى راكبا من هرات لكابول بصحبة إبراهيم ‪ ،‬ودليل أفغان النسية ‪ ،‬نسي‬
‫خلل جبال مدفونة مغطاة بالليد ‪ ،‬ووديان وطرق ف " هندو‪ -‬كش " ف وسط أفغانستان ‪.‬‬
‫كان الطقس باردا والليد يتألق ‪ ،‬وتقف على كل الوانب جبال بيضاء ‪ ،‬وأخرى سوداء ‪.‬‬
‫كنت حزينا ‪ ،‬وف نفس الوقت بشكل غريب كنت سعيدا هذا اليوم ! أما حزن ‪ ،‬فقد كان‬
‫لن من كنت أعيش معهم ف الشهور السابقة ‪ ،‬كانوا مجوبون ببلدة ‪ ،‬عن حقيقة النور ‪،‬‬
‫والقوة ‪ ،‬والتقدم ‪ ،‬الذى يعطيه لم إيانم ‪ ،‬وف نفس الوقت كانت سعادتى ‪ ،‬بأن هذه‬
‫القيقة والنور ‪ ،‬والقوة والتقدم ‪ ،‬ف متناول يدى تقريبا الن ‪ ،‬وأمام عين ‪ ،‬كهذه البال‬
‫الشامة البضاء والسوداء الت أمامى ‪.‬‬
‫بدأ حصان يعرج وكأن شيئا ف حافره ‪ ،‬ووجدت أن الدوة الديدية أصبحت معلقة فقط‬
‫بسمارين ‪.‬‬
‫سألت رفيقنا الفغان ‪ ،‬هل هناك قرية قريبة ند فيها حداد ؟‬
‫نعم ‪ ،‬قرية " ديهزانى " تقع على بعد أقل من ثلثة أميال ‪ ،‬يوجد با حداد هناك ‪ ،‬وبا قصر‬
‫حاكم " هزرجات " ‪.‬‬
‫وهكذا اتهنا إل هذه القرية ‪ ،‬وتهلنا ف السي حت ل نرهق الصان ‪.‬‬
‫حاكم النطقة ‪ ،‬كان قصي القامة ‪ ،‬وكان مرحا الطلعة ‪ ،‬وودود ‪ ،‬وكان سعيدا أن يستضيف‬
‫أجنبيا عنده ف قصره البعيد عن العمران ‪ ،‬والتواضع ‪ .‬وقد كان هذا الاكم قريب للملك "‬
‫أمان ال " ‪ ،‬ومن القربي له ‪ ...‬وقد كان من أكثر من قابلت تواضعا ف أفغانستان ‪ .‬وقد‬
‫أصر على بقائى ف ضيافته ليومي ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫وف مساء اليوم الثان ‪ ،‬جلسنا كالعادة لعشاء دسم ‪ ،‬وبعد العشاء حضر رجل من القرية‬
‫ليطربنا بأغان شعبية ‪ ،‬مصطحبا قيثارة بثلث أوتار ‪ ،‬وكان يغن بلغة الباشتو الت ل أفهمها ‪،‬‬
‫ولكن بعض الكلمات الفارسية كانت تللها بوضوح ‪ ،‬ف الغرفة الدافئة الغطاة بالسجاجيد ‪،‬‬
‫بينما وميض الثلج البارد يظهر من خلل النوافذ ‪ .‬أتذكر أنه كان يغن عن العركة بي داوود‬
‫وجالوت ‪ ،‬وبدأها بنغمة متواضعة ‪ ،‬ث تدرجت إل بعض العنف ‪ ،‬وأنتهت بروح النتصار ‪.‬‬
‫وبعد أن انتهت ‪ ،‬قال الاكم أن داوود كان شابا ‪ ،‬ولكن إيانه كان قويا ‪....‬‬
‫ول أتالك من التعليق ‪ ،‬فقلت " كذلك أنتم كثيون ولكن إيانكم ضعيف " ‪.‬‬
‫نظر إل الضيف بدهشة ‪ ،‬وارتباك لا تطوعت وذكرته ‪ ،‬فأسرعت لوضح قول ‪ .‬وأخذ‬
‫توضيحى شكل سيل من السئلة ‪:::‬‬
‫لاذا فقدت أنتم السلمون ثقتكم بأنفسكم ‪ ،‬الت ف القدي ساعدت على نشر اليان بالسلم‬
‫ف أقل من مائة عام ‪ ،‬من الزيرة العربية غربا إل الحيط الطلسى ‪ ،‬وشرقا ف العمق إل‬
‫الصي ‪ -‬والن تستسلمون بضعف ‪ ،‬إل الفكار والعادات الغربية ؟ لاذا ل تستطيعون أنتم يا‬
‫من كان أباؤكم الوائل أناروا العال بعلمهم وفنهم ‪ ،‬بينما كانت أوروبا تغض ف بربرية‬
‫وجهل مدقع ‪ ،‬فلتعملوا من الن على أن تعودوا ليانكم اللق ؟ كيف أن هذا التاتورك‬
‫التافه ‪ ،‬الذى ينكر كل قيم السلم ‪ ،‬قد أصبح عندكم رمزا لحياء السلم ؟‬
‫استمر مضيفى ف صمته ‪ .‬وبدأ الليد ينهمر ف الارج ‪ .‬ومرة ثانية غمرن الشعور‬
‫الزدوج ‪ ،‬بالزن والسعادة ‪ ،‬الذى انتابن حينما اقتربت من " ديهزانى " ‪ .‬أحسست‬
‫بالفخار لا قد كان ‪ ،‬وبالجل لا عليه أبناء حضارة عظيمة ‪.‬‬
‫هل لك أن تدلن ‪ -‬كيف أن اليان الذى دلكم عليه نبيكم ‪ ،‬وكل هذا الوضوح والبساطة ‪،‬‬
‫قد دفنت تت أنقاض الثرثرة التحزلقة ‪ ،‬والشجار بي علمائكم ؟ كيف أن أمراءكم‬
‫والقطاعيي يعيشون ف رفاهية ‪ ،‬بينما إخوانم من السلمي ‪ ،‬يذوقون الفاقة والفقر الدقع ‪،‬‬
‫ف حي أن نبيكم يقول أنه ل يؤمن من بات شبعان وجاره جائع ؟ هل لك أن تشرح ل‬
‫كيف نبذت النساء خلفكم ‪ ،‬بينما نساء الرسول " صلى ال عليه وسلم " ‪ ،‬وصحابته كن‬
‫يشاركن الرجال ف أمورهم الامة ؟ كيف وصل الال بكم أنتم السلمي إل الهل والمية ‪،‬‬
‫‪226‬‬
‫ف حي يقول نبيكم أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ‪ ،‬وفضل العال على العابد‬
‫كفضل البدر على سائر النجوم ؟‬
‫ظل مضيفى يملق ف دون كلم ‪ ،‬وابتدأت أشعر أن ملحوظاتى قد أحبطته ‪ .‬أما الرجل ذو‬
‫القيثارة كان ل يعرف الفارسية بدرجة تعله يتتبع كلمى ‪ ،‬وأخذ يتعجب من هذا الغريب‬
‫الذى يتكلم بذه النغمة مع الاكم ‪ .‬وف النهاية ‪ ،‬أخذ الاكم رداءه الصنوع من جلد الغنم‬
‫وتدثر به ‪ ،‬كما يكون قد أحس بالبد ! وهس ل ‪:::‬‬
‫" لكنك أنت مسلم ‪. " ....‬‬
‫أخذن الضحك وأجبت ‪ " :‬ل ‪ ،‬أنا لست مسلما ‪ ،‬ولكن ألمت ببعض القيم ف السلم الت‬
‫تعلن أغضب ف بعض الحيان ‪ ،‬كيف أنكم أنتم أيها السلمون تضيعونا ‪ ...‬أعذرن إذا‬
‫كنت قد أسأت ف الكلم ‪ ،‬أنا ل أتكلم معك كعدو " ‪.‬‬
‫ولكن مضيفى هز رأسه قائل " ل فكما قلت لك ‪ ،‬أنت مسلم ‪ ،‬ولكنك ل تعرف نفسك‬
‫‪ ...‬لاذا ل تنطق الن وهنا بالشهادتي " ل إله إل ال ممد رسول ال " ‪ ،‬وتصبح مسلما ف‬
‫حقيقة المر ‪ ،‬فإنك مسلم قلبيا ! قلها يا أخى ‪ ،‬قلها الن ‪ ،‬وسأصطحبك غدا لكابول للقاة‬
‫المي ‪ ،‬الذى سيستقبلك بذراعي مفتوحتي كشخص مثلنا ‪ .‬سيمنحك منازل وحدائق‬
‫وأغنام ‪ ،‬وسيحبك ‪ ،‬قلها يا أخى ‪. " ...‬‬
‫" إذا قلت ذلك ‪ ،‬سيكون نتيجة لن عقلى قد استراح ‪ ،‬وليس نتيجة لن المي منحن النازل‬
‫والدائق " ‪.‬‬
‫" ولكن " أصر مضيفى " أنت تعرف كثيا عن السلم ربا أكثر من بعض السلمي ‪ ،‬ما هو‬
‫الذى ما زلت تريد أن تعرفه ؟ " ‪.‬‬
‫" السألة ليست مسألة فهم ‪ ،‬إنا مسألة إقتناع ‪ ،‬القتناع بأن القرآن الكري هو فعل كلمة ال‬
‫‪ ،‬وليس مرد كلمات من شخص نابه ذكى ذو عقلية متفوقة ‪. " ...‬‬
‫ولكن كلمات صديقى الفغان أخذت تراودن ول تتركن لشهور عدة !!!‬
‫*** أكملت رحلت عب أفغانستان عائدا مرة ثانية إل هرات الت كنت قد ابتدات منها ‪،‬‬
‫وكنا نقترب من الشتاء عام ‪ ، 1926‬وهكذا تركت هرات ف الرحلة الول لطريق العودة‬
‫‪227‬‬
‫للوطن ‪ ،‬مستقل القطار من الدود الفغانية إل " ماف " ف التركستان الروسية ‪ ،‬ث إل‬
‫سرقند ‪ ،‬بارى إل طشقند ومن ث مارا بسهول التركمان إل جبال الورال ‪ ،‬ث موسكو ‪.‬‬
‫وهالن الدعاية والعلقات الت تاجم الدين واللوهية أينما أحل أو أرتل " وسأتوقف عن‬
‫ذكرها لنا مقززة " ‪.‬‬
‫وبشعور بالراحة عبت الدود البولندية ‪ ،‬بعد أسابيع من أمضيتها ف آسيا ‪ ،‬وروسيا‬
‫الوروبية ‪ .‬واتهت مباشرة لفرانكوفرت حيث الريدة الت أعمل با حيث استلمت عملى ‪.‬‬
‫ول يض وقت طويل حت اكتشفت أنه أثناء غياب ‪ ،‬قد أصبح اسى مشهورا ‪ ،‬وأن الن أعتب‬
‫من الراسلي الرموقي ف وسط أوروبا ‪ .‬فبعض مقالتى ‪ ...‬خصوصا تلك الت تناولت‬
‫النفسية الدينية العقدة لليرانيي ‪ -‬والت قد جاءت نتيجة للحظات علماء شرقيي بارزين ‪،‬‬
‫واستقبلت أكثر من أنا معارف عابرة ‪ .‬ونتيجة لهية هذا الناز ‪ ،‬فقد دعيت للقاء مموعة‬
‫من الحاضرات ف أكادمية الغرافيا السياسية ببلي ‪ -‬حيث قيل ل أنه ل يسبق أن حدث‬
‫من قبل أن شخصا ف حداثة السن مثلى " حيث كنت حينئذ ف السادسة والعشرين " ‪ ،‬قد‬
‫منح هذا المتياز ‪ .‬كما قمت بتدبيج مقالت أخرى عامة بتصريح من ملة " فرانكفورت‬
‫زيتنج " ‪ ،‬ف صحف أخرى ؛ وقد أعيد طبع إحدى القالت كما أعلم ثلثون مرة تقريبا ‪.‬‬
‫وبعن آخر ‪ ،‬فإن رحلتى اليرانية ‪ ،‬قد أثرت ‪....‬‬
‫وف هذا الوقت تزوجت ‪ :‬إلسا " ‪ .‬السنتان اللتان أمضيتهما ف الارج ‪ ،‬ل يضعفا من حبنا‬
‫البعض ‪ ،‬بل زادته قوة ‪ ،‬وبسعادة غامرة ل أشعر با من قبل ‪ ،‬استقبلت تعليقاتا على الفرق‬
‫الكبي ف السن بيننا ‪.‬‬
‫" ولكن كيف تتزوجن ؟ " ‪ ،‬بدأت ف النقاش معى ‪ " .‬أنت ل تصل بعد للست والعشرون‬
‫عاما ‪ ،‬وأنا فوق الربعي ‪ ،‬أل تفكر ف ذلك ‪ ،‬حينما تصل للثلثون ‪ ،‬سأكون أنا ف الامسة‬
‫والربعون ‪ ،‬وحينما تصل أنت للربعون ‪ ،‬سأكون إمرأة عجوز ‪. " ...‬‬
‫أخذت ف الضحك ! " وما ف ذلك ؟ " ‪ ،‬إنن ل أرى مستقبل بدونك ‪.‬‬
‫وأخيا سلمت للمر ‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫ل أبالغ حينما قلت لا إنن ل أرى مستقبل بدونك ‪ .‬جالا ‪ ،‬ورقتها الفطرية ‪ ،‬جذبتن إليها‬
‫بيث ل أرى أى امرأة أخرى ؛ وحساسيتها ف فهم ماذا أريد من الياة ‪ ،‬أضاء أمال ‪،‬‬
‫ورغباتى ‪ ،‬وأصبحت من الصلبة بكان وأكثر إدراكا ‪ ،‬وطغت على تفكيى ف ماذا أعمل ؟‬
‫ف أحد الناسبات ‪ -‬بعد حوال أسبوع من زواجنا ‪ ،‬أبدت ل هذه اللحظة ّ ‪ " :‬كم أنت‬
‫غريب الطوار عن كل الناس ؟ يب عليك أن تفض من روحانيات ف الدين ‪ ...‬أنت‬
‫صوف النعة ! ‪ -‬حساس ف صوفيتك ‪ ،‬تشي بأصابعك إل ما حولك ف الياة ‪ ،‬ولك رؤية‬
‫متعمقة روحانية فيما يدور حولك يوميا من أشياء ‪ -‬بينما تر مثل هذه الشياء على الخرين‬
‫بل إكتراث ‪ ...‬ولكنك حينما تتجه إل الدين ‪ ،‬فكلك تركيز ‪ ...‬مع الناس الخرين فالوضع‬
‫بالعكس تاما ‪...‬‬
‫ولكن إلسا ل تكن ف حية ‪ ،‬فهى تعلم عن ماذا أبث حينما أتكلم معها عن السلم ؛‬
‫وبالرغم من أنا ل تكن ف نفس درجت من الضطرار ‪ ،‬إل أن حبها ل جعلها تشاركن‬
‫تساؤلتى ‪.‬‬
‫كثيا ما كنا نقرأ القرآن سويا ‪ ،‬ونتناقش ف أفكاره ؛ وكانت إلسا كما كنت أنا ‪ ،‬معجبي‬
‫بالتمساك الداخلى بي تعاليمه الخلقية ‪ ،‬وإرشاداته العملية ‪ .‬فاستنادا إل القرآن " الكري‬
‫" ‪ ،‬فال ل يدع النسان إل أن يتضرع إليه مغصوب العيني ‪ ،‬بل لبد له أن يعمل عقله ؛ ل‬
‫يتنح ال بعيدا عن النسان ‪ ،‬بل هو أقرب إليه من حبل الوريد ؛ ل يط ال خطا فاصل بي‬
‫اليان والسلوك الجتماعى ؛ والشئ الذى يعتب ف غاية الهية ‪ ،‬أن السلم ل يبدأ من‬
‫بديهية أن الياة مملة بالصراع بي الروح والسد ‪ ،‬وأن النجاة هى ف ترير النسان من‬
‫قيود السد ‪ .‬كل مظهر من مظاهر أنكار الياة ‪ ،‬وتقي النسان لنفسه ‪ ،‬أدانا السلم ف‬
‫أحاديث لرسول ال " صلى ال عليه وسلم " ‪ ...‬مثل " لحظ " ‪ " ..‬أعتقد أنه أراد أن يشي‬
‫هنا إل حديث الثلثة الذين قال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من رغب عن سنت‬
‫فليس من " ‪ .‬فالنسان مطالب بأن يعيش حياته كاملة وبشكل إياب ‪ ،‬فما منحت غرائزه إل‬
‫لتؤدى ثرتا ‪ ،‬ولكن ليستخدمها بطهر وأخلق وف ملها الصحيح ‪ .‬ومن التعاليم للنسان ‪:‬‬
‫أنه ليس لك فقط أن تعيش حياتك ‪ ،‬بل الفروض عليك أن تعيشها بكل أبعادها ‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫صورة متكاملة للسلم تنبثق ف ذهن وبشكلها النهائى وبتحديد ‪ ،‬ما أدهشن أحيانا ! كانت‬
‫تتشكل ف عملية من المكن أن أسيها تفاعلت ذهنية ‪ -‬وبدون وعى من ‪ ،‬فقد بدأت‬
‫تتجمع من أجزاء متفرقة ومنتظمة ‪ ،‬فإذا وضعت هذه التناثرات بعضها إل بعض ‪ ،‬رأيت‬
‫نظاما هندسيا دقيقا ‪ ،‬أخذ ذهن يمعه ف السنوات الربع الاضية ‪ ،‬لرى بناء كل عناصره‬
‫متناسقة منسجمة ‪ ،‬تتجمع لتتمم وتعاضد بعضها البعض ‪ ،‬ل شئ فيه ينقصه ‪ ،‬ول شئ يزيد‬
‫عن متطلباته ‪ -‬متزن وهادئ ‪ ،‬يعطى النطباع بأن مسلمات السلم كلها ف وضعها‬
‫الصحيح ‪.‬‬
‫منذ ثلثة عشر قرنا مضت ‪ " ،‬يلحظ أن الكتاب قدي " وقف رجل وهو يقول ‪ " :‬ما أنا إل‬
‫رجل هالك ‪ ،‬ولكن الذى خلق الكون أوحى إل أن أحل رسالته لكم ‪ ،‬حت تعيشوا‬
‫منسجمي مع كل خلقه ‪ ،‬وقد أمرن بأن أذكركم بوجوده إلها له كل القدرة وكل العلم ‪،‬‬
‫وقد وضع لكم منهاجا للسلوك الصحيح ‪ ،‬إذا قبلتموه فلتتبعون ‪ ...‬هذا كان هو الرسول‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهذه كانت رسالته ‪.‬‬
‫النظام الجتماعى الذى أعلنه ‪ ،‬كان من البساطة الت تربط مفرداته بالعظمة القيقية ‪ .‬بدأ‬
‫بالتسليم بأن النسان كائن حى له متطلبات حيوية ‪ ،‬وهذه التطلبات تضع للحل والرمة‬
‫اللذان يقرها ال سبحانه وتعال ‪ ،‬وأن النسان اجتماعى بطبعه يتاج إل متمع ييط به ‪،‬‬
‫ولكى يقق إحتياجاته الثقافية والخلقية والطبيعية ‪ ،‬فلبد أن يعتمد كل على الخر ‪ .‬إن‬
‫ازدهار القوام الروحى للنسان ( وهو هدف كل الديان ) ‪ ،‬يعتمد عما إذا كان يتلقى‬
‫دعما ‪ ،‬وتشجيعا ‪ ،‬وحاية له من حوله ‪ .‬هذا التكافل الجتماعى ‪ ،‬يظهر السبب لاذا يهتم‬
‫السلم بالنواحى العامة القتصادية والسياسية ‪ ،‬ول ينفصل عنها ‪ .‬ولتنظيم علقات إنسانية‬
‫بطريقة عملية بيث لو قابل أى فرد بعض العقبات ‪ ،‬يد التشجيع اللزم لتنمية شخصيته ‪:‬‬
‫هذا ‪ ،‬ول شئ آخر ‪ ،‬يبدو أنه هو مفهوم السلم للوظيفة القيقة للمجتمع ‪ .‬وهكذا كان‬
‫من الطبيعى أن التشريع الذى أتى به سيدنا ممد عليه الصلة والسلم خلل ثلثة وعشرون‬
‫عاما من مبعثه ‪ ،‬ل يرتبط فقط بالنواحى الروحية ‪ ،‬بل يتد ليشمل الطار لكل الفراد‬
‫وللمجتمع أيضا ‪ .‬يشمل ليس فقط مفهوم النقاء الفردى ‪ ،‬ولكن يتضمن الجتمع العادل‬
‫‪230‬‬
‫الذى يؤدى هذا النقاء إليه ‪ .‬كذلك يتضمن الطوط العريضة للمجتمع السايسى ‪ ...‬أما‬
‫التفاصيل فمتروكة للتطورات الت تدث مع الزمن التغي ‪ ...‬كما يدد حقوق الفراد‬
‫وواجباتم نو الجتمع اذى يعيشون فيه ‪ ،‬آخذا بعي العتبار حقيقة ما يد من أمور ‪.‬‬
‫الشريعة السلمية تتضمن كل مناحى الياة ‪ ،‬أخلقية ‪ ،‬طبيعية ‪ ،‬فردية ‪ ،‬إجتماعية ‪ ،‬العلقة‬
‫بي السد والروح والعقل ‪ ،‬النس ‪ ،‬القتصاد ‪ ،‬كل ذلك جنبا إل جنب ‪ ،‬مع اللهوت‬
‫والعبادة ‪ ،‬كل أمر من المور له وضعه ف تعليمات النب عليه السلم ‪ ،‬ول شئ يص الياة‬
‫ينظر إليه على أنه تافه ليخرج من دائرة التصور الدين ‪ ...‬ليس حت مثل هذه القضايا الدنيوية‬
‫‪ ،‬كالتجارة ‪ ،‬والياث ‪ ،‬وحق اللكية ‪ ،‬وإمتلك الراضى ‪.‬‬
‫*** كل مفردات الشريعة ‪ ،‬وضعت للنتفاع التساوى بي أفراد الجتمع ‪ ،‬بدون تييز بي‬
‫مكان الولد ‪ ،‬العراق ‪ ،‬النس ‪ ،‬أو ولء إجتماعى سابق ‪ .‬ل منافع خاصة حجزت لؤسس‬
‫الجتمع أو أحفاده ‪ " .‬مداخلة ‪ :‬لذلك قال الرسول عليه الصلة والسلم ( نن معشر‬
‫النبياء ل نورث ‪ ،‬ما تركناه صدقة ) " ‪ .‬ل توجد طبقات عليا وطبقات دنيا ف الفهوم‬
‫الجتماعى ‪ ،‬ليست من مفردات القاموس السلمى ؛ ول أثر لا ف الشريعة الغراء ‪ .‬كل‬
‫القوق والواجبات والفرص ‪ ،‬موزعة بي أفراد الجتمع الؤمن بالتساوى ‪.‬‬
‫ل يوجد كهنة بي ال والنسان ‪ ،‬لن ال يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ‪ .‬ل ولء ‪ ،‬إل ل‬
‫ورسوله ‪ ،‬وبأمر من ال للوالدين ‪ ،‬وللمجتمع السلم النوط بتحقيق ملكة ال على الرض ؛‬
‫وبذلك فل يوز الذى يعلى كلمة " بلدى أو أمت " ‪ ،‬ولتوضيح هذا الفهوم ‪ ،‬فإن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ف أكثر من مناسبة ‪ ،‬قال بوضوح ‪ " :‬ليس منا من دعا إل عصبية‪،‬‬
‫وليس منا من قاتل على عصبية‪ ،‬وليس منا من مات على عصبية " ‪.‬‬
‫كل النظمات قبل السلم ‪ ...‬حت الدينية أو شبه الدينية ‪ ...‬كانت تنهج الفهوم الضيق ‪،‬‬
‫للعصبية القبلية والعشائرية ‪ .‬فمثل اللوك التألي ‪ ،‬الفراعنة ف مصر ‪ ،‬ل يفكرون إل ف أضيق‬
‫الدود الت يعيش فيها الصريون ؛ وحت إله بن إسرائيل فهو إله فقط للشعب الختار ‪.‬‬
‫بالعكس فالفاهيم الستقاة من القرآن الكري ترفض رفضا باتا التمسك بالعشية أو القبيلة ‪.‬‬
‫السلم افترض متمعا سياسيا بعيدا عن النقسامات العرقية والقبلية ‪ .‬وف هذا الجال فإن‬
‫‪231‬‬
‫السلم والنصرانية يتفقان ف الدعوة العالية بعيدا عن القبلية ‪ ،‬وف حي أن النصرانية قد‬
‫حددت نفسها ف مفهوم " أعطى ما لقيصر لقيصر ‪ ،‬وما ل ل " ‪ ،‬إل أن مفهوم السلم‬
‫أوسع من ذلك ‪ ،‬فقد دعى كل المم أن يكون الولء ل فقط ‪ .‬وبذلك ‪ ...‬لتحقيق ما ل‬
‫تققه النصرانية ‪ ...‬فقد أضاف السلم منظورا آخر ف تطوير النسان ‪ :‬دعى إل متمع‬
‫مفتوح عقائديا ‪ ،‬بالقارنة مع الجتمعات الغلقة الت نشأت ف الاضى ‪ ،‬عرقيا ‪ ،‬وجغرافيا ‪.‬‬
‫رسالة السلم أعطت تصورا ‪ ،‬ومنحت البشرية حضارة ل مكان فيها للقومية ‪ ،‬ل مصال‬
‫شخصية ‪ ،‬ل طبقية ‪ ،‬ل كنيسة ‪ ،‬ل كهنة ‪ ،‬ل طبقة نبلء متوارثة ‪ ،‬ف القيقة ‪ ،‬ل شئ‬
‫متوارث على الطلق ‪ .‬ومن أهم اليزات ف هذه الضارة ‪ ...‬ميزة ل توجد ف أى تركات‬
‫للنسان عب التاريخ ‪ ...‬أنا نشأت عن قناعة وإتفاق تطوعى بي معتنقيها وال ‪ .‬هنا ‪ ،‬التقدم‬
‫الجتماعى ‪ ...‬مالف عما حدث ف الجتماعات الخرى ‪ ...‬ل يدث نتيجة لضغوط ‪،‬‬
‫ومقاومة لذه الضغوط ‪ ،‬نتيجة للمصال التعارضة ‪ ،‬ولكن كجزء ل يتجزأ من تعليمات أصيلة‬
‫‪ .‬وبكلمات أخرى ‪ ،‬هناك عقد إجتماعى متأصل ف النفوس ‪ ،‬يسيطر على جذور العمال‬
‫‪ ...‬ليس نتيجة أوامر صاغها من بيدهم المر دفاعا عن مكتسباتم ‪ ...‬بل حقيقة متأصل‬
‫جذورها ف الضارة السلمية ‪ .‬فقد ذكر القرآن الكري " إن ال اشترى من الؤمني‬
‫أنفسهم وأموالم بأن لم النة ‪ .........‬فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز‬
‫العظيم " ‪.‬‬
‫عرفت ( من تتبعى لقراءة الضارة السلمية ) ‪ ...‬أن هذا العقد الذى سجله التاريخ ‪ ...‬قد‬
‫تقق لفترة وجيزة جدا ‪ ،‬أو بالحرى فخلل فترة وجيزة جدا كانت هناك ماولت جادة‬
‫لتحقيقه ‪ .‬فيما أقل من قرن بعد موت النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬النظام النقى للسلم بدأ ف‬
‫الفساد السياسى ‪ ،‬ودفع ف القرون التالية إل اللف ‪ .‬ظهرت التطلعات العشائرية لمتلك‬
‫القوة ‪ ،‬بديل عن الرأى الر للرجال والنساء ‪ ،‬اللكية الوراثية بديل عن الفهوم السياسى ف‬
‫السلم كنوع من الشرك ف الفهوم السلمى " مداخلة ‪ :‬أعتقد أنه يشي هنا إل حديث‬
‫ليس منا من دعى إل عصبية " ‪ -‬ومع هذا أيضا ظهرت الدسائس والصراعات القبلية‬
‫والظلم ‪ ،‬وإضمحلل الوازع الدين ‪ ،‬والهانة ف خدمة من بيده السلطة ‪ :‬باختصار حلت‬
‫‪232‬‬
‫الصال الشخصية الت عرفت ف التاريخ ‪ .‬ولوقت من الزمن ‪ ،‬حاول علماء ومفكرين عظام ‪،‬‬
‫أن يعيدوا للسلم رونقه ويذكروا الناس بفاهيمه النقية ‪ ،‬ولكن جاء من بعدهم أقوام دأبوا‬
‫على تقليد الجيل السابقة ‪ ،‬وانتكسوا بعد قرني أو ثلثة قرون ‪ ،‬وتوقفوا عن التفكي‬
‫لنفسهم ‪ ...‬متانسي أن كل عصر يتلف عن سابقه ‪ ،‬وكل عصر له احتياجاته الاصة الت‬
‫تتاج إل التجديد ‪ .‬لقد كان الدفع الصلى للسلم ف بدايته عظيما ‪ ،‬ورفع المة السلمية‬
‫إل مستويات عالية من الثقافة والضارة العظيمة ‪ ...‬حت أن الؤرخي يسمون ذلك العصر‬
‫الذى تقق ‪ ،‬بالعصر الذهب للسلم ‪ ،‬من الناحية الدبية ‪ ،‬والفنية ‪ ،‬والعلمية ‪ ،‬والثقافية ‪،‬‬
‫ولكن بعد ذلك العصر بقرون بسيطة خد الافز اليان الذى كان يغذى هذا التقدم ‪،‬‬
‫وأصبحت الضارة السلمية راكدة ‪ ،‬ومردة من قوتا البدعة ‪.‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫ل أتأثر بالوضع الال للعال السلمى ‪ .‬السنوات الربع الت قضيتها ف البلدان السلمية ‪،‬‬
‫أوضحت ل ‪ ،‬بأنه بالرغم من أن السلم ما زال حيا ‪ ،‬كما هو ف عيون العال ‪ ،‬يؤثر من‬
‫الناحية الخلقية ف أتباعه ‪ ،‬غي أنم قد أصابم الشلل ‪ ،‬بيث ل يترجوا مبادئه إل عمل‬
‫مثمر ‪ .‬ولكن ما شد انتباهى ‪ ،‬بعيدا عن حالة السلمي ف عهدنا هذا ‪ ،‬هو القوة الكامنة ف‬
‫تعاليم السلم نفسه ‪ .‬كان كافيا ل أن أعلم أنه ف مدة قصية ف بداية التاريخ السلمى ‪،‬‬
‫ماولة ناجحة قد تت لتطبيق هذا النظام إل عمل ؛ وبالتال ‪ ،‬ما كان مكنا ف وقت من‬
‫الوقات ‪ ،‬يظل مكنا ف غيه من الوقات ‪ .‬ماذا يهم ‪ ...‬قلت لنفسى ‪ ...‬إن كان السلمي‬
‫قد انرفوا عن تعاليم دينهم الصلية ‪ ،‬وركنوا إل الكسل والهل ؟ ‪ ...‬ماذا يهم إذا كانوا ل‬
‫يأخذون بالتعاليم الثالية الن أمامهم ‪ ،‬والت جاءت على لسان النب العرب منذ ثلثة عشر قرنا‬
‫مضت ‪ ...‬إذا كانت هذه التعاليم ما زالت متاحة للجميع ولكل من يرغب ليستمع إليها ؟‬
‫وربا نكون ‪ ...‬أخذت أفكر ‪ ...‬نن التأخرين أشد حاجة لذه الرسالة من السلمي ف عهد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬لقد عاشوا هم ف مناخ أبسط بكثي من الناخ الذى نعيش‬
‫نن فيه ‪ ،‬وكانت مشاكلهم والصعوبات الت يواجهونا أبسط من تلك الت نواجهها ‪،‬‬
‫وتتاج إل حلول غي معقدة كما نواجه ‪ .‬العال الذى أعيش فيه ‪ ...‬كل العال الن ‪...‬‬
‫‪233‬‬
‫يتململ لعدم وجود أية قواعد روحانية تفصل بي الي والشر ‪ ،‬وبالتال ‪ ،‬اقتصاديا واجتماعيا‬
‫‪ .‬ل أعتقد أن النسان الفرد ف حاجة إل خلص ‪ ،‬بل الجتمع هو الذى ف حاجة إل ملص‬
‫! أكثر من أى وقت مضى ‪ ،‬أخذت أشعر بيقي متزايد ‪ ،‬أن وقتنا هذا ف أشد الاجة إل‬
‫قاعدة أيدلوجية ‪ ،‬وإل عقد إجتماعى جديد ‪ :‬ف حاجة إل اليان بال ‪ ،‬وتفهم مدى‬
‫الفراغ الذى يدثه التقدم الادى فقط ‪ ...‬ومن ث نعطى الياة حقها ؛ كيف نوازن بي‬
‫احتياجات الروح والسد ‪ ،‬ويكون ف ذلك النقاذ من كارثة مققة نسرع إليها متهورون ‪.‬‬
‫‪....................................................‬‬
‫غن عن القول أن مشكلة السلم ف هذه الفترة ‪ ...‬فقد كانت مشكلة بالنسبة ل ‪ ...‬شغلت‬
‫تفكيى أكثر من أى شئ آخر ‪ .‬ف هذه اللحظات ‪ ،‬تعدى استيعاب للموضوع مراحله‬
‫الولية ‪ ،‬حينما كان الوضوع بالنسبة ل ليس أكثر من أباث ثقافية ‪ ،‬وأيدلوجية جذابة ‪:‬‬
‫أصبح الوضع الن هو بث مركز عن القيقة ‪ .‬مقارنة هذا البحث ‪ ،‬بسفريات السنتي‬
‫الاضيتي ‪ ،‬والت أسفرت عن ل شئ ‪ :‬أصبح التركيز على إكمال الكتاب الذى عهدت ل‬
‫به جريدتى " فرانكفورتر زيتنج " من الستحيل ‪.‬‬
‫ف البداية كانت نظرة دكتور سيمون متساهلة ‪ ،‬لترددى ف الستمرار ف إناء الكتاب ‪ .‬فقد‬
‫عدت من رحلة طويلة تستحق نوعا من الجازة ‪ ،‬وزواجى الديث يعطين بعض الق ف‬
‫التراخى ف الكتابة الروتينة ‪ .‬ولكن حينما تاديت ف التراخى ‪ ،‬ونظرا لن دكتور سيمون‬
‫يتحمل السئولية عن الكتاب ‪ ،‬فقد طلب من أنه قد حان الوقت لنزل إل الرض ‪.‬‬
‫ف الاضى ‪ ،‬كنت أرى أنه متفهم للوضع ‪ ،‬ولكن الن أرى غي ذلك ‪ .‬ملحظاته الستمرة ‪،‬‬
‫وتساؤلته اللحوحة عن تقدمى ف ترير الكتاب ‪ ،‬أدت أثرها العاكس لا كان ينشده ‪ ،‬فقد‬
‫شعرت بأن المر مفروض على ما جعلن أمقت فكرة الكتاب نفسها ‪ .‬كنت مهتم أكثر با‬
‫كنت ما أزال أريد أن أكتشفه عن ذلك الذى أريد أن أسجله من أحداث مرت ب ف رحلت‬
‫‪.‬‬
‫ف ناية المر أثار دكتور سيمون هذه اللحظة " أعتقد أنك لن تنتهى من الكتاب البتة ‪ ،‬أنت‬
‫تعيش ف داخلك ف رعب ما " ‪.‬‬
‫‪234‬‬
‫وكاللدوغ رددت عليه ‪ " :‬ربا الرض الذى أعانيه أكثر من الرعب " ‪.‬‬
‫" إذا فما دمت ف هذا العناء " قال ذلك بدة " فهل تعتقد أن الصحيفة هى الكان الناسب‬
‫لك " ‪.‬‬
‫كلمة منه وكلمة من ‪ ،‬تول المر إل شجار ‪ ،‬وف نفس اليوم قدمت استقالت من‬
‫الصحيفة ‪ ،‬وبعد أسبوع سافرت أنا وإلسا إل برلي ‪.‬‬
‫ل أكن بالطبع أنوى ترك الصحافة ‪ ،‬فقد كانت جزءا من راحت النفسية وسعادتى فيها وف‬
‫الكتابة ‪ ...‬بعدت عنهما مؤقتا ننيجة للكتاب ‪ ...‬وكيف ل ؟ وهى الت أعادتن للعال‬
‫السلمى ‪ ،‬وهذه العودة كنت حريصا عليها بأى ثن ‪ .‬ولكن بالنسبة للشهرة الت اكتسبتها‬
‫ف العوام الربعة الاضية ‪ ،‬ل يكن من الصعب علىالعودة إل الصحافة ثانيا ‪ .‬فبسرعة جدا‬
‫حصلت على عقد مز ومريح مع ثلثة صحف بزيورخ ‪ ،‬وبالرغم من أنا ل تكن ف مستوى‬
‫الصحيفة السابقة إل أنا كانت من الصحف الشهية بأوروبا ‪.‬‬
‫ومنذ ذلك الي ‪ ،‬بقيت أنا وإلسا ف برلي ‪ ،‬لكمل ماضراتى عن السلم ف أكاديية‬
‫الغرافية السياسية ‪ .‬أصدقائى الدباء السابقي فرحوا بعودتى لم ‪ ،‬ولكن ل تكن العلقة‬
‫الديدة ف نفس التانة الت تركتهم با قبل سفرى للشرق الوسط ‪ .‬صارت لغتنا الثقافية‬
‫متلفة عما سبق ‪ .‬وبالتحديد ‪ ،‬ل أكن أستطع استخراج أية معلومات من مناقشاتى معهم عن‬
‫السلم ‪ .‬كانوا يهزون رؤوسهم ‪ ،‬بية حينما كنت أقول لم أن الثقافة السلمية يكنها أن‬
‫تنافس أيدلوجيات أخرى ‪ .‬وبالرغم أنه ف بعض الالت ‪ ،‬كانوا يوافقون على رأى من هنا‬
‫أو هناك من مفاهيم السلم ‪ ،‬إل أنم ف العموم يقولون أن الديان الاضية هى جزء من‬
‫الاضى ‪ ،‬وأننا ف حاجة إل تديد ف الفاهيم ‪ ،‬ونظرة " إنسانية " جديدة ‪ .‬وحت أولئكم‬
‫الذين ل ينكرون أهية الؤسسات الدينية ‪ ،‬ل يكونوا مستعدين للتخلى عن النظرة الوربية‬
‫للسلم ‪ ،‬بأنه يفتقد إل الوضوح الذى يتوقع من الديان ‪.‬‬
‫وقد أدهشن أن سة السلم الت اكتشفتها من أول لظة ‪ ...‬وهى عدم وجود فصل بي‬
‫الروح والسد ‪ ،‬وأن التأكيد على أن العقل هو الطريق لليان ‪ ...‬ل تكن واضحة عند‬
‫الثقفي ‪ ،‬الذين ما فتئوا يقولون بأن العقل هو الهيمن على كل شئ ف الياة ‪ " :‬فالعقلنية‬
‫‪235‬‬
‫" و " الواقعية " ‪ ،‬ليس لما مكان ف مال الدين عندهم ‪ .‬وف هذا الصوص ل أجد فرقا بي‬
‫هؤلء التديني ‪ ،‬وهؤلء الذين طرحوا الدين وراءهم ‪.‬‬
‫مع الوقت ‪ ،‬فهمت أين تكمن فيهم هذه الصعوبة ‪ .‬بدأت أدرك أنه ف عيون أولئكم الذين‬
‫يدورون ف مدار النصرانية ‪ ...‬بضغوطها على عال " ما وراء الطبيعة " التأصلة زعما ف كل‬
‫تربة دينية حقيقية ‪ ...‬فإنه من الدرجةالول فكل نظرة عقلنية ‪ ،‬تكون سببا ف النتقاص من‬
‫القيمة الروحية ‪ ،‬وذلك ليس خاصا بؤمن النصارى فقط ‪ .‬وذلك لطول العهد بالوروبيي ف‬
‫ظل النصرانية ‪ ،‬فمن حيث ل يدرون وبل شعور ‪ ،‬تعلموا أن ينظروا للدين من خل النظار‬
‫النصران ‪ ،‬ومفاهيم النصرانية ‪ ،‬ويعتبون فقط أنا " صحيحة " ‪ ،‬إذا كانت مصحوبة بآثار‬
‫الرهبنة والشوع ‪ ،‬بعيدا عن الفهم الثقاف ‪ .‬السلم ل يقق هذه الفرضية ‪ :‬السلم يصر‬
‫على التعاون بي السمات الروحانية والادية للحياة ‪ ،‬وذلك على قاعدة متينة طبيعية من‬
‫النهاج ‪ .‬ف القيقة فنظرته للحياة ‪ ،‬تتلف جذريا من مفاهيم النصرانية ‪ ،‬وهذه الفاهيم هى‬
‫الت اعتمدها الغرب كأساس للحياة ‪ ،‬وبذلك يقيسيون صلحية الخر بذه القاييس ‪.‬‬
‫أما بالنسبة ل ‪ ،‬فقد كنت أعرف أنن منجذب إل السلم ل مالة ‪ ،‬ولكن التردد جعلن‬
‫أؤجل القرار الخي ‪ ،‬القرار الذى ل رجعة فيه ‪ .‬فكرة إعتناق السلم ‪ ،‬هى كرحلة على‬
‫جسر طويل جدا بي عالي متلفي ‪ :‬جسر إذا وصلت لنهايته ‪ ،‬فلن ترى بدايته ‪ .‬كنت‬
‫على بينة ‪ ،‬بأنن لو أسلمت ‪ ،‬فسأفصل نفسى عن العال الذى نشأت فيه ‪ .‬ل دخل آخر‬
‫سأعيش به ‪ .‬ل يكن لن ييب حقيقة دعوة الرسول " عليه الصلة والسلم " ‪ ،‬أن يبقى‬
‫صلة داخلية مع الجتمع الذى يعيش على مفاهيم مغايرة ‪ ...‬هل السلم حقيقة رسالة من ال‬
‫" سبحانه وتعال " ‪ ،‬أم هو مرد حكمة من رجل عظيم ‪ ،‬ولكنه غي معصوم ؟؟؟‬
‫==== ف أحد اليام ‪ --‬كان ذلك ف سبتمب ‪ -- 1926‬كنت أنا وإلسا نستقل مترو‬
‫النفاق ف برلي ‪ ،‬كنا ف الدرجة الول ‪ .‬وقعت عين بالصدفة على رجل أنيق ‪ ،‬يظهر أنه‬
‫من رجال العمال ‪ ،‬ويمل حقيبة جيلة على رجليه ‪ ،‬وبيده خات كبي الجم من الاس !!!‬
‫ول يكن هذا النظر للرجل غريبا ف هذه اليام ‪ ،‬وهو يعكس الرخاء الذى حل بوسط‬
‫أوروبا ‪ ،‬بعد سنوات التضخم الت قلب الوازين رأسا على عقب ‪ .‬معظم الناس الن يلبسون‬
‫‪236‬‬
‫ثيابا جيدة ‪ ،‬ويأكلون الطيب من الطعام ‪ ،‬ولذلك فالرجل الالس قبالت ليسا بدعا ف ذلك ‪.‬‬
‫ولكن عندما تققت ف وجهه ‪ ،‬وجدت الكآبة عليه ! كان يظهر عليه القلق ‪ :‬وليس فقط‬
‫القلق ‪ ،‬بل التعاسة أيضا ‪ ،‬عيونه تملق إل أعلى ‪ ،‬وزوايا فمه تتحرك كأن به أل ‪ ...‬ليس ألا‬
‫جسمان ‪ .‬وحت ل أتم بالوقاحة فقد صرفت عين عنه ‪ ،‬لتقع على سيدة أنيقة ‪ .‬فوجدت‬
‫أيضا التعاسة على وجهها ‪ ،‬وكأنا عانت من شئ ما ‪ ،‬ولكن البتسامة على وجهها كانت‬
‫ابتسامة متكلفة ‪ .‬وهكذا بل وعى أصبحت أتلفت حول ف الوجوه الت بالقصورة ‪ ،‬لرى‬
‫أن الغالبية من الوجوه ‪ ،‬تعكس عن معاناة مبوءة ف العقل الباطن لم ‪ ،‬وهم ل يشعرون‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫ف القيقة كان شيئا غريبا بالنسبة ل ! ل أر من قبل مثل هذا العدد من التعساء ‪ ،‬وربا لنه‬
‫ل يسبق ل أن تفحصت مثل هذه الوجوه ‪ ،‬لجد هذه الظاهرة تصرخ بأعلى الصوت ف‬
‫وجوههم ‪ .‬النطباع كان قويا داخلى ‪ ،‬حن أنن ذكرته للسا ‪ ،‬والت بدأت هى الخرى‬
‫تول ف الوجوه التعسة بعناية ‪ ،‬وهى الرسامة التعودة على كشف تعبيات الوجوه البشرية ‪.‬‬
‫التفتت نوى مستغربة قائلة " أنت على حق ‪ ،‬كلهم يظهر عليهم كأنم يعانون من عذاب‬
‫الحيم ‪ ...‬أتساءل هل ياترى هل يدرون ما يدور ف أنفسهم ؟‬
‫أنا أعرف أنم بالطبع ل يعلمون شيئا عن ذلك ‪ ،‬وإل لنقذوا أنفسهم من تضييع حياتم فيما‬
‫يتعسها ‪ ،‬بل إيان ‪ ،‬وبعيدا عن القيقة ‪ ،‬بل هدف غي جع الموال ‪ ،‬والثروة والاه ‪ ،‬ورفع‬
‫مستوى معيشتهم ‪ ،‬بل أمل غي امتلك وسائل للراحة أكثر ‪ ،‬وأمور مادية أكثر ‪ ،‬وإمتلك‬
‫للقوة أكثر ‪...‬‬
‫حينما عدنا للمنل ‪ ،‬ألقيت نظرة على مكتب ‪ ،‬وعليه نسخة من القرآن الكري ‪ ،‬فأردت أن‬
‫أضعها ف الكتبة ‪ ،‬ولكن بطريقة تلقائية فتحته لقرأ فيه ‪ ،‬فوقت عين على سورة التكاثر ‪،‬‬
‫فأخذت أقرأها ‪:::‬‬
‫ِبسْ ِم الِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ ‪َ { :‬أْلهَاكُ ُم التّكَاثُرُ * حَتّى ُزرْتُمُ اْلمَقَابِرَ * كَلّا َسوْفَ تَعَْلمُونَ * ُثمّ‬
‫جحِيمَ * ُثمّ لَتَ َروُّنهَا عَيْ َن الْيَقِيِ *‬
‫كَلّا َسوْفَ تَعَْلمُو َن * كَلّا َلوْ تَعَْلمُونَ عِ ْل َم الْيَقِيِ * لَتَ َروُ ّن الْ َ‬
‫ُثمّ لَُتسَْألُنّ َيوْمَِئذٍ عَ ِن النّعِيمِ }‬
‫‪237‬‬
‫ف لظة انعقد لسان عن الكلم ‪ .‬واهتز الكتاب ف يدي ‪ ،‬وناولته للسا ‪ ،‬إقرئى هذا !‬
‫أليست هذه هى الجابة على ما شاهدناه ف مترو النفاق ؟؟؟‬
‫نعم إنا الجابة ‪ ...‬نعم إنا الجابة القاطعة والت أزالت أى شك عندى أن هذا الكتاب‬
‫الذى بي يدى الن ‪ ،‬هو وحى من عند ال العليم بالنفوس ‪ :‬فمنذ ثلثة عشر قرنا أنزل‬
‫على رجل ل يعلم دخائل النفوس ‪ ،‬ول يتوقع هذه الصورة الت رأيناها اليوم ف مترو‬
‫النفاق ‪ ،‬والوضع العقد الذى نعيشه الن ‪.‬‬
‫ف كل الوقات كان الشع موجودا ‪ ،‬ولكنه ل يكن ف وقت من القات من قبل بثل هذه‬
‫البشاعة ‪ ...‬كان مرد رغبة ف امتلك الشياء ‪ ...‬ولكن أن يصبح ذلك هوسا يغطى على‬
‫كل شئ آخر ‪ :‬شهوة ل تقاوم ‪ ،‬لتعمل ولتدبر أكثر فأكثر ‪ ،‬اليوم أكثر من أمس ‪ ،‬والغد‬
‫أكثر من اليوم ‪ ...‬شيطان يلوى أعناق الرجال ويلهب قلوبم بالسياط لينفذوا مأربم الت‬
‫تبق أمامهم ‪ ،‬ولكن حي يصلوا إليها ل يدوها إل شيئا حقيا ‪ ،‬وما أن تقع ف أيديهم حت‬
‫يتطلعوا إل مآرب جديدة أخرى براقة ‪ ،‬ذات إغراء أكثر ‪ ،‬سراب بقيعة يسبه الظمآن ماء‬
‫حت إذا جاءه ل يده شيئا ‪ ...‬هذا الوع ‪ ،‬والوع النهم سيظل دائما موجود ‪ ،‬لن يصلوا‬
‫جحِيمَ {‪ُ }6‬ثمّ لَتَ َروُّنهَا عَْينَ‬
‫إل الشبع مطلقا ‪ :‬كَلّا َلوْ تَعَْلمُونَ عِ ْلمَ الْيَقِيِ {‪ }5‬لَتَ َروُنّ اْل َ‬
‫الْيَقِيِ {‪ُ }7‬ثمّ لَُتسْأَلُنّ َيوْمَِئذٍ عَنِ النّعِيمِ {‪}8‬‬
‫الن رأيت أن هذه ليست حكمة رجل ف التاريخ الغابر ف الزيرة العربية ‪ .‬مهما كان من‬
‫الكمة ‪ ،‬فهو لن يتنبأ بالحيم الذى نعايشه ف القرن العشرين ‪ .‬القرآن يتكلم بصوت أكب‬
‫من صوت ممد " عليه الصلة والسلم " ‪.‬‬
‫************‬
‫لقد انقشع الظلم ‪ ...‬وها أنا هنا ف ساحة السجد النبوى ‪ ،‬والضاء بصابيح بالغاز العلقة‬
‫على العمدة بالروقة ‪ .‬يلس الشيخ " عبد ال بن بلهيد " ورأسه منية على صدره ‪ ،‬وعيناه‬
‫مغمضتي ‪ .‬من ل يعرفه يظن أنه نائم ‪ ،‬ولكن أعرفه ‪ ،‬وأعلم أنه يستمع إل بكل حواسه‬

‫‪238‬‬
‫وخبته ف الرجال ‪ ،‬وياول أن يزن كلمى ويضعه موضعه ‪ .‬وبعد فترة طويلة فتح عينيه‬
‫ورفع رأسه ‪ :‬وحينئذ ‪ ،‬ماذا فعلت ؟؟؟‬
‫من الواضح ياشيخ بثت عن صديق ل مسلم ‪ ،‬كان هنديا ‪ ،‬رئيسا لجموعة مسلمة ف برلي‬
‫‪ ،‬وقلت له أنن أريد اعتناق السلم ‪ .‬مد يديه ف اتاهى ‪ ،‬فوضعت يدي فيهما ونطقت‬
‫بالشهادتي " أشهد أل إله إل ال وأن ممدا رسول ال " ‪ ،‬وبعد بضعة أسابيع أعلنت زوجت‬
‫إسلمها وفعلت ما فعلت ‪.‬‬

‫ممد أسد‬
‫من كتاب الطريق إل مكة ‪ ...‬من صفحة ‪ 295‬إل ‪311‬‬

‫************‬

‫وهذا ماكتبه عنه حسن السعيد ف كتاب السلم والغرب الوجه الخر‪:‬‬

‫ف صيف عام ‪1900‬م‪ ،‬ولد "ليوبولد فايس" ف مدينة "لوو" البولونيّة‪ ،‬الت كانت تابعة‬
‫يومئذ للنمسا‪ .‬كان ثان ثلثة أخوة لبويه‪ .‬وعن أجواء الطفولة وانعكاساتا يقول "فايس"‪:‬‬
‫"لقد كانت طفولة سعيدة مرضية حتّى ف ذكراها‪ ،‬لقد كان والداي يعيشان ف ظروف‬
‫مرية‪ ،‬وكانا يعيشان لولدهم أكثر من أي شيء آخر‪ .‬ولعلّه كان لوداعة اُمّي وهدوئها‬
‫علقة أو تأثي‪ ،‬بالسهولة الت تكّنتُ با‪ ،‬ف السني التالية‪ ،‬من أن اُكيّف نفسي للحوال‬
‫والظروف الديدة‪ ،‬والشؤومة ال أبعد الدود‪ .‬أمّا تبّم أب الداخليّ‪ ،‬فلعلّه منعكس فيما أنا‬
‫عليه اليوم"‪.‬‬

‫ورغم أنّ أباه كان من اُولئك الذين يعتبون الدّين خرافة عتيقة‪ ،‬يكن للمرء‪ ،‬ف بعض‬
‫الناسبات‪ ،‬أن يتثل لا خارجيا‪ ،‬ولكنّه يجل منها ف سرّه‪ ..‬غي أنّه مراعاة لبيه (الذي كان‬
‫حاخاما) وحيّه _والد زوجته _ ألّ على "فايس" أن يقضي الساعات الطوّال ف درس الكتب‬

‫‪239‬‬
‫القدّسة‪ .‬وهكذا ل يبلغ الثالثة عشرة من عمره حتّى أصبح ف إمكانه قراءة العبانيّة بسهولة‪،‬‬
‫والتكلّم با بطلقة؛ وذلك بقتضى متطلّبات تقاليد عائلته اليهوديّة‪ .‬بيد أنّه سرعان ما اُصيب‬
‫بيبة أمل باليهوديّة أودت به ال نبذ كلّ دين نظاميّ دستوريّ‪ ،‬حسب تعبيه‪.‬‬
‫ف أواخر عام ‪1914‬م‪ ،‬وبعد اشتعال نيان الرب العاليّة الول‪ ،‬بدا له أنّ الفرصة الكبى‬
‫لتحقيق أحلمه الصبيانيّة على قاب قوسي أو أدن‪ .‬كان إذ ذاك ف الرابعة عشرة من عمره‪،‬‬
‫فهرب من الدرسة والتحق باليش النمساويّ‪ ،‬بعد أن اتّخذ له اسا مزوّرا‪ ،‬وبعد أسبوع أو‬
‫نو ذلك نح والده ف أن يتعقّب آثاره بواسطة البوليس‪ ،‬فيعيده مفورا ال فينّا‪ ،‬حيث كانت‬
‫عائلته قد استقرّت قبل ذلك بزمن قليل‪ ،‬وحينما استدعي ال الدمة العسكرية‪ ،‬بعد أربع‬
‫سنوات كانت أحلمه حول "الجد العسكريّ" قد تبدّدت‪ ،‬وليتطلّع ال سُبل أخرى لتحقيق‬
‫ذاتيّته‪.‬‬
‫انصرف طيلة عامي تقريبا بعد انتهاء الرب‪ ،‬وبصورة متقطّعة نوعا ما‪ ،‬ال دراسة تاريخ‬
‫الفنون والفلسفة ف جامعة "فينّا"‪ ..‬لكنّ السلك العلميّ الادىء ل يكن يذبه‪ ..‬ليقرّر ترك‬
‫الدراسة نائيّا‪ ،‬ومن ثّ يرّب حظّه ف الصحافة‪ .‬دشّن حياة الهنة بالتطواف ف أناء العال‬
‫السلمي‪ ،‬كمراسل صحافّ‪ .‬والوطن السلمي آنذاك كان يعيش حالة النيار والزية‪ ،‬وإذا‬
‫كانت الفارقات تنبّه النفوس وترّك العقول‪ ،‬فل شكّ أنّ "فايس" بعقله النيّر قد لحظ هذه‬
‫الفارقة الت تزامنت آنذاك بي اليّام القريبة لصولة الدولة السلميّة‪ ،‬واتّساعها شرقا وغربا‬
‫لتحتلّ حت جزءا من وطنه النمساويّ‪ ،‬وبي حالا بعد الرب العاليّة الول‪..‬‬
‫وهكذا بينما كان صاحبنا منبهرا بالقوّة الكامنة ف السلم‪ ،‬كان ف الوقت نفسه‪ ،‬يسّ‬
‫بالشفاق والعطف على هذه المة الت غدت حائرة تنشد طريقا للخلص وناية للمحنة‪..‬‬
‫كل ذلك توّل ال اهتمام جارف لدى "فايس" بوضع السلمي ليجد لنفسه‪ ،‬ف النهاية‪ ،‬أزاء‬
‫خيار وحيد‪ ،‬وهو أن يعتنق السلم‪ ،‬وليقضي بقيّة حياته الفكرية ف خدمة السلم والنّصح‬
‫للُمة حتّى وفاته ف شباط (فباير) ‪1992‬م‪.‬‬
‫كيف إعتنق السلم ولاذا؟‬
‫وعن كيفية اعتناقه السلم‪ ،‬ولاذا اعتنقه‪ ..‬يدّثنا "ممّد أسد" فيقول‪:‬‬
‫‪240‬‬
‫"ف عام ‪1922‬م تركتُ النمسا بلدي لتوّل ف أفريقيا وآسيا بصفت مراسلً لبعض‬
‫اُمّهات الصحف الوروبيّة‪ .‬ومنذ ذلك الي قضيت كلّ أوقات تقريبا ف الشرق السلميّ‪..‬‬
‫ولقد كان اهتمامي بالشعوب الت احتككتُ با ف أوّل أمري اهتمام رجل غريب‪ .‬لقد رأيتُ‬
‫نظاما اجتماعيّا ونظرة ال الياة تتلف اختلفا أساسيّا عما هي الال ف أوروبا‪ .‬ومنذ‬
‫البداءة الول نشأ ف نفسي ميل ال ادراك للحياة أكثر هدوءا _أو إذا شئت _ أكثر انسانيّة‪،‬‬
‫إذا قيست تلك الياة بطريقة الياة الليّة العجلى ف أوروبا‪ ،‬ثّ قادن هذا اليل ال النظر ف‬
‫أسباب هذا الختلف‪.‬‬
‫وهكذا أصبحتُ شديد الهتمام بتعاليم السلم الدينيّة‪ .‬إلّ أنّ هذا اليل ل يكن ف الزمن‬
‫الذي نتكلّم عنه‪ ،‬كافيا لذب ال حظية السلم‪ ،‬ولكنّه كان كافيا لن يعرض أمامي رأيا‬
‫جديدا ف إمكان تنظيم الياة النسانيّة مع أقل قدر مكن من الناع الداخليّ وأكب قدر مكن‬
‫من الشعور الخويّ القيقيّ‪.‬‬
‫‪ ..‬لقد شجّعن هذا الكتشاف‪ ،‬لكن الذي حيّرن كان ذلك التباعد البيّن بي الاضي‬
‫والاضر‪ ،‬من أجل ذلك حاولتُ القتراب من هذه الشكلة البادية أمامي من ناحية أشدّ صلة‪،‬‬
‫لقد تيّلت نفسي واحدا من الذين يضمّهم السلم‪ .‬على أنّ ذلك كان تربة عقليّة بتة‪،‬‬
‫ولكنّه كشف ل ف وقت قصي عن اللّ الصحيح‪..‬‬
‫ت فهما لتعاليم السلم من ناحيتها الذاتيّة‪ ،‬وعظم ناحيتها العلميّة ازددتُ‬‫وكنتُ كلّما زد ُ‬
‫رغبة ف التساؤل عمّا دفع السلمي ال هجر تطبيقها تطبيقا تامّا على الياة القيقيّة‪ .‬لقد‬
‫ناقشتُ هذه الشكلة مع كثي من السلمي الفكّرين ف جيع البلد ما بي طرابلس الغرب ال‬
‫هضبة البامي (ف الند)‪ ،‬ومن البوسفور ال بر العرب‪ ،‬فأصبح ذلك تقريبا شجىً ف نفسي‬
‫طغى ف النهاية على سائر أوجه اهتمامي بالعال السلميّ من الناحية الثقافية‪ .‬ثّ زادت رغبت‬
‫ف ذلك شدّة‪ ،‬حتّى أنّي _وأنا غي السلم _ أصبحتُ أتكلّم ال السلمي أنفسهم مشفقا على‬
‫السلم من إهال السلمي وتراخيهم‪ .‬ل يكن هذا التطوّر بيّنا ف نفسي‪ ،‬إل أن كان يوم‬
‫_وذلك ف خريف عام ‪1925‬م _ وأنا يومذاك ف جبال الفغان‪ ،‬فقد تلقّان حاكم اداري‬
‫شاب بقوله‪" :‬ولكنّك مسلم‪ ،‬غي أنّك ل تعرف ذلك من نفسك"‪ .‬لقد أثّرت فّ هذه‬
‫‪241‬‬
‫ت ال أوروبا مرّة ثانية ف عام ‪1926‬م‪،‬‬ ‫الكلمات‪ ،‬غي أنّي بقيت صامتا‪ .‬ولكن لّا عد ُ‬
‫وجدتُ أنّ النتيجة النطقيّة الوحيدة ليلي هذا أن أعتنق السلم"‪.‬‬
‫وحال اعتناقه السلم تسمّى بـ "ممّد أسد"‪ .‬ومنذ ذلك الي وهذا السؤال يُلقى عليه مرّة‬
‫بعد مرّة‪ :‬لاذا اعتنقتُ السلم؟ وما الذي جذبك منه خاصّة؟ فيأت جوابه‪" :‬هنا يب أن‬
‫أعترف بأنّن ل أعرف جوابا شافيا‪ .‬ل يكن الذي جذبن تعليما خاصّا من التعاليم‪ ،‬بل ذلك‬
‫البناء الجموع العجيب التراصّ با ل نستطيع له تفسيا من تلك التعاليم الخلقيّة بالضافة‬
‫ال منهاج الياة العمليّة‪ .‬ول أستطيع اليوم أن أقول أي النواحي قد استهوتن أكثر من غيها‪،‬‬
‫فانّ السلم على ما يبدو ل‪ ،‬بناء تام الصّنعة‪ ،‬وكلّ أجزائه قد صيغت ليتمّم بعضها بعضا‬
‫ويش ّد بعضها بعضا‪ .‬فليس هناك شيء ل حاجة إليه‪ ،‬وليس هنالك نقص ف شيء‪ ،‬فنتج عن‬
‫ذلك كلّه ائتلف متّزن مرصوص‪ .‬ولعلّ هذا الشعور من أنّ جيع ما ف السلم من تعاليم‬
‫وفرائص "قد وُضعت مواضعها" هو الذي كان له أقوى الثر ف نفسي‪ ،‬وربّما كانت مع هذا‬
‫كلّه أيضا مؤثّرات أخرى يصعب عل ّي الن أن أحلّلها‪."...‬‬
‫ومنذ ذلك الي سعى ال أن يتعلّم من السلم كلّ ما يقدر عليه‪ :‬لقد درس القرآن الكري‬
‫وحديث الرسول (ص)‪ .‬لقد درس لغة السلم‪ ،‬وتاريخ السلم وكثيا مّا كُِتبَ عنه أو كُتِبَ‬
‫ف الردّ عليه‪ .‬وقد قضى أكثر من خس سنوات ف الجاز‪ ،‬وند _وأكثر ذلك ف الدينة _‬
‫ليطمئنّ قلبه بشيء من البيئة الصليّة للدّين الذي قام النبّ العربّ بالدعوة اليه فيها‪ .‬وبا أنّ‬
‫الجاز ملتقى السلمي من جيع القطار‪ ،‬فقد تكّن من القارنة بي أكثر من وجهات النظر‬
‫الدينيّة والجتماعيّة الت تسود العال السلميّ‪.‬‬
‫بعد سنوات من النقطاع لدراسة السلم‪ ،‬صار علما من أعلم السلم ف العصر الديث‪.‬‬
‫وبعد قيام باكستان اشتغل مديرا لدائرة "إحياء النظم السلمية" ف البنجاب الغربيّة‪ّ ،‬ث صار‬
‫فيما بعد مندوبا مناوبا لباكستان ف الُمم التّحدة‪ ،‬وف عام ‪1953‬م استقال من منصبه‪،‬‬
‫لينكبّ على الكتابة والتأليف‪ .‬ومنذ عام ‪ 1964‬حتّى عام ‪ 1980‬يكون قد أنز‬
‫"مشروع العمر" وهو ترجة معان القرآن‪ ،‬باسلوب عصريّ خاطب فيه العقل الوروب‬
‫مباشرة بلغة يفهمها‪.‬‬
‫‪242‬‬
‫أنشأ بعاونة "وليم بكتول" (الذي أسلم هو الخر) ملّة الثقافة السلمية ف حيدر آباد الدكن‬
‫(‪ ،)1927‬وكتب فيها دراسات وافرة ف تصحيح أخطاء الستشرقي عن السلم‪ .‬كما‬
‫ترجم صحيح البخاري (‪ ،)1935‬وألّف أصول الفقه السلميّ‪ ،‬والطريق ال مكّة‪،‬‬
‫والسلم على مفترق الطّرق‪ ،‬ومنهاج السلم ف الكم‪ ،‬وشريعتنا هذه ‪ ،‬وعودة القلب ال‬
‫وطنه (مذكّرات)‪...‬‬
‫مع ضرورة التذكي بأنّ "ممّد أسد" ل يرجع ال أوروبا منذ أن غادرها بعد اعتناقه السلم‬
‫أواسط العشرينات‪ ..‬فقد كان عاشقا للسلم وحسب‪.‬‬
‫الصدر ‪ :‬السلم والغرب‪ ،‬الوجه الخر ‪-‬حسن السعيد‬

‫*وهذا ماكتبه د‪.‬عبدالعطي الدالت عنه ف كتاب ربت ممدا ول أخسر السيح‪:‬‬

‫نساوي ينحدر من سللة يهودية ‪ ،‬أسلم ووضع كتابيه الشهيين (السلم على مفترق‬
‫الطرق) و (الطريق إل مكة) ولقد جاء إسلمه ردا حاسا على اليأس والضياع ‪ ،‬وإعلنا مقنعا‬
‫على قدرة السلم على استقطاب الائرين الذين يبحثون بد عن أرواحهم ومصيهم‬

‫قصته مع السلم‪:‬‬
‫ف حوار مع بعض السلمي ‪ ،‬كان (ليوبولد فايس) ينافح عن السلم ‪ ،‬ويمل السلمي تبعة‬
‫تلفهم عن الشهود الضاري ‪ ،‬لنم قصروا ف تطبيق السلم ‪ ،‬ففاجأه أحد السلمي الطيبي‬
‫بذا التعليق‪( :‬فأنت مسلم ‪ ...‬ولكن ل تدري)‪.‬‬

‫هزت هذه الكلمة أعماقه ‪ ،‬ووضعته أمام نفسه الت يهرب منها ‪ ،‬وظلت تلحقه من بعد حت‬
‫أثبت القدر صدق قائلها الطيب حي نطق (ممد أسد) بالشهادتي‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫هذه الادثة تعلمنا أل نستهي بيية وطاقات أي إنسان! فنحن ل ندري من هو النسان‬
‫الذي سيخاطبنا القدر به ‪ ،‬ومن منا ل يدث انعطافا ف حياته كلمة أو موقف أو لقاء؟! من‬
‫منا يستطيع أن يقاوم ف نفسه شجاعة الخذ من الكرماء؟!‬

‫يقول ممد أسد‪:‬‬


‫· ف يوم ذهبت مع صديق إل الامع الموي ‪ ،‬ف صفوف طويلة مستقيمة كان يقف مئات‬
‫من الرجال وراء المام ‪ ،‬كانوا يركعون ويسجدون فيلمسون الرض بباههم ث ينهضون‬
‫ثانية ‪ ،‬ف وحدة منظمة كالنود سواء سواء‪.‬‬

‫· ف تلك اللحظة أدركت مبلغ قرب هؤلء القوم من ربم ‪ ،‬إن صلتم ل تكن منفصلة عن‬
‫يوم عملهم! قلت لصاحب‪( :‬ما أقرب وأدهش أن تشعروا أن ال قريب منكم إل هذا الد!‬
‫آه لو أستطيع أن أشعر نفسي هذا الشعور)‬

‫· ما أجل أن ينل النسان ضيفا على العرب! أن تكون ضيفا على عرب إنا يعن نفاذك إل‬
‫صميم الياة‪.‬‬

‫· ف دمشق ما أكثر ما رأيت زبونا يقف أمام دكان غاب صاحبه عنه ‪ ،‬فيتقدم التاجر الجاور‬
‫–مزاحم!‪ -‬ويبيع الزبون من بضاعة جاره ل بضاعته هو! ويترك له الثمن ‪ ،‬أين ف أوربا‬
‫يستطيع الرء أن يشاهد مثل هذه الصفقة؟!‬

‫· ف السلم ل يق لك فحسب بل يب عليك أيضا أن تفيد من حياتك إل أقصى حدود‬


‫الفادة‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫· يهتم السلم اهتماما واحدا بالدنيا والخرة ‪ ،‬وبالنفس والسد ‪ ،‬وبالفرد والجتمع ‪،‬‬
‫ويهدينا إل أن نستفيد أحسن الستفادة ما فينا من استعداد إنه ليس سبيل من السبل ‪ ،‬ولكنه‬
‫السبيل الوحيد ‪ ،‬وإن الرجل الذي جاء بذه التعاليم ليس هاديا من الداة ‪ ،‬ولكنه (الادي)‪.‬‬

‫· جاءن السلم متسلل كالنور إل قلب مظلم ‪ ،‬ولكن ليبقى فيه إل البد والذي جذبن إل‬
‫السلم هو ذلك البناء العظيم التكامل التناسق الذي ل يكن وصفه ولست أدري حت الن‬
‫أي جانب من السلم يستميلن أكثر من غيه‪.‬‬

‫· من بي سائر الديان نرى السلم وحده يعلن أن الكمال الفردي مكن ف الياة الدنيا ول‬
‫يؤجل هذا الكمال إل ما بعد إماتة الشهوات السدية ‪ ،‬ومن بي سائر الديان ند السلم‬
‫وحده يتيح للنسان أن يتمتع بياته إل أقصى حد من غي أن يضيع اتاهه الروحي دقيقة‬
‫واحدة‪...‬‬

‫· يصف (ممد أسد) إفاضته مع الجيج من عرفات‪ :‬ها نن أولء نضي عجلي مستسلمي‬
‫لغبطة ل حد لا والريح تعصف ف أذن صيحة الفرح‪ :‬لن تعود بعد غريبا لن تعود‪ ...‬إخوان‬
‫عن اليمي وإخوان عن الشمال ليس بينهم من أعرفه وليس فيهم من غريب فنحن ف التيار‬
‫الصطحب جسد واحد يسي إل غاية واحدة وف قلوبنا جذوة من النار الت وقدت ف قلوب‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ..‬يعلم إخوان أنم قصروا ولكنهم ل يزالون على‬
‫العهد سينجزون الوعد‪.‬‬

‫· (لبيك ال لبيك) ل أعد أسع شيئا سوى صوت لبيك ف عقلي ودوي الدم وهديره ف أذن‪.‬‬

‫· ويمت وجه ال والقلب ذاكر وكان صدى لبيك يغلي بسمعي‪.‬‬

‫· إن الكعبة ترمز إل الوحدانية والوحدة أما الطواف حولا فيمز إل جهود الياة النسانية‪...‬‬

‫‪245‬‬
‫· وتقدمت أطوف أصبحت جزء من سيل دائري! ‪ ...‬لقد أصبحت جزء من حركة ف مدار!‬
‫‪ ....‬وتلشت الدقائق ‪ ...‬وهدأ الزمن نفسه وكان هذا الكان مور العال ‪..‬‬

‫· إن السلم يؤكد ف إعلنه أن النسان يستطيع بلوغ الكمال ف حياته الدنيا بفرده وذلك‬
‫بأن يستفيد استفادة تامة من وجوه المكان الدنيوي ف حياته هو‪.‬‬

‫· ل يكن الذي جذبن إل السلم تعليما خاصا بل ذلك البناء الجموع العجيب فالسلم‬
‫بناء تام الصنعة وكل أجزائه قد سيقت ليتم بعضها بعضا‪ ...‬ول يزال السلم من وجهتيه‬
‫الروحية والجتماعية بالرغم من جيع العقبات الت خلفها تأخر السلمي أعظم قوة ناهضة‬
‫للهمم عرفها البشر لذلك تمعت‬

‫· رغبات كلها حول مسألة بعثه من جديد‪.‬‬

‫· السلم ليس فلسفة ‪ ،‬ولكنه منهج الياة حسب القواني الت سنها ال للقه ‪ ،‬وما عمله‬
‫السى سوى التوفيق التام بي الوجهتي الروحية والادية ف الياة النسانية‪.‬‬

‫· الطأ الساسي ف التفكي الورب الديث ‪ ،‬حينما يعتب التزيد من العرفة الادية من الرفاهية‬
‫مرادفا للترقي النسان الروحي والدب‪.‬‬

‫· إن السلم ل يقف يوما ما سدا ف وجه التقدم والعلم ‪ ،‬إنه يقدر الهود الفكرية ف‬
‫النسان إل درجة يرفعه فيها فوق اللئكة‪.‬‬

‫*وهذا ماكتبه الشيخ صال بن عبدالرحن الصي ف موقع السلم اليوم بعنوان الطريق‬
‫الروحي إل مكة‪:‬‬
‫‪246‬‬
‫كان الصب (ليوبولدفايس) تت إصرار والده يواظب على دراسة النصوص الدينية ساعات‬
‫طويلة كل يوم‪ ،‬وهكذا وجد نفسه وهو ف سن الثالثة عشرة يقرأ العبية ويتحدثها بإتقان‪،‬‬
‫درس التوراة ف نصوصها الصلية وأصبح عالا بالتلمود وتفسيه‪ ،‬ث انغمس ف دراسة التفسي‬
‫العقد للتوراة السمى (ترجوم) فدرسه وكأنا يهيئ نفسه لنصب دين‪.‬‬

‫كان إنازه الدهش يعد بتحقيق حلم جده الاخام الرثوذكسي النمساوي بأن تتصل بفيده‬
‫سلسلة من أجداده الاخامات‪ ،‬ولكن هذا اللم ل يتحقق‪ ،‬فبالرغم من نبوغه ف دراسة الدين‬
‫أو ربا بسببه نت لديه مشاعر سلبية تاه جوانب كثية من العقيدة اليهودية‪ ،‬لقد رفض عقله‬
‫ما بدا من أن الرب ف النصوص التوراتية والتلمودية مشغول فوق العادة بصي أمة معينة ‪،‬‬
‫وهم اليهود بالطبع‪ .‬لقد أبرزت النصوص الرب ل كخالق وحافظ لكل خلقه من البشر؛ بل‬
‫كرب قبلي يسخر كل الخلوقات لدمة الشعب الختار‪.‬‬

‫ل يؤد إحباطه من الديانة اليهودية ف ذلك الوقت إل البحث عن معتقدات روحية أخرى‪،‬‬
‫فتحت تأثي البيئة الل أدرية الت يعيش فيها وجد نفسه يندفع ككثي من أقرانه إل رفض‬
‫الواقع الدين وكل مؤسساته‪ ،‬وما كان يتطلع إليه ل يكن يتلف كثيا عما يتطلع إليه باقي‬
‫أبناء جيله‪ ،‬وهو خوض الغامرات الثية‪.‬‬

‫ف تلك الرحلة من عمر (ليوبولدفايس) اشتعلت الرب العاليــة الول (‪-1914‬‬


‫‪ )1918‬وبعد انتهاء الرب ‪-‬وعلى مدى عامي‪ -‬درس بل نظام تاريخ الفن والفلسفة ف‬
‫(جامعة فينا) ولكن ما كان مشغوفا بالتوصل إليه هو جوانب مببة إل نفسه من الياة‪ ،‬كان‬
‫مشغوفا أن يصل بنفسه إل مثل روحية حقيقية كان يوقن أنا موجودة؛ لكنه ل يصل إليها‬
‫بعد!‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫كانت العقود الول للقرن العشرين تتسم بالواء الروحي للجيال الوروبية‪ ،‬أصبحت كل‬
‫القيم الخلقية متداعية تت وطأة التداعيات الرعبة للسنوات الت استغرقتها الرب العالية‬
‫الول ف الوقت الذي ل تبد فيه أي روحية جديدة ف أي أفق‪ ،‬كانت مشاعر عدم الحساس‬
‫بالمن متفشية بي الميع‪ ،‬إحساس داخلي بالكارثة الجتماعية والفكرية أصاب الميع‬
‫بالشك ف استمرارية أفكار البشر وف كل مساعيهم وأهدافهم‪ ،‬كان القلق الروحي لدى‬
‫الشباب ل يد مستقرا لقدامه الوجلة‪ ،‬ومع غياب أي مقاييس يقينية أخلقية ل يكن مكنا‬
‫لي فرد إعطاء إجابات مقنعة عن أسئلة كثية كانت تؤرق وتي كل جيل الشباب‪.‬‬

‫كانت علوم التحليل النفسي (وهي جانب من دراسات الشاب ليوبولدفايس) تشكل ف ذلك‬
‫الوقت ثورة فكرية عظمى‪ ،‬وقد أحس فعلً أن تلك العلوم فتحت مزاليج أبواب معرفة‬
‫النسان بذاته‪ ،‬كان اكتشاف الدوافع الكامنة ف اللوعي قد فتح أبوابا واسعة تتيح فهما‬
‫أوسع للذات‪ ،‬وما أكثر الليال الت قضاها ف مقاهي (فينا) يستمع إل مناقشات ساخنة ومثية‬
‫بي رواد التحليل النفسي البكرين من أمثال (الفريد ادلر) و (هرمان سيتكل)‪.‬‬

‫إل أن الية والقلق والتشويش حلت عليه من جديد‪ ،‬بسبب عجرفة العلم الديد وتعاليه‬
‫وماولته أن يل ألغاز الذات البشرية عن طريق تويلها إل سلسل من ردود الفعال العصبية‪.‬‬

‫لقد نا قلقه وتزايد وجعل إتام دراسته الامعية يبدو مستحيلً؛ فقرر أن يترك الدراسة‪،‬‬
‫ويرب نفسه ف الصحافة‪.‬‬

‫كان أول طريق النجاح ف هذه التجربة تعيينه ف وظيفة مرر ف وكالة النباء (يونايتد‬
‫تلجرام)‪ ،‬وبفضل تكنه من عدة لغات ل يكن صعبا عليه أن يصبح بعد وقت قصي نائبا‬
‫لرئيس ترير قطاع أخبار الصحافة السكندنافية بالرغم من أن سنه كانت دون الثانية‬
‫والعشرين‪ ،‬فانفتح له الطريق ف برلي إل عال أرحب (مقهى دين فيست) و(رومانشية) ملتقى‬

‫‪248‬‬
‫الكتاب والفكرين البارزين ومشاهي الصحفيي والفناني‪ ،‬فكانوا يثلون له (البيت الفكري)‬
‫وربطته بم علقات صداقة توافرت فيها الندية‪.‬‬

‫كان ف ذلك الوقت سعيدا با هو أكثر من النجاح ف حياته العملية‪ ،‬ولكنه ل يكن يشعر‬
‫بالرضا والشباع ول يكن يدري بالتحديد ما الذي يسعى إليه وما الذي يتوق إل تقيقه‪.‬‬

‫كان مثله مثل كثي من شباب جيله‪ ،‬فمع أن أيا منهم ل يكن تعسا إل أن قليلً منهم كان‬
‫سعيدا بوعي وإدراك‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫لو قال له أحد ف ذلك الوقت‪ :‬إن أول معرفة له مباشرة السلم ستصبح نقطة تول عظمى‬
‫ف حياته؛ لعد ذلك القول مزحة‪ ،‬ليس بالطبع لنه مصن ضد إغراءات الشرق الت تربط ذهن‬
‫الورب برومانتيكية ألف ليلة وليلة‪ ،‬ولكنه كان أبعد ما يكون عن أن يتوقع أن تؤدي تلك‬
‫الرحلة إل أي مغامرات روحية‪.‬‬

‫كل ما كان يدور ف ذهنه عن تلك الرحلة كان يتعامل معه برؤية غربية‪ ،‬فقد كان رهانه‬
‫مصورا ف تقيق أعمق ف الشاعر والدراك من خلل البيئة الثقافية الوحيدة الت نشأ فيها‪،‬‬
‫وهي البيئة الوروبية‪ ،‬ل يكن إل شابا أوربيا نشأ على العتقاد بأن السلم وكل رموزه ليس‬
‫إل ماولة التفافية حول التاريخ النسان‪ ،‬ماولة ل تظى حت بالحترام من الناحية الروحية‬
‫والخلقية‪ ،‬ومن ث ل يستحق الذكر‪ ،‬فضلً عن أن يوازن بالديني الوحيدين اللذين يرى‬
‫الغرب أنما يستحقان الهتمام والبحث (اليهودية والسيحية)‪ ،‬كان يلف تفكيه الفكر‬
‫الضباب القات والنياز الغرب ضد كل ما هو إسلمي‪ ،‬أو كما يعب عن نفسه‪":‬لو تعاملت‬
‫بعدل مع ذات لقررت أن أيضا كنت غارقا حت أذن ف تلك الرؤية الذاتية الوروبية‬
‫والعقلية التعالية الت اتسم با الغرب على مدى تاريه"‪.]104 [ .‬‬

‫‪249‬‬
‫ولكن بعد أربع سنوات كان ينطق بشهادة أن ل إله إل ال ممد رسول ال ويتسمى باسم‬
‫(ممد أسد)‪.‬‬

‫بالرغم من أن حياته تفيض بالغامرات والفاجاءات والصادفات فلم يكن إسلمه نتيجة لي‬
‫من ذلك بل كان نتيجة لسنوات عدة من التجول ف العال السلمي‪ ،‬والختلط بشعوبه‪،‬‬
‫والتعمق ف ثقافته‪ ،‬وإطلعه الواسع على تراثه بعد إجادته للغة العربية والفارسية‪.‬‬

‫كان ف العوام البكرة من شبابه بعد ما أصابه الحباط وخيبة المل ف العقيدة اليهودية الت‬
‫ينتمي إليها قد اته تفكيه إل السيحية بعد أن وجد أن الفهوم السيحي للله يتميز عن‬
‫الفهوم التورات؛ لنه ل يقصر اهتمام الله على مموعة معينة من البشر ترى أنا وحدها‬
‫شعب ال الختار‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك كان هناك جانب من الفكر السيحي قلل ف رأيه‬
‫إمكانية تعميمه وصلحيته لكل البشر‪ ،‬أل وهو التمييز بي الروح والبدن‪ .‬أي بي عال الروح‬
‫وعال الشؤون الدنيوية‪ ،‬وبسبب تنائي السيحية البكر عن كل الحاولت الت تدف إل‬
‫تأكيد أهية القاصد الدنيوية‪ ،‬كفت من قرون طويلة ف أن تكون دافعا أخلقيا للحضارة‬
‫الغربية‪ ،‬إن رسوخ الوقف التاريي العتيق للكنيسة ف التفريق بي ما للرب وما لقيصر؛ نتج‬
‫عنه ترك الانب الجتماعي والقتصادي يعان فراغا دينيا‪ ،‬وترتب على ذلك غياب الخلق‬
‫ف المارسات الغربية السياسية والقتصادية مع باقي دول العال‪ ،‬ومثل ذلك إخفاقا لتحقيق ما‬
‫هدفت إليه رسالة السيح أو أي دين آخر‪.‬‬

‫فالدف الوهري لي دين هو تعليم البشر كيف يدركون ويشعرون‪ ،‬بل كيف يعيشون‬
‫معيشة صحيحة وينظمون العلقات التبادلة بطريقة سوية عادلة‪ ،‬وإن إحساس الرجل الغرب‬
‫أن الدين قد خذله جعله يفقد إيانه القيقي بالسيحية خلل قرون‪ ،‬وبفقدانه ليانه فَ َقدَ‬
‫اقتناعه بأن الكون والوجود تعبي عن قوة خلق واحدة‪ ،‬وبفقدان تلك القناعة عاش ف خواء‬
‫روحي وأخلقي‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫كان اقتناعه ف شبابه البكر أن النسان ل ييا بالبز وحده قد تبلور إل اقتناع فكري بأن‬
‫عبادة التقدم الادي ليست إل بديلً وهيا لليان السابق بالقيم الجردة‪ ،‬وأن اليان الزائف‬
‫بالادة جعل الغربيي يعتقدون بأنم سيقهرون الصاعب الت تواجههم حاليا‪ ،‬كانت جيع‬
‫النظم القتصادية الت خرجت من معطف الادة علجا مزيفا وخادعا ول تصلح لعلج البؤس‬
‫الروحي للغرب‪ ،‬كان التقدم الادي بإمكانه ف أفضل الالت شفاء بعض أعراض الرض إل‬
‫أن من الستحيل أن يعال سبب الرض‪.‬‬

‫كانت أول علقة له بفكرة السلم وهو يقضي أيام رحلته الول ف القدس عندما رأى‬
‫مموعة من الناس يصلون صلة الماعة يقول‪" :‬أصابتن الية حي شاهدت صلة تتضمن‬
‫حركات آلية‪ ،‬فسألت المام هل تعتقد حقا أن ال ينتظر منك أن تظهر له إيانك بتكرار‬
‫الركوع والسجود؟ أل يكون من الفضل أن تنظر إل داخلك وتصلي إل ربك بقلبك وأنت‬
‫ساكن؟ أجاب‪ :‬بأي وسيلة أخرى تعتقد أننا يكن أن نعبد ال؟ أل يلق الروح والسد معا؟‬
‫وبا أنه خلقنا جسدا وروحا أل يب أن نصلي بالسد والروح؟ ث مضى يشرح العن من‬
‫حركات الصلة‪ ،‬أيقنت بعد ذلك بسنوات أن ذلك الشرح البسيط قد فتح ل أول باب‬
‫للسلم" [‪.]120‬‬

‫بعد هذه الادثة بشهور كان يدخل الامع الموي ف دمشق ويرى الناس يصلون‪ ،‬ويصف‬
‫هذا الشهد "اصطف مئات الصلي ف صفوف طويلة منتظمة خلف المام‪ ،‬ركعوا وسجدوا‬
‫كلهم ف توحد مثل النود‪ ،‬كان الكان يسوده الصمت يسمع الرء صوت المام من أعماق‬
‫السجد الامع يتلو آيات القرآن الكري‪ ،‬وحي يركع أو يسجد يتبعه كل الصلي كرجل‬
‫واحد‪ ،‬أدركت ف تلك اللحظة مدى قرب ال منهم وقربم منه بدا ل أن صلتم ل تنفصل‬
‫عن حياتم اليومية بل كانت جزءا منها‪ ،‬ل تعينهم صلتم على نسيان الياة بل تعمقها أكثر‬
‫بذكرهم ل‪ ،‬قلت لصديقي ومضيفي ونن ننصرف من الامع‪ :‬ما أغرب ذلك وأعظمه! إنكم‬
‫تشعرون أن ال قريب منكم‪ ،‬أتن أن يلن أنا أيضا ذلك الشعور‪ ،‬رد صاحب‪ :‬ما الذي يكن‬

‫‪251‬‬
‫أن نسه غي ذلك وال يقول ف كتابه العزيز‪) :‬ولقد خلقنا النسان ونعلم ما توسوس به نفسه‬
‫ونن أقرب إليه من حبل الوريد )" [‪.]166‬‬

‫ويقول بعد ذلك‪":‬تركت تلك الشهور الول الت عشتها ف بلد عرب قطارا طويلً من‬
‫النعكاسات والنطباعات‪ ،‬لقد واجهت مغزى الياة وجها لوجه وكان ذلك جديدا تاما‬
‫على حيات‪ ،‬النفاس البشرية الدافئة تتدفق من مرى دم أولئك الناس إل أفكارهم بل تزقات‬
‫روحية مؤلة من عدم الطمئنان والوف والطمع والحباط الذي جعل من الياة الوروبية‬
‫حياة قبيحة وسيئة ل تعد بأي شيء " [‪.]131‬‬

‫"أحسست بضرورة فهم روح تلك الشعوب السلمة لن وجدت لديهم تلحا عضويا بي‬
‫الفكر والواس‪ ،‬ذلك التلحم الذي فقدناه نن الوربيي‪ ،‬واعتقدت أنه من خلل فهم أقرب‬
‫وأفضل لياتم يكن أن أكتشف اللقة الفقودة الت تسبب معاناة الغربيي وهي تأكل‬
‫التكامل الداخلي للشخصية الوروبية‪ ،‬لقد اكتشفت كنه ذلك الشيء الذي جعلنا نن أهل‬
‫الغرب ننأى عن الرية القة بشروطها الوضوعية الت يتمتع با السلمون حت ف عصور‬
‫انيارهم الجتماعي والسياسي" [‪.]132‬‬

‫"ما كنت أشعر به ف البداية ل يعدو أكثر من تعاطف مع شكل الياة العربية والمان العنوي‬
‫الذي أحسبه فيما بينهم توّل بطريقة ل أدركها إل ما يشبه السألة الذاتية‪ ،‬زاد وعيي برغبة‬
‫طاغية ف معرفة كنه ذلك الشيء الذي يكمن ف أسس المن العنوي‪ ،‬والنفسي وجعل حياة‬
‫العرب تتلف كليا عن حياة الوربيي‪ ،‬ارتبطت تلك الرغبة بشكل غامض بشكلت‬
‫الشخصية الدفينة‪ ،‬بدأت أبث عن مداخل تتيح ل فهما أفضل للشخصية العربية والفكار‬
‫الت شكلتهم وصاغتهم وجعلتهم يتلفون روحيا عن الوروبيي‪ ،‬بدأت أقرأ كثيا بتركيز ف‬
‫تاريهم وثقافتهم ودينهم‪ ،‬وف غمرة اهتمامي أحسست بأن قد توصلت إل اكتشاف ما‬
‫يرك قلوبم ويشغل فكرهم ويدد لم اتاههم‪ ،‬أحسست أيضا بضرورة اكتشاف القوى‬

‫‪252‬‬
‫الفية الت تركن أنا ذات وتشكل دوافعي وتشغل فكري وتعدن أن تدين السبيل" [‬
‫‪."]132‬‬

‫"قضيت كل وقت ف دمشق أقرأ من الكتب كل ما له علقة بالسلم‪ ،‬كانت لغت العربية‬
‫تسعفن ف تبادل الديث؛ إل أنا كانت أضعف من أن تكنن من قراءة القرآن الكري‪ ،‬لذا‬
‫لأت إل ترجة لعان القرآن الكري‪ ،‬أما ما عدا القرآن الكري فقد اعتمدت فيه على أعمال‬
‫الستشرقي الوروبيي‪.‬‬

‫ومهما كانت ضآلة ما عرفت إل أنه كان أشبه برفع ستار‪ ،‬بدأت ف معرفة عال من الفكار‬
‫كنت غافلً عنه وجاهلً به حت ذلك الوقت‪ ،‬ل يبدُ ل السلم دينا بالعن التعارف عليه بي‬
‫الناس لكلمة دين؛ بل بدا ل أسلوبا للحياة‪ ،‬ليس نظاما لهوتيا بقدر ما هو سلوك فرد‪،‬‬
‫ومتمع يرتكز على الوعي بوجود إله واحد‪ ،‬ل أجد ف أي آية من آيات القرآن الكري أي‬
‫إشارة إل احتياج البشر إل اللص الروحي ول يوجد ذكر لطيئة أول موروثة تقف حائلً‬
‫بي الرء وقدره الذي قدره ال له‪ ،‬ول يبقى لبن آدم إل عمله الذي سعى إليه‪ ،‬ول يوجد‬
‫حاجة إل الترهب والزهد لفتح أبواب خفية لتحقيق اللص‪ ،‬اللص حق مكفول للبشر‬
‫بالولدة‪ ،‬والطيئة ل تعن إل ابتعاد الناس عن الفطرة الت خلقهم ال عليها‪ ،‬ل أجد أي أثر‬
‫على الثنائية ف الطبيعة البشرية فالبدن والروح يعملن ف النظور السلمي كوحدة واحدة ل‬
‫ينفصل أحدها عن الخر‪.‬‬

‫أدهشن ف البداية اهتمام القرآن الكري ليس بالوانب الروحية فقط بل بوانب أخرى غي‬
‫مهمة من المور الدنيوية‪ ،‬ولكن مع مرور الوقت بدأت أدرك أن البشر وحدة متكاملة من‬
‫بدن وروح‪ ،‬وقد أكد السلم ذلك‪ ،‬ل يوجد وجه من وجوه الياة يكن أن نعده مهمشا؛‬
‫بل إن كل جوانب حياة البشر تأت ف صلب اهتمامات الدين‪ ،‬ل يدع القرآن الكري السلمي‬
‫ينسون أن الياة الدنيا ليست إل مرحلة ف طريق البشر نو تقيق وجود أسى وأبقى وأن‬
‫الدف النهائي ذو سة روحية‪ ،‬ويرى أن الرخاء الادي ل ضرر منه إل أنه ليس غاية ف حد‬
‫‪253‬‬
‫ذاته‪ ،‬لذلك ل بد أن تُقنن شهية النسان وشهواته وتتم السيطرة عليها بوعي أخلقي من‬
‫الفرد‪ ،‬هذا الوعي ل يوجه إل ال فقط؛ بل يوجه أيضا إل البشر فيما بينهم‪ ،‬ل من أجل‬
‫الكمال الدين وحده بل من أجل خلق حالة اجتماعية تؤدي إل تطور وعي للمجتمع بأكمله‬
‫حت يتمكن من أن ييا حياة كاملة‪.‬‬

‫نظرت إل كل تلك الوانب الفكرية والخلقية بتقدير وإجلل‪ ،‬كان منهجه ف تناول‬
‫مشكلت الروح أعمق كثيا من تلك الت وجدتا ف التوراة‪ ،‬هذا عدا أنه ل يأت لبشر دون‬
‫بشر ول لمة بذاتا دون غيها‪ ،‬كما أن منهجه ف مسألة البدن بعكس منهج النيل منهج‬
‫إياب ل يتجاهل البدن‪ ،‬البدن والروح معا يكونان البشر كتوأمي متلزمي‪ ،‬سألت‪ :‬أل يكن‬
‫أن يكون ذلك النهج هو السبب الكامن وراء الحساس بالمن والتوازن الفكري والنفسي‬
‫الذي ييز العرب والسلمي" [‪.]168-166‬‬

‫(‪)2‬‬
‫بعد أن غادر سوريا بقي شهورا ف تركيا ف طريق عودته إل أوربا لتنتهي رحلته الول إل‬
‫العال السلمي‪.‬‬

‫"بدأت انطباعات عن تركيا تفقد حيويتها وأنا ف القطار التوجه إل فينا وما ظل راسخا هو‬
‫الثمانية عشر شهرا الت قضيتها ف البلد العربية‪ ،‬صدمن إدراكي أن أتطلع إل الشاهد‬
‫الوروبية الت اعتدتا بعين من هو غريب عنها‪ ،‬بدا الناس ف نظري ف غاية القبح وحركاتم‬
‫خالية من الرقة‪ ،‬ول علقة مباشرة بي حركاتم وما يدرونه ويشعرون به‪ ،‬أدركت فجأة أنه‬
‫على الرغم من الظاهر الت تنبئ بأنم يعرفون ما يريدون إل أنم ل يعرفون أنم ييون ف عال‬
‫الدعاء والتظاهر‪ ،‬اتضح ل أن حيات بي العرب غيت منهجي ورؤيت لا كنت أعده مهما‬
‫وضروريا للحياة‪ ،‬تذكرت بشيء من الدهشة أن أوربيي آخرين قد مروا بتجارب حياتية مع‬
‫العرب وعايشوهم أزمانا طويلة فكيف ل تعترهم دهشة الكتشاف كما اعترتن‪ ،‬أم أن ذلك‬
‫قد وقع لم أيضا؟ هل اهتز أحدهم من أعماقه كما حدث ل " [‪.]179-178‬‬
‫‪254‬‬
‫"توقفت بضعة أسابيع ف فينا واحتفلت بتصالي مع أب الذي سامن على ترك دراست‬
‫الامعية ومغادرت منـزل السرة بتلك الطريقة الفجة‪ ،‬على أي حال كنت مراسلً لريدة‬
‫(فرانكفوتر ذيتونج) وهو اسم يلقى التقدير والتبجيل ف وسط أوربا ف ذلك الوقت‪ ،‬وهكذا‬
‫حققت ف نظره مصداقية ما زعمت له قبل ذلك من أن سأحقق ما أصبو إليه وأصـل إل‬
‫القمة" [‪.]179‬‬

‫"رحلت بعد ذلك من فينا مباشرة إل فرانكفورت لقدم نفسي شخصيا إل الصحفية الت‬
‫كنت أمثلها ف الارج على مدى عام‪ ،‬كنت ف طريقي إليها وأنا أشد ثقة بنفسي فالرسائل‬
‫الت كنت أتلقاها من فرانكفورت أظهرت ل أن مقالت كانت تلقى كل التقدير والترحيب"‬
‫[‪.]180‬‬

‫"أن أكون عضوا عاملً ف مثل تلك الصحيفة كان مصدر فخر واعتزاز لشاب ف مثل سن‪،‬‬
‫وعلى الرغم من أن مقالت عن الشرق الوسط قوبلت باهتمام شديد من قبل جيع الحررين‬
‫إل أن نصري الكامل تقق ف اليوم الذي كلفت فيه أن أكتب مقالً افتتاحيا بالصحيفة عن‬
‫مشكلة الشـرق الوسط" [‪.]182‬‬

‫"كان من نتائج عملي ف جريدة (فرانكفوتر ذيتونج) النضج البكر لتفكيي الواعي‪ ،‬كما‬
‫نتجت عنه رؤية ذهنية أكثر وضوحا من أي وقت مضى‪ ،‬فبدأت ف مزج خبت بالشرق بعال‬
‫الغرب الذي أصبحت جزءا منه من جديد‪ ،‬منذ عدة شهور مضت اكتشفت العلقة بي‬
‫الطمئنان النفسي والعاطفي السائد ف نفوس العرب وعقيدة السلم الت يؤمنون با‪ ،‬كما بدأ‬
‫يتبلور ف ذهن أن نقص التكامل النفسي الداخلي للوروبيي وحالة الفوضى اللأخلقية الت‬
‫تسيطر عليهم قد تكون ناتة من عدم وجود إيان دين قد تكونت الضارة الغربية ف غيابه‪،‬‬
‫ل ينكر الجتمع الغرب الله إل أنه ل يترك له مكانا ف أنساقه الفكرية" [‪.]182‬‬

‫‪255‬‬
‫بعد عودته إل أوروبا من رحلته كان يس باللل إحساس من أجب على التوقف قبل التوصل‬
‫إل كشف عظيم سيميط عن نفسه الجب لو أتيح له مزيد من الوقت‪.‬‬

‫كان يتوق إل العودة إل الشرق مرة أخرى‪ ،‬وقد تقق له ما أراد إذ إن رئيس ترير الريدة‬
‫الدكتور هنري سيمون –الذي كان ف ذلك الوقت مشهورا ف أرجاء العال‪ -‬قد رأى فيه‬
‫ل صحفيا واعدا فوافق بماس على عودته إل الشرق الوسط بسرعة‪.‬‬ ‫مراس ً‬

‫(‪)3‬‬
‫عاد إل الشرق ليقضي عامي آخرين بي مصر وبلد الشام والعراق وإيران وأفغانستان‪ ،‬عاد‬
‫من أوروبا وف ذهنه صورة عن عال الغرب ظلت تزداد ف ذهنه مع اليام رسوخا وثباتا‪ ،‬عبّر‬
‫عن هذه الصورة فيما يأت‪" :‬لحقا إن النسان الغرب قد أسلم نفسه لعبادة الدجال‪ ،‬لقد فقد‬
‫منذ وقت طويل براءته‪ ،‬وفقد كل تاسك داخلي مع الطبيعة‪ ،‬لقد أصبحت الياة ف نظره‬
‫لغزا‪ ،‬إنه مرتاب شكوك ولذا فهو منفصل عن أخيه‪ ،‬ينفرد بنفسه‪ ،‬ولكي ل يهلك ف وحدته‬
‫هذه فإن عليه أن يسيطر على الياة بالوسائل الارجية‪ ،‬وحقيقة كونه على قيد الياة ل تعد‬
‫وحدها قادرة على أن تشعره بالمن الداخلي‪ ،‬ولذا فإن عليه أن يكافح دائما وبأل ف سبيل‬
‫هذا المن من لظة إل أخرى‪ ،‬وبسبب من أنه فقد كل توجيه دين وقرر الستغناء عنه فإن‬
‫عليه أن يترع لنفسه باستمرار حلفاء ميكانيكيي‪ ،‬من هنا نا عنده اليل الحموم إل التقنية‬
‫والتمكن من قوانينها ووسائلها‪ ،‬إنه يترع كل يوم آلت جديدة ويعطي كلً منها بعض‬
‫روحه كيما تنافح ف سبيل وجوده‪ ،‬وهي تفعل ذلك حقا‪ ،‬ولكنها ف الوقت نفسه تلق له‬
‫حاجات جديدة‪ ،‬وماوف جديدة وظمأ ل يُروى إل حلفاء جدد آخرين أكثر اصطناعية‪،‬‬
‫وتضيع روحه ف ضوضاء اللة الانقة الت تزداد مع اليام قوة وغرابة‪ ،‬وتفقد اللة غرضها‬
‫الصلي – أي أن تصون وتغن الياة النسانية‪ -‬وتتطور إل صنم بذاته‪ ،‬صنم فولذ‪ ،‬ويبدو‬
‫أن كهنة هذا العبود والبشرين به غي مدركي أن سرعة التقدم التقن الديث ليست نتيجة‬
‫لنمو العرفة الياب فحسب؛ بل لليأس الروحي أيضا‪ .‬وأن النتصارات الادية العظمى الت‬

‫‪256‬‬
‫يعلن النسان الغرب أنه با يستحق السيادة على الطبيعة هي ف صميمها ذات صفة دفاعية؛‬
‫فخلف واجهتها الباقة يكمن الوف من الغيب‪ ،‬إن الضارة الغربية ل تستطع حت الن أن‬
‫تقيم توازنا بي حاجات النسان السيمة والجتماعية وبي أشواقه الروحية‪ ،‬لقد تلت عن‬
‫آداب دياناتا السابقة دون أن تتمكن أن ترج من نفسها أي نظام أخلقي آخر – مهما كان‬
‫نظريا‪ -‬يضع نفسه للعقل‪ ،‬بالرغم من كل ما حققته من تقدم ثقاف؛ فإنا ل تستطع حت‬
‫الن التغلب على استعداد النسان الحق للسقوط فريسة لي هتاف عدائي أو نداء للحرب‬
‫مهما كان سخيفا باطلً يترعه الاذقون من الزعماء‪ ..‬المم الغربية وصلت إل درجة‬
‫أصبحت معها المكانات العلمية غي الحدودة تصاحب الفوضى العملية‪ ،‬وإذا كان الغرب‬
‫يفتقر إل توجيه دين حاذق فإنه ل يستطيع أن يفيد أخلقيا من ضياء العرفة الذي تسكبه‬
‫علومه وهي ل شك عظيمة‪ ،‬إن الغربيي – ف عمى وعجرفة‪ -‬يعتقدون عن اقتناع أن‬
‫حضارتم هي الت ستني العال وتقق السعادة‪ ،‬وأن كل الشاكل البشرية يكن حلها ف‬
‫الصانع والعامل وعلى مكاتب الحللي القتصاديي والحصائيي‪ ،‬إنم بق يعبدون الدجال"‬
‫[‪.]373‬‬

‫ف هذه الرحلة الثانية أمكنة أن يتقن اللغة العربية ولذلك فبدل أن ينظر إل السلم بعي غيه‬
‫من الستشرقي ومترجي القرآن غي السلمي صار ف إمكانه أن ينظر إل السلم ف تراثه‬
‫الثقاف كما هو‪ ،‬ل يعد على اعتقاده السابق استحالة أن يتفهم الوروب بوعي العقلية‬
‫السلمية‪ ،‬أيقن أنه لو ترر الرء تاما من عاداته الت نشأ عليها ومناهجها الفكرية وتقبل‬
‫مفهوم أنا ليست بالضرورة الساليب الصحيحة ف الياة لمكن أن يفهم ما يبدو غريبا ف‬
‫نظرة عن السلم‪ ،‬كانت فكرته عن السلم تتطور وتنمو طوال هذه الرحلة الثانية الت أمكنه‬
‫فيها أن يتلط بالشعوب ويناقش العلماء‪ ،‬يتصل بالزعماء‪.‬‬

‫"كان التفكي ف السلم يشغل ذهن إن المر بدا ل ف ذلك الوقت رحلة لستكشاف ما‬
‫أجهله من تلك الناطق‪ ،‬كان كل يوم ير يضيف إل معارف جديدة‪ ،‬ويطرح أسئلة جديدة‬

‫‪257‬‬
‫لجد إجاباتا تأت من الارج جيعها أيقظت شيئا ما كان نائما ف أعماقي‪ ،‬وكلما نت‬
‫معارف عن السلم كنت أشعر مرة بعد أخرى أن القائق الوهرية الت كانت كامنة ف‬
‫أعماقي من دون أن أعي وجودها بدأت تنكشف تدرييا ويتأكد تطابقها مع السلم" [‬
‫‪.]255‬‬

‫كان اليقي ينمو ف داخلة بأنه يقترب من إجابة نائية عن أسئلته‪ ،‬بتفهمه لياة السلمي كان‬
‫يقترب يوميا من فهم أفضل للسلم؛ وكان السلم دائما مسيطرا على ذهنه " ل يوجد ف‬
‫العال بأجعه ما يبعث ف نفسي مثل تلك الراحة الت شعرت با والت أصبحت غي موجودة‬
‫ف الغرب ومهددة الن بالضياع والختفاء من الشرق‪ ،‬تلك الراحة وذلك الرضا اللذان يعبان‬
‫عن التوافق الساحـر بي الذات النسانية والعال الذي ييط با" [‪.]238‬‬

‫بذه الروح من التسامح تاه الخر استطاع بسهولة أن يتخلص من انداع الرجل الغرب‬
‫وإساءته فهم السلم بسبب ما يراه من تلف وانطاط ف العال السلمي‪.‬‬

‫"الراء الشائعة ف الغرب عن السلم [تتلخص] فيما يأت‪( :‬انطاط السلمي ناتج عن‬
‫السلم‪ ،‬وأنه بجرد تررهم من العقيدة السلمية وتبن مفاهيم الغرب وأساليب حياتم‬
‫وفكرهم؛ فإن ذلك سيكون أفضل لم وللعال)‪ ،‬إل أن ما وجدته من مفاهيم وما توصلت إل‬
‫فهمه من مبادئ السلم وقيمه أقنعن أن ما يردده الغرب ليس إل مفهوما مشوها للسلم‪...‬‬
‫اتضح ل أن تلف السلمي ل يكن ناتا عن السلم‪ ،‬ولكن لخفاقهم ف أن ييوا كما‬
‫أمرهم السلم‪ ..‬لقد كان السلم هو ما حل السلمي الوائل إل ذرا فكرية وثقافية سامية"‬
‫[‪.]244-243‬‬

‫"وفر السلم باختصار حافزا قويا إل التقدم العرف والثقاف والضاري الذي أبدع واحدة‬
‫من أروع صفحات التاريخ النسان‪ ،‬وقد وفر ذلك الافز مواقف إيابية عندما حدد ف‬
‫وضوح‪" :‬نعم للعقل ول لظلم الهل‪ ،‬نعم للعمل والسعي ول للتقاعد والنكوص‪ .‬نعم للحياة‬
‫‪258‬‬
‫ول للزهد والرهبنة"‪ .‬ولذلك ل يكن عجبا أن يكتسب السلم أتباعا ف طفرات هائلة بجرد‬
‫أن جاوز حدود بلد العرب‪ ،‬فقد وجدت الشعوب الت نشأت ف أحضان مسيحية القديس‬
‫بولس والقديس أوجستي‪ ...‬دينا ل يقر عقيدة ومفهوم الطيئة الول ‪ ..‬ويؤكد كرامة الياة‬
‫البشرية‪ ،‬ولذلك دخلوا ف دين ال أفواجا‪ ،‬جيع ذلك يفسر كيفية انتصار السلم وانتشاره‬
‫الواسع والسريع ف بداياته التاريية ويفند مزاعم من روجوا أنه انتشر بد السيف[‪.]246‬‬

‫وكان ذكاؤه الاد ونفاذ بصيته‪ ،‬ونمه إل الطلع على التراث الفكري للمسلمي‪ ،‬يعمق‬
‫معرفته بالسلم فيبصره على حقيقته " كانت صرة نائية متكاملة عن السلم تتبلور ف‬
‫ذهن ‪ ،‬كان يدهشن ف أوقات كثية أنا تتكون داخلي با يشبه الرتشاح العقلي والفكري‪،‬‬
‫أي أنا تتم من دون وعي وإرادة من‪ ،‬كانت الفكار تتجمع ويضمها ذهن بعضها إل بعض‬
‫ف عملية تنظيم ومنهجة لكل الشذرات من العلومات الت عرفتها عن السلم ‪ .‬رأيت ف‬
‫ذهن عملً عمرانيا متكاملً تتضح معاله رويدا رويدا بكل ما تتويه من عناصر الكتمال‪،‬‬
‫وتناغم الجزاء والكونات مع الكل التكامل ف توازن ل يل جزء من بآخر‪ ،‬توازن مقتصد‬
‫بل خلل‪ ،‬ويشعر الرء أن منظور السلم ومسلماته كلها ف موضعها اللئم الصحيح من‬
‫الوجود" [‪.]381‬‬

‫"كانت أهم صفة بارزة لضارة السلم وهي الصفة الت انفردت با عن الضارات البشرية‬
‫السابقة أو اللحقة أنا منبثقة من إرادة حرة لشعوبا‪ ،‬ل تكن مثل حضارات سابقة وليدة قهر‬
‫وضغط وإكراه وتصارع إرادات وصراع مصال‪ ،‬ولكنها كانت جزءا وكلً من رغبة حقيقية‬
‫أصيلة لدى جيع السلمي مستمدة من إيانم بال وما حثهم عليه من إعمال فكر وعمل‪ ،‬لقد‬
‫كانت تعاقدا اجتماعيا أصيلً ل مرد كلم أجوف يدافع به جيل تالٍ عن امتيازات خاصة‬
‫بم‪ ...‬لقد تققت أن ذلك العقد الجتماعي الوحيد السجل تارييا تقق فقط على مدى‬
‫زمن قصي جدا‪ ،‬أو على الصح أنه على مدى زمن قصي تقق العقد على نطاق واسع‪،‬‬
‫ولكن بعد أقل من مائة سنة من وفاة الرسول – صلى ال عليه وسلم‪ -‬بدأ الشكل النقي‬

‫‪259‬‬
‫الصيل للسلم يدب فيه الفساد‪ ،‬وف القرون التالية بدأ النهج القوي يزاح إل اللفية ‪ ..‬لقد‬
‫حاول الفكرون السلميون أن يفظوا نقاء العقيدة؛ إل أن من أتوا بعدهم كانوا أقل قدرة‬
‫من سابقيهم‪ ،‬وتقاعسوا عن الجتهاد‪ ...‬وتوقفوا عن التفكي البدع والجتهاد اللق‪...‬‬
‫كانت القوة الدافعة الول للسلم كافية لوضعه ف قمة سامية من الرقي الضاري‬
‫والفكري‪ ..‬وهذا ما دفع الؤرخي إل وصف تلك الرحلة بالعصر الذهب للسلم‪ ،‬إل أن‬
‫القوة الدافعة قد ماتت لنقص الغذاء الروحي الدافع لا وركدت الضارة السلمية عصرا بعد‬
‫عصر لفتقاد القوة اللقة البدعة‪ ،‬ل يكن لدي أوهام عن الالة العاصرة للعال السلمي‪،‬‬
‫بينتْ العوام الربعة الت قضيتها ف متمعات إسلمية أن السلم مازال حيا وأن المة‬
‫السلمية متمسكة به بقبول صامت لنهجه وتعاليمه؛ إل أن السلمي كانوا مشلولي غي‬
‫قادرين على تويل إيانم إل أفعال مثمرة‪ ،‬إل أن ما شغلن أكثر من إخفاق السلمي‬
‫العاصرين ف تقيق منهج السلم المكانيات التضمنة ف النهج ذاته‪ ،‬كـان يكفين أن‬
‫أعـرف أنه خلل مدى زمن قصي ‪ ..‬كانت هناك ماولة ناجحة لتطبيق هذا النهج‪ ،‬وما‬
‫أمكن تقيقه ف وقت ما؛ يكن تقيقه لحقا‪ ،‬ما كان يهمن‪ -‬كما فكرت ف داخلي‪ -‬أن‬
‫السلمي شردوا عن التعليمات الصلية للدين‪ ...‬ما الذي حدث وجعلهم يبتعدون عن‬
‫الثاليات الت علمهم إياها الرسول – صلى ال عليه وسلم‪ -‬منذ ثلثة عشر قرنا مضت ما‬
‫دامت تلك التعليمات ل تزال متاحة لم إن أرادوا الستماع إل ما تمله من رسالة سامية؟‬
‫بدا ل كلما فكرت أننا نن ف عصرنا الال نتاج إل تعاليم تلك الرسالة أكثر من هؤلء‬
‫الذين عاشوا ف عصر ممد – صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬لقد عاشوا ف بيئات وظروف أبسط‬
‫كثيا ما نعيش فيه الن‪ ،‬ولذلك كانت مشكلتم أقل بكثي من مشكلتنا‪ ...‬العال الذي‬
‫كنت أحيا فيه – كله‪ -‬كان يتخبط لغياب أي رؤية عامة لا هو خي وما هو شر‪ ...‬لقد‬
‫أحسست بيقي تام‪ ..‬أن متمعنا العاصر يتاج إل أسس فكرية عقائدية توفر شكلً من‬
‫أشكال التعاقد بي أفراده‪ ،‬وأنه يتاج إل إيان يعله يدرك خواء التقدم الادي من أجل التقدم‬
‫ذاته‪ ،‬وف الوقت نفسه يعطي للحياة نصيبها‪ .‬إن ذلك سيدلنا ويرشدنا إل كيفية تقيق التوازن‬
‫بي احتياجاتنا الروحية والبدنية‪ ،‬وإن ذلك سينقذنا من كارثة مققة نتجه إليها بأقصى‬
‫‪260‬‬
‫سرعة‪ ...‬ف تلك الفترة من حيات شغلت فكري مشكلة السلم كما ل يشغل ذهن شيء‬
‫آخر من قبل‪ ،‬قد تاوزت مرحلة الستغراق الفكري والهتمام العقلي بدين وثقافة غربيي‪،‬‬
‫لقد تول اهتمامي إل بث مموم عن القيقة" [‪.]386-380‬‬

‫لقد صار ف إمكانه أن ييز بي ما هو السلم وما هو غريب عنه ف تصورات السلمي‬
‫وسلوكهم ف رحلته الول رأى حلقة ذكر يقيمها الصوفية ف أحد مساجد " سكوتاري" ف‬
‫تركيا ويصفها بذه العبارات " كانوا يقفون ف ميط واحد فاستداروا ف نصف دورة ليقابل‬
‫كل واحد منهم الخر أزواجا‪ ،‬كانوا يعقدون أذرعهم على صدورهم وينحنون انناءة شديدة‬
‫وهم يستديرون بذوعهم ف نصف دائرة ‪ ..‬ف اللحظة التالية[كانوا] يقذفون أذرعهم ف‬
‫التاه العاكس الكف اليمن ترتفع والكف اليسرى تنل إل الانب‪ ،‬وترج من حلوقهم مع‬
‫كل نصف انناءه واستدارة أصوات مثل غناء هامس "هو" ث يطرحون رؤوسهم للخلف‬
‫مغمضي أعينهم ويتاح ملمهم تقلص ناعم‪ ،‬ث تتصاعد وتتسارع إيقاعات الركة وترتفع‬
‫اللليب لتكون دائرة متسعة حول كل درويش مثل دوامات البحار‪ ...‬تولت الدائرة إل‬
‫دوامات‪ ،‬اجتاحهم النماك‪ ،‬وشفاههم تكرز بل ناية(هو‪ ،‬هو)" [‪.]251‬‬

‫وف الرحلة الثانية يتذكر حلقة الذكر هذه ويعلق عليها "اتضحت ف ذهن معان ل تبد ل‬
‫عندما شاهدت حلقة الذكـر [ف سكوتاري]‪ ،‬كان ذلك الطقس الدين لتلك الماعة‪-‬‬
‫وهي واحدة من جاعات كثية شاهدتا ف متلف البلد السلمية – ل يتفق مع صورة‬
‫السلم الت كانت تتبلور ف ذهن‪ ..‬تبي ل أن تلك المارسات والطقوس دخيلة على‬
‫السلم من جهات ومصادر غي إسلمية‪ ،‬لقد شابت تأملت التصوفة وأفكارهم أفكار‬
‫روحية هندية ومسيحية‪ ،‬ما أضفى على بعض ذلك التصوف مفاهيم غربية عن الرسالة الت‬
‫جاء با النب –صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬أكدت رسالة النب – صلى ال عليه وسلم‪ -‬أن السببية‬
‫العقلية هي السبيل لليان الصحيح بينما تبتعد التأملت الصوفية وما يترتب عليها [من‬
‫سلوك] عن ذلك الضمون‪ ،‬والسلم قبل أي شيء مفهوم عقلن ل عاطفي ول انفعال‪،‬‬

‫‪261‬‬
‫النفعالت مهما تكن جياشة معرضة للختلف والتباين باختلف رغبات الفراد وتباين‬
‫ماوفهم بعكس السببية العقلية‪ ،‬كما أن النفعالية غي معصومة بأي حال" [‪.]253‬‬

‫كتب بعد ذلك بسنوات " (لقد بدا ل السلم مثل تكوين هندسي مكم البناء) كل أجزائه‬
‫قد صيغت ليكمل بعضها البعض وليدعم بعضها بعضا‪ ،‬ليس فيها شيء زائد عن الاجة وليس‬
‫فيها ما ينقص عنها‪ ،‬وناتج ذلك كله توازن مطلق وبناء مكم‪ ،‬ربا كان شعوري بأن كل ما‬
‫ف السلم من تعاليم وضع موضعه الصحيح هو ما كان له أعظم الثر علي‪ ،‬لقد سعيت بد‬
‫إل أن أتعلم عن السلم كل ما أستطيع أن أتعلمه‪ ،‬درست القرآن وأحاديث النب‪ ،‬درست‬
‫لغة السلم وتاريه وقدرا كبيا ما كتب عن السلم‪ ،‬وما كتب ضده‪ ،‬أقمت ست سنوات‬
‫تقريبا ف ند والجاز ومعظمها ف مكة والدينة بغرض أن اتصل مباشرة بيئة السلم‬
‫الصلية‪ ،‬وبا أن الدينتي كانتا مكان اجتماع السلمي من متلف القطار فقد تكنت من‬
‫الطلع على متلف الراء الدينية والجتماعية السائدة حاليا ف العال السلمي‪ ،‬وكل هذه‬
‫الدراسات والقارنات خلقت لدي اعتقادا راسخا أن السلم كظاهرة روحية واجتماعية ل‬
‫يزال أقوى قوة دافعة عرفها البشر رغم كل مظاهر التخلف الت خلفها ابتعاد السلمي عن‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪Islam At The Crossroads ED.1982-12‬‬

‫(‪)4‬‬
‫طوال العامي اللذين قضاها ف رحلته الثانية ف العال السلمي كان بعقله ومعلوماته يتقدم‬
‫بسرعة ف الطريق إل السلم‪ ،‬لقد وعى ذلك وهو يعدو بواده فوق جبال إيرانية مغطاة‬
‫بالثلج البيض"بدا العال كله مبسوطا أمامي ف رحابية ل تنتهي‪ ،‬بدا شفافا ف عين كما ل‬
‫يبد من قبل‪ ،‬رأيت نطه الداخلي الفي‪ ،‬وأحسست بنبضه الدفي ف تلك الصقاع البيضاء‬
‫الالية‪ ،‬واندهشت من خفاء ذلك عليّ منذ دقيقة مضت‪ ،‬وأيقنت أن كل السئلة الت تبدو‬
‫بل إجابة ماثلة أمامنا ف انتظار أن ندركها‪ ،‬بينما نن – المقى الساكي‪ -‬نطرح السئلة‬
‫وننتظر أن تفتح السرار اللية نفسها لنا بينما تنتظر تلك السرار أن نفتح نن أنفسنا لا‪.‬‬
‫‪262‬‬
‫مر أكثر من عام بي انطلقي الجنون على جوادي فوق الليد والبد قبل أن اعتنق السلم‪،‬‬
‫ولكن حت ف ذلك الوقت قبل إسلمي كنت أنطلق‪ -‬دون أن أعي ذلك‪ -‬ف خط مستقيم‬
‫كمسار السهم النطلق باتاه مكة الكرمة" [‪.]275-274‬‬
‫"كنت ف طريقي من مدينة هراة إل مدينة كابل‪ ...‬توجهنا إل قرية ده زاني‪ ،‬جلسنا ف‬
‫اليوم التال حول غداء وافـر كالعتاد [ ف بيت الاكم] بعد الغداء قام رجل من القرية‬
‫بالترفيه عنا‪...‬‬
‫غن على ما أذكر عن معركة داود وجالوت‪ ،‬عن اليان عندما يواجه قوة غاشة ‪ ...‬علق‬
‫الاكم ف ناية الغنية قائلً‪ " :‬كان داود صغيا إل أن كان إيانه كان كبيا" فلم أتالك‬
‫نفسي وقلت باندفاع ‪ " :‬وأنتم كثيون وإيانكم قليل"‪ ،‬نظر إلّ مضيفي متعجبًا؛ فخجلت ما‬
‫قلت من دون أن أتالك نفسي‪ ،‬وبدأت بسرعة ف توضيح ما قلت واتذ تفسيي شكل أسئلة‬
‫متعاقبة كسيل جارف‪ ،‬قلت‪ ":‬كيف حدث أنكم معشر السلمي فقدت الثقة بأنفسكم تلك‬
‫الثقة الت مكنتكم من نشر عقيدتكم ف أقل من مئة عام حت الحيط الطلسي‪ ..‬وحت أعماق‬
‫الصي‪ ،‬والن تستسلمون بسهولة وضعف إل أفكار الغرب وعاداته؟ لاذا ل تستجمعون‬
‫قوتكم وشجاعتكم لستعادة إيانكم الفعلي‪ ،‬كيف يصبح أتاتورك ذلك التنكر التافه الذي‬
‫ينكر كل قيمة للسلم‪ ،‬رمزا لكم ف الحياء والنهوض والصلح؟"‪.‬‬
‫ظل مضيفي صامتا‪ ..‬كان الثلج قد بدأ ف التساقط خارجا‪ ،‬وشعرت مرة أخرى بوجة من‬
‫السى متلطة مع تلك السعادة الداخلية الت شعرت با ونن نقترب من ده زاني أحسست‬
‫بالعظمة الت كانت عليها تلك المة‪ ،‬وبالزي الذي يغلف ورثتها العاصرين‪.‬‬
‫أردفت مكملً أسئلت " قل ل كيف دفن علماؤكم اليان الذي أت به نبيكم بصفائه ونقائه؟‬
‫كيف حدث أن نبلءكم وكبار ملك أراضيكم يغرقون ف ملذات بينما يغرق أغلب السلمي‬
‫ف الفقر‪ ..‬مع أن نبيكم علمكم أنه ل يؤمن أحدكم أن يشبع وجاره جائع؟‪.‬‬
‫هل يكن أن تفسر ل كيف دفعتم النساء إل هامش الياة مع أن النساء ف حياة الرسول –‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ -‬والصحابة ساهن ف شؤون حياة أزواجهن؟ كان مضيفي مازال يملق‬
‫فّ دون كلمة‪ ،‬وبدأت أعتقد أن انفجاري ربا سبب له ضيقا‪ ،‬ف النهاية جذب الاكم ثوبه‬
‫‪263‬‬
‫الصفر الواسع وأحكمه حول جسمه‪ ..‬ث هس " ولكن أنت مسلم" ضحكت وأجبته" كل‬
‫لست مسلما ولكن رأيت الوانب العظيمة ف رسالة السلم ما يعلن أشعر بالغضب وأنا‬
‫أراكم تضيعونه‪ ،‬سامن إن تدثت بدة‪ ،‬أنا لست عدوا على أي حال " إل أن مضيفي هز‬
‫رأسه قائلً ‪ " :‬كل أنت كما قلت لك مسلم إل أنك ل تعلم ذلك‪ ،‬لاذا ل تعلن الن هنا‪:‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وأن ممد رسول ال‪ ،‬وتصبح مسلما بالفعل بدلً من أن تكون مسلما‬
‫بقلبك فقط " قلت له‪ " :‬لو قلتها ف أي وقت فسأقولا عندما يستقر فكري عليها ويستريح‬
‫لا " استمر إصرار الاكم‪ :‬ولكنك تعرف عن السلم أكثر ما يعرفه أي واحد منا‪ ،‬ما الذي‬
‫ل تعرفه أو تفهمه بعد؟ " قلت له‪ " :‬المر ليس مسألة فهم بل أن أكون مقتنعا‪ ،‬أن أقتنع أن‬
‫القرآن الكري هو كلمة ال‪ ،‬وليس ابتداعا ذكيا لعقلية بشرية عظيمة" ول تح كلمات‬
‫صديقي الفغان من ذهن على مدى شهور طويلة" [‪.]376-375‬‬

‫(‪)5‬‬
‫بعد شهور من هذه الادثة كان ينطق بالشهادة أمام رئيس رابطة السلمي ف برلي كان قد‬
‫رجع إل أوروبا من رحلته الثانية الت استغرقت عامي من التجوال ف العال السلمي فعرف‬
‫أن اسه أصبح من الساء العروفة‪ ..‬وأنه أصبح واحدا من أشهر مراسلي الصحف وسط‬
‫أوروبا‪ ،‬بعض مقالته لقيت ما يفوق العتراف بأهيتها‪ ،‬وتلقى دعوة للقاء سلسلة من‬
‫الحاضرات ف أكاديية الغرافيا السياسية ف برلي‪ ،‬ول يدث كما قيل أن رجلً ف مثل سنه‬
‫(السادسة والعشرين) قد حقق ذلك التميز‪ ،‬وأعيد نشر مقالته الخرى ف صحف كثية حت‬
‫إن واحدة من تلك القالت نشرت ف ثلثي مطبوعة متلفة‪.‬‬
‫ولكن بعد عودته واتصاله من جديد بأصدقاء الفكر والثقافة ف برلي‪ ،‬ومناقشته معهم قضية‬
‫السلم‪ ،‬أحس أنه وإياهم ل يعودوا يتحدثون من النطلقات الفكرية نفسها‪ ،‬شعر بأن من‬
‫يرون منهم أن الديان القدية أصبحت شيئا من الاضي وهم الغلبية ومن كانوا ل يرفضون‬
‫الديان رفضا كليا‪ ،‬كانوا كلهم ييلون بل سبب إل تبن الفهوم الغرب الشائع الذي يرى أن‬
‫السلم يهتم بالشؤون الدينية وتنقصه الروحانيات الت يتوقع الرء أن يدها ف أي دين "ما‬

‫‪264‬‬
‫أدهشن بالفعل أن اكتشف أن ذلك الانب من السلم هو ما جذبن إليه من أول لظة وهو‬
‫عدم الفصل بي الوجود الادي والوجود الروحي للبشر‪ ،‬وتأكيد السببية العقلية سبيلً لليان‪،‬‬
‫وهو الانب ذاته الذي يعترض عليه مفكروا أوروبا الذين يتبنون السببية العقلية منهجا للحياة‪،‬‬
‫ول يتخلون عن ذلك النهج العقلن إل عندما يرد ذكر السلم‪ ،‬ل أجد أي فرق بي القلية‬
‫الهتمة بالديان والغلبية الت ترى أن الدين أصبح من الفاهيم البالية الت عفا عليها الزمن‪،‬‬
‫أدركت مع الوقت مكمن الطأ ف منهج كل منهما ‪ ،‬أدركت أن مفاهيم من تربوا ف‬
‫أحضان الفكار السيحية ف أوروبا ‪ ...‬تبنوا مفهوما يسود بينهم جيعا‪ ،‬فمع طول تعود‬
‫أوروبا نسق التفكي السيحي تعلّم حت اللدينيي أن ينظروا إل أي دين آخر من خلل‬
‫عدسات مسيحية فيون أي فكر دين صالا لن يكون دينا إذا غلفته مسحة غامضة خارقة‬
‫للطبيعة تبدو خافية وفوق قدرة العقل البشري على استيعابا‪ ،‬ومن منظورهم ل يف السلم‬
‫بتلك التطلبات‪ ..‬كنت أوقن بأن ف طريقي إل السلم وجعلن تردد اللحظة الخية أؤجل‬
‫الطوة النهائية الت ل مفر منها‪ ،‬كانت فكرة اعتناق السلم تثل ل عبور قنطرة فوق هاوية‬
‫تفصل بي عالي متلفي تاما قنطرة طويلة حت إن الرء عليه أن يصل إل نقطة اللعودة أولً‬
‫قبل أن يتبي الطرف الخر للقنطرة‪ ،‬كنت أعي أن لو اعتنقت السلم لضطررت إل خلع‬
‫نفسي نائيا من العال الذي ولدت ونشأت فيه‪ ،‬ل تكن هناك حلول أخرى‪ ،‬فلم يكن مكنا‬
‫لمرئ مثلي أن يتبع دعوة ممد – صلى ال عليه وسلم‪ -‬ويظل بعدها متفظا بروابطه مع‬
‫متمع يتصف بثنائية الفاهيم التعارضة والتناقضة‪ ،‬كان سؤال الخي الذي كنت مترددا أمامه‬
‫هو ‪ :‬هل السلم رسالة من عند ال أم أنه حصيلة حكمة رجل عظيم؟" [‪.]289-287‬‬
‫ول يكث غي بعيد حت جاءت الجابة‪ ،‬لقد اتصل من جديد بياة الغرب مباشرة‪ ،‬ورأى‬
‫مبلغ التعاسة والشقاء الذي يعانيه الغربيون ولكنهم ل يعونه أو ل يعون سببه‪ ،‬كان ف القطار‬
‫مع زوجته‪ ،‬وشغل نفسه بالتطلع إل وجوه الناس "بدأت أتطلع حول إل الوجوه‪ ..‬كانت‬
‫جيعا وجوها تنتمي إل طبقة تنعم بلبس ومأكل جيدين ولكنها كانت تشي بتعاسة داخلية‬
‫عميقة ومعاناة واضحة على اللمح تعاسة عميقة حت إن أصحابا ل يدركوا ذلك‪ ..‬كنت‬
‫أوقن بأنم غي واعي وإل لا استمروا ف إهدار حياتم على هذا النوال من دون أي تاسك‬
‫‪265‬‬
‫داخلي ومن دون هدف أسى من مرد تسي معيشتهم ومن دون أمل يزيد على الستحواذ‬
‫الادي الذي من المكن أن يقق لم مزيدا من السيطرة" [‪.]290‬‬
‫جاءت الجابة حي قرأ القرآن فور عودته إل بيته – وكانت تلك التجربة الت مر با ف‬
‫القطار ل تزال حية ف تفكيه‪.‬‬
‫"وقفت لظات مشدوها وأنا أحبس أنفاسي‪ ،‬وأحسست أن يدي ترتفان‪ ،‬فقد كان القرآن‬
‫يتضمن الجابة‪ ..‬إجابة حاسة قضت على شكوكي كلها وأطاحت با بل رجعة‪ ،‬أيقنت‬
‫يقينا تاما أن القرآن ‪ ..‬من عند ال" [‪.]291‬‬

‫‪266‬‬
‫(‪)6‬‬
‫بعد إسلمه بست سنوات كان يقطع الصحراء الكبى قادما من " قصر عثيمي" على الدود‬
‫السعودية العراقية وقاصدا مكة‪ ،‬كانت رحلة مليئة بالفاجأة والغامرة لقد أشرف فيها على‬
‫الوت‪.‬‬
‫وكتب كتابه " الطريق إل مكة " يقص فيه التفاصيل الثية لذه الرحلة‪ ،‬ويقص معها تفاصيل‬
‫رحلة أخرى رحلة روحه إل مكة‪ ،‬رحلتها إل السلم‪.‬‬

‫كل ما سبق من معلومات واقتباسات أخذ من هذه القصة الرائعة‪.‬‬

‫الصدر ‪ :‬السلم اليوم‬

‫‪-46‬الستاذة الامعية الدكتورة الروسية آل أولينيكوفا‬

‫أنا روسية ‪ ،‬ولدت ف مدينة ( ليني غراد ) – ميناء ليني – ذلك الشيوعي الذي قتل آلف‬
‫السلمي ف المهوريات السلمة ف التاد السوفييت السابق ‪.‬‬
‫تعلمت وواصلت الدراسة ف أسرة فقية ل يكن لا من زاد سوى صيد الساك الت عمل با‬
‫والدي من قدي ‪.‬‬
‫درست الطب ف موسكو وترجت ‪ ،‬ث حصلت على الاجستي فالدكتوراه ‪ ،‬ودرست بعدها‬
‫ف جامعات موسكو وكييف وليني غراد‪.‬‬
‫حيات ف ظل الشيوعية كانت سيئة جدا ‪ ،‬ل تتفق وفطرة النسان ف العيش برية وأمان‬
‫ورفاه ‪.‬‬
‫كنت ف داخلي ثائرة على الوضع ‪ ،‬لكنن ل أكن أستطيع الكلم ‪ ،‬مثل سائر الناس ‪ ،‬وإل‬
‫كان الصي هو القتل ‪ ،‬أو النفي لسيبييا ‪ ،‬أو السجن أو التعذيب ‪.‬‬
‫كانت حياتنا جحيما مستعرا ‪ ،‬ظلما واستعبادا وقهرا ‪ ،‬وإجبارا على حياة ل توافق فطرة‬
‫البشر ‪ ،‬ومنعا من العبادة ‪ ،‬وإجبارا على الكفر واللاد ‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫نن نعلم عن السلم أكثر ما يعرفه الغربيون لسباب أهها قربنا من الجتمعات السلمة ‪،‬‬
‫ولن التاد السوفييت كان يضم قرابة ‪ 60‬مليون مسلم ‪ ،‬وهؤلء يعملون معنا ف متلف‬
‫مراكز الدولة ‪.‬‬
‫عرفت السلم من بعض السلمي العاملي معنا ‪ ،‬ولحظته ف تصرفات الطلبة الوافدين من‬
‫الدول السلمية مثل ‪ :‬سورية والكويت وليبيا واليمن والعراق ‪.‬‬
‫تعرفت على السلم أكثر من خلل طالب سوري من حص كان يدرس الطب ف جامعة‬
‫كييف ‪ ،‬إذ ل يكن يشرب المر ‪ ،‬ول يأكل لم النير ‪ ،‬ول يقيم علقات مع النساء ‪،‬‬
‫وكانت أخلقه عالية جدا ‪ ،‬فقد كان أمينا وصادقا ‪ ،‬وكان يسكن منل متواضعا يقول عنه ‪:‬‬
‫هذا منل ومسجدي ‪.‬‬
‫شدن هذا الطالب السلم بأخلقه ‪ ،‬وتعامله الهذب ‪ ،‬ليؤكد أن هذه هي أخلق السلم ‪،‬‬
‫ولقد أهدان كتبا عن السلم قرأتا جيدا فزادت معرفت به ‪.‬‬
‫ف عام ‪ 1992‬م تركت العمل مؤقتا وسافرت إل سورية حيث التحقت بكلية الدعوة ‪،‬‬
‫ودرست السلم فيها ‪ ،‬وترجت عام ‪ 1995‬لعلن إسلمي ‪.‬‬
‫السلم دين عظيم ‪ ،‬وهو ف بلدنا من قبل ألف عام ‪ ،‬بينما ل تعش الشيوعية أكثر من‬
‫سبعي عاما ‪.‬‬
‫لحظت الخوة والحبة بي السلمي وتبادل النصح ‪.‬‬
‫يزداد تلي السلم ف رمضان حيث النظام والصب والودة الت تفتقدها الجتمعات غي‬
‫السلمة على إطلقها ‪.‬‬
‫السلم يراعي الدنيا والخرة ‪ ..‬وهذا يلئم الطبيعة البشرية ‪.‬‬
‫بعد ارتدائي الجاب أحاول عدم الختلط بالرجال قدر الستطاع‪.‬‬
‫أنا الن بصدد وضع كتاب عن السلم بالروسية ‪ ،‬وسوف أحاول تعريف الميع بذا الدين‬
‫العظيم ‪ ،‬الذي رأيت من خلله النور ‪.‬‬
‫لو عرف متمعنا السلم جيدا وطبقه لنقذه من الرية والفساد والافيا والخدرات والدعارة‬
‫والبطالة ‪ ..‬لن السلم يرم ويارب كل ما يضر بالنفس وبالخرين ‪.‬‬
‫‪268‬‬
‫السلم هو اللص للبشرية ‪ ،‬والشاف لا من أمراض العصر ‪ ،‬وفيه الل لشكلت‬
‫الجتمعات الختلفة ‪.‬‬
‫لقد سقطت الشيوعية ف مزبلة التاريخ على الرغم من كل ما أحاطوها به من دعايات ‪.‬‬
‫بقي السلم الذي حاول الشيوعيون طمسه ‪ ،‬بل تعاظم دوره واتسعت رقعته اليوم ف روسيا‬
‫وغي روسيا ‪ ،‬وف هذا درس وعبة لن أراد أن يعتب ‪.‬‬

‫أستاذة جامعية درست الطب ف ثلث جامعات‬

‫‪-47‬الشهيدة الفكرة السبانية ماريا ألسترا‬

‫ولدت ف الندلس عام ‪1949‬م ‪ ،‬حصلت على إجازة ف الفلسفة وعلم النفس من جامعة‬
‫مدريد ‪ ،‬واعتنقت السلم عام ‪1978‬م ‪ ،‬وكانت تدير مركز التوثيق والنشر ف الجلس‬
‫السلمي ‪ ،‬استشهدت ف غرناطة عام ‪1998‬م على يد حاقد إسبان بعد لظات من إناز‬
‫مقالا (مسلمة ف القرية العالية) ‪ .‬وما كتبت ف هذا القال الخي ‪" :‬إنن أؤمن بال الواحد ‪،‬‬
‫وأؤمن بحمد نبيا ورسولً ‪ ،‬وبنهجه نج السلم والي … وف السلم يولد النسان نقيا‬
‫وحرا دون خطيئة موروثة ليقبل موقعه وقَدره ودوره ف العال" ‪" .‬إن المة العربية ينتمي‬
‫بعض الناس إليها ‪ ،‬أما اللغة العربية فننتمي إليها جيعا ‪ ،‬وتتل لدينا مكانا خاصا ‪ ،‬فالقرآن‬
‫قد نزل بروفها ‪ ،‬وهي أداة التبليغ الت استخدمها الرسول ممد *" ‪" .‬تُعد التربية اليوم أكثر‬
‫من أي وقت آخر ‪ ،‬شرطا ضروريا ضد الغرق ف الحيط العلمي ‪ ،‬فصحافتنا موبوئة بأخبار‬
‫رهيبة ‪ ،‬لن الواطن الذعور سيكون أسلس قيادا ‪ ،‬وسيعتقد خاشعا با يُمليه العَقَديّون ! ‪-‬‬
‫عن مقال (مسلمة ف القرية العالية) ترجة صلح يياوي ‪ ،‬ملة (الفيصل) العدد (‪)291‬‬
‫عام ‪2000‬م ‪ -‬رحها ال وأدخلها ف عباده الصالي ‪.‬‬

‫صَبورة أُوريبة (ماريا ألسترا)‬

‫‪269‬‬
‫‪-48‬الكاتبــة المريكية مارجريت ماركوس‬

‫أمريكية من أصل يهودي ‪ ،‬وضعت كتبا منها (السلم ف مواجهة الغرب) ‪ ،‬و(رحلت من‬
‫الكفر إل اليان) و(السلم والتجدد) و(السلم ف النظرية والتطبيق) ‪ .‬تقول ‪" :‬لقد وضع‬
‫السلم حلولً لكل مشكلت وتساؤلت الائرة حول الوت والياة وأعتقد أن السلم هو‬
‫السبيل الوحيد للصدق ‪ ،‬وهو أنع علج للنفس النسانية"‪" .‬منذ بدأت أقرأ القرآن عرفت أن‬
‫الدين ليس ضروريا للحياة فحسب ‪ ،‬بل هو الياة بعينها ‪ ،‬وكنت كلما تعمقت ف دراسته‬
‫ازددت يقينا أن السلم وحده هو الذي جعل من العرب أمة عظيمة متحضرة قد سادت‬
‫العال"‪" .‬كيف يكن الدخول إل القرآن الكري إل من خلل السنة النبوية ؟! فمن يكفر‬
‫بالسنة ل بد أنه سيكفر بالقرآن" ‪" .‬على النساء السلمات أن يعرفن نعمة ال عليهن بذا‬
‫الدين الذي جاءت أحكامه صائنة لرماتن ‪ ،‬راعية لكرامتهن ‪ ،‬مافظة على عفافهن وحياتن‬
‫من النتهاك ومن ضياع السرة"‪-‬عن(مقدمات العلوم والناهج) للعلمة أنور الندي ( ملد‬
‫‪ /6‬ص ‪.-) 199‬‬

‫مريــم جيلــة (مارجريت ماركوس)‬

‫‪-49‬الكاتبة البيطانية ايفلي كوبلد‬

‫شاعرة وكاتبة ‪ ،‬من كتبها (البحث عن ال) و(الخلق) ‪ .‬تقول ‪" :‬يصعب عليّ تديد‬
‫الوقت الذي سطعت فيه حقيقة السلم أمامي فارتضيته دينا ‪ ،‬ويغلب على ظن أن مسلمة‬
‫منذ نشأت الول ‪ ،‬فالسلم دين الطبيعة الذي يتقبله الرء فيما لو تُرك لنفسه"‪".‬لا دخلت‬
‫السجد النبوي تولّتن رعدة عظيمة ‪ ،‬وخلعت نعلي ‪ ،‬ث أخذت لنفسي مكانا قصّيا صليت‬
‫فيه صلة الفجر ‪ ،‬وأنا غارقة ف عال هو أقرب إل الحلم … رحتك اللهم ‪ ،‬أي إنسان‬
‫بعثت به أمة كاملة ‪ ،‬وأرسلت على يديه ألوان الي إل النسانية !"‪.‬‬
‫وقــلــــت أســارعُ ألقــى النبــيّ‬

‫‪270‬‬
‫تعطّرت ‪ ،‬لكن بعطرِ الدينـــ ْه‬
‫وغامـــت رؤايَ وعــدتُ ســـوايَ‬
‫ت روحا بسمي سجينهْ‬ ‫وأطلق ُ‬
‫ت السماء‬ ‫سجدتُ ‪ ،‬سوتُ ‪ ،‬عب ُ‬
‫وغادرتُ جسمي الكثيف وطينهْ‬
‫مدينـــةُ حِبّـــي مــراحٌ لقلــبـــي‬
‫سـناءٌ ‪ ،‬صفاءٌ ‪ ،‬نقــاءٌ ‪ ،‬ســكينهْ‬
‫(ديوان (أحبك رب) د‪.‬عبد العطي الدالت ص (‪))45‬‬
‫"ل نُخلق خاطئي ‪ ،‬ولسنا ف حاجة إل أي خلص من السيح عليه السلم ‪ ،‬ولسنا باجة‬
‫إل أحد ليتوسط بيننا وبي ال الذي نستطيع أن نُقبل عليه بأي وقت وحال"‬

‫*الصدر‪" :‬من كتاب " ربت ممدا ول أخسر السيح" د‪.‬عبدالعطي الدالت‬

‫من مقولتا ف كتابا البحث عن ال‪:‬‬


‫"‪ ..‬وذكرتُ أيضًا ما جاء ف القرآن عن خلق العال وكيف أن ال سبحانه وتعال قد خلق من‬
‫كل نوع زوجي‪ ،‬وكيف أن العلم الديث قد ذهب يؤيد هذه النظرية بعد بوث مستطيلة‬
‫ودراسات امتدت أجيالً عديدة" ( البحث عن ال ‪ ،‬ص ‪.)45‬‬

‫"إن أثر القرآن ف كل هذا التقدم [الضاري السلمي] ل ينكر‪ ،‬فالقرآن هو الذي دفع‬
‫العرب إل فتح العال‪ ،‬ومكّنهم من إنشاء إمباطورية فاقت إمباطورية السكندر الكبي‪،‬‬
‫والمباطورية الرومانية سعة وقوة وعمرانًا وحضارة‪ ( "..‬البحث عن ال ‪ ،‬ص ‪.)51‬‬

‫"الواقع أن جل القرآن‪ ،‬وبديع أسلوبه أمر ل يستطيع له القلم وصفًا ول تعريفًا‪ ،‬ومن القرر أن‬
‫تذهب الترجة بماله وروعته وما ينعم به من موسيقى لفظية لست تدها ف غيه من الكتب‪.‬‬
‫ولعل ما كتبه الستشرق جوهونسن بذا الشأن يعب كل التعبي عن رأي مثقفي الفرنة وكبار‬
‫‪271‬‬
‫مفكريهم قال‪( :‬إذا ل يكن شعرًا‪ ،‬وهو أمر مشكوك به‪ ،‬ومن الصعب أن يقول الرء بأنه من‬
‫الشعر أو غيه‪ ،‬فإنه ف الواقع أعظم من الشعر‪ ،‬وهو إل ذلك ليس تاريًا ول وصفًا‪ ،‬ث هو‬
‫ليس موعظة كموعظة البل ول هو يشابه كتاب البوذيي ف شيء قليل أو كثي‪ ،‬ول خطبًا‬
‫فلسفية كمحاورات أفلطون‪ ،‬ولكنه صوت النبوة يرج من القلوب السامية‪ ،‬وإن كان عاليًا‬
‫ف جلته‪ ،‬بعيد العن ف متلف سوره وآياته‪ ،‬حت إنه يردد ف كل الصقاع‪ ،‬ويرتل ف كل‬
‫بلد تشرق عليه الشمس"‬
‫( البحث عن ال ‪ ،‬ص ‪.)112 – 111‬‬

‫"أشار الدكتور مارديل الستشرق الفرنسي الذي كلفته الكومة الفرنسية بترجة بعض سور‬
‫القرآن‪ ،‬إل ما للقرآن الكري من مزايا ليست توجد ف كتاب غيه وسواه فقال‪( :‬أما أسلوب‬
‫القرآن فإنه أسلوب الالق عز وجل وعل‪ ،‬ذلك أن السلوب الذي ينطوي عليه كنه الكائن‬
‫الذي يصدر عنه هذا السلوب ل يكون إل إليًا‪ .‬والق والواقع أن أكثر الكتاب ارتيابًا وشكًا‬
‫قد خضعوا لتأثي سلطانه وسحره‪ ،‬وأن سلطانه على مليي السلمي النتشرين على سطح‬
‫العمور لبالغ الدّ الذي جعل أجانب البشرين يعترفون بالجاع بعدم إمكان إثبات حادثة‬
‫واحدة مققة ارتد فيها أحد السلمي عن دينه إل الن‪ .‬ذلك أن هذا السلوب‪ ..‬الذي يفيض‬
‫جزالة ف اتساق منسق متجانس‪ .‬كان له الثر العميق ف نفس كل سامع يفقه اللغة العربية‪،‬‬
‫لذلك كان من الهد الضائع الذي ل يثمر أن ياول الرء [نقل] تأثي هذا النثر البديع الذي ل‬
‫يسمع بثله بلغة أخرى‪ ( "..‬البحث عن ال ‪ ،‬ص ‪.)113 – 112‬‬

‫"الواقع أن للقرآن أسلوبًا عجيبًا يالف ما كانت تنهجه العرب من نظم ونثر‪َ ،‬فحُسنُ تأليفه‪،‬‬
‫والتئام كلماته‪ ،‬ووجوه إيازه‪ ،‬وجودة مقاطعه‪ ،‬وحسن تدليله‪ ،‬وانسجام قصصه‪ ،‬وبديع‬
‫أمثاله‪ ،‬كل هذا وغيه جعله ف أعلى درجات البلغة‪ ،‬وجعل لسلوبه من القوة ما يل القلب‬
‫روعة‪ ،‬ل يل قارئه ول يلق بترديده‪ ..‬قد امتاز بسهولة ألفاظه حت قلّ أن تد فيها غريبًا‪،‬‬
‫وهي مع سهولتها جزلة عذبة‪ ،‬وألفاظه بعضها مع بعض متشاكلة منسجمة ل ُتحِسّ فيها لفظًا‬

‫‪272‬‬
‫نابيًا عن أخيه‪ ،‬فإذا أضفت إل ذلك سوّ معانيه أدركت بلغته وإعجازه" ( البحث عن ال ‪،‬‬
‫ص ‪.)113‬‬

‫‪-50‬العالة الكندية صوف بوافي‬

‫ماجستي ف تعليم الفرنسية والرياضيات ‪.‬‬


‫تثل قصة إسلم السيدة (سلمى بوافي) نوذجا للرحلة الفكرية الشاقة الت مر با سـائر الذين‬
‫اعتنقوا السلم ‪ ،‬وتثل نوذجا للرادة القوية ‪ ،‬والشـجاعة الفكرية وشجاعة الفكر أعظم‬
‫شجاعة ‪ .‬تروي السيدة سلمى قصة اهتدائها إل السلم فتقول باعتزاز ‪" :‬ولدت ف مونتريال‬
‫بكندا عام ‪ 1971‬ف عائلة كاثوليكية متدينة ‪ ،‬فاعتدت الذهاب إل الكنيسة ‪ ،‬إل أن‬
‫بلغت الرابعة عشرة من عمري ‪ ،‬حيث بدأت تراودن تساؤلت كثية حول الالق وحول‬
‫الديان ‪ ،‬كانت هذه التساؤلت منطقية ولكنها سهلة ‪ ،‬ومن عجبٍ أن تصعب على الذين‬
‫كنت أسألم ! من هذه الســئلة ‪ :‬إذا كان ال هــو الذي يضــر وينفع ‪ ،‬وهو‬
‫الذي يعطي وينع ‪ ،‬فلماذا ل نسأله مباشرة ؟! ولاذا يتحتم علينا الذهاب إل الكاهن كي‬
‫يتوسط بيننا وبي من خلقنا ؟! أليس القادر على كل شيء هو الول بالسؤال ؟ أسئلة كثية‬
‫كهذه كانت تُلحّ علي ‪ ،‬فلمّا ل أتلق الجوبة القنعة عنها توقفت عن الذهاب إل الكنيسة ‪،‬‬
‫ول أعد للستماع لقصص الرهبان غي القنعة ‪ ،‬والت ل طائل منها ‪ .‬لقد كنت أؤمن بال‬
‫وبعظمته وبقدرته ‪ ،‬لذلك رحت أدرس أديانا أخرى ‪ ،‬دون أن أجد فيها أجوبة تشفي‬
‫تساؤلت ف الياة ‪ ،‬وبقيت أعيش الية الفكرية حت بدأت دراست الامعية‪ ،‬فتعرفت على‬
‫شاب مسلم تعرفت من خلله على السلم‪ ،‬فأدهشن ما وجدت فيه من أجوبة مقنعة عن‬
‫تساؤلت الكبى ! وبقيت سنة كاملة وأنا غارقة ف دراسة هذا الدين الفذ ‪ ،‬حت استول حبه‬
‫على قلب ‪ ،‬والنظر الجل الذي جذبن إل السلم هو منظر خشوع السلم بي يدي ال ف‬
‫الصلة ‪ ،‬كانت تبهرن تلك الركات العبة عن السكينة والدب وكمال العبودية ل تعال ‪.‬‬
‫فبدأت أرتاد السجد ‪ ،‬فوجدت بعض الخوات الكنديات اللوات سبقنن إل السلم المر‬

‫‪273‬‬
‫الذي شجعن على الضي ف الطريق إل السلم ‪ ،‬فارتديت الجاب أولً لختب إرادت ‪،‬‬
‫وبقيت أسبوعي حت كانت لظة النعطاف الكبي ف حيات ‪ ،‬حي شهدت أن ل إله إل ال‬
‫وأن ممدا رسول ال ‪ .‬إن السلم الذي جعن مع هذا الصديق السلم ‪ ،‬هو نفسه الذي‬
‫جعنا من بعد لنكون زوجي مسلمي ‪ ،‬لقد شاء ال أن يكون رفيقي ف رحلة اليان هو‬
‫رفيقي ف رحلة الياة" ‪.‬‬

‫‪‬الصدر‪" :‬من كتاب " ربت ممدا ول أخسر السيح" د‪.‬عبدالعطي الدالت‬

‫‪-51‬الفيلسوف الفرنسي رينيه جينو‬

‫عبدالواحد ييي (رينيه جينو) عال وفيلسوف وحكيم ‪ ،‬درس الديان عامة ‪ ،‬ث اعتنق السلم‬
‫‪ ،‬فأحدث إسلمه ضجة كبى ف أوربة وأمريكا ‪ ،‬وكان سببا ف دخول الكثيين إل السلم‬
‫‪.‬‬
‫ألف الكثي من الكتب منها (أزمة العال الديث) و(الشرق والغرب) و(الثقافة السلمية‬
‫وأثرها ف الغرب) ‪ ،‬كما أصدر ملة ساها (العرفة)‪.‬‬
‫وقد ترجت كتبه إل كثي من اللغات الية ‪ ،‬وبسبب قدرة أفكاره على الكتساح فقد‬
‫حرّمت الكنيسة قراءة كتبه ! ولكنها كتبه انتشرت ف جيع أرجاء العال ‪.‬‬
‫ومن تأثر بكتاباته الكاتب الفرنسي الشهور أندريه جيد الذي كتب يقول ‪:‬‬
‫" لقد علمتن كتب جينو الكثي ‪ ،‬وإن آراءه ل تُنقَض" ‪.‬‬
‫يقول عبد الواحد يي ‪:‬‬
‫"أردت أن أعتصم بنص ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه ‪ ،‬فلم أجد بعد دراسة‬
‫عميقة ‪ ،‬سوى القرآن"‪.‬‬
‫"لقد ابتعدت أوربة عن طريق ال فغرقت ف النلل والدمار اللقي واللاد‪ ،‬ولول علماء‬
‫السلم لظل الغربيون يتخبطون ف دياجي الهل والظلم" ‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫‪-52‬الباحثة المريكية بربارا براون‬

‫كانت الكاتبة المريكية "بربارا براون" من بي النضمي ال رحاب السلم‪ ،‬ف التسعينات‪.‬‬
‫وبذا تكون قد توصّلت ال السلم الداخليّ مع نفسها‪ ،‬وطوت صفحة من حياتا دامت مدة‬
‫سبع وثلثي سنة كانت تائهة ف ضباب الرتياب بصوص ال والطريقة الصحيحة لعبادته‪،‬‬
‫حتّى استطاعت ف عام ‪1991‬م أن تكتشف السلم‪ ،‬على حسب تعبيها‪.‬‬
‫ت كمسيحيّة‬ ‫وعن نشأتا كمسيحيّة وخلفيّات توّلا ال السلم تقول براون‪" :‬لقد نشأ ُ‬
‫وترعرعتُ ف كنف طائفة بروتستانتيّة تُعرف بـ "عقيدة السيحية الصلحية‬
‫‪ ،CHRISTIAN REFORMED FAITH‬ورغم اللفية الدينيّة الشاملة‪:‬‬
‫صلة ف الكنيسة مرتي كلّ يوم أحد وف العطلت‪ ،‬وتعليم مسيحي خاص يوم الحد‪،‬‬
‫ومدارس صيفيّة لدراسة الكتاب القدّس‪ ،‬ومعسكرات دينيّة‪ ،‬ودروس عقائديّة كنسيّة‬
‫ومموعات شباب مسيحيّة‪ ،‬فقد وجدتُ نفسي أواجه أسئلة عديدة‪ ،‬بصوص اُسس عقيدت‪،‬‬
‫ل يستطيع أي شخص ول أيّة طريقة من التعليم الدينّ أن تيب عليها‪ .‬ولدّة سبع وثلثي‬
‫سنة‪ ،‬كنتُ تائهة ف ضباب هذا الرتياب بصوص ال والطريقة الصحيحة لعبادته حتّى‬
‫استطعت ف عام ‪1991‬م أن أكتشف السلم"‪.‬‬
‫وتواصل الكاتبة المريكية كلمها‪:‬‬
‫"لقد كان نزاع (عاصفة الصحراء) ف الشرق الوسط على أشدّه‪ .‬وبوار كتب استراتيجيّة‬
‫الروب والسلحة ف مكتبة مليّة‪ ،‬كان هناك كتاب صغي عنوانه (فَهمُ السلم) (‬
‫‪ ،)UNDERSTANDING ISLAM‬وتصفّحت الكتاب بنفس فضول البعض‪،‬‬
‫ف ذلك الوقت‪ ،‬حول هذا الدّين (الغامض) من الشرق الوسط‪ ،‬وتوّل الفضول بسرعة ال‬
‫اندهاش‪ ،‬عندما عرفتُ من خلل صفحات ذلك الكتاب أنّ السلم أعطان الجوبة لتلك‬
‫السئلة الت كانت تنتابن طيلة تلك السني _ول أضيّع كثيا ف الوقت _ لقد أصبحتُ‬

‫‪275‬‬
‫مسلمة‪ .‬وأخيا فلقد توصّلتُ ال ذلك الدف‪ ،‬وهو أن أكون ف سلم داخلي نفسي‬
‫بصوص علقت مع ال"‪.‬‬
‫با أنّ ال قد وهبها المكانيّة لن تُعبّر عن نفسها وأفكارها ببلغة على صفحات الورق‪،‬‬
‫فانّها حاولت أن تُخاطب الخرين الذين يعانون من نفس تلك الشكوك الت تطوف ف‬
‫ميّلتم بصوص الدّين؛ وكان المل الذي يدوها هو كما تقول‪:‬‬
‫"انّن ربّما أستطيع أن أوجّههم نو بعض الجوبة‪ .‬أنّ الادّة الت أقدّمها هنا يكن أن تفاجىء‬
‫البعض وربا تصدمهم عندما يقرؤونا‪ ،‬ولكن البحث عن القيقة ليس سهلً‪ ،‬وخصوصا ف‬
‫مواجهة العقائد والبادىء الت اعتنقناها لماد طويلة"‪.‬‬
‫وف هذا التاه‪ ،‬بدأت عملها بكتابة بعض القالت‪ ،‬وأبرزها‪:‬‬
‫‪ _1‬ثلثة ف واحد‪ :‬نظرة ال العقيدة السيحيّة ف التثليث‪ ،‬وقد طُبعت ف بداية عام‬
‫‪ ،1993‬من قِبَل مدرسة شيكاغو الفتوحة ‪THE OPEN SCHOOL OF.‬‬
‫‪CHIAGO‬‬
‫‪ _2‬مقالة عنوانا‪ :‬نظرة عن قرب نو الدّيانة السيحيّة‪ ،‬وهي دراسة عن العقائد السيحيّة‪.‬‬
‫‪ _3‬مقالة عنوانا‪ :‬حالة ف الفساد‪ ،‬وهي دراسة ف تريف النص ف الكتاب القدّس‪.‬‬
‫وفـي آذار (مارس) ‪1993‬م‪ ،‬أقدمت الكاتبـة "بربارا براون" علـى تميـع القالت‬
‫النفة الذكـر مـع بوث اضافية (لنّها واظبت على الكثار من القراءة) وطبعتها ف كتاب‬
‫صـدر بالنليزيّة عـام ‪1993‬م تت عنوان‪A CLOSER LOOK AT( :‬‬
‫‪ . )CHRISTLANITY‬وتُرجم ال العربية عام ‪1995‬م‪ ،‬بعنوان "نظرة عن قرب ف‬
‫السيحيّة"‪.‬‬
‫"أن نكون ف سلم مع أنفسنا بصوص ال‪ :‬هذه ببساطة‪ ،‬هي الفكرة وراء هذا البحث كلّه"‪.‬‬
‫بذه العبارة صدّرت "بربارا براون" مقدّمة كتابا الذكور‪ ،‬ومضت بالقول‪" :‬أ ّن الكثي منّا‬
‫يعيش حياته راضيا بقبول الشياء (كما هي)‪ ،‬فنضرب صفحا عن السئلة الصغية النكّدة‬
‫والشكوك الت تتوارد على أذهاننا وخصوصا ف القضايا التعلّقة بالدّين‪ .‬نعم انّنا نستطيع أن‬

‫‪276‬‬
‫نضي هكذا ف رحلة الياة‪ ،‬ولكنّنا ل نستطيع أبدا أن نصل ال تلك الالة من السّلم داخل‬
‫نفوسنا‪.‬‬
‫والبعض منّا‪ ،‬مع ذلك ل يكتفون أن يأخذوا الشياء بسطحيّة‪ ،‬فيبحثون بدّ عن أجوبة تلك‬
‫السئلة الت تعترضنا ف طريق الياة‪ .‬فنحن نضع موضع التساؤل عقائد آبائنا ولسنا مستعدّين‬
‫لن نقنع بالقبول العمى‪ .‬وهذا الطريق ليس من السّهل أن نسي عليه بأي حال‪ ،‬ولكن‬
‫الكافأة هي الت تستأهل منّا هذا الهد"‪.‬‬
‫وتتتم الكاتبة الهتدية مقدّمة كتابا بالقول‪:‬‬
‫"انّي لمل ف الصفحات التالية أن تُتاح الفرصة للقرّاء ليُبصروا وجهة النظر حول السيحيّة‬
‫كما تيسّر ل أن أفهمها"‪.‬‬
‫وبذه الثقة الكبية والمل الشرق خاضت "بربارا" العديد من القضايا الهمّة والثارات‬
‫السّاسة‪ ،‬على صعيد العتقدات السيحيّة‪ .‬ففي البداية تطالعنا بعنوان "ميثاق يصيبه النراف"‬
‫تُسلّط فيه الضواء السريعة‪ ،‬ولكنّها كاشفة‪ ،‬على مرحلة ارهاصات ظهور السيح‪ ،‬مؤكّدة‪:‬‬

‫لجل أن نفهم الرسالة القيقية للمسيح‪ ،‬يب علينا أن نعود ال التاريخ قبل ظهور السيح‬
‫لنجد لاذا اُرسل السيح أصلً‪ ،‬لتخلص ال أ ّن اليهود قد انرفوا‪ ،‬مرّة أخرى‪ ،‬عن التوحيد‪،‬‬
‫ولكنّ انرافهم عن التوحيد ف هذه الرّة قد تّ تت غطاء كثيف من الطقوس والشعائر‬
‫العقّدة‪ .‬انّ هذا كان هو الوقف السائد ف العال عندما تلقّى عيسى دعوته من ال‪.‬‬
‫وعن "رسالة السيح" السماويّة‪ ،‬وكيف طرأ عليها التغيي أو التحريف فجأة عندما ظهر على‬
‫السرح واعظ ادّعى بأنّه يتكلّم باسم السيح‪ ،‬بعد سنوات قليلة فقط من (رحيل) السيح‪ .‬ذلك‬
‫هو الشاب اليهوديّ "شاؤول" الولود ف طرطوس‪ ،‬والعضو ف طائفة يهوديّة تسمّى الفريسيي‬
‫الت تتميّز بتمسّكها العمى بالظاهر والطقوس‪..‬‬
‫وبالرغم من أنّ الديانة السيحيّة تأخذ اسها من عيسى السيح‪ ،‬فانّ شاؤول الذي غيّر اسه ال‬
‫بولص يب أن يُعتب هو مؤسّسها القيقيّ‪ ..‬والسيحيّون ل ينكرون ذلك أيضا‪ ..‬ولكن هناك‬
‫مشكلة كبية‪ ..‬وهي أنّ تعاليم بولص _الؤسس القيقي للمسيحيّة _ ل يكن العثور عليها‬

‫‪277‬‬
‫ف أيّ مكان من تعاليم عيسى أو ف تعاليم النبياء الذين سبقوه‪ .‬ليس هذا فقط ولكنّ بولص‬
‫ل يكن له إلّ اتصال قليل مع الواريي القيقيي لعيسى والذين كان من المكن أن يوجّهوه‬
‫ال الطريق الصحيح‪ .‬فهؤلء ل يكونوا على وفاق مع تعاليم بولص البتكرة وأخبوه بذلك‬
‫كلّما كان ذلك مكنا‪.‬‬
‫وف النهاية‪ ،‬على أيّ حال‪ ،‬فانّ نوع السيحيّة الت نادى با بولص انّما أحرز فيها النجاح‬
‫بفضل شخصيّته السّاحرة‪ ،‬إضافة ال حقيقة أنّه وأصحابه غلبوا الواريي القيقيي لعيسى ف‬
‫أمور مهمّة كالوجاهة الجتماعيّة والثروة والتعليم‪ ،‬ولذلك حصل على أتباع كثيين من بي‬
‫السكّان غي اليهود‪ .‬فالسيحيّة _ اليهوديّة‪ ،‬أي عقيدة حواريي عيسى ل تكن لا أيّة فرصة‬
‫للنهوض‪.‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬تضي بربارا براون ف إلقاء نظرة من قرب على كلّ البدع الت أدخلها بولص ف‬
‫"ديانته" السيحيّة كالتثليث‪ ،‬والطيئة‪ ،‬وإلوهيّة عيسى وموته‪ ،‬واللص‪ ..‬ال لتنتهي ال أنّ‬
‫السلم هو الدين الق‪ ،‬فهو دين بسيط ليس مدفونا تت تعقيدات غامضة وغي منطقيّة من‬
‫العقائد‪ ،‬وليس ف السلم كهنوت ول قدّيسون ول مراتب دينيّة ول قرابي مقدّسة‪ .‬أنّ‬
‫اللهوت ل مكان له ف السلم‪ ،‬لنّ السلم طريقة حياة وليس حفنة من الكلمات‪.‬‬
‫وهكذا يتضح أن السلم هو الل الناجع الوحيد الذي ل مناص للبشريّة العذّبة أن تأوي‬
‫_ذات يوم _ ال كنفه‪ ،‬طال الوقت أم قصر‪.‬‬

‫‪-53‬أستاذ الفلسفة الامعي الفرنسي روبرت بيجوزيف‬

‫أستاذ سابق للفلسفة بالامعات الفرنسية‪ ،‬وله العديد من الكتب ف مال الفلسفة والتوحيد‪...‬‬
‫اعتنق السلم بعد دراسة جادة مضنية أوصلته إل اقتناع كامل به كدين قائم على التوحيد‬
‫_على عبادة ال الحد‪...‬‬

‫‪278‬‬
‫وعلى حد تعبيه كان من فضل ال عليه أن مَ ّن ال عليه بالسلم مكافأة من ال له على ما‬
‫بذله ف سبيل تصيل العلوم الختلفة‪ ،‬وخاصة اجتهاده ف الفلسفة والتوحيد‪ ،‬فضلً عن إلامه‬
‫الكبي ف متلف فروع العرفة‪.‬‬
‫ويسترسل الدكتور ف حديثه فيقول‪:‬‬
‫"إنه بل شك أن السلم _وهو دين العلم والعرفة _ يدعو معتنقيه إل التزود بالعلم به‪ ،‬ول‬
‫غَروَ ف ذلك‪ ،‬فإن أول آية من القرآن الكري هي قوله تعال لرسوله الكري‪( :‬اقرأ بِاس ِم رَبّكَ‬
‫الّذي خَلَق)‪ .‬والنب الكري يقول‪" :‬اطلبوا العِلمَ ولو كان ف الصي"‪ ،‬فمن تارب الشخصية‬
‫فإن أؤمن إيانا ل يتزعزع بأن الفرد الذي يلص ف أباثه للحصول على العلم ف أي فرع‬
‫من فروعه لدمة الجتمع‪ ،‬ولي البشرية جعاء‪ ،‬فإن ال سبحانه وتعال سيجازيه خي الزاء‬
‫على كل ما يقدمه من خي لجتمعه‪ ،‬فال يقول ف سورة الزلزلة‪:‬‬
‫(فَمن يعمَل مِثقالَ َذرّةٍ خيا يَرَه‪.)...‬‬
‫وبالنسبة ل فإنن ل أكتف بدراست الاصة ف الفلسفة‪ ،‬بل إنن حاولت ف شت فروع‬
‫العرفة‪ ،‬وخاصة ف إثبات وحدانية ال خالق كل شيء‪ ،‬ومدبر كل شيء ف هذا الكون‪ ،‬الذي‬
‫تدده الضارة الادية اللادية الت تكاد تقضي على كل ما توارثته الجيال الاضية والاضرة‬
‫من تقدم وازدهار‪ .‬فسلح العلم وحده ل يُستخدم إل ف الي والبناء‪ ،‬ل ف الدمار والراب‪،‬‬
‫وذلك هو المل لبناء البشرية جعاء للوصول إل القيقة الكبى‪ ،‬وإل خلص العال من‬
‫مشاكله‪.‬‬
‫فالعلم والبحث كانا سببا ف انبثاق إشراقة المل ونور الق‪ ،‬وإنارة الطريق أمامي‪ ..‬ويهدن‬
‫رب إل الصراط الستقيم‪ ،‬ويرشدن إل بر المان‪ ،‬وينقذن من العذاب الشديد الذي كنت‬
‫أعانيه نتيجة الصراع العنيف الذي كان يدور ف نفسي‪ ،‬ول ريب ف هذا الكلم‪ ،‬فإنن أعتقد‬
‫بأن السلم _وهو شريعة ال والق _ معناه السلم‪ ،‬بكل ما تتويه هذه الكلمة من معانٍ‬
‫كبية‪ ،‬وأولا السلم بي الشخص ونفسه‪.‬‬
‫فالنفس _وهي المارة بالسوء _ ل تستطيع أن تسيطر عليها وتوجهها إل خي الفرد‬
‫والجتمع‪ ،‬إل الشريعة السلمية ومبادئها السمحاء‪.‬‬
‫‪279‬‬
‫فالشهادة تعن أن ل طاعة لخلوق ف معصية الالق‪ ..‬تعن أن الناس جيعا متساوون‪ ،‬ل فضل‬
‫لعرب على أعجمي إل بالتقوى‪...‬‬
‫واتصال العبد مباشرة بالقه خس مرات يوميّا _ف صلته _ زادٌ يومي ُي َذكّرَهُ بوجود الالق‪،‬‬
‫ويدعوه إل إتباع ما دَعَا إليه‪ ،‬واجتناب ما نَهى عنه‪( ...‬كُنتم َخيَ أُمّةٍ أخرجَت للنّاسِ تأمُرُونَ‬
‫بالعروفِ وتَنهَونَ عَنِ الُنكَرِ‪.)...‬‬
‫والزكاة تُوحدُ بي القلوب‪ ،‬وتقضي على القد والبغض والسد‪ ،‬فتقرب بي السلمي‬
‫وتعلهم كالبنيان الرصوص يشد بعضه بعضا‪.‬‬
‫وصيام رمضان يعتب تدريبا للنفس لكبح جاحها‪...‬‬
‫وخروج الفرد من زينة الدنيا ف الج يذكره بيوم الشر والساب‪...‬‬
‫فهذه الباديء تستطيع إقامة الجتمع الثال الذي ظل يبحث عنه منذ نشأته‪ ...‬ولذا فإنن أدعو‬
‫كل إنسان أن يبحث عن حقيقة السلم ومبادئه الختلفة‪ ،‬ول يتأثر بالدعاءات الكاذبة الت‬
‫يرددها الغرضون وأصحاب الغراض الشخصية‪ ،‬فالطريق مفتوح أمام كل إنسان للنظر ف‬
‫كتاب ال وسنة رسوله‪ ،‬وليحكم بعد ذلك با يليه عليه ضميه‪.‬‬
‫ث يقول الدكتور الامعي الذي أسلم‪ :‬إن شيئا فعلته بعد اعتناقي للسلم‪ ،‬هو ماولة زيارة‬
‫الدول السلمية لدراسة أحوال معيشتهم‪ ،‬والتعرف عليهم‪ ،‬ولقد سعدت كثيا بزيارة الملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬والكويت‪ ،‬ومصر وغيها‪ ،‬وكنت دائما أحس بالبيئة السلمية الت أفتقدها‬
‫ويفتقدها كل مسلم يعيش ف بلد الغرب‪.‬‬
‫ث يستطرد قائلً‪ :‬إنن الن أقوم بحاولة إعداد كتاب باللغة الفرنسية عن الشريعة السلمية‪،‬‬
‫وتاريخ السلم والسلمي‪ ،‬ودور علماء السلمي الوائل ف العلوم والفنون الختلفة‪.‬‬
‫ث اختتم حديثه وهو ف حالة من النشوة والزهو وهو يقول‪:‬‬
‫أود أن أطلب من السلمي أن يفتخروا بأنم مسلمون‪ ،‬وأن يكونوا خي مثل لذه الشريعة‬
‫الالدة‪ ،‬وأن يكونوا جديرين بأن يملوا هذه العقيدة‪.‬‬
‫وأحب أن أذكر هنا مثلً يبي لم أهية تسكهم بدينهم دون التأثر با يري من حولم‪ ،‬وهو‬
‫أن أصحاب العمال هنا يفضلون السلمي التمسكي بدينهم‪ ،‬نظرا لنم يكونون على خُلُق‬
‫‪280‬‬
‫طَّيبٍ‪ ،‬وإخلص تام للعمال الت يقومون با‪ ،‬فضلً عن أن سلوكهم الجتماعي يب الميع‬
‫على احترامهم وتقديرهم‪ ،‬واحترام وتقدير عقيدتم‪.‬‬
‫كما أطلب من الدول السلمية _وخاصة مصر _ أن تتحمل السئولية الكبى لدمة السلم‬
‫ل بتوزيع الطبوعات السلمية الت تتناول السس‬ ‫والسلمي ف العال أجع‪ ،‬كأن تتم مث ً‬
‫والبادىء السلمية بالسلوب العلمي البسط‪ ،‬وباللغات الختلفة‪ ...‬وأن تتم بالقرآن الكري‬
‫وترجته للشعوب غي الناطقة بالعربية‪ ،‬والهتمام أيضا بأسطوانات وتسجيلت تعليم الصلة‬
‫للمسلمي ف الدول الغربية بصفة عامة‪ ،‬وف فرنسا بصفة خاصة‪ ،‬حت يكننا _نن الوربيي‬
‫دراسة ومعرفة هذا الدين النيف‪ ..‬كما يكننا نن الذين أسلمنا أن نُعَرّف إخواننا غي‬
‫السلمي به‪ ،‬ولكل طالب علم ومعرفة‪ ،‬وال يهدي من يشاء من عباده‪.‬‬

‫‪-54‬عال النفس اللان فيلي بوتولو‬

‫هو أستاذ علم النفس بامعة "ميونيخ" بألانيا الغربية‪ ...‬درس القرآن وتعمق ف دراسة‬
‫التصوف السلمي بكم تصصه كباحث ف الظواهر الختلفة ف الديان‪ ..‬جذبه السلم‬
‫الذي شعر تاهه براحة نفسية‪ ،‬ويعب عن ذلك بقوله‪:‬‬
‫"إنن وجدتُ ف السلم راحة نفسية‪ ،‬ل تفتقدها ألانيا الغربية فحسب‪ ،‬وإنا تفتقدها أوربا‬
‫كلها"‪.‬‬
‫ث يسرد قصة إسلمه فيقول‪:‬‬
‫"إن شعوري بانذاب للسلم كان منذ فترة طويلة‪ ..‬ولكن أراد ال تعال أن يكون عملي‬
‫كأستاذ لعلم النفس بامعة "ميونيخ" مدخلً لعتناقي دين السلم‪ ...‬فمن خلل عملي بدأت‬
‫مرحلة البحث والدراسة حول الديان كافة لختلف دول العال‪ ،‬والظواهر الغربية ف كل‬
‫الديان‪.‬‬
‫وعند دراسة السلم شد انتباهي ما وجدته ف القرآن أولً‪ ،‬وف التصوف ثانيا‪ ،‬من شرح‬
‫لصول العقيدة ومناهج السلم‪ ،‬فعكفت على دراسة التصوف فترة غي قصية‪ ،‬حت انتهيت‬

‫‪281‬‬
‫إل حقيقة مهمة وهي أن السلم يهتم بعلج النسان ظاهرا وباطنا‪ ..‬فهو دين يدعو إل‬
‫نظافة الظاهر وطهارة الباطن‪ ،‬ويرب ف النسان حب الخوة والترابط والتآلف‪ ،‬بعكس ما‬
‫نده ف الجتمعات الغربية‪ ،‬حيث يعيش كل إنسان ف عاله الاص‪ ،‬ل تربطه بالجتمع روابط‬
‫روحية أو علقات دينية‪ ،‬كما يدث عند السلمي‪.‬‬
‫وعرفت من خلل دراست للتصوف أن التصوفة يتمعون لذكر ال‪ ،‬ويلتقون على حُبّه‪،‬‬
‫ويسيون ف طريق النقاء الروحي والوجدان‪ ،‬ويتلون أورادا معينة بعد كل صلة‪ ،‬ما يعلهم‬
‫مشدودين دائما إل تعاليم السماء‪.‬‬
‫ث يصمت برهة ليتأمل ما حوله ليقول بعدها‪:‬‬
‫"من الصعب أن تد ف أوربا متمعا يتسم بذه الصفات‪ ،‬ولذا وجدتُ نفسي مدفوعا ال‬
‫اعتناق السلم‪ ...‬ولكنن رأيت من الضروري والضروري جدا _أن أظل مسلما ف السر‬
‫لدة عام كامل‪ ،‬لنك إن أردت أن تدخل السلم ف بلد كل وسائل العلم فيه موجهة ضد‬
‫هذا الدين النيف‪ ،‬لكان ذلك صعبا جدا ولكن بعد أن رسخت العقيدة ف نفسي أعلنت‬
‫إسلمي بصراحة‪ ،‬ول أخش الذين يُحاربون السلم‪.‬‬
‫ث اختتم قوله بماس _وهو يشي بأصبعه إل بعيد‪:‬‬
‫"إنن أؤكد أنه بدون القرآن‪ ،‬وبدون التصوف(‪ )1‬الذي يُ َعدّ فرعا من علم النفس الذي‬
‫أدرسه ف الامعة ل يكن بستطاعي أن أُغيَ دين ولذا فلقد غيت دين عن ثقة واقتناع‬
‫تام‪."..‬‬
‫ث إبتسم ابتسامة عريضة وهو يقول‪:‬‬
‫"لقد تغيت حيات اليومية بعد السلم تاما‪ ،‬وانتظمت انتظاما عجيبا‪ ،‬فقد كانت ف الاضي‬
‫بل هدف‪ ،‬أما الن فقد أصبح لا معن‪ ،‬ولا هدف ولا حلوة‪ ...‬لقد أصبحتُ أخاف ال ف‬
‫كل تصرفات‪ ،‬وأعرف أن ل ربّا سوف ياسبن فيما أفعله ف أي وقت"‪.‬‬
‫____‬
‫‪ _1‬يلحظ أن اختياره لسم "أب السن" بالذات لنه أحبّ القطب الصوف الكبي أبا‬
‫السن الشاذل‪ ،‬كما أوضح ف ثنايا حديثه‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫‪-55‬أستاذ الصحافة المريكي مارك شليفر‬

‫هو أستاذ علم الصحافة بامعة "نيويورك"‪ ...‬ل يكن ملتزما بدين معي‪ ،‬مع أنه ينتمي إل‬
‫أسرة مسيحية كاثوليكية‪ ...‬كان يعمل بالغرب مراسلً للذاعة المريكية‪ ،‬ولعدد من‬
‫الجلت ف "نيويورك"‪ ...‬وعن إقامته بالغرب يقول‪:‬‬
‫"‪ ..‬كانت فترة إقامت بالغرب مفتاح السعادة ل ولسرت‪ ،‬فقد رأيتُ عالا جديدا يتلف‬
‫كليةً عن العال الذي تركته خلفي ف الوليات التحدة المريكية‪ ،‬وما لسته عن كثب من‬
‫جال وروعة السلوك السلمي شدن إل شريعة الق‪."...‬‬
‫ويستطرد ف حديثه ليذكر موقفا قد تعرض له فيقول‪:‬‬
‫"تعثرت قدمي ف حفرة ذات يوم حينما خرجت لول مرة إل سُوق شعب بدينة الرباط‪،‬‬
‫وعلى الفور وجدتُ عددا من الغاربة يسارعون إلّ لساعدت على النهوض‪ ،‬ويسألونن ف‬
‫لفة عمّا إذا كنت قد أُصبت بسوء!!"‪.‬‬
‫ث أردف هذا الوقف با حدث له أثناء فترة مرضه قائلً‪:‬‬
‫"ومرضتُ ذات مرة فوجدت عشرات من جيان ومعارف يأتون لزيارت‪ ،‬وياول كل منهم‬
‫أن يصنع ل شيئا‪ ،‬فدهشت لذا السلوك النسان الذي ل أجد له نظيا ف بلدي أمريكا‪،‬‬
‫حيث الكل ل يهتم إل بنفسه‪ ،‬وطابع الياة الادية البحتة هناك يصبغهم جيعا بالنانية‪ ،‬ولذا‬
‫ليكترثون با يصب الخرين‪ ،‬فالرء عندنا يكون مظوظا إذا ساعده أحدٌ أو زاره أهله ف‬
‫أثناء مرضه‪ ،‬أو حت سألوا عنه‪ ...‬ولذا فإنن حي سألتهم عن الدافع الذي يملهم على صنع‬
‫كل هذا من أجلي بدون مقابل؟!‪ ...‬أجابوا جيعا‪ :‬إن هذا هو ما يفرضه عليهم دينهم‬
‫السلمي‪ ،‬ويأمرهم به رسولم العظيم ممد (ص)‪.‬‬
‫ث يستطرد قائلً‪:‬‬
‫"إنه بعد مناقشات طويلة واسعة مع عشرات من علماء السلم تعلمت خللا الكثي من أمور‬
‫السلم‪ ،‬فازداد إعجاب به أكثر‪ ،‬ومع مرور الوقت وجدت عقيدة التوحيد تل عقلي‬

‫‪283‬‬
‫وقلب‪ ...‬ومن ث انكببت أدرس ترجة لعان القرآن الكري‪ ،‬وأستوعب ما با حت وجدت‬
‫نفسي تتوجه إل ال أن يهدين إل الطريق الستقيم"‪.‬‬
‫ويتد نظره إل بعيد سارحا ف أعماق نفسه وكأنه يسي أغوارها ليقول وهو يهز رأسه‪:‬‬
‫"‪ ..‬وبينما أقلب صفحات القرآن الكري إذا ب أطالع تفسي اليتي الكريتي‪:‬‬
‫(ل تُدركُ ُه البصارُ و ُهوَ يُدرِ ُك البصارَ وهوَ اللّطيفُ البيُ* قد جا َءكُم بصائر من ربّكُم فَمَن‬
‫أبصرَ فلِنفسهِ ومن عَمىَ فعليها وما أنا عليكُم بفيظٍ) (النعام‪.)104_103 /‬‬
‫عندئذ ل اتالك نفسي‪ ،‬ووجدت الدموع تنهمر من عين‪ ،‬ومن ث أيقنت أن هذه إشارة‬
‫صرية من ال عز وجل ترشدن إل السراع ف اعتناق الدين السلمي النيف‪ ،‬واللحاق‬
‫بركب الوحدين‪ ،‬وعلى الفور حزمت حقائب‪ ،‬وسافرت إل أمريكا حيث أشهرتُ إسلمي‬
‫أنا وزوجت وولدي بالسجد الكبي ف "نيويورك"‪.‬‬

‫‪-56‬أستاذ الدب البيطان جان مونرو‬

‫أستاذ الدب النليزي ف الامعة المريكية ببيوت‪ ...‬درس ف جامعات "نورث كارولينا"‬
‫و "لندن" و "تورنتو"‪ ...‬ووضع خسة عشر كتابا معظمها يدور حول الواضع الت يدرسها‪،‬‬
‫فضلً عن أنه كتب حول موضوعات متنوعة تتعلق بالياة الجتماعية والسياسية والقتصادية‬
‫ف منطقة الشرق الوسط‪ ...‬وآخر كتبه هو "التجارة والسلم ف منطقة الشرق الوسط"‪.‬‬
‫|عاش بي السلمي ف لبنان عشرين عاما بكم عمله رئيسا لقسم الدب النليزي ف‬
‫الامعة المريكية ف بيوت‪ ...‬عرف ف أثنائها طبيعة وسلوك السلمي‪ ،‬وتبي له خطأ‬
‫التصوّر الذي كان يمله معه عند ذهابه إل لبنان‪ ،‬فقد كان يسيطر على ميلته بعض الضاليل‬
‫والفتراءات على السلم والسلمي‪ ،‬والت كانت منتشرة بصورة كبية ف الغرب‪ ،‬مثال ذلك‬
‫أن الرب القدسة عند السلمي هي العدوان على كل من ل يؤمن بعقيدتم السلمية‪...‬‬
‫ولكنه بعد أن قرأ بإمعان التاريخ السلمي‪ ،‬اتضح له بلء أن السلم عقيدة متسامة‪ ،‬ودين‬
‫ل يُفرض على الخرين بالكراه‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫ولقد تأكد من ذلك بالعايشة الفعلية الت يعبّر عنها قائلً‪:‬‬
‫"أريد القول‪ :‬إن حظّي كان كبيا‪ ،‬لن الفرصة قد أتاحت ل الدراسة‪ ،‬ولكن ليس بطريقة‬
‫أكاديية‪ ،‬وإنا عن طريق اتصالت الصداقة مع مموعة من الناس الذين كانت مهمتهم تنوير‬
‫الناطقي بالنليزية بقيقة طبيعة العقيدة السلمية‪ ،‬فضلً عن ذلك أنن قرأت كل ما وصلت‬
‫إليه يداي‪ ،‬كما أنن ناقشتُ مع الذين أعمل معهم بعض القضايا الت يُثار الدل حولا‪...‬‬
‫وبذه الطريقة توصلت إل طبيعة وحقيقة السلم‪ ،‬ليس على أنه نظام يب دراسته _وهي‬
‫الطريقة الت يتبعها معظم الغربيي ف معرفة السلم‪ ،‬ولكن كعقيدة فعالة‪ ،‬ومنهج وطريق‬
‫للحياة‪ ،‬وكنت ف بداية المر مهتما بذه المور‪ ...‬أمّا الن فإنن أُكنّ كل احترام وتقدير‬
‫للسلم وأتعاطف معه‪.‬‬
‫وعن تأثي السلم على حياته يقول‪:‬‬
‫"إنن أعتقد أن تربت الشتركة مع السلمي قد جعلتن أكثر تساما من قبل‪ ...‬كما أن تلك‬
‫التجربة قد جعلتن مدركا لبعض المور الت تيط ب أكثر من الاضي‪.‬‬
‫بالضافة إل هذا‪ ،‬أصبحتُ متفهما لوضع الرأة ف السلم‪ ،‬على عكس ما يعتقد الغربيون‬
‫_بصورة خاطئة _ أن السلمي يعتبون النساء كائنات دنيا ووضيعة‪ ،‬ف حي أن القيقة أن‬
‫النساء ف ظل السلم يتمتعن بتلك القوق والمتيازات الت يب أن يتمتعن با‪ ،‬يكفي أن‬
‫هناك ُسوَرا عديدة ف القرآن الكري تثبت وجهة نظري هذه‪.‬‬
‫وأخيا _فإن أهم درس تعلمته من السلم هو عدم الدوى من التذمر من أمور هي فوق‬
‫طاقتنا لتغييها أو تبديلها‪ ،‬فالنسان ليس قادرا على كل شيء‪ ،‬مع أنه يتمتع بصفات خارقة‬
‫تيزه عن بقية الخلوقات‪ ،‬ولكن عليه إدراك ضرورة الذعان إل قوة خارج طاقته‪ ،‬وأن التذمر‬
‫من ذلك يؤدي إل الفشل والخفاق والزن‪ ،‬ف حي أن النسان الذي يدرك مكانه القيقي‬
‫ف هذا الكون يكون هادئا مطمئنا يشعر بالراحة مع نفسه وعاله الحيط به"‪.‬‬
‫ث عاد يكرر‪ :‬إ ّن فَهمَ السلم ل يكون إل بعايشته‪ .‬ويأخذ على الوربيي أنم ل يُعايشونه‪،‬‬
‫لذلك فعندما يصلون إل مرحلة التقييم الفكري للسلم فإنم يصلون إل ذلك بواسطة طريقة‬

‫‪285‬‬
‫أكاديية‪ ،‬ولذلك فإن العديد من علماء الغرب الذين يعتنقون السلم يعتبهم زملؤهم‬
‫شواذا‪ ،‬لن الورب العادي يعتب السلم دينا دخيلً وغريبا أكثر من اعتباره عقيدة حيوية‪.‬‬
‫ويرى "مونرو" أنه عندما يتم استيعاب وفهم مبادىء السلم النبيلة يكون التعاطف معه‬
‫وانتشاره‪.‬‬

‫‪-57‬الستاذ الامعي السبان ميجيل بيو‬

‫قرأ "ميجيل بيو" عن السلم الذي وضع ضوابط للسلوك ومعايي أخلقية ف العاملت‪ ،‬ف‬
‫الوقت الذي كره الرية النفلتة ف أوربا‪ ،‬والنلل‪ ،‬وعدم الترابط السري‪ ،‬وكثرة الرائم‬
‫والنرافات الت سادت الجتمعات الغربية‪.‬‬
‫ث حدث أن إلتقى بجموعة من السبانيي السلمي‪ ،‬وعن طريقهم أتيح له إمكانية قراءة‬
‫ترجة معان القرآن بالسبانية‪ ،‬فاستشعر بيل قوي ودبيب ُحبّ تاه هذا الدين‪ ،‬فواصل‬
‫قراءاته الكثفة عنه حت اقتنع تاما بتعاليمه ومنهاجه‪ ،‬بعدها قرر أن يشهر إسلمه‪ ،‬ويتار‬
‫لنفسه اسم "نصر الدين"‪.‬‬
‫يقول ف ممل حديثه عن إسلمه‪:‬‬
‫"لقد التقيت بجموعة من السبانيي السلمي‪ ،‬وعن طريقهم اُتيحت ل إمكانية قراءة ترجة‬
‫معان القرآن‪ ،‬كما قرأت عن التراث العرب القدي فأُعجبت به‪ ،‬بعدها قررت أن يكون‬
‫السلم دين‪.‬‬
‫وقد قام أحد أصدقائي بترجة كتاب "الحظورات" للشيخ "ياسي رشدي" واستفدت فيه‬
‫كثيا‪ ،‬وسعت صوت الشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" ف قراءة القرآن وأحببته كثيا"‪.‬‬
‫ويضيف‪:‬‬
‫"وبالرغم من القليل الذي عرفته عن السلم فإنن أتن من كل قلب أن يهتدي إليه الناسُ‬
‫أجعون‪ ،‬وسأعمل على الدعوة إل السلم‪ ،‬وسوف ابتدىء بعائلت والقربي إلّ إن شاء ال‪.‬‬
‫ث يستطرد قائلً‪:‬‬

‫‪286‬‬
‫"إنن أحافظ على أداء الفروض ف مواقيتها‪ ،‬وعلى صلة المعة الت أشعر براحة نفسية كبية‬
‫عند أدائها‪ ..‬وأنن أعرف أهية خطيب السجد‪ ،‬والدور الكبي الذي يقوم به تاه السلمي‪،‬‬
‫مثل مساعدتم على فهم القرآن الكري‪ ،‬وشرح الحاديث النبوية‪ ،‬بانب إرشادهم وتميعهم‬
‫على طريق الي والصلح"‪.‬‬
‫وعن تصوراته الستقبلية كمسلم يسعى للمزيد من العلم بدينه قال‪:‬‬
‫"إنن حريص على تعلم اللغة العربية وإتقانا حت يتسن ل قراءة القرآن بلغته الصلية‪ ،‬وبالتال‬
‫ماولة فهم معانيه‪ ،‬لن ترجته إل اللغات الختلفة تؤدي إل تضارب العن وعدم الوضوح"‪.‬‬
‫ث يصمت فجأة ليسترجع شيئا دفينا ف نفسه‪:‬‬
‫"إنن أنبه إل أن الكتب الت تُرجت إل السبانية عن السلم ليست دقيقة ف مضمونا‪،‬‬
‫خصوصا بعد ما ترجم أحد السبان _وهو مسيحي يدعى "جان فونت" _ معان القرآن إل‬
‫السبانية بطريقة بعيدة كل البعد عن النص القرآن أو معناه‪ ..‬ما جعل الذين اطلعوا على هذه‬
‫الترجة من السبان يقولون‪ :‬إن السلم دين غريب‪ ،‬وما يدعو للسف والسى ما جاء ف‬
‫تلك الترجة السبانية على يد ذلك الترجم‪ ،‬وعلى الخص سورة "الناس" الت ترجها إل‬
‫سورة "الرجال" وأخلّ بعناها وبضمونا"‪.‬‬
‫وعن السلمي ف أسبانيا يقول الدكتور "نصر الدين" الذي يعمل أستاذا بامعة القاهرة‪:‬‬
‫"وبالرغم من أن السيحية هي الديانة النتشرة ف أسبانيا‪ ،‬فإن حرية الديان متاحة للجميع‪،‬‬
‫ولكن السلم _كما ف كثي من الدول الوربية _ يظل مدود النتشار‪ ،‬مّا يتطلب تنشيط‬
‫حركة الدعوة السلمية ودعم أنشطتها ووضع كافة المكانيات ف سبيلها"‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫‪ -58‬رئيس العهد الدول التكنولوجي بالرياض الدكتوراسبابراهيم شاهي‬

‫رئيس العهد الدول التكنولوجي لـ«الشرق الوسط»‬

‫عملية سرطانية ف البنكرياس حولت مرى حيات * اتساع الد السلمي وراء الملة عليه‬

‫الشرق الوسط‪-‬اجرى الوار ف الرياض‪ :‬بدر الريف‬

‫الدكتور اسب ابراهيم شاهي اسم معروف ف الوليات التحدة الميكية الت يمل جنسيتها‬
‫وتربطه علقة صداقة حيمة مع رؤسائها ويعتب احد الشخصيات ذوي النازات ف دول‬
‫الغرب‪ ،‬ولكونه من اصل عرب ويمل النسية الميكية فقد تابع باهتمام بالغ التطورات‬
‫الارية ف النطقة العربية‪ .‬وقد ساهت رحلته ال الشرق الوسط على مدار سنوات كثية ف‬
‫الصول على فهم افضل واعمق للمنطقة‪ ،‬وعرف شاهي بؤلفاته ومقالته الت تناول فيها عدة‬
‫موضوعات وحققت رواجا بي اوساط القراء بل ان بعضها ادرج ضمن الكتب الكثر رواجا‬
‫وخصوصا تلك الت لا علقة بالتكنولوجيا‪ .‬والدكتور شاهي خطيب بارع‪ ،‬ومتحدث لبق‬
‫ييد فن الديث‪ .‬وقد نال جائزة قيمة ف مال تطوير الهارات التخصصة‪ ،‬وهو مصنف ضمن‬
‫رجال العلم الميكان‪ ،‬وضمن أحد الشخصيات ذوي النازات ف دول الغرب‪ .‬كما أنه‬
‫مواطن فخري لدينة تكساس وأحد الساتذة البارزين ف أميكا‪ .‬وقد نال جائزة رواد الطابة‬
‫العالية للباقته ف الديث‪ .‬كما حصل على شهادة تقدير وسجل أسه ف سجل الشرف‬
‫التذكاري الرئاسي‪ .‬ومنح وسام الستحقاق من الرئيس رونالد ريان‪ ،‬والرئيس بوش الب‬
‫ووسام الستحقاق من المي ممد بن فهد بن عبد العزيز أمي النطقة الشرقية بالملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫وقبل ايام اعلن شاهي ف العاصمة السعودية اسلمه وتوله من السيحية ال السلم‪« .‬الشرق‬
‫الوسط» حاورت الدكتور شاهي الذي يعمل حاليا استشاريا دوليا ورئيسا للمعهد الدول‬
‫التكنولوجي‪/‬آي آي ت آي‪/‬بالوليات التحدة الميكية عن موضوعات عدة بدءا بقصة‬

‫‪288‬‬
‫اسلمه والحداث الت شهدتا الوليات التحدة ونشاطه ف شرح القضايا العربية والدفاع‬
‫عنها‪ ،‬وتطرق الوار ال ابرز مؤلفاته فكانت هذه الصيلة‪.‬‬
‫* نبدأ بقصة هجرتك ال اميكا‪ ،‬الت تمل حاليا جنسيتها وانت الذي ولدت ف لبنان قبل‬
‫‪ 65‬عاما؟ ـ نعم ولدت ف لبنان عام ‪ 1937‬وانا مسيحي ارثوذكسي‪ ،‬درست ف لبنان‬
‫واكملت دراسة الثانوية فيها‪ ،‬ومن خلل حب لروح الغامرة كشاب ف مقتبل العمر‬
‫وطموحي وتعطشي للمعرفة هاجرت ال الوليات التحدة الميكية عام ‪ 1957‬طلبا‬
‫للعمل والبحث عن فرص وظيفية‪ ،‬وكنت اعمل اثناء الدراسة لنفق على نفسي‪ ،‬وقد درست‬
‫بامعة تكساس ف اوست لدة سنتي‪ ،‬وحصلت على درجة البكالوريوس ف العلوم من قسم‬
‫الندسة الكيميائية من جامعة ولية اوكلهوما ث درست بعد ذلك بامعة اريزونا ف توسون‬
‫وحصلت على درجة الاجستي ف العلوم‪ ،‬كما حصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة‬
‫تينيسي ف نوكسفيل‪ .‬اثناء دراست هناك كنت ناشطا ف شرح القضايا العربية والدفاع عنها‬
‫ففي جامعة اوكلهوما انتخبت رئيسا لنظمة الطلبة العرب‪.‬‬
‫* ما هي قصة اسلمك؟ ـ اصارحك بالقول انه ومنذ صغري وانا اشعر بب وميل ال‬
‫السلم‪ ،‬وف مراحل التعليم الختلفة ومن خلل ما اطلعت عليه ف صغري عن الضارة‬
‫العربية والسلمية والتاريخ العرب اتضح ل ان السلم دين عظيم وقد انبعث من الزيرة‬
‫العربية لينتشر ف جيع اناء العمورة‪ .‬ومن خلل صداقات مع كثي من السلمي الت امتدت‬
‫ال عدة عقود لست فيهم سلوكيات ف غاية الكمال ومارسات تبك على احترامهم‪ ،‬فمثلً‬
‫انا مسيحي ل اجد من اصدقائي السلمي اي شيء يشعرن بالبعد عنهم بل ان الحترام هو‬
‫ديدن هذه الصداقة‪.‬‬
‫ان العاملة والوعي لب روح السلم تبك على احترام هذا الدين كما ان صداقات للدكتور‬
‫ناصر بن ابراهيم الرشيد الت امتدت لكثر من ‪ 33‬عاما كان لا تأثي اياب على حيات‪،‬‬
‫فالسلم دين واقعي ودين يدعو للعدالة والرحة وتقدير النسان وتكريه‪.‬‬
‫* ما هي السباب العميقة والباشرة الت جعلتك تتار السلم دينا لك بعد هذه السنوات؟ ـ‬
‫قلت «العمر يشي ونن نشي‪ ،‬ول يبق من الزمن مثل ما مضى» واضافة ال ما كانت‬
‫‪289‬‬
‫ذاكرت تتزنه من حب للسلم فقد مررت بظروف صعبة جدا‪ ،‬منذ سنتي ونصف حيث‬
‫خضعت لعملية استئصال ورم سرطان حول البنكرياس وذلك ف احدى الستشفيات‬
‫الميكية واتضح ل ان العملية ونتائجها خطرة وان نسبة ناحها تعد من النوادر‪ .‬وف ليلة‬
‫العملية تلقيت اتصالت من اصدقاء ومبي كلهم يدعون ل بنجاح العملية بل ان البعض‬
‫منهم اشار ال انم دعوا ل ف الرم بروجي سالا معاف من هذا الظرف‪ ،‬ولنن مولع‬
‫بالقرآن الكري بصوت القرئ الراحل عبد الباسط عبد الصمد الذي كنت اتلذذ بالستماع‬
‫اليه وينتابن عند ساعه شعور غريب اشعر بعده بالطمأنينة‪ ،‬فقد استمعت ليلة اجراء العملية‬
‫ال آيات من القرآن الكري وبعد العملية شعرت بطمأنينة عميقة وروح هادئة‪ ،‬وحينها قررت‬
‫ان اعلن اسلمي وبالفعل لكن ذلك ل يتم رسيا الّ ف العاشر من شهر يونيو (حزيران) من‬
‫هذا العام ف مدينة الرياض‪ ،‬فقد حرصت على أن أعلن اسلمي ف عاصمة مهد السلم‪.‬‬
‫* تزامن اسلمك مع ظروف واحداث صعبة وانت ضمن الشخصيات الميكية البارزة‬
‫وتربطك علقة بصناع القرار السياسي ف اميكا‪ ،‬اضافة ال انك استشاري دول ورئيس‬
‫لعهد تكنولوجي دول‪ ،‬هل ترى ان توقيت اسلمك فيه نوع من التحدي ‪..‬؟ ـ نعم‪ ،‬اعلن‬
‫اسلمي ف ظل هذه الظروف هو نوع من التحدي‪ ،‬ولكنن ل اخشى احدا فقد اتذت قرار‬
‫الدخول ف الدين السلمي عن قناعة تامة‪.‬‬
‫* وهل تتوقع ان تواجه انتقادات بسبب اسلمك؟ ـ بالتأكيد ساواجه انتقادات ولكن كما‬
‫قلت ل أعبأ بذلك‪.‬‬
‫* وهل ستعرض السلم على اسرتك؟ ـ نعم ولكن باسلوب القناع‪ ،‬ودخول افراد اسرت‬
‫للسلم وخصوصا زوجت الميكية يعتمد على القناعة‪ ،‬وانا ارى انن قدوة لسرت سابقا‬
‫والن ساكون افضل بعد اسلمي‪.‬‬
‫* ما هو تفسيكم للتشهي بالسلم والسلمي والعرب ف الغرب؟ ـ مثل هذا الجوم ليس‬
‫له ما يبره‪ ،‬وقد تابعت ذلك ووجدت ان ما طرح ل يعدو ان يكون حقدا وكراهية ول‬
‫يصور الواقع‪ ،‬واقع الدين السلمي الشهور بالعدل والق وواقع السلمي والعرب‪ ،‬والغريب‬
‫ان هذه الملة تأت من اشخاص ف مراكز قوى تؤثر على الليي من الواطني‪ .‬والعلم‬
‫‪290‬‬
‫الميكي وخصوصا بعد احداث ‪ 11‬سبتمب اصبح طوفانا من الدعاية السيئة ومن الستحيل‬
‫ان يقف امامه من يسعون ال ايضاح القيقة بسبب سيطرة الصهاينة عليه وهذا يتطلب آلية‬
‫من العرب والسلمي ليضاح الصورة وتصحيح الفاهيم الاطئة عن دينهم وعن واقعهم‪.‬‬
‫* هل لست ان صراعا ظهر بي السلم والسيحية؟ ـ يا اخي السيحية ل تعادي السلم‬
‫والعكس كذلك‪ ،‬لكن ظهرت مؤخرا اصوات من مبشرين تتناول إعلن الرب على السلم‬
‫مثل ما ذهب اليه فرانك جراهام (وهو نل البشر الكبي بل جراهام) حيث قال يب ان يعلن‬
‫الرب على السلم فإله السلم ليس بإلنا‪ ،‬والسلم هو دين عنف وكراهية لقصى‬
‫درجات‪.‬‬
‫تصور‪ ،‬هل مثل هذا الكلم يطرح وتتناقله بعض وسائل العلم‪ ،‬وهل مثل هذا الشخص‬
‫يكن ان يقال انه يدين بالسيحية‪ ،‬ل اعتقد ذلك‪ ،‬فالسيحية تقول‪« :‬من ضربك على خدك‬
‫الين فأدر له خدك اليسر»‪ ..‬انه بذلك يرض العال على الرب وهذا شيء مؤل‪ .‬فكيف‬
‫تنتقد دينا او تبدي رأيا فيه دون ان تعرف حقيقته أو ان تقرأ عنه‪ .‬الشكلة ان البعض ف‬
‫الغرب يقارن السلم النبيل بالتطرفي من السلمي كابن لدن مثلً ومن قبل متطرفي‬
‫مسيحيي‪ ،‬رغم ان السلم والسيحية براء من هذه النماذج‪.‬‬
‫* وما هي اللية الت تراها مناسبة لتصحيح الفاهيم الاطئة عن السلم؟ ـ من خلل ايضاح‬
‫حقيقة السلم‪ ،‬من خلل الوار مع الخر‪ ،‬من خلل الراكز العلمية ‪ ..‬باساليب نبيلة‬
‫ومترمة توضح القيقه وتراعي شعور الخرين ‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫‪ -59‬الباحث الكندي موري ديفيد كيل‬

‫ـ ل يفلح ترددي علي الكنيسة ف معالة حالة الفراغ النفسي داخلي ‪.‬‬
‫ـ ف السلم وحده وجدت العلج لشاكل الروح ‪.‬‬
‫‪ -‬لقد أعطان السلم التوازن ف الياة ‪،‬‬
‫‪ -‬فماذا يسر من يربح السلم ؟! وماذا يربح من يسر السلم ؟!‬
‫‪-‬لقد وجدت ف السلم ما يطابق العقل ‪ ،‬وما يعطي النسان العقل اليان ‪ ،‬واليان‬
‫العقلي‪.‬‬
‫موري ديفيد كيل باحث كندي شاب ولد عام ‪ 1964‬لسرة بروتستانتية مسيحية ‪ ،‬ومنذ‬
‫أن بلغ عمره الرابعه عشر بدأ يعرف شيئا قليلً عن السلم من خلل ما تبثه وسائل العلم‬
‫الغرب من أحداث تتعلق بالعال العرب ‪ ..‬ول تض سوي سنوات قليلة حت أشهر إسلمه بعد‬
‫فترة من الدراسة وصلت به ال القتناع بأن السلم هو دين الفطرة ‪.‬‬
‫يقول كيل‪ :‬كنت أنتمي ال عائلة مسيحية وأتردد علي الكنيسة حت الثانية عشر من عمري‬
‫وكنت أغن مزامي وتراتيل الكنيسة ولكن ترددي علي الكنيسة بدأ يقل كثيا أو شعرت بأن‬
‫وجودي هناك ل يعال حالة الفراغ الروحي الت أشعر با ‪ ،‬وكانت مشكلة الدين تثي‬
‫إهتمامي بشكل كبي ف ذلك الوقت ‪.‬‬
‫ورغم أن كيل كان يعرف نتفا عن السلم من خلل ما يعلمه من وسائل العلم ‪ ،‬إل أنه‬
‫يؤكد أنه ل يكن يعلم أن السلم دين توحيدي بل ل يكن يعلم أن السلم تربطه أي علقة‬
‫بدين ابراهيم أو غيه من الديان ‪ ..‬ولكنه بدأ يلتفت ال السلم بقوة عندما علم أن احد‬
‫علماء السلم ف سويسرا وصف السلم بانه نقطه تلقي بي ال كما هو وبي النسان كما‬
‫هو ‪.‬‬
‫يقول كيل‪ :‬بعدها بدأت رحلة البحث والدراسة والتفكي ‪ ،‬وبدأ يتكشف أمامي الكثي من‬
‫تعاليم الدين السلمي وكانت كل مشكلت تتمثل ف عدم وجود من يشجعن علي دخول‬
‫السلم خاصة وأن الجتمع الغرب ككل يتخذ موقفا معاديا للسلم ‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫ولكن كيل ما كان ليتراجع عن السلم الذي أعطاه التوازن الذي ينشده وهداه ال الغاية‬
‫القيقية من الياه ووجد فيه علجا وحلً لشكلة الروح ف هذا الزمان والت بث كثيا عنها‬
‫ف متلف الديان لكنه ل يد دينا يعال هذه القضية بشكل شامل وواسع سوي السلم‪..‬‬
‫فأعلن إسلمه رغم علمه بالصعوبات الت سوف تواجهه‪ ،‬وسي نفسه عبد الصمد ‪.‬‬
‫معارضة‪ ..‬لكن !!‬
‫ويقول عبد الصمد أو كيل عندما أعلنت إسلمي ل ألق معارضة من قبل اصدقائي ولكن‬
‫برور الوقت اكتشفت أنن فقدتم جيعا أما بالنسبة لعائلت فقد أخفيت إسلمي عنهم طويل‬
‫وعندما اكتشفوا ذلك توترت علقت بم واصيبوا بالة من خيبة المل والزن ولدة عام‬
‫كامل وهم يتعاملون معي بساسية شديدة ورغم أن موقفهم من إسلمي كان يعذبن إل أنن‬
‫إقتديت بالصحاب الليل مصعب بن عمي والذي فضل اليان علي أمه والت كان بارا با‪..‬‬
‫ولكن برور الوقت تسنت علقت بالسرة‪ ،‬ولكنهم ما يزالوا حت اليوم يرصون علي إخفاء‬
‫نبأ اسلمي ويعتبون ذلك فضيحة ويؤكد عبد الصمد أنه إختار هذا السم بعد إسلمه لنه‬
‫إكتشف ف لظة تفكي هل باستطاعته إدارك الطلق حت ولو بشكل جزئي‪ ..‬وإنتهي ال أنه‬
‫مرد عبد لذا الطلق الذي يفكر فيه فإختار طواعية أن يكون عبدا للصمد اسا‪ ..‬ويتمن أن‬
‫يكون بعمله قريبا ال ال وعبدا مطيعا له‪.‬‬

‫‪-60‬أستاذ القانون اليهودي‬

‫وهذا أستاذ مصري للقانون يعمل بإحدي الامعات المريكية‪..‬يقول ‪:‬كنا ف حوار قانون‪,‬‬
‫وكان معنا أحد أساتذة القانون من اليهود‪ ,‬فبدأ يتكلم ث بدأ يوض ف السلم والسلمي‪,‬‬
‫فأردت أن أسكته فسألته‪:‬هل تعلم حجم قانون الواريث ف الدستور المريكي؟‪.‬قال‪:‬‬
‫نعم‪,‬أكثر من ثانية ملدات‪.‬فقلت له‪:‬إذا جئتك بقانون للمواريث فيما ل يزيد علي عشرة‬
‫سطور‪,‬فهل تصدق أن السلم دين صحيح؟‪.‬قال‪:‬ل يكن أن يكون هذا‪ .‬فأتيت له بأيات‬
‫الواريث من القرآن الكري وقدمتها له فجاءن بعد عدة أيام يقول ل‪ :‬ل يكن لعقل بشري أن‬

‫‪293‬‬
‫يصي كل علقات القرب بذا الشمول الذي ل ينسي أحداّ ث يوزع عليهم الياث بذا‬
‫العدل الذي ليظلم أحدا‪.‬ث أسلم هذا الرجل‪.‬‬

‫فكانت آيات الواريث وحدها سبيلً إل اقتناع هذا الرجل اليهودي بالسلم‪.‬‬

‫الذين هدي ال للدكتور زغلول النجار‬

‫‪ -61‬الدكتور العراقي اليهودي سابقا أحد نسيم سوسه‬

‫باحث مهندس من العراق‪ ،‬وعضو ف الجمع العلمي العراقي‪ ،‬وواحد من أبرز الختصي‬
‫بتاريخ الري ف العراق‪ ،‬كان يهوديًا فاعتنق السلم متأثرًا بالقرآن الكري‪ ،‬توف قبل سنوات‬
‫قلئل‪ .‬ترك الكثي من الدراسات ف متلف الجالت وخاصة ف تاريخ الريّ‪ ،‬وفنّد ف عدد‬
‫منها ادعاءات الصهيونية العالية من الناحية التاريية‪ ،‬ومن مؤلفاته الشهية‪( :‬مفصل العرب‬
‫واليهود ف التاريخ)‪ ،‬و(ف طريقي إل السلم) الذي تدث فيه عن سية حياته‪.‬‬

‫"يرجع ميلي إل السلم‪ ..‬حينما شرعت ف مطالعة القرآن الكري للمرة الول‪ ..‬فولعت به‬
‫ولعًا شديدًا‪ ..‬وكنت أطرب لتلوة آياته‪"..‬‬
‫( ف طريقي إل السلم ‪.)51 / 1‬‬

‫"‪ ..‬الواقع أن توير وتبديل مصاحف اليهود أثر أجع عليه العلماء ف عصرنا الال نتيجة‬
‫الدرس والتنقيب وقد جاء ذلك تأييدًا علميًا للقوال الربانية الت أوحيت قبل نيف وثلثة عشر‬
‫قرنًا على لسان النب العرب الكري صلى ال عليه وسلم‪ .‬أما الفرقان الجيد‪ ..‬فقد حافظ‬
‫السلمون عليه برص شديد وأمانة صادقة فهو حقًا الكتاب القدس الفريد الذي أجع الكل‬
‫على سلمته وطهارته من التلعب والتحوير‪ ،‬وما على القارئ إل أن يطالع ما كتبه‬
‫الستشرقون ف هذا الباب‪ ..‬الذين وصفوا كيفية جعه وتدوينه‪ ،‬وهؤلء أجانب غرباء كثيًا ما‬

‫‪294‬‬
‫يصوّبون أسهمهم الناقدة السامة نو السلم‪ .‬والواقع أن الدلئل التاريية واضحة بأجلى‬
‫وضوح ما ل يترك أي شك ف أن الفرقان الكري ل يطرأ عليه أي تريف أو توير وقد جاء‬
‫كلم ال بكامله على لسان نبيه صلى ال عليه وسلم دون أن يتغي فيه حرف واحد" ( ف‬
‫طريقي إل السلم ‪ ،‬ص ‪.)86 / 1‬‬

‫"ورد ف القرآن أنه جاء مهيمنًا على ما بي يديه من الكتاب‪ ،‬ويستدل من ذلك أن التعاليم‬
‫اللية القدسة الصلية قد ضمن القرآن الحافظة عليها با أوضحه من القيقة بإظهار الصحيح‬
‫والدخيل ف الكتب الرائجة ف زمان نزوله‪ ،‬وعليه فيكون بذا البيان واليضاح قد جاء خي‬
‫مهيمن على كتب ال القيقية وخي حافظ إياها من التلعب" ( ف طريقي إل السلم ‪1 ،‬‬
‫‪ 87 /‬ف طريقي إل السلم ‪.)87 / 1 ،‬‬

‫"الواقع أنه يتعذر على الرء الذي ل يتقن اللغة العربية ول يضطلع بآدابا أن يدرك مكانة هذا‬
‫الفرقان اللي وسوه وما يتضمنه من العجزات البهرة‪ ،‬ولا كان القرآن الكري قد تناول كل‬
‫أنواع التفكي والتشريع فقد يكون من العسي على إنسان واحد أن يكم ف هذه الواضع‬
‫كلها‪ .‬وهل من مناص للمرء من النذاب إل معجزة القرآن بعد تعنه ف أميّة نب السلم‬
‫ووقوفه على أسرار حياة الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ..‬فقد جعل ال تعال معجزة القرآن‬
‫وأمّيّة ممد صلى ال عليه وسلم برهانًا على صدق النبوة وصحة انتساب القرآن له‪ ( "..‬ف‬
‫طريقي إل السلم ‪.)183 – 182 / 1 ،‬‬

‫"إن معجزة القرآن الكري هي أكثر بروزًا ف عصرنا الال‪ ،‬عصر النور والعلم‪ ،‬ما كانت عليه‬
‫ف الزمنة الت سادها الهل والمول‪ ( "..‬ف طريقي إل السلم ‪.)185 / 1 ،‬‬

‫‪295‬‬
‫‪ -62‬الفكر النليزي عبدال كويليام‬

‫مفكر إنكليزي‪،‬ولد سنة ‪ ،1856‬وأسلم سنة ‪ ،1887‬وتلقب باسم‪( :‬الشيخ عبد ال‬
‫كويليام)‪ .‬من آثاره‪( :‬العقيدة السلمية) (‪ ،)1988‬و(أحسن الجوبة)‪.‬‬

‫من مقولته ف كتبه‪:‬‬

‫"من الوجه العلمي‪ ،‬بصرف النظر عن أنه كتاب موحى به‪ ،‬فالقرآن أبلغ كتاب ف الشرق‪..‬‬
‫(وهو حافل بالنجزات السامية مليء بالستعارات الباهرة)‪ ( "..‬العقيدة السلمية‪ ،‬ص‬
‫‪.)120 – 119‬‬

‫"أحكام القرآن ليست مقتصرة على الفرائض الدبية والدينية‪ ..‬إنه القانون العام للعال‬
‫السلمي‪ ،‬وهو قانون شامل للقواني الدنية والتجارية والربية والقضائية والنائية والزائية‪.‬‬
‫ث هو قانون دين يدار على موره كل أمر من المور الدينية إل أمور الياة الدنيوية‪ ،‬ومن‬
‫حفظ النفس إل صحة البدان‪ ،‬ومن حقوق الرعية إل حقوق كل فرد‪ ،‬ومن منفعة النسان‬
‫الذاتية إل منفعة اليئة الجتماعية‪ ،‬ومن الفضيلة إل الطيئة‪ ،‬ومن القصاص ف هذه الدنيا إل‬
‫القصاص ف الخرة‪ ..‬وعلى ذلك فالقرآن يتلف ماديًا عن الكتب السيحية القدسة الت ليس‬
‫فيها شيء من الصول الدينية بل هي ف الغالب مركبة من قصص وخرافات واختباط عظيم‬
‫ف المور التعبدية‪ ..‬وهي غي معقولة وعدية التأثي" ( العقيدة السلمية ‪ ،‬ص ‪– 122‬‬
‫‪.)123‬‬

‫"لقد عثرت ف دائرة العارف العامة ‪ popular Encyclopedia‬على نبذة‬


‫نصها كما يأت (أن لغة القرآن معتبة بأنا من أفصح ما جاء ف اللغة العربية فإن ما فيه من‬
‫ماسن النشاء وجال الباعة جعله باقيًا بل تقليد ودون مثيل‪ .‬أما أحكامه العقلية فإنا نقية‬

‫‪296‬‬
‫زكية إذا تأملها النسان بعي البصية لعاش عيشة هنية)‪ ( "..‬العقيدة السلمية ‪ ،‬ص‬
‫‪.)138‬‬

‫"هذا القرآن الذي هو كتاب حكمة فمن أجال طرف اعتباره فيه وأمعن النظر ف بدائع‬
‫أساليبه وما فيها من العجاز رآه وقد مر عليه من الزمان ألف وثلثائة وعشرون سنة كأنه‬
‫مقول ف هذا العصر إذ هو مع سهولته بليغ متنع ومع إيازه مفيد للمرام بالتمام‪ .‬وكما أنه‬
‫كان يرى مطابقًا للكلم ف زمن ظهوره لجة وأسلوبًا كذلك يرى موافقًا لسلوب الكلم ف‬
‫كل زمن ولجة‪ ،‬وكلما ترقّت صناعة الكتابة قدرت بلغته وظهرت للعقول مزاياه‪ .‬وبالملة‬
‫فإن فصاحته وبلغته قد أعجزت مصاقع البلغاء وحيت فصحاء الولي والخرين‪ .‬وإذا‬
‫عطفنا النظر إل ما فيه من الحكام وما اشتمل عليه من الكم الليلة نده جامعًا لميع ما‬
‫يتاجه البشر ف حياته وكماله وتذيب أخلقه‪ ..‬وكذا نراه ناهيًا عما ثبت بالتجارب العديدة‬
‫خسرانه وقبحه من الفعال ومساوئ الخلق‪ ..‬وكم فيه ما عدا ذلك أيضًا ما يتعلق بسياسة‬
‫الدن وعمارة اللك‪ ،‬وما يضمن للرعية المن والدعة من الحكام الليلة الت ظهرت منافعها‬
‫العظيمة بالفعل والتجربة فضلً عن القول‪ ( "..‬العقيدة السلمية‪ ،‬ص ‪ ،‬ص ‪– 139‬‬
‫‪.)140‬‬

‫"أن من ضمن ماسن القرآن العديدة أمرين واضحي جدًا أحدها علمة الشوع والوقار الت‬
‫تشاهد دائمًا على السلمي عندما يتكلمون عن الول ويشيون إليه‪ ..‬والثان خلوّه من‬
‫القصص والرافات وذكر العيوب والسيئات وإل آخره‪ ،‬المر الذي يؤسف عليه كثيًا‬
‫لوقوعه بكثرة فيما يسميه السيحيون (العهد القدي)‪ ( "..‬أحسن الجوبة عن سؤال أحد‬
‫علماء أوروبة‪ ،‬ص ‪.)26 – 23‬‬

‫‪297‬‬
‫مشاهي أسلموا‬

‫‪ -63‬الغن السابق البيطان يوسف إسلم‬

‫يوسف إسلم أو الغن النليزي العروف كات ستيفنس سابقا يعرض قصة إسلمه‪:‬‬

‫أود أن أبدأ قصت با تعرفونه جيعًا وهو أن ال قد أستخلفنا ف الرض وأرسل لنا الرسل‬
‫وأخرهم رسولنا ممد صلى ال عليه وسلم ليهدينا إل الطريق القوي‪ .‬وعلى النسان أن‬
‫يلحظ واجبه نو هذا الستخلف وأن يسعى لتحضي نفسه للحياة الالدة القادمة فمن‬
‫تفوته الفرصة الن لن تأتيه أخرى فلن نعود ثانية حيث يقول القران الكري‪" :‬‬
‫{ َولَوْ تَرَى إِ ْذ الْ ُمجْرِمُونَ نَا ِكسُوا رُءُو ِس ِهمْ عِْندَ رَّب ِهمْ رَبّنَا أَْبصَرْنَا وَ َسمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَ ْعمَلْ‬
‫صَالِحا إِنّا مُوقِنُونَ * َوَلوْ شِئْنَا لتَيْنَا كُلّ نَ ْفسٍ ُهدَاهَا وَلَكِنْ حَ ّق الْ َقوْلُ مِنّي لَمْلَنّ َجهَّنمَ مِنْ‬
‫ب اْلخُلْدِ‬‫ي * َفذُوقُوا ِبمَا َنسِيتُمْ لِقَاءَ َيوْمِ ُكمْ َهذَا إِنّا َنسِينَا ُكمْ وَذُوقُوا َعذَا َ‬ ‫اْلجِنّةِ وَالنّاسِ أَ ْجمَعِ َ‬
‫ِبمَا كُنُْتمْ تَ ْعمَلُونَ } (السجدة‪)14 :12 :‬‬
‫{وَ ُهمْ َيصْطَرِخُو َن فِيهَا رَبّنَا أَخْ ِرجْنَا نَ ْعمَ ْل صَالِحا غَيْ َر اّلذِي كُنّا نَ ْعمَلُ َأ َوَلمْ نُ َعمّ ْركُمْ مَا يََت َذكّرُ‬
‫صيٍ } (فاطر‪)37 :‬‬ ‫فِيهِ مَنْ َت َذكّرَ وَجَا َء ُكمْ الّنذِي ُر فَذُوقُوا فَمَا لِلظّاِلمِيَ مِنْ َن ِ‬

‫نشأت‪:‬‬
‫نشأت ف بيئة مرفهة تلؤها أضواء العمل الفن الستعراضي البهرة وكانت أسرت تدين‬
‫بالسيحية وكانت تلك الديانة الت تعلمتها فكما نعلم أن الولود يولد على الفطرة وأهله‬
‫يجسانه أو يهودانه أو ينصرانه لذلك فقد ت تنصيي بعن أن النصرانية هي الديانة الت أنشأن‬
‫والدي عليها‪ .‬وتعلمت أن ال موجود ولكن ل يكننا التصال الباشر به فل يكن الوصول‬
‫إليه إل عن طريق عيسى فهو الباب للوصول إل ال‪ .‬وبالرغم من إقتناعي الزئي بذه الفكرة‬
‫إل أن عقلي ل يتقبلها بالكلية‪.‬‬
‫‪298‬‬
‫وكنت أنظر إل تاثيل النب عيسى فأراها حجارة ل تعرف الياة وكانت فكرة التثليث أو‬
‫ثلثية الله تقلقن وتين ولكن ل أكن أناقش أو أجادل إحتراماّ لعتقدات والدي الدينية‪.‬‬

‫مغن البوب الشهور‪:‬‬


‫وبدأت أبتعد عن نشأت الدينية بعتقداتا الختلفة شيئًاَ فشيئا وإنرطت ف مال الوسيقى‬
‫والغناء وكنت أرغب ف أن أكون مغن مشهور‪ .‬وأخذتن تلك الياة الباقة بباهجها ومفاتنها‬
‫فأصبحت هي إلي‪ .‬وأصبح الثراء الطلق هو هدف تأسيا بأحد أخوال الذي كان واسع الثراء‪،‬‬
‫وبالطبع كان للمجتمع من حول تأثي بالغ ف ترسيخ هذه الفكرة داخلي حيث أن الدنيا‬
‫كانت تعن لم كل شيء وكانت هي إلهم‪.‬‬
‫ومن ث إخترت طريقي وعزمت أن يكون الال هو هدف الوحد وأن تكون هذه الياة هي‬
‫مبلغ الن وناية الطاف بالنسبة ل‪ .‬وكان قدوت ف هذه الرحلة كبار مطرب البوب العاليي‬
‫وإنغمست ف هذه الياة الدنيوية بكل طاقت‪ .‬وقدمت الكثي من الغان ولكن داخلي وف‬
‫أعماق نفسي كان هناك نداء إنسان ورغبة ف مساعدة الفقراء عند تقيقي للثراء النشود‪.‬‬
‫ولكن النفس البشرية كما يبنا القرأن الكري ل تفي بكل ما تعد به ! وتزداد طمعا كلما‬
‫منحت الزيد‪.‬‬
‫وقد حققت ناحا واسعا وأنا ل أتعدى سنوات التسعة عشرة بعد وإجتاحت صوري‬
‫وأخباري وسائل العلم الختلفة فجعلوا من أسطورة أكب من الزمن وأكبمن الياة نفسها‬
‫وكانت وسيلت لتعدي حدود الزمن والوصول إل القدرات الفائقة هي النغماس ف عال‬
‫المور والخدرات‪.‬‬

‫الدخول إل الستشفى‪:‬‬
‫بعد مضي عام تقريبا من النجاح الادي و"الياة الراقية" وتقيق الشهرة أصبت بالسل‬
‫ودخلت الستشفى‪ .‬أثناء وجودي بالستشفى أخذت أفكر ف حال وف حيات هل أنا جسد‬
‫‪299‬‬
‫فقط وكل ما عليَ فعله هو أن أسعد هذا السد؟ ومن ث فقد كانت هذه الزمة نعمة من ال‬
‫حت أتفكر ف حال‪ ,‬وكانت فرصة من ال حت أفتح عين على القيقة وأعود إل صواب‪" .‬‬
‫لاذا أنا هنا راقدا ف هذا الفراش؟" وأسئلة أخرى كثية بدأت أبث لا عن إجابة‪ .‬وكان‬
‫إعتناق عقائد شرق أسيا سائدا ف ذلك الوقت فبدأت أقرأ ف هذه العتقدات وبدأت لول‬
‫مرة أفكر ف الوت وأدركت أن الرواح ستنتقل لياة أخرى ولن تقتصر على هذه اليا ‍ة‍‪.‬‬
‫وشعرت أنذاك أن على بداية طريق الداية فبدأت أكتسب عادات روحانية مثل التفكر‬
‫والتأمل وأصبحت نباتيا كي تسمو نفسي وأساعدها على الصفاء الروحي‪ .‬وأصبحت أؤمن‬
‫بقوة السلم النفسي وأتأمل الزهور‪ .‬ولكن أهم ماتوصلت إليه ف هذه الرحلة هو إدراكي أن‬
‫لست جسد فقط‪.‬‬
‫وف أحد اليام بينما كنت ماشيا إذا بالطر يهطل وأجدن أجري لحتمي من الطر فتذكرت‬
‫مقولة كنت قد سعتها قبل ذلك وهي أن السد مثل المار الذي يب تدريبه حت يأخذ‬
‫صاحبه أينما يريد وإل فإن المار سيأخذ صاحبه إل الكان الذي يريده هو‪ .‬إذا فأنا إنسان‬
‫ذو إرادة ولست مرد جسد كما بدأت أفهم من خلل قرأت للمعتقدات الشرقية ولكن‬
‫سئمت السيحية بالكلية‪ .‬وبعد شفائي عدت لعال الغناء والوسيقى ثانية ولكن موسيقاي‬
‫بدأت تعكس أفكاري الديدة‪ .‬وأتذكر إحدى أغنيات الت قلت فيها‬
‫" ليتن أعلم‬
‫ليتن أعلم من خلق النة والنار‬
‫ترى هل سأعرف هذه القيقة وأنا ف فراشي‬
‫أم ف حجرة متربة‬
‫بينما يكون الخرين ف حجرات الفنادق الفاخرة‪".‬‬
‫وعندها عرفت أن على الطريق السليم‪.‬‬
‫وف ذلك الوقت كتبت أيضا أغنية أخرى " الطريق إل معرفة ال"‬
‫وقد إزدادت شهرت ف عال الوسيقى وعانيت من أوقات عصيبة لن شهرت وغناي كانتا‬
‫تزدادان بينما كنت من داخلي أبث عن القيقة‪ .‬وف تلك الرحلة أصبحت مقتنعا أن البوذية‬
‫‪300‬‬
‫قد تكون عقيدة نبيلة وراقية ولكن ل أكن مستعدا لترك العال والتفرغ للعبادة فقد كنت‬
‫ملتصقا بالدنيا ومتعلقا با ول أكن مستعدا لن أكون راهبا ف مراب البوذية وأعزل نفسي‬
‫عن العال‪.‬‬
‫وبعدها حاولت أن أجد ضالت الت أبث عنها ف علم البراج أو الرقام ومعتقدات أخرى‬
‫لكن ل أكن مقتنعا بأي منها‪ .‬ول أكن أعرف أي شيء عن السلم ف ذلك الوقت وتعرفت‬
‫عليه بطريقة أعتبها من العجزات‪ .‬فقد سافر أخي إل القدس وعاد مبهورا بالسجد القصى‬
‫وبالركة واليوية الت تعج بي جنباته على خلف الكنائس والعابد اليهودية الت دائما ما‬
‫تكون خاوية‪.‬‬

‫حكايت مع القرآن‪:‬‬
‫أحضر ل أخي من القدس نسخة مترجة من القرآن وعلى الرغم من عدم إعتناقه السلم إل‬
‫أنه أحس بشيئ غريب تاه هذا الكتاب وتوقع أن يعجبن وأن أجد فيه ضالت‪.‬‬
‫وعندما قرأت الكتاب وجدت فيه الداية فقد أخبن عن حقيقة وجودي والدف من الياة‬
‫وحقيقة خلقي ومن أين أتيت‪ .‬وعندها أيقنت أن هذا هو الدين الق وأن حقيقة هذا الدين‬
‫تتلف عن فكرة الغرب عنه وأنا ديانة عملية وليست معتقدات تستعملها عندما يكب سنك‬
‫وتقل رغبتك ف الياة مثل العتقدات الخرى‪.‬‬
‫ويصم الجتمع الغرب كل من يرغب ف تطبيق الدين على حياته واللتزام به بالتطرف ولكن‬
‫ل أكن متطرفا فقد كنت حائرا ف العلقة بي الروح والسد فعرفت أنما ل ينفصلن وأنه‬
‫بالمكان أن تكون متدينا دون أن تجر الياة وتسكن البال‪ ,‬وعرفت أيضا أن علينا أن‬
‫نضع لرادة ال وأن ذلك هو سبيلنا الوحيد للسمو والرقي الذي قد يرفعنا إل مرتبة اللئكة‪.‬‬
‫وعندها قويت رغبت ف إعتناق السلم‪.‬‬
‫وبدأت أدرك أن كل شئ من خلق ال ومن صنعه وأنه لتأخذه سنة ول نوم وعندها بدأت‬
‫أتنازل عن تكبي لن عرفت خالقي وعرفت أيضا السبب القيقي وراء وجودي وهو‬
‫الضوع التام لتعاليم ال والنقياد له وهو ما يعرف بالسلم‪ .‬وعندها إكتشفت أن مسلم ف‬

‫‪301‬‬
‫أعماقي‪ .‬وعند قرائت للقرآن علمت أن ال قد أرسل بكافة الرسل برسالة واحدة‪ ،‬إذا فلماذا‬
‫يتلف السيحيي واليهود؟ نعم‪ ،‬ل يتقبل اليهود السيح لنم غيوا كلمه‪ ,‬وحت السيحيون‬
‫أنفسهم ل يفهموا رسالة السيح وقالوا أنه إبن ال‪ ,‬كل ما قرأته ف القرأن من السباب‬
‫والبرات بدا معقولً ومنطقيا‪ .‬وهنا يكمن جال القرآن فهو يدعوك أن تتأمل وأن تتفكر وأن‬
‫ل تعبد الشمس أو القمر بل تعبد الالق الذي خلق كل شيء‪ .‬فالقرآن أمر النسان أن يتأمل‬
‫ف الشمس والقمر وف كافة ملوقات ال‪ .‬فهل لحظت إل أي مدى تتلف الشمس عن‬
‫القمر؟ فبالرغم من إختلف بعدها عن الرض إل أن كل منهما يبدو وكأنه على نفس البعد‬
‫من الرض! وف بعض الحيان يبدو وكأن أحدها يغطي الخر! سبحان ال‪.‬‬
‫وعندما صعد رواد الفضاء إل الفضاء الارجي ولحظوا صغر حجم الرض مقارنة بالفضاء‬
‫الارجي أصبحوا مؤمني بال لنم شاهدوا أيات قدرته‪.‬‬
‫وكلما قرات الزيد من القرآن عرفت الكثي عن الصلة والزكاة وحسن العاملة ول أكن قد‬
‫إعتنقت السلم بعد ولكن أدركت أن القرآن هو ضالت النشودة وأن ال قد أرسله إلّ‬
‫ولكن أبقيت ما بداخلي سرأً ل أبح به إل أحد‪ .‬وبا أن فهمي يزداد لعانيه عندما قرأت أنه‬
‫ل يل للمؤمني أن يتخذوا أولياء من الكفار تنيت أن ألقى إخوان ف اليان‪.‬‬

‫إعتناق السلم‪:‬‬
‫وف ذلك الوقت فكرت ف الذهاب إل القدس مثلما فعل أخي‪ ,‬وهناك بينما أنا جالس ف‬
‫السجد سألن رجل ماذا تريد؟ فأخبته بأن مسلم وبعدها سألن عن أسي فقلت له ‪":‬‬
‫ستيفنس" فتحي الرجل‪ .‬وأنضممت إل صفوف الصلي وحاولت أن أقوم بالركات قدر‬
‫الستطاع‪ .‬بعد عودت إل لندن قابلت أخت مسلمة أسها نفيسة وأخبتا برغبت ف إعتناق‬
‫السلم فدلتن على مسجد نيو رينت‪ .‬وكان ذلك ف عام ‪ 1977‬بعد عام ونصف تقريبا‬
‫من قرأت للقرآن‪ .‬وكنت قد إيقنت عند ذلك الوقت أنه عليّ أن أتلص من كبيائي وأتلص‬
‫من الشيطان وأته إل إتاه واحد‪ .‬وف يوم المعة بعد الصلة إقتربت من المام وأعلنت‬
‫الشهادة بي يديه‪ .‬رغم تقيقي للثراء والشهرة إل أن ل أصل إل الداية إل عن طريق‬

‫‪302‬‬
‫القرآن‪ .‬والن أصبح بإمكان تقيق التصال الباشر مع ال بلف الال ف السيحية‬
‫والديانات الخرى‪ .‬فقد أخبتن سيدة هندوسية ذات مرة‪ " :‬أنت ل تفهم الندوسية فنحن‬
‫نؤمن بإله واحد ولكننا نستخدم هذه التماثيل للتركيز‪ ".‬ومعن كلمها أنه يب أن تكون‬
‫هناك وسائط لتصلك بال‪ .‬ولكن السلم أزال كل هذه الواجز‪ ,‬والشيء الوحيد الذي‬
‫يفصل بي الؤمني وغيهم هو الصلة‪ .‬فهي السبيل إل الطهارة الروحية‪.‬‬

‫وأخيا أود أن أقول أن كل أعمال أبتغي با وجه ال وأدعو ال أن يكون ف قصت عبة لن‬
‫يقرؤها‪ .‬وأود أن أقرر أن ل أقابل أي مسلم قبل إقتناعي بالسلم ول أتأثر بأي شخص‪ .‬فقد‬
‫قرأت القرآن ولحظت أنه ل يوجد إنسان كامل ولكن السلم كامل وإذا قمنا بتطبيق‬
‫القرآن وتعاليم الرسول عليه الصلة والسلم فسوف ننجح ف هذه الياة‪ .‬أدعو ال أن يوفقنا‬
‫ف إتباع سبيل الرسول عليه الصلة والسلم‪ .‬آمي‬

‫يوسف إسلم (كات ستيفنس سابقا)‬

‫من مقولت يوسف إسلم‪:‬‬


‫‪ "-‬ل أكـــن أعرف السعــــادة قبل دخول إل السلم"‪.‬‬
‫‪ " -‬منذ أن بدأت قراءة القرآن ‪ ..‬وكل ما ازددت قراءة كلما تعجبت!! لاذا يسي الناس‬
‫على غي هدىً ف هذه الدنيا والدليــل أمامهم والضوء أمامهم؟! ‪,‬لا قرأت القرآن أيقنت‬
‫أنه ليس من صنع البشر ‪ ,‬ووجدت التوحيد فيه يتماشى مع الفطرة الت فطر ال الناس عليها‪·.‬‬
‫هزن تعريف القرآن بالق الكون ‪ ،‬فقد اكتشفت السلم عب القرآن وليس من أعمال‬
‫السلمي ‪ ،‬أيها السلمون كونوا مسلمي حقا حت يتمكن السلم من النتشار ف العال‬
‫كله ‪ ،‬فالسلم هو السلم لكل العال‪".‬‬
‫‪303‬‬
‫‪ " -‬أردت أن أعيــــــش للسلم ‪ ..‬كـــــــــل يومي ‪ ..‬بدقائقه‬
‫ولظاته ‪ ..‬وكفــى السلم ‪ ..‬ل‪ ..‬ول أريــــــــد شيئا آخر من هـذه‬
‫الدنيـا"‪.‬‬

‫للمزيد يكنكم الدخول علي الوصلة التالية كتاب "كات ستيفنـس من مغنّ إل داعية "‬
‫‪http://www.saaid.net/Anshatah/dawah/46.htm‬‬

‫يوسف قبل السلم‪ :‬ولد يوسف إسلم تت اسم ستيفن ديتري جورجيو ف شهر يوليو‪/‬‬
‫توز ‪ 1947‬لم سويدية وأب من القبارصة اليونانيي‪ .‬وترب ستيفن ف حي ويست إند‬
‫بلندن ف شقة تقع فوق الطعم الملوك لوالديه‪.‬‬
‫ونظرا لن والده كان من القبارصة اليونانيي‪ ،‬فإنه كان يعتنق مذهب الورثوذكس اليونان‬
‫لكنه تلقى تعليمه ف مدرسة كاثوليكية‪ .‬وحصل ستيفن على ‪ 8‬ألبومات ذهبية متتالية‬
‫وحازت أغانيه على شهرة واسعة ف بريطانيا والوليات التحدة‪.‬‬

‫وليوسف إسلم موقع علي النترنت عنوانه‬


‫‪http://www.yusufislam.org.uk‬‬

‫‪304‬‬
‫‪-64‬الدكتور روبرت كرين مستشار الرئيس المريكي نيكسون‬

‫نبذة عنه‪ :‬دكتوراه ف القانون الدول والقارن ‪ ،‬رئيس جعية هارفارد للقانون الدول ‪،‬‬
‫ومستشار الرئيس المريكي نيكسون للشؤون الارجية ‪ ،‬ونائب مدير ملس المن القومي ف‬
‫البيت البيض سابقا ‪ ،‬ومؤسس جعية الحامي السلمي المريكيي ‪.‬‬
‫اعتنق السلم عام ‪1980‬م ‪.‬‬
‫يقول د‪.‬فاروق عبد الق ناعيا على العدوان الصحفي على السلم ف أمريكا‪:‬‬
‫"لو قرأ الناس الصحف ف أمريـكا ‪ ،‬فإنم بل شــك سـينتابم الوف من السلم" ‪.‬‬
‫ويقول واثقا من مستقبل السلم ‪:‬‬
‫"السلم هو الل الوحيد ‪ ،‬فهو الذي يمل العدالة ف مقاصد الشريعة وف الكليات‬
‫والزيئات والضروريات"‪.‬‬

‫د‪ .‬فاروق عبد الق (روبرت گرين )مستشار الرئيس المريكي نيكسون ونائب مدير المن‬
‫القومي المريكي هو أحد مستشاري الرئيس السابق نيكسون‪ ,‬رجل معه دكتوراة ف دراسة‬
‫الضارات و هو من الشخصيات البارزة هناك‪ ,‬عمل ف الارجية المريكية والبيت البيض‬
‫ثلثي عاما وحي أراد نيكسون أن يكتب كتابه طلب من الخابرات المريكية ملفا عن‬
‫الصولية السلمية فوافوه بلف كامل عن الصولية السلمية ول يكن عنده من الوقت ما‬
‫يسمح له بقراءته فأحاله إل روبرت كرين فقرأه فأسلم علي الفور‪.‬‬

‫مع العلم بأن اللف الذي قرأه والذي كان سببا ف إسلمه قد كتب بأيدي الخابرات‬
‫المريكية وليس بأبد إسلمية ومع ذلك فقد أسلم كونتي وهو الن يكتب سلسلة من‬
‫القالت ف دورية من أهم الدوريات الغربية‪.‬‬

‫إنه اليان الذي يقرع القلوب‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫الدكتور "گرين" هو أحد كبار الباء السياسيي ف أمريكا‪ .‬وهو الؤسس والنشىء لركز‬
‫الضارة والتجديد ف أمريكا‪ .‬وبعد حصوله على شهادة الاجستي ف النظمة القانونيّة القارنة‬
‫من جامعة هارفارد‪ .‬وبعد تأسيسه لصحيفة "هارفارد" للقانون الدولّ وتسلّمه منصب الرئيس‬
‫الوّل لمعيّة هارفارد للقانون الدولّ‪ .‬عمل لدّة عقد من الزمن فيما يسمّى بـ "الراكز‬
‫الستشاريّة لصنّاع السياسة ف واشنطن"‪.‬‬
‫وف عام ‪1962‬م شارك ف تأسيس مركز الدراسات الستراتيجيّة الدوليّة‪ .‬وف عام‬
‫‪1963‬م وحتّى عام ‪1968‬م كان أكب مستشاري الرئيس السابق ريتشارد نيكسون ف‬
‫السياسة الارجيّة‪ .‬وف عام ‪1969‬م عيّنه نيكسون نائبا لدير ملس المن القوم ّي ف البيت‬
‫البيض‪ .‬وف عام ‪1981‬م عيّنه رونالد ريغان سفيا للوليات التّحدة ف المارات العربيّة‪.‬‬
‫بعد إسلمه‪ ،‬عمل الدكتور "گرين" كمدير للقسم القانون للمجلس السلمي المريكي وهو‬
‫الرئيس الؤسس لرابطة الحامي المريكيي السلمي‪ ،‬وهو حاصل على دكتوراه ف القانون‬
‫عام ‪1959‬م‪ ،‬ويتقن ست لغات حيّة‪ .‬وهو متزوّج وأب لمسة أولد‪ .‬نشر عشرة كتب‬
‫وخسي مقالة اختصاصيّة حول النظمة القانونيّة القارنة والستراتيجيّة العاليّة وإدارة‬
‫العلومات‪.‬‬
‫وعن كيفيّة اهتدائه ال السلم‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫"ف عام ‪1980‬م‪ ،‬وعلى أثر انتصار الثورة السلميّة ف ايران‪ ،‬ازداد اهتمام الناس ف‬
‫الغرب بالسلم‪ ،‬ول يكن اهتمامهم اعجابا به وانّما اعتبوه تديدا لم‪ ،‬لذلك تنادى العديد‬
‫من صنّاع الفكر ال عقد الندوات والؤترات‪ ،‬حول هذا الوضوع‪ .‬وقد حضرت أحد‬
‫الؤترات كي أرى ماهيّة هذه الدراسات والطروحات القدّمة‪( ،‬ف خريف ‪1980‬م)‪،‬‬
‫وكان مشاركا ف الؤتر الكثي من قادة الفكر السلميّ‪ ،‬ومنهم الدكتور حسن الترابّ الذي‬
‫تكلّم عدّة مرّات وشرح السلم تاما‪ ،‬كما كنتُ أبث عنه‪ ،‬فادركتُ أنّه متقدّم ف أفكاره‪،‬‬
‫ت ضدّ مسألة السجود‪ ،‬ل ّن النسان ف نظري ل يب أن‬ ‫ثّ رأيته وهو يصلّي ويسجد‪ ،‬وكن ُ‬
‫يسجد لحد‪ ،‬ففي هذا اهانة له ولنسانيّته‪ .‬ولكنن أدركتُ أنّ الشيخ حسن التراب ينحن ل‬

‫‪306‬‬
‫ويسجد له‪ ،‬فالول أن أنن وأسجد أيضا‪ ،‬وهكذا فعلتُ ودخلتُ السلم‪ ،‬من يومها‪ ،‬على‬
‫يد الدكتور حسن الترابّ"‪.‬‬
‫وعما كان يسكنه من هاجس ث وجد ف السلم اجابة له‪ ،‬يقول "گرين"‪" :‬كان والدي‬
‫يعمل استاذا ف جامعة هارفارد‪ .‬وقد علّمن أن أهتم وادافع عمّا هو صواب‪ ،‬وأن احاول‬
‫تنّب الطأ‪ .‬وقد قضيتُ معظم وقت ف التحرّي عن العدل والعدالة قبل أن أصبح مسلما‪.‬‬
‫وف الندوة الت جعتن مع البوفسور (روجيه غارودي) ف دمشق سعته يتحدث ويهاجم‬
‫الرأسالية منذ كان شيوعيا‪ ،‬وكلنا كان لديه نفس الدف‪ ،‬وهو أن يدعم العدالة‪ .‬وكلنا‬
‫كان ضدّ التركيز على الثروة‪ ،‬لنّ الهتمام بمع الثروة ليس بعدل‪ .‬لقد اتّبع غارودي البدأ‬
‫الاركسي الذي يسعى لتحطيم اللكيّة‪ ،‬ف حي أنّي كنتُ أعتب اللكيّة مفتاحا للحريّة‪ .‬لكن‬
‫كلنا كان يرى أن اللكيّة تؤدّي ف النهاية ال الظلم وعدم انتشار العدل‪ ،‬وكلنا كان يدعو‬
‫ال نظام يدعو ال انتاج واعطاء العدالة للجميع‪ ..‬لذلك وجدنا أنّ السلم هو ال ّل الوحيد‪،‬‬
‫فهو الذي يمل العدالة ف مقاصد الشريعة وف الكليّات والزئيّات والضروريّات‪ ،‬وأنا‬
‫كمحام كنتُ أسعى ال مبادىء ليست من وضع البشر‪."..‬‬
‫ويواصل د‪ .‬گرين حديثه متطرّقا ال أنّ الغرب أخذ هذه الفضيلة من الشرق أي القاصد‬
‫والغايات ثّ وسّعها وحوّلا سعيا وراء القوّة ال مدنيّة كبية‪ ،‬وقد أدّت هذه القوّة ال التحكّم‬
‫بالعال‪ .‬وقد فقد الغرب هنا الدّوافع لضارته ومدنيّته‪ .‬وف الواقع أنّ ترّي العدالة ليس هدفا‬
‫ت ال جامعة‬ ‫ف الغرب "لذلك بدأتُ أسعى واُفتش عن العدالة‪ .‬والفارقة انّن عندما ذهب ُ‬
‫هارفارد وحصلتُ على شهادت ف القانون‪ ،‬مكثتُ هناك ثلث سنوات ل أسع خللا كلمة‬
‫العدل ول مرّة واحدة"‪.‬‬
‫أمّا كيف تّ اختياره مستشارا للشؤون الارجيّة الميكيّة فيقول عن ذلك‪:‬‬
‫"ف عام ‪1963‬م كتبتُ مقالة طويلة عن الصّراع بي روسيا وأميكا‪ ،‬وقد قرأ الرئيس‬
‫نيكسون هذه القالة وهو ف الطائرة‪ .‬واستدعان بعدها وكلّفن بوضع كتاب حول السياسة‬
‫الارجيّة المريكية وحول الشيوعيّة‪ّ .‬ث عملت مستشارا للشؤون الارجيّة منذ عام‬
‫‪1968‬م‪ ،‬وكنتيجة لذا الكتاب عُينتُ نائبا للرئيس نيكسون للمن القوميّ ف البيت‬
‫‪307‬‬
‫البيض‪ ،‬وكان هناك أربعة نوّاب للرئيس كنتُ أحدهم‪ .‬وف عام ‪1969‬م عندما استلم‬
‫هنري كيسنجر وزارة الارجية أنى عملي بسبب ‪ 25‬ورقة كانت ف كتاب تضمّنت‬
‫موضوع فلسطي‪ ،‬وقد اقترحتُ يومها تشكيل دولتي‪ :‬يهوديّة وفلسطينية‪ ،‬وقد ُبحِثَ هذا‬
‫الوضوع لسنوات عديدة على أعلى الستويات ف دوائر الوليات التحدة وف البيت البيض‪.‬‬
‫ولكنّ كيسنجر كان ضدّ كل انسان يبحث ف هذا الوضوع‪ ..‬ووقف كيسنجر ضدّي ف‬
‫كلّ مال دخلتُ أو عملتُ فيه‪ ،‬ثّ عينن نيكسون نائبا لدارة شؤون احدى الوليات ف‬
‫البيت البيض‪ ،‬كما عملتُ ف مسألة (ووترغيت)‪.‬‬
‫بعد فضيحة (ووتر غيت) وجدتُ أنّن ل أستطيع أن اؤثّر على سياسة الوليات التحدة‬
‫بشكل فعّال من داخل الدولة‪ .‬ورأيتُ أنّ اللّ الوحيد لزالة الظلم هو انشاء حركة فكريّة‬
‫تعود للمثاليّات ف أمريكا‪ ،‬وتنادي باستعادة التراث المريكي الذي كاد أن يضيع‪ ..‬هذا‬
‫التراث الذي ضاع‪ .‬هذه الثل العُليا ل تعد موجودة ف أمريكا‪ .‬ولكنّي وجدتا ف السلم‪.‬‬
‫لذلك أرى أنّ الطريق ال انعاش التراث المريكي سيكون عن طريق السلم وهذا ما أقوم‬
‫بالعمل عليه منذ اسلمي عام ‪1980‬م"‪.‬‬
‫"وعن هذه النقطة‪ ،‬وبشيء من التفصيل عاود صاحبنا‪ ،‬وف الؤتر الرابع والعشرين للتاد‬
‫السلمي ف أمريكا الشماليّة (العروف اختصارا بـ ‪ )ISAN‬والذي عُ ِقدَ ف الفترة ما بي‬
‫‪ 29/8‬ال ‪1/9/1986‬م بدينة انديانا بوليس‪ ،‬والذي ُخصّص لناقشة مستقبل السلم‬
‫ف أمريكا الشماليّة‪ ،‬إذ عرض د‪ .‬فاروق عبد الق (گرين) مقارنة للمقدّمات الت تدّد‬
‫توجّهات السياسة الارجيّة المريكية والصورة الثلى الت قامت على أساسها‪ ،‬ولذا ظلّت‬
‫السياسة المريكية ثابتة لثبات هذه القدّمات‪ ..‬وبالنسبة للسلم فانّ السياسة تتركّز على‬
‫العدل‪ ،‬ويكن تعريف العدل بأنّه إرادة ال"‪.‬‬
‫ومن هنا فانّه يرى أنّ الاجة قائمة ال صناع فكر اسلمي لكي يشرحوا للمريكيي كيف‬
‫يب على أمريكا أن تدير سياستها الارجيّة‪ ،‬وأن يبيّنوا أ ّن العدل هو الطريق الطويل الذي‬
‫يب أن تسلكه أمريكا‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫وف الوقت الذي ل يبدي فيه د‪ .‬فاروق قلقا على بقاء السلم ف أمريكا‪ ..‬غي أنّه يب‬
‫التركيز على بناء فكر عال للمفهوم السلمي بي الشباب بشكل خاص‪" .‬يب أن يفهموا‬
‫العال الديث‪ ،‬ويدوا ردودا اسلميّة لكل الشاكل الطروحة ف الجتمع‪ .‬ومن جانب آخر‬
‫يب أن ننمّي ونطوّر قيادة فكريّة بي السلمي وف كلّ حقول العرفة‪ .‬ويكون الدف من‬
‫كل المرين هو تدعيم العدل والعدالة ف العال‪ ..‬وهذا يعل السلم قوّة ايابيّة من أجل الي‬
‫ف العال‪ .‬وهذه الولويّات تنطبق على الغرب كما تنطبق على العال السلميّ‪.‬‬
‫وللدكتور فاروق عبد القّ آراء وتصوّرات عميقة ف اُمّهات القضايا والتحدّيات الت تواجه‬
‫السلمي ف عال اليوم‪ ..‬وهو حي يوجّه النقد ال الغرب لنظرته النحازة والقاصرة تاه‬
‫السلم‪ ،‬فانّه ل ينسى توجيه اللّوم ال بعض السلمي ف الشّرق أو الغرب مّن ل يفهمون‬
‫التعاليم السلمية‪ .‬ومن الصّعب _كما يقول _ أن تفهم الغربيي حقيقة السلم لنّ الكثي‬
‫من السلمي الذين يعيشون ف الغرب ل يارسون ول يعيشون حسب تعاليم السلم‪.‬‬

‫‪ -65‬لعب السلة المريكي ممود عبدالرؤوف‬

‫«لعب كرة سلة أميكي مشهور يعلن إسلمه ويغي اسه من كريس جاكسون إل ممود‬
‫عبد الرؤوف»‪.‬‬

‫لأ عشرات اللف من الميكيي السود سواء كانوا من الشخصيات البارزة او من‬
‫الشخصيات العادية خلل العقود الثلثة الاضية ال السلم‪ ،‬باعتباره دين الساواة والعدل‪،‬‬
‫وبكم انه دين تسود فيه العدالة الجتماعية‪ ،‬ويرفض الظلم والضطهاد والتمييز بي بن البشر‬
‫بجة النس او اللون‪.‬‬

‫ولا كان هؤلء الميكيون السود ف رحلتهم اليانية الت افضت ال اعتناقهم السلم‪ ،‬ل‬
‫يبحثون عن اللص الروحي فحسب بل كانوا ياهدون ف سبيل اليان بدين يفظ لم‬

‫‪309‬‬
‫كرامتهم النسانية ول يط من قدرهم لونم السود او استعباد البيض لجدادهم‪ ،‬فلم يتحقق‬
‫لم ذلك سوى تت مظلة السلم الوارفة بالعدل والساواة‪.‬‬

‫وقد بث السلم فيهم المل وجدد فيهم اللم ف الستقبل‪ .‬ولا تتبعوا سيته استوقفتهم معان‬
‫الساواة النسانية الت جعت بي بلل البشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وغيهم من‬
‫صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وبروزهم ف السلم يأت من سابقيتهم ف اليان‬
‫بدين ال تعال وتصديقهم برسالة ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫نتابع ف حلقة اليوم من ملف "السلمون الدد" الرحلة اليانية للعب كرة السلة الميكي‬
‫الشهي كريس جاكسون الت قادته ال اعتناق الدين السلمي وتغيي اسه ال ممود عبد‬
‫الرؤوف الذي جاهد من اجل اللتزام بتعاليم دينه الديد‪ ،‬وضرب بغريات الياة الدنيا عرض‬
‫الائط‪.‬‬

‫كان كريس جاكسون قبل اعتناقه السلم يشعر بأن الميكيي السود مهما حصلوا على‬
‫شهرة واعتراف من الجتمع الميكي لبوزهم ف الجالت الرياضية والفنية تنقصهم حركة‬
‫منظمة تقق مطالبهم من اجل العيش ف كرامة وانسانية‪ ،‬وتثهم على استشراف آفاق‬
‫الستقبل بالد والجتهاد والتزام مكارم الخلق والبعد عن مواطن الرية والخدرات‪.‬‬
‫فهكذا بدأت الرحلة اليانية بثا عن دين يقق له ولبن جلدته قدرا من الكرامة النسانية‬
‫والعدالة الجتماعية‪.‬‬

‫وتداعى هؤلء السلمون الميكيون السود ال العمل الدؤوب وفقا لتعاليم دينهم الديد‪،‬‬
‫ملصي متهدين لتحقيق طموحاتم ف غد مشرق وآمالم واحلمهم ف مستقبل ينعمون هم‬
‫وابناؤهم بالعيش ف سلم وأمن ورفاهية‪.‬‬

‫تسي الوضاع وتفجي الطاقات‪:‬‬

‫‪310‬‬
‫وكان جاكسون يرى ضرورة تغيي الميكيي السود ما بأنفسهم جاهدين للرتقاء بأنفسهم‬
‫واسرهم‪ ،‬ومن ث الرتقاء بجتمعهم ال الحسن‪ .‬كما كان يرى ايضا ضرورة ان يتنادى‬
‫قادتم ال بث المل فيهم وتريضهم على العمل ودعوتم ال اللتزام بكارم الخلق والنأي‬
‫بأنفسهم عن مواطن الشبهات‪ ،‬ليكون لم دور فاعل ف تسي اوضاعهم الجتماعية‪ ،‬ومن ث‬
‫أوضاع متمعاتم ف الوليات التحدة الميكية عن طريق التعليم والعمل‪ .‬لذا رأى جاكسون‬
‫انه من الضروري بالنسبة له ان يبحث عن دين يهديه ال الصراط الستقيم وييب عن اسئلته‬
‫الائرة حول الساواة والعدالة الجتماعية‪ ،‬ومن ث يشعره بانسانيته ويفجر الطاقات الكامنة فيه‬
‫خيا ونفعا ليحقق ما يصبو اليه ف هذه الياة‪.‬‬

‫الرحلة اليانية‪:‬‬
‫من هنا بدأت جولة جاكسون اليانية ف الديان‪ ،‬فاستوقفته معان الرية والكرامة والساواة‬
‫والعدالة الجتماعية ف الدين السلمي‪ .‬وشعر بأنه وجد فيه ضالته‪ ،‬فبدأ يدرسه دراسة‬
‫عميقة‪ ،‬فامتل قلبه باليان وقذف ال ف قلبه نور الداية والق‪ .‬وتيقن جاكسون من ان‬
‫السلم هو الدين الذي يبحث عنه‪ ،‬فأعلن اسلمه رسيا ف عام ‪ ،1991‬وحرص على‬
‫تغيي اسه ال ممود عبد الرؤوف‪.‬‬

‫الوقوف للنشيد الوطن‪:‬‬


‫وكان لعب كرة السلة الميكي ممود عبد الرؤوف قد اثار جدل ف وسائل العلم‬
‫الميكية الختلفة ف مارس (آذار) عام ‪ 1996‬حينما تعرض لعقوبة اليقاف من اتاد كرة‬
‫السلة الوطن الميكي بسبب رفضه الوقوف تية للنشيد الوطن الميكي والعلم الميكي‬
‫اثناء اداء احدى الباريات الهمة ف كرة السلة‪ .‬وان اصطدام عبد الرؤوف مع اتاد كرة السلة‬
‫الوطن اخذ منحى ابعد من كونه اصطداما او خلفا رياضيا‪ .‬فقد برهن هذا الصدام على‬
‫اتساع الوة بي السلم والوطنية الميكية‪ ،‬حسب اعتقاد اللعب عبد الرؤوف‪ ،‬ما دعاه ال‬

‫‪311‬‬
‫الصرار على الرفض‪ .‬وهكذا اصبح هذا اللف مادة مثية لوسائل العلم الميكية‬
‫الختلفة‪.‬‬

‫رمز الضطهاد‪:‬‬
‫وكان ممود عبد الرؤوف يبر رفضه للوقوف تية للنشيد الوطن الميكي والعلم الميكي‪،‬‬
‫بأن العلم الميكي هو رمز للضطهاد والطغيان‪ ،‬لذلك رفض ان يقف تية واجلل له قبل‬
‫احدى الباريات الت نظمها اتاد كرة السلة الوطن‪ .‬فمنذ تلك الادثة ظل عبد الرؤوف إما‬
‫ينتظر ف غرفة اللبس ال حي النتهاء من رفع العلم الميكي واداء النشيد الوطن او يلس‬
‫خارج اللعب بينما زملؤه ف الداخل‪ ،‬متظاهرا بانشغاله بربط حذائه استعدادا لدخول اللعب‬
‫خلل عزف موسيقى النشيد الوطن الميكي‪.‬‬
‫وقال عبد الرؤوف الذي يقدر دخله من كرة السلة حوال ‪ 2.6‬مليون دولر سنويا‪ ،‬ان دين‬
‫اهم من اي شيء آخر‪ ،‬ولذلك احرص على ان يكون ولئي ل تعال قبل ان يكون لي شيء‬
‫آخر‪.‬‬

‫وكان عبد الرؤوف يسر ‪ 31707‬دولرا ف كل مباراة اثناء فترة ايقافه بسبب تلك‬
‫الادثة‪.‬‬

‫وقال عبد الرؤوف ان واجب تاه خالقي اعظم وأجل من الفكر الوطن او الوطنية‪.‬‬

‫الخلص الدين‪:‬‬
‫ولقد انقسم زملؤه لعبو كرة السلة الميكية بي مؤيد لقراره الرافض للوقوف تية للعلم‬
‫الميكي والنشيد الوطن الميكي قبل اداء الباريات الهمة وبي معارض لذا الرفض بجة‬
‫انه ل يتعارض مع دينه والتزامه بتعاليم السلم‪ .‬وقال شوكيل اونيل‪ ،‬اغلى لعب كرة سلة ف‬
‫الوليات التحدة الميكية "ان للناس معتقداتم الختلفة الت يب ان تترم"‪ .‬بينما ذكر‬

‫‪312‬‬
‫لفونسو اليس زميل عبد الرؤوف ف فريق نيجتس لكرة السلة الميكي‪" :‬نن الذين ندين‬
‫بالسيحية اتن لو نكون ملصي لديننا مثل اخلص عبد الرؤوف لدينه"‬

‫‪313‬‬
‫‪-66‬لعب كرة القدم الفرنسي نيكولس أنيلكا‬

‫هذا الب نشرته جريدة السبوع الصرية ‪ ..‬السنة الثامنة ‪ ..‬العدد ‪ .. 380‬ص ‪... 10‬‬
‫الصادرة يوم الثني الوافق الثالث من جادى الول ‪1425‬هـ ــ الادي والعشرون‬
‫من يونيو ‪2004‬م ‪:‬‬

‫رغم أنه ل يشارك مع فريق فرنسا ف عرس بطولة كاس المم الوربية ‪ ،‬إل أن النجم الشهي‬
‫السر " نيكولس أنيلكا " الحترف ف صفوف نادي مانشستر سيت النليزي ولعب ريال‬
‫مدريد السبان السابق‪ ,‬خطف الضواء العالية من البتغال بعد أن أعلن النجم العالي اعتناقه‬
‫للدين السلمي ‪ ،‬وغي اسه من " نيكولس أنيلكا " ال " بلل أنيلكا " ‪ .‬وقام بلل مؤخرا‬
‫بزيارة ال السعودية يرافقه اثنا عشر لعبا بالدوري الفرنسي ‪ ،‬معظمهم اعتنقوا السلم‬
‫مؤخرا ‪ .‬ورافقهم ف نفس الرحلة الشيخ " ممد بن يونس " الداعية السلمي وإمام وخطيب‬
‫مسجد الرحة ف باريس ‪ .‬وأثناء زيارتم لنادي التاد السعودي قدم عضو شرف النادي‬
‫ابراهيم البلوي لبلل وزملئه هدايا قيمة ‪ ،‬وهي عبارة عن شرائط ‪ CD‬لشرح معان القرآن‬
‫باللغة الفرنسية ‪ ..‬وحضر اللعبون ماضرة دينية ف قاعة الحاضرات الكبى بالنادي ‪ ،‬تدثوا‬
‫فيها عن قصة ورحلة اعتناق كل منهم للدين السلمي ‪ .‬وقال بلل أنيلكا أنه اعتنق السلم‬
‫من سبع سنوات عن طريق صديق تونسي يدعى " اساعيل " كان يلعب معه ف نادي "باريس‬
‫سان جيمان " الذي كان يدثن دائما عن الدين السلمي وتعاليمه ومبادئه ‪ ،‬والمد ل‬
‫على دخول ف زمرة السلمي ‪ ،‬وسعيد جدا بزيارت لرض ال القدسة ‪ ،‬أرض الكعبة‬
‫الشرفة وأرض رسول ال سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ومن بي اللعبي الفرنسيي‬
‫الذين اعتنقوا السلم " دومي " لعب ليدز يونايتد النليزي و" فيليب " لعب بوردو‬
‫الفرنسي وزميله ف النادي " إريك " ولعب مارسيليا " دودو " ولعب أوكسي الفرنسي "‬
‫مندي " الذي غي اسه ال عبدالرشيد ‪ ،‬و " صموئيل " حارس مرمى فريق كان الفرنسي‬
‫أيضا والذي غي اسه ال اساعيل ‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫وهذا خب نشر عنه كتبه من دب ‪ -‬ظفر ال الؤذن‪:‬‬
‫الزيارة الت قام با النجم الفرنسي نيكول انيلكا ورفيقه ديدية دوميه الحترف ف نادي ليدز‬
‫يونايتد ال المارات قبل نو أسبوعي كانت ستمر بسلم ودون أن تسبب صداعا للنجم‬
‫الفرنسي ورفيقه لول ان الصور الت نشرت على شبكة النترنت ف مواقع بعض الندية‬
‫الماراتية تسربت ال الصحف الفرنسية والبيطانية ‪.‬‬
‫وشكلت الصور الت ظهر فيها نيكول انيلكا وهو يزور الساجد ويتمع بالشبان السلمي‬
‫ويضر الدروس الدينية مادة دسة ف الصحافة الفرنسية وصحافة الثارة ف بريطانيا ‪.‬‬
‫فرانس فوتبول كانت السباقة ف نشر هذه الصور وقالت ان انيلكا اشهر اسلمه ف المارات‬
‫ونسبت له تصريات يقول فيها بانه "وجد توازنه ف الدين السلمي وانه يتمن ان يستقر ف‬
‫بلد اسلمي ليمارس شعائره الدينية بكل حرية ويهدي اخوانه ال السلم" ‪.‬‬
‫صحيفة ‪ EVENING STANDARD‬اللندنية نقلت الوضوع ونشرت صورة‬
‫انيلكا برفقة مموعة من الشبان داخل احد الساجد ‪ .‬وقالت الصحيفة ان انيلكا اصبح يمل‬
‫اسم "بلل "وانه بصدد دعوة الكثي من زملئه اللعبي الذين يترفون ف الندية النليزية ال‬
‫اعتناق الدين السلمي ‪.‬‬

‫انيلكا ثارت ثائرته واتصل بوكالة "فرانس بريس " بالعاصمة الفرنسية ليتفي جلة وتفصيل ما‬
‫ورد ف الصحف الفرنسية والبيطانية ‪ ،‬وعندما قيل له بان الصور الوجودة تدعم التصريات‬
‫الت ادل با قال انيلكا بانه ت تصويره بدون اذن منه وهذه الصور تتعلق بياته الاصة ‪،‬‬
‫وسارع انيلكا بالتصال بنادي مانشستر الذي يترف ف صفوفه لينفي انه اعلن بانه يريد‬
‫اللعب ف احدى البلد السلمية ‪.‬‬
‫وبعد انتهاء زيارته للمارات توجه انيلكا ال السعودية حيث نزل ضيفا على نادي اتاد جدة‬
‫والركز العالي لللاس قبل ان يزور بعض الراكز السلمية والتاحف ويستمع ال ماضرات‬
‫دينية وهو يرتدي الزي التقليدي الليجي ‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫ث انى انيلكا زيارته بالقيام بناسك العمرة ف مكة الكرمة رفقة اصدقائه الفرنسيي وف‬
‫مقدمتهم ديدية دومي لعب ليدز وتوري اليونا لعب باريس سان جرمان ‪.‬‬
‫وتلقى انيلكا دعوة من نادي الوحدة بكة ‪ ،‬لكن مفاجاة كانت ف انتظاره ول تكن ف‬
‫السبان عندما فوجىء بكاميات التلفزيون تنتصب ف مدخل النادي استعداد لتصويره مع‬
‫رفاقه ‪ ،‬وكان رد فعل اللعب شديدا حيث طلب عدم التصوير ورفض الدخول ال داخل‬
‫البن خشية من وجود كاميات اخرى وعدسات الصورين ‪..‬واعتذر انيلكا رغم تطمينات‬
‫مسؤول النادي عن الدخول واكتفى بالسلم عليهم وقبل ان يغادر طلب من السؤولي‬
‫اخراج الشرطة للتثبت من الصور ‪.‬‬
‫انيلكا قال انن ارتبط بعقد مع مانشستر سيت الذي يتكر حقوق الصور وف حال اي مالفة‬
‫فان ذلك سيترتب عليه غرامات مالية ومشاكل ل حصر لا ‪..‬‬
‫انيلكا ايضا طارد احد الصورين خلل زيارته ال نادي الوحدة ف ابو ظب التقط له صورة‬
‫وهو بالزي التقليدي وطالب بفسخ الصورة الرقمية من الة التصوير الرقمية !!‬
‫لكنه ل يكن ينتظر ان الصور الت التقطها له بعض الصورين الواة والت نشرت على مواقع‬
‫النصر والوصل ومواقع اخرى ستسقط ف ايدي الصحف الفرنسية والبيطانية !!‬
‫"لاذا اعتنق انيلكا السلم؟ ولاذا يقوم بدعوة زملئه ال الدين السلمي؟ و لاذا يفي انيلكا‬
‫قضية اعتناقه السلم منذ سبع سنوات ف اوروبا" ‪ ..‬هذا الوضوع كان مور نقاش الذاعات‬
‫الفرنسية خلل السبوع الاضي ‪...‬‬

‫‪316‬‬
‫‪-67‬المثل المريكي ويل سيث‬

‫بعد رحلة طويلة من البحث والتمحيص قرر المثل المريكي ويل سيث اعتناق السلم‬
‫وحسب موقع 'نويبوس موسولانيس' ببالينثيا‪ ،‬كان ما أثار فضول المثل العالي للبحث ف‬
‫الدين السلمي هو تثيله لفيلم 'علي'‪ ،‬الذي يكي قصة حياة لعب اللكمة المريكي السلم‬
‫'ممد علي كلي '‪ ،‬فعندما قرأ قصة حياة ممد علي‪ ،‬بدأ يتساءل حول ماهية هذه الديانة‬
‫العظيمة وبدأ يبحث ف أسرارها وكيف تزداد قوة يوما بعد يوم وكيف يزداد كذلك عدد‬
‫معتنقيها يوما بعد يوم‪ ،‬وخاصة ف الوليات التحدة أكثر منها ف أي بلد آخر ‪.‬‬

‫واكتشف ويل سيث‪ ،‬بعد قراءة الكثي عن السلم‪ ،‬القيقة‪ ،‬الت تؤكد أن السلم هو‬
‫الطريق الصواب الذي يب اتباعه ف هذه الياة‪ .‬وكان قد اتصل ببعض التادات والراكز‬
‫السلمية بالوليات التحدة وقرر اعتناق السلم ‪.‬‬
‫وقال المثل العالي انه سوف يواصل الدراسة والبحث حول السلم لكي يستطيع أن يطبقه‬
‫كما ينبغي أن يكون ‪.‬‬
‫وقال السيد سفيان زاكوت مدير رابطة مسلمي أمريكا الشمالية أن ممد علي هو مثل جيد‬
‫للمسلمي‪ ،‬وكذلك هو متحدث جيد عن السلم ف الوليات التحدة ف كافة الجالت‪،‬‬
‫وإذا استطاع ويل سيث أن يقوم بنفس الدور فسوف يكون ذلك مفيد جدًا للمسلمي ف‬
‫أمريكا‪ .‬وكان ويل سيث قد ظهر ف برنامج ف التليفزيون المريكي لمع التبعات لادث‬
‫سبتمب إل جوار ممد علي‪ ،‬وقد دافعا عن السلم وقالوا عنه أنه دين السلم والحبة‪.‬‬

‫يذكر أن أعدادا كبية من الغربيي خاصة المريكيي قد أقبلوا على دراسة السلم والتعرف‬
‫عليه عن قرب بعد أحداث ‪ 11‬سبتمب‪ ،‬وشهدت الكتب السلمية رواجا وإقبال غي‬
‫معهود من قبل القراء الغربيي‪ ،‬وقد أظهرت استطلعات الرأي والدراسات الكاديية تزايد‬
‫معتنقي السلم نتيجة لذلك رغم الملة الضارية الت يتعرض لا السلم ف العلم الغرب‬
‫بعد الحداث واتامه بالرهاب والعنف‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫‪-68‬المثل اليطال جينو لو كابوتو‬

‫أعلن الفنان السرحي اليطال جينو لو كابوتو ف العاصمة الردنية عمان إسلمه علي يد‬
‫صديقه الدكتور سلطان العويضة اللحق الثقاف السعودي بعمان‪.‬‬
‫وعرف الفنان اليطال جينو لو كابوتو معروف ببه الكبي للعرب ول سيما السلمي منهم‬
‫واهتمامه الشديد بعاداتم وتقاليدهم الشابة جدا لعادات وتقاليد مدينة كونفر سانو اليطالية‬
‫وهي نفسها مدينة الفنان الواقعة جنوب إيطاليا وخاصة النساء فيها من تشابه للشكال‬
‫والتحفظ والهتمام واللمح والعاملة النسانية‪.‬‬
‫وكما تقول صحيفة الزمان زار جينو عددا من العواصم العربية تعبيا عن الحبة الكامنة ف‬
‫قلبه تاه العرب مثل بغداد وتونس ودمشق ومراكش والقاهرة‪ .‬ويرأس الفنان اليطال‬
‫مهرجان البحر البيض التوسط ف مدينة بيشيله اليطالية منذ عام ‪ 1996‬وله اهتمامات‬
‫عدة ف السرح والسينما والشعر وكذلك ف ثقافة الطفال وفنونم بالضافة ال كونه رائد‬
‫الهرجان الدول شعر ـ موسيقي ـ مسرح الذي يقام ف مدينة كونفر سانو بنوب إيطاليا‪.‬‬
‫وعند سؤالنا له عن كيفية اعتناقه السلم؟ أجاب‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم منذ أكثر من‬
‫عشرين سنة وأنا أطوف ف بلدان عربية وإسلمية وأعيد مزون الثقاف متوغلً ف تفاصيل‬
‫السلم حيث تعلمت أركانه والذان والصلة فضلً عن اقترابه الشديد من الدين السيحي‬
‫وعرفت ان السلم هو ال البد‪ ،‬مدعوما بنصائح ودروس كنت أتلقاها من صديقي الدكتور‬
‫سلطان العويضة اللحق الثقاف السعودي إذ تفرغ ل كثيا وأعطان الكثي من العلومات‬
‫والقصص وسي السلمي وأهية القرآن الكري وأحاديث خات النبياء ممد صلي ال عليه‬
‫وسلم لدرجة أن شعرت بانتصار روحي فور دخول الدين السلمي‪ ،‬هذا وقررت تعلم اللغة‬
‫العربية وحفظ القرآن الكري والواظبة علي حفظ حدود ال والرسول صلي ال عليه وسلم‬
‫بالضافة ال دراسة تاريخ الصحابة من السلمي الوائل‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫وأضاف الفنان اليطال‪ :‬لقد وجدت أن كل الضارات النسانية تستلهم قيمها من الدين‬
‫السلمي نفسه وأن ابن خلدون وابن رشد ها عربيان وللسف ان الغرب ينظر ال السلم‬
‫نظرة خاطئة‪.‬‬
‫وقال أري أن السلم يمل العان السامية والنبيلة ويهذب الذات ويعطي للنسان أملً وحياة‬
‫تنبض بالي والعطاء واليان والسلم وأدركت ان النسان ل يكن أن يعيش لوحده من دون‬
‫ال ورسوله ممد صلي ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪-69‬الغن المريكي جيمان جاكسون شقيق مايكل جاكسون‬

‫يقول عن سبب اسلمه‪:‬‬


‫" قمت ف عام ‪ 1989‬برحلة ف دول الشرق الوسط ‪ ،‬وف البحرين وقفت أحاور عددا‬
‫من الطفال ‪ ،‬فسألون عن دين فأجبتهم "شهود َيهْوه"‪.‬‬
‫ولا سألتهم عن دينهم أجابوا بصوت شبه جاعي (السلم)‪..‬‬
‫أدهشتن هذه الجابة ‪ ،‬فهؤلء الطفال كانوا فخورين جدا بدينهم ‪ ،‬ولا استرسلت معهم‬
‫بالسئلة كان كل واحد منهم يدثن عن السلم باعتزاز ‪..‬‬
‫ف تلك اللحظة علمت بكل كيان أن سأصبح مسلما ‪ ،‬فسافرت إل (مكة) وأعلنت هناك‬
‫إسلمي ‪ ،‬وأديت العمرة" ‪.‬‬

‫من مقولته‪:‬‬
‫"لا أسلمت أحسست بق أن قد ولدت من جديد ‪ ،‬فقد وجدت ف السلم كل السئلة الت‬
‫حيتن سابقا ‪ ،‬لقد قدّم ل السلم حلً لكل مشكلت"‬
‫"الرأة ف العال السلمي كالوردة الحفوظة الت ل ينالا كل عابر سبيل‪."..‬‬
‫"متمعنا المريكي يشجع العنف والمر والخدرات ‪ ،‬لن التلفزيون يُقدم كل هذه المور‬
‫على طبق من فضة"‬
‫‪319‬‬
‫اشتهرت عائلة جاكسون الميكية بالغناء والوسيقى‪ .‬فقد كون جاكسون الب فرقة غنائية‬
‫موسيقية ناجحة من ابنائه‪ .‬وكانت فرقة "جاكسون فايف" ف بادئ المر من انح الفرق‬
‫الغنائية الوسيقية ف الوليات التحدة الميكية‪ ،‬وذاع صيتها ف السبعينات وحصلت على‬
‫شهرة عالية واسعة‪ .‬وسارت هذه الفرقة الغنائية الوسيقية من ناح ال ناح وتربعت على قمة‬
‫الغناء الوسيقي الشعب ف اميكا‪ .‬كما ان اسطواناتا واشرطتها حصلت على اعلى اليرادات‪.‬‬
‫وتصدرت اغنياتا قائمة الغنيات الكثر مبيعا على نطاق العال ف ذلك الوقت‪ .‬ومن ث كب‬
‫هؤلء الفنانون الوهوبون‪ ،‬وتفرقت بم سبل الياة الغنائية الوسيقية‪ ،‬فكون كل واحد منهم‬
‫فرقته الاصة‪ .‬ولكن ظلت السرة ككل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالغناء والوسيقى‪ .‬ففي وسط‬
‫هذا الو الغنائي الوسيقي نشأ جيمي جاكسون شقيق الغن الميكي العروف مايكل‬
‫جاكسون‪ .‬فجيمي ينتمي لسرة فنية ل يهل احد شهرتا واثرها ف خارطة الغنية الشعبية‬
‫الميكية‪ .‬وكانت تنشئته وتربيته ف هذه الجواء الفنية الت تركت اثرا واضحا ف مسار‬
‫حياته ال يومنا هذا‪ .‬لقد بدأ جيمي جاكسون رحلته اليانية الت قادته ال اعتناق السلم‬
‫من رحلة فنية ال عدد من دول منطقة الشرق الوسط‪ ،‬حيث كان مرافقا لخته الكبى‪.‬‬
‫فهناك عرف حقيقة السلم من افواه الطفال‪ .‬قال جيمي جاكسون‪ :‬عند زيارت ال عدد‬
‫من دول منطقة الشرق الوسط ف عام ‪ 1989‬بصحبة اخت الكبى‪ ،‬حيث زرنا خلل‬
‫هذه الرحلة البحرين ورحب بنا الكثيون‪ .‬وكنت مرة اتبادل الديث مع الطفال ف النامة‬
‫خلل تلك الرحلة‪ .‬فمن جلة اسئلتهم البيئة سؤال كان عن دين‪ ،‬فأجبتهم بأنن مسيحي‪،‬‬
‫وسألتهم بدوري عن دينهم‪ ،‬فأجابون بصوت واحد ان دينهم السلم‪ .‬وكانوا فخورين جدا‬
‫بالنتماء لذا الدين‪ ،‬وانطلقوا ف الديث عنه‪ .‬وسألتهم اكثر عنه وصار كل واحد منهم‬
‫يدثن عن السلم بطريقة ادهشتن‪ ،‬فهؤلء الطفال الذين احببتهم كانوا فخورين جدا‬
‫بدينهم ويتحدثون عنه بسعادة غامرة‪ .‬اعتناق السلم ويروي جيمي قصة اسلمه وتفاصيلها‬
‫ف حوار اجرته معه ملة "الجلة" ف العدد ‪ 966‬قائل‪ :‬انن بعد عودت من البحرين‬
‫والديث مع اولئك الطفال عن السلم تيقنت من انن سأصبح مسلما‪ .‬وتدثت مع صديق‬

‫‪320‬‬
‫ل اسه علي قنب عن هذا الشعور الذي بدأ ينتابن منذ فترة وافصحت له عن رغبت ف تعلم‬
‫الزيد عن السلم‪ .‬وسافرت معه ال الملكة العربية السعودية لتعرف على السلم اكثر‬
‫فأكثر‪ ،‬وهناك اعلنت اسلمي‪ .‬ولا كان جيمي جاكسون مبا لسرته وعاشقا للغناء‬
‫والوسيقى منذ نعومة اظفاره‪ ،‬رأى انه لن يتخلى عن الغناء والوسيقى‪ ،‬بل اصبحت له رسالة‬
‫من نوع جديد‪ ،‬فبدل من ان يعتزل الفن‪ ،‬بدأ يشعر من خلل اسلمه بدفعة جديدة لتقدي‬
‫الزيد ضمن مشواره الفن راغبا ف الستفادة من الضواء وآلف الشجعي الحبي له‪ ،‬وذلك‬
‫بتقدي رسالة من نوع جديد‪ .‬إجابات على أسئلة حائرة ويواصل جيمي جاكسون الديث‬
‫عن بداية مشواره ف رحلته اليانية الت قادته ال اعتناق السلم‪ ،‬حيث يقول‪ :‬سافرت مع‬
‫صديقي علي قنب ال مدينة الرياض لعرفة الزيد عن الدين السلمي‪ ،‬ومن هناك سافرت ال‬
‫جدة واصطحبتن اسرة سعودية كرية بعد اعتناقي للسلم ال مكة الكرمة لداء العمرة‪.‬‬
‫ويصف جاكسون انه بعد اسلمه شعر بأنه ولد من جديد بق وحقيقة‪ .‬ويقول‪ :‬كانت لدي‬
‫العديد من السئلة الائرة الت ابث لا عن اجابات‪ ،‬خاصة السئلة التعلقة بالسيحية وعيسى‬
‫عليه السلم‪ ،‬فوجدت اجابات جاهزة ومقنعة لكل هذه السئلة لظة اعتناقي السلم‪ .‬وقد‬
‫كنت ف حية من امري كمسيحي نشأ ف اسرة متدينة‪ ،‬اذ كان يين دائما ان النيل‬
‫مكتوب على ايدي اشخاص عاديي‪ .‬وكان دائما يطر ببال ان هؤلء بشر فكل واحد منهم‬
‫سياعي نفسه ومموعته ف ما يكتب‪ ،‬بينما القرآن كتاب ال حفظه ال على مر السني‬
‫والجيال "انا نزلنا الذكر وانا له لافظون"‪ .‬وف السعودية وجدت اشرطة جيلة جدا للمغن‬
‫البيطان السابق والداعية السلمي يوسف اسلم‪ ،‬وفيها مناظرة حول السلم والسيحية‬
‫ومنها تعلمت الشيء الكثي‪ .‬حلة إعلمية جائرة ويتطرق جاكسون ال ان هناك حلة اعلمية‬
‫سيئة ضد السلم والسلمي ف الوليات التحدة الميكية‪ ،‬وما اعجب له ان الناس العاديي‬
‫ف اميكا يصدقون هذه الملة العلمية الائرة لهلهم بقيقة السلم وساحة هذا الدين‪.‬‬
‫ومن العجيب ايضا انه رغم التشابه الكبي بي السلم والسيحية ف كثي من الطروحات ال‬
‫ان التشويه الوجه ضد السلم اكب بكثي‪ .‬وقال جاكسون‪ :‬ان الملة العلمية الائرة ف‬
‫اميكا ضد السلم والسلمي ل تقتصر على اجهزة العلم الختلفة‪ ،‬بل ان هوليوود عاصمة‬
‫‪321‬‬
‫صناعة السينما الميكية تاول ف ما تنتجه من افلم ان تصور للناس ان السلمي ارهابيون‬
‫وقتلة واشرار‪ .‬ولقد عرفت من خلل تربت قبل اعتناقي السلم وبعده ان الناس عليهم ال‬
‫يصدقوا ما تنتجه هوليوود من افلم تسيء ال السلم والسلمي‪ .‬وان هذا التشويه يؤل كل‬
‫مسلم ويعله يتمن لو انه يستطيع تغيي هذه الصورة بصورة السلم القيقية اسلم الضارة‬
‫والنور‪ ،‬اسلم التسامح والخاء‪ .‬السلم‪ ..‬والل وقال جاكسون‪ :‬لقد قدم ل السلم حل‬
‫لكل مشكلت‪ ،‬فأصبحت انسانا بل اي مشاكل‪ .‬وكنت من داخلي اتغي بشكل رائع‪ ،‬حيث‬
‫امتنعت عن شرب المر تاما وغيها من الشياء الحرمة امتثال لوامر دين الديد‪ .‬وخشية‬
‫من تأثيي على بقية افراد اسرة جاكسون واقناعهم باعتناق السلم‪ ،‬نظمت ضدي حلة‬
‫واتمون بان عدو للسامية‪ ،‬وانه بكم اسلمي ل يكن ل التعايش مع الخرين‪ ،‬وهذا هراء‪،‬‬
‫فان الدين السلمي دين تعايش ف سلم وامان مع الخرين‪ .‬الكمة من تعدد الزوجات اما‬
‫عن صدى اسلمه وسط افراد اسرته‪ ،‬يقول جيمي جاكسون‪ :‬ان والدته علمت بب اسلمه‬
‫من وسائل العلم قبل وصوله ال الوليات التحدة الميكية من الملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫حيث اشهرت اسلمي وقمت بأداء عمرة ف مكة الكرمة‪ .‬فوالدت انسانة متدينة وملتزمة‬
‫بدينها‪ ،‬فلذلك كان سؤالا لا جئت ال النل‪ ،‬اذا ما كنت متأكدا تاما من هذا اليار الذي‬
‫اريده فعل‪ ،‬وكان جواب ان السلم هو اليار الذي اريده فعل‪ .‬اما عن صدى اسلمه وسط‬
‫اخوته واخوانه‪ ،‬يقول جيمي‪ :‬كان قراري باعتناق السلم قرارا مفاجئا لكل افراد اسرت‪،‬‬
‫ولذلك اندهشوا لقراري‪ ،‬ولا يسمعونه عن السلم والسلمي من وسائل العلم الختلفة‪،‬‬
‫منها مثل ما يسمعونه عن تعدد الزوجات‪ ،‬فالميكيون ل يفهمون ابدا الكمة من اباحة‬
‫تعدد الزوجات بالرغم من ان اليانة الزوجية منتشرة ف الجتمع الميكي‪ ،‬بينما يبيح لك‬
‫السلم ما دمت قادرا على النفاق على الزواج باكثر من زوجة واحدة بدل من مشاكل‬
‫الطلق واليانة الزوجية‪ .‬واضاف جيمي‪ :‬ان السلمي ف العال العرب مبون لزوجاتم‬
‫واطفالم‪ ،‬والرأة عندهم معززة مكرمة ولكن كثيا من الميكيي ل يفهمون هذا‪ ،‬ولقد‬
‫اعجبت كثيا باسلوب التربية ف الجتمعات السلمية‪ .‬وقال جيمي جاكسون انه عادة ل‬
‫يقرأ ال القرآن الكري‪ ،‬على الرغم من انه يتلك الكثي من الكتب السلمية‪ ،‬لكنه يشعر بان‬
‫‪322‬‬
‫هذه الكتب تصدر جيعها من القرآن الكري‪ ،‬فلذلك يرص دائما على قراءة كتاب ال‪.‬‬

‫السلمون الدد‪ -‬إعداد‪ :‬إمام ممد إمام‬

‫‪-70‬الوسيقي البيطان براين هوايت‬

‫ابراهيم‪« :‬مساجد بريطانيا أصبحت أحياء آسيوية ترتاب ف السلمي البيض والسود على حد‬
‫سواء»‪.‬‬

‫كان الوسيقي البيطان براين هويت يعيش حياة عادية ليس فيها ما يثي فضول الصحافة‬
‫والصحافيي ال ان تصدر اسه صحيفة ملية ف النطقة الت يعيش فيها‪ ،‬حيث نشرت تلك‬
‫الصحيفة خبا عن براين بعنوان "براين يلجأ ال ال"‪ ،‬معلنة بذلك اعتناقه للدين السلمي‪.‬‬
‫فهكذا بدأت تغييات كبية تدث ف حياة براين وتعلها حياة غي عادية‪.‬‬

‫وف هذه اللقة نتابع الرحلة اليانية الت قادت هويت ال اعتناق السلم‪ ،‬وتغيي اسه من‬
‫براين هويت ال ابراهيم هويت‪ .‬ومن ث هجر الوسيقى والمر والليال الاجنة ال العمل‬
‫جاهدا على اتباع اوامر ال تعال واجتناب نواهيه‪.‬‬

‫وقرر براين هويت ف عام ‪ 1981‬ان يصبح مسلما باعتناقه للدين السلمي‪ ،‬ليدخل ضمن‬
‫عشرات اللف من البيطانيي الذين اعتنقوا السلم خلل العقدين الخيين‪ .‬وترك وراءه‬
‫حياة الوسيقى الصاخبة‪ .‬وكان هويت عازفا موسيقيا ف فرقة موسيقية عسكرية‪ .‬كما استقال‬
‫من وظيفته ف شركة للتأمي‪ ،‬وذلك للتفرغ للدعوة ال ال وتعلم الزيد من تعاليم السلم‬
‫ومبادئه‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫ولد هويت ف ثورث شيلدز‪ ،‬ولكنه ل يعرف شيئا عن الالية اليمنية ف ساوث شيلدز‪ ،‬وهي‬
‫من اقدم الاليات السلمة ف بريطانيا‪ .‬وان هذه الالية اليمنية استقرت ف بادئ هجرتا ف‬
‫شال شرق بريطانيا قبل قرن من الزمان‪.‬‬

‫وقال هويت واصفا نفسه‪ :‬انه من الحتمل ان اكون عنصريا متطرفا ف عنصريت قبل اعتناقي‬
‫للدين السلمي‪ ،‬الدين الذي علمن معن التسامح والتراحم بي الناس ونزع عن شرور‬
‫التطرف والكراهية والقسوة‪.‬‬

‫وأضاف هويت‪ :‬اعتقد انه من فرط عنصريت وتطرف انن ل اتدث مع شخص غي ابيض لدة‬
‫‪ 21‬عاما من حيات‪ .‬فكنت شخصا معتدا بنفسه وبلون بشرته اكثر من اللزم‪ ،‬واعيش حياة‬
‫نظيفة وراقية‪ ،‬واجتهد ف عملي كسائر ابناء الشمال البيطان‪ .‬وكنت احسب ان العال ينتهي‬
‫عند مدينة ميدلسبه البيطانية‪ ،‬حيث تنشئت وتربيت هناك‪.‬‬

‫رحلة جنوب أفريقيا‪:‬‬


‫وأوضح هويت انه كعازف موسيقي متمرس مع فرقة موسيقية عسكرية‪ ،‬كان يشارك ف‬
‫الداء الوسيقي مع فرق غنائية معروفة‪ .‬ويتذكر انه كان يعزف مع فرقة ستينج الوسيقية ف‬
‫احدى الفلت الغنائية ف قاعة ألبت هول بلندن‪ ،‬وذلك ف عام ‪ .1975‬وأقيمت هذه‬
‫الفلة الغنائية ضمن مسابقة لختيار افضل الفرق الغنائية الوسيقية على الستوى الوطن‪.‬‬

‫وبعد الشاركة ف تلك الفلة الغنائية الوسيقية سافر هويت ال جوهانسبج ف جنوب افريقيا‬
‫لزيارة عبدة‪ ،‬زوجته ف ما بعد‪ ،‬وهناك بدأت معال رحلته اليانية‪ ،‬اذ انه ذهب ال احد‬
‫الساجد ف مدينة جوهانسبج وشاهد مصلي من متلف الجناس واللوان يصلون مع‬
‫بعضهم بعضا‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫وقال هويت‪ :‬عندما رأيت ذلك الشهد الرهيب قلت لنفسي‪ :‬ما هي حقيقة السلم؟ هذا‬
‫الدين الذي يستطيع ان يمع الناس ف جنوب افريقيا من كل الماكن ومن متلف الجناس‬
‫واللوان؟ وعندما عدت ال بريطانيا حرصت على البدء ف القراءة عن الدين السلمي‪.‬‬

‫اعتناق السلم‪:‬‬
‫وقال هويت بعد تأثي مشهد ما شاهدته ف احد مساجد جوهانسبج‪ ،‬حيث اجتمع الصلون‬
‫على اختلف اجناسهم وألوانم ف مكان واحد يعبدون ال سبحانه وتعال‪ ،‬قلت لنفسي ل‬
‫بد ان هناك سرا عظيما ف هذا الدين الذي استطاع ان يمع هؤلء على مبة ال ورسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ويتناسوا خلفاتم وفروقاتم‪ ،‬فقررت اشهار اسلمي بعد دراسة عميقة‬
‫للدين السلمي‪ .‬وشعرت بارتياح وسعادة بالغتي لن ال سبحانه وتعال هدان ال هذا‬
‫القرار الاص باعتناقي للسلم‪ .‬وسارعت ال تعليق آلت الوسيقية وهجرت شرب المر‬
‫والذهاب ال الانات والليال الصاخبة‪ ،‬ولكن حيات الديدة بعد اسلمي ل تكن سهلة‪ .‬فقد‬
‫كان والدي منعجا ومتضايقا من هذا القرار‪.‬‬

‫السلم دين ال للجميع‪:‬‬


‫وقال هويت‪ :‬ان والدي عندما عرف قرار اعتناقي للدين السلمي ل يرحب به‪ ،‬بل كان قلقا‬
‫ومنعجا منه‪ ،‬اذ انه كان يعتقد انن اصبحت باكستانيا وليس مسلما بريطانيا‪ ،‬فهو يظن ان‬
‫من يعتنق السلم من البيطانيي يريد ان يصبح باكستانيا‪ ،‬ول يكن يعلم ان السلم دين ال‬
‫للجميع ففيه الباكستان والبيطان‪ .‬وكلهم عند ال سواسية ل يُفضل بعضهم على بعض ال‬
‫بالتقوى‪ .‬وف النهاية قررنا انا ووالدي ان نتفق على أل نتفق حول مسألة اعتناقي السلم‪.‬‬

‫واضاف هويت‪ :‬ل استطيع ان اقول انه كان لدي اصدقاء من الباكستانيي قبل ان اصبح‬
‫مسلما ف عام ‪.1981‬‬

‫‪325‬‬
‫ومن نافلة القول ان نذكر ان هويت يعيش ف شال لندن‪ .‬كما عمل لدة عامي الساعد‬
‫الشخصي للداعية السلمي يوسف اسلم‪ ،‬الذي كان قبل اسلمه‪ ،‬يعرف بكات ستيفنس‪،‬‬
‫وكان مغنيا شعبيا معروفا‪ ،‬ولكن هويت يعمل حاليا ف ملس التعليم السلمي ف بريطانيا‪.‬‬
‫كما انه حج ال بيت ال الرام اكثر من مرة‪ ،‬ولكن تغيي ثقافته من الثقافة الغربية ال الثقافة‬
‫السلمية ل يكن بالمر السهل‪.‬‬

‫السلمون الدد ‪-‬إعداد‪ :‬إمام ممد إمام‬

‫‪-71‬جوناثان بيت ابن رئيس الـ"ب ب سي" يعتنق السلم‬

‫حرص جونثان بيت ابن جون بيت مدير عام هيئة الذاعة البيطانية "ب ب سي" على العمل‬
‫ف فترة العطلة الدراسية خلل فصل الصيف ف مكتبة إسلمية متخصصة ف بيع الكتب‬
‫والنشرات السلمية‪ .‬كما أنه كان يدخل ف مناقشات مع الزبائن حول السلم‪ ،‬ويشرح لم‬
‫رؤية السلم ف معالة العديد من القضايا الت تواجهها الجتمعات النسانية‪ .‬وكان بيت‬
‫الصغي خلل رحلته اليانية قد درس السلم دراسة عميقة‪ .‬وبعد تفكي طويل قادته هذه‬
‫الرحلة اليانية إل اعتناق السلم‪.‬‬

‫وكان جونثان بيت عند اعتناقه السلم ما زال يعيش ف منل السرة ف نوربري بنوب‬
‫لندن مع والديه وشقيقته إليزا‪ .‬وغيّر جونثان بيت بعد إسلمه اسه إل يي‪ ،‬وهو السم‬
‫العرب القابل لسم جونثان‪ .‬وكان جونثان فرحًا باسه الديد‪.‬‬

‫ول يكن جونثان حريصًا على الستفادة من شهرة والده إعلميّا‪ ،‬بل كان يب أن ينوي‬
‫بعيدًا عن الضواء العلمية ويتحمس للعمل الدعوي‪ .‬وكان يعتب أن عمله ف الكتبة يسهل‬

‫‪326‬‬
‫له مهمة الدعوة إل السلم مع الزبائن الذين يترددون إل الكتبة‪ .‬وهنا نتابع مسار الرحلة‬
‫اليانية لبيت الصغي الت قادته إل اعتناق السلم قبل تسع سنوات‪.‬‬

‫اعترف جون بيت الب بأنه ل تكن هناك أشياء كثية مشتركة بينه وبي ابنه سوى أمور‬
‫قليلة‪ ،‬على الرغم من أنما يعيشان معًا تت سقف واحد ف معظم أيام السبوع‪ .‬وكان بيت‬
‫الب يتخوف من أن حياتيهما ستتباعدان أكثر فأكثر‪.‬‬

‫وكانت مهمة جون بيت أن يقود فريق عمل مكوّنًا من آلف الشخاص مهمته تقدي‬
‫العلومات لعشرات الليي من البشر ف جيع أناء العال‪ .‬بينما مهمة ابنه أن يضي يومه ف‬
‫ماولة نشر دعوة ال ف نطاق أضيق‪.‬‬

‫السلم والتلفزيون‪:‬‬
‫وبينما كان بيت الب يستقل سيارة لوموزين بسائق إل مقر رئاسة الـ"ب ب سي" ف‬
‫وسط لندن‪ ،‬كان بيت البن يستقل القطار من مطة وندوارث كومون إل الكتبة السلمية‬
‫ف جنوب لندن الت يعمل فيها خلل عطلة الصيف الدراسية‪ .‬وف هذه الكتبة تباع كتب‬
‫إسلمية وهي تعرف بكتبة أكاديية الزهر الت افتتحت ف مطلع أغسطس (آب) عام‬
‫‪.1997‬‬

‫وكان الذين يعملون مع بيت البن ف هذه الكتبة السلمية يقومون ببيع الكتب والنشرات‬
‫السلمية‪ ،‬والغريب أن من بينها كتابًا بعنوان "السلم والتلفزيون"‪ .‬وكان جوناثان الشخص‬
‫غي السيوي الوحيد الذي يعمل ف هذه الكتبة السلمية‪ .‬كما أنه الوحيد الذي يعمل ف‬
‫الركز الذي تتبع له هذه الكتبة‪ ،‬ويقوم بتعريف الزوار عن الدورات الت تدرس كاللغة العربية‬
‫والعادات السلمية‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫وإن عمل جونثان ف الكتبة خلل عطلة الصيف ناجم عن اهتمامه بالسلم الذي ربط به‬
‫مصي حياته طوال تسع سنوات‪ .‬وعلى الرغم من نشأته الغربية فإنه كان فخورًا باسم يي‪،‬‬
‫وهو السم العرب القابل لسم جونثان‪ .‬وكانت أحاديثه تتضمن اقتباسات باللغة العربية من‬
‫القرآن الكري‪.‬‬

‫شهر العسل‪:‬‬
‫وف يوليو (توز) عام ‪ 1997‬تزوج بيت البن من فتاة هندية مسلمة اسها فوزية بورا‪.‬‬
‫وف شهر العسل زارا سوريا والردن والقدس الشرقية‪ ،‬وذلك حبّا ف التعرف على الثار‬
‫السلمية ف تلك الناطق‪.‬‬

‫وعندما نشأ بيت البن ف منل أسرته مع والده بيت الكاثوليكي وأمه الفنانة الولودة ف‬
‫أمريكا جي ليك وشقيقته الصغرى إليزا‪ ،‬ل يظهر جونثان ف صغره ميولً تنبئ بستقبله‬
‫الدين‪.‬‬

‫إن والده بيت الكاثوليكي الذهب‪ ،‬اعترف بأنه ل يكن يكترث كثيًا بسألة إيانه‪ ،‬حيث‬
‫يقول‪" :‬ل أكن رجل دين ولكن كنت أحترم الدين"‪.‬‬

‫وعندما كان بيت البن ف جامعة مانشستر البيطانية يدرس التاريخ الديث والعلوم‬
‫السياسية التقى بطالب مسلم غيّر تفكيه نو الدين إل البد‪ .‬وبدأت تتغي نظرته تاه الدين‪،‬‬
‫وكان لزميل مسلم له ف الجرة أثر كبي ف حدوث هذا التغيي‪ .‬كما أن هذا الزميل السلم‬
‫أثر فيه بسلوكه وطريقته ف الياة‪ .‬وينفي جونثان أن صاحبه هذا كان السبب ف توله إل‬
‫السلم‪ ،‬ولكن يعتبه صاحب نفوذ كبي على قراره‪.‬‬

‫مقارنة الديان‪:‬‬

‫‪328‬‬
‫وف منتصف سنته الدراسية الخية ترك جونثان الدراسة‪ .‬ويقول البوفيسور فرانك‬
‫أوجورمان أستاذ التاريخ الديث والعلوم السياسية ف جامعة مانشستر البيطانية‪ :‬ترك جونثان‬
‫الدراسة؛ لنه ل يستطع الستقرار هنا‪ .‬وكانت له مشاكل خاصة‪ ،‬ول يكن سعيدًا مع القرر‬
‫الدراسي‪.‬‬

‫وسجّل جونثان اسه ف درجة البكالوريوس ف مادة مقارنة الديان ف معهد الدراسات‬
‫الشرقية والفريقية بامعة لندن‪ .‬وف هذه الرة أظهر حاسة ف هذه الادة‪ ،‬مؤكدًا أنه لن تكون‬
‫هناك مشاكل تعيق دراسته‪ .‬وبالفعل ل يواجه أي مشكلة ف هذه الدراسة‪ ،‬بل إنه حصل على‬
‫مرتبة الشرف من الدرجة الول ف هذه الادة الدراسية‪.‬‬

‫وف العام الاضي التحق بدورة ف الدراسات العليا خاصة بتدريب العلمي ف جامعة واريك‪.‬‬
‫وبعد بضعة أسابيع من انتهاء الدورة‪ ،‬اختار جونثان العمل ف مركز إسلمي‪ .‬ويقول‬
‫أصدقاؤه‪ :‬إن جونثان يعتقد أن أفكاره ووجهات نظره يكن أن تتوهج عب السلم‪ .‬وكان ف‬
‫تلك الفترة يضي أيام السبوع من الثني إل المعة مع أسرته ف جنوب لندن‪ ،‬بينما يقضي‬
‫عطلة ناية السبوع يومي السبت والحد مع زوجته ف أكسفورد‪.‬‬

‫اللقاء الول‪:‬‬
‫التقى جونثان وفوزية لول مرة ف ماضرة ف عام ‪ .1996‬وقال صديق لما‪ :‬كانت فوزية‬
‫تعمل كصحافية ف ذلك الوقت‪ .‬وكان حبهما حبّا من أول نظرة بالنسبة لكليهما‪ .‬فهو ملص‬
‫ف حبه لا‪ .‬وكانت فوزية وقتذاك تضر الاجستي ف تاريخ مصر الوسيط ف جامعة أكسفورد‬
‫البيطانية‪ .‬وكانت قد حصلت على مرتبة الشرف من الدرجة الول ف اللغة النليزية من‬
‫كلية سانت هيلدا ف جامعة أكسفورد‪ ،‬وهي كلية خاصة بالبنات‪.‬‬

‫الرحلة الباركة‪:‬‬

‫‪329‬‬
‫وقال صديق لونثان‪ :‬إن رحلة شهر العسل لونثان وفوزية كانت رحلة مباركة؛ إذ حرصا‬
‫على زيارة بعض الواقع السلمية‪ .‬فقد أمضيا بعض الوقت ف القدس وتول حول الواقع‬
‫السلمية ف هذه الدينة برفقة فلسطينيي التقيا بم هناك‪ ،‬ويتعاطف جونثان وفوزية مع‬
‫القضية الفلسطينية‪ .‬ويرص الزوجان على الذهاب إل الساجد والراكز السلمية ف لندن‬
‫وأكسفورد وبعض الدن البيطانية الخرى‪ .‬وأنما زوجان سعيدان ف حياتما الزوجية‪.‬‬

‫ومنذ أن بلغ جونثان سن الرشد أحدث تغييات كثية ف حياته‪ ،‬أدهشت أسرته وبعض‬
‫معارفه‪ .‬وربا كان جون بيت إداريّا حازمًا يسيطر على مريات المور ف هيئة الذاعة‬
‫البيطانية‪ ،‬إل أن هناك مناطق خارجة عن سيطرته ومنها حياة ابنه جونثان‪.‬‬

‫ويرفض جونثان الديث لوسائل العلم البيطانية الختلفة عن حياته الاصة‪ .‬كما يرفض‬
‫مناقشة قضايا تتعلق بإيانه وإسلمه؛ إذ يرى أن هذه السائل ليست للمناقشة العامة‪ .‬ولكنه ف‬
‫الوقت نفسه ليس بشخص انطوائي أو يتهيب اللتقيات العامة‪ ،‬بل ف سبيل الدعوة إل ال لن‬
‫يتردد ف الديث إل الناس ومادلتهم بالت هي أحسن‪ .‬ويقول‪ :‬إن السلم يأمرنا بالدعوة إل‬
‫ال وبالوعظة السنة والجادلة بالت هي أحسن‪ ،‬حيث يقول ال تعال ف كتابه العزيز "ادعُ‬
‫إل سبيل ربك بالكمة والوعظة السنة وجادلم بالت هي أحسن"‪ .‬وقال الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم‪" :‬بلغوا عن ولو آية"‪.‬‬

‫أما رفضه الديث لوسائل العلم البيطانية عن حياته الاصة وعن إسلمه "فلن ذلك أمر‬
‫يصن ول يهم أحدًا سواي"‪.‬‬

‫وقال بيت البن‪ :‬إن والدي شخصية عامة ورجل إعلم معروف ولكن أنا ليس كذلك‪.‬‬
‫وهذا أيضًا دليل على الختلف القيقي بينه وبي والده‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫وقال بيت الب‪ :‬إنن سعيد للغاية بياة ابن الشخصية‪ .‬كما أنن سعيد بزواجه من فوزية‬
‫بورا الصحافية الندية السلمة‪.‬‬

‫‪-72‬بطل السنوكر العالي السابق رون أوسوليفان‬

‫نشرت جريدة البيان الماراتية ف عددها الصادر ف يوم الثني(( ‪)) 2003-10-7‬‬
‫قصة إسلم بطل الستوكر العالي السابق رون اوسوليفان‪ ،‬وأعجبن ف السرد التال كلم‬
‫والدته عنه بعد إسلمه كما أعجبن دور اللكم العالي نسيم حيد ف دعوته إل السلم‪،‬‬
‫أترككم مع القصة‪:‬‬
‫رون اوسوليفان بطل لعبة السنوكر العالي السابق والعروف بتعاطيه الخدرات ومعاقرته‬
‫المور واصابته بنوبات الكتئاب ف الاضي اصبح اخر نم رياضي يتحول ال‬
‫السلم‪.‬واوسوليفان الذي يعد اهم لعب سنوكر بعد اليكس هيجن الشهي بلقب العصار‬
‫اكتشف الدين السلمي من خلل صداقته مع اللكم السلم ين الصل نسيم حيد‪ .‬وقد‬
‫نطق اللعب البالغ من عمره ‪ 27‬عاما والذي نشأ ف لندن على الدين الكاثوليكي السيحي‬
‫بالشهادتي ف الركز الثقاف السلمي الواقع بنطقة رينت بارك ف لندن ف الشهر الاضي‪.‬‬

‫ويعد هذا التحول تغييا جذريا ف طريق طفل السنوكر الرعب كما يلقب والذي أذهل‬
‫الوساط الرياضية بسرعته ودقته ف اللعب‪.‬ويعتقد ان رون تكن بفضل السلم من اكتساب‬
‫القوة الداخلية الت ساعدته على التغلب على مشاكله الشخصية والعائلية با ف ذلك سجن‬
‫والده عقب ارتكابه جرية قتل‪.‬‬

‫ورون اوسوليفان اللقب بالصاروخ يتبع مموعة من الرياضيي الذين اعتنقوا السلم للتغلب‬
‫على مشاكلهم الشخصية با فيهم اللكمون ممد علي كلي ومايك تايسون ودان ويليامز‬
‫الذي احتفظ ف السبوع الاضي بلقب بطل الوزن الثقيل ف بريطانيا ودول الكومنويلث‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫ومن العوامل الرئيسية ف اعتناق رون السلم «البنس» نسيم حيد بطل العال السابق ف‬
‫اللكمة لوزن الريشة والذي قام بتعريفه بالواعظ السلمي الشهي خالد ياسي‪ .‬وقد اصبح‬
‫«رون» اسيا لرسالة ياسي بعد مشاهدته شريط فيديو يلقى رواجا شديدا بي الالية‬
‫السلمية ف بريطانيا عنوانه «الدف من الياة» وف الشريط يقوم الداعية اميكي الصل‬
‫والذي يزور بريطانيا بصفة متكررة باثبات وجود ال من خلل اثارة عدد من السئلة حول‬
‫خلق العال والبشرية‪.‬‬

‫وياسي الذي يلعب دورا رئيسيا ف مشروع يهدف لتأسيس مطة تلفزيون اسلمية فضائية ف‬
‫بريطانيا يتساءل ف خطبته بالقول‪« :‬ماذا عن السم البشري وانظمة التحكم العقدة‬
‫والتشابكة فيه‪ .‬فكرو ا بالخ وكيفية عمله ووظائفه‪ .‬فخالق هذا السم البشري هو الوحيد‬
‫الذي يستحق الشكر والمد ل على ذلك»‪.‬‬
‫ووالدة رون اوسوليفان «ماريا» قالت ان ابنها ليس مستعدا بعد للتحدث عن اعتناقه السلم‬
‫وانه يركز ف الوقت الال على السنوكر‪ .‬وأضافت ان نسيم حيد صديق جيد لرون وانه‬
‫كان العامل الرئيسي ف توله للسلم كما اشارت والدته ايضا ال ان رون اصبح الن‬
‫شخصا افضل منذ اهتدائه وانا تأمل ان يساعده ذلك على الستقرار النفسي‪.‬‬
‫ورغم عبقريته الرياضية الفذة كان رون يعان من الكثي من الشاكل النفسية‪ .‬فحينما كان‬
‫طفل ف التاسعة من عمره قطع اول مرحلة ف اللعبة بتحقيقه الدف الئة وف سن الامسة‬
‫عشرة اصبح رون اصغر لعب يقق ‪ 147‬هدفا وهو ما يعد اقصى رقم يكن للعب‬
‫سنوكر ان يققه وأثناء تقدمه نو القمة ف لعبة السنوكر واجه رون الكثي من الشاكل‬
‫العائلية فقد حكم على والده بالسجن مدى الياة لرتكابه جرية قتل ف العام ‪.1991‬‬
‫وعندما كان رون ف السابعة عشرة من عمره سجنت والدته بتهمة التهرب الضريب وما‬
‫جعله السئول الوحيد عن رعاية شقيقته الصغرى‪ .‬وبعدما كب فان حياة الصخب والسهر‬
‫والفراط ف استهلك الكحوليات بلغت ذروتا وكان هناك قلق من ان يؤثر ذلك على‬
‫مستقبله الرياضي‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫واكب ضربة موفقة وغي متوقعة ف حياته حدثت ف العام ‪ 2001‬حينما فاز ببطولة العال‬
‫بالرغم من تعاطيه لعقار البوزاك الضاد للكتئاب والذي كان يعان منه وهي الفترة ذاتا الت‬
‫كان مطوبا فيها من بيانكا ويستوود‪ .‬لكن العلقة بعد ذلك انارت‪.‬‬

‫احد فيسي رئيس ترير ملة «اخبار السلمي» علق بالقول بأن اعتناق رون للسلم يكن‬
‫تفسيه بتوقه للء الواء الروحي النتشر بي الناس ف الغرب‪ .‬واضاف بأنه مع التركيز ف‬
‫العال الغرب على الوانب الادية فان السلم يوفر الروحانية الغائبة عن هذه الجتمعات‪.‬‬

‫ويشي فيسي ال انه ف الوقت الذي يبدو فيه الزعماء السيحيون مستعدين للتنازل عن القيم‬
‫الروحانية وتبن الدنيوية يبقى السلم ثابتا وملصا لذلك‪.‬‬

‫‪-73‬الغنية اللانية كريستيان باكر‬

‫الغنية كريستيان باكر من قناة إم ت ف (‪ )MTV‬الوروبية تد العن القيقي للحياة ف‬


‫السلم "كنت ف القمة ولكن كانت تربة مطمة للروح‪...‬ل أستطع أن أستمر" ولدت‬
‫كريستيان ف عائلة بروستانتية وعاشت ف هامبورج‪ ،‬ألانيا‪ ،‬عندما كانت ف سن الواحدة‬
‫والعشرين اشتركت ف راديو هامبورج كمذيعة ف الراديو‪ ،‬بعد سنتي اختيت من بي آلف‬
‫التقدمي لن تصبح مذيعة أخبار لقناة إم ت ف الوروبية‪ ،‬ث بعد ذلك توجهت إل لندن‪.‬‬
‫"لقد كانت ذكية كنت ف العشرينات‪ ،‬عشت ف نوتينج هيل‪ ،‬كنت البنت الديدة ف الدينة‪،‬‬
‫لقد دعيت إل كل مكان‪ ،‬وصورن الصورون وتابعتن الصحافة‪ ،‬والعاملي‪ ،‬التقيت بالكثي‬
‫من الشاهي‪ ،‬واستمتعت بوقت‪ .‬لقد أنفقت معظم مال ف اللبس وسافرت إل كل أوروبا‪،‬‬
‫إل أفضل الماكن‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫لقد كنت الفتاة الول ف قناة إم ت ف وظهرت ف شاشة التلفاز طوال الوقت‪ ،‬عرفن الناس‬
‫ف أوروبا كلها‪ ،‬ف وقت من الوقات وقفت على النصة أمام سبعي ألف شخص‪ ..‬لسبع‬
‫سنوات قدمت برامج كثية‪ ،‬وقابلت الكثيين من نوم الغناء‪ .‬ورغم تلك الياة ف عال‬
‫الشهرة‪ ،‬كانت ف حاجة إل الياة الروحية‪ ،‬قالت‪" :‬لقد كنت دائما منجذبة نو الياة‬
‫الروحية‪ ،‬ولكن ل أفعل أي خطوات عملية نو تلك الياة‪ "....‬ف عام ‪1992‬م التقت‬
‫بعمران خان‪ ،‬من فريق لعبة الكريكت الباكستان‪ ،‬كانت تلك أول مرة تلتقي فيها بسلم‪ ،‬هي‬
‫وعمران – الذي كان ف ذلك الوقت يبحث عن حقيقة اليان كذلك‪ -‬دارت بينهما الكثي‬
‫من النقاشات عن السلم‪ .‬أعطاها عمران بعض الكتب عن السلم وبدأت تقرأ عن دين ال‪.‬‬
‫تقول‪" :‬لقد بدأت ف تدي انيازات وبدأت أنظر بي السطور‪ .‬قرأت القرآن وبدأ كل شيئ‬
‫يكون له معن" أثناء دراستها للسلم بدأت تنظر إل بعض القضايا بتمعن‪..‬مثل قضية الرأة ف‬
‫السلم‪ ،‬قالت‪" :‬كامرأة غربية عصرية وذات درجة علمية‪ ،‬بالطبع احتجت لن أنظر إل رؤية‬
‫السلم للمرأة‪ ،‬ل يكن أن أقبل بأن أظلم‪ ،‬فاكتشفت أن رسالة السلم مؤيدة للمرأة ومؤيدة‬
‫للرجل‪ ،‬ف السلم كان للمرأة حق التصويت ف عام ‪ ،600‬الرجال يلبسون ملبس‬
‫متشمة‪ ،‬والنساء يلبسون ملبس متشمة‪ ،‬ل أحد من النسي يطلق العنان لنظره‪....‬بل كل‬
‫النسي يغض بصره‪ .‬ل أظن أنا ظاهرة صحية بأن يطلق الناس العنان لشهواتم النسية‪...‬إن‬
‫ذلك يثي الشهوة الاطئة مرة أخرى‪ "....‬وأخيا‪...‬أسلمت‪...‬هي الن من الذين يصلون‬
‫الصلوات المس‪ ،‬وتصوم شهر رمضان‪ ،‬تقول‪" :‬كنت أشرب المر ف باريس‪...‬ولكن الن‬
‫ل ألسها" ف عام ‪ 2001‬ذهبت إل مكة‪ ،‬قالت‪" :‬كانت تربة رائعة‪...‬عدت بالسعادة‬
‫والطمأنينة" عندما عادت بدأت بالدراسة الامعية ف جامعة ويست مينيستر‪ ،‬درست الطب‬
‫الطبيعي‪ ،‬والعشاب‪ ،‬والطب الصين‪..‬قالت‪" :‬هذه الكورسات فتحت أمامي أبوابا أخرى‬
‫لعال عجيب‪ ،‬النظرة الخرى للنسان والطبيعة‪ ،‬والصحة والرض‪ ،‬كل شيئ متصل" تقول‪:‬‬
‫"السلم هو أكب هدية حصلت عليها" ثبتنا ال وإياها على الق والدين وتاب علينا وعلى‬
‫والدينا‪ ،‬وهدى الضالي إل الصراط الستقيم‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫‪-74‬رئيس جهورية جامبيا‬

‫هذه قصة من قصص اليان ‪ ،‬بطلها ليس فردا عاديا ‪ ،‬إنه يثل أعلى سلطة ف بلده ‪ ،‬أدرك‬
‫القيقة فخر ساجدا ‪ ،‬ث نض قائلً ال أكب ال أكب من ومن كل شئ ف الرض والسماء‬
‫‪ ..‬إنه رئيس جهورية ( جامبيا ) ول تكمن غرابة القصة ف كونه رئيسا لمهورية ‪ ،‬وإنا لن‬
‫هذا الرئيس ولد مسلما ث أبر للغرب ‪ ،‬وتشرب من فكره وقيمه وعقيدته ‪ ،‬ودخل عال‬
‫السياسة ‪ ،‬فدانت له ‪ ،‬واستهوته لعبة وشهوة الناصب الت وصل إل أقصاها ‪ ،‬ولكن حي‬
‫اقترب من القصر السياسي أكتشف أنه قد نسي شيئا مهما ‪ ..‬نسي فطرته ‪ ،‬فعاد إليها‬
‫مسرعا ‪ ،‬يعب عن ذلك بقوله ‪:‬‬

‫( كنت أشعر دائما أن ل قلبي ف جوف ‪ ..‬قلب ل وقلب علي ‪ ..‬أما القلب الذي ل فكان‬
‫يدفعن إل الدراسة والسياسة وخوض معركة الياة ‪ ..‬وأما القلب الذي علي فكان ما يفتأ‬
‫يلقي على عقلي وقلب سؤالً ل يبحه قط ‪ ،‬هو ‪ :‬من أنت ؟… وما بي القلبي مضت ب‬
‫الرحلة الطويلة استطعت معها ومن خللا أن أحقق كل ما أصبو إليه ‪ ،‬ترير وطن أفريقي‬
‫أسود ‪ ،‬ووضعه على خريطة الدنيا كدولة ذات سيادة ) ‪.‬‬

‫واستطرد قائلً ‪:‬‬


‫( وكان هذا نصرا منتزعا من فم السد ‪ ،‬يكفي لن يدير الرؤوس ‪ ،‬ويصيب الشبان الالي‬
‫من أمثالنا ف هذا الوقت بدوار السلطة ‪ ..‬كانت تلك معركة كبى سلخت من أعمارنا‬
‫نصف قرن من الزمان مع الرب والنضال ‪ ،‬والفاوضات وتكوين الحزاب ‪ ،‬وخسارة‬
‫العارك والفوز با أيضا ‪ ،‬وما كان أسعدنا حينئذ ونن ننشل وطننا من وهده الحتلل‬
‫والتخلف والضياع الفكري والقتصادي ‪ ..‬ول يكن هذا الفوز سوى لرضاء النفس‬

‫‪335‬‬
‫وغرورها ‪ ،‬أما فطرة النفس فأخذت تضن على خوض العركة الكبى ‪ ..‬لقد كسبت‬
‫معركتك مع الياة فاكسب معركتك مع نفسك ‪ ،‬عد إل ذاتك ‪ ،‬اكتشف العدن الثمي‬
‫الذي بداخلك ‪ ..‬أزح ما عليه من هذا الركام من التغريب والعلمانية والدراسة ف مدارس‬
‫اللهوت ‪.‬‬

‫كان الصوت يرج من داخلي يقول ل عد إل الطفل البيء الذي كان يلس بي أيدي‬
‫شيوخه ومعلميه يتلو القرآن ويسعى للصلة ‪ .‬هنا أحسست أن قلب يصدقن وأن ل شيء ف‬
‫الدنيا يعادل أن يسر النسان نفسه ‪ ،‬أن أعود لسلمي الذي ضاع من وأنا ف خضم ف‬
‫الياة ومشاغلها ومباهجها ‪ ،‬أستشعر الن أن قد كسبت نفسي وتعلمت درسا ل يتعلمه إل‬
‫من كان ف قلبه حس نابض ‪ ،‬وعقل واع ) ‪.‬‬

‫وعاد الرئيس إل فطرته الصحيحة وأعاد اسه إل ( داود جاوارا ) بعد أن كان اسه ( ديفد‬
‫كيبا ) ‪ .‬وهكذا ند أنفسنا أمام شخصية إسلمية سياسية وداعية إل ال سبحانه وتعال بعد‬
‫أن كان على مذاهب البوستانتينية وغيها ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫‪ -75‬مدير دري بارك المريكي ف مصر‬

‫لفت نظري إل السلم كلمة قالا ل سائق سيارت [أين] [أنت قلبك طيب زي قلوب‬
‫السلمي بالضبط] ففكرت من هنا ف معن هذا السلم وقرأت عنه حت أشهرت إسلمي‪،‬‬
‫ول تواجهن ضغوط وأعجبت بشخصية سيدنا يوسف فتسميت باسه ول أندم على ما‬
‫سبقن‪ ،‬ولكن ل أكن أعيش بنفس الروح فالسلم منحن شيئًا جديدًا فآمنت بالقضاء والقدر‬
‫وصمت رمضان وسعدت بأعياد جديدة وأنوي الج إل يبت ال الرام وسأدعو غيي‬
‫للسلم‪.‬‬

‫هكذا يروي مستر وليم أو [يوسف] كما أطلق على نفسه قصة إسلمه فكان لنا معه هذا‬
‫الوار‪.‬‬

‫بداية نريد أن نتعرف عليك ؟‬


‫اسي وليم فرنسيس يوسف كيلي أمريكي النسية ولدت ف ولية نيوجرسي ف ‪13‬‬
‫أغسطس سنة ‪1946‬م وتربيت فيها وترجت ف جامعة [ليلتوفا] بولية بنسلفانيا‬
‫وحصلت على ليسانس ف القتصاد وعملت مديرًا لشركة تأمي على الياة لدة ‪ 10‬سنوات‬
‫ف الوليات التحدة وبعد ذلك دخلت ف مال صناعة الترفيه لدة ‪ 20‬سنة وأنا الن مدير‬
‫لدينة دري بارك أحد مشروعات [دري لند] وسبق ل الزواج ولكن انفصلت عن زوجت‬
‫وليس عندي أولد وجئت إل مصر لول مرة ف أول يونيو سنة ‪1999‬م‪.‬‬

‫ما هي نقطة التحول ف حياتكم ؟‬


‫عندما جئت إل مصر ل أكن متعودًا كما هو الال ف الغرب أن أرى الناس عندما يسمعون‬
‫الذان يتجمعون ويصلون فكان هذا غريبًا عل ّي ف بداية المر كما أن هناك مهندسي وزملء‬
‫آخرين مصريي بدأوا يكلمونن عن السلم وبدأت أحس أن بداخلهم طمأنينة وراحة نفسية‬
‫معينة ل أحسها من قبل هي سبب تسكهم بذا الدين‪ ،‬ما جعلن أبدأ ف التفكي ف السلم‬
‫‪337‬‬
‫وأقرأ عنه وأقارنه بالسيحية‪ ،‬ومن خلل قراءات والبة الواقعية حول عن طريق زملئي‬
‫السلمي اعتنقت هذا الدين‪ ،‬ومن أهم الكتب الت قرأتا عن السلم [تفسي معان القرآن‬
‫الكري] واللغة النليزية ‪ ..‬وكتاب دين الق‪ ،‬الزواج ف القانون السلمي وكتب أخرى‬
‫كثية تشرح ما يويه السلم‪ ،‬كما أنن أحل مصحفًا معي دائمًا وأحاول تعلم اللغة العربية‬
‫حت أستطيع قراءة القرآن الكري ‪.‬‬

‫كيف كان اعتناقكم للسلم ؟‬


‫سعت عن السلم قبل أن أعتنقه لكن ليس بالقدر الكاف‪ ،‬وبدأت بالفعل ف القراءة عنه‪،‬‬
‫وأخبن زملئي السلمون أن أهم شيء ف معرفة السلم معناه البسيط بداية‪ ،‬وليس شرطًا أن‬
‫أعرف قواعده وقوانينه ف بداية المر‪ ،‬فقد تكون صعبة ومعقدة بعض الشيء بالنسبة إل‬
‫وسأستطيع معرفتها بعد ذلك‪ ،‬وقد أشهرت إسلمي قبل رمضان من العام قبل الاضي وذهبت‬
‫ف اليوم الثالث منه إل الزهر وشهدت لصبح ف عداد السلمي ل ما لم وعليّ ما عليهم‬
‫ول أغي اسي ولكن أضفت إليه اسم [يوسف] فأنا معجب بشخصية سيدنا يوسف عليه‬
‫السلم فقد قرأت عنه قبل وبعد اعتناق السلم فاحترمته وأحببت اسه ولكن ف نفس الوقت‬
‫ل أغي اسي لنه لقب والدي وعمومًا فأنا أعتز بالسي معًا‪.‬‬

‫كيف كان موقف أسرتك من تولك عن دينها ؟‬


‫والدي ووالدت متمسكان بدينهما وملتزمان بتعاليم النصرانية وكانا يبانن ولذلك عندما‬
‫أخبتما أنن سأعتنق السلم سأل عن هذا الدين وذهبا إل القسيس ف الكنيسة وطرحا عليه‬
‫عددًا من السئلة حول السلم فهما ل يكونا يعرفان عنه شيئًا وقال ل طالا ستظل كما أنت‬
‫أبيض القلب وطيب النفس وأن هذا الدين لن يغي فيك ذلك فليس هناك مانع أما عن‬
‫أصحاب فربا ل يفهموا موقفي ولكنهم يعرفونن جيدًا وهم متأكدون أنن لن أتول عن دين‬
‫إل دين آخر إل إذا كان هذا الدين سيحسن من نفسي وسيزيد إيان وسيجعلن أحس‬
‫بشعور أفضل ولذلك تقبلوا الوقف ولكن ل يفهموه بالضبط‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫هل واجهتكم ضغوط للحيلولة دون اعتناقكم للسلم ؟‬
‫ل تواجهن أي ضغوط عندما قررت اعتناق السلم‪ ،‬ومن حول تقبلوا المر ولكن ل يكونوا‬
‫قد تفهموه بعد‪ ،‬خاصة أن الغرب ل يرانا مثلً ونن نصلي بل يرون جانب التعصب ف‬
‫السلمي فوسائل العلم تنقل إليهم صورة غي حقيقية ول تنقل إليهم صورة السلم‬
‫القيقية‪ ،‬فالتعصب ليس من السلم ف شيء ولكن الغرب للسف ل يرى سوى ذلك ‪،‬‬
‫وبالنسبة إل ل أجد مشاكل ف أمريكا بسبب إسلمي ولكن أقابل أناسًا ل يفهمون موقفي‪.‬‬

‫كيف تعلمت إقامة شعائر الدين الديد ؟‬


‫للسف ل أتعلم اللغة العربية بعد ولكن قالوا ل ليس هناك مشكلة الن طالا أنك تصلي‬
‫وتقف أمام ال بقلب سليم وتعرف كيف تصح صلتك وعندما أقول ال أكب أحس أنن‬
‫قريب من ال وصلت ستقبل كما أخبن بذلك علماء من الزهر وأن المر يأت خطوة‬
‫خطوة‪ ،‬وزملئي السلمون يصلون ب دائمًا والفرصة التاحة ل هي أن أتعلم العربية من‬
‫حول‪ ،‬فليس عندي وقت كثي فأنا أعمل من ‪ 12‬إل ‪ 16‬ساعة يوميًا‪ ،‬وبالنسبة لصيام‬
‫شهر رمضان فلم تكن عندي مشكلة ف المتناع عن الطعام فأنا متعود على ذلك ف العمل‪،‬‬
‫ولكن عانيت بعض الشيء أولً ث والمد ل اعتدت على ذلك‪ ،‬فأنا أنوي الج إل بيت ال‬
‫برفقة زوجت [من] الت ارتبطت با بعد اعتناقي السلم وأنا سعيد جدًا ف زواجي الال ‪.‬‬

‫ما الديد ف حياتكم إثر تولكم إل السلم ؟‬


‫منحن السلم شيئًا جديدًا وقوة وجعلن ل أخشى أحدًا إل ال ول أهتم بأي مشكلة مهما‬
‫كانت طالا أنا مشكلة دنيوية ول تتعلق بالخرة ول تس حياتنا بعد الوت‪ ،‬وهذا ما لحظته‬
‫ل توفيت أخت الصغية بعد إسلمي بفترة فتقبلت المر لنه‬
‫ف تعاملي مع بعض الزملء‪ ،‬فمث ً‬
‫من ال وعليّ أن أؤمن بالقضاء والقدر‪ ،‬ولو حدث ذلك قبل إسلمي لكان من المكن أن‬
‫أعترض وأتساءل لاذا يدث ذلك؟!‬

‫هل ترى أي فروق بي السلم والنصرانية ؟‬


‫‪339‬‬
‫السلم منحن المان والسلم وهو دين ل يتغي ول يتبدل ول يطرأ عليه أي تغيي‪ ،‬أما‬
‫النصرانية فقد حدث فيها تغيي وتريف من قبل القساوسة والكهنة‪ ،‬فمنهم من يؤمن بأن‬
‫عيسى عليه السلم هو ال وهذا خطأ فعيسى هو عبد ال ورسوله ونن السلمون نؤمن بميع‬
‫الرسالت وأن السيح هو رسول من رسل ال‪ ،‬ونؤمن بالدين الذي جاء به وهنا يقف‬
‫السيحيون عند اليان بالسيحية فقط فلم يؤمنوا بأي شيء بعدها أما نن فقد آمنا بحمد‬
‫صلى ال عليه وسلم ودينه‪ .‬وهذا هو الفرق‪.‬‬

‫كيف كان يعاملك الحيطون بك قبل وبعد اعتناقك السلم؟‬


‫إن زملئي السلمي سعدوا جدًا بإسلمي لدرجة النبهار وقالوا ل مبارك‪ ،‬وهم يعاملونن‬
‫جيدًا حت قبل أن أسلم أو أخبهم أنن أفكر ف السلم‪ ،‬ومعاملتهم ل ل تعلن أشهر‬
‫إسلمي‪ ،‬ولكن جعلتن أفكر بإيابية ف اعتناق هذا الدين وأعتقد أنه لو كانت سيئة ربا ل‬
‫أعتنق السلم لنه طالا أن هؤلء السلمي معاملتهم سيئة وتصرفاتم خاطئة فلماذا أكون‬
‫على دينهم؟‬

‫هل حاولت أن تدعو أحدًا من الشعب المريكي إل السلم ؟‬


‫ل أدع أحدًا‪ ،‬ولكن تدثت مع أصدقائي عن الدين السلم والديد فيه ولكن أعتقد أن الهم‬
‫هو تصرفات وأفعال فهي افضل دعوة صرية للتأثي ف الخرين وحثهم على تقليدي‬
‫واعتناقهم السلم‪ ،‬وللسف هناك كثي من الناس‪ ،‬ل يعرفون أي شيء عن السلم‬
‫ومعلوماتم بشأنه تكاد تكن منعدمة حت أن أصدقائي ل يستطيعوا أن يسألون سؤالً مددًا‬
‫فكانت استفساراتم ما هو السلم؟ فهم ل يعرفون أن السلم دين يدعو للتسامح مع كل‬
‫الديان وأن سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم هو خات النبياء والرسلي والشكلة تكمن هنا‬
‫أن الغرب ل يعرف الكثي عن السلم فالصلة الت تربطه بالشرق تتركز ف النواحي السياسية‪.‬‬

‫من وجهة نظرك ما هي رؤية المريكيي للسلم ؟‬

‫‪340‬‬
‫الناس ف الوليات التحدة يتقبلون الديان ‪ ،‬ولذلك تد مزيًا من الديان ف دول الغرب‬
‫وليس هناك مشكلة أن تكون مسلمًا ولكن للسف هناك من يسيئون لصورة السلم‪.‬‬

‫ما رأيك ف أوضاع السلمي ف الوليات التحدة ؟‬


‫ليس عندي فكرة عن هذا المر فأنا ل أمر بأي تربة ف حيات توضح ل معاملة المريكان‬
‫للمسلمي بل إنن ل أقابل أحدًا من مسلمي أمريكا فأنا حديث عهد بالسلم أما بشأن ما‬
‫يدث للمسلمي ف الشيشان وفلسطي فأنا مستاء جدًا لقتل أبرياء ليس لم أي ذنب ويزنن‬
‫أن أجد طفلً أو أسرة فلسطينية تتعرض لليذاء‪ ،‬ويتفق موقفي مع أي شخص من أي بلد‬
‫يتعرض للظلم والقتل من دون أن يكون له يد ف ذلك‪ ،‬ولكن للسف هذه أمور تتعلق‬
‫بالسياسة ومشاكلها‪.‬‬

‫كيف ندعو الغرب إل السلم ؟‬


‫أفضل طريقة أن نكون مؤمني بالسلم بالفعل وبالتال سنكون مرآة حقيقية له‪ ،‬وهذه أفضل‬
‫طريقة لنشر السلم خاصة أن فاقد الشيء ل يعطيه ولبد من مسلم حقيقي حت ينجح ف‬
‫هذه الهمة والسلم ينتشر بالفعل ف الغرب بقوة كبية ولبد من استخدام وسائل‬
‫التصالت والتكنولوجيا الديثة للتخاطب مع الغرب‪ ،‬فمثلً فريضة الج تثل حدثًا إسلميًا‬
‫يضم تمعات كبية من السلمي من جيع أناء العال يجون إل بيت ال‪ ،‬وهذا أمر هام‬
‫يب تسليط الضواء عليه وعرضه على الغرب وأيضًا هناك مواقع إسلمية على النترنت‬
‫تتحدث عن السلم وتشرح أركانه وفرائضه‪ ،‬وهناك نسخ مترجه للعديد من الكتب الاصة‬
‫بالسلم ويب أن يتم تفعيل حركة النشر لذه الكتب مع توفي ترجة لا بكل لغات العال‬
‫حت تصل إل البشر جيعًا‪.‬‬

‫من موقع مفكرة السلم‬

‫‪341‬‬
‫‪-76‬يوسف خطاب التزمت اليهودي سابقا‬

‫من اليهودية إل السلم‪ ،‬قصة يوسف كوهي‬

‫القدس ‪ -‬نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبية تقيقا مثيا حول كيفية تول احد اليهود‬
‫القادمي من الوليات التحدة إل السلم بعد ان كان عضوا ف حركة يهودية متزمتة‪.‬‬

‫ووفقا ليديعوت أحرونوت فإن يوسف كوهي كان من أتباع تيار يهودي متزمت‬
‫يدعى"ساطمر" قبل ان ينضم إل حركة "شاس" التدينة‪ ،‬وقد قدم كوهي البالغ من العمر‬
‫‪ 34‬عاما من الوليات التحدة المريكية‪ ،‬وتأثر سريعا بأفكار حركة "شاس" التدينة‪.‬‬

‫بدأت طريق يوسف كوهي ف حي بروكلي‪،‬حيث انضم هناك إل أتباع "ساطمر" وتعرف‬
‫على زوجته لونا كوهي عن طريق وسيط وانبا اربعة ابناء ها ثرة زواج مستمر منذ ‪12‬‬
‫عاما‪.‬‬

‫وقرر كوهي القدوم إل إسرائيل عام ‪ ،1998‬حيث وصل وعائلته مباشرة إل قطاع غزة‪،‬‬
‫إل مستوطنة "غادير" ف مستوطنة "غوش قطيف"‪ ،‬إل أنه ضاق ذرعا بالياة ف قطاع غزة‬
‫الت ل تلئم ظروف عائلته حديثة العهد‪.‬‬

‫وعليه قرر النتقال للسكن ف "نتيفوت" الواقعة ف جنوب إسرائيل‪ ،‬وبدأ كوهي من هناك‬
‫بإجراء أول اتصالته مع مسلمي‪ ،‬وف مرحلة معينة قام كوهي براسلة رجال دين مسلمي‬
‫عب النترنت‪ ،‬وبدأ ف قراءة القرآن باللغة النليزية‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫وفاجأ كوهي الميع قبل بضعة شهور عندما أعلن إسلمه وغي اسه ليصبح يوسف خطاب‪،‬‬
‫وغيت زوجته اسها‪ ،‬وغيت أساء أولده الذين يتعلمون اليوم ف مدرسة إسلمية ويتحدثون‬
‫اللغة العربية بطلقة‪ ،‬وهو ف مراحل متقدمة من تعلم اللغة العربية‪.‬‬

‫وبعد اعلن اسلمه انتقلت العائلة للسكن ف حي جبل الطور ف القدس الشرقية‪ ،‬وبدأ‬
‫خطاب يعمل ف جعية اسلمية خيية ف الدينة‪.‬‬

‫ويرى يوسف خطاب ان حاس تثل نج الدين السلمي بالصورة الصحيحة ويقول "انا‬
‫حركة سياسية أكثر منها دينية‪ ،‬لكنه يعارض العمليات الستشهادية الت تقوم با الركة‪.‬‬

‫ويتهم خطاب السلطات السرائيلية بتضييق الناق عليه بعد اعلنه لسلمه ويقول" لدي‬
‫مشاكل مع وزارة الداخلية ومع وزارة الديان حيث ل تريد هذه الوزارة العتراف بإسلمي‪،‬‬
‫وذلك على الرغم من أنن اسلمت ف الحكمة الشرعية الاضعة لقواني دولة إسرائيل"‪.‬‬

‫وبعد ان كان من مؤيديها اصبح خطاب ينتقد بشدة رجال حركة "شاس"ويقول أنه جاء إل‬
‫اسرائيل بسبب الاخام عوفاديا يوسيف (الزعيم الروحي لشاس)‪ ،‬ويضيف أنه كان يكن‬
‫التقدير للحاخام يوسيف‪ ،‬وقررت أن أسي ابن على اسه‪ ،‬إل أنه غيه لعبد ال بعد اسلمه‪.‬‬

‫ويرى خطاب ان السلمي يعانون من الظلم ف كل مكان‪ ،‬وأن شارون يزيد بسياساته هذا‬
‫الظلم الواقع عليهم‪ ،‬ويقول أن عرفات ل يثل السلمي‪ ،‬وهو حاكم مؤقت سيتغي مع‬
‫الوقت‪.‬‬

‫ول يفي خطاب تضامنه كمسلم مع تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لدن‪ ،‬ويقول أنه يكفي‬
‫أن نرى الوضع الذي يعيشه السلمي من أجل أن أتفهمهم‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫وبالنسبة لرؤيته حول للشرق الوسط يقول خطاب ان الدف الول هو إقامة دولة فلسطينية‬
‫على أكب مساحة مكنة‪.‬‬

‫وهذا مقال عنه نشرته جريدة هآرتس السرائيلية‪ -:‬رون شافي ‪ -‬هارتس‬

‫يوسف خطاب ‪ ...‬من شاس إل حاس‬

‫يوسف خطاب هو شاب مسلم متدين يبلغ من العمر ‪ 36‬عاما كان اسه حت قبل عام واحد‬
‫يوسف كوهي وكان يهوديا متشدداوعضو ف حركة شاس اليهودية التعصبة وكان شديد‬
‫العجاب بزعيم تلك الركة يوسف عوفاديا‪.‬‬

‫يوسف خطاب من مواليد الوليات التحدة الميكية وقد هاجر قبل أربعة أعوام إل إسرائيل‬
‫وكان يلم كغيه من الذين يعيشون خارج إسرائيل بالجرة إليها والعيش ف ظلل دولة‬
‫الديقراطية والقانون الت يروج لا حكام إسرائيل وعاش ف منطقة نتيفوت وأطلق على ابنه‬
‫الصغر اسم عوفاديا إعجابا بالاخام التطرف عوفاديا يوسف زعيم حركة شاس اليهودية‬
‫التطرفة وألق أبناءه بشبكة التعليم التورات والتحق بالعمل ف إدارة تابعة للقطاع الدين‬
‫اليهودي‪.‬‬

‫بعد أن استقر يوسف خطاب ف إسرائيل ورأى أن ما يروجه العلم الغرب واليهودي عن‬
‫إسرائيل ما هو إل أكذوبة ورأى بنفسه ما ترتكبه إسرائيل من مازر ضد الشعب الفلسطين‬
‫بدأ يشعر بالكراهية لليهود والسرائيليي وقرر هو وزوجته وأبنائه اعتناق السلم وتغيي أساء‬
‫أبنائه بأساء إسلمية‪.‬‬

‫ترجع أسباب إسلم يوسف خطاب إل دردشة عن طريق النترنت مع أحد علماء الدين‬
‫السلمي حيث فتحا أبوابا للنقاش وتبادل الراء وكلما ازدادا تعمقا ف نقاشاتما ازداد‬
‫يوسف خطاب تعلقا بالرجل ورغبة ف معرفة الزيد عن السلم والدين السلمي ‪ ،‬وعرف‬

‫‪344‬‬
‫خطاب ف ما بعد أن صديقه إمام مسجد ف إحدى الدول الليجية ‪ ،‬وأهداه نسخة من‬
‫الصحف الشريف لكنه أخفاها عن زوجته‪.‬‬

‫استمرت علقة يوسف خطاب بصديقه السلم وازدادا قربا وصداقة وزاد تعمق يوسف‬
‫خطاب ف الدين السلمي وف ناية الطاف أرسله صديقه السلم إل بعض علماء الدين‬
‫السلمي ف القدس الشرقية الذين عاونوه على فهم الزيد عن السلم وكان لم دور كبي ف‬
‫اقتناعه بضرورة اعتناق الدين السلمي‪.‬‬

‫بعد ذلك صارح يوسف خطاب زوجته باعتناقه السلم وترك لا حرية الختيار وإن كان‬
‫يتمن أن تعتنقه هي بدورها وأوضح لاعظمة السلم ومزاياه ‪ ،‬ومن جانبها طلبت هي فترة‬
‫من الوقت حت تتعرف هي بدورها على السلم وبدأت ف دراسة الدين السلمي وف ناية‬
‫الطاف اقتنعت بضرورة اعتناق السلم وأكدت أن ذلك قد ت بكامل إرادتا ودون أية‬
‫ضغوط من جانب زوجها‪.‬‬

‫بعد ذلك أخذ يوسف خطاب زوجته وأبناءه الربعة إل الحكمة الشرعية بالقدس الشرقية‬
‫وهناك أعلنوا إسلمهم وانتقلوا للعيش ف قرية الطور العربية الواقعة بالضفة الشرقية وغيّر اسه‬
‫من يوسف كوهي إل يوسف خطاب وغي اسم ابنه الكب من عزرا إل عبد العزيز وابنته من‬
‫حيدة إل حسيبة وابنه الوسط من رحاي إل عبد الجيد وابنه الصغر من عوفاديا إل عبد ال‬
‫وكان ذلك حدثا غي عادي إذ أنا الرة الول الت تعتنق فيها أسرة يهودية بأكملها الدين‬
‫السلمي‪.‬‬

‫بعد إسلمه صار يوسف خطاب يرتدي الزي العرب التقليدي والتحق بالعمل ف إحدى‬
‫المعيات اليية السلمية وارتدت زوجته الجاب وصارت بدورها ترص على أداء‬
‫الصلوات وسائر العبادات السلمية وألق أولده بالدارس السلمية وصار أبناؤه يتحدثون‬
‫اللغة العربية بطلقة‪.‬‬
‫‪345‬‬
‫برور اليام تول كوهي إل خطاب وصار يعرب بصراحة عن كراهيته لليهود واستنكاره لا‬
‫يلحق بالفلسطينيي من ظل ٍم واضطهاد على يد اليهود وصار يؤيد العمليات الفدائية الت يقوم‬
‫با الفلسطينيون ويرى أن مارسات إسرائيل الوحشية هي الت تدفع الفلسطينيي إل القيام‬
‫بتلك العمليات‪.‬‬

‫وهذا مقال من الزيرة كتبته من القدس من جبان‪-:‬‬

‫اعتناق يهودي السلم يثي ضجة كبية بإسرائيل‬

‫كان كوهن السرائيلي يهوديا من مموعة الشكيناز أي اليهود القادمي من الغرب وكان‬
‫يعرف الدين اليهودي بشكل جيد لكن القدر قاده إل خوض تربة مثية للتعرف على‬
‫السلم من خلل مادثة على "غرف الشات" بالنترنت الت كانت تشرف عليها منظمة‬
‫شاس اليهودية الدينية التطرفة‪.‬‬

‫وهكذا بقي كوهن على مدى عامي على اتصال مع "أخ" مسلم يدعى ممد من السعودية‬
‫كان يدثه عن التوحيد والربوبية وغي ذلك‪ .‬ومن ثة قام بإجراء مقارنة بي العقيدتي اليهودية‬
‫والسلمية كما اطلع على ترجات لعان القرآن الكري باللغة النليزية وهنا قرر اعتناق‬
‫السلم واختار اسم يوسف بدل كوهن‪.‬‬

‫وقد أثار قرار يوسف خطاب وزوجته وأطفاله اعتناق السلم زوبعة ف الحافل الدينية‬
‫اليهودية خاصة ف أوساط حركة شاس الت كان ينتمي إليها‪ .‬واعتب أحد السرائيليي من‬
‫حركة شاس الدينية أن ما قام به يوسف ضرب من النون ويب معالته وذلك بوضع هذا‬
‫الشخص ف مستشفى المراض العقلية‪.‬‬

‫معاناة ‪:‬‬

‫‪346‬‬
‫فبعد معاناة طويلة وصعبة دامت زهاء عامي ونصف تكن يوسف من تغيي ديانته وتسجيلها‬
‫رسيا ف بطاقة هويته‪ .‬وخلل هذه الدة حرم من دخول دور العبادة السلمية لنه كان‬
‫مازال يعتب يهودي الديانة رسيا وكذلك الال بالنسبة لزوجته وأولده الذين شجعوه على‬
‫اختياره واعتنقوا السلم مثله‪.‬‬

‫كما واجه يوسف مشكلة أخرى تثلت ف انتقاله من بيئة يهودية إل أخرى إسلمية ومن‬
‫يهودي متطرف إل إسلمي فلسطين حيث ساوره توف كبي من أن الجتمع السلمي‬
‫الفلسطين لن يرحب به أو لن يستقبله بشكل حسن‪.‬‬

‫أما الشكلة الخرى فقد تثلت ف بن دينه الذين ل يتفهموا قراره وقاموا بي الي والخر‬
‫بضايقته عن قراره‪ .‬كما تقوم الشرطة السرائيلية بإزعاجه ف بيته الديد‪.‬‬

‫تسك بالسلم ‪:‬‬


‫ويؤكد يوسف ‪-‬السلم الديد‪ -‬أن أولده وزوجته متمسكون بشكل جيد بشعائر السلم‪.‬‬
‫أما والداه فما زال على الديانة اليهودية وها ‪-‬حسب قوله‪ -‬سبب تريض الشرطة واليهود‬
‫التديني الخرين عليه وعلى زوجته وأولده‪.‬‬

‫وقد اضطر يوسف ‪-‬الميكي الصل الذي وصل إل إسرائيل مع الهاجرين الدد‪ -‬للنتقال‬
‫إل السكن ف القدس الشرقية بعد أن كان يسكن ف مستوطنة غوش قطيف بقطاع غزة‪.‬‬

‫وبات أفراد عائلة يوسف خطاب يملون أساء عربية هي الم قمر ممد خطاب بدل (لونا)‬
‫وعبد الرحن البن الكب بدل (شالوم رحاميم)‪ ,‬حسيبة (احتفظت بنفس السم) وعبد العزيز‬
‫بدل (عزرا) وعبد ال بدل (عوفاديا)‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫ورغم أن القانون السرائيلي يسمح برية الديان ويعطي للمواطن حق اعتناق الدين الذي‬
‫يرغب فيه إل أن إسلم يوسف قوبل من قبل السرائيليي بالرفض والتساؤل والشتم والتعجب‬
‫والسخرية والوف من اعتناق إسرائيليي آخرين للدين السلمي‪.‬‬

‫وقالت الحامية دينا شبلي الت رافعت عن قضية يوسف إنا توجهت إل السؤولي ف وزارت‬
‫الداخلية والديان بكتاب خطي يشرح تفاصيل القضية ويعرض حقيقة اعتناق عائلة خطاب‬
‫للسلم‪.‬‬

‫وأمام تاطل وزارة الديان ف الرد توجهت شبلي لوزارة العدل ما أدى إل تراجع وزارة‬
‫الديان عن موقفها وأصدرت شهادات تغي ديانة يوسف وأفراد عائلته جيعا وأقدمت بعدها‬
‫وزارة الداخلية على تغيي ديانة خطاب وعائلته ف سجل السكان وتغيي أسائهم العبية إل‬
‫عربية‪.‬‬

‫ليوسف خطاب موقع علي النترنت عنوانه ‪http://www.jewstoislam.com‬‬

‫‪348‬‬
‫‪ -77‬مالكولـــم إكــــس زعيم من اللوّني المريكيي‬

‫كان يُلقّب قبل إسلمه بالشيطان و "أحر دويترويت" إذ كان زعيما عنصريا متطرفا ف‬
‫عداوته للبيض ‪.‬ولكنه عدل عن هذا النهج بعد إسلمه ‪.‬‬

‫وبعد رحلته للحج خاصة إذ غمرته أخوّة السلمي البيض تت مظلة السلم ‪ ،‬فأرسل إل‬
‫أتباعه من مكة رسالة يبي فيها انعطاف مساره ‪ ،‬يقول فيها‪:‬‬
‫"ما رأيت قط كرما أصيلً ‪ ،‬ول روحا غامرة من الخوة كهذه الت تسود هنا بي الناس من‬
‫كل لون وجنس ‪ ،‬ف هذه الرض القدسة ‪ ،‬وطن إبراهيم وممد …‬
‫فها هنا عشرات اللوف من الجاج قدموا من كل أناء العال ‪ ،‬ليؤدّوا الناسك نفسها بروح‬
‫من الوحدة والخوة ‪ ،‬ما كنت أظن – بكم خبات ف أمريكا – أنا يكن أن تنشأ بي‬
‫البيض والسود …‬
‫وإن أمريكا ف حاجة إل أن تفهم السلم ‪ ،‬لنه هو الدين الوحيد الذي يكن أن يحو‬
‫الشكلة العنصرية ف متمعها … لقد تقابلت مع مسلمي بيض وتدثت معهم ‪ ،‬بل تناولت‬
‫الطعام معهم ! ولكن النعة العنصرية ماها من أذهانم دين السلم ‪..‬‬
‫إننا هنا نصلي لله واحد ‪ ،‬مع أخوة مسلمي لم أعي زرقاء كأصفى ما تكون الزرقة ‪ ،‬ولم‬
‫بشرة بيضاء كأنصع ما يكون البياض ‪. "..‬‬

‫فيا عجبا لمر السلم ! كيف حوّل القد السود ف قلب هذا الزعيم إل حب أبيض فياض‬
‫‪ ..‬ل يستطع أن يعب عنه إل بذه التداعيات الت ختم با رسالته ؟! … لقد غدت نيته‬
‫بالسلم بيضاء ‪ ،‬وأشد بياضا من لون بشرة أعدائه السابقي ‪ ،‬إنه السلم دين النسان ‪.‬‬
‫‪349‬‬
‫"ف متمع السلم ل يشعر أي إنسان بأي تييز ‪ ،‬فل توجد ف السلم عقدة الستعلء ‪ ،‬ول‬
‫عقدة النقص"‬

‫‪ -78‬اللورد هدل سليل السرة الالكة ف بريطانيا‬

‫من أغن البيطانيي ‪ ،‬ومن أرفعهم حسبا ‪ ،‬درس الندسة ف كامبدج ‪ ،‬أسلم وأصدر ملة(‬
‫‪..) The Islamic Renew‬‬
‫وأصدر كتاب (إيقاظ العرب للسلم) و كتاب (رجل غرب يصحو فيعتنق السلم) ‪ ،‬وقد‬
‫كان لسلمه صدى كبي ف إنكلترا ‪.‬‬

‫من مقولت هيدل‪:‬‬


‫يقول هيدل معبا عن ساعة اعتناقه السلم‪:‬‬
‫"ل ريب إن أسعد أيام حيات هو اليوم الذي جاهرت فيه على رؤوس الشهاد بأنن اتذت‬
‫السلم دينا"‪..‬‬
‫فإذا كنت قد ولدت مسيحيا ‪ ،‬فهذا ل يتم عليّ أن أبقى كذلك طوال حيات ‪ ،‬فقد كنت ل‬
‫أعرف كيف أستطيع أن أؤمن بالبدأ القائل ‪ :‬إذا ل تأكل جسد السيح ‪ ،‬وتشرب دمه ‪ ،‬فلن‬
‫تنجو من عذاب جهنم البدي !‬
‫"إنن بإسلمي أعتب نفسي أقرب إل النصرانية القة ما كنت من قبل ‪ ،‬ومن يعادي النصرانية‬
‫القة فل أمل فيه …"‬
‫"ل أولد ف الطيئة ‪ ،‬ولست مولود سخط وغضب ‪ ،‬ول أحب أن أكون مع الاطئي"‪..‬‬
‫"لقد تلك السلم لب حقا ‪ ،‬وأقنعن نقاؤه ‪ ،‬فأصبح حقيقة راسخة ف عقلي وفؤادي ‪ ،‬اذ‬
‫التقيت بسعادة وطمأنينة ما رأيتهما قط من قبل" ‪.‬‬
‫السنة النبوية هي القدوة لنا‪:‬‬

‫‪350‬‬
‫"با أننا نتاج إل نوذج كامل ليفي باجاتنا ف خطوات الياة ‪ ،‬فحياة النب تسد تلك الاجة‬
‫‪ ،‬فهي كمرآة نقية تعكس علينا الخلق الت تكون النسانية‪ ،‬ونرى ذلك فيها بألوان‬
‫وضاءة‪..‬‬
‫خذ أي وجه من وجوه الداب ‪ ،‬تتأكد بأنك تده موضحا ف إحدى حوادث حياة الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم"‪.‬‬

‫ويعب عن مفهوم العبادة الشامل للحياة‪:‬‬


‫"السلم هو الدين الذي يعل النسان يعبد ال حقيقة مدى الياة ! ل ف أيام الحاد فقط‬
‫…‬
‫أصبحت كرجل فر من سرداب مظلم إل فسيح من الرض تنيه شس النهار ‪ ،‬وأخذ‬
‫يستنشق هواء البحر النقي الالص"(‪.)10‬‬

‫برغم مولد اللورد هدل ف بيت نصران عريق‪ ،‬فإنه ل يشعر يوما ف قرارة نفسه بإيان صادق‬
‫نو النصرانية‪ ،‬بل طالا راودته الشكوك ف صحة التعاليم الت تروج لا الكنيسة‪ ،‬والطقوس‬
‫الت يارسها آباء الكنيسة ف صلواتم وأقداسهم‪ ،‬وطالا توقف بفكره عن أسرار الكنيسة‬
‫السبعة‪.‬‬

‫إذ ل يستطع ـ وهو النسان الثقف الواعي ـ أن يهضم فكرة أكل جسد السيح عليه‬
‫السلم أو شرب دمه كما يتوهم النصارى وهم يأكلون خبز الكنيسة ويشربون نبيذها‪،‬‬
‫كذلك ل يقتنع بفكرة فداء البشرية الت هي من أسس عقيدة الكنيسة… وشاء قَ َدرُ ال أن‬
‫يسافر إل منطقة "كشمي" الت يدين أهلها بالسلم‪ ،‬وذلك من أجل مشروعات هندسية‪،‬‬
‫حيث كان يعمل ضابطا ف اليش البيطان ومهندسا… وهناك أهدى إليه صديق ضابط‬
‫باليش نسخة من الصحف الشريف حي لس انبهاره بسلوكيات السلمي‪ ،‬وكان هذا‬
‫الهداء بداية تعرفه القيقي على السلم‪ ،‬إذْ وجد ف كتاب ال ما يوافق طبيعة نفسه ويلئم‬
‫روحه… وجد أن مفهوم اللوهية ـ كما جاء ف القرآن الكري ـ يتوافق مع النطق‬
‫‪351‬‬
‫والفطرة‪ ،‬ويتميز ببساطة شديدة‪ ،‬كما لس ف الدين السلمي سة التسامح‪ ،‬تلك السمة الت‬
‫ل يشعر لا وجودا بي أهله من النصارى الذين عُ ِرفُوا بتعصبهم ضد الديانات الخرى‪ ،‬بل‬
‫ضد بعضهم بعضا‪ ،‬فالكاثوليك يتعصبون ضد البوتستانت‪ ،‬وهؤلء بدورهم يتعصبون ضد‬
‫الرثوذكس‪ ،‬الذين ل يقلون عن الطائفتي السابقتي تعصبا ضدها‪ ،‬فكل فريق يزعم أن‬
‫مذهبه هو الق وما عداه باطل‪ ،‬ويسوق ف سبيل ذلك من الجج أسفارا يناقض بعضُها‬
‫بعضا‪.‬‬

‫ول يكن بوسع اللورد هدل إل أن ييل للسلم بعد اطلعه على ترجة معان القرآن الكري‪،‬‬
‫وما قرأه عن العقيدة السلمية‪ ،‬وأبطال السلم الوائل الذين استطاعوا أن يصيوا أعظم قواد‬
‫العال‪ ،‬وبقوة عقيدتم أسسوا حضارة عظيمة ازدهرت لقرون طويلة‪ ،‬ف وقت كانت أوربُا‬
‫ترزح تت وطأة الهل وطُغيان البابوات والكرادلة‪ .‬كما وجد اللورد هدل ف الشريعة‬
‫السلمية وسية الرسول ممد صلى ال عليه وسلم وصحابته ومن تلهم من التابعي القدوة‬
‫السنة الت تروّى روحه العطشى للحق‪ ،‬ول يصعب عليه أن يدرك أن السلم عقيدة‬
‫وسلوك‪.‬‬

‫وبرغم اقتناع اللورد هدل بالسلم فإنه ظل قرابة عشرين عاما يكتم إسلمه لسباب عائلية‪،‬‬
‫حت كتب له ال أن يعلنه على الل ف حفل للجمعية السلمية ف لندن‪ ..‬وكان ما قاله‪:‬‬

‫"إنن بإعلن إسلمي الن ل َأ ِحدْ مطلقا عمّا اعتقدته منذ عشرين سنة‪ ،‬ولّا دعتن المعية‬
‫السلمية لوليمتها ُس ِررْتُ جدا‪ ،‬لتكن من الذهاب إليهم وإخبارهم بالتصاقي الشديد‬
‫بدينهم‪ ،‬وأنا ل أهتم بعمل أي شيء لظهار نبذي لعلقت بالكنيسة النليزية الت نشأت ف‬
‫حجرها‪ ،‬كما أن ل أحفل بالرسيات ف إعلن إسلمي‪ ،‬وإن كان هو الدين الذي أتسك به‬
‫الن"‪.‬‬

‫ومضى اللورد هدل قائلً‪:‬‬


‫‪352‬‬
‫"إن عدم تسامح التمسكي بالنصرانية كان أكب سبب ف خروجي عن جامعتهم‪ ،‬فإنك ل‬
‫تسمع أحدا من السلمي يذم أحدا من أتباع الديان الخرى‪ ،‬كما نسمع ذلك من النصارى‬
‫بعضهم ف بعض"‪ .‬واستطرد متحدثا عن الوانب العديدة الت شدته إل السلم فقال‪:‬‬

‫"إن طهارة السلم وسهولته وبُعده عن الهواء والذاهب الكهنوتية ووضوح حجته ـ كانت‬
‫كل هذه المور أكب من أثّرَ ف نفسي‪ ،‬وقد رأيت ف السلمي من الهتمام بدينهم‬
‫والخلص له ما ل َأرَ مثله بي النصارى‪ ،‬فإن النصران يترم دينه ـ عادة ـ يوم الحد‪،‬‬
‫حت إذا ما مضى يوم الحد نسي دينه طول السبوع… وأما السلم فبعكس ذلك‪ ،‬يب دينه‬
‫دائما‪ ،‬سواء عنده أكان هو المعة أو غيه‪ ،‬ول يفتر لظة عن التفكي ف كل عمل يكون فيه‬
‫عبادة ال"‪.‬‬

‫وبعد أن اعتنق اللورد هدل السلم تسمى باسم "رحة ال فاروق"… وكان لشهار إسلمه‬
‫ى واسع ف بريطانيا نظريا للّ َقبِ الكبي الذي يمله‪ ،‬ولكونه سياسيا بارزا‪ ،‬وعضوا قياديا‬
‫صَد ً‬
‫ف مَلسٍ اللوردات‪ ،‬حيث انتقدته الصحف البيطانية‪ ،‬واتمته ف صدق دينه مُحاوِل ًة تفسي‬
‫موضوع إشهار إسلمه بأنه لتحقيق مكسب رخيص‪ ،‬وهو أن يصبح مثل السلمي ف مالس‬
‫اللوردات وزعيما لم‪ ..‬هذا ما دفع الهتدي دفع الهتدي الديد "رحة ال فاروق" إل الرد‬
‫على منتقديه بقال عنوانه "لاذا أسلمت؟"‪ .‬وما جاء فيه قوله‪:‬‬

‫"نن ـ البيطانيي ـ تعودنا أن نفخر ببنا للنصاف والعدل‪ ،‬ولكن أي ظلم أعظم من أن‬
‫نكم ـ كما يفعل أكثرنا ـ بفساد السلم قبل أن نلم بشيء من عقائده‪ ،‬بل قبل أن نفهم‬
‫معن كلمة إسلم؟!‪.‬‬

‫ث استرسل يقول‪:‬‬
‫"من الحتمل أن بعض أصدقائي يتوهم أن السلمي هم الذين أثروا فّ‪ ،‬ولكن هذا الوهم ل‬
‫حقيقة له‪ ،‬فإن اعتقادات الاضرة ليست إل نتيجة تفكي قضيتُ فيه عدة سني… ول حاجة‬
‫‪353‬‬
‫ب إل القول بأن ُملِْئتُ سرورا حينما وجدتُ نظريات ونتائجي متفقة تام التفاق مع الدين‬
‫السلمي"‪.‬‬

‫ومن الدير بالذكر أنه قد كان السلم "رحة ال فاروق" أو اللورد هدل أكب الثر ف تقوية‬
‫الركة السلمية ف بريطانيا‪ ،‬إذْ ل تكد تر أشهر قليلة على إعلن إسلمه حت اقتفى أثره‬
‫حدّثَ به عن ماسن‬
‫أكثر من أربعمائة بريطان وبريطانية‪ ،‬بعد ما استرعى انتباههم ما َت َ‬
‫السلم‪ ،‬فأقبلوا على قراءة الكتب السلمية‪ ،‬ودخلوا ف دين ال أفواجا‪.‬‬

‫ومن الطريف أن يترأس "رحة ال فاروق" المعية البيطانية السلمية‪ ،‬ويتصدى لجمات‬
‫الاقدين على السلم‪ ،‬وينبي بقلمه مدافعا عن دين ال‪ ،‬رادا الكيد إل نور الكائدين الذين‬
‫ياولون تصوير السلم بأنه دين الشهوات‪.‬‬

‫ومن ردوده على هؤلء ما نشرته ملة "إسلميك رفيو" حيث قال‪:‬‬
‫"إن كل هذه الحاولت العقيمة والوسائل الدنيئة الت يقوم با الَُنصّرُو َن لتحقي شريعة النب‬
‫العظيم صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بالبذاءة وبالسفاسف ل تسه بأذىً‪ ،‬ول تغيّر عقيدة تابعيه قَْيدَ‬
‫أنلة"‪.‬‬

‫ومضى يرد النصرين قائلً‪:‬‬


‫جبَ أن يكذب النصرون وقد افتروا على ال كذبا‪ ،‬فكم تظاهر اللص بالمانة والداعر‬ ‫"ل َع َ‬
‫جبَ‪ ،‬فقد غاض من وجههم ماء الياء‪ ،‬وقد قال نب‬ ‫بالستقامة والزنديق بالتدين‪ ،‬ولكن ل ع َ‬
‫السلم (ص)‪" :‬إذَا َلمْ َتسْتَ ِح فاصنع ما شِْئتَ"‪ :‬فلو كانوا يستحيون من أنفسهم ـ أو على‬
‫القل من الناس ـ لا أقدموا على هذا الدعاء الباطل‪ ،‬والفتراء الواضح"‪.‬‬

‫ولسنوات عديدة ظل "رحة ال فاروق" يدافع من خلل كتاباته وخطبه عن السلم‪ ،‬ووضع‬
‫عدة مؤلفات لعل اشهرها وأهها كتابه "يقظة غربية على السلم"‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫ونال شهرة بي السلمي داخل بريطانيا وخارجها فكان يُلقى بالترحاب ف بلد السلمي‬
‫أينما حل‪ ،‬ومن ذلك استقباله ف مصر بتافات الترحاب والودة‪.‬‬

‫‪-79‬عارضة الزياء الفرنسية فابيان‬

‫" فابيان " عارضة الزياء الفرنسية ‪ ،‬فتاة ف الثامنة والعشرين من عمرها ‪ ،‬جاءتا لظة الداية‬
‫وهي غارقة ف عال الشـهرة والغراء والضوضاء ‪ . .‬انسحبت ف صمت ‪ . .‬تركت هذا‬
‫العال با فيه ‪ ،‬وذهبت إل أفغانستان ! لتعمل ف تريض جرحى الجاهدين الفغان ! وسط‬
‫ظروف قاسية وحياة صعبة !‬

‫تقول فابيان ‪:‬‬


‫" لول فضل ال عليّ ورحته ب لضاعت حيات ف عال ينحدر فيه النسان ليصبح مرد حيوان‬
‫كل هه إشباع رغباته وغرائزه بل قيم ول مبادئ " ‪.‬‬

‫ث تروي قصتها فتقول ‪:‬‬


‫" منذ طفولت كنت أحلم دائما بأن أكون مرضة متطوعة ‪ ،‬أعمل على تفيف اللم للطفال‬
‫الرضى ‪ ،‬ومع اليام كبت ‪ ،‬ولَفَتّ النظار بمال ورشاقت ‪ ،‬وحرّضن الميع ‪ -‬با فيهم‬
‫أهلي ‪ -‬على التخلي عن حلم طفولت ‪ ،‬واستغلل جال ف عمل يدرّ عليّ الربح الادي الكثي‬
‫‪ ،‬والشهرة والضواء ‪ ،‬وكل ما يكن أن تلم به أية مراهقة ‪ ،‬وتفعل الستحيل من أجل‬
‫الوصول إليه ‪.‬‬

‫وكان الطريق أمامي سهلً ‪ -‬أو هكذا بدا ل ‪ ، -‬فسرعان ما عرفت طعم الشهرة ‪ ،‬وغمرتن‬
‫الدايا الثمينة الت ل أكن أحلم باقتنائها‬

‫‪355‬‬
‫ولكن كان الثمن غاليا ‪ . .‬فكان يب عليّ أولً أن أترد من إنسانيت ‪ ،‬وكان شرط النجاح‬
‫والتألّق أن أفقد حساسيت ‪ ،‬وشعوري ‪ ،‬وأتلى عن حيائي الذي تربيت عليه ‪ ،‬وأفقد‬
‫ذكائي ‪ ،‬ول أحاول فهم أي شيء غي حركات جسدي ‪ ،‬وإيقاعات الوسيقى ‪ ،‬كما كان‬
‫عليّ أن أُحرم من جيع الأكولت اللذيذة ‪ ،‬وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والقويات‬
‫والنشطات ‪ ،‬وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تاه البشر ‪ . .‬ل أكره ‪ . .‬ل أحب ‪ . .‬ل‬
‫أرفض أي شيء ‪.‬‬

‫إن بيوت الزياء جعلت من صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول ‪ . .‬فقد تعلمت‬
‫كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل ‪ ،‬ل أكون سوى إطار يرتدي اللبس ‪،‬‬
‫فكنت جادا يتحرك ويبتسم ولكنه ل يشعر ‪ ،‬ول أكن وحدي الطالبة بذلك ‪ ،‬بل كلما‬
‫تألقت العارضة ف تردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها ف هذا العال البارد ‪ . .‬أما إذا‬
‫خالفت أيا من تعاليم الزياء فتُعرّض نفسها للوان العقوبات الت يدخل فيها الذى النفسي ‪،‬‬
‫والسمان أيضا !‬

‫وعشت أتول ف العال عارضة لحدث خطوط الوضة بكل ما فيها من تبج وغرور وماراة‬
‫لرغبات الشيطان ف إبراز مفاتن الرأة دون خجل أو حياء " ‪.‬‬

‫وتواصل " فابيان " حديثها فتقول ‪:‬‬


‫" ل أكن أشعر بمال الزياء فوق جسدي الفرغ ‪ -‬إل من الواء والقسوة ‪ -‬بينما كنت‬
‫اشعر بهانة النظرات واحتقارهم ل شخصيا واحترامهم لا أرتديه ‪.‬‬

‫كما كنت أسي وأترك ‪ . .‬وف كل إيقاعات كانت تصاحبن كلمة (لو) ‪ . .‬وقد علمت بعد‬
‫إسلمي أن لو تفتح عمل الشيطان ‪ . .‬وقد كان ذلك صحيحا ‪ ،‬فكنا نيا ف عال الرذيلة‬
‫بكل أبعادها ‪ ،‬والويل لن تعرض عليها وتاول الكتفاء بعملها فقط " ‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫وعن تولا الفاجئ من حياة لهية عابثة إل أخرى تقول ‪:‬‬
‫" كان ذلك أثناء رحلة لنا ف بيوت الحطمة ‪ ،‬حيث رأيت كيف يبن الناس هناك الفنادق‬
‫والنازل تت قسوة الدافع ‪ ،‬وشاهدت بعين مستشفى للطفال ف بيوت ‪ ،‬ول أكن وحدي‬
‫‪ ،‬بل كان معي زميلت من أصنام البشر ‪ ،‬وقد اكتفي بالنظر بل مبالة كعادتن ‪.‬‬

‫ول أتكن من ماراتن ف ذلك ‪ . .‬فقد انقشعت عن عين ف تلك اللحظة غُللة الشهرة‬
‫والجد والياة الزائفة الت كنت أعيشها ‪ ،‬واندفعت نو أشلء الطفال ف ماولة لنقاذ من‬
‫بقي منهم على قيد الياة ‪.‬‬

‫ول أعد إل رفاقي ف الفندق حيث تنتظرن الضــواء ‪ ،‬وبدأت رحلت نو النسانية حت‬
‫وصلت إل طريق النور وهو السلم ‪.‬‬

‫وتركت بيوت وذهبت إل باكستان ‪ ،‬وعند الدود الفغانية عشت الياة القيقية ‪،‬‬
‫وتعلمت كيف أكون إنسانية ‪.‬‬

‫وقد مضى على وجودي هنا ثانية أشهر قمت بالعاونة ف رعاية السر الت تعان من دمار‬
‫الروب ‪ ،‬وأحببت الياة معهم ‪ ،‬فأحسنوا معاملت ‪.‬‬

‫وزاد قناعت ف السلم دينا ودستورا للحياة من خلل معايشت له ‪ ،‬وحيات مع السر‬
‫الفغانية والباكستانية ‪ ،‬وأسلوبم اللتزم ف حياتم اليومية ‪ ،‬ث بدأت ف تعلم اللغة العربية ‪،‬‬
‫فهي لغة القرآن ‪ ،‬وقد أحرزت ف ذلك تقدما ملموسا ‪.‬‬

‫وبعد أن كنت أستمد نظام حيات من صانعي الوضة ف العلم أصبحت حيات تسي تبعا لبادئ‬
‫السلم وروحانياته‬

‫‪357‬‬
‫وتصل " فابيان " إل موقف بيوت الزياء العالية منها بعد هدايتها ‪ ،‬وتؤكد أنا تتعرض‬
‫لضغوط دنيوية مكثفة ‪ ،‬فقد أرسلوا عروضا بضاعفة دخلها الشهري إل ثلثة أضعافه ‪،‬‬
‫فرفضت بإصرار ‪ . .‬فما كان منهم إل أن أرسلوا إليها هدايا ثينة لعلها تعود عن موقفها‬
‫وترتد عن السلم ‪.‬‬

‫وتضي قائلة ‪:‬‬


‫" ث توقفوا عن إغرائي بالرجوع ‪. .‬ولأوا إل ماولة تشويه صورت أمام السر الفغانية ‪،‬‬
‫فقاموا بنشر أغلفة الجلت الت كانت تتصدرها صوري السابقة عملي كعارضة أزياء ‪،‬‬
‫وعلقوها ف الطرقات وكأنم ينتقمون من توبت ‪ ،‬وحالوا بذلك الوقيعة بين وبي أهلي‬
‫الدد ‪ ،‬ولكن خاب ظنهم والمد ل " ‪.‬‬

‫وتنظر فابيان إل يدها وتقول ‪:‬‬


‫" ل أكن أتوقع أن يدي الرفهة الت كنت أقضي وقتا طويلً ف الحافظة على نعومتها سأقوم‬
‫بتعريضها لذه العمال الشاقة وسط البال ‪ ،‬ولكن هذه الشقة زادت من نصاعة وطهارة‬
‫يدي ‪ ،‬وسيكون لا حسن الزاء عند ال سبحانه وتعال إن شاء ال " ‪.‬‬

‫جريدة السلمون العدد ‪. 238‬‬

‫‪-80‬عارضة الزياء اليونانية ماكلي سيكاروس‬

‫كانت من عارضات الزياء الشهيات لدور الزياء العالية‪ ،‬ل تكن تعرف شيئاُ عن السلم‪،‬‬
‫إل أن أجرت معها صحفية جزائرية‪ ،‬حواراُ عن عروض الزياء والشهرة الت تتعت با خلل‬
‫هذا العمل‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫وكان سؤال الصحفية لـ "ماكلي" هو لظة التنوير الت جعلتها تتعرف على السلم‪.‬‬

‫وكان السؤال‪ :‬ل ل تفكرين ف عروض الزياء السلمية؟‬


‫تقول "ماكلي"‪ :‬ل أكن أعرف شيئاُ عن السلم ول عن أزيائه‪ ،‬وطلبت ف شوق من‬
‫الصحفية الزائرية أن تتول تعريفي بالسلم‪ ،‬وكانت سعادتا ل توصف‪ ،‬وهي تدثن عن‬
‫السلم ورسول ال ممد ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬وعن الرأة ف السلم‪ ،‬وعن الزياء الت‬
‫ترتديها الرأة‪ ،‬لتحميها من عيون الفضوليي‪.‬‬

‫وتقول اليونانية‪ :‬اكتشفت السلم‪ ،‬إنه كن كبي‪ ،‬لقد كنت غائبة عن الوعي سنوات عمري‬
‫الت سبقت تعرف على هذا الدين العظيم‪.‬‬
‫لقد نلت من هذا الكن بب ل أتذوقه من قبل‪ ،‬وببساطة ل أجدها إل ف تعاليم هذا الدين‬
‫الذي يمل البساطة ف كل مناحي الياة‪ ،‬ليسم الطريق السوي للنسان ف هذا العال‪.‬‬
‫لقد بكيت كثياُ‪ ،‬وأنا أنل من فيض الب اللي واليسرة القرآنية الت ل تنقطع‪ ،‬لقد ندمت‬
‫على سنوات عمري الفائتة دون أن أتعرف على هذا الكن اللي‪.‬‬

‫لقد استطاع علماء السلم الفاضل‪ ،‬أن يطمئنون بأن السلم بتعاليمه إذا ما اعتنقه النسان‬
‫ياسبه ال الواحد من يوم إسلمه‪ ،‬وبكيت كثياُ وأنا أنطق بالشهادتي‪ ،‬وبكى معي قلب‬
‫الذي أزاح من فوقه هوم سنوات ندمت عليها‪ ،‬وشهدت أن ال واحد ل شريك له‪ ،‬ل يلد‬
‫ول يولد‪ ،‬وأنه سبحانه خالق السموات والرض‪.‬‬

‫وتقول‪ :‬تيمنا باسم أم الؤمني خدية ‪-‬رضي ال عنها‪ -‬أول زوجات رسول ال ‪-‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ -‬أسيت نفس خدية ودرست السلم وتعلمت اللغة العربية لتتع بالكن اللي‬
‫‪-‬القرآن باللغة الت نزل با على رسول ال‪ -‬وتقول اليونانية خدية‪ :‬تأكدت أن هذا الدين‬
‫العظيم‪ ،‬الذي ختم ال به الرسالت‪ ،‬إنا أرسله الالق ليكون رحة للعالي‪ ،‬وليكون وطناُ‬
‫للناس جيعاُ‪.‬‬
‫‪359‬‬
‫وتقول خدية اليونانية‪ :‬تزوجت مسلماُ تونسياُ‪ ،‬وأنبت ثلثة من البناء‪ ،‬ونعيش ف ظل‬
‫السلم العظيم‪ ،‬حياة سعيدة‪ ،‬ما كنت أشعر با‪ ،‬وما كنت أشعر باستقرار إل بعد تعرف على‬
‫هذا الدين العظيم‪.‬‬

‫أولدي يأخذون من أبيهم ومن كل ما هو طيب من أجل حياة إسلمية ل يشوبا ما يعكر‬
‫صفو حياتم حالياُ ومستقبلُ‪.‬‬
‫لبد من أن ينتشر السلم ف ربوع العال فالناس متعطشون لب آمن يميهم من أمواج اللاد‬
‫والادية‪ ،‬والتردي ف قاع الرذيلة‪.‬‬

‫وأخياُ تقول خدية إن أمنيات السلمية كثية‪ ،‬وأتن أن يكتب ال سبحانه وتعال للسلم‬
‫انتشاراُ غي عادي‪ ،‬ليعرف الناس أن السلم جاء لم جيعاُ‪ ،‬مهما اختلفت ألوانم وتعددت‬
‫أجناسهم ولغاتم‪.‬‬

‫الصدر‪ :‬إبراهيم بن عبدال الازمي التائبون إل ال‪ /‬الزء الثان‬

‫‪-81‬رئيس الزب السلمي البيطان داود موسي بيتكوك‬

‫قال كفار مكة للرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتي ‪،‬‬
‫ووعدوه باليان إن فعل ‪ ،‬وكانت ليلة بدر ‪ ،‬فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم ربه أن‬
‫يعطيه ما طلبوا ‪ ،‬فانشق القمر نصف على جبل الصفا ‪ ،‬ونصف على جبل قيقعان القابل له ‪،‬‬
‫حت رأوا حراء بينهما ‪،‬فقالوا ‪ :‬سحرنا ممد ‪ ،‬ث قالوا ‪ :‬إن كان سحرنا فإنه ل يستطيع أن‬
‫يسحر الناس كلهم!! فقال أبو جهل‪:‬اصبوا حت تأتينا أهل البوادي فإن أخبوا بانشقاقه فهو‬
‫صحيح ‪ ،‬وإل فقد سحر ممد أعيننا ‪ ،‬فجاؤوا فأخبوا بإنشقاق القمر فقال أبو جهل‬

‫‪360‬‬
‫والشركون ‪:‬هذا سحر مستمر أي دائم فأنزل ال ‪( :‬اقتربت الساعة وانشق القمر* وإن يروا‬
‫آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر* ولقد جاءهم‬
‫من النباء مافيه مزدجر* حكمة بالغة فما تغن النذر* فتول عنهم‪-)..‬سورة القمر‪ -‬انتهت‬
‫القصة الت كانت ف عهدالرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ف أحد ندوات الدكتور زغلول النجار باحدى جامعات بريطانيا "جامعة (كارديف) (‬
‫‪ )Cardif‬ف غرب بريطانيا"‪ ،‬وكان الضور خليطا من السلمي وغيالسلمي‪ ,‬قال أن‬
‫معجزة انشقاق القمر على يد الرسول صلى ال عليه وسلم ت اثباتا حديثا ث حكى قصة‬
‫أثبتت ذلك‪:‬‬

‫قال أحد الخوة النليز الهتمي بالسلم اسه داود موسى بيتكوك وهو الن رئيس الزب‬
‫السلمى البيطان وينوى أن يوض النتخابات القادمة باسم السلم الذى ينتشر ف الغرب‬
‫بعدلت كبية أنه أثناء بثه عن ديانة أهداه صديق ترجة لعان القرآن بالنليزية فتحها فاذا‬
‫بسورة القمر فقرأ (اقتربت الساعة وانشق القمر) فقال هل ينشق القمر؟ ث انصد عن قراءة‬
‫باقى الصحف ول يفتحه ثانية ‪ .‬وف يوم وهوا جالس أمام التلفاز البيطان ليشاهد برناما‬
‫على ال ب ب سى ياور فيه الذيع ثلثة من العلماء المريكان وكان يعتب عليهم أن أمريكا‬
‫تنفق الليي بل الليارات ف مشاريع غزو الفضاء ف الوقت الذى يتضور فيه الليي من الفقر‬
‫فظل العلماء يبرون ذلك أنه أفاد كثيا ف جيع الجالت الزراعية والصناعية‪...‬ال ث جاء‬
‫ذكر أحد أكب الرحلت تكلفة فقد كانت على سطح القمر وكلفت حوال ‪ 100‬مليار‬
‫دولر فسألم الذيع ألكى تضعون علم أمريكا على سطح القمر تنفقون هذا البلغ؟؟ رد‬
‫العلماء أنم كانوايدرسون التركيب الداخلى لذا التابع لكى يروا مدى تشابه مع الرض ث‬
‫قال أحدهم ‪ :‬فوجئنا بأمر عجيب هو حزام من الصخور التحولة يقطع القمر من سطحه ال‬
‫جوفه ال سطحه فأعطينا هذه العلومات ال اليولوجيي فتعجبوا وقرروا أنه ليكن أن يدث‬
‫ذلك ال أن يكون القمر قد انشق ف يوم من اليام ث التحم وأن تكون هذه الصخور التحولة‬

‫‪361‬‬
‫ناتة من الصطدام لظة اللتحام ث يستطرد داود موسى بيتكوك‪:‬قفزت من على القعد‬
‫وهتفت معجزة حدثت لحمد عليه الصلة والسلم من أكثر من ‪ 1400‬سنة ف قلب‬
‫البادية يسخر ال المريكان لكى ينفقوا عليها مليارات الدولرات حت يثبتوها للمسلمي‬
‫أكيد أن هذا الدين حق ‪..‬وكانت سورة القمر سببا لسلمه بعد أن كانت سببا ف اعراضه‬
‫عن السلم‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫‪-82‬السفي اللان ف الغرب سابقا د‪.‬مراد هوفمان‬

‫ألان نال شهادة دكتور ف القانون من جامعة هارفرد ‪ ،‬وشغل منصب سفي ألانيا ف الغرب‪.‬‬
‫ف مقتبل عمره تعرض هوفمان لادث مرور مروّع ‪ ،‬فقال له الرّاح بعد أن أنى إسعافه ‪:‬‬
‫"إن مثل هذا الادث ل ينجو منه ف الواقع أحد‪ ،‬وإن ال يدّخر لك يا عزيزي شيئا خاصا‬
‫جدا"(‪.)1‬‬

‫وصدّق القدر حدس هذا الطبيب إذ اعتنق د‪.‬هوفمان السلم بعد دراسة عميقة له ‪ ،‬وبعد‬
‫معاشرته لخلق السلمي الطيبة ف الغرب‪..‬‬
‫ولا أشهر إسلمه حاربته الصحافة اللانية ماربة ضارية‪ ،‬وحت أمه لا أرسل إليها رسالة‬
‫أشاحت عنها وقالت‪":‬ليبق عند العرب!(‪.)2‬‬

‫قال ل صاحـب أراك غريبـــا ** بيــن هــذا النام دون خلي ِل‬
‫قلت ‪ :‬كل ‪ ،‬بــل النـامُ غريبٌ ** أنا ف عالي وهذي سـبيلي (‪)3‬‬

‫ولكن هوفمان ل يكترث بكل هذا‪ ،‬يقول‪" :‬عندما تعرضت لملة طعن وتريح شرسة ف‬
‫وسائل العلم بسبب إسلمي ‪ ،‬ل يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بذه‬
‫الملة‪ ،‬وكان يكن لم العثور على التفسي ف هذه الية(إِيّاكَ نَعُْبدُ وإِيّاكَ َنسْتَعِيُ )(‪. )4‬‬

‫وبعد إسلمه ابتدأ د‪.‬هوفمان مسية التأليف و من مؤلفاته‪ ،‬كتاب (يوميات مسلم ألان) ‪،‬‬
‫و(السلم عام ألفي) و(الطريق إل مكة) وكتاب (السلم كبديل) الذي أحدث ضجة كبية‬
‫ف ألانية ‪.‬‬

‫يتحدث د‪.‬هوفمان عن التوازن الكامل والدقيق بي الادة والروح ف السلم فيقول ‪" :‬ما‬
‫الخرة إل جزاء العمل ف الدنيا ‪ ،‬ومن هنا جاء الهتمام ف الدنيا ‪ ،‬فالقرآن يلهم السلم‬
‫الدعاء للدنيا ‪ ،‬وليس الخرة فقط (( رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا َحسَنَةً َوفِي الخِرَةِ َحسَنَةً )) وحت‬
‫آداب الطعام والزيارة تد لا نصيبا ف الشرع السلمي"(‪.)5‬‬
‫‪363‬‬
‫ويعلل د‪.‬مراد ظاهرة سرعة انتشار السلم ف العال‪ ،‬رغم ضعف الهود البذولة ف الدعوة‬
‫إليه بقوله ‪":‬إن النتشار العفوي للسلم هو سة من ساته على مر التاريخ ‪ ،‬وذلك لنه دين‬
‫الفطرة النّل على قلب الصطفى "(‪.)6‬‬

‫"السلم دين شامل وقادر على الواجهة ‪ ،‬وله تيزه ف جعل التعليم فريضة ‪ ،‬والعلم عبادة‬
‫… وإن صمود السلم ورفضه النسحاب من مسرح الحداث ‪ُ ،‬عدّ ف جانب كثي من‬
‫الغربيي خروجا عن سياق الزمن والتاريخ ‪ ،‬بل عدّوه إهانة بالغة للغرب !!(‪." )7‬‬

‫ويتعجب هوفمان من إنسانية الغربيي النافقة فيكتب‪:‬‬


‫" ف عيد الضحى ينظر العال الغرب إل تضحية السلمي بيوان على أنه عمل وحشي ‪،‬‬
‫وذلك على الرغم من أن الغرب ما يزال حت الن يسمي صلته (قربانا) ! وما يزال يتأمل ف‬
‫ضحّى) بابنه من أجلنا!!"(‪.)8‬‬
‫يوم المعة الزينة لن الرب ( َ‬

‫موعد السلم النتصار‪:‬‬


‫"ل تستبعد أن يعاود الشرق قيادة العال حضاريا ‪ ،‬فما زالت مقولة "يأت النور من الشرق "‬
‫صالة(‪… )9‬‬

‫إن ال سيعيننا إذا غينا ما بأنفسنا ‪ ،‬ليس بإصلح السلم ‪ ،‬ولكن بإصلح موقفنا وأفعالنا‬
‫تاه السلم(‪…)10‬‬

‫وكما نصحنا الفكر ممد أسد ‪ ،‬يزجي د‪.‬هوفمان نصيحة للمسلمي ليعاودوا المساك بقود‬
‫الضارة بثقة واعتزاز بذا الدين ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫"إذا ما أراد السلمون حوارا حقيقيا مع الغرب ‪ ،‬عليهم أن يثبتوا وجودهم وتأثيهم ‪ ،‬وأن‬
‫يُحيوا فريضة الجتهاد ‪ ،‬وأن يكفوا عن السلوب العتذاري والتبيري عند ماطبة الغرب ‪،‬‬
‫فالسلم هو الل الوحيد للخروج من الاوية الت تردّى الغرب فيها ‪ ،‬وهو اليار الوحيد‬
‫للمجتمعات الغربية ف القرن الادي والعشرين"(‪.)11‬‬

‫‪364‬‬
‫"السلم هو الياة البديلة بشروع أبدي ل يبلى ول تنقضي صلحيته ‪ ،‬وإذا رآه البعض قديا‬
‫فهو أيضا حديث ومستقبل ّي ل يدّه زمان ول مكان ‪ ،‬فالسلم ليس موجة فكرية ول‬
‫موضة‪ ،‬ويكنه النتظار " ‪.‬‬

‫‪--------------------‬‬
‫(‪( )1‬الطريق إل مكة) مراد هوفمان (‪. )55‬‬
‫(‪ )2‬ملة (الجلة) العدد ‪ ، 366‬مقال (هل حان الوقت لكي نشهد إسلما أوربيا ؟)‬
‫للمفكر فهمي هويدي ‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيتان للشاعر الدكتور عبد الوهاب عزام (ديوان الثان) ص(‪. )34‬‬
‫(‪( )4‬الطريق إل مكة) مراد هوفمان ص (‪. )49‬‬
‫(‪( )5‬السلم كبديل) مراد هوفمان ص (‪. )115-55‬‬
‫(‪( )6‬يوميات مسلم ألان) مراد هوفمان ‪.‬‬
‫(‪( )7‬الطريق إل مكة) ص (‪. )148‬‬
‫(‪( )8‬الطريق إل مكة) ص (‪. )92‬‬
‫(‪( )9‬السلم كبديل) ص (‪. )136‬‬
‫(‪( )10‬السلم عام ‪ )2000‬ص (‪. )12‬‬
‫(‪ )11‬ملة ( الكويت ) العدد (‪. )174‬‬

‫كاتب القال‪ :‬د ‪ .‬عبد العطي الدالت‬

‫وهذا جزء من كتابه "السلم كبديل" بعنوان "الدين الكامل"‪:‬‬


‫يعزو البشرون السيحيون انتشار السلم السريع ف غرب إفريقيا والسنغال والكاميون‬
‫وساحل العاج إل أسباب‪ ،‬منها بساطة تعاليمه وخلوها من التصورات الغيبية الغامضة العقدة‪.‬‬
‫وإذا كان هذا صحيحا‪ ،‬فل مالة إذن أيضا أن يكفي فصل واحد من هذا الكتاب لتصوير‬
‫هذا الدين‪.‬‬
‫‪365‬‬
‫ولكي يكون الرء مسلما‪ ،‬فل بد من توافر شرطي اثني فيه‪ :‬الول‪ :‬اليان بإله واحد‪ ،‬مع‬
‫تنيهه عن النس‪ ،‬ل تدركه البصار وهو يدرك البصار‪ ،‬آثاره اللموسة ف العال تدل على‬
‫وجوده‪ .‬الشرط الثان‪ :‬اليان با أنزله ال من الوحي‪ ،‬كما هو متجلّ ف النيفية البيضاء من‬
‫ابراهيم إل ممد(ص)‪.‬‬
‫إن السلمي يؤمنون بوجود ال‪ ،‬لن وجوده ثابت لم بثبوت وجود الوجود أو العال‪ ،‬إذ لكل‬
‫معلول علة ولكل وجود مُوجِد أوجده‪ ،‬وهذه حقيقة أولية جلية حادثة فعلً‪ ،‬رغم إدراك‬
‫السلمي أن النظر العلمي ل يطمئن إل البهنة بواسطة الحسوس الاديّ‪ ،‬على الغيب غي‬
‫الادي الحجوب‪ ،‬خاصة لعرفتهم أن النطق البشري ليست لديه الصلحية الطلقة للتحقق‬
‫والتثبت وإصدار القول الفصل ف مسائل الغيب هذه‪.‬‬
‫ف الشطر الول من الشهادة الت ينطق با السلم عن اعتقا ٍد يؤكد إيانه بال بقوله‪" :‬أشهد أن‬
‫ل إله إل ال"‪ ،‬وننبه تنبيها إل أن السلم ل يَشه ُد الَ‪ ...‬وإنا يشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وحده‬
‫ل شريك له‪ ،‬فينّه ال تعال عن الصاحبة والولد والشريك والتثليت وكل شكل من أشكال‬
‫الشرك بال‪ ،‬وفقا لسورة الخلص (قل هو ال أحد‪ .‬ال الصمد‪ .‬ل يَلد ول يُولد‪ .‬ول يكن‬
‫له كُفوا أحد)‪( .‬سورة الخلص)‪.‬‬
‫مع هذا يعتب السلمون الوحدون‪ ،‬من وجهة النظر الفلسفية لنظرية العرفة "ل أدريي" إذا‬
‫تناول البحث ذات ال وطبيعته وكنهه سبحانه وأفعاله وما هو فيه من شأن‪ ،‬فهذه مسائلُ ل‬
‫يوض فيها السلم‪ ،‬أي إنه فيها "ل أدريّ" وقصارى الهد أن يب لجئا ال تعريفات سالبة‬
‫أي تقوم على النفي‪ ،‬فتنفي عن ال كذا وكذا‪ ،‬مثلً‪ :‬ال ليس مدودا ببداية أو ناية‪ ،‬أو مثل‪:‬‬
‫يستحيل كونه غي موجود‪.‬‬
‫كذلك يعتقد السلم أنه ل يكنه أن يهتدي لول هدايةُ ال‪ ،‬إذا تُرِكَ للطبيعة وحدها يستهديها‬
‫لذا يؤمن بضرورة الوحي لعرفة الُدى من الضلل‪ ،‬والقُ ف جانب السلم استنادا إل‬
‫دراستنا لقواني الطبيعة‪.‬‬
‫ث إن السلمي يؤمنون أن ال بَيّن لعبيده حقّا طريق الدى‪ ،‬وذلك عن طريق أنبياء التوحيد‬
‫الرسلي‪ ،‬مثل إبراهيم وموسى وعيسى‪ ،‬وختم ال هذه الرسالت بالقرآن (هُدىً للناس)‬
‫‪366‬‬
‫والذي نَ ّزلَهُ على ممد خات النبيي والرسلي‪ ،‬كما يشي إل ذلك القرآن الكري ف سورة‬
‫الحزاب‪ ،‬الية ‪( :40‬ما كان ممد أبا أحد من رجالكم‪ ،‬ولكن رسول ال‪ ،‬وخات النبيي‪،‬‬
‫وكان ال بكل شيء عليما)‪ ،‬لذا يؤكد الشطر الثان من الشهادة أن ممدا رسول ال‪ ،‬وهذا‬
‫الشطر لزم كل اللزوم لتام الشهادة أما ختم شيء أو أمرٍ فمعناه‪ ،‬عند الديث عن الوحي‪،‬‬
‫أنه ت واكتمل‪.‬‬
‫هذا الكمال والتام ل يكن متوافرا قبل ممد‪ ،‬بالرغم من إبلغ موسى لرسالة ال‪ ،‬وبالرغم‬
‫من إبلغ عيسى كذلك‪ ،‬فبقيت الاجة بعد عهدها ماسة إل الكمال‪ ،‬وكانت هناك إمكانية‬
‫_ف عهد الرسول _ لتحقيق ذلك الكمال‪.‬‬
‫أما الاجة إل الكمال والتقوي‪ ،‬فلزمت لروج اليهود والنصارى على الطريق الستقيم‪ ،‬ف‬
‫اعتقاد السلمي‪ ،‬فاليهود زعموا أن بينهم وبي ال عهدا‪ ،‬فهم شعبه الختار‪( ،‬الذي لن تسه‬
‫النار إل أياما معدودة)‪ ،‬والنصارى فقد زعموا أن عيسى ابنُ ال الماثلُ له ف طبيعته اللية‪.‬‬
‫أما اليوم‪ ،‬فتصف كلمة مسلم النسانَ الذي يلتمس سلمته بإسلمه أموره ل ويد هذه‬
‫السلمة ف هدي القرآن الذي يبي له حدود ال‪ ،‬والذي يوي غي النسوخ من الكتب‬
‫السماوية السابقة على السلم‪ .‬هكذا يلتزم السلم الق بالوصايا العشر الواردة ف التوراة‪،‬‬
‫وباليثار وحب الخرين الذي ألّ عليه وأوصى به النيل (ف العهد الديد)‪ ،‬وهو بعد ذلك‬
‫يؤمن بالصول الست الت يؤمن با اليهودي والسيحي اللتزمان‪ ،‬وذلك كما بيّنها القرآن لنا‬
‫ف سورت البقرة‪ ،‬الية ‪ ،285‬والنساء الية ‪ )1( :136‬وجود ال‪ )2( ،‬وجود ملوقات‬
‫غي مرئية لنا (اللئكة)‪ )3( ،‬نزول كتب ساوية على بعض النبياء‪ )4( ،‬إرسال ال رسله‬
‫وأنبياءه إل المم‪ )5( ،‬القيامة والبعث يوم الساب‪ )6( ،‬القضاء والقدر‪.‬‬
‫بعد ذلك ينفرد السلم بأناط سلوكية تتمثل ف الفرائض والعبادات‪ ،‬وقواعد السلم المس‬
‫إل جانب الشهادة‪:‬‬
‫‪ )1‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‪.‬‬
‫‪ )2‬إقامة الصلة (الصلوات الفروضة)‪.‬‬
‫‪ )3‬إيتاء الزكاة‪.‬‬
‫‪367‬‬
‫‪ )4‬صوم رمضان‪.‬‬
‫‪ )5‬حج البيت من استطاع إليه سبيل‪.‬‬
‫السلم يلحّ على اليان والعمل معا‪ ،‬كما ف سورة العصر الكية‪( :‬والعصر‪ ،‬إن النسان لَفي‬
‫خُسر‪ ،‬إل الذين آمنوا وعملوا الصالات وتواصّوا بال ّق وتواصَوا بالصّب)‪( .‬سورة العصر)‬
‫فقد يطىء السلم فيذنب‪ ،‬دون أن يطعن هذا ف كونه مسلما‪ ،‬أما تارك الصلة‪ ،‬الذي يقطع‬
‫صلته بال‪ ،‬فليس من اليسي اعتباره مسلما‪ ،‬فالصلة الفروضة ل بد من أدائها‪ ،‬أما الدعية‬
‫والصلوات غي الفروضة (السنّة) فليست بفرض ياسب السلم على تركه‪ ،‬إنا تَقَرّب إل ال‬
‫بذكره كثيا وتسبيحه بكرة وأصيلً‪( ،‬ونن نعلم كيف كان الرسول يتهجد ويقوم الليل‪،‬‬
‫نصفه أو ثلثه‪.)..‬‬
‫والسلم يؤمن أن القرآن كلمة ال‪ ،‬وأنه ليس ملوقا من الخلوقات‪ ،‬وأن ال أوحاه إل ممد‬
‫بلسان عرب مبي ف تلك الفترة الزمنية الحددة‪ ،‬وهو معجزة السلم الوحيدة‪ ،‬والدليل‬
‫القاطع والبهان الساطع على نبوة ممد‪.‬‬
‫ص فيهما شخص ما حديثا غي مباشر عن‬ ‫ليس القرآن إذن كالعهد القدي أو الديد‪ ،‬حيث يَقُ ّ‬
‫شخص أو شيء أو عن ال‪ ...‬أما القرآن‪ ،‬فإن القاصّ الذي يقص أحسَ َن ال َقصَص هو ال‬
‫مباشرةً سبحانه‪ ،‬يُخب ال فيه عمّن يشاء أو عمّا يشاء‪ ،‬كما يُعلّمنا أن ننّهه عن النس‬
‫والنظي والشبيه‪ ...‬فيخب عن نفسه بضمي الفرد التكلم‪ ،‬وضمي التكلم المع‪ ،‬وضمي‬
‫الغائب الفرد‪ ،‬لكي نظل واعي بسألة َتنّهه سبحانه عن التجسيد أو التشخيص‪.‬‬
‫ومع أن القرآن ل يكن ترجته دون فقد جانب مهم من العن‪ ،‬يكفي سببا لذلك طبيعة اللغة‬
‫العربية ذاتا‪ ،‬والقادرة على صياغة جله خبية غي مرتبطة بالتقسيم الزمن الذي نعرفه وغي‬
‫خاضعة له‪ ،‬وبسبب ثراء نظمه التساوق الترابط الحكم‪ ،‬فقد أصبح الكتاب الوحيد الذي‬
‫تعددت ترجاته ف لغة واحدة‪ ،‬أكثر من أي كتاب مترجم ف العال‪ ،‬وجاوزت طبعاته أعلى‬
‫رقم لي كتاب مترجم ف تاريخ الطباعة‪ ،‬فضلً عن أنه الكتاب الوحيد الذي يفظه عن ظهر‬
‫قلب مئات اللف من متلف الجناس (حت من غي الناطقي بالعربية)‪ ،‬بل إن لغته العربية‬
‫أصبحت حبلً يعتصم به أكثر من مليار مسلم ف العال السلمي وحده‪ :‬فتجد أن نوه‬
‫‪368‬‬
‫وتراكيبه اللغوية وألفاظه ومشتقاتِها أسدت للّغة العربية الكثي‪ ،‬فأصبحت اللغة الوحيدة‪ ،‬الت‬
‫يستطيع الناطقون با‪ ،‬التوسطو الثقافة‪ ،‬أن يقرؤوا نصوصها الت يزيد عمرها عن ألف‬
‫وأربعمئة عام‪ ،‬دون الاجة إل ترجتها إل "لغة عربية حديثة"‪.‬‬
‫إن فهم القرآن فهما سليما يتطلب الحاطة بأشياء‪ ،‬منها‪ :‬قراءة تفاسيه لعرفة أسباب النول‪،‬‬
‫أو مناسبة السياق واللبسات التعلقة بالنص مباشرة‪ ،‬والطار العام غي النفصل عن اليات‬
‫الراد فهمها‪.‬‬
‫مع ذلك يلزم النتباه الشديد إل طبيعة التفسي والفسر‪ ،‬ووجهات النظر الذي يتفل با‪،‬‬
‫فهناك اختلفات تليها الذاهب والشارب والثقافة والغاية‪ ،‬فتفاسي الشيعة قد تالف تفاسي‬
‫السنّة‪ ،‬كذلك تفاسي الفقهاء النصرفة إل العان الرفية‪ ،‬والظاهر‪ ،‬وتفاسي أهل الباطن‪،‬‬
‫وتفاسي الصوفية‪ ،‬غي تفاسي العقلنيي‪ ،‬ول بد كذلك من اللتفات إل عصر التفسي‪،‬‬
‫فالطبي الذي عاش ف القرن التاسع يتلف عن ممد أسد الولود ف القرن العشرين‪.‬‬
‫ث إن الَبصَرَ بالسُنّة والديث لزمٌ أشدّ اللزوم‪ ،‬فما كان النب (ص) ينطق عن الوى‪ ،‬فأقواله‬
‫وأفعاله وإثباته لقولٍ أو فعلٍ أو إنكاره لما‪ ،‬على درجة كبية من الهية لفهم السلم‬
‫والقرآن‪ .‬لقد كان ممد النسانُ الرجلُ بشرا‪ ،‬بلغ من استواء الشخصية والشفافية والصفاء‬
‫والمانة‪ ،‬والوعي والفطنة أعلى مقام‪ ،‬ث إنه كان موهوبا آتاه ال الكمة والنبوة وجوامع‬
‫الكلم‪ ،‬ول أدل على استواء شخصيته‪ ،‬وتوافر تلك الصفات ف شخصه الكري‪ ،‬من شكّه‬
‫شخصيا أن يكون النسانَ الختارَ الكلفَ بأداء المانة وإبلغ الرسالة على أكمل وجه‪ ،‬كما‬
‫أمره ال‪ ...‬ولقد عَلِمنا أن القرآن يراه الثل العلى البشري أو القدوة السنة‪ ،‬أو كما وصفه‬
‫ربه (لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة لن كان يرجو ال واليوم الخر‪ ،‬وذكر ال‬
‫كثيا) (الحزاب‪ ،‬الية ‪ ،)21‬فأمر بطاعته‪ ،‬والسي على سنّته‪.‬‬
‫ل ضي إذن أن نرى القتدين بسنّته (ص) يسعون جاهدين إل التزام هذه السنّة حت ف الظاهر‬
‫الارجية (فيقصّون الشوارب ويَعفُون اللحى‪ ،‬ويستعملون السّواك‪ ،‬ويفضّلون العسل‪ ...‬وغي‬
‫ذلك من العروف عن طباع الرسول ف سيته)‪ ،‬كذلك حرصهم على التان الذي ل يذكره‬
‫القرآن‪ ،‬فقد عرفه إبراهيم وذكره العهد القدي‪ ،‬والسلمون‪ ،‬مهما كان مذهبهم‪ ،‬متبعون لذه‬
‫‪369‬‬
‫السنّة الميدة‪.‬‬

‫الفروق بي السلم والسيحي كما أراها‪:‬‬


‫‪ _1‬يعيش السلم ف عاله الذي ل يوجد فيه نظام القساوسة الكاثوليك الكلييكي‬
‫(الكليوس) ول نظام التدرج الوظيفي ف مراتب القساوسة الصارم‪ ،‬ول يتخذ وسيطا أو‬
‫شفيعا مهما عل قدره عند الصلة أو الدعاء‪ ،‬بينما يتوسل السيحي بعيسى ومري أو الروح‬
‫القدس أو غي ذلك من القديسي عندما يتضرع أو يبتهل أو يصلي‪ ...‬هذه البيئة أقرب إل‬
‫طبيعة النسان الراشد العاقل من الناخ الألوف ف الكنيستي البيزنطية والكاثوليكية‪ ،‬والذي‬
‫يقوم على شعائر دينية وأسرار "كهنوتية" يباشرها رجل الدين السيحي‪ ،‬لينال الاثل أمامه‬
‫السيحي بركاتِ الرب‪...‬‬
‫‪ _2‬يرص السلم على السلمة العامة لكافة أفراد الجتمع‪ ،‬وذلك بتحريه الطلق للحم‬
‫النير‪ ،‬والمور والسكرات‪ ،‬والخدرات أيّا كان نوعها‪ ،‬ويلح ف الوقت نفسه على‬
‫السؤولية التامة لن يسيء تعاطي العقاقي السامة أو نوها من مواد الدمان بدلً من‬
‫استخدامها ف التداوي من المراض وشؤون الطب الشروعة‪ .‬كذلك‪ ،‬فإن النتظام ف أداء‬
‫الصلوات الفروضة‪ ،‬ف مواقيتها الشروعة‪ ،‬ف خشوع وتأمل‪ ،‬يتيح تفيف حدة التوتر‬
‫والجهاد اليومي‪ ،‬فيعود ذلك بالي على الفرد والجتمع‪ ،‬وهذا ل يتأتّى بأداء قدّاس الحد أو‬
‫بابتهال الصباح القصي سواء كان البتهل وحده أو مع جاعة من البتهلي السيحيي‪.‬‬
‫‪ _3‬يبيح السلم العلقة النسية الشروعة بي الرجل والرأة‪ ،‬ويوصي با ليتمتع النسان‪،‬‬
‫الذكر والنثى بمارسة هذا الق الطبيعي‪ ،‬وبدون تفظ على العكس من التصوير "الشيطان"‬
‫للعلقة النسية الشروعة بي الرجل والرأة ف كتابات "بولس الرسول" الواردة بالنيل‬
‫الال‪ ،‬والت تشي الزواج افترا ًء وتدحُ العزوبية‪ ،‬داعيةً إل الرهبانية‪ ،‬والت تسبب للكاثوليك‬
‫ف كثي من اللم والعاناة‪ ،‬والعقد النسية‪ ،‬والشعور بالذنب وغي ذلك من الشكلت‪...‬‬
‫هذا الظر وتشويه النظرة إل النس تسببا كذلك ف رد الفعل الرافض لرسالة بولس الرسول‬
‫بشأن النس‪ ،‬والذي يبدو واضحا ف النلل اللقي والباحية النسية الت ل ترعوي‬
‫‪370‬‬
‫مكتسحةً العال الغرب‪ ،‬ول ينساق السلم خلف الغرب ف التردي ف هذه الوهدة الوخيمة‬
‫العواقب‪.‬‬
‫‪ _4‬إن وصية السيحية أن يب النسانُ الغي كحبه لنفسه عسيٌ التزامها‪ ،‬بل إن السيحي‬
‫العادي ل يستطيع أن يلتزم با‪ ،‬بل إنا عبء ثقيل عليه ينوء ضميه ِبحًمله‪ ،‬تاما كالعبء‬
‫الذي يرزح تته السيحي الؤمن الذي عليه أن يلتزم بنظرة بولس الرسول للجنس‪.‬‬
‫تت هذه العباء النفسية تقوى لدى السيحي الناحية السلبية با لا من عواقب نفسية وخيمة‬
‫للتعاليم العروفة مثل الطيئة الصلية الوروثة‪ ،‬ويكن استغلل هذه الناحية استغللً سيئا‬
‫يتلعب بأحاسيس الماهي بإشعارها بالذنب واستحقاقها تمل العقاب أو التكفي‪.‬‬
‫على العكس من هذا ند السلم يتبع الصراط الستقيم‪ ،‬الصراط الوسط‪ ،‬الذي ليس من‬
‫اليسي أداء بعض فرائضه (مثل صلة الفجر والصوم) لكن أداء هذه الفرائض وأمثالا‪ ،‬ف‬
‫حدود المكان البشري العتاد‪ .‬فضلً عن ذلك ل يكتب السلم على السلم أو حت يعلمه‬
‫أن عليه أن يعتب نفسه مذنبا يتحمل الطيئة الصلية‪ ،‬وأن عليه التماس اللص الذي ينجيه‪.‬‬
‫ف العواقب الت يكن أن تنشأ عن العراض التزامنة التلزمة‬
‫إن علم النفس المعي يَعرِ ُ‬
‫الركّبة "للخلص"‪.‬‬
‫‪ _5‬إن نظرة السلمي للوضع القتصادي وبالتال للعمل نظرةٌ اجتماعية سليمة‪ ،‬وليست ف‬
‫القام الول نظرةً نابعةً من القتصادية الستهدفة أعلى منفعية وأعلى ربا‪ ،‬بذا يكن أن تصبح‬
‫تصويبا للمسارات الاطئة أو غي الستقيمة ف الجتمعات الصناعية‪.‬‬
‫‪ _6‬أخيا‪ ،‬يتعي أو ينبغي على السلمي أن يكونوا قدوة حسنة ف التسامح ف علقاتم مع‬
‫غي السلمي والكم أو النظام غي السلمي‪ ،‬القائم على الفصل بي الدين والدنيا أو العلمان‬
‫_كما ف الجتمع التعدد الجناس والثقافات والضارات والَنازع الفلسفية الت ترى التعددية‬
‫المكنة ف رؤية كل منها للحقيقة _ حت ولو اقتصر مفهوم السعادة لدى هذا الجتمع‬
‫(التعددي) على النعيم والتنعيم ف هذه الياة الدنيا‪ ،‬أي على الرض فقط على القل انطلقا‬
‫من السورة رقم ‪ ،109‬والت نرى أن على كل إنسان _مهما كان مذهبه _ سواء اليهودي‬
‫والسيحي والسلم واللحد والفيلسوف (اللأدري) أن يعلقها على الائط فوق مكتبه ويَعيَها‬
‫‪371‬‬
‫قبل دراسته القارنة لي نظام‪ ،‬وهي‪( :‬قل يا أيها الكافرون‪ .‬ل أعبد ما تعبدون‪ .‬ول أنتم‬
‫عابدون ما أعبد‪ .‬ول أنا عابد ما عبدت‪ .‬ول أنتم عابدون ما أعبد‪ .‬لكم دينكم‪ ،‬ول دين)‬
‫صدق ال العظيم‪.‬‬

‫وهذا جزء آخر من كتابه "السلم كبديل" بعنوان "القانون النائي أو رجم الزانية"‪:‬‬

‫إن الدولة ف السلم لا الق‪ ،‬بادىء ذي بدء كغيها من الدول‪ ،‬أن تصدر عن روح السلم‬
‫ف إصدارها للقواني الت تراها عادلة لتعاقب الان الارج على القانون‪ ،‬سواء أجرم الرء‬
‫بتعدّيه على حدود ال‪ ،‬أو أجرم ف حق المة أو الماعة‪ ،‬أو أجرم ف حق الدولة ذاتا‪.‬‬
‫هذا القانون النائي الوضعي‪ ،‬إنا هو من وضع البشر‪ ،‬قابل للتغيي والتعديل‪ ،‬ف كل وقت‪،‬‬
‫ومن المكن أن يذهب بذهاب عصر ما‪ ،‬وهذا شي ٌء واتفاقُ ُه مع روح العصر شيء آخر متلف‬
‫تاما‪.‬‬
‫هذه الرية ف التشريع غي مطلقة‪ ،‬فهي مدودة بالقانون النائي القرآن‪ ،‬إذ إنّ له الصدارة‬
‫الت ل تُدان أو تنافس‪ .‬ول بد ف هذا من النطلق من أن الادة القضائية الت ينظمها القرآن‪،‬‬
‫ليوز للقانون الوضعي أن يبدل أو يعدل فيها‪ ،‬أو يضاعف ف تغليظها أو نو ذلك‪ ،‬لن ذلك‬
‫يعد تسينا أو تذيبا أو تنقيحا من البشر ف قانون إلي‪ ،‬وهذا ل يوز بال‪.‬‬
‫ويعاقب القرآنُ عقابا رادعا على ست جرائم فحسب‪ ،‬وإن كان يستنكر ويذم جرائم أخرى‬
‫عديدة‪ ،‬مبينا سوء عاقبتها الوخيمة‪ ،‬وما ينتظر مرتكبيها من جزاء ف الدار الخرة‪ ،‬ابتداءً من‬
‫اليسر والقمار‪ ،‬وأكل النير‪ ،‬والرتداد عن السلم‪ .‬أما تلك الرائم الوبقة الست الت‬
‫يعاقب عليها ف الدنيا‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫أولً‪ :‬القتل العمد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قطع الطريق والسلب والنهب علنا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اليانة العظمى‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قذف الحصنات‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الزّن (بي العفيفات والتزوجي‪ :‬الؤلف)‪.‬‬
‫‪372‬‬
‫سادسا‪ :‬السرقة لشيء ذي شأن‪.‬‬
‫وقد نص القرآن على أن القتل عقوبة الرائم الثلث الول‪ ،‬أما الرية الامسة فقد دأب‬
‫الفقهاء التقليديون التزمتون على تبير قتل مرتكبها وذلك بالرجم إذا توافرت ظروف‬
‫وملبسات معينة ُتحَّتمُ عندهم ذلك‪.‬‬
‫أما جزاء السرقة ذات الشأن فهو قطع اليد اليمن ث اليسرى إذا ل يرتدع السارق‪ ،‬وكرّرَ‬
‫السرقة‪ .‬من هذا ترى أن القرآن ل يوي ف هذا الصدد سوى موادّ قليلةٍ جدا ف الدود أو‬
‫العقوبات النائية‪ ،‬وأقل من ذلك بكثي ما يتعلق بالحاكمات النائية‪ .‬هذا الوضع يكفل‬
‫الرية اللزمة للشريعة السلمية لتكون إنسانية تراعي الواقع الفعلي للبشر‪ ،‬بواسطة تطبيق‬
‫أحكام القانون النائي الشديدة الصرامة مع سقوط تلك الحكام ف مدة شديدة القِصَر‪ ،‬ما‬
‫يوفر الجال الفسيح الكاف للشريعة لتخفيف قسوة العقوبات الت يفرضها القرآن‪.‬‬
‫هذا ول شك سبب من أسباب التباين أو عمق الوة بي الانبي النظري والعملي ف الواقع‬
‫الفعلي للقضاء ف حياة السلمي اليومية‪.‬‬
‫إن القانون النائي ف القرآن غي واف أو هو قاصر على الستناد إل الدليل الادي الثابت‬
‫للحكم ف قضية جنائية‪ ،‬لذا نصّ على ضرورة شهادة شاهدين عدلي أو رجل وامرأتي‪ ،‬وف‬
‫حالة التهمة النسية (الزن) نص على ضرورة شهادة أربعة شهود عدول‪.‬‬
‫ول شك أن القرآن يطلب ما يستحيل تقيقه لتوقيع العقوبة الطية ف حالة الزن‪ ،‬إذ أنّى‬
‫للمتهم أن يأت بأربعة شهود من ترضى شهادتم من العدول الرجال ليؤيدوا دعواه‪ ،‬مع‬
‫ماطرة أولئك الشهود بتعرضهم للجلد‪ ،‬بل وأحيانا للقتل‪ ،‬لدى بعض الفقهاء الذين يقيسون‬
‫عقوبة الشاهد الكاذب (الذي يرمي الحصنات دون دليل) بعظم جُرم الزن ذاته وما يرونه من‬
‫عقوبة ذلك بالوت‪ ،‬ويكفي لذلك أن يثبت كذب واحد من الشهود الربعة‪.‬‬
‫أضف إل ذلك أن إقرار الزان أو الزانية ل يكفي لتوقيع العقاب‪ ،‬بل على القاضي أن يرشد‬
‫ذلك الشخص إل حقه ف سحب اعترافه بارتكابه لرية الزن‪.‬‬
‫_ إن عقوبة اليانة الزوجية بالزن‪ ،‬وعقوبة قذف الحصنات كما نص القرآن ليس الرجم ول‬
‫الشنق أو القتل‪ ،‬وإنا هي اللد فحسب‪ ،‬يقول تعال ف سور النور‪ ،‬اليات رقم ‪ 2‬إل رقم‬
‫‪373‬‬
‫‪( 10‬الزانية والزان فاجلدوا كل واح ٍد منهما مائة جلدة‪ ...‬والذين يرمون الحصنات ث ل‬
‫يأتوا بأربعة شهدا فاجلدوهم ثاني جلدة‪ ،‬ول تقبلوا لم شهادة أبدا‪ ،‬وأولئك هم الفاسقون‬
‫إل الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن ال غفور رحيم ‪ ...‬ولول فضلُ ال عليكم‬
‫ورحته‪ ،‬وأن ال توابٌ حكيم)‪.‬‬
‫ولئن كان الرسول صلى ال عليه وسلم قد انتهج التسامح الكري‪ ،‬وأكد ذلك وأقره الليفةُ‬
‫عمرُ بنُ الطاب‪ ،‬فإن الؤسف حقا أن السراف ف عقاب الزان والزانية عقابا مسرفا أغلظَ‬
‫ما نص عليه القرآن بدأ يستقر ف الياة ف العصور الول للسلم‪ ،‬حت صار هذا العقاب‬
‫تقليدا وسنّة‪ ،‬مع مالفة ذلك للقرآن‪ ،‬ومع أن الية الثانية من سورة النور نسخت نسخا ل‬
‫شبهة فيه ول تأويل حكم التوراة القاسي الذي ينص على الرجم حت القتل‪ ،‬فتجد ف سفر‬
‫التثنية أن الفتاة الت فقدت عذرتا قبل الزواج (يرجها رجال مدينتها بالجارة حت توت لنا‬
‫عملت قباحة ف إسرائيل بزناها ف بيت أبيها)‪ ،‬الصحاح الثان والعشرون الية رقم ‪.20‬‬
‫أما بالنسبة لقطع يد السارق والسارقة‪ ،‬فإن الية الثامنة والثلثي من سورة الائدة تنص على‬
‫ما يلي‪( :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً با كسبا‪ ،‬نكالً من ال‪ ،‬وال عزيز‬
‫حكيم)‪.‬‬
‫قبل كل شيء لبد أن نبي أن السرقة الت يعنيها القرآن إنا هي سرقة شيء ذي شأن مفوظ‬
‫حفظا جيدا عن اليدي‪ ،‬وإل فإن السارق ليس باللوم إذا تُركَ لغراء الشيء الذي يُحبّ أن‬
‫يصل عليه‪ ،‬دون حفظ ذلك الشيء ف مكان حصي أمي‪ .‬ول ننسى أن الليفة عمر بن‬
‫الطاب أمر بعدم قطع يد السارق ف أيام الشدة والجاعات أو نوها‪ ،‬وأسقط دعاوى من‬
‫طالب بعقاب السارق بسبب ذلك‪ ،‬ولقد نتج عن ذلك البدأ القضائي الشائعُ‪ ،‬بعدم عقاب‬
‫السارق واعتباره سارقا إذا ألأته الضرورة لذلك مثل عجز الدولة اقتصاديا واجتماعيا عن‬
‫توفيها له سبل العيشة الشريفة‪..‬‬
‫وحت يكن فهم القانون النائي ف القرآن ل بد من الخذ ف العتبار أنه مكمل او متمم‬
‫لنظام الواريث وشؤون السرة ف السلم‪ .‬بناءً على هذا القانون‪ ،‬ليس للرجال أن يس أموال‬
‫زوجته أو ثروتا الاصة‪ ،‬ويدخل ف ذلك الهر‪ ،‬وعادة ما يكون حليا ذهبية أو نو ذلك ما‬
‫‪374‬‬
‫تتفظ به الرأة وتدخره ليام الشدة مثلً بعد الطلق أو ف حالة الكب‪ ،‬خاصة أن الرجل غي‬
‫ملزم بدفع نفقة شهرية أو سنوية لطلقته‪ ،‬حسب الشريعة السلمية‪ ...‬من هنا يتبي خطر‬
‫السرقة على الرأة الت ل مصدر لا غي مدخراتا‪ ،‬خاصة ف الريف والجتمعات البدوية‪.‬‬
‫ول بد هنا من التنبيه إل أن السلم ل يرى ف كثي من العقوبات الت يعرفها الجتمع‬
‫الوروب غيُ السلم‪ ،‬قسوة أقل من عقوبة قطع اليد‪ ،‬فهي ليست بال أكثر إنسانية‪ ،‬مثل‬
‫ذلك‪ :‬السجن الؤبد ونفي الجرمي مرتكب النايات عن الجتمع والسرة‪.‬‬
‫ث إن السلم يرى ف العقوبات الت نص عليها القرآن حدودا حدها ال سبحانه بكمته‬
‫اللية‪ ،‬وإن ل يستطع العقل البشري دائما أن يفقه الكمة منها‪ ،‬وأن تلك الدود ليست‬
‫نوعا من الوصايا لن شاء أن يعمل با‪ ،‬أو أن ل يعمل با‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫ناذج متنوعة لعتناق السلم‬

‫‪-83‬عماد الشاب الصري النصران سابقا‬

‫قصة الفت النصران عماد الذي هداه ال إل السلم من أعجب القصص وأغرب الكايات‬
‫‪ ..‬تنطق بالنعمة الت تطوق رقبة كل مسلم ‪ ..‬ف الزمن الذي تلى فيه كثي من السلمي عن‬
‫تقدير تلك النعمة ‪ ..‬وعن توقي حق هذه الكرمة ‪ ..‬عسى ال أن يعل ف هذا يقظة لقلوب‬
‫غافلة ‪ ..‬إنا نعمة اليان‪...‬‬

‫يقول عماد‪:‬‬
‫المد ل على نعمة السلم وكفى با نعمة‪ ،‬والصلة والسلم على سيدنا رسول ال وعلى‬
‫جيع إخوانه من النبياء والرسلي وعلى آله وصحبه وسلم وبعد‪،‬‬
‫بتوفيق ال وبشيئته سأتدث عن أسرت قبل السلم وبعد السلم وأحب التأكيد على القيمة‬
‫الكبى لنعمة السلم‪ ،‬فالسلم الذي يعيش ف ظل عقيدة التوحيد يتمتع بنعمة عظيمة م ّن ال‬
‫با عليه أل وهي نعمة السلم‪ .‬كان لزاما علي أن أبدأ حديثي بذا التأكيد قبل أن أقص‬
‫قصت‪.‬‬

‫أسرت قبل السلم‪:‬‬


‫كانت أسرت تتكون من وأخت وأمي وأب ‪ ..‬أربعة أفراد فقط وكانت أسرة نصرانية متدينة‬
‫تواظب على دروس الكنيسة وتؤدي العبادات النصرانية بانتظام‪ ،‬وكنت أختلف إل دروس‬
‫الكنيسة مع أسرت وكنت أواظب على أداء الصلوات وكان والدي يعمل ف تارة البوب‪،‬‬
‫وكنت منذ صباي ألزمه ف متجر البوب الذي كان ملكًا للعائلة الكبية الت تتكون من‬
‫الد والدة والعمام والعمات‪ ،‬وكانت ل مكانة ميزة لدى الد والدة برغم وجود أبناء‬
‫العائلة وأولد العمام‪ ،‬وكنت الثي لديهم ‪ ،‬وكنت سعيدًا بذه الكانة الت ميزتن عن أفراد‬
‫‪376‬‬
‫العائلة وأبناء العم حت إن الد كان يفاخر دائما أبناء العم بذكائي ومهارت ف التجارة برغم‬
‫حداثة سن حينذاك ما كان يغيظ أبناء أعمامي جدًا‪ ،‬وحت عمي الذي ل يرزق أولدًا كان‬
‫يبدي إعجابه ب ويقول ‪ ( :‬إنن أعتبك مثل ابن‪ ،‬وأنا على يقي بأن والدك ل يعرف قيمتك‬
‫مثلي ) والمد ل رب العالي كنت ماهرًا ف التجارة ماهرًا ف التعامل مع الناس حت‬
‫اشتهرت بالدقة ف اليزان وحسن التعامل مع الشترين‪ ،‬المر الذي حببهم ف متجرنا وكان ل‬
‫أسلوب اللطيف الطيب ف العاملة ما فطرت به ونشأت عليه‪ ،‬والمد ل كنت بأسلوب ذلك‬
‫متمشيًا مع أدب السلم الذي جعل الدين العاملة والكلمة الطيبة صدقة والبتسامة ف وجوه‬
‫الناس صدقة وكنت سعيدًا بذا التقدير أيا سعادة ‪...‬‬

‫وقد شعر الفت بتوجه أمه نو السلم وميلها إليه‪ ،‬ونفورها من النصرانية وكان ذلك ف شهر‬
‫رمضان منذ نو أحد عشر عامًا‪ ،‬فقد وافق صيام شهر رمضان الصيام عند النصارى حيث‬
‫يفطر السلمون عند أذان الغرب ويفطر النصارى بالليل عند ظهور نم معي ف السماء ‪،‬‬
‫ولحظ الفت أن أمه تفطر عند ساع أذان صلة الغرب فيدهش لذلك من أمه‪ ،‬ويتساءل ف‬
‫نفسه كيف تفطر أمه مع السلمي‪ ،‬ويستمهلها حت يظهر النجم ‪ -‬كما هو الال ف صيام‬
‫النصارى ‪ -‬فتجيبه بأنا ترى النجم ف السماء وقد ظهر ! ويرد الصب ‪ -‬ف براءة ‪ -‬أين هو ؟‬
‫إنن ل أراه ! فتجيبه بأنا تراه‪ .‬وتقول له‪ :‬ولكنك ل تراه وتشي إل السماء! وأدرك فتانا بعد‬
‫ذلك أن أمه كانت بسلوكها تتجه نو السلم‪ ،‬وأنا كانت تصوم صوم السلمي‪.‬‬

‫موقف آخر يقصه الفت عن تعلق أمه بدرس التفسي السبوعي للشيخ‪ :‬ممد متول الشعراوي‬
‫‪ -‬رحه ال ‪ -‬فيقول‪ ( :‬لحظت أن لديث الشيخ الشعراوي السبوعي أثرًا أشبه بالرعد ف‬
‫آذان التعصبي من النصارى‪ ،‬وساعة الديث السبوعي ساعة نس عندهم وتثل عبئًا نفسيًا‬
‫ومعاناة لم ‪ ،‬بيد أن المر كان متلفًا مع أمي كل الختلف حيث كنت أراها تفتح التلفاز‬
‫وتشاهد درس الشيخ الشعراوي السبوعي يوم المعة فأسألا دهشا ! ماذا تصنعي ؟! فتجيب‬

‫‪377‬‬
‫قائلة‪ :‬أتابع هذا الشيخ لنظر ماذا يقول ؟ وأسعه ربا يرف ! ول أكن أدري أن ردها عليّ‬
‫وقتها كان من باب التمويه حت ل أخب أب!‬

‫وهناك برنامج آخر كانت تتابعه أمي وهو برنامج (ندوة للرأي) أراها تشاهده فلما أنكر‬
‫عليها ذلك مستفسرًا ترد قائلة‪ :‬أشاهد وأسع لرى ما يقوله هؤلء العلماء عن النصرانية‬
‫والنصارى ! فأسع جوابا دون تعليق ‪ ...‬وأواصل مراقبتها‪ ،‬وكانت أمي سحة العاملة لطيفة‬
‫العشر‪ ،‬وكادت ف معاملتها تبدو أقرب للسلم والسلمي‪ ،‬حت أن أحد القساوسة سبّها‬
‫ذات مرة لنا حلفت أمامه قائلة‪ :‬والنب ‪ -‬على طريقة العامة من السلمي ف مصر وكما هو‬
‫معلوم بأن ذلك ل يوز شرعًا ‪ -‬فسبّها القس ونرها قائلً لا‪ :‬أي نب ذلك الذي تقصدين ؟!‬
‫وعنفها حت سالت الدموع من عينها‪.‬‬

‫يقول الفت‪( :‬ولا فكرت أمي ف السلم‪ ،‬استدعتن ذات مرة وقالت ل‪ :‬تعال يا عماد أنت‬
‫ابن الوحيد ولن أجد أحدًا يسترن غيك! فقلت لا خيًا يا أمي‪ ،‬فقالت‪ :‬أنت ابن الكبي وأنا‬
‫مهما كانت المور وف كل الحوال أمك ‪ ..‬ومن الستحيل أن تتخلى عن أو ترمين ف‬
‫التهلكة ‪ ،‬فقلت لا‪ :‬نعم يا أمي‪ .‬فقالت‪ :‬ماذا تفعل لو أن أهلك قالوا عن كلمًا سيئًا ورمون‬
‫بتهم باطلة ؟! فقلت لا‪ :‬ول يفعلون ذلك وهم جيعا يبونك‪ .‬قالت‪ :‬ماذا تفعل لو حاولوا‬
‫قتلي والتخلص من ؟ فقلت لا‪ :‬كيف ذلك ؟ ول ياولون قتلك وهم يبونك ؟! قالت‪ :‬ماذا‬
‫تفعل لو صرت مسلمة ؟ هل ستحاربن مثلما الال مع أبيك وأعمامك وأخوالك وأقاربك ؟!‬
‫فكانت إجابت لا‪ :‬الم هي الم وأنت أمي ف كل الحوال)‪.‬‬

‫ولكن الفت دهش لديث أمه إليه وأوجس ف نفسه خيفة‪ ،‬وقوّى ذلك الحساس لديه كثرة‬
‫مشاجرة أبيه مع أمه ف شأن رغبتها ف اعتناق السلم وكانت تصارح أباه ف هذا‪ ،‬وكان‬
‫أبوه يغضب من تديدها بترك النصرانية ويتحداها أن تعتنق السلم‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫وذات يوم عاد الفت إل النل قادمًا من مدرسته فلم يد أمه الت كانت تنتظر ميئه كل يوم‪،‬‬
‫فأسرع إل أبيه ف متجره يسأله فزعًا عن أمه فيجيبه الوالد بأنا ف البيت ‪ ،‬ويتساءل الب ‪-‬‬
‫ف هدوء ‪ : -‬أين تراها قد ذهبت ؟! لعلها ذهبت إل إحدى صديقاتا ! فيقول الفت‪ :‬إن‬
‫ل وتعجب للمر وأقسم أنه ل يغضبها ‪ ،‬ول‬ ‫خزانة ملبسها خالية تامًا ! فصمت الوالد قلي ً‬
‫يقع بينهما ما يوجب اللف أو الغضب‪ ،‬فجعل يسأل عنها ف كل مكان يكن أن تذهب‬
‫إليه … وكانت الصدمة ‪ ..‬أنا أسلمت ! أسلمت وأعلنت إسلمها أمام الهات السؤولة‬
‫ولن تعود إل البيت أبدًا ‪ ..‬فجن جنون العائلة كلها وفقدت توازنا وصارت تقول ف السلم‬
‫والسلمي كل ما يكن أن يقال من ألفاظ السباب واللعن والتهديد والوعيد وصار الميع من‬
‫أخوال وأعمام فضلً عن الب ف حالة عصبية انفعالية ف الكلم والسلوك إنم غاضبون من‬
‫كل شئ ومن أي شئ … إنا الكارثة قد نزلت بم ‪ ،‬وإنه الشؤم قد حل بساحتهم ‪ ،‬ويقول‬
‫الفت‪ :‬وكنت أستمع إل الشتائم توجه إل أمي من القارب والخوال والعمام ‪ ،‬فمن قائل‪:‬‬
‫إنا كانت تشبه السلمي ف كذا وكذا ‪ ،‬وهذا الال يوجه كلمه إل قائلً ‪ " :‬انظر كيف‬
‫تركتكم‪ ،‬وتلت عنك وعن أختك ؟! انظروا من سوف يرعاكم ويقوم على تربيتكم ؟! " أما‬
‫العم فقد كان يقول كلمًا مشابا ويقول موجها كلمه ل ولخت‪ " :‬ترى لو ذهبت أنت‬
‫وأختك إليها وتوسلتما إليها وبكيتما بي يديها ‪ ..‬هل ترجع إليكم ؟! " ويواصل العم حديثه‬
‫إل قائل‪ " :‬اذهب يا عماد ‪ :‬اذهب إليها وابك بي يديها لعلها ترجع إليكم ! وكنت أسع‬
‫ذلك وأشاهد ما حول ول أحي جوابًا فقد كنت أنا أيضًا ضائقًا ما حدث وغي راضٍ وكان‬
‫العم يذهب إليها ف الهات الختصة ليوقع القرار تلو القرار بعدم التعرض لا ‪ ...‬وأحيانًا‬
‫كان يلقاها ويستعطفها كي تعود إل ولديها لشدة حاجتهما إليها‪ ،‬ولكن أمي رفضت بشدة‬
‫بعدما ذاقت حلوة السلم واليان وأسلمت ل رب العالي وتركتنا وديعة عند من ل تضيع‬
‫عنده الودائع سبحانه هو خي حافظٍ وهو أرحم الراحي‪ ،‬وأيقنت أن ال سوف يرسنا بعينه‬
‫ويرعانا برعايته‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫ول يزل الفت يتردد على الكنيسة ودروسها ول سيما درس الثلثاء ‪ -‬وهو درس أسبوعي‬
‫يهتم بالشباب والراهقي باصة ‪ ،‬وبمهور رواد الكنيسة بعامة ‪ -‬وكان درسًا مشهودًا‬
‫يعرض فيه القس لكل ما يهم الجتمع والدين والسياسة ويقول ما يشاء دون خوفٍ من‬
‫حسيب أو رقيب خلفًا للحال مع غي النصارى ‪ ،‬وخلل درس الثلثاء ذات مرة تعرض‬
‫القس لم الفت ! ويقول الفت‪ (:‬وكنت موجودًا ومعروفًا لمهور الاضرين‪ ،‬فقد كنت من‬
‫عائلة معروفة بارتباطها القوي بالكنيسة ) ‪ ،‬وخلل الحاضرة نظر القس إل الفت وابتسم‬
‫ابتسامةً خبيثة وصرح معرضًا بأمه موجهًا كلمه لمهور الاضرين قائلً ‪ " :‬تذكرون فلنة‬
‫الفلنية ( وذكر اسها ) ‪ -‬ودون أن يذكر كنيتها (أم عماد)‪ -‬الت أسلمت أراد السيح أن‬
‫يفضحها بعد أن خانت الكنيسة وهي الن ملقاة ف السجن ف قضية من قضايا الداب ! "‬
‫وأسقط ف يد الفت وأصبح ف حية شديدة ‪ ..‬هل هذا معقول ؟! ‪ -‬ويقول ف نفسه ‪ :‬أبعد‬
‫أن تسلم وجهها إل ال وتازف بترك دينها ول تشى العواقب ‪ -‬مهما كانت ‪ -‬تدخل‬
‫السجن ؟! واتهت النظار إل شخصي وصوبت سهامها نوي وكأنن ارتكبت جرمًا عظيمًا‬
‫وخرجت من درس ذلك اليوم كاسف البال ول أعقّب !!‪.‬‬

‫وبينما كنت ف تلك الال الكئيبة وأنا أسي ف الطريق إذا صوت ينادي‪ ( :‬يا عماد يا‬
‫عماد )‪ .‬إنه صوت أمي تسي قرب منلنا لترانا على حذر وقد أرسلتْ من يستدعينا ف غفلة‬
‫من الهل واقتربت فإذا أمي ‪ ...‬وتنتابن جلة من الشاعر التضاربة ف مزيد من الرغبة ف‬
‫النتقام من ساعدوها على التعرف على السلم واعتناقه وباصة زميلتا اللئى يعملن معها‬
‫ف حقل التمريض وشعور بالشوق والني إليها والتقدير لا ‪ ...‬إنا أمي ‪ ...‬مهما كانت‬
‫وحبها كامن ف قلب فأقبلت إليها وسلمت عليها وكانت مع أناس مسلمي ل أعرفهم ‪...‬‬
‫وكانت أمي ترتدي الجاب ورأيتن أنظر إليها ف دهشة وأسألا ‪ -‬ف براءة ‪ -‬ألست‬
‫مسجونة ؟! فأجابت ف دهشة‪ :‬ماذا تقول ياحبيب ؟! ومامعن‪ :‬مسجونة ؟ هاك العنوان‬
‫وأرجو أن تزورن ‪ ،‬وأعطتن العنوان وانصرفت‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫وبرغم حب لمي إل أنن ل أكن مستريًا لتلك القابلة وكان قلب قلقًا ول يكن اللقاء مفعمًا‬
‫بالب وبالعواطف الياشة نوها‪...‬‬

‫وأخذت العنوان وقفلت راجعًا إل منلنا أفكر ف المر وبعد يومي أو ثلثة عزمتُ على زيارة‬
‫أمي على عنوانا الديد ف موعد يسبق يوم الثلثاء اللحق لوقف القس السابق ف درس‬
‫الكنيسة‪ ،‬وبلغت مسكن الوالدة وشاء ال أن يكون ذلك مع أذان الغرب ‪ ...‬يا سبحان ال‬
‫‪ ..‬وأستمع إل أذان الغرب وكأن أسعه لول مرة برغم ساعي له آلف الرات ولكن الذان‬
‫هذه الرة وقع مغاير تامًا لا ألفته من قبل ‪.‬‬

‫وتستقبلن أمي أثناء الذان مرحبةً ب‪ ،‬وأراها وأسعها تردد الذان وهي ل تكاد تنتبه لديثي‬
‫إليها وبعد الذان ذهبت فتطهرت وتوضأت ث دخلت ف صلتا وجعلت تتلو القرآن ف‬
‫الصلة بصوت مسموع فكنت لول مرة أسع القرآن من أمي‪ ،‬إنا تتلو سورة الخلص ‪،‬‬
‫وكان لذلك وقع ل يوصف ف قلب وأثر ساحر ف نفسي إن مشاعري ف تلك اللحظة ل‬
‫أقوى على وصفها ‪ ،‬فلقد شلن نورٌ ربانٌ وتلكن شعور غريب تنيت معه ف تلك اللحظة لو‬
‫جثوت على ركب وقبلت قدم أمي وهي تصلي‪ ،‬شعرت بشيء ما يغسل قلب‪ ،‬وداخلن صفاءٌ‬
‫ونقاءٌ ل أشعر بما من قبل‪ ،‬أجل إن شعوري ف ذلك اليوم ل يكن وصفه أو التعبي عنه ‪...‬‬
‫إنه روح جديدة تسري ف جسدي وعروقي‪ ،‬أحسست بدى الظلم الذي وقع على أمي من‬
‫ذلك القس ف درس الثلثاء الاضي‪ ،‬تنيت لو خنقته لفترائه على أمي دون وجه حق‪ ،‬لاذا‬
‫يشوه سيتا ؟! أهذا عدل؟ وهل السيح أمر بذلك ؟!‬

‫ولكن المر كان عند القوم متلفًا إن لديهم قاعدة تقول‪ ( :‬ابث عن الروف الضال قبل أن‬
‫تبحث عن أحد الغرباء ليدخل الكنيسة ) والعن أنه يب أن تبحث عن النصران الذي ابتعد‬
‫عن عبادة السيح قبل أن تبحث عن أحد تغريه بعبادة السيح‪ ،‬ويواصل الفت تساؤله ‪ :‬لاذا‬
‫يفتري ذلك القس على أمي ؟ ويشنع عليها ؟ ودخلت ف صراع مع نفسي‪ ،‬وبعد الصلة‬
‫جاءت أمي بالطعام وعرضت علي أن أتناول الطعام معها‪ ،‬وقالت‪ :‬هيا لتأكل معي أم أنك‬
‫‪381‬‬
‫تشى أن تأكل معي ؟! وأنظر بعيني تفيضان بالشوق إليها والكبار لا‪ ،‬وأطالع ف وجهها‬
‫نورا ونضارةً ل أعهدها من قبل ‪ ،‬إنا أم جديدة غي الت ألفتها من قبل‪ ،‬إنا متلفةٌ تامًا ‪..‬‬
‫ماهذه الوضاءة الت تنور وجهها ؟!! مالذي حدث ؟!‬

‫وتضي تساؤلت الفت توج ف أعماقه فيما كان يطالع وجه أمه فيقول‪ :‬ماذا حدث لمي ‪...‬‬
‫لقد عشت معها عمري ‪ ...‬ما الذي جد عليها ؟! ما هذا النور الذي يفيض به وجهها ؟!‬
‫يقول الفت‪ :‬وبرغم مشاعري التناقضة وقتذاك من مشاعر حب الم وكراهيتها لنا خانت‬
‫السيح بتركها السيحية ( حسب رأيهم ) ‪ .....‬إل أن أرى أمي متلفةً تامًا أرى ف وجهها‬
‫نورًا وبياضًا وجالً ل أعهده ف وجهها من قبل‪ ...‬هل هي نضارة السلم ؟ أم هو نور‬
‫السلم ؟ ‪ ....‬وتناولت معها الطعام وكنا وحدنا ل يشهد هذا اللقاء أحد من أهلي ‪ ...‬ث‬
‫ودعت أمي متوجها إل البيت أعود لستلقي على سريري وأسترجع أحداث زيارت لمي‬
‫كأنا حلم جيل ‪ ...‬ل أكاد أصدق أن هذا حدث ‪ ...‬ويقترب موعد درس الثلثاء التال‬
‫وأذهب إل الكنيسة للستماع إل ماضرة القس السبوعية ف يوم الثلثاء التال للثلثاء الذي‬
‫تعرض فيه لمي بالتشهي والشتم‪.‬‬
‫وأعود إل الكنيسة للستماع إل الحاضرة السبوعية وف هذه الرة وخلل الحاضرة تاوز‬
‫القس كل الدود ف الساءة لمي والتعريض با وسبها وإهانتها بأقذر الساليب وبأشنع‬
‫الفتراءات للدرجة الت زعم فيها أنه تدث معها ف السجن وقد زارها فيه ‪ ،‬فأعجبُ لستوى‬
‫الكذب والزور والبهتان الذي بلغه القس‪ ،‬وأدهش لستوى التدن الذي اندر إليه ‪ ،‬وبرغم ما‬
‫يتمتع به ذلك القس وأمثاله من مكانة روحية كبية ف نفوس أتباع الكنيسة إل أن وجدت‬
‫نفسي ل أحتمل السكوت عليه وعلى وقاحته فاندفعت أصيح ف وجهه قائلً ‪ :‬كفى إل هذا‬
‫الد من فضلك ‪ ،‬وهذا أمر جلل أن يوقف فت ف سن الراهقة مثلي القس الحاضر ف‬
‫المهور وهو الب الروحي للكنيسة وروادها‪ ،‬ويقاطعه فت بذه الرأة وبذا السلوب‬
‫الغاضب الهي‪ ،‬ويواصل الفت كلمه الغاضب للقس قائلً ‪ :‬انتظر من فضلك ‪ ..‬كفى إل‬
‫هذا الد‪ ،‬توقف ! أنت كذاب‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫وهنا يتدخل جهور الكنيسة ف ماولة للحد من ثورة الفت وإسكات غضبه يذكرونه بكانة‬
‫الرجل ويناشدونه الدوء والسكوت ‪ ،‬ولكن دون جدوى ؛ لن الفت ل تدأ ثورته و ل يلك‬
‫غضبه وواصل إنكاره على القس الذي التفت إليه ف ماولة لتهدئته قائلً ‪ :‬مالك يا عماد؟!‬
‫‪ ..‬اسكت يا بن‪ .. .‬ماذا بك ؟ ‪ ..‬ماذا ف المر ؟ ‪ ..‬وييبه الفت‪ :‬ل‪ .‬أنت كذاب ‪ ،‬ويتوجه‬
‫إل جهور الاضرين قائلً ‪ :‬يا جاعة ‪ ،‬أنا كنت عند أمي (وأقسمت لم بقسم السيح‬
‫عندهم) أن كنت عندها وعندما سعت أمي الذان قامت فتطهرت وتوضأت وصلت ‪ ،‬منتهى‬
‫النقاء‪ ،‬وال رأيت ف وجهها نضارة ‪ -‬ويصف الفت وقع كلماته على الاضرين ‪ -‬فيقول‪:‬‬
‫( لحظت وجوههم اسودت وكشروا عن أنيابم عندما سعون أتدث عن أمي بذه الطريقة‬
‫وواصلت الديث قائلً لم ‪ :‬وال إن القس لكذاب وأمي ليست ف السجن كما يزعم القس‪،‬‬
‫وهاكم العنوان لن يرغب بزيارتا ‪ ...‬أمي بفضل ال رب العالي حي سعتها تقرأ القرآن‬
‫أمامي كانت تغسلن وتطهرن ‪ ،‬فقاطعن القس قائلً ‪ :‬اسكت يا ولد وإل سأطردك خارج‬
‫الكنيسة )‪ ،‬ولكن الفت ل يسكت ‪ ،‬ويواصل هجومه على القس الفتري قائلً له ‪ :‬دعن‬
‫أسألك أيها القس‪ ،‬هل تتطهر قبل الصلة كما يتطهر السلمون ؟! حينئذ جن جنون‬
‫الاضرين وتتابعت تديداتم وكادوا يفتكون ب فمن قائل‪ :‬اسكت لقد جاوزت كل حدود‬
‫الدب‪ ،‬ومن قائل ‪ :‬أنت تذي وترف‪ .‬أما القس فقد تغي لونه وارتعشت يداه وظهر على‬
‫وجهه الضطراب والزية والفضيحة‪ ،‬فيما يصيح ثالث ‪ :‬هل أجرت لك أمك غسيلً للمخ ؟‬
‫وكانت ردودي كأنا الطلقات النارية ف وجه القس والتعاطفي معه‪ ،‬وانفض الوقف‬
‫وخرجت من الكنيسة باكيًا أكفكف دمعي النهمر من عين الحمرتي لطول البكاء‬
‫والغضب ‪ ،‬ول أجد ما يفف من وقع منت إل التوجه إل بيت أحد أصدقائي العزاء الذين‬
‫قويت صداقت معهم مع مر اليام فلم أجده ف البيت ورأفتْ أمه لال الت كنت عليها فرقتْ‬
‫لال‪ ،‬وحزنتْ من أجلي وقالت‪ :‬منها ل أمك ‪ ...‬هي السبب ‪ ...‬فيما أنت عليه من حزن‬
‫وأسى ‪ ...‬فلينتقم ال منها ! ول أكد أسع كلم هذه الرأة حت رغبت ف الجوم عليها‬
‫وخنقها هي وكذلك القس الكذاب ورميتها بعين كأنما جذوتان تبعثان بالشرر الارق‬

‫‪383‬‬
‫وانصرفتُ قافل إل بيتنا حزينًا كئيبًا تنتابن مشاعر شت أريد أن أذهب إل أمي وأعتذر لا‬
‫عما أصابا من افتراء هذا القس الكذاب وأريد أن أعود إل القس لشفي غليلي منه أريد أن‬
‫أهينه ‪ ...‬أشعر بالضيق ‪ ...‬إن روحي تكاد تزهق ‪ ...‬ولكن غالبتُ نفسي وقلت‪ :‬لعل هذا‬
‫الغضب ف مواجهة القس وذلك التجرؤ عليه وسوسة من الشيطان فلرجع إل النيل لعلي‬
‫أجد فيه السكينة والداية والدوء‪.‬‬
‫ويعاود الفت قراءة النيل ‪-‬ويوقن بفطرته كما يقول‪ -‬أنه مرف وأن القرآن الكري هو‬
‫كتاب ال حقًا ‪ ،‬هو الكتاب الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه‪ ،‬فالنيل عندما‬
‫طالعته وجدته كتابًا كأي كتاب يؤلف ف سية شخص أو عظيم حيث تطالعك أخبار عن‬
‫السيح الذي يأكل والسيح الذي يشرب والسيح الذي يوت والسيح الذي يقوم من الذي‬
‫يتحدث بذه الخبار ؟ هل هو ال ؟ أم هو السيح ؟! ‪.‬‬

‫إن النيل كتاب كأي كتاب يكي قصة شخص أكل وشرب ونام ‪ ،‬وفعل كذا من‬
‫العجزات أو له كذا من العجزات والوارق‪ ،‬من التحدث ف كل هذا ؟ أو من الذي كتب‬
‫هذه الخبار بعد وفاة السيح؟ ولاذا تتعدد الروايات وتتلف وتتناقض أحيانا بتعدد الناجيل‬
‫واختلفها‪ ،‬حت والسيح على الصليب ‪ -‬كما يزعمون ‪ -‬ينادي ‪ ( :‬إيلي إيلي لاذا؟ شبقتن !‬
‫)‪.‬‬

‫أي‪ :‬إلي إلي لاذا تركتن وخذلتن ؟! لاذا ؟ ينادي مَنْ ؟ وهو من ؟ وكيف يتخلى الب عن‬
‫ابنه وهو يستصرخه ويستنصره ويستنجد بـه ؟! أهذا منطق؟! أسئلة كثية رَستْ أمامي‬
‫علمات استفهام كبية‪ ،‬وف هذا أنشأتُ ف خطاب للنصارى والنصارى أقول ‪ ( :‬ياعُبّادَ‬
‫السيح ‪ ...‬ل عندكم سؤال ‪ ...‬ل ييب عنه إل من وعاه ‪ ...‬كيف مات الله بصنع قوم ؟‬
‫‪ ...‬فهل هذا إله ؟ ‪ ...‬وعجبًا لقب يوي هذا الله ‪ ...‬والعجب منه بطن حواه ‪ ...‬ث يرج‬
‫من بي الفرج فاتًا للثرى فاه ‪ ...‬فهل هذا إله ؟! )‪ -‬وهذه القصيدة مقتبسة من أخري لبن‬
‫القيم رحه ال تعال‪.-‬‬

‫‪384‬‬
‫وقد أصاب الفت اللل من قراءة النيل ‪ -‬كما يكي‪ -‬لن قراءته ف النيل ضاعفت من‬
‫حيته ول تب عن أسئلته‪ ،‬ويضي الفت قائلً‪ :‬ولكن حرصي على الوصول للحقيقة دفعن‬
‫لزيد من الراجعة ومعاودة قراءة النيل مرة أخرى حت انتهيتُ من قراءته لصل إل‬
‫الطمئنان النفسي والعقلي والروحي فما وجدت إل الزيد من البام والغموض‪ ،‬فاشتدت‬
‫حيت حت طالعت ف النيل قول السيد السيح‪:‬‬

‫( الق الق أقول لكم‪ :‬إن من يتبع كلمي ويؤمن بالذي أرسلن فله حياة أبدية )‬

‫ال أكب‪ .‬ال أكب إذا جاءت صرية وعلى لسان السيح عبارته تلك الت تؤكد أنه رسول من‬
‫عند ال ‪ ،‬فقوله‪ ( :‬الق ‪ .‬الق ) قسم وقوله ‪( :‬إن من يتبع كلمي ويؤمن بالذي أرسلن)‬
‫تأكيد على أنه رسول من عند ال وقوله‪( :‬فله حياة أبدية) أي له النة والياة الالدة ف‬
‫النة‪.‬‬

‫وتكثر تساؤلت الفت ‪ ،‬فيذهب إل القس ف الكنيسة‪ ،‬ويعرض عليه تساؤلته واستنتاجاته‪،‬‬
‫ويار القس ول يرد عليه جوابًا ‪ ،‬فينصرف الفت عنه وبعد عدة أيام يرسل إل الفت بدية‬
‫غالية القيمة ( من حيث قيمتها الادية ) وكانت صليبًا من الذهب الالص يثبت ف سلسلة‬
‫تعلق ف العنق ‪ ..‬يقول الفت‪( :‬ولحظت أنه قد غي من معاملته معي فصار يعاملن برقة‬
‫ولطف ويشملن بنظرات عطفه وإشفاقه وقربن إليه‪ ،‬وذات مرة فاجأن بقوله ‪ -‬ف لغة حانية‬
‫‪( : -‬أنا آسف إذ ذكرت أمك با ذكرتا على تلك الصورة الت ضايقتك‪ ،‬فأنت ابن السيح‪،‬‬
‫ونن نبك‪ ،‬والسيح يبك‪ )...‬ول أكن أدري أنه يدبر ل بليل ويفر ل حفرة عميقة ‪ ،‬وقال‬
‫ل ف لجة ودودة ‪ :‬أتن لو أرسلت والدك وأرجو أن يأت ف صحبته عمك ويواصل الفت‬
‫قائل‪ ( :‬وكانت لب وعمي مكانة عالية عند القس ف الكنيسة حيث كان يستعي بما ف‬
‫حل مشاكل عائلتنا)‪ .‬ومضى القس يقول للفت‪" :‬أريد أن تبلغ أباك وعمك أن أريدك ف أمر‬
‫سيسعدك كثيا وسييك للغاية ‪ ،‬ول تنس أباك الروحي فلنـا الذي يبك كثيا وأنا أحبك‬
‫وأعتز بك كثيًا وأرجو أن تقبل أسفي لن ذكرت أمك بالسوء وسببت لك كل هذا‬

‫‪385‬‬
‫الزعاج وكل تلك الضايقة‪ ،‬ويصدق الفت ‪-‬بطيبة وبراءة ‪ -‬مقولة القس ول يكن يدري ‪-‬‬
‫كما يكي‪ -‬بأنه كان يدبر له مكيدة وأنه يريد والده وعمه من أجل هذا !‬

‫ويعود الفت إل والده ويبه أن الب فلنا (القس) يريده ومعه عمه بعد قدّاس يوم المعة‬
‫القادم‪ ،‬فأجابه الوالد موافقًا‪ ،‬وف اليوم الذكور اصطحب الرجلن الوالد والعم الفت قاصدين‬
‫الكنيسة والتقيا بالقس ف الوعد الحدد‪ ،‬وهناك استقبلهما القس‪ .‬يقول الفت‪ ( :‬ولا همت‬
‫بالدخول ف صحبتهما‪ ،‬استوقفن القس وسألن أن أنتظر خارج الغرفة‪ ،‬لن الديث مع الوالد‬
‫والعم ف شأن خاص بك وسيسعدك كثيًا ويمل لك مفاجأة سارة )‪.‬‬

‫هكذا خاطب القس الفت كما حكى ‪ -‬ومكثوا ف اجتماعهم قرابة الساعة بعدها خرج الوالد‬
‫والعم ناكسي الرؤوس ‪ -‬وسألتهما‪ :‬ماذا حدث ؟ فيجيب الوالد‪ :‬لشيء … كل ما هناك‬
‫أن النبا (فلنا) أرسل ف طلبك لتمكث معه وف صحبتك أختك يومي أو ثلثة ‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫خيًا ول أعقب‪ ،‬واستبشرت بتلك الزيارة ؛ لا لذلك النبا من مكانة عالية ف النفوس ( عند‬
‫النصارى ) ولا له من كرامات ‪ -‬كما يزعمون ف النصرانية ‪ -‬المر الذي يتمناه كل نصران‬
‫وأخبن الوالد أن النبا يريد أن يقدم لك هدية قيمة ويريد أن يسلمها لك بنفسه ‪ ،‬وأن‬
‫تكث معه وأختك يومي أو ثلثة داخل الدير ف مكان سيعجبك جدًا وستستريح فيه كثيًا ‪،‬‬
‫فأجبته من فوري بالوافقة السعيدة وسألن أن أتأهب للسفر يوم الثني التال للقاء‪ ،‬فصرت‬
‫متلهفًا للسفر تواقًا لذاك اللقاء ؛ لا كنت أسع من معجزات ذلك النبا وكراماته ‪ -‬كما‬
‫يزعمون ‪ -‬وكنت أريد أن أرى بعين ما يزيد يقين ف هذا الرجل ( فما راءٍ كمن سعا )‪.‬‬

‫وف يوم الثني الوعود يلحظ الفت أن والده يساعده ف إعداد حقيبة السفر ويضع فيها كل‬
‫اللبس ويعجب من أمر أبيه كيف يضع كل تلك اللبس ! ولا سأل والده أجاب عنه بقوله‪:‬‬
‫ت الفت ول يلق بالً ‪ ،‬وانطلقا إل الطرانية ف القاهرة ‪،‬‬
‫بعد حي ستعرف كل شئ وصم َ‬
‫ويراقب الفت الوقف عن كثب‪ ،‬فهاهو الوالد منهمك ف إناء بعض الجراءات ول يشأ البن‬
‫أن يسأل الوالد عن أي شئ ما يرى ‪ ...‬ومن القاهرة انتقل الركب إل بن سويف حيث‬
‫‪386‬‬
‫( بيت الشمامسة ) وهناك تسلمن قس ‪ -‬والكلم للفت ‪ -‬وتركن والدي وأوصان بأخت‬
‫الصغية خيًا وانصرف‪.‬‬

‫وف بيت الشمامسة ‪ -‬حيث القر الديد للفت ‪ -‬ل تلبث العاملة أن تغيت وتتابعت الوامر‬
‫الصارمة والتعليمات الشددة أين ملبسك ؟ اجلس أقبل … هذا سريرك الذي ستنام عليه‬
‫وهذا مكان حفظ ملبسك‪ ،‬ويسأل الفت عن أخته فيجيبه السؤول قائلً‪ :‬ل دخل لك با ‪...‬‬
‫ستكون ف مكان وهي ف مكان آخر‪.‬‬

‫كان الوقف صعبًا على الفت ‪ ...‬فالكان غي مريح ‪ -‬كما يقول‪ :-‬إن نظرة واحدة لنظام‬
‫غرفة النوم تذكرك بعنب السجن حيث السرة ذات الطابقي وكثرة عدد القيمي ف البيت ‪...‬‬
‫ومرت الثلثة أيام والسبعة والعشرة أيام‪ ،‬والفت يتساءل ف حية مت سفري إل أهلي ؟ ومت‬
‫أعود لدينت ؟ وسرعان ما تأتيه الجابة‪ :‬انسَ كل شئ ول تفكر ف مدينتك ول أهلك ول ف‬
‫العودة إل بيتك ‪ ...‬أنت هنا لن تغادر ‪ ...‬نن نبك ! ألست تبنا كما نبك ؟! وهل نقصر‬
‫ف خدمتك أو ف حقك ؟! الطعام يقدم لك ف مواعيد والنوم ف مواعيد والدروس ف مواعيد‬
‫وحياتك منظمة ‪ ،‬ونن نبك ونريدك ‪ ،‬فشعرت بالسى والزن يعتصرن وكأن ف سجن ل‬
‫إرادة ل فيه ول حرية ول اختيار ‪ ،‬وجعلوا يعدونن إعدادًا لصبح شاسًا ‪ ...‬الدروس التتابعة‬
‫والتلقي الستمر ول يكن ل من همّ إل أن أحفظ تعاليم النصرانية ودروس اللهوت‪ ،‬وأن‬
‫أردد كل ما يلقى إل كالببغاء إل أن بلغت الفترة الت أهلتن لصبح شاسًا وقد تُو ْجتُ ف‬
‫تلك الفترة برشم الصليب ف شعر رأسي بقص مقدمته على هيئة الصليب‪ ،‬وقام بذلك النبا‬
‫وأجازن شاسًا ‪ ...‬وصرتُ منذ تلك اللحظة حائزًا على درجة شاس داخل اليكل ول تزل‬
‫الياة هنالك تبعث على اللل والسأم ‪ ...‬كنا مموعة كبية من الفتيان ف الجرة نيا حياة ل‬
‫جدة فيها ول طرافة وإنا حياة رتيبة ‪ ...‬دروس ملة تفرض علينا فرضًا وتعاليم السيحية تصب‬
‫ف رؤوسنا على غي شرح أو إقناع ‪ ،‬وليس أمامنا إل أن نستظهر تلك الدروس وإل فالعقاب‬
‫الليم ينتظرنا فضلً عن صحبة غي طيبة من الشباب الستهتر وحياة ل آلفها ول أعتدها‪،‬‬

‫‪387‬‬
‫المر الذي يناقض تكوين ونفسي وتربيت ما دعان للكتابة إل أب أستعطفه وأرجوه أن يأت‬
‫ليخرجنا من هذا الكان وأقول له ف خطاب‪ :‬يا والدي‪ ،‬إن أحبك ‪ ...‬حرام عليك ! أهكذا‬
‫تتركنا وتدعنا وتلقي بنا ف هذا الصي ‪ ...‬وأيًا كانت الحوال فأنا ابنك وأحبك ‪ .‬ويتابع‬
‫البن إرسال خطاباته إل أبيه مستغيثًا مستعطفًا إياه ولكن دون جدوى !‬

‫وتزداد معاناة الفت فيفاجأ بعد معاناته السابقة طيلة ستة أشهر بتقرير من مطرانية بن سويف‬
‫بترحيله إل بن مزار ف مافظة النيا إل مكان يعرف ببيت النعمة وشهرته عند السلمي‬
‫( مدرسة القباط العدادية الشتركة ) كما يقول صاحبنا‪.‬‬

‫ويواصل حديثه عن بيت النعمة فيقول‪ :‬وهناك ف (بيت النعمة) الذي كان ف القيقة (بيت‬
‫النقمة) شربت الر ألوانا وعشت الصب أشجانًا‪ ،‬وصرت أذكر أيام العاناة ف بن سويف بكل‬
‫خي ‪ ،‬فقد كانت أيامي فيها نعيمًا قياسًا على أيامي الت قضيتها ف (بيت النعمة) ‪ ...‬وال‬
‫الذي ل إله غيه كلما ذكرت أيامي ف بن مزار ف (بيت النعمة) شعرت بآثار السياط تلهب‬
‫ظهري وترهق كاهلي ! لشدة ما كانت عليه العجوز اليزبون من قسوة ف معاملتنا ‪ .‬إذ‬
‫حرمها ال من كل مسحة جال ونعتّها بكل ما هو قاسٍ وقبيح ‪ ...‬إنا ميفة مرعبة ‪ ،‬فهي‬
‫تتعامل مع الشباب بالسياط الامية‪ ،‬لقد كانت تطاردنا ف أرجاء البيت بعصاها الغليظة حت‬
‫كان شباب هذا البيت يتبئون تت السرة وخلف البواب خوفًا من عقابا ول يكن غريبًا‬
‫أن تراقبنا ساعة تناول الطعام وتلحقنا بأوامرها ول يكن غريبًا أن تأمر الفرد منا أن ينهض‬
‫ويترك الطعام دون أن يشبع إذللً له وإهانة لكرامته ‪ ،‬أما أخت فقد قصوا لا شعرها‬
‫وأخبوها أنا ستتزوج قسًا رغما عنها عندما تبلغ الامسة عشرة ‪ ،‬وأتساءل ف حية وضجر‬
‫إل مت سأظل على هذا العذاب ؟ فتكون الجابة‪ :‬إل أن توت ! … لن ترى والدك ول‬
‫أحد أفراد أسرتك ول أحبابك إل أن توت !‬

‫ومضت الشهور ‪ -‬كما يقول الفت‪ -‬شهرًا تلو شهر ‪ ،‬وعاودت الكتابة إل أب مستجيًا به‬
‫أستعطفه لينقذن من هذا الكرب الذي كنت أعيش فيه ولكن دون جدوى ما جعلن أكتب‬
‫‪388‬‬
‫إليه ذات مرة داعيًا عليه ‪ ،‬وقلت ف رسالت إليه ذات مرة فلينتقم ال منك ! وأصابن الرض‬
‫والزال‪ ،‬وبلغ التعب والرق ب مبلغه وغايته‪ ،‬وكان الوقت ير ثقيلً ف صحبة فتية ما ساءت‬
‫أحوالم واستحقوا التأديب والعقاب من الكنيسة ‪ ،‬فمنهم من أسلم أبوه ومنهم من أسلمت‬
‫أمه ومنهم من هو مطلوب لثأر ف الصعيد ويتوافد الزوار على هذا البيت الذي نسكن فيه ‪،‬‬
‫ويشاهدون ما نن عليه من شقاء وعنت‪ ،‬وكأننا ملوقات عجيبة ف حديقة اليوان‪ ،‬يتسلى‬
‫الناس بشاهدتا‪ ،‬ومرت ستة شهور‪ ،‬وأنا ف هذا العذاب‪ ،‬وعاودت الكتابة إل أب أتوسل إليه‬
‫أن يأت ليشاهدن ولو مرة واحدة‪ ،‬ول يكن من المكن أن نفر من هذا البيت ول سبيل‬
‫للنجاة من هذا العذاب؛ لن حراسته كانت شديدة ‪ ،‬ول يكن من المكن أن ينجح أحد ف‬
‫اقتحام الصعوبات الفروضة للحراسة حت لو نح أحد ف اختراق الراسة فإن ماولة غي‬
‫مأمونة العواقب ويكن المساك به وإعادته مرة أخرى‪ ،‬ليلقى مزيدًا من العذاب ولكن‬
‫إلاحي ف الكتابة إل والدي دفعه لزيارتنا وما أن جاء لزيارتنا ورأى الصورة الت كنت عليها‬
‫من الزال والضعف وسوء حال ‪ ،‬حت احتضنن باكيًا المر الذي شجعن على الرتاء ف‬
‫حضنيه وتقبيل يديه وقدميه والستغاثة به ‪ ،‬لينقذن من العاناة الت كنت فيها‪ ،‬حت إن أخت‬
‫كانت معي ف نفس البيت ف الطابق العلى ول أتكن من رؤيتها طوال مدة وجودي فيه ‪،‬‬
‫ما رقق قلب أب فذهب إل رئيس البيت‪ ،‬وقال له‪ :‬لو سحت ‪ ،‬أريد أن أعود بالولدين‪ :‬عماد‬
‫وأخته ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬وحسبهما هذه الدة الت مكثوها عندكم ‪ ،‬فرد السؤول‪ :‬ل إن شاء‬
‫ال لن تأخذهم أبدًا أبدًا أبدًا‪ ،‬فقال له أب‪ :‬ما معن هذا ؟ فأجاب رئيس البيت‪ :‬لو أخذت‬
‫الولدين معك إل مدينتكم سوف يتعلقون بأمهم‪ ،‬وسيسبب هذا لك وللكنيسة إزعاجًا ل‬
‫داعي له‪ ،‬فأجابه الوالد بنبة قاطعة ‪ :‬أريد أولدي وإليكم الوراق التعلقة بذلك‪ ،‬وأصر‬
‫والدي على موقفه ‪ ،‬فرد السؤول ف نبة تدٍ‪ :‬ل‪ .‬لن نسلمك أولدك ( واخبط راسك ف‬
‫الدار ) واصنع ما بدا لك‪ ،‬فرد الوالد قائلً‪ :‬إذا سأخرج من هنا إل الحافظ وأشكو إليه‬
‫أمركم وأفضح أمركم على الل‪ ،‬فلما وجد السؤول ذلك الصرار من والد الفت رد عليه ف‬
‫غلظة وسلم الفت وأخته مضطرًا ‪ ،‬يقول الفت‪ :‬وفيما نن ف الطريق إل مدينتنا‪ ،‬سألت والدي‬
‫عن حال أمي‪ ،‬فقال ل‪ :‬يا بن‪ .‬إن أمك قد ماتت إثر حادث صدام بالسيارة ‪ ،‬وصدمها‬
‫‪389‬‬
‫خالك وقضت نبها‪ ،‬ويسقط ف يد الفت ويصدم صدمة نفسية عميقة يعاف معها الياة‪ ،‬إذا‬
‫ضاق بالياة ذرعًا بعد فراقها ويقول لبيه ف تساؤل حزين‪ :‬إذن لاذا نذهب إل مدينتنا‪ ،‬عد‬
‫بنا من حيث أتينا ‪ ،‬فما قيمة العودة دون أمل ف لقاء أمي والنس با ؟! وواصلنا السي حت‬
‫بلغنا مدينتنا‪.‬‬

‫وتضي اليام ويعود الفت وأخته إل بيت الوالد‪ ،‬ويستأنف الفت عمله ف متجر العائلة مع‬
‫أبيه‪ ،‬وبعد مضي أربعي يومًا‪ ،‬وبينما كان الفت ف متجر أبيه إذا بصوت سيدة تنادي من‬
‫جانب قريب‪ :‬يا عماد يا عماد ويدرك الفت على الفور بأنه صوت أمه ‪ ،‬فيسرع نوها ويرتي‬
‫ف أحضانا‪ ،‬ويوقن وقتها بأن أبيه قد أخفى القيقة عنه حت ل يفكر فيها‪ ،‬ول يعاود التصال‬
‫با‪ ،‬وتعطيه الم النون عنوانا‪ ،‬ويعود المل من جديد‪ ،‬يقول الفت‪ :‬وصرتُ أسي حثيثًا نو‬
‫النور ‪ ،‬وبعد أيام قليلة قمت بزيارتا فرحبت ب وغمرتن بعطفها وحبها وحنانا ورأيت‬
‫النضارة تعود إل وجهها من جديد‪ ،‬بعد أن عانت أشد العاناة ف بعدنا عنها‪ ،‬ولا عدت إل‬
‫بيت والدي استدعان أب وفاتن ف موضوع زواجه من جديد أملً أل يسبب هذا الوضوع‬
‫أي إزعاج ل فوافقته من فوري‪ ،‬ول أعارضه‪ ،‬وقلت له ‪ :‬إنا حياتك‪ ،‬وأنت ولك التصرف‬
‫وسعى أب لستخراج التصريح اللزم لذا الزواج حسب ما يقضي به الذهب الرثوذكسي ‪،‬‬
‫فذهب إل مطرانية القاهرة لذا الغرض وهناك رأى عجبًا فمن قائل له‪ :‬ل بد أن تدفع ‪200‬‬
‫جنيه وآخر يطلب ‪ 150‬جنيه لعمل تصريح الزواج وثالث يطلب ‪ 70‬جنيها لستخراج‬
‫التصريح‪ ،‬ولا حصل الب على التصريح له بالزواج تعهدته امرأة العم ‪ -‬وكانت امرأة‬
‫متعصبة للنصرانية تعصبًا أعمى تكره السلم والسلمي كراهية شديدة ‪ -‬فاختارت له زوجة‬
‫نصرانية متعصبة للنصرانية أيضًا‪ ،‬ودخل با ‪ -‬وكان فارق السن بينها وبي أب كبيًا‪-‬‬
‫وصارت معاملتها لنا تسوء يومًا بعد يومٍ‪ ،‬حت إنا شكتن إل أب ذات يوم قائلة له ‪ -‬زورًا‬
‫وبتانًا‪ :-‬هل تتخيل أن ابنك يرفع يده عليّ ؟ فغضب أب أشد الغضب واشتعلت ثورته فانال‬
‫عليّ ضربًا ل رحة فيه؛ من أجل إرضاء زوجته الصغية الدللة ما دفعن للعودة إل أمي ؛‬
‫لستعي منها بعض الكتب الت تساعدن على التعرف على السلم‪ ،‬ونصحتن أمي أن أقرأ‬

‫‪390‬‬
‫بعم ٍق وقالت ل‪ :‬يا بن‪ ،‬إنك ملم بتعاليم النصرانية‪ ،‬فأنت شاس داخل اليكل أرجو أن تقرأ‬
‫القرآن الكري بعمق وتعاود قراءة النيل وتطالع كتب السية ث تقارن بينها ‪ ....‬ولكنها‬
‫حذرتن أن يطلع أب على هذا المر ‪ ..‬أو تلك الكتب ؛ وإل فسيكون مصيي هو الوت !‬
‫فلما علم أب بترددي على أمي وزيارتا استدعان ذات مرة وجرى بين وبينه الوار التال‬
‫قائلً ل‪ :‬ما الب ؟ هل عاودت زيارة أمك ؟ فأجبته‪ :‬نعم عاودت زيارتا ؛ لنتقم منها لنا‬
‫خانت السيح ‪ ....‬فقال ل‪ :‬كيف ذلك ؟ فقلت له‪ :‬اصب وسترى ‪ -‬إن ال مع الصابرين ‪-‬‬
‫سوف أنتقم منها انتقامًا شديدًا ‪ ....‬ولا تدثت مع عمي ف هذا المر وقلت له ما قلت لب‬
‫أعجب ب كثيًا ورأيته متهللً وقال ل‪ :‬أحسنت ومضى يقول‪ :‬لقد أخبن القس ف الكنيسة‬
‫بأنه يتوقع لك مستقبلً باهرًا ‪ .‬وأنك ستصبح مع الترقي قسيسًا ف الكنيسة بعد عدة‬
‫سنوات ‪ ،‬وانتقم يا بن من أمك بالطريقة الت تلو لك ‪ ،‬فسررت كثيًا لقناعة أب وعمي با‬
‫قلت لم تبيرًا لزيارة أمي وكان ذلك تويهًا وبعثًا للمان ف نفسي ؛ حت أجد المان ف‬
‫البحث عن القيقة ومعرفة حقيقة السلم وبعد معاناة ف البحث والطلع والقارنة بي‬
‫مصادر السلم والنصرانية غمرن نور السلم وذقت مع مطالعة مصادره حلوة وطمأنينة‪ ،‬ل‬
‫أكن أجدها قبل السلم‪ .‬فعدت إل أمي وفاتتها ف أمر اعتناق السلم‪.‬‬

‫وقد ساعد الفت ف الوصول إل القناعة التامة بقبول السلم دينًا وجود مسجد قريب من‬
‫منل أمه الصالة فكان بتشجيع من والدته يارس فيه الشعائر الدينية من إقامة الصلة وقراءة‬
‫القرآن ومتابعة الذان ‪ .‬يقول الفت‪( :‬وصدق ال العظيم إذ يقول (أل بذكر ال تطمئن‬
‫القلوب) وكنت أقضي ناري عن والدت وأعود للمبيت ف بيت أب) ولا وصل الفت إل هذه‬
‫الدرجة العالية من اليقي بالق ف دين السلم وف شريعته الغراء ‪ ..‬قال‪ ( :‬فاتت أمي ف‬
‫رغبت ف اعتناق السلم وترك النصرانية‪ ،‬فوافقتن وهي فرحة‪ ،‬فأعلنت إسلمي على يد أمي‬
‫أول قبل الشروع ف اتاذ الجراءات الرسية ف إشهار إسلمي‪ ،‬وسحت ل بأن أتردد على‬
‫السجد‪ ،‬لداء الصلة‪ ،‬وقد عرف إمام السجد بقصت فكان يساعدن ف فهم قواعد السلم‬

‫‪391‬‬
‫وفقه العبادات ول سيما فقه الصلة ‪ ،‬وكان وشم الصليب ل يزال واضحا وجليا ف معظم‬
‫اليد ما كان يسبب ل حرجًا وعنتًا شديدين لن ل يعرف قصت‪.‬‬

‫ومن الواقف الت تعرض لا عماد للحرج الشديد خلل تردده على السجد الذكور ف حالته‬
‫الت كان عليها ‪ -‬كما يكي‪ -‬فيقول‪ :‬همت بالوضوء من مياه السجد ذات مرة وكشفت‬
‫عن ذراعي وفيما أرفعهما أثناء الوضوء إذا جاري السلم ‪-‬أثناء الوضوء‪ -‬يلمح وشم الصليب‬
‫ف يدي‪ .‬فقال ل‪ :‬ماذا تصنع ؟ فأجبته ملمحًا‪ :‬نسأل ال الداية‪ .‬فسكت ول يغضب‪ ،‬وترك‬
‫مكان الوضوء بانب ونأى عن واستكمل وضوءه‪ ،‬وف موقف آخر تعرضت لحراج شديد‪،‬‬
‫حيث أقيمتْ الصلة وكب المام تكبية الحرام كنت خلف المام ف الصف الول وبينما‬
‫أرفع يدي مع تكبية الحرام إذا بأحد الصلي من العامة يلمح وشم الصليب ف يدي فيلتفت‬
‫نوي ف غضب ويذبن من ملبسي ف قسوة يرجرن بعيدًا عن صفوف الصلي ويصب‬
‫عليّ جام غضبه ‪ ،‬وتنصبّ عليّ شتائمه وتديداته ويقول ل‪( :‬يادسيسة) جئت تتجسس على‬
‫السلمي‪ ،‬وقال ألفاظًا أخرى ل أذكرها ما أحزنن كثيًا ‪ ،‬ولول يقين ف السلم وقد شرح‬
‫ال صدري إليه لفتنت ف دين ‪ ،‬وكان شيخ السجد يعرف قصت فلما فرغ من الصلة عنف‬
‫الرجل وإن كان الرجل الاهل قد اعتذر إل بعد أن أشهرت إسلمي وقال ل‪( :‬أنت الن من‬
‫أهل النة) وكان هدف من ترددي على السجد أن أتزود من فقه السلم ولزداد يقينًا على‬
‫يد الشيخ‪ :‬حسي أحد عامر حت أتكن من مواجهة شدائد ما بعد إشهار إسلمي رسيًا ‪،‬‬
‫وصارحت والدت برغبت ف إعلن إسلمي رسيًا فقالت‪ :‬أختك من قبلك؛ لنا ستضيع ‪...‬‬
‫وقد تلقي عندهم ما تلقيه من شقاء وعنت إذا أسلمت وتركتها عندهم ‪ ،‬ما أشعرن‬
‫بالوف على أخت ودفعن لساعدتا على معرفة السلم وفهمه عسى ال أن يشرح صدرها‬
‫إليه وإن يهديها إل الدين الق دين السلم ملة إبراهيم ودين رسل ال وجيع أنبيائه‪.‬‬

‫وذات يوم تعود الفتاة من الكنيسة وهي تمل صورة ليلد السيح (حسب زعمهم) ‪ ،‬وكان‬
‫عمرها حينذاك ل ياوز الثن عشر ربيعًا فيسألا الفت الخ‪ :‬ماذا تملي ؟ فأجابت هذه‬

‫‪392‬‬
‫صورة للمسيح ف مذود البقر‪ ،‬ويعاود الفت سؤال أخته‪:‬وما هذا الذي حول الصورة ؟ ومن‬
‫هذا الذي ف الصورة ؟ فقالت‪ :‬ربنا ! ‪ ،‬ويدهش الفت ‪ ،‬ويواصل السؤال‪ :‬ومن هذا الذي‬
‫حوله ؟ فقالت‪ :‬بقر وحار وحيوانات أخرى‪ .‬ويسأل سؤالً أخر‪ :‬وأين ولد الرب ؟ فأجابت‪:‬‬
‫ف مذود البقر‪ ،‬فقال‪ :‬وما معن مذود البقر ؟ فقالت‪ :‬حظية حيوانات‪ ،‬فيد الفت‪ :‬وهل يليق‬
‫بالرب والله أن يولد ف حظية البهائم ؟ فقالت‪ :‬ل‪ .‬هذا تواضع منه كما علمتن العلمة ف‬
‫الكنيسة‪ ،‬فيعلق الفت‪ :‬هل التواضع من إله ‪ -‬ول الثل العلى‪ -‬أن يولد ف بيت متواضع أم ف‬
‫حظية حيوانات قذرة ؟ فإذا الخت تقول‪ :‬أنا أيضًا غي مقتنعة بذا النطق النصران وراغبة ف‬
‫السلم‪ ،‬وما لبثت الفتاة أن أعلنت إسلمها على يد أخيها ونطقت بالشهادتي ( أشهد ل إله‬
‫إل ال‪ ،‬وأشهد أن ممدا رسول ال) أمامه ث اتها إل الهات السؤولة ليعلنا إسلمهما معًا‬
‫وهناك وجدا أشد العاناة وتعرضا لختبارات كثية وبلء شديد حت سح لما باعتناق‬
‫السلم ‪ -‬كماي قول‪ ( : -‬مناقشات طويلة وضغوط من النصارى وتديدات وأسئلة ف فقه‬
‫السلم وعقيدته ‪ ،‬وتكنا بفضل ال وتوفيقه أن نتاز الختبارات بنجاح) ‪ ،‬وإن كانت‬
‫الناقشة قد طالت وأرهقته؛ لنا كانت شاقة وحادة وطويلة‪ ،‬وقد امتدت فترة العاناة العقلية‬
‫والنفسية ف رحلة فتانا من الشك إل اليقي خس سنوات كانت أصعب سني عمره وقد‬
‫صارت حياته بعد إسلمه تفيض بحبة السلم ‪.‬‬

‫يقول الفت‪( :‬ذات يوم وبعد إسلمي ‪ ،‬تقابلت أنا وأحد القساوسة‪ ،‬وكان معه شابان فقال ل‬
‫القس ف سخرية‪ :‬بعت دينك يا عماد مثل فلن‪ ،‬ويقصد بفلن هذا الرجل الذي باع دمه من‬
‫أجل الصول على لقمة العيش فرددت عليه قائلً‪ :‬هل تعلم أن البابا تزوج ؟ فقال على‬
‫الفور‪ :‬البابا ل يتزوج‪ ،‬فقلت‪ :‬سبحان ال البابا ل يتزوج والله يتزوج‪ ،‬عجبًا لك ترم هذا‬
‫المر على البابا وترضاه للله)‬

‫ويضي الفت قائلً‪( :‬تدثت مع أحد أفراد الكنيسة قلت له‪ :‬لاذا قدم السيح نفسه قربانا‬
‫لغفرة خطيئة آدم ول يقدم آدم نفسه بدلً عنها ؟! ولاذا كان عيسى عليه السلم مسؤول‬
‫دون غيه عن خطيئة آدم ‪ ،‬ومطالبًا بالتكفي عنها‪ ،‬وأين السؤولية الفردية ؟ أليس ضياعها ف‬
‫‪393‬‬
‫الجتمع دليلً على أنه يكم بشريعة الغاب ؟ ث أليس من العدل أن يي ال آدم ويأمره‬
‫بتقدي نفسه قربانا ؟ ولاذا يقدم عيسى نفسه قربانًا بل سبب وجيه ؟ ث من الذي أحيا السيح‬
‫بعد موته ؟ هل أحيا نفسه ؟ أم أحياه غيه ؟ وإن كان هذا عن طيب خاطر فمن ذا الذي‬
‫كان يصيح ويستغيث على الصليب ويقول‪( :‬إيلي إيلي لاذا شبقتن) أي‪ :‬إلي إلي لاذا‬
‫تركتن؟ سع ماوري هذا وبعدها فرّ هاربًا ول يع ّقبْ)‪.‬‬

‫ويكي الفت قائلً ‪ ( :‬تدثت مع أحد رجال الدين النصران‪ .‬قلت له‪ :‬أين أولدك حت أسلم‬
‫عليهم ( وهذا دون قصد من ) فقال‪ :‬أنا ليس عندي أطفال ول أنب‪ ،‬وبنظرة سريعة إل‬
‫عينيه الملوءتي بالدموع‪ ،‬استطرد فبدأ حديثه معي قائلً ‪ :‬الفرد منا يريد أن ينجب طفلً‬
‫ليحمل اسه ويكمل رسالته بعد موته ‪ ...‬نظرت ف وجهه وقلت‪ :‬سبحان ال هل ال ف‬
‫حاجة إل من يمل اسه أو يكمل رسالته وقرأت عليه قول ال تعال‪( :‬وقالوا اتذ الرحن‬
‫ولدًا (*) لقد جئتم شيئًا إدّا (*) تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتر البال هدًا‬
‫(*) أن دعوا للرحن ولدًا (*) وما ينبغي للرحن إن يتخذ ولدًا (*) إن كل من ف السماوات‬
‫والرض إل آت الرحن عبدا (*) لقد أحصاهم وعدهم عدًا (*) وكلهم آتيه يوم القيامة‬
‫فردًا )‪.‬‬

‫نقل عن كتاب‪ :‬قصة الفت النصران الذي اهتدى ‪( ..‬بتصرف يسي)‬

‫‪394‬‬
‫‪ -84‬سناء الفتاة الصرية النصرانية سابقا‬

‫تقول سناء الصرية تكي قصة اسلمها‪:‬‬


‫"نشأت كأي فتاة نصرانية مصرية على التعصب للدين النصران‪ ،‬وحرص والداي على‬
‫اصطحاب معهما إل الكنيسة صباح كل يوم أحد لقبل يد القس‪ ،‬وأتلو خلفه التراتيل‬
‫الكنسية‪ ،‬وأستمع إليه وهو ياطب المع ملقنا إياهم عقيدة التثليث‪ ،‬ومؤكدا عليهم بأغلظ‬
‫اليان أن غي السيحيي مهما فعلوا من خي فهم مغضوب عليهم من الرب‪ ،‬لنم – حسب‬
‫زعمه ‪ -‬كفرة ملحدة‪.‬‬

‫كنت أستمع إل أقوال القس دون أن أستوعبها‪ ،‬شأن شأن غيه من الطفال‪ ،‬وحينما أخرج‬
‫من الكنيسة أهرع إل صديقت السلمة للعب معها‪ ،‬فالطفولة ل تعرف القد الذي يزرعه‬
‫القسيس ف قلوب الناس‪.‬‬

‫كبت قليل‪ ،‬ودخلت الدرسة‪ ،‬وبدأت بتكوين صداقات مع زميلت ف مدرست الكائنة‬
‫بحافظة السويس‪ ..‬وف الدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الصال الطيبة الت تتحلى با‬
‫زميلت السلمات‪ ،‬فهن يعاملنن معاملة الخت‪ ،‬ول ينظرن إل اختلف دين عن دينهن‪ ،‬وقد‬
‫فهمت فيما بعد أن القرآن الكري حث على معاملة الكفار – غي الحاربي – معاملة طيبة‬
‫طمعا ف إسلمهم وإنقاذهم من الكفر‪ ،‬قال تعال ‪ { :‬ل ينهاكم ال عن الذين ل يقاتلوكم ف‬
‫الدين ول يرجوكم من دياركم أن تبوهم وتقسطوا إليهم إن ال يب القسطي}‪.‬‬

‫إحدى زميلت السلمات ربطتن با على وجه الصوص صداقة متينة‪ ،‬فكنت ل أفارقها إل‬
‫ف حصص التربية الدينية‪ ،‬إذ كنت – كما جرى النظام أدرس مع طالبات الدرسة النصرانيات‬
‫مبادئ الدين النصران على يد معلمة نصرانية‪ .‬كنت أريد أن أسأل معلمت كيف يكن أن‬
‫يكون السلمون – حسب افتراضات السيحيي – غي مؤمني وهم على مثل هذا اللق‬
‫الكري وطيب العشر؟ لكن ل أجرؤ على السؤال خشية إغضاب العلمة حت ترأت يوما‬
‫‪395‬‬
‫وسألت‪ ،‬فجاء سؤال مفاجأة للمعلمة الت حاولت كظم غيظها‪ ،‬وافتعلت ابتسامة صفراء‬
‫رستها على شفتيها وخاطبتن قائلة‪ " :‬إنك ما زلت صغية ول تفهمي الدنيا بعد‪ ،‬فل تعلي‬
‫هذه الظاهر البسيطة تدعك عن حقيقة السلمي كما نعرفها نن الكبار‪ ."..‬صمت على‬
‫مضض على الرغم من رفضي لجابتها غي الوضوعية‪ ،‬وغي النطقية‪.‬‬

‫وتنتقل أسرة أعز صديقات إل القاهرة‪ ،‬ويومها بكينا لل الفراق‪ ،‬وتبادلنا الدايا‬
‫والتذكارات ‪ ،‬ول تد صديقت السلمة هدية تعب با عن عمق وقوة صداقتها ل سوى‬
‫مصحف شريف ف علبة قطيفة أنيقة صغية‪ ،‬قدمتها ل قائلة‪ ":‬لقد فكرت ف هدية غالية‬
‫لعطيك إياها ذكرى صداقة وعمر عشناه سويا فلم أجد إلهذا الصحف الشريف الذي‬
‫يتوي على كلم ال"‪ .‬تقبلت هدية صديقت السلمة شاكرة فرحة‪ ،‬وحرصت على إخفائها‬
‫عن أعي أسرت الت ما كانت لتقبل أن تمل ابنتهم الصحف الشريف‪.‬‬

‫وبعد أن رحلت صديقت السلمة‪ ،‬كنت كلما تناهى إل صوت الؤذن‪ ،‬مناديا للصلة‪ ،‬وداعيا‬
‫السلمي إل الساجد‪ ،‬أعمد إل إخراج هدية صديقت وأقبلها وأنا أنظر حول متوجسة أن‬
‫يفاجأن أحد أفراد السرة‪ ،‬فيحدث ل مال تمد عقباه‪ .‬ومرت اليام وتزوجت من "شاس"‬
‫كنيسة العذارء مري‪ ،‬ومع متعلقات الشخصية‪ ،‬حلت هدية صديقت السلمة "الصحف‬
‫الشريف" وأخفيته بعيدا عن عين زوجي‪ ،‬الذي عشت معه كأي امرأة شرقية وفية وملصة‬
‫وأنبت منه ثلثة أطفال‪ .‬وتوظفت ف ديوان عام الحافظة‪ ،‬وهناك التقيت بزميلت مسلمات‬
‫متحجبات‪ ،‬ذكرنن بصديقت الثية‪ ،‬وكنت كلما عل صوت الذان من السجد الجاور‪،‬‬
‫يتملكن إحساس خفي يفق له قلب‪ ،‬دون أن أدري لذلك سببا مددا‪ ،‬إذ كنت ل أزال غي‬
‫مسلمة‪ ،‬ومتزوجة من شخص ينتمي إل الكنيسة بوظيفة يقتات منها‪ ،‬ومن مالا يطعم أسرته‪.‬‬

‫وبرور الوقت‪ ،‬وبحاورة زميلت وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر ف حقيقة‬
‫السلم والسيحية‪ ،‬وأوازن بي ما أسعه ف الكنيسة عن السلم والسلمي‪ ،‬وبي ما أراه‬
‫وألسه بنفسي‪ ،‬وهو ما يتناقض مع أقوال القسس والتعصبي النصارى‪ .‬بدأت أحاول التعرف‬
‫‪396‬‬
‫على حقيقة السلم‪ ،‬وأنتهز فرصة غياب زوجي لستمع إل أحاديث الشايخ عب الذاعة‬
‫والتلفاز‪ ،‬علي أجد الواب الشاف لا يعتمل ف صدري من تساؤلت حيى‪ ،‬وجذبتن تلوة‬
‫الشيخ ممد رفعت‪ ،‬والشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكري‪ ،‬وأحسست وأنا أستمع‬
‫إل تسجيلتم عب الذياع أن ما يرتلنه ل يكن أن يكون كلم بشر‪ ،‬بل هو وحي إلي‪.‬‬
‫وعمدت يوما أثناء وجود زوجي ف الكنيسة إل دولب‪ ،‬وبيد مرتعشة أخرجت كني الغال‬
‫"الصحف الشريف" فتحته وأنا مرتبكة‪ ،‬فوقعت عيناي على قوله تعال‪ { :‬إن مثل عيسى عند‬
‫ال كمثل آدم خلقه من تراب ث قال له كن فيكون } ‪ .‬ارتعشت يدي أكثر وصببت وجهي‬
‫عرقا‪ ،‬وسرت ف جسمي قشعريرة‪ ،‬وتعجبت لن سبق أن استمعت إل القرآن كثي ف‬
‫الشارع والتلفاز والذاعة‪ ،‬وعند صديقات السلمات‪ ،‬لكن ل أشعر بثل هذه القشعريرة الت‬
‫شعرت با وأنا أقرأ من الصحف الشريف مباشرة بنفسي‪ .‬همت أن أواصل القراءة إل أن‬
‫صوت أزيز مفاتح زوجي وهو يفتح باب الشقة حال دون ذلك‪ ،‬فأسرعت وأخفيت‬
‫الصحف الشريف ف مكانه المي‪ ،‬وهرعت لستقبل زوجي‪.‬‬

‫وف اليوم التال لذه الادثة ذهبت إل عملي‪ ،‬وف رأسي ألف سؤال حائر‪ ،‬إذ كانت الية‬
‫الكرية الت قرأتا قد وضعت الد الفاصل لا كان يؤرقن حول طبيعة عيسى عليه السلم‪،‬‬
‫أهو ابن ال كما يزعم القسيس – تعال ال عما يقولون ‪ -‬أم أنه نب كري كما يقول القرآن؟‬
‫فجاءت الية لتقطع الشك باليقي‪ ،‬معلنة أن عيسى‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬من صلب آدم‪ ،‬فهو إذن‬
‫ليس ابن ال‪ ،‬فال تعال { ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد } ‪ .‬تساءلت ف نفسي عن‬
‫الل وقد عرفت القيقة الالدة‪ ،‬حقيقة أن "ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال"‪ .‬أيكن أن‬
‫أشهر إسلمي؟ وما موقف أهلي من‪ ،‬بل ما موقف زوجي ومصي أبنائي؟ طافت ب كل هذه‬
‫التساؤلت وغيها وأنا جالسة على مكتب أحاول أن أؤدي عملي لكن ل أستطع‪ ،‬فالتفكي‬
‫كاد يقتلن‪ ،‬واتاذ الطوة الول أرى أنا ستعرضن لخطار جة أقلها قتلي بواسطة الهل أو‬
‫الزوج والكنيسة‪ .‬ولسابيع ظللت مع نفسي بي دهشة زميلت اللت ل يصارحنن بشيء‪ ،‬إذ‬
‫تعودنن عاملة نشيطة‪ ،‬لكنن من ذلك اليوم ل أعد أستطيع أن أنز عمل إل بشق النفس‪.‬‬

‫‪397‬‬
‫وجاء اليوم الوعود‪ ،‬اليوم الذي تلصت فيه من كل شك وخوف وانتقلت فيه من ظلم‬
‫الكفر إل نور اليان‪ ،‬فبينما كنت جالسة ساهة الفكر‪ ،‬شاردة الذهن‪ ،‬أفكر فيما عقدت‬
‫العزم عليه‪ ،‬تناهي إل سعي صوت الذان من السجد القريب داعيا السلمي إل لقاء ربم‬
‫وأداء صلة الظهر‪ ،‬تغلغل صوت الذان داخل نفسي‪ ،‬فشعرت بالراحة النفسية الت أبث‬
‫عنها‪ ،‬وأحسست بضخامة ذنب لبقائي على الكفر على الرغم من عظمة نداء اليان الذي‬
‫كان يسري ف كل جواني‪ ،‬فوقفت بل مقدمات لهتف بصوت عال بي ذهول زميلت‪:‬‬
‫"أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن ممدا عبده ورسوله"‪ ،‬فاقبل علي زميلت وقد تين من‬
‫ذهولن‪ ،‬مهنئات باكيات بكاء الفرح‪ ،‬وانرطت أنا أيضا معهن ف البكاء‪ ،‬سائلة ال أن يغفر‬
‫ل ما مضى من حيات‪ ،‬وأن يرضى عن ف حيات الديدة‪.‬‬

‫كان طبيعيا أن ينتشر خب إسلمي ف ديوان الحافظة‪ ،‬وأن يصل إل أساع زملئي وزميلت‬
‫النصارى‪ ،‬اللوات تكفلن‪ -‬بي مشاعر سخطهن ‪ -‬بسرعة إيصاله إل أسرت وزوجي‪ ،‬وبدأن‬
‫يرددن عن مدعي أن وراء القرار أسباب ل تفى‪ .‬ل آبه لقوالن الاقدة‪ ،‬فالمر الكثر أهية‬
‫عندي من تلك التخرصات‪ :‬أن أشهر إسلمي بصورة رسية‪ ،‬كي يصبح إسلمي علنا‪،‬‬
‫وبالفعل توجهت إل مديرية المن حيث أنيت الجراءات اللزمة لشهار إسلمي‪ .‬وعدت‬
‫إل بيت لكتشف أن زوجي ما إن علم بالب حت جاء بأقاربه وأحرق جيع ملبسي‪،‬‬
‫واستول على ما كان لدي من موهرات ومال وأثاث‪ ،‬فلم يؤلن ذلك‪ ،‬وإنا تألت لطف‬
‫أطفال من قبل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط علي للعودة إل ظلم الكفر‪ ..‬آلن مصي‬
‫أولدي‪ ،‬وخفت عليهم أن يتربوا بي جدران الكنائس على عقيدة التثليث‪ ،‬ويكون مصيهم‬
‫كأبيهم ف سقر‪ ..‬رفعت ما اعتمل ف نفسي بالدعاء إل ال أن يعيد إل أبنائي لتربيتهم تربية‬
‫إسلمية‪ ،‬فاستجاب ال دعائي‪ ،‬إذ تطوع عدد من السلمي بإرشادي للحصول على حكم‬
‫قضائي بضانة الطفال باعتبارهم مسلمي‪ ،‬فذهبت إل الحكمة ومعي شهادة إشهار‬
‫إسلمي‪ ،‬فوقفت الحكمة مع الق‪ ،‬فخيت زوجي بي الدخول ف السلم أو التفريق بينه‬
‫وبين‪ ،‬فقد أصبحت بدخول ف السلم ل أحل لغي مسلم‪ ،‬فأب واستكب أن يدخل ف دين‬

‫‪398‬‬
‫الق‪ ،‬فحكمت الحكمة بالتفريق بين وبينه‪ ،‬وقضت بقي ف حضانة أطفال باعتبارهم‬
‫مسلمي‪ ،‬لكونم ل يبلغوا اللم‪ ،‬ومن ث يلحقون بالسلم من الوالدين‪.‬‬

‫حسبتُ أن مشكلت قد انتهت عند هذا الد‪ ،‬لكن فوجئت بطاردة زوجي وأهلي أيضا‪،‬‬
‫بالشاعات والقاويل بدف تطيم معنويات ونفسيت‪ ،‬وقاطعتن السر النصرانية الت كنت‬
‫أعرفها‪ ،‬وزادت على ذلك بأن سعت هذه السر إل بث الشاعات حول بدف تلويث‬
‫سعت‪ ،‬وتويف السر السلمة من مساعدت لقطع صلتهن ب‪ .‬وبالرغم من كل الضايقات‬
‫ظللت قوية متماسكة‪ ،‬مستمسكة بإيان‪ ،‬رافضة كل الحاولت الرامية إل ردت عن دين‬
‫الق‪ ،‬ورفعت يدي بالدعاء إل مالك الرض والسماء‪ ،‬أن ينحن القوة لصمد ف وجه كل‬
‫ما يشاع حول‪ ،‬وأن يفرج كرب‪ .‬فاستجاب ال دعائي وهو القريب الجيب‪ ،‬وجاءن الفرج‬
‫من خلل أرملة مسلمة‪ ،‬فقية الال‪ ،‬غنية النفس‪ ،‬لا أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة‬
‫زوجها‪ ،‬تأثرت هذه الرملة السلمة للظروف النفسية الت أحياها‪ ،‬وتلكها العجاب والكبار‬
‫لصمودي‪ ،‬فعرضت علي أن تزوجن بابنها الوحيد "ممد" لعيش وأطفال معها ومع بناتا‬
‫الربع‪ ،‬وبعد تفكي ل يدم طويل وافقت‪ ،‬وتزوجت ممدا ابن الرملة السلمة الطيبة‪ .‬وأنا‬
‫الن أعيش مع زوجي السلم "ممد" وأولدي ‪ ،‬وأهل الزوج ف سعادة ورضا وراحة بال‪،‬‬
‫على الرغم ما نعانيه من شظف العيش‪ ،‬وما نلقيه من حقد زوجي السابق‪ ،‬ومعاملة أسرت‬
‫السيحية‪ .‬ول أزال بالرغم ما فعلته عائلت معي أدعو ال أن يهديهم إل دين الق ويشملهم‬
‫برحته مثلما هدان وشلن برحته‪ ،‬وما ذلك علي ال – سبحانه وتعال – بعزيز‪.‬‬

‫سناء ‪ -‬مصر حرسها ال بالسلم‬


‫الصدر‪ :‬كتاب (العائدون إل ال) للشيخ ممد بن عبد العزيز السند‬

‫‪399‬‬
‫‪-85‬سوسن هندي الفتاة الصرية النصرانية سابقا‬

‫قصت مع اليان قصة طويلة هي مشوار العمر كله ‪ ،‬فمنذ كنت طفلة صغية ل أعي شيئا من‬
‫حول ‪ ،‬وبدأت أتعرف على الشياء ‪ ،‬وجدتن مدفوعة بنهم للطلع والقراءة ف كل أنواع‬
‫العرفة ‪ ،‬وكانت البداية قراءات وحوارات ولقاءات متعددة انتهت ب إل إشهار إسلمي‪ .‬هذا‬
‫ما أكدته سوسن هندي الت كانت إل وقت قريب فتاة نصرانية شديدة التعصب لعقيدتا قبل‬
‫أن تعلن إسلمها‪ .‬قالت ‪ :‬إنن نشأت ف أسرة مسيحية وكنت البنة الوحيدة بي أربعة أشقاء‬
‫من الذكور ولذا كنت مدللة للغاية وتعلقت بالسلم منذ الصغر قبل أن أصل لرحلة التفكي ‪،‬‬
‫ففي الرحلة البتدائية كنت السيحية الوحيدة ف الفصل إل جانب مسيحي آخر ‪ ،‬وكنت‬
‫أحرص على حضور درس الدين السلمي مع زميلت وكان مدرس اللغة العربية بأسلوبه‬
‫الحبب إلينا وشرحه البسط يأسرن با يرويه عن السلم ‪ ،‬وف الرحلة العدادية كنت‬
‫أحرص على استعارة كتاب الدين السلمي القرر وب شغف شديد لستيعاب كل ما فيه ‪،‬‬
‫كذلك كان حال ف الرحلة الثانوية ‪ ،‬وكان كتاب ( عبقرية عمر ) للستاذ ممود العقاد‬
‫الذي كان مقررا علينا ف الرحلة الثانوية ‪ ،‬نقطة تول ف تفكيي‪ .‬وتضيف سوسن ‪ :‬إنه‬
‫رغم تشبث أب بسيحيته وتردده على الكنيسة إل أن مكتبته الاصة بنلنا با عدد كبي من‬
‫الكتب السلمية وكنت أتسلل إل الكتبة ف غيبته لشبع نمي للطلع الجرد بل هدف ‪،‬‬
‫وبالتدريج تكونت لدي الرغبة ف الزيد من البحث عن الجهول بالنسبة ل من أجل العلم‬
‫والعرفة‪ .‬ف هذه الرحلة كنت مسيحية شديدة التعصب مواظبة على التردد على الكنيسة ‪،‬‬
‫وكنت أشعر بالغية على عقيدت وهي تتضاءل أمام السلم ‪ ،‬وكنت أتن أن أرى ـ وقتها‬
‫ـ ف عقيدت السيحية من القيم والبادئ القوية ف العقيدة والشريعة والسلوك ما هو موجود‬
‫ف السلم ‪ ،‬وكان كل هي أن أستوعب " عبقرية عمر " القرر علينا رغبة ف الصول على‬
‫درجة كبية ف اللغة العربية الت أعشقها وحت يتسن ل اللتحاق بقسم اللغة العربية بكلية‬
‫الداب ‪ ،‬ول أكن أدري أن هذا القسم ل يلتحق به إل السلم أو السلمة وشخصية عمر بن‬
‫الطاب ـ رضي ال عنه ـ أذهلتن ‪ ،‬وقد كان عليّ ـ رضي ال عنه ـ مقا عندما قال ‪:‬‬

‫‪400‬‬
‫[ عقمت المهات أن يلدن مثل عمر ] ‪ ،‬لقد أرسى أبو بكر الصديق ـ رضي ال عنه الدولة‬
‫السلمة سياسيا لكن عمر أرساها سياسيا وفكريا معا‪ .‬وتضي سوسن هندي قائلة ‪ :‬ول تكن‬
‫أسرت تشعر بشيء بل كان والدي ل يرى مانعا من مطالعت للكتب السلمية لزيادة‬
‫العلومات ل أكثر ‪ ،‬كان هناك إنسان واحد يس ب وبيت ‪ ،‬قس شاب متفتح حر‬
‫التفكي ‪ ،‬كان يقول ل ‪ ( :‬أنت ملزمة با ترين ولست بلزمة بنصوص النيل الت تقلقك ‪،‬‬
‫إن أراك باحثة عن القيقة )‪ .‬وعندما علم بزن لعدم التحاقي بقسم اللغة العربية ‪ ،‬أشار علي‬
‫بقسم التاريخ ‪ ،‬وقال ل ‪ ( :‬ستجدين ف التاريخ ما تبحثي عنه ) كان هذا القس يمل‬
‫ليسانس آداب قسم تاريخ‪ .‬توف القس ‪ ،‬وكم حزنت على وفاته ‪ ،‬فلم أشك لظة واحدة ف‬
‫أنه مؤمن يكتم إيانه ‪ ،‬وزاد حزن أن القس الذي حل مله ‪ ،‬كان على عكسه تاما ‪ ،‬وكان‬
‫يضيق بحاورت له ‪ ،‬وما أكثر ما قال ل ‪ :‬إنك تفسدين زميلتك الشابات ف الكنيسة‪.‬‬
‫فقدت الثقة ف النيل وعندما التحقت بالامعة ‪ ..‬حلت معي فكرا قلقا بالنسبة لسيحيت‬
‫وفقدت الثقة ف الناجيل وشروحها الكثية ولكنها على طرف نقيض ‪ ،‬ولكن ل أكتمكم‬
‫سرا حي أقول ‪ :‬إن النيل كان عاملً مساعدا ل على إشهار إسلمي وطالا وضعته أمام‬
‫القرآن الكري ف إطار القارنة فأحسست بأن ل وجه للمقارنة‪ .‬وتضيف ‪ :‬كان الوار بين‬
‫وبي الشباب السلم داخل الامعة على أشده ولكن بروح سحة ‪ ،‬وما أن ينتهي الوار حت‬
‫نعود أصدقاء ‪ .‬وف السنة الخية قررت أن يكون حواري مع أستاذ بالكلية ‪ ،‬هذا الستاذ‬
‫كان على بينة من دينه ف غي تعصب ‪ .‬وقبل امتحان السنة النهائية ‪ ،‬فاجأت الستاذ بعزمي‬
‫على الدخول ف السلم عن اقتناع تام ‪ ،‬ودهشت عندما طلب من أن أتريث حت أنتهي من‬
‫المتحان ‪ ،‬لكن أصررت على موقفي‪ .‬وغادرت منل لعيش ف ضيافة أسرة إحدى زميلت‬
‫حت استطعت إشهار إسلمي ‪ ،‬جن جنون أسرت الت فقدت كل أمل ف أن أعود إليها ‪،‬‬
‫وأبلغوا عن أنن مطوفة ‪ ،‬ولكنن ذهبت إل الجهزة الختصة وكتبت إقرارا بأنن لست‬
‫متطفة‪ .‬تزوجت مسلما وتقول سوسن هندي ‪ :‬تزوجت شابا مسلما ملتزما من الذين كنت‬
‫أحاورهم ف الامعة ول تتعد أو تتجاوز علقت به حدود الوار ‪ ،‬ولكن ما إن علم بإعلن‬
‫إسلمي حت بادر بالتقدم لطبت وقبلت على الفور ‪ ،‬وكنت أعرف فيه دماثة اللق وهدوء‬
‫‪401‬‬
‫الطبع بالضافة إل استقامته والتزامه بدينه ‪ ،‬قد رحبت أسرته ب ترحيبا شديدا وأحسست‬
‫بأنن ف أمان بي هذه السرة الؤمنة ‪ ،‬وحاولت وكنت أود أن تكون هناك صلة بين وبي‬
‫أسرت ‪ ..‬فال سبحانه وتعالـى يقول ف مكم التنيل ‪ { :‬وإن جاهداك على أن تشرك بـي‬
‫ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما ف الدنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إلّ ‪} ..‬‬
‫حاولت أن أكون على هذا الثال ولكن بل جدوى‪ .‬و قد رأى زوجي أن أبدأها بالزيارة ‪،‬‬
‫وبالفعل قمت بزيارة أب إل أنه رفض هذه الزيارة ‪ ،‬ونصحن بعدم زيارة أمي وأخوت‪.‬‬
‫وأخيا تقول ‪ :‬المد ل أنا الن ربة بيت أبث عن عمل يليق ب حيث أعيش مع زوجي‬
‫وابنتّ أساء وإسراء وأكتب ف بعض الجلت والصحف الدينية وشغلي الشاغل حاليا أن‬
‫يظهر أول كتاب ل وهو " قصت مع السلم"‪.‬‬

‫‪-86‬الطفل المريكي ألكساندرفريتز‬

‫أحضرت له أمه كتبا عن كل الديان وبعد قراءة متفحصة‪ ,‬قرر أن يكون مسلما قبل أن‬
‫يلتقي بسلم واحد‪.‬‬
‫يقول الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ":‬كل مولود يولد على الفطرة‪ ,‬فأبواه يهودانه أو ينصرانه‬
‫أو يجسانه"‪ .‬وقصة اليوم ما هي إل مصداق لذا الديث الشريف‪.‬‬
‫فقد ولد ألكساندر فرتز لبوين مسيحيي ف عام ‪1990‬م‪ .‬وقررت أمه منذ البداية أن‬
‫تتركه ليختار دينه بعيدا عن أي تأثيات عائلية أو اجتماعية‪ .‬وما أن تعلم القراءة والكتابة حت‬
‫أحضرت له كتبا عن كل الديان السماوية و غي السماوية‪ .‬وبعد قراءة متفحصة‪ ,‬قرر‬
‫ألكساندر أن يكون مسلما! وقد شغف حبا بذا الدين لدرجة أنه تعلم الصلة‪ ,‬وتعرف على‬
‫كثي من الحكام الشرعية‪ ,‬وقرأ التاريخ السلمي‪ ,‬وتعلم الكثي من الكلمات العربية‪ ,‬وحفظ‬
‫بعض السور‪ ,‬وتعلم الذان‪ .‬كل هذا بدون أن يلتقي بسلم واحد!‬

‫‪402‬‬
‫وبناء على قراءاته قرر أن يكون اسه الديد "ممد عبد ال تيمنا بالرسول الذي أحبه منذ‬
‫نعومة أظفاره‪" .‬ابتدأن هو بالسؤال هل أنت حافظ؟" قالا بالعربية! ‪ -‬قلت له ل‪ ,‬وأحسست‬
‫بيبة أمله‪.‬‬
‫تابع يقول "ولكنك مسلم وتعرف العربية أليس كذلك"؟‪.‬‬
‫وأمطرن بأسئلة عديدة "هل حججت؟" "هل قمت بأداء العمرة؟" "كيف تصل على ملبس‬
‫الحرام؟"هل هي مكلفة؟" هل بإمكان شراؤها هنا أم يبيعونا ف السعودية فقط؟"‪ .‬ما هي‬
‫الصعوبات الت تعان منها كونك مسلما ف جو غي إسلمي؟ "‪.‬‬
‫لقد توقعت أن يذكر أشياء تتعلق بزملئه أو مدرسيه‪ ,‬أشياء تتعلق بأكله أو شربه‪ ،‬أو بالطاقية‬
‫البيضاء الت يرتديها‪ ،‬أشياء تتعلق بالغترة الت يلفها على رأسه على الطريقة اليمنية‪ ,‬أو بوقوفه‬
‫مؤذنا ف الديقة العامة قبل أن يصلي‪ ,‬ولكن جوابه كان غي متوقع وكان هادئا ومزوجا‬
‫بالسرة "تفوتن بعض الصلوات ف بعض الحيان بسبب عدم معرفت بالوقات‬
‫ما هو الشيء الذي جذبك للسلم؟ لاذا اخترت السلم دون غيه؟‬
‫‪-‬سكت لظة ث أجاب "ل أدري‪ ,‬كل ما أعرفه أنن قرأت عنه وكلما زادت قراءت أحببته‬
‫أكثر"‪.‬‬
‫هل صمت رمضان؟‪.‬‬
‫ل والمد ل‪ ,‬وهي الرة الول الت أصوم‬ ‫‪ -‬ابتسم وقال نعم لقد صمت رمضان الاضي كام ً‬
‫فيها‪ ,‬لقد كان صعبا وخاصة ف اليام الول"‪ .‬ث أردف "لقد تدان والدي أنن لن أستطيع‬
‫الصيام‪ ,‬ولكن صمت ول يصدق ذلك"‪.‬‬
‫ما هي أمنيتك؟‪ - .‬فأجاب بسرعة "عندي العديد من المنيات‪ ,‬أتن أن أذهب إل مكة‬
‫الكرمة وأقبل الجر السود" ‪.‬‬
‫"لقد لحظت اهتمامك الكبي بالج‪ ,‬هل هناك سبب لذلك؟"‪.‬‬
‫_ تدخلت أمه و لول مرة لتقول "إن صور الكعبة تل غرفته‪ ,‬بعض الناس يظن أن ما ير به‬
‫الن هو نوع من اليال‪ ,‬نوع من الغامرة الت ستنتهي يوما ما‪ ,‬ولكنهم ل يعرفون أنه ليس‬
‫جادا فقط‪ ,‬بل إن إيانه عميق لدرجة ل يسها الخرون‪ .‬علت البتسامة وجه ممد عبد ال‬
‫‪403‬‬
‫و هو يرى أمه تدافع عنه‪ ,‬ث أخذ يشرح لا الطواف حول الكعبة وكيف أن الج هو مظهر‬
‫من مظاهر التساوي بي الناس كما خلقهم ربم بغض النظر عن اللون والنس والغن والفقر‪.‬‬
‫ث استطرد قائلً‪ :‬إنن أحاول جع ما يتبقى من مصروف السبوعي لكي أتكن من الذهاب إل‬
‫مكة الكرمة يوما ما‪ ,‬لقد سعت أن الرحلة ستكلف قريبا من ‪ 4‬آلف دولر‪ ,‬ولدي الن‬
‫‪ 300‬دولر"‪..‬علقت أمه قائلة ف ماولة لنفي أي تقصي من طرفها ‪:‬ليس عندي أي مانع‬
‫من ذهابه إل مكة ولكن ليس لدينا الال الكاف لرساله ف الوقت الال‬
‫‪ .‬ما هي أمنياتك الخرى؟‪.‬‬
‫‪ -‬أتن أن تعود فلسطي للمسلمي‪ ,‬فهذه أرضهم وقد اغتصبها السرائيليون منهم‪ .‬نظرت‬
‫إليه أمه مستغربة فأردف موحيا أن هناك نقاشا سابقا بينه وبي أمه حول هذا الوضوع‪ :‬أمي‪,‬‬
‫أنت ل تقرئي التاريخ‪ ,‬إقرئي التاريخ‪ ,‬لقد ت اغتصاب فلسطي‪.‬‬
‫و هل لديك أمنيات أخرى؟‪.‬‬
‫أمنيت أن أتعلم اللغة العربية و أحفظ القرآن الكري‪.‬‬
‫ماذا تريد أن تصبح ف الستقبل؟‪.‬‬
‫‪ -‬أريد أن أصبح مصورا لنقل الصورة الصحيحة عن السلمي‪ .‬لقد شاهدت الكثي من‬
‫الفلم الت تشوه صورة السلمي‪ ,‬كما شاهدت العديد من الفلم اليدة عن السلم والت‬
‫أصدرها أشخاص أعتبهم مثلي العلى وقد اعتنقوا السلم ف الستينيات‪ .‬وسأقوم بدراسة‬
‫السلم ف جامعة أكسفورد‪ ,‬لقد قرأت أن لديهم برناما جيدا ف الدراسات السلمية‪.‬‬

‫هل تود أن تدرس ف العال السلمي؟‪ .‬فأجاب بالتأكيد‪ ,‬خاصة ف الزهر‪.‬‬


‫تدخلت أمه لتقول "هل شاهدت فيلم اللوك الثلثة؟" إنه فيلم عن حرب الليج‪ ,‬إنه فيلم رائع‪.‬‬
‫و هنا أعرب ممد عن امتعاضه قائلً " إنه فيلم سيئ‪ ,‬ل أحبه على الطلق" و هنا أردفت‬
‫أمه قائلة ‪ :‬إنه ل يبه لن النود المريكيي قاموا بقتل بعض السلمي بدون سبب‪ ,‬ولكنه‬
‫فيلم جيد بشكل عام!‪.‬‬
‫هل تد صعوبة ف مال الكل؟ و كيف تتفادى لم النير؟‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫"النير حيوان وسخ جدا‪ ,‬أنا استغرب كيف يأكلون لمه‪ ,‬أهلي يعلمون أن ل آكل لم‬
‫النير لذلك ل يقدمونه ل‪ ,‬وإذا ذهبنا إل مطعم فإنن أخبهم أن ل آكل لم النير‪ .‬هل‬
‫تصلي ف الدرسة؟‪ .‬نعم‪ ,‬وقد اكتشفت مكانا سريا ف الكتبة أصلي فيه كل يوم‪ .‬وحان‬
‫وقت صلة الغرب‪ ,‬فنظر إل قائلً‪ :‬هل تسمح ل بالذان؟‪ ،‬ث قام وأذن ف الوقت الذي‬
‫اغرورقت فيه عيناي بالدموع!‬

‫نقلً عن جريدة الوطن عدد رقم ‪. 134‬‬

‫‪-87‬السيدة اللانية إيفا ماريا‬

‫تبدأ السيدة إيفا قصتها بقولا‪ :‬عندما عرفت السلم لول مرة كنت بعيدة كل البعد عن أى‬
‫نوع من العتقدات الدينية‪ ،‬وقد يكون السبب أيضا هو أن ديانت السيحية قد بدت ل غي‬
‫واقعية على الطلق‪ ،‬وليس بقدورها حل أى من الشكلت الت كنت أواجهها‪.‬‬

‫تريفات البشر ف الدين‪:‬‬


‫بعد ذلك تتحدث السيدة إيفا ماريا بزيد من التفصيل عن هذه الناحية فتقول ‪:‬‬
‫لقد وجدت بادىء ذى بدء أن صورة العبود عند النصارى قريبة جدا منا معشر البشر وقد‬
‫أضيفت عليها صفات النسان لدرجة ل تعلها تنطبق على خالق كل شىء‪ ،‬كما أن صورة‬
‫السيد السيح عليه السلم الت يمع فيها بي النسان وصفة الالق‪ ،‬هذه الصورة ل يكن‬
‫تصديقها أبدا‪.‬‬
‫ث تضيف قائلة‪ :‬وإل جانب ذلك فقد ورد باطرى أن الديانة السيحية ليست إل علقة بي‬
‫النسان وربه‪ ،‬ولشأن لا بأى حال من الحوال بشئون الناس العتيادية كالشئون الالية مثل‬
‫أو العمالة أو أى نوع من أنواع التقني لياة الناس‪ ،‬أضف إل ذلك التوجيهات العامة‪ ،‬الت‬
‫وجدت أنا عسية التطبيق‪ .‬ومن ذلك مبدأ الحبة‪ ،‬مبة النسان لخيه النسان‪ ،‬هذا البدأ ل‬
‫يكن أن تطبقه جاهي الناس ف ظل العقيدة النصرانية‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫السلم دين الق الشامل‪:‬‬
‫وهنا تتحدث عن نقطة التحول ف حياتا فتقول‪:‬‬
‫هذه الفكار الت كانت باطرى وقعت إبان الفترة الت تسمى فترة ترد الطلب على‬
‫الرأسالية‪ ،‬فعندما بثت هذه القضايا مع زميل مسلم أصبح فيما بعد زوجا ل وجدت أن‬
‫السلم قد وضع ف اعتباره كل هذه الشكلت‪ ،‬واهتم با أعظم الهتمام كمشكلة‬
‫الستغلل أو القواني العامة الديقراطية وغي الديقراطية ومشكلة الال والقتصاد‪ ..‬إل‪ .‬فقد‬
‫أوجد السلم اللول الناسبة لكافة هذه الشكلت الدنيوية‪.‬وكم كان تأثرى عظيما حينما‬
‫علمت أن السلم يعترف بالنسان باعتباره ملوقا له روح وجسد ف آن واحد‪ ،‬كما أحببت‬
‫مبدأ التصال الباشر بي النسان وخالقه دون أية وساطة من أى نوع بينهما‪ ،‬فقد شعرت أن‬
‫من اللئق جدا للنسان أن يضع لالقه فقط ل لى أحد من خلقه!!‬

‫وتضى السيد إيفا ماريا ف قصتها‪:‬‬


‫كذلك شرح ل زميلى السلم بأنه ف السلم ل يوجد أى فصل بي الدين والدولة‪ ،‬فاقتنعت‬
‫بذلك تاما‪ ،‬حيث وجدت من الضرورى أن ل يقتصر اليان والعتقاد الدين على الشئون‬
‫الشخصية فحسب‪ ،‬بل لبد أن يشمل كافة جوانب الياة النسانية‪ .‬وهذه صفة ميزة‬
‫وخاصية فريدة للدين السلمى النيف‪ .‬فهو ل يرفع شعار دع ما لقيصر لقيصر وما ل ل‪،‬‬
‫بل على العكس من ذلك تاما إذ أن العبادة ف السلم ل تقتصر على الساجد بل تتد لتشمل‬
‫الياة البشرية بأسرها‪.‬‬

‫ضغوط الواقع وحياة الرأة ‪:‬‬


‫بعد هذا البيان الني والفهم الصحيح لطبيعة هذا الدين تضيف السيدة إيفا قائلة‪:‬‬
‫عندما كنت أمر ف هذه الرحلة من تميع العلومات والقيام بدراسات دينية فقد صادفت‬
‫بعض الصاعب والعقبات‪ ،‬وكان عسيا على نفسى أن أتقبل القيود الت يفرضها السلم على‬
‫الرأة‪ ،‬والت ظننت خطأ حينذاك أنا تد من حريتها الشخصية‪ ،‬وهذه على كل حال هى‬

‫‪406‬‬
‫نفس الرية والتسيب الذى أعتدت أن انتقده ف ديانت السابقة‪ ،‬وهى حرية يساء فهمها‬
‫واستخدامها فقد اكتشفت أن الفهم النظرى شىء والتطبيق العلمى شىء آخر تاما‪ ،‬وأذكر‬
‫هنا اللباس السلمى للمرأة كان ف البداية مشكلة كبى بالنسبة ل‪ ،‬وأظن أن هذا ينطبق‬
‫على معظم السيدات اللانيات السلمات‪ .‬فإل جانب الحساس بعدم الرتياح والشعور بالر‬
‫الشديد والرأة ف لباس كامل ف الصيف‪ ،‬فقد كان من العسي على أن أصمد أمام اسئلة‬
‫التهكم والحتقار الت كانت توجه ل‪ ،‬وقد استمر ذلك حت وفقن ال إل الرد بإجابات‬
‫كرية وردت ل اعتبارى أمام نفسى وأمام الناس‪ ،‬دون أن أحس بأنن قد أوذيت أو أخدش‬
‫حيائى‪.‬‬

‫يد ال مع الماعة ‪:‬‬


‫وهنا تقول السيدة إيفا‪ :‬ث تعرفت على مموعة من الشابات السلمات‪ ،‬فكم كان تأثرى‬
‫عظيما لا لسته بي أفرادها من حب وجو أخوى يسود بي الميع‪ ،‬وهو جو يتلف تاما‬
‫عما هو سائد بي أى جاعة عرفتها من قبل‪ ،‬فقد منحن النضمام إل هذه الماعة السلمية‬
‫إحساسا بالسعادة واليقظة‪ ،‬وهكذا اقتنعت أنن اتذت القرار الصحيح حي أصبحت مسلمة‪،‬‬
‫وقد كان ذلك الحساس بثابة تعويض مناسب لكل ما لقيته من عقبات نتيجة لذا القرار‪.‬‬
‫ولدينا الن اجتماع أسبوعى للمرأة السلمة مع أطفالنا حيث نتعلم الزيد عن ديننا السلمى‬
‫الديد‪.‬‬

‫ث تتم السيدة إيفا ماريا قصتها بقولا‪:‬‬


‫لقد وقع اختيارى على كتاب باللغة النليزية بقلم المام وهب إساعيل إمام السلمي اللبان‬
‫ف أمريكا‪ ،‬وهو عن سية النب ممد صلى ال عليه وسلم ترجته إل اللغة العربية اللانية‪.‬‬
‫وهو مؤلف خصيصا للطفل اللان السلم‪.‬‬
‫وبعد‪ .‬فإن جالية إسلمية جديدة قد بدأت بالظهور ف ألانيا مكونة من اللان أنفسهم إل‬
‫جانب التراك السلمي الهاجرين إل ألانيا‪ ،‬هذه الالية ترص على تطبيق السلم والعيش‬

‫‪407‬‬
‫ف ظلله‪ ،‬والسيدة إييفا ماريا عضو ف هذه الالية‪ .‬سائلي ال أن يبارك ف هذا المع‬
‫الطيب‪.‬‬

‫‪ -88‬المريكية كايسي ستاربك‬

‫إدراكي الوّلّ حول فكرة اللص السيحيّة جاء بعد تعميدي وأنا ف سنّ مبكّرٍ ف إحدى‬
‫الكنائس العمدانيّة النوبيّة‪ .‬فقد عُّل ْمتُ ف مدرسة الحد‪" :‬إذا ل تكون مُعمّدة‪ ،‬فإنّك‬
‫ستذهبي إل جهنّم"‪.‬‬

‫حصل تعميدي لنّي كنت أُريد إرضاء النّاس‪ .‬فقد سألتُ أمّي عن التعميد ‪-‬حي جاءت إل‬
‫غرفت ف إحدى الُمسيات‪ -‬فشجّعتن لكي أفعل ذلك‪ .‬وهكذا قرّرت ف يوم الحد التال أن‬
‫أذهب إل مُقدّمة القاعة الكنسيّة‪ .‬وخلل التراتيل النّهائيّة للموعظة‪ ،‬توجّهتُ سائرةً إل المام‬
‫لُقابل الرّاهب الشاب‪ .‬كانت هناك ابتسامةٌ على وجهة‪ ،‬فحيّان‪ ،‬وقعد بانب على القعد‬
‫الطويل‪ .‬سألن‪" :‬لاذا تريدين أن تفعلي هذا؟" ‪ ...‬انتظرت بُرهةً ثّ قلت‪" :‬لنّي أُحبّ السيح‬
‫(عليه الصّلة والسّلم)‪ ،‬وأنا أعرف أنّه يبّن"‪ .‬وبعد انتهاء هذا التصريح‪ ،‬جاء إلّ أعضاء‬
‫الكنيسة وعانقون‪ ...‬على أن تكون مراسم الغمر ف الاء بعد بضعة أسابيع‪.‬‬

‫خلل سنّ عمري البكّرة ف الكنيسة ‪-‬وحت ف صفّ الرّوضة‪ -‬أذكر أنّن كنت مُشاركةً ف‬
‫اليقاع الصّوتّ أثناء دروس مدرسة الحد‪ .‬فيما بعد ‪-‬أثناء سنّ مراهقت الول‪ -‬كنت‬
‫عضوا ف مموعة البنات الفتيّات‪ ،‬والّت التقت ف الكنيسة من أجل النّشاطات السبوعيّة‪،‬‬
‫وقامت بالتّخييم سنويّا من أجل الرياضة الروحيّة‪ .‬وف صباي حضرت ميّما مع أعضاءٍ أكب‬
‫منّي سنّا من الجموعة الشبابيّة‪ .‬وعلى الرغم من أنّي ل أقض الكثي من الوقت معهم ف‬
‫السابق‪ ،‬إلّا أنّهم كانوا يعرفونن "كإبنة النسّق للشبيبة"‪ ،‬أو "الفتاة الّت تعزف البيانو ف‬
‫الناسبات الكنسيّة الاصّة"‪ .‬ف إحدى أُمسيات هذا الخيّم كان هناك رج ٌل يتحدّث عن‬
‫زواجه‪ .‬تدّث عن قصّة لقائه بزوجه‪ .‬لقد ترعرع ف الوليات التحدّة المريكيّة حيث تُعتب‬
‫‪408‬‬
‫الُواعدة أمرا طبيعيّا‪ ،‬ولكن –ف تقاليد تلك الفتاة‪ -‬كان بإمكانه فقط أن يلتقي با برفقة‬
‫حارسٍ معهما‪ .‬وبا أنّه كان مُعجبا با فقد قرّر أن يستمرّ ف لقاءها‪ .‬وكان هناك شرطٌ آخر‪،‬‬
‫وهو أنّهما ل يكن بإمكانما أن يلمس أحدها الخر حت يعقدا الطبة‪ .‬و بعد أن تقدّم‬
‫لطلب يدها‪ ،‬سُمح لما بإمساك اليدي‪ .‬كان هذا مّا حيّرن‪ ،‬وما زال يُشعرن بالرّهبة‪ .‬فقد‬
‫كان من الميل أن أُفكّر بأنّ مثل هذا الكتشاف عن شخصٍ آخرٍ كان يكن أن يظلّ سرّا‬
‫حت تّ هذا العتراف‪ .‬ومع أنّ القصّة أمتعتن‪ ،‬إلّا أنّن ل أكن أظنّ أبدا أنّها يكن أن تتكرّر‪.‬‬

‫بعد بضع سنوات‪ ،‬تطلّق والداي‪ ،‬وتغيّر دور الدّين ف حيات‪ .‬فقد كنت دائما أنظر إل عائلت‬
‫من خلل عيون طفلة‪ ،‬فكانوا بذلك مِثاليّيْن‪ .‬فقد كان والدي شّاسا ف الكنيسة وذو إحترامٍ‬
‫كبي‪ ،‬وكان معروفا من الميع‪ .‬وكانت والدت نشطةً ف مموعات الشبيبة‪.‬‬

‫عندما غادرت أُمّي البيت‪ ،‬أخذت دور العناية بأب وأخويّ الثني‪ .‬واستمرّ ذهابنا إل‬
‫الكنيسة‪ ،‬ولكن بسبب زيارتنا لُمّي ف عُ َطلِ ناية السبوع‪ ،‬أصبحت زياراتنا للكنيسة أقل‪.‬‬
‫عندما كنّا ف بيت والدي‪ ،‬كنّا نتجمّع ليلً –وف كلّ ليلةٍ‪ -‬لقراءة "الرسالة الول إل مؤمن‬
‫كورونثوس (‪ ")13-1‬والّت تتحدّث عن الحبّة والحسان‪ .‬وقد كرّرت القراءة معهم‬
‫مرّاتٍ كثيةٍ جدّا حت حفظتها عن ظهر قلب‪ .‬فقد كانت تثّل نوعا من الدّعم العنويّ لب‪،‬‬
‫على الرغم من أنّي ل أكن أفهم لاذا‪.‬‬

‫وف فترة ثلث سنواتٍ متتاليةٍ انتقل أخي الكب‪ ،‬ثّ أخي الصغر‪ ،‬ثّ أنا إل بيت والدت‪ .‬وف‬
‫ذلك الوقت ل تعد أُمّي تذهب إل الكنيسة‪ ،‬وهكذا وجد أخواي أنّ الذّهاب إل الكنيسة‬
‫ليس ضروريّا‪ .‬وبانتقال إل بيت أُمّي ‪-‬خلل السّنة قبل الخية من مرحلة الدّراسة الثانويّة‪-‬‬
‫أنشأت صداقاتٍ جديدةٍ‪ ،‬واكتشفت طريقةً متلفةً ف الياة‪ .‬ففي يومي الدّراسيّ الوّل‬
‫تعرّفت إل فتاةٍ كانت غايةً ف اللطف‪ .‬وف اليوم الدّراس ّي التال دعتن لزيارتا ف بيتها خلل‬
‫عطلة ناية السبوع‪ ،‬لقابل عائلتها وأزور كنيستها‪ .‬تقبّلتن عائلتها على الفور "كفتاةٍ طيّبةٍ" و‬
‫"قُدوةٍ حسنةٍ" لا‪ .‬وأيضا صدمتن الفاجأة من جاعة الصلّي الّذين حضروا إل كنيستها‪،‬‬
‫‪409‬‬
‫فعلى الرغم من أنّي كنت غريبةً عنهم إلّا أنّ كلّ النّساء والرّجال حيّون بالعناق والقُبَل‬
‫وجعلون أشعر بأنّي ف موضع ترحيب‪.‬‬

‫بعد قضائي الستمرّ للوقت مع هذه العائلة‪ ،‬وذهاب إل كنيستهم ف عُطَل ناية السبوع‪،‬‬
‫بدأوا يدّثونن عن معتقداتم الاصّة ف كنيستهم ‪"-‬كنيسة السيح" (عليه الصّلة والسّلم)‪.‬‬
‫فهذه الطّائفة تسي على العهد الديد (أو التطبيق الرفّ لكتابات بولس)‪ .‬فلم يكن لديهم‬
‫آلتٌ موسيقيّةٌ ف الكنيسة أثناء الصّلة‪ ،‬بل الغناء الصّوتّ فقط؛ ول يكن هناك وُعّاظٌ‬
‫مدفوعي الجر‪ ،‬بل كان بعض كبار السنّ يقودون الصّلة‪ .‬ول يكن يُسمح للنّساء بالديث‬
‫ف الكنيسة‪ .‬ول يتفلون بعيد اليلد‪ ،‬والفصح‪ ،‬وباقي العياد‪ .‬وكان النبيذ والبز غي الخمّر‬
‫يُقدّمان بالشاركة كلّ يوم أحد‪ .‬وكان التعميد يتمّ فورا‪ ،‬وف اللحظة الّت يقرّر فيها الث بأن‬
‫يصبح مؤمنا‪ .‬وعلى الرغم من أنّي كنت أُعتب مسيحيّة‪ ،‬إلّا أنّ أعضاء "كنيسة السيح" كانوا‬
‫يعتقدون بأنّي سأذهب إل جهنّم إذا ل أتعمّد مُجدّدا ف كنيستهم وعلى طريقتهم‪ .‬فكان هذا‬
‫أوّل انفجارٍ رئيسيّ ف نظامي العقائديّ‪ .‬فهل أنا ترعرت ف كنيسةٍ كان ك ّل ما فيها يُعمل‬
‫بطريقةٍ خاطئة؟! وهل كان يتوجّب عليّ حقّا أن أتعمّد مرّةً أخرى؟!‬

‫عند هذه النقطة كان ل نقاشٌ مع أُمّي حول العقيدة‪ .‬حدّثتها عن ارتباكي‪ ،‬وأنّن فقط أحتاج‬
‫إل من يوضح ل المور‪ .‬وأصبحت ناقدةً للطّقوس الدّينيّة ف كلّ الكنائس‪ ،‬لنّ الوعّاظ‬
‫يكون لنا القصص فقط‪ ،‬ول يُركّزون على النيل‪ .‬ول يكن باستطاعت أن أفهم‪" :‬إذا كان‬
‫النيل مهمّا جدّا‪ ،‬فلماذا ل يُقرأ لوحده ف الصّلة الكنسيّة؟"‬

‫ومع أنّي فكّرت بالتعميد كلّ يوم أحد‪ ،‬ولفترةٍ تُقارب السنتي‪ ،‬إلّا أنّن ل أستطع أن أتقدّم‬
‫للتعميد‪ .‬كنت أُصلّي ل تعال ليدفعن للمام إن كان فعل ذلك صائبا‪ ،‬ولكنّ هذا ل يدث‬
‫أبدا‪.‬‬

‫‪410‬‬
‫ف السّنة التالية‪ ،‬ذهبت إل الكليّة وأصبحت منفصلةً عن كلّ الكنائس‪ ،‬كإنسانٍ يبدأ من‬
‫جديد‪ .‬ف بعض أيّام الحاد كنت أزور بعض الكنائس مع الصدقاء‪ ،‬فقط لشعر بلحظات‬
‫نقدٍ للطّقوس الدينيّة‪ .‬حاولت النضمام إل المعيّة الطلّابيّة العمدانيّة‪ ،‬ولكنّي شعرت بأنّ‬
‫الشياء خاطئةٌ هناك أيضا‪ .‬فقد جئت إل الكليّة مُعتقدةً بأنّي سأجد شيئا يشبه كنيسة السيح‬
‫(عليه الصّلة والسّلم)‪ ،‬ولكنّ مثل ذلك ل يوجد‪ .‬وعندما كان يصادف وأعود إل منل‬
‫والدت أيّام العُطَل السبوعيّة‪ ،‬كنت أزور الكنيسة لكي أحصل على شعو ٍر فوريّ بالشاركة‬
‫الجتماعيّة والترحيب‪.‬‬

‫لوْقة الوسيقيّة لكنيسة "ويك‬‫ف سنت الثانية ف الكليّة أمضيت أيّام الحاد بالغناء ف ا َ‬
‫فوريست"‪ ،‬لنّي كنت أكسب مبلغا جيّدا من الال‪ .‬ومع أنّي ل أكن أُومن بعتقدات‬
‫الكنيسة‪ ،‬إلّا أنّي كنت أحتمل الطّقوس الدينيّة لجن الال‪ .‬وف شهر تشرين الول من هذه‬
‫السّنة قابلت مسلما كان يسكن ف سكن الطلّاب الّذي كنت أسكن فيه‪ .‬كان شخصا‬
‫لطيفا‪ ،‬وكان دائما يبدو مُتأمّلً أو غارقا ف تفكيٍ عميق‪ .‬وف إحدى المسيات قضيت كلّ‬
‫المسية سائلةً إيّاه بعض السئلة الفسلفيّة حول اليان والدّين‪ .‬فتحدّث عن إيانه كمسلمٍ‬
‫شيعيّ إماميّ إساعيليّ‪ .‬وعلى الرغم من أنّ أفكاره ل تثّل تاما طائفته السلميّة (حيث أنّه‬
‫كان أيضا مُرتبكا وباحثا عن بعض الجابات)‪ ،‬إلّا أنّ تصرياته الساسيّة جعلتن أتساءل عن‬
‫معتقدات الاصّة‪ :‬فهل نن لنّنا وُلدنا ف هذا الدّين‪ ،‬فإنّ ذلك يتضمّن بأنّه هو الدّين‬
‫الصّحيح؟ ويوما بعد يوم كنت ألقاه وأسأله الكثي من السئلة ‪-‬راغبةً ف نفس الستوى من‬
‫التعامل معه‪ ،‬كما حصل حي التقينا لوّل مرّة‪ -‬ولكنّه ل يعد ييب على أسئلت‪ ،‬أو يوافق‬
‫الحتياجات الروحيّة الّت كانت لديّ‪.‬‬

‫ف الصّيف التال‪ ،‬عملت ف إحدى الكتبات‪ ،‬وكنت ألتهم أيّ كتابٍ استطعت إياده عن‬
‫السلم‪ .‬ث قدّمت نفسي لسلمٍ آخر ف الرم الامعيّ‪ ،‬وبدأت أسأله عن السلم‪ .‬وبدل أن‬
‫ي وقتٍ كان لديّ أسئلةٌ عامّةٌ عن‬
‫ييبن على أسئلت وجّهن لقراءة القرآن الكري‪ .‬وف أ ّ‬

‫‪411‬‬
‫السلم‪ ،‬كان ييبن عليها‪ .‬ذهبت إل السجد الحليّ مرّتي خلل تلك السّنة‪ ،‬وكنت سعيدةً‬
‫لشعوري بنوعٍ من الشاركة الجتماعيّة مُجدّدا‪.‬‬

‫وبعد قراءت عن السلم خلل الصّيف‪ ،‬أصبحت أكثر حساسيةً تاه التصريات الّت تُدل عن‬
‫السلمي‪ .‬وعندما كنت آخذ مادّةً تهيديّةً عن السلم ف منتصف الفصل الدّراسيّ‪ ،‬كنت‬
‫أشعر بالحباط حي يقوم الستاذ بإلقاء تعليقاتٍ خاطئة‪ ،‬ولكنّي ل أكُن أعرف كيف‬
‫أُصحّحه‪ .‬وف نشاطٍ خارجٍ عن دراست الامعيّة‪ ،‬أصبحت عاملةً نشطةً وداعمةً لنظّمةٍ حديثة‬
‫النشأة ف حرمنا الامعيّ هي "منظّمة الوعي السلميّ ‪Islam Awareness‬‬
‫‪ ." Organization‬وحيث إنّن كنت العضو النثوي الوحيد‪ ،‬كنت أُقدّم للخرين‬
‫على أنّي "مسيحيّة الجموعة"‪ .‬وف كلّ مرّ ٍة كان فيها أحد السلمي يقول ذلك كنت أنظر‬
‫إليه بية‪ ،‬لنّي كنت أظنّ بأنّي كنت أفعل كلّ ما كانوا يفعلون‪ ،‬وأنّي بذلك كنت مسلمةً‬
‫أيضا‪ .‬فقد امتنعت عن أكل لم النير واصبحت نباتيّة‪ ،‬ول أكن أبدا أُحبّ المر‪ ،‬وبدأت‬
‫الصّوم ف شهر رمضان البارك‪ ،‬ولكن كان ل يزال هناك اختلفٌ ما‪...‬‬

‫ف ناية تلك السّنة قبل النهائيّة حصلت بعض التغييات‪ ،‬فقد قرّرت أن أُغطّي شعري‪ ،‬لُخفيه‬
‫عن أعي النّاس‪ .‬ومرّةً أخرى فكّرت بذلك كشيءٍ جيل‪ ،‬وكانت لديّ فكرةٌ بأنّ زوجي فقط‬
‫سيكون بإمكانه أن يرى شعري‪ .‬حت أنّه ل يدّثن أحدٌ عن الجاب‪ ...‬حيث إنّ الكثي من‬
‫الخوات ف السجد ل يكنّ يلبسنه‪.‬‬

‫ف ذلك الصّيف‪ ،‬كنت أجلس ف الدرسة أتصفّح النترنت‪ ،‬باحثةً عن مواقع عن السلم‪.‬‬
‫كنت أريد العثور على عناوين إلكترونيّةٍ لُناسٍ مسلمي‪ ،‬ولكنّي ل أُوفّق‪ .‬وأخيا غامرت‬
‫بالدّخول إل صفحةٍ كانت رابطةً للزّواج‪ .‬قرأت بعض العلنات‪ ،‬وحاولت أن أجد أُناسا ف‬
‫مثل سنّي لكتب لم عن السلم‪ .‬وقدّمت لرسائلي بعبارة‪" :‬إنّن ل أبث عن الزّواج‪ ،‬أنا‬
‫فقط أريد أن أتعلّم عن السلم"‪ .‬بعد بضعة أيّامٍ وصلن ثلثة ردود من ثلثةٍ من السلمي‪:‬‬
‫ن كان يدرس ف الوليات التحدة‪ ،‬وأخرى من مسلمٍ هنديّ كان يدرس ف‬ ‫رسالةٌ من باكستا ّ‬
‫‪412‬‬
‫انلترا‪ ،‬والخية من مسلمٍ يعيش ف دولة المارات العربيّة‪ .‬قدّم ل كلّ أخٍ منهم الساعدة‬
‫بطريقةٍ فريدة‪ ،‬ولكنّي بدأت الراسلة مع السلم الباكستانّ الّذي يعيش ف الوليات التحدة‪،‬‬
‫لتواجده ف نفس النطاق الزمنّ لنطقت‪ .‬كنت أُرسل إليه السئلة‪ ،‬وكان هو بدوره يقوم‬
‫بإرسال إجاباتٍ شاملةٍ ومنطقيّة‪ .‬وعند هذه النقطة عرفت بأنّ السلم هو دين القّ‪ ،‬فكلّ‬
‫ض النّظر عن اللون أو العمر أو النس أو العرق‪ ،‬إل؛ وبالرّجوع إل القرآن‬ ‫النّاس سواسيةً بغ ّ‬
‫الكري تلقّيت إجاباتٍ على أسئلةٍ مُعقّدةٍ‪ .‬فأصبحت أشعر بالرّباط الجتماع ّي النوع ّي مع‬
‫السلمي‪ ،‬فأصبحت لديّ حاجةٌ قويةٌ غامرةٌ لعلن الشهادتي ف السجد‪ .‬ول يعد لديّ‬
‫"الوف السيحيّ" من إنكار السيح (عليه الصّلة والسّلم) كإله‪ ،‬فقد آمنت بأنّ هناك إلا‬
‫واحدا فقط‪ ،‬وأنّه ل يكن أن يكون له شريك‪ .‬وف مساء أحد أيّام الميس من شهر توز‬
‫لعام ‪ 1997‬تدّثت هاتفيّا مع الخ الباكستانّ‪ ،‬وسألت الزيد من السئلة‪ ،‬وتلقّيت الزيد‬
‫من الجابات الوثوقة والنطقيّة‪ .‬فقرّرت الذّهاب إل السجد ف اليوم التال‪.‬‬

‫ذهبت إل السجد مع أخٍ مسلمٍ من "ويك فوريست" وأخته غي السلمة‪ ،‬ولكنّي ل أُخبه‬
‫بِنِيّت‪ .‬ذكرت فقط بأنّي أريد أن أتدّث مع المام بعد خطبة المعة‪ .‬وبعد أن أنى المام‬
‫خطبته‪ ،‬وصلّى بالسلمي‪ ،‬جاء للحديث معي‪ .‬فسألته عمّا هو ضروريّ لكي أصبح مسلمة‪.‬‬
‫فأجابن بأنّ هناك أركانا رئيسيّةً للسلم بالضافة إل الشّهادتي‪ .‬فقلت له بأنّي درست‬
‫السلم لكثر من عام‪ ،‬وأنّي جاهزةٌ لصبح مسلمة‪ .‬فردّدت أمامه بأنّي "أشهد أنّ ل إله إلّا‬
‫ال‪ ،‬وأ ّن ممّدا رسول ال"‪ .‬وهكذا أصبحت مسلم ًة ف الثان عشر من شهر توز لعام‬
‫‪ ، 1997‬والمد ل‪.‬‬

‫كانت هذه هي الطوة الول والكبى‪ّ .‬ث فُتحت بعد ذلك أمامي الكثي من البواب‪ ،‬وما‬
‫زالت تُفتح بنعمةٍ من ال سبحانه وتعال‪ .‬بدأت أ ّولً بتعلّم الصّلة‪ ،‬ثّ زرت مسجدا آخرا ف‬
‫"وينستون‪-‬سال"‪ ،‬وبدأت بلبس الجاب بعد ذلك بأسبوعي‪....‬‬

‫‪413‬‬
‫أثناء عملي ف الصّيف تكون لديّ مشكلةٌ بصوص الجاب‪ .‬فمدراء العمل ل يبونه‪ ،‬و‬
‫"يدعونن أذهب" مبكّرا‪ .‬فهم يعتقدون بأنّي ل يكنن أن "أقوم" بعملي ف بيع القائب‬
‫الدرسيّة بطريقةٍ حسنة‪ ،‬لنّ ملبسي تُعيق حركت‪ .‬ولكنّي وجدت أنّ ف لبس الجاب عمليّة‬
‫ت ّررٍ كبية‪ .‬وأنا أقابل السلمي وهم يتسوّقون‪ ...‬كلّ يوم ألتقي بأُناسٍ ُجدُد‪ ،‬والمد ل‪.‬‬

‫ف السّنة الدّراسيّة النّهائيّة‪ ،‬أخذت زمام القيادة ف منظّمة الوعي السلميّ الامعيّة‪ ،‬لنّي‬
‫وجدت بأنّ إخوان ل يكونوا نشطاء كما ينبغي‪ .‬وحيث إنّي كنت دوما أدفعهم للقيام ببعض‬
‫المور‪ ،‬وأقوم بتذكيهم ببعض الحداث‪ ،‬أطلقوا عليّ لقب "الُم كايسي"‪.‬‬

‫وخلل الفصل الثان من السّنة النّهائيّة أخذت مباحثَ دراسيّة اختياريّة عن السلم والسيحيّة‬
‫واليهوديّة‪ .‬وكانت كلّها جيّدةً‪ ،‬لنّي كنت أُمثّل القليّة (السلمة) ف كلّ منها‪ .‬ما شاء ال‪،‬‬
‫كم كان جيلً أن أُمثّل السلم‪ ،‬وأن أقول للنّاس القيقة عن السلمي‪ ،‬وعن ال سبحانه‬
‫وتعال‪.‬‬

‫‪-89‬السيدة اللانية ايريس صفوت‬

‫ايريس صفوت ـ ألانية ـ احدى الغربيات اللت دخل اليان ال قلوبن تعيش الن ف‬
‫صفاء وسعادة ل تشعر با من قبل‪ ،‬تعرفت على السلم ف سن العاشرة عندما وجدت ان‬
‫شيئا ما بداخلها يشدها نو السلم وف عام ‪ 1967‬سافرت ف رحلة ال لندن واشهرت‬
‫اسلمها بالركز السلمي هناك‪.‬‬
‫التقت «الشرق الوسط» هذه السيدة اللانية على هامش الؤتر السلمي الدول الرابع عشر‬
‫الذي انى اعماله اخيا بالقاهرة وف الوار التال نتعرف على قصة اسلمها ورحلتها اليانية‪.‬‬
‫* مت تعرفت على السلم وماذا كان شعورك وقت ذلك؟‬
‫ـ نشأت ف اسرة مسيحية علمانية ابتعدت عن الكنيسة وعندما كنت ف سن العاشرة شعرت‬
‫بأن شيئا ينقصن ف حيات‪ ،‬وفطرت دائما تشتد نو الدين واخذت ابث ل عن دين وكنت‬
‫‪414‬‬
‫ف ذلك الوقت اقرأ ف الكتب عن السلم ووقتها شعرت بشيء يشدن بقوة ال السلم‬
‫كدين ساوي يرفع من كيان النسان ويمل جيع الفضائل والخلق الفاضلة واخذت اهتم‬
‫بذا الدين وتدثت ال زميلت ف الدرسة وعن السلم وانن احب هذا الدين وحينئذ كنت‬
‫بلغت الثانية عشرة من عمري وبالفعل اسلمت وكتمت اسلمي لن زميلت وصفنن‬
‫بالنون‪.‬‬

‫* ولكن ماذا كان موقف اسرتك وهل عرفوا بقصة اسلمك؟‬


‫ـ ف البداية اعتبت اسرت انن امر برحلة اضطراب وتقلب ف الزاج لكن عندنا ف الغرب‬
‫حرية واذا بلغ البناء سن الثالثة عشرة فمن حقهم ان يتصرفوا كيفما شاءوا ومن حقهم ايضا‬
‫ان يتركوا اهلهم وبالتال فتركوا ل حرية الديانة وعندما وصلت للثانوية العامة وكان عمري‬
‫حيئذ ثلثة عشرة سنة وذلك عام ‪ 1967‬وكنت ف رحلة ال لندن وذهبت ال الركز‬
‫السلمي هناك والتقيت بالشيخ ممد اليوشي (عميد كلية الدعوة السبق بامعة الزهر)‬
‫وكان اماما للمركز وقلت له انن اريد ان اعلن اسلمي واذهب ال الزهر وادرس الدين‬
‫السلمي واللغة العربية‪ .‬كما التقيت بالشيح احد حسن الباقوري (وزير الوقاف الصري‬
‫السبق) ف ذلك الي ووعدن بالدراسة ف الزهر واعلنت اسلمي امام الشيخي ونطقت‬
‫بكلمة التوحيد وف عام ‪ 1969‬سافرت ال مصر وتعلمت اللغة العربية ث عدت ال الانيا‬
‫لدراسة الاجستي ف جامعة كيسي وف اثناء دراست للماجستي تعرفت على شاب مصري‬
‫كان يدرس ف مرحلة الدكتوراه وتزوجنا وسافرنا عام ‪ 1975‬ال مصر وواصلت دراست‬
‫للغة العربية وزادت معرفت بالسلم‪.‬‬
‫* اكثر من ثلثي عاما منذ ان اعتنقت السلم‪ ..‬هذه الفترة بل شك كفيلة بأن تعل منك‬
‫داعية لهلك ف الانيا فهل قمت بنوع من العمل الدعوي هناك؟‬
‫ـ نعم منذ اللحظة الول لسلمي وانا انتمي لذا الدين وادعو اليه والمد ل استطعت ان‬
‫اقنع اثني من اقارب بأن يسلما هم جدت ورجل آخر من اقارب والذين ل يسلموا كنت‬
‫اعطي لم فكرة عن السلم وهم عندما يسمعونن كانوا يترمون السلم‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫* ماذا عن علقتك بأسرتك الن؟‬
‫ـ علقت بأسرت ف ألانيا جيدة منذ ان اعلنت اسلمي لنه ف الانيا يوجد تسامح واحترام‬
‫لرية العقيدة ويعتبون ان الدين مسألة شخصية‪.‬‬
‫* أريد التعرف على حياتك قبل السلم وهل كان فيها نوع من اللتزام الدين أم غي ذلك؟‬
‫ـ الذي ل يعرفه العال السلمي والعرب ان الدين ف الغرب شيء هامشي ال اقصى درجة‬
‫وليس هناك التزام دين فالسيحية ما هي ال اسم فقط فأنا على سبيل الثال نشأت ف اسرة‬
‫علمانية مسيحية ليس لا علقة بالكنيسة ونشأت على الفطرة‪.‬‬
‫* ما هو اكثر شيء جذبك للسلم؟‬
‫ـ قبل ان أعلن اسلمي كنت اقرأ عن شخصية الرسول صلى ال عليه وسلم وسيته فأحببت‬
‫هذه الشخصية كثيا لا تتميز به من خصال ل توجد ف بشر على وجه الرض‪.‬‬
‫* أرى ان الزي الذي ترتدينه فيه حشمة ووقار بلف الخريات التبجات فهل هذا التزام‬
‫داخلي؟‬
‫ـ شريعة السلم كما تعلمت امرت السلمة بالحتشام وهذا الزي اجد فيه نفسي وراحت‬
‫ول ابالغ اذا قلت اجد فيه الناقة بكل ابعادها ونن ف الغرب ل نقبل الكراه على شيء بل‬
‫نفعل ما نعتقده ونقتنع به وانا مقتنعة بذا الزي‪.‬‬
‫* هل تعلمي ان السلم ل يكره احدا على اعتناقه لكنه ينع من يدخله ان يرتد عنه؟‬
‫ـ انا دخلت السلم بقناعة شخصية ودون تدخل أو تأثي من أي مسلم لنه ل يكن ف‬
‫الريف الذي نشأت فيه مسلمون اطلقا وكون ان السلم ل يب احدا على اعتناقه ويعاقب‬
‫من يسلم ث يرتد فهذا قمة العدل لن الرتد يكون ضد السلم ويعطي صورة سيئة عن الدين‬
‫وهو من قبيل التلعب بالديان‪.‬‬
‫* ما هي امنيتك بعد اسلمك؟‬
‫ـ ف البداية كانت امنيت ان يكرمن ال بالج وزيارة قب النب صلى ال عليه وسلم وقد‬
‫اديت هذه الفريضة عام ‪ 1990‬وبعدما اديت الج كانت امنيت وما زالت ان اكون داعية‬
‫للسلم وبعض الصدقاء اقترحوا علي ان اقوم بالقاء دروس للسيدات ف الساجد ف مصر‬
‫‪416‬‬
‫والبلد العربية ولكن فضلت ان اخاطب الغرب واشرح للغربيي الفاهيم الغلوطة والشوهة‬
‫عن السلم لنن أفهم ثقافة الغرب وأستطيع اقناعهم‪.‬‬
‫* لاذا يقف العال الغرب موقف العداء من السلم؟‬
‫ـ الغرب ل يكره السلم كما هو متصور لكنه لديه فكرة خطأ عنه لنه عندهم السلم هو‬
‫ارهاب وعنف‪ .‬ومثلً ف ألانيا ند أن العنصرية أو الضطهاد الذي يلقاه الجانب سواء‬
‫مسلمون أو غيهم هو بسبب العوامل القتصادية لن اللان ينظرون ال أن هؤلء الجانب‬
‫سيأخذون منهم فرص العمل وبالتال يرفضون وجود الجانب بينهم‪.‬‬
‫الصدر ‪ :‬صحيفة الشرق الوسط ‪2002-10-4‬‬

‫‪-90‬السنغافوري احسان جيم تشوا‬

‫كمُ السلم دِينًا‪( "..‬الائدة‪/‬‬


‫"‪..‬الْيَوْمَ َأ ْكمَ ْلتُ لَكُمْ دِينَ ُكمْ وَأَْت َممْتُ عَلَيْ ُكمْ نِ ْعمَتِي َورَضِيتُ لَ ُ‬
‫‪)3‬‬

‫(إحسان تشوا جيم سام ‪ 23-‬سنة‪ ،‬والولود ف عائلةٍ تتبع الدّيانة الطاويّة‪ -‬آمن بالسيحيّة‬
‫بسبب التهديد حي كان ف التاسعة من عمره‪ ،‬وبعد ذلك‪ ،‬وف سنّ مراهقته البكّرة اتّبع‬
‫تعاليم بوذا‪ ،‬ث وجد طريقه لدخول السلم‪ .‬نُشرت قصّة إحسان ف ملة "القارئ السلم"‬
‫عدد تشرين أول‪-‬كانون أول ‪ ،‬والّت تصدر عن جعيّة مُعتنقي السلم ف سنغافورة‪).‬‬

‫بالرجوع إل معن الديث‪ ،‬فإنّ الولود يولد وكأنّه قطعة قماشٍ بيضاء‪ ،‬فأبواه ها الّذيْن‬
‫يلوّنانا بالحر‪ ،‬أو الخضر‪ ،‬أو الصفر‪ .‬إ ّن والديّ طاويّان‪ ،‬وهكذا أُنشئت على الدّيانة‬
‫الطاويّة منذ ولدت‪ .‬خلل سنّ طفولت‪ ،‬آمنت وقبلت الطاويّة‪ ،‬حت ولو ل أكن أعرف شيئا‬
‫عنها‪ .‬فقط وف سنّ مراهقت كان أن اكتشفت بأنّ الطاويّة هي دين عبادة السّلَف‪ .‬حت أنّ‬
‫ي ‪-‬كغيها من الكثي من الطاويّي‪ -‬ل يكلّفا نفسيهما معرفة تاريخ هذه الدّيانة‪ ،‬فأنا ل‬ ‫والد ّ‬
‫أُعلّم تاريخ التعاليم الطاويّة‪ .‬تقبّلت ومارست هذه الدّيانة فقط تبعا لا ُقدّم ل دون أدن شك‪.‬‬
‫‪417‬‬
‫حي كنت ف التاسعة من عمري‪ ،‬حدّثن وبعض زملئي معلّم الدرسة بأنّنا كلّنا يب أن‬
‫نصبح مسيحيّي‪ .‬وأخبنا بأنّنا إن ل نصبح مسيحيّي‪ ،‬فإنّه بالضّرورة سيصيبنا الوت كعقوبةٍ‬
‫لنا على عدم كوننا كذلك‪ .‬بتّ خائفا جدّا من هذا التهديد‪ .‬ومنذئذٍ أصبحت مؤمنا‬
‫بديانتي‪ ،‬الطاويّة (بسبب عائلت) والسيحيّة (بسبب التهديد)‪ .‬وحي كبت‪ ،‬ل أستطع أن‬
‫أقرّر بأيّ دينٍ عل ّي اللتزام‪.‬‬

‫ت الثالثة والرابعة ف الدرسة الثانويّة‪ ،‬اخترت دراسة البوذيّة كموضوعٍ ف العلوم‬


‫خلل سن ّ‬
‫الدينيّة‪ ،‬لنّها كانت معروفةً على أنّها الوضوع السهل للدراسة‪ .‬تأثّرت بالعقيدة البوذيّة لنّها‬
‫منطقيّة جدّا وعمليّة‪ .‬ومفهوم الصدقة ف البوذيّة أصاب وترا ف قلب‪ ،‬فاتّبعت التعاليم البوذيّة‬
‫قدر ما استطعت‪ ،‬لكنّي ل أُصبح بوذيّا‪ .‬فقد وجدت أ ّن البوذيّة وعلى الرغم من أنّها تقوم‬
‫على مبادئ وتطبيقاتٍ جيّدة إلّا أنّها مع ذلك ينقصها وجود القوّة العليا (ال سبحانه وتعال)‪.‬‬

‫حي انضممت إل كليّة سانت أندروز يونيور‪ ،‬وهي مدرس ٌة تبشييّة‪ ،‬كان إلزاميّا على كلّ‬
‫الطلب ‪-‬عدا السلمي منهم‪ -‬حضور صلة الحد الدرسيّة‪ .‬خلل الصلة كنّا ننشد‬
‫ونستمع إل الطقوس‪ .‬ف ناية بعض الصلوات‪ ،‬كنّا نُسأل إن كان أحدٌ منّا يرغب ف دخول‬
‫السيحيّة‪ .‬وقد كنت متأثّرا بأحد الرّهبان على وجه الصوص‪ ،‬لنّي اعتبته "قويّا" ف وعظه‪.‬‬
‫فقد كان يستخدم النبوءات من النيل ليثبت بشك ٍل فعّال "القيقة" الوجودة ف العهد القدي‬
‫وعلقتها مع تلك الوجودة ف العهد الديد‪ .‬وتأثّرت بشكلٍ خاصّ حي كان يتكلّم عن‬
‫النبوءات الّت كانت ف العهد القدي وتقّقت ف العهد الديد‪ .‬وزاد اهتمامي حي تكلّم عن‬
‫اليوم الخر‪ .‬وقد قام أيضا بربط تارب متنوّعةٍ مرّ خللا بعض السيحيّي‪ .‬أحد المثلة كان‬
‫عن سيّد ٍة مسيحيّةٍ كانت قد أُعلن موتا‪ .‬وف "موتا" مرّت خلل منة جرّ لا من رِجلَيْها إل‬
‫جهنّم؛ وبطريقةٍ ما ترّرت وعادت إل الياة‪ .‬وبعد عودتا من "الوت" أكّدت على وجود‬
‫ال‪ ،‬والياة بعد الوت‪ ،‬ووجود جهنّم كما هو مذكو ٌر ف النيل‪ .‬هكذا بدأ انذاب نو‬
‫الدّيانة الرثوذكسيّة النليكانيّة‪ .‬حينئذ كنت ف السابعة عشرة من عمري‪.‬‬
‫‪418‬‬
‫لكنّي مع ذلك ل أستطع أن أستقرّ ف طائفةٍ واحدةٍ من الطوائف السيحيّة‪ .‬فقد كنت دائم‬
‫التنقّل من كنيسةٍ إل أُخرى‪ .‬كنت ما أزال أبث عن السّكينة الداخليّة‪ ،‬ول أستطع اتّخاذ‬
‫قراري إل أيّ كنيس ٍة كان عليّ الذّهاب‪ .‬حي كنت ف السّنة الخية ف اليش‪ ،‬قابلت‬
‫صديقا قادن إل كنيسته (سانت جون سانت مارغريت)‪ ،‬فشعرت أخيا بأنّي "ف بيت" ف‬
‫ل ف النّشاطات الكنسيّة‪ .‬كنت السؤول ف مُهمّتي تبشييّتي‪،‬‬ ‫هذه الكنيسة‪ .‬وأصبحت فاع ً‬
‫ط رياضيّ‪.‬‬
‫إحداها كانت تتعلّق بالعمل مع الولد‪ ،‬ف حي كانت الخرى تتعلّق بنشا ٍ‬
‫وكنت مُشاركا ف التخطيط التعليميّ للولد‪ .‬قُدّم من خلل هذا النشاط التعليم الجانّ‬
‫لولد الدارس‪ ،‬ف نفس الوقت الّذي كانت فيه رسالة السيحيّة تُنشر ببطءٍ وبشك ٍل مهذّب‪.‬‬
‫كان الولد من مستوىً ابتدائيّ‪ ،‬وأُوكل إلّ الهتمام باثني منهم‪ ،‬وقبل أيّ تعليمٍ كانت‬
‫هناك جلسةٌ للعبادة؛ كنّا ننشد الناشيد‪ ،‬وكانت لدينا جلسات سردٍ للقصص‪ ،‬حيث كنت‬
‫أحكي للولد قصصا من النيل‪.‬‬

‫وعملت أيضا باجتهادٍ مع الجموعة الرياضيّة للكنيسة‪ ،‬فكنّا نقوم بالعمل التبشييّ بسؤال‬
‫الناس النضمام إلينا ف اللعب‪ .‬وكنت السؤول عن فريق كرَة السلّة‪ .‬ف كلّ أُسبوعٍ كنّا‬
‫نستأجر قاعةً نارس فيها اللعبة‪ .‬وكنا ندعو " الدّخلء " وناول قيادتم للمسيحيّة بأن نكون‬
‫مثلً لم‪ ،‬فكنّا نقوم بالتركيز على روح التعاون والهتمام‪ ،‬فحاولنا التعبي عن هذه الفضائل‬
‫قدر ما استطعنا‪ .‬وخلل ذلك‪ ،‬وبعد التمارين‪ ،‬كنّا ناول تلقي السيحيّة لولئك الشباب‪،‬‬
‫والّذين كانت غالبيتهم من الراهقي اليافعي‪.‬‬

‫مفهوم النشاط الرياضيّ عمليّ إل درجةٍ كبية‪ ،‬ليس فقط ف سنغافورة بل وف بلدانٍ أُخرى‬
‫أيضا‪ .‬كانت كنيست هي الول ف سنغافورة الّت تُقدّم مفهوم الرعاية والهتمام‪.‬‬

‫عندما كنت ل أزال نشيطا ف الكنيسة‪ ،‬تعرّفت إل مسلم ٍة فحاولت أن أُحدّثها عن السيحيّة‪.‬‬
‫ولكنّها كانت على درجةٍ عاليةٍ من اليقي حول القّ ف دينها‪ ،‬مع أنّها ل تكن تعرف كيف‬
‫‪419‬‬
‫تشرح ل هذه القيقة‪ .‬ول تكن هناك أيّ وسيلةٍ أستطيع با إقناعها بالسيحيّة‪ .‬والّذي كان‬
‫يدهشن دوما هو أ ّن الكثي من السلمي‪ ،‬حت أُولئك الّذين يُدمنون الخدّرات‪ ،‬كلّهم‬
‫"مُتَأكّدون حت الوت" بأنّ السلم هو الدّين الق‪ .‬فقرّرت سؤال صديقت السلمة عمّا هو‬
‫حقّ جدّا بصوص دينها مّا يدفع مُعتنقيه إل التمسّك به وعدم تركه‪ .‬لكنّها ل تكن تعرف‬
‫كيف تشرح ل هذا المر‪ ،‬وبدلً من ذلك أخبتن بأن أحصل على ما أُريد من العلومات عن‬
‫السلم من دار الرقم‪ ،‬وهي جعيّة مُعتنقي السلم ف سنغافورة‪ .‬وافقت على اقتراحها على‬
‫الرغم من أنّي كنت أعتب السلم دين الرهاب‪ ،‬وعلى أنّه دينٌ ل منطقيّة فيه‪ .‬فقد كان‬
‫فهمي يلي عليّ بأنّه إذا كان الدّين صالا فإنّ مُعتنقيه سيكونوا صالي‪ .‬وف حالة السلمي‪،‬‬
‫الّذين كنت أعرف القليل منهم‪ ،‬كان أُولئك الّذين كنت أعرفهم "مسلمي غي صالي"‪.‬‬
‫أذكر أنّي كنت أعرف مسلمةً واحدةً صال ًة فقط‪ ،‬وذلك خلل سنّ دراست ف الكليّة‬
‫ولكنّها ل تقم ول بأيّ مُحاولةٍ لنقل رسالة السلم ل‪ .‬ف ذلك الوقت‪ ،‬كان هناك بعض‬
‫السلمي الّذين كانوا ياولون نشر الرسالة السلميّة ل‪ .‬وكانت عائلت ضدّ السلم بسبب‬
‫ما كان دائم الدوث ف الشرق الوسط؛ كما حدث أيضا أن كان ك ّل العمّال اللويّي‬
‫الّذين وظّفهم والدي من الكُسال وسيّئي السّلوك‪.‬‬

‫وحيث إنّي وافقت على زيارة دار الرقم‪ ،‬ذهبت من فوري إل تلك المعيّة‪ .‬ف زيارت‬
‫صدِمْت وأُثي اهتمامي بأمريْن‬
‫الول حضرت درس التوجيه‪ ،‬وقُدّمْت إل الخ رياي‪ .‬وقد ُ‬
‫حدّثن بما‪ ،‬أوّلما‪ :‬أنّه أشار ل بأنّ السلم ل يقوم على الوى‪ ،‬عكس السيحيّة‪ .‬تأمّلت ف‬
‫هذه الكلمات وكنت مندهشا من ردّة فعلي عليها‪ .‬وثانيهما‪ :‬أنّه قال‪" :‬ل تتحوّل إل السلم‬
‫بطريقةٍ عاجلة‪ ،‬حت تسأل قدر ما تستطيع من السئلة‪ ،‬وعندما ل يتبقّى لديك ما تسأل‪ ،‬فقط‬
‫عندها توّل إل السلم‪".‬‬

‫‪420‬‬
‫ففي السيحيّة أنت ل تستطيع طرح السئلة‪ ،‬لنّك إن سألت أكثر أصبحت مُشوّشا أكثر‪.‬‬
‫ف التوجيهيّ بقراءة كتاب "السلم‬
‫وبعد أن أوضح هاتي النقطتي‪ ،‬أوصى الخ رياي الص ّ‬
‫ف بؤرة التركيز"‪.‬‬

‫صُدمت با وجدته ف هذا الكتاب‪ ،‬فبعض الواضيع الّت كنت أعتقدها غي منطقيّة ف‬
‫السيحيّة‪ ،‬ول تكن هناك طريقةٌ لفهمها‪ ،‬وجدت الجابة عليها ف هذا الكتاب‪ .‬وصُدمت‬
‫أيضا بأنّي وجدت ف الكتاب ما كنت أُومن به‪ ،‬وكما وجدت أنّ بعض العتقدات البوذيّة‬
‫هي ف القيقة مفاهيم إسلميّة‪ ،‬فهناك العديد من البادئ البوذيّة الشابة لبعض الفاهيم‬
‫السلميّة‪.‬‬

‫ف قد قطع نصف‬ ‫ف السبوع التال عدت إل دار الرقم لضور صف البتدئي‪ ،‬وكان الص ّ‬
‫الطريق خلل أركان السلم‪ .‬فوجدت الدرس ملّ‪ ،‬فحضرت حصّة أو حصّتي فقط ث‬
‫تركت الصف‪ .‬بعدئذٍ اشتريت كتابيْن آخريْن عن السلم ‪" -‬اليار‪ ،‬السلم والسيحيّة"‬
‫للشيخ أحد ديدات و" أساس عقيدة السلم " لاري ميللر‪ .‬وقد تأثّرت بما حقّا‪.‬‬

‫قابلت الخ رياي مرّةً أخرى فقدّمن للستاذ "ذو الكفل"‪ ،‬والّذي ناقش معي السلم لبضعة‬
‫أسابيع‪ .‬أيّ أسئل ٍة كانت تُشكّل مُعضلةً بالنسبة ل عن السيحيّة‪ ،‬والّت ل يكن باستطاعت‬
‫التعامل معها‪ ،‬كنت أضعها ف قائمةٍ وأعرضها على كنيست وعلى الكليّة النيليّة ف‬
‫سنغافورة‪ .‬وقد جعلن ذلك ف وضعٍ صعبٍ للغاية‪ ،‬لنّي ل أستطع قبول ردودهم على تلك‬
‫السئلة‪ ،‬ل من الكنيسة ول من الكليّة النيليّة‪ .‬فقد كنت أعتب بأ ّن قبول منطق ردودهم‬
‫وكأنّه تلويثٌ ل (سبحانه وتعال)‪ .‬فعلى سبيل الثال‪ ،‬عندما حاولت نقاش التناقضات ف‬
‫النيل كان كلّ ما استطاعوا قوله ل بأنّ هذه تناقضات صغية‪ ،‬أو أخطاء صغية‪ ،‬أو خطأ‬
‫طباعيّ‪ ،‬فكان عليّ أن أقوم ببحثي الاص للردّ على تلك السئلة الّت وُجّهت إلّ ف دار‬
‫الرقم‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫ضوْء على‬
‫الزء الكثر تدميا ف بثي كان تاريخ الكنيسة‪ ،‬فتاريخ الكنيسة نفسه يُلقي ال ّ‬
‫حقيقة أنّ مفهوم الثالوث ُقدّم ف سنة ‪ 325‬بعد اليلد‪ ،‬أي بعد ‪ 325‬من "موت" السيح‬
‫(عليه الصّلة والسّلم)‪ .‬وقبل ذلك كانت هناك تعاليمٌ كلّها متلفة عن بعضها بعضا‪.‬‬

‫وحيث إنّي حصلت على الكثي من العلومات عن السيحيّة من مصادر إسلميّة‪ ،‬فلم أكن‬
‫مقتنعا‪ ،‬فما وجدته حول السيحيّة من الصادر السلميّة حاولت التثبّت منه من موسوعاتٍ‬
‫متنوّعةٍ ومن مصادر أخرى‪ ،‬فوجدت بأنّ كلّ العلومات الّت حصلت عليها من الصادر‬
‫ي وقتٍ مضى‪ -‬إل‬ ‫السلميّة كانت حقائق دامغة‪ .‬وحي نظرت عن قُرب ‪ -‬أقرب من أ ّ‬
‫النبوءة الّت تقول‪" :‬سيأت روح القّ وسيقود الناس إل كلّ القّ" استطعت أن أرى بوضوح‬
‫ب ممّدٍ (صلّى ال عليه وآله وسلّم) وإل رسالته‪ .‬فهذه‬
‫بأنّ تلك النبوءة كانت تشي إل الن ّ‬
‫النبوءة ل تُشر إل عيسى عليه الصّلة والسّلم‪ ،‬لنّ السيحيّي الوائل ل يستطيعوا التقرير‬
‫بصوص شخصيّته‪ .‬وحت هذا اليوم ما يزالون يتجادلون بصوص ذلك‪.‬‬

‫خلل دراست للسلم‪ ،‬حاولت أيضا أن أتعلّم شيئا عنه من الكتب السيحيّة فوجدتا خبيثة‪.‬‬
‫فمع العرفة الّت كانت لديّ عن السلم كنت أستطيع دحض كلّ الدّعاءات الزائفة الّت‬
‫لفّقها السيحيّون‪ .‬أحد المثلة هو الدّعاء الّذي لفّقوه عن ال (سبحانه وتعال) ف السلم ‪-‬‬
‫" بأنّه يبدو بعيدا جدّا‪ ،‬وأنّه ل يكنه التواصل مع ملوقاته‪( " .‬سبحانه وتعال عمّا يصفون)‪.‬‬
‫كنت أعرف أنّ هذا ليس صحيحا لنّ ال تعال ف السلم أقرب إل ملوقاته من حبل‬
‫الوريد‪.‬‬

‫" َولَقَدْ َخلَقْنَا الْإِْنسَانَ وَنَعَْلمُ مَا ُتوَ ْسوِسُ بِهِ نَ ْفسُهُ وََنحْنُ َأقْرَبُ ِإلَيْهِ مِنْ حَْب ِل الْ َورِيدِ" (سورة ق‪/‬‬
‫‪.)16‬‬

‫وادّعى السيحيّون أيضا بأنّ ال تعال تنقصه معان الب‪ .‬ل أدري كيف يكن للمسيحيّي‬
‫ادّعاء مثل ذلك ف حي أنّ قول "بسم ال الرّحن الرّحيم" هو روتيٌ يوميّ عند السلم‪.‬‬
‫‪422‬‬
‫بالضافة إل ذلك فإنّ هناك ‪ 99‬اسا ل تعال ُتلْقي الضّوء على أسى معان الب والرعاية‬
‫الليّة ف السلم‪ .‬فكان يتوجّب عليّ رفض كلّ الدّعاءات الّت صنعها السيحيّون عن‬
‫السلم‪ ،‬لنّه كان يتوجّب عليّ أن أكون عادلً مع نفسي‪ .‬فكلّها كانت من وجهة النظر‬
‫الكنسيّة‪ ،‬وكان يتوجّب عليّ أن أعتبها كذبا‪.‬‬

‫بعدئذٍ قرأت كتاب "ممّ ٌد ف النيل" و كتاب "إنيل توما"‪ .‬حت الن كنت قد تلقّيْت‬
‫الكثي من الصّدمات‪ .‬أمّا "مطوطات البحر اليّت" فقد كانت هي الصدمة الخية الّت‬
‫حطّمت عقيدت السيحيّة‪ .‬لقد حاولت ولكنّي ل أجد سببا للبقاء على السيحيّة‪ .‬فقد رأيت‬
‫كلّ الزّيف الّذي ل أكن أتوقع رؤيته فيها‪ .‬لقد تفحّصت بعنايةٍ وبكلّ الطّرق لتأكّد‪ ،‬فلعلّي‬
‫كنت مطئا‪ ،‬حت ل يتبقّ ل ما أتأكّد منه‪.‬‬

‫واصلت تعلّمي عن السلم‪ ،‬من القرآن الكري ومن كتبٍ أُخرى‪ ،‬ومن معلّمي مسلمي‬
‫كافحوا لرشادي إل طريق الق‪.‬‬

‫وف أحد اليّام سألن الستاذ ذو الكفل‪" :‬أما آن لك أن تدخل السلم؟" فلم أستطع أن‬
‫أتفوّه ببنت شفة‪ .‬فكّرت ف ذلك مرارا وتكرارا‪ ،‬لكنّي ل أجد سببا واحدا ينعن من دخول‬
‫السلم‪ ،‬وعندها قرّرت إعلن السلم‪ ،‬دين الق‪.‬‬

‫لدّ‪ ،‬فقد ظنّوا أنّي أعلنت إسلمي اسيّا‬‫ف البداية ل تأخذ عائلت توّل هذا على مملٍ من ا ِ‬
‫فقط وأنّي سأُواصل حيات كغي مسلم وآكل لم النير‪ .‬فيما بعد‪ ،‬عندما و َجدَت عائلت‬
‫أنّي أصبحت مسلما ملتزما حدثت فوضى عارمة‪ .‬وأصبحت المور أكثر فوضويّة حي بدأتُ‬
‫صيام شهر رمضان‪ .‬لقد كنت على وشك أن أُطرد من البيت‪ .‬واستمرّت هذه الال من‬
‫التوتر لبضعة شهورٍ تلت‪ .‬ل أكن خللا أتناول طعامي ف بيت‪ .‬واتّهمت بأنّي ل أعد أُحبّ‬
‫عائلت‪ .‬وكانت هناك مشاحناتٌ مستمرّةٌ بين وبي أفراد عائلت‪ .‬حاولت أن أشرح لم‬
‫السلم ولكنّهم ل يفهموه‪.‬‬
‫‪423‬‬
‫وتشكّل لديّ خوفٌ من العودة إل البيت‪ ،‬فكنت أبقى حت وقت متأخّرٍ من الليل خارجه‪.‬‬
‫وف أحد اليّام جاءت إلّ أُمّي وأخبتن بألّا أتأخّر ليلً‪ .‬وقالت بأنّ أب قد عبّر عن قلقه حيال‬
‫ذلك‪ .‬واقْتَرَ َحتْ بأن أشتري طعامي الاص وأنّها ستُعِدّه ل بشكل مستقلّ‪ .‬أمّا الن فإنّ‬
‫معظم أفراد عائلت يأكلون الطعام اللل ف البيت‪ ،‬لنّ من الناسب أكثر لُمّي أن تُ ِعدّ‬
‫الطباق الّت يكن أن يأكلها ليس فقط معظم أفراد العائلة بل وابنها السلم كذلك‪ .‬تسّنت‬
‫الوضاع ف بيت‪ ،‬إلّا من بعض الزعاج العرضي وغي الؤذي من عائلت‪ .‬المد ل‪.‬‬

‫ت بعون ال وتوفيقه‬

‫‪424‬‬
‫إذا ل بد من وقفة تأمل لال هؤلء العلم الذين أعلنوا إسلمهم أتعتقد بأنم يبحثون عن‬
‫زيادة ف الشهرة والنصب بعد ما وصل السلمون لا وصلوا إليه أم أنم فضلوا إتباع دين‬
‫الق من حيث أتى ؟ وكان شعارهم الق أحق أن يتبع وآثروا علي مكانتهم الجتماعية‬
‫وشهرتم العلمية ما سيواجهونه من تأثيات مقابل إسلمهم ‪ ،‬هؤلء العلماء والعلم قد‬
‫مهدوا لك الطريق للدخول ف السلم بعد الدراسة الستفيضة والتعمق ف القارنة والتأكد‬
‫الذي ل يقبل الشك كلّ ف ماله ‪ ،‬فل تتردد إذا كانت الشهرة أو النصب أو الوضع‬
‫الجتماعي تنعك من إعلن إسلمك لنك راحل من هذه الدنيا مهما بلغت من العلو‬
‫وإنك ستُنسى كما ُنسِي من هم مثلك أو أفضل منك ولو دامت هذه الدنيا لغيك ما‬
‫وصلت إليك وعندها ل تساوي لظة عذاب للحياة البدية ف الخرة‪.‬‬

‫أخوكم قذيفة الق‪ -‬ديسمب ‪2004‬‬

‫‪425‬‬

You might also like