Professional Documents
Culture Documents
www.almeshkat.net/books
حاشية السندى على صحيح البخارى
محمد بن عبد الهادي السندي
المدني ،الحنفي ،أبو الحسن محدث ،حافظ مفسر فقيه ولد في السند
وتوفي بالمدينة .
مؤلفاته :حاشية على البخاري ،حاشية على سنن ابن ماجه ،حاشية على
البيضاوي ،حاشية على جمع الجوامع.
الناشر دار الفكر
عدد المجلدات 4
عدد الصفحات 1600
تنبيه :الكتاب موافق للمطبوع والترقيم داخل الصفحات.
) (1/4
) (1/5
حصل المناسبة بين تسمية الوحي بدءا ً وابتداء الكتاب به ،وسقط ما أورد
بعض الفضلء على ترجمة المصنف للباب من أن كثيرا ً من أحاديث الباب ل
يتعلق إل بالوحي ل ببدء الوحي ،فكيف جعل الترجمة باب بدء الوحي ،وكذا
ظهر وجه الشبه في قوله تعالى } :كما أوحينا إلى نوح{ ،وهو أن اليحاء
وة ورسالة لقطع معذرة الناس كما يدل عليه قوله تعالى :في كان إيحاء نب ّ
آخر اليات لئل يكون للناس على الله حجة.
وكذا ظهر وجه تشبيه الوحي بالرسال والتكليم الذي يدل عليه قوله :
ل{ ،وقوله } :وكلم الله موسى{ في أن الكل لقطع معذرة الناس }ورس ً
هذا ،وقوله :وقول الله عز وجل القرب رفعه على تقدير الخبر أي وفيه
قوله عز وجل ،أي إثبات الوحي قوله عز وجل والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 5 :
) (1/6
قوله ) :يقول إنما العمال بالنيات( قد تكلموا على هذا الحديث في أوراق
فذكروا له معاني .والوجه عندي في بيان معناه أن يقال للمراد بالعمال
مطلق الفعال الختيارية الصادرة عن المكلفين .وهذا إما لن الكلم في تلك
الفعال إذ ل عبرة بغيرها ول يبحث عنها في الشرع ول يلتفت إليها ،ولن
العمل ل يقال إل للفعل الختياري الصادر عن أهل العقل كما نص عليه
البعض ،فلذلك ل يقال عمل البهائم كما يقال فعل البهائم ،وقد تقرر أن
الفعل الختياري يكون مسبوقا ً بقصد الفاعل الداعي له إليه وهو المراد بالنية
،فالمعنى أن الفعال الختيارية ل توجد ول تتحقق إل بالنية والقصد الداعي
للفاعل إلى ذلك الفعل ل يقال هذه مقدمة عقلية ،فأي تعلق للشارع بذكرها
لنا نقول ذكرها الشارع تمهيدا ً لما بعدها من المقدمات الشرعية ،ول
يستبعد عن الشارع ذكر مقدمة عقلية إذا كان لتوضيح بعض المقدمات
الشرعية ،بل ل يستبعد بدون ذلك أيضا ً ،ثم بين صلى الله تعالى عليه وسلم
بقوله " :وإنما لكل امرىء ما نوى" أن ليس للفاعل من عمله إل نيته أي
الذي يرجع إليه من العمل نفعا ً أو ضرا ً هي النية ،فإن العمل بحسبها يحسب
خيرا ً وشرا ً ،ويجزي المرء بحسبها على العمل ثوابا ً وعقابا ً ،ويكون العمل
تارة حسنا ً وتارة قبيحا ً بسببها ،ويتعدد الجزاء بتعددها ،ولذلك قال صلى الله
تعالى عليه وسلم " :أل أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،
وإذا فسدت فسد الجسد كله" ،أل وهي القلب ل يقال يلزم من هذا المعنى
أن تنقلب السيئات حسنات بحسب النية كالمباحات تنقلب حسنات بحسبها
لنا نقول ل بد في النية من كون العمل صالحا ً لها ضرورة أن النية الغير
الصالحة ل تكون نية في العمل ول تعتبر نية بالنظر إلى ذلك العمل ،فهي
كلنية بل يقال :قصد التقرب بالسيئات يعد قصدا قبيحا ً ونيته تزيد
) (1/7
) (1/8
والحاصل أن الصبي إذا قيل له اقرأ يراد به المر بتعلم القراءة ل بالقراءة
نفسها والمر ،وإن كان ل يقتضي الفور لكن ربما يتبادر منه الفور ،فالجواب
منه صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله :ما أنا بقارىء مبين على أنه فهم
المر بالقراءة نفسها على الفور .وحاصل الجواب أنه تكليف بما ل يطاق
فكأنه علم صلى الله تعالى عليه وسلم امتناع التكليف بما ل يطلق بعقله
الكامل قبل تقرر ظهور النبوة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :لقد خشيت على نفسي( مقتضى جواب خديجة والذهاب إلى ورقة
أن هذا كان منه على وجه الشك ،وهو مشكل بأنه لما تم الوحي صار نبيا ً فل
وته ،وفي كون الجائي عنده ملكا ً من اللهيمكن أن يكون شاكا ً بعد في نب ّ
وكون المنزل عليه كلم رب العالمين نعم يمكن الشك في بعض ذلك قبل
تمام الوحي حين فاجأه الملك أول ً مثل ً ،ويمكن أن يقال أنه صلى الله تعالى
عليه وسلم أراد بهذا الحكاية عن أول أحواله إل أنه ذكره على وجه يوهم بقاء
الشك له بعد ،وإن كان هو حال الحكاية على علم من المر ،ول شك له
حينئذٍ أصل ً لكن أراد اختبار خديجة في أمره ليعلم ما عندها من العلم ،ولعله
وة فربما تلقته بالنكار فيصعب بعد ذلك الرجوع لو فاجأها بصريح القول بالنب ّ
ً
إلى القرار فأراد أن يأتي الكلم على وجه التهام قصدا للختيار والله تعالى
أعلم.
8
5ـ باب
قوله ) :من الريح المرسلة( أي :المطلقة المخلة على طبعها والريح لو
أرسلت على
9
طبعها لكانت في غاية الهبوب .قوله ) :إن هرقل أرسل إليه في ركب الخ(
وة وإثباتها ،وكان
لما كان المقصود بالذات من ذكر الوحي هو تحقيق النب ّ
حديث هرقل أوفر تأدية لذلك المقصود أدرجه في باب الوحي والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
6ـ باب
قوله ) :لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله( النفي في لم يكن
متوجه إلى
) (1/9
10
المجموع أي لم يكن يجمع بين ترك الكذب على الناس ،والكذب على الله ،
وذلك لن الكذب على الله هو الغاية القصوى في الكذب فل يكون إل من
كذاب ل يترك الكذب على أحد حتى ينتهي أمره إلى الكذب إلى الله فمن ل
يكون كاذبا ً على غيره ل يمكن أن يكذب على الله مرة واحدة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 5 :
11
ي السلم( فيه إشارة إلى أن إسلمه كان منة من قوله ) :حتى أدخل الله عل ّ
الله تعالى عليه رزقه الله ،وإن كان ل يريده هو ول يرضى به وربما يؤخذ
ي،منه الشارة إلى أن بإسلمه كان أّول المر ظاهريا ً حيث قال أدخل عل ّ
ولم يقل في قلبي ،وقال السلم ولم يقل اليمان ،ولهذا كان يعد أول ً من
مؤلفة القلوب والله تعالى أعلم.
وقوله :حتى يحتمل أن الغاية فيه للنتقال من الدنى إلى العلى أو للنقطاع
أما باعتبار أن المراد بقوله موقنا ً أي مع الخفاء حتى أدخل الله على
السلم ،فأظهرت ما أخفيت من اليقان أو لن المراد كنت موقنا ً أنه
سيظهر حتى ظهر وعند تحقق الظهور ينقطع إيقان أنه سيظهر كما ل
يخفى ،وذلك لن إسلمه كان في أيام الفتح ،وقد أظهر الله تعالى المر
بالفتح والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
12
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 5 :
) (1/10
) (1/11
ويقول عمربن عبد العزيز إن لليمان فرائض لن مثل هذا الكلم يدل على
أن الفرائض وغيرها من أجزاء اليمان .كما يقال إن للصلة فرائض.
والستدلل بقول عمربن عبد العزيز وغيره في هذا الباب لن المطلوب
تحقيق ما كان عليه السلف في هذا الباب إذ اتباعهم في هذه المطالب خير
من ابتداع أقوال أخر واختراعها ،وقول عمربن عبد العزيز كما يدل على أن
الفعال تعد من اليمان يدل على أن اليمان يوصف بالزيادة والنقصان حيث
قال فمن استكمل الخ .وأما الستدلل بقول إبراهيم عليه الصلة والسلم ،
ولكن ليطمئن قلبي على قبول اليمان الزيادة ،
13
وإنصافه بها فضعيف عند أهل التحقيق إذ قوله رب أرني كيف تحيي
الموتى ؟ صحيح في أن مطلوبه كان رؤية كيفية الحياء ،وكان قلبه مشتاقا ً
إلى ذلك ،فأراد أن يظفر بوصوله إلى مطلوبه ،وهذا أمر خارج عن اليمان
والله تعالى أعلم.
وأما كلم معاذ نؤمن ساعة أما بمعنى نذكر الله أو نذكر العلم أو الخير أو
نحو ذلك ،وتسمية مثله إيمانا ً يدل على إطلق اليمان على بعض الفعال
وقول ابن مسعود اليقين اليمان كله يدل على أم اليمان له أجزاء وأبعاض
إذ التأكيد بكل ل يكون إل لما هو كذلك ،ويدل على أن معظمه اليقين بحيث
يقال إنه كل اليمان ثم لما أثبت بهذه الدلة أن اليمان قول وفعل ،ذكر
بعض ما يناسب ذلك بقول ابن عمر وغيره لنوع مناسبة وارتباط والله تعالى
أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 13 :
نعم قول ابن عباس دعاؤكم إيمانكم من أدلة المطلوب كما ل يخفى والله
تعالى أعلم.
14
ن ُ
ما ِ
لي َ
مورِ ا ِ
3ـ باب أ ُ
) (1/12
قوله ) :باب أمور اليمان( أي الفعال المضافة إلى اليمان من حيث عدها
شعبا ً له وأوصافا ً ،وقوله وقول الله بالرفع ،أي وفيه قول الله قوله :
)اليمان بضع وستون الخ( كناية عن الكثرة فإن أسماء العدد كثيرا ً ما تجيء
كذلك ،فل يرد أن العدد قد جاء في بيان شعب اليمان مختلفا ً اهـ .سندي.
ه
سان ِهِ وَي َدِ ِ
ن لِ َ
م ْن ِ مو َسل ِ ُم ْ
م ال ُسل ِ َ
ن َ م ْم َ
سل ِ ُ
م ْ
4ـ باب ال ُ
قوله ) :المسلم من سلم الخ( لعل المعنى المسلم الكامل من حمله إسلم
الناس على التجنب عن أذاهم بكل الوجوه ،كما هو مقتضى قولهم إن تعليق
الحكم بالمشتق يشعر العلية ،ول يخفى أن من يحمله إسلم الناس على
ترك التعرض لهم ل يكون إل كامل السلم عادة ،والكافر والفاسق ،وإن
ترك تعرض الناس أحيانا ً لكن ل يحمله إسلم الناس على ترك أذاهم .ويمكن
أن يقال إن المعنى أن المسلم الكامل من كان متصفا ً بترك الذى ،ول يلزم
منه أن كل متصف بترك الذى مسلم كامل بل لزمه أن كل مسلم كامل
يكون متصفا ً بذلك ،ول يوجد
15
المسلم الكامل بدون هذا الوصف إذ المقصود الحث على تحصيل هذا
الوصف ،وأنه ل يحصل كمال السلم إل به ل أن هذا يكفي في كمال
السلم ،وأنه ل يحتاج مع هذا الوصف في كمال السلم إلى غيره ،وهذا
ظاهر فل إشكال قوله ) :أي السلم أفضل( يمكن أن يقال المراد أي أفراد
السلم أفضل .ومعنى من سلم الخ أي إسلم من سلم المسلمون
والسلم ،وإن كان معنى واحد في ذاته لكنه متعدد باعتبار الفراد فصح
دخول أي عليه بذلك العتبار ،فل حاجة في السؤال إلى تقدير.
ه ب لَ ِ 7ـ باب من اليما َ
س ِ
ب ل َِنف ِح ّخيهِ ما ي ُ ِ ح ّن يُ ِ نأ ْ ِ َ ِ َ ِ
) (1/13
قوله ) :حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه( لعل المراد ترك الحسد والعداوة ،
وحصول كمال المودة حتى يقرب أن ينزل أخاه منزلة نفسه في الخيرات
بطريق الكناية ،أو المراد أن يحب ذلك في العم الغلب ،ول يلزم في كل
شيء سيما إذا لم يكن لذلك الشيء إل فرد واحد كالوسيلة والمقام المحمود
،فإنه ل يمكن الشتراك فيه حتى يحبه لغيره ،وبهذا يندفع الشكال بسؤال
سيدنا سليمان تخصيص الملك بقوله } :رب هب لي ملكا ً ل ينبغي لحد من
16
بعدي{ وبما حكاه الله عن عباده الصالحين من قولهم واجعلنا للمتقين
إماما ً ،فإنه ظاهر في الخصوص ،والعموم في المامة يرفع المامة من
أصلها كما ل يخفى ،وبتخصيص النبي صلى الله تعالى عليه وسلم سؤال
الوسيلة بنفسه ،وأمره المة بذلك السؤال والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 13 :
ثم معنى هذه الغاية أعني حتى يحب ههنا وفي أمثاله هو أنه ل يكمل اليمان
بدون حصول هذه الغاية ل أن حصول هذه الغاية كافية في كمال اليمان ،
وإن لم يكن هناك شيء آخر ،فل تعارض بين هذا الحديث ،وبين ما سيجيء
من الحاديث اهـ .سندي.
17
ه"ـ ّ ُ َ َ َ ّ َ
13ـ باب قوْ ُ
م ِبالل ِ
مك ْي }صلى الله عليه وسلم{ " :أَنا أعْل ُل الن ّب ِ ّ
) (1/14
قوله ) :باب قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنا أعلمكم بالله( أي
وإيمان الشخث على قدر معرفته بالله ،فيلزم أن يزيد ،وينقص على قدر
معرفته بربه ،ولما ورد عليه أنه كيف يزيد اليمان أو ينقص بزيادة المعرفة
أو نقصانها ،مع أن المعرفة خارجة عن اليمان لما تقدم أن اليمان قول
وفعل ،والمعرفة ليست شيئا ً من ذلك ،أجاب بأن المعرفة فعل القلب ،
والفعل ل يقتصر على ما يصدر من الجوارح بل يشمل ما يصدر من القلب
لقوله تعالى } :ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم{ فأسند الكسب الذي
بمعنى الفعل والعمل إلى القلب ،فل يقتصر الفعل على الجوارح ،وعلى هذا
فقوله وإن المعرفة بكسر إن وقوله لقوله تعالى دليل لما يفهم من أن الفعل
يشمل فعل القلب والله تعالى أعلم.
قوله ) :لسنا كهيئتك( أي على حالتك فالكاف بمعنى على ل للتشبيه قوله :
)بعد إذ أنقذه
18
الله( قيد على حسب وقته إذ الناس كانوا في وقته أسلموا بعد سبق الكفر
أو هو كناية عن معنى بعد أن رزقه الله السلم وهداه إليه والله تعالى أعلم.
19
َ
م{سِبيل َهُ ْ
خّلوا َ صل َة َ َوآُتوا الّز َ
كاةَ فَ َ موا ال ّن َتاُبوا وَأَقا ُ 17ـ باب } :فَإ ِ ْ
قوله ) :باب فإن تابوا الخ( أي فضم إلى التوبة من الكفر إقامة الصلة وإيتاء
الزكاة ،فهما من اليمان كالتوبة ،وقد فسر التوبة في الحديث ،بالشهادة إذ
كام على التوبة الظاهر ثم الحكم الذي يدل عليه حديث الباب إما مدار الح َ
مخصوص بمشركي العرب ،أو كان قبل شرع الجزية والله تعالى أعلم.
م ُ
ل ن هُوَ العَ َ
ما َلي َ
نا ِ ل :إِ ّ ن َقا َ م ْ
18ـ باب َ
) (1/15
قوله ) :باب من قال إن اليمان هو العمل( لما ورد في مواضع من كتاب الله
تعالى عطف العمل على اليمان والعطف للمغايرة توهم أن اليمان ل يطلق
عليه اسم العمل شرعا ً ،فوضع هذا الباب لثبات أن اسم العمل شرعا ً
يشمل اليمان واستدل عليه بقوله تعالى } :تلك الجنة{ الية ل بناء على أن
معنى }بما كنتم تعملون تؤمنون{ ،فإنه بعيد بل بناء على أن اليمان هو
السبب العظم في دخول الجنة ،فل بد من شمول بما كنتم تعملون له ،
وكذا قول عدة من أهل العلم لبيان شمول العمل لقول " :ل إله إل الله"
على معنى أي حتى عن قول "ل إله إل الله" ل لبيان اقتصار العمل عليه
والمراد والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 13 :
عما كانوا يعملون فعل ً وتركا ً فيشمل السؤال من قال ومن ترك ،وكذا قوله
لمثل هذا الخ ،العمل فيه يشمل اليمان ل أن المراد به اليمان فقط.
والحاصل أنه في هذه الية وقع القتصار على ذكر العمل مع أن الموضوع
موضع ذكر اليمان والعمل جميعا ً ،فل بد من القول بشمول العمل لليمان
وهو المطلوب ،وعلى هذا فما وقع في القرآن من عطف العمل على
اليمان في مواضع ،فهو من عطف العام على الخاص لمزيد الهتمام
بالخاص والله تعالى أعلم.
20
َ َ َ َ َ َ ُ َ
ف
خو ْ ِ
مأوِ ال َسل ِست ِ ْ
ن عَلى ال ْ
قةِ وكا َ
قي َ
ح ِ
سلم ِ عَلى ال َن ال ِ ْ 19ـ باب إ َِذا ل ْ
م ي َك ِ
قت ِْلـ
ن ال َ
م َ
ِ
) (1/16
قوله ) :باب إذا لم يكن السلم الخ( ل بد من حل هذا الكلم أول ً ،ولعل
المعنى إذا لم يكن إطلق لفظ السلم على الحقيقة الشرعية ،لهذا اللفظ
وكان إطلقه على الستسلم أي النقياد الظاهر لطمع في الغنيمة أو الخوف
من القتل ،فهو إطلق جائز ورد به الشرع في مواضع ،ثم استدل على ورود
هذا الطلق بقوله تعالى } :قالت العراب{ الية ثم قال فإذا كان إطلق
لفظ السلم على حقيقته الشرعية ،فهو على وفق قوله إن الدين الخ ،أي
فهو يكون إطلقا ً على تمام الدين ل على الستسلم فقط .كما في قوله إن
الدين الخ ،أطلق اسم السلم على تمام الدين ،وعلى هذا فقوله أو الخوف
من القتل عطف على محذوف ،وهو لطمع في الغنيمة وهو علة للستسلم
ل على نفس الستسلم إذ ل مقابلة بين الستسلم والخوف ،ول يصح إطلق
اسم السلم على الخوف أيضًا.
وجزاء الشرط محذوف وهو ما ذكرنا من أنه إطلق جائز لن ما ذكره من
الدليل والحديث .ل يفيد إل جواز الطلق ل ما ذكره الشراح أن ذلك السلم
نافع أم ل ،ومقصوده أن لفظ السلم يطلق تارة على تمام الدين ،وهو
حقيقته شرعا ً وتارة على النقياد الظاهري ،وهو مجازه شرعا ً ،وبه يندفع ما
يتوهم بين اليات والحاديث من التدافع قوله ) :قل لم تؤمنوا( أي فل تقولوا
آمنا لكونه كذبا ً ،ولكن قولوا أسلمنا قوله ) :مالك عن فلن( أي تعرض عنه
في
21
) (1/17
العطاء ،وقوله أو مسلما ً بسكون الواو وكأنه أرشده صلى الله تعالى عليه
وسلم إلى أنه ل يجزم باليمان لن محله القلب فل يظهر ،وإنما الذي يجزم
به هو السلم لظهوره ،فقال أو مسلما ً أي قل أو مسلما ً على الترديد أو
المعنى أو قل مسلما ً بطريق الجزم بالسلم والسكوت عن اليمان بناء على
أن كلمة أو إما للترديد أو بمعنى بل وعلى الوجهين ،يرد أنه ل وجه لعادة
سعد القول بالجزم باليمان لنه يتضمن العراض عن إرشاده صلى الله
تعالى عليه وسلم فكأنه لغاية ظن سعد فيه الخير أو لشغل قلبه بالمر الذي
كان فيه ما تنبه للرشاد والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 13 :
فإن قلت فأين الجزم في كلم سعد فإنه قال لراه وهو يفيد الظن ول وجه
للمنع عن الظن قلت كأن أراه كان في كلمه بفتح الهمزة بمعنى أعلم ل
بالضم بمعنى أظن وهو الموافق لقوله ثم غلبني ما أعلم.
ويدل عليه رواية مسلم فإنه مؤمن وإل ل يظهر وجه المنع والله تعالى أعلم
اهـ .سندي.
سل َم ِ ن ال ِ ْ
م َم ِسل َ ُ 20ـ باب ِإف َ
شاِء ال ّ
قوله ) :النصاف من نفسك( وهو أن تريد من نفسك لغيرك ما تريد من
غيرك لنفسك.
قوله ) :وكفر دون كفر( خبر لمحذوف أي الكفر كفر دون كفر أي متنوع
متفاوت زيادة ونقصانا ً فيطلق اسمه على بعض المعاصي.
22
ك حب َُها ِباْرت ِ َ
كاب َِها إ ِل ّ بال ّ جاهِل ِي ّةِ ،وَل َ ي ُك َ ّ َ
شْر ِ صا ِ
فُر َ مرِ ال َ
نأ ْ م ْ صي ِ مَعا ِ
22ـ باب ال َ
قوله ) :إل بالشرك الخ( يحتمل أن يراد بالشرك في هذه العبارة وفي الية
وة ،
عدم التوحيد على وجهه والتوحيد على وجهه يتوقف على اعتقاد النب ّ
ونحوها والله تعالى أعلم.
) (1/18
قوله ) :باب قيام ليلة القدر من اليمان( أي أنه من خصال اليمان وأن
اليمان يدعو إليه ويقتضيه.
ً
قوله ) :ل يخرجه( أي قائل ل يخرجه ول بد من تقديره أو تقدير قال الله في
أول الحديث ،ول يكفي القول باللتفات بل تقدير إذ ل يصح وقوع هذا الكلم
من النبي إل على وجه الحكاية عن الله تعالى.
25
نما ِ لي َ
نا ِ م َ َ
ص لة ُ ِ 31ـ باب ال ّ
قوله ) :يعني صلتكم عند البيت( الظرف ليس متعلقا ً بالصلة حتى يرد أنه
تصحيف والصواب صلتكم لغير البيت بل هو متعلق بقول الله تعالى } :وما
كان الله أي ما كان الله ليضع صلتكم{ قبل استقبال البيت عند استقبال
البيت أي ل يبطل الله صلتكم حين استقبلتم البيت فإن استقبال البيت خير
فل يترتب عليه فساد العمال السابقة والله تعالى أعلم.
26
قوله ) :وأنه صلى أول صلة صلها( أي إلى البيت صلة العصر قيل صلة
العصر بالنصب على البدلية من أول صلة وهو مفعول صلى وقيل بالرفع أي
بتقدير المبتدأ .قلت :والقرب عندي أن صلة العصر مفعول صلى ونصب
أول صلة على أنه حال مقدم ،والوجهان المذكوران بعيدان من حيث
المعنى .يظهر عند التأمل والله تعالى أعلم.
قوله ) :فداروا كما هم( الظاهر أن الكاف بمعنى على وما موصولة وهم
مبتدأ والخبر محذوف أي عليه والمعنى فداروا على الهيئة التي كانوا عليها
وقيل للمبادرة ،وقيل للمقارنة .قلت :المبادرة ل يظهر لها كبير معنى ،
والمقارنة أقرب منها أي فداروا بما هم أي بالهيئة التي كانوا بها ثم رأيت
القسطلني نقل عن المصابيح أن الكاف بمعنى على لكن قال :وما كافة
وهم مبتدأ حذف خبره أي عليه .قلت :فحينئذٍ ل يظهر للكلم معنى ،ول
يظهر أن مرجع ضمير عليه ماذا فافهم والله تعالى أعلم.
مْرِء سل َم ِ ال َن إِ ْ س ِ
ح ْ 32ـ باب ُ
) (1/20
قوله ) :فحسن إسلمه( بضم السين المخففة أي صار حسنا ً بمواطأة الظاهر
الباطن ،ويمكن تشديد السين ليوافق رواية أحسن أحدكم إسلمه أي جعله
حسنا ً بالمواطأة المذكورة والله تعالى أعلم.
27
ه
صان ِ ِ
ق َ
ن وَن ُ ْ
ما ِ
لي َ
34ـ باب زَِياد َةِ ا ِ
قوله ) :وقال تعالى اليوم أكملت الخ( قد قدمنا أن مراد السلف من قولهم
يزيد وينقص أو يكمل وينقص ،ونحوه أنه يوصف في الشرع بذلك أعم من
أن يكون ذلك بزيادة في الشرائع أو بوجه آخر ،ويظهر الستدلل بهذه الية
والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 13 :
28
سل َم ِ ن ال ِ ْ م َ 35ـ باب الّزكاةُ ِ
قوله ) :إل أن تطوع( الذي يقول بالوجوب بالشروع يقول إنه استثناء متصل
لنه الصل والمعنى إل إذا شرعت في التطوع ،فيصير واجبا ً عليك ،فيستدل
بهذا الحديث على أن الشروع موجب .قلت :لكن ل يظهر هذا في الزكاة إذ
الصدقة قبل العطاء ل تجب وبعده ل توصف بالوجوب ،ول يقال إنه صار
واجبا ً بالشروع فلزم إتمامه ،فالوجه أنه استثناء منقطع أي لكن التطوع جائز
أو خير ،ويمكن أن يقال من باب المبالغة في نفي واجب آخر على معنى
ليس عليك واجب آخر إل التطوع ،والتطوع ليس بواجب فل واجب غير
المذكور والله تعالى أعلم .اهـ سندي.
نما ِ
لي َ نا ِ م َ جَنائ ِزِ ِ 36ـ باب ات َّباعُ ال َ
قوله ) :فإنه يرجع من الجر بقيراطين( الباء متعلق بيرجع ،ومن بيان
لقيراطين.
29
َ
ه وَهُوَ ل ي َ ْ ُ َ َ
شعُُرـ مل ُحب َط عَ َ
ن يَ ْنأ ْ م ْ ن ِ مؤ ْ ِ
م ِ ف ال ُ خو ْ ِ 37ـ باب َ
) (1/21
) (1/22
ثم رأيت الشراح قد اعترضوا على النووي بما ذكرنا فالله الحمد على
التوفيق قوله ) :أن تعبد الله( أي توحده بلسانك على وجه يعتد به فيشمل
الشهادتين ،فوافقت هذه الرواية رواية عمر ،وكذا حديث بني السلم على
خمس اهـ .سندي.
قوله ) :ما الحسان( أي الحسان في العبادات أو الحسان الذي حث الله
تعالى العباد على تحصيله في الكتاب بقوله والله يحب المحسنين قوله :
)كأنك تراه( صفة مصدر محذوف أي عبادة كأنك فيها تراه أو حال أي والحال
كأنك تراه وليس المقصود على تقدير الحالية أن ينتظر بالعبادة تلك الحال ،
فل يعبد قبل تلك الحال بل المقصود تحصيل تلك الحال في العبادة.
والحاصل أن الحسان هو مراعاة الخشوع والخضوع ،وما في معناهما في
العبادة على وجه مراعاته لو كان رائيا ً ول شك أنه لو كان رائيا ً حال العبادة
لما ترك شيئا ً مما قدر عليه من
31
الخشوع وغيره ،ول منشأ لتلك المراعاة حال كونه رائيا ً إل كونه رقيبا ً عالما ً
مطلعا ً على حاله ،وهذا موجود وإن لم يكن العبد يراه تعالى ولذلك قال
}صلى الله عليه وسّلم{ في تعليله فإن لم نكن نراه فإنه يراك أي وهو
يكفي في مراعاة الخشوع على ذلك الوجه ،فإن على هذا وصيلة ل شرطية
والله تعالى أعلم.
) (1/23
قوله ) :ما المسؤول عنها بأعلم من السائل( ظاهره أن معناه أنهما متساو
بأن لكن المساواة متحققة في جواب السلم واليمان ،وغيره أيضا ً إذ
الظاهر أن جبريل كان عالما ً بحقيقة السلم واليمان ،ولهذا قال صدقت
فتخصيص هذا الجواب بهذا السؤال بالنظر إلى أن السائل في الحقيقة هم
الصحابة ،وجبريل إنما هو سائل نيابه عنهم فبالنسبة إليهم السائل فيما سبق
كأنه غير عالم بخلف المسؤول ،وهاهنا السائل والمسؤول عنها متساويان ،
وقد يقال هو كناية عن تساويهما في عدم العلم ل عن تساويهما مطلقا ً ،
فصار الجواب مخصوصا ً بهذا السؤال ،وإنما سأل جبريل ليعلمهم أن الساعة
ل يسأل عنها وكلم بعضهم يشر إلى أن المعنى وليس الذي يسأل عنها كأننا
من كان بأعلم من الذي يسأل فل يختص الكلم بسائل ومسؤول عنها بل يعم
كل سائل ومسؤول ،وعلى هذا فوجه تخصيص هذا الجواب بهذا السؤال
واضح والله تعالى أعلم.
39ـ باب
قوله ) :وكذلك اليمان حتى يتم( كأن مراد المصنف أن هذا اللفظ يدل على
أن أهل
32
ً
الكتاب كانوا أيضا يعتقدون أن اليمان يقبل التمام والنقصان والله تعالى
أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 13 :
َ
ه
دين ِ ِ
ست َب َْرأ ل ِ ِ
نا ْ
م ِ ل َ 40ـ باب فَ ْ
ض ِ
قوله ) :الحلل بين الخ( ليس المعنى أن كل ما هو حلل عند الله تعالى فهو
بين بوصف الحل يعرفه كل أحد بأنه حلل وأن ما هو حرام ،فهو كذلك وإل
لم يبق مشتبهات ضرورة أن الشيء ل يكون في الواقع إل حراما ً أو حلل ً ،
فإذا صار الكل بينا ً لم يبق شيء محل ً للشتباه ،وإنما المعنى والله تعالى
أعلم.
) (1/24
أن الحلل بين حكما ً وهو أنه ل يضر تناوله .وكذا الحرام بين من حيث إنه
يضر تناوله أي هما يعرف الناس حكمهما لكن ينبغي للناس أن يعرفوا حكم
المحتمل المتردد بين كونه حلل ً أو حراما ً ،ولهذا عقب هذا ببيان حكم
المشتبه ،فقال فمن اتقى الخ أي حكم المشتبه أنه إذا تناوله النسان يخرج
عن الورع ويقرب إلى تناول الحرام ،وقد يقال المعنى الحلل الخالص بين
وكذا الحرام الخالص بين يعلمهما كل أحد لكن المشتبه غير معلوم لكثير من
الناس .وفيه أنه أن أريد بالخالص الخالص في علم الناس فل فائدة في
الحكم إذ يرجع المعنى إلى أن المعلوم بالحل معلوم بالحل ول فائدة فيه ،
وأن أريد بالنظر إلى الواقع فكل شيء في الواقع إما حلل خالص وإما حرام
خالص ،فإذا صار كل منهما بينا لم يبق شيء مشتبها ً والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
ن َ
ما ِ لي َ
نا ِ
م َ
س ِم ِ خ ُ 41ـ باب أَداُء ال ُ
قوله ) :قال شهادة أن ل إله إل الله الخ( تفسير اليمان بالمور المذكورة
باعتبار إطلقها
33
ً
على السلم ،وأما اليمان بمعنى التصديق فكأنه كان معلوما للقوم حاصل ً
لهم فلم يذكره .وقوله " :وأن تعطوا يصير خامسًا" والجواب أن المراد بأربع
هي ما أمرهم به عموما ً ،وهذا يختص بالمجاهدين ،وكان القوم منهم فمعنى
أمرهم بأربع أي عموما ً فل إشكال غاية المر أن هذا ليس من جملة تفصيل
الربع بل مقابل لها.
قوله ) :باب ما جاء أن العمال بالنية الخ( كأنه ذكره ههنا لتعلق النية بالقلب
الذي هو محل اليمان.
34
هّ
ة :ل ِل ِ
ح ُ
صي َ
ن الن ّ ِ
دي ُ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ " :ال ّ ل الن ّب ِ ّ َ
ب قو ْ ِ 43ـ با ُ
م" َ
سول ِهِ َ ِ ّ ِ ُ ْ ِ ِ َ َ ّ ِ ِ ْ
ه ت م وعا ن ميل س م ال ة م ئ ل و وَل َِر ُ
) (1/25
قوله ) :الدين النصيحة لله الخ( النصيحة الخلوص عن الغش ومنه التوبة
النصوح فالنصيحة لله أن يكون عبدا ً خالصا ً له في عبوديته عمل ً ،واعتقادا ً
ولرسوله أن يكون مؤمنا ً به خالصا ً معظما ً وموقرا ً له مطيعا ً ل عن خيانة ،
وعلى هذا القياس والله تعالى أعلم.
35
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 13 :
3ـ كتاب العلم
ل الِعلم ِ 1ـ باب فَ ْ
ض ِ
قوله ) :وقول الله عز وجل يرفع الله الية( هو بالرفع وهو المضبوط في
الصول كما ذكره الشيخ ابن حجر والتقدير ،وفيه أي في بيان الفضل قول
الله أو يدل عليه قول الله والقرينة على المحذوف ظهور أن الية من أدلة
الفضل والدليل ،يدل على المدلول ،ويكون في بيانه فبطل قول من قال ل
يصح الرفع ل على الفاعلية وهو ظاهر ول على البتداء لعدم الخبر وتقدير
الخبر يحتاج إلى قرينة ،ول قرينة فتأمل .وقوله يرفع الله بكسر العين جواب
المر السابق والخطاب للمؤمنين مطلقا ً فمن في قوله منكم للبيان كما
قالوا في قوله تعالى } :الذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم{ ل للتبعيض
ومحل الستدلل هو عطف ،والذين أوتوا العلم في محل رفع الدرجات على
الذين آمنوا عطف الخص على العم ،ومثله يفيد زيادة فضيلة الخص ،
وكثرة الهتمام بشأنه والله تعالى أعلم.
والمعنى إذا قيل لكم أيها المؤمنون انشزوا أي قوموا عن المجلس فانشزوا
أي قوموا عنه يرفع الله درجاتكم أيها المؤمنون سيما درجات علمائكم وتمام
التحقيق يقتضي بسطا ً ليس هذا موضعه.
36
4ـ باب قَول المحدث :حدث َنا أ َو أ َخبرنا وأ َنبأناَ
َ ّ َ ْ ْ ََ َ َ َْ َ ُ َ ّ ِ ْ ِ ُ
) (1/26
قوله ) :باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا( أي :هل لهذا القول ونحوه
أصل بأن ورد في كلمه صلى الله تعالى عليه وسلم وكلم أصحابه أم ل ؛
وقيل :مراده هل هذه اللفاظ بمعنى واحد أم ل ؟ وأنت خبير بأن ما ذكره
في الباب ل يدل على ذلك إل بتكلف ولعله ل يتم ،وعلى ما ذكرنا فذكر قول
ابن عيينة استطرادي والله تعالى أعلم.
37
ثحد ّ ِ
م َ
على ال ُض َ
7ـ باب القراءةُ َوالعر ُ
قوله ) :واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون أشهدنا فلن( ظاهره
أن المقر يقرأ الصك على الشهود فيسوغ لهم الشهادة بذلك ،ول يناسب
المقصود فإنه من باب قراءة الصل على الفرع ول كلم فيه ،وإنما الكلم
في قراءة الفرع على الصل فالوجه أن يقال المراد يقرأ رجل من الشهود أو
غيرهم على قوم فيهم المقر ،فيقول نعم فيقول بعض القوم .وكذا القارىء
مثل ً أشهدنا فلن المقر الذي هو من جملة المقروء عليهم فصار المقر
مقروءا ً عليه ،وصحت الشهادة عليه بذلك ،فإذا صحت الشهادة عليه بذلك ،
صحت الرواية عنه بذلك بالولى ،أو المعنى يقرأ عند القوم على رجل فيقول
القوم أشهدنا فلن المقروء عليه ومآل المعنى واحد ،وإنما الفرق بتقدير
الكلم ،وعلى الوجهين فهذا دليل على صحة الرواية بالقراءة
38
على الشيخ لمن يقرأ ولمن حضر معه ،وهو المطلوب في الترجمة ل
خصوص صحة الرواية للقارىء فقط .بل هو ومن حضر معه عند القراءة على
الشيخ سواء والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
) (1/27
قوله ) :أسألك بربك ورب من قبلك الخ( قال ذلك لزيادة التوثيق والتثبيت
كما يؤتى بالتأكيد لذلك ويقع ذلك في أمر يهتم بشأنه ،ولم يقل ذلك لثبات
وة بالحلف فإن الحلف ل يكفي في ثبوتها ومعجزاته صلى الله تعالى عليه النب ّ
وسلم كانت مشهورة معلومة وهي ثابتة بتلك المعجزات ،والقرب أن الرجل
كان مؤمنا ً بها .وقوله آمنت اخبار ويحتمل أنه آمن حينئذٍ وقوله آمنت إنشاء
وعلى الول ،فالستفهام في قوله آلله بالمد كما في قوله تعالى آلله أذن
لكم لزيادة التحقيق والتثبيت ل على حقيقته لن حقيقته تقتضي الجهل
بالمستفهم عنه ،والوجه لمن يقول إن آمنت كان إنشاء أن يستدل بحقيقة
الستفهام إذ الصل هو البقاء على حقيقته وحقيقته تقتضي أن الرجل كان
وة فافهم. وقت الستفهام غير عالم بالنب ّ
39
ة ُ َ َ
ق ِ
حل َ
ة ِفي ال َ
ج ً
ن َرأى فْر َ
م ْ
س ،وَ َ
مجل ِ ُ
ث ي َن ْت َِهي ب ِهِ ال َ
حي ُ
ن قعَد َ َ
م ْ ب َ 9ـ با ُ
س ِفيَهاجل َ َ
فَ َ
قوله ) :باب من قعد حيث ينتهي به المجلس( ،ضمير به لمن قعد ل لحيث إذ
لم يعهد رجوع الضمير إلى الظرف في الجملة المضاف إليها أي حيث يتم
المجلس بذلك القاعد أي يقعد في آخره ومنتهاه إذ المجلس يتم وينتهي ،
بمن قعد في آخره .ويمكن جعل الباء للتعدية أي يقعد حيث يبلغه المجلس ،
ويقتضي المجلس جلوسه فيه .اهـ .سندي.
قوله ) :إذ أقبل الخ( قيل كلمة إذ في أمثاله للمفاجأة ومجيئها للمفاجأة في
جواب بينما كثير ،وقيل زائدة والوجهان ذكرهما في القاموس قلت :
والزيادة أقرب ههنا إذ إقبال نفر إلى مجلس النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم ليس مما يعد من المور الغريبة حتى يحسن إدخال إذ الفجائية عليه
والله تعالى أعلم.
40
) (1/28
قوله ) :فأوى إلى الله( ،أي قصد قربه والتوجه إليه بالقبال على مجلس
العلم بل إدبار قوله ) :فاستحيا( أي بالقبال على المجلس بعد أن أدبر كما
ورد ،وقيل بترك المزاحمة.
لم ِل َوالعَ َ قو ْ ِ
ل ال َ م قَب ْ َب الِعل ُ 11ـ با ٌ
قوله ) :باب العلم قبل القول والعمل( الظاهر أن مراده بيان تقدم العلم
على القول والعمل شرفا ً ،ورتبة ل زمانا ً فدللة ما ذكره في الباب على
التقدم الزماني غير ظاهرة وإنما يدل على المعنى الّول والله تعالى أعلم.
41
َ ُ ّ َ
عظةِ َوالِعلم ِمو ْ ِ
م ِبال َ
خوّلهُ ْ
ي }صلى الله عليه وسلم{ ي َت َ َ ن الن ّب ِ ّ ب ما كا َ 12ـ َبا ُ
َ
كي ل َ ي َن ْ ِ
فُروا
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
قوله ) :يتخولهم بالموعظة( أي يصلحهم ويراعي الوقات في تذكيرهم.
ن
دي ِه ِفي ال ّ
قهْ ُف ِخيرا ً ي ُ َ ه ب ِهِ َن ي ُرِدِ الل ّ ُ م ْب َ 14ـ َبا ُ
قوله ) :من يرد الله به خيرا الخ( قيل إن لم نقل بعموم من فالمر واضح إذ ً
هو في قوة بعض من أريد به الخير ،وإن قلنا بعمومها يصير المعنى كل من
يراد به الخير وهو مشكل بمن مات قبل البلوغ مؤمنا ً ونحوه ،فإنه قد أريد به
الخير وليس بفقيه ،ويجاب بأنه عام مخصوص كما هو أكثر العمومات أو
المراد من يرد الله به خيرا ً خاصا ً على حذف الصفة اهـ .قلت :
42
) (1/29
الوجه حمل الخير على العظيم على أن التنكير للتعظيم ،فل إشكال على أنه
يمكن حمل الخير على الطلق واعتبار تنزيل غير الفقه في الدين منزلة
العدم بالنسبة إلى الفقه في الدين فيكون الكلم مبينا ً على المبالغة كأن من
لم يعط الفقه في الدين ما أريد به الخير وما ذكر من الوجوه ل يناسب
المقصود ،ويمكن حمل من على المكلفين لن كلم الشارع غالبا ً يتعلق ببيان
أحوالهم ،فل يرد من مات قبل البلوغ أو أسلم ومات قبل مجيء وقت
الصلة مثل ً أي قبل تقرر التكليف والله تعالى أعلم.
قوله ) :وإنما أنا قاسم( أي اختلفهم في الفقه ليس بأمر من جهته بل بأمر
من جهة الله تعالى فهذا كالعتذار ،وقوله ولن تزال الخ ظاهر الحديث يفيد
أن المراد قيامهم على العلم والعمل به ل الجهاد فقط .والله تعالى أعلم.
فهْم ِ ِفي الِعلم ِ ب ال َ
15ـ با ُ
قوله ) :باب الفهم في العلم( أي بيان أنه مختلف حتى أن ابن عمر مع صغر
سنة فهم ما
43
خفى على الكبار وليس المراد بيان فضل الفهم إذ ل دللة للحديث عليه والله
تعالى أعلم.
َ
حرِ إ ِلى
م ِفي الب َ ْ ّ
سل َ َ
ه عَليهِ وَ َ ّ ّ
صلى الل ُموسى َ
ب ُ
ها ِب ما ذ ُك َِر ِفي ذ َ َ 17ـ با ُ
ر
ض ِ
خ ِال َ
) (1/30
قوله ) :ما ذكر في ذهاب موسى في البحر إلى الخضر( كأنه أراد بقوله في
البحر أي في ناحية البحر وطرفه ل أنه ركب البحر إذ المشهور أنه خرج في
البر ،ثم رأيت الشيخ ابن حجر كتب هذا الوجه على طريق الحتمال مع
احتمالت أخر من جملتها أن إلى في قوله إلى الخضر بمعنى مع قوله :
)وكان يتبع أثر الحوت في البحر( كأن المراد فكان يريد وينتظر أن يفقد
الحوت فيتبع أثره إذ الظاهر أنه ما اتبع الثر إل بعد ما رجع إلى الصخرة ل
أول المر ،ويمكن أن يكون معنى قوله فكان أي حال الرجوع يتبع ويكون
قوله فقال لموسى فتاه معطوفا ً على قيل له ل على فكان يتبع ،والفاء
للدللة على أن فتى موسى قال لموسى ذلك القول بعد الخروج بقليل والله
تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
44
ر
صِغي ِ
سماعُ ال ّ
ح َ
ص ّ
مَتى ي َ ِ
ب َ 19ـ با ُ
قوله ) :باب متى يصح سماع الصغير( أريد بالسماع مطلق التحمل ،ويؤخذ
من مجموع حديثي الباب أن سن صحة السماع والتحمل مطلق سن التعقل
والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
45
م ّ ل ع و م لع ن م
ْ ِ َ ْ َِ َ َ َ َ لضَ ف ب
ُ َ 21
با ـ
) (1/31
قوله ) :كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا( أي :هي محل النتفاع ،وهذا القيد
ده في مقابل متروك ههنا اعتمادا ً على فهمه من التفصيل ،وبقرينة ذكر ض ّ
هذا القسم وهو قوله ،وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان الخ m.لن
قوله وأصاب منها طائفة أخرى معطوف على جملة أصاب أرضا ً ،وهذا ظاهر
وعلى هذا فضمير منها في وأصاب منها لمطلق الرض المفهوم من الكلم ل
للرض المذكورة أوّل ً ،في قوله أصاب أرضا ً فصار الحاصل أنه قسم الرض
بالنسبة إلى المطر إلى قسمين ،ل إلى ثلثة كما توهمه كثير من الفضلء ،
فظهر انطباق المثل بالمثل له ،واندفع إيراد أن المذكور في المثل ثلثة
أقسام وفي المثل له قسمان ،كما ل يخفى إل أنه قسم القسم الّول من
الرض الذي هو محل النتفاع أيضا ً ،أي قسمين قسم ينتفع بنتائج مائه النازل
فيه ،وثمراته ل بعين ذلك الماء ،وقسم ينتفع بعين مائه تنبيها ً على أن الذي
ينتفع بعلمه الواصل إليه قسمان من الناس قسم ينتفع بثمرات علمه ونتائجه
كأهل الجتهاد والستخراج والستنباط ،وقسم ينتفع بعين علمه ذلك كأهل
الحفظ والرواية.
ّ
والحاصل أنه }صلى الله عليه وسلم{ شبه ما أعطاه الله من أنواع العلوم
بالوحي الجلي أو الخفي بالماء النازل من السماء في التطهير وكمال
التنظيف والنزول من العلو إلى السفل ،ثم قسم الرض بالنظر إلى ذلك
الماء قسمين :قسما ً هو محل النتفاع ،وقسما ً ل انتفاع فيه .وكذا فسم
الناس بالنظر إلى العلم قسمين على هذا الوجه إل أنه قسم القسم الول
من الرض إلى قسمين ،واكتفى به في قسمه القسم الول من الناس إلى
قسمين لوضوح المر ،وعلى هذا فأصل المثل تام بل تقدير في الكلم والله
تعالى أعلم.
) (1/32
ثم قوله أصاب أرضا ً نعت الغيث لن اللم لتعريف الجنس ومدخوله كالنكرة ،
فيوصف بالجملة كما في قوله ،كمثل الحمار يحمل أسفارا ً أو حال منه والله
تعالى أعلم اهـ .سندي.
46
ل
جهْ ِ ُ
22ـ باب َرفِع الِعلم ِ وَظُهورِ ال َ
قوله ) :أن يرفع العلم( ،أي بقبض أهله كما ورد وقوله ،ويثبت الجهل أي
ببقاء أهله أو بإيجادهم إذ من وجد بعد أهل العلم يبقى جاهل ً لعدم العلم ،
ويمكن أن يكون إفناء أهل العلم هو إفناء الرجال وإبقاء أهل الجهل هو إبقاء
النساء كما هو مؤدى الرواية الثانية والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
ل الِعلم ِ 23ـ باب فَ ْ
ض ِ
قوله ) :باب فضل العلم( أي ماذا يفعل له.
وحاصل ما يفيده الحديث أنه إذا فضل من العلم فضل عند الرجل يؤثر به
بعض أصحابه .فإن قلت هل لفضل العلم تحقق في هذا العالم حتى يستقيم
ما ذكرت ،وإل فتحققه في عالم المثال والرؤية ل يفيد .قلت يمكن تحققه
في الكتب فإن زادت الكتب عند رجل على
47
قدر حاجته يؤثر به بعض أصحابه والله تعالى أعلم.
وكذا في النتفاع بالشيخ ،فإذا بلغ الرجل مبلغ الشيخ أو قضى حاجته منه
يتركه حتى ينتفع به غيره ،ول يشغله عن انتفاع الغير به مث ً
ل.
قوله ) :إني لرى الري الخ( قال بعض المشايخ يحتمل تقدير المضاف أي أثر
الري ،وهو الطراوة المشاهدة على ظاهر الجسد للعطشان بعد ما ترتوي
حتى ظهر أثره في الظفار التي هي أصلب فهو نهاية الري والله تعالى أعلم.
48
قوله ) :لم أكن أريته( أي :مما أراد الله تعالى إراءته والله تعالى أعلم.
) (1/33
وقوله حتى الجنة والنار غاية لمحذوف أي ورأيت المور العظام في هذا
المقام حتى الجنة والنار إذ الجنة والنار مما رآه النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم قبل ذلك ليلة المعراج كما ثبت في الحاديث ،فل يصح جعل حتى
الجنة غاية لرؤية ما لم يره قبل إل أن يجعل غاية له بتأويل أي ما لم أكن
أريته في العالم السفلي ،فيمكن أنه صلى الله تعالى عليه وسلم ما رأى
قبل ذلك الجنة والنار في العالم السفلي ،ويمكن أن يقال لعله رآهما في
ذلك الوقت على صفة أو على وجه ما سبقت الرؤية قبل ذلك الوقت على
تلك الصفة ،أو على ذلك الوجه ،فتصح الغاية بالنظر إلى تلك الصفة ،وذلك
الوجه وإنما ذكرت الجنة والنار غاية لما في رؤيتهما في ذلك المقام الضيق
مع عظمهما المعلوم من الستعداد والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
49
50
ه ن ع م هيف ل ً ا َ
لث َ ث ث دي حال دعاَ أ ن م باب ـ 31
ُِ َ َ َْ ُ َ ْ َ َ َ ِ َ
قوله ) :وإذا تكلم بكلمة الخ( الظاهر أنه محمول على المواضع المحتاجة إلى
العادة ل
51
على العادة ،وإل لما كان لذكر عدد الثلث في بعض المواضع كثير فائدة مع
أنهم يذكرون في المور المهمة أنه قالها ثلثا ً كما تقدم في الكتاب في هذا
الباب والله تعالى أعلم.
فإن قلت عنوان هذا الكلم يفيد العتياد قلت ،لو سلم يمكن أن يقال كان
عادته إل عادة في كل كلمة مهمة ل في كل كلمة على أن تنكير كلمة
للتعظيم والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
وأما تكرار السلم فالقرب فيه الحمل على الستئذان فإن التثليث فيه
معلوم والله تعالى أعلم.
هَ َ 32ـ باب تعِليم الرج َ
ه وَأهْل ُ
مت َ ُ
لأ ََْ ُ ّ ُ ِ
) (1/34
قوله ) :ثلثة لهم أجران( الظاهر أن المراد لهم أجران على كل عمل ل أن
لهم أجرين على العملين ،إذ ثبوت أجرين على عملين ل يختص بأحد دون
أحد ،نعم يمكن لهؤلء أن
52
يكون لهم أجران على كل واحد من هذين العملين أو لهم أجران على كل
عمل من جميع أعمالهم والله تعالى أعلم.
قوله ) :ثم قال عامر أعطيناكها الخ( كأن مراده تعريف قدر الحديث ليحفظه
علما ً وعمل ً ول يضيعه.
ن
مهِ ّ
ساَء وَت َعِْلي ِمام ِ الن ّ َ عظ َةِ ال ِ َ 33ـ باب ِ
قوله ) :فجعلت المرأة تلقى الخ( يمكن أنها تصدقت من مالها أو من مال
زوجها بعلمه لحضوره ،والول أقرب والله تعالى أعلم.
ث دي ِح ِص عََلى ال َ حْر ِ 34ـ باب ال ِ
قوله ) :أحد أول منك( لفظ أول إما بالرفع على أنه صفة أحد وقيل بدل وهو
بعيد ،وإما بالنصب فقيل على أنه ظرف ويمنعه تعلق منك به وقيل على أنه
مفعول لظننت ول يظهر له
53
ً
معنى وقيل على أنه حال وهو الوجه قوله ) :خالصا من قلبه( إما أن يحمل
الخلص على ما هو فوق الخلص المعتبر في مطلق اليمان أو تعتبر
السعدية بالنسبة إلى الشفاعة العامة الشاملة للكفرة إل أنه يلزم منه أن
الكافر سعيد بشفاعته ،والقول بأن الكافر سعيد بعيد إل أن يقال ما لزم منه
هذا القول إل ضمنا وهو غير بعيد ،وإنما البعد أن يقال الكافر سعيد بشفاعته
صريحا ً أو يجرد أسعد عن معنى التفضيل ،ويعتبر بمعنى أصل الفعل ،لكن
استعمال أسعد بالضافة التي هي من مقتضيات معنى التفضيل يبعد القول
بالتجريد فافهم.
54
ه َ ف رع ي تى
َ َ َ َ ّ َْ ِ ُح ع ج را َ ف ً اشيئَ ع مس
َ ْ َ ِ َ ن م باب ـ 37
) (1/35
قوله ) :كانت ل تسمع( بصيغة المضارع لنها تدل على العتياد والستمرار
بعد كان والدللة على العتياد مطلوبة قوله ) :إنما ذلك العرض( أي الحساب
اليسير ليس من باب الحساب ،وإنما هو من باب العرض أي عرض أفعال
العبد عليه مع التبشير بالغفران والحساب ل يكون إل بنوع مناقشة عن ومن
حوسب كذلك يعذب ،وعلى هذا فليس حاصل الجواب بيان التجوز في قوله
من حوسب عذب بأن المراد الحساب في هذا الكلم المناقشة في الحساب
حتى يرد أن قوله إنما ذلك العرض ل يحتاج إليه في تمام الجواب ،بل حاصل
الجواب حمل الحساب اليسير على العرض وأن مطلق الحساب ل يخلو عن
نوع مناقشة ،والمناقشة حالة الحساب تقضي إلى الهلك فصح قوله من
حوسب عذب ،ولم يكن منافيا ً للية والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
ب
شاهِد ُ الَغائ ِ َ 38ـ باب ل ِي ُب َل ّغَ الِعل َ
م ال ّ
قوله ) :سمعته( أي :القول وكذا ضمير وعاه للقول ،وأما ضمير أبصرته
فللنبي صلى الله
55
تعالى عليه وسلم وليس هو من التفكيك القبيح لظهور القرينة قوله ) :إن
الله قد أذن لرسوله الخ( أي :كان حلها مخصوصا ً به ،فل يتم به الدليل
وقوله وإنما أذن لي الخ أي وكان ذلك الحل أيضا ً ساعة ل على الدوام فدليله
باطل بوجهين بخصوص الحل به ،وعدم دوامه وقوله ثم عادت حرمتها اليوم
كحرمتها بالمس أي عادت حرمتها بعد الساعة كحرمتها قبلها ،فالمراد
باليوم ما بعد الساعة ل يوم التكلم لن عود الحرمة كان يوم القتال بعد ما
انقضت ساعة الحل والتكلم كان الغد من يوم القتال ،والمراد بالمس ما
قبل الساعة ل أمس يوم التكلم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :صدق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم( أي فيما يفيده قوله
ليبلغ الخ من الحاجة إلى التبليغ والله تعالى أعلم.
) (1/36
) (1/37
والتقدير ههنا إل ما كان من عبد الله ،وهو الكتابة لم يكن مني فالخبر
محذوف ،والجملة استثناء أي لكن ما فعلت ما فعله عبد الله ،وإن أريد
بالموصول أحد أو رجل مثل ً كان الستثناء متصل ً ،وعلى هذا تكون كان تامة
ويكون من عبد الله بيانا ً أي إل أحدا ً أو رجل ً تحقق هو عبد الله ،ويجوز أكتب
أن يجعل كلمة ما عبارة عن الحاديث ،ويكون الستثناء متصل ً نظرا ً إلى
المعنى إذ حاصل المعنى ما كان أحاديث أحد أكثر إل أحاديث حصل جمعها
من عبد الله والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
قوله ) :ائتوني بكتاب( لعل المراد به ما يكتب فيه ،وبقوله كتب لكم كتابا ً ما
يكتب ،ولذلك أتى بالمظهر قيل إنما كان هذا المر من النبى صلى الله
تعالى عليه وسلم ،اختبارا ً لصحابه فهدى الله عمر لمراده ،ومنع من احضار
الكتاب وخفي ذلك على ابن عباس ،وعلى هذا فينبغي عد ّ هذا في جملة
موافقة عمر ربه اهـ .قلت :يأبى عنه قوله ل تضلوا بعده لنه جواب ثان
للمر فمعناه أنكم ل تضلون بعد الكتاب إن أتيتم به وكتبت لكم ول يخفى أن
الخبار بمثل هذا الخبر لمجرد الختبار بل في موضع يكون ترك إحضار
الكتاب أولى وأصوب من إحضار من قبيل الكذب الواضح الذي ينزه كلمه
صلى الله تعالى عليه وسلم عنه ،فل بد ههنا من اعتذار آخر.
) (1/38
وحاصل ما ذكروا في العتذار أن أمر ائتوا ما كان أمر عزيمة وإيجاب حتى ل
يجوز مراجعته ،ويصير المراجع عاصيا ً بل كان أمر مشورة وكانوا يراجعونه
صلى الله تعالى عليه وسلم في بعض تلك الوامر سيما عمر .وقد علم من
حاله أنه كان موفقا ً للصواب في درك المصالح ،وكان صاحب إلهام من الله
عز وجل ذكره وثناؤه ،ولم يقصد عمر بقوله قد غلب عليه الوجع أنه يثوهم
عليه الغلط به ،وإنما أراد التخفيف عليه من التعب الشديد اللحق به من
إملء الكتاب بواسطة ما معه من الوجع فل ينبغي للناس أن يبشاروا ما يصير
سببا ً للحوق غاية المشقة به في تلك الحالة ،فرأى أن ترك إحضار الورق
أولى مع أنه خشي أن يكتب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أمورا ً يعجز
عنها الناس فيستحقون العقوبة بسبب ذلك لنها منصوصة ل محالة ل اجتهاد
فيها أو خاف لعل بعض المنافقين يتطرقون به إلى القدح في بعض ذلك
المكتوب لكونه في حال المرض فيصير سببا ً للفتنة فقال حسبنا كتاب الله
لقوله تعالى } :ما فرطنا في الكتاب من شيء{ ،وقوله } :اليوم أكملت
لكم دينكم{ فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلل على المة اهـ.
كلمهم بخلصته .وفيه نظر لن قوله ل تضلوا يفيد أن المر لليجاب إذ
السعي فيما يفيد المن من الضلل واجب على الناس ،وقول من قال :كان
واجبا ً
59
) (1/39
لم يتركه لختلفهم كما لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف يفيد أنه ما كان
واجبا ً عليه صلى الله تعالى عليه وسلم كتابته لهم ،وهو ل ينافي الوجوب
عليهم حين أمرهم به ،وبين أن فائدته المن من الضللة ودوام الهداية ،فإن
الصل في المر هو الوجوب على المأمور ل على المر سيما إذا كان فائدته
ما ذكر ،والوجوب عليهم هو محل الكلم ل الوجوب عليه على أنه يمكن أن
يكون واجبا ً عليه ،وسقط الوجوب عنه بعدم امتثالهم للمر ،وقد رفع علم
تعيين ليلة القدر عن قبله صلى الله تعالى عليه وسلم بتلحي رجلين فيمكن
رفع هذا كذلك ثم المطلوب تحقيق أنه كيف ل يكون للوجوب مع وجود قوله
ل تضلوا ،وهذه المعارضة ل تنفع في إفادة ذلك التحقيق ،وأما أنه خشي أن
يكتب أمورا ً تصير سببا ً للعقوبة أو سببا ً لقدح المنافقين المؤدي إلى الفتنة
فغير متصور مع وجود قوله ل تضلوا لن هذا بيان أن الكتاب سبب للمن من
الضلل ودوام الهداية فكيف يتوهم أنه سبب للعقوبة أو الفتنة بقدح أهل
النفاق ومثل هذا الظن يوهم تكذيب ذلك الخبر ،وأما قولهم في تفسير
حسبنا كتاب الله أنه تعالى } :قال ما فرطنا في الكتاب من شيء{ وقال
تعالى } :اليوم أكملت لكم دينكم{ فكل منهما ل يفيد المن من الضلل
ودوام الهداية للناس حتى يتجه ترك السعي في ذلك الكتاب للعتماد على
هاتين اليتين كيف ،ولو كان كذلك لما وقع الضلل بعد مع أن الضلل
والتفرق في المة قد وقع بحيث ل يرجى رفعه .ولم يقل صلى الله تعالى
عليه وسلم أن مراده أن يكتب الحكام حتى يقال أنه يكفي في فهمها كتاب
الله تعالى ،فلعله كان شيئا ً من قبيل أسماء الله تعالى أو غيره مما ببركته
مكتوبا ً عندهم بأمر نبيهم صلى الله تعالى عليه وسلم بأمن الناس من
الضللة ،ولو فرض أن مراده كان كتابة بعض الحكام فلعل النص على تلك
الحكام منه
) (1/40
صلى الله تعالى عليه وسلم سبب للمن من الضللة فل وجه لترك السعي
في ذلك النص اكتفاء بالقرآن ،بل لو لم يكن فائدة النص إل المن من
الضللة لكان مطلوبا ً جدا ً ،ولم يصح تركه للعتماد على أن الكتاب جامع لكل
شيء كيف ،والناس محتاجون إلى السنة أشد احتياج مع كون الكتاب
جامعا ً ،وذلك لن الكتاب ،وإن كان جامعا ً إل أنه ل يقدر كل أحد على
الستخراج منه ،وما يمكن لهم استخراجه منه فل يقدر كل أحد على
استخراجه منه على وجه الصواب ،ولهذا فوض إليه البيان مع كون الكتاب
جامعا ً فقال تعالى } :لتبين للناس ما نزل إليهم{ ول شك أن استخراجه
صلى الله تعالى عليه وسلم من الكتاب على وجه الصواب ،وهذا يكفي
ويغني في كون نصه مطلوبا ً لنا سيما إذا أمرنا به سيما إذا وعد على ذلك
المن من الضلل فما معنى قول أحدنا في مقابلة ذلك حسبنا كتاب الله
بالوجه الذي ذكروا .قلت :فالوجه عندي طلب مخرج هو أحسن وأولى
60
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
) (1/41
مما ذكروا إن شاء الله تعالى ،وهو أن عمر رضي الله تعالى عنه .لعله فهم
من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم " :ل تضلوا بعده أنكم ل تجتمعون على
الضللة ول تسري الضللة إلى كلكم" ل أنه ل يضل أحد منكم أصل ً ورأى أن
إسناد الضلل إلى ضمير الجمع لفادة هذا المعنى لما قام عنده من الدلة
على أن ضلل البعض متحقق ل محالة ،وذلك لنه صلى الله تعالى عليه
وسلم قد أخبر في حال صحته أنه ستفترق المة وستمرق المارقة وستحدث
الفتن ،وهذا وغيره يفيد ضلل البعض قطعا ً ،فعلم أن المراد بقوله ل تضلوا
هو أمن الكل بذلك الكتاب عن الضللة ل أمن كل واحد من الحاد ،فلما فهم
رضي الله تعالى عنه هذا المعنى ،وقد علم من آيات من الكتاب مثل قوله
تعالى } :وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الرض{ ،وقوله سبحانه } :كنتم خير أمة{ ،وقوله } :لتكونوا شهداء على
الناس{ ،وكذا من بعض إخباراته صلى الله تعالى عليه وسلم كحديث " :ل
تجتمع أمتي على الضللة" ،وحديث " :ل يزال طائفة من أمتي" ونحو
ظاهرين ذلك أن هذا المعنى حاصل لهذه المة بدون ذلك الكتاب الذي أراد
صلى الله تعالى عليه وسلم أن يكتبه ،ورأى أن ليس مراده صلى الله تعالى
عليه وسلم بذلك الكتاب إل زيادة احتياط في المر لما جبل عليه صلى الله
تعالى عليه وسلم من كمال الشفقة ووفور الرحمة والرأفة صلى الله تعالى
عليه وسلم تسليما ً كما فعل صلى الله تعالى عليه وسلم يوم بدر حيث تضرع
إلى الله تعالى في حصول النصر أشد التضرع ،وبالغ في الدعاء مع وعد الله
تعالى إياه بالنصر وإخباره صلى الله تعالى عليه وسلم قبل ذلك بمصارع
القوم ،ورأى أن أمره صلى الله تعالى عليه وسلم إياهم بإحضار الكتاب أمر
مشورة بأنه يختار تعبه لجل كمال الحتياط في أمرهم ،فلما كان كذلك
أجاب عمر بما أجاب
) (1/42
للتنبيه على أنهم أحق بمراعاة الشفقة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم في
تلك الحالة التي هي حالة غاية الشدة ونهاية المرض ،وأن ما قصده حاصل
لما أن الله تعالى قد وعد به في كتابه ،وهذا معنى قوله حسبنا كتاب الله أي
يكفي في حصول هذا المعنى ما وعد الله تعالى به في كتابه ،وهذا مثل ما
فعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه يوم بدر حين رأى النبي صلى الله تعالى
عليه وسلم في شدة التعب والمشقة بسبب ما غلب عليه من الدعاء
ل بعض مناشدتك ربك ،فإن الله منجز لك ما وعدك والتضرع حيث قال خ ّ
فقال كذلك شفقة عليه لما علم أن أصل المطلوب حاصل بوعد الله تعالى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
61
62
وهذا منه صلى الله تعالى عليه وسلم زيادة احتياط بمقتضى كرم طبعه والله
تعالى أعلم .وبالجملة فهو صلى الله تعالى عليه وسلم قد ترك الكتاب ،
والظاهر أنه ما ترك الكتاب إل لنه ما كان يتوقف عليه شيء من أمر المة
من أصل الهداية أو دوامها بل كان لزيادة الحتياط وإل لما تركه مع ما جبل
عليه من كرم طبعه .اهـ .سندي.
هّ َ م ؟ فَي َك ِ ُ َ َ َ سئ ِ َ
م إ ِلى الل ِ
ل الِعل َ س أعْل ُ
ل :أيّ الّنا ِ ب ِللَعال ِم ِ إ َِذا ُ
ح ّ
ست َ َ
ما ي ُ ْ
45ـ باب َ
) (1/43
قوله ) :باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم فيكل العلم إلى الله(
قيل الظرف أعني إذا سئل متعلق بما بعده وليس بسديد إذ يلزم أن الباب
موضوع لبيان ما يستحب للعالم مطلقا ً ،وليس كذلك ،كيف ولو كان كذلك
لكان اللزم أن جميع ما يستحب للعالم هو أن يكل العلم إلى الله إذا سئل
أي الناس أعلم ،وهذا فاسد ،وإنما هو موضوع لبيان ما يستحب له حين
السؤال ،فالوجه أن الظرف متعلق بيستحب ،وأما قوله فيكل فهو جزاء
شرط محذوف حذف صونا ً للكلم عن صورة التكرار مع ظهور القرينة ،وهذا
شائع كثير ومثل هذه الفاء الواقعة في جواب شرط محذوف تسمى فاء
فصيحة والتقدير إذا سئل أي الناس أعلم فيكل العلم إلى الله بمعنى فليكل
من وضع الخبر موضع النشاء ،والجملة الشرطية لبيان ما يستحب له حين
السؤال والله تعالى أعلم.
63
ً
قوله ) :هو أعلم منك( أي في بعض العلوم ،وقول موسى أيضا صحيح
بالنظر إلى بعض العلوم ،فل يلزم الكذب في كلمه ،وهذا هو مقتضى كلم
الخضر الذي سيجيء والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :فإذا فقدته فهو ثم( أي في قرب محل الفقد فل ينافي ما تقدم في
الروايات أنه قيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه .ويمكن أن يقال
المراد في قوله إذا فقدت أي إذا علمت بالفقد ،والمراد بقوله إذا فقدته
حقيقة الفقد فإنها كانت عند الصخرة ،وعلم الفقد كان بعد ذلك ،والله
تعالى أعلم.
) (1/44
قوله ) :فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما( هو بالنصب عطف على بقية أو بالجر
عطف على ليلتهما وتعتبر الضافة بعد العطف ليكون إضافة إلى مجموع
الليلة ،واليوم ل إلى كل واحد إذ هما انطلقا بقية أحدهما وجميع الثاني فل
يصح أن يقال انطلقا بقية الليلة وبقية اليوم ،ويصح أن يقال بقية المجموع إذ
بقية أحدهما ،وتمام الثاني بقية بالنظر إلى تمامهما ويحتمل العطف على
البقية ويكون الجر للجوار ،والله تعالى أعلم m.ثم قيل الصواب تقديم اليوم
على الليلة كما في رواية مسلم ويوافقه قوله فلما أصبح ،ول يقال أصبح إل
عن ليل .قلت :من تأمل في تقرير إضافة البقية إلى مجموع اليوم والليلة
يعرف أن الكلم صحيح على ذلك التقدير على الوجه الذي في صحيح
البخاري فليتأمل.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
قوله ) :وإني بأرضك السلم فقال :أنا موسى( هذا جواب من أسلوب
م هو السؤال عمن سلم ل عن الحكيم وتنبيه على أن الذي ينبغي أن يكون أه ّ
كيفية تحقق السلم في تلك الرض والله تعالى أعلم.
64
م ،عاِلما ً جاِلسا ً َ
ل وَهْوَ َقائ ِ ٌ سأ َ ن َ م ْ 46ـ باب َ
قوله ) :وما رفع إليه رأسه الخ( إن كان قائله أبا موسى يحكيه عن مشاهدة
ذكره جوابا ً لمن يقول ليّ شيء رفع رأسه ،فالحتجاج به واضح ،وإن كان
قائله غيره ذكره استنباطا ً من قوله ،فرفع إليه رأسه ،فالحتجاج في موضع
نظر إذ يجوز رفع الرأس من المجيب وقت الجواب ،وإن كان السائل قاعدا ً
إذا صوب رأسه قبل الجواب كأنه ينظر إلى الرض مثل ً والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
65
ن الِعلم ِ إ ِل ّ قَِلي ً
ل{ م م ت تي ُ
أو ما و} : لىَ عا ت ه ّ ل ال ل و َ ق باب ـ 48
ِ ُ ْ ِ ْ َ َ ِ ََ ْ ِ
) (1/45
قوله ) :ل تسألوه ل يجيء فيه( أي في جواب السؤال وقوله :ل يجيء
بالجزم جواب النهي أي إن ل تسألوه ل يجيء في جوابه بمكروه لعدم
الجواب والسؤال ،وإن سألتم يخاف أن يجيء بمكروه فاتركوا سؤاله.
وقيل :بالنصب على أن ل زائدة والتقدير :خشية أن يجيء أو أصلية ،
والتقدير :لئل يجيء ،وقيل :بالرفع على الستئناف ،قلت :فالمعنى ل
يجيء في الجواب بمكروه إذا تركتم السؤال كما ل يخفى ول يصبح بل اعتبار
إذا تركتم السؤال كما ل يخفى.
ه َ َ َ ن ت ََر َ
س عَن ْ ُ
ض الّنا ِ
م ب َعْ ِ صَر فهْ ُ ق ُ ن يَ ْ
ةأ ْ خاف َم َخت َِيارِ َض ال ِ ْ
ك ب َعْ َ م ْ 49ـ باب َ
ه َ
قُعوا ِفي أ َ فَي َ َ
من ْ ُ
شد ّ ِ
قوله ) :فيقعو في أشد ّ منه( أي من ترك ذلك المختار.
66
َ
موان ل َ َيفهَ ُةأ ْ وما ً ُدو َ
ن قَوْم ٍ ك ََراهِي َ َ ص ِبالِعلم ِ قَ ْ خ ّ ن َ م ْ 50ـ باب َ
قوله ) :صدقا ً من قلبه( أي شهادة صدق في اعتقاده أي يكون معتقدا ً أن
هذه الشهادة شهادة صدق ل أنه يشهد لغرض مع أنها شهادة كذب
كالمنافقين والشهادة فعل اللسان وفعل القلب ل يسمى شهادة فجعل من
قلبه متعلقا ً بيشهد على معنى أنه يشهد بالقلب غير ظاهر نعم يمكن جعله
متعلقا ً به على معنى شهادة ناشئة من مواطأة قلبه لكن ل يبقى حينئذ ٍ لقوله
صدقا ً كثير فائدة والله تعالى أعلم.
) (1/46
قوله ) :حرمه الله على النار( أي حرم دوام تعذيبه على النار ؛ وقيل :كان
قبل نزول الفرائض ،وفيه نظر لنه مع كونه خلف الواقع لن صحبة معاذ
في المدينة وفرضية الصلة بمكة ل يصح حينئذٍ قوله :إذا يتكلوا إل أن يقال
يتكلوا بعد شروع العمال ؛ وقيل :غير ذلك من التأويلت ،لكن جميع ما
ذكروا من التأويلت يقتضي أن خوف التكال إنما هو بالنظر إلى هذا اللفظ ل
بالنظر إلى المراد حتى لو ذكر المراد بلفظ واف بالمقصود لما كان هناك
خوف اتكال أصل ً ،وهذا كما ترى وحقيقة المر إلى الله تعالى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 36 :
قوله ) :عند موته تاثمًا( ل ينافيه النهي لجواز أنه علم أن النهي عن كتمان
العلم كان بعد
67
ً
ذلك فرآه مفسوخا به ،وكون الخاص يخصص العام سواء كان متقدما أو ً
متأخرا ً مذهب بعض الصوليين ،فيجوز أن معاذا ً ل يرى ذلك بل يرى أن
المتأخر منهما ناسخ للمتقدم كما هو مذهب أصحابنا الحنفية ،وعلى هذا
يمكن أن يكون التأخير إلى الموت للتردد فيما بين التخصيص ،والنسخ أو
لعدم الكتمان قبل ذلك والله تعالى أعلم.
حَياِء ِفي الِعلم ِ 51ـ باب ال َ
قوله ) :باب الحياء في العلم( أي :ل ينبغي ومثله ل يسمى حياء شرعا ً بل
ضعفا ً فل ينافي الحياء من اليمان .ويفهم أن الحياء في العلم ل ينبغي من
حديث ابن عمر بسبب قول عمر .اهـ .سندي.
68
هَل بأ َك ْث َر مما سألَ َ
سائ ِ َ ِ َ ِ ّ َ ُ ب ال ّ
جا َنأ َ م ْ 54ـ باب َ
قوله ) :من أجاب السائل بأكثر الخ( والجواب في الحديث وقع بأكثر من
حيث أن السؤال كان عما يلبس المحرم .والجواب جاء ببيان ما لم يلبس
صريحا ً وما يلبس ضمنًا .وقيل :السؤال كان حال الختيار وجاء الجواب ببيان
بعض حال الضطرار أيضا ً وهو فإن لم يجد النعلين الخ.
69
) (1/47
) (1/48
قوله ) :توضأ فغسل وجهه( الفاء للتفصيل وقوله :أخذ غرفة الخ بيان لكيفية
غسل الوجه إما لنه حمل الوجه في قوله فغسل وجهه على ما يشمل ما فيه
أو لن البداءة بمتعلقات الشيء تسمى كيفية لغسله ،وإن كانت تلك
المتعلقات خارجة عنه.
72
قوله ) :فرش على رجله اليمنى حتى غسلها( في القاموس الرش نقض
الماء ،وفي النهاية :ابتللها ،وذلك لن الغسل يلزم فيه سيلن الماء
والقطرات الصغار ل تسيل عن مواضعها فكيف جعل حتى غسلها غاية
للرش .ويجاب بمنع أن يكون المعتبر في الرش صغر القطرات بحيث ل
تسيل بل أعم ،ولو سلم فيجوز استعمال اسم الرش فيما إذا كانت
القطرات سائلة ،ولو تجوزا فأريد ههنا ذلك بقرينة جعل الغسل غاية ،ولو
سلم فيجوز أن يحصل الغسل بالرش ويترتب عليه بسبب تعدد مرات الرش
وتكرره على كل بقعة من القدم فل إشكال في حصول غسل الرجل بالرش
عليها ،وإلى الجواب الول يميل كلم الكرماني وإلى الثاني كلم العيني ،
وإلى الثالث كلم ابن حجر رحمهم الله تعالى بل كلم ابن حجر يحتمل
الجوبة الثلثة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
73
َ َ َ
ه
حو ِ ِ
دارٍ أوْ ن َ ْ ل ،إ ِل ّ عَن ْد َ الب َِناِء ِ ،
ج َ ط أوْ ب َوْ ٍة ب َِغائ ِ ٍ
قب ْل ُ قب ُ
ل ال ِ 11ـ باب ل َ ت ُ ْ
ست َ ْ
) (1/49
قوله ) :باب ل يستقبل القبلة ببول ول غائط إل عند البناء( قال السماعيلي :
ليس في حديث الباب دللة على الستثناء المذكورة أجيب بأن الغائط لغة
اسم للمكان المطمئن من الرض في القضاء ،ثم اشتهر في نفس الخارج
من النسان ،فيجمل الغائط في الحديث على معناه اللغوي لكونه الحقيقة
والحقيقة متقدمة على المجاز وعند الحمل على حقيقته اللغوية يصير النهي
في الحديث مخصوصا ً بالفضاء ،ويؤيد هذا الحمل أنه يحصل به التوفيق بينه
وبين حديث ابن عمر .قلت لكن إطلقه على الخارج من النسان صار حقيقة
عرفية والحقيقة العرفية متقدمة على الحقيقة اللغوية لكونها مجازا ً عرفيا ً ،
والعبرة للعرف ل للغة ،فالوجه أن يقال :إن القرائن صارفة في الحديث
عن حمل الغائط على حقيقته العرفية ،فوجب الحمل على حقيقته اللغوية ،
وبيان القرائن أن استعمال التيان بالنظر إلى ما يخرج من النسان غير
مستحسن إذ ل يقال أتى البول أو العذرة بخلف استعمال التيان بالنظر إلى
المكان ،فإنه كثير شائع وأيضا الظاهر أن النهي عن الستقبال والستدبار
والمر بالتشريق والتغريب إنما يحس توجههما حين حضور النسان ذلك
المكان قبيل إخراجه ذلك الخارج ل حين مباشرته بالخراج ،فينبغي حمل
الغائط على المكان ل على الخارج من النسان ،فإذا لم يصح حمل الغائط
على معناه العرفي ينبغي أن يحمل على معناه اللغوي ل على مطلق المكان
المعد لذلك الخارج لنه مجاز لغة وعرفا ً ،ولن النهي عن جهتين ،والتخيير
بين جهتين أخريين عند اتيان الغائط إنما يحسنان في الفضاء ل في البيوت ،
فإن النسان في الفضاء متمكن عند إتيان الغائط من الجهات الربع ،فيمكن
أن ينهي عن بعضها ،ويخير بين بعضها ،وأما في البيوت فل يتمكن عادة عند
اتيان الغائط من الجهات الربع بل يتمكن منها عند بناء الكنيف ،وأما بعد
البناء
) (1/50
عند اتيان الغائط فهو يصير تابعا ً لكيفية البناء والله تعالى أعلم.
وأما القول بأن هذا الحديث عام مخصوص بحديث ابن عمر فبعيد لن هذا
قول خوطب به الناس فل يشمل الخطاب صلى الله تعالى عليه وسلم ،
وذلك فعل له فيحتمل أن يكون مخصوصا ً به على أنه كان فعل ً مستورا ً عن
نظر الغيار ،وإنما وقع عليه نظر ابن عمر اتفاقا ً ،والقول أن مثله يكون
لبيان الجواز بعيد جدا ً ،فالوجه أن حديث النهي من أصله مخصوص بالفضاء
ل يعم البناء أصل ً وهو الموافق للقرائن فلعل من فهم عموم الحكم ما فهم
من لفظ الحديث إنما فهم من ظنه أن علة النهي إكرام القبلة عن المواجهة
بالنجاسة ،ففهم من عموم هذه العلة عموم الحكم والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
74
75
76
مين ِهِ إ َِذا َبا َ
ل َ ُ
سك ذ َكَرهُ ب ِي َ ِم ِ َ
19ـ باب ل ي ُ ْ
قوله ) :ول يتنفس في الناء( عطف على مجموع الجملة الشرطية ل على
الجزاء لن المعطوف على الجزاء يتقيد بالشرط ،وليس الشرط كسائر
القيود حتى يقال إن القيد في المعطوف عليه ل يلزم مراعاته في المعطوف
،وهذا كما قالوا في قوله تعالى } :فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول
يستقدمون{ إن جملة يستقدمون معطوفة على تمام الجملة الشرطية ل
على الجزاء فقط فافهم ،اهـ .سندي.
ث
ست َْنجى ب َِروْ ٍ
ب ل يُ ْ
21ـ با ُ
قوله ) :وألقى الروثة( قد استدل به الطحاوي على عدم اشتراط الثلث في
الستنجاء ،وعلله بأنه لو كان شرطا ً لطلب ثالثا ً وهو مذهب مالك وأبي
حنيفة وداود ،وأجيب بأن في رواية
77
) (1/51
أحمد في مسنده بإسناد رجاله ثقات أثبات عن ابن مسعود في هذا الحديث ،
فألقى الروثة ،وقال :إنها ركس ائتني بحجر أو أنه عليه الصلة والسلم
اكتفى بطرف أحد الحجرين عن الثالث لن المقصود بالثلثة أن يمسح بها
ثلث مسحات ،وذلك حاصل ،ولو بواحد له ثلثة أطراف اهـ .قسطلني.
78
ب َ َ
قا ِ
ل الع ْ َ
س ِبغ ْ 29ـ با ُ
قوله ) :وكان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم( يريد أن دليل وجوب غسل
العقاب يدل
79
على وجوب الستيعاب في كل ما أمر بغسله من العضاء ،فكان ابن سيرين
بسبب ذلك يأخذ منه وجوب غسل موضع الخاتم أيضا ً ،وبه ظهرت المناسبة
وعلم مقصود صاحب الكتاب بهذا النقل والله تعالى أعلم.
قوله ) :أسبغوا الوضوء فإن أبا القاسم صلى الله تعالى عليه وسلم قال :
الخ( هذا الكلم يدل على أن قوله المذكور صلى الله تعالى عليه وسلم كان
في إسباغ الوضوء فبطل به تأويل الشيعة الحديث بأنه صلى الله تعالى عليه
وسلم قاله لزالة النجاسة الحقيقية عن العقاب ،فافهم.
ن َ س ُ َ ن ،وَل َ ي َ ْ َ ل الّر ْ َ ب غَ ْ
ح عَلى الن ّعْلي ِ م َ ن ِفي الن ّعْلي ِ
جلي ِ س ِ 30ـ با ُ
قوله ) :باب غسل الرجلين في النعلين( أي في وقت لبس النعلين عليهما أي
إذا كان النسان لبس النعلين في الرجلين يجب عليه غسل الرجلين ،ول
يجوز له الكتفاء بالمسح على النعلين كما في الخفين ،وليس المراد أنه
يغسل الرجلين وهما في النعلين ول ينزعهما عنهما في حال الغسل كما ل
يخفى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
قوله ) :ل تمس من الركان إل اليمانيين( يفيد أن غير ابن عمر من الصحابة
رضي الله تعالى عنهم الذين رآهم كانوا يستلمون الركان كلها أحيانا ً أيضا ً ،
وإن جاز أنهم أحيانا ً يكتفون بمس اليمانيين والله تعالى أعلم.
) (1/52
قوله ) :ويتوضأ فيها( المتبادر منه أنه يتوضأ الوضوء المعتاد في حال لبسها
فاستدل به المصنف على ترجمته ،ولو كان الوضوء حال لبسها ل على الوجه
المعتاد لذكر والله تعالى أعلم.
80
ّ
قوله ) :تنبعث به راحلته( أي فأنا أؤخر الهلل إلى يوم التروية لهل حين
تنبعث بي راحلتي إلى منى يوم التروية والله تعالى أعلم.
ل
س ِضوِء َوالغَ ْ ن ِفي الوُ ُ م ِ
ب التي َ ّ
31ـ با ُ
قوله ) :وفي شأنه كله( كأن المراد بالشأن هو الفعل المقصود أو المراد
بشأنه ما يليق أن يضاف إليه ل ما يباشره لضرورة .وبالجملة فنحو الدخول
في الخلء خارج عنه فل يشكل أن التأكيد للتنصيص على العموم فل يصح ،
فافهم .اهـ .سندي.
81
ن
سا ِ
شعُْر ال ِن ْ َ س ُ
ل ب ِهِ َ ذي ي ُغْ َ ّ
ماء ال ِ ب ال َ 33ـ با ُ
قوله ) :باب الماء الذي يغسل به شعر النسان الخ( إعلم أنه وضع هذا الباب
أصالة لبيان حكم الماء الذي يغسل به شعر النسان ،وحكم سؤر الكلب ثم
ذكر استطرادا ً حكم ممر الكلب أي :إذا مرت الكلب في المسجد فهل
يحتاج إلى غسل البقعة التي مرت فيها أول ً ،وكذا ذكر حكم أكل الكلب أي
إذا أكلت الكلب في الصيد فه يؤكل بقية ذلك الصيد أم ل ،فالضافة في
أكلها من إضافة المصدر إلى الفاعل فصار الباب موضوعا ً لبيان حكم أربعة
أشياء ،ثم بعد أن فرغ من ذكر أدلة طهارة الماء الذي يغسل به شعر
النسان أراد أن يزيد في الترجمة حكم شيء خامس ،وهو الناء بأنه يجب
غسله سبعا ً ليصير الباب موضوعا ً لبيان حكم خمسة أشياء إل أن هذا
الخامس صار بعيدا ً عن الباب أعاد له اسم الباب فقال :باب إذا شرب
الكلب الخ ،ثم ذكر أدلة ما بقي من المور الخمسة هذا ما يتعلق بتحقيق
الترجمة والله تعالى أعلم.
) (1/53
وأما بيان كيفية الستدلل فقد استدل على طهارة الماء الذي يغسل به شعر
النسان بحديث ابن سيرين لن وصول الشعر إلى ابن سيرين من أنس لنا
هو بواسطة إعطاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ،ويدل عليه حديث
أنس وإعطاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وتقسيمه بين الصحابة يدل
على طهارة الشعر ودعوى خصوص الطهارة بشعر النبي صلى الله تعالى
عليه وسلم غير مسموعة لكون الصل هو العموم ،فإذا ثبت طهارة الشعر
ثبت طهارة الماء المغسول به الشعر لن الماء طهور ،والشعر طاهر فمن
أين النجاسة ،واستدل على حكم الناء بحديث إذا شرب الكلب وعلى حكم
الممّر بحديث كانت الكلب تقبل وتدبر وعلى حكم الكل بحديث إذا أرسلت
كلبك والكل واضح على الوجه الذي قررنا في حل الترجمة بقي أنه استدل
على حكم سؤر الكلب بحديث أن رجل ً رأي كلبا ً والستدلل به خفي تعرض
له الشراح .بقي استدلل سفيان والظاهر أنه غير تام لنه إن أراد أنه ماء
طاهر فهو في محل النزاع ،وإل فل شك أن المراد بالنص عندهم الظاهر
والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
82
ر
ل َوالد ّب ُ ِ
قب ُ ِ
ن ال ُ
م َ
نِ : ّ َ
جي ِ
خَر َ
م ْ
ن ال َ
م َ
ضوَء إ ِل ِ
م ي ََر الوُ ُ
نل ْم ْ
ب َ
35ـ با ُ
قوله ) :وقول الله تعالى أو جاء أحد منكم من الغائط الخ( وجه الستدلل أنه
تعالى بين ما يوجب التيمم عند عدم القدرة على استعمال الماء ،فأشار إلى
مطلق الحدث الصغر بقوله } :أو جاء أحد منكم من الغائط{ كما أشار إلى
الحدث الكبر بقوله } :أو لمستم النساء{ ول
83
) (1/54
تتم الشارة إلى مطلق الحدث الصغر بذلك القول إل إذا كان مطلق الحدث
الصغر خروج الخارج من السبيلن إذ حينئذ ٍ يمكن أن يقال كني بقوله } :أو
جاء أحد منكم من الغائط{ عن معنى أحدث بناء على أن الحدث هو ما يقصد
له الغائط أو ما يكون مجاورا ً له فيصح أن يكنى عن مطلق الحدث بالمجيء
من الغائط ،وأما إذا كان الحدث غير الخارج من السبيلين أيضا ً فل يستقيم
جعل }أو جاء أحد منكم من الغائط{ كناية عن مطلق الحدث والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :إل من حدث( أي وقد بين أبو هريرة أن الحدث ل يخرج من السبيلين
ببيان بعض أقسام ما يخرج من السبيلين حيث قال هو فساء أو ضراط تنبيها ً
به على أن الحدث من جنس الفاء والضراط في أنه خارج من السبيلين والله
تعالى أعلم.
قوله ) :ما زال المسلمون يصلون في جراحاتهم( ل دللة فيه على أن خروج
الدم غير ناقض إذ ل تعرض فيه لحال الدم أصل ً ولو سلم فالمعذور يصلي مع
الدم عند الحنفية أيضا ً كما ل دللة فيه على أن الخروج ناقض فمن ادعى
دللته على أحدهما فقد بعد فافهم.
قوله ) :ولم يتوضأ( لم يرد مجرد الخبار بأنه ما توضأ من ساعته إذ ليس له
كبير فائدة بل هو كناية عن كونه ما أعاد الوضوء بل بقي على وضوئه السابق
والله تعالى أعلم.
قوله ) :ما لم يحدث فقال رجل الخ( حاصل استدللة بأحاديث الباب أن ما
ورد من الحدث في الحاديث الصحاح كله من قبيل الخارج من السبيلين
تحقيقا ً أو مظنة ففي حديث عثمان ،وأبي سعيد الحدث هو الخارج مظنة من
حيث إن الجماع ل يخلو عن خروج مذي .وفي الحاديث الباقية هو الخارج
تحقيقا ً ،وأما غير الخارج من السبيلين فما صح فيه حديث فل يصح القول
بكونه ناقضا ً وهو المطلوب والله تعالى أعلم .ومعنى قول أبي هريرة الصوت
أي ما
84
85
) (1/55
هو من جنسه في الخروج من أحد السبيلين والله تعالى أعلم اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
ه ث وَ َ
غيرِ ِ حد َ ِ
ن ب َعْد َ ال َ
قْرآ ِ
ب قَِراَءةِ ال ُ
37ـ با ُ
قوله ) :ثم قرأ العشر اليات الخ( قيل هذا محل الستدلل وليس بمستقيم إذ
نومه صلى الله تعالى عليه وسلم غير ناقض للوضوء وكونه توضأ بعده ل يدل
على قيام الحدث حين القراءة إذ يجوز حصول الحدث بعده أو حصول
الوضوء بل حدث فقيل محل الستدلل صنع ابن عباس ،ول يخفى أنه كان
صغيرا ً غير مكلف والكلم في أفعال المكلفين والله تعالى أعلم.
86
ْ
س ك ُل ّ ِ
ه سِح الّرأ ِ م ْب َ
39ـ با ُ
قوله ) :لقوله تعالى وامسحوا برؤوسكم( مبني على أن الرأس اسم الكل
كالوجه وقولهم الباء تدل على أن المراد به البعض منقوض بقوله تعالى في
م
التيمم } :فامسحوا بوجوهكم{ فل عبرة به ،وأما استدلل بالحديث فغير تا ّ
لنه استدلل بمجرد الفعل الذي لم يثبت دوامه ،ولو ثبت الدوام لما دل على
الفتراض فكيف بدونه ،ولو كان له دللة على الفتراض لكان الفعل
بخصوصية القبال والدبار فرضا ً ،ول قائل به .اهـ .سندي.
87
س
ضوِء الّنا ِ
ل وَ ُ ل فَ ْ
ض ِ ما ِ
ست ِعْ َ
با ْ 41ـ با ُ
) (1/56
قوله ) :باب استعمال فضل وضوء الناس( أراد به ما يعم الباقي في الظرف
بعد الفراغ والمتقاطر من العضاء وهو الماء المستعمل ؛ قيل :مراده الرد
على الحنفية في الماء المستعمل لكن ما ذكر من الحاديث ل يدل على
طهارة المستعمل عينا ً فضل ً عن طهوريته إذ فضل الوضوء في الحديث ظاهر
فيما بقي بعد الفراغ في الناء .وأما الوضوء فهو وإن كان ظاهرا ً في
المستعمل لكن يحتمل أن يفسر بفضل الوضوء الباقي في الظرف .وأما
حديث أبي موسى فلم يكن هناك وضوء أصل ً بل هو استعمال في أعضاء
الوضوء ل على وجه التوضىء نعم إن ثبت أن المستعمل طاهر فيمكن إثبات
جواز استعماله بقوله تعالى } :فلم تجدوا ماء{ على أن المراد بالماء فيه
الماء الطاهر بالجماع ،وأما القيد الزائد على قيد الطهارة في الية فممنوع ،
والله تعالى أعلم.
88
89
45ـ باب وضوِء الرجل مع امرأ َت ِه ،وفَضل وضوِء المرأةَ
َ ْ ِ ّ ُ ِ َ َ ْ َ ِ َ ْ ِ َ ُ َ ُ ُ ُ
قوله ) :وتوضأ عمر بالحميم الخ( ذكر أثر عمر هذا والذي بعده استطراد ،
وإنما المطلوب الستدلل بالحديث المرفوع ،ووجهه أن العادة قاضية في
وضوء الجماعة من إناء واحد بأن يسبق بعضهم بعضا ً بالفراغ ،فلو كان فراغ
المرأة قبل الرجال مفسد الماء على الرجال لما مكنت من الوضوء معهمH.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
والحاصل أن مقتضى العادة في مثله أن يتوضأ بعض من فضل بعض كما ل
يخفى ،وهذا القدر يكفي في المطلوب فاتحة الستدلل .وانكشف الشكال.
والله تعالى أعلم بالحال .اهـ .سندي.
90
91
92
ن َ َ َ
51ـ باب إ َِذا أد ْ َ
ما طاهَِرَتا ِ
جليهِ وَهُ َخل رِ ْ
قوله ) :أدخلتهما طاهرتين( يدل على أن الشرط طهارة القدمين وقت اللبس
،ويلزم منه اشتراط تمام الوضوء عند من يقول بالترتيب ول يلزم عند غيره
كما ل يخفى.
) (1/57
) (1/58
) (1/59
وفي هذا تنبيه على أنه ل بد للمستدل بالحديث من تتبع رواياته فيستدل
بملحظته جميع الروايات ،فإن أمكن الترجيح أو التوفيق فذاك ،وإل فيطرح
خصوصية الروايات ،ويستدل بالقدر المشترك بينها ضرورة أن تعدد الروايات
إنما يكون من تغيير الرواة ونقلهم الحديث بالمعنى ،وإل فمعلوم أن تمام
الروايات المختلفة ليست من كلم الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم في
حديث واحد ،فالستدلل بكل رواية على حدة عند اختلف الروايات في
حديث واحد مشكل .اهـ .سندي.
96
ل و
َ ْ ِ بال َ
لى َ ع َ ء ما ال ق
َُ ِ ُ َري هي باب ـ 62
قوله ) :باب يهريق الماء الخ( هذا الباب ساقط عند كثير وسقوطه هو الوجه
والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
97
ل الد ّم ِ
س ِ 67ـ باب غَ ْ
قوله ) :ثم تقرصه بالماء( استدل به على تعين الماء لغسل النجاسة الحقيقية
لغسل
98
النجاسة الحقيقية ل بمفهوم اللقب كما قيل بل بأن خبر الشارع أمر والمر
باستعمال الماء يوجب تعينه ،وتجويز الغير مبطل للمر ولكن هذا لو كان
المر متوجها ً إلى خوصية الماء لكن الغالب أنه ليس كذلك ،وذكر الماء لنه
المعتاد ل لشتراط خصوصيته ،فالستدلل ضعيف والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
68ـ باب غَسل المن ِي وفَركه ،وغَسل ما يصيب من المرأةَ
َ ْ ِ ُ ِ ُ ِ َ َ ّ َ ْ ِ ِ َ ْ ِ ْ ِ
قوله ) :وأثر الغسل فيه( الظاهر أن المراد بأثر الغسل هو أثر الماء ل أثر
المني المغسول وهو المراد بقوله ثم أراه فيه بقعة في الرواية الثانية توفيقا ً
بين الروايات ،فالستدلل به على بقاء أثر المني مشكل.
99
ضها َ
مَراب ِ َ
ب َوالغَن َم ِ وَ َ
ل َوالد َّوا ّ
ل ال ِب ْ ِوا ِ
70ـ باب أب ْ َ
قوله ) :فهؤلء سرقوا الخ( أي :فالتغليظ في عقوبتهم كان على قدر
جنايتهم.
100
) (1/60
ماءِن َوال َ م ِس ْت ِفي ال ّ سا ِجا َن الن ّ َم َ
قع ُ ِما ي َ َ
71ـ باب َ
قوله ) :باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء( يريد أن مدار المر
التغير ،ولذلك أمروا بإلقائها وما حولها ،واستعمال الباقي وعد ّ المسك مقابل ً
للدم في حديث الشهيد فعند التغير يظهر تغير الحكام وعند عدمه ل يظهر ،
بل ينبغي إبقاء الحكام الثابتة إذ عند عدم التغير هو ذلك الشيء ،فيبقى
حكمه ،وعند التغير يمكن أن يعتبر شيئا ً آخر فيكون له حكم آخر ،والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :كل كلم( ـ بفتح الكاف وسكون اللمـ وقوله :يكلمه مبني للمفعول ،
ويجوز بناؤه للفاعل أي كل جرح يجرحه.
قوله ) :والعرف عرف( بفتح العين وسكون الراء فيهما أي الريح ريح المسك
ليتشرف في الموقف.
101
َ َ َ َ ّ َ َ ُ
ه
صلت ُ ُ
سد ْ عَليهِ َ
م َتف ُ ةل ْ ف ٌ جي َصلي قَذ ٌَر أوْ ِ م َ
ي عَلى ظهْرِ ال ُ ق َ 73ـ باب إ َِذا أل ِ
ً
قوله ) :بسل جزور( ـ بفتح السين المهملة مقصورا وهو الجلدة التي يكون
فيها ولد البهائم كالمشيمة للدميات ،ويقال فيهن أيضًا.
قوله ) :أشقى القوم( عقبةبن أبي معيط بمهملتين مصغرًا.
قوله ) :ويحيل إلخ( أي :ينسب بعضهم فعل ذلك إلى بعض بالشارة تهكما ً
اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
102
قوله ) :في القليب الخ( ـ بفتح القاف وكسر اللمـ البئر قبل أن تطوى أو
العادية القديمة اهـ .قسطلني.
103
104
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 70 :
5ـ كتاب الغسل
قوله ) :أو جاء أحد منكم من الغائط( الظاهر أن كلمة أو ههنا بمعنى الواو
جاءت لمشاكلة ما بعده ،وما قبله وإل فالمقابلة خفية جدا ً ،وهذا إن شاء
الله تعالى أظهر من التكلفات التي ذكرها كثير من المفسرين والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
105
) (1/61
) (1/62
وعلى هذا فهذا الحديث تفسير لما في حديث عائشة السابق ،ثم يصب على
رأسه ثلث غرف ،ولما في حديث جابر يأخذ ثلث أكف.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 105 :
وحاصله أن التعدد كان للستيعاب ل للتكرار فإثبات التكرار في الغسل
مشكل والقرب الوحدة كما نص عليه المام البخاري والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
ة
جَناب َ ِ
ق ِفي ال َ ست ِن ْ َ
شا ِ ضةِ َوال ْ
م َ
ض َ
م ْ
ب ال َ
7ـ با ُ
قوله ) :باب المضمضة والستنشاق( أي إنهما من غسل الجنابة أعم من
كونهما واجبين أم ل إذ ل دللة لحديث الباب على الوجوب ول على عدمه ؛
وقيل :أراد بيان عدم وجوبهما لن في بعض روايات الحديث ،ثم توضأ
ل على أنهما للوضوء ،وقام الجماع على أن الوضوء في وضوءه للصلة فد ّ
غسل الجنابة غير واجب والمضمضة والستنشاق من توابع الوضوء ،فإذا
سقط الوضوء سقطت توابعه اهـ .ول يخفى أن لفظ توضأ وضوءه ليس من
كلمه صلى الله تعالى عليه وسلم ،ول يلزم من كلم ميمونة أيضا ً ضرورة
أن الحديث واحد واختلف ألفاظه إنما هو من الرواة فل يصح الستدلل به ،
ولو سلم فكونهما للوضوء ل يمنع من كونهما للغسل أيضا ً إذا نوى أن يكونا
للمرين ،والحديث ل يدل على أنه ما نوى لهما على أنه ل حاجة إلى النية
عن الحنفية .وقوله :وقام الجماع على أن الوضوء في غسل الجنابة الخ إن
أراد أن غسل أعضاء الوضوء منها غير واجب فباطل ،وإن أراد أن تقديم
الوضوء مرتبا ً غير واجب فل يفيد .ثم الظاهر من قوله صلى الله تعالى عليه
وسلم أبد أن بميامنها ومواضع الوضوء منها أن ما يتوهم من كون الوضوء
ليس بوضوء مطلوب من حيث كونه وضوءا ً ،بل هو
108
) (1/63
بداية للغتسال بأعضاء الوضوء تشريفا ً وتكريما ً لها كالبداية بالميامن وعلى
هذا فينبغي أن ل يسن تكرار غسل تلك العضاء لستيعاب الغتسال والله
تعالى أعلم .والوجه في إثبات خروج المضمضة والستنشاق والدلك عن
الغسل الستدلل بحديث أم سلمة إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلث
حثيات ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين أخرجه مسلم فتأمل.
ن أ َْنقى
كو َب ل ِي َ ُ
سِح الي َد ِ ِبالت َّرا ِم ْ ب َ 8ـ با ُ
ل على إدخال اليد لكن ل يدل على كون قوله ) :تختلف أيدينا فيه( هذا وإن د ّ
الدخال قبل غسل اليد كما ل يخفى وقيل كون الدخال قبل تمام الغسل
يكفي في المطلوب لن الجنابة قبل تمام الغسل باقية إذ هي ل تتجزأ ،
فالدخال قبل غسل اليد وبعده بالنظر إلى الجنابة سواء فل يفيد غسل اليد
في الجنابة ،وإنما يفيد في القذر إن كان ،فإذا لم يكن فل فائدة وفيه نظر
لظهور أن الجنابة تتخفف ،ولذلك يؤمر الجنب بالوضوء إذا أراد أن ينام على
جنابته أو أراد الكل ونحوه فتأمل .وأما حديث غسل يده فهو مبني على أن
غسل اليد ل يفيد في الجنابة فيكون للقذر.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 105 :
وأما الحاديث الخر فهي راجعة إلى حديث تختلف أيدينا والله تعالى أعلم.
وبالجملة الستدلل بهذه الحاديث على المطلوب خفي جدا ً اهـ .سندي.
109
110
حد ٍ
ل َوا ِ سائ ِهِ ِفي غُ ْ
س ٍ َ
ن َداَر عَلى ن ِ َ م ْ
عاد َ ،وَ َم َ مع َ ث ُ ّ
جا َب إ َِذا َ
12ـ با ُ
ً
قوله ) :ينضخ طيبا( كأنه أخذ منه كون الغسل واحدا إذ ل يبقى أثر الطيب ً
على هذا الوجه مع تعدد الغتسالت ،وأما حديث أنس :فكأنه أخذ منه وحدة
الغسل من وحدة الساعة إذ الدور عليهن بغسل جديد لكل واحدة يحتاج إلى
زمان كثير والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
111
) (1/64
16ـ باب من تو َ
ضِعوا ِ م َ
ل َ م ي ُعِد ْ غَ ْ
س َ سدِهِ وَل َ ْج َسائ َِر َل َ س َم غَ َجَناب َةِ ث ُ ّضأ ِفي ال َُ َ ْ َ َ ّ
خَرى مّرة ً أ ُ ْ
ضوِء َالوُ ُ
قوله ) :وذراعيه ثم أفاض على رأسه الماء( ويعلم منه أنه ما غسل الرجلين
في الوضوء بل أخرهما إلى آخر الغتسال ،وقد جاء ذلك في هذا الحديث
صريحا ً كما تقدم في الكتاب ،بل ظاهر هذا الحديث أنه مسح الرأس فأخذ
منه المصنف أن غسل أعضاء الوضوء ما كان منه على أنه وضوء مستقل
مطلوب لذاته وأن العضاء المغسولة في الوضوء مقصود إعادتها في حالة
غسل الجسد
112
لتتميم الغتسال إذ لو كان على هذا الوجه لكان الظاهر إتمام الوضوء أول ً ،
حتى لو احتيج إلى تأخير غسل الرجلين بسبب لخر الغسل الثاني الذي هو
لتتميم الغتسال ،فإن تأخيره يكفي في المطلوب ،بل كان غسل أعضاء
الوضوء منه على أنه بداية للغتسال بأعضاء الوضوء تشريفا ً وتكريما ً لها
كالبداية بالميامن غير مقصود إعادتها عند غسل الجسد ،وهذا ظاهر عند
التأمل ،ويلزم منه أن غسل مواضع الوضوء ل يعاد ثانيا ً ،وهذا الذي فهمه
البخاري رحمه الله تعالى من هذا الحديث بدقيق نظره هو الذي يقتضيه
الحديث الخر أيضا ً ،وهو حديث أبد أن بميامنها ومواضع الوضوء منها ،فإنه
يدل على أنه ليس بوضوء مطلوب بل هو بداية للغتسال والله تعالى أعلم.
َ
م ما هُوَ ،وَل َ ي َت َي َ ّ
م ُ ج كَ َخُر ُب ،يَ ُجن ُ ٌ
ه ُجد ِ أن ّ ُ
س ِم ْ ب إ َِذا ذ َك ََر ِفي ال َ 17ـ با ُ
) (1/65
قوله ) :يخرج كما هو( أي على الحالة التي هو عليها من الجنابة والستدلل
بحديث أبي هريرة مبنى على المطلوب الصلي للصحابة من ذكر الوقائع مع
ذكر الحكام في ضمنها ل مجرد ذكر القصص فإنه قليل الجدوى ،فلو كان
هناك تيمم لما ترك أبو هريرة ذكره في الحديث فعدم الذكر في مثل هذا
دليل العدم فثبت أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يتيمم ،والصل هو
العموم والخصوص يحتاج إلى دليل ل يقال قد وجد في الباب دليل
الخصوص ،وهو ما رواه الترمذي في فضائل علي وحسنه من قوله صلى
الله تعالى عليه وسلم يا علي ل يحل لحد يجنب في هذا المسجد غيري
وغيرك .ونقل في تفسيره أن معنى يجنب يستطرقه جنبا ً لنه حديث ضعيف
كما صرح به كثير من الحفاظ والحكام ل تثبت بمثله والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 105 :
113
ل س غال في ن م َ
ليا هس ْ أر ق شب َ أد ب ن م ببا 19ـ
ُ ْ ِ َ ِ ِ ُ َ ْ َ َ ِ ِ ّ َ ِ ِ
قوله ) :على شقها اليمن( الظاهر أن المراد به شقّ رأسها كما يدل عليه
الكتفاء باليد الواحدة ،وأما شق النسان فل يكفيه اليد الواحدة ،بل ول يدان
أيضا ً فهذا هو موضع الترجمة .وعلى هذا تحمل البداية في الترجمة على
الضافة بالنسبة إلى اليسر ل الحقيقة لكن ل يخفى أن القران متصور ،بل
هو القرب في استعمال اليدين في الطرفين والعطف بالواو ل يدل على
الترتيب فبداية اليمن محل نظر .ثم الظاهر أن المقصود بهذا التعدد هو
الستيعاب ل تكرار الغسلت كيف ،ولو كان التكرار هو المراد لما اكتفى في
اليمين واليسار بواحد فمقتضى الجمع بين هذا الحديث والحاديث السابقة أن
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان يكتفي في الستيعاب بثلثة أكف
والنساء لكثرة شعورهن يزدن على ذلك بشيء والله تعالى أعلم.
) (1/66
َ
ض ُ
ل ست ُّر أف َ ست َّر َفالت ّ َ
ن تَ َ
م ْ
خلوَةِ ،وَ َ ل عُْرَيانا ً وَ ْ
حد َهُ ِفي ال َ ن اغْت َ َ
س َ م ِ
ب َ 20ـ با ُ
قوله ) :الله أحق أن يستحيا منه( أي فيستتر المرء لجله لنه يحبه ويرضاه
ولعله هو المراد برواية أحق أن يستتر منه بحمل من التعليل وإل فاتخاذ
الحائل عن رؤيته مستحيل ،فإنه تعالى يبصر ما في السماء وما تحت
الثرى ،ويعلم السر وأخفى ،ولو كان الثوب حائل ً ساترا ً لكفى البيت ساترا ً
والله تعالى أعلم.
114
قوله ) :فقالوا والله ما يمنع موسى الخ( هذا الستنباط منهم دليل على أن
النظر إلى العورة كان جائزا ً في دينهم إذ لول ذلك لما حملوا تستر موسى
على أنه لعيب في بدنه بل حملوه على أنه لمراعاة أمر الدين ،ويؤيده
تمكينهم من النظر إلى عورة موسى إذ لول الجواز لكان القرب عدم
التمكين لن موسى نبي معصوم والله تعالى أعلم.
لكن حينئذ ٍ صارت شريعتنا مخالفة لشريعتهم فاستدلل المصنف يصير موضع
نظر إذ الستدلل بشريعة من قبلنا ،إنما يتم عند عدم العلم باختلف
الشرعين والله تعالى أعلم.
قوله ) :والله إنه لندب( أي :إن الضرب صار أثرا ً بالحجر .وقوله ضربا ً
منصوب بمحذوف والباء في قوله بالحجر زائدة أي ضرب الحجر ضربا ً ،
والجملة بمنزلة التعليل إشارة إلى أنه صار أثرا ً لقوة الضرب وشدته والله
تعالى أعلم.
قوله ) :ولكن ل غنى بي عن بركتك( أي :فل أطلبه من حيث إنه مال فإنك
قد أغنيتني عنه من هذه الحيثية بل أطلبه من حيث إنه من بركاتك ،ول غنى
بي عنه من هذه الحيثية فل يتوهم التنقض في الكلم بناء على أنه ل بركة في
المقام سوى الجراد ،ول يتوهم أنك وإن أعطيتني ما يغنيني لكن أنا ل
أستغني به لكثرة حرصي فإنه ل يناسب المقام والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 105 :
115
) (1/67
مْرأ َةُ
ت ال َ م ِ حت َل َ َ
ب إ َِذا ا ْ
22ـ با ُ
قوله ) :إن الله ل يستحي من الحق( أي :والمؤمن يتخلق بأخلقه تعالى :
َ
س
ج ُم ل َ ي َن ْ ُ
سل ِ َ
م ْ
ن ال ُب ،وَأ ّ جن ُ ِ
ق ال ُ ب عََر ِ 23ـ با ُ
قوله ) :أن المسلم ل ينجس( أي :بالجنابة ونحوها من الحدث الصغر فقد
بين أن الحدث الصغر والكبر ليس بنجاسة ،وإنما هو أمر تعبدي ويمكن أن
يقال معناه أنه ل ينجس أصل ً ونجاسة بعض العيان اللصقة به أحيانا ً ل
توجب نجاسة ما لصقت به من أعضاء المؤمن
116
نعم تلك العيان مما يجب الحتراز عنها ،فإذا لم تكن فما بقي إل أعضاء
المؤمن فل وجه للحتراز عنها فكأنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال تلك
العيان معلوم انتفاؤها فما بقي إل وأن يكون المسلم نجسا ً والمسلم ل
ينجس أصل ً فل نجاسة تقتضي لك البعد عن مجالستي والله تعالى أعلم.
ه ق وَ َ
غيرِ ِ سو ِ شي ِفي ال ّ م ِ ج وَي َ ْ
خُر ُ ب يَ ْجن ُ ُ
ب ال ُ 24ـ با ُ
قوله ) :ويمشي في السوق وغيره( قال المحقق ابن حجر بالجر أي في غير
السوق ،ويحتمل الرفع عطفا ً على يخرج من جهة المعنى .اهـ .قلت :أي له
الخروج وغيره من الفعال كالكل .اهـ .سندي.
117
118
119
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 105 :
115
22ـ باب إَذا احتل َمت المرأ َُ
ة َ ْ ْ َ َ ِ ُ ِ
قوله ) :إن الله ل يستحي من الحق( أي :والمؤمن يتخلق بأخلقه تعالى :
َ
س
ج ُ م ل َ ي َن ْ ُ
سل ِ َ
م ْ
ن ال ُ
ب ،وَأ ّ جن ُ ِق ال ُب عََر ِ 23ـ با ُ
قوله ) :أن المسلم ل ينجس( أي :بالجنابة ونحوها من الحدث الصغر فقد
بين أن الحدث الصغر والكبر ليس بنجاسة ،وإنما هو أمر تعبدي ويمكن أن
يقال معناه أنه ل ينجس أصل ً ونجاسة بعض العيان اللصقة به أحيانا ً ل
توجب نجاسة ما لصقت به من أعضاء المؤمن
116
) (1/68
نعم تلك العيان مما يجب الحتراز عنها ،فإذا لم تكن فما بقي إل أعضاء
المؤمن فل وجه للحتراز عنها فكأنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال تلك
العيان معلوم انتفاؤها فما بقي إل وأن يكون المسلم نجسا ً والمسلم ل
ينجس أصل ً فل نجاسة تقتضي لك البعد عن مجالستي والله تعالى أعلم.
ه ق وَ َ
غيرِ ِ سو ِ
شي ِفي ال ّم ِ
ج وَي َ ْ
خُر ُ
ب يَ ْ
جن ُ ُ
ب ال ُ
24ـ با ُ
قوله ) :ويمشي في السوق وغيره( قال المحقق ابن حجر بالجر أي في غير
السوق ،ويحتمل الرفع عطفا ً على يخرج من جهة المعنى .اهـ .قلت :أي له
الخروج وغيره من الفعال كالكل .اهـ .سندي.
117
118
119
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 105 :
6ـ كتاب الحيض
قوله ) :وحديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أكثر( أي :أشمل لشموله
جميع النوع ،مثله في حديث أنا سيد ولد آدم إذ المراد بولد آدم نوع النسان
فيشمل آدم والله تعالى أعلم.
ي }صلى الله عليه وسّلم{ " :هذا ض ،وَقَوْ ُ
ل الن ّب ِ ّ حي ِ ن ب َد ُْء ال َ ف َ
كا َ كي َ 1ـ باب َ
م"ت آد َ َه عََلى ب ََنا ِ ه الل ّ ُ
شيٌء ك َت َب َ ُ
َ
قوله ) :غير أن ل تطوفي بالبيت( في شرح القسطلني أي غير أن تطوفي
فل زائدة اهـ .يريد أن المقصود استثناء الطواف من جملة ما يقضي الحاج.
قلت :يمكن إبقاء ل على معناها على أنه استثناء مما يفهم من الكلم
السابق أي ول فرق بينك وبين الحاج غير أن ل تطوفي ،
120
والظاهر أن المقصود بيان الفرق ل الستثناء مما يقضي الحاج وإل لقيل غير
الطواف ل غير طوافك بالضافة إذ طوافها ليس مما يقضي الحاج ،وإنما
مطلق الطواف إل أن يجعل الستثناء منقطعا ً فيلزم خلف الصل من وجهين
من جهة زيادة ل ومن جهة انقطاع الستثناء والله تعالى أعلم.
) (1/69
ثم ظاهر هذا الحديث يقتضي أن لها السعي قبل الطواف وهو خلف
المشهور في المذاهب فكأن المراد بالطواف هو وما يتبعه ،والسعي من
توابعه وعدم جوازه ليس لن الحيض مانع عنه وإنما هو لن تقديمه على
الطواف يخل بالتبعية والله تعالى أعلم.
ْ
ه
جيل ِ ِ
جَها وَت َْر ِ
س َزوْ ِض َرأ َ حائ ِ ِ ل ال َس ِ 3ـ باب غَ ْ
قوله ) :وكل ذلك تخدمني( قيل رفع على البتداء أو نصب على الظرف .قلت
:والمعنى على الول كل ما ذكرت من قسمي المرأة تخدمني ،وعلى الثاني
كل ما ذكرت من الحالتين تخدمني أمرأتي فعلى الول ضمير تخدمني لكل
ذلك ،وعلى الثاني لمرأته والله تعالى أعلم.
121
حيضا ًس َفا َ مى الن ّ َ س ّ
ن َ م ْ
5ـ باب َ
ً
قوله ) :من سمى النفاس حيضا( الظاهر أن المقصود تسمية الحيض باسم
النفاس دون العكس ،والعبارة المطابقة لهذا المقصود من سمى الحيض
نفاسا ً فقيل هذه العبارة مقلوبة ؛ وقيل :يحمل على التقديم والتأخير
والتقدير من سمى حيضا ً النفاس ؛ وقيل :سمى بمعنى أطلق أي أطلق اسم
النفاس على الحيض .قلت :والقرب عندي القول بالقلب ،ول شك أن
القلب من جملة البلغة إذا تضمن نكتة لطيفة كما هنا وهي الشارة إلى أن
إطلق النبي صلى الله تعالى عليه وسلم اسم النفاس ينبغي أن يعتبر أصل ً
وتسمية أم سلمة له حيضا ً هو كالفرع المحتاج إلى البيان ،وأما الحمل على
التقديم والتأخير .وكذا اعتبار سمى بمعنى أطلق فيأباه تنكير حيضا ً ،وأيضا ً
المتعارف في إطلق التسمية بمعنى الطلق هو أن المفعول الثاني للتسمية
يكون مطلقا ً على المفعول الول دون العكس كما هنا ل يخفى ذلك على من
تتبع مظانه .وحاصله أن التسمية مع مفعوليه يجعل عبارة عن الطلق ل أن
لفظ سمى يراد به أطلق فافهم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 120 :
ض
حائ ِ ِ شَرةِ ال َمَبا َ 6ـ باب ُ
) (1/70
قوله ) :في فور حيضتها( متعلق بأمر أي أمرها بذلك في هذه الحالة
للمباشرة ،ولعل
122
المقصود بيان أنه كان يباشر في فور الدم ما فوق إل زار أيضا ً فكيف في
غيره ،وهو الموافق لحديث ميمونة المتصل بهذا الحديث وليس المقصود
بيان أنه يباشر في غير الفور بل إزار والله تعالى أعلم.
م
صو ْ َحاِئض ال ّ ك ال َ 7ـ باب ت َْر ِ
قوله ) :فإني أريتكن( الظاهر أن المراد نوعكن ل المخاطبات بالخصوص إذ ل
يمكن أتهن أكثر أهل النار وأيضا ً لو كان كذلك لما نفعهن التصدق إل أن يقال
التصدق للتخفيف ل للمنع من الدخول والمرجو من فضل الله تعالى ورحمته
أنه ل ندخل منهن واحدة في النار ،وبه اندفع ما يتوهم أن الظاهر نجاة كثير
من غير الصحابيات ودخولهن ابتداء في الجنة فلو دخلت صحابية في النار
للزم فضل غير الصحابية على الصحابية إل أن يقال إن النجاة في البتداء
فضل جزئي فل يمنع في الفضل الكلي فافهم.
قوله ) :أذهب( من الذهاب المتعدي على قول من جوز بناء اسم التفضيل
من باب الفعال واللم للتقوية ،ويمكن جعله من الذهاب اللزم على أن
اللم بمعنى باء التعدية والله تعالى أعلم.
123
قوله ) :من نقصان عقلها( وفي الثاني من نقصان دينها ل يخفى أن الول
منشؤه نقصان العقل ،ولكن الثاني ليس منشؤه نقصان الدين بل نقصان
الدين ينشأ من الثاني فما معنى الكلم ،ويمكن أن يقال المراد نقصان الدين
من حيث الرادة والتقرير ،وهو سبب للثاني فتأمل.
فإن قلت :إنهن في ترك الصلة والصوم في طاعة الله تعالى قلت :لكن
أجره ليس كأجر الصلة والصوم إن كان له أجر وليس كل طاعة تساوي
طاعة أخرى في الجر .اهـ .سندي.
124
125
ض ُ َ ّ
حي ِ
م ِ
ن ال َ
م َ
سل َِها ِ
مْرأةِ عَن ْد َ غ ْ
ب ِلل َ 13ـ باب الطي ِ
) (1/71
قوله ) :أربعة أشهر وعشرًا( الظاهر أنه متعلق بمحذوف يفهم من الستثناء
أي فنحد عليه أربعة أشهر وعشرا ً أو فيأمرنا أن نحد عليه أربعة أشهر
وعشرًا .وقوله :ول نكتحل عطف على هذا المحذوف فيكون مرفوعا على
ً
التقدير الول ومنصوبا ً على التقدير الثاني والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
َ
ض،حي ِ م ِ
ن ال َ م َ ت ِ سَها إ َِذا ت َط َهَّر ْمْرأةِ َنف َ ك ال َ
14ـ باب َدل ِ
َ َ ْ وَ َ
ة ،فَت َت ّب ِعُ أث ََر الد ّم ِسك ً م ّ م َة ُ ص ًخذ ُ فِْر َ ل َ ،وتأ ُس ُ ف ت َغْت َ ِ
كي َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 120 :
قوله ) :فأمرها كيف تغتسل( أي :بين لها كيفية الغتسال وهذا الكلم مبني
على تضمين أمر معنى فعل التبيين ثم كيف تغتسل استفهام وسؤال والتبيين
يتعلق بجوابه ل به نفسه فهو على حذف المضاف لن حذف هذا المضاف
شائع كثير والتقدير أمرها بما أمر مبنيا ً لها جواب كيف
126
تغتسل .وقوله :قال خذي أي في جملة بيان الكيفية ،وما أمر به وكان من
جملة ذلك الدلك ،وغيره إل أنه تركه الرواة اقتصارا ً ،وقد جاء في رواية
مسلم فاستدلل المصنف إما بالنظر إلى ذلك المتروك أو بالنظر إلى هذا
المروي الموجود ،فإنه حيث أمرها بالطيب لزيادة التنظيف وإزالة الرائحة
الكريهة ،فالدلك الذي ل بد منه في أصل التنظيف عرفا ً صار مأمورا ً به
بالولى والله تعالى أعلم.
ض
حي ِ
م ِ
ن ال َ
م َ
سل َِها ِ مْرأ َةِ ِ
عن ْد َ غُ ْ ط ال َ مت ِ َ
شا ِ 16ـ باب ا ْ
) (1/72
قوله ) :ولم تطهر حتى دخلت ليلة عرفة( كلمة حتى ههنا لفادة مدة الحيض
واستمرارها إلى ما بعدها ل للنتهاء عنده إل أن يقال ولم تطهر وصبرت حتى
دخلت ليلة عرفة ،فيظهر النتهاء وذلك لن الحمل على النتهاء بل تأويل ل
تساعده الرواية التية وإن كان الحمل عليه أليق بترجمة المصنف كما ل
يخفى لكن إذا لم يحمل على النتهاء ل يصح احتجاج المصنف على ما ذكر
في الترجمة ل بواسطة ما ثبت أنها اغتسلت للهلل ،وكان نقض الرأس
والمتشاط منها لذلك الغتسال ول شك أن اغتسال الحيض أولى بذلك من
اغتسال الحرام ،وبهذا تظهر الترجمة الثانية والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
127
ة{ ق ٍمخل ّ َ غيرِ ُ قةٍ وَ َ خل ّ َم َ 18ـ باب } ُ
قوله ) :فإذا أراد أن يقضي خلقه الخ( أي :فيمن أراد له ذلك فهي مخلقة ،
وغير مخلقة في الرحم الذي هو مستقر دم الحيض والله تعالى أعلم.
ة
مَر ِج َوالعُ ْ ح ّض بال َ حائ ِ ُل ال َ ف ت ُهِ ّ كي َ 19ـ باب َ
قوله ) :باب كيف تهل الحائض( أي :هل تهل بعد الغتسال أو ل حاجة إليه
لن اغتسالها ل يفيد الطهارة لما بها من الحيض فبين أن الحديث يفيد الهلل
بالغتسال بناء على أن النقض والمتشاط كان لذلك كما سبق فافهم .اهـ.
سندي.
128
129
ّ
صلىم َ
ن ال ُ
زل َن ،وَي َعْت َ ِمي َسل ِ ِم ْن وَد َعْوَةَ ال ُ ُ
دي ِ ض الِعي َ حائ ِ ِ 24ـ باب شُهودِ ال َ
قوله ) :فلما قدمت أم عطية الخ( هذه هي أخت النازلة ولول هذا في
الحديث لما كان الحديث صحيحا ً لجهالة النازلة ،وبواسطة هذا تتصل
الرواية ،وترتفع المجهولة من البين والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 120 :
ساُء
صد ّقُ الن ّ َ ما ي ُ َ ض ،وَ َ حي َ ٍث ِ شهْرٍ ث َل َ َ ت ِفي َ ض ْ حا َ 25ـ باب إ َِذا َ
ض
حي ِ ن ال َ م َ ن ِ مك ِ ُ ل ِ ،فيما ي ُ ْ م ِ ح ْض َوال َ حي ِ
ِفي ال َ
) (1/73
قوله ) :باب إذا حاضت في شهر ثلث حيض( أي :وادعت ذلك تصدق ومحل
الستدلل بالحديث تفويض اليام إليهن من غير تعيين والله تعالى أعلم.
130
131
ّ
ة الطهَْر ض ُحا َ ست َ َ
م ْت ال ُ 29ـ باب إ َِذا َرأ ِ
قوله ) :باب إذا رأت المستحاضة الطهر( أي :انقطاع الحيض ل انقطاع الدم
إذ الكلم في المستحاضة حال قيام الستحاضة ،وهي التي ل ينقطع دمها.
وكون الطهر بهذا المعنى ساعة باعتبار معرفتها دم الحيض ،ودم الستحاضة
والله تعالى أعلم.
سن ّت َِهاساِء وَ ُ ف َ َ
صل َةِ عَلى الن ّ َ 30ـ باب ال ّ
قوله ) :باب الصلة على النفساء( أي فهي طاهرة إذ الميت كالمام .وكذا
الحائض والمؤمن ل ينجس وإيجاب الغتسال وغيره تعبد محض والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
132
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 120 :
7ـ كتاب التيمم
ماًء وَل َ ت َُرابا ً جد ْ َ
م يَ ِ 2ـ باب إ َِذا ل َ ْ
قوله ) :باب إذا لم يجد ماء ول ترابًا( الظاهر أن مراده يصلي ول يعيد وهو
الموافق
133
لظاهر قوله صلى الله تعالى عليه وسلم " :إذا أمرتكم أمر فأتوا منه ما
استطعتم" أو كما قال " :إذ الصلة على حالة غاية ما يستطيعه النسان" في
تلك الحالة وغير المستطاع ساقط ول يسقط به المستطاع إل بدليل وجه
استدلله بحديث الباب تنزيل عدم شرع التيمم منزلة عدم التراب بعد شرعه
إذ مرجعهما إلى تعذر التيمم وهو المؤثر ههنا.
قوله ) :فوجدها( أي النبّيصلى الله تعالى عليه وسلم وجد القلدة من تحت
البعير حين بعث البعير بعد أن بعث ذلك الرجل ،أو ذلك الرجل المبعوث
وجدها من تحت البعير بعد أن رجع وبأحد الوجهين يحصل التوفيق بين هذه
الرواية وبين الرواية السابقة.
ةَ
صل ِ
ت ال ّ َ
ف فوْ َ
خا َ
ماَء وَ َ
جدِ ال َم يَ ِ َ
ضرِ ،إ َِذا ل ْ ح َمم ِ ِفي ال َ 3ـ باب الت ّي َ ّ
) (1/74
قوله ) :فسلم عليه فلم يرد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم حتى أقبل
الخ( كأنه بنى
134
المر على أن التيمم غير مشروع مع القدرة على استعمال الماء ،فل بد ههنا
من اعتبار الماء مفقودا ً لذلك وحينئذ ٍ فهذا الحديث دل على أن التيمم
مشروع في الحضر عند فقد الماء لغير الصلة ،فكذا للصلة إذ ل دليل على
الفرق بينهما بل الحاجة في الصلة أتم لفرضية الطهارة لها ،فإذا شرع
لغيرها مع قلة الحاجة فلها مع كثرة الحاجة بالولى وحينئذ ٍ فقوله تعالى :
}وإن كنتم مرضى أو على سفر{ ليس للتخصيص ،بل لن الحاجة عادة ل
تكون إل هناك والله تعالى أعلم.
ما ؟ هل ي َْنف ُ
خ ِفيهِ َ م َ
م ُ
متي ّ
4ـ باب ال ُ
) (1/75
قوله ) :إنما كان يكفيك هكذا( قد استدل المصنف بهذا الحديث على عدم
لزوم الذراعين في التيمم في موضع ،وعلى عدم وجوب الضربة الثانية في
موضع آخر ،وكذا سيجيء في روايات هذا الحديث أنه صلى الله تعالى عليه
دم في هذه الواقعة الكفين على الوجه ،فاستدل به القائل بعدم وسلم ق ّ
لزوم الترتيب ،فلعل القائل بخلف ذلك يقول إن هذا الحديث ليس مسوقا ً
لبيان عدد الضربات ،ول لبيان تحديد اليد في التيمم ول لبيان عدم لزوم
الترتيب ،بل ذلك أمر مفوض إلى أدلة خارجة ،وإنما هو مسوق لرد ما زعمه
عمار من أن الجنب يستوعب البدن كله .والقصر في قوله إنما يكفيك معتبر
بالنسبة إليه كما هو القاعدة أن القصر يعتبر بالنظر إلى زعم المخاطب ،
فالمعنى إنما يكفيك استعمال الصعيد في عضوين وهما الوجه واليد ،وأشار
إلى اليد بالكف ول حاجة إلى استعماله في تمام البدن ،وعلى هذا يستدل
على عدد الضربات وتحديد اليد ولزوم الترتيب أو عدمه بأدلة أخر كحديث
التيمم ضربة للوجه وضربة للذراعين إلى المرفقين وغير ذلك ،فإنه حديث
صحيح كما نص عليه بعض الحفاظ وهو مسوق لمعرفة عدد الضربات وتحديد
اليد فيقدم على غير المسوق لذلك والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 133 :
135
136
137
ش، َ َ َ َ 7ـ باب إ َِذا َ
ف العَط َ
خا َ
ت ،أوْ َ
مو ْ َ
ض أوِ ال َ
مَر َ
سهِ ال َ
ب عَلى َنف ِ
جن ُ ُ
ف ال ُ
خا َ
م
م َ
ت َي َ ّ
) (1/76
قوله ) :فقال إنا لو رخصنا لهم في هذا لوشك الخ( كأنه أشار إلى أن قوله
تعالى } :فلم تجدوا ماء{ بمعنى لم تقدروا على استعماله لكونه مرتبا ً على
قوله } :وإن كنتم مرضى أو على سفر{ والمرض ليس سببا ً لعدم وجود
الماء بل لعدم القدرة على استعماله بخلف السفر ،فإنه سبب لعدم الوجود
ولعدم القدرة لكون عدم الوجود يوجب عدم القدرة فيراد عدم القدرة لكونه
مما يترتب على المرض والسفر جميعا ً بخلف عدم الوجود ،فإذا أريد ذلك ،
فلو كانت الية شاملة لحالة الجنابة أيضا ً لكان شدة البرد سببا ً للتيمم في
حق الجنب لنها توجب عدم القدرة على استعمال الماء في الغتسال دون
الوضوء وهو بعيد ،فيلزم أن تكون الية مخصوصة بالحدث الصغر كما هو
شأن النزول ولزم منه حمل قوله تعالى } :أو لمستم النساء{ على مس
البشرة ل الجماع فهذا منه رضي الله تعالى عنه إقامة للدليل على تخصيص
الية ،وتبيين المراد بقوله تعالى } :أو لمستم{ ل معارضة الية بمجرد
تخييل كما يتراءى ،فإن مثله بعيد عن مثله والله تعالى أعلم.
138
139
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 133 :
8ـ كتاب الصلة
سَراِء
ت ِفي ال ِ ْ
وا ُ َ
صل َت ال ّ ف فُرِ َ
ض ِ ب َ
كي َ 1ـ با ُ
قوله ) :ثم جاء بطست من ذهب( قلت :فإذنه بل بأمره تعالى فصار
استعمال الذهب في حقه مباحا ً بل واجبا ً ،فمن قال استعمال الذهب حرام
فسؤاله ليس في محله حتى يحتاج إلى
140
جواب والله تعالى أعلم.
قوله ) :ولم يثبت كيف منازلهم( فعلى هذا فينبغي حمل ثم في قوله :ثم
مررت بموسى ونحوه على تراخي أخبار أبي ذر وحكايته كلمه صلى الله
تعالى عليه وسلم حتى ل ينافي قوله ،ولم يثبت كيف منازلهم فتأمل .وقد
يقال معنى ثم مررت أي أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال كذلك على
احتمال .اهـ .سندي.
) (1/77
قوله ) :ففرض الله على أمتي خمسين صلة( كأنه تعالى أراد بذلك تشريف
نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم وإظهار فضله حتى يخفف على أمته
بمراجعته صلى الله تعالى عليه وسلم .وما قالوا أنه ل بد للنسخ من البلغ أو
من تمكن المكلفين من المنسوخ ،فذلك فيما يكون المراد به ابتلءهم والله
تعالى أعلم.
قوله ) :فقلت استحييت من ربي( هذا يدل على أن ليس المراد بقوله ل يبدل
القول لديّ أنه ل يمكن التغيير في الصلوات الخمس بالزيادة والنقصان إذ لو
كان كذلك لما كان للعتذار بالستحياء كبير وجه بل كان الوجه أن يقول إن
الصلوات الخمس ل تحتمل التغيير أصل ً ،فينبغي أن يقال المراد بقوله ل
يبدل القول إن مساواة واحدة بعشرة ل تبدل ول تغير ،وهذه المساواة هي
مضمون قوله وهي خمسون كما ل يخفى ،وعلى هذا فقول الحنفية بوجوب
الوتر
141
ل ينافي هذا الحديث والله تعالى أعلم.
ً ً
قوله ) :فرض الله الصلة( أي المختلفة حضرا وسفرا فل يشكل بصلة
المغرب أو الفجر وقوله :فأقرت معناه رجعت بعد نزول القصر في السفر
إلى الحالة الولى بحيث كأنها كانت مقررة على الحالة الصلية ،وما ظهرت
الزيادة فيها أصل ً فل يشكل بأن ظاهر قوله تعالى } :فليس عليكم جناح أن
تقصروا من الصلة{ يفيد أن صلة السفر قصرت بعد أن كانت تامة فكيف
يصح القول بأنها أقرت والله تعالى أعلم.
صل َةِ ِفي الث َّيا ِ
ب ب ال ّ
جو ِ 2ـ باب وُ ُ
) (1/78
قوله ) :ومن صلى ملتحفا ً في ثوب واحد( أي :فقد أتى بواجب الستر ،وكذا
قوله :ومن صلى في الثوب الذي يجامع الخ ،أي :فقد أتى بالواجب ومراده
كذلك .ولما لم يكن هذا التفصيل مطلوبا ً بالثبات بالدليل لم يصرح به في
الترجمة ،بل أتى به بطريق الشارة والله تعالى أعلم ،ووجه استدلله
بحديث ل يطوف بالبيت عريان ظاهر من حيث إن الصلة أوفر شروطا ً وآدابا ً
من الطواف فاشتراط الستر للطواف يدل على اشتراطه للصلة بالولى
ووجه استدلله بحديث الباب أن الستر لما كان مطلوبا ً لحضور المصلى الذي
هو من مقدمات الصلة ،فكونه مطلوبا ً للصلة بالولى لكن قد يقال هذا
الستر ليس للصلة بل للحتجاب عن الرجال حتى يطلب للحيض والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 140 :
142
ه ً
حفا ب ِ ِ
ملت َ ِ
حد ِ ُ
وا ِ صل َةِ ِفي الث ّوْ ِ
ب ال َ 4ـ باب ال ّ
قوله ) :وهو المخالف( أي :المتوشح المخالف .قوله ) :بين طرفيه( أي :
طرفي الثوب .قوله ) :على عاتقيه( أي واضعا ً ملقيا ً إياهما على عاتقيه من
غير عقد للطرفين على القفا أو موضوعين على عاتقيه ،وبه حصل الفرق
بين القسم الول ،وهذا القسم من كيفيات اللباس ،وهذا القسم ل يمكن إل
عند اتساع الثوب ،والول يطلب عند ضيقه وقوله وهو الشتمال أي الخلف
بين الطرفين هو الشتمال بالثوب واضعا ً طرفيه على منكبيه أراد بذلك كمال
اليضاح حتى ل يشتبه هذا القسم بالقسم الول والله تعالى أعلم.
143
) (1/79
قوله ) :أو لكلكم ثوبان( فيه إشارة إلى ظهور جواب المسألة بالتتبع عن
أحوال المصلين فل وجه للسؤال عن مثلها ،وفيه إشارة إلى أن من ل يجد
إل ثوبا ً واحدا ً فيصلي فيه ل ينبغي حمل جواز الصلة له في الثواب الواحد
على الخصوص به للضرورة إذ الصل في الحكام هو العموم والخصوص ل
يثبت بل دليل ،فإذا ثبت جواز الصلة في ثوب واحد لشخص أو في حال ،
فالصل هو الجواز للكل ،وفي جميع الحوال إل إذا دل الدليل على خلفه ،
ففي هذا الجواب بيان لقاعدة أن الصل في أحكام الشرع هو العموم والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
144
145
قَباِء
ن َوال َ
ل َوالت ّّبا ِ
سَراِوي ِ
ص َوال ّ مي ِ ق ِ
صلةِ ِفي ال ََ ب ال ّ 9ـ با ُ
قوله ) :باب الصلة في القميص( أي وجودا ً وعدما ً أي هل تصح في القميص
وتصح عند عدمه ؟ وعلى هذا فحديث الحرام لبيان جواز الصلة عند عدمه
والله تعالى أعلم.
146
خذ ِ ب ما ي ُذ ْك َُر ِفي ال َ
ف ِ 12ـ با ُ
قوله ) :وفخذه على فخذي( كأنه بنى الستدلل بذلك على استبعاد وضع
الفخذ على
147
فخذ غيره لو كان الفخذ عورة ولو بحائل كالفرج ونحوه فالوضع دليل على
أنه ليس بعورة ،ولم يرد الستدلل بأنه وضع الفخذين بل حائل لن الصل
عدمه ،فإنه باطل بشهادة العادة بالحائل في مثله فصار الصل هو الحائل
كما ل يخفى والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
148
ب؟ ّ َ ّ َ
مْرأة ُ ِفي الثَيا ِ
صلي ال َم تُ َ
ب ِفي ك ْ
13ـ با ٌ
) (1/80
) (1/81
قوله ) :فصلى بهم جالسا ً وهم قيام( أي :ابتداء ثم أشار إليهم بالجلوس
فجلسوا إل أن هذه الرواية فيها اختصار ،وكذلك في آخره اختصار ،والصل
وإن صلى جالسا ً فصلوا جلوسا ً والله تعالى أعلم.
151
ر
صي ِ
ح ِ َ
صل َةِ عَلى ال َ ب ال ّ 20ـ با ُ
ً
قوله ) :فلصلي لكم( ،وكذا قوله فصلى لنا الظاهر أن المراد إماما لكم ،
وإماما ً لنا ،أو المراد لنفعكم أو نفعنا بالبركة أو التعليم ،وإل فالصلة للهل
لغيره والغالب في مثله صلى بنا على ياء التعدية والله تعالى أعلم.
شفَرا ِ صل َةِ عََلى ال ِب ال ّ 22ـ با ُ
قوله ) :ورجلي في قبلته( أي :الرجلن في محل الفراش ،وقد علم أن
عائشة رضي الله تعالى عنها كانت نائمة على الفراش كما سيجيء في
الحديثين التيين ،فلزم أن سجوده صلى الله تعالى عليه وسلم كان على
الفراش وهو مطلوب .اهـ .سندي.
152
153
قب ْل َ ِ
ة ل ال ِ
قَبا ِ
ست ِ ْ
لا ْ ب فَ ْ
ض ِ 28ـ با ُ
قوله ) :يستقبل بأطراف رجليه القبلة( أي :فالستقبال لفضله مطلوب مهما
أمكن.
قوله ) :من صلى صلتنا الخ( كأنه كناية عن إظهار شعائر السلم ،أو قبول
الحكام.
154
ق م ْ ْ ل ال ّ َ َ َ
شرِ ِ شأم ِ َ ،وال َ دين َةِ ،وَأهْ ِ م ِ
ل ال َ ب قِب ْلةِ أهْ ِ 29ـ با ُ
) (1/82
قوله ) :باب قبلة أهل المدينة الخ( .قد اختلف النسخ ههنا فوجد في بعضها
لفظ قبلة في قوله ليس في المشرق ول في المغرب قبلة ،وسقط من
بعضها ،فعلى تقدير وجوده يحتمل أن المراد باب حكم قبلة أهل المدينة ،
وغيرهم في عدم جواز الستقبال والستدبار بغائط أو بول إل أنه كني عن
غير أهل المدينة بأهل الشام والمشرق ،تفصيل ً لبعض أقسامه وقوله ليس
في المشرق الخ ،أي لناحية المدينة ،ويحتمل أن المراد باب بيان قبلة أهل
المدينة وأهل الشام والمشرق ،أي مشرق ناحية المدينة والشام o.وكذا
مغرب هذه الناحية إل أنه ترك ذكر المغرب مقايسة يعني أن الباب في بيان
قبلة هذه الناحية بحيث يعم مشرق الناحية ومغربها .ثم بين تلك القبلة بقوله
ليس في المشرق الخ.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 140 :
وأما على تقدير سقوط لفظ القبلة فقبلة أهل المدينة مبتدأ ،والمراد
بالمشرق مشرق ناحية المدينة فقط .وقوله ليس في المشرق ول في
المغرب خبره بتأويل القبلة بالمستقبل والله تعالى أعلم.
155
صّلى{ م م هيراب إ
ِ ِْ َ ِ َ ُ َ م قا
َ م ن م
ِ ْ َ ذوا ُ خ توا
َ ّ ِ } : لى َ عا ت
ِ ََ ه ّ ل ال لْ ِ وَ ق ب
30ـ َ ُ
با
قوله ) :باب قول الله تعالى واتخذوا الخ( يمكن أن يقال أشار بأحاديث الباب
إلى أن المر مخصوص بركعتي الطواف أو أنه للندب حيث فعله تارة ،وتركه
أخرى أو أشار إلى أن المراد بمقام إبراهيم البيت أو الحرم والله تعالى أعلم.
ومعنى قوله مصلى أي قبلة على أنه في الصل مصلى إليه اسم مفعول ثم
صار مصلى بالحذف واليصال .والله تعالى أعلم.
156
ن َ
ث كا َ حي ُ َ
قب ْلةِ َ
حوَ ال ِ جهِ ن َ ْ ب الت ّوَ ّ 31ـ با ُ
) (1/83
قوله ) :قد نرى تقلب وجهك( كلمة قد للتحقيق أو التقليل بالنظر إلى
المفعول أي ل بمعنى أن التقلب يقع إل أن الفاعل يراه أحيانا ً بل بمعنى أنه
يقع أحيانا ً ،فيراه الفاعل على حسب ما يقع فافهم .اهـ .سندي.
قوله ) :يصلي على راحلته حيث توجهت( أي :فالنفل على الدابة مستثنى
من آية التوجه نحو الكعبة قوله ) :واستقبل القبلة وسجد سجدتين( أي :
فسجدتا السهو داخلتان تحت المر بالتوجه نحو الكعبة.
157
َ
صلى إ ِلى ّ سَها ،فَ َ
ن َ
م ْ َ ن ل َ ي ََرى ال ِ َ
عاد َة َ عَلى َ م ْ َ
قب ْلةِ ،وَ َجاَء ِفي ال ِ ما َ 32ـ باب َ
قب ْل َ ِ
ة َ
غيرِ ال ِ
قوله ) :باب ما جاء في القبلة( أي :في متعلقاتها كمقام إبراهيم أو فيها ،
ومقام إبراهيم هي الكعبة قوله ) :فاستداروا إلى الكعبة( أي :فما أعادوا ما
صلوا إلى غير الكعبة قبل علمهم بالمر ،فكذا الساهي والله تعالى أعلم.
اهـ .سندي.
158
159
جد ِ س ِ م ْ ق ِفي ال َ فاَرةِ الب َُزا ِ َ
37ـ باب ك ّ
قوله ) :البزاق في المسجد خطيئة( أي :لمن ل يريد دفنها لما سبق ،
وسيجيء من قوله ليبصق عن يساره أو تحت قدمه ،والقول بأنه عام
مخصوص بغير المسجد لهذا الحديث .ليس بشيء كيف ومورد ذلك القول
كان هو المسجد كما يرشد إليه روايات الصحيح وغيره ،وتخصيص المورد
غير صحيح ،وقد ذكر المحقق ابن حجر من الحاديث ما هو صريح في هذا
المطلوب ،فارجع إليه إن شئت.
جد ِس ِ م ْ مةِ ِفي ال َ خا َ
ن الن ّ َ 38ـ باب َدف ِ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 140 :
قوله ) :فإن عن يمينه ملكًا( قلت :التنكير في ملكا للتعظيم أي عظيما ،فل
ً ً
يشكل بأن
160
ً
عن اليسار ملكا أيضا .والله تعالى أعلم. ً
ْ
ه َ
ف ثوْب ِ ِخذ ْ ب ِط ََر ِ ب إ َِذا ب َد ََرهُ الب َُزاقُ َفلي َأ ُ 39ـ با ٌ
) (1/84
قوله ) :باب إذا بدره البزاق الخ( أشار بهذه الترجمة إلى أن الحديث المطلق
المذكور في الباب محمول على التقييد بشهادة روايات لم يذكرها المصنف
لكونها ليس على شرطه ،وقد ذكر بعضها مسلم في صحيحه.
قب ْل َ ِ
ة صل َةِ وَذِك ْرِ ال ِ
مام ِ ال ّ
س ِفي إ ِت ْ َ عظ َةِ ال ِ َ
مام ِ الّنا َ 40ـ باب ِ
قوله ) :باب عظة المام الناس في إتمام الصلة( أي :في شأنه.
قوله ) :كما أراكم( صيغة المضارع ههنا للحال أي كما أراكم في هذه
الساعة .وأما في
161
قوله إني لراكم من وراء ظهري فللستمرار فل حاجة في تصحيح التشبيه
إلى اعتبار حذف في الكلم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
162
ت
جدِ ِفي الب ُُيو ِ
سا ِ م َ 46ـ باب ال َ
قوله ) :لم أستطع( هو بمنزلة بدل الشتمال من جملة سال الوادي ،فلذا
ترك العطف .وقوله فأصلي بهم بالنصب جواب النفي أو عطف على آتي
قوله ) :فلم يجلس حتى دخل( وفي بعض النسخ حتى الجارة موضع حين
والظاهر أنها سهو يقال صحيح إذ المعنى فلم يجلس في الدار ول في غيرها
حتى دخل البيت قلت :وهذا المعنى ل يناسب الكلم السابق أعني فاستأذن
163
فأذنت له لن الستئذان ل يكون إل عند باب البيت فافهم.
قوله ) :أل تراه قد قال الخ( فإن قلت :الرادة ل ترى فكيف قال ؟ أل ترى
قلت :قد تظهر بآثارها ،ولما خفيت آثار هذه الرادة ههنا على المخاطب بل
ظهرت آثار ضد تلك الرادة قال في الجواب الله ورسوله أعلم .فبين صلى
الله تعالى عليه وسلم له وجود هذه الرادة منه بقوله فإن الله قد حرم الخ
أي وهذا الرجل منهم والله تعالى أعلم.
جد َ ؟
سا ِ
م َ َ
مكان َُها َخذ ُ َ
جاهِل ِي ّةِ ،وَي ُت ّ َ
كي ال َ
شرِ ِ ش قُُبوُر ُ
م ْ هل ت ُن ْب َ ُب َ 48ـ با ٌ
قوله ) :باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية الخ( أي :إذا أراد النسان أن
يتخذ مقبرة
164
) (1/85
) (1/86
الصفة ،وليس له الصلة فيها أيضا ً إل على هذه الصفة والصلة على هذه
الصفة عادة متعسرة بل ربما يخل البكاء في القراءة وغيرها إذا كثر ،وأيضا ً
البكاء للتفكر في حال المعذبين يمنع عن التفكر في أمور الصلة ،فينبغي أن
تكره الصلة في مثل هذا المكان والله تعالى أعلم.
صل َةِ ِفي الِبيعَ ِ
ة 54ـ باب ال ّ
قوله ) :الصور( بالجر بدل أو بيان للتماثيل أو بالرفع أي هي الصور.
167
56ـ
قوله ) :باب قول النبى }صلى الله عليه وسّلم{ جعلت لي الرض مسجدا ً
وطهورًا( يريد أن مفاد الحديث أن الرض في ذاتها كلها محل للصلة في
الكل إل لعارض يدل دليل على أن الصلة معه مكروهة أو غير صحيحة ،
فتقصر الكراهة أو عدم الصحة عليه .اهـ .سندي.
قوله ) :نصرت بالرعب( كأنه صلى الله تعالى عليه وسلم أراد الرعب من
غير آلت وأسباب تقتضي ذلك عادة كما كان في حقه صلى الله تعالى عليه
وسلم والله تعالى أعلم.
َ
جد ِ
س ِ م ْ
مْرأةِ ِفي ال َ 57ـ باب ن َوْم ِ ال َ
قوله ) :باب نوم المرأة الخ( في جميع أبواب النوم تظهر التراجم من
الحاديث المذكورة فيها بتأمل من حيث إن العادة في مثل ذلك تقتضي النوم
في المسجد مثل ً إذا علم حال أصحاب الصفة علم أنه ل يمكن مع هذه الحالة
عادة أن يكون لهم بيوت ،فل بد من نومهم في المسجد وهكذا .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 140 :
168
169
170
جدا ً س ِ
م ْن ب ََنى َ م ْ
65ـ باب َ
قوله ) :بنى الله له مثله في الجنة( كأنه رضي الله تعالى عنه اعتذر بلفظ
المثل واعتمد في التزيين عليه والله تعالى أعلم.
171
جد ِ
س ِ
م ْمن ْب َرِ ِفي ال َ َ
شَراِء عَلى ال ِ 70ـ باب ذِك ْرِ الَبيِع َوال ّ
قوله ) :باب ذكر البيع والشراء( أي :ذكر مسائله نبه على أن ما ورد النهي
عنه هو فعل
172
) (1/87
) (1/88
وأما جعلها عطفا ً على البارحة فل يصح إل باعتبار أن تجعل لفظة البارحة
مقول قال ضمنا ً ،ول يخفى أنه اعتبار بعيد ،فالوجه ما ذكرنا تأمل قوله :
)فذكرت قول أخي الخ( كأنه صلى الله تعالى عليه وسلم نظر إلى أن من
أعظم ذلك الملك ،وأخصه التصرف في الشياطين والتمكين منهم ،فيتوهم
بربط الشياطين عدم خصوص ذلك الملك بسليمان ،وعدم استجابة دعائه
لما فيه من المشاركة معه في جملة ما هو من أخص أمور ذلك الملك ،
فترك الربط خشية ذلك التوهم الباطل ،ولم يرد أن ربط الشياطين يوجب
المشاركة معه في تمام ملكه ،ويقضي إلى عدم خصوص ذلك الملك
بسليمان ،فإن التمكين من شيطان واحد بل من ألف شيطان ل يقدح في
الخصوص قطعا ً ،فإن الخصوص كان بالنسبة إلى تمام الملك كما ل يخفى.
76ـ
قوله ) :باب الغتسال إذا أسلم( كأنه أراد أن السير المربوط في المسجد
يخرج
175
للغتسال إذا أراد أن يسلم ،فلذلك وضع الباب في أبواب المساجد والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
ةّ
جد ِ ِللعِل ِ س ِ
م ْ ل الب َِعيرِ ِفي ال َ 78ـ باب إ ِْدخا ِ
قوله ) :وأنت راكبة( يمكن أن يستدل بذلك على طهارة بول ما يؤكل لحمه
وروثه ،ومن يراهما نجسا ً ل بد له من العتذار والله تعالى أعلم.
176
د ج سا م وال ة ب ع َ
ْ َ ِ َ َ ِ ِ َْ ِ َ َ َ ِ ِكلل قَ ل غوال ب وا َ
ب ل ا باب 81ـ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 140 :
ي أن أسأله كم صلى( فعلى هذا جزم ابن عمر بأنه صلى قوله ) :فذهب عل ّ
ركعتين كما تقدم عنه في الرواية السابقة في الكتاب ليس على وجه الحصر
بل على أن الركعتين أقل ما
177
يتحمله مطلق الصلة في النهار والله تعالى أعلم.
جد ِسا ِم َ ت ِفي ال َ صوْ ِ 83ـ باب َرفِع ال ّ
) (1/90
قوله ) :باب رفع الصوت في المساجد( يحتمل أنه بذكره الحديثين أشار إلى
تفصيل بأنه إن كان بل ضرورة ،فل يجوز وإن بضرورة يجوز أو إلى أنه
ممنوع بضرورة أو بل ضرورة ،فلذلك بادر صلى الله تعالى عليه وسلم إلى
قطع الختصام بينهما الموجب لرفع الصوت في المسجد قطعا ً لرفع الصوت
فيه ،وصارت هذه المبادرة بمنزلة النكار على رفع الصوت والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
178
لج ِ
مد ّ الّر ْ
جد ِ ،و َ َ
س ِ
م ْ
قاِء ِفي ال َ
سِتل َ
85ـ باب ال ِ ْ
قوله ) :كان عمر وعثمان يفعلن ذلك( نبه به على أنه ل يحمل فعله صلى
الله تعالى عليه
179
وسلم على الخصوص وعلى هذا ،فما ورد من النهي على هذا الفعل يحمل
على ما إذا خاف بدوّ العورة بذلك جمعا ً بين الدلة.
ق
سو ِ
جدِ ال ّ
س ِ صل َةِ ِفي َ
م ْ 87ـ باب ال ّ
قوله ) :صلة الجمع( أي صلة القوم الذين يصلون مجتمعين خلف إمام ،
وليس المراد صلة كلهم بل صلة كل واحد منهم ،ولذلك قيل تزيد على
صلته بالفراد ل الجمع ،والمراد
180
) (1/91
الفرض وإل فقد ورد أن النفل في البيت أفضل .وقوله وصلته في سوقه
يدل على جواز الصلة في السوق ،وإل لما كان لها فضل ،فل يصح تفضيل
صلة الجميع عليه ،فإذا جازت الصلة في السوق فجوازها في مسجد
السوق بالولى ،وقد يقال صلة الجميع هي الصلة في المسجد مع المام
أعم من أن تكون في مسجد السوق أو في غيره من المساجد ،فشمل
بعمومه الصلة في مسجد السوق ،فحمل الستدلل هو أن مدحه لصلة
الجميع على الطلق دليلي على جواز الصلة في مسجد السوق أيضا ً فتأمل.
وقوله فإن أحدكم الخ ،تعليل للزيادة ل بمعنى أن زيادتها بالنظر إلى
متعلقاتها أي أنها بضم ثواب تلك المتعلقات تصير زائدة أجرا ً إذ ل فضيلة
حينئذ ٍ لنفس الصلة وهو خلف الظاهر ،وأيضا ً يلزم أن ل تكون صلة الجميع
منضبطا ً أمرها في الدرجات بل تكون متفاوتة في الدرجات قلة وكثرة حسب
قلة المتعلقات وكثرتها ،بل بمعنى أنها إذا كانت عادة ل تخلو عن هذه
المتعلقات التي هي خيرات ،وأعمال موجبات للثواب والجزاء عند الله كانت
أحب وأحسن عند الله تعالى فجعل الله تعالى جزاءها زائدا ً على جزاء ما
تكون خالية عادة عن هذه المتعلقات والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 140 :
181
ي ّ
صلى ِفيَها الن ّب ِ ّ ّ
ضِع الِتي َوا ِ
م َ
دين َةِ َ ،وال َ
م ِ
ق ال َ ُ َ ّ
جدِ الِتي عَلى طُر ِ
سا ِ
م َ
89ـ باب ال َ
}صلى الله عليه وسّلم{
قوله ) :أو حج أو عمرة( عطف على غزو وكلم القسطلني يشعر بأنه عطف
على تلك الطريق ،ول يخفى أنه بعيد بل فاسد فتأمل.
) (1/92
قوله ) :صلى حيث المسجد الصغير( المسجد بالرفع مبتدأ حذف خبره أي
موجود ،والجملة مضاف إليه لحيث فهي ل تضاف إل إلى الجملة ،واعتبر
القسطلني المسجد خبر مبتدأ محذوف وقدره حيث هو المسجد قلت :ول
يظهر لهذا الذي قدره مرجع إذ ل يرجع إلى حيث إذ الجملة المضاف إليها لم
يعهد فيها ضمير للمضاف ،وأيضا ً يظهر عند التأمل فساد المعنى ،ول يظهر
مرجع آخر فافهم .اهـ .سندي.
182
183
184
ه َ فخل ن م ة ر ت س م ما
ُ َْ ُ َِ ِ ُ َْ ُ َ ْ َ ُ ل ا ة ر ت س باب 90ـ
قوله ) :باب سترة المام سترة من خلفه( أي :فل حاجة لهم إلى إتخاذ
سترة لهم على حدة بل يكفيهم سترة المام ،وتعتبر تلك سترة لهم أيضا ً ،
ولهذا يكون المرور المضّر بين يدي المصلي في حق المأموم هو المرور بين
المام وسترته ،كما في حق المام ،ويدل عليه ما ذكره ابن عبد البر حيث
قال حديث ابن عباس هذا يخصص حديث أبي سعيد الخدري إذا كان أحدكم
يصلي ،فل يدع أحد يمر بين يديه ،فإن ذلك مخصوص بالمام والمنفرد ،
فأما المأموم فل يضره من مر بين يديه لحديث ابن عباس هذا قال وهذا كله
ل خلف بين العلماء انتهى .نقله في الفتح وفي شرح العيني قال البهري :
سترة المام سترة المأموم ،فل يضر المرور بين يديه لن المأموم تعلقت
صلته بصلة إمامه انتهى .وعلى هذا فالمصنف أخذ من الحديث
185
الول أن المرور بين يدي المأموم ل يضر إذا لم يكن بين المام وسترته وبني
ذلك على أن قوله إلى غير جدار معناه إلى شيء هو غير الجدار ،وهو
المتبادر من هذا اللفظ لن كلمة غير تكون صفة ،ومن الحديث الثاني
والثالث أنه ل حاجة للمأموم إلى سترة بل يكفيه سترة المام كما اكتفى
الناس بسترته }صلى الله عليه وسّلم{ .
ّ ن يَ ُ َ
ة
ست َْر ِ
صلى َوال ّم َ
ن ال ُ
ن َبي َكو َ 91ـ باب قَد ْرِ ك َ ْ
م ي َن ْب َِغي أ ْ
) (1/93
) (1/94
الباب إذ الظاهر أن معنى توسط السرير أنه صار في وسطه لكن إدخال هذا
الباب في أبواب السترة يؤيد أن المعتمد إلى السرير ،وعلى هذا قالوا إن
معنى توسط السرير أنه جعله وسطا ً بينه وبين القبلة كما جاء به الحديث عن
عائشة أيضا ً إل أن المناسب بذلك المعنى لفظ وسط ل لفظ توسط ،فإن
التوسط لزم ويكون السرير منصوبا ً على أنه مفعول فيه ،ووسط متعد
يكون السرير بالنظر إليه مفعول ً به ،وما ذكروا من المعنى ل يتم إل على
المتعدي ل على اللزم فافهم .والله تعالى أعلم.
فالوجه في الترجمة جعل أن بمعنى على بقي أن إدراج هذا الباب حينئذ ٍ في
أبواب السترة غير مناسب والله تعالى أعلم.
صّلي م َ ي ال ُن ي َد َ ِماّر َبي َ 101ـ باب إ ِث ْم ِ ال َ
قوله ) :لكان أن يقف أربعين خيرا ً له( أي :لكان خيرا ً له عنده ،وفي
اعتقاده وإل فخيرية
189
الوقوف من المرور ل تتوقف على علمه بل الوقوف خير من المرور في
نفسه علم أو لم يعلم ،ويمكن أن يقال معناه لصار الوقوف خيرا ً له أي
أسهل له وأخف عليه من المرور وعلى المعنى الثاني يحمل قوله لو يعلم
المار على العلم تفصيل ً أو معاينة أو العلم النافع الذي يعمل به صاحبه إذ
العلم بل عمل يعد كل علم ،وإل يشكل بأن كثيرا ً من المارين قد علموا بذلك
بخبر الصادق ،وما صار الوقوف ساعة أسهل عليهم من المرور فضل ً عن
وقوف أربعين والله تعالى أعلمY.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 140 :
صّلي ي و ه و ه َ
ت لص في ه ر َ
غي َ
َ ِ ِ َ ُ َ ُ َ َ ُ ِ ه ْ
و أ حب َ ُصا ِ
ل َ ج ِ ل الّر ُ قَبا ِ
ست ِ ْ
102ـ باب ا ْ
) (1/95
قوله ) :باب استقبال الرجل الرجل( أراد أنه مكروه إذا خيف الشغل به ،
ولهذا كرهت عائشة استقبالها لن المرأة محل لشتغال الرجل بها ،وإن كان
ذاك بالنظر إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعيدا ً ،وبهذا ظهر مطابقة
الحديث الترجمة فافهم.
190
ف المرأةَ
خل َ َ
104ـ باب الت ّطوِّع َ
َ ْ ِ
قوله ) :باب التطوع خلف المرأة( أراد به كون المرأة قدامه بوجه من
الوجوه ،ولم يرد اقتداء الرجل بالمرأة في التطوع ،ول أن يكون الرجل وراء
ظهر المرأة والله تعالى أعلم.
شيٌء َ
صلة َ َقط َعُ ال ّ
ل :ل َ يَ ْ
ن َقا َ
م ْ 105ـ باب َ
قوله ) :باب من قال ل يقطع الصلة شيء( أي مرور شيء بين يدي المصلي
ولو بل سترة إذ الكلم في باب السترة وإل فكم من شيء يقطعها ؛ وقيل :
أي شيء من أفعال غير المصلي ،وفيه أن غير المصلي مثل المصلي إذ لو
فعل معه ما أبطل عليه استقبال القبلة أو ما نقض عليه الوضوء كإخراج الدم
عند القائل بنقض الوضوء به أو مس المرأة عند القائل به أو ما حصل به
نجاسة ثوبه أو بدنه ،عند القائل ببطلن الصلة به لكان ذلك الفعل من غير
المصلي قاطعا ً للصلة على المصلي فانظر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :شبهتمونا بالحمر الخ( هذا الكلم من عائشة دليل على أنه ما بلغها
الخبر عن النبى }صلى الله عليه وسّلم{ بقطع المور المذكورة برواية
معتمدة ،فكانت تنكر هذا الخبر وترى أنه من تصنع الحاضرين عندها أو تصنع
مشايخهم والله تعالى أعلم.
191
ثم استدلل عائشة ل يخلو عن ضعف إذ ليس فيما ذكرت مرور امرأة بين
يدي المصلي ،ومحمل حديث يقطع الصلة الكلب وغيره على المرور والله
تعالى أعلم.
ض
حائ ِ ٌ
ش ِفيهِ َ َ 107ـ باب إ َِذا َ ّ
صلى إ ِلى فَِرا ٍ
) (1/96
قوله ) :كان فراشي حيال مصلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم( كأن
المصنف حمله على أن الفراش كان في حذاء المصلي أمامه ل في جانبه ،
لكن الحديث الثاني وهو وأنا إلى جنبه ل يوافق الترجمة .والله تعالى أعلم.
192
193
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 140 :
9ـ كتاب مواقيت الصلة
صل َةِ وَف ْ
ضل َِها َ ت ال ّ واِقي ِ م َ
1ـ باب َ
ً
قوله ) :أن عمربن عبد العزيز أخر الصلة يوما( لعلها كانت صلة العصر ،
وعلى هذا فكأن عروة أنكر عليه فعله بمجموع حديث إمامة جبريل ،وحديث
عائشة ل بحديث المامة فقط ،إذ ليس فيه تعيين الوقات حتى يتجه النكار
بالتأخير ،وقد يقال إن إنكاره بحديث المامة بالنظر إلى ما يفيده الحديث
من أن أمر الوقات عظيم عند الله تعالى ،فإن الله تعالى لتعظيم شأنها
والهتمام بها أرسل جبريل ليبين ذلك فعل ً ،ويأمر بذلك قول ً ،فجاء جبريل
ففعل ذلك ،فإذا كان المر كذلك فل ينبغي التأخير والتساهل في أمرها ،
وكون ما فعل عمربن عبد العزيز تأخرا ً وتساهل ً كان أمرا ً معلوما ً عند الكل ،
فل حاجة إلى بيانه في النكار بل يتم النكار بحديث المامة فقط .والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
194
ن{ م ْ ُ َ َ َ َ
كي َ
شرِ ِ ن ال ُ
م َ
صلة َ وَل ت َكوُنوا ِموا ال ّ
قوه ُ وَأِقي ُن إ ِليهِ َوات ّ ُ
مِنيِبي َ
2ـ باب } ُ
قوله ) :باب قول الله تعالى منيبين إليه الخ( كأنه أراد أن الية تفيد أن ترك
الصلة من أفعال المشركين بناء على أن معنى ول تكونوا من المشركين أي
بترك الصلة ،وقد قرره الحديث حيث عد فيه الصلة من اليمان ،فصار
الحديث مبينا ً لمعنى القرآن والله تعالى أعلم.
صل َة ُ ك َ ّ
فاَرةٌ ب ال ّ
4ـ با ٌ
قوله ) :تكفرها الصلة والصوم الخ( حاصله على ما ذكروا ،ويفهم من
الحاديث أن كل
195
) (1/97
من هذه العمال تكفر الصغائر ،ويرد عليه أنه إذا كفرها الصلة مثل ً فماذا
يبقى للصوم حتى يكفر ؟ قلت :المقصود بيان فضل كل من هذه العمال
بأنه يبلغ في الفضل إلى أن يكفر الصغائر كلها لو كانت ،وأما وجود التكفير
بالفعل فغير لزم ،كيف فماذا تقول ؟ فيمن ل صغيرة له أصل ً كالنبي
المعصوم فافهم.
فاَرةٌ َ
سك ّ م ُ خ ْ
ت ال َ صل َ َ
وا ُ 6ـ باب ال ّ
قوله ) :يمحو الله به الخطايا( خصها العلماء بالصغائر ول يخفى أنه بحسب
الظاهر ل
196
يناسب التشبيه بالنهر في إزالة الدرن إذ النهر المذكور ل يبقى من الدرن
شيئا ً أصل ً ،وعلى تقدير أن يبقى فإبقاء القليل والصغير أقرب من إبقاء
الكثير والكبير كما ل يخفى ،فاعتبار بقاء الكبائر وإرتفاع الصغائر قلب لما هو
المعقول نظرا ً إلى التشبيه فلعل ما ذكروا من التخصيص مبني على أن
للصغائر تأثيرا ً في درن الظاهر فقط .كما يدل عليه ما ورد في خروج
الصغائر عن العضاء عند التوضؤ بالماء بخلف الكبائر ،فإن لها تأثيرا ً في
درن الباطن كما يفيده بعض الحاديث أن العبد إذا ارتكب المعصية تحصل
في قلبه نقطة سوداء ،ونحو ذلك وقد قال تعالى } :بل وإن على قلوبهم ما
كانوا يكسبون{ فكما إن الغسل إنما يذهب بدرن الظاهر دون الباطن ،
فكذلك الصلة متفكر والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 194 :
جلّه عَّز وَ َ جي َرب ّ ُ صّلي ي َُنا ِ م َ 8ـ باب ال ُ
قوله ) :إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه فل يتفلن عن يمينه( تفريع النهي بالفاء
على الناجاة يفيد أن علة النهي هي المناجاة وسيجيء التعليل بها صريحا ً
ولعل تقرير العلة هو أن المناجاة مما يشتغل بكتابتها كاتب اليمين ،فينبغي
توقيره حال كتابته المناجاة ،كما ينبغي توقير من يناجيه فل يتفل بين يديه
فافهم.
197
) (1/98
) (1/99
قوله ) :باب تأخير الظهر إلى العصر( ل يخفى أنه ل دللة في لفظ الحديث
على التأخير لجواز أن ما فعله يكون من باب التقديم ،فكأنه أشار بهذه
الترجمة إلى توجيه الحديث بأنه ل يحمل على الجمع بين الصلتين في الوقت
حتى يقال يمكن أن يكون من باب التقديم أو من باب التأخير بل يحمل على
تأخير الصلة الولى إلى آخر وقتها ،وضمها إلى الثانية فعل ً ،وهذا التأويل
في الحديث هو الذي اعتمده كثير من المحققين وهو أقرب ما قيل فيه والله
تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 194 :
201
صُر
ه العَ ْ
ن فات َت ْ ُ
م ْ ب إ ِث ْ ُ
م َ 15ـ با ُ
قوله ) :الذي تفوته صلة العصر( المتبادر من الفوت هو أن ل يكون باختيار
من العبد ،
202
فعلى هذا قوله فكأنما وتَر أهله وماله إشارة إلى ما فاته من الخير بفوت
الصلة وهو المناسب بجعل المصنف الفوت في مقابلة الترك لكن على هذا
يشكل إضافة الثم إلى الفوت إل أن يراد بالثم ما يلحقه من الضرر ،ولو
بفوات الفضل ،وقال المحقق ابن حجر أشار بذكر الثم إلى أن المراد
بالفوت تأخيرها عن وقت الجواز بغير عذر لن الثم إنما بترتب على ذلك
انتهى.
صَر َ
ن ت ََرك العَ ْم ْ
ب َ
16ـ با ُ
قوله ) :من ترك صلة العصر الخ( أي :والتساهل والتأخير في مثل هذا اليوم
ربما يؤدي إلى الترك.
ر صل َةِ العَ ْ
ص ِ ل َض ِب فَ ْ 17ـ با ُ
قوله ) :فإن استطعتم أن ل تغلبوا الخ( على بناء المفعول أي أن ل يغلبكم
الشيطان على تفويت الصلتين عنكم ،وهذا كناية عن المداومة على
الصلتين أو عن محافظة النفس من غلبة الشيطان ،فلذا تعلق به
الستطاعة وإل فالستطاعة ل تتعلق إل بالفعال ل بالعدام سيما إذا
203
) (1/100
كان العدم مضافا ً إلى فعل الغير كما هنا ،فإن العدم ههنا مضاف إلى غلبة
الشيطان ،وعلى هذا فقوله فافعلوا أي افعلوا المداومة أو المحافظة.
قوله ) :ثم يعرج الذين باتوا فيكم( أي :أو ظلوا فهو من باب اليجاز أو معنى
باتوا كانوا أعم من أنهم باتوا أو ظلوا .وأما قولهم أتيناهم وهم يصلون فهو
من باب الزيادة في الجواب تتميما ً لمراد السائل إذ هم علموا أن مقصود
السائل ليس إل إظهار فضل العباد وشرفهم على لسان الملئكة ،فبادروا
إلى ذلك في الجواب زيادة على السؤال تتميما ً للمراد والله تعالى أعلم.
ل الغُُروب صرِ قَب ْ َ
ن العَ ْ
م َ
ة ِ ن أ َد َْر َ
ك َرك ْعَ ً م ْ
ب َ
18ـ با ُ
ً
قوله ) :إنما بقاؤكم( ينبغي أن يكون هذا معتبرا بالنظر إلى مدة آحاد هذه
المة وآحاد أولئك المم إذ به يظهر العمل قلة وكثرة في الحاد وهم محل
الجر والجزاء ل بالنظر إلى مدة تمام المة ،فل يرد أن ما بين عيسى وبيننا
أقل مما بيننا والقيامة.
ً
والحاصل أنهم كانوا غالبا طويلي العمار كثيري العمال ،ونحن قصيرو
العمار قليلو العمال لكن أمر الجر بالعكس بفضل الله تعالى ورحمته ،فقد
جعل لنا من كرمه ليلة هي خير من ألف شهر والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 194 :
وهذا الذي ذكرنا يدل عليه التكرير في قوله قيراطا ً وقيراطين قيراطين ،
فإنه صريح في أن الكلم في الحاد ل في مجموع المة ،ولعل المتأمل
يشهد بفساد اعتبار المجموع ،فإنا لو فرضنا أن ثواب مجموع هذه المة أكثر
من ثواب مجموع اليهود والنصارى لما كان فيه كثير
204
) (1/101
فائدة لجواز أن ذلك الثواب لكثرة آحاد هذه المة مثل ً ،فإذا قسم في هذه
المة ل يحصل للحاد من الثواب إل قليل ،وهم عند القسمة يجوز أن يكونوا
بعكس ذلك بناء على فرض آحاد هذه المة أكثر من آحاد أولئك المم مثل ً ،
فحينئذ ٍ ل ينفع كثرة ثواب الكل في الحاد أصل ً فافهم .قوله ) :ونحن كنا أكثر
ل( فإن قلت :كيف يستقيم هذا بالنسبة إلى النصارى ؟ على قول عم ً
الجمهور القائلين بأن ابتداء وقت العصر من المثل .قلت :قد ذكروا أن من
وقت الزوال إلى أن يصير ظل كل شيء مثله أكثر من ثلث ساعات ومن
ل ثلث ساعات ،وهذا يكفي في كون النصارى وقت المثل إلى الغروب أق ّ
أكثر عمل ً مع أن الواقع في الحديث ليس وقت الزوال بل نصف النهار
ونصف النهار قبيل وقت الزوال ،فيظهر فيه تفاوت أيضًا .ثم الواقع في
طرف العصر أيضا ً ليس وقت العصر بل صلة العصر ،ول شك أن المعتاد أن
الناس يتهيئون لها من أول المثل ويصلون وسط المثل ،فباعتبار ذلك يكثر
التفاوت بل ريب على أنه يمكن أن يحمل أكثر عمل ً على معنى أكثر تعبا ً
ومشقة ،فيظهر المر ظهورا ً بينا ً بناء على أن عمل النصارى مفروض في
وقت شدة الحر فافهم .ولعل وجه مطابقة الحديث بالترجمة هو أنه يفهم من
الحديث أن ما أتى هذه المة من أعمال البر إلى غروب الشمس فلهم فيه
الجر بأتم وجه ،فيقتضي أن من أدرك بعض الصلة في هذا الوقت يكون
مأجورا ً ،ول يكون مأجورا ً إل إذا كان مدركا ً لتمام الصلة والله تعالى أعلم.
0
ب
مغْرِ ِت ال َ ْ
ب وَق ِ 19ـ با ُ
قوله ) :والمغرب إذا وجبت( أي :غربت الشمس أو إذا لزمت ،والمراد في
أول وقتها والله تعالى أعلم.
َ
ب :العِ َ
شاُء مغْرِ ِ
ل ِلل َقا َ ن ك َرِهَ أ ْ
ن يُ َ م ْب َ 20ـ با ُ
) (1/102
قوله ) :ل تغلبنكم العراب( كأن المراد فيه وفي مثله النهي عن إكثار إطلق
لغة العراب بحيث تغلب لغة العراب على السم الشرعي ،فقيل إطلق
السم الشرعي بين الناس ،ويكثر إطلق اسم العراب فل ينافي إطلق
اسم العشاء على قلة ولهذا ورد مثل هذا النهي في إطلق اسم العتمة على
العشاء ثم جاء إطلق
206
اسم العتمة على العشاء في الشرع على قلة والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 194 :
شاِء ،إَذا اجتمع الناس أ َو تأ َ
خُروا
ْ َ َ َ ّ ُ ْ َ ّ ِ ت العِ َب وَقْ ِ
22ـ با ُ
قوله ) :باب وقت العشاء إذا إجتمع الناس أو تأخروا( أي :بيان المختار من
وقت العشاء لصلة العشاء عند اجتماع الناس في أول الوقت أو عند تأخر
الناس عنه ،ويفهم من الحديث أن المختار عند اجتماعهم أول الوقت هو أول
الوقت ،وعند تأخرهم المختار آخر الوقت وأوسطه بل وقت اجتماعهم ،
فوافق الترجمة الحديث ،واندفع أنه ل يفهم من الحديث وقت العشاء أصل ً
أيضا ً ليس للعشاء وقتان وقت إذ اجتمعوا ،ووقت إذا تأخروا بل وقت العشاء
واحد دائما ً فافهم.
207
ل العِ َ
شاِء ض ِب فَ ْ 23ـ با ُ
قوله ) :باب فضل العشاء( وذلك الفضل هو ما ورد في الحديثين من مدح
أهل العشاء والثناء عليهم ،وتبشيرهم عند انتظارهم ،وهذا بيان موافقة
الحديثين بالترجمة.
قوله ) :إن من نعمة الله عليكم( بكسر همزة إن على الستئناف أو بالفتح
على التعليل أي لن أو بتقدير الباء أي أبشروا بأن.
ل العِ َ
شاِء ن الن ّوْم ِ قَب ْ َ ب ما ي ُك َْره ُ ِ
م َ 24ـ با ُ
قوله ) :والحديث بعدها( ولعل محمله الشتغال بالقصص كما هو دأب بعض
الناس فإنه المخل المضيع للوقت والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
208
بن غُل ِ َ
م ْ شاَء ل ِ َل العِ َب الن ّوْم ِ قَب ْ َ 25ـ با ُ
) (1/103
قوله ) :لول أن أشق( أي :لول كراهة أن أشق فل يرد أن لول لنتفاء الثاني
لوجود الول والمشقة ههنا منفية.
26ـ
قوله ) :باب وقت العشاء إلى نصف الليل( كأنه أراد ثبوته وبقاءه إلى نصف
الليل قطعا ً ،
209
ولم يرد أنه ل ينبغي بعده بل فيما بعده محتمل ،فل يرد أنه ل دللة في
الحديث على عدم بقاء الوقت فيما بعد النصف ،فكيف يطابق الترجمة لكن
قد يقال بل الحديث يدل على أنه صلى الله تعالى عليه وسلم بعد النصف ،
فإن المتبادر من قوله أخر إلى النصف ثم صلى هو أنه صلى بعد النصف ،
فصار الحديث دال ً على بقاء الوقت بعد النصف ،ويمكن الجواب عنه بأن
المراد في الترجمة بالنصف هو النصف تقريبا ً ،فزيادة شيء عليه ل تضر
والله تعالى أعلم.
ر
ج ِ
ف ْ َ
صلةِ ال َ ل َ ض ِ ب فَ ْ 27ـ با ُ
ً
قوله ) :من صلى البردين دخل الجنة( ل يخفى أن دخول الجنة مطلقا من
ثمرات اليمان ،فل يحسن ترتبه على أن يصلي البردين ،ول يحصل لهما
فضل ول شرف بذلك أصل ً ،فالوجه أن يراد ههنا الدخول ابتداء وحينئذٍ الوجه
حمل صلى على أنه داوم عليهما ،ولعل من أراد الله تعالى له دخول النار ل
يوفقه لمداومتها والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 194 :
210
211
صل َةِ َرك ْعَ ً
ة ن أد َْر ََ
ن ال ّ م َ
ك ِ م ْب َ 30ـ با ُ
ً
قوله ) :فقد أدرك الصبح( أي :تمكن من إدراكها ،وصار مالكا للدراك بأن
يضم إليه ما بقي ،وليس المعنى أن ذلك القدر يكفيه في فراغ الذمة.
س
م ُ فعَ ال ّ
ش ْ حّتى ت َْرت َ ِ جرِ َ ف ْصل َةِ ب َعْد َ ال َ ب ال ّ 31ـ با ُ
) (1/104
قوله ) :باب الصلة بعد الفجر الخ( اعلم أنه ورد في هذا الباب وفي الباب
الذي بعده أحاديث مختلفة ظاهرا ً ،فورد في بعضها النهي بعد الصبح ،وبعد
العصر مطلقا ً وفي بعضها إذا طلع حاجب الشمس أو غاب ،وفي بعضها ل
تحروا بصلتكم طلوع الشمس ول غروبها .وفي النهاية التحري القصد
والجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول ،قالمتبادر
من حديث التحري أن المنهى عنه تخصيص الوقتين المذكورين بالصلة
واعتقادهما أولى وأحرى بالصلة ،فأخذ كثير من العلماء بالطلق لن دللة
التقييد على عدم النهي عند انتفاء القيد بالمفهوم ودللة الطلق على وجود
النهي فيه بالصريح ،وعلى هذا فحديث إذا طلع حاجب الشمس أو غاب
يمكن حمله على أن تخصيصهما بالذكر لنهما أشد كراهة ،وأما التحري فلعل
المراد به مطلق القصد إلى الوقتين المذكورين لجل إيقاع الصلة فيهما بناء
على أن الصلة فعل اختياري ،فمن يفعلها فيهما يقصدهما لجلها فتوافقت.
الحاديث على إطلق النهي ،وكأنه لهذا أطلق المصنف في الترجمة ثم
استدل عليها بالحاديث الثلثة تنبيها على أن مرجع الكل إلى إطلق النهي ،
وعلى هذا فقول المصنف فيما بعد باب ل يتحرى الصلة ثم الستدلل عليه
بحديث ل صلة بعد الصبح أيضا ً مبني على أن التحري مطلق القصد والصلة
مطلقا ً ل تخلو عنه ،وعلى هذا فذكر التحري في أحد البابين دون الخر مع
استواء البابين في الدلة إما لمجرد التفنن أو للدللة على أن التحري ل دخل
له في الخصوص فافهم .ويمكن أن يقال ذكر التحري في العصر لن العصر
ورد فيها أنه }صلى الله عليه وسّلم{ صلى بعدها بخلف الفجر لكن هذا ل
يناسب ما ذكر في معرض الستدلل من الحاديث فإنها في الباب سواء نعم
إطلق النهي في الوقات ل ينافي خصوص الصلة المنهي عنها ،وللتنبيه على
ذلك قال باب ما يصلي
) (1/105
بعد العصر ،فصار الحاصل أن الصلة بل سبب منهي عنها بعد الفجر والعصر
مطلقا ً ل عند الطلوع
212
والغروب فقط .ول أن المنهي عنه هو تخصيص الوقتين للصلة واتخاذهما
أولى وأحرى من غيرهما والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 194 :
ومن يقول بعموم الصلة يجيب عن الركعتين بعد العصر بأنهما من الخصائص
ضرورة أنهما من باب المداومة على القضاء ،وهو ل يعم الناس بالتفاق.
اهـ .سندي.
213
ها
حوِ َ
ت وَن َ ْ
وائ ِ ِ
ف َ
ن ال َ
م َ
صرِ ِ ّ
صلى ب َعْد َ العَ ْما ي ُ َ
ب َ 34ـ با ُ
قوله ) :وما لقي الله تعالى حتى ثقل عن الصلة( كأنها أرادت بذلك تأكيد
مداومته عليهما حتى داوم عليهما حال ثقله عنهما أيضا ً ،وقولها ول يصليهما
في المسجد للتنبيه على سبب إطلع الناس عليهما.
214
) (1/106
قوله ) :ركعتان لم يكن رسول الله }صلى الله عليه وسّلم{ يدعهما( الظاهر
أن ركعتان مبتدأ خبره جملة النفي ول يناسب اعتبار جملة النفي صفة ،
ويكون الخبر ركعتان قبل صلة الصبح إذ المقصود بالبيان مداومة النبي صلى
الله تعالى عليه وسلم عليهما وملزمته إياهما ،فينبغي أن يجعل ما يفيد
المداومة وهو جملة النفي خبرا ً حتى تكون المداومة مقصودة بالذات ل صفة
حتى تكون المداومة أمرا ً مفروغا ً عنها غير مقصودة إل تبعا ً ،ويرد حينئذٍ
إشكال البتداء بالنكرة الغير الموصوفة ،والمخلص عنه إما بأن التحقيق
جواز البتداء بالنكرة إذا حصلت الفائدة أو بتقدير الصفة كأن يقال ركعتان
من النوافل أو بأن ركعتان مثل ً يفيد معنى الصفة إذ المعنى صلة تكون
ركعتين وقت الداء فل إشكال .ثم تسمية عائشة ركعتين باعتبار أنهما وقت
الداء ركعتان ل باعتبار أنهما ركعتان في كل يوم ،فل يضر أداؤهما في
أوقات من النهار في كونهما ركعتين إذ هما في كل وقت من أوقات الداء
ركعتان والله تعالى أعلم.
صل َةِ ِفي ي َوْم ِ غيم ٍ
َ كيرِ ِبال ّ
ب الت ّب ْ ِ
35ـ با ُ
قوله ) :باب التبكير بالصلة في يوم غيم( لعله أراد بالصلة العصر فقط .وقد
استدل على
215
ذلك بالحديث المرفوع بالنظر إلى ما استنبط منه الصحابي وفهم منه فإن
بريدة قد أسند قوله بكروا إلى الحديث المرفوع ،واستدل به عليه فليست
هذه الترجمة مبنية على قول بريدة كما زعمه السماعيلي والله تعالى أعلم.
صل َةَ
ك ال ّ ل إ َِذا ذ َك ََر َ
ها ،وَل َ ي ُِعيد ُ إ ِل ّ ِتل َ صل َة ً َفلي ُ َ
ص ّ ي َ س َ ن نَ ِ م ْ ب َ 38ـ با ُ
قوله ) :لم يعد إل تلك الصلة( كأنه أخذ ذلك من قوله صلى الله تعالى عليه
وسلم ل كفارة لها إل ذلك.
216
) (1/107
قوله ) :وأقم الصلة لذكري( وفي بعض النسخ للذكرى بفتح الراء بعدها ألف
مقصودة وهو أوضح موافق للمقصور أي وقت تذكرها ،وأما ما وقع في كثير
من النسخ أعني لذكري على الضافة إلى ياء المتكلم ،وهو الموافق للقراءة
المشهورة ،فل يوافق المقصود ظاهرا ً إل بتأويل ،فقال التوربشتى المعنى
أقم الصلة لذكرها لنه إذا ذكرها ذكره أو يقدر المضاف أي لذكر صلتي أو
وقع ضمير الله موقع ضمير الصلة لشرفها وخصوصيتها قلت :الوجه أن
يقال ذكر الصلة سبب لفعلها الذي هو سبب لذكر الله فيها أو ذكر الله سبب
ذكر أحكامه التي من جملتها الصلة ،فهو سبب لذكر الصلة ،فأريد بذكره
تعالى ذكر الصلة بإحدى العلقتين d.والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 194 :
ت ،ال ُوَْلى َفالوْلى
َ ُ
صل َ َ
وا ِ ضاِء ال ّب قَ َ
39ـ با ُ
قوله ) :باب قضاء الصلوات الولى فالولى( أي :مراعاة الترتيب في القضاء
إذا تعدو ،وكأنه استدل عليه بالحديث لنه إذا روعي للترتيب بين القضاء
والداء فبالولى أن يراعي بين القضاءين والله تعالى أعلم.
217
ل َ
ف َوالهْ ِضي ِمعَ ال ّ مرِ َ
س َ
ب ال ّ 42ـ با ُ
قوله ) :فهو أنا وأبي الخ( أي :فمن في البيت أنا وأبي الخ .اهـ .سندي.
218
219
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 194 :
ت ،ال ُوَْلى َفال ُوَْلى صل َ َ
وا ِ ضاِء ال ّب قَ َ
39ـ با ُ
قوله ) :باب قضاء الصلوات الولى فالولى( أي :مراعاة الترتيب في القضاء
إذا تعدو ،وكأنه استدل عليه بالحديث لنه إذا روعي للترتيب بين القضاء
والداء فبالولى أن يراعي بين القضاءين والله تعالى أعلم.
217
ل َ
ف َوالهْ ِضي ِمعَ ال ّ مرِ َ
س َ
ب ال ّ 42ـ با ُ
قوله ) :فهو أنا وأبي الخ( أي :فمن في البيت أنا وأبي الخ .اهـ .سندي.
218
219
) (1/108
) (1/109
قوله ) :فقال عمر أو ل تبعثون الخ( حمل النداء ههنا على نحو الصلة جامعة
ل على الذان المعهود لن ظاهر الحديث أن عمر قال ذلك وقت المذاكرة ،
والذان المعهود إنما كان بعد الرؤيا ،وعلى هذا فإدراج المصنف الحديث في
الباب لن هذا النداء كان من جملة بداية الذان ومقدماته ،وقيل يمكن حمله
على الذان المعهود بالوجه الذي ذكرنا في قوله فأمر بلل أن يشفع الذان
الخ ،ويرد عليه أن عمر حضر بعد أن سمع صوت ذلك الذان على ما يفيده
حديث عبد اللهبن زيد رائي الذان ،فل يصح بالنظر إلى ذلك الذان أن عمر
ل .وقد يجاب بأنه يجوز أن يكون عمر في ناحية من بعض قال أو ل تبعثون رج ً
نواحي المسجد حين جاء عبد اللهبن زيد برؤيا الذان عنده صلى الله تعالى
عليه وسلم ،فلما قص الرؤيا سمع الصوت حين ذلك ،فحضر عنده صلى
الله تعالى عليه وسلم ،وأشار بقوله أو ل تبعثون رجل ً إلى أن عبد الله ل
يصلح لذلك ،فابعثوا رجل ً آخر يصلح له والله تعالى أعلم.
221
َ
ماِء
ن الد ّ َ
م َ ن ِبالَذا ِ
ن ِ ق ُ
ح َ
ما ي ُ ْ
6ـ باب َ
قوله ) :لم يكن يغزو بنا( الظاهر أن يغزو خبر لم يكن كما هو الشائع في
أمثاله ،ويشهد له إدخال لم الجحد في مثله كثيرا ً مثل لم يكن الله ليغفر
لهم ويشهد له المعنى أيضا ً ،فالصل فيه ثبوت الواو للرفع ووقع في بعض
النسخ بحذف الواو ،فقيل في توجيهه إنه يدل ول يخفى أنه ل يظهر أنه من
أي أقسام البدل إل أن يكون بدل غلط ،فالوجه أن حذف الواو من قبيل
حذف حرف العلة تخفيفا ً كما في قوله تعالى } :والليل إذا يسر{ وقوله
أجيب دعوة الداع وقوله الكبير المتعال ونحو ذلك ،وقد وقع في بعض النسخ
بغير من الغارة بالرفع على
222
الصل ،وفي بعضها يغر بالجزم ولعله غلط من بعض الرواة والله تعالى
أعلم.
) (1/110
) (1/111
إل مراعاة نظمه ،وقد علم بهذا الحديث أن مراعاة نظمه غير لزمة ،فيجوز
الكلم في أثنائه قوله ) :وإنها عزمة( أي :إن الجمعة واجبة عند النداء إليها
لقوله تعالى } :إذا نودي للصلة من يوم الجمعة{ الية والنداء إليها يحصل
بقول المؤذن حي على الصلة ،فكرهت أن يقول ذلك فتجب عليكم فتقعوا
في حرج ،وهذا يقتضي أن المؤذن ل يتم النداء في الجمعة بل يقول في
وسطه موضع حي على الصلة الصلة في الرحال ،وما جاء في إتمام الذان
ثم زيادة الصلة في الرحال في آخره ،فذلك ينبغي أن يكون في غير الجمعة
والله تعالى أعلم.
َ
ر
ج ِف ْن ب َعْد َ ال َ 12ـ باب الَذا ِ
قوله ) :باب الذان بعد الفجر( لعل المراد به أن ل يكون قبله أعم من أن
يكون بعده أو مقارنا ً لطلوعه ،ولعل أذان ابن أم مكتوم من قبيل المقارن ،
فلذلك جعل غاية للسحور ،وقول من يقول له أصبحت معناه قاربت الصبح
بحيث إذا أذنت يقارن الذان الصبح .قيل وهذا ل يستبعد عن الصحابي المؤيد
بالتأييد اللهي والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
225
قوله ) :بين النداء والقامة( الستدلل به على كون النداء بعد الفجر ل يخلو
عن خفاء.
َ َ َ
ر
ج ِف ْن قب ْل ال َ 13ـ باب الَذا ِ
قوله ) :وليس أن يقول الفجر الخ( أي :ليس ظهور الفجر على الهيئة التي
تستفاد من إشارة الصابع ،فقوله أن يقول بمعنى الظهور اسم ليس وخبره
ما يستفاد من الشارة.
َ
ة
م َ
لقا َ
ن ي َن ْت َظ ُِر ا ِ
م ْ
مةِ وَ َلقا َ
ن َوا ِ ن الَذا ِ م َبي َ 14ـ باب ك َ ْ
قوله ) :باب كم بين الذان والقامة( كأنه أشار إلى المستفاد من الحديث أن
أقل ما بينهما قدر صلة والله تعالى أعلم.
226
ة
م َ َ
ن ان ْت َظَر ال َِقا َ م ِ 15ـ باب َ
) (1/112
قوله ) :إذا سكت المؤذن بالولى( كأن المعنى سكت بسبب الفراغ من
المناداة الولى وهي الذان وتسميتها أولى لمقابلتها للقامة.
والحاصل أن باء بالولى للسببية ولم يقل عن الولى لن السكوت عن
الشيء قد يكون بمعنى الترك وليس بمراد ،وإنما المراد الفراغ فأتي بالباء
ليكون نصا ً في ذلك والله تعالى أعلم.
حد ٌ
ن َوا ِ مؤَذ ّ ٌفرِ ُ س َن ِفي ال ّ ل :ل ِي ُؤَذ ّ ْن َقا َ م ْ
17ـ باب َ
قوله ) :فليؤذن لكم أحدكم( فيه أن رواية الحديث مختلفة في هذا اللفظ لما
في بعض
227
الروايات فأذنا كما سيجيء ،فل بد أن يكون أحد اللفظين من تغيير الرواة ،
ولم يعلم أيهما ذلك ،فكيف يصح الستدلل بأحدهما إذ يجوز أن ذلك من
الراوي ،ويمكن الجواب أن وجه الستدلل هو أن معنى رواية أذنا هو أن
يؤذن أحدهما لظهور أن المعهود في الذان أن يؤذن الواحد ،فاتفق الروايتان
في المعنى على الواحدة فاتحة الستدلل ،فحينئذ ٍ لفظ أذنا مبني على أن
النسبة إليهما مجازية أي ليتحقق الذان ،فيكما كما في بنو فلن قتلوا
والنسبة إليهما للتنبيه على عدم خصوص الذان بأحدهما بعينه كالمامة والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
228
ن؟ َ
ذا فت ِفي ال َ ت يل هل و ؟ نا ه وها نا ه ها هفا ن ّ ذَ ؤ م ال ع ب ت تي هل باب 19ـ
ِ َ َ َ َ ِ ُ َُ َ َُ ُ ُ َ َََّ ُ ُ
قوله ) :فجعلت أتتبع( أي :وتتبعه فرع تتبع المؤذن ،وهذا وجه الستدلل.
229
ُ
ة عن ْد َ ال َِقا َ
م ِ م ِ ما َس إ َِذا َرأوا ال ِ َ
وم الّنا ُ ق ُ
مَتى ي َ ُ 22ـ باب َ
قوله ) :باب متى يقوم الناس إذا رأوا المام( قلت :قوله إذا رأوا المام
ينبغي أن يجعل متعلقا ً بمحذوف أي يقومون إذا رأوا المام وهو جواب
السؤال ،وقد استدل على هذا الجواب بالحديث والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
230
) (1/113
) (1/114
قوله ) :وتجتمع ملئكة الليل وملئكة النهار الخ( فإن قلت هذا يدل على فضل
صلة الفجر مطلقا ً ل على فضلها في جماعة ،وما سبق يدل على فضل
مطلق الجماعة ل على فضل الجماعة في الفجر ،فأين الترجمة ؟ قلت :
يحتمل أنه حمل هذا على صلة الفجر في الجماعة بقرينة القرآن إل أن دللة
القرآن ضعيفة ،فلعل وجه الدللة على الترجمة هو أن الحديث يفهم منه
فضل الجماعة ،وفضل صلة الفجر ،ويلزم منه أن صلة الفجر في الجماعة
تحوي الفضلين والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
233
ً
قوله ) :إل أنهم يصلون جميعا( وهذا يدل على عظم فضل الجماعة ،فإذا
ضم ذلك إلى فضل صلة الفجر المعلوم بالحديث المتقدم يلزم أن لصلة
الفجر فضل ً عظيمًا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
قوله ) :أبعدهم فأبعدهم ممشى( هذا يدل على عظم الفضل في الجماعة
يعظم ما يلحق المصلي من المشقة في ومعلوم أن المشقة في الجماعة
في الفجر أزيد فيعلم أن أجرها أوفر والله تعالى أعلم.
جيرِ إ َِلى الظ ّهْ ِ
ر ل الت ّهْ ِ ب فَ ْ
ض ِ 32ـ با ُ
) (1/115
قوله ) :بينما رجل يمشي( بينما ظرف يضاف إلى جملة ورجل مبتدأ خبره
جملة يمشي بطريق ،والجملة مضاف إليها الظرف ،والعامل في الظرف
وجد غصن شوك والفعال الثلثة بعده معطوفة عليه ،والظرف إذا أضيف
إلى الجملة يكون في الحقيقة مضافا ً إلى مضمون الجملة ،وهو ههنا مشى
رجل في الطريق ول يخفى أن بين يقتضي التعدد في المضاف إليه ول تعدد
ههنا فيقدر مضاف يحصل به التعدد وهو الوقات فيصير التقدير بين أوقات
مشى رجل في الطريق وجد ذلك الرجل غصن شوك الخ .والله تعالى أعلم.
والبتداء بالنكرة إما لن المدار على الفادة ،والظاهر أن من يشترط
التخصيص في النكرة عند وقوعها مبتدأ إنما يشترطه فيها عند كونها في
جملة مقصودة بالفادة ل عند كونها في جملة تابعة لجملة أخرى هي
المقصودة بالفادة كما ههنا يدل عليه تعليلتهم ،ولو سلم اشتراط التخصيص
في النكرة مطلقا ً ،فالظاهر أن ههنا يقدر الصفة أي رجل مذنب بقرينة
المغفرة على أنهم عدوا إذا التي للمفاجأة من المسوغات نص عليه البعض
والله تعالى أعلم.
وأما قول القسطلني رحمه الله تعالى إن قوله يمشي بطريق صفة رجل
وخبره وجد غصن شوك ،والجملة مضافة للظرف فعجيب إذ ل يتم الكلم
حينئذٍ أصل ً إذ يصير تمام الحديث كلمة بين مع ما أضيف إليها من الجملة ول
يتم الكلم من المضاف والمضاف إليه ،ول يبقى
224
للظرف عامل أصل ً اللهم إل أن يقال فأخره عامل في الظرف ،وليس
بمعطوف على قوله وجد وهذا مما يأتي عنه الفاء وشهادة الذوق فافهم.
235
ة
ماعَ ٌ
ج َ ما فَوْقَهُ َ
ما َ ن فَ َ
35ـ باب اث َْنا ِ
قوله ) :ليؤمكما أكبركما( والمامة في الشرع تطلب لنيل فضل الجماعة
فطلبها من اثنين يدل على نيلهما فضل الجماعة ،وهذا معنى الثنان جماعة
وكونهما جماعة يستلزم كون الكثر جماعة بالولى .اهـ .سندي.
236
) (1/116
ح
ن َرا َ
م ْجد ِ و َ َس ِم ْدا إ َِلى ال َن غَ َ
م ْل َض ِ 37ـ باب فَ ْ
قوله ) :قال من غدا إلى المسجد وراح( قيل في تفسيره أي :ذهب ورجع
قلت :ترتيب الجزاء على الرجوع من المسجد بعيد ظاهرا ً إل أن يقال باعتبار
أنه من تتمة أمر الصلة لن النسان يحتاج إليه بواسطة الخروج إلى الصلة ،
وباعتبار أنه سبب للتهيؤ للصلة ثانيا ً ،والله تعالى أعلم .وقوله :كلما غدا أو
راح يفيد تكرار إعداد النزول له حسب تكرار الغدو والرواح.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
ة
ماعَ َ ن يَ ْ َ
ج َشهَد َ ال َ ضأ ْ ري ِ م ِ
حد ّ ال َ
39ـ باب َ
قوله ) :باب حد المريض أن يشهد الجماعة( أي :أيّ حد له في شهود
الجماعة ومتى يكون الشهود له أولى ،وكأنه استدل له بقولها ،فوجد النبي
صلى الله تعالى عليه وسلم من نفسه خفة الخ ،فأشار إلى أن المريض إن
وجد من نفسه خفة بحيث يمكن له أن يحضر
237
الجماعة ،ولو بين رجلين ينبغي له الحضور أن تيسر له ذلك ،والله تعالى
أعلم.
) (1/117
قوله ) :مروا أبا بكر فليصل بالناس( استدل به أهل السنة على خلفة أبي
بكر رضي الله تعالى عنه ووجهه أن المامة في الصلة التي هي المامة
الصغرى كانت من وظائف المام الكبرى فنصبه صلى الله تعالى عليه وسلم
إياه إماما ً في الصلة في تلك الحالة من أقوى أمارات تفويض المامة الكبرى
إليه ،وهذا مثل أن يجلس سلطان زماننا أحد أولده عند الوفاة على سرير
وض السلطة إليه ؟ فهذه دللة قوية لمن السلطنة ،فهل يشك أحد في أنه ف ّ
شرح الله تعالى صدره ،وليس من باب قياس المامة الكبرى على المامة
الصغرى مع ظهور الفرق كما زعمه الشيعة ،وقولهم :إن الدللة لو كانت
ظاهرة قوية لما حصل الخلف بينهم في أول المر باطل ضرورة أن الوقت
كان وقت حيرة ودهشة ،وكم من ظاهر يخفى في مثله والله تعالى أعلم.
وقولها :فخرج أبو بكر فصلى معناه استمر على الصلة بالناس أياما ً وقولها
فوجد النبى }صلى الله عليه وسّلم{ من نفسه خفة أي في بعض تلك
اليام ،وليس المراد أنه وجد خفة في تلك الصلة والله تعالى أعلم .فل
تنافي هذه الرواية الرواية التية .قوله ) :إنكن صواحب يوسف( أي :في
كثرة اللحاح عليه صلى الله تعالى عليه وسلم .اهـ .سندي.
238
َ
مطرِ ؟ معَةِ ِفي ال َ
ج ُم ال ُ
ب ي َوْ َ ُ
خط ُهل ي َ ْ
ضَر وَ َح َ
ن َم ْ
مب َ
ما ُ ّ
صلي ال ِ َهل ي ُ َ
ب َ
41ـ با ٌ
قوله ) :خطبنا إلى قوله فأمر( ل يخفى أن شرع الذان قبل الخطبة ،وهذا لو
أجرى على ظاهره لكان مقتضاه أن يكون الذان بعد الخطبة ،فالوجه أن
يحمل خطبنا على معنى أراد أن يخطبنا والله تعالى أعلم.
قوله ) :كرهت أن أؤثمكم الخ( ل يخفى أنه ليس مجيئهم كذلك إيقاعا ً لهم
في الثم ،بل هو إيقاع لهم في المثوبة العظمى فكأن المعنى إني كرهت أن
أكون سببا ً لوقوعكم في الثم إن لم تحضروا فتحضرون لذلك ،ولو بمشقة
كثيرة.
239
) (1/118
ُ
صل َةُ
ت ال ّ م ِ م وَأِقي َضَر الط َّعا ُ ح َ ب إ َِذا َ 42ـ با ٌ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
قوله ) :قبل أن تصلوا صلة المغرب( فيه إشارة إلى أن غير المغرب يقدم
عليه العشاء أو الطعام بالولى إذ وضع المغرب على التعجيل ،فإذا أخرت
لجل الطعام فكيف غيرها ،وكأنه لهذا وضع الكلم في العشاء ل في الغداء
أو في مطلق الطعام والله تعالى أعلم.
240
ْ
ما ي َأك ُ ُ
ل صل َةِ وَب ِي َدِهِ َ م إ َِلى ال ّما ُ ي ال ِ َ ع َ ب إ َِذا د ُ ِ 43ـ با ُ
قوله ) :باب إذا دعي المام إلى صلة الخ( كأنه أشار بوضع هذا الباب في
جنب الباب السابق إلى أن البداية بالطعام أو المضي عليه عند الحاجة إلى
ذلك ،وخوف فوات الخشوع عند البداية بالصلة ،وأما إذا قضى حاجته من
الطعام في الجملة وصار بحيث ل يخاف فوات الخشوع يقدم الصلة .والله
تعالى أعلم.
ي }صلى الله َ ّ َ ّ َ ّ
صلةَ الن ّب ِ ّم َ
مهُ ْن ي ُعَل َ
ريد ُ إ ِل أ ْ س وَهْوَ ل ي ُ ِ صلى ِبالّنا ِ ن َ م ْ ب َ 45ـ با ُ
ه
سن ّت َ ُ عليه وسلم{ وَ ُّ
قوله ) :وهو ل يريد إل أن يعلمهم( أي ل يريد المامة لذاتها بل يريدها
ليتوسل إلى
241
تعليمهم كيفية الصلة وهو المراد بقوله في الحديث ،وما أريد الصلة أي :
أن أصلى بكم أي ليس غرضي من التقدم بين يديكم أن أكون إماما ً لكم
ومتقدما ً بين يديكم ،وإنما مرادي بذلك التعليم والله تعالى أعلم .وبهذا يندفع
ما يتوهم أنه كيف تصح الصلة بل نية الصلة .اهـ .سندي.
ة فض َ ب أ َهْ ُ
م ِ
ما َ
حقّ ِبال ِ َ
لأ َل الِعلم ِ َوال َ ْ ِ 46ـ با ٌ
) (1/119
قوله ) :باب أهل العلم والفضل أحق بالمامة( قيل :أي ممن ليس بمرتبته
في العلم والفضل ،وهذا مبني على أن أمره صلى الله تعالى عليه وسلم
بإمامة أبي بكر بناء على أنه كان أعلم وأفضل من غيره ،ويحتمل أن مراده
بيان أن أهل العلم أولى بالمامة من أهل القراءة كما قال الجمهور :إن
العلم أولى من القرأ ،وهذا مبني على أن أبيا كان أقرأ القوم كما جاء
242
ي ،ومع ذلك اختار صلى الله تعالى عليه وسلم أبا بكر للمامة لنه أقرؤكم أب ّ
كان أعلم ،وعلى هذا فقيل إن تقديم القرأ منسوخ ؛ وقيل :بل تقديم القرأ
مبني على أن أقرأهم كان أعلمهم ،ول يخفى أن لزم الجواب الثاني أن
يكون أبي أعلمهم لنه أقرؤهم وهو يفيد أصل الستدلل والله تعالى أعلم.
قوله ) :كأنه وجهه ورقة مصحف( ليس التشبيه في مجرد البياض وإل لما
كان لتخصيص الورقة بالمصحف كثير معنى بل في أنه منور محبوب في
القلوب معظم في الصدور مبدأ للعلوم والله تعالى أعلم ،وقوله :ثم تبسم
يضحك أي :شارعا ً في الضحك.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
قوله ) :فلم يقدر عليه( أي :فما قدرنا بعد ذلك على رؤيته ومشاهدة نوره.
مام ِ ل ِعِل ّ ٍ
ة ب ال ِ َ م إ َِلى َ
جن ْ ِ ن َقا َ م ْ ب َ 47ـ با ُ
قوله ) :أن كما أنت( أي :أن كن كما أنت ،وأن تفسيرية لما في الشارة
من معنى القول.
243
َ َ َ َ
خَر الوّ ُ َ َ َ
م الوّ ُ َ خ َ
خْر
م ي َت َأ ّ
ل أوْ ل ْ ل ،فت َأ ّ ما ُ
جاَء ال ِ َ س،ف َ م الّنا َ ل ل ِي َؤُ ّ ن دَ َ م ْ ب َ 48ـ با ُ
ه َ
صلت ُ ُ ت َ جاَز ْ
َ ،
قوله ) :باب من دخل( إلى قوله فجاء المام الول أي الراتب فتأخر الول أي
الذي شرع في الصلة أو ل.
) (1/120
قوله ) :أن أمكث مكانك( كأنه رضي الله تعالى عنه رأى أنه ما أمره صلى
الله تعالى عليه وسلم بذلك أمر إلزام وإل لما كان له أن يخالف لمصلحة ما
بل أمره تكرما ً ،ولذا رفع يديه وحمد الله تعالى ،ثم علم من قولهصلى الله
تعالى عليه وسلم أن إمكث جواز الصلة إن لم يتأخر كما علم من تقريره
صلى الله تعالى عليه وسلم فعل أبي بكر جواز التأخر.
244
ْ َ
م
م أكب َُرهُ ْ قَراَءةِ َفلي َؤُ ّ
مهُ ْ ب إ َِذا ا ْ
ست َوَْوا ِفي ال ِ 49ـ با ٌ
قوله ) :باب إذا استووا في القراءة( كأنه أراد بالقراءة ما يستحق به المامة
أعم من القراءة والعلم واستواء أصحاب مالكبن الحويرث في ذلك من حيث
أنهم كانوا مستوين في القامة عنده صلى الله تعالى عليه وسلم ،والغالب
في مثلهم الستواء في الخذ والله تعالى أعلمx.
ه م ل ِي ُؤْت َ ّ
م بِ ِ ما ُ جعِ َ
ل ال ِ َ ما ُ
ب إ ِن ّ َ
51ـ با ٌ
قوله ) :فذهب لينوء( أي :أراد وقصد ليقوم.
245
قوله ) :يا عمر صل بالناس( كأن أبا بكر رضي الله تعالى عنه رأى أن أمره
بذلك كان تكرما ً والمقصود أداء الصلة بإمام ل تعيين أنه المام ،ولم يدر ما
جرى بينه صلى الله تعالى عليه وسلم وبين بعض أزواجه في ذلك ،وإل لما
كان له تفويض المامة إلى عمر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
246
) (1/121
قوله ) :ثم صلى بعد ذلك النبى صلى الله تعالى عليه وسلم جالسا ً الخ( يريد
أن حديث عائشة الذي في مرضه صلى الله تعالى عليه وسلم ناسخ لحديث
إذا صلى جالسا ً فصلوا جلوسا ً كذا قاله جمهور الفقهاء ،لكن قد بحث فيه
من ل يرى النسخ بوجوه منها أن الحديث المذكور ليس بصريح في إمامة
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ،فيجوز أن يكون المام إذ ذاك هو أبو بكر
،وذلك لن قولها فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم الخ على ظاهره يستلزم أن
تكون صلة واحدة بإمامين ،وأن يكون اقتدى أحد المامين بالخر ،فل بد من
تأويله عند الكل فكما يجوز تأويله بأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان
إماما ً ،وأن أبا بكر كان يسمع الناس التكبير كذلك يمكن تأويله بأن أبا بكر
كان يراعي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في الصلة ،وينظر إلى حاله ،
وهذا كما في الحديث في حق إمام اقتدى بأضعفهم إل أن يقال بعض روايات
هذا الحديث ل يقبل مثل هذا التأويل ل أنه معارض بأن بعضها صريح في
إمامة أبي بكر فعن عائشة صلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم خلف أبي
بكر في مرضه الذي مات فيه قاعدا ً ومثله عن أنس رواهما الترمذي
وصححهما.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
) (1/122
) (1/123
نزاع فمن ادعى أنهم قعدوا بعد ذلك فعليه البيان انتهى ففيه أن المحتاج إلى
البيان من يدعي النسخ ،وأما من يمنعه فيكفيه الحتمال لن الصل عدم
النسخ ،ول يثبت بمجرد الحتمال فقوله فمن ادعى أنهم قعدوا بعد ذلك
فعليه البيان خارج عن قواعد البحث على أنا نقول قعود الصحابة هو الصل
الظاهر عمل ً بالحكم السابق المعلوم عندهم وبقاؤهم على القيام ل يتصور إل
بعد علمهم بنسخ ذلك الحكم المعلوم ول دليل عليه فالواجب أنهم قعدوا
فمن ادعى خلفه فعليه البيان ،وأما القول بأنهم ثبتوا على القيام اتفاقا ً ،
وإن كان المعلوم عندهم أن الحكم هو القعود إل أنه وافق النسخ وعلم ذلك
بتقرير النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إياهم على القيام فمن باب فرض
المستحيل عادة ،وكذا القول بأنه لم يكن في الحاضرين أحد يعرف الحكم
السابق مع أن الحكم السابق كان مشهورا ً فيما بينهم وكانوا يعملون به ،
وكذا القول بأنهم لعلهم عرفوا النسخ قبل هذه القضية ببيانه صلى الله تعالى
عليه وسلم لهم النسخ ،فلذلك ثبتوا على القيام إذ يستبعد جدا ً أن يكون
هناك ناسخ لذلك يعرفه أولئك الحاضرون ،ثم يخفى بحيث ل يرويه أحد ،
ومما يدل على بقاء الحكم المذكور أنه قد جعل قعود المقتدي عند قعود
المام من جملة القتداء بالمام والجماع على بقاء القتداء به ،فالظاهر بقاء
ما هو من جملة القتداء ،وكذا يدل على بقاء الحكم أنه قد علل في بعض
الروايات حكم القعود بأن القيام عند قعود المام من أفعال أهل فارس
بعظمائها يعني أنه يشبه تعظيم المخلوق فيما وضع لتعظيم الخلق من الصلة
،ول يخفى بقاء هذه العلة ،والصل بقاء الحكم عند دوام العلة وللطرفين
ههنا كلمات ،وما ذكرنا فيه كفاية في بيان أن دعوى النسخ ل يخلو عن
نظر ،والله تعالى أعلم .اهـ سندي.
) (1/124
) (1/125
ثم الجمهور على أن فاعل هذا الفعل آثم وصلته جائزة .قلت :وقد يتعجب
منهم حيث يقولون بأن التقدم على المام مكانا ً مفسد والتقدم عليه أفعال ً
غير مفسد مع أن المقتدي ما التزم القتداء إل في الفعال ،فينبغي أن يكون
التقدم فيها أولى بالفساد من التقدم في المكان والله تعالى أعلم.
موَْلى مةِ العَب ْد ِ َوال َما َ ب إِ َ 54ـ با ُ
قوله ) :أقرؤهم لكتاب الله( استدل بالطلق وفيه أنه إن حمل على إطلقه
يلزم أن يؤم
249
ً
القرأ ،وإن لم يعرف شيئا سوى القراءة ،وإن لم يحمل فليكن المراد القرأ
إذا كان حاويا ً لشرائط المامة ،فل يدل على مطلوب المصنف رحمه الله
تعالى والله تعالى أعلم.
قوله ) :وإن استعمل حبشي( ومقتضى استعماله أن يؤم لهم.
مب ْت َدِِعن َوال ُ مفُتو ِ مةِ ال َ ما َ 56ـ باب إ ِ َ
قوله ) :وعليه بدعته( أي :ظاهرة لئحة عليه بدعته أو هو من تشبيه البدعة
باللباس .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
250
251
252
253
ْ َ
لمام ِ
س ت َكِبيَر ا ِ معَ الّنا َ س َ
نأ ْ م ْ 67ـ باب َ
قوله ) :فأشار إليه أن صل فتأخر الخ( فإن قيل :كيف يتأخر بعد أن أشار
إليه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بالقيام مقامه بقوله أن صل ،فإن
معناه على ما سبق في الروايات السابقة صل في مكانك ،ول تتأخر عنه.
قلت :لعل معنى فتأخر فبقي متأخرا ً ،وذلك لنه تأخر عن مكانه شيئا ً قليل ً
قبل أن يشير إليه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ل أنه تأخر بحيث وصل
إلى الصف فلما أشار إليه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بقي في مكانه
متأخرا ً ،ويحتمل أن يكون معناه فتأخر عما أراد من التأخر مكانا ً أي تبعد عنه
وتركه بل ثبت في مكانه ،وبه اندفع ما يقال أنه صلى متقدما ً في موضع
المامة كما هو مفاد الروايات فما معنى فتأخر فتأمل.
254
) (1/126
) (1/127
قوله ) :ما أنكرت شيئا ً الخ( فيه أن النكار قد يقع على ترك السنة فل يدل
على حصول الثم فل دللة للحديث على الترجمة وأيضا ً فالحديث موقوف ،
ووا ونحوه ل يفيد
والجواب بأنه أخذ الوجوب من صيغة المر في قوله س ّ
طابقة هذا الحديث بالترجمة ودللته عليها بل يصير الدليل على الترجمة
حديث سووا ونحوه ل هذا الحديث إل أن يقال قد ل تكون الترجمة للستدلل
بالحديث عليها بل لبيان ما هو الصحيح في محمل الحديث بدلئل أخر فههنا
بالترجمة أفاد أن إنكار أنس محمول على إنكار على ترك الواجب ل على
إنكار على ترك السنة بدليل سووا صفوفكم ونحوه .وقد يقال إن الحديث
يدل على أن ترك إقامة الصفوف خلف ما كان عليه أمر النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم ،والصل فيه هو التأثيم لقوله تعالى } :فليحذر الذين
يخالفون عن أمر{ إل ما دل الدليل على خلفه ،وهذا مبني على أن المر
في الية مطلق
257
الشأن ،والحال ل خصوص الصيغة والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
ت
م ْ ه إ َِلى ي َ ِ
مين ِهِ ،ت َ ّ ف ُ
خل َ
لمام ِ َ حوّل َ ُ
ها ِ لمام ِ وَ َ
سارِ ا ِن يَ َل عَ ْج ُم الّر ُب إ َِذا قا َ 77ـ با ٌ
صل َت ُ ُ
ه َ
وله المام خلفه إلى يمينه تمت صلته( أي :ما صارت ناقصة ّ )وح : قوله
بواسطة التحويل أو خرجت بواسطة التحويل عن نقصان القيام في يسار
المام ،ولم يرد أن الصلة صارت تامة بمجرد تحويل المام من غير حاجة
إلى سائر الركان ،وهذا ظاهر اهـ .سندي.
لمام ِجدِ َوا ِس ِم ْمن َةِ ال َ
مي َب َ 79ـ با ُ
قوله ) :حتى أقامني عن يمينه( قال الكرماني دللته على يمين المسجد لن
يمين المام
258
) (1/128
يمينه قلت :لن وجه المسجد إلى الكعبة كوجه المام لن المساجد بنيت
متوجهة إليها ،ول تعتبر المواجهة بين النسان والمسجد حتى ينقلب المر
بالعكس ،ثم ما ذكر من الدللة لو كانت الصلة في المسجد لكن الصلة
كانت في البيت إل أن يقال يكفي في الدللة أنها لو كانت في المسجد لكان
هذا قياما ً في يمين المسجد والله تعالى أعلم.
قوم حائ ِ ٌ َ
ست َْرةٌ
ط أوْ ُ ن ال َ ْ ِ
لمام ِ وََبي َنا ِ ن َبي َ ب إ َِذا كا َ
80ـ با ٌ
قوله ) :يصلي من الليل في حجرته( الظاهر أنها الحجرة من الحصير كما
يدل عليه سائر الروايات ،وعلى هذا فاطلق الجدار مجاز وحمله على البيت
ل يساعده النظر ،وما في بعض الروايات في حجرة من حجر أزواجه لعله
محمول على أن الحصير كان ملكا ً لبعض أزواجه والله تعالى أعلم.
قوله ) :إني خشيت أن تكتب عليكم صلة الليل( لعل المراد بها قيام رمضان
إذ الواقعة كانت فيه ،وافتراض قيام رمضان ل ينافي أن الصلة المفترضة
كل يوم ل تزيد على خمس فلو فرض أن معنى حديث ل يبدل القول لديّ أن
الصلة ل تزيد ول تنقص لما كان هذا الحديث منافيا ً له على أنه قد سبق أن
ذلك الحديث محمول على معنى آخر والله تعالى أعلم.
81ـ
قوله ) :فإن أفضل الصلة الخ( مورد هذا الحديث كان هو قيام رمضان في
مسجد المدينة
259
المنورة ،فيدل على أن الصلة النافلة أفضل في البيت من المساجد
الفاضلة أيضا ً ،وعلى أن الفضل في قيام رمضان هو البيت ل المسجد إل أن
العلماء بعد ما صار قيام رمضان في المساجد من شعائر السلم يرون أنه
في المسجد أفضل والله تعالى أعلم.
ةَ
صل ِ ب الت ّك ِْبيرِ َ ،وافت َِتاِح ال ّجا ِ
ب ِإي َ 82ـ با ُ
) (1/129
قوله ) :باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلة( أي :مع افتتاح الصلة واستدل
عليه بحديث ركوب الفرس لما فيه من قوله ،وإذا كبر فكبروا ،وإن كان غير
مذكور في بعض رواياته اختصارا ً من الرواة ووجه الستدلل أن المر
لليجاب لكن قد يقال إنه قد أمر به في الحديث اقتداء بالمام ،ول يلزم من
ذلك وجوبه في نفسه ،وأيضا ً المر يتناول كل التكبيرات ،فلو كان للوجوب
لوجب كل التكبيرات فافهم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
260
261
ةَ
صل ِ شوِع ِفي ال ّ خ ُ ب ال ُ
88ـ با ُ
قوله ) :هل ترون قبلتي( كأن المراد إنكار لزم ذلك وهو قصور النظر في
تلك الجهة وإل فل شك في كون القبلة في تلك الجهة والله تعالى أعلم.
262
قوله ) :أقيموا الركوع( استدل به على الخشوع لن إقامة الركوع هي الكون
والطمئنان فيه ،وهو المراد بالخشوع.
ل ب َعْد َ الت ّك ِْبي ِ
ر قو ُب ما ي َ ُ 89ـ با ٌ
قوله ) :كانوا يفتتحون الصلة( ظاهر صنيع المصنف يفيد أنه حمل افتتاح
الصلة على ما يقال بعد التكبير ل على افتتاح القراءة أما بناء على أن التكبير
خارج عن الصلة أو أنه لظهور مفروغ عنه فقد نبه على أن دعاء الفتتاح
ليس بلزم بل كانوا يفتتحون به أحيانا ً والله تعالى أعلم.
90ـ باب
قوله ) :أي رب وأنا معهم( أي :أتعذبهم وأنا معهم ،وقد قلت وما كان الله
ليعذبهم
263
) (1/130
وأنت فيهم ،وهذا من باب التضرع في حضرته وإظهار غناه وفقر الخلق وأن
ما وعد به من عدم العذاب مادام فيهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
يمكن أن يكون مقيدا ً بشرط ،وليس مثله مبنيا ً على عدم التصديق بوعده
الكريم ،وهذا ظاهر ومثله قول المؤمنين ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
مع حديث رفع من أمتي الخطأ والله تعالى أعلم .ثم دللة الحديث على
الترجمة ؛ قيل :بالنظر إلى هذا الدعاء قلت وهذا غير ظاهر إذ ل دللة فيه
على كون الدعاء بعد التكبير إل أن يراد بقوله بعد التكبير ما يتحقق بعده أعم
من كونه متصل ً أم ل فيشمل الواقع في تمام الصلة ،ول يخفى بعده ؛ وقيل
:باعتبار إطالة القيام إذ إطالته ل تخلو من دعاء بعد التكبير عادة قلت لو
سلم ذلك فل يدل الحديث على تعيينه ومفاد قوله باب ما يقول إن الباب
لبيان تعيين ذلك المقول والله تعالى أعلم.
صل َ ِ
ة صرِ إ َِلى ال ِ َ
مام ِ ِفي ال ّ ب َرفِع الب َ َ
91ـ با ُ
قوله ) :فرأيت جهنم( أي :ورؤية جهنم في جدار القبلة ل تخلو عن رفع بصر
بحيث لو كان قبله إمام لكان رافعا ً للبصر إلى المام ،وقد يمنع كون رؤية
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم محتاجة إلى رفع بصر لنه كان يرى من
ورائه
264
265
قب ْل َةِ ؟ ال في ً اصاق ب وشيئا ً ،أ َ
َ رى ي ول به ،أ َُ زن ي رمَ ل ت ف ت يل هل ببا 94ـ
ِ ِ ْ ُ َ ْ ََ ْ ٍ َْ ِ ِ ِ ٌ َ َ َ ِ ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
قوله ) :فحتها ثم قال حين انصرف( ظاهره أن الحت وقع داخل الصلة ،
وتقدم من رواية الحديث غير مقيد بحال الصلة ؛ قيل :ل بأس به لنه فعل
قليل قلت :قد يحتاج إلى آلة وهو مما يقبل التأخير والنظر إلى هذا ربما يبعد
وقوعه داخل الصلة ،فيمكن أن يجعل قوله حين انصرف متعلقا ً بالفعلين
على التنازع والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
) (1/131
) (1/132
الوجود الشرعي للصلة التي لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ،وهو عين نفي
الصحة ،وما قال أصحابنا أنه من حديث الحاد ،وهو ظني ل يفيد العلم ،
وإنما يوجب العمل فل يلزم منه افتراض الفاتحة في الصلة لن الفتراض ل
يثبت إل بما يفيد العلم ففيه أنه يكفي في المطلوب أنه يوجب العمل ضرورة
أنه يجب العمل بمدلوله ل بشيء آخر ومدلوله عدم صحة الصلة التي لم
يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فوجوب العمل به يوجب القول بفساد تلك الصلة
وهو المطلوب ،فالحق أن الحديث يفيد بطلن الصلة إذا لم يقرأ فيها بفاتحة
الكتاب نعم يمكن أن يقال قراءة المام قراءة للمقتدي كما ورد به بعض
الحاديث فل يلزم بطلن صلة المقتدي إذا ترك الفاتحة والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
بقي أن الحديث يوجب قراءة الفاتحة في تمام الصلة ل في كل ركعة فلذلك
عقبه بحديث العرابي المشتمل على قوله وافعل ذلك في صلتك كلها ،فإنه
يفيد في كل ركعة.
قوله ) :اقرأ ما تيسر معك( كأنه قال له ذلك بناء على أن المتيسر لمثله
عادة هي الفاتحة أو لنه أعرابي عاجز ينتفي منه بالمتيسر على أنه ورد في
بعض الروايات تعيين الفاتحة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قَراَءةِ ِفي الظ ّهْ ِ
ر 96ـ باب ال ِ
قوله ) :ويسمع الية أحيانًا( قال الشيخ ابن حجر :استدل به على جواز الجهر
في
268
) (1/133
السرية ،وأنه ل سجود سهو على من فعل ذلك خلفا ً لمن قال ذلك من
الحنفية وغيرهم سواء قلنا كان يفعل ذلك عمدا ً لبيان الجواز أو بغير قصد
للستغراق في التدبر انتهى .قلت :وهذا بحبس الظاهر من باب الجمع بين
السر والجهر ،وقد صرح الحنفية بأن الجمع قبيح غير مشروع ،وقد يجاب
عنه بما في البحر نقل ً عن الخلصة المام إذا قرأ في صلة المخافتة بحيث
سمع رجل أو رجلن ل يكون جهرا ً والجهر أن يسمع الكل اهـ .سندي ول
يخفى ما فيه إذ كثيرا ً ما ل يسمع أطراف الصف الول لطوله مع أنه جهر ل
ريب فيه فكيف يعتبر في الجهر سماع الكل ،ثم إن الكل قد يكون رجل ً أو
رجلين على أنه ل يلزم في الجهر حضور أحد ،فأي كل يعتبر حينئذٍ ،فالوجه
في الجواب لهم أن يقال معنى يسمع الية أنه يسبق لسانه إلى إظهار بعض
كلمات من آية بحيث يظهر أنه يقرأ الية الفلنية ،ومثله عفو ل يعد من
الجهر المضر الموجب للجمع لتقبيح أو يقال إنه كان يظهر لمصلحة إعلمهم
بالقراءة حتى ل يعتقدوا أن الصلة السرية خالية عن القراءة ،ومثله جائز له
للحاجة إلى البيان والله تعالى أعلمg.
269
جهْرِ ِفي العِ َ
شاِء ب ال َ
100ـ با ُ
قوله ) :فقرأ إذا السماء انشقت الخ( مطلق القراءة ،وإن كان ل يستلزم
الجهر لكن المتبادر من مثل هذا الكلم هو أن السامع علم تعيين السورة
بواسطة السماع وهو أقرب إلى الجهر والله تعالى أعلم على أن الجهر في
العشاء متفق عليه فيكفي أدنى دليل والحاجة إلى قوة الدليل عند الخصم ول
خصم .اهـ .سندي.
270
271
ر ج
ْ ِ ف
َ ال ةَ لص ة َ ءراقب
َ ْ ِ ِ ِ َ ِ َ ِرهجال ب
ُ با ـ 105
) (1/134
قوله ) :قرأ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيما أمر الخ( يحتمل أنه أراد
يقرأ أي جهر ويسكت أي أخفى والقرب أنه أشار به إلى مذهبه أنه ل قراءة
في السرية ،وقوله } :وما كان ربك نسيًا{ إشارة إلى دليل أن كل ذلك كان
بالمر إذ ليس الرب تعالى نسيا ً حتى يترك المر بسبب النسيان في موضع
الحاجة إلى البيان والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
272
سوَرةٍ قَب ْلَ
واِتيم ِ وَب ِ ُ
خ َ
قَراَءةِ ِبال َ
ةَ .وال ِ ْ
ن ِفي الّركعَ ِ سوَرَتي ِ ن ال ّ مِع َبي َ ج ْب ال َ 106ـ با ُ
ة َ
سوَر ٍ ل ُ سوَرةٍ ،وَب ِأوّ ِ
ُ
قوله ) :ذكر موسى وهرون( أي :قوله تعالى } :ثم أرسلنا موسى وأخاه
هارون{.
قوله ) :أو ذكر عيسى( أي قوله تعالى } :وجعلنا ابن مريم وأمه آية{.
قوله ) :بسورة من المثاني( وهو ما بلغ مائة آية أو لم يبلغها أو ما عدا السبع
الطوال إلى المفصل سيمت مثاني لنها ثبت السبع أو لكونها قصرت عن
المئين وزادت عن المفصل أو لن المئين جعلت مبادي ،والتي تليها مثاني ثم
المفصل.
قوله ) :فقال هذا( ـ بفتح الهاء وتشديد المعجمةـ أي :أتهذ هذا كهذ الشعر
أي سردا ً وامراطا ً في السرد لن هذه الصفة كانت عادتهم في إنشاد الشعر.
اهـ .قسطلني.
273
274
ن ْ
مي ِ مام ِ ِبالت ّأ ِ جهْرِ ال ِ َ ب َ 111ـ با ُ
قوله ) :إذا أمن المام الخ( معناه وقت تأمين المام أمنوا ول يدري وقت
التأمين عينا ً إل في الجهر نعم قد يدري في السر ذلك بالسكوت عند قوله :
}ول الضالين{.
ن ْ ْ
مي ِ موم ِ ِبالت ّأ ِ مأ ُ جهْرِ ال َ ب َ 113ـ با ُ
) (1/135
قوله ) :فقولوا آمين( قيل :في التوفيق بين هذا الحديث وبين السابق أن
الخطاب في قولوا شامل للمام والقوم جميعا ً ،وكأن الصل فليقل المام
آمين ،وقولوا :آمين إل أن المام لهم كان هو نفسه فترك الول اختصارا ً ،
والقرب أن هذا اللفظ مبني على الخفاء بآمين واللفظ السابق يحتمل
الخفاء والجهر إل أنه إلى الجهر أميل ،فالتوفيق بحملهما على الخفاء أقرب
والله تعالى أعلم.
275
ف
ص ّن ال ّ َ
ب إ َِذا َركعَ ُدو َ 114ـ با ٌ
قوله ) :باب إذا ركع دون الصف( أي :فقد ارتكب النهي ول تبطل صلته
لحديث ول تعد ولم يأمره بالعادة.
كوِع مام ِ الت ّك ِْبيرِ ِفي الّر ُ ب إ ِت ْ َ 115ـ با ُ
قوله ) :باب إتمام التكبير في الركوع( أي في حالة الركوع حين الذهاب إليه
وإتمامه إتيانه في كل ركوع .اهـ .سندي.
276
277
ة ْ ْ ُ
مأِنين َ ِل ِفيهِ والط َدا ِ
مام الّركوِع والعْت ِ َ ب حد ّ إت ْ َ 121ـ با ُ
قوله ) :وبين السجدتين وإذا رفع( هو عطف على الرجوع بتقدير عامل
مناسب للظرف أي ومكنه بين السجدتين ،وحين رفع رأسه ،ولو قدر
وجلوسه بين السجدتين ،وقيامه حين رفع رأسه لكان ارتكابا ً لزيادة التقدير
بل حاجة والله تعالى أعلم .ثم ل يخفى أن المساواة بين هذه المور ل تدل
على العتدال في الركوع إذ يمكن تحققها بل اعتدال ،وكأن مدار الدليل أن
بعض هذه الشياء معلومة بالتطويل قطعا ً فمساواة الباقي تفيد المطلوب
اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
278
126ـ باب
قوله ) :كان القنوت في المغرب والفجر( أي :في النوازل وكأن المراد
اكثاره فيهما لئل ينافي ثبوته في الظهر أو في ابتداء المر ثم نسخ الكل عند
بعض ،وفي المغرب فقط عند آخرين ،وبقي في الفجر والله تعالى أعلم.
279
280
جودِس ُ
ل ال ّ ض ِب فَ ْ 129ـ با ُ
) (1/136
قوله ) :فإنكم ترونه كذلك( أي :رؤية ل مرية فيها فهذا هو الذي يفيده
السوق في وجه الشبه.
281
قوله ) :فيأتيهم الله( أي :يظهر لهم على وجه يخفي عليهم بعض صفاته
التي يعهدونه بها ،فيقولون خوفا ً من الوقوع في إتباع غيره تعالى وارتكاب
الشرك هذا مكاننا الخ .وفي هذا إظهار شرفهم ونزاهتهم عن رذيلة الشرك
إلى هذا الحد ،ول يلزم فيه تغير في صفات المرئي ،وإنما التغير في رؤيتهم
،والظهور عليهم .وقيل :معنى فيأتيهم الله أو ل يأتيهم ملكه على حذف
المضاف ،ورد ّ بأن الملك معصوم فكيف يقول ؟ أنا ربكم وهو كذب لكن
يقال إن ل نسلم عصمته من هذه الصغيرة لمصلحة المتحان ،ورد بأنه يلزم
منه أن يكون قول فرعون أنا ربكم من الصغائر انتهى .قلت :إن فرض
مجيء الملك فل شك أنه يجيء بإذن الله تعالى ،ويقول بإذن الله تعالى فل
تتصور أن يكون قوله صغيرة ول كبيرة ول يمكن قياسه بقول فرعون بل
الظاهر أنه يقول بأمره فيكون القول واجبا ً أو مندوبا ً ،فكيف يكون معصية ؟
لكن بقي الشكال من حيث إنه في الظاهر شرك ومعلوم أن الشرك غير
مأذون فيه في حال وقد قال تعالى } :ومن يقل منهم إني إله من دونه{
فذلك نجزيه جهنم ،والتحقيق أنه لو فرض المر كذلك فل إشكال لجواز أنه
يقول ذلك حكاية لبعض كلماته تعالى :وقراءة لها كأن يقرأ أحدنا إني أنا الله
ل إل أنا لية ومثله ليس من الكذب والمعصية في شيء نعم لغرض المتحان
يذكر على وجه ل تتميز الحكاية والله تعالى أعلم.
) (1/137
قوله ) :فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته( يمكن أن يكون معناه أنه
صلى الله تعالى عليه وسلم أول من يجوز من الرسل وأمته أول من تجوز
من المم ،فل يلزم تأخر النبياء صلوات الله تعالى عليهم عن أمته صلى الله
تعالى عليه وسلم في جواز الصراط ،ويحتمل أن يقال أن تقدم المة تبعا ً
لتقدم الرسول من فضيلة الرسول ل من فضلة المة ،فل إشكال فيه أو
يقال اختصاص المفضول بفضيلة جزئية لمصلحة مصاحبة المم برسلها ل
يضر في فضل الفاضل والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
قوله ) :مثل شوك السعدان( أي :في الكثرة قوله ) :فيقول هل عسيت الخ(
ولعل إدخال
282
الجنة بطريق التدريج ،وأخذ العهود والمواثيق منه ليعلم أن استحقاقه النار
كان بسبب كثرة العذر في العهود ،وأن دخوله الجنة بمجرد فضل الرب
تعالى وكرمه والله تعالى أعلم.
جودِ
س ُجاِفي ِفي ال ّ ضب َْعيهِ وَي ُ َ
دي َ ب ي ُب ْ ِ
130ـ با ٌ
قوله ) :فرج بين يديه( من إضافة بين إلى متعدد ،فيتوهم أن ذلك المتعدد
هنا يديه ،
283
وليس كذلك بل يداه أحد طرفي المتعدد والطرف الثاني محذوف أي بين
يديه وما يليهما من الجنب ،والمعنى بين كل من يديه وما يليهما من الجنب.
والحاصل أن المراد بيديه كل واحدة منهما فما بقي متعددا ً فل بد من اعتبار
أمر آخر يحصل بالنظر إليه التعدد ،وهذا معنى قول المحقق ابن حجر أي
نحى كل يد عن الجنب الذي يليها ،ولو أبقى الكلم على ظاهره لم يستقم
قوله حتى يبدو الخ ،فهو قرينة دالة على الحذف والله تعالى أعلم.
سب ْعَةِ أ َ ْ
عظم ٍ جودِ عََلى َ س ُ
ب ال ّ 133ـ با ُ
قوله ) :أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم(الرواية في أمر على بناء
المفعول ،وإن كان
284
) (1/138
من حيث العربية يحتمل البناء للفاعل أيضا ً على أن يكون المصلي مفعول
أمر ومرجعا ً لضمير أن يسجد ،وهو معلوم بالسوق .نعم هو ل يخلو عن نوع
تكلف بخلف بناء المفعول ،فإنه خال عن التكلف والله تعالى أعلم.
قوله ) :فإذا قال سمع الله لمن حمده الخ( كأن المراد بسمع الله لمن حمده
ذكر العتدال مطلقا ً إل أنه جعل سمع الله لمن حمده كناية عنه لشهرته
وزيادة اختصاصه بالعتدال فل ينافي ما ثبت في الحاديث أنه كان يزيد في
ذكر العتدال على سمع الله لمن حمده ،والمعنى إذا فرغ من ذكر العتدال
وحتى ظهره للذهاب إلى السجود لم يحن أحد منا ظهره للذهاب إلى
السجود ،فل يرد أن الشروع في سمع الله لمن حمده يكون حين ابتداء
العتدال ،والقوم في تلك الحالة يكونون في الركوع كما هو مقتضى تأخرهم
عن المام فكيف يستقيم قبله لم يحن أحد منا الخ .كيف يحسن والله تعالى
أعلم.
ن ّ َ َ َ
جودِ عَلى الطي ِ س ُف َ ،وال ّ جودِ عَلى الن ْ ِ س ُ
ب ال ّ
135ـ با ُ
قوله ) :عشر الول( إن اعتبر العشر أنها ليال فالول بضم الهمزة جمع ،وإن
اعتبر أنه
285
ثلث الشهر ،فالول بفتح الهمزة مفرد وعلى الول يناظر العشر الواخر ،
وعلى الثاني العشر الواسط فافهم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
286
287
ض صل َت ِهِ ،ث ُ ّ
م ن َهَ َ ن َ
م ْعدا ً ِفي وِت ْرٍ ِوى قا ِست َ َ
نا ْ م ِ
ب َ 142ـ با ٌ
) (1/139
قوله ) :باب من استوى قاعدا ً الخ( يريد بيان جلسة الستراحة ،واستدل
عليها بحديث مالكبن الحويرث ،وغالب الئمة ل يقولون بها ويحملونها على
أنها كانت لكبر السن ،ويشكل عليهم قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
لمالك وأصحابه صلوا كما رأيتموني أصلي ،فهذا يدل على أن الصلة
المشتملة على جلسة الستراحة كانت مطلوبة شرعا ً ،ولم تكن ضرورية ثم
العجب ممن يحمل حديث مالك على حالة كبر السن ،ثم يقول بنسخ ما
اشتمل عليه حديث مالك من رفع اليدين عند الركوع منه فافهم.
288
289
ة
خَر ِ 148ـ باب الت ّ َ
شهّد ِ ِفي ال ِ
قوله ) :فالتفت إلينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال إن الله هو
السلم( هذا مبني على اختصار في الرواية ،وكانوا يقولون السلم على الله
كما سيجيء وكأنهم يقولون ذلك زعما ً منهم أن السلم من باب التعظيم
القولي كالحمد والشكر ،فيقولون ذلك بالمقايسة ،فلما علم النبي صلى
الله تعالى عليه وسلم بأمرهم منعهم عن ذلك.
قوله ) :مغفرة من عندك( ربما يتوهم أنه ل فائدة لقوله من عندك لن
المغفرة المطلوبة من الله تعالى ل تكون إل من عنده .والجواب أن معنى
من عندك ما تكون من محض فضلك من غير استحقاقي لها أو ما تكون لئقة
بجانبك ،فظهرت الفائدة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
290
291
صلةَِ
سِليم ِ ال ّ
فى ب ِت َ ْ ْ
مام ِ َ ،واكت َ َ َ َ
سلم ِ عَلى ال ِ َم ي ََر َرد ّ ال ّ َ
نل ْم ْ
ب َ
154ـ با ُ
قوله ) :وسلمنا حين سلم( كأنه أخذ منه أنه يفهم منه مقارنة تمام سلمهم
تمام سلم المام ،ول تتحقق تلك المقارنة إذا زاد سلم المأموم على سلم
المام بأن كان المأموم يسلم في يمينه وفي يساره ،ويسلم بينهما على
المام ،والمام يسلم في الطرفين فقط ،إل أن فهم المقارنة على هذا
الوجه ل يخلو عن نظر والله سبحانه وتعالى أعلم.
292
) (1/140
) (1/141
قوله ) :ل مانع لما أعطيت( الجار ينبغي أن يجعل متعلقا ً بالخبر المحذوف ،
فل يشكل بناء اسم ل بأنه شبيه المضاف فالحق إعرابه لن ذلك لو كان
الجار متعلقا ً بمانع ،وكذا قوله ول معطي لما منعت والله تعالى أعلم.
قوله ) :ول ينفع ذا الجد ّ منك الجد( قيل منك معناه عندك ؛ وقيل :من بدلية
وقيل هي متعلقة بينفع على تضمين معنى يحفظ أو يمنع.
294
295
لما ِ ن َوال ّ
ش َ مي ِ
ن الي َ ِ ف عَ ِ صَرا ِل َوال ِن ْ ِ فَتا ِ
ب ال ِن ْ ِ 159ـ با ُ
ً
قوله ) :يرى أن حقا عليه أن ل ينصرف( أورد عليه أن حقا نكرة وقوله أن ل ً
ينصرف
296
بمنزلة المعرفة وتنكير السم مع تعريف الخبر ل يجوز .وأجيب بأنه من باب
القلب قلت :وهذا الجواب يهدم أساس القاعدة إذ يتأتى مثله في كل مبتدأ
نكرة مع تعريف الخبر فما بقي لقولهم بعدم الجواز فائدة ثم القلب ل يقبل
بل نكتة ،فل بد لمن يجوز ذلك من بيان نكتة في القلب ههنا ،وقيل بل
النكرة المخصصة كالمعرفة قلت ذلك في صحة البتداء بها ،ول يلزم منه أن
يكون البتداء بها صحيحا ً مع تعريف الخبر ،وقد صرحوا بامتناعه ،ويمكن أن
يجعل اسم أن قوله أن ل ينصرف وخبره الجار والمجرور هو عليه ويجعل حقا ً
حال ً من ضمير عليه أي يرى أن عليه النصراف عن يمينه فقط حال كونه
حقا ً لزما ً والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 220 :
م
ضورِهِ ْح ُ ّ ُ
سل َوالطُهورِ وَ ُم الغَ ْ َ
ب عَليهِ ْ ج ُ مَتى ي َ ِ ن ،وَ َصب َْيا ِ
ضوِء ال ّ ب وُ ُ 161ـ با ُ
م ه
ِ ِ ْ ف فوُ ص
َ ُ و ، زة َ ِ َ ِ َ َ َ َِ
ئ نا ج وال ن دي عيوال ماعَ َ
ج َ
ال َ
قوله ) :باب وضوء الصبيان( ل بد من تقدير ليتم فيمكن أن يقدر أي إنه
صحيح تصح به
297
) (1/142
الصلة أو أن له أصل ً في السنة حيث كان موجودا ً في وقته صلى الله تعالى
عليه وسلم وفي حضرته ولو قدرنا أنه واجب بمعنى أنه ل تصح الصلة بدونه
ل بمعنى ما يعاقب على تركه كوجوب الوضوء في حق البالغ للصلة النافلة
أو قدرنا أنه مندوب بمعنى أنه إذا توضأ وصلى يحصل له الثواب ،وإن تركه
مع ترك الصلة فل عقاب ل بمعنى أنه تصح الصلة بدونه لكان صحيحا ً إل أن
أحاديث الباب ل تدل عليه وبهذا علم أن ما قاله ابن المنير لم ينص على
حكمه لنه لو عبر بالندب لقتضى صحة صلة الصبي بغير وضوء ،ولو عبر
بالوجوب لقتضى أن الصبي يعاقب على تركه كما هو حد ّ الواجب فأتى
بعبارة سالمة عن ذلك انتهى .ل يخلو عن نظر والله تعالى أعلم.
298
قوله ) :قد نام النساء والصبيان( قال ابن رشد فهم منه البخاري أن النساء
والصبيان الذين ناموا كانوا حضورا ً في المسجد ،وليس الحديث صريحا ً في
ذلك بل يحتمل أنهم ناموا في البيوت اهـ .سندي.
س َ جدِ ِبالّلي ِ ساِء إ َِلى ال َ
ل َوالغَل ِ سا ِ
م َ خُروِج الن ّ َ
162ـ باب ُ
قوله ) :وكانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الول(
استشكل بأن
299
بين لرم الضافة إلى متعدد فكان مقتضى ذلك أن يقال فيما بين أن يغيب
الشفق ،وثلث الليل بالواو ل بإلى.
وأجيب بأن المضاف إليه محذوف والتقدير فيما بين أزمنة الغيبوبة إلى الثلث
الول .قلت :ويمكن أن يقال تقديره فيما بين أن يغيب الشفق وثلث الليل
من الغيبوبة إلى الثلث ،ففيه تقدير أمرين بقرينة ذكر مقابليهما ،وإنما قيل
من الغيبوبة إلى الثلث بعد أن قيل فيما بين أن يغيب للتنبيه على دخول
الطرفين دفعا ً لما يتوهم من قوله فيما بين أن يغيب ،والثلث من خروج
الطرفين والله تعالى أعلم.
300
ل
جا ِ
ف الّر َ
خل َ صل َةِ الن ّ َ
ساِء َ ب َ
164ـ با ُ
) (1/143
) (1/144
) (1/145
يجوز أن يكون وجوب الغسل مختلفا ً فيه عندهم ،ويكون سكوتهم كسكوت
الناس على المر المختلف فيه ضرورة أن المختلف فيه ل يرد على فاعله إذا
كان مقلدا ً ،فكيف إذا كان مجتهدا ً ؟ فافهم .وقال البي في شرح مسلم
يمكن أن يقال إنه واجب عارضه واجب آكد منه انتهى .يريد أنه لم يأمره
لضيق وقت الصلة والصلة آكد منه والله تعالى أعلم .قلت :وهذا مبني على
أن وجوب الغسل إن فرض فل يكون كوجوب الوضوء بمعنى ل تصح الصلة
بدونه ،وإل ل يصح الجواب المذكور قطعًا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 303 :
ة
معَ ِج ُ ب ِلل ُطي ِ 3ـ باب ال ّ
قوله ) :فالله أعلم أواجب هو أم ل( ل يخفى أن العطف في المفردات
يقتضي المشاركة في الحكم ،فل يظهر وجه التردد في الوجوب على تقدير
عطف قوله أن يستن على الغسل فكأنه مبني على أنه يمكن تقدير الخبر أي
أن يستن وأن يمس طيبا ً خير فيكون من باب عطف الجملة على الجملة
بقرينة العدول عن صريح السم إلى أن مع الفعل ،فإن مثله قد يكون للتنبيه
على المغايرة في الحكم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
305
ة
معَ ِج ُن ِلل ُ 6ـ باب الد ّهْ ِ
قوله ) :ل يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر الخ( أي :ل يفعل رجل هذه
الفعال المذكورة ول يأتي بها إل غفر له ،فالنفي متوجه إلى الفعال كلها بعد
اعتبار العطف بينها ،وقوله أو يمس طيبا ً لفادة أن أحد المرين من الدهان
ومس الطيب مع المور الباقية يكفي في ترتيب الجزاء المذكور ،وقوله ثم
يصلي ما كتب له معناه ما قدر له من النوافل6.
) (1/146
) (1/147
قوله ) :المام راع( أي :على من كان أمير إقامة الحكام الشرعية وإجراؤها
في رعيته ،والجمعة منها كذا قرروا وجه الستدلل وفيه بحث لن كون
الجمعة منها في الجملة ل يفيد وكونها منها بالنظر إلى خصوص المكان هو
محل النزاع.
309
قوله ) :حق على كل مسلم( أي :مكلف فإنه المتبادر في موضع التكليف ،
فخرج الصبي وبتذكير اللفظ خرجت المرأة .فإن قلت :كثيرا ً ما يجيء هذا
اللفظ شامل ً للنساء أيضا ً قلت :هو على خلف الصل ،والصل مراعاة
التذكير وهو يكفي في الستدلل على عدم الوجوب لن الصل عدم
الوجوب ،والوجوب يحتاج إلى دليل والله تعالى أعلم.
مط َ ِ
ر ة في ال َ معَ َ
ج ُ
ضرِ ال ُح ُ ن لَ ْ
م يَ ْ صةِ إ ِ ْخ َ 14ـ باب الّر ْ
قوله ) :إن الجمعة عزمة( قال المحقق :ابن حجر استشكله السماعيلي
فقال ل اخالة
310
صحيحا فإن أكثر الروايات بلفظ إنها عزمة أي كلمة المؤذن وهي حي على ً
الصلة لنها دعاء إلى الصلة تقتضي لسامعه الجابة ولو كان المعنى الجمعة
عزمة لكانت العزيمة ل تزول بترك بقية الذان انتهى .والذي يظهر أنه لم
يترك بقية الذان وإنما أبدل قوله حي على الصلة بقوله صلوا في بيوتكم ،
والمراد بقوله إن الجمعة عزمة أي فلو تركت المؤذن يقول حي على الصلة
لبادر من سمعه إلى المجيء في المطر ،فيشق عليهم فأمرته أن يقول
صلوا في بيوتكم ليعلموا أن المطر من العذار التي تصير العزيمة رخصة
انتهى .وقد سبق لنا توجية وجيه والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
15ـ باب م َ
ب
ج ُ ن تَ ِ ة ،وَعََلى َ
م ْ معَ ُ
ج ُ ن ت ُؤَْتى ال ُ ن أي ٌَ ِ ْ
قوله ) :فيأتون في الغبار( أي :يأتون مع غبارهم السابق الحاصل لهم بسبب
أنهم
311
) (1/148
) (1/149
312
ة
معَ ِج ُ م ال ُ حّر ي َوْ َ ب إ َِذا ا ْ
شت َد ّ ال َ 17ـ با ٌ
قوله ) :يعني الجمعة قال يونس الخ( يريد أن ليس الحديث في صلة الجمعة
،وإنما هو في صلة الظهر إل أن أنسا ً وغيره لما استدلوا به على صلة
الجمعة قياسا ً على الظهر حمله بعض الرواة عليها ،فقال يعني الجمعة
فليس دليل تأخير الجمعة يوم شدة الحّر إل القياس ل الحديث والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
313
314
ر ب
ِ َْ ِ ن م ال لىَ ع ة
ُ َ ِ َبْ ط خ ال بُ با 26ـ
قوله ) :وقد امتروا في المنبر( قال المحقق ابن حجر من المماراة وهي
المجادلة ،وقال
315
الكرماني من المتراء وهو الشك انتهى .قلت :كأن خلفهما في المعنى بعد
أن المتراء يجيء بمعنى المجادلة تارة والشك أخرى ل في الشتقاق ،وإل
فل يمكن أن يكون من المماراة بل يتعين أن يكون من المتراء كما ل
يخفى ،فقول ابن حجر من المماراة أي من المتراء المرادف للمماراة
بمعنى المجادلة ،وهذا المعنى يحصل بتقدير مضاف أي من مرادف المماراة
والله تعالى أعلم .ثم القرب صلح اللفظ لهما ول دليل يعين أحدهما بحيث
يمنع الخر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
316
َ ّ ْ َ
ما ب َعْد ُ
ن قال في الخطب َةِ ب َعْد َ الثَناِء :أ ّ م ْ
ب َ 29ـ با ُ
قوله ) :ثم قال أما بعد( أي :ليفصل بين الثناء على الله وبين الخبر الذي
يريد إعلم الناس به في الخطبة قوله ) :ولغط( بفتح اللم والغين المعجمة
والمهملة ويجوز كسر الغين وهي الصوات المختلفة والجلبة قوله :
)فانكفأت( أي :ملت بوجهي ورجعت قوله ) :ما علمك بهذا الرجل( أي :
النبى }صلى الله عليه وسّلم{ ،والخطاب للمفتون وأفرد بعد أن قال في
قبوركم بالجمع
317
لن السؤال عن العلم يكون لكل واحد وكذا الجواب.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 303 :
) (1/150
قوله ) :من الجزع( بالتحريك ضد الصبر وقوله والهلع بالتحريك أيضا ً أفحش
الفزغ .اهـ .قسطلني.
ي مكانكم( أي :وجودكم في المسجد مجتمعين فالمكان قوله ) :لم يخف عل ّ
مصدر ميمي ل اسم مكان اهـ .سندي.
318
خط ْب َ ِ
ة سِتماِع إ َِلى ال ُ
ب ال ْ 31ـ با ُ
قوله ) :يكتبون الول فالول( الظاهر نصب الول على أنه مفعول به ؛
وقيل :على الحال وجاءت معرفة وهو قليل قلت :كأنه رأى أن المفعول
مقدر أي يكتبون الحاضرين ورأى أن قوله الول فالول بمنزلة المتفاوتين
درجة حسب تفاوتهم في المجيء ،والظاهر أنه ل حاجة إلى ما ذكر والله
تعالى أعلم.
قوله ) :ثم كالذي يهدي بقرة( كلمة ثم ههنا قائمة مقام والذي بعده كالذي
يهدي بقرة
319
كأن أصله والذي يقال فيه ثم يهجر كالذي يهدي ،فالترتيب والتعقيب إنما
يعتبر في مجيئهم وحضورهم الجمعة ،ول تعقيب في ثبوت مضمون هذه
الجمل بل مضمون هذه الجمل ثابت دائما ً ،فإن كون السابق كالذي يهدي
بدنة ،ومن يليه في المجيء كالذي يهدي بقرة أمر ثابت عند الله تعالى ل أن
كون من يليه كالذي يهدي بقرة بعد كون السابق كالذي يهدي بدنة فل يحسن
إرجاع معنى ثم إلى تمام مضمون الجملة إل أن يقال إن الترتيب في الخبار
أو يقال بالترتيب بين الجمل حسب كتابة الملئكة ،فإنهم يكتبون المهجر أول ً
ثم يكتبون من يليه والله تعالى أعلم .وأما قوله ثم كبشا ً ،فالتقدير والذي
بعده كالذي يهدي كبشًا.
والحاصل أن الحديث ل يخلو عن حذف الموصول مع بعض صلته وللنحاة فيه
خلف والله تعالى أعلم.
320
321
322
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 303 :
12ـ كتاب الخوف
ف صل َةِ ال َ
خو ْ ِ ب َ 1ـ با ُ
) (1/151
قوله ) :فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة( ينبغي حملة على قيامهم
على التعاقب ل على قيامهم معا ً لئل تضيع الحراسة المطلوبة بوضع هذه
الصلة بل قد جاء التعاقب في رواية أبي داود صريحا ً من حديث ابن مسعود
ولفظه ،فقام هؤلء أن الطائفة الثانية فقضوا لنفسهم ركعة ثم سلموا ثم
ذهبوا ورجع أولئك إلى مقامهم ،فصلوا لنفسهم ركعة ثم سلموا كذا ذكره
المحقق ابن حجر.
323
ف ِرجال ً وَُرك َْبانا ً
خو ْ ِ َ
صلةِ ال َب َ
2ـ با ُ
ً
قوله ) :نحوا من قول مجاهد إذا اختلطوا قياما( قد وقع ههنا في الكتاب
ل وتصحيف ،وقد ساقه السماعيلي على وجهه عن مجاهد قال اختصار مخ ّ
ً
إذا اختلطوا فإنما هو الشارة بالرأس وعن ابن عمر مثل قول مجاهدا إذا
اختلطوا ،فإنما هو الذكر وإشارة الرأس وزاد ابن عمر عن النبى }صلى الله
عليه وسّلم{ فإن كثروا الخ ،فقول المصنف إذا اختلطوا قياما ً تصحيف من
قوله إذا اختلطوا فإنما وأما بعد ذلك فهو محذوف في غير موضعه .كذا
يستفاد مما ذكره المحقق ابن حجر والله تعالى أعلم.
قوله ) :وإن كانوا أكثر من ذلك( جاء في رواية مسلم وغيره فإن كان خوف
أكثر من ذلك أو أشد من ذلك وذلك اللفظ أوضح ،فقال القسطلني في
تفسير ما في الكتاب ،وإن كانوا أي العدو أكثر من ذلك أي من الخوف يمكن
معه القيام في موضع ول يخفى أن توصيف الناس بأنهم أكثر من الخوف غير
مناسب إذ الواجب في اسم التفضيل هو المجانسة ول مجانسة بين الخوف
والناس والوجه أن يقال وإن كانوا أي المؤمنون أي خوفهم أكثر من ذلك كما
هو رواية مسلم وغيره أو إن كانوا أي العدو أكثر من ذلك أي ممن يمكن
معهم القيام والله تعالى أعلم.
324
325
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 323 :
) (1/152
) (1/153
بيان الباحة لهم ،فإنه مشكل عند من يقول بتكليف الكفرة بالفروع ،ولكن
معناها أنهم الذين يعتادون هذا اللباس وهو من شأنهم ودأبهم ،وليس المعنى
أن من يلبسه فل خلق له حتى يقال ل يخلد المؤمن بلبسه في النار ،فكيف
يصح ذلك ؟ وعلى هذا فما ذكره الكرماني من الشارة إلى النوع أحسن إذا
الخبار باللباس المضاف إلى نوع الكفرة ،إنما يناسب نوع الجبة ل شخصها
ثم الظاهر أن هذه الجبة كانت من لباس الرجال ل النساء فيختص الكلم من
أصله بالرجال ،ول يعم الرجال والنساء حتى يقال يجوز للنساء لبس الحرير ،
وهذا الحديث يقتضي أن ل يجوز لهن ذلك والله تعالى أعلم.
326
م الِعيدِ
ق ي َوْ َ
ب َوالد َّر ِ
حَرا ِ
ب ال ِ
2ـ با ُ
قوله ) :باب الخراب والدرق( قال الكرماني الدرق بالمهملتين المفتوحتين
جمع الدرقة وهي الترس الذي يتخذ من الجلود.
قوله ) :قال حسبك( حمل على الستفهام بقرينة الجواب بتقدير الهمزة ،
وقيل ل حاجة إلى التقدير وقولها نعم يحمل على التصديق فإن نعم يأتي
لتصديق المخبر قلت :الصل في نعم أنه جواب الستفهام مع أن الخبار
للمخاطب بأن هذا يكفيك بمعنى أنه قد طاب به قلبك ليس فيه كثير فائدة إذ
هو بذلك أعلم من المتكلم ،فإن صاحب البيت أدرى بما فيه فتأمل .والله
تعالى أعلم.
َ
سل َم ِ
ل ال ِ ْ
ن لهْ ِ
دي ِ
سن ّةِ الِعي َ
ب ُ
3ـ با ُ
) (1/154
قوله ) :إن أول ما نبدأ به( قد يقال ما يبدأ به هو الول فما معنى إضافة
الول إليه ،والجواب أنه يمكن اعتبار أمور متعددة مبتدأ بها باعتبار تقدمها
على غيرها كأن يعتبر جميع ما يقع أول النهار مبتدأ به ،فما يكون فيها متقدما ً
يقال له أولها ثم قوله ثم نرجع فننحر ،ينبغي أن يكون بالرفع على العطف
على مقدر أي فنصلي ثم نرجع فننحر ول يستقيم عطفه على أن نصلي لنه
خبر عن الول ،والول ل يتعدد إل أن يراد بالول ما يعم الول حقيقة أو
إضافة
327
أي يكون أول بالنظر إلى ما بعده ،وذكره الرجوع لكونه تمهيدا ً لذكر النحر
وإل ،فالمطلوب ذكر النحر دون الرجوع ،ولعل الذي تعتبر أولية المرين
أعني الصلة والنحر بالنسبة إليه مما يبدأ به هو الكل والشرب اللذان هما
من متعلقات هذا اليوم دينا ً ،فكأنه اعتبر الصلة والنحر والكل والشرب
مبتدأ بها ثم اعتبر الصلة والنحر أو المبتدأ به على أن الصلة أول حقيقة ،
والنحر أول إضافة والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 326 :
قوله ) :وعندي جاريتان الخ( لم يرد به الستدلل على أن اللعب والغناء من
سنن العيد إذ مثل اللعب ل يوصف بالسنية بل غايته أن يوصف بالباحة بل
أراد به الستدلل على أن إظهار السرور والتوسعة على العيال بما يحصل
لهم به بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة والعراض عنهم عند
اشتغالهم باللعب ونحوه من السنن ،فإنه الذي فعله صلى الله تعالى عليه
وسلم بدللة هذا الحديث ل اللعب والغناء والله تعالى أعلم.
َ
ر
ح ِ
م الن ّ ْ ب الك ْ ِ
ل ي َوْ َ 5ـ با ُ
قوله ) :فل أدري أبلغت الرخصة من سواه أم ل( مبني على أنه ما بلغ إليه ما
سيجيء في
328
) (1/155
حديث البراء من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ولن تجزي عن أحد بعدك
قوله ) :فأول شيء يبدأ به الصلة( هذا من قبيل قوله إن أول بيت وضع
للناس للذي ببكة في البتداء بالنكرة المخصصة مع تعريف الخبر لكون
المبتدأ اسم تفضيل ،وقد أجازوا مثله.
329
َ
مةٍ ب إ َِلى الِعيد ِ ب َِغيرِ أَذا ٍ
ن وَل َ ِإقا َ ي َوالّر ُ
كو ِ م ْ
ش ِ ب ال َ
7ـ با ُ
قوله ) :باب المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ول إقامة( هكذا في رواية
الجمهور وفي رواية أبي ذر وابن عساكر هكذا باب المشي والركوب إلى
العيد والصلة قبل الخطبة بغير أذان ول إقامة ،فقيل بتصويب رواية الجمهور
لما سيجيء في الباب الذي بعده بيان تأخير الخطبة عن صلة العيد وهو عين
تقديم الصلة على الخطبة قلت :والذي يظهر أن محط الترجمة في هذا
الباب هو قوله بغير أذان ول إقامة ،فل يضر وجود قوله والصلة قبل الخطبة
ول يورث التكرار بالنظر إلى البيان الذي بعده كما ل يضر عدمه ،فالمقصود
بيان الفرق بين الجمعة والعيد بأن المشي والركوب إلى الجمعة معلق بالنداء
لقوله تعالى } :إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله{ وكذا
الصلة في الجمعة تكون بأذان وإقامة بخلف العيد في كل ذلك ،فإن
السعي إليها بل نداء من أذان أو إقامة وكذا الصلة ثم استدل على ذلك
بحديث تأخير الخطبة عن الصلة ،ولعل وجه الستدلل والله تعالى أعلم .أن
المعلوم عند اجتماع النداء والخطبة في صلة هو أن يكون النداء عند الخطبة
وذلك ل يحسن إل عند تقديم الخطبة على الصلة ليفيد النداء فائدته ،وعند
تأخير الخطبة عن الصلة لو كان نداء عند الخطبة فل فائدة فيه ،وقد علم
في صلة العيد تأخير الخطبة فعلم أنه ل نداء فيه وبه ثبت أن المشي أو
الركوب إليها ل يعلق بالنداء بل يكون بل نداء .وكذا علم أنها صلة بل نداء
فافهم.
) (1/156
) (1/157
قوله ) :ما العمل في أيام العشر أفضل منها في هذه( كذا لكثر الرواة ،
والمراد بهذه أيام عشر ذي الحجة كما جاء مصرحا ً به في غير واحد من
روايات الكتب ،ووقع في بعض روايات هذا الكتاب ما العمل في أيام العشر
أفضل من العمل في هذه أي أيام التشريق إل أن هذا السياق شاذ ل عبرة به
لمخالفته لروايات هذا الكتاب وروايات سائر الكتب بقي أن الحديث على
الوجه الصحيح ل يطابق الترجمة ،والجواب أن فضل عشر ذي الحجة إنما هو
لوقوع أعمال الحج تقع في أيام التشريق كالرمي والطواف وغير ذلك من
تتماته ،فينبغي أن يكون لها نصيب من الفضل وضمير منها في الحديث عائد
إلى العمل قيل بتأويل العمال كما قالوا في قوله تعالى } :أو الطفل الذين
لم يظهروا{ وقيل :بتأويل القربة أي ما القربة في أيام أفضل منها ،وهذا
القائل رد الوجه الول بأنه غلط لن الطفل يطلق على الجمع بخلف العمل.
قلت :وهو غلط لن العمل مصدر وإطلق المصدر على الجمع مما صرح به
غير واحد من أئمة العربية والتتبع شاهد صدق على ذلك قال تعالى } :إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات{ إنا ل نضيع أجر من أحسن عمل ً فقد قالوا
العائد إلى المبتدأ هو أن من أحسن هم المؤمنون أو شمول من أحسن لهم
ول يخفى أن المؤمنين يحسنون أعمال ً والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 326 :
ثم المتبادر من هذا الحديث عرفا ً أن كل عمل من أعمال البّر إذا وقع في
هذه اليام هو أفضل من نفسه إذا وقع في غيرها ،وهذا من باب تفضيل
الشيء على نفسه باعتبارين ،وهو
333
) (1/158
شائع كثير وأصل اللغة في مثل هذا الكلم ل يفيد الفضلية بل يكفي فيه
المساواة لن نفي الفضلية يصدق عند المساواة وهذا أوضح ،وعلى
الوجهين ل يظهر لستبعادهم المذكور بلفظ ول الجهاد كبير وجه إذ ل يستبعد
أن يقال الجهاد في هذه اليام أفضل منه في غيرها أو مساو للجهاد في
غيرها نعم .لو كان المراد أن العمل في هذه اليام مطلقا ً أي عمل كان
أفضل من العمل في غيرها مطلقا ً أي عمل كان حتى أدنى العمال في هذه
اليام أفضل من أعظم العمال في غيرها لكان الستبعاد في موقعه لكن
كون ذلك مرادا ً بمعزل عن اللفظ وعن النظر إلى الواقع وإلى ما يقتضيه
أدلة الشرع ،فلعل وجه استبعادهم إن الجهاد في هذه اليام يخل بالحج ،
فينبغي أن يكون في غير هذه اليام أفضل منه في هذه اليام ،وحينئذ ٍ قوله
صلى الله تعالى عليه وسلم إل رجل أي جهاد رجل بيان لفخامة جهاده ،
وتعظيم له بأنه قد بلغ مبلغا ً ل يكاد يتفاوت بشرف اليام والزمان وعدم
شرفها والله تعالى أعلم.
ثم قد قيل قوله فلم يرجع بشيء يستلزم أنه يرجع بنفسه ،وهذا مبني على
أن الصل رجوع النفي في الكلم إلى القيد مع بقاء أصل الفعل على حاله
لكن كثيرا ً ما يخالف هذا الصل سيما ههنا لن قوله بشيء نكرة في سياق
النفي ،فيشمل النفس والمال فيفيد الكلم أنه ل يرجع بل شيء والله تعالى
أعلم.
334
335
ّ
صلى م َ
ذي ِبال ُ ّ َ
ب العَلم ِ ال ِ
18ـ با ُ
قوله ) :ولول مكاني من الصغر ما شهدته( الجار متعلق بما بعده أي ما
شهدته لجل الصغر لول مكاني وقرابتي منه صلى الله تعالى عليه وسلم ل
يقال النفي يمنع التعلق لن ما في حيزة ل يتقدم عليه لنا نقول لو سلم
فيمكن تقديره ما شهدته قبل الجار واعتبار المذكور بيانا ً للمقدر فافهم .قوله
حتى أتى العلم غاية لما يفهم أي خرج حتى أنى.
) (1/159
م الِعيدِ
ساَء ي َوْ َ
لمام ِ الن ّ َ عظ َةِ ا ِ مو ْ ِب َ 19ـ با ُ
قوله ) :فلما فرغ نزل( لم يرد نزل من منبر ونحوه إذ ل منبر ثمة بل أراد
انتقل من مكانه ،
326
ولعل مكان النساء أسفل من مكان الرجال والله تعالى أعلم.
ن فداء أبي وأمي( قيل الجار متعلق بفداء قلت :ويمكن أن يعتبر قوله ) :لك ّ
خبر المحذوف والتقدير هو أي ما تعطين لكن من مقول بلل لهن والله تعالى
أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 326 :
337
338
ن َ ن ،وَ َ ّ
تن في الب ُُيو ِ
كا َ م ْ
ساُء ،وَ َ كذل ِ َ
ك الن ّ َ صلي رك ْعََتي ِ ب إ َِذا فات َ ُ
ه الِعيد ُ ي ُ َ 25ـ با ٌ
قَرىَوال ُ
ً
قوله ) :هذا عيدنا أهل السلم( أي :فجعل العيد عيدا لكل المسلمين ،
فينبغي أن يشارك الكل في سنن العيد ومن جملتها الصلة والله تعالى أعلم.
339
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 326 :
14ـ كتاب الوتر
ر
ب ما جاَء في الوَت ْ ِ 1ـ با ُ
) (1/160
قوله ) :صلة الليل مثنى مثنى( قيل :المراد به أنه يجلس على رأس كل
ركعتين فحسب لكن الصحيح أنه يسلم على رأس كل ركعتين لما في رواية
أحمد صلة الليل مثنى مثنى يسلم في كل ركعتين ،ولمسلم قيل لبن عمر
ما مثنى مثنى قال يسلم في كل ركعتين ول شك أن هذا التفسير إن لم يثبت
رفعه كما هو مقتضى رواية أحمد ،فقد ثبت وقفه على ابن عمر وهو راوي
الحديث فتفسيره يقدم على تفسير غيره ،وحينئذ ٍ تكون الواحدة التي هي
الوتر مفصولة عن ثنتين قبلها بسلم فثبت به أن الوتر ركعة واحدة ،وقد جاء
هذا في أحاديث متعددة قول ً وفعل ً ول يعارضه حديث نهي عن البتيراء لن
في إسناده من ضعف فل يصح أن يعارض الحاديث الصحاح وأّول بعضهم
البتيراء بأن يصلي بركوع ناقص وسجود ناقص أو يصلي واحدة ليس قبلها
شيء ول بعدها والله تعالى أعلم .فإن قلت :بماذا تتعلق الفاء في قوله فإذا
خشي إذ ل يرتبط بظاهر قوله صلة الليل مثنى مثنى فإنه إخبار عن صلة
الليل بأنها ينبغي أن تكون ركعتين ركعتين .قلت :بمقدر يفهم من الكلم أي
فيصلي المصلي كذلك إلى أن يخشى الصبح فإذا خشي الصبح صلى واحدة
أو ل حاجة إلى التقدير لن قوله صلة الليل مثنى مثنى لبيان كيفية صلة
الليل ،والمقصود به العمل بها فصار متضمنا ً للعمل فافهم.
340
ر
ت الوِت ْ ِساعا ِب َ 2ـ با ُ
قوله ) :كل الليل أوتر( المراد أجزاء الليل الصالحة لذلك وهي ما بعد العشاء
على البدلية
341
ً ً
فأحيانا صلى أول الليل وأحيانا وسطه وأحيانا آخره والله تعالى أعلم. ً
صل َت ِهِ وِْترا ً
خَر َ جَعل آ ِ
ب ل ِي َ ْ 4ـ با ٌ
قوله ) :اجعلوا آخر صلتكم( يستدل بصيغة المر ههنا ،وفي أحاديث أخر من
يقول بوجوب الوتر لكن يرد عليه أن صيغة المر في هذا الحديث للندب
قطعا ً إذ ل يقول أحد يجعل الوجوب آخر الصلة.
) (1/161
) (1/162
) (1/163
معارض بأحاديث ذكرها الشراح في الباب السابق فليحمل النفي في هذا
الحديث على صفة مخصوصة ،إما الرفع البليغ وإما على صفة اليدين في
ذلك اهـ .قسطلني.
353
َ
ن{م ت ُك َذ ُّبو َ
م أن ّك ُ ْ جعَُلو َ
ن رِْزقَك ُ ْ ل الل ّهِ ت ََعاَلى } :وَت َ ْ
ب قَوْ ِ
27ـ با ُ
قوله ) :باب قول الله تعالى وتجعلون رزقكم الخ( حاصل ما يفيده الحديث
المذكور في الباب أن الرزق هو المطر وهو نعمة كبيرة حقها أن يشكر الله
تعالى النسان عليها وقولهم بعد ذلك مطرنا بنوء كذا على معنى أن المؤثر
في وجوده هو الكوكب تكذيب ليجاد الله تعالى إياه ،وحيث أتوا به في
موضع الشكر فكأنهم جعلوا شكر هذا التكذيب ،وهذا معنى وتجعلون رزقكم
أي شكره أنكم تكذبون حيث تصغون التكذيب موضع الشكر والله تعالى
أعلم.
354
هّ ّ َ
مطُر إ ِل الل ُ مَتى َيجيُء ال َ َ
28ـ باب ل ي َد ِْري َ
قوله ) :باب ل يدري متى يجيء المطر( أي :ل يدري جوابه وهو تعيين وقت
المجيء وإل فنفس هذا الستفهام يدريه كل أحد بل مرجعه الجهل ل العلم
والله تعالى أعلم.
355
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 345 :
16ـ كتاب الكسوف
س
م ِ ش ْ ف ال ّ
سو ِ ُ
صل َةِ في ك ُ ب ال ّ 1ـ با ُ
) (1/164
قوله ) :صلى بنا ركعتين( استدل به من يقول صلة الكسوف كصلة النافلة ،
فإنه المتبادر من لفظ صلى ركعتين سيما وقد زاد النسائي كما تصلون ،
والصلة المعلومة لهم هي كالنافلة ،وقد أجاب من يقول بخلفه بحمله على
أن المعنى كما تصلون في الكسوف لن أبا بكرة خاطب بذلك أهل البصرة ،
وقد كان ابن عباس علمهم أنها ركعتان في كل ركعة ركوعان كما روي ذلك
ابن أبي شيبة وغيره وكذا استدل الولون بحديث النعمان ابن بشير وفيه
فجعل يصلي ركعتين ،وأجلب الخرون بأن المعنى ركوعين ركوعين في كل
ركعة توفيقا ً بين الحاديث وإطلق الركعة على الركوع في أحاديث باب
الكسوف كثير .وكذا استدلوا بحديث فإذا رأيتموهما فصلوا إذ المتبادر من
الصلة ما يكون كل ركعة منها بركوع ل بركوعين.
وأجاب الخرون بأن القول مبين بالفعل إذ هما كانا مقارنين فل يتبادر عند
ذلك من القول إل ما وقع به الفعل ورده الولون بأن البيان مضطرب
ومعارض بعضه ببعض ،فإنه جاء أن كل ركعة كانت بركوعين وثلثة وأربعة
إلى غير ذلك ،والحمل على تعدد الوقائع مشكل إذ لم يعهد وقوع الكسوف
مرارا ً كثيرة في قدر عشر سنين ،فسقط البيان للتعارض ،فبقيت الصلة
مطلقة فوجب حملها على المتعارفة والله تعالى أعلم.
356
قوله ) :لموت أحد ول لحياته( كأنهم كانوا يتوهمون أن مطلق الكسوف يكون
لحد المرين :إما لموت عظيم أو لولدته كما كانوا يتوهمون ذلك في
الشهب ،فعلى وفق ذلك التوهم توهموا أن هذا الكسوف لموت إبراهيم
فنفى صلى الله تعالى عليه وسلم بذلك كون مطلق الكسوف لموت أو
حياة ،ويحتمل أن ذكره للمبالغة في أنه ليس للموت على معنى أنه ل تعلق
له بموت أحد أصل ً ل بأن يكون له ول بأن يكون لمقابلة ومثله في موضع
المبالغة متعارف والله تعالى أعلم.
357
) (1/165
تف ْ
س َ
خ َ س أ َوْ َ
م ُ ت ال ّ
ش ْ ف ِ س َل :كَ َ
قو ُ هل ي َ ُب َ 5ـ با ٌ
قوله ) :باب هل يقول كسفت الشمس أو خسفت( مفاد الكلم أنه يصح
إستعمال كل
358
منهما في الشمس والقمر ،فأتى بالية لبيان استعمال الخسوف في القمر ،
وبالحديث لن أوله يفيد استعمال الخسوف في الشمس وآخره استعمال
الكسوف فيهما جميعا ً والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :ل يخسفان( بفتح الياء وسكون الخاء وكسر السين.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 356 :
359
ة
ماعَ ً
ج َف َ سو ِصل َةِ الك ُ ُب َ 9ـ با ُ
قوله ) :كعكعت( أي :تأخرت أو تقهقرت اهـ .قسطلني قوله ) :أفظع( أقبح
وأشنع
360
وأسوأ صفة للمنصوب ،وكاليوم قط اعتراض قوله ) :يكفرن العشير( الزوج
أي إحسانه ل ذاته.
ف
سو ِ ُ
ل في الك ُ معَ الّرجا ِ صل َةِ الّنساِء َ ب َ 10ـ با ُ
قوله ) :الغشي( من طول تعب الوقوف بفتح الغين وسكون الشين
المعجمتين آخره مثناة تحتية مخففة ،وبكسر الشين وتشديد المثناة مرض
قريب من الغماء قوله ) :تفتنون( أي :تمتحنون اهـ .قسطلني.
361
362
ف
سو ِ ب الذ ّك ْرِ في الك ُ ُ 14ـ با ُ
قوله ) :يخشى أن تكون الساعة( قد يقال هذه الخشية ل تنافي ما كان
معلوما ً عنده من تأخر الساعة إلى ظهور مقدمات وعلمات قبلها إما لن
غلبة الخشية والدهشة ،وفجأة المور العظام تذهل النسان عما يعلم وإما
لنه يجوز أن يكون ظهور المقدمات قبلها وتأخرها مشروطا ً عند الله تعالى
بشروط غير معلومة ،فمن الجائز تخلف بعض تلك الشروط وتقدم قيام
الساعة لذلك والله تعالى أعلم .والشراح حملوا ذلك على أنه خشي أن يكون
مقدمة من مقدمات الساعة وفيه أن وجوده صلى الله تعالى عليه وسلم من
مقدمات الساعة ،فمطلق المقدمة ل يوجب الخشية والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
363
364
365
) (1/166
) (1/167
قوله ) :فلم يسجد فيها( ليس فيه دليل لمن يقول بأنه ل سجود فيها أما على
قول عدم وجوب السجود ،فظاهر لجواز الترك حينئذ ٍ وأما على القول
بالوجوب فيجوز أنه أخره إلى وقت آخر ،ولم يأمر زيدا ً بذلك لصغره والله
تعالى أعلم.
368
َ ج ّ ّ َ َ
جود َ
س ُ
ب ال ّ
ج ِ
م ُيو ِ
لل ْ ه عَّز وَ َ
ن الل َ
ن َرأى أ ّ
م ْ
ب َ 10ـ با ُ
قوله ) :ولم يجلس لها( أي :ما قصد استماع السجود بأن جلس لجل
سماعها أي فهل عليه سجود ؟ فقال لو قعد لجل سماعها ،وقصد ذلك لما
كان عليه شيء فكيف إذا سمع ذلك اتفاقا ً ،وأما قول سلمان وعثمان ،
فيقتضي الوجوب على القاصد للسماع دون من سمع إتفاقا ً فهو دليل لمن
يقول بوجوب السجود في الجملة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 366 :
قوله ) :فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فل إثم عليه( استدل به على
عدم وجوب السجود بأن عمر قال ذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكر أحد
ذلك فصار إجماعا ً على عدم الوجوب ،ولعل من يقول بالوجوب يضعف هذا
الجماع بأن إنكار المختلف فيه غير لزم سيما إذا كان قائلة .إماما ً أو يحمل
قول عمر فمن سجد أي على الفور ،وقوله ومن لم يسجد أي على الفور بل
أخر إلى وقت آخر قوله ) :إل أن نشاء( أي :فل نسجد إل أن نشاء أو هو
369
بمنزلة الدليل على عدم الفتراض بأنه ما فرض إل أن يقال وقت المشيئة ،
ول فرض كذلك فل افتراض والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
370
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 366 :
18ـ كتاب تقصير الصلة
صَر
ق ُ
حّتى ي َ ْ
م َ
قي ُ
م يُ ِ َ
صيرِ ،وَك ْ
ق ِ
ب ما جاَء في الت ّ ْ
1ـ با ُ
) (1/168
قوله ) :وكم يقيم حتى يقصر( أي :أي قدر يقتصر على إقامته وأي حد ل
يزيد عليه في القامة حتى يصح له الستمرار على القصر الذي كان عليه
حالة السير ،فالمقصود تحديد القامة لصحة الستمرار على القصر والتحديد
في مثله لجل منع الزيادة ،فيكون ذلك قرينة على أن معنى كم يقيم أي كم
يقتصر عليه في القامة ،وقوله حتى يقصر أي لجل أن يصح له القصر حالة
القامة أو لجل أن يستمر على القصر الذي كان عليه في حالة السير وبهذا
رجع الكلم إلى ما ذكرنا من معناه.
قوله ) :فنحن إذا سافرنا تسعة عشر( أي :أقمنا في بلدة مسافرين غير
آخذين لها وطنا ً وصدر الحديث يدل على هذا المعنى.
قوله ) :فكان يصلي ركعتين ركعتين( كناية عن قصر الرباعية أو ركعتين
موضع أربع فإنها محل القصر أو فيما سوى المغرب ،وترك الستثناء لفظا ً
لظهوره 2.ـ
371
قوله ) :آمن ما كان( يمكن اعتباره صفة لحين أي صلى بنا حينا ً هو آمن
الكوان والله تعالى أعلم.
صل َةَ
صُر ال ّ
ق ُ ب ِفي ك َ ْ
م يَ ْ 4ـ با ٌ
قوله ) :ل تسافر المرأة( محمول على سفرها بل زوج ،وإل فسفر المرأة مع
الزوج هو الصل اهـ .سندي.
372
373
ه
ت بِ ِ حيُثما ت َوَ ّ
جهَ ْ ب ،وَ َ َ َ
صلةِ الت ّطوِّع عَلى الد َّوا ّ َ ب َ 7ـ با ُ
قوله ) :وحيثما توجهت به( الباء للتعدية والمراد بحيثما توجهت به أي في أي
جهة توجهه الدابة إليها.
374
375
َ َ َ
صلةِ وَقب ْلَهافرِ د ُب َُر ال ّ
س َ َ
م ي َت َطوّعْ في ال ّ َ
نل ْم ْ
11ـ باب َ
) (1/169
قوله ) :فلم أره يسبح( أشار بالترجمة إلى أنه محمول على النافلة المتصلة
بالفرائض ،فل ينافي ما ثبت في حديث ابن عمر من أنه رأى النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم صلى السجدة بالليل ونحوه ،ويدل على ما ذكره مورد
الحديث ففي مسلم أنه رأى ناسا ً قياما ً أي بعد صلة الظهر ،فأنكر عليهم ،
وقال لو كنت مسبحا ً لتممت وذكر بعده ما ذكره المصنف ،ولعل معنى لو
كنت مسبحا ً لتممت لو صليت النافلة على خلف ما جاءت السنة لتممت
على خلفها أي لو تركت العمل بالسنة لكان تركها لتمام الفرض أحب وأولى
من تركها لتيان النفل وليس المعنى لو كانت النافلة مشروعة لكان التمام
مشروعا ً حتى يرد عليه ما ذكر النووي من أن الفريضة متحتمة ،فلو شرعت
تامة لتحتم إتمامها ،وأما النافلة فهي إلى خيرة المصلي فل حرج عليه في
شرعها والله تعالى أعلم .ثم قوله فلو شرعت تامة يقتضي أن الفريضة في
السفر لم تشرع تامة وهو مخالف لمذهب النووي ،وإنما هو موافق لمذهب
أصحابنا الحنفية والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 371 :
376
377
عد ِ صل َةِ ال َ
قا ِ ب َ 17ـ با ُ
ً ً
قوله ) :إن صلى قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا الخ( حمله كثير من
العلماء على
378
) (1/170
التطوع ،وذلك لن أفضل يقتضي جواز القعود بل فضله ول جواز للقعود في
الفرائض مع عدم القدرة على القيام ،فل يتحقق في الفرائض أن يكون
القيام أفضل ،ويكون القعود جائزا ً بل إن قدر على القيام فهو المتعين وإن
لم يقدر عليه يتعين القعود أو ما يقدر عليه .بقي أنه يلزم على هذا الحمل
جواز النفل مضطجعا ً مع القدرة على القيام ،والقعود وقد التزمه بعض
المتأخرين لكن أكثر العلماء أنكروا ذلك وعدوه بدعة وحدثا ً في السلم
وقالوا ل يعرف أن أحدا ً صلى قط على جنبه مع القدرة على القيام ،ولو كان
مشروعا ً لفعلوه أو فعله النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولو مرة تبيينا ً
للجواز ،فالوجه أن يقال ليس الحديث بمسوق لبيان صحة الصلة وفسادها ،
وإنما هو لبيان تفضيل إحدى الصلتين الصحيحتين على الخرى ،وصحتهما
تعرف من قواعد الصحة من خارج .فحاصل الحديث أنه إذا صحت الصلة
قاعدا ً ،فهي على نصف صلة القائم فرضا ً كانت أو نفل ً ،وكذا إذا صحت
الصلة نائما ً فهي على نصف الصلة قاعدا ً في الجر ،وقولهم إن المعذور ل
ينتقص من أجره ممنوع ،وما استدلوا به عليه من حديث إذا مرض لعبد أو
سافر كذب له مثل ما كان يعمل وهو مقيم صحيح ل يفيد ذلك ،وإنما يفيد أن
من كان يعتاد عمل ً إذا فاته لعذر ،فلذلك ل ينتقص من أجره حتى لو كان
المريض والمسافر تاركا ً للصلة حالة الصحة والقامة ثم صلى قاعدا ً أو
قاصرا ً حالة المرض أو السفر ،فصلته على نصف صلة القائم في الجر مثل ً
والله تعالى أعلم.
379
380
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 371 :
19ـ كتاب التهجد
ل ّ
جد ِ ِباللي ِ
ب الت ّهَ ّ
1ـ با ُ
) (1/171
قوله ) :أنت الحق ووعدك الحق( الظاهر أن تعريف الخبر فيهما ليس
للقصر ،وإنما هو لفادة أن الحكم به ظاهر مسلم ل منازع فيه كما قال
علماء المعاني في قوله ووالدك العبد وذلك لن مرجع هذا الكلم إلى أنه
تعالى موجود صادق الوعد ،وهذا أمر يقول به المؤمن والكافر قال تعالى :
}ولئن سألتهم من خلق السموات والرض{ ليقولن الله ولم يعرف في ذلك
منازع يعتد به وكأنه لهذا عدل إلى التنكير في البقية حيث وجد المنازع فيها
بقي أن المناسب لذلك أن يقال وقولك الحق كما في رواية مسلم فكان
التنكير في رواية الكتاب للمشاكلة والله تعالى أعلم.
قوله ) :وبك آمنت( الظاهر أن تقديم الجار للقصر بالنظر إلى سائر من يعبد
من دون الله تعالى والله تعالى أعلم.
381
ل ّ
ل قَِيام ِ اللي ِ ض ِ ب فَ ْ 2ـ با ُ
قوله ) :فذهبا إلى النار( سيجيء ما ظاهره أنهما أرادا أن يذهبا به إلى النار
لكنهما ما ذهبا به إليها ،فحمل الذهاب ههنا على ظاهره وهناك على اللقاء
في النار والله تعالى أعلم .ويمكن أن يجعل ما سيجيء من باب الختصار من
بعض الرواة أي أرادا الذهاب بي فذهبا بي فتلقاهما الخ والله تعالى أعلم.
382
ض ري م لل
ِ َ ِ ِ َ ِ ِ م يا قال ك ر
ُ َْ ِ ت ب با 4ـ
قوله ) :قال احتبس الخ( هذا طرف من الحديث السابق فلذلك ذكره وإل فل
مناسبة له بالترجمة قوله ) :ماذا أنزل الليلة من الفتنة ماذا أنزل من
در إنزاله أو أوحى إليه بأنه سينزل والله تعالى أعلم. الخزائن( كأن المراد ق ّ
واِفل
ل َوالن ّ َ ّ
صل َةِ اللي ِ َ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ عَلى َ ض الن ّب ِ ّري ِ ح ِ 5ـ باب ت َ ْ
ب
جا ٍ ن َ
غيرِ ِإي َ م ْ
ِ
قوله ) :وهو يقول وكان النسان الخ( كأنه عد التمسك بالتقدير في دار
التكليف من الجدل المذموم لنه لو صح التمسك به
383
) (1/172
في هذه الدار لبطل دائرة التكليف بخلف التمسك به لمن خرج عن دار
التكليف إذا تاب عما ل يلم عليه من الفعل فإنه من الحتجاج الصحيح كما
قال فحج آدم موسى والله تعالى أعلم.
قوله ) :وما سبح رسول الله }صلى الله عليه وسّلم{ سبحة الضحى(
محمول على نفي رؤيتها كما جاء في بعض الروايات عنها أو على نفي
المداومة ،فل ينافي ما جاء عنها أنه كان يصلي حين يرجع عن السفر ،
ويحتمل أنها أخبرت أول ً بالنفي مطلقا ً على حسب ما زعمت ثم علمت أنه
كان يصليها حين الرجوع عن السفر بالسماع من غيرها فأخبرت بذلك والله
تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 381 :
م قَ َ
دماهُ حّتى ت َرِ َ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ َ ب قَِيام ِ الن ّب ِ ّ
6ـ با ُ
قوله ) :فيقال له فيقول الخ( أي :يقول له القائل أنت مغفور له ،فلي
سبب هذا الجتهاد ،وهذا بناء على أنهم يرون الجتهاد في العبادة لطلب
المغفرة فيرون أن من غفر له ل
384
يحتاج إلى الجتهاد ،فأرشدهم صلى الله تعالى عليه وسلم إلى أن الجتهاد
فيها قد يكون أداء لشكر ما أنعم الله تعالى به وحينئذٍ يزيد بزيادة النعم
والمغفرة من أجل النعم فتقتضي زيادة الجتهاد في العبادة ل تركه.
ر
ح ِ
س َ
عن ْد َ ال ّ
م ِ ن َنا َ
م ْب َ 7ـ با ُ
) (1/173
قوله ) :وكان ينام نصف الليل الخ( ظاهره أنه ينام النصف الول من الليل
ويقوم الثلث بعد النصف ،ويلزم منه أنه كان ينام متصل ً بغروب الشمس
وهذا بعيد غير متعارف وأيضا ً قد رغب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
الناس في هذا الفعل ،فلو فرض على هذا الوجه لما استقام ترغيب
المسلمين فيه أصل ً إذ ل يجوز لهم أن يناموا متصل ً بغروب الشمس إلى
نصف الليل ،فكأن المراد أنه كان ينام من حين ينام إلى نصف الليل ل أنه
يستوعب النصف الول بالنوم ،وإن كان ظرفية النصف بتقدير في يتبادر
منها الستيعاب ،ويجوز أن يحمل قوله ويقوم ثلثه على أنه يقوم شيئا ً من
أول الليل وشيئا ً من وسطه بحيث يبلغ الكل الثلث ،ويحتمل أن يعتبر النصف
والثلث والسدس من وقت النوم ل من تمام الليل .فإن قلت :فيلزم الجهالة
إذ لم يعلم أنه من أي وقت ينام .قلت :وقت النوم معتاد متعارف عند غالب
الناس فيحمل عليه ،فترتفع الجهالة والله تعالى أعلم.
385
ّ
صل َةِ اللي ِ
ل قَيام ِ في َ
ل ال ِ
ب طو ِ
9ـ با ُ
ً
قوله ) :كان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه السواك( أي :اهتماما ل
صلح الصلة وطلبا ً لدائها على أتم وجه وأحسنه ،ول شك أن التطويل
أحسن وأولى بالمراعاة من ذلك ،فمن يهتم بأمر الصلة على ذلك الوجه
يستبعد منه ترك التطويل ،فهذا وجه مطابقة الحديث الترجمة والله تعالى
أعلم.
386
387
خرِ الّلي ِ
ل نآ ِ صل َةِ ِ
م ْ عاِء َوال ّ
14ـ باب الد ّ َ
ً
قوله ) :ينزل ربنا( أي :نزول يليق بجنابه المقدس.
والحاصل أن التفويض والتسليم أسلم ،والقدر الذي قصد إفهامه معلوم ،
وهو أن الثلث الخير وقت استجابة وعموم رحمة ووفور مغفرة ،فينبغي
لطالب الخير أن يدركه ول يفوته فعلى النسان أن يقتصر على هذا القدر ول
يتجاوز عنه إذ ل يتعلق بأزيد منه غرض والله تعالى أعلم.
) (1/174
) (1/175
وأما ليل ً فغني عن البيان أو قد بين سابقا ً ؛ قيل :لم يستدل على ذلك بقوله
عليه الصلة والسلم صلة الليل مثنى مثنى بأن يستدل به على النهار
بالقياس لن القياس حينئذ ٍ يصير كالمعارض لمفهوم الحديث ،فإن مفهومه
أن صلة النهار ليست كذلك وإل سقطت فائدة تخصيص الليل ،فل يقبل
القياس ورد ّ بأن ذلك لو لم يكن تخصيص الليل في الحديث لفائدة أخرى ،
وأما إذا كان لفائدة أخرى ،فل مفهوم وفائدة التخصيص هو أن الليل محل
للوتر فينوهم قياس صلة الليل على الوتر فنص على الليل دفعا ً لذلك
القياس ،وإذا ظهرت للتخصيص فائدة سوى المفهوم فل مفهوم ،فيصبح
الستدلل بالقياس ؛ قلت :هذا تطويل بل طائل كثير إذ يكفي لنتفاء
المفهوم أن السؤال كان عن صلة الليل فقط .والتخصيص في الجواب إذا
كان مبنيا ً على التخصيص في السؤال فل مفهوم فافهم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 381 :
393
ّ
قوله ) :صليت مع رسول الله }صلى الله عليه وسلم{ الخ( الظاهر أن
المراد به المعية في مجرد المكان والزمان ل المشاركة والقتداء في الصلة
إذ القتداء في الرواتب غير معروف ،ويحتمل على بعد أنه اتفق المشاركة
أيضا ً والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
394
ر ج َ فال تي عْ كر في قرأ ُْ ي ما ب با 28ـ
ْ ِ َ ََ ُ َ ُ
قوله ) :باب ما يقرأ الخ( لم يذكر في الباب ما يدل على تعيين المقروء في
ركعتي الفجر بل ذكر ما يدل على تخفيف القراءة فيهما ،فلذلك قيل كلمة
ما للستفهام عن صفة القراءة أي هل هي طويلة أو قصيرة ؟ قلت :فعلى
هذا يجب اعتبار الفعل أعني يقرأ بمعنى المصدر إما بتقدير أن أو بدونها أي
ما القراءة أي ما صفتها فافهم.
395
قوله ) :هل قرأ الخ( بيان لكمال المبالغة في التخفيف ومثله ل يفيد الشك
في القراءة ول يقصد به ذلك والله تعالى أعلم.
396
) (1/176
فرِ
س َ
ضحى في ال ّ صل َةِ ال ّ ب َ 31ـ با ُ
قوله ) :قلت لبن عمر أتصلي الضحى( الحديث وإن كان في نفي صلة
الضحى مطلقا ً ،لكن استدل به على نفية في السفر ،واستدل بحديث
عائشة على نفية في الحضر لنه قد يمنع إطلقه بأن ابن عمر لعله ما اطلع
عليه بناء على أنه كان يصلي في البيت ثم استدل على إثباته في السفر
بحديث أم هانىء ،وعلى إثباته في الحضر بحديث أبي هريرة ،فصار حاصل
ما ذكر أن أمر صلة الضحى على التوسع ل حرج فيه ،فعل ول تركا والله
تعالى أعلم.
سعا ً
ضحى ،وََرآه ُ َوا َ ل ال ّص ّ م يُ َ َ
نل ْ م ْب َ 32ـ با ُ
قوله ) :أوصاني خليلي( إلى قوله ونوم على وتر .قلت :ليس المراد ظاهره
إذ النوم بعد الوتر غير مطلوب ،وإنما المراد لزمه وهو تقديم الوتر على
النوم فافهم .اهـ .سندي.
397
ب
مغْرِ ِ َ َ َ
صلةِ قب ْل ال َ 35ـ باب ال ّ
قوله ) :مرثد( بفتح الميم وسكون الراء وفتح المثلثة وقوله اليزني بفتح
المثناة التحتية
398
وبالزاي والنون نسبة إلى يزن بطن من حمير.
ة
ماعَ ًج َ
ل َ صل َةِ الن ّ َ
وافِ ِ ب َ 36ـ با ُ
قوله ) :على خزير( بفتح الخاء وكسر الزاي المعجمتين طعام قوله ) :فثاب(
بالمثلثة بعد
399
الفاء وموحدة بعد اللف أي جاء قوله ) :حتى أقفل( بضم الفاء أي أرجع قوله
) :فأهللت( أي :أحرمت .اهـ .قسطلني.
400
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 381 :
20ـ كتاب فضل الصلة في مسجد مكة والمدينة
ة
دين َ ِ
م ِ مك ْ َ
ة َوال َ جد ِ َ
س ِم ْصل َةِ في َ ل ال ّ ض ِب فَ ْ 1ـ با ُ
) (1/177
قوله ) :ل تشد الرحال( قال المحقق ابن حجر بضم أوله بلفظ النفي والمراد
النهي .قلت :يمكن جعله نهيا ً لفظا ً أيضا ً ،والفرق بحسب حركات الدال ،
فإن ضم فهو نفي ،وإن فتح أو كسر فهو نهي فكأنه كلم المحقق مبني على
الرواية والله تعالى أعلم .لكن قد يقال إن ضم فهو يحتمل النفي والنهي .فل
تتم الرواية أيضا ً فتأمل .ثم تقدير الكلم ل تشد الرحال إلى مسجد إل إلى
ثلثة مساجد ،فل يرد شد الرحال إلى التجارة أو تحصيل العلم أو غيرهما ،
وشد الرحال كناية عن السفر ل مطلق الركوب بل سفر ،فل يرد الشكال
بذهاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أو أهل المدينة إلى مسجد قباء إذ
مثله ل يسمى سفرا ً والله تعالى أعلم.
401
كبا ً ً
شيا وََرا ِ ُ
جد ِ قَباٍء ما ِ س ِم ْ
ن َب إ ِت َْيا ِ
4ـ با ُ
ً
قوله ) :راكبا وماشيا( الواو إما بمعنى أو أو بمعناها ،والجمع باعتبار اجتماع ً
المرين بالنظر إلى مطلق الزيارة أي كان يزوره راكبا ً تارة وماشيا ً أخرى ،
وإن كان بالنظر إلى خصوص كل زيارة ل يكون إل أحدهما والله تعالى أعلم.
402
س
قد ِ ِم ْ
ت ال َ جدِ َبي ِ
س ِ م ْ ب َ 6ـ با ُ
قوله ) :الفطر والضحى( تخصيصهما لكونهما الصل ،وأيام التشريق من
توابع الضحى .اهـ .سندي.
403
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 401 :
21ـ كتاب العمل في الصلة
ةَ
صل ِ لم في ال ّ ن الك َ َ م َ 2ـ باب ما ي ُْنهى ِ
قوله ) :فأمرنا بالسكوت( أي :بترك ذلك الكلم الذي كنا نتكلم ،وإل
فالصلة محل
404
405
للذكر فل يتصور فهيا أن يأمر الناس بالسكوت والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
صل َ ِ
ة م وَل َد َ َ ُ ب إ َِذا د َعَ ِ
ها في ال ّ ت ال ّ 7ـ با ُ
) (1/178
قوله ) :باب إذا دعت الم ولدها في الصلة( أي :يجيب كما يدل عليه حديث
الباب ،وأما بقاء الصلة بعد الجابة فل يدل عليه الحديث ،والستدلل به
مبني على أن شرع من قبلنا شرح لنا ما لم يظهر خلفه والله تعالى أعلم.
406
407
ةَ
صل ِ ق َوالّنفِخ في ال ّ صا ِن الب ُ َ
م َجوُز ِب ما ي َ ُ 12ـ با ُ
قوله ) :باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلة( كاملة ما يحتمل أن
تكون استفهامية أي أيّ قسم يجوز من أقسام البصاق والنفخ أو موصولة أي
باب القسم الذي يجوز من أقسام البصاق والنفخ ،ولكن فيه أن ما ذكره في
الكتاب ،وإن علم منه في البصاق ما يجوز وهو ما
408
في اليسار ،وما ل يجوز بمعنى ما يحل وما يحرم لكن لم يعلم في النفخ
ذلك ،فالوجه أن يجعل النفخ عطفا ً على ما يجوز ل على البصاق أي وباب
النفخ أو يجعل ما موصولة ومن في قوله من البصاق بيانية ،ونعتبر الجواز
في مقابلة الفساد ل في مقابلة الحرمة .والحديث يفيد أن البصاق مطلقا ً ل
يفسد الصلة ،فإن الذي نهى عنه ما نهى عنه لكونه مفسدا ً للصلة بل لكونه
وز البصاق في اليسار ،ولو كان مفسدا ً لما منافيا ً لحالة المناجاة ،ولذلك ج ّ
وز ،فالحاصل أن كل ً من البصاق والنفخ وإن كان يظهر به بعض الحروف ، ج ّ
فهو غير مفسد للصلة نعم البصاق إلى القبلة أو اليمين ل يحل لمنافاته
لمقتضى المناجاة ل لفساد الصلة هذا ما يقتضيه ظاهر عبارة المصنف والله
تعالى أعلم .بحقيقة الحال .اهـ .سندي.
ْ َ َ َ صّلي :ت َ َ
م ،أوِ ان ْت َظ ِْر َ ،فان ْت َظَر ،فَل ب َأ َ
س قد ّ ْ م َ ب إ َِذا ِقي َ
ل ِلل ُ 14ـ با ٌ
) (1/179
قوله ) :باب إذا قيل للمصلي الخ( ل يلزم منه أن يقال له ذلك في الصلة
حتى يقال ل دللة في الحديث على ذلك بل هو أعم من القول له في الصلة
أو خارجها ،والمقصود أن مراعاة المصلي في الصلة حال غيره أو إطاعته
بعض أوامره في الصلة ل يبطل الصلة والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 404 :
409
410
ةَ
صل ِ
شيَء ِفي ال ّ ج ُ
ل ال ّ ّ
فكُر الّر ُ 18ـ باب ي ُ َ
ً
قوله ) :باب يفكر الرجل( أي :الشخص أعم من أن يكون رجل أو امرأة أو
الرجل والمرأة وغيرهما من الصغار من التوابع ،فاكتفى بذكر الصل ثم
الظاهر أن مراده أن التفكر ل يبطل الصلة نعم ما ل يتعلق بالصلة ،فترك
التفكر فيه مهما كان مطلوب .اهـ .سندي.
411
قوله ) :فقلت لم تشهدها( الظاهر أنه بتقدير الستفهام أي ألم تشهدها ،
وذلك ليتبين أن عدم معرفته كان لعدم حضوره الصلة أو لجل ذهوله عنها ،
فلما قال بلى تعين أنه كان للذهول وبه تبين الفرق بين أبي هريرة وغيره
بالذهول وعدمه وهو تسبب إكثار أبي هريرة دون غيره ؛ وقيل :في معنى
قوله لم تشهدها أي شهودا ً تاما ً وكأنه بناه على أنه إخبار فل بد من التقييد
ليكون صادقا ً ،ول يخفى أن قوله بلى ل يناسب الخبار فتأمل.
412
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 404 :
22ـ كتاب السهو
َ
جودِس ُ
ل ُمث ْ َ
نِ ،جد ََتي ِ
س ْ
جد َ َ ث ،فَ َ
س َ َ
ن ،أوْ ِفي ث َل ٍ ْ سل ّ َ
م ِفي َركعََتي ِ 3ـ باب إ َِذا َ
لصل َةِ أ َوْ أ َط ْوَ َ
ال ّ
قوله ) :أحق ما يقول قالوا نعم( ل يخفى أن قوله نقصت الصلة وهو
المذكور في هذه
413
) (1/180
الرواية ليس بحق ،فل يصح هذا الجواب بالنظر إليه ،فجوابهم بذلك مبني
على ما سيجيء وبالجملة ففي هذه الرواية وقع في السؤال اختصار من
الرواة ،والجواب مبني على ما كان عليه السؤال بالحقيقة ،ويمكن إخراج
الجواب على هذه الرواية بالنظر إلى لزم السؤال أي هل وقع مني ما
يقتضي هذا السؤال ،وأما حمل النقصان في الصلة على ما يعم النقصان
بوحي من الله تعالى أو بنسيان منه صلى الله تعالى عليه وسلم ليندرج فيه
السؤال بتمامه أعني أقصرت الصلة أم نسبت ،فذاك مفسد للستفهام إذ
هذا العام واقع عند ذي اليدين قطعا ً ،وإنما الشك بالنظر إلى خصوص
النقصان من حيث الوحي أو النسيان كما ل يخفى والله تعالى أعلم.
و
سهْ ِ
ي ال ّ جد َت َ ِ
س ْشهّد ْ في َ ن لَ ْ
م ي َت َ َ بم ْ 4ـ با ُ
قوله ) :قال ليس في حديث أبي هريرة( كأن المصنف بنى الستدلل بذلك
على أن مقصود الصحابة بذكر هذه الخبارات تحقيق الحكام الشرعية ل بيان
القصص ،فعدم ذكرهم مثل هذا الشيء الذي لو كان لما تم الحكم الشرعي
بدونه دليل عدمه والله تعالى أعلم.
414
و
سهْ ِي ال ّ جد َت َ ِ ن ي ُك َب ُّر ِفي َ
س ْ م ْ
5ـ باب َ
) (1/181
قوله ) :فقال لم أنس ولم تقصر( أحسن ما ذكروا في الجواب أن هذا الخبر
خبر بحسب ظنه أو هو كناية عن إني لم أشعر بشيء منهما لن عدم الشيء
يستلزم عدم الشعور به ،واعتبار الظن في الخبار أو جعله كناية عن عدم
الشعور غير بعيد ،فإن أكثر الخبارات في مجرى العرف إنما هي مبنية على
الظنون حتى اشتبه على العلماء بسبب ذلك حقيقة الصدق والكذب ،فذهب
كثير منهم إلى أن مدارهما على مطابقة العتقاد وعدمه ،وسواء اعتبرنا بناء
الخبر على الظن أو اعتبرناه كناية عدم الشعور فهو خبر صادق قطعا ً ل يقال
سؤال ذي اليدين عن الواقع فكيف يطابقه الجواب على تقدير الظن مثل ً لنا
نقول ليس معنى الجواب على هذا الجواب نفي الظن نفسه بل نفيهما
بحسب الواقع في الظن أي أظن أنهما ليسا بواقعين في الخارج ل أنه ليس
لي ظن بوجوهما في الخارج ،وإن كان بعض منهما في الخارج.
والحاصل إنه جواب بتعلق الظن بعدمهما في الخارج ل أنه جواب بأن ظنه لم
يتعلق بهما وغير المطابق .اهـ .الثاني دون الول ،فإن الول متعارف في
مجاري العرف قطعا ً والفرق بين الوجهين يحصل عند التأمل والله تعالى
أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 413 :
23ـ كتاب الجنائز
هّ ّ
ه إ ِل الل ُ َ
مه :ل ِإل َ َ َ
خُر كل ِ
نآ ِ
ن كا َ ب ِفي اَلجَنائ ِزِ ،وَ َ
م ْ 1ـ با ٌ
) (1/182
قوله ) :باب ما جاء في الجنائز ومن كان آخر كلمه ل إله إل الله( الجنائز
جمع جنازة بالفتح والكسر لغتان للميت ؛ وقيل :بالكسر للنعش وبالفتح
للميت ،والمراد ههنا الميت وقوله ومن كان آخر كلمه الخ عطف على
الجنائز بمنزلة التفسير فصار المعنى باب ما جاء فيمن كان آخر كلمه ل إله
إل الله ؛ وقيل :مراده بقوله من كان آخر كلمه ذكر حديث رواه أبو داود
بإسناد حسن ،والحاكم بإسناد صحيح إل أنه حذف جواب من وهو دخل
الجنة .قلت :ول يخفي بعده ثم إنه جعل هذه الترجمة كالشرح لحاديث
الباب ،وأشار بها إلى حمل أحاديث الباب على من كان آخر كلمه ل إله إل
الله ،وطريق حمله أن يجعل قوله ل يشرك بالله كناية عن التوحيد بالقول
وهي جملة حالية ،فتفيد مقارنة الموت بالتوحيد باللسان وطريق تلك
المقارنة هو أن يكون آخر كلمه ل إله إل الله كما جاء في حديث أبي داود
والحاكم ،وهذا مسلك دقيق لتأويل أحاديث الباب يغني عما ذكروا في تأويلها
من حمل قوله دخل الجنة على دخوله ولو بالخرة وهو بعيد غير مستقيم إذ
وة وغيرها الجنة إذا لم
يلزم أن يدخل جاحد النب ّ
419
يشرك بل يلزم أن من لم يشرك ولم يوحد بأن كان شاكا ً مثل ً يدخل الجنة ،
فل بد من تأويل آخر وهو جعل قوله ل يشرك بالله شيئا ً كناية عن نفي مطلق
الكفر فافهم .ول يخفى أنه يحمل دخول الجنة على ما فهمه المصنف على
الدخول ابتداء كما هو المتبادر إذ ل يستبعد أن يكون إجراء الله تعالى هذه
الكلمة السعيدة على لسانه في هذه الحالة من علمات أنه سبقت له
المغفرة من الله تعالى والرحمة فيكون أهل هذه الكرامة من الذين قال الله
تعالى } :فيهم إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون{ والله
تعالى أعلم.
) (1/183
والعجب ممن قال كأن المؤلف أراد أن يفسر معنى قوله من كان آخر كلمه
الخ بالموت على اليمان مطلقا ً ؛ قلت :ول يخفي ما فيه أما أول ً فلن حمل
قوله من كان آخر كلمه على هذا المعنى بعيد جدا ً ،وأما ثانيا ً فلنه مخالف
للمعهود إذ المعهود وضع الترجمة شرحا ً للحديث أو مسئلة يستدل عليها
بالحديث ل وضع الترجمة ليكون الحديث شرحا ً لها ،وأما ثالثا ً فلن حديث
أبي ذر ونحوه معلوم بالشكال محتاج إلى التأويل بخلف حديث من كان آخر
كلمه ،فينبغي أن يحمل حديث أبي ذر ونحوه على حديث من كان آخر كلمه
ليزول به الشكال ،وأما حمل حديث من كان آخر كلمه على حديث أبي ذر
ونحوه فهو ما يزيد الشكال ،فأي فائدة في هذا الحمل والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
ً
قوله ) :وقلت أنا من مات الخ( كأن ابن مسعود ما بلغه هذا اللفظ مرفوعا ،
وإل فقد صح هذا اللفظ من حديث جابر مرفوعا ً وكأنه أخذه من مفهوم
الخلف بناء على إنحصار الدار بين الجنة والنار ؛ وقيل :أخذه من كون
الشرك سببا ً لدخول النار وانتفاء السبب يوجب انتفاء المسبب ،وعند انتفاء
النار تعين دخول الجنة لنتفاء دار أخرى ،ول يخفى أن الحديث ل يفيد
انحصار السببية في الشرك ،فيجوز وجود سبب آخر لدخول النار والله تعالى
أعلم.
420
ُ
ه ج في ك َ َ
فن ِ ِ ت إ َِذا أد ْرِ َ
مو ْ ِ ل عََلى اَلمي ّ ِ
ت ب َعْد َ ال َ خو ِ
ب الد ّ ُ
3ـ با ُ
) (1/184
قوله ) :باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه( كأنه أراد به
أن يكون مدرجا ً حقيقة أو في حكم المدرج المقصود أنه ل ينبغي الدخول
عليه بل ساتر خشية أن يطلع منه على ما يكره الطلع عليه ،فل يشكل أن
دخول أبي بكر كان قبل التكفين بل قبل الغسل ،فل يوافق الترجمة ،وأما
حديث جابر فحمل الستدلل هو نهي الصحابة عن الكشف وتقرير النبي
صلى الله تعالى عليه وسلم إياهم على النهي.
421
قوله ) :ما يفعل بي( قال الحافظ :ابن حجر هكذا هو المحفوظ في رواية
ليث فما ذكره بعض الرواة في رواية ليث ما يفعل به فهو غلط ،ولذلك ذكر
المصنف عقب رواية ليث رواية نافع ،وذكر أن فيها ما يفعل به تنبيها ً على
الختلف ثم قالوا هذا كان قبل نزول قوله تعالى } :ليغفر لك الله الية{
وكان أول ً ل يدري لن الله لم يعلمه ثم درى بعد أن أعلمه الله تعالى ،وهذا
معنى ما قيل إنه منسوخ وحاصله أنه خبر عن شيء قد زال ،فما قيل عليه
أن الخبر ل يدخله النسخ ليس بشيء على أن هذا الخبر مما تعلق به المر
في قوله تعالى } :قل ما كنت بدعا ً من الرسل{ وما أدري ما يفعل بي ول
بكم ،فيجوز تعلق النسخ به بالنظر إلى ذلك المر فافهمl.
422
ه َ َ َ
س ِ
ت ب َِنف ِ
هل المي ّ ِ
ل ي َْنعى إ ِلى أ ْ
ج ِ
ب الّر ُ
4ـ با ُ
قوله ) :باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه( المراد بأهل الميت الناس
مطلقا ً ومفعول ينعي محذوف أي ينعي الميت إلى الناس أو يخبرهم بموته
بنفسه ،ويواجههم به ول يحتاج إلى أن يبعث من يحكي عنه هذا الخبر وإن
كان هذا الخبر ل يخلو عن إيراث حزن وسوء للسامعين.
ة
جَناَز ِ ب ال ِذ ْ ِ
ن ِبال َ 5ـ با ُ
قوله ) :باب الذن بالجنازة( قلت :القرب اليذان بمعنى العلم ،وأما الذن
فالظاهر أنه بمعنى العلم وهو غير مناسب.
) (1/185
) (1/186
الواو المفيدة للجمع وهي تنصب المضارع بعد النفي كالفاء ،والمعنى ل
يجتمع موت ثلثة من الولد ،وولوج نار إل تحلة القسم ،وللعلماء ههنا كلمات
بعيدة منها ما ذكره الحافظ ابن حجر حيث قال إن السببية حاصلة بالنظر إلى
الستثناء لن الستثناء بعد النفي إثبات ،وكأن المعنى أن تخفيف الولوج
مسبب عن موت الولد وهو ظاهر لن الولوج عام ،وتخفيفه يقع بأمور منها
موت الولد بشرطه انتهى .ول يخفى أنا إذا صححنا السببية بالنظر إلى
الستثناء ،فل بد من اعتبار الستثناء أو ل قبل جعله جوابا ً ليصلح بذلك أن
يكون جوابا ً ،وحينئذ ٍ يكون الستثناء معتبرا ً معه قبل أن يصير جوابا ً واقعا ً في
حيز النفي ،فل يكون الستثناء إل من الثبات ل من النفي ،فيفيد الكلم أنه
يلج النار إل تحلة القسم وهو خلف المطلوب ثم إذا جعلنا هذا المعنى جوابا ً
للنفي مسببا ً عما دخل عليه النفي كما هو دأب الجواب يلزم أن هذا المعنى
منتف لنتفاء ما دخل عليه النفي كما ل يخفى ذلك على من تأمل في نظائره
ومنها قوله تعالى } :ل يقضي عليهم فيموتوا{ فيلزم أن ل يتحقق موت ثلثة
ولد حتى يترتب عليه دوام الولوج إل تحلة القسم كما ل يتحقق القضاء عليهم
حتى يترتب عليه موتهم ،ول يخفي أنه فاسد جدا ً فافهم.
425
426
427
ن َ
ض ِللكفَ ِ
ب الِبي ِ ّ
ب الثَيا ِ
18ـ با ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
قوله ) :سحولية( بفتح السين وتشديد المثناة التحتية نسبة إلى السحول وهو
القصار لنه يسحلها أي يغسلها أو إلى سحول قرية باليمن ؛ وقيل :بالضم
اسم لقرية أيضا ً ،وقوله من كرسف بضم أوله وثالثة أي قطن وصحح
الترمذي والحاكم من حديث ابن عباس مرفوعا ً البسوا ثياب البياض ،فإنها
أطيب وأطهر وكفنوا فيها موتاكم اهـ .قسطلني.
428
) (1/187
ص
مي ٍ ن ب َِغيرِ قَ ِ ن كُ ّ
ف َ م ْ ف ،أ َوْ ل َ ي ُك َ ّ
ف ،وَ َ ص ال ّ ِ
ذي ي ُك َ ّ مي ِ ق ِن في ال َ ب الك َ َ
ف ِ 22ـ با ُ
قوله ) :فقال أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين( فإن قلت :كيف
لعمر أن يقول أو يعتقد ذلك ،وفيه إتهام للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم
بارتكاب المنهي عنه قلت :لعله جوز النسيان والسهو ،فأراد أن يذكره
ذلك ،ويمكن أن يقال قوله أليس الله نهاك ليس لتقرير النهي بل للتردد بين
النهي وعدمه ليتوسل به إلى فهم ما ظنه نهيا ً ،وأما ما يشعر به كلم بعضهم
أن النهي كان متحققا ً لن الصلة استغفار للميت ،وقد نهى صلى الله تعالى
عليه وسلم عن الستغفار للمشركين لقوله تعالى } :ما كان للنبي والذين
آمنوا أن يستغفروا للمشركين{ فليس بشيء إذ ل يلزم من كون الميت
منافقا ً أن يكون مشركا ً ،والظاهر أن الحكم كان في حق المشركين وهو
النهي ،وفي حق المنافقين التخيير ثم نزل المنع والنهي والله تعالى أعلم.
قوله ) :بعد ما دفن فأخرجه( هذا الحديث مخالف لحديث عمر السابق سيما
رواية ابن
429
عباس عن عمر كما ذكرها الترمذي وصححها ،ففيها دعي صلى الله تعالى
عليه وسلم للصلة عليه ،فقام إليه إلى أن قال ثم صلى عليه ومشى معه
فقام على قبره حتى فرغ منه فإنه صريح في أنه صلى الله تعالى عليه
ف بعضهم في التوفيق وسلم كان مع الجنازة إلى أن آتى به القبر ،وقد تكل ّ
بما ل يدفع اليراد بالكلية والله تعالى أعلم.
ل
ما ِ ميِع ال َج ِن َم ْ
ن ِ
ف ُ ب الك َ َ 25ـ با ُ
قوله ) :فلم يوجد له ما يكفي فيه إل بردة( أي :فكفن فيه والتكفين فيه من
غير بحث ،
430
وتفتيش عن كون البرد المذكور يبلغ الثلث أم ل دليل على أن الكفن من كل
المال ،وقال القسطلني وقوله إل بردة موضع الترجمة لن الظاهر أنه لم
يوجد ما يملكه إل البردة المذكورة اهـ .والله تعالى أعلم.
) (1/188
ي }صلى الله عليه وسّلم{ فَل َ ْ
م ي ُن ْك َْر ن الن ّب ِ ّ
م ِن في َز َ ست َعَد ّ الك َ َ
ف َ نا ْ م ِب َ
28ـ با ُ
عََلي ِ
ه
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
قوله ) :باب من استعد الكفن( قال القسطلني أي أعده وليست السين
للطلب انتهى.
قوله ) :فيها حاشيتها( الظاهر أن المطلوب إفادة أنها كانت ذات حاشية وهي
ما يكون طرفاها على غير لون الوسط والله تعالى أعلم.
431
جَها َ
مْرأةِ عَلى َ َ
غيرِ َزوْ ِ حد ّ ال َ
ب َ 30ـ با ُ
قوله ) :فتمسحت به الخ( ل يخفى أن مقتضى الحديث أنها ل تترك الزينة
والطيب فوق ثلث ليال للحداد على الميت إذا كان الميت غير الزوج ،ول
يلزم منه أن تستعمل الطيب أو الزينة بعد ثلث ليال ،فكأن مراد أم عطية
وغيرها من أزواج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم باستعمال الطيب دفع
الشبهة ظاهرا ً ،والتجنب عن شبه الحداد يقتضي استعمال الطيب أو الزينة
والله تعالى أعلم.
ً
قوله ) :إل على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا( وهذه الزيادة
صريحة في
432
الوجوب ،فإن خبر الشارع يحمل عليه وبه اندفع ما قيل إن مفهوم إل على
زوج أنه يحل لها الحداد ،فإين الوجوب قال القسطلني :أجيب بكفاية
الجماع على الوجوب ،وأيضا ً جاء نهي صريح عن الكحل وغيره ،ولعله سند
للجماع ولبي داود ل تحد المرأة فوق ثلث إل على الزواج فإنها تحد أربعة
أشهر وعشرا ً ،فهذا أمر بلفظ الخبر انتهى .قلت :يكفي رواية الكتاب عما
ذكر من رواية أبي داود إل أن يقال غرضه بيان موافقة رواية أبي داود لرواية
الكتاب والله تعالى أعلم.
ويحتمل أنه زعم أن رواية الكتاب تحتمل التأويل بأن يقال معنى فإنها تحد أي
يحل لها أن تحد بقرينة الكلم السابق بخلف رواية أبي داود والله تعالى
أعلم.
) (1/189
قوله ) :ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الخر تحد على ميت( هو فاعل ل
يحل على أنه من وضع الفعل موضع المصدر بتقدير أن أو بدونه ومثله قوله
تعالى } :ومن آياته يريكم البرق{ وقوله أربعة أشهر وعشرا ً معمول لمقدر
أي فإنها تحد بقرينة الرواية السابقة والسوق وليس من جملة المستثنى حتى
يقال إنه استثناء شيئين عن شيئين بحرف واحد بأن يقال على زوج مستثنى
من على ميت وأربعة أشهر وعشرا ً مستثنى من فوق ثلث ،وقد صرحوا
بمنعه وعلى هذا فهذه الرواية بواسطة هذا المقدر أيضا ً من أدلة وجوب
العدة والله تعالى أعلم.
قُبوِر
ب ِزياَرةِ ال ُ
31ـ با ُ
ً
قوله ) :فلم تجد عنده بوابين( لعل أنسا ساق هذا الحديث لفادة ما كان عليه
النبي }صلى الله عليه وسّلم{
433
من التواضع ،فذكر أنها ما عرفته أو ل إذ ليس من شأنه المتياز عن آحاد
الناس في المشي حتى يعرف به كما هو شأن أكابر الدنيا ثم حين جاءت إلى
الباب فما وجدت مانعا ً يمنعها عن الوصول إليه كما يوجد على أبواب أهل
الدنيا والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
ض ُبكاِء
ت ب ِب َعْ ِ
مي ّ ُ ي }صلى الله عليه وسّلم{ " :ي ُعَذ ّ ُ
ب ال َ ب قَوْ ِ
ل الن ّب ِ ّ 32ـ با ُ
َ
ه
سن ّت ِ ِ
ن ُ
م ْ
ح ِ
ن الن ّوْ ُ ه" إ َِذا كا َأهْل ِهِ عََلي ِ
) (1/190
قوله ) :إذا كان النوح من سنته( أي :سنة الميت أو الهل وإفراد الضمير
لمراعاة اللفظ ومرجع الوجهين واحد وهو أن الميت قد عود أهله في حياته
بالبكاء على الموات والنياحة عليهم ورضي به وأقرهم على ذلك إذ اعتياد
الهل عادة ل يكون إل بتسامح صاحب البيت في أمرهم وتقريرهم عليه ،
وإذا كان كذلك ووقع من الهل البكاء والنياحة عليه يصير كأن الميت ما
وقاهم عن هذه المعصية ،ولم يراعهم كما ينبغي ويصير كمن سن لهم ذلك
فيصير عاصيا ً فيعذب لذلك قوله ) :وما يرخص من البكاء( عطف على أول
الترجمة.
434
قوله ) :لم يقارف الليلة( أي :لم يجامع قيل قال ذلك تعريضا ً بعثمان فإنه
جامع تلك الليلة ،فلم يستحسنه صلى الله تعالى عليه وسلم لما فيه من
الغفلة عن حال أهل البيت مع أنها من بناته صلى الله تعالى عليه وسلم
ومقتضاه شدة الهتمام بأمرها ثم قيل لعل وقوع مثل هذا من عثمان لعذر
في ذلك إذ يحتمل أنه طال مرضها فاحتاج إلى الوقاع ،ولم يكن يظن أنها
تموت تلك الليلة وليس في الخبر ما يقتضي أنه واقع بعد موتها أو بعد
احتضارها والله تعالى أعلم.
435
ً
قوله ) :إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه( كأنها فهمت أن معنى هذا
الحديث هو أن الله يزيد الكافر عذابا ً جزاء لكفره كما قال تعالى } :فلن
نزيدكم إل عذابًا{ إل أن الله أجرى عادته بإظهار الزيادة عند البكاء فصار كأن
البكاء سبب للزيادة ل أن الزيادة جزاء للبكاء ،ول يتصور مثل ذلك في
تعذيب المؤمن بسبب البكاء ،فصار هذا الحديث على فهمها غير مخالف
لقوله تعالى } :ول تزر وازرة وزر أخرى{ بل هو موافق لقوله تعالى } :فلن
نزيدكم إل عذابًا{ بخلف حديث تعذيب المؤمن فل يرد أن هذا الحديث
مخالف لظاهر قوله تعالى } :ول تزر وازرة وزر أخرى{ فما بالها تثبته ،
وتبطل الحديث الخر بالمخالفة فافهم.
) (1/191
قوله ) :والله هو أضحك وأبكى( ليس المراد بذلك أن الخالق هو الله تعالى ،
فل يعاقب العبد بذلك أصل ً بل المراد أن الله تعالى أضحك الحي فل يؤاخذ
بذلك الميت ،ويحتمل أن يقال مراده بيان أن عذاب الميت ببكاء الهل ل
وجه له أصل ً ل عقل ً ول شرعا ً أما عقل ً فلن الفعل مخلوق لله تعالى ،فل
يتجه عذاب العبد به أصل ً من قام به ول غيره لول الشرع ،وأما
436
شرعا ً فلن الشرع ما ورد إل بعذاب من قامت به المعصية ل بعذاب غيره ،
فل يصح القول بعذاب الميت ببكاء أهله ،فإلى الول أشار ابن عباس بقوله
والله أضحك وأبكى بعد أن نقل عن عائشة ما يكون فيه إشارة إلى الثاني
أعني قوله تعالى } :ول تزر وازرة وزر أخرى{ وهذا الوجه أدق وعلى
الوجهين ل يرد أن هذا الكلم يقتضي أن ل يعذب أحد بفعل أصل ً ل الفاعل ول
غيره لن الخالق مطلقا ً هو الله تعالى .بقي أنه قد صح تحميل الظالم ذنوب
المظلوم بعد أن تقسم حسناته بين المظلومين ،فإذا فرغت توضع سيئات
المظلومين عليه ،فما معنى قوله تعالى } :ول تزر وازرة وزر أخرى{ قلت :
لعل معناه أن الله تعالى ل يعاقب أحدا ً ول يعذبه بذنب غيره ل أن يحمل عليه
ذنب غيره جزاء له على عمله وبينهما فرق.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
والحاصل أنه تعالى ل يؤاخذ أحدا ً بذنب غيره ابتداء ،ويمكن أن يؤاخذه بعد
تحميل عمل الغير إياه بناء على أن أعماله تقتضي التحميل جزاء عليها ،ومن
ن سنة سيئة الحديث وحديث لنه أول من سن القتل وقوله هذا القبيل من س ّ
تعالى } :وليحملن أثقالهم وأثقال ً مع أثقالهم{ فافهم.
ت حةِ عََلى ال َ
مي ّ ِ ن الن َّيا َ ب ما ي ُك َْره ُ ِ
م َ 33ـ با ُ
) (1/192
قوله ) :إن كذبا ً علي ليس ككذب على أحد( الظاهر أن الكاف للمماثلة
بمعنى المساواة وكثيرا ً ما تجيء الكاف للمساواة ،والمطلوب من نفي
المساواة إثبات الشدية والغلظية والله تعالى أعلم .وقيل بل معناه أنه ليس
مثله في السهولة ،فيكون دونه في السهولة ،وما يكون أقل سهولة يكون
أكثر شدة فيكون مدخول الكاف أعلى في وجه الشبه الذي هو السهولة قلت
:ويمكن أن يجعل وجه الشبه خفة الثم ،فيقال ليس مثله في خفة الثم
فيكون الكذب على الغير أكثر خفة بالنظر إلى الشرك ،والكذب عليه صلى
الله تعالى عليه وسلم أقل خفة ،وما يكون أقل خفة يكون أكثر شدة لكن
اعتبار العلو في مدخول الكاف تحقيقا ً ،إنما يعتبر عند إثبات التشبيه ،وأما
عند نفي التشبيه كما هنا فغير لزم إذ وجود التشبيه هو الذي يقتضي كون
المشبه أقوى في وجه الشبه ،وأما عدمه فما بقي معه المشبه مشبها ً حتى
يكون أقوى ألبتة والله تعالى أعلم.
437
نعم قد ينفي التشبيه لبيان أن مدخول الكاف أشد قوة بحيث ل يقار به
المشبه حتى يشبه به لن التشبيه كما يقتضي نوع نقصان في المشبه كذلك
يقتضي قربه إلى المشبه به ،وعند انتفاء القرب ل يحسن ،وقد ينفي لبيان
أن غير مدخول الكاف أشد ،فل يصح التشبيه وعلى التقديرين ينبغي أن
يكون المحل محل أن يتوهم أن مدخول الكاف أقوى حتى يكون النفي في
موضع يتوهم فيه الثبات ،فإن ذكر النفي في موضع ل يتوهم فيه الثبات
قليل الفائدة مثل أن يقال فلن ل يطير فإنه كلم قليل الجدوى ،واعتبار
توهم أن مدخول الكاف ههنا أقوى ل يخفي بعده فالقرب أن يعتبر ههنا نفي
المساواة والله تعالى أعلم.
438
439
ن ز حال هفي ف رعي ة ب صيم ال د ن
َ ِ ْ َ ُ ِ َ ِ ُْ َ ُ ِ ِ ُ ْ ُع سَ ل ج ن م ب
ُ َ ْ َ با 40ـ
) (1/193
قوله ) :إنههن( أي :فانههن وفي نسخة وهي التي في اليونينية ليس إل
ن بدل انهض فذهب فنهاهن فم يطعنه لحملهن ذلك على أنه من قبل إنهه ّ
نفس الرجل قوله ) :فاحت في أفواههن التراب( ليسد محل النوح فل يتمكن
منه أو المراد به المبالغة في الزجر قوله ) :فقلت أرغم الله أنفك( أي :
قالت عائشة للرجل ودعت عليه من جنس ما أمر أن يفعله بالنسوة لفهمها
من قرائن الحال أنه أحرج النبى }صلى الله عليه وسّلم{ بكثرة تردده إليه
في ذلك اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
440
441
ة
جَناَز ِ
قَيام ِ لل َب ال ِ
46ـ با ُ
قوله ) :فوجده في غاشية أهله( بغين وشين معجمتين بينهما ألف الذين
يغشونه للخدمة والزيارة قوله ) :فقال قد قضى( بحذف همزة الستفهام أي
أقد خرج من الدنيا بأن مات قوله ) :حتى تخلفكم( بضم المثناة الفوقية وفتح
الخاء المعجمة وتشديد اللم المكسورة أي تترككم وراءها ،ونسبة ذلك إليها
على سبيل المجاز لن المراد حاملها .اهـ .قسطلني.
442
443
ة
جَناَز ِ
سْرعَةِ ِبال ِ ب ال ّ 51ـ با ُ
قوله ) :أسرعوا بالجنازة( ظاهره المر للحملة بالسراع في المشي ،
ويحتمل المر بالسراع في التجهيز ،وقال النووي الول هو المتعين لقوله
فشر تضعونه عن رقابكم ،ول يخفى أنه يمكن تصحيحه على المعنى الثاني
بأن يجعل الوضع عن الرقاب كناية عن التبعيد عنه ،وترك التلبس به فافهم.
قوله ) :فخير تقدمونها( أي :إليه والظاهر أن التقدير فهي خير أي الجنازة
بمعنى الميت لمقابلته بقوله فشّر وحينئذ ٍ ل بد من اعتبار الستخدام في
ضمير إليه الراجع إلى الخير ،ويمكن أن يقدر ،فلها خير أو فهناك خير لكنه
ل تساعده المقابلة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
444
445
ز
جَنائ ِ
ل ات َّباِع ال َ
ض ِ ب فَ ْ 57ـ با ُ
) (1/194
قوله ) :أكثر أبو هريرة علينا( أي :قد أكثر في رواية الحديث ،فربما يخاف
عليه لذلك السهو وقلة الحفظ والختلط.
446
ز
جَنائ ِ َ
س عَلى ال َ َ
معَ الّنا ِ ن َصب َْيا ِصلةِ ال ّ 59ـ باب َ
قوله ) :باب الصلة على الجنائز بالمصلى والمسجد( أي :باب بيان حكم
الصلة على الجنائز في المصلى والمسجد ،فذكر من الحديث ما يدل على
أن المعتاد في صلة الجنازة كان أداؤها خارج المسجد حتى إنه صلى على
النجاشي في المصلى ،ووضع للجنائز موضعا ً عند المسجد ،فصار أداؤها
خارج المسجد أولى وأحرى من أدائها في المسجد نعم قد ورد الصلة على
الجنازة في المسجد أيضا ً ،فيحمل ذلك على بيان الجواز مع أولوية خارج
المسجد ،وهذا أعدل ما قالوا في هذا الباب إن شاء الله تعالى ،وبما ذكرنا
ظهر موافقة الحديثين بالترجمة لن المطلوب في الترجمة بيان الحكم ،وقد
علم بالحديثين أن الحكم هو الولوية خارج المسجد ،ففي المسجد إذا ثبت
فهو خلف الولى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
447
448
ة
جَناَز ِ َ
ب عَلى ال َحةِ الك َِتا ِ ب قَِراَءةِ فات ِ َ
65ـ با ُ
قوله ) :ليعلموا أنها سنة( قد يتبادر منه أنها من سنن صلة الجنازة ل من
واجباتها ،ولو سلم فل دللة له على وجوبها في صلة الجنازة كما ل يخفى
وقولهم إن قول الصحابي من السنة كذا في حكم الرفع ل يدل على أن قوله
الفعل الفلني سنة كذلك ولو سلم فغايته أنه رفع للفعل إلى النبي بمعنى أنه
فعله ول يلزم من مجرد فعله الوجوب ،فهذا الحديث ل يفيد الوجوب نعم هو
يرد قول من يقول بكراهة فاتحة الكتاب في صلة الجنازة وحملهم على أنه
قرأها على قصد الدعاء بعيد والله تعالى أعلم.
) (1/195
وقد رجح بعض علمائنا الحنفية القراءة فيها ،وذكر لها أدلة كثيرة ،ولعل من
يقول بالوجوب يأخذه من عموم ل صلة إل بفاتحة الكتاب والله تعالى أعلم.
449
ها
حو ِ َ َ َ َ
سةِ أوْ ن َ ْ
قد ّ َ
م َ
ض ال ُ
ن في الْر ِ
دف َ
ب ال ّ
ح ّ
نأ َم ْ
ب َ
68ـ با ُ
قوله ) :قال أرسل ملك الموت إلى موسى الخ( كأنه ما علم أنه جاء بإذن
الله تعالى بسبب اشتغاله بأمر من المور المتعلقة بقلوب النبياء عليهم
السلم ،فلما سمع منه أجب ربك أو نحوه وصار ذلك قاطعا ً له عما كان
فيه ،ولم ينتقل ذهنه بما استولى عليه من سلطان الشتغال أنه جاء بأمر
الله حركه نوع عضب وشده حتى فعل ما فعل ،ولعل سر ذلك إظهار وجاهته
عند
450
ً
الملئكة الكرام ،فصار ذلك سببا لهذا المر وأما قوله تعالى } :ارجع فقل{
الخ .فلعل ذلك لنقله من حالة الغضب إلى حالة اللين ليتنبه بما فعل ،وأما
قول موسى ثم ماذا فلعله لم يكن لشك منه في الموت بالخرة بل لتقرير
أنه ل يستبعد الموت حال ً إذا كان هو آخر المر مآل ً وكون الموت آخر المر
معلوم عنده ،فلم يكن ما وقع منه لستبعاده الموت حال ً ،وذلك لنه حين
انتقل إلى حالة اللين علم أن ما وقع منه ل ينبغي وقوعه منه ،وكذا علم أن
ما جاء به الملك عنده من قوله يضع يده الخ بمنزلة العتراض بأنه يستبعد
الموت أو يريد الحياة حال ً ،فأراد بهذا العتذار عما فعل وقرر أن الذي فعله
ليس لستبعاده الموت حال ً إذ ل يحسن ذلك ممن يعلم أن الموت هو آخر
المر ،فصار كأنه بمنزلة أن يقال إن الذي فعله إنما فعله لمر آخر كان من
مقتضى ذلك الوقت ،وتلك الحالة التي كان فيها والله تعالى أعلم.
451
452
حد ِ ّ
م في الل ْ
قد ّ ُ
ن يُ َ
م ْ
ب َ
75ـ با ُ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
) (1/196
قوله ) :يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول الخ( قال
المظهر :في شرح المصابيح المراد بثوب واحد في قبر واحد إذ ل يجوز
تجريدهما بحيث تتلقى بشرتهما .اهـ .قلت :ونقله عنه غير واحد وأقروه
عليه لكن يرده ما رواه الترمذي عن أنس ،وفيه فكثر القتلى وقلت :الثياب
فكفن الرجل والرجلن والثلثة في الثوب الواحد ثم يدفنون في قبر واحد بل
يرده نفس هذا الحديث ،فإن ما ذكره ل يناسبه قوله ثم يقول أيهما أكثر
قرآنا الخ .بقي أنه ما معنى ذلك ،والشهيد يدفن في ثيابه التي عليه ،فكأن
هذا فيمن قطع ثوبه ولم يبق على بدنه أو بقي منه قليل لكثرة الجروح ،
وعلى تقدير بقاء شيء من الثوب السابق ل إشكال لكونه فاصل ً عن ملقاة
بشرتيهما ،وأيضا ً قد اعتذر بعضهم عنه بالضرورة ،وقال بعضهم :جمعهما
في ثوب واحد وهو أن يقطع الثوب الواحد بينهما والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
453
454
َ َ ّ َ َ
ي
صب ِ ّ ض عَلى ال ّ
هل ي ُعَْر ُ
صلى عَليهِ ،وَ َهل ي ُ َ
تَ ، ي فَ َ
ما َ صب ِ ّ
م ال ّ
سل َب إ َِذا أ ْ
79ـ با ٌ
سل َ ُ
م ال ِ ْ
قوله ) :باب إذا أسلم الصبي الخ( يريد أن إسلم الصبي صحيح أم ل ،وذكر
من الحاديث ما يدل على أنه اختار أنه صحيح قوله ) :ولم يكن مع أبيه الخ(
هذا مبني على ما هو الصحيح في إسلم عباس أنه أسلم بعد بدر بزمان قيل
الفتح ،وكان قبل ذلك على دين قومه ل أنه كان مسلما ً مختفيا ً في إسلمه
والله تعالى أعلم l.اهـ .سندي.
قوله ) :هو الدخ فقال اخسأ الخ( أي أتيت بالخبىء على وجهه لن الخبىء
كان تمام آية ،فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبني وهو ما آتي بلفظ
الدخان منها تاما ً فكيف الباقي أي هذا الذي أتيت به من المر الناقص جدا هو
ً
قدر الساحر الكاذب ول تقدر أن تجاوز قدرك والله تعالى أعلم.
455
) (1/197
قوله ) :فقال له أسلم( فيه عرض السلم على الصبي وهو دليل على صحته
من الصبي إذ لو لم يصح لما عرض عليه ،وفي قوله أنقذه من النار دللة
على أنه صح إسلمه ،وعلى أن الصبي إذا عقل الكفر ومات عليه فهو
يعذب .كذا قال المحقق ابن حجر ،ويحتمل أن يقال إنه إنما يعذب على ذلك
إذا عرض عليه السلم وأبى ل مطلقًا .فإن قلت :فحينئذ ٍ لم عرض عليه
السلم مع أنه لو أبى بعد العرض ل يستحق العذاب قلت :لعله ليموت
مسلما ً وينال فضيلة السلم إذ لو فرض نجاة أولد الكفرة فهم محرومون
عن نيل فضيلة السلم قطعا ً والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
ً
ويحتمل أن يقال قوله أنقذه من النار مبني على احتمال أن يموت بالغا في
هذا المرض بأن كان قريب البلوغ ،فيحتمل أن يموت بعده أو في غيره على
أنه ل يستبعد إطلق الغلم على البالغ القريب العهد بالبلوغ ،فيمكن أن هذا
الولد كذلك وعلى هذا فل دللة على عذاب الصبي إذا مات ولم يسلم والله
تعالى أعلم.
356
قوله ) :إل يولد على الفطرة( أي :سلمة الطبيعة ،وخلوّ الذهن عما يبعده
عن قبول ملة السلم من الشبه الصارفة أو التقليد المانع عن قبول الحق
على ما هو المعتاد الغالب ،وذلك لنه بخلوه عن تلك الصوارف صار كأنه
جبل على الملة ،وطبع عليها كأن الملة لسلمتها يسارع الذهن إلى قبولها إذا
لم يكن عن القبول مانع والله تعالى أعلم.
ولعل هذا على المعتاد الغالب أو المقصود بيان حال أمته ل بيان من سبق ،
فل يشكل بالغلم الذي قتله الحصر ،فقد ثبت أنه طبع كافرا ً والله تعالى
أعلم.
قوله ) :فأبواه يهودانه( أي :إن تهود.
) (1/198
والحاصل أنه إن انتقل إلى دين آخر فبواسطة غيره ،والمراد بقول فأبواه أي
مثل ً أو المراد بأبواه هما أو من يقوم مقامهما ممن يقلده الولد ،ويتبعه من
شياطين النس والجن ،فل يشكل بأول كافر من النس إذ لم يتصور أن
يكون كفره بإتباع الباء وكذا بكفر كثير وارتدادهم ممن يكون كفرة بل
مدخلية الباء.
قوله ) :ل تبديل لخلق الله الية( فإن قلت :هذا مناف للحديث فإنه يفيد
تبديل خلق الله تعالى ظاهرا ً لما فيه من قوله ،فأبواه يهودانه فإنه يفيد أن
أبويه يغيرانه عما خلق عليه قلت :يحتمل أن يكون هذا نهيا ً في المعنى
كقوله تعالى } :فل رفث ول فسوق ول جدال في الحج{ ويحتمل أن المراد
إنه ليس لحد تبديل خلق الله تعالى بجعل الولد مولودا ً على غير الفطرة ،
457
ً
فإن الله تعالى لو خلقه على الفطرة لبقاه عليها دائما ،فليس لحد أن يغير
خلق الله والله تعالى أعلم.
ثم ل يخفى أن هذا الحديث ل يدل على صحة إيمان الصبي إن آمن ول على
أنه مؤمن من حين ولد وإل لما احتيج إلى عرض اليمان عليه حال صباه ،
فمطابقته للترجمة ل تخلو عن خفاء فتأمل.
ريد ِ عََلى ال َ
قب ْرِ ج ِ
ب ال َ
81ـ با ُ
ً
قوله ) :قوله فسطاطا( بتثليث الفاء وسكون السين المهملة وبطاءين
مهملتين هو الخباء من شعر ،وقد يكون من غيره قوله ) :لمن أحدث عليه(
وط أوأي :ما ل يليق من الفحش قول ً أو فعل ً لتأذي الميت بذلك أو المراد تغ ّ
بال .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
) (1/199
قوله ) :ومعه مخصرة( بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وبالصاد المهملة
قال في القاموس ما يتوكأ عليها كالعصا ونحوه ،وما يأخذه الملك يشير به
إذا خاطب والخطيب إذا خطب وسميت بذلك لنها تحمل تحت الخصر غالبا ً
للتكاء عليها قوله ) :فقال رجل( هو علّيبن أبي طالب رضي الله عنه اهـ.
قسطلني.
458
459
ن كي رش
ُ ِ ِ َْ ملل رفا
َ غت س
َ ِ ْ ِْ ِل وا ، ن قي ف نا
ُ َ ِ ِ َمال لىَ ع ة
ّ ِ ََ ل ص ال ن م ه رْ
ُ َ ُ ِ َ كي ما بُ با 84ـ
قوله ) :أخر عني( كأنه بمعنى تأخر عني على أنه من أخر بمعنى تأخر كما
قالوا في قدم بمعنى تقدم ،ويحتمل أنه بمعنى أخر عني كلمك أي بعده أو
أخر نفسك فافهم.
460
ر
قب ْ ِ
ب ال َ ب ما جاَء ِفي عَ َ
ذا ِ 86ـ با ُ
قوله ) :وقوله تعالى :إذ الظالمون الخ( هو بالرفع أي وفيه قوله تعالى الخ.
ولعل كونه في عذاب القبر بالنظر إلى قوله اليوم }تجزون عذاب الهون{ إذ
ظاهره الوعد بالعذاب يوم الموت ،والمتبادر منه إلى الذهن عذاب القبر
والله تعالى أعلم.
ً
قوله ) :سنعذبهم مرتين( كأن المراد بذلك مرتين كل يوم غدوا وعشيا كما
ذكر في عذاب آل فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ً ،فهذا إشارة إلى
عذاب القبر ،وقوله ثم يردون إشارة إلى عذاب القيامة ،والمراد به العذاب
المستمر العظيم كيفية لشدته وكمية لدوامه فتكون هذه الية من أدلة إثبات
عذاب القبر ،وفيها دللة على أن عذاب القبر غير مستمر كعذاب القيامة بل
يكون كل يوم مرتين والله تعالى أعلم.
وهذا الذي ذكرنا هو الوفق بالتوفيق بين هذه الية وبين آية النار يعرضون
الية قوله :
461
)النار يعرضون عليها( في الحديث يعرضون عليه مقعده فل بد من اعتبار
القلب في أحد الموضعين ،والظاهر أن القلب في الية لفادة أنهم يجرون
إلى النار حتى كأنهم يعرضون على النار والله تعالى أعلم.
) (1/200
قوله ) :نزلت في عذاب القبر( أي :في سؤاله المؤدي إلى عذابه أحيانًا.
قوله ) :أتدعوا أمواتًا( أي :تخاطبهم ول يخفى أن سماع الموات يقتضي
حصول نوع من الحياة له في القبر ،وبه يصح تعلق العذاب بالميت ،فلذلك
ذكر هذا الحديث في هذا الباب لبيان إمكان العذاب ،وهل يعارض ذلك ؟
قوله تعالى } :ل يذوقون فيها الموت إل الموته الولى{ قال أبو عثمان
الحداد ل كما يعارضه ما ثبت بالنص من حياة الشهداء ،وقال ابن المنير إذا
ثبت حياتهم لزم أن يثبت موتهم بعد هذه الحياة ليجتمع الخلق كلهم في
الموت عند قوله تعالى } :لمن الملك اليوم{ ويلزم تعدد الموت ،وقد قال
تعالى } :ل يذوقون فيها
462
الموت إل الموتة الولى{ والجواب الواضح عندي أن معنى قوله تعالى } :ل
يذوقون فيها الموت{ أي ألم الموت فيكون الموت الذي يعقب الحياة
الخروية بعد الموت الول ل يذاق ألمه ،ويجوز ذلك في حكم التقدير بل
إشكال أو يقال ما وضعت العرب اسم الموت إل للمؤلم على ما فهموه ل
ً
باعتبار كونه ضد الحياة ،فعلى هذا يخلق الله تعالى لتلك الحياة الثانية ضدا ل
يسمى ذلك الضد موتا ً ،وإن كان ضدا ً للحياة جمعا ً بين الدلة العقلية والنقلية
واللغوية اهـ .قلت :الجواب الثاني ل يوافق ظاهر حديث ذبح الموت والله
تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
) (1/201
ثم إن ثبت الموت في الخرة سوى موت الدنيا ،فلنجعل قوله تعالى } :ل
يذوقون فيها الموت إل الموتة الولى{ عبارة عن ذلك الموت ل عن موت
الدنيا بناء على أن الصل في الستثناء هو التصال ل النقطاع ،ونجعل ضمير
فيها للخرة أو اللجنة بناء على أن الصالحين كأنهم بعد موت الدنيا في
الجنة ،وحينئذٍ ل يظهر الشكال أصل ً بل يظهر وجه التصال في الستثناء
وتخلص عن مؤنة حمله على النقطاع فافهم .والله تعالى أعلم.
463
ر
قب ْ ِ
ب ال َ َ
ن عَذا ِ م ْب الت ّعَوّذ ِ ِ 87ـ با ُ
قوله ) :يهود تعذب( الظاهر إنه أخبار عن أصحاب الصوت بأنهم يهود ل إخبار
عن اليهود بأنهم يعذبون ،فالقرب أن يعتبر يهود خبر مبتدإ محذوف ،وأيضا ً
يهود نكرة ،ولهذا تدخلها اللم فتقول اليهود والله تعالى أعلم.
ل
ن الِغيب َةِ َوالب َوْ ِم َ قب ْرِ ِب ال َ ذا ِب عَ َ 88ـ با ُ
قوله ) :فكان يسعى بالنميمة( النميمة عادة ل تكون إل بإظهار ما ل يجب
صاحبه إظهاره
464
بالغيب ،وهو حقيقة الغيبة ،وكأن النميمة من أفراد الغيبة ،ولذلك عبر عنها
في الترجمة باسم الغيبة والله تعالى أعلم.
ي
ش ّ
داةِ َوالعَ ِ
قعَد ُهُ ِبالغَ َم ْض عََليهِ َ ت ي ُعَْر ُ مي ِ 89ـ باب ال َ ّ
قوله ) :فيقال هذا مقعدك( أي :فكن متمتعا ً أو متهول ً برؤيته ،وبالنظر إليه
أو فكن على أن المصير إليه حتى يبعثك الله أي إليه كما في بعض الروايات
أو المراد بهذا مقعدك القبر حتى يبعثك الله إليه أي إلى المعروض والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
ن َ َ ب ما ِقي َ
مي َ
سل ِ ِ
م ْل في أوْلدِ ال ُ 91ـ با ُ
ً
قوله ) :إن له مرضعا في الجنة( كأنه من باب التشريف ل لن الجنة يحتاج
الصغير فيها إلى تربية ورضاعة والله تعالى أعلم.
465
َ
ن
كي َ
شرِ ِم ْ ل في أوْل َدِ ال ُ 92ـ ما ِقي َ
) (1/202
قوله ) :الله إذ خلقهم أعلم( في المصابيح إذ تتعلق بمحذوف أي علم ذلك إذ
خلقهم ،والجملة معترضة بين المبتدأ والخبر ،ول يصح تعلقها بأفعل التفضيل
لتقدمها عليه ،وقد يقال بجوازه مع التقدم لنه ظرف ،فيتسع فيه .اهـ .قلت
:وهذا يقتضي أن إذ ظرف ول يخفى أن علمه تعالى أزلي قديم ،فتقييده
بوقت الخلق الحادث غير ملئم إل أن يقال بقدم صفة التكوين كما هو عند
الماتريدية ،والقرب أن يجعل إذ تعليلة ،ويمكن أن يجعل ظرفا ً على القول
بحدوث الخلق كما هو مذهب الشاعرة بتأويل حين قدر خلقهم في الزل
والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
ويمكن أن يجعل ظرفا ً على أن الكلم أخبار عن ثبوت العلم عند الخلق ل
حدوثه عنده والله تعالى أعلم.
قوله ) :يولد على الفطرة( يحتمل أنه ذكر هذا الحديث لبيان أنه يفيد النجاة
لولد الكفرة
466
بناء على إن المراد بالفطرة السلم ،وحينئذٍ يلزم التعارض بين هذا الحديث
والحديث السابق.
ويحتمل أنه ذكر للتنبيه على أن الفطرة ل تحمل على السلم بل على سلمة
الطبع دفعا ً للتعارض بين هذا الحديث وبين السابق والله تعال أعلم .اهـ.
سندي.
ب 93ـ با ٌ
قوله ) :كلوب( بفتح الكاف وتشديد اللم حديد له شعب يعلق به اللحم
قوله ) :يدخله في شدقه( بكسر الشين المعجمة وسكون الدال المهملة أي
يدخل الرجل القائم الكلوب في جانب فم الرجل الجالس قوله ) :يفهر(
بكسر الفاء وسكون الهاء حجر ملء الكف قوله ) :فيشدخ( بفتح التحتية
وسكون الشين المعجمة وفتح الدال المهملة وبالخاء المعجمة من الشدخ
وهو كسر الشيء الجوف اهـ .قسطلني.
467
468
ْ َ ّ
مَر ب ما جاَء ِفي قَب ْرِ الن ّب ِ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ وَأِبي ب َكرٍ وَعُ َ 96ـ با ُ
ما ي الل ّ ُ
ه عَن ْهُ َ ض َ
َر ِ
) (1/203
قوله ) :وأوصيه بذمة الله( أي :بأهل ذمة الله تعالى قوله ) :قال أبو لهب
عليه لعنة الله(
469
يمكن أن يقال هذا هو ذكر شرار الموتى بشرهم أو يقال ذكر أبي لهب في
القرآن مع أنه مأمور بالقراءة إلى يوم القيامة يوجب ذكر أبي لهب بعد
الموت وهو من باب ذكر شرار الموتى والله تعالى أعلم.
470
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 419 :
24ـ كتاب الزكاة
ة َ
ب الّزكا ِ جو ِ ب وُ ُ
1ـ با ُ
قوله ) :قال ماله( أي :قال من حضر قوله ) :أرب ماله( كلمة ما للبهام أي
حاجة ماله لجلها جاء.
471
قوله ) :حتى يقولوا ل إله إل الله( أي :حتى يظهروا اليمان ،فهذا كناية عن
ذلك فل يرد
472
أنه ل بد من الشهادة بالنبوة وبه يحصل التوفيق بينه وبين ما وقع في بعض
الروايات من الزيادة ،وقول أبي بكر رضي الله تعالى عنه ،فإن الزكاة حق
المال كأنه أشار به إلى قوله عليه الصلة والسلم إل بحقه أي بحق السلم ،
ولعل ذلك هو سّر شرح صدر أبي بكر رضي الله تعالى عنه للقتال ،فعلم أن
القتال ل يخالف الحديث بواسطة هذا الستثناء والله تعالى أعلم.
ول يشكل الحديث بأن القتال ينتهي بالجزية إما لن الحديث قبل شرع الجزية
أو لن المراد بالناس مشركوا مكة وأضرابهم والله تعالى أعلم.
ب إ ِث ْم ِ مان ِِع الّزكا ِ
ة 3ـ با ُ
قوله ) :شجاعا( بضم الشين وتكسر وهي الحية ،ولعل ذلك في بعض ً
الحوال وما في
473
الحاديث من أنها تصفح وتحمى في النار في حال أخرى ،فل تنافي والله
تعالى أعلم.
ز نَ ك ب س َ
لي َ ف ه ت زكا ي د 4ـ باب ما أ ُ
َ ِ ْ ٍ ّ َ َ ُ ُ ٌ
) (1/204
قوله ) :لقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ليس فيما دون الخ( تعليل
للسابق إما بالنظر إلى تضمنه دعوى أنه ليس كل مال كنزا ً أو باعتبار أن ما
أدى منه الزكاة بعد وجوبها هو وما ل تجب فيه الزكاة سواء فإذا علم
بالحديث حال ما ل يجب فيه الزكاة ،وأنه ل صدقة فيه بل هو كله حلل
لصاحبه ،فكذلك ما أدى منه الزكاة بعد وجوبها والله تعالى أعلم.
والمراد بالكنز هو الذي يكون سببا ً للتعذيب بنص الكتاب والله تعالى أعلم.
قوله ) :إنما كان هذا( أي :ما يفهم من ظاهرها من الضيق وإل فالية في
الزكاة ،فل معنى أنها منسوخة بنزول الزكاة كما يقتضيه ظاهر كلم ابن عمر
والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
474
475
َ
صد َقةِ ب الّرَياِء في ال ّ 6ـ با ُ
قوله ) :باب الرياء في الصدقة( أي :مبطل لها اهـ .سندي.
476
صد َقَ ِ
ة ن ال ّم َل ِقِلي ِمَرةٍ َوال َ شق ّ ت َ ْ قوا الّناَر وَل َوْ ب ِ ِ ب ات ّ ُ
11ـ با ٌ
قوله ) :فقالوا مراء( أي :قال المنافقون إنه مراء .والحاصل أنهم تكلموا
فيمن أعطي
477
القليل والكثير لن مرادهم أن ل يتصدق أحد.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 471 :
صد َقَ ُ َ
حيِح ص ِ
حيِح ال ّ
ش ِ ة ال ّ ل ،وَ َ ض ُ صد َقَةِ أف َ ب أيّ ال ّ 12ـ با ٌ
ً
قوله ) :وقد كان لفلن( أي :صار للوارث أماما زاد على الثلث ،فواضح حتى
للوارث
478
إبطال وصاياه فيه ،وأما إلى الثلث فلنه لو لم يتصدق به لكان للوارث ول
ينتفع به الميت فكأنه بالتصدق يتصرف في مال الوارث أو المعنى ،وقد كاد
أن يصير لفلن ويخرج عن يده إن لم يعطه ،فالعطاء في مثل هذه الحالة
كالتصرف في مال الغير أو كل إعطاء.
ي وَهُوَ ل َ ي َعْل َ ُ
م صد ّقَ عََلى غَن ِ َ ب إ َِذا ت َ َ 16ـ با ٌ
) (1/205
) (1/206
ن أ َعْ َ َ
سَنىح ْ صد ّقَ ِبال ُطى َواّتقى وَ َ م ْ ما َ ل الل ّهِ ت ََعاَلى } :فَأ ّ ب قَوْ ِ 29ـ با ُ
َ َ
سُرهُ
سن ُي َ ّسَنى فَ َ ح ْب ِبال ُ ست َغَْنى وَكذ ّ َل َوا ْ خ َن بَ ِ
م ْما َ سَرى وَأ ّ سُره ُ ِللي ُ ْ فَ َ
سن ُي َ ّ
سَرى{ قوله ) :إل ملكان ينزلن فيقول أحدهما الخ( ل يقال ل فائدة في ِللعُ ْ
قولهما هذا على تقدير عدم سماع الناس ذلك إذ ل يترتب عليه ترغيب ول
ترهيب بل سماع لنا نقول تبليغ الصادق يقوم مقام السماع ،فينبغي للعاقل
أن يلحظ كل يوم هذا الدعاء بحيث كأنه يسمعه من الملكين ،فيفعل بسبب
ذلك ما لو سمعه من الملكين لفعل وهذا هو فائدة إخبار النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم بذلك على أن المقصود بالذات الدعاء لهذا ،وعلى هذا
سواء علموا به أم ل ؟ ثم قوله أعط ممسكا ً تلفا ً حمله الجمهور على ضياع
ماله وحمله ابن العربي الصوفي على توفيق الصدقة والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 471 :
485
486
ق
ب َزكاةِ الوَرِ ِ 33ـ با ُ
ً
قوله ) :باب قدركم يعطي من الزكاة الخ( كثيرا ما يذكر المصنف في
الترجمة أشياء ليستخرج لها أحاديث ،فربما ل يتيسر له استخراج الحاديث
إل لبعضها ،ولعل هذا الباب من هذا القبيل ،فإن الحديث الذي ذكره ل
يوافق إل الجزء الخير من الترجمة ،وهو ومن أعطي شاة والله تعالى أعلم.
وربما يقال إنه اكتفى في الجزء الول بأنه ما ورد في الشرع للقدر حد ونبه
عليه بعدم ذكر حديث له ،والصل عدم التحديد في ذلك إل بالشرع ،فإذا لم
يرد في الشرع ،فالوجه القول بالطلق ،ففيه رد على الحنفية القائلين
بكراهة قدر النصاب والله تعالى أعلم.
487
مٍع جت َ ِم ْن ُفّرقُ َبي َ ق ،وَل َ ي ُ َ فّر ٍ
مت َ َ
ن ُ معُ َبي َ
ج َب ل َ يُ ْ 36ـ با ٌ
) (1/207
قوله ) :ل يجمع بين متفرق( معناه عند الجمهور على النهي أي ل ينبغي
لمالكين يجب على مال كل منهما صدقة ومالهما متفرق بأن يكون لكل
منهما أربعون شاة ،فيجب على كل منهما شاة أن يجمعا عند حضور
المصدق فرارا ً عن لزوم الشاة إلى نصفها إذ عند الجمع يؤخذ من كل المال
شاة واحدة ،وعلى هذا قياس ول يفرق بين مجتمع أي ليس لشريكين مالهما
مجتمع بأن يكون لك منهما مائة شاة وشاة ،فيكون عليها عند الجتماع ثلث
شياه أن يفرقا مالهما ليكون على كل واحد شاة واحدة فقط.
والحاصل أن الخلط عند الجمهور مؤثر في زيادة الصدقة ونقصانها لكن ل
ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك فرارا ً عن زيادة الصدقة ،ويمكن توجيه النهي إلى
المصدق أي ليس له الجمع والتفريق خشية نقصان الصدقة أي ليس له أنه
إذا رأى نقصانا ً في الصدقة على تقدير الجتماع أن يفرق أو رأى نقصانا ً على
تقدير التفرق أن يجمع وقوله خشية متعلق بالفعلين على التنازع أو بفعل يعم
الفعلين أي ل يفعل شيء من ذلك خشية الصدقة ،وأما عند أبي حنيفة فل
أثر للخلطة ،فمعنى الحديث عنده على ظاهره النفي على أن النفي راجع
إلى القيد ،وحاصله نفي الخلط لنفي الثر أي ل أثر للخلط والتفريق في
تقليل الزكاة وتكثيرها أي ل يفعل شيء منهما خشية الصدقة إذ ل أثر له في
الصدقة والله تعالى أعلم.
488
ة
سوِي ّ ِ
ما ِبال ّ
ن َبين َهُ َ
جَعا ِ
ما ي َت ََرا َ َ
ن ،فإ ِن ّهُ َ َ
خِليطي ِ
ن َ
م ْ
ن ِ
ب ما كا َ 37ـ با ٌ
) (1/208
قوله ) :ما كان من خليطين( معناه عند الجمهور أن ما كان متميزا ً لحد
الخليطين من المال ،فأخذ الساعي من ذلك التميز يرجع إلى صاحبه بحصته
بأن كان لكل عشرون وأخذ الساعي من مال أحدهما يرجع بقيمة نصف
شاة ،وإن كان لحدهما عشرون وللخر أربعون مثل ً فأخذ من صاحب
عشرين يرجع على صاحب أربعين بالثلثين ،وإن أخذ منه يرجع على صاحب
عشرين بالثلث ،وعند أبي حنيفة يحمل الخليط على الشريك إذ المال إذا
تميز فل يؤخذ زكاة كل إل من ماله ،وأما إذا كان المال بينهما على الشركة
بل تميز وأخذ من ذلك المشترك فعنده يجب التراجع بالسوية أي يرجع كل
منهما على صاحبه بقدر ما يساوي ماله مثل ً لحدهما أربعون بقرة وللخر
ثلثون ،والمال مشترك غير متميز فأخذ الساعي من صاحب أربعين مسنة ،
ومن صاحب ثلثين تبيعا ً وأعطي كل منهما من المال المشترك فيرجع
صاحب أربعين بأربعة أسباع التبيع على صاحب ثلثين وصاحب ثلثين بثلثة
أسباع المسنة على صاحب أربعين والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 471 :
489
ب َز َ
كاةِ الغَن َم ِ 40ـ با ُ
قوله ) :من الغنم من كل خمس شاة( أي :من كل خمس شاة من الغنم.
490
491
46ـ
قوله ) :باب الزكاة على القارب( يحتمل أن مراده بالزكاة مطلق الصدقة
الشاملة للزكاة إذ الصل إتحاد الحكام إل ما علم بالشرع من الختلف ولم
يعلم ههنا عند المصنف ما يد ّ
ل
492
على اختلف الحكام في هذا الباب بل ظاهر النص يقتضي الجواز ،فإن الله
تعالى قد جعل الفقراء والمساكين سائر النواع مصارف الزكاة على الطلق
،فمن يدعي التقييد يحتاج إلى دليل الله تعالى أعلم6.
493
صد َقَةِ عََلى الي ََتامى
ّ ال ب
ُ با 49ـ
) (1/209
قوله ) :وإن مما ينبت الربيع( قيل :هو الفصل المشهور بالثبات ،وقيل هو
النهر الصغير المنفجر عن النهر الكبير والله تعالى أعلم .وقوله يقتل قيل
بتقدير ما أي ما يقتل قال العيني قلت :ل بد من تقدير ما لن قوله ينبت
الّربيع فعل وفاعل ول يصلح أن يكون لفظ يقتل مفعول ً إل بتقدير ما انتهى.
قلت :وهذا عجيب منه ،فإن المفعول مقدر وهو ضمير راجع إلى الموصول
أعني ما ينبت لكن الوجه أن يقال إن الجاّر والمجرور أعني مما ينبت الربيع
يكون خبرا ً لن ويقتل فعل ل يصلح أن يكون اسما ً لن فيقدر ما الموصولة
لتكون اسما ً لن وأيضا ً ل بد من شيء يرجع إليه ضمير يقتل ،وأيضا ً المعنى
يقتضي التقدير إذ ل يصح أن يعد نفس يقتل الذي هو فعل من الفعال من
جملة ما ينبته الربيع بل ل بد أن يعد من جملة شيء يقتل ،وعلى
494
هذا فل يصح الجواب باعتبار أن ضمير أن محذوف أي إن الشأن نعم يمكن
أن يقال إن كلمة من في قوله مما للتبعيض ومن التبعيضية إسم عند البعض
تصلح للبتداء فهي اسم أن ومرجع الضمير يقتل والله تعالى أعلم.
قوله ) :إل آكلة الخضراء( هو كل الصيف اليابس ،فالستثناء منقطع أي لكن
آكلة الخضراء تنتفع بأكلها فكأنها أخذت الكل على الوجه الذي ينبغي ،وقيل
متصل مفّرغ في الثبات أي يقتل كل آكلة الخضراء والله تعالى أعلم.
ر ب الّزكاةِ عََلى الّزوج وا َ
ج ِ
ح ْ
ليَتام ِ في ال َ ْ ِ َ 50ـ با ُ
قوله ) :قال نعم ولها أجران الخ( ولعله صلى الله تعالى عليه وسلم أذن لها
في الدخول بعد ذلك حتى سمعت ذلك من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
قصدا ً إلى زيادة تحقيق المر والتثبيت عندها وبه يحصل التوفيق بين هذه
الرواية ورواية أبي سعيد السابقة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 471 :
495
496
497
) (1/210
) (1/211
هذا بالول قرينة على أن المراد بهذا هو المتأخر المقابل للول ولم يسبق
حديث يعرف بالولية إل حديث ابن عمر فمقابلة المتأخر هو حديث أبي سعيد
،ثم قد فسر الول بحديث ابن عمر توضيحا ً للمطلوب ،فقال لم يوقت في
الول يعني حديثابن عمر ،وفسر عدم توقيته بقوله ،وفيما سقت السماء
العشر ومراده الرد على أبي حنيفة حيث أخذ بإطلق حديث ابن عمر ،فأشار
إلى أنه حديث مبهم يفسره حديث أبي سعيد ،فالواجب الخذ به ل بالمبهم
فافهم.
501
502
503
ث كاُنوا حي ِ ءرا َ قُ فال في درت و ، ِ ءيا نْ غَ ل ا ن م ة َ قد ص ال ذ خَ أ ب با 65ـ
َ ُ َ ََُ ّ َِ ّ َ ِ ِ َ ُ ْ ِ
قوله ) :باب أخذ الصدقة من الغنياء وترد في الفقراء( هو عطف على أخذ
الصدقة بتأويل المصدر أي والرد في الفقراء ،ويجوز في مثله النصب بتقدير
أن كما يجوز الرفع كما في قوله تعالى } :ومن آياته يريكم البرق{ وقوله
حيث كانوا الضمير فيه إما للغنياء والفقراء جميعا ً ،والمقصود بيان أنه ل
يجوز نقل الزكاة كما عليه الجمهور أو للفقراء فقط .وحيث لتعميم أمكنة
الفقراء ،والمقصود بيان جواز النقل ،والحديث أعني من أغنيائهم وفقرائهم
إن فسر بأغنياء تلك البلدة وفقرائها يكون دليل ً على عدم جواز النقل ،وإن
فسر بأغنياء المسلمين وفقرائهم يكون دليل ً على جواز النقل والله تعالى
أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 471 :
504
ر
ح ِ ن الب َ ْ
م َج ِخَر ُست َ ْ
ب ما ي ُ ْ 67ـ با ُ
ي صلى الله تعالى عليه وسلم في الركاز الخمس( هو قوله ) :وإنما جعل النب ّ
ً
بالواو في كثير من النسخ وهو الظاهر لنه من كلم المصنف ذكره ردا لكلم
الحسن ،وبالفاء في بعض النسخ أعني قائما ً ،فالفاء للتعليل أي ول يصح
فإنما والله تعالى أعلم.
) (1/212
وقوله ليس في الذي يصاب في الماء أي ولو كان ذلك دارهم كما في حديث
السرائيلي الذي ذكره في الباب فكيف في غيره ؟ ولهذا المعنى ذكر
الحديث الذي ذكره.
س
م ُخ ُ
ب في الّركازِ ال ُ
68ـ با ٌ
قوله ) :والمعدن جبار( يحتمل أن المعنى أن إهلكه هدر ،ويحتمل أن المراد
أنه هدر ل شيء فيه ورد بأنه يختلف معنى جبار في المواضع الثلثة ،ويلزم
أن ل يجب شيء في المعدن
505
) (1/213
لكن قد يقال إن المعنى الّول قليل الجدوى لنه مفهوم من قوله والبئر
جبار ،وذلك لن المراد من البئر في قوله ،والبئر جبار ما يعم البئر حقيقة
وما في حكمها من الحفرات لظهور عموم الحكم للكل ،فذكر المعدن بعده
بأنه جبار بهذا المعنى يفضي إلى خلو المكان عن الفادة ،وأيضا ً ل يظهر
لخصوص المعدن دون غيره من الحفرات فائدة ،وأما التناسب فكما أن
مقتضى الول وهو قوله العجماء جبار ،والبئر جبار المعنى الول كذلك
مقتضى الخر أعني وفي الركاز الخمس المعنى الثاني بل يحصل بالمعنى
الثاني التناسب بين كل اثنين كالعجماء ،والبئر والمعدن والركاز ول يحصل
بالمعنى الول بل يصير قوله ،وفي الركاز الخمس كلما ً أجنبيا ً ،وما قيل في
رد المعنى الثاني أنه يلزم أن ل يجب شيء أصل ً في المعدن ،وقد يجاب عنه
بالتزامه ول ينافيه وجوب الزكاة فيما خرج منه لظهور أنه ل شيء في
المعدن نفسه إذا كان الواجب الزكاة في النقدين سواء أخرجناهما من
المعدن أو غيره كيف والزكاة في النقدين على العموم واجب عند الكل حتى
عند من أوجب وظيفة في المعدن إذ ل يسقط بها عندهم زكاة النقدين
الخارجين منه بشرطها بأن يبلغ النصاب وحال عليه الحول ،فوظيفة المعدن
ليس نفس الزكاة فصح نفيها مع ثبوت الزكاة في النقدين ،وهذا ظاهر كيف
ومصارف وظيفة المعدن عند من يثبتها مصارف خمس الغنيمة ل مصارف
الزكات ،فبينهما بون بعيد ،فصح النفي عند من ل يثبت في المعدن نفسه
من حيث خصوص كونه معدنا ً شيئا ً ،ول ينافي النفي إيجاب الزكاة عنده في
النقدين على العموم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 471 :
506
صد َقَةِ ب ِي َدِ ِ
ه لمام ِ إ ِب ِ َ
ل ال ّ سم ِ ا ِ
ب وَ ْ
71ـ با ُ
) (1/214
قوله ) :ليحنكه( تبركا ً به }صلى الله عليه وسّلم{ وبريقه ويده ودعائه وهو
أن يمضغ التمرة ويجعلها في فم الصبي ،ويحك بها في حنكه بسبابته حتى
تتحلل في حنكه قوله ) :في يده الميسم( بكسر الميم وفتح السين المهملة
حديدة يكوي بها .اهـ .قسطلني.
قوله ) :يسم إبل الصدقة( أي :يعلمها لتتميز عن الموال المملوكة وهو
مخصوص من عموم النهي عن تعذيب الحيوان .اهـ .قسطلني.
507
508
509
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 471 :
25ـ كتاب الحج
ه
ضل ِ ِ َ
ج وَف ْ
ح ّ
ب ال َ
جو ِ
ب وُ ُ
1ـ با ُ
قوله ) :وقول الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل(ً
المشهور في إعراب من استطاع أنه بدل من الناس مخصص له ،وبحث فيه
بعضهم أنه يلزم الفصل بين البدل والمبدل منه بالمبتدأ وهو مخل ؛ وقيل :
إنه فاعل المصدر ورده ابن هشام بأن المعنى حينئذٍ ولله على الناس أن يحج
المستطيع ،فيلزم إثم جميع الناس إذا تخلف المستطيع وتعقبه البدر في
المصابيح بأنه بناه على أن تعريف الناس للستغراق وهو ممنوع لجواز كونه
للعهد .والمراد بهم المستطيعون وذلك لن حج البيت مبتدأ خبره قوله لله
على الناس ،والمبتدأ وإن تأخر لفظا ً فهو مقدم على الخبر رتبة ،فالتقدير
حج المستطيعين البيت حق ثبت لله على الناس أي على أولئك المستطيعين
بل جعل التعريف للعهد مقدم على جعله للستغراق ،فيتعين المصير إليه
عند المكان انتهى .ثم هذه الية وكذا الحديث لفادة وجوب الحج أصالة
والفضيلة تبعا ً إذ الوجوب مستلزم للفضيلة قطعا ً ،ولذلك أخر المصنف في
الترجمة الفضيلة عن الوجوب والله تعالى أعلم.
قوله ) :أدركت أبي شيخا ً كبيرا ً الخ( هذا الحديث يقتضي أنها زعمت أن الحج
فرض
510
) (1/215
على أبيها وهو في تلك الحالة ،وأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قررها
على زعمها ذلك ،والمخالف في ذلك يقول إن الستطاعة شرط للحج
بالكتاب ،فل بد من تأويل الحديث ول يخفى أن الستطاعة قد جاءت مفسرة
في الحديث بالزاد والراحلة ،فاشتراط استطاعة زائدة على ذلك يحتاج إلى
دليل .نعم من ل يقدر يجب عليه الحج ل ليحج بنفسه لما فيه من تكليف ما ل
يطاق ،وهو مدفوع بالنص بل ليوصي غيره والله تعالى أعلم.
ُ ْ ل الل ّهِ ت ََعاَلى } :ي َأ ُْتو َ
ك ِرجال ً وَعََلى ك ُ ّ
ل فَ َ
ج من ْك ّ
ن ِ
مرٍ ي َأِتي َ
ضا ِ
ل َ ب قَوْ ِ 2ـ با ُ
م{ َ
مَنافِعَ لهُ ْ
دوا َ شهَ ُق ل ِي َ ْ
مي ٍ
عَ ِ
ً
قوله ) :باب قول الله تعالى يأتوك رجال وعلى كل ضامر( لعل المراد بيان
الية من حيث إن الراكب متى يهل ،فإن ذلك لما كان يتعلق بالتيان راكبا ً
كان من كيفياته.
511
مب ُْروِر
ج ال َ ح ّ
ل ال َ ض ِ َ
بف ْ 4ـ با ُ
قوله ) :رجع كيوم ولدته أمه( أي :صار أو رجع من ذنوبه أو فرغ من الحج ،
وقوله كيوم ولدته أمه خبر على الول ،وحال على الوجهين الخيرين بتأويل
كنفسه يوم ولدته أمه إذ ل معنى لتشبيه الشخش باليوم والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
وأما حمله على معنى رجع إلى بيته فبعيد فتأمل.
512
ة مك ّ َ َ مهَ ّ
مَر ِ
ج َوالعُ ْ
ح ّة ِلل َ ل َ ل أهْ ِ ب ُ 7ـ با ُ
) (1/216
قوله ) :باب مهل أهل مكة للحج والعمرة( كأنه نبه بذلك على أن سوق
الحديث لميقات الحج والعمرة جميعا ً ل لميقات الحج فقط .ولذلك قال ممن
أراد الحج والعمر فمقتضاه أن ما جعل ميقاتا ً لهل مكة يكون ميقاتا ً لهم
للحج والعمرة جميعا ً ل للحج فقط .وإن ذهب الجمهور إلى الثاني وجعلوا
ميقات العمرة لهل مكة أدنى الحل بحديث إحرام عائشة بالعمرة من التنعيم
،وذلك لن عائشة ما كانت مكية حقيقة فيجوز أن يكون ميقات مثلها التنعيم
للعمرة وإن كان ميقات المكي نفس مكة .وكذا يجوز إحرامها من التنعيم
لنها أرادت العمرة الفاقية حيث أرادت المساواة لسائر المعتمرين في ذلك
السفر ،فحديث عائشة ل يعارض هذا الحديث فكأنه بهذه الترجمة أراد
العتراض على الجمهور والله تعالى أعلم.
قوله ) :ولهل الشام الجحفة( قال ابن دقيق العيد إنه يشمل من مّر من أهل
الشام بذي الحليفة ،ومن لم يمر وقوله لمن أتي عليهن من غير أهلهن
يشمل الشامي إذا مر بذي الحليفة وغيرها فهما عمومان متعارضان اهـ.
وأجيب بأن قوله هن لهن تفسير لقوله وقت لهل المدينة
513
) (1/217
مثل ً ،وأن المراد بأهل المدينة ساكنوها ومن سلك طريق سفرهم فمر على
ميقاتهم فل إشكال ول تعارض اهـ .قلت :وعلى هذا ل يبقى لقوله لمن أتي
عليهن من غير أهلهن فائدة أصل ً إل أن يقال هو من جملة التفسير إذ لول
ذلك لفهم من أهل المدينة في قوله وقت لهل المدينة مثل ً الهل الحقيقي ،
وبواسطة قوله ،ولمن أتي عليهن يفهم أن المراد به أعم ثم ل يخفى أن
التعارض باق بعد لنا إذا قلنا إن المراد بأهل المدينة أعم من الهل الحقيقي
ومن هم كالهل بواسطة المرور على ذي الحليفة .وكذا المراد بأهل الشام
العم فل شك أن أهل الشام يصدق عليهم إذا مروا على ذي الحليفة أنهم
أهل الشام تحقيقا ً ،وأهل المدينة حكما ً فيلزم لهم ثبوت الميقاتين بل أهل
المدينة إذا مروا على الجحفة يلزم لهم ثبوت الميقاتين لنهم أهل المدينة
تحقيقا ً ،وأهل الشام من حيث المرور على الجحفة ،فهذا الجواب ل يدفع
اليراد بل يزيده فافهم.
والقرب عندي أنه ل تعارض إذ حاصل العمومين أن الشامي المار بذي
الحليفة له ميقاتان ميقات أصلي وميقات بواسطة المرور على ذي الحليفة ،
وقد قرروا أن الميقات ما يحرم مجاوزته بل إحرام ل ما ل يجوز تقديم
الحرام عليه ،فيجوز أن يقال إن الشامي ليس له مجاوزة شيء منهما بل
إحرام ،فيجب عليه أن يحرم من أولهما ول يجوز له التأخير إلى آخرهما فإنه
إذا أحرم من أولهما لم يجاوز شيئا ً منهما بل إحرام ،وإذا أخر إلى آخرهما
فقد جاوز الول منهما بل إحرام ،وذلك غير جائز له ،وعلى هذا فإذا جاوزهما
بل إحرام فقد ارتكب محرمين وصاحب الميقات الواحد إذا جاوز وقته فقد
ارتكب محرما ً واحدًا.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
) (1/218
والحاصل أنه ل تعارض بين الميقاتين عند ثبوتهما لواحد نعم لو كان معنى
الميقات ما ل يجوز تقديم الحرام عليه لحصل التعارض والله تعالى أعلم.
قوله ) :فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة( مقتضاه أنه ليس لمن كان
داخل المواقيت أن يؤخر الحرام من أهله .وكذا ليس لهل مكة أن يؤخروه
من مكة ،ويشكل عليه قول علمائنا الحنفية حيث جوزوا لمن كان داخل
المواقيت التأخير إلى آخر الحل ،ولهل مكة إلى آخر الحرم من حيث إنه
مخالف للحديث ،ومن حيث إن المواقيت ليست مما يثبت بالرأي والله
تعالى أعلم.
ة َ ّ
دين َةِ ،وَل َ ي ُهِلوا قَب ْ َ َ
ف ِ
حلي َ ل ِذي ال ُ م ِ
ل ال َت أهْ ِ قا ِ مي َ
ب ِ 8ـ با ُ
قوله ) :باب ميقات أهل المدينة ول يهلون قبل ذي الحليفة( كأنه أخذ ذلك
من قوله يهل
514
أهل المدينة من ذي الحليفة ،فإن الخبار في كلم الشارع تحمل على
النشاء بل هو في إفادة الوجوب عندهم آكد من صريح المر ،ووجوب
الهلل من محل ينفي التقدم عليه والتأخر عنه ظاهرا ً إل أن الجمهور حملوا
الوجوب على نفي التأخر فقط ،واستدلوا على ذلك بفعل كثير من الكابر
من الصحابة وغيرهم التقديم والله تعالى أعلم.
515
516
ك"مَباَر ٌ
قيقُ َواد ٍ ُ ي }صلى الله عليه وسّلم{ " :العَ ِ ل الن ّب ِ ّب قَوْ ِ 16ـ با ُ
قوله ) :باب قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم العقيق الخ( كأنه أراد
قوله ولو حكاية عن غيره وبه وافق الحديث الترجمة ،وسقط أن القول
المذكور في الحديث قول التي ل قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.
بن الث َّيا ِ م َ
ت ِ مّرا ٍ ث َق ث َل َ َخُلو ِل ال َ س ِ 17ـ باب غَ ْ
قوله ) :اغسل الطيب الذي بك( الظاهر أن المراد الذي بجسدك فالدللة
على الترجمة بقياس الثوب على الجسد ،وليس المراد في الحديث الذي
بثوبك إذ نزع الثوب يكفي في دفع ذلك.
517
) (1/219
والحاصل أن الروايات وإن وردت بوجود الطيب بثوبه أيضا ً لكن المأمور
بالغسل هو الذي كان ببدنه ،وأما ما كان منه بالثوب فيكفي النزع فيه والله
تعالى أعلم.
ج َ َ َ ب ال ّ
ن
ل وَي َد ّهِ َ م ،وَي َت ََر ّ
حرِ َ س إ َِذا أَراد َ أ ْ
ن يُ ْ حَرام ِ َوما َيلب َ ُ عن ْد َ ال ِ ْب ِ طي ِ 18ـ با ُ
قوله ) :للذين يرحلون( هو دجها كتب في هامش بعض النسخ نقل ً عن بعض
محققي
518
مشايخنا .أطاب الله ثراه أنه بضم الياء وتشديد الحاء أي ينقلون من رحل
انتقل ل من رحل بعيره أي وضع عليه الرحل لنه فاسد أن يقال يرحلون
هودجها أي يضعون عليه الرحل .نعم لو ثبت به الرواية لول بحذف المضاف
أي يرحلون بعير هودجها مع تكلف ظاهر في المعنى ،فظهر أن قول الحافظ
وغيره التشديد وهم ليس بصواب اهـ.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
ج
ح ّ
ف في ال َ دا ِ ب َوال ِْرت ِ َ كو ِ ب الّر ُ 22ـ با ُ
قوله ) :فكلهما قال لم يزل الخ( لعل هذا نقل بالمعنى لكلمهما جميعا ً أي
كلمهما جميعا ً معناه ذلك ل أن كل واحد منهما قال هذا الكلم إذ الظاهر أن
أسامة ذكر تلبيته من عرفات إلى مزدلفة ،والفضل ذكر تلبيته من مزدلفة
إلى الجمرة ،فقولهما جميعا ً يرجع إلى ما ذكر والله تعالى أعلم.
519
520
521
ةَ
قب ْل ِ قب ِ َ
ل ال ِ ست َ ْم ْل ُ َ
ب ال ِهْل ِ 29ـ با ُ
قوله ) :استقبل القبلة قائمًا( قال القسطلني :رحمه الله تعالى أي مستويا ً
على ناقته غير مائل أو وصفه بالقيام لقيام ناقته اهـ .أي فهو وصف له بحال
المتعلق ،واستدلله بالحديث التي لستقبال القبلة بناء على أن القبلة تكون
لمن يتوجه إلى مكة ممن المدينة أمامه ،فالعادة في مثله تقضي بالستقبال
عند استواء الراحلة بالشخص
واِديحد ََر في ال َ ب الّتلب ِي َةِ إ َِذا ان ْ َ 30ـ با ُ
) (1/220
قوله ) :فذكروا الدجال أنه قال مكتوب بين عينيه كافر( الظاهر أن قوله أنه
بفتح الهمزة
522
بدل من الدجال ،والضمير فيه للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم كضمير
قال ؛ وقيل :ضمير أنه للدجال وهو بعيد إذ المتبادر في مثله إتحاد ضمير أنه
وقال وضمير عينيه للدجال أي ذكروا أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
أي فيه أي في الدجال مكتوب بين عينيه كافر وقوله فقال ابن عباس لم
أسمعه الخ .فإن قلت :أي مناسبة بين الكلمين قلت لعل الكلم جرى منهم
في ذكر العجائب ،فذكروا في جملة ذلك حال الدجال ،وإنه قال فيه النبي
صلى الله تعالى عليه وسلم مكتوب بين عينيه كافر فذكر لهم ابن عباس أنه
ما سمع منه صلى الله تعالى عليه وسلم هذه القصة العجيبة ،ولكن سمع
قصة عجيبة أخرى ،فذكر تلك العجيبة والله تعالى أعلم.
ويمكن أن يقرأ إنه بكسر الهمزة بتقدير الستفهام أي هل إنه قال فيه الخ ،
فأجاب بأنه ما سمع ذلك ،ولكن سمع شيئا ً آخر عجيبا ً وهو ما ذكره.
ساُء
ف َ
ض َوالن ّ َ
حائ ِ ُ ف ت ُهِ ّ
ل ال َ ب َ
كي َ 31ـ با ٌ
قوله ) :انقضي رأسك وامتشطي( لعل المراد بذلك هو الغتسال لحرام
الحج كما وقع التصريح بذلك في رواية جابر والله تعالى أعلم.
قوله ) :وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا ً واحدا( أي :ما
طافوا طواف الفرض إل طوافا ً واحدا ً هو طواف الفاضة ،والذي طافوا أول ً
كان طواف القدوم الذي هو من السنن ل من الفرائض بخلف الذين حلوا ،
فإنهم طافوا أول ً فرض العمرة ،ثم فرض الحج فطافوا طوافين للفرض ،
ولم يرد أن الذين جمعوا ما طافوا أو ل حين القدوم أو طافوا آخرا ً بعد
523
) (1/221
الرجوع من منى كما يفيده ظاهر الكلم ،و النبى صلى الله تعالى عليه
وسلم كان من الذين جمعوا على التحقيق ،وعلى مقتضى هذا الحديث لنه
كان معه الهدى ألبتة ،وقد ثبت أنه طاف أول ً حين قدم ،وطاف ثانيا ً طواف
الفاضة حين رجع من منى ،بل لعله ما ثبت أن أحدا ً ترك الطواف عند
القدوم ول طواف الفاضة فل فرق بين الطائفتين إل بصفة الفتراض
فطواف من حل كان مرتين فرضا ً ،وطواف من لم يحل كان مرة فرضا ً
والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
والحاصل أن إحدى الطائفتين طافوا طوافين للنسكين ،والثانية طافوا لهما
واحدا ً والله تعالى أعلم.
ي ي }صلى الله عليه وسّلم{ ك َإ ِهْل َ ِ
ل الن ّب ِ ّ ن الن ّب ِ ّ
م ِ
ل في َز َن أ َهَ ّ
م ْ
ب َ
32ـ با ُ
ّ
}صلى الله عليه وسلم{
قوله ) :وامكث حراما ً كما أنت( أي ابق محرما على ما أنت عليه من الحرام
ً
قيل ما فائدة قوله كما أنت وقوله وامكث محرما ً يغني عنه .قلت :كأنه
صرح بذلك تنبيها ً على أن ما عليه إحرام ليتبين بذلك أن الحرام المبهم
إحرام شرعا ً ،وهذا مطلوب منهم ،فيحتاج إلى زيادة التنبيه والله تعالى
أعلم.
قوله ) :فقدم عمر( في الكلم طي يعرف من الروايات الخرى فكنت أفتي
بذلك
524
) (1/222
إلى خلفة عمر ،ثم منع عمر عن التمتع فبلغني ذلك فمنعت من أفتيته ،
وقلت إن عمر قادم ،فاقتدوا به فقدم عمر فذكرت له ذلك فقال أن نأخذ
بفتح همزة أن أي :بدا لي أن نأخذ أو بالكسر أي :أن نأخذ بذلك فهو خير ،
والخذ بالكتاب مبني على زعمه أن معنى أتموا أفردوا كل ً بالسفر له ،والخذ
بالسنة من حيث بقاء الحرام إلى يوم النحر والتمتع يفضي إلى الحل عنه
قبل فصار مخالفا ً للسنة من هذه الحيثية ،وبنى عمر ذلك على أن التمتع كان
مخصوصا ً بمن كان معه صلى الله تعالى عليه وسلم تشريفا ً له ،وإل فالصل
تركه كما هو مقتضى هذه الية وهو الشبه بالسنة من جهة بقاء الحرام إلى
يوم النحر والله تعالى أعلمg.
َ
ج فَل َ
ح ّن ال َ
ض فِِيه ّن فََر َ م ْ معُْلوما ٌ
ت فَ َ شهٌُر َجأ ْ ح ّل الل ّهِ ت ََعاَلى ْ} :ال َ ب قَوْ ِ 33ـ با ُ
ج{ ح ّل في ال َ دا َ
ج َث وَل َ ُفسوقٌ وَل َ ِ َرفَ ْ
قوله ) :فكوني في حجتك( ظاهره أنها كانت حاجة على خلف الرواية
السابقة أنها كانت
525
معتمرة ،ويمكن التوفيق بأن يقال المراد كوني فيما هو المقصود بالخروج
من الحج بنقض إحرام العمرة وتجديده للحج والله تعالى أعلم.
ه
معَ ُ
ن َ ُ ن لَ ْ
م ي َك ْ م ْ
ج لِ َسِخ الح ّج ،وَفَ ْ
ح ّ
لفَراد ِ ِبال َ ن َوا ِمت ِّع َوال ِقَْرا ِ
ب الت ّ َ 34ـ با ُ
ي
هَد ْ ٌ
) (1/223
قوله ) :ول نرى إل أنه الحج( أي :ل نرى إل أن الذي وقع الخروج له هو الحج
ولعل المراد به أن المقصود الصلي ما كان من الخروج إل الحج وما وقع
الخروج إل لجله ومن اعتمر فعمرته كانت تابعة للحج فل يخالف ما سبق أنها
كانت معتمرة ،وما علم أنه كان في الصحابة ناس معتمرون ،وما في حديث
جابر أنها كانت معتمرة إلى غير ذلك ويحتمل أنه كان حكاية عن غالب من
كان معه صلى الله تعالى عليه وسلم من الصحابة في ذلك السفر أي :وما
أحرم غالبا ً إل بالحج والتأويل الثاني هو المتعين فيما جاء من قولها لبينا بالحج
،أو خرجنا مهلين بالحج ،وعلى الوجه الول فيحتمل أن بعض الرواة فهموا
من قولها وما ترى إل الحج ونحوه أنها أحرمت بالحج فذكروا مكان ذلك
اللفظ لبينا بالحج أو خرجنا مهلين لقصد النقل بالمعنى ومثله غير مستبعد
لظهور أن كثيرا ً من الختلفات والضطرابات في الحاديث وقعت بسبب ذلك
،ول أرى عاقل ً يشك فيه والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
526
قوله ) :فأما من أهل بالحج إلى قوله لم يحلوا( هذا بظاهره يقتضي أنه ما
أمرهم بفسخ الحج بالعمرة مع أن الصحيح الثابت برواية أربعة عشر من
الصحابة هو أنه أمر من لم يسق الهدى بفسخ الحج وجعله عمرة من جملتهم
عائشة رضي الله تعالى عنها وحينئذ ٍ ل بد من حمل هذا الحديث على من
ساق الهدى ،وبه تندفع المنافاة بين الحاديث والله تعالى أعلم.
) (1/224
قوله ) :كانوا يرون أن العمرة الخ( الظاهر أن الضمير لهل الجاهلية بل هو
المتعين لقوله ،ويجعلون المحرم صفرا ً ولعل مقصود ابن عباس أنه كما كان
أهل الجاهلية يبالغون في نفي العمرة في أنهر الحج كذلك جاء الشرع
بالمبالغة في طلب العمرة في أشهر الحج حتى يفسخ الحج إلى العمرة ،
وكلم بعض يوهم أن الضمير للصحابة لكنه وهم ساقط ،وذكر غالب العلماء
أن مقصود ابن عباس بذلك التنبيه على ما بسببه وقع المر بالفسخ أي :أمر
بالفسخ ليعلم أن العمرة في أشهر الحج مشروعة ،وذلك لن أهل الجاهلية
ما يرونها مشروعة في أشهر الحج فبين لهم بأمرهم بالفسخ أنها مشروعة ،
ولهذا يقولون الفسخ كان مخصوصا ً بالصحابة
527
لخصوص العلة بهم ،وأما الن فل يجوز لحد الفسخ لنتفاء العلة ،ويرد عليه
أنه لو كان كذلك لقال ابن عباس بخصوص الفتح بالصحابة مع أن مذهبه أنه
ل يختص بهم بل يعمهم وغيرهم إلى القيامة ،وذلك لما علم مذهبه أن
خصوص العلة عنده يفيد خصوص الحكم كما قال في الرمل فإنه ل يرى
الرمل سنة لغير الصحابة لخصوص العلة نعم مذهب القائلين بخصوص
الفسخ بالصحابة أن خصوص العلة ل يستلزم خصوص الحكم ،فيلزم عليهم
أنه وإن ثبت أن العلة بيان مشروعية العمرة في أشهر الحج ،كما قررتم فل
يلزم منه خصوص الفسخ بالصحابة ،بل مقتضى أصلكم أن يعم الحكم لهم
ولغيرهم ،فمن أين الخصوص ؟ ثم قد اعترض على كون علة الفسخ ما
ذكروا بوجوه كثيرة منها أن النبي قد اعتمر قبل ذلك مرارا ً متعددة في أشهر
الحج مع خلق كثير من الصحابة ،وذلك يكفي في بيان المشروعية .ومنها أن
الفسخ عندهم حرام ومشروعية الشيء ل يحل بيانها بارتكاب محرم إلى غير
ذلك والله تعالى أعلم.
) (1/225
وقد يقال أن أحاديث الفسخ صريحة بالفرق بين من ساق الهدى فل يحل له
الفسخ وبين غيره فيجب على مقتضى الفرق جواز الفسخ له ،وإل فل يبقى
فرق فيجب أن يؤمر من ساق الهدى أيضا ً بالفسخ لجل مصلحة المشروعية
فافهم والله تعالى أعلم.
528
529
ُ َ ُ َ َ َ ّ َ
جد ِ
س ِ
م ْ
ري ال َ
ض ِ
ه حا ِ
ن أهْل ُ
م ي َك ْ
نل ْم ْ
ل اللهِ ت ََعالى } :ذل ِك ل ِ َ
37ـ باب قوْ ِ
م{
حَرا ِ
ال َ
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
قوله ) :باب قول الله تعالى ذلك لمن لم يكن الخ( يحتمل وجهين أحدهما أن
اسم الشارة إشارة إلى التمتع والمعنى التمتع مباح أو مشروع لغير المكي ،
وبه قال الحنفية وإليه يشير كلم ابن عباس ،فإيراد المصنف يدل على أنه
اختار هذا التفسير ،والثاني أنه إشارة إلى وجوب الدم أو الصوم والمعنى
وجوب أحد المرين على غير المكي ،وأما المكي ،فإذا تمتع فل يجب عليه
شيء ،وبه قال الجمهور ويؤيده قرب المشار إليه ويؤيد الول اللم في قوله
لمن لم يكن ،فإن المناسب بالمعنى الثاني كلمة على ،وهذا التأييد أقوى
من تأييد قرب المشار إليه وكأنه لهذا مال المصنف إلى ترجيحه والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
530
531
مك ّ َ
ة وَب ُن َْيان َِها ضل َب فَ ْ 42ـ با ُ
قوله ) :باب فضل مكة وبنيانها( ما ذكر في فضلها وفضل بنياتها إل ما يتعلق
ببناء الكعبة
532
من الحاديث ،وفيه إشعار بأن بناء الكعبة فيه شرف وفضل لها ولبانيها
وأهلها أي :فضل وفخر أي :فخر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :وطمحت عيناه إلى السماء( بالواو والطاء المهملة والميم والحاء
المهملة المفتوحات أي :شخصتا وارتفعتا ،والمعنى أنه صار ينظر إلى فوق.
قوله ) :أرني( ـ بكسر الراء وسكونهاـ أي :أعطني لن الراءة من لزمها
العطاء اهـ .قسطلني.
533
534
َ
ل اللهِ ت ََعالى : ّ ب قَوْ ِ 47ـ با ُ
) (1/226
قوله ) :باب قول الله تعالى جعل الله الكعبة الخ( أي :باب بيان ما يترتب
على جعلها
535
قياما ً من فضلها ،وبيان أنه إلى متى تبقى قياما ً والله تعالى أعلم.
سوَةِ الك َعْب َ ِ
ة ب كِ ْ 48ـ با ُ
قوله ) :لقد هممت أن ل أدع الخ( موافقة الحديث للترجمة إما باعتبار أن
الحديث يدل
536
على أن تعظيم الكعبة بوضع الموال فيها مشروع معتاد من قديم الزمان ،
وقد قرره الشارع ،ورجع عمر عما قصد من تقسيمها إلى إبقائها على
حالها ،فإذا كان ذلك التعظيم مشروعا ً مع أنه غير ظاهر ،فيكون التعظيم
بالكسوة مع أنه تعظيم ظاهر وزينة باهرة مشروعا ً بالولى ،وأما باعتبار أن
عمر رأى قسمة أموال الكعبة ل وضعها في كسوتها فعلم أن كسوتها دون
حاجة المسلمين ،وبه يعلم أنه ينبغي قسمة الكسوة بين المحتاجين إذا
نزعت والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
537
538
لثا ً
ل ثَ َ ُ َ مك ّ َ َ
م ُ
ف ،وَي َْر ُ ة أوّ َ
ل ما ي َطو ُ م َ
قد َ ُ
ن يَ ْحي َسوَد ِ ِ
جرِ ال ْ ح َ ست ِل َم ِ ال َ
با ْ 56ـ با ُ
قوله ) :يخب( ـ بفتح المثناة التحتية وضم الخاء المعجمة وتشديد الموحدةـ
من الخبب ضرب من العدو أي :يرمل.
ة
مَر ِ
ج َوالعُ ْح ّ
ل في ال َ م ِب الّر َ 57ـ با ُ
قوله ) :راءينا( من الرؤية أي :أريناهم بذلك أنا أقوياء ل نعجز عن مقاومتهم
ول نضعف
539
عن محاربتهم وجعله ابن مالك من الرياء الذي هو إظهار المرائي خلف ما
هو عليه فقال معناه أظهرنا لهم القوة ونحن ضعفاء.
540
541
ل
معَ الرجا ِساِء َ
ف الن ّ َ
وا ِ َ
بط َ 64ـ با ُ
قوله ) :درعا ً موردًا( أي :قميصا ً أحمر لونه لون الورد ،ويحتمل أن يكون
رأى ما عليها اتفاقا ً ل قصدًا.
قوله ) :طوفي من وراء الناس( لن سنة النساء التباعد عن الرجال في
الطواف وبقربها يخاف تأذي الناس بدابتها ،وقطع صفوفهم.
) (1/227
قوله ) :قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الول( أي :بأول طواف طافه
بعد النحر والحلق ،فإنه هو ركن الحج عندهم ل الذي طافه حين القدوم ،
وإن كان هو المتبادر من اللفظ ،فإنه للقدوم ،وليس بركن للحج والله تعالى
أعلم .ول يخفى أن بعض روايات حديث ابن عمر يبعد هذا التأويل ،ويقتضي
أن الطواف الذي يجزىء عنهما هو الذي حين القدوم ،ففي رواية الكتاب
السابقة ثم قدم فطاف لهما طوافا ً واحدا ً وسيجيء في الكتاب في باب من
اشترى الهدى من الطريق بلفظ ،ثم قدم فطاف لهما طوافا ً واحدا ً ،فلم
يحل حتى حل منهما جميعا ً وسيجيء في باب الحصار ،وكان يقولـ أي ابن
عمرـ :ل يحل حتى يطوف طوافا ً واحدا ً يوم يدخل مكة ،وفي بعض روايات
صحيح مسلم ،فخرج حتى إذا جاء البيت طاف به سبعا ً وبين الصفا والمروة
سبعا ً لم يزد عليه ،ورأى أنه مجزىء عنه ،وأهدى وفي أخرى ثم طاف لهما
طوافا ً واحدا ً بالبيت وبين الصفا والمروة ،ثم لم يحل منهما حتى أحل منهما
بحجة يوم النحر ،وفي رواية أخرى ثم انطلق يهل بهما جميعا ً حتى قدم مكة
فطاف بالبيت وبالصفا والمروة ،ولم يزد على ذلك ولم ينحر ولم يحلق ،
حتى كان يوم النحر فنحر وحلق ورأى أنه قد قضى طواف الحج والعمرة
بطوافه الول .والنظر في هذه الروايات يبعد ذلك التأويل لكن القول بأنه ما
كان يرى طواف الفاضة مطلقا ً أو للقارن أيضا ً قول بعيد ،بل قد ثبت عنه
طواف الفاضة في صحيح مسلم كما ذكرنا في القول السابق عنه ،فأما أنه
ل يرى طواف الفاضة للقارن ركن الحج ،بل يرى أن الركن في حقه هو
الول والفاضة سنة أو نحوها ،وهذا ل يخلو عن بعد .وأنه يرى دخول طواف
العمرة في طواف القدوم للحج من سنن الحج للمفرد إل أن القارن يجزئه
ذلك عن سنة القدوم للحج ،وعن فرض العمرة ،وتكون الفاضة عنده ركنا ً
للحج فقط .هذا غاية ما ظهر لي في التوفيق بين
) (1/229
روايات حديث ابن عمر ولم أر أحدا ً تعرض لذلك مع البسط ،وجمع الطرق
إل ما قيل إن المراد بالطواف السعي بين الصفا والمروة ،ول يخفى بعده
أيضا ً ،فإن مطلق اسم الطواف ينصرف إلى طواف البيت سيما ،وهو
مقتضى الروايات ،فلينظر بعده والله تعالى أعلم.
548
هّ ن َ
شَعائ ِرِ الل ِ م ْ جعِ َ
ل ِ َ
فا َوالمْروَةِ ،وَ ُ
ص َ
ب ال ّ
جو ِ
79ـ باب وُ ُ
قوله ) :لو كانت كما أولتها عليه كانت ل جناح عليه أن ل يتطوف بهما( أي :
لو كان المراد بالنص ما تقول وتحمل النص عليه من المعنى وهو عدم
الوجوب لكان نظمه فل جناح عليه أن ل يتطوف بهما تريد أن الذي يستعمل
للدللة على عدم الوجوب عينا ً هو رفع الثم عن الترك ،وأما رفع الثم عن
الفعل فقد يستعمل في اللفظ المباح ،وقد يستعمل في المندوب أو الواجب
أيضا ً بناء على أن المخاطب يتوهم فيه الثم فيخاطب بنفي الثم ،وإن كان
الفعل في نفسه واجبا ً وفيما نحن فيه كذلك فلو كان المقصود في هذا
الدللة على عدم الوجوب عينا ً لكان الكلم اللئق بهذه الدللة هو أن يقال فل
جناح عليه أن ل يتطوف بهما .قال الفاضل
549
البي في شرح مسلم احتج عروة لعدم الوجوب بالية لنها دلت على رفع
الحرج عن الفعل ورأى أن رفع الحرج عنه يحمل على عدم الوجوب فعارضته
عائشة بأن رفع الحرج أعم من الوجوب والندب والباحة والكراهة والعم ل
يدل على الخص على التعيين ،وإنما يتم الستدلل بالية لو كانت التلوة أن
ل يتطوف بهما لنه يكون معنى الية حينئذٍ رفع الحرج عن الترك وهي خاصة
بعدم الوجوب اهـ.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
) (1/230
قوله ) :نزلت في الفريقين كليهما( ولعل مثل هذا يكون وجها ً للتوفيق بين
هذه الرواية عن عائشة وبين رواية أخرى عنها ذكر فيها السبب بوجه آخر ،
وكذا بين هذه الرواية وبين ما سيجيء من حديث أنس.
والحاصل تحرج طوائف من السعي بين الصفا والمروة لسباب متعددة
فنزلت الية في الكل والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
550
551
سعى عََلى ت وَإ َِذا َف ِبالَبي ِوا َ ك ك ُل َّها إ ِل ّ الط ّ َس َ مَنا ِض ال َ حائ ِ ُ
ضي ال َ ق ِ 81ـ باب ت َ ْ
ة
مْروَ ِ فا َوال َص َن ال ّ ضوٍء َبي َ َ
غيرِ وُ ُ
قوله ) :غير أن ل تطوفي بالبيت( قيل ل زائدة ،وذلك لن مقصوده استثناء
الطواف من جملة ما يقضي الحاج ويمكن أن يقال المقصود بيان الفرق
بينهما وبين الحاج فهو استثناء من مقدر أي ل فرق بينكما غير أن ل تطوفي ،
وعلى هذا فكلمة ل في موضعها .ثم ظاهر الحديث يفيد أن لها السعي وبه
استدل المصنف على جواز السعي بل طهارة لكن المشهور عدم جواز
السعي قبل الطواف ،فكأن المراد بالطواف في الحديث هو وما يتبعه ،
والسعي من توابعه وعدم جوازه ليس لن الحيض مانع عنه ،وإنما هو لن
تقديمه على الطواف يخل بالتبعية ،وفي القتصار على الطواف تنبيه على
أن الحيض يمنع عنه أصالة ،وعن غيره إن كان بالتبع فل ينافي ما ذكرنا من
دللة الحديث على جواز السعي بل طهارة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
552
ى ج إ َِلى ِ
من َ ً ج إ َِذا َ
خَر َ حا ّ
ي وَِلل َ مك ّ ّ
ها ِ ،لل َ غيرِ َحاِء وَ َ ن الب َط ْ َ
م َ ل ِ 82ـ باب ال ِهْل َ ِ
) (1/231
) (1/232
) (1/233
النسان عادة .قال أبو عبد الله البي في شرح مسلم المفروح به كل شيء
معجب له بال بحيث يفرح به كما جاء في غير هذا أحب إلي من حمر النعم
انتهى .ومرادها أنها كانت بعده صلى الله تعالى عليه وسلم على ما فعلت
معه ،وقد ثقل عليها الدفع مع المام لكنها ما تركت لكونها فعلت ذلك معه
صلى الله تعالى عليه وسلم فتمنت لذلك أنها لو استأذنت النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم في الدفع قبله لفعلت كذلك بعده أيضا ً ،فصار ذلك سبب
للراحة أيضا ً في حقها قال أو عبد الله البي قال الصوليون ذكر الحكم عقيب
وصف مناسب يشعر بكونه علة ،وقول عائشة هذا يدل على أنه ل يشعر
بكون علة لن لو أشعر به ما أرادت ذلك لختصاص سودة بذلك الوصف إل
أن يقال إن عائشة نقحت المناط ورأت العلة إنما هي الضعف ل خصوص
ثقل الجسم ،ويحتمل أنها قالت ذلك لنها شركتها في الوصف لما روى أنها
قالت سابقت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فسبقته ،فلما ربيت
اللحم سبقني وذكر شيخنا نقل ً عما جرى في درس شيخه ابن عبد السلم أنه
صلى الله تعالى عليه وسلم كان يحبها ،فطمعت في الذن لذلك فل ينافي
ذلك تلك القاعدة ول يخفى عليك ضعف هذا الجواب .اهـ .قلت :وهذا غير
ظاهر فإن الثقل كان علة لستئذان سودة ،وأما إذن النبي صلى الله تعالى
ً
عليه وسلم إياها فكان لسبب استئذانها ،فلو استأذنت عائشة لذن لها أيضا ،
وهذا هو المتبادر إلى الذهن من روايات هذا الحديث ،ثم ما ذكره أهل
الصول هو أن ذكر الحكم كذلك يشعر بالعلية ل بحصر العلية في ذلك
الوصف ،فيجوز أن تكون علة أخرى تقتضي الذن لعائشة كما ذكر في درس
ابن عبد السلم ،وهذا ظاهر فظهر أن ما رده أحسن مما اختاره والله تعالى
أعلم.
560
مٍع
ج ْ
جَر ب ِ َ
ف ْ ّ
صلي ال َمَتى ي ُ َ
ب َ
100ـ با ُ
) (1/234
قوله ) :ما رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم صلة بغير ميقاتها
الخ( قد إستدل به من ينفي جمع السفر كعلمائنا الحنفية ورده النووي بأنه
مفهوم وهم ل يقولون به ونحن نقول به إذا لم يعارضه منطوق كما ههنا.
وتعقبه العيني فقال ل نسلم أنهم ل يقولون بالمفهوم ،وإنما ل يقولون
بالمفهوم المخالف انتهى .قلت وهذا عجيب منهما ،فإن استدلل الحنفية
بصريح النفي الذي هو منطوق بالثبات الذي يدل عليه الستثناء بالمفهوم ولو
كان بالثبات لكان الثبات من باب المفهوم المخالف بالتفاق ،فلم يكن
لقول العيني وجه بقي أن الستدلل به فرع تصور معناه ومعناه ههنا ل يخلو
عن خفاء إذ ظاهره يفيد أنه صلى الفجر قبل وقته وهو مخالف للجماع ،وقد
جاء خلفه في روايات حديث ابن مسعود أيضا ً ،وفي حديث جابر
561
أجيب بأن المراد أنه صلى قبل فوات الوقت المعتاد بأن غلس .ورد بأن هذا
يقتضي أن يكون المعتاد السفار وهو خلف ما يفيده تتبع الحاديث الصحاح
الواردة في صلة الفجر أجيب بأن المراد التغليس الشديد.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
) (1/235
والحاصل أنه صلى يومئذٍ أول ما طلع الفجر ،والمعتاد أنه كان يصلي بعد
ذلك بشيء فيرد أنها صارت حينئذ ٍ لوقتها فكيف يصح عدها لغير وقتها حتى
تستثنى من قوله ما رأيت الخ .أجيب بأن المراد بقوله لغير وقتها المعتاد.
قلت فيلزم من اعتبار العموم فيه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم ما صلى
صلة في غير الوقت المعتاد أبدا ً ل بتقديم شيء ول بتأخيره ل سفرا ً ول
حضرا ً سوى هاتين الصلتين بل كان دائما ً يصلي في وقت واحد ،وهذا خلف
ما يعرفه كل أحد بالبديهة ،وخلف ما يفيده تتبع الحاديث ،وخلف ما أول به
علماؤنا جمع السفر من الجمع فعل ً ،فإنه ل يكون إل بتأخير الصلة الولى
إلى آخر الوقت ،فلزم كونها في الوقت الغير المعتاد ثم هو مشكل بجمع
عرفة أيضا ً ،وحينئذ ٍ فل بد من القول بخصوص هذا الكلم بذلك السفر مثل ً ،
ويبقى بعد جمع عرفة فيقال لعله ما حضر ذلك الجمع فما رأى فل ينافي
قوله ما رأيت .أو يقال لعله ما رأى صلة خارجة عن الوقت المعتاد غير
هاتين الصلتين ،فأخبر حسب ما رأى ول اعتراض عليه ول حجة للقائلين
بنفي الجمع .والحسن منه ما يشير إليه كلم البعض وهو أن المراد بقوله ما
رأيته صلى صلة لغير وقتها أي بقصد تحويلها عن وقتها المعتاد ،وتقريرها
في غيره لما سيجيء في الكتاب من قوله رضي الله تعالى عنه أن رسول
الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال " :إن هاتين الصلتين حولتا عن وقتهما
في هذا المكان" ،وهذا معنى وجيه ل يرد عليه شيء إل الجمع بعرفة .ولعله
كان يرى ذلك للسفر والله تعالى أعلم.
) (1/236
قوله ) :إن هاتين الصلتين( هذا يدل على أن جمع مزدلفة للنسك ل للسفر
كمذهب الشافعي رحمه الله تعالى ،وكأنه لهذا جزم البيهقي بأن مدرج
انتصارا ً لمذهبه بعد أن نقل عن أحمد ترددا ً في رفعه ووقفه ،وأنت خبير بأن
صريح رواية الكتاب يرد ذلك الجزم فل عبرة به وكونه جاء موقوفا ً في بعض
الروايات ل ينافي الرفع ،فما معنى الجزم بخلف الرواية الصحيحة الصريحة
والله تعالى أعلم.
562
563
ن
ب الب ُد ْ ِ ُ
ب ُركو ِ
104ـ با ُ
قوله ) :اركبها ويلك( الظاهر أن المراد به مجرد الزجر ل الدعاء عليه .اهـ.
سندي.
564
565
ه َ
قلئ ِد َ ب ِي َدِ ِ ّ
ن قلد َ ال ََ م ْ ب َ 110ـ با ُ
ّ
قوله ) :فلم يحرم على رسول الله }صلى الله عليه وسلم{ شيء أحله الله
تعالى له حتى نحر الهدي( غاية
566
لقوله فلم يحرم ل لبيان أنه حرم عليه شيء بعد النحر بل لبيان أنه لم يحرم
عليه شيء أصل ً ل قبل النحر ول بعده ،أما بعده فظاهر ل يقول أحد بخلفه ،
وأما قبله فما حرم إلى هذا الحد فما حرم أصل ً إذ لو كان شيء حراما ً لكان
إلى هذا الحد .فإذا لم يكن إلى هذا الحد فل حرمة أصل ً وهو المطلوب
فالغاية مثل هذا لفادة الدوام ،وكلم الكرماني يشعر أنها غاية للمنفي ل
للنفي ،والنفي داخل على الحرمة المنتهية إلى النحر أي فما وجدت حرمة
منتهية إلى النحر .ولما كان هذا يفيد بالمفهوم وجود حرمة أخرى وهو فاسد
أفاد أن النزاع ما وقع إل في الحرمة إلى النحر ،فنفت تلك الحرمة المتنازع
فيها ،وأما غيرها فل يقول به أحد والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
567
ها دّ لَ
ِ ِ َ َ َقو ق ريّ ط ال ن م ه
َ َْ ُ ِ َ ي د ه رى ََ ت ْ
ش ا ن م ب با ـ 115
ُ َ ِ
قوله ) :عام حجة الحرورية( ـ بفتح الحاء وضم الراء نسبة إلى قرية من قرى
الكوفة كان
568
) (1/237
) (1/238
قوله ) :باب الخطبة أيام منى( لعله أراد بأيام منى ما يشمل يوم عرفة أيضا ً
بناء على أن ابتداءه يكون بمنى أو تغليبا ً ،وبه ظهر مناسبة الحديث الثاني
بالترجمة والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 510 :
576
ً ً
قوله ) :ل ترجعوا بعدي كفارا( أي :كالكفار أول ً يكفر بعضهم بعضا ،
فتستحلوا القتال أو ل تكن أفعالكم شبهة بأفعال الكفار.
قوله ) :قلنا اللهورسوله أعلم( فيه مراعاة الدب ،وتحرز عن التقدم بين
يدي اللهورسوله }صلى الله عليه وسّلم{ ،وتوقف فيما ل يعلم الغرض من
السؤال عنه.
قوله ) :حجة الوداع( ـ بفتح الواوـ اهـ .قسطلني.
577
578
قب ْل َِ
ة ِ ال َ
ل ب ْ قت
ُ ْ َ ِ سم ، ُ
ل هس ي و م قو
ُ ي ، ن تي رمجال رمى َ
ذا إ ب با ـ 141
َ ْ َ َ ِ َ ُ َُ ْ ِ ٌ ِ َ
قوله ) :ويسهل( ـ بضم أوله وسكون السين المهملة وكسر الهاء مضارع
أسهلـ أي :يقصد السهل من الرض فينزل إليه من بطن الوادي.
قوله ) :الجمرة الدنيا( ـ بضم الدالـ وهو الذي في اليونينية فقط .وكسرها أي
القريبة إلى جهة مسجد الخيف قوله ) :على إثر( ـ بكسر الهمزة وسكون
المثلثةـ أي عقب كل حصاة.
579
اهـ .قسطلني.
580
581
قوله ) :فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عقرى حلقى( كأنه صلى الله
تعالى عليه وسلم ظن أنها أخرت طواف الفاضة تقصيرا ً منها ،فرأى أنها
تستحق بذلك التغليظ والتشديد .ثم هذا الحديث مما يدل على أن طواف
الفاضة فرض يحتبس النسان لجله ولجل احتباسه يحتبس رفقته والله
تعالى أعلم.
582
ب ص ح م
ُ َ ّ ِ ال ب
ُ با ـ 148
قوله ) :باب المحصب( ـ بضم الميم وفتح الحاء والصاد المشددة المهملتينـ
ثم موحدة اسم مكان متسع بين مكة ومنى وهو أقرب إلى منى ويقال له
ده ما بين الجبلين إلى المقبرة ،والمراد
البطح والبطحاء وخيف بني كنانة وح ّ
حكم النزول به.
) (1/239
587
يحتمل أن يراد أن عمرة الحديبية كانت عمرة واحدة كملت في السنتين بناء
على ما قال علماؤنا الحنفية إن عمرة القابل كانت قضاء لعمرة الحصار ،
ولهذا اشتهرت بينهم بعمرة القضاء وعدهم لها عمرتين كما سبق في الرواية
السابقة بالنظر إلى صورة الحرامين ،ويحتمل أنه أراد بعمرة الحديبية ما
يشمل عمرتين عمرة الحصار وعمرة القضاء ،وكلتاهما متعلقة بالحديبية
نوع تعلق فأطلق عليهما اسم عمرة الحديبية ،ويحتمل أن المراد بها عمرة
الحصار فقط .وعلى هذا فهي متعلقة بقوله حيث ردوه ،وأما قوله ومن
القابل فيتعلق به قوله ،وعمرة في ذي القعدة على اللف والنشر ،ويلزم
على هذا الوجه ترك ذكر عمرة الجعرانة وكأنه اختصار من بعض الرواة ،
وأما على الوجهين الولين فيكون عمرة في ذي القعدة إشارة إلى عمرة
الجعرانة والله تعالى أعلم.
وأما قوله وعمرة مع حجته فعطف على مفعول اعتمر لكن من غير اعتبار
القيد أعني حيث ردوه أو من القابل وهو ظاهر .ومن عدم اعتبار قيد العامل
بالنظر إلى المعطوف مع اعتباره بالنظر إلى المعطوف عليه قوله تعالى :
}احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك{ فالجار والمجرور ل يعتبر قيدا ً
بالنظر إلى قوله وأهلك لفساد المعنى.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 586 :
قوله ) :قبل أن يحج مرتين( إما مبني على عد عمرة الحصار وعمرة القضاء
واحدة كما
588
هو رأى علمائنا الحنفية أو على ترك ذكر عمرة الجعرانة لكونها كانت ليل ً
فخفيت على بعض والله تعالى أعلم.
589
590
ج
ح ّ
ل في ال َمَرةِ ما َيفعَ ُ ب َيفعَ ُ
ل في العُ ْ 10ـ با ٌ
) (1/241
قوله ) :له غطيط( بفتح الغين المعجمة أي نخير وصوت فيه بحوحة ،وقوله
ي من البل ،وقوله سريكغطيط البكر بفتح الموحدة وسكون الكاف الفت ّ
بضم السين المهملة وتشديد الراء المكسور وتخفيفها أي كشف قوله :
)الخلوق( هو ضرب من الطيب.
591
مُر ت عم
ُ َْ ِ ال ّ
ل ح ي تى م
ٌ َ َ َ ِ ببا 11ـ
قوله ) :وإن أخذنا بقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فإنه لم يحل الخ(
كأن المراد بالقول مطلق السنة أو الفعل فهو من باب إطلق القول على
الفعل والله تعالى أعلم.
592
593
ن َوالث ّل َث َةِ عََلى ال ّ
داب ّةِ قاِدمي َج ال َ حا ّ ل ال َ قَبا ِست ِ ْبا ْ 13ـ با ُ
قوله ) :والثلثة على الدابة( الظاهر أنه بالجر أي باب الثلثة أي ركوبهم على
الدابة والله تعالى أعلم.
594
َ
ل إ َِلى أهْل ِ ِ
ه ج ُ
سيُر ي ُعَ ّجد ّ ب ِهِ ال ّ سافِرِ إ َِذا َم َ ب ال ُ 20ـ با ُ
قوله ) :باب المسافر إذا جد ّ به السير يعجل إلى أهله( جملة يعجل حال
وجواب إذا مقدر أي فماذا يفعل أي يجمع بين الصلتين ،ول يحسن جعل
جملة يعجل جواب إذا كما ل يخفى.
595
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 586 :
27ـ كتاب المحصر
596
ج
ح ّ صارِ في ال َ ح َ ب ال ِ ْ 3ـ با ُ
قوله ) :أليس حسبكم سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الخ(
غرضه رضي الله تعالى عنه إنكار الشتراط بأنه يخالف السنة ،وقد أخذ بهذا
النكار بعض الئمة لكن رد ّ بأن سنة الشتراط صحيحة ،ولذلك أخذ به بعض
الئمة أيضا ً ،وقال المحقق ابن حجر ما حاصله :يحتمل أن مراده بالسنة
قياس من أحصر من الحاج على من أحصر من المعتمرين والحصار عن
العمرة هو الواقع للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ،ويحتمل أن يكون
مراده بسنة نبيكم ،وبما بعده شيئا ً سمعه من النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم في حق من يحصل له ذلك وهو حاج .اهـ.
) (1/242
ول يخفى أن ابن عمر بين السنة بقوله طاف بالبيت وبالصفا الخ ،والقياس
على إحصار النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ل يفيد ذلك إذ ما كان في
إحصاره صلى الله تعالى عليه وسلم طواف أصل ً ،وإنما كان نحر وحلق ،
فينبغي أن يتعين الوجه الثاني .ثم كلم ابن عمر ل يجري في مطلق الحصار
عن الحج بل فيمن أحصر بعد الوصول إلى البيت كما ل يخفى والله تعالى
أعلم.
597
598
َ
ن
كي َ
سا ِ
م َ
ست ّةِ َ ي إ ِط َْعا ُ
م ِ ة{ وَهْ َ ل الل ّهِ ت ََعاَلى } :أوْ َ
صد َقَ ٍ ب قَوْ ِ
7ـ با ُ
ً ً
ل( أي :يتساقط شيئا فشيئا ،والجملة حالية قوله ) :ورأسي يتهافت قم ً
وانتصاب قمل ً على التمييز قوله ) :يؤذيك هوامك( بحذف همزة الستفهام
قوله ) :بفرق( بفتح الفاء والراء قد تسكن وهو مكيال معروف بالمدينة وهو
ستة عشر رط ً
ل.
صاٍعف َ ص ُفد ْي َةِ ن ِ َ
م في ال ِب ال ِط َْعا ُ 8ـ با ٌ
قوله ) :ما كنت أرى( بضم الهمزة أي ما كنت أظن وقوله الجهد بلغ بك ما
أرى بفتح الهمزة أي أبصر بعيني والجهد المشقة .اهـ .قسطلني.
599
600
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 596 :
28ـ كتاب جزاء الصيد
هَ َ َ َ
صيد َ أكل ُ حرِم ِ ال ّ
م ْدى ِلل ُ حل َل فأهْ َ
َ ُ ب إ َِذا َ
صاد َ ال َ 2ـ با ٌ
ً
قوله ) :فطعنته فأثبته( من الثبات أي حبسته وجعلته ثابتا في مكانه ،وقوله
فاستعنتهم
601
بالفاء إما بناء على أنه ما مات من طعنه بل أخذوه وذبحوه ،ولذلك احتاج
إلى الستعانة بهم وهو الظاهر من قوله ،فأثبته أو على أنه أراد الستعانة
بهم في الحمل وغيره والله تعالى أعلم.
602
َ ً ً ً َ
قَبلم يَ ْحي ّا ل ْ
شيا َ ح ِمارا وَ ْح َ حرِم ِ ِ م ْ
دى ِلل ُ ب إ َِذا أهْ َ 6ـ با ٌ
) (1/243
قوله ) :وهو بالبواء( بفتح الهمزة وسكون الموحدة ممدودا ً جبل من عمل
الفرع بضم الفاء وسكون الراء بينه وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلثة
وعشرون ميل ً قوله ) :أو بوّدان( بفتح الواو وتشديد الدال المهملة آخره نون
موضع بقرب الجحفة أو قرية جامعة من ناحية الفرع وود إن أقرب إلى
الجحفة من البواء.
603
ب
ن الد َّوا ّ م ْ
م ِ حرِ ُ
م ْل ال ُ قت ُ ُ
ب ما ي َ ْ
7ـ با ُ
ّ
قوله ) :الفأرة( وتسمى الفويسقة لن النبى }صلى الله عليه وسلم{
استيقظ ذات ليلة ،وقد أخذت فأرة فتيلة لتحرق على رسول الله }صلى
الله عليه وسّلم{ البيت فقام إليها فقتلها ،وأحل قتلها للحلل والمحرم.
604
حَرم ِ جُر ال َ ش َ ضد ُ َ َ
ب ل ي ُعْ َ 8ـ با ٌ
قوله ) :فإن أحد ترخص الخ( قد سبق في كتاب العلم ما يتعلق بتحقيق هذا
الحديث ،فإن شئت فراجعه.
605
مكةّ ُ
قَتال ب ِ َ ّ
حل ال ِ َ
10ـ باب ل ي َ ِ
) (1/244
قوله ) :ل يحل القتال بمكة( وهو قول بعض الفقهاء وهو الذي يدل عليه
ظاهر الكتاب ،فقد قال تعالى } :ول تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى
يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم{ وهذا صريح في حرمة بداية القتال
بمكة ،وإن كان أهلها مشركين إذ الية نزلت فيهم .وكذا يدل على هذا القول
الحاديث الصريحة الصحيحة فإنها صريحة في أن حل القتال فيها ابتداء كان
مخصوصا ً به صلى الله تعالى عليه وسلم مع أنه قاتل المشركين المستحقين
للقتال والقتل بصدهم عن المسجد الحرام وإخراجهم أهله منه وكفرهم ،فلو
وز ابتداء قال المشركين لغيره لما كان لهذا الخصوص معنى ،ونقلج ّ
الحافظ ابن حجر وغيره عن كثير من محققي الشافعية والمالكية القول بعدم
الحل وهو الذي اختاره المصنف ،وذكر كثير منهم للحديث تأويلت بعيدة بل
فاسدة قطعا ً قد تعرض الحافظ لفساد بعضها فراجعه إن شئت قال
ل لي إل ساعة جواز الحافظ :زعم الطحاوي أن المراد بقوله إنها لم تح ّ
دخولها له بل إحرام ل تحريم القتال والقتل لنهم أجمعوا على أن المشركين
لو غلبوا ،والعياد بالله على مكة حل للمسلمين قتالهم وقتلهم فيها ،وقد
عكس استدلله النووي فقال في الحديث دللة على أن مكة تبقى دار إسلم
إلى يوم القيامة ،فبطل ما صوره الطحاوي ،وفي دعواه الجماع نظر ،فإن
الخلف ثابت كما تقدم .اهـ.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 601 :
606
والحاصل أن الحاديث صريحة في اختصاص هذه البقعة بحرمة القتال
ابتداء ،وإن حل القتال فيها مع استحقاق أهلها للقتال كان مخصوصا ً به
ساعة من نهار ،فلو جوزنا القتال فيها لكل أحد عند استحقاق أهلها القتال
لم يبق للختصاص معنى أصل ً ،والتأويلت التي ذكروا بخلف هذا مخالفة
للحاديث بل للقرآن والله تعالى أعلم.
607
) (1/245
حرِم ِ م ْ
ل ِلل ُ سا ِب ال ِغْت ِ َ 14ـ با ُ
قوله ) :أسألك كيف كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يغسل
رأسه( هذا ل يخلو عن إشكال لن الخلف بينهما كان في أصل الغسل ل في
كيفيته ،فالظاهر أن إرساله كان للسؤال عن أصله إل أن يقال أرسله ليسأله
عن الصل والكيفية على تقدير جواز الصل ،فلما علم جواز الصل بمباشرة
أبي أيوب سكت عنه وسأله عن الكيفية ،لكن يقال محل الخلف كان الغسل
بل احتلم ،فمن أي علم بمجرد فعل أبي أيوب جواز ذلك إل أن يقال لعله
علم ذلك بقرأين وأمارات والله تعالى أعلم.
608
َ ُ
حرِم ِ م ْ
سلِح ِلل ُ س ال ّ ب لب ْ ِ 17ـ با ُ
قوله ) :فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم( الظاهر أن هذه
الواقعة كانت في عمرة القضية .وكذا هذه المقاضاة كانت هناك ،وظاهر
كلم القسطلني يفيد أن الواقعة كانت في عمرة القضية إل أن المقاضاة
كانت في عمرة الحديبية ،وهذا غير مستقيم لن عمرة الحديبية كانت قبل
عمرة القضية ،فل يصلح حتى قاضاهم غاية كما ل يخفى فتأمل.
حَرام ٍ
ة ب ََغيرِ إ ِ ْ مك ّ َحَرم ِ وَ َ ل ال َ خو ِ ب دُ ُ 18ـ با ُ
قوله ) :وعلى رأسه المغفر الخ( استدل به على جواز الدخول في مكة بل
إحرام لمن لم
609
يكن مراده أحد النسكين ،ولعل من ل يجوز ذلك يحمل على أن منشأ ذلك
الحرام هو حرمة مكة ،وقد أحلت له تلك الساعة والله تعالى أعلم.
ولعل المتأمل يعرف أن هذا ليس عين ما ذكره الطحاوي ،وقد نقلناه عنه
مع الرد عليه فافهم.
َ َ ً َ
ص
مي ٌ م جاهل وَعَليهِ ق ِ حَر َب إ َِذا أ ْ 19ـ با ٌ
) (1/246
قوله ) :باب إذا أحرم جاهل ً الخ( ل يخفى أن الحديث الذي ذكره في الباب
ليس له مساس بالمطلوب ،فإن الرجل هناك فعل ما فعل قبل تقرير الحكم
ونزول الوحي ،ول قائل بوجوب الكفارة في فعل فعله صاحبه قبل تقرر
الحكم ونزول الوحي ،وإنما الكلم في فعل الجاهل والناسي بعد تقرير
ً
الحكم .هذا ما خطر بالبال ثم رأيت الشراح تعرضوا لمثل هذا الكلم نقل عن
ابن المنير فالله الحمد على الوفاق .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 601 :
610
611
612
ساِء
ج الن ّ َ
ح ّ
ب َ
26ـ با ُ
) (1/247
) (1/248
هذا الواو ل يتعلق بهذا الواو أصل ً ،وإنما يتعلق بالواو الثانية ،ويلزم منه أن
العطف بين الفعلين بأو على تقدير وجود ألف واحدة بين الواوين ،وأما وجود
ألفين فل يصح أصل ً ،وكلم المحقق ابن حجر ظاهر في أنه مبني على وجود
ألف واحدة بين الواوين إل أن الكرماني أخطأ حيث ظنه متعلقا ً بواو نعزو مع
أنه متعلق بالواو الثانية ،فالصواب للقارىء أن يقرأ أو نجاهد بالعطف بأول ،
ولت في الكلم لما رأيت من كثرة الخطأ بين ونجاهد بالعطف بالواو وإنما ط ّ
النام إما غفلة أو اعتمادا ً على ما ذكره القسطلني من الكلم والله تعالى
أعلم بحقيقة المراد.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 601 :
قوله ) :إل مع ذي رحم محرم( أي :هو أو من يقوم مقامه كالزوج .اهـ.
سندي.
نغزوا كذا بإثبات اللف بعد واو نغزو في اليونينية.
614
615
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 601 :
29ـ كتاب فضائل المدينة
616
ة
دين َ ِ
م ِ
ن ال َ
ب عَ ِ
ن َرِغ َ
م ْ
ب َ
5ـ با ُ
قوله ) :يتركون المدينة على خير ما كانت( لعل المقصود بالبيان الخبار عن
دوام الخير في المدينة إلى آخر أمرها والله تعالى أعلم.
617
) (1/249
قوله ) :والمدينة خير لهم( أي :خير لولئك التاركين لها من تلك البلد التي
لجلها يتركون المدينة ،فل دليل في الحديث على تفصيل المدينة على مكة ،
وقوله لو كانوا يعلمون ليس المراد به أنه خير على تقدير العلم إذ المدينة
خير لهم علموا أول ً بل المراد لو علموا بذلك لما فارقوها ،وقد تجعل كلمة
لو للتمني لكن قد يقال كثير منهم يبلغهم الخبر ويفارقونها ،فأولئك قد علموا
بذلك لبلوغهم الخبر ومع ذلك فارقوها فكيف يصح لو علموا بذلك ؟ لما
فارقوها قلت :يمكن دفعه بأن المراد لو علموا بذلك عيانا ً ،وليس الخبر
كالمعاينة أو يقال هو من تنزيل العالم الذي ل يعمل بعلمه بمنزلة الجاهل
كأنه ما علم ،وهذا هو الذي على تقدير التمني ،وقد يقال المعنى المدينة
خير لهم لو كانوا من أهل العلم إذ البلدة الشريفة ل ينتفع بها إل الهل
الشريف الذين يعملون على مقتضى العلم ،وأما من ليس من أهل العلم فل
ينتفع بالبلدة الشريفة بل ربما يتضرر فخيرية البلدة ليست إل لهلها ،ومن
يليق بهم القامة فيها والله تعالى أعلم .اهـ.
618
ة
دين َ َ
م ِ جا ُ
ل ال َ ل الد ّ ّ ب ل َ ي َد ْ ُ
خ ُ 9ـ با ٌ
قوله ) :على أنقاب المدينة( جمع نقب بفتح النون وسكون القاف وهو جمع
قلة وجمع الكثرة نقاب أي مداخل المدينة وهي أبوابها وفوهات طرقها التي
يدخل إليها منها قوله ) :ل يدخلها الطاعون( أي :الموت الذريع الفاشي أي ل
يكون بها مثل الذي يكون بغيرها كالذي وقع في طاعون عمواس والجارف ،
وقد أظهر الله تعالى صدق رسوله فلم ينقل قط أنه دخلها الطاعون وذلك
ببركة دعائه }صلى الله عليه وسّلم{ اللهم صححها لنا .اهـ .قسطلني.
619
620
ب
13ـ با ٌ
) (1/250
قوله ) :وعك( بضم الواو وكسر العين المهملة أي حم قوله ) :مصبح( بضم
الميم وفتح الصاد المهملة والموحدة المشددة أي يقال له أنعم صباحا ً أو
يسقي صبوحه وهو شرب الغداة قوله ) :شامة وطفيل( بفتح المهملة وكسر
الفاء جبلن على نحو ثلثين ميل ً من مكة قوله ) :نجل( بفتح النون وسكون
الجيم ماء يجري على وجه الرض قوله ) :آجنا( بفتح الهمزة ممدودة وكسر
الجيم بعدها نون أي متغيرا ً ،وغرض عائشة بذلك بيان السبب في كثرة
الوباء بالمدينة لن الماء الذي هذه صفته يحدث عنه المرض .اهـ .قسطلني.
621
622
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 616 :
30ـ كتاب الصوم
623
صوْم ِ
ل ال ّ ض ِب فَ ْ
2ـ با ُ
قوله ) :أطيب عند الله من ريح المسك( أي :صاحبه بسببه أكثر قبول ً
ووجاهة عند الله وأزيد قربا ً منه تعالى من صاحب المسك بسبب ريحه
عندكم وهو تعالى أكثر إقبال ً عليه بسببه من إقبالكم على صاحب المسك
بسبب ريحه وقوله يترك طعامه وشرابه ذكره تعليل ً لذلك على أنه حكاية عن
الله تعالى وقوله } :الصيام لي{ أي أنا المنفرد بعلم ثوابه ،وأكد ذلك بقوله
وأنا أجزي به.
والحاصل أن اختصاصه من بين سائر العمال بأنه مخصوص بعظيم ل نهاية
لعظمته ول حد لها ،وأن ذلك العظيم هو المتولي لجزائه مما ينساق الذهن
منه إلى أن جزاءه مما ل حد له ،وقد قال تعالى } :إنما يوفي الصابرون
أجرهم بغير حساب{ وقوله } :والحسنة بعشر أمثالها{ أي سائر العمال
الحسنة منها بعشر أمثلها والله تعالى أعلم.
624
ن
مي َ
صائ ِ ن ِلل ّ
4ـ باب الّرّيا ِ
قوله ) :يدخل منه الصائمون( المراد بهم من غلب عليهم الصوم من بين
العبادات ،ولعل غير الصائم ل يوفق للدخول منه ،وإن دعي منه فمن دعي
من جميع البواب ل يوافق للدخول من هذا الباب إل إذا كان صائما ً والله
تعالى أعلم.
) (1/251
قوله ) :ما على من دعي من تلك البواب من ضرورة( أي :من حاجة إلى
أن يدعي من تمام تلك البواب إذ الدخول من باب واحد يكفي في المطلوب.
سعا ً َ ن أ َوْ َ
ن َرأى ك ُل ّ ُ
ه َوا ِ م ْ
ن ،وَ َ
ضا َ
م َ
شهُْر َر َ ضا ُ
م َ قا ُ
ل َ :ر َ هل ي ُ َ
ب َ
5ـ با ٌ
قوله ) :فتحت أبواب الجنة( أي :تقريبا ً للرحمة إلى العباد ،ولهذا جاء في
بعض الروايات
625
أبواب الرحمة وفي بعضها أبواب السماء ،وهذا يدل على أن أبواب الجنة
كانت مغلقة ول ينافيه قوله تعالى } :جنات عدن مفتحة لهم البواب{ إذ ذاك
ل يقتضي دوام كونها مفتحة وقوله } :غلقت أبواب النار{ أي تبعيدا ً للعقاب
عن العباد ،وهذا يقتضي إن أبواب النار كانت مفتوحة ول ينافيه قوله تعالى :
}حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها{ لجواز أن يكون هناك غلق قبيل ذلك ،وغلق
أبواب النار ل ينافي موت الكفرة في رمضان وتعذيبهم بالنار فيه إذ يكفي
في تعذيبهم فتح باب صغير من القبر إلى النار غير البواب المعهودة الكبار
وقوله } :وسلسلت الشياطين{ أي غللت ول ينافيه وقوع المعاصي إذ يكفي
في وجود المعاصي شرارة النفس وخباثتها ،ول يلزم أن يكون كل معصية
بواسطة شيطان ،وإل لكان لكل شيطان شيطان ويتسلسل ،وأيضا ً معلوم
أنه ما سبق إبليس شيطان فمعصيته ما كانت إل من قبل نفسه والله تعالى
أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 623 :
ة ي ن
َِّ ً و ً اساب
ح ِ َ
ت مان َا ً َوا ْ
ن ِإي َ
ضا َ
م َ
م َر َ
صا َ
ن َ
م ْب َ
6ـ با ُ
قوله ) :إيمانا ً واحتسابًا( أي :طلبا للجر وهما في العراب مفعول له أي
ل .وكذا الحامل لهالحامل له على ذلك اليمان بالله أو بما ورد في فضله مث ً
طلب الجر من الله ل الرياء
626
) (1/252
) (1/253
والعجب أن القسطلني حيث فعل هذا الكلم في شرح الترجمة وهو ل يتعلق
بالترجمة أصل ً ،وإنما يتعلق بلفظ الحديث قوله ) :فإذا لقيه جبريل الخ(
قيل :يحتمل أن يكون زيادة الجود بمجرد لقاء جبريل أو بمدارسته آيات
القرآن لما فيه من الحث على مكارم الخلق ،والثاني أوجه كيف والنبي
صلى الله تعالى عليه وسلم على مذهب أهل الحق أفضل من جبريل فما
جالس الفضل إل المفضول .اهـ .قلت :لكن قراءة النبي القرآن في صلة
اليل وغيرها كانت دائمة ،ويمكن أن يكون لنزول جبريل عن الله تعالى كل
ليلة تأثيرا ً ،ويقال يمكن أن
627
يكون مكارم الخلق كالجود وغيره من الملئكة أتم لكونها جبلية ،وهذا ل
ينافي أفضلية النبياء عليهم السلم باعتبار كثرة الثواب على العمال أو يقال
زيادة الجود كان بمجموع اللقاء والمدارسة والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 623 :
صوْم ِ م َ
ل ب ِهِ في ال ّ ل الّزورِ َ ،والعَ َ ن لَ ْ
م ي َد َع ْ قَوْ َ م ْ
ب َ
8ـ با ُ
ويقال إنه كان صلى الله تعالى عليه وسلم يختار الكثار في الجود في
رمضان لفضله أو لشكر نزول جبريل عليه كل ليلة فاتفق مقارنة ذلك بنزول
جبريل والله تعالى أعلم.
) (1/254
قوله ) :فليس لله حاجة( كناية عن عدم القبول قال البيضاوي :ليس
ما من كسر المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش بل ما يتبعه َ
الشهوات وإطفاء ثائرة الغضب وتطويع النفس المارة للمطمئنة فإذا لم
يحصل له شيء من ذلك لم يبال الله بصومه ولم يقبله .اهـ .وقيل ليس لله
إرادة في ذلك ،فوضع الحاجة موضع الرادة وأورد عليه أنه لو لم يرد الله
تركه لطعامه وشرابه لم يقع الترك ضرورة أن كل واقع تعلقت الرادة
بوقوعه ،ولول ذلك لم يقع قلت :ويمكن الجواب بأنه تسامح في العبارة
ومراده ما يلزم الرادة عادة من المحبة والرضا ،وإن لم يكن ذاك لزم
الرادة بالنظر إلى الله تعالى على مذهب أهل السنة وبالجملة فالله تعالى
غني عن العالمين فل يحتاج إلى شيء ،فل بد من تأويل في النفي ثم
المطلوب من هذا الكلم التحذير من قول الزور ل ترك الصوم نفسه عند
ارتكاب الزور.
م م إ َِذا ُ
شت ِ َ صائ ٌ قو ُ
ل :إ ِّني َ هل ي َ ُ
ب َ
9ـ با ٌ
قوله ) :كل عمل ابن آدم له إل الصيام فإنه لي( ذكروا في تفسيره وجوها
غالبها ل يناسب هذه المقابلة ،والوجه فيها أن جميع أعمال ابن آدم من باب
العبودية والخدمة ،فتكون لئقة به مناسبة لحاله بخلف الصوم فإنه من باب
التنزه عن الكل والشرب والستغناء عن ذلك فيكون من باب التخلق بأخلق
الرب تعالى والله تعالى أعلم.
628
موا ، َ َ َ ْ َ َ ّ َ
صو ُ
م الهِلل ف ُ
ي }صلى الله عليه وسلم{ " :إ ِذا َرأيت ُ ُل الن ّب ِ ّ
ب قو ْ ِ 11ـ با ُ
موه ُ فََأفط ُِروا" َ
وَإ َِذا َرأيت ُ ُ
) (1/255
قوله ) :ل تصوموا حتى تروا الهلل( لعل المراد النهي عن الصوم بنية
رمضان أو الصوم على اعتقاد الفتراض وإل فل نهي عن الصوم قبل رؤية
هلل رمضان على الطلق ،ويمكن أن يكون المراد ل يجب عليكم الصوم
حتى تروا الهلل وقوله :ول تفطروا أي من غير عذر مبيح وقوله :حتى تروا
الهلل أي حتى يرى من يثبت برؤيته الحكم قوله ) :الشهر تسع وعشرون
الخ( أي :قد يكون كذلك كما يكون وافيا ً وهو الصل ،والمقصود بيان أنه
مختلف فل عبرة باليام بل المدار على رؤية الهلل إل عند ضرورة الغيم.
629
ً
قوله ) :إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما( أي :وهذا الشهر كذلك ،
والحاصل أنه وافق الحلف الشهر بالهلل ،وإل فلو كان باليام لكان المعتبر
عدة ثلثين .فإن قلت :لو وافق الحلف الشهر بالهلل لمسا كان لسؤال
السائل وجه قلت :لعل وجهه عدم علمه برؤية الهلل تلك الليلة والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 623 :
630
ن صوْم ِ ي َوْم ٍ وَل َ ي َوْ َ
مي ِ ن بِ َ
ضا َ
م َ
ن َر َ
م ّ ب ل َ ي َت َ َ
قد ّ َ 14ـ با ٌ
) (1/256
قوله ) :ل يتقدمن أحدكم رمضان الخ( أي :ل يستقبلنه بصوم يوم أو يومين ،
وحمله كثير من العلماء على أن يكون بنية رمضان أو لتكثير عدد صيامه أو
لزيادة احتياطه بأمر رمضان أو على صوم يوم الشك ،ول يخفى أن قوله أو
يومين ل يناسب الحمل على صوم الشك إذ ل يقع الشك عادة في يومين ،
والستثناء بقوله إل أن يكون رجل الخ ل يناسب التأويلت الول إذ لزمه جواز
صوم يوم أو يومين قبل رمضان لمن يعتاده بنية رمضان مثل ً وهذا فاسد ،
والوجه أن يحمل النهي على الدوام أي ل تداوموا على التقدم لما فيه من
إيهام لحوق هذا الصوم برمضان إل لمن يعتاد المداومة على صوم آخر الشهر
مثل ً ،فإنه لو داوم عليه ل يتوهم في صومه اللحوق برمضان والله تعالى
أعلم.
631
م ُ
حورِك ْ
س ُ
ن َم ْ
م ِ ُ
من َعَن ّك ْ َ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ " :ل ي َ ْ ب قَوْ ِ
ل الن ّب ِ ّ 17ـ با ُ
َ
ل" قوله ) :ولم يكن بين أذانهما إل أن يرقى الخ( كناية عن قلة المدة ن ب ِل َ ٍ
أَذا ُ
بين الذانين والله تعالى أعلم.
632
حوِر ْ
س ُخي ِرِ ال ّ ب ت َأ ِ 18ـ با ُ
قوله ) :باب تعجيل السحور( وفي بعض الصول الصحيحة تأخير السحور وهو
ظاهر ،وعلى الول المعنى التعجيل في أكله خوفا ً من طلوع الفجر بسبب
كثرة التأخير قوله ) :فشق عليهم فنهاهم( ظاهر في أن النهي لم يكن نهي
تحريم أو كراهة وإنما هو نهي شفقة ،وبعض الروايات صريحة في ذلك.
633
وما ً
ص ْ ب إ َِذا ن َ َ
وى ِبالن َّهارِ َ 21ـ با ٌ
) (1/257
قوله ) :ومن لم يأكل فل يأكل( هذا هو محل الترجمة وهو ظاهر في جواز
الصوم بنية من نهار في صوم الفرض لما تدل الحاديث على إفتراض صوم
عاشوراء من جملتها هذا الحديث ،فإن هذا الهتمام يقتضي الفتراض ،وما
قيل إنه إمساك ل صوم مردود بأنه خلف الظاهر فل يصار إليه بل دليل نعم
قد قام الدليل فيمن أكل قبل ذلك ،وما قيل إنه جاء في أبي داود أنهم أتموا
بقية اليوم وقضوه قلنا هو شاهد صدق لنا عليكم حيث خص القضاء بمن أتم
بقية اليوم ل بمن صام تمامه ،فعلم أن من صام تمامه بنية من نهار فقد جاز
صومه ل يقال صوم عاشوراء منسوخ فل يصح به الستدلل لنا نقول دل
الحديث على شيئين أحدهما :وجوب صوم عاشوراء والثاني :أن الصوم
الواجب في يوم بعينه يصح بنية من نهار ،والمنسوخ هو الول ول يلزم من
نسخة نسخ الثاني ول دليل على نسخة أيضا ً بقي فيه بحث وهو أن الحديث
يقتضي أن وجوب الصوم عليهم ما كان معلوما ً من الليل ،وإنما علم في
النهار ،وحينئذٍ صار اعتبار النية من النهار في حقهم ضروريا ً كما إذا شهد
الشهود بالهلل يوم الشك ،فل يلزم جواز الصوم بنية من النهار بل ضرورة
وهو المطلوب والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 623 :
جُنبا ًح ُ صب ِ ُ
صائ ِم ِ ي ُ ْ
ب ال ّ 22ـ با ُ
ً
قوله ) :كذلك حدثني الفضل( ولفظ حديثه من أدركه الصوم جنبا فل يصم ،
وقد يقال حديث عائشة فعل فل يعارض القول لحتمال الخصوص في
الفعل ،فالوجه أن يقال ذلك إذا
634
635
636
لم يمكن التوفيق ،وقد أمكن ههنا أن يجعل حديث أبي هريرة كناية عن
الجماع على ما هو دأب القرآن ،والسنة في الكناية عن أمثال هذه الشياء
والله تعالى أعلم.
ْ
صائم ِ
س ِلل ّ
ب والَياب ِ ِ ك الّرط ِ وا ِ س َب ال ّ 27ـ با ُ
) (1/258
قوله ) :لمرتهم بالسواك الخ( أعم من أن يكون السواك رطبا ً أو يابسا ً في
رمضان أو غيره قبل الزوال أو بعده ،واستدل به الشافعي على أن السواك
ليس بواجب قال لنه لو كان واجبا ً أمرهم به شق عليهم أو لم يشق.
28ـ باب قَول النبي }صلى الله عليه وسّلم{ " :إَذا تو َ
خرِهِمن ْ ِشق ْ ب ِ َ ضأ َفلي َ ْ
ست َن ْ ِ ِ َ َ ّ ْ ِ ِّ ّ ُ
ه َ
صائ ِم ِ وَغيرِ ِ ن ال ّ
مي ّّز َبي َم يُ َ َ
ماَء" وَل ْ ال َ
قوله ) :بالسعوط( بفتح السين وقد تضم ما يصب في النف من الدواء
قوله ) :فإن ازدرد ريق العلك( أي :مع ما تحلب منه.
637
ن
ضا َم َمعَ ِفي َر َ جا َب إ َِذا َ 29ـ با ٌ
قوله ) :بمكتل( بكسر الميم وفتح المثناة الفوقية شبه الزنبيل يسع خمسة
عشر صاعا ً ،وقوله العرق بفتح الراء وقد تسكن وهو ما نسج من الخوص
فيه تمر .اهـ .قسطلني.
638
َ َ َ َ ْ
ج
حاِوي َ م َ فاَرةِ إ َِذا كاُنوا َ ن الك ّ
م َ
ه ِ
م أهْل ُ
هل ي ُطعِ ُ
نَ ، ضا َم َمِع ِفي َر َ جا ِم َب ال ُ 31ـ با ُ
قوله ) :فقال أتجد ما تحرر رقبة( كلمة ما مصدرية أي هل تجد إعتاق رقبة أو
موصولة أي هل تجد ما تعتق منه أو به رقبة أو موصوفة ورقبة بدل عنها أي
هل نجد شيئا ً تحرره أي رقبة وجعل رقبة بدل ً من ما على تقدير كونها
موصولة يستلزم إبدال نكرة من معرفة ،وقد أنكره النحاة.
639
640
35ـ باب
قوله ) :وما فينا صائم إل ما كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وابن
رواحة( ل يخفي أن الظاهر إل النبي وابن رواحة ،وأما هذه العبارة فحملها
على أن ما موصولة وقعت موقع من وكان تامة ،ومن الجارة بيانية يقتضي
أنه تطويل وإتيان بعبارة ركيكة بل فائدة ،فالوجه أن يحمل على أنه استثناء
من مفهوم الكلم أي ما كان فينا صوم من أحد إل ما كان من النبي صلى
الله تعالى عليه وسلم ويمكن حمل صائم على معنى الصوم بناء على أنه
مصدر على وزن الفاعل والله تعالى أعلم.
) (1/259
) (1/260
للحرمة أو الكراهة فل يجوز لهم فعله ،وعلى هذا فالقول بأن الوصال حرام
أو مكروه مشكل جدا ً فافهم .قلت :بل في قوله إني لست كهيئتكم إني
يسقيني ربي إشارة إلى أنه ليس المدار على الخصوص من حيث الذين بأن
خص إباحة الوصال له دونهم بل المدار على اختصاص القتدار به حتى لو قدر
من قدر يجوز له ذلك فافهم .اهـ .سندي.
َ
م ي ََر عَليهِ قَ َ
ضاًء إ َِذا َ َ
خيهِ ل ُِيفط َِر ِفي الت ّطوِّع ،وَل ْ م عََلى أ َ ِس َ
51ـ باب م َ
ن أقْ َ ُ َ ْ
كا َ
ن أوْفَقَ ل َ ُ
ه َ َ
قوله ) :فرأى أم الدرداء متبذلة( بضم الميم وفتح المثناة الفوقية والموحدة
وكسر المعجمة المشددة أي لبسة ثياب البذلة بكسر الموحدة وسكون
المعجمة أي المهنة وزنا ً ومعنى أي تاركة للباس الزينة.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 623 :
647
ن َ
صوْم ِ شعَْبا َ ب َ 52ـ با ُ
قوله ) :دوام عليها( وفي الدامة والمواظبة فوائد :منها تخلق النفس
واعتيادها ولله در القائل :هي النفس ما عودتها تتعود ،والمواظب يتعرض
لنفحات الرحمة .قال عليه الصلة والسلم " :إن لربكم في أيام دهركم
نفحات أل فتعرضوا لها .اهـ .قسطلني.
648
صوْم ِ سم ِ في ال ّ ج ْ حقّ ال ِ ب َ 55ـ با ُ
قوله ) :فإن لجسدك عليك حقا( بأن ترعاه وترفق به ول تضره حتى تقعدً
م الله قوما ً أكثروا من العبادة ثم تركوها عن القيام بالفرائض ونحوها ،وقد ذ ّ
بقوله تعالى } :ورهبانية ابتدعوها{ إلى قوله فما رعوها حق رعايتها.
649
َ
صوْم ِل في ال ّ حقّ الهْ ِ ب َ 57ـ با ُ
ً
قوله ) :حظا( بالظاء المعجمة بدل القاف أي نصيبا في النوم .اهـ .قسطلني.
650
651
ر خَر ال ّ
شهْ ِ صوْم ِ آ ِ
ب ال ّ
62ـ با ُ
) (1/261
قوله ) :أما صمت سرر ذلك الشهر( ولعل وجه هذا الحديث أن الرجل كان
ممن يعتاد صوم آخر الشهر ،فترك صوم آخر شعبان لحديث ل تقدموا
رمضان بصوم يوم أو يومين ،فأرشده صلى الله تعالى عليه وسلم بهذا المر
إلى أن ذلك فيمن ل يعتاد والله تعالى أعلم.
652
َ ً ص َ
ن الّيام ِم َشيئا ِ خ ّ هل ي َ ُ ب َ
64ـ با ُ
قوله ) :ديمة( بكسر الدال وسكون المثناة التحتية أي دائماً.
صوْم ِ ي َوْم ِ عََرفَ َ
ة ب َ 65ـ با ُ
قوله ) :بحلب( بكسر الحاء المهملة وتخفيف اللم الناء الذي يحلب فيه
اللبن أو هو اللبن المحلوب.
653
ر فط ال م و
ُ َ ْ ِ َ ْ ِ ِ ِي م و ص ب با 66ـ
قوله ) :وعن الصماء( بفتح الصاد المهملة وتشديد الميم والمد قال الفقهاء
أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على
منكبيه فيبدو منه فرجه .اهـ .قسطلني.
654
شوَراَء صَيام ِ ي َوْم ِ عا ُ ب ِ 69ـ با ُ
قوله ) :كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية الخ( ل ينافيه ما
سيجيء من قول ابن
655
عباس قدم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المدينة ،فوجد اليهود الخ
لجواز أنه أمر بمجموع المرين ثم حصل القتصار على أحدهما من بعض
الرواة إما لعدم علمه بالخر أو سهوا ً والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 623 :
قوله ) :فأنا أحق بموسى منكم( لقوله تعالى } :فبهداهم اقتده{ .وعلم بهذا
أن المطلوب منه الموافقة لموسى ل الموافقة لليهود فل يشكل أنه يجب
مخالفة اليهود ل موافقتهم على أنه كان في أول المر يجب موافقتهم
لتأليفهم ثم علم منهم إصرارهم على الكفر وعدم التأثير للتأليف فيهم ترك
موافقتهم ومال إلى مخالفتهم ،ولهذا عزم على المخالفة في آخر المر بضم
اليوم الثاني إلى صوم عاشوراء كما ثبت والله تعالى أعلم.
656
) (1/262
قوله ) :تعده اليهود عيدًا( أي :وكانوا يصومونه لذلك كما تقدم ،وقد علم
في الحاديث أنهم كانوا يتخذونه عيدا ً بالصوم ل بترك الصوم ،فقوله صلى
الله تعالى عليه وسلم فصوموه أنتم أي أيضا ً للموافقة بموسى أو بهم أول
المر ،وقيل للمخالفة حيث إنهم إتخذوه عيدا ً ،فأمر المؤمنون أن يتخذوه
صوما ً ،وهذا ل يوافق أحاديث الباب المذكورة في هذا الكتاب وغيره ،وقد
م أن يخالفهم بزيادة صوم يوم آخر والله ثبت أنه حين قصد مخالفتهم ه ّ
تعالى أعلم.
657
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 623 :
31ـ كتاب صلة التراويح
658
659
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 658 :
32ـ كتاب فضل ليلة القدر
ل َليل َةِ ال َ
قد ِْر ب فَ ْ
ض ِ 1ـ با ُ
قوله ) :باب فضل ليلة القدر( بفتح القاف وإسكان الدال سميت بذلك لعظم
قدرها أي ذات القدر العظيم لنزول القرآن فيها ،ووصفها بأنها خير من ألف
شهر أو لما يحصل لمحييها بالعبادة من القدر الجسيم أو لن الشياء تقدر
فيها ،وتقضي لقوله تعالى } :فيها يفرق كل أمر حكيم{ وتقدير الله تعالى
سابق فهي ليلة إظهار الله تعالى ذلك التقدير للملئكة.
ر سب ِْع ال ََوا ِ
خ ِ قد ْرِ في ال ّس َليل َةِ ال َ
ب الِتما ِ 2ـ با ُ
قوله ) :أنسيتها( بضم الهمزة أي أنساه غيره إياها وقوله أو نسيتها بضم
النون وتشديد
660
السين ،وفي بعض الروايات بالفتح والتخفيف أي نسيها هو من غير واسطة
قوله ) :قزعة( بفتح القاف والمعجمة أي قطعة رقيقة من السحاب .اهـ.
قسطلني.
قوله ) :لتلحي الناس( بالحاء المهملة أي لجل مخاصمتهم.
661
662
663
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 660 :
33ـ كتاب العتكاف
) (1/263
جدِ ك ُل َّها
سا ِ
م َ
ف ِفي ال َ
كا ِ شرِ ال ََوا ِ
خرِ َ ،والعْت ِ َ ف ِفي العَ ْ كا ِ 1ـ باب العْت ِ َ
قوله ) :فوكف المسجد( أي :سال ماء المطر من سقف المسجد.
664
فمعْت َك ِ َ ج ُ
ل ال ُ ض ت َُر ّ
حائ ِ ُ 2ـ باب ال َ
قوله ) :ترجل المعتكف( أي :تمشط وتسرح شعر رأسه وتنظفة وتحسنه.
قوله ) :وهو مجاور( أي :معتكف قوله ) :فأرجله وأنا حائض( وفيه أن إخراج
البعض ل يجري مجرى الكل ،وينبني عليه ما لو حلف ل يدخل بيتا ً فأدخل
بعض أعضائه كرأسه لم يحنث وبه صرح بعض أصحابنا الشافعية .اهـ.
قسطلني.
665
ساِء
ف الن ّ َ َ
ب اعْت ِكا ِ
6ـ با ُ
) (1/264
قوله ) :فيصلي الصبح ثم يدخله( في بعض روايات هذا الحديث الصحاح كان
رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم
دخل في معتكفه .وظاهره أن المعتكف يشرع في العتكاف بعد صلة الصبح
ومذهب الجمهور أنه يشرع فيه من الليل الحادي والعشرين ،وقد أخذ بظاهر
الحديث قوم إل أنهم حملوه على أنه يشرع من صبح الحادي والعشرين ،
فلذا رد ّ عليهم الجمهور بأن المعلوم أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان
يعتكف العشر الواخر وكان يحث أصحابه على إعتكاف العشر وعدد العشر
عدد الليالي فيدخل فيها الليلة الولى ،وإل ل يتم هذه العدد أصل ً وأيضا ً من
أعظم ما يطلب بالعتكاف في العشر الواخر إدراك ليلة القدر كما يدل عليه
تتبع الحاديث وهي قد تكون ليلة الحادي والعشرين كما يفيده حديث أبي
سعيد ،فينبغي له أن يكون معتكفا ً فيها ل أن يعتكف بعدها .قال المام
النووي في الجواب عن الحديث تأويله أنه دخل المعتكف وانقطع فيه وتخلي
بنفسه بعد صلة الصبح ل أن ذلك وقت ابتداء العتكاف بل كان قبل المغرب
معتكفا ً لبثا ً في جملة المسجد ،فلما صلى الصبح انفرد .اهـ .ورده الحافظ
ابن حجر بأن مشكل على منع الخروج عن العبادة بعد الدخول فيها .اهـ .قلت
:والقرب أنه ما ترك إل قبل الشروع إذ يستبعد الترك بعد الشروع لدنى
وز الخروج بعد الشروع ،فهذا التأويل مصلحة سيما على قول من ل يج ّ
مشكل على قولهم ،وفي هذا التأويل إشكال آخر وهو أن قولها كان إذا أراد
أن يعتكف يعطي أنه كان يدخل المعتكف حين يريد العتكاف ل أنه يدخل فيه
بعدما شرع في العتكاف من الليل ،وأيضا ً المتبادر من لفظ الحديث أنه
بيان لكيفية الشروع في العتكاف ،فلو فرض أنه شرع في العتكاف من
الليل إل أنه دخل المعتكف وقت الصبح لم يكن الحديث بيانا ً لكيفية الشروع
ثم
666
) (1/265
لزم هذا التأويل أن يكون السنة للمعتكف أن يلبث أول ليلة في المسجد ول
يدخل في المعتكف ،وإنما يدخل فيه من الصبح بعد صلة الفجر وهو غير
متعارف عند الجمهور وهذا لزم عليهم وإل يلزم عليهم ترك العمل بالحديث
رأسا ً ،وعند ذلك ل حاجة إلى التأويل فافهم.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 664 :
) (1/266
) (1/267
وتأويل القاضي أبي يعلى خال عن ذلك كله فهو أولى بالقبول.
ويمكن العتذار عن عدم تعرض الجمهور لهذه السنة ل إثباتا ً ول نفيا بأن
ً
الحديث محتمل لتأويلت متعددة ،فلم يتعرضوا لشيء من الكيفيات بطريق
الستنان ل إثباتا ً ول نفيا ً بل أحالوا ذلك إلى فهم العاملين ،ونظر الناظرين
فكل من يقرب عنده شيء من التأويلت ،فليعمل على وفق ذلك والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
667
جد ِس ِ
م ْ جهِ إ َِلى َبا ِ
ب ال َ حوائ ِ ِف لِ َ معْت َك ِ ُج ال ُ خُر ُ
هل ي َ ْ ب َ 8ـ با ٌ
قوله ) :على رسلكما( بكسر الراء وسكون السين المهملة أي على هينتكما ،
فليس شيء تكرهانه.
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 664 :
ن
ري َ
ش ِع ْة ِ
ح َ
صِبي َ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ َ ج الن ّب ِ ّ خَر َف ،وَ َ كا ِب ال ِعْت ِ َ 9ـ با ُ
قوله ) :في أرنبته( بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح النون الموحدة طرف
أنفه الشريف.
668
ه َ َ
جَها ِفي اعْت ِكافِ ِ مْرأةِ َزوْ َ ب زَِياَرةِ ال َ 11ـ با ُ
قوله ) :ل تعجلي حتى أنصرف معك( كأن مجيئها تأخر عن رفقتها فأمرها
بالتأخر ليحصل التساوي في مدة جلوسهن عنده أو أن بيوت رفقتها كانت
أقرب ،فخشي عليه السلم عليها وكان مشغول ً فأمرها بالتأخر ليفرغ
ويشيعها .اهـ .قسطلني.
قوله ) :تعاليا( بفتح اللم قوله ) :إن الشيطان يجري من النسان الخ( قيل :
حقيقة جعل الله له قوة ذلك ،وقيل :إنه يلقي وسوسته في مسام لطيفة
من البدن ،فتصل وسوسته إلى القلب.
669
ه ُ
س ِ
ن َنف ِ ف عَ ْ معْت َك ِ ُ
هل ي َد َْرأ ال ُب َ 12ـ با ٌ
قوله ) :باب هل يدرأ الخ( بفتح الياء وسكون الدال المهملة وبعد الراء همزة
مضمومة أي هل يدفع المعتكف عن نفسه بالقول والفعل.
صب ِْح
عن ْد َ ال ّ ن اعْت ِ َ
كافِهِ ِ م ِج ِخَر َ ن َم ْب َ 13ـ با ُ
قوله ) :فلما كان صبيحة عشرين الخ( فيه إشعار بأنهم اعتكفوا الليالي دون
اليام فيوافق الترجمة انتهى .قسطلني.
670
نضا َ
م َ َ ف ِفي العَ ْ َ
ن َر َ
م ْط ِ س ِ شرِ الوْ َ ب ال ِعْت ِكا ِ 17ـ با ُ
قوله ) :الذي قبض فيه الخ( لنه علم بانقضاء أجله فأراد أن يستكثر من
العمال الصالحة تشريعا ً لمته أن يجتهدوا في العمل إذا بلغوا أقصى العمر
ليلقوا الله تعالى على خير أعمالهم .اهـ .قسطلني.
671
672
رقم الجزء 1 :رقم الصفحة 664 :
) (1/268
) (2/5
قوله ) :فمن ترك ما شبه عليه من الثم( من بيانية ،وهو بيان ما شبه ،
ويحتمل أنها تعليلة إل أن الحمل على التعليل ل يناسب ما بعده إذ التعليل
فيما بعد بعيد والله تعالى أعلم.
ت
شب َّها ِ م َسيرِ ال ُ ب َتف ِ 3ـ با ُ
قوله ) :ما رأيت شيئا ً أهون من الورع دع ما يريبك( الظاهر أن قوله دع ما
يريبك الخ بيان للورع بتقدير المبتدأ ،أي :هو أي :الورع هذا الحديث أي :
العمل بمقتضاه والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
5
6
لما َ
ب ال َ
س َ َ
ثك َ حي ُ ن َ م ْ ل ِم ي َُبا ِ َ
نل ْ م ْب َ 7ـ با ُ
قوله ) :ل يبالي المرء ما أخذ منه( الظاهر أن ضمير منه لما فل يحسن أن
يقدر قوله أمن الحلل أي أخذ من الحلل إذ الظاهر اعتبار الترديد في
المأخوذ منه أهو حلل أم هو حرام ل هو مأخوذ من حلل أم هو مأخوذ من
حرام ،وإنما يحسن هذا الترديد في المأخوذ ،فالظاهر أن يقال المعنى أهو
من جنس الحلل أم هو من جنس الحرام أو يقال أخذ ما أخذ من الحلل أم
من الحرام فتأمل.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 3 :
7
جاَرةِ ِفي الب َّر ب الت ّ َ 8ـ با ُ
ـ بفتح فتشديد هو مقابل البحر ،وذكر فيه قوله تعالى } :رجال ل تلهيهم
تجارة{ لما أنه قبل ذلك في بيوت أذن الله أن ترفع وهي المساجد والتسبيح
فيها يكون في البر ل البحر ،وذكر فيه حديث الصرف إذ هو بيع يكون عادة
ل من يركب لجله البحر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي. في البر وق ّ
ة
جاَر ِخُروِج ِفي الت ّ َ ب ال ُ 9ـ با ُ
قوله ) :عبداللهبن قيس( وهو أبو موسى الشعري قوله ) :بذلك( أي :
بالرجوع حين لم
8
) (2/6
يؤذن للمستأذن قوله ) :إل أصغرنا الخ( أشاروا إلى أنه حديث مشهور بينهم
حتى إن أصغرهم سمعه قوله ) :يعني الخروج إلى تجارة( أي :شغله ذلك
عن ملزمة رسول الله }صلى الله عليه وسّلم{ في بعض الوقات حتى
حضر من هو أصغر مني ما لم أحضره من العلم.
م{سب ْت ُ ْ َ
ما ك َ
ت َن ط َي َّبا ِ
م ْ ل الل ّهِ ت ََعاَلى } :أ َن ْفِ ُ
قوا ِ ب قَوْ ِ
12ـ با ُ
قوله ) :إذا أنفقت المرأة( أي :على عيال زوجها وأضيافه ونحوهم .قوله :
)من طعام
9
بيتها( أي :تصرفت فيه إذ أذن لها زوجها في ذلك بالصريح اهـ .قسطلني.
ي }صلى الله عليه وسّلم{ بالّنسيئ َ ِ
ة شَراِء الن ّب ِ ّ
ب ِ 14ـ با ُ
قوله ) :ولقد سمعته يقول ما أمسى عند آل محمد صلى الله تعالى عليه
وسلم صاع بّر الخ( قال الكرماني وغيره :هو من كلم قتادة والضمير في
سمعته لنس ورد الحافظ بأنه خلف
10
الظاهر ،فل يصار إليه بل دليل والظاهر أنه من كلم أنس ،والضمير في
سمعته للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ورده العيني بأنه ل يحسن نسبة
ذلك إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لما فيه من إظهار الشكوى .قلت
:يمكن أن يقوله صلى الله تعالى عليه وسلم ترغيبا ً لمته في الزهد في
الدنيا وتوكل ً على المولى كما كان هو صلى الله تعالى عليه وسلم كذلك ،
والله تعالى أعلم .ثم رأيت الحديث في سنن ابن ماجه عن أنس قال :
سمعت رسول الله }صلى الله عليه وسّلم{ يقول مرارا ً " :والذي نفس
محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع حب ول صاع تمر" وهذا صريح في
المطلوب .وقال صاحب رواية ابن ماجه إسناده صحيح رجاله ثقات ورواه ابن
حبان في صحيحه من طريق أبان العطار عن قتادة به ،ثم ذكر ابن ماجه
بسند صححه صاحب الرواية عن عبدالله قال :قال رسولللهصلى الله تعالى
عليه وسلم " :ما أصبح في آل محمد المد من طعام أو ما أصبح في آل
محمد من طعام".
) (2/7
) (2/8
قوله ) :إذا تبايع الرجلن فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا ،وكانا جميعا ً
الخ( هذه الرواية صريحة في خيار المجلس قالعة لحمل التفرق على التفرق
بالقوال على أن الحمل على التفرق بالقوال غير ظاهر بوجوه منها ما ذكر
البي فقال حمل التفرق على أنه بالبدان أظهر من حمله على التفرق
بالقوال والعمل بالظاهر أولى ،وأيضا ً فالمتساويان ليس بينهما عقد ،
فالخيار ثابت لهما بالصل اهـ سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 3 :
22
23
َ
ق
وا ِ
س َب ما ذ ُك َِر ِفي ال ْ 49ـ با ُ
قوله ) :سموا باسمي الخ( ،وذلك لنه ل يخاف أذاه من جهة المشاركة في
السم لنه ل
24
يحل أن ينادي باسمه صلى الله تعالى عليه وسلم لقوله تعالى } :ل تجعلوا
دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا{ بخلف الكنية ،فالمشاركة فيها قد
تؤدي إلى أذاه والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :فجلس بفناء بيت فاطمة( عطف على مقدر أي :ثم رجع فجلس ،
وقوله :فحبسته شيئا ً أي حبسا ً قليل ً أي :حينا ً قلي ً
ل.
قسو ِ ب في ال ّ خ ِ ب ك ََراهِي َةِ ال ّ
س َ 50ـ با ُ
قوله ) :يا أيها النبي الخ( لعله يكون حكاية عما أنزل الله تعالى عليه في
القرآن أو غيره إذ
25
ل يمكن الخطاب معه صلى الله تعالى عليه وسلم في التوراة حين أنزلت
التوراة والله تعالى أعلم .قوله ) :ويفتح بها( أي :بهذه الكلمة أو بتلك
المسألة بعد أن تصير مستقيمة أو بإقامتها اهـ .سندي.
26
م
مد ّهِ ْ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ وَ ُ صاِع الن ّب ِ ّ َ
ب ب ََركةِ َ 53ـ با ُ
) (2/9
قوله ) :وبارك لهم في صاعهم ومدهم( وقد استجاب الله دعاء رسوله وكثر
ما يكتال بهذا المكيال حتى يكفي منه ما ل يكفي من غيره في غير المدينة ،
ولقد شاهدت من ذلك ما يعجز عنه الوصف علم من أعلم نبوته عليه الصلة
والسلم ،فينبغي أن يتخذ ذلك المكيال رجاء بركة دعوته عليه الصلة
والسلم والستنان بأهل البلد الذين دعا لهم عليه الصلة والسلم.
قوله ) :يعني أهل المدينة( وهل يختص بالمد المخصوص أو بكل مد تعارفه
أهل المدينة في سائر المصار زاد أو نقص وهو الظاهر لنه أضافه إلى
المدينة تارة ،وإلى أهلها أخرى .اهـ .قسطلني.
27
28
29
ةَ
حب َل ِ
ل ال َ
حب َ ِ
ب َبيِع الغََررِ وَ َ
61ـ با ُ
ً
قوله ) :كان الرجل يبتاع الجزور( حبل الحبلة على هذا يكون أجل للبيع ،
ويكون المبيع غيره فإضافة البيع إليها في قوله بيع حبل الحبلة لدنى ملبسة
أي بيعا ً مشتمل ً على هذا الجل ،والمتبادر من لفظ الحديث أن حبل الحبلة
هو المبيع والمعنيان يناسبان النهي أما الثاني فلكون المبيع معدوما ً ،وأما
الول فلكون الجل مجهول ً والله تعالى أعلم .وحبل الحبلة بالفتحتين فيهما ،
والول مصدر ،والثاني :بمعنى المحبولة أي :المحمولة التي حملتها أمها أي
التي في بطن أمها أي إلى أن تحبل المحبولة التي هي في بطن أمها هذا
على تقدير الجل ،وأما على تقدير أن الحبل هو المبيع فيحمل على معنى
المحبول فيصير المعنى بيع محبول المحبولة أي :
30
ولد التي هي في بطن أمها هذا هو الظاهر في تحقيق اللفظ وأما ما ذكره
الشراح فل يوافق المقصود والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 3 :
ة
س ِ مل َ َ
م َ ب َبيِع ال ُ 62ـ با ُ
) (2/10
قوله ) :أن يحتبي الرجل في الثوب الواحد ثم يرفعه على منكبه( الظاهر أن
المراد الحتباء باليد ،والجار والمجرور حال أي حال كون الرجل في ثوب
واحد ،ثم يرفع ذلك الثوب على منكبه فتصير العورة مكشوفة بخلف ما إذا
احتبى بالثوب ،وليس معه إل ذلك الثوب فإنه تنكشف عورته ،وإن لم يرفع
الثوب إلى منكبة.
والحاصل أن المنهي عنه هو الحتباء بحيث تنكشف عورته والله تعالى أعلم.
اهـ .سندي.
31
ةَ ُ
م وَك ّ ل ال ِب ِ َ
ف َ َ َ
فل ٍ
ح ّ
م َ
ل ُ قَر َوالغَن َ َ
ل َوالب َ َ ح ّ
ن ل يُ َ
ي ِللَبائ ِِع أ ْ
ب الن ّهْ ِ
64ـ با ُ
قوله ) :وكل محفلة( أي كل ما يصلح أن تحفل.
قوله ) :ل تصروا( هو كقوله تعالى } :ل تزكوا أنفسكم{.
قوله ) :عن عبداللهبن مسعود رضي الله تعالى عنه قال :من اشترى شاه
الخ( هذا الحديث على أصول علمائنا الحنفية يجب أن يكون له حكم الرفع ،
فإنهم صرحوا بأن الحديث مخالف للقياس ومن أصولهم أن الموقوف إذا
خالف القياس فهو في حكم المرفوع فبطل اعتذار من قال إن الحديث قد
رواه أبو هريرة ،وهو غير فقيه ورواية غير الفقيه إذا خالف جميع القيسة ترد
لنه إذا ثبت عن ابن مسعود موقوفا ً والموقوف في حكم المرفوع ثبت من
رواية ابن مسعود أيضا ً وهو من أجلء الفقهاء بالتفاق على أن الحديث قد
جاء برواية ابن عمر أخرجه أبو داود بوجه ،والطبراني بوجه آخر وبرواية
أنس أخرجه أبو يعلى وبرواية عمروبن عوف أخرجه البيهقي في الخلفيات
كذا ذكره المحقق ابن حجر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
32
33
34
ة
سَر ِ
م َ
س ْ
ضٌر ل َِباد ٍ ِبال ّ َ
ب ل ي َِبيعُ حا ِ
70ـ با ٌ
) (2/11
) (2/13
) (2/14
قوله ) :مشعان( ـ بضم الميم وسكون الشين المعجمة وبعد العين المهملة
ألف ثم نون
48
ً
مشددة أي طويل شعر الرأس جدا أو البعيد العهد بالدهن للشعر .وقال
القاضي الثائر الشعر متفرقه .اهـ .قسطلني.
ه
ق ِعت ْ ِ
ي وَهِب َت ِهِ وَ ِحْرب ِ ّ ن ال َ م َك ِ مُلو ِم ْشَراِء ال َ ب ِ 100ـ با ُ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 3 :
ً
ي إل شيطانا( أي متمردا من الجن ،وكانوا قبل ً قوله ) :والله ما أرسلتم إل ّ
ن جدا ويرون كل ما يقع من الخوارق من فعلهم ً السلم يعظمون أمر الج ّ
وتصرفهم ،وهذا يناسب ما وقع له من الخنق الشبيه بالصرع قوله ) :كبت(
بفتح الكاف والموحدة بعدها ثاء مثناة فوقية أي صرعه
49
لوجهه .أي أخزاه أو رّده خائبا ً أو أغاظه وأذله.
ر
زي ِ
خن ْ ِل ال ِب قَت ْ ِ 102ـ با ُ
قوله ) :ويقتل الخنزير( أي :يأمر بإعدامه مبالغة في تحريم أكله ،وفيه بيان
أنه نجس لن
50
عيسى عليه السلم إنما يقتله بحكم هذه الشريعة المحمدية ،والشيء
الطاهر المنتفع به ل يباح إتلفه ،وهذا موضع الترجمة على ما ل يخفى .اهـ.
قسطلني.
ن ذل ِكَ
م ْ ْ
ح َ ،وما ي ُكَرهُ ِ س ِفيَها ُرو ٌ ي لي َ َ صاِويرِ الت ّ ِ ب َبيِع الت ّ َ 104ـ با ُ
قوله ) :فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح( هذا في الكافر والمستح ّ
ل
واضح وفي
51
غيرهما كناية عن استحقاقه ذلك وإل فهو يعذب ما أراد الله تعالى ثم يدخل
الجنة إن لم يغفر الله له ابتداء .والله تعالى أعلم.
فالحاصل يحمل الحديث على الستحقاق ثم الكافر يجزي بذلك ،والمؤمن
يغفر له إما ابتداء أو انتهاء والله تعالى أعلم.
ة
سيئ ً
ن نَ ِ
وا ِ
حي َ َ
ن ِبال َ
وا ِ
حي َ َ
ب َبيِع العَِبيد ِ َوال َ
108ـ با ُ
قوله ) :ثم صارت إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم( أي :بالشراء منه
بسبعة رؤوس
52
كما في مسلم ،وبه يحصل المطابقة بين الحديث والترجمة.
) (2/15
ر
مد َب ّ ِب َبيِع ال ُ 110ـ با ُ
قوله ) :يسئل عن المة تزني ،ولم تحصن إلى قوله ثم بيعوها( استشكل
إدخال هذا الحديث في بيع المدبر ،وأجاب الحافظ بأن عموم المر ببيع المة
إذا زنت يشمل ما إذا كانت مدبرة فيؤخذ منه جواز بيع المدبر في الجملة اهـ.
وهذه الدللة من دللة العام أو المطلق بمعنى إثبات حكمهما لفرادهما وهي
من قسم عبارة النص عند أهل الصول فانكار العيني هذه الدللة ،وقوله إنها
من أي أقسام الدللة مردود كما ل يخفى وقوله العام ل يدل على الخاص
بشيء من الدللت معناه أنه ل يدل على الخاص عينا ً ل بمعنى أنه ل يتناول
حكمه الخاص ،وإل لفسد الستدلل بالعمومات مع أنه مقرر محرر في
الصول فافهم.
53
ست َب ْرَِئها َ ة قَب ْ َ
ن يَ ْ
لأ ْ جارِي َ َ سافُِر ِبال َ هل ي ُ َ ب َ 111ـ با ٌ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 3 :
قوله ) :ول تستبرأ العذراء( المضبوط المعروف في العذراء فتح العين
ً
المهملة وفي القسطلني بضم العين المهملة وسكون المعجمة ممدودا البكر
اهـ .والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
54
َ
صَنام ِ ميت َةِ َوال ْ ب َبيِع ال َ 112ـ با ُ
قوله ) :إن الله ورسوله حرم( الظاهر أن ضمير حرم لله على أنه خبره وخبر
ورسوله محذوف أي :بلغ والجملة في البين معترضة والله تعالى أعلم.
55
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 3 :
35ـ كتاب السلم
ُ سل َم ِ في َ
معْلوم ٍ ل َ
كي ٍ ب ال ّ 1ـ با ُ
) (2/16
قوله ) :من سلف في ثمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم( قال في
المصابيح انظر قوله عليه الصلة والسلم في جواب هذا فليسلف في كيل
معلوم ووزن مع أن المعيار الشرعي في التمر بالمثناة الكيل ل الوزن اهـ.
ولعل مراده أن المناسب حينئذٍ أن يكون قوله في ثمر بالمثلثة ليعم الثمار
الوزنية أيضا ً وإل يحتاج إلى تأويل بأن زاد في ثمر أي :مثل ً أو في تمر أو
غيره كما ل يخفى .وقال القسطلني :قد أجابوا عن هذا بأن الواو بمعنى أو
والمراد اعتبار الكيل فيما يكال والوزن فيما يوزن اهـ ،ول يخفى أن هذا
ليس بجواب عن كلم المصابيح ،ول يصلح له إذ التمر بالتاء المثناة ل يصلح
أن يردد فيه بين الكيل والوزن كما ل يصلح أن يجمع فيه بينهما ،وإنما
جوابهم المذكور جواب عما يقال كيف يصح الواو مع أن المبيع الواحد ل
يصلح لجتماع الكيل والوزن فأجابوا بحمل الواو على معنى أو ،وقد يجاب
عن هذا اليراد بتقدير الشرط أو الظرف أي :بكيل معلوم إن كان المبيع
ي فافهم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي. كيليا ً أو في الكيل ّ
56
ُ َ
معْلوم ٍ
ن َ سلم ِ في وَْز ٍ ب ال ّ 2ـ با ُ
قوله ) :ابن أبي المجالد( ـ بضم الميم وفتح الجيم وبعد اللف لم مكسورة
فدال مهملة ـ .
قوله ) :أبزى( بفتح الهمزة والزاي بينهما موحدة ساكنة عبد الرحمن أحد
صغار الصحابة.
عنده أ َ َ َ
ص ٌ
ل َ ِ ْ َ ُ ْ س لي ن
َ ْم لى سَلم ِ
إ 3ـ باب ال ّ
قوله ) :نبيط أهل الشام( بفتح النون وكسر الموحدة وسكون المثناة التحتية
وآخره طاء
57
مهملة أهل الزراعة ؛ وقيل :قوم ينزلون البطائح وسموا به لهتدائهم إلى
استخراج المياه من الينابيع لكثرة معالجتهم الفلحة ؛ وقيل :نصارى الشام
الذين عمروها اهـ .قسطلني.
58
59
60
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 56 :
36ـ كتاب الشفعة
) (2/17
) (2/18
كأنه قال بعدني ول يظهر في الكلم ما يصلح أن يكون فاعل ً ولكن ما رأيت
أحدا ً تعرض له ،والقرب أن يعتبر الفاعل ضمير السير أو المشي كأنه أضمر
اعتمادا ً على السياق أي بعدني السير في طلب شيء يوما ً والله تعالى أعلم.
اهـ .سندي.
67
َ َ َ
بحةِ الك َِتا ِ
فات ِ َ
ب بِ َ
حَياِء العََر ِ 16ـ باب ما ي ُعْطى في الّرقْي َةِ عَلى أ ْ
قوله ) :فانطلق يتفل( قال العارف بالله عبد الله بن أبي جمرة في بهجة
ل التفل في الرقية بعد القراءة لتحصل بركة الريق في الجوارح النفوس مح ّ
التي يمّر عليها فتحصل البركة في الريق الذي يتفله.
68
لماِء
ِ ا ب ئراض د ه عا ت و ، د
َ ِ َ ِ َْ ِ َََ ُ ِ َ َ ِ ِب ع ال ةب ري ض باب ـ 17
قوله ) :ضريبة البعد( ـ بفتح الضاد المعجمة فعيلة بمعنى مفعولة ـ ما يقرره
ل يوم. السيد على عبده في ك ّ
جام ِ
ح ّ خَراِج ال َ ب َ 18ـ با ُ
ً
قوله ) :أجره( ـ بفتح الهمزة ـ صاعا من تمر اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 63 :
69
70
71
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 63 :
38ـ كتاب الحوالة
72
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 72 :
39ـ كتاب الكفالة
ها َ
ن وَغيرِ َ َ فال َةِ في ال َ
دا ِ
ن ِبالب ْ َ
ض َوالد ُّيو ِ
قْر ِ 1ـ باب الك َ
) (2/19
قوله ) :أن عمر رضي الله تعالى عنه بعثه مصدقا ً فوقع رجل على جارية
امرأته( فيه اختصار وأصله بعثه مصدقا ً ،فإذا رجل يقول لمرأته أّدى صدقة
مال مولك ،وإذا المرأة تقول بل أنت فأد ّ صدقة مال ابنك فسأل حمزة عن
أمرهما وقولهما فأخبر أن ذلك الرجل وزوج تلك المرأة ،وأنه وقع على
جارية لها فولدت ولدا ً فأعتقه المرأة قالوا فهذا المال لبنه من الجارية قال
حمزة للرجل :لرجمنك بأحجارك فقيل له أن أمره رفع إلى عمر فجلده مائة
،ولم ير عليه رجما ً فأخذ حمزة من الرجل كفيل ً الخ ،وعلى هذا فقوله فوقع
رجل على جارية امرأته بالفاء مشكل لنه يقتضي أن الوقوع كان بعد بعثه
دقا ً ومقتضى القضية بالعكس فيجب أن يحمل قوله فوقع على معنى ، مص ّ
فظهر وقوع رجل على جارية امرأته عنده والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
73
م{ ه ب صين م وهت َ
فآ مُ ك ن ما عاقَدت َ
أي ن ذي ّ لوا} : َ
لى عا ت هّ ل ال ل و َ ق ب با 2ـ
ُ ُ ْ َ ِ َُ ْ َ ُ ْ َ ِ َ َ َ ْ ِ ََ ْ ِ ُ
قوله ) :والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم( والمراد بالذين عاقدت
أيمانكم موالي الموالة كان الرجل يعاقد الرجل فيقول دمي دمك وثأري
ثأرك وحربي حربك وسلمي سلمك وترثني وأرثك ،وتطلب بي وأطلب بك
وتعقل عني وأعقل عنك ،فيكون للحليف السدس من ميراث الحليف فنسخ
بقوله تعالى } :وآلو الرحام بعضهم أولى ببعض{ اهـ قسطلني.
74
ه ّ ْ َ
قد ِ ِ
ي }صلى الله عليه وسلم{ وَعَ ْ وارِ أِبي ب َكرٍ في عَهْدِ الن ّب ِ ّ ج َ 4ـ باب ِ
قوله ) :قبل الحبشة( بكسر القاف وفتح الموحدة أي إلى جهة الحبشة ليلحق
من سبقه من
75
المسلمين.
قوله ) :تكسب المعدوم( ـ بفتح المثناة الفوقية أي تعطي الناس ما يجدونه
عند غيرك اهـ .قسطلني.
76
77
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 73 :
40ـ كتاب الوكالة
) (2/20
ـ بفتح الواو ويجوز كسرها ـ وهي في اللغة التفويض وفي الشرع تفويض
شخص أمره إلى آخر فيما يقبل النيابة.
78
ب جائ َِزةٌ ة ال ّ
شاهِدِ َوالَغائ ِ ِ َ
ب َوكال ُ
5ـ با ٌ
قوله ) :إلى قهرمانه( ـ بفتح القاف والراء بينهما هاء ساكنة خازنة القائم
بقضاء حوائجه
79
ولم يعرف اسمه اهـ .قسطلني.
ن
ضاِء الد ُّيو ِ وكال َةِ في قَ َ ب ال َ 6ـ با ُ
قوله ) :فهم به أصحابه عليه الصلة والسلم ورضي الله عنهم( أي :أرادوا
أن يؤذوا الرجل المذكور بالقول أو بالفعل لكنهم لم يفعلوا ذلك أدبا ً معه عليه
اهـ .قسطلني.
80
81
ّ َ ً جل ً ،فَت ََر َ ّ
نل فَهُوَ جائ ٌِز ،وَإ ِ ْ
موَك ُشيئا فَأجاَزهُ ال ُ ل َكي ُك الوَ ِ ل َر ُب إ َِذا وَك َ 10ـ با ٌ
َ َ َ
ى جاَز م ً س ّم َل ُ ج ٍه إ ِلى أ َ أقَْر َ
ض ُ
قوله ) :فرحمته فخليت سبيله فأصبحت الخ( فإن قلت كيف رحمه والرحمة
عليه فرع تصديقه وفي تصديقه تكذيب لقوله }صلى الله عليه وسّلم{ قد
كذبك قلت :يحتمل أنه رحمه بما لحقه من الخوف والفرع الذي أفضاه إلى
هذا الكذب وإلى تخليص نفسه بالحيل ،وإن كذبه في هذه الحيلة ويحتمل أنه
نسي قوله صلى الله تعالى عليه وسلم فيه أنه قد كذبك حين أكثر اللحاح
والتضّرع وأشغل قلبه بذلك ،وعلى الول قول أبي هريرة في الجواب شكا
حاجة شديدة وعيال ً فرحمته أنه خاف بحيث وقع لجله في الكذب والحيل
فرحمته والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
82
83
ّ َ
ث أَرا َ
ل :قَد ْكي ُ ه َوقا َ
ل الوَ ِ ك الل ُ حي ُ
ه َضعْ ُ
كيِله َ : ج ُ
ل ل ِوَ ِ ل الّر ُ 15ـ باب إ َِذا قا َ
تت ما ُقل َ معْ ُس ِ
َ
) (2/21
قوله ) :بيرحاء( بكسر الموحدة وضم الراء مهموزا ً مع الفتح والمد اهـ.
قسطلني .قوله ) :بخ( ـ بفتح الموحدة وسكون الحاء المعجمة وبتنوينها
وبالتخفيف والتشديد ـ فيهما فهي أربعة كلمة تقال عند مدح الشيء والرضا
به قوله ) :رائح( بالتكرار مرتين أي ذاهب فإذا ذهب في الحير فهو أولى.
قوله ) :روح( ـ بفتح الراء وسكون الواو بالحاء المهملةـ قوله ) :رابح(
بالموحدة أي :يربح فيه صاحبه وقال العيني رائج بالجيم من الرواج فليتأمل
اهـ .قسطلني.
84
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 78 :
41ـ كتاب الحرث والمزارعة
ث
حْر ِ
ب ِلل َ
كل ِب اقْت َِناِء ال َ
3ـ با ُ
قوله ) :فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط( وجاء في بعض الروايات
قيراطان فقيل
85
ً
يحتمل أنه قال أول قيراط ،ثم قال قيراطان قلت :بل كون المر بالعكس
أولى لما علم في أمر الكلب أن أمرها أول ً كان على التغليظ حتى أمروا
بقتلها ثم نسخ القتل فالظاهر أن آخر المرين فيها ما هو الخف والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
86
7ـ باب
) (2/22
قوله ) :فمما يصاب ذلك الخ( في المصابيح الظاهر تخريج فمما على أنها
بمعنى ربما على ما ذهب إليه جمع من النحاة ،وقال الكرماني :فكان ذلك
البعض مما يصاب أي يقع له مصيبة ،ويحتمل أن يكون مما بمعنى ربما لن
بحروف الجر يقوم بعضها مقام البعض سيما ومن التبعيضية تناسب ر ّ
التقليلية ،وعلى هذا الحتمال ل يحتاج إلى أن يقال أن لفظ ذلك من باب
وضع المطهر موضع المضمر اهـ ،وعلى الوجه الول تقدير ،ومما يصاب
الرض وكانت الرض مما يصاب ل وكان ذلك البعض مما يصاب الرض كما ل
يخفى قلت :ويمكن أن يقال من تبعيضية وما موصولة صلتها محذوف أي :
ومما يكون ويتحقق والجار والمجرور خبر مقدم ،وقوله :يصاب ذلك بتأويل
المصدر مبتدأ والمعنى ومن جملة ما يتحقق أنه يصاب ذلك البعض أحيانا ً
ويصاب باقي الرض أخرى والله تعالى أعلم.
ه
حوِ ِشط ْرِ وَن َ ْ مَزاَرعَةِ ِبال ّ ب ال ُ 8ـ با ُ
قوله ) :وعامل عمر الناس على أن جاء عمر بالبذر( كلمة أن بالكسر
شرطية والجملة
87
شرطية مدخول كلمة على بتأويل على هذا الشرط أو على هذا التخيير فل
يرد أن كلمة على حرف جر وهي من خواص السم فكيف دخلت على
الجملة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
88
89
16ـ باب
قوله ) :فقيل له إنك ببطحاء مباركة( ولعله ذكره في الباب لستطراد إحياء
الموات بالذكر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
90
م هض ع ب سي وا ي ّ
لم{ وس عليه الله }صلى ي ب نال ب حا ص 18ـ باب ما كان من أ َ
َْ ُ ُ ْ ُ َ ِ َ ِ ْ ْ َ ِ ِّ ّ ُ
ة ر م ّ
ِ َ َ َ ِ ثوال ة َ ع را ز
ّ َ ال في ب َْعضا ً
قوله ) :أبو توبة( ـ بفتح الفوقية والموحدة بينهما واو ساكنةـ الحافظ الثقة ،
وكان يعد من
91
البدال ،وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في الطلق ،وتوفي
سنة إحدى وأربعين ومائتين اهـ قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 85 :
) (2/23
قوله ) :الربعاء( ـ بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الموحدة ممدودًاـ جمع
ربيع وهو النهر الصغير قوله ) :من التبن( ـ بالموحدة الساكنةـ.
وحاصل حديث ابن عمر هذا أنه ينكر على رافع إطلقه في النهي عن كراء
الراضي ويقول الذي نهى عنه }صلى الله عليه وسّلم{ هو الذي كانوا
يدخلون فيه الشرط الفاسد ،وهو أنهم يشترطون ما على الربعاء وطائفة
من التبن وهو مجهول اهـ .قسطلني.
92
س
ب ما جاَء في الغَْر ِ 21ـ با ُ
قوله ) :ما نسبت من مقالته تلك إلى يومي هذا( كلمة من لبتداء الغابة في
الزمان ويؤيده
93
وضع كلمة إلى في مقابلتها فوافقت هذه الرواية رواية مسلم فما نسبت بعد
ذلك اليوم شيئا ً ،وكذا رواية الكتاب في باب العلم واندفع ما قيل هذه
الرواية تفيد أن عدم النسيان خاص بتلك المقالة فتأمل اهـ .سندي.
94
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 85 :
42ـ كتاب المساقاة
95
96
َ
سك ْرِ الن َْهاِر ب َ 7ـ با ُ
قوله ) :ثم احبس الماء( أي :أبقه في أرضك.
شرب ال َعَْلى قَب ْ َ َ
لف ِس َل ال ْ ب ُ ْ ِ 8ـ با ُ
قوله ) :حتى يبلغ الماء الجدر ثم أمسك( أي عن السقي وإل لقال :وأرسل
الماء إلى جارك.
97
ن َ َ َ َ
ب العْلى إ ِلى الكعَْبي ِ شْر ِ ب ِ 9ـ با ُ
قوله ) :ثم قال :اسق ثم احبس حتى يرجع( أي :ثم احبس الماء حتى يرجع
الماء وقال القسطلني ثم احبس نفسك عن السقي قلت :ولعلك تعلم أنه
غير مناسب والله تعالى أعلم.
ماِء
ي ال َ
ق ِ س ْ
ل َ ض ِ ب فَ ْ 10ـ با ُ
قوله ) :لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي( قلت :الوجه رفع مثل على الفاعلية
كما هو المضبوط في النسخ المعتبرة ،وقيل :هو بالنصب وهو وإن كان
صحيحا ً معنى إل أنه ركيك ل
98
ً
تساعده المقابلة لن العطش قد اعتبر بالغا في قوله الذي بلغ بي ،فالقرب
أن يوصف مثله بالبلوغ أيضا ً فافهم.
) (2/24
قوله ) :حتى قلت أي رب وأنا معهم( أي :فكيف تعذبهم ،وقد قلت وما كان
الله ليعذبهم وأنت فيهم ،وهذا من باب إظهار غناه وفقر الخلق والتضّرع إليه
والتوسل بكريم وعده لديه ،ولبس مثله مبنيا ً على التكذيب بذلك الوعد إذ
من الممكن أن يكون ذلك الوعد عند الله ،وفي علمه تعالى مقيدا ً بشرط قد
فقد والله تعالى أعلم.
وقال القسطلني :هو بتقدير الهمزة أي أو أنا معهم وفيه تعجب وتعجيب
واستبعاد من قربه من أهل النار كأنه استبعد قربهم منه وبينه وبينهم كبعد
المشرقين اهـ .فكل ذلك ل يناسب بخطاب الله تعالى ،ول بمقام التضّرع
والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
99
َ
ن الن َْهاِر ب ُ
م َ
ب ِ
س َوالد َّوا ّب الّنا ِ شْر ِ 13ـ با ُ
قوله ) :لم ينس حق الله في رقابها ول ظهورها( قيل :الحق في الرقاب هو
الزكاة ،وفي
100
الظهور هو العارة فهو دليل من يقول بوجوب الزكاة في الخيل وتفسير
الحق بالعارة في الموضعين غير صحيح لن العطف يقتضي المغايرة ورد ّ
بأن العادة فيمن يأخذ الخيل لظهار الغنى والعفاف أن ل يزيد على واحد ،ول
زكاة فيه عند أحد فل بد من تأويل الحديث بأن المراد لم ينس شكر الله
لجل تمليك رقابها وإباحة ظهورها وذلك الشكر يتأدى بالعارة والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 95 :
101
ق َ
طائ ِِع ب ك َِتاب َةِ ال َ 16ـ با ُ
قوله ) :باب كتابة القطائع( قيل ل دللة في الحديث الذي ذكره على
المطلوب وهو
102
مدفوع بأن قولهم فاكتب لخواننا صريح في المطلوب على أنه جاء في بعض
رواية الحديث دعا النصار ليكتب لهم البحرين ،فأشار المصنف بهذه الترجمة
إلى أن قوله ليقطع لهم محمول على ذلك بقرينة تلك الرواية والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
103
104
) (2/25
) (2/26
سالما ً ،وقد أخذ بهذا الحديث الجمهور ،ومن لم يأخذه يحمله على ما إذا
أخذه على سوم الشراء مثل ً ،أو على البيع بشرط الخيار للبائع أي :إذا كان
الخيار للبائع والمشتري مفلس فالنسب له أن يختار الفسخ ،ول يخفى أنه
تأويل بعيد بل باطل عند إمعان النظر ،وقد ذكر أن الباعث على هذا التأويل
أن ظاهر الحديث يخالف ظاهر قوله تعالى } :فنظرة إلى ميسرة{ حيث لم
يشرع للدائن عند الفلس إل النظار ،ول يخفى أن النظار فيما ل يوجد عند
المفلس ،ول كلم فيه ،وإنما الكلم فيما وجد عند المفلس ،ول بد أن
الدائنين يأخذون ذلك الموجود عنده ،والحديث يبين أن الذي بأحد هذا
الموجود هو صاحب المتاع ،ول يجعل مقسوما ً بين تمام الدائنين ،وهذا ل
يخالف القرآن ول يقتضي خلفه فافهم ،والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 105 :
110
111
112
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 105 :
44ـ كتاب الخصومات
سل ِم ِ َوالي َُهودِ
م ْ
ن ال ُ
مةِ َبي َ
صو َ
خ ُ مل ََز َ
مةِ َوال ُ ص َوال ُ
خا ِ ما ي ُذ ْك َُر ِفي ال ِ ْ
ش َ ب َ
1ـ با ُ
قوله ) :فإن الناس يصعقون يوم القيامة( في صحيح مسلم ،فإنه ينفخ في
الصور فيصعق من في السموات ومن في الرض قال القاضي في شرح
صحيح مسلم :هذا الحديث من أشكل الحاديث لن موسى قد مات فكيف
تدركه الصعقة ،وإنما يصعق الحياء ،وقوله :ممن استثنى الله تعالى يدل
على أنه كان حيا ً ولم يأت أن موسى رجع إلى الحياة ول أنه حي ،ثم ذكر
113
) (2/27
القاضي عن هذا اليراد جوابا ً ل يوافق الحاديث .والذي يظهر أن أثر هذه
ي وميت سوى من س ما من ح ّالنفخة لعله يسري في كل من كان له ح ّ
ذبين قبل ذلك استثنى فيسري إلى الموات من الكفرة الذين كانوا مع ّ
فيفقدون العذاب في تلك الحالة ،فلذلك إذا بعثوا من تلك الحالة يقولون من
بعثنا من مرقدنا ،وإلى الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم ،ول شك أن
النبياء أحق منهم ،وقد ورد في حياتهم ،وأنهم يصلون في قبورهم شيء
كثير ،فالطاهر أن بعض آثار هذه النفخة تسري إليهم ،ثم يحصل لهم الفاقة
عند النفخة الثانية ،وهذا معنى قوله أكان ممن استثنى الله تعالى ،ونحوه
والله تعالى أعلم.
قوله ) :فأكون أول من يفيق( أي :من الذين علم صعقهم جزما ً ويقينا ً فل
يرد أن هذا ينافي قوله فأفاق قبلي ،فافهم والله تعالى أعلم اهـ .سندي.
قوله ) :بصعقة الولى( قال القسطلني :أي :بصعقة الدار الولى وهي
صعقة الطور المذكورة في قوله تعالى } :وخّر موسى صعقًا{ ول منافاة بينه
وبين قوله } :أو كان ممن استثنى الله{ لن المعنى ل أدري أيّ :هذه الثلثة
كانت الفاقة أو الستثناء أو المحاسبة اهـ .قلت :وحاصله أن كل من
الّروايتين وقع فيهما اختصار وإل فالترديد كان في كل منهما بين ثلثة أشياء ،
وهذا الذي قاله عبر طاهر ،والظاهر أنه ل مقابلة بين الستثناء والمحاسبة ،
حتى يحسن الترديد بينهما ،بل المحاسبة سبب للستثناء فهما كشيء واحد
وسببه أحدهما لعدم الصعقة كسببية الخر فذكر في إحدى الروايتين الستثناء
،وفي الثانية ما هو سببه ،وهو المحاسبة بناء على أن سبب السب سبب
لذلك الشيء ،فالسؤال من أصله ساقط والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
114
115
116
ه
معَّرت ُ ُ
خشى َ
ن تُ ْ
م ْ
م ّ ب الت ّوَث ّ ِ
ق ِ 7ـ با ُ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 113 :
) (2/28
قوله ) :قال أطلقوا ثمامة( المفهوم من رواية الصحيحين أنه أسلم بعد أن
ن على الكافر وقررهأطلق ولذلك استدل به المصنف فيما بعد على جواز الم ّ
القسطلني وغيره عليه إل أن القسطلني قال ههنا إنه أطلق بعد أن أسلم ،
واستشهد لذلك ببعض روايات ابن خزيمة ورد ّ به على الكرماني والبرماوي
في قولهما ،ثم أطلقه فأسلم فل وجه لهذا الرد بعد أن كان قولهما مما
يوافقه روايات الصحيحين ،والقرب أن رواية ابن خزيمة شاذة ل تعارض
روايات الصحيحين والله تعالى أعلم.
117
118
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 113 :
45ـ كتاب في اللقطة
مةِ د َفَعَ إ َِليهِ
قط َةِ ِبالعَل َ َب الل ّ َ 1ـ باب إ َِذا أ َ ْ
خب ََره ُ َر ّ
قوله ) :أخذت صّرة مائة دينار( قال القسطلني :بنصب مائة بدل من صرة
قال العيني :ويجوز الرفع على تقدير فيها مائة دينار اهـ .قلت :أو على
تقدير هي مائة دينار ،وكذا يجوز الجّر بالضافة من حيث علم العراب والله
تعالى أعلم.
قوله ) :ثم أتيته ثلثًا( قال القسطلني :أي مجموع إتيانه ثلث مرات ل أنه
أتى بعد المّرتين الوليين ثلثا ً ،وإن كان ظاهر اللفظ يقتضيه ،ثم أشار إلى
أن كلمة ثم على هذا تكون زائدة .قلت :والقرب أن يحمل قوله ثلثا ً على
تمام ثلث مّرات وهو المرة الثالثة كما في قوله تعالى } :قل أئنكم
در فيها أقواتها في أربعة أيام{ أي :في تمام لتكفرون{ إلى قوله } :وق ّ
الربعة وهو يومان فافهم ،والله تعالى أعلم.
قوله ) :فإن جاء صاحبها( أي :فادفع إليه على الوصف كما جاء في
الّروايات ،وإنما حذف إشارة إلى أنه المتعين ،ففي الحذف زيادة تأكيد
ل المصنف بهذه الرواية على ليجاب الدفع عند بيان العلمة ،ولذلك استد ّ
وجوب الدفع ،وهو مذهب مالك وأحمد ،وقال أبو حنيفة
119
) (2/29
والشافعي :يجوز الدفع على الوصف ،ول يجب لن صاحبها مدع فيحتاج في
الوجوب إلى البينة لعموم قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ،البينة على
المدعي فيحمل المر بالدفع في الحديث على الباحة جمعا ً بين الحديثين ،
فإن أقام شاهدين بها وجب الدفع وإل لم يحب .وأشار الحافظ ابن حجر إلى
ترجيح مذهب مالك وأحمد فقال فتخص صورة الملتقطة من عموم البينة
على المدعي .قلت :ول حاجة إلى التخصيص أما أوّل ً فلن البينة ما جعله
الشارع بينة ل الشهود فقط ،وقد جعل الشارع البينة في اللقطة الوصف ،
فإذا وصف فقد أقام البينة ،فيجب قبولها وأي دليل يدل على خلف ذلك ،
وأما ثانيا ً فلن حديث البينة على المدعي إنما هو في القضاء ووجوب الدفع
أعم من ذلك فيجب على كل من كان في يده حق لحد من غير استحقاق أن
يدفع إليه إذا علم به ،وإن كان القاضي ل يقضي عليه بالدفع بل شهود ،
فيجب القول بوجوب الدفع لهذا الحديث ،وإن قلنا إن القاضي ل يجبر عليه
بالدفع لحديث البينة ،ول يخفى أن إقامة الشهود على تعيين الدراهم
والدنانير متعسر بل متعذر عادة فتكليف إقامة الشهود على اللقطة بعيد جد ّا ً
وربل الشهود عادة ل تكون إل بالستشهاد واللقطة تسقط بل قصد فل يتص ّ
فيها الستشهاد والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 119 :
ضال ّةِ ال ِب ِ ِ
ل ب َ 2ـ با ُ
ً ً
قوله ) :قال لك أو لخيك( يمكن أن يجعل لك خطابا للملتقط مطلقا ،
ويحمل أخيك على المالك أي هو الملتقط أو للمالك أخذا ً وللذئب إن لم
يأخذه أحد فأخذه أحب.
120
121
ةّ
مك َ َ َ ُ َ
ل َ
ة أهْ ِ
قط ُ فل َف ت ُعَّر ُ ب كي َ 7ـ با ٌ
) (2/30
قوله ) :باب كيف تعّرف( أي :تعرف دائما ً أو سنة فقط .قوله ) :ل تلتقط
وز
ل الشرع ولم يج ّلقطتها إل لمعرف( على بناء المفعول والمعنى لم يح ّ
لقطتها إل لمعرف والله تعالى أعلم.
ل لقطتها إل لمنشد( أي :لمعرف على الدوام ليظهر فائدة قوله ) :ول تح ّ
ل من يقول المراد بالمنشد التخصيص وهو مذهب الشافعي وأحمد ،ولع ّ
المنشد سنة كما في سائر البلد يجيب عن التخصيص بأنه كتخصيص الحرام
ن الحج فل رفث ول فسوق ول جدال{ مع في قوله تعالى } :فمن فرض فيه ّ
أن الفسوق حرام منهى عنه بل إحرام أيضا ً ،وحاصله زيادة الهتمام بأمر
الحرام ،وأن التعريف في لقطته متأكد ؛ وقيل :بل الحديث دليل على حل
لقطة مكة لنه نفي الحل واستثنى المنشد فدل على أن الحل ثابت للمنشد ،
وهو مردود بأن المراد حل اللتقاط ل حل العين بدليل ل تلتقط لقطتها إل
لمعرف كما ل يخفى والله تعالى أعلم اهـ .سندي.
122
123
124
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 119 :
46ـ كتاب المظالم
125
ن{ ّ َ ّ َ َ َ َ ّ َ
مي َ
ة اللهِ عَلى الظال ِ ِ ل اللهِ ت ََعالى } :أل لعْن َ ُ ب قو ْ ِ 2ـ با ُ
قوله ) :كيف سمع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في النجوى( قال
القسطلني أي :التي تقع بين الله تعالى وبين عبده يوم القيامة قلت :
فحمل النجوى على النجوى المخصوصة بقرينة الجواب ،ويمكن أن تحمل
النجوى على إطلقها فيكون جواب ابن عمر بنجوى الله تعالى لنها تدل على
جواز النجوى للمصلحة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
126
127
ُ ْ حذ َرِ ِ
مظلوم ِ ن د َعْوَةِ ال َم ْ قاِء َوال َ ب ال ِت ّ َ 9ـ با ُ
) (2/31
قوله ) :اتق دعوة المظلوم( المقصود به النهي عن ارتكاب الظلم بأنه مع
قطع النظر عما يفضي إليه من وبال الخرة قد يفضي إلى دعاء المظلوم
على الظالم ،وذلك الدعاء يستجاب عند الله تعالى فينبغي للعاقل التحرز
عن الظلم لذلك أيضًا.
ه
مت َ ُ م ْ
ظل َ ن َهل ي ُب َي ّ ُ حل ّل ََها ل َ ُ
هَ ، ل فَ َ
ج ِ
عن ْد َ الّر ُ
ة ِ
م ٌ م ْ
ظل َ ت لَ ُ
ه َ ن كان َ ْ
م ْ
ب َ
10ـ با ُ
قوله ) :أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه( وعلى هذا فمعنى قوله تعالى :
}ول تزر وازرة وزر أخرى{ أن الله تعالى ل يعاقب أحدا ً بذنب غيره ابتداء ل
أنه ل يحمل عليه ذنب غيره جزاء له على عمله إذا كان عمله يقتضي
ن أثقالهم وأثقال ً مع التحميل ،ومن هذا القبيل قوله تعالى } :وليحمل ّ
أثقالهم{ والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قال القاضي عياض رحمه الله :كذا في أكثر الروايات والصواب عن القرآن
اهـ .من اليونينية.
128
129
م فَ َ
جَر ص َ ب إ َِذا خا َ 17ـ با ٌ
قوله ) :وإذا خاصم فجر( أي :في الخصومة أي مال عن الحق والمراد به هنا
الشتم والرمي بالشياء القبيحة والبهتان.
130
ف
قائ ِ ِ
س َب ما جاَء في ال ّ 19ـ با ُ
ّ
قوله ) :وجلس النبى }صلى الله عليه وسلم{ وأصحابه في سقيفة بني
ساعدة( التي وقعت المبايعة فيها بالخلفة لبي بكر الصديق رضي الله عنه ،
ومراد المؤلف التنبيه على جواز اتخاذها ،وهي أن صاحب جانبي الطريق
يجوز له أن يبني سقفا ً على الطريق تمّر المارة تحتها ،ول يقال أنه تصرف
في هواء الطريق وهو تابع لها يستقبحه المسلمون لن الحديث دال على
جواز اتخاذها ولول ذلك لما أقرها النبي صلى الله عليه وسلم ول جلس
تحتها .اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 125 :
131
َ
تدا ِ س عََلى ال ّ
صعَ َ جُلوس ِفيَها َوال ُ ُ
جلو ِ ِ دورِ َوال ُ ب أفن ِي َةِ ال ّ 22ـ با ُ
) (2/32
قوله ) :وكف الذى( أي :عن الناس فل تحتقرهم ول تغتابهم إلى غير ذلك
اهـ .قسطلني.
132
َ
م ي ُت َأذ ّ ب َِها َ ّ َ
ق إ َِذا ل ْب البارِ عَلى الطر ِ 23ـ با ُ
قوله ) :في كل ذات كبد رطبة أجر( وفي الحديث جواز حفر البار في
الصحراء لنتفاع عطشان وغيره بها .فإن قلت :كيف ساع مع مظنة
الستضرار بها بساقط بليل أو وقوع بهيمة أو نحوها فيها أجيب بأنه لما كانت
المنفعة أكثر ومتحققة والستضرار نادرا ً ومظنونا ً غلب النتفاع وسقط
الضمان فكانت جبارا ً ،فلو تحققت المصرة لم يجز وضمن الحافر.
ها
غيرِ َ س ُ
طوِح وَ َ شرِفَةِ في ال ّ
م ْ
غيرِ ال ُ شرِفَةِ وَ َ م ْ ب الغُْرفَةِ َوالعُل ّي ّةِ ال ُ 25ـ با ُ
قوله ) :العلية( ـ بضم العين المهملة وكسرها وتشديد اللم المكسورة
والمثناة التحتية ـ
133
قال الكرماني :وهي مثل الغرفة ،وقال الجوهري :الغرفة العلية فهو من
العطف التفسيري.
قوله ) :ثم غلبني ما أجد( أي :من شغل قلبه مما بلغه من تطليقه عليه
ن حفصة بنته وفي ذلك من المشقة ما ل يخفى. السلم نساءه ومن جملته ّ
قوله ) :فقلت لغلم له أسود( اسمه رباح بفتح الراء والموحدة المخففة وبعد
اللف حاء مهملة اهـ .قسطلني.
134
قوله ) :على رمال حصير( بكسر الراء والضافة ما رمل أي نسج من حصير
وغيره .قوله ) :ليس بينه وبينه فراش( أي :ليس بينه عليه الصلة والسلم
وبين الحصير فراش .قوله ) :من أدم( ـ بفتحتين ـ جلد مدبوغ قوله :
)استأنس( أي :أتبصر هل يعود }صلى الله عليه وسّلم{ إلى الرضا أو هل
أقول قول ً أطيب به قلبه وأسكن غضبه .اهـ .قسطلني.
135
136
حِبه
صا ِ ب الن ّهَْبى ب َِغيرِ إ ِذ ْ ِ
ن َ 30ـ با ُ
) (2/33
قوله ) :ل يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن( يحتمل أن يكون نفيا ً بمعنى
النهي أي :ل ينبغي له أن يزني ،والحال أنه مؤمن ومقتضى اليمان التنزه
عن القبائح ،ويحتمل أن المراد به التشديد والتغليظ بإلحاق الزاني بالكافر أو
المراد بالزاني المستحل أو المراد ،وهو كامل اليمان ،وقد روي عن ابن
عباس أنه ينزع عنه نور اليمان ،وهذا هو الذي أشار إليه المصنف رحمه الله
تعالى .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 125 :
ر
زي ِ
خن ْ ِ
ل ال ِ ب وَقَت ْ ِ صِلي ِ
سرِ ال ّ 31ـ باب ك َ ْ
قوله ) :حتى ينزل فيكم ابن مريم حكمًا( فيه تنبيه على أنه ل يأتي فينا على
أنه نبي مرسل إلينا ،وإن كان نبيا ً في الواقع بل يأتي فينا على أنه حاكم وزاد
هذا التنبيه وضوحا ً وصفه بقوله مقسطا ً إذ من يجيء نبيا ً ل يحتاج إلى أن
يوصف بكونه عدل ً بخلف من يجيء حاكما ً فافهم ،والله تعالى أعلم.
137
ه
ن مال ِ ِ ل ُدو َ ن قات َ َ م ْب َ 33ـ با ُ
قوله ) :من قتل دون ماله( كأنه فهم منه أن يقوم لحفظ المال والدفع عنه
فيقتل لذلك ،وأما الذي يقتل من غير دفع عن المال فل يقال له إنه قتل
دون ماله ،فأشار في الترجمة حيث قال من قاتل إلى هذا ،والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
138
139
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 125 :
47ـ كتاب الشركة
ض ّ ب ال ّ َ
شرِكةِ في الطَعام ِ َوالن ّهْد ِ َوالعُُرو ِ 1ـ با ُ
قوله ) :وجعلوه على النطع فقام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
فدعا( فيه دليل على أنه يجوز للقاعد أن يقوم وقت الدعاء إذا كان أمرا ً
مهتما ً بشأنه والله تعالى أعلم.
140
مةِ الغَن َم ِ س َب قِ ْ 3ـ با ُ
قوله ) :ما أنهر الدم وذكر اسم الله( على بناء المفعول بتقدير معه أي :
وذكر اسم الله مع
141
) (2/34
استعمال تلك اللة ويمكن أن يجعل حال ً فل حاجة إلى تقدير ،وفي بعض
النسخ ،وذكر اسم الله عليه أي :على ذبيحته وقوله :فكلوه أي :فكلوا
ذبيحته والله تعالى أعلم اهـ .سندي.
142
َ
ث
ميَرا ِ ل ال ِشرِك َةِ الي َِتيم ِ وَأهْ ِ ب َ 7ـ با ُ
قوله ) :أنه سأل عائشة عن قول الله وإن خفتم أن ل تقسطوا في اليتامى
فانكحوا الية( لعل سبب السؤال ما في ارتباط الجزاء بالشرط من الخفاء ،
وبما ذكرت عائشة قد زال ذلك الخفاء ،وحصل للفهم الشفاء اهـ .سندي.
143
144
ق
شرِكةِ في الّرِقي ِ َ ب ال ّ 14ـ با ُ
ً
قوله ) :يستسع( ـ بضم التحتية وفتح العين ـ من غير إشباع مبنيا للمفعول
مجزوم بحذف حرف العلة ،والمعنى أنه يكلف العبد الكتساب لقيمة نصيب
الشريك ،وقوله :غير مشقوق عليه أي :بل مر فيها مسامحًا.
145
َ
ه
ل في هَد ْي ِ ِج َ ج ُ
ل الّر ُ شَر َ
ك الّر ُ ن ،وَإ َِذا أ ْ
ي َوالب ُد ْ ِك ِفي ا ْل َْهد ِ 15ـ باب ال ِ ْ
شت َِرا ِ
َ
دى دما أهْ َ ب َعْ َ
قوله ) :وأشركه في الهدي( أي :أشرك النبى }صلى الله عليه وسّلم{ عليا ً
في الهدي قال في فتح الباري :فيه بيان أن الشركة وقعت بعد ما ساق
النبى }صلى الله عليه وسّلم{ الهدي من المدينة ،وهو ثلث وستون بدنة
ي من اليمن إلى النبى }صلى الله عليه وسّلم{ ومعه سبع وثلثون وجاء عل ّ
ّ
بدنة فصار جميع ما ساقه النبى }صلى الله عليه وسلم{ من الهدي مائة بدنة
،وأشرك عليا ً معه فيها ،اهـ قسطلني.
146
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 140 :
48ـ كتاب الرهن
ه
ن دِْرعَ ُن َرهَ َ م ْب َ 2ـ با ُ
) (2/35
قوله ) :ورهنه درعه( وبقي مرهونا ً عنده إلى أن توفي صلى الله تعالى عليه
وسلم كذا في روايات الحديث ،وقد يقال كيف يكون ذلك مع أن اليهود
الذين كانوا في المدينة قد قتل بعضهم ،وأخرج بعضهم والله تعالى أعلم إل
أن يقال إن هذا اليهودي من سكان خيبر ،والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
147
148
149
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 147 :
49ـ كتاب العتق
ت
ف َواليا ِ
سو ِ ُ َ
ن العََتاقةِ في الك ُ
م َ
ب ِ
ح ّست َ َ
ب ما ي ُ ْ
3ـ با ُ
قوله ) :الدراوردي( ـ بفتح الدال المهملة والراء المخففة والواو وسكون
الراء وكسر الدال
150
المهملة ،وتشديد التحتية ـ نسبة إلى دراورد قرية من قرى خراسان ،
واسمه عبد العزيزبن محمد.
قوله ) :عثام( ـ بفتح العين المهملة وتشديد المثلثة وبعد اللف ميم ابن
علّيبن الوليد العامري الكوفي.
قوله ) :عند الخسوف( ـ بالخاء المعجمة ـ ،أي :خسوف القمر.
قوله ) :بالعتاقة( ـ بفتح العينـ أي :العتاق للرقبة ،وقد وضح برواية زائدة
السابقة أن المر في رواية عثمان هو الرسول }صلى الله عليه وسّلم{ ،
وفيه تقوية للقائل أن قول الصحابي كنا نؤمر بكذا له حكم الرفع ،وهو الصح
،اهـ .قسطلني.
151
152
هّ
جهِ الل ِ ّ
ة إ ِل ل ِوَ ْ َ
حوِهِ ،وَل عََتاقَ َ َ ّ
ن في العََتاقَةِ َوالطل ِ
ق وَن َ ْ سَيا ِ َ
خطإ ِ َوالن ّ ْب ال َ
6ـ با ُ
) (2/36
قوله ) :ول عتاقة إل لوجه الله( الظاهر أن المراد ههنا هي العتاقة النافعة
وإل يشكل بعتاقة الكافر مع أنه ليس من أهل القربة ،وقد سبق في
الحاديث أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لمن أسلم بعد أن أعتق أسلمت
على ما سلف لك من خير أو نحو ذلك ،وهذا يفيد أن إعتاقه حال الكفر قد
صح ،وعلى هذا فل يصح الستدلل به على أنه ل بد ّ في العتاق في نية ،
وأما حديث لكل امرىء ما نوى ،فالمراد به الثواب وعدمه بقرينة تفصيله
بقوله فمن كانت هجرته الخ فل دليل فيه على مطلوبه كيف وغير واحد من
الفعال كالفعال الحسية ونحو البيع والشراء ل يتوقف وجوده على نية ،وأما
حديث " :إن الله تجاوز لي عن أمتي" الخ فل دليل فيه ،بل هو دليل للخصم
في الجملة إذ الكلم فيما إذا تكلم بالعتاق أو الطلق ،وحينئذ ٍ دخل في قوله
أو تكلم فينبغي أن يكون معتبرا ً بهذا الحديث ،والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
153
م الوَلدَِ 8ـ باب أ ُ
ُ ّ
قوله ) :أن تلد المة ربها( أي :سيدها لن ولدها من سيدها ينزل منزلة
سيدها لمصير مال النسان إلى ولده غالبا ً ول دللة فيه على جواز بيع أم
الولد ول عدمه .وقال ابن المنير :استدل البخاري بقوله تلد المة ربها على
إثبات حرّية أم الولد ،وأنها ل تباع من جهة كونه من أشراط الساعة أي :
يعتق الرجل والمرأة وأمهما المة ويعاملنها معالمة السيد تقبيحا ً لذلك وعده
من الفتن ،ومن أشراط الساعة فدل على أنها محترمة شرعًا.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 150 :
154
ك م ْ
شرِ ِ ق ال ُ عت ْ ِ
ب ِ 12ـ با ُ
قوله ) :أن حكيمبن حزام( ـ بكسر الحاء المهملة وبالزاي ـ وحكيم ـ بفتح
المهملة وكسر
155
) (2/37
الكاف ـ ابن خويلدبن أسدبن عبد العزى القرشي السديابن أخي خديجة أم
المؤمنين أسلم يوم الفتح وصحب وله أربع وسبعون سنة .اهـ .قسطلني.
سَبى الذ ّّري ّ َ
ة دى وَ َمعَ وَفَ َجا َب وََباع َ وَ َ ب َرِقيقا ً ،فَوَهَ َن العََر ِ م َك ِ مل َ ن َ م ْ ب َ 13ـ با ُ
قوله ) :فقال ما عليكم أن ل تفعلوا( قال القسطلني :ل بأس عليكم أن
تفعلوا ،ول
156
مزيدة اهـ .قلت :النظر في التعليل وهو قوله :ما من نسمة الخ يفيد أن ل
غير زائدة ،وقد قّرره القسطلني على وجه يفيد عدم الزيادة ،فإنه قال أي
كل نفس كائنة في علم الله ل بد من مجيئها من العدم إلى الوجود في
الخارج سواء عزلتم أم ل ،فل فائدة في عزلكم ،فإن هذا يفيد أنه رغبهم
في ترك العزل ،وبين لهم أن فعل العزل ل يفيد الفائدة التي لجلها
تريدونه ،فلو تركتم العزل لما ضركم اهـ .ول أقل من أن المعنى صحيح على
تقدير عدم الزيادة فالحكم بالزيادة ل يجوز والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
157
158
َ َ طاوُ ِ َ ب ك ََراهِي َةِ الت ّ َ
مِتيدي أوْ أ َ ق ،وَقَوْل ِهِ :عَب ْ ِل عَلى الّرِقي ِ 17ـ با ُ
قوله ) :كلكم راع( يحتمل أنه استنبط من هذا التسوية بين الكل فل ينبغي
تطاول بعضهم
159
على بعض ،ويحتمل أنه أراد والعبد راع يفهم منه أنه يجوز إطلق العبد ،
وكذا أراد أن قوله في الحديث الثاني " :إذا زنت المة" يفهم منهم أنه يجوز
إطلق المة فالكراهة مخصوصة بصورة الضافة إلى ياء المتكلم كأن يقول
عبدي أو أمتي والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
ه ه ب ِط ََعا ِ
م ِ م ُ
خادِ ُ ب إ َِذا أ ََتاه ُ َ 18ـ با ٌ
) (2/38
قوله ) :فإنه ولي علجه( أي :الطعام عند تحصيل آلته ،وتحمل مشقة حره
ودخانه عند الطبخ وتعلقت به نفسه وشم رائحته ،واختلف في حكم المر
بالجلس ،فقال الشافعي أنه أفضل ،فإن لم يفعل فليس بواجب أو يكون
بالخيار بين أن يجلسه أو يناوله ،وقد يكون أمره اختيارا ً غير حتم ورجح
الرافعي الحتمال الخير وحمل الّول على الوجوب ومعناه أن الجلس ل
يتعين لكن إن فعله كان أفضل ،وإل تعينت المناولة ،ويحتمل أن الواجب
أحدهما ل بعينه ،والثاني أن المر للندب مطلقا ً ،اهـ .قسطلني.
160
161
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 150 :
50ـ كتاب المكاتب
م
ج ٌ
سن َةٍ ن َ ْ
ل َ ُ
ه ِفي ك ّ
م ُ
جو ُ
ب ،وَن ُ ُ م َ
كات ِ ِ ب ال ُ
2ـ َبا ُ
قوله ) :شروطا ليست في كتاب الله( قال ابن خزيمة :أي ليس في حكم ً
الله جوازها أو وجوبها ل أن كل من شرط شرطا ً لم ينطق به الكتاب باطل
لنه قد يشترط في البيع الكفيل ،
162
فل يبطل الشرط ،ويشترط في الثمن شروط من أوصافه أو نجومه ونحو
ذلك فل تبطل ،فالشروط المشروعة صحيحة وغيرها باطل.
س
ؤال ِهِ الّنا َ س َب وَ ُ م َ
كات َ ِ ست َِعان َةِ ال ُ
با ْ 4ـ با ُ
قوله ) :إنما الولء لمن أعتق( ويستفاد من التعبير بإنما إثبات الحكم للمذكور
،ونفيه عما عداه فل ولء لمن أسلم على يديه رجل اهـ .قسطلني.
163
شت ََراه ُ ِلذل ِ َ
ك قِني َ ،فا ْ َ
رني وَأعْت ِ ْ ب:ا ْ م َ ب إ َِذا َقا َ
شت َ ِ كات َ ُ ل ال ُ 6ـ با ٌ
قوله ) :لعتبةبن أبي لهب( أي :ابن عبد المطلببن هاشمبن عم النبى }صلى
الله عليه وسّلم{ عام الفتح اهـ .قسطلني.
164
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 162 :
51ـ كتاب الهبة
ض عليها
ري ِ ح ِ
ضل َِها َوالت ّ ْ َ
ب الهِب َةِ وَف ْ 1ـ با ُ
) (2/39
قوله ) :ولو فرسن شاة( ـ بفاء مكسورة فراء ساكنة فسين مهملة مكسورة
ـ عظم قليل اللحم وهو للبعير موضع الحافر من الفرس ،ويطلق على الشاة
مجازا ً ،وأشير بذلك إلى المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله ل إلى
حقيقة الفرسن لنه لم تجر العادة بإهدائه أي ل تمنع جارة من الهدية لجارتها
الموجود عندها لستقلله بل ينبغي أن تجود لها بما تيسر ،وإن كان قليل ً فهو
خير من العدم ،وإذا تواصل القليل صار كثيرا ً ،وفي حديث عائشة يا نساء
المؤمنين تعادوا ولو فرسن شاة ،فإنه يثبت المودة ويذهب الضغائن اهـ.
قسطلني.
165
شيئا ً
حاب ِهِ َ َ
ص َنأ ْ م ْب ِ
ست َوْهَ َ نا ْ م ِب َ 3ـ با ُ
وها لجل جلوسي ، قوله ) :فليعمل لي أعواد المنبر( أي :فليصلحها لي وليس ّ
وقال القسطلني :أي ليفعل لي فعل ً في أعواد ،ول يخفى ما فيه من البعد
والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
166
صيدِ
ل هَدِي ّةِ ال ّب قَُبو ِ 5ـ با ُ
قوله ) :عضد الصيد( وكان الصيد حمار وحش.
قوله ) :أنفجنا( أي :أثرنا ونفرنا قوله ) :بمر الظهران( ـ بفتح الميم وتشديد
الراء والظاء المعجمة ـ وهو على مثال تثنية ظهر من العلم المضاف
والمضاف إليه فالعراب للّول وهو مّر ،والثاني مجرور أبدا ً بالضافة موضع
قريب من مكة قوله ) :فلغبوا( أي :تعبوا.
ة
ل الهَدِي ّ ِب قَُبو ِ 6ـ با ُ
قوله ) :بالبواء( ـ بفتح الهمزة وسكون الموحدة ـ والمد ّ اسم قرية من الفرع
من أعمال
167
ً
المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلثة وعشرون ميل قوله ) :أو
بودان( ـ بفتح الواو وتشديد الدال المهملة آخره ـ نون موضع أقرب إلى
الجحفة من البواء والشك من الراوي ،اهـ قسطلني.
168
ض َ َ
ن ب َعْ ٍ
سائ ِهِ ُدو َ
ض نِ َ
حّرى ب َعْ َ
حب ِهِ وَت َ َ
صا ِ
دى إ ِلى َ
ن أهْ َ
م ْ
ب َ
8ـ با ُ
) (2/40
قوله ) :فسبتها( أي سبت زينب عائشة قوله ) :هل تكلم( بحذف إحدى
التاءين قوله :
169
)إنها بنت أبي بكر( أي إنها شريفة عاقلة عارفة كأبيها ،وكأنه صلى الله
تعالى عليه وسلم أشار إلى أن أبا بكر كان عالما ً بمناقب مضر ومثالبها ول
يستغرب من بنته تلقي ذلك عنه.
ة جائ َِزةً ة الَغائ ِب َ َ ن َرَأى الهِب َ َ م ْ ب َ 10ـ با ُ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 165 :
قوله ) :وفد هوازن( أي :مسلمين وسألوه أن يرد ّ إليهم أموالهم وسبيهم ،
قوله ) :يطيب
170
ذلك( ـ بضم الياء وفتح الطاء وتشديد الياء ـ أي :من أحب أن يطيب نفسه
بدفع السبي إلى هوازن ،قوله ) :حتى نعطيه إياه( أي عوضه.
م
ل َبين َهُ ْ حّتى ي َعْدِ َ جْز َ ، شيئا ً ل َ ْ
م يَ ُ ض وَل َدِهِ َ طى ب َعْ َ ب الهب َةِ ِللوَل َد ِ ،وَإ َِذا أ َعْ َ 12ـ با ُ
ِ
ه َ
شهَد ُ عَلي ِ ه ،وَل َ ي ُ ْ َ
مث ْل ُ ن ِري َخ ِ ي ال َ وَي ُعْط ِ َ
قوله ) :ثم أعطاه ابن عمر( فيه تأكيد للتسوية بين الولد في الهبة لنه عليه
الصلة والسلم لو سأل عمر أن يهبه لبن عمر لم يكن عدل ً بين بني عمر ،
فلذلك اشتراه صلى الله تعالى عليه وسلم ثم وهبه له.
قوله ) :نحلت( ـ بفتح النون والحاء المهملة وسكون اللم أي :أعطيت .اهـ.
قسطلني.
171
جَها َ َ
مْرأةِ ل َِزوْ ِ مَرأت ِهِ َوال َ ل لِ ْ ج ِ ب هِب َةِ الّر ُ 14ـ با ُ
قوله ) :خلبها( أي :خدعها.
172
م َ ل َ
ذا إ ، ز ئ جا و هَ ف ج و ز ها َ ل ن كا َ
ذا إ ، ها ُ ق ت ع و ها ج و ز ر غي ل ة َ أ ر مال ة ب ه ب با 15ـ
ْ ٌِ ِ َ َ َ ْ ٌ ْ َ ِ ُ َِ ِ َ ْ ِ ِ َ ِ َ ْ ِ َ َ ِ ْ ِ
جْز م يَ ُ ة لَ ْفيهَ ً س ِ ت َ ة ،فَإ َِذا كان َ ْ فيهَ ً س ِن َ ت َك ُ ْ
ي الخ( أي :زوجني الزبير وصيره ملكا ً لها قوله ) :ول قوله ) :إل ما أدخل عل ّ
توعي( ـ بضم أوله وكسر العين ـ وقوله :فيوعى عليك ـ بفتح العين ـ أي ل
تجمعي في الوعاء وتبخلي بالنفقة فتجازي بمثل ذلك.
) (2/41
قوله ) :كان أعظم لجرك( وقع في رواية النسائي بيان وجه الفضلية في
إعطاء الحوال وهو احتياجهم إلى من يخدمهم ،وليس في الحديث نص على
أن صلة الرحم أفضل من العتق لنها واقعة عين
173
ة ل ِعِل ّةٍ
ل الهَدِي ّ َقب َ ِ
م يَ ْن لَ ْم ْب َ
17ـ با ُ
قوله ) :فلما عرف في وجهي الخ( أي عرف أثر التغيير في وجهي من كراهة
رده ،قوله ) :ولكنا حرم( أي :وإنما سبب الرد ّ كوننا محرمين.
174
قوله ) :قال فهل( أي قال النبي عليه الصلة والسلم :اهـ .قسطلني .قوله :
)ل يأخذ أحد منه( أي :من مال الصدقة قوله ) :اللهم هل بلغت( أي :قد
بلغت.
مَتاعُ ض العَب ْد ُ َوال َ قب َ ُ ف يُ ْكي َب َ 19ـ با ُ
قوله ) :بكر( ـ بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف ـ جمل قوله ) :هو لك الخ(
فاكتفى بالقبض بكونه في يده.
قوله ) :ولم يعط مخرمة الخ( أي :حال القسمة ،اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 165 :
175
لج ٍ َ ً
ب َدينا عَلى َر ُ ب إ َِذا وَهَ َ 21ـ با ٌ
قوله ) :باب إذا وهب دينا على رجل( وذكر فيه حديث جابر وموضع الترجمة
منه قوله فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبي ودللته على المطلوب
ي صلى الله تعالى عليه وسلم إياهم هبة الدين يدل واضحة لن سؤال النب ّ
على جوازه قطعا ً إذ ل يمكن أن يطلب منهم شيئا ً وهو غير جائز وبهذا سقط
ما قال العيني مطابقة الحديث تؤخذ من معنى الحديث ،ولكنه بالتكلف وهو
أنه صلى الله تعالى عليه وسلم سأل غرماء جابر أن يقبضوا ثمر حائطه
ويحللوه
176
من بقية دينه ،ولو قبلوا ذلك كان إبراء لذمة أبي جابر من بقية الدين وهو
في الحقيقة لو وقع كان هبة للدين ممن هو عليه وهو معنى الترجمة اهـ.
فافهم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
177
) (2/42
ة
م ِ
سو َ
ق ُ
م ْ مةِ وَ َ
غيرِ ال َ سو َ ق ُ
م ْ
ضةِ َ ،وال َقُبو َغيرِ اَلم ْ ضةِ وَ َ قُبو َ م ْ
ب الهِب َةِ ال َ 23ـ با ُ
قوله ) :سنا( أي :مثل سن بعيره.
قوْم ٍ ة لِ َ ماعَ ٌ ج َ ب َ ب إ َِذا وَهَ َ 24ـ با ٌ
قوله ) :من ترون( أي :من العسكر قوله ) :استأنيت( ـ بالهمزة الساكنة ـ
أي :انتظرتكم قوله ) :حتى نعطيه إياه( أي :عوضه قوله ) :طيبنا( ـ بتشديد
المثناة التحتية ـ أي :جعلناه طيبا ً
178
من جهة كونهم رضوا به وطابت أنفسهم به قوله ) :ثم رجعوا( أي :العرفاء.
َ 25ـ باب م ُ
ق
ح ّ جل َ َ
ساؤُه ُ ،فَهُوَ أ َ عن ْد َه ُ ُة وَ ِ ه هَدِي ّ ٌ ن أهْدِيَ ل َ ُ ُ َ ْ
قوله ) :فهو أحق( أي :بالهدية من جلسائه قوله ) :أن جلساءه شركاء( أي
في الهدية ندبًا.
قوله ) :أخذ سنًا( أي :قرضًا.
179
سَها ُ ْ
ب هَدِي ّةِ ما ي ُكَره ُ لب ْ ُ 27ـ با ُ
قوله ) :حلة سيراء( ـ بسكر السين المهملة وفتح المثناة التحتية وبالراء
ممدودا ً ـ أي :حلة حرير تباع عند باب المسجد .اهـ .قسطلني..
ن
كي َ م ْ
شرِ ِ ن ال ُ م َل الهَدِي ّةِ ِ ب قَُبو ِ 28ـ با ُ
قوله ) :لمناديل سعدبن معاذ في الجنة أحسن من هذا( ولعله صلى الله
تعالى عليه وسلم
180
خاف عليهم الرغبة في الدنيا فقال لهم ذلك ترغيبا ً لهم في الخرة وتزهيدا ً
لهم في الدنيا والله تعالى أعلم.
181
َ َ ب ل َ يَ ِ
صد َقَت ِ ِ
ه جعَ في هِب َت ِهِ وَ َ ن ي َْر ِحد ٍ أ ْلل َ ح ّ 30ـ با ٌ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 165 :
ل من قوله ) :العائد في هبته الخ( استدل به المصنف على حرمة الرجوع ولع ّ
يقول بكراهة الرجوع دون الحرمة يقول إن عود الكلب في القيء ل يوصف
بالحرمة ،وإنما هو مستكره منكر
182
جدا ً في النفوس فغاية ما يدل عليه الحديث الكراهة دون الحرمة والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
183
184
ة
ح ِمِني َ ل ال َض ِ 35ـ باب فَ ْ
) (2/43
) (2/44
قوله ) :كيف( أي :تباشرها وتفضي إليها ،وقيل قيل إنك أخوها من
الرضاعة .قوله ) :ففارقها( أي :فارقها عقبة أي :طلقها احتياطا ً وورعا ل
ً
حكما ً بثبوت الرضاع.
189
ل
دو ِ داِء العُ َ شهَ َ ب ال ّ 5ـ با ُ
ددة ـ من المان أي ّ مش ونون مكسورة وميم مقصورة بهمزة ـ )أمناه( قوله :
:جعلناه آمنا ً من الشر أو صيرناه عندنا أمينًا.
جوُز م يَ ُل كَ ْدي ِب ت َعْ ِ 6ـ با ُ
قوله ) :شهادة القوم الخ( مبتدأ خبره محذوف أي مقبولة قوله ) :شهداء
الله( خبر لمبتدإ محذوف أي :هم شهداء.
قوله ) :ذريعًا( ـ بفتح أوله ـ أي سريعا ً قوله ) :فأثنى خير( برفع خير نائب
فاعل وحذف عليها ،وفي رواية بنصب خير صفة لمصدر محذوف أي :ثناء
خيرا ً أو بنزع الخافض أي :بخير
190
ً ً
وقوله :ثم مّر بأخرى فأثنى خيرا بنصب خيرا كما مّر اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 187 :
َ
ديم ِ
ق ِ
ت ال َ
مو ْ ِ
ض َ ،وال َ
في ِ
ست َ ِ
م ْ
ضاِع ال ُ ب َ ،والّر َ سا ِشَهاد َةِ عََلى الن ْ َ ب ال ّ 7ـ با ُ
قوله ) :أراه( ـ بضم الهمزة ـ في الموضعين بمعنى أظنه قوله ) :ما يحرم(
بفتح أوله مخففا ً أي مثل ما يحرم من الولدة.
191
ن( استفهام/ قوله ) :من إخوانك ّ
قوله ) :فإنما الرضاعة( تعليل لقوله :انظرن الخ أي :ليس كل من أرضع
ن يصير أخاكن بل شرطه أن يكون من المجاعة بفتح الميم من لبن أمهاتك ّ
ً
الجوع أي إن الرضاعة المعتبرة في المحرمية شرعا ما كان فيه تقوية للبدن
واستقلل لسد ّ الجوع ،وذلك إنما يكون في حال الطفولية قبل الحولين.
ق َوالّزاِني سارِ ِ
ف َوال ّ قاذِ ِ شَهاد َةِ ال َ ب َ 8ـ با ُ
قوله ) :استقضى المحدود( بالبناء للمفعول أي طلب منه أن يحكم بين
خصمين اهـ .قسطلني.
192
193
شَهاد َةِ الّزوِر َ
ما ِقيل ِفي َ ب َ 10ـ با ُ
) (2/45
قوله ) :لقول الله عز وجل والذين ل يشهدون الزور( قيل الية مسوقة لذم
شهادة الزور فلذلك ذكره المصنف وقيل بل في مدح تاركي شهادة الزور فل
وجه ل يراد المصنف ههنا قلت :ل شك في أنها مسوقة للمدح بترك شهادة
الزور لكن المدح بالترك يدل على أن فعلها مذموم سيما وقد سبق مدحهم
بترك الكبائر ،وهذا يكفي في إيراد المصنف والله تعالى أعلم.
194
ن ْ َ َ َ َ َ َ
مَباي َعَت ِهِ وَقُبول ِهِ ِفي الت ّأِذي ِ
حهِ وَ ُ
حهِ وَإ ِن ْكا ِ
مرِهِ وَن ِكا ِمى وَأ ْ
َ
ب شَهاد َةِ العْ َ 11ـ با ُ
ت وا
ْ َ ِ ص ل با
غيرِهِ ِ ُ َ ْ ُ َ َ ،
ف ر ع ي ماو وَ َ
قوله ) :فتكلم فعرف النبي صلى الله تعالى عليه وسلم صوته فخرج( ل
ينافي ما سبق أنه أمر ولده بالدخول لينادي النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم له لجواز أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عرف صوته فشرع في
الخروج لذلك ،واجتمع معه دخول الولد أيضا ً والله تعالى أعلم.
195
ماِء َوالعَِبيدِ شَهاد َةِ ال ِ َ ب َ 13ـ با ُ
قوله ) :فأعرض عني قال فتنحيت فذكرت ذلك له قال وكيف وقد زعمت أنها
ل على أن قد أرضعتكما( قيل :إعراضه صلى الله تعالى عليه وسلم أول ً يد ّ
الذي أشار إليه من الفراق ما كان بيانا ً للحكم ،بل إنما كان على وجه الخذ
بالولى والحوط إذ لو كان على وجه الحكم لما أعرض أول ً عن بيانه إذ قد
يترتب على العراض ترك السائل المسئلة بعد ذلك ففيه تقرير على المحرم
قلت :يمكن أن يكون إعراضه لستبعاد سؤاله مع ظهور الحكم ،وهذا هو
ل عليه تصدير الجواب بقوله كيف كأنه قال يستبعد الحل في تلك الذي يد ّ
الصورة استبعادا ً ظاهرا ً فكيف تسأل عنه والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 187 :
196
ن ب َْعضا ً
ضه ّ ساِء ب َعْ ِ ل الن ّ َ دي ِب ت َعْ ِ 15ـ با ُ
) (2/46
قوله ) :قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا أراد أن يخرج
سفرًا( قال القسطلني :أي إلى سفر فهو نصب بنزع الخافض أو ضمن
يخرج معنى ينشىء ،فالنصب على المفعولية اهـ .قلت :والقرب أنه مفعول
له أي يخرج لسفر أو حال أي مسافرا ً أو ذا سفر والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
قوله ) :معرسين( أي :نازلين وقوله في نحر الظهيرة أي حين بلغت
الشمس منتهاها من
197
الرتفاع كأنها وصلت إلى النحر ،وهو وقت شدة الحر قوله ) :ابن سلول(
يكتب باللف والرفع لن سلول غير منصرف علم لم عبد الله فهو صفة لعبد
الله ل لبي قوله ) :تيكم( ـ بكسر المثناة ـ الفوقية إشارة للمؤنث قوله :
)نقهت( ـ بفتح النون والقاف ـ أي :أفقت من مرضي ولم تتكامل لي الصحة
قوله ) :المناصع( هو موضع خارج المدينة قوله ) :ل يرقأ لي دمع( ـ بالقاف
والهمزة ـ أي :ل ينقطع اهـ .قسطلني.
198
قوله ) :قلص دمعي( ـ بفتح القاف واللم آخره صاد مهملة ـ أي :انقطع لن
الحزن
199
والعضب إذا أخذا حدهما فقد الدمع لفرط حرارة المصيبة قوله ) :تساميني( ـ
بضم التاء وبالسين المهملة ـ أي :تضاهيني وتفاخرني بجمالها ،ومكانتها عند
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مفاعلة من السموّ ،وهو الرتفاع اهـ.
قسطلني.
فاهُ َ
جل ك ًَ ل َر ُ ج ٌ ّ
ب إ َِذا َزكى َر ُ
16ـ با ٌ
ً ً
قوله ) :منبوذا( أي :لقيطا قوله ) :عسى الغوير الخ( ـ بضم الغين المعجمة ـ
تصغير غار أبؤسا ً ـ بفتح الهمزة الولى وضم الثانية ـ جمع بؤس منصوب على
أنه خبر ليكون محذوفة ،وهو مثل مشهور يقال فيما ظاهره السلمة ،
ويخشى منه العطب.
200
م ه ت دها ش َ و
ّ َْ ِ َ َ َِِ ْ ن يا بصال غ ُ
لو ب ب با 18ـ
ُ ُ ِ
) (2/47
قوله ) :جدة( ـ بالنصب بدل من جارة ـ وقوله بنت إحدى وعشرين أي أنها
حاضت لستكمال تسع سنين ،ووضعت بنتا ً لستكمال عشر ووقع لبنتها مثل
ذلك.
ن ة ؟ قَب ْ َ َ َ س َ
مي ِ
ل الي َ ِ هل لك ب َي ّن َ ٌ يَ : ع َمد ّ ِ حاك ِم ِ ال ُ ل ال َ ؤا ِ ب ُ 19ـ با ُ
قوله ) :ليقتطع بها مال امرىء مسلم( أي :أو ذمي أو معاهد بأن يأخذه بغير
حق بل
201
بمحّرد يمينه المحكوم بها في ظاهر الشرع والتقييد بالسلم جرى على
الغالب ول فرق بين المال وغيره ،وإن كان يسيرا ً اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 187 :
202
ر
ص ِن ب َعْد َ العَ ْ مي ِب الي َ ِ 22ـ با ُ
قوله ) :باب اليمين بعد العصر( أي :باب ما جاء في فعلها بعد العصر
وتخصيص هذا الوقت بتعظيم الثم على من حلف فيه كاذبا ً لكونه وقت
ارتفاع العمال.
ف ن ،وَل َ ي ُ ْ
صَر ُ مي ُ َ
ت عَليهِ الي َ ِ جب َ ْ حيُثما وَ َ َ
عى عَليهِ َ مد ّ َ ف ال ُ حل ِ ُ ب يَ ْ 23ـ با ٌ
ه
غيرِ ِ َ
ضٍع إ ِلى َ مو ْ ِ
ن َ
م ْ
ِ
ً
قوله ) :ول يصرف من موضع إلى غيره( أي :للتغليظ عليه وجوبا ،وهذا عند
الحنفية فل
203
يغلظ عندهم بمكان كالمسجد ول بزمان كالجمعة ،وقال الشافعية تغلظ ندبا ً
ل بتكرير اليمان لختصاصه باللعان والقسامة ،ووجوبه فيها بل بتعديد أسماء
الله وصفاته والزمان والمكان اهـ .قسطلني.
204
فحل ُ َ ست َ ْ
ف يُ ْ َ
ب كي َ 26ـ با ٌ
قوله ) :والله ل أزيد الخ( أي :في التصديق والقبول قوله ) :أفلح( أي :فاز
الرجل وقوله إن صدق أي في قوله هذا زاد في الصيام ،فأخبره رسول الله
}صلى الله عليه وسّلم{ بشرائع السلم ،ويدخل فيها جميع الواجبات
والمنهيات والمندوبات ومطابقة الحديث لما ترجم به في قوله والله ل أزيد
لنه يستفاد منه القتصار على الحلف بالله دون زيادة اهـ .قسطلني.
ن 27ـ باب م َ
مي ِ
ة ب َعْد َ الي َ ِ
م الب َي ّن َ َ ن أقا َُ َ ْ
) (2/48
قوله ) :ألحن بحجته الخ( أي :ألسن وأفصح وأبين كلما ً وأقدر على الحجة
وفيه حذف أي وهو كاذب.
205
206
ت َ
شك ِل ِ م ْقْرعَةِ في ال ُ ب ال ُ 30ـ با ُ
قوله ) :باب القرعة الخ( أي :باب مشروعية القرعة في الشياء المشكلت
التي يقع النزاع فيها بين اثنين أو أكثر قوله ) :يكفل مريم( أي :يربيها رغبة
في الجر ،وذلك لما وضعتها أمها أخرجتها إلى بني الكاهن ابن هارون أخي
موسىبن عمران وهم حجبة بيت المقدس ،فقالت لهم هذه نذيرة فإني
حررتها ول أردها إلى بيتي فقالوا هذه بنت إمامنا ً ،وكان عمران يؤمهم في
الصلة فطلبها زكريا لن خالتها تحته ،وطلبوها لنها بنت إمامهم فعند ذلك
اقترعوا قوله ) :الجرية( ـ بكسر الجيم ـ وقوله وعال أي ارتفع اهـ.
قسطلني.
207
208
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 187 :
53ـ كتاب الصلح
209
س ّ َ
ن الّنا ٍ ح َبي َصل ِ ُ ذي ي ُ ْ ب ال ِ س الكاذِ ُ ب لي َ 2ـ با ٌ
قوله ) :ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس( أي :ليس من يصلح بين الناس
كاذبا ً فهو من القلب ،وليس المراد نفي ذات الكذب بل نفي اثمه ،وقد
يرخص في بعض الوقات في الفساد القليل الذي يؤمل فيه الصلح الكثير ،
ومنعه بعضهم مطلقا ً وحملوا المذكور هنا على التورية ،وقال في المصابيح
وليس في تبويب البخاري ما يقتضي جواز الكذب في الصلح لنه قال ليس
الكاذب الذي يصلح بين الناس وسلب الكاذب عن الصلح ل يستلزم كون ما
يقوله كذبا ً لجواز أن يكون صدقا ً بطريق التصريح أو التعريض وكذا الواقع في
الحديث.
210
م َ
نل ْ ن ،وَإ ِ ْ َ
ن فُل ٍ
ن بْ ُ َ
ن ،وَفُل ُ َ
ن فُل ٍ َ
ح فُل ُ
ن بْ ُ َ
صال َ ب :هذا ما َ ْ
ف ي ُكت َ ُ َ
ب كي َ 6ـ با ٌ
ه َ َ َ َ
سب ِ ِه إ ِلى قِبيلت ِهِ أوْ ن َ َ سب ْ ُ
ي َن ْ ُ
قوله ) :إل بجلبان السلح( ـ بضم الجيم وسكون اللم وبضمها وتشديد
الموحدة ـ قوله :
211
) (2/49
)حتى قاضاهم( من القضاء وهو إحكام المر وامضاؤه قوله ) :فأخذ رسول
الله }صلى الله عليه وسّلم{ الكتاب فكتب( إسناد الكتابة إليه }صلى الله
عليه وسّلم{ على سبيل المجاز لنه المر بها ،وقيل كتب وهو ل يحسن بل
أطلقت يده بالكتابة اهـ .قسطلني.
قوله ) :خلقي وخلقي( ـ بفتح الخاء ـ في الولى وضمها في الثانية اهـ.
قسطلني.
212
ة
صلِح في الد ّي َ ِ ب ال ّ 8ـ با ُ
قوله ) :باب الصلح في الدية( وفيه فطلبوا الرش وطلبوا العفو قال
القسطلني :فطلبوا أي قوم الجارية الرش قلت :وهو بعيد ،وإنما ضمير
طلبوا لقوم الربيع أي طلب قوم الربيع قبول الرش من قوم الجارية والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
213
214
م
ل َبين َهُ ْ
س َوالعَد ْ ِ صل َِح َبي َ
ن الّنا ِ ل ال ِ ْ ب فَ ْ
ض ِ 11ـ با ُ
قوله ) :كل سلمي من الناس عليه صدقة( المراد بالوجوب المستفاد من
على الثبوت على وجه التأكد ل الوجوب الشرعي ،ويؤيده رواية يصبح على
كل سلمي صدقة ،وقال القسطلني :كل سلمي من الناس عليه في كل
واحد منها صدقة فجعل ضمير عليه للنسان ،واعتبر العائد محذوف أي في
كل واحد منها وهو تكلف ل حاجة إليه ،ولو كان الضمير لصاحب السلمي
لكان الظاهر عليهم حتى يرجع إلى الناس ،وقوله كل يوم بالنصب ظرف
للوجوب ،وقوله :تطلع فيه الشمس وصف لليوم لفادة التنصيص على
التعميم كما قالوا في قوله تعالى } :وما من دابة في الرض ول طائر يطير
بجناحيه{.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 209 :
) (2/50
والحاصل أن الشيء إذا وصف بوصف يعم جميع أفراده يصير نصا ً في
التعميم ،ولعل سببه أن الحكم إذا علق بموصوف يوصف يتبادر الذهن إلى
أن الوصف مناط لثبوت الحكم لذلك الموصوف مثل أكرم العالم ،فإذا كان
الوصف عاما ً يلزم ثبوت الحكم في كل ما يوجد فيه ،فيضم هذا التعميم إلى
التعميم اللفظي ،فيتأكد التعميم وقوله :يعدل فعل بمعنى المصدر مبتدأ
خبره صدقة على وزان ومن آياته يريكم البرق والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
215
216
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 209 :
والحاصل أن الشيء إذا وصف بوصف يعم جميع أفراده يصير نصا ً في
التعميم ،ولعل سببه أن الحكم إذا علق بموصوف يوصف يتبادر الذهن إلى
أن الوصف مناط لثبوت الحكم لذلك الموصوف مثل أكرم العالم ،فإذا كان
الوصف عاما ً يلزم ثبوت الحكم في كل ما يوجد فيه ،فيضم هذا التعميم إلى
التعميم اللفظي ،فيتأكد التعميم وقوله :يعدل فعل بمعنى المصدر مبتدأ
خبره صدقة على وزان ومن آياته يريكم البرق والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
215
216
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 209 :
54ـ كتاب الشروط
ة
مَباي َعَ ِ َ َ َ ن ال ّ
حكام ِ َوال ُسلم ِ َوال ْط في ال ِ ْ
شُرو ِ م َ
جوُز ِ
ب ما ي َ ُ 1ـ با ُ
قوله ) :وهي عاتق( قال الكرماني :العاتق الجارية الشابة أول ما تدرك
انتهى .قلت :فهي من صفات النساء كالحائض والحامل ،فلذلك ترك التاء
ويقال عتقت الجارية فهي عتق كحاضت فهي حائض ذكره في المجمع والله
تعالى أعلم.
217
ط في الَبيِع رو
ُ ِ ّ
ش ال بُ با 3ـ
) (2/51
قوله ) :باب الشروط في البيع( نبه بهذه الترجمة على أن كلم عائشة
وأصحاب بريرة كان في البيع والشراء ل في قضاء الكتابة كما هو ظاهر
حديث الباب ،وإل يلزم أن يكون اشتراط عائشة على خلف الحق
واشتراطهم على الحق وعلى هذا ،فمعنى قوله " :وإن أحبوا أن أقضي
218
عنك الكتابة أي أشتريك بما عليك من دين الكتابة وأعتقك" وقولهم أن
تحتسب عليك أي بالعتق ل بالمال والله تعالى أعلم.
مى جاَز
س ّم َن ُ داب ّةِ إ َِلى َ
مكا ٍ ط الَبائ ِعُ ظ َهَْر ال ّ
شت ََر َ
ب إ َِذا ا ْ
4ـ با ٌ
قوله ) :فاستثنيت حملنه إلى أهلي( هذه الرواية تدل بظاهرها على
الشتراط مع بعض الروايات الخر وبعض الروايات يدل على أنه كان ذلك
منه صلى الله تعالى عليه وسلم تبرعا ً وتفضل ً ،ولذلك استوعب المصنف
رحمه الله تعالى الروايات وأشار إلى ترجيح روايات الشتراط والئمة بعضهم
جوزوا الشتراط فأخذوا بروايات الشتراط ،وحملوا روايات ظاهرها التبرع
ي بالشرط ،فقال ولك ظهره لقصد الوفاء ل على أن المراد به بيان أنه وف ّ
للتبرع وبعضهم على منعه ،فأخذ بروايات التبرع وحملوا الشتراط على
تأويل مثل ً فاستثنيت حملنه يحمل على معنى طلبه ذلك منه بعد البيع بطريق
التبرع والتفضل ،وقوله " :فبعته على أن لي فقار
219
ي وقوله شرط ظهره أي آل المر إلى أنه أعطى ظهره" حيث تبرع به عل ّ
ظهره كأنه كان شرطا ً ونحوه ذلك والله تعالى أعلم.
وأما قوله على حساب الدينار بعشرة ،فيحتمل رفع الدينار على أنه مبتدأ
خبره الجار والمجرور وحساب مضاف إلى الجملة بتمامها ل مقطوع عن
الضافة كما توهمه العيني ،ويحتمل جره بإضافة الحساب إليه ،والول
اختاره الكرماني وابن حجر وهو أجود معنى والثاني اختاره العيني إل أنه رد
الول بأن فيه قطع الحساب عن الضافة وهو غلط منه كما نبهنا عليه والله
تعالى أعلم .اهـ .سندي.
) (2/52
220
221
ق ّ
ط في الطل َ ِ شُرو ِ ب ال ّ 11ـ با ُ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 217 :
قوله ) :باب الشروط في الطلق( ذكر فيه حديث وأن تشترط المرأة طلق
أختها قالوا وهذا موضع الترجمة لن مفهومه أنها إذا اشترطت ذلك ،فطلق
أختها وقع الطلق لنه لو لم يقع لم يكن للنهي معنى انتهى .قلت :اللغو
ينهي عنه أيضا ً والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
222
ط ب ،وَك َِتاب َةِ ال ّ َ َ ب ال ّ
شُرو ِ حْر ِ
ل ال َمعَ أهْ ِ
حةِ َ
صال َ
م َجَهاد ِ َ ،وال ُ ط ِفي ال ِ شُرو ِ 15ـ با ُ
قوله ) :وإل فقد جموا( قال القسطلني :وإل أي وإن لم أظهر .فقد حموا أي
استراحوا
223
من جهد القتال .قلت :ومقتضى الطاهر أن يقال وإل أي وإن لم يرد الدخول
في السلم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :حتى تنفرد سالفتي( ـ بالسين المهملة وكسر اللم ـ أي :حتى
تنفصل رقبتي أي حتى أموت أو حتى أموت وأبقى منفردا ً في قبري ،
وقوله :أو لينفذن الله أمره ـ بضم المثناة التحتية وسكون النون وبالذال
ن الله أمره في نصر دينه اهـ .قسطلني. المعجمة وتشديد النون ـ أي ليمضي ّ
224
قوله ) :كما كنت تكتب( أي :في بدء السلم وكان يكتب فيه عليه السلم
كذلك كما كانوا يكتبونها في الجاهلية ،فلما نزلت آية النمل كتب بسم الله
الرحمن الرحيم اهـ .قسطلني.
225
226
قوله ) :عصابة( ـ بكسر العين ـ جماعة ل واحد لها من لفظها وهي تطلق
على الربعين فما دونها لكن عند ابن إسحاق أنهم بلغوا نحوا من سبعين اهـ
قسطلني.
227
228
229
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 217 :
55ـ كتاب الوصايا
ل
ج ِ
ة الّر ُ صي ّ ُ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ " :وَ ِ صاَيا ،وَقَوْ ِ
ل الن ّب ِ ّ 1ـ باب الوَ َ
ه" عن ْد َ ُ
ة ِ مك ُْتوب َ ٌ
َ
) (2/53
قوله ) :ما حق امرىء مسلم إلى قوله يبيت الخ( الفعل أعني يبيت بمعنى
المصدر خبر عن الحق إما بتقدير أن أو بدونها ومثله قوله تعالى } :ومن آياته
يريكم البرق{ وعلى القول بتقدير أي يجوز نصبه كما هو شأن أن المقدرة
في جواز العمل والباعث على تأويله بالمصدر أن جملة يبيت ل تصلح أن
تكون خبرا ً عن الحق ول ضمير فيه يرجع إلى الحق ،ويدل على التأويل رواية
النسائي أن يبيت فصّرح بأن المصدرية ،وقول العيني إن التأويل بغير المعنى
ول حاجة إليه ناشىء عن قلة التدبر في المعنى والقواعد ،والعجب أنه قال
إن من له ذوق بالعربية يفهم ما ذكره مع أن من له ذوق يشهد ببطلن قوله.
وقوله إل ووصيته استثناء من أعم الحوال وهو حال من نفس البيتوتة ،أي :
ليس حقه البيتوتة في حال إل ،والحال أن الوصية مكتوبة عنده ،وليس
يحال من فاعل يبيت لفساد المعنى إذ يصير المعنى كون المسلم يبيت ليلتين
في كل حال إل في حال أن الوصية مكتوبة عنده ليس بحق له فتأمل .بنظر
دقيق .وجوز بعضهم
230
أن قوله يبيت صفة لمرىء ،والخبر محذوف بعد إل أي إل المبيت ووصيته
مكتوبة عنده ،وهذا ل يخلو عن ركاكة إذ يصير المعنى أن المسلم البائت
ليلتين ليس حقه كذا وهو غير مناسب ،وإنما المناسب ل ينبغي لمسلم أن
يبيت ،والعجب من القسطلني حيث قال مفعول يبيت محذوف تقدير آمنا ً
ن يبيت من الفعال اللزمة ل المتعدية ولو فرض وذاكرا ً أو موعوكا ً ،والحال أ ّ
آمنا ً ونحوه في الكلم لكان حال ً ل مفعول ً والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
) (2/54
قوله ) :هل كان النبى }صلى الله عليه وسّلم{ أوصى فقلت ل الخ( كأنه
فهم السؤال عما اشتهر بين الجهال من الوصية إلى علي رضي الله تعالى
عنه أو فهم السؤال عن الوصية في الموال ؟ فقال في الجواب ل ثم لما
صرح السائل بأنه كيف يترك الوصية ،وقد أمر المسلمون بها ذكر له أنه
أوصى بكتاب الله أي ونحوه كالسنة ،قال المحقق :ابن حجر في قوله
وكيف كتب على المسلمين الوصية زاد المصنف في فضائل القرآن ،ولم
يوص به ويتم العتراض أي كيف يؤمر المسلمون بشيء ،ول يفعله النبي
}صلى الله عليه وسّلم{ اهـ .سندي.
231
ن ي َت َك َ ّ َ َ
ه أغْن َِياَء َ ن ي َت ُْر َ َ
س
فوا الّنا َ
ف ُ نأ ْم ْ
خيٌر َ ك وََرث َت َ ُ 2ـ باب أ ْ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 230 :
قوله ) :إنك إن تدع ورثتك( هي أن المصدرية الناصبة أو إن الشرطية
الجازمة وعلى الثاني ،فل بد من تقدير المبتدأ في قوله خير مع الفاء أي فهو
خير وعلى الول ل حاجة إليه بل تكون أن تدع مبتدأ خبره خير ،وقول
المحقق ابن حجر إن تدع بفتح أن على التعليل ،وتبعه القسطلني يقتضي
ن في إنك ول يخفى أنه ل يصح أن أن التقدير لن تدع وعلى هذا يكون خبر إ ّ
يقال إنك لجل تركهم أغنياء خير من أن تتركهم فقراء فتأمل.
ثصي ّةِ ِبالث ّل ُ ِ
3ـ باب الوَ ِ
قوله ) :لو غض الناس إلى الربع( أي :لكان أحسن ،وهذا مبني على معنى
والثلث كثير
232
أي إنه كثير مما ينبغي اليصاء به ،ولو قيل إن مضاه أنه كاف في الوصية ل
حاجة فيها إلى الزيادة عليه لما كان في الحديث دللة على استحباب
النتقاص من الثلث والله تعالى أعلم.
233
تموْ ِ صد َقَةِ ِ
عن ْد َ ال َ 7ـ باب ال ّ
قوله ) :وقد كان لفلن( أي :كاد أن يصير للوارث فإنه إن لم يعط يأخذه
الوارث فالتصرف في المال في هذه الحال ،والعطاء منه يشبه العطاء من
مال الغير.
) (2/55
َ
ن{صي ب َِها أوْ َدي ٍ
صي ّةٍ ُيو ِ
ن ب َعْد ِ وَ ِ ل الل ّهِ ت ََعاَلى ِ } :
م ْ 8ـ باب قَوْ ِ
قوله ) :وقال بعض الناس ل يجوز إقراره( أي :إقرار المريض لبعض الورثة
لسوء الظن به أي بالمريض أي لنه متهم للورثة أي لجل العداوة معهم أو
في حقهم أي لعله يريد صرف المال عن بعض الورثة لقلة محبتهم أو
لعداوتهم إلى بعض آخر لكثرة المحبة لهم ،قال العيني :لم يعلل الحنيفة
جواز إقرار المريض لبعض الورثة بهذه العبارة بل لنه ضرر لبقية الورثة .اهـ.
قلت :وهذه الذي ذكره عين ما ذكره المصنف معنى إذ حق الورثة ل يتعلق
بقدر الدين
234
وضررهم ل يتصور إل فيما يتعلق به حقهم ،وهو غير الدين فلو صدقنا
المريض في إقراره للوارث ،وقلنا إنه دين على التحقيق لما قلنا في القرار
ضرر لبقية الورثة أصل ً ،وإنما قلنا بالضرر حيث كذبناه في اقراره فقلنا إنه
ليس بدين وهو كاذب في قوله إنه دين بل هو حق لبقية الورثة يريد بالقرار
صرفه عنهم إلى الذي يقر له ،وهل هذا إل سوء الظن واتهام المسلم من
غير سبب ظاهر ،وهذا هو مراد المصنف وكأنه لهذا قال لم يعلل الحنفية
بهذه العبارة أي بل بمعنى هذه العبارة لكن ل يخفى أن مدار العتراض على
المعنى ل على العبارة ،وعبارة التهام في كتب الحنفية في باب اقرار
المريض شائعة ل تخفى على من يراجعها وليس التهام بل سبب ظاهر إل
سوء الظن والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 230 :
) (2/56
والوجه في الجواب منع كون هذا التهام بل سبب بل له سبب في الجملة كما
يشير إليه كلم الهداية ،فقال لن حالة المرض حالة استغناء والقرابة سبب
التعلق ،لكن قد يعارض بأن الحالة حالة ندامة وتوبة عن المعاصي والكذب
والكاذب في هذه الحالة يثوب إلى الصدق فكيف الصادق .والوجه أن من
عهد منه الصدق عادة ينبغي أن ل يرد اقراره والله تعالى أعلم.
قوله ) :ثم استحسن الخ( قال العيني مبني الدين على اللزوم ومبني هذه
الشياء على المانة وبينهما فرق ظاهر .قلت :لكن المانع عن قبول القرار
هو التهام ،وهو موجود في الكل على السوية فالفرق تحكم على أن الدين
إذا كان لزما ً فهو أهم فالقرار به أولى بأن يسمع ،وقد كان صلى الله تعالى
عليه وسلم يترك الصلة على المدين لجل الدين عليه ،ولم يرووا أنه ترك
الصلة لجل المانة والله تعالى أعلم.
قوله ) :قال الله تعالى إن الله يأمركم( قال العيني :على تقدير اشتغال ذمة
المريض بشيء في نفس المر ل يكون إل دينا ً مضمونا ً ،فل يطلق عليه
المانة فل يصح الستدلل .قلت :الدين المضمون آكد من المانة غير
المضمونة ول أقل من المساواة فالية تدل عليه بالدللة على أن المراد في
الية بالمانات مطلق الحقوق الواجبة الداء ل المانات المصطلحة عند
الفقهاء.
والحاصل أن هذا من العيني نزاع لفظي ،والعتبار للمعنى والمدين إذا مات
بل إقرار بالدين ،فقد مات خائنا ً من حيث الدين فل بد له من القرار لدفع
ذلك ،فكيف ل يسمع إقراره والله تعالى أعلم.
235
ن{ َ َ ّ َ ْ
ن ب َِها أوْ َدي ٍ
صو َ
صي ّةٍ ُتو ُ
ن ب َعْد ِ وَ ِ
م ْ
ل اللهِ ت ََعالى ِ } :
ل قوْ ِ
9ـ باب ت َأِوي ِ
) (2/57
قوله ) :باب تأويل قول الله تعالى من بعد وصية توصون بها أو دين( ذكر في
هذا الباب حديث فمن أخذه بسخاوة نفس للتنبيه على أنه ينبغي للوارث أن
يأخذ مال الموروث كذلك ،فيبدأ أول ً بحقوق الميت ول يأخذه باشراف
نفسه ،فيحبسه كله لنفسه أو للتنبيه على أن الموت ينبغي أن يهتم بأمر
الدين ويقر به حتى ل يكون آخذا ً للمال باشراف نفس ،وكذا ذكر فيه حديث
كلكم راع للتنبيه على أن الوارث راع في مال الموروث أو الموروث راع في
مال الدائن فل بد لكل منهما من النظر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
236
237
ه
ف ِ ْ
ف ب ِوَق ِواقِ ُفعُ ال َهل ي َن ْت َ ِ
12ـ باب َ
قوله ) :باب هل ينتفع الواقف بوقفه( أي :إذا وقفه على نفسه ثم على غيره
أو شرط لنفسه جزءا ً معينا ً أو يجعل للناظر على وقفه شيئا ً ويكون هو
الناظر ،والصحيح من مذهب الشافعية بطلن الوقف على النفس اهـ.
قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 230 :
238
239
َ َ
ن ه وَقَ َ
ضاِء الن ّ ُ
ذورِ عَ ِ صد ُّقوا عَن ْ ُ
ن ي َت َ َ
جأة ً أ ْن ي ُت َوَّفى فَ ْم ْ
ب لِ َ
ح ّ ست َ َ 19ـ باب ما ي ُ ْ
ت
مي ّ ِ
ال َ
قوله ) :باب ما يستحب لمن يتوفى فجأة( أن يتصدقوا عنه نائب الفاعل ،
ويحتمل أن ما موصولة مبتدأ ،ويكون قوله أن يتصدقوا عنه خبره ،ويحتمل
أنها استفهامية ،ويكون قوله أن يتصدقوا جوابا ً بتقدير هو اهـ .سندي.
240
241
مال َت ِهِ
قد ْرِ عُ َ
ه بِ َ
من ْ ُ ل الي َِتيم ِ َ ،وما ي َأ ْك ُ ُ
ل ِ م َ
ل في ما ِ ن ي َعْ َ
َ
يأ ْص ّ
23ـ باب َوما ِللوَ ِ
ً
قوله ) :أن يصيب من ماله إذا كان محتاجا بقدر ماله( قال القسطلني :ـ
بكسر اللم في الموضعين ـ أي مال اليتيم قلت :لو جعلت اللم في الثاني
جارة أي بقدر ما للولي من الجرة بالمعروف على أن ما موصولة والجار
والمجرور صلة لها كان أجود معنى والله تعالى أعلم.
242
243
) (2/58
) (2/59
قوله ) :أفل نبشر الناس قال إن في الجنة الخ( الظاهر أن المراد ل
تبشروهم حتى ل
250
يتقاعدوا عن العمل بل يجاهدوا فينالوا درجات المجاهدين ،وليس المعنى
بشروهم بنيلهم درجات المجاهدين ،وإن لم يجاهدوا بل اكتفوا بالصلة
والصوم ،كما يستفاد من كلم الطيبي فإن قلت :فكيف بشر أبو هريرة مع
نهي النبى }صلى الله عليه وسّلم{ إياهم .قلت :لعله اعتمد في ذلك على
المر بالتبليغ عموما ً بعد هذا الخصوص كما سبق في حديث معاذ في كتاب
العلم والله تعالى أعلم.
قوله ) :قال وفوقه عرش الرحمن( المشهور فوقه بالنصب على الظرفية ،
وروي بالرفع على أنه بمعنى سطحه عرش الرحمن وهو أقرب ،وعلى الول
يحمل على الفوقية بل واسطة ،وكأنها المتبادرة عند الطلق وإل فعرش
الرحمن فوق تمام الجنان ،فل يظهر خصوص الفردوس بذلك اهـ .سندي.
251
ن، فَ ، ّ
وادِ الَعي ِ
س َ
ديد َة ُ َ
ش ِ حاُر ِفيَها الطْر ُ ن يَ َفت ُهُ ّ
ص َ
ن وَ ِ
حوُر الَعي ُ 6ـ باب ال ُ
ن
ض الَعي ِديد َة ُ ب ََيا ِ َ
ش ِ
قوله ) :ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع( الظاهر أن جملة
يسره خبر عبد لنه مبتدأ ومن زائدة ،وقال القسطلني :هي صفة لقوله
خير ول يخفى أنه يبقي الكلم حينئذ ٍ بل خبر إل أن يقدر ،وأيضا ً هذه الجملة
ليس فيها عائد إلى خير ،فل تصلح أن تكون صفة لخير والله تعالى أعلم.
اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
252
253
ج ّ
ل ّ
ل اللهِ عَّز وَ َ سِبي ِ ح في َ ن ُيجَر ُم ْ 10ـ باب َ
قوله ) :ل يكلم( ـ بضم التحتية وسكون الكاف وفتح اللم ـ أي :ل يجرح ،
وقوله " :في سبيل الله أي في الجهاد" ،ويشمل من جرح لجل الله وكل ما
دافع المرء فيه بحق فأصيب فهو مجاهد كقتال البغاة وقطاع الطريق وإقامة
المر بالمعروف والنهي عن المنكر .اهـ .قسطلني.
254
) (2/60
ه عََليهِ
دوا الل ّ َ
صد َُقوا ما عاهَ ُ ل َ ن ِرجا ٌ مؤ ْ ِ
مِني َ ن ال ُ م َل الل ّهِ ت ََعاَلى ِ } : 12ـ باب قَوْ ِ
دي ً
ل{ ُ
ن ي َن ْت َظ ُِر َوما ب َد ّلوا ت َب ْ ِ
م ْم َمن ْهُ ْ
ه وَ ِ ن َقضى ن َ ْ
حب َ ُ م ْ
م َ فَ ِ
من ْهُ ْ
قوله ) :فلم أجدها إل مع خزيمة( كأن المراد فلم أجدها مكتوبة إل مع خزيمة
،وكان مراده أن ينقل إلى المصحف عما كتب في حضرته صلى الله تعالى
عليه وسلم أو أنه ما وجدها بين من فتش عندهم في ذلك المجلس أو في
قرب تلك اليام.
والحاصل أن هذا ل يضر في تواتر القرآن بالنظر إلينا ،وأما بالنظر إلى زيد
فيكفيه في اليمان به وكتابته في المصحف سماعه من النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
255
256
ل اللهِّ
سِبي ِ
دماهُ في َ تق ْ َ ْ
ن اغب َّر ْ م ِ
16ـ باب َ
ً
قوله ) :ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار( المشهور نصب
فتمسه على أنه جواب النفي لكن جواب النفي يقتضي السببية كما في قوله
تعالى } :ل يقضي عليهم فيموتوا{ وأن الول منتف فبسببه انتفى الثاني ،
وذلك ههنا غير صحيح فالوجه الرفع ،ومنهم من تكلف للنصب ،وأقرب ما
قيل إن الفاء بمعنى واو الجمع ،فنصب المضارع كما ينصب بعد واو الجمع
والله تعالى أعلم.
لسِبي ِس في ال ّ ن الّنا ِسِح الغَُبارِ عَ ِ م ْ 17ـ باب َ
قوله ) :يدعوهم إلى الله( أي :إلى طاعة المام الحق الذي طاعته من طاعة
الله تعالى ويدعونه إلى النار أي إلى طاعة من طاعته سبب للنار في حق
ي رضي الله تعالى عنه ،وبطلن عمار لكون كان عالما ً بحقية إمامه عل ّ
دعوى معاوية رضي الله تعالى عنه ،وكذا في حق من علم بذلك ،وأما من
لم يعلم به كالذين كانوا مع معاوية مثل ً فل والله تعالى أعلم.
257
َ ّ
ل اللهِ ت ََعالى : َ
ل قوْ ِ ض ِ َ
19ـ باب ف ْ
) (2/61
قوله ) :اصطبح ناس الخمر يوم أحد( أي :شربوها صبح يوم أحد ،ومطابقة
هذا الحديث الترجمة عسرة جدا ً كما ذكره الشراح والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
258
جَهادِ َ
ب الوَلد َ ِلل ِ َ َ
ن طل َ م ْ
23ـ باب َ
قوله ) :فلم يقل إن شاء الله( ولعله صلوات الله وسلمه على نبينا ،وعليه
غلب عليه حب
259
جهاد الولد ،فلذلك فاته اللتفات إلى كلم القائل ل أنه تعمد تركه بعد أن
سمع كلم القائل ،وأما قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لو قال إن شاء الله
الخ ،فهو مبني على أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قد علم القدر المعلق
بالستثناء في حق سليمان خاصة ،وليس المراد به إعطاء قاعدة كلية في
حق كل من يقول ذلك والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
ن
جب ْ ِ
ن ال ُم َ 25ـ باب ما ي ُت َعَوّذ ُ ِ
قوله ) :كان يتعوذ منهن( أي :متعلقاتهن أو بهن كما في بعض النسخ اهـ.
سندي.
260
261
ل
قت ْ ِ
وى ال َ س َ سب ْعٌ ِ
شَهاد َةُ َ 30ـ باب ال ّ
قوله ) :والشهيد في سبيل الله( وزاد جابربن عتيك في حديثه الحريق
وصاحب ذات
262
الجنب ،والمرأة تموت ـ بجمع بضم الجيم وفتحها وكسرها ـ التي تموت
حامل ً جامعة ولدها في بطنها أو هي البكر أو النفساء ،ولحمد والسل ـ
بكسر السين المهملة وباللم ـ اهـ .قسطلني.
263
264
ل الل ِّ
ه بيس
َ ِ ِ في ةَ قَ
ْ ِ ّ ِفن ال لضَ ف باب 37ـ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
) (2/62
قوله ) :من أنفق زوجين في سبيل الله( أي :في الجهاد أو في سبيل الخير ،
وقوله " :دعاه خزنة الجنة" الخ هذه الرواية صريحة في أنه ينادي خزنة كل
البواب بخلف رواية كتاب الصوم التي تقدمت ،ولفظها من أنفق زوجين
في سبيل الله عز وجل } :نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير{ أي
هذا الباب لك خير للدخول فمن كان من أهل الصلة دعي من باب الصلة ،
ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ،وهكذا في سائر العمال
فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك البواب
من ضرر ،فهل يدعي أحد من تلك البواب كلها قال نعم .وأرجو أن تكون
منهم ول يخفى على الناظر البصير أن ظاهر رواية كتاب الصوم أن من أنفق
زوجين ينادي في الجنة من باب واحد هو الباب الذي غلب على المنفق عمل
أهله على أن معنى قوله من أبواب الجنة أي من باب منها ،ففائدة النفاق
هو
265
) (2/63
تكريمه بالمناداة ،وإل فهو يدخل الجنة من ذلك الباب بناء على أنه من أهله ،
وهذا هو الذي يدل عليه التفصيل وهو قوله فمن كان من أهل الصلة إلى
آخره ،وهو الذي يوافقه سؤال أبي بكر على الوجه المذكور في رواية كتاب
الصوم ،وأما حمل قوله نودي على النداء من جميع البواب ،وجعل قوله
فمن كان من أهل الصلة إلى آخره منقطعا ً عن ذكر المنفق زوجين بل هو
بيان لبواب الجنة وأهلها ،فذاك بعيد جد ّا ً في نفسه ،ومع ذلك ل يناسبه
سؤال أبي بكر على الوجه المذكور فيها إل أن يتكلف فيه ،ويقال معنى وهل
يدعي أحد أي غير المنفق زوجين وهو مع بعده يستلزم بمقتضى قوله }صلى
الله عليه وسّلم{ وأرجو أن تكون منهم أن أبا بكر ليس من المنفقين زوجين
بل من غيرهم وهو كما ترى فوجب حمل رواية كتاب الصوم على المناداة
من باب واحد وحينئذٍ يظهر التنافي بين هذه الرواية ورواية كتاب الصوم
بوجهين أحدهما أن هذه الرواية تفيد أن المناداة من جميع البواب بخلف
رواية كتاب الصوم كما قررنا ،والثاني أن هذه الرواية تفيد أن أبا بكر ما
سأل أن أحدا ً ينادي من تمام البواب أم ل بل مدح الذي ينادي من تمام
البواب بل السؤال أن أحدا ً هل ينادي من تمام البواب ل يناسب هذه الرواية
أصل ً بخلف رواية كتاب الصوم فإنها صريحة في السؤال ،فالخلف ل يخلو
إما أن يكون لسهو وقع من بعض الرواة وهو الظاهر في مثل هذا ،وإما أن
يكون لنهما واقعتان في مجلسين فلعله }صلى الله عليه وسّلم{ أوحي إليه
أول ً :بالمناداة من باب واحد ،وثانيا ً :بالمناداة من تمام البواب ،فأخبر في
كل مجلس بما أوحي إليه وسأل أبو بكر في الول أنه هل ينادي من تمام
البواب أم ل ؟ وفي الثاني مدح ذلك المنادي على حسب ما هو اللئق بكل
مجلس ،فبشره النبى }صلى الله عليه وسّلم{ في المجلسين جميعا ً بأنه
ينادي من تمام البواب
) (2/64
َ
ر
ح ِ 63ـ باب غَْزوِ ال َ
مْرأةِ في الب َ ْ
قوله ) :فركبت البحر مع بنت قرظة( ـ بالقاف والراء والطاء المعجمة ـ
المفتوحات فاخته امرأة معاويةبن أبي سفيان ،وكان أخذها معه لما غزا
قبرس في البحر سنة ثمان وعشرين وهو أول من ركب البحر للغزاة في
خلفة عثمان رضي الله عنهما .اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
275
276
ل الل ّ ِ
ه سِبي ِ
سةِ في الغَْزوِ في َ حَرا َ 70ـ باب ال ِ
قوله ) :طوبي لعبد آخذ الخ( قال القسطلني :طوبى اسم الجنة أو شجرة
فيها قلت :والظهر أن المراد بها ههنا ما ذكره المصنف من أنه فعلى من
الطيب والله تعالى أعلم.
70ـ
قوله ) :أشعث رأسه( أشعث مجرور بالفتحة لمنعه الصرف على أنه صفة
عبد ،ورأسه مرفوع على الفاعلية ،وروى أشعث بالرفع قال ابن حجر :على
أنه صفة الرأس أي صفة رأسه أشعث قلت :أراد بالصفة الخبر لنه صفة
معنى ،وهذا كما يقول أهل المعاني في باب القصر إنه من قصر الصفة على
الموصوف ويريدون به الصفة معنى ،فيشمل الخبر أيضا ً ويدل عليه ما ذكره
من التقدير وبهذا سقط ما ذكره العيني فقال :ل يصح عند المعربين أن
يكون صفة ،والرأس فاعله وكيف يكون صفة ،والصفة ل تتقدم على
الموصوف ،والتقدير الذي قدره يؤدي إلى إلغاء قوله رأسه بعد قوله أشعث
انتهى .قلت :وكأن العيني نسي في العتراض أن يقول إن
277
أشعث نكرة ،فل يصح أن يكون صفة للمعرفة ،وقال القسطلني :الظاهر
أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أشعث انتهى .قلت :ول حاجة إليه بما
ذكرنا والله تعالى أعلم.
) (2/66
) (2/67
قوله ) :تشرف( ـ بفتح الفوقية والشين المعجمة والراء المشددة والفاء ـ أي
تطلع عليه اهـ .قسطلني.
282
283
ة
ض ِ
س الَبي َ ُ
85ـ باب لب ْ ِ
ي يمسك( أي :يمسك الماء والله قوله ) :فكانت فاطمة تغسل الدم وعل ّ
تعالى أعلم اهـ .سندي.
284
285
286
بحَر ِريرِ في ال َ ح ِ
91ـ باب ال َ
قوله ) :من حكة كانت بهما( قال النووي :كغيره والحكمة في لبس الحرير
للحكة لما فيه من البرودة ،وتعقب بأن الحرير حار فالصواب فيه أن الحكمة
فيه لخاصية فيه تدفع الحكة ،وقد أجاز الشافعي وأبو يوسف استعمال
الحرير للضرورة كفجأة حرب ،ولم يجد غيره ومنعه مالك وأبو حنيفة
مطلقا ً ،ولعل الحديث لم يبلغهما اهـ .قسطلني.
287
288
ةَ
مةِ َوالّزلَزل ِ
زي َ
ن ِبالهَ ِ
كي َ
شرِ ِم ْ َ
دعاِء عَلى ال ُ 98ـ باب ال ّ
قوله ) :الصلة الوسطى( اختلف في الصلة الوسطى على أقوال وللحافظ
الشرف الدمياطي تأليف مفرد في ذلك سماه كشف المغطى عن حكم
الصلة الوسطى.
قوله ) :حتى غابت الشمس( وفي مسلم عن ابن مسعود أن المشركين
حبسوهم عن صلة
289
العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت ،ومقتضاه أنه لم يخرج الوقت
وجمع بينه وبين سابقه بأن الحبس انتهى إلى وقت الحمرة أو الصفرة ،ولم
تقع الصلة إل بعد المغرب.
290
م ّ َ م ْ
فهُ ْ
دى ل ِي َت َأل َ
ن ِبالهُ َ
كي َ
شرِ ِ دعاِء ِلل ُ
100ـ باب ال ّ
قوله ) :الدوسي( ـ بفتح الدال المهملة وبالسين المهملة المكسورة ـ وكان
دق. طفيل قدم قبل ذلك مكة وأسلم وص ّ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
قوله ) :وْأت بهم( أي :مسلمين وهذا من كمال خلفه العظيم ورحمته ورأفته
بأمته جزاه الله عنا أفضل ما جزى نبيا ً عن أمته ،وأما دعاؤه عليه الصلة
والسلم على بعضهم فذلك حيث ل يرجو ويخشى ضررهم وشوكتهم اهـ.
قسطلني.
291
) (2/68
َ
ن لَ ي }صلى الله عليه وسّلم{ إ َِلى ال ِ ْ
سل َم ِ َوالن ّب ُوّةِ ،وَأ ْ 102ـ باب ُدعاءِ الن ّب ِ ّ
م
ضهُ ْخذ َ ب َعْ ُ
ي َت ّ ِ
هّ ً َ ً
ن الل ِ ن ُدو ِم ْ ب َْعضا أْرَبابا ِ
قوله ) :تجارا( ـ بكسر الفوقية وتخفيف الجيم. ً
قوله ) :يأثر( ـ بضم المثلثة بعد الهمزة الساكنة ـ أي :يروي ويحكي.
قوله ) :لكذبته حين سألني عنه( عليه الصلة والسلم أن لبغضي إياه إذ ذاك.
292
قوله ) :من ملك( ـ بكسر ميم من حرف جر وكسر لم ـ ملك صفة مشبهة
وفي رواية من ملك بفتح ميم من اسم موصول وفتح لم ملك فعل ماص اهـ.
قسطلني.
293
294
س َ َ
ن أَراد َ غَْزوَةً فَوَّرى ب َِغيرِ َ
مي ِ خ ِم ال َ ج ي َوْ َ
خُرو َب ال ُ
ح ّ نأ َ م ْ
ها ،وَ َ م ْ 103ـ باب َ
قوله ) :باب من أراد غزوة فوّرى بغيرها( وذكر فيه قال سمعت كعببن مالك
حين تخلف وظاهره أن المسموع هو كعب حين التخلف وليس كذلك ،فل بد
من اعتبار تقدير في الكلم أي سمعت بذكر حاله أو قصته حين تخلف على
أن حين تخلف ظرف للحال أو القصة ،وقوله " :ولم يكن" الخ أي وفيه أي
فيما ذكر ،ولم يكن الخ والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
قوله ) :أخبرني عبد الرحمنبن عبد اللهبن كعببن مالك قال سمعت كعب ابن
مالك( هذا يفيد سماع عبد الرحمن من جده ،والرواية السابقة تفيد أنه سمع
من أبيه وأبوه سمع من جده فجوز الحافظ ابن حجر سماعه منهما ،فتارة
يرويه بل واسطة ،وتارة بواسطة أبيه ،وقال القسطلني :وحمله بعضهم
على أن يكون ذكر ابن موضع عن تصحيفا ً من بعض الرواة فكأنه قال أخبرني
عبد الرحمنبن عبد الله عن كعببن مالك اهـ .قلت :وهذا أيضا ً تصحيف
والصواب أخبرني عبد الرحمن عن عبد اللهبن كعب ،فالحاصل أنا إذا قلنا
بالتصحيف فالصواب أن نقول ابن عبد الله موضع عن عبد الله ل ابن كعب
موضع عن كعب كما ذكره القسطلني .والله تعالى أعلم.
295
296
297
) (2/69
قى ب ِهِ
لمام ِ وَي ُت ّ َ ن وََراِء ا ِ
م ْل ِ قات َ ُ 109ـ باب ي ُ َ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
ً
قوله ) :المام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به( قال القسطلني :تبعا لغيره
قوله :من ورائه أي أمامة فعبر عن المام بالوراء كما في قوله تعالى :
}وكان وراءهم ملك{ أي أمامهم انتهى .قلت :وهذا بعيد ل يناسب السابق
وهو جنة ول اللحق وهو قوله يتقي به ،والوجه أن وراء بمعناه ،والمقصود
يتبع أمره ونهيه وتدبيره في القتال ،ويمشي تابعا ً إياه بحيث كأن المام هو
قدامه والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
298
299
م
لما َ لا ِ ج ِن الّر ُذا ِست ِئ ْ َ 113ـ باب ا ْ
قوله ) :على ناضح( ـ بنون وضاد معجمة ـ بعير يستقي عليه وسمي بذلك
لنضحه بالماء حين سقيه.
قوله ) :عروس( يستوي فيه الذكر والنثى أي إني قريب عهد بالدخول على
المرأة.
قوله ) :فلمني( أي :على بيعه من جهة أنه ليس لنا ناضح غيره قوله :
)تلعبها وتلعبك( المراد الملعبة المشهورة بدليل مجيئه في رواية أخرى
بلفظ تضاحكها وتضاحكك اهـ .قسطلني.
300
301
ر َ
جي ِ 120ـ باب ال ِ
قوله ) :يقسم للجير من المغنم( خصه الشافعية بالجير لغير الجهاد كسياسة
الدواب وحفظ المتعة وغيرها مع القتال لنه شهد الواقعة وتبين بقتاله أنه لم
يقصد بخروجه محض غير الجهاد بخلف ما إذا لم يقاتل اهـ .قسطلني.
302
303
ل الّزادِ في الغَْزِو م ِ ح ْ 123ـ باب َ
) (2/70
قوله ) :إل نطاقي( ـ بكسر النون ـ ما تشد ّ به المرأة وسطها ليرتفع به ثوبها
من الرض عند المهنة أو إزار فيه تكة أو ثوب تلبسه المرأة ثم تشد ّ وسطها
بحبل ثم ترسل العلى على السفل قوله ) :فلذلك سميت ذات النطاقين(
وقيل لنها كانت تجعل نطاقا ً على نطاق أو كان لها نطاقان تلبس أحدهما ،
وتحمل في الخر الزاد والمحفوظ الول اهـ .قسطلني.
304
305
3063
ت في الت ّك ِْبي ِ
ر صو ْ ِ
ن َرفِع ال ّ م ْ 131ـ باب ما ي ُك َْره ُ ِ
قوله ) :يأيها الناس اربعوا على أنفسكم( مقتضاه أن رفع الصوت ل يكره
لذاته بل لما فيه من التعب والمشقة على صاحبه ،فالمكروه هو الجهر
الشديد المشتمل على النعب ل مجرد الظهار إل إذا تضمن مفسدة الرياء فل
حجة فيه لمن يقول بكراهة الجهر مطلقا ً والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
307
ة
م ِ
لقا َ
ل في ا ِ م ُن ي َعْ َ
ل ما كا َ مث ْ ُ
سافِرِ ِم َ ب ِلل ُ ْ
134ـ باب ي ُكت َ ُ
قوله ) :إذا مرض العبد أو سافر كتب له الخ( توهم بعضهم من هذا الحديث
أن المريض إذا صلى الفرض قاعدا ً فأجره كأجر القائم فحمل بذلك ما جاء
في أن صلة القاعد على نصف صلة القائم على النفل حالة الصحة ،وهذا
غير لزم إذ الذي بلغ مريضا ً أو كان تارك الصلة ثم مرض فتاب ،فل يلزم
من هذا الحديث أنه إذا صلى الفرض قاعدا ً فأجره كأجر القائم كما ل يخفى
فلو قلنا فرض القاعد في نفسه ناقص ،وإن كان قد يتم بسبب آخر ككونه
يقوم قبل ذلك ،وإنما قعد لعذر لما كان ذلك منافيا ً لمقتضى هذا الحديث
والله تعالى أعلم.
حد َهُسيرِ وَ ْ 135ـ باب ال ّ
قوله ) :لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم( يحتمل أن يكون ما أعلم بدل
من قوله ما
308
) (2/71
) (2/72
قوله ) :ول تسافرن امرأة( أي :بل زوج والمراد بالمحرم في قوله إل ومعها
محرم من يكون سببا ً لمنها من الفتنة فيعم الزوج ،وأما القول بأن الزوج
يباح معه السفر دللة ،ففيه أنها دللة مخالفة للمنطوق وهو الحصر ،
فاعتبارها ل يخلو عن خفاء والله تعالى أعلم.
س
سو ِ جا ُ 141ـ باب ال َ
قوله ) :دعني أضرب عنق هذا المنافق( كأنه أراد المنافق عمل ً ل اعتقادا ً ،
وإل فهذا
311
الطلق ينافي في قوله " :لقد صدقكم فل يحل بعد ذلك" وأما قوله صلى
الله تعالى عليه وسلم لعل الله قد اطلع على أهل بدر الخ ،فلعل المراد به
أنه تعالى علم منهم أنه ل يجيء منهم ما ينافي المغفرة ،فقال لهم اعملوا
ما شئتم إظهارا ً لكمال الرضا عنهم ،وأنه ل يتوقع منهم من العمال بحسب
العم الغلب إل الخير ،فهذا كناية عن كمال الرضا عنهم ،وكناية عن صلح
حالهم ،وتوفيقهم غالبا ً إلى الخيرات ،وليس المقصود به الذن لهم في
المعاصي كيف شاء والله تعالى أعلم.
143ـ باب فَضل م َ
ج ٌ
ل ديهِ َر ُ م عََلى ي َ َ سل َ َنأ ْ ْ ِ َ ْ
قوله ) :فبات الناس ليلتهم أيهم يعطي( أي :متفكرين في أنه أيهم يعطي
اهـ .سندي.
312
ن بي تا ك ال ل 145ـ باب فَضل من أ َسل َم من أ َْ
ه
َِ َ ِ ِ ْ ِ َ ْ ْ َ ِ ْ
قوله ) :الذي كان مؤمنًا( أي :بالنبي الذي هو معدود بين الناس من أتباعه
وكون إيمان اليهود بموسى غير معتبر بسبب كفرهم بعيسى ل يضّر أن يكون
إيمانهم بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم سببا ً لنيل الجرين والله تعالى
أعلم.
ً ً
وذكر القسطلني :ههنا كلما كثيرا من الشراح وغيرهم ،ول يظهر لغالبه
كبير وجه الله تعالى أعلم.
313
314
ق
حّر ُ
ل يُ َم هَ َ سل ِ َ م ْ ُ
شرِك ال ُ م ْحّرقَ ال ُ 152ـ باب إ َِذا َ
) (2/73
قوله ) :باب إذا حرق المشرك المسلم الخ( أشار بهذه الترجمة إلى ما قيل ،
وجاء في بعض الثار أنه صلى الله تعالى عليه وسلم فعل بهؤلء ما فعل بهم
قصاصا ً والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
315
316
317
ب حْر ِ ب في ال َ 158ـ باب الك َذِ ِ
قوله ) :فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله( ليس المراد أنه ما انقطع
الكلم بينهما حتى قتله في ذلك المجلس بل المراد أنهما كانا على ذلك
الكلم حيث إنه جاءه مّرة ثانية في المجلس الخر لتتميم الرهن الذي بدأ به
في هذه المّرة ،فقتله في المرة الثانية والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
318
ه
معَّرت َ ُخشى َ ن يَ ْ
م ْ حذ َرِ َ ،
مع َ َ ل َوال َحت َِيا ِ
ن ال ِ ْم َجوُز ِ 160ـ باب ما ي َ ُ
قوله ) :مع من يخشى معرته( ـ بفتح الميم والعين المهملة والراء المشددة ـ
والنصب على المفعولية ولبي ذر تخشى بضم أوله مبنيا ً للمفعول معرته
بالرفع نائبا ً عن الفاعل أي فساده وشره.
قوله ) :فحدث به( ـ بضم الحاء وكسر الدال ـ مبنيا ً للمفعول أي فأخبر بابن
صياد ،والحال أنه في نخل الخ.
قوله ) :رمرمة( ـ براءين مهملتين وميمين ـ أي صوت اهـ .قسطلني.
319
صى ن عَ َم ْ قوب َةِ َ ب ،وَع ُ ُ
حْر ِف في ال َ خت ِل َ ِ
ن الت َّناُزِع َ ،وال ِ ْ م َ 164ـ باب ما ي ُك َْره ُ ِ
ه
م ُ
ِإما َ
قوله ) :مثلة( ـ بضم الميم وسكون المثلثة ـ أي :إنهم جدعوا أنوفهم وبقروا
بطونهم ،
320
وكان حمزة رضي الله عنه ممن مثل به.
ً
قوله ) :لم آمر بها( يعني أنه ل يأمر بفعل قبيح ل يجلب لفاعله نفعا ،وقوله :
"ولم تسؤني أي لم أكرهها لنهم كانوا أعداء له وقد كانوا قتلوا ابنه يوم بدر"
اهـ .قسطلني.
321
322
) (2/74
ْ ْ
ل
قت ْ ِ
عن ْد َ ال َ ن َرك َعَ َرك ْعََتي ِ
ن ِ م ْ
سْر وَ َ
ست َأ ِ ن لَ ْ
م يَ ْ م ْ ج ُ
ل وَ َ سُر الّر ُ
ست َأ ِهل ي َ ْ 170ـ باب َ
قوله ) :في ذات الله( أي :في وجه الله وطلب ثوابه ،وقوله :على أوصال
شلو ـ بكسر
323
الشين المعجمة وسكون اللم ـ أي أوصال جسد وقوله ممزع ـ بضم الميم
ددة وبعدها عين مهملة ـ أي مقطع مفرق الولى وفتح الثانية والزاي المش ّ
اهـ .قسطلني.
ر َ 171ـ باب َفكا ِ
سي ِك ال ِ
قوله ) :ما أعلمه إل فهمًا( أي :ما أعلم الذي عندي إل فهما ً الخ اهـ .سندي.
324
325
ي بص
ّ ِ ّ ال لى َ ع م َ ل س
َ ُْ َ ُ ِ ْ ُ َلا ض ر ع ي ف َ
كي باب ـ 178
قوله ) :قبل ابن صياد( ـ بكسر القاف وفتح الموحدة ـ أي :جهته وكان غلما ً
من اليهود ،وكان يثكهن أحيانا ً ،فيصدق ويكذب ،فشاع حديثه وتحدث أنه
الدجال وأشكل أمره فأراد
326
ّ
النبي }صلى الله عليه وسلم{ أن يختبر حاله إذ لم ينزل في أمره وحي .اهـ.
قسطلني.
327
ر
ج ِفا ِ ل ال َج ِ
ن ِبالّر ُ دي َ ه ي ُؤَي ّد ُ ال ّ ّ
ن الل َ 182ـ باب إ ِ ّ
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 248 :
قوله ) :فنادى بالناس إنه ل يدخل الجنة إل نفس مسلمة( فيه تنبيه على أن
ذلك الرجل ما
328
كان من المسلمين من أصله ل أنه بسبب فعله ذلك خرج منهم ،ويمكن أن
يكون في هذا النداء تنبيه للمرتابين بالتبري عن الريب في كلمه لنه يخالف
السلم ،فيخل في دخوله الجنة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
329
ه
فرِ ِس َة ِفي غَْزوِهِ وَ َ م َ م الغَِني َ س َ ن قَ َ م ْ 186ـ باب َ
قوله ) :وقال رافع كنا مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بذي الحليفة( هو
اسم موضع من تهامة كما سبق في بعض الروايات ،وصرح به القسطلني
وغيره ،وقوله العيني وغيره ههنا وفيما بعد عن قريب هو ميقات أهل المدينة
وهم والله تعالى أعلم.
330
331
ل ُ
189ـ باب الغُلو ِ
) (2/75
) (2/76
قوله ) :فقال لها أبو بكر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال ل
نورث الخ( وفي رواية سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال ل
نورث الخ .وقد روى هذا الحديث جماعة منهم عائشة وأبو هريرة وأبو الدرداء
،وعلى تقدير أنه ما رواه إل أبو بكر ل يرد أنه من أحاديث الحاد فكيف يعمل
به في مقابلة الكتاب ؟ لن الحديث بالنظر إلى من أخذ من فيه صلى الله
تعالى عليه وسلم كالكتاب وكالحديث المتواتر ،وإنما الفرق بين حديث الحاد
وغيره بالنظر إلى من بلغه بالواسطة على أن كثيرا ً من العلماء جوزوا
تخصيص عام الكتاب بخير الحاد بالنظر إلى من بلغه أيضًا.
فالحاصل أن العمل بهذا الحديث لبي بكر كان واجبا ً فل عار عليه في ذلك
بل لو ترك العمل به كان عاصيًا .فإن قلت :فما وجه عدم رضا فاطمة حينئذٍ
بما فعل أبو بكر رضي الله تعالى عنهما قلت :لعل عدم رضاها ما كان بمنع
الرث بعد سماع الحديث بل كان بعدم إعطاء أبي بكر شيئا ً إياها تكرما ً
وإحسانا ً إذ مقتضى ما كان بينهم من المحبة أنه إذا جاء أحدهم إلى الخر
ليطلب شيئا ً بسبب ،فإن لم يكن هناك ذاك السبب فليعطه ذلك الشيء
بسبب آخر .فإن
338
) (2/77
) (2/78
) (2/79
قوله ) :ول تكنوا بكنيتي فإني إنما جعلت قاسما ً أقسم بينكم( قد ثبت أنه
صلى الله تعالى عليه وسلم كان في السوق فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت
إليه صلى الله تعالى عليه وسلم ،فقال إنما دعوت هذا فقال النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم سموا باسمي ول تكنوا بكنيتي ومقتضاه أن علة النهي
اللتباس المترتب عليه اليذاء حين مناداة بعض الناس واللتباس ل يتحقق
في السم لنهم نهوا عن ندائه صلى الله تعالى عليه وسلم بالسم قال تعالى
} :ل تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا{ وللتعليم الفعلي من
الله تعالى لعباده حيث ل
346
) (2/81
يخاطبه في كلمه إل بمثل يأيها النبي ،وأما الكنية فالمناداة بها جائزة
فالشتراك فيها يوجب اللتباس ،ومقتضى حديث الباب أن علة النهي هي
اختصاص التسمية به صلى الله تعالى عليه وسلم ،فإذا كان معنى السم
مختصا ً بأحد ،فينبغي اختصاص السم به أيضا ً ،فلعل النهي كان لعلة
اللتباس واليذاء ومع هذا بين لهم صلى الله تعالى عليه وسلم عدم استقامة
هذه الكنية لغيره من حيث المعنى أيضا ً زيادة في اليضاح فل تنافي بين
الحديثين ،ولو كان النهي لمجرد عدم استقامة المعنى كان للتنزيه بل لمجرد
إفادة عدم الولوية لن المعاني الصلية للعلم ل تجب مراعاتها حين
التسمية وهو خلف أصل النهي ،وأما إذا كان لللتباس واليذاء فهو على
أصله للتحريم وبيان عدم استقامة المعنى لمجرد التأييد والتقوية ل للتعليل ،
فالعلة على ذلك مختصة بحال حياته صلى الله تعالى عليه وسلم ،واختصاص
العلة وحده ل يوجب اختصاص الحكم إذ الحكم ل ينتفي بانتفاء العلة ما دام
لم يرد من الشارع ما ينفي الحكم ثم إنه قد روي في غير الصحيحين ما
ي
يقتضي خصوص الحكم بزمانه صلى الله تعالى عليه وسلم كحديث عل ّ
المذكور في سنن أبي داود قال قلت :يا رسول الله أرأيت إن ولد لي ولد
بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك قال :نعم .وكذا ورد ما يقتضي النهي عن
الجمع بين السم والكنية كحديث إذا سميتم باسمي فل تكنوا بكنيتي رواه أبو
داود وغيره ،فمنهم من أخذ باطلق النهي لقوته ،ورأى أن حديث الباحة ل
يصلح للمعارضة ،ومنهم من نظر إلى أنه يمكن الجمع بحمل النهي على
خصوص وقته بقرينة خصوص العلة وهو وإن كان خلف الصل إل أن حديث
ي يصلح بيانا ً لذلك ،وأما حديث الجمع فهو مخالف للنهي وحديث علي ول عل ّ
ينطبق على العلة التي لجلها النهي فل اعتداد به ،ومنهم من أخذ بحديث
الجمع وبين صحته والله
) (2/82
تعالى أعلم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 337 :
ً
ثم ل يخفى أن قوله فإني جعلت قاسما يقتضي أن يكون اسمه المخصوص
به القاسم ل أبو القاسم وهو غير مناسب لحل الكلم ،ول هو صحيح في
الواقع إل أن يقال أبو القاسم مبالغة القاسم كالحمري مبالغة الحمر ومبني
المبالغة على إفادة الضافة والنسبة والتجريد كأنه يجرد عنه شخص آخر هو
القاسم أو هو الحمر ،وأضيف هذا إليه بأنه أبوه أو نسب إليه فقيل له
أحمري والله تعالى أعلم.
قوله ) :من يرد الله به خيرا ً الخ( تحقيق هذا الحديث قد سبق في كتاب
العلم .بقي أن القسطلني قال خيرا ً نكرة في سياق الشرط ،فتعم كالنكرة
في سياق النفي أي من يرد الله به جميع الخيرات .اهـ .وفيه أن النكرة في
سياق النفي أو الشرط ل تعم بهذا الوجه أي بأن يراد
347
ً
بها جميع الفراد مرة واحدة ،وإنما يعم بمعنى من يرد الله به خيرا أيّ خير
كان كأن يقال ما جاءني رجل أي أحد من الرجال ،وأيضا ً من يرد الله به
جميع الخيرات يفقهه في الدين يفيد أن حيازة جميع الخيرات ل تتم بل فقه
في الدين ،وهذا قليل الجدوى فإنه أمر ظاهر ول يفيد أن التفقه في الدين
لبيان كيفية إعطاء جميع الخيرات الذي يتضمنه الشرط والجزاء ،قد يقصد به
ذلك كما يقال إذا أردت الوضوء فاغسل وجهك ونحوه والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
348
شهِد َ الوَقْعَ َ
ة ن َ ة لَ ِ
م ْ م ُ
9ـ باب الغَِني َ
قوله ) :إل قسمتها بين أهلها( كأنه استدل على الترجمة بأن المتبادر من
الهل المضاف إليها من حضر وقعتها والله تعالى أعلم.
349
ي }صلى الله عليه وسّلم{ مّيتا ً َ ،
معَ الن ّب ِ ّ حي ّا ً وَ َ
13ـ باب ب ََرك َةِ الَغاِزي في مال ِهِ َ
َ
ر وَوُل َةِ ال ْ
م ِ
قوله ) :فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين شيء فثلثه لولدك( أي :
فثلث الثلث
350
) (2/83
فالضمير للثلث لتقدمه ل للفاضل حتى يرد أنه مناف لما تقدم ،وقال
القسطلني :فإن فضل شيء يصرف لجهة الوصية ،فثلثه لولدك .والحاصل
حمل شيء على شيء يصرف للوصية ،وقيل فثلثه صيغة أمر من التثليث أي
فاجعله ثلث حصص لخراج حصة ولدك والله تعالى أعلم.
قوله ) :ول جباية خراج( الجباية استخراج المال من مظنته .اهـ .سندي.
351
َ
ن
مي َ
سل ِ ِم ْ ب ال ُ
وائ ِ ِس ل ِن َ َ
م َ خ ُ
ن ال ُ ل عََلى أ ّ ن الد ِّلي ِ م َ 15ـ باب وَ ِ
قوله ) :فتحلل من المسلمين( أي :فأعطاهم مع الخمس.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 337 :
قوله ) :انتظر آخرهم( قال الكرماني :أشعر بلفظ آخرهم أن أوائلهم جاءوا
قبل انقضاء
352
بضع عشرة ليلة قلت :ويحتمل أن المراد بآخرهم من بقي منهم ما عدا من
قتل في الحرب ،والوجه الذي ذكره الكرماني أجود والله تعالى أعلم .اهـ.
سندي.
قوله ) :ونفلوا( بضم النون مبنيا للمفعول أي :أعطي كل واحد منهم زيادةً
عن السهم
353
المستحق له بعيرا ً بعيرا ً ،واختلف هل النفل يكون من أصل الغنيمة أو من
أربعة أخماسها أو من خمس الخمس ،والصح عند أصحابنا أنه من خمس
الخمس ،وحكاه النووي عن مالك وأبي حنيفة.
قوله ) :كان ينفل( ـ بضم أوله وفتح النون وتشديد الفاء مكسورة ـ وروي
ينتفل اهـ .قسطلني.
354
355
ن َ َ َ ً َ َ َ
ر
غي ِ م ْ
ه ِ
سلب ُ ُ ه َل قَِتيل فَل ُ ن قَت َ َ م ْب ،وَ َسل َ س ال ْ م ِ خ ّ
م يُ َ نل ْ م ْ 18ـ باب َ
ه ْ َ
لمام ِ ِفي ِ
ح كم ِ ا ِ س ،وَ ُ م َ
خ ّ
ن يُ َ
أ ْ
) (2/84
قوله ) :السلب( ـ بفتح الهمزة ـ جمع سلب بفتح اللم وهو ما على القتيل أو
ما في معناه من ثياب وسلح ومركوب يقاتل عليه أو ممسكا ً عنانه وهو
يقاتل راجل ً وآلته كسرج ولجام ومقود ،وكذا لباس زينة لنه متصل به
كمنطقة وسوار وهميان وما فيه من نفقة ل حقيبة مشدودة على الفرس فل
يأخذها ول ما فيها كسائر أمتعته المنفصلة عنه وعن أحمد ل تدخل الدابة
ومشهور مذهب الشافعية أن السلب ل يخمس وعن الحنفية والمالكية ل
يستحقه القاتل إل إن شرطه له المام.
356
م ُ
ة قُلوب ُهُ ْ
ف َ ّ
مؤَل َ
طي ال ُ ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ ي ُعْ ِ ن الن ّب ِ ّ 19ـ باب ما كا َ
ه
حو ِ ِ
س وَن َ ْ م ِ خ ُن ال ُ
م َم ِ وَ َ
غيَرهُ ْ
قوله ) :ل أرزأ أحد( ـ بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الزاي آخره همزة ـ أي
ل أنقص مال أحد بالخذ منه وقوله بعدك أي غيرك أو بعد سؤالك ،وإنما
امتنع من الخذ مطلقا ً ،وإن
357
كان مباركا لسعة الصدر مع عدم الشراف مبالغة في الحتراز إذ مقتضى ً
جبلة النسان الشراف والحرص والنفس شّرافة ومن حام حول الحمى
يوشك أن يواقعه اهـ .قسطلني.
358
قوله ) :سمرة( هي شجرة لها نور أصفر وقوله فخطفت رداءه ـ بكسر الطاء
المهملة ـ أي الشجرة على سبيل المجاز أو العراب.
قوله ) :هذه العضاه( ـ بكسر العين المهملة وبعد الضاد المعجمة ألف فهاء ـ
وقفا ً ووصل شجر عظيم له شوك وقوله نعما ً ـ بفتح النون والعين ـ هو البل
أو البقر .اهـ .قسطلني.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 337 :
359
360
361
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 337 :
58ـ كتاب الجزية والموادعة
ب ر ح وال ةم ّ ذ ال ل 1ـ باب الجزية والموادعَة مع أ َْ
ه
ّ ِ َ َ ْ ِ ِ ِ ْ َ ِ َ َ َ َ ِ َ َ
) (2/85
قوله ) :باب الجزية( هي مال مأخوذ من أهل الذمة لسكاننا إياهم في دارنا
أو لحقن دمائهم وذراريهم وأموالهم أو لكفنا عن قتالهم وقوله والموادعة
المراد بها متاركة أهل الحرب مدة معينة لمصلحة وقوله مع أهل الذمة
والحرب فيه لف ونشر مرتب لن الجزية مع أهل الذمة والموادعة مع أهل
الحرب اهـ .قسطلني.
362
363
مقي ّت ِهِ ْ َ
ن ذل ِك ل ِب َ ِ ُ
هل ي َكو ُ
قْري َةِ َ ، َ
مل ِك ال َ
م َ 2ـ باب إ َِذا َواد َعَ ا ِ
لما ُ
قوله ) :وأهدى ملك أيلة( هو ابن العلماء واسمه يوحنابن دوبة والعلماء اسم
أمه وأيلة بهمزة مفتوحة فتحتية ساكنة فلم مفتوحة آخره هاء تأنيث مدينة
على ساحل البحر آخر الحجاز وأول الشأم.
قوله ) :ببحرهم( أي :ببلدتهم وقد أجمع على أن المام إذا صالح ملك القرية
يدخل في ذاك الصلح بقيتهم اهـ .قسطلني.
364
زيَرةِ العََرب ج ِن َ م ْخَراِج الي َُهود ِ ِ 6ـ باب إ ِ ْ
قوله ) :بيت المدارس( ـ بكسر الميم وسكون الدال المهملة وفتح الراء
آخره سين مهملة ـ أي :بيت العالم الذي يدرس كتابهم أو البيت الذي
يدرسون فيه كتابهم.
365
قوله ) :أجليكم( ـ بضم الهمزة وسكون الجيم ـ أي :أخرجكم.
قوله ) :فمن يجد منكم الخ( ـ بكسر الجيم ـ .
قوله ) :بماله( أي :بدل ماله أي من كان له شيء مما ل يكن نقله فليبعه.
366
م َ
سعى ب َِها أد َْناهُ ْ
حد َة ٌ ي َ ْ
م َوا ِ
واُرهُ ْ
ج َن وَ ِ مي َسل ِ ِ
م ْة ال ُ
م ُ
10ـ باب ذِ ّ
قوله ) :والمدينة حرم( يحرم صيدها ونحوه.
ونة ـ هو جبلقوله ) :عير( ـ بفتح العين المهملة وبعد التحتية الساكنة راء من ّ
وقوله :إلى كذا قيل هو جبل أحد وقوله :حدثا ً ـ بفتح الحاء والدال والمثلثة ـ
أي أمرا ً منكرا ً في السنة ،
367
) (2/86
وقوله :محدثا ً ـ بكسر الدال أي :صاحب الحدث الذي جاء ببدعة في الدين
أو بدل سنة وقوله ل يقبل منه صرف أي فريضة وقوله :ول عدل أي نفل.
اهـ .قسطلني.
368
َ َ َ
ل العَهْدِ ف ي ُن ْب َذ ُ إ ِلى أهْ ِ 16ـ باب كي َ
قوله ) :ويوم الحج الكبر يوم النحر( هذا قول مالك وجماعة قال في
المصابيح :ل دليل في الحديث المذكور على أن وقوف أبي بكر في ذي
الحجة وإنما يريد بيوم الحج ويوم النحر من الشهر الذي وقف فيه فيصدق ،
وإن كان وقف في ذي القعدة لنهم كانوا يقفوا فيه وينحرون فل يدل قوله
يوم الحج الكبر على أنه كان في ذي الحجة والصحيح أنه كان في ذي
القعدة.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 362 :
قوله ) :الحج الصغر( أي :على العمرة .اهـ .قسطلني.
369
370
ُ َ َ َ َ َ
معْلوم ٍ حةِ عَلى ث َلث َةِ أّيام ٍ أوْ وَقْ ٍ
ت َ صال َ م َ 19ـ باب ال ُ
ً
قوله ) :باب المصالحة على ثلثة أيام( وفيه ول يدعو منهم أحدا إلى دينه من
أهل مكة وفيه قوله ل أمحاه أبدا ً كأنه علم بقرائن الحوال أن ليس المر
لليجاب والله تعالى أعلم.
371
ر
ج ِ فا ِ ْ
22ـ باب إ ِثم ِ الَغادِرِ ِللب َّر َوال َ
قوله ) :باب إثم الغادر( وفيه حديث ل هجرة الخ ولعل ذكره لن قوله :
فانفروا يفهم منه
372
وجوب وفاء العهد للئمة ويلزم منه حرمة العدو بهم المستلزم للثم منه ثم
رأيت الكرماني مال إلى ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم.
373
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 362 :
59ـ كتاب بدء الخلق
ُ ّ َ ّ
ه{ خلقَ ث ُ ّ
م ي ُِعيد ُ ُ ذي ي َب ْد َأ ال َ 1ـ باب ما جاَء في قَوْ ِ
ل اللهِ ت ََعالى } :وَهُوَ ال ِ
) (2/87
قوله ) :كل عليه هين( يريد أن أهون مجرد عن معنى التفضيل لستواء الكل
وغالب العلماء حملوه على التفضيل بالنسبة إلى قياس العباد أي هو أسهل
عليه بالنظر إلى قياسكم فكيف تنكرونه مع إثبات البدء والله تعالى أعلم.
274
قوله ) :كان الله( أي :مع صفاته العليا وترك ذكرها لنها كالتوابع فل يلزم
من الحديث نفي الصفات القديمة ،وقد يقال ولم يكن شيء غير مبني على
أن الصفات ليست غير الذات كما قرره أهل الكلم لكن الحق أن ذلك
اصطلح منهم فبناء الحديث عليه ل يخلو عن خفاء نعم يمكن أنهم بنوا
اصطلحهم على ظاهر هذا الحديث بعد إثبات قدم الصفات كما أن المعتزلة
بنوا نفيها عليه ،وعلى ما خيلوا من الدلة العقلية الباطلة والله تعالى أعلم.
قوله ) :وكان عرشه على الماء( أي :بعد أن خلق بقرينة أول الحديث ول
حاجة إلى حمل الواو على معنى ثم إذ الواو ل تنفي الترتيب في الوجود
الخارجي والله تعالى أعلم.
قوله ) :حتى دخل أهل الجنة الخ( أي :حتى أخبر عن دخولهم أو هو غاية
لبدء الخلق على معنى بدء الخلق وما بعده والله تعالى أعلم.
375
ن
ضي َ
سب ِْع أَر ِ
2ـ باب ما جاَء في َ
قوله ) :كان فيها الحيوان نومهم وسهرهم( أشار به إلى وجه تسميتها
بالساهرة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
376
جوم ِ 3ـ باب في الن ّ ُ
ً ً
قوله ) :وقال ابن عباس هشيما متغيرا الخ( كأنه ذكر تفسير هذه اللفاظ
لتعلقها بالخلق وإن لم يكن لها تعلق بالنجوم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
377
378
َ ّ
ح س َ
ل الّرَيا َ ذي أْر َ جاَء ِفي قَوْل ِهِ } :وَهْوَ ال ِ ما َ 5ـ باب َ
قوله ) :فعرفته عائشة ذلك( من التعريف أي :ذكرت له وبينت له ما يعرفه
بطريق الستفسار عن سببه وإل فالمرء أدرى بحاله فكيف تعّرفه عائشة
حاله صلى الله تعالى عليه وسلم والله تعالى أعلم.
379
ةَ َ
ملئ ِك ِ ْ
6ـ باب ذِكرِ ال َ
) (2/88
قوله ) :إن جبريل عليه السلم عدو اليهود( أي :فيما زعموا أو أنه لكفرهم
عدو لهم لوجوب معاداة أهل المعاصي والله تعالى أعلم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 274 :
380
قوله ) :فلما جاوزت بكى فقيل ما أبكاك قال يا رب هذا الغلم الخ( أي :هذا
الشاب الخ ذكر السيوطي رحمه الله تعالى قال العلماء :لم يكن بكاء
موسى وقوله المذكور حسدا ً معاذ الله ،فإن الحسد في ذلك منزوع عن آحاد
المؤمنين فكيف بمن اصطفاه الله بل أسفا ً على ما فاته من الجر الذي
يترتب عليه رفع الدرجة بسبب ما وقع من أمته من كثرة المخالفة المقتضية
لنقص
381
أجورهم المستلزمة لنقص أجره لن الكل نبي مثل أجر من تبعه ،وأما قوله
عليه الصلة والسلم " :غلم" فهو على سبيل التنويه بعظمة الله وقدرته
وعظم كرمه إذ أعطى من كان في ذلك السن ما لم يعطه أحدا ً قبله ممن
هو أسن منه ل على سبيل النقص اهـ والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
382
قوله ) :وجبريل معك( أي :بالتأييد والمعونة وفيه جواز هجو الكفار وأذاهم ما
لم يكن لهم أمان لن الله تعالى قد أمر بالجهاد فيهم والغلظ عليهم لن في
الغلظ بيانا ً لبغضهم والنتصار منهم بهجاء المسلمين ،ول يجوز ابتداء لقوله
تعالى } :ول تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبو الله عدوا ً بغير علم{
اهـ .قسطلني.
383
384
ما
داهُ َ
ح َ
ت إِ ْ وافَ َ
ق ْ ماِء ،فَ َ
س َ مل َئ ِك َ ُ
ة في ال ّ ن َوال َ
مي َ
م:آ ِ حد ُك ُ ْلأ َ 7ـ باب إ َِذا قا َ
خرى/ ال ُ ْ
ن ذ َن ْب ِ ِ
ه م ْم ِقد ّ َ فَر ل َ ُ
ه ما ت َ َ غُ ِ
) (2/89
ل مراده أن من جملة الدلة على قوله ) :باب إذا قال أحدكم آمين الخ( لع ّ
وجود الملئكة هذا الباب أي ما ذكر فيه ،وما يتعلق به من الحاديث فلم يأت
بالباب ليذكر أحاديثه ،والله تعالى أعلم .نعم ذكر بعض أحاديثه ليستدل به
على وجود الملئكة فيما بعد أيضا ً في جملة سائر الحاديث لهذا المطلوب ،
والله تعالى أعلم اهـ .سندي.
385
قوله ) :لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ
عرضت نفسي الخ( قال القسطلني :العقبة هي التي بمنى ،قلت :وقد
سبقه إليه غيره ،ثم قال :أشد
386
خبر كان واسمه عائد إلى مقدر هو مفعول قوله لقد لقيت ،ويوم العقبة
ظرف وكأن المعنى كان ما لقيت من قومك يوم العقبة أشد ما لقيت منهم
انتهى .قلت :قد ضبط في فروع اليونينية أشد بالرفع والنصب فهو مما
يحتمل أن يكون اسم كان أو خبره ثم على المعنى الذي ذكره ينبغي أن
يجعل اسم كان نفس يوم العقبة كما ضبط في بعض الصول بإرادة ما لقيه
فيه من ذكر المحل وإرادة الحال أو يجعل مقدرا ً ،ويجعل يوم العقبة طرفا ً
له أي :ما لقيت من قومك يوم العقبة وعلى هذا فليس في كل ضمير يعود
إلى شيء ،ومع هذا فقوله إلى مقدر ومفعول قوله :لقد لقيت مشكل
ضرورة أن مفعوله مذكور في نسخة القسطلني وغالب النسخ الخر ،وهو
ما لقيت.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 274 :
387
) (2/90
فالحاصل أنه على المعنى الذي ذكره يجعل أشد خبر كان واسمه إما يوم
العقبة بإرادة ما لقيه فيه أو مقدر ،ويوم العقبة ظرف له كما ل يخفى بقي
أنه بعد أن تكلم على قوله إذ عرضت نفسي وهو مشكل جدا ً لن يوم العقبة
في منى وعرضه صلى الله تعالى عليه وسلم نفسه كان بالطائف كما صرح
به هو وغيره ،والقرب أن يقال إذ عرضت بدل من يوم العقبة بتقدير قرب
يوم العقبة بأن يعتبر أن العرض بالطائف كان بقرب يوم العقبة أو أنه
بواسطة القرب اعتبر الوقت
388
واحدا ،ويحتمل على بعد أن يكون المراد بالعقبة عقبة بالطائف ،ويمكن أن ً
يقال يوم العقبة معمول لقوله لقيت منهم ،وإذ عرضت اسم كان أو خبره
بأحد الوجهين اللذين ذكرنا في يوم العقبة إذا جعل يوم العقبة اسم كان أو
خبره ،ويعتبر أشد ما لقيت بتقدير أشد مما لقيت وهذا يقتضي أنه لقي منهم
يوم العقبة شيئا ً يكون ما لقي منهم يوم العرض أشد منه والله تعالى أعلم.
ةخُلوقَ ٌ
م ْ َ
جن ّةِ وَأّنها َ
فةِ ال َ
ص َ
8ـ باب ما جاَء في ِ
قوله ) :أتوا بشيء ثم أتوا بآخر قالوا هذا الخ( أشار إلى تخصيص كلما بغير
الول ؛ قيل :أهل الجنة يرزقون من ثمراتها أبدا ً فيلزم تكرار هذا القول
منهم بطريق الستعجاب ،ول فائدة فيه إذ الستعجاب إنما يحسن مرة أو
مرتين أجيب بجواز أن يكون هذا القول منهم بلسان الحال كأنه قيل كلما
رزقوا منها نطقت حالهم بهذا الكلم وحملتهم على الستعجاب أو هو كناية
عن
389
ظهور كمال قدرته سبحانه وتعالى أي كلما رزقوا ظهرت لهم القدرة في
اختراع المختلفات في صورة المتحدات .قلت :ولو جعل كناية عن دوام
طراوة ثمارها وعدم اختلفها حسب اختلف
390
المواسم كما هو الوضع المحسوس في ثمار الدنيا لم يبعد والله تعالى أعلم.
اهـ .سندي.
قوله ) :ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما الخ( لعل الزوجتين تكونان
على هذه
391
) (2/91
الصفة والباقيات على غير هذه الصفة وإل فقد ورد للمؤمن ثلث وسبعون
زوجة ونحو ذلك ،والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
392
قوله ) :دريّ في السماء( ـ بكسر الدال وضمها مع المد والهمزة وبضمها مع
تشديد الياء وهي ثلث قراآت ـ أي :مضيء متللىء كالزهرة في صفائه
وزهرته منسوب إلى الدّر لما بينهما من الشبه إذ الدري من النجوم أرفعها
كما أنه من الجواهر أرفعها ؛ وقيل :مأخوذ من الدرء لنه يدفع الظلم بضوئه
وهذا يليق بالمهموز.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 274 :
قوله ) :لكل امرىء زوجتان من الحور العين( العدد ل مفهوم له لنه قد مر
أن له أكثر من ذلك.
قوله ) :رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين( فإن قلت فل يبقى في غير
الغرف أحد لن
393
أهل الجنة كلهم مؤمنون مصدقون بالرسل قلت :المصدقون بجميع الرسل
هم أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فتبقى أمة غيره من سائر النبياء
في غير الغرف اهـ .شيخ السلم.
خُلوقَ ٌ
ة م ْ َ
فةِ الّنارِ وَأّنها َ ص َ 10ـ باب ِ
قوله ) :الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء( يحتمل أن يكون كناية عن
تغطية المحموم والسعي في خروج العرق منه بما أمكن على أن المراد
بالماء العرق المعلوم بأنه يبرد الحمى ،
394
ويحتمل أن يكون كناية عن الشتغال بما يستحق به المحموم الرحمة من
التصدق وغيره من أعمال البر على أن المراد بالماء ماء الرحمة المعارض
لنار جهنم وقد حمله بعضهم على التصدق بالماء والله تعالى أعلم ،وللشراح
معان وتأويلت مشهورة والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
395
396
ه
جُنودِ ِ
س وَ ُفةِ إ ِب ِْلي َص َ 11ـ باب ِ
) (2/92
قوله ) :نخلها كأنها رؤوس الشياطين( هذا هو محل الترجمة حيث يدل على
أن الشياطين أجسام لها رؤوس تستقبحها الطباع السليمة يشبه بها الشيء
الكريه المنظر والله تعالى أعلم .وقال المحقق ابن حجر وغيره :محل
الترجمة هو أن السحر إنما يتم باستعانة الشياطين على ذلك ،وقد أشكل
ذلك على بعض الشراح انتهى .قلت :ولعل ما ذكرنا أوضح وأقطع لتوهم
الشكال والله تعالى أعلم بالحال ،وأما قولها فقلت :استخرجته الخ فلعل
المراد هل طلبت من الناس إظهار الساحر وإحضاره ليظهر ويحضروه
عندك ،وليس المراد استخراج السحر إذ قد علم في بعض الروايات أن
السحر قد استخرج والله تعالى أعلم.
397
قوله ) :رجل نام ليلة( لعله نام طول الليل ففاته العشاء أيضا ً والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
398
قوله ) :فكفوا صبيانكم( أي :ضموهم وامنعوهم من النتشار لخوف إيذاء
ذ.
الشياطين لهم لكثرتهم وانتشارهم حينئ ٍ
قوله ) :وأغلق( من الغلق ل من الغلق فيقال باب مغلق ول يقال باب
مغلوق ،وعبر
399
ً
فيه وفيما يأتي بالفراد وفي فكفوا وخلوا بالجمع حمل على المعنى إذ معنى
أغلق مثل ً أي :كل منكم كما أن معنى كفوا أي :كل منكم فل مخالفة.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 274 :
قوله ) :وخمر إناءك( أي :غطه صيانة من الشياطين والنجاسات والحشرات
وقوله :ولو تعرض عليه شيئا ً بضم الراء وكسرها أي :بأن تضع عليه شيئا ً
بالعرض كعود والمر في ذلك للرشاد للمصلحة الدنيوية .اهـ .شيخ السلم.
400
قوله ) :كما تقر القارورة( ـ بضم أوله وفتح ثانيه ـ يريد به تطبيق رأس
القارورة برأس الوعاء الذي يفرغ منها فيه ،والمراد منه ما قاله أهل اللغة
من أن التقرير ترديدك الكلم في أذن
401
) (2/93
المخاطب حتى يفهمه .وعن القابسي :معناه يكون لما يلقيه إلى الكاهن
حس كحس القارورة عند تحريكها اهـ شيخ السلم.
قوله ) :التثاؤب من الشيطان( أضافه إليه لكراهته ولن الشيطان هو السبب
فيه لنه الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهواتها وأراد به التحذير من السبب
الذي يتولد منه ،وهو التوسع في المطعم أو الشبع فتثقل عن الطاعات
وتكسل عن الخيرات .اهـ .شيخ السلم.
402
403
ة{ ن كُ ّ
ل َداب ّ ٍ م ْ
ث ِفيَها ِ َ ّ 14ـ باب قَوْ ِ
ل اللهِ ت ََعالى } :وَب َ ّ
ً
ن( أي :وهو الدقيق من الحيات ،ويقال للشيطان أيضا .قوله : قوله ) :الجا ّ
ً
)الفاعي( جمع أفعى وكنيته أبو حيان وأبو يحيى لنه يعيش ألفا .قوله :
)والساود( جمع أسود وهو العظيم من الحيات وفيه سواد ،ويقال هو أخبث
الحيات.
قوله ) :ذا الطفيتين( ـ بضم المهملة وسكون الفاء ـ ضرب من الحيات في
ظهره خطان أبيضان كل منهما طفية هما نقطتان قوله ) :والبتر( هو مقطوع
الذنب ؛ وقيل :قصيره ويقال إنه أزرق اللون.
404
قوله ) :نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت( أي :الساكنات فيها وهي حيات
طوال بيض قلما تضّر .قوله ) :وهي العوامر( سميت بذلك لطول عمرها
وإنما نهى عن قتلها لن الجن تتمثل بها ،ومن ثم أمر بقتل غيرها لن الجن ل
تتمثل به .اهـ .شيخ السلم.
405
ل
جَبا ِ
ف ال ِ
شعَ َ سل ِم ِ غَن َ ٌ
م ي َت ْب َعُ ب َِها َ م ْ
ل ال ُ
خيُر ما ِ
15ـ باب َ
قوله ) :وإني ل أراها إل ّ الفأر( هذا يدل على بقاء الممسوخ وقد صح أنه ل
يبقى ،ول يبقى له نسل وبه يقول الجمهور .ول يخفى أن سوق هذا الحديث
يدل على أنه قاله اجتهادا ً فلعله قاله قبل أن يتبين حقيقة المر بالوحي
ويحتمل أن المراد أن ذلك القوم مسخوا فأرا ً فأخذ الفأر المعهود بعض
طباعها وتعلم منها ،فلذلك الفأر المعهود يشرب بعض اللبان دون بعض ،
والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
) (2/94
) (2/95
م َ 4ـ باب قَول الل ّه تعالى } :وإنأ أ َرسلنا نوحا ً إَلى قَومه أ َ َ
ن قَب ْ ِ
ل م ْك ِ ن أن ْذِْر قَوْ َ
ْ ِ ِ ْ ِ ّ ْ َ َ ُ ِ ََ ْ ِ ْ
ة َ ذاب أ َ َ َ
سوَر ِ
ّ ال ِ ر خ
ِ آ لى إ
ٌ ِ م{ لي
ِ ٌ م عَن ي َأت ِي َهُ ْ
أ ْ
قوله ) :فنشهد أنه قد بلغ( قد يستنبط من هذا أنه يكفي في الشهادة مجرد
العلم ،ول
414
حاجة فيها إلى العيان إل أن يقال لنفاس شهادة الدنيا بشهادة الخرة والله
تعالى أعلم .ثم يقال إن كفى علم القاضي فكفي بالله شهيدا ً فأي حاجة إلى
هذه الشهادة وإل فكيف يكفي علم هذه المة مع أن علمهم من جهة إعلمه
ل المقصود إشهار شرف هذه المة ،فلّله الحمد تعالى ،والجواب أنه سر ولع ّ
على ما أنعم .قوله ) :هل تدرون بمن( أي :بمن يظهر ذلك فما ذكره بيان
لسبب ظهور سيادته ل لثبوت سيادته فافهم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 410 :
قوله ) :ائتوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيأتون( يحتمل أن المراد
بالنبي نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم لنه العالم المعهود بهذا العلم سيما
في ذلك اليوم ،والمراد أنه يدلهم على من يدلهم على النبي صلى الله تعالى
عليه وسلم ولو بالواسطة ،فكأنه يقول لهم ائتوا النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم ويحتمل أن المراد به إبراهيم ،ومعنى فيأتوني أي :فينتفل المر كذلك
إلى أن يأتوني والله تعالى أعلم.
415
مَ
سل ُ س عَليهِ ال َّ ْ
6ـ باب ذِكرِ إ ِد ِْري َ
قوله ) :ثم مررت بموسى الخ( كأن كلمة ثم لمجرد التراخي في الخبار ل
للترتيب في المرور فل ينافي قوله فلم يثبت لي كيف منازلهم ،فافهم اهـ.
سندي.
416
417
ج ْ ْ
جو َ
مأ ُ ج وَ َجو َ صةِ ي َأ ُ 8ـ باب قِ ّ
ً
قوله ) :فإن منكم رجل ً ومن يأجوج ومأجوج ألفا( لعلم المراد في منكم
خصوص
418
) (2/96
الخطاب بهذه المة فل يشكل لزوم الزيادة في عدد بعث النار سيما مع
ملحظة سائر الكفرة سوى يأجوج ومأجوج ،والله تعالى أعلم.
419
خِليل{ًم َ
هي َه إ ِب َْرا ِ ّ
خذ َ الل ُ َ ّ
ل اللهِ ت ََعالى َ} :وات ّ َ َ
9ـ باب قوْ ِ
قوله ) :أما لهم فقد سمعوا أن الملئكة الخ( في بعض النسخ أما هم بتشديد
أما وسقوط
420
اللم وهو واضح ،وأما نسخة أما لهم بتخفيف أما وثبوت اللم ،فالظاهر أن
الهمزة زائدة وما استفهامية أي ما لهم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
421
قوله ) :بل فعله كبيرهم هذا( أي :اللئق بما زعمتم أن يكون كبيرهم هو
الفاعل لهذا الفعل إذ ل يتمكن أحد من هذا الفعل عنده لو كان المر كما
زعمتم أو لنه لو كان كما قلتم لغضب بمشاركة الصغار إياه في اللوهية
فكبيرهم هو الذي فعل ذلك بهم لينفرد باللوهية.
422
فالحاصل أن هذا الكلم منه على حسب زعمهم كأنه يتكلم معه حسن ما
يؤدي إليه النظر على حسب ما زعموا أي :انظروا وليس مقتضى النظر أن
تتهموني بهذا الفعل بل مقتضاه أن تتهموا الكبير به ،وقد ذكر العلماء له
وجوها ً أخر والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
ي
ش ِ م ْ ن في ال َ سل َ ُ 10ـ باب }ي َزِّفو َ
ن{ الن ّ َ
قوله ) :المنطق( ـ بكسر الميم وفتح الطاء ـ ما يشد ّ به الوسط أي :اتخذت
أم إسماعيل
423
ً
منطقا والمعنى أنها تزيت بزي الخدم إشعارا بأنها خادم سارة لتستميل ً
خاطرها وتجبر قلبها والسبب في ذلك أن سارة كانت وهبت هاجر لبراهم
ن منها ثلثة
فحملت منه بإسماعيل ،فلما ولدته غارت منها فحلفت لتقطع ّ
أعضاء فاتخذت هاجر منطقا ً فشدت به وسطها وجرت ذيلها لتخفي أثرها
على سارة وهو معنى قوله لتعفي أثرها بالتشديد .ويقال إن إبراهيم شفع
فيها ،وقال لسارة :حللي يمينك بأن تثقبي أذنيها وتختنيها وقوله عند دوحة.
أي :شجرة عظيمة اهـ .شيخ السلم.
) (2/97
) (2/98
النبياء مطلقا ً غير إبراهيم أي :لو كان من إبراهيم شك لكان غير إبراهيم من
النبياء أحق به لن إبراهيم قد أعطى رشده فقال تعالى } :ولقد آتينا إبراهيم
رشده من قبل{ وفتح عليه من الحج ما فتح فقال تعالى } :وكذلك نرى
ً
إبراهيم ملكوت السموات والرض وليكون من الموقنين{ فهو كان علما في
اليقان ،فإذا فرضناه شاكا ً في شيء كان غيره من النبياء أحق بالشك فيه
ومعلوم أنه ما شك غيره في البعث والقدرة على الحياء فكيف هو ومعنى
قوله } :إذ قال رب أرني{ الخ لو كان من إبراهيم شك }إذ قال رب{ الخ
وليس المعنى أحق إذ قال كما ل يخفى .فإن قلت فما معنى سؤال إبراهيم
قلت :سؤاله ما كان إل عن رؤية كيفية إحياء الموتى كما هو صريح قوله :
}رب أرني كيف تحيي الموتى{ لكن لما كان مثل ذلك السؤال قد ينشأ عن
شك في القدرة على الحياء فربما يتوهم من يبلغه السؤال أنه قد شك أراد
الله تعالى أن يزيل ذلك التوهم بتحقيق منشأ سؤاله فقال له } :أو لم
تؤمن{ أي :بالقدرة على الحياء فقال :بل أي :بلى أنا مؤمن بالقدرة ،
ولكن سألت ليطمئن قلبي برؤية كيفية الحياء فكأن قلبه اشتاق إلى ذلك
فأراد أن يطمئن بوصوله إلى المطلوب ،وهذا ل غبار عليه أصل ً ،وهذا هو
ظاهر القرآن كما ل يخفى ،ومن قال إنه أراد زيادة اليقان ونحوه فقد بعد إذ
معلوم أن مرتبة إبراهيم فوق مرتبة من قال لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ً
والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 410 :
430
431
432
433
ن{
سائ ِِلي َ
ت لل ِ ّ
خوَت ِهِ آَيا ٌ
ف وَإ ِ ْ
س َ
ن في ُيو ُ ل الل ّهِ ت ََعاَلى } :ل َ َ
قد ْ كا َ 19ـ باب قَوْ ِ
) (2/99
قوله ) :قلت فلعلها أو كذبوا( أي :بالتخفيف ولعل تقدير هذا الكلم أي :
فلعها لم تكن كذبوا بالتشديد بل كذبوا بالتخفيف فكلمة أو بمعنى بل
والمعطوف عليه مقدر والله تعالى أعلم.
434
قوله ) :حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذبوهم
جاءهم نصر الله( حاصله أنهم أيسوا من إيمان المكذبين وظنوا ارتداد
المصدقين لجل طول البلء بهم والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
م َ َ 21ـ باب قَول الل ّه تعاَلى } :وأ َيوب إذ ْ نادى رب َ
ح ُ
ت أْر َ ضّر وَأن ْ َ ي ال ّ سن ِ َ
م ّ
ه أّنى ََ ّ َ ِ َ َ َ ّ ُ ِ ََ ْ ِ
ن{مي َ
ح ِ
الّرا ِ
قوله ) :مسني الضر وأنت أرحم الراحمين( الضر الشدة وهي فقد ماله
وولده وتمزيق جسده ؛ وقيل :انقطاع الوحي عنه أربعين يوما ً وقيل غير ذلك
اهـ شيخ السلم قوله ) :رجل جراد من ذهب( أي :جماعة من الجراد كما
يقال سرب من الظباء وفي الحديث :دليل على أن من نثر عليه دراهم أو
نحوها في الملك أو غيره كان أحق بما نثر عليه.
435
ج ّ
ل ّ
ل اللهِ عَّز وَ َ 24ـ باب قَوْ ِ
ً
قوله ) :بقبس( أي بشعلة في رأس فتيلة أو عود وقوله هدى أي هاديا يهديني
للطريق قوله ) :طوى( اسم الوادي وهو بدل منه أو عطف بيان قوله :
)والنهى التقى( أي :النهي في قوله تعالى } :إن في ذلك ليات لولي
النهي{ معناه التقي قوله ) :رد ْأ ً كي يصدقني( أي :معنى يصدقني كي
يصدقني ومعنى رداء ما ذكره بقوله ويقال مغيثا ً أو معينا ً قوله ) :يبطش
ويبطش( أشار إلى أن فيه لغتين كسر الطاء وضمها اهـ .شيخ السلم.
436
َ
موسى ه ُم الل ّ ُ
موسى{ }وَك َل ّ َ ث ُ دي ُ
ح ِ ل الل ّهِ ت ََعاَلى } :وَ َ
هل أَتاك َ 26ـ باب قَوْ ِ
ت َك ِْليمًا{
قوله ) :ل ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس الخ( أي :ليس لحد أن
يقول ذلك
437
) (2/100
افتخارا ً أي :يقول ذلك من نفسه وأما إذا أوحي إليه أو يقوله تحدثا ً بنعمة
الله فهو ليس من هذا القبيل ولذلك قال صلى الله تعالى عليه وسلم " :أنا
سيد ولد آدم ول فخر" فإنه قال ذلك إما لنه أوحي إليه ليعرف قدره }صلى
الله عليه وسّلم{ وزاده قدرا ً وجاها ً لديه أو لنه قصد به التحديث بالنعمة
والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 410 :
438
سل َ ُ
م موسى عََليهِ َ
ما ال ّ مع َ ُ ضرِ َ خ ِث ال َ دي ُ ح ِ 29ـ باب َ
قوله ) :إن نوفا ً البكالي( ـ بفتح النون وسكون الواو وتنوين الفاء وكسر
الموحدة وتخفيف
439
اللم والكاف ـ على الصواب وقوله :فقال أي :ابن عباس كذب عدوّ الله أي
دة غضبه ل أنه :نوف فيما زعم قاله مبالغة في النكار والزجر ،وكان في ش ّ
يعتقد ذلك .اهـ .قسطلني.
440
441
م{ َ َ
صَنام ٍ لهُ ْ ن عَلى أ ْ فو َ 31ـ باب }ي َعْك ِ ُ
قوله ) :باب يعكفون على أصنام( وذكر فيه حديث :وهل من نبي إل وقد
رعاها فنبه على
442
أن موسى أيضا ً رعاها وأنه بسبب ذلك اكتسب ملكة الصطبار حتى قدر على
معاملة قوم بلغوا من تعوجهم وقلمة عقولهم إلى هذا المبلغ حيث قالوا
لنبيهم المبعوث لقامة التوحيد اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة حال مشاهدتهم
حال أهل الشرك وغرقهم ،والله تعالى أعلم.
موسى وَذِك ُْره ُ ب َعْد ُ 33ـ باب وََفاةِ ُ
قوله ) :فلما جاءه صكه الخ( الظاهر أن هذا الحديث من المشتبهات التي
وض تأويلها إلى الله تعالى ،وقد نبهت قبل على تأويل بعيد أيضا ً لكن يف ّ
القرب التفويض إذ ظاهره يفيد أن
443
موسى ما كان معتقدا للفناء له بل كان يعتقد البقاء له أو يطلبه فانظر إلى ً
قول الملك عبد ل يريد الموت وانظر إلى قول موسى أي :رب ثم ماذا حتى
إذا علم أن آخره الموت قال ،فالن والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
) (2/101
قوله ) :الدباء( ـ بالرفع خبر مبتدأ محذوف أو بالجّر بدل من يقطين أو عطف
بيان له وقوله ونحوه عطف على الدباء أي :نحو الدباء كالقثاء والبطيخ
واليقطين والدباء القرع وحكمته أن الذباب ل يجتمع عليه.
444
َ
ن{ ـ إلى قَوْل ِهِ ـ
سِلي َ
مْر َ
ن ال ُ
م َ َ
سل ِن ُيون ُ َ َ ّ
ل اللهِ ت ََعالى } :وَإ ِ ّ 37ـ باب قَوْ ِ
ن{ م إ َِلى ِ
حي ٍ فَ َ
مت ّعَْناهُ ُ
ي.
ي والثاني معنو ّ قوله ) :وهو مكظوم كظيم وهو مغموم( الول تفسير لفظ ّ
445
قوله ) :فل أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي( قال الكرماني :
فإن قلت إن موسى قد مات فكيف تدركه الصعقة ،وأيضا ً قد ورد الن ّ
ص به
وأجمعوا أيضا ً أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هو أول من تنشق
عنه الرض يوم القيامة .قلت :المراد من البعث الفاقة بقرينة الروايات
الخر حيث قال أفاق قبلي وهذه الصعقة في غشية بعد البعث عند نفخة
الفزع الكبر .اهـ .شيخ السلم.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 410 :
446
447
ّ َ َ ّ َ َ
م َداوُد َ صَيا ُ صَيام ِ إ ِلى اللهِ ِ ب ال ّ ح ّصل َة ُ َداوُد َ ،وَأ َ صل َةِ إ ِلى اللهِ َ ب ال ّ ح ّ
40ـ باب أ َ
:
وما ً ً
وما وَُيفط ُِر ي َ ْ م يَ ْ
صو ُه .وَي َ ُس ُسد ُ َ
م ُ ه ،وَي ََنا ُ ُ
م ث ُلث َ ُقو ُ ل وَي َ ُ ّ
ف اللي ِ ص َ م نِ ْ
ن ي ََنا ُ
كا َ
ي( قال شيخنا أظنه علّيبن المديني شيخ البخاري وقوله وهو قوله ) :قال عل ّ
أي النوم سدسه أي :السدس الخير أي المراد به قول عائشة ما ألفاه
السحر بالرفع أي :ما وجده.
َ َ َ َ
ب{ خطا ِ ل ال ِ ب{ إ ِلى قَوْل ِهِ }وَفَ ْ
ص َ ه أّوا ٌ 41ـ باب }َواذ ْك ُْر عَب ْد ََنا َداوُد َ َذا اليد ِ إ ِن ّ ُ
قوله ) :إنه أواب( أي :راجع وقوله كل له أواب أي مطيع قوله ) :الفهم في
القضاء( أي :فصل الخطاب هو الفهم في القضاء.
448
قوله ) :يقال المحاورة( أي :الخطاب المحاورة ،أي :المجاوبة.
) (2/102
قوله ) :وأناب( أي رجع إلى الله بالتوبة لنه ود أن يكون له ما لغيره وكان له
أمثاله فقد قيل إن عينه وقعت على امرأة رجل فأحبها فسأله النزول له عنها
على عادة أهل زمانه فاستحيا أن يرده ففعل فتزوجها وهي أم سليمان فنبهه
الله بقصة الخصمين على ذلك فاستغفر وأناب.
َ
ب{ ه أّوا ٌم العَب ْد ُ إ ِن ّ ُ سَليما َ
ن ن ِعْ َ ل الل ّهِ ت ََعاَلى } :وَوَهَب َْنا ل ِ َ
داوُد َ ُ 42ـ باب قَوْ ِ
ب
مِني ُ
جعُ ال ُ
الّرا ِ
قوله ) :الرضة( هي دويبة تأكل الخشب.
449
قوله ) :فلما خّر( أي سقط ميتا ،وجواب لما تبينت الجن أي :انكشف لهم ً
ب الخير( المراد به هنا الخيل وإليها أن لو كانوا يعلمون الغيب الخ .قوله ) :ح ّ
يعود ضمير ردوها على.
قوله ) :الصافنات صفن الفرس( أي مأخوذ من صنف الفرس قوله :
)السراع( ـ بكسر السين المهملة ـ أي :المسرعة.
قوله ) :جسدًا( أي :شيطانا ً جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير
وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه ،وقال للناس أنا
سليمان فأنكروه.
قوله ) :مثل زبنية( ـ بكسر الزاي وسكون الموحدة وكسر النون وفتح الياء ـ
قال شيخنا ومراده بهذا أنه قيل في عفريت عفرية وهي قراءة شاذة أي
فكأنه قيل عفرية مثل زبنية وإل فعفريت ليس مثل زبنية وقوله :جماعتها
الزبانية أي :فالزبانية جمع زبنية ؛ وقيل :غير ذلك .اهـ .شيخ السلم.
450
451
داًء
ه نِ َ ْ َ َ
مةِ َرب ّك عَب ْد َه ُ َزكرِّياَء إ ِذ َناَدى َرب ّ ُ ح َ ْ َ
ل اللهِ ت ََعالى } :ذِكُر َر ّْ َ
45ـ باب قوْ ِ
ْ
شيبًا{ ـ إلى قوله ـ }ل َ ْ
م س َ شت َعَ َ
ل الّرأ ُ مّني َوا ْ ن العَظ ْ ُ
م ِ ب إ ِّني وَهَ َل َر ّفي ّا ً قا َ
خ َِ
ً ً
مي ّا{ قوله ) :نداء خفيا( أي :سرا في جوف الليل لنه ً س ِ ُ
ن قب ْل ََ م ْه ِ َ
جَعل ل ُ نَ ْ
أسرع للجابة ولنه أبعد من الرياء ،وأدخل في الخلص.
) (2/103
) (2/104
ل وأعظم قوله ) :فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني( أي :آمنت بأنه أج ّ
من أن يحلف به كاذبا ً ،فصدقت الحالف به ،وكذبت عيني أو آمنت بأحكامه
التي من حملتها أن الحلف كالبينة فصدقت الحالف به وكذبت عيسى والله
تعالى أعلم.
458
والقرب أن يقال إنه إنما حلف بالله لتوسل به إلى تصديق عيسى فقال
آمنت بالله أي فل أرد ّ من توسل به عن مطلوبه تعظيما ً وإجلل ً له ،فل بد ّ أن
أصدقك لذلك وأكذب عيسى والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 410 :
459
سَراِئي َ
ل 52ـ باب ما ذ ُك َِر عَ ْ
ن ب َِني إ ِ ْ
قوله ) :باب ما ذكر عن بني إسرائيل( وذكر فيه قوله وأجازيهم أي أراعيهم ،
وأنظر إلى أحوالهم في المعاملة والله تعالى أعلم.
قوله ) :قال من خشيتك الخ( كأنه فعله كما يفعل العاجز ،ويتمسك بكل ما
يرى من غير تفكر في أنه ينفعه أول ً لنه لغاية الحيرة يطير عقله ،فل يدري
ماذا يفعل ل أنه فعله إنكارا ً لقدرة الله على جمعه وتعجيزا ً له والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
460
461
قوله ) :ولو آية( أي :ولو قليل ً أي ولو قطعة من القرآن الذي قد تولى الله
حفظه فغبره بالولى.
قوله ) :بادرني عبدي( يجوز أن تكون هذه المبادرة بالنظر إلى تقدير معلق
والله تعالى أعلم قوله ) :بدا لله( كأن المراد به أراد لظهر .والله تعالى
أعلم .اهـ .سندي.
462
سَراِئي َ
ل ْ َ َ َ
عمى وَأقَرعَ في ب َِني إ ِ ْ ص وَأ ْث أب َْر َ دي ُ ح ِ
53ـ باب َ
قوله ) :فقال رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري الخ( لعل المراد
أنا رجل كذا وكذا فيما يظهر لك من حالي ،فهو ليس بكذب أو يقال لعل الله
أباح له الكلم المذكور لمصلحة البتلء كما أباح مثله لدفع الظلم من الناس
أو لمصلحة بين الناس ونحو ذلك.
) (2/105
والحاصل أن له تعالى أن يبيح لبعض المصالح التكلم بما ظاهره كذب أو هو
كذب بالحقيقة أيضا ً ،فحين أبيح ذلك فل إشكال على المتكلم بذلك لنه ما
أتي إل بالمباح له ،فل إثم عليه ول يقدح ذلك في عصمته عن المعاصي لن
هذا التكلم في حقه ليس بمعصية بل إن أمر الله تعالى به عينا ً يصيره واجبا ً
وطاعة ،فأين المعصية والله تعالى أعلم.
463
ث الَغاِر
دي ُ
ح ِ
55ـ باب َ
قوله ) :اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير الخ( أعلم أن هذه الجملة شرط
جوابه قوله ففّرج عنا وقوله إني فعلت ذلك بدل من مفعول العلم ،وإنما
أعيد الشرط ثانيا ً لبعد الجواب أو لبعد البدل.
464
والحاصل أن الشك إنما هو بالنظر إلى فعله ذلك من خشية الله تعالى ،وهذا
مشكوك فيه ،فلذلك ذكر أداة الشك ،وأما قول القسطلني :إن المعنى
أنك تعلم فعيد فافهم .والله تعالى أعلم.
قوله ) :وكرهت أن أدعهما فيستكنا( ـ بتشديد النون من الستكنان ـ أي يلبنا
في كنهما منتظرين كذا ذكره القسطلني قلت :كأن المراد أنهما ينتظران
أن ينتهيا من النوم ،وإل فهما نائمان ثم في بعض النسخ بتخفيف النون مع
التاء أو بدونها من استكان أصله استكن افتعل من السكون إل أنه يظهر
حرف العلة من أشباع الفتحة في الماضي والكسرة في المضارع ،والمعنى
يضعفا والله تعالى أعلم .اهـ .سندي.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 410 :
465
466
56ـ باب
قوله ) :وما هما ثم( أي :هناك حاضرين.
قوله ) :فقال له الذئب هذا( أي :يا هذا قوله ) :فتحاكما إلى رجل( هو داود
عليه السلم.
قوله ) :فقال الخ( قال ذلك بحكم شريعته ،وإل ففي شريعتنا على مذهب
الشافعي أن المدفون في العقار على ملك البائع.
قوله ) :رجس( أي :عذاب وقوله على طائفة هي قوم فرعون.
467
) (2/106
قوله ) :قال أبو النضر ل يخرجكم إل فرارا ً منه( فسر به ل تخرجوا إفرارا ً منه
،وحاصله أن المراد من المفسر الحصر يعني الخروج المنهي عنه هو الذي
لمجرد الفرار ل لغرض آخر ،فما فسر به تفسير للمنهي عنه ل للنهي ،وإن
جعلت إل زائدة فهو تفسير للنهي مع أنه قيل إن إل ّ غلط من الراوي لن
إثباتها بطاهره يقتضي المنع من الخروج لكل سبب ل للفرار ،وهو ضد المراد
سواء قرىء فرار بالنصب أم بالرفع كما روي بالوجهين اهـ شيخ السلم.
468
ل( ـ بفتح الراء والعين المخففة ـ أي أعطاه مال ً كثيرا ً ،
قوله ) :رغسه الله ما ً
ووسع له فيه وقوله لما حضر أي حضره الموت.
قوله ) :ثم ذّروني( ـ بفتح المعجمة وتشديد الراء ـ أي طيروني.
قوله ) :في يوم عاصف( أي :شديد ريحه.
قوله ) :فتلقاه( ـ بقاف ـ وفي نسخة فتلفاه بالفاء.
قوله ) :أل تحدثنا( بالتخفيف للعرض والتخضيض.
قوله ) :حاّر( أي :شديد الحر وكأن اليوم كان شديد الحّر وشديد الريح ،
فوصف تارة بهذا وتارة بهذا.
469
ي وليس ذلك شكا في ى ربي( في نسخة لئن قدر الله عل ّ قوله ) :لئن قدر عل ّ
ي أو هو على ظاهره لكن قاله كما قال قدرته تعالى بل بمعنى ضيق عل ّ
النووي وهو غير ضابط لنفسه ول قاصد معناه لكن للدهشة وشدة الخوف
بحيث ذهب تدبره فيما يقول فصار كالغافل والناسي اهـ .شيخ السلم.
470
قوله ) :قدمة( ـ بفتح القاف ـ .
قوله ) :كبة( ـ بضم الكاف وتشديد الموحدة ـ أي جماعة من شعر.
قوله ) :يعني الوصال في الشعر( أي :سماه زورا ً وهو الكذب والتزين
بالباطل ،ول شك أن وصل الشعر من ذلك.
471
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 410 :
ب
مَناقِ ِ
61ـ كتاب ال َ
) (2/107
) (2/108
قوله ) :من أعظم الفرى( بالقصر وقد يمد وهو الكذب قوله ) :أو يرى عينه
ما لم تر( أي :ينسب الرؤية إلى عينه بأن يقول رأيت كذا وهو يكذب ،وإنما
زادت عقوبته على الكذب في اليقظة لن الرؤيا جزء من النبوة ،ولم يعطه
ولنه كذب على الله لنه الذي يرسل ملك الرؤيا ليريه المنام ،والكاذب على
الله أعظم ذنبا ً اهـ .شيخ السلم.
َ َ
ع
ج َ ة ،وَأ ْ
ش َ جَهين َ َ
ة ،وَ ُ
مَزين َ َ
فاَر ،وَ ُ سل َ َ
م ،وَِغ َ 6ـ باب ذِك ْرِ أ ْ
قوله ) :إنما تابعك( بفوقية وموحدة وفي نسخة بايعك بموحدة وتحتية.
رقم الجزء 2 :رقم الصفحة 472 :
477
قوله ) :أرأيت( أي :أخبرني والخطاب للقرعبن حابس قوله ) :خابوا( أي :
أخابوا كما في مسلم بحذف همز الستفهام النكاري على القرع ،وقوله
قال :نعم .أي القرع وقوله قال أي خابوا.
قوله ) :إنهم لخير منهم( أي :من بني تميم لسبقهم إلى السلم مع ما
اشتملوا عليه من رقة القلوب ومكارم الخلق.
478
8ـ باب ما ينهى من دعوة الجاهلية
) (2/109
قوله ) :لعاب( أ :مزاح و قوله فكسع أنصاريا أي ضربه بيده أو بصدر قدمه
على دبره .قوله ) :حتى تدعوا( ـ بسكون الواو بصيغة الجمع ـ أي :استغاثوا
بالقبائل يستنصرون بهم على عادة الجاهلية و في نسخة حتى تداعوا بفتح
الواو بصيغة التثنية ,و المشهور تداعيا بالياء .قوله ) :يا للنصار( ـ بفتح لم
الستعانة ـ و قوله دعوها أي دعوى الجاهلية ,و قوله فإنها خيبة أي فبيحة.
قوله ) :عبد الله بن أبي( ـ بتنوين ىالياء و قوله ابن سلول بالرفع صفة لعبد
الله و سلول أمه .قوله ) :أقد تداعوا علينا( ـ بفتح عين ـ تواعوا أي استغاث
المهاجرون علينا و قوله العز يريد نفسه و قوله الذل يريد النبي صلى الله
عليه و سلم و أصحابه .قوله ) :لعبد الله( في نسخة يعني عبد الله و اللم
متعلقة بقال عمر أي قال لجل عبد الله أو هي للبيان نحو هيت لك أ هـ .شيخ
السلم.
479
قوله ) :لم تشفني( ـ بفتح الفوقية ـ أي لم تجبني بجواب يشفيني من أمراض
الجهل قوله :
480
)أما نال للرجل الخ( ـ بنون فألف فلم ـ أي آن أي أما جاء الوقت الذي
يعرف الرجل فيه منزله اهـ .شيخ السلم.
481
ن أخت القوم ومولى القوم منهم 14ـ باب اب ُ
قوله ) :ومولى القوم( أي :عتيقهم ،وقوله منهم أي فيما يرجع إلى
المناصرة والمعاونة ل في الرث.
482
ّ
ي }صلى الله عليه وسلم{ َ" :يا ب َِنيل الن ّب ِ ّ َ
ش ،وَقوْ ِ
حب َ ِ
صةِ ال َ
15ـ باب قِ ّ
أ َْرفِد َ َ
ة"
قوله ) :تدففان( في نسخة تغنيان وتدففان وتضربان أي بالدف وهو الكربال
الذي ل جلجل فيه.
قوله ) :فإنها( أي :أيام منى وقوله أيام عيد أي كأيام عيد في أنها أيام فرح
وسرور.
قوله ) :دعهم أمنًا( أي :آمنين من المن ضد ّ الخوف.
َ 16ـ باب م َ
ه
سب ُ ُ
ب نَ َ ن ل َ يُ ُ
س ّ بأ ْ ح ّ
نأ ََ ْ
قوله ) :باب من أحب أن ل يسب( أي :يشتم وقوله نسبة أي أهل نسبة.
) (2/110
) (2/111