‫إعداد‬

‫جنات عبد العزيز دنيا‬

‫ار َفإِ َذا هُم ُّم ْظلِ ُمونَ *‬‫"وآ َي ٌة َّل ُه ْم ال َّل ْيل ُ َن ْس َل ُخ ِم ْن ُه ال َّن َه َ‬
‫يقول هللا تعالى‪َ :‬‬
‫ِيم * َوا ْل َق َم َر‬
‫يز ا ْل َعل ِ‬ ‫س َت ْج ِري لِ ُم ْس َت َق ٍّر َّل َها َذلِ َك َت ْقدِي ُر ا ْل َع ِز ِ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫َوال َّ‬
‫س َين َبغِي َل َها أَن‬ ‫ِيم * لا ال َّ‬
‫ش ْم ُ‬ ‫ون ا ْل َقد ِ‬‫ازل َ َح َّتى َعادَ َكا ْل ُع ْر ُج ِ‬ ‫َقدَّ ْر َناهُ َم َن ِ‬
‫ار َو ُكل ٌّ فِي َف َلكٍ َي ْس َب ُحونَ * (سورة‬ ‫اب ُق ال َّن َه ِ‬
‫س ِ‬ ‫ُتدْ ِر َك ا ْل َق َم َر َولا ال َّل ْيل ُ َ‬
‫يس‪ " )40 – 37 /‬نرى اآلية األولى تصف وصفا جليا ً عملية‬
‫تعاقب الليل والنهـار‪ ،‬فإن النهار هو الذي ينسلخ عن الليل فعندمـا‬
‫تدور األرض حول محورهـا يبتعد هذا الجزء المنير الذي شمله‬
‫ضوء الشمس رويدا رويدا فيتحول نصف وجـه لألرض من النهـار‬
‫إلى الليل‪ ،‬و لن يجد العلماء أيضـا وصفا علميا لهذا التعاقب أدق‬
‫وأعمق من هذا النص الذي جـاء به القرآن الكريم‪.‬‬
 ‫تسبح األرض حول الشمس في فلك محدد لها( ومعها قمرها) لتتم‬
‫دورة كاملة في سنة شمسية يقدر طولها في زماننا الراهن بنحو‬
‫(‪ 365.25‬يوم) موزعة علي إثنتي عشر شهرا ‪.‬‬
‫ونظرا لميل محور دوران األرض فإن فصول السنة تتبادل‪ :‬الربيع‬
‫والصيف والخريف والشتاء ‪ ،‬وذلك بتقدير العزيز الحكيم‪.‬‬
‫ولقد شاءت إرادة هللا الخالق ‪ -‬سبحانه وتعالي ‪ -‬أن يتحدد يوم‬
‫األرض( بليله ونهاره) عن طريق دوران األرض حول محورها أمام‬
‫الشمس‪ ،‬وأن يتحدد شهر األرض القمري بواسطة دورة القمر‬
‫الشهرية حول األرض‪ ،‬ويتحدد شهرها الشمسي عن طريق بروج‬
‫السماء‪ ،‬وأن يقسم شهرها القمري إلي أسابيع‪ ،‬وأيام بواسطة منازل‬
‫القمر‪ ،‬وأطواره المتتالية في كل شهر‪.‬‬
 ‫وتعتمد األطوار التي يمر بها القمر على مقدار ما ُيرى من النصف‬
‫المضيء في أي وقت من األوقات‪ .‬إن ضوء القمر ال ينبع منه و إنما‬
‫هو إنعكاس ألشعة الشمس على سطحه إذن فشكل القمر يعتمد على‬
‫كمية أشعة الشمس المنعكسه من الشمس‪ ،‬و هذا بدوره يعتمد على‬
‫وضع القمر و األرض و الشمس بالنسبه لبعضهم البعض‪.‬‬
‫و يتكرر هذا بدقة بالغه ("ذلك تقدير العزيز العليم") بداية من ميالد‬
‫القمر الجديد و حتى نهاية دورته‪ ،‬شهر وراء شهر الى ما شاء هللا‪.‬‬
‫فالقمر في سبحه في مداره حول األرض‪ ،‬وهو يواجهها بوجه واحد‬
‫يتم دورته في شهر قمري يتراوح طوله بين ‪ 30,29‬يوما و‬
‫‪ 29.53‬يوم ‪،‬‬
 ‫فيبدأ بالخروج من دور المحاق بميالد الهالل‬
‫الجديد‪ ،‬ثم بزيادة مساحة الجزء المنير من‬
‫سطح القمر بالتدريج يتحرك إلي التربيع األول‬
‫‪ ،‬ثم األحدب األول‪ ،‬ثم البدر الكامل‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫تبدأ مساحة الجزء المنير من سطح القمر في‬
‫التناقص بالتدريج إلي األحدب الثاني ‪ ،‬ثم‬
‫التربيع الثاني‪ ،‬ثم الهالل األخير حتي يدخل في‬
‫طور المحاق‪ ،‬فيختفي نور القمر بالكامل لمدة‬
‫يوم أو يومين حسب طول الشهر القمري‬
‫ويعاود الظهور في أول الشهر القمري التالي‬
‫بميالد هالل جديد‪ ،‬وهكذا إلي أن يرث هللا‬
‫الكون بما فيه‪ ،‬ومن فيه‪.‬‬
 ‫والسنة القمرية هي الفترة الزمنية التي يتم فيها القمر اثنتي عشرة‬
‫دورة كاملة حول األرض‪ ،‬ويستغرق ذلك(‪ 354.37‬يوم)‪ ،‬وكسر‬
‫اليوم يجمع ليكون يوما في كل ثالث سنوات تقريبا‪ ،‬ومن هنا اعتبرت‬
‫السنة القمرية البسيطة ‪ 354‬يوما‪ ،‬والكبيسة ‪ 355‬يوما‪ ،‬بينما‬
‫تستغرق السنة الشمسية ‪ 365.25‬يوم‪.‬‬
‫واليوم يبدأ في التقويم القمري من غروب الشمس إلي غروبها‬
‫التالي‪ ،‬وبذلك يكون الليل سابقا للنهار‪ ،‬وفي التقويم الشمسي يبدأ‬
‫اليوم من منتصف الليل إلي منتصفه التالي‪.‬‬
‫وعلي ذلك فقد أصبحت حركات كل من األرض والقمر والشمس‬
‫معلومة لنا بدقة كبيرة لدرجة أن الساعات الزمنية تضبط اليوم علي‬
‫حركاتها‪،‬‬
‫يقول الدكتور زغلول النجار ‪” :‬والسنة القمرية تتكون من اثنى عشر‬
‫شهرا قمريا يقدر زمنها بـ (‪ )354‬يوما و(‪ )8‬ساعات و (‪ )48‬دقيقة‬
‫و ‪ 33 ,6‬ثانية وعلى ذلك فإن السنة القمرية تتراوح مدتها بين‬
‫(‪)354‬و (‪ )355‬يوما واليوم الزائد يستوعب في أي شهر من أشهر‬
‫السنة بحسب دورة القمر حول األرض دون تدخل من اإلنسان ‪.‬‬
‫والسنة الشمسية هي المدة الالزمة لألرض إلتمام دورة كاملة حول‬
‫الشمس ومدتها اثنى عشر شهرا شمسيا وطولها الزمني يساوي في‬
‫المتوسط (‪ )365‬يوما و(‪ )5‬ساعات و(‪ )48‬دقيقة و (‪ )46‬ثانية‪.‬‬
‫وبجبر الكسور تتكون السنة الشمسية من (‪ )365‬يوما في السنة‬
‫البسيطة ومن (‪ )366‬يوما في السنة الكبيسة ويضاف اليوم الزائد‬
‫(الكبس) إلى عدد أيام شهر فبراير فيصبح (‪ )29‬يوما‪.‬‬
 ‫و الكبس هنا كبس اصطالحي ال عالقة له أبدا مع حركة أي من‬
‫األرض أو القمر أو الشمس‪ .‬وعلى ذلك يمكن اعتبار السنة في‬
‫التقويم اإلسالمي سنة شمسية ‪ /‬قمرية تحددها دورة كاملة لألرض‬
‫حول الشمس بسرعات مختلفة وتحدد الشهور فيها دورات القمر‬
‫المتتابعة حول األرض اثنتا عشرة مرة‪ .‬والفارق سوف يكون إما‬
‫عشرة أيام أو أحد عشر يوما ويمكن ضمها إلى العام الذي يليه‪.‬‬
‫من هنا يكون إثبات دقة الشهور القمرية على الشهور الشمسية“‪.‬‬
‫وصدق هللا العظيم الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله‬
‫الحق‪ :‬فالق اإلصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا‬
‫ذلك تقدير العزيز العليم( األنعام‪ .)96:‬وقوله الحق‪”:‬والشمس‬
‫والقمر بحسبان “( الرحمن‪.)5:‬‬
 ‫فسبحان من سير النجوم في أفالكها ‪ ،‬وقدر سرعتها و سنواتها ‪ ،‬و‬
‫هو العالم بحركاتها ‪.‬‬

‫دورة األرض حول‬ ‫األرض‬

‫محورها ينشأ اليوم‬

‫القمر يدور حول األرض‬

‫دورة األرض حول الشمس‬ ‫وكل دورة تمثل شهرا‬
‫تنشأ السنة الشمسية‬

‫إلى المراجع‬
 ‫المراجع‬
‫لتاريخ والحضارات من موقع‬
‫تقاويم الزمنية تطورت عبر ا‬
http://www.islamw ‫ال‬: ‫مقالة بعنوان‬
eb.net/ver2/archiv
readArt.php?lang= e/
A&id=1803
=http://www.elnag
garzr.com/index.p
hp?l=ar&id
cat=47&1686
‫ستخدام التاريخ الميالدي بقلم‬
‫مقالة بعنوان ا‬
: ‫ف القرني فى الموقع التالى‬
http://www.almosli ‫ عبد اللطي‬  
m.net/rokn_elmy/s
article_main.cfm?id h ow
=2104_
: ‫زل النجار فى الموقع التالى‬
/http://www.rnewsa ‫مقالة للدكتور زغل‬
.net/(S(vx2kk245bci
buy552siq3355))
newsDet.aspx?new
s_id=3364

g mai l .com
n atd onya@
gan