You are on page 1of 3

‫نظرية نشاة الكون في القرآن الكريم‬

‫عمر الكون‬

‫ألقى علم اء الفل ك في مرك ز كورني ل للفيزي اء الفلكي ة وعل وم الك واكب ( ‪Cornell Center for‬‬
‫‪ )Astrophysics and Planetary Sciences‬التابع لجامعة كورنيل‪ ،‬نظرة جديدة على أقدم ضوء في‬
‫الكون الناجم عن االنفج ار العظيم‪ ،‬وذل ك بواس طة تلس كوب أتاكام ا لعلم الكوني ات الت ابع لمؤسس ة العل وم‬
‫الوطنية (‪.)Atacama Cosmology Telescope /ACT‬‬

‫وبهذه المالحظات التي تم الحصول عليها بواسطة تلسكوب أتاكاما يكون علماء الفلك قد وص لوا إلى تك وين‬
‫رؤية جديدة لعمر الكون‪ ،‬حيث اس تخدم الب احثون مزيج ا من البيان ات من ع دة تلس كوبات في تش يلي لفهم‬
‫مدى سرعة توسع الكون‪ ،‬من خالل تتبع عمر آخر ضوء باٍق‪ .‬ووفقا للبيان الصادر من جامعة كورني ل ف إن‬
‫المالحظات الجديدة تشير إلى أن عمر الكون يبلغ ‪ 13.77‬مليار سنة‪.‬‬

‫اعتمد علماء الكونيات في دراستهم السابقة في تحديد عمر الك ون على (ق انون هاب ل)‪ ،‬وه و المنهج ال ذي‬
‫يعتمد على قياسات درجة سرعة ابتعاد المجرات المتاخمة لمجرة درب التبانة بقيمة معينة لثابت هابل‪.‬‬

‫بينما اعتمدت القياسات األخرى ‪-‬ومنها قياسات تلسكوب أتاكاما‪ -‬وكذا القياسات ال تي تم إجراؤه ا بواس طة‬
‫القمر االصطناعي بالنك (‪ )Planck Satellite‬التابع لوكال ة الفض اء األوروبي ة‪ ،‬على منهج قي اس أق دم‬
‫ضوء في الكون‪.‬‬

‫نشأة الكون و نظرية اإلنفجار العظيم‬


‫يكاد يجمع علماء الفلك في الغرب على أن الك ون نش أ بانفج ار هائ ل‪ ،‬وه و م ا ع رف بنظري ة "االنفج ار‬
‫العظيم"‪ ،‬ولكن هل توج د ب دائل له ا؟ وه ل نجحت ه ذه النظري ات ‪-‬بم ا فيه ا نظري ة االنفج ار العظيم‪ -‬في‬
‫تفسير نشأة الكون؟‬
‫تطورت نظرية االنفجار العظيم ألول مرة منذ حوالي قرن من الزمان‪ ،‬وهي تق ول باختص ار إن الك ون ب دأ‬
‫كنقطة شديدة الحرارة والكثافة تضخمت على مدار ‪ 13.8‬مليار سنة تقريبا‪ ،‬وأصبحت أكبر وأبرد‪.‬‬
‫ويذكر موقع "فيز دوت أورغ" (‪ ،)phys.org‬أنه في حين أن هذه ليست النظرية الحديثة الوحي دة لكيفي ة‬
‫نشوء الكون‪ ،‬فهناك على سبيل المث ال نظري ة الحال ة الثابت ة أو نظري ة الك ون المتذب ذب‪ ،‬إال أن االنفج ار‬
‫العظيم هي النظرية السائدة على غيرها حتى اآلن‪.‬‬
‫ويرجع ذلك ألن نظرية االنفجار العظيم ال تشرح أصل كل المواد المعروفة وقوانين الفيزياء وهيك ل الك ون‬
‫واسع النطاق فحسب‪ ،‬ب ل تفس ر أيض ا توس ع الك ون وتش كيل عناص ر الض وء‪ ،‬ووج ود الخلفي ة الكوني ة‬
‫الميكروية إضافة إلى مجموعة واسعة من الظواهر األخرى‪.‬‬
‫لكن هذه النظرية بدورها ما تزال قاصرة عن اإلجابة عن كل األسئلة المتعلق ة ب الكون ونش أته‪ ،‬وتعرض ت‬
‫النتقادات من لدن كثير من العلماء‪.‬‬
‫و لكن يتجلي اعجاز الخالق س بحانه و تع الي في ذك ر اح داث ب دء و نهاي ة الك ون و ال تي ب دورها تؤك د‬
‫نظرية االنفجار العظيم و قد اجتهدت في محاولة مني اليضاح ذلك بكر بعض اآليات ال تي تح دثت عن ذل ك‬
‫بإيجاز‬
‫نظرية نشاة الكون في القرآن الكريم‬
‫َٰم‬
‫ِبْس ِم ِهَّللا الَّر ْح ِن الَّر ِحيِم‬
‫َأَو َلْم َيَر اَّلِذيَن َك َف ُر وا َأَّن الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر َض َك اَنَت ا َر ْت ًق ا َفَف َت ْق َن اُه َم اۖ َو َج َع ْلَن ا ِمَن اْلَم اِء ُك َّل َش ْي ٍء َح ٍّي ۖ َأَفاَل‬
‫ُيْؤ ِم ُن وَن (‪َ )30‬و َج َع ْلَن ا ِفي اَأْلْر ِض َر َو اِس َي َأن َت ِمي َد ِبِهْم َو َج َع ْلَن ا ِفيَه ا ِفَج اًج ا ُس ُباًل َّلَع َّلُهْم َيْه َت ُدوَن (‪)31‬‬
‫َو َج َع ْلَن ا الَّس َم اَء َس ْقًفا َّمْح ُفوًظ اۖ َو ُه ْم َع ْن آَي اِتَه ا ُمْع ِر ُض وَن (‪َ )32‬و ُه َو اَّل ِذي َخ َل َق الَّلْي َل َو الَّن َه اَر َو الَّش ْم َس‬
‫َو اْلَق َمَر ۖ ُك ٌّل ِفي َف َلٍك َيْس َبُح وَن (‪ )33‬اآليات ‪ 33 -30‬سورة األنبياء‬

‫يقول تعالى ذكره‪ :‬أو لم ينظر هؤالء الذي كفروا باهلل بأبص ار قل وبهم‪ ،‬ف يروا به ا‪ ،‬ويعلم وا أن الس ماوات‬
‫واألرض كانتا َر ْت قا‪ :‬يقول‪ :‬ليس فيهما ثقب‪ ،‬بل كانتا ملتصقتين‪ ،‬يقال منه‪ :‬رتق فالن الفتق‪ :‬إذا شّد ه‪ ،‬فهو‬
‫يرتقه رتقا ورتوقاوقوله ( َفَف َت ْق ناُهم ا) يق ول‪ :‬فص دعناهما وفرجناهم ا ب ل مع نى ذل ك أن الس ماوات ك انت‬
‫مرتتقة طبقة‪ ،‬ففتقها هللا فجعلها سبع سماوات وك ذلك األرض ك انت ك ذلك مرتتق ة‪ ،‬ففتقه ا‪ ،‬فجعله ا س بع‬
‫أرضين اي ان السماوات و اآلرض كانت كتلة واحدة و يبدوا ان هناك ق وة هائل ة ناتج ة من انفج ار عظيم‬
‫تسببت في انفصالهما و هو ما يسمي حديثًا بنظرية االنفجار العظيم ‪ Big Bang‬و لكن هل تالحظ معي ان‬
‫هللا سبحانه و تعالي ذكر بعدها و جعلنا من الماء ك ل ش ئ حي و اذا اس تندنا الي اآلي ة الكريم ة «َو ُه َو‬
‫اَّلِذي َخ َلَق الَّسَم اَو اِت َو اَأْلْر َض ِفي ِس َّت ِة َأَّي اٍم َو َك اَن َع ْر ُشُه َع َلى اْلَم اِء ِلَيْب ُل َو ُك ْم َأُّي ُك ْم َأْح َس ُن َعَم اًل ۗ َو َلِئن ُقْلَت‬
‫ِإَّنُك م َّمْبُع وُثوَن ِمن َبْع ِد اْلَمْو ِت َلَي ُقوَلَّن اَّلِذيَن َك َف ُر وا ِإْن َٰه َذ ا ِإاَّل ِس ْح ٌر ُّم ِبيٌن »‪ .‬اآلي ه ‪ 7‬من س ورة ه ود أي أن‬
‫الماء و العرش كانا مخلوقين قبل بدء الخليقة و قبل ما يسمي باإلنفج ار العظيم دلي ل ان الم ادة االساس ية‬
‫المكونة للك ون و هي الهي دروجين و االكس جين و نظ ائرهم و عن دما يح دثنا الح ق س بحانه و تع الي عن‬
‫نهاية الكون في اآلخره كما ورد في سورة األنبياء اآليه ‪َ ( 104‬ي ْو َم َن ْط ِو ي الَّس َم اَء َك َط ِّي الِّس ِجِّل ِلْلُكُتِبۚ ‬
‫َك َم ا َب َد ْأَن ا َأَّو َل َخ ْل ٍق ُّن ِعيُد ُهۚ َو ْع ًدا َع َلْي َن اۚ ِإَّن ا ُكَّن ا َف اِع ِليَن ( و قوله تعالي في سورة الزمر األيه ‪َ 67‬و َم ا َق َد ُر وا‬
‫َهَّللا َح َّق َق ْد ِر ِه َو اَأْلْر ُض َج ِميًع ا َقْبَض ُتُه َي ْو َم اْلِقَي اَم ِة َو الَّس َم اَو اُت َم ْط ِو َّي اٌت ِبَي ِميِن ِهۚ ُس ْبَح اَن ُه َو َت َع اَلٰى َعَّم ا‬
‫ُيْش ِر ُك وَن ) أي ان الكون كله و السماوات س وف تك ون قبض ه واح دة في ي د هللا س بحانه و تع الي كم ا ب دأ‬
‫الخلق أول مره اي ان الكون كان قبضه واحده شامله لكل مادة الكون ثم بعد ذلك ح دث االنفج ار العظيم و‬
‫تح ولت الي س ديم و دخ ان ال نه ائي كم ا ذك ر الم ولي في األي ه ‪ 11‬من س ورة فص لت ( ُثَّم اْس َت َو ٰى ِإَلى‬
‫الَّس َماِء َو ِه َي ُد َخ اٌن َفَق اَل َلَه ا َو ِلَأْلْر ِض اْئ ِتَي ا َط ْو ًع ا َأْو َك ْر ًها َق اَلَت ا َأَت ْي َن ا َط اِئِعيَن ) و علي مدار حقبة من ال زمن‬
‫تكثف هذا الدخان ليكون النج وم و المج رات و األج رام الس ماوية المتواج ده بالفل ك و ال تي ال نعلم عنه ا‬
‫الكثير و يبدو ان الكون في توسع دائم في اقط اره األربع ة و ه ذا التوس ع أيض ا ذك ره الم ولي س بحانه و‬
‫تعالي في األية الكريمه رقم ‪ 47‬من سورة الذاريات َو الَّسَم اَء َب َن ْي َن اَها ِبَأْي ٍد َو ِإَّن ا َلُم وِس ُع وَن اي ان الك ون في‬
‫توسع دائم و لكن هناك قوة عظيمة في توازن و تناغم مع هذا التوسع و هي قوة الجاذبي ة و الت وازن بين‬
‫هاتين القوتين هو المتسبب في عمارة الكون الحاليه و حينما يحدثنا الح ق س بحانه و تع الي في األي ات ‪-9‬‬
‫‪ 12‬سورة فصلت في قوله تعالي‬
‫َٰم‬
‫ِبْس ِم ِهَّللا الَّر ْح ِن الَّر ِحيِم‬
‫َلُه َأنَداًداۚ َٰذ ِلَك َر ُّب اْلَع اَلِميَن (‪َ )9‬و َج َع َل ِفيَه ا‬ ‫۞ ُقْل َأِئَّنُك ْم َلَتْك ُفُر وَن ِباَّلِذي َخ َلَق اَأْلْر َض ِفي َيْو َمْي ِن َو َت ْج َع ُلوَن‬
‫َأَّي اٍم َس َو اًء ِّللَّس اِئِليَن (‪ُ )10‬ثَّم اْس َت َو ٰى ِإَلى‬ ‫َر َو اِس َي ِمن َفْو ِقَه ا َو َب اَر َك ِفيَه ا َو َق َّد َر ِفيَه ا َأْق َو اَت َه ا ِفي َأْر َبَع ِة‬
‫الَّس َماِء َو ِه َي ُد َخ اٌن َفَق اَل َلَه ا َو ِلَأْلْر ِض اْئ ِتَي ا َط ْو ًع ا َأْو َك ْر ًها َق اَلَت ا َأَت ْي َن ا َط اِئِعيَن (‪َ )11‬فَق َض اُهَّن َس ْبَع َس َم اَو اٍت‬
‫ِفي َيْو َمْي ِن َو َأْو َح ٰى ِفي ُك ِّل َس َم اٍء َأْم َر َهاۚ َو َز َّي َّن ا الَّسَم اَء ال ُّد ْن َي ا ِبَمَص اِبيَح َو ِحْفًظ اۚ َٰذ ِل َك َت ْق ِديُر اْلَع ِز ي ِز اْلَع ِليِم (‬
‫‪)12‬‬

‫أن هللا سبحانه و تعالي خلق األرض في يومين ثم أربعة ايام في خلق الجب ال و تق دير األق وات و العم اره‬
‫الهندسية لها كل ذلك في ستة أيام و ليس اليوم الم رد ب ه ه و ‪ 24‬س اعة الخاص ة ب اليوم األرض ي و ه و‬
‫دوران األرض حول محورها ‪ ,‬ال ألن الشمس لم تكن موجوده أن ذاك ب ل الي وم المقص ود ب ه كم ا ذك ر في‬
‫األية الكريمة رقم ‪ 47‬من سورة الحج َو ِإَّن َيْو ًم ا ِع ْن َد َر ِّب َك َك َأْلِف َس َن ٍة ِم َّم ا َت ُع ُّدوَن و االي ة الكريم ة رقم ‪5‬‬
‫من سورة السجدة ُيَد ِّبُر اَأْلْم َر ِمَن الَّس َماِء ِإَلى اَأْلْر ِض ُثَّم َيْع ُرُج ِإَلْي ِه ِفي َي ْو ٍم َك اَن ِم ْق َداُرُه َأْل َف َس َن ٍة ِّمَّم ا‬
‫َت ُع ُّدوَن اي ان األرض تكونت في ‪ 6000‬سنة من السنة الزمنية لألرض و هللا اعلم‬

‫مقدمه ‪/‬‬
‫كيميائي ‪ /‬عبد المجيد زهير الحناوي‬
‫‪01066190855‬‬

You might also like