Professional Documents
Culture Documents
يحاول العلماء اليوم دراسة مستقبل الرض والشمس والقمر ،وقد خرجوا بنتائج تطابق التي حدثنا عنها
القرآن قبل أربعة عشر قرنا ..لنقرأ
يخبرنا علماء الفلك بنتيجة حساباتهم أن الشمس ستتحول إلى عملق أحمر بعد خمسة آلف مليون عام،
وفي تلك اللحظة سيكبر حجم الشمس حتى يصل غلفها إلى حدود القمر ،وسيتم اجتماع الشمس
والقمر!
منذ عام 1695لحظ العالم هالي Edmund Halleyأن دوران الرض يتباطأ مع الزمن ،وبعد
ذلك وعندما تطورت القياسات الفلكية تمكن العلماء من اكتشاف أن القمر يبتعد عن الرض تدريجيا
وبمعدل 4سم كل عام
يدور القمر حول الرض دورة كل 27يروما وثلث تقريبا وأثناء دورانه يبتعد بمعدل 4سم عن
الرض كل عام ،وبعد بليين السنوات سيكون بعده أكبر ب % 40من بعده الحالي
وفي ذلك الوقت سيكون القمر أبعد عن الرض بمعدل 40بالمئة أكبر من بعده الحالي ،أي أنه سيكون
أقرب إلى الشمس ،عند هذه المرحلة سوف يتحطم القمر وينخسف كما تنخسف الرض أثناء الزلزال،
خسَفَ ا ْل َقمَرُ ) [القيامة]8 :
وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقولهَ ( :و َ
وبالتالي سيكون القمر أول من يجتمع مع الشمس ويتأثر بحرارتها .وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله
شمْسُ وَا ْل َق َمرُ ) [القيامة .]9 :في ذلك الوقت سيكون طول اليوم على الرض 47
جمِعَ ال ّ
تعالىَ ( :و ُ
ضعف اليوم الحالي ،وسيصبح طول الشهر 47يوما []1
ويؤكد العلماء أن القمر ما هو إل جزء من الرض نتج عن اصطدامات تعرضت لها الرض قبل
4.5بليون سنة ،فتناثرت أجزاء من الرض وبدأن تدور حولها ثم تجمعت وشكلت القمر .والقمر يبعد
عن الرض 385ألف كيلو متر وسطيا ،هذه المسافة قطعها القمر بعد رحلة شاقة استمرت آلف
المليين من السنوات! ول زال القمر يبتعد عن الرض حتى يدخل في نطاق جاذبية الشمس ويكون
الجتماع بينهما
صورة حقيقية للرض والقمر معا توضح البعاد الفعلية لهما وهذا القمر يبتعد عن الرض باستمرار،
وسيجتمع يوما ما مع الشمس ،ويتحقق قوله تعالى ( :وجُمع الشمس والقمر )
من عجائب الكون أن الشمس والقمر يجتمعان في نفس الوضعية الفلكية كل 19سنة سميت دورة
القمر ،ومن عجائب القرآن أن كلمة ( الشمس ) اجتمعت مع كلمة ( القمر ) بالضبط في 19آية من
القرآن [ !!!]2وهذا يدل على التطابق الكوني والقرآني ،ويدل على أن خالق الكون هو نفسه منزل
القرآن تبارك وتعالى
صورة رائعة جدا التقطتها وكالة ناسا للفضاء ،وهذه الصورة التقطت عند القطب الشمالي ،ونرى فيها
القمر وهو في أقرب نقطة للشمس ظاهريا ،إن هذا التقارب الظاهري للشمس والقمر ،سيتحقق فعليا
يوم القيامة باجتماعهما واندماجهما معا
ولكن بعد ذلك سوف تتكور الشمس ويصغر حجمها وتنطفئ لن وقودها سيبدأ بالنفاد [ ،]3وهنا
س كُ ّورَتْ ) [التكوير .]1 :وسبحان ال! كلما شمْ ُيتحدث القرآن عن هذه المرحلة بقوله تعالىِ ( :إذَا ال ّ
اكتشف العلماء شيئا جديدا وجدنا في القرآن حديثا وتبيانا له ،وليس غريبا أن يصف ال كتابه بأنه تبيان
حمَةً َو ُبشْرَى لِ ْل ُمسِْلمِينَ ) [النحل:
شيْءٍ وَ ُهدًى َو َر ْل َ ب ِت ْبيَانًا ِلكُ ّ
لكل شيء فيقولَ ( :و َنزّ ْلنَا عََل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ
]89
حجم الشمس اليوم ( الدائرة الصفراء الصغيرة ) مقارنة بما سيكون عليه حجم الشمس في مرحلة
العملق الحمر ( الدائرة الحمراء الكبيرة ) ،حيث سيصبح الشمس أكبر من حجمها الحالي بمئة مرة،
وهذا الحجم كفيل بأن يقترب من القمر
لقد استطاع علماء وكالة ناسا تصوير نجوم تشبه الشمس إلى حد كبير ،ولكنها في مرحلة متقدمة من
العمر وقد تحولت إلى نجوم عملقة حمراء ،وقد انتفخت بشكل كبير جدا .ويؤكد العلماء أن اقتراب
الشمس من القمر واقتراب القمر من الشمس واجتماعهما حقيقة مؤكدة بناء على القوانين التي تحكم
الكون
ولكن اقتراب هالة الشمس العملقة من القمر سوف يرفع درجة حرارة القمر ويفتته إلى أجزاء
صغيرة ،هكذا يعتقد العلماء ،لن الصخور التي تغلف القمر أثناء رفع حرارتها بشكل كبير سوف تتمدد
وتتكسر وتنتثر أجزاء صغيرة ،والقمر كما نعلم ما هو إل كوكب ينطبق عليه ما سيحصل للكواكب
الخرى في المجموعة الشمسية ،وهنا يتحقق الوعد اللهي ( :وَِإذَا ا ْل َكوَاكِبُ ا ْن َت َثرَتْ ) [النفطار.]2 :
ومعنى كلمة ( ا ْن َت َثرَتْ ) تقول العرب نثر الشيء أي رماه متفرقا كما في القاموس المحيط ،أي قذفه
بشدة بعد تفتيته أجزاء صغيرة ،وهذا ما سيحدث للقمر حسب اعتقاد كثير من العلماء اليوم
هذا القمر سينتثر ويتفتت مثله مثل بقية الكواكب في المجموعة الشمسية ،بفعل حرارة الشمس ومجالها
الكهرطيسي والرياح القوية التي ستمارسها على الكواكب المحيطة بها
عند هذه اللحظة ستقترب الشمس وهي العملق الحمر كما ذكرنا من الرض كثيرا ،وعندها سترتفع
جرَ التنور أي أحماه: سَ
درجة حرارة البحار وسوف تُسجّر وتُحمى كما يُحمى التنور ( تقول العرب َ
القاموس المحيط ) ،وهنا يتحقق الوعد اللهي عن ارتفاع حرارة البحار وتسجيرها ( :وَِإذَا ا ْل ِبحَارُ
جرَتْ ) [التكوير]6 :
سُّ
وبعد مدة من الزمن سوف ترتفع درجة حرارة ماء البحر إلى حدود عالية وتتبخر البحار ولكن درجة
الحرارة العالية جدا ،سوف تحول بخار الماء إلى مركبيه الساسيين أي الكسجين والهيدروجين وهذا
المزيج كما نعلم هو مزيج متفجر وخطير ،ولذلك سوف تتفجر مياه المحيطات والبحار ويتحقق وعد ال
تعالى ( :وَِإذَا ا ْل ِبحَارُ ُفجّرَتْ ) [النفطار]3 :
البحار سوف تُحمّى وترتفع درجة حرارتها وتتبخر ،ومن ثم تنفجر ،وهذه حقيقة حتمية ل مفر منها،
سوف تحدث بعد بليين السنوات
إن الحرارة العالية الناتجة من تأثير الشمس العملقة سوف تؤثر أيضا على القشرة الرضية وترفع
درجة حرارتها مما يؤدي إلى تسخينها إلى حد أن تبدأ اللواح الرضية ( وهي عبارة عن القطع من
القشرة الرضية التي تغلف الكرة الرضية ) تبدأ هذه اللواح بالتمدد بشدة ،وهنا يتحقق الوعد اللهي:
( وَِإذَا ا ْلَأرْضُ ُمدّتْ ) [النشقاق]3 :
وتبدأ بعد ذلك الجبال التي تحملها هذه اللواح بالسير والتحرك أيضا ،وعند هذه النقطة يتحقق الوعد
سّيرَتْ ) [التكوير]3 :
جبَالُ ُ
اللهي عن حركة الجبال ( :وَِإذَا ا ْل ِ
ولكن التمدد سوف يزداد وحركة اللواح الرضية ستصبح أعنف وبالتالي تبدأ الزلزل والصدوع
خ َرجَتِ ا ْلَأرْضُ َأثْقَاَلهَ ) [الزلزلة:
بالحدوث ويتحقق الوعد اللهيِ ( :إذَا زُ ْلزِلَتِ ا ْلَأرْضُ زِ ْلزَاَلهَا * وََأ ْ
.]2-1فالحركة العنيفة للواح الرض ( أجزاء القشرة الرضية ) سوف تحرك هذه اللواح وتقطعها
وتُخرج ما فيها ،وسوف تقذف الرض ما بداخلها إلى الخارج تماما كما يحدث عندما نرى البراكين
تقذف الحمم المنصهرة ،وهنا يتحقق الوعد اللهي أن الرض ستلقي ما بداخلها إلى الخارج وتتخلى
ت مَا فِيهَا َو َتخَلّتْ ) [النشقاق]4 : عنه ،يقول تعالى عن الرض في ذلك اليوم ( :وَأَلْقَ ْ
شكل الرض كما يتخيله العلماء في ذلك الزمن ،بحار تُسجّر وجبال تسيّر ،وأرض تغلي وتخرج ما
بداخلها ،وزلزل تنتشر في كل مكان
ولكن لن تقف الحداث عند هذا الحد ،فدرجة الحرارة الهائلة سوف تتحول الجبال إلى قنابل موقوتة
بفعل الحرارة العالية ،فلكل جبل كما نعلم جذر مغروس في الرض يمتد إلى أكثر من 70كيلو مترا
أحيانا ،والحرارة العالية في أسفل الجبل والحرارة العالية على قمة الجبل ،سوف تجعل صخور هذا
الجبل تتمدد بدرجة كبيرة مما يؤدي إلى تكسر هذه الصخور وتناثرها وتفتيتها ،وهنا يتحقق الوعد
صفً ) [طه:
ل َينْسِ ُفهَا َربّي َنسْفًا * َف َيذَرُهَا قَاعًا صَ ْف َ
جبَالِ فَقُ ْ
ن ا ْل ِ
سأَلُو َنكَ عَ ِ
اللهي عن الجبالَ ( :و َي ْ
]106-105
من هنا أخي القارئ نلمس أن القرآن يتحدث بمنطق علمي ،والتحليل السابق لنهاية الشمس واجتماعها
مع القمر هو تحليل صادر عن كبار علماء الفلك في العالم عندما اجتمعوا وحاولوا أن يضعوا تصورا
لنهاية الرض فخرجوا بهذه النتائج التي تطابق القرآن ول تخالفه ،وهذا يدل على عظمة كتاب ال
تعالى
هذا هو كتاب ال تعالى ،يحوي حقائق الماضي والمستقبل ،هذا الكتاب لو أن ال تعالى أنزله على
جبل ،لتصدع وخرّ خاشعا أمام عظمة كلم ال عز وجل ،فما بالنا نحن البشر ل نتأثر بكلم ال ول
تخشع له قلوبنا؟ نسأل ال تعالى أل يجعلنا من القاسية قلوبهم ،وأن نكون من الذين قال فيهم ( :اللّهُ
خشَ ْونَ َر ّب ُهمْ ُثمّ تَلِينُ جُلُودُ ُهمْ َوقُلُو ُب ُهمْ
شعِرّ ِمنْ ُه جُلُو ُد اّلذِينَ َي ْ
ي تَ ْق َ
حدِيثِ ِكتَابًا ُم َتشَا ِبهًا َمثَانِ َ
ن ا ْل َ
حسَ َ
َنزّلَ َأ ْ
ن َيشَاءُ َومَنْ ُيضْلِلِ اللّ ُه فَمَا َلهُ ِمنْ هَادٍ ) [الزمر]23 : إِلَى ِذ ْكرِ اللّهِ ذَِلكَ ُهدَى اللّ ِه َيهْدِي ِبهِ مَ ْ