Professional Documents
Culture Documents
في نفس العام الذي نشرت فيه مجلة التايمز عنوانها الشهير :هل مات اإلله؟
قام العالم الفلكي الشهير كارل ساغال بإعالن أنه يكفي وجود شرطين اثنين إلمكانية وجود الحياة على
كوكب آخر،
وهذان الشرطان هما شمس مناسبة ،وكوكب يدور حولها بمسافة مناسبة،
فإنه سيكون من املفروض وجود سبتليون كوكبا صالحا للحياة أي واحدا أمامه 24صفرا من عدد
الكواكب التي تصلح للحياة،
لكن مع السنين والعقود تبين أن ما يأتي من الكون هو الصمت املطبق الذي يفضي للصمم!،
حتى هذا العام 2022قام الباحثون بالعثور على صفر من الكواكب ،فما الذي حصل؟
مع زيادة معرفتنا~ بالكون تبين أننا بحاجة~ إلى شروط أكثر بكثير من الشرطين الذين وضعهما كارل
ساغال الستضافة~ الحياة،
لقد ارتفعت الشروط من شرطين إلى عشرة إلى عشرين إلى خمسين،
وبدأ رقم الكواكب التي يمكن أن تلبي هذه الشروط باالنحسار إلى بضعة آالف إلى أقل من ذلك مع
الوقت،
وقد كتب بيتر شانكل Peter Schenkelمن فريق البحث في مجلة إلحادية شهيرة قوله:
في الشروط التي يجب استيفاؤها~ لوجود الحياة في أماكن أخرى من الكون،
وقد بحث ألكثر من عقد من الزمان عن كوكب ذي خصائص تدعم الحياة املعقدة،
وقد وصلت العوامل الضرورية الالزمة للحياة عنده إلى أكثر من عشرين عامال على األقل،
منها أن يوجد الكوكب ضمن منطقة ضيقة نسبيا في املنطقة الكونية الصالحة للحياة في املجرة within
،Galactic Habitable Zone
قمر حجمه كبير بما فيه الكفاية لتحقيق االستقرار في ميل محور الكوكب أثناء دورانه
ووجود ٍ
وحركات األمواج عليه،
وتوفر مجال مغناطيسي بقوة تكفي لصد أشعة الشمس الضارة...،
وتمضي القائمة...
توصلها بعض األبحاث ملئتي شرط ،وأقل التقديرات تجعلها عشرين شرطا
ال تتم الحياة هكذا خبط عشواء بمجرد وجود صاعق كهربائي وبعض األحماض~ األمينية
بل ال بد من نظام! وهذا النظام يجب أن يكون معيرا تعييرا منتظما دقيقا وبثالثة أبعاد:
وأنه ال يصلح لتعيش عليه بضعة ثوان إال إذا قمت بتحضيرات تناسب أجواءه،
وتتكيف مع حاجاتك!
فإنك قد تستطيع التغلب على هذه املعضلة بأن ترتدي ألبسة معينة،
ونيازك قد تنهال في أية لحظة عليك إذ ال يوجد على سطح القمر ما يقيك إياها!~
فأنت بوضعك الطبيعي مجهز بأجهزة للتنفس بكل حرية في أي مكان من كوكب األرض،
وفي الوقت نفسه فإن نسبة األوكسجين في الجو مناسبة تماما لجهازك التنفسي والحتياجاتك،
وحين تمضي في نزهة في املساء لن تصطحب معك حاجزا يقيك من النيازك والشهب،
فأنت مجهز مسبقا للعيش في األرض بما يلزم ذلك من تصميم مسبق ألجهزتك الحيوية،
واألرض نفسها مجهزة مسبقا بما يلزمك مما ال تحتاج معه لتغيير ظروفها وغالفها~ الجوي،
فلم يفسد هذا النظام الثنائي (اإلنسان -األرض) بل تحالف معه ولم يفسد هذا التجهيز
كل ضلع من أضالع هذا املثلث مجهز لآلخر وكل متعاون مع اآلخر لتتحقق إمكانية الحياة!
الحظ :في كل ثابت من الثوابت أو كل قانون من القوانين الفيزيائية التي تتوقف عليها الحياة تم اختيار
ص ُع ٍد ٍ
ثالثة: خيار من ضمن خيارات ،وهذا الخيار هو بالضبط املطلوب! ،وقد تم التعيير على ُ
وغالفها~ الجوي...الخ ،وثوابت الفيزياء الكونية وقوانينها معيرة ومهيئة الستقبال الحياة.
فالكربون –أحد أهم العناصر الالزمة للحياة -ينتج في قلب النجوم بتعيير خاص وعملية خارقة معجزة
عبر تفاعل ألفا الثالثي ،The triple alpha process
والعناصر التي تلزم للحياة موجودة بوفرة كافية~ في األرض وفي املنطقة من املجرة التي توجد فيها
األرض،
وفي هذه الفترة الزمنية من عمر الكون بالضبط ،ولتستمر الحياة ضمن هذه الظروف.
نجد أن الكائنات الحية مزودة باألجهزة واألنظمة املضبوطة واملعيرة بدقة متناسبة مع هذه القوانين
إذن :فالبحث عن حياة يستوجب البحث عن النظام ،والبحث عن النظام ال يتم والباحث يستمر في
إنكار وجود املنظم!!
إذن فقد تبين لنا أن الكواكب التي تصلح للحياة تختار اختيارا وتهيؤ تهيئة لذلك،
َّ
﴿و َما َبث ِف ِيه َما ِم ْن َد َّاب ٍة﴾
وقد قال هللا تبارك وتعالى~ في القرآن الكريمَ :
وقال عز من قائل:
ض َو َم ْن فيه َّن َو ْن م ْن َش ْيء اَّل ُي َس ّب ُح ب َح ْمده َو َلك ْن اَل َت ْف َق ُه َُ ْ ُ َ ّ ُ َ ُ َّ َ َ ُ َّ ْ ُ َ َأْل
ون ِ ِ ِِ ِ ٍ ِإ ِ ِ ِإ ِ ر ﴿تس ِبح له السموات السبع وا
ورا (﴾)44 يح ُه ْم َّن ُه َك َ
ان َح ِل ًيما َغ ُف ً َت ْسب َ
ِإ ِ
وكلمة من :ضمير يعود على العاقل وغير العاقل أيضا
وإلى هذا أشار املفكر موريس بوكاي في كتابه :القرآن الكريم والتوراة واالنجيل.
فألفاظ اآليات تنطق بهذا ،وعلمه عند ربي ،وقد يتوصل إليه الناس بعد زمن.
وكثيرا ما يعني التعدد دون أن نعرف بشكل محدد سبب هذا االستخدام،
إن الرقم 7يبدو عند اليونان والرومان وكأن له معنى التعدد نفسه غير املحدد،
وفي القرآن يعود الرقم 7على السموات بمعناها~ الصرف سبع مرات،
بالنسبة لكل هذه اآليات يجمع مفسرو القرآن على أن الرقم 7يشير إلى تعدد دون تحديد آخر
أن يجد في نص من هذا العصر تصريحا بإمكان وجود كواكب أخرى تشبه األرض في الكون،
فيمكن استنتاج أن النص القرآني يشير بوضوح إلى أنه ال يوجد إال األرض فقط،
موجودة في اآليات التالية( :سورة األنبياء ،16والدخان~ 7و ،38وسورة النبأ ،37وسور الحجر ،85
1
واألحقاف ،3والزخرف )85
1القرآن الكريم والتوراة واالنجيل والعلم ملوريس بوكاي ص 189-186
إذن فهذا تأويل محتمل ،وال يصح نفيه ،وال القطع به.