You are on page 1of 42

‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫مستقبل التعهيد في مجال تكنولوجيا المعلومات في مصر‬


‫يانكي جروب‪ ،‬مايو ‪2007‬‬
‫بقلم توني مارسون و ميندي بلودجيت‬
‫التعليق ‪ :‬شيريهان نشأت‬
‫السنة الرابعه العدد (‪ )43‬يوليو ‪2008‬‬

‫________________________________‬ ‫‪1‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫________________________________‬ ‫‪2‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫التقديم‬
‫خدمات التعه يد “‪ ”Outsourcing‬م صطلح جد يد أض يف إلي الم صطلحات‬
‫الم ستخدمة في مجال تكنولوج يا المعلومات في ظل ما تشهده من تطور مت سارع‬
‫ومتنا مي وأي ضا عابر للحدود وهذا الم صطلح ي عبر بب ساطة عن مجال جد يد هو‬
‫مجال تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات وخدمات إدارة نظم العمال الحديثة عبر‬
‫وسيط متخصص تتوفر لديه القدرات والخبرات الفنية التي تمكنه من ذلك ‪..‬‬
‫وفي الونة الخيرة إتسع مجال خدمات التعهيد وأصبح صناعة قائمة بذاتها‬
‫تدر أرباحا هائلة وأي ضا ت ساهم في تو سيع قاعدة ال خبرة التكنولوج ية للقائيم ين ب ها‬
‫‪ ..‬وربما تكون الهند من أكثر الدول التي تبرز في هذا المجال‪ .‬وهذه الدراسة التي‬
‫ن حن ب صدد عرض ها وتقديم ها والتعل يق علي ها تتحدث عن م صر بإعتبار ها تمتلك‬
‫القدرات التي تمكنها من أن تكون منافسا قويا في هذا المجال ‪.‬‬
‫وتعلق علي هذه الدراسكة باحثكة متميزة مكن فريكق الباحثيكن بالمرككز الدولي‬
‫للدرا سات الم ستقبلية وال ستراتيجية بإعتبار ها با حث رئي سي في وحدة الدرا سات‬
‫العلمية والمعلوماتية ‪.‬‬

‫أسرة التحرير‬
‫يوليو ‪2008‬‬

‫________________________________‬ ‫‪3‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫الملخص التنفيذي‬
‫هل م صر هي ه ند الشرق الو سط ؟ تلك هي الفكرة ال تي تأ مل الحكو مة‬
‫الم صرية وقطاع العمال في م صر إلي تر سيخها في و قت تشرع ف يه البلد في‬
‫دخول السوق المغري والذي يشهد نموا سريعا لخدمات التعهيد العابرة للحدود‪.‬‬
‫ويمثل سوق التعهيد العابر للحدود سوقا قويا ومرنا أمام المناطق التي تنجح‬
‫فكي الدخول إليكه‪ .‬وتملك مصكر‪ ،‬وهكي وافكد جديكد نسكبيا على هذا المجال‪ ،‬ب عض‬
‫المقومات الفريدة التكي يمككن أن تجعلهكا تحصكد الفوائد القتصكادية مكن فرص‬
‫خدمات التعهيد – بيد أنها تواجه بعض العقبات الهامة التي يجب أن تتغلب عليها‬
‫إذا كانت تريد جني ثمار هذه الفوائد القتصادية‪.‬‬
‫ومازالت الهنكد تمثكل عملق خدمات التعهيكد‪ ،‬حيكث تقود سكوق خدمات‬
‫التعهيكد العابرة للحدود فكي مجال تعهيكد خدمات تكنولوجيكا المعلومات وتعهيكد‬
‫خدمات إدارة ن ظم العمال على حد سواء‪ .‬وحاليا ت ستحوذ اله ند على حوالي ‪60‬‬
‫في المائة من إجمالي ال سوق الخارجية‪ ،‬حيث قفزت عائدات ها إلي ما يز يد على ‪6‬‬
‫مليار دولر العام الماضكي فكي قطاع تعهيكد خدمات إدارة نظكم العمال وحده‪،‬‬
‫وعائدات إجمالية بقيمة ‪ 22‬مليار دولر‪.‬‬
‫لكن هناك مناطق أخرى تهدد هيمنة الهند على قطاع خدمات التعهيد العابرة‬
‫للحدود‪ ،‬وأبرز ها الصين وأمري كا اللتينية وأورو با الشرق ية‪ .‬ف هل يم كن أن تح قق‬
‫مصر أداءا قويا في هذا المجال أيضا ؟‬
‫فيما يلي بعض العوامل المساعدة والمعيقة لمصر في هذا المجال‪:‬‬
‫إن مصكر تتمتكع بوضكع جيكد يسكمح لهكا بالسكعي وراء السكوق‬ ‫•‬

‫الشرق أوسكطي‪ ،‬كمكا يمككن لمصكر بمكا تملككه مكن قوة عاملة‬
‫تتفاخر بأنها تتحدث بلغات متعددة (على عكس الهند التي تسودها‬
‫اللغة النجليزية) أن تجذب أيضا الشركات الوروبية‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪4‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫ويمكن لمصر‪ ،‬بخريجيها من المعاهد الفنية الذين يصل عددهم‬ ‫•‬

‫‪ 80‬ألف خريكج فكي العام‪ ،‬أن تتفاخكر بأنهكا تملك معيكن ضخكم‬
‫ومتزايد من المواهب وشرعت في إبراز أداء قوي على مستوى‬
‫تعهيكد خدمات تكنولوجيكا المعلومات‪ .‬وتقكل تكاليكف العمالة فكي‬
‫م صر عن ب عض المنا طق الخرى منخف ضة التكال يف‪ ،‬ك ما أن ها‬
‫تتمتع بمزايا التوقيت الزمني المناسب مع أوروبا وأفريقيا وآسيا‬
‫وشمال أفريقيا‪.‬‬
‫وت سود مخاوف‪ ،‬وبخا صة في أمري كا الشمال ية‪ ،‬بشأن ال سلمة‬ ‫•‬

‫الشخصكية وسكلمة الممتلكات والبيانات فكي مصكر‪ .‬فهكل يمككن‬


‫لمصر أن تبدد بنجاح مثل هذه المخاوف ؟‬
‫ومثكل الهنكد‪ ،‬هناك مسكائل خطيرة تتعلق بالبنيكة السكاسية فكي‬ ‫•‬

‫كوء حالة الطرق‪ ،‬والكتظاظ المروري‪ ،‬وقدم‬


‫كا سك‬
‫كر‪ ،‬منهك‬
‫مصك‬
‫المطارات‪ .‬ف هل يم كن أن تتعلم م صر من أخطاء اله ند وتتج نب‬
‫بعض عيوب القفز إلي سوق خدمات التعهيد ؟‬
‫وفي هذا التقرير لمجموعة يانكي‪ ،‬نجيب على السئلة التالية‪ :‬هل يمكن لمصر أن‬
‫تستغل بشكل كافي مميزاتها وتتغلب على العقبات التي تعترضها ؟ وهل ستتحول‬
‫مصر إلي هند الشرق الوسط ؟‬
‫‪-1‬تزايد الهتمام بخدمات التعهيد في مصر‬
‫يتزا يد ب سرعة الهتمام بم صر كمر كز لخدمات التعه يد‪ ،‬فالحكو مة الم صرية‬
‫تقوم بتنفيكذ سكلسلة مكن المبادرات للنهوض بهذه الصكناعة والحفاظ على تزايكد‬
‫الهتمام بها‪ .‬لكن مصر تواجه عدد من المشاكل الهيكلية ومشاكل إدراكية يجب أن‬
‫تعالجها أولً لكي تصبح منافس قوي في سوق خدمات التعهيد العالمي‪.‬‬
‫والخبار السارة‪ ،‬حسب مؤشر أيه‪ .‬تي كيرني ‪ A.T. Kearney‬لمواقع الخدمات‬
‫العالمية ‪ ،2007‬هي أن مصر تتقدم على مواقع في أوروبا الشرقية مثل جمهورية‬

‫________________________________‬ ‫‪5‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫التشيك‪ ،‬والمجر‪ ،‬وبولندا إضافة إلي مواقع أخرى في الشرق الوسط وأفريقيا مثل‬
‫جنوب أفريق يا وتو نس‪ ،‬كمر كز لخدمات التعه يد‪ .‬وشر عت بالف عل شركات عالم ية‬
‫لتكنولوجيكا التصكالت والمعلومات مثكل شركات سكيسكو‪ ،‬وجوجكل‪ ،‬وأي بكي ام‪،‬‬
‫وميكروسكوفت‪ ،‬وأوراككل‪ ،‬وأورانكج لخدمات العمال‪ ،‬فكي اسكتغلل الطاقكة‬
‫والمكانيات المصرية في مجال تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫و قد حددت الحكو مة الم صرية لنف سها هدفا طموحا يتم ثل في زيادة ح صة‬
‫مصر في السوق العالمية لخدمات التعهيد‪ ،‬حيث تريد الحكومة المصرية أن تحقق‬
‫الشركات المحليكة عائدا يصكل إلي مكا يزيكد على مليار دولر بحلول عام ‪،2010‬‬
‫وهو ما يمثل أربع أضعاف عائدات عام ‪.2005‬‬

‫لككن هناك تحديات‪ ،‬ومصكر يمكنهكا بالتأكيكد التعلم مكن أخطاء الهنكد الن‪،‬‬
‫فالهند لديها مشاكل خطيرة عديدة في البنية الساسية وتعاني من قصور في العمالة‬

‫________________________________‬ ‫‪6‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫المدربة التي تكفي لتلبية كل الطلبات‪ .‬وتحاول الهند تصحيح مشاكلها لكنها تخطو‬
‫ببطئ في هذا التجاه‪ .‬وإذا تمكنت مصر من تحديد أين تعثرت الهند‪ ،‬فربما يمكنها‬
‫تجنب بعض نفس هذه العقبات التي تواجهها الهند اليوم وهي تحاول مواكبة إيقاع‬
‫الطلب المتزايد بسرعة على خدمات التعهيد‪.‬‬
‫ون حن في هذا التقر ير نب حث حالة م صر و ما سيتعين علي ها القيام به للوفاء‬
‫بالهدف الطموح الذي حددته الحكومة المصرية‪.‬‬
‫‪-2‬مقارنة بين مصر ومناطق خدمات التعهيد الخرى‬
‫شهكد سكوق الخدمات والعمليات العابرة للحدود نموا خلل العقكد الماضكي‪،‬‬
‫وكانت اله ند هي الم ستفيد الرئي سي من حا جة شركات أمري كا الشمال ية والشركات‬
‫الوروبيكة للسكتفادة مكن العمالة الرخيصكة وترشيكد التكاليكف مكن خلل تعهيكد‬
‫عملياتهكا المتعلقكة بتكنولوجيكا المعلومات أو المتعلقكة بإدارة نظكم العمال – وهكو‬
‫تعهيد يكون في حالت كثيرة عابر للحدود‪.‬‬
‫وتحقق مصر طفرة‪ ،‬وما تملكه من محترفين يتحدثون بلغات أجنبية‪ ،‬ورخص‬
‫العمالة النسبي وقربها من أوروبا‪ ،‬وآسيا – الباسيفيكي والشرق الوسط يجعل منها‬
‫منافس رئيسي على أن تصبح الموقع الرئيسي القادم في مجال التعهيد‪ .‬لكن كيف‬
‫يم كن مقار نة م صر بالمنا طق البارزة والرا سخة في مجال التعه يد العابر للحدود‬
‫(مثل الهند) والمناطق الصاعدة (مثل الصين) (أنظر شكل ‪ )2‬؟‬

‫________________________________‬ ‫‪7‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫مصر مقارنة بالهند‬


‫هناك أو جه تشا به صارخة ب ين م صر واله ند؛ فكله ما يعا ني من معدلت‬
‫فقر مرتفعة‪ ،‬ولديه نسبة كبيرة من سكان الريف‪ ،‬ونسب عالية من المية (وخاصة‬
‫بيكن النسكاء)‪ .‬ول تقتصكر أوجكه الشبكه على ذلك؛ ففكي كل الدولتيكن‪ ،‬يسكهم قطاع‬
‫الخدمات مساهمة واسعة في إجمالي الناتج المحلي‪.‬‬
‫وتسمح كل من مصر والهند بمستويات مرتفعة للملكية الجنبية في شركات‬
‫تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪ ،‬ويصل مستوى الملكية الجنبية المسموح به في‬
‫الهند إلي ‪ %75‬في حين ل تو جد قيود عليها في مصر‪ ،‬مما يؤثر تأثيرا إيجابيا‬
‫على معدلت النتاج القومي في كل الدولتين‪.‬‬
‫وتتشا به اله ند وم صر من ح يث التركي بة ال سكانية‪ ،‬فالفئة العمر ية ال سائدة‬
‫باله ند هي ‪ 23‬عاما بين ما في م صر ‪ 24‬عاما م ما يش ير إلي أن العمالة في كل‬
‫البلدين من الشباب القابل للتدريب‪.‬‬
‫ورغم أن الهند تتقدم تقدما كبيرا على مصر من ناحية تطور تعهيد خدمات‬
‫تكنولوجيكا المعلومات‪ ،‬فإن المؤشرات السكاسية تشيكر إلي أن البنيكة السكاسية‬
‫________________________________‬ ‫‪8‬‬ ‫________________________________‬
‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫لتكنولوج يا المعلومات والت صالت في م صر أك ثر تقدما بكث ير من نظيرت ها في‬


‫الهند‪ .‬كما أن عدد المتصلين بالنترنت والمشتركين في خطوط الهاتف في مصر‬
‫يفوق بثل ثة أضعاف نظرائ هم في اله ند‪ .‬و سوف تحتاج م صر لل ستفادة من هذه‬
‫الميزة الهامة من أجل تسريع تطورها في سوق خدمات تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫وتعانكي الهنكد أيضا مكن عدد مكن القضايكا الشائككة المتعلقكة بالعمكل والقوة‬
‫العاملة‪ ،‬وعلى سبيل المثال يُعاني ال سوق الهندي من استنزاف خطير في الفراد‪،‬‬
‫يمكن أن يتراوح بين ‪ %20‬و ‪ %50‬من الفراد في بعض الشركات‪ .‬وتعاني الهند‬
‫من مشكلة أخرى تتمثل في الحفاظ على ضخ إمداد كافي من العمال المهرة‪ ،‬فرغم‬
‫أن الجامعات والمدارس الفنيكة الهنديكة تخرج متوسكط يصكل إلي ‪ 400‬ألف طالب‬
‫متخ صص في الهند سة وعلوم الك مبيوتر كل عام‪ ،‬فإن الراب طة الوطن ية لشركات‬
‫البرا مج والخدمات (‪ )NASSCOM‬قد تنبأت بعجز يصل إلي ‪ 500‬ألف عامل في‬
‫مجال تكنولوجيكا المعلومات بحلول عام ‪ .2010‬كمكا أن عدد ككبير مكن الخريجيكن‬
‫فكي الهنكد ل يتمتعون بالتدريكب الكافكي‪ ،‬ويفتقرون إلي الخكبرة والمهارات العمليكة‬
‫مثكل إدارة المشروعات أو القدرة على العمكل باسكتقللية‪ .‬إضافكة إلي ذلك‪ ،‬تواجكه‬
‫الهند تحدي على صعيد العمالة يتمثل في الجور المتصاعدة‪ ،‬في ظل تزايد تضخم‬
‫أجور عمال تكنولوج يا المعلومات بمعدل ي صل ما ب ين ‪ 10‬إلي ‪ 15‬في المائة في‬
‫العام‪.‬‬
‫وتزيكد المصكاعب العديدة فكي البنيكة السكاسية فكي الهنكد مكن مشاككل القوة‬
‫العاملة‪ ،‬فالطرق سكيئة التخطيكط فكي مراككز التعهيكد البارزة‪ ،‬مثكل مومباي‪،‬‬
‫وبانجالور‪ ،‬وحيدرأباد‪ ،‬وشيناي‪ ،‬ونيودلهكي‪ ،‬تعانكي مكن الختناقات المروريكة فكي‬
‫الو قت الذي تت سابق ف يه ال سيارات والحافلت مع العربات ال تي ت سير على ثلث‬
‫عجلت وحتى في بعض الحيان البقار أو العربات التي تجرها الخيول‪.‬‬
‫ويم كن لم صر ال ستفادة من ب عض الخطوات ال تي تتخذ ها اله ند لعلج هذه‬
‫العقبات الناجمة عن نمو السوق‪ ،‬وعلى سبيل المثال تقوم مدينة بانجالور ببناء نظام‬

‫________________________________‬ ‫‪9‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫نقل عام في شكل مترو أنفاق وخطوط حافلت أفضل‪ ،‬بجانب طريق سريع جديد‬
‫سوف ينقل حركة المرور خارج الشوارع الضيقة ويربط المباني الدارية وساحات‬
‫التعهيد في قطاع المدينة الليكترونية في مدينة بانجالور‪ .‬وقد بدأت جامعات هندية‬
‫فكي إقامكة شراكات مكع جامعات أمريكيكة لتوسكيع إمكاناتهكا فكي مجال التعليكم‬
‫والمعرفة‪.‬‬
‫كذلك تتحرك الشركات الهنديكة التكي توفكر خدمات التعهيكد لتجاوز العمكل‬
‫الت طبيقي الب سيط لتكنولوج يا المعلومات وعمليات صفقات تعه يد خدمات إدارة ن ظم‬
‫العمال‪ ،‬حيكث تقوم بتوسكيع اسكتشاراتها وبدء القيام بأعمال البحاث والتطويكر‬
‫المعقدة‪ .‬كمكا أن شركات توفيكر الخدمات الهنديكة بدأت توسكيع وجودهكا العالمكي‪،‬‬
‫ح يث تقوم شر كة انفو سيس ‪ Infosys‬بافتتاح مرا كز في أورو با الشرق ية وال صين‬
‫وتقوم شركة ويبرو ‪ Wipro‬بشراء شركات أمريكية وأوروبية لتعزيز وجودها في‬
‫أسواق أخرى‪.‬‬
‫ورغم أن الشركات المصرية سوف يتعين عليها مجاراة أداء شركات توفير‬
‫الخدمات الهند ية النشي طة و سوف يتع ين علي ها إ صلح عدد من الم سائل المتعل قة‬
‫بالبنيكة السكاسية والمسكائل الخرى لجذب الشركات متعددة الجنسكية‪ ،‬فإن مصكر‬
‫تتمتع ببعض المميزات التي تتفوق بها على الهند‪ ،‬ومن هذه المميزات‪:‬‬
‫مصكر تملك قوة عاملة تجيكد لغات متعددة تمثكل إغراءً ككبيرا‬ ‫•‬

‫للشركات الوروبيكة‪ ،‬وفكي ظكل ارتفاع الجور الذي يجتاح مدن‬


‫في أوروبا الشرقية مثل براغ‪ ،‬فإن مصر تعتبر منطقة منخفضة‬
‫التكاليف‪ ،‬على عكس الهند التي تسودها اللغة النجليزية فقط‪.‬‬
‫تشترك مصر في منطقة زمنية مع عدد من المناطق الوروبية‪،‬‬ ‫•‬

‫ممكا يسكهل أكثكر إقامكة العمال هناك‪ ،‬كمكا أن مصكر تملك‬


‫إمكانيات أن ت صبح مركزا قريبا للتعه يد يم كن أن ينا فس أورو با‬
‫الشرقية‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪10‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫تجعل صناعة السياحة المصرية العريقة واللمام بالثقافة الغربية‬ ‫•‬

‫مكن القوة العاملة والشباب المصكري عناصكر تلئم بشككل جيكد‬


‫الشركات الوروبية‪.‬‬

‫مصر مقارنة بالصين‬


‫تحقكق الصكين نموا سكريعا فكي سكوق تعهيكد خدمات تكنولوجيكا المعلومات‬
‫وتقدما نسبيا في سوق تعهيد خدمات إدارة نظم العمال‪ .‬وقد حقق سوق تكنولوجيا‬
‫المعلومات ال صيني نموا و صل ل ما يقرب من ‪ %50‬في عام ‪ 2004‬وا ستمر في‬
‫التصاعد منذ ذلك الحين‪.‬‬
‫و قد بدأت طفرة التعه يد في ال صين ح ين بدأت الحكو مة ال صينية في حملة‬
‫ت سويق مكث فة للبلد كوج هة للتعه يد‪ .‬وقا مت شركات كبرى متعددة الجن سيات مثل‬
‫ميكروسكوفت وجكي إي ‪ GE‬مراككز فكي الصكين بدلً مكن بناء قدرات تكنولوجيكا‬
‫المعلومات وتعهيد خدمات إدارة نظم العمال داخليا‪ ،‬وبدأت تتطلع إلي تعهيد موقع‬
‫خارجي قريب يملك قدرات التحدث باللغة الصينية‪.‬‬
‫وحتكى الن‪ ،‬فإن معظكم الطلب على تعهيكد خدمات تكنولوجيكا المعلومات‬
‫وتعهيد خدمات إدارة نظم العمال في الصين هو طلب محلي‪ ،‬مما يعني أنه يأتي‬
‫من شركات ل ها فروع دا خل ال صين ول يُش حن من منا طق مجاورة‪ .‬ل كن ال صين‬
‫تأمل في الحصول على عائدات كبيرة من التعهيد غير المحلي‪ ،‬وتفكر في منافسة‬
‫الهند أيضا‪ .‬ويمكن للصين أن تتفوق على الهند في بعض الجبهات‪ ،‬منها الجور‪:‬‬
‫ف في ال صين ت قل الجور ب ما ي صل ما ب ين ‪ 40‬إلي ‪ %50‬عن الجور في اله ند‪.‬‬
‫ويصل عدد الخريجين المتخصصين في مجال الهندسة وعلوم الكمبيوتر سنويا إلي‬
‫حوالي ‪ 50‬ألف خريكج‪ ،‬ومكن المتوقكع أن يزيكد هذا الرقكم بشدة خلل العوام‬
‫القادمة‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪11‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫وتتمتع الصين ببعض المميزات التي تتفوق بها على مناطق أخرى‪ ،‬منها مصر‪،‬‬
‫وهي تسعى إلي الستحواذ على حصة من سوق خدمات التعهيد‬
‫انخفاض التكال يف‪ :‬تع تبر أ سعار العقارات والطا قة في ال صين‬ ‫•‬

‫منخفضكة للغايكة مقارنكة بالجهات الخارجيكة الخرى‪ ،‬والتكاليكف‬


‫في مصر ليست في مستوى انخفاض التكاليف في الصين‪.‬‬
‫البن ية ال ساسية‪ :‬تع تبر البن ية ال ساسية في ال صين جيدة ن سبيا‬ ‫•‬

‫فكي المراككز الككبرى لخدمات تكنولوجيكا المعلومات فكي بكيكن‬


‫وشنغهاي‪ ،‬و هي تتح سن أيضا في منا طق أخرى من البلد‪ ،‬ك ما‬
‫أن البن ية ال ساسية للت صالت في ال صين قو ية ن سبيا‪ ،‬في ح ين‬
‫تمثل البنية الساسية مشكلة خطيرة لكل من الهند ومصر‪.‬‬
‫سمياسات الحكوممة‪ :‬تديكر الحكومكة الصكينية اقتصكادها وعينهكا‬ ‫•‬

‫على الن مو‪ ،‬بجا نب أن الحكو مة ال ستبدادية‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬


‫يمكنها ببساطة أن تأمر ببناء طريق إذا كان لذلك ضرورة‪ ،‬بدون‬
‫تأجيلت ومعوقات بسكبب الحا جة لموافقات‪ .‬ور غم أن الحكو مة‬
‫المصرية تتخذ خطوات لجذب صناعة التعهيد إلي شواطئها‪ ،‬فمن‬
‫غ ير المر جح أن تتحرك بن فس ال سرعة لدخال تح سينات وإزالة‬
‫المعوقات‪.‬‬

‫لكن هناك أيضا عقبات عديدة تعيق سوق التعهيد الصيني‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الملك ية في مجال تكنولوج يا المعلومات والت صالت‪ :‬ر غم أن‬ ‫•‬

‫الحكومة الصينية بصدد رفع نسبة الملكية في شركات تكنولوجيا‬


‫المعلومات والت صالت إلي ‪ 49‬في المائة (مقار نة ب ك ‪ 35‬في‬
‫المائة) بنهاية عام ‪ ،2007‬فإن المستثمر الجنبي يظل يحتاج إلي‬
‫شراء أسهم عادية بحد أدني قدره ‪ 250‬مليون دولر‪ .‬ومن شأن‬

‫________________________________‬ ‫‪12‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫مثكل هذه القواعكد أن تحمكي شركات التصكالت الصكينية مكن‬


‫المسكتثمرين الجانكب أكثكر مكن كونهكا تفتكح سكوق تكنولوجيكا‬
‫المعلومات والتصكالت‪ .‬والمرجكح أن يكون لذلك تأثيكر سكلبي‬
‫على تنمية سوق تكنولوجيا المعلومات والتصالت الصيني‪.‬‬
‫المن‪ :‬تعاني الصين من سرقات سيئة السمعة وواسعة النتشار‬ ‫•‬

‫للملك ية الفكر ية‪ .‬وح سب مجمو عة بيزن يس سوفت و ير آليا نس‬


‫(وهكي مجموعكة ضغكط متخصكصة فكي مجال تجارة صكناعة‬
‫البرا مج)‪ ،‬فإن ن حو ‪ 90‬في المائة من البرا مج في ال صين هي‬
‫برامج مسروقة‪.‬‬
‫حوا جز الل غة‪ :‬ل تملك ال صين مميزات تو فر كوادر تج يد الل غة‬ ‫•‬

‫النجليز ية ك ما في اله ند ول قدرات إجادة لغات متعددة ك ما في‬


‫مصر‪.‬‬
‫النفور الثقافمي‪ :‬على عككس مصكر‪ ،‬ل تألف الصكين الثقافكة‬ ‫•‬

‫والعادات الغربية ول ترتاح لها‬


‫الفتقار إلي مناف سين محلي ين أقوياء‪ :‬على ع كس اله ند‪ ،‬ح يث‬ ‫•‬

‫تحولت شركات هند ية م ثل تا تا‪ ،‬وأنفو سي وو يبرو إلي شركات‬


‫دولية إلي جانب كونها شركات هندية بارزة‪ ،‬فإن الصين ل تملك‬
‫حاليا أي شركات تتخكذ مكن الصكين مقراَ لهكا توازي بأي حال‬
‫قدرات أو مكا نة الشركات الهند ية‪ .‬وتتم تع م صر بو ضع أف ضل‬
‫من الصين في ظل وجود عدد أكبر من المنافسين المحليين‪.‬‬
‫‪ -3‬الستثمارات الجنبية المباشرة في مصر‬
‫إن السكتثمارات الجنبيكة المباشرة‪ ،‬إلي جانكب نمكو تدفقات التجارة ورأس‬
‫المال الدولي‪ ،‬تعتكككبر معيارا لقياس التعاملت والسكككتثمارات العابرة للحدود‬
‫للشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪13‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫وقكد شهدت مصكر فكي الفترة الخيرة زيادة فكي تدفكق السكتثمار الجنكبي‬
‫بمعدل ‪ %64‬سنويا في الفترة ما بين العام المالي ‪ 2000/2001‬و ‪،2005/2006‬‬
‫(العام المالي للحكومة المصرية يبدأ من يوليو وينتهي في يونيو التالي)‪ .‬ففي العام‬
‫المالي ‪ 2005/2006‬بلغ تدفق الستثمار الجنبي لمصر ‪ 6.1‬مليار دولر (أنظر‬
‫‪ 2003/2004‬أكثكر وضوحا؛ فقكد‬ ‫شككل ‪ .)3‬وكانكت الزيادة منكذ العام المالي‬
‫تضاعكف تدفكق السكتثمار الجنكبي المباشكر ثلثكة مرات تقريبا خلل تلك الفترة‪،‬‬
‫بنسبة إجمالي نمو سنوي قدرها ‪ 70‬في المائة‪ .‬وقبل العام المالي ‪،2003/2004‬‬
‫كان التركيز على قطاع البترول حيث وصل تدفق الستثمار في قطاع البترول بما‬
‫يزيد على سبعين في المائة‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪14‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫وح سب الهيئة العا مة لل ستثمار والمنا طق الحرة‪ ،‬فإن قطاع البترول جذب‬
‫‪ 30‬في المائة ف قط من ال ستثمارات الجنب ية المتدف قة إلي مصر في العام المالي‬
‫‪ .2005/2006‬واجتذبكت قطاعات النشاءات والمصكارف والعقارات وقطاعات‬
‫أخرى غالبية الستثمارات‪ .‬وحسب الهيئة العامة للستثمار والمناطق الحرة‪ ،‬ارتفع‬
‫تدفق الستثمار الجنبي بمصر في القطاعات غير البترولية إلي حوالي ‪ 214‬في‬
‫‪ 2004/2005‬و‬ ‫المائة ليصكل إلي ‪ 4.3‬مليار دولر فكي العاميكن المالييكن‬
‫‪ .2005/2006‬وركزت مع ظم هذه ال ستثمارات ( ‪ )%78‬على تأ سيس شركات‬
‫جديدة وزيادة رأس مال الشركات‪ .‬وتمثكل هذه إشارة مشجعكة لمصكر لنهكا تدل‬
‫على أن مصكر تجتذب السكتثمارات مكن الشركات الجديدة إضافكة إلي الشركات‬
‫التي تأسست قبل ‪.2005/2006‬‬
‫من الذي يستثمر‬
‫اعتمدت مصكر بشدة‪ ،‬قبكل العام المالي ‪ ،2003/2004‬على السكتثمارات‬
‫الجنبيكة المباشرة القادمكة مكن الوليات المتحدة والتحاد الوروبكي‪ .‬وعلى سكبيل‬
‫المثال‪ ،‬شكلت ال ستثمارات المريك ية الجنب ية المباشرة ‪ 77‬في المائة من إجمال‬
‫الستثمارات الجنبية المباشرة المتدفقة على مصر‪.‬‬
‫ويو ضح (ش كل ‪ )3‬مجمو عة مختل فة من الم ستثمرين الذ ين تجتذب م صر‬
‫اسكتثماراتهم الن‪ ،‬وحسكب بيانات جمعهكا مرصكد ‪Mediterranean Investment‬‬

‫‪ ،)Project Observatory )MIPO‬فإن أ كبر مجمو عة من مشروعات ال ستثمارات‬


‫التي أعلن عنها مؤخرا تأتي من دول مجلس التعاون الخليجي (الكويت والسعودية‬
‫والمارات)؛ وتمثل هذه المشروعات الستثمارية ‪ 29.4‬في المائة من إجمالي قيمة‬
‫المشروعات الستثمارية في مصر‪ ،‬يليها التحاد الوروبي (‪ 28.9‬في المائة)‪.‬‬
‫وتتمثل النطلقة الرئيسية لستثمارات مجلس التعاون الخليجي في قطاعات‬
‫العقارات والنشاءات‪ ،‬وفككي العام المالي ‪ ،2005/2006‬حصككل قطاع العقارات‬
‫على أقكل مكن ‪ 0.5‬فكي المائة مكن السكتثمارات الجنبيكة المباشرة المتدفقكة على‬
‫________________________________‬ ‫‪15‬‬ ‫________________________________‬
‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫مصر‪ .‬ويضم هذا القطاع بعض المشروعات العملقة طويلة المدى‪ ،‬بإجمالي تكلفة‬
‫تزيد على ‪ 50‬مليار دولر‪ ،‬وتشمل هذه المشروعات‪:‬‬
‫مجموعة الفطيم (المارات العربية المتحدة) قامت باستثمار ‪3.5‬‬ ‫•‬

‫مليار دولر في مشروع كايرو فستيفال سيتي‪.‬‬


‫مجمو عة الخرا في (الكو يت) قا مت ب ضخ ا ستثمارات بقي مة ‪3‬‬ ‫•‬

‫مليار دولر‪ ،‬منها صفقة مطار مرسي علم الذي يُنفذ بنظام البناء‬
‫والتشغ يل والتحو يل (‪ )BOT‬ومنت جع على ساحل الب حر الح مر‬
‫في مصر (على بعد ‪ 250‬جنوب الغردقة)‪.‬‬
‫شرككة الكويكت والخليكج الدوليكة للموانكي ‪ ))KGL‬ضخكت‬ ‫•‬

‫اسكتثمارات بقيمكة مليار دولر لبناء محطكة حاويات ضخمكة تُقام‬


‫بميناء دمياط ( سوف تكت مل المرحلة الولي في ‪ )2008‬ويش مل‬
‫التفاق حق لستغلل التشغيل لمدة ‪ 40‬عاما‪.‬‬
‫مجموعة داماك (دبي) تتطلع لضخ استثمارات قدرها ‪ 15‬مليار‬ ‫•‬

‫دولر في تطو ير خليج غام شا (بالقرب من الغردقة على ساحل‬


‫البحر الحمر في مصر)‪.‬‬
‫فكي أغسكطس ‪ ،2006‬وقعكت أربكع مؤسكسات اسكتثمارية فكي‬ ‫•‬

‫الخليكج اتفاقكا على إقامكة شرككة قابضكة بقيمكة مليار دولر فكي‬
‫م صر‪ ،‬و سوف تر كز الشر كة القاب ضة المملو كة ملك ية مشتر كة‬
‫على تطويكر عدد مكن مشروعات النقكل التكي تعمكل بنظام البناء‬
‫والتشغيل والتحويل بقيمة ‪ 30‬مليار دولر‪.‬‬
‫كمكا أن مصكر تمثكل إغراءا للمسكتثمرين السكيويين‪ ،‬وبخاصكة الشركات‬
‫الصكينية والهنديكة والماليزيكة‪ ،‬وتتجكه مثكل هذا السكتثمارات إمكا إلي اسكتخراج‬
‫المعادن أو الصناعات الساسية مثل منتجات السمدة‪ .‬ومن بين الستثمارات التي‬
‫تم العلن عنها مؤخرا ما يلي‪:‬‬

‫________________________________‬ ‫‪16‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫في سبتمبر ‪ ،2006‬وقعت مجموعة ‪( CITIC‬وهي أكبر شركة‬ ‫•‬

‫صينية) عقدا بقيمة ‪ 800‬مليون دولر لنشاء مصهر لللومنيوم‪.‬‬


‫المؤسسة الصينية الوطنية للهندسة الكيماوية (‪ )CNCEC‬تشارك‬ ‫•‬

‫مجمو عة الخرا في الكويت ية في إقا مة مج مع لت صنيع الكيماويات‬


‫والبتروكيماويات بقيمة ‪ 700‬مليون دولر في الفيوم‪.‬‬
‫في نوف مبر ‪ ،2005‬أعل نت شر كة ال سمدة الم صرية المحدودة‬ ‫•‬

‫(وهكي شرككة مشترككة بيكن ‪Indian Farmers Fertilizer‬‬

‫‪ }Cooperative {IFCO‬الهند ية وشر كة الن صر للتعد ين المملو كة‬


‫للدولة المصرية) عن عزمها بناء مصنع لحمض الفوسفوريك في‬
‫محافظة أسوان بتكلفة تقديرية قدرها ‪ 325‬مليون دولر‪.‬‬
‫وقعت شركة بيتروناس (الماليزية) مع شريكتها بي جي مصر‬ ‫•‬

‫على اتفاق امتياز جديكد‪ ،‬وسكوف تسكتثمر ‪ 80‬مليون دولر فكي‬


‫التنقيب في منطقة المتياز البحرية العميقة في سيدي كرير‪.‬‬
‫ورغكم أن المثلة المذكورة أعله تندرج فكي غالبيتهكا ضمكن الصكناعات‬
‫ال ساسية‪ ،‬فإن هناك م ستثمرين صينيين وهنود ي ستثمرون أيضا في مجال الن سيج‬
‫وصناعة الملبس في مصر‪.‬‬
‫وتحافظ مصر على قوة دفع تدفق الستثمارات الجنبية المباشرة‪ ،‬التي زاد‬
‫تدفقها من النصف الول من عام ‪ 2006‬إلي ‪ 2007‬بمقدار ‪ 7‬مليار دولر‪ ،‬وتتوقع‬
‫الحكومة المصرية أن تصل هذه التدفقات بنهاية العام إلي ‪ 8‬مليار دولر أو بزيادة‬
‫قدرها ‪.%31‬‬
‫وقد خطت مصر خطوات واسعة لتحويل الستثمارات الجنبية المباشرة في‬
‫قطاع البترول إلي قطاعات أخرى‪ ،‬ولسكوء الحكظ‪ ،‬تنصكب كميات ككبيرة مكن‬
‫السكتثمارات الجنبيكة المباشرة على قطاع العقارات والنشاءات‪ .‬وهذا ل يعالج‬
‫المجالت التي يجب على مصر أن تركز عليها‪ ،‬مثل تشجيع الستثمار في البنية‬

‫________________________________‬ ‫‪17‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫التحت ية (ب ما في ذلك التعل يم‪ ،‬والطرق‪ ،‬وال سكك الحد يد وال صرف ال صحي)‪ .‬و من‬
‫الضروري توفر مثل هذه النواع من الستثمار لكي تتمكن مصر من المنافسة مع‬
‫مناطق التعهيد الخرى؛ فسوف تساعد هذه الستثمارات على انتشار صناعة تعهيد‬
‫تكنولوجيا المعلومات في مدن أخرى في مصر مثل السكندرية‪.‬‬

‫‪-3‬بيئة العمال المصرية‬


‫إن إلمام مصكر النسكبي بقيكم الثقافكة والعمال الغربيكة يجعلهكا موقعا قابلً‬
‫لتحقيق نمو على صعيد خدمات التعهيد‪.‬‬
‫لكن النجاح في هذا السوق سوف يتوقف – على القل جزئيا – على التغلب‬
‫على بعكض المشاككل الدراكيكة‪ ،‬وبخاصكة فكي سكوق أمريككا الشماليكة‪ ،‬فرغكم أن‬
‫الشركات داخكل الوليات المتحدة تشعكر بارتياح متزايكد تجاه التعهيكد والنشاط‬
‫الخارجي (عادة بصورة تفوق الشركات داخل أوروبا حيث تعد قوانين العمل أشد‬
‫صكرامة والخلفات بشأن النشاطات الخارجيكة يمككن أن تكون أكثكر حدة)‪ ،‬فإنهكا‬
‫مازالت مترددة في نقل نشاطها – وبخاصة فيما يتعلق المعلومات بالغة الحساسية‬
‫التكي يتطلبهكا العمكل فكي مجال تعهيكد خدمات إدارة نظكم العمال – إلي مواقكع‬
‫خارجيكة غيكر موثوق فيهكا‪ .‬ويعكد مجال تعهيكد خدمات إدارة نظكم العمال‪ ،‬الذي‬
‫يشمكل بيانات عكن الموارد البشريكة ونشاط مالي ومحاسكبي مجالً مازال عدد مكن‬
‫الشركات المريك ية ير يد إدار ته في موا قع خارج ية قري بة – أو على ال قل في‬
‫شركة لها وجود خارجي قريب ضمن شبكتها للتسليم الدولي‪.‬‬
‫وتقول شركتان من كبرى الشركات متعددة الجنسيات الموفرة للخدمة‪ ،‬وهما‬
‫أي بي أم (‪ )IBM‬واسينشر (‪ ،)Accenture‬أنهما ل يعتبران مصر حاليا جزءا من‬
‫شبكات ت سليم تعه يد خدمات إدارة ن ظم العمال لنه ما ل يع تبران أن زبائنه ما في‬
‫حاجة إلي مثل هذا المر‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪18‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫وسكواء كان صكحيحا أم ل‪ ،‬فإن كثيرا مكن الشركات فكي شمال أمريككا‬
‫يعتبرون مصر جزءا من منطقة تعاني من عدم استقرار جيو سياسي‪ .‬وعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬ن سب مقال نشر ته مجلة أي تي و يك (‪ )IT Week‬ال تي ت صدر في الممل كة‬
‫المتحدة‪ ،‬إلي مسكئول تنفيذي فكي شرككة إكسكيد ‪ Xceed‬قوله أن زبونا أمريكيا‬
‫محتملً سأل ع ما إذا كان يم كن للمرء أن ي سمع و هو في م صر أ صوات الق صف‬
‫في العراق‪.‬‬
‫لكن أمام م صر فر صة أفضل بكثير لبناء قوة دفع مع الشركات التي تت خذ‬
‫من أورو با مقرا ل ها‪ .‬كذلك تت خذ م صر خطوات لزالة عقبات أخرى أمام تحق يق‬
‫النمو‪.‬‬
‫و قد خل قت إ صلحات في قوان ين الع مل عام ‪ 2003‬قوة ع مل قو ية ومر نة‬
‫للغا ية‪ ،‬وأزالت عددا من العقبات ال سابقة لتوظ يف العمالة في م صر‪ ،‬و قد ركزت‬
‫ال صلحات على تحق يق توازن ب ين حقوق المو ظف و صاحب الع مل‪ .‬وبالتحد يد‬
‫تعالج ال صلحات مجالت م ثل حق صاحب الع مل في طرد المو ظف والشروط‬
‫المتعل قة بهذا ال مر‪ ،‬كذلك تم نح ال صلحات العامل ين حق تنظ يم إضراب سلمي‬
‫وفقا لقيود وإجراءات معينة‪.‬‬
‫و من ب ين أك ثر المخاوف ال تي تث ير قلق الم ستثمرين في سوق نا مي م ثل‬
‫م صر أو ال صين هي المخاوف المتعل قة بحما ية الملك ية الفكر ية‪ .‬و في م صر تم‬
‫تطبيق حماية الملكية الفكرية عام ‪ 2002‬بموجب القانون رقم ‪ ،82‬التي ينص على‬
‫التزام الحكومة المصرية بحماية الملكية الفكرية للمستثمرين‪.‬‬
‫وفي ديسمبر عام ‪ ،2004‬عدلت الحكومة المصرية قانون الستثمار رقم ‪8‬‬
‫‪ ،14/2004‬وقكد جعكل هذا القانون الهيئة‬ ‫بتاريكخ ‪ 1997‬مكن خلل سكن القانون‬
‫العا مة لل ستثمار والمنا طق الحرة هي الج هة الوحيدة ال تي يل جأ إلي ها الم ستثمرون‬
‫للح صول على المواف قة على مشروعات هم‪ .‬وت ضم هذه الج هة الوحيدة مندوب ين من‬
‫مختلف إدارة الحكومات تحت سقف واحد‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪19‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫وقد أدى قرار جعل الهيئة العامة للستثمار والمناطق الحرة الجهة الوحيدة‬
‫ال تي يل جأ إلي ها الم ستثمرون إلي ت سهيل عددا من الجراءات ك ما أدى إلي تب سيط‬
‫قانون الستثمار‪ ،‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬قلص ذلك بشدة المدة الزمنية اللزمة لقامة‬
‫شر كة جديدة من ‪ 4‬شهور إلي ثل ثة أيام ك حد أق صى‪ ،‬ل كن اخت صار ز من إقا مة‬
‫شر كة جديدة كان خطوة واحدة ف قط من ست خطوات‪ :‬وهي الت سجيل‪ ،‬واستخراج‬
‫البطا قة الضريب ية‪ ،‬والح صول على المواف قة ال صناعية على المشروع‪ ،‬وا ستخراج‬
‫تصريح البناء‪ ،‬والتسجيل الصناعي ورخصة التشغيل‪ .‬وتقول الهيئة المالية الدولية‬
‫أن العمل ية برمت ها كا نت ت ستغرق في ال سابق ‪ 277‬يوما؛ أ ما الن فإن ها ت ستغرق‬
‫‪ 135‬يوما وأربكع خطوات‪ .‬وقريبا سكوف تسكتغرق العمليكة ‪ 45‬يوما فقكط وثلث‬
‫خطوات‪ :‬هكي مرحلة مكا قبكل الموافقكة وتخصكيص الرض‪ ،‬والموافقكة النهائيكة‬
‫وتصاريح البناء‪ ،‬والتسجيل الصناعي ورخصة التشغيل‪.‬‬
‫وم نذ عام ‪ ،2004‬تع مل الحكو مة الم صرية بجد ية على تعز يز جاذب ية بيئة‬
‫العمال فكي مصكر‪ .‬ويتضمكن ذلك سكن قانون مناهكض للحتكار وقانون موحكد‬
‫للضرائب‪ ،‬وقكد أدى هذا القانون إلي زيادة شفافيكة النظام الضريكبي المصكري‬
‫وتقليص الضرائب على الشركات والفراد بمعدل النصف‪.‬‬
‫وفي إطار قطاع تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪ ،‬تقدم الحكومة المصرية‬
‫أيضا حوا فز لجذب الشركات الدول ية لقا مة مركزا للت صال‪/‬الخد مة وعمليات من‬
‫نوع تعه يد خدمات إدارة ن ظم العمال في م صر‪ .‬و من ب ين هذه الحوا فز أن تقوم‬
‫الحكومكة المصكرية (مكن خلل وزارة التصكالت تكنولوجيكا المعلومات) بسكداد‬
‫تكاليف تدريب العمالة ورفع كفاءة الكوادر البشرية المصرية لكي تواكب المقاييس‬
‫والمعايير المطلوبة للتعامل مع الزبائن من الشركات متعددة الجنسية‪ .‬وتعد شركة‬
‫أورانككج لخدمات العمال مثال للشركات التككي أنشأت مركزا كككبيرا لخدمات‬
‫التصالت وتلقت دعما لتدريب كوادرها‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪20‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫مبادرات الحكومة المصرية‬


‫تحتاج مصر‪ ،‬من أجل التنافس مع الصين والهند ومناطق التعهيد الخرى‪،‬‬
‫إلي خلق قاعدة من الخريجين المهرة والمدربين في هذا المجال يكون في مقدورهم‬
‫تمكين البلد من التنافس بنجاح مع عملقة التعهيد‪.‬‬
‫وتتولى وزارة الت صالت وتكنولوج يا المعلومات تنف يذ عددا من المبادرات‬
‫بالشرا كة مع برنا مج النماء التا بع لل مم المتحدة ت حت را ية صندوق تكنولوج يا‬
‫المعلومات والت صالت‪ .‬ويد عم هذه المبادرات ب عض الطراف العالم ية في سوق‬
‫تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪ ،‬منها‪:‬‬
‫مبادرة التعليمم المصمرية‪ :‬يتمثكل الهدف مكن هذه المبادرة فكي‬ ‫•‬

‫تحسكين مسكتوى التعليكم فكي مصكر مكن خلل السكتخدام الفعال‬


‫لتكنولوجيكا المعلومات والتصكالت على أسكاس نموذج مكن‬
‫الشرا كة ب ين القطاع ين العام والخاص‪ .‬وتهدف هذه المبادرة إلي‬
‫تعز يز التجارة وال صناعة من خلل تح سين م ستويات تكنولوج يا‬
‫المعلومات والتصكالت فكي المدارس والجامعات المصكرية مكن‬
‫خلل الشرا كة مع الشركات الخا صة‪ .‬ووق عت شركات سي اي‪،‬‬
‫وسكيسكو‪ ،‬أتكش بكي‪ ،‬وأي بكي أم‪ ،‬وميكروسكوفت‪ ،‬وأوراككل‬
‫وسينمس على خطابات نوايا لدعم هذه المبادرة‪ .‬ومن المقرر أن‬
‫يتكم تنفيكذ هذه المبادرة كمرحلة أولي على ‪ 820‬ألف طالب فيمكا‬
‫يزيد على ‪ 300‬كلية‪.‬‬
‫المر كز التناف سي للتعل يم الليكترو ني‪ :‬تأ سس هذا المر كز عام‬ ‫•‬

‫‪ 2004‬فككي إطار مبادرة مشتركككة بيككن وزارة التصككالت‬


‫وتكنولوج يا المعلومات وأكاديم ية سيسكو‪ ،‬و هي فرع غ ير قا بل‬
‫للربكح مكن شرككة سكيسكو‪ .‬يهتكم البرنامكج بإيصكال التعليكم‬
‫الليكترونككككي إلي الجامعات وشركات القطاع العام والخاص‬

‫________________________________‬ ‫‪21‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫(وبخاصكة المشروعات الصكغيرة والمتوسكطة)‪ .‬وقكد وقعكت‬


‫ميكروسوفت وأوراكل بالفعل على اتفاقيات مع المركز التنافسي‬
‫للتعليم الليكتروني‪.‬‬
‫مبادرة محو المية‪ :‬يتمثل هدف هذه المبادرة في تقديم محتوى‬ ‫•‬

‫الكترونكي بسكيط وفعال لتلبيكة الحاجكة إلي تعلم حروف اللغكة‬


‫العربية وكلماتها‪ ،‬إضافة إلي الرياضيات الساسية‪ ،‬فهذه المبادرة‬
‫تأتكي مكن أجكل إتاحكة المحتوى لفراد المجتمكع عكبر نوادي‬
‫تكنولوجيا المعلومات والنترنت ومن خلل القراص المدمجة ((‬
‫‪ .CDs‬ويمثككل هذا المشروع شراكككة بيككن صككندوق ائتمان‬
‫تكنولوجيا المعلومات والتصالت والمجلس القومي للمرأة وعدد‬
‫من المنظمات غ ير الحكوم ية والهيئة العا مة لم حو الم ية وتعل يم‬
‫الكبار‪.‬‬
‫كندوق ائتمان‬
‫مل‪ :‬أطلق صك‬
‫ما المعلومات المتنقم‬
‫نادي تكنولوجيم‬ ‫•‬

‫تكنولوجيككا المعلومات والتصككالت مبادرتككه لمشروع نادي‬


‫تكنولوجيكا المعلومات المتنقكل بغرض نشكر ثقافكة التصكالت‬
‫وتكنولوج يا المعلومات في المنا طق الريف ية والنائ ية في أكتوبر‬
‫عام ‪ .2005‬والنادي هكو عبارة عكن كارافان ‪ /‬أوتوبيكس مكيكف‬
‫ومجهكز كفصكل تدريكبي متطور يحتوى على ككل الوسكائل‬
‫التكنولوج ية الحدي ثة ومت صل بشب كة النتر نت عن طر يق الق مر‬
‫الصكناعي‪ ،‬إضافكة إلي كاميرات رقميكة وطابعات وجهاز ماسكح‬
‫‪ .Scanner‬ويم كن للوحدات المتنقلة أن ت ستوعب‪ ،‬في المتو سط‪،‬‬
‫ما بين ‪ 10‬إلي ‪ 15‬زائر في وقت واحد وتستقبل ما بين ‪ 40‬إلي‬
‫‪ 150‬زائر فكي اليوم‪ ،‬ويتوقكف العدد على مكا إذا كانكت الوحدة‬
‫كارافان أم أوتوبيس‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪22‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫وتتولى وزارة التصكالت وتكنولوجيكا المعلومات تنفيكذ خطكة إسكتراتيجية‬


‫قوم ية للت صالت وتكنولوج يا المعلومات ت ستهدف بناء صناعة قو ية لتكنولوج يا‬
‫المعلومات في م صر‪ .‬وتش مل هذه الخ طة عدد من المبادرات ال تي ته تم بتطو ير‬
‫الكوادر البشر ية ذات الم ستوى الرف يع اللز مة لد فع صناعة تكنولوج يا المعلومات‬
‫للمام‪.‬‬
‫وكان من ب ين العنا صر الهامة في هذه الخ طة إنشاء جام عة النيل‪ ،‬ال تي تم‬
‫افتتاح ها في أوائل عام ‪ ،2007‬وته تم جام عة الن يل بالبحاث التطبيق ية في مجال‬
‫تكنولوجيكا المعلومات‪ ،‬وتتطلع إلي إيجاد حلول لتحديات الصكناعة مكن خلل إيجاد‬
‫روابط قوية بين الجامعة والصناعة‪ ،‬ولجامعة النيل ثلثة مراكز رئيسية متخصصة‬
‫فكي البحاث والتطويكر‪ ،‬وإدارة العمال والبتكار والملكيكة الفكريكة‪ .‬وتعمكل هذه‬
‫المراككز كمحفزات على دفكع وتطويكر القدرات التكنولوجيكة للصكناعة المحليكة‪،‬‬
‫وبالتالي تحسين قدرة مصر التنافسية على المستوى الدولي‪.‬‬
‫إضافكة إلي ذلك‪ ،‬تقوم الحكومكة المصكرية بإنشاء "قرى ذكيكة" فكي إطار‬
‫جهود ها لتشج يع شركات الت صالت وتكنولوج يا المعلومات‪ ،‬ال تي ت ستهدف سوق‬
‫الشرق الو سط‪ ،‬لتحو يل عمليات ها إلي م صر‪ .‬و قد تم إنشاء أول قر ية ذك ية خارج‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫ورغم أن مصر تنافس مع مراكز راسخة أخرى للتعهيد مثل الهند والصين‪،‬‬
‫فإن الحكومكة المصكرية تتولى القيام بعدد مكن المبادرات الداخليكة‪ ،‬وتشمكل هذه‬
‫المبادرات التعل يم والم ساعدة في بناء قوة ع مل في مجال الت صالت وتكنولوج يا‬
‫المعلومات وتبادل المعرفة‪.‬‬
‫و من ب ين هذه المبادرات التفاقيات ال تي وقع ها مع هد تكنولوج يا المعلومات‬
‫في القاهرة مع شر كة ‪( NIIT‬أ كبر شر كة تدر يب في مجال تكنولوج يا المعلومات‬
‫فكي آسكيا) فكي نوفمكبر ‪ .2006‬وسكوف تتولى شرككة ‪ NIIT‬توفيكر برامكج تعليكم‬
‫تكنولوج يا المعلومات للم ساعدة في بناء قاعدة من الكوادر الحتراف ية الماهرة في‬

‫________________________________‬ ‫‪23‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫مجال التصكالت وتكنولوجيكا المعلومات‪ .‬وفكي سكبتمبر ‪ ،2006‬وقعكت جامعكة‬


‫القاهرة على خطاب نوا يا مع و فد تعلي مي صيني لنشاء فرع لمع هد كونفوشوس‬
‫‪ Confucius Institute‬لتشجيع اللغة والثقافة الصينية‪.‬‬
‫وتركز معظم المبادرات على خلق البرنامج المعرفي ال ساسي الذي سوف‬
‫كا يعززون قطاع المعلومات‪ .‬وترى‬
‫كي مجال التكنولوجيك‬
‫كج كوادر فك‬
‫يعزز تخريك‬
‫مجمو عة يان كي أن الجا نب الهام هو المرا كز المتخ صصة ال تي تم إنشائ ها دا خل‬
‫جامعة النيل لتعزيز البحاث والتطوير والبداع‪ ،‬ومن شأن هذه المراكز أن تخلق‬
‫صناعة تكنولوجيا معلومات قابلة للبقاء‪.‬‬
‫لككن‪ ،‬مكا يبدو أنكه مفتقكد هكو القدرة على تدريكس إدارة العمال أو تطويكر‬
‫عمليات تكنولوجيكا المعلومات التكي ليكس لمصكر باع طويكل فيهكا‪ .‬ومكن شأن هذه‬
‫المهارات أن تأ تي من خلل ال صلت مع شر كة ‪ NIIT‬والحكو مة الهند ية‪ ،‬ل كن‬
‫يجب على الحكومة المصرية أل تعتمد بصورة علنية على مصادر خارجية لتقديم‬
‫المساعدة في مبادراتها لبناء القدرات في مجال تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫وهناك إفراط يتسكم بالخطورة فكي العتماد على الحكومكة المصكرية فكي‬
‫كن أل تؤدي‬
‫كرية أن تضمك‬
‫كة المصك‬
‫كب على الحكومك‬
‫كر المبادرات‪ ،‬لذا يجك‬
‫تطويك‬
‫البيروقراطيكة والمعوقات الداريكة إلي خنكق تلك المبادرات‪ ،‬وبالتالي يجكب على‬
‫الحكومة المصرية أن تشجع تعزيز مشاركة القطاع الخاص‪ ،‬وهو مجال تحقق فيه‬
‫الهند نجاحا باهرا‪.‬‬

‫مركمز خدممة العملء التابمع لشركمة أورانمج لخدمات العمال‪ :‬دراسمة‬


‫حالة‬
‫توضكح دراسكة الحالة التاليكة كيكف أن الحكومكة المصكرية قدمكت الدعكم‬
‫لستثمار من جانب لعب دولي في مجال تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪ ،‬هي‬
‫شرككة أورانكج لخدمات العمال‪ .‬وكانكت شرككة فرانكس تليكوم قكد أعادت تسكمية‬

‫________________________________‬ ‫‪24‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫وحدات ها لخدمات الت صالت ب ك شر كة أورا نج لخدمات العمال‪ ،‬وأ صبحت هذه‬
‫الشركة تضم شركة فرانس تليكوم السابقة وشركة إكوان ‪ Equant‬وشركة أورانج‬
‫لخدمات العمال‪ ،‬إضافكة إلي اندماج أكثكر إحكامكا لخدمات التصكالت الثابتكة‬
‫والمتحركة‪.‬‬
‫و قد أ سست شر كة أورا نج لخدمات العمال مر كز خد مة العملء الرئي سي‬
‫فكي وسكط القاهرة عام ‪ ،2005‬وكان لشركتكا ‪ Equant‬و ‪ ،SITA‬اللتان ورثتهمكا‬
‫شركة أورانج‪ ،‬مكاتب في القاهرة لعدد من السنين‪ .‬وتعتبر شركة أورانج لخدمات‬
‫العمال أن موقع مركزها لخدمة العملء في وسط المدينة (حيث يسهل على كل‬
‫الموظف ين المحتمل ين الو صول إل يه ب سبب قر به من المنا طق ال سكنية الرئي سية في‬
‫القاهرة) يو فر ل ها تميزا عن مرا كز خد مة العملء الخرى الموجودة في القاهرة‬
‫حيث أنه يمثل عامل جذب للموظفين للعمل به‪ .‬وتقع مراكز خدمة العملء الخرى‬
‫في القر ية الذك ية‪ ،‬ال تي ت قع في ضوا حي القاهرة بالقرب من مدي نة ال سادس من‬
‫أكتوبر ول تصل إليها وسائل النقل العامة‪.‬‬
‫وق بل تأ سيس مر كز خد مة العملء الرئي سي‪ ،‬عر ضت الحكو مة الم صرية‬
‫على شر كة أورا نج لخدمات العمال عددا من الحوا فز‪ .‬و قد شملت هذه الحوا فز‬
‫مجلت مثل إعفاء من ضريبة الشركات‪ ،‬ونقل المقار من وسط القاهرة إلي القرية‬
‫الذكية وتخفيض تكاليف تدريب العاملين‪.‬‬
‫وي عد مر كز خد مة العملء الرئي سي هو أ كبر مر كز لخد مة العملء تديره‬
‫شرككة أورانكج لخدمات العمال فكي العالم؛ وتلتزم إجراءات المكن الماديكة التكي‬
‫يطبق ها المر كز بالمعاي ير ال شد صرامة اللز مة لعملء الشر كة العالمي ين‪ .‬ويعمل‬
‫المكتب على مدار الربع والعشرين ساعة كل أيام السبوع وتتوفر به شبكة بالغة‬
‫المرونة‪ .‬ويقدم المكتب كل المهام الفنية لزبائن شركة أورانج من الشركات الدولية‬
‫متعددة الجنسية‪ ،‬منها‪:‬‬

‫________________________________‬ ‫‪25‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫إدارة الزمات‬ ‫•‬

‫خدمات التسليم‬ ‫•‬

‫خدمات المكاتب‬ ‫•‬

‫إدارة الحوادث‬ ‫•‬

‫تغيير وتحرير الدارة‬ ‫•‬

‫تنظيم وسلمة البيانات‬ ‫•‬

‫كذلك يطور مرككز خدمكة العملء الرئيسكي خدمات جديدة لشرككة أورانكج‬
‫لخدمات العمال دا خل حضانات خا صة‪ ،‬ح يث ي تم تطو ير عمليات د عم الخدمات‬
‫والتنظيم‪ ،‬وحين يصل استيعاب العميل إلي الكتلة الحرجة‪ ،‬يتم نقل المعلومات إلي‬
‫فرق الدعم الرئيسية‪.‬‬
‫وحاليا يع مل بمر كز خد مة العملء الرئي سي ما يز يد على ألف مو ظف من‬
‫أصحاب الكفاءات المتطورة والمدربين تدريبا رفيعا‪ .‬ويتمتع كل العاملين بمهارات‬
‫التشبيكك الفنيكة والمهارات اللغويكة‪ ،‬ومكن بيكن الدعكم الذي يوفره المرككز بثمانكي‬
‫عشرة لغكة‪ ،‬فإن المرككز يوفكر فرق الدعكم الرئيسكي باللغات العربيكة والنجليزيكة‬
‫والفرنسية واللمانية واليطالية والسبانية‪ .‬وهناك فرق صغيرة توفر الدعم بلغات‬
‫أخرى مثل اليابانية‪ ،‬وتقدم تغطية خلل ساعات العمل اليابانية‪ .‬وأكثر من خمسين‬
‫في المائة من العاملين يحملون شهادتين في المجال الفني مثل شهادتي سيسكو أو‬
‫أي بي إم أو ميكروسوفت‪ ،‬وهي شهادات يمكن للعاملين الحصول عليها عادة عن‬
‫طريق برنامج التدريب الداخلي‪.‬‬
‫ويتكم توظيكف العامليكن على أسكاس الكفاءة (التكي يتكم تحديدهكا مكن خلل‬
‫اختبار قبول) وقابلية التعلم ويقوم طرف ثالث خارجي بتقييم كل المهارات اللغوية‪.‬‬
‫ك ما أن ن فس الطرف الثالث يو فر تدر يب لتطو ير اللغات‪ .‬وعلى سبيل المثال ي تم‬
‫ال ستعانة بالمجلس البريطا ني لتعل يم الل غة النجليز ية في تقي يم وتدر يس مهارات‬
‫اللغة النجليزية‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪26‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫ويقول مديرو شركة أورانج لخدمات العمال أن الطلب زاد على الكفاءات‬
‫بسبب نجاح مصر في جذب شركات عالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات (على‬
‫سكبيل المثال شرككة أوراككل) كمكا أن مصكر أصكدرت ترخيصكا لشرككة المحمول‬
‫الثال ثة ح يث تكال بت كل هذه الشركات على توظ يف ن فس العنا صر‪ .‬و قد أدى ذلك‬
‫إلي مسكتويات أعلى مكن السكتنزاف بسكبب المنافسكة بيكن هذه الشركات على‬
‫مجموعة الكفاءات المحدودة‪.‬‬
‫ويواصكل مرككز خدمكة العملء الرئيسكي فكي القاهرة العمكل على إثبات أن‬
‫المر كز هو الخيار الف ضل من ناح ية خدمة العملء والدعم الفني‪ .‬ويع يد المر كز‬
‫تنظ يم عمليا ته على أ ساس مكت بة للبن ية ال ساسية لتكنولوج يا المعلومات تقوم على‬
‫أساس ثلثة مجالت‪ :‬إنشاء الخد مة‪ ،‬وتصميم المن تج وهند سة الشب كة‪ .‬إضا فة إلي‬
‫ذلك يتطلع مرككز خدمكة العملء الرئيسكي إلي خفكض النفاق وزيادة الكفاءة مكن‬
‫خلل اعتماد عمليات نوعية مثل ‪ Six Sigma‬و ‪.Lean Sigma‬‬

‫مستقبل التعهيد في مصر‬ ‫‪-4‬‬

‫إن صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر تتخلف بما بين ‪ 15‬عام إلي ‪20‬‬
‫عام عن الهند من ناحية دورة تنميتها وتعهيدها لخدمات تكنولوجيا المعلومات‪ .‬لكن‬
‫هناك دول في الشرق الو سط تبدي اهتما ما متزايدا بن قل تعه يد خدمات إدارة ن ظم‬
‫العمال إلي مصر بدلً من الهند أو أوروبا؛ وينطبق هذا بالذات على دول الخليج‪.‬‬
‫وحتى الشركات الهندية تعترف بوجود قاعدة ماهرة في مصر من مهندسي‬
‫تكنولوجيكا المعلومات يملكون نفكس المسكتويات الفنيكة التكي تتوفكر فكي نظرائهكم‬
‫الهنود‪ ،‬وإضافكة إلي ذلك‪ ،‬يجيكد مهندسكو تكنولوجيكا المعلومات المصكريين لغات‬
‫متعددة‪ ،‬وهذا يعطي هم ميزة على اله ند‪ ،‬لن الل غة النجليز ية هي الل غة ال سائد في‬
‫الهند على نطاق واسع‪ ،‬ونقص المهارات اللغوية في الهند يجعل من الصعب علي‬
‫دول التحاد الوروبي إرسال بعض نشاط التعهيد إلي الهند مما يجعل مصر أكثر‬
‫جذبا لهذا النشاط‪.‬‬
‫________________________________‬ ‫‪27‬‬ ‫________________________________‬
‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫لذلك فإن مصكر مؤهلة لنطلقكة جيدة‪ ،‬لككن هناك مشاككل هيكليكة يتعيكن‬
‫اللتفات إلي ها ب صورة عاجلة ق بل أن تتم كن م صر من ال ستفادة من التقدم الذي‬
‫أحرزتكه حتكى الن أو قبكل أن تصكبح مكن المواقكع الخمكس الككبرى فكي تعهيكد‬
‫تكنولوجيا المعلومات خلل ما بين ‪ 5‬إلي ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫ما الذي تحتاج مصر القيام به للحفاظ على قوة الدفع ؟‬


‫إن الطفرة التي حققتها مصر تتركز حاليا في القاهرة‪ ،‬وهي واحدة من أكثر‬
‫المدن تلوثا فكي العالم‪ ،‬ومثكل لوس أنجلوس‪ ،‬فإن القاهرة تعانكي مكن مشكلة تلوث‬
‫الهواء‪ ،‬ل كن القاهرة أيضا تعا ني من مشا كل في البن ية ال ساسية م ثل عدم اكتمال‬
‫الطريكق الدائري‪ ،‬ورغكم أن القريكة الذكيكة خارج القاهرة يتوفكر بهكا أحدث بنيكة‬
‫أ ساسية وجذبت عددا من الشركات العالم ية في مجال تكنولوج يا المعلومات‪ ،‬فإن ها‬
‫ليكس سكوى قريكة واحدة فقكط‪ ،‬فكي حيكن أن بالهنكد على القكل سكت أو سكبع قرى‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫ولذلك‪ ،‬يجكب على الحكومكة المصكرية أن تنشكأ بنكي أسكاسية لتكنولوجيكا‬
‫المعلومات والتصكالت على غرار القريكة الذكيكة فكي مناطكق أخرى فكي مصكر‪.‬‬
‫ومن أجل تحقيق هذا الهدف يجب على الحكومة المصرية أن تعالج ما يلي‪:‬‬
‫م ستوى المعي شة‪ :‬بالمقار نة بم ستوى المعي شة في دول الخل يج‪،‬‬ ‫•‬

‫فإن مسكتوى المعيشكة فكي مصكر يعتكبر متدنكي إلي حكد ككبير‪،‬‬
‫وبالتالي فإن الحكو مة الم صرية‪ ،‬ل كي تجذب المواطن ين الجا نب‬
‫للمجيكء والقامكة فكي مصكر والعمكل على تطويكر صكناعة‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬يجب أن تظهر أن نوعية الحياة في مصر‬
‫توازي نوعيكة الحياة فكي مدينكة الكويكت أو السكعودية أو دبكي‪،‬‬
‫ويشمل هذا إقناع المواطنين الجانب بأنهم سوف يتمتعون بالمن‬
‫وهم يسيرون في الشوارع المصرية‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪28‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫تطويمر البنيمة السماسية للطرق والسمكك الحديديمة‪ :‬تشيكر‬ ‫•‬

‫إحصكاءات الحكومكة المصكرية إلي أن ‪ 78‬فكي المائة فقكط مكن‬


‫الطرق فكي مصكر هكي طرق ممهدة‪ ،‬ومعظكم الطرق تعتكبر فكي‬
‫حالة معقولة؛ لكن الطرق المحلية تعاني من وضع سيء وتحتاج‬
‫إلي إصكلح‪ .‬وهناك عدد مكن الطرق الرئيسكية لم يكتمكل (على‬
‫سككبيل المثال الطريككق الدائري حول القاهرة)‪ .‬ووفقا لتقديرات‬
‫الحكومكة المصكرية‪ ،‬فإن الحكومكة تحتاج إلي إنفاق ‪ 1.7‬مليار‬
‫دولر على مشروعات بناء وتوسكيع طرق ككبرى (منهكا ‪253‬‬
‫مليون دولر لكمال الطر يق الدائري حول القاهرة)‪ .‬ك ما تعا ني‬
‫طرق القاهرة مكن الختناقات الشديدة‪ ،‬وهكي مشكلة يمككن أن‬
‫يخفف منها الولوية التي يتم إعطائ ها لنشاء خط المترو الثالث‬
‫فكي القاهرة (وحسكب تقديرات الحكومكة المصكرية فإن تكاليكف‬
‫المرحلتين الولي والثان ية من هذا ال خط تصل إلي ما يز يد على‬
‫مليار دولر)‪.‬‬
‫وقكد عانكت السككة الحديكد فكي مصكر طوال الخمسكين عاما الماضيكة مكن‬
‫الهمال ون قص ال ستثمارات‪ ،‬وح سب الحكو مة الم صرية فإن ‪ 47‬في المائة ف قط‬
‫من قاطرات السكك الحديدية هي الصالحة للخدمة‪ ،‬و ‪ 15‬في المائة فقط من شبكة‬
‫ال سكة الحد يد مكهر بة‪ .‬كذلك يظ هر عدد الضحا يا الذي قتلوا خلل حوادث الحالة‬
‫الخطرة ال تي تعيش ها ال سكك الحديد ية الم صرية؛ ف في الع قد الما ضي ل قي ما يز يد‬
‫على ‪ 500‬شخص مصرعهم في حوادث للسكك الحديدية‪ .‬وهذا يزيد من الحاجة‬
‫الما سة إلي توف ير ال ستثمارات اللز مة في بن ية ال سكة الحد يد الم صرية‪ .‬وتعتزم‬
‫الحكومة المصرية استثمار ما يزيد على ملياري دولر في البنية الساسية للسكة‬
‫الحديد‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪29‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫ومكن شأن إعطاء أولويكة للسكتثمار فكي البنيكة السكاسية للطرق والسككة‬
‫الحديد أل يساعد فقط وسائل المواصلت الداخلية بل أيضا يسهل المور بالنسبة‬
‫لصناعة التعهيد‪ .‬لكن الحكومة المصرية يجب أن تستغل وسائل التمويل الخاصة‬
‫مثل العمل بنظام البناء والدارة والتحويل (‪ )BOT‬لكي تحقق أهدافها الطموحة‪.‬‬
‫أممن المعلومات والمبانمي‪ :‬هناك بعكض المخاوف السكائدة بشأن‬ ‫•‬

‫الرهاب وعدم الستقرار الجيو سياسي في المنطقة‪ ،‬ومن المهم‬


‫للغايكة إقناع الشركات التكي تدرس إرسكال أعمال حسكاسة مثكل‬
‫تعهيد خدمات إدارة العمال بأنه سيتم حماية معلوماتها‪ .‬وبالطبع‬
‫هناك مخاوف بشأن نقككل أعمال تعهيككد خدمات إدارة العمال‬
‫وحتكى تعهيكد خدمات تكنولوجيكا المعلومات إلي الهنكد بسكبب‬
‫المخاوف بشأن أ من المعلومات وإجراءات ال من الخرى أي ضا‪،‬‬
‫وعلى سكبيل المثال‪ ،‬تكم فكي عام ‪ 2005‬القبكض على أربعكة مكن‬
‫العمال السابقين في شركة تعهيد ‪ MphasiS BFL group‬بسبب‬
‫سرقتهم أكثر من ‪ 426‬ألف دولر من زبائن في بنك سيتي بنك‪.‬‬
‫لككن هذه الثغرات المنيكة وثغرات أخرى قكد دفعكت الشركات‬
‫الهند ية إلي ت طبيق إجراءات أ من صارمة م ثل ترك يب كاميرات‬
‫تعمكل بدوائر مغلقكة لمراقبكة الموظفيكن واسكتخدام تقنيكة لخفاء‬
‫المعلومات‪ .‬وسكوف تحقكق مصكر انجازا بمعالجتهكا لواقكع‬
‫كل‬
‫كة إلي المشاكك‬
‫كي‪ ،‬إضافك‬
‫كن المعلومات والمبانك‬
‫احتياجات أمك‬
‫الدراكية الموجودة في بعض الدول الغربية‪.‬‬
‫نظام التعليم‪ :‬إن ضمان توفير نظام تعليم مناسب يفرز موظفين‬ ‫•‬

‫على م ستوى عالي من التدر يب _ على كفاءة عال ية _ ي جب أن‬


‫يكون مكن بيكن أولويات الحكومكة المصكرية ومجموعات رجال‬
‫العمال‪ ،‬فإذا اسكتمر سكوق التعهيكد فكي النمكو‪ ،‬سكوف يتزايكد‬

‫________________________________‬ ‫‪30‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫الضغط على الشركات لتعيين عاملين بصورة أسرع‪ ،‬إضافة إلي‬


‫أن سوق الع مل سوف يتعرض لض غط‪ ،‬والجور سوف ترت فع‬
‫و سوف يزداد ا ستنزاف العمالة – ك ما حدث في اله ند‪ .‬وتو سيع‬
‫قاعدة اللتحاق بالتعليكم وضمان تكويكن مسكتويات رفيعكة سكوف‬
‫يساعد المصريين على رفع م ستوى معيشتهم و سوف يوفر عدد‬
‫كافي من العمال لشركات توفير خدمات التعهيد‪.‬‬
‫مصر بعد خمس سنوات‪ :‬سيناريوهان محتملن‬
‫هناك مجمو عة وا سعة من العوا مل سوف تؤ ثر على تطور م صر كمو قع‬
‫للتعه يد‪ ،‬ل كن قدرة م صر على ال ستفادة من الخطاء ال تي حد ثت في سوق تعه يد‬
‫تكنولوجيكا المعلومات فكي الهنكد خلل مرحلة تطوره سكيكون أحكد الختبارات‬
‫لطموحات مصكر‪ .‬وتعتقكد مجموعكة يانككي أن هناك سميناريوهين رئيسميين أمام‬
‫تطور مصر في سوق تعهيد تكنولوجيا المعلومات‪:‬‬
‫التعلم ممن أخطاء الهنمد‪ :‬تواجكه مصكر تحديات مماثلة لتحديات‬ ‫•‬

‫الهند في تكوين قوة عمل وبنية أساسية‪ .‬لكن إذا وضعت مصر‬
‫فكي اعتبارهكا مشهكد الهنكد وهكي تصكارع تلك المشاككل بعكد أن‬
‫انف جر سكوقها للتعهيكد والمحاولت التكي قا مت بهكا لتخفيكف هذه‬
‫المشا كل ب سبب أن ها كو نت ال سوق ق بل أن حدوث النطل قة في‬
‫هذا السوق‪ ،‬فإن مصر قد تنجح‪ .‬ويم كن لمصر أن تن جح أ ساسا‬
‫بمعدل أسكرع‪ ،‬وربمكا تتفوق على الهنكد فكي بعكض المجالت‪،‬‬
‫ومصكر يمكنهكا‪ ،‬مكن خلل اهتمامهكا بمشاككل بنيتهكا السكاسية‬
‫ونظامها التعليمي والمسائل المتعلقة بالمن‪ ،‬أن تصبح لعبا هاما‬
‫في عالم التعهيد‪.‬‬
‫عدم الهتمام بالدروس المسمتفادة ممن تجربمة الهنمد‪ :‬إن قطاع‬ ‫•‬

‫الخريجيكن الفنييكن فكي مصكر بدأ يتعرض للضغكط بسكبب نجاح‬


‫الحكومة المصرية في جذب شركات عالمية في مجال تكنولوجيا‬
‫________________________________‬ ‫‪31‬‬ ‫________________________________‬
‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫المعلومات‪ .‬وتتزا يد معدلت ا ستنزاف العامل ين إلي حد ل يم كن‬


‫لقطاع هذه المواهب أن يلبي هذا الطلب‪ .‬وتعد تلك بداية لتصاعد‬
‫تكال يف العمالة والعمال‪ .‬ويع ني سوء التخط يط في اله ند عدم‬
‫كافيكة إمدادات الكهرباء والمياه‪ ،‬وتأخيكر تشييكد الطرق‪ ،‬وتؤدي‬
‫الطرق سيئة التخط يط إلي اختناقات مرور ية وتؤدي إلي تعط يل‬
‫كي الهتمام‬
‫كر فك‬
‫كاعات طويلة‪ ،‬وإذا فشلت مصك‬
‫كافرين لسك‬
‫المسك‬
‫بالدروس المسكتفادة مكن تجربكة الهنكد‪ ،‬فإنهكا سكتبدد أي فرصكة‬
‫لتهديد هيمنة الهند على هذا المجال‪.‬‬
‫ويبدو أن م صر‪ ،‬من خلل ما تبذله من جهود وتض عه من خ طط حاليا‪ ،‬ت سير‬
‫على م سار ال سيناريو الول‪ ،‬أي التعلم من أخطاء اله ند‪ .‬ل كن الحكو مة الم صرية‬
‫تحتاج إلي موا صلة الهتمام بهدف ها ال ساسي وتعلم الدروس من الدول ال تي تملك‬
‫صناعات أكثر تطورا لخدمات تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫‪-5‬خلصة وتوصيات‬
‫إن هناك عددا من الجوا نب اليجاب ية في الطفرة الم صرية‪ ،‬ف سكان م صر‬
‫على سكبيل المثال معظمهكم شباب‪ ،‬والخريجون فكي المجال الفنكي الذيكن يتخرجون‬
‫من الجامعات يمتعون بم ستويات رفيعة ويجيدون اللغات الجنبية ب سهولة‪ ،‬كما أن‬
‫مصر تحتل موقعا متوسطا مركزيا بين أوروبا وآسيا‪.‬‬
‫لكن هناك مخاوف تتعلق بالمن (سواء فيما يتعلق بأمن المعلومات أو المن‬
‫المادي)‪ ،‬وم ستوي المعي شة وقدرة ال صناعة على القيام بعمل ية تطويكر (التكي تعكد‬
‫جزءا ل يتجزأ مكن مجموعكة المهارات الهنديكة)‪ .‬كمكا أن اقتصكار مواقكع إنشاء‬
‫شركات تكنولوجيا المعلومات والتصالت على القاهرة والقرية الذكية سيؤدي إلي‬
‫تنا فس ب ين الشركات الموجودة هناك على عدد محدود من الكفاءات‪ .‬و سيكون في‬
‫صالح الحكومة المصرية السراع بتكوين خط إمداد من الخريجين الفنيين وتطوير‬
‫مركز بديل للقاهرة لقامة شركات تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وبدون ذلك سوف تؤدي‬

‫________________________________‬ ‫‪32‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫المسكتويات المتصكاعدة للمنافسكة واسكتنزاف العامليكن إلي انهيار ككل التقدم الذي‬
‫تحقق حتى الن‪.‬‬
‫وتملك م صر عدد من العنا صر اللز مة ل كي ت صبح محورا رئي سيا لتعه يد‬
‫تكنولوجيكا المعلومات في الشرق الوسكط‪ .‬ول تحتاج الحكومكة سكوى إلي تطو ير‬
‫صناعة تكنولوجيا المعلومات والتصالت بحذر خلل الخمس سنوات القادمة‪.‬‬
‫توصيات للحكومة المصرية‬
‫إن مصر إلي حد كبير في طريقها إلي ترسيخ نفسها كلعب هام في سوق‬
‫تعهيكد تكنولوجيكا المعلومات‪ ،‬لكنهكا تحتاج إلي اتخاذ بعكض الخطوات لتسكهيل‬
‫صعودها في هذا السوق‪:‬‬
‫ال ستثمار في البن ية التحت ية المحل ية‪ :‬إن القيام بالمه مة مكل فة‬ ‫•‬

‫لكنها ضرورية خاصة بإصلح الطرق‪ ،‬والمطارات والتصالت‬


‫التكي سكوف تجعكل مكن مصكر مكانا أكثكر جذبا للعمال‪ .‬ومكن‬
‫الضروري أن تولي الحكومكة المصكرية هذه المجالت الولويكة‬
‫الولي في إطار إستراتيجيتها الستثمارية‪.‬‬
‫تشج يع التعل يم الف ني‪ :‬ي جب توج يه النظام التعلي مي ن حو تلب ية‬ ‫•‬

‫حاجات شركات توفير خدمات التصالت الخذة في التوسع في‬


‫مصكر‪ .‬وتحتاج الحكومكة المصكرية إلي السكراع بعمليكة إعداد‬
‫خريجين فنيين على مستوى رفيع لتلبية الطلبات المتزايدة‪.‬‬
‫مب والشهادات‬
‫مول على التدريم‬
‫مع الشركات على الحصم‬
‫تشجيم‬ ‫•‬

‫كا فعلت‬
‫كرية‪ ،‬كمك‬
‫العلميممة المناسممبة‪ :‬تحتاج الشركات المصك‬
‫الشركات الهنديكة‪ ،‬إلي الهتمام بالحصكول على عناصكر الكفاءة‬
‫فكي المقاييكس مثكل نموذج نضكج القدرة (‪ ،)CMM‬وهكي وسكيلة‬
‫لتقييكم كفاءة عمكل القائميكن على تطويكر البرامكج‪ ،‬إضافكة على‬
‫وسائل تحسين الجودة مثل ‪.Six Sigma‬‬

‫________________________________‬ ‫‪33‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫تطو ير مو قع بد يل لشركات تكنولوج يا المعلومات والت صالت‬ ‫•‬

‫في السكندرية‪ :‬إن الموقع الوحيد لصناعة تكنولوجيا المعلومات‬


‫بدأ ينهار‪ ،‬كمكا تدل المسكتويات المتصكاعدة لسكتنزاف العاملة‪.‬‬
‫وت ضم ال سكندرية بن ية ن قل جيدة‪ ،‬ك ما أن أ سعار العقارات ب ها‬
‫أرخكص مكن القاهرة وبهكا نظام تعليمكي يفرز خريجيكن على‬
‫مستوى متطور‪.‬‬
‫الهتمام بسموق تعهيمد خدمات إدارة نظمم العمال فمي الشرق‬ ‫•‬

‫الوسمط فمي البدايمة‪ :‬تحتاج الحكومكة المصكرية إلي بناء سكجل‬


‫لقناع الشركات الوروب ية وشركات أمري كا الشمال ية بأن م صر‬
‫هي المكان المنا سب لتعه يد خدمات تكنولوج يا المعلومات‪ ،‬و في‬
‫ظكل الهتمام المتزايكد بتعهيكد خدمات تكنولوجيكا المعلومات مكن‬
‫دول الخليكج إلي مصكر‪ ،‬فإن مصكر تحتاج إلي اسكتغلل هذا‬
‫التجاه ل كي ت ستفيد من الزبائن المحتمل ين من أورو با وأمري كا‬
‫الشمالية‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪34‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫التعليق‬
‫شيريهان نشأت‬

‫جاء فكي هذا التقريكر الصكادر عكن "مجموعكة يانككي" المريكيكه للبحوث‬
‫والسكتشارات بعكد تحقيكق مصكر لنجاح ملحوظ فكي مجال صكناعة التعهيكد ”‬

‫‪ “Outsourcing‬أنه ليس مجرد نجاحا بل أصبحت مصر تُنافس الدول التي سبقتها‬
‫في هذا المجال م ثل‪ :‬اله ند ال تي تُم ثل عملق خدمات التعه يد ح يث تقود خدمات‬
‫التعهيد العابرة للحدود في مجال تعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات وخدمات إدارة‬
‫نظم العمال بالتساوي‪ ،‬وذلك على الرغم من أن الهند تسبق مصر في هذا المجال‬
‫بحوالي ‪ 15‬إلى ‪ 20‬سنة حيث أن البنية التحتية في قطاع تكنولوجيا المعلومات في‬
‫مصر أقوى من الهند‪ ،‬فعلى سبيل المثال عدد مستخدمي النترنت في مصر يصل‬
‫إلى ‪ 3‬أضعاف المشترك ين في اله ند‪ ،‬بالضا فة إلى أن م صر تمتلك كل المقومات‬
‫والكفاءات ال تي تُمكن ها من أن ت صل إلى المر كز الذي و صلت إل يه اله ند لتُ صبح‬
‫بذلك القوة الجديدة في تصدير الخدمات أو الحلول في المنطقة العربية‪ ،‬فقد قطعت‬
‫مصر شوطا كبيرا في سعيها لتنضم إلى كبار المُنافسين في قطاع تصدير خدمات‬
‫كر‬
‫كدر حلول تطويك‬
‫كى تُصك‬
‫كا المعلومات وخدمات إجراءات العمال فهك‬
‫تكنولوجيك‬
‫البرمجيات وحلول مرا كز الت صال‪ ،‬ك ما أن ها بدأت تتو غل ب صورة مُلح ظة في‬
‫القارة الوروب ية‪ ،‬ك ما ح صلت أيضا على جزء كبير من أعمال ت صدير الخدمات‬
‫إلى منطقكة الخليكج حيكث أقبلت دول الخليكج لتوريكد الخدمات إلى مصكر بدلً مكن‬
‫الهند وأوروبا‪.‬‬
‫كر قائد لهذه‬
‫كي إحتمالت أن تكون مصك‬
‫كر يفكرون فك‬
‫كي التقريك‬
‫ان واضعك‬
‫الصكناعة بالمنطقكة ونقطكة إرتكاز لهكا فكي إفريقيكا وغرب آسكيا وجنوب وغرب‬
‫أوروبا‪ ،‬ويتضح هذا في مقارنة التقرير لوضاع هذه الصناعة في كل من مصر‪،‬‬

‫________________________________‬ ‫‪35‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫والهنكد‪ ،‬والصكين ممكا يدُل على أن مصكر أصكبحت مكن الدول السكاسية فكي هذا‬
‫المجال على مستوى العالم‪.‬‬
‫ومن هذا ننطلق في تعليقنا على هذه الدراسة من خلل نقاط معينة وهى ‪:‬‬
‫(‪)1‬تعريف صناعة التعهيد‪.‬‬
‫(‪)2‬ما يجب أن ننتبه له في هذه الدراسة‪.‬‬
‫(‪)3‬حصر لمعوقات صناعة التعهيد في الدول الخرى المُنافسة لنا في‬
‫المجال‪ ،‬لتجنبها والستفادة منها‪.‬‬ ‫هذا‬
‫(‪)4‬الهتمام بالسكيناريوهان كمكا توقعهمكا التقريكر لمسكتقبل صكناعة‬
‫التعهيد في مصر‪.‬‬
‫(‪)5‬رؤية إقتصادية‪.‬‬
‫(‪)6‬التوصيات الخفية في التقرير‪.‬‬

‫(‪ )1‬مفهوم صناعة التعهيد "‪: "Outsourcing Industry‬‬


‫هذا المفهوم يعني بصورة مبسطة وبصفة عامه أن يتعهد طرف (شركة أو‬
‫متعهكد) بتقديكم خدمكة إلى طرف أخكر (شرككة ككبرى) بمقابكل مادي يتفكق عليكه‬
‫الطرفيكن فمثلً كان يطلق على مورد البضائع للحكومات متعهكد توريدات ومتعهكد‬
‫النشاءات يسمى المقاول والمتعهد للممثلين والمطربين يسمى الريجيسير‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن التعه يد الخار جي في مجال تكنولوج يا المعلومات هو ت صدير خبرات الفراد‬
‫في مجال البرمجة وخلفة من دولة غنية بالخبرات مثل الهند إلى دولة أخرى غنية‬
‫بالمال مثل أمريكا أو دول أوروبا‪ ،‬وقد تصدرت مصر المرتبة الولى عربيا ورقم‬
‫‪ 13‬عالميا على مسكتوى العالم فكي هذا المجال لتُصكبح بذلك محطكة عالميكة جديرة‬
‫بتقديم هذه الخدمات‪ .‬كما أن التعهيد يُمثل وصف لما تلجأ إليه مؤسسات أو شركات‬
‫عندما تعهد لجهات خارجية متخصصة بأداء بعض من أعمالها بالنيابة عنها‪ ،‬حتى‬
‫تستطيع هذه المؤسسة التركيز على أعمالها الرئيسية‪ .‬ومن أشهر المثلة ما قامت‬

‫________________________________‬ ‫‪36‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫به شركات أمريك ية وأوروب ية شهيرة عند ما عهدت إلى شركات هند ية على و جه‬
‫الخ صوص‪ ،‬بإنتاج برمجيات ل ها ح سب موا صفات تحدد ها ل ها‪ ،‬لتعود وت ستخدمها‬
‫في ما ب عد في منتجات ها‪ ،‬وكأن ها هي ال تي وضعت ها‪ .‬وهناك مثال آ خر عند ما لجأت‬
‫شركات بريطانيكة فكي ‪ 2006‬بتعهيكد خدمات دليكل أرقام الهاتكف إلى مراككز‬
‫ات صالت هند ية‪ ،‬ب عد أن اكتش فت أن تحو يل مكال مة أي ش خص ي سأل عن ها تف‬
‫مع ين إلى مو ظف في اله ند ليج يب عن ها‪ ،‬أف ضل اقت صاديا من أن يكون مر كز‬
‫التصالت في بريطانيا نفسها‪.‬‬
‫وبالن سبة ل صناعة التعه يد في تكنولوج يا المعلومات فيُمك نا القول أن نا نع ني‬
‫بها النشطه التي تقوم علي وجود علقه بين طرفين‪ ،‬ويعهد فيها طرف ما للطرف‬
‫الخر بمهام معينه ليوديها عنه بدلً من القيام بها بنفسه‪ ،‬أي يستعين الول بقدرات‬
‫الثانكي ليقوم نيابكه عنكه بهذه المهام بغيكه تأديتهكا بطريقكه يري الطرف الول أن‬
‫الطرف الثاني يمكنه القيام بها بتكلفه أرخص أو كفاءه أعلي‪ ،‬أو لن الطرف الول‬
‫يريكد التفرغ لمهام ووظائف أخري أكثكر أهميكه بالنسكبه له‪ .‬وحاليا تتنوع عمليات‬
‫التعهيكد بشده‪ ،‬فهكي قكد تكون مجرد الشراف علي صكيانه الجهزه والمعدات‬
‫والبرمجيات وضمان تشغيل ها بش كل منا سب طوال الو قت‪ ،‬أو الشراف ف قط علي‬
‫تجهيكز وإعداد بيانات ومعلومات‪ ،‬أو تنفيكذ برامكج لتدريكب كوادر بشريكه بضمان‬
‫إعدادها للمستوي المطلوب‪ .‬وبإختصار هى المقاولة من الباطن‪.‬‬

‫(‪ )2‬ما يجب أن ننتبه له في هذه الدراسة ‪:‬‬


‫•العوامل المساعدة والمعيقة لمصر في هذا المجال‪.‬‬
‫•الهدف الطموح الذي حدد ته الحكو مة الم صرية لنف سها الذي يتم ثل في‬
‫زيادة حصة مصر في السوق العالمية لخدمات التعهيد‪.‬‬
‫•مقارنة مصر بمناطق التعهيد الخرى‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪37‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫•مميزات م صر ال تي ت سببت بتفوق ها وعلى رأ سها أن م صر تمتلك قوة‬


‫عاملة تج يد لغات مُتعددة فتُم ثل إغراءً كبيرا للشركات الوروب ية‪ ،‬على‬
‫عكس الهند التي تسودها اللغة النجليزية فقط‪.‬‬
‫•زيادة تدفق الستثمار الجنبي الذي شهدته مصر في الفترة الخيرة‪.‬‬

‫•المبادرات ال تي تولت تنفيذ ها وزارة الت صالت وتكنولوج يا المعلومات‬


‫بالشرا كة مع برنا مج النماء التا بع لل مم المتحدة ت حت را ية صندوق‬
‫تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪.‬‬
‫• ما الذي تحتاج م صر القيام به للحفاظ على قوة الد فع‪ ،‬و ما ي جب على‬
‫الحكو مة الم صرية أن تتب عه لنشاء ب نى أ ساسية لتكنولوج يا المعلومات‬
‫والتصالت على غرار القرية الذكية في مناطق أخرى في مصر‪.‬‬
‫•التوصكيات التكي إقترحهكا التقريكر للحكومكة المصكرية لككى تسكتمر فكي‬
‫معدلت نجاحها في هذا المجال‪.‬‬

‫(‪ )3‬حصر لمعوقات صناعة التعهيد في الدول الخرى المُنافسة لنا في هذا‬
‫المجال‪ ،‬لتجنبها والستفادة منها ‪:‬‬
‫أولً‪:‬العقبات التى تواجه (الهند) ‪:‬‬
‫•أن السكوق الهندي يُعانكي مكن اسكتنزاف خطيكر فكي الفراد يُمككن أن‬
‫يتراوح بين ‪ %20‬و ‪ %50‬من الفراد في بعض الشركات‪.‬‬
‫•تُعاني الهند من إمكانية الحفاظ على ضخ إمداد كافي من العمال المهرة‪.‬‬

‫•عدد ككبير مكن الخريجيكن فكي الهنكد ل يتمتعون بالتدريكب الكافكي‪،‬‬


‫ويفتقرون إلى الخبرة والمهارات العملية‪.‬‬
‫•التحدي الذي تواجهكه الهنكد على صكعيد العمالة ويتمثكل فكي الجور‬
‫المتصكاعدة فكي ظكل تزايكد تضخ ُم أجور عمال تكنولوجيكا المعلومات‬
‫بمُعدل يصل ما بين ‪ 10‬إلى ‪ %15‬في العام‪.‬‬
‫________________________________‬ ‫‪38‬‬ ‫________________________________‬
‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫•ك ما تز يد الم صاعب العديدة في البن ية ال ساسية في اله ند من مشا كل‬


‫القوة العاملة ح يث أن الطرق سيئة التخط يط في مرا كز التعه يد البارزة‬
‫مثل بومباى‪ ،‬وبانجالور‪ ،‬وحيدرأباد‪ ،‬وشيناى ونيودلهي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقبات التي تواجه (الصين) ‪:‬‬


‫•الملكية في مجال تكنولوجيا المعلومات ولتصالت‪.‬‬

‫•تُعانكي الصكين مكن سكرقات سكيئة السكمعة وواسكعة النتشار للملكيكة‬


‫الفكرية‪.‬‬
‫•عدم إجادة لغات مُتعددة مثلما يوجد في مصر ول حتى اللغة النجليزية‬
‫مثلما يوجد في الهند‪.‬‬
‫•عدم ألفة الصين بالثقافة والعادات الغربية وعدم الرتياح لها‪.‬‬
‫•إفتقار الصين إلى منافسين محليين أقوياء‪.‬‬

‫(‪ )4‬الهتمام بال سيناريوهان ك ما توقعه ما التقر ير لم ستقبل صناعة التعه يد في‬
‫مصر‪:‬‬
‫توقع هذا التقرير سناريوهان لمستقبل التعهيد في مصر يجب اللتفات لهما‬
‫وهما‪ :‬أولً‪ ،‬إما أن تتعلم مصر من الخطاء التي وقعت فيها الهند وبالتالي تستطيع‬
‫أن تُح قق نجاحا في هذا المجال وبمعدلت أ سرع‪ .‬ثانيا‪ ،‬أو عدم الهتمام بالخطاء‬
‫ال تي وق عت ب ها اله ند وبال خص أن قطاع الخريجي ين الفني ين في م صر بدأ في‬
‫النهيار بسكبب النجاح الذي حققتكه مصكر فكي جذب الشركات العالميكة فكي مجال‬
‫تكنولوجيكا المعلومات وبالتالي ينهار النجاح الذي حققتكه فكي مجال خدمات الذي‬
‫حققته مصر في مجال خدمات التعهيد‪.‬‬
‫ومن ذلك نفهم أن مصر أمامها فرصة كبيرة للنطلق إذا إقتنصت فرصة‬
‫وجود إحتمالت ومؤشرات عالية لنجاحها في مجال صناعة التعهيد إذا استطاعت‬

‫________________________________‬ ‫‪39‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫السكتفادة مكن أخطاء الهنكد السكابقة والحاليكة وإل سكتذهب هذه الفرصكة الثمينكة‬
‫لغيرها‪.‬‬

‫(‪ )5‬رؤية إقتصادية ‪:‬‬


‫يُحقق القتصاد المصري حاليا تقدُماُ ونموا بمُعدل ‪ %7‬من الناتج المحلي‬
‫الجمالي سكنويا يشمكل غالبيكة قطاعاتكه النتاجيكة والخدميكة ممكا مكنكه مكن زيادة‬
‫‪ 4-3‬مليار‬ ‫السكتثمارات الجنبيكة المباشرة إلى حوالي ‪ 11‬مليار دولر مقابكل‬
‫دولر منذ ‪ 4‬سنوات وفائضا في ميزان المدفوعات بحوالي ‪ 4‬مليار دولر‪ ،‬وفي‬
‫ميزان المعاملت الجار ية ‪ 4.8‬مليار دولر‪ ،‬ك ما يتجاوز فائض صافي الخدمات‬
‫والتحويلت من الخارج الزيادة في العجز التجاري‪ ،‬مع زيادة حجم الحتياطي من‬
‫النقد الجنبي إلى حوالي ‪ 31‬مليار دولر‪.‬‬
‫أما بالنسبة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والتصالت فقد حقق معدلت نمو‬
‫تفوق بعض تلك التي حققتها القطاعات الخرى حيث تراوحت بين ‪ 15‬إلى ‪%20‬‬
‫كمكا شهكد العديكد مكن السكياسات والجراءات التكي تسكتهدف الرتفاع بهذا المعدل‬
‫وجذب الستثمارات المباشرة المتخصصة في هذا المجال سواء الجنبية أو العربية‬
‫أوالمحل ية لتتعدى ما حقق ته بالف عل في العوام الثل ثة الماض ية وال تي تز يد عن ‪8‬‬
‫مليار دولر إضا فة إلى إ ستمرار تنف يذ ال ستراتيجية الموضو عة لتعظ يم أداء القوة‬
‫البشريكة العاملة مكن الكوادر المُتخصكصة فكي هذا القطاع وزيادة كفاءتهكا بخلف‬
‫إسكتكمال وتحديكث البنيكة السكاسية اللزمكة لهكا بمكا فكي ذلك المراككز ووحدات‬
‫البحوث التكنولوجيكة اللزمكة للرتقاء بكه مثكل القريكة الذكيكة‪ .‬أمكا بالنسكبة للقدرة‬
‫التنافسية بهذا القطاع على مستوى منطقة الشرق الوسط وإفريقيا فإن الستراتيجية‬
‫الم صرية ت ستهدف تعظيم ها و صولً إلى الرتقاء بمر كز م صر في صادرات هذا‬
‫القطاع ل سيما بالن سبة لخدمات التعه يد ال تي تتجاوز م صر المرت بة ال ك ‪ 13‬في ها‬
‫على م ستوى العالم وذلك إ ستنادا إلى الدراسة التي أجرت ها شركة "أيه‪.‬تي‪.‬كير ني"‬

‫________________________________‬ ‫‪40‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫دون تجا هل الجهود المبذولة للنزول بن سبة وح جم الخ سائر الناج مة عن القر صنة‬
‫ع ما هى عل ية الن (حوالي ‪ 131‬مليون دولر) وكذلك سعيها لتح تل المرت بة ال ك‬
‫‪ 63‬في إ ستخدام تكنولوج يا المعلومات والت صالت بشب كة النتر نت ب عد إن كا نت‬
‫تحتل المرتبة الك ‪ 77‬عام ‪.2002‬‬
‫ولعل من دلئل كل ذلك ما تضمنته التصريحات الخيرة لوزير التصالت‬
‫وتكنولوجيا المعلومات في ‪ 28‬مايو ‪ 2008‬ومن أهم ما جاء بها ‪:‬‬
‫•تحقيكق هذا القطاع خلل السكنوات الخمكس الخيرة أعلى معدل نمكو‬
‫بالمقارنة ببعض القطاعات الخرى‪.‬‬
‫•إرجاع هذا المعدل غيكر المسكبوق على المسكتويين الفريقكي والقليمكي‬
‫بالدرجكة الولى إلى إمتلك مصكر للبنيكة السكاسية المتقدمكة فكي هذا‬
‫القطاع إضا فة إلى طبي عة وأهم ية الخ طط الموضو عة م نذ عام ‪1999‬‬
‫والتي يتم العمل بها وتنفيذها بالساليب المتفق عليها عالميا‪.‬‬
‫•ان ما تضمنه تقرير التنافسية الذي أصدره منتدى دافوس الخير يخضع‬
‫لمقاييكس معينكة بالنسكبة لهذا القطاع (زيادة عدد مسكتخدمي النترنكت‬
‫وزيادة عدد زوار المواقكع وجود خمكس بوابات دوليكة للنترنكت فكي‬
‫مصكر _ زيادة أعداد الحاسكبات الموجودة فكي مصكر وتوسكيع نطاق‬
‫إستخدامها _ تحقيق طفرة تصل إلى ‪ %40‬من حجم النفاذ‪. )...‬‬
‫أ ما بالن سبة لمكانيات م صر ومنط قة الشرق الو سط وإفريق يا ف قد صرح‬
‫وزيكر التصكالت فكي منتدى دافوس الخيكر إن مصكر وإن كان أمامهكا طريكق‬
‫طويكل لتحقيكق مزيكد مكن التقدم على مسكتوى العالم فكي هذا القطاع إل أن لديهكا‬
‫إمكانيات واسكعة لتتطور فكي هذا المجال مكع جذب السكتثمارات المتخصكصة‬
‫اللز مة في الت صالت وتكنولوج يا المعلومات‪ ،‬وتقد يم الكوادر البشر ية اللز مة‬
‫وتأهيلها للعمل في الشركات الدولية كما أوضح أن شبكة النترنت توفر المزيد من‬
‫فرص العمل لبناء مصر والدول النام ية حيث تحتاج الدول المتقد مة في تطور ها‬

‫________________________________‬ ‫‪41‬‬ ‫________________________________‬


‫_____________________________________________________________ترجمات___‬

‫ونمو ها القت صادي لهذا النوع من الكوادر‪ ،‬ك ما يُم كن ال ستعانة بال خبرات الفن ية‬
‫للعاملين بالدول النامية بإستخدام النترنت دون الحاجة إلى الهجرة أو النتقال إلى‬
‫الدول الغربيكة المتقدمكة التكي تخشكى مكن التغيرات السككانية وتصكنع قيودا مُشددة‬
‫على هجرة العمالة إليها كما هو في التحاد الوروبي‪.‬‬

‫(‪ )6‬التوصيات الخفية في التقرير‪:‬‬


‫•أن تسكتغل مصكر مميزاتهكا بشككل كافكي والتغلب على العقبات التكي‬
‫تعترضها وتواجهها‪.‬‬
‫•يجكب على الحكومكة المصكرية أل تعتمكد بصكورة علنيكة على مصكادر‬
‫خارجية لتقديم المساعدة في مبادراتها لبناء القدرات في مجال تكنولوجيا‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫•تطوير الحكومة لصناعة تكنولوجيا المعلومات والتصالت بحذر خلل‬
‫الخمس سنوات القادمة‪.‬‬

‫________________________________‬ ‫‪42‬‬ ‫________________________________‬

You might also like