Professional Documents
Culture Documents
د.عبدالغني علي السبئي
د.عبدالغني علي السبئي
ل
ا لد كتور عب دا لع ن ى على متصور ا ست ن ى
2021م
المقدمة .1
ه
لقتصاد المعرفي
لطار المفا مى ل إ
.2الفصل -1-ا إ
لقتصاد المعرفي
لقتصاد ا لجديد/ا إ
.4الفصل -3-قتاس ا إ
.5ا لحلإصة وا إ
لبعكاساب على صعبد ال ستاساب
.6المراجع
2 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
ل م ل
ا حفوق حفوطة © الدكتور عبدالعنى على متصور ا ستنى 2021
كتاب
س
لستفادة من امكاناب التفتتاب المتقدمة والتورة الصتاعتة الرابعة في تر يخ مكانة الدول
اإ
ل
لقتصاد المعرفي العا مى
العرنتة على خريطة ا إ
ل ل
ا لد كتور عبدا ع ن ى على متصور ا ست ن ى
2021م
3 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
المقدمة
يشهد العالم ازديادا مطردا لدور املعرفة واملعلومات في االقتصاد ،فاملعرفة اليوم أصبحت محركا لإلنتاج والنمو االقتصادي ،كما
أصبح مبدأ التركيز على املعلومات والتكنولوجيا من العوامل األساسية في االقتصاد املعاصر ،وبدأنا نسمع بمصطلحات تعكس هذه
التوجهات مثل مجتمع املعلومات وثورة املعلومات واالقتصاد املعرفي ،ومع ازدياد ونشر واستخدام املعرفة واملعلومات والتكنولوجيا،
أصبح االستثمار في املعرفة أحد عوامل اإلنتاج ،فهو يزيد من اإلنتاجية ،ومن ثم فرص العمل ،والدول التي تحقق أعلى معدالت النمو
االقتصادي هي التي تمتلك إمكانيات معرفة أكثر تقدماﹰ.
وتمثل الخطوات التي تقوم بها العديد من الدول خالل السنوات األخيرة ،لتعزيز النمو الصناعي القائم على تقنيات الثورة الصناعية
الرابعة ،أكثر من استراتيجية لترسيخ الريادة العاملية ،فالتقنيات الرقمية املتقدمة تعد بتحقيق قيمة اجتماعية مذهلة لقوى العمل.
حيث إن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة تلعب دورا بالغ األهمية في إيجاد قطاعات جديدة بالكامل ،ومنها دور الطباعة ثالثية األبعاد
في مجال التصنيع أو تطوير الحلول الدوائية الجديدة بفضل التقنيات الحيوية.
ويمكن إلطالق االستراتيجيات الوطنية لتحقيق مزايا الثورة الصناعية الرابعة في الوقت املناسب أن يفرز جيال يرى في التقنية شريكا
له.
تحول ملموس في العمليات التشغيلية القديمة لتصبح حديثة ومترابطة. هذه التقنيات تساهم في إحداث ّ
وفي مجال التصنيع وحدة ،تساهم تقنية إنترنت األشياء في إعادة صياغة سلسلة القيمة بالكامل عبر رقمنة األصول ودورات الحياة
التشغيلية لتيسير تبادل البيانات بين املعدات الصناعية والعمليات واملستخدمين .ويكشف تحليل تلك البيانات باستخدام تقنيات
تعلم اآللة عن جوانب الكفاءة في األعمال ،لتساهم في خفض التكاليف وتعزيز أداء األصول وتحقيق استدامة املشاريع.
ويتجاوز أثر هذه الثورة الصناعية الجديدة االبتكار في املنتجات والخدمات وما يتبع ذلك من تعزيز الدخل في االقتصادات املعنية.
فمع تغلغل التقنيات الرقمية في كل جانب من جوانب حياتنا ،يمكن لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة أن تطلق إمكانات هائلة
لتحسين أسلوب حياة الناس حول العالم.
كما أن من شأنها ربط مليارات الناس باالقتصاد العاملي وتمكينهم من الوصول إلى منتجات وخدمات في أسواق جديدة ،ليغير هذا
ّ
التحول القائم على التقنيات الرقمية أسلوب حياتنا وعملنا ،ويمكننا من التعلم وتحقيق املكاسب بطرق جديدة ،بينما يؤدي إلى قيام
مجتمعات أكثر عدالة واستدامة.
يهدف هذا الكتاب إلى تحديد مالمح وأطر االقتصاد الجديد /االقتصاد املعرفي ،وعرض األهمية البارزة لقطاعات االقتصاد املعرفي
في سياق الثورة الصناعية الرابعة ،باإلضافة إلى تناول قياس االقتصاد املعرفي وموقف الدول العربية من املؤشرات الدولية
واالقليمية املتوافرة في هذا الصدد ،وكذلك تطوير املؤشرات اإلحصائية بشكل يمكن من الوقوف على الحجم الدقيق لقطاعات
االقتصاد املعرفي في سياق الثورة الصناعية الرابعة ومساهمتها في الناتج املحلي اإلجمالي والتكوين الرأسمالي والعمالة في الدول
العربية .
4 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
يتكون الكتاب من ثالثة فصول على النحو التالي :
▪ الفصل األول :بعنوان االقتصاد املعرفي اإلطار املفاهيمي :يتناول هذآ الفصل مالمح وأطر االقتصاد املعرفي ،حيث يبدأ
باإلطار املفاهيمي لالقتصاد املعرفي الذي يتضمن التعريفات املختلفة لالقتصاد املعرفي ،والقوانين التي تحكمه ،والسمات التي
يتميز بها ،وكذلك الفروقات ما بينه وبين االقتصاد التقليدي ،وملحة عن حجم االقتصاد املعرفي على مستوى العالم
▪ الفصل الثاني بعنوان :االقتصاد املعرفي والثورة الصناعية الرابعة :يتطرق .هذا الفصل ،إلى األهمية البارزة لقطاعات
االقتصاد املعرفي في سياق الثورة الصناعية الرابعة ويلقي الضوء على النمو املتسارع لبعض التقنيات ،والتطورات التقنية
واملعرفية التي شكلت مالمح هذه الثورة ومن بينها الذكاء الصناعي ،وإنترنت األشياء ،والحاسوب الكمومي ( Quantum
،)Computerوغيرها من التقنيات األخرى .كما يتطرق إلى االستراتيجيات التي انتهجتها بعض الدول العربية للتحول االقتصاد
املعرفي في إطار الثورة الصناعية الرابعة .
▪ الفصل الثالث بعنوان :قياس االقتصاد املعرفي :يتناول الفصل الثالث قياس االقتصاد املعرفي من خالل التعرض
للمؤشرات الدولية واإلقليمية املتوافرة في هذا الصدد ،وموقف الدول العربية من هذه املؤشرات ،وهو ما يشير إلى بعض
التحديات التي تواجه عملية القياس الدقيق القتصاد املعرفي ،بما يستلزم السعي إلى تطوير املؤشرات اإلحصائية بشكل يمكن
من الوقوف على الحجم الدقيق لهذه القطاعات ومساهمتها في الناتج املحلي اإلجمالي والتكوين الرأسمالي والعمالة فى الدول
العربية.
5 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
6 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
ه
لقتصاد المعرفي
لطار المفا مى ل إ
الفصل -1-ا إ
يعرض الفصل التالي اإلطار املفاهيمي لالقتصاد املعرفي حيث يتطرق إلى تعريف االقتصاد املعرفي ،
والخصائص والقوانين التي تحكمه والقطاعات املتضمنة في إطاره ،إضافة إلى أهم أوجه االختالف بين االقتصاد
املعرفي ،واالقتصاد التقليدي ،وحجم قطاعات االقتصاد املعرفي.
يـقصـد باالقتـصـاد املعـرف ـي الــذي يـطلـق عـليـه فـي بعـض األحيـان كذلك "االقتصاد الجديد" أو "اقتصاد املعلومات
"االقتصاد القائم على املعرفة سواء بشكل مباشر ( (Knowledge Economyأو غير مباشر )(Knowledge Based Economy
،وتعتبر في إطاره املعرفة املحرك الرئيس للنمو االقتصادي .تعتمد اقتصادات املعرفة على توافر تقنية االتصاالت واملعلومات،
وتستخدم االبتكار والرقمنة إلنتاج سلع وخدمات ذات قيمة مضافة مرتفعة .في هذا السياق ،يمكن تعريف "املعرفة" أنها:
املرحلة األخيرة من مراحل تحول البيانات إلى معلومات ،والتي تتحول بدورها إلى معرفة من خالل توفربيئة معرفية ممكنة
محيطة بهذا التحول مع ضرورة وجود ترابط أو عالقة عضوية متداخلة بين البيانات واملعلومات واملعرفة.
على العكس من االقتصاد التقليدي ،حيث يكون النمو مدفوعا بعوامل اإلنتاج التقليدية (العمل واألرض ورأس املال
والتنظيم) ،فإن املوارد البشرية املؤهلة وذات املهارات املتقدمة ،أو رأس املال املعرفي ،هي أكثر األصول قيمة في االقتصاد املعرفي .
وفي االقتصاد املبني على املعرفة ترتفع كذلك املساهمة النسبية للصناعات املبنية على املعرفة أو تمكينها ،وتتمثل في الغالب في
األنشطة التي تندرج في إطار قطاع الخدمات( (Tertiary Sectorبأنشطته املختلفة التي استفادت بشكل كبير من تزاوج الثورات
العلمية املختلفة مثل الثورة الرقمية ،وثورة االتصاالت ،وثورة الهندسة الوراثية.
على الرغم من أن املعرفة تعد منذ فترة طويل ة عامال مهما في النمو االقتصادي ،إال أن االقتصاديين قد سعوا لدمجها بشكل
مباشر في نظريات ونماذج النمو وخاصة فيما يتعلق بنظرية النمو الحديثة ) (New Growth Theoryفي محاولة لفهم دور
املعرفة والتقنية في دفع اإلنتاجية والنمو االقتصادي عبر قنوات وآليات رئيسة تتمثل في االستثمار في البحث والتطوير والتعليم
والتدريب ونماذج اإلدارة الجيدة 1
1 OECD, )1996(. “The Knowledge-Based Economy”, General Distribution OECD/Gd )96(102.
7 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
ّ
التطور ظهر مصطلح "االقتصاد الجديد" أو" االقتصاد املعرفي " ألول مرة في الخمسينيات عندما بدأ الباحثون يالحظون
التصاعدي لقطاعات جديدة في الدول املتقدمة على حساب قطاعي الزراعة والصناعة .هذه القطاعات الجديدة وصفت حينها
بالنواة القتصاد جديد أو كما أطلق عليها في ذلك الوقت بمصطلح "مرحلة ما بعد الصناعة ".
ظهرت أول دراسة لالقتصاد الجديد في الستينيات من القرن املاض ي على يد االقتصادي "فيرتز ما كلوب" ،الذي أشار فيها إلى
أن االقتصاد الجديد يتمثل في اقتصاد الخدمات .ففي ذلك الوقت كانت الدراسات متجهة نحو دراسة وتحليل املخرجات املادية
لإلنتاج ،وهو ما دفع ما كلوب لدراسة املنتجات املعرفية وتطوير تحليله ملفهوم "االقتصاد املعرفي " من خالل عمل علمي متميز
كان له عظيم اإلسهام في خروج مفهوم االقتصـاد املعرفي للـنور وذلك من خالل مؤلفهUnited the in Knowledge States 2
، The of Distribution and Productionمن جهة أخرى استخدم "بيتر دراكر" مصطلح "االقتصاد املعرفي " United the
3"The ،)The in Knowledge of Distribution and Productionومجتمع املعرفة في الفصل الثاني عشر من كتابه Age of
" Discontinuity
وفي عام 1977قدم كل من "مارك يوري بورات" ،ومايكل روبين" إسهاما نظريا متكامال عن االقتصاد الجديد في مؤلف مكون
من 9أجزاء تحت عنوان " ."The Information Economyحاوال من خالله قياس وتقدير حجم االقتصاد الجديد ووصفاه
عبر أبحاثهما "باقتصاد املعلومات " .خلصا من خالل هذا املؤلف إلى التحديد الدقيق لطبيعة القطاعات االقتصادية املتضمنة
في إطار االقتصاد الجديد والفرق بينها وبين القطاعات التقليدية األخرى 4وأوضحا أن العالم صار يتعامل فعال مع صناعات
معرفية تكون األفكار منتجاتها ،والبيانات موادها األولية والعقل البشري أداتها ،إلى حد باتت املعرفة املكون الرئيس للنظام
االقت صادي واالجتماعي املعاصر .من هذا املنطلق أصبـحت البـشريــة علـى عتبـة عـصـر جـديـد تلـعب فيـه إجـراءات حـقـن
االخـتـراعات في االقتصاد ) ،(Innovations Injectionوتقارب التقانة العالية ،دورا أساسيا في تسريع حركة املعرفة وضخها
ونشرها عبر موجات العوملة .وفي هذا السياق بزغت مفاهيم االقتصاد الرقمي والتجارة اإللكترونية التي تشكل املعرفة جوهرها
والقوة املحركة الرئيسة فيها.
توالت بعد ذلك اإلسهامات النظرية في هذا اإلطار ،حيث كان لالقتصادي األميركي "جوزيف ستيجلتز" الحائز على جائزة نوبل
إسهام آخر في إطار االقتصاد املعرفي اهتم من خالله بدراسة طبيعة التحول الذي من الضروري أن تشهده السياسات
الحكومية في إطار االقتصاد الجديد وذلك في مؤلفه بعنوان" " Public Policy for A Knowledge Economy. 5
2 Machlup, F. )1962(. “The Production and Distribution of Knowledge in the United States”, Princeton University press.
4 Porat, Marc U and Rubin, Michael R. )1977(. “The Information Economy” )9 Volumes(, office of telecommunication special publication, US
5 Machlup, F. )1980(. “The Knowledge: its creation, distribution and economic significance, Volume 1: Knowledge and knowledge
production, Princeton University press.
8 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
فيما يلي عرض ألهم التعريفات املختلفة ملفهوم االقتصاد الجديد والتي وردت في عدد من اإلسهامات النظرية
السابقة .
"االقتصاد الجديد" هو االقتصاد املبني على املعرفة والذي تفوق فيه أعداد العمالة في القطاعات املنتجة للمعرفة أعداد العمالة في
باقي القطاعات االقتصادية األخرى" .أشار "ما كلوب" إلى وجود خمس قطاعات اقتصادية أساسية في إطار االقتصاد الجديد وهي.1 :
التعليم ،و .2البحوث والتنمية ،و .3االتصاالت و.4آالت املعلومات و .5خدمات املعلومات .قدر ما كلوب حجم كافة قطاعات االقتصاد
املعرفي في الواليات املتحدة بما يقارب 30في املائة من الناتج القومي اإلجمالي عام . 19586
تعريف بورات
"االقتصاد الذي تلعب فيه القطاعات التي تستخدم وتنتج املعلومات الدور األساس ي في االقتصاد في مقابل القطاعات التقليدية التي
ت شكل فيها عمليات استخدام املواد الخام والطاقة الدور األساس ي في توليد الناتج مثل الزراعة والصناعة" .وفقا لهذا التعريف
يعتبر االقتصاد اقتصادا معلوماتيا عندما تفوق أعداد العمالة في القطاعات املعلوماتية العمالة في القطاعات االقتصادية األخرى
وقد حدث ذلك في عام 1967في الواليات املتحدة عندما بلغت نسبة العمالة في القطاعات املعلوماتية نسبة 53في املائة من إجمالي
العمالة .قام بورات باستخدام تعريف ما كلوب لالقتصاد املعرفي بتقدير مساهمة قطاعات االقتصاد املعرفي في الناتج في الواليات
املتحدة األمريكية في عام 1967بنحو 46في املائة .7
"االقتصاد القائم على املعرفة املتميزة واملستندة على إنتاج واستخدام وتوزيع املعارف واملعلومات واالستثمارات ذات التقنية العالية
والصناعات ذات التقنية الحديثة وتحقيق مكاسب في االنتاجية املرتبطة بها" .حيث اتجهت دول منظمة التعاون االقتصادي إلى دعم
دور قطاعات املعرفة بشكل كبير ال سيما خالل العقد األخير من القرن املاض ي من خالل دعم االستثمارات كثيفة استخدام التقنية،
والصناعات عالية التقنية ،وكذلك عبر تطوير مهارات العمالة ملا يرتبط بذلك من مكاسب في اإلنتاجية.8
"االقتصاد املبني على املعرفة هو االقتصاد الذي تلعب فيه عمليات توليد واستثمار املعرفة دورا أساسيا ومستديما في خلق
ثروة األمم وزيادة كفاءة كافة القطاعات االقتصادية" .9
6 Machlup, F. )1980(. “The Knowledge: its creation, distribution and economic significance, Volume 1: Knowledge and knowledge
production, Princeton University press.
7 rat, Marc U and Rubin, Michael R. )1977(. “The Information economy” )9 Volumes(, office of telecommunication special publication, US department of
commerce, Washington.
8 OECD, (1996). Op. cit.
)9 Ministry of Trade and Industry, United Kingdom (1998) and Ministry of Trade and Industry New Zealand (2005
9 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
تعريف مؤسسة كوفمان
أشار تقرير مؤشر االقتصاد الجديد للواليات املتحدة الذي أصدرته "مؤسسة كوفمان" في عام 2007إلى أن االقتصاد الجديد
هو " مجموعة التحوالت الكمية والكيفية التي ظهرت خالل الخمسة عشر عاما املاضية ،والتي قامت بتغيير الهياكل والوظائف
والقواعد االقتصادية" ،فهو االقتصاد املنظم العاملي القائم على املعرفة (Global Entrepreneur Knowledge-Based
) ،Economyالذي تتمثل عوامل النجاح فيه في قدرة املنشآت على توظيف املعرفة والتقنية واالبتكار إلنتاج سلع وخدمات ذات
قيمة مضافة مرتفعة(.)10
2
1-2
يتسم االقتصاد الجديد أو االقتصاد القائم على املعرفة بعدد من الخصائص والسمات ،يمكن توضيحها كالتالي:
.1الدور املتنامي لالبتكاروالبحث العلمي :حيث يتعين على مؤسسات األعمال في إطار االقتصاد املعرفي العمل وفقا لنظام
فعال من الروابط التجارية مع املؤسسات األكاديمية والعلمية املحلية والدولية وغيرها من املنظمات التي تستطيع مواكبة
ثورة املعرفة املتنامية واستيعابها وتكييفها مع االحتياجات املحلية.
.2التعليم املستمرأساس زيادة اإلنتاجية والتنافسية االقتصادية :لذا يتعين على الحكومات أن توفر املناخ املالئم لتحفيز
املهارات البشرية وصقل مهارات األفراد اإلبداعية بما يتواكب مع احتياجات سوق العمل .كذلك يتعين على الحكومات في
هذا السياق دمج تقنية املعلومات واالتصاالت في املناهج التعليمية لخلق جيل قادر على امتالك أدوات إدارة االقتصاد
الجديد.
.3قطاع االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات املحفز األساس ي للنمو :تعتبر البنية التحتية املبنية على تقنية املعلومات
واالتصاالت أساس االقتصاد الجديد حيث توفر التقنيات التي ينتجها ذلك القطاع عمليات نشر وتجهيز املعلومات
واملعارف وتكييفها مع االحتياجات املحلية ،كذلك يؤدي نمو عمليات هذا القطاع إلى توسيع حجم ونطاق األسواق التي
تتعامل معها املؤسسات والشركات املحلية ،ويزيد من كفاءة عملياتها بشكل عام.
.4أهمية وجود بيئة اقتصادية مواتية لتفعيل آليات االقتصاد الجديد :يستلزم االقتصاد الجديد وجود بيئة اقتصادية
مواتية من شأنها حفز املشروعات وتشجيع االرتباط ما بين املؤسسات العلمية والبحثية ومؤسسات األعمال ،كذلك البد
من أن ت وفر تلك البيئة املواتية كل األطر القانونية والسياسية التي تهدف إلى زيادة اإلنتاجية والنمو ،وذلك بما يشمل
سياسات إتاحة تقنية املعلومات واالتصاالت لكافة املواطنين ،وإلغاء أو خفض التعريفات الجمركية على املنتجات
التقنية ،وزيادة القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة .يشار في هذا الصدد إلى أن البنك املركزي األوروبي قد
اهتم منذ سنوات بدراسة أسباب تراجع مستويات استفادة االتحاد األوروبي من االقتصاد الجديد مقارنة بالواليات
10 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
املتحدة األمريكية وخلص إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى البيئة التنظيمية ملجتمع األعمال في الدول األوروبية التي تتسم
بالكثير من القيود مقارنة بالبيئة املماثلة في الواليات املتحدة األميركية .11
.5املعرفة سلعة عامة :املعرفة في هذا االقتصاد تقترب من كونها سلعة عامة فعندما تظهر املعرفة وتنتشر يصبح من السهل
على كافة أفراد املجتمع االستفادة منها وتصبح التكلفة الحدية لتوفيرها ألفراد إضافيين تساوي الصفر .واملعرفة في هذا
االقتصاد تشكل املادة الخام األساسية غير القابلة للنضوب على املدى الطويل ،حيث إن طبيعة املعرفة تزداد مع
االستخدام وال تنضب .وفي هذا السياق توفر فقط عمليات حماية األسرار التجارية وحقوق النشر والعالمات التجارية
وبراءات االختراع بعض الحماية ملبتكري املعرفة لوقت زمني محدد.
.6رأس املال املعرفي هو العنصر األساس ي املحدد للتنافسية :تعتمد قدرة أي دولة على االستفادة من االقتصاد املعرفي
وتوليد الدخل على مدى سرعتها في التعلم واكتساب مهارات معرفية جديدة والتواصل مع املجتمع املعرفي العاملي .فرأس
املال املعرفي هو العنصر املحدد للقدرة التنافسية للمشروعات ،فما تمتلكه املشروعات من رأس مال معرفي ومهارات
بشرية والتوليفات املختلفة لطرق اإلنتاج واإلدارة التي تتبعها املنشأة تمثل رأس املال املعرفي .تزداد قوة املشروعات
التنافسية مع تزايد مستويات التقنية والتطور املعرفي والقدرة على االبتكار املستخدمة في خلق السلع والخدمات بما يزيد
العائد على االستثمار ويضاعف إمكانات النمو .للحفاظ على الوضع التنافس ي ،البد وأن تتسارع قدرة املشروعات على
االبتكار بما يفوق قدرة املنافسين على االبتكار.
.7سيادة أسواق املنافسة الكاملة :يتسم االقتصاد الجديد بكونه أقرب لسيادة أسواق املنافسة الكاملة حيث يجد
املستهلكون في هذا االقتصاد العديد من املنتجين للسلعة الواحدة ،يمتلك كل منهم نصيب سوقي محدود مقارنة بباقي
البائعين ويعرضون تلك السلع بأسعار منافسة .تتوافر في هذا االقتصاد املعلومات الكاملة عن السلعة من كافة أنحاء
العالم ويتم توصيلها للمستهلكين في أي مكان في العالم عبر شبكات االتصال .
.8أهمية امتالك العمالة ملهارات التكيف والتعلم السريع :تتسم العمالة املاهرة في االقتصاد الجديد بقدرتها على التقاط
املعلومات وتحويلها إلى معرفة قابلة لالستخدام ،وقدرتها على التكيف والتعلم بسرعة وامتالك املهارات الالزمة لذلك،
إضافة إلى إتقان التعامل مع تقنية املعلومات وتطبيقاتها في مجال العمل ،والقدرة على التعاون والعمل ضمن فريق وإتقان
مهارات االتصال ،كما ال يغني ذلك عن امتالك مهارات إضافية مميزة ،من بينها إتقان أكثر من لغة بما يساعد على التعامل
في بيئة عاملية ،وإتقان العمل خارج حدود الزمان واملكان ،والقدرة على إدارة العمل سواء كان ذلك في بيئات عمل تقليدية
أو افتراضية
ً
.9ارتباط أسرع املهن نموا بتقنيات قطاع املعلومات واالتصاالت :تتمثل أسرع املهن نموا في إطار االقتصاد الجديد في
املهن املرتبطة بشكل معقد بتقنيات املعلومات واالتصاالت بشكل مباشر .يقدر مركز ) (Thourpury Centerأن من بين 54
مهنة تم تسجيلها كأكثر املهن نموا في الواليات املتحدة األمريكية حتى عام 2005كان هناك نحو 46مهنة تتطلب طالقة
تقنية .لذا تلعب فئات املديرين وعمال املعرفة الدور األساس ي في هذا االقتصاد مقابل العمالة التقليدية املرتبطة بشكل
11 Hämäläinen, Sirkka )2001(. “Is the New Economy Really New?”, Jaakko Honko Lecture, Helsinki School of Economics, 29 January.
11 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
وثيق بنظم اإلنتاج ال ممكنة في االقتصاد القديم ،ففي الواليات املتحدة ارتفع النصيب النسبي لفئة املديرين وعمال
املعرفة من 22في املائة في عام 1979إلى 38في املائة خالل عام 2013وفقا ألحدث بيان متاح (.)12
.10نقص الكوادر واملهارات :هناك العديد من الوظائف التي ال تجد من يشغلها ،وخاصة الوظائف التي تتطلب مهارات في
تقنية املعلومات ،وسيعاني قطاع األعمال ليجد املهارات املعرفية املطلوبة ،وهو ما يتطلب انفتاح سوق العمل بما ي مكن
من سد فجوة املهارات ال سيما مع انتشار الشبكات اإللكترونية التي أصبحت تيـسر فـرص العمل عن بعد ،وكذلك إمكانية
تنفيذ األعمال في دول أخرى من خالل عمليات التعهيد) .(Outsourcingمؤخرا أشارت العديد من الدراسات إلى أن
التراجع الذي يشهده العالم في مستويات اإلنتاجية حاليا إنما ي عزى إلى نقص العمالة املاهرة في قطاعات توليد املعرفة
والقطاعات املستندة عليها حيث بات من الصعب على العمالة مجاراة التطور التقني السريع واملتالحق املطلوب كمهارات
لالنضمام والبقاء في سوق العمل .يظهر هذا األمر جليا في عدد من االقتصادات املتقدمة مثل اليابان التي تعاني حاليا 81
في املائة من الشركات العاملة بها التي ت وظف عشرة عمال أو أكثر من نقص العمالة املاهرة .في هذا اإلطار ،يوضح الشكل
التالي رقم( )1الدول األكثر معاناة من مشكلة نقص العمالة املاهرة..
شكل رقم( )1
الدول األكثرمعاناة من مشكلة نقص العمالة املاهرة
اليابان 81
64
البرازيل 63
63
المكسيك 44
42
استراليا 41
40
األمريكية المتحدة الواليات 40
34
كندا 31
24
فرنسا 21
12
أسبانيا 3
Source: WEF, )2016(. “These Countries are Facing the Greatest Skills Shortage”.
.11الدور االقتصادي املتنامي لشركات إنتاج التقنية واملعرفة :باتت شركات إنتاج التقنية واملعرفة تلعب دورا
اقتصاديا متناميا ربما بات يفوق املقومات االقتصادية لدول بأكملها .فعلى سبيل املثال ،تفوق القيمة السوقية
ألكبر خمس شركات تعمل في نطاق االقتصاد الجديد الناتج املحلي اإلجمالي لدول بكامل قطاعاتها ،جدول رقم (.)1
12 Cornell, INSEAD, WIPO, )2017(. “The Global Innovation Index: Innovation Feeding the World”, 10 th Edition.
12 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
إضافة ملا سبق وبشكل عام تصل حصة األصول املعرفية إلى 80في املائة من قيمة الشركات متعددة الجنسيات في
قائمة أكبر 500شركة بالعالم ،وهو ما يؤكد أن املعرفة أصبحت أساس النشاط االقتصادي بدال من املوارد املادية
والطبيعية13
798 أمازون
788 مايكروسوفت
785 آبل
473 فيسبوك
Source: http://www.nasdaq.com.
قانون مور
في عام 1965توقع "جوردون مور" مؤسس ورئيس شركة( (Intelفي مقالة نشرها في دوريته اإللكترونية ()Electronics Journal
أن عدد وحدات الترانزستور ) (Transistorsواألجزاء اإللكترونية األخرى في الشرائح اإللكترونية سيتضاعف كل عام لتكون
قادرة على إحداث نقلة نوعية تكنولوجية في سرعة وقوة معالجة البيانات ،وذلك فيما عرف بعد ذلك بـقانون مور( (Moore’s
،Lawالذي استند إلى التتبع التاريخي لسلوك شركات التقنية وستترعه معالجات نقل البيانات ،وأسعارها .
13د .سعد غالب ياسين( 2005،م) "إدارة املعرفة وشبكات القيمة :دراسة حالة شركة ) " (Quicken.comقسم نظم املعلومات اإلدارية ،كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة
الزيتونة ،األردن.
13 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
بعد مرور عقد من الزمن ،ومع تباطؤ نمو صناعة الدوائر املتكاملة ،قام مور بإعادة صياغة املعدل الزمني لقانونه لتصبح سرعة
التضاعف عامين بدال من عام واحد .ولكن مع التطور املتسارع في صناعة األجهزة االلكترونية القائمة على املعالجات الدقيقة
) (Microprocessorsكأجهزة الحاسب اآللي في السبعينات والهواتف الالسلكية والحاسبات املحمولة في الثمانيات والتسعينات،
وحتى اإلنترنت فائق السرعة وأجهزة الهاتف ا لذكي خالل السنوات التي تلت األلفية الجديدة بات واضحا أن الصناعة تقترب
بالفعل من تحقيق املعدل املتوقع من قبل مور عام 1965حيث ثبت على مدى أربعين عاما خالل الفترة ( )1961-2001تضاعف
عدد وحدات الترانزستور في الواقع كل 18شهرا ،وهو ما جعل البعض يعتبر قانون مور حقيقة مطلقة غير قابلة للشك ،مثلها
كمثل قوانين نيوتن للحركة .15وبالتالي ووفقا لقانون مور من املمكن الحصول على كمبيوتر ذو سرعة مضاعفة بنصف السعر
السائد قبل 18شهرا .
في هذا السياق ،يرى أستاذ الفيزياء الدولي "ميتشو كاكو" في كتابه "رؤى مستقبلية" أن استمرار انخفاض أسعار وزيادة سعة
املعالجات الرقيقة بمقدوره وفق قوى االقتصاد أن يدفع صناعة الحواسب إلى الطور الثالث (طور الحوسبة الواسعة االنتشار)
بحيث تكون كل األجهزة مرتبطة مع بعضها بعضا ،وبحيث تقفز نسبة األجهزة لتبلغ مائة كمبيوتر للشخص الواحد .ووفقا
لخبراء صناعة االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات ،فقد مهد هذا القانون الطريق لتقدم الثورة التكنولوجية ألكثر من نصف
قرن ،وساهم في تجسيد أفكار مثل "الذكاء الصناعي "،والسيارات ذاتية القيادة" إلى واقع ملموس.
رغم الشواهد العملية التي تؤيد تحقق فرضيات هذا القانون ،يرى تقرير "الخارطة التقنية العاملية ألنصاف النواقل" الصادر
عام ،2015أن الترانزستورات ستتوقف عن إمكانية التقلص من حيث الحجم بحلول عام .2021ففي ذلك العام ستصبح
عملية تقليص أبعاد الترانزستورات في املعالجات الرقيقة غير قابلة للتطبيق من الناحية الفيزيائية .رغم ذلك تسعى شركات
الرقائق اإللكترونية إليجاد سبل أخرى للحفاظ على حياة قانون مور ملدة أطول بقليل من خالل البحث عن استراتيجيات أخرى
لزيادة الكثافة عبر تحويل الشكل الهندس ي للترانزستور من الوضع األفقي إلى العمودي ،كما تتضمن املحاوالت أيضا بناء عدة
طبقات للدارات املصطفة فوق بعضها البعض في وحدات الترانستور 14
قانون جيلدر
تزداد سعة شبكات االتصاالت بنحو ثالث أضعاف كل 12شهرا ،بما يعني حدوث انخفاض معنوي في تكلفة تشغيل
واستخدام شبكات االتصاالت كل عام.
قانون ميتكالفي
تتناسب قيمة شبكات االتصال طرديا مع مربع عدد نقاط الربط ) ،(nodesبمعني ارتفاع قيمة الشبكة مع تزايد
أعداد نقاط الربط املتصلة بها ،وذلك مع ثبـات أو انـخفاض تـكلفة استـخدام تـلك الشبكة .لـذلك فكلما يزداد اتساع
الشبكة تـزداد قيـمة االرتباط بها بشكل أس ّي بينما تبقى التكلفة نفسها لكل مستخدم ،ويعرف هذا القانون بتأثير
الشبك)(Network Effect
14مرصد املستقبل :املنصة املعرفية ملؤسسة دبي للمستقبل" ،نهاية قانون مور" استحالة تقليص أحجام الترانزستورات بحلول عام ،"2021حكومة دبي.
(15) Waldrop M. )2016(. “The Chips are Down for Moore’s law”, the International Weekly Journal of Science”.
14 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
قطاعات االقتصاد الجديد 3-2
تنقسم قطاعات االقتصاد الجديد وفقا لتعريف "بورات " إلى قطاعات املعلومات األولية ،وقطاعات املعلومات
الثانوية .تشمل قطاعات املعلومات األولية القطاعات التي تعمل في املجاالت املعنية بخلق وإدارة املعلومات مثل العلماء
واملؤلفون ،في حين تشمل قطاعات املعلومات الثانوية القطاعات التي تستخدم املعلومات بشكل غير مباشر مثل القطاعات
التي تنتج املعلومات ألغراض االستخدام الداخلي في الزراعة والصناعة وإنتاج غيرها من السلع غير املعلوماتية األخرى .وبالتالي
تضم قطاعات املعلومات األولية وفقا لبورات كل من:
• قطاعات إنتاج املعرفة واالبتكار (أنشطة البحث والتطوير والخدمات املعلوماتية ،إلخ)
• قطاعات توزيع املعلومات واالتصاالت من بينها (التعليم ،خدمات املعلومات الحكومية ،خدمات االتصاالت)
• قطاعات إدارة املخاطر من بينها (البنوك ،وشركات التأمين)
• قطاعات تشغيل املعلومات والخدمات املعلوماتية مثل (الكمبيوتر ،البنية األساسية لالتصاالت)
• السلع املعلوماتية من بينها (اآلالت الحاسبة ،أشباه املوصالت ،الخ)
• الخدمات املساعدة (الخدمات املكتبية ،التجهيزات ،الخ)
• تجارة الجملة في السلع والخدمات املعلوماتية .
في حين تضم قطاعات االقتصاد الجديد وفقا للتصنيف الصناعي العاملي املوحد ) ( ISICكل من:
• قطاعات منتجة لسلع قطاع االتصاالت وتقنية املعلومات.
• قطاعات منتجة لخدمات االتصاالت وتقنية املعلومات.
• قطاعات مستخدمة لخدمات االتصاالت وتقنية املعلومات.
من جانب آخر أشار "نيك مور" ) (Nick Mooreأن قطاع املعلومات هو الذي ّ
يتكون من املؤسسات في كال القطاعين العام
والخاص ،تلك التي تنتج املحتوى املعلوماتي أو امللكية الفكرية ،وتلك التي تقدم التسهيالت لتسليم املعلومات للمستهلكين وتلك
التي تنتج األجهزة والبرامج التي تمكن من معالجة املعلومات ،وبنا ء عليه ،يمكن تقسيم "اقتصاد املعلومات" إلى ثالث قطاعات
أساسية وهي:
تتم هذه .الصناعة عن طريق املؤسسات التي تنتج امللكية الفكرية :عن طريق الكتاب ،املحررين ،وهؤالء الذين يقومون ببيع
أعمالهم الفكرية للناشرين واملوزعين ،وشركات اإلنتاج التي تقتني امللكية الفكرية وتقوم بتجهيزها بطرق مختلفة ،ثم تقوم
بتوزيعها وبيعها ملستهلكي املعلومات .كما تضم صناعة املحتوى املعلومات جز ء خاصا ال عالقة له باإلبداع وإنما يهتم بجمع
املعلومات مثل جمع األعمال املرجعية وقواعد البيانات والسالسل اإلحصائية .
15 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
.2صناعة تسليم بث املعلومات):(Information Delivery
يتمثل القطاع الثاني من قطاعات اقتصاد املعلومات في قطاع إنشاء وإدارة شبكات االتصال ،والبث التي يتم من خالله توصيل
املعلومات إلى قطاع عريض من املستفيدين ،بما يشمل شركات االتصاالت والشركات التي تدير محطات البث اإلعالمي وغيرها
من قنوات توزيع املعلومات األخرى.
تقوم هذه الصناعة على معالجة البيانات واملعلومات إلنتاج منتجات معرفية ذات قيمة مضافة مرتفعة تتمثل في برامج
الكمبيوتر ونظم التشغيل املختلفة لألجهزة والشبكات وغيرها من املنتجات املعرفية األخرى.
في السياق ذاته وبشكل عام يرى العديد من االقتصاديين أن االقتصاد الجديد هو اقتصاد قائم على الخدمات في املقام األول
ويؤكدون أن قطاع الخدمات يعتبر املرشح األساس ي لالستفادة من االقتصاد الجديد .في املقابل يرى اقتصاديون آخرون أن
مفهوم االقتصاد الجديد ينطبق على عمليات استخدا م وتوليد املعرفة بشكل يزيد من القيمة املضافة للمنتج النهائي سواء تعلق
األمر بإنتاج السلع أو الخدمات .لذلك يرون أن القطاعات التقليدية مثل الزراعة والصناعة يمكنها هي األخرى أن تستفيد من
التطورات املرتبطة باالقتصاد الجديد .بغض النظر عن هذا الجدل الشائع ،هناك العديد من العوامل التي ترشح قطاع
الخدمات لالستفادة بشكل أكبر من االقتصاد الجديد .ومن أهم هذه العوامل:
▪ تضمن هذا القطاع للعديد من القطاعات االقتصادية التي تؤثر وتتأثر بشكل كبير باالقتصاد الجديد ومن أهم تلك
القطاعات:
قطاع االتصاالت وتقنية املعلومات. -
قطاع الخدمات املالية. -
قطاع الخدمات واالستشارات الهندسية. -
قطاع خدمات النقل والشحن. -
▪ استفادة قطاع الخدمات بشكل كبير من ثورة املعلومات واالتصاالت والتي كان لها األثر األكبر في توسيع حجم السوق أمام
الخدمات املختلفة املتضمنة بهذا القطاع بما وفر فرص أكبر لتسويق تلك الخدمات وبيعها الكترونيا من خالل شبكة
االنترنت ،بحيث لم تعد مبيعات هذا القطاع تقتصر فقط على السوق املحلية.
▪ استفادة هذا القطاع من اتجاه الدول في إطار االقتصاد الجديد إلى تحرير القيود الجمركية وغير الجمركية ونحو تحرير
أسعار الصرف ،ومن الجهود املبذولة لتضمين تحرير تجارة الخدمات في إطار اتفاقية "الجاتس "التي تعد من بين أهم
األولويات االقتصادية العاملية في املرحلة الراهنة.
▪ يعتبر قطاع الخدمات مرشحا بشكل أكبر لالستفادة من النمو االقتصادي املتنامي املسجل في إطار االقتصاد الجديد
وذلك لكونه بخالف القطاعات التقليدية ال يعتمد على مواد خام وموارد ناضبة تؤثر بشكل كبير في مستويات أسعار السلع
املتضمنة في القطاعات التقليدية مثل الزراعة والصناعة ،ولكنه يعتمد باألساس على املعلومات وعلى عمليات توليد
16 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
املعرفة ولذا تعتبر منتجات هذا القطاع مصدرا من مصادر االستقرار في مستويات األسعار في إطار االقتصاد الجديد حيث
تتجه مستويات أسعار خدمات هذا القطاع بشكل عام إلى االنخفاض عبر الزمن.
▪ كان هذا القطاع أكثر انفتاحا على العالم الخارجي واألكثر تأثرا بالعوملة املالية واالقتصادية التي شهدها االقتصاد العاملي
بداية من عقد التسعينيات من القرن املاض ي التي أدت إلى تزايد مستويات املنافسة الدولية وظهر أثرها واضحا في ذلك
القطاع.
▪ استقطاب ذلك القطاع لقدر ال يستهان به من االستثمارات األجنبية املباشرة بما ساعد على تطور ذلك القطاع في العديد
من الدول النامية واملتقدمة على حد سواء وظهور نظم جديدة لالندماج واالستحواذ في هذا القطاع بما رفع بشكل عام من
كفاءته ومرونته هذا القطاع.
15
الفرق بين االقتصاد املعرفي (االقتصاد الجديد) واالقتصاد التقليدي 4-2
يعرض الجزء التالي أهم أوجه االختالف ما بين االقتصاد الجديد واالقتصاد القديم وفقا ملجموعة من املعايير
األساسية:
مشكلة الندرة :ال يعاني االقتصاد الجديد من مشكلة الندرة حيث تتسم املنتجات املعرفية بالوفرة .مما ساعد على ذلك انتشار
التقنيات اإلنتاجية القادرة على خفض أسعار املن تجات املعرفية .فاتجاه أسعار الرقائق اإلليكترونية إلى االنخفاض ساهم خالل
السنوات املاضية في زيادة الحافز االقتصادي لالستخدام املكثف لتلك الشرائح مما سيدفع نحو املزيد من التقدم االقتصادي
والتقني .من جانب آخر ،ففي إطار االقتصاد املعرفي سيتمكن العالم من إيجاد بدائل للعديد من املواد الخام والسلع الناضبة.
أساس الثروة :األصول املهمة في االقتصاد الجديد هي املعرفة الفنية ،واإلبداع ،والذكاء ،واملعلومات ،ورأس املال البشري ،في
حين تمثل األرض ،والعمالة ،ورأس املال ،العوامل الثالث األساسية لإلنتاج وخلق الثروة في االقتصاد القديم.
اقتصاديات الحجم :ال يتسم االقتصاد الجديد بتناقص الغلة مع الحجم مثلما هو الحال في االقتصاد التقليدي ،ففي املقابل
تزداد العوائد مع زيادة كميات اإلنتاج ،كما ال يوجد حجم اقتصادي أمثل املنشأ ت ،ألنه في االقتصاد املعرفي يمكن إنتاج أي
حجم وإلى ما ال نهاية .
النمو االقتصادي :النمو في االقتصاد املعرفي هو نمو حلزوني لألعلى أي ليس خطيا كما هو الحال في االقتصاد التقليدي.
األهمية النسبية للقطاعات االقتصادية :ترتفع املساهمة النسبية للصناعات املبنية على املعرفة أو تمكينها في االقتصاد
الجديد ،وتتمثل في الغ الب في الصناعات ذات التقنيات املتوسطة والرفيعة ،مثل الخدمات املالية وخدمات األعمال.
نمط السلعة :اختالف نمط السلعة في االقتصاد املعرفي مقارنة باالقتصاد التقليدي .
15املصدر :سامي حاتم( " .)2005،االتجاهات الحديثة في االقتصاد الدولي والتجارة الدولية .قضايا معاصرة في التجارة الدولية" ،و
Kauffman Foundation, )2007(. “The 2007 State New Economy Index”.
17 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
ففي االقتصاد املعرفي ترتبط السلعة بالعامل وليس املنشأة أي يمكن نقلها إلى خارج املنشأة عند انتقال العامل ،ما يعني ارتفاع
شأن املوهبة البشرية واستقاللها في عالم األعمال .وخالف ا لالقتصاد التقليدي ،فالسلع القائمة على املعرفة لها قيمة تبادلية
وقيمة استعماليه وليس قيمة استعماليه فقط.
معيار الكفاءة :ظهور مقياس جديد للكفاءة االقتصادية أال وهو مدى ملكي ة املنشأة للمعرفة ،مقابل مقياس اإلنتاجية
املستخدم في االقتصاد القديم .
في هذا السياق ،يلخص الجدول التالي الفروقات ما بين االقتصاد الجديد القائم على املعرفة واالقتصاد القديم من حيث
الخصائص االقتصادية األساسية ،وبيئة األعمال ،وسوق العمل ،وأدوار الحكومات.
18 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
متزايد ( ثالثة أضعاف العائد في القطاعات
متناقص. العايد على رأس املال
التقليدية)
بيئة األعمال
العمالة -رأس املال. االبتكار-املعرفة. القوي املحركة للنمو
خفض التكلفة عن طريق اقتصاديات الحجم. االبتكار –الجودة -سرعة النفاذ إلى األسواق . مصدر امليزة التنافسية
أدوارالحكومات
أساس العالقة ما بين الحكومة
فرض الرقابة والسيطرة. تحفيز فرص النمو. ومنشآت األعمال
19 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
• التركيز على تبني سياسات لخفض التضخم • تبني سياسات من شأنها تسهيل عمليات التحول نحو
والحد من مشكلة البطالة. االقتصاد الجديد بما يتضمن: نطاق تركيز السياسات
املصدر :سامي حاتم " .)2005 (،االتجاهات الحديثة في االقتصاد الدولي والتجارة الدولية .قضايا معاصرة في التجارة الدولية "،و
ساعد نمو قطاع االتصاالت وتقنية املعلومات بشكل كبير على تطور قطاع الخدمات في إطار االقتصاد الجديد .وقد ظهر ذلك
واضحا من خالل معدالت النمو الكبيرة التي حققتها القطاعات املتضمنة بالقطاع في اآلونة األخيرة مستفيدة من تطوره املتسارع
حيث بات القطاع يشكل اآلن نحو 5.6في املائة من الناتج املحلي العاملي ويوظف نحو 100مليون شخص ،فيما نمت صادرات
القطاع بنسبة 40في املائة خالل الفترة( ) 2010-2015ومن بين القطاعات الفـرعيـة املتـضمنة في قطاع االتصاالت وتقنية
املعلومات بلغ حجم سوق عمليات التجارة اإللكترونية نحو 3.25تريـليـون دوالر 90،في املـائة منـها تتـمثـل فـي عمليـات التـبادل
16علة ،مراد( " )2011،جاهزية الدول العربية لالندماج في االقتصاد املعرفي -دراسة نظرية تحليلية" ،املؤتمر العاملي الثامن لالقتصاد والتمويل االسالمي ،الدوحة ،قطر.
20 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
اإللكـترونـي ما بيـن قطـاعـات األعمال ]) ، [Business to business ecommerce (B2Bوالباقي يتمثل في عمليات التبادل
اإللكتروني ما بين قطاعات األعمال واملستهلكين .17 [Business to Consumers (B2C)] .على الصعيد العاملي ،قطعت عدة دول
مراحل متقدمة في مجال االقتصاد املعرفي استنادا إلى بعض ما تشير إليه املؤشرات التي تقيس مدى تصور القيمة املضافة
والصادرات الخاصة بالصناعات عالية التقنية وكذلك صادرات قطاع االتصاالت وتقنية املعلومات .في هذا السياق يشير تقرير
مؤشر االبتكار العاملي إلى تصدر سويسرا وسنغافورة لدول العالم من حيث نسبة مساهمة قطاع الصناعات عالية ومتوسطة
التقنية إلى الناتج الصناعي التي بلغت نحو 65في املائة ،يليهما كل من هنغاريا وسلوفاكيا بنسبة 58في املائة ،الشكل رقم )( 2
شكل رقم( )2
نسبة القيمة املضافة للصناعات عالية ومتوسطة التقنية إلى الناتج الصناعي ()2017
)(%
كوريا 52
التشيك 52
أملانيا 54
ايرلندا 55
سلوفاكيا 58
هنغاريا 58
سنغافورة 65
سويسرا 65
Source: Cornell, INSEAD, WIPO, )2017(. “The Global Innovation Index: Innovation Feeding the World”.
أما من حيث نسبة الصادرات عالية التقنية إلى إجمالي الصادرات فتتصدر كل من ماليزيا والصين وسنغافورة دول العالم
بمساهمة في إجمالي الصادرات بلغت 3.32و 4.29في املائة على التوالي.
21 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
نسبة الصادرات عالية التقنية إلى إجمالي الصادرات ()2017
%
إسرائيل 15.8
التشيك 16.7
بانما 17. 1
كوريا 24.8
فيتنام 26.8
سنغافورة 29.1
الصين 29.4
ماليزيا 32.3
Source: Cornell, INSEAD, WIPO, )2017(. “The Global Innovation Index Innovation
Feeding the World”.
كذلك يمكن الوقوف على حجم قطاع االقتصاد املعرفي في دول العالم من خالل تتيع مؤشر نسبة صادرات قطاع االتصاالت
وتكنولوجيا املعلومات إلى إجمالي التجارة في كل دولة .حسب أحدث البيانات ،تتصدر كل من ايرلندا وكوستاريكا والهند دول
العالم في هذا املؤشر حيث تتراوح النسبة فيهم ما بين 24-6.12في املائة.
السويد 7.2
هولندا 7.2
قبرص 9.6
فنلندا 9.8
اسرائيل 10.6
الهند 12.6
كوستاريكا 14.6
ايرلندا 24
”Source: Cornell, INSEAD, WIPO, )2017(. “The Global Innovation Index: Innovation Feeding the World
22 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
23 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
لقتصاد ا لجديد والتورة الصتاعتة الرابعة
الفصل -2-ا إ
في أعقاب ثالث ثورات صناعية شهدها العالم منذ نهاية القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا ،استقبل عاملنا خالل
السنوات القليلة املاضية الثورة الصناعية الرابعة التي تستند إلى ما حققته الثورة الصناعية الثالثة التي بدأت منذ منتصف
القرن املاض ي من إنجازات ال سيما فيما يتعلق بالتطور غير املسبوق لتقنيات االتصال وتقنية املعلومات .فكما استخدمت
الثورة الصناعية األولى املاء والبخار لتحريك اآلالت ،واستخدمت الثورة الصناعية الثانية الكهرباء من أجل الوصول إلى اإلنتاج
واسع النطاق ،وركزت الثورة الصناعية الثالثة على استخدام اإلليكترونيات وتقنية املعلومات ألتمته ورقمنه اإلنتاج ،تتمحور
الثورة الصناعية الرابعة حول مزج التقنيات التي تلغي الحدود الفاصلة بين كل ما هو فيزيائي ورقمي وبيولوجي في ظل بوتقة من
التطورات التقنية املتسارعة التي سيمتد تأثيرها إلى عدد كبير من دول العالم في غضون السنوات العشر املقبلة.
تتسم الثورة الصناعية الرابعة ببزوغ عدد من التقنيات واملحركات العلمية التي سوف تغير وجه العالم ومن بينها على
األخص تقنية الذكاء الصناعي ،الروبوتات ،انترنت األشياء ،علم الجينات الوراثية (الجينوم البشري) ،الطباعة ثالثية األبعاد
،الحاسوب الكمومي ،تقنية النانو ،البيو تكنولوجي ،السيارات ذاتية القيادة ،البيانات الضخمة ،العمالت االفتراضية،تخزين
الطاقة 18هذه الثورة تختلف عن الثورات السابقة لها في ثالثة أبعاد رئيسة تتمثل في سرعة انتشار التقنيات املصاحبة لهذه
الثورة (نمو أ س ي مقابل نمو خطي لسرعة انتشار التقنية املرتبطة بالثورات السابقة) ،واتساع نطاق وعمق تأثيراتها لتشمل
كافة املجاالت ،وقدرتها على إحداث تغيير جذري في أنظمة اإلنتاج والعالقات االقتصادية وطريقة سير املجتمعات .
سوف يكون لهذه الثورة تداعيات ملموسة على األنظمة االقتصادية حيث ستؤدي إلى إعادة هيكلة شاملة للبنيات
االقتصادية باتجاه التحول لقطاعات إنتاج املعرفة وقطاع التقنية عالية القيمة املضافة في مقابل تراجع ملساهمة قطاعات
اإلنتاج التقليدية مثل الزراعة والصناعة والتعدين في توليد الناتج .كما سيتتبعها انخفاض كبير ألسعار املواد الخام والسلع
األساسية نظرا للتقنيات التي تنصب على إيجاد بدائل للمواد الخام أقل كلفة وأكثر استدامة ومالئمة لالعتبارات البيئية .بالتالي
من املتوقع أن تنهي الثورة الصناعية الرابعة موجات ارتفاع أسعار السلع األساسية التي استندت عليها نماذج التنمية في العديد
من الدول النامية واألسواق الناشئة ،وهو ما يتوقع أن يؤدي إلى تباطؤ معدالت نمو الدول ال مصدرة للسلع األساسية.
كما يتوقع أن يترافق مع ذلك زيادات غير مسبوقة في مستويات اإلنتاجية والتنافسية نتيجة تطور املهارات املعرفية
للعمالة ،وزيادة التراكم الرأسمالي واملعرفي ،وانتشار أساليب اإلنتاج األكثر كفاءة واستدامة في إنتاج السلع والخدمات عالية
التقنية والجودة واألكثر مالئمة ألذواق وتفضيالت امل ستهلكين واألقل كلفة .لذلك سيشهد العالم نموا ملحوظا ملستويات
املعروض من السلع والخدمات لتتواكب مع التغيرات السريعة واملتالحقة في أنماط الطلب وارتفاع ملموس ملستويات الدخول
18 World Economic Forum, “The Fourth Industrial Revolution: what it means, how. to respond
24 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
واملعيشة ال سيما وأن تلك الثورة سيصاحبها أيضا تغييرات أفضل في مجاالت الرعاية الصحية والتعليم وخدمات البنية
األساسية والتحكم في إدارة املدن واملساكن الذكية.
على الوجه األخر ،سيصاحب هذه الثورة صدمات كبيرة في أسواق العمل ،فالتطورات التقنية املتسارعة وانتشار
الروبوتات وتقنيات اإلنتاج الذكية ستتسبب في انخفاض كبير في مستويات الطلب على العمالة غير املاهرة بنسبة تتراوح ما بين
50-25في املائة حيث ستحل محل العمال في قطاعات الزراعة والصناعة والتعدين والوظائف املكتبية والحرفية .فيما ستنمو
مستويات الطلب على العمالة في مجاالت انتاج التقنية والهندسة والرياضيات والعلوم والتحليل املنطقي والتفكير اإلبداعي
وحل املشكالت .نظرا ألن هذه الثورة تعتمد على املعرفة ورأس املال املستثمر في مجاالت التقنية واالبتكار والبحث والتطوير
سينتج عنها زيادة في مستويات عدم العدالة في توزيع الدخول نظرا الرتفاع العائد على رأس املال املعرفي والتكنولوجي في مقابل
تراجع العائد على الع مل التقليدي والحرفي خاصة فيما يتعلق بالعمالة غير املاهرة التي ال تمتلك فرص النفاذ للتعليم القائم
على املعرفة والتقنية املتطورة .
كذلك من املتوقع أن ينتج عن هذه الثورة تعميق فجوة النوع االجتماعي في ظل التوقعات بأن تؤدي تلك الثورة إلى
فقدان عدد أكبر من النساء للوظائف ال سيما على ضوء تركز عمل النساء في القطاعات األكثر عرضة للتأثر سلبا بهذه الثورة
مثل قطاعات الزراعة والصناعة والوظائف املكتبية واإلدارية .
سيعمق من هذا التأثير املستوى املنخفض ملشاركة املرأة في سوق العمل وتواضع مستوى تمثيلها في قطاعات العلوم
والتقنية والهندسة والرياضيات [ ]Science Technology Engineering and Mathematics (STEMالتي تعد بمثابة العمود
الفقري للثورة الصناعية الرابعة .في ظل هذه التطورات كان من الطبيعي أن يشهد العالم تغييرات مماثلة على صعيد الهياكل
االقتصادية مع تنامي وتسارع حجم االقتصاد املعرفي استنادا إلى الثورات الصناعية املتالحقة والتي تستند إلى تغييرات
تكنولوجية كبيرة انعكست على قطاعات االنتاج ومن ثم أصبحت املعرفة هي املحرك الرئيس لإلنتاج.
في خضم هذه التطورات ،ما يهمنا التطرق إليه في هذا الكتاب هو العالقة ما بين الثورة الصناعية الرابعة واالقتصاد
املعرفي حيث ستؤدي هذه الثورة إلى تطور متسارع لبعض القطاعات التكنولوجية القائمة على املكون املعرفي بما يعزز حجم
ونمو ونوعية االقتصاد املعرفي .وذلك على النحو التالي:
الذكاء الصناعي
الذكاء الصناعي هو نظرية تطوير أنظمة الكمبيوتر بحيث تكون قادرة على أداء املهام التي تتطلب عادة استخدام الذكاء البشري،
مثل اإلدراك البصري ،التعرف على الكالم ،صنع القرار ،والترجمة بين اللغات .كثيرا ما ي طلق هذا املصطلح على مشروعات
تطوير النظم اإللكترونية لتملك املعارف والعمليات الفكرية املميزة لإلنسان ،مثل القدرة على التفكير ،واكتشاف املعنى،
25 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
والتعميم ،أو التعلم من التجارب السابقة ،حيث ثبت منذ تطوير الكمبيوتر الرقمي خالل األربعينيات من القرن املاض ي أن
أجهزة الكمبيوتر .يمكن برمجتها للقيام بمهام معقدة للغاية -على سبيل املثال ،اكتشاف البراهين لنظرية رياضية أو لعب
الشطرنج بكفاءة كبيرة . 19
من أوائل تطبيقات الذكاء الصناعي التي شهدها العالم نظام ( )Deep Blueاملطور من قبل شركة ( )IBMالذي تمكن عام 1997
من هزيمة العب الشطرنج العاملي جاري كاسباروف ،لكن هذا الجيل من الذكاء الصناعي لم يثبت فائدته في حل مشاكل العالم
الواقعي ،وبالتالي لم يؤد إلى تغيير جذري في كيفية برمجة أنظمة الحاسب.
مع تطور برمجيات الذكاء الصناعي خاصة في املجال املعروف بـ” تعلم اآللة” أصبحت تطبيقات الذكاء الصناعي واسعة االنتشار
في عدد من املجاالت من أهمها محركات البحث مثل جوجل ،برامج املساعدة االفتراضية مثل سيري ،ميزة برمجيات التعرف على
الهوية البيولوجية ،والسيارات ذاتية القيادة ،والطائرات املسيرة )بدون طيار( ،وبرمجيات الترجمة ،أو حلول االستثمار وغيرها
الكثير باالستفادة من كمية البيانات الهائلة التي تم جمعها على مدار العشرين عاما األخيرة 20
تضم سوق الذكاء الصناعي ست قطاعات رئيـسة تتـمثـل فـي "تـعلم اآللـة" ) ،(Machine learningو "التـعلم العميق" (Deep
) ،Learningو "الـرؤية الحـاسوبـيـة" ) ،(Computer Visionو"البـرمـجـة اللغـوية العصـبيـة" ) " , (Nuro- Machineآلة التفكير
املنطقي) ،(Programming Strong AI Linguisticو "تقنيات الذكاء الصناعي القوية ،(Reasoning
يقدر حجم إيرادات صناعة الذكاء الصناعي حاليا بنحو 45.2مليار دوالر ،فيما يتوقع أن ينمو السوق بشكل متسارع ليبلغ
حجم إيرادات الصناعة ما يقرب من 60مليار دوالر عام 2025بمعدل نمو مركب يقدر بنحو 52في املائة خالل تلك الفترة.21
وتشير بعض التقديرات إلى أن السوق من املتوقع ان تسجل معدل نمو مركب متسارع حتى عام 2025مستفيدة من النمو
الكبير في مستويات الطلب على أنظمة الذكاء الصناعي في مجاالت أنترنت األشياء والرعاية الصحية ،واألنظمة الصناعية.22
من املتوقع أن تؤدي تقنيات الذكاء الصناعي إلى إحداث تحول ملموس في مستويات اإلنتاجية والناتج املمكن الوصول إليه في
املستقبل من خالل قدرتها على زيادة مكاسب اإلنتاجية بشكل واضح وتعزيز قدرات العاملين ومن خالل أتمتة بعض املهام
واألدوار .توضح بعض التقديرات أن 45في املائة من املكاسب االقتصادية املحتملة بحلول عام 2030سوف تأتي من تطوير
املنتجات وحفز مستويات الطلب وشخصنة املنتجات والقدرة على الحصول على املنتجات بأسعار في متناول املستهلكين .
في املجمل ،من املتوقع أن تسهم تقنيات الذكاء الصناعي في زيادة مستويات الناتج العاملي بنحو 7.15تريليون دوالر عام 2030
بما يشكل 14في املائة زيادة عن مستويات الناتج العاملي املسجل حاليا ،بما يجعل هذه الصناعة أهم الفرص االستثمارية في
مجتمع األعمال .من املتوقع أن تشهد الصين أكبر املكاسب االقتصادية من تقنيات الذكاء الصناعي ( 26في املائة زيادة إلى الناتج
املحلي اإلجمالي في عام (2030وأمريكا الشمالية) 5.14في املائة) ،أي ما مجموعه 7.10تريليون دوالر بما يقرب من 70في املائة
جراء استخدام هذه التقنيات 23 . من املكاسب العاملية املتوقعة عامليا
21 https://www.statista.com.
22 OrbisResearch.com.
23 PWC Global. (2017(. “Sizing the prize PwC’s Global Artificial Intelligence Study: Exploiting the AI Revolution What’s the real value of AI for
26 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
شكل رقم( )5
Source: PWC Global. “Sizing the prize PwC’s Global Artificial Intelligence Study: Exploiting the AI Revolution What’s
?the real value of AI for your business and how can you capitalize
انترنت األشياء
رغم عدم وجود تعريف محدد إلنترنت األشياء (،)Internet Of Thingsيمكن تعريفها بكونها "مفهوم متطور لشبكة اإلنترنت
بحيث يمكن لكافة األشياء التي يتعامل معها اإلنسان أن تتسم بقابلية االتصال باإلنترنت أو ببعضها البعض إلرسال واستقبال
البيانات ألداء وظائف محددة من خالل الشبكة “ .فكل ش يء يتم استخدامه في الحياة يمكن أن يتم توصيله بوحدة معالجة
وخاصية اتصال باإلنترنت بما يشمل املالبس واألجهزة املنزلية التي يمكن التحكم بها عن بعد والسيارات وحتى املحاصيل والتربة
الزراعية التي يمكن أن تخبر املزارعين بمدى احتياجها للماء واملواد املغذية املختلفة.
من املتوقع نهاية ،2021أن يكون حجم سوق إنترنت األشياء أكبر من سوق الهواتف املحمولة وأجهزة الحاسب واألجهزة اللوحية
مجتمعين بمقدار الضعفين ،حيث ستصل عدد أجهزة إنترنت األشياء إلى 35مليار جهاز متصل باإلنترنت .وسيكون ألتمتة
املنازل وأنظمة املنازل الذكية أكبر سوق إلنترنت األشياء في قطاع املستهلكين بنهاية ،2021بينما ستشكل أنظمة البنية التحتية
أهم مجاالت أنترنت األشياء بالنسبة للقطاع الحكومي ،وستظل الشركات وقطاع األعمال أكثر املنفقين على إنترنت األشياء .26
تشير تقديرات الصناعة إلى أنه من املتوقع نمو اإلنفاق على إنترنت األشياء ليصل إلى 267مليار دوالر عام نهاية العام الجاري
2020بمعدل نمو مركب 20في املائة خالل الفترة( ) 2015-2020بخالل العام الجاري 2021سيكون 50في املائة من اإلنفاق في
27 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
مجال إنترنت األشياء مدفوعا بالصناعات التحويلية والنقل والخدمات اللوجستية املنفصلة واملرافق .24فيما يتوقع أن يبلغ
األثر االقتصادي اإلجمالي للصناعة 2.6تريليون دوالر بحلول عام .202525
شكل رقم ()6
توزيع االنفاق املتوقع على صناعة انترنت األشياء ()2020-2015
Source: Boston Consulting Group market analysis, )2017(. “Winning in IoT, It’s All About the Business Processes”.
بدأت تقنية الطباعة ثالثية األبعاد باالنتشار بسرعة كبيرة على املستوى العاملي كوسيلة معتمدة للصناعة .تساعد هذه التقنية
على التصميم األفضل للمنتجات وزيادة كفاءة ومرونة عمليات التصنيع النهائي .تتمثل تطبيقات الطباعة ثالثية األبعاد في
مجاالت عديدة من بينها قطاع الصحة من خالل طباعة أعضاء بديلة من خاليا املريض نفسه لزيادة مستويات تقبل الجسم
لألعضاء البديلة وتقليل احتماالت رفضها ،إضافة إلى استخدامها في مجاالت الصناعة واإلنشاءات .
على املستوى العاملي قفزت مبيعات الطابعات ثالثية األبعاد أكثر من الضعف في عام ،2016لتصل إلى أكثر من 000،450جهاز،
ومن املتوقع أن تصل إلى 7.6مليون في عام .)26(2021تتوقع بعض مصادر الصناعة أن ينمو سوق الطابعات ثالثية األبعاد
العاملي بمعدل نمو سنوي مركب يزيد عن 35في املائة خالل السنوات املقبلة.
ويعتبر نمو الصناعة قائما على الدعم الحكومي ،ففي املناطق النامية مثل منطقة آسيا واملحيط الهادئ ،تتخذ الحكومات
مبادرات لزيادة نمو صناعة الطباعة ثالثية األبعاد .فعلى سبيل املثال ،استثمرت حكومة كوريا الجنوبية 3.2مليون دوالر أمريكي
24 Boston Consulting Group market analysis, )2017(. “Winning in IoT, It’s All About the Business Processes”.
25 McKinsey Global Institute research, The Internet of Things: Sizing up the opportunity
28 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
في مراكز الطباعة ثالثية األبعاد في جميع أنحاء البالد في عام ،2014وبحيث يتم استخدامها من قبل رجال األعمال والشركات
وتقدم أيضا التدريب على عمليات الطباعة ثالثية األبعاد .عالوة على ذلك ،في إطار هذا البرنامج ،توفر وزارة الصناعة في كوريا
الجنوبية الطابعات ثالثية األبعاد مجانا للشركات الصغيرة واملتوسطة وتستهدف تدريب 10مليون مواطن كوري على الطباعة
ثالثية األبعاد بحلول عام 2021مما سيواصل دفع نمو السوق في املستقبل27
السيارات ذاتية القيادة هي أحد تطبيقات الذكاء الصناعي بحيث ي تاح للركاب استخدام سيارات بدون سائق للوصول إلى
الوجهات التي يريدون الوصول إليها مع اختالف بيئات االنتقال وظروف القيادة .رغم االهتمام العاملي املتزايد بالسيارات ذاتية
القيادة من قبل ال م ص نعين واملستهلكين وحتى الحكومات ،إال أنه ال يزال هناك عقبات عديدة للتغلب عليها ،منها ما هو تقني
مثل القدرة على إكمال رحالت طويلة في ظروف انتقال متغيرة وصعبة ،ومنها ما هو نفس ي يتعلق بإقناع املستهلكين باستخدام
هذه التقنية .حتى اآلن تم تطوير خمس أجيال من هذه السيارا ت بيد أن الجيل الرابع والخامس من غير املتوقع أن يالقيا قبوال
واسعا قبل عام .2025رغم ذلك ،تعد السيارات ذاتية القيادة من أهم املحركات املستقبلية التي من املتوقع أن تهيمن على
مستقبل صناعة النقل خالل العقود املقبلة.28
إذا تمكنت الصناعة من التعامل مع هذه التحديات واملخاوف وخفض تكلفة الوقود والتأمين وزيادة السالمة ،من املتوقع أن
يصل حجم سوق السيارات ذاتية القيادة إلى 60مليار دوالر بحلول عام .2030من املتوقع أن تقود أمريكا الشمالية السوق في
البداية ،ولكن آسيا واملحيط الهادئ ،والتي يتواجد بها أسرع الدول مواكبة لهذه الصناعة مثل الصين ،واليابان التي يقدر لها
أن تسيطر على حصة 35في املائة من حجم السوق بحلول عام .202529
بعض الدول العربية كانت سباقة في اآلونة األخيرة للتحول نحو االقتصاد املعرفي في سياق استراتيجيات استهدفت االستعداد
لالندماج في إطار الثورة الصناعية الرابعة عبر تعظيم فرص االستفادة املحتملة من التقنيات التكنولوجية واملعرفية املصاحبة
لهذه الثورة ،ومواجهة التح ديات التي قد تنتج عنها ال سيما على صعيد التشغيل ،من خالل تأهيل العمالة الوطنية للعمل في
قطاعات انتاج املعرفة .من بين أوائل هذه االستراتيجيات كانت االستراتيجيات الخاصة بكل من دولة اإلمارات العربية املتحدة،
واململكة العربية السعودية سباقة في هذا املجال.
29 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
استراتيجية دولة االمارات العربية املتحدة للثورة الصناعية الرابعة30 .
أطلقت حكومة دولة اإلمارات في سبتمبر من عام " 2017استراتيجية اإلمارات للثورة الصناعية الرابعة" ،ضمن أعمال
االجتماعات السنوية لحكومة دولة اإلمارات .تهدف االستراتيجية إلى تعزيز مكانة دولة اإلمارات كمركز عاملي للثورة الصناعية
الرابعة ،واملساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافس ي قائم على املعرفة واالبتكار والتطبيقات التكنولوجية املستقبلية ،التي تدمج
التقنيات املادية والرقمية والحيوية .تجسد االستراتيجية توجهات الحكومة في أن تصبح دولة اإلمارات نموذجا عامليا رائدا في
املواجهة االستباقية لتحديات املستقبل ،وتطويع التقنيات واألدوات التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة لخدمة املجتمع
وتحقيق السعادة والرفاه ألفراده .تركز استراتيجية اإلمارات للثورة الصناعية الرابعة على عدة محاور أساسية تشمل:
" -إنسان املستقبل" من خالل تحسين مخرجات قطاع التعليم الذي يرتكز على التقنية والعلوم املتقدمة ،ومنها الهندسة
الحيوية ،وتقنية النانو ،والذكاء الصناعي.
تبني الخطط واالستراتيجيات في مجال الطب الجينومي ،والسياحة الطبية الجينومية عبر تحسين مستويات الرعاية -
الصحية ،وتطوير حلول طبية وأدوية جينومية شخصية حسب حاجة املرض ى.
التركيز على الرعاية الصحية باستخدام االنسان اآللي ،واالستفادة من الروبوتات وتقنية النانو ،لتعزيز إمكانات تقديم -
خدمات الرعاية الصحية والجراحية عن بعد ،وتقديم حلول طبية ذكية على مدار الساعة عن طريق التقنية القابلة
لالرتداء ،والزرع في الجسم البشري.
"أمن املستقبل" من خالل تحقيق األمن املائي والغذائي عبر منظومة متكاملة ومستدامة لألمن املائي والغذائي ،تقوم على -
توظيف علوم الهندسة الحيوية والتقنية املتقدمة للطاقة املتجددة.
تعزيز األمن االقتصادي عبر تبني االقتصاد الرقمي ،وتقنية التعامالت الرقمية. -
"ريادة املستقبل" من خالل االستثمار في أبحاث الفضاء والعمل على تعزيز مكانة الدولة كمنصة عاملية للجهات الطموحة -
في مجال الدراسة واألبحاث ومشاريع الفضاء.
-تشجيع األبحاث والتطبيقات الوطن ية في الجامعات واملراكز املتخصصة في مجال علوم الدماغ واألعصاب ،والتعزيز
البشري واإلدراكي بالشراكة مع الجهات العاملية املتخصصة.
تتضمن هذه االستراتيجية 120مبادرة لتطوير 30قطاع حتى عام ،2071وتستهدف بناء مدينة علمية على كوكب املريخ،
وإنشاء 25في املائة من املباني باستخدام تقنية الطباعة ثالثية األبعاد بحلول العام ،2025وأن تبلغ نسبة الرحالت التي
تتم بمركبات ذاتية القيادة 25في املائة.
في هذا اإلطار ،أعلنت الحكومة اإلماراتية عن إطالق خطة تنفيذية من 6محاور هي األولى على مستوى العالم ،لتبني تكنولوجيا
الثورة الصناعية الرابعة .تأتي هذه الخطة التنفيذية بالتعاون والشراكة بين اإلمارات واملنتدى االقتصادي العاملي لترجمة
توجهات الثورة الصناعية الرابعة إلى حراك عاملي تقوده اإلمارات .تشتمل الخطة على ستة محاور رئيسة تتمثل في:31
30البوابة الرسمية لحكومة دولة اإلمارات العربية املتحدة ،است راتيجيات وخطط الحكومة االتحادية في دولة اإلما رات( )2017استراتيجية اإلمارات للثورة الصناعية الرابعة.
31البوابة الرسمية لحكومة دولة اإلمارات العربية املتحدة ،است راتيجيات وخطط الحكومة االتحادية في دولة اإلما رات( )2017استراتيجية اإلمارات للثورة الصناعية الرابعة.
30 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
.1إنشاء حكومة اإلمارات ألول مجلس للثورة الصناعية الرابعة على مستوى العالم ،يتبع مباشرة مجلس الوزراء وتشرف عليه
وزارة شؤون مجلس الوزراء واملستقبل بعضوية عدد من املؤسسات الحكومية واألكاديمية والشركات الخاصة ذات
العالقة.
.2العمل مع املنتدى االقتصادي العاملي من خ الل مجالس املستقبل العاملية على تصميم إطار حوكمة عاملي يضع األسس
العامة واألطر التشريعية والتنظيمية لتطبيق تقنية الثورة الصناعية الرابعة وخلق أسواق عاملية لها بالشراكة مع
الحكومات وشركات القطاع الخاص املعنية.
.3ستسهم حكومة اإلمارات وبالشراكة مع املنتدى االقتصادي العاملي في تأسيس مجالس الثورة الصناعية الرابعة ،بهدف
تقديم الدعم االستشاري ملتخذي القرار على مستوى العالم.
.4إطالق برنامج خاص لضم حكومات املنطقة لشبكة خبراء مجالس املستقبل العاملية ،في توجه يهدف إلى تعزيز دورها في
نقل الخبرات وتبادل املعرفة ودفع عجلة التنمية ضمن هذه االقتصادات .وتضم الشبكة أكثر من 5000عضو وخبير من
حكومات ومنظمات دولية وشركات خاصة ومؤسسات بحثية أكاديمية ،سيكون لهذا البرنامج العديد من الخطط
والفعاليات واملبادرات التي سيتم اإلعالن عنها في وقت الحق.
.5دولة اإلمارات ستكون أول مختبر عاملي مفتوح لتجربة واختبار وتطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتسريع خلق
أسواق عاملية لها ضمن اإلطار الصحيح ،ذلك بناء على ما تم اتخاذه من خطوات فعلية من خالل التزام الحكومة بتطبيق
مجموعة من املبادرات واالستراتيجيات ذات البعد املستقبلي في مجاالت مثل البلوكشين ،والتنقل ذاتي القيادة ،والطباعة
ثالثية األبعاد ،والذكاء الصناعي.
.6حكومة اإلمارات ستكون أول حكومة في العالم تعمل على تصميم وتبني إطار عمل لجاهزية الحكومات للمستقبل ضمن
أجندتها الوطنية ،وذلك بالتعاون مع املنتدى االقتصادي العاملي ،ويركز اإلطار على قياس جاهزية الحكومات خالل العشر
سنوات املقبلة ضمن ستة محاور رئيسة هي التقنية واالبتكار ،واالقتصاد ،واملجتمع ،واملوارد الطبيعية والبيئة ،واألمن،
والحوكمة.
في إطار هذا التوجه تم أيضا اعتماد استراتيجية اإلمارات للذكاء الصناعي ،التي تعد أحد االستراتيجيات اإلقليمية الرائدة من
حيث القطاعات التي تغطيها ،ونطاق الخدمات التي تشملها ،وتكاملية الرؤية املستقبلية التي تستشرفها .تهدف االستراتيجية إلى
تطوير أدوات الذكاء الصناعي ودمجها في منظومة العمل الحكومي لرفع مستوى جودة وفاعلية الخدمات الحكومية ،بحيث يتم
االعتماد على الذكاء الصناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100في املائة بحلول عام ،2031بحيث يتعين على جميع
الجهات الحكومية في الدولة اعتماد الذكاء الصناعي ،وذلك بما ينسجم ومئوية اإلمارات ،2071الساعية إلى أن تكون دولة
اإلمارات األفضل بالعالم في املجاالت كافة.
من شأن تنفيذ هذه االستراتيجية أن يساعد على دعم قطاعات االقتصاد املعرفي وخلق س وق جديدة واعدة في املنطقة ذات
قيمة اقتصادية عالية ،ودعم مبادرات القطاع الخاص وزيادة اإلنتاجية ،إضافة إلى بناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير.
إضافة إلى توفير نحو 50في املائة من تكلفة تقديم الخدمات الحكومية.
تتمثل محاور استراتيجية الذكاء الصناعي في خمس محاور رئيسة وهي:
31 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
.1بناء فريق عمل الذكاء الصناعي ،وهو ما يتضمن تشكيل مجلس الذكاء الصناعي للدولة ،وإنشاء فرق عمل مع الرؤساء
التنفيذيين لالبتكار في الجهات الحكومية.
.2تبني البرامج واملبادرات الخاصة بتفعيل املبادرة ،من بينها تنظيم زيارات ميدانية للجهات الحكومية لفهم قطاع الذكاء
الصناعي ،وتنظيم ودعم ورش العمل في جميع الجهات الحكومية ،حول اآلليات التطبيقية للذكاء الصناعي في مختلف
مجاالت العمل الحكومي ،وتنظيم قمة عاملية سنوية ،وإطالق ال م سرعات الحكومية للذكاء الصناعي.
.3تنمية القدرات ،عبر تطوير قدرات القيادات الحكومية العليا في مجال الذكاء الصناعي ،ورفع مهارات جميع الوظائف
املتصلة بالتقنية ،وتنظيم دورات تدريبية للموظفين الحكوميين في شتى القطاعات ،إلى جانب تحديد نسبة من البرامج
الدراسية للمبتعثين خارج الدولة لدراسة التخصصات املتعلقة بالذكاء الصناعي ،وذلك لتطوير قاعدة عريضة من الكوادر
الحكومية املؤهلة في هذا املجال.
.4تطبيق استراتيجية الذكاء الصناعي ،عبر توفير 100في املائة من خد مات الخط األول للجمهور من خالل الذكاء الصناعي،
ودمج الذكاء الصناعي بنسبة 100في املائة في الخدمات الطبية ،واألمنية الخاصة بتحديد الهوية ،وزيادة االعتماد على
الذكاء الصناعي في الوظائف الروتينية.
.5قيادة االستراتيجية ،من خالل تعيين املجلس االستشاري للذكاء الصناعي ،وإصدار ونشر قانون حكومي بشأن االستخدام
اآلمن للذكاء الصناعي ،هو األول من نوعه في املنطقة ،وتطوير أول وثيقة عاملية لتحديد الضوابط الضامنة لالستخدام
اآلمن للذكاء الصناعي عامليا .
في سياق "رؤية اململكة العربية السعودية ،"2030هناك اتجاها واضحا للتحول نحو االقتصاد املعرفي من خالل عدد من الخطط
واملبادرات والبرامج التي كان آخرها اإلعالن عن مشروع "نيوم" ،وهو مشروع يعد األضخم من نوعه عامليا لبناء مدن ذكية تعتمد
الطاقة النظيفة وتوفر استثمارات لربط القارات .يمتد املشروع الطموح الذي من املتوقع أن تبلغ كلفته ما يفوق 500مليار دوالر على
مساحة تبلغ 5.26ألف كم مكعب شمال غرب اململكة ،على املنطقة الواقعة على ساحل البحر األحمر وخليج العقبة .
سيشمل امل شروع تسع قطاعات استثمارية متخصصة في "مستقبل الطاقة ،واملياه ،والتنقل ،والتقنيات الحيوية ،والغذاء،
والعلوم التقنية والرقمية ،وتصنيع املحتوى املتطور واإلعالم واإلنتاج اإلعالمي والترفيه وسبل املعيشة بما يمثل الركيزة
األساسية لباقي القطاعات .حيث سيعمل على تطوير حلول التنقل الذكية بدءا من القيادة الذاتية وحتى الطائرات ذاتية
القيادة ،واألساليب الحديثة للزراعة وإنتاج الغذاء ،والرعاية الصحية التي تركز على اإلنسان وتحيط به من أجل رفاهيته
،والشبكات املجانية لإلنترنت الفائق السرعة أو ما ي سمى بـ "الهواء الرقمي "،والتعليم املجاني املستمر على اإلنترنت بأعلى
املعايير العاملية ،والخدمات الحكومية الرقمية املتكاملة.
32 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
33 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
لقتصاد المعرفي
لقتصاد ا لجديد/ا إ
الفصل -3-قتاس ا إ
على الرغم من أهمية االقتصاد املعرفي ،إال أن القليل من الدول العربية تعتمد اعتمادا كبيرا على االقتصاد املعرفي وتسعى
جاهدة لتحقيق ذلك ،مما يدعو إلى اعتبار االقتصاد القائم على املعرفة البديل األنسب ألنواع أخرى من االقتصادات ،ووضعه على
رأس أولويات استراتيجياتها .يتطلب نجاح االقتصاد املعرفي ،تعليم وتطوير القدرات املتعلقة بالتقنيات الحديثة ،مثل الحواسيب
والتطبيقات ،توفير قوانين مرنة وبيئة مواتية تشجع اإلبداع ،كما يحتاج إلى تطوير االحصاءات املرتبطة باالقتصاد القائم على
املعرفة ،بما فيها قياس مخرجات االبتكار ومؤشرات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت.
أصبحت املعرفة املحدد الرئيس الجديد لتوازنات القوى في النظام العاملي خالل الفترة األخيرة واملؤثر األساس ي فيه،
ما يعني أن القوة والسلطة أصبحتا مرتبطين بإنتاج املعرفة ،والقدرة على استخدامها استخداما مبتكرا ،وأصبح رأس املال
البشري ذا قيمة ربحية ومعيار ا رئيس ي ا للنجاح والتقدم في جميع املجاالت ،إال أن اعتماد مؤشر مركب وموثوق ليس أمرا
سهال ،خاصة مع تعدد املفاهيم وتشعبها.
تتزايد صعوبة قياس النشاط االقتصادي في محاولة ملواكبة اتساع العصر الرقمي .فاالقتصاد الحديث يشهد تغييرا
وتطورا مستمرا ،مع الثورة الرقمية التي تؤدي ليس فقط إلى تحسينات نوعية وابتكار منتجات جديدة ،لكن أيضا إلى طرق
جديدة لتبادل وتقديم الخدمات نتيجة تعدد أساليب االتصال.
تشكل هذه التطورات تحديا كبيرا لطريقة قياس النشاط االقتصادي ،ويطرح التساؤل نفسه فيما إذا كان اإلطار
الحالي للحسابات القومية مرنا بما فيه الكفاية لالستفادة من التحول الكامل الذي أحدثته الثورة الرقمية؟ وكيف تتكيف
اإلحصاءات الحكومية مع التحيز املحتمل في تغيير الجودة والسلع الجديدة في عصر التقنيات الرقمية؟ وكيف يمكن ضمان
تطور اإلحصاءات االقتصادية واملنهجيات املستخدمة في إنشائها بشكل يمكن من استيعاب هذه التغييرات بحيث تظل هذه
اإلحصاءات دقيقة وتعكس الواقع.
من هذا املنطلق ينقسم هذا الفصل من الكتاب الى قسمين ،يعنى القسم األول بأهم منهجيات قياس االقتصاد
املعرفي ،واعتمدنا في ذلك على املنهج الوصفي التحليلي من خالل استعراض أهم املؤشرات الواردة في التقارير العاملية أما القسم
الثاني ،فارتأينا تقديم تصور لقياس االقتصاد املعرفي في البلدان العربية وكيفية إرساء آلية للمتابعة والتقييم خالل الفترة
املقبلة.
34 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
1-3األطرواملؤشرات املتعلقة باالقتصاد املعرفي
يعتبر قياس رأس املال املعرفي أمر ا ليس بالسهل ،بل يتطلب وجود بيانات دقيقة وآنية ،وتتلخص الجوانب الرئيسة لقياس
رأس املال املعرفي في:
❖ إنتاج املعرفة والذي يشمل بذاته املدخالت التي تضم العاملين باملعرفة وحجم اإلنفاق على البحث والتطوير وعدد
مؤسسات البحث والتطوير واملخرجات وتحتوي على النشر العلمي واملقاالت العلمية وبراءات االختراع وحقوق امللكية
ورسوم التراخيص ،حيث تسعى الشركات االبتكارية غالب ا إلى طرح منتجات موجودة أو جديدة أو ناشئة في األسواق أو
تحسين عملياتها التجارية إلى استخدام تكنولوجيا مستوردة عن طريق دفع رسوم التراخيص إلى أصحاب التقنية.
❖ نشراملعرفة
❖ البنية األساسية لرأس املال املعرفي وهي تشمل البنية األساسية لتقنيات املعلومات واالتصاالت ،ومؤسسات دعم
البحوث والتطوير.
تستخ دم املؤشرات التي تقيس اقتصادات املعرفة في جميع أنحاء العالم مجموعات من املتغيرات املختلفة بعضها البعض
،فضال عن اعتماد منهجيات مختلفة .تميل مؤشرات االقتصاد املعرفي املستخدمة حاليا إلى قياس مزيج من التحصيل في
التعليم ،واالبتكار ،والقدرة التنافسية االقتصادية ،والبنية التحتية.
تركز مؤشرات االقتصاد املعرفي املستخدمة على مصادر البيانات التي غالبا ما تستمد من بيانات كمية تجمعها املؤسسات
اإلحصائية الوطنية ،كما ترتكز املؤشرات القائمة أيضا على بيانات نوعية ( )qualitative dataمستمدة من مسوح اآلراء.
ب .بعض األطرواملؤشرات املتعلقة بقياس االقتصاد املعرفي على املستوى الدولي
يعرض الجزء التالي بعض األطر واملؤشرات املتعلقة بقياس االقتصاد املعرفي من قبل عدد من املنظمات واملؤسسات الدولية
ومن بينها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،والبنك الدولي ،واملفوضية األوروبية.
35 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
جدول رقم( )3
بعض األطرواملؤشرات املتعلقة بقياس االقتصاد املعرفي
التاريخ الناشر االسم
أطراالقتصاد املعرفي
منظمة التعاون االقتصادي والتنمية 1996 االقتصاد القائم على املعرفة
منظمة التعاون االقتصادي والتنمية 1999, 2001, 2003, منظمة التعاون االقتصادي والتنمية-
2005, 2007, 2009, لوحة نتائج العلوم والتقنية والصناعة.
2011, 2013, 2015 OECD Science, Technology and Industry Scoreboard
.
36 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
2008, 2013 School Fletcher The مؤشر التطور الرقمي
Institute for Business in the
Global Context
2014 رسم خرائط أقطاب تقنية املعلومات واالتصاالت األوروبية :املفوضية األوروبية
نشاط تكنولوجيا املعلومة املعلومات واالتصاالت في أوروبا.
Mapping the European ICT
Poles of Excellence: The Atlas of ICT Activity in Europe.
يحتوي املؤشر على أكثر من 80متغير يمكن أن تستخدمها البلدان كأساس النتقالها إلى االقتصاد املعرفي وذلك وفق سلم
معياري يتراوح بين صفر و ،10ذلك من خالل مؤشرين عامين يقيس األول مؤشرات قياس املعرفة بشكل عام ) ،(KIبينما
يقيس الثاني مؤشرات االقتصاد املعرفي ( )KEIمن خالل الشكل التالي:
37 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
شكل رقم ()7
منهجية قياس املعرفة
املصدرWorld Bank )2012(. “Knowledge Economy Index )KEI( 2012 Rankings”. :
يبين الرسم التالي ترتيب البلدان العربية من حيث األداء املعرفي ،حيث توجد دول مجلس التعاون لدول الخليج
العربية الستة في املجموعة الثانية ،32وتأتي في املجموعة الثالثة كل من األردن ،تونس ،لبنان ،الجزائر ،مصر ،املغرب،
وتشمل املجموعة الرابعة اليمن وموريتانيا والسودان، .
املصدر :إعداد املعد باالعتماد على مؤشر االقتصاد املعرفي للبنك الدولي.
32بناء على نتيجة املؤشر ،يتم توزيع البلدان على أربع مجموعات ،املجموعة األولى بين 5.7و 10واملجموعة الثانية تليها بفارق نقطتين ونصف لتكون املجموعة الرابعة ب
ين 0و 5.2نقطة .
38 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
بالنظر إلى مستويات مؤشرات االقتصاد املعرفي بالدول العربية املنخفضة (الشكل املوالي) ،يطرح التساؤل حول كيف
يمكن أن تدعم البلدان العربية االقتصاد املعرفي ،ومدى تأثير هياكلها االقتصادية على مؤشرات املعرفة ،األمر الذي يبرز
األهمية القصوى لتطوير مؤشرات املعرفة في املنطقة العربية.
شكل رقم( )9
مؤشراالقتصاد املعرفي بالدول العربية( )KEI
اإلمارات
8 قطر
اليمن 6 البحرين
4
موريتانيا 2 عمان
0
الجزائر السعودية
مصر الكويت
لبنان األردن
املغرب تونس
39 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
شكل رقم( )10
مؤشراالبتكارالعاملي (2014 )GII
The Global Innovation Index )2014(: “The Human Factor in Innovation :املصدر )Fontainebleau; Ithaca” Geneva; Cornell
University; INSEAD and WIPO 2014”.
فيما يبين الرسم التالي العالقة بين مستويات الدخل الفردي ومؤشر االبتكار العاملي ،كما يقسم البلدان الى مجموعات وذلك بالعالقة مع نجاعة
االبتكار. 33
33يعتبر االبتكار ناجعا إذا تجاوز مؤشر املخرجات إلى املدخالت .62.0
40 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
• مؤشرات أخرى لقياس االقتصاد املعرفي
تختلف املؤشرات الحالية التي تقييس االقتصاد املعرفي (جدول ) 1من حيث متغيراتها واملنهجيات املعتمدة .في حين أن هذه مؤشرات
تميل إلى قياس مزيج من التحصيل في التعليم ،واالبتكار ،والقدرة التنافسية االقتصادية ،والبنية التحتية ،إال أنها نادرا ما تتضمن
متغيرات مستمدة من النشاط الرقمي املباشر للمستخدم أو املشاركة املكثفة للمعرفة ،حيث إن انتشار أجهزة الحاسوب والربط
ّ
الرقمي العاملي يساعد على القيام بالعديد من األنشطة عبر اإلنترنت ،األمر الذي ي مكن من استغالل املعلومات عن املستخدمين
وكذلك املهام التي يقومون بها.
نظرا لألهمية املتزايدة للتقنيات ورأس املال البشري في بناء واستدامة االقتصاد املعرفي ،يمكن قياس القدرات واملهارات عن
طريق قياس املشاركة مباشرة من خالل املنصات الرقمية ودمجها في تقييم آفاق اقتصادات املعرفة ،وبالتالي تقدير النشاط
الرقمي الفعلي للمستخدم املتعلق باملعرفة .يعد قياس األنشطة عبر املنصات الرقمية مؤشرا قيما للمهارات واملعرفة الرقمية،
حيث يمكن أن يعطي املستوى الفعلي للنشاط الرقمي للمستخدمين ،تصورا االقتصاد املعرفي مع مجموعة جديدة .من
األدلة التي تساعد على املقارنة بين البلدان .تستخدم بيانات املنصات الرقمية في حالة :قياسات مؤشر الويب )(Web index
لشبكة التوا صل االجتماعي املهيمنة الشهرية كجزء من املؤشر الفرعي ( ،)Relevant Content and Useإضافة إلى قياسات
مؤشر التطور الرقمي فيما يخص املواقع اإللكترونية املعلوماتية ووسائل اإلعالم االجتماعية كجزء من املؤشر
الفرعي ) (Internet and Social Media Savviness
41 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
الشكل رقم ()12
مؤشر املعرفة العربي
يكشف الشكل رقم( )13عن التباين في مؤشرات املعرفة فيما بين الدول العربية .كما أن أداء الدول العربية في مجال البحث والتطوير واالبتكار
اليزال ال يؤهلها ملنافسة املستويات العاملية ،حيث إن املنطقة العربية من أقل املناطق إنفاقا على البحث والتطوير.
42 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
يبرز الشكل البياني رقم ( )13نجاح عدد من الدول العربية في ترسيخ مواقعها كاقتصادات تقوم على املعرفة .يعزى التقدم
املحقق من قبل عدد من الدول العربية على صعيد بناء واستدامة االقتصاد املعرفي إلى التحديات املرتبطة بكل من .1 :املنظومة
االقتصادية واملؤسسية .2،التعليم والتدريب .3،منظومة االبتكار .4،البنية التحتية لالقتصاد املعرفي (تقنية املعلومات
واالتصاالت(
تشير املؤشرات التي ترصد وضع املعرفة في العالم العربي إلى مض ي عدد من الدول العربية ق دما في التحول االقتصاد املعرفي
حيث تعد مؤهلة أكثر من غيرها لهذا التحول .هناك إمكانات كبيرة لالستفادة من فرص التكامل االقتصادي العربي في دعم
التحول القتصادات املعرفة (في ظل وجود دول متقدمة من حيث البنية األساسية املمكنة مثل دول مجلس التعاون لدول
الخليج العربية ودول عربية أخرى لديها رأس املال املعرفي الذي يمكنه أن يسهم إيجابا في هذا التحول مثل مصر ،تونس،
املغرب ،األردن ،لبنان).
طورت " مدار للبحث والتطوير" مؤشرا جديدا يقوم على ست مؤشرات عاملية فرعية :مؤشر التنافسية العاملي ،مؤشر
االستعداد الشبكي ) ، (Network Readiness Indexمؤشر تطوير تكنولوجيا املعلومات واالتصال ،مؤشر االبتكار العاملي،
43 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
44 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
ا لحلإصة وا إ
لبعكاساب على صعبد ال ستاساب
يعد التحول إلى اقتصادات املعرفة من أهم ركائز االستدامة االقتصادية .يقصد باالقتصاد املعرفي االقتصاد القائم
على املعرفة سواء بشكل مباشر) (Knowledge Economyأو غير مباشر ) ،(Knowledge based Economyفي هذا االقتصاد
تعتبر املعرفة املحرك الرئيس للنمو االقتصادي .تعتمد اقتصادات املعرفة على توافر تقنيات االتصاالت واملعلومات وتستخدم
االبتكار والرقمنة إلنتاج سلع وخدمات ذات قيمة مضافة مرتفعة .تعتبر املوارد البشرية املؤهلة وذات املهارات العالية ،أو رأس
املال البشري ،هي أكثر األصول قيمة في االقتصاد املعرفي .
يضم قطاع االقتصاد املعرفي ،قطاع االتصاالت وتقنيات املعلومات ،إضافة إلى كافة األنشطة الرقمية والتقنية في
باقي قطاعات االنتاج السلعي والخدمي األخرى وال سيما املال ،واألعمال ،والسياحة ،والتأمين ،والنقل واملواصالت .يعتبر
االقتصاد اقتصادا معرفي ا عندما تفوق أعداد العمالة في القطاعات املعرفية العمالة في القطاعات االقتصادية األخرى.
في حين نجحت بعض االقتصادات النامية في ترسيخ مواقعها كاقتصادات تقوم على املعرفة ،ال تزال معظم الدول
العربية )باستثناء بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية( بعيدة عن االنضمام إلى مقدمة الركب .ي عزى التقدم
املحدود املحقق من قبل عدد من الدول العربية على صعيد بناء واستدامة االقتصاد املعرفي بصفة رئيسة إلى التحديات
املرتبطة بالبيئة االقتصادية واملؤسسية ،ومنظومة التعليم والتدريب ،واالبتكار ،والبنية التحتية لالقتصاد املعرفي.
تشير املؤشرات التي ترصد وضع املعرفة في العالم العربي إلى مض ي عدد من الدول العربية قدما في التحول االقتصاد
املعرفي حيث تعد مؤهلة أكثر من غيرها لهذا التحول .هناك إمكانات كبيرة لالستفادة من فرص التكامل االقتصادي العربي في
دعم تحول البلدان العربية القتصادات املعرفة (في ظل وجود دول متقدمة من حيث البنية األساسية املمكنة لهذا التحول
ودول عربية أخرى لديها رأس املال املعرفي الذي يمكنه أن يسهم إيجابا في دعم هذا التحول).
ملا كان التراكم املعرفي هو املحفز الرئيس للنمو االقتصادي والتشغيل في العقود املقبلة ،ونظرا لكون نماذج التنمية
الناجحة تستند إلى اغتنام فرص الثورة الصناعية الرابعة ومواجهة التحديات املرتبة عليها ،فإن ذلك يدفع البلدان العربية
باتجاه التحول لالقتصادات املعرفية ،هو ما يفرض بدوره مجموعة من االنعكاسات على صعيد االستراتيجيات من أهمها:
ضرورة تبني الدول العربية الستراتيجيات ممنهجة واستباقية للتحول إلى االقتصاد املعرفي تستند إلى اغتنام -
فرص الثورة الصناعية الرابعة ومواجهة التحديات املترتبة عليها.
تعزيز مستويات تراكم رأس املال املعرفي في ظل مستهدفات كمية ونوعية مرتبطة باستراتيجيات التحول -
االقتصاد املعرفي .
االستثمار في التعليم ،والتدريب ،والبحث ،والتطوير ،واالبتكار بهدف الرفع املستمر ملستويات االنتاجية -
والتنافسية استنادا إلى سياسات استباقية لتحديد متطلبات أسواق العمل واملنتجات.
التحول باتجاه القطاعات عالية القيمة املضافة كأساس لدعم التنافسية الدولية وزيادة مرونة الهياكل -
االقتصادية.
45 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
تسهيل وجود بيئة مممكنة للتحول الهي كلي لالقتصاد املعرفي على صعيد سياسات االقتصاد الكلي وبيئة -
األعمال وأسواق العمل واملنتجات والتمويل
46 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
قائمة المراجع
مراد علة .)2011( ،جاهزية الدول العربية لالندماج في االقتصاد املعرفي -دراسة نظرية تحليلية ،املؤتمر العاملي الثامن -
لالقتصاد والتمويل االسالمي ،الدوحة ،قطر.
مرصد املستقبل :املنصة املعرفية ملؤسسة دبي للمستقبل ،السيارات ذاتية القيادة ،حكومة دبي. -
-مرصد املستقبل :املنصة املعرفية ملؤسسة دبي للمستقبل "،نهاية قانون .مور"؟ استحالة تقليص أحجام الترانزستورات -
بحلول عام ،"2021حكومة دبي.
ناصر الناصر ( ، )2015عالم التقنية" .ماذا تعرف عن انترنت األشياء؟". -
سامي حاتم )2005( ،االتجاهات الحديثة في االقتصاد الدولي والتجارة الدولية" ،مبادئ اقتصاديات التجارة الدولية" .الجزء -
األول ،الدار املصرية اللبنانية.
سامي حاتم )2005( ،االتجاهات الحديثة في االقتصاد الدولي والتجارة الدولية" ،قضايا معاصرة في التجارة الدولية .الجزء -
الثالث ،الدار املصرية اللبنانية.
سامي خليل" )1994( ،املفاهيم والنظريات األساسية" ،الجزء األول ،الكويت .1994، -
سامي خليل" )1994( ،نظريات االقتصاد الكلي الحديث" ،الجزء الثاني ،الكويت .1994، -
سعد غالب ياسين( " )2005،إدارة املعرفة وشبكات القيمة :دراسة حالة شركة ” ،”Quicken.comقسم نظم املعلومات -
اإلدارية ،كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة الزيتونة ،األردن.
- Boston Consulting Group market analysis, )2017(. “Winning in IoT, It’s All About the Business Processes”.
- Brynjolfsson and Oh. (2012). The Attention Economy: Measuring the Value of Free Digital Services on the
Internet. Thirty Third International Conference on Information Systems, Orlando.
- B.J. Copeland, )1993(. “Artificial intelligence )AI(.
- C. Bean, )2016(. “Independent Review of UK Economic Statistics”, Government of the UK.
- Cavallo and R. Rigobon )2016(. “The Billion Prices Project:
Using Online Prices for Measurement and Research”, Journal of Economic Perspectives, volume 30)2(, spring
p. 151.
- DeLong J. Bradford and Summers Lawrence H, )2001(. “How Important Will the Information Economy Be? Some
Simple Analytics”, .
- Ernst and young, )1999(. “what is the knowledge economy?”, Ministry of economic development, New Zealand.
- Forrester Jay W., (2003). Economic Theory for the New Millennium, Plenary Address at the International System
Dynamics Conference, New York, July.
47 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
- Gary Becker. )1965(. “A theory of the allocation of time. Economic Journal”, 75)299(:493–517
- Goolsby and Kienow, )2006(.“Valuing Consumer Products by the Time Spent Using Them: An Application to the
Internet”, American Economic Review.
- Houghton John and Sheehan Peter, )2000(. “A primer on the knowledge economy”, Center for strategic
economic studies’ Victoria University.
- Mordor Intelligence, )2018(. “Autonomous/Driverless Cars Market – Forecasts, Trends and Analysis (2017 -
2022), May.
- N. Ahmad and P. Schreyer, )2016(. “Are GDP and
Productivity Measures Up to the Challenges of the Digital Economy”, International Productivity Monitor,
number 30.
- National Research Council, )2002(. “At what price?
Conceptualizing and Measuring Cost-of-Living and Price Indexes” Charles L. Schultze and Christopher
Mackie, Editors.
- OECD, )2002(.“Measuring the Information Economy.
- OECD, (2005). “The economic impact of ICT.
Measurement, evidence, and implications”.
48 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي
- Porat, Marc U and Rubin, Michael R. )1977(. “The Information economy” )9 Volumes(, office of
telecommunication special publication, US department of commerce, Washington.
- PWC Global. )2017(. “Sizing the prize PwC’s Global Artificial Intelligence Study: Exploiting the AI Revolution
What’s the real value of AI for your business and how can you capitalise
- Ravets C. )2016(. “The internet economy”, paper for the 10th meeting of the Advisory Expert Group on National.
49 اإلستفادة من إمكانات التقنيات املتقدمة والثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ مكانة الدول العربية على خريطة االقتصاد املعرفي العاملي