You are on page 1of 13

‫مشروع عربي لبي طيب المتنبي‬

‫هذا المشروع عمل فيه الطالب علي إبراهيم فقيه‬ ‫‪‬‬


‫اسطورة الشعراء المتنبي (‪354-303‬هـ)‬
‫المتنبي ‪ ،‬هو أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الكندي‪ .‬ولد في‬ ‫‪‬‬

‫الكوفة عام ‪ 303‬هـ في حي كندة فنسب إليه فقيل‪ :‬الكندي‪ ،‬و إل فهو‬
‫جعفي من عشيرة جعفي المذحجية اليمنية‪.‬‬

‫نشأ المتنبي بمدينة الكوفة‪ ،‬وقد كان أبوه فقيراً إل أنه حرص على‬ ‫‪‬‬

‫تعليمه وتثقيفه‪ ،‬وكانت مدينة الكوفة تزخر بالعلماء والدباء‪ ،‬فتردد‬


‫المتنبي على حلقات العلم‪ ،‬واستمع إلى رواة الشعر والخبار‪ ،‬وكان‬
‫ذكياً وهبه ال حافظة قوية ساعدته على حفظ أشعار العرب وأخبارها‪،‬‬
‫مما كان له أكبر الثر في شعره‪.‬‬
‫بداياته‬
‫ذهب إلى البادية وأقام بين العراب‪ ،‬وأخذ عنهم اللغة العربية الصافية‬ ‫‪‬‬
‫والخلق الصيلة‪ ،‬فنشأ أعرابي الطبع معتزا بنفسه وقومه العرب‪،‬‬
‫مما انعكس بعد ذلك على شعره وحياته‪.‬‬

‫ونبغ المتنبي في الشعر وهو صغير‪ ،‬فتنقل بين بوادي العراق والشام‬ ‫‪‬‬
‫يمدح زعماء القبائل‪.‬‬

‫وقد أدى نبوغه المبكر وقوة شعره وما يكشف عنه هذا الشعر من‬ ‫‪‬‬
‫طموح وأطماع إلى اتهامِه بادعاء النبوة عام ‪ 333‬هـ‪ ،‬فسجنه والي‬
‫حمص من قبل الِخشيديين‪ ،‬وضيق عليه الخناق‪ ،‬فكتب المتنبي قصائد‬
‫كثيرة إلى الوالي يستعطفه من غير ذلة‪ ،‬وينفي عن نفسه ادعاء النبوة‪،‬‬
‫فأطلقه الوالي‪.‬‬
‫بعض مقولت أعدائه وإتهامهم له‬
‫وقد قيل‪ :‬إن المتنبي قد ادعى النبوة فعلً‪ ،‬وهذا زعم باطل‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وإنما رماه حساده بهذه الدعوى‪ ،‬وتأولوا أبياته لتتفق مع‬


‫زعمهم‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫أنا في أُمةٍ تداركها اللـ ـهُ غَ ِر ْيبٌ كَصَالِحٍ في ثَمُودِ‬

‫وقوله ‪:‬‬
‫كمقام المسيح بين اليهود‬
‫تلقيبه بالمتنبي‬
‫أما تلقيبه بالمتنبي فقد أطلقه عليه بعض المعجبين بشعره‬ ‫‪‬‬

‫رمزاً لعبقريته الشعرية‪ ،‬وأنه أتى في أشعاره بما لم يسبقه‬


‫إليه غيره‪.‬‬
‫تنقلته‬
‫وأصل المتنبي تنقله بين مدن الشام وبواديه حتى اتصل بأبي العشائر الحمداني‬ ‫‪‬‬
‫والي إنطاكية من قبل سيف الدولة الحمداني‪ ،‬ومدحه بقصائد جميلة‪ ،‬فقدمه أبو‬
‫العشائر إلى سيف الدولة‪ .‬وهنا بدأت مرحلة جديدة من مراحل حياة المتنبي‪ ،‬حيث‬
‫انتقل إلى حلب عاصمة سيف الدولة عام ‪ 337‬هـ‪ ،‬ولزم سيف الدولة في سلمه‬
‫وحربه‪ ،‬وفي حله وترحاله‪ ،‬وأصبح أكبر شعرائه وموضع الحفاوة والحترام منه‪،‬‬
‫قال فيه أعظم قصائده وهي القصائد المشهورة بالسيفيات (نسبة إلى سيف الدولة‪.‬‬
‫وبلغ المتنبي في هذه المرحلة قمة عطائه الشعري وإبداعه الفني‪ ،‬واستمر في‬
‫كنف سيف الدولة تسع سنوات‪ ،‬لكن الحساد والمنافسين للمتنبي من الشعراء الذين‬
‫أخمل ذكرهم والدباء الذين كثف جهلهم تألبوا عليه‪ ،‬وتولى كبر ذلك أبو فراس‬
‫الحمداني الشاعر المشهور وابن عم سيف الدولة‪ ،‬وابن خالويه اللغوي النحوي‬
‫ومؤدب سيف الدولة‪ ،‬وأخذوا يكيدون له عند سيف الدولة حتى أعرض عنه‪ ،‬فقال‬
‫المتنبي مُعَرضاً بذلك وأنه ينوى مغادرة حلب‪:‬‬

‫يا مَنْ يَعُزّ علــيـنا أن نُفَارِقَهُم‬

‫سدُنا‬
‫إن كان سَرّكُمُ ما قـال حَا ِ‬
‫تابع‬
‫وبعدها رحل المتنبي عن حلب عام ‪ 346‬هـ قاصداً كافورا الخشيدي حاكم مصر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي مصر كان المتنبي يطمع في أن يجد عند كافور ما يعوضه عن فراق سيف الدولة ‪ ،‬لكن‬ ‫‪‬‬
‫كافوراً كان داهية يحسب لطموح المتنبي وأطماعه ألف حساب ‪ ،‬فأغدق عليه المال‪ ،‬لكنه كان‬
‫يراقبه ويُحْكم عليه الطوق ‪ .‬وكان المتنبي يطمح في أن يوليه كافور أمارة تكون خطوة في طريق‬
‫تحقيق أحلمه في الحكم ‪ ،‬لكن كافورا لم يوله شيئا‪ ،‬فأصبح المتنبي يمدحه بقصائد تحتمل المدح‬
‫والذم‪ .‬ثم قرر الهرب من مصر فغادرها ليلة عيد الضحى عام ‪ 350‬هـ وهجا كافورًا هجاء‬
‫مقذعًا‪ ،‬وذهب إلى الكوفة ومنها إلى بغداد عام ‪351‬هـ‪ .‬ولكنه لم يمدح أحدا فيها‪ ،‬مما جعل الوزير‬
‫المهلبي وزير معز الدولة بن بويه الذي كان يطمع في أن يمدحه المتنبي يغرى شعراء بغداد‬
‫وأدباءها بمهاجمته والنتقاص من قدره وشعره ‪ ,‬لكنه تركهم وغادر بغداد إلى أرّجان قاصدا‬
‫زيارة ابن العميد ومدحه‪ ،‬ثم سافر إلى شيراز ومدح عضد الدولة البويهى‪ ،‬ثم قرر أن يعود إلى‬
‫الكوفة مسقط رأسه‪ ،‬لكن أعراباً من بني ضبة بقيادة فاتك السدي اعترضوا طريقه لنه كان قد‬
‫هجا ضبة بشعر مقذع ‪ ،‬فدار قتال شديد بينهم وبين المتنبّي وابنه وغلمه ‪ ،‬وأراد المتنبي أن يفر‬
‫ولكن غلمه قال له‪ :‬كيف تفر من المعركة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫موته‬
‫قال له غلمه وقت القتال ‪ :‬كيف تهرب وأنت القائل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم‬

‫‪ .‬فصمد في المعركة حتى قتل عام ‪ 354‬هـ‬


‫شعره لسيف الدولة‬
‫يعتبر المتنيي أكبر شعراء العربية‪ ،‬وقد ذاع شعره في الفاق لما فيه‬ ‫‪‬‬

‫من الحكمة والتجارب الصادقة‪ ،‬مع قدرة عجيبة على التعبير‪ ،‬حتى‬
‫قال عن شعره مخاطبا سيف ا لدولة ‪:‬‬

‫(( وما الدهر إل من رواة قصائدي إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا ))‬

‫(( أجزني إذا أنشدت شــعرا فإنما بشــعري أتاك المادحون مرددا و دع‬
‫كل صوت غير صوتي فإنني أنا الطائـر المحكي والخر الصدى ))‬
‫حكم !!‬
‫أنا الذي نظر العمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم‬ ‫‪‬‬

‫ختَصِم‬
‫أنام مِلْءَ جفوني عن شـواردها ويسهر القومُ جرّاها ويَ ْ‬ ‫‪‬‬

‫وفُؤادي مــن الملوك وإنْ كان لساني يرى من الشعراء‬ ‫‪‬‬

‫جنّةٍ لو سارَ فيــها سليمان لســـار بترجمان‬ ‫عبُ ِ‬ ‫مَلَ ِ‬ ‫‪‬‬

‫ولكنً الفتَى العَرَبيّ فيــها غَر ْيبُ الوجه واليد واللسان‬ ‫‪‬‬

‫ط ْي َباً في المغاني بمنزلة الربيع من الزمــان‬


‫شعْب ِ‬‫َمغَانِي ال ّ‬ ‫‪‬‬
‫وصف الحمى التي أصابته اثناء ذهابه الى مصر‬
‫وزائرتي كأنّ بــها حَيَاءً فليـس تَزُورُ إلّ في الظــلم‬ ‫‪‬‬

‫حشَايا فعافَتْهَا وبــاتـت في عِظَامي‬ ‫بَذَ ْلتُ لها المطارِفَ وال َ‬ ‫‪‬‬

‫كأن الصُبْـحَ يَطْرُدُهَا فَتَجْري مَدَامِعُهَا بأربعة سـِـجَام‬ ‫‪‬‬

‫أراقبُ وَقْتَهَا مــن غَ ْيرِ شَوْقٍ مُراقَبَة ال َمشُـوق ال ُمسْـــتَهَام‬ ‫‪‬‬

‫وَيَصْدُقُ وعدهـا والصدق شر إذا ألقاكَ في الكرَب العظــامَ‬ ‫‪‬‬

‫أَبِنْتَ الدهر عنـدي كلّ بنتٍ فكيف َوصَ ْلتِ أنت من الزّحام؟‬ ‫‪‬‬

‫جرّحَاً لم يَبْقَ فيه مَكان للسيوف ول الســهام‬ ‫حتِ مُ َ‬ ‫جَرَ ْ‬ ‫‪‬‬


‫وأخيرًا‬
‫هذه هي نهايات الشاعر ‪ ,‬أبو طيب المتنبي ‪ ,‬أشعاره التي‬ ‫‪‬‬

‫حسده بها بعض أعداؤه وحساده من الشعاء ‪.‬‬


‫هذا الشاعر الذي أتى بشعرٍ لم يأنى لحدٍ أن يأتي بمثلها أو‬ ‫‪‬‬

‫بأقوى منها ‪.‬‬


‫شاعر عرفه الناس بالشجاعة وثقته التامة بنفسه وبقوته‬ ‫‪‬‬

‫وعظمة شعره ‪.‬‬


‫وأخيرًا‬

‫فنرجو أنه قد أتمنا هذا المشروع بكل ماهو صحيح ودليل وما‬ ‫‪‬‬

‫من خطأ فهو مني ومن الشيطان وشكراً ‪.‬‬

You might also like