Professional Documents
Culture Documents
حامد الجبوري.. حزب البعث وحركة القوميين العرب ج1
حامد الجبوري.. حزب البعث وحركة القوميين العرب ج1
حامد الجبوري :في هذا اللقاء أعتمد بشكل أساسي على الذاكرة لنه تعرضت
مقتنياتي وما أملكه وما كان بحوزتي من وثائق وأوراق وألبومات من الصور وإلى آخره
تعرضت لظروف العراق المعروفة للمصادرة والنهب والسلب وإلى آخره ،أكثر من مرة
الحقيقة ،لذلك إن شاء الله يكون أقرب إلى الحقائق والتواريخ والسماء بقدر
المستطاع.
حامد الجبوري :أنا الحقيقة نشأت مثل ما ذكرت التاريخ في مضارب قبيلتي الجبور
في محافظة بابل جنوب بغداد كأي طفل ينشأ في قرية بسيطة ليس هناك ما يثير
النتباه لكن الشيء اللي ل يزال محفور في ذاكرتي إلى النهاية إن شاء الله هو أنه في
ظل تلك الفترة كانت ذكريات ثورة العشرين وما يسمى في التاريخ العراقي المعاصر
الثورة الوطنية الكبرى ،كانت لسه طرية وحاضرة في أذهان الناس الذين اشتركوا
فيها .وكان والدي الشيخ علوان العبود أحد قادة هذه الثورة واشترك في كثير من
معاركها ،لذلك في عادة مضارب القبائل تجتمع القبيلة كالعادة في الديوان أو ما يسمى
في المنطقة بالمضيف لتناول القهوة وتداول المور المتعلقة بالزراعة والمشاكل
الخرى لكن كان الحديث أنا ل زلت أذكر أن الحديث الرئيسي كان هو ذكريات ثورة
العشرين.
أحمد منصور :هل كان لهذه الذكريات والحديث فيها ل سيما من والدك وقد شارك
فيها تأثير معين على حياتك؟
حامد الجبوري :بالتأكيد يعني أنا حقيقة شعرت والحمد لله أنه نشأت في جو وطني
يكره الستعمار ،في ذلك الوقت طبعا العراق تحت الحتلل البريطاني ،ثورة 1920
حدثت وكان الحتلل وقع عام 1917وسقوط بغداد في ذلك الوقت ،لذلك بقيت هذه
الذكريات الوطنية من الناس الذين ساهموا فيها وهذا هو المهم ،أن الناس الذين
ساهموا فيها مثل أبي أصيب من مدفع رشاش لطائرة في ذلك الوقت في معركة
الرارنتية لذلك نشأت على كراهية الستعمار وكراهية التدخل الجنبي في بلدي.
أحمد منصور :هل كان اهتمامك يتجاوز حدود العراق يعني مثال في 29نوفمبر عام
1947صدر قرار تقسيم فلسطين وفي 15مايو 1948أعلن عن قيام إسرائيل على
أنقاض فلسطين هل كنت في مرحلة من الوعي بحيث تتابع هذه التطورات التي تحدث
خارج العراق؟
حامد الجبوري :بالضبط أنا أريد أن أبين لك أنه في تلك المرحلة أنا دخلت الصف
الول البتدائي في مدينة الحلة في محافظة بابل عام ،1938في ذلك الوقت كان
هناك نظام الكشافة كنا انخرطنا حتى في هذه السن المبكرة في نظام الكشافة
وكانت التربية في المدارس العراقية تربية قومية أشرف عليها في ذلك الوقت المربي
الكبير القومي ساطع الحصري لذلك نحن تشربنا بفلسطين وبالوطن العربي والقضايا
العربية منذ ذلك الوقت المبكر.
أحمد منصور :أنت حصلت على الثانوية العامة بتقدير متفوق في العام 1948
وحصلت على منحة دراسية لدراسة العلوم السياسية في الجامعة الميركية في بيروت،
ما الذي مثله هذا النتقال بالنسبة لك من العراق من هذه البيئة المحدودة إلى الجامعة
الميركية في بيروت التي كانت في ذلك الوقت مكان تمر فيها كثير من الحركات
والرؤى السياسية المختلفة؟
حامد الجبوري :ول سيما أيضا ،أريد أضيف إلى ما تفضلت به ،أنه عندما التحقت في
الجامعة الميركية كانت لسه إسرائيل قائمة للتو ،لذلك هذه المسألة كانت حقيقة يعني
تشغل تفكير جميع الطلبة..
حامد الجبوري :الجواء طبعا أوسع وآفاق رحبة جدا كثيرة ،الجامعة الميركية كان
يدرس فيها طلب عرب من معظم القطار العربية في ذلك الوقت.
حامد الجبوري :يعني أكثر شيء حقيقة اللي نحن بعدين تطورت صداقتنا إلى عمل
سياسي وهو تشكيل حركة القوميين العرب ،ولكن قبلها أريد أذكر أن جمال الشاعر
شاب أردني كان يدرس في كلية الطب وأصبح وزيرا بعدين وطبيبا مشهورا في الردن
ل يزال موجودا ،كان هذا بعثي ،لول مرة أسمع بكلمة البعث ولول مرة أيضا نسمع
بهذه الشعارات التي أخذت علينا ألبابنا.
أحمد منصور :إيه كان مفهوم البعث في ذلك الوقت ،وقت ما سمعت به في سنة
1949؟
حامد الجبوري :هو كان لسه ناشئ في 7نيسان 1947في سوريا ،كانت أفكاره
حقيقة فتح جديد بالنسبة لكل الشباب العرب في ذلك الوقت ذوي التجاه القومي.
أحمد منصور :إيه اللي جذبك يعني أنت انتميت فعل إلى البعث في تشرين الثاني
نوفمبر عام 1948في أول عام تقريبا ذهبت فيه إلى ،بل ربما في الشهر الولى
لوجودك في بيروت للدراسة في الجامعة الميركية ،ما الذي جذبك إلى فكر البعث
وإلى حزب البعث في ذلك الوقت؟
حامد الجبوري :أنا جذوري حتى عندما كنت أدرس في مدينة الحلة جذوري ..توجهي
قومي عربي عموما ،وطني قومي عربي ،وكنا عندنا اهتمامات في موضوع القومية
العربية في ثورة 1941مثل ثورة رشيد على الكيلني وكان الزعيم الروحي لها الحاج
أمين الحسيني فلسطيني ولذلك هذه الحواجز بين البلد العربية ما كانت بهذه الحدة
وهذه ..لذلك حقيقة نشأنا في جو وطني توجه قومي عربي عام ،لذلك لم أجد شيئا
يعني أنا انتقلت من بيئة لكن بيئة محدودة إلى بيئة..
أحمد منصور )مقاطعا( :لكن الن أنت دخلت في إطار انتماء سياسي.
حامد الجبوري :ودخلت انتماء سياسي أنا سابقا في ثانوية الحلة كنت عندي نشاط
سياسي وأنا شخصيا شكلت ما يسمى جمعية الوطنيين الحرار في مدينة الحلة..
أحمد منصور )مقاطعا( :لكن الن أنت في إطار حزبي وتحديدا حزب البعث ،ما الذي
جذبك إليه؟
أحمد منصور :الشتراكية جاءت بعدين لما حصل اتفاق بين أكرم الحوراني وبين..
" حامد الجبوري )مقاطعا( :ل ،ل ،المبادئ موجودة منذ البداية،
انتميت إلى حزب حزب البعث قام على أساس مبادئ الوحدة والحرية والشتراكية،
البعث في نوفمبر لكن السم تغير كان حزب البعث العربي عندما دمجوا..
1948وكان
تنظيما طلبيا أحمد منصور :أصبح حزب البعث العربي الشتراكي سنأتي إلى
بشكل أساسي، هذا .كيف كان التنظيم البعثي في ذلك الوقت حينما انتميت إلى
وجذبتني إليه البعث في نوفمبر 1948؟
مبادئه وشعاراته
القائمة على حامد الجبوري :تنظيم طلبي بشكل أساسي.
أساس الوحدة
والحرية أحمد منصور :من كان مسؤول عنه في الجامعة الميركية؟
والشتراكية
" حامد الجبوري :والله في بداية المر جمال الشاعر الردني ثم
أتذكر علي خريص أيضا أردني صار سفيرا ووزيرا في الردن أيضا،
ومحمد عطا الله اللبناني اللي كان فترة من الفترات رئيس المجلس العلى للتنظيم
القتصادي في لبنان ،وكان الدكتور عبد المجيد الرافعي الذي ل يزال حيا يرزق طبيب
ولكن نحن منظمة بيروت هو في منظمة طرابلس الناشئة البسيطة في ذلك الوقت.
أحمد منصور :ماذا كنتم تفعلون؟ كيف كان البناء التنظيمي للحزب؟ ماذا كنتم
تفعلون حينما كنتم تلتقون؟
حامد الجبوري :الحرية والشتراكية ووحدة البلد العربية ،الشتراكية تغيير النظمة
القائمة مثل ما..
أحمد منصور :يعني كان الفكر من الول قائما على النقلب وتغيير النظمة ،من أول
لحظة انتميت فيها للحزب كان هذا الحزب تفكيره قائما على هذا؟
حامد الجبوري :بالتأكيد ،طبعا ضد القطاع وضد الطبقة الحاكمة ول سيما بعد قيام
إسرائيل واعتبرت النظمة العربية في ذلك الوقت هي التي كانت مقصرة في قيام
إسرائيل.
أحمد منصور :ميشيل عفلق هو مؤسس الحزب وكان أمينه العام ،متى التقيت به
أول مرة؟
حامد الجبوري :والله ميشيل عفلق كان حريصا أن يأتي إلى بيروت في نهاية العطلة
السبوعية يعني السبت على الحد ويأتي عندنا في منظمة بيروت ويبقى عندنا ليلة
كاملة في بيروت.
حامد الجبوري :ل ،الحقيقة في ذلك الوقت كان هناك هامش كبير من الحرية يعني
كنا نجتمع في..
حامد الجبوري :والله هو عفلق حينما التقيت به لول مرة وحينما التقيت فيه آخر
مرة في بغداد وسويسرا ،نفس الشخص ،هو شخص حالم مفكر أكثر منه قائد سياسي
ميداني.
أحمد منصور :طيب ،هل شخص بهذا الوضع أعجبك حينما التقيته؟
حامد الجبوري :لكن هناك من يسد هذا الفراغ في حزب البعث مثل المرحوم صلح
الدين البيطار زميله في تأسيس الحزب وجلل السيد المحامي السوري ثم بعدئذ أكرم
الحوراني السياسي المعروف..
أحمد منصور :ل ،أنا بتكلم عند ،1949أنا لسه لم آت للخرين ،بكلمك عن المرحلة
دي وأرجو منك لما أسألك عن مرحلة ما نخلطش المراحل.
حامد الجبوري :جدا ،جدا ،لنه حقيقة مثقف ثقافة عالية مثلما ذكرت لك هو خريج
السوربون جذوره بالبداية كانت جذورا ماركسية في بداية المر وكان تلميذا للفيلسوف
الفرنسي الكبير أندريه جيد الذي بعدئذ انشق عن الحركة الشيوعية أندريه جيد واتجه
توجها تقريبا قوميا فرنسيا أو وطنيا.
أحمد منصور :في ثلثين مارس 1949وقع انقلب حسني الزعيم في سوريا وقبض
على ميشيل عفلق ووضع في سجن المزة ،كيف كان وقع ذلك عليكم أنتم البعثيون في
الجامعة الميركية في بيروت؟
حامد الجبوري :والله كان طبعا كبير ،صدمة كبيرة ،لنه وجه رسالة تحت الضغط..
أحمد منصور :ل ،هذه بعدين ،أنا بكلمك الول قبل الرسالة ،مجرد القبض عليه ماذا
أصابكم؟
أحمد منصور :لم يكن بحسبانكم وأنتم تجتمعون أن الحزب يمكن أن يتعرض إلى
هزات إلى اعتقالت ،لم تكونوا تتحدثوا في هذا؟
حامد الجبوري :عندما حصل النقلب العسكري توقعنا ذلك طبعا ،ولكن لم نتوقع أن
تؤدي النتيجة إلى حل الحزب.
أحمد منصور :طبعا ميشيل عفلق في داخل السجن أصدر بيانا اعتذاريا يعلن فيه حل
الحزب وكتب رسالة في 11يونيو 1949إلى حسني الزعيم وصفت من قبل حتى
الكثير من البعثيين أنها رسالة الخنوع والخيانة ،قال فيها "إننا على استعداد لتباع خط
غير منحاز ولكف لساننا إن كانت هذه رغبتكم" يخاطب حسني الزعيم "أما بالنسبة
لي" له هو ميشيل عفلق "فقد قررت اعتزال السياسة نهائيا أعتقد أن مهمتي وصلت
إلى نهايتها وأن طريقتي ليست ملئمة للعهد الجديد" كيف كان وقع ذلك عليكم أنتم
الحالمون بالتغيير وبالقائد البعثي الملهم؟
حامد الجبوري :يعني ل تتصور مدى الصدمة التي يعني شعرنا فيها عندما سمعنا قصة
هذه الرسالة وحل الحزب ،حقيقة صدمة كبيرة ،عنيفة جدا.
حامد الجبوري :طيب يا أخي هذا النسان معرض لفترات ضعف في حياته ،هو أساسا
تركيبة جسمانه ميشيل عفلق تركيب بسيط ل يتحمل الذى ،كما قيل لنا في حينها هو
طبعا سافر بعدين إلى البرازيل بعد ما طلع من السجن ،كما قيل لنا تعرض للتعذيب
ولم يتحمل هذا الضغط النفسي الكبير والجسدي فقام بهذا ،طبعا هذا ما أبرر آني
إرساله هذه الرسالة طبيعي بالتأكيد.
حامد الجبوري :لهذا قررت النسحاب ،هو انحل أساسا الحزب ،لم يعد حزبا ،لم يعد
إل بعد فترة طويلة.
أحمد منصور :يعني هل الحزب هو قائد فقط أم أن الحزب منظومة متكاملة إذا قبض
على القائد يبقى الناس الخرون المؤمنون بالفكار يحيوها؟
حامد الجبوري :أستاذ أحمد نحن نكون واقعيين ،يعني الشخص ،الشخصية ول سيما
الشخصية الكارزمية أو المؤسسة لحركة سياسية تلعب دورا أساسيا في جذب الناس
لها ،هذه تاريخيا هذا موجود بعدين نحن ما كان عندنا هذه التجربة الناضجة السياسية،
يعني نحن في مقتبل حياتنا السياسية.
أحمد منصور :لكن يعني حنا بطاطو في الجزء الثالث من كتابه "العراق" قال إن
أفكار ميشيل عفلق أفكار مصاغة بشكل غير منظم ،بل بقيت متناثرة ومرتجلة ولو
جمعت بعضها إلى بعض فإنها ل تشكل وجهة نظر متماسكة ومترابطة .وجدت آراء
كثيرة أخرى في شخصية ميشيل عفلق وفي أفكاره قريبة من هذا ،شخص مفكك
الفكار ضعيف الشخصية حينما يتعرض لي شيء ل يستطيع أن يتحمل ،الغراءات
تأخذه وتأتي به ،حتى أنه حينما رجع بعد ذلك من البرازيل حينما كان انقلب سامي
الحناوي على حسني الزعيم ،وله الوزارة وقبل الوزارة واعتبر هذا تأييدا للنقلبيين
وتأييدا للعسكريين وبقي في الوزارة فترة بسيطة جدا ،هل هذه الشخصية ذات الفكار
المتناثرة والهوائية كانت جديدة أن تجمع هذه الفكار وهؤلء الناس؟
حامد الجبوري :والله أنا مثلما ذكرت لك أستاذ أحمد هو طبعا الستاذ ميشيل كان
دوره دورا فكريا بشكل أساسي ،تنظيري هذا هو الساس.
أحمد منصور :إزاء أفكار مفككة يعني حتى الن أفكار البعث ل توجد أفكار..
حامد الجبوري :أرجو أستاذ أحمد أنه ل نأخذ قياسات الن على سنة 1948أو
،1949يعني كانت كل الحركات الوطنية والقومية في ذلك الوقت حركات بسيطة غير
مبنية على نظرية ،لم تكن هناك نظرية إل النظرية الماركسية ،إل الحزب الشيوعي،
نظرية جاهزة موجودة في جميع جوانبها ونواحيها كانت ..لكن بقية الحزاب حتى
الحزب القومي السوري لم يكن هناك لديه نظرية سياسية واضحة..
أحمد منصور )مقاطعا( :يعني فعل كانت مجرد أفكار شتات وأحلم يجتمع عليها
الناس؟
أحمد منصور :تركت أنت البعث ،ما الذي جذبك ،هل كانت أفكارا أخرى تيارات أخرى
جماعات أخرى؟
حامد الجبوري :ل ،لكن شعرت أنني مثل السمكة التي تطلعها من الماء ،طبعا ما
تقدر تعيش إل في وسط الماء ،فلذلك العمل السياسي كان جزء متمما..
أحمد منصور )مقاطعا( :إيه أهم التيارات الخرى اللي كانت موجودة في الساحة
آنذاك ،الجامعة الميركية في ذلك الوقت؟
حامد الجبوري :ثلثة تيارات ،التيار القومي العربي عموما أنا أحكي بعثي وحركة
القوميين العرب وغيرها ،وتيار القوميين الجتماعيين أو القوميين السوريين..
أحمد منصور )مقاطعا( :لسه حركة القوميين العرب لم تكن ولدت بعد؟
حامد الجبوري :والله كان عندي تجربة بسيطة جدا في مدينة الحلة قبل أن أشكل
جمعية الوطنيين الحرار اللي ذكرت لك عنها ،لن هي الجمعية هذه رد فعل على المد
الشيوعي في ذلك الوقت ،فدخلت فترة قصيرة واصطدمت بمسؤول ،منظمة صغيرة
يعني أنصارها وأتباعها بشيء من هالمؤيدين ،لنه تفكيره أممي وليس قوميا أو وطنيا.
أحمد منصور :في شهر آذار مارس عام 1949أسست كتائب الفداء العربي من
ناشطين مصريين وسوريين ولبنانيين..
أحمد منصور :وعراقيين ،تهدف إلى اغتيال بعض السياسيين الخونة الموالين
للستعمار البريطاني ،من أشهر قياداتها كان هاني الهندي ،جورج حبش ،حسين توفيق،
حسين توفيق مصري وطبعا اتهم بعملية اغتيال مع السادات قبل ذلك .هل فكرت في
النتماء إلى كتائب الفداء العربي؟
]فاصل إعلني[
حامد الجبوري :كتائب الفداء اللي معظم عملياتها صارت في سوريا ،وليس
الغتيالت الحقيقة في بداية المر وإنما التفجيرات صارت لمحلت يهودية وشيء من
هذا القبيل يعني رد فعل لتأثير إسرائيل ،ولكن هو العملية اللي قاموا فيها بمحاولة
اغتيال العقيد أديب الشيشكلي حاكم سوريا المطلق في ذلك الوقت وطبعا فشلت
العملية وانتهت الكتائب.
أحمد منصور :طيب هي كانت عملية محاولة اغتيال الشيشكلي كانت النهاية التي
قضت على كتائب الفداء العربي.
أحمد منصور :هاني الهندي في كتابه "حركة القوميين العرب" يقول إنه عارض مع
جورج حبش عملية التنفيذ هذه ،هل كنت على دراية بهذا الموضوع؟
أحمد منصور :ل ،أنا في مصدر بيقول إنك كنت عضوا في الكتائب..
أحمد منصور :محمد جمال باروت في كتابه "حركة القوميين العرب" يقول في
صفحة 53نقل عن جهاد ضاحي ،تعرف جهاد ضاحي؟
أحمد منصور :جهاد ضاحي يقول كان حامد الجبوري عضوا في الكتائب وتم إشراكه
في بعض عمليات المراقبة والمتابعة للهداف المقرر مهاجمتها.
حامد الجبوري :والله لو كان هذا صحيحا أنا ما أنكر ،لماذا أنكر؟ لكن أنا أعرف عن
نفسي أكثر مما يعرف عني الخرون.
أحمد منصور :لكن أنت لم تشارك على الطلق ،ولم تقم بأي دور؟
أحمد منصور :هل دعوك للمشاركة معهم ل سيما وأن هؤلء أصبحوا أصدقاءك فيما
بعد؟
أحمد منصور :طيب بعد ذلك جاءت جمعية العروة الوثقى وكانت أيضا من أنشط
الجمعيات السياسية الطلبية في بيروت آنذاك ،انتخبت أنت مع الدكتور أحمد الخطيب
من الكويت ،وديع حداد من فلسطين ،عبد المحسن قطان ،صالح الشبل ،وآخرون في..
حامد الجبوري :وجورج حبش.
أحمد منصور :وجورج حبش نعم ،هل كانت جمعية العروة الوثقى اللي أنتم انتخبتم
في عام ،1951 ،1950العام الدراسي 51- 50واستمرت إلى ،1952هل نستطيع
أن نقول إنها كانت النواة لحركة القوميين العرب؟
أحمد منصور :إيه الفكار الساسية اللي كنتم تتبنونها في الجمعية دي آنذاك؟
حامد الجبوري :يعني الفكار القومية عامة ،كان هناك بعض المفكرين القوميين أذكر
على سبيل المثال الدكتور قسطنطين زريق عنده كتابات في القومية العربية ،في
الدكتور نبيه أمين فارس أيضا لديه كتابات في القومية العربية فحصيلة هذه الحركة
الثقافية القومية تأثرنا فيها.
حامد الجبوري :طبعا ،جمعية العروة الوثقة منذ بدايتها هي الفكر القومي يغلب
عليها.
أحمد منصور :هل هذا ما جعلكم في صيف العام 1951تسعون إلى ما أطلق عليه
بعد ذلك حركة القوميين العرب؟
حامد الجبوري :نحن كنا نفتش حقيقة ،أعني مثل أتكلم عن نفسي ،أنه كنت في
حزب سياسي قومي التوجهات..
حامد الجبوري :هو كفر بنفسه ،هو انحل يعني ،مو كفرت أنا.
أحمد منصور :ما هو رجع ميشيل عفلق مرة أخرى ،لم لم ترجع..
حامد الجبوري :ل ،ل ،ما هو انحل ،بعد فترة طويلة رجع ميشيل عفلق ،بعدين ما عاد
ذاك النسان اللي يجذب له.
أحمد منصور :ما الذي انطفأ في ذلك البريق الحالم الذي كان جذبك في المرة
الولى إلى عفلق؟
حامد الجبوري :الرسالة التي قدمها إلى الزعيم وحل حزب البعث وإلى هذا.
أحمد منصور :يعني فعل كانت رسالة خنوع وخيانة كما قيل أدت إلى دمار الحزب في
الفترة الولى؟
أحمد منصور :نعود إلى حركة القوميين العرب ،كيف التقت أفكاركم أنتم المجموعة
المؤسسة وأنت أحد مؤسسي حركة القوميين العرب ،كيف التقت أفكاركم وأسستم
الحركة وانطلقتم بها؟
حامد الجبوري :شيء طبيعي أستاذ أحمد عندما يلتقي طلب من أقطار عربية كثيرة
وكانت مسألة فلسطين مسألة صعبة ،كبيرة جدا ،فكنا نروح على مخيمات اللجئين
اللي كانوا جاؤوا من فلسطين إلى لبنان ويعني كانت المأساة مجسدة أمامنا ،بالتأكيد
نفتش على طريق للعمل ،للنشاط السياسي ،للخدمة العامة ،كيف نفكر أن نخدم
وطننا ،كيف نفكر أن نخدم القضية الفلسطينية بعد نكبة فلسطين ،فهذا هو الساس
يعني.
أحمد منصور :من هي المجموعة التي التقت وأسست حركة القوميين العرب؟
حامد الجبوري :جورج حبش طبعا بالمقدمة ،بالتأكيد بدون شك ،جورج حبش ،أحمد
الخطيب ،طلب ل زالوا مو دكتور بعده ما متخرج ،جورج حبش ،أحمد الخطيب..
حامد الجبوري :نعم ،وديع حداد كان أيضا معهما في كلية الطب ،هاني الهندي كان
علوم سياسية معي ،وأنا.
أحمد منصور :ممكن تقول لنا من هو جورج حبش في ذلك الوقت؟ في ذلك الوقت
مش بعدين.
حامد الجبوري :والله في ذلك الوقت وبعد ذلك الوقت وحتى الن أنا حقيقة يعني
أكن احتراما كبيرا لهذا الشخص حقيقة ،النسان بكل معنى الكلمة خلق عالي وإنسان
توجهه قومي ،بعدين نزيه وعلقاته جيدة مع الخرين فشخصية بكل معنى الكلمة.
حامد الجبوري :هاني ابن العقيد محمود الهندي الذي كان ضابطا آمر سلح الخيالة
في الجيش العراقي فترات طويلة..
أحمد منصور :لكن هو من أصل سوري؟
حامد الجبوري :من أصل سوري ،هاني ولد في بغداد في العظمية وعاش فترة
طويلة مع والده في العراق فهو ينوصف عراقي تقريبا.
حامد الجبوري :وديع فلسطيني من اللد أعتقد ،كما أذكر ،نعم من اللد .جورج حبش
أيضا من اللد أيضا.
حامد الجبوري :دكتور أحمد الخطيب أول طبيب في الكويت ،أول طبيب في الكويت
وصار بعدين..
أحمد منصور :كل هؤلء لعبوا دورا في الحياة السياسية في العالم العربي بعد ذلك،
مجموعة المؤسسين الساسيين لحركة القوميين العرب .هناك في تشكيك في اسم
القوميين العرب متى استخدم للمرة الولى ،حتى في كتابه أيضا عن القوميين العرب
هاني الهندي وكتاب محمد جمال باروت عن حركة القوميين العرب ،قال إنها ظلت
تعرف باسم منظمة الشباب القومي العربي إلى العام 1958وأن أول بيان صدر باسم
القوميين العرب لم يصدر إل بعد انقلب تموز /يوليو 1958في العراق أو ما سمي
بثورة تموز ،هل نستطيع أن نقول إنه من 1951إلى 1958لم تعرفوا باسم حركة
القوميين العرب فعل؟
أحمد منصور :وبقيتم تعرفون باسم حركة الشباب القومي أو منظمة الشباب القومي
العربي؟
أحمد منصور :لكن أنتم اعتبرتم أن كل الفترة دي هي جزء من تاريخ حركة القوميين
العرب؟
أحمد منصور :أنت بعدما أنهيت دراستك في العام ،1952كان لديكم رؤية أنتم،
أحمد الخطيب أنهى دراسته أيضا وكان المفروض يرجع إلى الكويت ،والمفروض كان
جورج حبش كان أنهى دراسته ورجع اشتغل طبيب في عمان؟
" حامد الجبوري :والله كنا نشطنا في نشر فكر حركة القوميين
نشاطي عام بشكل العرب أو منظمة الشباب القومي في ذلك الوقت وانتشرت
1953تركز في غير معقول..
نشر فكر حركة
القوميين العرب أحمد منصور :ممكن تقول لي أهم خمس أو أربع أو ثلث مبادئ
أو منظمة الشباب كنتم تجمعون الناس أو تدعوهم إليها؟
القومي
" حامد الجبوري :تحرير فلسطين ،الدعوة لوحدة المة العربية،
يعني هذه أهم ..الحقيقة اللولب الساسي ،المحرك هي قضية
فلسطين ،الدفاع عن فلسطين والعمل ضد إسرائيل.
أحمد منصور :رسمتم خطة لكي يعود كل واحد إلى بلده ويعمل على نشر هذا
الفكر؟
أحمد منصور :هاني الهندي في كتابه "حركة القوميين العرب" صفحة 96يقول إن
حامد الجبوري عاد إلى العراق ليبدأ تأسيس العمل هناك لحركة القوميين العرب لكنه
لم يفعل شيئا.
حامد الجبوري :يعني عملت مثلما عمل الخرون ،بس لم أفعل شيئا ،ل.
أحمد منصور :كيف وجدت العراق حينما عدت إليه في العام 1954بعد أربع سنوات
قضيتها في بيروت في مكان منفتح عمل سياسي من كل التجاهات ،قضيت عاما أيضا
في الردن لتعمل في تنشيط حركة القوميين العرب ،كيف وجدت العراق في العام
1954؟
حامد الجبوري :يعني في ذلك الوقت وبعدين حصلت ،يعني في تذمر كان ،قضية
فلسطين ونكبة فلسطين في سنة 1948يعني كان تأثيرها تأثيرا مهول على كل البلد
العربية والعراق كان أيضا واقعا تحت تأثير هذه النكبة لذلك كانت النفوس مهيأة لي
عمل قومي.
حامد الجبوري :يعني تنظيم وكسب مؤيدين وأنصار ونشر الدعوة وإلى آخره ،بحيث
صارت حركة القوميين العرب في نهاية المر يعني الثانية بعد حزب البعث في العراق.
أحمد منصور :أنا في عندي كلم ثاني حأجي لك فيه بوقتها بس أنا حريص أمشي
معك سنة بسنة ،وأحرص معك أن ل أتجاوز الوقت والفترة الزمنية يعيشها المشاهد
معنا.
أحمد منصور :أنا قبل ما آجي 1954فاتني حاجة مهمة أسألك عنها 23 ،يوليو 1952
قامت جماعة الضباط الحرار بانقلبها في مصر وألغت الملكية وأعلنت النظام
الجمهوري ،أنتم في العراق كان لديكم نظام ملكي أسسه البريطانيون في العام
1921وجاؤوا بأسرة هاشمية ليست عراقية وجعلوها تحكم العراق ،أنتم كقوميين
عرب هل كان في تفكيركم الن أن يتم إزالة هذه النظمة الملكية ويكون هناك
مساعي لقامة أنظمة جمهورية؟
أحمد منصور :علقتكم إيه قبل ،1954-1952 ،1954علقتكم إيه وأنتم تدعون
للقومية مع عبد الناصر الذي كان يرتب أوراقه للسيطرة على السلطة وإبعاد نجيب
آنذاك؟
حامد الجبوري :إيه ،والله تعرف جمال عبد الناصر كان تأثيره كبير على كل..
حامد الجبوري :نعم وبشكل أساسي بعد ،1956قبل هذا يعني طبعا رحبنا في
التغيير اللي حدث في مصر وإعلن الجمهورية وسقوط الملكية وإلى آخره ،فهذا هو
الشعور العام بس بعد 1956تغير الوضع حقيقة لتعاطف شعبي عارم مع جمال عبد
الناصر ومع الثورة المصرية.
أحمد منصور :كانت مهمة حامد الجبوري حينما رجع إلى العراق هي تشكيل نواة
للعمل للشباب القومي العربي ،هاني الهندي يقول ذلك في كتابه.
أحمد منصور :لن هو في بعد ذلك قال حاجة ثانية ،قال إن هذه النواة شكلت في
العام 1954بعد وصول صالح شبل الذي أصبح مسؤول وكان معه حامد الجبوري ونهاد
هيكل وسعيد بركة.
حامد الجبوري :يعني هو ما في مسؤول رسمي لكن صالح بدون شك كان نشطا
وكان مثقفا..
أحمد منصور :كان فلسطينيا ،هل وجود شخص غير عراقي على رأس الحركة في
العراق أو كأنشط شخص كان له تأثير في عدم وجود عراقي هو الذي يقوم بهذا الدور؟
حامد الجبوري :أبدا ،أبدا ،إطلقا ما كان عندنا هذا الشعور إطلقا.
أحمد منصور :كيف كانت الحياة السياسية في العراق في ذلك الوقت والسرة
الهاشمية التي كانت تحكم العراق كما قلت لك وضعها البريطانيون في العام .1921
1920ول 1921؟
أحمد منصور :طيب كيف كان الوضع السياسي في العراق آنذاك؟ 1954قل لنا .أنا
أعصر ذاكرتك.
حامد الجبوري 1954 :كانت سمعة العائلة المالكة وصلت إلى الحضيض.
أحمد منصور :لن فيصل كان طفل حينما قتل أبوه أو مات في حادث؟
أحمد منصور :فكان عبد الله هو الحاكم الفعلي وكان مواليا للبريطانيين؟
حامد الجبوري %100 :وكان طموحا لن عقدة عبد الله أن أباه طرد من السعودية
من الحجاز في ذلك الوقت ،الحجاز طبعا ،فهو كان ،وجاء إلى بغداد أبوه الملك علي
بعد أن طرد من الحجاز جاء إلى بغداد..
حامد الجبوري :علي بن الشريف حسين ،فهو سكن في بغداد بعد أن فقد عرشه
فعبد الله عنده عقدة ،هذه العقدة..
أحمد منصور :يعني هل كان لديه طموح أن يعود مرة أخرى إلى السعودية؟
حامد الجبوري :بالتأكيد ،بالتأكيد طبعا ،هو لماذا اغتيل الملك غازي؟
حامد الجبوري :بس هو الحاكم المطلق ،يعني إذا تقرأ مذكرات الملك حسين الله
يرحمه..
أحمد منصور :قرأتها ،قرأتها وتحدث كثيرا عن عبد الله بشيء من الكراهية ،وتحدث
عنه بشيء من الكراهية لنه كان يحب فيصل وكان زميل له في ساند هيرس .إيه
القوى السياسية الرئيسية اللي كانت موجودة في العراق في ذلك الوقت؟
حامد الجبوري :والله القوى الرئيسية بالتيار القومي طبعا حزب البعث أول ،لماذا
حزب البعث؟ لنه عنده امتدادات صارت إلى سورية يعني كانت قوية أكثر من حركة
القوميين العرب .وانتمى لها كثير من الضباط فصار قوة ،وبعدين أكرم الحوراني كان
نشط وسياسيا نشطا وكذا ،على كل حال .ثم حركة القوميين العرب ،التيار القومي،
الشيوعيون طبعا كان لهم وجود..
أحمد منصور :لكن لم تكن هناك قوى سياسية أخرى مؤثرة على الساحة العراقية؟
حامد الجبوري :كان أحزاب موجودة تاريخيا موجودة ،حزب الستقلل وحزب..
حامد الجبوري :على شخصيات سياسية ،كيفما هذه الشخصية السياسية تسير يسير
الحزب خلفها.
أحمد منصور :كانت الوزارة في العراق في ذلك الوقت تتبدل بشكل دائم ،نوري
السعيد شكل 14وزارة ،الفريق نور الدين محمود ،جميل المدفعي ،محمد فاضل
الجمالي ،أرشد العمري..
أحمد منصور :كان هناك عملية تغيير كبيرة في الوزارات ،هل هذا أدى إلى نوع من
الستقرار السياسي في العراق في تلك المرحلة؟
أحمد منصور :كان انعكاس ده إيه على الحركات السياسية ،تغيير الوزارات كل
شوي؟
حامد الجبوري :طبعا عدم الستقرار يؤدي إلى ضمور النشاط القتصادي وعمليات
التنمية في البلد ولها تأثيرات سلبية كثيرة ولكن من ناحية أخرى يشجع الحركات
السياسية المعارضة على العمل النشط أكثر.
أحمد منصور :فيصل الثاني بلغ الثامنة عشرة من العمر وتوج ملكا على العراق في
2مايو أيار ،1953هل أدى هذا إلى أي نوع من التغيير في الحياة السياسية في
العراق؟
حامد الجبوري :فيصل أساسا هو ربي لكي يكون ضعيفا ،لنه عندما قتل أبوه ،اغتيل،
هو طفل صغير ،فربي على أساس أن يكون ضعيفا.
أحمد منصور :حسين الراضي أصبح سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي العراقي في
العام 1955وبقي في منصبه هذا إلى أن مات في السجن عام ،1963هل تعرفت
عليه؟
حامد الجبوري :ل ،لنه غير معقول يعني أنا في الحركة القومية معروفة.
أحمد منصور :طيب في وجودك في الحركة القومية كان لك أي علقات شخصية أو
علقات تنسيقية أو تنظيمة مع الشوعيين؟
حامد الجبوري :والله فترة قصيرة في ..كنت أحضر بعض اجتماعات الجبهة الوطنية
العليا قبل..
حامد الجبوري :يعني قبيل 1958قبيل 14تموز ،فتعرفت على بعض الكوادر أيضا
مو فقط..
أحمد منصور :هل في الفترة هذه أيضا سعى البعثيون إلى أن يدعوك لتعود إليهم
مرة أخرى؟
حامد الجبوري :والله في تلك الفترة ل ،لكن كنا نلتقي دائما ،يعني أنا كنت من
القوميين العرب لكن كنت ألتقي مع قيادات حزب البعث ،علي صالح السعدي وفيصل
حبيب الخيزران وصالح مهدي عماش وغيرهم ،كنت ألتقي قبل أن نلتقي في السجن
أيضا.
أحمد منصور :هل في تلك المرحلة حماسك للحركة القومية ظل كما هو؟
أحمد منصور :طبعا في العام 1952كان تم إعلن الندماج بين حزب البعث اللي
يقوده ميشيل عفلق والحزب الشتراكي العربي اللي كان يقوده أكرم الحوراني وأصبح
اسم الحزب بعدها اسم الحزب حزب البعث العربي الشتراكي.
أحمد منصور :رغم هذا المر لم تفكر في العودة إلى البعث في تلك المرحلة في
الخمسينات؟
حامد الجبوري :بالعكس هو هذا أحد السباب اللي جعلتني ما أعود في ذلك الوقت،
لن أكرم الحوراني كنا نسمع عن العمال اللي يقوم فيها والتحركات السياسية
الميدانية اللي كان يقوم فيها ضد القطاع في سوريا فصار له يعني شعبية كبيرة ،ففي
إحدى زيارات ميشيل عفلق لنا في بيروت أنا شخصيا سألته متى نقوم بتحرك شعبي
مثلما يقوم أكرم الحوراني ،وأن أكرم الحوراني كذا كذا يعني تحدثت عن أعمال أكرم
الحوراني ول سيما ضد عائلة الحراكي في ذلك الوقت في معرة النعمان في حماة ،هو
أكرم الحوراني من مدينة حماة .فبالنص جاوبني ميشيل عفلق قال "سحابة صيف" .أن
هذا الحزب العربي الشتراكي وأكرم الحوراني سحابة صيف وتنتهي ،وبعدئذ نفاجأ بأن
الحزب دمج مع الحزب العربي الشتراكي وسمي حزب البعث العربي الشتراكي يعني
بالعكس كان هذا عامل سلبيا ضد رجوعي إلى الحزب.
أحمد منصور :هذا جعلك تفقد ..يعني مزيدا من فقدان الثقة مع عفلق؟
أحمد منصور :حلف بغداد أعلن في 24شباط فبراير 1955وضم تركيا والعراق ثم
بعد ذلك باكستان وإيران وبريطانيا وعقد الجتماع الول في بغداد في 21تشرين
الثاني نوفمبر 1955وكان هناك ثورة عربية عارمة ضد حلف بغداد .كيف تلقيتم موضوع
تشكيل الحلف؟ حلف بغداد ،كيف كان تأثيره عليكم؟
أحمد منصور :هل أشعل حلف بغداد التيار القومي والمظاهرات أم كان له تأثير
مخالف؟
حامد الجبوري :ل ،على العكس ،يعني أشعل التيار الوطني عموما.
أحمد منصور :افتقد تنظيم الشباب القومي العربي في العراق النواة الصلبة حتى
جاء باسل الكبيسي في الوقت المناسب في أيار مايو عام 1956بعدما أنهى دراسته
فأفاد العمل التنظيمي فائدة كبيرة.
أحمد منصور :يعني فعل كان عندكم نوع من الضعف عندكم في العراق في العمل
القومي إلى أن جاء باسل الكبيسي فأحيا العمل؟
أحمد منصور :ما أنا بسألك أنت كنت في قلب العمل هذا.
حامد الجبوري :يعني باسل ما أقلل من أهميته باسل صحيح ،طبعا باسل زميل
وصديق وأخ ،يعني رحمه الله وشهيد راح ،بس باسل ،ونشط طبعا جدا ،لكن نحن
قاعدين محاكمة للتاريخ ،باسل كان يتمتع بحماية السلطة في ذلك الوقت ،لذلك كان
عنده هامش الحركة كبير أكثر..
حامد الجبوري :أبوه الكبيسي من ..يعني من رجال العهد الملكي المعروفين جدا.
أحمد منصور :هاني الفكيكي في كتابه "أوكار الهزيمة" الذي تحدث فيه عن تجربته
في حزب البعث يقول في صفحة 69إنه بين عامي 1954و 1958كان الوجود لحركة
القوميين العرب محدودا في العراق وكان من أبرز وجوهها باسل الكبيسي ومصطفى
شنشل وغازي القصاب ولكن لم يتحدث عن حامد الجبوري.
حامد الجبوري :والله هو حر أن ل يتحدث عني ،بس يعني آني الحقيقة ما أريد أندفع
لتعرض لشخاص وخاصة راحوا إلى دار حقهم .يعني هل يمكن أن يذكر مع الحترام
الكامل لمصطفى شنشل ولغازي القصاب أن يقول كانوا أنشط الناس؟ غير معقول
هذا تقييم غير صحيح ،أقولها بكل ثقة وبكل موضوعية.
أحمد منصور :الكتب اللي تناولت حركة القوميين العرب في ذلك الوقت لم تتحدث
عن دور بارز لك داخل العراق.
حامد الجبوري :طيب ما تتحدث ،بس ما تتحدث عن أدوار بارزة لناس ما كان لهم
دور بارز ،ما يتحدثون okماشي يعني هذا شيء..
أحمد منصور :الملك حسين في كتابه "مهنتي كملك" يقول "في الرابع عشر من
شباط فبراير 1958قرر العراق والردن تحقيق التحاد العربي إثر موافقتهما على
ميثاق دستور مشترك" طبعا ده جاء بعد الخطوة اللي أعلنها عبد الناصر في فبراير
شباط 1958بالوحدة بين مصر وسوريا .ما الذي شكله هذا المر بالنسبة لكم أنتم
كقوميين؟ الوحدة بين مصر وسوريا ثم خطوة الردن.
أحمد منصور :وحدة العراق والردن هل كانت ردا على وحدة أو على قرار عبد
الناصر أو الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير؟
أحمد منصور :بالتأكيد .الوضع بدأ يسوء في العراق في ذلك الوقت وكانت الوزارات
تتغير كل عدة أشهر .ونوري السعيد وزارته الرابعة عشرة والخيرة انتهت ،واثنين
مارس /آذار 1958جاءت حكومة أحمد مختار بابان الذي قامت ثورة 1958أو انقلب
يوليو 1958وهو كان رئيسا للوزراء .في الحلقة القادمة أبدأ معك من انقلب يوليو
1958في العراق .أشكرك شكرا جزيل كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن
متابعتكم .في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الستماع إلى شهادة السيد حامد
الجبوري وزير العلم والثقافة والشؤون الخارجية وشؤون رئاسة الجمهورية في عهد
الرئيسين أحمد حسن البكر وصدام حسين .في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج
وهذا أحمد منصور يحييكم والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته.