You are on page 1of 5

‫ما هو ( االلبسيود ‪ ,‬الجيويد ‪ ,‬الداتم ) ؟‬

‫الجيويد – ومع أنه سطح غير منتظم – اال أنه يمثل الشكل الحقيقي لالرض التي نعيش عليها …‪ .‬ولتمثيل أي منطقة علي خرائط فأننا نقيس علي‬
‫االرض الحقيقية و التي يمكن أن نعبر عنها بسطح الجيويد …‪ ..‬المشكلة أن هذا السطح غير منتظم و شديد التعرج وليس له معادالت حسابية أو‬
‫قوانين رياضية لوصف سطحه وبالتالي اسقاطه علي الخرائط حتي تعبر عن تضاريس االرض بدقة … لذلك كان الحل هو استخدام أي نموذج‬
‫رياضي معروف (له معادالت رياضية لوصفه) في أعمال انشاء الخرائط وهنا ال بد من وجود طريقة للتحويل بين الجيويد وهذا السطح الرياضي‬
‫المفترض نظريا (المسمي االلبسويد)…‪ .‬ال يمكن القياس مباشرة علي االلبسويد النه غير موجود في الطبيعة فهو سطح نظري مفترض كأقرب‬
‫االشكال الهندسية للجيويد أو االرض الحقيقية …‪ .‬أما السطح الطبوغرافي لالرض فهو في حقيقته هو الجيويد نفسه اذا لم نأخذد في االعتبار‬
‫ارتفاعات الجبال والمنخفضات الموجودة ‪ ،‬أي أن الجيويد هو تبسيط للسطح الطبوغرافي لالرض وبالتالي فهو غير منتظم وليس له معادالت‬
‫رياضية لوصفة و اجراء الحسابات عليه‬
‫فالمشكلة تبسيطا هي‪ :‬لدينا الشكل الحقيقي لالرض التي نعيش عليها ونجري القياسات عليها (الجيويد) لكنه ال يصلح للحسابات و اسقاط الخرائط ‪،‬‬
‫ولدينا سطح رياضي منتظم (االلبسويد) يصلح للحسابات و الخرائط لكنه غير موجود فعليا في الطبيعة و ال نستطيع القياس عليه …‪ .‬لذلك ال بد من‬
‫طريقة لتحويل القياسات المساحية التي تمت علي االرض (الجيويد) الي ما يناظرها علي االلبسويد حتي يمكن انشاء الخرائط الدقيقة‬
‫أنواع االرتفاعات‪:‬‬
‫توجد عدة مراجع لقياس االرتفاعات والتي بدورها تحدد أنواع االرتفاعات‪ .‬فاذا تم اتخاذ متوسط منسوب سطح البحر كمرجع فالناتج سيكون ارتفاع‬
‫من النوع االرثومتري ‪ Orthometric Height‬والذي نطلق عليه بصفة عامة كلمة المنسوب وهو المستخدم في الخرائط الطبوغرافية في معظم‬
‫الدول‪ .‬أما اذا اعتمدنا سطح االلبسويد كمرجع فأن نوع االرتفاع الذي نحصل عليه يسمي االرتفاع الجيوديسي ‪ Geodetic Height‬وهذا هو نوع‬
‫االرتفاعات الناتج من أرصاد ‪ GPS‬مثال‪ .‬وهناك أيضا أنواع أخري من االرتفاعات‪.‬‬

‫لقياس االرتفاعات في منطقة شاسعة – وخاصة في االعمال التي ال تتطلب دقة عالية – من الممكن استخدام أرصاد ‪ GPS‬النها أسرع و أسهل و‬
‫أرخص تكلفة لكن يجب في هذه الحالة تحويل نوع االرتفاع الجيوديسي الي المنسوب حتي يتفق مع الخرائط القديمة لهذه المنطقة أو مع خرائط‬
‫الدولة بصفة عامة‪ .‬هنا ال بد من وجود نموذج جيويد يسمح بالتحويل بين كال نوعي االرتفاعات‪.‬‬
‫الهليج أو االلبسويد أو مجسم القطع الناقص أو الشكل البيضاوي أو االسفرويد (كلهم أسماء لنفس الشئ أي كلهم مترادفين) بصفة عامة هو نموذج‬
‫لتمثيل حجم و شكل كوكب األرض‪ .‬أي يحاول اإلجابة عن سؤال‪ :‬ما هو شكل األرض طالما أنها ليست كرة كاملة االستدارة؟ وإذا كان شكل‬
‫األرض هو الشكل البيضاوي – أي أقرب ما يكون لشكل بيضة الدجاجة – فما هو حجم هذه البيضة؟ هل هي كبيرة أم صغيرة أم متوسطة؟ …‪.‬‬
‫ولكي نجيب علي هذا السؤال فيجب أن نعرف قيمة عنصرين يحددان حجم هذه البيضة (أو حجم االهليج)‪ )1( :‬ما هي قيمة نصف المحور األكبر‬
‫‪(a‬المحور المار بخط االستواء) ‪ )2( ،‬ما هي قيمة نصف المحور األصغر ‪( b‬المحور المار بالقطبين)؟ فإذا حددنا هاتين القيمتين سنحدد شكل و‬
‫حجم االهليج المطلوب استخدامه فيما بعد في عملية إنشاء الخرائط‪.‬‬
‫أيضا يمكن تحديد قيمة نصف المحور األكبر ‪ a +‬تحديد معامل التفلطح ‪ flattening‬بدال من تحديد قيمة نصف المحور األصغر … ‪ b‬فمعامل‬
‫التفلطح نسميه ‪ f‬يمكن حسابه من المعادلة‪:‬‬
‫‪f = (a – b ) / a‬‬
‫أي يمكننا استخدام قيم ‪ a and b‬أو قيم ‪ a and f‬لتحديد حجم االهليج‪.‬‬
‫ولكي يتم حساب أيا من هاتين القيمتين فيقوم العلماء بتجميع قياسات مساحية (مسافات و زوايا و أرصاد فلكية وأرصاد جاذبية أرضية …‪..‬الخ) تم‬
‫قياسها في مناطق متعددة من األرض كلها وإدخال هذه البيانات في برنامج كمبيوتر يحسب قيمة( ‪ a and b‬أو قيمة ‪ a and f)…..‬وطبعا لحاجتنا‬
‫لقياسات من األرض كلها فأن من يقوم بهذه الحسابات هي الجهات العلمية الدولية المتخصصة في المساحة وليس األفراد العاديين‪.‬‬
‫تأتي المشكلة التالية في حالة قيامنا بحساب ‪ a, b‬ثم حصولنا علي قياسات مساحية جديدة أو حديثة؟ فإذا حسبنا قيم ‪ a , b‬مرة ثانية فستكون مختلفة‬
‫عن المرة األولي وربما تكون أدق منها … من هنا جاءت فكرة وجود أكثر من أهليج …‪ ..‬كمثال العالم كالرك حسب قيم ‪ a, b‬في عام ‪1880‬‬
‫فأطلق أسمه علي هذا االهليج …‪ .‬أتي عالم آخر أسمه هلمرت وحسب قيم ‪ a, b‬في عام ‪ 1906‬فأطلق أسمه أيضا علي هذا االهليج الثاني ‪… ،‬‬
‫وهكذا …‪ .‬ثم بدأت الهيئة الدولية للجيوديسيا في حساب أهليج توصي باستخدامه في كل دول العالم ليكون موحدا فظهر االهليج العالمي ‪WGS72‬‬
‫ثم أحدث أهليج عالمي وهو ‪ WGS84‬وهو ما يمكن اعتباره أدق نموذج أهليج يمثل شكل و حجم كوكب األرض ‪ ،‬وأوصت الهيئة العالمية بأن‬
‫يكون هذا االهليج هو المعتمد للعالم كله…‪ ..‬أتت شهرة أهليج ‪ WGS84‬من أن أمريكا عندما طورت تقنية ‪ GPS‬أعتمدت نموذج االهليج‬
‫‪ WGS84‬في قياس أي إحداثيات بواسطة هذه التقنية ‪ ،‬أي أن أي إحداثيات موقع أقيسها بأجهزة الجي بي إس تكون معتمدة علي هذا االهليج‪.‬‬
‫هنا تبرز المشكلة الثانية ‪ :‬فإذا كانت دولة قد أعتمدت نموذج أهليج قديم في إنتاج خرائطها ثم ظهر نموذج أدق منه ‪ ،‬فهل تغير كل خرائطها؟ ‪..‬‬
‫بالطبع ال ألنها ستكون عملية مكلفة مادية بشدة …‪ .‬أو كيف ستستفيد دولة من قياسات الجي بي إس طالما أن هذه اإلحداثيات تعتمد علي أهليج‬
‫‪WGS84‬المختلف عن أهليج خرائط هذه الدولة؟ …… قام علماء المساحة بدراسة هذه المشكلة ووجدوا حلها في‪ :‬أذا أمكننا تحديد العالقة بين‬
‫أهليجين مختلفين فأننا نستطيع تحويل اإلحداثيات المقاسة علي أحدهما إلي القيم المناظرة لها علي االهليج اآلخر… وبالدراسة وجد العلماء أن‬
‫العالقة بين أي أهليجين تتمثل في ‪ 7‬عناصر أو ‪ 7‬متغيرات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬هل مركزي االهليجين منطبقين أم أحدهما يبتعد عن مركز اآلخر؟ وما قيمة هذا االبتعاد أو هذا الفرق بين المركزين؟ ولقياس الفرق يجب‬
‫تجزئته إلي ‪ 3‬مركبات في اتجاهات المحاور الثالثة‪ :‬محور س ‪ ،‬محور ص (المحورين األفقيين) ‪ ،‬محور ع (المحور الرأسي) أو ‪X, Y, and Z‬‬
‫…… ‪ axis‬فإذا كان هناك فرق أو ابتعاد بين مركزي االهليجين فيجب تحديد القيم الثالثة (للمحاور الثالثة) التي تصف هذا الفرق ‪ ،‬وهذه هي ما‬
‫نطلق عليه معامالت االبتعاد أو‪Translation Parameters: dX , dY, and dZ‬‬
‫ثانيا‪ :‬هل محاور االه ليجين متوازية أم أن محاور أحدهما مائلة عن محاور االهليج الثاني؟ وما قيمة هذا الميل بين المحاور الثالثة لكل أهليج ‪X,‬‬
‫‪Y, Z axis‬عن المحاور الثالثة لالهليج اآلخر؟ لذلك يجب معرفة قيمة ‪ 3‬زوايا لميل محاور األول عن الثاني … وهذه هي ما نطلق عليها‬
‫معامالت الدوران‪Rotation Parameters Rx, Ry, and Rz‬‬
‫ثالثا‪ :‬هل حجم االهليج األول يساوي ‪ %100‬حجم االهليج الثاني أم أن أحدهما أصغر أو أكبر من اآلخر قليال؟ …‪ ..‬فإذا حسبت مسافة بين نقطتين‬
‫معلومتين باستخدام االهليج األول( أي باستخدام قيم ‪ a, and b‬له )ثم حسبت نفس المسافة بين نفس النقطتين باستخدام معامالت االهليج الثاني ‪(a,‬‬
‫‪and b‬للثاني )فهل ستكون المسافتين متساويتين بكل دقة أم يوجد معامل اختالف ولو بسيط بينهما؟ …‪ ..‬هذا المعامل هو ما نسميه معامل القياس‬
‫أو‪Scale factor‬‬
‫إذن‪ :‬لدينا ‪ 7‬عناصر يجب معرفة قيمهم لكي نصف العالقة بين أي أهليجين (‪ 3‬ابتعاد و ‪ 3‬دوران و معامل قياس مسافات) …‪ .‬فإذا عرفنا قيم هذه‬
‫العناصر السبعة نستطيع تحويل إحداثيات (خط طول و دائرة عرض و ارتفاع) مقاسين علي أهليج إلي القيم المناظرة لهم علي االهليج الثاني‪.‬‬
‫السؤال الذي يطرأ في األذهان اآلن هو كيف نحسب قيم عناصر التحويل بين أهليجين؟ اإلجابة تكون في الحصول علي بعض النقاط المشتركة‬
‫المعلوم إحداثياتها في كل أهليج منهم …‪ .‬أي لو أريد حساب معامالت التحويل بين أهليج كالرك ‪ 1880‬وأهليج ‪ WGS84‬فيجب أن أعرف‬
‫إحداثيات بعض النقاط في االهليج األول وإحداثياتهم في االهليج الثاني ‪ ،‬وباستخدام معادالت رياضية يمكن حساب عناصر التحويل‪.‬‬
‫لكن – كما جاء في الجدول في رسالتك – ربما أجد أكثر من قيم لعناصر التحويل بين نفس االهليجين؟ فكيف حدث ذلك ومن منهم األحسن أو‬
‫األدق؟‪….‬‬
‫هناك ثالثة أسباب الختالف قيم المعامالت‪:‬‬
‫)‪(1‬القاعدة الرياضية األولي تنص علي أن لحساب معامالت التحويل بين أهليجين يجب أن أحصل علي ‪ 3‬نقاط مشتركة علي األقل (أي نقطة‬
‫واحدة ال تكفي و ال حتي نقطتين)…‪ .‬فإذا كان لدينا ‪ 4‬نقاط مشتركة استخدمناهم في الحسابات فستكون النتائج أدق من استخدام ‪ 3‬نقاط فقط …‬
‫وهكذا‪ :‬كلما زاد عدد النقاط المشتركة المعلومة كلما زادت دقة المعامالت المحسوبة‪….‬‬
‫)‪ (2‬السبب الثاني هو دقة أو جودة إحداثيات النقاط المشتركة‪ :‬فإذا استخدمت في الحساب نقاط إحداثياتها غير دقيقة في أحد االهليجين فأن‬
‫المعامالت المحسوبة لن تكون دقيقة أيضا وستختلف قيمتها عن الحالة التي أستخدم فيها نقاط معلوم إحداثياتها الدقيقة …‪ ..‬وهذا هو سبب اختالف‬
‫دقة معامالت التحويل في الجدول في رسالتك والتي تظهر في األعمدة الثالثة األخيرة … ‪ eX, eY, and eZ‬وغالبا نواجه هذه المشكلة في تحويل‬
‫أرصاد ‪ GPS‬حيث تكون دقة إحداثياتها عالية جدا (أحيانا ملليمترات) بينما دقة إحداثيات نفس النقط المشتركة في النظام الوطني أقل (ديسيمترات‬
‫فقط) مما ينتج عنه معامالت تحويل ليست عالية الدقة‬
‫)‪(3‬السبب الثالث هو موقع النقاط المشتركة‪ :‬من الممكن أن أجد دولتين متجاورتين اعتمدتا أهليج معين – مثل كالرك ‪ 1880‬مثال‪ -‬في نظام‬
‫إحداثياتهم لكن النقاط المشتركة بين االهليجين ستكون ذات مواقع أو في مناطق مختلفة مما سيجعل معامالت التحويل المحسوبة مختلفة في قيمتها‬
‫من دولة أو منطقة ألخرى … وهذا هو الموجود في الجدول حيث سنجد أكثر من مجموعة معامالت للتحويل بين كالرك ‪ 1880‬و أهليج‬
‫‪WGS84‬وكل مجموعة خاصة بدولة معينة (السنغال و السودان و بوركينافاسو …‪ ..‬الخ)‪.‬‬
‫أيضا – وردا علي أحد تساؤالتك – نشير إلي أن عندما أحسب عناصر التحويل السبعة بين أهليجين لمنطقة أو دولة معينة فهل هذه العناصر ستكون‬
‫بنفس الدقة في كل أرجاء الدولة أو المنطقة الجغرافية؟ …‪ .‬غالبا فأن المتخصصين في المساحة الجيوديسية يقومون بحساب عناصر تحويل لكل‬
‫منطقة جغرافية (متوسطة المساحة) علي حدي وليس من المنطقي أن أحسب ‪ 7‬عناصر للدولة كلها …‪ .‬وهناك الكثير من رسائل الماجستير و‬
‫الدكتوراه التي درست هذا الموضوع وأثبتت أن األفضل حساب عناصر لكل جزء من الدولة بدال من عناصر واحدة للدولة كلها الن دقتها ستختلف‬
‫من منطقة آلخري…‪ ..‬وهذا األسلوب هو المتبع في هيئة المساحة الجيوديسية األمريكية ‪ National Geodetic Survey‬المعروفة اختصارا‬
‫باسم ‪ NGS‬ولها مطبوعات كثيرة في هذا المجال متاحة علي موقعها االلكتروني…… أما إن حسبت عناصر سبعة لمنطقة كبيرة – مثل السعودية‬
‫كما جاء برسالتك – فأن دقتها لن تكون جيدة في جميع األنحاء ‪ ،‬وكما تري في الجدول الوارد برسالتك عن عناصر مرجع عين العبد فأن دقة هذه‬
‫العناصر( األعمدة الثالثة األخيرة في الجدول )‪ eX, eY, eZ‬تبلغ ‪ 10‬أمتار ‪ ،‬بينما لو جزأت السعودية لعدد من المناطق وحسبت عناصر تحويل‬
‫لكل منطقة فمن الممكن أن أصل إلي دقة ‪ 2-1‬متر لكل منطقة‪.‬‬
‫كل ما سبق ذكره ونحن نتحدث عن إحداثيات مقاسه علي سطح األرض (أي خط طول ودائرة عرض و ارتفاع) سواء علي أهليج وطني أو أهليج‬
‫عالمي وكيف نحول بينهما ……‪ .‬لكن في الخرائط نحن نقوم بتحويل اإلحداثيات المقاسة علي سطح األرض أو االهليج ثالثي األبعاد إلي ما يقابلها‬
‫من إحداثيات ممثلة علي خريطة …‪ .‬وكما هو معروف فأن الخريطة عبارة عن مستوي ‪ plane‬وليست مجسم ‪ ،‬أي أن اإلحداثيات علي الخريطة‬
‫(ثنائية األبعاد) ليست هي بالضبط اإلحداثيات التي قمنا بقياسها علي مجسم األرض أو االهليج …‪ ..‬كيف ستتغير هذه اإلحداثيات؟ وبأي قيمة؟ …‪.‬‬
‫هذا هو علم إسقاط الخرائط أو‪map projection.‬‬
‫وهذا ليس له عالقة مباشرة بتغير االهليج من نوع إلي آخر …‪ .‬بمعني لو نفس االهليج – كالرك ‪ 1880‬مثال – وقمت بقياس إحداثيات نقطة معينة‬
‫كيف سأسقط هذه النقطة علي خريطة تعتمد علي نفس االهليج؟ هل اإلحداثيات المرصودة في الطبيعة سأرسمها كما هي – بمقياس الرسم – علي‬
‫الخريطة؟ طبع اإلجابة هي ال … الن األرض مجسم بينما الخريطة مستوي وبالتالي فال بد لقيم اإلحداثيات أن تتغير قليال عند إسقاطها علي‬
‫خريطة …‪ .‬مرة أخري أؤكد علي نقطة‪ :‬أننا نستخدم نفس االهليج في القياس الحقلي و في رسم الخريطة أيضا‪….‬‬
‫إذن اإلسقاط ال عالقة له – حتي اآلن – بنوع االهليج المستخدم …‪ .‬وتوجد أنواع كثيرة جدا من الطرق الرياضية المستخدمة في إسقاط الخرائط‬
‫مثل اإلسقاط المستوي و االسطواني و المخروطي … وداخل كل مجموعة توجد عدة أنواع من المساقط أيضا …‪ .‬وحتى في نفس نوع اإلسقاط‬
‫تبدأ كل دولة في تغييره ليناسب منطقتها الجغرافية‪….‬‬
‫فمثال‪ :‬هل مركز نظام اإلسقاط سيكون هو مركز األرض أم من األفضل أن تحدد الدولة مركز اإلسقاط في نقطة داخل حدودها الجغرافية؟ …‪ .‬هل‬
‫الهدف هو إسقاط الخرائط علي المستوي العالمي كله فمن المنطقي أن أحدد مركز اإلسقاط هو مركز األرض ‪ ،‬لكن لو الهدف إنشاء نظام إسقاط‬
‫محلي لدولة معينة فال بد أن يكون مركزه داخل الدولة الن من أساسيات علم إسقاط الخرائط أن الخطأ (أو ما نسميه التشوه في الخريطة) يكون‬
‫صفر عند المركز ويبدأ في الزيادة كلما بعدنا عن هذه النقطة األساسية … إذن لدولة معينة ال بد أن تكون نقطة المركز( أو ما نسميها نقطة األصل‬
‫)‪point of origin‬واقعة تقريبا في منتصف الحدود الجغرافية لهذه الدولة حتي يكون الخطأ أو التشوه أقل ما يمكن في خرائط الدولة هذه …‪..‬‬
‫ويتم تحديد مركز اإلسقاط ألي دولة من خالل تحديد خط طول و دائرة عرض النقطة التي سنعتبرها المركز وهو ما نسميه ‪Central Meridian‬‬
‫‪and Latitude of Origin‬في معامالت اإلسقاط……‬
‫ثم يأتي السؤال الثاني‪ :‬ما هي إحداثيات نقطة مركز اإلسقاط؟ هل سأعطيها إحداثيات صفر‪،‬صفر مثل أي رسم بياني أو خريطة جديدة أريد رسمها؟‬
‫وإذا كانت هذه النقطة المركزية في منتصف الحدود الجغرافية للدولة فأن ذلك سيؤدي إلي وجود إحداثيات سالبة لبعض مناطق هذه الدولة ‪ ،‬وهذا‬
‫الوضع غير مستحب في الخرائط و اإلحداثيات بصفة عامة ألنه من الممكن أن يؤدي لبعض األخطاء لو أهملت – دون أن أقصد – اإلشارة السالبة‬
‫في إحداثيات نقطة…‪ ..‬لذلك يفضل في معظم الدول أن تكون جميع إحداثيات المواقع داخل الدولة بإشارة موجبة لسهولة التعامل معها …‪ ..‬هنا‬
‫وبدال من أن أغير موقع نقطة األصل أقوم بفرض إحداثيات – غير حقيقية – لها لكي أحصل في النهاية علي إحداثيات موجبة لكل مناطق الدولة‬
‫…‪ .‬فمثال بدال من إحداثيات = صفر ‪ ،‬صفر لنقطة األصل أفترض لها إحداثيات = ‪ .… 1000 ، 1000‬وه‪1‬ا هو ما نسميه ‪False Easting‬‬
‫‪and False Northing coordinates …..‬‬
‫لم يتبق لنا إال أن نجيب علي نفس السؤال األخير الذي تحدثنا عنه سابقا وهو‪ :‬هل لو قست مسافة من علي الخريطة و ضربتها في مقياس الرسم‬
‫فالناتج سيكون مساويا للمسافة الحقيقية المقاسة في الميدان بنسبة ‪ %100‬أم يوجد اختالف في المسافات؟ … بسبب عملية اإلسقاط ذاتها فغالبا‬
‫سيوجد اختالف في المسافات بين الخريطة و الواقع الحقيقي والنسبة بين المسافة علي الخريطة إلي قيمتها الحقيقية نسميها معامل القياس أو ‪Scale‬‬
‫‪factor‬لهذا النوع من اإلسقاط………‬
‫أي أن الخالصة النهائية هي‪:‬‬
‫لكي أنشأ نظام إسقاط خاص بدولة معينة يجب أن أحدد قيم ‪ 5‬عناصر هم‪ :‬موقع النقطة الرئيسية أو مركز اإلسقاط وإحداثيات هذه النقطة و معامل‬
‫القياس……‪ ..‬وكل دولة تختار قيم هذه العناصر الخمسة لنظام اإلسقاط الذي تريد تطبيقه …‪ .‬ومن الممكن أال تعلن الدولة هذه القيم وتكون قيم‬
‫سرية داخل الجهة الحكومية المسئولة عن الخرائط والتي غالبا تكون جهة عسكرية في معظم الدول العربية……… مرة ثانية و ثالثة‪ :‬اختيار نظام‬
‫إسقاط ليس له عالقة مباشرة باالهليج ولن تختلف قيم عناصره إذا اختلف االهليج المستخدم …‪ .‬العالقة هنا عالقة غير مباشرة‪ :‬بمعني أن إحداثيات‬
‫نقطة األصل لنظام اإلسقاط ‪ Central Meridian and Latitude of Origin‬ماهو االهليج الذي تم حساب هذه اإلحداثيات عليه؟ …‪ .‬فإذا كانت‬
‫نقطة األصل معلوم إحداثياتها علي أهليج كالرك ‪ 1880‬فأن نظام اإلسقاط هذا سيكون بالتبعية معتمد علي نفس االهليج … بمعني أن في عملية‬
‫الحسابات وإسقاط الخريطة ستتدخل في المعادالت عناصر ‪ a and b‬لالهليج ‪ ،‬فإذا عوضنا بقيم ‪ a and b‬الهليج كالرك ‪ 1880‬فأن الخريطة‬
‫الناتجة ستكون – ضمنيا – معتمدة علي أهليج كالرك ‪ ……1880‬وبذلك فمن الممكن وجود نفس نظام اإلسقاط – الستريوجرافي مثال – ونفس‬
‫االهليج – كالرك ‪ 1880‬مثال – مستخدما في أكثر من دولة وله إحداثيات مختلفة تماما !!! كيف؟ الن كل دولة منهم ستكون لها عناصر إسقاط‬
‫(الخمس عناصر) مختلفين عن العناصر التي تستخدمها الدولة االخري…‪ .‬وهذه هي إجابة سؤالك عن وجود ‪ 6‬ملفات في برنامج ‪ ArcMap‬لعدد‬
‫‪ 6‬أنواع مختلفة من نفس نوع اإلسقاط ‪ Clarke 1880‬بأسماء مختلفة مثل ‪ IGN, Benoit, Arc, RGS, SGA‬وهكذا …‪ ..‬الفرق هنا ليس في‬
‫نوع اإلسقاط و ال في نوع االهليج (الكل واحد للحاالت الستة) لكن الفرق هو قيم العناصر الخمسة التي تختارها كل دولة مما ينتج عنه أنواع متعددة‬
‫من نظم اإلسقاط‪.‬‬
‫نأتي لنقطة مهمة في رسالتك‪ :‬إن لم أستطع معرفة عناصر اإلسقاط الخمسة لدولة معينة ماذا أفعل؟ هل يمكنني حسابهم أو استنتاجهم بصورة أو‬
‫بأخرى؟ لألسف اإلجابة‪ :‬ال !!!!! هذه العناصر تم اختيارها ولم يتم حسابها !! أي ليست هناك وسيلة لحسابها ومن هنا جاءت سريتها في كل دولة‬
‫!! كل ما أستطيع فعله في مثل هذه الحالة الغريبة هو تجربة أكثر من قيمة ومعرفة الخطأ بها حتي أصل ألفضل قيم العناصر الخمسة …‪ .‬بمعني لو‬
‫عندي إح داثيات حقيقية مقاسه لنقطة (أو مجموعة نقاط) مساحية ومعلوم إحداثيات نفس النقطة (أو النقاط) علي الخريطة أبدا في التجربة ‪tray‬‬
‫‪and error‬وأغير في قيم ‪ central meridian and latitude of origin‬لعناصر اإلسقاط وأحسب إحداثيات النقطة وأقارنها بإحداثياتها الدقيقة‬
‫المعل ومة علي الخريطة ألعرف الخطأ أو الفرق ‪ ،‬وهكذا عدة مرات حتي أحصل علي قيم العناصر التي تعطي أقل فروق عن اإلحداثيات المعلومة‪.‬‬
‫…‪ .‬ليس هناك سبيل آخر لألسف !! وهللا أعلي و أعلم‪.‬‬
‫الجزء الثالث من اإلجابة يتعلق بالداتم أو المرجع …‪ .‬لكن قبل أن نبدأ بشرحه نؤكد علي جزئية مهمة جدا‪ :‬حتي اآلن قمنا بتعريف االهليج‬
‫المطلوب استخدامه لدولة معينة وأيضا تعرضنا لكيفية تحديد الدولة لعناصر نظام إسقاطها دون أن نتطرق إلي الداتم …‪ ..‬وهذا يدل علي أن اختيار‬
‫نوع االهليج و اختيار نوع و عناصر اإلسقاط ال يعتمد – حتي اآلن – وليست له عالقة مباشرة بالداتم‪.‬‬
‫ومن هنا يأتي اللبس في بعض أسئلتك مثل سؤالك ‪:‬‬
‫‪-‬الذي فهمته إنا انه عندما تقوم أي بلد أو دولة بتعديل البارامترات السبعة لالهليلج فانه هنا يسمى داتم‪ datum ,,‬والسؤال قبل عمليه التعديل على‬
‫برامترات االهليلج السبعة ‪..‬ولناخذ مثال اهليلج كالرك العالمي ‪.. 1880‬فكيف كانت قيم البارامترات السبعة ‪ ..‬هل كانت أصفار أم ماذا؟ وما فهمته‬
‫منك إن كالرك ‪ 1880‬هو اهليلج عالمي له بارامترات سبعة ‪..‬وعندما قامت دولة ما بتعديله حسب ظروف منطقتها فانه أصبح يدعى داتم‪.‬‬
‫أنت هنا تخلط بين البارمترات السبعة وهي الخاصة بالتحويل من أهليج إلي أهليج آخر وبين البارمترات الخمسة التي تحدد نوع وعناصر اإلسقاط‬
‫!!! فإذا أخذت أهليج كالرك ‪ 1880‬و أهليج ‪ WGS84‬فال بد من وجود قيم للعناصر السبعة (‪ 3‬ابتعاد و ‪ 3‬دوران و معامل القياس) بين كالهما‬
‫سواء كان أحدهما داتم لدولة معينة أم هو أهليج عالمي فقط …‪ .‬العناصر السبعة هنا لتحديد العالقة بين كال االهليجين وكيف نحول إحداثيات نقطة‬
‫مقاسه علي االهليج األول إلي اإلحداثيات المناظرة لها علي االهليج الثاني …‪ .‬لم نذكر أبدا كلمة داتم حتي اآلن ولم تدخل في االعتبار أبدا …‪.‬‬
‫وبالتالي ال أستطيع أن أقول أن العناصر السبعة كانت = أصفار قبل أن يتحول االهليج من نموذج عالمي إلي داتم لدولة معية … العناصر لها قيم‬
‫سواء كانت راجعة الهليج كالرك ‪ 1880‬أم لداتم يعتمد علي كالرك ‪ ..… 1880‬هذه نقطة أساسية يجب فهمها جيدا…‪ .‬وبالتالي فأن قولك أن‪:‬‬
‫‪1-‬أي اهليلج في العالم( غير اهليلج ) ‪ wgs84‬له بارامترات سبعة تختلف عن اآلخر وانه فقط اهليلج ‪ wgs84‬بارامتراته تساوي أصفار أليس‬
‫كذلك ‪..‬‬
‫‪2-‬بالطبع فان اهليلج ‪ wgs84‬العالمي( والذي بني برنامج كوكل ايرث عليه) جميع بارامتراته السبعة هي أصفار ألنه هو االهليلج الرئيسي‬
‫‪..‬ونشبهه هنا وكأنه محاور اإلحداثيات الرئيسية أليس كذلك؟‬
‫هو قول خاطئ !!! أعذرني في هذا …… مرة أخري‪ :‬البارمترات السبعة للتحويل بين أهليج و آخر وليست الهليج معين …‪ .‬ال يوجد بارمترات‬
‫سبعة ألهليج !!!! ‪ WGS84‬إنما توجد بارمترات للتحويل من ‪ WGS84‬إلي أهليج آخر‪.‬‬
‫أما فكرة الداتم فهي ‪:‬‬
‫بعد اختيار أهليج عالمي معين – مثال كالرك ‪ – 1880‬للتعامل معه في دولة ما فأن الدولة ال يهمها أن هذا االهليج يقارب الشكل الحقيقي لألرض‬
‫في جميع أنحاؤها ‪ ،‬لكن األهم لهذه الدولة أن يكون هذا االهليج مماثل تماما لشكل و حجم األرض في حدودها الجغرافية حتي لو قل هذا التماثل أو‬
‫الدقة في باقي أجزاء األرض …‪ .‬فالهدف هنا أن أختار أهليج يناسب منطقتي الجغرافية لتكون خرائطي أدق ما يمكن …‪ ..‬هنا تقوم هذه الدولة‬
‫بتعديل في وضع االهليج( وليس في معامالته )‪ a and b‬ليكون أحسن ما يكون في منطقتها …‪ .‬لتتخيل معي الوضع‪ :‬سأقوم برفع أو خفض االهليج‬
‫قليال ليمس سطح األرض في دولتي حتي لو أدي ذلك الرفع أن يبتعد االهليج عن سطح األرض في النصف اآلخر من األرض … أي ال أغير من‬
‫شكل أو حجم االهليج( نفس قيم ‪ a , b‬لن أغيرها )لكن سأغير من وضعه قليال …‪ .‬مثال‪ :‬يوجد فرق ارتفاع بين سطح االهليج و سطح الجيويد‬
‫(الشكل الحقيقي لألرض) في جميع أنحاء األرض ويختلف هذا الفرق من مكان آلخر …‪ ..‬في دولتي سأفترض أن هذا الفرق( نسميه حيود الجيويد‬
‫أو )‪ geoid undulation‬يساوي صفر عند نقطة األصل لنظام اإلسقاط ‪ ، Point of Origin‬هذا الفرض كما لو أني رفعت االهليج حتي يمس‬
‫األرض عند هذه النقطة …‪ .‬اآلن الوضع الجديد لهذا االهليج لم يعد نفس وضعه السابق (مع أن شكله و حجمه كما هو لم يتغير) فلم يعد أهليج‬
‫عالمي بعد اآلن إنما أصبح أهليج له وضع خاص عند دولتي …‪ .‬إذن نطلق عليه كلمة داتم ‪ Datum‬محلي وليس أهليج عالمي …‪ ..‬أي اآلن قيم‬
‫تعريف ‪ a, b‬لكالرك ‪ 1880‬كأهليج عالمي هي نفيس القيم لكالرك ‪ 1880‬كداتم في سوريا مثال ‪ ،‬لكن وضعه أختلف عندما أصبح داتم لهذه الدولة‬
‫‪ ،‬وسيؤدي هذا إلي أن معامالت التحويل السبعة ستختلف أيضا عندما أريد تحويل إحداثيات من ‪ WGS84‬إلي هذا الداتم …‪ ..‬وهذا هو سبب –‬
‫إضافي أيضا – لوجود اختالفات في عناصر التحويل السبعة بين ‪ WGS84‬وبين كالرك ‪ 1880‬في عدة دول ‪ ،‬الن كل دولة تستخدم كالرك‬
‫‪ 1880‬كداتم لها (أي قامت بتعديله وضعه) فلم يعد هو نفس االهليج العالمي‬

You might also like