You are on page 1of 69

‫خطة أولية‪:‬‬

‫أول‪:‬ا مدخل مفاهيمي‪.‬‬


‫أ ( تحديد المفاهيم‬
‫‪ -1‬مفهوم العولمة ) قواها‪ ،‬أبعادها‪ ،‬مجالتاها( ) النظام الدولي القتاصادي الجديد‬
‫‪ -2‬مفهوم التانمية و التانمية المستادامة‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم العالم الثالث ) الدول النامية(‬
‫ب( العلقاة بين المفاهيم ) العولمة‪ ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬العالم الثالث(‬

‫ثانيا‪:‬ا انعكاسات العولمة على واقاع التنمية في دول العالم الثالث‪.‬‬


‫‪ (1‬الثار اليجابية العولمة في تافعيل التانمية‪.‬‬
‫‪ (2‬الثار السلبية للعولمة في عرقلة مسار التانمية‪ ).‬مؤشرات تازايد حدة الفقر و المراض و الستاغلل‪ ،‬و تاراجع‬
‫معدلت النمو القتاصادي‪(............‬‬

‫ثالثا‪:‬ا آليات مواجهة العولمة‪ ،‬و الحلول البديلة المقترحة‪.‬‬


‫النموذج المثل للتاعامل مع مخاطر العولمة هو التاكيف اليجابي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على خلق منظمات إقليمية لمواجهة أخطار الندماج في القتاصاد العالمي‪ ،‬مثال التاكامل على مستاوى‬ ‫‪-‬‬
‫الفريقي‪/‬على المستاوى العربي‪ /‬على مستاو أمريكا اللتاينية‪.........‬‬

‫‪1‬‬
‫الجزء الول‪:‬ا‬
‫مفهوم العولمة ‪/‬قاوى العولمة ‪/‬مفهوم العالم الثالث ‪/‬‬
‫‪2‬‬
‫التنميـة و التنمية المستدامة‬

‫مفهوم العولمة و نشأتها‬


‫بقلم‪ :‬د‪ .‬فاضل الشيخي‬

‫التاهميش‪ :‬فاضل الشيخي‪" ،‬مفهوم العولمة و نشأتاها"‪ ،‬نقل عن موقع‪http://www.libyanwritersclub.com/arab/? :‬‬


‫‪p=1600‬‬

‫العولمة ]‪[1‬ـ والتاي تامثل مرحلة متاطورة للهيمنة الرأسمالية الغربية على العالم ‪.‬‬
‫إن سقوط النظام الشتاراكي أدى إلى تاحول العالم من ” نظام الحرب الباردة ” المتامركز حول النقسام والسوار إلى نظام العولمة‬
‫المتامركز حول الندماج وشبكات النتارنت ” تاتابادل فيه المعلومات والفكار والرساميل بكل يسر وسهولة” ‪ .‬وانتاصار الرأسمالية على‬
‫الشتاراكية أدى إلى تاحول كثير من الشتاراكيين إلى الرأسمالية والديمقراطية باعتابارها أعلى صورة ـ بزعمهم ـ وصل إليها الفكر‬
‫النساني وأنتاجه العقل الحديث حتاى عده بعضهم أنه نهاية التااريخ‪.‬‬

‫——————————————————————————–‬

‫تعريف العولمة ‪:‬ا‬


‫لفظة العولمة هي تارجمة للمصطلح النجليزي )‪ (Globalization‬وبعضهم يتارجمها بالكونية)]‪ ،([2‬وبعضهم يتارجمه بالكوكبة‪،‬‬
‫وبعضهم بالشوملة)]‪ ، ([3‬إل إنه في الونة الخيرة أشتاهر بين الباحثين مصطلح العولمة وأصبح هو أكثر التارجمات شيوعا بين أهل‬
‫الساسة والقتاصاد والعلم ‪ .‬وتاحليل الكلمة بالمعنى اللغوي يعني تاعميم الشيء وإكسابه الصبغة العالمية وتاوسيع دائرتاه ليشمل العالم‬
‫كله )]‪ .([4‬يقول “عبد الصبور شاهين ” عضو مجمع اللغة العربية ‪ ”:‬فأما العولمة مصدرا فقد جاءت تاوليدا من كلمة عالم ونفتارض‬
‫ل هو عولم يعولم عولمة بطريقة التاوليد القياسي … وأما صيغة الفعللة التاي تاأتاي منها العولمة فإنما تاستاعمل للتاعبير عن مفهوم‬ ‫لها فع ل‬
‫الحداث والضافة ‪ ،‬وهي مماثلة في هذه الوظيفة لصيغة التافعيل)]‪”([5‬‬
‫وكثرت القوال حول تاعريف معنى العولمة حتاى أنك ل تاجد تاعريفا جامعا مانعا يحوي جميع التاعريفات وذلك لغموض مفهوم العولمة ‪،‬‬
‫ولختالفات وجهة الباحثين فتاجد للقتاصاديين تاعريف ‪ ،‬وللسياسيين تاعريف ‪ ،‬وللجتاماعيين تاعريف وهكذا ‪ ،‬ويمكن تاقسيم هذه‬
‫التاعريفات إلى ثلثة أنواع ‪ :‬ظاهرة اقتاصادية ‪ ،‬وهيمنة أمريكية ‪ ،‬وثورة تاكنولوجية واجتاماعية‪.‬‬

‫النوع الول ‪:‬ا أن العولمة ظاهرة اقاتصادية‪:‬ا‬


‫ت‬
‫عرفها الصندوق الدولي بأنها ‪ ”:‬التاعاون القتاصادي المتانامي لمجموع دول العالم والذي يحتامه ازدياد حجم التاعامل بالسلع والخدمات‬
‫وتانوعها عبر الحدود إضافة إلى رؤوس الموال الدولية والنتاشار المتاسارع للتاقنية في أرجاء العالم كله )]‪. ”([6‬‬
‫وعرفها “روبنز ريكابيرو” المين العام لمؤتامر المم المتاحدة للتاجارة والنمو ـ بأنها ‪”:‬العملية التاي تاملي على المنتاجين والمستاثمرين‬
‫التاصرف وكأن القتاصاد العالمي يتاكون من سوق واحدة ومنطقة إنتااج واحدة مقسمة إلى مناطق اقتاصادية وليس إلى اقتاصاديات وطنية‬
‫مرتابطة بعلقات تاجارية واستاثمارية )]‪.”([7‬‬
‫وقال محمد الطرش ‪ ”:‬تاعني بشكل عام اندماج أسواق العالم في حقول التاجارة والستاثمارات المباشرة ‪ ،‬وانتاقال الموال والقوى‬
‫العاملة والثقافات والتاقانة ضمن إطار من رأسمالية حرية السواق ‪ ،‬وتااليا خضوع العالم لقوى السوق العالمية ‪ ،‬مما يؤدي إلى اختاراق‬
‫الحدود القومية وإلى النحسار الكبير في سيادة الدولة ‪ ،‬وأن العنصر الساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة‬
‫متاخطية القوميات‪ ”([8]).‬بهذا التاعريف للعولمة ركز على أن العولمة تاكون في النواحي التاجارية والقتاصادية التاي تاجاوزت حدود‬
‫الدولة مما يتاضمن زوال سيادة الدولة ؛ حيث أن كل عامل من عوامل النتااج تاقريبا ينتاقل بدون جهد من إجراءات تاصدير واستايراد أو‬
‫حواجز جمركية ‪ ،‬فهي سوق عولمة واحدة ل أحد يسيطر عليها كشبكة النتارنت العالمية ‪.‬‬
‫وعند صادق العظم هي ‪ ”:‬حقبة التاحول الرأسمالي العميق للنسانية جمعاء في ظل هيمنة دول المركز وبقيادتاها وتاحت سيطرتاها ‪ ،‬وفي‬
‫ظل سيادة نظام عالمي للتابادل غير المتاكافئ)]‪.”([9‬‬

‫التعريف الثاني ‪:‬ا إنها الهيمنة المريكية ‪:‬ا‬


‫قال محمد الجابري ‪ ”:‬العمل على تاعميم نمط حضاري يخص بلدا بعينه ‪ ،‬وهو الوليات المتاحدة المريكية بالذات ‪ ،‬على بلدان العالم‬
‫أجمع )]‪.”([10‬فهي بهذا التاعريف تاكون العولمة دعوة إلى تابنى إيديولوجية معينة تاعبر عن إرادة الهيمنة المريكية على العالم ‪ .‬ولعل‬
‫‪3‬‬
‫المفكر المريكي ” فرانسيس فوكوياما ” صاحب كتااب ” نهاية التااريخ “يعبر عن هذا التاجاه فهو يرى أن نهاية الحرب الباردة تامثل‬
‫المحصلة النهائية للمعركة اليديولوجية التاي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين التاحاد السوفيتاي والوليات المتاحدة المريكية وهي‬
‫الحقبة التاي تام فيها هيمنة التاكنولوجيا المريكية ‪.‬‬

‫التعريف الثالث ‪:‬ا إنها ثورة تكنولوجية واجتماعية ‪:‬ا‬


‫ل ‪ ”:‬العلومة علقة بين مستاويات متاعددة للتاحليل ‪ :‬القتاصاد‪ ،‬السياسة ‪ ،‬الثقافة ‪،‬‬‫يقول الجتاماعي “جيمس روزناو” في تاعريفها قائ ل‬
‫اليديولوجيا ‪ ،‬وتاشمل إعادة تانظيم النتااج ‪ ،‬تاداخل الصناعات عبر الحدود ‪ ،‬انتاشار أسواق التاويل ‪ ،‬تاماثل السلع المستاهلكة لمختالف‬
‫الدول ‪ ،‬نتاائج الصراع بين المجموعات المهاجرة والمجموعات المقيمة)]‪.”([11‬وعرفها بعضهم بأنها ‪“ :‬التاجاه المتانامي الذي يصبح‬
‫ل مما يجعل الحياة‬‫به العالم نسبيا كرة اجتاماعية بل حدود ‪ .‬أي أن الحدود الجغرافية ل يعتابر بها حيث يصبح العالم أكثر اتاصا ل‬
‫الجتاماعية متاداخلة بين المم” ‪.‬‬
‫فهو يرى أن العولمة شكل جديد من أشكال النشاط ‪ ،‬فهي امتاداد طبيعي لنسياب المعارف ويسر تاداولها تام فيه النتاقال بشكل حاسم من‬
‫الرأسمالية الصناعية إلى المفهوم ما بعد الصناعي للعلقات الصناعية ‪.‬‬
‫وهناك من يعرفها بأنها‪ ”:‬زيادة درجة الرتاباط المتابادل بين المجتامعات النسانية من خلل عمليات انتاقال السلع ورؤوس الموال‬
‫ل فقال ‪ ”:‬هي التاداخل الواضح لمور القتاصاد‬ ‫وتاقنيات النتااج والشخاص والمعلومات”‪.‬وعرفها إسماعيل صبري تاعريفا شام ل‬
‫والسياسة والثقافة والسلوك دون اعتاداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو انتاماء إلى وطن محدد أو لدولة معينة ودون‬
‫الحاجة إلى إجراءات حكومية ‪”([12]).‬‬
‫وبعد قراءة هذه التاعريفات ‪ ،‬يمكن أن يقال في تاعريف العولمة ‪ :‬أنها صياغة إيديولوجية للحضارة الغربية من فكر وثقافة واقتاصاد‬
‫وسياسة للسيطرة على العالم أجمع باستاخدام الوسائل العلمية ‪ ،‬والشركات الرأسمالية الكبرى لتاطبيق هذه الحضارة وتاعميمها على‬
‫العالم‪.‬‬

‫——————————————————————————–‬

‫الفرق بين العولمة والعالمية ‪:‬ا‬


‫ل من العالم ولهذا‬ ‫إن التاقابل بين العالمية والعولمة وإيجاد الفرق بينهما فيه نوع من الصعوبة وخصوصا أن كلمة العولمة مأخوذة أص ل‬
‫نجد بعض المفكرين يذهبون إلى أن العولمة والعالمية تاعني معنى واحدا وليس بينهما فرق ‪ .‬ولكن الحقيقة أن هذين المصطلحين‬
‫يختالفان في المعنى فهما مقابلة بين الشر والخير ‪.‬‬
‫العالمية ‪ :‬انفتااح على العالم ‪ ،‬واحتاكاك بالثقافات العالمية مع الحتافاظ بخصوصية المة وفكرها وثقافتاها وقيمها ومبادئها ‪ .‬فالعالمية‬
‫إثراء للفكر وتابادل للمعرفة مع العتاراف المتابادل بالخر دون فقدان الهوية الذاتاية ‪ .‬وخاصية العالمية هي من خصائص الدين‬
‫السلمي ‪ ،‬فهو دين يخاطب جميع البشر ‪ ،‬دين عالمي يصلح في كل زمان ومكان ‪ ،‬فهو ل يعرف القليمية أو القومية أو الجنس جاء‬
‫لجميع الفئات والطبقات ‪ ،‬فل تاحده الحدود ‪ .‬ولهذا تاجد الخطاب القرآني موجه للناس جميعا وليس لفئة خاصة فكم آية في القرآن تاقول ”‬
‫يا أيها الناس” فمن ذلك قوله تاعالى ‪ ”:‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ” وقوله تاعالى ‪”:‬يا أيها الناس إني رسول ال إليكم جميعا‬
‫” وقوله تاعالى ‪ ”:‬يا أيها الناس اتاقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ” إلى غير ذلك من اليات التاي ورد فيها لفظة الناس وقد‬
‫تاجاوزت المأتايين آية ؛ بل إن النبياء السابقين عليهم صلوات ال وسلمه تانسب أقومهم إليهم ” قوم نوح ” ” قوم صالح ” وهكذا إلى‬
‫محمد صلى ال عليه وسلم فإنه لم يرد الخطاب القرآني بنسبة قومه إليه صلى ال عليه وسلم وهذا يدل على عالمية رسالتاه صلى ال‬
‫عليه وسلم فهو عالمي بطبعه‪ ” ،‬مومما أملرمسللمنامك إإللا مرلحمملة إلللمعاملإميمن”‬
‫ومن أسباب تاخلفنا عن الركب الحضاري هو إقصاء السلم عن عالميتاه ‪ ،‬وعدم زجه في كثير من حقول الحياة بزعم المحافظة على‬
‫قداستاه وطهوريتاه‪ ،‬وهذا نوع من الصد والهجران للدين ‪ ،‬وعدم فهم لطبيعة هذا الدين والذي من طبيعتاه وكينونتاه التافاعل مع قضايا‬
‫الناس والندماج معهم في جميع شؤون الحياة ‪ ،‬وإيجاد الحلول لكل قضاياهم وهذا من كمال هذا الدين وإعجازه ‪ .‬فهو دين تافاعلي‬
‫حضاري منذ نشأتاه ‪ .‬فمنذ فجر الرسالة النبوية نزل قوله تاعالى ‪ ”:‬ألم ‪ ،‬غلبت الروم في أدنى الرض ‪ ،‬وهم من بعد غلبهم سيغلبون في‬
‫بضع سنين ” فيذكر الخطاب القرآني الكريم المتاغيرات العالمية ‪ ،‬لدراك أبعاد التاوازنات بين القوتاين العظميين في ذلك الزمان ‪ ،‬وذلك‬
‫” أن المسلم يحمل رسالة عالمية ‪ ،‬ومن يحمل رسالة عالمية عليه أن يدرك الوقائع والوضاع العالمية كلها وخاصة طبيعة وعلقات‬
‫القوى الكبرى المؤثرة في هذه الوضاع‪”([13]).‬‬
‫أما العولمة ‪ :‬فهي انسلخا عن قيم ومبادئ وتاقاليد وعادات المة وإلغاء شخصيتاها وكيانها وذوبانها في الخر‪ .‬فالعولمة تانفذ من خلل‬
‫رغبات الفراد والجماعات بحيث تاقضي على الخصوصيات تادريجيا من غير صراع إيديولوجي ‪ .‬فهي ” تاقوم على تاكريس‬
‫إيديولوجيا ” الفردية المستاسلمة” وهو اعتاقاد المرء في أن حقيقة وجوده محصورة في فرديتاه ‪ ،‬وأن كل ما عداه أجنبي عنه ل يعنيه ‪،‬‬
‫فتاقوم بإلغاء كل ما هو جماعي ‪ ،‬ليبقى الطار ” العولمي” هو وحده الموجود ‪ .‬فهي تاقوم بتاكريس النزعة النانية وطمس الروح‬
‫الجماعية ‪ ،‬وتاعمل على تاكريس الحياد وهو التاحلل من كل التازام أو ارتاباط بأية قضية ‪ ،‬وهي بهذا تاقوم بوهم غياب الصراع الحضاري‬
‫أي التاطبيع والستاسلم لعملية الستاتاباع الحضاري‪ .‬وبالتاالي يحدث فقدان الشعور بالنتاماء لوطن أو أمة أو دولة ‪ ،‬مما يفقد الهوية‬
‫الثقافية من كل محتاوى ‪ ،‬فالعولمة عالم بدون دولة ‪ ،‬بدون أمة ‪ ،‬بدون وطن إنه عالم المؤسسات والشبكات العالمية ‪ ”([14]).‬يقول‬
‫عمرو عبد الكريم ‪ ”:‬العولمة ليست مفهوما مجردا ؛ بل هو يتاحول كلية إلى سياسات وإجراءات عملية ملموسة في كل المجالت‬
‫السياسية والقتاصادية والعلم ؛ بل وأخطر من ذلك كله هو أن العولمة أضحت عملية تاطرح ـ في جوهرها ـ هيك ل‬
‫ل للقيم تاتافاعل‬

‫‪4‬‬
‫كثير من التاجاهات والوضاع على فرضه وتاثبيتاه وقسر مختالف شعوب المعمورة على تابني تالك القيم وهيكلها ونظرتاها للنسان‬
‫والكون والحياة )]‪.”([15‬‬

‫——————————————————————————–‬

‫نشأة العولمة ‪:‬ا‬


‫يذهب بعض الباحثين إلى أن العولمة ليست وليدة اليوم ليس لها علقة بالماضي؛ بل هي عملية تااريخية قديمة مرت عبر الزمن بمراحل‬
‫تارجع إلى بداية القرن الخامس عشر إلى زمن النهضة الوروبية الحديثة حيث نشأت المجتامعات القومية ‪ ..‬فبدأت العولمة ببزوغ‬
‫ظاهرة الدولة القومية عندما حلت الدولة محل القطاعية‪ ،‬مما زاد في تاوسيع نطاق السوق ليشمل المة بأسرها بعد أن كان محدودا‬
‫بحدود المقاطعة ‪.‬‬
‫وذهب بعض الباحثين إلى أن نشأة العولمة كان في النصف الثاني من القرن التااسع عشر‪ ،‬والنصف الول من القرن العشرين ‪ ،‬إل أنها‬
‫في السنوات الخيرة شهدت تاناميا سريعا ‪ .‬يقول إسماعيل صبري ‪ ”:‬نشأت ظاهرة الكوكبة )العولمة( وتانامت في النصف الثاني من‬
‫القرن العشرين ‪ ،‬وهي حاليا في أوج الحركة فل يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن اندماج شركات كبرى ‪ ،‬أو انتازاع شركة‬
‫السيطرة على شركة ثانية ‪”.([16])..‬‬
‫إن الدعوة إلى إقامة حكومة عالمية‪ ،‬ونظام مالي عالمي موحد والتاخلص من السيادة القومية بدأت في الخطاب السياسي الغربي منذ‬
‫فتارة طويلة فهذا هتالر يقول في خطابه أمام الرايخ الثالث ‪ ”:‬سوف تاستاخدم الشتاراكية الدولية ثورتاها لقامة نظام عالمي جديد” وفي‬
‫كتاابات الطبقة المستانيرة عام ‪ ”:1780‬من الضروري أن نقيم إمبراطورية عالمية تاحكم العالم كله “‬
‫وجاء في إعلن حقوق النسان الثاني عام ‪ ”: 1973‬إننا نأسف بشدة لتاقسيم الجنس البشري على أسس قومية ‪ .‬لقد وصلنا إلى نقطة‬
‫تاحول في التااريخ البشري حيث يكون أحسن اختايار هو تاجاوز حدود السياسة القومية ‪ ،‬والتاحرك نحو بناء نظام عالمي مبني على‬
‫أساس إقامة حكومة فيدرالية تاتاخطى الحدود القومية “‬
‫وقال بنيامين كريم أحد قادة حركة العصر الجديد عام ‪ ”: 1982‬ما هي الخطة ؟ أنها تاشمل إحلل حكومة عالمية جديدة ‪ ،‬وديانة جديدة‬
‫‪”.‬‬
‫وكانت ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تااتاشر قد اقتارحت فكرة العولمة يرافقها في ذلك الرئيس المريكي السابق رولند‬
‫ريغن‪ .‬ووجهة نظر تااتاشر القتاصادية ـ والتاي ععرفت بالتااتاشرية ـ انبثقت من الستاحواذ اليهودي للمال والعتااد … حيث أن فكرتاها‬
‫القتاصادية والتاي صاغها اليهودي جوزيف وهي تاهدف بجعل الغني أغنى والفقير أفقر‪.‬‬
‫ويذكر “بات روبرتاسون)]‪ ” ([17‬إن النظام العالمي الجديد نظام ماسوني عالمي ‪ ،‬ويعلل على ما يقول ‪ ” :‬بأن على وجهي الدولر‬
‫مطبوع علمة الوليات المتاحدة ‪ ،‬وهي عبارة عن النسر المريكي ممسكا بغصن الزيتاون رمز السلم بأحد مخالبه ‪ ،‬وفي المخلب‬
‫الخر يوجد ‪ 13‬سهما رمز الحرب ‪ .‬وعلى الوجه الخر هرم غير كامل ‪ ،‬فوقه عين لها بريق المجد ‪ ،‬وتاحت الهرم كلمات لتاينيه )‬
‫‪ (Novus Order Seclorum‬وهي شطرة من شعر فرجيل الشاعر الروماني القديم معناها ” نظام جديد لكل العصور “‪ .‬إن الذي‬
‫صمم علمة الوليات المتاحدة هذه هو تاشارلز طومسون ‪ ،‬وهو عضو في النظام الماسوني وكان يعمل سكرتاير للكونجرس ‪ .‬وهذا‬
‫الهرم الناقص له معنى خاص بالنسبة للماسونيين ‪ ،‬وهو اليوم العلمة المميزة لتاباع حركة العصر الجديد ‪ ”.‬وبعد تاحليل ليس بطويل‬
‫يصل المؤلف إلى وجود علقة واضحة تاربط بين النظام الماسوني والنظام العالمي الجديد ‪.‬‬

‫وقد جاء في مجلة المجتامع بحثا عن منظمة “بلدربرج” والذي أسسها رجل العمال السويدي ” جوزيف هـ‪ .‬ريتانجر” ـ والذي سعى‬
‫إلى تاحقيق الوحدة الوروبية ‪ ،‬وتاكوين المجتامع الطلسي ـ وهي منظمة سرية تاختاار أعضاءها بدقة متاناهية من رجال السياسة والمال‬
‫‪ ،‬وتاعقد اجتاماعاتاها في داخل ستاار حديدي من السرية ‪ ،‬وفي حراسة المخابرات المركزية المريكية وبعض الدول الوروبية ‪ ،‬ول‬
‫تاسمح لي عضو بالبوح بكلمة واحدة عن مناقشاتاها ‪ ،‬ول يحق للعضاء العتاراض أو تاقديم أي اقتاراح حول مواضيع الجلسات ‪،‬‬
‫ويمول هذه المنظمة مؤسسة روكفلور اليهودية وبنك الملياردير اليهودي روتاشيلد ‪ ،‬ومعظم الشخصيات في هذه المنظمة هم من‬
‫الماسونيين الكبار ‪ ،‬وكثير من رؤساء الوليات المتاحدة نجحوا في النتاخابات بعد عضويتاهم في هذه المنظمة مثل ‪ :‬ريجان ‪ ،‬وكارتار ‪،‬‬
‫وبوش ‪ ،‬وكلينتاون ‪ ،‬وبعد اشتاراك تااتاشر في المنظمة بسنتاين أصبحت رئيسة وزراء إنجلتارا ‪ ،‬وكذلك بيلر أصبح رئيسا للوزراء بعد‬
‫مضي أربع سنوات من اشتاراكه في المنظمة ‪ ،‬وهي تاسعى للسيطرة على العالم وإدارتاه وفق رؤيتاها ‪ ،‬فقرارتاها تاؤثر على التاجارة‬
‫الدولية وعلى كثير من الحكومات )]‪.([18‬‬
‫فالعولمة نشأت مع العصر الحديث وتاكونت بما أحدثه العلم من تاطور في مجال التاصالت وخصوصا بعد بروز النتارنت والتاي‬
‫أتااحت مجال واسع في التابادل المعرفي والمالي ‪ ،‬وارتاباط نشأة الدولة القومية بالعولمة في العصر الحاضر فيه بعد عن مفهوم العولمة‬
‫والذي يدعو أساسا إلى نهاية سيادة الدولة والقضاء على الحدود الجغرافية ‪ ،‬وتاعميم مفهوم النظام الرأسمالي واعتاماد الديموقراطية‬
‫كنظام سياسي عام للدول‪ .‬ولكن هناك أحداث ظهرت ساعدت على بلورة مفهوم العولمة وتاكوينه بهذه الصيغة العالمية فانهيار سور‬
‫برلين ‪ ،‬وسقوط الشتاراكية كقوة سياسية وإيديولوجية وتافرد القطب الوحد بالسيطرة والتاقدم التاكنولوجي وزيادة النتااج ليشمل‬
‫السواق العالمية أدت إلى تاكوين هذا المفهوم ‪.‬‬
‫وخلصة البحث أن مصطلح العولمة منشأه غربي‪ ،‬وطبيعتاه غربية‪ ،‬والقصد منه تاعميم فكره وثقافتاه ومنتاوجاتاه على العالم‪ ،‬فهي ليست‬
‫نتايجة تافاعلت حضارات غربية وشرقية‪ ،‬قد انصهرت في بوتاقة واحدة ؛ بل هي سيطرة قطب واحد على العالم ينشر فكره وثقافتاه‬
‫مستاخدمة قوة الرأسمالي الغربي لخدمة مصالحه‪ .‬فهو من مورثات الصليبية فروح الستايلء على العالم هي أساسه ولبه ولكن بطريقة‬

‫‪5‬‬
‫نموذجيه يرضى بها المستاعمر ويهلل لها ؛ بل ويتاخذ هذه الصليبية الغربية المتالفعة بلباس العولمة مطلب للتاقدم ‪ .‬يقول “بات‬
‫روبرتاسون)]‪ ”:”([19‬لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية ‪ ،‬لقد أصبح وكأنه إنجيل‪”.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫_____________________________‬
‫]‪ [1‬أشتاهر في العقد التااسع مصطلح العولمة مع استاخدام مصطلح النظام العالمي الجديد وذلك عند إعلن الرئيس المريكي السابق‬
‫جورج بوش من على منصة قاعة اجتاماع الهيئة التاشريعية لمجلس النواب المريكي في ‪ 17‬يناير ‪ 1991‬بداية النظام العالمي الجديد‬
‫ل وذلك لن في كلمة ‪ Order‬من القسر والتاوجيه والمر‬ ‫‪ New World‬ويلحظ استاخدام كلمة ‪ Order‬ولم يستاخدم كلمة ‪ System‬مث ل‬
‫ما ليس في غيرها)]‪([1‬‬
‫)]‪ ( [2‬كالسيد يسين وقد أظهر هذه التارجمة على كتاابين من كتابه‪ :‬الول‪ ”:‬الوعي التااريخي والثورة الكونية “‪ .‬والثاني‪ ”:‬الكونية‬
‫والصولية وما بعد الحداثة” ‪.‬‬
‫)]‪ ( [3‬حراسة الفضيلة لبكر أبو زيد‬
‫)]‪“ ([4‬العولمة والهوية الثقافية” من مجلة “فكر ونقد” العدد السادس ‪.‬‬
‫)]‪ ” ( [5‬العولمة جريمة تاذويب الصالة” عبدالصبور شاهين ‪ ،‬المعرفة العدد)‪(48‬‬
‫)]‪ ” ([6‬العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد ” ‪ ،‬عمرو عبد الكريم ‪ ،‬المنار الجديد العدد الثالث ‪.‬‬
‫)]‪ ” ([7‬العولمة بوابة للرفاه أم الفقر ؟ ” ‪ ،‬عبد اللطيف جابر ‪ ،‬الشرق الوسط العدد )‪. (7460‬‬
‫)]‪ ([8‬العرب والعولمة ‪ :‬ما العمل ؟ من مجلة “فكر ونقد” العدد السابع ‪.‬‬
‫)]‪“ ( [9‬في مفهوم العولمة” ‪ ،‬لسيد يسين‪.‬‬
‫)]‪ ([10‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫)]‪“ ( [11‬في مفهوم العولمة” ‪ ،‬لسيد يسين‪.‬‬
‫)]‪ ” ([12‬العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد ” ‪ ،‬عمرو عبد الكريم ‪ ،‬المنار الجديد العدد الثالث ‪.‬‬
‫)]‪ ” ( [13‬رؤية قرآنية للمتاغيرات الدولية ” ‪ ،‬محمد جابر النصاري ‪.‬‬
‫)]‪”([14‬العولمة والهوية الثقافية” من مجلة “فكر ونقد” العدد السادس ‪ .‬بتاصرف‬
‫)]‪ ”([15‬العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد ” ‪ ،‬عمرو عبد الكريم ‪ ،‬المنار الجديد العدد الثالث ‪.‬‬
‫)]‪ ” ([16‬العولمة والقتاصاد والتانمية العربية ” من مجلة ” فكر ونقد” العدد السابع ‪.‬‬
‫)]‪ ( [17‬المرجع السابق ‪ ،‬الفصل الثالث ‪.‬‬

‫‪---------------------------------------------‬‬
‫مفهوم العالم الثالث‪:‬ا‬

‫نورالدين بوغابة‪ ،‬تاصفية الستاعمار وبروز العالم الثالث‪ ،‬مدونات مكتاوب‪ ،‬نقل عن موقع‪:‬‬
‫_‪http://nourddine.maktoobblog.com/930331/%D8%AA%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%A9‬‬
‫_‪%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1‬‬
‫_‪%D9%88%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%B2‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AB‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AB‬‬

‫مفهوم العالم الثالث وأهم خصائصه‬


‫( مفهوم العالم الثالث ‪:‬‬

‫يعتابر الباحث القتاصادي والجتاماعي الفرنسي الفرد سوفي ‪-Alfred sauvy-1898/1990‬أول من استاعمل عبارة العالم الثالث سنة‬
‫‪ ،1952‬وأعتامد في صياغة مفهومه على تاشابه الوضاع القتاصادية والجتاماعية بدول العالم الثالث بأوضاع الهيئة الثالثة التاي سادت‬
‫بفرنسا قبيل اندلع الثورة الفرنسية ستاة ‪.1789‬ويتاكون العالم الثالث من مجموع دول أمريكا الوسطى والجنوبية ودول القارة الفريقية‬
‫ومعظم دول القارة السيوية‪-‬انظر الخريطة ص ‪ -137‬المتاخلفة التاي ل تانحاز لي من المعسكرين الشتاراكي والرأسمالي ‪.‬‬

‫‪ (2‬أهم خصائص العالم الثالث ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫· اجتاماعيا‪ :‬نمو ديمغرافي كبير بسبب ارتافاع نسبة الخصوبة‪ +‬أمد الحياة ضعيف بسبب قلة المكانيات الطبية وضعف المستاوى‬
‫المعيشي‪ +‬أمية مرتافعة ‪ +‬هجرة مكثفة من البوادي إلى المدن ‪...‬‬
‫· اقتاصاديا‪ :‬تاصدير المواد الولية ‪ +‬عدم تاحقيق الكتافاء الذاتاي في المواد الستاهلكية‪ +‬ضعف الستاثمارات الصناعية‪ +‬غياب‬
‫التاكامل بين القطاعات القتاصادية‪ +‬ارتافاع المديونية الخارجية‪ +‬التابعية القتاصادية للدول الستاعمارية السابقة ‪...‬‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫العالم الثالث‬
‫محمد يحي‪" ،‬العالم الثالث"‪ ،‬نقل عن موقع‪http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp? :‬‬
‫‪DocID=85889&TypeID=8&TabIndex=2‬‬

‫لم يعد هذا المصطلح يتاردد كثيرا في لغة العلم الدولي أو القليمي رغم انه كان من وقت سابق في الستاينيات إلى الثمانينات يتاردد‬
‫بشكل دائم‪.‬‬

‫ويعود هذا التاراجع في رواج المصطلح إعلميا الى ضغوت النظرية السياسية والجتاماعية والقتاصادية التاي نشأ في ظللها وهي ما‬
‫عرف بنظرية أو فكر التانميه الذي نشأ متاأثرا باعتابارات يسارية وإشتاراكية ووطنية كانت تارغب إما في وضع بديل نظري عن كل من‬
‫الرأسماليه ) الليبرالية ( والشيوعية ) الماركسية ( أو في مد نطاق النظرية الشتاراكية لتاغطي جوانب من العالم أوسع من الجانب‬
‫الوروبي الذي تاركزت عليه النظرية الماركسية والشيوعية واليسارية حتاى ذلك الحين‪.‬‬

‫كذلك كانت هذه النظرية ) التانمية ‪ /‬العالم الثالث ( فائزة بفكر نقد الستاعمار والنقد الثقافي الذي راج في تالك الفتارة وكان في بداية‬
‫إزدهاره ‪ ,‬وقد تاأسس مفهوم العالم الثالث على جانب هو إقتاصادي إجتاماعي الجوهر يقسم العالم إلى ثلثه مستاويات حسب درجات‬
‫الرفاهيه القتاصادية والنظام الجتاماعي المتابع والسياسات التاي تاحشد الحكومات ورائها‪.‬‬

‫فهناك العالم الول الذي يضم ماكان رسمي بالدول المتاقدمه أو الصناعية أو الرأسماليه أو الديموقراطيه ‪ ..‬إلخ ‪ ,‬وهناك العالم الثاني‬
‫الذي كان يضم المجموعة الشتاراكيه وقد أحرزت درجه ما من التاقدم الفائق في مجالت عسكرية واجتاماعية ‪ ,‬وإن لم تاقرن ذلك‬
‫بمستاوى اقتاصادي مماثل ‪ ,‬كما أنها تاتابع النظام الشتاراكي سياسيا وإقتاصاديا وتاقف موقف المواجهة مع المعسكر الرأسمالي أو العالم‬
‫الول ‪.‬‬

‫ويأتاي بعد ذلك العالم الثالث وهو يكاد يتاطابق مع ما عرف كذلك بالدول النامية أو الدول التاي بسبيل التانميه أو حتاى باسم الدول المتاخلفة‬
‫أو الفقيرة وفقا لبعض المسميات التاي ل تاراعي مقتاضيات اللياقة الدبية )أنظر تاعريفنا السابق لهذا المصطلح( ول تانطوي هذه‬
‫المجموعة أو هذا العالم تاحت لواء معسكر محدد ‪ ,‬لكنها موضع تاجاذب بين العالمين الول والثاني إذ يحاول كل منهما جذب هذا العالم‬
‫أو القسم الكبر منه إلى مجاله‪.‬‬

‫وحتاى محاولت العالم الثالث للتاوحد وراء حركة محدده لم تاحرز النجاح المرغوب سواء أكانت تالك الحركة هي حركة عمدم النحياز‬
‫والحياد اليجابي أو مجموعه ال ‪ 77‬أو أية تاجمعات أصغر‪.‬‬

‫ولم تاتابن دول هذا العالم نظاما سياسيا اجتاماعيا محددا وإن هناك ميل واضح في الجانب القتاصادي إلى النظام الشتاراكي سواء أكان‬
‫مصحوبا بظلله السياسية والجتاماعيه أم ل‪.‬لكن السمات الغالبة التاي تام على أساسها جمع دول كثيرة تاحت مظلة مصطلح العالم الثالث‬
‫كانت تاقوم على أن معظمها خارج لتاوه من الحتالل الجنبي أو الستاعمار ‪ ,‬كما أن معظمها حديث الخبره بالحكم الذاتاي على يد‬
‫حكومات وطنيه ويبدأ في أخذ الخبرة في التاعامل مع أوضاع ومشكلت سياسية وإجتاماعيه معقدة‪.‬‬

‫كذلك فإن هذه الدول في وضع إقتاصادي أولي من ناحية أنها لم تابدأ بعد _ من وجهة نظر واضعي المصطلح _ من الوصول إلى‬
‫مراحل النتااج الرأسمالي الول أو المتاأخرة‪.‬‬

‫وهي كلها أخذه في تاجارب مهمة للنمو القتاصادي مصحوبة بتاجارب مناظرة للنمو الجتاماعي من خلل عمليات لتاحديث العصرنه كما‬
‫أسميت ‪ ,‬والتاي تام فهمها من الغالب على أنها تاعني اللحاق بالغرب وبناء مجتامع يقوم على قيم ومفاهيم وأهداف تاشبة تالك السائده في‬
‫الغرب من ناحية السلوكيات الجتاماعيه والتاي كانت في الواقع مشابهة إلى حد كثير مع ما يسود في بلد العالم الثاني مع الفارق في‬
‫الشعارات والهداف العامة المرفوعة والتاي كانت تاتالخص في النهاية في الهدف المادي الدنيوي وهو الرفاهية العامة وبناء مجتامع‬
‫الرفاهية سواء بالنسبه للجميع )الفكر الشتاراكي( أو بالنسبه للطبقه المسيطرة )الفكر الرأسمالي(‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كانت هذه هي الملمح العامه والسياق الوسع لمصطلح العالم الثالث ‪ ..‬لكن هناك أبعاد أخرى تاتاعلق بإستاخدام هذا المصطلح‪.‬‬

‫تعريف التنمية و التنمية المستدامة‪:‬ا‬

‫مفهوم التنمية‬
‫عبد الرحيم العطري‪ "،‬مفهوم التانمية"‪ ،‬مدونات مكتاوب )مدونة هشام عميري(‪ ،‬نقل عن موقع‪http://hicham- :‬‬
‫_‪a.maktoobblog.com/908253/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9‬‬

‫في أعقاب الحرب العالمية الثانية وجد العالم نفسه مدعوا للنقسام إلى معسكرين شرقي و غربي عاشا زمنا طويل على إيقاع الحرب‬
‫الباردة ‪ ،‬لكن مع تانامي حركات التاحرر من الستاعمار سيلوح في الفق عالم ثالث سمي بدءا بالدول المتاخلفة و المتاأخرة عن النمو‪ ،‬لكن‬
‫و من أجل تالطيف الوصف و جعله أكثر إنسانية سيتام اختاراع مصطلح الدول السائرة في طريق النمو أو الدول النامية ‪ ،‬لكن يبدو أن‬
‫صفة العالم الثالث ما زالت الكثر حضورا و تاعبيرا عن هذه الدول التاي يقول عنها فوريست ميردن أن " العوامل المشتاركة فيما بين‬
‫شعوب هذه الدول هي مشكلتاهم و تااريخ شقائهم الطويل ‪ ،‬فهم فقراء و مرضى و جوعى و أميون ‪ ،‬إنهم يقطنون مساكن غير صحية و‬
‫يموتاون في سن مبكرة و يزداد عددهم بأكثر من مليون كل شهر " ]‪[1‬‬

‫في سياق هذا التاقسيم السياسي و القتاصادي للعالم بدأ مصطلح التانمية يتاداول على أوسع نطاق ‪ ،‬و على الرغم من اشتاغال أدم سميت‬
‫خلل أواخر القرن الثامن عشر على هذا المفهوم في كتااباتاه عن القتاصاد ‪ ،‬لقد كانت مصطلحات من قبيل التاطور و النمو و التاقدم‬
‫المادي و القتاصادي و التاحديث و التاصنيع أكثر استاعمال و ذلك إلى حدود نهاية الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬لكن بعدما وضعت الحرب‬
‫أوزارها و صار العالم مقسما وفقا للتاصنيف المار ذكره ‪ ،‬أصبح مفهوم التانمية حاضرا بقوة في مختالف النقاشات السياسية و العلمية ‪،‬‬
‫بل إنه صار تاخصصا علميا خالصا في إطار سوسيولوجيا التانمية و مبحثا حيويا في كثير من المعارف الخرى كالجغرافيا و القتاصاد‬
‫و الفلحة و الدارة التارابية ‪.‬‬

‫التاطور المعرفي الذي شهده المفهوم سيقود نحو مزيد من التاخصص الذي فرضتاه أسئلة التانمية على المستاوى الواقعي ‪ ،‬بحيث لم يعد‬
‫الحديث مقبول عن التانمية يشكل مغرق في العمومية و الشمولية ‪ ،‬و هذا ما استاوجب تافريع التانمية إلى واجهات عدة للشتاغال ‪،‬‬
‫كالتانمية المحلية و التانمية القتاصادية و الثقافية و السياسية و الفلحية و القروية ‪...‬‬

‫و بالطبع فالتاوسع المعرفي يفتارض من جهة ثانية نحتاا متاواصل لمقاربات جديدة ‪ ،‬و هذا ما أفضى إلى إبداع مقاربات و آليات اشتاغال‬
‫متانوعة لعمال التانمية واقعيا في المشهد المجتامعي ‪.‬‬

‫التانمية في نشأتاها و امتادادها التااريخي كنظرية و كممارسة ستادفع بالعديد من مثقفي العالم الثالث و غيرهم في الستاينيات من القرن‬
‫الماضي إلى إمعان النظر في إشكاليات التاخلف و التابعية بحثا عن النموذج النسب لتاحقيق التانمية‪ ،‬و في هذا السياق اشتاغل سمير أمين‬
‫على نظرية المركز و المحيط محاول الوصول إلى فهم السباب التاي تاكرس التابعية و التاخلف و تامنع من تاحقيق التانمية و التاحرر ‪.‬‬

‫لكن المنعطف التااريخي الذي شهده مفهوم التانمية سيكون في أروقة المم المتاحدة مع احتادام النقاش حول الفوارق الصارخة بين الدول‬
‫المتاقدمة و الخرى التاي تاوصف ) من باب المجاملة ( بالعالم الثالث أو السائرة في طريق النمو ‪ ،‬فبدءا من السبعينيات و إلى حدود‬
‫الن سيتام الشتاغال في كثير من اللقاءات العلمية للمم المتاحدة على هذا المفهوم خصوصا في اتاصاله الوثيق بالتانمية المستادامة ‪ .‬ففي‬
‫سنة ‪1986‬سيصدر إعلن الحق في التانمية الذي يؤكد المادة الولى منه على أن " الحق في التانمية حق من حقوق النسان غير‬
‫للتاصرف ‪ ،‬و بموجبه يحق لكل إنسان و لجميع الشعوب المشاركة و السهام في تاحقيق تانمية اقتاصادية و اجتاماعية و ثقافية و سياسية و‬
‫التامتاع بهذه التانمية التاي يمكن فيها إعمال جميع حقوق النسان و الحريات الساسية إعمال تااما " ‪ .‬كما أن المادة الثانية من هذا العلن‬
‫تاوضح جيدا بأن " النسان هو الموضوع الرئيسي للتانمية " و في ذلك دليل قاطع على وجوب القطع مع المقاربات القتاصادوية للتانمية‬

‫‪8‬‬
‫التاي تاراهن على الرقام و المؤشرات المالية فقط ‪ ،‬بما يعني ذلك من أن التانمية هي مشروع تاغييري شمولي يستاهدف الرفع من شروط‬
‫و ظروف الحياة المجتامعية برمتاها ‪.‬‬

‫ما التنمية ؟‬

‫تانطوي التانمية في أبلغ صورها على إحداث نوع من التاغيير في المجتامع الذي تاتاوجه إليه ‪ ،‬و بالطبع فهذا التاغيير من الممكن أن يكون‬
‫ماديا يسعى إلى رفع المستاوى القتاصادي و التاكنولوجي لذات المجتامع ‪ ،‬و قد يكون معنويا يستاهدف تاغيير اتاجاهات الناس و تاقاليدهم و‬
‫ميولهم ]‪ ،[2‬فالمر يتاعلق إذن بعمليات هادفة محدودة في الزمان و المكان تاراهن على التاغيير اليجابي طبعا ‪ ،‬إن التانمية في مختالف‬
‫أشكالها و تاصوراتاها تاستاهدف أبعادا مفتاوحة على ما هو لوجيستايكي أو ما هو معنوي تاقود ختااما نحو تاغيير السياسات و الممارسات و‬
‫المواقف ‪.‬‬

‫لكن تاعريف التانمية يظل مرتابطا دوما بالخلفية العلمية و الستاراتايجيات النظرية ‪ ،‬فعلماء القتاصاد مثل يعرفونها بأنها الزيادة السريعة‬
‫في مستاوى النتااج القتاصادي عبر الرفع من مؤشرات الناتاج الداخلي الخام ‪ ،‬في حين يلح علماء الجتاماع على أنها تاغيير اجتاماعي‬
‫يستاهدف الممارسات و المواقف بشكل أساس ‪ ،‬و هذا ما يسير على دربه المتاخصصون في التاربية السكانية ‪ .‬إنه ل يوجد تاعريف موحد‬
‫للتانمية ‪ ،‬إنها تارتابط بالتاصنيع في كثير من الدول ‪ ،‬و تارمز إلى تاحقيق الستاقلل في أخرى ‪ ،‬بل يذهب الساسة مثل وصفها بعملية‬
‫تامدين تاتاضمن إقامة المؤسسات الجتاماعية و السياسية ‪ ،‬بينما يميل آل القتاصاد إلى معادلة التانمية بالنمو القتاصادي ]‪ ،[3‬و هذا‬
‫الختالف الذي يبصم مفهوم التانمية هو الذي سيدفع بعدئذ إلى عمليه استادماج مفاهيمي تالح على أن التانمية هي كل متاداخل و منسجم ‪،‬‬
‫و أنه تاكون ناجعة و فعالة عندما تاتاوجه في تاعاطيها مع السئلة المجتامعية إلى كل الفعاليات المعبرة عن النسان و المجتامع ‪ ،‬عبر‬
‫مختالف النواحي القتاصادية و السياسية و الجتاماعية و الثقافية والبيئية ‪....‬ذلك أن القتاصار على البعد القتاصادي في تاعريف التانمية‬
‫يظل قاصرا عن تاقديم المعنى المحتامل للتانمية ‪ ،‬و لهذا فالتانمية لن تاكون غير تاحسين لشروط الحياة بتاغييرها في التاجاه الذي يكرس‬
‫الرفاه المجتامعي ‪ .‬و لكي نلقي مزيدا من الضوء على التانمية سنحاول في مستاوى آخر القتاراب أكثر من مفهومي التانمية المستادامة و‬
‫التانمية المحلية ‪.‬‬

‫التنمية المستدامة ‪:‬ا‬

‫يعود الفضل في نحت هذا المفهوم و تاأصيله نظريا إلى كل من الباحث الباكستااني محبوب الحق و الباحث الهندي أمارتاايا سن و ذلك‬
‫خلل فتارة عملهما في إطار البرنامج النمائي للمم المتاحدة‪ .‬فالتانمية المستادامة بالنسبة إليهما هي تانمية اقتاصادية‪-‬اجتاماعية‪ ،‬ل‬
‫اقتاصادية فحسب‪ ،‬تاجعل النسان منطلقها وغايتاها‪ ،‬وتاتاعامل مع البعاد البشرية أو الجتاماعية للتانمية باعتابارها العنصر المهيمن‪،‬‬
‫وتانظر للطاقات المادية باعتابارها شرطا من شروط تاحقيق هذه التانمية‪ [4].‬كما أن الوزير الول النرويجي كرو هارلم برونطلند لعب‬
‫دورا مهما في تارسيخ هذا المفهوم و تاحديد ملمحه الكبرى ‪ ،‬ففي سنة ‪ 1987‬سيصدر تاقرير عن المم المتاحدة سيصير بعدا حامل‬
‫لسم برونطلند ‪ ،‬يلح على أن التانمية يفتارض فيها تالبية الحاجيات الملحة الحالية دون التافريط في الحاجيات المستاقبلية ‪ .‬و هذا كله‬
‫يفضي بنا إلى التاأكيد على أن التانمية المستادامة تاتامثل التانمية استانادا إلى منطق التاوزيع العادل للثروات و تاحسين الخدمات و تاجذير‬
‫مناخا الحريات و الحقوق ‪ ،‬و ذلك في تاواز تاام مع تاطوير البنيات و التاجهيزات دونما إضرار بالمعطيات و الموارد الطبيعية و البيئية ‪،‬‬
‫إنها بهذه الصيغة تانمية موجهة لفائدة المجتامع المحلي مع الخذ بعين العتابار حاجيات و حقوق الجيال القادمة و هذا ما يبصمها بطابع‬
‫الستادامة ‪ .‬و فيما يلي تاعريفات أخرى أعطيت للتانمية المستادامة ‪:‬‬

‫"التانمية التاى تالبي احتاياجات الجيل الحالي دون الضرار بقدرة الجيال المقبلة على تالبية احتاياجاتاها الخاصة" مؤتامر المم‬ ‫§‬
‫المتاحدة المعنى بالبيئة والتانمية لعام ‪1987‬‬

‫"إدارة قاعدة الموارد الطبيعية وصيانتاها‪ ،‬وتاوجيه التاغيرات التاكنولوجية والمؤسسية بطريقة تاضمن تالبية الحتاياجات البشرية‬ ‫§‬
‫للجيال الحالية والمقبلة بصورة مستامرة‪ .‬فهذه التانمية المستادامة التاي تاحافظ على )الراضي( والمياه والنبات والموارد الوراثية‬
‫)الحيوانية( ل تاحدث تادهورا في البيئة وملئمة من الناحية التاكنولوجية وسليمة من الناحية القتاصادية ومقبولة من الناحية الجتاماعية"‬
‫)مجلس منظمة الغذية والزراعة عام ‪.(1988‬‬

‫"استاخدام موارد المجتامع وصيانتاها وتاعزيزها حتاى يمكن المحافظة على العمليات اليكولوجية التاي تاعتامد عليها الحياة وحتاى‬ ‫§‬
‫يمكن النهوض بنوعية الحياة الشاملة الن وفي المستاقبل" )مجلس حكومات استاراليا عام ‪.(1992‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪9‬‬
‫مفهوم التنمية‬
‫بقلم‪ /‬د‪.‬نصر عارف‬
‫كلية العلوم السياسية‪-‬جامعة القاهرة‬
‫نقل عن موقع‪http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mafaheem-2.asp :‬‬
‫يعد مفهوم التانمية من أهم المفاهيم العالمية في القرن العشرين‪ ،‬حيث عأطلق على عملية تاأسيس نظم اقتاصادية وسياسية متاماسكة فيما‬
‫عيسمى بـ "عملية التانمية"‪ ،‬ويشير المفهوم لهذا التاحول بعد الستاقلل ‪-‬في الستاينيات من هذا القرن‪ -‬في آسيا وإفريقيا بصورة جلية‪.‬‬
‫وتابرز أهمية مفهوم التانمية في تاعدد أبعاده ومستاوياتاه‪ ،‬وتاشابكه مع العديد من المفاهيم الخرى مثل التاخطيط والنتااج والتاقدم‪.‬‬
‫وقد برز مفهوم التانمية ‪ Development‬بصورة أساسية منذ الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث لم عيستاعمل هذا المفهوم منذ ظهوره في‬
‫عصر القتاصادي البريطاني البارز "آدم سميث" في الربع الخير من القرن الثامن عشر وحتاى الحرب العالمية الثانية إل على سبيل‬
‫الستاثناء‪ ،‬فالمصطلحان اللذان اسعتاخدما للدللة على حدوث التاطور المشار إليه في المجتامع كانا التاقدم المادي ‪،Material Progress‬‬
‫أو التاقدم القتاصادي ‪.Economic Progress‬‬
‫وحتاى عندما ثارت مسألة تاطوير بعض اقتاصاديات أوروبا الشرقية في القرن التااسع عشر كانت الصطلحات المستاخدمة هي التاحديث‬
‫‪ ،Modernization‬أو التاصنيع ‪.Industrialization‬‬
‫وقد برز مفهوم التانمية ‪ Development‬بداية في علم القتاصاد حيث اسعتاخدم للدللة على عملية إحداث مجموعة من التاغيرات الجذرية‬
‫في مجتامع معين؛ بهدف إكساب ذلك المجتامع القدرة على التاطور الذاتاي المستامر بمعدل يضمن التاحسن المتازايد في نوعية الحياة لكل‬
‫أفراده‪ ،‬بمعنى زيادة قدرة المجتامع على الستاجابة للحاجات الساسية والحاجات المتازايدة لعضائه؛ بالصورة التاي تاكفل زيادة درجات‬
‫إشباع تالك الحاجات؛ عن طريق التارشيد المستامر لستاغلل الموارد القتاصادية المتااحة‪ ،‬وحسن تاوزيع عائد ذلك الستاغلل‪ .‬ثم انتاقل‬
‫مفهوم التانمية إلى حقل السياسة منذ ستاينيات القرن العشرين؛ حيث ظهر كحقل منفرد يهتام بتاطوير البلدان غير الوربية تاجاه‬
‫الديمقراطية‪ .‬وتاعرف التانمية السياسية‪" :‬بأنها عملية تاغيير اجتاماعي متاعدد الجوانب‪ ،‬غايتاه الوصول إلى مستاوى الدول الصناعية"‪،‬‬
‫ويقصد بمستاوى الدولة الصناعية إيجاد نظم تاعددية على شاكلة النظم الوربية تاحقق النمو القتاصادي والمشاركة النتاخابية والمنافسة‬
‫السياسية‪ ،‬وتارسخ مفاهيم الوطنية والسيادة والولء للدولة القومية‪.‬‬
‫ولحلقا‪ ،‬تاطور مفهوم التانمية ليرتابط بالعديد من الحقول المعرفية‪ .‬فأصبح هناك التانمية الثقافية التاي تاسعى لرفع مستاوى الثقافة في‬
‫المجتامع وتارقية النسان‪ ،‬وكذلك التانمية الجتاماعية التاي تاهدف إلى تاطوير التافاعلت المجتامعية بين أطراف المجتامع‪ :‬الفرد‪ ،‬الجماعة‪،‬‬
‫المؤسسات الجتاماعية المختالفة‪ ،‬المنظمات الهلية‪.‬‬
‫بالضافة لذلك استاحدث مفهوم التانمية البشرية الذي يهتام بدعم قدرات الفرد وقياس مستاوى معيشتاه وتاحسين أوضاعه في المجتامع‪.‬‬
‫ويلحظ أن مجموعة المفاهيم الفرعية المنبثقة عن مفهوم التانمية تارتاكز على عدة مسلمات‪:‬‬
‫أ ‪ -‬غلبة الطابع المادي على الحياة النسانية‪ ،‬حيث تاقاس مستاويات التانمية المختالفة بالمؤشرات المادية البحتاة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬نفي وجود مصدر للمعرفة مستاقل عن المصدر البشري المبني على الواقع المشاهد والمحسوس؛ أي بعبارة أخرى إسقاط فكرة‬
‫الخالق من دائرة العتابارات العلمية‪.‬‬
‫ل‬
‫ج ‪ -‬إن تاطور المجتامعات البشرية يسير في خط متاصاعد يتاكون من مراحل متاتاابعة‪ ،‬كل مرحلة أعلى من السابقة‪ ،‬وذلك انطلقا من‬
‫اعتابار المجتامع الوروبي نموذلجا للمجتامعات الخرى ويجب عليها محاولة اللحاق به‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫العولمة و التنمية المستديمة‬


‫أي هيئات للضبط ؟‬
‫نقل عن موقع‪http://www.unesco.org/most/sd_arab/Fiche4a.htm :‬‬

‫مؤسسات التنمية المستديمة وأطرافها الفاعلة‬

‫‪ 1‬الدول ‪ :‬مصممة المشاريع و صاحبتاها‬


‫‪ 2‬المؤسسات الدولية‬
‫‪3‬المنظمات غير الحكومية )‪ (ONG‬كوسيط للطلب الجتاماعي‬
‫‪4‬المؤسسات بين الربح و المواطنة‬

‫‪10‬‬
‫إذا كانت الدول طرفا أساسيا في التانمية المستاديمة‪ ،‬فإنه ينبغي عليها أن تاعتامد أيضا على أطراف فاعلة أخرى‪ .‬وأولها المنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬التاي يتاعمق دورها مع انتاشار العولمة‪ .‬و بعدها المنظمات غير الحكومية‪ ،‬التاي هي في نفس الوقت لسان حال تاطلعات المجتامع‬
‫و الخبيرة في مجال التانمية‪ .‬و أخيرا المؤسسات التاي هي في الغالب الغاية الخيرة للسياسات المرسومة‪.‬‬

‫‪ .1‬الدول ‪:‬ا مصممة المشاريع و صاحبتها‬

‫لقد أقرت ندوة ريو‪ ،‬التاي كانت الدول ممثلة فيها رسميا برؤساء دولها أو رؤساء حكوماتاها‪ ،‬في عمومها على أعلى مستاوى وجود‬
‫علقة بين البيئة و التانمية‪ .‬لقد ظهرت الندوة‪ ،‬حقا‪ ،‬كتاعبير سياسي هام على إرادة الدول في وضع القرن ‪ XXI‬تاحت شعار التانمية‬
‫المستاديمة‪.‬‬

‫تاطبيقات متاباينة حسب الدول‪ .‬تاعد الدول الطراف الفاعلة الساسية سواء في السياسات الوطنية أو الدولية للتانمية المستاديمة‪.‬‬

‫إنها المصممة للمشاريع التانموية و المنفذة لها‪.‬لقد قبلت الدول الموقعة بتابنيها المفكرة ‪ 21‬عدة التازامات تاباين تاطبيقها حسب الحالت‪.‬‬
‫ويفسر هذا التاباين جزئيا بتافاوت الوسائل المالية التاي تامتالكها‪ ،‬و كذا بمستاوى تاطورها و قدرات مؤسساتاها‪.‬‬

‫كما يعبر هذا التاباين عن تاأثير جماعات ضغط متانوعة صناعية واجتاماعية و بيئية‪ ،‬تاحاول فرض تاصوراتاها في إعداد السياسات‬
‫العمومية‪ .‬و لتاسهيل هذا العمل المتامثل في العداد السياسي‪ ،‬لبد من أن تاتاولى المهمة مؤسسة وحيدة‪ ،‬هي عبارة عن وزارة فوق العادة‬
‫تاراقب نشاطات مختالف الدوائر الحكومية الخرى‪.‬‬

‫التاحكيم في نزاعات المصالح‪ .‬تاكشف النقاشات الجارية في العديد من الدول حول مختالف قضايا البيئة عن حدة في تاضارب المصالح‬
‫على المستاوى المحلي‪ ،‬سواء بين مختالف الوزارات أو بين المصالح العمومية و المصالح الخاصة‪ .‬غالبا ما تانتاهي هذه النزاعات إلى‬
‫تاحكيم خاضع إلى ضغوطات مختالفة و متاناقضة‪ ،‬قد تاتاعارض مع المصالح الجماعية المعتارف بها‪ .‬و على سبيل المثال‪ ،‬فإن التارخيص‬
‫الجديد بتاسويق المنتاوجات المحتاوية على "أجسام معدلة وراثيا"‪ ،‬في مختالف الدول الوروبية‪ ،‬قد أعطي ضد رأي غالبية المواطنين‪.‬‬

‫استاحالة التاصرف النفرادي‪ .‬و من جهة أخرى‪ ،‬ومع الندماج المتازايد للقتاصاديات‪ ،‬فإن الدول تاجد نفسها أكثر فاكثر أمام صعوبة‬
‫تانفيذ إجراءات أو سياسات وطنية مندرجة ضمن استاراتايجية تانمية مستاديمة‪.‬‬
‫و يبين النقاش حول التانوع البيولوجي هذا التاناقض بوضوح‪ :‬إن التانوع البيولوجي مسألة تاخضع لسيادة الدول‪ ،‬غير أن حمايتاه ل يمكن‬
‫أن تارجع فقط إلى تادخل السلطات العمومية الوطنية‪ .‬كذلك فإن التارخيص بزراعة العضاء المعدلة وراثيا‪ ،‬على نطاق واسع‪ ،‬في‬
‫بعض الدول‪ ،‬يحد من نطاق المراقبة الذي تاملكه كل دولة لكي تاراقب المخاطر المرتابطة بهذا البتاكار‪ .‬إن منع إنتااج العضاء المعدلة‬
‫وراثيا في بلد ما يمكن أن يعرضه للتاهميش‪ ،‬و يمكن لمنتاوجاتاه أن تاتاعرض في السوق العالمية لمنافسة السلع المحتاوية على أعضاء‬
‫معدلة وراثيا‪ .‬و هنا أيضا‪ ،‬يتام البحث عن حل دولي يمكن من السيطرة على الخطار المرتابطة باستاعمال العضاء المعدلة وراثيا‪ ،‬و‬
‫ذلك من خلل البروتاوكول حول الصحة البيولوجية‪ ،‬التاي تاشكل حاليا موضوع المفاوضات في إطار الندوة حول التانوع البيولوجي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬فإن حل سلسلة من المشاكل رجع إلى المستاوى الدولي و يتاطلب تانسيقا للسياسات العمومية أو لتاصرفات الطراف الفاعلة‬
‫الخاصة‪ .‬و ل يكون هذا التانسيق خاضعا لقواعد قانونية فقط‪ ،‬بل يخضع لمؤسسات دولية ينبغي تادعيمها أو إنشاؤها )لهذا الغرض(‪.‬‬

‫‪ .2‬المؤسسات الدولية‬

‫أ‪ .‬التنمية المستديمة في نظام المم المتحدة‪.‬‬

‫من برنامج المم المتاحدة للبيئة إلى لجنة التانمية المستاديمة‪ .‬وعلى إثر ندوة ستاوكهولم لعام ‪ ،1972‬أنشأت الجمعية العامة للمم المتاحدة‬
‫هيأة فرعية هي برنامج المم المتاحدة للبيئة ))‪ ،PNUE‬مهمتاه تاشجيع النشاطات التاي في صالح البيئة‪ ،‬و تاطبيق برنامج العمل المحدد‬
‫في ندوة ستاوكهولم‪ .‬إن برنامج المم المتاحدة للبيئة هو الصل في صياغة العديد من التافاقيات الدولية )حماية "المياه القليمية"‬
‫المختالفة(‪ ،‬أو كبريات القضايا مثل بروتاوكول مونر حول طبقة الوزون‪ ،‬واتافاقيات بال حول حركة النفايات السامة‪.‬‬

‫و مع ذلك‪ ،‬كان الـ ‪ PNUE‬رغم الجهد المبذول منذ ‪ 1972‬ورغم دوره الفعال في عقد الندوة حول التانوع البيولوجي‪ ،‬لم ينجح في‬
‫فرض نفسه كهيئة مركزية لندوة ريو ‪ .‬إن هذا البرنامج الذي كان موضوع خلف مع هيئات عليا أخرى‪ ،‬قد عانى شيئا فشيئا من فقدان‬
‫المصداقية‪ .‬وأخيرا‪ ،‬فإن هناك لجنة التانمية المستاديمة‪ ،‬التاي هي هيأة انبثقت عن التاغيير المؤسساتاي لمنظمة المم المتاحدة أثناء ندوة‬
‫ريو‪ ،‬و التاي كانت مكلفة بتانفيذ المفكرة ‪.21‬‬

‫كفاءات متاقاسمة‪ .‬رغم إعادة التامركز هذه داخل هيأة خاصة‪ ،‬فإن حكامة التانمية المستاديمة داخل نظام المم المتاحدة معقد بسبب وجود‬
‫عدة وكالت لمنظمة المم المتاحدة تاهتام من قريب أو بعيد بقضايا البيئة و التانمية‪) .‬منظمة المم المتاحدة للتاغذية و الزراعة‪ ،‬المنظمة‬
‫‪11‬‬
‫العالمية للصحة‪ ،‬برنامج المم المتاحدة للتانمية إلخ‪ (..‬ويضاف إلى ذلك‪ ،‬عدد من البرامج والمنظمات الدولية وأمانات التافاقيات الدولية‬
‫عن التاغير المناخي و التاصحر‪ .‬هناك مسألتاان أساسيتاان ينبغي طرحهما ‪ :‬الولى تاتاعلق بالتاعاون بين منظمات المم المتاحدة‪ .‬والثانية‬
‫تاتاعلق بوزن هذه الشكال المؤسساتاية بالنسبة للمؤسسات القتاصادية الدولية… و بشكل عام تاطرح مسالة إعادة تانظيم جذري لهندسة‬
‫مؤسسات التانمية المستاديمة‪ .‬و في هذا السياق اقتارحت عدة شخصيات سياسية فكرة إنشاء بنية فوقية‪ ،‬أي منظمة عالمية للبيئة‪ ،‬كنوع‬
‫من الدعامة للمنظمة العالمية للتاجارة‪.‬‬

‫لجنة التنمية المستديمة‬


‫يتامثل الهدف الرئيسي للجنة التانمية المستاديمة في ضمان تاقييم و تاطبيق المفكرة ‪ 21‬و تاعزير التاعاون بين الدول والمؤسسات في كافة‬
‫المجالت و قد ركزت اللجنة على بعض المواضيع ذات الولوية‪.‬‬
‫‪ -‬معايير ديمومة التانمية‬
‫‪ -‬مصادر التامويل وآلياتاه‬
‫‪ -‬التاربية‪ ،‬العلوم و تاحويل التاكنولوجيات الملئمة للبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬الهياكل المقررة و دور الطراف الفاعلة الساسية في ميدان البيئة‪.‬‬

‫لقد لعبت لجنة التانمية المستاديمة دورا هاما جدا منذ تاأسيسها و ذلك بإرساء قاعدة مشتاركة للعمل بين الدول المتاطورة والدول السائرة‬
‫في طريق النمو‪ .‬إن غالبية هذه الدول مزودة بلجنة وطنية للتانمية المستاديمة و الستاراتايجيات الوطنية‪ .‬كما سمحت لجنة التانمية‬
‫المستاديمة بخلق مجال للمناقشة‪ ،‬حيث تاوجد ممثلة بصورة واسعة المنظمات الحكومية واكثر فأكثر المؤسسات القتاصادية‪.‬‬

‫غير أن لجنة التانمية المستاديمة تاعاني حاليا من نقصين‪ ،‬فهي من جهة ل تاملك سلطة فعلية تامكنها من فرض احتارام التازامات ندوة ريو‪.‬‬
‫من جهة أخرى فهي مؤلفة أساسا من وزارات البيئة للدول العضاء‪ .‬وحتاى تاصبح لجنة التانمية المستاديمة مجال حقيقيا لصياغة‬
‫السياسات الدولية‪ ،‬لبد أن تاؤكد مفكرة عملها على المواضيع القتاصادية وأن تاكون قادرة على تاجنيد وزارات القتاصاد و المالية‪.‬‬

‫فبتاأكيدها على السياسة القتاصادية تاستاطيع لجنة التانمية المستاديمة إرساء قاعدة مؤسساتاية لتاحقيق إجماع حول السياسات و خلق حد‬
‫أدنى من تاجانس المعايير‪.‬‬

‫ب‪ .‬المنظمات القاتصادية الدولية في مواجهة التنمية المستديمة‬

‫جهود التاكيف‪ .‬بالموازاة مع التاغيرات الجارية داخل نظام المم المتاحدة فإن المنظمات القتاصادية‪ ،‬و في مقدمتاها البنك العالمي‪ ،‬تاقتارح‬
‫أن تاجعل من التانمية المستاديمة مبدأ لعادة تانظيم نشاطاتاها غير أن هذه المنظمات لم تاكن محضرة لمواجهة هذا الرهان الجديد إل قليل‪،‬‬
‫وكانت محاولت إعادة التاوحيد هذه محل نقد شديد‪ ،‬خصوصا في الوقت الراهن‪ ،‬من الوساط اليكولوجية‪ ،‬التاي غالبا ما تانعت‬
‫"بالتامليح " الطريقة التاي تاأخذ بها هذه المنظمات القضايا البيئية بعين العتابار‪.‬‬

‫تاحويل منظمة التاعاون و التانمية القتاصادية‪ .‬على إثر النتاائج المتاوصل إليها من طرف فريق من الخبراء‪ ،‬اقتارحت أمانة منظمة‬
‫التاعاون و التانمية القتاصادية أن تاكون التانمية المستاديمة هي المبدأ الموجه لعمالها‪.‬إن التاعديل المقتارح من المانة لبد من أخذه مأخذ‬
‫الجد‪ .‬فهو ليس مجرد يقظة سياسية لمؤسسة قلقة على مستاقبلها‪ ،‬بل هو تاعبير عن إنشغالت المؤسسات الكبرى للصناعة لتاجانس‬
‫السياسات القتاصادية الرامية إلى تاوجيه عولـمة القتاصاد‪ .‬وكغيرها من المؤسسات القتاصادية المتاعددة الطراف‪ ،‬فإن أمانة منظمة‬
‫التاعاون و التانمية القتاصادية تارى في التانمية المستاديمة وسيلة لعطاء مؤسستاها شرعية من جديد و تاحضير المفاوضات القتاصادية‬
‫للجيل القادم‪.‬‬

‫النفتااحات المحتاشمة للمنظمة العالمية للتاجارة‪ .‬في ‪ ،1997‬عند المصادقة على اتافاق مراكش‪ ،‬تازودت المنظمة العالمية للتاجارة هي‬
‫الخرى بجهاز يختاص بموضوع البيئة بإنشائها لجنة التاجارة و البيئة‪ ،‬في حين أن أمانة الـ ‪ GATT‬أهملت دائما ميدان النشاط هذا‪.‬‬
‫إن المنظمة العالمية للتاجارة‪ ،‬التاي أوجدت لضبط التابادل السلعي‪ ،‬قد اصطدمت في الواقع بمسألة التارابط بين طرق تانفيذ المفكرة ‪21‬‬
‫وبين النظام التاجاري المتاعدد الطراف‪ .‬تابدو السياسيات البيئية أكثر فأكثر مصدرا للخلفات التاجارية‪ .‬في الواقع‪ ،‬إذا كانت أمانة‬
‫المنظمة العالمية للتاجارة تاؤكد أيضا على أن المنظمة ليست مكلفة إل بضبط المبادلت الدولية‪ ،‬فإنه يبدو من المحتامل أن الدورات‬
‫القادمة للمفاوضات التاجارية سوف تادرج ضمنها سلسلة من القضايا العصيبة ذات العلقة مع التانمية المستاديمة‪.‬‬

‫جـ‪ .‬منظمة عالمية للبيئة‬

‫التافاوض على الولويات‪ .‬إذا كانت ندوة ريو قد سمحت بالتاعرف على المجال العام للممتالكات المشتاركة والتانمية المستاديمة‪ ،‬فإن مهمة‬
‫تاحديد و تارتايب الولويات تارجع إلى مفاوضي مختالف الهيئات الدولية‪ .‬ل يوجد أفضلية معلنة تاسمح باختايار الممتالكات الجماعية‬
‫الدولية التاي تاكون موضوع عمل متافق عليه‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫إن هذا الختايار موضوع مفاوضات وإجراءات لكتاساب المشروعية في إطار تانافسي‪ .‬إن الفضلية المعطاة للمفاوضات حول التاغير‬
‫المناخي بالنسبة لقضايا بيئية أخرى تاشكل إحدى المثلة‪.‬‬

‫نقائص الحكامة الشاملة‪ .‬إن المشاكل التاي تاواجه الدول في رسم سياساتاها الوطنية يمكن أن تانطلق على المستاوى الدولي‪ ،‬باستاثناء ما‬
‫نلحظه من نقص في الحكامة العالمية للتانمية المستاديمة إذ نرى أن هناك تاعزيزا لكفاءة المنظمات الدولية ذات المسؤليات المتانوعة‬
‫بخصوص التانمية المستاديمة‪ ،‬غير أن كفاءة هذه المؤسسات في تانسيق الجهزة التانظيمية والقتاصادية التاي تاعرف اتاسعا باستامرار‪،‬‬
‫نراها تاتادعم كلما كانت هناك قضايا جديدة تاتاطلب معالجة دولية‪ .‬إن مكونات التانمية المستاديمة‪ ،‬كممتالكات دولية مشتاركة‪ ،‬ليست إذن‬
‫محددة من طرف هيأة ديمقراطية دولية شبيهة للحكومة‪ .‬مع ذلك فإنه في مجالت أخرى مثل المالية و التاجارة تاشكل بعض الجوانب‪،‬‬
‫التاي و صلت إلى مصاف الممتالكات العالمية الجماعية‪ ،‬موضوع حكامة دولية أكيد‪ ،‬رغم مؤاخذتاه على أنه غير ديمقراطي‪.‬‬

‫هل يمكن إعادة إنتااج ما سبق إعداده منذ ‪ 40‬سنة لصالح حرية المبادلت‪ ،‬بإنشاء الـ ‪ GATT‬و المنظمة العالمية للتاجارة‪ ،‬من أجل‬
‫النضال ضد الفقر و تادهور النظمة البيئية؟‬

‫هيأة فوقية لبرنامج المم المتاحدة للبيئة أو تاوزيع فرق الخبراء؟ إن إقامة الـمعايير البيئية العالمية التاي تاسمح برفع التاحدي في مجال‬
‫حكامة الذي تاطرحها القواعد التاجارية العالمية والضغوطات التانافسية تاثير اهتاماما متازايدا‪ .‬إن إنشاء هيئة وحيدة متاعددة الطراف و‬
‫التاي تاتاكفل بالمسائل العالمية المرتابطة بالبيئة والتانمية المستاديمة يمكن لها أن تاسمح احتامال بتاجميع جزء من هذه النشطة‪ .‬كان هذا‬
‫القتاراح محل نقاش عالمي حاد منذ عدة سنوات‪ .‬من جهة طالبت عدة حكومات من أجل أن يلعب برنامج المم المتاحدة للبيئة )‬
‫‪ (PNUE‬دورا فعال في تانسيق التافاقيات المتاعددة الطراف للبيئة على القل تالك التاي تاأوي المانات‪ ،‬و تاطالب بإنشاء منظمة‬
‫عالمية للبيئية‪ ،‬حيث يكون فيها برنامج المم المتاحدة للبيئة هو عنصرها الجنيني‪ ،‬يمكنه أيضا أن يلعب دورا مساندا للستاراتايجيات‬
‫الوطنية للتانمية المستاديمة و في تانسيق الدوات القتاصادية و المالية‪ .‬و من جهة أخرى‪ ،‬فإن بعض الحكومات والمنظمات مثل )منظمة‬
‫التاعاون و التانمية القتاصادية )‪ (OCDE‬تاحبذ تادعيم الخبرة البيئية في الهيئات حيث تاعتابر فيها البيئة ليست هي الهدف المركزي‪ ،‬مع‬
‫زيادة الدعم المالي الكفيل بالبقاء على النشطة البيئية قوية مثل برنامج المم المتاحدة للبيئة )‪ .(PNUE‬سيكون لهذا الخير دور في‬
‫تاحليل سير النظمة البيئية وانعكاسات النشطة القتاصادية بغية إعداد المعايير‪.‬‬

‫تحسين المؤسسات الدولية للتنمية المستديمة‬

‫‪ .1.‬منح سلطة علمية‪.‬إن استاخدام أدوات التانمية المستاديمة يتاطلب إجماعا علميا‪ .‬المر يتاعلق بمواجهة الطوارىء والتاعامل معها‪ .‬و‬
‫هذا هو المقصود من إنشاء فريق من خبراء المناخا ما بين الدول‪ ،‬مكون من عدد من العلماء‪ ،‬و الذي ل يمكن تاصور وجود اتافاق إطار‬
‫حول التاغيرات المناخية بدونه‪ .‬و هناك جملة من التافاقيات المتاعددة الطراف‪ ،‬ل سيما التافاقية المتاعلقة بالتاعدد البيولوجي‪ ،‬يمكنها أن‬
‫تاستالهم من مثل هذه الجراءات للحصول على إجماع واسع حول المسائل محل خلفات مثل مخاطر انتاشار المورثات المرتابطة‬
‫بالعضاء المعدلة وراثيا ‪(OGM) .‬‬

‫‪ .2.‬تانسيق استاعمال الدوات القتاصادية و المالية‪ .‬أصبح تاطبيق التافاقيات المتاعلقة بالبيئة يحتااج أكثر فأكثر إلى الستاعانة بالدوات‬
‫الجبائية و القتاصادية‪ .‬و يمكن‪ ،‬دون شك تادعيم فعالية هذه الدوات إذا ما كانت المؤسسات الملتازمة بها تاتابادل الخبرات والتاجارب فيما‬
‫بينها‪ .‬كان ذلك هو جوهر اقتاراح برنامج المم المتاحدة للبيئة )‪ ، (PNUE‬وهو مشروع إنشاء فريق بين الحكومات حول استاعمال‬
‫الدوات القتاصادية للتافاقيات الذي لم يحظ‪ ،‬مع السف‪ ،‬باهتامام المجموعة الدولية‪.‬‬

‫‪ .3.‬إدماج القطاع الخاص و المجتامع المدني‪ .‬لقد أحرز تاقدم ملحوظ في إشراك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في العملية‬
‫الدولية لتاخاذ القرار‪ .‬غير أن المنظمات غير الحكومية لزالت تاشكو من نقائص ديمقراطية‪ ،‬مثل ما هو الحال في الطعن القانوني‪ .‬إن‬
‫فكرة إعطاء دور مركزي لـمحكمة العدل الدولية عن طريق إنشاء غرفة بيئية لم تاتاكلل بالنجاح‪ .‬هناك اقتاراحات تاتاعلق بإنشاء وظيفة‬
‫الوساطة الدولية للبيئة‪ ،‬التاي يمكن أن تاتايح للمنظمات غير الحكومية التادخل لحمل الدول على تاطبيق التافاقية المعددة الطراف ))‬
‫‪ . AME‬وأخيرا‪ ،‬هناك اقتاراح أخير يتاعلق بإنشاء شبكات دولية للكفاءة وعلى عدد محدود من الرهانات ذات الهمية الشاملة‪ ،‬التاي‬
‫تاعمل على إشراك كل من ممثلي المجتامع المدني‪ ،‬القطاع الخاص والحكومات‪ .‬إن من شأن هذه الشبكات المتاقاطعة أن تازيل الجمود‬
‫عن المؤسسات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .3‬المنظمات غير الحكومية )‪ (ONG‬كوسيط للطلب الجتماعي‬

‫القاطرات‪ .‬تااريخيا‪ ،‬ظهر الطلب الجتاماعي على التانمية مع ظهور كبريات المنظمات غير الحكومية ذات الصيت العلمي الكبير‬
‫مثل "السلم الخضر" )‪ ، (GRENNPACE‬الصندوق الدولي للطبيعية )‪ (WWF‬أو "أصدقاء الرض" )‪EARTH FRIENDS‬‬
‫‪ . (OF‬لقد أدركت هذه المنظمات مدى هشاشة تاوازن البيئات الطبيعية‪ ،‬و عملت أحيانا بوسائل مثيرة‪ .‬حاولت مؤخرا تاعديل قواعد‬
‫العمل الدولية الجاري العمل بها من لدن الدول و المؤسسات الدولية‪ .‬شكلت كبريات هذه المنظمات غير الحكومية جماعة ضغط ل‬
‫يستاهان بها‪ ،‬و كمثال على ذلك‪ ،‬فإن الصندوق الدولي للطبيعة يضم مليون فردا من أعضائه‪ ،‬و هذا فقط في الوليات المتاحدة‬
‫المريكية‪ ،‬ناهيك عن ‪ 4,7‬مليون من أعضائه الـموزعين على مئات من البلدان‪.‬‬

‫حسب تاقدير الخصائيين‪ .‬لقد أنشئت العديد من المنظمات غير الحكومية القطاعية منها و المحلية بجانب تالك المنظمات ذات الوزن‬
‫الثقيل… و صارت تالعب حاليا دورا محددا في تاشكيل وعي بيئي في الحكامة الدولية للتانمية المستاديمة‪ .‬البعض من هذه المنظمات‪،‬وإن‬
‫كان غير معروف إعلميا‪ ،‬فإنه أنجز عمل هاما في مجال التاحسيس والتاوعية حول مشاكل البيئية وساهم مساهمة فعالة في إعداد و‬
‫متاابعة كبريات الندوات الدولية‪ .‬وكمثال على ذلك‪ ،‬شبكة عمل المناخا )‪ (RAC‬تاتاابع عن قرب تانفيذ إجراءات بروتاوكول طوكيو حول‬
‫التاغير المناخي و تاقدم تاحاليل من أجل اتاخاذ الجراءات الممكنة للكفاح ضد الحتاباس الحراري آليات اقتاصادية ومالية…( وبصفة‬
‫عامة‪ ،‬فإن اندماج مجتامع مدني منظم ضمن السلطة الدولية يدل على ثلث تاطورات جوهرية‪.‬‬

‫احتارافية المنظمات غير الحكومية‪.‬لم تاعد المنظمات غير الحكومية تارتاكز فقط على قوتاها التاجنيدية على الصعيد الدولي‪ ،‬بل أيضا على‬
‫قدرتاها على التاحليل و التافكير والقتاراح الذي ازدادت أهميتاه بعد مؤتامر "ريو"‪ .‬بعدما كانت في السابق مهمتاها تانحصر على برامج‬
‫المحافظة على الطبيعة‪ ،‬صارت تاميل‪ ،‬و منذ سنوات‪ ،‬للستاثمار في كبريات المسائل السياسية والقتاصادية للتانمية المستاديمة‪ .‬إن‬
‫الصندوق الدولي للطبيعة مثل‪ ،‬يتاوفر على وحدة للتاجارة والستاثمارات‪ .‬هناك العديد من المنظمات غير الحكومية على هيأة شبكات‬
‫أفقية في ميدان الخبرة‪ ،‬مثل "المركز العالمي لقانون البيئة و التانمية" )‪ (CIEL‬والمؤسسة من اجل التانمية للدولة و القانون ))‬
‫‪ FIELD‬المختاصة في ميدان القانون الدولي للبيئة و التاي تاقدم خبرة ذات مستاوى عالي‪ ،‬مثل إدراج قواعد البيئة في المنظمة العالمية‬
‫للتاجارة‪.‬‬

‫العتاراف المؤسساتاي‪ .‬لقد باتات قواعد سير المؤسسات الدولية منفتاحة على المنظمات غير الحكومية‪ .‬و هكذا‪ ،‬فإن المم المتاحدة‬
‫أعطت للمئات من هذه المنظمات مكانة المراقب في النقاش الدولي‪ ..‬لكن ما يلحظ بالخصوص هو النفتااح التادريجي لكبريات‬
‫المنظمات القتاصادية الدولية على المجتامع المدني‪ .‬و من أجل تادعيم الحوار‪ ،‬قام عدد من هذه المنظمات بإنشاء منظمات غير حكومية‪،‬‬
‫مثل المركز العالمي للتاجارة و التانمية المستاديمة يتارأسها مدير سابق لبرامج التاحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة )‪ ، (UICN‬الذي‬
‫يقوم بتانسيق تابادل المعلومات بين المنظمات غير الحكومية والمنظمة العالمية للتاجارة‪.‬‬

‫مواقف أكثر تاباينا‪ :‬صارت مواقف المنظمات غير الحكومية أكثر دقة اليوم عما كانت عليه في العشرية السابقة‪ .‬انتاقلت هذه المنظمات‬
‫من موقف اتاسم بالطابع الحتاجاجي الـمحض إلى موقف فعال‪ ،‬خصوصا داخل المنتاظم الممي الذي نسجت معه علقات متاينة منذ‬
‫ندوة ستاكهولم‪ .‬المر لم يعد يتاعلق بإدانة و رفض العولمة والتالوث… إلخ‪ ،‬بقدر ما يتاعلق باقتاراح حلول مقبولة والبحث عن تاسوية‬
‫بالتاراضي و إيجاد أرضية للتافاهم والدفاع عن المبادئ الخلقية في حل المعضلت الدولية‪ .‬على الرغم من أن المنظمات غير‬
‫الحكومية ل زالت تاعبر عن عدائها للنهج الليبيرالي الذي تادافع عنه المؤسسات القتاصادية الدولية‪ ،‬إل أنها لم تاعد متاغافلة عن التاطورات‬
‫الجوهرية للعولـمة‪ .‬لم يبق إل عدد قليل من هذه المنظمات غير الحكومية تاطالب‪ ،‬بصفة جذرية‪ ،‬بحذف الهيئات مثل سحب دول‬
‫أعضاء في المنظمة العالمية للتاجارة )‪ . (OMC‬و على وجه العموم‪ ،‬فإن التاجاه العام للمنظمات غير الحكومية يسير في اتاجاه وضع‬
‫قواعد دولية تاؤمنها من النحراف أكثر من تابني استاراتايجيات التاراجع الوطني‪.‬‬

‫أحزاب الخضر‪ .‬تاجدر الشارة أيضا إلى ظهور التاشكيلت السياسية المطالبة ليس فقط بالدفاع عن البيئة لكن أيضا بتاطبيق السياسات‬
‫العمومية المستالهمة من التانمية المستاديمة‪ ،‬بعدما جرى إنشاؤها أول في الدول الوروبية‪ ،‬تاؤول حاليا إلى التاواجد والنتاشار في دول‬
‫الجنوب‪ ،‬وتاعمل على نشر الوعي بالمشاكل و التاجنيد لصالح المحافظة على البيئة‪ .‬و على غرار المنظمات غير الحكومية‪ ،‬فإن أغلبية‬
‫أحزاب الخضر انتاقلت من إدانة النظام الرأسمالي إلى مواقف أكثر إصلحية‪ ،‬البعض منها أبدى موافقتاه في أن يكون ممثل في حضيرة‬
‫الحكومات‪.‬‬
‫النقابات‪ .‬وأخيرا‪ ،‬أصبحت هناك نقابات العمال طرفا في تارجمة الطلب الجتاماعي للبيئة على المستاوى السياسي‪ .‬ويشكل ذلك دعما‬
‫هاما‪ ،‬لنها تاخلق صلة مع عالم الشغل والمؤسسة‪ ،‬مساهمة بذلك في نشر مبادئ التانمية المستاديمة باتاجاه مجالت جديدة‪ .‬وتاشكل في‬
‫هذا الصدد معاهدة مارس ‪ 1992‬للكونفيدرالية الدولية للنقابات الحرة لصالح أهداف التانمية والبيئة مرحلة هامة لهذه الحركة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وزن لجدال فيه‪ .‬إن جملة مكونات المجتامع المدني هذه تالعب دائما دورا متازايدا في إدانة المشاكل البيئية و النضمام إلى البرامج‬
‫الوطنية و الدولية‪ .‬و بات هذا الوزن بارزا في عدد من ندوات المم المتاحدة‪ ،‬كما بات أيضا عامل جوهريا في كبريات الخيارات و‬
‫التاوجهات القتاصادية الدولية‪ ،‬كما أمكن ذلك ملحظتاه في فشل مشروع التافاق المتاعدد الطراف حول الستاثمار )‪ (AMI‬في بداية‬
‫سنة ‪.1998‬‬

‫‪ .4‬المؤسسات بين الربح و المواطنة‬


‫شركاء ضروريون‪ .‬أصبحت المؤسسات اليوم من الشركاء الساسيين لكل من الطراف الحكومية منها و غير الحكومية‪ .‬إن أي تانمية‬
‫مستاديمة مبنية على نمو اقتاصادي منصف ومسؤول يحتااج إلى تاعاون الشركات‪ .‬ل يمكن أن يكتاب النجاح لي سياسة بيئية‪ ،‬ول لي‬
‫مشروع اقتاصادي يتاسم بالعدالة و النصاف من غير مشاركتاها‪ .‬لقد أبدى عدد من هذه المؤسسات في السنوات الخيرة هذه اهتاماما‬
‫بقضايا التانمية المستاديمة‪ .‬وقد تاشكلت في هذا الصدد شبكات وطنية ودولية من المؤسسات شاركت في الندوات الدولية حول البيئة…‬
‫إن هذا الشغف في المشاركة يمكن تافسيره بوجود إرادة لـمـمارسة ضغط قوي تاجاه السلطات العمومية للحفاظ على المصالح‬
‫القتاصادية‪ .‬وإذا كانت بعض هذه الشركات معادية أساسا لسياسات التانمية المستاديمة‪ ،‬فإن البعض منها يرى فيها إمكانية جديدة للنمو‪..‬‬

‫معسكران‪ .‬تارى بعض المؤسسات في السياسات الوطنية والدولية للتانمية المستاديمة عائقا في وجه حريتاها للستاثمار والبتاكار و بالتاالي‬
‫للتانمية‪ .‬إن هذا التاخوف بات حقيقيا خصوصا في قطاعات ينعدم اليقين العلمي فيها حول المخاطر البيئوية لبعض النشطة أضحى‬
‫كبيرا‪ ،‬خاصة في المجال التاكنولوجيات الحيوية أو الصناعات النووية‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬تارى مؤسسات أخرى أن الشغف العام‬
‫حول التانمية المستاديمة يحمل معه انفتااح أسواق جديدة‪ .‬وبتاطويرها للستاراتايجيات الخضراء‪ ،‬تاحاول هذه المؤسسات أن تاحتال مواقع‬
‫فروع خاصة للستاهلك والحصول على مزايا تانافسية ضرورية لنموها… وضمن هذا الخيار‪ ،‬تاحاول أن تاقيم تاحالفات مع المنظمات‬
‫غير الحكومية‪ ،‬ول سيما في إطار تاطبيق التافاقيات الطوعية )اقتاصادية‪ ،‬قواعد السلوك(‪ .‬و هكذا نجد تاحالف كل من "الصندوق الدولي‬
‫للطبيعة" و"أنيلفر" )‪ (Unilever‬لنشاء ما يعرف بـ ))‪ ،Marine steward ship Concil‬الهيئة التاي تاستاهدف تارقية التاسيير‬
‫المستاديم للصيد البحري بواسطة ما يعرف بـالشهاد اليكولوجي‪.‬‬

‫عمل الغرفة الدولية للتاجارة‪ .‬و في ظل هذا الخيار أيضا تاقوم الغرفة الدولية للتاجارة )‪ (CCI‬منذ ‪ 1971‬بتانشيط شبكة من المؤسسات و‬
‫تاشارك في الندوات الدولية حول البيئة‪ .‬وهناك تاكتال مؤسسات أخرى كانت قد تابنت نهجا مماثل‪ ،‬مثل المجلس العالمي للتاجارة للتانمية‬
‫المستاديمة ‪ World Business Concil for sustainable Development‬الذي تابنى جزءا من بيان "ريو" وحث أعضاءه على‬
‫تاطبيقه‪ .‬حددت الغرفة الدولية للتاجارة منذ ‪ 1993‬برنامج عمل في خمس نقاط‪:‬‬
‫تارقية السياسات البيئوية المتاوافقة مع البقاء على نظام تاجاري متاعدد الطراف و مفتاوحا‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ o‬العلن عن انطلق حملة دولية لتاحفيز المؤسسات الصغيرة والمتاوسطة للعالم كله للنضمام إلى ميثاق الغرفة الدولية للتاجارة من‬
‫أجل البيئة و التانمية‪.‬‬
‫‪ o‬تادعيم و تاقوية العمل التاقليدي للغرفة الدولية للتاجارة من أجل التانظيم الحتارافي الذاتاي‪ ،‬خاصة عن طريق وضع قواعد السلوك‬
‫حول المبادلت الدولية للنفايات السامة والتاأمين على المخاطر الصناعية‪.‬‬
‫وضع برامج التاكوين في ميدان البيئة لصالح المؤسسات‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تارقية اتافاقيات التاعاون التاقني في ميدان البيئة بين مؤسسات الدول الصناعية و الدول السائرة في طريق النمو‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫التازام القطاع الخاص بالعمل لصالح التانمية المستاديمة‪.‬‬

‫‪ o 1971‬بيان الغرفة الدولية للتاجارة الذي يشير فيه إلى "أن حماية البيئة ستاكون واحدة من تاحديات جميع الدول في العشريات‬
‫الخيرة للقرن العشرين"‪.‬‬
‫‪ o‬شاركت الغرفة الدولية للتاجارة في ندوة ستاوكهولم‪.‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪ o‬أعلنت الغرفة الدولية للتاجارة عن المبادئ التاوجيهية لتاطبيق معاهدات ‪.1971‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪ : o 1984 Wicem 1‬انعقاد الندوة الول للصناعة والبيئة بمبادرة من الغرفة الدولية للتاجارة و برنامج المم المتاحدة للتانمية )‬
‫‪.‬‬ ‫‪(Pnud‬‬

‫مناهضة العولمة و الليبرالية الجديدة‬


‫مقال من ‪:‬التاقرير العربي الستاراتايجي‪ ،‬نقل عن موقع الهرام‪:‬‬
‫‪http://acpss.ahram.org.eg/ahram/2001/1/1/RARB59.HTM‬‬

‫‪15‬‬
‫ملحظة‪:‬ا يتضمن هذا المقال‪:‬ا العناصر الساسية في البحث‪:‬ا مفهوم العولمة و تطورها ‪ +‬انعكاساتها الجتماعية‬
‫و القاتصادية‪ +‬آليات مواجهة العولمة‬

‫أصبحت العولمة ظاهرة عالمية شديدة التاساع والنتاشار‪ ،‬ل تاقتاصر فقط على المجال القتاصادى والمالى‪ ،‬وإنما تامتاد أشكالها وتاجلياتاها‬
‫إلى كافة المجالت‪ .‬فالعولمة‪ ،‬من حيث هى النتاقال السريع للفراد والموال والفكار عبر العالم‪ ،‬تازيد من التاواصل والتافاعل بين‬
‫الفراد والمجتامعات‪ ،‬كما أنها تاعطى للقتاصاد مكانة مهيمنة على حركة التافاعلت بين الدول‪ ،‬وكذلك داخل المجتامعات‪ ،‬وتازيد من حدة‬
‫التانافس القتاصادي فيما بينهم‪.‬‬
‫على الجانب الخر‪ ،‬أصبحت كلمة العولمة بالنسبة للكثيرين فى العالم مرادفا للنهب القتاصادى الذى يتاعرضون له‪ ،‬نظرا لما أفرزتاه‬
‫العولمة من أثار مدمرة على شعوب الكثير من بلدان العالم الثالث الذي يرزح تاحت وطأة الديون وعدم الستاقرار القتاصادي‬
‫والجتاماعي وتاعاني شعوبها من البطالة والفقر وغياب العدالة الجتاماعية‪ .‬ول ينحصر المر في دول وشعوب العالم الثالث‪ ،‬بل يمتاد‬
‫إلى قطاع كبير من شعوب العالم المتاقدم يعاني من الليبرالية الجديدة التاي تاهدم بمعول التاحرر القتاصادي كل المنجزات الجتاماعية التاي‬
‫حققتاها تالك الشعوب فى فتارة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وعبر نضال طويل ومعارك شديدة الوطيس سقط فيها الكثير من الضحايا‪.‬‬

‫اول ـ أبعاد ظاهرة العولمة وتطوراتها‬


‫العولمة ببساطة هى النتاقال السريع للفراد والموال والفكار بصورة مكثفة عبر العالم‪ ،‬مما يعنى مضاعفة التاصالت والعلقات فى‬
‫كافة مجالت القتاصاد والثقافة والتاصال‪ ،‬بحيث تاتاحرك بسرعة عبر الكرة الرضية بأسرها‪ ،‬وتاتاجاوز الحدود السياسية بين الدول‪،‬‬
‫بما يخلق حالة مكثفة من التاشابك والتاواصل العالمى‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن العولمة تاقوم فى جوهرها على تاذويب الحدود والقيود التاى كانت‬
‫تاعوق التاصال والتاشابك العالمى فى كافة مجالت القتاصاد والتاصال والفن والسياسة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن العولمة بدأت أساسا فى المجال القتاصادي‪ ،‬من خلل الجراءات الهادفة إلى تاحرير التاجارة وتاسريع حركة التابادل‬
‫القتاصادي‪ ،‬فإنها اتاسعت بقوة بعد ذلك‪ ،‬بحيث امتادت إلى كافة المجالت‪ ،‬سواء عن قصد أو عن غير قصد‪ ،‬مما تاسبب فى حدوث‬
‫تاغييرات هائلة فى أسلوب الحياة‪ ،‬من خلل اتاساع نطاق حرية تادفق المعلومات‪ ،‬وازدياد التاشابه بين القيم والذواق والسلوكيات بين‬
‫البشر فى جميع أنحاء الكرة الرضية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن العولمة تابرز بوضوح فى المجال القتاصادي و المالي أكثر من أى مجال آخر‪،‬‬
‫حيث أصبح القتاصاد العالمى متارابطا ومتاشابكا فى الوقت الحالى بدرجة قوية للغاية‪ ،‬بحيث أصبحت كافة العلقات القتاصادية والمالية‬
‫تاجرى فى سوق عالمية مفتاوحة بل حدود‪ .‬وفى مجال العلم والتاصال‪ ،‬يؤدى انتاقال المعلومات والخبار والمواد العلمية فى جميع‬
‫أنحاء العالم‪ ،‬من خلل شبكة النتارنت والقمار الصناعية وأجهزة البث والستاقبال الفضائي‪ ،‬إلى المعرفة الفورية بالحداث‬
‫والتاطورات الجارية فى كافة بقاع الرض‪ ،‬ونشوء حالة من التاشابه فى القيم والذواق والعادات والفكار‪.‬‬
‫وقد أدت ثورة العلم والتاصال إلى بروز فاعلين جدد على الساحة الدولية‪ ،‬وزيادة دور فاعلين كانوا موجودين بالفعل‪ .‬ويتامثل هؤلء‬
‫الفاعلون ليس فقط فى الشركات المتاعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬ولكن أيضا الرأى العام العالمى‪ .‬وأصبح هؤلء‬
‫الفاعلون يلعبون دورا هاما فى تاحديد الولويات الدولية‪ ،‬وتاوجيه سياسات الحكومات الوطنية‪ ،‬بدرجة أكبر بكثير من أى فتارة مضت‪،‬‬
‫ولسيما فى القضايا المتاعلقة الحرب والمن والسلم على الساحة الدولية‪ ،‬وكذلك القضايا النسانية‪.‬‬
‫ورغم أن ثورة العلم والتاصالت خلقت ضغوطا إضافية على المجتامع الدولى للتادخل فى الصراعات القليمية والداخلية العنيفة‪ ،‬إل‬
‫أن هذا التادخل كان يتام فى الغلب وفق الشروط الخاصة بالقوى الدولية المعنية‪ ،‬وبما يتاوافق مع مصالحها القومية‪ ،‬وليس حسب‬
‫الظروف الموضوعية لهذه الصراعات‪ ،‬وهو ما يدفع البعض إلى النظر إلى العولمة باعتابارها محاولة لصنع أو إعادة صنع العالم‪ ،‬فى‬
‫كافة مجالت التاجارة والمعلومات والتاصالت والسياسة‪ ،‬من خلل رؤية معينة تاحددها مصالح القوى الدولية المهيمنة‪.‬‬
‫ول تاقتاصر انعكاسات العولمة على القتاصاد والعلم والتاصال‪ ،‬وإنما تاتارك آثارا بارزة على كافة مناحى الحياة الخرى‪ ،‬وأبرزها‬
‫المن‪ ،‬حيث تاؤثر العولمة على المن بمختالف مستاوياتاه‪ ،‬ولسيما من حيث التاداخل بين المن الوطنى والقليمى والدولى‪ ،‬بالضافة‬
‫إلى ما يسببه التانافس القتاصادى العنيف من انعكاسات سياسية وأمنية هامة‪ ،‬على كافة المستاويات المحلية والقليمية والدولية‪ .‬وتارتابط‬
‫انعكاسات العولمة فى الساس بالثار الناجمة عن التاحولت الهيكلية الجارية فى مجالت القتاصاد والمعلومات والعلم والتاصال‪.‬‬
‫فهذه التاحولت تاتارك انعكاسات أمنية بالغة الهمية على صعيد العلقات بين الدول‪ ،‬أو على صعيد التافاعلت الداخلية فى المجتامع‬
‫الواحد‪ .‬ومن أبرز انعكاسات العولمة على المجال المنى أن هيمنة العتابارات القتاصادية على حركة التافاعلت الدولية يسبب آثارا‬
‫أمنية بالغة الهمية على مختالف المستاويات‪ ،‬أبرزها مضاعفة التاداخل بين مستاويات المن المختالفة‪ ،‬وازدياد حالة عدم اليقين من‬
‫الناحية المنية‪ ،‬وبروز أشكال جديدة من انعدام المن على الساحة الدولية‪ ،‬وإعادة تاشكيل استاراتايجيات المن القومى فى ضوء‬
‫تاطورات العولمة‪.‬‬
‫ولكي نعرف البدايات الحقيقية للعولمة أو لسياسات الليبرالية القتاصادية الجديدة على الساحة الدولية‪ ،‬يجب أن نعود للوراء قلي ل‬
‫ل‬
‫وبالتاحديد ليوم ‪ 15‬أغسطس ‪ ،1971‬حينما قام الرئيس المريكي السابق ريتاشارد نيكسون في ذلك اليوم بإعلن وقف عملية مبادلة‬
‫الدولر بالذهب لتانهار مع هذا القرار اتافاقيات بريتاون وودز التاي تام تاوقيعها في عام ‪ .1944‬كان هذا هو بداية لميلد للرأسمالية‬
‫الجديدة التاي تامتاعت فيها الوليات المتاحدة المريكية بحرية الصدار النقدي وسمح بكسر كل القواعد في السواق النقدية والمالية لتاكون‬
‫تالك هي اللبنة الولي لنظام العولمة الحرة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫شهدت المرحلة التاالية على ذلك بروز النخبة الجديدة من المنظرين القتاصاديين الذين يدورون في فلك المدرسة النقدية التاي تاكونت في‬
‫جامعة شيكاغو حول البروفيسور ميلتاون فريدمان ) الحاصل على جائزة نوبل في القتاصاد عام ‪ 1971‬والخصم الكبر لنظريات‬
‫ل ضمن فريق العمل القتاصادي‬ ‫القتاصادي النجليزي الشهير جون مينارد كينز( ووصولـها لمركز صناعة القرار السياسي‪ ،‬أو ل‬
‫للجنرال بينوشيه في شيلي بعد النقلب العسكري على حكومة سلفادور الليندي‪ ،‬وثانيا مع مارجريت تااتاشر وحكومة المحافظين في‬
‫المملكة المتاحدة وبعد ذلك مع الرئيس المريكي رونالد ريجان في الوليات المتاحدة المريكية‪.‬‬
‫ينجح فلسفة الحرية القتاصادية الجدد تاحت شعار الثورة المحافظة في تارويج أطروحات الليبرالية الجديدة المعادية للنظرية الكينزية‬
‫والداعية لنهاء تادخل الدولة في النشاط القتاصادي و الرافضة لى معايير اجتاماعية في القتاصاد‪ .‬يتام بعد ذلك تاحطيم نفوذ نقابات‬
‫العمال وتاحرير أصحاب العمال من أي قيود اجتاماعية تافرضها عليهم قوانين العمل‪ ،‬ليشرعوا في سبيل من عمليات الخصخصة التاي‬
‫تانهي منشآت الدولة النتااجية والخدمية‪.‬‬
‫كان هذا تامهيدا لما ستاشهده حقبة الثمانينيات من عقيدة اقتاصادية جديدة تاعاون في تاسيدها على العالم كل من الشركات متاعددة الجنسية‬
‫وبنوك وول ستاريت وإدارة الخزانة الفيدرالية في الوليات المتاحدة المريكية والمنظمات التامويلية العالمية‪ .‬أنها عقيدة ) النصياع‬
‫لواشنطون( وهي العقيدة التاي ستاكون المرجعية الوحيدة لقتاصاديات العالم وتاتامثل في‪ :‬تاقليص الميزانية‪ ،‬المزيد من العفاءات‬
‫الضريبية‪ ،‬خفض النفاق الحكومي‪ ،‬تاحرير التاجارة وسوق تابادل العملت وطرح عمليات الخصخصة كحل وحيد وعالمي لكل‬
‫المشاكل القتاصادية‪ .‬أطلق البعض على تالك العقيدة اسم )التافكير الوحيد( الذي يسعى على إجبار جميع الشعوب والدول على تاطبيق‬
‫نفس الحلول وأتاباع نفس السياسات‪.‬‬
‫أجبرت الوليات المتاحدة في التاسعينيات دول جنوب شرق أسيا على تاطبيق تالك الوصفة وبالذات الجزء الخاص بتاحرير السواق‬
‫المالية والتامويلية عبر أوامر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي‪ ،‬حيث قاما سويا بإجبار تالك الدول ودول أمريكا اللتاينية على أتاباع‬
‫نموذج الليبرالية الجديدة التاي تاطالب به الرأسمالية المريكية مقابل دخول استاثماراتاها لسواق تالك البلدان‪.‬‬
‫فرض صندوق النقد الدولي نفسه بقوة على الخريطة القتاصادية العالمية كوزارة مالية على مستاوي الكون مع مرور الوقت‪ ،‬وكانت‬
‫مهمتاه الرئيسية هي فتاح أسواق العالم القومية أمام استاثمارات الدول الغنية ‪ .‬تام ذلك عبر سياسات التاثبيت الـهيكلي التاي فرضت على‬
‫دول الجنوب‪ ،‬ومحاولة رفع الحواجز أمام حركة السلع والخدمات ورأس المال‪ .‬وأصبح صندوق النقد الدولي مركزا رئيسيا لعملية‬
‫العولمة مع العديد من المؤسسات مثل منظمة التاجارة العالمية ومجموعة الثمانية وغيرها من المنظمات‪.‬‬
‫يمتاد تاأثير تالك العولمة إلى كل ركن من أركان العالم متاجاهلة لوضع الفراد والشركات الوطنية بل واستاقلل الشعوب‪ ،‬غير معتارفة‬
‫بالختالفات بين النظم الجتاماعية والسياسية للدول المختالفة‪ .‬تاتاركز اهتامامات العولمة حول إمكانية غزو أسواق الدول وليس شعوبها‬
‫حول السيطرة على ثروات الشعوب وليس أراضيها‪ ،‬ولكن مع عدم قدرتاها في تاحقيق هدفها دون غزو عسكري يكون الخيار العسكري‬
‫مطروح بقوة ولنا في سلوك الوليات المتاحدة من بعد أحداث سبتامبر خير دليل‪ .‬تاتامثل نتاائج تالك العولمة في تاحطيم والقضاء على‬
‫السياسات الجماعية في دول الجنوب وإنهاء تاراث التادخل الجتاماعي والقتاصادي للدولة وطرح معادلت صراع بين الدولة وقوي‬
‫السوق‪ ،‬وبين القطاع الخاص والعام والفرد ضد الجماعة‪ ،‬ول نبالغ أن قلنا النانية ضد روح التاضامن‪ .‬في خضم المنافسة بين قوي‬
‫العمل وقوي رأس المال تافتاح البواب على مصراعيها أمام راس المال لينتاقل أينما شاء حينما شاء في حين تاقف كل العقبات أمام انتاقال‬
‫الفراد بين الدول‪ ،‬فقد تاغير شعار ليبرالية العولمة ليصبح على العكس من الشعار المعروف عن رأسمالية الولين الشهير )دعه يعمل‬
‫دعه يمر(‪ ،‬فقد تاحول إلى دع رأس المال يفعل ما يشاء أما الفراد فلن يمروا أبدا‪ .‬لقد انتاصر رأس المال على النسان‪.‬‬
‫تاسعي الشركات الكبرى إلى إلغاء الحدود بين الدول والتاغاضي عن أي قوانين محلية لتاستاطيع العمل أينما تاشاء‪ .‬وتاعمل الشركات‬
‫متاعددة الجنسية في كافة أرجاء العالم على أنه بلد واحد ولكي تاضمن عدم وجود أي معوقات لها تاسعي أن تاسود قواعد موحدة كافة‬
‫أرجاء المعمورة‪ .‬وبالطبع يجب أن تاكون القواعد قد تام تاحديدها بما يتاوافق مع مصالحها وتاعمل المنظمات القتاصادية العالمية على‬
‫فرضها ونشرها في كافة إرجاء المعمورة ‪ .‬وتاقوم المؤسسات الكبرى بالنتااج حيث سعر اليدي العاملة في أدني مستاوي له لتابيع‬
‫منتاجاتاها حيث مستاوي الحياة في أعلى مستاوي له‪ .‬والويل كل الويل لمن يرفع صوتاه بمعارضة هذا النموذج الليبرإلى الجديد أو من‬
‫ل أو من يعلن عدم ديموقراطية نظام العولمة حيث يتاحكم قلة من الرأسماليين لم يتام انتاخابهم أو اختايارهم من قبل أحد‬ ‫يطرح نموذجا بدي ل‬
‫في مقدرات الشعوب وسياستاهم القتاصادية الداخلية‪ ،‬وتاصبح الحكومات مجرد منفذ لوامر تالك القلة ومؤسساتاها القتاصادية العالمية‪،‬‬
‫فتاهم الرجعية والفكر الشمولي والنتاماء للماضي والشعوبية جاهزة لكل من تاسول له نفسه انتاقاد نموذج اللبرالية الجيدة والعولمة‪.‬‬

‫ثانيا ـ النعكاسات القاتصادية والجتماعية للعولمة‬


‫أدت التاطورات سالفة الذكر للعولمة خلل العقدين الماضيين إلى انتاقال مركز القرار فيما يتاعلق بسياسات الستاثمار والعمالة والصحة‬
‫والتاعليم وحماية البيئة من الحكومات القومية إلى يد الشركات العملقة‪ ،‬حيت تاتاركز القوة الفعلية في يد تالك الشركات والمؤسسات‬
‫المالية والتامويلية العالمية ومؤسسات العلم الضخمة‪ ،‬ويمكنهم التاأثير على السياسات القومية في الدول المختالفة بما يملكوه من قوة‬
‫ضغط اقتاصادية وسياسية‪.‬‬
‫لم تانحصر نتاائج عولمة النموذج الليبرالى الجديد في الحد من استاقلل الحكومات القومية المنتاخبة ديموقراطيا ول في غياب حق‬
‫الشعوب في اختايار ما يناسبها‪ ،‬فقد كانت أثارها السلبية على الوضاع القتاصادية والجتاماعية شديدة الحدة‪.‬‬
‫كانت التاكلفة الجتاماعية لسياسات التاثبيت عالية للغاية ؛ فقد دمرت الحكومات بني المجتامع الجتاماعية تاحت دعوى جذب الستاثمارات‬
‫الخارجية‪ .‬وقبلت الحكومات خفض النفاق الحكومي في مجال التاعليم والصحة من اجل التاخلص من عجز الميزانية‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى‬
‫زيادة حد الفقر وعدم العدالة الجتاماعية وتاحطم بني التاضامن التاقليدية في دول الجنوب‪ .‬وقامت العولمة بتاحطيم بني الصناعة التاقليدية‬
‫في الجنوب وزادت مظاهر استاغلل النسان مع الستاغلل المكثف لعمل المرآة والطفال )وصلت حجم عمالة الطفال إلى ‪300‬‬
‫مليون طفل في العالم وفق تاقرير منظمة العمل الدولية(‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وقد زاد حجم الـهوة بين الشمال والجنوب مع عولمة الليبرالية القتاصادية لتاختال النسبة بين الناتاج المحلي الجمالى للدول الغنية‬
‫والفقيرة‪ ، ،‬مما أدى إلى تاركز الثروة خلل العشر سنوات الماضية فى أيدي قلة قليلة من المجموعات والشخاص و الشركات والبلد‪،‬‬
‫على نحو ما يوضح الجدول المرفق‪.‬‬

‫النسبة بين الناتاج المحلى الجمالى للدول الغنية والفقيرة‬

‫الناتاج القومي الجمالى للدول الفقيرة الناتاج القومي الجمالى للدول الغنية العام‬
‫‪1816 3 1‬‬
‫‪1950 35 1‬‬
‫‪1973 44 1‬‬
‫‪1992 72 1‬‬
‫‪1995 82 1‬‬
‫‪2000 86 1‬‬
‫‪Source: Ignacio Ramonet, Le Nouveau Capitalisme: Une Regression, Manier de Voir, No. 72, 1/2004,‬‬
‫‪.p.7‬‬

‫وسوف نركز فيما يلى على ثلثة آثار رئيسية للعولمة على النحو التالى‪:‬ا‬
‫‪1‬ـ العولمة والبطالة‪ ،‬فى تاعبير واضح عن جوهر العولمة‪ ،‬يقول السيد بيرسي برنيفيك رئيس مجموعة ‪ ABB‬عن مفهومه عن‬
‫العولمة أنها الحرية لكل فرع من فروع مجموعة الشركات التاي أرئسها لتاستاثمر أينما وحينما تاشاء‪ ،‬ولتانتاج ما تاحب أن تانتاجه وتابيع ما‬
‫تاود بيعه ‪ .‬كل هذا دون أن تاواجه أي معوقات حتاى لو كانت بسيطة من قبل أي قوانين لتانظيم العمل أو أي تاشريعات اجتاماعية‪.‬‬
‫وتاعد البطالة من أهم الكوارث التاي نتاجت وتانتاج عن تاعميم نظام الليبرالية الجديدة عبر نظام العولمة وهو ما وضح بشدة في الدول التاي‬
‫طبقت نظم الليبرالية الجديدة مثل الرجنتاين و المكسيك والبرازيل و تاايلند‪ .‬ووفقا لتاقرير منظمة العمل الدولية الصادر في عام‬
‫‪ ،2001‬فإن الصورة قد تابدو قاتامة بعض الشيء حيث وصل عدد العاطلين عن العمل و يبحثون عن فرصة عمل في العالم إلى ‪160‬‬
‫مليون متاعطل عن العمل‪ ،‬ينتامي ‪ 50‬مليون متاعطل منهم للبلدان الصناعية المتاقدمة‪ .‬كما انه هناك أكثر من ‪ 500‬مليون من الحاصلين‬
‫على أجر مقابل العمل يعيشون بدخل أقل من ‪ 1‬دولر يوميا‪.‬‬
‫هذا هو نتااج العولمة التاي ل تاضع في حسبانها اختالف معدلت النتااجية من منطقة لخرى في العالم وبالتاالى ل يمكن أن تاوجد فرص‬
‫منافسة حقيقية على المستاوي العالمي لو قمنا بتاطبيق معيار وشروط إنتااجية واحدة في كافة أنحاء العالم‪ .‬هذا بالضافة إلى أن سعي‬
‫رأس المال إلى الحصول على معدل ربح عإلى ) معيار ‪ %15‬من حجم رأس المال المستاثمر كحد أدني( أو النسحاب من السواق و‬
‫حرمان الكثير من المجتامعات من صناعات هي في حاجة إليها ليخرج الكثير من العاملين لسوق البطالة‪.‬‬
‫تاعتابر المعايير الموحدة للنتااجية التاي تافرضها عملية العولمة من أهم السباب التاي تاؤدي إلى اختافاء المنتاجين ذوى معدلت النتااجية‬
‫المخالفة للمعيار العالمي المفروض عليهم من قبل الليبرالية الجديدة و من ثم المزيد من البطالة والوظائف المؤقتاة‪.‬‬
‫ثبت عبر دراسة علمية أن تاحول بعض الوظائف من الشمال المتاقدم للجنوب الفقير بحثا عن اليدي العاملة رخيصة الثمن ليس هو‬
‫السبب الحقيقي في انتاشار البطالة بين صفوف الطبقة العاملة في العالم المتاقدم‪ .‬هذه النتايجة هي محصلة دراستاين في غاية الهمية قام‬
‫بهما المركز القومي للبحاث القتاصادية في الوليات المتاحدة المريكية منذ عام ‪ .1997‬تاتام الدارسة عبر عينات كبيرة من الشركات‬
‫المتاعددة الجنسيات المريكية وتاصل في النهاية إلى نتايجة بمقتاضاها أن منافسة الوظائف في فروع الشركة في العالم الثالث للوظائف‬
‫في الفرع الرئيسي للشركة بالوليات المتاحدة المريكية هامشية إلى حد كبير‪ ،‬ولكن هناك منافسة شرسة بين الوظائف في فروع‬
‫الشركة الموجودة خارج الوليات المتاحدة المريكية‪ .‬تاري الدراسة أن الوظائف الجديدة التاي يتام خلقها عبر الستاثمارات في فرع‬
‫الشركة في البرازيل على سبيل المثال تاهدد بشكل أقل الوظائف الموجودة في الفرع الرئيسي بالوليات المتاحدة المريكية‪ ،‬ولكنها تاهدد‬
‫بشدة الوظائف الموجودة في فرع الشركة في جنوب شرق أسيا‪ .‬بمعني أخر؛ تاكون أعلى درجات المنافسة على الوظائف بين اليدي‬
‫العاملة للدول الخذة في النمو و بالذات في المجالت النتااجية ذات المعدلت المنخفضة للقيمة المضافة‪ .‬هذا ل يمنع أن الوظائف في‬
‫البلدان الصناعية المتاقدمة تاكون في حالة منافسة فيما بينها ولكن بدرجة أقل عن تالك التاي تاتام بين القوي العاملة في البلدان الخذة في‬
‫النمو والعاملة في مجالت الستاثمارات الجنبية للشركات متاعددة الجنسية‪.‬‬
‫تاثبت تالك الدراسة أن عمالة الدول الخذة في النمو ل تاسرق الوظائف من العمالة في الدول المتاقدمة وأن تاأثير ذلك على التاشغيل الكلي‬
‫في الدول المتاقدمة ل يذكر‪ .‬بل أن نموذج العولمة وتاسيد النظام الحر المعتامد على التاصدير للسوق العالمي وجذب الستاثمارات‬
‫الجنبية الذي يروج له البنك الدولي وصندوق النقد هو واحد من أهم أسباب البطالة في الدول الخذة في النمو‪ .‬تالك الدول التاي تاجذب‬
‫الستاثمارات بغرض إنشاء صناعات تاصديرية تادخل في حلقة مفرغة جهنمية عرفتاها المكسيك في عام ‪ 1994‬إبان أزمة انهيار البيزو‬
‫المكسيكي‪ .‬تاتامثل تالك الحلقة في أن اقتاصاد الدولة المتاوجه نحو الخارج والذي تارتابط عملتاه ارتاباطا وثيقا بالدولر ل ينجح رفع حجم‬
‫صادراتاه بالقدر الذي يفوق نمو وارداتاه‪ ،‬والتاي تارتافع أسعارها بمعدلت تافوق معدلت الزيادة في أسعار الصادرات‪ ،‬وينتاج عن ذلك‬
‫ل في الميزان التاجاري وتازداد الفجوة بين الصادرات والواردات ليؤثر ذلك على قيمة العملة الوطنية لتاصل لمرحلة النهيار‪،‬‬ ‫خل ل‬
‫ويستاتابع ذلك في كثير من الحالت انسحاب الستاثمارات الجنبية من سوق الدولة المعنية لتاختافي الوظائف التاي تام خلقها أثناء فتارة‬
‫النمو والتاوسع‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪2‬ـ التركيز على عولمة رأس المال وليس التكنولوجيا‪ ،‬تاسعي العولمة لفتاح البواب أمام الستاثمارات في كل أنحاء العالم دون أن‬
‫تاواجه بأي عائق يمنعها من تاحقيق الرباح وتاحويلها إلى خارج البلدان المستاثمر فيها‪ .‬عندما يتاعلق المر بالتاكنولوجيا فأننا سنجد المر‬
‫على العكس تاماما حيث يسيطر العالم المتاقدم وبالذات الوليات المتاحدة المريكية على أسواق التاكنولوجيا في العالم‪ ،‬فلقد تاعلمت الدرس‬
‫تاماما من التاقدم الذي أحرزتاه بعض دول جنوب شرق أسيا في مجال التاصنيع‪ ،‬ولذا فهي تاسعي منذ مدة إلى حصر نشاط دول الجنوب‬
‫في مجال الوكلء من الباطن وتالفي تاحقيق دول أخري لمستاوي تاصنيع مستاقل وله القدرة على تاطوير تاكنولوجياتاه الخاصة‪ ،‬وهو ما‬
‫سيدخله في تانافس واضح مع صناعات العالم المتاقدم‪ .‬وتاسعي الدول المتاقدمة إلى عدم نقل التاكنولوجيا حتاى ل تاتاولد مراكز تانافسية‬
‫جديدة‪ ،‬ويتامثل السلح الفعال لتالك السياسة في تاطبيق الشعار الذي أطلقه بيل جيتاس‪ ،‬أغني أغنياء العالم ورئيس شركة مايكروسوفت‬
‫في التاسعينيات حين طالب تاسجيل براءات الختاراعات بأكبر حجم ممكن‪ .‬سمعت نصيحة بيل جيتاس بحذافيرها حيث تاضاعفت براءات‬
‫الختاراع في الوليات المتاحدة المريكية خلل العشر سنوات الماضية‪ ،‬حيث حدث نوع من التاركيز تامثل فى أن ‪ %87‬من ‪ 160‬ألف‬
‫براءة التاي تام تاسجيلهم في عام ‪ 2000‬في العالم كانوا في الوليات المتاحدة المريكية‪.‬‬
‫أدت هذه الـهيمنة الغربية في مجال التاكنولوجية إلى رسم خريطة جديدة للعالم وفقا لتاعبير القتاصادي جيفري ساتاشس والذي اعتارف‬
‫بهذا‪ ،‬بالرغم من إنكاره لتالك الحقيقة عندما كان يعمل مع صندوق النقد الدولي‪ .‬يري جيفري ساتاشس أن ‪ %15‬فقط من سكان العالم‬
‫يشكلون المنطقة الولي على مستاوي العالم الذين يحتاكرون التاكنولوجيا الجديدة‪ ،‬والمنطقة الثانية من خريطة التاكنولوجية العالمية والتاي‬
‫تاضم حـوإلى ‪ %50‬من سكان العالم يمكن لهم التاعامل وتابني التاكنولوجيات الجديدة‪ ،‬والمنطقة الثالثة والتاي يطلق عليها منطقة‬
‫المهمشين تاكنولوجيا وهم على سبيل المثال سكان جنوب المكسيك وجزء كبير من البرازيل الستاوائية وأفريقيا وبعض مناطق روسيا‪،‬‬
‫وهي المناطق التاي تاعاني من الفقر و تادني مستاوي المعيشة‪ .‬هذا التاقسيم التاكنولوجي من قبل العولمة سيؤدي إلى أتاساع الفجوة بين‬
‫الشمال والجنوب و إلى حصر عملية التاطوير التاكنولوجي في معيار الربح المتاوقع وليس في إطار الحاجة الفعلية للبشرية‪ ،‬ولعل اكبر‬
‫مثال على هذا قطاع الدواء وشركاتاه العالمية والمعركة الشهيرة مع جنوب أفريقيا والبرازيل حول حقوق الملكية الفكرية لدواء معالجة‬
‫مرض اليدز‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نقل التضخم من القاتصاد إلى أسواق المال‪ ،‬فمنذ تاولي فكر النقديين زمام المور في الدول الصناعية‪ ،‬يتام ضبط القتاصاد عبر‬
‫الدوات النقدية المتاعارف عليها‪ ،‬مثل ضبط حجم الكتالة النقدية وسعر الفائدة‪ .‬كان رفع أسعار الفائدة هو أحد أهم السلحة لمحاربة‬
‫التاضخم‪ ,‬و لكن رفع سعر الفائدة هو واحد من أهم السباب في زيادة البطالة ‪ .‬حيث تاجمدت قيمة المرتابات الحقيقية في الدول الوربية‬
‫التاي تامتالك نظام حد أدني للراتاب يعمل بفاعلية‪،‬في حين انخفضت القيمة الفعلية للرواتاب في كل من الوليات المتاحدة المريكية و‬
‫بريطانيا‪ ،‬وهناك حوالى ‪ %13‬من حجم سكان الوليات المتاحدة المريكية يعيشون تاحت خط الفقر‪.‬‬
‫ل يدرك النقديون الجدد الحقيقة القتاصادية بشكل كلي ول السبب الحقيقي للتاضخم الذي جعلوا من مكافحتاه التابرير الرئيسي لصلحية‬
‫نظرياتاهم‪ ،‬حيث أن السبب الحقيقي للتاضخم يكمن في الخلل وعدم التاوازن الحادث بين الستاهلك والدخار) الستاثمار(‪ .‬فعند ارتافاع‬
‫الستاهلك بنفس معدلت الدخار فان النتااج ل يزيد بنفس معدلت الطلب على السلع والخدمات لنقص الستاثمارات‪ ،‬فيتاولد حينئذ‬
‫التاضخم‪ .‬وفى حالة ارتافاع الدخار الكلي على حساب النفاق على الستاهلك‪ ،‬فإن فائض الدخار ل يمكن أن يتاحول إلى استاثمارات‬
‫في مجال الصناعة والخدمات‪ ،‬نظرا لن الستاثمارات الضافية تاولد في تالك الحالة فائض إنتااج من السلع والخدمات ل يمكن استايعابها‬
‫لنخفاض الطلب الفعلى عليها‪ ،‬في تالك الحالة فإن المدخرات ستاتاحول تاجاه السواق التامويلية‪ .‬القاعدة في هذه السواق هي أنه في حالة‬
‫زيادة الطلب على السهم تارتافع أسعارها في الوقت الذي ل تارتافع فيه قيمتاها الفعلية‪ ،‬ومن ثم تاعاني السواق التامويلية في تالك الحالة من‬
‫تاضخم‪.‬‬
‫وينبع الخلل الرئيسى الحادث بين النفاق على الستاهلك ‪ /‬الدخار من عدة أسباب من أهمها‪:‬‬
‫أ ـ عدم التاوازن في تاوزيع عوائد الزيادة في النتااجية بين العمل ورأس المال‪ .‬وإذا كان هذا الخلل في التاوزيع لصالح العمل‪ ،‬فإن‬
‫القتاصاد يشهد زيادة في الطلب يؤدي إلى ظهور تاضخم حقيقي في القتاصاد ‪ .‬أما إذا كانت الستافادة الكبر من الزيادة في النتااجية‬
‫لصالح عوائد رأس المال فإن السواق التامويلية هي التاي ستاشهد حالة تاضخم‪.‬‬
‫ب ـ تازايد حالت الدخار الجباري مثل تازايد مبالغ صناديق المعاشات‪ ،‬أو تازايد حالت الستاهلك الجباري كما في حالت مكافآت‬
‫المعاش المبكر‪ ،‬حيث تاحدث الولى تاضخما في السواق التامويلية والثانية تاضخما داخل القتاصاد الحقيقي‪.‬‬
‫يؤدي التاضخم )المضاربة( الحادث في السواق التامويلية إلى ارتافاع في قيمة السهم بشكل يرفع أرباح تابادلها بشكل ملحوظ عن تالك‬
‫المتاولدة عن الستاثمارات التاقليدية‪ .‬قدم السوق التامويلي في تالك الحالة أربـاحـا عالية دون أن يكون خاضعا للضريبة في الكثير من‬
‫الحالت لينافس بذلك وبشكل غير عادل قطاع القتاصاد التاقليدى‪ ،‬وهو ما يبرر الصعوبات التاي تاواجهها الشركات المتاوسطة والصغيرة‬
‫في الدول المتاقدمة بالرغم من أنها تاقدم فرص كبيرة لسوق العمل‪.‬‬
‫ومن الثار السلبية للتاضخم الحادث في السواق التامويلية أن الشركة الطارحة أسهمها في البورصة تاجد نفسها مجبرة على رفع أرباح‬
‫أسهمها‪ ،‬وذلك لن القيمة الحقيقية للسهم تاعتامد على العلقة بين قيمة السهم وأرباحه الموزعة؛ فإذا كانت أرباح السهم الموزعة ل تازيد‬
‫مع زيادة قيمة السهم في البورصة فإن المستاثمرين سيتاوجهون نحو السهم التاي تاوزع أرباحا أعلى وهو ما سيؤدي إلى انخفاض قيمة‬
‫السهم المتاروكة أو المتاحول عنها ذات الربحية القل‪.‬‬
‫تاعمل آليات السواق المالية والتامويلية في المد القصير‪ ،‬وبالتاالى تاجد الشركات نفسها مجبرة على العمل بنفس الطريقة وهو ما يعتابر‬
‫مناقضا لكل قواعد الدارة القتاصادية الرشيدة المعروفة للجميع‪ .‬فمن أجل رفع أرباح السهم تاقوم الشركات بالتاخلص من العمالة ول‬
‫تارفع قيمة الرواتاب وتاخفض الستاثمارات ومخصصات البحث‪ ،‬وتالجأ الشركات لنقل النشاط للدول النامية وعندما ل تاجد الشركات ما‬
‫تافعله بعد ذلك تاقوم بتازوير الحسابات )مثال شركة إنرون المريكية(‪ .‬ل تاستاطيع الشركات الكبرى رفع حجم مبيعاتاها طالما كان حجم‬
‫الدخول المخصصة للستاهلك تاشهد ثباتاا في معدلت الزيادة أو تاراجعا فتالجأ للندماج عبر شراء الشركات المتاعثرة لتاكبر من حجمها‪،‬‬
‫وكثيراع ما تاستادين بما يفوق طاقتاها وكل ذلك من أجل إرضاء المساهمين وزيادة أرباح المدراء )وفقا للحصائيات فإنه منذ ثلثين عاما ل‬

‫‪19‬‬
‫كان دخل المدير في الشركات الكبرى المريكية يساوي ‪ 40‬مرة الموظف صاحب أقل دخل‪ ،‬وصلت تالك النسبة اليوم إلى ‪3000‬‬
‫ضعف(‪.‬‬
‫وعندما يصل التاضخم في سوق الوراق المالية إلى مستاوي معين يبدأ النهيار مع العديد من الزمات‪ ،‬والمثلة عديدة؛ المكسيك‪،‬‬
‫جنوب شرق أسيا‪ ،‬روسيا‪ ،‬البرازيل‪ ،‬الرجنتاين‪ ،‬تاركيا … الخ‪ .‬وعندما يبدأ المستاثمرون في سحب أموالـهم لتالفي الزمة و إنقاذ ما‬
‫يمكن إنقاذه‪ ،‬تانهار أسعار العملة الوطنية لينهار القتاصاد وتازداد البطالة والفقر‪ .‬وقد شهدت بورصات الدول المتاقدمة ذاتاها حالت من‬
‫التاصحيح الذاتاي المهمة منها على سبيل المثال حالة انهيار )القتاصاد الجديد( والذي ضاعت معه مدخرات صغار المستاثمرين‪ .‬بما أن‬
‫القتاصاد الحقيقي يعتامد بدوره على السواق المالية والتامويلية فقد تاأثر بذلك النهيار و من ثم معدلت التاشغيل والبطالة‪.‬‬
‫لقد أصبحت البنوك المركزية عاجزة عن التاحكم في الستاقرار النقدي نتايجة للمضاربة‪ ،‬وأصبحت السواق المالية هي التاي تاحدد رفع‬
‫أو خفض سعر الفائدة و في حالة عدم أتاباع ما تافرضه السواق المالية من قبل البنوك المركزية‪ ،‬فإنها ستادفع لنهيار قيمة العملة‬
‫الوطنية‪ .‬ومن ثم أصبحت الحكومات اليوم مجبرة على إتاباع تاعليمات السوق‪.‬‬
‫وفى الغالب والعم‪ ،‬فإن السواق المالية والتامويلية ليست خاضعة للضريبة ول يحكمها قوانين صارمة مثل تالك التاي تاحكم القتاصاد‬
‫الحقيقي‪ ،‬في حين أن هذا الخير مكبل بالضرائب والقوانين الصارمة‪ .‬وتاري الكثير من الحركات المضادة للعولمة أن المضاربة بكل‬
‫أنوعها على الصعيد العالمي هي النتااج الفعلى لسياسات العولمة المنفذة لنظريات الرأسمالية الجديدة التاي تابحث لرأس المال على أعلى‬
‫معدلت ربح حتاى لو كان ذلك على حساب النشاط النتااجي و الممارسات القتاصادية المنتاجة‪ ،‬وتاعد المضاربة على العملت من أهم‬
‫النشاطات في اقتاصاديات عصر العولمة )حوالى ‪ 1500‬مليار دولر في اليوم( وما تامثله من خطر على اقتاصاديات الدول وأثرها على‬
‫مستاويات البطالة والتاشغيل‪.‬‬
‫يستاطيع المضاربون على أسعار الصرف خلق أزمة في السواق المالية والستافادة منها في نفس الوقت‪ ،‬هذا بالضافة للفوائد الجمة‬
‫التاي قد تاعود عليهم من المضاربة على العملت‪ .‬وقد أدرك القتاصادي المريكي الشهير جيمس تاوبين والحاصل على جائزة نوبل‬
‫للقتاصاد خطورة المضاربة على العملت الوطنية من قبل‪ ،‬وأوضح مدي خطورتاها على اقتاصاديات الدول‪ ،‬وأقتارح حينئذ فرض نسبة‬
‫متاحصلة )عمولة( على كل عملية تابادل للعملة من أجل الحد من عملية المضاربة‪ .‬ويقتارح مؤيدو تالك العملية أن تاتاراوح النسبة بين‬
‫واحد من عشرة وواحد من مائة‪ ،‬على أن تافرض تالك العمولة أو الضريبة على عمليات المضاربة فقط التاي تاتاسم بالتاكرار و في الكثير‬
‫من الحالت بالبيع والشراء من وإلى العملة التاي يتام المضاربة عليها في نفس اليوم وبمبالغ كبيرة‪ .‬لكن لم يتابنى أحد ضريبة تاوبين‬
‫تاحت دعوى أن السوق ينظم نفسه تالقائيا ول يجب أن يتام أي تادخل خارجي في ميكانيزمات السوق‪ ،‬ولكن من بعد تاعاقب الزمات‬
‫المالية في دول العالم و لعب المضاربات دوراع كبيرا في تاعميق الزمة عادت من جديد الدعاوى من أجل تاطبيق ضريبة تاوبين على‬
‫عمليات المضاربة على العملة‪ ،‬وكان على رأس من نادي بذلك جريدة لوموند ديبلوماتايك الفرنسية ومنظمة أتااك الفرنسية )التاجمع من‬
‫أجل ضريبة على المبادلت المالية والنقدية لصالح مساعدة المواطنين(‪.‬‬
‫لن يقتاصر دور تالك الضريبة فقط على الحد من المضاربة بل سيمتاد لمساعدة المواطنين ذوى الدخل المحدود على تاحمل أعباء الحياة‪،‬‬
‫ويري المطالبون بتاطبيق هذه الضريبة أنه من خللـها يمكن محاربة الثار السلبية للعولمة‪ .‬فبجانب القدرة على الحد من المضاربة‬
‫على العملت وما لـها من أثار مدمرة على العمليات القتاصادية في الدول النامية يمكن تاوجيه جزء مهم من حصيلة الضريبة تالك إلى‬
‫الدول النامية لمساعدتاها على تالفي الثار السيئة للعولمة؛ حيث يمكن منح إعانات أو حتاى تاوجيه استاثمارات للدول التاي تاطبق نظام‬
‫الحد الدنى للجور على المستاوي القومى‪ ،‬أو تالك التاي تامنع عمالة الطفال وتالك التاي تاحتارم البيئة و تاحرز تاقدما في خفض نسب‬
‫التالوث ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫ويعارض البعض ضريبة تاوبين تاحت دعاوى صعوبة تاحصيلها‪ ،‬ولكن هذا غير صحيح حيث أن القائمين على عمليات تابادل العملة‬
‫يحصلون عمولة لصالحهم مع كل عملية تابادل للعملة‪ ،‬وهم قادرون على إضافة نسبة الضريبة لعمولتاهم كما أن التاقدم في تاكنولوجيا‬
‫المعلومات يتايح فرصة تاحصيل الضريبة وقت التافاوض على أسعار التابادل كما هو في حالة التافاوض على مبالغ كبيرة بين البنوك‬
‫ومكاتاب الصرافة‪ .‬ومن الممكن أن تاتانوع قيمة الضريبة بين الرتافاع والنخفاض وفقا لمدي النهيارات الحادثة في قيمة العملة‪ .‬ويحدد‬
‫ذلك البنك المركزي للدولة صاحبة العملة التاي يتام المضاربة عليها‪ .‬وتاعد هذه الضريبة وسيلة لمساعدة البنوك المركزية على إعادة‬
‫ل عن التادخل في أسواق التابادل باستاخدام رصيد تالك الدول من العملت الجنبية‪ ،‬ووقوعها في الكثير من‬ ‫التاوازن لسعر العملت بد ل‬
‫الحالت تاحت رحمة المنظمات التامويلية الكبرى وخروجها مدينة من كل أزمة نقدية‪.‬‬

‫ثالثا ـ بدايات حركة مناهضة العولمة‬


‫كان فشل مؤتامر كانكون ديسمبر ‪ 2003‬نقطة تاحول فاصلة فى حركة تاطور العولمة‪ ،‬حيث صدرت عناوين الصحف بعد مؤتامر‬
‫كانكون معلنلة فشل مؤتامر منظمة التاجارة العالمية‪ ،‬ووصل المر بالبعض إلى حد إعلن موت المنظمة‪ .‬وقد أرجعت الصحافة هذا‬
‫الفشل إلى فلحي الدول النامية والمنظمات الهلية غير الحكومية التاي اتاخذها الفلحون كمستاشارين لهم‪.‬‬
‫تاعتابر تالك التاعليقات الصحفية شديدة المبالغة كالعادة كما كان الوضع بعد مؤتامر سياتال الذي شهد تاعليقات أكثر إثارة‪ ،‬فمازال النظام‬
‫الرأسمالى في شكله الليبرالى الجديد يعمل بكفاءة ومازالت ضحاياه تازداد يوما من بعد يوم‪ ،‬ومازالت مجموعات الضغط لرجال‬
‫العمال )بالذات اتاحاد رجال العمال الوربيين( تادفع من أجل العودة للمفاوضات بشكل سريع‪.‬‬
‫لم يجتامع أعضاء اللجنة التاي تاقرر تاشكيلها من بعد مؤتامر الدوحة في مقر منظمة التاجارة العالمية منذ مؤتامر كانكون وهي اللجنة‬
‫المخولة بمناقشة البرامج التاي تاوقفت عندها في الدوحة‪ .‬وقد تارك لرئيس المجلس )مجلس ممثلي الدول العضاء في منظمة التاجارة(‬
‫السفير الوروجواني كارلوس بريز دي كاستايلو اتاخاذ اللزم من أجل إعادة بدء عملية المفاوضات على قرارات الدوحة‪ .‬والمعروف‬
‫أن الساس الذي تارتاكز عليه عملية المفاوضات هو إعلن ‪ 13‬سبتامبر ‪ ،2003‬والذي يلئم متاطلبات البلد الغنية على حساب بلدان‬
‫الجنوب‪ .‬أعلن دي كاستايلو في ‪ 16 - 15‬ديسمبر ‪ 2003‬في كانكون عن تاعثر المفاوضات و أتاساع الـهوية بين دول الشمال ودول‬

‫‪20‬‬
‫الجنوب‪ .‬وقد أكدت معظم دول الجنوب رفضها لعلن ‪ 13‬سبتامبر حول الزراعة حيث أنه ليس سوى نسخة منقحة من ذلك العلن‬
‫الذي صدر في ‪ 13‬أغسطس ‪ 2003‬حول الزراعة عقب اللقاء المشتارك بين ممثلي كل من الوليات المتاحدة المريكية و المجموعة‬
‫الوربية‪ ،‬وأن رغبة دي كاستايلو في أخذ هذا النص كنقطة انطلق تابدأ منها المفاوضات ل يقرب بين وجهات النظر‪ .‬وتاعد كذلك النقاط‬
‫الساسية التاي ينبع منها الصراع في وجهات النظر التاي يتاضمنها إعلن ‪ 13‬سبتامبر هي القطن و فتاح السواق أمام المنتاجات غير‬
‫الزراعية‪ ،‬وهي النقاط التاي أدخلت المفاوضات في نفق مسدود‪.‬‬
‫وعقب الجتاماع الوزاري لوزراء منظمة التاجارة العالمية فى سنغافورة من أجل أن يكون قاعدة المفاوضات التاالية بعد العام ‪،1999‬‬
‫برز تاعبير عناصر سنغافورة على العناصر التاي تام التاوصل إليها في هذا الجتاماع‪ ،‬والتاى يبلغ عددها أربعة عناصر )الستاثمارات ‪-‬‬
‫عقبات التابادل التاجاري‪ -‬المنافسة ‪ -‬أسواق المشروعات العامة(‪ .‬وقد سعت الدول المتاقدمة وبالذات التاحاد الوربي إلى التاحول‬
‫مباشرلة إلى التافاوض على النص المقدم دون الخوض في مناقشات مطولة عنه‪ .‬ولكن رفضت بشدة الدول الخذة في النمو رفضا باتاا‬
‫مبدأ الحد من حريتاها في دعم الشركات المحلية العاملة داخل اقتاصادها الوطني فيما يخص المشروعات العامة ومنحها الولوية عن‬
‫الشركات الجنبية‪ ،‬وهو أمر غير ممكن في حالة تاطبيق بند عناصر سنغافورة الخاص بسوق المشروعات العامة‪ ،‬الذى ينص على‬
‫التاعامل مع الشركات الجنبية بنفس أسلوب التاعامل مع الشركات الوطنية فيما يخص المشروعات العامة‪.‬‬
‫وقد ادعى التاحاد الوربي المرونة في مواجهة هذا المطلب معلنا استاعداده للتافاوض بشكل منفصل على كل عنصر من عناصر‬
‫سنغافورة‪ ،‬وهو ما ل يعني التانازل عنها و يتاماثل مع ما طرحه دي كاستايلو في تاناول عنصرين فقط من العناصر الربع‬
‫المطروحة)تاسهيل عملية التابادل ‪ -‬سوق المشروعات العامة( بشكل منفصل عن العنصرين الخرين )الستاثمارات ‪ -‬المنافسة ( مع‬
‫ل ‪ .‬لكن المشكلة تاكمن في أن المفاوضات المنفصلة تالك ستاتام عبر ما يعرف بالمفاوضات الجماعية‬ ‫دراسة كيفية التافاوض فيهما مستاقب ل‬
‫)مفاوضات تاشتارك فيها الدول التاي تارغب في المشاركة وتاكون النتاائج ملزمة لكافة العضاء(‪ .‬بهذا يسعى التاحاد الوربي إلى تاحقيق‬
‫ما يرغب فيه على مرتاين‪ ،‬وقد أيدت كل من كندا والوليات المتاحدة وسويسرا هذا القتاراح الذي عرف باسم ) ‪ .(2 +2‬ولكن الدول‬
‫الخذة في النمو )الصين ‪ -‬الـهند ‪ -‬نيجيريا ‪ -‬جنوب أفريقيا ‪ -‬والبلدان الكثر فقرا( قدمت نصا تاطالب باستامرار النقاش حول ثلثة‬
‫من العناصر الربعة‪ ،‬مع المطالبة بالمزيد من التاوضيحات حول العنصر الرابع ورفضوا رفضا باتاا مناقشة العناصر بشكل جماعي‬
‫حيث أن منظمة التاجارة العالمية وفقتا لميثاقها منظمة متاعددة الطراف‪ ،‬وبالتاالى يجب أن تاتام المناقشة والتافاوض بمشاركة كل‬
‫الطراف‪.‬‬
‫لم يتام التاوصل لنتاائج إيجابية خلل كانكون حيث لم تاحل المشاكل المعلقة‪ ،‬إل أن مؤتامر كانكون أثبت أن الدول النامية تاسعى إلى تاوحيد‬
‫صفوفها للصمود أمام ضغوط الدول الغنية بالرغم من تاناقض مصالح الدول النامية في بعض الحالت وتاباين مستاويات النمو‬
‫القتاصادي فيما بينها‪.‬‬
‫لم تاعد مقاومة العولمة محصورة على الحركات الجماهيرية التاي تاملئ الشوارع وشاشات نشرات الخبار والصحف عند عقد كل‬
‫اجتاماع من اجتاماعات منظمة التاجارة العالمية أو اجتاماعات ديفوس‪ ،‬بل أصبحت هناك مجموعات تاتاشكل داخل المنظمة نفسها وهي‬
‫مجموعات ل تاعتامد الساس الجغرافي أو مستاوي التاطور القتاصادي كمنطلق لها‪ ،‬بل أنها تاجتامع على تاشابه المواقف تاجاه قضايا‬
‫وملفات بعينها مثال مجموعـــة )جي ‪ (20‬في مواجهة ملف الزراعة وعناصر سنغافورة و مجموعة )جي ‪ (90‬في مواجهة ملف‬
‫القطن والمواد الغير زراعية‪ ،‬وذلك من أجل تاشكيل قوة في مواجهة ضغوط الوليات المتاحدة والتاحاد الوربي‪.‬‬
‫لم تاقم تالك المجموعات الجديدة المشكلة حول ملفات بعينها بإضعاف التاكتالت القديمة الموجودة على أسس سياسية وجغرافية مثل تاجمع‬
‫البلدان الفريقية و تاجمع بلدان الكاريبي و المحيط الـهادي أو تاجمع البلدان الكثر فقرما‪ ،‬بل على العكس شاركت تالك التاجمعات في‬
‫مناقشات و مداولت مجموعات جي ‪ 20‬وجي ‪ 30‬من اجل صياغة موقف مشتارك‪.‬‬
‫وبالرغم من أن وسائل العلم في كل من الوليات المتاحدة و أوربا أعلنت مرارا عن تافكك تالك المجموعات وعدم فاعليتاها لعدم إجماع‬
‫أعضائها على موقف مشتارك‪ ،‬ولكن الواقع الفعلى اثبت أن المناقشات في داخل قلب تالك المجموعات التاي تامت قبل انعقاد جلسات ‪-15‬‬
‫‪ 16‬ديسمبر ‪ 2003‬دعمت موقف مجموعات جي ‪ 20‬وجي ‪ ،30‬حيث أعلنت المجموعات رغبتاها في التافاوض و لكن دون الخضوع‬
‫لي ضغوط كانت من قبل الدول الكبرى ‪ .‬رهنت الوليات المتاحدة المريكية و أوربا العودة للمفاوضات بما سمتاه بمرونة الدول‬
‫الخذة في النمو فيما يخص ملفات )الزراعة ‪ -‬عناصر سنغافورة ‪ -‬المنتاجات غير الزراعية(‪ .‬يعنى ذلك من وجهة نظر الوربيين‬
‫تاوقف الدول المعنية عن العتاراض على مشروع العلن الوزاري المقدم في كانكون‪ ،‬وأعلنوا على استاعدادهم للعودة للمفاوضات‬
‫بشرط الخضوع لمتاطلباتاهم‪.‬‬
‫يجمع تاجمع جي ‪ 90‬العديد من الدول الخذة في النمو وهي الدول التاي تاعارض التافاوض على عناصر سنغافورة‪ ،‬أنضم للمجموعة في‬
‫بداية تاجمع كانكون حوالى أربعين دولة ثم أصبح سبعين حتاى وصل مع نهاية المؤتامر إلى ‪ 90‬دولة‪ ،‬طالبوا بسحب عناصر سنغافورة‬
‫من أجندة منظمة التاجارة العالمية وأل يتام التافاوض حولـها‪.‬‬
‫تاكونت مجموعة جي ‪ 20‬من أجل حماية مبادئ حرية التابادل من قبل أعضاء منظمة التاجارة العالمية‪ ،‬ومن أجل أن تاحتارم تالك المبادئ‬
‫في مجال الزراعة من قبل الجميع بما فيهم الوليات المتاحدة المريكية والدول الوروبية‪ ،‬وقد قدمت مجموعة العشرين العديد من‬
‫القتاراحات البديلة‪ ،‬و تامثل مجموعة العشرين حوالى نصف سكان العالم وحوالى ‪ %63‬من فلحينه حيث نجد بين أعضائها دول مثل‬
‫جنوب أفريقيا ‪ -‬الرجنتاين ‪ -‬البرازيل ‪ -‬الصين ‪ -‬الـهند ‪ -‬بوليفيا ‪ -‬باراجواي ‪ -‬باكستاان‪ .‬اثبت مؤتامر كانكون أن وجود‬
‫ل مضادا لمشروعات العالم المتاقدم في السيطرة على اقتاصاديات العالم عبر منظمة التاجارة العالمية‬ ‫مجموعات المقاومة تالك تامثل ثق ل‬
‫وأنها قادرة على الصمود في مواجهة كل أنواع الضغوط‪.‬‬
‫ولول مرة منذ إنشاء منظمة التاجارة العالمية تاتاكون في داخلها قوي تامنع تاحقيق خيارات مجموعة الدول الغنية ) كندا ‪ -‬الوليات‬
‫المتاحدة ‪ -‬المجموعة الوربية ‪ -‬اليابان(‪ .‬بالتاأكيد يعكر هذا التاجمع صفو الدول الغنية التاي ل تارغب في مشاركتاها في صنع القرار‬
‫وتاقسيم خريطة العالم اقتاصاديا‪ ،‬مهما كانت ادعاءاتاها بالمرونة والرغبة في الحوار وتابادل وجهات النظر‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وبعيدا عن المرونة الوربية المفتاعلة والتاي هي في الصل موجهه إلى الصحف ووسائل العلم‪ ،‬جاءت نهاية مؤتامر كانكون ببعض‬
‫الخبار السعيدة متامثلة في )شرط السلم( الذي انتاهي مع نهاية عام ‪ .2003‬ينص شرط السلم هذا على عدم تاقديم شكاوى من قبل‬
‫الدول التاي تاحتارم قواعد المنظمة فيما يخص الزراعة ضد الدول التاي تاخرق تالك القواعد وهم بالتاحديد الوليات المتاحدة والتاحاد‬
‫الوربي‪ .‬يعد هذا الخبر من الخبار السارة للدول الخذة في النمو التاي طالما عانت من مخالفات الدول الكبرى‪ ،‬وقد حاولت تالك الدول‬
‫بدورها مد العمل بهذا الشرط فيما بعد عام ‪ 2005‬ولكنهم لم ينجحوا في هذا‪.‬‬
‫طرحت الوليات المتاحدة المريكية التاي يتاهمها التاحاد الوربي بموقف سلبي داخل المنظمة مشروعا جديدا قدمه وزير التاجارة‬
‫المريكي روبرت زويليك يعلن فيه أن الوليات المتاحدة تاحاول تالفي أن يكون ‪ 2004‬عاما ضائعا على منظمة التاجارة العالمية‪،‬‬
‫واقتارح تاركيز الجهود الرئيسية على ثلثة موضوعات هي‪ :‬الزراعة )والتاي يضم إليها القطن( والمنتاجات غير الزراعية وقطاع‬
‫الخدمات‪.‬‬
‫وعلى عكس التافاق المريكي الوربي السابق يقتارح البيان المريكي أولوية التافاوض على ملف الزراعة على أن يحدد تااريخا لوقف‬
‫دعم المنتاجات الزراعية من قبل الحكومات من أجل تاصديرها‪ ،‬كما أنه يطالب بإدخال القطن مع ملف الزراعة و ليس مع المنتاجات‬
‫الغير زراعية‪ .‬ويري المشروع المقدم من قبل الوليات المتاحدة المريكية أن المفاوضات حول ملف الزراعة يجب أن تاسبق التافاوض‬
‫حول أسواق السلع الغير زراعية‪ .‬ويقتارح المشروع أيضا أنه البحث عن معادلة لعفاء المنتاجات الصناعية من الجمارك تادريجيا‬
‫بحيث تاكون العفاءات مرنة بالشكل الذي يستافيد منه الجميع‪ ،‬على أن تاختافي الجمارك على البضائع في غضون ‪ 15‬ـ ‪ 20‬عاما‪.‬‬
‫فيما يخص قطاع الخدمات‪ ،‬يؤيد وزير التاجارة المريكي القتاراح المقدم من ‪ 40‬دولة أن تاتام مشاركة باقي العضاء من الدول‬
‫المتاقدمة والدول الخذة في النمو‪ ،‬وأن تاحدد قطاعات الخدمات التاي تاحقق التاكامل والتاناسق بين الدول المتاقدمة في مجال الخدمات‪.‬‬
‫فيما يخص عناصر سنغافورة‪ ،‬فيقتارح زويليك التافاوض فقط حول بند تاسهيل عملية التابادل والذي وفقا لوجهة نظره ليس إل امتاداد‬
‫لعمليات فتاح السواق أمام المنتاجات‪ .‬أما المفاوضات حول أسواق المشروعات العامة فإنه يقتارح التافاوض حولها )تافاوضا جماعيا(‬
‫وليس تافاوضا متاعدد الطراف يجمع كل أعضاء المنظمة‪ ،‬أو إلغاء المفاوضات حولها وضمها لملف الستاثمارات والمنافسة‪ ،‬مع‬
‫الدعوة لمؤتامر قادم في هونج كونج لمتاابعة عمليات المفاوضات‪.‬‬
‫يعد هذا الخطاب شديد الذكاء حيث أنه يحاول مع مرونتاه الشديدة أن يتالشى المفاوضات متاعددة الطراف التاي ل يوافق عليها‬
‫الكونجرس المريكي‪ ،‬وبالتاالى فإنه يحاول أن يرضي طموح بعض الدول الخذة في النمو ليمرر التافاوض الجماعي )كما سبق‬
‫وأوضحنا هو تافاوض تاشتارك فيه الدول الراغبة في المشاركة فقط على أن تاكون قراراتاها ملزمة للجميع(‪ .‬يزيد الموقف المريكي‬
‫المرن من عزلة المجموعة الوربية التاي بالتاأكيد ستاسعى للرد بمقتارح جديد يضمن لها مصالحها ‪.‬‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------‬‬

‫وثيقة مدعومة من قابل ‪URFIG‬‬


‫خاصة بالعولمة‬

‫عولمة ماذا ؟ كيف ؟ لمن ؟‬


‫الدكتاور جوزف عبدال‬
‫والشبكة الكيبكية لندماج القارة )الميركية(‬

‫)‪Réseau Québécois sur l'Intégration Continentale (RQIC‬‬

‫التاهميش‪ :‬جوزف عبدال‪" ،‬عولمة ماذا؟ كيف؟ لمن"‪ ،‬وثيقة مدعومة من قبل ‪ ،URFIG‬منشورة على موقع‪:‬‬
‫‪http://www.urfig.org/sout-ar-glob-abdallah-rqic-gd.htm‬‬

‫‪22‬‬
‫مقدمات‬

‫‪ -‬في تاعريف العولمة‬

‫‪ -‬ما هي النيوليبرالية ؟‬

‫أولل ‪:‬ا قاوى العولمة‬

‫‪-‬الشركات المتاعددة الجنسية‬

‫‪-‬المؤسسات القتاصادية العالمية‬

‫‪-‬الحكومات‬

‫‪-‬الحركات الجتاماعية‬

‫ثانيا‪:‬ا أدوات العولمة‬

‫‪-‬اتافاقيات التابادل الحر‬

‫‪-‬المناطق الحرة‬

‫‪ -‬برامج إعادة الهيكلة‬

‫ثالثا‪:‬ا نتائج عولمة السواق‬

‫رابعا‪:‬ا مقاومة عولمة السواق‬

‫ملحق‪ :‬منتادى دافوس‬

‫تامهيد‬

‫الشبكة الكيبكية لندماج القارة )الميركية(‪ :‬نشأت الشبكة الكيبكية لندماج القارة )الميركية( ‪Réseau Québécois sur‬‬
‫‪ l'Intégration Continentale RQIC‬منذ العام ‪ .1994‬قامت بتاطوير صلتاها ومبادلتاها مع شبكات مشابهة في كندا والمكسيك‬
‫ل‪ ،‬ثم وسعت صلتاها‪ ،‬منذ فتارة قريبة‪ ،‬مع شبكات في البرازيل وتاشيلي والبيرو وأميركا الوسطى‪.‬‬ ‫والوليات المتاحدة الميركية‪ ،‬أو ل‬
‫تاضم الشبكة منظمات نقابية وشعبية‪ ،‬مهتامة بالتاعاون العالمي وبالقضايا المحلية والبيئية‪ ،‬ومجموعات للبحاث‪ .‬ولقد نشأت‪ ،‬منذ بضع‬
‫سنوات‪ ،‬تاكتالت في القارة )الميركية( لنقد المقاربة التاجارية لندماج البلدان الميركية‪ .‬تاقتارح هذه التاكتالت رؤية بديلة لتانمية البلدان‬
‫الميركية‪ ،‬قائمة على وضع قوانين للحقوق الجتاماعية وحقوق العمال وحقوق النسان‪ ،‬وعلى الديمقراطية والمشاركة‪ ،‬وحماية البيئة‪،‬‬
‫وكذلك إزالة الفقر‪.‬‬

‫إن لرجال العمال الميركيين‪ ،‬منذ البداية‪ ،‬منتاداهم‪ :‬منتادى رجال العمال في أميركا‪ .‬فعلى المنظمات الجتاماعية والمدنية‪ ،‬من كل‬
‫النواع‪ ،‬نقابية وشعبية ومحلية‪ ،‬أن تاؤسس منتاداها الجتاماعي والشعبي‪ ،‬على مستاوى القارة الميركية‪.‬‬

‫برنامج الشبكة‪ :‬تاضم الموضوعات الساسية لبرنامج الشبكة العناصر التاالية‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫الدقرطة‪ :‬تاشجيع المشاركة الديمقراطية لمنظماتانا ومواطنات ومواطني كيبك في النقاشات حول اندماج القارة )الميركية(‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحول اتافاقيات التابادل الحر‪.‬‬

‫إعادة المفاوضات‪ :‬تاشجيع إعادة المفاوضات حول اتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا الشمالية ‪ ALENA‬لقرار‬ ‫‪-‬‬
‫إجراءات ملئمة لنمو المجتامعات‪ :‬اجتاماعيا وثقافيا وديمقراطيا وبيئيا‪ .‬كما يجب إدراج إجراءات تاعويضية لصالح المكسيك‪ ،‬لتارسيخ‬
‫العدالة والديمقراطية‪ ،‬وكذلك لصالح البلدان القل تاطورا بشكل عام‪.‬‬

‫المنتادى الجتاماعي لميركا‪ :‬التاعاون مع الشبكات والمنظمات في القارة )الميركية( لقامة هذا المنتادى والمشاركة‬ ‫‪-‬‬
‫في نشاطه‪ ،‬لمواجهة السياسات النيوليبرالية‪ ،‬وليكون قادرا على تاحقيق الطموحات الجتاماعية والثقافية والبيئية والديمقراطية‪.‬‬

‫تاضامن القارة )الميركية(‪ :‬تاشجيع الصلت وتابادل النشاط بين المنظمات الجتاماعية الكيبكية ومنظمات باقي‬ ‫‪-‬‬
‫البلدان الميركية‪.‬‬

‫نشاط الشبكة المزدوج‪ :‬يتاجه نشاط الشبكة وجهتاين‪ .‬الولى دولية‪ ،‬وهدفها تاوسيع التاضامن على مستاوى كل البلدان الميركية‪ .‬والثانية‬
‫داخلية‪ ،‬هدفها تاشجيع التادريب والعداد لفهم البعاد الجتاماعية لندماج السواق‪ .‬وفي سياق هذه الوجهة الثانية يندرج هذا الدليل‪.‬‬

‫مقدمات‬

‫في التعريف‪:‬ا عبارة "العولمة" هي الكلمة العربية الكثر رواجا من بين عدة عبارات غرضها الشارة إلى ظاهرة تاوحيد العالم‪.‬‬

‫هدف هذه المقالة تاسهيل فهم العولمة‪ .‬ل شك بأن العولمة عملية معقدة وشاملة تانطوي على مجموعة متاشابكة من العناصر المتانوعة‪،‬‬
‫القتاصادية والسياسية والجتاماعية والفكرية‪ .‬هذه العناصر المتانوعة تاتاحرك وتاؤثر في تاحقيق عملية العولمة‪ ،‬بطريقة متازامنة تاقريبا‪.‬‬
‫قد يبرز أحيانا واحد من هذه العناصر‪ ،‬ولكن بروزه هذا ل يلغي فعل العناصر الخرى التاي تاكون حركتاها ضمنية‪ ،‬وغير مرئية‪.‬‬

‫وإذا كانت العولمة كما تاحصل حاليا‪ ،‬وتانتاشر حولنا وفينا وفي كل مكان من العالم تاقريبا‪ ،‬تامليها بشكل أساسي متاطلبات ناشئة في ميدان‬
‫القتاصاد العالمي‪ ،‬فذلك لن هذه العولمة إنما تاديرها قوى اقتاصادية تاخطط لتاحقيق ستاراتايجياتاها القتاصادية الخاصة بها‪ .‬وهذه‬
‫الستاراتايجيات نفسها تاعتامدها سلطات سياسية ومنظمات متانوعة فتاـقرها وتاشرعها في مجال عملها‪ .‬كما أن إقرار هذه الستاراتايجيات‬
‫من قبل السلطات السياسية إنما يعني مشاركة القوى الجتاماعية التاي تاعبر عنها هذه السلطات السياسية في صنع عملية العولمة‪ ،‬مع ما‬
‫ينطوي عليه ذلك من انعكاس لهذه العولمة على باقي الفئات الجتاماعية‪ .‬ول تاحصل هذه العولمة بمعزل عن انتااج فكري لتابريرها‪.‬‬
‫فمنذ عقدين من الزمن تاقريبا ظهرت الفكار الساسية التاي تادعم وتابرر العولمة‪ ،‬وهي الفكار التاي ععرفت باسم ايديولوجيا‬
‫ال"نيوليبرالية" )‪ :(Néolibéralisme‬الليبرالية الجديدة‪.‬‬

‫ما هي النيوليبرالية؟‬

‫تاعود النيوليبرالية في أصلها‪ ،‬كما يشير اسمها )ليبرالية جديدة( إلى الليبرالية‪ .‬والليبرالية هي ايديولوجيا )وتايار فكري اقتاصادي ‪-‬‬
‫سياسي( لعب الدور الساسي في ظهور وتاطور الرأسمالية‪ ،‬كنظام اقتاصادي واجتاماعي وسياسي‪ .‬والفكرة المركزية في الليبرالية‬
‫تاعتابر أن من شأن السوق‪ ،‬لوحدها فقط‪ ،‬وبدون تادخل أي جهة كائنا ما كانت‪ ،‬أن تاؤمن تاوزيع الثروات والخدمات‪ ،‬وتاوفير الستاثمار‬
‫والتانمية‪ .‬وعليه فحرية السوق هي ضمانة التاقدم والتاطور‪ .‬وتام التاعبير عن هذه الحرية بشعار "دعه يعمل‪ ،‬دعه يمر"‪ .‬وهذه الحرية‬
‫الضامنة للتاقدم يقوم جوهرها على قدرتاها على ضبط التاوازن بين العرض والطلب‪ .‬وإذا لم تاتاوفر هذه الحرية للسوق فل يمكن بلوغ‬
‫التاوزيع الفضل للمداخيل بين عناصر النتااج‪ ،‬أي بين العمل والرأسمال‪ ،‬وفق حرية العرض والطلب‪.‬‬

‫ولكن تااريخ تاطور الشعوب أثبت أن الليبرالية لم تاكن الحل الفضل لتاطور المجتامعات‪ .‬فالمآسي الهائلة التاي أصابت البشرية‪ ،‬حتاى في‬
‫أكثر المجتامعات اعتامادا على الليبرالية‪ ،‬دفعت‪ ،‬خاصة بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬بالحكومات الكثر اعتامادا على القتاصاد الليبرالي‬
‫وبكبرى المنظمات الدولية إلى مراكمة تادخل الدولة في النشاط القتاصادي وتاقييد حرية حركة السوق‪ .‬وبدل حرية "السوق" و"العرض‬
‫والطلب" صارت الحكومات تاتادخل‪ ،‬باضطراد‪ ،‬في ضبط العمليات القتاصادية‪ :‬تاحديد مدة يوم العمل )عدد ساعات العمل في اليوم(‪،‬‬
‫تاحديد الجر‪ ،‬الضمان الصحي‪ ،‬الفرص‪ ،‬حق التانظيم النقابي‪ ،‬التاظاهر…‪ ،‬جملة واسعة من الجراءات التاي فرضتاها الحكومات في‬
‫تانظيم النشاط القتاصادي‪ ،‬وتاقييد حرية السوق‪ .‬بالطبع لم يكن ذلك ليحصل لول نضال الطبقات والفئات الجتاماعية التاي انعكست عليها‬
‫حرية السوق الليبرالية أضرارا وويلت اجتاماعية فادحة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وبعد حوالي نصف قرن من تادخل الحكومات في حركة السوق قامت الشركات القتاصادية الكبرى تاعضدها بعض الحكومات بإعادة‬
‫النظر بستاراتايجيات التادخل الحكومي‪ ،‬وعمدت إلى تاوحيد صفوفها وتاوسيعها من أجل العمل على إلغاء سياسات التادخل الحكومي التاي‬
‫تاعدل من حدة سيطرة السوق على حياة المجتامعات‪ .‬وكانت بريطانيا‪ ،‬في ظل حكومة المحافظين برئاسة تااتاشر )في العام ‪،(1979‬‬
‫ومن ثم الوليات المتاحدة الميركية )‪ ،(1980‬مع وصول ريغان إلى سدة الرئاسة‪ ،‬أول من اعتامدا ستاراتايجيا النيوليبرالية‪.‬‬

‫ثلثة محاور متاكاملة اعتامدتاها النيوليبرالية‬

‫تاحرير أسعار جميع السلع )منتاوجات وخدمات( التاي كانت تاحددت سابقا انطلقا من معايير سياسية أو اجتاماعية‪ ،‬وذلك بقررات سياسية‬
‫اتاخذتاها الحكومات بعد نضالت اجتاماعية وسياسية متاعددة‪ .‬بيد أن النيوليبرالية تاعمل على خط تاحرير هذه السعار من أي ضوابط‬
‫خارجة عن حرية السوق ومعادلة العرض والطلب‪ .‬وتانادي النيوليبرالية بأن يشمل تاحرير السعار الخدمات العامة كالتاعليم والصحة‬
‫والنقل‪ ،‬وكذلك بعض الخدمات التاي تاقدمها الدولة )جزئيا أو كليا(‪ ،‬أو السلع التاي تادعم الدولة أسعارها…‬

‫الخصخصة‪ :‬وهي عملية نقل ملكية مؤسسات إنتااج )أو تارويج( بعض السلع والخدمات من القطاع العام إلى القطاع الخاص‪ .‬وكثيرا‬
‫ما يستالزم المر القيام بتاعديلت دستاورية للغاء ملكية المجتامع‪ ،‬تالك الملكية العامة المنصوص عليها في الدستاور )الثروات الجوفية‪،‬‬
‫الملك العامة والمشاعية(‪.‬‬

‫إعادة النظر بدور الدولة‪ :‬ويكون ذلك‪ ،‬من جهة أولى‪ ،‬بإلغاء دورها في المهام الجتاماعية والقتاصادية التاي تاقوم بها الحكومات‪ .‬وذلك‬
‫عن طريق تاخفيض وإلغاء السياسات والبرامج الجتاماعية‪ ،‬أي تالك الجراءات اليلة إلى تاخفيض وإلغاء ما تاقدمه الدولة والمؤسسات‬
‫النتااجية من مساعدات وإعانات للمواطنين في ما يعرف باسم الحماية الجتاماعية‪ .‬ويكون ذلك بتافكيك وتاعديل وإزالة المؤسسات أو‬
‫القوانين التاي تاقوم بدور تانظيم شروط العمل )معايير العمل‪ ،‬الحد الدنى للجور‪ ،‬مدة العمل…( أو تاقوم بتانظيم ومراقبة إجازات‬
‫الستاثمار وشروطه‪ ،‬وحماية الثروات العامة والبيئة… ومن جهة ثانية‪ ،‬تاعتابر النيوليبرالية أن تاوسيع السواق وجعلها ميدانا عالميا‬
‫متاحررا من القيود القومية وحدود الدول يستالزم إعادة النظر بدور الدولة أيضا‪ .‬وبالتاالي يجب التاحرر من كل السياسات التاي تاعيق‬
‫حرية تاوسيع السواق وتاطويرها‪ ،‬وذلك يكون بسلسلة من الجراءات ليس أقلها إلغاء الحواجز الجمركية واعتاماد سياسات الجواء‬
‫المفتاوحة… ولكن النيوليبرالية تابقي على عاتاق الحكومات ضرورة التادخل في ميدان محدد هو ميدان المشاريع المتاعلقة بتاأمين البنية‬
‫التاحتاية اللزمة لتاطوير حركة السوق‪ :‬الطرق والمرافئ والمطارات‪ ،‬أبحاث التانمية…‪ ،‬مما يعني المحافظة على دور الدولة في خدمة‬
‫حركة السوق الرأسمالية العالمية‪.‬‬

‫أولل‪:‬ا قاوى العولمة‪:‬ا‬


‫)‪ (1‬الشركات المتاعددة الجنسية أو العابرة للقوميات‪ (2) ،‬المؤسسات القتاصادية العالمية‪ (3) ،‬الحكومات‪ (4) ،‬الحركات الجتاماعية‬

‫الشركات المتاعددة الجنسية أو العابرة للقوميات )‪ :(multinationales, transnationales, CTN‬لعل أهم ظاهرة شهدتاها نهاية‬
‫القرن هي ظاهرة تاعدد قومية المؤسسات القتاصادية الواحدة‪ ،‬أو انتاشارها واشتاغالها عبر قوميات متاعددة‪ .‬دفعت الشركات المتاعددة‬
‫القوميات بالخطوات الساسية لنشوء العولمة‪ ،‬وذلك من خلل قيامها هي نفسها بعولمة عمليات انتااجها وتاوزيعها‪ .‬وفي سياق ذلك‬
‫دفعت هذه الشركات بالحكومات إلى اعتاماد قوانين وتاشريعات هدفها جعل السوق هي المسؤولة عن انتااج وتاوزيع الثروات العامة‪.‬‬

‫ثمة اليوم في العالم حوالي ‪ 40000‬شركة متاعددة الجنسية‪ ،‬منها ‪ 4000‬آلف فقط في البلدان القل تاطورا‪ .‬ويفوق الوزن القتاصادي‬
‫لهذه الشركات وزن بعض البلدان المتاطورة‪ .‬ففي العام ‪1968‬كانت شركة جنرال موتاورز )‪ ،(General Motors‬وهي في المرتابة‬
‫‪ ،18‬تافوق بقدرتاها القتاصادية ألمانيا الشرقية وبلجيكا وسويسرا‪ .‬وفي العام ‪ ،1982‬كانت شركة كاناديان باسيفيك )‪Canadian‬‬
‫‪ (Pacifique‬تاساوي نيوزيلندا بحجم أعمالها البالغ ‪ 12.3‬مليار دولر‪ .‬وفي العام ‪ ،1993‬كانت شركة إكسكون )‪ ،(Exxon‬بمبيعاتاها‬
‫السنوية البالغة ‪ 111‬مليار دولر أميركي‪ ،‬تاملك ثروة تاعادل ثلث أضعاف الناتاج الخام ليرلندا‪.‬‬

‫ل تاقتاصر أهمية هذه الشركات على وزنها القتاصادي فحسب‪ ،‬بل تاعود أهميتاها أيضا إلى وزنها السياسي‪ .‬ويتاعاظم بسرعة التادخل‬
‫المباشر لمجموعات وجمعيات رجال المال والعمال‪ ،‬كمستاشارين‪ ،‬في المفاوضات التاي تاجري على المستاوى الدولي والقليمي‪.‬‬
‫ويتاجلى هذا الدور والتاأثير في المؤسسات العالمية لرجال العمال‪ ،‬مثل غرفة التاجارة العالمية‪ ،‬وفي المنظمات القليمية والمحلية‪ .‬كما‬
‫‪25‬‬
‫تاظهر هذه الهمية في المجموعات الضاغطة‪ ،‬ومراكز التاوجيه القتاصادي والسياسي‪ :‬مؤسسات النتااج الفكري والدراسات‬
‫والبحاث…‬

‫المؤسسات القتاصادية العالمية‪ :‬تالعب بعض المؤسسات والمنظمات القتاصادية العالمية والقليمية دورا كبيرا في مسار العولمة‬
‫الراهنة‪ .‬وهذا ما يطرح علينا إفراد موقع خاص بها في إطار فهم العولمة‪ .‬ولفهم أهمية هذه المؤسسات ل بد لنا من وضع لئحة شاملة‬
‫بها‪ .‬يأتاي في رأس هذه اللئحة بعض أكبر المنظمات القتاصادية العالمية‪ ،‬مثل البنك الدولي لعادة البناء والتانمية )‪Banque‬‬
‫‪ (Internationale de Reconstruction et de Développement BIRD‬وغيره من الجهزة المعروفة باسم البنك الدولي )‬
‫‪ (Banque Mondiale BM‬وصندوق النقد الدولي )‪ ،(Fonds Monétaire International FMI‬وقد تاأسس هذان الجهازان‪ ،‬في‬
‫العام ‪ ،1944‬إثر مؤتامر بريتاون وود )‪ ،(Bretton Woods‬وكذلك منظمة التاجارة العالمية )‪Organisation Mondiale du‬‬
‫‪ (Commerce OMC‬التاي تاأسست عام ‪ 1994‬لتاحل مكان منظمة الغاة )‪ (GATT‬التاي نشأت عام ‪.1944‬‬

‫تاأتاي‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬منظمات اقتاصادية إقليمية‪ ،‬يقتاصر نشاط البعض منها على قارة معينة أو إقليم ما‪ .‬مثل لجنة المم المتاحدة الخاصة‬
‫بأميركا اللتاينية والكاراييب ) ‪ (Commission pour l'Amérique Latine et la Caraїbe CEPALC‬وبنك التانمية عبر أميركا‬
‫)‪ (Banque Iteraméricaine de Développement BID‬اللذان يلعبان كلهما دورا فاع ل‬
‫ل في عملية تاوحيد المناطق الميركية‪.‬‬

‫أخيرا ثمة منظمات اقتاصادية إقليمية تاجمع بلدانا تاتاصف بتاجاذبات اقتاصادية موضوعية‪ ،‬على قاعدة القدرات القتاصادية‪ ،‬كما هي حال‬
‫منظمة التاعاون والتانمية القتاصادية )‪(Organisation de Coopération et de Développement Economique OCDE‬‬
‫التاي تاضم ‪ 29‬عضوا منهم ‪ 27‬من أكثر البلدان تاطورا‪ ،‬بالضافة إلى تاركيا والمكسيك‪ .‬ويجب أن نضيف إلى ذلك مجموعة‪ ،‬هي‬
‫ليست منظمة بالمعنى الحرفي للكلمة‪ ،‬ولكنها تالعب دورا محددا في تاعيين مسار اقتاصاد سياسي مشتارك بين المشاركين في مؤتامراتاها‬
‫السنوية‪ ،‬نقصد بذلك لقاءات السبعة الكبار )‪ ،(G-7‬أي مجموعة البلدان السبعة الكثر تاطورا التاي تاضم أحيانا مندوبا عن التاحاد‬
‫الوروبي والرئيس الروسي‪ ،‬وهذا ما يجعلها مجموعة الكبار السبعة ‪ ،(G-7 + 2) 2 +‬وأحيانا الثمانية الكبار )‪.(G-8‬‬

‫بالضافة إلى هذه المنظمات القتاصادية الطابع‪ ،‬ثمة سلة واسعة من المنظمات طابعها سياسي‪ ،‬وتالعب دورا كبيرا في مسار العولمة‪.‬‬
‫في طليعتاها تالك المنظمة الكونية‪ ،‬منظمة المم المتاحدة )‪ ،(Organisation des Nation Unies‬وجملة منظمات إقليمية مثل منظمة‬
‫الدول الميركية )‪ .(Organisation des Etats Américains OEA‬وثمة أيضا أجهزة واسعة التاأثير ليس لها سمات المنظمة‪،‬‬
‫ولكنها عبارة عن ملتاقيات دورية أو شبه دورية‪ ،‬مثل ملتاقى دافوس‪.‬‬

‫الحكومات‪ :‬من قوى العولمة الساسية الحكومات )الدول‪ ،‬النظمة( التاي تاطبق السياسات القتاصادية الكبرى المحددة‪ ،‬بشكل عام‪،‬‬
‫داخل المؤسسات القتاصادية الكبيرة التاي تاكون منضمة إليها‪ ،‬وحيث تامارس البلدان المتاطورة دورا راجحا‪ .‬قد تاكون هذه الحكومات‬
‫)الدول النظمة( من البلدان المتاطورة فتاطبق هذه السياسات العولمية طواعية أو برغبة منها؛ كذلك هي حال بعض البلدان غير‬
‫المتاطورة التاي تاسير على خطى الحكومات الول‪ ،‬مثل تاشيلي والمكسيك؛ كما تاطبقها مرغمة الحكومات الخرى‪.‬‬

‫بعض هذه السياسات القتاصادية‪ ،‬مثل سياسات التاجارة والستاثمار وإلغاء التاعرفة الجمركية‪ ،‬تاكون موضوع مفاوضات بين شركاء‬
‫تافاضليين يوقعون اتافاقات تاسمى "إقليمية" وتاكون في حقيقتاها اتافاقات بين بضعة دول‪ .‬وهكذا افتاتاحت الوليات المتاحدة هذا التاوجه‬
‫بتاوقيع أول اتافاق ثنائي مع إسرائيل عام ‪ ،1985‬ثم أعقبه اتافاق ثنائي آخر مع كندا عام ‪ ،1989‬ثم اتافاق ثلثي ضم المكسيك عام‬
‫‪ ،1994‬وعرف باسم اتافاق التابادل الحر بين بلدان أميركا الشمالية ‪.Accord de libre-échange nord-américain ALENA‬‬
‫وفي كانون الول من نفس العام وجه البيت البيض دعوة لعقد القمة الولى لرؤساء دول وحكومات البلدان الميركية للشروع في‬
‫محادثات لتاأسيس منطقة للتابادل الحر في أميركا ‪ ، Zone de libre-échange des Amériques ZLEA‬تاضم ‪ 34‬شريكا من‬
‫الميركيتاين بدون كوبا‪ ،‬وذلك في اتافاقية مرشحة للتاطببق في العام ‪ ،2005‬وهي باسم اتافاقية التابادل الحر في البلدان الميركية‬
‫‪. Accord de libre-échange des Amériques ALEA‬‬

‫تانطوي حاليا المفاوضات من أجل إقامة مناطق التابادل الحر على تانازلت من قبل الطراف )الحكومات( دون وضع شعوب هذه‬
‫البلدان في حقيقة الرهانات والنتاائج المتارتابة عليها‪ .‬تاشير هذه المسألة إلى ظاهرة خطرة في تاقرير مصير الشعوب التاي تاعيش في ظل‬
‫أنظمة حكم تاسمي نفسها ديمقراطية‪ ،.‬بدأت هذه الظاهرة بالنتاشار من البلدان الميركية‪ ،‬حيث يتام تارويج هذه التافاقيات على أنها‬
‫ديمقراطية لن الحكومات تاقترها بعد جولت تافاوضية‪ .‬ولكن هذه الديمقراطية هي مجرد "ديمقراطية بين الجهزة التانفيذية"‬
‫)الحكومات( التاي تانتاحل صفة تاقريرية في منح امتايازات وتانازلت ل تاراجع في تاقريرها ل شعوبها ول حتاى السلطات التاشريعية في‬
‫بلدها‪.‬‬

‫ل عن أن السلطات‬ ‫وفي معظم الحالت ل تاعلم السلطات التاشريعية بغير نتاائج المفاوضات وما تارتاب عنها من تانازلت‪ .‬فض ل‬
‫التاشريعية غالبا ما تاصدق على نصوص هذه التافاقيات كما هي وبعد إبرامها‪ .‬وهذا ما يجعل كل سياق التافاوض وتاصديق التافاقيات‬
‫على درجة كبيرة من تاراجع الحياة الديمقراطية‪ .‬وأسطع برهان على تاراجع الديمقراطية يبدو لنا في حقيقة أن الحزاب السياسية التاي‬
‫تاتاخذ مواقف متاناقضة من مسألة "التابادل الحر" تاقوم الحكومات المنبثقة عنها بالسير على نفس خطى الحكومات السابقة‪ ،‬وهذا ما حصل‬
‫‪26‬‬
‫في الوليات المتاحدة الميركية مع الديمقراطي كلنتاون الذي اعتامد وتاابع مشروع الجمهوري بوش؛ وكذلك كان المر في كندا حيث‬
‫استاأنف رئيس الوزراء كريتايان سياسة سلفه مولرونيه‪ ،‬وذلك بعد أن كان كريتايان رئيس المعارضة لسياسة سلفه‪ .‬وما يشير بدرجة‬
‫أوضح إلى تاراجع الديمقراطية حقيقن أن الحكومات لم تاعد تاستاند‪ ،‬في وجودها واستامرارها‪ ،‬إلى شعوبها وناخبيها‪ ،‬بقدر استانادها إلى‬
‫المؤسسات القتاصادية الدولية أو الشركات العملقة‪.‬‬

‫ولكن هذه الحالة في تاعاظم العولمة وتاراجع الديمقراطية استادعت‪ ،‬كرد فعل عليها‪ ،‬مبادرة اتاخذتاها الجمعية الوطنية في كيبك‬
‫بدعوتاها إلى عقد المؤتامر الول لبرلمانيي البلدان الميركية في العام ‪ ،1997‬بما في ذلك كوبا‪ .‬وكان من أبرز موضوعات هذا اللقاء‬
‫البرلماني هو دور البرلمانيين في مواجهة تاعاظم الدمج القتاصادي للقارة الميركية‪ ،‬كما تامارسه الحكومات‪ .‬وأدان البيان الختاامي للقاء‬
‫مسار هذا الدمج‪.‬‬

‫الحركات الجتاماعية‪ :‬تاأتاي الحركات الجتاماعية بمثابة القوة الخيرة من قوى العولمة‪ .‬وإذا كانت هذه هي القوة الضعف‬
‫والقل تاأثيرا فهي القوة الكثر عددا‪ .‬ونقصد بالحركات الجتاماعية تالك الجماعات والمنظمات والجمعيات التاي ندخلها عادة تاحت اسم‬
‫منظمات المجتامع الهلي‪ ،‬هذه العبارة الملتابسة التاي بات متاعارفا أن القصد منها هو الشارة إلى الفراد والمنظمات النقابية والجمعيات‬
‫الثقافية والبيئية وخلف ذلك‪.‬‬

‫إن البعض من هذه الحركات الجتاماعية شرع منذ زمن طويل في مواجهة مسألة تاجاوز اتافاقيات التابادل الحر لحقوق الشعوب‬
‫والمجتامعات‪ ،‬وتاعديها على السياسات المحلية وتادخلها في العلقة بين مستاويات السلطات وأجهزتاها‪ .‬وكانت النقابات في طليعة هذه‬
‫الحركات الجتاماعية‪ ،‬ولعبت دورا أساسيا مما اضطر الحكومات وبعض المنظمات الدولية إلى العودة والوقوف على رأيها في الكثير‬
‫من المسائل‪.‬‬

‫لقد تاعززت في السنوات الخيرة الصلت الدولية بين هذه الحركات‪ ،‬وباتات أكثر تانظيما‪ ،‬بغية تابادل المعلومات وصياغة مواقف‬
‫مشتاركة وتاوحيد المطالب وبلورة استاراتايجيات عمل موحدة‪ .‬كما أن الجتاماعات الدولية التاي يعقدها ممثلو الحكومات مع ممثلي‬
‫الرأسمال العالمي الكبير لتاقرير مصير الكرة الرضية وشعوبها‪ ،‬باتات متارافقة أكثر فأكثر مع اجتاماعات موازية يعقدها ممثلو‬
‫المنظمات الشعبية والنقابية وحركات النساء وسائر المنظمات غير الحكومية وحركات حماية البيئة‪ .‬وكان منها لقاء سانتاياغو في تاشيلي‬
‫في نيسان ‪ ،1998‬بموازاة القمة الثانية لرؤساء دول وحكومات أميركا‪ .‬ولقد أرست قمة شعوب أميركا أسس محالفة اجتاماعية على‬
‫مستاوى القارة الميركية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬ا أدوات العولمة‪:‬ا‬


‫)‪ (1‬اتافاقيات التابادل الحر‪ (2) ،‬المناطق الحرة‪ (3) ،‬برامج إعادة الهيكلة‬

‫اتافاقيات التابادل الحر‪ :‬في القارة الميركية‪ .‬بدأ العمل بهذه التافاقيات في القارة الميركية‪ .‬إن اتافاقية التابادل الحر ‪ ALE‬الثنائية‪ ،‬بين‬
‫كندا والوليات المتاحدة الميركية‪ ،‬التاي دخلت موضع التاطبيق في ‪ ،1/1/1989‬هي التاي أطلقت عملية الدمج القتاصادي‪ ،‬كما هي‬
‫معروفة اليوم‪ ،‬على مستاوى البلدان الميركية‪ .‬وفيما بعد صارت التافاقية ثلثية بدخول المكسيك في المفاوضات من أجل اتافاقية التابادل‬
‫الحر في بلدان أميركا الشمالية ‪ ،ALENA‬والتاي وضعت موضع التانفيذ في ‪ .1/1/1994‬وفي كانون الول من نفس العام ‪،1994‬‬
‫شرعت القمة الولى لرؤساء الدول والحكومات الميركية بمفاوضات غرضها إقامة منطقة التابادل الحر في البلدان الميركية ‪،ZLEA‬‬
‫في العام ‪.2005‬‬

‫تامتااز هذه التافاقيات بجملة نقاط مشتاركة‪ .‬يتام التافاوض بشأنها في حلقات مقفلة بعيدا عن ضجيج المنتاديات البرلمانية‪ .‬وهي تالغي‬
‫التاعرفات الجمركية على الكثير من السلع‪ ،‬وتاخفف من سياسة الحماية القتاصادية للحكومات‪ ،‬وتاكرس حقوقا جديدة للمستاثمرين‪ ،‬أسياد‬
‫التاجارة‪ .‬إن هذه الحقوق الجديدة تابلغ حد انتاهاك سيادة الدول‪ ،‬لنها تاسمح للمؤسسات المستاثمرة بمقاضاة الحكومات وبالحصول على‬
‫تاعويضات إذا ما أقدمت الحكومات على وضع سياسة اقتاصادية تارى مؤسسات الستاثمار أنها تاضر بمصالحها‪ .‬ولهذه الحقوق مظهر‬
‫آخر غير مسبوق في وجوده‪ ،‬فهي تاعمل لصالح جهة واحدة‪ .‬إذ ل تاستاطيع الحكومات مقاضاة مؤسسات الستاثمار‪ .‬الشركات المتاعددة‬
‫الجنسية بحل من أي ملحقة ومعاقبة‪ :‬إنها ل تاقدم كشفا بنشاطها لغير المساهمين وتاهدف فقط إلى زيادة أرباحهم‪.‬‬

‫ارتافعت الصوات بوجه هذه التافاقيات أثناء المفاوضات بشأنها‪ .‬كانت معارضة الحركة النقابية الكندية والكيبكية‪ ،‬من ضمن‬
‫المعارضين‪ ،‬صارمة بوجه اتافاقية التابادل الحر بمجملها‪ .‬ولكن أمام المر الواقع اتاجهت المعارضة وجهة المطالبة بإجراء تاعديلت في‬
‫مضمون التافاقية لتادخل فيها مسائل حقوق العاملت والعاملين والحقوق النسانية وحقوق النساء وحقوق السكان الصليين وحماية‬
‫البيئة‪ ،‬وذلك لتاكون هذه الحقوق مساوية لحقوق المستاثمرين‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وأثناء المفاوضات حول اتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا الشمالية ‪ ،ALENA‬مع انضمام المكسيك إلى كندا والوليات المتاحدة‪،‬‬
‫أدت المعارضة الشعبية في هذه البلدان الثلثة إلى وضع اتافاقيتاين موازيتاين لها ‪ .ALENA‬تاناولت هاتاان التافاقيتاان موضوعي العمل‬
‫والبيئة‪ .‬وكانت بمثابة أولى الخطوات في التاجاه السليم‪ ،‬ولكنهما كانتاا رمزيتاين أكثر مما هما اتافاقيتاان بآليات تانفيذية جدية‪.‬‬

‫وعلى نفس خطى اتافاقياتاي التابادل الحر فان المفاوضات من أجل إقامة منطقة التابادل الحر في البلدان الميركية ‪ ZLEA‬كانت‬
‫تاستاهدف بسط نفوذ الرأسمال الكبير على مجمل هذه البلدان‪ .‬وفي غضون ذلك تام تاوقيع اتافاقيات ثنائية بين كثير من هذه البلدان‪ ،‬مثل‬
‫كندا وتاشيلي‪ .‬كما أنه ثمة مجموعات من البلدان التاي وقعت اتافاقيات لقامة أسواق مشتاركة مثل ميركوسور ‪ MERCOSUR‬مع‬
‫دولتاين شريكتاين تاشيلي وبوليفيا‪ ،‬أو تام إحياء اتافاقيات قديمة مثل معاهدة أندين ‪ ، Pacte ANDIN‬البيرو الكوادور كولومبيا فينيزويل‬
‫بوليفيا‪ .‬فهل تاحضر هذه التافاقيات المجال لتاطبيق منطقة التابادل الحر في البلدان الميركية‪ ،‬أم تادفع بها لصالحها؟‬

‫المناطق الخرى‪ :‬وفي مناطق أخرى من العالم تام تاطوير وتانظيم أشكال متانوعة في تارسيخ المبادلت‪ .‬فإلى الشرق من أميركا‪ ،‬يضم‬
‫التاحاد الوروبي ‪ Union Européenne UE 15‬بلدا لها مؤسسات مشتاركة لدارة القتاصاد والمجتامع‪ .‬وهذه البلدان تاعيد النظر‬
‫دوريا باتافاقيات الوحدة الوروبية‪ ،‬لجهة نوعية السيادة فيها‪ ،‬وطورت في ما بينها عملة مشتاركة هي اليورو ‪ . Euro‬واستافت هذه‬
‫البلدان شعوبها حول اتافاقية ماستاريشت ‪ . Traité de Maastricht‬وهي تاتافاوض من أجل التاوفيق بين سياساتاها الجتاماعية‪ .‬ول‬
‫يتاناول تاحرير المبادلت في ما بينها السلع فحسب‪ ،‬بل يشمل الشخاص والخدمات والرساميل‪.‬‬

‫وإلى الغرب من أميركا‪ ،‬تاستامر المباحثات بين ‪ 18‬بلدا على ضفاف المحيط الهادئ‪ ،‬من بينها كندا والوليات المتاحدة والمكسيك‬
‫وتاشيلي‪ ،‬من جهة‪ ،‬والصين وتاايوان واليابان وأستاراليا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وغيرها‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬وذلك في إطار ملتاقى‬
‫للتاعاون القتاصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادئ المعروف بالنكليزية ‪ . APEC‬وهنا أيضا تالعب دورا أساسيا التاكتالت الكبيرة‬
‫المنظمة في مجموعة رجال العمال المعروفة باسم ‪ . Business Advisory Committee‬وهنا أيضا فإن القوى الجتاماعية‬
‫حاضرة وتاسعى لفرض نفسها كقوة مستاقلة‪ ،‬ولفرض مطالبها القتاصادية والجتاماعية والسياسية‪ ،‬كما تابين ذلك القضية التاي عرفت‬
‫"بقضية فلفل كايين" أثناء انعقاد قمة أبيك ‪ ، APEC‬في فانكوفر‪ ،‬في تاشرين الثاني ‪.1997‬‬

‫التابادل الحر على المستاوى الكوني‪ :‬في الوقت الذي تاستامر فيه المساعي لتارسيخ التابادل الحر على المستاوى القليمي‪ ،‬تانشط بعض نفس‬
‫تالك الجهات في إعداد مرحلة اشمل لحرية التابادل‪ .‬ويتام إعداد هذه المرحلة داخل منظمة التاعاون والتانمية القتاصادية ‪Organisation‬‬
‫‪ ، de Coopération et de développement Economique OCDE‬وذلك عبر مفاوضات أفضت إلى تاوقيع التافاقية المتاعددة‬
‫الطراف حول الستاثمار ‪ . Accord Multilatéral sur l'Investissement AMI‬لقد دبر مفاوضو البلدان العضاء في منظمة‬
‫التاعاون والتانمية القتاصادية مشروع محالفة واستاراتايجية يستاهدفان اعتاماد ميثاق فعلي لحقوق المستاثمرين‪ .‬ينطبق الميثاق بداية على‬
‫البلدان الموقعة عليه‪ ،‬ثم على البلدان الخرى غير الموقعة التاي ستاجبر يوما ما على تاوقيعه‪ .‬إن من شأن هذه التافاقية أن تاحول دون‬
‫قدرة أي حكومة على إعاقة حرية انتاقال الرساميل‪ ،‬ولو كان ذلك بالرغم من أي التازامات قد تاتاخذها حكومة ما‪ ،‬ولو كان ذلك على‬
‫الرغم من إرادة الشعوب‪ ،‬وعلى حساب مصالحها وثقافاتاها وحقوقها الجتاماعية‪.‬‬

‫لقد تامت معرفة مضمون هذه التافاقية بصعوبة‪ ،‬وفقط بفضل تاسريب خبرها تاسريبا‪ .‬ولكنها أثارت موجة من العتاراضات ظهرت في‬
‫ل‪ ،‬انطلقت عملية سالمي ‪SaLAMI‬لتاعبئة الرأي العام‪.‬‬ ‫كل مكان من بلدان منظمة التاعاون والتانمية القتاصادية‪ .‬ففي كيبك‪ ،‬مث ل‬

‫يفاقم التابادل الحر من حدة المنافسة‪ ،‬ويؤدي إلى انقلبات عميقة‪ ،‬ذلك أن قوانين السوق التاي عيزعم أنها تاتايح تاوزيعا أفضل للثروة تاؤدي‬
‫في الحقيقة إلى تاغيير جذري في شروط العمل وفي السياسات الجتاماعية‪ .‬ففي مطلع العام ‪ 1999‬أعلنت بيل كندا عن مشروع بيعها‬
‫للخدمات الهاتافية إلى مؤسسة أميركية حيث الجور أقل بمرتاين عن أجور العاملين في الهاتاف والمنضمين للنقابة؛ يشكل هذا العلن‬
‫ل على المنافسة بين العاملت والعاملين في بلدان مختالفة‪ .‬إن تاخفيف السياسات الجتاماعية في كندا وفي كيبك يدل على المنافسة بين‬ ‫مث ل‬
‫الدول‪ .‬ففي ظل سيطرة قوانين السوق يسيطر القاسم المشتارك الصغر‪.‬‬

‫المناطق الحرة‪ :‬لجأت عدة بلدان‪ ،‬بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬إلى استارتايجيات الحماية القتاصادية للحد من تادفق المنتاوجات المصنعة‬
‫في الخارج بغية تاشجيع التانمية المتامحورة على الداخل‪ .‬بيد إنه منذ مطلع السبعينات‪ ،‬وبتاحريض من استاراتايجيات تانموية روجها‬
‫اختاصاصيون مثل رجل العمال روبرت مكنمارا‪ ،‬المدير السابق لشركة فورد موتاور ‪ Ford Motor‬والمدير السابق للبنك الدولي‬
‫‪ ،BM‬وبتاحريض من صندوق النقد الدولي ‪ FMI‬أيضا‪ ،‬لجأت بلدان العالم الثالث إلى التاخلي عن القومية القتاصادية‪ ،‬وغلى السعي‬
‫للخروج من التاخلف باعتاماد سياسة تاشجيع الستايراد‪ ،‬أي بتاشجيع الندماج المتاسارع في القتاصاد العالمي‪.‬‬

‫ويرى المدافعون عن هذه الوجهة التانموية أن البلدان النامية تاكبر فرصها في النجاح بقدر ما تاتارسخ فيها البنية التاحتاية الجاذبة للشركات‬
‫المتاعددة الجنسية‪ .‬قد تاتاخذ هذه البنى التاحتاية شكل المناطق الحرة للتاصنيع‪ .‬والمنطقة الحرة هنا هي المنطقة التاي يتام فيها تاصنيع أو‬
‫تاحويل المواد المستاوردة من الخارج بدون ضرائب‪ ،‬والتاي تاكون المواد المصنعة منها معدة للتاصدير مباشرة‪ .‬ويدعي البعض أن لهذه‬
‫الستاراتايجية نتاائج إيجابية على القتاصاد الوطني لنها تافتاح المجال للوصول إلى التاكنولوجيا المتاطورة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫لقد شجعت المنظمات المالية العالمية المؤسسات الخاصة‪ ،‬مثل مؤسسة فورد وبعض المصارف الخاصة‪ ،‬على إقامة المناطق الحرة في‬
‫السبعينات‪ .‬ودفعت هذه المؤسسات ببلدان العالم الثالث إلى استادانة القروض الضخمة لتاأمين كلفة إقامة مثل هذه المناطق الحرة‪ .‬وكان‬
‫ل بد لهذه البلدان من إقامة البنية الضخمة وأبنية مصانع التاجميع والمطارات وتامديدات الغاز والماء والكهرباء والمكاتاب الحكومية‬
‫والمخازن والطرقات… لجذب المستاثمرين الصناعيين الجانب‪ .‬وليتام بعد ذلك تاأجير هذه المنشآت بأسعار زهيدة للشركات المتاعددة‬
‫الجنسية بوصف ذلك من ضرورات خلق الجواء الملئمة‪ .‬وكانت النصائح تاقضي‪ ،‬فض ل‬
‫ل عن ذلك‪ ،‬بتاقديم تاسهيلت مالية إضافية‪:‬‬
‫العفاء من الضريبة لعدة سنوات‪ ،‬تاسهيل انتاقال الرباح‪ ،‬اإفاءات الجمركية‪ ،‬التاعرفة التافاضلية‪ ،‬تامويل وقروض لبناء هذه المناطق‬
‫الحرة‪.‬‬

‫كانت حجة القناع لدى المقرضين كبيرة‪ ،‬ولهذا تاكاثرت المناطق الحرة بسرعة هائلة‪ .‬وكانت لها تاسميات مختالفة باختالف البلدان‪:‬‬
‫مناطق تاشجيع الستاثمار‪ ،‬مناطق العفاء الضريبي‪ ،‬مناطق التابادل الحر‪ .‬ول يتاردد البعض عن القول في وصفها أنها معسكرات فعلية‬
‫للعمل بالسخرة‪.‬‬

‫وبمقابل المكاسب التاي حصلتاها الشركات المتاعددة الجنسية نجد العكس تاماما بالنسبة للعاملين في هذه المناطق‪ ،‬وكانت غالبيتاهم من‬
‫النساء اللواتاي تاتاراوح أعمارهن بين ‪ 14‬و ‪ 24‬سنة‪ ،‬وأحيانا أقل‪ .‬وفي هذه المناطق ل يتام تاطبيق قوانين العمل‪ ،‬فالقانون هو قانون‬
‫الشركات المتاعددة الجنسية‪ .‬كما أن معايير الصحة والسلمة معدومة فيها عمليا‪ ،‬وكذلك معايير حماية البيئة‪ .‬ولم يكن مسموحا فيها‬
‫بوجود النقابات المستاقلة عن الدولة أو عن أرباب العمل‪ .‬كما كان على النسوة أن تاثبتان أنهن غير حوامل‪.‬‬

‫لم تانظر الشركات المتاعددة الجنسية نشوء المناطق الحرة لتاعمل على استاثمار الموارد الطبيعية )المناجم‪ ،‬المنتاجات الزراعية‪ ،‬الغابات(‬
‫واليد العاملة بأرخص الجور في بلدان العالم الثالث‪ .‬بيد أن المناطق الحرة سترعت نمو هذه الشركات‪ ،‬وتاوسعا في نشاطها وإعادة‬
‫تاموضع بعض شبكات النتااج‪.‬‬

‫لقد استاندت استاراتايجية الجذب أو الحفاظ على الستاثمارات القائمة‪ ،‬في حالة كندا وكيبك‪ ،‬على العفاءات الضريبية والمساعدات من‬
‫شتاى الصناف‪ .‬لم يكن ينقص أوتااوا وكيبك ل الكرم ول الخيال‪ ،‬وكانت الشركات المتاعددة الجنسية المحلية )بومباردييه‬
‫‪ ،Bombardier‬لفالين ‪ (Lavalin‬والجنبية )كينوورث ‪ ،Kenworth‬ج م ‪ ،GM‬هيونداي ‪ (Hyundai‬تاعرف بعض الشيء عن‬
‫ذلك‪.‬‬

‫لقد سهل نمو المناطق الحرة نمو المؤسسات الجنبية في شتاى البلدان‪ ،‬وأعطى لهذه المؤسسات القدرة على المفاوضة من جديد‪ .‬وهذه‬
‫القدرة تاستاند إلى المنافسة بين عمال مختالف البلدان والتاهديد الممكن‪ ،‬والذي غالبا ما تام تانفيذه‪ ،‬بنقل المصانع إلى حيث تاكون الجور‬
‫أدنى‪ .‬إن ممارسة هذه القدرة أدت إلى تاخفيض شروط العمل إلى القاسم المشتارك الصغر‪.‬‬

‫برامج إعادة الهيكلة‪ :‬وهكذا وجدت نفسها مثقلة بالديون تالك البلدان الفقيرة التاي اعتامدت تانمية لقتاصادها الموجه نحو تاشجيع التاصدير‬
‫وإقامة المناطق الحرة أو التاخصص الزراعي‪ .‬لقد استادانت هذه البلدان لتابني البنية التاحتاية بغية جذب الشركات المتاعددة الجنسية‪،‬‬
‫وعندما تادنت أسعار منتاجاتاها‪ .‬لم يعد لديها المداخيل اللزمة ليفاء الديون‪ .‬وهكذا اضطرت هذه البلدان في مطلع الثمانينات إلى إعادة‬
‫التافاوض حول ديونها‪ ،‬وإلى الحصول على قروض جديدة‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس فرض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عمليات إعادة الهيكلة التاي بفضلها يضمنان حماية مصالح الرأسمال‪.‬‬

‫تانطوي برامج إعادة الهيكلة على العناصر الساسية التاالية‪:‬‬

‫تاخفيض المصاريف الحكومية‪ :‬وذلك بحجة مواجهة العجز‪ ،‬وهكذا تاتاعرض للتاخفيض كل قطاعات النشاط الحكومي‪ ،‬ل سيما‬ ‫‪-‬‬
‫الصحة والتاربية‪ ،‬والبرامج الجتاماعية‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى فقدان كثيف لفرص العمل‪.‬‬

‫إزالة العوائق أمام التاجارة الدولية‪ :‬إلغاء التاعرفات الجمركية‪ ،‬منافسة السلع المستاوردة للمنتاوجات المحلية‪ ،‬ازدياد حالت‬ ‫‪-‬‬
‫الفلس‪.‬‬

‫اضطراب أسعار السلع والخدمات التاي تاطال اليد العاملة‪ :‬التاخلي عن سياسة دعم بعض السلع الساسية )الخبز‪ ،‬الرز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحروقات(‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى ارتافاع أسعارها‪ ،‬وبالتاالي تادني سلم الجور‪ ،‬وتاكون المحصلة انخفاضا حادا في مستاوى المعيشة‪.‬‬

‫خصخصة المؤسسات العامة‪ :‬وهذا يعني بيعها في السوق العالمية‪ .‬وبما أن عدة بلدان تاعرض مؤسساتاها العامة للبيع في نفس‬ ‫‪-‬‬
‫الن فإن المؤسسات الجنبية تاشتاريها بأسعار مخفضة؛ كما أن المبالغ الناجمة عن البيع تاذهب إلى البلد الغنية لتاسديد فوائد الديون؛‬
‫وبذلك عتاحرم فئات واسعة وطبقات اجتاماعية بكاملها من عدة خدمات أساسية‪ ،‬ويفقد البلد السيطرة على قطاعات السياسة القتاصادية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫دعم عمليات التاصدير‪ :‬إن سياسة تاطوير الزراعات الحادية المكثفة بشكل واسع )البن‪ ،‬القطن‪ ،‬الناناس‪ ،‬الحبوب…( على‬ ‫‪-‬‬
‫حساب الزراعة المتانوعة من أجل السوق المحلية يجبر البلد على استايراد ما كان ينتاجه سابقا؛ وبما أن بلدان الشمال تاتاحكم بشبكة‬
‫التاسويق العالمية‪ ،‬وبما أن البلدان الفقيرة تاعرض جميعها منتاوجاتاها المعدة للتاصدير دفعة واحدة‪ ،‬تانهار السعار‪ .‬وهكذا تاستاولي بلدان‬
‫الشمال على الخضار والفاكهة الغريبة بأبخس الثمان‪.‬‬

‫ارتافاع نسبة الفائدة‪ :‬وتاصبح القروض صعبة المنال على المؤسسات المحلية الصغيرة والمتاوسطة‪ ،‬وعلى صغار الفلحين؛‬ ‫‪-‬‬
‫وبذلك تاتاجه المؤسسات المحلية إلى الفلس‪.‬‬

‫انهيار أسعار العملت‪ :‬ل يؤدي هذا الجراء بالضرورة إلى زيادة حجم التاصدير )بحكم قلة تانوع المنتاجات المعدة للتاصدير(‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولكنه يؤدي حتاما إلى ارتافاع أسعار السلع المستاوردة‪ :‬الوقود‪ ،‬السمدة‪ ،‬الدوية…‬

‫باختاصار‪ ،‬ينخفض مستاوى معيشة السكان في البلدان الفقيرة‪ ،‬وينخفض مردود الصادرات أو ل يرتافع‪ ،‬ويستامر الدوران في حلقة الدين‬
‫المفرغة تاأزما‪ ،‬بينما تاكون هذه البلدان الفقيرة ل تاعمل على غير زيادة غنى البلدان الغنية‪.‬‬

‫إنها لمعروفة السياسات العزيزة على قلوب سياسيينا‪ .‬وفي الحقيقة‪ ،‬حتاى لو لم تاكن حكوماتانا خاضعة مباشرة للبنك الدولي ولصندوق‬
‫النقد الدولي‪ ،‬فإن ذلك ل يحول دون التازامها بتاوجيهاتاهما‪ .‬ولن بلداننا مدينة للمتامولين من القطاع الخاص الذين يلوحون براية خفض‬
‫القروض‪ ،‬فإنها تاتابنى طوعا سياسات إعادة الهيكلة دونما حاجة إلى فرض ذلك عليها فرضا‪.‬‬

‫إنهم يصفعوننا‪ ،‬بقولهم أن العولمة تاقضي بأن نكون قادرين على المنافسة‪ .‬وعليه تاكون شعارات النظام العالمي الجديد‪ :‬إعادة البناء‪،‬‬
‫الندماج‪ ،‬العقلنة‪ ،‬مواكبة العلوم الهندسية‪ ،‬المرونة‪ ،‬المنافسة‪ .‬وهذا ما تاكون تارجمتاه الملموسة‪ :‬إقفال المصانع والمستاشفيات‪ ،‬انهيار‬
‫في الستاخدام‪ ،‬اتافاقيات التاخفيض بالجملة‪ ،‬التاهديد بنقل )أو نقل( المصانع نحو بلدان اليد العاملة فيها أرخص أجرا‪.‬‬

‫وهكذا تالتاحق مشاكل العالم الثالث بالبلدان المصنعة‪ :‬العجز صفر‪ ،‬تاخفيض على كل المستاويات‪ ،‬ل سيما في قطاع الصحة والتاعليم‬
‫والبرامج الجتاماعية )التاأمين ضد البطالة‪ ،‬الضمان الجتاماعي‪ ،‬السكن…(‪ ،‬تاخفيض العاملين في القطاع العام )في كندا تام إلغاء ما ل‬
‫يقل عن ‪ 60000‬وظيفة في المؤسسات الفيدرالية وعشرات اللف في المؤسسات المحلية‪ ،‬وهي تاشمل قطاعات الصحة والتاعليم(‪،‬‬
‫تاخفيض الرواتاب في كل مستاويات الوظيفة العامة المركزية والقليمية والمحلية والبلدية‪.‬‬

‫وفي مطلع الثمانينات ارتافعت نسبة الفائدة إلى ‪ %21‬مما ساهم في تاضخم الديون الراهنة على حكوماتانا‪ .‬هذه الديون تازيد في غنى‬
‫الممولين وتامكن من إملء السياسة القتاصادية والجتاماعية للحكومات‪ .‬وإذا كانت الفائدة الرسمية اليوم منخفضة‪ ،‬ولكن ضعف‬
‫التاضخم يجعل هذه الفوائد مرتافعة في الحقيقة‪.‬‬

‫في صيف العام ‪ 1998‬اعتابر رئيس الوزراء الكندي جان كريتايان‪ ،‬دون إعلن صريح عن اغتاباطه بانخاض قيمة الدولر الكندي‪ ،‬أن‬
‫لهذا النخفاض حسنات لنه يمكن المصدرين من الحصول على المنتاجات الكندية‪.‬‬

‫كما أن رياح اضطراب السعار والجور تانفخ هنا أيضا‪ .‬ففي قمة مونر في تاشرين الول من العام ‪ 1996‬حول القتاصاد‬
‫والستاخدام‪ ،‬أعلن رئيس الوزراء لوسيان بوشار‪ ،‬تاشكيل سكريتااريا مرتابطة مباشرة بمكتابه لعادة النظر بسياسة الجور والسعار‪،‬‬
‫وتاعهد بتاشكيل مجموعة استاشارية تاتاكون غالبيتاها العظمى من ممثلين لوساط العمال‪ ،‬وعهد برئاستاه إلى السيد برنار لو مير‪ ،‬رئيس‬
‫مجلس الكاسكاد‪ .‬وتارك ذلك بالطبع ارتاياحا كبيرا في أوساط رجال المال والعمال‪ .‬وسلمت هذه المجموعة تاقريرها لرئيس وزراء‬
‫كيبك في ‪ 29‬أيار ‪ .1998‬وفي مطلع حزيران ‪ ،1998‬صرح السيد برنار لو مير‪ ،‬تاعليقا على ذلك بقوله‪" :‬إن حكومة كيبك تالتازم لحد‬
‫كبير بالتاوجهات المقتارحة"‪ .‬وعليه من الشرعي الخشية‪ ،‬بغياب معارضة اجتاماعية واسعة‪ ،‬أن تاعمد حكومة كيبك إلى تارجمة معظم‬
‫مقتارحات تاقرير لو مير‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬ا نتائج عولمة السواق‬

‫إن العولمة ‪ Mondialisation‬الراهنة للقتاصاد والتاي نسميها أحيانا الكوكبة ‪ Globalisation‬لنميزها عن المراحل السابقة في‬
‫الندماج القتاصادي‪ ،‬أدت إلى نتاائج سلبية سواء على صعيد اقتاصاد المجتامعات‪ ،‬أو ظروف الحياة‪ ،‬وحتى على أوساط الحياة‬
‫نفسها‪.‬ومن بين هذه النتائج السلبية نطرح الخمس التالية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -1‬النمو بدون استاخدام‪ :‬إن واحدة من الخصائص الكثر مفارقة للعولمة الراهنة تاكمن في حقيقة أنها بدل أن تاؤدي إلى زيادة‬
‫الستاخدام فإنها تارتاكز‪ ،‬على العكس‪ ،‬إلى تاخفيض الستاخدام في القطاع العام والخاص على السواء‪.‬‬

‫منذ تاطبيق اتافاقية التابادل الحر ‪ ALE‬في العام ‪ ،1989‬ثم اتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا الشمالية ‪ ،ALENA‬تاراجع الستاخدام‬
‫بنسبة ‪ %15‬في القطاعات التاي لم يتاناولها التابادل الحر‪ ،‬بالمقارنة مع انخفاض بنسبة ‪ %8‬في القطاعات التاي تاناولها‪ .‬وفي الحقيقة لم‬
‫يكن من شأن التافاقية‪ ،‬في أفضل الحالت‪ ،‬غير المساهمة في إبطاء هبوط الستاخدام في القطاع الصناعي‪ .‬بيد أننا نجد المر الكثر‬
‫مغزى في حالة كيبك التاي شهدت في مجرى السنوات العشر الخيرة نسبة بطالة مرتافعة بشكل فريد )أكثر من ‪ ،(%11‬مع انخفاض بلغ‬
‫‪ %9،9‬في نهاية العام ‪.1998‬‬

‫ومما يدل على تافاقم الوضع الزيادة في عدد طالبي المساعدة الجتاماعية )‪ 595000‬في العام ‪ 1991‬و ‪ 793000‬في العام ‪،(1997‬‬
‫وبلوغ الحد القصى للمأجورين عدد ‪ 2.7‬مليون‪ ،‬والنخفاض الكبير في النتاساب للنقابات )من ‪ %48.5‬عام ‪ 1991‬إلى ‪%40.3‬‬
‫عام ‪ .(1997‬تاعني هذه العوامل أن الستاخدام المستاحدث يتام غالبا في قطاعات غير مستاقرة‪ ،‬وأنه مؤقت‪.‬‬

‫‪ -2‬الفقار‪ :‬نشهد في الوقت الراهن بروز ظاهرة مزدوجة‪ .‬هناك‪ ،‬من جهة أولى‪ ،‬اتاساع الهوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة‪.‬‬
‫وهناك‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬اتاساع الهوة بين الغنياء والفقراء في جميع البلدان التاي ل تاحتااط بإجراءات خاصة لمواجهة مفاعيل هذا‬
‫الفقار‪.‬‬

‫ل عن ذلك‪ ،‬بروز ظاهرة جديدة‪ ،‬نقصد بها الفقر المطلق‪ .‬ولهذا الفقر المطلق جنس خاص به‪ ،‬لن النسوة هن غالبية‬ ‫ونشهد‪ ،‬فض ل‬
‫ضحاياه‪ ،‬وذلك سواء في المجتامعات الصناعية أو التاقليدية‪.‬‬

‫‪ -3‬الزمات المالية‪ :‬إن الزمة السيوية وتالك التاي تاهدد أميركا اللتاينية مرتابطتاان مباشرة بمظهر خاص من العولمة‪ ،‬المقصود‬
‫عولمة السواق وخاصة عولمة السواق المالية والمضاربة‪ .‬بدأت هذه الزمة منذ العام ‪ 1997‬بخروج كثيف للرساميل المحققة من‬
‫أرباح المستاثمرين العالميين بحثا عن مناطق مردود أفضل‪ ،‬هو سريع التاأثر بأي تاقلبات‪ .‬وهنا يجدر بنا القول أن تافكيك شتاى أشكال‬
‫السيطرة الوطنية على الحركة العالمية للرساميل‪ ،‬بضغط من صندوق النقد الدولي وبفعل اتافاقيات كاتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا‬
‫الشمالية‪ ،‬شكل عام ل‬
‫ل مساعدا في عدم الستاقرار الذي خلقتاه الحركة الكثيفة للرساميل‪.‬‬

‫كان صندوق النقد الدولي الذي تاظاهر بعدم ملحظة الفساد والقمع اللذين اتاصفت بهما "النمور" السيوية‪ ،‬يقدم هذه البلدان كنماذج يجدر‬
‫القتاداء بها‪ .‬ويجبر نفس الصندوق اليوم هذه البلدان على اعتاماد سياسات تاقشف تاعسفية‪ ،‬مما أدى إلى خلق المليين الجدد من العاطلين‬
‫عن العمل‪ ،‬وإلى التادهور السريع في مستاوى معيشة السكان‪ .‬ففي اندونيسيا‪ ،‬هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي ‪ 200‬مليون نسمة‪،‬‬
‫تاراجع النشاط القتاصادي بنسبة ‪ ، %15.5‬في العام ‪.1998‬‬

‫أعقبت الزمة السيوية لعام ‪ 1997‬أزمات روسيا في العام ‪ 1998‬والبرازيل وبلدان أخرى في أميركا اللتاينية في العام ‪ .1999‬وفي‬
‫كل هذه الحالت كانت وصفة صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الخاصة هي نفسها‪ :‬خصخصة القطاع العام للخدمات‪ ،‬تاخفيض‬
‫كبير في الميزانيات الجتاماعية‪ ،‬رفع نسبة الفائدة‪ ،‬تاخفيض الجور الفعلية‪ .‬ونجم بالضرورة عن تاطبيق هذه السياسات انفجار البطالة‬
‫والبؤس والتاوتار الجتاماعي‪ .‬ولهذا السبب فإن المنظمات التاقدمية في شتاى القارات تاطالب بضرورة إصلح المؤسسات المالية الدولية‬
‫)ومنها صندوق النقد الدولي(‪ ،‬والعودة إلى السيطرة الوطنية على التادفق الدولي للرساميل‪ ،‬ووضع ضريبة عالمية على المبادلت‬
‫المالية العالمية )هي الضريبة المعروفة اليوم باسم ضريبة تاوبن ‪.(Tobin‬‬

‫‪ -4‬تاخريب البيئة‪ :‬نشهد اليوم‪ ،‬بفعل تاحرير السواق والمزاد العلني بين الحكومات لجذب الستاثمارات الجنبية بأي ثمن‪ ،‬إفراطا في‬
‫استاغلل الثروات الطبيعية القابلة للتاجديد أم ل‪ ،‬كما نشهد تاخريبا كثيفا للبيئة‪.‬‬

‫إن لعولمة السواق انعكاسات سلبية هامة على البيئة‪ .‬ذلك أن التاجارة العالمية تاؤدي إلى الفراط في استاغلل الطبيعة‪ ،‬وإلى استايلد جيل‬
‫جديد من النفايات من شتاى الصناف‪ ،‬وفقدان التانوع البيولوجي‪ ،‬واستاهلك متازايد للطاقة بحكم عمليات نقل الثروات والبضائع على‬
‫مسافات بعيدة‪ .‬وستاتافاقم هذه السلبيات البيئية مع تاسارع المبادرات إلى المزيد من تاحرير التاجارة الدولية‪ .‬إن الطار الراهن للتاجارة‬
‫والستاثمار العالميين ل يقدر الكلف البيئية في المبادلت العالمية‪ .‬وتابق هذه الكلف خارج حساب كلفة النتااج‪ ،‬بالتاوافق بين‬
‫ل تانافسيا‪ .‬وينجم عن ذلك تاسابقا بين الدول نحو تاحرير التاعاطي مع القضايا البيئية ونحو‬ ‫المؤسسات والحكومات التاي تارى في ذلك عام ل‬
‫التاسامح )بل لنقل اللمبالة( في تاطبيق المعايير البيئية وآليات المراقبة البيئية‪.‬‬

‫تاؤدي النتاائج السلبية على البيئة‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬إلى تاخريب كبير لتاراثنا الطبيعي‪ ،‬بفعل الفراط في استاغلله‪ ،‬وإلى تازايد التالوث‪ ،‬وهذا ما‬
‫يعني في النهاية خسارة مجالت الطبيعة وتاهديدا مباشرا لصحة وبقاء أجيال البشرية الراهنة والمستاقبلية‪ .‬ويشكل جعل الكلف البيئية‬
‫خارج كلفة النتااج )وهذا ما يسمى ‪ (dumping environnemental‬مساعدة مقنعة للنتااج‪ ،‬وهو بالتاالي فشل حتاى من وجهة نظر‬
‫التابادل الحر كما من وجهة نظر التانمية المستادامة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ينطوي التانظيم الفضل للتاجارة وللستاثمارات العالمية على إمكان تاخفيف‪ ،‬بل وتاعويض‪ ،‬بعض الثار الحتامية على البيئة‪ ،‬وكذلك‬
‫ل إذا أصبحت قضية حماية البيئة‬ ‫تاحاشي غيرها‪ ،‬وحتاى الوصول إلى نتاائج إيجابية‪ .‬بيد أنه ل يمكن الوصول إلى أي نتاائج جوهرية إ ت‬
‫بمثابة المبدأ الموجه الفعلي للتافاقيات العالمية حول التاجارة والستاثمار‪ ،‬وهذا ما يستالزم من ضمن ما يستالزمه‪:‬‬

‫‪ -‬العتاراف بأرجحية التافاقيات البيئية المتاعددة الطراف ‪ AEM‬على اتافاقيات التاجارة والستاثمار‪ ،‬وكذلك العتاراف بالحدود البيئية‬
‫في التانمية القتاصادية‪.‬‬

‫‪ -‬إدراج آليات الحماية البيئية مباشرة في اتافاقيات التاجارة والستاثمار‪ ،‬ل الكتافاء باتافاقيات بيئية موازية‪.‬‬

‫‪ -‬تابني معايير الحد الدنى البيئية على المستاوى الدولي‪ ،‬تالك المعايير التاي تاطبق على طرق النتااج ووسائله‪ ،‬ل المنتاجات فقط‪.‬‬

‫العتاراف بدين بيئي تاجاه بعض البلدان والمناطق‪ ،‬وتاوفير المصادر لتاأمين نقل الثروات والخدمات والتاكنولوجيا البيئية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكذلك التاطبيق الفعلي للتاشريعات البيئية الوطنية والعالمية في جميع البلدان‪ ،‬ول سيما البلدان الكثر فقرا‪.‬‬

‫يجب أن تاكون عولمة السواق مبررة بيئيا واجتاماعيا قبل أن تاكون مبررة اقتاصاديا‪ .‬ولبلوغ ذلك‪ ،‬يجب العودة‪ ،‬من بين أمور‬
‫شتاى‪ ،‬إلى استافتااء المواطنات والمواطنين‪ ،‬مباشرة وديمقراطيا‪ ،‬وكذلك استافتااء منظمات المجتامع المدني‪ .‬تاشكل هذه العملية مجمل‬
‫المبررات قبل تاعزيز عولمة السواق‪ ،‬وتاشكل حينذاك جزءا من عملية تاقريرية شفافة‪.‬‬

‫‪ -5‬العسكرة‪ :‬بعكس ما تاروجه أحيانا النظرة المحابية لحرية السوق حول دور السواق السلمي‪ ،‬فإن تاوسع قانون العرض‬
‫والطلب على كل قطاعات القتاصاد والمجتامع ل يتام دون اللجوء إلى القوة والكراه‪ .‬وعليه ليس مستاغربا أن نرى المبالغ المخصصة‬
‫للتاسلح في ازدياد مستامر‪.‬‬

‫يشكل الوضع القتاصادي في أميركا اللتاينية بيئة فعلية ملئمة لظهور قادة شعبويين استابداديين‪ ،‬قريبين من الوساط‬
‫العسكرية‪ ،‬كما هي الحال في فينيزويل والباراغواي والبيرو وبوليفيا‪.‬‬

‫رابعا‪:‬ا مقاومة عولمة السواق‬

‫مقدمات‬

‫ليست العولمة‪ ،‬في حالتاها الراهنة‪ ،‬قدرا محتاوما‪ ،‬بل المر غير ذلك تاماما‪ .‬وذلك‪ ،‬بداية‪ ،‬لن كل قوة من قوى العولمة تاتاكون‬
‫من عناصر متاعددة بعيدة عن التاوافق في ما بينها‪ ،‬ومن ثم لن المواطنات والمواطنين‪ ،‬وكذلك تاجمعاتاهم ومنظماتاهم‪ ،‬لم يدلوا بدلوهم‬
‫النهائي في المسألة‪.‬‬

‫‪ -1‬أرجلنا في "الفلقة"‪ :‬نحن )في كندا( لسنا في العالم الثالث‪ ،‬ولكن الناس تافتاقر‪ ،‬والهوة تازداد بين الغنياء والفقراء‪ .‬وما يزال النظام‬
‫الصحي مهما‪ ،‬ولكن الحصول على الخدمات تاقلصت فرصه‪ ،‬وثمة خصخصة متاستارة تاتام‪.‬‬

‫والمدرسة الرسمية ما تازال فاعلة‪ ،‬ولكن ظروف التاعليم تاتادهور‪ .‬وما تازال عندنا نقابات‪ ،‬ولكن نسبة المنتاسبين إليها من القوى‬
‫العاملة تاتاناقص سنويا‪ ،‬كما يزداد عدد العاملت والعاملين المستاقلين الذين يعيشون ظروف عمل مؤقت‪ .‬وثمة أيضا عقود جماعية‪،‬‬
‫ولكن الكثير من النقابات يقدم التانازلت‪ .‬وما يزال ساريا التاأمين ضد البطالة وكذلك الرعاية الجتاماعية‪ ،‬ولكن المكاسب التاي تاقدمها‬
‫هذه المؤسسات تاناقصت كثيرا‪ .‬وما تازال السياسات الجتاماعية قائمة‪ ،‬مثل ضمان الشيخوخة والمخصصات العائلية‪ ،‬ولكنها ليست‬
‫شاملة‪.‬‬

‫إن حكوماتانا تاقدم المساعدات حتاى لمؤسسات اقتاصادية كبيرة‪ ،‬وتابرر ذلك بحجة المحافظة على فرص العمل‪ .‬كما أن‬
‫المؤسسات تادفع نسبة أقل من الضرائب‪ ،‬وذلك أيضا بحجة العمل على خلق المزيد من فرص العمل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬غالبا ما ل نجد فرص‬
‫العمل الموعودة‪.‬‬

‫لقد تام التاعرض لبعض السياسات الجتاماعية بحجة حماية الرأسمالية من مخاطر أزمة شبيهة بأزمة الثلثينات‪ ،‬يقصد الوقوع‬
‫في أزمة فيض النتااج‪ .‬ولكن ذلك يعني أن الذين يعملون ويخلقون بعملهم السلع ل يملكون المال اللزم للحصول عليها‪ .‬ويفضل‬
‫الرأسماليون تادمير هذه السلع على تاخفيض سعرها أو وهبها للمستاهلكين‪ .‬فهل علينا الخشية من الوقوع في أزمة شبيهة بأزمة‬
‫الثلثينات؟ وهل الرأسمالية في طريقها إلى تادمير القاعدة التاي تاقف عليها من شدة هجومها على حقوق العاملين والطبقات الشعبية؟‬
‫‪32‬‬
‫كل ذلك وحكوماتانا ل تاكف عن محاولت إقناعنا بأنه ليس أمامنا من خيار آخر‪ .‬هذه خطيئة العولمة‪.‬‬

‫‪ -2‬ما العمل؟ ماذا يمكننا أن نفعل؟ وبينما يكرر القادة في البلد أنه علينا أن نكون قادرين على المنافسة‪ ،‬وعلينا أن نخفض‬
‫من التاقديمات في ميدان الصحة والتاعليم والسياسات الجتاماعية‪ ،‬وبينما تاراكم المصارف والمشاريع الكبيرة الرباح القياسية على مر‬
‫السنوات‪ ،‬علينا العمل لتاحضير مبادرات التاحرك‪.‬‬

‫مقابل شعار الحكومات‪ :‬عجز الميزانية صفر‪ ،‬لنطرح شعار‪ :‬العجز صفر في الديمقراطية والحياة الجتاماعية والنسانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مقابل شعار الحكومات‪ :‬عجز الميزانية صفر‪ ،‬لنطرح شعار‪ :‬الفقر صفر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬ثمة مطلب آخر يشق طريقه‪ ،‬إنه مطلب تاحميل مسؤولية التادهور للمؤسسات القتاصادية الدولية‪.‬‬

‫أمثلة في المبادرات والممارسات‪:‬ا ) التي وضعت في إطار مواجهة سلبيات و مخاطر‬


‫العولمة(‬

‫ثمة الكثير مما يمكن فعله لتاغيير مسار المور‪ :‬تاحركات صغيرة‪ ،‬تاكبر شيئا فشيئا‪ ،‬وذلك على مستاوى المحلة والمنطقة‬
‫والوطن والعالم‪.‬‬

‫حول اتافاقيات التابادل الحر‪ :‬لقد حصلت‪ ،‬في كل منطقة من العالم‪ ،‬الكثير من الممارسات لتاعديل مجرى المفاوضات‪ .‬ولم يكن‬
‫ذلك من أجل العودة إلى الوضع الذي كان سائدا‪ ،‬ول من أجل سياسة الحماية الضيقة‪ ،‬ولكن من أجل أن تاتامكن جميع القوى من‬
‫المساهمة في تاحديد التابادل‪ ،‬ليكون أكثر تاوازنا وعدالة‪ ،‬وقادرا على تاأمين الرفاه القتاصادي‪ ،‬بدل أن يكون عام ل‬
‫ل على زيادة التافاوت‬
‫والفقر‪.‬‬

‫وعلى مستاوى البلدان الميركية‪ ،‬ثمة شبكة للعلم والتاعبئة تانشأ وتاتاطور‪ .‬وتاعتابر شبكة )فرع( كيبك حول اندماج القارة‬
‫)الميركية( ‪ Réseau Québécois sur l'Intégration Continentale RQIC‬جزءا منها‪ .‬وهذه الشبكة هي من أنشط دعاة‬
‫تاأسيس محالفة اجتاماعية على مستاوى القارة الميركية‪ .‬وداخل هذه الشبكة تاتام بلورة جملة من المطالب‪ ،‬حول الحقوق النسانية المدنية‬
‫والسياسية والقتاصادية والجتاماعية والثقافية‪ ،‬وحقوق العمل والمرأة‪ ،‬وحقوق السكان الصليين‪ ،‬وكذلك حماية البيئة‪ .‬وذلك ليتام تاأكيد‬
‫هذه الحقوق المعتارف بها والمنصوص عليها في اتافاقيات عالمية‪ ،‬وليعتارف بصلحيتاها وبتاعيين آليات تانفيذها‪ ،‬قبل العمل على تاوسيع‬
‫وتارسيخ التابادل الحر‪.‬‬

‫وفي دولة شياباس ‪ Chiapas‬في المكسيك‪ ،‬وبمناسبة تاطبيق اتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا الشمالية ‪ ALENA‬في‬
‫‪ ،1/1/1994‬قام جيش التاحرير الوطني الزاباتاي ‪ ، Armée Zapatiste de Libération Nationale AZLN‬الذي يناضل من‬
‫أجل الحقوق الجماعية للسكان الصليين‪ ،‬بتاظاهرة للمرة الولى‪ ،‬معلنا عولمة كفاحه‪ .‬وكثيرا ما تالجأ الحركة الزاباتاية إلى استاخدام‬
‫النتارنت وتاكنولوجيا التاصال العصرية لتاعرف نفسها إلى العالم والحصول على المساندة والتاضامن‪ .‬كما كانت هذه الحركة مبادرة في‬
‫حصول الكثير من التاجمعات العالمية العاملة على بلورة البدائل من أجل عالم أفضل‪.‬‬

‫حول المناطق الحرة وتاطور الشركات المتاعددة الجنسية‪ :‬قدر مكتاب العمل الدولي‪ BIT ،‬في تاقرير لعام ‪ ،1998‬عدد‬
‫المأجورين العاملين في ‪ 845‬منطقة حرة بحوالي ‪ 27‬مليونا‪ .‬يشهر هذا التاقرير بظروف العمل السائدة في هذه المناطق الحرة‪ :‬أجور‬
‫منخفضة‪ ،‬طول يوم العمل‪ ،‬غياب الشروط الصحية‪ ،‬أجور السكن المرتافعة‪ .‬كما تاناول التاقرير بالنقد اللذع معايير العمل والعلقات‬
‫المهنية السائدة في هذه المناطق الحرة‪.‬‬

‫حول برامج وسياسات إعادة الهيكلة‪ :‬لقد سبق ورأينا أن هذه البرامج والسياسات‪ ،‬المفروضة أو المعتامدة طوعا من‬
‫الحكومات‪ ،‬بدل معالجة مشاكل الديون العامة التاي زعمت العمل على حلها‪ ،‬كثيرا ما كانت لنتاائجها آثار فاقمت من هذه المشاكل‪ .‬لقد تام‬
‫التاشهير بهذه النتاائج السلبية‪ ،‬كما تام اقتاراح بدائل لها‪.‬‬

‫يزداد عدد المنظمات الوطنية والعالمية المطالبة بإلغاء ديون البلدان الكثر فقرا‪ .‬وجالت في العالم عريضة يوبيل العام ‪2000‬‬
‫مطالبة باللغاء التاام لديون ‪ 42‬بلدا الكثر فقرا في العالم‪ .‬وكان الهدف أن عتاقدم هذه العريضة وعليها تاواقيع المليين‪ ،‬في قمة الثمانية‬
‫الكبار في كولونيى في ألمانيا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫سببت إعادة الهيكلة تاخفيضا في السياسات الجتاماعية وإفقارا للسكان‪ .‬وهنا أيضا تام تاأسيس جبهات نضالية‪ .‬ففي كيبك‪،‬‬
‫وبمواجهة سياسة عجز الميزانية صفر‪ ،‬فإن الحركة الشعبية تاطالب بأن تاعتامد الحكومة بالحرى سياسة الفقر صفر‪ ،‬وتاسعى إلى‬
‫مشروع قانون هدفه إلغاء الفقر‪ .‬كما أننا نسعى إلى إطلق سياساتانا الجتاماعية لرفع مستاوى المعيشة‪.‬‬

‫وفي كثير من البلدان‪ ،‬عبرت التاعبئة عن نفسها بتاظاهرات في الشوارع لعدة مرات في السنوات الخيرة‪ .‬وكثيرا ما أدت هذه‬
‫النضالت إلى الحد من الهجوم على الحقوق الجتاماعية‪.‬‬

‫وفي كيبك‪ ،‬في العام ‪ ،1998‬تاوصل المناضلون والمناضلت من الطلبة ومن الحركات المدنية المحلية إلى إقامة محالفة‬
‫لمعارضة اتافاقية الستاثمار المتاعددة الطراف ‪ ،AMI‬وللتاشهير بغياب الشفافية في المفاوضات‪ ،‬ولتاوعية السكان بمخاطر مثل هذه‬
‫التافاقية‪ .‬وشرعت هذه المحالفة بعملية سالمي ‪ SaLAMI‬التاي تامخضت عن تاظاهرة أيار ‪ 1998‬التاي أخرت انعقاد مؤتامر في فندق‬
‫الشيراتاون حيث ينعق مؤتامر مونر العالمي الرابع حول عولمة القتاصاد‪ .‬لم يثبت هذا النمط من التاعبئة ضرورة تاضافر قوانا لتاحسين‬
‫مواجهة المشاكل المشتاركة‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل أثبت ايضا أهمية ابتاكار مقاومة جديدة‪ ،‬خاصة وأن اتافاقية الستاثمار المتاعددة الطراف لم تانتاه‬
‫بعد‪ ،‬ولكنها انتاقلت إلى منظمة التاجارة العالمية ‪ .OMC‬فاليقظة مطلوبة‪.‬‬

‫تابين لنا هذه المثلة وكثير غيرها أن القوى الجتاماعية المعارضة للمصالح المهيمنة تامارس دورها‪ .‬والتاعبئة مستامرة سواء‬
‫استاهدفت المعارضة الجذرية‪ ،‬أو المطالبة بحقوق قديمة أو جديدة‪ .‬ولكنه ل بد من تاوسيع أفق العمل لمواجهة ضخامة وسائل الرأسمالية‬
‫الكبيرة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وبمواجهة الشركات المتاعددة الجنسية التاي تاعمل على تاعميق التاناقض بين عاملت وعمال البلدان المختالفة‪،‬‬
‫تاقوم النقابات بوضع استاراتاجيات جديدة عالمية‪ ،‬كما كانت الحال عام ‪ 96-1995‬عندما نسقت نقابة عمال بريدجستاون‪ /‬فايرستاون‬
‫المضربة منذ عدة أشهر مع المضربين من نفس الشركة في الوليات المتاحدة وافريقيا الجنوبية والفيليبين‪ ،‬وكذلك مع زملئهم الموظفين‬
‫في نفس الشركة في ‪ 12‬بلدا‪ ،‬بغية الوصول إلى تاسوية مرضية‪.‬‬

‫ضرورة تاعميم المعلومات‪ :‬تاطالعنا الصحف يوميا بتاقارير متاعلقة بالعولمة‪ .‬وإذا شئنا التاأثير في مجرى الحداث ل بد لنا من‬
‫ل‪ ،‬عمدة بورك ‪ ،Bourque‬عن شراكة محتاملة بخصوص الماء‪ ،‬يجب‬ ‫تاملك وسائل ذلك التاأثير وتانمية حسنا النقدي‪ .‬فعندما يعلن‪ ،‬مث ل‬
‫أن نرى في ذلك العلن محاولة القيام بخصخصة ما‪ .‬وعندما يدور الكلم عن اعتاماد التاكنولوجيا والعقلنية والدمج و…‪ ،‬علينا تاوقع‬
‫صرفا كثيفا للعاملين في المجالت المعنية‪.‬‬

‫إن اللقاءات في جماعات صغيرة‪ ،‬على فنجان قهوة‪ ،‬في المقاهي والمنازل‪ ،‬للستاعلم وتابادل المعلومات وفهم ما يجري‪ ،‬إن‬
‫كل ذلك يشكل خطوة أولى للخروج من الحباط الذي تاعاني منه‪ ،‬وهذا ما يجب العتاراف به‪ ،‬الذي يطبع منذ سنوات حركتانا المناضلة‪.‬‬

‫إن على الوساط المقاومة العودة للتاركيز على انهيار ظروف المعيشة‪ ،‬على الحق بمداخيل كافية‪ ،‬بالتاعليم‪ ،‬بالعناية الصحية‬
‫الجيدة…‪ ،‬وهذا ما يشكل وسيلة أخرى للتاأثير‪ .‬وثمة عنصر مركزي لهذه اللية في العمل يكمن في تاطوير حركة نقابية عالمية تاكون‬
‫فعالة وديمقراطية‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬يساهم تابادل الخبرات والمبادرات في النضال السياسي والجتاماعي والقتاصادي‪ ،‬في عولمة‬
‫تاضامننا‪.‬‬

‫يشكل الحق بتاملك الرض‪ ،‬وبالحصول على المياه الصالحة للشرب‪ ،‬والحق بالتاغذية والدفء والحق بمنزل لئق وملئم‪،‬‬
‫حقوقا عالمية‪.‬‬

‫وعليه يجب أن نعمل ليكون التاضامن العالمي بمثابة أولوية في منظماتانا‪ ،‬كما علينا الهتامام بحملت التاضامن العالمية التاي‬
‫تاخوضها المنظمات غير الحكومية والنقابية والشعبية‪.‬‬

‫علينا أيضا على سبيل المثال‪ :‬التادخل في الحياة اليومية كمستاهلكين وعمال ومواطنين‪.‬علينا التادخل كي يحتارم استاثمار مواردنا‬
‫بالذات معايير التانمية المستادامة والمسؤولة‪.‬‬

‫علينا التادخل بوجه تاضخم الرباح المصرفية غير الخاضعة لي رقابة‪ ،‬بينما تاتاقلص فرص العمل‪ ،‬وتاضعف الخدمات‪.‬‬

‫القيام جماعيا بالضغط على الحكومات لتاستاعيد امتايازات السيادة التاي تاخلت عنها في اتافاقيات التابادل الحر التاي ل تاخدم غي‬
‫الرأسمالية الكبرى‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫يجب الهتامام أيضا بمسألة المضاربات المالية العالمية والثار البالغة الخطورة وغير القابلة للتاعويض التاي تاستامر في خلقها‬
‫في كل مكان‪ .‬ويقتارح البعض كعلج لذلك وضع ضريبة ‪ ،Taxe Tobin‬وهي ضريبة ‪ %1‬على المبادلت المالية العالمية‪ ،‬وتاسمح‬
‫بجمع ‪166‬مليون دولرا في السنة‪ ،‬أي ما يكفي للتاخفيف بشكل فعلي من المشاكل المرتابطة بالفقر في العالم‪ ،‬هذا بينما يرى البعض‬
‫الخر هذا الجراء غير مناسب‪.‬‬

‫فكر عالميا ومارس محليا‪ :‬ثمة نوع من عولمة التاضامن ينتاظم على مستاوى الكرة الرضية‪ ،‬ل سيما بفضل النتارنت‪ .‬ثمة‬
‫ورشات عمل كبيرة تاتاحرك‪ ،‬وفيها تاشارك الحركة الكيبكية التاقدمية‪:‬‬

‫ورشة البحث في عالم المال لعطاء أولوية للسياسي على القتاصادي‪ :‬متاابعة التاعبئة لمواجهة النسخة الجديدة لتافاقية‬ ‫‪-‬‬
‫الستاثمار المتاعددة الطراف ‪ ،AMI‬استامرار العمل للغاء ديون بلدان العالم الثالث‪ ،‬السعي لبلورة ميثاق حقوق وواجبات المستاثمرين‬
‫والمضاربين؛‬

‫ورشة العمل والستاخدام المتامحورة حول الحق بالعمل وبالمن الجتاماعي للجميع؛‬ ‫‪-‬‬
‫ورشة العمل ضد الخصخصة‪ ،‬ل سيما خصخصة الكهرباء والماء وغيرها من المشاريع والخدمات العامة؛‬ ‫‪-‬‬
‫ورشة البيئة للحفاظ على الموارد الطبيعية للرض‪ ،‬فالعالم ملك لكل ساكنيه؛‬ ‫‪-‬‬
‫ورشة العلم للمحافظة على حق الجمهور بالعلم وباستاقلل وسائله؛‬ ‫‪-‬‬

‫ويجب علينا أن ندرك أنه ليست هناك من أفعال صغيرة‪ ،‬فكل عمل مقاومة لهيمنة الرأسمال الكبير على حياتانا‪ ،‬على المستاوى‬
‫المحلي أو الوطني أو العالمي‪ ،‬يساهم في تاقدم أعمال هذه الورشة أو تالك من ورشات العمل على مستاوى العالم‪.‬‬

‫إن تاضافر وتانسيق النضالت المتانوعة والمتاعددة سيساهم في استاعادة القدرة على بناء عالم متاضامن قائم على التانمية المستادامة‪.‬‬

‫يبلغ عدد سكان الرض اليوم حوالي ستاة مليارات‪ .‬حفنة منهم تاستاحوذ على الرأسمال الكبير‪ ،‬وتاسعى إلى استاعبادنا‪ .‬فها نسمح‬
‫بذلك؟‬

‫ملحق‬

‫منتادى دافوس‬

‫ليس منتادى دافوس القتاصادي منظمة من المنظمات الدولية‪ ،‬ولكنه مجرد لقاء اقتاصادي يضم سنويا‪ ،‬في هذه البلدة السويسرية‬
‫)دافوس(‪ :‬النخبة العالمية من القادة السياسيين‪ ،‬ومدراء الشركات )معيار المشاركة أن يكون المشارك مديرا عاما أو نائب المدير العام‬
‫لمؤسسة تاتاجاوز قدرتاها المالية ‪ 620‬مليون يورو(‪ ،‬والخبراء وغيرهم من شخصيات العولمة السياسية‪-‬القتاصادية‪ .‬وعليه ليست‬
‫دافوس مكانا لتاخاذ القرارات‪ .‬وهي ليست مركز سلطة‪ ،‬بل بالحرى مجال تاأثير على الخطوط الساسية للقتاصاد العالمي‪.‬تاقدم‬
‫دافوس الفكار والتاحاليل والمفاهيم التاي غالبا ما نجدها تاوجيهات منظمات مثل صندوق النقد الولي ‪ FMI‬ومنظمة التاجارة العالمية‬
‫‪.OMC‬‬

‫أسس هذا المنتادى )مؤسسة ل تاستاهدف الربح( اللماني كلوس شواب ‪ Klaus Schwab‬في العام ‪1971‬؛ وهو دكتاور في‬
‫الهندسة الميكانيكية والقتاصاد ويدرس في جنيف سياسة العمال‪ .‬يشارك في مؤتامر دافوس أكثر من ‪ 2000‬شخصا؛ وفي كانون‬
‫الثاني من العام ‪ 1999‬التاقت في دافوس شخصيات مثل هلموت كول وبيل غيتاس ولويس شويتازر وهيلري كلنتاون وياسر عرفات‬
‫وجورج سوروس ونلسون مانديل وكوفي أنان وحسني مبارك ويفغيني بريماكوف وغيرهارد شرودر وشيمون بيريز وأوسكار‬
‫لفونتاين ودومينيك ستاروس‪-‬كاهن وروبرت روبن ومدراء كوكا كول )دوغلس إيفستار( وفيات )باولو فرسكو( وتاوشيبا )تاايزو‬
‫نيشيمورو( والخ‪.‬‬

‫وتادور المناقشات فيه حول مسائل الجيوسياسة والتاكنولوجيا المتاطورة وشتاى الزمات والقتاصاد الكبير والصغير والخ‪ .‬يحضر‬
‫الخبراء موضوعات المنتادى قبل شهر من انعقاده‪ ،‬ويعدونها في ملف ملف من ‪ 300‬صفحة‪ ،‬فتاتام مناقشتاها في جلسات عمل‬
‫ومؤتامرات‪.‬‬

‫كان المنتادى‪ ،‬لدى تاأسيسه في العام ‪ ،1971‬متامحرا أساسا حول أوروبا‪ ،‬ومن هنا اسمه الولي ‪European Management‬‬
‫‪ .Forum EMF‬بدأ في العام ‪ 1976‬عولمتاه مع المنتادى الوروبي‪ -‬العربي ‪ ،Forum euro-arabe‬وفي السنة التاالية مع المنتادى‬
‫‪35‬‬
‫الوروبي‪ -‬الميركي ‪ -‬اللتايني ‪ .Forum euro- latini-américain‬وتاوسع المنتادى في العام ‪ 1979‬إلى الصين والهند‪ .‬وفي‬
‫العام ‪ 1982‬اتاجه المنتادى نحو حلقة الوروغواي ‪) Uruguay Round‬مباحثات في منظمة التاجارة العالمية(‪ .‬تاغير اسمه في العام‬
‫‪ 1987‬ليصبح المنتادى القتاصادي العالمي ‪ .World Economic Forum WEF‬وكانت تاناقش فيه أمور شتاى‪ :‬سقوط جدار برلين‪،‬‬
‫تاوحيد ألمانيا‪ ،‬الزمة السرائيلية الفلسطينية‪ ،‬وإلخ…‬

‫ل في العام ‪ .1996‬ولعل ذلك يعود لكون الزمة السيوية‬ ‫ولكن المنتادى لم يطرح مسألة العولمة القتاصادية‪ ،‬بشكل خاص‪ ،‬إ ت‬
‫أنذرت العالم حول احتامال انهيار النظام المالي العالمي‪" :‬العولمة مسؤولة‪ :‬كيف نتاحكم بأثر العولمة"‪ .‬إنه لبرنامج متاكامل‪.‬‬

‫الجزء الثاني‪:‬ا‬
‫انعكاسات العولمة اليجابية و السلبية على التنمية في دول العالم الثالث‬

‫ملحظة‪:‬ا محتوى المقالين الخيرين السابقين مهمين في هذا الصدد‪:‬ا‬


‫‪ -1‬مناهضة العولمة و الليبرالية الجديدة‬
‫‪ -2‬عولمة ماذا ؟ كيف ؟ لمن ؟‬

‫العولمة بين اليجابيات والسلبيات‬


‫الدكتاور مصطفى أحمد كناكر‪ ،‬نقل عن موقع‪http://www.kanaker.com/fainal/arabic/02/06.htm :‬‬

‫العولمة كلمة غير قديمة‪ ،‬لهذا ل نجد لها تاعريفا في قواميس اللغة أو السياسة أو القتاصاد‪" ،‬ولذلك عندما تاطرح فكرة العولمة ل يقصد‬
‫بها مفهوم مجرد فقط‪ ،‬بل عيلتافت إلى عملياتاها الساسية‪ ،‬وهي‪ :‬المنافسة بين القوى العظمى‪ ،‬والبتاكار التاكنولوجي‪ ،‬وانتاشار عولمة‬
‫النتااج والتابادل القتاصادي والتاحديث‪.‬‬

‫وفي الحقيقة إن مفهوم العولمة يعيدنا إلى العاملم‪ ،‬أي الكون‪ ،‬وليس إلى العلم‪ ،‬لذلك أطلق بعضهم عبارات تادل عليها‪ :‬كالنظام العالمي‬
‫الجديد‪ ،‬والمبراطورية الجديدة‪ ،‬والقرية الكونية‪ ،‬وكل ذلك يعني شمول هذا التاعبير للمور القتاصادية والسياسية والثقافية والتاربوية‬
‫والجتاماعية‪ ،‬بل وحتاى التاقاليد والعراف‪...‬‬

‫وعلى كل فالعولمة نظام جديد‪ ،‬أو ظاهرة جديدة‪ ،‬فرضها الواقع في أواخر القرن العشرين‪ ،‬لذلك فليست المشكلة في تاعريف العولمة‪،‬‬
‫إنما المشكلة في دراسة أهدافها وبدائلها وتاحدياتاها وكيفية نشوئها‪ ،‬وهل تالغي الهوية الوطنية؟ وهل تاؤثر على المور القومية؟‪) ".‬محمد‬
‫عمر الحاجي‪ ،‬العولمة أم عالمية الشريعة السلمية‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار المكتابي‪ ،‬ط ‪1420 ،1‬هـ‪1999/‬م‪ ،‬ص ‪ 16‬و ‪.(19‬‬
‫والعولمة تارادفها أيضا كلمة الكوكبة‪ ،‬وهي تاعني أيضا جعل نطاق الشيء وتاطبيقه عالميا‪" .‬ولكن هذا المفهوم الموحي بالبراءة ل يلبث‬
‫أن يكشف عن مخاطر كبيرة تاقف وراءها قوى شرسة‪ ،‬تارفع مصالحها فوق كل اعتابار‪ ،‬وتانظر إلى العالم كله على أنه مساحة مفتاوحة‪،‬‬
‫أو ينبغي أن تاكون مفتاوحة أمامها‪ ،‬وتاستاخدم القوة لفرض تالك المصالح‪ ،‬وما يرافقها ويتامخض عنها من تاهديد على الخرين‪ ،‬ولحماية‬
‫ما تاسفر عنه مما يحقق أهدافها‪ ،‬وهي بذلك تاضفي هيمنتاها الشاملة على عصرنا الحاضر‪) ".‬علي عقلة عرسان‪ ،‬العولمة والثقافة‪ ،‬مجلة‬
‫الفكر السياسي‪ ،‬دمشق‪ ،‬العددان )‪ ،(5-4‬شتااء ‪1998/1999‬م‪ ،‬ص ‪.(216‬‬

‫ومن أبرز أنواع العولمة نوعان هما‪:‬ا‬


‫‪36‬‬
‫‪ _1‬عولمة العلم والثقافة والتاصالت‪" :‬وهي تاهدف إلى التاعظيم المتاسارع والمستامر في قدرات وسائل العلم على تاجاوز الحدود‬
‫بين الدول‪ ،‬والتاأثير في المتالقين الذين ينتامون إلى ثقافات متاباينة‪ ،‬وذلك لدعم عملية تاوحيد ودمج أسواق العالم من ناحية‪ ،‬وتاحقيق‬
‫مكاسب للطراف المهيمنة على صناعة العلم والتاصال من ناحية ثانية‪) ".‬محمد عمر الحاجي‪ ،‬العولمة أم عالمية الشريعة‬
‫السلمية‪) ،‬مرجع سابق(‪ ،‬ص ‪.(20‬‬

‫‪ _2‬عولمة القتاصاد‪ :‬لها فوائدها ومضارها‪ ،‬فمن فوائدها أنها تاخلق مكاسب جديدة في الرفاهية والتاقدم‪ ،‬وتاخلق أيضا المنافسة والسعي‬
‫نحو تاحقيق الجودة في العمل والنتااج‪ ،‬إل أن من أضرارها الكبيرة أيضا أنها تاهممش الدول النامية‪ ،‬وتازيدها فقرا على فقر‪ ،‬وفسادا فوق‬
‫فسادها الداخلي‪ ،‬والتاجاهات الراهنة لعملية العولمة تاشير بشكل واضح أن هذه الظاهرة ليست في صالح الدول النامية‪ ،‬التاي ستاصير‬
‫سوقا استاهلكية للدول المتاقدمة‪) .‬انظر‪ :‬محمد عمر الحاجي‪ ،‬العولمة أم عالمية الشريعة السلمية‪) ،‬مرجع سابق(‪ ،‬ص ‪.(26 -25‬‬

‫ويرى كثير من الباحثين أن العولمة القاتصادية شر كلها‪ ،‬وتاجب مواجهتاها‪ ،‬لن "النظام العالمي الجديد بصفة عامة‪ ،‬والنظام‬
‫القتاصادي العالمي الجديد بصفة خاصة‪ ،‬نظم تاقوم على رعاية الدول المتاقدمة لتازداد غنى وسيطرة على حساب الدول النامية أو الفقيرة‬
‫لتازداد فقرا‪ ،‬فهي نظم الغنياء‪ ،‬فيها منتاديات اقتاصادية للسيطرة على الفقراء وإذللهم تاحت وطأة الحاجات الصلية لعيش النسان‪.‬‬

‫وهذه النظم ظاهرها فيه التاعاون‪ ،‬وباطنها الستاغلل والحتاكار وأكل أموال الشعوب بالباطل‪.‬‬

‫ويجب أن نقر أن نظام العولمة القاتصادية شر يجب الجهاد والتضحية للتقليل من خسائره‪ ،‬فإثمه أكبر من نفعه‪ ،‬ول يظن أولئك أن‬
‫هناك علقة أخوة وحب ومودة وتاكامل وتاضامن بين الدول التاي تاسيطر على النظام القتاصادي العالمي الجديد‪ ،‬وبين الدول الفقيرة مثل‬
‫اليمن وفلسطين وبنجلديش والعراق وليبيا والسودان ومصر ولبنان‪ ..‬بل الحقد والكراهية والتاربص والستاغلل ومحاولة الذلل"‬
‫)نعمات أحمد‪ ،‬كيف يواجه العالم السلمي أخطار العولمة القتاصادية‪ ،‬مجلة القتاصاد السلمي‪ ،‬دبي‪1998 ،‬م‪ ،‬العدد )‪ ،(209‬ص‬
‫‪ ،(25‬هي الحقيقة‪ ،‬التاي أضحت ظاهرة لكل مطلع ومشاهد‪.‬‬

‫ويشير واقع وكالت العلن المريكية إلى الهدف الستاعماري للعولمة‪" ،‬فالسواق العالمية هي حكر لعدد من وكالت العلن‬
‫المريكية التاي يبلغ عددها )‪ (22‬وكالة إعلن من مجموع )‪ (25‬وكالة دولية‪.‬‬

‫وهناك )‪ (71‬دولة من )‪ (91‬دولة نامية تاعتامد إذاعاتاها على العلنات‪ ،‬كما أن الوكالت المريكية تاسيطر على ثلثي الشركات‬
‫العلمية في )‪ (46‬دولة نامية ‪.‬‬

‫ويمكن القول أن هذه الوكالت في اختاراقها للدول ومؤسساتاها العلمية ل تاقوم بخلق نموذج ثقافي استاهلكي عالمـي فقط‪ ،‬وإنما‬
‫تاتاحدد مخاطرها في تاهديدها للثقافات القومية‪ ،‬وقتال التانمية في هذه البلدان النامية‪) ".‬ياس البياتاي‪ ،‬احتالل العقول‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬دار الحكمة‪،‬‬
‫‪1991‬م‪ ،‬ص ‪.(144‬‬

‫والعولمة ليست لمصلحة الشعوب المتاقدمة أيضا‪ ،‬بل هي لمصلحة فئة مسيطرة فيه‪ ،‬فنحن رأينا المظاهرات في لندن وكوريا وروسيا‬
‫وغيرهم من دول العالم المتاقدمة ضد هذا النظام العالمي الجديد‪ ،‬في عيد العمال العالمي‪ ،‬في‪/1 :‬أيار‪2001/‬م‪ ،‬وكذلك في عام‬
‫‪2002‬م‪ ،‬فقد خرج مليين العمال يطالبون بنظام جديد ينظر إلى مصلحة العامل والفقير‪.‬‬

‫وهكذا نرى "أن العولمة ليست من أجل مصلحة شعوب العالم بقدر ما هي وسيلة لتاحقيق مصالح الدول الكبرى‪ ،‬وفي مقدمتاها الوليات‬
‫المتاحدة المريكية‪ ...‬وأن هذه القوى ل تانظر إلى الخرين إل من خلل استامرارية مصالحها وهيمنتاها عليهم‪.‬‬

‫ويرون أيضا أن مسألة العولمة ل تانحصر فقط على تاعميم النموذج الغربي على العالم‪ ،‬بل هدفها الرئيس تاشكيك أمم الحضارات العريقة‬
‫في حضاراتاها ونفسها وعقائدها‪ ،‬وتاغريب إنسانها في أفكاره ومناهج تاعليمه‪ ،‬بل في طراز عمارتاه وأسلوب حياتاه‪ ..‬بل في طعامه‬
‫وشرابه عن طريق انتاشار مطاعمها وألوان الطعام الخاصة بها‪.‬‬

‫وتاتاساءل المفكرة والكاتابة )نعمات أحمد(‪ :‬كيف يقنعنا الغرب برغبتاه في التاعاون والتاكامل معنا من خلل ما يطرحه علينا من أفكار‬
‫وفلسفات ونظم‪ ،‬وهو يتارصد للسلم ويتاهجم عليه‪ ،‬ويلصق به تاهم الرهاب والتاطرف؟ كيف نتاعامل مع هؤلء ونقتانع بما يعرضونه‬
‫علينا‪ ،‬وهم يمولون ويدفعون لكل من يثير القلق‪ ،‬وينفذ عمليات الرهاب داخل أقطارنا العربية والسلمية؟ كيف نقتانع بحسن‬
‫نواياهـم‪ ،‬وهم يشجعون إسرائيل على العدوان واغتاصاب الحقوق والستاهانة بالعرب وحقوقهم في استارداد أراضيهم المغتاصبة؟‪".‬‬
‫)نعمات أحمد‪ ،‬كيف يواجه العالم السلمي أخطار العولمة القتاصادية‪ ،‬مجلة القتاصاد السلمي‪) ،‬مرجع سابق(‪ ،‬العدد )‪ ،(209‬ص‬
‫‪.(23‬‬

‫‪37‬‬
‫ويحدد بعض الخبراء معنى العولمة بشكل أدق‪ ،‬ويرى أنها تاعني المركة‪" ،‬فالمريكي )تاوم فريدمان( يقول‪) :‬نحن أمام معارك سياسية‬
‫وحضارية فظيعة‪ ،‬العولمة هي المركة‪ ،‬والوليات المتاحدة المريكية قوة مجنونة‪ ،‬نحن قوة ثورية خطيرة‪ ،‬وأولئك الذين يخشوننا على‬
‫حق‪ ،‬إن صندوق النقد الدولي قطة أليفة بالمقارنة مع العولمة‪ ،‬في الماضي كان الكبير يأكل الصغير‪ ،‬أما الن فالسريع يأكل البطيء(‪.‬‬

‫وهذا القول ل يقتدم إل بعض الحقيقة‪ ،‬فوراء هذه القوة الخطرة برامج أكثر خطورة‪ ،‬قد يؤدي تاحقيق أهدافها في النهاية إلى المس‬
‫بجوهر النسان‪ ،‬ومقومات المناخا من حوله‪.‬‬

‫والوطن العربي حيال هذه التاكتالت الكبيرة والوضاع الخطيرة الضاغطة‪ ،‬ممزق وضعيف وفقير‪ ،‬يسهل اصطياد أقطاره وإخضاعها‪،‬‬
‫والتاحكم بمساحات اقتاصاده تاحكما مباشرا‪ ،‬ولسيما ثرواتاه الرئيسة كالنفط‪ ،‬ويزيده بعض أهله إفقارا وضعفا بضخ الموال منه‪،‬‬
‫وإيداعها في الغرب خاصة‪ ،‬واستاثمارها بما يقوي عدوهم أحيانا‪) ".‬علي عقلة عرسان‪ ،‬العولمة والثقافة‪ ،‬مجلة الفكر السياسي‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫العددان )‪4‬و ‪ ،(5‬شتااء ‪1998/1999‬م‪ ،‬ص ‪.(221‬‬

‫ويظهر أن الدعوة للعولمة دعوة أمريكية بشكل خالص‪ ،‬تاسعى لها وتاريد فرضها على العالم‪ ،‬ففي لقاء بين )محاذير محمد( رئيس‬
‫وزراء ماليزيا‪ ،‬ووزيرة الخارجية المريكية‪" ،‬قال محاذير‪ :‬على الدول الصغيرة أن تاحذر الدخول في العولمة بل تاحوطات‪ .‬فردت‬
‫وزيرة الخارجية المريكية بضجر واضح‪ :‬يا سيد محمد إن الدخول في العولمة أمر واقع ل خيار لحد فيه‪) ".‬زكريا بشير إمام‪ ،‬في‬
‫مواجهة العولمة‪ ،‬معتمان‪ ،‬مكتابة روائع مجدلوي‪ ،‬ط ‪1420 ،1‬هـ‪2000/‬م‪ ،‬ص ‪.(180‬‬

‫والرئيس المريكي ")جورج بوش الب( قال بعد حرب الخليج الثانية‪ ،‬في مناخا الحتافال بالنصر‪) :‬إن القرن القادم سوف يشهد انتاشار‬
‫القيم المريكية‪ ،‬وأنماط العيش‪ ،‬والسلوك المريكي(‪) ".‬علي عقلة عرسان‪ ،‬العولمة والثقافة‪ ،‬مجلة الفكر السياسي‪) ،‬مرجع سابق(‪،‬‬
‫العددان )‪4‬و ‪ ،(5‬ص ‪.(223‬‬

‫وهذا نزوع استاعماري واضح‪ ،‬يستاهدف ثقافة الخرين وتااريخهم‪ ،‬وجعلهم تابعا لهذا الزعيم الوحيد‪ ،‬وهو أمريكا تاحت السيطرة‬
‫اليهودية‪.‬‬

‫والواقع اليوم يؤكد لنا هذا الكلم‪ ،‬فحرب أمريكا لفغانستاان‪ ،‬من غير جرم مؤلكد‪ ،‬وحربها على العراق مع اختالق الكاذيب والحجج‬
‫الواهية‪ ،‬وتاخطيطها الستاعماري لكثير من الدول الضعيفة مالكة الكنوز الرضية من نفط وغاز‪ ..‬وحربها على عدو اختالقتاه‬
‫واصطنعتاه من أوهامها سملتاه الرهاب‪ ،‬وقصدت به السلم والمسلمين‪ ،‬ليست إل شواهد على هذا الستاعمار الجديد‪ ،‬تاحت اسم جديد‬
‫هو العولمة‪.‬‬

‫"لقد لحظ كثيرون أن النظام العالمي الجديد‪ ،‬والدعوة إلى العولمة التاي يبشر بها كأيديولوجية‪ ،‬وهي في الواقع من صنع اليهود بغية‬
‫السيطرة على العالم التاي تاحققت لهم في نهاية القرن العشرين بل جدال‪ ..‬ول أدل على ذلك من سيطرتاهم الكاملة على الكونغرس‬
‫المريكي وعلى الدارة المريكية‪ ،‬خاصة في عهد الرئيس كلينتاون‪ ،‬حيث أكثر من ستاة من وزرائه من اليهود الصهاينة الموالين تاماما‬
‫لسرائيل‪ ،‬ومنهم وزراء الخارجية والدفاع والمن القومي‪ ،‬وعدد كبير من السفراء‪.‬‬

‫]واليوم يقرر رئيس وزراء إسرائيل شارون أن أكبر من خدم اليهود من رؤساء أمريكا هو الرئيس الحالي جورج بوش البن[‬

‫ولقد كشف مدى الهيمنة الكاملة لليهود على الدارة المريكية وعلى مقدرات المجتامع المريكي الكاتاب )بول فندلي( في كتاابه‪Who) :‬‬
‫‪ (Dares to Speak‬الذي تارجم إلى العربية تاحت عنوان‪) :‬من يجرؤ على الكلم(‪ ،‬فبتين بول فندلي كيف أن اليهود يسيطرون على‬
‫دور النشر بأمريكا سيطرة كاملة‪ ..‬وكذلك يسيطرون على أسواق العملت والسهم والبنوك وكبريات الشركات والعلم والجامعات‪،‬‬
‫وكل شيء تاقريبا في صناعة الفلم في هوليود‪ ،‬ول تاقتاصر سيطرتاهم على الوليات المتاحدة وحدها‪ ،‬بل تاعدت ذلك إلى فرنسا وألمانيا‬
‫وبريطانيا‪..‬‬

‫إن سيطرة اليهود اليوم على العالم كله كبيرة جدا‪ ،‬وحتاى العالم السلمي والعربي لم يسلما من تالك السيطرة والهيمنة‪) ".‬زكريا بشير‬
‫إمام‪ ،‬في مواجهة العولمة‪) ،‬مرجع سابق(‪ ،‬ص ‪.(178‬‬

‫ويكشف لنا بعض المسؤولين المريكيين الحرار أن في أمريكا اليوم حكومة خفية تادعى حكومة الظل‪ ،‬هي التاي تاخطط وتانمفذ‪ ،‬ل يعلم‬
‫كنهها أكثر السياسيين المريكيين‪.‬‬

‫ولو أردنا أن نفهم هذه اللعبة أكثر‪ ،‬علينا أن نراجع ما ورد في البروتاوكولت الصهيونية‪ ،‬وقراءة تاخطيطهم للسيطرة على العالم‬
‫وقيادتاه‪.‬‬

‫ورد في "البروتاوكول الرابع عشر‪ :‬عندما نصبح أسياد الرض لن نسمح بقيام دين غير ديننا‪ ..‬من أجل ذلك يجب علينا إزالة العقائد‪،‬‬
‫ل للجيال القادمة‬ ‫وإذا كانت النتايجة التاي وصلنا إليها مؤقتاا قد أسفرت عن خلق الملحدين‪ ،‬فإن هدفنا لن يتاأثر بذلك‪ ..‬بل يكون ذلك مث ل‬
‫‪38‬‬
‫التاي ستاستامع إلى دين موسى‪ ،‬هذا الدين الذي فرض علينا مبدؤه الثابت النابه وضع جميع المم تاحت أقدامنا‪) ".‬عبد العزيز شرف‪،‬‬
‫العلم السلمي وتاكنولوجيا التاصال‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار قباء‪1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.(128‬‬

‫فالخطر كبير وعظيم ل محالة‪ ،‬ولكن علينا أن ل نصاب باليأس‪ ،‬فاليأس صفة من صفات الكافرين‪ ،‬وعلينا أن نتاسلح باليمان واليقين‬
‫أو ل‬
‫ل‪ ،‬وبالعلم والحقائق ثانيا‪ ،‬وأن نبذل جهدنا وجهادنا‪ ،‬فهذه القوة ليست في أكبر حدودها إل قوة بشرية ضعيفة‪ ،‬يمكن للناس الخرين‬
‫النتاصار عليها‪ ،‬وإلحاق الهزيمة بها‪.‬‬

‫وتاضخيم هذا المر بحيث يشعر القراء ومتاابعو وسائل العلم أن القوة المريكية بالدارة اليهودية قوة عظيمة‪ ،‬ل يمكن تاختيلها أو‬
‫معاداتاها أو حتاى التافكير في ذلك‪ ،‬وأنها شبح عظيم‪ ،‬أو تانين خارق تاستاحيل مواجهتاه بالوسائل البشرية‪ ،‬هذه الفكرة بحتد ذاتاها فكرة‬
‫صهيونية وحرب نفسية‪ ،‬يهدفون من خللها إلى بمث الخوف والذعر في نفوس الناس‪ ،‬ليسملموا لهم‪ ،‬ويستاسلموا من غير مقاومة عتاذكر‪.‬‬

‫هذا ما يفكرون به ويخططون له‪ ،‬وال سبحانه يقول‪) :‬موميلمعكعرومن موميلمعكعر الللعه موالللعه مخليعر اللمماإكإريمن( )سورة النفال‪ ،‬الية‪ ،(30 :‬والذي‬
‫يبدو لي أن سلح العولمة الذي يحاربون به اليوم هو نفسه سينقلب عليهم‪ ،‬وسيستاخدم ضتد أمانيهم وأهوائهم‪ ،‬ويحقق عليهم النصر‬
‫المبين‪.‬‬

‫فها نحن اليوم أصبحنا نشهد إسلم كثير من الجانب عن طريق وسائل العلم‪ -‬هذه الوسائل التاي هي أدوات أساسية في العولمة‪-‬‬
‫وخصوصا عبر وسيلة النتارنت‪.‬‬

‫والواقع والتااريخ والحقيقة تاظهر أن السلم دين إلهي ل يمكن أن يقهر‪ ،‬وأنه ما شارك في معركة إل كان المنتاصر‪ ،‬حتاى لو انهزم‬
‫المسلمون‪.‬‬

‫وهذا ما حدث يوم هجوم التاتاار على المسلمين‪ ،‬فقتالوا وأفسدوا فسادا عظيما‪ ،‬لكن هذا الجيش الغالب لم يمض على انتاصاره إل أشهر‬
‫معدودة حتاى دخل في دين المغلوب‪ ،‬وصار جيشا يدافع عن حمى السلم‪ ،‬ويقاتال في سبيله‪.‬‬

‫مـن اليمان عاقبة الماني‬ ‫بغت أمم التاتاـار فأعقبتاهـا‬

‫حماة البيت والركن اليماني‬ ‫وأصبح عابدو الصنام قدما‬

‫فل خوف على السلم‪ ،‬فال سبحانه حافظ دينه‪" ،‬ولكن الخوف على المسلمين‪ ،‬وعلى كل من هم في حكم الضعفاء والمستاضعفين من‬
‫بني البشر أن يعوا ما يستاهدفهم‪ ،‬وأن يعملوا ليكون لهم ما يدفع عن عقيدتاهم ]وثقافتاهم[ غائلة الشر‪.‬‬

‫ليس المطلوب الهرب من العولمة أو العالم‪ ،‬فالعولمة ليست الشر المطلق الذي ل بد من أن نتاجنبه‪ ،‬أو نتالمس نجاة منه‪ ،‬بل إنها مما‬
‫يمكن أن نواجه تاحدياتاه بإمكانيتانا ووعينا‪ ،‬وهي في بعض جوانبها تاحتاوي على إيجابيات قد تاعود علينا بالنفع‪ ،‬إذا ما أحسنا تافهمها‬
‫والنتافاع ببعض معطياتاها والستاجابة لتاحدياتاها‪...‬‬

‫ل وقبل كل شيء إلى الفهم العميق لقوانين العالم المعاصر وقواه ومعارفه وأدواتاه وسبل الداء الناجح في ميادينه‬ ‫والعولمة تاحتااج منا أو ل‬
‫والستاجابة لتاحدياتاه‪ ،‬وليست نجاة العرب والمسلمين والسلم‪ ،‬بل والعالم كله بالبتاعاد عن معطيات العصر وتاجنب تاحدياتاه‪ ،‬لن‬
‫العصر بكل بساطة وموضوعية يقتاحم الباب علينا بقوة‪ ،‬ولن نكون فيه ما لم نشارك في بناء حضارتاه‪ ،‬ونتاحمل مسؤولياتانا فيه بإيجابية‬
‫تاامة‪ ،‬وما لم نتاعامل مع معطياتاه باقتادار ونجاح‪) ".‬علي عقلة عرسان‪ ،‬العولمة والثقافة‪ ،‬مجلة الفكر السياسي‪) ،‬مرجع سابق(‪ ،‬العددان )‬
‫‪4‬و ‪ ،(5‬ص ‪.(228‬‬

‫ويؤيد هذه الفكرة كثير من الباحثين العرب‪ ،‬فنحن ل ينبغي أن نحارب العولمة جملة وتافصي ل‬
‫ل‪ ،‬بل نأخذ خيرها‪ ،‬ونتارك شرها‪ ،‬ونطبق‬
‫معها سياسة النتاقاء‪.‬‬

‫ولكن واقع العولمة اليوم ل يعني العالمية‪ ،‬بل يعني المركة وبسط النفوذ الصهيوني‪ ،‬ومحاربة العرب والمسلمين‪ ..‬يظهر ذلك في‬
‫الخبار اليومية‪ ،‬حيث نرى حربهم على المؤسسات السلمية الهلية‪ ،‬والجمعيات الخيرية‪ ،‬وحجرهم على أموال المسلمين داخل‬
‫بلدهم‪ ،‬والساءة السافرة إلى الشخصيات السلمية البارزة‪ ،‬وما معاملتاهم لحليفتاهم تاركيا إل شاهد على هذه العدوانية‪ ،‬والنانية‬
‫المفرطة‪.‬‬

‫فعندما يتاحدثون عن فتاح الحدود وإزالة الحواجز ل يريدون الخير لهم وللخرين‪ ،‬بل يقصدون أن يجعلوا بلد المسلمين سوقا استاهلكية‬
‫لمنتاجاتاهم المادية والفكرية‪..‬‬

‫‪39‬‬
‫ولو كانت العولمة تاعني في حقيقتاها العالمية‪ ،‬وفتاح الحدود وكسر الحواجز بين البشر‪ ،‬لكانت مطلبا هاما للسلم‪ ،‬فالسلم ما خاف يوما‬
‫من النفتااح على الخرين‪ ،‬بل هذا ما يسعى إليه‪ ،‬فالجهاد السلمي يهدف من جملة أهدافه إلى فتاح طريق الدعوة‪ ،‬وإزالة العقبات بين‬
‫السلم والعباد‪ ،‬لعيتاركوا بعد ذلك أحرارا يختاارون الدين الذي يشاؤون‪.‬‬
‫"فقد انتاشر السلم من جزيرة العرب إلى كافة أرجاء المعمورة‪ ،‬وأقام حضارة راسخة البنيان‪ ...‬لنه امتازج بالمدنتيات التاي سادها‪،‬‬
‫وتاكيف معها تاكيفا لم يلغ أسسه المقدسة‪) "،‬إعداد دار طويق للنشر‪ ،‬المسلمون في مواجهة البث المباشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬دار طويق للنشر‪ ،‬ط‬
‫‪1417 ،1‬هـ‪1996/‬م‪ ،‬ص ‪ (66‬ولم يحارب حياة الشعوب وعاداتاهم وثقافاتاهم‪ ،‬بل أبقى على كل ذلك‪ ،‬وأعطاهم من خيره وهداه‬
‫ونوره‪ ،‬فصاروا جميعا إخوة مؤمنين متاحابين‪ ،‬يستاخدمون اسم بلدهم الذي ولدوا فيه للتاعارف ليس إل‪ ،‬واستاطاع السلم أن يحقق‬
‫العالمية‪ ،‬وتاكون في صالح البشر جميعا‪.‬‬
‫ولو أن المسلمين استاطاعوا أن يحولوا العولمة لصالح دعوتاهم لقدموا بذلك خدمة عظيمة وجليلة للسلم‪ ،‬فهذه العالمية تاكفي المسلمين‬
‫عناء الجهاد والقتاال‪ ،‬وتاحقق لهم إلغاء الحدود العلمية‪ ،‬وحينها يمكننا القول أننا أصبحنا في العصر الذهبي للدعوة السلمية‪،‬‬
‫وأصبحنا في أجمل الظروف لنشر السلم‪.‬‬
‫فمعركة السلم اليوم كبيرة وخطيرة‪ ،‬وصار السلم بحاجة إلى من يعيش في سبيل ال أكثر من حاجتاه إلى من يموت في سبيل ال‪.‬‬

‫كتابت في ‪2003‬م‪.‬‬

‫مساوئ العولمة وأخطارها‬


‫محمد خليفة‪" ،‬مساوىء العولمة وأخطارها"‪ ،‬نقل عن موقع‪:‬‬
‫‪http://www.mohammedkhalifa.com/Archive/article1221.htm‬‬

‫حتذر عالم القتاصاد المريكي جوزيف شتايفلتاز الحاصل على جائزة نوبل للقتاصاد من الثر الضار للعولمة على الخدمات العامة التاي‬
‫تاقلدم للسكان في دول ناهضة بالعالم الثالث ‪ .‬وقال ‪ ،‬إن العولمة تاؤدي إلى نقص موارد الحكومات بسبب حرية حركة التابادل التاجاري‬
‫في العالم ‪ .‬وإن نقص مداخيل حكومات دول العالم الثالث من المكوس والضرائب يؤدي إلى نقص الموارد التاي يمكن أن تانفقها تالك‬
‫الحكومات على السكان ‪ .‬ول شك أن هذا العإالم القتاصادي قد أصاب كبد الحقيقة ‪ ،‬ول شك أن كلمه هذا ل يروق لقوى الستاكبار‬
‫ل لتاركيز السيطرة على المال في العالم في‬ ‫العالمي التاي ينتامي هو إلى سكانها ‪ ،‬والتاي تادفع باتاجاه انفتااح السواق العالمية ل لشيء إ ت‬
‫أيديها ‪ ،‬وبالتاالي التاحتكم بالقرار السياسي العالمي ‪ .‬وهذه القوى هي التاي أوجدت العولمة من خلل إنشاء تالك المنظومة اللكتارونية‬
‫الخاضعة لسيطرتاها ‪ ،‬ومن خلل تالك الشركات العملقة التاي تاحمل جنسيتاها والتاي تاسعى إلى إلتاهام خيرات العالم كافة ‪ .‬وقد ساعد تالك‬
‫القوى في نشر العولمة عدم وجود قوة كبرى تاقف في وجهها ‪ .‬فبعد سقوط التاحاد السوفيتاي السابق ودول المعسكر الشيوعي ‪، 1991‬‬
‫أصبح في العالم قوة واحدة هي الوليات المتاحدة ودول المعسكر الرأسمالي ‪ ،‬وأصبح المشروع الرأسمالي العالمي هو المشروع الوحيد‬
‫الذي ينبغي على جميع الدول السير في ظتله ‪ .‬وعلى الفور خلعت روسيا ودول أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى جلدها الشيوعي واتاجهت‬
‫إلى اقتاصاد السوق ‪ ،‬فتام بيع آلف المؤسسات العامة في هذه الدول للشركات العابرة التاي ظهرت ‪ ،‬فجأة ‪ ،‬كمنقذ لها من الفلس ‪ .‬وقد‬
‫ساهمت عمليات البيع هذه في رفد اقتاصادها بدخول كبيرة ‪ .‬لكن ما لبثت هذه الدول أن لمست العكس ولسيما بعد أن أصبح ريع‬
‫ومداخيل مؤسساتاها الساسية يصتب في جيوب أناس ل يحملون جنسيتاها ‪ .‬ومن هنا كانت تالك الحركة الرتادادية التاي قام بها الرئيس‬
‫الروسي فلديمير بوتاين والتاي بمقتاضاها تامت مطاردة عدد من الرأسماليين الدوليين وإلغاء استاثماراتاهم في روسيا كما حدث للمستاثمر‬
‫اليهودي بوريس بيريزوفسكي الذي اشتارى وسائل العلم في روسيا والذي تامت ملحقتاه من قبل القضاء الروسي بتاهم كثيرة ومتانوعة‬
‫‪ .‬وكان الهدف هو إعادة وسائل العلم إلى دائرة الحكومة الروسية ‪ ،‬وأيضا ما حدث للمستاثمر اليهودي ميخائيل خودورفسكي الذي‬
‫اشتارى شركة النفط الروسية لصالح الممتولين الدوليين اليهود الموجودين في الوليات المتاحدة ‪ ،‬ومن ثم عسإجمن بتاهمة التاهترب من‬
‫الضرائب ‪ ،‬ووضعت الحكومة يدها على شركة النفط ‪ .‬واستاطاعت روسيا بهذه الحركة التاصحيحية أن تاقف على رجليها من جديد وأن‬
‫تاتاجتنب الرتاهان لمصلحة الممتولين الدوليين ‪ .‬لكن إذا كانت روسيا قادرة على وضع حتد للشركات العابرة للقارات ‪ ،‬فإن الدول‬
‫الصغيرة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى كانت عاجزة عن فعل شيء مماثل ‪ .‬وقد أصبحت هذه الدول بيد الوليات المتاحدة وكثير‬
‫منها في أوروبا الشرقية انضتم إلى الحلف الطلسي وإلى التاحاد الوروبي لكي يخلص من هم بناء القتاصاد ‪ ،‬حيث تاوتلت الشركات‬
‫المريكية والوروبية عملية البناء وفق مصالحها الخاصة‪ .‬ولم تاكن دول العالم الثالث بمنأى عن تالك الشركات التاي أفلتات من عقالها‬
‫ووجدت أن الفرصة الن مؤاتاية لها للتاغلغل في كل مكان في العالم ‪ .‬ودفعت هذه الشركات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ليقوما‬
‫بدور المرتوج للخصخصة في دول العالم وقد التازمت الكثير من دول العالم الثالث بنصائح وإرشادات هاتاين المؤسستاين الماليتاين‬
‫ل كبيرة تاستاطيع أن تامتول بها عملية‬ ‫الدوليتاين ‪ .‬وأقدمت على بيع مؤسساتاها ومنشآتاها العامة بذريعة أن هذا البيع مفيد ويوتفر لها دخو ل‬
‫ل كبيرة وحقيقية ‪ ،‬مما أدى إلى افتاقارها وجعلها‬ ‫التانمية فيها ‪ .‬وقد فقدت هذه الدول من جراء عمليات الخصخصة الواسعة فيها دخو ل‬
‫عاجزة عن الستامرار في مسيرتاها ‪ .‬والواقع أنه من الخطأ ذتم الخصخصة بالمطلق ‪ ،‬لن للقطاع الخاص دورا قد يلعبه في الدول‬
‫المختالفة لرفد اقتاصادها الوطني بروافد مهمة ‪ .‬لكن ل يجوز أن يصبح هذا القطاع هو المحور الذي تادور عليه عجلة التانمية ‪ .‬فليس‬
‫أجمل من الوسطية في كل شيء ‪ ،‬وحتاى في القتاصاد ‪ ،‬فشيء من القطاع العام وشيء من القطاع الخاص ‪ ،‬بحيث تابقى المؤسسات‬
‫المهمة بيد الدولة ‪ ،‬ويكون في أيدي القطاع الخاص أنشطة الخدمات وخاصة التاجارية منها ‪ .‬وبالتاالي ‪ ،‬يحدث التاوازن المطلوب في‬
‫اقتاصاد الدولة فتانطلق بذلك نحو التانمية الحقيقية ‪ .‬وربما هناك الكثير من الدول تاعارض النفتااح القتاصادي الكامل ‪ ،‬لكنها تاخشى‬
‫التاصريح بهذه المعارضة خوفا من العصا المريكية المرفوعة فوق رؤوسها ‪ .‬فالوليات المتاحدة التاي تارعى العولمة لن تاتاسامح أبدا‬
‫مع أية دولة تارفض إملءات البنك والصندوق الدوليين ‪ ،‬وتارفض فتاح أسواقها أمام الشركات العابرة للقارات ‪ .‬ومثل هذه الدولة قد‬
‫‪40‬‬
‫تاصبح إما على "محور الشتر" المريكي ‪ ،‬أو قد يضليق الخناق عليها من خلل الخطبوط المالي العالمي الذي تاتاحكم فيه اليد المريكية ‪.‬‬
‫فإما أن تاخضع الدول وتاقبل بالعولمة ‪ ،‬وإما أن تانتاظر حتافها تاحت سنابك الدبابات المريكية والحليفة ‪.‬‬

‫العولمــــــة ‪Globaliazation‬‬

‫رؤى تحليليــــة نقديــــة‬

‫عبد المير شمخي الشله‪.‬‬


‫نقل عن موقع‪http://www.althakafaaljadeda.com/312/shamki.htm :‬‬

‫العولمة نقيض التانمية‬

‫*ان أهداف)العولمة( ليمكن ان تاؤدي الى تاحقيق التانمية المنشودة بالمفهوم الحقيقي للتانمية‪ ،‬بل فاقمت مشاكل الدول النامية‪ ،‬والدت الى‬
‫افقارها ونمو مديونيتاها الخارجية وافقار مواطنيها لحساب فئة محدودة ارتابطت بالنفتااح القتاصادي‪ ،‬كما ادت الى القضاء على‬
‫صناعتاها الناشئة واستانزاف مواردها وسيرورتاها سوقا تاابعة‪.‬‬

‫*ان العولمة هي اقتاصاد الوهم القائم على دعوى ان التانمية يمكن ان تاشتاري او تاتاقايض بالستاثمارات الجنبية‪ ،‬او تاتام)بالنابة( عبر‬
‫الشركات متاعددة الجنسية التاي تارتابط ارتاباطا وثيقا بنهج العولمة‪ ،‬وتاعتامد على تاطور تالك الشركات ونمو نشاطاتاها القتاصادية الدولية‬
‫في ظل التاطورات التاقنية الهائلة بمساعدة بيئة دولية مؤاتاية نتايجة التاطورات الدراماتايكية خلل عقد التاسعينات من القرن العشرين‪.‬‬

‫*وفي كل الحوال فأن اقتاصادات البلدان المرتابطة بالعولمة ابتاعدت عن)تاصنيع( التانمية الى)شراء( التانمية او جعلها تاتام)بالنابة( كما‬
‫في دول مايسمى بالنمور السيوية التاي سيأتاي الحديث عنها لحقا وهذا ما تاعكسه المشاريع الكونية والقليمية‪.‬‬

‫والعولمة بهذا المعنى تاقدم نوعا من التانمية ذات الرتاباطات العالمية‪ ،‬هذا النوع من التانمية لعلقة له باهداف التانمية الوطنية‪ ،‬ول‬
‫علقة له بتاصحيح هياكل النتااج الوطنية‪ ،‬أنما علقة ديناميكية بالقتاصاد العالمي ومصالح مراكز المنظومة الرأسمالية فيه وفي‬
‫ادارتاه‪.‬‬

‫*ان النصياع لهذا التاوجه الخطير يؤدي بالضرورة الى قبول القتاصادات النامية مبدأ التابعية الواعية المذملة‪ ،‬والتانازل الطوعي‬
‫تادريجيا عن مقومات السيادة الوطنية لصالح مبدأ السيادة القتاصادية العالمية‪.‬‬

‫وتابعا لذلك يتام نقل بعض مقومات السيادة القتاصادية من سلطة الدولة الى سلطة القرار القتاصادي المعولم‪ ،‬وكذلك اخضاع المن‬
‫القتاصادي لكل دولة للمن القتاصادي بين الدول بمعنى وجوب عدم تاعارض المن القتاصادي داخل الدولة مع المن القتاصادي بين‬
‫الدول‪.‬‬

‫*ففي اطار المشروع الصهيوني المسمى)بالشرق اوسطية( ينبغي ان يخضع المن القتاصادي لكل دولة للمن القتاصادي) الشرق‬
‫اوسطي( وأخضاع الخير للمن القتاصادي العالمي‪ ،‬انها حقا شبكة عنكبوت!!‬

‫والعولمة بذلك تاسعى فيما تاسعى اليه‪ ،‬الى دفع دول العالم العربي الى التانازل عن العتابارات السياسية لصالح تاسويات سياسية اقليمية‪،‬‬
‫والتازامات اقتاصادية تافرض عليها بأنضمامها الى التاكتالت القتاصادية القليمية)الشرق اوسطية( والتاي تاضم اسرائيل‪.‬‬

‫على‪:‬‬ ‫*وهكذا يمكننا ايجاز مفهوم)التنمية( في ظل متطلبات)العولمة( وسياستها التي تتركز‬


‫تاحرير القتاصاد‪ ،‬والنفتااح القتاصادي‪ ،‬واعتاماد اليات السوق‪ ،‬وتاحجيم دور الدولة والقطاع العام‪ -‬تامهيدا للغائه مستاقب ل‬
‫ل‪ -‬وزيادة‬
‫الضرائب ورفع الدعم الحكومي وزيادة السعار‪ ،‬وحرية الستايراد والتاصدير‪ ،‬والستاثمارات الجنبية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫تارى ماذا تابقى للتانمية الوطنية والرادة الوطنية والسيادة الوطنية؟!!‬

‫*في ضوء ماتاقدم لبد من تالمس الطريق الصحيح للسير في نهج تانموي رائد يتاطلب من مصممي السياسة القتاصادية في الدولة‬
‫الوطنية فهما حقيقيا افضل للية التاكامل القتاصادي الدولي والنتاباه الى مخاطر تادويل الحياة القتاصادية لغرض تاحقيق افضل فائدة‬
‫ممكنة من وجهة نظر تانموية‪ ،‬مع التاأكيد على تاغليب العتابارت الوطنية والقومية التاقدمية على العتابارات الخارجية الجنبية في كل‬
‫الظروف وكذلك اعتابار العوامل الروحية والخلقية لتاوفير امكانيات تاحقيق انسجام وتارابط النسيج الجتاماعي الذي تاتاأطر فيه عملية‬
‫التانمية‪.‬‬

‫* وفي المقدمة يحتااج تاحقيق التانمية المنشودة الى افتاراض وجود قيادة وطنية مبدعة متاعلمة ومعللمة‪ ،‬ذات تاوجهات تاقدمية على رأس‬
‫الدولة كي تاقود‪ ،‬وفق استاراتايجيتاها الخاصة‪ ،‬بحيث ل تاتابع القوى الخارجية ول تاسمح لها بالسيطرة على اسواق البلد‪.‬‬

‫والدولة بهذا المعنى تاخدم المجتامع وتاقوده وتاطوره وتاعمل على دعم الطبقات الجتاماعية‪ ،‬وبهذا سيكون القتاصاد موجها وتاقدميا‪ ،‬ومن‬
‫الطبيعي ان هذا التاوازن في البلدان”الطرفية” غير موجود حيث تاسعى سياسة التابعية القتاصادية الى تافكيك هياكل هذا البلدان بالكامل‪.‬‬

‫*ان العولمة حتاى وان ظهرت في صورة براقة او مفتاوحة‪ ،‬فهي شاكلة جديدة للنهب والتاسلط‪ ،‬وهكذا يمكن التاأكيد على ان التانمية‬
‫الحقيقة تاعتابر احد اهم وسائل الرد على العولمة‪ ،‬ولتاتام بالنابة ول تاشتارى‪ ،‬انما هي عملية خلق موضوعية تاتام بالصالة‪.‬ومن البيئة‬
‫القتاصادية نفسها‪.‬‬

‫*وتاسعى التانمية” لتاحقيق زيادات كبيرة في معدلت النمو والستاثمار والدخار ومضاعفة تانويع الصادرات مرات عدة وبشكل مطرد‪،‬‬
‫والرفع التاراكمي للنتااج الصناعي والتاحكم بالستاثمارات وبالرساميل الجنبية وبتاوجيهاتاها‪ ..‬الخ” كما يقول الدكتاور صادق جلل‬
‫العظم في كتااب)ما العولمة(‪.‬‬

‫ويقتارح ايضا لتاحقيق ذلك”انجاز بناء قاعدة انتااجية صناعية ثابتاة وديناميكية” و”تاحقيق مستاوى جيد ومعقول من التاقدم العلمي‪،‬‬
‫والبحثي‪ ،‬والتاطويري والتاقني” و”تاخفيف علقات التابعية التاقليدية وحيدة الجانب)للمركز( الى اقصى حد ممكن”‪.‬‬

‫تارى اين نحن من كل هذا؟!!‬

‫من افرازات العولمة‬

‫المسببات الساسية لتصاعد مديونية بلدان العالم الثالث‬

‫*ان الدول الصناعية التاي استاعمرت هذه البلدان‪ ،‬واستاغلت مواردها بالحتالل العسكري المباشر ردحا طوي ل‬
‫ل من الزمن‪ ،‬وتاحول هذا‬
‫الستاغلل الى صور اخرى اخذت صيغا اخرى‬

‫*منها المديونية‪ ،‬وأحتاكار التاكنولوجيا‪ ،‬والهيمنة القتاصادية وخاصة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتاى يومنا هذا حيث تاطورت‬
‫وسائل الستاغلل وازدادت اتاساعا وحدلة في ظل العولمة‪.‬‬

‫ماذا يمكننا ان نسمي ذلك؟ سوى القول بأن النظام الدولي القديم والجديد يتابنى عمليات النهب والبتازاز وتاقسيم مناطق النفوذ في العالم‪،‬‬
‫والرعاية والنتاداب وممارسة القهر والستالب بكل انواعها واشكالها‪.‬‬

‫*كل هذا حصل في اطار تاقسيم العالم على اسس نفعية الى عالمين‪ ،‬عالم جنوب ممدين وعممجإلهز للمواد الولية وعمسمتامغلل‪ /‬وعالم الشمال‪/‬‬
‫متاقدم‪ ،‬دائلن‪ ،‬منإتالج للسللع وعمستاإغلل للغير‪.‬‬

‫ويسعى العالم الدائن القوي المسيطر بمختالف الوسائل الى جعل البلدان النامية تاابعة له‪ ،‬ومسلوبة الرادة سواء ذلك بقعقعة السلح او‬
‫بالتابعية القتاصادية والسياسية‪ ،‬ونتايجة واقعية ومنطقية لهذا التاقسيم الجائر ازدادت بصورة كبيرة‪ -‬خاصة منذ بداية عقد التاسعينات‪-‬‬
‫ازدادت مديونية دول الجنوب التاي تاضم ايضا دول العالم الثالث‪ ..‬والديون هذه في تاصاعد مستامر‪.‬‬

‫*وكمثال على هذا الواقع الشاذ‪ ،‬نعرض هذه المجموعة الحصائية عن مديونية العالم الثالث‪ ،‬علما ان هذه الحصائيات هي مجرد‬
‫ارقام متاحركة تاعكس الواقع المعاش ضمن فتارة زمنية محددة‪ ،‬وهي تاشكل انموذجا ليس ال‪ ،‬وبالتاأكيد صدرت احصائيات حديثة‬
‫ارتافعت فيها الديون بشكل غير مسبوق‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫الحصائيات هذه من عام ‪ ،1997‬ذكرها الدكتاور سعود العامري في ‪ 1998‬في صحيفة القادسية‪.‬‬

‫*مجموع مديونية العالم الثالث بلغت عام)‪ (1250.4)(1991‬مليار دولر موزعة كما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬امريكا اللتاينية‪ /‬تاحتال مركز الصدارة في المديونية)‪ (682.2‬مليار دولر اي ما يعادل ‪ % 38.7‬من اجمالي الدين الخارجي للدول‬
‫النامية‪.‬‬

‫‪-2‬الدول السيوية تاحتال المرتابة الثانية من حيث المديونية)‪ (%32.9‬من اجمالي الديون الخارجية‪.‬‬

‫‪ -3‬الديون الفريقية‪ /‬حجم ديونها الخارجية)‪ (283.6‬مليار دولر اي ما يعادل )‪ (%16.1‬من اجمالي الخارجي‪.‬‬

‫‪-4‬دول المشرق العربي ومحيطه القليمي واوربا)‪ (217‬مليار دولر اي ما يعادل )‪ (% 12.32‬من اجمالي الدين العام الخارجي‬
‫للدول النامية‪.‬‬

‫*وتاسود العالم حاليا مطالبة واسعة بضرورة معالجة الزمة الناشئة عن ارتافاع المديونية كاعادة جدولتاها‪ ،‬واسقاطها عن الدول التاي‬
‫لتاستاطيع تاسديد تالك الديون‪.‬‬

‫نماذج من كوارث العولمة‬

‫النمور السيوية‬

‫كوريا الجنوبية‪ -‬تاايوان‪ -‬هونك كونك‪-‬سنغافورة‪ ،‬واضيف اليها ماليزيا وتاايلند‪ ،‬والفلبين‪-‬التاي يطلق عليها مصطلح “النمور‬
‫السيوية”‪.‬‬

‫لقد عصفت ازمة مالية حادة باقتاصادات هذه البلدان عام ‪ ،1998‬وللوقوف على السباب الحقيقة وراء هذه الزمة يمكننا الشارة هنا‬
‫الى‪:‬‬

‫*ان التاجارب التانموية للنمو القتاصادي كانت منذ البداية تاحت رعاية النظام القتاصادي الدولي الذي يتاميز بتاقسيم عمل دولي يعمل‬
‫لصالح الدول المهيمنة)المركز( وهي الدول الصناعية الرأسمالية المتامثلة بمجموعة الثمانية)‪ (G8‬حيث اضيفت لها روسيا مؤخرا‪.‬‬

‫هذه الدول الصناعية قدمت للنمور السيوية تاسهيلت كبيرة لسباب معروفة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬طبيعة النظم السياسية السائدة في هذه الدول وهي بمجملها مثال للتابعية السياسية والقتاصادية والجتاماعية للدول الغربية‬
‫المهيمنة)المركز( رغبلة في أظهارها كنموذج تانموي يقارن بالتاجارب التانموية للدول الخرى لثبات كفاءة النموذج المستاند الى آلية‬
‫السوق والقطاع الخاص‪ ،‬والنتااج على السواق العالمية والسماح لرؤوس الموال الجنبية بالستاثمارفيها‪.‬‬

‫*واحقية الشركات متاعددة الجنسية‪ -‬وهذا امر مهم وخطير‪ -‬في تاحويل الموال هذه وارباحها متاى شاءت‪ ،‬اضافة الى التازامهم التاام‬
‫بوصفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪ -‬اللذان يعتابران من ادوات العولمة المهمة والتاي في النهاية تاضمن التابعية السياسية‬
‫والقتاصادية للقطار الرأسمالية الغربية المهيمنة على القتاصاد العالمي‪.‬‬

‫‪ -2‬حرص الدول المهيمنة‪ ،‬بعد ازدياد حدة المنافسة بينها خاصة بعد تافكك المعسكر الشتاراكي عام ‪ 1990‬وتاشكل ما يسمى بالنظام‬
‫الدولي الجديد تاحت هيمنة الوليات المتاحدة‪ ،‬حرصها على تاحقيق مكاسب كبيرة لقتاصاداتاها عبر التاجارة الخارجية عن طريق السبق‬
‫التاكنولوجي الذي يمثل المحرك الساسي لها‪.‬‬

‫*وهكذا اضيفت لمتايازات الدول المهيمنة في الظروف المعاصرة عوامل اخرى من ضمنها السبق التاكنولوجي وفق نظرية دورة حياة‬
‫المنتاج‪ ،‬وهذا يعني نقل الصناعات التاي استانفذت السبق التاكنولوجي في انتااج سلعة معينة‪ ،‬مثل السلع اللكتارونية الى الدول الخرى‬
‫للستافادة من انخفاض تاكاليف النتااج لستامرار منافع التاجارة الخارجية بالسلوب التاقليدي على التاكاليف النسبية للنتااج‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫*وبهذا السلوب تام تاحقيق منافع كبيرة للطرفين اي الدولة المهيمنة‪ ،‬والدولة التاابعة للنمور‪ ،‬ومع مزيد من اتاجاهات تادويل الحياة‬
‫القتاصادية‪ ،‬ومحاولة اشاعة مظاهر)العولمة(‪ ،‬فأن النمور السيوية قدمت من ناحية نموذجا جذابا للتانمية في الثمانينات‪ ،‬لكنها من‬
‫ناحية اخرى قدمت في التاسعينات نموذجا تانمويا هشا معرضا لمخاطر محتاملة ارتابط اسلوبها التانموي القائم على التاجارة الخارجية‬
‫ومستاوردة وسيرورتاها جزءا تاابعا من منظومة النظام القتاصادي الدولي في ظل العولمة والهيمنة المبريالية‪.‬‬

‫كما ان هذه الدول اضحت ساحة مفتاوحة لحركات رؤوس الموال الدولية وبالتاالي عرضة للتاقلبات القتاصادية الشديدة بتاأثير مباشر او‬
‫غير مباشر من القوى المهيمنة‪.‬‬

‫*لقد صار واضحا ان النهج التانموي الذي اتابعتاه هذه الدول تارتابط خيوطه الساسية وقواه المحركة بيد الشركات متاعددة الجنسية‪ ،‬لذلك‬
‫تاعرض هذا النهج المحفوف بالمخاطر للنهيارات والتاقلبات المفاجئة كلما تاطلبت مصالح تالك الشركات ومن ورائها الدول المهيمنة‪.‬‬

‫*وعلى سبيل المثال‪/‬من اجل التاخفيف من تاأثير الزمة‪ ،‬لجأت حكومة هونك كونك‪-‬قلعة تافكير السوق الحرة‪ -‬للتادخل للسيطرة على‬
‫تاقلبات السوق فأنفقت مبالغ طائلة قدرت بـ)‪ (14‬مليار دولر لشراء السهم لدعم سوقها المتارنحة‪.‬‬

‫*اما السبب المباشر الذي ادى الى انهيار اقتاصادات دول النمور‪ ،‬عندما حاولت هذه الدول ماليزيا اندونيسيا وكورية الجنوبية وتاايلند‪،‬‬
‫التاعاون والتانسيق مع الصين بدءا من عام ‪1997‬م‪ ،‬لخلق تاكتال اقتاصادي اقليمي يتامتاع بأستاقلل نسبي لتاحقيق مصالحها مقابل التاكتالت‬
‫الغربية المر الذي ادى الى تاحقيق التاحرك المفاجئ لرؤوس الموال‪ ،‬وانتاقالها من السواق المالية لهذه الدول الى السواق المالية‬
‫للدول الغربية‪ ،‬وبالتاالي انهيار السواق المالية والمؤسسات المصرفية‪ ،‬وماتارتاب عليها من افلسات متاتاالية للشركات‪ ،‬ثم انهيار‬
‫للقتاصاد الوطني‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول ان النموذج التانموي لهذه الدول‪ -‬وهذا ما تاؤكده الحداث في كل من)المكسيك وروسيا( مبني على النفتااح والتاكامل‬
‫مع القتاصاد العالمي في ظل التاوجه المريكي الغربي للعولمة‪.‬‬

‫*ان التاغني بمشاريع العولمة لما تاأتاي به من استاثمارات خارجية قد تاؤدي الى ان تاكبر هذه الستاثمارات الى حد السيطرة على اقتاصاد‬
‫البلد‪ ،‬كما حصل في تالك الدول السيوية حيث اصبحت الستاثمارات الجنبية ذات نفوذ اقتاصادي كبير‪.‬‬

‫*هذا ماحدث لرأسمالية)الطراف( التاي وصفها)اندريه جوندرفرانك( والتاي تانطبق على النمور السيوية ‪-‬وصفها بالرأسمالية الرثة‪،‬‬
‫وسمى برجوازيتاها بالبرجوازية الرثة كما نعت تانميتاها بالتانمية الرثة‪.‬‬

‫ولكن لماذا هي رثة على هذا النحو؟‬

‫الجواب‪ :‬لنها تابقى محصورة في دائرة التابادل والتاوزيع والسطح والمظهر‪ ،‬ولتاتاعداها ابدا وبصورة جيدة الى دائرة‬
‫النتااج)البرجوازية الرثة والتاطور الرث( نيويورك ‪1972‬م‪.‬‬

‫)وهذا نموذج اخر من روسيا(‬

‫*هنا تاتاحدث الرقام وحدها لما آلت اليه المور في روسيا جراء اعتامادها سياسة النفتااح والخصخصة‪ ،‬واليكم حصاد السوق‪:‬‬

‫*حجم الرساميل النازحة من روسيا مابين)‪ (1994-1992‬بحدود مائة مليار دولر في حين بلغ حجم الستاثمارات الجنبية في‬
‫روسيا)‪ (4.19‬مليار خلل الفتارة ذاتاها‪ .‬لحظوا الفرق الهائل بين)‪(100‬و)‪.(4.19‬‬

‫*هناك تاقديرات تاشير الى تاهريب)‪ (450‬مليار دولر بصورة غير شرعية خلل سنوات حكم يلتاسن‪..‬‬

‫*نشأت فئة من اصحاب المليارات تاملك ‪ 80-70‬في المئة من الدخل الوطني في حين لتاشكل هذه الطبقة سوى نصف من الواحد في‬
‫المئة من مجموع السكان‪ ،‬أنها لمفارقة صارخة ليوجد مثيل لها في الدول الرأسمالية ذاتاها‪.‬‬

‫*وتاتاولى كوارث السوق‪ -‬فالمعطيات الرسمية تاشير الى ان هناك الن حوالي)‪ (30‬مليون عاطل عن العمل‪.‬‬

‫*أن في روسيا حوالي)‪ (80‬مليون مواطن من اصل)‪ (246‬مليون هو عدد سكان روسيا التاحادية اي ثلث السكان يعيش على حافة‬
‫الفقر‪.‬‬

‫*واسفرت اصلحات السوق المزعومة عن فوضى شاملة فبد ل‬


‫ل من ظهور مليين الملكين كما زعم)تاسوبايس( احد منظري‬
‫الخصخصة في روسيا ظهر عشرات المليين من الجياع‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫*وانخفض الناتاج الوطني الجمالي من عام ‪ 1998-1991‬بنسبة ‪ % 50‬وبلغ النخفاض في الصناعة ‪ % 50‬وفي الزراعة ‪.%60‬‬

‫*وادت الخصخصة الى عملية لهف للثروة الوطنية ونشوء رأسمالية طفيلية وتنهابة في آن‪.‬‬

‫*وقد رافق ذلك نمو الجريمة المنظمة‪ ،‬وتالعب المافيا دورا مركزيا في الرأسمالية الروسية‪ ،‬بحسب تاقديرات الشرطة الروسية هناك‬
‫حوالي ‪ 10000-9000‬عصابة منظمة للمافيا تاشرف على ‪ 400.000‬مؤسسة من بينها)‪ (450‬بنكا وتامثل الغلبية في هذا القطاع‪..‬‬
‫وبعد اليكم هذا المثال عن النهب الفاضح‪.‬‬

‫*فقد وزعت اهم اجزاء الملكية على فئة ضيقة من المرتابطين بالسلطة دون ان تاطرح في مزايدات علنية‪ ،‬لقد بيعت ممتالكات الدولة‬
‫باسعار بخسة‪.‬‬

‫وتاكفي الشارة الى‪:‬‬

‫‪-‬ان اضخم مصنع لنتااج سيارات لدا بيع بـ)‪ (44‬مليون دولر!! فيما قدرت قيمتاه الفعلية بـ)‪ (4.6-4.1‬مليار دولر اي بنسبة ‪1‬‬
‫‪ %‬على اقل تاقدير‪ ...‬هكذا النهب وال فل!!‪.‬‬

‫‪-‬كل ذلك وغيره قادر في النهاية على زيادة التاوتار الجتاماعي وارتافاع اعداد الفئات الهامشية والرثة‪ ،‬حيث تاشكل نسبة الفئات التاي‬
‫تاحيا دون حد الفقر اكثر من ثلث عدد السكان تاقريبا‪.‬‬

‫‪-‬وكمحصلة نهائية ازدياد عبئ الديون الخارجية حيث تاستاهلك خدماتاها فقط حاليا اكثر من ‪ % 30‬من ميزانية الدولة ومن المتاوقع ان‬
‫تارتافع الى ‪ % 70‬في نهاية ‪2003‬م‪.‬‬

‫‪-‬والقتاصاد كما هو معلوم كلل متارابط فقد ادى هبوط موارد الميزانية الى تانامي العجز في الميزانية الذي كان مرتافعا اص ل‬
‫ل)‪..(1‬‬

‫هذا فردوس السوق!! تاأملوا!‬

‫*هذا غيض من فيض مما يمكن ان يكتاب او يقال عن الليبرالية الجديدة وتاأثيراتاها السلبية المباشرة وغير المباشرة على التانمية الوطنية‬
‫الحقيقية للدول النامية وعلى مجمل الحياة القتاصادية والثقافية لهذه البلدان‪.‬‬

‫* ومن الطبيعي ان يتارشح عن عملية الصراع التااريخي بين العولمة وضحاياها ردود افعال ومبادرات كثيرة‪ ،‬وهي تاحاول تاوجيه النقد‬
‫الى هذا النظام الجديد وما آلت اليه من مشكلت للنسان والمجتامع والبيئة‪ ،‬وما يحتامل ان تاؤول ان ظلت العولمة تانشغل بأنماء‬
‫الرأسمالية‪ ،‬وتاعزز مؤسساتاها‪ ،‬وزيادة تاكديس الثروة لدى فئة صغيرة دون مراعاة لحقوق النسان الذي يجد نفسه مكدودا تاحت وطأتاها‪.‬‬

‫وانتاصارا لتالك الحقوق ارتافعت اصوات جريئة تاشير بالصابع الى ان بضعة مئات من الثرياء بحوزتاهم‪ ،‬بفعل العولمة‪ ،‬ما يقرب من‬
‫نصف النتااج العالمي‪.‬‬

‫*وهذه احصائية مثبتاة في كتااب)فخ العولمة( تاأليف اللمانيان)هانز بيتارمارتان و وهارالدستاون( الكتااب صدر عام ‪1998‬م‪.‬‬

‫الحصائية تاقول‪ :‬ان)‪ (358‬مليار ديرا في العالم يمتالكون ثروة تاضاهي مايملكه ‪ 2.5‬مليار من سكان المعمورة‪ ..‬لحظوا هذه الفوارق‬
‫الفلكية الرهيبة!!‪.‬‬

‫*ونفس المصدر يقول‪ :‬ان هناك ‪ % 20‬من دول العالم تاستاحوذ على ‪ % 85‬من الناتاج الجمالي العالمي وعلى ‪ % 84‬من التاجارة‬
‫العالمية‪ ،‬ويمتالك سكانها ‪ % 85‬من مجموع المدخرات العالمية‪..‬‬

‫*وكأن الكرة الرضية بيد الرأسمالية المبريالية‪”..‬وكالة من غير بواب كما يقول المثل المصري المشهور” ان العالم المثقل بشرور‬
‫واوزار هذا النظام مطالب بالنضال من اجل ايجاد افضل الصيغ والساليب لبناء نظام دولي جديد يقوم على اسس العدل والتاكافؤ‬
‫ورعاية حقوق النسان‪.‬‬

‫*هذا التافاوت القائم بين الدول يوازيه تافاوت اخر داخل كل دولة حيث تاستااثر قلة من السكان بالشطر العظم من الدخل الوطني‬
‫والثروة الوطنية في حين تاعيش اغلبية السكان على الهامش‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫*هذا التافاوت الطبقي الشاسع في تاوزيع الدخل والثروة سواءا على الصعيد العالمي او على الصعيد المحلي‪ ،‬لم يعد بالمر المزعج بل‬
‫بات في رأي منظري العولمة مطلوبا في حلبة التانافس العالمي الضاري‪.‬‬

‫*وقد اطلق عدد من المختاصين القتاصاديين‪ ،‬التاوفيقيين تاعريفا جديدا وتاسمية جديدة للعولمة‪ -‬المسار الثالث‪ -‬الذي يحاول التاوفيق بين‬
‫الليبرالية المغالى بها‪ ،‬والشتاراكية المقننة‪ ،‬وبموجب ذلك يكون للدولة دوعر معتادل في تاوجيه القتاصاد‪ ،‬مع ابقاء قدر عال من الحرية‬
‫للسوق‪ ،‬وراح اولئك المختاصون يضعون الفروض حول ما يمكن ان يؤول اليه ذلك المسار على اساس انه يؤدي الى تاقليص الفجوة‬
‫بين طبقات المجتامع وينتاهي الى تاوازن اجتاماعي مقبول‪ .‬الى جانب هذا الطرح كان اخرون قد وجدوا في هذه المقولة الخيرة تاكرارا‬
‫لنظريات قديمة متاآكلة لم يكتاب لها القبول‪.‬‬

‫*وقد ظهرت دعوات عالمية لمواجهة هذا المد العولمي ومفاهيمه من خلل الدراسات الجادة والبحوث المستافيضة التاي صدرت في كل‬
‫انحاء العالم وكذلك المظاهرات الصاخبة والنشطة والفعاليات المختالفة التاي رافقت اجتاماعات ولقاءات ممثلي دول العولمة في كل‬
‫مكان اجتامعوا فيه‪ ،‬في سياتال‪1999 /‬م وفي مؤتامر التاجارة العالمية‪ ،‬والمنتادى القتاصادي العالمي في دافوس في سويسرا في نفس‬
‫العام ومؤتامر المم المتاحدة للتاجارة والتانمية في بانكوك‪ 2000/‬والمؤتامرات اللحقة وصو ل‬
‫ل الى قمة الثمانية التاي عقدت في منتاجع‬
‫ايفيان الفرنسية في ايار ‪2003‬م‪.‬‬

‫*واثناء انعقاد مؤتامر القمة العالمي للتانمية المستادامة في جوهانسبرغ عاصمة جنوب افريقيا في سبتامبر‪ /‬ايلول ‪2002‬م‪ ،‬والتاي اطلق‬
‫عليها)قمة الرض الثانية( في ذكرى مرورعشر سنوات على عقد قمة الرض الولى في ريودي جانيرو في البرازيل‪ ،‬والتاي شارك‬
‫فيها)‪ (65‬الف منهم مائة رئيس دولة‪.‬‬

‫حيث تاواصلت في هذا المؤتامر الهام المناقشات والمبادرات والنداءات في الوقت الذي انطلقت فيه اكبر المظاهرات لمناهضة العولمة‬
‫التاي تاهدف بالساس للحتاجاج على حصاد النظام الدولي الجديد‪ -‬الفجوة الهائلة بين الدول الغنية والدول الفقيرة‪-‬‬

‫*ان ما تاشير اليه وثائق المؤتامر من احصاءات وتاقديرات في مجالي البيئة والتانمية يوضح لنا قتاامة الوضع الذي تاواجهه الرض‬
‫وسكانها‪.‬‬

‫‪-‬تاضاؤل مصادر المياه مسؤول عن مآسي كثيرة منها ان اكثر من مليار انسان ليروون عطشهم‪ ،‬واللف منهم يعانون سنويا من الم‬
‫مصدرها الماء‪ ،‬وان شحة المياه في بعض النقاط الساخنة من العالم تانذر بتاعقد النزاعات فيها‪ ،‬والشرق الوسط مثال واضح على ذلك‪.‬‬

‫‪-‬نصف سكان العالم يفتاقر الى العيش في وضع صحي مناسب‪ ،‬في وضع تاستاشري فيه اوبئة فتااكة‪.‬‬

‫‪-‬اكثر من مليار انسان يعيشون تاحت خط الفقر بينما يعيش نحو مليارين دون كهرباء‪.‬‬

‫‪-‬المساحات الخضراء بدأت بالتاضاؤل خلل سنوات التاسعينات بمعدل يقتارب من الف الكيلو متارات سنويا وما يتارتاب على ذلك من‬
‫اضرار على المناخا والحيوان والنبات واوجه النشاط القتاصادي المختالفة‪.‬‬

‫‪-‬نصف انهار العالم تاعاني من التالوث وتاتاعرض آلف النواع من الحيوانات للنقراض‪.‬‬

‫‪-‬مليين البشر يموتاون سنويا بسبب مرض)اليدز( وما يتاعلق به‪ ،‬اذ تامكن هذا الوباء من تاحويل مناطق في القارة الفريقية الى مشهد‬
‫للموت والفقر بينما يمد رعبه الى اجزاء عديدة من العالم لدرجات متافاوتاة‪ ..‬وليتالقى ضحايا هذا الوباء الدوية والمصال المضادة ال‬
‫النزر اليسير‪ ،‬علما بأنها متاوفرة وبكميات تاجارية في دول العالم الول!! “المعلومات المثبتاة عن)قمة الرض الثانية( جوهانسبيرغ‪/‬‬
‫‪ 2002‬مجلة دراسات اقتاصادية‪ /‬العدد‪ ،2002/ 15 -‬بيت الحكمة ‪ -‬بغداد عن وثائق المؤتامر المذكور”‪.‬‬

‫*ان بأمكان المراقب ان يلحظ ان التاقدم العلمي والتاكنولوجي ليس كله ايجابيا خاصة ان مفاتايح هذا التاقدم بيد القوى المسيطر‪ ،‬الذي‬
‫ليهمه سوى تالبية مصالحه في استاغلل اربعة اخماس البشر‪ ،‬ونتايجة للستاغلل اللعقلني يخلق العلم اعبالء جديدة مثل تالويث البيئة‬
‫والستانفاذ السريع لعدد من الموارد الطبيعية‪ ،‬وتانشأ بذلك مخاطر جدية‪ ،‬بعضها يأتاي من جانب الطبيعة نفسها التاي تانفعل وتارد سلبيا‬
‫على محاولت تاغيير نظامها وان الرض تاكون نظاما بيئيا عالي التاكامل بحيث ان اي تاغيير في عنصر من عناصره يرجح ان تاكون له‬
‫عواقب بعيدة المدى‪ ،‬وتاؤدي الى اختالل التاوازن البيئي مثل ظاهرة الحتاباس الحراري‪ ،‬والفيضانات‪ ،‬والتاغييرات المناخية‪ ،‬والتاصحر‬
‫الذي يجتااح شمال افريقيا‪ ،‬وكذلك المشرق العربي وما يحدث للغابات وغيرها‪.‬‬

‫ومن النعكاسات السلبية للعلم في ميدان الصناعة‪ -‬تاحت رحمة قانون الربح‪ -‬يشيرد‪ .‬فؤائد مرسي بكتاابه)الرأسمالية تاجدد نفسها( انه‬
‫في الخمسينيات والستاينات من القرن الماضي‪ ،‬كان العمر الفتاراضي لي من المعدات يتاراوح من)‪ (20‬الى )‪ (30‬سنة‪ ،‬اما في‬
‫السبعينات فقد نقص الى)‪ (10‬سنوات واصبح الن)‪ (7‬او)‪ (8‬سنوات‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫*ومن مظاهر النتاقادات الموجهة)للعولمة( على صعيد عالمي ايضا هذا التاقرير السنوي الذي قدمه المين العام للمم المتاحدة كوفي‬
‫عنان‪ -‬المعروف بأفكاره ومواقفة المحافظة‪ -‬حيث اعلن في الدورة)‪ (53‬للجمعية العامة مطالبا بضرورة تاصحيح الثار السلبية‬
‫للعولمة التاي بدأت تاظهر على دول وشعوب العالم الشد فقرا‪.‬‬

‫*واعتابر عنان)العولمة( مسؤولة عن التاحديات الهائلة التاي وقعت ومازالت امام الدول الفقيرة‪ ،‬واوضح ايضا بأن)قوى السوق( التاي‬
‫استافادت من ظاهرة العولمة كانت وراء الزمة القتاصادية السيوية وتافاقم انعكاساتاها المتامثلة بفقر متازايد‪ ،‬ومجاعة‪ ،‬وانتاهاك حقوق‬
‫النسان‪ ،‬واضطرابات اجتاماعية‪.‬‬

‫*والعولمة في وجهة نظر المين العام تاحد من هامش المناورة لدى الحكومات بل يجعلها عاجزة عن تاصحيح النعكاسات السلبية في‬
‫دولهم وتاسببت تابعا لذلك زيادة مطردة في ديون هذه الدول‪.‬‬

‫وبعد … ال يحق لنا ان نتاسائل عن الطرفة المثبتاة في صدر هذا البحث‪ ،‬هل بأمكاننا ان نرفض دعاوى العولمة‪ ،‬كما رفض الخروف‬
‫دعوة الذئب؟ ام ماذا؟‪.‬‬

‫ام ان شعوب العالم التاي تامردت وثارت طيلة القرن الماضي على سياسية)مفلرلق متاعسلد( ستارفع الراية البيضاء امام سياسة الليبرالية‬
‫الجديد)مولحلد متاعسلد( تاحت مشيئة قوى السوق التاي افرزت الكثير من الكوارث التاي تاحدثنا عن جانب منها ضمن هذا الموضوع؟‬

‫ان النضال العالمي المتاصاعد سيحقق”التافكك والنهيار والتازامن للمبراطوريات‪/‬وفق جدلية)ابن خلدون( التاي قالها قبل اكثر من ستاة‬
‫قرون‪ ..‬اي قبل اكتاشاف العالم الجديد!!‬

‫‪------------------------------------------------------------------------‬‬

‫مفهوم العولمة و تعاريفها و ايجابياتها وسلبياتها‬

‫" مفهوم العولمة و تعاريفها و ايجابياتها وسلبياتها"‪ ،‬في منتاديات تااجر القتاصادية ‪ ،‬نقل عن موقع‪:‬‬
‫‪http://www.tajeir.com/vb/showthread.php?t=6707‬‬

‫سلبيات وايجابيات العولمة‬

‫مع ظهور مسمى العولمة وهو دائما يكون مربوط بمنظمة التاجارة العالمية واتافاقيات حيث ظهر مؤيدون ومعارضون لها وهم من يذكر‬
‫أخطار العولمة من وجهت نظرهم المستامدة من التاجارة العالمية ‘ مع العلم ان منظمة التاجارة العالمية هي من المحاور الرئيسية‬
‫للعولمة‪.‬‬
‫إذا للعولمة آثار ايجابية للمؤيدين اقتاصاديا واجتاماعيا وبيئيا و كمحرك للتاجارة‪ .‬وهو بذلك يعنى بزيادة في مستاوى المعيشة و ازدهار‬
‫البلدان النامية ومواطنيها وزيادة الثروة في الدول عموما‪.‬‬
‫حيث يقول أنصار التاجارة الحرة الى ان النظريات القتاصادية في الميزة النسبية اقتارح ان حرية التاجارة تاؤدي إلى زيادة كفاءة‬
‫تاخصيص الموارد ‪ ،‬مع كل البلدان المشاركة في التاجارة منها‪ .‬وبصفة عامة ‪ ،‬مما يؤدي الى خفض السعار وزيادة فرص العمل‬
‫وزيادة النتااج‪.‬‬
‫التاحرريون ودعاة الرأسمالية ‪ laissez-faire‬ان أعلى درجات الحرية السياسية والقتاصادية في شكل الديمقراطية والرأسمالية في‬
‫العالم المتاقدم هي غايات في حد ذاتاها ‪ ،‬وأيضا تاقديم أعلى مستاويات الثروة المادية‪ .‬ويرون ان العولمة مفيدة في انتاشار الحرية‬
‫والرأسمالية‪.‬‬
‫ويقولون أن من مميزاتاها ‪:‬‬
‫• نسبة سكان البلدان النامية الذين يعيشون تاحت ‪ 1‬دولر انخفض إلى النصف خلل العشرين عاما الماضية‪.‬‬
‫• العمر المتاوقع تاضاعف تاقريبا فى العالم النامي وبدأ إغلق الفجوة في العالم المتاقدم حيث ان التاحسن كان اصغر‪ .‬وانخفض معدل‬
‫وفيات الرضع فى كل منطقة من المناطق النامية من العالم‪.‬و التافاوت في الدخل بالنسبة للعالم ككل يتاضائل‪.‬‬
‫• الديمقراطية بشكل ملحوظ تاقريبا من نسبة قليلة جدا فى عام ‪ 1900‬الى ‪ 62.5‬فى المائة من جميع المم في ‪.2000‬‬
‫• بين ‪ 1950‬و ‪ 1999‬العالمية لمحو المية من ‪ ٪ 52‬الى ‪ ٪ 81‬من العالم‪ .‬شكلت النساء كثير من الفجوة ‪ :‬محو أمية الناث كنسبه‬
‫مؤويه من الذكور معرفة القراءة والكتاابة قد ارتافع من ‪ ٪ 59‬عام ‪ 1970‬الى ‪ ٪ 80‬عام ‪.2000‬‬
‫• نسبة الطفال العاملين قد انخفضت من ‪ ٪ 24‬عام ‪ 1960‬الى ‪ ٪ 10‬عام ‪.2000‬‬

‫‪47‬‬
‫• وهناك اتاجاهات مماثلة للطاقة الكهربائية والسيارات وأجهزة اللسلكي والهواتاف فضل عن نسبة السكان الذين يحصلون على المياه‬
‫النظيفة‪.‬‬
‫غير ان بعض هذه التاحسينات قد ل يكون بسبب العولمة او قد يكون ممكنا من دون الشكل الحالي للعولمة او تاصور العواقب السلبية‬
‫التاي تاعتارض الحركة العالمية‪.‬‬

‫وله أثار سلبية للمعارضين أيضا اقتاصاديا واجتاماعيا وبيئيا حيث يعتابر كمحرك "الشركة المبرياليه"‪ .‬وهو يدوس على حقوق النسان‬
‫في المجتامعات النامية مدعيا تاحقيق الزدهار ‪ ،‬ولكن غالبا ما تاصل إلى مجرد النهب والستاغلل‪.‬وله أثار سلبيه في الستايعاب الثقافي‬
‫عن طريق الستاعمار الثقافي وتاصدير صناعات لتادمير او إغراق المحلي من العالمي كل حسب تاوجهه ونظرتاه‪ .‬ويدعي المعارضون‬
‫ان قيام سوق حرة دولية غير مقيد استافادت الشركات المتاعددة الجنسيات في العالم الغربي على حساب المشاريع المحلية والثقافات‬
‫المحلية ‪ ،‬وعامة الناس‪ .‬فالشعوب والحكومات تاحاول إدارة تادفق رؤوس الموال والعمال والسلع والفكار التاي تاشكل موجة العولمة‬
‫الحالية‪.‬‬
‫ان العولمة ل تاعتارف بالدولة أو الوطنية أو القومية وهي تاخص السوق والسياحة والتاكنولوجيا والمعلوماتاية‪ .‬وتاشكل العولمة بهذا‬
‫المفهوم سلحا ذو حدين‪ ،‬فهي خيرة حينما تاربط بين الحضارات والشعوب والبلدان متاخطية العامل الجغرافي‪ ،‬وجاعلة من العالم قرية‬
‫صغيرة‪ ،‬محررة النسان من كثير من القيود بفضل انتاشار العلم ووضع المعلومات في متاناول كل فرد بما يتايح له الطلع على ما‬
‫يجري في العالم وهو في بيتاه‪.‬‬
‫فأصبحت ثقافات الشعوب مكشوفة ومنتاشرة بسبب العولمة القتاصادية والثقافية والعلمية بشكل خاص‪ .‬وهي شريرة لنها أدت إلى‬
‫الهيمنة وسيطرة القوياء على الضعفاء والغنياء على الفقراء فباتات الشركات المتاعددة الجنسية هي المسيطرة على العالم‪ ،‬فالقتاصاد‬
‫العالمي الجديد يعمل على تاحطيم الحواجز القتاصادية والمالية بين الشعوب ليس لهدف إنساني ولكن من أجل مصلحة الشركات العالمية‬
‫ليس إل‪.‬‬
‫وفي ظل القتاصاد العالمي الجديد أخذ التافاوت الصارخا في مستاوى التاطور يعكس نفسه في التاهميش المتازايد لعدد كبير من بلدان العالم‬
‫لصالح الدول الصناعية القوية‪ ،‬وأدى افتاقار الدول النامية لعناصر القوة ووسائل النهضة القتاصادية من تاكنولوجيا وخبرات إلى‬
‫وقوعها فريسة لعولمة الفقر وتابين معطيات مصادر المم المتاحدة اتاساع الهوة بين أغنى ‪ %20‬من سكان المعمورة وأفقر ‪ %20‬منهم‪،‬‬
‫إلى ‪ 74‬ضعفا عام ‪ .2001‬وحسب معطيات العام ‪ 2002‬فإن ‪ %40‬من المبادلت التاجارية عالميا تاقوم بها الشركات متاعددة الجنسية‬
‫وهي تامتالك ‪ %44‬من قيمة النتااج العالمي فيما تابلغ حصة أفريقيا والشرق الوسط وأمريكا اللتاينية ‪ %4.6‬من مجمل النتااج‬
‫العالمي‪ ،‬وحسب معطيات البنك الدولي فإن حجم الواردات والصادرات للبلدان النامية في انخفاض مستامر‪ ،‬ويستاحوذ )‪ (360‬مليارديرا‬
‫عالميا على ثروة بما يملكه ‪ 3‬مليارات نسمة أي حوالي ما يملكه نصف سكان العالم وأكثر حيث ان هؤلء الثرياء يعيشون في الدول‬
‫الصناعية وعلى رأسها الوليات المتاحدة المريكية‪.‬‬
‫• القضاء على الطبقة الوسطى وتاحويلها إلى طبقة فقيرة‪ ،‬وهي الطبقة النشطة ثقافيا وسياسيا واجتاماعيا في المجتامعات المدنية‪ ،‬وهي‬
‫التاي وقفت في وجه تايارات التاطرف وقاومت قوى الستاغلل والحتاكار تااريخيا‪.‬‬
‫• تاهديد النظام الديمقراطي في المجتامعات الليبرالية وخضوع معظم الدول النامية لسيطرة المنظمات المالية الدولية وانشغال رجال‬
‫السلطة فيها بمكافحة البطالة والعنف والجريمة والوبئة القاتالة‪.‬‬
‫• زيادة الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في المجالت القتاصادية والثقافية والتاكنولوجيا‪ .‬ويضم العالم حاليا أكبر نسبة للفقراء من‬
‫مجمل سكان الرض هي العلى في التااريخ‪.‬‬
‫• إهمال البيئة والتاضحية بها‪ .‬فمن المتاوقع أن تارتافع كمية الغازات الملوثة للبيئة بمقدار يتاراوح بين ‪ 45‬و ‪.%90‬‬
‫• وأصبح ارتافاع مستاوى البحار ل مفر منه إذا بقيت كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون تارتافع بهذه النسبة‪ .‬وهذا يهدد المدن الساحلية‪ ،‬إذ‬
‫أن أربعة أخماس التاجمعات السكانية التاي يزيد عدد سكانها عن نصف مليون نسمة تاقع بالقرب من السواحل‪.‬‬
‫• احتامال تافاقم الحروب الداخلية والقليمية في دول الجنوب لعدم الستاقرار في النظام العالمي والنظمة الداخلية في تالك البلدان‪.‬‬
‫• ازدياد نزعات العنف والتاطرف‪ ،‬وتانامي الجماعات ذات التاوجهات النازية والفاشية في التاجمعات الغربية‪ ،‬الموجهة ضد المهاجرين‬
‫الجانب وخاصة من الدول السلمية والدول الفقيرة‪.‬‬
‫• ارتافاع نسبة الجرائم وجرائم القتال في العالم فقد دل التاقرير الذي أصدرتاه المم المتاحدة عن الجريمة والعدالة لعام ‪ 1999‬إلى أن‬
‫الضغط الجتاماعي والقتاصادي الذي يقاس بالبطالة والتافاوت وعدم الرضا بالدخل ـ عامل رئيسي في ارتافاع معدل الجريمة‪.‬‬
‫• كما أن انتاشار أفلم هوليوود وأفلم العنف بما فيها أفلم الكرتاون ساعد على انتاشار أعمال العنف‪ .‬ـ ظهور طبقة فاحشة الثراء‬
‫تاسكن في أحياء خاصة تاحت الحراسة المشددة وهي الطبقة التاي صعدت على حساب الفقراء والطبقة الوسطى‪.‬‬
‫• هيمنة الثقافة الستاهلكية وتاهميش الثقافات الخرى ومحاولة طمس الهويات الثقافية للشعوب‪.‬‬

‫• ويرى كثيرون من سلبياتاها ان العولمة تاقوم بالتارويج لمصالح شركات وهي عازمة على تاقليص حريات الفراد في سبيل الربح‪.‬‬
‫وتادعي أيضا ان زيادة استاقلليه وقوة الشركات على نحو متازايد في السياسة وتاشكيل سياسيات الدول‪.‬‬
‫• ويرى البعض أيضا من سلبياتاها "مناهضه العولمة" مجموعات القول بأن العولمة هي ضرورة نشر المبريالية ‪ ،‬هو احد السباب‬
‫الدافعة وراء حرب العراق بحيث يجبر ويضطر إلى تادفق المدخرات إلى الوليات المتاحدة بدل من الدول النامية‪ .‬لذا يمكن القول بان‬
‫"العولمة" هي تاعبير آخر عن نوع من المركة ‪ ،‬اذ يعتاقد بعض المراقبين ان الوليات المتاحدة يمكن ان تاكون واحدة من البلدان القليلة‬
‫)ان لم تاكن الوحيدة( بحق الستافادة من العولمة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫• و البعض يقول ان العولمة تافتارض وتاخلق أزمات اقتاصادية مما يخدم مصالحا و مما يمكن من نمو الديون والزمات‪ .‬مثل الزمة‬
‫المالية فى جنوب شرق أسيا التاي بدأت فى عام ‪1997‬م في دول صغيرة نسبيا وأثقلتاها بالديون اقتاصاديا كتاايلند لكن سرعان ما امتادت‬
‫لتاشمل اندونيسيا وماليزيا وكوريا الجنوبية وكان له اثر في النهاية في جميع انحاء العالم و أظهرت المخاطر الجديدة والتاغير السريع في‬
‫تاقلب السواق العالمية‪.‬‬
‫و اعتابره ايجابيا لمن نواحي اقتاصادية وسلبي من النواحي الثقافية ويلحظ في العولمة أنها تاأخذ من الدول المتاقدمة بل من صناع السوق‬
‫كل شي فالفائدة للدول النامية هي مالية محدودة و معيشية في ضل مكملت الحياة ولكن تاضل سلبية بشكل واضح على ثقافات‬
‫المجتامعات الضعيفة التاي ل تاقاوم و قد ل تاستاطيع ان تاقاوم هذا المد المتادفق ويلحظ في التالبس بالثقافة القوية الغريبة على حساب‬
‫ثقافتاها من ما يجعل البلدان ل تاتاميز بثقافة مختالفة عن الخرى وتافقد ما كان يميزها ويربطها بماضيها وتاراثها و مبادئها العريقة ‪.‬‬
‫وعلى المعارضين ان يعرفوا أن هذا المد قادم ل محالة إذا استامرت المور كما نشاهدها الن وعليهم ان يسعوا للتارسيخ والمحافظة‬
‫على المور والقيم التاي ميزتاهم وخاصة الدينية والثقافية‪.‬‬

‫أفريقيا ـــ‬ ‫تأثير العولمة على‬


‫هاليدو ويداراوغو ـ ت ‪:‬ا د‪ .‬قااسم المقداد‬
‫التاهميش‪ :‬هاليدو ويداراوغو ـ ت ‪:‬ا د‪ .‬قااسم المقداد‪ "،‬تأثير العولمة على أفريقيا"‪،‬مجلة الفكر السياسي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب‬
‫العدد ‪ 12-11‬مزدوج‪ ،‬دمشق سنة ‪ .2003‬نقل عن موقع‪:‬‬
‫‪http://www.awu-dam.org/politic/05-04/fkr4-5-017.htm‬‬

‫"في السنوات الخيرة تاميز تاطور العالم بمعطيات اقتاصادية وسياسية كبيرة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬هزيمة الشتاراكية‪ ،‬باعتابارها نظاما اجتاماعيا على الصعيد العالمي؛ وانهيار النظم السياسية القائمة في بلدان أوروبا الشرقية‪،‬‬
‫وتافكك ثم اختافاء التاحاد السوفييتاي كدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬وكنتايجة لهذه المعطيات نشأ سوق رأسمالي عالمي جديد وحيد‪ ،‬جاء ليعزز التاجاهات الداعية إلى دمج اقتاصادات مختالف بلدان‬
‫الشمال كما بلدان الجنوب‪.‬‬
‫هذه الظاهرة هي التاي نشير إليها بمفهوم عولمة القتاصاد الذي يصيب السيرورات النتااجية كما يصيب العمليات المالية‪ .‬نجمت‪ ،‬في‬
‫الواقع‪ ،‬من الخصائص القتاصادية الساسية للرأسمالية التاي بلغت ذروتاها وأصبحت عممهيإمنلة‪ ،‬بمعنى‪:‬‬
‫‪ -‬تاركيز النتااج ورأس المال الذي وصل إلى درجة عالية جدا بحيث أنه خلق احتاكارات يكون دورها حاسما في الحياة القتاصادية؛‬
‫‪ -‬صهر رأس المال المصرفي مع رأس المال الصناعي وخلق أوليغارشية مالية على قاعدة رأس المال المالي هذا؛‬
‫‪ -‬تاصدير رؤوس الموال‪ ،‬وهو تاصدير صار ضخما جدا‪ ،‬بحيث تاجاوز تاصدير السلع؛‬
‫‪ -‬تاشكيل اتاحادات دولية رأسمالية عمحمتاإكمرة تاتاقاسم العالم‪.‬‬
‫‪ -‬النتاهاء من اقتاسام أراضي الكرة الرضية من قبل القوى الرأسمالية عبر مناطق نفوذ وصراع مستاميت بينها من أجل تاقاسم مناطق‬
‫النفوذ بسبب التاغيرات الجذرية التاي برزت في السنوات الخيرة")‪.(1‬‬
‫‪-1‬أفريقيا في مواجهة العولمة‪:‬‬
‫هناك موقف وسلوك يسعيان إلى تاتافيه‪ ،‬أي إلى تاهميش القارة الفريقية‪ .‬ويطيب لمنافسي هذه الرؤية السراع بالشارة إلى أن ‪ %2‬من‬
‫الفارقة في المنظومة التاجارية العالمية‪ ،‬أي تاواتار التاام‪ -‬تاام ونزوع الفريقي إلى اليقاع الراقص‪ .‬ويستاخلصون أنه ينبغي شطب هذه‬
‫القارة من خريطة العالم‪ ،‬طالما أن الصراعات المذهبية والفقر والستابعاد تادل على عدم قدرة مثقفيها على التافكير بالديمقراطية والعيش‬
‫بظلها‪ ،‬ورسم معالم التاطور‪.‬‬
‫في الحقيقة إن المذابح الجماعية في رواندا‪ ،‬والوضع في شمال أفريقيا وفي الكونغو‪ ،‬تاستاكمل إغراق القارة في التاشاؤم الفريقي‪.‬‬
‫لكن هذا المر غير صحيح‪ ،‬فأفريقيا قارة غنية بالبتارول والذهب والماس والغاز والخشب واليورانيوم والمنغنيز والحيوانات‬
‫والمواشي‪ .‬وأفريقيا غنية برجالها ونسائها‪ .‬إنها قادرة على تاثوير العالم‪ ،‬وهي مقبلة على ذلك‪ .‬ل شك أنها تاعاني من تاراجع اقتاصادي‬
‫و عنف مؤسساتاي وسياسي‪ ،‬لكنها ليست وحدها في هذا المجال‪.‬‬

‫"التاغيرات التاي تاصيب العالم المعاصر هي تاغيرات ضخمة وخارج أفريقيا‪ ،‬تارى العالم كله اليوم معنيا بظاهرة التاغير التاي ندعوها بـ‬
‫العولمة")‪.(2‬‬

‫إن العولمة تافاقم الوضع في أفريقيا على الرغم من المكانيات الواسعة التاي تاتامتاع بها هذه القارة‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬فإن المناخا قد تامت تاهيئتاه منذ سنوات بعيدة‪:‬‬
‫‪-‬شكل الدول الستاثنائية في أفريقيا؛‬
‫‪-‬فشل السياسات المتابعة منذ الستاقللت‪.‬‬
‫‪-‬ثقل الديون؛‬
‫‪-‬التاغيرات التاي حدثت في الدول الشرقية )الشتاراكية(؛‬
‫‪49‬‬
‫‪-‬تابعية المسؤولين الفارقة لنظرائهم في الشمال )اجتاماعات القمة الفرنسية الفريقية في كل من واغادوغو‪-‬بوركينا فاسو وفي فرنسا‬
‫حيث عد اللقاءان ‪xx‬و ‪(xix‬‬

‫‪1-1‬تأثير العولمة على القارة الفريقية‪:‬ا‬

‫تاساهم أفريقيا‪ ،‬اليوم في السوق الرأسمالية الوحيدة التاي تاهيمن عليها الوليات المتاحدة وألمانيا واليابان من بين الدول السبعة الكبرى‪،‬‬
‫ثلثة بلدان فقط تاملك أكثر من نصف ثروات العالم)‪.(3‬‬

‫"على عكس خطاب اللبمرلإة الكلي وخطاب السوق‪ ،‬فإن خطاب السوق ل يقوم عن طريق اللعبة القتاصادية العفوية؛ فإن العولمة تاستاند‬
‫إلى بنى التادخل السلطوي العاملة على الصعيد العالمي"‪.‬‬

‫لقد تافتات أفريقيا بعد اتاصالها بالعولمة وتاشهد مواجهات يقوم فيها الخوة بذبح إخوتاهم‪.‬‬
‫وقد عاشت القارة حركات مضاعفة‪:‬‬
‫‪-‬اتاجاه يسعى نحو تافتايت الدول‪ -‬المم عن طريق مضاعفة الصراعات ما تاحت الدولة والزمات المتاعلقة بالهوية‪ ،‬من جهة؛‬
‫‪-‬وجهد يسعى لقامة تاجمتعات تاتاجاوز إطار الدولة التاقليدية‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫إن أفريقيا تاشهد كل يوم مشاكل اجتاماعية‪ ،‬وتازايدا في عدد السكان‪ .‬والحقيقة أن عولمة القتاصاد تاجر معها عولمة القضايا الجتاماعية‪.‬‬
‫"الحقيقة‪ ،‬لقد اتاضح أن التاوسع العالمي لقوى السوق هو تاوسع عممدممر تاماما بالنسبة لكثير من الفراد والتاجمعات وقد اضطتر عددا كبيرا‬
‫من الفراد إلى الهجرة للبحث عن حياة أفضل‪ .‬وغالبية المهاجرين من الدول النامية حيث يغادرون الريف نحو المدن‪ .‬ويضاف إلى‬
‫هؤلء المهاجرين مليين اللجئين الذين طردوا من بلدانهم بسبب الجوع والجفاف والحروب أو بسبب تادهور البيئة‪ .‬وإليهم ينضاف‬
‫المهاجرون من العالم أو الذين يأملون في القامة والعمل في بلدان الشمال‪ .‬إن الدول التاي أصيبت بالزمة القتاصادية تاعيش‪ ،‬شيئا فشيئا‬
‫هذا الفيض من الجانب على أرضها وتاتاخذ إجراءات فتظة كما تالجأ إلى تاطبيق قوانين قمعية)‪ (4‬عمخجلة إزاء المهاجرين الفارقة حيث‬
‫عيقتاادون دون أي احتارام إلى بلدانهم )قانون باسكوا الذي يحدد الهجرة في فرنسا‪ ،‬وتانامي الفكار الفاشية(‪.‬‬

‫‪ 1-2‬العولمة تشكل أداة نكوص بالنسبة لفريقيا‬


‫إن البلدان الفريقية تاعيش العولمة عبر كل ما يرمز إلى ويمثل الصعوبات القتاصادية والعوائق التاي تاقف أمام الدمقرطة‪.‬‬
‫وأكثر ما يتاضح هو ذلك الجزء من سياسة مؤسسات ‪ BRETTAN WOODS‬وفرعها المتاخصص في خطط الضبط البنيوي )‬
‫‪.(PAS‬‬
‫ع‬
‫إن مؤسسات الـ ‪ PAS‬تاقلدعم على أنها تاهدف إلى إخراج البلدان الفريقية من الركود القتاصادي والجتاماعي ومحاولة دمجها بشكل‬
‫أفضل في القتاصاد العالمي‪.‬‬
‫إن الـ ‪ Pas‬تاعني في البلدان الفريقية ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬بطالة الشباب‪.‬‬
‫‪-‬خصخصة مشاريع الدولة‪.‬‬
‫‪-‬إضعاف الدارة العامة‪.‬‬
‫‪-‬بؤس المواطنين‪.‬‬
‫‪-‬سوء إدارة المشاريع العامة‪.‬‬

‫النتاــــائــــج ‪ :‬عجز على مستاوى السياسات الصحية والتاربية والسكان والمواصلت وعدد كبير من الخدمات الخرى‪.‬‬
‫‪-‬تاقليص الجور‪.‬‬
‫وتاهدف هذه السياسة إلى‪:‬‬
‫‪-1‬إبعاد الدولة عن مسؤولياتاها‪.‬‬
‫‪-2‬إجبار الدول الفريقية على دفع ديونها‪.‬‬
‫‪-3‬دمج القتاصادات الفريقية في اقتاصاد السوق‪.‬‬
‫وهذا هو سبب حل الجات ‪ GATT‬وإنشاء الـ ‪ OMCT‬المنظمة العالمية للتاجارة والنقل‪.‬‬
‫مخرج القارة من إعصار العولمة وإعادة زمام المبادرة للسكان‪:‬‬
‫على السكان الفارقة أن ينخرطوا في ما يتاعلق بشؤونهم‪ ،‬بدءا بالرفض القاطع للعولمة‪.‬‬
‫يقول إبراهيم فال‪ ،‬إن الضبط ‪ AJUSTEMENT‬البنيوي باعتاباره سياسة تاصحيح وإطلق للتاطور‪ ،‬ل يحمل في جوهره خرقا لحقوق‬
‫النسان‪ .‬حينما يكون هو الختايار الواعي للسكان في قيادة مصيرهم بحرية‪ ،‬فهو في هذه الحالة تاعبير ملموس وأمين عن احتارام حقوق‬
‫النسان التاي هي‪:‬‬
‫‪-‬التاطور الديمقراطي‪.‬‬
‫‪-‬الحق في تاقرير المصير‪.‬‬
‫‪-‬الحق في المشاركة الديمقراطية‪.‬‬
‫‪-‬احتارام الحياة والكرامة النسانية‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫لكن‪ ،‬مع السف ليست هذه هي حال العديد من الدول‪ .‬فهناك الـ ‪ PAS‬يتاخذ قرارات غريبة عن تالك الهداف‪ .‬وعلى أفريقيا أن تاخرج‬
‫من هذه المصيدة‪ .‬ولهذا يجب العمل على تاحقيق نتاائج قمة كوبنهاغن حول التاطور الجتاماعي مثل‪:‬‬
‫‪-‬العمل على إزالة الفقر‪.‬‬
‫‪-‬إعطاء الولوية لتاحقيق هدف العمل الكامل‪.‬‬
‫‪-‬تاطوير حقوق النسان‪.‬‬
‫‪-‬تاسريع التاطوير القتاصادي واللجتاماعي‪.‬‬
‫‪-‬إيقاف الـ ‪.PAS‬‬
‫‪-‬تاشجيع التاعليم النوعي وتاسهيل دخول السكان إلى هذا التاعليم‪.‬‬
‫‪-‬خلق بيئة إقتاصادية وسياسية واجتاماعية وثقافية وقانونية تاسمح بالتاطوير الجتاماعي‪.‬‬
‫ولهذا فإن مؤسسات مثل الـ ‪ ONG‬و ‪ UIDH‬وأقسامها شمال‪ /‬جنوب‪ ،‬والمعهد البيثقافي ينتاظرها عمل كبير في هذا المجال‪.‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬حقوق النسان في أفريقيا‪ -‬التااريخية‪ ،‬الواقع والفاق‪ .‬تاقرير ‪ ،1996-1995‬الصادر عن التاحاد الفريقي لحقوق‬
‫النسان ‪UIDH‬‬
‫)‪ (2‬ماموس دباغنيه‪ :‬أزمة الفكر الحالية تاستادعي فكر الزمة‪" .‬الديمقراطية الفريقية"‪.‬‬
‫)‪ (3‬تاقرير الـ ‪ ، UIDH‬المشار إليه سابقا‬
‫)‪ (4‬تاقرير الـ ‪ ،UIDH‬المشار إليه‪.‬‬

‫العولمة‬

‫وانعكاساتها على الوطن العربي‬

‫ورقاة عمل مقدمة إلى الملتقى التربوي الول‬


‫لمواد الجغرافيا والقاتصاد والدراسات الجتماعية وعلم النفس‬
‫الفجيرة ‪ 4/2002/ 30-29‬م‬
‫إعداد‬
‫غالــب أحمد عطـــايا‬

‫التاهميش‪ :‬غالــب أحمد عطـــايا‪ "،‬العولمة وانعكاساتها على الوطن العربي"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى الملتاقى التاربوي الول‬
‫لمواد الجغرافيا والقتاصاد والدراسات الجتاماعية وعلم النفسالفجيرة ‪ 4/2002/ 30-29‬م‪ ،‬نقل عن موقع‪:‬‬
‫‪http://www.fez.gov.ae/fezweb/tawjeh/geography/reash/owlama/owlam%20.htm‬‬

‫‪51‬‬
‫الملمح القاتصادية الرئيسة للعولمة ‪:‬ا‪-‬‬
‫* إعادة بناء القتاصاد العالمي باتاجاه تاقسيم العمل والتاخصص ‪.‬‬
‫* انهيار الحواجز السياسية والجغرافية أمام حركة التاجارة ‪.‬‬
‫* تاناقص دور الدول في المسيرة القتاصادية و تابني برامج الخصخصة ‪.‬‬
‫* النخفاض الحاد في تاكاليف النقل والتاصالت السلكية واللسلكية ‪.‬‬
‫* تازايد دور التاجارة اللكتارونية ونسبتاها إلي إجمالي التاجارة العالمية ) من المتاوقع‬
‫أن تارتافع من )‪ (3‬مليار دولر عام ‪ 1998‬إلي )‪ (300‬مليار دولر في العام ‪ 2005‬م * النمو المتاسارع في قطاع الخدمات على‬
‫حساب القطاعات الخرى‪.‬‬

‫سيطرة الشركات متاعددة الجنسيات على التاجارة العالمية ) تاسيطر حاليا على حوالي ‪ %40‬من حجم التاجارة العالمية (‪.‬‬ ‫*‬
‫تابنى غالبية الدول لبرامج إصلح وهيكلة اقتاصادية ‪.‬‬ ‫*‬
‫اندماج و تاوسيع أسواق رأس المال العالمية ‪.‬‬ ‫*‬
‫ثورة تاكنولوجية هائلة تاتاسارع بخطى متالحقة ‪.‬‬ ‫*‬
‫أضحت المعرفة ) ‪ (know how‬أحد أهم عوامل النتااج ‪.‬‬ ‫*‬
‫انهيار نظام النقد الدولي و تازايد الزمات القتاصادية و سرعة انتاشارها ‪.‬‬ ‫*‬
‫تاعدد الثقافات المتاداولة و حرية الديان ‪.‬‬ ‫*‬
‫انتاشار القيم الثقافية والجتاماعية الرأسمالية في الدول النامية ‪.‬‬ ‫*‬
‫اندثار الخصوصيات الثقافية و أنماط الستاهلك التاقليدية ‪.‬‬ ‫*‬
‫أصبح معدل نمو التاجارة العالمي أعلى من معدل نمو الناتاج المحلي الجمالي العالمي‬ ‫*‬

‫إن العولمة القتاصادية نتااج الفكر الرأسمالي الذي يقوم أساسا على قدرة رأس المال على الحركة دوليا ودون عراقيل روتاينية إدارية‬
‫أو سياسية‪.‬‬

‫ومن مظاهر العولمة القتاصادية ظهورا لشركات متاعددة الجنسيات التاي تاتاميز بفائض إنتااجي ضخم ‪ ،‬ونشاط استاثماري واسع يشمل‬
‫دو ل‬
‫ل متاقدمة أو نامية على السواء ‪ ،‬كما تاتاميز هذه الشركات باحتاكارها للتاقنية الحديثة ‪ ،‬التاي تاوجد مراكزها الرئيسة في عدد من الدول‬
‫المتاقدمة صناعيا مثل الوليات المتاحدة المريكية ‪ ،‬ودول غرب أوربا واليابان وهذه الشركات مسؤولة عن أكثر من )‪ (%80‬من‬
‫الستاثمارات الجنبية المباشرة على مستاوى العالم ‪.‬‬

‫آثار العولمة القاتصادية‪:‬ا‬

‫إن العولمة ل تاؤثر في النواحي القتاصادية فقط إنما يمتاد تاأثيرها إلى حياة النسان بكل أبعادها القتاصادية والجتاماعية والثقافية‬
‫والسياسية ويمكن إبراز آثار العولمة القتاصادية فيما يلي ‪:‬‬

‫تاعمل العولمـة على زيادة العلقات القتاصاديـة العالميـة و الحـد مـن الستاقلليـة‬ ‫·‬

‫السـياسيــة والقتاصادية للدول بخاصة في مجال التاجارة الخارجية والجمارك‬

‫والسياسة النقدية والمالية ‪.‬‬

‫تاساهم العولمة في تاحقيق النمو القتاصادي وزيادة الكفاءة النتااجيـة و التانافسية مما‬ ‫·‬

‫يســاهم في تاخفيض مستاوى الفقر على المستاوى العالمي في الصل الطويل ‪ ،‬فتاأثير‬

‫العولمة يختالف من دولة لخرى تابعا لختالف النمو القتاصادي ‪ ،‬فعلى سبيل المثال انخفض مستاوى الفقر في جنوب شرق آسيا نتايجة‬
‫تاحقيق معدل عال للنمو القتاصادي وزيادة النتااج في الصناعات الموجهة للتاصدير مما أدى إلى ارتافاع مستاويات الجور‬

‫زيادة تادفق الستاثمارات الجنبية المباشرة والتاي تاسهم في تامويل استاثمارات إنتااجية وزيادة النتااج و الصادرات‪.‬‬ ‫·‬

‫تاعمل العولمة على تاغيير دور الدولة و إفساح المجال أمام القطاع الخاص ليقوم بدور أساسي في النشاط القتاصادي مما يتاطلب‬ ‫·‬
‫من الدولة تاحديث القوانين والنظمة القتاصادية وتاطويرها ‪......................‬‬

‫تاعمل العولمة القتاصادية على تاحرير التاجارة و تاحقيق المكاسب من خلل إقامة المناطق الحرة و التاحادات الجمركية‪ ،‬مثال‬ ‫·‬
‫التاحاد الوروبي ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫تارسيخ الفروقات بين الدول المتاقدمة و التاي تامـلك الموال و التاكنولوجيا المتاقدمة وبين الدول النامية المصدرة للمواد الولية‬ ‫·‬
‫و الطاقة ‪.‬‬

‫إعادة تاوزيع للمصادر البشرية من خلل انتاقال العنصر البشري من مكان آخر‪.‬‬ ‫·‬

‫عناصر القوة‬

‫سهولة انتاقال التاكنولوجيا والمعرفة‬ ‫·‬

‫تادفق الستاثمار الجنبي المباشر‬ ‫·‬

‫انخفاض تاكاليف النقل والتاصالت السلكية واللسلكية‪.‬‬ ‫·‬

‫الستافادة من التاجارة اللكتارونية‬ ‫·‬

‫ارتافاع في المؤشرات التانافسية‪.‬‬ ‫·‬

‫عناصر الضعف‬
‫سهولة انتاقال الزمات القتاصادية العالمية ‪.‬‬ ‫·‬

‫منافسة غير متاكافئة مع منافسين أقوياء‪.‬‬ ‫·‬

‫اعتاماد الدول العربية على تاصدير المواد الخام ) مرونة الطب عالية(‪.‬‬ ‫·‬

‫ارتافاع مخاطر التاعامل التاجاري ) عدم التاأكد(‬ ‫·‬

‫عدم وجود ضوابط تاحكم تاأثيرات وانعكاسات العولمة السلبية ‪.‬‬ ‫·‬
‫الفرص‬
‫تاحسين نوعية وجودة النتااج‪.‬‬ ‫·‬

‫زيادة حجم الصادرات العربية الخارجية بشكل عام والبينية بشكل خاص‪.‬‬ ‫·‬

‫· استاغلل أحكام الـ ‪ wto‬بعد قيام الـ ‪ AFTA‬في الستافادة من مزايا منطقة التاجارة الحرة وعدم تاعميم العفاءات والمتايازات‬
‫الجمركية على بقية دول العالم‪.‬‬

‫إمكانية مقايضة الديون باستاثمارات أجنبية‪.‬‬ ‫·‬

‫التهديدات‬

‫المزيد من التادهور في أسعار النفط والمواد الخام‪.‬‬ ‫·‬

‫انخفاض مساهمة التاجارة العربية في أجمالي المبادلت التاجارية العالمية‪.‬‬ ‫·‬

‫زيادة تاهميش الدول العربية واستاغللها في حالة استامرار تاعاونها مع الدول‬ ‫·‬

‫الصناعية بشكل انفرادي ) قطري(‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪ /‬بشير الزعبي ‪ ،‬أمين خليفان‬

‫‪53‬‬
‫انعكاسات العولمة على الوطن العربي ‪:‬‬
‫أو ل‬
‫ل ‪ :‬على القتاصاديات العربية‬

‫من خلل نظرة سريعة على واقع الوطن العربي يلحظ أن المنطقة العربية لم تاتامكن من تاحقيق التانمية التاي تاتاماشى مع طموحات‬
‫شعوبها ‪،‬ويعود ذلك لنخفاض أداء القطاع العام وضعف مشاركة الفراد في عملية التانمية ‪ ،‬وقصور المنظومة التاعليمية والبحث‬
‫العلمي عن الحاجة الفعلية ‪ ،‬والتابعية التاجارية والمالية والتاكنولوجية وعدم تامكنه من تاوظيف إمكاناتاه وطاقاتاه للستافادة من الفرص‬
‫المتااحة بالسواق المحلية ‪.‬‬

‫وتاواجه الدول العربية في الوقت الحالي نوعين من التاحديات أولهما‬

‫تادويل النتااج وتاحرير التاجارة والخدمات وتاعزيز التاكتالت القليمية بهيكلية جديدة ‪.‬‬ ‫·‬

‫· والثاني مستاجدات المرحلة الحالية بعد إنهاء الصراع العربي السرائيلي و إمكانية الدخول في مرحلة سياسية و اقتاصادية جديدة‬
‫للمنطقة ‪.‬‬

‫فالمرحلة الولى وما يرافقها من تاحديات تاتامثل في زيادة المنافسة الدولية ‪ ،‬وتاقليل فرص وصول المنتاجات العربية إلى السواق‬
‫الخارجية ‪ ،‬إضافة إلى التاقدم التاكنولوجي في مجالت التاصالت واللكتارونيات ‪.‬‬

‫أما التاحدي الثاني فإنه يثير قضايا تاستاوجب إيجاد تارتايبات عربية تاكاملية بعيدة عن المصالح القطرية الضيقة ‪ ،‬واستاغلل الموارد‬
‫القتاصادية العربية الستاغلل الفضل وحرية انتاقال السلع والخدمات ورؤوس الموال بين الدول العربية ‪،‬‬

‫فالمرحلة الحالية هي مرحلة التاكتالت القتاصادية والمنافسة ‪ ،‬لن مفتااح دخول العالم العربي في العولمة يكمن في تاطوير أسلوب‬
‫العمل العربي المشتارك حتاى ينجح الوطن العربي في بناء منطقة تاجارية حرة وشبكة مصالح اقتاصادية بين الدول العربية وتابني‬
‫استاراتايجية عربية متاكاملة لتاعزيز الموارد الذاتاية للقتاصاديات العربية ‪.‬‬

‫وقد بدأ اهتامام الدول بالتاعاون القليمي منذ إنشاء الجامعة العربية ‪ ،‬وفي إطار الجامعة العربية تام التاوقيع على اتافاقيات تاسهيل التابادل‬
‫التاجاري ‪ ،‬وإنشاء مجلس الوحدة القتاصادية ‪ ،‬وإنشاء صندوق النقد العربي‪ ،‬واتافاقيات لضمان الستاثمار العربي وانتاقال رؤوس‬
‫الموال بين الدول العربية‪ .‬وشهدت فتارة السبعينيات حركة هامة لنتاقال العمالة ‪ ،‬ورؤوس الموال بين الدول العربية ‪ ،‬إل أن التاجارة‬
‫العربية البينية ظلت محدودة ‪ ،‬وفي فتارة الثمانينيات والتاسعينيات تاراجع مستاوى التاعاون القتاصادي العربي ‪.‬‬

‫وتامثل التاعاون العربي في إلغاء القيود والحواجز بين البلدان العربية ‪ ،‬وإنشاء المشاريع المشتاركة‪ ،‬بالضافة إلى محاولت إنشاء‬
‫تاكتالت إقليمية عربية من أهمها مجلس التاعاون الخليجي ‪ ،‬واتاحاد دول المغرب العربي ‪ ،‬ومجلس التاعاون العربي ‪.‬‬

‫و يمكن تالخيص انعكاسات العولمة على اقتاصاديات الوطن العربي في ‪:‬‬

‫التاوجه للدخول في تاكتالت اقتاصادية دولية وإقليمية ‪.‬‬ ‫·‬

‫إعادة هيكلة السياسيات المالية والقتاصادية والتاجارية والنقدية ‪.‬‬ ‫·‬

‫زيادة معدل نمو التاجارة العربية بشكل أكبر من معدل نمو الناتاج ‪.‬‬ ‫·‬

‫مؤشرات نمو عناصر التاجارة الخارجية العربية‬

‫‪1996‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫البند‬

‫‪54‬‬
‫‪29‬ر ‪%1‬‬ ‫‪4‬ر ‪% 26‬‬ ‫‪ %‬الصادرات إلى الناتج‬

‫‪6‬ر ‪%24‬‬ ‫‪3‬ر ‪%22‬‬ ‫‪ %‬الواردات إلى الناتج‬

‫‪7‬ر ‪%53‬‬ ‫‪7‬ر ‪%48‬‬ ‫‪%‬التجارة الخارجية إلى الناتج‬

‫المصدر ‪ :‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬التقرير القاتصادي العربي الموحد عام ‪ 1997‬م‬

‫انخفاض نصيب الدول العربية من الستاثمارات الدولية ‪.‬‬ ‫·‬


‫التاجارة اللكتارونية‪.‬‬ ‫·‬
‫نمو قطاع التاجارة والخدمات‪.‬‬ ‫·‬
‫المزيد من معدلت الفقر والبطالة‪.‬‬ ‫·‬
‫النضمام أو السعي للنضمام إلى منظمة التاجارة العالمية‪.‬‬ ‫·‬
‫إعادة هيكلة أسواق رأس المال العربي‪.‬‬ ‫·‬
‫التاأثر بالزمات القتاصادية العالمية‪.‬‬ ‫·‬
‫انخفاض أسعار المواد الولية‪.‬‬ ‫·‬
‫فشل سياسة إحلل الواردات والتاوجه نحو النمو المبني على التاصدير‪.‬‬ ‫·‬

‫العولمة‪:‬ا الخطار وكيفية المواجهة‬


‫د‪ .‬غازي التاوبة‬
‫نقل عن موقع‪http://www.aklaam.net/forum/archive/index.php?t-9012.html :‬‬

‫ل منذ بداية التاسعينات‪ ،‬وأصبح علما على الفتارة الجديدة التاي بدأت بتادمير جدار برلين عام ‪1989‬م‬ ‫لقد أصبح مصطلح العولمة متاداو ل‬
‫وسقوط التاحاد السوفييتاي وتافككه‪ ،‬وانتاهت بتاغتلب النظام الرأسمالي على النظام الشيوعي‪ ،‬والعولمة ككل ظاهرة إنسانية لها أبعاد‬
‫متاعددة‪ ،‬وسنتاناول ثلثة من أبعادها القتاصادية والسياسية والتاكنولوجية‪ ،‬ثم سنتاحدث عن بعض أخطارها‪.‬‬
‫‪ -1‬البعد القتاصادي‪ :‬ويتاجلى في تاعميم الرأسمالية على كل المجتامعات الخرى‪ ،‬فأصبحت قيم السوق‪ ،‬والتاجارة الحرة‪ ،‬والنفتااح‬
‫القتاصادي‪ ،‬والتابادل التاجاري‪ ،‬وانتاقال السلع ورؤوس الموال‪ ،‬وتاقنيات النتااج والشخاص والمعلومات هي القيم الرائجة‪ ،‬وتافرض‬
‫أمريكا الرأسمالية على المجتامعات الخرى عن طريق مؤسسات البنك الدولي‪ ،‬ومؤسسة النقد الدولي‪ ،‬وغيرها من المؤسسات العالمية‬
‫التاابعة للمم المتاحدة‪ ،‬وعن طريق التافاقات العالمية التاي تاقرها تالك المؤسسات كاتافاقية الجات وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد السياسي‪ :‬ويتاجلى في انفراد أمريكا بقيادة العالم بعد سقوط التاحاد السوفييتاي وتافكيك منظومتاه الدولية‪ ،‬ومن الجدير‬
‫بالملحظة أنه لم تابلغ إمبراطورية في التااريخ قتوة أمريكا العسكرية والقتاصادية‪ ،‬مما يجعل هذا التافرد خطيرا على الخرين في كل‬
‫المجالت القتاصادية والثقافية والجتاماعية‪..‬الخ‬
‫‪ -3‬البعد التاكنولوجي‪ :‬مترت البشرية بعتدة ثورات علمية منها ثورة البخار والكهرباء والذترة وكان آخرها الثورة العلمية والتاكنولوجية‬
‫والخاصة بالتاطورات المدهشة في عالم الكمبيوتار‪ ،‬وتاوصل الكمبيوتار الحالي إلى إجراء أكثر من ملياري عملية مختالفة في الثانية‬
‫الواحدة‪ ،‬وهو المر الذي كان يستاغرق ألف عام لجرائه في السابق‪ ،‬أما المجال الخر من هذه الثورة فهو التاطورات المثيرة في‬
‫تاكنولوجيا المعلومات والتاصالت‪ ،‬والتاي تاتايح للفراد والدول والمجتامعات للرتاباط بعدد ل عيحصى من الوسائل التاي تاتاراوح بين‬
‫الكبلت الضوئية والفاكسات ومحطات الذاعة والقنوات التالفزيونية الرضية والفضائية التاي تابث برامجها المختالفة عبر حوالي )‬
‫‪55‬‬
‫‪ (2000‬مركبة فضائية‪ ،‬بالضافة إلى أجهزة الكمبيوتار والبريد اللكتاروني وشبكات النتارنت التاي تاربط العالم بتاكاليف أقل وبوضوح‬
‫أكثر على مدار الساعة‪ ،‬لقد تاحولت تاكنولوجيا المعلومات إلى أهم مصدر من مصادر الثروة أو قوة من القوى الجتاماعية والسياسية‬
‫والثقافية الكاسحة في عالم اليوم‪.‬‬

‫ما هي أخطار العولمة؟‬


‫‪ -1‬الخطر الول‪ :‬الفقر والتاهميش‪:‬‬
‫ستاؤدي العولمة إلى تاشغيل خمس المجتامع وستاستاغني عن الربعة الخماس الخرين نتايجة التاقنيات الجديدة المرتابطة بالكمبيوتار؛‬
‫فخمس قوة العمل كافية لنتااج جميع السلع‪ ،‬وسيدفع ذلك بأربعة أخماس المجتامع إلى حافة الفقر والجوع‪ ،‬ومن مخاطر العولمة أيضا‬
‫قضاؤها على حلم مجتامع الرفاه‪ ،‬وقضاؤها على الطبقة الوسطى التاي هي الصل في إحداث الستاقرار الجتاماعي‪ ،‬وفي إحداث‬
‫النهضة والتاطور الجتاماعي‪ ،‬ومن مخاطرها أيضا دفعها بفئات اجتاماعية متاعددة إلى حافة الفقر والتاهميش‪ ،‬وتاشير الرقام إلى أن )‬
‫‪ (358‬مليارديرا في العالم يمتالكون ثروة تاضاهي ما يملكه )‪ (2.5‬مليار من سكان العالم‪ .‬وأن هناك ‪ %20‬من دول العالم تاستاحوذ على‬
‫‪ %85‬من الناتاج العالمي الجمالي‪ ،‬وعلى ‪ %84‬من التاجارة العالمية‪ ،‬ويمتالك سكانها ‪ %85‬من مجموع المدخرات العالمية‪ .‬وهذا‬
‫التافاوت القائم بين الدول يوازيه تافاوت آخر داخل كل دولة؛ إذ تاستاأثر قتلة من السكان بالشطر العظم من الدخل الوطني والثروة‬
‫القومية‪ ،‬في حين تاعيش أغلبية السكان على الهامش‪ ،‬وسيؤدي ذلك إلى نتاائج اجتاماعية خطيرة‪ ،‬ويمكن أن نمثل بالوليات المتاحدة أبرز‬
‫قلع الرأسمالية‪ ،‬فالجريمة اتاخذت هناك أبعادا بحيث صارت وباء واسع النتاشار‪ .‬ففي ولية كاليفورنيا ‪ -‬التاي تاحتال بمفردها المرتابة‬
‫السابعة في قائمة القوى القتاصادية العالمية – فاق النفاق على السجون المجموع الكلي لميزانية التاعليم‪ .‬وهناك )‪ (28‬مليون مواطن‬
‫صنوا أنفسهم في أبنية وأحياء سكنية محروسة‪ .‬ومن هنا فليس بالمر الغريب أن ينفق‬ ‫أمريكي‪ ،‬أي ما يزيد على عشر السكان‪ ،‬قد ح ت‬
‫المواطنون المريكيون على حراسهم المستلحين ضعف ما تانفق الدولة على الشرطة‪.‬‬
‫ونلحظ في هذا الصدد أن ظاهرة فتاح البواب على مصراعيها أمام التاجارة الحرة باسم حرية السوق قد رافقتاها نسبة مهولة من ازدياد‬
‫الجريمة‪ ،‬فقد ارتافع حجم المبيعات في السوق العالمية لمادة الهيروين إلى عشرين ضعفا خلل العقدين الماضيين‪ ،‬أما المتااجرة‬
‫بالكوكايين فقد ازدادت خمسين مرة‪.‬‬

‫‪ -2‬الخطر الثاني‪ :‬المركة الثقافية‪:‬‬

‫المركة الثقافية أخطر جوانب العولمة‪ ،‬ومما يساعد على المركة الثقافية انفراد الوليات المتاحدة بالعالم‪ ،‬واعتابارها القطب الواحد‬
‫الذي انتاهت إليه الوضاع السياسية بعد سقوط التاحاد السوفييتاي‪ ،‬وسيكون لهذه المركة أثر كبير في تاكوين أو تاعديل أو إلغاء الهويات‬
‫الثقافية‪ ،‬ولكن أخطر ما في المركة نسبية الحقيقة التاي تاقوم عليها‪ ،‬وهي التاي تاتاصادم تاصادما مباشرا مع ثوابت الدين السلمي‬
‫المستامدة من النص القطعي الثبوت القطعي الدللة‪ ،‬لذلك نجد أن معظم الجتاهادات التاي نادى بها بعض الكتتااب المعاصرين‪ ،‬وأثارت‬
‫نقاشا حادا تاستاند إلى اليمان بنسبية الحقيقة‪ ،‬وتاتاناول نصوصا قطعية الثبوت قطعية الدللة في مجالت‪ :‬العقائد‪ ،‬والحدود‪ ،‬والميراث‪،‬‬
‫وتاشريعات السرة‪ :‬كالزواج‪ ،‬والطلق الخ…‪ ،‬وبالضافة إلى ذلك فإن كثيرا من المعارك التاي دارت أخيرا هي تاجسيد للصراع بين‬
‫نسبية الحقيقة التاي تاقوم عليها العولمة وبين ثوابت ديننا السلمي‪ ،‬ومن أبرز هذه المعارك ما ذكره نصر حامد أبو زيد عن النصوص‬
‫القطعية الثبوت القطعية الدللة التاي تاتاناول أمورا عقدية‪ :‬كالكرسي والعرش والميزان والصراط والملئكة والجن والشياطين والسحر‬
‫والحسد‪...‬الخ فقد اعتابرها ألفاظا مرتابطة بواقع ثقافي معين‪ ،‬ويجب أن نفهمها على ضوء واقعها الثقافي‪ ،‬واعتابر أن وجودها الذهني‬
‫السابق ل يعني وجودها العيني‪ ،‬وقد أصبحت ذات دللت تااريخية‪ ،‬والدكتاور نصر حامد أبو زيد في كل أحكامه السابقة ينطلق من أن‬
‫النصوص الدينية نصوص لغوية تانتامي إلى بنية ثقافية محدودة‪ ،‬تام إنتااجها طبقا لنواميس تالك الثقافة التاي تاعد اللغة نظامها الدللي‬
‫المركزي‪ ،‬وهو يعتامد على نظرية عالم اللغة )دي سوسير( في كل ما يرتوج له‪ ،‬وينتاهي الدكتاور أبو زيد إلى ضرورة إخضاع‬
‫النصوص الدينية إلى المناهج اللغوية المشار إليها سابقا‪.‬‬
‫ول يتاسع المقام الن للرتد على كل ما قاله الدكتاور نصر حامد أبو زيد بالتافصيل‪ ،‬لكن يمكن التاساؤل‪ :‬لماذا يعتابر الدكتاور نصر حامد‬
‫أبو زيد ألفاظ‪ :‬الكرسي‪ ،‬والعرش‪ ،‬والملئكة‪ ،‬والجن‪ ،‬والشياطين‪ ،‬والحسد‪ ،‬السحر ألفاظا ذات دللت تااريخية؟ فهل نفى العلم بشكل‬
‫قطعي وجود حقائق عينية لتالك اللفاظ حتاى عنعإفي عليها‪ ،‬ونعتابرها ألفاظا ل حقائق لها وذات وجود ذهني فقط؟ لم نسمع بذلك حتاى‬
‫الن‪.‬‬
‫كيف نستاطيع أن ندخل العولمة‪ ،‬ونستافيد من إيجابياتاها‪ ،‬ونتاجنب سلبياتاها؟‬
‫هناك خطوتاان مطلوبتاان وملحتاان من أجل مواجهة العولمة‪:‬‬
‫الولى‪ :‬تاحصين الفرد وتاجنيبه التاهميش وغائلة الفقر القادمة‪ ،‬وذلك بتافعيل مؤسسات التاأمين الجتاماعي والتاعويضات والرعاية‬
‫الجتاماعية من جهة‪ ،‬والتاخطيط لحياء مؤسسات الوقف والتاوسع فيها من جهة ثانية‪ ،‬وبخاصة إذا علمنا أن أمتانا ذات تاجربة غنية في‬
‫مجال الوقف‪ ،‬فقد عرفت مؤسسات وقفية متانوعة من أمثال المدارس والجامعات والمستاوصفات والمستاشفيات والدور والبساتاين‬
‫والخانات‪...‬الخ‪ ،‬وساهمت تالك المؤسسات في نشر العلم والمحافظة على الصحة وإغناء المحتااجين ورعاية الحيوانات وتادعيم‬
‫القتاصاد وسد الثغرات الجتاماعية‪...‬الخ‪ ،‬وقد مثلت تالك الوقاف ثلث ثروة العالم السلمي‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تاحصين هوية المة‪ ،‬وذلك بتادعيم وحدتاها الثقافية‪ ،‬فالوحدة الثقافية هي المظهر الخير الحي الفاعل الباقي من كيان أمتانا بعد‬
‫التامزق السياسي والتاشرذم القتاصادي الذي تاعرضت له خلل القرن الماضي‪ ،‬ول شك أن هذه الوحدة الثقافية لبنة أساسية في مواجهة‬
‫العولمة‪ ،‬لذلك يجب الحرص على إغنائها‪ ،‬ووعي ثوابتاها‪ ،‬وأبرزها‪ :‬أصول الدين السلمي وأحكامه المستامدة في النصوص القطعية‬

‫‪56‬‬
‫الثبوت القطعية الدللة‪ ،‬واللغة العربية التاي تاعتابر أداة تاواصل ووسيلة تافكير وتاوحيد‪...‬الخ‪ ،‬كذلك يجب الحرص على البتاعاد عن كل‬
‫ما يخلخل هذه الوحدة الثقافية ويضعف حيويتاها‪.‬‬
‫العولمة تزيد من أزمة البطالة في الوطن العربي‬

‫لندن ‪ -‬قدس برس‬


‫نقل عن موقع‪http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/alhadath2000-june-6/alhadath3.asp :‬‬

‫تاشير كافة المعطيات والدلئل المتاوفرة عن مشكلة البطالة في الوطن العربي إلى أن هذه المشكلة آخذة بالتافاقم عالما بعد آخر‪ ،‬وأن جميع‬
‫المعالجات التاي قامت بها الدول العربية لحل هذه المشكلة‪ ،‬أو الحد من اتاساعها قد باءت بالخفاق‪ ،‬وذلك لسباب متاباينة من دولة‬
‫لخرى‪ ،‬ولعل مما يزيد المر خطورة هو تاسارع ظاهرة العولمة التاي ستاتارك آثالرا وانعكاسات كارثية على وضع العمل والعمال في‬
‫الدول النامية والعربية منها بشكل خاص‪ ،‬كما ستاؤدي إلى تافاقم ظاهرة هجرة الكفاءات والطاقات العربية المتاميزة بحثا عن فرص‬
‫أفضل للعمل والستاقرار‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن التاأثيرات السلبية لظاهرة العولمة على القتاصاديات العربية ومشكلتاها الكثيرة ومن ضمنها البطالة لم تاظهر بشكل‬
‫مباشر حتاى الن ‪-‬إل أن الحجم الحالي للبطالة يبعث على القلق أيضا‪ ،‬ويسبب خسائر اقتاصادية كبيرة ناهيك عن النعكاسات‬
‫الجتاماعية‪ ،‬مع الشارة هنا إلى عدم تاوفر بيانات دقيقة حول الحجم الحقيقي لعدد العاطلين عن العمل‪ ،‬وبالتاالي لبعاد المشكلة‬
‫وتاأثيراتاها السلبية المختالفة‪.‬‬

‫فوفلقا للتاقارير الرسمية العربية‪ ،‬ومن بينها التاقارير الصادرة عن منظمة العمل العربية التاابعة لجامعة الدول العربية ‪-‬هناك مؤشرات‬
‫على اتاساع هذه المشكلة وقصور العلجات التاي طرحت حتاى الن‪ ،‬سواء على المستاوى القطري أو المستاوى العربي؛ فتاقارير المنظمة‬
‫لهذا العام التاي عقدت الدورة الثالثة والخمسين لمجلس إدارتاها في القاهرة‪ ،‬خلل الفتارة من ‪ 20‬إلى ‪) 22‬مايو( الماضي‪ ،‬وقبل ذلك‬
‫المؤتامر الـ ‪ 27‬للمنظمة في مطلع مارس ‪-‬تاقول‪ :‬إن عدد الشبان العرب العاطلين عن العمل يبلغ نحو ‪ 12‬مليون شخص يشكلون ما‬
‫نسبتاه ‪ %14‬من القوة العربية العاملة التاي تابلغ في الوقت الحاضر نحو ‪ 98‬مليون شخص‪.‬‬

‫وقد أكد إبراهيم قويدر ‪-‬المين العام لمنظمة العمل العربية‪ -‬أن هناك ‪ 12‬مليون شاب عربي عاطل عن العمل‪ ،‬في حين يعمل ‪6‬‬
‫مليين أجنبي في الوطن العربي‪ ،‬كما أشار إلى وجود أكثر من ‪ 300‬مليار دولر يستاثمرها العرب خارج القطار العربية‪ ،‬وقال‪ :‬لو‬
‫تام استاثمار هذه الموال في الوطن العربي لتامكتنا من تاشغيل نسبة كبيرة من اليد العاملة‪ ،‬والحد من الخسائر السنوية التاي تاتاكبدها الدول‬
‫العربية‪.‬‬

‫وتاوقع القويدر أن يصل عدد الباحثين عن فرص عمل في المنطقة العربية سنة ‪ 2010‬إلى أكثر من ‪ 32‬مليون شخص‪ ،‬وأضاف أن‬
‫عدد السكان النشطين اقتاصاديا سيرتافع من ‪ 98‬مليون شخص حاليا إلى نحو ‪ 123‬مليونا سنة ‪.2010‬‬

‫ومما يزيد في خطورة ظاهرة البطالة ارتافاع معدلتاها السنوية التاي تاقدرها الحصاءات الرسمية بنحو ‪ %1.5‬من حجم قوة العمالة‬
‫العربية في الوقت الحاضر‪ ،‬حيث تاشير هذه الحصاءات إلى أن معدل نمو قوة العمل العربية كانت خلل العوام ‪- 1996 -1995‬‬
‫‪ 1997‬نحو ‪ %3.5‬ارتافع هذا المعدل إلى نحو ‪ %4‬في الوقت الحاضر‪ ،‬وإذا كانت الوظائف وفرص التاشغيل تانمو بمعدل ‪%2.5‬‬
‫سنويا‪ ،‬فإن العجز السنوي سيكون ‪ ،%1.5‬وعليه فإن عدد العمال الذين سينضمون إلى العاطلين عن العمل سنويا سيبلغ نحو ‪1.5‬‬
‫مليون شخص‪.‬‬

‫يذكر أن منظمة العمل العربية تاقدر أن كل زيادة في معدل البطالة بنسبة ‪ %1‬سنويا تانجم عنها خسارة في الناتاج الجمالي المحلي‬
‫العربي بمعدل ‪ ،%2.5‬أي نحو ‪ 115‬مليار دولر‪ ،‬وهو ما يعني ارتافاع المعدل السنوي للبطالة إلى ‪ 1.5‬ويرفع فاتاورة الخسائر‬
‫السنوية إلى أكثر ‪ 170‬مليار دولر‪ .‬وهذا المبلغ يمكن أن يوفر نحو ‪ 9‬مليين فرصة عمل وبالتاالي تاخفيض معدلت البطالة في‬
‫الوطن العربي إلى ربع حجمها الحالي‪.‬‬

‫ل‪ ،‬وخاصة في الدول العربية ذات الكثافة السكانية والمصدرة للعمالة ‪-‬انحسار فرص‬ ‫ومما سيساهم في زيادة معدلت البطالة مستاقب ل‬
‫هذه العمالة في دول الخليج العربي وإحلل العمالة المحلية مكانها‪ ،‬وفي هذا الطار تاشير دراسة حديثة أعدتاها منظمة "السكوا" إلى أن‬
‫عدد سكان الدول الخليجية الست سيصل بحلول العام ‪ 2010‬إلى نحو ‪ 40‬مليون نسمة ما سيرفع القوة العاملة فيها إلى حدود ‪21‬‬
‫مليون نسمة‪ ،‬وبالتاالي تاناقص فرص العمل أمام العمال الوافدين بشكل عام والعرب بشكل خاص‪ ،‬حيث يبلغ مجموع العمالة الوافدة في‬
‫الوقت الحاضر نحو ‪ 8‬مليين عامل وافد‪ ،‬يشكل العمال غير العرب منهم نسبة ‪.%58‬‬

‫وتاقول دراسة عن واقع العمالة في دول الخليج‪ :‬إن نسبتاها بلغت عام ‪ 1997‬على التاوالي ما يقارب ‪%93‬في المارات‪ ،‬و ‪ %84‬في‬
‫الكويت‪ ،‬و ‪ %76‬في قطر‪ ،‬و ‪ %68‬في عمان‪ ،‬و ‪ %65‬في البحرين‪ ،‬و ‪ %61‬في السعودية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫أما بالنسبة لتاوزع البطالة –التاي تاتاركز في معظمها في صفوف الشباب‪ -‬فيأتاي العراق في المرتابة الولى بين الدول العربية وبنسبة‬
‫بطالة تازيد عن ‪ %60‬من حجم قوة العمل‪ ،‬فيما يأتاي في المرتابة الثانية اليمن وبنسبة ‪ ،%25‬ثم الجزائر ‪ ،%21‬فالردن ‪،%19‬‬
‫فالسودان ‪ ،%17‬فلبنان والمغرب ‪ ،%15‬فتاونس ‪ ،%12‬فمصر ‪ ،%9‬وأخيرا سورية ‪.%8‬‬

‫أسباب البطالة العربية‬

‫ومن أهم السباب التاي كانت وراء تافاقم هذه الظاهرة ‪-‬وما تازال‪ -‬ويمكن اختاصارها بالنقاط التاالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬إخفاق خطط التانمية القتاصادية في الدول العربية على مدار العقود الثلثة الماضية‪ ،‬وخاصة بعد الفورة النفطية مطلع السبعينيات‪،‬‬
‫فقد جاء في دراسة لمركز دراسات الوحدة العربية أن من أبرز مظاهر إخفاق خطط التانمية القتاصادية وقوع معظم الدول العربية تاحت‬
‫وطأة المديونية الخارجية التاي وصلت عام ‪ 1995‬إلى نحو ‪ 220‬مليار دولر‪ ،‬وفي المقابل هروب رؤوس الموال العربية إلى‬
‫الخارج التاي تاقدرها بعض المصادر بأكثر من ‪ 800‬مليار دولر‪ .‬وكذلك وجود أكثر من ‪ 60‬مليون أمي عربي‪ ،‬و ‪ 9‬مليين طفل ل‬
‫يتالقون التاعليم البتادائي‪ ،‬و ‪ 73‬مليون تاحت خط الفقر‪ ،‬وأكثر من ‪ 10‬مليين ل يحصلون على طعام كاف‪.‬‬
‫‪ - 2‬غياب التاخطيط القتاصادي المنهجي‪ ،‬وعدم تاطابق برامج التاعليم في معظم الدول العربية مع الحاجات الفعلية لسوق العمل‪ ،‬علوة‬
‫على أن التاكوين المنهجي في معظم الدول العربية لم يواكب التاطورات التاكنولوجية السريعة الجارية في العالم‪.‬‬
‫‪ - 3‬تاطبيق برامج الخصخصة التاي أدت إلى تاسريح أعداد كبيرة من العاملين في شركات ومؤسسات القطاع العام‪.‬‬
‫‪ - 4‬إخفاق معظم برامج التاصحيح القتاصادي التاي طبقتاها الدول العربية بالتاعاون مع صندوق النقد الدولي في إحداث أي نمو‬
‫اقتاصادي حقيقي‪ ،‬وبنسب معقولة تاساعد على التاخفيف من مشكلة البطالة‪ ،‬بل على العكس من ذلك تاماما فقد ساهمت هذه البرامج في‬
‫زيادة عدد العاطلين عن العمل‪ ،‬وكذلك إفقار قطاعات كبيرة من الشعب نتايجة رفع الدعم عن السلع والخدمات الساسية‪.‬‬
‫‪ - 5‬استانزاف معظم الموارد العربية خلل حقبة ازدهار أسعار النفط في النفاق على التاسلح‪ ،‬وتامويل الحروب التاي اندلعت في‬
‫المنطقة‪ ،‬وبعد ذلك وقوعها في شراك المديونية وخدمتاها الباهظة‪.‬‬

‫يذكر أن تاسارع ظاهرة العولمة ومسارعة الدول العربية لللتاحاق بقطار منظمة التاجارة العالمية‪ ،‬والستاجابة لشروطها في فتاح‬
‫السواق العربية أمام السلع والمنتاجات الجنبية المنافسة ‪-‬أدى إلى إعلن الكثير من المصانع والشركات الفلس كما يحدث الن في‬
‫مصر‪ ،‬المر الذي يعني اتاساع ظاهرة البطالة وبشكل أسرع من السابق‪.‬‬

‫كما أن العولمة ستاؤدي إلى تافاقم ظاهرة الهجرة من الدول العربية إلى الخارج‪ ،‬وخاصة في صفوف الكفاءات والخبرات العلمية‬
‫المتاميزة‪ ،‬المر الذي يعني خسارة‪.‬‬

‫العولمة ‪ ،‬الحداثة‪ ،‬الحضارة ‪ ،...‬و تأثيرها على العالم العربي‪.‬‬

‫نجيم دريكش‬

‫التهميش‪:‬ا نجيم دريكش‪" ،‬العولمة ‪ ،‬الحداثة‪ ،‬الحضارة ‪ ،...‬و تأثيرها على العالم العربي‪ ،".‬نقل عن مدونات مكتوب‪ ،‬في موقاع‪:‬ا‬
‫‪.http://nadjim-1.maktoobblog.com‬‬

‫ثانيا‪:‬ا تأثير العولمة و الحداثة على العالم العربي‪:‬ا‬

‫رغم خروج الدول العربية من الستاعمار و مباشرتاها لعمليات التاحديث و بناء الدولة القومية‪ ،‬إل أن التااريخ المعاصر يشهد على‬
‫الوضاع السياسية و القتاصادية و الجتاماعية التاي مرت بها هذه الدول عبر مختالف التاحولت الدولية الكبرى حديثا ) الحربين‬
‫العالميتاين و الحرب الباردة و نهايتاها (‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫و يقر الواقع الحالي لهذه الدول على أنها مازالت تاعاني التاخلف على مستاويات مختالفة و سبب ذلك راجع إلى كون هذه الدول تاعرضت‬
‫للستاعمار المباشر الذي نتاجت عنه العديد من الثار السلبية على المجتامعات العربية‪ .‬و من جهة أخرى أدى تاراجع التاحاد السوفيتاي‬
‫إلى وضع حرج لغلب الدول العربية التاي كانت تانهج النهج الشتاراكي‪ ،‬حيث تاكيفت سلبيا مع هذه التاحولت‪.‬‬

‫و بعد هذه التاحولت‪ ،‬كانت ظاهرة العولمة ـ بمظهرها الحاثي الغربي ـ قد أسست لنمط جديد من التافاعلت الدولية التاي تاسودها‬
‫هيمنة القطب الواحد في ظ استامرار اتاساع الهوة بين الشمال و الجنوب‪.‬‬

‫‪ .01‬النعكاسات السلبية للعولمة ‪:‬‬

‫أ‪ .‬على المستوى السياسي‪:‬ا‬

‫لعل أبرز العوامل والمتاغيرات الدولية المعاصرة أو العوامل الخارجية التاي دفعت بالبلدان العربية نحو مزيد من التاداعي و التاراجع‪،‬‬
‫تامثلت في انهيار التاحاد السوفيتاي ـ كما ذكرنا ـ و الهجوم المبريالي ضد العراق )المحاصر(‪ ،‬و ولدة مشاريع التاسوية العربية ‪/‬‬
‫السرائيلية و ما تال ذلك من عمليات التاطبيع السياسي للعديد من بلدان النظام العربي مع العدو الصهيوني )‪ .(15‬و هذا ما أدى إلى‬
‫تافكك و فوضى في النظام العربي القليمي‪.‬‬

‫لقد أدى هذا الوضع إلى تاغير في المفاهيم و المبادئ والهداف‪ ..،‬حيث انتاقل النظام العربي بمجمله من أرضية التاحرر الوطني و‬
‫الجتاماعي كعنوان رئيسي )سابق( إلى أرضية التابعية و النفتااح و الرتاهان السياسي كعنوان جديد‪ ، ..‬و لم تاعد بذلك القضايا العربية‬
‫الداخلية و الخارجية عموما و القضية الفلسطينية بالذات‪ ،‬تامثل صراعا مصيريا ل يقبل المصالحة بين طرفيه‪ :‬المبريالية العالمية و‬
‫إسرائيل من جهة‪ ،‬و حركة التاحرير الوطني العربية من جهة أخرى‪ .‬و تاحول التانفس و الصراع الساسي إلى شكل آخر أشبه بالتاوافق‬
‫الرسمي العربي ‪ /‬المريكي ‪ /‬السرائيلي )‪.(16‬‬

‫إن ما يمكن أن نقوله في هذا الجانب‪ ،‬هو أن الدول العربية قد أصبحت شبه فاقدة للسيادة لعدم قدرتاها على تابني أي موقف شجاع و‬
‫صارم في هذا المجال‪ ،‬نتايجة تابني مبدأ المصلحة القطرية الضيقة الذي زاد في عدم فعالية مؤسسات التاكامل و الندماج العربية‪.‬‬

‫ب‪ .‬على المستوى القاتصادي‪:‬ا‬

‫لقد قام بالوظيفة القتاصادية للعولمة أهم مؤسستاين من المؤسسات الدولية التاي كرست لخدمة النظام الرأسمالي الراهن‪ ،‬و هاتاين‬
‫المؤسستاين هما‪:‬‬

‫‪ -‬صندوق النقد الدولي‪ :‬الذي يشرف على إدارة النظام النقدي العالمي و يقوم بوضع سياساتاه و قواعده الساسية‪ ،‬و ذلك بالتانسيق‬
‫الكامل مع البنك الدولي‪ ،‬سواء في تاطبيق برامج الخصخصة و التاكيف الهيكلي أو في إدارة القروض و الفوائد و الشراف على فتاح‬
‫أسواق الدول النامية أمام حركة بضائع و رؤوس أموال البلدان المصنعة‪.‬‬

‫‪ -‬منظمة التاجارة العالمية‪ :‬و هي أهم و أخطر مؤسسة من مؤسسات العولمة القتاصادية‪ ،‬تاقوم بالشراف على إدارة النظام التاجاري‬
‫العالمي الهادف إلى تاحرير التاجارة الدولية و إزاحة الحواجز الجمركية‪ ،‬و تاأمين حرية السوق و تانقل البضائع‪ ..‬بالتانسيق المباشر‬
‫وعبر دور مركزي مع للشركات متاعددة الجنسية )‪.(17‬‬

‫و رغم محاولة مسايرة و استاجابة الدول العربية لملءات مؤسسات الحكم القتاصادي العالمي‪ ،‬إل أن ذلك لم يكن بالشكل الذي يحمي‬
‫هذه الدول من مختالف الثار السلبية‪ ،‬و نبين ذلك من خلل ما يلي‪:‬‬

‫· تاخلي الحكومات عن القيام بمسؤولية التانمية نتايجة تاهميش عمليات التاخطيط المركزي المتاعلقة بتانمية مختالف القطاعات الحساسة‪،‬‬
‫قابل ذلك فشل القطاع الخاص في سد الفراغ كونه يهدف إلى الربح فقط‪.‬‬

‫العجز في زيادة الدخار المحلي و الفشل في اجتالب الستاثمار الجنبي‪.‬‬ ‫·‬

‫ندرة التاصدير خارج مجال المحروقات‪.‬‬ ‫·‬

‫زيادة مظاهر التابعية خاصة في مجال التاكنولوجيا و الطاقة البديلة و التاقنية‪ ،‬و أحيانا حتاى في مجال الغذاء و اللباس‪.‬‬ ‫·‬

‫‪59‬‬
‫تاراجع أو شبه غياب التاجارة البينية العربية‪.‬‬ ‫·‬

‫· تاراجع نسبة مساهمة النتااج الجمالي العربي من إجمالي النتااج العالمي‪ )،‬من ‪ % 3.1‬أي ما يعادل ‪ 650‬مليار دولر سنة‬
‫‪ ،1993‬إلى ‪ % 2.3‬أي ما يعادل ‪ 599‬مليار دولر سنة ‪.(18) 2000‬‬

‫ج‪ .‬على المستوى الجتماعي‪:‬ا‬

‫يرى الباحث الفلسطيني غازي الصوراني أن أزمة المجتامع العربي تاعود في جوهرها إلى أن البلدان العربية عموما ل تاعيش زمنا‬
‫حداثيا أ حضاريا‪ ،‬و ل تانتاسب له جوهريا‪ ،‬و ذلك بسبب فقدانها ـ بحكم تابعيتاها البنيوية ـ للبوصلة من جهة‪ ،‬و للدوات الحداثية‬
‫الحضارية و المعرفية الداخلية التاي يمكن أن تاحدد طبيعة التاطور المجتامعي العربي و مساره و علقتاه بالحداثة والحضارة العالمية أو‬
‫النسانية " )‪.(19‬‬

‫لقد كانت الوضاع الجتاماعية للدول العربية انعكاسا مباشرا لتاردي الوضاع القتاصادية التاي كانت عليها‪ ،‬و يمكن أن نشير إلى‬
‫بعض مظاهر التاردي الجتاماعي التاي ما تازال من مميزات مجتامعاتانا إلى يومنا هذا‪ ،‬و منها‪:‬‬

‫ظهور الطبقية في أغلب أو كل المجتامعات العربية‪ ،‬مع غياب الطبقة الوسطى و تافاقم معدلت البطالة و الفقر‪.‬‬ ‫·‬

‫أزمة الهوية و النتاساب لدى الشعوب العربية و فقدان الثقة بين الحكام و المحكومين مما أدى إلى تاذبذب الولء‪.‬‬ ‫·‬

‫· مظاهر التافكك السري و النحلل الخلقي نتايجة الستاعمال السيئ و غير الواعي لوسائل ثورة العلم و التاصال‪.‬ذ‬

‫‪ .02‬سبل المواجهة و التكيف‪:‬ا‬

‫رغم أن تاجليات العولمة تاؤكد اتاجاه العالم نحو هيمنة الطراف القوية على جميع الجبهات‪ ،‬كما أنه ل جدال في أن صد العولمة بات‬
‫مستاحيل بل من المستاحيل رفض الندماج في النظام الكوني الجديد أو المستاحدث‪ ،‬حيث أصبح الدخول في هذا النظام واقع لبد منه‪ ،‬إل‬
‫أنه و من المؤكد أننا في حاجة إلى آليات جديدة و وسائل فعالة من شأنها أن تاغير ثوابت الفكر و البحث عن آليات للحفاظ على‬
‫الخصوصيات‪ ،‬و لن يأتاي ذلك إل من خلل إرادة قوية هي إرادة البقاء و المنافسة في السوق الحضاري العالمي )‪ ،(20‬خاصة في ظل‬
‫الدراك المتازايد لطبيعة التاناقض بين خطاب العولمة و سلوك دعاتاها )‪.(21‬‬

‫و فيما يخص عملية التاكيف اليجابي مع العولمة و الحداثة الغربية و مختالف التاغيرات التاي حصلت أو يمكن أن تاحصل على المستاوى‬
‫العالمي‪ ،‬يقدم الدكتاور حسن البزار جملة من الجراءات الممكنة‪ ،‬و أهمها‪:‬‬
‫التاأكيد المتاواصل على إضفاء الروح الحضارية للمة العربية و المتامثلة في الدين السلمي‪.‬‬ ‫‪ü‬‬
‫‪ ü‬السعي الحثيث لتاخاذ خطوات بناءة نحو تابني سياسات و إجراءات اقتاصادية إصلحية واسعة‪ ،‬تامنحنا القدرة على مواجهة الصعاب‬
‫الختاللت السياسية‪.‬‬
‫‪ ü‬تافعيل عناصر القوة المتااحة في النظام العربي‪ ،‬و السعي الحقيقي لصيانة أسس النظام العربي من احتامالية تاداعياتاه‪ ،‬و إن لم نكن في‬
‫المكانة التاي تاؤهلنا للدفع به إلى المام و البناء‪ ،‬و الصرار على عدم الوصول إلى درجة فقدان الهوية القومية التاي تاشكل العمود‬
‫الفقري لهذا النظام‪.‬‬

‫‪ ü‬عدم إغفال المجتامع المدني‪ ،‬أو تاجاهل أداء موسساتاه أو النخراط الكامل وراءه‪ ،‬بل السعي لتانشيطه و تاحسين سبل ممارسة الحكم‬
‫و تانمية وسائل إدارتاه‪.‬‬
‫‪ ü‬العمل الجاد لتاقليل حالة التاوتار و مظاهر الحتاقان السياسي الحاصلة بين النظم و الحكومات و المعارضات الوطنية‪ ،‬و تاسهيل و‬
‫سائل المشاركة السياسية التاي تاهدف إلى تارشيد عملية صنع القرارات و رسم السياسات الحكيمة من خلل النتاقال و التاحول‬
‫اديمقراطي و تاخفيف روابط التابعية الخارجية‪.‬‬

‫‪ ü‬إعادة تاقييم العلقات العربية مع النفتااح العربي و تافضيل المصالح العليا على المصالح القطرية‪ ،‬و إعادة تاقييم علقاتاها الخارجية‬
‫مع دول الجوار بموجب القضايا و المصالح العليا المشتاركة للمة العربية و ليس على أساس المصلحة القطرية الضيقة‪.‬‬
‫‪ ü‬العمل الصادق للوصول إلى مشروع حضاري عربي ينسجم مع معطيات الوضع العربي الراهن‪ ،‬و تاتاماشى مع الخيارات العالمية‬
‫القائمة‪ ،‬و يدفع إلى تاحقيق الرؤى العربية الناضجة في الوحدة العدالة و التانمية الديمقراطية و الستاقلل و الحفاظ على الصالة و‬
‫التاراث و حفظ الكرامة‪(22).‬‬

‫‪60‬‬
‫و تابقى هذه المقتارحات مجرد أفكار و اقتاراحات ل تاجد قيمتاها إل أذا لقت القبول لدى النخب و صانعي القرار في أقطارنا العربية‪.‬‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الجزء الثالث‪:‬ا‬
‫آليات مواجهة العولمة‬
‫و البدائل المتاحة‬

‫ملحظة‪:‬ا محتوى المقالين السابقين مهمين في هذا الصدد‪:‬ا‬


‫‪ -1‬مناهضة العولمة و الليبرالية الجديدة‬
‫‪ -2‬عولمة ماذا ؟ كيف ؟ لمن ؟‬

‫العولمة‪:‬ا الخطار وكيفية المواجهة‬


‫‪6/11/1427‬‬
‫د‪ .‬غازي التاوبة‬
‫‪27/11/2006‬‬
‫نقل عن موقع‪ :‬السلم اليوم‪http://204.187.100.80/articles/show_articles_content.cfm? :‬‬
‫‪id=37&catid=185&artid=8270‬‬

‫لقد أصبح مصطلح العولمة متاداو ل‬


‫ل منذ بداية التاسعينات‪ ،‬وأصبح علما على الفتارة الجديدة التاي بدأت بتادمير جدار برلين عام ‪1989‬م‬
‫ت‬
‫وسقوط التاحاد السوفييتاي وتافككه‪ ،‬وانتاهت بتاغلب النظام الرأسمالي على النظام الشيوعي‪ ،‬والعولمة ككل ظاهرة إنسانية لها أبعاد‬
‫متاعددة‪ ،‬وسنتاناول ثلثة من أبعادها القتاصادية والسياسية والتاكنولوجية‪ ،‬ثم سنتاحدث عن بعض أخطارها‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -1‬البعد القتاصادي‪ :‬ويتاجلى في تاعميم الرأسمالية على كل المجتامعات الخرى‪ ،‬فأصبحت قيم السوق‪ ،‬والتاجارة الحرة‪ ،‬والنفتااح‬
‫القتاصادي‪ ،‬والتابادل التاجاري‪ ،‬وانتاقال السلع ورؤوس الموال‪ ،‬وتاقنيات النتااج والشخاص والمعلومات هي القيم الرائجة‪ ،‬وتافرض‬
‫أمريكا الرأسمالية على المجتامعات الخرى عن طريق مؤسسات البنك الدولي‪ ،‬ومؤسسة النقد الدولي‪ ،‬وغيرها من المؤسسات العالمية‬
‫التاابعة للمم المتاحدة‪ ،‬وعن طريق التافاقات العالمية التاي تاقرها تالك المؤسسات كاتافاقية الجات وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد السياسي‪ :‬ويتاجلى في انفراد أمريكا بقيادة العالم بعد سقوط التاحاد السوفييتاي وتافكيك منظومتاه الدولية‪ ،‬ومن الجدير‬
‫بالملحظة أنه لم تابلغ إمبراطورية في التااريخ قتوة أمريكا العسكرية والقتاصادية‪ ،‬مما يجعل هذا التافرد خطيرا على الخرين في كل‬
‫المجالت القتاصادية والثقافية والجتاماعية‪..‬الخ‬
‫‪ -3‬البعد التاكنولوجي‪ :‬مترت البشرية بعتدة ثورات علمية منها ثورة البخار والكهرباء والذترة وكان آخرها الثورة العلمية والتاكنولوجية‬
‫والخاصة بالتاطورات المدهشة في عالم الكمبيوتار‪ ،‬وتاوصل الكمبيوتار الحالي إلى إجراء أكثر من ملياري عملية مختالفة في الثانية‬
‫الواحدة‪ ،‬وهو المر الذي كان يستاغرق ألف عام لجرائه في السابق‪ ،‬أما المجال الخر من هذه الثورة فهو التاطورات المثيرة في‬
‫تاكنولوجيا المعلومات والتاصالت‪ ،‬والتاي تاتايح للفراد والدول والمجتامعات للرتاباط بعدد ل عيحصى من الوسائل التاي تاتاراوح بين‬
‫الكبلت الضوئية والفاكسات ومحطات الذاعة والقنوات التالفزيونية الرضية والفضائية التاي تابث برامجها المختالفة عبر حوالي )‬
‫‪ (2000‬مركبة فضائية‪ ،‬بالضافة إلى أجهزة الكمبيوتار والبريد اللكتاروني وشبكات النتارنت التاي تاربط العالم بتاكاليف أقل وبوضوح‬
‫أكثر على مدار الساعة‪ ،‬لقد تاحولت تاكنولوجيا المعلومات إلى أهم مصدر من مصادر الثروة أو قوة من القوى الجتاماعية والسياسية‬
‫والثقافية الكاسحة في عالم اليوم‪.‬‬
‫ما هي أخطار العولمة؟‬
‫‪ -1‬الخطر الول‪:‬ا الفقر والتهميش‪:‬ا‬
‫ستاؤدي العولمة إلى تاشغيل خمس المجتامع وستاستاغني عن الربعة الخماس الخرين نتايجة التاقنيات الجديدة المرتابطة بالكمبيوتار؛‬
‫فخمس قوة العمل كافية لنتااج جميع السلع‪ ،‬وسيدفع ذلك بأربعة أخماس المجتامع إلى حافة الفقر والجوع‪ ،‬ومن مخاطر العولمة أيضا‬
‫قضاؤها على حلم مجتامع الرفاه‪ ،‬وقضاؤها على الطبقة الوسطى التاي هي الصل في إحداث الستاقرار الجتاماعي‪ ،‬وفي إحداث‬
‫النهضة والتاطور الجتاماعي‪ ،‬ومن مخاطرها أيضا دفعها بفئات اجتاماعية متاعددة إلى حافة الفقر والتاهميش‪ ،‬وتاشير الرقام إلى أن )‬
‫‪ (358‬مليارديرا في العالم يمتالكون ثروة تاضاهي ما يملكه )‪ (2.5‬مليار من سكان العالم‪ .‬وأن هناك ‪ %20‬من دول العالم تاستاحوذ على‬
‫‪ %85‬من الناتاج العالمي الجمالي‪ ،‬وعلى ‪ %84‬من التاجارة العالمية‪ ،‬ويمتالك سكانها ‪ %85‬من مجموع المدخرات العالمية‪ .‬وهذا‬
‫التافاوت القائم بين الدول يوازيه تافاوت آخر داخل كل دولة؛ إذ تاستاأثر قتلة من السكان بالشطر العظم من الدخل الوطني والثروة‬
‫القومية‪ ،‬في حين تاعيش أغلبية السكان على الهامش‪ ،‬وسيؤدي ذلك إلى نتاائج اجتاماعية خطيرة‪ ،‬ويمكن أن نمثل بالوليات المتاحدة أبرز‬
‫قلع الرأسمالية‪ ،‬فالجريمة اتاخذت هناك أبعادا بحيث صارت وباء واسع النتاشار‪ .‬ففي ولية كاليفورنيا ‪ -‬التاي تاحتال بمفردها المرتابة‬
‫السابعة في قائمة القوى القتاصادية العالمية – فاق النفاق على السجون المجموع الكلي لميزانية التاعليم‪ .‬وهناك )‪ (28‬مليون مواطن‬
‫صنوا أنفسهم في أبنية وأحياء سكنية محروسة‪ .‬ومن هنا فليس بالمر الغريب أن ينفق‬ ‫أمريكي‪ ،‬أي ما يزيد على عشر السكان‪ ،‬قد ح ت‬
‫المواطنون المريكيون على حراسهم المستلحين ضعف ما تانفق الدولة على الشرطة‪.‬‬
‫ونلحظ في هذا الصدد أن ظاهرة فتاح البواب على مصراعيها أمام التاجارة الحرة باسم حرية السوق قد رافقتاها نسبة مهولة من ازدياد‬
‫الجريمة‪ ،‬فقد ارتافع حجم المبيعات في السوق العالمية لمادة الهيروين إلى عشرين ضعفا خلل العقدين الماضيين‪ ،‬أما المتااجرة‬
‫بالكوكايين فقد ازدادت خمسين مرة‪.‬‬

‫‪ -2‬الخطر الثاني‪:‬ا المركة الثقافية‪:‬ا‬


‫المركة الثقافية أخطر جوانب العولمة‪ ،‬ومما يساعد على المركة الثقافية انفراد الوليات المتاحدة بالعالم‪ ،‬واعتابارها القطب الواحد‬
‫الذي انتاهت إليه الوضاع السياسية بعد سقوط التاحاد السوفييتاي‪ ،‬وسيكون لهذه المركة أثر كبير في تاكوين أو تاعديل أو إلغاء الهويات‬
‫الثقافية‪ ،‬ولكن أخطر ما في المركة نسبية الحقيقة التاي تاقوم عليها‪ ،‬وهي التاي تاتاصادم تاصادما مباشرا مع ثوابت الدين السلمي‬
‫المستامدة من النص القطعي الثبوت القطعي الدللة‪ ،‬لذلك نجد أن معظم الجتاهادات التاي نادى بها بعض الكتتااب المعاصرين‪ ،‬وأثارت‬
‫نقاشا حادا تاستاند إلى اليمان بنسبية الحقيقة‪ ،‬وتاتاناول نصوصا قطعية الثبوت قطعية الدللة في مجالت‪ :‬العقائد‪ ،‬والحدود‪ ،‬والميراث‪،‬‬
‫وتاشريعات السرة‪ :‬كالزواج‪ ،‬والطلق الخ…‪ ،‬وبالضافة إلى ذلك فإن كثيرا من المعارك التاي دارت أخيرا هي تاجسيد للصراع بين‬
‫نسبية الحقيقة التاي تاقوم عليها العولمة وبين ثوابت ديننا السلمي‪ ،‬ومن أبرز هذه المعارك ما ذكره نصر حامد أبو زيد عن النصوص‬
‫القطعية الثبوت القطعية الدللة التاي تاتاناول أمورا عقدية‪ :‬كالكرسي والعرش والميزان والصراط والملئكة والجن والشياطين والسحر‬
‫والحسد‪...‬الخ فقد اعتابرها ألفاظا مرتابطة بواقع ثقافي معين‪ ،‬ويجب أن نفهمها على ضوء واقعها الثقافي‪ ،‬واعتابر أن وجودها الذهني‬
‫السابق ل يعني وجودها العيني‪ ،‬وقد أصبحت ذات دللت تااريخية‪ ،‬والدكتاور نصر حامد أبو زيد في كل أحكامه السابقة ينطلق من أن‬
‫النصوص الدينية نصوص لغوية تانتامي إلى بنية ثقافية محدودة‪ ،‬تام إنتااجها طبقا لنواميس تالك الثقافة التاي تاعد اللغة نظامها الدللي‬
‫المركزي‪ ،‬وهو يعتامد على نظرية عالم اللغة )دي سوسير( في كل ما يرتوج له‪ ،‬وينتاهي الدكتاور أبو زيد إلى ضرورة إخضاع‬
‫النصوص الدينية إلى المناهج اللغوية المشار إليها سابقا‪.‬‬
‫ول يتاسع المقام الن للرتد على كل ما قاله الدكتاور نصر حامد أبو زيد بالتافصيل‪ ،‬لكن يمكن التاساؤل‪ :‬لماذا يعتابر الدكتاور نصر حامد‬
‫أبو زيد ألفاظ‪ :‬الكرسي‪ ،‬والعرش‪ ،‬والملئكة‪ ،‬والجن‪ ،‬والشياطين‪ ،‬والحسد‪ ،‬السحر ألفاظا ذات دللت تااريخية؟ فهل نفى العلم بشكل‬
‫قطعي وجود حقائق عينية لتالك اللفاظ حتاى عنعإفي عليها‪ ،‬ونعتابرها ألفاظا ل حقائق لها وذات وجود ذهني فقط؟ لم نسمع بذلك حتاى‬
‫الن‪.‬‬
‫كيف نستطيع أن ندخل العولمة‪ ،‬ونستفيد من إيجابياتها‪ ،‬ونتجنب سلبياتها؟‬
‫‪62‬‬
‫هناك خطوتان مطلوبتان وملحتان من أجل مواجهة العولمة‪:‬ا‬
‫الولى‪ :‬تاحصين الفرد وتاجنيبه التاهميش وغائلة الفقر القادمة‪ ،‬وذلك بتافعيل مؤسسات التاأمين الجتاماعي والتاعويضات والرعاية‬
‫الجتاماعية من جهة‪ ،‬والتاخطيط لحياء مؤسسات الوقف والتاوسع فيها من جهة ثانية‪ ،‬وبخاصة إذا علمنا أن أمتانا ذات تاجربة غنية في‬
‫مجال الوقف‪ ،‬فقد عرفت مؤسسات وقفية متانوعة من أمثال المدارس والجامعات والمستاوصفات والمستاشفيات والدور والبساتاين‬
‫والخانات‪...‬الخ‪ ،‬وساهمت تالك المؤسسات في نشر العلم والمحافظة على الصحة وإغناء المحتااجين ورعاية الحيوانات وتادعيم‬
‫القتاصاد وسد الثغرات الجتاماعية‪...‬الخ‪ ،‬وقد مثلت تالك الوقاف ثلث ثروة العالم السلمي‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تاحصين هوية المة‪ ،‬وذلك بتادعيم وحدتاها الثقافية‪ ،‬فالوحدة الثقافية هي المظهر الخير الحي الفاعل الباقي من كيان أمتانا بعد‬
‫التامزق السياسي والتاشرذم القتاصادي الذي تاعرضت له خلل القرن الماضي‪ ،‬ول شك أن هذه الوحدة الثقافية لبنة أساسية في مواجهة‬
‫العولمة‪ ،‬لذلك يجب الحرص على إغنائها‪ ،‬ووعي ثوابتاها‪ ،‬وأبرزها‪ :‬أصول الدين السلمي وأحكامه المستامدة في النصوص القطعية‬
‫الثبوت القطعية الدللة‪ ،‬واللغة العربية التاي تاعتابر أداة تاواصل ووسيلة تافكير وتاوحيد‪...‬الخ‪ ،‬كذلك يجب الحرص على البتاعاد عن كل‬
‫ما يخلخل هذه الوحدة الثقافية ويضعف حيويتاها‪.‬‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------‬‬

‫العولمة البديلة في مواجهة العولمة الرأسمالية‬

‫إبراهيم غرايبة‪ ،‬نقل عن موقع‪://www.aljazeera.net/NR/exeres/95F715CF-82A9-450B-97F0- :‬ا‪http‬‬


‫‪8FED07882C31.htm‬‬

‫مناهضة العولمة الرأسمالية أو العولمة البديلة‬


‫يرى المفكر سمير أمين أن التااريخ الطويل للحركات العمالية ومناهضة الستاعمار‪ ،‬وأخيرا الحركة العالمية الجتاماعية صاغ مشاريع‬
‫جديدة من أجل عولمة بديلة‪ ،‬فالهيمنة الرأسمالية ليست قدرا حتاميا ومن أهم ملمح مشروع البدائل‪ :‬البحث عن تانمية معتامدة على الذات‬
‫كما هي حركة التانمية ومسارها عبر التااريخ‪.‬‬
‫فهي يجب أن تاخضع لحركة العلقات الجتاماعية الداخلية ومعايير التانمية الذاتاية والتاحكم المحلي في إعادة إنتااج قوة العمل‪ ،‬وهذا‬
‫يفتارض أن سياسة الدولة تاتاضمن تانمية زراعية تانتاج فائضا من الطعام بكميات كافية وبأسعار تاتاناسب مع متاطلبات ربحية رأس المال‪،‬‬
‫والتاحكم في وسائل تاركيز الفائض بما يضمن استاقلل المؤسسات المالية الوطنية وقدرتاها على تاوجيه الستاثمار والسيطرة المحلية على‬
‫الموارد الطبيعية‪ ،‬لتامتالكها الدولة وبقدرة حرة على الختايار بين استاغللها أو البقاء عليها‪ ،‬والسيطرة المحلية على التاكنولوجيا بمعنى‬
‫إمكانية إعادة إنتااجها بسهولة دون الحاجة لستايراد مدخلتاها الساسية باستامرار‪.‬‬
‫ويظهر تاقرير "عولمة المقاومة‪ ،‬أوضاع النضال" مجموعة من الهداف والمجالت التاي استاهدفتاها العولمة الليبرالية الجديدة‪ ،‬ومن‬
‫أهمها بالطبع النفط‪ ،‬الذي يمثل تاحديا سياسيا واقتاصاديا وبيئيا وجيوإستاراتايجيا‪ ،‬والماء الذي يدخل أكثر وأكثر في إطار منطق السوق‬
‫النيوليبرالي‪ ،‬فقد أصبح رهانا عالميا‪ ،‬وديون العالم الثالث التاي تابدو كقمة جبل الثلج الذي يخفي آليات الستايلء على ثروات الجنوب‬
‫لصالح اللعبين الماليين التاابعين للشمال‪ ،‬وسمحت الوضاع الدولية خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتامبر‪ /‬أيلول بتاسارع التاسلح‬
‫العالمي وتادخلت القوى المسلحة الميركية ومضاعفة مخاطر الحرب والتاهديد بها‪.‬‬
‫"‬
‫الهيمنة الرأسمالية ليست قدرا حتاميا ومن أهم ملمح مشروع البدائل هو البحث عن تانمية معتامدة على الذات كما هي حركة التانمية‬
‫ومسارها عبر التااريخ‬
‫"‬
‫وتاهدف حركات النضال الجتاماعي في هذا السياق إلى معارضة الحتامية المفروضة حاليا في مجال الطاقة من أجل تاحسين كفاءة‬
‫استاخدام الطاقة والحصول عليها بشروط معقولة‪ ،‬ويدور صراع اليوم بين وجهة النظر التاقليدية التاي تارى الماء حقا للجميع تاشرف عليه‬
‫السلطات العامة‪ ،‬واعتاباره قيمة اقتاصادية أو سلعة تاخضع لظروف العرض والطلب‪.‬‬
‫والبنك الدولي أيضا يدعو في تاقريره السنوي إلى مواجهة ما يصفه بالثار الضارة للعولمة‪ ،‬ويدعو إلى برامج تاراعي المعايير البيئية‪،‬‬
‫والرعاية الجتاماعية‪ ،‬والحفاظ على الثقافة‪ ،‬وتاطوير مناخا استاثماري يصاحب النفتااح القتاصادي يجعله مفيدا وعادل‪ ،‬مثل مكافحة‬
‫الفساد‪ ،‬والتاشريعات والسياسات المشجعة على الستاثمار والتانافس التاي تامنع الحتاكار‪ ،‬والستاثمار في التاعليم‪ ،‬وبناء مؤسسات ومرافق‬
‫للصحة والضمان الجتاماعي والرعاية الجتاماعية‪.‬‬
‫ويدعو أيضا الدول الغنية إلى زيادة مساعداتاها للدول الفقيرة‪ ،‬وإدارة هذه المساعدات على نحو أفضل لتاتامكن هذه الدول والمجتامعات‬
‫من إجراء التاغييرات المطلوبة للتاكيف مع القتاصاد العالمي ومواجهة التاداعيات المرافقة لها‪ ،‬مثل فقد كثير من الوظائف‪ ،‬وزيادة‬
‫تاكاليف السلع والخدمات الساسية‪ ،‬وتاخفيف المعاناة الموجودة في بعض الدول بسبب المراض والوبئة كالملريا واليدز‪ ،‬وتاوفير‬
‫الدوية والمبتاكرات الصحية إلى من يمكن أن يفيدوا منها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ويدعو التاقرير إلى تاخفيف عبء الديون‪ ،‬فالكثير من الدول الفريقية ‪-‬حسب التاقرير‪ -‬تارزح تاحت أعباء من الديون ل يمكنها احتامالها‪،‬‬
‫وسيؤدي تاخفيف أعباء الدين عن هذه الدول إلى زيادة قدرتاها على خفض الفقر والمساهمة في القتاصاد العالمي مع ضرورة دفع هذه‬
‫الدول إلى تاطبيق سياسات إصلحية في الحكم والدارة والتاشريع والقضاء لتاحسين المناخا الستاثماري والخدمات الجتاماعية فيها‪.‬‬
‫وقد يؤدي النخفاض الكبير الذي حدث في تاكاليف التاصالت والمعلومات والنقل لجعل العولمة ذات مزايا وفرص للناس للتاعاون‬
‫ومواجهة مشكلتاهم وزيادة الوعي والرقابة العالمية على أنشطة وأداء الحكومات والشركات الكبرى وحماية البيئة والحقوق الساسية‬
‫وتاحقيق العدالة والمساواة ورفع الظلم والعتاداء عن المستاضعفين‪l l.‬‬

‫العولمة ولكن من بوابة العوربة أوولل‬


‫كمال حتماد‪،‬‬
‫‪http://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=1203‬‬ ‫نقل عن موقاع‪:‬ا‬

‫مخاطر ظواهر العولمة على الدول العربية‪:‬ا‬

‫ظواهر العولمة تاحمل معها مخاطر هائلة مصاحبة للثورة العلمية والتاكنولوجية حيث انها تاتافاوت بين المخاطر السياسية والقتاصادية‬
‫والثقافية والعلمية‪.‬‬
‫وتارتابط المخاطر السياسية بعد انهيار التاحاد السوفياتاي بمحاولت الوليات المتاحدة الميركية كقوة عظمى احادية الجانب‪ ,‬أمركة‬
‫العالم والستافراد بالشأن العالمي وادارتاه إدارة احادية الجانب‪ ,‬بما يتاناسب مع مصالحها واهدافها‪.‬‬
‫أما المخاطر الثقافية فإنها تاتاضمن احتامالت تاهميش الثقافة الوطنية وتاهديد الخصوصية الحضارية من خلل هيمنة الثقافة الستاهلكية‬
‫التاي أخذت تانتاشر على الصعيد الدولي متاسلحة بآخر المستاجدات الدعائية والعلمية‪.‬‬
‫أما المخاطر القتاصادية فانها تاأخذ شكل التاراكم الشديد للثروات وبالتاالي زيادة حتدة الفجوة بين الدول الغنية التاي تازداد غنلى وتاقدما‬
‫وسيطرلة‪ ,‬وبين االدول الفقيرة التاي تازداد تاختلفا وفقرا وتابعية للنظام الرأسمالي العالمي‪ .‬وقد مارست الوليات المتاحدة الميركية‬
‫ضغوطا كبيرة على الدول العربية من خلل مؤتامر الدوحة القتاصادي من اجل تاحقيق درجة أعلى من التاكامل )كاقتاصاد عربي مع‬
‫النظام الرأسمالي الدولي(‪ ,‬ومن أجل إعادة تارتايب أوضاع المنطقة العربية بشكل يخدم أساسا مصلحة اسرائيل‪ .‬وتاتامثل هذه الضغوط‬
‫على سبيل المثال في مشروع الشرق أوسطية‪ ,‬ومشروع المتاوسطية‪.‬‬
‫إن مشروع الشرق أوسطية هو مشروع أميركي في الساس‪ ,‬يستاهدف تارتايب أوضاع المنطقة كلها‪ ,‬بما فيها البلدان العربية واسرائيل‬
‫ل افريقية‪ .‬وبديهي ان يجري السعي لتاحقيق هذا المشروع في صيغة نظام أو سوق‪ ,‬أي في صيغة تاكامل‬ ‫ل آسيوية أخرى ودو ل‬ ‫ودو ل‬
‫وتاعاون بين بلدان متاعددة وليس بين مجموعات منها وخصوصا المجموعة العربية وذلك إتاقالء لتاجتمعها الطبيعي والمصيري والقومي‬
‫وخوفا من تاوتحدها‪.‬‬
‫وطبيعي ان يكون الهدف الدائم من وراء ذلك منع قيام اشكال من التاكامل العربي حتاى في الحدود الدنيا‪ .‬وفي مثل هذه الشروط بالذات‬
‫يكون للوليات المتاحدة مباشرة‪ ,‬ومن خلل اسرائيل عند الحاجة‪ ,‬ومن خلل دول شرق أوسطية أخرى‪ ,‬الدور الساسي المقرر سياسيا‬
‫واقتاصاديا وامنيا وفي كل المجالت)‪.(11‬‬
‫وهذا المشروع القديم المتاجدد هو نسخة متاطورة عن حلم )تايودور هيرتاسل( الذي سعى إلى قيام )كومنولث شرق أوسطي( يكون‬
‫لسرائيل فيه شأن قيادي فاعل ودور اقتاصادي رائد‪.‬‬
‫جاء طرح النظام الشرق أوسطي في أعقاب حرب الخليج الثانية عام ‪ ,1991‬لكن التاحضير له بدأ قبل ذلك بعدة سنوات وتاحديدا بعد‬
‫إبرام مصر واسرائيل لتافاقية كمب دايفيد في أواخر الثمانينات‪ ,‬ومن ثم طرح هذا النظام في اطار عملية التاسوية التاي حملت اسم‬
‫>>عملية السلم في الشرق الوسط<<‪ ,‬وبدأت بانعقاد مؤتامر مدريد يوم ‪ 30‬تاشرين الول ‪.1991‬‬
‫وكان رئيس الوزراء السرائيلي السبق شيمون بيريز أول من حاول تاسويق هذه الفكرة عام ‪ ,1986‬وقد طالب ببناء )شرق أوسط‬
‫جديد( من خلل انشاء )سوق شرق أوسطية( على أساس من السياحة والمياه‪ ,‬مثلما قامت السوق الوروبية المشتاركة على الفحم‬
‫والصلب‪.‬‬
‫ومع انعقاد مؤتامر الدار البيضاء القتاصادي في ‪ 2‬كانون الثاني ‪ ,1994‬لدول الشرق الوسط‪ ,‬خرج الحديث عن النظام القتاصادي‬
‫الشرق أوسطي والسوق الشرق أوسطية من الدوائر الضيقة لمراكز البحاث ومراكز صنع القرار في الوليات المتاحدة وأوروبا‬
‫ت‬
‫وإسرائيل‪ ,‬ليجري التارويج له على نطاق أوسع على الصعيدين الفكري والسياسي والتاطبيقي‪ ,‬بهدف تاسويق تالك المفاهيم والمخططات‬
‫الستاراتايجية الجديدة بمشاريع مشتاركة‪.‬‬
‫ت‬
‫وقد جاءت الوثيقة السرائيلية إلى المؤتامر حاملة )‪ (120‬مشروعا‪ ,‬لتاشكل أسس تاوتجهات الدولة العبرية في التاعامل مع الدول العربية‬
‫في المرحلة المقبلة )‪.(12‬‬

‫‪64‬‬
‫ويحتقق مشروع الشرق أوسطية المصالح القتاصادية والستاراتايجية للوليات المتاحدة‪ ,‬ويثبت السيطرة السرائيلية في المنطقة العربية‪.‬‬
‫فهذا المشروع يعني بوضوح اللغاء العملي لفكرة التاكامل العربي لتن إسرائيل ستاصبح العضو الرئيسي فيها‪ ,‬وهي الكثر تاقتدما‬
‫صناعيا وتاكنولوجيا من البلدان العربية جميعها‪ ,‬وبالتاالي سوف تاحصد مزايا هذا التاقتدم القتاصادية والستاراتايجية )‪.(13‬‬
‫أتما مشروع المتاوتسطية فقد ظهر كفكرة في أوروبا الغربية‪ ,‬وهو يصتور حالة تاعاون للدول الواقعة على البحر البيض المتاوتسط‪ ,‬شماله‬
‫وجنوبه‪ ,‬وهي فكرة وفقا للرأي الوروبي‪ ,‬تاجمع الحضارات حول الدائرة المتاوتسطية‪.‬‬

‫وميزة هذه الفكرة من وجهة نظر دعاتاها أنها تاصرف النظر عن خصوصتية القومية العربية وتالفتاها إلى اتاجاه آخر‪ ,‬يستاطيع أن يدور‬
‫حول شواطىء الحضارات القديمة وهي تاضتم سوريا ولبنان وليبيا ومصر وتاونس والجزائر والمغرب وإسرائيل وإسبانيا وفرنسا‬
‫وإيطاليا وتاركيا‪.‬‬
‫وتاتاحتقق للوليات المتاحدة من المتاوتسطية عتدة أهداف أهتمها‪:‬‬
‫‪ -1‬إدخال إسرائيل )بل حساسية( وسط المحيط الذي تاعيش فيه‪ ,‬وتاندمج مطمئنة إلى هوية نصف شرق أوسطية ونصف أوروبية‬
‫متاوسطية‪.‬‬
‫‪ -2‬ان مثل هذا التارتايب يساعد على ضبط التافاعلت في شرق البحر البيض المتاوتسط وجنوبه‪ ,‬فهو قادر على أن يستابعد الزمات‬
‫ويستاوعب الصدمات‪.‬‬
‫أتما أوروبا وخصوصا فرنسا وألمانيا فأهدافها من المتاوتسطية هي الرغبة في إضعاف وجود ودور الوليات المتاحدة الميركية في الدول‬
‫المطتلة على البحر البيض المتاوتسط‪ ,‬وفي إبقائها بمنأى عن آثارها القتاصادية والثقافية والعسكرية وبالتاالي السياسية‪.‬‬
‫أتما مخاطر منتظمة التاجارة الدولية على العالم العربي فهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ارتافاع أسعار المنتاجات الزراعية والمواد الغذائية وذلك بسبب إلغاء الدعم الزراعي وتاحديد التاجارة في المنتاجات الزراعية‪.‬‬
‫صة التاي تاتامتتاع بها بعض سلع الصادرات العربية في النفاذ إلى السواق المتاقتدمة صناعيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬إنحسار المزايا الخا ت‬
‫‪ -3‬الرتافاع في تاكلفة برامج التانمية حيث ستارتافع تاكلفة استايراد الثقافة والحقوق المادية التاي ستاتارتتاب جرائها لصاحب حق الملكية‬
‫الفكرية عند استاخدامها‪.‬‬
‫‪ -4‬الثار التاي ستانتاج من المنافسة غير المتاكافئة بين الدول العربية والدول الصناعية وخصوصا في مجال الخدمات والصناعات‬
‫المتاقتدمة‪.‬‬
‫‪ -5‬إلغاء نظام الحصص في مجال النسجة والملبوسات متما يؤتثر سلبا على صادرات البلدان العربية )‪.(14‬‬

‫‪ -4‬تحودي العولمة والخيارات العربية الموجودة‬

‫ل من تارك مليارات البشر‬ ‫يتامتثل التاحتدي الساسي الذي يواجه العالم في كيفية تاحويل العولمة إلى قتوة إيجابية يستافيد منها العالم بد ل‬
‫يعانون نتاائجها السلبية )‪.(15‬‬
‫ويرى المحتللون السياسيون والقتاصاديون أن للعولمة أثارا إيجابية إذ أن هناك مشكلت إنسانية مشتاركة ل يمكن حتلها من منظور‬
‫السيادة الوطنية المطلقة للدولة التاي يقوم عليها النظام الدولي القائم حاليا‪ ,‬ومنها انتاشار أسلحة الدمار الشامل والتاهديدات النووية والبيئية‬
‫وتاطتور انتاشار الوبئة والمراض المعدية وانتاشار الجريمة المنتظمة والمختدرات‪ .‬ويرى بعضهم أنه بإمكان النظمة الوطنية المبدعة‬
‫أن تاندمج في القتاصاد العالمي من دون التاضحية بشخصتيتاها )‪.(16‬‬
‫ان التاجاوب مع متاطتلبات العولمة بالنسبة للعالم العربي أمر يواجه الكثير من الصعوبات‪ ,‬لكنه ضرورة بسبب ما يواجه العرب من‬
‫مشكلت اقتاصادية تاقتاضي المعالجة‪ ,‬إذ يعاني العالم العربي من هبوط في نسبة النمو وفشل في إيجاد المهارات اللزمة لسواق اليوم‪,‬‬
‫وارتافاع نسبة النمو السكاني‪ .‬ويتاطتلب التاكيف مع العولمة أيضا إيجاد نظام وطني للعلم والتاكنولوجيا والمعلوماتاية لنه الداة الحاسمة‬
‫لتامكين أي بلد من أن يصبح منتاجا اقتاصاديا‪ ,‬وبالتاالي متاقتدما‪.‬‬
‫أتما وجهة النظر الثانية فتارى أن العالم العربي‪ ,‬بوصفه من الدول النامية ويخضع لضغوطات إقتاصادية داخلية وخارجية كبرى‪ ,‬ل‬
‫يمكنه التاجاوب مع العولمة التاي تاتاطتلب مستاويات فائقة من التاطتور والكفاءة والقدرة‪ ,‬المر الذي تافتاقده القتاصادات العربية‪ ,‬وبذلك قد‬
‫تازيد العولمة من اختاراق هذه القتاصادات وتافكيكها‪.‬‬
‫فالستاجابة للعولمة إذن ليست بهذه الدرجة من البساطة لن ذلك قد يزيد من حصار وعزلة القطار العربية التاي تاعاني من جملة‬
‫مشكلت تاتاعتلق بالسياسة وبالقتاصاد من كتل جوانبه الزراعية والصناعية والتاجارية‪ .‬وعلى النقيض من ذلك فإتن عدم الستاجابة للعولمة‬
‫قد يتارك جملة من الثار السلبية على العالم العربي منها تاهميش التانمية المتاطتورة وعدم الحصول على المساعدات القتاصادية‪ .‬إضافة‬
‫إلى ذلك فقد أصبح من غير الممكن التاعويل على الموارد النفطية في كسب رهان المستاقبل‪ ,‬بسبب التاناقص في قيمة الموارد الولية ول‬
‫سيما النفط )‪.(17‬‬
‫ولكن من إيجابيات رفض الستاجابة للعولمة هو أن الرفض ربما يكون حافزا أكبر لتاشجيع القطار العربية على القيام بتاحتولت‬
‫اقتاصادية جذرية والعمل على تافعيل العمل العربي المشتارك )‪.(18‬‬
‫من هنا‪ ,‬وبعد أن أصبحت العولمة‪ ,‬وبأهتم أشكالها القتاصادية والمالية والعسكرية‪ ,‬قد أصبحت كأمر واقع‪ ,‬أرى أن على الدولة التاعامل‬
‫معها على هذا الساس‪ ,‬وولوج مرحلة دراسة الخيارات المتاوتفرة وذلك من أجل التاخفيف من آثارها والسلبية‪ ,‬والتاحضير للدخول في‬
‫‪65‬‬
‫آليات العولمة وما تاحمل من تادابير غير جماهرية وغير شعبية‪ ,‬ورتبما تالحق أشتد الضرر بالفقراء وبالطبقة الوسطى وحتاى بالدول‬
‫الفقيرة والمتاوتسطة‪.‬‬
‫ولكن ليس هناك من خيار آخر؛ فالنعزال والتاقوقع لبعض الدول التاي تارفض الدخول في العولمة‪ ,‬ل يعني أنها تاستاطيع العيش وحيدة‬
‫في العالم‪ ,‬كما أنها ل تاستاطيع التاعامل مع الدول )المعولمة( ول تاستاطيع تالك الدول التاعامل معها‪ ,‬فستاجد تالك الدول المنعزلة نفسها‬
‫ل في موقف المسافر الذي فاتاه القطار‪ ,‬ول ينفع الندم بعد ذلك‪.‬‬ ‫ل أم آج ل‬
‫عاج ل‬
‫ل‬
‫من هنا فالجدى لنا كعرب أن نكون مع العولمة ولكن بشرط >>المعلومربة<< أتول‪ ,‬أي الدخول فورا في آليات العوربة والتاحضير في‬
‫ذات الوقت للدخول في آليات العولمة‪ .‬وهذا يعني الدخول في العولمة من بوابة العوربة‪ .‬وينبغي للعوربة أن تاكون رؤية عربية‬
‫مشتاركة للمستاقبل‪ ,‬وصوغ آليات محتددة في كتل من القتاصاد والمال والسياسة والتاجارة‪ ,‬للوصول إلى درجة كافية من التاكامل العربي‪,‬‬
‫تاستاطيع من خلله الدول العربية مجتامعة‪ ,‬الكلم بلغة مصلحية واحدة‪ ,‬والقراءة في كتااب التانمية العربية بلغة واضحة وجتيدة‪ ,‬والعمل‬
‫على محاكاة السواق والتاكتالت القتاصادية والمالية الخرى بلغة تافاوضية عربية واحدة‪.‬‬
‫ل شك أنه وأمام هذا التاحتدي علينا أن نرجع إلى ما اتافقنا عليه في الماضي كعرب وما صتدقت عليه الدول العربية من مواثيق واتافاقيات‬
‫ل إلى تاكامل اقتاصادي عربي‪ ,‬وفي مقتدمتاه اتافاقية السوق العربية المشتاركة؛ فالشروع في تانفيذ هذه‬ ‫في المجال القتاصادي‪ ,‬وصو ل‬
‫ت‬
‫التافاقية هو أمر عملتح ويكاد يكون ملزما ول مفتر منه لمن وقع عليها‪ ,‬لكي تاتابتوأ هذه التمة المكانة اللئقة بها كأتمة يبلغ تاعدادها أكثر من‬
‫‪ 260‬مليون نسمة‪ ,‬وخصوصا في ظل المتاغتيرات الدولية المعاصرة وأهتمها العولمة وقيام منتظمة التاجارة الدولية‪.‬‬
‫فالدول العربية تاملك مقتومات جغرافية وتااريخية وثقافية وفكرية ومالية لقامة السوق العربية المشتاركة‪ ,‬أكبر من تالك التاي تامتالكها‬
‫التاكتالت القتاصادية الخرى‪ ,‬ومنها دول التاحاد الوروبي‪ ,‬وأهمتية السوق العربية المشتاركة تاستاند إلى حقائق مهتمة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الهوتية العربية والنتاماء العربي لتننا نشتكل أتمة عربية واحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة دعم المن العربي بغض النظر عن فائدة بعض القطار أكثر من غيرها من هذه السوق‪.‬‬
‫‪ -3‬المصلحة القتاصادية المشتاركة لتن تاعزيز المن القتاصادي العربي هو تاعزيز للمن العربي‪.‬‬
‫ومن المنافع القتاصادية للسوق تادعيم الستاقللية العربية وذلك بإقامة صناعات ثقيلة والتاخفيف من حتدة التابعية للخارج وتاحقيق درجة‬
‫أفضل من استاقللية القرار العربي‪ ,‬ثتم دعم المركز التافاوضي العربي في القتاصاد الدولي الراهن والمؤتلف من التاكتالت القتاصادية‬
‫الكبرى وتاحسين مركزنا التافاوضي تاجاه منتظمة التاجارة الدولية)‪.(19‬‬
‫أتما مزايا التاكامل القتاصادي العربي في تانمية القتاصاد الوطني فهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬خلق التاجارة للدولة العضو في التاجتمع القتاصادي‪ ,‬وذلك بتاحتول التاجارة من الدول خارج التاجتمع إلى تالك العضاء فيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬اقتاصاديات الحجم من خلل الدخول في ذلك التاجتمع‪ ,‬ومن خلل فتاح السواق في الدول العضاء على بعضها بعضا‪ ,‬فتاصبح‬
‫الصناعات التاي ل جدوى منها في السوق الوطنية‪ ,‬مشاريع ذات جدوى اقتاصادية بحكم سعة السوق وكبر حجمه الجغرافي‪ ,‬نظير‬
‫انفتااح الدول العضاء وأسواقها‪ ,‬في عالم عربي بلغ عدد سكانه أكثر من ‪ 260‬مليون نسمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬نمو الدخل القومي نتايجة لحرية انتاقال رؤوس الموال واليدي العاملة الوطنية إلى الدول العضاء‪.‬‬
‫د‪ -‬زيادة القتوة التافاوضية للدول العضاء تاجاه الدول الخرى والسواق القتاصادية الخرى‪ ,‬متما يعني فتاح السواق العالمية أمام‬
‫المنتاجات الوطنية للدول العضاء‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ارتافاع الكفاءة النتااجية للصناعات الوطنية وذلك من خلل المنافسة وفتاح السواق المحلية للدول العضاء‪.‬‬
‫من هنا وبفضل تالك الشروط تاستاطيع الدول العربية مجتامعة الستافادة من المزايا اليجابية للنضمام إلى العولمة عبر بتوابة منتظمة‬
‫التاجارة الدولية‪.‬‬
‫أتما الثار اليجابية للنضمام فهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تاتايح فرصا أوسع للدول العربية لتاصدير منتاجاتاها التاي تاملك مزايا نسبية‪.‬‬
‫‪ -2‬تاحمي الضوابط التاي أقترت في نطاق المنتظمة من سياسات الغراق من جانب الدول الخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬تاكفل للدول العربية وللدول النامية معاملة تافضيلية مؤتقتاة لغاية عام ‪ ,2005‬وذلك لحماية صناعاتاها الوليدة‪ ,‬واعطائها متدة خمس‬
‫سنوات لتاطبيق بنود اتافاقية‬
‫الـ)‪.(TRIPS‬‬
‫‪ -4‬زيادة الستاثمارات الجنبية عبر دخولها الدول العربية عند تاطبيق اتافاق الخدمات والستاثمار‪ ,‬متما سيؤتدي إلى تادتفق الستاثمارات‬
‫الجنبية بعد رفع القيود التاي تاحول دون ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬رفع الكفاءة النتااجية عبر المنافسة العالمية في السواق )‪.(20‬‬
‫إن انضمام الدول العربية إلى منتظمة التاجارة الدولية‪ ,‬وهي إحدى مظاهر العولمة‪ ,‬ل يعني بأتي حال نهاية المطاف للمفاوضات‬
‫التاجارية العالمية‪ ,‬بل ستاتابعها دورات متاعتددة للتافاوض لفتاح أسواق مختالفة مثل التاجارة في الخدمات والبنوك والتاأمين والصرافة‬
‫والوساطة‪ .‬وكتل هذه المور بحاجة إلى مزيد من المفاوضات والجتاماعات‪ .‬والدول العربية ستاكون في موقع تافاوضي أفضل وأقوى‬
‫في حالة دخولها في مفاوضات جماعية كتاكتتال اقتاصادي مشتارك على شاكلة دول التاحاد الوروبي وال)‪. (NAFTA‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫قامة الـ ‪ 15‬طليعة في مواجهة العولمة‬

‫‪66‬‬
‫مغاوري شلبي‬
‫نقل عن موقع‪http://www.islamonline.net/servlet/Satellite? :‬‬
‫‪c=ArticleA_C&cid=1177156158042&pagename=Zone-Arabic-Namah%2FNMALayout‬‬

‫تعتبر مجموعة الـ ‪ 15‬نفسها طليعة الدول النامية في مواجهة العولمة وهيمنة الدول الكبرى على ممققددرات القاتصاد العالمي‪،‬‬
‫باعتابارها تاضم تاشكيلة من الدول متانوعة اقتاصادييا وجغرافييا‪ ،‬وفي الوقت الذي شهدت فيه القاهرة القمة العاشرة لتالك المجموعة‪ ،‬فإن‬
‫السؤال المطروح هو‪ :‬هل نجحت القمة في تاجسيد هذا المعنى أم أنها لم تاتاجاوز مرحلة الشعارات بعد ؟!‬
‫لقد استدعت العولمة القاتصادية ضرورة تشكيل تكتلت إقاليمية وقاومية متقمككن دول العالم الثالث من الفلت من عملية التهميش‬
‫وزيادة قادراتها التفاوضية‪ ،‬وتاضمن أن يكون لها مساهمة فلعالة في المؤسسات العالمية وفي صنع القرارات الدولية‪ ،‬ومن هذا المنطلق‬
‫كان قيام مجموعة الـ ‪ 15‬التاي عقدت قمتاها العاشرة في القاهرة خلل الفتارة من )‪ 20 – 19‬يونيو ‪2000‬م(‪ ،‬ويأتاي انعقاد هذه القمة‬
‫في تاوقيت بالغ الهمية خاصة مع بداية اللفية الثالثة‪ ،‬وما تاشهده الساحة من تاطورات سياسية واقتاصادية وثقافية ومع تاسارع خطى‬
‫ل من أفريقيا وآسيا وأمريكا‬ ‫العولمة‪ ،‬وهي تاطورات ل شك عتاللإقي بظللها على الدول النامية‪ ،‬ومنها دول مجموعة الـ ‪ 15‬التاى تاضم دو ل‬
‫اللتاينية‪ ،‬وينظر المراقبون إلى القمم التاي تاعقدها مجموعة الـ ‪ 15‬بأهمية بالغة؛ لنها تاتايح الفرصة لجراء المشاورات واتاخاذ موقف‬
‫عام لدول الجنوب في مواجهة التاحديات القتاصادية الدولية‪ ،‬كما يرون أن نتاائج قمة القاهرة لمجموعة الـ ‪ 15‬تاعتابر بمثابة رسالة‬
‫موجهة من دول الجنوب إلى مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى التاي ستابدأ اجتاماعاتاها في اليابان في يوليو ‪2000‬م‪.‬‬

‫مساندة الشركاء الثلثة للتنمية‬


‫لقد كان لمجموعة الـ ‪ 15‬خلل عام ‪1999‬م وخلل النصف الول من عام ‪2000‬م نشاط واسع في مجال تادعيم التاعاون القتاصادي‬
‫بين الدول العضاء‪ ،‬وفي مجال صياغة موقف عممولحد من النظام القتاصادي العالمي الراهن‪ ،‬فقد عقد خلل هذه الفتارة اجتامالعا موسعا‬
‫للخبراء في الدول العضاء لمناقشة الزمات المالية الدولية وأسبابها وكيفية التاغلب عليها وكيفية إصلح النظام المالى الدولي‪ ،‬حيث‬
‫يرى خبراء مجموعة الـ ‪ 15‬أن هناك أهمية لصلح النظام المالي الدولي‪ ،‬ووضع نظام للنذار المبكر للتانبؤ بالزمات المالية‬
‫ضا شهدت هذه الفتارة خطوات جادة بين الدول‬ ‫الدولية؛ لن الدول النامية تاكون في الغالب أكثر المتاضررين من هذه الزمات‪ ،‬أي ل‬
‫العضاء لتافعيل علقاتاها القتاصادية‪ ،‬حيث متالم التاوصل إلى عدد من التافاقيات بين الدول العضاء في مجال منع الزدواج الضريبي‬
‫وحماية الستاثمارات المشتاركة‪ ،‬وعلى صعيد عمل اتاحاد غرف التاجارة والصناعة لمجموعة الـ ‪ 15‬متالم صياغة رؤية مشتاركة؛ لتاعزيز‬
‫العلقات القتاصادية والتاجارية بين الدول العضاء‪ ،‬واعتابار عام ‪2000‬م عاما للمشروعات الصغيرة والمتاوسطة في الدول العضاء‪،‬‬
‫كما تام صياغة رؤية مشتاركة من قضايا النظام التاجاري الدولي متاعدد الطراف ومشكلت الديون والفقر طرحت على قمة القاهرة‬
‫وانعكست هذه الرؤية إلى محدَد كبير في البيان الختاامي للقمة‪ ،‬أيضا واصلت مجموعة الـ ‪ 15‬نشاطها على صعيد منظمة العمل الدولية‪،‬‬
‫حيث ركزت على تاكريس العبلعد الجتاماعي في مختالف الموضوعات المطروحة على أجندة منظمة العمل الدولية‪ ،‬وقامت المجموعة‬
‫بإعداد ورقة تاحمل مبادرة إستاراتايجية شاملة للتاشغيل في إطار منظمة العمل الدولية‪ ،‬والملحظ أن هذه الورقة ركزت ‪ -‬بصفة خاصة‬
‫‪ -‬على إبعاد قضايا العمل عن مناقشات منظمة التاجارة العالمية ومنع استاخدام معايير العمل كمعوقات لحرية التاجارة‪ ،‬وفي هذا المجال‬
‫نجحت المجموعة في كسب مساندة الشركاء الثلثة لعملية التانمية وقضايا العمل‪ ،‬وهي الحكومات والعمال وأصحاب العمال الذين‬
‫أمليدوا مبادرة المجموعة في إطار عمل منظمة النكتااد والمجلمسلين القتاصادي والجتاماعي للمم المتاحدة وحركة عدم النحياز وقمة‬
‫الجنوب التاى عقدت في هافانا في إبريل ‪2000‬م‪.‬‬

‫العدالة بين الدول لمواجهة الفقر‬

‫وبعد يومين من المشاورات والمناقشات والجلسات المغلقة بين رؤساء الدول العضاء صدر البيان الختاامي لقمة القاهرة‪ ،‬وقد عكست‬
‫عناصر هذا البيان موقف الدول العضاء من عملية العولمة ومن النظام التاجاري متاعدد الطراف‪ ،‬وقد صدر هذا البيان في صورة‬
‫رسالة موجهة إلى الدول المتاقدمة وخاصة الدول الصناعية الكبرى‪ ،‬ويعتابر أهم ما جاء في البيان ما يلي ‪:‬‬

‫ـ التاأكيد على ضرورة العمل على إقامة اقتاصاد دولي يرتاكز على الديموقراطية والعدالة بين الدول‪ ،‬وقيام هيكل دولي جديد يتامكن من‬
‫مواجهة تاحديات الفقر والبطالة والثار السلبية للعولمة على اقتاصاديات الدول النامية‪.‬‬

‫ـ مطالبة النظام التاجاري متاعدد الطراف بأن يأخذ في اعتاباره أبعاد عملية التانمية في الدول النامية وأن تاساعد الدول المتاقدمة الدول‬
‫النامية على الندماج في القتاصاد العالمي‪ ،‬وأن يعمل هذا النظام العالمي بشكل أكثر انفتاالحا وعدالة وعلى أسس موضوعية تاتاجنب‬
‫التافرقة بين الدول؛ وذلك لتاستافيد من عملية التاحرير القتاصادي كل من الدول النامية والدول المتاقدمة على السواء‪.‬‬

‫ـ العمل على تانفيذ التازامات الدول النامية تاجاه منظمة التاجارة العالمية بالشكل الذى يتاوافق مع أهداف تاحرير التاجارة‪ ،‬وأن تاأخذ‬
‫المفاوضات المقبلة حول التاجارة العالمية في العتابار جانب التانمية في الدول النامية حتاى تاضمن نجاحها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ـ المطالبة بزيادة معونات التانمية الرسمية المقدمة للدول النامية‪ ،‬وأن تاقوم الدول المتاقدمة بتانفيذ ما طالبت به المم المتاحدة من‬
‫ضرورة تاخصيص ‪ %0.7‬من إجمالي الناتاج المحلي لمساعدات التانمية الرسمية‪.‬‬

‫ـ التاأكيد على أهمية تادفق الستاثمارات الجنبية المباشرة لزيادة النتااجية في الدول النامية ونقل التاكنولوجيا‪.‬‬

‫ـ الدعوة إلى أن تاضع منظمة العمل الدولية إستاراتايجية تاهدف إلى إيجاد فرص عمل في جميع الدول النامية‪ ،‬وأن تادرس أثر الزمات‬
‫المالية على برامج خفض معدلت الفقر في الدول النامية‪.‬‬

‫ـ مطالبة صندوق النقد الدولي بالعمل بفاعلية لمصلحة جميع الدول‪ ،‬وخاصة التاي تاأثرت بالزمات المالية‪ ،‬وأن يكون هناك تامثيل‬
‫عادل للدول النامية في اتاخاذ القرارات في النظام الدولي وفي المؤسسات الدولية متاعدد الطراف‪.‬‬

‫ـ المطالبة بالسراع في إلغاء الديون المستاحقة على الدول النامية‪.‬‬

‫والملحظ على البيان الختاامي للقمة العاشرة لمجموعة الـ ‪ 15‬أن أغلبه جاء مكررا لمطالبات سبق لدول المجموعة أن طالبت بها في‬
‫ل دون تاحديد آليات لتاحقيق هذه المطالب أو دون أن يحدد الموقف الذى سوف تاتاخذه‬ ‫مناسبات واجتاماعات أخرى‪ ،‬وأنه جاء مرس ل‬
‫المجموعة إذا لم يتام الستاجابة لهذه المطالب‪ ،‬وهو ما يجعل البيان الختاامي لقمة مجموعة الـ ‪ 15‬أشبه بتاوصيات صادرة عن أحد‬
‫المؤتامرات الكاديمية الصاخبة‪ ،‬وأنه أقرب من أن يكون تاظاهرة سياسية‪ ،‬كما يلحظ أنه بالقدر الذى ركز فيه البيان الختاامي على‬
‫انتاقاد النظام العالمي والعولمة‪ ،‬كانت المساحة المخصصة لعملية التاعاون بين الدول محدودة‪ ،‬حيث اكتافى البيان بالشارة إلى ضرورة‬
‫تاعزيز التاعاون بين دول المجموعة وتانشيط الستاثمارات والتاجارة‪ ،‬ودعم المشروعات الصغيرة والقطاع الخاص بين دولها وتانسيق‬
‫مواقفها من خلل مجموعة الـ ‪ 77‬ومجموعة الـ ‪ ،24‬وهو ما يعني أن المجموعة في بيانها الختاامي قد ركزت على المناخا العالمي‬
‫القتاصادي المحيط بها‪ ،‬وأهملت إلى حد كبير أن هناك أمرا أكثر أهمية وأولى باهتامامها وهو إعادة تارتايب بيتاها من الداخل‪.‬‬

‫انتقادات حادة للعولمة‬

‫متامعلرض النظام القتاصادي العالمي لهجوم عنيف من جانب قمة مجموعة الـ ‪ 15‬في القاهرة‪ ،‬وقد جاءت هذه النتاقادات خلل الكلمات‬
‫التاى ألقاها رؤساء مجموعات الدول‪ :‬المجموعة الفريقية‪ ،‬والمجموعة السيوية‪ ،‬ومجموعة أمريكا اللتاينية‪ .‬وقد تاركزت هذه‬
‫النتاقادات حول النقاط التاالية‪:‬‬

‫ـ افتاقار النظام القتاصادي العالمي لوجود آلية دولية تاكفل حماية الدول الفقيرة خلل الزمات المالية‪ ،‬حيث أثبتات أزمة جنوب شرق‬
‫آسيا عدم وجود تاكامل بين عناصر القتاصاد العالمي لمكافحة الفقر وحماية محدودي الدخل في مثل هذه الزمات‪.‬‬

‫ـ تاعررض الدول النامية لضغوط بسبب محاولت الدول المتاقدمة فرض أجندة من الولويات تاراعي مصالحها القتاصادية‪ ،‬في نفس‬
‫الوقت الذي إذا تاحدثت فيه الدول النامية عن حقوق الملكية الفكرية وحقها في حماية مواردها ل تاجد اعتارافا أو قبو ل‬
‫ل من الدول‬
‫المتاقدمة‪.‬‬

‫ـ تاأثر عمليات التانمية القتاصادية في الدول النامية بعملية العولمة‪ ،‬حيث أدت إلى تاراجع التامويل الدولي المقدم للتانمية القتاصادية في‬
‫الدول النامية إلى العخلمس منذ عام ‪1992‬م‪ ،‬وهو ما أدى إلى زيادة أعداد البطالة في دول الجنوب؛ حيث وصلت إلى حوالي مليار‬
‫عاطل في الدول النامية بما فيها دول مجموعة الـ ‪.15‬‬

‫ـ تاعرضت صادرات العالم الثالث لمعوقات ل علقة لها بالتاجارة عند دخولها أسواق الدول المتاقدمة‪ ،‬مثل معايير العمل ومعايير‬
‫الصحة والسلمة‪ ،‬وكذلك تاعررض أسعار هذه الصادرات للتادهور؛ حيث إن أسعارها الحالية ل تاعكس أسعارها الحقيقية طوال العقدين‬
‫الماضيين‪.‬‬
‫ـ سماح العولمة بتافضيل بعض الدول وتاهميش الضعفاء والتاذرع بالعولمة لستاخدام النفوذ وفرض الهيمنة واستاخدام القوة والعقوبات‬
‫القتاصادية‪ ،‬وكذلك حجب التاكنولوجيا عن الدول الساعية إلى النمو‪ ،‬وهو ما يزيد من حدة الصراع بين الشمال والجنوب‪ ،‬ويزيد الفجوة‬
‫القتاصادية بين الطرفين‪.‬‬
‫ـ تازايد الخلل في تاوازن القتاصاد العالمي واستامرار عدم الستاقرار في أسواق المال الدولية‪ ،‬وهو ما يدعو للقلق من نمط العلقات‬
‫القتاصادية الدولية السائد حاليا الذي أدى إلى تاناقص معدلت النمو في الدول النامية من ‪ %6‬إلى ‪ %2‬في المتاوسط‪.‬‬

‫مستقبل المجموعة بعد القمة‬


‫من تاتابع اتاجاهات العمل بين دول مجموعة الـ ‪ 15‬يلحظ أن هذه المجموعة تاخلت عن النهج اليديولوجي السياسى لصالح تافعيل‬
‫الجوانب العملية السياسية والقتاصادية‪ ،‬ومن الملحظ أن هذا التاجاه ل يؤدي إلى تاضييق الفجوة بينها وبين دول الشمال‪ ،‬وإنما في‬
‫‪68‬‬
‫أحسن الحوال قد ميإحتد من اتاساعها في المستاقبل؛ وذلك بشرط أن تاتابنى هذه الدول اتاجاها للحصول على التاكنولوجيا المتاقدمة وتاطويعها‬
‫لتاناسب ظروفها واستاقطاب رأس المال الجنبي المباشر‪ ،‬وزيادة معدلت التاجارة البينية للدول العضاء‪ ،‬وبالتاالى فإن مستاقبل مجموعة‬
‫الـ ‪ 15‬في ظل المتاغيرات الدولية يتاوقف على عدة عوامل هي ‪:‬‬
‫ـ قيام دول المجموعة بتابني عملية إنشاء مؤسسات وآليات للحوار المستامر والتاشاور بينها وبين دول الشمال المتاقدمة‪ ،‬وذلك في إطار‬
‫علقات دول المجموعة مع مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبار أو في إطار منظمة التاعاون القتاصادي والتانمية ) ‪( O.E..C.D‬‬
‫‪.‬‬
‫ـ قيام دول المجموعة في إطار تاعاون الجنوب ‪ -‬الجنوب باتاباع سياسات قومية لنقل وتاوطين التاكنولوجيا المتاقدمة وتانمية قدراتاها‬
‫الذاتاية وزيادة معدلت نموها والهتامام بجانب التانمية البشرية وعلج مشكلت الفقر والبطالة‪ ،‬وعدم التاركيز على دور المعونات‬
‫الدولية في دعم اقتاصادياتاها؛ لن المل في ذلك محدود بل وفي تاراجع مستامر‪.‬‬
‫ـ تابمني المؤسسات الدولية وخاصة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التاجارة العالمية؛ لوضع آليات معينة تاخفف من أثر‬
‫العولمة على الدول النامية‪ ،‬وتاجنبها الوقوع في أزمات وخاصة في ظل تاعرض النظام العالمي الراهن بمؤسساتاه السابقة للنتاقادات‬
‫الشديدة من دول الجنوب‪.‬‬

‫وخلصة القول‪ ،‬إن المستقبل القاتصادي للدول النامية بصفة عامة ‪ -‬ودول مجموعة الـ ‪ 15‬بصفة خاصة – لن ينهض على مجرد‬
‫انتقادات الدول العضاء للنظام العالمي ونظام التجارة متعدد الطراف‪ ،‬ولن يتم القضاء على الفقر في الدول النامية بقصكب اللعنات‬
‫على سلوك رأس المال العالمي‪ ،‬ولكن يجب أن تركز الدول النامية وهي تسعى إلى جعل العولمة أكثر عدالة على أن يكون لديها‬
‫رؤيتها الخاصة وخططها وإستراتيجيتها القاتصادية الخاصة التي تنبع من واقاع احتياجاتها لكي تبني اقاتصادياتها ذاتييا‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقات ل تنعزل عن النظام العالمي‪ ،‬وذلك بالستفادة من مزايا هذا النظام وتعديل أوضاعها بما يزيد من فائدتها من المتغيرات‬
‫القاتصادية الدولية‪ ،‬ويتيح لها أن تحافظ على قادراتها ومواردها القاتصادية ويحافظ لها على هويتها الثقافية‪ ،‬ويمكنها من أن تستفيد‬
‫من قادراتها النسبية والتنافسية؛ وذلك لن الكتفاء بالعتراض على النظام العالمى وآثار العولمة فقط يحول مؤتمرات مجموعة الـ‬
‫‪ 15‬وغيرها من مؤتمرات الجنوب إلى مجرد "مكالمة" لرؤساء وممثلي شعوب هذه الدول‪ ،‬ومن المؤكد أن هذا لن يطعم الشعوب‬
‫الجائعة‪ ،‬ولن ينتشل الفقراء من فقرهم‪.‬‬

‫‪69‬‬

You might also like