Professional Documents
Culture Documents
1
الجزء الول:ا
مفهوم العولمة /قاوى العولمة /مفهوم العالم الثالث /
2
التنميـة و التنمية المستدامة
العولمة ][1ـ والتاي تامثل مرحلة متاطورة للهيمنة الرأسمالية الغربية على العالم .
إن سقوط النظام الشتاراكي أدى إلى تاحول العالم من ” نظام الحرب الباردة ” المتامركز حول النقسام والسوار إلى نظام العولمة
المتامركز حول الندماج وشبكات النتارنت ” تاتابادل فيه المعلومات والفكار والرساميل بكل يسر وسهولة” .وانتاصار الرأسمالية على
الشتاراكية أدى إلى تاحول كثير من الشتاراكيين إلى الرأسمالية والديمقراطية باعتابارها أعلى صورة ـ بزعمهم ـ وصل إليها الفكر
النساني وأنتاجه العقل الحديث حتاى عده بعضهم أنه نهاية التااريخ.
——————————————————————————–
——————————————————————————–
4
كثير من التاجاهات والوضاع على فرضه وتاثبيتاه وقسر مختالف شعوب المعمورة على تابني تالك القيم وهيكلها ونظرتاها للنسان
والكون والحياة )].”([15
——————————————————————————–
وقد جاء في مجلة المجتامع بحثا عن منظمة “بلدربرج” والذي أسسها رجل العمال السويدي ” جوزيف هـ .ريتانجر” ـ والذي سعى
إلى تاحقيق الوحدة الوروبية ،وتاكوين المجتامع الطلسي ـ وهي منظمة سرية تاختاار أعضاءها بدقة متاناهية من رجال السياسة والمال
،وتاعقد اجتاماعاتاها في داخل ستاار حديدي من السرية ،وفي حراسة المخابرات المركزية المريكية وبعض الدول الوروبية ،ول
تاسمح لي عضو بالبوح بكلمة واحدة عن مناقشاتاها ،ول يحق للعضاء العتاراض أو تاقديم أي اقتاراح حول مواضيع الجلسات ،
ويمول هذه المنظمة مؤسسة روكفلور اليهودية وبنك الملياردير اليهودي روتاشيلد ،ومعظم الشخصيات في هذه المنظمة هم من
الماسونيين الكبار ،وكثير من رؤساء الوليات المتاحدة نجحوا في النتاخابات بعد عضويتاهم في هذه المنظمة مثل :ريجان ،وكارتار ،
وبوش ،وكلينتاون ،وبعد اشتاراك تااتاشر في المنظمة بسنتاين أصبحت رئيسة وزراء إنجلتارا ،وكذلك بيلر أصبح رئيسا للوزراء بعد
مضي أربع سنوات من اشتاراكه في المنظمة ،وهي تاسعى للسيطرة على العالم وإدارتاه وفق رؤيتاها ،فقرارتاها تاؤثر على التاجارة
الدولية وعلى كثير من الحكومات )].([18
فالعولمة نشأت مع العصر الحديث وتاكونت بما أحدثه العلم من تاطور في مجال التاصالت وخصوصا بعد بروز النتارنت والتاي
أتااحت مجال واسع في التابادل المعرفي والمالي ،وارتاباط نشأة الدولة القومية بالعولمة في العصر الحاضر فيه بعد عن مفهوم العولمة
والذي يدعو أساسا إلى نهاية سيادة الدولة والقضاء على الحدود الجغرافية ،وتاعميم مفهوم النظام الرأسمالي واعتاماد الديموقراطية
كنظام سياسي عام للدول .ولكن هناك أحداث ظهرت ساعدت على بلورة مفهوم العولمة وتاكوينه بهذه الصيغة العالمية فانهيار سور
برلين ،وسقوط الشتاراكية كقوة سياسية وإيديولوجية وتافرد القطب الوحد بالسيطرة والتاقدم التاكنولوجي وزيادة النتااج ليشمل
السواق العالمية أدت إلى تاكوين هذا المفهوم .
وخلصة البحث أن مصطلح العولمة منشأه غربي ،وطبيعتاه غربية ،والقصد منه تاعميم فكره وثقافتاه ومنتاوجاتاه على العالم ،فهي ليست
نتايجة تافاعلت حضارات غربية وشرقية ،قد انصهرت في بوتاقة واحدة ؛ بل هي سيطرة قطب واحد على العالم ينشر فكره وثقافتاه
مستاخدمة قوة الرأسمالي الغربي لخدمة مصالحه .فهو من مورثات الصليبية فروح الستايلء على العالم هي أساسه ولبه ولكن بطريقة
5
نموذجيه يرضى بها المستاعمر ويهلل لها ؛ بل ويتاخذ هذه الصليبية الغربية المتالفعة بلباس العولمة مطلب للتاقدم .يقول “بات
روبرتاسون)] ”:”([19لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية ،لقد أصبح وكأنه إنجيل”.
الهوامش:
_____________________________
] [1أشتاهر في العقد التااسع مصطلح العولمة مع استاخدام مصطلح النظام العالمي الجديد وذلك عند إعلن الرئيس المريكي السابق
جورج بوش من على منصة قاعة اجتاماع الهيئة التاشريعية لمجلس النواب المريكي في 17يناير 1991بداية النظام العالمي الجديد
ل وذلك لن في كلمة Orderمن القسر والتاوجيه والمر New Worldويلحظ استاخدام كلمة Orderولم يستاخدم كلمة Systemمث ل
ما ليس في غيرها)]([1
)] ( [2كالسيد يسين وقد أظهر هذه التارجمة على كتاابين من كتابه :الول ”:الوعي التااريخي والثورة الكونية “ .والثاني ”:الكونية
والصولية وما بعد الحداثة” .
)] ( [3حراسة الفضيلة لبكر أبو زيد
)]“ ([4العولمة والهوية الثقافية” من مجلة “فكر ونقد” العدد السادس .
)] ” ( [5العولمة جريمة تاذويب الصالة” عبدالصبور شاهين ،المعرفة العدد)(48
)] ” ([6العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد ” ،عمرو عبد الكريم ،المنار الجديد العدد الثالث .
)] ” ([7العولمة بوابة للرفاه أم الفقر ؟ ” ،عبد اللطيف جابر ،الشرق الوسط العدد ). (7460
)] ([8العرب والعولمة :ما العمل ؟ من مجلة “فكر ونقد” العدد السابع .
)]“ ( [9في مفهوم العولمة” ،لسيد يسين.
)] ([10المرجع السابق .
)]“ ( [11في مفهوم العولمة” ،لسيد يسين.
)] ” ([12العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد ” ،عمرو عبد الكريم ،المنار الجديد العدد الثالث .
)] ” ( [13رؤية قرآنية للمتاغيرات الدولية ” ،محمد جابر النصاري .
)]”([14العولمة والهوية الثقافية” من مجلة “فكر ونقد” العدد السادس .بتاصرف
)] ”([15العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد ” ،عمرو عبد الكريم ،المنار الجديد العدد الثالث .
)] ” ([16العولمة والقتاصاد والتانمية العربية ” من مجلة ” فكر ونقد” العدد السابع .
)] ( [17المرجع السابق ،الفصل الثالث .
---------------------------------------------
مفهوم العالم الثالث:ا
نورالدين بوغابة ،تاصفية الستاعمار وبروز العالم الثالث ،مدونات مكتاوب ،نقل عن موقع:
_http://nourddine.maktoobblog.com/930331/%D8%AA%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%A9
_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1
_%D9%88%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%B2
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AB
%D8%A7%D9%84%D8%AB
يعتابر الباحث القتاصادي والجتاماعي الفرنسي الفرد سوفي -Alfred sauvy-1898/1990أول من استاعمل عبارة العالم الثالث سنة
،1952وأعتامد في صياغة مفهومه على تاشابه الوضاع القتاصادية والجتاماعية بدول العالم الثالث بأوضاع الهيئة الثالثة التاي سادت
بفرنسا قبيل اندلع الثورة الفرنسية ستاة .1789ويتاكون العالم الثالث من مجموع دول أمريكا الوسطى والجنوبية ودول القارة الفريقية
ومعظم دول القارة السيوية-انظر الخريطة ص -137المتاخلفة التاي ل تانحاز لي من المعسكرين الشتاراكي والرأسمالي .
6
· اجتاماعيا :نمو ديمغرافي كبير بسبب ارتافاع نسبة الخصوبة +أمد الحياة ضعيف بسبب قلة المكانيات الطبية وضعف المستاوى
المعيشي +أمية مرتافعة +هجرة مكثفة من البوادي إلى المدن ...
· اقتاصاديا :تاصدير المواد الولية +عدم تاحقيق الكتافاء الذاتاي في المواد الستاهلكية +ضعف الستاثمارات الصناعية +غياب
التاكامل بين القطاعات القتاصادية +ارتافاع المديونية الخارجية +التابعية القتاصادية للدول الستاعمارية السابقة ...
-----------------------------------------------------------------------------
العالم الثالث
محمد يحي" ،العالم الثالث" ،نقل عن موقعhttp://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp? :
DocID=85889&TypeID=8&TabIndex=2
لم يعد هذا المصطلح يتاردد كثيرا في لغة العلم الدولي أو القليمي رغم انه كان من وقت سابق في الستاينيات إلى الثمانينات يتاردد
بشكل دائم.
ويعود هذا التاراجع في رواج المصطلح إعلميا الى ضغوت النظرية السياسية والجتاماعية والقتاصادية التاي نشأ في ظللها وهي ما
عرف بنظرية أو فكر التانميه الذي نشأ متاأثرا باعتابارات يسارية وإشتاراكية ووطنية كانت تارغب إما في وضع بديل نظري عن كل من
الرأسماليه ) الليبرالية ( والشيوعية ) الماركسية ( أو في مد نطاق النظرية الشتاراكية لتاغطي جوانب من العالم أوسع من الجانب
الوروبي الذي تاركزت عليه النظرية الماركسية والشيوعية واليسارية حتاى ذلك الحين.
كذلك كانت هذه النظرية ) التانمية /العالم الثالث ( فائزة بفكر نقد الستاعمار والنقد الثقافي الذي راج في تالك الفتارة وكان في بداية
إزدهاره ,وقد تاأسس مفهوم العالم الثالث على جانب هو إقتاصادي إجتاماعي الجوهر يقسم العالم إلى ثلثه مستاويات حسب درجات
الرفاهيه القتاصادية والنظام الجتاماعي المتابع والسياسات التاي تاحشد الحكومات ورائها.
فهناك العالم الول الذي يضم ماكان رسمي بالدول المتاقدمه أو الصناعية أو الرأسماليه أو الديموقراطيه ..إلخ ,وهناك العالم الثاني
الذي كان يضم المجموعة الشتاراكيه وقد أحرزت درجه ما من التاقدم الفائق في مجالت عسكرية واجتاماعية ,وإن لم تاقرن ذلك
بمستاوى اقتاصادي مماثل ,كما أنها تاتابع النظام الشتاراكي سياسيا وإقتاصاديا وتاقف موقف المواجهة مع المعسكر الرأسمالي أو العالم
الول .
ويأتاي بعد ذلك العالم الثالث وهو يكاد يتاطابق مع ما عرف كذلك بالدول النامية أو الدول التاي بسبيل التانميه أو حتاى باسم الدول المتاخلفة
أو الفقيرة وفقا لبعض المسميات التاي ل تاراعي مقتاضيات اللياقة الدبية )أنظر تاعريفنا السابق لهذا المصطلح( ول تانطوي هذه
المجموعة أو هذا العالم تاحت لواء معسكر محدد ,لكنها موضع تاجاذب بين العالمين الول والثاني إذ يحاول كل منهما جذب هذا العالم
أو القسم الكبر منه إلى مجاله.
وحتاى محاولت العالم الثالث للتاوحد وراء حركة محدده لم تاحرز النجاح المرغوب سواء أكانت تالك الحركة هي حركة عمدم النحياز
والحياد اليجابي أو مجموعه ال 77أو أية تاجمعات أصغر.
ولم تاتابن دول هذا العالم نظاما سياسيا اجتاماعيا محددا وإن هناك ميل واضح في الجانب القتاصادي إلى النظام الشتاراكي سواء أكان
مصحوبا بظلله السياسية والجتاماعيه أم ل.لكن السمات الغالبة التاي تام على أساسها جمع دول كثيرة تاحت مظلة مصطلح العالم الثالث
كانت تاقوم على أن معظمها خارج لتاوه من الحتالل الجنبي أو الستاعمار ,كما أن معظمها حديث الخبره بالحكم الذاتاي على يد
حكومات وطنيه ويبدأ في أخذ الخبرة في التاعامل مع أوضاع ومشكلت سياسية وإجتاماعيه معقدة.
كذلك فإن هذه الدول في وضع إقتاصادي أولي من ناحية أنها لم تابدأ بعد _ من وجهة نظر واضعي المصطلح _ من الوصول إلى
مراحل النتااج الرأسمالي الول أو المتاأخرة.
وهي كلها أخذه في تاجارب مهمة للنمو القتاصادي مصحوبة بتاجارب مناظرة للنمو الجتاماعي من خلل عمليات لتاحديث العصرنه كما
أسميت ,والتاي تام فهمها من الغالب على أنها تاعني اللحاق بالغرب وبناء مجتامع يقوم على قيم ومفاهيم وأهداف تاشبة تالك السائده في
الغرب من ناحية السلوكيات الجتاماعيه والتاي كانت في الواقع مشابهة إلى حد كثير مع ما يسود في بلد العالم الثاني مع الفارق في
الشعارات والهداف العامة المرفوعة والتاي كانت تاتالخص في النهاية في الهدف المادي الدنيوي وهو الرفاهية العامة وبناء مجتامع
الرفاهية سواء بالنسبه للجميع )الفكر الشتاراكي( أو بالنسبه للطبقه المسيطرة )الفكر الرأسمالي(.
7
كانت هذه هي الملمح العامه والسياق الوسع لمصطلح العالم الثالث ..لكن هناك أبعاد أخرى تاتاعلق بإستاخدام هذا المصطلح.
مفهوم التنمية
عبد الرحيم العطري "،مفهوم التانمية" ،مدونات مكتاوب )مدونة هشام عميري( ،نقل عن موقعhttp://hicham- :
_a.maktoobblog.com/908253/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9
في أعقاب الحرب العالمية الثانية وجد العالم نفسه مدعوا للنقسام إلى معسكرين شرقي و غربي عاشا زمنا طويل على إيقاع الحرب
الباردة ،لكن مع تانامي حركات التاحرر من الستاعمار سيلوح في الفق عالم ثالث سمي بدءا بالدول المتاخلفة و المتاأخرة عن النمو ،لكن
و من أجل تالطيف الوصف و جعله أكثر إنسانية سيتام اختاراع مصطلح الدول السائرة في طريق النمو أو الدول النامية ،لكن يبدو أن
صفة العالم الثالث ما زالت الكثر حضورا و تاعبيرا عن هذه الدول التاي يقول عنها فوريست ميردن أن " العوامل المشتاركة فيما بين
شعوب هذه الدول هي مشكلتاهم و تااريخ شقائهم الطويل ،فهم فقراء و مرضى و جوعى و أميون ،إنهم يقطنون مساكن غير صحية و
يموتاون في سن مبكرة و يزداد عددهم بأكثر من مليون كل شهر " ][1
في سياق هذا التاقسيم السياسي و القتاصادي للعالم بدأ مصطلح التانمية يتاداول على أوسع نطاق ،و على الرغم من اشتاغال أدم سميت
خلل أواخر القرن الثامن عشر على هذا المفهوم في كتااباتاه عن القتاصاد ،لقد كانت مصطلحات من قبيل التاطور و النمو و التاقدم
المادي و القتاصادي و التاحديث و التاصنيع أكثر استاعمال و ذلك إلى حدود نهاية الحرب العالمية الثانية ،لكن بعدما وضعت الحرب
أوزارها و صار العالم مقسما وفقا للتاصنيف المار ذكره ،أصبح مفهوم التانمية حاضرا بقوة في مختالف النقاشات السياسية و العلمية ،
بل إنه صار تاخصصا علميا خالصا في إطار سوسيولوجيا التانمية و مبحثا حيويا في كثير من المعارف الخرى كالجغرافيا و القتاصاد
و الفلحة و الدارة التارابية .
التاطور المعرفي الذي شهده المفهوم سيقود نحو مزيد من التاخصص الذي فرضتاه أسئلة التانمية على المستاوى الواقعي ،بحيث لم يعد
الحديث مقبول عن التانمية يشكل مغرق في العمومية و الشمولية ،و هذا ما استاوجب تافريع التانمية إلى واجهات عدة للشتاغال ،
كالتانمية المحلية و التانمية القتاصادية و الثقافية و السياسية و الفلحية و القروية ...
و بالطبع فالتاوسع المعرفي يفتارض من جهة ثانية نحتاا متاواصل لمقاربات جديدة ،و هذا ما أفضى إلى إبداع مقاربات و آليات اشتاغال
متانوعة لعمال التانمية واقعيا في المشهد المجتامعي .
التانمية في نشأتاها و امتادادها التااريخي كنظرية و كممارسة ستادفع بالعديد من مثقفي العالم الثالث و غيرهم في الستاينيات من القرن
الماضي إلى إمعان النظر في إشكاليات التاخلف و التابعية بحثا عن النموذج النسب لتاحقيق التانمية ،و في هذا السياق اشتاغل سمير أمين
على نظرية المركز و المحيط محاول الوصول إلى فهم السباب التاي تاكرس التابعية و التاخلف و تامنع من تاحقيق التانمية و التاحرر .
لكن المنعطف التااريخي الذي شهده مفهوم التانمية سيكون في أروقة المم المتاحدة مع احتادام النقاش حول الفوارق الصارخة بين الدول
المتاقدمة و الخرى التاي تاوصف ) من باب المجاملة ( بالعالم الثالث أو السائرة في طريق النمو ،فبدءا من السبعينيات و إلى حدود
الن سيتام الشتاغال في كثير من اللقاءات العلمية للمم المتاحدة على هذا المفهوم خصوصا في اتاصاله الوثيق بالتانمية المستادامة .ففي
سنة 1986سيصدر إعلن الحق في التانمية الذي يؤكد المادة الولى منه على أن " الحق في التانمية حق من حقوق النسان غير
للتاصرف ،و بموجبه يحق لكل إنسان و لجميع الشعوب المشاركة و السهام في تاحقيق تانمية اقتاصادية و اجتاماعية و ثقافية و سياسية و
التامتاع بهذه التانمية التاي يمكن فيها إعمال جميع حقوق النسان و الحريات الساسية إعمال تااما " .كما أن المادة الثانية من هذا العلن
تاوضح جيدا بأن " النسان هو الموضوع الرئيسي للتانمية " و في ذلك دليل قاطع على وجوب القطع مع المقاربات القتاصادوية للتانمية
8
التاي تاراهن على الرقام و المؤشرات المالية فقط ،بما يعني ذلك من أن التانمية هي مشروع تاغييري شمولي يستاهدف الرفع من شروط
و ظروف الحياة المجتامعية برمتاها .
ما التنمية ؟
تانطوي التانمية في أبلغ صورها على إحداث نوع من التاغيير في المجتامع الذي تاتاوجه إليه ،و بالطبع فهذا التاغيير من الممكن أن يكون
ماديا يسعى إلى رفع المستاوى القتاصادي و التاكنولوجي لذات المجتامع ،و قد يكون معنويا يستاهدف تاغيير اتاجاهات الناس و تاقاليدهم و
ميولهم ] ،[2فالمر يتاعلق إذن بعمليات هادفة محدودة في الزمان و المكان تاراهن على التاغيير اليجابي طبعا ،إن التانمية في مختالف
أشكالها و تاصوراتاها تاستاهدف أبعادا مفتاوحة على ما هو لوجيستايكي أو ما هو معنوي تاقود ختااما نحو تاغيير السياسات و الممارسات و
المواقف .
لكن تاعريف التانمية يظل مرتابطا دوما بالخلفية العلمية و الستاراتايجيات النظرية ،فعلماء القتاصاد مثل يعرفونها بأنها الزيادة السريعة
في مستاوى النتااج القتاصادي عبر الرفع من مؤشرات الناتاج الداخلي الخام ،في حين يلح علماء الجتاماع على أنها تاغيير اجتاماعي
يستاهدف الممارسات و المواقف بشكل أساس ،و هذا ما يسير على دربه المتاخصصون في التاربية السكانية .إنه ل يوجد تاعريف موحد
للتانمية ،إنها تارتابط بالتاصنيع في كثير من الدول ،و تارمز إلى تاحقيق الستاقلل في أخرى ،بل يذهب الساسة مثل وصفها بعملية
تامدين تاتاضمن إقامة المؤسسات الجتاماعية و السياسية ،بينما يميل آل القتاصاد إلى معادلة التانمية بالنمو القتاصادي ] ،[3و هذا
الختالف الذي يبصم مفهوم التانمية هو الذي سيدفع بعدئذ إلى عمليه استادماج مفاهيمي تالح على أن التانمية هي كل متاداخل و منسجم ،
و أنه تاكون ناجعة و فعالة عندما تاتاوجه في تاعاطيها مع السئلة المجتامعية إلى كل الفعاليات المعبرة عن النسان و المجتامع ،عبر
مختالف النواحي القتاصادية و السياسية و الجتاماعية و الثقافية والبيئية ....ذلك أن القتاصار على البعد القتاصادي في تاعريف التانمية
يظل قاصرا عن تاقديم المعنى المحتامل للتانمية ،و لهذا فالتانمية لن تاكون غير تاحسين لشروط الحياة بتاغييرها في التاجاه الذي يكرس
الرفاه المجتامعي .و لكي نلقي مزيدا من الضوء على التانمية سنحاول في مستاوى آخر القتاراب أكثر من مفهومي التانمية المستادامة و
التانمية المحلية .
يعود الفضل في نحت هذا المفهوم و تاأصيله نظريا إلى كل من الباحث الباكستااني محبوب الحق و الباحث الهندي أمارتاايا سن و ذلك
خلل فتارة عملهما في إطار البرنامج النمائي للمم المتاحدة .فالتانمية المستادامة بالنسبة إليهما هي تانمية اقتاصادية-اجتاماعية ،ل
اقتاصادية فحسب ،تاجعل النسان منطلقها وغايتاها ،وتاتاعامل مع البعاد البشرية أو الجتاماعية للتانمية باعتابارها العنصر المهيمن،
وتانظر للطاقات المادية باعتابارها شرطا من شروط تاحقيق هذه التانمية [4].كما أن الوزير الول النرويجي كرو هارلم برونطلند لعب
دورا مهما في تارسيخ هذا المفهوم و تاحديد ملمحه الكبرى ،ففي سنة 1987سيصدر تاقرير عن المم المتاحدة سيصير بعدا حامل
لسم برونطلند ،يلح على أن التانمية يفتارض فيها تالبية الحاجيات الملحة الحالية دون التافريط في الحاجيات المستاقبلية .و هذا كله
يفضي بنا إلى التاأكيد على أن التانمية المستادامة تاتامثل التانمية استانادا إلى منطق التاوزيع العادل للثروات و تاحسين الخدمات و تاجذير
مناخا الحريات و الحقوق ،و ذلك في تاواز تاام مع تاطوير البنيات و التاجهيزات دونما إضرار بالمعطيات و الموارد الطبيعية و البيئية ،
إنها بهذه الصيغة تانمية موجهة لفائدة المجتامع المحلي مع الخذ بعين العتابار حاجيات و حقوق الجيال القادمة و هذا ما يبصمها بطابع
الستادامة .و فيما يلي تاعريفات أخرى أعطيت للتانمية المستادامة :
"التانمية التاى تالبي احتاياجات الجيل الحالي دون الضرار بقدرة الجيال المقبلة على تالبية احتاياجاتاها الخاصة" مؤتامر المم §
المتاحدة المعنى بالبيئة والتانمية لعام 1987
"إدارة قاعدة الموارد الطبيعية وصيانتاها ،وتاوجيه التاغيرات التاكنولوجية والمؤسسية بطريقة تاضمن تالبية الحتاياجات البشرية §
للجيال الحالية والمقبلة بصورة مستامرة .فهذه التانمية المستادامة التاي تاحافظ على )الراضي( والمياه والنبات والموارد الوراثية
)الحيوانية( ل تاحدث تادهورا في البيئة وملئمة من الناحية التاكنولوجية وسليمة من الناحية القتاصادية ومقبولة من الناحية الجتاماعية"
)مجلس منظمة الغذية والزراعة عام .(1988
"استاخدام موارد المجتامع وصيانتاها وتاعزيزها حتاى يمكن المحافظة على العمليات اليكولوجية التاي تاعتامد عليها الحياة وحتاى §
يمكن النهوض بنوعية الحياة الشاملة الن وفي المستاقبل" )مجلس حكومات استاراليا عام .(1992
----------------------------------------------------------------------------
9
مفهوم التنمية
بقلم /د.نصر عارف
كلية العلوم السياسية-جامعة القاهرة
نقل عن موقعhttp://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mafaheem-2.asp :
يعد مفهوم التانمية من أهم المفاهيم العالمية في القرن العشرين ،حيث عأطلق على عملية تاأسيس نظم اقتاصادية وسياسية متاماسكة فيما
عيسمى بـ "عملية التانمية" ،ويشير المفهوم لهذا التاحول بعد الستاقلل -في الستاينيات من هذا القرن -في آسيا وإفريقيا بصورة جلية.
وتابرز أهمية مفهوم التانمية في تاعدد أبعاده ومستاوياتاه ،وتاشابكه مع العديد من المفاهيم الخرى مثل التاخطيط والنتااج والتاقدم.
وقد برز مفهوم التانمية Developmentبصورة أساسية منذ الحرب العالمية الثانية ،حيث لم عيستاعمل هذا المفهوم منذ ظهوره في
عصر القتاصادي البريطاني البارز "آدم سميث" في الربع الخير من القرن الثامن عشر وحتاى الحرب العالمية الثانية إل على سبيل
الستاثناء ،فالمصطلحان اللذان اسعتاخدما للدللة على حدوث التاطور المشار إليه في المجتامع كانا التاقدم المادي ،Material Progress
أو التاقدم القتاصادي .Economic Progress
وحتاى عندما ثارت مسألة تاطوير بعض اقتاصاديات أوروبا الشرقية في القرن التااسع عشر كانت الصطلحات المستاخدمة هي التاحديث
،Modernizationأو التاصنيع .Industrialization
وقد برز مفهوم التانمية Developmentبداية في علم القتاصاد حيث اسعتاخدم للدللة على عملية إحداث مجموعة من التاغيرات الجذرية
في مجتامع معين؛ بهدف إكساب ذلك المجتامع القدرة على التاطور الذاتاي المستامر بمعدل يضمن التاحسن المتازايد في نوعية الحياة لكل
أفراده ،بمعنى زيادة قدرة المجتامع على الستاجابة للحاجات الساسية والحاجات المتازايدة لعضائه؛ بالصورة التاي تاكفل زيادة درجات
إشباع تالك الحاجات؛ عن طريق التارشيد المستامر لستاغلل الموارد القتاصادية المتااحة ،وحسن تاوزيع عائد ذلك الستاغلل .ثم انتاقل
مفهوم التانمية إلى حقل السياسة منذ ستاينيات القرن العشرين؛ حيث ظهر كحقل منفرد يهتام بتاطوير البلدان غير الوربية تاجاه
الديمقراطية .وتاعرف التانمية السياسية" :بأنها عملية تاغيير اجتاماعي متاعدد الجوانب ،غايتاه الوصول إلى مستاوى الدول الصناعية"،
ويقصد بمستاوى الدولة الصناعية إيجاد نظم تاعددية على شاكلة النظم الوربية تاحقق النمو القتاصادي والمشاركة النتاخابية والمنافسة
السياسية ،وتارسخ مفاهيم الوطنية والسيادة والولء للدولة القومية.
ولحلقا ،تاطور مفهوم التانمية ليرتابط بالعديد من الحقول المعرفية .فأصبح هناك التانمية الثقافية التاي تاسعى لرفع مستاوى الثقافة في
المجتامع وتارقية النسان ،وكذلك التانمية الجتاماعية التاي تاهدف إلى تاطوير التافاعلت المجتامعية بين أطراف المجتامع :الفرد ،الجماعة،
المؤسسات الجتاماعية المختالفة ،المنظمات الهلية.
بالضافة لذلك استاحدث مفهوم التانمية البشرية الذي يهتام بدعم قدرات الفرد وقياس مستاوى معيشتاه وتاحسين أوضاعه في المجتامع.
ويلحظ أن مجموعة المفاهيم الفرعية المنبثقة عن مفهوم التانمية تارتاكز على عدة مسلمات:
أ -غلبة الطابع المادي على الحياة النسانية ،حيث تاقاس مستاويات التانمية المختالفة بالمؤشرات المادية البحتاة.
ب -نفي وجود مصدر للمعرفة مستاقل عن المصدر البشري المبني على الواقع المشاهد والمحسوس؛ أي بعبارة أخرى إسقاط فكرة
الخالق من دائرة العتابارات العلمية.
ل
ج -إن تاطور المجتامعات البشرية يسير في خط متاصاعد يتاكون من مراحل متاتاابعة ،كل مرحلة أعلى من السابقة ،وذلك انطلقا من
اعتابار المجتامع الوروبي نموذلجا للمجتامعات الخرى ويجب عليها محاولة اللحاق به.
------------------------------------------------------------------------------
10
إذا كانت الدول طرفا أساسيا في التانمية المستاديمة ،فإنه ينبغي عليها أن تاعتامد أيضا على أطراف فاعلة أخرى .وأولها المنظمات
الدولية ،التاي يتاعمق دورها مع انتاشار العولمة .و بعدها المنظمات غير الحكومية ،التاي هي في نفس الوقت لسان حال تاطلعات المجتامع
و الخبيرة في مجال التانمية .و أخيرا المؤسسات التاي هي في الغالب الغاية الخيرة للسياسات المرسومة.
لقد أقرت ندوة ريو ،التاي كانت الدول ممثلة فيها رسميا برؤساء دولها أو رؤساء حكوماتاها ،في عمومها على أعلى مستاوى وجود
علقة بين البيئة و التانمية .لقد ظهرت الندوة ،حقا ،كتاعبير سياسي هام على إرادة الدول في وضع القرن XXIتاحت شعار التانمية
المستاديمة.
تاطبيقات متاباينة حسب الدول .تاعد الدول الطراف الفاعلة الساسية سواء في السياسات الوطنية أو الدولية للتانمية المستاديمة.
إنها المصممة للمشاريع التانموية و المنفذة لها.لقد قبلت الدول الموقعة بتابنيها المفكرة 21عدة التازامات تاباين تاطبيقها حسب الحالت.
ويفسر هذا التاباين جزئيا بتافاوت الوسائل المالية التاي تامتالكها ،و كذا بمستاوى تاطورها و قدرات مؤسساتاها.
كما يعبر هذا التاباين عن تاأثير جماعات ضغط متانوعة صناعية واجتاماعية و بيئية ،تاحاول فرض تاصوراتاها في إعداد السياسات
العمومية .و لتاسهيل هذا العمل المتامثل في العداد السياسي ،لبد من أن تاتاولى المهمة مؤسسة وحيدة ،هي عبارة عن وزارة فوق العادة
تاراقب نشاطات مختالف الدوائر الحكومية الخرى.
التاحكيم في نزاعات المصالح .تاكشف النقاشات الجارية في العديد من الدول حول مختالف قضايا البيئة عن حدة في تاضارب المصالح
على المستاوى المحلي ،سواء بين مختالف الوزارات أو بين المصالح العمومية و المصالح الخاصة .غالبا ما تانتاهي هذه النزاعات إلى
تاحكيم خاضع إلى ضغوطات مختالفة و متاناقضة ،قد تاتاعارض مع المصالح الجماعية المعتارف بها .و على سبيل المثال ،فإن التارخيص
الجديد بتاسويق المنتاوجات المحتاوية على "أجسام معدلة وراثيا" ،في مختالف الدول الوروبية ،قد أعطي ضد رأي غالبية المواطنين.
استاحالة التاصرف النفرادي .و من جهة أخرى ،ومع الندماج المتازايد للقتاصاديات ،فإن الدول تاجد نفسها أكثر فاكثر أمام صعوبة
تانفيذ إجراءات أو سياسات وطنية مندرجة ضمن استاراتايجية تانمية مستاديمة.
و يبين النقاش حول التانوع البيولوجي هذا التاناقض بوضوح :إن التانوع البيولوجي مسألة تاخضع لسيادة الدول ،غير أن حمايتاه ل يمكن
أن تارجع فقط إلى تادخل السلطات العمومية الوطنية .كذلك فإن التارخيص بزراعة العضاء المعدلة وراثيا ،على نطاق واسع ،في
بعض الدول ،يحد من نطاق المراقبة الذي تاملكه كل دولة لكي تاراقب المخاطر المرتابطة بهذا البتاكار .إن منع إنتااج العضاء المعدلة
وراثيا في بلد ما يمكن أن يعرضه للتاهميش ،و يمكن لمنتاوجاتاه أن تاتاعرض في السوق العالمية لمنافسة السلع المحتاوية على أعضاء
معدلة وراثيا .و هنا أيضا ،يتام البحث عن حل دولي يمكن من السيطرة على الخطار المرتابطة باستاعمال العضاء المعدلة وراثيا ،و
ذلك من خلل البروتاوكول حول الصحة البيولوجية ،التاي تاشكل حاليا موضوع المفاوضات في إطار الندوة حول التانوع البيولوجي.
هذا ،فإن حل سلسلة من المشاكل رجع إلى المستاوى الدولي و يتاطلب تانسيقا للسياسات العمومية أو لتاصرفات الطراف الفاعلة
الخاصة .و ل يكون هذا التانسيق خاضعا لقواعد قانونية فقط ،بل يخضع لمؤسسات دولية ينبغي تادعيمها أو إنشاؤها )لهذا الغرض(.
.2المؤسسات الدولية
من برنامج المم المتاحدة للبيئة إلى لجنة التانمية المستاديمة .وعلى إثر ندوة ستاوكهولم لعام ،1972أنشأت الجمعية العامة للمم المتاحدة
هيأة فرعية هي برنامج المم المتاحدة للبيئة )) ،PNUEمهمتاه تاشجيع النشاطات التاي في صالح البيئة ،و تاطبيق برنامج العمل المحدد
في ندوة ستاوكهولم .إن برنامج المم المتاحدة للبيئة هو الصل في صياغة العديد من التافاقيات الدولية )حماية "المياه القليمية"
المختالفة( ،أو كبريات القضايا مثل بروتاوكول مونر حول طبقة الوزون ،واتافاقيات بال حول حركة النفايات السامة.
و مع ذلك ،كان الـ PNUEرغم الجهد المبذول منذ 1972ورغم دوره الفعال في عقد الندوة حول التانوع البيولوجي ،لم ينجح في
فرض نفسه كهيئة مركزية لندوة ريو .إن هذا البرنامج الذي كان موضوع خلف مع هيئات عليا أخرى ،قد عانى شيئا فشيئا من فقدان
المصداقية .وأخيرا ،فإن هناك لجنة التانمية المستاديمة ،التاي هي هيأة انبثقت عن التاغيير المؤسساتاي لمنظمة المم المتاحدة أثناء ندوة
ريو ،و التاي كانت مكلفة بتانفيذ المفكرة .21
كفاءات متاقاسمة .رغم إعادة التامركز هذه داخل هيأة خاصة ،فإن حكامة التانمية المستاديمة داخل نظام المم المتاحدة معقد بسبب وجود
عدة وكالت لمنظمة المم المتاحدة تاهتام من قريب أو بعيد بقضايا البيئة و التانمية) .منظمة المم المتاحدة للتاغذية و الزراعة ،المنظمة
11
العالمية للصحة ،برنامج المم المتاحدة للتانمية إلخ (..ويضاف إلى ذلك ،عدد من البرامج والمنظمات الدولية وأمانات التافاقيات الدولية
عن التاغير المناخي و التاصحر .هناك مسألتاان أساسيتاان ينبغي طرحهما :الولى تاتاعلق بالتاعاون بين منظمات المم المتاحدة .والثانية
تاتاعلق بوزن هذه الشكال المؤسساتاية بالنسبة للمؤسسات القتاصادية الدولية… و بشكل عام تاطرح مسالة إعادة تانظيم جذري لهندسة
مؤسسات التانمية المستاديمة .و في هذا السياق اقتارحت عدة شخصيات سياسية فكرة إنشاء بنية فوقية ،أي منظمة عالمية للبيئة ،كنوع
من الدعامة للمنظمة العالمية للتاجارة.
لقد لعبت لجنة التانمية المستاديمة دورا هاما جدا منذ تاأسيسها و ذلك بإرساء قاعدة مشتاركة للعمل بين الدول المتاطورة والدول السائرة
في طريق النمو .إن غالبية هذه الدول مزودة بلجنة وطنية للتانمية المستاديمة و الستاراتايجيات الوطنية .كما سمحت لجنة التانمية
المستاديمة بخلق مجال للمناقشة ،حيث تاوجد ممثلة بصورة واسعة المنظمات الحكومية واكثر فأكثر المؤسسات القتاصادية.
غير أن لجنة التانمية المستاديمة تاعاني حاليا من نقصين ،فهي من جهة ل تاملك سلطة فعلية تامكنها من فرض احتارام التازامات ندوة ريو.
من جهة أخرى فهي مؤلفة أساسا من وزارات البيئة للدول العضاء .وحتاى تاصبح لجنة التانمية المستاديمة مجال حقيقيا لصياغة
السياسات الدولية ،لبد أن تاؤكد مفكرة عملها على المواضيع القتاصادية وأن تاكون قادرة على تاجنيد وزارات القتاصاد و المالية.
فبتاأكيدها على السياسة القتاصادية تاستاطيع لجنة التانمية المستاديمة إرساء قاعدة مؤسساتاية لتاحقيق إجماع حول السياسات و خلق حد
أدنى من تاجانس المعايير.
جهود التاكيف .بالموازاة مع التاغيرات الجارية داخل نظام المم المتاحدة فإن المنظمات القتاصادية ،و في مقدمتاها البنك العالمي ،تاقتارح
أن تاجعل من التانمية المستاديمة مبدأ لعادة تانظيم نشاطاتاها غير أن هذه المنظمات لم تاكن محضرة لمواجهة هذا الرهان الجديد إل قليل،
وكانت محاولت إعادة التاوحيد هذه محل نقد شديد ،خصوصا في الوقت الراهن ،من الوساط اليكولوجية ،التاي غالبا ما تانعت
"بالتامليح " الطريقة التاي تاأخذ بها هذه المنظمات القضايا البيئية بعين العتابار.
تاحويل منظمة التاعاون و التانمية القتاصادية .على إثر النتاائج المتاوصل إليها من طرف فريق من الخبراء ،اقتارحت أمانة منظمة
التاعاون و التانمية القتاصادية أن تاكون التانمية المستاديمة هي المبدأ الموجه لعمالها.إن التاعديل المقتارح من المانة لبد من أخذه مأخذ
الجد .فهو ليس مجرد يقظة سياسية لمؤسسة قلقة على مستاقبلها ،بل هو تاعبير عن إنشغالت المؤسسات الكبرى للصناعة لتاجانس
السياسات القتاصادية الرامية إلى تاوجيه عولـمة القتاصاد .وكغيرها من المؤسسات القتاصادية المتاعددة الطراف ،فإن أمانة منظمة
التاعاون و التانمية القتاصادية تارى في التانمية المستاديمة وسيلة لعطاء مؤسستاها شرعية من جديد و تاحضير المفاوضات القتاصادية
للجيل القادم.
النفتااحات المحتاشمة للمنظمة العالمية للتاجارة .في ،1997عند المصادقة على اتافاق مراكش ،تازودت المنظمة العالمية للتاجارة هي
الخرى بجهاز يختاص بموضوع البيئة بإنشائها لجنة التاجارة و البيئة ،في حين أن أمانة الـ GATTأهملت دائما ميدان النشاط هذا.
إن المنظمة العالمية للتاجارة ،التاي أوجدت لضبط التابادل السلعي ،قد اصطدمت في الواقع بمسألة التارابط بين طرق تانفيذ المفكرة 21
وبين النظام التاجاري المتاعدد الطراف .تابدو السياسيات البيئية أكثر فأكثر مصدرا للخلفات التاجارية .في الواقع ،إذا كانت أمانة
المنظمة العالمية للتاجارة تاؤكد أيضا على أن المنظمة ليست مكلفة إل بضبط المبادلت الدولية ،فإنه يبدو من المحتامل أن الدورات
القادمة للمفاوضات التاجارية سوف تادرج ضمنها سلسلة من القضايا العصيبة ذات العلقة مع التانمية المستاديمة.
التافاوض على الولويات .إذا كانت ندوة ريو قد سمحت بالتاعرف على المجال العام للممتالكات المشتاركة والتانمية المستاديمة ،فإن مهمة
تاحديد و تارتايب الولويات تارجع إلى مفاوضي مختالف الهيئات الدولية .ل يوجد أفضلية معلنة تاسمح باختايار الممتالكات الجماعية
الدولية التاي تاكون موضوع عمل متافق عليه.
12
إن هذا الختايار موضوع مفاوضات وإجراءات لكتاساب المشروعية في إطار تانافسي .إن الفضلية المعطاة للمفاوضات حول التاغير
المناخي بالنسبة لقضايا بيئية أخرى تاشكل إحدى المثلة.
نقائص الحكامة الشاملة .إن المشاكل التاي تاواجه الدول في رسم سياساتاها الوطنية يمكن أن تانطلق على المستاوى الدولي ،باستاثناء ما
نلحظه من نقص في الحكامة العالمية للتانمية المستاديمة إذ نرى أن هناك تاعزيزا لكفاءة المنظمات الدولية ذات المسؤليات المتانوعة
بخصوص التانمية المستاديمة ،غير أن كفاءة هذه المؤسسات في تانسيق الجهزة التانظيمية والقتاصادية التاي تاعرف اتاسعا باستامرار،
نراها تاتادعم كلما كانت هناك قضايا جديدة تاتاطلب معالجة دولية .إن مكونات التانمية المستاديمة ،كممتالكات دولية مشتاركة ،ليست إذن
محددة من طرف هيأة ديمقراطية دولية شبيهة للحكومة .مع ذلك فإنه في مجالت أخرى مثل المالية و التاجارة تاشكل بعض الجوانب،
التاي و صلت إلى مصاف الممتالكات العالمية الجماعية ،موضوع حكامة دولية أكيد ،رغم مؤاخذتاه على أنه غير ديمقراطي.
هل يمكن إعادة إنتااج ما سبق إعداده منذ 40سنة لصالح حرية المبادلت ،بإنشاء الـ GATTو المنظمة العالمية للتاجارة ،من أجل
النضال ضد الفقر و تادهور النظمة البيئية؟
هيأة فوقية لبرنامج المم المتاحدة للبيئة أو تاوزيع فرق الخبراء؟ إن إقامة الـمعايير البيئية العالمية التاي تاسمح برفع التاحدي في مجال
حكامة الذي تاطرحها القواعد التاجارية العالمية والضغوطات التانافسية تاثير اهتاماما متازايدا .إن إنشاء هيئة وحيدة متاعددة الطراف و
التاي تاتاكفل بالمسائل العالمية المرتابطة بالبيئة والتانمية المستاديمة يمكن لها أن تاسمح احتامال بتاجميع جزء من هذه النشطة .كان هذا
القتاراح محل نقاش عالمي حاد منذ عدة سنوات .من جهة طالبت عدة حكومات من أجل أن يلعب برنامج المم المتاحدة للبيئة )
(PNUEدورا فعال في تانسيق التافاقيات المتاعددة الطراف للبيئة على القل تالك التاي تاأوي المانات ،و تاطالب بإنشاء منظمة
عالمية للبيئية ،حيث يكون فيها برنامج المم المتاحدة للبيئة هو عنصرها الجنيني ،يمكنه أيضا أن يلعب دورا مساندا للستاراتايجيات
الوطنية للتانمية المستاديمة و في تانسيق الدوات القتاصادية و المالية .و من جهة أخرى ،فإن بعض الحكومات والمنظمات مثل )منظمة
التاعاون و التانمية القتاصادية ) (OCDEتاحبذ تادعيم الخبرة البيئية في الهيئات حيث تاعتابر فيها البيئة ليست هي الهدف المركزي ،مع
زيادة الدعم المالي الكفيل بالبقاء على النشطة البيئية قوية مثل برنامج المم المتاحدة للبيئة ) .(PNUEسيكون لهذا الخير دور في
تاحليل سير النظمة البيئية وانعكاسات النشطة القتاصادية بغية إعداد المعايير.
.1.منح سلطة علمية.إن استاخدام أدوات التانمية المستاديمة يتاطلب إجماعا علميا .المر يتاعلق بمواجهة الطوارىء والتاعامل معها .و
هذا هو المقصود من إنشاء فريق من خبراء المناخا ما بين الدول ،مكون من عدد من العلماء ،و الذي ل يمكن تاصور وجود اتافاق إطار
حول التاغيرات المناخية بدونه .و هناك جملة من التافاقيات المتاعددة الطراف ،ل سيما التافاقية المتاعلقة بالتاعدد البيولوجي ،يمكنها أن
تاستالهم من مثل هذه الجراءات للحصول على إجماع واسع حول المسائل محل خلفات مثل مخاطر انتاشار المورثات المرتابطة
بالعضاء المعدلة وراثيا (OGM) .
.2.تانسيق استاعمال الدوات القتاصادية و المالية .أصبح تاطبيق التافاقيات المتاعلقة بالبيئة يحتااج أكثر فأكثر إلى الستاعانة بالدوات
الجبائية و القتاصادية .و يمكن ،دون شك تادعيم فعالية هذه الدوات إذا ما كانت المؤسسات الملتازمة بها تاتابادل الخبرات والتاجارب فيما
بينها .كان ذلك هو جوهر اقتاراح برنامج المم المتاحدة للبيئة ) ، (PNUEوهو مشروع إنشاء فريق بين الحكومات حول استاعمال
الدوات القتاصادية للتافاقيات الذي لم يحظ ،مع السف ،باهتامام المجموعة الدولية.
.3.إدماج القطاع الخاص و المجتامع المدني .لقد أحرز تاقدم ملحوظ في إشراك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في العملية
الدولية لتاخاذ القرار .غير أن المنظمات غير الحكومية لزالت تاشكو من نقائص ديمقراطية ،مثل ما هو الحال في الطعن القانوني .إن
فكرة إعطاء دور مركزي لـمحكمة العدل الدولية عن طريق إنشاء غرفة بيئية لم تاتاكلل بالنجاح .هناك اقتاراحات تاتاعلق بإنشاء وظيفة
الوساطة الدولية للبيئة ،التاي يمكن أن تاتايح للمنظمات غير الحكومية التادخل لحمل الدول على تاطبيق التافاقية المعددة الطراف ))
. AMEوأخيرا ،هناك اقتاراح أخير يتاعلق بإنشاء شبكات دولية للكفاءة وعلى عدد محدود من الرهانات ذات الهمية الشاملة ،التاي
تاعمل على إشراك كل من ممثلي المجتامع المدني ،القطاع الخاص والحكومات .إن من شأن هذه الشبكات المتاقاطعة أن تازيل الجمود
عن المؤسسات.
13
.3المنظمات غير الحكومية ) (ONGكوسيط للطلب الجتماعي
القاطرات .تااريخيا ،ظهر الطلب الجتاماعي على التانمية مع ظهور كبريات المنظمات غير الحكومية ذات الصيت العلمي الكبير
مثل "السلم الخضر" ) ، (GRENNPACEالصندوق الدولي للطبيعية ) (WWFأو "أصدقاء الرض" )EARTH FRIENDS
. (OFلقد أدركت هذه المنظمات مدى هشاشة تاوازن البيئات الطبيعية ،و عملت أحيانا بوسائل مثيرة .حاولت مؤخرا تاعديل قواعد
العمل الدولية الجاري العمل بها من لدن الدول و المؤسسات الدولية .شكلت كبريات هذه المنظمات غير الحكومية جماعة ضغط ل
يستاهان بها ،و كمثال على ذلك ،فإن الصندوق الدولي للطبيعة يضم مليون فردا من أعضائه ،و هذا فقط في الوليات المتاحدة
المريكية ،ناهيك عن 4,7مليون من أعضائه الـموزعين على مئات من البلدان.
حسب تاقدير الخصائيين .لقد أنشئت العديد من المنظمات غير الحكومية القطاعية منها و المحلية بجانب تالك المنظمات ذات الوزن
الثقيل… و صارت تالعب حاليا دورا محددا في تاشكيل وعي بيئي في الحكامة الدولية للتانمية المستاديمة .البعض من هذه المنظمات،وإن
كان غير معروف إعلميا ،فإنه أنجز عمل هاما في مجال التاحسيس والتاوعية حول مشاكل البيئية وساهم مساهمة فعالة في إعداد و
متاابعة كبريات الندوات الدولية .وكمثال على ذلك ،شبكة عمل المناخا ) (RACتاتاابع عن قرب تانفيذ إجراءات بروتاوكول طوكيو حول
التاغير المناخي و تاقدم تاحاليل من أجل اتاخاذ الجراءات الممكنة للكفاح ضد الحتاباس الحراري آليات اقتاصادية ومالية…( وبصفة
عامة ،فإن اندماج مجتامع مدني منظم ضمن السلطة الدولية يدل على ثلث تاطورات جوهرية.
احتارافية المنظمات غير الحكومية.لم تاعد المنظمات غير الحكومية تارتاكز فقط على قوتاها التاجنيدية على الصعيد الدولي ،بل أيضا على
قدرتاها على التاحليل و التافكير والقتاراح الذي ازدادت أهميتاه بعد مؤتامر "ريو" .بعدما كانت في السابق مهمتاها تانحصر على برامج
المحافظة على الطبيعة ،صارت تاميل ،و منذ سنوات ،للستاثمار في كبريات المسائل السياسية والقتاصادية للتانمية المستاديمة .إن
الصندوق الدولي للطبيعة مثل ،يتاوفر على وحدة للتاجارة والستاثمارات .هناك العديد من المنظمات غير الحكومية على هيأة شبكات
أفقية في ميدان الخبرة ،مثل "المركز العالمي لقانون البيئة و التانمية" ) (CIELوالمؤسسة من اجل التانمية للدولة و القانون ))
FIELDالمختاصة في ميدان القانون الدولي للبيئة و التاي تاقدم خبرة ذات مستاوى عالي ،مثل إدراج قواعد البيئة في المنظمة العالمية
للتاجارة.
العتاراف المؤسساتاي .لقد باتات قواعد سير المؤسسات الدولية منفتاحة على المنظمات غير الحكومية .و هكذا ،فإن المم المتاحدة
أعطت للمئات من هذه المنظمات مكانة المراقب في النقاش الدولي ..لكن ما يلحظ بالخصوص هو النفتااح التادريجي لكبريات
المنظمات القتاصادية الدولية على المجتامع المدني .و من أجل تادعيم الحوار ،قام عدد من هذه المنظمات بإنشاء منظمات غير حكومية،
مثل المركز العالمي للتاجارة و التانمية المستاديمة يتارأسها مدير سابق لبرامج التاحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة ) ، (UICNالذي
يقوم بتانسيق تابادل المعلومات بين المنظمات غير الحكومية والمنظمة العالمية للتاجارة.
مواقف أكثر تاباينا :صارت مواقف المنظمات غير الحكومية أكثر دقة اليوم عما كانت عليه في العشرية السابقة .انتاقلت هذه المنظمات
من موقف اتاسم بالطابع الحتاجاجي الـمحض إلى موقف فعال ،خصوصا داخل المنتاظم الممي الذي نسجت معه علقات متاينة منذ
ندوة ستاكهولم .المر لم يعد يتاعلق بإدانة و رفض العولمة والتالوث… إلخ ،بقدر ما يتاعلق باقتاراح حلول مقبولة والبحث عن تاسوية
بالتاراضي و إيجاد أرضية للتافاهم والدفاع عن المبادئ الخلقية في حل المعضلت الدولية .على الرغم من أن المنظمات غير
الحكومية ل زالت تاعبر عن عدائها للنهج الليبيرالي الذي تادافع عنه المؤسسات القتاصادية الدولية ،إل أنها لم تاعد متاغافلة عن التاطورات
الجوهرية للعولـمة .لم يبق إل عدد قليل من هذه المنظمات غير الحكومية تاطالب ،بصفة جذرية ،بحذف الهيئات مثل سحب دول
أعضاء في المنظمة العالمية للتاجارة ) . (OMCو على وجه العموم ،فإن التاجاه العام للمنظمات غير الحكومية يسير في اتاجاه وضع
قواعد دولية تاؤمنها من النحراف أكثر من تابني استاراتايجيات التاراجع الوطني.
أحزاب الخضر .تاجدر الشارة أيضا إلى ظهور التاشكيلت السياسية المطالبة ليس فقط بالدفاع عن البيئة لكن أيضا بتاطبيق السياسات
العمومية المستالهمة من التانمية المستاديمة ،بعدما جرى إنشاؤها أول في الدول الوروبية ،تاؤول حاليا إلى التاواجد والنتاشار في دول
الجنوب ،وتاعمل على نشر الوعي بالمشاكل و التاجنيد لصالح المحافظة على البيئة .و على غرار المنظمات غير الحكومية ،فإن أغلبية
أحزاب الخضر انتاقلت من إدانة النظام الرأسمالي إلى مواقف أكثر إصلحية ،البعض منها أبدى موافقتاه في أن يكون ممثل في حضيرة
الحكومات.
النقابات .وأخيرا ،أصبحت هناك نقابات العمال طرفا في تارجمة الطلب الجتاماعي للبيئة على المستاوى السياسي .ويشكل ذلك دعما
هاما ،لنها تاخلق صلة مع عالم الشغل والمؤسسة ،مساهمة بذلك في نشر مبادئ التانمية المستاديمة باتاجاه مجالت جديدة .وتاشكل في
هذا الصدد معاهدة مارس 1992للكونفيدرالية الدولية للنقابات الحرة لصالح أهداف التانمية والبيئة مرحلة هامة لهذه الحركة.
14
وزن لجدال فيه .إن جملة مكونات المجتامع المدني هذه تالعب دائما دورا متازايدا في إدانة المشاكل البيئية و النضمام إلى البرامج
الوطنية و الدولية .و بات هذا الوزن بارزا في عدد من ندوات المم المتاحدة ،كما بات أيضا عامل جوهريا في كبريات الخيارات و
التاوجهات القتاصادية الدولية ،كما أمكن ذلك ملحظتاه في فشل مشروع التافاق المتاعدد الطراف حول الستاثمار ) (AMIفي بداية
سنة .1998
معسكران .تارى بعض المؤسسات في السياسات الوطنية والدولية للتانمية المستاديمة عائقا في وجه حريتاها للستاثمار والبتاكار و بالتاالي
للتانمية .إن هذا التاخوف بات حقيقيا خصوصا في قطاعات ينعدم اليقين العلمي فيها حول المخاطر البيئوية لبعض النشطة أضحى
كبيرا ،خاصة في المجال التاكنولوجيات الحيوية أو الصناعات النووية .وعلى العكس من ذلك ،تارى مؤسسات أخرى أن الشغف العام
حول التانمية المستاديمة يحمل معه انفتااح أسواق جديدة .وبتاطويرها للستاراتايجيات الخضراء ،تاحاول هذه المؤسسات أن تاحتال مواقع
فروع خاصة للستاهلك والحصول على مزايا تانافسية ضرورية لنموها… وضمن هذا الخيار ،تاحاول أن تاقيم تاحالفات مع المنظمات
غير الحكومية ،ول سيما في إطار تاطبيق التافاقيات الطوعية )اقتاصادية ،قواعد السلوك( .و هكذا نجد تاحالف كل من "الصندوق الدولي
للطبيعة" و"أنيلفر" ) (Unileverلنشاء ما يعرف بـ )) ،Marine steward ship Concilالهيئة التاي تاستاهدف تارقية التاسيير
المستاديم للصيد البحري بواسطة ما يعرف بـالشهاد اليكولوجي.
عمل الغرفة الدولية للتاجارة .و في ظل هذا الخيار أيضا تاقوم الغرفة الدولية للتاجارة ) (CCIمنذ 1971بتانشيط شبكة من المؤسسات و
تاشارك في الندوات الدولية حول البيئة .وهناك تاكتال مؤسسات أخرى كانت قد تابنت نهجا مماثل ،مثل المجلس العالمي للتاجارة للتانمية
المستاديمة World Business Concil for sustainable Developmentالذي تابنى جزءا من بيان "ريو" وحث أعضاءه على
تاطبيقه .حددت الغرفة الدولية للتاجارة منذ 1993برنامج عمل في خمس نقاط:
تارقية السياسات البيئوية المتاوافقة مع البقاء على نظام تاجاري متاعدد الطراف و مفتاوحا. o
oالعلن عن انطلق حملة دولية لتاحفيز المؤسسات الصغيرة والمتاوسطة للعالم كله للنضمام إلى ميثاق الغرفة الدولية للتاجارة من
أجل البيئة و التانمية.
oتادعيم و تاقوية العمل التاقليدي للغرفة الدولية للتاجارة من أجل التانظيم الحتارافي الذاتاي ،خاصة عن طريق وضع قواعد السلوك
حول المبادلت الدولية للنفايات السامة والتاأمين على المخاطر الصناعية.
وضع برامج التاكوين في ميدان البيئة لصالح المؤسسات. o
تارقية اتافاقيات التاعاون التاقني في ميدان البيئة بين مؤسسات الدول الصناعية و الدول السائرة في طريق النمو. o
التازام القطاع الخاص بالعمل لصالح التانمية المستاديمة.
o 1971بيان الغرفة الدولية للتاجارة الذي يشير فيه إلى "أن حماية البيئة ستاكون واحدة من تاحديات جميع الدول في العشريات
الخيرة للقرن العشرين".
oشاركت الغرفة الدولية للتاجارة في ندوة ستاوكهولم. 1972
oأعلنت الغرفة الدولية للتاجارة عن المبادئ التاوجيهية لتاطبيق معاهدات .1971 1974
: o 1984 Wicem 1انعقاد الندوة الول للصناعة والبيئة بمبادرة من الغرفة الدولية للتاجارة و برنامج المم المتاحدة للتانمية )
. (Pnud
15
ملحظة:ا يتضمن هذا المقال:ا العناصر الساسية في البحث:ا مفهوم العولمة و تطورها +انعكاساتها الجتماعية
و القاتصادية +آليات مواجهة العولمة
أصبحت العولمة ظاهرة عالمية شديدة التاساع والنتاشار ،ل تاقتاصر فقط على المجال القتاصادى والمالى ،وإنما تامتاد أشكالها وتاجلياتاها
إلى كافة المجالت .فالعولمة ،من حيث هى النتاقال السريع للفراد والموال والفكار عبر العالم ،تازيد من التاواصل والتافاعل بين
الفراد والمجتامعات ،كما أنها تاعطى للقتاصاد مكانة مهيمنة على حركة التافاعلت بين الدول ،وكذلك داخل المجتامعات ،وتازيد من حدة
التانافس القتاصادي فيما بينهم.
على الجانب الخر ،أصبحت كلمة العولمة بالنسبة للكثيرين فى العالم مرادفا للنهب القتاصادى الذى يتاعرضون له ،نظرا لما أفرزتاه
العولمة من أثار مدمرة على شعوب الكثير من بلدان العالم الثالث الذي يرزح تاحت وطأة الديون وعدم الستاقرار القتاصادي
والجتاماعي وتاعاني شعوبها من البطالة والفقر وغياب العدالة الجتاماعية .ول ينحصر المر في دول وشعوب العالم الثالث ،بل يمتاد
إلى قطاع كبير من شعوب العالم المتاقدم يعاني من الليبرالية الجديدة التاي تاهدم بمعول التاحرر القتاصادي كل المنجزات الجتاماعية التاي
حققتاها تالك الشعوب فى فتارة ما بعد الحرب العالمية الثانية ،وعبر نضال طويل ومعارك شديدة الوطيس سقط فيها الكثير من الضحايا.
16
شهدت المرحلة التاالية على ذلك بروز النخبة الجديدة من المنظرين القتاصاديين الذين يدورون في فلك المدرسة النقدية التاي تاكونت في
جامعة شيكاغو حول البروفيسور ميلتاون فريدمان ) الحاصل على جائزة نوبل في القتاصاد عام 1971والخصم الكبر لنظريات
ل ضمن فريق العمل القتاصادي القتاصادي النجليزي الشهير جون مينارد كينز( ووصولـها لمركز صناعة القرار السياسي ،أو ل
للجنرال بينوشيه في شيلي بعد النقلب العسكري على حكومة سلفادور الليندي ،وثانيا مع مارجريت تااتاشر وحكومة المحافظين في
المملكة المتاحدة وبعد ذلك مع الرئيس المريكي رونالد ريجان في الوليات المتاحدة المريكية.
ينجح فلسفة الحرية القتاصادية الجدد تاحت شعار الثورة المحافظة في تارويج أطروحات الليبرالية الجديدة المعادية للنظرية الكينزية
والداعية لنهاء تادخل الدولة في النشاط القتاصادي و الرافضة لى معايير اجتاماعية في القتاصاد .يتام بعد ذلك تاحطيم نفوذ نقابات
العمال وتاحرير أصحاب العمال من أي قيود اجتاماعية تافرضها عليهم قوانين العمل ،ليشرعوا في سبيل من عمليات الخصخصة التاي
تانهي منشآت الدولة النتااجية والخدمية.
كان هذا تامهيدا لما ستاشهده حقبة الثمانينيات من عقيدة اقتاصادية جديدة تاعاون في تاسيدها على العالم كل من الشركات متاعددة الجنسية
وبنوك وول ستاريت وإدارة الخزانة الفيدرالية في الوليات المتاحدة المريكية والمنظمات التامويلية العالمية .أنها عقيدة ) النصياع
لواشنطون( وهي العقيدة التاي ستاكون المرجعية الوحيدة لقتاصاديات العالم وتاتامثل في :تاقليص الميزانية ،المزيد من العفاءات
الضريبية ،خفض النفاق الحكومي ،تاحرير التاجارة وسوق تابادل العملت وطرح عمليات الخصخصة كحل وحيد وعالمي لكل
المشاكل القتاصادية .أطلق البعض على تالك العقيدة اسم )التافكير الوحيد( الذي يسعى على إجبار جميع الشعوب والدول على تاطبيق
نفس الحلول وأتاباع نفس السياسات.
أجبرت الوليات المتاحدة في التاسعينيات دول جنوب شرق أسيا على تاطبيق تالك الوصفة وبالذات الجزء الخاص بتاحرير السواق
المالية والتامويلية عبر أوامر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ،حيث قاما سويا بإجبار تالك الدول ودول أمريكا اللتاينية على أتاباع
نموذج الليبرالية الجديدة التاي تاطالب به الرأسمالية المريكية مقابل دخول استاثماراتاها لسواق تالك البلدان.
فرض صندوق النقد الدولي نفسه بقوة على الخريطة القتاصادية العالمية كوزارة مالية على مستاوي الكون مع مرور الوقت ،وكانت
مهمتاه الرئيسية هي فتاح أسواق العالم القومية أمام استاثمارات الدول الغنية .تام ذلك عبر سياسات التاثبيت الـهيكلي التاي فرضت على
دول الجنوب ،ومحاولة رفع الحواجز أمام حركة السلع والخدمات ورأس المال .وأصبح صندوق النقد الدولي مركزا رئيسيا لعملية
العولمة مع العديد من المؤسسات مثل منظمة التاجارة العالمية ومجموعة الثمانية وغيرها من المنظمات.
يمتاد تاأثير تالك العولمة إلى كل ركن من أركان العالم متاجاهلة لوضع الفراد والشركات الوطنية بل واستاقلل الشعوب ،غير معتارفة
بالختالفات بين النظم الجتاماعية والسياسية للدول المختالفة .تاتاركز اهتامامات العولمة حول إمكانية غزو أسواق الدول وليس شعوبها
حول السيطرة على ثروات الشعوب وليس أراضيها ،ولكن مع عدم قدرتاها في تاحقيق هدفها دون غزو عسكري يكون الخيار العسكري
مطروح بقوة ولنا في سلوك الوليات المتاحدة من بعد أحداث سبتامبر خير دليل .تاتامثل نتاائج تالك العولمة في تاحطيم والقضاء على
السياسات الجماعية في دول الجنوب وإنهاء تاراث التادخل الجتاماعي والقتاصادي للدولة وطرح معادلت صراع بين الدولة وقوي
السوق ،وبين القطاع الخاص والعام والفرد ضد الجماعة ،ول نبالغ أن قلنا النانية ضد روح التاضامن .في خضم المنافسة بين قوي
العمل وقوي رأس المال تافتاح البواب على مصراعيها أمام راس المال لينتاقل أينما شاء حينما شاء في حين تاقف كل العقبات أمام انتاقال
الفراد بين الدول ،فقد تاغير شعار ليبرالية العولمة ليصبح على العكس من الشعار المعروف عن رأسمالية الولين الشهير )دعه يعمل
دعه يمر( ،فقد تاحول إلى دع رأس المال يفعل ما يشاء أما الفراد فلن يمروا أبدا .لقد انتاصر رأس المال على النسان.
تاسعي الشركات الكبرى إلى إلغاء الحدود بين الدول والتاغاضي عن أي قوانين محلية لتاستاطيع العمل أينما تاشاء .وتاعمل الشركات
متاعددة الجنسية في كافة أرجاء العالم على أنه بلد واحد ولكي تاضمن عدم وجود أي معوقات لها تاسعي أن تاسود قواعد موحدة كافة
أرجاء المعمورة .وبالطبع يجب أن تاكون القواعد قد تام تاحديدها بما يتاوافق مع مصالحها وتاعمل المنظمات القتاصادية العالمية على
فرضها ونشرها في كافة إرجاء المعمورة .وتاقوم المؤسسات الكبرى بالنتااج حيث سعر اليدي العاملة في أدني مستاوي له لتابيع
منتاجاتاها حيث مستاوي الحياة في أعلى مستاوي له .والويل كل الويل لمن يرفع صوتاه بمعارضة هذا النموذج الليبرإلى الجديد أو من
ل أو من يعلن عدم ديموقراطية نظام العولمة حيث يتاحكم قلة من الرأسماليين لم يتام انتاخابهم أو اختايارهم من قبل أحد يطرح نموذجا بدي ل
في مقدرات الشعوب وسياستاهم القتاصادية الداخلية ،وتاصبح الحكومات مجرد منفذ لوامر تالك القلة ومؤسساتاها القتاصادية العالمية،
فتاهم الرجعية والفكر الشمولي والنتاماء للماضي والشعوبية جاهزة لكل من تاسول له نفسه انتاقاد نموذج اللبرالية الجيدة والعولمة.
17
وقد زاد حجم الـهوة بين الشمال والجنوب مع عولمة الليبرالية القتاصادية لتاختال النسبة بين الناتاج المحلي الجمالى للدول الغنية
والفقيرة ، ،مما أدى إلى تاركز الثروة خلل العشر سنوات الماضية فى أيدي قلة قليلة من المجموعات والشخاص و الشركات والبلد،
على نحو ما يوضح الجدول المرفق.
الناتاج القومي الجمالى للدول الفقيرة الناتاج القومي الجمالى للدول الغنية العام
1816 3 1
1950 35 1
1973 44 1
1992 72 1
1995 82 1
2000 86 1
Source: Ignacio Ramonet, Le Nouveau Capitalisme: Une Regression, Manier de Voir, No. 72, 1/2004,
.p.7
وسوف نركز فيما يلى على ثلثة آثار رئيسية للعولمة على النحو التالى:ا
1ـ العولمة والبطالة ،فى تاعبير واضح عن جوهر العولمة ،يقول السيد بيرسي برنيفيك رئيس مجموعة ABBعن مفهومه عن
العولمة أنها الحرية لكل فرع من فروع مجموعة الشركات التاي أرئسها لتاستاثمر أينما وحينما تاشاء ،ولتانتاج ما تاحب أن تانتاجه وتابيع ما
تاود بيعه .كل هذا دون أن تاواجه أي معوقات حتاى لو كانت بسيطة من قبل أي قوانين لتانظيم العمل أو أي تاشريعات اجتاماعية.
وتاعد البطالة من أهم الكوارث التاي نتاجت وتانتاج عن تاعميم نظام الليبرالية الجديدة عبر نظام العولمة وهو ما وضح بشدة في الدول التاي
طبقت نظم الليبرالية الجديدة مثل الرجنتاين و المكسيك والبرازيل و تاايلند .ووفقا لتاقرير منظمة العمل الدولية الصادر في عام
،2001فإن الصورة قد تابدو قاتامة بعض الشيء حيث وصل عدد العاطلين عن العمل و يبحثون عن فرصة عمل في العالم إلى 160
مليون متاعطل عن العمل ،ينتامي 50مليون متاعطل منهم للبلدان الصناعية المتاقدمة .كما انه هناك أكثر من 500مليون من الحاصلين
على أجر مقابل العمل يعيشون بدخل أقل من 1دولر يوميا.
هذا هو نتااج العولمة التاي ل تاضع في حسبانها اختالف معدلت النتااجية من منطقة لخرى في العالم وبالتاالى ل يمكن أن تاوجد فرص
منافسة حقيقية على المستاوي العالمي لو قمنا بتاطبيق معيار وشروط إنتااجية واحدة في كافة أنحاء العالم .هذا بالضافة إلى أن سعي
رأس المال إلى الحصول على معدل ربح عإلى ) معيار %15من حجم رأس المال المستاثمر كحد أدني( أو النسحاب من السواق و
حرمان الكثير من المجتامعات من صناعات هي في حاجة إليها ليخرج الكثير من العاملين لسوق البطالة.
تاعتابر المعايير الموحدة للنتااجية التاي تافرضها عملية العولمة من أهم السباب التاي تاؤدي إلى اختافاء المنتاجين ذوى معدلت النتااجية
المخالفة للمعيار العالمي المفروض عليهم من قبل الليبرالية الجديدة و من ثم المزيد من البطالة والوظائف المؤقتاة.
ثبت عبر دراسة علمية أن تاحول بعض الوظائف من الشمال المتاقدم للجنوب الفقير بحثا عن اليدي العاملة رخيصة الثمن ليس هو
السبب الحقيقي في انتاشار البطالة بين صفوف الطبقة العاملة في العالم المتاقدم .هذه النتايجة هي محصلة دراستاين في غاية الهمية قام
بهما المركز القومي للبحاث القتاصادية في الوليات المتاحدة المريكية منذ عام .1997تاتام الدارسة عبر عينات كبيرة من الشركات
المتاعددة الجنسيات المريكية وتاصل في النهاية إلى نتايجة بمقتاضاها أن منافسة الوظائف في فروع الشركة في العالم الثالث للوظائف
في الفرع الرئيسي للشركة بالوليات المتاحدة المريكية هامشية إلى حد كبير ،ولكن هناك منافسة شرسة بين الوظائف في فروع
الشركة الموجودة خارج الوليات المتاحدة المريكية .تاري الدراسة أن الوظائف الجديدة التاي يتام خلقها عبر الستاثمارات في فرع
الشركة في البرازيل على سبيل المثال تاهدد بشكل أقل الوظائف الموجودة في الفرع الرئيسي بالوليات المتاحدة المريكية ،ولكنها تاهدد
بشدة الوظائف الموجودة في فرع الشركة في جنوب شرق أسيا .بمعني أخر؛ تاكون أعلى درجات المنافسة على الوظائف بين اليدي
العاملة للدول الخذة في النمو و بالذات في المجالت النتااجية ذات المعدلت المنخفضة للقيمة المضافة .هذا ل يمنع أن الوظائف في
البلدان الصناعية المتاقدمة تاكون في حالة منافسة فيما بينها ولكن بدرجة أقل عن تالك التاي تاتام بين القوي العاملة في البلدان الخذة في
النمو والعاملة في مجالت الستاثمارات الجنبية للشركات متاعددة الجنسية.
تاثبت تالك الدراسة أن عمالة الدول الخذة في النمو ل تاسرق الوظائف من العمالة في الدول المتاقدمة وأن تاأثير ذلك على التاشغيل الكلي
في الدول المتاقدمة ل يذكر .بل أن نموذج العولمة وتاسيد النظام الحر المعتامد على التاصدير للسوق العالمي وجذب الستاثمارات
الجنبية الذي يروج له البنك الدولي وصندوق النقد هو واحد من أهم أسباب البطالة في الدول الخذة في النمو .تالك الدول التاي تاجذب
الستاثمارات بغرض إنشاء صناعات تاصديرية تادخل في حلقة مفرغة جهنمية عرفتاها المكسيك في عام 1994إبان أزمة انهيار البيزو
المكسيكي .تاتامثل تالك الحلقة في أن اقتاصاد الدولة المتاوجه نحو الخارج والذي تارتابط عملتاه ارتاباطا وثيقا بالدولر ل ينجح رفع حجم
صادراتاه بالقدر الذي يفوق نمو وارداتاه ،والتاي تارتافع أسعارها بمعدلت تافوق معدلت الزيادة في أسعار الصادرات ،وينتاج عن ذلك
ل في الميزان التاجاري وتازداد الفجوة بين الصادرات والواردات ليؤثر ذلك على قيمة العملة الوطنية لتاصل لمرحلة النهيار، خل ل
ويستاتابع ذلك في كثير من الحالت انسحاب الستاثمارات الجنبية من سوق الدولة المعنية لتاختافي الوظائف التاي تام خلقها أثناء فتارة
النمو والتاوسع.
18
2ـ التركيز على عولمة رأس المال وليس التكنولوجيا ،تاسعي العولمة لفتاح البواب أمام الستاثمارات في كل أنحاء العالم دون أن
تاواجه بأي عائق يمنعها من تاحقيق الرباح وتاحويلها إلى خارج البلدان المستاثمر فيها .عندما يتاعلق المر بالتاكنولوجيا فأننا سنجد المر
على العكس تاماما حيث يسيطر العالم المتاقدم وبالذات الوليات المتاحدة المريكية على أسواق التاكنولوجيا في العالم ،فلقد تاعلمت الدرس
تاماما من التاقدم الذي أحرزتاه بعض دول جنوب شرق أسيا في مجال التاصنيع ،ولذا فهي تاسعي منذ مدة إلى حصر نشاط دول الجنوب
في مجال الوكلء من الباطن وتالفي تاحقيق دول أخري لمستاوي تاصنيع مستاقل وله القدرة على تاطوير تاكنولوجياتاه الخاصة ،وهو ما
سيدخله في تانافس واضح مع صناعات العالم المتاقدم .وتاسعي الدول المتاقدمة إلى عدم نقل التاكنولوجيا حتاى ل تاتاولد مراكز تانافسية
جديدة ،ويتامثل السلح الفعال لتالك السياسة في تاطبيق الشعار الذي أطلقه بيل جيتاس ،أغني أغنياء العالم ورئيس شركة مايكروسوفت
في التاسعينيات حين طالب تاسجيل براءات الختاراعات بأكبر حجم ممكن .سمعت نصيحة بيل جيتاس بحذافيرها حيث تاضاعفت براءات
الختاراع في الوليات المتاحدة المريكية خلل العشر سنوات الماضية ،حيث حدث نوع من التاركيز تامثل فى أن %87من 160ألف
براءة التاي تام تاسجيلهم في عام 2000في العالم كانوا في الوليات المتاحدة المريكية.
أدت هذه الـهيمنة الغربية في مجال التاكنولوجية إلى رسم خريطة جديدة للعالم وفقا لتاعبير القتاصادي جيفري ساتاشس والذي اعتارف
بهذا ،بالرغم من إنكاره لتالك الحقيقة عندما كان يعمل مع صندوق النقد الدولي .يري جيفري ساتاشس أن %15فقط من سكان العالم
يشكلون المنطقة الولي على مستاوي العالم الذين يحتاكرون التاكنولوجيا الجديدة ،والمنطقة الثانية من خريطة التاكنولوجية العالمية والتاي
تاضم حـوإلى %50من سكان العالم يمكن لهم التاعامل وتابني التاكنولوجيات الجديدة ،والمنطقة الثالثة والتاي يطلق عليها منطقة
المهمشين تاكنولوجيا وهم على سبيل المثال سكان جنوب المكسيك وجزء كبير من البرازيل الستاوائية وأفريقيا وبعض مناطق روسيا،
وهي المناطق التاي تاعاني من الفقر و تادني مستاوي المعيشة .هذا التاقسيم التاكنولوجي من قبل العولمة سيؤدي إلى أتاساع الفجوة بين
الشمال والجنوب و إلى حصر عملية التاطوير التاكنولوجي في معيار الربح المتاوقع وليس في إطار الحاجة الفعلية للبشرية ،ولعل اكبر
مثال على هذا قطاع الدواء وشركاتاه العالمية والمعركة الشهيرة مع جنوب أفريقيا والبرازيل حول حقوق الملكية الفكرية لدواء معالجة
مرض اليدز.
3ـ نقل التضخم من القاتصاد إلى أسواق المال ،فمنذ تاولي فكر النقديين زمام المور في الدول الصناعية ،يتام ضبط القتاصاد عبر
الدوات النقدية المتاعارف عليها ،مثل ضبط حجم الكتالة النقدية وسعر الفائدة .كان رفع أسعار الفائدة هو أحد أهم السلحة لمحاربة
التاضخم ,و لكن رفع سعر الفائدة هو واحد من أهم السباب في زيادة البطالة .حيث تاجمدت قيمة المرتابات الحقيقية في الدول الوربية
التاي تامتالك نظام حد أدني للراتاب يعمل بفاعلية،في حين انخفضت القيمة الفعلية للرواتاب في كل من الوليات المتاحدة المريكية و
بريطانيا ،وهناك حوالى %13من حجم سكان الوليات المتاحدة المريكية يعيشون تاحت خط الفقر.
ل يدرك النقديون الجدد الحقيقة القتاصادية بشكل كلي ول السبب الحقيقي للتاضخم الذي جعلوا من مكافحتاه التابرير الرئيسي لصلحية
نظرياتاهم ،حيث أن السبب الحقيقي للتاضخم يكمن في الخلل وعدم التاوازن الحادث بين الستاهلك والدخار) الستاثمار( .فعند ارتافاع
الستاهلك بنفس معدلت الدخار فان النتااج ل يزيد بنفس معدلت الطلب على السلع والخدمات لنقص الستاثمارات ،فيتاولد حينئذ
التاضخم .وفى حالة ارتافاع الدخار الكلي على حساب النفاق على الستاهلك ،فإن فائض الدخار ل يمكن أن يتاحول إلى استاثمارات
في مجال الصناعة والخدمات ،نظرا لن الستاثمارات الضافية تاولد في تالك الحالة فائض إنتااج من السلع والخدمات ل يمكن استايعابها
لنخفاض الطلب الفعلى عليها ،في تالك الحالة فإن المدخرات ستاتاحول تاجاه السواق التامويلية .القاعدة في هذه السواق هي أنه في حالة
زيادة الطلب على السهم تارتافع أسعارها في الوقت الذي ل تارتافع فيه قيمتاها الفعلية ،ومن ثم تاعاني السواق التامويلية في تالك الحالة من
تاضخم.
وينبع الخلل الرئيسى الحادث بين النفاق على الستاهلك /الدخار من عدة أسباب من أهمها:
أ ـ عدم التاوازن في تاوزيع عوائد الزيادة في النتااجية بين العمل ورأس المال .وإذا كان هذا الخلل في التاوزيع لصالح العمل ،فإن
القتاصاد يشهد زيادة في الطلب يؤدي إلى ظهور تاضخم حقيقي في القتاصاد .أما إذا كانت الستافادة الكبر من الزيادة في النتااجية
لصالح عوائد رأس المال فإن السواق التامويلية هي التاي ستاشهد حالة تاضخم.
ب ـ تازايد حالت الدخار الجباري مثل تازايد مبالغ صناديق المعاشات ،أو تازايد حالت الستاهلك الجباري كما في حالت مكافآت
المعاش المبكر ،حيث تاحدث الولى تاضخما في السواق التامويلية والثانية تاضخما داخل القتاصاد الحقيقي.
يؤدي التاضخم )المضاربة( الحادث في السواق التامويلية إلى ارتافاع في قيمة السهم بشكل يرفع أرباح تابادلها بشكل ملحوظ عن تالك
المتاولدة عن الستاثمارات التاقليدية .قدم السوق التامويلي في تالك الحالة أربـاحـا عالية دون أن يكون خاضعا للضريبة في الكثير من
الحالت لينافس بذلك وبشكل غير عادل قطاع القتاصاد التاقليدى ،وهو ما يبرر الصعوبات التاي تاواجهها الشركات المتاوسطة والصغيرة
في الدول المتاقدمة بالرغم من أنها تاقدم فرص كبيرة لسوق العمل.
ومن الثار السلبية للتاضخم الحادث في السواق التامويلية أن الشركة الطارحة أسهمها في البورصة تاجد نفسها مجبرة على رفع أرباح
أسهمها ،وذلك لن القيمة الحقيقية للسهم تاعتامد على العلقة بين قيمة السهم وأرباحه الموزعة؛ فإذا كانت أرباح السهم الموزعة ل تازيد
مع زيادة قيمة السهم في البورصة فإن المستاثمرين سيتاوجهون نحو السهم التاي تاوزع أرباحا أعلى وهو ما سيؤدي إلى انخفاض قيمة
السهم المتاروكة أو المتاحول عنها ذات الربحية القل.
تاعمل آليات السواق المالية والتامويلية في المد القصير ،وبالتاالى تاجد الشركات نفسها مجبرة على العمل بنفس الطريقة وهو ما يعتابر
مناقضا لكل قواعد الدارة القتاصادية الرشيدة المعروفة للجميع .فمن أجل رفع أرباح السهم تاقوم الشركات بالتاخلص من العمالة ول
تارفع قيمة الرواتاب وتاخفض الستاثمارات ومخصصات البحث ،وتالجأ الشركات لنقل النشاط للدول النامية وعندما ل تاجد الشركات ما
تافعله بعد ذلك تاقوم بتازوير الحسابات )مثال شركة إنرون المريكية( .ل تاستاطيع الشركات الكبرى رفع حجم مبيعاتاها طالما كان حجم
الدخول المخصصة للستاهلك تاشهد ثباتاا في معدلت الزيادة أو تاراجعا فتالجأ للندماج عبر شراء الشركات المتاعثرة لتاكبر من حجمها،
وكثيراع ما تاستادين بما يفوق طاقتاها وكل ذلك من أجل إرضاء المساهمين وزيادة أرباح المدراء )وفقا للحصائيات فإنه منذ ثلثين عاما ل
19
كان دخل المدير في الشركات الكبرى المريكية يساوي 40مرة الموظف صاحب أقل دخل ،وصلت تالك النسبة اليوم إلى 3000
ضعف(.
وعندما يصل التاضخم في سوق الوراق المالية إلى مستاوي معين يبدأ النهيار مع العديد من الزمات ،والمثلة عديدة؛ المكسيك،
جنوب شرق أسيا ،روسيا ،البرازيل ،الرجنتاين ،تاركيا … الخ .وعندما يبدأ المستاثمرون في سحب أموالـهم لتالفي الزمة و إنقاذ ما
يمكن إنقاذه ،تانهار أسعار العملة الوطنية لينهار القتاصاد وتازداد البطالة والفقر .وقد شهدت بورصات الدول المتاقدمة ذاتاها حالت من
التاصحيح الذاتاي المهمة منها على سبيل المثال حالة انهيار )القتاصاد الجديد( والذي ضاعت معه مدخرات صغار المستاثمرين .بما أن
القتاصاد الحقيقي يعتامد بدوره على السواق المالية والتامويلية فقد تاأثر بذلك النهيار و من ثم معدلت التاشغيل والبطالة.
لقد أصبحت البنوك المركزية عاجزة عن التاحكم في الستاقرار النقدي نتايجة للمضاربة ،وأصبحت السواق المالية هي التاي تاحدد رفع
أو خفض سعر الفائدة و في حالة عدم أتاباع ما تافرضه السواق المالية من قبل البنوك المركزية ،فإنها ستادفع لنهيار قيمة العملة
الوطنية .ومن ثم أصبحت الحكومات اليوم مجبرة على إتاباع تاعليمات السوق.
وفى الغالب والعم ،فإن السواق المالية والتامويلية ليست خاضعة للضريبة ول يحكمها قوانين صارمة مثل تالك التاي تاحكم القتاصاد
الحقيقي ،في حين أن هذا الخير مكبل بالضرائب والقوانين الصارمة .وتاري الكثير من الحركات المضادة للعولمة أن المضاربة بكل
أنوعها على الصعيد العالمي هي النتااج الفعلى لسياسات العولمة المنفذة لنظريات الرأسمالية الجديدة التاي تابحث لرأس المال على أعلى
معدلت ربح حتاى لو كان ذلك على حساب النشاط النتااجي و الممارسات القتاصادية المنتاجة ،وتاعد المضاربة على العملت من أهم
النشاطات في اقتاصاديات عصر العولمة )حوالى 1500مليار دولر في اليوم( وما تامثله من خطر على اقتاصاديات الدول وأثرها على
مستاويات البطالة والتاشغيل.
يستاطيع المضاربون على أسعار الصرف خلق أزمة في السواق المالية والستافادة منها في نفس الوقت ،هذا بالضافة للفوائد الجمة
التاي قد تاعود عليهم من المضاربة على العملت .وقد أدرك القتاصادي المريكي الشهير جيمس تاوبين والحاصل على جائزة نوبل
للقتاصاد خطورة المضاربة على العملت الوطنية من قبل ،وأوضح مدي خطورتاها على اقتاصاديات الدول ،وأقتارح حينئذ فرض نسبة
متاحصلة )عمولة( على كل عملية تابادل للعملة من أجل الحد من عملية المضاربة .ويقتارح مؤيدو تالك العملية أن تاتاراوح النسبة بين
واحد من عشرة وواحد من مائة ،على أن تافرض تالك العمولة أو الضريبة على عمليات المضاربة فقط التاي تاتاسم بالتاكرار و في الكثير
من الحالت بالبيع والشراء من وإلى العملة التاي يتام المضاربة عليها في نفس اليوم وبمبالغ كبيرة .لكن لم يتابنى أحد ضريبة تاوبين
تاحت دعوى أن السوق ينظم نفسه تالقائيا ول يجب أن يتام أي تادخل خارجي في ميكانيزمات السوق ،ولكن من بعد تاعاقب الزمات
المالية في دول العالم و لعب المضاربات دوراع كبيرا في تاعميق الزمة عادت من جديد الدعاوى من أجل تاطبيق ضريبة تاوبين على
عمليات المضاربة على العملة ،وكان على رأس من نادي بذلك جريدة لوموند ديبلوماتايك الفرنسية ومنظمة أتااك الفرنسية )التاجمع من
أجل ضريبة على المبادلت المالية والنقدية لصالح مساعدة المواطنين(.
لن يقتاصر دور تالك الضريبة فقط على الحد من المضاربة بل سيمتاد لمساعدة المواطنين ذوى الدخل المحدود على تاحمل أعباء الحياة،
ويري المطالبون بتاطبيق هذه الضريبة أنه من خللـها يمكن محاربة الثار السلبية للعولمة .فبجانب القدرة على الحد من المضاربة
على العملت وما لـها من أثار مدمرة على العمليات القتاصادية في الدول النامية يمكن تاوجيه جزء مهم من حصيلة الضريبة تالك إلى
الدول النامية لمساعدتاها على تالفي الثار السيئة للعولمة؛ حيث يمكن منح إعانات أو حتاى تاوجيه استاثمارات للدول التاي تاطبق نظام
الحد الدنى للجور على المستاوي القومى ،أو تالك التاي تامنع عمالة الطفال وتالك التاي تاحتارم البيئة و تاحرز تاقدما في خفض نسب
التالوث ...الخ.
ويعارض البعض ضريبة تاوبين تاحت دعاوى صعوبة تاحصيلها ،ولكن هذا غير صحيح حيث أن القائمين على عمليات تابادل العملة
يحصلون عمولة لصالحهم مع كل عملية تابادل للعملة ،وهم قادرون على إضافة نسبة الضريبة لعمولتاهم كما أن التاقدم في تاكنولوجيا
المعلومات يتايح فرصة تاحصيل الضريبة وقت التافاوض على أسعار التابادل كما هو في حالة التافاوض على مبالغ كبيرة بين البنوك
ومكاتاب الصرافة .ومن الممكن أن تاتانوع قيمة الضريبة بين الرتافاع والنخفاض وفقا لمدي النهيارات الحادثة في قيمة العملة .ويحدد
ذلك البنك المركزي للدولة صاحبة العملة التاي يتام المضاربة عليها .وتاعد هذه الضريبة وسيلة لمساعدة البنوك المركزية على إعادة
ل عن التادخل في أسواق التابادل باستاخدام رصيد تالك الدول من العملت الجنبية ،ووقوعها في الكثير من التاوازن لسعر العملت بد ل
الحالت تاحت رحمة المنظمات التامويلية الكبرى وخروجها مدينة من كل أزمة نقدية.
20
الجنوب .وقد أكدت معظم دول الجنوب رفضها لعلن 13سبتامبر حول الزراعة حيث أنه ليس سوى نسخة منقحة من ذلك العلن
الذي صدر في 13أغسطس 2003حول الزراعة عقب اللقاء المشتارك بين ممثلي كل من الوليات المتاحدة المريكية و المجموعة
الوربية ،وأن رغبة دي كاستايلو في أخذ هذا النص كنقطة انطلق تابدأ منها المفاوضات ل يقرب بين وجهات النظر .وتاعد كذلك النقاط
الساسية التاي ينبع منها الصراع في وجهات النظر التاي يتاضمنها إعلن 13سبتامبر هي القطن و فتاح السواق أمام المنتاجات غير
الزراعية ،وهي النقاط التاي أدخلت المفاوضات في نفق مسدود.
وعقب الجتاماع الوزاري لوزراء منظمة التاجارة العالمية فى سنغافورة من أجل أن يكون قاعدة المفاوضات التاالية بعد العام ،1999
برز تاعبير عناصر سنغافورة على العناصر التاي تام التاوصل إليها في هذا الجتاماع ،والتاى يبلغ عددها أربعة عناصر )الستاثمارات -
عقبات التابادل التاجاري -المنافسة -أسواق المشروعات العامة( .وقد سعت الدول المتاقدمة وبالذات التاحاد الوربي إلى التاحول
مباشرلة إلى التافاوض على النص المقدم دون الخوض في مناقشات مطولة عنه .ولكن رفضت بشدة الدول الخذة في النمو رفضا باتاا
مبدأ الحد من حريتاها في دعم الشركات المحلية العاملة داخل اقتاصادها الوطني فيما يخص المشروعات العامة ومنحها الولوية عن
الشركات الجنبية ،وهو أمر غير ممكن في حالة تاطبيق بند عناصر سنغافورة الخاص بسوق المشروعات العامة ،الذى ينص على
التاعامل مع الشركات الجنبية بنفس أسلوب التاعامل مع الشركات الوطنية فيما يخص المشروعات العامة.
وقد ادعى التاحاد الوربي المرونة في مواجهة هذا المطلب معلنا استاعداده للتافاوض بشكل منفصل على كل عنصر من عناصر
سنغافورة ،وهو ما ل يعني التانازل عنها و يتاماثل مع ما طرحه دي كاستايلو في تاناول عنصرين فقط من العناصر الربع
المطروحة)تاسهيل عملية التابادل -سوق المشروعات العامة( بشكل منفصل عن العنصرين الخرين )الستاثمارات -المنافسة ( مع
ل .لكن المشكلة تاكمن في أن المفاوضات المنفصلة تالك ستاتام عبر ما يعرف بالمفاوضات الجماعية دراسة كيفية التافاوض فيهما مستاقب ل
)مفاوضات تاشتارك فيها الدول التاي تارغب في المشاركة وتاكون النتاائج ملزمة لكافة العضاء( .بهذا يسعى التاحاد الوربي إلى تاحقيق
ما يرغب فيه على مرتاين ،وقد أيدت كل من كندا والوليات المتاحدة وسويسرا هذا القتاراح الذي عرف باسم ) .(2 +2ولكن الدول
الخذة في النمو )الصين -الـهند -نيجيريا -جنوب أفريقيا -والبلدان الكثر فقرا( قدمت نصا تاطالب باستامرار النقاش حول ثلثة
من العناصر الربعة ،مع المطالبة بالمزيد من التاوضيحات حول العنصر الرابع ورفضوا رفضا باتاا مناقشة العناصر بشكل جماعي
حيث أن منظمة التاجارة العالمية وفقتا لميثاقها منظمة متاعددة الطراف ،وبالتاالى يجب أن تاتام المناقشة والتافاوض بمشاركة كل
الطراف.
لم يتام التاوصل لنتاائج إيجابية خلل كانكون حيث لم تاحل المشاكل المعلقة ،إل أن مؤتامر كانكون أثبت أن الدول النامية تاسعى إلى تاوحيد
صفوفها للصمود أمام ضغوط الدول الغنية بالرغم من تاناقض مصالح الدول النامية في بعض الحالت وتاباين مستاويات النمو
القتاصادي فيما بينها.
لم تاعد مقاومة العولمة محصورة على الحركات الجماهيرية التاي تاملئ الشوارع وشاشات نشرات الخبار والصحف عند عقد كل
اجتاماع من اجتاماعات منظمة التاجارة العالمية أو اجتاماعات ديفوس ،بل أصبحت هناك مجموعات تاتاشكل داخل المنظمة نفسها وهي
مجموعات ل تاعتامد الساس الجغرافي أو مستاوي التاطور القتاصادي كمنطلق لها ،بل أنها تاجتامع على تاشابه المواقف تاجاه قضايا
وملفات بعينها مثال مجموعـــة )جي (20في مواجهة ملف الزراعة وعناصر سنغافورة و مجموعة )جي (90في مواجهة ملف
القطن والمواد الغير زراعية ،وذلك من أجل تاشكيل قوة في مواجهة ضغوط الوليات المتاحدة والتاحاد الوربي.
لم تاقم تالك المجموعات الجديدة المشكلة حول ملفات بعينها بإضعاف التاكتالت القديمة الموجودة على أسس سياسية وجغرافية مثل تاجمع
البلدان الفريقية و تاجمع بلدان الكاريبي و المحيط الـهادي أو تاجمع البلدان الكثر فقرما ،بل على العكس شاركت تالك التاجمعات في
مناقشات و مداولت مجموعات جي 20وجي 30من اجل صياغة موقف مشتارك.
وبالرغم من أن وسائل العلم في كل من الوليات المتاحدة و أوربا أعلنت مرارا عن تافكك تالك المجموعات وعدم فاعليتاها لعدم إجماع
أعضائها على موقف مشتارك ،ولكن الواقع الفعلى اثبت أن المناقشات في داخل قلب تالك المجموعات التاي تامت قبل انعقاد جلسات -15
16ديسمبر 2003دعمت موقف مجموعات جي 20وجي ،30حيث أعلنت المجموعات رغبتاها في التافاوض و لكن دون الخضوع
لي ضغوط كانت من قبل الدول الكبرى .رهنت الوليات المتاحدة المريكية و أوربا العودة للمفاوضات بما سمتاه بمرونة الدول
الخذة في النمو فيما يخص ملفات )الزراعة -عناصر سنغافورة -المنتاجات غير الزراعية( .يعنى ذلك من وجهة نظر الوربيين
تاوقف الدول المعنية عن العتاراض على مشروع العلن الوزاري المقدم في كانكون ،وأعلنوا على استاعدادهم للعودة للمفاوضات
بشرط الخضوع لمتاطلباتاهم.
يجمع تاجمع جي 90العديد من الدول الخذة في النمو وهي الدول التاي تاعارض التافاوض على عناصر سنغافورة ،أنضم للمجموعة في
بداية تاجمع كانكون حوالى أربعين دولة ثم أصبح سبعين حتاى وصل مع نهاية المؤتامر إلى 90دولة ،طالبوا بسحب عناصر سنغافورة
من أجندة منظمة التاجارة العالمية وأل يتام التافاوض حولـها.
تاكونت مجموعة جي 20من أجل حماية مبادئ حرية التابادل من قبل أعضاء منظمة التاجارة العالمية ،ومن أجل أن تاحتارم تالك المبادئ
في مجال الزراعة من قبل الجميع بما فيهم الوليات المتاحدة المريكية والدول الوروبية ،وقد قدمت مجموعة العشرين العديد من
القتاراحات البديلة ،و تامثل مجموعة العشرين حوالى نصف سكان العالم وحوالى %63من فلحينه حيث نجد بين أعضائها دول مثل
جنوب أفريقيا -الرجنتاين -البرازيل -الصين -الـهند -بوليفيا -باراجواي -باكستاان .اثبت مؤتامر كانكون أن وجود
ل مضادا لمشروعات العالم المتاقدم في السيطرة على اقتاصاديات العالم عبر منظمة التاجارة العالمية مجموعات المقاومة تالك تامثل ثق ل
وأنها قادرة على الصمود في مواجهة كل أنواع الضغوط.
ولول مرة منذ إنشاء منظمة التاجارة العالمية تاتاكون في داخلها قوي تامنع تاحقيق خيارات مجموعة الدول الغنية ) كندا -الوليات
المتاحدة -المجموعة الوربية -اليابان( .بالتاأكيد يعكر هذا التاجمع صفو الدول الغنية التاي ل تارغب في مشاركتاها في صنع القرار
وتاقسيم خريطة العالم اقتاصاديا ،مهما كانت ادعاءاتاها بالمرونة والرغبة في الحوار وتابادل وجهات النظر.
21
وبعيدا عن المرونة الوربية المفتاعلة والتاي هي في الصل موجهه إلى الصحف ووسائل العلم ،جاءت نهاية مؤتامر كانكون ببعض
الخبار السعيدة متامثلة في )شرط السلم( الذي انتاهي مع نهاية عام .2003ينص شرط السلم هذا على عدم تاقديم شكاوى من قبل
الدول التاي تاحتارم قواعد المنظمة فيما يخص الزراعة ضد الدول التاي تاخرق تالك القواعد وهم بالتاحديد الوليات المتاحدة والتاحاد
الوربي .يعد هذا الخبر من الخبار السارة للدول الخذة في النمو التاي طالما عانت من مخالفات الدول الكبرى ،وقد حاولت تالك الدول
بدورها مد العمل بهذا الشرط فيما بعد عام 2005ولكنهم لم ينجحوا في هذا.
طرحت الوليات المتاحدة المريكية التاي يتاهمها التاحاد الوربي بموقف سلبي داخل المنظمة مشروعا جديدا قدمه وزير التاجارة
المريكي روبرت زويليك يعلن فيه أن الوليات المتاحدة تاحاول تالفي أن يكون 2004عاما ضائعا على منظمة التاجارة العالمية،
واقتارح تاركيز الجهود الرئيسية على ثلثة موضوعات هي :الزراعة )والتاي يضم إليها القطن( والمنتاجات غير الزراعية وقطاع
الخدمات.
وعلى عكس التافاق المريكي الوربي السابق يقتارح البيان المريكي أولوية التافاوض على ملف الزراعة على أن يحدد تااريخا لوقف
دعم المنتاجات الزراعية من قبل الحكومات من أجل تاصديرها ،كما أنه يطالب بإدخال القطن مع ملف الزراعة و ليس مع المنتاجات
الغير زراعية .ويري المشروع المقدم من قبل الوليات المتاحدة المريكية أن المفاوضات حول ملف الزراعة يجب أن تاسبق التافاوض
حول أسواق السلع الغير زراعية .ويقتارح المشروع أيضا أنه البحث عن معادلة لعفاء المنتاجات الصناعية من الجمارك تادريجيا
بحيث تاكون العفاءات مرنة بالشكل الذي يستافيد منه الجميع ،على أن تاختافي الجمارك على البضائع في غضون 15ـ 20عاما.
فيما يخص قطاع الخدمات ،يؤيد وزير التاجارة المريكي القتاراح المقدم من 40دولة أن تاتام مشاركة باقي العضاء من الدول
المتاقدمة والدول الخذة في النمو ،وأن تاحدد قطاعات الخدمات التاي تاحقق التاكامل والتاناسق بين الدول المتاقدمة في مجال الخدمات.
فيما يخص عناصر سنغافورة ،فيقتارح زويليك التافاوض فقط حول بند تاسهيل عملية التابادل والذي وفقا لوجهة نظره ليس إل امتاداد
لعمليات فتاح السواق أمام المنتاجات .أما المفاوضات حول أسواق المشروعات العامة فإنه يقتارح التافاوض حولها )تافاوضا جماعيا(
وليس تافاوضا متاعدد الطراف يجمع كل أعضاء المنظمة ،أو إلغاء المفاوضات حولها وضمها لملف الستاثمارات والمنافسة ،مع
الدعوة لمؤتامر قادم في هونج كونج لمتاابعة عمليات المفاوضات.
يعد هذا الخطاب شديد الذكاء حيث أنه يحاول مع مرونتاه الشديدة أن يتالشى المفاوضات متاعددة الطراف التاي ل يوافق عليها
الكونجرس المريكي ،وبالتاالى فإنه يحاول أن يرضي طموح بعض الدول الخذة في النمو ليمرر التافاوض الجماعي )كما سبق
وأوضحنا هو تافاوض تاشتارك فيه الدول الراغبة في المشاركة فقط على أن تاكون قراراتاها ملزمة للجميع( .يزيد الموقف المريكي
المرن من عزلة المجموعة الوربية التاي بالتاأكيد ستاسعى للرد بمقتارح جديد يضمن لها مصالحها .
-------------------------------------------------------------------------
التاهميش :جوزف عبدال" ،عولمة ماذا؟ كيف؟ لمن" ،وثيقة مدعومة من قبل ،URFIGمنشورة على موقع:
http://www.urfig.org/sout-ar-glob-abdallah-rqic-gd.htm
22
مقدمات
-ما هي النيوليبرالية ؟
-الحكومات
-الحركات الجتاماعية
-المناطق الحرة
تامهيد
الشبكة الكيبكية لندماج القارة )الميركية( :نشأت الشبكة الكيبكية لندماج القارة )الميركية( Réseau Québécois sur
l'Intégration Continentale RQICمنذ العام .1994قامت بتاطوير صلتاها ومبادلتاها مع شبكات مشابهة في كندا والمكسيك
ل ،ثم وسعت صلتاها ،منذ فتارة قريبة ،مع شبكات في البرازيل وتاشيلي والبيرو وأميركا الوسطى. والوليات المتاحدة الميركية ،أو ل
تاضم الشبكة منظمات نقابية وشعبية ،مهتامة بالتاعاون العالمي وبالقضايا المحلية والبيئية ،ومجموعات للبحاث .ولقد نشأت ،منذ بضع
سنوات ،تاكتالت في القارة )الميركية( لنقد المقاربة التاجارية لندماج البلدان الميركية .تاقتارح هذه التاكتالت رؤية بديلة لتانمية البلدان
الميركية ،قائمة على وضع قوانين للحقوق الجتاماعية وحقوق العمال وحقوق النسان ،وعلى الديمقراطية والمشاركة ،وحماية البيئة،
وكذلك إزالة الفقر.
إن لرجال العمال الميركيين ،منذ البداية ،منتاداهم :منتادى رجال العمال في أميركا .فعلى المنظمات الجتاماعية والمدنية ،من كل
النواع ،نقابية وشعبية ومحلية ،أن تاؤسس منتاداها الجتاماعي والشعبي ،على مستاوى القارة الميركية.
23
الدقرطة :تاشجيع المشاركة الديمقراطية لمنظماتانا ومواطنات ومواطني كيبك في النقاشات حول اندماج القارة )الميركية(، -
وحول اتافاقيات التابادل الحر.
إعادة المفاوضات :تاشجيع إعادة المفاوضات حول اتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا الشمالية ALENAلقرار -
إجراءات ملئمة لنمو المجتامعات :اجتاماعيا وثقافيا وديمقراطيا وبيئيا .كما يجب إدراج إجراءات تاعويضية لصالح المكسيك ،لتارسيخ
العدالة والديمقراطية ،وكذلك لصالح البلدان القل تاطورا بشكل عام.
المنتادى الجتاماعي لميركا :التاعاون مع الشبكات والمنظمات في القارة )الميركية( لقامة هذا المنتادى والمشاركة -
في نشاطه ،لمواجهة السياسات النيوليبرالية ،وليكون قادرا على تاحقيق الطموحات الجتاماعية والثقافية والبيئية والديمقراطية.
تاضامن القارة )الميركية( :تاشجيع الصلت وتابادل النشاط بين المنظمات الجتاماعية الكيبكية ومنظمات باقي -
البلدان الميركية.
نشاط الشبكة المزدوج :يتاجه نشاط الشبكة وجهتاين .الولى دولية ،وهدفها تاوسيع التاضامن على مستاوى كل البلدان الميركية .والثانية
داخلية ،هدفها تاشجيع التادريب والعداد لفهم البعاد الجتاماعية لندماج السواق .وفي سياق هذه الوجهة الثانية يندرج هذا الدليل.
مقدمات
في التعريف:ا عبارة "العولمة" هي الكلمة العربية الكثر رواجا من بين عدة عبارات غرضها الشارة إلى ظاهرة تاوحيد العالم.
هدف هذه المقالة تاسهيل فهم العولمة .ل شك بأن العولمة عملية معقدة وشاملة تانطوي على مجموعة متاشابكة من العناصر المتانوعة،
القتاصادية والسياسية والجتاماعية والفكرية .هذه العناصر المتانوعة تاتاحرك وتاؤثر في تاحقيق عملية العولمة ،بطريقة متازامنة تاقريبا.
قد يبرز أحيانا واحد من هذه العناصر ،ولكن بروزه هذا ل يلغي فعل العناصر الخرى التاي تاكون حركتاها ضمنية ،وغير مرئية.
وإذا كانت العولمة كما تاحصل حاليا ،وتانتاشر حولنا وفينا وفي كل مكان من العالم تاقريبا ،تامليها بشكل أساسي متاطلبات ناشئة في ميدان
القتاصاد العالمي ،فذلك لن هذه العولمة إنما تاديرها قوى اقتاصادية تاخطط لتاحقيق ستاراتايجياتاها القتاصادية الخاصة بها .وهذه
الستاراتايجيات نفسها تاعتامدها سلطات سياسية ومنظمات متانوعة فتاـقرها وتاشرعها في مجال عملها .كما أن إقرار هذه الستاراتايجيات
من قبل السلطات السياسية إنما يعني مشاركة القوى الجتاماعية التاي تاعبر عنها هذه السلطات السياسية في صنع عملية العولمة ،مع ما
ينطوي عليه ذلك من انعكاس لهذه العولمة على باقي الفئات الجتاماعية .ول تاحصل هذه العولمة بمعزل عن انتااج فكري لتابريرها.
فمنذ عقدين من الزمن تاقريبا ظهرت الفكار الساسية التاي تادعم وتابرر العولمة ،وهي الفكار التاي ععرفت باسم ايديولوجيا
ال"نيوليبرالية" ) :(Néolibéralismeالليبرالية الجديدة.
ما هي النيوليبرالية؟
تاعود النيوليبرالية في أصلها ،كما يشير اسمها )ليبرالية جديدة( إلى الليبرالية .والليبرالية هي ايديولوجيا )وتايار فكري اقتاصادي -
سياسي( لعب الدور الساسي في ظهور وتاطور الرأسمالية ،كنظام اقتاصادي واجتاماعي وسياسي .والفكرة المركزية في الليبرالية
تاعتابر أن من شأن السوق ،لوحدها فقط ،وبدون تادخل أي جهة كائنا ما كانت ،أن تاؤمن تاوزيع الثروات والخدمات ،وتاوفير الستاثمار
والتانمية .وعليه فحرية السوق هي ضمانة التاقدم والتاطور .وتام التاعبير عن هذه الحرية بشعار "دعه يعمل ،دعه يمر" .وهذه الحرية
الضامنة للتاقدم يقوم جوهرها على قدرتاها على ضبط التاوازن بين العرض والطلب .وإذا لم تاتاوفر هذه الحرية للسوق فل يمكن بلوغ
التاوزيع الفضل للمداخيل بين عناصر النتااج ،أي بين العمل والرأسمال ،وفق حرية العرض والطلب.
ولكن تااريخ تاطور الشعوب أثبت أن الليبرالية لم تاكن الحل الفضل لتاطور المجتامعات .فالمآسي الهائلة التاي أصابت البشرية ،حتاى في
أكثر المجتامعات اعتامادا على الليبرالية ،دفعت ،خاصة بعد الحرب العالمية الثانية ،بالحكومات الكثر اعتامادا على القتاصاد الليبرالي
وبكبرى المنظمات الدولية إلى مراكمة تادخل الدولة في النشاط القتاصادي وتاقييد حرية حركة السوق .وبدل حرية "السوق" و"العرض
والطلب" صارت الحكومات تاتادخل ،باضطراد ،في ضبط العمليات القتاصادية :تاحديد مدة يوم العمل )عدد ساعات العمل في اليوم(،
تاحديد الجر ،الضمان الصحي ،الفرص ،حق التانظيم النقابي ،التاظاهر… ،جملة واسعة من الجراءات التاي فرضتاها الحكومات في
تانظيم النشاط القتاصادي ،وتاقييد حرية السوق .بالطبع لم يكن ذلك ليحصل لول نضال الطبقات والفئات الجتاماعية التاي انعكست عليها
حرية السوق الليبرالية أضرارا وويلت اجتاماعية فادحة.
24
وبعد حوالي نصف قرن من تادخل الحكومات في حركة السوق قامت الشركات القتاصادية الكبرى تاعضدها بعض الحكومات بإعادة
النظر بستاراتايجيات التادخل الحكومي ،وعمدت إلى تاوحيد صفوفها وتاوسيعها من أجل العمل على إلغاء سياسات التادخل الحكومي التاي
تاعدل من حدة سيطرة السوق على حياة المجتامعات .وكانت بريطانيا ،في ظل حكومة المحافظين برئاسة تااتاشر )في العام ،(1979
ومن ثم الوليات المتاحدة الميركية ) ،(1980مع وصول ريغان إلى سدة الرئاسة ،أول من اعتامدا ستاراتايجيا النيوليبرالية.
تاحرير أسعار جميع السلع )منتاوجات وخدمات( التاي كانت تاحددت سابقا انطلقا من معايير سياسية أو اجتاماعية ،وذلك بقررات سياسية
اتاخذتاها الحكومات بعد نضالت اجتاماعية وسياسية متاعددة .بيد أن النيوليبرالية تاعمل على خط تاحرير هذه السعار من أي ضوابط
خارجة عن حرية السوق ومعادلة العرض والطلب .وتانادي النيوليبرالية بأن يشمل تاحرير السعار الخدمات العامة كالتاعليم والصحة
والنقل ،وكذلك بعض الخدمات التاي تاقدمها الدولة )جزئيا أو كليا( ،أو السلع التاي تادعم الدولة أسعارها…
الخصخصة :وهي عملية نقل ملكية مؤسسات إنتااج )أو تارويج( بعض السلع والخدمات من القطاع العام إلى القطاع الخاص .وكثيرا
ما يستالزم المر القيام بتاعديلت دستاورية للغاء ملكية المجتامع ،تالك الملكية العامة المنصوص عليها في الدستاور )الثروات الجوفية،
الملك العامة والمشاعية(.
إعادة النظر بدور الدولة :ويكون ذلك ،من جهة أولى ،بإلغاء دورها في المهام الجتاماعية والقتاصادية التاي تاقوم بها الحكومات .وذلك
عن طريق تاخفيض وإلغاء السياسات والبرامج الجتاماعية ،أي تالك الجراءات اليلة إلى تاخفيض وإلغاء ما تاقدمه الدولة والمؤسسات
النتااجية من مساعدات وإعانات للمواطنين في ما يعرف باسم الحماية الجتاماعية .ويكون ذلك بتافكيك وتاعديل وإزالة المؤسسات أو
القوانين التاي تاقوم بدور تانظيم شروط العمل )معايير العمل ،الحد الدنى للجور ،مدة العمل…( أو تاقوم بتانظيم ومراقبة إجازات
الستاثمار وشروطه ،وحماية الثروات العامة والبيئة… ومن جهة ثانية ،تاعتابر النيوليبرالية أن تاوسيع السواق وجعلها ميدانا عالميا
متاحررا من القيود القومية وحدود الدول يستالزم إعادة النظر بدور الدولة أيضا .وبالتاالي يجب التاحرر من كل السياسات التاي تاعيق
حرية تاوسيع السواق وتاطويرها ،وذلك يكون بسلسلة من الجراءات ليس أقلها إلغاء الحواجز الجمركية واعتاماد سياسات الجواء
المفتاوحة… ولكن النيوليبرالية تابقي على عاتاق الحكومات ضرورة التادخل في ميدان محدد هو ميدان المشاريع المتاعلقة بتاأمين البنية
التاحتاية اللزمة لتاطوير حركة السوق :الطرق والمرافئ والمطارات ،أبحاث التانمية… ،مما يعني المحافظة على دور الدولة في خدمة
حركة السوق الرأسمالية العالمية.
الشركات المتاعددة الجنسية أو العابرة للقوميات ) :(multinationales, transnationales, CTNلعل أهم ظاهرة شهدتاها نهاية
القرن هي ظاهرة تاعدد قومية المؤسسات القتاصادية الواحدة ،أو انتاشارها واشتاغالها عبر قوميات متاعددة .دفعت الشركات المتاعددة
القوميات بالخطوات الساسية لنشوء العولمة ،وذلك من خلل قيامها هي نفسها بعولمة عمليات انتااجها وتاوزيعها .وفي سياق ذلك
دفعت هذه الشركات بالحكومات إلى اعتاماد قوانين وتاشريعات هدفها جعل السوق هي المسؤولة عن انتااج وتاوزيع الثروات العامة.
ثمة اليوم في العالم حوالي 40000شركة متاعددة الجنسية ،منها 4000آلف فقط في البلدان القل تاطورا .ويفوق الوزن القتاصادي
لهذه الشركات وزن بعض البلدان المتاطورة .ففي العام 1968كانت شركة جنرال موتاورز ) ،(General Motorsوهي في المرتابة
،18تافوق بقدرتاها القتاصادية ألمانيا الشرقية وبلجيكا وسويسرا .وفي العام ،1982كانت شركة كاناديان باسيفيك )Canadian
(Pacifiqueتاساوي نيوزيلندا بحجم أعمالها البالغ 12.3مليار دولر .وفي العام ،1993كانت شركة إكسكون ) ،(Exxonبمبيعاتاها
السنوية البالغة 111مليار دولر أميركي ،تاملك ثروة تاعادل ثلث أضعاف الناتاج الخام ليرلندا.
ل تاقتاصر أهمية هذه الشركات على وزنها القتاصادي فحسب ،بل تاعود أهميتاها أيضا إلى وزنها السياسي .ويتاعاظم بسرعة التادخل
المباشر لمجموعات وجمعيات رجال المال والعمال ،كمستاشارين ،في المفاوضات التاي تاجري على المستاوى الدولي والقليمي.
ويتاجلى هذا الدور والتاأثير في المؤسسات العالمية لرجال العمال ،مثل غرفة التاجارة العالمية ،وفي المنظمات القليمية والمحلية .كما
25
تاظهر هذه الهمية في المجموعات الضاغطة ،ومراكز التاوجيه القتاصادي والسياسي :مؤسسات النتااج الفكري والدراسات
والبحاث…
المؤسسات القتاصادية العالمية :تالعب بعض المؤسسات والمنظمات القتاصادية العالمية والقليمية دورا كبيرا في مسار العولمة
الراهنة .وهذا ما يطرح علينا إفراد موقع خاص بها في إطار فهم العولمة .ولفهم أهمية هذه المؤسسات ل بد لنا من وضع لئحة شاملة
بها .يأتاي في رأس هذه اللئحة بعض أكبر المنظمات القتاصادية العالمية ،مثل البنك الدولي لعادة البناء والتانمية )Banque
(Internationale de Reconstruction et de Développement BIRDوغيره من الجهزة المعروفة باسم البنك الدولي )
(Banque Mondiale BMوصندوق النقد الدولي ) ،(Fonds Monétaire International FMIوقد تاأسس هذان الجهازان ،في
العام ،1944إثر مؤتامر بريتاون وود ) ،(Bretton Woodsوكذلك منظمة التاجارة العالمية )Organisation Mondiale du
(Commerce OMCالتاي تاأسست عام 1994لتاحل مكان منظمة الغاة ) (GATTالتاي نشأت عام .1944
تاأتاي ،بعد ذلك ،منظمات اقتاصادية إقليمية ،يقتاصر نشاط البعض منها على قارة معينة أو إقليم ما .مثل لجنة المم المتاحدة الخاصة
بأميركا اللتاينية والكاراييب ) (Commission pour l'Amérique Latine et la Caraїbe CEPALCوبنك التانمية عبر أميركا
) (Banque Iteraméricaine de Développement BIDاللذان يلعبان كلهما دورا فاع ل
ل في عملية تاوحيد المناطق الميركية.
أخيرا ثمة منظمات اقتاصادية إقليمية تاجمع بلدانا تاتاصف بتاجاذبات اقتاصادية موضوعية ،على قاعدة القدرات القتاصادية ،كما هي حال
منظمة التاعاون والتانمية القتاصادية )(Organisation de Coopération et de Développement Economique OCDE
التاي تاضم 29عضوا منهم 27من أكثر البلدان تاطورا ،بالضافة إلى تاركيا والمكسيك .ويجب أن نضيف إلى ذلك مجموعة ،هي
ليست منظمة بالمعنى الحرفي للكلمة ،ولكنها تالعب دورا محددا في تاعيين مسار اقتاصاد سياسي مشتارك بين المشاركين في مؤتامراتاها
السنوية ،نقصد بذلك لقاءات السبعة الكبار ) ،(G-7أي مجموعة البلدان السبعة الكثر تاطورا التاي تاضم أحيانا مندوبا عن التاحاد
الوروبي والرئيس الروسي ،وهذا ما يجعلها مجموعة الكبار السبعة ،(G-7 + 2) 2 +وأحيانا الثمانية الكبار ).(G-8
بالضافة إلى هذه المنظمات القتاصادية الطابع ،ثمة سلة واسعة من المنظمات طابعها سياسي ،وتالعب دورا كبيرا في مسار العولمة.
في طليعتاها تالك المنظمة الكونية ،منظمة المم المتاحدة ) ،(Organisation des Nation Uniesوجملة منظمات إقليمية مثل منظمة
الدول الميركية ) .(Organisation des Etats Américains OEAوثمة أيضا أجهزة واسعة التاأثير ليس لها سمات المنظمة،
ولكنها عبارة عن ملتاقيات دورية أو شبه دورية ،مثل ملتاقى دافوس.
الحكومات :من قوى العولمة الساسية الحكومات )الدول ،النظمة( التاي تاطبق السياسات القتاصادية الكبرى المحددة ،بشكل عام،
داخل المؤسسات القتاصادية الكبيرة التاي تاكون منضمة إليها ،وحيث تامارس البلدان المتاطورة دورا راجحا .قد تاكون هذه الحكومات
)الدول النظمة( من البلدان المتاطورة فتاطبق هذه السياسات العولمية طواعية أو برغبة منها؛ كذلك هي حال بعض البلدان غير
المتاطورة التاي تاسير على خطى الحكومات الول ،مثل تاشيلي والمكسيك؛ كما تاطبقها مرغمة الحكومات الخرى.
بعض هذه السياسات القتاصادية ،مثل سياسات التاجارة والستاثمار وإلغاء التاعرفة الجمركية ،تاكون موضوع مفاوضات بين شركاء
تافاضليين يوقعون اتافاقات تاسمى "إقليمية" وتاكون في حقيقتاها اتافاقات بين بضعة دول .وهكذا افتاتاحت الوليات المتاحدة هذا التاوجه
بتاوقيع أول اتافاق ثنائي مع إسرائيل عام ،1985ثم أعقبه اتافاق ثنائي آخر مع كندا عام ،1989ثم اتافاق ثلثي ضم المكسيك عام
،1994وعرف باسم اتافاق التابادل الحر بين بلدان أميركا الشمالية .Accord de libre-échange nord-américain ALENA
وفي كانون الول من نفس العام وجه البيت البيض دعوة لعقد القمة الولى لرؤساء دول وحكومات البلدان الميركية للشروع في
محادثات لتاأسيس منطقة للتابادل الحر في أميركا ، Zone de libre-échange des Amériques ZLEAتاضم 34شريكا من
الميركيتاين بدون كوبا ،وذلك في اتافاقية مرشحة للتاطببق في العام ،2005وهي باسم اتافاقية التابادل الحر في البلدان الميركية
. Accord de libre-échange des Amériques ALEA
تانطوي حاليا المفاوضات من أجل إقامة مناطق التابادل الحر على تانازلت من قبل الطراف )الحكومات( دون وضع شعوب هذه
البلدان في حقيقة الرهانات والنتاائج المتارتابة عليها .تاشير هذه المسألة إلى ظاهرة خطرة في تاقرير مصير الشعوب التاي تاعيش في ظل
أنظمة حكم تاسمي نفسها ديمقراطية ،.بدأت هذه الظاهرة بالنتاشار من البلدان الميركية ،حيث يتام تارويج هذه التافاقيات على أنها
ديمقراطية لن الحكومات تاقترها بعد جولت تافاوضية .ولكن هذه الديمقراطية هي مجرد "ديمقراطية بين الجهزة التانفيذية"
)الحكومات( التاي تانتاحل صفة تاقريرية في منح امتايازات وتانازلت ل تاراجع في تاقريرها ل شعوبها ول حتاى السلطات التاشريعية في
بلدها.
ل عن أن السلطات وفي معظم الحالت ل تاعلم السلطات التاشريعية بغير نتاائج المفاوضات وما تارتاب عنها من تانازلت .فض ل
التاشريعية غالبا ما تاصدق على نصوص هذه التافاقيات كما هي وبعد إبرامها .وهذا ما يجعل كل سياق التافاوض وتاصديق التافاقيات
على درجة كبيرة من تاراجع الحياة الديمقراطية .وأسطع برهان على تاراجع الديمقراطية يبدو لنا في حقيقة أن الحزاب السياسية التاي
تاتاخذ مواقف متاناقضة من مسألة "التابادل الحر" تاقوم الحكومات المنبثقة عنها بالسير على نفس خطى الحكومات السابقة ،وهذا ما حصل
26
في الوليات المتاحدة الميركية مع الديمقراطي كلنتاون الذي اعتامد وتاابع مشروع الجمهوري بوش؛ وكذلك كان المر في كندا حيث
استاأنف رئيس الوزراء كريتايان سياسة سلفه مولرونيه ،وذلك بعد أن كان كريتايان رئيس المعارضة لسياسة سلفه .وما يشير بدرجة
أوضح إلى تاراجع الديمقراطية حقيقن أن الحكومات لم تاعد تاستاند ،في وجودها واستامرارها ،إلى شعوبها وناخبيها ،بقدر استانادها إلى
المؤسسات القتاصادية الدولية أو الشركات العملقة.
ولكن هذه الحالة في تاعاظم العولمة وتاراجع الديمقراطية استادعت ،كرد فعل عليها ،مبادرة اتاخذتاها الجمعية الوطنية في كيبك
بدعوتاها إلى عقد المؤتامر الول لبرلمانيي البلدان الميركية في العام ،1997بما في ذلك كوبا .وكان من أبرز موضوعات هذا اللقاء
البرلماني هو دور البرلمانيين في مواجهة تاعاظم الدمج القتاصادي للقارة الميركية ،كما تامارسه الحكومات .وأدان البيان الختاامي للقاء
مسار هذا الدمج.
الحركات الجتاماعية :تاأتاي الحركات الجتاماعية بمثابة القوة الخيرة من قوى العولمة .وإذا كانت هذه هي القوة الضعف
والقل تاأثيرا فهي القوة الكثر عددا .ونقصد بالحركات الجتاماعية تالك الجماعات والمنظمات والجمعيات التاي ندخلها عادة تاحت اسم
منظمات المجتامع الهلي ،هذه العبارة الملتابسة التاي بات متاعارفا أن القصد منها هو الشارة إلى الفراد والمنظمات النقابية والجمعيات
الثقافية والبيئية وخلف ذلك.
إن البعض من هذه الحركات الجتاماعية شرع منذ زمن طويل في مواجهة مسألة تاجاوز اتافاقيات التابادل الحر لحقوق الشعوب
والمجتامعات ،وتاعديها على السياسات المحلية وتادخلها في العلقة بين مستاويات السلطات وأجهزتاها .وكانت النقابات في طليعة هذه
الحركات الجتاماعية ،ولعبت دورا أساسيا مما اضطر الحكومات وبعض المنظمات الدولية إلى العودة والوقوف على رأيها في الكثير
من المسائل.
لقد تاعززت في السنوات الخيرة الصلت الدولية بين هذه الحركات ،وباتات أكثر تانظيما ،بغية تابادل المعلومات وصياغة مواقف
مشتاركة وتاوحيد المطالب وبلورة استاراتايجيات عمل موحدة .كما أن الجتاماعات الدولية التاي يعقدها ممثلو الحكومات مع ممثلي
الرأسمال العالمي الكبير لتاقرير مصير الكرة الرضية وشعوبها ،باتات متارافقة أكثر فأكثر مع اجتاماعات موازية يعقدها ممثلو
المنظمات الشعبية والنقابية وحركات النساء وسائر المنظمات غير الحكومية وحركات حماية البيئة .وكان منها لقاء سانتاياغو في تاشيلي
في نيسان ،1998بموازاة القمة الثانية لرؤساء دول وحكومات أميركا .ولقد أرست قمة شعوب أميركا أسس محالفة اجتاماعية على
مستاوى القارة الميركية.
اتافاقيات التابادل الحر :في القارة الميركية .بدأ العمل بهذه التافاقيات في القارة الميركية .إن اتافاقية التابادل الحر ALEالثنائية ،بين
كندا والوليات المتاحدة الميركية ،التاي دخلت موضع التاطبيق في ،1/1/1989هي التاي أطلقت عملية الدمج القتاصادي ،كما هي
معروفة اليوم ،على مستاوى البلدان الميركية .وفيما بعد صارت التافاقية ثلثية بدخول المكسيك في المفاوضات من أجل اتافاقية التابادل
الحر في بلدان أميركا الشمالية ،ALENAوالتاي وضعت موضع التانفيذ في .1/1/1994وفي كانون الول من نفس العام ،1994
شرعت القمة الولى لرؤساء الدول والحكومات الميركية بمفاوضات غرضها إقامة منطقة التابادل الحر في البلدان الميركية ،ZLEA
في العام .2005
تامتااز هذه التافاقيات بجملة نقاط مشتاركة .يتام التافاوض بشأنها في حلقات مقفلة بعيدا عن ضجيج المنتاديات البرلمانية .وهي تالغي
التاعرفات الجمركية على الكثير من السلع ،وتاخفف من سياسة الحماية القتاصادية للحكومات ،وتاكرس حقوقا جديدة للمستاثمرين ،أسياد
التاجارة .إن هذه الحقوق الجديدة تابلغ حد انتاهاك سيادة الدول ،لنها تاسمح للمؤسسات المستاثمرة بمقاضاة الحكومات وبالحصول على
تاعويضات إذا ما أقدمت الحكومات على وضع سياسة اقتاصادية تارى مؤسسات الستاثمار أنها تاضر بمصالحها .ولهذه الحقوق مظهر
آخر غير مسبوق في وجوده ،فهي تاعمل لصالح جهة واحدة .إذ ل تاستاطيع الحكومات مقاضاة مؤسسات الستاثمار .الشركات المتاعددة
الجنسية بحل من أي ملحقة ومعاقبة :إنها ل تاقدم كشفا بنشاطها لغير المساهمين وتاهدف فقط إلى زيادة أرباحهم.
ارتافعت الصوات بوجه هذه التافاقيات أثناء المفاوضات بشأنها .كانت معارضة الحركة النقابية الكندية والكيبكية ،من ضمن
المعارضين ،صارمة بوجه اتافاقية التابادل الحر بمجملها .ولكن أمام المر الواقع اتاجهت المعارضة وجهة المطالبة بإجراء تاعديلت في
مضمون التافاقية لتادخل فيها مسائل حقوق العاملت والعاملين والحقوق النسانية وحقوق النساء وحقوق السكان الصليين وحماية
البيئة ،وذلك لتاكون هذه الحقوق مساوية لحقوق المستاثمرين.
27
وأثناء المفاوضات حول اتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا الشمالية ،ALENAمع انضمام المكسيك إلى كندا والوليات المتاحدة،
أدت المعارضة الشعبية في هذه البلدان الثلثة إلى وضع اتافاقيتاين موازيتاين لها .ALENAتاناولت هاتاان التافاقيتاان موضوعي العمل
والبيئة .وكانت بمثابة أولى الخطوات في التاجاه السليم ،ولكنهما كانتاا رمزيتاين أكثر مما هما اتافاقيتاان بآليات تانفيذية جدية.
وعلى نفس خطى اتافاقياتاي التابادل الحر فان المفاوضات من أجل إقامة منطقة التابادل الحر في البلدان الميركية ZLEAكانت
تاستاهدف بسط نفوذ الرأسمال الكبير على مجمل هذه البلدان .وفي غضون ذلك تام تاوقيع اتافاقيات ثنائية بين كثير من هذه البلدان ،مثل
كندا وتاشيلي .كما أنه ثمة مجموعات من البلدان التاي وقعت اتافاقيات لقامة أسواق مشتاركة مثل ميركوسور MERCOSURمع
دولتاين شريكتاين تاشيلي وبوليفيا ،أو تام إحياء اتافاقيات قديمة مثل معاهدة أندين ، Pacte ANDINالبيرو الكوادور كولومبيا فينيزويل
بوليفيا .فهل تاحضر هذه التافاقيات المجال لتاطبيق منطقة التابادل الحر في البلدان الميركية ،أم تادفع بها لصالحها؟
المناطق الخرى :وفي مناطق أخرى من العالم تام تاطوير وتانظيم أشكال متانوعة في تارسيخ المبادلت .فإلى الشرق من أميركا ،يضم
التاحاد الوروبي Union Européenne UE 15بلدا لها مؤسسات مشتاركة لدارة القتاصاد والمجتامع .وهذه البلدان تاعيد النظر
دوريا باتافاقيات الوحدة الوروبية ،لجهة نوعية السيادة فيها ،وطورت في ما بينها عملة مشتاركة هي اليورو . Euroواستافت هذه
البلدان شعوبها حول اتافاقية ماستاريشت . Traité de Maastrichtوهي تاتافاوض من أجل التاوفيق بين سياساتاها الجتاماعية .ول
يتاناول تاحرير المبادلت في ما بينها السلع فحسب ،بل يشمل الشخاص والخدمات والرساميل.
وإلى الغرب من أميركا ،تاستامر المباحثات بين 18بلدا على ضفاف المحيط الهادئ ،من بينها كندا والوليات المتاحدة والمكسيك
وتاشيلي ،من جهة ،والصين وتاايوان واليابان وأستاراليا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وغيرها ،من جهة أخرى ،وذلك في إطار ملتاقى
للتاعاون القتاصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادئ المعروف بالنكليزية . APECوهنا أيضا تالعب دورا أساسيا التاكتالت الكبيرة
المنظمة في مجموعة رجال العمال المعروفة باسم . Business Advisory Committeeوهنا أيضا فإن القوى الجتاماعية
حاضرة وتاسعى لفرض نفسها كقوة مستاقلة ،ولفرض مطالبها القتاصادية والجتاماعية والسياسية ،كما تابين ذلك القضية التاي عرفت
"بقضية فلفل كايين" أثناء انعقاد قمة أبيك ، APECفي فانكوفر ،في تاشرين الثاني .1997
التابادل الحر على المستاوى الكوني :في الوقت الذي تاستامر فيه المساعي لتارسيخ التابادل الحر على المستاوى القليمي ،تانشط بعض نفس
تالك الجهات في إعداد مرحلة اشمل لحرية التابادل .ويتام إعداد هذه المرحلة داخل منظمة التاعاون والتانمية القتاصادية Organisation
، de Coopération et de développement Economique OCDEوذلك عبر مفاوضات أفضت إلى تاوقيع التافاقية المتاعددة
الطراف حول الستاثمار . Accord Multilatéral sur l'Investissement AMIلقد دبر مفاوضو البلدان العضاء في منظمة
التاعاون والتانمية القتاصادية مشروع محالفة واستاراتايجية يستاهدفان اعتاماد ميثاق فعلي لحقوق المستاثمرين .ينطبق الميثاق بداية على
البلدان الموقعة عليه ،ثم على البلدان الخرى غير الموقعة التاي ستاجبر يوما ما على تاوقيعه .إن من شأن هذه التافاقية أن تاحول دون
قدرة أي حكومة على إعاقة حرية انتاقال الرساميل ،ولو كان ذلك بالرغم من أي التازامات قد تاتاخذها حكومة ما ،ولو كان ذلك على
الرغم من إرادة الشعوب ،وعلى حساب مصالحها وثقافاتاها وحقوقها الجتاماعية.
لقد تامت معرفة مضمون هذه التافاقية بصعوبة ،وفقط بفضل تاسريب خبرها تاسريبا .ولكنها أثارت موجة من العتاراضات ظهرت في
ل ،انطلقت عملية سالمي SaLAMIلتاعبئة الرأي العام. كل مكان من بلدان منظمة التاعاون والتانمية القتاصادية .ففي كيبك ،مث ل
يفاقم التابادل الحر من حدة المنافسة ،ويؤدي إلى انقلبات عميقة ،ذلك أن قوانين السوق التاي عيزعم أنها تاتايح تاوزيعا أفضل للثروة تاؤدي
في الحقيقة إلى تاغيير جذري في شروط العمل وفي السياسات الجتاماعية .ففي مطلع العام 1999أعلنت بيل كندا عن مشروع بيعها
للخدمات الهاتافية إلى مؤسسة أميركية حيث الجور أقل بمرتاين عن أجور العاملين في الهاتاف والمنضمين للنقابة؛ يشكل هذا العلن
ل على المنافسة بين العاملت والعاملين في بلدان مختالفة .إن تاخفيف السياسات الجتاماعية في كندا وفي كيبك يدل على المنافسة بين مث ل
الدول .ففي ظل سيطرة قوانين السوق يسيطر القاسم المشتارك الصغر.
المناطق الحرة :لجأت عدة بلدان ،بعد الحرب العالمية الثانية ،إلى استارتايجيات الحماية القتاصادية للحد من تادفق المنتاوجات المصنعة
في الخارج بغية تاشجيع التانمية المتامحورة على الداخل .بيد إنه منذ مطلع السبعينات ،وبتاحريض من استاراتايجيات تانموية روجها
اختاصاصيون مثل رجل العمال روبرت مكنمارا ،المدير السابق لشركة فورد موتاور Ford Motorوالمدير السابق للبنك الدولي
،BMوبتاحريض من صندوق النقد الدولي FMIأيضا ،لجأت بلدان العالم الثالث إلى التاخلي عن القومية القتاصادية ،وغلى السعي
للخروج من التاخلف باعتاماد سياسة تاشجيع الستايراد ،أي بتاشجيع الندماج المتاسارع في القتاصاد العالمي.
ويرى المدافعون عن هذه الوجهة التانموية أن البلدان النامية تاكبر فرصها في النجاح بقدر ما تاتارسخ فيها البنية التاحتاية الجاذبة للشركات
المتاعددة الجنسية .قد تاتاخذ هذه البنى التاحتاية شكل المناطق الحرة للتاصنيع .والمنطقة الحرة هنا هي المنطقة التاي يتام فيها تاصنيع أو
تاحويل المواد المستاوردة من الخارج بدون ضرائب ،والتاي تاكون المواد المصنعة منها معدة للتاصدير مباشرة .ويدعي البعض أن لهذه
الستاراتايجية نتاائج إيجابية على القتاصاد الوطني لنها تافتاح المجال للوصول إلى التاكنولوجيا المتاطورة.
28
لقد شجعت المنظمات المالية العالمية المؤسسات الخاصة ،مثل مؤسسة فورد وبعض المصارف الخاصة ،على إقامة المناطق الحرة في
السبعينات .ودفعت هذه المؤسسات ببلدان العالم الثالث إلى استادانة القروض الضخمة لتاأمين كلفة إقامة مثل هذه المناطق الحرة .وكان
ل بد لهذه البلدان من إقامة البنية الضخمة وأبنية مصانع التاجميع والمطارات وتامديدات الغاز والماء والكهرباء والمكاتاب الحكومية
والمخازن والطرقات… لجذب المستاثمرين الصناعيين الجانب .وليتام بعد ذلك تاأجير هذه المنشآت بأسعار زهيدة للشركات المتاعددة
الجنسية بوصف ذلك من ضرورات خلق الجواء الملئمة .وكانت النصائح تاقضي ،فض ل
ل عن ذلك ،بتاقديم تاسهيلت مالية إضافية:
العفاء من الضريبة لعدة سنوات ،تاسهيل انتاقال الرباح ،اإفاءات الجمركية ،التاعرفة التافاضلية ،تامويل وقروض لبناء هذه المناطق
الحرة.
كانت حجة القناع لدى المقرضين كبيرة ،ولهذا تاكاثرت المناطق الحرة بسرعة هائلة .وكانت لها تاسميات مختالفة باختالف البلدان:
مناطق تاشجيع الستاثمار ،مناطق العفاء الضريبي ،مناطق التابادل الحر .ول يتاردد البعض عن القول في وصفها أنها معسكرات فعلية
للعمل بالسخرة.
وبمقابل المكاسب التاي حصلتاها الشركات المتاعددة الجنسية نجد العكس تاماما بالنسبة للعاملين في هذه المناطق ،وكانت غالبيتاهم من
النساء اللواتاي تاتاراوح أعمارهن بين 14و 24سنة ،وأحيانا أقل .وفي هذه المناطق ل يتام تاطبيق قوانين العمل ،فالقانون هو قانون
الشركات المتاعددة الجنسية .كما أن معايير الصحة والسلمة معدومة فيها عمليا ،وكذلك معايير حماية البيئة .ولم يكن مسموحا فيها
بوجود النقابات المستاقلة عن الدولة أو عن أرباب العمل .كما كان على النسوة أن تاثبتان أنهن غير حوامل.
لم تانظر الشركات المتاعددة الجنسية نشوء المناطق الحرة لتاعمل على استاثمار الموارد الطبيعية )المناجم ،المنتاجات الزراعية ،الغابات(
واليد العاملة بأرخص الجور في بلدان العالم الثالث .بيد أن المناطق الحرة سترعت نمو هذه الشركات ،وتاوسعا في نشاطها وإعادة
تاموضع بعض شبكات النتااج.
لقد استاندت استاراتايجية الجذب أو الحفاظ على الستاثمارات القائمة ،في حالة كندا وكيبك ،على العفاءات الضريبية والمساعدات من
شتاى الصناف .لم يكن ينقص أوتااوا وكيبك ل الكرم ول الخيال ،وكانت الشركات المتاعددة الجنسية المحلية )بومباردييه
،Bombardierلفالين (Lavalinوالجنبية )كينوورث ،Kenworthج م ،GMهيونداي (Hyundaiتاعرف بعض الشيء عن
ذلك.
لقد سهل نمو المناطق الحرة نمو المؤسسات الجنبية في شتاى البلدان ،وأعطى لهذه المؤسسات القدرة على المفاوضة من جديد .وهذه
القدرة تاستاند إلى المنافسة بين عمال مختالف البلدان والتاهديد الممكن ،والذي غالبا ما تام تانفيذه ،بنقل المصانع إلى حيث تاكون الجور
أدنى .إن ممارسة هذه القدرة أدت إلى تاخفيض شروط العمل إلى القاسم المشتارك الصغر.
برامج إعادة الهيكلة :وهكذا وجدت نفسها مثقلة بالديون تالك البلدان الفقيرة التاي اعتامدت تانمية لقتاصادها الموجه نحو تاشجيع التاصدير
وإقامة المناطق الحرة أو التاخصص الزراعي .لقد استادانت هذه البلدان لتابني البنية التاحتاية بغية جذب الشركات المتاعددة الجنسية،
وعندما تادنت أسعار منتاجاتاها .لم يعد لديها المداخيل اللزمة ليفاء الديون .وهكذا اضطرت هذه البلدان في مطلع الثمانينات إلى إعادة
التافاوض حول ديونها ،وإلى الحصول على قروض جديدة.
وعلى هذا الساس فرض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عمليات إعادة الهيكلة التاي بفضلها يضمنان حماية مصالح الرأسمال.
تاخفيض المصاريف الحكومية :وذلك بحجة مواجهة العجز ،وهكذا تاتاعرض للتاخفيض كل قطاعات النشاط الحكومي ،ل سيما -
الصحة والتاربية ،والبرامج الجتاماعية ،وهذا ما يؤدي إلى فقدان كثيف لفرص العمل.
إزالة العوائق أمام التاجارة الدولية :إلغاء التاعرفات الجمركية ،منافسة السلع المستاوردة للمنتاوجات المحلية ،ازدياد حالت -
الفلس.
اضطراب أسعار السلع والخدمات التاي تاطال اليد العاملة :التاخلي عن سياسة دعم بعض السلع الساسية )الخبز ،الرز، -
المحروقات( ،وهذا ما يؤدي إلى ارتافاع أسعارها ،وبالتاالي تادني سلم الجور ،وتاكون المحصلة انخفاضا حادا في مستاوى المعيشة.
خصخصة المؤسسات العامة :وهذا يعني بيعها في السوق العالمية .وبما أن عدة بلدان تاعرض مؤسساتاها العامة للبيع في نفس -
الن فإن المؤسسات الجنبية تاشتاريها بأسعار مخفضة؛ كما أن المبالغ الناجمة عن البيع تاذهب إلى البلد الغنية لتاسديد فوائد الديون؛
وبذلك عتاحرم فئات واسعة وطبقات اجتاماعية بكاملها من عدة خدمات أساسية ،ويفقد البلد السيطرة على قطاعات السياسة القتاصادية.
29
دعم عمليات التاصدير :إن سياسة تاطوير الزراعات الحادية المكثفة بشكل واسع )البن ،القطن ،الناناس ،الحبوب…( على -
حساب الزراعة المتانوعة من أجل السوق المحلية يجبر البلد على استايراد ما كان ينتاجه سابقا؛ وبما أن بلدان الشمال تاتاحكم بشبكة
التاسويق العالمية ،وبما أن البلدان الفقيرة تاعرض جميعها منتاوجاتاها المعدة للتاصدير دفعة واحدة ،تانهار السعار .وهكذا تاستاولي بلدان
الشمال على الخضار والفاكهة الغريبة بأبخس الثمان.
ارتافاع نسبة الفائدة :وتاصبح القروض صعبة المنال على المؤسسات المحلية الصغيرة والمتاوسطة ،وعلى صغار الفلحين؛ -
وبذلك تاتاجه المؤسسات المحلية إلى الفلس.
انهيار أسعار العملت :ل يؤدي هذا الجراء بالضرورة إلى زيادة حجم التاصدير )بحكم قلة تانوع المنتاجات المعدة للتاصدير(، -
ولكنه يؤدي حتاما إلى ارتافاع أسعار السلع المستاوردة :الوقود ،السمدة ،الدوية…
باختاصار ،ينخفض مستاوى معيشة السكان في البلدان الفقيرة ،وينخفض مردود الصادرات أو ل يرتافع ،ويستامر الدوران في حلقة الدين
المفرغة تاأزما ،بينما تاكون هذه البلدان الفقيرة ل تاعمل على غير زيادة غنى البلدان الغنية.
إنها لمعروفة السياسات العزيزة على قلوب سياسيينا .وفي الحقيقة ،حتاى لو لم تاكن حكوماتانا خاضعة مباشرة للبنك الدولي ولصندوق
النقد الدولي ،فإن ذلك ل يحول دون التازامها بتاوجيهاتاهما .ولن بلداننا مدينة للمتامولين من القطاع الخاص الذين يلوحون براية خفض
القروض ،فإنها تاتابنى طوعا سياسات إعادة الهيكلة دونما حاجة إلى فرض ذلك عليها فرضا.
إنهم يصفعوننا ،بقولهم أن العولمة تاقضي بأن نكون قادرين على المنافسة .وعليه تاكون شعارات النظام العالمي الجديد :إعادة البناء،
الندماج ،العقلنة ،مواكبة العلوم الهندسية ،المرونة ،المنافسة .وهذا ما تاكون تارجمتاه الملموسة :إقفال المصانع والمستاشفيات ،انهيار
في الستاخدام ،اتافاقيات التاخفيض بالجملة ،التاهديد بنقل )أو نقل( المصانع نحو بلدان اليد العاملة فيها أرخص أجرا.
وهكذا تالتاحق مشاكل العالم الثالث بالبلدان المصنعة :العجز صفر ،تاخفيض على كل المستاويات ،ل سيما في قطاع الصحة والتاعليم
والبرامج الجتاماعية )التاأمين ضد البطالة ،الضمان الجتاماعي ،السكن…( ،تاخفيض العاملين في القطاع العام )في كندا تام إلغاء ما ل
يقل عن 60000وظيفة في المؤسسات الفيدرالية وعشرات اللف في المؤسسات المحلية ،وهي تاشمل قطاعات الصحة والتاعليم(،
تاخفيض الرواتاب في كل مستاويات الوظيفة العامة المركزية والقليمية والمحلية والبلدية.
وفي مطلع الثمانينات ارتافعت نسبة الفائدة إلى %21مما ساهم في تاضخم الديون الراهنة على حكوماتانا .هذه الديون تازيد في غنى
الممولين وتامكن من إملء السياسة القتاصادية والجتاماعية للحكومات .وإذا كانت الفائدة الرسمية اليوم منخفضة ،ولكن ضعف
التاضخم يجعل هذه الفوائد مرتافعة في الحقيقة.
في صيف العام 1998اعتابر رئيس الوزراء الكندي جان كريتايان ،دون إعلن صريح عن اغتاباطه بانخاض قيمة الدولر الكندي ،أن
لهذا النخفاض حسنات لنه يمكن المصدرين من الحصول على المنتاجات الكندية.
كما أن رياح اضطراب السعار والجور تانفخ هنا أيضا .ففي قمة مونر في تاشرين الول من العام 1996حول القتاصاد
والستاخدام ،أعلن رئيس الوزراء لوسيان بوشار ،تاشكيل سكريتااريا مرتابطة مباشرة بمكتابه لعادة النظر بسياسة الجور والسعار،
وتاعهد بتاشكيل مجموعة استاشارية تاتاكون غالبيتاها العظمى من ممثلين لوساط العمال ،وعهد برئاستاه إلى السيد برنار لو مير ،رئيس
مجلس الكاسكاد .وتارك ذلك بالطبع ارتاياحا كبيرا في أوساط رجال المال والعمال .وسلمت هذه المجموعة تاقريرها لرئيس وزراء
كيبك في 29أيار .1998وفي مطلع حزيران ،1998صرح السيد برنار لو مير ،تاعليقا على ذلك بقوله" :إن حكومة كيبك تالتازم لحد
كبير بالتاوجهات المقتارحة" .وعليه من الشرعي الخشية ،بغياب معارضة اجتاماعية واسعة ،أن تاعمد حكومة كيبك إلى تارجمة معظم
مقتارحات تاقرير لو مير.
إن العولمة Mondialisationالراهنة للقتاصاد والتاي نسميها أحيانا الكوكبة Globalisationلنميزها عن المراحل السابقة في
الندماج القتاصادي ،أدت إلى نتاائج سلبية سواء على صعيد اقتاصاد المجتامعات ،أو ظروف الحياة ،وحتى على أوساط الحياة
نفسها.ومن بين هذه النتائج السلبية نطرح الخمس التالية.
30
-1النمو بدون استاخدام :إن واحدة من الخصائص الكثر مفارقة للعولمة الراهنة تاكمن في حقيقة أنها بدل أن تاؤدي إلى زيادة
الستاخدام فإنها تارتاكز ،على العكس ،إلى تاخفيض الستاخدام في القطاع العام والخاص على السواء.
منذ تاطبيق اتافاقية التابادل الحر ALEفي العام ،1989ثم اتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا الشمالية ،ALENAتاراجع الستاخدام
بنسبة %15في القطاعات التاي لم يتاناولها التابادل الحر ،بالمقارنة مع انخفاض بنسبة %8في القطاعات التاي تاناولها .وفي الحقيقة لم
يكن من شأن التافاقية ،في أفضل الحالت ،غير المساهمة في إبطاء هبوط الستاخدام في القطاع الصناعي .بيد أننا نجد المر الكثر
مغزى في حالة كيبك التاي شهدت في مجرى السنوات العشر الخيرة نسبة بطالة مرتافعة بشكل فريد )أكثر من ،(%11مع انخفاض بلغ
%9،9في نهاية العام .1998
ومما يدل على تافاقم الوضع الزيادة في عدد طالبي المساعدة الجتاماعية ) 595000في العام 1991و 793000في العام ،(1997
وبلوغ الحد القصى للمأجورين عدد 2.7مليون ،والنخفاض الكبير في النتاساب للنقابات )من %48.5عام 1991إلى %40.3
عام .(1997تاعني هذه العوامل أن الستاخدام المستاحدث يتام غالبا في قطاعات غير مستاقرة ،وأنه مؤقت.
-2الفقار :نشهد في الوقت الراهن بروز ظاهرة مزدوجة .هناك ،من جهة أولى ،اتاساع الهوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة.
وهناك ،من جهة أخرى ،اتاساع الهوة بين الغنياء والفقراء في جميع البلدان التاي ل تاحتااط بإجراءات خاصة لمواجهة مفاعيل هذا
الفقار.
ل عن ذلك ،بروز ظاهرة جديدة ،نقصد بها الفقر المطلق .ولهذا الفقر المطلق جنس خاص به ،لن النسوة هن غالبية ونشهد ،فض ل
ضحاياه ،وذلك سواء في المجتامعات الصناعية أو التاقليدية.
-3الزمات المالية :إن الزمة السيوية وتالك التاي تاهدد أميركا اللتاينية مرتابطتاان مباشرة بمظهر خاص من العولمة ،المقصود
عولمة السواق وخاصة عولمة السواق المالية والمضاربة .بدأت هذه الزمة منذ العام 1997بخروج كثيف للرساميل المحققة من
أرباح المستاثمرين العالميين بحثا عن مناطق مردود أفضل ،هو سريع التاأثر بأي تاقلبات .وهنا يجدر بنا القول أن تافكيك شتاى أشكال
السيطرة الوطنية على الحركة العالمية للرساميل ،بضغط من صندوق النقد الدولي وبفعل اتافاقيات كاتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا
الشمالية ،شكل عام ل
ل مساعدا في عدم الستاقرار الذي خلقتاه الحركة الكثيفة للرساميل.
كان صندوق النقد الدولي الذي تاظاهر بعدم ملحظة الفساد والقمع اللذين اتاصفت بهما "النمور" السيوية ،يقدم هذه البلدان كنماذج يجدر
القتاداء بها .ويجبر نفس الصندوق اليوم هذه البلدان على اعتاماد سياسات تاقشف تاعسفية ،مما أدى إلى خلق المليين الجدد من العاطلين
عن العمل ،وإلى التادهور السريع في مستاوى معيشة السكان .ففي اندونيسيا ،هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 200مليون نسمة،
تاراجع النشاط القتاصادي بنسبة ، %15.5في العام .1998
أعقبت الزمة السيوية لعام 1997أزمات روسيا في العام 1998والبرازيل وبلدان أخرى في أميركا اللتاينية في العام .1999وفي
كل هذه الحالت كانت وصفة صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الخاصة هي نفسها :خصخصة القطاع العام للخدمات ،تاخفيض
كبير في الميزانيات الجتاماعية ،رفع نسبة الفائدة ،تاخفيض الجور الفعلية .ونجم بالضرورة عن تاطبيق هذه السياسات انفجار البطالة
والبؤس والتاوتار الجتاماعي .ولهذا السبب فإن المنظمات التاقدمية في شتاى القارات تاطالب بضرورة إصلح المؤسسات المالية الدولية
)ومنها صندوق النقد الدولي( ،والعودة إلى السيطرة الوطنية على التادفق الدولي للرساميل ،ووضع ضريبة عالمية على المبادلت
المالية العالمية )هي الضريبة المعروفة اليوم باسم ضريبة تاوبن .(Tobin
-4تاخريب البيئة :نشهد اليوم ،بفعل تاحرير السواق والمزاد العلني بين الحكومات لجذب الستاثمارات الجنبية بأي ثمن ،إفراطا في
استاغلل الثروات الطبيعية القابلة للتاجديد أم ل ،كما نشهد تاخريبا كثيفا للبيئة.
إن لعولمة السواق انعكاسات سلبية هامة على البيئة .ذلك أن التاجارة العالمية تاؤدي إلى الفراط في استاغلل الطبيعة ،وإلى استايلد جيل
جديد من النفايات من شتاى الصناف ،وفقدان التانوع البيولوجي ،واستاهلك متازايد للطاقة بحكم عمليات نقل الثروات والبضائع على
مسافات بعيدة .وستاتافاقم هذه السلبيات البيئية مع تاسارع المبادرات إلى المزيد من تاحرير التاجارة الدولية .إن الطار الراهن للتاجارة
والستاثمار العالميين ل يقدر الكلف البيئية في المبادلت العالمية .وتابق هذه الكلف خارج حساب كلفة النتااج ،بالتاوافق بين
ل تانافسيا .وينجم عن ذلك تاسابقا بين الدول نحو تاحرير التاعاطي مع القضايا البيئية ونحو المؤسسات والحكومات التاي تارى في ذلك عام ل
التاسامح )بل لنقل اللمبالة( في تاطبيق المعايير البيئية وآليات المراقبة البيئية.
تاؤدي النتاائج السلبية على البيئة ،بالضرورة ،إلى تاخريب كبير لتاراثنا الطبيعي ،بفعل الفراط في استاغلله ،وإلى تازايد التالوث ،وهذا ما
يعني في النهاية خسارة مجالت الطبيعة وتاهديدا مباشرا لصحة وبقاء أجيال البشرية الراهنة والمستاقبلية .ويشكل جعل الكلف البيئية
خارج كلفة النتااج )وهذا ما يسمى (dumping environnementalمساعدة مقنعة للنتااج ،وهو بالتاالي فشل حتاى من وجهة نظر
التابادل الحر كما من وجهة نظر التانمية المستادامة.
31
ينطوي التانظيم الفضل للتاجارة وللستاثمارات العالمية على إمكان تاخفيف ،بل وتاعويض ،بعض الثار الحتامية على البيئة ،وكذلك
ل إذا أصبحت قضية حماية البيئة تاحاشي غيرها ،وحتاى الوصول إلى نتاائج إيجابية .بيد أنه ل يمكن الوصول إلى أي نتاائج جوهرية إ ت
بمثابة المبدأ الموجه الفعلي للتافاقيات العالمية حول التاجارة والستاثمار ،وهذا ما يستالزم من ضمن ما يستالزمه:
-العتاراف بأرجحية التافاقيات البيئية المتاعددة الطراف AEMعلى اتافاقيات التاجارة والستاثمار ،وكذلك العتاراف بالحدود البيئية
في التانمية القتاصادية.
-إدراج آليات الحماية البيئية مباشرة في اتافاقيات التاجارة والستاثمار ،ل الكتافاء باتافاقيات بيئية موازية.
-تابني معايير الحد الدنى البيئية على المستاوى الدولي ،تالك المعايير التاي تاطبق على طرق النتااج ووسائله ،ل المنتاجات فقط.
العتاراف بدين بيئي تاجاه بعض البلدان والمناطق ،وتاوفير المصادر لتاأمين نقل الثروات والخدمات والتاكنولوجيا البيئية، -
وكذلك التاطبيق الفعلي للتاشريعات البيئية الوطنية والعالمية في جميع البلدان ،ول سيما البلدان الكثر فقرا.
يجب أن تاكون عولمة السواق مبررة بيئيا واجتاماعيا قبل أن تاكون مبررة اقتاصاديا .ولبلوغ ذلك ،يجب العودة ،من بين أمور
شتاى ،إلى استافتااء المواطنات والمواطنين ،مباشرة وديمقراطيا ،وكذلك استافتااء منظمات المجتامع المدني .تاشكل هذه العملية مجمل
المبررات قبل تاعزيز عولمة السواق ،وتاشكل حينذاك جزءا من عملية تاقريرية شفافة.
-5العسكرة :بعكس ما تاروجه أحيانا النظرة المحابية لحرية السوق حول دور السواق السلمي ،فإن تاوسع قانون العرض
والطلب على كل قطاعات القتاصاد والمجتامع ل يتام دون اللجوء إلى القوة والكراه .وعليه ليس مستاغربا أن نرى المبالغ المخصصة
للتاسلح في ازدياد مستامر.
يشكل الوضع القتاصادي في أميركا اللتاينية بيئة فعلية ملئمة لظهور قادة شعبويين استابداديين ،قريبين من الوساط
العسكرية ،كما هي الحال في فينيزويل والباراغواي والبيرو وبوليفيا.
مقدمات
ليست العولمة ،في حالتاها الراهنة ،قدرا محتاوما ،بل المر غير ذلك تاماما .وذلك ،بداية ،لن كل قوة من قوى العولمة تاتاكون
من عناصر متاعددة بعيدة عن التاوافق في ما بينها ،ومن ثم لن المواطنات والمواطنين ،وكذلك تاجمعاتاهم ومنظماتاهم ،لم يدلوا بدلوهم
النهائي في المسألة.
-1أرجلنا في "الفلقة" :نحن )في كندا( لسنا في العالم الثالث ،ولكن الناس تافتاقر ،والهوة تازداد بين الغنياء والفقراء .وما يزال النظام
الصحي مهما ،ولكن الحصول على الخدمات تاقلصت فرصه ،وثمة خصخصة متاستارة تاتام.
والمدرسة الرسمية ما تازال فاعلة ،ولكن ظروف التاعليم تاتادهور .وما تازال عندنا نقابات ،ولكن نسبة المنتاسبين إليها من القوى
العاملة تاتاناقص سنويا ،كما يزداد عدد العاملت والعاملين المستاقلين الذين يعيشون ظروف عمل مؤقت .وثمة أيضا عقود جماعية،
ولكن الكثير من النقابات يقدم التانازلت .وما يزال ساريا التاأمين ضد البطالة وكذلك الرعاية الجتاماعية ،ولكن المكاسب التاي تاقدمها
هذه المؤسسات تاناقصت كثيرا .وما تازال السياسات الجتاماعية قائمة ،مثل ضمان الشيخوخة والمخصصات العائلية ،ولكنها ليست
شاملة.
إن حكوماتانا تاقدم المساعدات حتاى لمؤسسات اقتاصادية كبيرة ،وتابرر ذلك بحجة المحافظة على فرص العمل .كما أن
المؤسسات تادفع نسبة أقل من الضرائب ،وذلك أيضا بحجة العمل على خلق المزيد من فرص العمل .ومع ذلك ،غالبا ما ل نجد فرص
العمل الموعودة.
لقد تام التاعرض لبعض السياسات الجتاماعية بحجة حماية الرأسمالية من مخاطر أزمة شبيهة بأزمة الثلثينات ،يقصد الوقوع
في أزمة فيض النتااج .ولكن ذلك يعني أن الذين يعملون ويخلقون بعملهم السلع ل يملكون المال اللزم للحصول عليها .ويفضل
الرأسماليون تادمير هذه السلع على تاخفيض سعرها أو وهبها للمستاهلكين .فهل علينا الخشية من الوقوع في أزمة شبيهة بأزمة
الثلثينات؟ وهل الرأسمالية في طريقها إلى تادمير القاعدة التاي تاقف عليها من شدة هجومها على حقوق العاملين والطبقات الشعبية؟
32
كل ذلك وحكوماتانا ل تاكف عن محاولت إقناعنا بأنه ليس أمامنا من خيار آخر .هذه خطيئة العولمة.
-2ما العمل؟ ماذا يمكننا أن نفعل؟ وبينما يكرر القادة في البلد أنه علينا أن نكون قادرين على المنافسة ،وعلينا أن نخفض
من التاقديمات في ميدان الصحة والتاعليم والسياسات الجتاماعية ،وبينما تاراكم المصارف والمشاريع الكبيرة الرباح القياسية على مر
السنوات ،علينا العمل لتاحضير مبادرات التاحرك.
مقابل شعار الحكومات :عجز الميزانية صفر ،لنطرح شعار :العجز صفر في الديمقراطية والحياة الجتاماعية والنسانية. -
مقابل شعار الحكومات :عجز الميزانية صفر ،لنطرح شعار :الفقر صفر. -
-ثمة مطلب آخر يشق طريقه ،إنه مطلب تاحميل مسؤولية التادهور للمؤسسات القتاصادية الدولية.
ثمة الكثير مما يمكن فعله لتاغيير مسار المور :تاحركات صغيرة ،تاكبر شيئا فشيئا ،وذلك على مستاوى المحلة والمنطقة
والوطن والعالم.
حول اتافاقيات التابادل الحر :لقد حصلت ،في كل منطقة من العالم ،الكثير من الممارسات لتاعديل مجرى المفاوضات .ولم يكن
ذلك من أجل العودة إلى الوضع الذي كان سائدا ،ول من أجل سياسة الحماية الضيقة ،ولكن من أجل أن تاتامكن جميع القوى من
المساهمة في تاحديد التابادل ،ليكون أكثر تاوازنا وعدالة ،وقادرا على تاأمين الرفاه القتاصادي ،بدل أن يكون عام ل
ل على زيادة التافاوت
والفقر.
وعلى مستاوى البلدان الميركية ،ثمة شبكة للعلم والتاعبئة تانشأ وتاتاطور .وتاعتابر شبكة )فرع( كيبك حول اندماج القارة
)الميركية( Réseau Québécois sur l'Intégration Continentale RQICجزءا منها .وهذه الشبكة هي من أنشط دعاة
تاأسيس محالفة اجتاماعية على مستاوى القارة الميركية .وداخل هذه الشبكة تاتام بلورة جملة من المطالب ،حول الحقوق النسانية المدنية
والسياسية والقتاصادية والجتاماعية والثقافية ،وحقوق العمل والمرأة ،وحقوق السكان الصليين ،وكذلك حماية البيئة .وذلك ليتام تاأكيد
هذه الحقوق المعتارف بها والمنصوص عليها في اتافاقيات عالمية ،وليعتارف بصلحيتاها وبتاعيين آليات تانفيذها ،قبل العمل على تاوسيع
وتارسيخ التابادل الحر.
وفي دولة شياباس Chiapasفي المكسيك ،وبمناسبة تاطبيق اتافاقية التابادل الحر في بلدان أميركا الشمالية ALENAفي
،1/1/1994قام جيش التاحرير الوطني الزاباتاي ، Armée Zapatiste de Libération Nationale AZLNالذي يناضل من
أجل الحقوق الجماعية للسكان الصليين ،بتاظاهرة للمرة الولى ،معلنا عولمة كفاحه .وكثيرا ما تالجأ الحركة الزاباتاية إلى استاخدام
النتارنت وتاكنولوجيا التاصال العصرية لتاعرف نفسها إلى العالم والحصول على المساندة والتاضامن .كما كانت هذه الحركة مبادرة في
حصول الكثير من التاجمعات العالمية العاملة على بلورة البدائل من أجل عالم أفضل.
حول المناطق الحرة وتاطور الشركات المتاعددة الجنسية :قدر مكتاب العمل الدولي BIT ،في تاقرير لعام ،1998عدد
المأجورين العاملين في 845منطقة حرة بحوالي 27مليونا .يشهر هذا التاقرير بظروف العمل السائدة في هذه المناطق الحرة :أجور
منخفضة ،طول يوم العمل ،غياب الشروط الصحية ،أجور السكن المرتافعة .كما تاناول التاقرير بالنقد اللذع معايير العمل والعلقات
المهنية السائدة في هذه المناطق الحرة.
حول برامج وسياسات إعادة الهيكلة :لقد سبق ورأينا أن هذه البرامج والسياسات ،المفروضة أو المعتامدة طوعا من
الحكومات ،بدل معالجة مشاكل الديون العامة التاي زعمت العمل على حلها ،كثيرا ما كانت لنتاائجها آثار فاقمت من هذه المشاكل .لقد تام
التاشهير بهذه النتاائج السلبية ،كما تام اقتاراح بدائل لها.
يزداد عدد المنظمات الوطنية والعالمية المطالبة بإلغاء ديون البلدان الكثر فقرا .وجالت في العالم عريضة يوبيل العام 2000
مطالبة باللغاء التاام لديون 42بلدا الكثر فقرا في العالم .وكان الهدف أن عتاقدم هذه العريضة وعليها تاواقيع المليين ،في قمة الثمانية
الكبار في كولونيى في ألمانيا.
33
سببت إعادة الهيكلة تاخفيضا في السياسات الجتاماعية وإفقارا للسكان .وهنا أيضا تام تاأسيس جبهات نضالية .ففي كيبك،
وبمواجهة سياسة عجز الميزانية صفر ،فإن الحركة الشعبية تاطالب بأن تاعتامد الحكومة بالحرى سياسة الفقر صفر ،وتاسعى إلى
مشروع قانون هدفه إلغاء الفقر .كما أننا نسعى إلى إطلق سياساتانا الجتاماعية لرفع مستاوى المعيشة.
وفي كثير من البلدان ،عبرت التاعبئة عن نفسها بتاظاهرات في الشوارع لعدة مرات في السنوات الخيرة .وكثيرا ما أدت هذه
النضالت إلى الحد من الهجوم على الحقوق الجتاماعية.
وفي كيبك ،في العام ،1998تاوصل المناضلون والمناضلت من الطلبة ومن الحركات المدنية المحلية إلى إقامة محالفة
لمعارضة اتافاقية الستاثمار المتاعددة الطراف ،AMIوللتاشهير بغياب الشفافية في المفاوضات ،ولتاوعية السكان بمخاطر مثل هذه
التافاقية .وشرعت هذه المحالفة بعملية سالمي SaLAMIالتاي تامخضت عن تاظاهرة أيار 1998التاي أخرت انعقاد مؤتامر في فندق
الشيراتاون حيث ينعق مؤتامر مونر العالمي الرابع حول عولمة القتاصاد .لم يثبت هذا النمط من التاعبئة ضرورة تاضافر قوانا لتاحسين
مواجهة المشاكل المشتاركة ،فحسب ،بل أثبت ايضا أهمية ابتاكار مقاومة جديدة ،خاصة وأن اتافاقية الستاثمار المتاعددة الطراف لم تانتاه
بعد ،ولكنها انتاقلت إلى منظمة التاجارة العالمية .OMCفاليقظة مطلوبة.
تابين لنا هذه المثلة وكثير غيرها أن القوى الجتاماعية المعارضة للمصالح المهيمنة تامارس دورها .والتاعبئة مستامرة سواء
استاهدفت المعارضة الجذرية ،أو المطالبة بحقوق قديمة أو جديدة .ولكنه ل بد من تاوسيع أفق العمل لمواجهة ضخامة وسائل الرأسمالية
الكبيرة.
ومن جهة أخرى ،وبمواجهة الشركات المتاعددة الجنسية التاي تاعمل على تاعميق التاناقض بين عاملت وعمال البلدان المختالفة،
تاقوم النقابات بوضع استاراتاجيات جديدة عالمية ،كما كانت الحال عام 96-1995عندما نسقت نقابة عمال بريدجستاون /فايرستاون
المضربة منذ عدة أشهر مع المضربين من نفس الشركة في الوليات المتاحدة وافريقيا الجنوبية والفيليبين ،وكذلك مع زملئهم الموظفين
في نفس الشركة في 12بلدا ،بغية الوصول إلى تاسوية مرضية.
ضرورة تاعميم المعلومات :تاطالعنا الصحف يوميا بتاقارير متاعلقة بالعولمة .وإذا شئنا التاأثير في مجرى الحداث ل بد لنا من
ل ،عمدة بورك ،Bourqueعن شراكة محتاملة بخصوص الماء ،يجب تاملك وسائل ذلك التاأثير وتانمية حسنا النقدي .فعندما يعلن ،مث ل
أن نرى في ذلك العلن محاولة القيام بخصخصة ما .وعندما يدور الكلم عن اعتاماد التاكنولوجيا والعقلنية والدمج و… ،علينا تاوقع
صرفا كثيفا للعاملين في المجالت المعنية.
إن اللقاءات في جماعات صغيرة ،على فنجان قهوة ،في المقاهي والمنازل ،للستاعلم وتابادل المعلومات وفهم ما يجري ،إن
كل ذلك يشكل خطوة أولى للخروج من الحباط الذي تاعاني منه ،وهذا ما يجب العتاراف به ،الذي يطبع منذ سنوات حركتانا المناضلة.
إن على الوساط المقاومة العودة للتاركيز على انهيار ظروف المعيشة ،على الحق بمداخيل كافية ،بالتاعليم ،بالعناية الصحية
الجيدة… ،وهذا ما يشكل وسيلة أخرى للتاأثير .وثمة عنصر مركزي لهذه اللية في العمل يكمن في تاطوير حركة نقابية عالمية تاكون
فعالة وديمقراطية .وفي نفس السياق ،يساهم تابادل الخبرات والمبادرات في النضال السياسي والجتاماعي والقتاصادي ،في عولمة
تاضامننا.
يشكل الحق بتاملك الرض ،وبالحصول على المياه الصالحة للشرب ،والحق بالتاغذية والدفء والحق بمنزل لئق وملئم،
حقوقا عالمية.
وعليه يجب أن نعمل ليكون التاضامن العالمي بمثابة أولوية في منظماتانا ،كما علينا الهتامام بحملت التاضامن العالمية التاي
تاخوضها المنظمات غير الحكومية والنقابية والشعبية.
علينا أيضا على سبيل المثال :التادخل في الحياة اليومية كمستاهلكين وعمال ومواطنين.علينا التادخل كي يحتارم استاثمار مواردنا
بالذات معايير التانمية المستادامة والمسؤولة.
علينا التادخل بوجه تاضخم الرباح المصرفية غير الخاضعة لي رقابة ،بينما تاتاقلص فرص العمل ،وتاضعف الخدمات.
القيام جماعيا بالضغط على الحكومات لتاستاعيد امتايازات السيادة التاي تاخلت عنها في اتافاقيات التابادل الحر التاي ل تاخدم غي
الرأسمالية الكبرى.
34
يجب الهتامام أيضا بمسألة المضاربات المالية العالمية والثار البالغة الخطورة وغير القابلة للتاعويض التاي تاستامر في خلقها
في كل مكان .ويقتارح البعض كعلج لذلك وضع ضريبة ،Taxe Tobinوهي ضريبة %1على المبادلت المالية العالمية ،وتاسمح
بجمع 166مليون دولرا في السنة ،أي ما يكفي للتاخفيف بشكل فعلي من المشاكل المرتابطة بالفقر في العالم ،هذا بينما يرى البعض
الخر هذا الجراء غير مناسب.
فكر عالميا ومارس محليا :ثمة نوع من عولمة التاضامن ينتاظم على مستاوى الكرة الرضية ،ل سيما بفضل النتارنت .ثمة
ورشات عمل كبيرة تاتاحرك ،وفيها تاشارك الحركة الكيبكية التاقدمية:
ورشة البحث في عالم المال لعطاء أولوية للسياسي على القتاصادي :متاابعة التاعبئة لمواجهة النسخة الجديدة لتافاقية -
الستاثمار المتاعددة الطراف ،AMIاستامرار العمل للغاء ديون بلدان العالم الثالث ،السعي لبلورة ميثاق حقوق وواجبات المستاثمرين
والمضاربين؛
ورشة العمل والستاخدام المتامحورة حول الحق بالعمل وبالمن الجتاماعي للجميع؛ -
ورشة العمل ضد الخصخصة ،ل سيما خصخصة الكهرباء والماء وغيرها من المشاريع والخدمات العامة؛ -
ورشة البيئة للحفاظ على الموارد الطبيعية للرض ،فالعالم ملك لكل ساكنيه؛ -
ورشة العلم للمحافظة على حق الجمهور بالعلم وباستاقلل وسائله؛ -
ويجب علينا أن ندرك أنه ليست هناك من أفعال صغيرة ،فكل عمل مقاومة لهيمنة الرأسمال الكبير على حياتانا ،على المستاوى
المحلي أو الوطني أو العالمي ،يساهم في تاقدم أعمال هذه الورشة أو تالك من ورشات العمل على مستاوى العالم.
إن تاضافر وتانسيق النضالت المتانوعة والمتاعددة سيساهم في استاعادة القدرة على بناء عالم متاضامن قائم على التانمية المستادامة.
يبلغ عدد سكان الرض اليوم حوالي ستاة مليارات .حفنة منهم تاستاحوذ على الرأسمال الكبير ،وتاسعى إلى استاعبادنا .فها نسمح
بذلك؟
ملحق
منتادى دافوس
ليس منتادى دافوس القتاصادي منظمة من المنظمات الدولية ،ولكنه مجرد لقاء اقتاصادي يضم سنويا ،في هذه البلدة السويسرية
)دافوس( :النخبة العالمية من القادة السياسيين ،ومدراء الشركات )معيار المشاركة أن يكون المشارك مديرا عاما أو نائب المدير العام
لمؤسسة تاتاجاوز قدرتاها المالية 620مليون يورو( ،والخبراء وغيرهم من شخصيات العولمة السياسية-القتاصادية .وعليه ليست
دافوس مكانا لتاخاذ القرارات .وهي ليست مركز سلطة ،بل بالحرى مجال تاأثير على الخطوط الساسية للقتاصاد العالمي.تاقدم
دافوس الفكار والتاحاليل والمفاهيم التاي غالبا ما نجدها تاوجيهات منظمات مثل صندوق النقد الولي FMIومنظمة التاجارة العالمية
.OMC
أسس هذا المنتادى )مؤسسة ل تاستاهدف الربح( اللماني كلوس شواب Klaus Schwabفي العام 1971؛ وهو دكتاور في
الهندسة الميكانيكية والقتاصاد ويدرس في جنيف سياسة العمال .يشارك في مؤتامر دافوس أكثر من 2000شخصا؛ وفي كانون
الثاني من العام 1999التاقت في دافوس شخصيات مثل هلموت كول وبيل غيتاس ولويس شويتازر وهيلري كلنتاون وياسر عرفات
وجورج سوروس ونلسون مانديل وكوفي أنان وحسني مبارك ويفغيني بريماكوف وغيرهارد شرودر وشيمون بيريز وأوسكار
لفونتاين ودومينيك ستاروس-كاهن وروبرت روبن ومدراء كوكا كول )دوغلس إيفستار( وفيات )باولو فرسكو( وتاوشيبا )تاايزو
نيشيمورو( والخ.
وتادور المناقشات فيه حول مسائل الجيوسياسة والتاكنولوجيا المتاطورة وشتاى الزمات والقتاصاد الكبير والصغير والخ .يحضر
الخبراء موضوعات المنتادى قبل شهر من انعقاده ،ويعدونها في ملف ملف من 300صفحة ،فتاتام مناقشتاها في جلسات عمل
ومؤتامرات.
كان المنتادى ،لدى تاأسيسه في العام ،1971متامحرا أساسا حول أوروبا ،ومن هنا اسمه الولي European Management
.Forum EMFبدأ في العام 1976عولمتاه مع المنتادى الوروبي -العربي ،Forum euro-arabeوفي السنة التاالية مع المنتادى
35
الوروبي -الميركي -اللتايني .Forum euro- latini-américainوتاوسع المنتادى في العام 1979إلى الصين والهند .وفي
العام 1982اتاجه المنتادى نحو حلقة الوروغواي ) Uruguay Roundمباحثات في منظمة التاجارة العالمية( .تاغير اسمه في العام
1987ليصبح المنتادى القتاصادي العالمي .World Economic Forum WEFوكانت تاناقش فيه أمور شتاى :سقوط جدار برلين،
تاوحيد ألمانيا ،الزمة السرائيلية الفلسطينية ،وإلخ…
ل في العام .1996ولعل ذلك يعود لكون الزمة السيوية ولكن المنتادى لم يطرح مسألة العولمة القتاصادية ،بشكل خاص ،إ ت
أنذرت العالم حول احتامال انهيار النظام المالي العالمي" :العولمة مسؤولة :كيف نتاحكم بأثر العولمة" .إنه لبرنامج متاكامل.
الجزء الثاني:ا
انعكاسات العولمة اليجابية و السلبية على التنمية في دول العالم الثالث
العولمة كلمة غير قديمة ،لهذا ل نجد لها تاعريفا في قواميس اللغة أو السياسة أو القتاصاد" ،ولذلك عندما تاطرح فكرة العولمة ل يقصد
بها مفهوم مجرد فقط ،بل عيلتافت إلى عملياتاها الساسية ،وهي :المنافسة بين القوى العظمى ،والبتاكار التاكنولوجي ،وانتاشار عولمة
النتااج والتابادل القتاصادي والتاحديث.
وفي الحقيقة إن مفهوم العولمة يعيدنا إلى العاملم ،أي الكون ،وليس إلى العلم ،لذلك أطلق بعضهم عبارات تادل عليها :كالنظام العالمي
الجديد ،والمبراطورية الجديدة ،والقرية الكونية ،وكل ذلك يعني شمول هذا التاعبير للمور القتاصادية والسياسية والثقافية والتاربوية
والجتاماعية ،بل وحتاى التاقاليد والعراف...
وعلى كل فالعولمة نظام جديد ،أو ظاهرة جديدة ،فرضها الواقع في أواخر القرن العشرين ،لذلك فليست المشكلة في تاعريف العولمة،
إنما المشكلة في دراسة أهدافها وبدائلها وتاحدياتاها وكيفية نشوئها ،وهل تالغي الهوية الوطنية؟ وهل تاؤثر على المور القومية؟) ".محمد
عمر الحاجي ،العولمة أم عالمية الشريعة السلمية ،دمشق ،دار المكتابي ،ط 1420 ،1هـ1999/م ،ص 16و .(19
والعولمة تارادفها أيضا كلمة الكوكبة ،وهي تاعني أيضا جعل نطاق الشيء وتاطبيقه عالميا" .ولكن هذا المفهوم الموحي بالبراءة ل يلبث
أن يكشف عن مخاطر كبيرة تاقف وراءها قوى شرسة ،تارفع مصالحها فوق كل اعتابار ،وتانظر إلى العالم كله على أنه مساحة مفتاوحة،
أو ينبغي أن تاكون مفتاوحة أمامها ،وتاستاخدم القوة لفرض تالك المصالح ،وما يرافقها ويتامخض عنها من تاهديد على الخرين ،ولحماية
ما تاسفر عنه مما يحقق أهدافها ،وهي بذلك تاضفي هيمنتاها الشاملة على عصرنا الحاضر) ".علي عقلة عرسان ،العولمة والثقافة ،مجلة
الفكر السياسي ،دمشق ،العددان ) ،(5-4شتااء 1998/1999م ،ص .(216
_2عولمة القتاصاد :لها فوائدها ومضارها ،فمن فوائدها أنها تاخلق مكاسب جديدة في الرفاهية والتاقدم ،وتاخلق أيضا المنافسة والسعي
نحو تاحقيق الجودة في العمل والنتااج ،إل أن من أضرارها الكبيرة أيضا أنها تاهممش الدول النامية ،وتازيدها فقرا على فقر ،وفسادا فوق
فسادها الداخلي ،والتاجاهات الراهنة لعملية العولمة تاشير بشكل واضح أن هذه الظاهرة ليست في صالح الدول النامية ،التاي ستاصير
سوقا استاهلكية للدول المتاقدمة) .انظر :محمد عمر الحاجي ،العولمة أم عالمية الشريعة السلمية) ،مرجع سابق( ،ص .(26 -25
ويرى كثير من الباحثين أن العولمة القاتصادية شر كلها ،وتاجب مواجهتاها ،لن "النظام العالمي الجديد بصفة عامة ،والنظام
القتاصادي العالمي الجديد بصفة خاصة ،نظم تاقوم على رعاية الدول المتاقدمة لتازداد غنى وسيطرة على حساب الدول النامية أو الفقيرة
لتازداد فقرا ،فهي نظم الغنياء ،فيها منتاديات اقتاصادية للسيطرة على الفقراء وإذللهم تاحت وطأة الحاجات الصلية لعيش النسان.
وهذه النظم ظاهرها فيه التاعاون ،وباطنها الستاغلل والحتاكار وأكل أموال الشعوب بالباطل.
ويجب أن نقر أن نظام العولمة القاتصادية شر يجب الجهاد والتضحية للتقليل من خسائره ،فإثمه أكبر من نفعه ،ول يظن أولئك أن
هناك علقة أخوة وحب ومودة وتاكامل وتاضامن بين الدول التاي تاسيطر على النظام القتاصادي العالمي الجديد ،وبين الدول الفقيرة مثل
اليمن وفلسطين وبنجلديش والعراق وليبيا والسودان ومصر ولبنان ..بل الحقد والكراهية والتاربص والستاغلل ومحاولة الذلل"
)نعمات أحمد ،كيف يواجه العالم السلمي أخطار العولمة القتاصادية ،مجلة القتاصاد السلمي ،دبي1998 ،م ،العدد ) ،(209ص
،(25هي الحقيقة ،التاي أضحت ظاهرة لكل مطلع ومشاهد.
ويشير واقع وكالت العلن المريكية إلى الهدف الستاعماري للعولمة" ،فالسواق العالمية هي حكر لعدد من وكالت العلن
المريكية التاي يبلغ عددها ) (22وكالة إعلن من مجموع ) (25وكالة دولية.
وهناك ) (71دولة من ) (91دولة نامية تاعتامد إذاعاتاها على العلنات ،كما أن الوكالت المريكية تاسيطر على ثلثي الشركات
العلمية في ) (46دولة نامية .
ويمكن القول أن هذه الوكالت في اختاراقها للدول ومؤسساتاها العلمية ل تاقوم بخلق نموذج ثقافي استاهلكي عالمـي فقط ،وإنما
تاتاحدد مخاطرها في تاهديدها للثقافات القومية ،وقتال التانمية في هذه البلدان النامية) ".ياس البياتاي ،احتالل العقول ،د.م ،دار الحكمة،
1991م ،ص .(144
والعولمة ليست لمصلحة الشعوب المتاقدمة أيضا ،بل هي لمصلحة فئة مسيطرة فيه ،فنحن رأينا المظاهرات في لندن وكوريا وروسيا
وغيرهم من دول العالم المتاقدمة ضد هذا النظام العالمي الجديد ،في عيد العمال العالمي ،في/1 :أيار2001/م ،وكذلك في عام
2002م ،فقد خرج مليين العمال يطالبون بنظام جديد ينظر إلى مصلحة العامل والفقير.
وهكذا نرى "أن العولمة ليست من أجل مصلحة شعوب العالم بقدر ما هي وسيلة لتاحقيق مصالح الدول الكبرى ،وفي مقدمتاها الوليات
المتاحدة المريكية ...وأن هذه القوى ل تانظر إلى الخرين إل من خلل استامرارية مصالحها وهيمنتاها عليهم.
ويرون أيضا أن مسألة العولمة ل تانحصر فقط على تاعميم النموذج الغربي على العالم ،بل هدفها الرئيس تاشكيك أمم الحضارات العريقة
في حضاراتاها ونفسها وعقائدها ،وتاغريب إنسانها في أفكاره ومناهج تاعليمه ،بل في طراز عمارتاه وأسلوب حياتاه ..بل في طعامه
وشرابه عن طريق انتاشار مطاعمها وألوان الطعام الخاصة بها.
وتاتاساءل المفكرة والكاتابة )نعمات أحمد( :كيف يقنعنا الغرب برغبتاه في التاعاون والتاكامل معنا من خلل ما يطرحه علينا من أفكار
وفلسفات ونظم ،وهو يتارصد للسلم ويتاهجم عليه ،ويلصق به تاهم الرهاب والتاطرف؟ كيف نتاعامل مع هؤلء ونقتانع بما يعرضونه
علينا ،وهم يمولون ويدفعون لكل من يثير القلق ،وينفذ عمليات الرهاب داخل أقطارنا العربية والسلمية؟ كيف نقتانع بحسن
نواياهـم ،وهم يشجعون إسرائيل على العدوان واغتاصاب الحقوق والستاهانة بالعرب وحقوقهم في استارداد أراضيهم المغتاصبة؟".
)نعمات أحمد ،كيف يواجه العالم السلمي أخطار العولمة القتاصادية ،مجلة القتاصاد السلمي) ،مرجع سابق( ،العدد ) ،(209ص
.(23
37
ويحدد بعض الخبراء معنى العولمة بشكل أدق ،ويرى أنها تاعني المركة" ،فالمريكي )تاوم فريدمان( يقول) :نحن أمام معارك سياسية
وحضارية فظيعة ،العولمة هي المركة ،والوليات المتاحدة المريكية قوة مجنونة ،نحن قوة ثورية خطيرة ،وأولئك الذين يخشوننا على
حق ،إن صندوق النقد الدولي قطة أليفة بالمقارنة مع العولمة ،في الماضي كان الكبير يأكل الصغير ،أما الن فالسريع يأكل البطيء(.
وهذا القول ل يقتدم إل بعض الحقيقة ،فوراء هذه القوة الخطرة برامج أكثر خطورة ،قد يؤدي تاحقيق أهدافها في النهاية إلى المس
بجوهر النسان ،ومقومات المناخا من حوله.
والوطن العربي حيال هذه التاكتالت الكبيرة والوضاع الخطيرة الضاغطة ،ممزق وضعيف وفقير ،يسهل اصطياد أقطاره وإخضاعها،
والتاحكم بمساحات اقتاصاده تاحكما مباشرا ،ولسيما ثرواتاه الرئيسة كالنفط ،ويزيده بعض أهله إفقارا وضعفا بضخ الموال منه،
وإيداعها في الغرب خاصة ،واستاثمارها بما يقوي عدوهم أحيانا) ".علي عقلة عرسان ،العولمة والثقافة ،مجلة الفكر السياسي ،دمشق،
العددان )4و ،(5شتااء 1998/1999م ،ص .(221
ويظهر أن الدعوة للعولمة دعوة أمريكية بشكل خالص ،تاسعى لها وتاريد فرضها على العالم ،ففي لقاء بين )محاذير محمد( رئيس
وزراء ماليزيا ،ووزيرة الخارجية المريكية" ،قال محاذير :على الدول الصغيرة أن تاحذر الدخول في العولمة بل تاحوطات .فردت
وزيرة الخارجية المريكية بضجر واضح :يا سيد محمد إن الدخول في العولمة أمر واقع ل خيار لحد فيه) ".زكريا بشير إمام ،في
مواجهة العولمة ،معتمان ،مكتابة روائع مجدلوي ،ط 1420 ،1هـ2000/م ،ص .(180
والرئيس المريكي ")جورج بوش الب( قال بعد حرب الخليج الثانية ،في مناخا الحتافال بالنصر) :إن القرن القادم سوف يشهد انتاشار
القيم المريكية ،وأنماط العيش ،والسلوك المريكي() ".علي عقلة عرسان ،العولمة والثقافة ،مجلة الفكر السياسي) ،مرجع سابق(،
العددان )4و ،(5ص .(223
وهذا نزوع استاعماري واضح ،يستاهدف ثقافة الخرين وتااريخهم ،وجعلهم تابعا لهذا الزعيم الوحيد ،وهو أمريكا تاحت السيطرة
اليهودية.
والواقع اليوم يؤكد لنا هذا الكلم ،فحرب أمريكا لفغانستاان ،من غير جرم مؤلكد ،وحربها على العراق مع اختالق الكاذيب والحجج
الواهية ،وتاخطيطها الستاعماري لكثير من الدول الضعيفة مالكة الكنوز الرضية من نفط وغاز ..وحربها على عدو اختالقتاه
واصطنعتاه من أوهامها سملتاه الرهاب ،وقصدت به السلم والمسلمين ،ليست إل شواهد على هذا الستاعمار الجديد ،تاحت اسم جديد
هو العولمة.
"لقد لحظ كثيرون أن النظام العالمي الجديد ،والدعوة إلى العولمة التاي يبشر بها كأيديولوجية ،وهي في الواقع من صنع اليهود بغية
السيطرة على العالم التاي تاحققت لهم في نهاية القرن العشرين بل جدال ..ول أدل على ذلك من سيطرتاهم الكاملة على الكونغرس
المريكي وعلى الدارة المريكية ،خاصة في عهد الرئيس كلينتاون ،حيث أكثر من ستاة من وزرائه من اليهود الصهاينة الموالين تاماما
لسرائيل ،ومنهم وزراء الخارجية والدفاع والمن القومي ،وعدد كبير من السفراء.
]واليوم يقرر رئيس وزراء إسرائيل شارون أن أكبر من خدم اليهود من رؤساء أمريكا هو الرئيس الحالي جورج بوش البن[
ولقد كشف مدى الهيمنة الكاملة لليهود على الدارة المريكية وعلى مقدرات المجتامع المريكي الكاتاب )بول فندلي( في كتاابهWho) :
(Dares to Speakالذي تارجم إلى العربية تاحت عنوان) :من يجرؤ على الكلم( ،فبتين بول فندلي كيف أن اليهود يسيطرون على
دور النشر بأمريكا سيطرة كاملة ..وكذلك يسيطرون على أسواق العملت والسهم والبنوك وكبريات الشركات والعلم والجامعات،
وكل شيء تاقريبا في صناعة الفلم في هوليود ،ول تاقتاصر سيطرتاهم على الوليات المتاحدة وحدها ،بل تاعدت ذلك إلى فرنسا وألمانيا
وبريطانيا..
إن سيطرة اليهود اليوم على العالم كله كبيرة جدا ،وحتاى العالم السلمي والعربي لم يسلما من تالك السيطرة والهيمنة) ".زكريا بشير
إمام ،في مواجهة العولمة) ،مرجع سابق( ،ص .(178
ويكشف لنا بعض المسؤولين المريكيين الحرار أن في أمريكا اليوم حكومة خفية تادعى حكومة الظل ،هي التاي تاخطط وتانمفذ ،ل يعلم
كنهها أكثر السياسيين المريكيين.
ولو أردنا أن نفهم هذه اللعبة أكثر ،علينا أن نراجع ما ورد في البروتاوكولت الصهيونية ،وقراءة تاخطيطهم للسيطرة على العالم
وقيادتاه.
ورد في "البروتاوكول الرابع عشر :عندما نصبح أسياد الرض لن نسمح بقيام دين غير ديننا ..من أجل ذلك يجب علينا إزالة العقائد،
ل للجيال القادمة وإذا كانت النتايجة التاي وصلنا إليها مؤقتاا قد أسفرت عن خلق الملحدين ،فإن هدفنا لن يتاأثر بذلك ..بل يكون ذلك مث ل
38
التاي ستاستامع إلى دين موسى ،هذا الدين الذي فرض علينا مبدؤه الثابت النابه وضع جميع المم تاحت أقدامنا) ".عبد العزيز شرف،
العلم السلمي وتاكنولوجيا التاصال ،القاهرة ،دار قباء1998 ،م ،ص .(128
فالخطر كبير وعظيم ل محالة ،ولكن علينا أن ل نصاب باليأس ،فاليأس صفة من صفات الكافرين ،وعلينا أن نتاسلح باليمان واليقين
أو ل
ل ،وبالعلم والحقائق ثانيا ،وأن نبذل جهدنا وجهادنا ،فهذه القوة ليست في أكبر حدودها إل قوة بشرية ضعيفة ،يمكن للناس الخرين
النتاصار عليها ،وإلحاق الهزيمة بها.
وتاضخيم هذا المر بحيث يشعر القراء ومتاابعو وسائل العلم أن القوة المريكية بالدارة اليهودية قوة عظيمة ،ل يمكن تاختيلها أو
معاداتاها أو حتاى التافكير في ذلك ،وأنها شبح عظيم ،أو تانين خارق تاستاحيل مواجهتاه بالوسائل البشرية ،هذه الفكرة بحتد ذاتاها فكرة
صهيونية وحرب نفسية ،يهدفون من خللها إلى بمث الخوف والذعر في نفوس الناس ،ليسملموا لهم ،ويستاسلموا من غير مقاومة عتاذكر.
هذا ما يفكرون به ويخططون له ،وال سبحانه يقول) :موميلمعكعرومن موميلمعكعر الللعه موالللعه مخليعر اللمماإكإريمن( )سورة النفال ،الية ،(30 :والذي
يبدو لي أن سلح العولمة الذي يحاربون به اليوم هو نفسه سينقلب عليهم ،وسيستاخدم ضتد أمانيهم وأهوائهم ،ويحقق عليهم النصر
المبين.
فها نحن اليوم أصبحنا نشهد إسلم كثير من الجانب عن طريق وسائل العلم -هذه الوسائل التاي هي أدوات أساسية في العولمة-
وخصوصا عبر وسيلة النتارنت.
والواقع والتااريخ والحقيقة تاظهر أن السلم دين إلهي ل يمكن أن يقهر ،وأنه ما شارك في معركة إل كان المنتاصر ،حتاى لو انهزم
المسلمون.
وهذا ما حدث يوم هجوم التاتاار على المسلمين ،فقتالوا وأفسدوا فسادا عظيما ،لكن هذا الجيش الغالب لم يمض على انتاصاره إل أشهر
معدودة حتاى دخل في دين المغلوب ،وصار جيشا يدافع عن حمى السلم ،ويقاتال في سبيله.
فل خوف على السلم ،فال سبحانه حافظ دينه" ،ولكن الخوف على المسلمين ،وعلى كل من هم في حكم الضعفاء والمستاضعفين من
بني البشر أن يعوا ما يستاهدفهم ،وأن يعملوا ليكون لهم ما يدفع عن عقيدتاهم ]وثقافتاهم[ غائلة الشر.
ليس المطلوب الهرب من العولمة أو العالم ،فالعولمة ليست الشر المطلق الذي ل بد من أن نتاجنبه ،أو نتالمس نجاة منه ،بل إنها مما
يمكن أن نواجه تاحدياتاه بإمكانيتانا ووعينا ،وهي في بعض جوانبها تاحتاوي على إيجابيات قد تاعود علينا بالنفع ،إذا ما أحسنا تافهمها
والنتافاع ببعض معطياتاها والستاجابة لتاحدياتاها...
ل وقبل كل شيء إلى الفهم العميق لقوانين العالم المعاصر وقواه ومعارفه وأدواتاه وسبل الداء الناجح في ميادينه والعولمة تاحتااج منا أو ل
والستاجابة لتاحدياتاه ،وليست نجاة العرب والمسلمين والسلم ،بل والعالم كله بالبتاعاد عن معطيات العصر وتاجنب تاحدياتاه ،لن
العصر بكل بساطة وموضوعية يقتاحم الباب علينا بقوة ،ولن نكون فيه ما لم نشارك في بناء حضارتاه ،ونتاحمل مسؤولياتانا فيه بإيجابية
تاامة ،وما لم نتاعامل مع معطياتاه باقتادار ونجاح) ".علي عقلة عرسان ،العولمة والثقافة ،مجلة الفكر السياسي) ،مرجع سابق( ،العددان )
4و ،(5ص .(228
ويؤيد هذه الفكرة كثير من الباحثين العرب ،فنحن ل ينبغي أن نحارب العولمة جملة وتافصي ل
ل ،بل نأخذ خيرها ،ونتارك شرها ،ونطبق
معها سياسة النتاقاء.
ولكن واقع العولمة اليوم ل يعني العالمية ،بل يعني المركة وبسط النفوذ الصهيوني ،ومحاربة العرب والمسلمين ..يظهر ذلك في
الخبار اليومية ،حيث نرى حربهم على المؤسسات السلمية الهلية ،والجمعيات الخيرية ،وحجرهم على أموال المسلمين داخل
بلدهم ،والساءة السافرة إلى الشخصيات السلمية البارزة ،وما معاملتاهم لحليفتاهم تاركيا إل شاهد على هذه العدوانية ،والنانية
المفرطة.
فعندما يتاحدثون عن فتاح الحدود وإزالة الحواجز ل يريدون الخير لهم وللخرين ،بل يقصدون أن يجعلوا بلد المسلمين سوقا استاهلكية
لمنتاجاتاهم المادية والفكرية..
39
ولو كانت العولمة تاعني في حقيقتاها العالمية ،وفتاح الحدود وكسر الحواجز بين البشر ،لكانت مطلبا هاما للسلم ،فالسلم ما خاف يوما
من النفتااح على الخرين ،بل هذا ما يسعى إليه ،فالجهاد السلمي يهدف من جملة أهدافه إلى فتاح طريق الدعوة ،وإزالة العقبات بين
السلم والعباد ،لعيتاركوا بعد ذلك أحرارا يختاارون الدين الذي يشاؤون.
"فقد انتاشر السلم من جزيرة العرب إلى كافة أرجاء المعمورة ،وأقام حضارة راسخة البنيان ...لنه امتازج بالمدنتيات التاي سادها،
وتاكيف معها تاكيفا لم يلغ أسسه المقدسة) "،إعداد دار طويق للنشر ،المسلمون في مواجهة البث المباشر ،الرياض ،دار طويق للنشر ،ط
1417 ،1هـ1996/م ،ص (66ولم يحارب حياة الشعوب وعاداتاهم وثقافاتاهم ،بل أبقى على كل ذلك ،وأعطاهم من خيره وهداه
ونوره ،فصاروا جميعا إخوة مؤمنين متاحابين ،يستاخدمون اسم بلدهم الذي ولدوا فيه للتاعارف ليس إل ،واستاطاع السلم أن يحقق
العالمية ،وتاكون في صالح البشر جميعا.
ولو أن المسلمين استاطاعوا أن يحولوا العولمة لصالح دعوتاهم لقدموا بذلك خدمة عظيمة وجليلة للسلم ،فهذه العالمية تاكفي المسلمين
عناء الجهاد والقتاال ،وتاحقق لهم إلغاء الحدود العلمية ،وحينها يمكننا القول أننا أصبحنا في العصر الذهبي للدعوة السلمية،
وأصبحنا في أجمل الظروف لنشر السلم.
فمعركة السلم اليوم كبيرة وخطيرة ،وصار السلم بحاجة إلى من يعيش في سبيل ال أكثر من حاجتاه إلى من يموت في سبيل ال.
كتابت في 2003م.
حتذر عالم القتاصاد المريكي جوزيف شتايفلتاز الحاصل على جائزة نوبل للقتاصاد من الثر الضار للعولمة على الخدمات العامة التاي
تاقلدم للسكان في دول ناهضة بالعالم الثالث .وقال ،إن العولمة تاؤدي إلى نقص موارد الحكومات بسبب حرية حركة التابادل التاجاري
في العالم .وإن نقص مداخيل حكومات دول العالم الثالث من المكوس والضرائب يؤدي إلى نقص الموارد التاي يمكن أن تانفقها تالك
الحكومات على السكان .ول شك أن هذا العإالم القتاصادي قد أصاب كبد الحقيقة ،ول شك أن كلمه هذا ل يروق لقوى الستاكبار
ل لتاركيز السيطرة على المال في العالم في العالمي التاي ينتامي هو إلى سكانها ،والتاي تادفع باتاجاه انفتااح السواق العالمية ل لشيء إ ت
أيديها ،وبالتاالي التاحتكم بالقرار السياسي العالمي .وهذه القوى هي التاي أوجدت العولمة من خلل إنشاء تالك المنظومة اللكتارونية
الخاضعة لسيطرتاها ،ومن خلل تالك الشركات العملقة التاي تاحمل جنسيتاها والتاي تاسعى إلى إلتاهام خيرات العالم كافة .وقد ساعد تالك
القوى في نشر العولمة عدم وجود قوة كبرى تاقف في وجهها .فبعد سقوط التاحاد السوفيتاي السابق ودول المعسكر الشيوعي ، 1991
أصبح في العالم قوة واحدة هي الوليات المتاحدة ودول المعسكر الرأسمالي ،وأصبح المشروع الرأسمالي العالمي هو المشروع الوحيد
الذي ينبغي على جميع الدول السير في ظتله .وعلى الفور خلعت روسيا ودول أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى جلدها الشيوعي واتاجهت
إلى اقتاصاد السوق ،فتام بيع آلف المؤسسات العامة في هذه الدول للشركات العابرة التاي ظهرت ،فجأة ،كمنقذ لها من الفلس .وقد
ساهمت عمليات البيع هذه في رفد اقتاصادها بدخول كبيرة .لكن ما لبثت هذه الدول أن لمست العكس ولسيما بعد أن أصبح ريع
ومداخيل مؤسساتاها الساسية يصتب في جيوب أناس ل يحملون جنسيتاها .ومن هنا كانت تالك الحركة الرتادادية التاي قام بها الرئيس
الروسي فلديمير بوتاين والتاي بمقتاضاها تامت مطاردة عدد من الرأسماليين الدوليين وإلغاء استاثماراتاهم في روسيا كما حدث للمستاثمر
اليهودي بوريس بيريزوفسكي الذي اشتارى وسائل العلم في روسيا والذي تامت ملحقتاه من قبل القضاء الروسي بتاهم كثيرة ومتانوعة
.وكان الهدف هو إعادة وسائل العلم إلى دائرة الحكومة الروسية ،وأيضا ما حدث للمستاثمر اليهودي ميخائيل خودورفسكي الذي
اشتارى شركة النفط الروسية لصالح الممتولين الدوليين اليهود الموجودين في الوليات المتاحدة ،ومن ثم عسإجمن بتاهمة التاهترب من
الضرائب ،ووضعت الحكومة يدها على شركة النفط .واستاطاعت روسيا بهذه الحركة التاصحيحية أن تاقف على رجليها من جديد وأن
تاتاجتنب الرتاهان لمصلحة الممتولين الدوليين .لكن إذا كانت روسيا قادرة على وضع حتد للشركات العابرة للقارات ،فإن الدول
الصغيرة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى كانت عاجزة عن فعل شيء مماثل .وقد أصبحت هذه الدول بيد الوليات المتاحدة وكثير
منها في أوروبا الشرقية انضتم إلى الحلف الطلسي وإلى التاحاد الوروبي لكي يخلص من هم بناء القتاصاد ،حيث تاوتلت الشركات
المريكية والوروبية عملية البناء وفق مصالحها الخاصة .ولم تاكن دول العالم الثالث بمنأى عن تالك الشركات التاي أفلتات من عقالها
ووجدت أن الفرصة الن مؤاتاية لها للتاغلغل في كل مكان في العالم .ودفعت هذه الشركات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ليقوما
بدور المرتوج للخصخصة في دول العالم وقد التازمت الكثير من دول العالم الثالث بنصائح وإرشادات هاتاين المؤسستاين الماليتاين
ل كبيرة تاستاطيع أن تامتول بها عملية الدوليتاين .وأقدمت على بيع مؤسساتاها ومنشآتاها العامة بذريعة أن هذا البيع مفيد ويوتفر لها دخو ل
ل كبيرة وحقيقية ،مما أدى إلى افتاقارها وجعلها التانمية فيها .وقد فقدت هذه الدول من جراء عمليات الخصخصة الواسعة فيها دخو ل
عاجزة عن الستامرار في مسيرتاها .والواقع أنه من الخطأ ذتم الخصخصة بالمطلق ،لن للقطاع الخاص دورا قد يلعبه في الدول
المختالفة لرفد اقتاصادها الوطني بروافد مهمة .لكن ل يجوز أن يصبح هذا القطاع هو المحور الذي تادور عليه عجلة التانمية .فليس
أجمل من الوسطية في كل شيء ،وحتاى في القتاصاد ،فشيء من القطاع العام وشيء من القطاع الخاص ،بحيث تابقى المؤسسات
المهمة بيد الدولة ،ويكون في أيدي القطاع الخاص أنشطة الخدمات وخاصة التاجارية منها .وبالتاالي ،يحدث التاوازن المطلوب في
اقتاصاد الدولة فتانطلق بذلك نحو التانمية الحقيقية .وربما هناك الكثير من الدول تاعارض النفتااح القتاصادي الكامل ،لكنها تاخشى
التاصريح بهذه المعارضة خوفا من العصا المريكية المرفوعة فوق رؤوسها .فالوليات المتاحدة التاي تارعى العولمة لن تاتاسامح أبدا
مع أية دولة تارفض إملءات البنك والصندوق الدوليين ،وتارفض فتاح أسواقها أمام الشركات العابرة للقارات .ومثل هذه الدولة قد
40
تاصبح إما على "محور الشتر" المريكي ،أو قد يضليق الخناق عليها من خلل الخطبوط المالي العالمي الذي تاتاحكم فيه اليد المريكية .
فإما أن تاخضع الدول وتاقبل بالعولمة ،وإما أن تانتاظر حتافها تاحت سنابك الدبابات المريكية والحليفة .
العولمــــــة Globaliazation
*ان أهداف)العولمة( ليمكن ان تاؤدي الى تاحقيق التانمية المنشودة بالمفهوم الحقيقي للتانمية ،بل فاقمت مشاكل الدول النامية ،والدت الى
افقارها ونمو مديونيتاها الخارجية وافقار مواطنيها لحساب فئة محدودة ارتابطت بالنفتااح القتاصادي ،كما ادت الى القضاء على
صناعتاها الناشئة واستانزاف مواردها وسيرورتاها سوقا تاابعة.
*ان العولمة هي اقتاصاد الوهم القائم على دعوى ان التانمية يمكن ان تاشتاري او تاتاقايض بالستاثمارات الجنبية ،او تاتام)بالنابة( عبر
الشركات متاعددة الجنسية التاي تارتابط ارتاباطا وثيقا بنهج العولمة ،وتاعتامد على تاطور تالك الشركات ونمو نشاطاتاها القتاصادية الدولية
في ظل التاطورات التاقنية الهائلة بمساعدة بيئة دولية مؤاتاية نتايجة التاطورات الدراماتايكية خلل عقد التاسعينات من القرن العشرين.
*وفي كل الحوال فأن اقتاصادات البلدان المرتابطة بالعولمة ابتاعدت عن)تاصنيع( التانمية الى)شراء( التانمية او جعلها تاتام)بالنابة( كما
في دول مايسمى بالنمور السيوية التاي سيأتاي الحديث عنها لحقا وهذا ما تاعكسه المشاريع الكونية والقليمية.
والعولمة بهذا المعنى تاقدم نوعا من التانمية ذات الرتاباطات العالمية ،هذا النوع من التانمية لعلقة له باهداف التانمية الوطنية ،ول
علقة له بتاصحيح هياكل النتااج الوطنية ،أنما علقة ديناميكية بالقتاصاد العالمي ومصالح مراكز المنظومة الرأسمالية فيه وفي
ادارتاه.
*ان النصياع لهذا التاوجه الخطير يؤدي بالضرورة الى قبول القتاصادات النامية مبدأ التابعية الواعية المذملة ،والتانازل الطوعي
تادريجيا عن مقومات السيادة الوطنية لصالح مبدأ السيادة القتاصادية العالمية.
وتابعا لذلك يتام نقل بعض مقومات السيادة القتاصادية من سلطة الدولة الى سلطة القرار القتاصادي المعولم ،وكذلك اخضاع المن
القتاصادي لكل دولة للمن القتاصادي بين الدول بمعنى وجوب عدم تاعارض المن القتاصادي داخل الدولة مع المن القتاصادي بين
الدول.
*ففي اطار المشروع الصهيوني المسمى)بالشرق اوسطية( ينبغي ان يخضع المن القتاصادي لكل دولة للمن القتاصادي) الشرق
اوسطي( وأخضاع الخير للمن القتاصادي العالمي ،انها حقا شبكة عنكبوت!!
والعولمة بذلك تاسعى فيما تاسعى اليه ،الى دفع دول العالم العربي الى التانازل عن العتابارات السياسية لصالح تاسويات سياسية اقليمية،
والتازامات اقتاصادية تافرض عليها بأنضمامها الى التاكتالت القتاصادية القليمية)الشرق اوسطية( والتاي تاضم اسرائيل.
41
تارى ماذا تابقى للتانمية الوطنية والرادة الوطنية والسيادة الوطنية؟!!
*في ضوء ماتاقدم لبد من تالمس الطريق الصحيح للسير في نهج تانموي رائد يتاطلب من مصممي السياسة القتاصادية في الدولة
الوطنية فهما حقيقيا افضل للية التاكامل القتاصادي الدولي والنتاباه الى مخاطر تادويل الحياة القتاصادية لغرض تاحقيق افضل فائدة
ممكنة من وجهة نظر تانموية ،مع التاأكيد على تاغليب العتابارت الوطنية والقومية التاقدمية على العتابارات الخارجية الجنبية في كل
الظروف وكذلك اعتابار العوامل الروحية والخلقية لتاوفير امكانيات تاحقيق انسجام وتارابط النسيج الجتاماعي الذي تاتاأطر فيه عملية
التانمية.
* وفي المقدمة يحتااج تاحقيق التانمية المنشودة الى افتاراض وجود قيادة وطنية مبدعة متاعلمة ومعللمة ،ذات تاوجهات تاقدمية على رأس
الدولة كي تاقود ،وفق استاراتايجيتاها الخاصة ،بحيث ل تاتابع القوى الخارجية ول تاسمح لها بالسيطرة على اسواق البلد.
والدولة بهذا المعنى تاخدم المجتامع وتاقوده وتاطوره وتاعمل على دعم الطبقات الجتاماعية ،وبهذا سيكون القتاصاد موجها وتاقدميا ،ومن
الطبيعي ان هذا التاوازن في البلدان”الطرفية” غير موجود حيث تاسعى سياسة التابعية القتاصادية الى تافكيك هياكل هذا البلدان بالكامل.
*ان العولمة حتاى وان ظهرت في صورة براقة او مفتاوحة ،فهي شاكلة جديدة للنهب والتاسلط ،وهكذا يمكن التاأكيد على ان التانمية
الحقيقة تاعتابر احد اهم وسائل الرد على العولمة ،ولتاتام بالنابة ول تاشتارى ،انما هي عملية خلق موضوعية تاتام بالصالة.ومن البيئة
القتاصادية نفسها.
*وتاسعى التانمية” لتاحقيق زيادات كبيرة في معدلت النمو والستاثمار والدخار ومضاعفة تانويع الصادرات مرات عدة وبشكل مطرد،
والرفع التاراكمي للنتااج الصناعي والتاحكم بالستاثمارات وبالرساميل الجنبية وبتاوجيهاتاها ..الخ” كما يقول الدكتاور صادق جلل
العظم في كتااب)ما العولمة(.
ويقتارح ايضا لتاحقيق ذلك”انجاز بناء قاعدة انتااجية صناعية ثابتاة وديناميكية” و”تاحقيق مستاوى جيد ومعقول من التاقدم العلمي،
والبحثي ،والتاطويري والتاقني” و”تاخفيف علقات التابعية التاقليدية وحيدة الجانب)للمركز( الى اقصى حد ممكن”.
*ان الدول الصناعية التاي استاعمرت هذه البلدان ،واستاغلت مواردها بالحتالل العسكري المباشر ردحا طوي ل
ل من الزمن ،وتاحول هذا
الستاغلل الى صور اخرى اخذت صيغا اخرى
*منها المديونية ،وأحتاكار التاكنولوجيا ،والهيمنة القتاصادية وخاصة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتاى يومنا هذا حيث تاطورت
وسائل الستاغلل وازدادت اتاساعا وحدلة في ظل العولمة.
ماذا يمكننا ان نسمي ذلك؟ سوى القول بأن النظام الدولي القديم والجديد يتابنى عمليات النهب والبتازاز وتاقسيم مناطق النفوذ في العالم،
والرعاية والنتاداب وممارسة القهر والستالب بكل انواعها واشكالها.
*كل هذا حصل في اطار تاقسيم العالم على اسس نفعية الى عالمين ،عالم جنوب ممدين وعممجإلهز للمواد الولية وعمسمتامغلل /وعالم الشمال/
متاقدم ،دائلن ،منإتالج للسللع وعمستاإغلل للغير.
ويسعى العالم الدائن القوي المسيطر بمختالف الوسائل الى جعل البلدان النامية تاابعة له ،ومسلوبة الرادة سواء ذلك بقعقعة السلح او
بالتابعية القتاصادية والسياسية ،ونتايجة واقعية ومنطقية لهذا التاقسيم الجائر ازدادت بصورة كبيرة -خاصة منذ بداية عقد التاسعينات-
ازدادت مديونية دول الجنوب التاي تاضم ايضا دول العالم الثالث ..والديون هذه في تاصاعد مستامر.
*وكمثال على هذا الواقع الشاذ ،نعرض هذه المجموعة الحصائية عن مديونية العالم الثالث ،علما ان هذه الحصائيات هي مجرد
ارقام متاحركة تاعكس الواقع المعاش ضمن فتارة زمنية محددة ،وهي تاشكل انموذجا ليس ال ،وبالتاأكيد صدرت احصائيات حديثة
ارتافعت فيها الديون بشكل غير مسبوق.
42
الحصائيات هذه من عام ،1997ذكرها الدكتاور سعود العامري في 1998في صحيفة القادسية.
*مجموع مديونية العالم الثالث بلغت عام) (1250.4)(1991مليار دولر موزعة كما يلي:
-1امريكا اللتاينية /تاحتال مركز الصدارة في المديونية) (682.2مليار دولر اي ما يعادل % 38.7من اجمالي الدين الخارجي للدول
النامية.
-2الدول السيوية تاحتال المرتابة الثانية من حيث المديونية) (%32.9من اجمالي الديون الخارجية.
-3الديون الفريقية /حجم ديونها الخارجية) (283.6مليار دولر اي ما يعادل ) (%16.1من اجمالي الخارجي.
-4دول المشرق العربي ومحيطه القليمي واوربا) (217مليار دولر اي ما يعادل ) (% 12.32من اجمالي الدين العام الخارجي
للدول النامية.
*وتاسود العالم حاليا مطالبة واسعة بضرورة معالجة الزمة الناشئة عن ارتافاع المديونية كاعادة جدولتاها ،واسقاطها عن الدول التاي
لتاستاطيع تاسديد تالك الديون.
النمور السيوية
كوريا الجنوبية -تاايوان -هونك كونك-سنغافورة ،واضيف اليها ماليزيا وتاايلند ،والفلبين-التاي يطلق عليها مصطلح “النمور
السيوية”.
لقد عصفت ازمة مالية حادة باقتاصادات هذه البلدان عام ،1998وللوقوف على السباب الحقيقة وراء هذه الزمة يمكننا الشارة هنا
الى:
*ان التاجارب التانموية للنمو القتاصادي كانت منذ البداية تاحت رعاية النظام القتاصادي الدولي الذي يتاميز بتاقسيم عمل دولي يعمل
لصالح الدول المهيمنة)المركز( وهي الدول الصناعية الرأسمالية المتامثلة بمجموعة الثمانية) (G8حيث اضيفت لها روسيا مؤخرا.
هذه الدول الصناعية قدمت للنمور السيوية تاسهيلت كبيرة لسباب معروفة منها:
-1طبيعة النظم السياسية السائدة في هذه الدول وهي بمجملها مثال للتابعية السياسية والقتاصادية والجتاماعية للدول الغربية
المهيمنة)المركز( رغبلة في أظهارها كنموذج تانموي يقارن بالتاجارب التانموية للدول الخرى لثبات كفاءة النموذج المستاند الى آلية
السوق والقطاع الخاص ،والنتااج على السواق العالمية والسماح لرؤوس الموال الجنبية بالستاثمارفيها.
*واحقية الشركات متاعددة الجنسية -وهذا امر مهم وخطير -في تاحويل الموال هذه وارباحها متاى شاءت ،اضافة الى التازامهم التاام
بوصفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي -اللذان يعتابران من ادوات العولمة المهمة والتاي في النهاية تاضمن التابعية السياسية
والقتاصادية للقطار الرأسمالية الغربية المهيمنة على القتاصاد العالمي.
-2حرص الدول المهيمنة ،بعد ازدياد حدة المنافسة بينها خاصة بعد تافكك المعسكر الشتاراكي عام 1990وتاشكل ما يسمى بالنظام
الدولي الجديد تاحت هيمنة الوليات المتاحدة ،حرصها على تاحقيق مكاسب كبيرة لقتاصاداتاها عبر التاجارة الخارجية عن طريق السبق
التاكنولوجي الذي يمثل المحرك الساسي لها.
*وهكذا اضيفت لمتايازات الدول المهيمنة في الظروف المعاصرة عوامل اخرى من ضمنها السبق التاكنولوجي وفق نظرية دورة حياة
المنتاج ،وهذا يعني نقل الصناعات التاي استانفذت السبق التاكنولوجي في انتااج سلعة معينة ،مثل السلع اللكتارونية الى الدول الخرى
للستافادة من انخفاض تاكاليف النتااج لستامرار منافع التاجارة الخارجية بالسلوب التاقليدي على التاكاليف النسبية للنتااج.
43
*وبهذا السلوب تام تاحقيق منافع كبيرة للطرفين اي الدولة المهيمنة ،والدولة التاابعة للنمور ،ومع مزيد من اتاجاهات تادويل الحياة
القتاصادية ،ومحاولة اشاعة مظاهر)العولمة( ،فأن النمور السيوية قدمت من ناحية نموذجا جذابا للتانمية في الثمانينات ،لكنها من
ناحية اخرى قدمت في التاسعينات نموذجا تانمويا هشا معرضا لمخاطر محتاملة ارتابط اسلوبها التانموي القائم على التاجارة الخارجية
ومستاوردة وسيرورتاها جزءا تاابعا من منظومة النظام القتاصادي الدولي في ظل العولمة والهيمنة المبريالية.
كما ان هذه الدول اضحت ساحة مفتاوحة لحركات رؤوس الموال الدولية وبالتاالي عرضة للتاقلبات القتاصادية الشديدة بتاأثير مباشر او
غير مباشر من القوى المهيمنة.
*لقد صار واضحا ان النهج التانموي الذي اتابعتاه هذه الدول تارتابط خيوطه الساسية وقواه المحركة بيد الشركات متاعددة الجنسية ،لذلك
تاعرض هذا النهج المحفوف بالمخاطر للنهيارات والتاقلبات المفاجئة كلما تاطلبت مصالح تالك الشركات ومن ورائها الدول المهيمنة.
*وعلى سبيل المثال/من اجل التاخفيف من تاأثير الزمة ،لجأت حكومة هونك كونك-قلعة تافكير السوق الحرة -للتادخل للسيطرة على
تاقلبات السوق فأنفقت مبالغ طائلة قدرت بـ) (14مليار دولر لشراء السهم لدعم سوقها المتارنحة.
*اما السبب المباشر الذي ادى الى انهيار اقتاصادات دول النمور ،عندما حاولت هذه الدول ماليزيا اندونيسيا وكورية الجنوبية وتاايلند،
التاعاون والتانسيق مع الصين بدءا من عام 1997م ،لخلق تاكتال اقتاصادي اقليمي يتامتاع بأستاقلل نسبي لتاحقيق مصالحها مقابل التاكتالت
الغربية المر الذي ادى الى تاحقيق التاحرك المفاجئ لرؤوس الموال ،وانتاقالها من السواق المالية لهذه الدول الى السواق المالية
للدول الغربية ،وبالتاالي انهيار السواق المالية والمؤسسات المصرفية ،وماتارتاب عليها من افلسات متاتاالية للشركات ،ثم انهيار
للقتاصاد الوطني.
وعليه يمكن القول ان النموذج التانموي لهذه الدول -وهذا ما تاؤكده الحداث في كل من)المكسيك وروسيا( مبني على النفتااح والتاكامل
مع القتاصاد العالمي في ظل التاوجه المريكي الغربي للعولمة.
*ان التاغني بمشاريع العولمة لما تاأتاي به من استاثمارات خارجية قد تاؤدي الى ان تاكبر هذه الستاثمارات الى حد السيطرة على اقتاصاد
البلد ،كما حصل في تالك الدول السيوية حيث اصبحت الستاثمارات الجنبية ذات نفوذ اقتاصادي كبير.
*هذا ماحدث لرأسمالية)الطراف( التاي وصفها)اندريه جوندرفرانك( والتاي تانطبق على النمور السيوية -وصفها بالرأسمالية الرثة،
وسمى برجوازيتاها بالبرجوازية الرثة كما نعت تانميتاها بالتانمية الرثة.
الجواب :لنها تابقى محصورة في دائرة التابادل والتاوزيع والسطح والمظهر ،ولتاتاعداها ابدا وبصورة جيدة الى دائرة
النتااج)البرجوازية الرثة والتاطور الرث( نيويورك 1972م.
*هنا تاتاحدث الرقام وحدها لما آلت اليه المور في روسيا جراء اعتامادها سياسة النفتااح والخصخصة ،واليكم حصاد السوق:
*حجم الرساميل النازحة من روسيا مابين) (1994-1992بحدود مائة مليار دولر في حين بلغ حجم الستاثمارات الجنبية في
روسيا) (4.19مليار خلل الفتارة ذاتاها .لحظوا الفرق الهائل بين)(100و).(4.19
*هناك تاقديرات تاشير الى تاهريب) (450مليار دولر بصورة غير شرعية خلل سنوات حكم يلتاسن..
*نشأت فئة من اصحاب المليارات تاملك 80-70في المئة من الدخل الوطني في حين لتاشكل هذه الطبقة سوى نصف من الواحد في
المئة من مجموع السكان ،أنها لمفارقة صارخة ليوجد مثيل لها في الدول الرأسمالية ذاتاها.
*وتاتاولى كوارث السوق -فالمعطيات الرسمية تاشير الى ان هناك الن حوالي) (30مليون عاطل عن العمل.
*أن في روسيا حوالي) (80مليون مواطن من اصل) (246مليون هو عدد سكان روسيا التاحادية اي ثلث السكان يعيش على حافة
الفقر.
*وادت الخصخصة الى عملية لهف للثروة الوطنية ونشوء رأسمالية طفيلية وتنهابة في آن.
*وقد رافق ذلك نمو الجريمة المنظمة ،وتالعب المافيا دورا مركزيا في الرأسمالية الروسية ،بحسب تاقديرات الشرطة الروسية هناك
حوالي 10000-9000عصابة منظمة للمافيا تاشرف على 400.000مؤسسة من بينها) (450بنكا وتامثل الغلبية في هذا القطاع..
وبعد اليكم هذا المثال عن النهب الفاضح.
*فقد وزعت اهم اجزاء الملكية على فئة ضيقة من المرتابطين بالسلطة دون ان تاطرح في مزايدات علنية ،لقد بيعت ممتالكات الدولة
باسعار بخسة.
-ان اضخم مصنع لنتااج سيارات لدا بيع بـ) (44مليون دولر!! فيما قدرت قيمتاه الفعلية بـ) (4.6-4.1مليار دولر اي بنسبة 1
%على اقل تاقدير ...هكذا النهب وال فل!!.
-كل ذلك وغيره قادر في النهاية على زيادة التاوتار الجتاماعي وارتافاع اعداد الفئات الهامشية والرثة ،حيث تاشكل نسبة الفئات التاي
تاحيا دون حد الفقر اكثر من ثلث عدد السكان تاقريبا.
-وكمحصلة نهائية ازدياد عبئ الديون الخارجية حيث تاستاهلك خدماتاها فقط حاليا اكثر من % 30من ميزانية الدولة ومن المتاوقع ان
تارتافع الى % 70في نهاية 2003م.
-والقتاصاد كما هو معلوم كلل متارابط فقد ادى هبوط موارد الميزانية الى تانامي العجز في الميزانية الذي كان مرتافعا اص ل
ل)..(1
*هذا غيض من فيض مما يمكن ان يكتاب او يقال عن الليبرالية الجديدة وتاأثيراتاها السلبية المباشرة وغير المباشرة على التانمية الوطنية
الحقيقية للدول النامية وعلى مجمل الحياة القتاصادية والثقافية لهذه البلدان.
* ومن الطبيعي ان يتارشح عن عملية الصراع التااريخي بين العولمة وضحاياها ردود افعال ومبادرات كثيرة ،وهي تاحاول تاوجيه النقد
الى هذا النظام الجديد وما آلت اليه من مشكلت للنسان والمجتامع والبيئة ،وما يحتامل ان تاؤول ان ظلت العولمة تانشغل بأنماء
الرأسمالية ،وتاعزز مؤسساتاها ،وزيادة تاكديس الثروة لدى فئة صغيرة دون مراعاة لحقوق النسان الذي يجد نفسه مكدودا تاحت وطأتاها.
وانتاصارا لتالك الحقوق ارتافعت اصوات جريئة تاشير بالصابع الى ان بضعة مئات من الثرياء بحوزتاهم ،بفعل العولمة ،ما يقرب من
نصف النتااج العالمي.
*وهذه احصائية مثبتاة في كتااب)فخ العولمة( تاأليف اللمانيان)هانز بيتارمارتان و وهارالدستاون( الكتااب صدر عام 1998م.
الحصائية تاقول :ان) (358مليار ديرا في العالم يمتالكون ثروة تاضاهي مايملكه 2.5مليار من سكان المعمورة ..لحظوا هذه الفوارق
الفلكية الرهيبة!!.
*ونفس المصدر يقول :ان هناك % 20من دول العالم تاستاحوذ على % 85من الناتاج الجمالي العالمي وعلى % 84من التاجارة
العالمية ،ويمتالك سكانها % 85من مجموع المدخرات العالمية..
*وكأن الكرة الرضية بيد الرأسمالية المبريالية”..وكالة من غير بواب كما يقول المثل المصري المشهور” ان العالم المثقل بشرور
واوزار هذا النظام مطالب بالنضال من اجل ايجاد افضل الصيغ والساليب لبناء نظام دولي جديد يقوم على اسس العدل والتاكافؤ
ورعاية حقوق النسان.
*هذا التافاوت القائم بين الدول يوازيه تافاوت اخر داخل كل دولة حيث تاستااثر قلة من السكان بالشطر العظم من الدخل الوطني
والثروة الوطنية في حين تاعيش اغلبية السكان على الهامش.
45
*هذا التافاوت الطبقي الشاسع في تاوزيع الدخل والثروة سواءا على الصعيد العالمي او على الصعيد المحلي ،لم يعد بالمر المزعج بل
بات في رأي منظري العولمة مطلوبا في حلبة التانافس العالمي الضاري.
*وقد اطلق عدد من المختاصين القتاصاديين ،التاوفيقيين تاعريفا جديدا وتاسمية جديدة للعولمة -المسار الثالث -الذي يحاول التاوفيق بين
الليبرالية المغالى بها ،والشتاراكية المقننة ،وبموجب ذلك يكون للدولة دوعر معتادل في تاوجيه القتاصاد ،مع ابقاء قدر عال من الحرية
للسوق ،وراح اولئك المختاصون يضعون الفروض حول ما يمكن ان يؤول اليه ذلك المسار على اساس انه يؤدي الى تاقليص الفجوة
بين طبقات المجتامع وينتاهي الى تاوازن اجتاماعي مقبول .الى جانب هذا الطرح كان اخرون قد وجدوا في هذه المقولة الخيرة تاكرارا
لنظريات قديمة متاآكلة لم يكتاب لها القبول.
*وقد ظهرت دعوات عالمية لمواجهة هذا المد العولمي ومفاهيمه من خلل الدراسات الجادة والبحوث المستافيضة التاي صدرت في كل
انحاء العالم وكذلك المظاهرات الصاخبة والنشطة والفعاليات المختالفة التاي رافقت اجتاماعات ولقاءات ممثلي دول العولمة في كل
مكان اجتامعوا فيه ،في سياتال1999 /م وفي مؤتامر التاجارة العالمية ،والمنتادى القتاصادي العالمي في دافوس في سويسرا في نفس
العام ومؤتامر المم المتاحدة للتاجارة والتانمية في بانكوك 2000/والمؤتامرات اللحقة وصو ل
ل الى قمة الثمانية التاي عقدت في منتاجع
ايفيان الفرنسية في ايار 2003م.
*واثناء انعقاد مؤتامر القمة العالمي للتانمية المستادامة في جوهانسبرغ عاصمة جنوب افريقيا في سبتامبر /ايلول 2002م ،والتاي اطلق
عليها)قمة الرض الثانية( في ذكرى مرورعشر سنوات على عقد قمة الرض الولى في ريودي جانيرو في البرازيل ،والتاي شارك
فيها) (65الف منهم مائة رئيس دولة.
حيث تاواصلت في هذا المؤتامر الهام المناقشات والمبادرات والنداءات في الوقت الذي انطلقت فيه اكبر المظاهرات لمناهضة العولمة
التاي تاهدف بالساس للحتاجاج على حصاد النظام الدولي الجديد -الفجوة الهائلة بين الدول الغنية والدول الفقيرة-
*ان ما تاشير اليه وثائق المؤتامر من احصاءات وتاقديرات في مجالي البيئة والتانمية يوضح لنا قتاامة الوضع الذي تاواجهه الرض
وسكانها.
-تاضاؤل مصادر المياه مسؤول عن مآسي كثيرة منها ان اكثر من مليار انسان ليروون عطشهم ،واللف منهم يعانون سنويا من الم
مصدرها الماء ،وان شحة المياه في بعض النقاط الساخنة من العالم تانذر بتاعقد النزاعات فيها ،والشرق الوسط مثال واضح على ذلك.
-نصف سكان العالم يفتاقر الى العيش في وضع صحي مناسب ،في وضع تاستاشري فيه اوبئة فتااكة.
-اكثر من مليار انسان يعيشون تاحت خط الفقر بينما يعيش نحو مليارين دون كهرباء.
-المساحات الخضراء بدأت بالتاضاؤل خلل سنوات التاسعينات بمعدل يقتارب من الف الكيلو متارات سنويا وما يتارتاب على ذلك من
اضرار على المناخا والحيوان والنبات واوجه النشاط القتاصادي المختالفة.
-نصف انهار العالم تاعاني من التالوث وتاتاعرض آلف النواع من الحيوانات للنقراض.
-مليين البشر يموتاون سنويا بسبب مرض)اليدز( وما يتاعلق به ،اذ تامكن هذا الوباء من تاحويل مناطق في القارة الفريقية الى مشهد
للموت والفقر بينما يمد رعبه الى اجزاء عديدة من العالم لدرجات متافاوتاة ..وليتالقى ضحايا هذا الوباء الدوية والمصال المضادة ال
النزر اليسير ،علما بأنها متاوفرة وبكميات تاجارية في دول العالم الول!! “المعلومات المثبتاة عن)قمة الرض الثانية( جوهانسبيرغ/
2002مجلة دراسات اقتاصادية /العدد ،2002/ 15 -بيت الحكمة -بغداد عن وثائق المؤتامر المذكور”.
*ان بأمكان المراقب ان يلحظ ان التاقدم العلمي والتاكنولوجي ليس كله ايجابيا خاصة ان مفاتايح هذا التاقدم بيد القوى المسيطر ،الذي
ليهمه سوى تالبية مصالحه في استاغلل اربعة اخماس البشر ،ونتايجة للستاغلل اللعقلني يخلق العلم اعبالء جديدة مثل تالويث البيئة
والستانفاذ السريع لعدد من الموارد الطبيعية ،وتانشأ بذلك مخاطر جدية ،بعضها يأتاي من جانب الطبيعة نفسها التاي تانفعل وتارد سلبيا
على محاولت تاغيير نظامها وان الرض تاكون نظاما بيئيا عالي التاكامل بحيث ان اي تاغيير في عنصر من عناصره يرجح ان تاكون له
عواقب بعيدة المدى ،وتاؤدي الى اختالل التاوازن البيئي مثل ظاهرة الحتاباس الحراري ،والفيضانات ،والتاغييرات المناخية ،والتاصحر
الذي يجتااح شمال افريقيا ،وكذلك المشرق العربي وما يحدث للغابات وغيرها.
ومن النعكاسات السلبية للعلم في ميدان الصناعة -تاحت رحمة قانون الربح -يشيرد .فؤائد مرسي بكتاابه)الرأسمالية تاجدد نفسها( انه
في الخمسينيات والستاينات من القرن الماضي ،كان العمر الفتاراضي لي من المعدات يتاراوح من) (20الى ) (30سنة ،اما في
السبعينات فقد نقص الى) (10سنوات واصبح الن) (7او) (8سنوات.
46
*ومن مظاهر النتاقادات الموجهة)للعولمة( على صعيد عالمي ايضا هذا التاقرير السنوي الذي قدمه المين العام للمم المتاحدة كوفي
عنان -المعروف بأفكاره ومواقفة المحافظة -حيث اعلن في الدورة) (53للجمعية العامة مطالبا بضرورة تاصحيح الثار السلبية
للعولمة التاي بدأت تاظهر على دول وشعوب العالم الشد فقرا.
*واعتابر عنان)العولمة( مسؤولة عن التاحديات الهائلة التاي وقعت ومازالت امام الدول الفقيرة ،واوضح ايضا بأن)قوى السوق( التاي
استافادت من ظاهرة العولمة كانت وراء الزمة القتاصادية السيوية وتافاقم انعكاساتاها المتامثلة بفقر متازايد ،ومجاعة ،وانتاهاك حقوق
النسان ،واضطرابات اجتاماعية.
*والعولمة في وجهة نظر المين العام تاحد من هامش المناورة لدى الحكومات بل يجعلها عاجزة عن تاصحيح النعكاسات السلبية في
دولهم وتاسببت تابعا لذلك زيادة مطردة في ديون هذه الدول.
وبعد … ال يحق لنا ان نتاسائل عن الطرفة المثبتاة في صدر هذا البحث ،هل بأمكاننا ان نرفض دعاوى العولمة ،كما رفض الخروف
دعوة الذئب؟ ام ماذا؟.
ام ان شعوب العالم التاي تامردت وثارت طيلة القرن الماضي على سياسية)مفلرلق متاعسلد( ستارفع الراية البيضاء امام سياسة الليبرالية
الجديد)مولحلد متاعسلد( تاحت مشيئة قوى السوق التاي افرزت الكثير من الكوارث التاي تاحدثنا عن جانب منها ضمن هذا الموضوع؟
ان النضال العالمي المتاصاعد سيحقق”التافكك والنهيار والتازامن للمبراطوريات/وفق جدلية)ابن خلدون( التاي قالها قبل اكثر من ستاة
قرون ..اي قبل اكتاشاف العالم الجديد!!
------------------------------------------------------------------------
" مفهوم العولمة و تعاريفها و ايجابياتها وسلبياتها" ،في منتاديات تااجر القتاصادية ،نقل عن موقع:
http://www.tajeir.com/vb/showthread.php?t=6707
مع ظهور مسمى العولمة وهو دائما يكون مربوط بمنظمة التاجارة العالمية واتافاقيات حيث ظهر مؤيدون ومعارضون لها وهم من يذكر
أخطار العولمة من وجهت نظرهم المستامدة من التاجارة العالمية ‘ مع العلم ان منظمة التاجارة العالمية هي من المحاور الرئيسية
للعولمة.
إذا للعولمة آثار ايجابية للمؤيدين اقتاصاديا واجتاماعيا وبيئيا و كمحرك للتاجارة .وهو بذلك يعنى بزيادة في مستاوى المعيشة و ازدهار
البلدان النامية ومواطنيها وزيادة الثروة في الدول عموما.
حيث يقول أنصار التاجارة الحرة الى ان النظريات القتاصادية في الميزة النسبية اقتارح ان حرية التاجارة تاؤدي إلى زيادة كفاءة
تاخصيص الموارد ،مع كل البلدان المشاركة في التاجارة منها .وبصفة عامة ،مما يؤدي الى خفض السعار وزيادة فرص العمل
وزيادة النتااج.
التاحرريون ودعاة الرأسمالية laissez-faireان أعلى درجات الحرية السياسية والقتاصادية في شكل الديمقراطية والرأسمالية في
العالم المتاقدم هي غايات في حد ذاتاها ،وأيضا تاقديم أعلى مستاويات الثروة المادية .ويرون ان العولمة مفيدة في انتاشار الحرية
والرأسمالية.
ويقولون أن من مميزاتاها :
• نسبة سكان البلدان النامية الذين يعيشون تاحت 1دولر انخفض إلى النصف خلل العشرين عاما الماضية.
• العمر المتاوقع تاضاعف تاقريبا فى العالم النامي وبدأ إغلق الفجوة في العالم المتاقدم حيث ان التاحسن كان اصغر .وانخفض معدل
وفيات الرضع فى كل منطقة من المناطق النامية من العالم.و التافاوت في الدخل بالنسبة للعالم ككل يتاضائل.
• الديمقراطية بشكل ملحوظ تاقريبا من نسبة قليلة جدا فى عام 1900الى 62.5فى المائة من جميع المم في .2000
• بين 1950و 1999العالمية لمحو المية من ٪ 52الى ٪ 81من العالم .شكلت النساء كثير من الفجوة :محو أمية الناث كنسبه
مؤويه من الذكور معرفة القراءة والكتاابة قد ارتافع من ٪ 59عام 1970الى ٪ 80عام .2000
• نسبة الطفال العاملين قد انخفضت من ٪ 24عام 1960الى ٪ 10عام .2000
47
• وهناك اتاجاهات مماثلة للطاقة الكهربائية والسيارات وأجهزة اللسلكي والهواتاف فضل عن نسبة السكان الذين يحصلون على المياه
النظيفة.
غير ان بعض هذه التاحسينات قد ل يكون بسبب العولمة او قد يكون ممكنا من دون الشكل الحالي للعولمة او تاصور العواقب السلبية
التاي تاعتارض الحركة العالمية.
وله أثار سلبية للمعارضين أيضا اقتاصاديا واجتاماعيا وبيئيا حيث يعتابر كمحرك "الشركة المبرياليه" .وهو يدوس على حقوق النسان
في المجتامعات النامية مدعيا تاحقيق الزدهار ،ولكن غالبا ما تاصل إلى مجرد النهب والستاغلل.وله أثار سلبيه في الستايعاب الثقافي
عن طريق الستاعمار الثقافي وتاصدير صناعات لتادمير او إغراق المحلي من العالمي كل حسب تاوجهه ونظرتاه .ويدعي المعارضون
ان قيام سوق حرة دولية غير مقيد استافادت الشركات المتاعددة الجنسيات في العالم الغربي على حساب المشاريع المحلية والثقافات
المحلية ،وعامة الناس .فالشعوب والحكومات تاحاول إدارة تادفق رؤوس الموال والعمال والسلع والفكار التاي تاشكل موجة العولمة
الحالية.
ان العولمة ل تاعتارف بالدولة أو الوطنية أو القومية وهي تاخص السوق والسياحة والتاكنولوجيا والمعلوماتاية .وتاشكل العولمة بهذا
المفهوم سلحا ذو حدين ،فهي خيرة حينما تاربط بين الحضارات والشعوب والبلدان متاخطية العامل الجغرافي ،وجاعلة من العالم قرية
صغيرة ،محررة النسان من كثير من القيود بفضل انتاشار العلم ووضع المعلومات في متاناول كل فرد بما يتايح له الطلع على ما
يجري في العالم وهو في بيتاه.
فأصبحت ثقافات الشعوب مكشوفة ومنتاشرة بسبب العولمة القتاصادية والثقافية والعلمية بشكل خاص .وهي شريرة لنها أدت إلى
الهيمنة وسيطرة القوياء على الضعفاء والغنياء على الفقراء فباتات الشركات المتاعددة الجنسية هي المسيطرة على العالم ،فالقتاصاد
العالمي الجديد يعمل على تاحطيم الحواجز القتاصادية والمالية بين الشعوب ليس لهدف إنساني ولكن من أجل مصلحة الشركات العالمية
ليس إل.
وفي ظل القتاصاد العالمي الجديد أخذ التافاوت الصارخا في مستاوى التاطور يعكس نفسه في التاهميش المتازايد لعدد كبير من بلدان العالم
لصالح الدول الصناعية القوية ،وأدى افتاقار الدول النامية لعناصر القوة ووسائل النهضة القتاصادية من تاكنولوجيا وخبرات إلى
وقوعها فريسة لعولمة الفقر وتابين معطيات مصادر المم المتاحدة اتاساع الهوة بين أغنى %20من سكان المعمورة وأفقر %20منهم،
إلى 74ضعفا عام .2001وحسب معطيات العام 2002فإن %40من المبادلت التاجارية عالميا تاقوم بها الشركات متاعددة الجنسية
وهي تامتالك %44من قيمة النتااج العالمي فيما تابلغ حصة أفريقيا والشرق الوسط وأمريكا اللتاينية %4.6من مجمل النتااج
العالمي ،وحسب معطيات البنك الدولي فإن حجم الواردات والصادرات للبلدان النامية في انخفاض مستامر ،ويستاحوذ ) (360مليارديرا
عالميا على ثروة بما يملكه 3مليارات نسمة أي حوالي ما يملكه نصف سكان العالم وأكثر حيث ان هؤلء الثرياء يعيشون في الدول
الصناعية وعلى رأسها الوليات المتاحدة المريكية.
• القضاء على الطبقة الوسطى وتاحويلها إلى طبقة فقيرة ،وهي الطبقة النشطة ثقافيا وسياسيا واجتاماعيا في المجتامعات المدنية ،وهي
التاي وقفت في وجه تايارات التاطرف وقاومت قوى الستاغلل والحتاكار تااريخيا.
• تاهديد النظام الديمقراطي في المجتامعات الليبرالية وخضوع معظم الدول النامية لسيطرة المنظمات المالية الدولية وانشغال رجال
السلطة فيها بمكافحة البطالة والعنف والجريمة والوبئة القاتالة.
• زيادة الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في المجالت القتاصادية والثقافية والتاكنولوجيا .ويضم العالم حاليا أكبر نسبة للفقراء من
مجمل سكان الرض هي العلى في التااريخ.
• إهمال البيئة والتاضحية بها .فمن المتاوقع أن تارتافع كمية الغازات الملوثة للبيئة بمقدار يتاراوح بين 45و .%90
• وأصبح ارتافاع مستاوى البحار ل مفر منه إذا بقيت كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون تارتافع بهذه النسبة .وهذا يهدد المدن الساحلية ،إذ
أن أربعة أخماس التاجمعات السكانية التاي يزيد عدد سكانها عن نصف مليون نسمة تاقع بالقرب من السواحل.
• احتامال تافاقم الحروب الداخلية والقليمية في دول الجنوب لعدم الستاقرار في النظام العالمي والنظمة الداخلية في تالك البلدان.
• ازدياد نزعات العنف والتاطرف ،وتانامي الجماعات ذات التاوجهات النازية والفاشية في التاجمعات الغربية ،الموجهة ضد المهاجرين
الجانب وخاصة من الدول السلمية والدول الفقيرة.
• ارتافاع نسبة الجرائم وجرائم القتال في العالم فقد دل التاقرير الذي أصدرتاه المم المتاحدة عن الجريمة والعدالة لعام 1999إلى أن
الضغط الجتاماعي والقتاصادي الذي يقاس بالبطالة والتافاوت وعدم الرضا بالدخل ـ عامل رئيسي في ارتافاع معدل الجريمة.
• كما أن انتاشار أفلم هوليوود وأفلم العنف بما فيها أفلم الكرتاون ساعد على انتاشار أعمال العنف .ـ ظهور طبقة فاحشة الثراء
تاسكن في أحياء خاصة تاحت الحراسة المشددة وهي الطبقة التاي صعدت على حساب الفقراء والطبقة الوسطى.
• هيمنة الثقافة الستاهلكية وتاهميش الثقافات الخرى ومحاولة طمس الهويات الثقافية للشعوب.
• ويرى كثيرون من سلبياتاها ان العولمة تاقوم بالتارويج لمصالح شركات وهي عازمة على تاقليص حريات الفراد في سبيل الربح.
وتادعي أيضا ان زيادة استاقلليه وقوة الشركات على نحو متازايد في السياسة وتاشكيل سياسيات الدول.
• ويرى البعض أيضا من سلبياتاها "مناهضه العولمة" مجموعات القول بأن العولمة هي ضرورة نشر المبريالية ،هو احد السباب
الدافعة وراء حرب العراق بحيث يجبر ويضطر إلى تادفق المدخرات إلى الوليات المتاحدة بدل من الدول النامية .لذا يمكن القول بان
"العولمة" هي تاعبير آخر عن نوع من المركة ،اذ يعتاقد بعض المراقبين ان الوليات المتاحدة يمكن ان تاكون واحدة من البلدان القليلة
)ان لم تاكن الوحيدة( بحق الستافادة من العولمة.
48
• و البعض يقول ان العولمة تافتارض وتاخلق أزمات اقتاصادية مما يخدم مصالحا و مما يمكن من نمو الديون والزمات .مثل الزمة
المالية فى جنوب شرق أسيا التاي بدأت فى عام 1997م في دول صغيرة نسبيا وأثقلتاها بالديون اقتاصاديا كتاايلند لكن سرعان ما امتادت
لتاشمل اندونيسيا وماليزيا وكوريا الجنوبية وكان له اثر في النهاية في جميع انحاء العالم و أظهرت المخاطر الجديدة والتاغير السريع في
تاقلب السواق العالمية.
و اعتابره ايجابيا لمن نواحي اقتاصادية وسلبي من النواحي الثقافية ويلحظ في العولمة أنها تاأخذ من الدول المتاقدمة بل من صناع السوق
كل شي فالفائدة للدول النامية هي مالية محدودة و معيشية في ضل مكملت الحياة ولكن تاضل سلبية بشكل واضح على ثقافات
المجتامعات الضعيفة التاي ل تاقاوم و قد ل تاستاطيع ان تاقاوم هذا المد المتادفق ويلحظ في التالبس بالثقافة القوية الغريبة على حساب
ثقافتاها من ما يجعل البلدان ل تاتاميز بثقافة مختالفة عن الخرى وتافقد ما كان يميزها ويربطها بماضيها وتاراثها و مبادئها العريقة .
وعلى المعارضين ان يعرفوا أن هذا المد قادم ل محالة إذا استامرت المور كما نشاهدها الن وعليهم ان يسعوا للتارسيخ والمحافظة
على المور والقيم التاي ميزتاهم وخاصة الدينية والثقافية.
"في السنوات الخيرة تاميز تاطور العالم بمعطيات اقتاصادية وسياسية كبيرة هي:
-1هزيمة الشتاراكية ،باعتابارها نظاما اجتاماعيا على الصعيد العالمي؛ وانهيار النظم السياسية القائمة في بلدان أوروبا الشرقية،
وتافكك ثم اختافاء التاحاد السوفييتاي كدولة.
-2وكنتايجة لهذه المعطيات نشأ سوق رأسمالي عالمي جديد وحيد ،جاء ليعزز التاجاهات الداعية إلى دمج اقتاصادات مختالف بلدان
الشمال كما بلدان الجنوب.
هذه الظاهرة هي التاي نشير إليها بمفهوم عولمة القتاصاد الذي يصيب السيرورات النتااجية كما يصيب العمليات المالية .نجمت ،في
الواقع ،من الخصائص القتاصادية الساسية للرأسمالية التاي بلغت ذروتاها وأصبحت عممهيإمنلة ،بمعنى:
-تاركيز النتااج ورأس المال الذي وصل إلى درجة عالية جدا بحيث أنه خلق احتاكارات يكون دورها حاسما في الحياة القتاصادية؛
-صهر رأس المال المصرفي مع رأس المال الصناعي وخلق أوليغارشية مالية على قاعدة رأس المال المالي هذا؛
-تاصدير رؤوس الموال ،وهو تاصدير صار ضخما جدا ،بحيث تاجاوز تاصدير السلع؛
-تاشكيل اتاحادات دولية رأسمالية عمحمتاإكمرة تاتاقاسم العالم.
-النتاهاء من اقتاسام أراضي الكرة الرضية من قبل القوى الرأسمالية عبر مناطق نفوذ وصراع مستاميت بينها من أجل تاقاسم مناطق
النفوذ بسبب التاغيرات الجذرية التاي برزت في السنوات الخيرة").(1
-1أفريقيا في مواجهة العولمة:
هناك موقف وسلوك يسعيان إلى تاتافيه ،أي إلى تاهميش القارة الفريقية .ويطيب لمنافسي هذه الرؤية السراع بالشارة إلى أن %2من
الفارقة في المنظومة التاجارية العالمية ،أي تاواتار التاام -تاام ونزوع الفريقي إلى اليقاع الراقص .ويستاخلصون أنه ينبغي شطب هذه
القارة من خريطة العالم ،طالما أن الصراعات المذهبية والفقر والستابعاد تادل على عدم قدرة مثقفيها على التافكير بالديمقراطية والعيش
بظلها ،ورسم معالم التاطور.
في الحقيقة إن المذابح الجماعية في رواندا ،والوضع في شمال أفريقيا وفي الكونغو ،تاستاكمل إغراق القارة في التاشاؤم الفريقي.
لكن هذا المر غير صحيح ،فأفريقيا قارة غنية بالبتارول والذهب والماس والغاز والخشب واليورانيوم والمنغنيز والحيوانات
والمواشي .وأفريقيا غنية برجالها ونسائها .إنها قادرة على تاثوير العالم ،وهي مقبلة على ذلك .ل شك أنها تاعاني من تاراجع اقتاصادي
و عنف مؤسساتاي وسياسي ،لكنها ليست وحدها في هذا المجال.
"التاغيرات التاي تاصيب العالم المعاصر هي تاغيرات ضخمة وخارج أفريقيا ،تارى العالم كله اليوم معنيا بظاهرة التاغير التاي ندعوها بـ
العولمة").(2
إن العولمة تافاقم الوضع في أفريقيا على الرغم من المكانيات الواسعة التاي تاتامتاع بها هذه القارة.
ولهذا ،فإن المناخا قد تامت تاهيئتاه منذ سنوات بعيدة:
-شكل الدول الستاثنائية في أفريقيا؛
-فشل السياسات المتابعة منذ الستاقللت.
-ثقل الديون؛
-التاغيرات التاي حدثت في الدول الشرقية )الشتاراكية(؛
49
-تابعية المسؤولين الفارقة لنظرائهم في الشمال )اجتاماعات القمة الفرنسية الفريقية في كل من واغادوغو-بوركينا فاسو وفي فرنسا
حيث عد اللقاءان xxو (xix
تاساهم أفريقيا ،اليوم في السوق الرأسمالية الوحيدة التاي تاهيمن عليها الوليات المتاحدة وألمانيا واليابان من بين الدول السبعة الكبرى،
ثلثة بلدان فقط تاملك أكثر من نصف ثروات العالم).(3
"على عكس خطاب اللبمرلإة الكلي وخطاب السوق ،فإن خطاب السوق ل يقوم عن طريق اللعبة القتاصادية العفوية؛ فإن العولمة تاستاند
إلى بنى التادخل السلطوي العاملة على الصعيد العالمي".
لقد تافتات أفريقيا بعد اتاصالها بالعولمة وتاشهد مواجهات يقوم فيها الخوة بذبح إخوتاهم.
وقد عاشت القارة حركات مضاعفة:
-اتاجاه يسعى نحو تافتايت الدول -المم عن طريق مضاعفة الصراعات ما تاحت الدولة والزمات المتاعلقة بالهوية ،من جهة؛
-وجهد يسعى لقامة تاجمتعات تاتاجاوز إطار الدولة التاقليدية ،من جهة أخرى.
إن أفريقيا تاشهد كل يوم مشاكل اجتاماعية ،وتازايدا في عدد السكان .والحقيقة أن عولمة القتاصاد تاجر معها عولمة القضايا الجتاماعية.
"الحقيقة ،لقد اتاضح أن التاوسع العالمي لقوى السوق هو تاوسع عممدممر تاماما بالنسبة لكثير من الفراد والتاجمعات وقد اضطتر عددا كبيرا
من الفراد إلى الهجرة للبحث عن حياة أفضل .وغالبية المهاجرين من الدول النامية حيث يغادرون الريف نحو المدن .ويضاف إلى
هؤلء المهاجرين مليين اللجئين الذين طردوا من بلدانهم بسبب الجوع والجفاف والحروب أو بسبب تادهور البيئة .وإليهم ينضاف
المهاجرون من العالم أو الذين يأملون في القامة والعمل في بلدان الشمال .إن الدول التاي أصيبت بالزمة القتاصادية تاعيش ،شيئا فشيئا
هذا الفيض من الجانب على أرضها وتاتاخذ إجراءات فتظة كما تالجأ إلى تاطبيق قوانين قمعية) (4عمخجلة إزاء المهاجرين الفارقة حيث
عيقتاادون دون أي احتارام إلى بلدانهم )قانون باسكوا الذي يحدد الهجرة في فرنسا ،وتانامي الفكار الفاشية(.
النتاــــائــــج :عجز على مستاوى السياسات الصحية والتاربية والسكان والمواصلت وعدد كبير من الخدمات الخرى.
-تاقليص الجور.
وتاهدف هذه السياسة إلى:
-1إبعاد الدولة عن مسؤولياتاها.
-2إجبار الدول الفريقية على دفع ديونها.
-3دمج القتاصادات الفريقية في اقتاصاد السوق.
وهذا هو سبب حل الجات GATTوإنشاء الـ OMCTالمنظمة العالمية للتاجارة والنقل.
مخرج القارة من إعصار العولمة وإعادة زمام المبادرة للسكان:
على السكان الفارقة أن ينخرطوا في ما يتاعلق بشؤونهم ،بدءا بالرفض القاطع للعولمة.
يقول إبراهيم فال ،إن الضبط AJUSTEMENTالبنيوي باعتاباره سياسة تاصحيح وإطلق للتاطور ،ل يحمل في جوهره خرقا لحقوق
النسان .حينما يكون هو الختايار الواعي للسكان في قيادة مصيرهم بحرية ،فهو في هذه الحالة تاعبير ملموس وأمين عن احتارام حقوق
النسان التاي هي:
-التاطور الديمقراطي.
-الحق في تاقرير المصير.
-الحق في المشاركة الديمقراطية.
-احتارام الحياة والكرامة النسانية.
50
لكن ،مع السف ليست هذه هي حال العديد من الدول .فهناك الـ PASيتاخذ قرارات غريبة عن تالك الهداف .وعلى أفريقيا أن تاخرج
من هذه المصيدة .ولهذا يجب العمل على تاحقيق نتاائج قمة كوبنهاغن حول التاطور الجتاماعي مثل:
-العمل على إزالة الفقر.
-إعطاء الولوية لتاحقيق هدف العمل الكامل.
-تاطوير حقوق النسان.
-تاسريع التاطوير القتاصادي واللجتاماعي.
-إيقاف الـ .PAS
-تاشجيع التاعليم النوعي وتاسهيل دخول السكان إلى هذا التاعليم.
-خلق بيئة إقتاصادية وسياسية واجتاماعية وثقافية وقانونية تاسمح بالتاطوير الجتاماعي.
ولهذا فإن مؤسسات مثل الـ ONGو UIDHوأقسامها شمال /جنوب ،والمعهد البيثقافي ينتاظرها عمل كبير في هذا المجال.
) (1انظر :حقوق النسان في أفريقيا -التااريخية ،الواقع والفاق .تاقرير ،1996-1995الصادر عن التاحاد الفريقي لحقوق
النسان UIDH
) (2ماموس دباغنيه :أزمة الفكر الحالية تاستادعي فكر الزمة" .الديمقراطية الفريقية".
) (3تاقرير الـ ، UIDHالمشار إليه سابقا
) (4تاقرير الـ ،UIDHالمشار إليه.
العولمة
التاهميش :غالــب أحمد عطـــايا "،العولمة وانعكاساتها على الوطن العربي" ،ورقة عمل مقدمة إلى الملتاقى التاربوي الول
لمواد الجغرافيا والقتاصاد والدراسات الجتاماعية وعلم النفسالفجيرة 4/2002/ 30-29م ،نقل عن موقع:
http://www.fez.gov.ae/fezweb/tawjeh/geography/reash/owlama/owlam%20.htm
51
الملمح القاتصادية الرئيسة للعولمة :ا-
* إعادة بناء القتاصاد العالمي باتاجاه تاقسيم العمل والتاخصص .
* انهيار الحواجز السياسية والجغرافية أمام حركة التاجارة .
* تاناقص دور الدول في المسيرة القتاصادية و تابني برامج الخصخصة .
* النخفاض الحاد في تاكاليف النقل والتاصالت السلكية واللسلكية .
* تازايد دور التاجارة اللكتارونية ونسبتاها إلي إجمالي التاجارة العالمية ) من المتاوقع
أن تارتافع من ) (3مليار دولر عام 1998إلي ) (300مليار دولر في العام 2005م * النمو المتاسارع في قطاع الخدمات على
حساب القطاعات الخرى.
سيطرة الشركات متاعددة الجنسيات على التاجارة العالمية ) تاسيطر حاليا على حوالي %40من حجم التاجارة العالمية (. *
تابنى غالبية الدول لبرامج إصلح وهيكلة اقتاصادية . *
اندماج و تاوسيع أسواق رأس المال العالمية . *
ثورة تاكنولوجية هائلة تاتاسارع بخطى متالحقة . *
أضحت المعرفة ) (know howأحد أهم عوامل النتااج . *
انهيار نظام النقد الدولي و تازايد الزمات القتاصادية و سرعة انتاشارها . *
تاعدد الثقافات المتاداولة و حرية الديان . *
انتاشار القيم الثقافية والجتاماعية الرأسمالية في الدول النامية . *
اندثار الخصوصيات الثقافية و أنماط الستاهلك التاقليدية . *
أصبح معدل نمو التاجارة العالمي أعلى من معدل نمو الناتاج المحلي الجمالي العالمي *
إن العولمة القتاصادية نتااج الفكر الرأسمالي الذي يقوم أساسا على قدرة رأس المال على الحركة دوليا ودون عراقيل روتاينية إدارية
أو سياسية.
ومن مظاهر العولمة القتاصادية ظهورا لشركات متاعددة الجنسيات التاي تاتاميز بفائض إنتااجي ضخم ،ونشاط استاثماري واسع يشمل
دو ل
ل متاقدمة أو نامية على السواء ،كما تاتاميز هذه الشركات باحتاكارها للتاقنية الحديثة ،التاي تاوجد مراكزها الرئيسة في عدد من الدول
المتاقدمة صناعيا مثل الوليات المتاحدة المريكية ،ودول غرب أوربا واليابان وهذه الشركات مسؤولة عن أكثر من ) (%80من
الستاثمارات الجنبية المباشرة على مستاوى العالم .
إن العولمة ل تاؤثر في النواحي القتاصادية فقط إنما يمتاد تاأثيرها إلى حياة النسان بكل أبعادها القتاصادية والجتاماعية والثقافية
والسياسية ويمكن إبراز آثار العولمة القتاصادية فيما يلي :
تاعمل العولمـة على زيادة العلقات القتاصاديـة العالميـة و الحـد مـن الستاقلليـة ·
تاساهم العولمة في تاحقيق النمو القتاصادي وزيادة الكفاءة النتااجيـة و التانافسية مما ·
يســاهم في تاخفيض مستاوى الفقر على المستاوى العالمي في الصل الطويل ،فتاأثير
العولمة يختالف من دولة لخرى تابعا لختالف النمو القتاصادي ،فعلى سبيل المثال انخفض مستاوى الفقر في جنوب شرق آسيا نتايجة
تاحقيق معدل عال للنمو القتاصادي وزيادة النتااج في الصناعات الموجهة للتاصدير مما أدى إلى ارتافاع مستاويات الجور
زيادة تادفق الستاثمارات الجنبية المباشرة والتاي تاسهم في تامويل استاثمارات إنتااجية وزيادة النتااج و الصادرات. ·
تاعمل العولمة على تاغيير دور الدولة و إفساح المجال أمام القطاع الخاص ليقوم بدور أساسي في النشاط القتاصادي مما يتاطلب ·
من الدولة تاحديث القوانين والنظمة القتاصادية وتاطويرها ......................
تاعمل العولمة القتاصادية على تاحرير التاجارة و تاحقيق المكاسب من خلل إقامة المناطق الحرة و التاحادات الجمركية ،مثال ·
التاحاد الوروبي .
52
تارسيخ الفروقات بين الدول المتاقدمة و التاي تامـلك الموال و التاكنولوجيا المتاقدمة وبين الدول النامية المصدرة للمواد الولية ·
و الطاقة .
إعادة تاوزيع للمصادر البشرية من خلل انتاقال العنصر البشري من مكان آخر. ·
عناصر القوة
عناصر الضعف
سهولة انتاقال الزمات القتاصادية العالمية . ·
اعتاماد الدول العربية على تاصدير المواد الخام ) مرونة الطب عالية(. ·
عدم وجود ضوابط تاحكم تاأثيرات وانعكاسات العولمة السلبية . ·
الفرص
تاحسين نوعية وجودة النتااج. ·
زيادة حجم الصادرات العربية الخارجية بشكل عام والبينية بشكل خاص. ·
· استاغلل أحكام الـ wtoبعد قيام الـ AFTAفي الستافادة من مزايا منطقة التاجارة الحرة وعدم تاعميم العفاءات والمتايازات
الجمركية على بقية دول العالم.
التهديدات
زيادة تاهميش الدول العربية واستاغللها في حالة استامرار تاعاونها مع الدول ·
53
انعكاسات العولمة على الوطن العربي :
أو ل
ل :على القتاصاديات العربية
من خلل نظرة سريعة على واقع الوطن العربي يلحظ أن المنطقة العربية لم تاتامكن من تاحقيق التانمية التاي تاتاماشى مع طموحات
شعوبها ،ويعود ذلك لنخفاض أداء القطاع العام وضعف مشاركة الفراد في عملية التانمية ،وقصور المنظومة التاعليمية والبحث
العلمي عن الحاجة الفعلية ،والتابعية التاجارية والمالية والتاكنولوجية وعدم تامكنه من تاوظيف إمكاناتاه وطاقاتاه للستافادة من الفرص
المتااحة بالسواق المحلية .
تادويل النتااج وتاحرير التاجارة والخدمات وتاعزيز التاكتالت القليمية بهيكلية جديدة . ·
· والثاني مستاجدات المرحلة الحالية بعد إنهاء الصراع العربي السرائيلي و إمكانية الدخول في مرحلة سياسية و اقتاصادية جديدة
للمنطقة .
فالمرحلة الولى وما يرافقها من تاحديات تاتامثل في زيادة المنافسة الدولية ،وتاقليل فرص وصول المنتاجات العربية إلى السواق
الخارجية ،إضافة إلى التاقدم التاكنولوجي في مجالت التاصالت واللكتارونيات .
أما التاحدي الثاني فإنه يثير قضايا تاستاوجب إيجاد تارتايبات عربية تاكاملية بعيدة عن المصالح القطرية الضيقة ،واستاغلل الموارد
القتاصادية العربية الستاغلل الفضل وحرية انتاقال السلع والخدمات ورؤوس الموال بين الدول العربية ،
فالمرحلة الحالية هي مرحلة التاكتالت القتاصادية والمنافسة ،لن مفتااح دخول العالم العربي في العولمة يكمن في تاطوير أسلوب
العمل العربي المشتارك حتاى ينجح الوطن العربي في بناء منطقة تاجارية حرة وشبكة مصالح اقتاصادية بين الدول العربية وتابني
استاراتايجية عربية متاكاملة لتاعزيز الموارد الذاتاية للقتاصاديات العربية .
وقد بدأ اهتامام الدول بالتاعاون القليمي منذ إنشاء الجامعة العربية ،وفي إطار الجامعة العربية تام التاوقيع على اتافاقيات تاسهيل التابادل
التاجاري ،وإنشاء مجلس الوحدة القتاصادية ،وإنشاء صندوق النقد العربي ،واتافاقيات لضمان الستاثمار العربي وانتاقال رؤوس
الموال بين الدول العربية .وشهدت فتارة السبعينيات حركة هامة لنتاقال العمالة ،ورؤوس الموال بين الدول العربية ،إل أن التاجارة
العربية البينية ظلت محدودة ،وفي فتارة الثمانينيات والتاسعينيات تاراجع مستاوى التاعاون القتاصادي العربي .
وتامثل التاعاون العربي في إلغاء القيود والحواجز بين البلدان العربية ،وإنشاء المشاريع المشتاركة ،بالضافة إلى محاولت إنشاء
تاكتالت إقليمية عربية من أهمها مجلس التاعاون الخليجي ،واتاحاد دول المغرب العربي ،ومجلس التاعاون العربي .
زيادة معدل نمو التاجارة العربية بشكل أكبر من معدل نمو الناتاج . ·
54
29ر %1 4ر % 26 %الصادرات إلى الناتج
المصدر :صندوق النقد العربي ،التقرير القاتصادي العربي الموحد عام 1997م
ل منذ بداية التاسعينات ،وأصبح علما على الفتارة الجديدة التاي بدأت بتادمير جدار برلين عام 1989م لقد أصبح مصطلح العولمة متاداو ل
وسقوط التاحاد السوفييتاي وتافككه ،وانتاهت بتاغتلب النظام الرأسمالي على النظام الشيوعي ،والعولمة ككل ظاهرة إنسانية لها أبعاد
متاعددة ،وسنتاناول ثلثة من أبعادها القتاصادية والسياسية والتاكنولوجية ،ثم سنتاحدث عن بعض أخطارها.
-1البعد القتاصادي :ويتاجلى في تاعميم الرأسمالية على كل المجتامعات الخرى ،فأصبحت قيم السوق ،والتاجارة الحرة ،والنفتااح
القتاصادي ،والتابادل التاجاري ،وانتاقال السلع ورؤوس الموال ،وتاقنيات النتااج والشخاص والمعلومات هي القيم الرائجة ،وتافرض
أمريكا الرأسمالية على المجتامعات الخرى عن طريق مؤسسات البنك الدولي ،ومؤسسة النقد الدولي ،وغيرها من المؤسسات العالمية
التاابعة للمم المتاحدة ،وعن طريق التافاقات العالمية التاي تاقرها تالك المؤسسات كاتافاقية الجات وغيرها.
-2البعد السياسي :ويتاجلى في انفراد أمريكا بقيادة العالم بعد سقوط التاحاد السوفييتاي وتافكيك منظومتاه الدولية ،ومن الجدير
بالملحظة أنه لم تابلغ إمبراطورية في التااريخ قتوة أمريكا العسكرية والقتاصادية ،مما يجعل هذا التافرد خطيرا على الخرين في كل
المجالت القتاصادية والثقافية والجتاماعية..الخ
-3البعد التاكنولوجي :مترت البشرية بعتدة ثورات علمية منها ثورة البخار والكهرباء والذترة وكان آخرها الثورة العلمية والتاكنولوجية
والخاصة بالتاطورات المدهشة في عالم الكمبيوتار ،وتاوصل الكمبيوتار الحالي إلى إجراء أكثر من ملياري عملية مختالفة في الثانية
الواحدة ،وهو المر الذي كان يستاغرق ألف عام لجرائه في السابق ،أما المجال الخر من هذه الثورة فهو التاطورات المثيرة في
تاكنولوجيا المعلومات والتاصالت ،والتاي تاتايح للفراد والدول والمجتامعات للرتاباط بعدد ل عيحصى من الوسائل التاي تاتاراوح بين
الكبلت الضوئية والفاكسات ومحطات الذاعة والقنوات التالفزيونية الرضية والفضائية التاي تابث برامجها المختالفة عبر حوالي )
55
(2000مركبة فضائية ،بالضافة إلى أجهزة الكمبيوتار والبريد اللكتاروني وشبكات النتارنت التاي تاربط العالم بتاكاليف أقل وبوضوح
أكثر على مدار الساعة ،لقد تاحولت تاكنولوجيا المعلومات إلى أهم مصدر من مصادر الثروة أو قوة من القوى الجتاماعية والسياسية
والثقافية الكاسحة في عالم اليوم.
المركة الثقافية أخطر جوانب العولمة ،ومما يساعد على المركة الثقافية انفراد الوليات المتاحدة بالعالم ،واعتابارها القطب الواحد
الذي انتاهت إليه الوضاع السياسية بعد سقوط التاحاد السوفييتاي ،وسيكون لهذه المركة أثر كبير في تاكوين أو تاعديل أو إلغاء الهويات
الثقافية ،ولكن أخطر ما في المركة نسبية الحقيقة التاي تاقوم عليها ،وهي التاي تاتاصادم تاصادما مباشرا مع ثوابت الدين السلمي
المستامدة من النص القطعي الثبوت القطعي الدللة ،لذلك نجد أن معظم الجتاهادات التاي نادى بها بعض الكتتااب المعاصرين ،وأثارت
نقاشا حادا تاستاند إلى اليمان بنسبية الحقيقة ،وتاتاناول نصوصا قطعية الثبوت قطعية الدللة في مجالت :العقائد ،والحدود ،والميراث،
وتاشريعات السرة :كالزواج ،والطلق الخ… ،وبالضافة إلى ذلك فإن كثيرا من المعارك التاي دارت أخيرا هي تاجسيد للصراع بين
نسبية الحقيقة التاي تاقوم عليها العولمة وبين ثوابت ديننا السلمي ،ومن أبرز هذه المعارك ما ذكره نصر حامد أبو زيد عن النصوص
القطعية الثبوت القطعية الدللة التاي تاتاناول أمورا عقدية :كالكرسي والعرش والميزان والصراط والملئكة والجن والشياطين والسحر
والحسد...الخ فقد اعتابرها ألفاظا مرتابطة بواقع ثقافي معين ،ويجب أن نفهمها على ضوء واقعها الثقافي ،واعتابر أن وجودها الذهني
السابق ل يعني وجودها العيني ،وقد أصبحت ذات دللت تااريخية ،والدكتاور نصر حامد أبو زيد في كل أحكامه السابقة ينطلق من أن
النصوص الدينية نصوص لغوية تانتامي إلى بنية ثقافية محدودة ،تام إنتااجها طبقا لنواميس تالك الثقافة التاي تاعد اللغة نظامها الدللي
المركزي ،وهو يعتامد على نظرية عالم اللغة )دي سوسير( في كل ما يرتوج له ،وينتاهي الدكتاور أبو زيد إلى ضرورة إخضاع
النصوص الدينية إلى المناهج اللغوية المشار إليها سابقا.
ول يتاسع المقام الن للرتد على كل ما قاله الدكتاور نصر حامد أبو زيد بالتافصيل ،لكن يمكن التاساؤل :لماذا يعتابر الدكتاور نصر حامد
أبو زيد ألفاظ :الكرسي ،والعرش ،والملئكة ،والجن ،والشياطين ،والحسد ،السحر ألفاظا ذات دللت تااريخية؟ فهل نفى العلم بشكل
قطعي وجود حقائق عينية لتالك اللفاظ حتاى عنعإفي عليها ،ونعتابرها ألفاظا ل حقائق لها وذات وجود ذهني فقط؟ لم نسمع بذلك حتاى
الن.
كيف نستاطيع أن ندخل العولمة ،ونستافيد من إيجابياتاها ،ونتاجنب سلبياتاها؟
هناك خطوتاان مطلوبتاان وملحتاان من أجل مواجهة العولمة:
الولى :تاحصين الفرد وتاجنيبه التاهميش وغائلة الفقر القادمة ،وذلك بتافعيل مؤسسات التاأمين الجتاماعي والتاعويضات والرعاية
الجتاماعية من جهة ،والتاخطيط لحياء مؤسسات الوقف والتاوسع فيها من جهة ثانية ،وبخاصة إذا علمنا أن أمتانا ذات تاجربة غنية في
مجال الوقف ،فقد عرفت مؤسسات وقفية متانوعة من أمثال المدارس والجامعات والمستاوصفات والمستاشفيات والدور والبساتاين
والخانات...الخ ،وساهمت تالك المؤسسات في نشر العلم والمحافظة على الصحة وإغناء المحتااجين ورعاية الحيوانات وتادعيم
القتاصاد وسد الثغرات الجتاماعية...الخ ،وقد مثلت تالك الوقاف ثلث ثروة العالم السلمي.
الثانية :تاحصين هوية المة ،وذلك بتادعيم وحدتاها الثقافية ،فالوحدة الثقافية هي المظهر الخير الحي الفاعل الباقي من كيان أمتانا بعد
التامزق السياسي والتاشرذم القتاصادي الذي تاعرضت له خلل القرن الماضي ،ول شك أن هذه الوحدة الثقافية لبنة أساسية في مواجهة
العولمة ،لذلك يجب الحرص على إغنائها ،ووعي ثوابتاها ،وأبرزها :أصول الدين السلمي وأحكامه المستامدة في النصوص القطعية
56
الثبوت القطعية الدللة ،واللغة العربية التاي تاعتابر أداة تاواصل ووسيلة تافكير وتاوحيد...الخ ،كذلك يجب الحرص على البتاعاد عن كل
ما يخلخل هذه الوحدة الثقافية ويضعف حيويتاها.
العولمة تزيد من أزمة البطالة في الوطن العربي
تاشير كافة المعطيات والدلئل المتاوفرة عن مشكلة البطالة في الوطن العربي إلى أن هذه المشكلة آخذة بالتافاقم عالما بعد آخر ،وأن جميع
المعالجات التاي قامت بها الدول العربية لحل هذه المشكلة ،أو الحد من اتاساعها قد باءت بالخفاق ،وذلك لسباب متاباينة من دولة
لخرى ،ولعل مما يزيد المر خطورة هو تاسارع ظاهرة العولمة التاي ستاتارك آثالرا وانعكاسات كارثية على وضع العمل والعمال في
الدول النامية والعربية منها بشكل خاص ،كما ستاؤدي إلى تافاقم ظاهرة هجرة الكفاءات والطاقات العربية المتاميزة بحثا عن فرص
أفضل للعمل والستاقرار.
وعلى الرغم من أن التاأثيرات السلبية لظاهرة العولمة على القتاصاديات العربية ومشكلتاها الكثيرة ومن ضمنها البطالة لم تاظهر بشكل
مباشر حتاى الن -إل أن الحجم الحالي للبطالة يبعث على القلق أيضا ،ويسبب خسائر اقتاصادية كبيرة ناهيك عن النعكاسات
الجتاماعية ،مع الشارة هنا إلى عدم تاوفر بيانات دقيقة حول الحجم الحقيقي لعدد العاطلين عن العمل ،وبالتاالي لبعاد المشكلة
وتاأثيراتاها السلبية المختالفة.
فوفلقا للتاقارير الرسمية العربية ،ومن بينها التاقارير الصادرة عن منظمة العمل العربية التاابعة لجامعة الدول العربية -هناك مؤشرات
على اتاساع هذه المشكلة وقصور العلجات التاي طرحت حتاى الن ،سواء على المستاوى القطري أو المستاوى العربي؛ فتاقارير المنظمة
لهذا العام التاي عقدت الدورة الثالثة والخمسين لمجلس إدارتاها في القاهرة ،خلل الفتارة من 20إلى ) 22مايو( الماضي ،وقبل ذلك
المؤتامر الـ 27للمنظمة في مطلع مارس -تاقول :إن عدد الشبان العرب العاطلين عن العمل يبلغ نحو 12مليون شخص يشكلون ما
نسبتاه %14من القوة العربية العاملة التاي تابلغ في الوقت الحاضر نحو 98مليون شخص.
وقد أكد إبراهيم قويدر -المين العام لمنظمة العمل العربية -أن هناك 12مليون شاب عربي عاطل عن العمل ،في حين يعمل 6
مليين أجنبي في الوطن العربي ،كما أشار إلى وجود أكثر من 300مليار دولر يستاثمرها العرب خارج القطار العربية ،وقال :لو
تام استاثمار هذه الموال في الوطن العربي لتامكتنا من تاشغيل نسبة كبيرة من اليد العاملة ،والحد من الخسائر السنوية التاي تاتاكبدها الدول
العربية.
وتاوقع القويدر أن يصل عدد الباحثين عن فرص عمل في المنطقة العربية سنة 2010إلى أكثر من 32مليون شخص ،وأضاف أن
عدد السكان النشطين اقتاصاديا سيرتافع من 98مليون شخص حاليا إلى نحو 123مليونا سنة .2010
ومما يزيد في خطورة ظاهرة البطالة ارتافاع معدلتاها السنوية التاي تاقدرها الحصاءات الرسمية بنحو %1.5من حجم قوة العمالة
العربية في الوقت الحاضر ،حيث تاشير هذه الحصاءات إلى أن معدل نمو قوة العمل العربية كانت خلل العوام - 1996 -1995
1997نحو %3.5ارتافع هذا المعدل إلى نحو %4في الوقت الحاضر ،وإذا كانت الوظائف وفرص التاشغيل تانمو بمعدل %2.5
سنويا ،فإن العجز السنوي سيكون ،%1.5وعليه فإن عدد العمال الذين سينضمون إلى العاطلين عن العمل سنويا سيبلغ نحو 1.5
مليون شخص.
يذكر أن منظمة العمل العربية تاقدر أن كل زيادة في معدل البطالة بنسبة %1سنويا تانجم عنها خسارة في الناتاج الجمالي المحلي
العربي بمعدل ،%2.5أي نحو 115مليار دولر ،وهو ما يعني ارتافاع المعدل السنوي للبطالة إلى 1.5ويرفع فاتاورة الخسائر
السنوية إلى أكثر 170مليار دولر .وهذا المبلغ يمكن أن يوفر نحو 9مليين فرصة عمل وبالتاالي تاخفيض معدلت البطالة في
الوطن العربي إلى ربع حجمها الحالي.
ل ،وخاصة في الدول العربية ذات الكثافة السكانية والمصدرة للعمالة -انحسار فرص ومما سيساهم في زيادة معدلت البطالة مستاقب ل
هذه العمالة في دول الخليج العربي وإحلل العمالة المحلية مكانها ،وفي هذا الطار تاشير دراسة حديثة أعدتاها منظمة "السكوا" إلى أن
عدد سكان الدول الخليجية الست سيصل بحلول العام 2010إلى نحو 40مليون نسمة ما سيرفع القوة العاملة فيها إلى حدود 21
مليون نسمة ،وبالتاالي تاناقص فرص العمل أمام العمال الوافدين بشكل عام والعرب بشكل خاص ،حيث يبلغ مجموع العمالة الوافدة في
الوقت الحاضر نحو 8مليين عامل وافد ،يشكل العمال غير العرب منهم نسبة .%58
وتاقول دراسة عن واقع العمالة في دول الخليج :إن نسبتاها بلغت عام 1997على التاوالي ما يقارب %93في المارات ،و %84في
الكويت ،و %76في قطر ،و %68في عمان ،و %65في البحرين ،و %61في السعودية.
57
أما بالنسبة لتاوزع البطالة –التاي تاتاركز في معظمها في صفوف الشباب -فيأتاي العراق في المرتابة الولى بين الدول العربية وبنسبة
بطالة تازيد عن %60من حجم قوة العمل ،فيما يأتاي في المرتابة الثانية اليمن وبنسبة ،%25ثم الجزائر ،%21فالردن ،%19
فالسودان ،%17فلبنان والمغرب ،%15فتاونس ،%12فمصر ،%9وأخيرا سورية .%8
ومن أهم السباب التاي كانت وراء تافاقم هذه الظاهرة -وما تازال -ويمكن اختاصارها بالنقاط التاالية:
- 1إخفاق خطط التانمية القتاصادية في الدول العربية على مدار العقود الثلثة الماضية ،وخاصة بعد الفورة النفطية مطلع السبعينيات،
فقد جاء في دراسة لمركز دراسات الوحدة العربية أن من أبرز مظاهر إخفاق خطط التانمية القتاصادية وقوع معظم الدول العربية تاحت
وطأة المديونية الخارجية التاي وصلت عام 1995إلى نحو 220مليار دولر ،وفي المقابل هروب رؤوس الموال العربية إلى
الخارج التاي تاقدرها بعض المصادر بأكثر من 800مليار دولر .وكذلك وجود أكثر من 60مليون أمي عربي ،و 9مليين طفل ل
يتالقون التاعليم البتادائي ،و 73مليون تاحت خط الفقر ،وأكثر من 10مليين ل يحصلون على طعام كاف.
- 2غياب التاخطيط القتاصادي المنهجي ،وعدم تاطابق برامج التاعليم في معظم الدول العربية مع الحاجات الفعلية لسوق العمل ،علوة
على أن التاكوين المنهجي في معظم الدول العربية لم يواكب التاطورات التاكنولوجية السريعة الجارية في العالم.
- 3تاطبيق برامج الخصخصة التاي أدت إلى تاسريح أعداد كبيرة من العاملين في شركات ومؤسسات القطاع العام.
- 4إخفاق معظم برامج التاصحيح القتاصادي التاي طبقتاها الدول العربية بالتاعاون مع صندوق النقد الدولي في إحداث أي نمو
اقتاصادي حقيقي ،وبنسب معقولة تاساعد على التاخفيف من مشكلة البطالة ،بل على العكس من ذلك تاماما فقد ساهمت هذه البرامج في
زيادة عدد العاطلين عن العمل ،وكذلك إفقار قطاعات كبيرة من الشعب نتايجة رفع الدعم عن السلع والخدمات الساسية.
- 5استانزاف معظم الموارد العربية خلل حقبة ازدهار أسعار النفط في النفاق على التاسلح ،وتامويل الحروب التاي اندلعت في
المنطقة ،وبعد ذلك وقوعها في شراك المديونية وخدمتاها الباهظة.
يذكر أن تاسارع ظاهرة العولمة ومسارعة الدول العربية لللتاحاق بقطار منظمة التاجارة العالمية ،والستاجابة لشروطها في فتاح
السواق العربية أمام السلع والمنتاجات الجنبية المنافسة -أدى إلى إعلن الكثير من المصانع والشركات الفلس كما يحدث الن في
مصر ،المر الذي يعني اتاساع ظاهرة البطالة وبشكل أسرع من السابق.
كما أن العولمة ستاؤدي إلى تافاقم ظاهرة الهجرة من الدول العربية إلى الخارج ،وخاصة في صفوف الكفاءات والخبرات العلمية
المتاميزة ،المر الذي يعني خسارة.
نجيم دريكش
التهميش:ا نجيم دريكش" ،العولمة ،الحداثة ،الحضارة ،...و تأثيرها على العالم العربي ،".نقل عن مدونات مكتوب ،في موقاع:ا
.http://nadjim-1.maktoobblog.com
رغم خروج الدول العربية من الستاعمار و مباشرتاها لعمليات التاحديث و بناء الدولة القومية ،إل أن التااريخ المعاصر يشهد على
الوضاع السياسية و القتاصادية و الجتاماعية التاي مرت بها هذه الدول عبر مختالف التاحولت الدولية الكبرى حديثا ) الحربين
العالميتاين و الحرب الباردة و نهايتاها (.
58
و يقر الواقع الحالي لهذه الدول على أنها مازالت تاعاني التاخلف على مستاويات مختالفة و سبب ذلك راجع إلى كون هذه الدول تاعرضت
للستاعمار المباشر الذي نتاجت عنه العديد من الثار السلبية على المجتامعات العربية .و من جهة أخرى أدى تاراجع التاحاد السوفيتاي
إلى وضع حرج لغلب الدول العربية التاي كانت تانهج النهج الشتاراكي ،حيث تاكيفت سلبيا مع هذه التاحولت.
و بعد هذه التاحولت ،كانت ظاهرة العولمة ـ بمظهرها الحاثي الغربي ـ قد أسست لنمط جديد من التافاعلت الدولية التاي تاسودها
هيمنة القطب الواحد في ظ استامرار اتاساع الهوة بين الشمال و الجنوب.
لعل أبرز العوامل والمتاغيرات الدولية المعاصرة أو العوامل الخارجية التاي دفعت بالبلدان العربية نحو مزيد من التاداعي و التاراجع،
تامثلت في انهيار التاحاد السوفيتاي ـ كما ذكرنا ـ و الهجوم المبريالي ضد العراق )المحاصر( ،و ولدة مشاريع التاسوية العربية /
السرائيلية و ما تال ذلك من عمليات التاطبيع السياسي للعديد من بلدان النظام العربي مع العدو الصهيوني ) .(15و هذا ما أدى إلى
تافكك و فوضى في النظام العربي القليمي.
لقد أدى هذا الوضع إلى تاغير في المفاهيم و المبادئ والهداف ..،حيث انتاقل النظام العربي بمجمله من أرضية التاحرر الوطني و
الجتاماعي كعنوان رئيسي )سابق( إلى أرضية التابعية و النفتااح و الرتاهان السياسي كعنوان جديد ، ..و لم تاعد بذلك القضايا العربية
الداخلية و الخارجية عموما و القضية الفلسطينية بالذات ،تامثل صراعا مصيريا ل يقبل المصالحة بين طرفيه :المبريالية العالمية و
إسرائيل من جهة ،و حركة التاحرير الوطني العربية من جهة أخرى .و تاحول التانفس و الصراع الساسي إلى شكل آخر أشبه بالتاوافق
الرسمي العربي /المريكي /السرائيلي ).(16
إن ما يمكن أن نقوله في هذا الجانب ،هو أن الدول العربية قد أصبحت شبه فاقدة للسيادة لعدم قدرتاها على تابني أي موقف شجاع و
صارم في هذا المجال ،نتايجة تابني مبدأ المصلحة القطرية الضيقة الذي زاد في عدم فعالية مؤسسات التاكامل و الندماج العربية.
لقد قام بالوظيفة القتاصادية للعولمة أهم مؤسستاين من المؤسسات الدولية التاي كرست لخدمة النظام الرأسمالي الراهن ،و هاتاين
المؤسستاين هما:
-صندوق النقد الدولي :الذي يشرف على إدارة النظام النقدي العالمي و يقوم بوضع سياساتاه و قواعده الساسية ،و ذلك بالتانسيق
الكامل مع البنك الدولي ،سواء في تاطبيق برامج الخصخصة و التاكيف الهيكلي أو في إدارة القروض و الفوائد و الشراف على فتاح
أسواق الدول النامية أمام حركة بضائع و رؤوس أموال البلدان المصنعة.
-منظمة التاجارة العالمية :و هي أهم و أخطر مؤسسة من مؤسسات العولمة القتاصادية ،تاقوم بالشراف على إدارة النظام التاجاري
العالمي الهادف إلى تاحرير التاجارة الدولية و إزاحة الحواجز الجمركية ،و تاأمين حرية السوق و تانقل البضائع ..بالتانسيق المباشر
وعبر دور مركزي مع للشركات متاعددة الجنسية ).(17
و رغم محاولة مسايرة و استاجابة الدول العربية لملءات مؤسسات الحكم القتاصادي العالمي ،إل أن ذلك لم يكن بالشكل الذي يحمي
هذه الدول من مختالف الثار السلبية ،و نبين ذلك من خلل ما يلي:
· تاخلي الحكومات عن القيام بمسؤولية التانمية نتايجة تاهميش عمليات التاخطيط المركزي المتاعلقة بتانمية مختالف القطاعات الحساسة،
قابل ذلك فشل القطاع الخاص في سد الفراغ كونه يهدف إلى الربح فقط.
زيادة مظاهر التابعية خاصة في مجال التاكنولوجيا و الطاقة البديلة و التاقنية ،و أحيانا حتاى في مجال الغذاء و اللباس. ·
59
تاراجع أو شبه غياب التاجارة البينية العربية. ·
· تاراجع نسبة مساهمة النتااج الجمالي العربي من إجمالي النتااج العالمي )،من % 3.1أي ما يعادل 650مليار دولر سنة
،1993إلى % 2.3أي ما يعادل 599مليار دولر سنة .(18) 2000
يرى الباحث الفلسطيني غازي الصوراني أن أزمة المجتامع العربي تاعود في جوهرها إلى أن البلدان العربية عموما ل تاعيش زمنا
حداثيا أ حضاريا ،و ل تانتاسب له جوهريا ،و ذلك بسبب فقدانها ـ بحكم تابعيتاها البنيوية ـ للبوصلة من جهة ،و للدوات الحداثية
الحضارية و المعرفية الداخلية التاي يمكن أن تاحدد طبيعة التاطور المجتامعي العربي و مساره و علقتاه بالحداثة والحضارة العالمية أو
النسانية " ).(19
لقد كانت الوضاع الجتاماعية للدول العربية انعكاسا مباشرا لتاردي الوضاع القتاصادية التاي كانت عليها ،و يمكن أن نشير إلى
بعض مظاهر التاردي الجتاماعي التاي ما تازال من مميزات مجتامعاتانا إلى يومنا هذا ،و منها:
ظهور الطبقية في أغلب أو كل المجتامعات العربية ،مع غياب الطبقة الوسطى و تافاقم معدلت البطالة و الفقر. ·
أزمة الهوية و النتاساب لدى الشعوب العربية و فقدان الثقة بين الحكام و المحكومين مما أدى إلى تاذبذب الولء. ·
· مظاهر التافكك السري و النحلل الخلقي نتايجة الستاعمال السيئ و غير الواعي لوسائل ثورة العلم و التاصال.ذ
رغم أن تاجليات العولمة تاؤكد اتاجاه العالم نحو هيمنة الطراف القوية على جميع الجبهات ،كما أنه ل جدال في أن صد العولمة بات
مستاحيل بل من المستاحيل رفض الندماج في النظام الكوني الجديد أو المستاحدث ،حيث أصبح الدخول في هذا النظام واقع لبد منه ،إل
أنه و من المؤكد أننا في حاجة إلى آليات جديدة و وسائل فعالة من شأنها أن تاغير ثوابت الفكر و البحث عن آليات للحفاظ على
الخصوصيات ،و لن يأتاي ذلك إل من خلل إرادة قوية هي إرادة البقاء و المنافسة في السوق الحضاري العالمي ) ،(20خاصة في ظل
الدراك المتازايد لطبيعة التاناقض بين خطاب العولمة و سلوك دعاتاها ).(21
و فيما يخص عملية التاكيف اليجابي مع العولمة و الحداثة الغربية و مختالف التاغيرات التاي حصلت أو يمكن أن تاحصل على المستاوى
العالمي ،يقدم الدكتاور حسن البزار جملة من الجراءات الممكنة ،و أهمها:
التاأكيد المتاواصل على إضفاء الروح الحضارية للمة العربية و المتامثلة في الدين السلمي. ü
üالسعي الحثيث لتاخاذ خطوات بناءة نحو تابني سياسات و إجراءات اقتاصادية إصلحية واسعة ،تامنحنا القدرة على مواجهة الصعاب
الختاللت السياسية.
üتافعيل عناصر القوة المتااحة في النظام العربي ،و السعي الحقيقي لصيانة أسس النظام العربي من احتامالية تاداعياتاه ،و إن لم نكن في
المكانة التاي تاؤهلنا للدفع به إلى المام و البناء ،و الصرار على عدم الوصول إلى درجة فقدان الهوية القومية التاي تاشكل العمود
الفقري لهذا النظام.
üعدم إغفال المجتامع المدني ،أو تاجاهل أداء موسساتاه أو النخراط الكامل وراءه ،بل السعي لتانشيطه و تاحسين سبل ممارسة الحكم
و تانمية وسائل إدارتاه.
üالعمل الجاد لتاقليل حالة التاوتار و مظاهر الحتاقان السياسي الحاصلة بين النظم و الحكومات و المعارضات الوطنية ،و تاسهيل و
سائل المشاركة السياسية التاي تاهدف إلى تارشيد عملية صنع القرارات و رسم السياسات الحكيمة من خلل النتاقال و التاحول
اديمقراطي و تاخفيف روابط التابعية الخارجية.
üإعادة تاقييم العلقات العربية مع النفتااح العربي و تافضيل المصالح العليا على المصالح القطرية ،و إعادة تاقييم علقاتاها الخارجية
مع دول الجوار بموجب القضايا و المصالح العليا المشتاركة للمة العربية و ليس على أساس المصلحة القطرية الضيقة.
üالعمل الصادق للوصول إلى مشروع حضاري عربي ينسجم مع معطيات الوضع العربي الراهن ،و تاتاماشى مع الخيارات العالمية
القائمة ،و يدفع إلى تاحقيق الرؤى العربية الناضجة في الوحدة العدالة و التانمية الديمقراطية و الستاقلل و الحفاظ على الصالة و
التاراث و حفظ الكرامة(22).
60
و تابقى هذه المقتارحات مجرد أفكار و اقتاراحات ل تاجد قيمتاها إل أذا لقت القبول لدى النخب و صانعي القرار في أقطارنا العربية.
-------------------------------------------------------------------------
الجزء الثالث:ا
آليات مواجهة العولمة
و البدائل المتاحة
-------------------------------------------------------------------------
63
ويدعو التاقرير إلى تاخفيف عبء الديون ،فالكثير من الدول الفريقية -حسب التاقرير -تارزح تاحت أعباء من الديون ل يمكنها احتامالها،
وسيؤدي تاخفيف أعباء الدين عن هذه الدول إلى زيادة قدرتاها على خفض الفقر والمساهمة في القتاصاد العالمي مع ضرورة دفع هذه
الدول إلى تاطبيق سياسات إصلحية في الحكم والدارة والتاشريع والقضاء لتاحسين المناخا الستاثماري والخدمات الجتاماعية فيها.
وقد يؤدي النخفاض الكبير الذي حدث في تاكاليف التاصالت والمعلومات والنقل لجعل العولمة ذات مزايا وفرص للناس للتاعاون
ومواجهة مشكلتاهم وزيادة الوعي والرقابة العالمية على أنشطة وأداء الحكومات والشركات الكبرى وحماية البيئة والحقوق الساسية
وتاحقيق العدالة والمساواة ورفع الظلم والعتاداء عن المستاضعفينl l.
ظواهر العولمة تاحمل معها مخاطر هائلة مصاحبة للثورة العلمية والتاكنولوجية حيث انها تاتافاوت بين المخاطر السياسية والقتاصادية
والثقافية والعلمية.
وتارتابط المخاطر السياسية بعد انهيار التاحاد السوفياتاي بمحاولت الوليات المتاحدة الميركية كقوة عظمى احادية الجانب ,أمركة
العالم والستافراد بالشأن العالمي وادارتاه إدارة احادية الجانب ,بما يتاناسب مع مصالحها واهدافها.
أما المخاطر الثقافية فإنها تاتاضمن احتامالت تاهميش الثقافة الوطنية وتاهديد الخصوصية الحضارية من خلل هيمنة الثقافة الستاهلكية
التاي أخذت تانتاشر على الصعيد الدولي متاسلحة بآخر المستاجدات الدعائية والعلمية.
أما المخاطر القتاصادية فانها تاأخذ شكل التاراكم الشديد للثروات وبالتاالي زيادة حتدة الفجوة بين الدول الغنية التاي تازداد غنلى وتاقدما
وسيطرلة ,وبين االدول الفقيرة التاي تازداد تاختلفا وفقرا وتابعية للنظام الرأسمالي العالمي .وقد مارست الوليات المتاحدة الميركية
ضغوطا كبيرة على الدول العربية من خلل مؤتامر الدوحة القتاصادي من اجل تاحقيق درجة أعلى من التاكامل )كاقتاصاد عربي مع
النظام الرأسمالي الدولي( ,ومن أجل إعادة تارتايب أوضاع المنطقة العربية بشكل يخدم أساسا مصلحة اسرائيل .وتاتامثل هذه الضغوط
على سبيل المثال في مشروع الشرق أوسطية ,ومشروع المتاوسطية.
إن مشروع الشرق أوسطية هو مشروع أميركي في الساس ,يستاهدف تارتايب أوضاع المنطقة كلها ,بما فيها البلدان العربية واسرائيل
ل افريقية .وبديهي ان يجري السعي لتاحقيق هذا المشروع في صيغة نظام أو سوق ,أي في صيغة تاكامل ل آسيوية أخرى ودو ل ودو ل
وتاعاون بين بلدان متاعددة وليس بين مجموعات منها وخصوصا المجموعة العربية وذلك إتاقالء لتاجتمعها الطبيعي والمصيري والقومي
وخوفا من تاوتحدها.
وطبيعي ان يكون الهدف الدائم من وراء ذلك منع قيام اشكال من التاكامل العربي حتاى في الحدود الدنيا .وفي مثل هذه الشروط بالذات
يكون للوليات المتاحدة مباشرة ,ومن خلل اسرائيل عند الحاجة ,ومن خلل دول شرق أوسطية أخرى ,الدور الساسي المقرر سياسيا
واقتاصاديا وامنيا وفي كل المجالت).(11
وهذا المشروع القديم المتاجدد هو نسخة متاطورة عن حلم )تايودور هيرتاسل( الذي سعى إلى قيام )كومنولث شرق أوسطي( يكون
لسرائيل فيه شأن قيادي فاعل ودور اقتاصادي رائد.
جاء طرح النظام الشرق أوسطي في أعقاب حرب الخليج الثانية عام ,1991لكن التاحضير له بدأ قبل ذلك بعدة سنوات وتاحديدا بعد
إبرام مصر واسرائيل لتافاقية كمب دايفيد في أواخر الثمانينات ,ومن ثم طرح هذا النظام في اطار عملية التاسوية التاي حملت اسم
>>عملية السلم في الشرق الوسط<< ,وبدأت بانعقاد مؤتامر مدريد يوم 30تاشرين الول .1991
وكان رئيس الوزراء السرائيلي السبق شيمون بيريز أول من حاول تاسويق هذه الفكرة عام ,1986وقد طالب ببناء )شرق أوسط
جديد( من خلل انشاء )سوق شرق أوسطية( على أساس من السياحة والمياه ,مثلما قامت السوق الوروبية المشتاركة على الفحم
والصلب.
ومع انعقاد مؤتامر الدار البيضاء القتاصادي في 2كانون الثاني ,1994لدول الشرق الوسط ,خرج الحديث عن النظام القتاصادي
الشرق أوسطي والسوق الشرق أوسطية من الدوائر الضيقة لمراكز البحاث ومراكز صنع القرار في الوليات المتاحدة وأوروبا
ت
وإسرائيل ,ليجري التارويج له على نطاق أوسع على الصعيدين الفكري والسياسي والتاطبيقي ,بهدف تاسويق تالك المفاهيم والمخططات
الستاراتايجية الجديدة بمشاريع مشتاركة.
ت
وقد جاءت الوثيقة السرائيلية إلى المؤتامر حاملة ) (120مشروعا ,لتاشكل أسس تاوتجهات الدولة العبرية في التاعامل مع الدول العربية
في المرحلة المقبلة ).(12
64
ويحتقق مشروع الشرق أوسطية المصالح القتاصادية والستاراتايجية للوليات المتاحدة ,ويثبت السيطرة السرائيلية في المنطقة العربية.
فهذا المشروع يعني بوضوح اللغاء العملي لفكرة التاكامل العربي لتن إسرائيل ستاصبح العضو الرئيسي فيها ,وهي الكثر تاقتدما
صناعيا وتاكنولوجيا من البلدان العربية جميعها ,وبالتاالي سوف تاحصد مزايا هذا التاقتدم القتاصادية والستاراتايجية ).(13
أتما مشروع المتاوتسطية فقد ظهر كفكرة في أوروبا الغربية ,وهو يصتور حالة تاعاون للدول الواقعة على البحر البيض المتاوتسط ,شماله
وجنوبه ,وهي فكرة وفقا للرأي الوروبي ,تاجمع الحضارات حول الدائرة المتاوتسطية.
وميزة هذه الفكرة من وجهة نظر دعاتاها أنها تاصرف النظر عن خصوصتية القومية العربية وتالفتاها إلى اتاجاه آخر ,يستاطيع أن يدور
حول شواطىء الحضارات القديمة وهي تاضتم سوريا ولبنان وليبيا ومصر وتاونس والجزائر والمغرب وإسرائيل وإسبانيا وفرنسا
وإيطاليا وتاركيا.
وتاتاحتقق للوليات المتاحدة من المتاوتسطية عتدة أهداف أهتمها:
-1إدخال إسرائيل )بل حساسية( وسط المحيط الذي تاعيش فيه ,وتاندمج مطمئنة إلى هوية نصف شرق أوسطية ونصف أوروبية
متاوسطية.
-2ان مثل هذا التارتايب يساعد على ضبط التافاعلت في شرق البحر البيض المتاوتسط وجنوبه ,فهو قادر على أن يستابعد الزمات
ويستاوعب الصدمات.
أتما أوروبا وخصوصا فرنسا وألمانيا فأهدافها من المتاوتسطية هي الرغبة في إضعاف وجود ودور الوليات المتاحدة الميركية في الدول
المطتلة على البحر البيض المتاوتسط ,وفي إبقائها بمنأى عن آثارها القتاصادية والثقافية والعسكرية وبالتاالي السياسية.
أتما مخاطر منتظمة التاجارة الدولية على العالم العربي فهي:
-1ارتافاع أسعار المنتاجات الزراعية والمواد الغذائية وذلك بسبب إلغاء الدعم الزراعي وتاحديد التاجارة في المنتاجات الزراعية.
صة التاي تاتامتتاع بها بعض سلع الصادرات العربية في النفاذ إلى السواق المتاقتدمة صناعيا. -2إنحسار المزايا الخا ت
-3الرتافاع في تاكلفة برامج التانمية حيث ستارتافع تاكلفة استايراد الثقافة والحقوق المادية التاي ستاتارتتاب جرائها لصاحب حق الملكية
الفكرية عند استاخدامها.
-4الثار التاي ستانتاج من المنافسة غير المتاكافئة بين الدول العربية والدول الصناعية وخصوصا في مجال الخدمات والصناعات
المتاقتدمة.
-5إلغاء نظام الحصص في مجال النسجة والملبوسات متما يؤتثر سلبا على صادرات البلدان العربية ).(14
ل من تارك مليارات البشر يتامتثل التاحتدي الساسي الذي يواجه العالم في كيفية تاحويل العولمة إلى قتوة إيجابية يستافيد منها العالم بد ل
يعانون نتاائجها السلبية ).(15
ويرى المحتللون السياسيون والقتاصاديون أن للعولمة أثارا إيجابية إذ أن هناك مشكلت إنسانية مشتاركة ل يمكن حتلها من منظور
السيادة الوطنية المطلقة للدولة التاي يقوم عليها النظام الدولي القائم حاليا ,ومنها انتاشار أسلحة الدمار الشامل والتاهديدات النووية والبيئية
وتاطتور انتاشار الوبئة والمراض المعدية وانتاشار الجريمة المنتظمة والمختدرات .ويرى بعضهم أنه بإمكان النظمة الوطنية المبدعة
أن تاندمج في القتاصاد العالمي من دون التاضحية بشخصتيتاها ).(16
ان التاجاوب مع متاطتلبات العولمة بالنسبة للعالم العربي أمر يواجه الكثير من الصعوبات ,لكنه ضرورة بسبب ما يواجه العرب من
مشكلت اقتاصادية تاقتاضي المعالجة ,إذ يعاني العالم العربي من هبوط في نسبة النمو وفشل في إيجاد المهارات اللزمة لسواق اليوم,
وارتافاع نسبة النمو السكاني .ويتاطتلب التاكيف مع العولمة أيضا إيجاد نظام وطني للعلم والتاكنولوجيا والمعلوماتاية لنه الداة الحاسمة
لتامكين أي بلد من أن يصبح منتاجا اقتاصاديا ,وبالتاالي متاقتدما.
أتما وجهة النظر الثانية فتارى أن العالم العربي ,بوصفه من الدول النامية ويخضع لضغوطات إقتاصادية داخلية وخارجية كبرى ,ل
يمكنه التاجاوب مع العولمة التاي تاتاطتلب مستاويات فائقة من التاطتور والكفاءة والقدرة ,المر الذي تافتاقده القتاصادات العربية ,وبذلك قد
تازيد العولمة من اختاراق هذه القتاصادات وتافكيكها.
فالستاجابة للعولمة إذن ليست بهذه الدرجة من البساطة لن ذلك قد يزيد من حصار وعزلة القطار العربية التاي تاعاني من جملة
مشكلت تاتاعتلق بالسياسة وبالقتاصاد من كتل جوانبه الزراعية والصناعية والتاجارية .وعلى النقيض من ذلك فإتن عدم الستاجابة للعولمة
قد يتارك جملة من الثار السلبية على العالم العربي منها تاهميش التانمية المتاطتورة وعدم الحصول على المساعدات القتاصادية .إضافة
إلى ذلك فقد أصبح من غير الممكن التاعويل على الموارد النفطية في كسب رهان المستاقبل ,بسبب التاناقص في قيمة الموارد الولية ول
سيما النفط ).(17
ولكن من إيجابيات رفض الستاجابة للعولمة هو أن الرفض ربما يكون حافزا أكبر لتاشجيع القطار العربية على القيام بتاحتولت
اقتاصادية جذرية والعمل على تافعيل العمل العربي المشتارك ).(18
من هنا ,وبعد أن أصبحت العولمة ,وبأهتم أشكالها القتاصادية والمالية والعسكرية ,قد أصبحت كأمر واقع ,أرى أن على الدولة التاعامل
معها على هذا الساس ,وولوج مرحلة دراسة الخيارات المتاوتفرة وذلك من أجل التاخفيف من آثارها والسلبية ,والتاحضير للدخول في
65
آليات العولمة وما تاحمل من تادابير غير جماهرية وغير شعبية ,ورتبما تالحق أشتد الضرر بالفقراء وبالطبقة الوسطى وحتاى بالدول
الفقيرة والمتاوتسطة.
ولكن ليس هناك من خيار آخر؛ فالنعزال والتاقوقع لبعض الدول التاي تارفض الدخول في العولمة ,ل يعني أنها تاستاطيع العيش وحيدة
في العالم ,كما أنها ل تاستاطيع التاعامل مع الدول )المعولمة( ول تاستاطيع تالك الدول التاعامل معها ,فستاجد تالك الدول المنعزلة نفسها
ل في موقف المسافر الذي فاتاه القطار ,ول ينفع الندم بعد ذلك. ل أم آج ل
عاج ل
ل
من هنا فالجدى لنا كعرب أن نكون مع العولمة ولكن بشرط >>المعلومربة<< أتول ,أي الدخول فورا في آليات العوربة والتاحضير في
ذات الوقت للدخول في آليات العولمة .وهذا يعني الدخول في العولمة من بوابة العوربة .وينبغي للعوربة أن تاكون رؤية عربية
مشتاركة للمستاقبل ,وصوغ آليات محتددة في كتل من القتاصاد والمال والسياسة والتاجارة ,للوصول إلى درجة كافية من التاكامل العربي,
تاستاطيع من خلله الدول العربية مجتامعة ,الكلم بلغة مصلحية واحدة ,والقراءة في كتااب التانمية العربية بلغة واضحة وجتيدة ,والعمل
على محاكاة السواق والتاكتالت القتاصادية والمالية الخرى بلغة تافاوضية عربية واحدة.
ل شك أنه وأمام هذا التاحتدي علينا أن نرجع إلى ما اتافقنا عليه في الماضي كعرب وما صتدقت عليه الدول العربية من مواثيق واتافاقيات
ل إلى تاكامل اقتاصادي عربي ,وفي مقتدمتاه اتافاقية السوق العربية المشتاركة؛ فالشروع في تانفيذ هذه في المجال القتاصادي ,وصو ل
ت
التافاقية هو أمر عملتح ويكاد يكون ملزما ول مفتر منه لمن وقع عليها ,لكي تاتابتوأ هذه التمة المكانة اللئقة بها كأتمة يبلغ تاعدادها أكثر من
260مليون نسمة ,وخصوصا في ظل المتاغتيرات الدولية المعاصرة وأهتمها العولمة وقيام منتظمة التاجارة الدولية.
فالدول العربية تاملك مقتومات جغرافية وتااريخية وثقافية وفكرية ومالية لقامة السوق العربية المشتاركة ,أكبر من تالك التاي تامتالكها
التاكتالت القتاصادية الخرى ,ومنها دول التاحاد الوروبي ,وأهمتية السوق العربية المشتاركة تاستاند إلى حقائق مهتمة وهي:
-1الهوتية العربية والنتاماء العربي لتننا نشتكل أتمة عربية واحدة.
-2ضرورة دعم المن العربي بغض النظر عن فائدة بعض القطار أكثر من غيرها من هذه السوق.
-3المصلحة القتاصادية المشتاركة لتن تاعزيز المن القتاصادي العربي هو تاعزيز للمن العربي.
ومن المنافع القتاصادية للسوق تادعيم الستاقللية العربية وذلك بإقامة صناعات ثقيلة والتاخفيف من حتدة التابعية للخارج وتاحقيق درجة
أفضل من استاقللية القرار العربي ,ثتم دعم المركز التافاوضي العربي في القتاصاد الدولي الراهن والمؤتلف من التاكتالت القتاصادية
الكبرى وتاحسين مركزنا التافاوضي تاجاه منتظمة التاجارة الدولية).(19
أتما مزايا التاكامل القتاصادي العربي في تانمية القتاصاد الوطني فهي:
أ -خلق التاجارة للدولة العضو في التاجتمع القتاصادي ,وذلك بتاحتول التاجارة من الدول خارج التاجتمع إلى تالك العضاء فيه.
ب -اقتاصاديات الحجم من خلل الدخول في ذلك التاجتمع ,ومن خلل فتاح السواق في الدول العضاء على بعضها بعضا ,فتاصبح
الصناعات التاي ل جدوى منها في السوق الوطنية ,مشاريع ذات جدوى اقتاصادية بحكم سعة السوق وكبر حجمه الجغرافي ,نظير
انفتااح الدول العضاء وأسواقها ,في عالم عربي بلغ عدد سكانه أكثر من 260مليون نسمة.
ج -نمو الدخل القومي نتايجة لحرية انتاقال رؤوس الموال واليدي العاملة الوطنية إلى الدول العضاء.
د -زيادة القتوة التافاوضية للدول العضاء تاجاه الدول الخرى والسواق القتاصادية الخرى ,متما يعني فتاح السواق العالمية أمام
المنتاجات الوطنية للدول العضاء.
هـ -ارتافاع الكفاءة النتااجية للصناعات الوطنية وذلك من خلل المنافسة وفتاح السواق المحلية للدول العضاء.
من هنا وبفضل تالك الشروط تاستاطيع الدول العربية مجتامعة الستافادة من المزايا اليجابية للنضمام إلى العولمة عبر بتوابة منتظمة
التاجارة الدولية.
أتما الثار اليجابية للنضمام فهي:
-1تاتايح فرصا أوسع للدول العربية لتاصدير منتاجاتاها التاي تاملك مزايا نسبية.
-2تاحمي الضوابط التاي أقترت في نطاق المنتظمة من سياسات الغراق من جانب الدول الخرى.
-3تاكفل للدول العربية وللدول النامية معاملة تافضيلية مؤتقتاة لغاية عام ,2005وذلك لحماية صناعاتاها الوليدة ,واعطائها متدة خمس
سنوات لتاطبيق بنود اتافاقية
الـ).(TRIPS
-4زيادة الستاثمارات الجنبية عبر دخولها الدول العربية عند تاطبيق اتافاق الخدمات والستاثمار ,متما سيؤتدي إلى تادتفق الستاثمارات
الجنبية بعد رفع القيود التاي تاحول دون ذلك.
-5رفع الكفاءة النتااجية عبر المنافسة العالمية في السواق ).(20
إن انضمام الدول العربية إلى منتظمة التاجارة الدولية ,وهي إحدى مظاهر العولمة ,ل يعني بأتي حال نهاية المطاف للمفاوضات
التاجارية العالمية ,بل ستاتابعها دورات متاعتددة للتافاوض لفتاح أسواق مختالفة مثل التاجارة في الخدمات والبنوك والتاأمين والصرافة
والوساطة .وكتل هذه المور بحاجة إلى مزيد من المفاوضات والجتاماعات .والدول العربية ستاكون في موقع تافاوضي أفضل وأقوى
في حالة دخولها في مفاوضات جماعية كتاكتتال اقتاصادي مشتارك على شاكلة دول التاحاد الوروبي وال). (NAFTA
------------------------------------------------------------------------------
66
مغاوري شلبي
نقل عن موقعhttp://www.islamonline.net/servlet/Satellite? :
c=ArticleA_C&cid=1177156158042&pagename=Zone-Arabic-Namah%2FNMALayout
تعتبر مجموعة الـ 15نفسها طليعة الدول النامية في مواجهة العولمة وهيمنة الدول الكبرى على ممققددرات القاتصاد العالمي،
باعتابارها تاضم تاشكيلة من الدول متانوعة اقتاصادييا وجغرافييا ،وفي الوقت الذي شهدت فيه القاهرة القمة العاشرة لتالك المجموعة ،فإن
السؤال المطروح هو :هل نجحت القمة في تاجسيد هذا المعنى أم أنها لم تاتاجاوز مرحلة الشعارات بعد ؟!
لقد استدعت العولمة القاتصادية ضرورة تشكيل تكتلت إقاليمية وقاومية متقمككن دول العالم الثالث من الفلت من عملية التهميش
وزيادة قادراتها التفاوضية ،وتاضمن أن يكون لها مساهمة فلعالة في المؤسسات العالمية وفي صنع القرارات الدولية ،ومن هذا المنطلق
كان قيام مجموعة الـ 15التاي عقدت قمتاها العاشرة في القاهرة خلل الفتارة من ) 20 – 19يونيو 2000م( ،ويأتاي انعقاد هذه القمة
في تاوقيت بالغ الهمية خاصة مع بداية اللفية الثالثة ،وما تاشهده الساحة من تاطورات سياسية واقتاصادية وثقافية ومع تاسارع خطى
ل من أفريقيا وآسيا وأمريكا العولمة ،وهي تاطورات ل شك عتاللإقي بظللها على الدول النامية ،ومنها دول مجموعة الـ 15التاى تاضم دو ل
اللتاينية ،وينظر المراقبون إلى القمم التاي تاعقدها مجموعة الـ 15بأهمية بالغة؛ لنها تاتايح الفرصة لجراء المشاورات واتاخاذ موقف
عام لدول الجنوب في مواجهة التاحديات القتاصادية الدولية ،كما يرون أن نتاائج قمة القاهرة لمجموعة الـ 15تاعتابر بمثابة رسالة
موجهة من دول الجنوب إلى مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى التاي ستابدأ اجتاماعاتاها في اليابان في يوليو 2000م.
وبعد يومين من المشاورات والمناقشات والجلسات المغلقة بين رؤساء الدول العضاء صدر البيان الختاامي لقمة القاهرة ،وقد عكست
عناصر هذا البيان موقف الدول العضاء من عملية العولمة ومن النظام التاجاري متاعدد الطراف ،وقد صدر هذا البيان في صورة
رسالة موجهة إلى الدول المتاقدمة وخاصة الدول الصناعية الكبرى ،ويعتابر أهم ما جاء في البيان ما يلي :
ـ التاأكيد على ضرورة العمل على إقامة اقتاصاد دولي يرتاكز على الديموقراطية والعدالة بين الدول ،وقيام هيكل دولي جديد يتامكن من
مواجهة تاحديات الفقر والبطالة والثار السلبية للعولمة على اقتاصاديات الدول النامية.
ـ مطالبة النظام التاجاري متاعدد الطراف بأن يأخذ في اعتاباره أبعاد عملية التانمية في الدول النامية وأن تاساعد الدول المتاقدمة الدول
النامية على الندماج في القتاصاد العالمي ،وأن يعمل هذا النظام العالمي بشكل أكثر انفتاالحا وعدالة وعلى أسس موضوعية تاتاجنب
التافرقة بين الدول؛ وذلك لتاستافيد من عملية التاحرير القتاصادي كل من الدول النامية والدول المتاقدمة على السواء.
ـ العمل على تانفيذ التازامات الدول النامية تاجاه منظمة التاجارة العالمية بالشكل الذى يتاوافق مع أهداف تاحرير التاجارة ،وأن تاأخذ
المفاوضات المقبلة حول التاجارة العالمية في العتابار جانب التانمية في الدول النامية حتاى تاضمن نجاحها.
67
ـ المطالبة بزيادة معونات التانمية الرسمية المقدمة للدول النامية ،وأن تاقوم الدول المتاقدمة بتانفيذ ما طالبت به المم المتاحدة من
ضرورة تاخصيص %0.7من إجمالي الناتاج المحلي لمساعدات التانمية الرسمية.
ـ التاأكيد على أهمية تادفق الستاثمارات الجنبية المباشرة لزيادة النتااجية في الدول النامية ونقل التاكنولوجيا.
ـ الدعوة إلى أن تاضع منظمة العمل الدولية إستاراتايجية تاهدف إلى إيجاد فرص عمل في جميع الدول النامية ،وأن تادرس أثر الزمات
المالية على برامج خفض معدلت الفقر في الدول النامية.
ـ مطالبة صندوق النقد الدولي بالعمل بفاعلية لمصلحة جميع الدول ،وخاصة التاي تاأثرت بالزمات المالية ،وأن يكون هناك تامثيل
عادل للدول النامية في اتاخاذ القرارات في النظام الدولي وفي المؤسسات الدولية متاعدد الطراف.
والملحظ على البيان الختاامي للقمة العاشرة لمجموعة الـ 15أن أغلبه جاء مكررا لمطالبات سبق لدول المجموعة أن طالبت بها في
ل دون تاحديد آليات لتاحقيق هذه المطالب أو دون أن يحدد الموقف الذى سوف تاتاخذه مناسبات واجتاماعات أخرى ،وأنه جاء مرس ل
المجموعة إذا لم يتام الستاجابة لهذه المطالب ،وهو ما يجعل البيان الختاامي لقمة مجموعة الـ 15أشبه بتاوصيات صادرة عن أحد
المؤتامرات الكاديمية الصاخبة ،وأنه أقرب من أن يكون تاظاهرة سياسية ،كما يلحظ أنه بالقدر الذى ركز فيه البيان الختاامي على
انتاقاد النظام العالمي والعولمة ،كانت المساحة المخصصة لعملية التاعاون بين الدول محدودة ،حيث اكتافى البيان بالشارة إلى ضرورة
تاعزيز التاعاون بين دول المجموعة وتانشيط الستاثمارات والتاجارة ،ودعم المشروعات الصغيرة والقطاع الخاص بين دولها وتانسيق
مواقفها من خلل مجموعة الـ 77ومجموعة الـ ،24وهو ما يعني أن المجموعة في بيانها الختاامي قد ركزت على المناخا العالمي
القتاصادي المحيط بها ،وأهملت إلى حد كبير أن هناك أمرا أكثر أهمية وأولى باهتامامها وهو إعادة تارتايب بيتاها من الداخل.
متامعلرض النظام القتاصادي العالمي لهجوم عنيف من جانب قمة مجموعة الـ 15في القاهرة ،وقد جاءت هذه النتاقادات خلل الكلمات
التاى ألقاها رؤساء مجموعات الدول :المجموعة الفريقية ،والمجموعة السيوية ،ومجموعة أمريكا اللتاينية .وقد تاركزت هذه
النتاقادات حول النقاط التاالية:
ـ افتاقار النظام القتاصادي العالمي لوجود آلية دولية تاكفل حماية الدول الفقيرة خلل الزمات المالية ،حيث أثبتات أزمة جنوب شرق
آسيا عدم وجود تاكامل بين عناصر القتاصاد العالمي لمكافحة الفقر وحماية محدودي الدخل في مثل هذه الزمات.
ـ تاعررض الدول النامية لضغوط بسبب محاولت الدول المتاقدمة فرض أجندة من الولويات تاراعي مصالحها القتاصادية ،في نفس
الوقت الذي إذا تاحدثت فيه الدول النامية عن حقوق الملكية الفكرية وحقها في حماية مواردها ل تاجد اعتارافا أو قبو ل
ل من الدول
المتاقدمة.
ـ تاأثر عمليات التانمية القتاصادية في الدول النامية بعملية العولمة ،حيث أدت إلى تاراجع التامويل الدولي المقدم للتانمية القتاصادية في
الدول النامية إلى العخلمس منذ عام 1992م ،وهو ما أدى إلى زيادة أعداد البطالة في دول الجنوب؛ حيث وصلت إلى حوالي مليار
عاطل في الدول النامية بما فيها دول مجموعة الـ .15
ـ تاعرضت صادرات العالم الثالث لمعوقات ل علقة لها بالتاجارة عند دخولها أسواق الدول المتاقدمة ،مثل معايير العمل ومعايير
الصحة والسلمة ،وكذلك تاعررض أسعار هذه الصادرات للتادهور؛ حيث إن أسعارها الحالية ل تاعكس أسعارها الحقيقية طوال العقدين
الماضيين.
ـ سماح العولمة بتافضيل بعض الدول وتاهميش الضعفاء والتاذرع بالعولمة لستاخدام النفوذ وفرض الهيمنة واستاخدام القوة والعقوبات
القتاصادية ،وكذلك حجب التاكنولوجيا عن الدول الساعية إلى النمو ،وهو ما يزيد من حدة الصراع بين الشمال والجنوب ،ويزيد الفجوة
القتاصادية بين الطرفين.
ـ تازايد الخلل في تاوازن القتاصاد العالمي واستامرار عدم الستاقرار في أسواق المال الدولية ،وهو ما يدعو للقلق من نمط العلقات
القتاصادية الدولية السائد حاليا الذي أدى إلى تاناقص معدلت النمو في الدول النامية من %6إلى %2في المتاوسط.
وخلصة القول ،إن المستقبل القاتصادي للدول النامية بصفة عامة -ودول مجموعة الـ 15بصفة خاصة – لن ينهض على مجرد
انتقادات الدول العضاء للنظام العالمي ونظام التجارة متعدد الطراف ،ولن يتم القضاء على الفقر في الدول النامية بقصكب اللعنات
على سلوك رأس المال العالمي ،ولكن يجب أن تركز الدول النامية وهي تسعى إلى جعل العولمة أكثر عدالة على أن يكون لديها
رؤيتها الخاصة وخططها وإستراتيجيتها القاتصادية الخاصة التي تنبع من واقاع احتياجاتها لكي تبني اقاتصادياتها ذاتييا ،وفي نفس
الوقات ل تنعزل عن النظام العالمي ،وذلك بالستفادة من مزايا هذا النظام وتعديل أوضاعها بما يزيد من فائدتها من المتغيرات
القاتصادية الدولية ،ويتيح لها أن تحافظ على قادراتها ومواردها القاتصادية ويحافظ لها على هويتها الثقافية ،ويمكنها من أن تستفيد
من قادراتها النسبية والتنافسية؛ وذلك لن الكتفاء بالعتراض على النظام العالمى وآثار العولمة فقط يحول مؤتمرات مجموعة الـ
15وغيرها من مؤتمرات الجنوب إلى مجرد "مكالمة" لرؤساء وممثلي شعوب هذه الدول ،ومن المؤكد أن هذا لن يطعم الشعوب
الجائعة ،ولن ينتشل الفقراء من فقرهم.
69