Professional Documents
Culture Documents
العالمي الجديد
دراسة تحليلية
أ.م.د .شهاب حمد شبحان م/باحث .شاكر رزيج محمد
كلية اإلدارة واالقتصاد
جامعة االنبارـ العراق
Abstract
The paper entitled (Political and economical
independence and its future trends in the realm of
new world regime). It researches the effects of
globalization and wither independence has been
eliminated from the dictionary of politics or it a
mere change in its essence and whether we going
to a world clear from the concept of
independence. What it the alternative to the
national state. According to the paper implements
tow trends: the first is related to the concept of
independence, its future trends, its development
and the globalization where's the second deals
with the new international problems and future
trends to independence in the western countries,
Arabs countries and third world . The paper end
.up with conclusions and recommendation
المقدمة :
شهد العالم منذ القدم حكم وسيطرة إمبراطوريات متعدده بمختلف المجاالت
ومناطق النفوذ .إال أن السيطرة في جميع هذه الحاالت كانت تحكمها حدود
جغرافية واضحه ومعروفه كما كان هناك مراكز للسلطه تتسلسل فيها
األوامر إلى األطراف المختلفه باإلضافة إلى أن األساليب التي كانت تمارس
من خاللها السيطره ووسائل فرض السلطه كانت واضحة ومعروفة ولكن
منذ أن ظهرت قضية العولمه على بساط البحث .كثرت معها التساؤالت في
األوساط الفكرية والسياسيه حول موضوع السيادة ومستقبلها و من تلك
التساؤالت :ـ
ما هي حدود تأثير العولمه في السياده؟ وهل إن السياده تم إلغاؤها من
قاموس السياسه ولم يعد لها وجود ؟ أم أن ما حصل هو تغير في مضمونها
ومحتواها وهل إننا نسير نحو عالم خالي من فكرة السياده ؟ ثم ما هو
البديل للدوله القوميه ولفكرة سيادتها ؟ أن اإلجابة على هذه التساؤالت
تشكل محور معالجتنا في هذا البحث الذي يحاول استشراف مستقبل السيادة
في ظل العولمه.ونود أن ننبه هنا إلى مالحظتين أساسيتين :ـ
1ـ أن الكتابات التي تناولت هذا الموضوع وأشارت إلية عالجته أما بشكل
قانوني مجرد أو إنها عالجته من وجهة نظر غربيه حيث ركزت على عالقة
العولمه بالسيادة في البلدان الغربيه وحاول بعضها أن يروج ألفكار تخدم
مصالح هذه البلدان ومجموعة ثالثه عالجته من وجهة نظر مثالية تركز
على التأثير السلبي للعولمه على سيادة الدوله في العالم الثالث فقط إن ما
يميز طرحنا أنه تناول مستقبل السياده بشكل شمولي ينطلق من قناعه
أساسيه مؤداها أن هناك فرقا كبيرا في عالقة ( العولمه-سياده) بين البلدان
الغربية وبلدان العالم الثالث والبلدان العربيه .لذا فان القارئ سيجد الكثير
من الجده في األفكار المعروضه .
2ـ لقد سعينا في معالجتنا إلى إن نخرج عن اإلطار القانوني لبحث هذا
الموضوع لذا سيالحظ القارئ بأننا ركزنا كثيرا على البعد الثقافي والتقني
واالقتصادي للسياده دون إهمال األبعاد األخرى ويعود ذلك إلى قناعتنا بان
هذه األبعاد تشكل األساس الذي تبنى عليه السيادة في إبعادها األخرى وهللا
الموفق .
مشكلة البحث -:تمثلت في الهيمنه العالميه في ظل النظام العالمي الجديد
وإلغاء دور الدوله سياسيا واقتصاديا من خالل تعرض العالم الختراق فكري
ثقافي وتقني بما فيه بلدان العالم الثالث وبلدان الوطن العربي مما أدى إلى
تحطيم الهياكل اإلنتاجيه ألغلب هذه البلدان وخاصة الهياكل اإلنتاجيه
األساسيه في الصناعه والزراعه عن طريق إغراق السوق بالبضائع التي
تباع بأسعار اقل من قيمة إنتاجها.
األمر الذي أدى إلى عزوف المستهلكين عن شراء البضاعة الوطنية مما
أدى إلى حدوث ركود اقتصادي وبالتالي تم إغالق اغلب هذه المصانع التي
تنتج السلع والخدمات الوطنيه .
فرضية البحث -:تتمثل انه باستطاعة بلدان العالم بما فيها بلدان العالم
الثالث والعالم العربي أن تتخطى هذه العقبه بإرادتها واعتمادها برامج
منطقيه عقالنيه .
أهمية البحث -:تأتي أهمية البحث من خالل عرض نظري وتحليلي لما
قدمه النظام العالمي الجديد من هيمنه وسيطره على مواردها االقتصاديه
وسلب سيادتها وحرياتها وأصبحت اغلب الدول في العالم ال تستطيع أن
تتحكم بما لديها من موارد اقتصادية وإدارتها لشؤونها الداخلية
والخارجية .
المبحث األول
المفاهيم والمتغيرات األساسية
1-1مفهوم السيادة وتطوره :ـ
إن مفهوم السيادة في األصل قديم قدم الدولة ذاتها ،ولو انه لم يستخدم
بهذا اللفظ قديما (خليل إسماعيل الحديثي )19: 1981 ،والواقع أن مالمح
هذا المفهوم لم تحدد حتى العصر الحديث مع بداية بزوغ نظام الدوله
الحديث في الغرب ،وتعزى صياغة النظرية التقليدية للسيادة على نحو
محدد إلى (جان بودان) (()1596 -1529صالح حسن مطرود : 1995 ،
) 14الذي عرف السيادة بأنها ( :القوة المطلقة الدائمة للجمهورية)(عبد
الرضا حسن طعان ) 83: 1992 ،
وقد ارتبطت السيادة في البداية بشخص الملك ثم راحت تستند إلى الفلسفات
كشعارا ايدولوجيا
ً التي سادت في القرن الثامن عشر (الليبرالية) والى األمة
(سيادة األمة إلى إن انتهى بها األمر إلى أن أصبحت صفة لصيقة
بالدولة(محمد طه بدوي ( , ) 77 : 1986 ،بول هيرست وجراهام
تومبسبون 251: 1999ـ ) 252وتعني سيادة الدولة المطلقة أمرين
(بطرس غالي ومحمود خيري ) 115: 1963 ،
-1أن ال يكون في داخل الدولة هيئة لها سلطة أعلى من سلطة الدولة .
-2أن ال يكون في خارج الدولة هيئة لها سلطة أعلى من سلطة الدولة .
1ـ 1ـ : 3المرحلة الثالثة :ـ والتي يمكن أن نطلق عليها مرحلة (السيادة
الجديدة ) (بول هيرست وجرا هام تومبسبون ) 279 : 1999 ،فبظل
المتغيرات الدولية الراهنة (متغيرات العولمة) فقد مفهوم السيادة الكثير من
فعاليتة بالشكل الذي افرغ من محتواه التقليدي .وهذا ما دفع احد الرؤساء
السابقين إلى أن يتخذ (أفول السيادة)(ولتر ،ب ر ستون ) 1994 :عنوانا
لكتابة .
الصورة األولى :هي تعرض العالم بما فيه أوربا نفسها الختراق ثقافي
أمريكي.
الصورة الثانية :هي أن العالم غير األوربي وفي مقدمته العالم العربي
معرض الختراق ثقافي مضاعف إنكليزي أمريكي وفرنسي.
الصورة الثالثة :فهي التنافس على اختراق العالم الثالث بما فيه البلدان
العربية ثقافيا من طرف الواليات المتحدة من جهه وأوربا من جهة
أخرى(محمد عابد الجابري ) 179 : 1999 ,
ومما تجب اإلشارة إليه في هذا الصدد انه باإلضافة إلى دور العامل التقني
كعامل أساسي ,فهنالك عوامل أخرى ساعدت على مثل هذا االنتشار للثقافة
الغربية واالمريكيه بشكل خاص في بلدان العالم الثالث بعضها ناتج من
طبيعة الثقافة الغربية وبعضها األخر يكمن في طبيعة اإلنتاج الثقافي
اإلعالمي في الدول األخرى وفي هذا الصدد يرجع بعض الباحثين الغربيين
أسباب هيمنة نمط الثقافة الشعبية االمريكيه على العولمة الثقافية الظاهرة
قديما قدم الحضارة وهي
المنافسة بين الشاق والسهل وبين البطيء والسريع وبين المعقد والبسيط
فالثقافة الشعبية االمريكيه كما يرى ال تقدم ثقافة راقية بل تروج لما هو
سهل وسريع وبسيط (ها نس بيتر مارتن ,هار الدوشمان 460 : 1998 ,
) والى نفس الرأي يذهب بول سالم ولكنه يضيف أسباب أخرى تتعلق
بطبيعة المجتمع األمريكي كونه مجتمع مهاجرين منفتح باإلضافة إلى
األسباب السياسية الناتجة من المكانة الدولية العظمى للواليات المتحدة
االمريكيه (بول سالم 220 :ـ) 225إما الكتاب األمريكيين فيرجحون هذا
االنتشار لثقافة بالدهم إلى عوامل سلبية كامنة في عمق الثقافات في البلدان
األخرى وليس إلى قوة الثقافة االمريكيه وتفوقها في ذاتها حيث أن الثقافات
السائدة في تلك الدول تتميز ببعض السمات التتالئم مع احتياجات اإلنسان
المعاصر ومن ضمنها .إنها ثقافات نخبة أو صفوة ,إنها تستخدم لغة ال
يفهمها إال الصفوة وإنها مكبلة بالقيود وأنها ذات توجهات دينية (احمد ثابت
) 19: 1999 ،وبالرغم من تحفظنا على مثل هذا الرأي كونه يتجاهل
مسالة عدم التكافؤ في القدرات التكنولوجية والمعلوماتية .فأنة مع ذلك ال
يخلو من الصحة بقدر ما يرجع ذاك االنتشار إلى عوامل تتعلق ببلدان في
العالم الثالث فهذه البلدان تتميز بالغالب بغلبة نظم سلطوية تصر على
خصخصة معظم األنشطة االقتصادية والثقافية في حين تصر على استثناء
مجال الثقافة واإلعالم لكي تتحكم في تدقيق المعلومات والمواد اإلعالمية
.كذلك تتميز بعزوف النظم اإلعالمية الرسمية والنخب المسيطرة على إنتاج
مواد إعالمية وثقافية بديلة ذات طابع محلي يؤكد التنوع الثقافي
والخصوصية الحضارية وتفضل بدال عن ذلك استيراد المواد اإلعالمية
والترفيهية نتيجة لحالة االغتراب الثقافي التي تعانيها من سوء أداء
مجتمعاتها الثقافية(احمد ثابت ) 19 :
المبحث الثاني
المشاكل ألعالميه الجديدة واألفاق ألمستقبليه للسيادة
األولى – هي الكتلة األوربيه الموحده والتي تظم اثنتي عشرة دولة أوربيه
وتعد ثمرة لعمليه متواصله بدأت منذ تكوين السوق األوربيه المشتركة عام
. 1957
الثانية – هي كتلة جنوب شرق آسيا وتضم اليابان ,سنغافوره ،ماليزيا
،اندوسيا ،تايالند ) و هذه الكتله ونتيجة لتطورها االقتصادي فان تكاملها في
هذا الجانب يصبح أمرا سهال .إضافة إلى عملية التكيف الواسعة مع
التكتالت االقتصادية األخرى .
2-2-3-2البديل الثاني
ويتضمن اإلحالل التدريجي للتعاون التجاري واالقتصادي العربي محل
التفاعالت التجاريه واالقتصاديه العالميه .....وهذا المنطق لهذا البديل يقوم
على أساس التكامل واالندماج اإلقليمي في إطار كالسيكي وهو المنطق الذي
يدافع عنه المعتدلون العرب ذوو االرتباط العميق بالمراكز الغربية .
2-2-3-3البديل الثالث