You are on page 1of 21

‫االستقالل السياسي واالقتصادي (السيادة) وآفاقه المستقبلية في ظل النظام‬

‫العالمي الجديد‬

‫االستقالل السياسي واالقتصادي (السيادة) وآفاقه المستقبلية في ظل النظام‬


‫العالمي الجديد‬

‫دراسة تحليلية‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬شهاب حمد شبحان م‪/‬باحث ‪ .‬شاكر رزيج محمد‬
‫كلية اإلدارة واالقتصاد‬
‫جامعة االنبارـ العراق‬

‫المستخلص ‪ :‬ـ إن البحث الموسوم (االستقالل السياسي واالقتصادي (‬


‫السياده ) وآفاقه المستقبليه في ظل النظام العالمي الجديد) يبحث على ماهية‬
‫الحدود التأثيريه للعولمه في السياده وهل إن السياده تم إلغاؤها من قاموس‬
‫السياسه ولم يعد لها وجود أم إن ماحصل هو التغير في مضمونها وهل إننا‬
‫نسير نحو عالم معولم خالي من فكرة السياده ‪ .‬ثم ماهو البديل للدوله‬
‫القوميه ولفكرة سيادتها ‪ .‬وعلى هذا األساس تضمنت منهجية البحث‬
‫محورين أساسيين ‪ :‬يبين المحور األول مفهوم السياده وتطورها ومفهوم‬
‫العولمه والمبحث الثاني تناول المشاكل العالميه الجديده واآلفاق المستقبليه‬
‫للسياده في بلدان العالم الغربي وبلدان العالم الثالث وبلدان العالم العربي‬
‫واختم البحث بجمله من االستنتاجات والتوصيات‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The paper entitled (Political and economical‬‬
‫‪independence and its future trends in the realm of‬‬
‫‪new world regime). It researches the effects of‬‬
‫‪globalization and wither independence has been‬‬
‫‪eliminated from the dictionary of politics or it a‬‬
‫‪mere change in its essence and whether we going‬‬
‫‪to a world clear from the concept of‬‬
‫‪independence. What it the alternative to the‬‬
‫‪national state. According to the paper implements‬‬
‫‪tow trends: the first is related to the concept of‬‬
‫‪independence, its future trends, its development‬‬
‫‪and the globalization where's the second deals‬‬
‫‪with the new international problems and future‬‬
‫‪trends to independence in the western countries,‬‬
‫‪Arabs countries and third world . The paper end‬‬
‫‪.up with conclusions and recommendation‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫شهد العالم منذ القدم حكم وسيطرة إمبراطوريات متعدده بمختلف المجاالت‬
‫ومناطق النفوذ ‪ .‬إال أن السيطرة في جميع هذه الحاالت كانت تحكمها حدود‬
‫جغرافية واضحه ومعروفه كما كان هناك مراكز للسلطه تتسلسل فيها‬
‫األوامر إلى األطراف المختلفه باإلضافة إلى أن األساليب التي كانت تمارس‬
‫من خاللها السيطره ووسائل فرض السلطه كانت واضحة ومعروفة ولكن‬
‫منذ أن ظهرت قضية العولمه على بساط البحث ‪ .‬كثرت معها التساؤالت في‬
‫األوساط الفكرية والسياسيه حول موضوع السيادة ومستقبلها و من تلك‬
‫التساؤالت ‪ :‬ـ‬
‫ما هي حدود تأثير العولمه في السياده؟ وهل إن السياده تم إلغاؤها من‬
‫قاموس السياسه ولم يعد لها وجود ؟ أم أن ما حصل هو تغير في مضمونها‬
‫ومحتواها وهل إننا نسير نحو عالم خالي من فكرة السياده ؟ ثم ما هو‬
‫البديل للدوله القوميه ولفكرة سيادتها ؟ أن اإلجابة على هذه التساؤالت‬
‫تشكل محور معالجتنا في هذا البحث الذي يحاول استشراف مستقبل السيادة‬
‫في ظل العولمه‪.‬ونود أن ننبه هنا إلى مالحظتين أساسيتين ‪ :‬ـ‬
‫‪1‬ـ أن الكتابات التي تناولت هذا الموضوع وأشارت إلية عالجته أما بشكل‬
‫قانوني مجرد أو إنها عالجته من وجهة نظر غربيه حيث ركزت على عالقة‬
‫العولمه بالسيادة في البلدان الغربيه وحاول بعضها أن يروج ألفكار تخدم‬
‫مصالح هذه البلدان ومجموعة ثالثه عالجته من وجهة نظر مثالية تركز‬
‫على التأثير السلبي للعولمه على سيادة الدوله في العالم الثالث فقط إن ما‬
‫يميز طرحنا أنه تناول مستقبل السياده بشكل شمولي ينطلق من قناعه‬
‫أساسيه مؤداها أن هناك فرقا كبيرا في عالقة ( العولمه‪-‬سياده) بين البلدان‬
‫الغربية وبلدان العالم الثالث والبلدان العربيه‪ .‬لذا فان القارئ سيجد الكثير‬
‫من الجده في األفكار المعروضه ‪.‬‬
‫‪2‬ـ لقد سعينا في معالجتنا إلى إن نخرج عن اإلطار القانوني لبحث هذا‬
‫الموضوع لذا سيالحظ القارئ بأننا ركزنا كثيرا على البعد الثقافي والتقني‬
‫واالقتصادي للسياده دون إهمال األبعاد األخرى ويعود ذلك إلى قناعتنا بان‬
‫هذه األبعاد تشكل األساس الذي تبنى عليه السيادة في إبعادها األخرى وهللا‬
‫الموفق ‪.‬‬
‫مشكلة البحث ‪ -:‬تمثلت في الهيمنه العالميه في ظل النظام العالمي الجديد‬
‫وإلغاء دور الدوله سياسيا واقتصاديا من خالل تعرض العالم الختراق فكري‬
‫ثقافي وتقني بما فيه بلدان العالم الثالث وبلدان الوطن العربي مما أدى إلى‬
‫تحطيم الهياكل اإلنتاجيه ألغلب هذه البلدان وخاصة الهياكل اإلنتاجيه‬
‫األساسيه في الصناعه والزراعه عن طريق إغراق السوق بالبضائع التي‬
‫تباع بأسعار اقل من قيمة إنتاجها‪.‬‬
‫األمر الذي أدى إلى عزوف المستهلكين عن شراء البضاعة الوطنية مما‬
‫أدى إلى حدوث ركود اقتصادي وبالتالي تم إغالق اغلب هذه المصانع التي‬
‫تنتج السلع والخدمات الوطنيه ‪.‬‬

‫فرضية البحث ‪ -:‬تتمثل انه باستطاعة بلدان العالم بما فيها بلدان العالم‬
‫الثالث والعالم العربي أن تتخطى هذه العقبه بإرادتها واعتمادها برامج‬
‫منطقيه عقالنيه ‪.‬‬

‫أهمية البحث ‪ -:‬تأتي أهمية البحث من خالل عرض نظري وتحليلي لما‬
‫قدمه النظام العالمي الجديد من هيمنه وسيطره على مواردها االقتصاديه‬
‫وسلب سيادتها وحرياتها وأصبحت اغلب الدول في العالم ال تستطيع أن‬
‫تتحكم بما لديها من موارد اقتصادية وإدارتها لشؤونها الداخلية‬
‫والخارجية ‪.‬‬

‫هيكلية البحث ‪ :‬ـ‬


‫تألفت هيكلية البحث من مبحثين أساسيين هما ‪:‬ـ‬

‫المبحث األول ‪:‬‬


‫تم التطرق فيه إلى مفهوم السيادة وتطورها ومفهوم العولمة وصفات‬
‫السيادة الجديدة ومتغيرات العولمة من خالل المتغيرات الثقافية والتقنية‬
‫والسياسية واالقتصادية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ـ‬


‫تناول دراسة المشاكل العالمية الجديدة واآلفاق المستقبلية للسيادة في بلدان‬
‫العالم الغربي وبلدان العالم الثالث وبلدان العالم العربي وتوصلت الدراسة‬
‫إلى بعض االستنتاجات والتوصيات‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫المفاهيم والمتغيرات األساسية‬
‫‪ 1-1‬مفهوم السيادة وتطوره ‪ :‬ـ‬

‫إن مفهوم السيادة في األصل قديم قدم الدولة ذاتها ‪ ،‬ولو انه لم يستخدم‬
‫بهذا اللفظ قديما (خليل إسماعيل الحديثي ‪ )19: 1981 ،‬والواقع أن مالمح‬
‫هذا المفهوم لم تحدد حتى العصر الحديث مع بداية بزوغ نظام الدوله‬
‫الحديث في الغرب ‪ ،‬وتعزى صياغة النظرية التقليدية للسيادة على نحو‬
‫محدد إلى (جان بودان) (‪()1596 -1529‬صالح حسن مطرود ‪: 1995 ،‬‬
‫‪ ) 14‬الذي عرف السيادة بأنها ‪( :‬القوة المطلقة الدائمة للجمهورية)(عبد‬
‫الرضا حسن طعان ‪) 83: 1992 ،‬‬
‫وقد ارتبطت السيادة في البداية بشخص الملك ثم راحت تستند إلى الفلسفات‬
‫كشعارا ايدولوجيا‬
‫ً‬ ‫التي سادت في القرن الثامن عشر (الليبرالية) والى األمة‬
‫(سيادة األمة إلى إن انتهى بها األمر إلى أن أصبحت صفة لصيقة‬
‫بالدولة(محمد طه بدوي ‪( , ) 77 : 1986 ،‬بول هيرست وجراهام‬
‫تومبسبون ‪ 251: 1999‬ـ‪ ) 252‬وتعني سيادة الدولة المطلقة أمرين‬
‫(بطرس غالي ومحمود خيري ‪) 115: 1963 ،‬‬
‫‪ -1‬أن ال يكون في داخل الدولة هيئة لها سلطة أعلى من سلطة الدولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال يكون في خارج الدولة هيئة لها سلطة أعلى من سلطة الدولة ‪.‬‬

‫وقد مر مفهوم السيادة بمراحل من التطور جعلته ينتقل من مضمون إلى‬


‫أخر ويمكن إن نوجز هذة المراحل بمراحل ثالث أساسية ‪-:‬‬
‫‪_1‬ـ‪1‬ـ‪ : 1‬المرحلة األولى ‪ :‬وهي مرحلة السيادة المطلقة(فاضل زكي ‪،‬‬
‫‪ 175 : 1960‬ـ‪ ( ) 176‬رايموند كارفيليد كتل ‪: 1960 ،‬ج‪ 175، 1‬ـ‬
‫‪1 ) 176‬ـ‪1‬ـ ‪ : 2‬المرحلة الثانية ‪ -:‬هي مرحلة السيادة المقيدة حيث أضاف‬
‫بروز القانون الدولي مدلوال آخر إلى مفهوم السيادة بالشكل الذي حد من‬
‫اطالقيه سيادة الدولة حينما اتجة الفقه إلى قول بان سيادة الدولة مقيدة‬
‫حيث إن عليها احترام قواعد القانون الدولي كقواعد ملزمة تعلو على إرادة‬
‫الدولة (خليل إسماعيل ألحديثي‪ ) 19 :1981 ،‬و (إبراهيم احمد شلبي ‪،‬‬
‫‪* ) 19 : 1986‬وأوضحت ممارسة السيادة المقيدة باعتبارين (خليل‬
‫إسماعيل ألحديثي‪) 19: 1981،‬و (إبراهيم أحمد شلبي ‪) 19: 1986،‬‬
‫‪ -1‬على الصعيد الداخلي ‪:‬بالنظام القانوني للدولة (الدستور ‪،‬القوانين‬
‫العادية )بما يجعلها دولة قانون ‪.‬‬
‫‪ -2‬على الصعيد الخارجي ‪ :‬بالتنظيم الدولي (المواثيق والمعاهدات‬
‫الدولية )‪.‬‬

‫‪1‬ـ ‪ 1‬ـ ‪: 3‬المرحلة الثالثة ‪ :‬ـ والتي يمكن أن نطلق عليها مرحلة (السيادة‬
‫الجديدة ) (بول هيرست وجرا هام تومبسبون ‪ ) 279 : 1999 ،‬فبظل‬
‫المتغيرات الدولية الراهنة (متغيرات العولمة) فقد مفهوم السيادة الكثير من‬
‫فعاليتة بالشكل الذي افرغ من محتواه التقليدي ‪ .‬وهذا ما دفع احد الرؤساء‬
‫السابقين إلى أن يتخذ (أفول السيادة)(ولتر ‪ ،‬ب ر ستون ‪) 1994 :‬عنوانا‬
‫لكتابة ‪.‬‬

‫‪1‬ـ ‪ : 2‬مفهوم العولمة ‪.‬‬


‫العولمة "مفهوم " حديث ‪ ،‬رغم أن البعض يشير إلى العولمة " كظاهرة‬
‫ذات أصول تاريخية ترجع إلى خمسة قرون خلت مع بزوغ ظاهرة الدولة‬
‫القومية ( يسين ‪ 10 : 1998،‬ـ‪ )11‬و(جالل أمين‪ ) 155: 1998،‬وهو ما‬
‫يشير إلى ترافق والدة العولمة كظاهرة مع والدة السيادة كمفهوم مطلق في‬
‫أوربا وهو أمر له داللته ‪.‬‬
‫والعولمة كما هو معروف ترجمة ل(‪ )Globalization‬اإلنكليزية و (‬
‫‪ ) Mondialisation‬الفرنسية التي تعني جعل الشيء على مستوى‬
‫عالمي ‪.‬إي نقله من المحدود المراقب "الدولة القومية " إلى الالمحدود‬
‫الذي ينأى عن كل مراقبة " العالم"أو الكرة األرضية جميعها (محمد عابد‬
‫الجابري ‪ ) 155 : 1997 ،‬وهناك من يقترح تسميتها بالكوكبة (إسماعيل‬
‫صبري عبدهللا ‪ ) 8: 1997,‬في حين ينعتها البعض " باألمركة"‬
‫ويختلف مفهوم العولمة(رعد كامل الحيالي ‪ ) 9 : 1999 ,‬عن مفهوم‬
‫العالمية من حيث أن األخيره تعني التفتح على ما هو عالمي وكوني ‪ ،‬فهي‬
‫طموح إلى االرتقاء بالخصوصية إلى مستوى عالمي في حين أن العولمة‬
‫هي إرادة الهيمنة بما تحمله من قمع وإقصاء الخصوصية العالمية و أغناء‬
‫للهوية الثقافية أما العولمة فهي اختراع لها وتميع(محمد عابد الجابري ‪,‬‬
‫‪ ) 17 : 1998‬و ( محسن عبد الحميد ‪ 5 : 2000 ,‬ـ ‪ ) 7‬كما أن العولمه‬
‫تختلف عن األممية من حيث األخيرة تتضمن تكسير األطر القومية لمصلحة‬
‫الجهة المستفيدة من الفكرة ‪ ،‬أما العولمة وان كانت تتخطى حدود الدولة‬
‫القومية – كاألممية – لكنها التمثل (ولو ظاهريا ) إيديولوجية دولة معينة‬
‫وإنما هي انعكاسات لمجموعة متغيرات سياسية واقتصادية وثقافية (باسم‬
‫علي خريسان ‪ ) 19 : 1999 ,‬وتختلف العولمة عن التدويل ذلك إن‬
‫التدويل هو النظام الذي تصنعه الدولة لتحديد أشكال عالقاتها ‪,‬أما العولمة‬
‫فهي تناوئ المجال الجغرافي السياسي القائم ‪ ،‬سواء على مستوى المجال‬
‫الجغرافي السياسي العالمي أو على مستوى مجال كل بلد من البلدان ( باسم‬
‫علي خريسان ‪) 19 : 1999 ,‬‬

‫‪1‬ـ‪ :3‬مميزات السيادة الجديدة ومتغيرات العولمة‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ ‪ 3‬ـ ‪: 1‬المتغير الثقافي ـ التقني‬
‫لقد ظلت الدولة القومية في مرحلة ما قبل ثورة االتصال تتحكم إلى حد كبير‬
‫بتقنيات الثقافة ‪.‬معتبر ًة الثقافة من مكونات شخصيتها وسيادتها ‪.‬وفي ظل‬
‫ثورة المعلومات اليوم انتزعت هذه الخصوصية السيادية للدولة القومية‬
‫(رعد الحيالي ‪. ) 19: 1999 ،‬فالثورة التكنولوجية تربط العالم في بنية‬
‫تحتية الكترونية تنقل األخبار والمال والبيانات إلى أي مكان من العالم‬
‫بسرعة الضوء وبالتالي لم تعد الحدود تشكل حواجز أمام المعلومات وحيث‬
‫ال توجد حدود يبدأ مفهوم ما يشكل السيادة بالتغير بالضرورة (ولتر ب‬
‫رستون ‪. )161 : 1994 ,‬وبفضل هذه الثورة حصل امتزاج بين الثقافة‬
‫والتقانة‪ .‬وهذا االمتزاج أو التزاوج جعل من الثقافة الول مرة سلعة ثقافية‬
‫يمكن تبادلها (باسم علي خريسان ‪ )115 : 1999 ،‬وأصبح هناك سوق‬
‫عالمية للمعلومات ويشمل شركات دولية تزداد قوة باستمرار سلطة‬
‫الحكومة وفي ضوء ذلك باتت حماية اإلقليم من اختراق القيم واألفكار‬
‫الوافدة (الغزو الثقافي ) مهمة شبه مستحيلة (ولتر ‪ .‬رستون‪: 1994,‬‬
‫‪)161‬وبمعنى أخر فان التكنولوجيا الحديثة ساهمت في زعزعت الوظيفة‬
‫التربوية والقيمة للسلطة الوطنية ( فتح هللا ولعو ‪ )64: 1995 ,‬إن هذا‬
‫الترابط بين التقانة والثقافة أعطى الدول ذات اإلمكانات التكنولوجية العالية‬
‫ميزة الهيمنة على بنية وتشكيل العولمة الثقافية ‪ .‬ونقصد بها الدول الغربية‬
‫وفي مقدمتها الواليات المتحدة االمريكيه‪.‬فعن طريق المواد اإلعالمية‬
‫الغربية مثل األخبار واألفالم والبرامج التلفزيونية يتم التأثير في عقول أبناء‬
‫الجنوب وصبها في قالب الفكر الغربي ( احمد ثابت ‪ ) 17: 1999,‬وبفضل‬
‫الهيمنة الكبيرة لوسائل األعالم االمريكيه أصبح نمط الثقافة األمريكية‬
‫الشعبية ‪ popular culture‬هو النمط السائد على أذواق الناس في‬
‫العالم(بول سالم ‪) 220 ,‬مما يعني وجود مستويات وصور لهذا االختراق‬
‫الثقافي ويجملها الدكتور محمد عابد الجابري في ثالث صور أساسية‪:‬‬

‫الصورة األولى‪ :‬هي تعرض العالم بما فيه أوربا نفسها الختراق ثقافي‬
‫أمريكي‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬هي أن العالم غير األوربي وفي مقدمته العالم العربي‬
‫معرض الختراق ثقافي مضاعف إنكليزي أمريكي وفرنسي‪.‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬فهي التنافس على اختراق العالم الثالث بما فيه البلدان‬
‫العربية ثقافيا من طرف الواليات المتحدة من جهه وأوربا من جهة‬
‫أخرى(محمد عابد الجابري ‪) 179 : 1999 ,‬‬
‫ومما تجب اإلشارة إليه في هذا الصدد انه باإلضافة إلى دور العامل التقني‬
‫كعامل أساسي ‪ ,‬فهنالك عوامل أخرى ساعدت على مثل هذا االنتشار للثقافة‬
‫الغربية واالمريكيه بشكل خاص في بلدان العالم الثالث بعضها ناتج من‬
‫طبيعة الثقافة الغربية وبعضها األخر يكمن في طبيعة اإلنتاج الثقافي‬
‫اإلعالمي في الدول األخرى وفي هذا الصدد يرجع بعض الباحثين الغربيين‬
‫أسباب هيمنة نمط الثقافة الشعبية االمريكيه على العولمة الثقافية الظاهرة‬
‫قديما قدم الحضارة وهي‬
‫المنافسة بين الشاق والسهل وبين البطيء والسريع وبين المعقد والبسيط‬
‫فالثقافة الشعبية االمريكيه كما يرى ال تقدم ثقافة راقية بل تروج لما هو‬
‫سهل وسريع وبسيط (ها نس بيتر مارتن ‪ ,‬هار الدوشمان ‪460 : 1998 ,‬‬
‫) والى نفس الرأي يذهب بول سالم ولكنه يضيف أسباب أخرى تتعلق‬
‫بطبيعة المجتمع األمريكي كونه مجتمع مهاجرين منفتح باإلضافة إلى‬
‫األسباب السياسية الناتجة من المكانة الدولية العظمى للواليات المتحدة‬
‫االمريكيه (بول سالم ‪ 220 :‬ـ‪) 225‬إما الكتاب األمريكيين فيرجحون هذا‬
‫االنتشار لثقافة بالدهم إلى عوامل سلبية كامنة في عمق الثقافات في البلدان‬
‫األخرى وليس إلى قوة الثقافة االمريكيه وتفوقها في ذاتها حيث أن الثقافات‬
‫السائدة في تلك الدول تتميز ببعض السمات التتالئم مع احتياجات اإلنسان‬
‫المعاصر ومن ضمنها ‪.‬إنها ثقافات نخبة أو صفوة ‪,‬إنها تستخدم لغة ال‬
‫يفهمها إال الصفوة وإنها مكبلة بالقيود وأنها ذات توجهات دينية (احمد ثابت‬
‫‪ ) 19: 1999 ،‬وبالرغم من تحفظنا على مثل هذا الرأي كونه يتجاهل‬
‫مسالة عدم التكافؤ في القدرات التكنولوجية والمعلوماتية ‪.‬فأنة مع ذلك ال‬
‫يخلو من الصحة بقدر ما يرجع ذاك االنتشار إلى عوامل تتعلق ببلدان في‬
‫العالم الثالث فهذه البلدان تتميز بالغالب بغلبة نظم سلطوية تصر على‬
‫خصخصة معظم األنشطة االقتصادية والثقافية في حين تصر على استثناء‬
‫مجال الثقافة واإلعالم لكي تتحكم في تدقيق المعلومات والمواد اإلعالمية‬
‫‪.‬كذلك تتميز بعزوف النظم اإلعالمية الرسمية والنخب المسيطرة على إنتاج‬
‫مواد إعالمية وثقافية بديلة ذات طابع محلي يؤكد التنوع الثقافي‬
‫والخصوصية الحضارية وتفضل بدال عن ذلك استيراد المواد اإلعالمية‬
‫والترفيهية نتيجة لحالة االغتراب الثقافي التي تعانيها من سوء أداء‬
‫مجتمعاتها الثقافية(احمد ثابت ‪) 19 :‬‬

‫‪ 1-3-2‬المتغير السياسي ‪-:‬أوالـ مع نهاية نظام القطبية الثنائية العالمية‬


‫سنة ‪ 1991‬حدث تغيير جوهري في النظام العالمي ‪ .‬وقد تمثل هذا التغيير‬
‫في انهيار الكتلة االشتراكية وحلف وارشو واالتحاد السوفيتي وما ترتب‬
‫على ذلك من تحول النظام العالمي إلى القطبية األحادية المتمثلة في هيمنة‬
‫تكتل الدول الرأسمالية الصناعية الغربية بقيادة الواليات المتحدة االمريكيه‬
‫كقطب منفرد ‪ .‬وظهور الدول الجديدة في آسيا الوسطى وشرق أوربا ‪ .‬كذلك‬
‫تمثل في بزوغ االتحاد السوفيتي كقوة اقتصادية ودخوله في مشروعات‬
‫إقليمية جديدة في شرق أوربا والبحر المتوسط ‪ .‬كما نشهد التحول في‬
‫الصعود االقتصادي الشرق آسيوي (اليابان والصين والنمور اآلسيوية )‬
‫وفي ظهور مجموعة من المؤسسات العالمية اإلقليمية الجديدة التي تنهض‬
‫على مبدأ تحرير التجارة الدولية كمنظمة التجارة العالمية ومجلس التعاون‬
‫االقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي وتجمع دول المحيط الهندي للتعاون‬
‫اإلقليمي وغيرها ‪.‬‬
‫ومنذ منتصف التسعينات بدا الخطاب السياسي للقوى الكبرى في إبراز‬
‫مفهوم العولمة باعتباره تعبيرا عن تلك التحوالت وقد ركز هذا الخطاب على‬
‫إن ظاهرة العولمة تعني تحول العالم إلى سوق و قرية عالمية واحده تنقل‬
‫فيها عناصر اإلنتاج دون قيود وان على دول الجنوب إن تسعى لالستفادة‬
‫من ذلك ‪ .‬ولم يقتصر األمر على الخطاب السياسي وإنما امتد ليشمل إنشاء‬
‫مؤسسات عالمية جديدة لإلسراع في هذا التحول ‪ .‬ومن ذلك إنشاء منظمة‬
‫التجارة العالمية لتساند أنشطة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء‬
‫والتعمير‪.‬‬

‫‪ -:‬ثانياً‪ -‬ويعد انهيار االتحاد السوفيتي بداية مرحلة جديدة في النظام‬


‫السياسي الدولي والقيم ألمحركه له( النظام الدولي الجديد ) وقد عد هذا‬
‫االنهيار بمثابة نقطة نهاية للتطور االيدولوجي للبشرية (نهاية التأريخ )‬
‫األمر الذي يقتضي تعميم الديمقراطية الليبرالية الغربية بقيمها وشعاراتها‬
‫البراقه ( حقوق اإلنسان ‪ ،‬الديمقراطية التعددية ‪ ،‬السوق الحره) واليخفي ما‬
‫في هذه الدعوات من طابع ( التغريب السياسي للعالم )(شفيق المصري ‪,‬‬
‫‪ ) 760 : 1992‬فضال عن إنها باتت في ظل الهيمنه االمريكيه على األمم‬
‫المتحدة ومجلس األمن ـ تستخدم كتبرير للتدخل السافر في شؤون الدول‬
‫األخرى وفي أكثر صور استخدامه فجاجه يؤدي إلى إصدار قرارات بأسم‬
‫الشرعية الدوليه كحصار بعض الشعوب مثل حصار الشعب العراقي والشعب‬
‫الليبي(يسين‪) 12 : 1998،‬‬
‫‪ 3-3- 1‬المتغير االقتصادي ‪ :‬ـ إذا ما أردنا أن نلخص جوهر المتغيرات‬
‫االقتصادية للعولمة فأنها تتركز في نظرية ( الليبرالية الجديدة) "‪new‬‬
‫‪ "liberalism‬والمقولة األساسية لهذه النظرية الجديدة هي ببساطة (ما‬
‫يفرزه السوق صالح أما تدخل الدولة فهو طالح)(ها نس بيتر مارتن ‪ ،‬هارلد‬
‫شومان ‪ )34: 1999,‬وهكذا أضحى التحول نحو اقتصاد السوق ومنع‬
‫الدولة من التدخل في النشاطات االقتصادية ورفع الحواجز والحدود أمام‬
‫انتقال رأس المال وتحرير التجارة وخصخصة المشروعات الحكومية من‬
‫ابرز شعارات العولمة االقتصادية (عبد الحي يحي زلوم ‪ 354: 1999 ،‬ـ‬
‫‪ ) 355‬وتعتبر الشركات المتعددة الجنسية والمنظمات المالية الدولية (البنك‬
‫الدولي وصندوق النقد الدولي ) من أهم المؤسسات التي ترعى هذا االتجاه‬
‫وتدعم التحول العالمي باتجاهها (حميد ألجميلي ‪ ) 80 : 1994 ،‬وهي‬
‫مؤسسات ومنظمات مسيرة من قبل الحكومات الرأسمالية المؤمنة بأداء‬
‫السوق (ها نس ـ بيتر مارتن ‪ ،‬هارالدشومان ‪ ) 340 : 1998،‬وعلية بات‬
‫العالم اليوم يشهد انتقاال من منطق القرار االقتصادي لسلطة الدولة إلى‬
‫منطق القرار االقتصادي المعولم الذي تديرة المؤسسات والشركات العابرة‬
‫للقومية(عبد اللطيف هميم ‪ ) 160 : 1999 ،‬والتي قفزت فوق أسوار‬
‫الدولة وأخذت هذه األسوار تفقد قيمتها الفعلية بل أصبحت أكثر فأكثر‬
‫أسوارا شكلية (جالل أمين ‪ ) 156: 1998 ،‬ومن ناحية أخرى يشهد‬ ‫ً‬
‫االقتصاد والسياسة الدوليين ظاهرة االزدهار اإلقليميه وهي إقليمية تلتقي‬
‫مع المفهوم الجديد الذي يتجاوز حدود اإلقليم ويهمش الو الءات الوطنية‬
‫‪.‬وبالتالي فهو مفهوم باتجاه العولمة وليس بخالفها(حسين علي إبراهيم‬
‫البطاوي ‪)76 : 1999،‬وهناك من يؤكد بأننا نتجه صوب عصر (دولة‬
‫اإلقليم )التي تتشكل من منطقة اقتصادية تربط بين أجزاء من بلدان مختلفة‬
‫(حسين علي إبراهيم البطاوي ‪) 76: 1999 ،‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫المشاكل ألعالميه الجديدة واألفاق ألمستقبليه للسيادة‬

‫‪ 2-1‬المشاكل العالمية الجديدة ‪:‬‬


‫إن العالم اليوم يواجه مشاكل من نوع جديد يتطلب حلها وجود عالم جديد‬
‫اشد ارتباطا بعضة ببعض ومنها ‪:‬حماية البيئة من التلوث واستكشاف‬
‫وغزو الفضاء وتوفير الخدمات الناضجة والقضاء على األوبئة واألمراض‬
‫المعدية وانتشار الجريمة والمخدرات وغيرها (عبد اللطيف هميم ‪،‬‬
‫‪ ) 172 : 1999‬وهذه المشاكل لم تعد محصورة بدولة دون أخرى ‪,‬بل وال‬
‫تستطيع دولة أو منظمة مهما عال شانها مواجهتها بشكل منفرد لذا كان البد‬
‫من الدعوة إلىسياسه دولية تعتمد نظاما موحدا وأدوات موحده للنظر‬
‫بإمكانية خالص بشري مطلوب على كوكب مهدد(شفيق المصري ‪: 1992،‬‬
‫‪ 20‬ـ ‪ )21‬وضمن هذا السياق تأتي دعوة (جاك أتالي ) إليجاد سلطه‬
‫سياسيه حقيقيه على مستوى الكرة األرضية ‪.‬تفرض بصورة ديمقراطية‬
‫قواعد وضوابط في كل مجال تكون الحياة مهدده(جاك أتالي ‪: 1992 ،‬‬
‫‪ )24‬من كل ما تقدم تتضح لنا معالم صورة (سيادة الدولة)في ظل‬
‫العولمة ‪,‬على الصعيدين الداخلي والخارجي فعلى الصعيد األول تقود العولمة‬
‫إلى تقليص دور الدولة ووظائفها داخل إقليمها الجغرافي ‪.‬وعلى الصعيد‬
‫الخارجي تقود إلى إضعاف سيادة الدولة لصالح مجموعة من المؤسسات‬
‫والمنظمات الدوليه واإلقليميه ‪.‬ويبقى إن نحدد بعد ذلك ابرز خصائص‬
‫السيادة الجديده في ظل العولمه ‪ .‬وفي هذا السياق يشير كل من بول‬
‫هيرست وجرا هام تومبسون إلى خاصيتين أساسيتين للسيادة الجديدة هما‬
‫(بول هيرست وجراهام تومبسون ‪) 279 : 1999،‬‬
‫‪ -1‬أنها سيادة قابلة الن تنقل ملكيتها أال أنها ليست كما ثابتا ‪,‬فالدول تسلم‬
‫سلطتها لهيئات فوق القومية ‪.‬‬
‫‪ -2‬إنها سيادة قابلة لألنقسام‪.‬‬
‫ويمكن أن نضيف إلى ذلك سمتين اخريتين ‪:‬‬
‫‪ -3‬أنها سيادة مرنة تضيق وتتسع وفقا لضغوطات العولمة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنها ذات مضمون انتقائي –سلبي يصب في توسيع سيادة القوه الدوليه‬
‫المسيطره على آليات العولمة والتي تسعى إلى تقييد المفهوم العام لسيادة‬
‫الدولة الضعيفة ‪.‬وعلية فان صورة المستقبل وخياراته تتباين في البلدان‬
‫الصناعية الغربية عنها في دول العالم الثالث‪.‬‬
‫‪ 2-2‬اآلفاق ألمستقبليه للسيادة‪:‬‬
‫‪ 2-2-1‬اآلفاق المستقبلية للسيادة في البلدان الغربية ‪:‬‬
‫لقد أضحى من لوازم الثقافة العصرية في الغرب اليوم التأكيد بان عصر‬
‫الدوله القوميه قد انتهى (بول هيرست وجراهام تومبسون ‪: 1999،‬‬
‫‪ ) 157‬بل شرع أنصار هذه الفكرة في البحث عن البدائل المستقبلية‬
‫المحتملة للدولة ‪.‬وفي هذا السياق طرحت أربعة خيارات رئيسية ‪ :‬ـ‬
‫‪ -1‬يتنبأ ريتشارد بتريال بان حكومة المستقبل ستكون مداره من قبل حواظر‬
‫عالميه أو دول مدن(ميالن‪-‬شتوكارت_برشلونة‪.....‬الخ)تعمل مع الشركات‬
‫المتعددة القومية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ويطرح اوهماي فكرة دول إقليمية ستظهر كمناطق اقتصادية عابرة‬
‫الحدود ‪.‬‬
‫‪ -3‬في حين يرى كوتليب إقامة دول فعلية بال حدود (متجاوزة لإلقليم )‬
‫تشمل جماعات ثقافية موحدة كسبيل لتوحيد جهودها وإدارة مصالحها‬
‫المشتركة وبالتالي يقترح إن يتسع النظام الدولي ليشمل أمما ليست منظمه‬
‫إقليميا ‪.‬‬
‫‪ -4‬أما تون وفيلدمان فيركز على أن دور التكنلوجيا باالختراق التكنولوجي‬
‫في والدة حكومات كونيه فعليه قادره على انجاز الخدمات العامه بدون حدود‬
‫قوميه وفي رأينا المتواضع فأن مثل هذه الطروحات التخلو من المبالغه‬
‫فالدوله القوميه لم تلق حتفها لالسباب االتيه ‪ :‬ـ‬
‫أوال ‪ :‬إن انتصار العولمة ليست مسالة محسومة في األوساط الغربية ‪،‬حيث‬
‫تتصاعد المعارضة ضدها مع تصاعد التكاليف االجتماعية المترتبة عليها‬
‫‪،‬وفي داخل الواليات المتحدة نفسها بدأت تتصاعد حركات فكرية مضادة‬
‫للعولمة (يسين ‪ ) 13: 1998 ،‬وقد عبر عن ذلك خير تعبير الرئيس‬
‫السابق لشركة فيان ‪ Umberto agnelli‬بقوله (حينما تبلغ التكاليف‬
‫االجتماعية حدا ال يطاق عندئذ ستزدهر في الدول المختلفة عقلية االنكفاء‬
‫على الذات ) (ها نسن _بيتر ماتين ‪،‬هارلد شومان ‪) 394:1998،‬‬
‫ثانيا – على خالف الحال في العالم الثالث ‪،‬فان العولمه بآلياتها المختلفة لم‬
‫تجري في الغرب بمعزل عن إرادة الدولة (فأنظمة اإلدارة والتوجيه‬
‫والهيئات الدولية والسياسات المشتركة جاءت إلى الوجود الن الدوله‬
‫القوميه هي التي اتفقت على إنشاءها ولذلك فهناك من يشيرالى إن مظاهر‬
‫الدولة في الغرب لم تختف وإنما طرا تغير مهم في الوظائفـ األساسية‬
‫المنوط بها تنفيذها فقد أصبحت مطالبه بمزيد من القمع والقهر للعمال بدال‬
‫من تدليلهم ‪،‬وان ترفع يدها عن مسالة توزيع الدخل ‪,‬كما أنها مطالبه‬
‫بتخفيض الضرائب "ومن ثم تقليص اإلنفاق "تسهيال لمهمة الشركات‬
‫العمالقة في غزو العالم(جالل أمين ‪) 160_ 156:1999،‬‬
‫ثالثا‪ -‬على الرغم من إن مشروع العولمة كما يريد صانعوه (يؤكد على‬
‫ضرورة تماسك العالم الغربي ومؤسسات العولمة في مواجهة األطراف‬
‫الضعيفة)(ااحمدثابت ‪ ) 13: 1990،‬فان ذلك ال يمنع من وجود مظاهر‬
‫سيادية ضمن إطار ظاهرة العولمة على مستوى البلدان الغربية ‪,‬ومن هنا‬
‫راح البعض يشير إلى وجود مجموعة (عولمات)وليس عولمة واحدة‬
‫‪.‬فهناك (عولمة "مؤمركة" وعولمة متا وربة"وثالثة على الطريقة‬
‫اآلسيوية (يسين ‪) 12:1998،‬وعلى الصعيد الثقافي‪-‬الحضاري بات‬
‫موضوع الهوية الثقافية يشغل أوساط النخب ذات الرؤية البعيدة في الدول‬
‫األوربية ألنها بدأت تحذر من أخطار الغزو األمريكي اإلعالمي والثقافي الذي‬
‫يهددها في لغتها وسلوك أبنائها وتصوراتهم (عزيز الحاج ‪) 19: 1993،‬‬
‫و (محمد عابد الجابري ‪ ) 22: 1998،‬ومن ناحية أخرى وعلى الصعيد‬
‫االقتصادي ال يستبعد المحللون حدوث (حرب باردة اقتصادية )نتيجة‬
‫الخالفات في السياسات االقتصادية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ /‬هناك العديد من المسائل التي لم تخرج بعد على نطاق سيادة الدولة‬
‫القومية في هذه البلدان ‪ .‬وفي هذا الصدد يشير فيلب غوميت إلى (انه على‬
‫الرغم من إن عملية العولمه قد ضربت بجذورها في األعماق في بعض‬
‫الميادين وتخطت السيادة القوميه للدوله في بعض القطاعاتـ كالمال واإلعالم‬
‫والثقافه ‪,‬إال أن ألدوله القومية في المجتمعات الصناعية المتقدمة مازال لها‬
‫الكلمة الفصل في مسائل أخرى كالدفاع وحتى التجاره الخارجيه على سبيل‬
‫المثال ) كما إن السكان هم أصعب انتقاال مع السلع والمعلومات فهم يظلون‬
‫مرتبطين بأرض محددة وخاضعين لجنسية دوله قوميه (بول هيرست ‪،‬‬
‫جراهام تومبسون ‪) 279: 1999 ،‬‬
‫خامسا‪ -:‬أن سيادة الدوله ما تزال تؤكدها الدساتير الوطنيه وان احترام‬
‫السياده مازال يشكل قاعده أساسيه في القانون الدولي وميثاق األمم المتحده‬
‫(صالح حسن مطرود ‪) 32 : 1995 ،‬‬
‫سادسا ‪ :‬ال يخفى البعد االيدولوجي الرأسمالي المفروض لهذه الشعارات‬
‫والدعوات والذي يهدف إلى خلق حالة من االستسالم لدى الدول الضعيفه‬
‫لتفتح األبواب على مصراعيها لموجات العولمة االقتصاديه والثقافيه‬
‫والسياسيه ‪.‬بما يخدم مصالح الدول الغربيه ‪.‬‬

‫‪2‬ـ‪ 2‬ـ‪ 2‬اآلفاق المستقبلية للسيادة في بلدان العالم الثالث ‪:‬‬

‫إن العالم الثالث يشمل تشكيلة واسعة من الدول المتباينة في خصوصيتها‬


‫القوميه واالجتماعيه والثقافيه والسياسيه (رياض عزيز هادي ‪: 1994،‬‬
‫‪) 212‬ولذلك فان صورة المستقبل البد أن تختلف في دولة عنها في األخرى‬
‫‪.‬وان المحدد النهائي لما سينطوي عليه المستقبل هو طبيعة رد الفعل أو‬
‫االستجابة التي تصدر عن كل أمه والتي تتشكل وفق تاريخ األمه وثقافتها‬
‫الخاصه (جالل آمين ‪ ) 127: 1999،‬ويمكن القول إن ردود أفعال هذه‬
‫البلدان إزاء العولمة تتحدد بثالثة اتجاهات أو خيارات رئيسيه (رعد كامل‬
‫الحيالي ‪) 4: 1999،‬‬
‫األول ‪:‬ويتبنى المقاطعة التامه للعولمه وتمثله تلك الدول الرافضه للعولمه‬
‫والتي تجاهد من اجل حماية تراثها واستقالل قرارها الوطني رافظة كل‬
‫مشاريع االحتواء االقليميه والعالميه(حسين علي إبراهيم البطاوي ‪:1999،‬‬
‫‪.) 145‬وهذا الموقف في الواقع هو موقف سلبي غير فاعل ال يؤثر فيه‬
‫(اختراق العولمة ) بل إن فعلة موجة إلى ألذات بقصد تحصينها لذا فان‬
‫مصيره هو اإلخفاق ‪,‬فالتحصين كما يرى د‪.‬محمد عابد الجابري (إنما يكون‬
‫مفيدا عندما يكون المتحاربون على نسبة معقولة من تكافؤ القوى والقدرات‬
‫أما عندما يتعلق األمر بظاهرة عالمية تدخل جميع البيوت وتفعل فعلها‬
‫باإلغراء والعدوى‬
‫والحاجة يفرضها أصحابها فرضا بتخطيط واستراتيجية ‪,‬فان االنغالق في‬
‫هذة الحاله ينقلب إلى موت بطيء قد تتخللة بطوالت مدهشة ولكن صاحبه‬
‫محكوم باإلخفاق (محمد عبد الجابري ‪) 225 _ 224: 1998 ،‬‬
‫الثاني ‪ -:‬يدعو إلى االستسالم إلى العولمه باعتبارها قدرا محتوما ال مفر‬
‫منه لذا يدعو إلى قبولها بكل أبعادها ومثل هذا الموقف يستند إلى ثقافة‬
‫االختراق وهي ثقافه تنطلق من الفراغ أي من الالهويه وبالتالي فهي ال‬
‫تستطيع أن تبني هويه وال كيانا (محمد عبد الجابري ‪_ 224 : 1998،‬‬
‫‪ ) 225‬وتقود إلى إهدار السياده الوطنيه للدوله ‪.‬‬

‫الثالث‪ -:‬هو موقف ال ينطلق من الرفض الكلي بل يتعامل مع التحوالت‬


‫الكيفيه في األوضاع العالميه بشكل ايجابي بحيث ال تؤدي إلى إهدار السياده‬
‫الوطنيه فاألخطار تتضاءل أكثر إذا ما تجاوزنا موقفي الرفض الكلي أو‬
‫القبول الكلي نحو تأصيل موقف ايجابي للتعامل مع الرفض والقبول بشكل‬
‫ديالكتيكي جذري ينمي عناصر الممانعه عبر تنمية عناصر القوه بصورة‬
‫عامه وهذا يتطلب فهم القوانين المحركه للعولمه واالستفاده من االمكانات‬
‫االيجابيه التي توفرها لتعزيز السياده الوطنيه وتأكيد الهويه الثقافيه‪.‬‬

‫‪ -2-2-3‬اآلفاق المستقبلية للسيادة في بلدان العالم العربي‬


‫لقد شهدت الحقبه الزمنيه منذ منتصف الثمانينات وحتى وقتنا الحاضر‬
‫تطورات بالغة األهميه في حقل التجارة الدولية ولعل ابرز التطورات هي‬
‫نزعة التكتل التجاري واالقتصادي فقد تعاقبت وبشكل سريع التحركات‬
‫الرأسماليه الهادفه إلى توسيع كتل تجاريه قائمه أو تعميقها وانتشار كتل‬
‫جديدة ‪ .‬ويتميز الوضع العالمي الجديد بظهور ثالث كتل رئيسيه يحتمل أن‬
‫يكون لها دور قوي على مجمل حركة االقتصاد العالمي (احمد طه احمد ‪،‬‬
‫‪) 232 : 1992‬‬

‫األولى – هي الكتلة األوربيه الموحده والتي تظم اثنتي عشرة دولة أوربيه‬
‫وتعد ثمرة لعمليه متواصله بدأت منذ تكوين السوق األوربيه المشتركة عام‬
‫‪. 1957‬‬
‫الثانية – هي كتلة جنوب شرق آسيا وتضم اليابان ‪ ,‬سنغافوره ‪،‬ماليزيا‬
‫‪،‬اندوسيا ‪،‬تايالند ) و هذه الكتله ونتيجة لتطورها االقتصادي فان تكاملها في‬
‫هذا الجانب يصبح أمرا سهال ‪ .‬إضافة إلى عملية التكيف الواسعة مع‬
‫التكتالت االقتصادية األخرى ‪.‬‬

‫الثالثة ‪ -:‬وتشمل كل من الواليات المتحدة ‪،‬كندا ‪،‬المكسيك أو ما تسمى‬


‫باختصار بكتلة ( ‪)NAFTA‬‬
‫وتشير الدراسات االقتصادية إلى أن نمو التجاره البينيه داخل الكتله الواحده‬
‫قد يؤثر على التجاره الدوليه بشكل عام باإلضافة إلى حركة رأس المال‬
‫وهذا األمر بمجمله يعكس ثالث تحديات أمام االقتصاديات العربية (ثامر‬
‫كامل محمد ‪) 190 : 1997 ،‬‬
‫أوال‪ -:‬التحدي األول يتمثل في حدوث العديد من التغيرات الدوليه التي يجب‬
‫وضعها في االعتبار ليتسنى إعادة النظر بإعادة التنميه العربيه التي سادت‬
‫الحقبة الزمنية الماضيه وإرساء أسس التحول االقتصادي وفق معطيات‬
‫جديده تنسجم والتغيرات الدوليه الجديده ‪00‬‬
‫ثانيا‪ -:‬التحدي الثاني يتمثل بظهور أشكال من الحماية المفروضه على‬
‫التدفقات السلعيه في التجاره الدوليه ‪ 0‬فمبدئيا تبشر الدول الصناعيه بحرية‬
‫التبادل والتجارة ولكنها تسعى في الممارسة إلى فرض حماية مزدوجة‬
‫بضغوط شاملة لتعزيز أهدافها ومصالحها وإبقاء الدول العربيه مصدرة‬
‫للمواد األوليه وأسواق لتصريف منتجاتها ‪0‬‬
‫ثالثا – التحدي الثالث ‪ .‬هذا التحدي يتمثل باتخاذ القرار العربي من خالل‬
‫عملية مفاضله بين أي من البدائل التالية يتوجب األخذ بها ‪.‬‬
‫‪ 2-2-3-1‬البديل األول ‪-:‬‬

‫ويعتمد على فك االرتباط مع المنظومه الدوليه عموما والمراكز اإلمبرياليه‬


‫المهيمنه على هذه المنظومه بصورة خاصه ‪ .‬أي التحرر من التبعيه عموما‬
‫واعتماد استراتيجيه تقوم على أساس االعتماد العربي اإلجمالي على الذات‬
‫ويواجه هذا البديل عدد من العقبات متمثلة بمايلي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬معارضة بعض الدول العربية وخاصة الخليجية الرتباطها القوي بهذه‬
‫المنظومة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعاظم نسبة التخلف التكنولوجي والتنظيمي العربي مما يجعل من‬
‫الصعوبة بمكان فك العمليات االستراتيجيه مع النظام العالمي بدون إلحاق‬
‫أضرار شديده باالقتصاديات العربيه‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تستطيع الدول العربيه في ظل النظام العالمي الجديد مقاومة الضغوط‬
‫الغربيه الهادفه إلى سياسة االنفتاح في االقتصاديات العربيه ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن أية استراتيجيه إلحالل الواردات في التنميه العربيه سوف تكون‬
‫مكلفه اقتصاديا وقد تؤدي إلى اتساع الهوه التكنولوجيه مع الدول‬
‫المتقدمه ‪.‬‬

‫‪ 2-2-3-2‬البديل الثاني‬
‫ويتضمن اإلحالل التدريجي للتعاون التجاري واالقتصادي العربي محل‬
‫التفاعالت التجاريه واالقتصاديه العالميه ‪ .....‬وهذا المنطق لهذا البديل يقوم‬
‫على أساس التكامل واالندماج اإلقليمي في إطار كالسيكي وهو المنطق الذي‬
‫يدافع عنه المعتدلون العرب ذوو االرتباط العميق بالمراكز الغربية ‪.‬‬

‫‪ 2-2-3-3‬البديل الثالث‬

‫التعامل ألتمييزي والموجه سياسيا مع القوى والكتل التجاريه واالقتصاديه‬


‫الدوليه ويقوم المنطق لهذا البديل على إدارة العرب لعالقاتهم الدوليه‬
‫السياسيه واالقتصاديه معا والتمييز بين الكتل الدولية وفقا القترابها‬
‫وابتعادها عن المصالح العربية السياسية واإلستراتيجية ‪.‬‬
‫ويتميز هذا البديل بمايلي ‪-:‬‬
‫أ‌‪ -‬ال يؤدي إلى فك االرتباط الكامل أ واالنقطاعـ عن المبادالت االقتصاديه‬
‫العربيه الدوليه ‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬يدرك أهمية العوامل الجديدة التي تفرزها الكتل التجاريه ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬يسعى لالستفادة من التناقضات بين الكتل التجاريه ‪.‬‬
‫‪ : 4 -2‬االستنتاجات والتوصيات‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم عرضه يمكن أن نستنتج الحقائق التاليه ‪.‬‬
‫‪ -1‬إن النظام العالمي الجديد ( العولمه ) نظام متفرد وتنفرد بزعامته قوى‬
‫دولية هدفها السيطرة سياسيا واقتصاديا على دول العالم ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن العولمة تستوجب جملة شروط تسعى إلى تحقيقها ‪ .‬أهمها تآكل‬
‫السلطه الوطنيه في العالم الثالث وبالد الوطن العربي وخضوع مجتمعات‬
‫األطراف بشروط االندماج التبعي في السوق الرأسمالي وتآكل الخصائص‬
‫الوطنيه للتنميه وخضوعهاـ لنماذج الكونية الجاهزة والسيطرة علىانماط‬
‫التصنيع والتكنلوجيا في مجتمعات األطراف المضيفه والسيطرة على‬
‫ثرواتها وتسخيرها لخدمة اقتصادها الرأسمالي وإخضاع اإلداره الداخليه‬
‫لالقتصاديات المعولمه إلى الال مركزيه االقتصادية وإلحاق هذا الدور‬
‫بشركات متعددة الجنسية واالستثمار األجنبي ‪.‬‬
‫‪ -3‬العولمة أخذت أبعادها في المرحله الراهنه بانتصار القوى الرأسماليه‬
‫العالميه بقيادة الواليات المتحدة االمريكيه وانهيار االتحاد السوفيتي‬
‫واألنظمه االشتراكيه في دول أوربا الشرقية فاستعاد النظام االقتصادي و‬
‫االجتماعي الرأسمالي هيمنته وانتشاره بدينامية جديده مؤسسة على اقتصاد‬
‫السوق وإدماج القسم األكبر من االقتصاديات الوطنية بالسوق الرأسماليه‬
‫الجديدة بحيث أصبحت هذه‬
‫االقتصاديات أسيره لمفاهيم السوق والمنافسه االحتكاريه التي تتحكم فيها‬
‫القيم االقتصاديه العمالقه متخطيه الحدود والقيود مستندة إلى قوى السوق‬
‫وبأشراف مؤسسات العولمه االقتصاديه الثالث ‪ ..‬صندوق النقد الدولي ‪.‬‬
‫البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ‪ .‬المنظمه العالمية للتجارة خليفة ( ألغات )‬
‫‪ -4‬تمثل العولمة التي يشهدها العالم اليوم تحديا خارجيا خطيرا للبلدان‬
‫العربيه والعالم الثالث واقتصادياتها ‪،‬فالوطنـ العربي مراقب ومهدد في‬
‫الوقت نفسه ‪ .‬يعيش مرحلة من التناحر والتآكل والتهميش فاقدا ألي‬
‫إستراتيجية سياسية أو اقتصاديه ديناميه للدفاع أو للهجوم ‪ .‬إن عملية‬
‫الضغط واإلضعاف التي تستهدف وطننا العربي من اجل زعزعة استقاللة‬
‫السياسي واالقتصادي وتعطيل مؤهالتة حتى ال يبقى أمامه سوى االندماج‬
‫السلبي في آليات العولمه و بالصيغة التي يفرضها األقوياء تحت اسم‬
‫التدويل الشامل لالقتصاد ‪.‬‬
‫أما السبل التي على الدول العربية األخذ بها لمواجهة هذة الظاهرة الجديده‬
‫يكمن في أن العالم ينظر إلينا اليوم كأمة‬
‫عربيه واحده لها حضارة عريقة ورغبه في بناء مستقبل أجيالها والبد من‬
‫التكتل االقتصادي العربي لمواجهة التكتالت االقتصادية العالمية االمريكيه‬
‫واألفريقية واآلسيوية واالمريكا الالتينية بدال من تكريس السياسات ألقطريه‬
‫الضيقه ‪ .‬والبد من اغتنام الفرصة لوضع أسس التعاون في المجاالت كافة‬
‫سياسته واقتصاديه واجتماعيه للدخول في النظام العالمي الجديد وهنا البد‬
‫من اإلشارة ‪ ،‬لبعض الوسائل التي عن طريقها يمكن مواجهة العولمه‪.‬‬
‫‪ -1‬قيام سوق عربيه لراس المال وحركته في إطار الوطن العربي وصنع‬
‫إطار قانوني وتشريعات حديده تتالءم مع المتغيرات المستجد ه في األسواق‬
‫العالمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬حرية انتقال عناصر اإلنتاج وقوة العمل واألشخاص وراس المال ‪.‬‬
‫‪ -3‬توحيد السياسات النقديه والماليه والجمركيه والنقل والترانزيت والتجاره‬
‫الخارجيه ‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل على إقامة هيئة استشارية عربية مشتركة سياسية اقتصاديه‬
‫اجتماعيه مهمتها تقييم واقتراح السياسات المستقبليه في هذا المجال ‪.‬و‬
‫تحديد االختالفات وسبل معالجتها ‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع استراتيجيه بناء القدره التنافسيه والتي تعد من أهم عناصر‬
‫االستراتيجية العليا للتنميه الشامله في الوطن العربي ‪.‬‬
‫‪ -6‬إن العالم اليوم والمستقبل هو عالم التكتالت عالم الشركات‬
‫واالستثمارات الكبرى عالم الثقافه والمعلوماتيه ‪ .‬عالم اإلدارة القادره‬
‫والقرار النافذ ‪ .‬لذلك يتوجب على البلدان العربيه أن تخطو خطوات حاسمه‬
‫في استمرارية ال رجعه فيها لتحقيق هدف التكامل االقتصادي العربي والو‬
‫حده أالقتصاديه العربيه التي بدونها يبقى الوطن العربي تابعا فاقدا لسيادته‬
‫فاقدا الستقاللة االقتصادي في ظل فلسفة التهام السوق الذي تقوده‬
‫العولمه ‪.‬‬
‫المراجع‬
‫‪ 2‬ـ‪4‬‬
‫‪ 2‬ـ‪ 4‬ـ‪ 1‬الكتب و المصادر العربية‬
‫‪ -1‬د ‪.‬إبراهيم احمد شلبي ‪,‬مبادئ القانون الدولي العام (بيروت ‪:‬الدار‬
‫الجامعية‪.)1986,‬ص‪.19‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬بطرس غالي ‪,‬محمود خيري ‪,‬مبادئ العلوم السياسية (القاهرة‪:‬مكتبة‬
‫االنكلو_مصرية ‪1963‬ص‪. 115‬‬
‫‪ -3‬بول هيرست وجراهام تومبسون ‪،‬مساءلة العولمة ‪:‬االقتصاد الدولي‬
‫وإمكانات التحكم ‪,‬ترجمة ‪:‬إبراهيم فتحي (بالمكان ‪:‬المجلس األعلى للثقافة‬
‫والعلوم ‪. )1999,‬ص‪251‬ـ‪. 252‬‬
‫‪ -4‬جاك أتالي ‪،‬آفاق المستقبل ‪:‬إحداث واستشراق للسياسات المتصارعة‬
‫على الساحة الدولية في مستهل القرن الحادي والعشرين ‪,‬تعريب ‪:‬د‪.‬محمد‬
‫زكريا إسماعيل (بيروت ‪،‬دار العلم للماليين ‪.)1992,‬ص‪. 24‬‬
‫‪ -5‬د‪.‬جالل أمين ‪،‬العولمة والتنمية العربية ‪:‬من حملة نابليون إلى جولة‬
‫االراغواي ‪,1998-1897‬ط‪(1‬بيروت ‪:‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪,‬‬
‫‪.)1999‬ص‪. 127‬‬
‫‪ -6‬خليل إسماعيل ألحديثي ‪،‬المعاهدات غير المتكافئة في وقت السلم‬
‫(بغداد‪،‬مطبعة جامعة ‪.)1981،‬ص‪. 19‬‬
‫‪ -7‬رايموند كارفيلد كتل ‪,‬العلوم السياسية ‪,‬ترجمة ‪:‬د‪.‬فاضل زكي‬
‫(بغداد‪:‬شركة الطبع األهلية‪)1960،‬ج‪ .1‬ص‪ 175‬ـ‪. 176‬‬
‫‪ -8‬رعد كامل الحيالي ‪,‬العولمة وخيارات المواجهة (بغداد‪:‬شركة الخنساء‪،‬‬
‫‪.)1999‬ص‪. 9‬‬
‫‪-9‬شفيق المصري النظام الدولي الجديد‪:‬مالمح ومخاطر (بيروت‪:‬دار العلم‬
‫للماليين ‪.)1992,‬ص‪. 76‬‬
‫‪-10‬عبد الحي يحي زلوم‪,‬نذر العولمة ‪,‬ط‪(1‬بيروت‪:‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪.)1999,‬ص‪ 354‬ـ‪.355‬‬
‫‪-11‬عبد الرضا حسين الطعان ‪,‬تاريخ الفكر السياسي الحديث (بغداد‪:‬دار‬
‫الحكمة‪.)1992,‬ص‪. 83‬‬
‫‪ _ 12‬د‪.‬محسن عبد الحميد ‪,‬العولمة من منظور إسالمي (بغداد بالمط‪،‬‬
‫‪.)2000‬ص‪5‬ـ‪. 7‬‬
‫‪_ 13‬د‪.‬محمد بدوي ‪,‬النظرية السياسية ‪:‬النظرية العامة للخدمة السياسية‬
‫(القاهرة‪:‬المكتب المصري الحديث ‪.)1986,‬ص‪. 77‬‬
‫‪ -14‬د‪..‬محمد عابد الجابري ‪،‬قضايا في الفكر المعاصر (بيروت ‪:‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية ‪.)1997,‬ص‪ 136‬ـ‪. 137‬‬
‫‪ -15‬د ‪ .‬محمد عابد الجابري ‪،‬المسألة الثقافية في الوطن العربي ‪،‬سلسلة‬
‫الثقافة ألقوميه ‪ 25 :‬ط‪2‬‬
‫(بيروت ‪ :‬مركز دراسات ا لوحده العربيه ‪. )1999،‬ص‪. 179‬‬
‫‪16‬ـهانس ببتر مارتن ‪ ،‬هارلدشومان ‪ ،‬فخ العولمه ‪ :‬االعتداء على‬
‫الديمقراطيه والرفاهيه ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬د ‪ .‬عدنان عباس علي ‪ ،‬سلسلة عالم‬
‫المرفه ‪ ( 238 :‬الكويت ‪:‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب ‪،‬‬
‫‪. )1998‬ص‪. 460‬‬
‫‪ 17‬ـ ولتر‪ .‬ب ‪ .‬رستون ‪ ،‬أفوال السياده ‪ :‬كيف تحول ثورة المعلومات‬
‫عالمنا ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عزت نصار وجورج خوري (عمان ‪ :‬دار النسر للنشر ‪،‬‬
‫‪. ) 1994‬‬
‫‪18‬ـ محمد عابد الجابري ‪,‬العولمه وخيارات المواجهه (بغداد ‪:‬شركة‬
‫الخنساء ‪) 1999 ,‬ص‪. 9‬‬
‫‪2‬ـ‪ 4‬ـ ‪ 3‬ـ االطاريح والرسائل الجامعيه ‪:‬‬
‫‪1‬ـ باسم علي خريسان "العولمه والتحدي الثقافي " ‪ ،‬رسالة ماجستير (غير‬
‫منشوره ) ‪،‬جامعة بغداد ‪ /‬كلية العلوم السياسيه ‪. 1999 ،‬ص‪. 19‬‬
‫‪ 2‬ـ حسين علي البطاوي " العولمه ومستقبل السياده في العالم الثالث "‬
‫رسالة ماجستير (غير منشوره ) ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ /‬كلية العلوم السياسيه ‪،‬‬
‫‪ 1999‬م ‪.‬ص‪. 76‬‬
‫‪ 3‬ـ صالح حسن مطرود الربيعي " السياده وقضايا حقوق اإلنسان وحرياته‬
‫االساسيه " ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ( غير منشوره ) ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ /‬كلية‬
‫العلوم السياسيه ‪ 1995 ،‬م ‪.‬ص‪. 14‬‬
‫‪ :4‬ـ د محمد عابد الجابري ‪"،‬العولمه والهويه الثقافيه ‪ :‬عشر‬
‫أطروحات ‪ "،‬المستقبل العربي السنه العشرون ‪ ،‬العدد ‪ ( 228‬شباط ‪/‬‬
‫‪. )1998‬‬
‫‪2‬ـ‪ 2‬ـ‪ : 4‬ـ الدوريات ‪ :‬ـ‬
‫‪ 1‬ـ أحمد ثابت ‪ " ،‬العولمه والخيارات المستقبليه ‪ "،‬المستقبل العربي السنه‬
‫ا لحاديه والعشرون ‪ ،‬العدد ‪ ( 240‬شباط ‪. ) 1990 ،‬ص‪. 17‬‬
‫‪2‬ـ إسماعيل صبري عبدا هلل ‪" ،‬ألكوكبه ‪ :‬الرأسماليه العالميه ما بعد‬
‫االمبرياليه ‪ " ،‬المستقبل العربي السنه التاسعه عشره ‪ ،‬العدد ‪ ( 222‬آب ‪/‬‬
‫‪.) 1997‬ص‪. 8‬‬
‫‪3‬ـ حميد ألجميلي ‪ "،‬أوهام التنميه العربيه ‪ :‬صورة اختالالت هياكل اإلنتاج‬
‫وترتيب التجاره الخارجيه" شؤون سياسيه ‪ ،‬السنه األولى ‪ ،‬العدد ‪1‬‬
‫(كانون الثاني ‪. )1994 ،‬ص‪. 80‬‬
‫‪4‬ـ السيد يسين ‪ "،‬في مفهوم العولمه ‪ "،‬المستقبل العربي ‪ ،‬السنه‬
‫العشرون ‪ ،‬العدد ‪( 228‬شباط ‪. ) 1998 /‬‬
‫‪ 5‬ـ د ‪ .‬عبد اللطيف هميم ‪ "،‬العولمه وانعكاساتها على الدول العربيه ‪"،‬‬
‫مجلة كلية المعارف الجامعه السنه األولى ‪ ،‬العدد الثاني ( نيسان ‪) 1999 /‬‬
‫‪.‬ص‪. 160‬‬
‫‪ –6‬د‪.‬فتح هللا ولعو تحديات عولمة االقتصاد والتكنلوجيا في الدول‬
‫العربية ‪،‬ورقة مقدمة إلى ندوة تحديات العولمة االقتصادية و التكنولوجيه‬
‫التي عقدها منتدى الفكر العربي في ‪/17‬كانون األول في عمان ‪،1995،‬ص‬
‫‪. 64‬‬
‫‪7‬ـ بول سالم "الواليات المتحدة والعولمة معالم الهيمنة في مطلع القرن‬
‫الواحد والعشرين " وفي العرب والعولمة مصدر سابق ص‪220‬‬
‫‪ –8‬د‪.‬رياض عزيز هادي "العالم الثالث والتحديات األساسية " في كتاب‬
‫الثقافة الوطنية والقومية "العالم المعاصر ‪.‬ص‪. 212‬‬
‫مجلة علوم انسانية ‪WWW.ULUM.NL‬السنة السابعة‪ :‬العدد ‪:42‬‬
‫صيف ‪July7th Year: I -2009‬‬

‫المصدر‪ :‬طريق الخالصـ‬

You might also like