You are on page 1of 17

‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬مدخل الى الفكر االقتصادي‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم تاريخ الفكر االقتصادي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر الفكر االقتصادي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬بداية ظهور األفكار االقتصادية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع الفكر االقتصادي في العالم الثالث‬

‫المطلب األول‪ :‬افکار مدرسة التبعية كأحد طروحات الفكر االقتصادي في العالم الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة الدولة في العالم الثالث‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور الدولة في العالم الثالث في المجال االقتصادي‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫ان الدولة في العالم الثالث ارتبطت ارتباطا بنائيا بالنظام الع‪8‬المي ذي الوجهين الخارجي و الداخلي و‬

‫الذي اثر على دورها في النجال االقتصادي‪،‬‬

‫الدولة في العالم الثالث ‪ -‬و الوطن العربي من بينها ‪ -‬لم تمر بأطوار التطور التي عايشتها أوربا‬

‫و لم تشهد في معظمها الثورات العلمية و الفكرية التي قادت الحركات االجتماعية و أنارت الطريق للقوى‬

‫االجتماعية لفهم العالقات وتفاعلها داخل المجتمع ولعل الفرق بين الدولة المستقرة ذات اآلليات االقتصادية‬

‫واالجتماعية المتفاعلة في الغرب و الدولة في العالم الثالث و الوطن العربي من ضمنها‪ ،‬هو فرق على‬

‫مستوى المفهوم‪ ،‬و منه نطرح االشكالية الرئيسية التالية‪ :‬كيف كان الفكر االقتصادي لدى دول العالم‬

‫الثالث؟‬
‫المبحث األول‪ :‬مدخل الى الفكر االقتصادي‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم تاريخ الفكر االقتصادي‬

‫منذ وجد اإلنسان على هذه األرض أحب حقيقتين هامتين ‪ :‬األولى ‪ ،‬أن حاجاته متعددة والثانية ‪،‬‬

‫أن الموارد واألموال الموجودة والقادرة على إشباع هذه الحاجات محدودة نسبيا إذا قيست بتلك الحاجات ‪،‬‬

‫وعن ارتباط هاتين الحقيقتين تنشأ المشكالت والظواهر االقتصادية ‪ ،‬فيمكن القول أن المشكالت والظواهر‬

‫االقتصادية هي تلك التي تنشأ من وجود حاجات متعددة بموارد محدودة إلشباع هذه الحاجات ‪ ،‬في اإلنتاج‬

‫والنقود والمبادالت الداخلية والخارجية كلها ظواهر اقتصادية ‪ ،‬النها تترتب على وجود الحاجات االنسانية‬

‫المتعددة والموارد المحدودة ‪ .‬وقد حاول االنسان دائما ان يفهم القوى التي تحكم هذه الظواهر االقتصادية‬

‫وتؤثر فيها ‪ ،‬كما كان شأنه دائما في الظواهر الكونية واالجتماعية ‪ ،‬كما حاول بعد أن تقدم بعض الشيء‬

‫أن يصوغ العالقة بين هذه القوى والظواهر االقتصادية التي تخضع لها في شكل قوانين علمية عامة ‪ ،‬كما‬

‫كان شأنه أيضا في فروع المعرفة االخرى ‪ ،‬وفي ضوء ما انتهى اليه من معنى لتلك الظواهر والعالقات‬

‫اراد ان يصوغ سياسته وسلوكه على النحو الذي يمكنه من تذليل بيئته والسيطرة عليها في سبيل الحصول‬

‫على أقصى ما يمكن الحصول عليه من ثروة ‪ ،‬ومن هنا كان الفكر االقتصادي وكانت السياسة االقتصادية‪.‬‬

‫يتضمن تأريخ الفكر االقتصادي دراسة وتفسير وتحليل القوانين التي تتعلق بإنتاج الثروة المادية‬

‫وتوزيعها الشباع الحاجات االنسانية على مر المراحل والعصور التاريخية ‪ ،‬فهو يبحث فيما أثيرت أو‬

‫طرحته من اراء وافكار من قبل المفكرين والكتاب خالل العصور المختلفة حول مشكلة اإلنسان االقتصادية‬

‫أو حول نشاطاته االقتصادية أو حول سعيه في الحصول على معيشته‪.‬‬


‫ويعني من ناحية اخرى دراسة التطور الذي لحق بالفكر من خالل معرفة مجموعة النظريات التي‬

‫تفسر العالقات التي تحكم الظواهر االقتصادية ‪ ،‬ومعرفة مختلف التوجهات الفكرية حول األوضاع‬

‫‪1‬‬
‫االقتصادية وما تبعها من سياسات ونظم اقتصادية مختلفة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر الفكر االقتصادي‬

‫اختلفت االتجاهات الفكرية حول العناصر االساسية للفكر االقتصادي ‪ ،‬وفي متابعة البعض منها‬

‫نالحظ أن االقتصاد الفرنسي بيرو يرى بحقيقة الفصل والتمييز بين النظرية والمذهب فأكد على أهمية‬

‫الفصل بين التفسير (النظرية والتقدير (المذهب) ‪ ،‬أي بين معرفة الواقع واصدار الحكم القيمي‪ ،‬ومن‬

‫المدافعين عن هذا التمييز االقتصادي ال جوجي في كتابه " المذاهب االقتصادية " ‪ ،‬حيث وضح أن‬

‫عناصر الفكر االقتصادي هي المذهب النظرية والمنهج والسياسة االقتصادية ‪ ،‬وكما مبين‪:‬‬

‫‪-1‬النظرية‪ :‬وبين بانها ذات مضمون علمي ‪ ،‬حيث ان العلم يمثل دراسة للقوانين التي تحكم الظواهر ‪،‬‬

‫وان النظرية تدرس القوانين التي تتحكم بالظاهرة وتفسر آلية عملها ( ميكانزمات ) النظرية إذن علمية‬

‫وتشكل في ذات الوقت مضمون علم االقتصاد‬

‫‪-2‬المذهب‪ :‬ويدخل في ميدان األخالق الن المذهب قيمي أي الحكم على نظام اقتصادي معين في حبذ‬

‫قبوله او رفضه‪ ،‬وبما أن علم األخالق هو علم القيم فان المذهب يدخل في باب علم االخالق التي ال‬

‫تكتفي بالتعبير عن الواقع وإنما تحاول تفسيره استنادا إلى مثل عليا ‪ .‬السياسة االقتصادية وهي مجموعة‬

‫إجراءات اقتصادية تقوم بها الدولة والتي تستهدف تطبيق النظرية من اجل التغيير‬

‫‪ 1‬عبد الستار عبد الحميد سلمي‪ ،‬حدود تدخل الدولة في المجال االقتصاديفي ظل اقتصاد السوق‪ ،‬دار النهضة العريبة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2005 ،‬ص‪25‬‬
‫_ المنهج ويمثل مجموعة ادوات واساليب تحليلية البد من استخدامها من اجل الوصول الى الحقيقة‬

‫االقتصادية ويستعين المنهج االقتصادي بالعلوم االخرى‪ ،‬فلذا فقد تأثر المنهج االقتصادي في زمن آدم‬

‫سميث بالعلوم الطبيعية وخاصة الميكانيك (اآللية) لذلك أصبح منهج االقتصاد ميكانيكي ( منهج ميكانيكي‬

‫بمعنى أن القوانين واالحداث تحدث بعيدا عن االرادة االنسانية لكن الواقع يشير الى ان االحداث والقوانين‬

‫تحدث بفعل االرادة االنسانية ) ‪،‬وبعد دارون اصبحت البيولوجيا ) تغليب اصل االنسان ( هي السائدة فبدأ‬

‫علم االقتصاد يستعين بأدوات البيولوجيا ويغلبها على الميكانيك ‪ ،‬وبعد اينشتاين استخدم المنهج الرياضي‬

‫‪2‬‬
‫وفي زمن اليونان والرومان استخدم المنهج الفلسفي االستقراء واالستنباط ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬بداية ظهور األفكار االقتصادية‬

‫قد يثار تساؤل مفاده ‪ ،‬متى بدأ التفكير االقتصادي عند االنسان ؟ ان االجابة عن هذا السؤال‬

‫يتطلب التمييز بين مسألتين تتعلق بمفهوم المشكلة التكنيكية ومفهوم المشكلة االقتصادية ‪ ،‬حيث ان المشكلة‬

‫التكنيكية هي في الواقع مشكلة طبيعية تتجسد في مشكلة السيطرة على الطبيعة ‪ ،‬والتي تعبر من ناحية‬

‫اخرى عن العالقة بين اإلنسان والطبيعة ‪ ،‬وهنا فإن هذه المشكلة موجودة دائما طالما كان هناك إنسان‬

‫وهناك طبيعة مقرونة برغبة في السيطرة المستمرة من قبل اإلنسان على الطبيعة ‪ ،‬وبهذا المعنى فالمشكلة‬

‫التكنيكية موجودة منذ األزل وموجود فكر يتعلق بها منذ بداية الفكر اإلنساني ‪.‬‬

‫أما المشكلة االقتصادية فهي مشكلة اجتماعية في جانب كبير منها ‪ ،‬والمشكلة االجتماعية ال تعبر عن‬

‫العالقة بين اإلنسان والطبيعة وإنما تعبر عن العالقة بين االنسان واالنسان ‪ ،‬في تأريخ ظهور الفكر‬

‫االقتصادي يرتبط بتاريخ ظهور المشكلة االقتصادية بمعناها اإلنساني ال التكنيكي ‪ ،‬إذ ال نجد مشاكل‬

‫‪ 2‬عبد الستار عبد الحميد سلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪32‬‬


‫اقتصادية بهذا المعنى في المجتمع البدائي وأول بداية لهذه المشكلة هي بداية مرحلة المجتمع العبودي أي‬

‫االهتمام بالفكر اليوناني كونه يمثل فكر المرحلة العبودية ‪.‬‬

‫فاإلنسان البدائي لم يعرف الملكية الفردية بمعناها الصحيح في المراحل البسيطة األولى من حياته‪ ،‬بل كان‬

‫يسود هذه الحياة نوع من التضامن و المشاعية ‪ ،‬ناشئ عن صعوبة الظروف التي لم يكن الفرد قاد ار على‬

‫مواجهتها وحده‪ ،‬وعن ضآلة اإلنتاج وبساطته‪ ،‬وعدم وجود أي فائض إنتاجي يسمح باستغالل عمل اآلخرين‪،‬‬

‫ألن العمل كان كله موجها نحو تلبية الحاجات الضرورية المباشرة ‪.‬‬

‫وبهذا فعندما كانت حاجات االنسان بسيطة‪ ،‬وكان صراعه مع الطبيعة من أجل بقائه ‪ ،‬وأساليب اإلنتاج‬

‫كانت بدائية هي األخرى لم تكن هناك ضرورة اجتماعية لتقسيم العمل‪ ،‬ولم يتطلب في ذلك الوقت وجود‬

‫نظرية اقتصادية أو اجتماعية محكمة تفسر وتوجه الحياة االقتصادية لإلنسان‪ ،‬وال تظهر الحاجة الى فكر‬

‫اقتصادي معين ‪ ،‬ولم يتطلب ذلك أيضا وجود اقتصاديين ‪ ،‬طالما اعتمدت مشكلة البقاء على العرف‬

‫والتقاليد او على القهر من جانب سلطة عليا ‪ ،‬اذا كان االمر متروكا لرجال الدين والفلسفة والسياسة في‬

‫إصدار حكمهم ووضع القواعد الدينية او النظرية السياسية والفلسفية واالخالقية التي تنظم حياة المجتمع‬

‫ولكن مع تعقد الحاجات اإلنسانية وتعددها وتطور أسلوب اإلنتاج وتطور المجتمع وتشابك المصالح ‪ ،‬تنشأ‬

‫عندئذ الحاجة الى مثل هذه النظرية ‪ ،‬وتنشأ الحاجة الى وجود تفكير اقتصادي منظم بما يتالئم والحاجات‬

‫التي أفرزها ذلك التطور‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن القول أن بداية االهتمام بالفكر االقتصادي تعود الى مرحلة المجتمع العبودي اي بداية‬

‫االهتمام بالفكر اليوناني كونه يمثل فكر المرحلة العبودية ‪ ،‬ومن ناحية الفكر اليوناني فإننا نالحظ أن‬

‫المجتمع اليوناني مر بمرحلتين كبيرتين تفصل بينهما مرحلة انتقالية ‪ ،‬المرحلة االولى هي المشاعية البدائية‬
‫في عهد تفسخها وانحاللها ‪ ،‬ثم مرحلة انتقالية قبل الدخول في المرحلة الثانية وهي العبودية التي بلغت فيها‬

‫‪3‬‬
‫الحضارة اليونانية مستوى النضوج ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع الفكر االقتصادي في العالم الثالث‬

‫المطلب األول‪ :‬افکار مدرسة التبعية كأحد طروحات الفكر االقتصادي في العالم الثالث‬

‫ترجع بداية هذه المدرسة التي تفسر تخلف دول العالم الثالث ‪ ،‬الى نهاية الستينات من القرن‬

‫الماضي‪ ،‬وتعد احدى المدارس الفكرية التي نمت على خلفية استعمار البلدان الصناعية االوربية لبلدان‬

‫الشرق سواء في آسيا وأفريقيا وأمريكا الالتينية ‪ ،‬أن ظهور هذه المدرسة جاء في إطار محاولة من اقتصاديي‬

‫هذه البلدان اإلتيان بأفكار تتوائم مع طبيعة هذه المجتمعات ومستوى بنائها االقتصادي ‪ ،‬وحجم المعضالت‬

‫التي تعيشها وتعاني منها ‪ ،‬ولهذا نلحظ توسع وتطور هذه النظرية امتدت إلى مختلف بلدان األطراف في‬

‫إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية‪.‬‬

‫قدمت مدرسة التبعية إطا ار تحليليا جديدا لدراسة مشكلة التخلف وكانت أهم اإلضافات التي جاءت‬

‫بها هو أخذها النظام العالمى كوحدة تحليلية لها هذا النظام الذي ينقسم إلى نوعين من التشكيالت‬

‫االجتماعية‪ ،‬تضم األولى الدول الرأسمالية أو الصناعية المتقدمة والتي تشكل "المركز" للنظام الدولي ‪ ،‬أما‬

‫األخرى وتتكون من التشكيالت االجتماعية للدول غير المتقدمة وتشكل "أطراف" ومن خالل اإلطار التحليلي‬

‫يصل مفكري مدرسة التبعية إلى فرضية أساسية وهي رفض نمط اإلنتاج الرأسمالي كحل لواقع التخلف في‬

‫األطراف ‪ ،‬فكان من أولى المظاهر التي جرى التركيز عليها في سياق تحليل هذه المدرسة هو اآلتي‪:‬‬

‫‪ 3‬حازم البيالوي‪ ،‬دور الدولة في االقتصاد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الشروق‪ ،2004 ،‬ص‪63‬‬
‫‪ -1‬التقسيم الدولي للعمل بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية ‪ ،‬حيث فرض بموجبه أن تتخصص البلدان‬

‫النامية في انتاج المواد االولية واالنشطة الزراعية والرعوية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -2‬انحياز نظرية التجارة الدولية وبخاصة نظرية التكاليف النسبية لريكاردو ‪ ،‬لصالح البلدان الصناعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة الدولة في العالم الثالث‬

‫إذا كان ظهور الدولة في أوروبا وفق الكتابات الفكرية والنظريات العلمية قد تحقق من خالل تفاعل‬

‫طويل و معقد عبر التاريخ (وهو تاريخ تمت كتابته بالدم والحروب والصراعات واألفكار الفلسفية والعلمية‬

‫تعبير عن استقرار‬
‫ًا‬ ‫وعندما تمكنت أوروبا من صياغة شكل الدولة الحديثة في النهاية كان ذلك‬

‫آليات التفاعل االجتماعي واالقتصادي ونمط اإلنتاج على شكل محدد و مقبول لتحقيق التوازن واالستقرار‬

‫االجتماعي وتلبية حاجيات المجتمع‪ .‬مفهوم الدولة في الغرب تطور بشكل منظم بحث عن تحقيق المصلحة‬

‫العامة ومن خاللها أضيفت للدولة مهام أخرى كما تم التطرق له من خالل تطور دور الدولة في االقتصاد‪.‬‬

‫ف مفهوم الدولة في العالم الثالث والوطن العربي من بينها ظهر بشكل اعتباطي حيث لم تستطع هذه الدول‬

‫أن تفرض النظام وتضمن لنفسها احتكار القوة السياسية واالقتصادية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية‬

‫التي أثرت على معتقدات هذه الدول التي كانت سائدة سابقا‪ ،‬ليتحول العالم الثالث إلى منطقة تجارية تابعة‬

‫ناتجة عن تأثير االحتالل االستعماري الذي أسهم في استقرار األوضاع وترتيب المؤسسات وتصوراتها ألي‬

‫من األشكال و النظم والذي يضمن مصالح هذه الدول‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن هذه القوى‬

‫العالمية أصبح لها مصالح حقيقية مع هذه الدول و الذي نتج عنه عالقات غير متكافئة حتى يومنا هذا‪.‬‬

‫وهكذا فإن نشوء الدولة الحديثة في العالم الثالث جاء في الغالب لتدعيم عالقات التبادل غير المتكافئ مع‬

‫‪ 4‬احمد رشاد موسى‪ ،‬دو رالدولة في النظام االقتصادي المعاصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الجمعية المصرية لالقتصادو االحصاء و‬
‫التشريع‪ ،2006 ،‬ص‪98‬‬
‫الغرب المستعمر سابقا‪ ،‬و حاض ار و وفق مصالحه و ضمان استمرارها و لذا فلم توجد دولة في معظم دول‬

‫العالم الثالث ظهرت نتيجة تفاعل اجتماعي و اقتصادي حقيقي بمعزل عن التأثير االستعماري المباشر أو‬

‫غير المباشر انتهى إلى الرضوخ و التبعية إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫كما يمكن القول أن الدولة في العالم الثالث ظهرت في التاريخ الحديث بعد االستعمار‪ ،‬بعد أن‬

‫ٍ‬
‫ناحية قومياتها الحديثة‪ ،‬و من ناحية أخرى افتقادها للتقاليد الديمقراطية‪ ،‬وبالتالي فقد اضطرت‬ ‫اكتشفت من‬

‫إلى إقامة حكومات قوية باالعتماد على السلطة بمعناها الضيق وهو "القوة" وتستدل بقول "روسو" في "العقد‬

‫االجتماعي‪" :‬أن ما من أحد قوي إلى الحد الذي يمكن أن يكون فيه متأكدا من أنه سيبقي األقوى"‪ .‬بحيث‬

‫تحولت في معظمها إلى أشكال من الحكم الفردي أو الشمولي ‪ .‬و إزاء هذا الموقف تسعى الدولة نحو‬

‫الهيمنة على توجيه السياسات واإلشراف عليها ‪ -‬بعد عجز البورجوازية الصغيرة لوحدها عن خلق التطور‬

‫بدءا من توجيه التعليم و الخدمات و إدارة االقتصاد‪ ،‬وهي إذ تفعل ذلك‪،‬‬


‫تاريخيا ‪ -‬في كل مجاالت الحياة ً‬

‫فإنها تخلق فئة من البيروقراطيين والعسكريين و التكنوقراط تضاف إلى البورجوازية الصغيرة وتحتكر صناعة‬

‫السياسة‪ ،‬ومن هنا يتحول الموقف االقتصادي للدولة إلى موقف سياسي لطبقة تحتكر السياسة‪ ،‬سواء‬

‫‪5‬‬
‫بالنسبة للحزب الواحد أو حزب األغلبية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور الدولة في العالم الثالث في المجال االقتصادي‬

‫بعد الحرب العالمية الثانية وجدت دول العالم الثالث نفسها في حالة ارتباك واالنطالق خلف التقليد الغربي‬

‫بين النظام االشتراكي و النظام الرأسمالي سواء في االقتصاد أو السياسة أو اإلعالم‪ ،‬بل ذهب البعض منها‬

‫إلى الجمع بين أسوأ ما في النظامين في وقت واحد فالدولة في العالم الثالث قد تتدخل في شؤون االقتصاد‬

‫و تقيم ركيزة اقتصادية وطنية صلبة‪ ،‬وقد تتجه في ظروف أخرى إلى تشجيع القطاع الخاص وتقويته ‪ ،‬و‬

‫‪ 5‬النذير قمرة‪ ،‬تاثير الفكر االقتصاديعلى دور الدولة في المجال االقتصادي في العالم الثالث‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‬
‫المسيلة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،10‬ص‪348‬‬
‫لكن شكل الفعل االقتصادي و عمقه و نطاقه في الحالتين قد يختلف من مجتمع إلى آخر في ضوء‬

‫اعتبارات تاريخية خاصة‪ .‬كما أنه يختلف باختالف الفترة التاريخية داخل المجتمع‪ .‬فكل" منعطف تاريخي‬

‫يفرز قوى اجتماعية سياسية تتشابك عالقاتها ومصالحها بشكل يختلف نسبيا عن الفترة التي سبقته فترة‬

‫الستينيات والسبعينياتى تدخلت الدولة في معظم دول العالم الثالث بشكل واسع في المجال االقتصادي‬

‫منتهجة النظام االقتصادي االشتراكي " للتحقيق معدالت نمو كبيرة و في مدة قصيرة على أساس تجربة‬

‫االتحاد السوفييتي سابقا من أجل إعادة بناء اقتصادياتها‪ ،‬في الوقت الذي نالت فيه هذه الدول استقاللها‪،‬‬

‫حيث ورثت هياكل اقتصادية جرى تحريرها لخدمة مصالح القوى االستعمارية‪ ،‬فقد آلت المنشآت الهامة و‬

‫البنى التحتية كوسائل النقل والسكك الحديدية والموانئ واالتصاالت والمياه والكهرباء بعد االستقالل إلى‬

‫الدول الجديدة (المستقلة)‪ ،‬وكان من الطبيعي أن تتولى هذه الدول أمور اإلشراف واإلدارة لهذه المؤسسات‬

‫من أجل بسط سلطتها و فرض سيادتها و تبرير مشروعيتها‪ ،‬ولهذا وجدت الدول الجديدة‪ ،‬أنه من الضروري‬

‫تقديم الخدمات االجتماعية للمواطنين حتى تلقى القبول لديهم‪.‬‬

‫إذا كانت الفترة الممتدة ما بين الحربين العالميتين األولى والثانية قد شهدت نموا سريعا للقطاع‬

‫العام‪ ،‬فإن للمتغيرات الجذرية السياسية و االقتصادية وخاصة في فترة الخمسينيات والستينيات أكبر األثر‬

‫في دخول تعديالت في حجم وطبيعة القطاع العام‪ ،‬حيث أدت إلى إعادة تركيب هيكل االقتصاد و بشكل‬

‫مسيطر من خالل ممارستها لألنشطة االقتصادية وتركيزها على تشييد البنى‬


‫ًا‬ ‫دور‬
‫أصبحت الدول تؤدي ًا‬

‫التحتية وتوفير الخدمات العامة خاصة في تقديم الخدمات االجتماعية للمستفيدين منها دون مقابل على‬

‫حساب الميزانية العامة استنادا إلى مبدأ العدالة االجتماعية و التركيز على السياسة العامة لالقتصاد و‬

‫تنظيم حركة التجارة الخارجية ‪ .‬لقد واجهت الحكومات الوطنية للدول المستقلة في هذه الفترة مشكلة تكمن‬

‫في استم اررية النفوذ االستعماري‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بسيطرة رأس المال األجنبي على المرافق العامة‪ ،‬و‬

‫على جزء هام من االقتصاد الوطني‪ ،‬فاضطرت غالبية هذه الدول إلى تأميم هذه الشركات األجنبية‪ ،‬حيث‬
‫شكلت هذه التأميمات و المصادرة لرأس المال األجنبي النواة األولى للقطاع العام و التي نشأت نتيجة‬

‫عوامل سياسية و بدوافع أمنية‪ ،‬ولم تكن مخططة في إطار إستراتيجية أو سياسة اقتصادية هادفة ‪ ،‬وسرعان‬

‫ما تأكد تدخل الدولة في مختلف الميادين وخاصة في المجال االقتصادي‪ ،‬ذلك التدخل الذي بدا في أول‬

‫األمر‪ ،‬مجرد إجراء ضروري و خيار سياسي‪ ،‬حيث بدأت الدول تتجه نحو التخطيط كوسيلة لتنظيم السياسة‬

‫االقتصادية وتوجهها‪ ،‬و أكثر من ذلك‪ ،‬فقد أصبح اتجاه الدول يسير نحو خلق مشروعات جديدة تقوم على‬

‫رأس المال العام واإلدارة الحكومية المباشرة باعتبار ذلك المسار األنسب لتحقيق األهداف التي حددتها‬

‫الحكومات لسياساتها االقتصادية واالجتماعية عن طريق إطالق االستثمارات الحكومية و توجيه االقتصاد‪،‬‬

‫و بعبارة أخرى فقد أصبحت الدول تمارس ًا‬


‫دور مسيط ار في معظم األنشطة‪ ،‬وأصبحت هي المحدد األكبر‬

‫للنشاط االقتصادي والصانع األول لهيكل االقتصاد الوطني عن طريق الزيادة في النفقات الحكومية على‬

‫الخدمات االجتماعية ومنشآت البنية التحتية واإلنتاج و خلق وتوسيع قطاعات كاملة لإلنتاج السلعي‪.‬‬

‫و في المقابل‪ ،‬فإنه من البديهي في ظل إحداثيات اقتصادية‪ ،‬مثل تلك القائمة في دول العالم الثالث‬

‫أن يكون للقطاع العام الفضل األكبر في تحقيق أهداف مختلفة تتعلق بالنمو االقتصادي و تحريك المدخرات‬

‫الوطنية وتوزيع االستثمارات وخلق فرص عمل للعمالة المتنامية و التخطيط الستعمالها والتنويع االقتصادي‬

‫و تحقيق غيرها من األهداف العريضة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬و الحد من التبعية للنظام‬

‫االقتصادي الدولي‪ ،‬باعتبار أن القطاع الخاص بما يحويه من رأسماليين وتجار وصناعيين ومالك يميل‬

‫إلى التركيز على المصالح الشخصية من خالل تعظيم أرباحه تاركا ما عدا ذلك من أمور مهمة االستقالل‬

‫السياسي والتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬فإن القطاع العام‪ُ ،‬يعد وبحق األداة الوحيدة‬

‫للسيطرة على الموارد الوطنية‪ ،‬كما أنه ُيعد المحرك األساسي المتاح‪ ،‬إلعادة توزيع الدخل والثروة‪ ،‬مع ما‬

‫يتبع ذلك من أثر على تغيير مراكز ثقل القرار السياسي‪ .‬إن دور الدولة في العالم الثالث في المجال‬

‫االقتصادي ناتج عن ظروف معينة داخلية وخارجية‪ ،‬حيث فرض على الدولة في فترة الستينيات و‬
‫السبعينيات التدخل في األمور االقتصادية‪ ،‬وتنظيم المبادرة الفردية إال أن هذا التدخل كما بينا سبب لها‬

‫مشاكل اقتصادية واجتماعية‪ ،‬والتي تمثلت في عجز مزمن ومتزايد في الميزانية العامة وعجز في الميزان‬

‫التجاري و ميزان المدفوعات و مديونية خارجية باهظة وخدمة ديون متراكمة‪ ،‬مما نتج عنه تعثر خطط‬

‫وبرامج التنمية ارتفاع األسعار و ظهور التضخم والبطالة السافرة و المقنعة‪ ،‬وهذا ما ظهر جليا في فترة‬

‫الثمانينيات‪ .‬فترة التسعينيات وما بعدها‪.‬‬

‫لقد كان دور الدولة فى فترة الستينيات‪ ،‬وهي الفترة التي طبقت فيها معظم دول العالم النظام‬

‫االشتراكي و انتهجت سياسة إحالل الواردات‪ .‬يتركز في قيامها بالتخطيط المركزي لألنشطة االقتصادية و‬

‫ملكيتها ألدوات اإلنتاج‪ ،‬وحظر قيام القطاع الخاص بإقامة المشروعات أو تحديد المجاالت التي يقتصر‬

‫نشاطه عليها وتقوم الدولة بنفسها بعملية اإلنتاج على المستوى الكلي‪ ،‬واستمر هذا في عقود الستينيات و‬

‫السبعينيات من القرن الماضي‪ ...‬ومع بداية عقد الثمانينيات ظهرت تيارات جديدة تدعو إلى مناهضة‬

‫الكينزية والفكر االشتراكي الذي يدعو إلى تدخل الدولة في االقتصاد و تزامنت هذه الدعوات مع ظهور‬

‫سياسات "البيروسترويكا التي بدأ االتحاد السوفييتي سابقا في تبنيها في العام ‪ ،1985‬وهذا دفع باتجاه‬

‫اهتزاز الثقة في النموذج الماركسي إلى أن سقط االتحاد السوفييتي وتفكك في أواخر الثمانينيات‪ ،‬والذي‬

‫كان ُيعتبر معقل االشتراكية في العالم‪ ،‬كما انهار سور برلين الذي تم بناؤه في عقد الستينيات والذي كان‬

‫اقتصاديا مختلفا عن‬


‫ً‬ ‫فاصال بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية إلى درجة أن كل مهما كانت تطبق نظاما‬

‫الذي تطبقه األخرى‪ ،‬في ألمانيا الشرقية كانت تسير على النظام االشتراكي‪ ،‬أما ألمانيا الغربية فكانت تطبق‬

‫النظام الرأسمالي‬

‫و يعتبر هذان الحدثان التاريخيان من األحداث المهمة والخطيرة في آثارهما الضخمة في فترة‬

‫التسعينيات على االقتصاد العالمي‪ ،‬حيث أصبحت هناك منظومة فكرية واحدة هي منظومة الفكر الرأسمالي‬
‫ومضمون هذا الفكر اتعكس في أطروحات مدرسة شيكاغو " اقتصاديات العرض" لدى الفكر التقليدي‬

‫المعاصر الذي ذكرناه سابقا و الذي يرى بضرورة تحجيم دور الدولة و القطاع العام وزيادة دور القطاع‬

‫الخاص في النشاط االقتصادي‪ ،‬تماشيا مع الفكر ال أرسمالي بأسلوب جديد يتفق مع متطلبات اإلستراتيجية‬

‫الشاملة لرأس المال و مصالح الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬وبدأت هذه الدعوات تأخذ أبعادا عملية " مع‬

‫توّلى حزب المحافظين الحكم في بريطانيا بتولي ‪ Thatcher‬وكذلك فوز الجمهوريين في ‪ ،‬الواليات المتحدة‬

‫بتولي ‪ Reagan‬فيها واللذان قر ار تبني سياسة ليبرالية جديدة و التي أسهم وبشكل كبير المستشار‬

‫االقتصادي للرئيس "ريغان"‬

‫المفكر ‪ Milton Friedman‬في صياغتها‪ ،‬و من بينها سياسة الخوصصة واقتصاد السوق اللذان‬

‫يدعوان إلى إعادة النظر في دور الدولة‪ .‬منذ ذلك التاريخ بداية التسعينيات بدأت دول أوروبا الشرقية التي‬

‫كانت تطبق النظام االشتراكي في التحول إلى اقتصاد السوق‪ ،‬كما اتجهت أيضا معظم دول العالم الثالث‬

‫نحو فتح اقتصادها على االقتصاد العالمي‪ .‬حيث غيرت جذرًيا أداءها االقتصادي السابق‪ ،‬لتنسجم بذلك‬

‫مع المبادئ االقتصادية الجديدة و من أهم تلك التطورات والمتغيرات العالمية التي أدت إلى ذلك التحول‬

‫نذكر ما يلي ‪ :‬الثورة التكنولوجية " و التطور الكبير في االتصاالت والفضائيات والمواصالت‪ .‬تفكك االتحاد‬

‫السوفييتي في نهاية الثمانينيات‪.‬‬

‫تحرير التجارة العالمية في ظل "منظمة التجارة العالمية"‪ .‬التكتالت االقتصادية في العالقات الدولية‬

‫متعددة األطراف‪ .‬هيمنة الشركات متعدد الجنسيات على االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫وهذه التطورات أثرت على دور الدولة من دولة متدخلة كليا إلى دولة تبحث عن صيغة متطورة‬

‫تنظيم المجتمع وإدارته‪ ،‬يكون دورها فيه دو ار فعاال و حاف از ودافعا يجعله قاد ار على االعتماد على ذاته‬

‫وعلى إمكانياته في حل مشكالته الداخلية والخارجية‪.‬‬


‫و نظ ار لألعباء الشديدة التي ذكرناها والتي تحملتها دول العالم الثالث نتيجة تعثرها في سداد ديونها‬

‫الخارجية في النصف األول من ثمانينيات القرن العشرين و عدم قدرتها على القيام بواجباتها حيال مواطنيها‪،‬‬

‫فإنها لجأت إلى المؤسسات المالية الدولية لطلب المساعدة لمواجهة تلك األزمة‪ .‬و في هذا الصدد قام‬

‫صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بدور مهم مع دول العالم الثالث لتمكينها من اجتياز المرحلة الصعبة‪،‬‬

‫وذلك من خالل فرض برامج التثبيت االقتصادي والتكيف الهيكلي لعالج األزمة االقتصادية التي اجتاحت‬

‫معظم تلك الدول في بداية الثمانينيات‪ ،‬والذي يقوم أساسا على تقليص دور الدولة في إنتاج السلع والخدمات‬

‫أجنبيا‪ ،‬بسبب الصعوبات التي واجهت معظم دول العالم الثالث في‬
‫ً‬ ‫و تركها للقطاع الخاص محليا كان أو‬

‫توفير بعض الحاجيات األساسية لمواطنيها مثل الرعاية الصحية والتغذية و التعليم‪ ،‬وزيادة البطالة‪ .‬و برامج‬

‫التكييف الهيكلي " هذه هي عبارة عن حزمة سياسات اقتصادية (‪ )Package‬قد تختلف بعض الشيء من‬

‫دولة إلى أخرى‪ ،‬و لكنها تشمل رفع دعم الدولة عن السلع و الخدمات و مؤسسات القطاع العام وتحرير‬

‫أسعار السلع والخدمات ‪ ، Price Liberalization‬و تخفيض قيمة العملة الوطنية ‪Currency‬‬

‫‪ ،Devaluation‬وتخفيض اإلنفاق الحكومي ‪ ، Govt. Expenditure‬إضافة إلى تقليل الرقابة على النقد‬

‫األجنبي‪ ،‬و تحرير أسعار الفائدة حتى تكون حقيقية‪ ،‬هذا إلى جانب إنهاء الحماية غير الجمركية التي‬

‫تتمتع بها الصناعة المحلية ‪ ، Trade Liberalization‬و إحكام الرقابة على االئتمان و تشجيع القطاع‬

‫الخاص يقود التنمية االقتصادية‪ ،‬وذلك إلفساح المجال له في كل القطاعات التي كانت ِح ْك ًار على مؤسسات‬

‫القطاع العام وهذا ما يعرف بالخوصصة‪ .‬و في هذا اإلطار‪ ،‬صدر تقرير عن البنك العالمي " اقترح فيه‬

‫إستراتيجية أساسها تخفيف األعباء التي تتحملها الدولة عن طريق إشراك المواطنين والمجتمعات المحلية‬

‫في توفير السلع و الخدمات للمجتمع كالصحة و التعليم واألمن‪.‬‬


‫استنادا إلى الدور الجديد للدولة و انسجاما مع المبادئ االقتصادية الحديثة غيرت معظم دول العالم‬
‫و ً‬

‫مشروعيتها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حيث تطور مفهوم الدولة من دولة تتدخل في كل الشؤون إلى دولة‬

‫‪6‬‬
‫استنادا إلى مبادئ اقتصادية جديدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫تحاول أن تنظم أداءها االقتصادي‪،‬‬

‫‪ 6‬النذير قمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪356‬‬


‫خاتمة‪:‬‬

‫نتيجة لما سبق فقد تغير دور الدولة في النشاط االقتصادي بعد حدوث هذه المتغيرات السابق‬

‫اإلشارة إليها‪ ،‬حيث تقلص تدخل الدولة في النشاط االقتصادي بسبب السير في االقتصاد المفتوح القائم‬

‫على آليات السوق و تفاعل قوى العرض والطلب‪ ،‬وترك الحرية للقطاع الخاص إلقامة المشروعات‬

‫االقتصادية في مختلف المجاالت خاصة في دول العالم الثالث‪.‬‬

‫إن المتغيرات العالمية المعاصرة أدت إلى تطور ملحوظ في دور الدولة من دولة حارسة إلى دولة‬

‫متدخلة إلى دولة منظمة‪ ،‬وهذا التطور ليس معناه اإلنقاص من دور الدولة في المجتمع أو زيادة هذا الدور‪،‬‬

‫ولكنه دور يتطلب من الدولة اتخاذ خطوات والقيام بسياسات تكفل خلق مجتمع أكثر قوة وفاعلية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ )1‬النذير قمرة‪ ،‬تاثير الفكر االقتصاديعلى دور الدولة في المجال االقتصادي في العالم الثالث‪ ،‬جامعة‬

‫محمد بوضياف المسيلة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪2017 ،10‬‬

‫‪ )2‬عبد الستار عبد الحميد سلمي‪ ،‬حدود تدخل الدولة في المجال االقتصاديفي ظل اقتصاد السوق‪،‬‬

‫دار النهضة العريبة‪ ،‬القاهرة‪2005 ،‬‬

‫‪ )3‬حازم البيالوي‪ ،‬دور الدولة في االقتصاد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الشروق‪2004 ،‬‬

‫‪ )4‬احمد رشاد موسى‪ ،‬دو رالدولة في النظام االقتصادي المعاصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الجمعية المصرية‬

‫لالقتصادو االحصاء و التشريع‪2006 ،‬‬

You might also like