Professional Documents
Culture Documents
مختصر الدروس في تزكية النفوس
مختصر الدروس في تزكية النفوس
مقدمة
الحمد هلل الذي أنار النفوس بطاعته ،وعظمها فألسم بها لترلى فً منازل
جنته ،ثم الصالة والسالم على من أرسله هللا معلما ومزكٌا للنفوس ،ومبشرا
ونذٌرا.
أما بعد:
فإن إصالح النفوس والسعً إلى تزكٌتها باإلٌمان والعمل الصالح وتنمٌتها
من أدران الشرن والمعاصً واالرتماء بها فً مدارج الكمال اإلٌمانً وسلم
السمو األخاللً والسلوكً من أهم ما ٌنبؽً أن ٌسعى إلى تحمٌمه المربون،
وٌنتبه إلى أهمٌته المصلحون ،إذ المٌام بهذه المهمة عنوان الفالح ومفتاح
النصر والسبٌل نحو العزة والرٌادة والسؤدد.
ولد كنت منذ مدة لٌست بالٌسٌرة شؽفت بمراءة كتب الرلاق والسلون وٌسر
هللا لً بفضله ومنه تدرٌس هذه المادة للطالب والطالبات فً حلمات
المساجد والفصول الشرعٌة النسابٌة فتراكمت لدي عدد من الدروس كتبتها
بشكل مختصر فألح علً البعض فً طباعتها ونشرها لتعم الفابدة.
ولست أجزم بأن هذه الدروس المختصرة هً وافٌة بمتطلبات هذه المادة
ولكننً أحسبها لبنة فً بنٌانها وخطوة فً االتجاه نحو التأكٌد المتواصل
على أهمٌة طرق المواضٌع السلوكٌة والتربوٌة إذ النفوس البشرٌة ٌعتورها
دوما النمص والتمصٌر ومفطورة على الضعؾ والعجلة والتً تجنح بها إلى
سبٌل معوج إن لم تتمسن بكتاب ربها وهدي نبٌها ورسولها صلى هللا علٌه
وسلم ،فالحٌاة فً حس المؤمن مٌدان ابتالء وتمحٌص واختبار وهو أحوج
ما ٌكون لربا من ربه ومواله وثباتا على طاعته ونٌل رضاه.
ولمد جعلت هذه الدروس بطرٌمة العنوانات التً تندرج تحتها الشروح
المصٌرة والملبٌة لؽرض التوضٌح دون اإلطناب والتوسع ،لعلها أن تكون
مفتاحا لدارسها للتبحر فٌها واإلضافة إلٌها من الموالؾ والمصص المعبرة
التً تزخر بها كتب السٌر والتراجم ،وتمتلا بها الحٌاة المعاصرة ،إنها
دروس مختصرة تلبً حاجة المارئ الذي ال ٌحفل بكثرة الكالم وال ٌصبر
على مواصلة لراءة الكتب العظام وٌرؼب فً تناول المفٌد من الملٌل
لٌحصل على المرام.
وهللا أسأل أن ٌنفع بها ،وأن ٌجعل العمل لوجهه خالصا ،وأسأله االستمامة
والثبات على اإلسالم ،وأن ٌحمك ما نصبو إلٌه من أهداؾ فً تربٌة النشء
على أسس إسالمٌة تعمك فً نفسه الخوؾ من هللا والسعً لتزكٌتها ،ونسأله
سبحانه أن ال ٌزٌػ للوبنا بعد إذ هدانا وأن ٌهب لنا من لدنه رحمة إنه هو
الوهاب ،ومن هللا أستمد العون والتوفٌك والسداد وأستلهمه الرشاد وهو
حسبً ونعم الوكٌل ،وال حول وال لوة إال باهلل العلً العظٌم.
والحمد هلل رب العالمٌن ،وصلى هللا وسلم على دمحم وآله وصحبه.
الدرس األول
تزكٌة النفس
أوالً؛ تعرٌفها:
•لؽة :طهارة النفس ونماؤها وإظهار محاسنها.
•اصطالحا :تطهٌرها عن الصفات المذمومة وتكمٌلها وتحلٌتها باألعمال
الصالحة وتزٌٌنها بجمال التعظم هلل -عز وجل.
2.من مماصد مبعث النبً -صلى هللا علٌه وسلم -تزكٌة النفوس لتعبد
سوال ِ ّم ْن
ث فٌِ ِه ْم َر ُ علَى ْال ُم ِ
ؤمنٌِنَ ِإ ْذ بَ َع َ ربها حك عبادته ﴿ :لَمَ ْد َم َّن ّ
للاُ َ
أَنفُ ِس ِه ْم ٌَتْلُو َ
علَ ٌْ ِه ْم آٌَاتِ ِه َوٌُزَ ِ ّكٌ ِه ْم ﴾ [آل عمران].461 :
3.اهتمام السلؾ الصالح بتزكٌة النفس وتنمٌتها وتطهٌرها حٌث "اعتنوا
بالجانب السلوكً واألخاللً علما وفمها ،كما حمموه عمال وهدٌا ،فأفردوا
كتبا مستملة فً الزهد والرلابك ونحوهما بل إن أبمة السلؾ ٌوردون
الصفات السلوكٌة واألخاللٌة ألهل السنة فً ثناٌا كتب العمٌدة "كما فعل
اإلسماعٌلً (ت 174هـ) فً "اعتماد أهل السنة" وأبو إسماعٌل الصابونً
(ت 119هـ) فً "عمٌدة السلؾ" وإسماعٌل بن دمحم األصفهانً (ت 515
هـ) وابن تٌمٌة فً "مجموع الفتاوى والواسطٌة"( - )728رحمهم هللا.
4.الثواب الجزٌل الذي أعده هللا لمن زكى نفسه بالطاعات وجنبها الفواحش
ت فَأ ُ ْولَبِ َن لَ ُه ُم
صا ِل َحا ِ
ع ِم َل ال َّ والمنكرات لال تعالىَ ﴿ :و َم ْن ٌَأْتِ ِه ُمؤْ ِمنا لَ ْد َ
ار خَا ِلدٌِنَ فٌِ َها َو َذ ِل َن ع ْدن تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِ َها ْاأل َ ْن َه ُ الد ََّر َجاتُ ْالعُلَى * َجنَّاتُ َ
َجزَ اء َمن ت َزَ َّكى ﴾ [طه].76 :
ٌا خادم الجسم كم تسعى لخدمته
أتعبت نفسن فٌما فٌه خسران
ألبل على النفس فاستكمل فضابلها
فأنت بالنفس ال بالجسم إنسان
ثالثا ً :من الذي ٌزكً النفس؛ هللا أم اإلنسان؟:
ولد تواردت فً هذه المسألة عدد من اآلٌات الكرٌمة الدالة على معنٌٌن أن
هللا هو المزكً للنفس من باب التوفٌك والداللة والفاعل المباشر للتزكٌة هو
للاُس ُه ْم بَ ِل َّ اإلنسان وفً هذا ٌمول هللا تعالى ﴿ :أَلَ ْم تَ َر ِإلَى الَّذٌِنَ ٌُزَ ُّكونَ أَ ْنفُ َ
للاِ ض ُل َّ ظلَ ُمونَ فَتٌِال ﴾ [النساء ،]19 :وٌمولَ ﴿ :ولَ ْوال فَ ْ ٌُزَ ِ ّكً َم ْن ٌَشَا ُء َوال ٌُ ْ
للاُ للا ٌُزَ ِ ّكً َم ْن ٌَشَا ُء َو َّ علَ ٌْ ُك ْم َو َر ْح َمتُهُ َما زَ َكى ِم ْن ُك ْم ِم ْن أَ َحد أَ َبدا َولَ ِك َّن َّ َ َ
ع ِلٌم ﴾ [النور ،]24 :وٌمول سبحانه ﴿ :لَ ْد أَ ْفلَ َح َم ْن زَ َّكاهَا * َولَ ْد خ َ
َاب س ِمٌع َ َ
ساهَا ﴾ [الشمس]44 - 9 :؛ ٌمول ابن المٌم -رحمه هللا " :-فإن العبد إذا َم ْن َد َّ
زكى نفسه ودساها فإنما ٌزكٌها بعد تزكٌة هللا لها بتوفٌمه وإعانته ،وإنما
ٌدسٌها بعد تدسٌة هللا لها بخذالنه والتخلٌة بٌنه وبٌن نفسه؛ فتضمنت اآلٌتان
الرد على المدرٌة والجبرٌة".
3.طلب العلم الشرعً على ٌد أهله العارفٌن بعٌوب النفس وتزكٌتها وفك
أصعب من
ُ نهج األنبٌاء ٌمول ابن المٌم رحمه هللا تعالى" :وتزكٌةُ النفوس
عالج األبدان وأشدَّ ،فمن ز َّكى نفسه بالرٌاض ِة والمجاهدة والخلوةِ التً لم
سه برأ ٌِه ،فالرس ُل أطبا ُء
كالمرٌض الذي ٌعال ُج نف َ
ِ ٌجً َء بها الرسل ،فهو
الملوب ،فال سبٌل إلى تزكٌتها وصالحها إال من طرٌمهم والتسلٌم لهم".
ُ
مٌمون 4.محاسبتها ومجاهدتها للتؽلب على الهوى والشٌطان والدنٌا؛ لال
ٌحاسب
َ ُ
ٌكون الرج ُل من المتمٌن حتى بن مهران -رحمه هللا تعالى ( :-ال ُ
سه، سه أش َّد من محاسب ِة شرٌك ِه ،حتى َ
ٌعلم من أٌن مطع ُمه ،ومن أٌن ملب ُ نف َ
ومن أٌن مشربُه ِأم ْن حالل ذلن أم من حرام).
5.الصحبة النافعة التً تعٌن على تربٌة النفس وتزكٌتها والبعد عن كل ما
ٌضرها وٌهلكها لال علً -رضً هللا عنه-:
كم من جاهل أردى
حلٌما حٌن آخاه
ٌماس المرء بالمرء
إذا ما المرء ماشاه
أنواع النفوس:
وهً ثالثة:
1 -النفس األمارة بالسوء:
ع هواها بفعل الذنوب والمعاصً؛ لال تعالى َ ﴿:و َما هً التً ٌؽلب علٌها ا ِت ّبا ُ
وء إِ َّال َما َر ِح َم َر ِبًّ ِإ َّن َر ِبًّ َ
ؼفُور َر ِحٌم ﴾ س ِ س َأل َ َّم َ
ارة ِبال ُّ أ ُ َب ِ ّر ُ
ئ نَ ْف ِسً ِإ َّن النَّ ْف َ
[ٌوسؾ ،]51 :وفً الحدٌث عن ابن مسعود رضً هللا عنه أٌضا(( :إن
للملن لَ َّمة ،وللشٌطان لمة ،فلمةُ الملن :إٌعاد بالخٌر ،وتصدٌك بالحك ،ولمةُ
الشٌطان :إٌعاد بالشر ،وتكذٌب بالحك))[1].
ثانًٌا :القلب
لغة" :تحوٌل الشًء عن موضعهٌ ،مال :لَلَبه ٌَ ْم ِلبُه لَ ْلبا ،وللَّبه؛ أيَّ :
حوله
ظهرا لبطن ،وتملب الشًء ظهرا لبطن ،لال الشاعر:
ارا ان أَ ْ
ط َو َ س ِاإل ْن َ
ؾ ِب ِ
ص ِر ُ الرأْ ُ
ي ٌَ ْ ً المَ ْل ُ
ب إِالَّ ِم ْن تَمَلُّبِ ِه ♦♦♦ َو َّ س ِ ّم َ
َما ُ
ولال آخر:
ب ِم ْن لَ ْلب َوتَ ْح ِوٌ ِل
علَى المَ ْل ِ ً المَ ْل ُ
ب إِالَّ ِم ْن تَمَلُّبِ ِه ♦♦♦ فَ ْ
اح َذ ْر َ س ِ ّم َ
َما ُ
واصطال ًحا :وعندما ٌطلك اللفظ ،فإنه ٌتناوله صنفان من الناس ،فكل صنؾ
ٌعرفُه بطرٌمته:
ِّ
الصنف األول :األطباءٌ:مولون :إنه عضو عضلً أجوؾٌ ،مع فً منتصؾ
التجوٌؾ الصدري تمرٌبا ،أو هو المضخة التً تضخ الدم من بداٌة تشكل
الجنٌن ،وحتى وفاة اإلنسان ،دون تولؾ من لٌل أو نهار ( 7244لتر
ٌومًٌّا).
الصنف الثانً :العلماء والفمهاء والزهاد :لالوا :هو لطٌفة ربانٌة روحانٌة،
لها تعلُّك بالملب الذي َّ
عر ْفناه آنفا ،وعموما هو من األسرار التً لم تفصح
عنه النصوص الشرعٌة.
أنواع القلب:
1 -القلب السلٌم:
وهو الذي أخلص عبودٌته هلل تعالى إرادة ومحبة ،وتوكال وإنابة ،وإخباتا
أحب فً هللا ،وإن أبؽض أبؽض فً هللا ،وإن َّ أحب
َّ وخشٌة ورجاءْ ،
فإن
أعطى أعطى هلل ،وإن منع منع هلل ،وال ٌنماد وال ٌحتكم إال هلل ورسوله
ملسو هيلع هللا ىلص.
2 -القلب المرٌض:
وهو الذي فٌه محبة هللا ،واإلٌمان به ،واإلخالص له ،والتوكل علٌه ،كما
فٌه محبة الشهوات وإٌثارها ،والحرص على تحصٌلها ،وفٌه الحسد
والعجب ،وحب العلو والفساد فً األرض ،فهو إما إلى السالمة ألرب ،أو
إلى الهالن والموت ألرب.
3 -القلب المٌت:
هو ذلن الملب الذي ال حٌاة له؛ ه ُّمه الفوز بالشهوات وتحصٌلها ،ولو كان
أحب لهواه ،وإن أبؽض أبؽض لهواه، َّ أحب
َّ فٌها سخط ربه وؼضبه ،فإن
وإن أعطى أو منع فلهواه؛ فهو متعبد لؽٌر هللا حبًّا ،وخوفا ،ورجاء،
وسخطا ،وتعظٌما ،وذالًّ ،مخالطةُ صاحب هذا الملب سمم ،ومعاشرته سم،
ومجالسته هالن.
مرحلة الموت:
فال حٌاة له بعٌدا عن ربه ومواله ،ومجانبا لسبٌل المؤمنٌن المتمٌن ،فال أمل
فً حٌاته إال بالتوبة النصوح ،وتموى هللا ،وكثرة الذِّكر واالستؽفار،
ومالزمة الطاعات واألعمال الصالحة بأنواعها ،وعدم االنهمان فً ملذات
الدنٌا وشهواتها؛ بل االعتدال والتوسط فٌها ،ومجاهدة مستمرة ال تفتر؛ حتى
تعود له الحٌاة ،نسأل هللا السالمة والعافٌة.
المراجع:
1 -مجموع فتاوى شٌخ اإلسالم ابن تٌمٌة.291 - 292 /9 ،
2 -مدارج السالكٌن ،البن المٌم ،ج.4
3 -إحٌاء علوم الدٌن ،للؽزالً.1 /1 ،
4 -تزكٌة النفوس ،ألحمد فرٌد 25 - 21 ،و.71 - 74
5 -لسان العرب 269 /44 ،و.212 /6
6 -الصحاح فً اللؽة ،للجوهري.981 /1 ،
7 -التولٌؾ فً مهمات التعارٌؾ ،للمناوي.128 ،
رابط
الموضوع
: http://www.alukah.net/sharia/0/5610/#ixzz5ENnqfVcQ
مختصر الدروس فً تزكٌة النفوس
الدرس الثالث
الفصل األول :أعمال الملوب:
اإلخالص
التعرٌف :لغة :من مادة (خ ل ص) التً تدل على تنمٌة الشًء ،والخالص:
الصافً.
اصطال ًحا :تعدَّدت ألوال العلماء المحممٌن فً ذلن ،وفٌما ٌلً أهمها:
1-أن ٌكون سكون العبد وحركاته هلل -تعالى -خاصة.
اإلخالص،
َ 2-اإلخالص ف ْمد رؤٌة اإلخالص ،فإن َمن شاهد فً إخالصه
صه إلى إخالص.
فمد احتاج إخال ُ
3-تخلٌص الملب عن شاببة الشوب المكدر لصفابه الفطري؛ كموله – تعالى
ِ ﴿-:م ْن بَ ٌْ ِن فَ ْرث َو َدم لَبَنا خَا ِلصا ﴾ [النحل].66 :
أقوال فً اإلخالص:
للا ُم ْخ ِلصا َلهُ ال ّدٌِنَ ﴾ [الزمر،]44 : لال تعالى ﴿:لُ ْل إِنًِّ أ ُ ِم ْرتُ أَ ْن أَ ْعبُ َد َّ َ
للا أَ ْعبُ ُد ُم ْخ ِلصا لَهُ دٌِ ِنً ﴾ [الزمر ،]41 :ولال - ولال -سبحانه ﴿ -:لُ ِل َّ َ
صٌنَ لَهُ ال ّدٌِنَ َولَ ْو َك ِرهَ ْال َكافِ ُرونَ ﴾ [ؼافر].41 : للا ُم ْخ ِل ِ
عوا َّ َتعالى ﴿ -:فَا ْد ُ
ولال رسول هللا -ملسو هيلع هللا ىلص (( :-إنما األعمال بالنٌات ،وإنما لكل امرئ ما نوى،
فمن كانت هجرته إلى هللا ورسوله ،فهجرته إلى هللا ورسوله ،ومن كانت
هجرته إلى دنٌا ٌصٌبها ،أو إلى امرأة ٌنكحها ،فهجرته إلى ما هاجر
إلٌه ))[1].
ْ
ظهرت ٌنابٌع الحكمة من ولال مكحول" :ما أخلص عبد لط أربعٌن ٌوما إال
للبه ولسانه".
ت َو ْال َح ٌَاةَ
ولال الفضٌل بن عٌاض فً لوله -تعالى ﴿ -:الَّذِي َخلَكَ ْال َم ْو َ
ع َمال ﴾ [الملن" :]2 :العمل الحسن هو أخلصه ِل ٌَ ْبلُ َو ُك ْم أٌَُّ ُك ْم أَ ْح َ
س ُن َ
وأصوبه" ،لالواٌ :ا أبا علً ،ما أخلصه وأصوبه؟ لال" :إن العمل إذا كان
خالصا ولم ٌكن صوابا ،لم ٌُمبَل ،وإذا كان صوابا ولم ٌكن خالصا ،لم ٌمبل،
حتى ٌكون خالصا صوابا ،والخالص :ما كان هلل ،والصواب :ما كان على
السنة".
ولال الجنٌد" :اإلخالص سر بٌن هللا وبٌن العبد ،ال ٌعلمه ملن فٌكتبه ،وال
شٌطان فٌفسده ،وال هوى فٌمٌله".
ولال ابن المٌم" :العمل بؽٌر إخالص وال التداء ،كالمسافر ٌمأل جرابه رمال
ٌنمله وال ٌنفعه".
الثانٌة :من جانب معناه وشروطه ،باعتباره مولفا ٌلتزم به اإلنسان فً
حٌاته ،فٌنمسم اإلخالص هنا إلى:
1-إخالص األلوال . 2-إخالص األفعال . 3-إخالص العبادات . 4-إخالص
الخواطر.
3-أدق الرٌاء :مع تنبهه لما سبك ،وعلمه أن اإلخالص فً أن تكون صالته
فً الخلوة مثل صالته فً المأل ،وٌستحًٌ من نفسه ومن ربه أن ٌتخشع
لمشاهدة خلمه تخشعا زابدا على عادته ،فٌُمبِل على نفسه فً الخلوة ،وٌحاول
تحسٌن صالته على الوجه الذي ٌرتضٌه فً المأل ،وٌصلً فً المأل أٌضا
كذلن ،فكأن نفس هذا لٌست تسمح بإساءة الصالة بٌن أظهر الناس ،ثم
ٌستحًٌ من نفسه أن ٌكون فً صورة المرابٌن ،وٌظن أن ذلن ٌزول بأن
تستوي صالته فً الخال والمأل ،وهٌهات!
والعالج :أن ٌعلم أن اإلخالص أن تكون مشاهدة البهابم لصالته ومشاهدة
الخلك على وتٌرة واحدة ،وذلن بأالَّ ٌنشؽل أو ٌلتفت إلى الخلك ،كما ال
ٌلتفت إلى الجمادات ،فً الخال والمأل جمٌعا.
منافع اإلخالص:
1-األساس فً لبول األعمال واأللوال والدعوات.
2-رفعة المنزلة والدرجات فً الدنٌا واآلخرة.
ٌ3-حمك للعبد الطمأنٌنة واألمن والهداٌة ،ولوة العزٌمة فً مواجهة
الشدابد ،والنجاة من الفتن.
4-طرد الهموم والوساوس ،وجلب االنشراح للصدر ،والسعادة الملبٌة.
ٌ5-موي العاللات االجتماعٌة ،وٌجلب النصر لألمة.
وؼٌرها من المنافع.
مراجع:
1-التحفة العرالٌة ،البن تٌمٌة ().58
2-مدارج السالكٌن ،البن المٌم ،م .2
3-إحٌاء علوم الدٌن ،لإلمام الؽزالً ،م .1
4-مجلة البٌان ،العدد ،484ص.24
5-سلسلة أعمال الملوب ،للمنجد.
6-لسان العرب ،البن منظور.26/7 ،
7-التعرٌفات ،للجرجانً.41 ،
] [1البخاري ،)4( 2/4ومسلم ).1962( 18/6
رابط
الموضوع
: http://www.alukah.net/sharia/0/5774/#ixzz5ENoiEiKe