You are on page 1of 9

‫الرتيمات‬

‫في الوطن العربي‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد ابوالقاسم الرتيمي‬

‫علِيم َخ ِبير "‬ ‫َّللا أَتْقَا ُك ْم إِنَّ َّ‬


‫َّللاَ َ‬ ‫اس ِإنَّا َخلَقْنَاكُ ْم مِ ْن ذَك ٍَر َوأُنْثَى َو َجعَلْنَا ُك ْم شُعُوبًا َوقَبَائِلَ ِلتَعَا َرفُوا ِإ َّن أَك َْر َم ُك ْم عِ نْ َد َّ ِ‬
‫قال هللا تعالى " يَا أَيُّهَا النَّ ُ‬

‫ملخص‬
‫إن النزوح واالرتحال لدى القبائل العربية ضرورة فرضتها طبيعة البيئة‪ ،‬وقد تكيفت معها نفسية‬
‫هذه القبائل وأصبح يطبع كيانها ويرسم طريقة تعايشها‪ ،‬وان ترحال العرب كان ألسباب‬
‫وظروف قاسيه فرضتها قسوة البيئة إضافة الى الطبيعة القبلية المقاتله التي كانت تختص بها‬
‫تلك المجموعات البشريه‪ ،‬كما ارتبط انتشار العرب في بقاع األرض بالعديد من األسباب منها‬
‫الفتح اإلسالمي‪ ،‬اذ خرج العرب ينشرون دينهم وينصرون هللا‪ ،‬ففتحوا االمصار بإذن هللا حتى‬
‫وصلوا شرقا الى بالد الهند وماليزيا واندونيسيا وغربا الى المغرب األقصى واسبانيا‪.‬‬
‫مشرف في التعبير عن إرادة األمة العربية ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫لقد كان لقبيلة بني عقيل (وضمنهم الرتيمات) دور‬
‫وموقفهم العربي في مرحلة التسلط السلجوقي (التركي) والبويهي(الفارسي) زمن الدولة العباسيه‬
‫التي آثرت غير العرب في الحكم‪ ،‬فكانت العالقات بين العقيليين من ناحية والبويهيين‬
‫والسلجوقيين من ناحية أخرى‪ ،‬يسودها التوتٌر واالضطراب في عهد امرائها األقوياء‪.‬‬
‫وحيث أن الماضي يشتم الناس منه عبق التاريخ ويستظلون بظالله‪ ،‬فإن تاريخ األمم تصنعه‬
‫األحداث بكافة إيجابياتها وسلبياتها‪ ،‬وهو ما يشكل ميراثا ثقافيا لألجيال المتعاقبة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الورقة تقدم سردا معلوماتيا لتواجد الرتيمات وقبيلة بني عقيل العربية باعتبارهم احد بطون هذه‬
‫القبيلة ذات االنتشار الواسع في جميع انحاء الوطن العربي الكبير‪ ،‬وقد جمعت هذه المعلومات‬
‫من مراجع علمية متميزة‪ ،‬دون احداث أي تعديل او تغيير في مضمونها‪ ،‬إضافة الى زيارات‬
‫ميدانيه ولقاءات في عدد من الدول العربيه ‪.‬‬
‫كلمات مفتاحيه‪ :‬القبائل العربيه‪ ،‬بنو عقيل‪ ،‬بنو سليم‪ ،‬بنو هالل‪ ،‬هجرات‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬بنو المنتفق‪.‬‬

‫‪ -1‬مقدمه‬
‫بالرغم من ان بني هالل وبني سليٌم شكلوا اكبر القبائل العربية المهاجرة الى شمال‬
‫افريقيا‪ ،‬اال انها ضمت قبائل هوازنيه أخرى مثل شجم وسلول ودهمان والمنتفق (من‬
‫بني عقيل) و ربيعه وخفاجه و سعد وكعب وسواءه وكالب وقبائل قيسيه مثل فزاره‬
‫واشجع وعبس وعدوان ‪ ،‬وقبائل مضريه مثل هذيل و قريش وتميم وعنزه ‪ ،‬كما ضمت‬
‫قبائل قحطانيه مثل جذام وكنده ومذحج ‪ ،‬ولهذا كان ابن خلدون يصفها بالهجرة القيسيه‬
‫نسبة الى ان اغلب القبائل المهاجرة تندرج تحت الفرع القيسي من العرب العدنانيه‪.‬‬
‫هاجر بنو هالل الى افريقيا بإيعاز من الفاطميين في القرن الحادي عشر ميالدي‪ ،‬ونزل‬
‫بنو هالل بالمغرب األقصى في نهاية القرن الخامس الهجري (القرن الحادي عشر‬
‫ميالدي)‪ ،‬وكان ذلك بتشجيع من الخليفة الفاطمي المستنصر بمشورة من وزيره‬
‫اليازوري لالستقرار بشمال افريقيا للقضاء على الحركة االستقاللية التي قادها عامل‬
‫الفاطميين في تونس‪ ،‬وتزامن هذا مع ضعف الدولة العقيلية في الموصل والتي انتهت‬
‫عام ‪ 447‬هجري الموافق ‪ 1055‬ميالدي‪.‬‬
‫وقبل هذه الهجره بثالثة قرون انتقل قسم كبير من قبيلة عقيل بن كعب بن ربيعه بن‬
‫عامر بن صعصعه الى افريقيا بهجرات متتابعه‪ ،‬بدأت منذ نهاية القرن األول للهجرة‪،‬‬
‫حين استجاب الخليفه األموي هشام بن عبد الملك لمطلب الوليد بن رفاعه الفهري –‬
‫عامله على مصر‪ ،‬بأن ينقل جماعة من قبيلة بني سليٌم الى مصر‪ ،‬انضموا الى إخوانهم‬
‫من بني عامر بن صعصعه في شرقي النيل‪ ،‬واستنفروا جميعا في نواحي بلبيس عام‬
‫‪ 109‬هجري‪ ،‬وأن قسما من بني المنتفق (بطن من بني عقيل) قد نزحوا مع بني سليٌم‬
‫الى افريقيا (تونس )‪.‬‬
‫يقول ابن خلدون " لما ضعف أمر القرامطه استولى بنو سليٌم على البحرين بدعوة‬
‫الشيعه‪ ،‬ثم غلبهم عليها بنو ابي الحسين من بطون تغلب بالدعوة العباسيه‪ ،‬فارتحل بنو‬
‫سليٌم وبنو المنتفق (من بني عقيل) من هؤالء المس ٌمون بالخلط الى افريقيا (تونس‬
‫حاليا)‪ ،‬وبقي سائر بني عقيل بنواحي البحرين الى ان غلب منهم على التغلبيين بنو‬
‫عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر بن عقيل‪ ،‬اخوة الخلط هؤالء‪ ،‬ألنهم في‬
‫المغرب منسوبون الى جشم تخليطا في النسب ممن يحققه العوام" ‪ ،‬انتهى كالم بن‬
‫خلدون‪.‬‬
‫‪ -2‬الرتيمات‬
‫ورد في كتاب م عجم القبائل العربية القديمة والحديثه (للمؤلف عمر كحاله ) ص ‪427‬‬
‫أن ‪:‬‬
‫" الرتيمات اصلهم من عقيل بن كعب وهؤالء (أي قبيلة عقيل بن كعب بن ربيعة بن‬
‫عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن قالب بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن‬
‫خصفة بن قيس عيالن بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان) كانت منازلهم باقليم‬
‫البحرين ( وهي المنطقة الممتدة من سلطنة عمان الى البصره بالعراق شرق المملكة‬
‫السعوديه حاليا ‪ ،‬باالضافه الى جزر البحرين التي كانت تعرف باسم جزر اوال) ثم‬
‫تغلب عليهم بنو تغلب فغلبوهم وطردوهم منها‪ ،‬فنزلوا العراق وملكوا الكوفه وبالد‬
‫الفرات وتغلبوا على الجزيره (شرق سوريه بمنطقة دير الزور) والموصل بالعراق‬
‫وتلك البالد‪ ،‬وظلوا كذلك حتى تغلب عليهم ملوك السلجوقيين فرجعوا الى اقليم البحرين‬
‫حيث كانوا وغلبوا بني تغلب وصار هؤالء من رعاياهم‪".‬‬
‫وهذا ما اورده المؤلف ( عارف العارف ) في كتابه تاريخ بئر السبع (ص‪.)146‬‬
‫وأكده نعوم بك شقير في كتاب تاريخ سينا القديم والحديث ص‪580‬‬
‫ويقال ان الجد األول للرتيمات كان اسمه "رتيم" وتقراء "أرتيم" ويسمى الواحد منهم‬
‫رتيمي‪ ،‬وتجمع على رتيمات او رتيميون‪.‬‬
‫مواطن تواجد الرتيمات في الوطن العربي‬ ‫‪2.1‬‬
‫أ‪ .‬منطقة فلسطين واالردن‬
‫توجد قبائل الرتيمات في غزه ‪-‬فلسطين والزرقاء بالمملكة االردنيه‪ ،‬الذين ارتحلوا عبر‬
‫هذه المنطقه عدة مرات نت يجة للحروب التي جرت في منطقة الجزيرة العربيه وبالد‬
‫الشام ‪ ،‬وكان موطنهم في فلسطين منطقة بئر السبع (جنوب فلسطين) وقد طردوا منها‬
‫بفعل االحتالل ‪ ،‬وعشيرة الرتيمات هي صف قبيلة الجبارات الرئيسيه وتتفرع منها عدة‬
‫فصائل وهم فصيلة الصوايحه‪ ،‬وفصيلة الحالف‪ ،‬وفصيلة الزيود‪ ،‬وفصيلة الرزيقات‪،‬‬
‫وفصيلة العايد‪ ،‬وفصيلة الرواجفه‪ ،‬والجدير بالذكر ان كل فصيلة تتألف من عدد كبير‬
‫من العائالت ( نقال عن‪ :‬موسوعة قبائل بئر السبع وعشائرها الرئيسة‪ -‬للمؤلف احمد‬
‫ابوخوصه الرتيمي)‪.‬‬
‫ب‪ -‬العراق‬
‫يوجد حضور للرتيمات في مدينة البصره ومدينة الموصل بالعراق‪ ،‬حيث كانت تتواجد‬
‫امارات بني عٌقيل المتعاقبة وما زالت لهم اثار مثل واحة الرتيمي قرب الحدود‬
‫السوريه‪.‬‬
‫ج‪ -‬سوريا‬
‫ما زال للرتيمات حضور في منطقة صبيخان (محافظة دير الزور)‪ ،‬وهم يشتغلون‬
‫بالزراعة والرعي‪ ،‬وكانت هذه المنطقة جزءا من دولة بني عقيل في الماضي‪ ،‬وتوجد‬
‫مجموعه من الهضاب تدعى هضاب الرتيميات بذات المنطقه‪ ،‬وجنوبها يقع وادي‬
‫الرتيمي ‪ ،‬وفي مطلع القرن الواحد والعشرين ارتحل بعضهم الى جزيرة البحرين‪.‬‬
‫د‪ -‬مصر‬
‫يتواجد الرتيمات في كل من وادي النطرون ومنطقة خربتا في محافظة البحيرة‪ ،‬كما‬
‫يتواجد بعض الرتيمات في منطقة الجيزة‪ ،‬ويقولون ان اصلهم من ليبيا وقد نزحوا من‬
‫فزان بالجنوب الليبي‪ ،‬منذ زمن‪.‬‬
‫ذ‪ -‬ليبيا‬
‫يتوزع الرتيمات في ليبيا في مناطق عديده مثل طرابلس وجنزور والزاويه وصرمان‬
‫وصبراته وسرت والمرج وتاورغاء ‪ ،‬اضافة الى منطقة فزان‪ ،‬ويزيد عددهم عن‬
‫عشرة االف نسمه ‪ ،‬ويشكلون مكونات مهمة ضمن قبائل عديده‪ ،‬فهم جزء مهم من قبيلة‬
‫أوالد صقر بمدينة الزاويه‪ ،‬كما ينتمي الرتيمات في سرت الى قبيلة أوالد سليمان على‬
‫سبيل المثال ‪.‬‬
‫ر‪ -‬تونس‬
‫يمكن القول ان الرتيمات يتوزعون على كافة االراضي التونسيه ابتداء من بنقردان‬
‫وقابس وصفاقس وتونس العاصمه الى الحامه وبنزرت‪ ،‬وينتمي الرتيمات في الجنوب‬
‫التونسي الى قبائل بني يزيد‪.‬‬
‫ز‪ -‬الجزائر‬
‫كانت تلمسان مركز تجمع للرتيمات الذين هاجروا الى المغرب األقصى‪ ،‬وما زالت‬
‫بعض العائالت تقطن مناطق بالجزائر مثل والية الجلفه ومدينة تلمسان بالغرب‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫ومن اعالم الرتيمات بالجزائر الشيخ الجليل ابومهدي عيسى الرتيمي‪ ،‬والمشهور بلقب‬
‫عيسى امزيان‪ ،‬مولود بمدينة تلمسان بالجزائر‪ ،‬قراء عنه الشيخ الحسن بن مخلوف‬
‫ابركان وابو الحسن القلصادي وغيرهم كثير‪ .‬تاريخ وفاته مجهول ‪ ،‬ودفن بالقرب من‬
‫ضريح الشيخ الحلوي بتلمسان (بجوار جامع الحلوي) ‪ ،‬ذكره العالم العربي ابوالحسن‬
‫علي ب ن محمد القلصادي في كتاب "رحلة القلصادي" ‪ ،‬حيث تعلم منه علم الفرائض (و‬
‫توفي القلصادي في سنة ‪ 891‬هـ‪ 1486/‬م)‪.‬‬
‫س‪ -‬المغرب‬
‫يعتبر الرتيمات في المغرب من القبائل العربية الشريفه ‪ ،‬ويقول الرتيمات انهم نزحوا‬
‫من مدينة الموصل بالعراق (وهذا ما يتوارث بينهم)‪ ،‬حيث كانت تتواجد القبيلة أألم‬
‫(قبيلة بني عقيل) وأسست لها أمارة عرفت بدولة بني عقيل في القرن الرابع الهجري‬
‫(العاشر الميالدي)‪ ،‬ويقدر عدد الرتيمات بالمغرب حسب اقوالهم بثمانية االف نسمه‪،‬‬
‫(هذا في نهاية القرن العشرين الميالدي)‪ .‬واكبر التجمعات لهم في مدينة فاس ومدينة‬
‫الرباط (ال قديمه والجديده) ومنطقة الرتيمات في الطنطان جنوب المغرب‪ ،‬ولهم تواجد‬
‫بالعديد من مدن المغرب مثل‪:‬‬
‫‪ -‬مدينة فاس‬
‫يكثر تواجد الرتيمات في منطقة الشراقه التابعه لمدينة فاس‪ ،‬وينتمي الرتيمات هناك الى‬
‫قبيلة بني عامر ‪ ،‬ويطلق عليهم الشراقه لتمييزهم عن بقية السكان باعتبارهم قادمين من‬
‫المشرق العربي‪ ،‬ويقول الرتيمات في فاس انهم نزحوا من مدينة الموصل في العراق‪،‬‬
‫والتي كانت احد اماكن تواجد الرتيمات في العصورالسابقة كجزء من قبيلة عقيل بن‬
‫كعب‪ ،‬ونظرا للتقدم والحضارة في العديد من مدن المغرب‪ ،‬فاننا نجد انتشارا كبيرا‬
‫للرتيمات في مدن مثل الدار البيضاء والجديده ومكناس ومناطق الشمال الغربي من‬
‫المغرب األقصى ‪.‬‬
‫‪ -‬مدينة سال (الرباط القديمه)‬
‫تفيد وثائق تاريخية وجود أكثر من مائتي أسرة هاجرت في القرن الثامن عشر‪ ،‬رغم‬
‫ان بعضها ربما أكثر رسوخا في مدينة سال ‪ ،‬ومن بينهم الرتيمات الذين نزحوا الى سال‬
‫في القرن الثامن عشر مع العديد من العائالت العربية‪ ،‬ويوجد لهم مسجد قديم يعرف‬
‫بجامع الرتيمي‪ ،‬قرب مكان اقامتهم بمدينة سال‪.‬‬
‫ش‪ -‬الساقية الحمراء ووادي الذهب‬
‫يوجد ضريح الولي الرتيمي في صحراء المغرب ‪ ،‬وللرتيمات هناك انتماء لعشائر‬
‫الرتيمات المتواجدين في الجنوب المغربي مثل منطقة الطنطان‪ ،‬ومنطقة الرتيمات‪.‬‬

‫‪ 2.2‬حروب الرتيمات‬

‫‪ ‬حرب الرتيمات مع جيش محمد علي‬


‫يقول المؤرخ نعوم شق ير في كتابه (تاريخ سيناء القديم والحديث) عن حرب الرتيمات‬
‫مع جيش محمد علي ‪ ،‬انه في سنة ‪ 1830‬ميالدي‪ ،‬في عهد محمد علي باشا ‪ ،‬خرجت‬
‫قافلة من غزة وبها بضائع كثيرة من االقمشة الحريريه والصابون والسكر‪ ،‬وسارت في‬
‫الدرب المصري قاصدة مصر ‪ ،‬فالتقاها عرب الرتيمات وسلبوها مالها‪ ،‬فأخذت‬
‫ال حكومة تترقبهم حتى علمت بتجمعهم يوما في المقضيه فساقت اليهم العساكر فرقتين‬
‫وحصرتهم بين نارين فقتلت منهم خلقا كثيرا وما زالت تطاردهم حتى اتى كبارهم الى‬
‫العريش طالبين االمان فأعطي لهم‬
‫‪ ‬حرب الترابين والجبارات‬
‫كانت الجبارات قبيلة قويه تسكن القس م الشرقي من بالد العريش وكان ينسب اليهم‬
‫الرتيمات والسواركه فأشهر عليهم ترابين سوريا حربا دامت نحو عشرين عاما‪ ،‬جرت‬
‫اثنائها وقائع دمويه في جبهات وادي المغاره والمويلح والحسنه والعمر وغيرها‪ ،‬وكانت‬
‫الخسارة فيها جسيمه من الجانبين‪ ،‬واخيرا انتصر ترابين مصر الخوانهم في سوريا‬
‫فأرسلوا لهم نجدة بقيادة الشيخ‪ /‬ابوسرحان ففازوا بطرد الجبارات والرتيمات من بالد‬
‫العريش الى بالد غزة وهناك اوقعوا فيهم وقعة فاصلة على نهر الشريعه وعقدوا بعدها‬
‫صلحا‪ .‬وقيل ان قبور الرتيمات بين وادي اليرموك ووادي حسنه هي قبور تلك الحرب‬
‫( كتاب تاريخ سينا القديم والحديث لنعوم شقير‪ ،‬ص ‪-580‬ص ‪.)581‬‬
‫‪ ‬ثورة اهل طرابلس الغرب‬
‫كان السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باش ا وبتصرفاته في حكم ليبيا‪ ،‬خاصة‬
‫عندما رفض يوسف مساعدة الدولة العثمانية في حربها ضد اليونانيين ‪ 1829‬وفي هذه‬
‫األثناء قامت ضد القرهمانليين ثورة ليبية عارمة بقيادة عبد الجليل سيف النصر واشتد‬
‫ضغط الدول األوروبية على يوسف لتس ديد ديونه‪ ،‬ولما كانت خزائنه خاوية فرض‬
‫ضرائب جديدة‪ ،‬األمر الذي ساء شعب ليبيا وأثار غضبه‪ ،‬وانتشر السخط وعمت الثورة‬
‫كل ليبيا وأرغم يوسف باشا على االستقالة تاركا الحكم البنه علي وكان ذلك‬
‫سنة‪ ، 1832‬ول كن الوضع في ليبيا كان قد بلغ درجة من السوء‪ ،‬ما أدى الى هجرة‬
‫العديد من العائالت الرافضة لدفع الضرائب ومن بينهم الرتيمات منطقة طرابلس‬
‫واستوطنت هذه العائالت مناطق اخرى في ليبيا وقد تشتت الرتيمات ونزحوا الى مدن‬
‫الزاويه وترهونه وسرت وفزان ‪.‬‬
‫وهاجر بعضهم الى دول الشمال االفريقي مثل تونس والجزائر و مصر‪،‬‬
‫‪ 2.3‬أماكن تحمل اسم الرتيمي‬
‫‪ -1‬وادي الرتيمي (دير الزور‪-‬سوريا)‬
‫وهو واد يقع جنوب منطقة دير الزور وتسيل مياهه باتجاه الشرق ناحية العراق عند‬
‫هطول االمطار‪.‬‬
‫‪ -2‬هضاب الرتيميات (منطقة صبيخان‪-‬دير الزور‪-‬سوريا)‬
‫وهي عباره عن مجموعه من الهضاب المرتفعه بمنطقة دير الزور السوريه‪.‬‬
‫‪ -3‬بئر الرتيمي (سوق الجمعه‪ -‬طرابلس الغرب‪-‬ليبيا)‬
‫وهي بئر قديمه تقع في اراضي الرتيمات بمنطقة سوق الجمعه ويقال انها حفرت في‬
‫القرن السادس عشر الميالدي‪ ،‬حسب اقوال اهل المنطقة‪.‬‬
‫‪ -4‬بئر الرتيمي (منطقة بئر الرتيمات‪ -‬الزاويه‪-‬ليبيا)‬
‫وهي بئر قديمه تقع بمنطقة الرتيمات جنوب مدينة الزاويه الغربيه(حوالي ‪ 30‬كم من‬
‫ساحل البحر) وقد بناها المرحوم احمد الرتيمي (مولود بمدينة الزاويه) في مطلع القرن‬
‫التاسع عشر ميالدي‪.‬‬
‫‪ -5‬بئر الرتيمي (تونس)‬
‫تقع هذه البئر بمنطقة بنزرت على الحدود التونسيه الجزائريه‪ ،‬وتستخدم كاحد المعالم‬
‫المهمة‪.‬‬
‫‪ -6‬دار الرتيمي (الجزائر)‬
‫وتوجد ببلدية القديد وهي تابعة لوالية الجلفة الجزائرية‪ ،‬وظهرت مدينة القديد إلى‬
‫الوجود في بداية العشرية الثامنة من القرن التاسع عشر الميالدي ‪ ،‬وأول من بنى بها‬
‫دار يدعى الشيخ رتيمي بن ميلود الرتيمي وكان ذلك في سنة ‪1871‬م بالمكان المسمى‬
‫عين البطمة ‪ ،‬حيث وفرة المياه التي كان يستغلها في سقي أرضه وكان البدو والرحل‬
‫يفدون داره من كل حدب وصوب باتجاه العين وأصبحوا يسترخون عنده من عناء‬
‫السفر واالرتحال‪.‬‬
‫‪ -7‬دوار الرتيمات او الرتيمييون (قرية الشراقه‪-‬فاس‪ -‬المغرب االقصى)‬
‫ويعد احد اقدم واكثر تجمع للرتيمات بالمغرب‪ ،‬ولهم فيها مزارع زيتون كثيره‬
‫ويشتغلون بالزراعة وتربية المواشي‪ .‬وقد ارتحل العديد منهم الى مدن اخرى مثل‬
‫الرباط والدار البيضاء والجديده ومكناس وغيرها وذلك لتوفر فرص عمل متنوعة‬
‫بالمدن الكبرى‪.‬‬
‫‪ -8‬منطقة الرتيمي (الطنطان‪ -‬المغرب)‬
‫وهو احد تجمعات الرتيمات بالجنوب المغربي‪ ،‬حيث تسكن قبائل ايتوسي‪.‬‬
‫‪ -3‬بنو عقيل ‪ :‬اصولهم ودولهم‬
‫تشكٌ ل القبيلة جزءا من حلقات التاريخ في تراث االمة العربية‪ ،‬وهي مظلة للتالحم‬
‫والترابط االجتماعي وتؤسس هوية مميزه للقبيلة‪ ،‬وقد احتفظ التاريخ بصفحات خاصة‬
‫للقبائل العربية ذات الشأن والمنعة ومن بين هذه القبائل‪ ،‬قبيلة عقيل بن كعب‪.‬‬
‫جد القبيلة هو‪ :‬ع قيل بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه بن معاويه بن بكر بن‬
‫هوازن بن منصور بن عكرمه بن خصفه بن قيس بن عيالن بن مضر بن نزار بن معد‬
‫بن عدنان‪ ،‬وابناؤه‪ :‬ربيعه‪ ،‬وعامر‪ ،‬وعمرو‪ ،‬وعباده‪ ،‬وعوف‪ ،‬وعبدهللا‪ ،‬ومعاويه‪،‬‬
‫واشهر بطون القبيلة هم المنتفق بن عامر بن عقيل‪ ،‬وخويلد بن عوف بن عامر بن‬
‫عقيل‪ ،‬وبنو خفاجه بن عمرو بن عقيل‪ ،‬ومن بني عباده بن عقيل‪ :‬كعب ‪ ،‬المعروف‬
‫باألخيل بن الرحا ل بن معاويه بن عباده بن عقيل‪ ،‬رهط ليلى األخيليىة (وهي شاعرة‬
‫مشهود لها بالفصاحة واالبداع‪ ،‬وهي من اهم شاعرات العرب المتقدمات في اإلسالم‬
‫وال يتقدمها احد من النساء سوى الخنساء‪ ،‬ومن شعرها‪:‬‬
‫نحن االخايل ال يزال غالمنا *** حتى يدب على العصا مشهورا‬
‫جزعا‪ ،‬وتعرفنا الرفاق بحورا‬ ‫تبكي الرماح اذا فقدن اكفنا***‬
‫وكانت ديار بني عقيل قبل اإلسالم في أقليم البحرين (شرق شبه الجزيرة العربية)‪،‬‬
‫وعاش الى جانبهم بني تغلب وبني سليٌم‪ ،‬ثم نشب خالف بين بني عقيل وبني تغلب‪،‬‬
‫استطاع التغلبيون على اثره طرد العقيليين من البحرين فخرجوا الى العراق والجزيرة‬
‫الفراتيه‪ ،‬واصبحوا من رعايا الحمدانيين يخرجون معهم في الحروب‪ ،‬وبقي الحمدانيون‬
‫يملكون الموصل حتى عام ‪ 380‬هجري‪ 990/‬ميالدي‪ .‬وعندما ضعف امر الحمدانيين‬
‫حصل األمير أبو الدرداء (ابوالذؤاد) محمد بن المسيٌب العقيلي على إمارة الموصل بعد‬
‫ان ازاح منها البويهيين (الفرس)‪ ،‬وترجع قبيلة عقيل الى هوازن‪ ،‬وهوازن من افصح‬
‫العرب‪.‬‬
‫كان النتقال الخالفة اإلسالمية من األمويين الى بني العباس وقع غير حسن في قبائل‬
‫قيس عيالن (من ضمنهم بنو عقيل)‪ ،‬حيث ان بنو العباس كانوا ينظرون الى هذه القبائل‬
‫على انهم الساعد الضارب الذي مكٌن األمويين من انتزاع حقهم في الخالفة‪ ،‬وكان هذا‬
‫سببا في اهمالهم بل ودفعهم الى ارتكاب بعض الحوادث في طريق الحجاج‪ ،‬كوسيلة‬
‫للتعبير عن االحتجاج على سوء معاملتهم من قبل االتراك (موالي العباسيين) الذين‬
‫صاروا يتولون زمام السلطه في إدارة شئون البالد والعباد‪ ،‬واسفرت هذه الخالفات مع‬
‫الدولة العباسيه عن تسيير حمله عسكريه بقيادة القائد العباسي (بغا الكبير) الى قيس‬
‫عيالن لتأديبهم‪ ،‬فالتحم معهم في نجد والحجاز‪ ،‬والحق بهم خسائر كبيره‪ .‬وحينما برزت‬
‫حركة القرامطه‪ ،‬انظمت اليها هذه القبائل‪ ،‬ليس قناعة بمذهبهم ولكن وفقا لنظرية (عدو‬
‫عدوي صديقي)‪ ،‬فصاروا القوة األساسية التي اعتمدت عليها حركة القرامطه‪ ،‬وكان‬
‫ممن دخل في طاعة القرامطه بنو عقيل‪ ،‬فعظ م شأنهم وكثر جمعهم في إقليم البحرين‬
‫(شرق شبه الجزيرة العربية)‪.‬‬
‫يقول ابن خلدون " وبنو كعب بن ربيعه دخلت الى الشام منهم قبائل عقيل وقشير‬
‫و جريش وجعده فأنقرض الثالثه في دولة اإلسالم‪ ،‬ولم يبق منهم اال بنو عقيل‪ .‬وذكر‬
‫ابن حزم (والقول البن خلدون) ان عددهم يفي عدد جميع مضر‪ ،‬فملك منهم الموصل‬
‫بنو مالك مع بني حمدان وتغلب‪ ،‬واستولوا عليها وعلى نواحيها وعلى حلب معها‪ ،‬ثم‬
‫انقرض ملكهم ورجعوا للباديه‪ ،‬وورثوا مواطن العرب في كل وجه‪ ،‬فمنهم بنو المنتفق‬
‫بن عامر (من عقيل)‪ ،‬وكان بنو مالك بن عقيل في ارض تيماء من نجد‪ ،‬وهم اآلن‬
‫بجهات البصره في اآلجام التي بينها وبين الكوفه المعروفة بالبطائح‪ ،‬واالمارة منهم في‬
‫بني معروف‪ .‬وبالقرب من بني المنتفق احياء دخلوا هالل بن عامر‪ ،‬يعرفون بالخلط‪،‬‬
‫ومواطنهم بالمغرب األقصى ما بين فاس و مراكش‪ .‬وقال الجرجاني‪ ،‬إن بني المنتفق‬
‫كلهم يعرفون بالخلط ويليهم في جنوب البصره اخوتهم بنو عامر بن عوف بن مالك بن‬
‫عوف بن عامر‪ ،‬وعوف اخو المنتفق‪".‬‬
‫‪ 3.1‬دولة بني عقيل‬
‫تأسست هذه اإلمارة (الدولة) على يد ابوالدرداء محمد بن المسيب العقيلي سنة ‪380‬‬
‫هجري‪ ،‬بحنكته وجهده وبمساعدة قبيلته‪ ،‬فتكونت له دوله في منطقة الموصل‪ ،‬ثم تمكن‬
‫بعد ذلك من ضم مدينة الكوفه وباديتها‪ .‬وفي عام ‪ 382‬هجري حاول الملك البويهي‬
‫بهاء الدولة القضاء على امارة آل المسيب وابعاد قبيلة بني عقيل عن الموصل‪ ،‬وجرت‬
‫له عدة وقائع مع قبيلة عقيل ‪ ،‬وتمكن العقيليون من كسر شوكة جيش الحجاج بن هرمز‬
‫(البويهي) وطرده من الموصل‪ .‬لقد اخذت االمارة العقيلية على عاتقها التصدي‬
‫للبويهيين منذ سيطرتهم على الموصل ودخولهم بغداد وتحكمهم بمقدرات الخالفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬واستمرت الدولة العقيلية حتى عام ‪ 447‬هجري‪ 1055/‬ميالدي‪.‬‬
‫‪ 3.2‬دولة بني عصفور‬
‫بنو عصفور هم ساللة عربية وأحد فروع قبيلة عقيل بن كعب‪ ،‬ويعود اصل تسمية‬
‫العصفوريي ن لمؤسس الساللة عصفور بن راشد‪ .‬كانوا في البداية حلفاء للقرامطة ثم‬
‫خلفاءهم العيونيي ن‪ ،‬وجاء استيالء بني عصفور على المنطقة بعد ان ضعفت سلطة‬
‫العيونيين عام ‪ 651‬هجري‪ 1253 /‬ميالدي ‪ ،‬واستمرت دولة بني عصفور حتى عام‬
‫‪ 840‬هجري‪.‬‬
‫‪ 3.3‬إمارة المنتفق‬
‫على تخوم القرن السادس عشر وفي زمن كثرت فيه الفتن واالضطرابات في بالد‬
‫العراق بعد اغتيال العاصمة بغداد على يد المغول عام ‪ 1258‬ميالدي‪ ،‬ظهرت الى‬
‫الوجود امارة عربية الهوى والنفوذ‪ ،‬قدٌر لها ان تلعب دورا مهما في تاريخ العراق‬
‫والمنطقة وأن تستقل بالعراق وسواحل الخليج العربي عن اإلمبراطورية العثمانية ‪ .‬هذه‬
‫هي امارة بني المنتفق‪.‬‬
‫شملت هذه االمارة معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق حضر وباديه‪،‬‬
‫سنة وشيعة‪ ،‬مسلمين وغير مسلمين (مسيحيين‪ ،‬صابئة‪ ،‬ويهود)‪ .‬تأسست هذه اإلمارة‬
‫عام ‪ 1530‬م على يد حسن بن مانع (جد اسرة آل شبيب) ودخلت هذه الدولة في‬
‫صراع عسكري وسياسي مع الدولة العثمانيه على مدى أربعة قرون‪ ،‬وانتزعت العديد‬
‫من المدن من الدولة العثمانيه مثل البصره (في عهد مانع بن شبيب عام ‪1694‬ميالدي‪،‬‬
‫ومدينة بغداد عام ‪ 1813‬ميالدي ‪ ،‬في عهد األمير حمود بن ثامر)‪ .‬كما دخلت في‬
‫صراع مع الدولة الصفوية أيضا‪ ،‬وانتهت هذه الدولة في الحرب العالمية األولى على يد‬
‫بريطانيا بعد قتال دام أربعة سنوات‪.‬‬
‫‪ 3.4‬الدولة الجبرية‬
‫هي دولة عربيه حكمت الجانب الشرقي من الجزيرة العربيه منذ أواسط القرن الخامس‬
‫عشر الميالدي وحتى أواسط القرن السادس عشر‪ ،‬وقد امتد نفوذها من سواحل عمان‬
‫جنوبا وحتى الكويت الحاليه شماال‪ ،‬وضمت أيضا جزر البحرين‪ ،‬وامتد نفوذها الى‬
‫شرق نجد‪ ،‬وكانت عاصمتهم في االحساء‪ .‬كان حكام هذه الدولة بنو جبر‪ ،‬ويرجعون‬
‫في نسبهم الى قبيلة بني ع قيل‪ ،‬احدى قبائل بني عامر بن صعصعه‪ ،‬وكان اشهر امرائها‬
‫الشيخ أجود بن زامل الجبري‪ ،‬الذي عاش في الفترة ‪1418‬م الى ‪1507‬م‪ .‬وكانت‬
‫للجبريين معارك مهمه مع البرتغاليين في البحرين وعمان‪ ،‬كما كان امراؤها مهتمين‬
‫بالعلوم الشرعيه وخصوصا المذهب المالكي‪ ،‬وعملوا على تعزيز المذهب السني في‬
‫المنطقة‪ ،‬وانهزم الجبريون عام ‪ 1524‬م‪ ،‬فسقطت دولتهم وخضعت المنطقه تحت حكم‬
‫الدولة العثمانيه‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬عارف العارف‪ ،‬تاريخ بير السبع وقبائلها‪ ،‬مكتبة مدبولي‪1999،‬م‬
‫‪ .2‬فاطمه الزهراء عمار‪،‬المدارس التعليميه بتلمسان‪ ،‬رسالة ماجستير‪-‬جامعة وهران‬
‫الجزائر‪2009،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬نعوم بيك شقير‪ ،‬تاريخ سينا القديم والحديث وجغرافيتها‪ ،‬دار الجيل‪-‬بيروت‪1991،‬م‬
‫‪ .4‬ابوعبدهللا محمد بن محمد‪ ،‬البستان في ذكر االولياء والعلماء بتلمسان‪-‬الجزائر‪ 1908،‬م‬
‫مؤسسة‬ ‫والحديثه‪،‬‬ ‫القديمه‬ ‫العرب‬ ‫قبائل‬ ‫معجم‬ ‫‪ .5‬عمر رضا كحاله‪،‬‬
‫الرساله‪،‬بيروت‪1994،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬ابوحزم االندلسي‪ ،‬تجميع ومراجعة ليفي بروفنسال‪ ،‬جمهرة انساب العرب‪ ،‬مكتبة‬
‫المصطفى االلكترونيه‪1869،‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬احمد ابوخوصه الرتيمي‪ ،‬موسوعة قبائل بئر السبع وعشائرها الرئيسة‪ ،‬الشرق األوسط‬
‫للطباعة‪-‬عمان‪1994 ،‬م‪.‬‬

You might also like