خواطر قرأنية PDF

‫ﺧﻮﺍﻃﺮ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ‬ ‫ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪www.el7ad.com‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪..‬‬
‫ﺃ�ﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ �ﺰﻝ ﺁﻳﺎﺕ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻬﺎ ‪...‬‬
‫ﻳﺒﺤﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺰﻣﻴﻞ ﻭﻟﻴﺪ ﻟﻴﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺧﻔﺎﻳﺎﻩ ﻭ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ ﻭ ﻫﻔﻮﺍﺗﻪ ‪...‬‬
‫ﻟﻌﻞ ﻭ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﲥﻢ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻟﺖ ‪ ١٤‬ﻗﺮ�ﺎً ‪..‬‬
‫ﻣﺎﺭﺳﻴﻞ‬
‫ﻋﻦ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬
‫‪٣‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻴﺭﺴﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺼﻭﺭﺓ ﻟﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﻟﻠﺠﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺭﻕ ﻟﻠﺴﻤﻊ ﺩﻋﻨﺎ ﻨﺘﺄﻤﻠﻬﺎ‬
‫) ﻭﺃﻨﺎ ﻟﻤﺴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﻤﻠﺌﺕ ﺤﺭﺴﺎ ﺸﺩﻴﺩﺍ ﻭﺸﻬﺒﺎ ( ) ﺍﻵﻴﺔ ‪ . ٨‬ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻥ (‬
‫) ﻭﺃﻨﺎ ﻜﻨﺎ ﻨﻘﻌﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻘﺎﻋﺩ ﻟﻠﺴﻤﻊ ﻓﻤﻥ ﻴﺴﺘﻤﻊ ﺍﻵﻥ ﻴﺠﺩ ﻟﻪ ﺸﻬﺎﺒﺎ ﺭﺼﺩﺍ ( ) ﺍﻵﻴﺔ ‪ . ٩‬ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻥ (‬
‫ﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻴﺘﻜﺭﺭ‬
‫) ﺇﻨﺎ ﺯﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ( ) ‪ ( ٦‬ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ‬
‫) ﻭﺤﻔﻅﺎ ﻤﻥ ﻜل ﺸﻴﻁﺎﻥ ﻤﺎﺭﺩ ( ) ‪ ( ٧‬ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ‬
‫) ﻻ ﻴﺴﻤﻌﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻸ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻴﻘﺫﻓﻭﻥ ﻤﻥ ﻜل ﺠﺎﻨﺏ ( ) ‪ ( ٨‬ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ‬
‫) ﺩﺤﻭﺭﺍ ﻭﻟﻬﻡ ﻋﺫﺍﺏ ﻭﺍﺼﺏ ( ) ‪ ( ٩‬ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ‬
‫) ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻁﻑ ﺍﻟﺨﻁﻔﺔ ﻓﺄﺘﺒﻌﻪ ﺸﻬﺎﺏ ﺜﺎﻗﺏ ( ) ‪ ( ١٠‬ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻵﻥ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻭﺍﻀﺢ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺼل ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺘﻠﻤﺴﻬﺎ ﻭ ﺘﺴﻤﻊ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺜﻡ ﺘﻌﻭﺩ ﺍﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻟﺘﺨﺒﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻨﺩ ﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻟﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻷﻨﻪ ﻴﺘﺒﻌﻪ ﺸﻬﺎﺏ ﺜﺎﻗﺏ ‪.‬‬
‫ﺘﺄﻤل ﺍﻟﻠﻔﻅ ) ﻴﺘﺒﻌﻪ ( ﺒﺩﻗﺔ ﻫﻨﺎ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺘﺘﺒﻊ ﺃﻱ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﺠﻨﻲ‬
‫ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺃﺒﻁﺄ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﺴﺭﻋﺔ ﻭ ﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﻟﻥ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺤﺭﻗﻪ ﺃﻭ ﺒﺨﺒﻠﻪ ‪.‬‬
‫ﺴﻌﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻤﻥ ﻨﺠﻭﻡ ﻭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺸﻤﺴﻴﺔ ﻭ ﻤﺠﺭﺍﺕ ﻭ ﺴﺩﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺭﺼﺩﻫﺎ ﺒﺄﺠﻬﺯﺓ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺴﻨﺔ‬
‫ﻀﻭﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺭﺼﺩ ﺒﺎﻟﻭﻤﺎﺭ ﺒﻜﺎﻟﻴﻔﻭﺭﻨﻴﺎ‬
‫ﺍﻴﻨﺸﺘﻴﻥ ﺠﻌل ﻨﺼﻑ ﺍﻟﻘﻁﺭ ‪ ٣٥‬ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺴﻨﺔ ﻀﻭﺌﻴﺔ‬
‫ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺘﺒﻌﺩ ﻋﻨﺎ ‪ ٣٥‬ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺴﻨﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﻭ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺴﻨﺔ‬
‫ﺩﻋﻨﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻴﻨﺸﺘﻴﻥ ﻜﻼﻤﻪ ﻨﻅﺭﻱ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ‪ ،‬ﻭﺩﻋﻨﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺃﻨﻨﺎ ﺨﺩﻋﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺒﻨﺴﺒﺔ ﺨﻁﺄ ‪ ١٠٠‬ﻤﻠﻴﻭﻥ‬
‫ﻤﺭﺓ ﻭﻫﺫﺍ ﻁﺒﻌﺎ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﻻ ﻤﻌﻨﻲ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺃﺒﻌﺎﺩﻩ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺴﻨﺔ ﺘﺼﺒﺢ ‪ ١٠‬ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻀﻭﺌﻴﺔ ﻓﻘﻁ ﻭﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ ﺴﺨﻴﻑ ﺠﺩﺍ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺩﻋﻨﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﻴﺘﺤﺭﻙ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻗﺼﻭﻯ ﺍ‪ ١٠/‬ﻤﻥ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺃﻱ ‪ ٣٠‬ﺃﻟﻑ ﻜﻴﻠﻭﻤﺘﺭ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺴﺭﻋﺔ ﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺸﻬﺎﺏ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺩﻋﻨﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻥ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺏ ﺴﺭﻋﺘﻪ ﺘﺴﺎﻭﻱ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﻭ ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺎ ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻜﺒﺭ ﻭﺇﻻ ﻜﺎﻥ‬
‫ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ﻟﻪ ﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻪ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻟﻴﺼل ﺍﻟﺠﻥ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻴﺴﺘﺭﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻲ ‪ ١٠٠‬ﺴﻨﺔ ﻭ ﻟﻴﻌﻭﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻲ ﻤﺌﺔ ﺴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻱ ‪٢٠٠‬‬
‫ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻗﺩﻴﻡ ﺠﺩﺍ‬
‫‪٤‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻭ ﻜﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫل ﻓﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﺭﻕ ﺍﻟﺠﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ ‪.‬‬
‫ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﺨﻁﺄ‬
‫ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﺠﺩﺍ ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﻭ ﺍﻹﻴﺎﺏ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ‬
‫ﻭ ﺩﻋﻨﺎ ﻨﺠﻌل ﺸﻬﺭ ﺫﻫﺎﺏ ﻭ ﺸﻬﺭ ﺇﻴﺎﺏ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻘﺒﻭﻻ ﻤﻊ ﺍﻨﻪ ﺨﺒﺭ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩﻴﻡ ﺠﺩﺍ‬
‫ﻭ ﻟﻜﻥ ﺩﻋﻨﺎ ﻨﺤﺴﺏ ﺃﻴﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ‪ ٣‬ﺃﻴﺎﻡ ﻀﻭﺌﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ‪ ١٠/١‬ﻤﻥ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻭﻫﻲ‬
‫ﻤﺒﺎﻟﻎ ﺒﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻫل ﺘﻭﺠﺩ ﺴﻤﺎﺀ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﻁﻲ ﻋﻠﻲ ﺒﻌﺩ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻀﻭﺌﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺭﺅﻴﺘﻬﺎ‬
‫ﺃﺘﺭﻜﻜﻡ ﻟﻀﻤﻴﺭﻜﻡ‬
‫‪:‬‬
‫) ﻭﺃﻨﺎ ﻟﻤﺴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ( ﺃﻱ‪ :‬ﻁﻠﺒﻨﺎ ﺨﺒﺭﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﺠﺭﺕ ﺒﻪ ﻋﺎﺩﺘﻨﺎ ‪.‬‬
‫) ﻓﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﻤﻠﺌﺕ ﺤﺭﺴﺎ ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻴﺤﺭﺴﻭﻨﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﺭﺍﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ‪.‬‬
‫) ﻭﺸﻬﺒﺎ ( ﻫﻲ ﻨﺎﺭ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻗﻭﻟﻪ ‪.‬‬
‫) ﻭﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﺭﺠﻭﻤﺎ ﻟﻠﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ( ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺘﺒﺎﺭﻙ ‪.‬‬
‫) ﻭﻟﻘﺩ ﺯﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ( ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺃﺤﺴﻥ ﺨﻠﻕ ﻭﺃﻜﻤل ﺼﻭﺭﺓ ﻭﺃﺒﻬﺞ ﺸﻜل ﻭ ﺴﻤﻴﺕ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ‬
‫ﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻀﺊ ﻜﺈﻀﺎﺀﺓ ﺍﻟﺴﺭﺍﺝ‬
‫) ﻭﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﺭﺠﻭﻤﺎ ﻟﻠﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ( ﺃﻱ ﻭﺠﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﺭﺠﻭﻤﺎ ﻴﺭﺠﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻭﻫﺫﻩ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﻜﻭﻨﻬﺎ‬
‫ﺯﻴﻨﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻗﺎل ﻗﺘﺎﺩﺓ‪ :‬ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﻟﺜﻼﺙ‪ :‬ﺯﻴﻨﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ‪ ،‬ﻭﺭﺠﻭﻤﺎ ﻟﻠﺸﻴﺎﻁﻴﻥ‪ ،‬ﻭﻋﻼﻤﺎﺕ ﻴﻬﺘﺩﻯ ﺒﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ‪.‬‬
‫) ﻭ ﺃﻋﺩﺩﻨﺎ ﻟﻬﻡ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﺴﻌﻴﺭ( ﺃﻱ ﻭﺃﻋﺩﺩﻨﺎ ﻟﻠﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﺤﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﺎﻟﺸﻬﺏ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ‪.‬‬
‫) ﻭﻟﻘﺩ ﺯﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ( ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﺒﻨﺠﻭﻡ‬
‫) ﻭﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﺭﺠﻭﻤﺎ ( ﻤﺭﺍﺠﻡ ﻟﻠﺸﻴﺎﻁﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺭﻗﻭﺍ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺒﺄﻥ ﻴﻨﻔﺼل ﺸﻬﺎﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ﻜﺎﻟﻘﺒﺱ ﻴﺅﺨﺫ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﻘﺘل ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺃﻭ ﺒﺨﺒﻠﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ﻴﺯﻭل ﻋﻥ ﻤﻜﺎﻨﻪ‬
‫) ﻭﺃﻋﺩﺩﻨﺎ ﻟﻬﻡ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﺴﻌﻴﺭ ( ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﻗﺩﺓ‬
‫)ﻭﺃﻨﺎ ﻜﻨﺎ ﻨﻘﻌﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻘﺎﻋﺩ ﻟﻠﺴﻤﻊ( ﻟﻴﺴﻤﻌﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻴﻠﻘﻭﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻓﺤﺭﺴﻬﺎ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ‬
‫ﻋﻨﺩ ﺒﻌﺜﻪ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﺎﻟﺸﻬﺏ ﺍﻟﻤﺤﺭﻗﺔ )ﻓﻤﻥ ﻴﺴﺘﻤﻊ ﺍﻵﻥ ﻴﺠﺩ ﻟﻪ ﺸﻬﺎﺒﺎ ﺭﺼﺩﺍ( ﺃﻱ ﺃﺭﺼﺩ ﻟﻪ‬
‫ﻟﻴﺭﻤﻰ ﺒﻪ ﻟﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ‪.‬‬
‫‪@@µëþa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٥‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻫل ﺍﷲ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ؟‬
‫ﻫل ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻤﺠﺎﺯﻱ ﻭ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻟﻪ ﻤﻜﺎﻥ ﺤﻘﻴﻘﻲ ؟‬
‫ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻨﺎ ﺘﺴﺘﻌﺭﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ‬
‫) ﺴﺄل ﺴﺎﺌل ﺒﻌﺫﺍﺏ ﻭﺍﻗﻊ } ‪{ ١‬ﻟﻠﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺩﺍﻓﻊ } ‪{ ٢‬ﻤﻥ ﺍﷲ ﺫﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺝ} ‪{ ٣‬ﺘﻌﺭﺝ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺡ‬
‫ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻜﺎﻥ ﻤﻘﺩﺍﺭﻩ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ } ‪ ( { ٤‬ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺝ‬
‫ﻨﻘﻁﺘﺎﻥ ﻨﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻟﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻲ ﻭﻗﺕ ﻜﻲ ﺘﺼل ﺍﻟﻲ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﺇﻟﻰ ﺃﻴﻥ ﺘﻌﺭﺝ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺍﺤﺘﺎﺠﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﺭﺝ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﷲ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻌﺭﻭﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ‪.‬‬
‫ﺃﻱ ﺼﻭﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ؟‬
‫ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﷲ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻋﻠﻲ ﺒﻌﺩ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ‪.‬‬
‫ﻁﺒﻌﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺭﺏ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ ﺭﻗﻡ ﻴﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﺍﻷﻋﺭﺍﺒﻲ ﻓﺎﻩ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﻤﺩﺍﻩ ﺃﻭ ﻴﺘﺴﻊ ﻋﻘﻠﻪ‬
‫ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻤﺸﻲ ﺒﺴﺭﻋﺔ ‪ ٦‬ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻴﻘﻁﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺍﻟﻤﺘﺼل‬
‫‪٢٥٤٨٨٠٠٠٠٠=٥٠٠٠٠*٣٥٤*٢٤* ٦‬ﻜﻡ‬
‫ﻨﺤﻭﻟﻬﺎ ﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﺍﻟﻀﻭﺌﻴﺔ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻀﻭﺀ ‪٣٠٠٠٠٠‬ﻜﻡ ‪/‬ﺜﺎﻨﻴﺔ‬
‫‪ ٨٤٩٦=٣٠٠٠٠٠/٢٥٤٨٨٠٠٠٠٠‬ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻀﻭﺌﻴﺔ ﺃﻱ ﻴﺴﺎﻭﻱ ﺴﺎﻋﺘﺎﻥ ﻀﻭﺌﻴﺘﺎﻥ ﻭﻨﺼﻑ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‬
‫ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻨﺼﻑ ﻗﻁﺭﻩ ﺤﻭﺍﻟﻲ ‪ ٣٥‬ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺴﻨﺔ ﻀﻭﺌﻴﺔ ‪ .‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺼﺩﻩ ﺒﺎﻟﻤﻨﻅﺎﺭ؟‬
‫ﻗﺒل ﺃﻥ ﺍﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﺠﻨﻭﻥ ﺴﺄﺴﺘﻌﺭﺽ ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﺜﻡ ﻨﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻌﻘﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺒﻴﻥ ﺴﺎﺒﻊ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻭﺩﻟﻴل ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ‬
‫ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻵﻴﺔ "ﻤﻨﺘﻬﻰ ﺃﻤﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺴﻔل ﺍﻻﺭﻀﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺘﻬﻰ ﺃﻤﺭﻩ ﻤﻥ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ "‬
‫ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ‬
‫‪٦‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﺩﺓ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻤﻨﺫ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺎل "ﺇﻥ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ ﻻ‬
‫ﻴﺩﺭﻱ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﻜﻡ ﻤﻀﻰ ﻭ ﻜﻡ ﺒﻘﻲ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل "‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ‪:‬‬
‫ﺍﻨﻪ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﻔﺎﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺨﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ‬
‫ﻭ ﺁﺨﺭﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻜﺎﻥ ﻤﻘﺩﺍﺭﻩ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ ﺘﻌﺭﺝ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺃﻤﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﺠﺌﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻭﻱ ﻋﻨﻕ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﺎﺘﺭﻜﻪ ﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﻻ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﺇﻤﺎ ﺍﻷﻭل ﻭ ﺇﻤﺎ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ‬
‫ﻭﺍﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺴﺄﻀﻊ ﺘﺼﻭﺭﺍ ﺨﺎﻤﺴﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻫﻭ ﺠﺒﺭﻴل ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ؟؟‬
‫ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻲ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺭﺵ !!‬
‫ﻓﺎﻵﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﺤﺩﺩ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﻓﺎﻵﻴﺔ ﺘﻘﻭل ﺘﻌﺭﺝ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭ ﻟﻜﻥ ﻻ ﺘﻘﻭل ﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺭﻭﺝ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻫل ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﺍﻟﻲ ﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﺍﻟﻀﻭﺌﻴﺔ ﻟﻜﻲ‬
‫ﺘﻨﺸﺭﺡ ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺒﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺜﻡ ﻀﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻓﻲ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﻭﻨﺼﻑ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻀﻊ ﺒﻘﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻤﻊ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻜﺱ ‪ ،‬ﻤﻼﺌﻜﺔ ﻻ ﺤﺼﺭ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻋﺭﺵ ﻭﺨﻠﻕ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ‬
‫ﺒﻬﻡ ﺇﻻ ﻫﻭ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺤﺠﺎﻤﻬﻡ ﻻ ﺘﻌﺩ ﺸﻴﺌﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻤﺤﺘﺎﺠﻴﻥ ﻟﺯﻴﻨﺔ ﺒﻘﻁﺭ ‪ ٣٥‬ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺴﻨﺔ ﻀﻭﺌﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻜﺜﺭ ‪.‬‬
‫ﺼﻭﺭﺓ ﻴﺭﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻷﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺃﺸﺎﺭﻜﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ‪.‬‬
‫‪@@òîãbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٧‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻟﻭ ﺤﻜﻲ ﻟﻙ ﺍﺤﺩ ﺃﺼﺩﻗﺎﺌﻙ ﻗﺼﺔ ﺭﺁﻫﺎ ﺒﻌﻴﻨﻪ ﺘﻘﻭل ﺍﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﺭﺃﻯ ﺤﺭﻴﻘﺎ ﻫﺎﺌﻼ ﻴﻠﺘﻬﻡ ﻤﻨﺯل ﺃﺴﺭﺓ‬
‫ﻭ ﺃﻥ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺼﺭﺨﺎﺘﻬﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴﻤﻊ ﻋﻥ ﺒﻌﺩ ﻭ ﺍﻨﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﻗﺘﺭﺏ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﺭﺃﻯ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ‬
‫ﻴﺼﺭﺨﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻡ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭﻴﻤﻠﺌﻭﻥ ﺒﻁﻭﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺤﺘﺭﻗﻭﻥ !!‬
‫ﻤﺎﺫﺍ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻙ ؟‬
‫ﺴﺘﻀﺤﻙ ﻭ ﺘﻌﺘﺒﺭﻩ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﺎﺯﺤﻙ ﺃﻭ ﺘﺭﻤﻴﻪ ﺒﺎﻟﺠﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺫﺏ‬
‫ﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻜﻭﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻙ ﻟﻭ ﻋﻠﻤﺕ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﻭ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﺤﻜﻴﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺒﻨﻔﺴﻪ‬
‫ﺩﻋﻨﺎ ﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ‬
‫ﺘﺨﻴل ﻤﻌﻲ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻴﻭﻡ ﻴﻔﺭ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻤﻥ ﺃﺒﻴﻪ ﻭ ﺃﻤﻪ ﻭ ﺃﺨﻴﻪ ﻭ ﺼﺎﺤﺒﺘﻪ ﻭ ﺒﻨﻴﻪ ﻭ ﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻟﻴﻨﺠﻴﻪ‬
‫ﺜﻡ ﻗﺫﻑ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻴﻌﺫﺒﻪ ﺍﷲ ‪ .‬ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺸﺩ ﺃﻟﻤﺎ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻤﺎﺫﺍ ﺴﻭﻑ ﺘﻔﻜﺭ؟؟ ﺴﻭﻑ ﺘﻔﻜﺭ ﺃﻥ ﺘﻤﻭﺕ‬
‫ﺃﻭ ﺘﻬﺭﺏ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻟﻭ ﺍﺴﺘﻁﻌﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﺴﺒﻴﻼ ﻟﻔﻌﻠﺕ ﻟﻜﻥ ﻻ ﻤﻭﺕ ﻭ ﻻ ﻫﺭﻭﺏ ﺒل ﺍﻨﻅﺭ ﺴﻴﺘﻐﻴﺭ ﺠﻠﺩﻙ‬
‫ﻟﻴﺴﺘﻤﺘﻊ ﺍﷲ ﺒﺄﻟﻤﻙ ﺃﻜﺜﺭ ﻭ ﺃﻜﺜﺭ‬
‫) ﺇﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﺒﺂﻴﺎﺘﻨﺎ ﺴﻭﻑ ﻨﺼﻠﻴﻬﻡ ﻨﺎﺭﺍ ﻜﻠﻤﺎ ﻨﻀﺠﺕ ﺠﻠﻭﺩﻫﻡ ﺒﺩﻟﻨﺎﻫﻡ ﺠﻠﻭﺩﺍ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻟﻴﺫﻭﻗﻭﺍ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺇﻥ‬
‫ﺍﷲ ﻜﺎﻥ ﻋﺯﻴﺯﺍ ﺤﻜﻴﻤﺎ ( ‪ ٥٦‬ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬
‫ﻨﻌﻡ ﺘﺘﺒﻴﻥ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ‪ .‬ﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻔﻌل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ؟؟‬
‫) ﺫﻟﻙ ﺨﻴﺭ ﻨﺯﻻ ﺃﻡ ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺯﻗﻭﻡ} ‪{ ٦٢‬ﺇﻨﺎ ﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﻅﺎﻟﻤﻴﻥ } ‪{ ٦٣‬ﺇﻨﻬﺎ ﺸﺠﺭﺓ ﺘﺨﺭﺝ ﻓﻲ ﺃﺼل ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ‬
‫} ‪{ ٦٤‬ﻁﻠﻌﻬﺎ ﻜﺄﻨﻪ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﺎﻁﻴﻥ } ‪{ ٦٥‬ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻵﻜﻠﻭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻤﺎﻟﺌﻭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻁﻭﻥ‬
‫} ‪{ ٦٦‬ﺜﻡ ﺇﻥ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺸﻭﺒﺎ ﻤﻥ ﺤﻤﻴﻡ } ‪ ({ ٦٧‬ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ‬
‫ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺒﺩل ﺠﻠﺩﻩ ﺴﻭﻑ ﻴﺄﻜل ﺤﺘﻰ ﻴﻤﺘﻠﺊ ﺒﻁﻨﻪ ‪.‬‬
‫ﻫل ﺍﺭﺘﺴﻤﺕ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺸﻔﺘﻴﻙ ؟؟ ﻨﻌﻡ‬
‫ﺃﻏﻤﺽ ﻋﻴﻨﻴﻙ ﺘﺨﻴل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ‪ ،‬ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘﻌﺫﺏ ﻭ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﺠﻠﺩﻩ ﻭﺍﻗﻑ ﺃﻤﺎﻡ ﺸﺠﺭﺓ ﻴﺄﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺘﻲ ﺘﻤﺘﻠﺊ ﺒﻁﻨﻪ‬
‫ﺜﻡ ﻴﺸﺭﺏ ‪.‬‬
‫ﺍﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻙ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻗل ﻟﻲ ﻤﺎ ﺭﺃﻴﻙ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻜﻭﻤﻴﺩﻱ ؟‬
‫ﻴﺄﻜل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﻌﻴﺵ ﻭ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻴﻤﻸ ﺒﻁﻨﻪ ﺘﺭﻓﺎ ﻭ ﺍﺴﺘﻤﺘﺎﻋﺎ ﻭﻴﺸﺭﺏ ﺤﺭﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻴﺄﻜل‬
‫ﻭ ﻴﺸﺭﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟؟‬
‫ﺼﻭﺭﺓ ﺃﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻟﺒﻭﻤﻲ ‪.‬‬
‫‪@@òrÛbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٨‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫) ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺯﻤل } ‪ { ١‬ﻗﻡ ﺍﻟﻠﻴل ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ} ‪ { ٢‬ﻨﺼﻔﻪ ﺃﻭ ﺍﻨﻘﺹ ﻤﻨﻪ ﻗﻠﻴﻼ } ‪ { ٣‬ﺃﻭ ﺯﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺭﺘل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﺘﺭﺘﻴﻼ } ‪ { ٤‬ﺇﻨﺎ ﺴﻨﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻙ ﻗﻭﻻ ﺜﻘﻴﻼ } ‪ { ٥‬ﺇﻥ ﻨﺎﺸﺌﺔ ﺍﻟﻠﻴل ﻫﻲ ﺃﺸﺩ ﻭﻁﺄ ﻭﺃﻗﻭﻡ ﻗﻴﻼ } ‪ { ٦‬ﺇﻥ ﻟﻙ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺴﺒﺤﺎ ﻁﻭﻴﻼ } ‪ ( { ٧‬ﺍﻟﻤﺯﻤل‬
‫ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺜﺎﻟﺙ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ‪.‬‬
‫ﻨﺯل ﻗﺒﻠﻪ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻕ ‪ ،‬ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺔ ‪ ١‬ﺍﻟﻲ ﺍﻵﻴﺔ ‪ ٨‬ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺁﻴﺎﺕ ﺘﺴﺘﻐﺭﻕ ﻗﺭﺃﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺨﻤﺱ‬
‫ﺩﻗﺎﺌﻕ‬
‫ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺔ ‪ ١‬ﺍﻟﻲ ﺍﻵﻴﺔ ‪ ١٦ ،١٦‬ﻋﺸﺭ ﺁﻴﺔ ﺘﺴﺘﻐﺭﻕ ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻋﺸﺭ ﺩﻗﺎﺌﻕ ﺜﻡ ﺁﻴﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺯﻤل ﺃﻴﻀﺎ ﺨﻤﺱ ﺩﻗﺎﺌﻕ‬
‫ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﻨﺼﻑ ﺍﻟﻠﻴل ﺃﻭ ﻴﺯﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻴﺭﺘل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺘﺭﺘﻴﻼ ‪ ،‬ﺃﻱ ﻗﺭﺁﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﺘل‬
‫ﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﻠﻴل ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ‪.‬‬
‫ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺸﺊ ﻻ ﺍﻓﻬﻤﻪ ﺃﻡ ﺍﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺭﺁﻥ ﺁﺨﺭ ﻟﻡ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺜﺭﺓ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺘل ﻷﻜﺜﺭ‬
‫ﻤﻥ ﺜﻠﺜﻲ ﺍﻟﻠﻴل ﺃﻭ ﻨﺼﻔﻪ ﺃﻭ ﺜﻠﺜﻪ ‪.‬‬
‫ﻻ ﺨﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺯﻤل ﻭ ﺍﻟﻤﺩﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻭل ﻤﺎ ﻨﺯل ﻭﺇﻥ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﻭﺤﺘﻰ ﻭ ﻟﻭ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﺁﻴﺎﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻓﻠﻥ‬
‫ﻨﻐﻁﻲ ﻨﺼﻑ ﺍﻟﻠﻴل ﺃﺒﺩﺍ ‪.‬‬
‫ﺃﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺤل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺠﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﻴﺒﺔ ‪.‬‬
‫‪@@òÈiaŠÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٩‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻋﻭﻥ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﺃﺨﺭ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ) ﻓﻭﻴل ﻟﻠﻤﺼﻠﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻫﻡ ﻋﻥ ﺼﻼﺘﻬﻡ ﺴﺎﻫﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻫﻡ ﻴﺭﺍﺅﻭﻥ‬
‫ﻭ ﻴﻤﻨﻌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻋﻭﻥ ( ‪.‬‬
‫ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻨﺯﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ‪ ١٧‬ﺃﻱ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺎﻥ ﻀﻌﻴﻔﺎ ﻓﻤﺎ ﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺌﻲ ﻫﻨﺎ ؟‬
‫ﻫل ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻠﻲ ﻴﻨﻅﺭ ﻟﻪ ﻨﻅﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺒﻬﺎ ﻓﺨﺭﺍ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ ،‬ﺃﻡ ﺍﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﺒﺎﻟﻨﻌﺎل ﻜﻤﺎ‬
‫ﻓﻌﻠﻭﺍ ﻤﻊ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﻋﻠﻨﺎ ؟‬
‫ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻱ ﻤﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﻴﺭ ﻭﻴﻘﻭل ﻟﻪ ﻻ ﺘﺄﻜل ﻜﺜﻴﺭﺍ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺼﺎﺏ ﺒﺎﻟﺘﺨﻤﺔ‬
‫ﻟﻘﺩ ﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺃﻭل ‪ ٣‬ﺁﻴﺎﺕ ﻤﻜﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻱ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗل ‪ ١٥‬ﺴﻨﺔ ‪.‬‬
‫ﻁﺒﻌﺎ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻭﺍﻀﺢ ﺠﺩﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻜل ﻤﻜﻲ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻀﺢ ﺠﺩﺍ ﻭ ﻤﺘﻜﺎﻤل ﻭ ﻻ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺘﻔﺴﻴﺭ‬
‫ﻤﻘﻨﻊ ‪.‬‬
‫ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﻋﻭﻥ ﻓﻬﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﺠﺩﺍ ﻟﻡ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﺤﺩ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﻟﻜﻥ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﺯﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ‬
‫ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﺍﺌﻴﺎ ﻭﻓﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ‪.‬‬
‫ﺃﻻ ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﻤﻊ ﺍﺒﺴﻁ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺀﺍﺓ ؟‬
‫ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻋﻨﺩ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ؟‬
‫‪@@òßbä@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٠‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﺃﺼل ﻤﻼﺌﻜﻲ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺃﺼل ﺭﺒﺎﻨﻲ‬
‫ﺩﻋﻨﺎ ﻨﺭﻯ ﻤﺎﺫﺍ ﺘﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ‬
‫ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﺭ‬
‫ﻥ‪٢٢‬‬
‫ﺠﻨﹸﻭ ٍ‬
‫ﺤ ُﺒ ﹸﻜ ْﻡ ِﺒ َﻤ ْ‬
‫ﻥ‪َ ٢١‬ﻭﻤَﺎ ﺼَﺎ ِ‬
‫ﻉ ﹶﺜ ﱠﻡ َﺃﻤِﻴ ٍ‬
‫ﻥ‪ُ ٢٠‬ﻤﻁﹶﺎ ٍ‬
‫ﺵ َﻤﻜِﻴ ٍ‬
‫ﻋ ﹾﻨ َﺩ ﺫِﻱ ﺍ ﹾﻟ َﻌ ْﺭ ِ‬
‫) ِﺇﻨﱠ ُﻪ ﹶﻟ ﹶﻘ ْﻭ ُل َﺭﺴُﻭ ٍل ﹶﻜﺭِﻴ ٍﻡ ‪١٩‬ﺫِﻱ ﹸﻗ ﱠﻭ ٍﺓ ِ‬
‫ﻥ َﺭﺠِﻴ ٍﻡ‪( ٢٥‬‬
‫ﺸ ْﻴﻁﹶﺎ ٍ‬
‫ﻥ‪َ ٢٤‬ﻭﻤَﺎ ُﻫ َﻭ ﺒِ ﹶﻘ ْﻭلِ ﹶ‬
‫ﻀﻨِﻴ ٍ‬
‫ﺏ ِﺒ َ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻐ ْﻴ ِ‬
‫ﻥ‪َ ٢٣‬ﻭﻤَﺎ ُﻫ َﻭ َ‬ ‫ﻭَ ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺩ ﺭَﺁ ُﻩ ﺒِﺎ ﹾﻟُﺄ ﹸﻓ ِ‬
‫ﻕ ﺍ ﹾﻟ ُﻤﺒِﻴ ِ‬
‫ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺠﺒﺭﻴل ﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻪ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻫﻭ ﻤﻥ ﻗﻭل ﺠﺒﺭﻴل ‪.‬‬
‫ﻭ) ﻗﺎل ( ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻟﻴﺴﺕ ﻜـ) ﺒﻠﻎ ( ﻭ ﻟﻡ ﺍﺴﻤﻊ ﺃﻥ ﺃﺤﺩﺍ ﻴﺠﻌل ﻗﺎل ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺒﻠﻎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﻼﻏﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺘﺭﺠﻊ ﺍﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻗﻭل ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻊ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺒﻠﻎ ﺁﻴﺎﺘﻪ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﺒﻼﻍ ﻓﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻫﻨﺎ ﺒﻴﻥ ﻗﻭﻟﻴﻥ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺒﻴﻥ ﺘﺒﻠﻴﻐﻴﻥ ﺍﻗﺭﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﺤﺩ‬
‫ﺇﻗﻨﺎﻋﻨﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﻟﻶﻴﺔ ﻓﻠﻴﻔﻬﻤﻨﺎ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﺍﻟﺭﺍﺌﻊ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻘﺎل ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘﺨﺭﺝ‬
‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ‬
‫ﺼﻠﹶﺎﺓ‬
‫ﺠ ْﺒﺭِﻴل ﻋَ ﹶﻠ ْﻴﻪِ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻲ ﺍ ﹾﻟ َﻤ ﹾﻨﻅﹶﺭ َﻭ ُﻫ َﻭ ِ‬
‫ﺨﻠﹾﻕ َﺒ ِﻬ ‪‬‬
‫ﺤﺴَﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹶ‬
‫ﺸﺭِﻴﻑ َ‬
‫ﻱ َﻤﻠﹶﻙ ﹶ‬
‫ﻥ َﻫﺫﹶﺍ ﺍ ﹾﻟ ﹸﻘﺭْﺁﻥ ﹶﻟ ﹶﺘ ْﺒﻠِﻴﻎ َﺭﺴُﻭل ﹶﻜﺭِﻴﻡ َﺃ ْ‬
‫َﻴ ْﻌﻨِﻲ َﺃ ﱠ‬
‫ﻏﻴْﺭﻫ ْﻡ ‪.‬‬
‫ﻀﺤﱠﺎﻙ َﻭ ﹶ‬
‫ﺤﺴَﻥ َﻭ ﹶﻗﺘﹶﺎﺩَﺓ ﻭَﺍﻟ ﱠﺭﺒِﻴﻊ ﺒْﻥ َﺃﻨﹶﺱ ﻭَﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻲ َﻭ َﻤ ْﻴﻤُﻭﻥ ﺒْﻥ ِﻤ ْﻬﺭَﺍﻥ ﻭَﺍ ﹾﻟ َ‬ ‫ﻋ ﱠﺒﺎﺱ ﻭَﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺸ ْﻌ ِﺒ ‪‬‬ ‫ﺴﻠﹶﺎﻡ ﻗﹶﺎ ﹶﻟ ُﻪ ِﺍﺒْﻥ َ‬
‫ﻭَﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻫل ﻫﺫﺍ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ؟؟‬
‫ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻥ‬
‫ﻑ ﺇِ ﹶﻟ ْﻴﻪِ ِﻟ ﹸﻨﺯُﻭ ِﻟ ِﻪ ِﺒ ِﻪ‬
‫ﺠ ْﺒﺭِﻴل ُﺃﻀِﻴ ﹶ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﹶﺘﻌَﺎﻟﹶﻰ َﻭ ُﻫ َﻭ ِ‬
‫ﻱ ﺍ ﹾﻟ ﹸﻘﺭْﺁﻥ " ﹶﻟ ﹶﻘﻭْل َﺭﺴُﻭل ﹶﻜﺭِﻴﻡ " َ‬
‫ِﺇﻨﱠ ُﻪ " َﺃ ْ‬
‫ﻻﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﻥ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ‬
‫ﺠ ْﺒﺭِﻴل ‪،‬‬ ‫َﻭ ﹶﻗﻭْﻟﻪ ‪ِ } :‬ﺇﻨﱠ ُﻪ ﹶﻟ ﹶﻘﻭْل َﺭﺴُﻭل ﹶﻜﺭِﻴﻡ { َﻴﻘﹸﻭل ﹶﺘﻌَﺎﻟﹶﻰ ِﺫﻜﹾﺭﻩ ‪ِ :‬ﺇ ﱠ‬
‫ﻥ َﻫﺫﹶﺍ ﺍ ﹾﻟ ﹸﻘﺭْﺁﻥ ﹶﻟ ﹶﺘ ﹾﻨﺯِﻴل َﺭﺴُﻭل ﹶﻜﺭِﻴﻡ ‪َ ،‬ﻴ ْﻌﻨِﻲ ِ‬
‫ﻥ ﻗﹶﺎ َل ﹶﺫﻟِﻙَ ‪- ٢٨٣٠١ :‬‬
‫ﺤﻭِ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﹸﻗ ﹾﻠﻨﹶﺎ ﻓِﻲ ﹶﺫﻟِﻙَ ﻗﹶﺎ َل َﺃﻫْل ﺍﻟ ﱠﺘ ْﺄﻭِﻴل ‪ِ .‬ﺫﻜﹾﺭ َﻤ ْ‬
‫ﻋﺒْﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ‪ .‬ﻭَﺒِ ﹶﻨ ْ‬
‫ﺤﻤﱠﺩ ﺒْﻥ َ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ُﻤ َ‬
‫ﹶﻨ ﱠﺯ ﹶﻟ ُﻪ َ‬
‫ﻥ ﹶﻗﺘﹶﺎﺩَﺓ ‪َ ،‬ﺃﻨﱠ ُﻪ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﻥ َﻴﻘﹸﻭل ‪ِ } :‬ﺇﻨﱠ ُﻪ ﹶﻟ ﹶﻘﻭْل َﺭﺴُﻭل ﹶﻜﺭِﻴﻡ { َﻴ ْﻌﻨِﻲ‬ ‫ﻋْ‬
‫ﺴﻌِﻴﺩ ‪َ ،‬‬
‫ﺤ ﱠﺩ ﹶﺜﻨﹶﺎ ِﺒﺸﹾﺭ ‪ ،‬ﻗﹶﺎ َل ‪ :‬ﹶﺜﻨﹶﺎ َﻴﺯِﻴﺩ ‪ ،‬ﻗﹶﺎ َل ‪ :‬ﹶﺜﻨﹶﺎ َ‬
‫َ‬
‫ﻥ َﻴﻘﹸﻭل } ِﺇﻨﱠ ُﻪ‬
‫ﻥ ﹶﻗﺘﹶﺎﺩَﺓ ‪َ ،‬ﺃﻨﱠ ُﻪ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﻋْ‬
‫ﻥ َﻤ ْﻌﻤَﺭ ‪َ ،‬‬
‫ﻋْ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ‪ ،‬ﻗﹶﺎ َل ‪ :‬ﹶﺜﻨﹶﺎ ِﺍﺒْﻥ ﹶﺜﻭْﺭ ‪َ ،‬‬
‫ﻋﺒْﺩ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ْ‬
‫ﺤ ﱠﺩ ﹶﺜﻨﹶﺎ ِﺍﺒْﻥ َ‬
‫ﺠ ْﺒﺭِﻴل ‪َ - * .‬‬
‫‪ِ :‬‬
‫ﺠ ْﺒﺭِﻴل ‪.‬‬
‫ﹶﻟ ﹶﻘﻭْل َﺭﺴُﻭل ﹶﻜﺭِﻴﻡ { ﻗﹶﺎ َل ‪ُ :‬ﻫ َﻭ ِ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻫﻭ ﻗﻭل ﺠﺒﺭﻴل‬
‫‪١١‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ‬
‫ﻀﺤﱠﺎﻙ ‪ .‬ﻭَﺍ ﹾﻟ َﻤ ْﻌﻨﹶﻰ " ِﺇﻨﱠ ُﻪ ﹶﻟ ﹶﻘﻭْل َﺭﺴُﻭل "‬
‫ﺤﺴَﻥ َﻭ ﹶﻗﺘﹶﺎﺩَﺓ ﻭَﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺠ ْﺒﺭِﻴل ؛ ﻗﹶﺎ ﹶﻟ ُﻪ ﺍ ﹾﻟ َ‬
‫ﺠﻭَﺍﺏ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘﺴَﻡ ‪ .‬ﻭَﺍﻟ ﱠﺭﺴُﻭل ﺍ ﹾﻟ ﹶﻜﺭِﻴﻡ ِ‬
‫َﻫﺫﹶﺍ َ‬
‫ﺏ‬
‫ﻥ َﺭ ‪‬‬
‫ﻋ ﹾﻨ ُﻪ ﺒِ ﹶﻘ ْﻭﻟِﻪِ " ﹶﺘ ﹾﻨﺯِﻴل ِﻤ ْ‬
‫ﻋﺩﱠﺍ ُﻩ َ‬
‫ﺴﻠﹶﺎﻡ ‪ ،‬ﹸﺜﻡﱠ َ‬
‫ﺠ ْﺒﺭِﻴل ﻋَ ﹶﻠ ْﻴﻪِ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻑ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻜﻠﹶﺎﻡ ِﺇﻟﹶﻰ ِ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ ‪َ .‬ﻭَﺃﻀَﺎ ﹶ‬
‫ﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ " ﹶﻜﺭِﻴﻡ " َ‬
‫ﻋْ‬
‫َ‬
‫ﺠ ﱠل ‪َ .‬ﻭﻗِﻴ َل ‪ُ :‬ﻫ َﻭ ُﻤ َ‬
‫ﺤﻤﱠﺩ‬ ‫ﻋ ﱠﺯ َﻭ َ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻜﻠﹶﺎﻡ ِﻟﱠﻠ ِﻪ َ‬
‫ﺼﺩِﻴﻕ َﺃ ﱠ‬ ‫ﻥ " ] ﺍ ﹾﻟﻭَﺍ ِﻗﻌَﺔ ‪ِ [ ٨٠ :‬ﻟ َﻴ ْﻌﻠﹶﻡ َﺃﻫْل ﺍﻟ ﱠﺘ ْ‬
‫ﺤﻘِﻴﻕ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱠﺘ ْ‬ ‫ﺍ ﹾﻟﻌَﺎ ﹶﻟﻤِﻴ َ‬
‫ﺴﻠﹶﺎﻡ‬
‫ﺼﻠﹶﺎﺓ ﻭَﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻋَ ﹶﻠ ْﻴﻪِ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺃﺭﺃﻴﺘﻡ ﻜﻴﻑ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ‪ .‬ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻥ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﻻ ﺃﺭﻴﺩ ﻨﻘﺎﺸﺎ ﻓﻲ ﻫل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﺃﻡ ﻜﻼﻡ ﺠﺒﺭﻴل ﻓﺫﻟﻙ ﺃﻤﺭ ﻻ ﺍﺒﺤﺙ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﺃﻁﺭﺤﻪ ﻟﻠﺘﺴﺎﺅل ﻫل‬
‫ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻗﻭل ﻫﻨﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﻼﻏﺔ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﺜل ) ﺘﺒﻠﻴﻎ – ﻨﻘل ( ﻭﺇﻻ ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﺒﻠﻎ‬
‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺃﻓﺼﺤﻪ ‪.‬‬
‫ﺃﺠﻴﺒﻭﻨﻲ ﺃﻓﺎﺩﻜﻡ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫‪@@@ò…bÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٢‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﺸﻌﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ‬
‫) ﻴﺎ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﺫﻜﺭﻭﺍ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﻌﻤﺕ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻭﺃﻨﻲ ﻓﻀﻠﺘﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ( } ‪{ ٤٧‬ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ‬
‫) ﻴﺎ ﺒﻨﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﺫﻜﺭﻭﺍ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﻌﻤﺕ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻭﺃﻨﻲ ﻓﻀﻠﺘﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ( } ‪ { ١٢٢‬ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ‬
‫ﺜﻡ ﻴﻠﻌﻥ ﺍﷲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﺍﻟﻔﺎﺸل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ‬
‫) ﻓﺒﻤﺎ ﻨﻘﻀﻬﻡ ﻤﻴﺜﺎﻗﻬﻡ ﻟﻌﻨﺎﻫﻡ ﻭﺠﻌﻠﻨﺎ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ ﻗﺎﺴﻴﺔ ﻴﺤﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻀﻌﻪ ﻭﻨﺴﻭﺍ ﺤﻅﺎ ﻤﻤﺎ ﺫﻜﺭﻭﺍ ﺒﻪ‬
‫ﻭﻻ ﺘﺯﺍل ﺘﻁﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺨﺎﺌﻨﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ ﻤﻨﻬﻡ ﻓﺎﻋﻑ ﻋﻨﻬﻡ ﻭﺍﺼﻔﺢ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻥ ( } ‪{ ١٣‬ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ‬
‫ﺃﻻ ﻴﺩل ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻲ ﻋﺩﻡ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﻓﻬﻭ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﻗﻭﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ ﺜﻡ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺄﺘﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﻭﺒﻘﺎﺕ ﻓﻠﻌﻨﻬﻡ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﺴﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭﻫﻡ ؟ ﻭ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﺘﻘﻭل ﺃﻨﻬﻡ ﺍﺨﻁﺌﻭﺍ ﻓﺎﺴﺘﺤﻘﻭﺍ ﺍﻟﻠﻌﻥ ﻻﻥ‬
‫ﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺒل ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻭ ﻫﻭ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻗﻭﻡ ﻤﻠﻌﻭﻨﻭﻥ ‪.‬‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻀﻠﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ؟؟ ﻭﺒﻤﺎﺫﺍ ﻓﻀﻠﻬﻡ ؟؟‬
‫ﻻ ﻴﻌﻁﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﺘﻔﻀﻴل ﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺫﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ !!‬
‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻴﻌﻘﻭﺏ ﻭ ﺃﺒﻨﺎﺅﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﻁ ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﻴﻭﺴﻑ ﻨﺭﻯ ﻜﺫﺒﻬﻡ ﺒل ﻭ ﻨﺭﻯ ﺃﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﻴﺒﻜﻰ ﺤﺘﻰ ﺫﻫﺒﺕ‬
‫ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺤﺯﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻴﻭﺴﻑ ﻭﻨﺭﺍﻩ ﻴﺄﻤﺭ ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻌﺩﻡ ﻋﺭﺽ ﺤﻠﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﻭﺘﻪ ﺒل ﻭﻨﺭﺍﻩ ﻴﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﻟﻠﺩﺭﺠﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﻔﻜﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘل ‪.‬‬
‫ﻓﻬﺎﻫﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭ ﺃﺒﻨﺎﺅﻩ ‪ .‬ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﺘﺤﻘﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﺸﻌﺏ ﺍﷲ ؟؟ ﻭ ﺒﺄﻱ ﻋﻤل ﺼﺎﻟﺢ ﺠﺎﺅﻭﺍ ﻭﻫﻡ ﺒﻨﺹ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻜﻠﻤﺎ ﺠﺎﺀﻫﻡ ﻨﺒﻲ ﻗﺘﻠﻭﻩ ﺃﻭ ﻜﺫﺒﻭﻩ ؟‬
‫ﻭﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﻘﻭل ﺃﻥ ﻤﻥ ﺠﻌل ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ ﻗﺎﺴﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻷﻁﺭﻑ ﺃﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﺘﻌﺎﻴﺭ ﻴﻬﻭﺩ ﻴﺜﺭﺏ ﺒﻔﻌل‬
‫ﻴﻬﻭﺩ ﻤﻭﺴﻰ ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﺫﻨﺏ ﻴﻭﺭﺙ ﻭ ﻜﺄﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﻤﻭﺒﻭﺀ ﺒﺎﻟﺨﻁﻴﺌﺔ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ‬
‫ﻤﺴﻜﻴﻥ ﺃﻨﺕ ﻴﺎ ﷲ ﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻻﻜﺎﺫﻴﺏ ﺘﻜﺘﺏ ﺒﺎﺴﻤﻙ !!!‬
‫‪@@@@òÈibÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٣‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫) ﻗل ﻫل ﻨﻨﺒﺌﻜﻡ ﺒﺎﻷﺨﺴﺭﻴﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻ } ‪ { ١٠٣‬ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻀل ﺴﻌﻴﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻫﻡ ﻴﺤﺴﺒﻭﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺤﺴﻨﻭﻥ‬
‫ﺼﻨﻌﺎ } ‪ ( { ١٠٤‬ﺍﻟﻜﻬﻑ‬
‫ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺨﻠﻪ ﻴﻅﻥ ﻭ ﻴﺤﺴﺏ ﺍﻨﻪ ﻴﺤﺴﻥ ﺼﻨﻌﺎ ﻭﻫﻭ ﻴﺒﺘﻐﻲ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺎﻓﺭ‬
‫ﻜﺎﻟﺭﺍﻫﺏ ﺍﻟﺒﻭﺫﻱ ﻤﺜﻼ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻴﺵ ﻋﻴﺸﺔ ﻻ ﻴﻘﻭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻴﻤﺎﻨﺎ ﻭﻫﻭ ﻴﺤﺴﺏ ﺍﻨﻪ ﻴﺤﺴﻥ ﺼﻨﻌﺎ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ‬
‫ﻟﻡ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﷲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ‪.‬‬
‫ﻓﻬل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺴﺭﻴﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻ ؟‬
‫ﺇﻥ ﻜل ﻤﺎ ﺃﺫﻨﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻨﻪ ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﷲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻓﻬل ﻴﺤﻜﻡ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺨﻠﻘﻪ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻠﺘﻭﺯﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺒﺤﻴﺙ ﻤﻥ ﻴﻅﻥ ﺍﻨﻪ ﻴﻔﻌل ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺨﺎﺭﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺎﺴﺭﻴﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻ ‪.‬‬
‫ﺇﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺁﻴﺔ ﺘﻀﺭﺏ ﺒﻜل ﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﺎﻷﺭﺽ ‪ ،‬ﺃﻤﺎﻡ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﻔﻌل ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﻫﻭ ﻴﺤﺴﺒﻪ ﺨﻴﺭﺍ‪.‬‬
‫ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺼﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﻋﻨﺩ ﻭ ﻻ ﻜﺒﺭ ﺒل ﺨﻴﺭ ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻪ ﻤﺼﺎﺏ ﺒﺎﻟﻨﺭﺠﺴﻴﺔ ﻻ ﻴﻔﻬﻡ ﻁﺒﺎﻉ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺨﻠﻘﻬﻡ‬
‫ﺒﻴﻤﻴﻨﻪ‬
‫ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ !!!‬
‫‪@@@@òäßbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٤‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﻨﺠﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﻏﻔﹸﻭ ‪‬ﺭ ( ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ‬
‫ﻙ ﻭَﺍﻟﻠﱠ ُﻪ ﹶ‬
‫ﺠَ‬
‫ﺤ ﱠل ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﹶﻟﻙَ ﹶﺘ ْﺒ ﹶﺘﻐِﻲ َﻤ ْﺭﻀَﺎ ﹶﺓ َﺃ ْﺯﻭَﺍ ِ‬
‫ﺤﺭﱢ ُﻡ ﻤَﺎ َﺃ َ‬
‫ﻲ ِﻟ َﻡ ﹸﺘ َ‬
‫) ﻴَﺎ َﺃ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡ‬
‫ﺍﻟﺴﺅﺍل ‪ :‬ﻫل ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺨﻁﺊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻼل ﻭ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ‪.‬‬
‫ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺇﺫﺍ ؟‬
‫ﻭﻫل ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﺭﻡ ﻭ ﻴﺤﻠل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ؟؟‬
‫ﺃﻟﻴﺴﺕ ﻫﺫﻩ ﺇﺨﻼل ﺒﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ؟؟‬
‫ﺒل ﻭ ﺍﻟﻌﺫﺭ ﺃﻗﺒﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻨﺏ ‪ ،‬ﻤﺭﻀﺎﺓ ﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ؟؟؟‬
‫ﺍﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻷﺼل ﻫﻭ ﺭﻀﺎ ﺇﻟﻬﻪ!!!‬
‫ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻴﺤﻠل ﻭ ﻴﺤﺭﻡ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﷲ ﻭ ﺭﻀﺎﻩ ﺘﻘﺭﺒﺎ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﻤﻪ ﻟﻜﻥ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻁﻠﻊ ﻏﻔﻭﺭ ﺭﺤﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ‬
‫ﻓﻼ ﻤﺎﻨﻊ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﻌل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺜل " ﺍﻟﻠﻲ ﻤﺎ ﻴﺸﺘﺭﻯ ﻴﺘﻔﺭﺝ "‬
‫ﻟﻜﻥ ﻫل ﻫﺫﻩ ﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺨﻁ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺭﺩﺓ ﻭﺨﻨﺎﺯﻴﺭ ﻷﻨﻬﻡ ﺃﺭﺩﻭﺍ ﺇﻁﻌﺎﻡ ﺃﻁﻔﺎﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﻉ‬
‫ﺭﺒﻤﺎ ‪...‬‬
‫‪@@@@òÈbnÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٥‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫) ﻭﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻤﻭﺴﻰ ﻟﻤﻴﻘﺎﺘﻨﺎ ﻭﻜﻠﻤﻪ ﺭﺒﻪ ﻗﺎل ﺭﺏ ﺃﺭﻨﻲ ﺃﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻙ ﻗﺎل ﻟﻥ ﺘﺭﺍﻨﻲ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒل ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﺴﺘﻘﺭ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﻓﺴﻭﻑ ﺘﺭﺍﻨﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﺘﺠﻠﻰ ﺭﺒﻪ ﻟﻠﺠﺒل ﺠﻌﻠﻪ ﺩﻜﺎ ﻭﺨﺭ ﻤﻭﺴﻰ ﺼﻌﻘﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻗﺎل ﺴﺒﺤﺎﻨﻙ ﺘﺒﺕ‬
‫ﺇﻟﻴﻙ ﻭﺃﻨﺎ ﺃﻭل ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ } ‪ ( { ١٤٣‬ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ‬
‫ﺘﻭﻗﻔﺕ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﺃﻤﺎﻡ ﻜﻠﻤﺔ ) ﺘﺠﻠﻰ ( ‪.‬‬
‫ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺘﺜﻴﺭ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻲ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﷲ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺃﺸﻜﺎل ) ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻋﺘﺭﺽ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻟﺘﺠﺴﺩ ﺍﷲ ( ‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﺘﺭﻯ ﺒل ﺇﻥ ﺍﷲ ﻓﻭﻕ ﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭﻩ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺠﺒل ‪.‬‬
‫ﺒل ﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻤﻊ ﻤﻭﺴﻰ ﺒﻐﻴﺭ ﻭﺴﻴﻁ ﻭ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﻤﻴﻌﺎﺩﺍ ﻟﻠﻘﺎﺌﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﺸﺠﻊ ﻤﻭﺴﻰ ﻟﻴﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻨﻅﺭﺓ‬
‫ﻓﺎﺒﺘﺴﺎﻤﺔ ﻓﻜﻠﻤﺔ ﻓﻤﻭﻋﺩ ﻓﻠﻘﺎﺀ‬
‫ﻟﻜﻥ ﺍﷲ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻟﻤﻭﺴﻰ ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻗﺩﺭﺍﺘﻪ ﻻ ﺘﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻭﺴﻰ‬
‫ﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻭﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻻﻨﻜﻤﺎﺵ ﻷﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺒل ‪.‬‬
‫ﻭ ﻻ ﻴﺒﺩﻭ ﻷﺤﺩ ﺍﻨﻪ ﺴﻴﻔﻬﻡ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﻭﻀﻭﺡ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻴﻌﻨﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻅﻬﻭﺭ ﻓﻤﺎ‬
‫ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﺠﺒل ﻓﻲ ﻤﻘﺘل ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻅﻬﻭﺭﺍ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺊ‬
‫‪@@@@ñŠ‘bÈÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٦‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺏ ﻓِﻴ ِﻪ‬
‫ﺏ ﹶﻻ َﺭ ْﻴ َ‬
‫ﻥ َﻴ َﺩ ْﻴ ِﻪ َﻭ ﹶﺘ ﹾﻔﺼِﻴ َل ﺍ ﹾﻟ ِﻜﺘﹶﺎ ِ‬
‫ﻕ ﺍﱠﻟﺫِﻱ َﺒ ْﻴ َ‬
‫ﺼﺩِﻴ ﹶ‬
‫ﻥ ﺍﻟﹼﻠ ِﻪ َﻭﻟﹶـﻜِﻥ ﹶﺘ ْ‬
‫ﻥ ﺃَﻥ ُﻴ ﹾﻔ ﹶﺘﺭَﻯ ﻤِﻥ ﺩُﻭ ِ‬
‫ﻥ ﻫَـﺫﹶﺍ ﺍ ﹾﻟ ﹸﻘﺭْﺁ ُ‬
‫) َﻭﻤَﺎ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﻥ ‪ ( ٣٧‬ﻴﻭﻨﺱ‬
‫ﺏ ﺍ ﹾﻟﻌَﺎ ﹶﻟﻤِﻴ َ‬
‫ﻤِﻥ ﱠﺭ ﱢ‬
‫ﻟﻁﺎﻟﻤﺎ ﺘﺴﺎﺀﻟﺕ ﺃﻱ ﻜﺘﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺴﺭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ؟‬
‫ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﺃﻥ "ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ ﻫﺩﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ" ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻌﻴﻨﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺠﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﺼﺤﺢ‬
‫ﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻲ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ‪.‬‬
‫ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺘﻀﺢ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺒﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺃﻱ ﺍﻹﻨﺠﻴل ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﺒﺩﻟﻴل ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺒﺄﻨﻬﻡ ) ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ (‬
‫ﻫل ﺇﺫﺍ ﺴﻤﻌﻨﺎ ) ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ( ﻓﻬل ﻨﻔﻬﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ‪ .‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﺇﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭ ﺍﻹﻨﺠﻴل ﻟﻴﺴﺘﺎ ﻤﺤﺭﻓﺘﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺒل ﻜﺘﺎﺒﻴﻥ ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻬﻤﺎ‬
‫ﻭﺇﻻ ﻜﻴﻑ ﺴﻨﻔﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺒل ﻭ ﻜﻴﻑ ﺴﻨﻔﻬﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺤﺭﻑ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ) ﺫﻟﻙ (‬
‫ﻟﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﺭﻴﺏ ﻓﻴﻪ ﻫﺩﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻜﻤﺎ ﻨﻌﻠﻡ ﻟﻡ ﻴﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﻓﻲ‬
‫ﺸﻜل ﻜﺘﺎﺏ ﺒل ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻨﻪ ﻴﻘﺭﺃ ) ﻗﺭﺁﻥ ( ﻟﻜﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭ ﺍﻹﻨﺠﻴل ﺒﻼ ﺸﻙ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻭ ﻴﻤﻜﻥ‬
‫ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺨﺩﻋﻨﺎ ﻭ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻟﻡ ﻴﺠﻤﻊ ) ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ( ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﺠﻤﻌﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ‬
‫ﺤﻴﺭﺕ ﻋﻘﻠﻲ ﻤﻌﺎﻙ ﻴﺎ ﻗﺭﺁﻥ ‪ ...‬ﻫل ﻤﻥ ﻴﻔﻙ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻘﺩ‬
‫‪@@@@Š’Ç@òí…b§a@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٧‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺴ ﹸﻜ ْﻡ‬
‫ﻥ ُﺭﺀُﻭ َ‬
‫ﺤﱢﻠﻘِﻴ َ‬
‫ﻥ ُﻤ َ‬
‫ﻥ ﺸﹶﺎ َﺀ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﺁ ِﻤﻨِﻴ َ‬
‫ﺤﺭَﺍ َﻡ ِﺇ ْ‬
‫ﺠ َﺩ ﺍ ﹾﻟ َ‬
‫ﺴِ‬‫ﺨﹸﻠﻥﱠ ﺍ ﹾﻟ َﻤ ْ‬
‫ﻕ ﹶﻟ ﹶﺘ ْﺩ ﹸ‬
‫ﺤ ﱢ‬
‫ﻕ ﺍﻟﻠﱠ ُﻪ َﺭﺴُﻭ ﹶﻟ ُﻪ ﺍﻟ ﱡﺭ ْﺅﻴَﺎ ﺒِﺎ ﹾﻟ َ‬
‫) ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺩ ﺼَﺩَ ﹶ‬
‫ﻥ ﹶﺫﻟِﻙَ ﹶﻓ ﹾﺘﺤًﺎ ﹶﻗﺭِﻴﺒًﺎ ‪ ( ٢٧‬ﺍﻟﻔﺘﺢ‬
‫ﻥ ﺩُﻭ ِ‬
‫ﻥ ﻟﹶﺎ ﹶﺘﺨﹶﺎﻓﹸﻭﻥَ ﹶﻓﻌَﻠِ َﻡ ﻤَﺎ ﹶﻟ ْﻡ ﹶﺘ ْﻌ ﹶﻠﻤُﻭﺍ ﹶﻓﺠَﻌَ َل ِﻤ ْ‬
‫ﺼﺭِﻴ َ‬
‫َﻭ ُﻤ ﹶﻘ ﱢ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﻘﺭﺭ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺩ ﺍﺘﺨﺫ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ !!‬
‫ﺇﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ ) ﻟﺘﺩﺨﻠﻥ ( ﻭﻨﻌﻠﻡ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺃﻤﺭﺍ ﻓﺎﻨﻪ ﻜﻥ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻓﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻫﻨﺎ‬
‫ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﻴﺩ ‪.‬‬
‫ﻭﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺘﺄﺘﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ) ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺸﺎﺀ ﻏﻴﺭ ﻫﺫﺍ ( ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻨﻪ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺩﻯ ﺴﺫﺍﺠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺘﺨﻴل ﻗﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﻨﺎﻅﺭ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻟﻠﻁﻼﺏ ﻴﻘﻭل ) ﻏﺩﺍ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻲ ﺭﺤﻠﺔ ﻤﺩﺭﺴﻴﺔ‬
‫ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ (‬
‫ﻭﻫل ﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻴﻌﻠﻤﻬﺎ ﻏﻴﺭﻩ ؟؟‬
‫ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻋﻘﺩﺓ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻑ ﺃﺜﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﻓﺄﺼﺒﺢ ﻴﻘﺩﻡ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ‬
‫ﻭﷲ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺸﺌﻭﻥ ‪.‬‬
‫‪@@@@Š’Ç@òîãbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٨‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺏ‬
‫ﻁ ﱢﻴ َﺒ ﹲﺔ َﻭ َﺭ ﱞ‬
‫ﺸ ﹸﻜﺭُﻭﺍ ﹶﻟ ُﻪ َﺒ ﹾﻠ َﺩ ﹲﺓ ﹶ‬
‫ﻕ َﺭ ﱢﺒ ﹸﻜ ْﻡ ﻭَﺍ ﹾ‬
‫ﻥ ِﺭ ْﺯ ِ‬
‫ﺸﻤَﺎ ٍل ﹸﻜﻠﹸﻭﺍ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ َﻭ ِ‬
‫ﻥ َﻴﻤِﻴ ٍ‬
‫ﻋْ‬
‫ﻥ َ‬
‫ﺠ ﱠﻨﺘﹶﺎ ِ‬
‫ﺴ ﹶﻜﻨِﻬِ ْﻡ ﺁ َﻴ ﹲﺔ َ‬
‫ﺴ َﺒ ٍﺈ ﻓِﻲ ﻤَ ْ‬
‫ﻥ ِﻟ َ‬
‫) ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺩ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﺴ ْﺩ ٍﺭ‬
‫ﻥ ِ‬
‫ﻲﺀٍ ِﻤ ْ‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﺨ ْﻤﻁٍ ﻭََﺃ ﹾﺜلٍ ﻭَ ﹶ‬
‫ﻲ ُﺃ ﹸﻜ ٍل ﹶ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻡ ﺴَ ْﻴ َل ﺍ ﹾﻟ َﻌ ِﺭ ِﻡ َﻭ َﺒ ﱠﺩ ﹾﻟﻨﹶﺎ ُﻫ ْﻡ ﺒِﺠَ ﱠﻨ ﹶﺘ ْﻴﻬِ ْﻡ ﺠَ ﱠﻨ ﹶﺘ ْﻴﻥِ ﹶﺫﻭَﺍ ﹶﺘ ْ‬
‫ﺴ ﹾﻠﻨﹶﺎ َ‬
‫ﻋﺭَﻀُﻭﺍ ﹶﻓ َﺄ ْﺭ َ‬
‫ﻏﻔﹸﻭ ‪‬ﺭ ﹶﻓ َﺄ ْ‬
‫ﹶ‬
‫ﺠ َﺯ ْﻴﻨﹶﺎ ُﻫ ْﻡ ِﺒﻤَﺎ ﹶﻜ ﹶﻔﺭُﻭﺍ َﻭ َﻫ ْل ﹸﻨﺠَﺎﺯِﻱ ِﺇﻟﱠﺎ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻜﻔﹸﻭ َﺭ ( ﺴﺒﺎ‪١٧- ١٥‬‬
‫ﹶﻗﻠِﻴ ٍل ﹶﺫﻟِﻙَ َ‬
‫ﻴﺘﻔﺎﺨﺭ ﺍﷲ ﻫﻨﺎ ﺒﻘﺩﺭﺍﺘﻪ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻭ ﻴﻅﻬﺭ ﻷﻫﺎﻟﻲ ﻤﻜﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﺎﺴﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﻁﺭ ﺃﺴﺒﺎﺏ‬
‫ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻩ ﺒل ﻭ ﻴﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼ ﺭﺍﺌﻌﺎ ﺒﺄﻫل ﺴﺒﺄ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺠﻨﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺼﺤﺭﺍﺀ ﺘﻔﺭﺯ ﻨﻔﺱ ﺃﻨﻭﺍﻉ‬
‫ﺍﻟﺸﺠﺭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﺒﺠﻭﺍﺭ ﻗﺭﻴﺵ‬
‫ﻭﻻ ﺃﺭﻴﺩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻀﺂﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻵﻴﺔ ﻟﺴﺒﺏ ﺘﺸﻜل ﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻯ ﺇﻻ ﻭﻫﻭ ﻁﺒﻌﺎ ﻏﻀﺏ‬
‫ﺍﷲ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻨﻁﻭﻕ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ‬
‫ﺠ َﺯ ْﻴﻨﹶﺎ ُﻫ ْﻡ ِﺒﻤَﺎ ﹶﻜ ﹶﻔﺭُﻭﺍ َﻭ َﻫ ْل ﹸﻨﺠَﺎﺯِﻱ ِﺇﻟﱠﺎ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻜﻔﹸﻭ َﺭ (‬
‫) ﹶﺫﻟِﻙَ َ‬
‫ﺒﻜل ﺜﻘﺔ ﻴﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﷲ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻹﺭﺴﺎل ﺁﻴﺎﺕ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻤﻥ ﺃﻋﺎﺼﻴﺭ ﻭ ﺭﻴﺎﺡ ﻭ ﺠﺩﺏ ﻭ ﺯﻻﺯل‬
‫ﻭﺒﺭﺍﻜﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﻘﻁ ﻟﻠﻜﻔﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺄﺒﻪ ﺒﺎﷲ ﺍﻟﺠﺎﻟﺱ ﻓﻭﻕ ﻋﺭﺵ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ‪ .‬ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺼﺩﻴﻘﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺠﺎﺯﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﺴﻤﺔ ﺃﻗﻭل ﺒﻜل ﺜﻘﺔ ﺇﻥ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻜﺎﻓﺭﺓ ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻀﺭﺒﺕ ﺒﺎﻟﺯﻻﺯل ‪ ،‬ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻜﺎﻓﺭﺓ ﻷﻨﻬﺎ ﻀﺭﺒﺕ‬
‫ﺒﺎﻟﺯﻻﺯل ‪ ،‬ﺍﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﻜﺎﻓﺭﺓ ﻷﻨﻬﺎ ﻀﺭﺒﺕ ﺒﺎﻷﻋﺎﺼﻴﺭ ‪.‬‬
‫ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻼ ﺘﻭﺠﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺼﺤﺭﺍﺀ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﺸﺠﺭ ﺍﻟﺒﺩﻭ ‪ ،‬ﺍﺴﺘﺭﺍﻟﻴﺎ ﻤﻭﺤﺩﺓ ﺒﺎﷲ ﻷﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﻀﺭﺭ‬
‫ﺒﺄﻱ ﺃﻋﺎﺼﻴﺭ ﺃﻭ ﻜﻭﺍﺭﺙ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ‬
‫ﻤﻜﺔ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻟﻡ ﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻤﺎ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭ ﺨﻠﻔﺎﺌﻪ ﺍﻟﺭﺍﺸﺩﻴﻥ ﺃﻡ ﺃﻥ‬
‫ﺍﷲ ﻻ ﻴﻬﺘﻡ ﺇﻻ ﺒﺄﻫل ﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻯ ‪.‬‬
‫ﺃﻨﺎ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺍﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ‪.‬‬
‫‪@@@@Š’Ç@òrÛbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪١٩‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻥ ِﺒ ِﻪ ( ﻏﺎﻓﺭ ‪٧‬‬
‫ﺤ ْﻤ ِﺩ َﺭ ﱢﺒ ِﻬ ْﻡ َﻭ ُﻴ ْﺅ ِﻤﻨﹸﻭ َ‬
‫ﻥ ِﺒ َ‬
‫ﺴﺒﱢﺤُﻭ َ‬
‫ﺤ ْﻭ ﹶﻟ ُﻪ ُﻴ َ‬
‫ﻥ َ‬
‫ﺵ َﻭ َﻤ ْ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ َﻌ ْﺭ ﹶ‬
‫ﺤ ِﻤﻠﹸﻭ َ‬
‫ﻥ َﻴ ْ‬
‫) ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺘﺴﺎﺀﻟﺕ ﻋﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻭﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻓﻊ ﻋﻨﻪ ؟ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻴﺤﻤل ﺍﷲ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻱ ﺍﻨﻪ ﺍﻜﺒﺭ‬
‫ﻤﻥ ﺍﷲ ﻭﻟﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺒﻌﻜﺱ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﺫﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﻭﻻ ‪.‬‬
‫‪ - ٣٠٧٧٣‬ﺇﺫﺍ ﺠﻠﺱ ﺍﻟﺭﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺭﺴﻲ ‪ ،‬ﺴﻤﻊ ﻟﻪ ﺃﻁﻴﻁ ﻜﺄﻁﻴﻁ ﺍﻟﺭﺤل ﺍﻟﺠﺩﺩ‬
‫ﺍﻟﺭﺍﻭﻱ‪ :‬ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ‪ -‬ﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ‪ :‬ﺼﺤﻴﺢ ‪ -‬ﺍﻟﻤﺤﺩﺙ‪ :‬ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ ‪ -‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ‪ :‬ﺍﻟﻌﺭﺵ ‪-‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻗﻡ‪٩٩ :‬‬
‫ﻫل ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻤﺤﻤﻭل ﻀﺩ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻊ ﻭﻋﻥ ﺃﻱ ﺸﺊ ﻴﺭﻓﻊ ﻭﻫل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﷲ‬
‫ﺠﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻜﻴﻑ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺔ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻤﺎ ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﺭﺵ‬
‫ﺨﻭﺍﻁﺭ ﺘﺼﻴﺒﻨﻲ ﺒﺎﻟﺩﻭﺍﺭ !!‬
‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻋﻘﻠﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﻻ ﺘﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻨﻪ‬
‫ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻻ ﻴﺸﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺇﺫﺍ ﺠﺎﺀ ﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﺼﻑ ﺍﻷﻭل ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺌﻲ ﻭﺘﻜﻠﻡ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﻭﺏ‬
‫ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﺴﺄل ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻋﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﻗﺎل ﻟﻬﻡ ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻓﻜﺭﻜﻡ ﻭ ﻻ ﺘﺴﺄﻟﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﻻﻥ ﻋﻘﻭﻟﻜﻡ‬
‫ﻻ ﺘﺩﺭﻜﻪ ؟؟‬
‫ﺒﺭﺒﻜﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺘﻔﺎﺨﺭﻭﻥ ﺒﺤﻜﻤﺘﻪ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﻴﻴﻜﻡ ﻟﻤﺅﻟﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺭﺩﻩ ﻟﻸﻁﻔﺎل ؟‬
‫ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺃﻨﻜﻡ ﺘﺘﻬﻤﻭﻥ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻫﻨﺎ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻴﺴﺄﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻻ ﻴﻔﻬﻤﻭﻨﻬﺎ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺘﺠﺎﻫل ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻟﻠﻤﺅﻟﻑ‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻴﺫﻜﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﻴﻌﻠﻡ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﻟﻥ ﻴﺩﺭﻜﻬﺎ ﺃﺤﺩ ‪.‬‬
‫‪@@@@Š’Ç@òÈiaŠÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٢٠‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺍﷲ ﻴﻔﺸل ﻓﻲ ﻫﺩﺍﻴﺔ ﺁﺩﻡ ‪.‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﺍﺩﻡ ﻫﻭ ﺃﻭل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﻜﻠﻤﻪ ﺍﷲ ﻟﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﺍﺴﺠﺩ ﻟﻪ ﻤﻼﺌﻜﺘﻪ ﻭﺍﺴﻜﻨﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ‪ .‬ﺃﻱ ﺍﻨﻪ ﺭﺃﻯ ﻤﺎﻟﻡ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻷﻱ‬
‫ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻭ ﻫﺫﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻻﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺨﻼﻑ ﻓﻴﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﻬل ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻴﻨﺎ ﻤﻥ ﻴﻨﻜﺭ ﺍﻨﻪ ﻟﻭ ﻜﻠﻡ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺃﻯ ﺠﻨﺘﻪ ﺴﻭﻑ ﻴﺭﻓﺽ ﻟﻪ ﻁﻠﺒﺎ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺒﺎﻟﻙ ﺒﻤﻥ ﻴﺸﺭﻙ ﺒﻪ ؟‬
‫ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﺸل ‪.‬‬
‫ﻓﻬل ﺴﻴﻨﺠﺤﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻓﺸل ﻓﻴﻪ ﻤﺭﺴﻠﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﺃﺼﺒﺢ ﺃﻭل ﻨﺒﻲ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﻤﺸﺭﻙ‬
‫) ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺨﻠﻘﻜﻡ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻟﻴﺴﻜﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺘﻐﺸﺎﻫﺎ ﺤﻤﻠﺕ ﺤﻤﻼ ﺨﻔﻴﻔﺎ ﻓﻤﺭﺕ ﺒﻪ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺜﻘﻠﺕ ﺩﻋﻭﺍ ﺍﷲ ﺭﺒﻬﻤﺎ ﻟﺌﻥ ﺁﺘﻴﺘﻨﺎ ﺼﺎﻟﺤﺎ ﻟﻨﻜﻭﻨﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﻜﺭﻴﻥ } ‪{ ١٨٩‬ﻓﻠﻤﺎ ﺁﺘﺎﻫﻤﺎ ﺼﺎﻟﺤﺎ ﺠﻌﻼ ﻟﻪ‬
‫ﺸﺭﻜﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﺘﺎﻫﻤﺎ ﻓﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﷲ ﻋﻤﺎ ﻴﺸﺭﻜﻭﻥ } ‪ ( { ١٩٠‬ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ‬
‫ﻟﻘﺩ ﺃﺸﺭﻜﺎ ﺒﺎﷲ !! ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺎﻗل ﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻜﺘﺏ ﻤﺤﺭﻓﺔ ﻭﻻ ﺭﺴل ﺘﺘﺤﺩﻯ‬
‫ﺒﺎﻹﻋﺠﺎﺯ ﺒل ﻜﻼﻡ ﻤﻊ ﺍﷲ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﺴﻤﻊ ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻻ ﺘﺨﺹ ﺍﺩﻡ ﻭﺤﻭﺍﺀ ﻓﻠﻤﻥ ﺘﻌﻭﺩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﺜﻨﺎﻥ ﻴﺨﺎﻓﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻤل‬
‫ﻭﻴﺭﺍﻗﺒﺎﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﺒﻁﻥ ﺍﻷﻨﺜﻰ ﻭ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﺎﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﺴﻴﺄﺘﻲ ‪ .‬ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻤﺭ ﺒﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺤﻤل ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻏﻴﺭﻫﻤﺎ‬
‫ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﻋﻥ ﺇﺒﻠﻴﺱ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﻤﻴﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﻜل ﺯﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ‬
‫ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺼﺒﺢ ﺨﺎﻁﺌﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻨﺠﺩ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻓﻲ ﺁﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ‬
‫) ﻭﻟﻘﺩ ﻋﻬﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺁﺩﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻓﻨﺴﻲ ﻭﻟﻡ ﻨﺠﺩ ﻟﻪ ﻋﺯﻤﺎ } ‪ ( { ١١٥‬ﻁﻪ‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻓﺘﻘﺩ ﻤﻥ ﻜﻠﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺯﻡ ﻓﻜﻴﻑ ﺒﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺭﻯ ﻻ ﺇﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺭﺴﻭﻻ ﻤﺜﻠﻨﺎ ﺒل ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻠﺘﻘﻲ ﺒﺎﺒﻥ ﻻﺩﻥ‬
‫ﻭﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺯﻏﻠﻭل ﻭﻤﻘﺘﺩﻯ ﺍﻟﺼﺩﺭ ‪.‬‬
‫ﺃﻻ ﻴﺩل ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﺸل ﺫﺭﻴﻊ ﻻ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ‪.‬‬
‫‪@@@@Š’Ç@òßbä@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٢١‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺍﻟﻐﻭﺍﻴﺔ ﻫﻲ ﺘﺴﻬﻴل ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻭ ﺘﺯﻴﻴﻨﻪ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺤﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺦ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﺒﺕ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺒﻌﺙ ﺇﻟﻴﻬﻡ‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺴﺒﺕ ﻓﻘﻁ ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﻤﻭﺘﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﻉ ﺃﻭ ﻴﻘﻌﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫ﻨﺭﻯ ﺃﻴﻀﺎ ﻀﺤﻴﺔ ﺘﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﺨﺩﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﻴﺩﺓ ﺒﻌﺩ ﻓﻭﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ‬
‫) ﻗﺎل ﻓﺒﻤﺎ ﺃﻏﻭﻴﺘﻨﻲ ﻷﻗﻌﺩﻥ ﻟﻬﻡ ﺼﺭﺍﻁﻙ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ } ‪ ( { ١٦‬ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ‬
‫) ﻗﺎل ﺭﺏ ﺒﻤﺎ ﺃﻏﻭﻴﺘﻨﻲ ﻷﺯﻴﻨﻥ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻷﻏﻭﻴﻨﻬﻡ ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ ‪ ( { ٣٩‬ﺍﻟﺤﺠﺭ‬
‫ﻓﺎﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﺨﺩﻋﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻐﻭﺍﻴﺔ ﻭﻴﺩﻓﻌﻪ ﻫﺫﺍ ﻟﻼﻨﺘﻘﺎﻡ ﻭﻴﺘﺭﻜﻪ ﺍﷲ ﻴﻐﻭﻱ ﺍﻨﺘﻘﺎﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻏﻭﺍﻩ‬
‫ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﻔﻌل ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻫﺯﻟﻴﺔ ﻻ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﻪ‪.‬‬
‫ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺴﺄﺴﻤﻊ ﺃﻻﻥ ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﻫﺫﺍ ﻗﻭل ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻗﻭل ﺍﷲ ﻟﻜﻥ ﻫل ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﺴﻴﻜﺫﺏ ﻭﻫﻭ ﻴﻜﻠﻡ ﺍﷲ‬
‫ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻫﻭ ﻴﻘﻭل‬
‫) ﻗﺎل ﻓﺒﻌﺯﺘﻙ ﻷﻏﻭﻴﻨﻬﻡ ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ } ‪( { ٨٢‬‬
‫ﺃﻴﺒﺩﺃ ﻜﻼﻤﻪ ﺒﻌﺯﺘﻪ ﻭﻴﻜﺫﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺤﻀﺭﺘﻪ ﻓﻼ ﻴﻭﺠﺩ ﺸﺎﻫﺩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺴﻭﺍﻫﻤﺎ ﻭﻻ ﻤﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ‬
‫ﺒﻌﺯﺘﻙ ﺜﻡ ﻴﻜﺫﺏ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻥ ﻟﻡ ﺘﻌﺠﺒﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻓﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﷲ ﻴﻘﺭ ﺒﻨﻔﺴﻪ ‪.‬‬
‫) ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺫﺒﻭﺍ ﺒﺂﻴﺎﺘﻨﺎ ﺴﻨﺴﺘﺩﺭﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ } ‪ ( { ١٨٢‬ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ‬
‫) ﻓﺫﺭﻨﻲ ﻭﻤﻥ ﻴﻜﺫﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺴﻨﺴﺘﺩﺭﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ } ‪ ( { ٤٤‬ﺍﻟﻘﻠﻡ‬
‫ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺼﻑ ﻨﻔﺴﻪ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻭ ﻴﺴﺘﺩﺭﺝ ﻜﻤﺎ ﺘﺴﺘﺩﺭﺝ ﺍﻟﻭﺤﻭﺵ ﻓﺭﺍﺌﺴﻬﺎ ﻟﺘﻨﻘﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﺃﻱ ﻤﻨﻁﻕ ﻤﺘﻨﺎﻗﺽ ﺘﺤﻤﻠﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ‪..‬‬
‫ﻏﻭﺍﻴﺔ ﺍﺴﺘﺩﺭﺍﺝ ﻭ ﺘﺭﺒﺹ ‪..‬‬
‫ﺃﻱ ﺍﻟﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﺨﺒﺭﻭﻨﻲ!!‬
‫‪@@@@Š’Ç@ò…bÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٢٢‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻥ ﹸﻓﻁﹸﻭ ٍﺭ‪٣‬‬
‫ﺼ َﺭ َﻫ ْل ﹶﺘﺭَﻯ ِﻤ ْ‬
‫ﺠ ِﻊ ﺍ ﹾﻟ َﺒ َ‬
‫ﺕ ﻓﹶﺎ ْﺭ ِ‬
‫ﻥ ﹶﺘﻔﹶﺎ ُﻭ ٍ‬
‫ﻥ ِﻤ ْ‬
‫ﺤ َﻤ ِ‬
‫ﺨ ﹾﻠﻕِ ﺍﻟ ﱠﺭ ْ‬
‫ﻁﺒَﺎﻗﹰﺎ ﻤَﺎ ﹶﺘﺭَﻯ ﻓِﻲ ﹶ‬
‫ﺕ ِ‬
‫ﺴﻤَﺎﻭَﺍ ٍ‬
‫ﺴ ْﺒ َﻊ َ‬
‫ﻕ َ‬
‫ﺨ ﹶﻠ ﹶ‬
‫) ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﹶ‬
‫ﺤﺴِﻴ ‪‬ﺭ ( ﺍﻟﻤﻠﻙ ‪٤‬‬
‫ﺴﺌًﺎ َﻭ ُﻫ َﻭ َ‬
‫ﺼ ُﺭ ﺨﹶﺎ ِ‬
‫ﺏ ﺇِ ﹶﻟ ْﻴﻙَ ﺍ ﹾﻟ َﺒ َ‬
‫ﺼ َﺭ ﹶﻜ ﱠﺭ ﹶﺘ ْﻴﻥِ َﻴ ﹾﻨ ﹶﻘ ِﻠ ْ‬
‫ﺠ ِﻊ ﺍ ﹾﻟ َﺒ َ‬
‫ﹸﺜﻡﱠ ﺍ ْﺭ ِ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺘﻌﻠﻥ ﻋﻥ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻱ ﺨﻠل ﺃﻭ ﻓﺭﻭﺝ ﺃﻭ ﺭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺘﺩﻋﻭ ﻜل ﺍﻟﻤﺘﺸﻜﻜﻴﻥ ﻓﻲ‬
‫ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺃﻋﻴﻨﻬﻡ ﻭ ﺃﺒﺼﺎﺭﻫﻡ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﺸﺎﻫﺩﺓ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺠﺯﻫﻡ ﻋﻥ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻭﻟﻭ ﺸﻕ ﺒﺴﻴﻁ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ‪.‬‬
‫ﺃﺩﻋﻭ ﻜل ﺍﻟﺯﻤﻼﺀ ﻟﻌﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﻴﺄﺨﺫﻭﺍ ﺯﻤﻴﻼ ﻤﺅﻤﻥ ﻟﻴﺭﺸﺩﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺭﻴﺩﺓ ﻭﻟﻨﻌﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﺫﺍ ﺴﻭﻑ ﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﻴﺠﻌﻠﻨﻲ ﺍﻗﺒل ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ‪.‬‬
‫ﺘﺨﻴل ﺃﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﻁﻠﻕ ﻭ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺴﺎﻁﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﺯﻤﻴﻠﻙ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻭ ﻴﻘﻭل ﻫﺫﻩ‬
‫ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺒﻼ ﻓﻁﻭﺭ ﻭ ﻻ ﺸﻘﻭﻕ ‪.‬‬
‫ﻓﻘﻁ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺍﻋﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﺫﺍ ﺴﻭﻑ ﻴﺸﻴﺭ ﺃﺼﺒﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﻴﺭﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺩﺍﻓﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﻫﻲ ﺴﻘﻑ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ ﻭﻋﻨﺩﻫﺎ ﻴﻀﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻤﺄﺯﻕ‬
‫ﺃﺸﺩ ﺇﺫ ﺘﺩﻋﻭ ﺍﻵﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺤﺩﻴﺎ ﻋﻨﺩﻫﺎ ؟؟‬
‫ﻭﺍﺴﻤﻊ ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻭ ﻭﺠﻭﺩ ﻓﺭﺍﻍ ﻜﻭﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻤﻠﺊ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻬﺭﻭﻤﻐﻨﺎﻁﺴﻴﺔ ﻭﺤﺘﻰ‬
‫ﺍﻟﺜﻘﻭﺏ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﻴﺩﻋﻭﻨﻲ ﺍﻹﻟﻪ ﻟﺭﺅﻴﺔ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻻ ﺘﺭﻯ ﺒﺎﻟﻌﻴﻥ ﻟﻜﻲ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﺃﺨﻁﺎﺌﻬﺎ ﺒﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ‬
‫ﻭﻤﻥ ﻴﺭﺩ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺘﺤﺩ ﻟﻌﺼﺭ ﻗﺎﺩﻡ ﻓﻬﺫﺍ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺩﻋﺎﺓ ﻟﻠﻀﺤﻙ ﻓﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﻨﺯل ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﻓﻬل ﻜﺎﻥ ﺍﷲ‬
‫ﻴﺴﺘﻐﻔل ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻤﻭﻫﻤﺎ ﺇﻴﺎﻫﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻭﻨﻬﺎ ﺒﺄﻋﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﺒﻼ ﺸﻘﻭﻕ ﻤﻥ ﺩﻻﺌل ﻗﺩﺭﺘﻪ ؟؟‬
‫ﺃﻭﺩ ﻓﻘﻁ ﺃﻥ ﺍﻋﻠﻡ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺤﺩﺍﻨﻲ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫‪@@@@Š’Ç@òÈibÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٢٣‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺴﻤَﺎ ِﺀ‬
‫ﻥ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺨﻠﹶﺎ ِﻟ ِﻪ َﻭ ُﻴ ﹶﻨﺯﱢ ُل ِﻤ َ‬
‫ﻥ ِ‬
‫ﺝ ِﻤ ْ‬
‫ﺨ ُﺭ ُ‬
‫ﻕ َﻴ ﹾ‬
‫ﺠ َﻌﹸﻠ ُﻪ ُﺭﻜﹶﺎﻤًﺎ ﹶﻓ ﹶﺘﺭَﻯ ﺍ ﹾﻟ َﻭ ْﺩ ﹶ‬
‫ﻑ َﺒ ْﻴ ﹶﻨ ُﻪ ﹸﺜﻡﱠ َﻴ ْ‬
‫ﺴﺤَﺎﺒًﺎ ﹸﺜﻡﱠ ُﻴ َﺅﻟﱢ ﹸ‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ ُﻴ ْﺯﺠِﻲ َ‬
‫) َﺃ ﹶﻟ ْﻡ ﹶﺘﺭَ َﺃ ﱠ‬
‫ﺏ ﺒِﺎ ﹾﻟ َﺄ ْﺒﺼَﺎ ِﺭ‪ (٤٢‬ﺍﻟﻨﻭﺭ‬
‫ﺴﻨﹶﺎ َﺒ ْﺭ ِﻗ ِﻪ َﻴ ﹾﺫ َﻫ ُ‬
‫ﻥ َﻴﺸﹶﺎ ُﺀ َﻴﻜﹶﺎ ُﺩ َ‬
‫ﻥ َﻤ ْ‬
‫ﻋْ‬
‫ﺼ ِﺭ ﹸﻓ ُﻪ َ‬
‫ﻥ َﻴﺸﹶﺎ ُﺀ َﻭ َﻴ ْ‬
‫ﺏ ِﺒ ِﻪ َﻤ ْ‬
‫ﻥ َﺒ َﺭ ٍﺩ ﹶﻓ ُﻴﺼِﻴ ُ‬
‫ﺠﺒَﺎ ٍل ﻓِﻴﻬَﺎ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ِ‬
‫ِﻤ ْ‬
‫ﺘﺘﻜﻠﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺜﻡ ﻨﺯﻭل ﺍﻟﺒﺭﺩ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﺩ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﻤﺨﺎﺯﻥ ﺭﺒﺎﻨﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺠﺒﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬
‫ﻭﻻ ﻨﺩﺭﻯ ﺃﻴﻥ ﺘﻭﺠﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺯل ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ‪.‬‬
‫ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺘﺤﺎﻴل ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻨﻲ ﺍﻋﺭﺽ ﻫﻨﺎ ﻤﻘﻁﻌﺎ ﻤﻥ ﺴﻔﺭ ﺍﺨﻨﻭﺥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ) ﺴﻔﺭ ﺃﺴﺭﺍﺭ‬
‫ﺃﺨﻨﻭﺥ ﺴﻔﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻔﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺤﻭﻟﺔ ( ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺄﺨﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﻙ ﺇﻟﻰ ﺭﺤﻠﺔ ﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺸﺒﻴﻬﺔ ﺒﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﺍﺝ ﻋﺒﺭ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ‬
‫) ﻴﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﻼﻜﺎﻥ ﺃﺨﻨﻭﺥ ﺒﺄﺠﻨﺤﺘﻬﻤﺎ ﻭ ﻴﺭﻗﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻴﻘﻭﺩﻩ ﺍﻟﻤﻼﻙ ﺍﻟﻤﺘﺼﺭﻑ ﺒﺸﺅﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻨﺠﻤﻰ ﻓﻴﺭﻴﻪ ﻤﺴﺎﻟﻙ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﻭﻤﺩﺍﺭﺍﺘﻬﺎ ﻭﻤﻌﺎﺒﺭﻫﺎ ﻭ ﻴﺭﻴﻪ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺒﺤﺭﺍ ﻭﺍﺴﻌﺎ ﻤﻥ ﺒﺤﺎﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻤﺌﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺘﺭﻑ ﻓﻭﻗﻪ ﺒﺄﺠﻨﺤﺘﻬﺎ ﻭﻴﺭﻴﻪ ﻤﺨﺎﺯﻥ ﺍﻟﺴﺤﺏ ﻭ ﺍﻟﺒﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻭ ﺍﻟﻨﺩﻯ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻼﺌﻜﺔ ﻴﺤﺭﺴﻭﻨﻬﺎ (‬
‫ﺇﺫﺍ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻨﺭﻯ ﻤﺨﺎﺯﻥ ﺴﻤﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﺎﻟﺠﺒﺎل ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻗﺒل ﺍﻤﻥ ﻴﻨﻁﻕ ﺒﺎﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻷﻗﺭﺏ ﻟﻠﻌﻘل ﻫل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﺼﺩﻓﺔ ؟‬
‫ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻭﻥ ﺒﺎﻷﺼل ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻟﻠﻜﺘﺏ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ؟‬
‫ﻭﻫل ﻓﻌﻼ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻨﺤﻥ ﻤﻁﺎﻟﺒﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﺼﺩﻴﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﺩ ﻴﻨﺯل ﻤﻥ ﻤﺨﺎﺯﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻴﻤﺭ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﻤﻐﻠﻘﺔ ﺒﻴﻥ‬
‫ﺍﻟﺒﺨﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺜﻑ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻘﻁ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻗﺎﺼﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻲ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻲ ‪.‬‬
‫‪@@@@Š’Ç@òäßbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٢٤‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺘﺼﻴﺒﻨﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺒﺸﻌﻭﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻋﻨﺩ ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﺎ ﻓﻼ ﺃﺩﺭﻯ ﻜﻴﻑ ﻗﺭﺃﻫﺎ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻗﻔﻭﺍ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﺭﻏﻡ‬
‫ﺒﺴﺎﻁﺔ ﻜﻠﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺤﺘﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺩﺓ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻵﻴﺎﺕ ﻻ ﺘﺤﺘﻤل ﺃﻱ ﻤﻌﺎﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺘﻨﻘل ﺼﻭﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﺩﻴﻘﻬﺎ ﻟﻔﺭﻁ ﻏﺭﺍﺒﺘﻬﺎ‬
‫ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﺠ ُﻊ ﺍ ﹾﻟُﺄﻤُﻭ ُﺭ (‬
‫ﻲ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ْﻤ ُﺭ َﻭِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﺘﹸ ْﺭ َ‬
‫ﻀَ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻐﻤَﺎ ِﻡ ﻭَﺍ ﹾﻟ َﻤﻠﹶﺎ ِﺌ ﹶﻜ ﹸﺔ َﻭ ﹸﻗ ِ‬
‫ﻅ ﹶﻠلٍ ِﻤ َ‬
‫ﻥ َﻴ ْﺄ ِﺘ َﻴ ُﻬ ُﻡ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﻓِﻲ ﹸ‬
‫ﻥ ِﺇﻟﱠﺎ َﺃ ْ‬
‫ﻅﺭُﻭ َ‬
‫) َﻫ ْل َﻴ ﹾﻨ ﹸ‬
‫ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ‪٢١٠‬‬
‫ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻘﺭﺃ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺴﺘﺠﺩ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻤﻀﺤﻜﺔ ﻟﻠﻲ ﻋﻨﻕ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻟﺘﺄﺨﺫﻙ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺒﺴﺎﻁﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ‬
‫ﻓﻬﺎﻫﻭ ﺍﷲ ﺒﺠﻼﻟﺔ ﻗﺩﺭﻩ ﺘﻅﻠﻠﻪ ﻏﻤﺎﻤﺔ !!!‬
‫ﻴﺄﺕ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﺸﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭ ﻓﻭﻗﻪ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﻴﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﺤﺭ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺍﻟﻼﺴﻊ ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺴﻪ ﺃﻱ ﺃﻋﺭﺍﺒﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﻴﺴﺘﻅل ﺘﺤﺕ ﻏﻤﺎﻤﺔ ﺘﺤﺠﺏ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺸﻤﺱ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺩﻋﺔ ﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﺒل ﻫﻲ ﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﺒﺘﺼﺭﻑ ﻋﻥ ﻤﺎ ﺴﻴﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﻴﺭﻜﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺴﺤﺎﺒﺔ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺘﻅﻠل ﺍﷲ ﺘﻨﺎﻏﻤﺎ ﻤﻊ ﺃﻫﻡ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﻟﻠﺠﻭ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﻭﻱ ‪ .‬ﻴﻌﻨﻰ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ‬
‫ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻓﻭﻕ ﺍﷲ ﻭ ﻜل ﻴﻐﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﻼﻩ ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻨﺎ ﻨﻠﻕ ﻨﻅﺭﺓ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻴﺴﻭﻋﻲ‬
‫ﻤﻥ ﺇﻨﺠﻴل ﻤﺘﻰ ﺇﺼﺤﺎﺡ ‪١٦‬‬
‫‪ ٢٧‬ﻓﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺴﻭﻑ ﻴﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺩ ﺃﺒﻴﻪ ﻤﻊ ﻤﻼﺌﻜﺘﻪ ﻭ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﻴﺠﺎﺯﻱ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﺤﺴﺏ ﻋﻤﻠﻪ‬
‫‪ ٢٨‬ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻗﻭل ﻟﻜﻡ ﺇﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻫﻬﻨﺎ ﻗﻭﻤﺎ ﻻ ﻴﺫﻭﻗﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﺤﺘﻰ ﻴﺭﻭﺍ ﺍﺒﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﺘﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻠﻜﻭﺘﻪ‬
‫ﻭﺤﻴﻨﺌﺫ ﻴﺒﺼﺭﻭﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺁﺘﻴﺎ ﻓﻲ ﺴﺤﺎﺒﺔ ﺒﻘﻭﺓ ﻭﻤﺠﺩ ﻜﺜﻴﺭ ﻟﻭﻗﺎ ‪٢٧-٢٥: ٢١‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﻨﻘﻠﺕ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻓﻘﻁ ﻷﻭﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻻ ﻟﺒﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺩﻉ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻤﺎﺀ ﻓﻬﻲ ﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ‬
‫ﻭ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻅل ﺒﻐﻴﻤﺔ ﻴﻁﺭﻕ ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﻭﺍﻨﺄ ﺃﺘﻤﺩﺩ ﻓﻲ ﺠﻭ ﻤﻜﻴﻑ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﺭﺍﺌﻊ‬
‫ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻨﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﻨﻤﻠﻙ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻤﺎﻟﻡ ﻴﺨﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺏ ﺍﷲ ﻨﻔﺴﻪ ‪.‬‬
‫‪@@@@Š’Ç@òÈbnÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٢٥‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺴ ِﻭﻴ‪‬ﺎ ‪١٩‬‬
‫ﺸﺭًﺍ َ‬
‫ﺤﻨﹶﺎ ﹶﻓ ﹶﺘﻤَ ﱠﺜ َل ﹶﻟﻬَﺎ َﺒ ﹶ‬
‫ﺴ ﹾﻠﻨﹶﺎ ِﺇ ﹶﻟ ْﻴﻬَﺎ ﺭُﻭ َ‬
‫ﺤﺠَﺎﺒًﺎ ﹶﻓ َﺄ ْﺭ َ‬
‫ﻥ ﺩُﻭ ِﻨ ِﻬ ْﻡ ِ‬
‫ﺕ ِﻤ ْ‬
‫ﺨ ﹶﺫ ﹾ‬
‫) ﹶﻓﺎ ﱠﺘ ﹶ‬
‫ﺕ ﹶﺘ ِﻘﻴ‪‬ﺎ ‪٢٠‬‬
‫ﻥ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹶ‬
‫ﻙ ِﺇ ْ‬
‫ﻥ ِﻤ ﹾﻨ َ‬
‫ﺤ َﻤ ِ‬
‫ﺕ ِﺇﻨﱢﻲ َﺃﻋُﻭ ﹸﺫ ﺒِﺎﻟ ﱠﺭ ْ‬
‫ﻗﹶﺎ ﹶﻟ ﹾ‬
‫ﻏﻠﹶﺎﻤًﺎ َﺯ ِﻜﻴ‪‬ﺎ ‪ ( ٢١‬ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﻤﺭﻴﻡ‬
‫ﻙ ﻟِ َﺄﻫَﺏَ ﹶﻟﻙِ ﹸ‬
‫ﻗﹶﺎ َل ِﺇ ﱠﻨﻤَﺎ َﺃﻨﹶﺎ َﺭﺴُﻭ ُل َﺭ ﱢﺒ ِ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺃﺼﺎﺒﺘﻨﻲ ﺒﺩﻫﺸﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﺃﺤﺎﻭل ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﻻ ﺃﻋﺭﻑ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﻤﺭﻴﻡ ﺘﺘﺨﺫ ﺤﺠﺎﺒﺎ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﺴل ﺍﷲ ﻟﻬﺎ ﺭﺠﻼ ‪ ،‬ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻅﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل‬
‫ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻤﺜﻼ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺫﻋﺭﺕ ﻤﻨﻪ ﻤﺭﻴﻡ ﻭﺨﺎﻓﺕ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻐﺘﺼﺒﻬﺎ ﻻ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﺴﺭﻗﻬﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺠﺎﺀ ﻜﻼﻤﻬﺎ ﻜﻠﻪ ﺨﻭﻓﺎ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠل ‪.‬‬
‫ﻜﻨﺕ ﺃﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ ﺃﺠﺩ ﺭﺩﺍ ﻓﻲ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻭﺠﺌﺕ ﺒﺎﻟﺭﺩ ﻓﺎﻟﺭﺠل ﺠﺎﺀ ﻟﻴﻬﺏ ﻟﻬﺎ ﻏﻼﻤﺎ !!!!‬
‫ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻷﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﺭﺴﻭل ﺭﺒﻙ ﻟﻴﻬﺏ ﻟﻙ ﻏﻼﻤﺎ ﺯﻜﻴﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﻬﺏ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻟﻜﻥ ﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﺭﺠل‬
‫ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻗﺎﺌﻼ ﻷﻫﺏ ﻟﻙ ﻏﻼﻤﺎ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﺭﺴﻠﻪ ﻟﻴﻘﻭﻡ ﻫﻭ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻭﻫﺏ !!!‬
‫ﻭﻋﻨﺩﻫﺎ ﺍﺘﻀﺤﺕ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺠﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺭﺠﻼ ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺨﺎﻓﺕ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺭﺒﻤﺎ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﺍﺘﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﻗﺎﺩﻡ ﻟﻴﻬﺒﻬﺎ ﻏﻼﻤﺎ ﺯﻜﻴﺎ ‪.‬‬
‫ﻗﻠﺕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺸﻁﺤﺕ ﺒﺨﻴﺎﻟﻲ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻓﺭﺒﻤﺎ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻲ ‪ .‬ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻭﺠﺌﺕ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﻴﻌﺯﺯ ﻤﺎ ﺃﻗﻭل‬
‫ﻥ ( ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ‪٢١‬‬
‫ﺤﻨﹶﺎ ﻭَﺠَﻌَ ﹾﻠﻨﹶﺎﻫَﺎ ﻭَﺍ ْﺒ ﹶﻨﻬَﺎ ﺁ َﻴ ﹰﺔ ِﻟ ﹾﻠﻌَﺎ ﹶﻟﻤِﻴ َ‬
‫ﻥ ﺭُﻭ ِ‬
‫ﺨﻨﹶﺎ ﻓِﻴﻬَﺎ ِﻤ ْ‬
‫ﺠﻬَﺎ ﹶﻓ ﹶﻨ ﹶﻔ ﹾ‬
‫ﺕ ﹶﻓ ْﺭ َ‬
‫ﺼ ﹶﻨ ﹾ‬
‫ﺤ َ‬
‫) ﻭَﺍﱠﻟﺘِﻲ َﺃ ْ‬
‫ﻥ‬
‫ﺕ ِﻤ َ‬
‫ﺕ َﺭ ﱢﺒﻬَﺎ َﻭ ﹸﻜ ﹸﺘ ِﺒ ِﻪ َﻭﻜﹶﺎ ﹶﻨ ﹾ‬
‫ﺕ ِﺒ ﹶﻜ ِﻠﻤَﺎ ِ‬
‫ﺤﻨﹶﺎ ﻭَﺼَ ﱠﺩ ﹶﻗ ﹾ‬
‫ﻥ ﺭُﻭ ِ‬
‫ﺨﻨﹶﺎ ﻓِﻴ ِﻪ ِﻤ ْ‬
‫ﺠﻬَﺎ ﹶﻓ ﹶﻨ ﹶﻔ ﹾ‬
‫ﺕ ﹶﻓ ْﺭ َ‬
‫ﺼ ﹶﻨ ﹾ‬
‫ﺤ َ‬
‫ﻥ ﺍﱠﻟﺘِﻲ َﺃ ْ‬
‫ﻋ ْﻤﺭَﺍ َ‬ ‫) َﻭ َﻤ ْﺭ َﻴ َﻡ ﺍ ْﺒ ﹶﻨ ﹶ‬
‫ﺕ ِ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ‪٢٢‬‬
‫ﺍ ﹾﻟﻘﹶﺎ ِﻨﺘِﻴ َ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺃﻜﻥ ﺍﺸﻁﺢ ﺒﺨﻴﺎﻟﻲ ﻭ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﺨﺎﻭﻑ ﻤﺭﻴﻡ ﺒﻐﻴﺭ ﺃﺴﺎﺱ ﻓﺎﻟﺭﺴﻭل ﺠﺎﺀ ﻟﻴﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﻓﺭﺠﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺭﺠل ﺠﺎﺀ ﻟﻴﻬﺏ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻓﺭﺠﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻟﻡ ﻴﺘﺒﻕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﺒﺎﻟﻔﻡ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﻴﺭﺴل ﺍﻟﺭﻭﺡ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺴﻭﻴﺔ‬
‫ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﻓﻘﻁ ﻟﻤﺎ ﺍﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻴﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﻓﺭﺠﻬﺎ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻟﻤﺎ ﻗﺎل ﺒﺼﻴﻐﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ) ﻷﻫﺏ ﻟﻙ (‬
‫ﺜﻡ ﺘﺄﺘﻰ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺨﺒﺭﻨﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ ) ﺤﻤﻠﺘﻪ ( ‪.‬‬
‫ﻫل ﺃﻨﺎ ﻤﺨﻁﺊ ﻟﻭ ﻗﻠﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻴﻪ " ﺇﻥ " ‪.‬‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٢٦‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻤﺩﻯ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺼل ﺍﻻﺴﺘﻬﺎﻨﺔ ﺒﻌﻘﻭل ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻤﺩﻯ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺼﺩﻕ ﻗﺼﺹ ﻤﻥ‬
‫ﻗﺼﺹ ﺍﻟﺠﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴﺕ ﻭﺃﺒﻭ ﺭﺠل ﻤﺴﻠﻭﺨﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺎﻴﻴل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺞ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ‪.‬‬
‫ﺍﺴﺘﻭﻗﻔﺘﻨﻲ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﻥ ﹶﻟ ْﻭ ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ‬
‫ﻥ َﺃ ْ‬
‫ﺠﱡ‬
‫ﺨ ﱠﺭ ﹶﺘﺒَ ﱠﻴ ﹶﻨﺕِ ﺍ ﹾﻟ ِ‬
‫ﺽ ﹶﺘ ْﺄ ﹸﻜ ُل ﻤِ ﹾﻨﺴَ َﺄ ﹶﺘ ُﻪ ﹶﻓ ﹶﻠﻤﱠﺎ ﹶ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ َﻤ ْﻭ ِﺘ ِﻪ ِﺇﱠﻟﺎ ﺩَﺍﺒﱠ ﹸﺔ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ْﺭ ِ‬
‫ﺕ ﻤَﺎ َﺩﱠﻟ ُﻬ ْﻡ َ‬
‫ﻀ ْﻴﻨﹶﺎ ﻋَ ﹶﻠ ْﻴﻪِ ﺍ ﹾﻟﻤَ ْﻭ ﹶ‬
‫) ﹶﻓ ﹶﻠﻤﱠﺎ ﹶﻗ َ‬
‫ﻥ ( ﺴﺒﺄ ‪١٤‬‬
‫ﺏ ﺍ ﹾﻟ ُﻤﻬِﻴ ِ‬
‫ﺏ ﻤَﺎ ﹶﻟ ِﺒﺜﹸﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟ َﻌﺫﹶﺍ ِ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻐ ْﻴ َ‬
‫َﻴ ْﻌ ﹶﻠﻤُﻭ َ‬
‫ﻟﻘﺩ ﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻭﻅل ﻤﺘﺠﻤﺩﺍ ﻓﻭﻗﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺩﺍﺒﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﺘﺄﻜل ﺨﺸﺒﻬﺎ ﻓﺘﺨل‬
‫ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻓﻴﺴﻘﻁ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻭ ﻴﻨﺘﺒﻪ ﺍﻟﺠﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻪ ﻤﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻜل ﺤﺭﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻗﻑ ﻤﺸﺩﻭﻫﺎ ﻟﻤﺩﻯ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﻜل ﻭ ﺍﻟﺘﻁﻭﻉ ﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻭﻫﻡ‬
‫ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ‪.‬‬
‫ﻟﺫﻟﻙ ﻗﺴﻤﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻥ ﺠﺎﻨﺏ‬
‫‪ - ١‬ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺱ ‪:‬‬
‫ﻓﻜﻠﻨﺎ ﻨﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻠﻜﺎ ﻋﻅﻴﻤﺎ ﻴﺩﻴﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﺸﻬﺩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻤﺜﻴﻼ ﻓﻬل ﺨﻼل ﻜل ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﺩﻉ ﻏﻴﺎﺒﻪ ﺴﺅﺍل ﺃﻫﻠﻪ ﻭ ﻤﻌﺎﻭﻨﻴﻪ ﻭﺨﺩﻤﻪ ‪.‬‬
‫ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻵﻥ ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﻜﺎﻥ ﻤﺘﻌﻭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻭﺓ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺩ ﺴﺎﺫﺝ ﻜل ﺍﻟﺴﺫﺍﺠﺔ ﻓﺎﻟﺨﻠﻭﺓ ﻻ ﺘﻌﻨﻰ ﺍﻨﻪ ﻴﺠﻠﺱ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺼﺎ ﺒﺩﻭﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺨﻠﻭﺓ ﻻ ﺘﻌﻨﻰ ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﺫﻫﺏ ﻤﺜﻼ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺤﺎﺠﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺨﻠﻭﺓ ﻻ ﺘﻌﻨﻰ ﺃﺒﺩﺍ‬
‫ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻴﺸﺭﺏ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭ ﺍﻟﺨﻠﻭﺓ ﻻ ﺘﻌﻨﻰ ﺍﻟﺠﻠﻭﺱ ﻟﻴﻼ ﻨﻬﺎﺭﺍ ﺼﻴﻔﺎ ﻭ ﺸﺘﺎﺀ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ‬
‫ﻤﻼﺒﺴﻲ‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺘﺭﻙ ﻤﻠﻜﻬﻡ ﺒﺎﻟﺸﻬﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﺘﻘﺭﺒﺎ ﷲ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﻨﺭﻯ ﻤﺤﻤﺩﺍ ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﻴﻔﻌل ﺫﻟﻙ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ ﻭﻟﻭ ﻟﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﺭ ﺤﺭﺍﺀ ‪.‬‬
‫ﺃﻡ ﺃﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﺘﻜﺜﺭ ﺘﻘﺭﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﺒل ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﻫﻭ ﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ ﻓﻲ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻭﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﻭﺍﻟﻴﻪ ﻭ ﻴﺘﺎﺒﻌﻪ ﻭ ﻻ ﻴﻨﻘﻁﻊ‬
‫ﻋﻨﻪ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻤﻤﻠﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻜل ﻤﺎ ﻨﺩﺭﻜﻪ ﻤﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﻟﻼﻋﺘﻜﺎﻑ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺨﻠﻭﺓ‬
‫‪ - ٢‬ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻨﻔﺴﻪ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﺠﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻏﻴﺭ ﺠﻥ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺠﻥ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻐﻴﺏ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺠﻥ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﻜﺎﻥ ﻴﺼﻌﺩ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﻴﺄﺕ ﺒﺎﻹﺨﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻐﻴﻭﺏ ‪.‬‬
‫‪٢٧‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﺍﻟﺠﻥ ﻫﻨﺎ ﻤﻥ ﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺩﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻀﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺠﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺴﻠﻪ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻟﻴﺄﺘﻴﻪ‬
‫ﺒﻌﺭﺵ ﺒﻠﻘﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻨﻪ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺠﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﺭﻯ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﻋﻴﻨﻪ ﻭ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻨﻪ ﻤﻴﺕ ﻤﻨﺫ ﺸﻬﻭﺭ ﺇﻻ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﻴﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﺃﺒﺩﺍ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻨﺎ ﻋﺩﻡ ﺸﺭﺒﻪ ﻭ ﺃﻜﻠﻪ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺩﺓ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺠﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﻐﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻔﺭﻴﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺕ ﺒﺎﻟﻌﺭﺵ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻩ ﺤﺘﻰ ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺭ ‪:‬‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﺠﻥ ﺇﻟﻰ ﻴﺭﺍﻗﺒﻬﻡ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻜل ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺘﻭﺠﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﻭﺇﻻ ﻤﺎ‬
‫ﺤﺎﺠﺘﻪ ﻟﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ‪ .‬ﻭ ﻤﺎ ﺴﺭ ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻐﺭﺍﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﻠﻭﺴﻪ ﺃﻤﺎﻤﻬﻡ ‪.‬‬
‫ﻫل ﻴﻌﻘل ﺃﻥ ﻜل ﺍﻟﺠﻥ ﻟﻡ ﻴﻘﻭﻤﻭﺍ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺒﻌﻤل ﺃﻱ ﺘﺼﺭﻑ ﺨﺎﻁﺊ ﻴﺴﺘﺩﻉ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺠﺩ‬
‫ﻭﻗﺘﺎ ﺤﺘﻰ ﻟﻴﺸﺭﺏ ﺸﺭﺒﺔ ﻤﺎﺀ‬
‫ﻴﻌﻨﻰ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﺭﻉ ﺍﻨﺘﺒﺎﻩ ﺍﺤﺩ ﺇﻻ ﺴﻘﻭﻁﻪ ﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎﻩ !!!‬
‫ﻓﻌﻼ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻴﻌﻤﻰ ﺍﻷﺒﺼﺎﺭ ﻭ ﻴﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﻜﻨﺔ ‪.‬‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@òí…b§a@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٢٨‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ‪ ،‬ﻻ ﺍﻋﻠﻡ !!‬
‫ﺘﺤﻴﺭﻨﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺃﻋﻴﺩ ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﺎ ﻤﺭﺍﺕ ﻭﻤﺭﺍﺕ ﻷﻋﻭﺩ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﻭﺍﺴﺄل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﺅﺍل ‪ ،‬ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﻴﺩ!!‬
‫ﺸﺎﺭﻜﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﺍﻤﺔ‬
‫ﻥ ُﺃ ﱠﻤ ٍﺔ ﺇِﻻ ﺨﹶﻼ ﻓِﻴﻬَﺎ ﹶﻨﺫِﻴ ‪‬ﺭ (‬
‫ﻥ ِﻤ ْ‬
‫ﻕ َﺒﺸِﻴﺭًﺍ ﻭَ ﹶﻨﺫِﻴﺭًﺍ َﻭِﺇ ْ‬
‫ﺤ ﱢ‬
‫ﻙ ﺒِﺎ ﹾﻟ َ‬
‫) ِﺇﻨﱠﺎ َﺃ ْﺭ َ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻬﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺭﺴل ﻟﻜل ﺃﻤﺔ ﻨﺫﻴﺭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻴﺨﺒﺭﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻪ ﺃﺴﺎﺴﺎ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ‪٦‬‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻡ َﺃَﺃ ﹾﻨ ﹶﺫ ْﺭ ﹶﺘ ُﻬ ْﻡ َﺃ ْﻡ ﹶﻟ ْﻡ ﹸﺘ ﹾﻨ ِﺫ ْﺭ ُﻫ ْﻡ ﻻ ُﻴ ْﺅ ِﻤﻨﹸﻭ َ‬
‫ﺴﻭَﺍ ‪‬ﺀ َ‬
‫ﻥ ﹶﻜ ﹶﻔﺭُﻭﺍ َ‬
‫ﻥ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫) ِﺇ ﱠ‬
‫ﻓﺄﻗﻭل ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﻜﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﻭﻴﺨﺒﺭ ﺒﺄﻥ ﺇﺭﺴﺎل ﺍﻟﺭﺴل ﺭﺤﻤﺔ‬
‫ﻥ ﹶﻨﺫِﻴ ٍﺭ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ﹶﻗ ْﺒﻠِﻙَ ﹶﻟ َﻌﱠﻠ ُﻬ ْﻡ‬ ‫ﻙ ِﻟ ﹸﺘ ﹾﻨ ِﺫ َﺭ ﹶﻗ ْﻭﻤًﺎ ﻤَﺎ َﺃﺘﹶﺎ ُﻫ ْﻡ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ َﺭ ﱢﺒ َ‬
‫ﺤ َﻤ ﹰﺔ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ َﺭ ْ‬
‫ﺏ ﺍﻟﻁﱡﻭ ِﺭ ِﺇ ﹾﺫ ﻨﹶﺎ َﺩ ْﻴﻨﹶﺎ ﻭَ ﹶﻟﻜِ ْ‬
‫ﺕ ِﺒﺠَﺎ ِﻨ ِ‬
‫) َﻭﻤَﺎ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹶ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﻘﺼﺹ ‪٤٦‬‬
‫َﻴ ﹶﺘ ﹶﺫ ﱠﻜﺭُﻭ َ‬
‫ﺜﻡ ﻴﺩﻭﺭ ﺒﻲ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻴﻘﻭل ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻤﺯﺍﺠﻴﺔ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻠﻤﺸﻴﺌﺔ‬
‫ﺸ ْﺌﻨﹶﺎ ﹶﻟ َﺒ َﻌ ﹾﺜﻨﹶﺎ ﻓِﻲ ﹸﻜلﱢ ﹶﻗ ْﺭﻴَﺔٍ ﹶﻨﺫِﻴﺭًﺍ ( ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ ‪٧‬‬
‫) َﻭ ﹶﻟ ْﻭ ِ‬
‫ﺩﺍﺭ ﺭﺍﺴﻲ ‪ ..‬ﻓﻘﺩ ﻗﺎل ﺇﻥ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻤﺔ ﺇﻻ ﺠﺎﺀﻫﺎ ﻨﺫﻴﺭ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻜل ﺍﻷﻤﻡ ﺠﺎﺀﻫﺎ ﺭﺴل ﺜﻡ ﻗﺎل ﺇﻥ ﻗﻭﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻟﻡ‬
‫ﻴﺄﺘﻬﻡ ﺭﺴل ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﻤﻊ ﺃﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺭﺴﻭل ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ‪ .‬ﻗﻠﺕ‬
‫ﺭﺒﻤﺎ ﺍﻷﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ ﻜﺎﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ‪.‬‬
‫ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻤﺎﻤﻲ‬
‫ﻥ ﹶﻨﺫِﻴ ٍﺭ ( ﺴﺒﺄ‪٤٤‬‬
‫ﺴ ﹾﻠﻨﹶﺎ ِﺇ ﹶﻟ ْﻴ ِﻬ ْﻡ ﹶﻗ ْﺒ ﹶﻠﻙَ ِﻤ ْ‬
‫ﺏ َﻴ ْﺩ ُﺭﺴُﻭ ﹶﻨﻬَﺎ َﻭﻤَﺎ َﺃ ْﺭ َ‬
‫ﻥ ﹸﻜ ﹸﺘ ٍ‬
‫) َﻭﻤَﺎ ﺁ ﹶﺘ ْﻴﻨﹶﺎ ُﻫ ْﻡ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ُﺃ ﱠﻤ ٍﺔ ﺇِﻻ ﺨﹶﻼ ﻓِﻴﻬَﺎ ﹶﻨﺫِﻴ ‪‬ﺭ (‬
‫ﻥ ِﻤ ْ‬
‫ﻕ َﺒﺸِﻴﺭًﺍ ﻭَ ﹶﻨﺫِﻴﺭًﺍ َﻭِﺇ ْ‬
‫ﺤ ﱢ‬
‫ﻙ ﺒِﺎ ﹾﻟ َ‬
‫) ِﺇﻨﱠﺎ َﺃ ْﺭ َ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻗﻭﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﺍﻤﺔ ﻟﻜﻥ ﺨﺫﻨﻲ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﻘﺼﺹ ‪٤٦‬‬
‫ﻥ ﹶﻗ ْﺒﻠِﻙَ ﹶﻟ َﻌﱠﻠ ُﻬ ْﻡ َﻴ ﹶﺘ ﹶﺫ ﱠﻜﺭُﻭ َ‬
‫ﻥ ﹶﻨﺫِﻴ ٍﺭ ِﻤ ْ‬
‫ﻙ ِﻟ ﹸﺘ ﹾﻨ ِﺫ َﺭ ﹶﻗ ْﻭﻤًﺎ ﻤَﺎ َﺃﺘﹶﺎ ُﻫ ْﻡ ِﻤ ْ‬
‫ﺤ َﻤ ﹰﺔ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ َﺭ ْ‬
‫) ﻭَ ﹶﻟﻜِ ْ‬
‫ﺴﺄﻟﺕ ﺃﻴﻬﻤﺎ ﺍﻜﺒﺭ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺃﻡ ﺍﻷﻤﺔ ؟؟‬
‫ﺭﺠﻌﺕ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻴﺠﻴﺒﻨﻲ‬
‫ﻥ ( ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ ‪١٥٩‬‬
‫ﻕ َﻭ ِﺒ ِﻪ َﻴ ْﻌ ِﺩﻟﹸﻭ َ‬
‫ﺤ ﱢ‬
‫ﻥ ﺒِﺎ ﹾﻟ َ‬
‫ﻥ ﹶﻗ ْﻭﻡِ ﻤُﻭﺴَﻰ ُﺃ ﱠﻤ ﹲﺔ َﻴ ْﻬﺩُﻭ َ‬
‫) َﻭ ِﻤ ْ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﻷﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻭﻜل ﺍﻤﺔ ﺃﺭﺴل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻨﺫﻴﺭ ﻟﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻭﻡ ﻟﻡ ﻴﺭﺴل ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺭﺴل ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜل ﺍﻷﻤﻡ ﺃﺭﺴل ﺇﻟﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺍﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ‬
‫ﻥ ﹸﻗ ْل ُﻫ َﻭ‬
‫ﺤ َﻤ ِ‬
‫ﻥ ﺒِﺎﻟ ﱠﺭ ْ‬ ‫ﻥ ﹶﻗ ْﺒ ِﻠﻬَﺎ ُﺃ َﻤ ‪‬ﻡ ﻟِ ﹶﺘ ﹾﺘﹸﻠﻭَ ﻋَ ﹶﻠ ْﻴﻬِ ُﻡ ﺍﱠﻟ ِﺫﻱ َﺃ ْﻭ َ‬
‫ﺤ ْﻴﻨﹶﺎ ﺇِ ﹶﻟ ْﻴﻙَ َﻭ ُﻫ ْﻡ َﻴ ﹾﻜ ﹸﻔﺭُﻭ َ‬ ‫ﺕ ِﻤ ْ‬
‫ﺨ ﹶﻠ ﹾ‬
‫ﻙ ﻓِﻲ ُﺃ ﱠﻤ ٍﺔ ﹶﻗ ْﺩ ﹶ‬ ‫) ﹶﻜ ﹶﺫﻟِﻙَ َﺃ ْﺭ َ‬
‫ﺏ ( ﺍﻟﺭﻋﺩ ‪٣٠‬‬
‫ﺕ ﻭَﺇِ ﹶﻟ ْﻴﻪِ َﻤﺘﹶﺎ ِ‬
‫َﺭﺒﱢﻲ ﻻ ﺇِ ﹶﻟﻪَ ﺇِﻻ ُﻫ َﻭ ﻋَ ﹶﻠ ْﻴﻪِ ﹶﺘ َﻭﻜﱠ ﹾﻠ ﹸ‬
‫ﺃﺼﺒﺢ ﻗﻭﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻤﺔ‬
‫‪٢٩‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻥ ﺇﻤﺎ ﺒﺎﻟﺘﻭﺍﺯﻱ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻗل ﻤﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭﻡ‬
‫ﻫل ﺩﺍﺭﺕ ﺭﺍﺴﻙ ﻤﻌﻲ ‪..‬‬
‫ﺍﻟﻡ ﺍﻗل ﻟﻜﻡ ﻻ ﺍﻋﺭﻑ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﷲ !!!‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@òîãbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٣٠‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻥ ِﻤ ﹾﻨ ﹸﻜ ْﻡ ﻤِﺎ َﺌ ﹲﺔ‬
‫ﻥ َﻴ ﹸﻜ ْ‬
‫ﻥ َﻴ ﹾﻐ ِﻠﺒُﻭﺍ ﻤِﺎ َﺌ ﹶﺘ ْﻴﻥِ َﻭِﺇ ْ‬
‫ﻥ ﺼَﺎ ِﺒﺭُﻭ َ‬
‫ﺸﺭُﻭ َ‬
‫ﻋ ﹾ‬
‫ﻥ ِﻤ ﹾﻨ ﹸﻜ ْﻡ ِ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ِﻘﺘﹶﺎ ِل ِﺇ ْ‬
‫ﻥ َ‬
‫ﺽ ﺍ ﹾﻟ ُﻤ ْﺅ ِﻤﻨِﻴ َ‬
‫ﺤ ﱢﺭ ِ‬
‫ﻲ َ‬
‫) َﺃ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﻟ ﱠﻨ ِﺒ ﱡ‬
‫ﻥ ‪٦٥‬‬
‫ﻥ ﹶﻜ ﹶﻔﺭُﻭﺍ ِﺒ َﺄ ﱠﻨ ُﻬ ْﻡ ﹶﻗ ْﻭ ‪‬ﻡ ﻻ َﻴ ﹾﻔ ﹶﻘﻬُﻭ َ‬
‫ﻥ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫َﻴ ﹾﻐ ِﻠﺒُﻭﺍ َﺃ ﹾﻟﻔﹰﺎ ِﻤ َ‬
‫ﻑ‬
‫ﻥ ِﻤ ﹾﻨ ﹸﻜ ْﻡ َﺃ ﹾﻟ ﹲ‬
‫ﻥ ِﻤ ﹾﻨ ﹸﻜ ْﻡ ﻤِﺎ َﺌ ﹲﺔ ﺼَﺎ ِﺒ َﺭ ﹲﺓ َﻴ ﹾﻐ ِﻠﺒُﻭﺍ ﻤِﺎ َﺌ ﹶﺘ ْﻴﻥِ َﻭِﺇ ْ‬
‫ﻀ ْﻌﻔﹰﺎ ﹶﻓ ِﺈ ْ‬
‫ﻥ ﻓِﻴ ﹸﻜ ْﻡ َ‬
‫ﻋ ِﻠ َﻡ َﺃ ﱠ‬
‫ﻋ ﹾﻨ ﹸﻜ ْﻡ َﻭ َ‬
‫ﻑ ﺍﻟﻠﱠ ُﻪ َ‬
‫ﺨ ﱠﻔ ﹶ‬
‫ﻥ ﹶ‬
‫ﺍﻵ َ‬
‫ﻥ ‪ ( ٦٦‬ﺍﻷﻨﻔﺎل‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻭَﺍﻟﻠﱠ ُﻪ َﻤ َﻊ ﺍﻟﺼﱠﺎ ِﺒﺭِﻴ َ‬
‫ﻥ ِﺒ ِﺈ ﹾﺫ ِ‬
‫َﻴ ﹾﻐ ِﻠﺒُﻭﺍ َﺃ ﹾﻟ ﹶﻔ ْﻴ ِ‬
‫ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗﺭﺃﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺼﺭﺕ ﺃﺠﻭل ﺒﺭﺃﺴﻲ ﻜﻤﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻔﺔ ﺜﻼﺜﻴﺔ ﺍﻷﺒﻌﺎﺩ ﺃﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﺃﻀﻊ ﻨﺎﻅﺭﻱ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻓﻴﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺁﻴﺘﺎﻥ ﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺘﺎﻥ ﺘﺤﻤﻼﻥ ﺇﻗﺭﺍﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺒﻀﻌﻔﻪ ﻤﺭﺘﻴﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ :‬ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﻨﺴﺒﺔ ‪٢ : ١‬‬
‫ﻓﻁﻠﺏ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﻨﺼﺭﻭﻩ ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪١٠: ١‬‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻴﺼﺩﺭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺒﻼ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺨﺠل ﺒﻌﻜﺱ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺭ ﺒﻀﻌﻔﻪ ﻭﺍﻨﻪ ﺍﻵﻥ‬
‫ﻭﺒﻼ ﻋﻠﻡ ﻤﺴﺒﻕ ﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻀﻌﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ‬
‫ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﺩﻫﺸﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺍﻀﻊ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﺭﻫﻴﺏ ﻭ ﺼﺭﺍﺤﺘﻪ ﺍﻟﻤﺩﻫﺸﺔ ﻭ ﺘﺼﺎﻟﺤﻪ ﻤﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻟﺤﺠﻤﻪ‬
‫ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻋﺩﺍﺌﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ‪ :‬ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﻓﻬﻭ ﻟﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻨﺼﺭ ﺃﻨﺼﺎﺭﻩ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﻗﺕ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ‪ ١٠: ١‬ﻭﻫﻨﺎ‬
‫ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺩﻫﺸﻨﺎ ﺒﺼﺭﺍﺤﺘﻪ ‪ ،‬ﺍﻟﻡ ﺍﻗل ﻟﻜﻡ ﺃﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻬﻭ ﻜﺈﻟﻪ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺍﻗﺭ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺭﺁﻨﻪ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ‪.‬‬
‫ﻨﺤﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﺌﺩ ﻤﺤﻨﻙ ﻻ ﻴﺘﻭﺍﻨﻰ ﻋﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺼﻔﻭﻓﻪ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻟﻤﺎ ﻴﻤﻠﻙ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﻟﻤﺎ ﻴﻘﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﻭﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻨﺠﺩ ﺍﷲ ﻫﻨﺎ ﻴﺘﺭﺍﺨﻰ ﻤﻊ ﺃﻨﺼﺎﺭﻩ ﻭ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﺒﺎﻟﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻬل ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﻨﺎﻩ‬
‫ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻴﺘﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻌﺏ‬
‫ﻭﺒﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻟﻴﺴﺕ ﺃﺤﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻤﻥ ﺃﺭﻭﺍﺤﻬﻡ ﻭ ﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻤﺸﻰ " ﻭﺍﺤﺩﺓ‬
‫ﻭﺍﺤﺩﺓ " ﻤﺘﺩﺭﺠﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﻭﺠﺩﻨﺎ ﺃﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘل ﻴﺘﻔﺎﺨﺭﻭﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻤﺤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ‬
‫ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﻭﻫﻰ ﺍﻋﺯ ﻤﺎ ﻴﻤﻠﻙ ﺃﻱ ﺒﺸﺭ ﻭﺠﺩﻨﺎﻩ ﻴﻀﺭﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺌﻁ ﻭﻻ‬
‫ﻴﺭﺩﻋﻪ ﺇﻻ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ‬
‫ﻓﻠﺘﺤﻴﻭﺍ ﻤﻌﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﻋﻠﻰ ) ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺘﻪ ( ‪.‬‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@òrÛbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٣١‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻥ‬
‫ﻙ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘﻜﹸﻭ ﹶﻨ ﱠ‬
‫ﻕ ِﻤ ْ‬
‫ﺤﱡ‬‫ﻙ ﺍ ﹾﻟ َ‬
‫ﻥ ﹶﻗ ْﺒﻠِﻙَ ﹶﻟ ﹶﻘ ْﺩ ﺠَﺎ َﺀ َ‬
‫ﺏ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ ِﻜﺘﹶﺎ َ‬
‫ﻥ َﻴ ﹾﻘ َﺭﺀُﻭ َ‬
‫ﺴ َﺄلِ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﻙ ِﻤﻤﱠﺎ َﺃ ﹾﻨ َﺯ ﹾﻟﻨﹶﺎ ﺇِ ﹶﻟ ْﻴﻙَ ﻓﹶﺎ ْ‬
‫ﺸﱟ‬
‫ﺕ ﻓِﻲ ﹶ‬
‫ﻥ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹶ‬
‫) ﹶﻓ ِﺈ ْ‬
‫ﻥ ( ﻴﻭﻨﺱ ‪٩٤‬‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ ُﻤ ْﻤ ﹶﺘﺭِﻴ َ‬
‫ِﻤ َ‬
‫ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺴﺘﻌﻴﺩ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﺘﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺍﻨﻙ ﻗﺭﺃﺘﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻥ ﻤﺎ ﻓﻬﻤﺘﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﻥ‬
‫ﺘﺭﻜﻴﺯﻙ ﻓﻲ ﺃﺴﻭﺃ ﺤﺎﻻﺘﻪ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻘﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﻓﺎﻟﺭﺴﻭل ﻴﺸﻙ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﻟﻪ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺭﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﻜﻭﻨﻪ ﺍﷲ ﺃﺴﺎﺴﺎ‬
‫ﻭﺍﷲ ﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻤﻥ ﻴﺯﻜﻲ ﻜﻼﻤﻪ ﻭ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻨﻪ ﺼﺎﺩﻕ ﻭ ﻴﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﺯﻜﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﻫﻡ ﺃﺤﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻜﻼﻤﻬﻡ‬
‫ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺠﺒﺭﻴل ﺫﻭ ﺍﻟﺴﺘﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﺎﺡ ﻭ ﻴﻠﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﺘﺭﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ‬
‫ﻴﺸﻜﻭﻥ‬
‫ﺍﷲ ﻴﻘﺭ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻪ ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﺍﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﻤﻤﻥ ﻴﻨﺯل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ !!‬
‫ﺍﷲ ﻴﻘﺭ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻥ ﻨﺯﻭل ﺍﻵﻴﺔ ﻭ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺸﻬﺩ ﺒﻤﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﻤﺤﺭﻓﺎ‬
‫ﻁﺒﻌﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺴﻴﺨﺭﺝ ﻤﻨﻪ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺒﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺒﻬﺭﺓ ﻭﻫﻰ ﺃﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺒﻕ ﺩﻴﻜﺎﺭﺕ‬
‫ﺃﻤﺎ ﺼﺤﻴﺢ ﺇﻋﺠﺎﺯ‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@òÈiaŠÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٣٢‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺃﻤﺎﻡ ﺩﻫﺎﻟﻴﺯ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻗﻑ ﺼﺎﻤﺘﺎ ﻓﻠﺴﺕ ﻤﻤﻥ ﻴﻔﻬﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭ ﻴﺘﺫﻭﻗﻭﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻌﺎﺒﻴﺭ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻲ ﺍﺒﺴﻁ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻱ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﻤل ﻭﺠﻪ ﺒﺄﻗل ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻤﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻌﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺼل ﺒﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻼ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ‬
‫ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﻨﻘﻭل ﺯﻴﺩ ﻜﺎﻷﺴﺩ ﻓﺎﻟﻁﺒﻊ ﻨﻔﻬﻡ ﻗﻭﺓ ﻭ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﺯﻴﺩ ﺤﺘﻰ ﻭ ﻟﻭ ﺘﺭﻯ ﺃﺴﺩﺍ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻙ‬
‫ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻔﻌل ﻋﻘﻠﻲ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﺭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻭ ﻴﺼﻁﺩﻡ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺍﺕ ﻫل ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺃﻡ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻨﺩﻫﺸﺎ‬
‫ﺕ ﺒِ َﺄ ﹾﻨ ُﻌﻡِ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﹶﻓ َﺄﺫﹶﺍ ﹶﻗﻬَﺎ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ‬
‫ﻥ ﹶﻓ ﹶﻜ ﹶﻔﺭَ ﹾ‬
‫ﻥ ﹸﻜلﱢ َﻤﻜﹶﺎ ٍ‬
‫ﻏﺩًﺍ ِﻤ ْ‬
‫ﻁ َﻤ ِﺌ ﱠﻨ ﹰﺔ َﻴ ْﺄﺘِﻴﻬَﺎ ِﺭ ْﺯ ﹸﻗﻬَﺎ َﺭ ﹶ‬
‫ﺕ ﺁﻤِ ﹶﻨﺔﹰ ُﻤ ﹾ‬
‫ﺏ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ َﻤ ﹶﺜﻠﹰﺎ ﹶﻗ ْﺭﻴَﺔﹰ ﻜﹶﺎ ﹶﻨ ﹾ‬ ‫) َﻭ َ‬
‫ﻀ َﺭ َ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﻨﺤل ‪١١٢‬‬
‫ﺼ ﹶﻨﻌُﻭ َ‬
‫ﻑ ِﺒﻤَﺎ ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ َﻴ ْ‬
‫ﺨ ْﻭ ِ‬
‫ﻉ ﻭَﺍ ﹾﻟ ﹶ‬
‫ﺱ ﺍ ﹾﻟﺠُﻭ ِ‬
‫ِﻟﺒَﺎ َ‬
‫ﻁﻭﺍل ﻋﻤﺭﻱ ﺍﻋﺭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻴﻠﺒﺱ ﻓﻘﻁ ﺃﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﻟﻪ ﻤﺫﺍﻕ ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻌﻼ ‪.‬‬
‫ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﺠﻭﻉ ﻭ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﺒﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻲ ﻭ ﺭﺍﺴﻲ ﻟﻜﻥ ﺃﻥ ﺃﻗﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺫﺍﻗﻭﺍ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻓﻬﺫﻩ ﻏﻴﺭ ﻤﻬﻀﻭﻤﺔ‬
‫ﺒﻼﻏﻴﺎ ﺤﺘﻰ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻲ ‪.‬‬
‫ﻗﻠﺕ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻡ ﺃﺠﺩ ﺭﺩﺍ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻴﻘﻨﻌﻨﻲ ﺒﺎﻥ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺃﻥ ﺃﺘﺫﻭﻕ ﻟﺒﺎﺴﺎ ﺇﻻ ﺃﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻟﻬﺎ ﻤﺫﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ ﻨﻌﺭﻑ ﺍﻵﻥ ‪.‬‬
‫ﻓﺘﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﺘﻁﻠﺏ ﺭﺩﺍﺀﺍ ﺒﻁﻌﻡ ﺍﻟﺘﻤﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﻴﺭ ﺒﻌﻜﺴﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻨﻁﻠﺏ ﺭﺩﺍﺀ ﻗﻁﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﺼﻭﻓﻴﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ‬
‫ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻷﻗﻤﺸﺔ‬
‫ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﻓﻬﻤﻲ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ﻓﻬل ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺭﺸﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﻯ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺘﺤﺩﻯ ﺒﻬﺎ ﺍﷲ ﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺍﻹﻨﺱ ﻭ ﺍﻟﺠﻥ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻭﺍ ﺒﻤﺜﻠﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@òßbä@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٣٣‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻤﺎ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﺩﻴﺭ ﻴﻀﻊ ﺨﻁﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻪ ﻴﻀﻊ ﺨﻁﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻹﻟﻪ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻤل ﺍﻷﻭﺼﺎﻑ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻨﺠﺩ ﺸﻴﺌﺎ‬
‫ﻏﺭﻴﺒﺎ ﻭﻫﻭ ﺘﻤﻴﻴﻊ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺒﻭﻀﻊ ﺍﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ‬
‫ﻭ ﻜﻨﺕ ﺍﺤﺴﺏ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺍﻹﻟﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺭﻯ ﺼﻭﺭﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﻻ ﻤﺠﺎل ﻟﻠﺘﺨﻤﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﺨﻁﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒل‬
‫ﻥ ( ﻏﺎﻓﺭ ‪٧٧‬‬
‫ﺠﻌُﻭ َ‬
‫ﺽ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﹶﻨ ِﻌ ُﺩ ُﻫ ْﻡ َﺃ ْﻭ ﹶﻨ ﹶﺘﻭَ ﱠﻓﻴَ ﱠﻨﻙَ ﹶﻓ ِﺈ ﹶﻟ ْﻴﻨﹶﺎ ُﻴ ْﺭ َ‬
‫ﻙ َﺒ ْﻌ َ‬
‫ﻕ ﹶﻓ ِﺈﻤﱠﺎ ﹸﻨ ِﺭ َﻴ ﱠﻨ َ‬
‫ﺤﱞ‬
‫ﻋ َﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َ‬
‫ﻥ َﻭ ْ‬
‫ﺼ ِﺒ ْﺭ ِﺇ ﱠ‬
‫) ﻓﹶﺎ ْ‬
‫ﺍﷲ ﻟﻡ ﻴﻘﺭﺭ ﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﻔﻌﻠﻪ ﺒل ﺤﺘﻰ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻴﺤﻤل "ﺒﻌﺽ " ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩﻫﻡ ﻭﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻨﻪ ﻴﺘﻭﻓﺎﻩ‬
‫ﺨﻴﺎﺭﺍﻥ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﻥ ‪..‬‬
‫ﻜﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺴﻨﺩﺨل ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ ﺇﻤﺎ ﺃﻨﻨﺎ ﺴﻨﺨﺴﺭ ﺃﻭ ﺃﻨﻨﺎ ﺴﻨﻜﺴﺏ ﻭﻨﺭﻴﻬﻡ ﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﻭﻋﺩﻨﺎﻫﻡ ﺒﻪ ‪.‬‬
‫ﻭﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺜﺎﻟﺙ ؟‬
‫ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻹﻟﻪ ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻐﻴﺏ ﺫﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﻗﻁﻌﻴﺔ ﻟﻜﻥ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻡ‬
‫ﻴﻜﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﺂﺜﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ‬
‫ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺍﻨﺩﻫﺎﺸﻲ ﻗﺎﺌﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻐﻴﺏ ﻭ ﺃﻥ ﻜل ﺸﺊ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ ﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺤﺩﻩ ﺯﻤﺎﻥ‬
‫ﻭ ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﺜﻡ ﺃﺘﺄﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻷﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻪ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻤﺤﻠل ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﻨﺎﺸﺌﺔ‬
‫ﻴﻀﻊ ﺘﺼﻭﺭﻩ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ‪.‬‬
‫ﻓﺈﻤﺎ ﺴﺘﺭﺤل ﻭ ﺇﻤﺎ ﺴﺘﺒﻘﻰ ﻭ ﺘﻌﺎﻨﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ‬
‫ﻫل ﻤﻥ ﻴﺸﺭﺡ ﻟﻨﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﺭﺩﺩ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﻤﺎ ﺴﻴﺎﺘﻰ ؟‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@ò…bÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٣٤‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺍﺸﻌﺭ ﻭ ﻜﺄﻨﻨﻲ ﻟﻡ ﺍﻗﺭﺃ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻗﺒل‬
‫ﻙ َﻴﺘِﻴﻤًﺎ ﻓﹶﺂﻭَﻯ‬
‫ﺠ ْﺩ َ‬
‫َﺃ ﹶﻟ ْﻡ َﻴ ِ‬
‫ﻙ ﻀَﺎﻟًّﺎ ﹶﻓ َﻬﺩَﻯ‬
‫ﺠ َﺩ َ‬
‫َﻭ َﻭ َ‬
‫ﻏﻨﹶﻰ ﺍﻟﻀﺤﻰ ‪٨-٦‬‬
‫ﻙ ﻋَﺎ ِﺌﻠﹰﺎ ﹶﻓ َﺄ ﹾ‬
‫ﺠ َﺩ َ‬
‫َﻭ َﻭ َ‬
‫ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﺴﻴﺔ ﺘﺠﻌﻠﻨﻲ ﻻ ﺃﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ) ﻭﺠﺩﻙ (‬
‫ﻫل ﻴﻌﻠﻥ ﺍﷲ ﻟﻤﺤﻤﺩ ﺍﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﺩﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟‬
‫ﻫل ﻓﻭﺠﺊ ﺍﷲ ﺒﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺯﺭﻴﺔ ﻓﺘﻔﻀل ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺘﻐﻴﻴﺭ ﺤﺎﻟﺘﻪ ؟‬
‫ﻻ ﺍﺩﺭﻱ ﻤﺎﻫﻭ ﺍﻟﺘﻔﻀل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﻫل ﺍﻀﺭﺏ ﺃﺤﺩﺍ ﺒﺴﻜﻴﻥ ﺜﻡ ﺃﻗﻭﻡ ﺒﻌﻼﺝ ﺠﺭﺤﻪ ﻭ ﺃﻗﻭل ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻓﻀﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ‪ ،‬ﻜﺎﻥ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﻻ‬
‫ﺃﺼﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﺱ ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ ﻭﺠﺩﻙ ﻓﻬﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻨﻲ ﺍﺴﺘﻐﺭﺏ ﻜﻴﻑ ﻟﻡ ﺃﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺓ ‪.‬‬
‫ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻌﺎﻥ ﻻ ﻨﻌﺭﻓﻬﺎ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻀﺎﻋﺕ ﻭ ﺘﺎﻫﺕ ﻟـ" ﻭﺠﺩﻙ"‬
‫ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺒﻠﻎ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﺴﺌﻭﻻ ﻋﻥ ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻭﺭﺓ ‪.‬‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@òÈibÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٣٥‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫) ﻭ ﺇﺫ ﻗﺎل ﻤﻭﺴـﻰ ﻟﻘﻭﻤﻪ ﻴﺎ ﻗﻭﻡ ﺍﺫﻜـﺭﻭﺍ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺇﺫ ﺠﻌل ﻓﻴﻜﻡ ﺃﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺠﻌﻠﻜﻡ ﻤﻠﻭﻜ ﹰﺎ ﻭ ﺁﺘﺎﻜﻡ ﻤﺎ‬
‫ﻟﻡ ﻴﺅﺕ ﺃﺤﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ( ‪ .‬ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ‪٢٠‬‬
‫ﻨﻌﻠﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺃﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻤﺎﺕ ﺘﺎﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻥ ﻴﺘﻴﻬﻭﺍ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻨﻌﻠﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﺨﺭﺠﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ ﻭﻫﻡ ﺃﺫﻻﺀ ﻤﻁﺎﺭﺩﻴﻥ ﺒﺠﻴﺵ ﻓﺭﻋﻭﻥ ‪.‬‬
‫ﻭﻨﻌﻠﻡ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺒل ﺍﻟﻬﺭﻭﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻤﺴﺘﻌﺒﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ‬
‫ﺃﻱ ﺃﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻁﻭﺍل ﻋﻤﺭﻩ ﻟﻡ ﻴﺸﻬﺩ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻤﻥ ﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻴﺴﻜﻥ ﻓﻲ ﺨﻴﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻜﺭﺠل ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﺒل ﻋﺎﺸﻭﺍ‬
‫ﺃﺫﻻﺀ ﺇﻤﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻤﺎﺕ ﺘﺎﺌﻬﺎ ﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﺜﻡ ﻴﻘﻑ ﻭ ﻴﻘﻭل ﻟﻬﻡ ﺍﺫﻜﺭﻭﺍ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﺘﺎﻫﻡ ﻤﺎ ﻟﻡ‬
‫ﻴﺄﺕ ﺃﺤﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ‬
‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻬﻤﻨﺎﻫﺎ ﺍﻨﻪ ﺃﻋﻁﺎﻫﻡ ﺃﻨﺒﻴﺎﺀ ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻨﻘﻑ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺍﻨﻪ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﻓﺘﺭﺓ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺫل ﻭ ﺍﻟﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ﻭﻜﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻓﺄﻨﻬﺎ‬
‫ﻗﺒل ﻤﻭﺴﻰ‬
‫ﻭ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﺒﻨﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻬﻲ ﺒﻌﺩ ﻴﻌﻘﻭﺏ ‪.‬‬
‫ﻓﻨﺤﻥ ﻨﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﻤﻠﻭﻜﺎ ﻭ ﻓﻀل ﻟﻡ ﻴﺄﺕ ﻟﻐﻴﺭ ﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﻭ ﻤﻭﺴﻰ‬
‫ﻭﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﻘﺒل ﺍﻟﺘﻤﻭﻴﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻠﻭﻙ ﻓﺄﺼﺒﺤﺕ ﺒﻘﺩﺭﺓ ﻗﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻭﺨﺎﺩﻡ ﻭ ﺒﻴﺕ ‪.‬‬
‫ﺃﻱ ﺃﻥ ﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺍﻤﺘﻠﻜﻭﺍ ﺨﺩﻤﺎ ﻭ ﺒﻴﻭﺕ ﻭ ﺯﻭﺠﺎﺕ ﺒﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﻗﺎل ﺠﻌل ﻓﻴﻜﻡ ﺃﻨﺒﻴﺎﺀ ﺜﻡ ﻗﺎل ﺠﻌﻠﻜﻡ ﻤﻠﻭﻜﺎ‬
‫ﺒﺎﻟﺘﻌﻤﻴﻡ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻻ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺃﻱ ﺫﻜﺭ ﻻ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻷﺜﺭﻴﺎﺀ ﻻ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻭﻤﻥ ﺍﺠل ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ‬
‫ﻨﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ‬
‫ﻭﻴﺴﺘﻔﻴﺽ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﺃﺘﺎﻫﻡ ﻤﺎﻟﻡ ﻴﺄﺕ ﻷﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﻭ ﻓﺘﺵ ﻴﺎ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻟﺘﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﻤﺎﻟﻡ‬
‫ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺩﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﻥ‬
‫ﻭ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻗﺭﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺴﺒﺭ ﺃﻏﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﺘﻜﻠﻤﻭﺍ ﻋﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻤﻀﺤﻜﺔ ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺭﻯ ﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎل‬
‫ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻤﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻟﻘﻭﻤﻪ ﻓﻲ ﻗﻭل ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ؛ ﻭﻫﻭ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ‪ .‬ﻤﺠﺎﻫﺩ ‪ :‬ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻹﻴﺘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻥ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻯ ﻭﺍﻟﺤﺠﺭ ﻭﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ‪ ،‬ﻭﻗﻴل ‪ :‬ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻓﻴﻬﻡ ‪ ،‬ﻭﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺘﻬﻡ ‪ ،‬ﻭﻗﻴل ‪ :‬ﻗﻠﻭﺒﺎ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻐل ﻭﺍﻟﻐﺵ ‪ ،‬ﻭﻗﻴل ‪ :‬ﺇﺤﻼل ﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻡ ﻭﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻉ ﺒﻬﺎ ‪ .‬ﻗﻠﺕ ‪ :‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﺭﺩﻭﺩ ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻡ ﻟﻡ ﺘﺤل ﻷﺤﺩ ﺇﻻ‬
‫ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ؛ ﻭﺴﻴﺄﺘﻲ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﺘﻭﻁﺌﺔ‬
‫‪٣٦‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻟﻨﻔﻭﺴﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﺘﻌﺯﺯ ﻭﺘﺄﺨﺫ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺩﺨﻭل ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﻴﻥ ﺒﻘﻭﺓ ‪ ،‬ﻭﺘﻨﻘﺫ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻨﻔﻭﺫ ﻤﻥ ﺃﻋﺯﻩ ﺍﷲ ﻭﺭﻓﻊ ﻤﻥ‬
‫ﺸﺄﻨﻪ ‪ ،‬ﻭﻤﻌﻨﻰ " ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ " ﺃﻱ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺯﻤﺎﻨﻜﻡ ؛ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ‪ .‬ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺠﺒﻴﺭ ﻭﺃﺒﻭ ﻤﺎﻟﻙ ‪ :‬ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻷﻤﺔ‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ؛ ﻭﻫﺫﺍ ﻋﺩﻭل ﻋﻥ ﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺤﺴﻥ ﻤﺜﻠﻪ ‪ .‬ﻭﺘﻅﺎﻫﺭﺕ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺩﻤﺸﻕ‬
‫ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﻴﻥ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻻ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻟﻲ ﺴﻭﻯ ﺍﻻﺒﺘﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺭﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺘﻕ ﻋﻨﻬﺎ ﺫﻫﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻡ ﺘﺸﻐل ﺒﺎل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻨﺸﻐﺎﻟﻬﻡ ﺒﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺃﻓﻀل ﻤﻨﻬﻡ ﻓﺄﺼﺒﺢ ﻜل‬
‫ﻤﻔﺴﺭ ﻴﻨﺸﻐل ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻵﻴﺔ ﻴﺒﺭﺯ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺯﻤﺎﻥ ﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻫﻡ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ‬
‫ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ‬
‫ﻭﻻ ﻴﻬﻤﻨﺎ ﻤﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﻜﻥ ﻴﻬﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﻤﺎﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺍﻟﺭﻫﻴﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻔﻭﻗﺕ ﺒﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﻭ ﻤﺘﻰ‬
‫ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﻨﺴﻰ ﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭ ﻻ ﻴﺫﻜﺭﻫﻡ ﺃﺒﺩﺍ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻭ ﺃﺜﺎﺭ ‪.‬‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺅﺍﻤﺭﺓ ﻤﺩﺒﺭﺓ ﺒﺸﻜل ﻏﺭﻴﺏ ﻹﺨﻔﺎﺀ ﻜل ﻤﺎﻫﻭ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﻋﻅﺎﻤﺎ ﻟﺩﻴﻨﺼﻭﺭﺍﺕ‬
‫ﻋﺎﺸﺕ ﻤﻥ ﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻻ ﻨﺠﺩ ﺤﺘﻰ ﺃﺜﺭﺍ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﻀل ﺍﻟﺭﻫﻴﺏ‬
‫ﺤﻜﻤﺘﻙ ﻴﺎ ﺭﺏ ‪.‬‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@òäßbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٣٧‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻴﻘﻭل ﺒﺠﻼﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ‬
‫ﻥ‬
‫ﻑ َﻴﺸﹶﺎ ُﺀ َﻭ ﹶﻟ َﻴﺯِﻴ َﺩ ﱠ‬
‫ﻥ ُﻴ ﹾﻨ ِﻔﻕﹸ ﹶﻜ ْﻴ ﹶ‬
‫ﻁﺘﹶﺎ ِ‬
‫ﺕ َﺃ ْﻴﺩِﻴ ِﻬ ْﻡ َﻭﹸﻟ ِﻌﻨﹸﻭﺍ ِﺒﻤَﺎ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ َﺒ ْل َﻴﺩَﺍ ُﻩ َﻤ ْﺒﺴُﻭ ﹶ‬
‫ﻏﱠﻠ ﹾ‬
‫ﺕ ﺍ ﹾﻟ َﻴﻬُﻭ ُﺩ َﻴ ُﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﻤ ﹾﻐﻠﹸﻭ ﹶﻟ ﹲﺔ ﹸ‬
‫) َﻭﻗﹶﺎ ﹶﻟ ِ‬
‫ﻁ ﹾﻐﻴَﺎﻨﹰﺎ َﻭ ﹸﻜ ﹾﻔﺭًﺍ َﻭَﺃ ﹾﻟ ﹶﻘ ْﻴﻨﹶﺎ َﺒ ْﻴ ﹶﻨ ُﻬ ُﻡ ﺍ ﹾﻟ َﻌﺩَﺍﻭَ ﹶﺓ ﻭَﺍ ﹾﻟ َﺒ ﹾﻐﻀَﺎ َﺀ ِﺇﻟﹶﻰ َﻴ ْﻭ ِﻡ ﺍ ﹾﻟ ِﻘﻴَﺎ َﻤ ِﺔ ﹸﻜﱠﻠﻤَﺎ َﺃ ْﻭ ﹶﻗﺩُﻭﺍ‬
‫ﻙ ﹸ‬
‫ﹶﻜﺜِﻴﺭًﺍ ِﻤ ﹾﻨ ُﻬ ْﻡ ﻤَﺎ ُﺃ ﹾﻨﺯِ َل ﺇِ ﹶﻟ ْﻴﻙَ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ‪٦٤‬‬
‫ﺴﺩِﻴ َ‬
‫ﺤﺏﱡ ﺍ ﹾﻟ ُﻤ ﹾﻔ ِ‬
‫ﺽ ﹶﻓﺴَﺎﺩًﺍ ﻭَﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﻟﹶﺎ ُﻴ ِ‬
‫ﻥ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ْﺭ ِ‬
‫ﺴ َﻌ ْﻭ َ‬
‫ﻁ ﹶﻔ َﺄﻫَﺎ ﺍﻟﻠﱠ ُﻪ َﻭ َﻴ ْ‬
‫ﺏ َﺃ ﹾ‬
‫ﺤ ْﺭ ِ‬
‫ﻨﹶﺎﺭًﺍ ِﻟ ﹾﻠ َ‬
‫ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺍﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭل ﺍﻷﻭل ﻭ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻋﻥ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﺯﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﻭﺤﺘﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭ ﻜﺄﻨﻪ ﻴﻭﺠﻪ ﻟﻁﻤﺔ ﻟﻜل ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﷲ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺌﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‬
‫ﺇﺒﻠﻴﺱ ﻫﻨﺎ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﻟﻴﺭﻯ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻜﻴﻑ ﻴﻭﻗﺩ ﺍﻟﻀﻐﻴﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ‬
‫ﻭ ﻻ ﻴﻬﻡ ﺫﻨﺏ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﻴﻭﻟﺩﻭﺍ ﺒﻌﺩ ﺃﻟﻑ ﺃﻭ ﺃﻟﻔﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﻟﻴﻠﻘﻰ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﺭﺒﺎﻨﻰ ﺭﻗﻡ ‪ ٦٤‬ﻟﺴﻨﺔ ‪٥‬‬
‫ﻫﺠﺭﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻷﺩﻫﻰ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻨﺩﺍ ﷲ ﻓﻬﻡ ﻴﻭﻗﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺜﻡ ﻴﻁﻔﺌﻬﺎ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﺘﺄﻤل ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻜﻠﻤﺎ !!‬
‫ﻭ ﻜﺄﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺒﺘﻭﻟﻊ ﻭ ﺍﷲ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﻭ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﻴﻁﻔﺌﻬﺎ‬
‫ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﺎﻗﺏ ﺃﺤﺏ ﺨﻠﻘﻪ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻴﻭﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﻭﺤﻰ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻋﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﻬﻑ ﻭ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﻗﺎل‬
‫ﻏﺩﺍ ﺒﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ )ﻭ ﺍﻟﻠﻲ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺴﺨﻁﻬﻡ ﻗﺭﻭﺩ ﻭﺨﻨﺎﺯﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺼﻴﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺴﺒﺕ ( ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺴﺒﻕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺒﻴﻭﻟﻌﻭﺍ ﻨﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺒﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ‪ .‬ﻤﻊ ﺍﻨﻪ ﻗﺎل ﺍﻨﻪ ﻫﻭ ﻤﻥ ﻴﻁﻔﺌﻬﺎ ﻭﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﺴﺩﻴﻥ ﻭ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻠﻘﻰ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﻤﻊ ﺍﻨﻪ ﻟﻭ ﺃﻟﻘﻰ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﺤﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ﻻ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻤﻔﺴﺩﻴﻥ ﻭ ﻻ ﺤﺭﻭﺏ ‪.‬‬
‫ﻻ ﺍﻋﺭﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﺫﻜﺭﺕ ﻭ ﺃﻨﺎ ﺍﻗﺭﺃ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺠﺎﺭﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺤﻲ ﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻭﺼﻠﺔ ﺭﺩﺡ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺘﻭﻋﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ‬
‫ﻻ ﺍﻋﺭﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻴﻜﺭﻩ ﺍﷲ ﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺭﻩ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺴﻰ ﺍﻟﺒﻭﺫﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺦ ﻭ ﺍﻟﻬﻨﺩﻭﺱ ﻭ ﺍﻟﺸﻨﺘﻭ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻠل‬
‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻴﺎ ﺠﻤﺎﻋﺔ ) ﺘﺎﺭ ﺒﺎﻴﺕ ﻭ ﻻ ﺃﻴﻪ ( !!‬
‫‪@@@æëŠ’ÈÛa@ë@òÈbnÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٣٨‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻜل ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻭ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ‪.‬‬
‫ﺘﺨﻴل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻓﺘﺼﺩﻤﻪ ﺴﻴﺎﺭﺓ ﻫل ﻫﺫﺍ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ ‪ .‬ﻁﺒﻌﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺴﻴﻘﻭل ﻜﻠﻪ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﷲ ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﺒﺭ‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻭ ﻟﻡ ﺘﺼﺩﻤﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺴﻴﻘﻭل ﺃﻴﻀﺎ ﻫﻜﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻻ ﻴﻘﻭل ﻫﺫﺍ !!‬
‫ﺘﺄﻤل ﻤﻌﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﺤﺘﱠﻰ ُﻴ ﹶﻐﻴﱢﺭُﻭﺍ ﻤَﺎ ﺒِ َﺄ ﹾﻨ ﹸﻔﺴِﻬِ ْﻡ‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ ﻟﹶﺎ ُﻴ ﹶﻐﻴﱢ ُﺭ ﻤَﺎ ﺒِ ﹶﻘ ْﻭﻡٍ َ‬
‫ﻥ َﺃ ْﻤﺭِ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ِﺇ ﱠ‬
‫ﺤ ﹶﻔﻅﹸﻭ ﹶﻨ ُﻪ ِﻤ ْ‬
‫ﺨ ﹾﻠﻔِﻪِ َﻴ ْ‬
‫ﻥ ﹶ‬
‫ﻥ َﻴ َﺩ ْﻴ ِﻪ َﻭ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ َﺒ ْﻴ ِ‬
‫ﺕ ِﻤ ْ‬
‫) ﹶﻟ ُﻪ ُﻤ َﻌ ﱢﻘﺒَﺎ ﹲ‬
‫ﻥ ﻭَﺍ ٍل ( ﺍﻟﺭﻋﺩ ‪١١‬‬
‫ﻥ ﺩُﻭ ِﻨ ِﻪ ِﻤ ْ‬
‫َﻭِﺇﺫﹶﺍ َﺃﺭَﺍ َﺩ ﺍﻟﻠﱠ ُﻪ ﺒِ ﹶﻘ ْﻭﻡٍ ﺴُﻭﺀًﺍ ﹶﻓﻠﹶﺎ َﻤ َﺭ ﱠﺩ ﹶﻟ ُﻪ َﻭﻤَﺎ ﹶﻟ ُﻬ ْﻡ ِﻤ ْ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻘﺒﺎﺕ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺃﻤﺎ ﺩﻭﺭﻫﻡ ﻓﻬﻭ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺤﻔﻅﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﻤﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺘﺼﺩ‬
‫ﺍﻷﻤﺭ ‪.‬‬
‫ﺘﻭﻗﻔﺕ ﻜﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﻗﻠﺕ ﺃﻜﻴﺩ ﺍﻨﻙ ﻻ ﺘﻔﻬﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻨﻙ ﺘﻘﺭﺃ ﻋﻠﻰ ﻫﻭﺍﻙ ﻓﻠﺠﺄﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻤﻔﺴﺭﻭ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻻ ﻴﻔﻬﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻓﻭﺠﺩﺘﻬﻡ ﻁﺒﻌﺎ ﻜﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻴﺘﺤﺎﻴﻠﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻜﻲ ﻴﻔﻠﺘﻭﺍ ﻤﻥ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻭ ﺒﺴﺎﻁﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ‬
‫ﻓﻘﺎﺌل ﻴﻘﻭل ﻴﺤﻔﻅﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﻨﻰ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻗﺎل ﺇﻥ‬
‫ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﻫﻡ ﺍﻟﺠﻥ‬
‫ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺴﺫﺍﺠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺴﺄﻗﺒل ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭ ﺍﺴﺄل ﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﷲ ﻫﻭ ﺒﻴﺩﻩ ﻤﻘﺎﺩﻴﺭ ﻜل ﺸﺊ ﺤﺘﻰ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺠﺭ ‪.‬‬
‫ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻔﻅ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﷲ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺠﻥ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﻻ ﺍﻓﻬﻡ ﻤﺎﺫﺍ ﺘﻔﻌل ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺼﻨﻊ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﺠﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺼﻨﻊ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﻴﺫﻜﺭﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻤﺜل "ﺃﺫﻨﻙ ﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﻴﺎ ﺠﺤﺎ " ؟‬
‫ﻟﻑ ﻭ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺒﻼ ﻤﻌﻨﻰ‬
‫ﺃﻨﺎ ﺍﻗﺩﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺜﻡ ﺃﺭﺴل ﻤﻥ ﻴﻤﻨﻌﻬﺎ ﻤﻨﻰ ﺒﺄﻤﺭﻱ ‪.‬‬
‫ﺃﻨﺎ ﺍﺨﻠﻕ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﻭ ﺃﺭﺴل ﻤﻥ ﻴﺤﻔﻅﻨﻲ ﻤﻨﻪ ﺒﺄﻤﺭﻱ ﺃﻭ ﺒﻐﻴﺭﻱ ‪.‬‬
‫ﺜﻡ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﺍﻵﻴﺔ ﻟﺘﻀﻔﻰ ﻤﺯﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ‪ ..‬ﺍﷲ ﻻ ﻴﻐﻴﺭ ﻤﺎ ﺒﻘﻭﻡ ﻓﻬﻤﻨﺎﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﻐﻴﺭﻭﺍ ﻤﺎ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ ‪.‬‬
‫ﻻ ﺍﻓﻬﻡ ﻜﻴﻑ ﻴﻐﻴﺭﻭﻥ ﺸﻴﺌﺎ ﻭ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﻐﻴﺭﻭﺍ ﻫﻡ ﻭﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭﻩ ﺴﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻓﺎﺌﺩﺓ‬
‫ﻗﺩﺭﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺒﻴﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻤﻤﻜﻥ ‪ .‬ﻭﻫل ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﺎ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ‬
‫ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ ﺒﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ﻓﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻨﺩﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﺜﻡ ﺘﺨﺘﻡ ﺍﻵﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ‬
‫ﻭﺘﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺴﻭﺀﺍ ﻓﻼ ﻤﺭﺩ ﺍﷲ ‪ .‬ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻔﻅﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ‬
‫‪٣٩‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻭﺘﻌﺎﻗﺒﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ‪.‬‬
‫ﺃﻜﻴﺩ ﺃﻜﻴﺩ ﻜل ﻋﻘﺩﺓ ﻭﻟﻬﺎ ﺤﻼل ‪...‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﻓﻙ ﺍﻟﻌﻘﺩﺓ ‪...‬‬
‫‪@@æìqýrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٤٠‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺠﻠﺱ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﺘﺴﻤﻊ ﻜﻼﻤﻪ ﻭ ﺘﺭﺍﻗﺏ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺜﻡ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺴﺄﻟﻙ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻓﺘﻘﻭل ﺍﻨﻪ ﺇﻨﺴﺎﻥ‬
‫ﺤﻜﻴﻡ ﻓﻤﺎ ﺘﻌﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ؟‬
‫ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ )ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ( ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ‬
‫ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺒﺄﻗﺼﺭ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻭ ﺍﻗل ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ‪.‬‬
‫ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺭﻯ ﻤﻥ ﻴﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﺃﺭﻯ ﺍﻨﻪ ﺤﻜﻴﻡ ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺒﻼ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻪ ﻜﻠﻰ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻤﺘﺴﻡ ﻓﻲ‬
‫ﻜل ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺒﺎﻟﻜﻤﺎل ﻓﻼ ﺒﺩ ﻭ ﺇﻥ ﻨﺭﻯ ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺘﻡ ﻭﺠﻪ ﻭﺃﻓﻀل ﺘﻔﺴﻴﺭ‬
‫ﺩﻋﻭﻨﻲ ﺍﺴﺘﻌﺭﺽ ﻤﻌﻜﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻑ‬
‫ﻋﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻡ ِﻤ ﹾﻨ ُﻪ ِﺫ ﹾﻜﺭًﺍ‬
‫ﺴَﺄ ﹾﺘﻠﹸﻭ َ‬
‫ل َ‬
‫ﻥ ﹸﻗ ْ‬
‫ﻥ ﺫِﻱ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘ ْﺭ ﹶﻨ ْﻴ ِ‬
‫ﻋْ‬‫ﻙ َ‬
‫ﺴَﺄﻟﹸﻭ ﹶﻨ َ‬
‫) َﻭ َﻴ ْ‬
‫ﺴ َﺒﺒًﺎ ( ‪٨٤-٨٣‬‬
‫ﻲﺀٍ َ‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻥ ﹸﻜلﱢ ﹶ‬
‫ﺽ ﻭَﺁ ﹶﺘ ْﻴﻨﹶﺎ ُﻩ ِﻤ ْ‬
‫ِﺇﻨﱠﺎ َﻤ ﱠﻜﻨﱠﺎ ﹶﻟ ُﻪ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟَﺄ ْﺭ ِ‬
‫ﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺇﺭﺴﺎل ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺭﺴل ‪ ،‬ﺃﻟﻴﺱ ﺇﻋﻼﺀ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﺃﻟﻴﺱ ﻤﺤﻤﺩ ﻫﻭ ﺭﺴﻭل ﻟﻜل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺒل ﻭﺍﻟﺠﻥ ﺃﻴﻀﺎ ‪.‬‬
‫ﺃﻟﻴﺱ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺭﺴل ﻨﻘل ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻤﺎﺩﺍﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻫﻭ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﺃﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﺴﺄل ﺍﷲ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﻤﻜﻴﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻥ‬
‫ﻤﺸﺭﻗﻬﺎ ﻭ ﻤﻐﺭﺒﻬﺎ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻡ ﻨﺴﻤﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺴﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻨﺸﺭ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ‬
‫ﻜﻭﻨﻪ ﻨﺒﻴﺎ ﻤﻐﻤﻭﺭﺍ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻤﻠﻜﺎ ﺼﺎﻟﺤﺎ ‪.‬‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﻔﻌل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻊ ﻤﻥ ﻫﻭ ﺃﺤﻕ ﺒﻬﺫﺍ ؟‬
‫ﺃﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﻨﺤﻘﻕ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﻤل ﻭﺠﻪ ‪.‬‬
‫ﺃﻴﻬﻤﺎ ﺃﺤﻕ ﺒﺎﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻤﻐﺎﺭﺒﻬﺎ ﻟﻨﺸﺭ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﻥ ﺃﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺍﻟﺨﺎﺘﻡ ﻟﻜل‬
‫ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ!!!‬
‫ﺒﻤﺎﺫﺍ ﺘﺼﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ؟؟‬
‫ﺃﺩﻋﻜﻡ ﻟﺘﻔﻜﻴﺭﻜﻡ ‪.‬‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@òí…b§a@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٤١‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻨﺯل ﻟﻜﻲ ﻨﻔﻬﻤﻪ ﻭ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﺒﻠﻐﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻨﻌﻘﻠﻪ )ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻘﻼﺀ ﺃﺴﺎﺴﺎ ( ﻟﺫﻟﻙ‬
‫ﻴﺘﺒﺎﻫﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ) ﺇﻨﺎ ﺍﻨﺯﻟﻨﻪ ﻗﺭﺁﻨﺎ ﻋﺭﺒﻴﺎ ﻟﻌﻠﻜﻡ ﺘﻌﻘﻠﻭﻥ (‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﺴﻭﻴﺎ ﻨﺘﻌﻘل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺯﻻﺕ ﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻓﻲ ﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﻥ ِﺇﻨﱠ ُﻪ‬
‫ﺤ َﻤ ﹶﻠﻬَﺎ ﺍ ﹾﻟ ِﺈ ﹾﻨﺴَﺎ ُ‬
‫ﻥ ﻴﺤﻤﻠﻨﻬﺎ ﻭﺃﺸﻔﻘﻥ ِﻤ ﹾﻨﻬَﺎ َﻭ َ‬
‫ﺠﺒَﺎ ِل ﹶﻓ َﺄﺒَ ْﻴﻥَ َﺃ ْ‬
‫ﺽ ﻭَﺍ ﹾﻟ ِ‬
‫ﺕ ﻭَﺍ ﹾﻟ َﺄ ْﺭ ِ‬
‫ﺴﻤَﺎﻭَﺍ ِ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻀﻨﹶﺎ ﺍ ﹾﻟ َﺄﻤَﺎ ﹶﻨ ﹶﺔ َ‬
‫ﻋ َﺭ ْ‬
‫) ِﺇﻨﱠﺎ َ‬
‫ﺠﻬُﻭﻟﹰﺎ ( ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ‪٧٢‬‬
‫ﻅﻠﹸﻭﻤًﺎ َ‬
‫ﻥ ﹶ‬
‫ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﻜﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺤﻭل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻗﺎل ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ ﻭ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻗﺎل ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻗﺎل‬
‫ﺍﻟﻔﺭﺝ !!‬
‫ﻤﻠﺤﻭﻅﺔ ﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻌﻼ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻔﺭﺝ ﻓﻬﻭ ﻓﺭﻕ ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺘﻤﺎﻴﺯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﻔﺭﺝ‬
‫ﻻ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻠﻴﺱ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻭﺩ ﻟﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﺘﻜﻥ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻤﺎ ﺘﻜﻥ ﻨﺩﻉ ﺃﻤﺭﻫﺎ ﻟﻤﻥ ﻴﻌﻘﻠﻭﻥ‬
‫ﻤﺎ ﺃﻭﺩ ﻟﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻨﻪ ﺍﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﷲ ﻤﻘﺭﺭﺍ ﻗﺒل ﺁﺩﻡ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻥ ﺨﻠﻘﻪ ﺃﺩﻡ ﺍﻨﻪ ﺨﻠﻘﻪ ﺜﻡ ﺘﺭﻜﻪ ﻤﺜل ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ‬
‫ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﺜﻡ ﺒﺩﺃ ﻴﻔﻜﺭ ﻤﻥ ﺴﻴﺤﻤل ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ) ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ (‬
‫ﻤﻨﻁﻕ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻴﺒﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﻭ ﺘﻡ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ‬
‫ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻟﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻷﻨﻪ ﻅﻠﻭﻡ ﺠﻬﻭل ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻐﻔل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺒل ‪ .‬ﻭﻻ ﻴﺨﺒﺭﻨﺎ ﺍﷲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺨﻠﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻅﻠﻭﻤﺎ‬
‫ﺠﻬﻭﻻ ﻓﻬﻭ ﺼﻨﻊ ﻴﺩﻴﻪ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺘﻴﻥ ﻤﺜﻠﻪ ﻤﺜل ﺒﺎﻗﻲ ﺨﻠﻘﻪ ﻭﻟﻭ ﺨﻠﻘﻪ ﻋﺎﺩﻻ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻜﺎﻟﺠﺒﺎل ﺭﺍﻓﻀﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻬﻴﻥ ‪.‬‬
‫ﺍﷲ ﻴﺒﺭﺯ ﻏﺒﺎﺀ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻜﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﺜﻴﺭﺓ ﻟﻠﺘﺄﻤل‬
‫ﺍﻋﺘﻘﺩﺕ ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺨﻠﻕ ﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻜﻴﻑ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺨﻠﻘﻪ ﺍﷲ ﻴﻌﺭﺽ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺁﺩﻡ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ‪ .‬ﻭﺘﺼﻭﺭﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﻟﻸﺭﺽ ﺭﻭﺍﺴﻲ ﻟﻜﻲ ﻴﻤﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺩﻡ ﻤﻁﻤﺌﻨﺎ ﻭﻟﻡ ﻨﻜﻥ‬
‫ﻨﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﻟﻭ ﻗﺒﻠﺕ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﺩﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺨﻠﻘﻪ ﺍﷲ ﺨﺼﻴﺼﺎ ﻹﻋﻤﺎﺭ ﺍﻷﺭﺽ ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻡ ﻨﻜﻥ ﻨﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﺨﻠﻕ ﻤﺴﺘﻘل ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺒﺒﻌﺽ ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻡ ﻨﻜﻥ ﻨﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻜﻭﺍﻜﺏ ﻭ ﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺘﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﻭ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻭﻜﺄﻨﻬﻡ ﺃﻨﺩﺍﺩ ﻤﺘﻨﺎﻅﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﷲ ﻴﺒﻴﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﺎ ﺨﻠﻕ ‪ .‬ﻓﺎﻷﻋﺭﺍﺒﻲ ﺴﻴﻨﺒﻬﺭ ﺤﺘﻤﺎ ﺒﺤﺠﻡ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﺍﻟﺭﻫﻴﺏ ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻼﻤﻨﺘﻬﻲ‬
‫ﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻷﻨﻪ ﻤﺤﻭﺭ ﺘﻔﻜﻴﺭﻩ ‪.‬‬
‫ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺴﻴﻌﻘل ﻴﻭﻤﺎ ﻤﺎ ﻷﻨﻪ ﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ!!‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@òîãbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٤٢‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺴﺒِﻴ ِل ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻗﹶﺎ َل‬
‫ﺙ ﹶﻟﻨﹶﺎ َﻤ ِﻠﻜﹰﺎ ﹸﻨﻘﹶﺎ ِﺘ ْل ﻓِﻲ َ‬
‫ﻲ ﹶﻟ ُﻬ ُﻡ ﺍ ْﺒ َﻌ ﹾ‬
‫ﻥ َﺒ ْﻌ ِﺩ ﻤُﻭﺴَﻰ ِﺇ ﹾﺫ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻟِ ﹶﻨﺒِ ﱟ‬
‫ﺴﺭَﺍﺌِﻴ َل ِﻤ ْ‬
‫ﻥ َﺒﻨِﻲ ِﺇ ْ‬
‫) َﺃ ﹶﻟ ْﻡ ﹶﺘﺭَ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍ ﹾﻟﻤَ ﹶﻠﺈِ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ِﺩﻴَﺎ ِﺭﻨﹶﺎ‬
‫ﺠﻨﹶﺎ ِﻤ ْ‬
‫ﺨ ِﺭ ْ‬
‫ﺴﺒِﻴ ِل ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﻭ ﹶﻗ ْﺩ ُﺃ ﹾ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴﻜﹸ ُﻡ ﺍ ﹾﻟ ِﻘﺘﹶﺎ ُل َﺃﻟﱠﺎ ﹸﺘﻘﹶﺎ ِﺘﻠﹸﻭﺍ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ َﻭﻤَﺎ ﹶﻟﻨﹶﺎ َﺃﻟﱠﺎ ﹸﻨﻘﹶﺎﺘِ َل ﻓِﻲ َ‬
‫ﺏ َ‬
‫ﻥ ﹸﻜ ِﺘ َ‬
‫ﺴ ْﻴ ﹸﺘ ْﻡ ِﺇ ْ‬
‫ﻋ َ‬
‫َﻫ ْل َ‬
‫ﻥ ( ‪ ٢٤٦‬ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ‬
‫ﻋﻠِﻴ ‪‬ﻡ ﺒِﺎﻟﻅﱠﺎ ِﻟﻤِﻴ َ‬
‫ﺏ ﻋَ ﹶﻠ ْﻴﻬِ ُﻡ ﺍ ﹾﻟ ِﻘﺘﹶﺎ ُل ﹶﺘ َﻭﱠﻟﻭْﺍ ِﺇﻟﱠﺎ ﹶﻗﻠِﻴﻠﹰﺎ ِﻤ ﹾﻨ ُﻬ ْﻡ ﻭَﺍﻟﱠﻠ ُﻪ َ‬
‫َﻭَﺃ ْﺒﻨﹶﺎ ِﺌﻨﹶﺎ ﹶﻓ ﹶﻠﻤﱠﺎ ﹸﻜ ِﺘ َ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻁﺎﻟﻭﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺃﻭ ﺸﺎﺅﻭل ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻲ ﻭﺤﺩﺜﺕ ﻟﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎ ﻨﺭﻯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺤﻜﻰ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻓﻰ ﺯﻤﺎﻥ ﺤﺩﻭﺜﻬﺎ ﻭ ﻴﻘﻭل ) ﺃﺨﺭﺠﻨﺎ ﻤﻥ ﺩﻴﺎﺭﻨﺎ ﻭ ﺃﺒﻨﺎﺌﻨﺎ (‪.‬‬
‫ﻁﺒﻌﺎ ﻫﺫﺍ ﻤﺜﻴﺭ ﻟﻠﺘﺄﻤل ﻓﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻬﺎﺠﻤﻭﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺩﻴﺎﺭﻫﻡ ﺃﻱ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻴﻥ ﺍﻟﺒﺎﺩﺌﻴﻥ‬
‫ﺒﺎﻟﻘﺘﺎل ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﻭ ) ﻗﺘﺎل ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ( ﻻ ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ‬
‫ﻴﻬﺎﺠﻤﻬﻡ ﻁﺎﻟﻭﺕ ﻟﻡ ﻴﺨﺭﺠﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﺩﻴﺎﺭﻫﻡ ﺃﻭ ﻴﺒﻌﺩﻭﻫﻡ ﻋﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﻡ ﺒل ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻫﻭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﺎﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﻡ‬
‫ﻴﻬﺎﺠﻡ ﺒﻠﺩﺍ ﻤﺴﺘﻘﺭﺍ ﻟﻴﺨﺭﺝ ﺃﻫﻠﻪ ﻤﻨﻪ ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻭ ﺘﺄﻤﻠﻨﺎ ﻭﻗﺕ ﻨﺯﻭل ﺍﻵﻴﺔ ﻻﻨﻔﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻠﻐﺯ ﻓﻤﺤﻤﺩ ﻨﺒﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﺃﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﻘﺼﺹ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ‬
‫ﺤﺎﻟﻪ ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻜﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﻤﻭﺴﻰ ﻤﻊ ﻗﻭﻤﻪ ﻜﻤﺎ ﻋﺎﻨﻰ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺘﻜﺫﻴﺏ ﻗﻭﻤﻪ ﻟﻪ ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﻗﺕ ﻨﺯﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﻗﺒل ﻏﺯﻭﺓ ﺒﺩﺭ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻟﻤﻬﺎﺠﻤﺔ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺃﺒﻰ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﻭﻫﻰ ﻋﺎﺌﺩﺓ ﻓﺘﺜﺎﻗل‬
‫ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻓﺎﺴﺘﺩﻋﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﻴﺤﻔﺯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻁﺎﻟﻭﺕ ﻟﻴﺱ ﺫﻭ ﺴﻌﺔ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺎل ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﷲ ﺍﺨﺘﺎﺭﻩ ‪ .‬ﻭﻫﻡ ﻜﻘﻭﻡ ﻁﺎﻟﻭﺕ ﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺠﺒﺎﺒﺭﺓ ﻜﻘﺭﻴﺵ ﻭ ﺇﻜﻤﺎﻻ ﻟﻠﻭﻀﻊ ﻓﻘﺩ ﺍﺨﺭﺠﻭﺍ ﻤﻥ‬
‫ﺩﻴﺎﺭﻫﻡ ﻭﺘﺭﻜﻭﺍ ﺃﺒﻨﺎﺀﻫﻡ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻴﺔ ﺒل ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻨﺘﺒﻪ ﺍﻨﻪ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻓﻜل‬
‫ﺘﺭﻜﻴﺯﻩ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭ ﺘﻭﻅﻴﻔﻪ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ‪.‬‬
‫ﺒل ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻨﺘﺒﻬﻨﺎ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻟﻨﺠﺩ ﺍﻨﻪ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ‬
‫ﻁ َﻌ ْﻤ ُﻪ ﹶﻓ ِﺈﻨﱠ ُﻪ ِﻤﻨﱢﻲ‬
‫ﻥ ﹶﻟ ْﻡ َﻴ ﹾ‬
‫ﺸﺭِﺏَ ِﻤ ﹾﻨ ُﻪ ﹶﻓ ﹶﻠ ْﻴﺱَ ِﻤﻨﱢﻲ َﻭ َﻤ ْ‬
‫ﻥ ﹶ‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ ُﻤ ْﺒ ﹶﺘﻠِﻴ ﹸﻜ ْﻡ ﺒِ ﹶﻨﻬَﺭٍ ﹶﻓ َﻤ ْ‬
‫ﺠﻨﹸﻭ ِﺩ ﻗﹶﺎ َل ِﺇ ﱠ‬
‫ﺕ ﺒِﺎ ﹾﻟ ُ‬
‫) ﹶﻓ ﹶﻠﻤﱠﺎ ﹶﻓﺼَ َل ﻁﹶﺎﻟﹸﻭ ﹸ‬
‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ َﻤ َﻌ ُﻪ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﻟﹶﺎ ﻁﹶﺎ ﹶﻗ ﹶﺔ ﹶﻟﻨﹶﺎ‬
‫ﺸﺭِﺒُﻭﺍ ِﻤ ﹾﻨ ُﻪ ِﺇﻟﱠﺎ ﹶﻗﻠِﻴﻠﹰﺎ ِﻤ ﹾﻨ ُﻬ ْﻡ ﹶﻓ ﹶﻠﻤﱠﺎ ﺠَﺎ َﻭ َﺯ ُﻩ ُﻫ َﻭ ﻭَﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﻏ ْﺭ ﹶﻓﺔﹰ ِﺒ َﻴ ِﺩ ِﻩ ﹶﻓ ﹶ‬
‫ﻑ ﹸ‬
‫ﻏ ﹶﺘﺭَ ﹶ‬
‫ﻥﺍﹾ‬
‫ِﺇﻟﱠﺎ َﻤ ِ‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻭَﺍﻟﱠﻠ ُﻪ‬
‫ﺕ ﻓِ َﺌﺔﹰ ﹶﻜﺜِﻴ َﺭ ﹰﺓ ِﺒ ِﺈ ﹾﺫ ِ‬
‫ﻏ ﹶﻠﺒَ ﹾ‬
‫ﻥ ﻓِ َﺌﺔٍ ﹶﻗﻠِﻴ ﹶﻠﺔٍ ﹶ‬
‫ﻥ َﺃ ﱠﻨ ُﻬ ْﻡ ُﻤﻠﹶﺎﻗﹸﻭ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﹶﻜ ْﻡ ِﻤ ْ‬
‫ﻅﻨﱡﻭ َ‬
‫ﻥ َﻴ ﹸ‬
‫ﺠﻨﹸﻭ ِﺩ ِﻩ ﻗﹶﺎ َل ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﺕ َﻭ ُ‬
‫ﺍ ﹾﻟ َﻴ ْﻭ َﻡ ِﺒﺠَﺎﻟﹸﻭ ﹶ‬
‫ﻥ ( ‪ ٢٤٩‬ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ‬
‫َﻤ َﻊ ﺍﻟﺼﱠﺎ ِﺒﺭِﻴ َ‬
‫ﻓﺠﻴﺵ ﻁﺎﻟﻭﺕ ﺃﻭ ﺸﺎﺅﻭل ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺒل ﻜﺎﻥ ﺠﻴﺸﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻓﺌﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺘﺤﺎﺭﺏ ﻓﺌﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ‬
‫ﺒل ﺠﻴﺵ ﺠﺭﺍﺭ ﻴﻬﺎﺠﻡ ﺒﻠﺩﺍ ﻓﻲ ﻋﻘﺭ ﺩﺍﺭﻩ ﻭﺴﻴﺴﻜﻥ ﺒﺩﻻ ﻋﻨﻪ ﻓﻬل ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺤﺘﻼل ﺒﻠﺩ ﻜﺎﻤل ﺒﻌﺩﺩ ﻗﻠﻴل ؟؟‬
‫ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻫﻭ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻫل ﺒﺩﺭ ﻓﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺴﻴﻬﺎﺠﻡ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﻴﺴﻠﺒﻬﺎ ﻤﺎ‬
‫ﻤﻌﻬﺎ ﻨﻔﻼ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜل ﻫﻭ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ ﻤﻤﺎﺜل ﺭﻓﻌﺎ ﻟﻠﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﺵ‬
‫‪٤٣‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻭ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺭﻕ ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﺨﺘﻼل ﺒﻠﺩ ﻭ ﻤﻬﺎﺠﻤﺔ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻻﻥ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ) ﻋﺎﻴﺯ ﻜﺩﻩ ( ﻓﻼ ﻤﺎﻨﻊ ﻤﻥ‬
‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻹﺭﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ‪.‬‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@òrÛbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٤٤‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ‬
‫ﻙ َﻭﻜﹶﺎ َ‬
‫ﺕ َﻴﻤِﻴ ﹸﻨ َ‬
‫ﺴ ﹸﻨ ُﻬﻥﱠ ِﺇﻟﱠﺎ ﻤَﺎ ﻤَ ﹶﻠ ﹶﻜ ﹾ‬
‫ﺤ ْ‬
‫ﻋﺠَﺒَﻙَ ُ‬
‫ﺝ َﻭ ﹶﻟ ْﻭ َﺃ ْ‬
‫ﻥ َﺃ ْﺯﻭَﺍ ٍ‬
‫ﻥ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ﹶﺘﺒَ ﱠﺩ َل ِﺒ ِﻬ ﱠ‬
‫ﻥ َﺒ ْﻌ ُﺩ َﻭﻟﹶﺎ َﺃ ْ‬
‫ﺤ ﱡل ﹶﻟﻙَ ﺍﻟ ﱢﻨﺴَﺎ ُﺀ ِﻤ ْ‬
‫) ﻟﹶﺎ َﻴ ِ‬
‫ﻲﺀٍ َﺭﻗِﻴﺒًﺎ ( ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ‪٥٢‬‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﹸﻜلﱢ ﹶ‬
‫َ‬
‫ﺘﺫﻜﺭﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻔﺠﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺭﺤﻬﺎ ﺤﻜﻭﻤﺎﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﺠﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﺠﺄﺓ ﺍﺼﺩﺭ ﺍﷲ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﺒﺘﺤﺭﻴﻡ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ‬
‫ﺤﻼﻻ ﻭ ﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎ ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﺤﺭﺍﻡ ﻫﻨﺎ ﺤﻼل ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻕ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻴﺴﺘﻌﺭﺽ ﻫﻨﺎ ﺍﷲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﻴﺸﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺯﺍﻫﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺍﻨﻪ ) ﺤﺴﻨﻬﻥ ( ﻭﻻ ﺘﺴﺄل ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻴﺄﺨﺫ ﺒﺘﻔﻜﻴﺭﻩ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻜﻨﺕ ﺃﺘﻭﻗﻊ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ) ﻓﺎﻅﻔﺭ ﺒﺫﺍﺕ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺘﺭﺒﺕ ﻴﺩﺍﻙ ( ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﻭ ﻟﻭ ﺃﻋﺠﺒﻙ ﺘﻘﻭﺍﻫﻥ ﷲ‬
‫ﻟﻜﻥ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺍﺩﺭﻱ ﺒﻤﺎ ﻴﻬﻡ ﻨﺒﻴﻪ ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺜﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪.‬‬
‫ﺜﻡ ﻴﻀﺭﺏ ﺍﷲ ﻜل ﻤﺎﻗﺎل ﺒﻌﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺌﻁ ﺒﺎﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻐﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻜﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ ﻓﻲ ﺒﻼﺩﻨﺎ‬
‫ﻓﻴﺤل ﻟﻪ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﻭﻜﻨﺎ ﻨﻅﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻥ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﺃﻨﺜﻰ‬
‫) ﻗﺩ ﻴﻌﺠﺏ ﺤﺴﻨﻬﺎ ( ﻨﺒﻲ ﺍﻟﺯﻫﺩ ﻭ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻜﻨﺕ ﺍﺤﺴﺏ ﺠﺎﻫﻼ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﻨﺄﻯ ﺒﺭﺴﻭﻟﻪ ﻋﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻐﺎﺌﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﻨﺒﻲ ﺍﻟﺯﻫﺩ ﻭ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻓﺘﺭﻓﻊ ﺒﻪ‬
‫ﻋﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﻭﻟﻭ ﻗﺩﻭﺓ ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻥ ﺠﻌل ﺯﻭﺍﺠﻪ ﻤﻥ ﺯﻴﻨﺏ ﺒﻨﺕ ﺠﺤﺵ ﻗﺩﻭﺓ ﻜﺎﻥ ﺤﺭﻴﺎ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﺘﺭﻓﻌﻪ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻗﺩﻭﺓ ﻭﻜﺎﻥ‬
‫ﺤﺭﻴﺎ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻫﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﺎﻟﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﻻ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻪ‬
‫ﺒﺎﻟﺠﻭﺍﺭ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻓﺭﻗﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺜﻨﺘﻴﻥ ﺇﻻ ﺘﺭﻓﻌﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ " ﻭﻭﺠﻊ ﺍﻟﺩﻤﺎﻍ " ﻓﺎﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﻟﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﻁﺎﻟﺏ ﺒﻨﻔﻘﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺘﻠﺤﻕ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﺘﻠﺼﻕ ﺒﻪ ﺸﺎﺌﻨﺔ ﻓﻐﺎﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻨﻙ ﺴﺘﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭ ﺘﺒﺩﻟﻬﺎ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﻭ ﻟﻥ ﺘﺘﺤﻤل ﺴﻼﻁﺔ‬
‫ﻟﺴﺎﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻜﺒﺭ ﺴﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻌﻴل ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻭ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻜﺴﻭﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻟﺫﻟﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﻱ ﻤﺎﻫﻭ ﺇﻻ ﺤﺭﻴﺔ ﺭﺍﺌﻌﺔ ﻻ ﺘﺘﺄﺘﻰ ﺇﻻ ﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﺯﻫﺩ ﻭ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻭﺍﺭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ‬
‫ﻴﺭﺠﺢ ﻋﻨﺩﻱ ﻤﻥ ﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻨﺴﻭﺨﺔ ﺒﺎﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤل ﻟﻪ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﻜﺎﻨﺕ‬
‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﺎﻟﺤل ﺍﻷﺴﻬل ‪.‬‬
‫ﻨﻜﺎﺡ ﺒﻼ ﻗﻴﻭﺩ ﻭ ﻤﺘﻌﺔ ﺒﻼ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺒﻼ ﻋﺩﺩ‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@òÈiaŠÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٤٥‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻤﻥ ﺭﻭﺍﺌﻊ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺃﺤﻔﻅﻪ ﻤﻨﺫ ﻜﻨﺕ ﺼﻐﻴﺭﺍ ﻭﻫﻭ ‪:‬‬
‫ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻴﻙ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﺕ ﻋﻅﻴﻡ‬ ‫ﻻ ﺘﻨﻪ ﻋﻥ ﻓﻌل ﻭ ﺘﺎﺕ ﻤﺜﻠﻪ‬
‫ﻭﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﺘﺕ ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﻥ ( ‪ ٣‬ﺍﻟﺼﻑ‬
‫ﻥ ﹶﺘﻘﹸﻭﻟﹸﻭﺍ ﻤَﺎ ﻟﹶﺎ ﹶﺘ ﹾﻔ َﻌﻠﹸﻭ َ‬
‫ﻋ ﹾﻨ َﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﺃ ْ‬
‫) ﹶﻜ ُﺒﺭَ َﻤ ﹾﻘﺘﹰﺎ ِ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻬﻰ ﺇﺘﺒﺎﻋﻪ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻴﻜﺘﺏ ﻓﻰ ﻗﺭﺁﻨﻪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﻴﻤﻘﺘﻬﺎ‬
‫ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻴﺩﻋﻭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ‬
‫ﻟﻘﺩ ﻓﻐﺭﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺃﻓﻭﺍﻫﻬﺎ ﺍﺴﺘﻐﺭﺍﺒﺎ ﻭ ﺍﺴﺘﻨﻜﺎﺭﺍ ﻻﻥ ﺍﷲ ﺴﻴﺨﻠﻕ ﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺘﺴﻔﻙ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ‬
‫ﻥ‬
‫ﺤُ‬
‫ﻙ ﺍﻟ ﱢﺩﻤَﺎ َﺀ َﻭ ﹶﻨ ْ‬
‫ﺴ ِﻔ ُ‬
‫ﺴ ُﺩ ﻓِﻴﻬَﺎ َﻭ َﻴ ْ‬
‫ﻥ ُﻴ ﹾﻔ ِ‬
‫ﺠ َﻌ ُل ﻓِﻴﻬَﺎ َﻤ ْ‬
‫ﺨﻠِﻴ ﹶﻔﺔﹰ ﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ َﺃ ﹶﺘ ْ‬
‫ﻋ ٌل ﻓِﻲ ﺍ َﻷ ْﺭﺽِ ﹶ‬
‫ﻙ ِﻟ ﹾﻠﻤَﻼﺌِ ﹶﻜﺔِ ِﺇﻨﱢﻲ ﺠَﺎ ِ‬
‫) َﻭِﺇ ﹾﺫ ﻗﹶﺎ َل َﺭ ﱡﺒ َ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ‪٣٠‬‬
‫ﻋ ﹶﻠ ُﻡ ﻤَﺎ ﻻ ﹶﺘ ْﻌ ﹶﻠﻤُﻭ َ‬
‫ﺱ ﹶﻟﻙَ ﻗﹶﺎ َل ِﺇﻨﱢﻲ َﺃ ْ‬
‫ﻙ َﻭ ﹸﻨ ﹶﻘﺩﱢ ُ‬
‫ﺤ ْﻤ ِﺩ َ‬
‫ﺢ ِﺒ َ‬
‫ﺴﺒﱢ ُ‬
‫ﹸﻨ َ‬
‫ﻭﻴﻜﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻴﺨﺭﺝ ﺒﺎﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﻭﺍﻀﺢ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻻ ﺘﺘﺨﻴل ﻜﻴﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﻴﺴﻔﻙ‬
‫ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻨﺯﻟﺕ ﺒﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻕ ﻟﻜﻲ ﺘﺸﺎﺭﻜﻪ ﺴﻔﻙ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ‬
‫ﻥ ( ﺍﻷﻨﻔﺎل ‪٩‬‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ َﻤﻠﹶﺎ ِﺌ ﹶﻜ ِﺔ ُﻤ ْﺭ ِﺩﻓِﻴ َ‬
‫ﺴ ﹶﺘﺠَﺎﺏَ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻡ َﺃﻨﱢﻲ ُﻤ ِﻤ ﱡﺩ ﹸﻜ ْﻡ ﺒِ َﺄ ﹾﻟﻑٍ ِﻤ َ‬
‫ﺴ ﹶﺘﻐِﻴﺜﹸﻭﻥَ َﺭ ﱠﺒ ﹸﻜ ْﻡ ﻓﹶﺎ ْ‬
‫) ِﺇ ﹾﺫ ﹶﺘ ْ‬
‫ﻓﻬﺎﻫﻭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﻲ ﻴﻨﺯل ﻤﺤﺎﺭﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺭﺍﺱ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻜﺘﺏ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﺒﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻥ ﺘﻼﻋﺏ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺒﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ‬
‫ﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪ - ١٢٠٤٨٣‬ﺃﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻟﻤﺎ ﺭﺠﻊ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺨﻨﺩﻕ ‪ ،‬ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻏﺘﺴل ‪ ،‬ﻓﺄﺘﺎﻩ‬
‫ﺠﺒﺭﻴل ﻭﻗﺩ ﻋﺼﺏ ﺭﺃﺴﻪ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﺴﻼﺡ ‪ ،‬ﻓﻭ ﺍﷲ ﻤﺎ ﻭﻀﻌﺘﻪ ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ‪ ) :‬ﻓﺄﻴﻥ ( ‪ .‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﺃﻭﻤﺄ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﻲ ﻗﺭﻴﻅﺔ ‪ .‬ﻗﺎﻟﺕ ‪ :‬ﻓﺨﺭﺝ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺭﺍﻭﻱ‪ :‬ﻋﺎﺌﺸﺔ ‪ -‬ﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ‪ :‬ﺼﺤﻴﺢ ‪ -‬ﺍﻟﻤﺤﺩﺙ‪ :‬ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ‪ -‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ‪ :‬ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ‪-‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻗﻡ‪٢٨١٣ :‬‬
‫ﻓﻬﺎ ﻫﻭ ﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻴﺤﻤل ﺴﻼﺤﻪ ﻭ ﻴﺩﻋﻭ ﺨﻴﺭ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﻟﻠﻭﺜﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻔﺎﺩ ﺍﻟﻘﺭﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻴﺭ ﻟﻴﺴﻔﻙ‬
‫ﺩﻤﺎﺀﻫﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻴﺴﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻗﻭل ﻟﺠﺒﺭﻴل )ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻴﻙ ﻋﻅﻴﻡ ( ﻭ ﺃﻗﻭل ﷲ ﻜﻴﻑ ﺘﺴﺘﺄﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﻘل ﺁﻴﺎﺕ ﺍﷲ ﻤﻥ‬
‫ﺘﻤﻘﺘﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ؟؟‬
‫ﻭ ﺍﺴﺘﻐﻔﺭ ﺍﷲ ﻟﻲ ﻭ ﻟﻜﻡ ‪.‬‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@òßbä@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٤٦‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻭ ﻻ ﺘﻔﻬﻡ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻌﻨﻰ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺼﺭ ‪.‬‬
‫ﻜﻨﺕ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ ﻫﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻭﻫﺩﻑ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻫﻭ ﻨﺸﺭ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺒﺎﻁل ‪ .‬ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺨﻠﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻴﺒﺘﻠﻴﻪ ﻟﻴﻌﻠﻡ ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺃﺤﺴﻥ ﻋﻤﻼ ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻥ ﺘﺼﺩﻤﻨﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﻟﻠﻨﺼﺭ ﻭﻫﻭ ﺩﺤﺭ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﺒﺎﷲ ﺤﻘﺎ ﻭ ﺘﺨﻠﺹ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺘﻪ ﻭﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﻐﺭﺍﺒﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﻴﻌﻭﺩ ﻟﻴﺤﻜﻰ ﻗﺼﺔ ﻏﺭﻴﺒﺔ‬
‫ﻥ َﺃ ﹾﻨﺼَﺎﺭِﻱ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻗﹶﺎ َل‬
‫ﻥ َﻤ ْ‬
‫ﺤﻭَﺍ ِﺭﻴﱢﻴ َ‬
‫ﻥ َﻤ ْﺭ َﻴ َﻡ ِﻟ ﹾﻠ َ‬
‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ﻜﹸﻭﻨﹸﻭﺍ َﺃ ﹾﻨﺼَﺎ َﺭ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﹶﻜﻤَﺎ ﻗﹶﺎ َل ﻋِﻴﺴَﻰ ﺍ ْﺒ ُ‬
‫) ﻴَﺎ َﺃ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﻋ ُﺩ ﱢﻭ ِﻫ ْﻡ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ َ‬
‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ َ‬
‫ﺕ ﻁﹶﺎ ِﺌ ﹶﻔ ﹲﺔ ﹶﻓ َﺄ ﱠﻴ ْﺩ ﹶﻨﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﺴﺭَﺍﺌِﻴ َل ﻭَ ﹶﻜ ﹶﻔﺭَ ﹾ‬
‫ﻥ َﺒﻨِﻲ ِﺇ ْ‬
‫ﺕ ﻁﹶﺎ ِﺌ ﹶﻔ ﹲﺔ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ َﺃ ﹾﻨﺼَﺎ ُﺭ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﻓﹶﺂ َﻤ ﹶﻨ ﹾ‬
‫ﺤُ‬
‫ﻥ ﹶﻨ ْ‬
‫ﺤﻭَﺍ ِﺭﻴﱡﻭ َ‬
‫ﺍ ﹾﻟ َ‬
‫ﺼﺒَﺤُﻭﺍ ﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ( ﺍﻟﺼﻑ ‪١٤‬‬
‫ﹶﻓ َﺄ ْ‬
‫ﺍﷲ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻱ ﺇﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭﻴﻴﻥ ﺃﻱ ﺃﻨﻬﻡ ﻨﺼﺭﻭﺍ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻴﺩﻫﺎ ﻤﻥ‬
‫ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭ ﻴﻌﺩﻫﻡ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﻭﺍ ﺫﻟﻙ ﺴﻴﻨﺼﺭﻫﻡ ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺩﺍﺌﻬﻡ ﻤﻥ ﺒﻨﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ) ﻨﻔﺱ‬
‫ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻟﺒﻨﻰ ﻗﺭﻴﺵ ﺃﻤﻨﺕ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻭ ﻜﻔﺭﺕ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻥ ﺒﻨﻰ ﻗﺭﻴﺵ(‬
‫ﺜﻡ ﻴﺴﺘﺭﺴل ﻟﻴﻌﻁﻴﻨﺎ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻷﻜﻴﺩ ﺒﺎﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭﻴﻴﻥ ﻭﻤﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﺍﻨﺘﺼﺭﻭﺍ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺒل ﻭ ﺃﺼﺒﺤﻭﺍ ﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ‪.‬‬
‫ﻭﻜﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻨﺼﺭ ﺍﻟﻅﻬﻭﺭ ﻫﻭ ﻨﺼﺭ ﺤﺭﺒﻲ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﻗﺘﺎل ﻭ ﻟﻴﺱ ﻨﺼﺭ ﻓﻜﺭﺓ‬
‫ﺃﻱ ﺠﻴﺵ ﻭﺠﻬﺎﺩ ﻭ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻭ ﻅﻬﻭﺭ ‪.‬‬
‫ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺘﺴﺎﺀل ﺒﻜل ﺃﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﺍﻨﺘﺼﺭ ﺒﻤﻥ ﺁﻤﻥ ﺒﻌﻴﺴﻰ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺭﻓﻌﻪ ﺨﻭﻓﺎ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ‬
‫ﺍﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﺤﻕ ﺒﺭﺅﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻭ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل ﺒﻪ ﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺘﺒﻌﻪ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﺫﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺏ )ﺤﺘﻰ ﻭ‬
‫ﻟﻭ ﺸﺒﻪ ﻟﻬﻡ ﻻﻥ ﺍﻷﺜﺭ ﻭﺍﺤﺩ( ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﷲ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺠﺭﻴﺢ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﺘﺒﻌﻪ‬
‫ﺜﻡ ﺃﻏﻴﺜﻭﻨﻲ ﺒﻌﻠﻤﻜﻡ ‪ ،‬ﻤﺘﻰ ﺘﺤﺎﺭﺏ ﺃﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭ ﺍﻨﺘﺼﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ‬
‫ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﻌﻴﺴﻰ ﻜﻨﺒﻲ ﻻ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻤﻨﺕ ﻟﺭﻭﻤﺎ ﺒﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻵﻥ ‪.‬‬
‫ﻤﺘﻰ ﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻅﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺴﺘﻐﻔﻠﻨﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻼﻋﺏ ﺒﻤﺸﺎﻋﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺒﺩﻭﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻔﻬﻡ ﻴﻭﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﻭ ﺃﺴﺎﻁﻴﺭ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻭﻨﻲ ﺍﺭﺼﺩ ﺠﺎﺌﺯﺓ ﻗﺩﺭﻫﺎ ﺨﻤﺴﻭﻥ ﺃﻟﻑ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﻤﻥ ﻴﺨﺒﺭﻨﻲ ﻤﺘﻰ ﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﺎﺠﺄﻨﺎ ﺒﻪ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺄﺘﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﻭﻻ ﻤﻥ ﺨﻠﻔﻪ‬
‫ﻫل ﻤﻥ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﺠﺎﺌﺯﺓ ‪...‬‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@ò…bÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٤٧‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺍﺴﻤﻊ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ) ﺭﺤﻤﺔ ( ﻭﺍﻨﻪ ﻟﻭﻻ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺨﺎﻨﻘﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺌﻊ ﻴﺠﻌﻠﻨﻲ ﺍﻀﺤﻙ‬
‫ﺤﺘﻰ ﺍﺤﺴﺏ ﺃﻨﻨﻲ ﻟﻥ ﺍﻀﺤﻙ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﺒﺩﺍ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﺌل ﻫﻭ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺸﺤﻬﻡ ﻷﺤﺩ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﺃﺼﻼ ﻓﻲ‬
‫ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻼﻓﺎ ﺃﻭ ﺍﻨﻪ ﻴﻘﺼﺩ ﺨﻼﻓﺎ ﻤﻨﺘﻬﺎﻩ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻁﺎﻟﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺯﺤﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﺩﻋﻭﻜﻡ ﻟﻨﺘﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺯﺤﻤﺔ ﺤﻭل ﻤﺼﻴﺭ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻫﻰ ﺃﺜﻤﻥ ﻤﺎ ﻴﻤﺘﻠﻜﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ‬
‫ﻲ ﹶﻟ ُﻪ‬
‫ﻋ ِﻔ َ‬
‫ﻥ ُ‬
‫ﺤ ﱢﺭ ﻭَﺍ ﹾﻟ َﻌ ْﺒ ُﺩ ﺒِﺎ ﹾﻟ َﻌ ْﺒ ِﺩ ﻭَﺍ ﹾﻟُﺄ ﹾﻨﺜﹶﻰ ﺒِﺎ ﹾﻟُﺄ ﹾﻨﺜﹶﻰ ﹶﻓ َﻤ ْ‬
‫ﺤﺭﱡ ﺒِﺎ ﹾﻟ ُ‬
‫ﺹ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘ ﹾﺘﻠﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ُ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴﻜﹸ ُﻡ ﺍ ﹾﻟ ِﻘﺼَﺎ ُ‬
‫ﺏ َ‬
‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ﹸﻜ ِﺘ َ‬
‫ﻋ ﹶﺘﺩَﻯ َﺒ ْﻌ َﺩ ﹶﺫﻟِﻙَ ﹶﻓ ﹶﻠ ُﻪ‬
‫ﺤ َﻤ ﹲﺔ ﹶﻓﻤَﻥِ ﺍ ْ‬
‫ﻥ َﺭ ﱢﺒ ﹸﻜ ْﻡ َﻭ َﺭ ْ‬
‫ﻑ ِﻤ ْ‬
‫ﺨﻔِﻴ ﹲ‬
‫ﻥ ﹶﺫﻟِﻙَ ﹶﺘ ﹾ‬
‫ﺤﺴَﺎ ٍ‬
‫ﻑ َﻭَﺃﺩَﺍ ‪‬ﺀ ﺇِ ﹶﻟ ْﻴﻪِ ِﺒ ِﺈ ْ‬
‫ﻲ ‪‬ﺀ ﻓﺈﺘﺒﺎﻉ ﺒِﺎ ﹾﻟ َﻤ ْﻌﺭُﻭ ِ‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻥ َﺃﺨِﻴ ِﻪ ﹶ‬
‫ِﻤ ْ‬
‫ﺏ ( ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ‪١٧٨‬‬
‫ﻋﺫﹶﺍ ‪‬‬
‫َ‬
‫ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺨﺒﺭﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺒﺎﻟﻌﺒﺩ ﻭﺍﻷﻨﺜﻰ ﺒﺎﻷﻨﺜﻰ ‪.‬‬
‫ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻁﺎﻟﻊ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺴﺘﺠﺩ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻗﻭﺍل ﻟﻴﺱ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻭ ﻻ ﺍﺜﻨﺎﻥ ﺒل ﻋﺸﺭ ﺃﺭﺍﺀ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺘﻜﻠﻤﻙ ﻋﻥ ﻤﺼﻴﺭ ﺭﻗﺒﺔ‬
‫ﻭﺤﻴﺎﺓ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻗﺭﺍﺭ ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻭﺠﺩﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺤﻴﺩ ﻟﻡ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺤﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﻨﻅﺭ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﻨﻅﺭﺓ ﻁﺒﻘﻴﺔ ﻤﺭﺘﺒﺔ ) ﺍﻟﺤﺭ ‪ -‬ﺍﻟﻌﺒﺩ ‪ -‬ﺍﻷﻨﺜﻰ (‬
‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺜﻨﻴﺎ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﺴﻠﻌﺔ ﺘﺒﺎﻉ ﻭ ﺘﺸﺘﺭﻯ ﻓﻼ ﺩﻴﺔ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺜﻤﻨﻪ ﻜﻤﻥ ﻗﺘل ﺠﻤﻼ ﺃﻭ ﺠﺎﻤﻭﺴﺔ ‪.‬ﻓﺄﻨﻲ ﺃﻫﻴﺏ‬
‫ﺒﺴﻴﺎﺩﺘﻜﻡ ﻤﺤﺎﻭل ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺭﺃﻯ ﺜﺎﻥ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻋﺸﺭﺓ ﻟﻔﺼل ﺍﻟﺤﺭ ﻭﺍﻷﻨﺜﻰ ﻭﻋﺩﻡ ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ‪ .‬ﻏﻴﺭ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻷﻨﺜﻰ ﺍﻗل ﻗﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭ ‪.‬‬
‫ﻭﺒﺩﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺒﺎﺯﻏﺔ ﻻ ﺘﺄﻓل ﺃﺒﺩﺍ ﺘﺼﺒﺢ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻷﻨﻬﺎ ﺇﻤﺎ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ‬
‫ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻤﻨﺴﻭﺨﺔ ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻭﻀﻌﺕ ﻟﺒﺙ ﺃﺭﺍﺀ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﺇﻨﺴﺎﻥ‬
‫ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻌﻠﻘﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﻟﺘﻘﻭل‪:‬‬
‫ﺯﺤﻤﺔ ﻭﻻ ﻋﺩﺵ ﺭﺤﻤﺔ‬ ‫ﺯﺤﻤﺔ ﻴﺎ ﺩﻨﻴﺎ ﺯﺤﻤﺔ‬
‫ﺯﺤﻤﺔ ﻭﺘﺎﻫﻭﺍ ﺍﻟﺤﺒﺎﻴﺏ ﻤﻭﻟﺩ ﻭﺼﺎﺤﺒﻪ ﻏﺎﻴﺏ‬
‫ﺼﺩﻗﺕ ﻴﺎ ﻋﺩﻭﻴﺔ ‪...‬‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@òÈibÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٤٨‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻁﺎﻉ ﻓﺄﻤﺭ ﺒﻤﺎ ﻴﺴﺘﻁﺎﻉ ‪...‬‬
‫ﻤﺜل ﻨﻌﺭﻓﻪ ﻭﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ) ﻻ ﻴﻜﻠﻑ ﺍﷲ ﻨﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺴﻌﻬﺎ ( ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﷲ ﺃﻤﺭﺍ ﻓﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻨﻪ ﻤﺴﺘﻁﺎﻉ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺞ ﻟﻤﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺴﺒﻴﻼ ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺘﺄﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﺱ‬
‫ﻥ ﻟِﻠﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﻁ َﺭ ُﻩ ِﻟ َﺌﻠﱠﺎ َﻴﻜﹸﻭ َ‬
‫ﺸﹾ‬‫ﺤ ْﻴ ﹸﺜﻤَﺎ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ْﻡ ﹶﻓ َﻭﻟﱡﻭﺍ ُﻭﺠُﻭ َﻫ ﹸﻜ ْﻡ ﹶ‬
‫ﺤﺭَﺍ ِﻡ َﻭ َ‬
‫ﺠ ِﺩ ﺍ ﹾﻟ َ‬
‫ﺴِ‬‫ﻁﺭَ ﺍ ﹾﻟ َﻤ ْ‬
‫ﺸﹾ‬‫ﻙ ﹶ‬
‫ﺠ َﻬ َ‬
‫ﺕ ﹶﻓ َﻭ ﱢل َﻭ ْ‬
‫ﺠ ﹶ‬
‫ﺨﺭَ ْ‬
‫ﺙ ﹶ‬
‫ﺤ ْﻴ ﹸ‬
‫ﻥ َ‬
‫) َﻭ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ‪١٥٠‬‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻡ ﻭَ ﹶﻟﻌَﱠﻠ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﺘ ْﻬ ﹶﺘﺩُﻭ َ‬
‫ﺸ ْﻭﻨِﻲ َﻭ ِﻟُﺄ ِﺘ ﱠﻡ ِﻨ ْﻌ َﻤﺘِﻲ َ‬
‫ﺨ ﹶ‬
‫ﺸ ْﻭ ُﻫ ْﻡ ﻭَﺍ ﹾ‬
‫ﺨ ﹶ‬
‫ﻅ ﹶﻠﻤُﻭﺍ ِﻤ ﹾﻨ ُﻬ ْﻡ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘ ﹾ‬
‫ﻥ ﹶ‬
‫ﺠ ﹲﺔ ِﺇﻟﱠﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﺤﱠ‬‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻡ ُ‬
‫َ‬
‫ﻫل ﻻﺤﻅ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻡ ﻫﻨﺎ ) ﺤﻴﺜﻤﺎ ﻜﻨﺘﻡ ( ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻫﻨﺎ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻟﻴﺱ ﻜﺫﻟﻙ ؟؟ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ‬
‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻫﻭ ﺘﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻨﺘﺨﻴل ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺸﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻡ ﻟﻨﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺃﻱ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺠﺔﻭ ﻟﻴﻤﺴﻙ ﻜل ﻤﻨﺎ ﻗﺒﻀﺔ ﻴﺩﻩ‬
‫ﻭ ﻴﺘﺨﻴل ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺭﺘﻨﺎ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﻭ ﻴﺸﺎﻭﺭ ﺒﺈﺼﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻴﺤﺎﻭل ﻤﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﻴل ﺨﻁﺎ‬
‫ﻤﺭﺴﻭﻤﺎ ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ‪.‬‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺇﺭﺴﺎل ﻤﻭﺠﺔ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﺘﻌﺫﺭ ﻻﻨﺤﻨﺎﺀ ﺴﻁﺢ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﺎﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﺘﺠﻪ ﺒﻭﺠﻬﻬﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ‬
‫ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ‪.‬‬
‫ﻁﺒﻌﺎ ﺘﻐﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﻤﻭﺠﺔ ﻭ ﺘﻌﻴﺩ ﺒﺜﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ ﻓﻠﻡ ﻨﻌﻠﻡ ﻜﻴﻑ ﺴﻴﻭﺠﻪ ﻭﺠﻬﻪ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩﻴﺩﺓ ) ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺼﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺩﻤﻴﻥ ﺘﺤﺘﻪ‬
‫ﻤﺨﺘﺭﻗﺎ ﺍﻷﺭﺽ ( ‪.‬‬
‫ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻁﺭﺡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ‪:‬‬
‫‪ - ١‬ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺎﻻﺘﺠﺎﻩ ﻫﻭ ﺍﻗﺼﺭ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﻓﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﺃﺘﻰ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﻴﺼﺢ‬
‫ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﻤﺘﻀﺎﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺒﺎﻟﻭﺠﻪ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺘﺤﻴل ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺎ ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺴﻴﺎﻥ ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺤﻭل ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘل ﻤﺜل ﺍﻟﺤﺞ ﻟﻤﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﻟﺫﻟﻙ ﺴﺒﻴﻼ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻗﻭﻟﻪ‬
‫ﺩﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻤﺴﺒﻕ ﺒﺎﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺫﻟﻙ‬
‫ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻨﺒﺴﻁﺔ ﻭﻤﺴﻁﺤﺔ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻌﻠﻡ‬
‫ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻜﺭﻭﻴﺔ ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻨﻔﻜﺭ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﻜﻠﻔﻨﺎ ﻤﺎ ﻻ ﻨﻁﻴﻕ‬
‫‪٤٩‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻗﻭل ﻟﻜل ﺍﻹﺨﻭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﻜﺔ ﻭ ﻀﻭﺍﺤﻴﻬﺎ ﻻ ﺘﺸﻐل ﺒﺎﻟﻙ ﺒﺎﻟﻘﺒﻠﺔ ﻻﻥ ﻭﺠﻬﻙ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎ‬
‫ﻤﺘﺠﻪ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ﻭ ﻟﻥ ﻴﺘﺠﻪ ﺃﺒﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ‪ ،‬ﻓﺼﻼﺘﻜﻡ ﻴﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪...‬‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@òäßbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٥٠‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫) ﺍﻟﺴﺎﻜﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺸﻴﻁﺎﻥ ﺍﺨﺭﺱ ( ﻤﻘﻭﻟﺔ ﻨﺴﻤﻌﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﻨﻌﻭﻤﺔ ﺃﻅﻔﺎﺭﻨﺎ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻭﺕ ﻋﻼﻤﺔ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺍﻋﺘﺭﺍﺽ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻨﻪ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﻭﻟﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻤﻀﺽ ‪.‬‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁ ﻴﺠﻌﻠﻙ ﺘﺘﺄﻤل ﺍﻟﻭﺤﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﺒﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﻤﻕ ‪ ،‬ﺍﻗﺭﺃ ﻤﻌﻲ ‪:‬‬
‫ﻥ َﺒ ْﻌ ِﺩ‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ ِﻤ ْ‬ ‫ﺤﻴَﺎ ِﺓ ﺍﻟ ﱡﺩ ﹾﻨﻴَﺎ َﻭ َﻤ ْ‬
‫ﻥ ُﻴ ﹾﻜ ِﺭﻫﱡﻥﱠ ﹶﻓ ِﺈ ﱠ‬ ‫ﺽ ﺍ ﹾﻟ َ‬
‫ﻋ َﺭ َ‬
‫ﺼﻨﹰﺎ ﻟِ ﹶﺘ ْﺒ ﹶﺘﻐﹸﻭﺍ َ‬
‫ﺤ ﱡ‬
‫ﻥ َﺃﺭَ ْﺩﻥَ ﹶﺘ َ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ِﺒﻐﹶﺎ ِﺀ ِﺇ ْ‬
‫) َﻭﻟﹶﺎ ﹸﺘ ﹾﻜ ِﺭﻫُﻭﺍ ﹶﻓ ﹶﺘﻴَﺎ ِﺘ ﹸﻜ ْﻡ َ‬
‫ﻏﻔﹸﻭ ‪‬ﺭ َﺭﺤِﻴ ‪‬ﻡ ( ﺍﻟﻨﻭﺭ ‪٣٣‬‬
‫ﻥ ﹶ‬
‫ِﺇ ﹾﻜﺭَﺍ ِﻫ ِﻬ ﱠ‬
‫ﺴﺄﺴﺘﻌﺭﺽ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻠﻤﺤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺃﻭﻻ ﺜﻡ ﺍﺩﺨل ﺍﻟﻲ ﻤﺎ ﺃﺭﻴﺩ ‪.‬‬
‫ﺍﻹﻜﺭﺍﻩ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺒﻐﺎﺀ ﻓﻬل ﻫﻨﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﺤﻼل ‪.‬‬
‫ﻻﺤﻅ ) ﺇﻥ ﺃﺭﺩﻥ ( ﺸﺭﻁ ﻭﺍﻀﺢ ﺜﻡ ﻻﺤﻅ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺍﻷﻤﺭ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﺒﻬﺎ ﺠﺎﻨﻲ ﻭﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺴﺏ ﺍﻟﻤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻋﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﺠﺴﺩﻫﺎ ﻟﺭﺍﻏﺒﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ‬
‫ﺃﻤﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺠﺎﺀ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻴﺩﻟﻰ ﺒﺩﻟﻭﻩ ﻭﺭﻓﻌﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻟﻠﻤﺩﺍﻭﻟﺔ ﻭﺠﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺒﺭﻓﺽ ﺍﻹﻜﺭﺍﻩ‬
‫ﻭﻤﻥ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﺎﺫﺍ ﻨﻔﻌل ﺒﻪ ﻫل ﻨﺠﻠﺩﻩ ﻜﺸﺎﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺃﻡ ﻨﺭﺠﻤﻪ ﻜﺎﻟﺯﺍﻨﻲ ؟؟‬
‫ﻻ ﻻ ‪ ...‬ﺍﷲ ﻏﻔﻭﺭ ﺭﺤﻴﻡ !!!‬
‫ﻟﻤﻥ ‪..‬‬
‫ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺭﻩ ﺫﻨﺏ ﺤﺘﻰ ﻴﻐﻔﺭﻩ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻨﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻓﻬل ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻐﺎﺀ ﻫﻭ‬
‫ﺃﻥ ﺍﷲ ﻏﻔﻭﺭ ﺭﺤﻴﻡ !‬
‫ﺘﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻗﺭﺏ ﺤﺎﺌﻁ ﻭ ﻀﺭﺒﺕ ﺭﺃﺴﻲ ﻭ ﻗﻠﺕ ﺃﻜﻴﺩ ﻜﻌﺎﺩﺘﻙ ﻻ ﺘﻔﻬﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﺘﻭﺠﻬﺕ ﻜﻤﺎ ﺠﺭﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺃﻴﻀﺎ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻠﻬﻡ ﻴﻔﺘﺤﻭﻥ ﻟﻲ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ‬
‫ﻓﻭﺠﺩﺕ ﻋﺠﺒﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺼﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺴﻠﻭل ﻭ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺠﺎﺭﻴﺘﺎﻥ ﻭ ﺍﻜﺭﻫﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻓﺎﺸﺘﻜﺘﺎ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﷲ ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺘﺨﻴل ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭﻴﺘﻴﻥ ﻨﻨﺘﻅﺭ ﺤﻜﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﺩل‬
‫ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﺒل ﻓﻲ ﺇﻜﺭﺍﻩ ﺸﺨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻐﺎﺀ ‪.‬‬
‫ﺜﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻏﻔﻭﺭ ﺭﺤﻴﻡ ﻴﻌﻨﻰ ﻻ ﺍﻤﻠﻙ ﻟﻜﻡ ﺇﻻ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻭ ﻟﻥ ﺃﻋﺫﺒﻜﻥ ‪ ،‬ﺍﺯﻨﻴﻥ ﻭﺩﻉ ﺍﻟﺭﺠل ﻴﺄﻜل‬
‫ﺒﺄﺠﺴﺎﺩﻜﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ﻭﺃﻨﺎ ﺴﺄﻏﻔﺭ ﻟﻜﻥ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺍﻓﻬﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺨﻁﺄ‬
‫ﻟﻤﻥ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻭل ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪٥١‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫‪http://quran.al-‬‬
‫‪islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=2‬‬
‫‪4&nAya=33‬‬
‫ﺍﷲ ﺴﻜﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻕ ‪ ..‬ﺸﻴﻁﺎﻥ‬
‫ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻠﺩﻱ ) ﻤﻁﻴﺒﺎﺘﻲ (‬
‫ﻟﻡ ﻴﻐﻀﺏ ﺃﺤﺩﺍ ‪.‬‬
‫ﻤﻥ ﺘﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﺘﻌﻤل ﺒﺎﻟﺒﻐﺎﺀ ﻓﻠﺘﻌﻤل ﻭ ﻟﻴﻘﺒﺽ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭ ﻤﻥ ﻻ ﺘﺭﻴﺩ ﺍﷲ ﺴﻴﻐﻔﺭ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻨﺩﺭﻱ ﻤﺎﻫﻭ ﺍﻟﺫﻨﺏ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﻐﻔﺭﻩ ﻟﻠﻤﻜﺭﻫﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺘﻁﻴﻴﺏ ﻟﻠﺨﻭﺍﻁﺭ ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﻤﻜﺭﻩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﻼ ﻨﺠﺩ ﻟﻪ‬
‫ﺃﻱ ﺍﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ‪ ،‬ﻻ ﺤﻜﻡ ﻭﻻ ﺘﻨﺩﻴﺩ ﺒﻨﺎﺭ ﺠﻬﻨﻡ ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﺘﻘﺭﻴﻊ ﻭ ﻻ ﺘﻁﺒﻴﻊ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻨﺎﺴﺎﻩ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺘﻁﻴﻴﺒﺎ ﻟﻠﺨﺎﻁﺭ ﻭ ﻓﻀﺎ ﻟﻺﺸﻜﺎل ‪.‬‬
‫ﻭ ﻴﺒﻘﻰ ﺴﺅﺍﻟﻲ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺭﺩ ﻓﻌل ﺍﷲ ﻭ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﻟﻠﺠﺎﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻭﺍﺘﻲ ﺍﻜﺭﻫﻬﻥ ﺍﺒﻥ ﺴﻠﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻐﺎﺀ ﻭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻟﻤﻥ ﺘﺠﺭﺃ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﺴﻴﺭ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭ ﺃﻴﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ؟‬
‫ﻤﺎ ﻋﻘﺎﺏ ﺇﻜﺭﺍﻩ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻐﺎﺀ ؟؟‬
‫ﻻ ﺘﺒﺤﺙ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻻﻥ ﺍﷲ ﻁﻠﻊ ﻏﻔﻭﺭ ﺭﺤﻴﻡ ‪...‬‬
‫‪@@æìqýrÛa@ë@òÈbnÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٥٢‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻤﺎﻫﻭ ﺍﻟﺴﺭ ﻭﺭﺍﺀ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭ ﻭﻻ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﺍﻻ ﺸﺨﺹ ﻭﺍﺤﺩ ‪.‬‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺃﻗﻭﻯ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﻤﺜل ﺍﻟﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻥ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻴﺕ ﻨﺴﻤﻌﻬﺎ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻡ‬
‫ﻨﺼﺎﺩﻓﻬﺎ ﺃﺒﺩﺍ ‪.‬‬
‫ﻤﺎﻫﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺃﻥ ﻴﺭﻯ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻋﺎﺩﻯ ﻤﻌﺠﺯﺓ ﺘﻜﻔﻰ ﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻟﻭ ﺃﺘﻴﺤﺕ ﻟﻬﻡ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺎﺤﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻌﻴﻨﻬﻡ ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺘﺄﻤل ‪..‬‬
‫ﺤﻴِﻲ َﻫ ِﺫ ِﻩ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ َﺒ ْﻌ َﺩ َﻤ ْﻭ ِﺘﻬَﺎ ﹶﻓ َﺄﻤَﺎ ﹶﺘ ُﻪ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﻤِﺎ َﺌ ﹶﺔ ﻋَﺎ ٍﻡ‬
‫ﺸﻬَﺎ ﻗﹶﺎ َل َﺃﻨﱠﻰ ُﻴ ْ‬
‫ﻋﺭُﻭ ِ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ُ‬
‫ﻲ ﺨﹶﺎ ِﻭ َﻴ ﹲﺔ َ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﹶﻗ ْﺭﻴَﺔٍ َﻭ ِﻫ َ‬
‫) َﺃ ْﻭ ﻜﹶﺎﱠﻟﺫِﻱ َﻤ ﱠﺭ َ‬
‫ﻙ ﹶﻟ ْﻡ ﻴَ ﹶﺘﺴَ ﱠﻨ ْﻪ‬
‫ﺸﺭَﺍ ِﺒ َ‬
‫ﻙ َﻭ ﹶ‬
‫ﻁﻌَﺎ ِﻤ َ‬
‫ﻅ ْﺭ ِﺇﻟﹶﻰ ﹶ‬
‫ﺕ ﻤِﺎ َﺌ ﹶﺔ ﻋَﺎ ٍﻡ ﻓﹶﺎ ﹾﻨ ﹸ‬
‫ﺽ َﻴ ْﻭ ٍﻡ ﻗﹶﺎ َل َﺒ ْل ﹶﻟﺒِ ﹾﺜ ﹶ‬
‫ﺕ َﻴ ْﻭﻤًﺎ َﺃ ْﻭ َﺒ ْﻌ َ‬ ‫ﹸﺜﻡﱠ َﺒ َﻌ ﹶﺜ ُﻪ ﻗﹶﺎ َل ﹶﻜ ْﻡ ﹶﻟﺒِ ﹾﺜ ﹶ‬
‫ﺕ ﻗﹶﺎ َل ﹶﻟ ِﺒ ﹾﺜ ﹸ‬
‫ﺤﻤًﺎ ﹶﻓ ﹶﻠﻤﱠﺎ ﹶﺘﺒَ ﱠﻴﻥَ ﹶﻟ ُﻪ ﻗﹶﺎ َل‬
‫ﺸ ُﺯﻫَﺎ ﹸﺜﻡﱠ ﹶﻨ ﹾﻜﺴُﻭﻫَﺎ ﹶﻟ ْ‬
‫ﻑ ﻨﹸ ﹾﻨ ِ‬
‫ﻅ ْﺭ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ِﻌﻅﹶﺎ ِﻡ ﹶﻜ ْﻴ ﹶ‬
‫ﺱ ﻭَﺍ ﹾﻨ ﹸ‬
‫ﺠﻌَ ﹶﻠﻙَ ﺁ َﻴ ﹰﺔ ﻟِﻠﻨﱠﺎ ِ‬
‫ﻙ ﻭَﻟِ ﹶﻨ ْ‬
‫ﺤﻤَﺎ ِﺭ َ‬
‫ﻅ ْﺭ ِﺇﻟﹶﻰ ِ‬
‫ﻭَﺍ ﹾﻨ ﹸ‬
‫ﻲﺀٍ ﹶﻗﺩِﻴ ‪‬ﺭ ( ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ‪٢٥٩‬‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﹸﻜلﱢ ﹶ‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ َ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ُﻡ َﺃ ﱠ‬
‫َﺃ ْ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺠل ﺭﺃﻯ ﻤﺎﻻ ﻴﺭﻩ ﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻟﻭﺤﺩﻩ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺤﺎﻴل ﺃﻫل ﻤﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻥ ﻴﺭﻭﺍ ﺍﻗل ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺭﺠل ﻜﻠﻤﻪ ﺍﷲ ﺒﺩﻭﻥ ﺭﺴﻭل ﺒﺸﺭﻯ ﻟﻭﺤﺩﻩ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻀﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺒل ﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﻡ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺠﺎﻫل‬
‫ﻭﺍﻀﺤﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻨﻅﺭﻭﺍ ‪...‬‬
‫ﺠﺭَ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ﹾﻨﻬَﺎ َﺭ‬
‫ﻥ ﹶﻨﺨِﻴ ٍل ﻭَﻋِ ﹶﻨﺏٍ ﹶﻓ ﹸﺘ ﹶﻔ ﱢ‬
‫ﺠ ﱠﻨ ﹲﺔ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ﹶﻟﻙَ َ‬
‫ﺽ َﻴ ﹾﻨﺒُﻭﻋًﺎ َﺃ ْﻭ ﹶﺘﻜﹸﻭ َ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ْﺭ ِ‬
‫ﺠﺭَ ﹶﻟﻨﹶﺎ ِﻤ َ‬
‫ﺤﺘﱠﻰ ﹶﺘ ﹾﻔ ُ‬
‫ﻥ ﹶﻟﻙَ َ‬
‫ﻥ ﹸﻨ ْﺅ ِﻤ َ‬
‫) َﻭﻗﹶﺎﻟﹸﻭﺍ ﹶﻟ ْ‬
‫ﻥ‬
‫ﺕ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ﹶﻟﻙَ َﺒ ْﻴ ﹲ‬
‫ﺴﻔﹰﺎ َﺃ ْﻭ ﹶﺘ ْﺄﺘِﻲَ ﺒِﺎﻟﱠﻠ ِﻪ ﻭَﺍ ﹾﻟ َﻤﻠﹶﺎﺌِ ﹶﻜﺔِ ﹶﻗﺒِﻴﻠﹰﺎ َﺃ ْﻭ َﻴﻜﹸﻭ َ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴﻨﹶﺎ ِﻜ َ‬
‫ﺕ َ‬
‫ﺴﻤَﺎ َﺀ ﹶﻜﻤَﺎ ﺯَﻋَ ْﻤ ﹶ‬
‫ﻁ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺴﻘِ ﹶ‬
‫ﺨﻠﹶﺎ ﹶﻟﻬَﺎ ﹶﺘ ﹾﻔﺠِﻴﺭًﺍ َﺃ ْﻭ ﹸﺘ ْ‬
‫ِ‬
‫ﺸﺭًﺍ‬
‫ﺕ ِﺇﻟﱠﺎ َﺒ ﹶ‬
‫ﻥ َﺭﺒﱢﻲ َﻫ ْل ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸ‬
‫ﺴ ْﺒﺤَﺎ َ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴﻨﹶﺎ ِﻜﺘﹶﺎﺒًﺎ ﹶﻨ ﹾﻘ َﺭﺅُ ُﻩ ﹸﻗ ْل ُ‬
‫ﺤﺘﱠﻰ ﹸﺘ ﹶﻨ ﱢﺯ َل َ‬
‫ﻙ َ‬
‫ﻥ ِﻟ ُﺭ ِﻗ ﱢﻴ َ‬
‫ﻥ ﹸﻨ ْﺅ ِﻤ َ‬
‫ﺴﻤَﺎ ِﺀ َﻭ ﹶﻟ ْ‬
‫ﻑ َﺃ ْﻭ ﹶﺘ ْﺭﻗﹶﻰ ﻓِﻲ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺨ ُﺭ ٍ‬
‫ُﺯ ﹾ‬
‫َﺭﺴُﻭﻟﹰﺎ (‬
‫ﻴﻌﻨﻰ ﺃﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﺴﻬل ﺒﺎﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﻴﻨﺒﻭﻋﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﺨﺭﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻴﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺤﺠﺘﻬﻡ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﺠﺩﺍ ﻓﻤﻥ ﺤﻘﻲ ﺃﻥ ﺍﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺭﺴﻭل ﻤﻥ ﺍﷲ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ﺃﺭﺴل ﻤﻌﺠﺯﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﻴل ﻟﺸﺨﺹ ﻤﺅﻤﻥ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻭ ﻟﻭﺤﺩﻩ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺭﺩﻩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﻁﻠﺒﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺓ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ) ﺍﻨﻪ ﺒﺸﺭ ﺭﺴﻭل (‬
‫ﺃﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺎﻫﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺴﺨﺎﻓﺔ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﻫل ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻤﻥ ﺃﻫل ﻤﻜﺔ ﻟﻤﺤﻤﺩ ﺃﻡ ﺭﺏ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺴﻠﻪ ﻟﻴﻜﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺭﺩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻀﺤﻜﺔ ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺘﺴﺎﺀل ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻔﻌل ﺍﻟﺭﺏ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺤﻤﺎﺭ ﻤﻥ ﺤﻤﻴﺭ ﻤﻜﺔ ﻓﻴﻤﻴﺘﻪ‬
‫ﺜﻡ ﻴﺤﻴﻴﻪ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﻘﻁ ﻜﻤﺎ ﺯﻋﻡ ﻜﺴﻔﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺯﺭﻗﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻭﻕ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻫل ﻤﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺨﺘﻔﺕ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ‬
‫ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺴﻘﻭﻁﻬﺎ ﻗﻁﻌﺔ ﻗﻁﻌﺔ ﺃﻜﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﻌﺠﺯﺓ ﻓﻭﻕ ﺭﺅﻭﺱ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻨﻔﺭﺩﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﻤﻊ ﺼﺎﺤﺏ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ‪.‬‬
‫‪٥٣‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻻﻥ ﻋﻘﻭﻟﻨﺎ ﻻ ﺘﺩﺭﻙ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﻭ ﺃﻏﻭﺍﺭ ﺤﻜﻤﺔ ﻭﻋﻅﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﻓﻠﻥ ﻨﺠﺩ ﻤﻥ ﻴﻔﺴﺭ ﻟﻨﺎ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ‪.‬‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٥٤‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻤﻥ ﻗﺎل ﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺴﺒﺎﻗﺎ ﻟﻌﺼﺭﻩ ‪.‬‬
‫ﻴﻤﻜﻨﻙ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺒﺄﺭﻗﺎﻡ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﻼﻨﻴﻭ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺏ‪٠٠٠٠‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﺔ ﺒﺘﺤﺴﺏ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﺍﺘﺠﺎﺭ ﺒﺎﻟﺩﻴﻥ ﻤﻌﺎﺫ ﺍﷲ ﺒل ﺍﻗﺘﺩﺍﺀ ﺒﺴﻨﺔ ﻤﻁﻬﺭﺓ‬
‫ﺠﺩُﻭﺍ‬
‫ﻥ ﹶﻟ ْﻡ ﹶﺘ ِ‬
‫ﻁﻬَ ُﺭ ﹶﻓ ِﺈ ْ‬
‫ﺨ ْﻴ ‪‬ﺭ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻡ ﻭََﺃ ﹾ‬
‫ﺠﻭَﺍ ﹸﻜ ْﻡ ﺼَﺩَ ﹶﻗﺔﹰ ﹶﺫﻟِﻙَ ﹶ‬
‫ﻱ ﹶﻨ ْ‬ ‫ﺠ ْﻴﺘﹸ ُﻡ ﺍﻟ ﱠﺭﺴُﻭ َل ﹶﻓ ﹶﻘ ﱢﺩﻤُﻭﺍ َﺒ ْﻴ َ‬
‫ﻥ َﻴ َﺩ ْ‬ ‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ِﺇﺫﹶﺍ ﻨﹶﺎ َ‬
‫ﻏﻔﹸﻭ ‪‬ﺭ ﺭﺤﻴﻡ ( ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ‪١٢‬‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ ﹶ‬
‫ﹶﻓ ِﺈ ﱠ‬
‫ﻭ ﺩﻋﻨﺎ ﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ‪:‬‬
‫ﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺤﺘﻰ ﺃﺤﻔﻭﻩ ﺒﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻭﻋﻅﻬﻡ ﺍﷲ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺠل‬
‫ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﺒﻲ ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻘﻀﻴﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﺩﻡ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﺼﺩﻗﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﺸﺘﺩ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﺄﻨﺯل ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﺍﻟﺭﺨﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ } ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﺘﺠﺩﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻏﻔﻭﺭ ﺭﺤﻴﻡ { ‪* .‬‬
‫ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﷲ ﻏﻔﻭﺭ ﺭﺤﻴﻡ ﻷﻱ ﺫﻨﺏ ﻻ ﺘﺩﺭﻯ ﻓﺎﻟﻤﻐﻔﺭﺓ ﺘﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﺫﻨﺏ ﻓﺄﻱ ﺫﻨﺏ ﺍﺭﺘﻜﺒﻪ ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﻤﺎ ﻴﻘﺩﻤﻪ‬
‫ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻨﺴﺘﻜﻤل ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ‪.‬‬
‫ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺜﻨﺎ ﺍﺒﻥ ﺜﻭﺭ ‪ ،‬ﻋﻥ ﻤﻌﻤﺭ ‪ ،‬ﻋﻥ ﻗﺘﺎﺩﺓ } ﺇﺫﺍ ﻨﺎﺠﻴﺘﻡ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻓﻘﺩﻤﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ‬
‫ﻨﺠﻭﺍﻜﻡ ﺼﺩﻗﺔ { ﻗﺎل ‪ :‬ﺇﻨﻬﺎ ﻤﻨﺴﻭﺨﺔ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﻻ ﺴﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﻨﻬﺎﺭ ‪.‬‬
‫ﻴﻌﻨﻰ ﺍﷲ ﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ ﻓﻲ ﺨﻼل ﺴﺎﻋﺔ ؟؟‬
‫ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﺤﻜﻤﺘﻪ ﺘﻔﻭﻕ ﺃﻓﻜﺎﺭﻨﺎ ﻭ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﺃﺤﻼﻤﻨﺎ‬
‫‪ - ٢٦١٧٢‬ﺤﺩﺜﻨﻲ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺜﻨﺎ ﺃﺒﻭ ﺼﺎﻟﺢ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺜﻨﻲ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻋﻥ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ‪ ،‬ﻗﻭﻟﻪ ‪} :‬‬
‫ﻓﻘﺩﻤﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﻨﺠﻭﺍﻜﻡ ﺼﺩﻗﺔ { ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻜﺜﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﻋﻠﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ‬
‫ﺤﺘﻰ ﺸﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺨﻔﻑ ﻋﻥ ﻨﺒﻴﻪ ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎل ﺫﻟﻙ ﺼﺒﺭ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ ،‬ﻭﻜﻔﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺄﻨﺯل ﺍﷲ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ } ﻓﺈﺫ ﻟﻡ ﺘﻔﻌﻠﻭﺍ ﻭﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻓﺄﻗﻴﻤﻭﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺘﻭﺍ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ { ﻓﻭﺴﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ‪ ،‬ﻭﻟﻡ‬
‫ﻴﻀﻴﻕ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻻ ﺍﺩﺭﻱ ﻤﺎﻫﻭ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﺸﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺴﺅﺍل ﻫل ﻫﺫﺍ ﺘﻌﺏ ‪ ،‬ﻤﺎ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺇﺫﺍ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺨﻔﻑ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬
‫ﺜﻡ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻨﻪ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻜﺎﻥ ﺴﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﻨﻬﺎﺭ ﻓﻬل ﻫﺫﺍ ﻜﻼﻡ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ‬
‫ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﺤﺏ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﺘﺼل ﺏ ‪ ٩٦٥٤٦‬ﻭ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺒﺘﺤﺴﺏ ﺜﻡ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﻜﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﺘﺭﺍﺠﻊ ‪.‬‬
‫ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻜﻭﻥ ﺴﺊ ﺍﻟﻅﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺴﻨﻌﺘﺒﺭ ﺍﷲ ﺭﺠﻊ ﻭ ﺸﻕ ﻨﺒﻴﻪ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻱ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺨﻔﻑ ﻋﻨﻪ ﻟﻜﻥ ﻫل ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻼ‬
‫ﺘﺴﻌﻴﺭﺓ ﻟﻠﺩﻗﻴﻘﺔ ‪ ،‬ﺩﻋﻭﻨﺎ ﺘﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ‬
‫‪٥٥‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫‪ - ٢٦١٧٣‬ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺍﺒﻥ ﺤﻤﻴﺩ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﺜﻨﺎ ﻤﻬﺭﺍﻥ ‪ ،‬ﻋﻥ ﺴﻔﻴﺎﻥ ‪ ،‬ﻋﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻰ ﺍﻟﻤﻐﻴﺭﺓ ‪ ،‬ﻋﻥ ﺴﺎﻟﻡ ﺒﻥ‬
‫ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺠﻌﺩ ‪ ،‬ﻋﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﺍﻷﻨﻤﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﻋﻥ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ‪ " :‬ﻤﺎ ﺘﺭﻯ ؟‬
‫ﺩﻴﻨﺎﺭ " ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻴﻁﻴﻘﻭﻥ ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﻨﺼﻑ ﺩﻴﻨﺎﺭ ؟ " ﻗﺎل ‪ :‬ﻻ ﻴﻁﻴﻘﻭﻥ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻤﺎ ﺘﺭﻯ ؟ " ﻗﺎل ‪ :‬ﺸﻌﻴﺭﺓ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‬
‫ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ‪ " :‬ﺇﻨﻙ ﻟﺯﻫﻴﺩ " ﻗﺎل ﻋﻠﻲ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﺒﻲ ﺨﻔﻑ ﺍﷲ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﻌﻼ ﺨﻔﻑ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﺴﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﻨﻬﺎﺭ ﻭﻜﻤﺎ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻌﻤل ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻠﺴﻭﻕ ﻭﻭﺠﺩ ﺍﻨﻪ ﻨﺠﻭﺍﻩ ﻻ‬
‫ﺘﺴﻭﻯ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺸﻌﻴﺭﺓ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻟﺩﻓﻊ ﺃﻜﺜﺭ‬
‫ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺭﺍﺌﻊ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻪ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﺭﺓ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺭﺒﺎﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﺘﻌﻭﺩ ﺒﻨﺎ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻟﺘﻤﺴﺢ ﺨﻴﺒﺔ ﺍﻷﻤل ‪:‬‬
‫ﺼﻠﹶﺎ ﹶﺓ ﻭَﺁﺘﹸﻭﺍ ﺍﻟ ﱠﺯﻜﹶﺎ ﹶﺓ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﻓ َﺄﻗِﻴﻤُﻭﺍ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺏ ﺍﻟﻠﱠ ُﻪ َ‬
‫ﺕ ﹶﻓ ِﺈ ﹾﺫ ﹶﻟ ْﻡ ﹶﺘ ﹾﻔ َﻌﻠﹸﻭﺍ َﻭﺘﹶﺎ َ‬
‫ﺼ َﺩﻗﹶﺎ ٍ‬ ‫ﻱ ﹶﻨ ْ‬
‫ﺠﻭَﺍ ﹸﻜ ْﻡ َ‬ ‫ﻥ َﻴ َﺩ ْ‬
‫ﻥ ﹸﺘ ﹶﻘ ﱢﺩﻤُﻭﺍ َﺒ ْﻴ َ‬
‫ﺸ ﹶﻔ ﹾﻘ ﹸﺘ ْﻡ َﺃ ْ‬
‫) َﺃَﺃ ﹾ‬
‫ﻥ(‬
‫ﺨﺒِﻴ ‪‬ﺭ ِﺒﻤَﺎ ﹶﺘ ْﻌ َﻤﻠﹸﻭ َ‬
‫َﻭَﺃﻁِﻴﻌُﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ َﻭ َﺭﺴُﻭ ﹶﻟ ُﻪ ﻭَﺍﻟﻠﱠ ُﻪ ﹶ‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺴﻔﺔ ﻴﻘﻭل ﺃﻁﻴﻌﻭﺍ ﺍﷲ ﻭ ﺍﻟﺭﺴﻭل ‪.‬‬
‫ﺘﻘﻭل ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ‪:‬‬
‫ﻗﻴل ﺇﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻗﺒل ﻨﺴﺨﻬﺎ ﺴﻭﻯ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻨﺠﻴﺢ ﻋﻥ‬
‫ﻤﺠﺎﻫﺩ ﻗﺎل ﻨﻬﻭﺍ ﻋﻥ ﻤﻨﺎﺠﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺼﺩﻗﻭﺍ ﻓﻠﻡ ﻴﻨﺎﺠﻪ ﺇﻻ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﻗﺩﻡ‬
‫ﺩﻴﻨﺎﺭﺍ ﺼﺩﻗﺔ ﺘﺼﺩﻕ ﺒﻪ ﺜﻡ ﻨﺎﺠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻥ ﻋﺸﺭ ﺨﺼﺎل ﺜﻡ ﺃﻨﺯﻟﺕ ﺍﻟﺭﺨﺼﺔ ﻭﻗﺎل‬
‫ﻟﻴﺙ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻠﻴﻡ ﻋﻥ ﻤﺠﺎﻫﺩ ﻗﺎل ﻋﻠﻲ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ‪ :‬ﺁﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻟﻡ ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﻗﺒﻠﻲ‬
‫ﻭﻻ ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺒﻌﺩﻱ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩﻱ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﻓﺼﺭﻓﺘﻪ ﺒﻌﺸﺭﺓ ﺩﺭﺍﻫﻡ ﻓﻜﻨﺕ ﺇﺫﺍ ﻨﺎﺠﻴﺕ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻭﺴﻠﻡ ﺘﺼﺩﻗﺕ ﺒﺩﺭﻫﻡ ﻓﻨﺴﺨﺕ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﻗﺒﻠﻲ ﻭﻻ ﻴﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺒﻌﺩﻱ ﺜﻡ ﺘﻼ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ " ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﺇﺫﺍ ﻨﺎﺠﻴﺘﻡ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻓﻘﺩﻤﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﻨﺠﻭﺍﻜﻡ ﺼﺩﻗﺔ " ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﻭﻋﻠﻲ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻡ ﺭﺒﻤﺎ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﺯﺍﺩﺍﺕ ﺤﺘﻰ ﻴﻌﻤل ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻤﺜﻠﻪ ﻟﻜﻥ ﻟﻸﺴﻑ ﻟﻡ ﺘﻨﻁﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﺨﺩﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺩ ‪.‬‬
‫ﻭﺘﺒﻘﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ‪...‬‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺍﷲ ﻋﻥ ﻗﺭﺍﺭﻩ ﺒﻌﺩ ﺴﺎﻋﺔ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺩﻓﻊ ﺴﻭﻯ ﻋﻠﻲ ‪ .‬ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺴﻌﻴﺭﺓ ﻟﻠﺼﺩﻗﺔ ﺃﻟﻴﺱ ﻜل‬
‫ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻪ ‪ .‬ﻭﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺭﻤﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺴﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﻪ ﻭﻫل ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺒﻭل ﺃﻥ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺒﺎﻥ ﺍﷲ ﺨﺒﻴﺭ ﺒﻤﺎ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﺭﻏﻡ ﺍﻨﻪ ﺍﺼﺩﺭ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﻟﻡ ﻴﻨﺠﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﺤﺩ ‪ ...‬ﺭﺒﻤﺎ‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@òí…b§a@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٥٦‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻻ ﻨﻜﺎﺩ ﻴﻤﺭ ﻴﻭﻡ ﻴﻤﺭ ﺇﻻ ﻭ ﻨﺴﻤﻊ ﻋﻥ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﺇﻋﺠﺎﺯﻩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻭﺘﻔﻭﻗﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﺘﻔﺭﺩﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ ﻭﺘﻤﻴﺯﻩ ﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﻠﻘﻬﺎ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻭﻫﻡ ﻻ ﻴﺩﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻜﺘﺎﺏ ﻴﺘﻜﻠﻤﻭﻥ‬
‫ﻟﻜل ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻫﺩﻴﻬﻡ ﺁﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻟﺘﻀﺭﺏ ﺒﻜل ﺫﻟﻙ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺌﻁ ﺒل ﻭ ﺘﺴﻘﻁﻪ ﺃﺭﻀﺎ ‪.‬‬
‫ﻲﺀٍ‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻲﺀٍ ﻭ ُﻫ َﻭ ِﺒ ﹸﻜلﱢ ﹶ‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻕ ﹸﻜلﱠ ﹶ‬
‫ﺤ َﺒ ﹲﺔ ﻭَ ﹶ‬
‫ﻥ ﹶﻟ ُﻪ َﻭ ﹶﻟ ‪‬ﺩ َﻭ ﹶﻟ ْﻡ ﹶﺘﻜﹸﻥ ﻟﱠ ُﻪ ﺼَﺎ ِ‬
‫ﺕ ﻭَﺍ َﻷ ْﺭﺽِ َﺃﻨﱠﻰ َﻴﻜﹸﻭ ُ‬
‫) َﺒﺩِﻴ ُﻊ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻋﻠِﻴﻡٌ ( ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ‪١٠١‬‬
‫َ‬
‫ﻭ ﺴﻴﺴﺄل ﺴﺎﺌل ﻭ ﻫﻭ ﻴﻀﺤﻙ ﻜل ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺎ‪ :‬ﺘﻨﻔﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻱ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻜﺎﺜﺭ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻜﺎﺜﺭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻻ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﻹﺤﺩﺍﺙ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤل ﻓﺎﻟﻤﺨﺎﺽ ﻭ ﺍﻟﻭﻻﺩﺓ ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻜﺎﺜﺭ ﺒﻼ ﺠﻨﺱ ‪.‬‬
‫ﺍﺩﺒﻴﺎ ‪ :‬ﺴﻘﻭﻁ ﺭﻫﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻓﻤﺎ ﺤﺎﺠﺔ ﻤﻥ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺨﻠﻕ ﻜل ﺸﺊ ﺇﻟﻰ ﺼﺎﺤﺒﺔ ‪ ،‬ﺃﻟﻴﺱ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺘﻌﺎﺭﺽ ﻭﺍﻀﺢ ‪.‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺨﻠﻕ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﻟﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﻭﻟﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﻫل ﻜﺎﻥ ﺴﻴﻨﺠﺏ ﺍﻟﻭﻟﺩ‬
‫ﻋﻘﻼﻨﻴﺎ‪ :‬ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﺍﺒﺴﻁ ﺍﻟﺒﺩﻴﻬﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻨﻔﺱ ﺍﷲ ﺨﻠﻕ ﺍﺩﻡ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﺏ ﺒﻼ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺒل ﻭ ﻨﻔﺱ‬
‫ﺍﷲ ﺨﻠﻕ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻐﻴﺭ ) ﺼﺎﺤﺏ ( ﻟﻤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻌﺫﺭﺍﺀ ﺜﻡ ﻴﺄﺘﻲ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺴﺎﺫﺝ ﻟﻴﻨﻜﺭ ﺇﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺒﻐﻴﺭ‬
‫) ﺼﺎﺤﺒﺔ ( ‪.‬‬
‫ﺍﺨﻼﻗﻴﺎ‪ :‬ﻓﺎﷲ ﻫﻨﺎ ﺫﻜﺭ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ) ﺼﺎﺤﺒﺔ ( ﺒﻠﻔﻅ ﺍﻟﻤﺅﻨﺙ ﻭﻫﻨﺎ ﻨﺴﺘﻔﺴﺭ ﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻴﻭﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ‬
‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻼﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﻭﺜﺔ ‪ .‬ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﷲ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻭﻟﻡ ﻴﺒﺭﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻨﺜﻰ ﺇﻻ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺤﺘﺎﺝ ﻹﻨﺠﺎﺏ ﺍﻟﻭﻟﺩ‬
‫ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻷﻨﺜﻰ ﺤﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﻟﻠﺠﻨﺱ ﻭ ﺍﻹﻨﺠﺎﺏ ‪.‬‬
‫ﻴﻤﻜﻨﻙ ﺍﻵﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ‪ .‬ﻭﻗل ﻟﻲ ﺭﺃﻴﻙ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ‪.‬‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@òîãbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٥٧‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻗﺭﺃﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﺭﺍﺭﺍ ﻭ ﺘﻜﺭﺍﺭﺍ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﺘﻭﻗﻔﺕ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺍﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻻ‬
‫ﺃﻀﻤﻬﺎ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭل ﺼﺩﻤﺔ ﻟﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ‪ .‬ﺘﺒﺩﻭ ﻟﻲ ﺍﻵﻥ ﺭﺒﻤﺎ ﺍﻗل ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ‬
‫ﻟﻜﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﺫﻜﺭﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻬﺎ ﻁﻌﻡ ﺁﺨﺭ ﺩﻭﻤﺎ‬
‫) ﻗل ﺃﺌﻨﻜﻡ ﻟﺘﻜﻔﺭﻭﻥ ﺒﺎﻟﺫﻱ ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ ﻭﺘﺠﻌﻠﻭﻥ ﻟﻪ ﺃﻨﺩﺍﺩﺍ ﺫﻟﻙ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ } ‪{ ٩‬ﻭﺠﻌل ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺭﻭﺍﺴﻲ ﻤﻥ ﻓﻭﻗﻬﺎ ﻭﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﺩﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻗﻭﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﻠﺴﺎﺌﻠﻴﻥ } ‪ { ١٠‬ﺜﻡ ﺍﺴﺘﻭﻯ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺩﺨﺎﻥ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻸﺭﺽ ﺍﺌﺘﻴﺎ ﻁﻭﻋﺎ ﺃﻭ ﻜﺭﻫﺎ ﻗﺎﻟﺘﺎ ﺃﺘﻴﻨﺎ ﻁﺎﺌﻌﻴﻥ } ‪ { ١١‬ﻓﻘﻀﺎﻫﻥ ﺴﺒﻊ ﺴﻤﺎﻭﺍﺕ‬
‫ﻓﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ ﻭﺃﻭﺤﻰ ﻓﻲ ﻜل ﺴﻤﺎﺀ ﺃﻤﺭﻫﺎ ﻭﺯﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﻭﺤﻔﻅﺎ ﺫﻟﻙ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ ‪ ( (١٢‬ﻓﺼﻠﺕ‬
‫ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺘﻘﺭﺭ ﻭ ﺒﻜل ﻭﻀﻭﺡ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺴﺘﻘﺭﺓ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﺒﺎل ﻭﻤﺎﺀ ﻭﻤﻬﻴﺄﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻘﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺯﺍل ﺩﺨﺎﻨﺎ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻗﺸﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﺭﺩﺕ ﻭ ﺘﻜﻭﻨﺕ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻻ ﺩﺨﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ‬
‫ﺜﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺜﻡ ﺨﻠﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﺯﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻁﺒﻌﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻟﻤﻥ‬
‫ﻴﻨﻬﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭ ﻴﻬﻴﺌﻪ ﻟﻠﺴﻜﻥ ﺜﻡ ﻴﺘﻔﺭﻍ ﻟﻠﺩﻴﻜﻭﺭﺍﺕ ‪.‬‬
‫ﺍﺭﺽ ﺜﻡ ﺴﻘﻑ ﺜﻡ ﺯﻴﻨﺔ ﺘﺴﻠﺴل ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻱ ﺒﻴﺕ ﻟﻜﻥ ﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻴﻘﻭل ﺒﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻻ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﻼ ﻋﻥ ﻋﺎﻟﻡ ﻴﻘﻭل ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻵﻥ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﻻ ﺘﺠﻌل ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﻭﻀﻊ ﺨﺎﺹ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬
‫ﺴﺎﺫﺝ ﻓﻀ ﹰ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻗﺩﻡ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺒﺭﺩ ﻭﺘﺭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﻭ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺯﺍل ﻴﺘﺸﻜل‬
‫ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺨﺎﻨﺎ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﺎﺭﺩﺓ ﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ‪.‬‬
‫ﻓﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻨﻁﻭﻕ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭ ﺘﻘﺴﻴﻤﻬﻥ ﺒﻌﺩ ﺘﺸﻜل ﺍﻷﺭﺽ ﺜﻡ ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻋﻠﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﻭ ﺍﻟﻘﻤﺭ ﻭ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺘﻜﻭﻨﺕ ﺒﻌﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﺫﺍ‬
‫ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﻌﻠﻡ ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻴﻥ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻗﺭﺏ ﻟﻠﺴﺫﺍﺠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ‬
‫ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭ ﻴﺘﻡ ﺨﻠﻕ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ ﺃﻱ ﻓﻲ ﻨﺼﻑ ﺍﻟﻤﺩﺓ ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻭ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻓﻘﻁ ﻷﺼﺎﺒﻨﺎ ﺍﻟﺫﻫﻭل ﻤﻥ ﺼﻐﺭ ﺤﺠﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺎ ﺒﺨﻠﻕ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ‬
‫ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻴﻘﺭ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﻨﺩﺍﻥ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﻅﻬﻭﺭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺒل‬
‫ﻭ ﺘﺭﺠﺢ ﻜﻔﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺒﺎﻟﻀﻌﻑ‬
‫ﻓﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ) ﻭﻫﻰ ﺩﺨﺎﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﺘﻤل ( ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﻜﺘﻤﻠﺔ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺸﺎﺴﻊ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ‬
‫‪٥٨‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻭﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻨﻔﺭﺍﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﺎﻟﻜﻤﺎل ﺩﻭﻨﺎ ﻋﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﺠﺭﺍﻡ ﻭﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺄﺕ ﻁﺎﺌﻌﺔ ﻫﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﻜﺸﻑ ﻟﻨﺎ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻟﻸﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻭل ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻭ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻁﺒﻘﻴﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺴﻘﻑ ﻟﻸﺭﺽ ﻭ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ﺯﻴﻨﺔ ﻟﻠﻨﺎﻅﺭﻴﻥ ‪.‬‬
‫ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺘﺠﻭل ﺒﺨﺎﻁﺭﻱ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺴﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻗﻭل ‪:‬‬
‫ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺃﻴﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻤﺎ ﺃﺠﻬﻠﻙ‬
‫ﻤﺎ ﺃﺘﻔﻬﻙ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﻤﺎ ﺃﻀﺄﻟﻙ‬
‫ﺸﻤﺱ ﻭﻗﻤﺭ ﻭﺴﺩﻭﻡ ﻭﻤﻼﻴﻴﻥ‬
‫ﻨﺠﻭﻡ ﻭ ﻓﺎﻜﺭﻫﺎ ﻴﺎ ﻤﻭﻫﻭﻡ‬
‫ﻤﺨﻠﻭﻗﻪ ﻟﻙ؟‬
‫ﻋﺠﺒﻲ !!!‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@òrÛbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٥٩‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﷲ ﺃﺒﺩﺍ ﺤﺘﻰ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﻤﺜل ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺒﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺍﻨﻪ ﻨﺴﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻋﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺨﻠﻘﻪ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺨﻠﻘﻬﻡ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺘﺒﺩﻭ ﻟﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺨﺭﺝ ﻟﺴﺎﻨﻬﺎ ﻟﻜل ﻤﻥ ﻴﺤﺎﻭل ﺇﻟﺼﺎﻕ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﷲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﺤ ُﺭ ‪‬ﻡ ﹶﺫﻟِﻙَ‬
‫ﺽ ِﻤ ﹾﻨﻬَﺎ َﺃ ْﺭﺒَﻌَ ﹲﺔ ُ‬
‫ﺕ ﻭَﺍ ﹾﻟ َﺄ ْﺭ َ‬
‫ﻕ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺏ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﻴ ْﻭ َﻡ ﹶ‬
‫ﺸ ْﻬﺭًﺍ ﻓِﻲ ِﻜﺘﹶﺎ ِ‬
‫ﺸﺭَ ﹶ‬
‫ﻋ ﹾﻨ َﺩ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﺍ ﹾﺜﻨﹶﺎ ﻋَ ﹶ‬
‫ﺸﻬُﻭ ِﺭ ِ‬
‫ﻥ ﻋِ ﱠﺩ ﹶﺓ ﺍﻟ ﱡ‬
‫) ِﺇ ﱠ‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ َﻤ َﻊ‬
‫ﻋ ﹶﻠﻤُﻭﺍ َﺃ ﱠ‬
‫ﻥ ﻜﹶﺎ ﱠﻓ ﹰﺔ ﹶﻜﻤَﺎ ُﻴﻘﹶﺎ ِﺘﻠﹸﻭ ﹶﻨ ﹸﻜ ْﻡ ﻜﹶﺎ ﱠﻓ ﹰﺔ ﻭَﺍ ْ‬
‫ﺸ ِﺭﻜِﻴ َ‬
‫ﺴ ﹸﻜ ْﻡ َﻭﻗﹶﺎ ِﺘﻠﹸﻭﺍ ﺍ ﹾﻟ ُﻤ ﹾ‬
‫ﻥ َﺃ ﹾﻨ ﹸﻔ َ‬
‫ﻅ ِﻠﻤُﻭﺍ ﻓِﻴ ِﻬ ﱠ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻘﻴﱢ ُﻡ ﹶﻓﻠﹶﺎ ﹶﺘ ﹾ‬
‫ﺍﻟﺩﱢﻴ ُ‬
‫ﻥ(‬
‫ﺍ ﹾﻟ ُﻤ ﱠﺘﻘِﻴ َ‬
‫ﻓﺎﷲ ﻴﺨﺒﺭﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﺴﺘﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺍﻨﻪ ﻗﺭﺭ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺨﻠﻕ ‪ ١٢‬ﺸﻬﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﺭﺒﻌﺔ‬
‫ﺤﺭﻡ‬
‫ﻴﺎ ﺴﻼﻡ !!!‬
‫ﺜﻡ ﻴﺘﺒﻊ ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻴﻪ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺸﻬﻭﺭ ﺒﻼ ﻗﺘﺎل ‪.‬‬
‫ﻭ ﻻ ﻴﻬﻤﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﺒل ﻤﺎ ﺃﻭﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺸﻬﺭ ﺤﺭﻡ ﻤﻨﺫ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ‬
‫ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻤﺭﻱ ﻫﻭ ﺃﻓﻀل ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﻜل ﺸﻌﻭﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻨﺴﻴﺕ ﺍﻷﺸﻬﺭ‬
‫ﺍﻟﺤﺭﻡ ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻤﺭ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﻨﺘﻪ ‪ ١٣‬ﺸﻬﺭﺍ ﻭ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻟﺯﺭﻉ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻊ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺒﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﷲ ﻫﻨﺎ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺒﺎﻷﺸﻬﺭ ﺍﻟﺤﺭﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺩﻭﻴﺔ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ ﺸﺩﻴﺩﺍ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭ ﻟﻥ ﻨﺠﺩ ﺸﻌﻭﺒﺎ ﺃﺒﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺠﺩﺕ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺸﺭﻋﻬﺎ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺔ ﺨﻠﻘﻪ ﺍﻷﺭﺽ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻻ ﺤﺎﺠﺔ ﻟﻠﺒﺸﺭﻴﺔ ﺒﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺸﻬﺭ ﺤﺭﺍﻡ ﻋﻨﺩ ﺁﺩﻡ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻤﺜﻼ‬
‫ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﺍﻷﺸﻬﺭ ﻜﻠﻬﺎ ﺤﺭﺍﻡ ﻭ ﻴﺭﻴﺢ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻭ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺭﺒﺎﻨﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ‬
‫ﻴﺤﺭﻤﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺸﻬﺭ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻟﻜل ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺩﺴﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﻜﻠﻡ‬
‫ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﺩﻴﺎﻨﺔ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﻟﻭ ﺤﺘﻰ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺫﻜﺭ‬
‫ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻴﻤﻜﻨﻙ ﺃﻥ ﺘﺴﺄﻟﻬﺎ ﻭ ﺇﺠﺎﺒﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻘﻁ ﻤﻘﻨﻌﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺴﻭﻯ ﻗﺒﺎﺌل ﺍﻟﺒﺩﻭ ‪ ...‬ﺍﷲ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻨﺨﺎﻉ ‪...‬‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@òÈiaŠÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٦٠‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺘﻭﻗﻔﺕ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻜﻤﺎ ﺘﻭﻗﻑ ﻏﻴﺭﻱ ﻋﻨﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺭﻭﻫﺎ ﺍﺤﺩﻱ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ‬
‫) ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻜﻤﻠﺕ ﻟﻜﻡ ﺩﻴﻨﻜﻡ ﻭﺃﺘﻤﻤﺕ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﻀﻴﺕ ﻟﻜﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻴﻨﺎ ( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ‪٣:‬‬
‫ﻭ ﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﺯﻟﺕ ﻗﺒل ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﻌﻠﻨﺔ ﺍﻜﺘﻤﺎل ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ‪ .‬ﻭﺃﻭل ﻤﺎ ﻴﺘﺒﺎﺩﺭ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺫﻫﻥ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ‬
‫ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﺨﺎﺘﻡ ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ‬
‫ﻨﺯﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ) ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ ( ﻭ) ﺍﻟﻴﻭﻡ ( ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻓﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﻫﻭ ﻴﻭﻡ ﻋﺭﻓﺔ ﻓﻰ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻭﺩﺍﻉ‬
‫ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﻁﺎﺭﻕ ﺒﻥ ﺸﻬﺎﺏ ﻗﺎل‪ " :‬ﺠﺎﺀ ﺭﺠل ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﻓﻘﺎل ﻴﺎ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺁﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻜﻡ ﺘﻘﺭﺅﻭﻨﻬﺎ ﻟﻭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻨﺯﻟﺕ ﻤﻌﺸﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻻﺘﺨﺫﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ‬
‫ﻋﻴﺩﺍ ﻗﺎل ﻭﻨﺼﻑ ﺁﻴﺔ ﻗﺎل‪ } :‬ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻜﻤﻠﺕ ﻟﻜﻡ ﺩﻴﻨﻜﻡ ﻭﺃﺘﻤﻤﺕ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻨﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﻀﻴﺕ ﻟﻜﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻴﻨﺎ { ﻓﻘﺎل‬
‫ﻋﻤﺭ‪ :‬ﺇﻨﻲ ﻷﻋﻠﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﻨﺯﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ‬
‫ﺒﻌﺭﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺠﻤﻌﺔ "‬
‫ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﻴﻥ ﻨﺯﻭﻟﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﺴﻭﻯ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻨﺯﻭﻻ ﻓﻠﻴﺱ ﻤﺤﺩﺩﺍ ﺒل ﺘﻌﺩﺩﺕ‬
‫ﺍﻷﻗﻭﺍل ﻓﻲ ﺃﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل‪:‬‬
‫ﻥ ﻓِﻴ ِﻪ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﹸﺜﻡﱠ‬
‫ﺇﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ]‪ [٢٨١‬ﻭَﺍ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ َﻴﻭْﻤ ﹰﺎ ﹸﺘ ْﺭ َ‬
‫ﻥ ‪ .‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻫﻭ ﺃﺭﺠﺢ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺃﺩﻟﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻐﻴﺭﻩ‪ ،‬ﻭﻤﻥ‬
‫ﻅ ﹶﻠﻤُﻭ َ‬
‫ﺕ َﻭ ُﻫ ْﻡ ﻻ ُﻴ ﹾ‬
‫ﹸﺘ َﻭﻓﱠﻰ ﹸﻜلﱡ ﹶﻨ ﹾﻔﺱٍ ﻤَﺎ ﹶﻜﺴَﺒَ ﹾ‬
‫ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪:‬‬
‫ﻥ‬ ‫ﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﻜﺭﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭَﺍ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ َﻴﻭْﻤ ﹰﺎ ﹸﺘ ْﺭ َ‬
‫ﻓِﻴ ِﻪ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﺍﻵﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﺩﻭﻴﻪ ﺒﺴﻨﺩﻩ ﻋﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺠﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ‪ ،‬ﻗﺎل‪ :‬ﺁﺨﺭ ﺁﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭَﺍ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ َﻴﻭْﻤ ﹰﺎ‬
‫ﻥ ﻓِﻴ ِﻪ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ﺍﻵﻴﺔ‪.‬‬
‫ﹸﺘ ْﺭ َ‬
‫ﻥ ﻓِﻴ ِﻪ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ ‪ ،‬ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﻜﺭﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺁﺨﺭ ﺁﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﻭَﺍ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ َﻴﻭْﻤ ﹰﺎ ﹸﺘ ْﺭ َ‬
‫ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪:‬‬
‫ﻥ ]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ‪:‬‬
‫ﻥ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ْﻡ ُﻤ ْﺅ ِﻤﻨِﻴ َ‬
‫ﻥ ﺍﻟﺭﱢﺒﺎ ِﺇ ْ‬
‫ﻲ ِﻤ َ‬
‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ﺍ ﱠﺘﻘﹸﻭﺍ ﺍﻟﱠﻠ َﻪ َﻭ ﹶﺫﺭُﻭﺍ ﻤَﺎ َﺒ ِﻘ َ‬
‫ﺇﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴَﺎ َﺃ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫‪ .[٢٧٨‬ﻭﻤﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ‪ ،‬ﻗﺎل‪" :‬ﻭﺁﺨﺭ ﺁﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺁﻴﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎ"‪ .‬ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻥ ﻋﻤﺭ ﻤﺜﻠﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺂﻴﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻨﺎﻫﺎ‪ .‬ﻭﻴﺠﺎﺏ ﻋﻥ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺁﺨﺭ ﺁﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺭﺒﺎ‪.‬‬
‫‪٦١‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ‪:‬‬
‫ﺴﻤ‪‬ﻰ ﻓﹶﺎ ﹾﻜ ﹸﺘﺒُﻭ ُﻩ‬
‫ﻥ ِﺇﻟﹶﻰ َﺃﺠَلٍ ُﻤ َ‬
‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ِﺇﺫﹶﺍ ﹶﺘﺩَﺍ َﻴ ﹾﻨ ﹸﺘ ْﻡ ِﺒ َﺩ ْﻴ ٍ‬
‫ﺇﻥ ﺁﺨﺭ ﺁﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﺁﻴﺔ ﺍﻟﺩ‪‬ﻴﻥ ﻭﻫﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴَﺎ َﺃ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫]ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ‪ ،[٢٨٢ :‬ﻭﻫﻲ ﺃﻁﻭل ﺁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‪.‬‬
‫ﻭﻤﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ "ﻓﻀﺎﺌل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ" ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺯﻫﺭﻱ ﻗﺎل‪" :‬ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﻋﻬﺩًﺍ ﺒﺎﻟﻌﺭﺵ ﺁﻴﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎ ﻭﺁﻴﺔ ﺍﻟﺩﱠﻴﻥ"‪.‬‬
‫ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺒﻥ ﺸﻬﺎﺏ ﻋﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺏ ﺃﻨﻪ ﺒﻠﻐﻪ ﺃﻥ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻬﺩًﺍ ﺒﺎﻟﻌﺭﺵ ﺁﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺩﱠﻴﻥ‪ ،‬ﻤﺭﺴل ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ‪:‬‬
‫ﻙ ﹸﻗ ِل ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ُﻴ ﹾﻔﺘِﻴ ﹸﻜ ْﻡ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟﻜﹶﻼ ﹶﻟ ِﺔ … ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ .[١٧٦ :‬ﻭﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻤﻥ‬
‫ﺴ ﹶﺘ ﹾﻔﺘﹸﻭ ﹶﻨ َ‬
‫ﺇﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َﻴ ْ‬
‫ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺒﺭﺍﺀﺓ‪.‬‬
‫ﻤﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻤﺴﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺭﺍﺀ ﺒﻥ ﻋﺎﺯﺏ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل‪ :‬ﺁﺨﺭ ﺴﻭﺭﺓ ﻨﺯﻟﺕ ﺒﺭﺍﺀﺓ‪ ،‬ﻭﺁﺨﺭ ﺁﻴﺔ‬
‫ﻙ ﹸﻗ ِل ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ُﻴ ﹾﻔﺘِﻴ ﹸﻜ ْﻡ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟﻜﹶﻼ ﹶﻟﺔِ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ .[١٧٦ :‬ﻭﻗﺩ ﻴﺠﺎﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺒﺄﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺒﺭﺍﺀﺓ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ‬
‫ﺴ ﹶﺘ ﹾﻔﺘﹸﻭ ﹶﻨ َ‬
‫ﻨﺯﻟﺕ َﻴ ْ‬
‫ﻨﺯل ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ‪:‬‬
‫ﻏﻀِﺏَ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﻋَ ﹶﻠ ْﻴﻪِ ﻭَ ﹶﻟﻌَ ﹶﻨ ُﻪ ﻭََﺃﻋَ ﱠﺩ‬
‫ﺠ َﻬ ﱠﻨ ُﻡ ﺨﹶﺎ ِﻟﺩًﺍ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَ ﹶ‬
‫ﺠﺯَﺍﺅُ ُﻩ َ‬
‫ﻥ َﻴ ﹾﻘ ﹸﺘ ْل ُﻤ ْﺅ ِﻤﻨﹰﺎ ُﻤ ﹶﺘ َﻌ ﱢﻤﺩًﺍ ﹶﻓ َ‬
‫ﺇﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ َﻭ َﻤ ْ‬
‫ﻋﻅِﻴﻤًﺎ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪.[٩٣ :‬‬
‫ﻋﺫﹶﺍﺒًﺎ َ‬
‫ﹶﻟ ُﻪ َ‬
‫ﻥ َﻴ ﹾﻘ ﹸﺘ ْل ُﻤ ْﺅ ِﻤﻨﹰﺎ ُﻤ ﹶﺘ َﻌ ﱢﻤﺩًﺍ‬
‫ﻤﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎل‪ :‬ﻨﺯﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ َﻭ َﻤ ْ‬
‫ﺠ َﻬ ﱠﻨ ُﻡ ﺨﹶﺎ ِﻟﺩًﺍ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻫﻲ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل‪ ،‬ﻭﻤﺎ ﻨﺴﺨﻬﺎ ﺸﻲﺀ‪.‬‬
‫ﺠﺯَﺍﺅُ ُﻩ َ‬
‫ﹶﻓ َ‬
‫ﻭﻗﺩ ﻴﺠﺎﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﻗﺘل ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻤﺩًﺍ ﻓﻬﻲ ﺁﺨﺭﻴﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ‪ .‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻭﺍل ﺃﺨﺭﻯ‬
‫ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل‪.‬‬
‫ﻭﻤﺎ ﻴﻬﻤﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺱ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻨﺯل ﺒل ﺭﺅﻴﺔ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﺘﺒﻪ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺁﺨﺭ ﺁﻴﺔ ﻓﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺅﻜﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﺯﻟﺕ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺁﻴﺔ ﺃﻜﻤﻠﺕ ﻟﻜﻡ ﺩﻴﻨﻜﻡ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻨﻬﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺤﻼل ﻭ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﻨﺎ ﻨﻅﺭﺓ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻓﻲ ﺃﻤﻭﺭ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺎﻟﻬﻴﻨﺔ ﻭ ﻻ ﺒﺎﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﻓﺂﻴﺔ ﺘﻀﻊ ﻤﺎ ﺒﻘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺒﺎ ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ‬
‫ﺤﺭﻤﺕ ﺃﻤﻭﺍﻻ ﻋﻠﻲ ﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ ‪ .‬ﻭﺁﻴﺔ ﺘﻀﻊ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﻟﻠﺩﻴﻥ ﻭﻫﻲ ﺃﻁﻭل ﺁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ‪ .‬ﻭﺁﻴﺔ ﺘﺠﻴﺏ ﻋﻠﻲ ﻓﺘﻭﻯ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻟﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻟﻠﻘﻭﻡ ﻓﺎﻗﺒﻠﻭﺍ ﻴﺘﺴﺎﺀﻟﻭﻥ ﻭ ﻴﺴﺘﻔﺘﻭﻥ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻤﺭ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻓﻠﻭ ﻅل ﻤﺤﻤﺩ ﻟﻼﻥ ﻻﺴﺘﻤﺭ ﻴﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺩﺍﺕ ﻻ ﺘﺘﻭﻗﻑ‬
‫ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻻ ﻴﻜﺘﻤل ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺘﺘﻁﻭﺭ ‪.‬‬
‫ﻭﺁﻴﺔ ﺘﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﺨﻠﻭﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﺘل ﻭ ﺘﻨﺴﺦ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺒﺎﻥ ﺍﷲ ﻴﻐﻔﺭ ﻜل ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﺭﻙ‬
‫‪٦٢‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻭﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻭ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻨﺯﻭل ﺃﻜﻤﻠﺕ ﻟﻜﻡ ﺩﻴﻨﻜﻡ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻟﻴﺴﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ‬
‫ﻓﻘﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺯﻟﺕ ﺒﻌﺩ ﺁﻴﺔ ﺇﻜﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺁﺨﺭ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻨﺯﻭﻻ ﺃﻱ ﺍﻨﻪ ﺭﺒﻤﺎ ﻨﺯﻟﺕ ﺃﺤﻜﺎﻡ‬
‫ﺃﺨﺭﻯ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻭ ﻗﺒل ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﻨﺯﻭﻻ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻜﻴﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﷲ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺒﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﺴﻭﻑ ﺘﻜﻭﻥ ﻭ ﻴﻨﺯل ﺁﻴﺔ ﺘﻘﻭل ﺒﺈﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﻴﻥ !‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@òßbä@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٦٣‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻜﻠﻨﺎ ﻴﺘﺫﻜﺭ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻟﻬﺯﻟﻴﺔ ) ﺸﺎﻫﺩ ﻤﺎﺸﺎﻓﺵ ﺤﺎﺠﺔ ( ﻭ ﺍﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﻜل ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻗﺎل‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻓﺎﺴﻘﻁ ﻜل ﻤﺎﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻜﺎﻥ ﺴﺒﺎﻗﺎ ﻓﻲ ﺤﺘﻰ ﻤﻭﻗﻑ ﻜﻬﺫﺍ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺤﺩﻭﺩ ‪ .‬ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺘﺄﻤل ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ‬
‫ﻭﻫﻲ ﺘﻨﺎﻗﺵ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ‬
‫ﻥ ﹶﻗ ْﺒﻠِﻬِ ْﻡ‬
‫ﻥ ِﻤ ْ‬
‫ﻲﺀٍ ﹶﻜ ﹶﺫﻟِﻙَ ﹶﻜ ﱠﺫﺏَ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻥ ﹶ‬
‫ﺤ ﱠﺭ ْﻤﻨﹶﺎ ِﻤ ْ‬
‫ﺸ َﺭ ﹾﻜﻨﹶﺎ َﻭﻟﹶﺎ ﺁﺒَﺎ ُﺅﻨﹶﺎ َﻭﻟﹶﺎ َ‬
‫ﺸ َﺭﻜﹸﻭﺍ ﹶﻟ ْﻭ ﺸﹶﺎ َﺀ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﻤَﺎ َﺃ ﹾ‬
‫ﻥ َﺃ ﹾ‬
‫ﺴ َﻴﻘﹸﻭ ُل ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫) َ‬
‫ﻥ ( ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ‬
‫ﺨ ُﺭﺼُﻭ َ‬
‫ﻥ َﺃ ﹾﻨ ﹸﺘ ْﻡ ِﺇﻟﱠﺎ ﹶﺘ ﹾ‬
‫ﻥ َﻭِﺇ ْ‬
‫ﻅﱠ‬
‫ﻥ ِﺇﻟﱠﺎ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻥ ﹶﺘ ﱠﺘ ِﺒﻌُﻭ َ‬
‫ﺨ ِﺭﺠُﻭ ُﻩ ﹶﻟﻨﹶﺎ ِﺇ ْ‬
‫ﻋ ﹾﻠ ٍﻡ ﹶﻓ ﹸﺘ ﹾ‬
‫ﻥ ِ‬
‫ﻋ ﹾﻨ َﺩ ﹸﻜ ْﻡ ِﻤ ْ‬
‫ﺴﻨﹶﺎ ﹸﻗ ْل َﻫ ْل ِ‬
‫ﺤﺘﱠﻰ ﺫﹶﺍﻗﹸﻭﺍ َﺒ ْﺄ َ‬
‫َ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﻌﺘﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺸﺭﻜﻭﺍ ﻭﻴﺭﻓﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺫﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺯﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ‬
‫ﻋﺎﺘﻘﻬﻡ ﻭ ﻴﺭﻤﻴﻬﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﻭﻕ ﺃﻜﺘﺎﻑ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻴﺘﺤﻔﻨﺎ ﺒﺭﺩ ﺭﺍﺌﻊ ﻻ‬
‫ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ‬
‫ﻥ ( ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ‪١٤٩‬‬
‫ﺠ َﻤﻌِﻴ َ‬
‫ﺤﺠﱠ ﹸﺔ ﺍ ﹾﻟﺒَﺎ ِﻟ ﹶﻐ ﹸﺔ ﹶﻓ ﹶﻠ ْﻭ ﺸﹶﺎ َﺀ ﹶﻟ َﻬﺩَﺍ ﹸﻜ ْﻡ َﺃ ْ‬
‫) ﹸﻗ ْل ﹶﻓﻠِﱠﻠﻪِ ﺍ ﹾﻟ ُ‬
‫ﻭﻻ ﺍﻓﻬﻡ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﺫﹰﺍ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺭﺍﺌﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﻭ ﻤﺎﻫﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﺫﻱ ﺯﻋﻤﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﷲ ﻨﻔﺴﻪ‬
‫ﻴﻘﺭﺭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﻘﻭل ﺒﻜل ﻤﺎ ﻓﻲ ﺠﻌﺒﺘﻨﺎ ﻤﻥ ﻀﺤﻙ ‪ ،‬ﻴﻌﺎﺩ ﺍﺴﺘﺠﻭﺍﺏ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ ‪..‬‬
‫ﻭ ﻻ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻟﻲ ﺴﻭﻯ " ﺃﻤﺎ ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻬﻭﺍ ﻏﻼﺏ " ‪.‬‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@ò…bÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٦٤‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭﺕ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺴﺎﺒﻕ ﻋﻥ‬
‫ﻤﻠﻙ ) ﺍﷲ ( ﻭﻗﺎﺌﺩ ﻤﻨﺸﻕ ﻋﻠﻴﻪ ) ﺇﺒﻠﻴﺱ ( ﻭﺭﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﻴﺩ ) ﺍﻟﺒﺸﺭ ( ﻭﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺼﺭ‬
‫ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﻡ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺼﻭل ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺭﻱ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺨﺎﻁﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭ ﻗﺎﺌﺩﻩ ﺍﻟﻤﻨﺸﻕ‬
‫ﻋ ْﺩ ُﻫ ْﻡ‬
‫ﻙ َﻭﺸﹶﺎ ِﺭ ﹾﻜ ُﻬ ْﻡ ﻓِﻲ ﺍ َﻷ ْﻤﻭَﺍ ِل ﻭَﺍ َﻷﻭْﻻ ِﺩ َﻭ ِ‬
‫ﺠ ِﻠ َ‬
‫ﺨ ْﻴﻠِﻙَ َﻭ َﺭ ِ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ِﻬ ْﻡ ﺒِ ﹶ‬
‫ﺏ َ‬
‫ﺠ ِﻠ ْ‬
‫ﻙ َﻭَﺃ ْ‬
‫ﺼ ْﻭ ِﺘ َ‬
‫ﺕ ِﻤ ﹾﻨ ُﻬ ْﻡ ِﺒ َ‬
‫ﻁ ْﻌ ﹶ‬
‫ﺴ ﹶﺘ ﹶ‬
‫ﻥﺍ ْ‬
‫ﺴ ﹶﺘ ﹾﻔ ِﺯ ْﺯ َﻤ ِ‬
‫) ﻭَﺍ ْ‬
‫ﻏﺭُﻭﺭًﺍ ( ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ‪٦٤‬‬
‫ﻥ ﺇِﻻ ﹸ‬
‫ﺸ ْﻴﻁﹶﺎ ُ‬
‫َﻭﻤَﺎ َﻴ ِﻌ ُﺩ ُﻫ ُﻡ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻫﻨﺎ ﻴﻔﺎﺨﺭ ﺒﺈﺨﻼﺹ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻭﻴﺩﻋﻭ ﻗﺎﺌﺩﻩ ﺍﻟﻤﻨﺸﻕ ﺃﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺭﺠﺎﻟﺘﻪ ﻭﻓﺭﺴﺎﻨﻪ ﻟﻠﻬﺠﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭﻴﺄﺨﺫ‬
‫ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﻫﻡ ‪ .‬ﻭﻻﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﺫﺍ ﻴﺸﺒﻪ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻜﺭ ﻭ ﺍﻟﻔﺭ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ‬
‫ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺘﺼﻭﺭ ﺍﷲ ﻋﻥ ﺇﺒﻠﻴﺱ ﺍﻨﻪ ﺴﻴﻜﺭ ﻭ ﻴﺠﻠﺏ ﺒﺼﻭﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﻨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻫﺠﻭﻤﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻤﻀﺎﺭﺏ ﺒﻨﻰ ﻓﻼﻥ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﺫﺍﺠﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺒﺎﻥ ﺇﺒﻠﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﻋﻭﺍﻥ ﻭﺍﻨﻪ ﻴﺴﺘﻌﻴﻥ ﺒﺎﻟﺨﻴل ﻫﻲ ﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ‬
‫ﻤﻀﻰ ﻭﻭﻟﻰ ﻭ ﻟﻡ ﻴﻘﺭﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺩﻴﻥ ﺍﻟﺨﻴﻭل ﻫل ﻫﻲ ﺘﺴﺒﺢ ﺒﺤﻤﺩ ﺍﷲ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺇﺒﻠﻴﺱ ﻭﺴﻭﺱ ﻟﻬﺎ ﺃﻡ ﺃﻨﻬﺎ‬
‫ﺨﻴﻭل ﻤﻥ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺸﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﺫﻟﻙ ﻨﺩﻋﻭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﻟﺴﺩ ﺍﻟﺭﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﻗﺕ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻜل ‪.‬‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@òÈibÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٦٥‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻨﺘﺯﻉ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺘﻪ ﻭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻬﻤﺎ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﺤﺩﺙ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﻜﻤﺎ‬
‫ﻴﻠﺒﺱ ﺍﻟﺜﻭﺭ ﺠﻠﺩ ﺍﻷﺴﺩ ﻓﺎﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻓﻲ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﻜﺜﻭﺭ ﻤﻬﻤﺎ ﺤﺎﻭل ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ‬
‫ﺩﻋﻨﺎ ﻨﻘﺭﺃ ﺒﺘﻤﻌﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ‬
‫ﻥ‬
‫ﺸﺩَﺍ ‪‬ﺩ ﻟﹶﺎ َﻴ ْﻌﺼُﻭ َ‬
‫ﻅ ِ‬
‫ﻏﻠﹶﺎ ﹲ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴﻬَﺎ َﻤﻠﹶﺎ ِﺌ ﹶﻜ ﹲﺔ ِ‬
‫ﺤﺠَﺎ َﺭ ﹸﺓ َ‬
‫ﺱ ﻭَﺍ ﹾﻟ ِ‬
‫ﺴ ﹸﻜ ْﻡ َﻭَﺃ ْﻫﻠِﻴ ﹸﻜ ْﻡ ﻨﹶﺎﺭًﺍ َﻭ ﹸﻗﻭ ُﺩﻫَﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎ ُ‬
‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ﻗﹸﻭﺍ َﺃ ﹾﻨ ﹸﻔ َ‬
‫ﻥ ﻤَﺎﻴﺅﻤﺭﻭﻥ ( ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ‪٦‬‬
‫ﺍﻟﱠﻠ َﻪ ﻤَﺎ َﺃﻤَﺭَ ُﻫ ْﻡ َﻭ َﻴ ﹾﻔ َﻌﻠﹸﻭ َ‬
‫ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﻭﻗﻭﺩ ﻟﻠﻨﺎﺭ ﻭ ﻜﺄﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺒﻐﻴﺭ ﻭﻗﻭﺩ ﻟﻥ ﺘﺸﺘﻌل ﺃﻭ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺴﺒﺏ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ‬
‫ﻭﻟﻭ ﻗﺎل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺃﻥ ﻭﻗﻭﺩﻫﺎ ﺍﻹﻨﺱ ﻭ ﺍﻟﺠﻥ ﻻﻋﺘﺒﺭﻨﺎ ﺍﻟﻭﻗﻭﺩ ﻤﺠﺎﺯﻯ ﻭ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻨﻪ ﺸﺩﺓ ﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ ‪ ،‬ﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ‬
‫ﺭﺃﻴﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺘﻭﻗﻔﺕ ﻭ ﺴﺄﻟﺕ ﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﻭﻴﺔ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺄﻜل ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ﻓﻜﻠﻤﺔ ﻭﻗﻭﺩﻫﺎ ﺘﺼﺒﺢ ﺴﻘﻁﺔ ﺒﻼﻏﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺍﻨﻨﻲ ﻟﻡ ﺍﻗﺭﺃ ﺃﻱ‬
‫ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻴﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻨﻪ ﻭﻗﻭﺩ ﻓﻌﻠﻲ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺘﺴﺘﻌﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻓﺴﺅﺍﻟﻲ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁ ﻫل ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﷲ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻭﻗﻭﺩ ؟؟‬
‫ﻫل ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻤﺴﺒﺏ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ‪.‬‬
‫ﻭﺩﻋﻨﺎ ﻨﺘﺨﻴل ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻨﺯل ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﻫﺫﺍ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﷲ ﺴﻴﻌﺫﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻜﺭﻭﻭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺨﻡ ﺠﺩﺍ ﻭﺍﻨﻪ ﺴﻴﺄﺨﺫ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻋل ﺍﻟﺫﺭﻱ ‪.‬‬
‫ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻥ ﺴﻭﻱ ﺍﻟﻤﻨﻅﺎﺭ ﺍﻟﻘﺩﺴﻲ ﺍﻟﻤﻐﻠﻑ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﻰ ﻭﻗﻭﺩ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﻭﺘﻔﻨﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺠﻌل ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ﺫﺍﺕ ﺼﻔﺎﺕ ﺨﺎﺼﺔ ‪ ،‬ﺤﺠﺭ ﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺕ ﺫﻭ ﺍﻟﺩﺨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺭ‬
‫ﻭ ﻨﺤﻥ ﻤﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻨﻜﺭﺭ ﻫل ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﺴﺩ ﺍﻗﺼﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺒﺒﺎﺕ ‪ ،‬ﺃﻡ ﺃﻥ ﺠﻠﺩ ﺍﻷﺴﺩ ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺜﻭﺭ ﺃﺴﺩﹰﺍ ؟؟‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@òäßbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٦٦‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻴﻤﻜﻨﻨﻲ ﺘﻔﻬﻡ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﻐﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻓﻀل ﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺘﻔﻬﻡ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻻ‬
‫ﺘﻀﻴﻑ ﺃﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﻁ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﻴﻌﻠﻤﻬﺎ ﺃﺤﺩ‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﻘﺭﺃ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺴ ﹸﻜ ْﻡ‬
‫ﺴﺤُﻭﺍ ِﺒ ُﺭﺀُﻭ ِ‬
‫ﻕ ﻭَﺍ ْﻤ َ‬
‫ﺴﻠﹸﻭﺍ ُﻭﺠُﻭ َﻫ ﹸﻜ ْﻡ ﻭََﺃ ْﻴﺩِﻴَ ﹸﻜ ْﻡ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ َﻤﺭَﺍ ِﻓ ِ‬
‫ﻏ ِ‬
‫ﺼﻠﹶﺎ ِﺓ ﻓﹶﺎ ﹾ‬ ‫) ﻴَﺎ َﺃ ﱡﻴﻬَﺎ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﻥ ﺁ َﻤﻨﹸﻭﺍ ِﺇﺫﹶﺍ ﹸﻗ ْﻤ ﹸﺘ ْﻡ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻁ َﺃ ْﻭ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟﻐﹶﺎ ِﺌ ِ‬
‫ﺤ ‪‬ﺩ ِﻤ ﹾﻨ ﹸﻜ ْﻡ ِﻤ َ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﺴَ ﹶﻔﺭٍ َﺃ ْﻭ ﺠَﺎ َﺀ َﺃ َ‬
‫ﻥ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ْﻡ َﻤ ْﺭﻀَﻰ َﺃ ْﻭ َ‬
‫ﻁ ﱠﻬﺭُﻭﺍ َﻭِﺇ ْ‬
‫ﺠ ﹸﻨﺒًﺎ ﻓﹶﺎ ﱠ‬
‫ﻥ ﹸﻜ ﹾﻨ ﹸﺘ ْﻡ ُ‬
‫ﻥ َﻭِﺇ ْ‬
‫ﺠ ﹶﻠ ﹸﻜ ْﻡ ِﺇﻟﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ ﹶﻜ ْﻌ َﺒ ْﻴ ِ‬
‫َﻭَﺃ ْﺭ ُ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻡ‬
‫ﺠﻌَ َل َ‬
‫ﺴﺤُﻭﺍ ِﺒ ُﻭﺠُﻭ ِﻫ ﹸﻜ ْﻡ َﻭَﺃ ْﻴﺩِﻴ ﹸﻜ ْﻡ ِﻤ ﹾﻨ ُﻪ ﻤَﺎ ُﻴﺭِﻴ ُﺩ ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﻟِﻴَ ْ‬
‫ﻁ ﱢﻴﺒًﺎ ﻓﹶﺎ ْﻤ َ‬
‫ﺼﻌِﻴﺩًﺍ ﹶ‬
‫ﺠﺩُﻭﺍ ﻤَﺎ ًﺀ ﹶﻓ ﹶﺘﻴَ ﱠﻤﻤُﻭﺍ َ‬
‫ﺴﺘﹸ ُﻡ ﺍﻟ ﱢﻨﺴَﺎ َﺀ ﹶﻓ ﹶﻠ ْﻡ ﹶﺘ ِ‬
‫ﻟﹶﺎ َﻤ ْ‬
‫ﻋ ﹶﻠ ْﻴ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﻟ َﻌﱠﻠ ﹸﻜ ْﻡ ( ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ‬
‫ﻁ ﱢﻬﺭَ ﹸﻜ ْﻡ َﻭ ِﻟ ُﻴ ِﺘ ﱠﻡ ﻨِ ْﻌﻤَ ﹶﺘ ُﻪ َ‬
‫ﻥ ُﻴﺭِﻴ ُﺩ ﻟِ ُﻴ ﹶ‬
‫ﺝ ﻭَ ﹶﻟﻜِ ْ‬
‫ﺤ َﺭ ٍ‬
‫ﻥ َ‬
‫ِﻤ ْ‬
‫ﻓﺭﻀﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﺍﺝ ﺤﻴﻥ ﻋﺭﺝ ﻤﺤﻤﺩ ﻭﺫﻟﻙ ﻗﺒل ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺒﻨﺤﻭ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺯﻟﺕ ﺴﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺒﻴﻥ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻻ ﻴﻘل ﻋﻥ ‪ ٨‬ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀل ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﻜﺜﺭ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻫل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺃﻥ ﺃﺒﻴﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺒﻌﺩ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻭﻀﻭﺀ ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﺘﻭﻀﺌﻭﻥ ﺴﺎﺒﻘﺎ‬
‫ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺘﺘﻭﻀﺄ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺘﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﻭﻀﻭﺀ ﻤﺅﺨﺭﺍ ﻭﻓﺭﻀﻪ ﺒﻌﺩ‬
‫ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ‪.‬‬
‫ﻓﻜﻤﺎ ﻗﻠﺕ ﻻ ﻨﺠﺩ ﺃﻱ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﻴﺅﺠل ﺍﷲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺴﻭﻯ ﺤﻜﻤﺘﻪ ﺍﻟﺭﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻅﻬﺭ‬
‫ﻟﺘﺴﺩ ﺍﻟﺭﻗﻊ ﻓﻲ ﻨﺴﻴﺞ ﻤﺘﻬﺎﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻀﺎﺭﺒﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻋﻨﺩﻩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﻨﻁﻘﻲ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴل ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﻓﻠﻴﺨﺒﺭﻨﺎ ﺒﻪ ‪.‬‬
‫ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﻴﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﷲ ‪...‬‬
‫‪@@@æìÈi‰þa@ë@òÈbnÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٦٧‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺘﺫﻜﺭﺕ ﺸﻐل ﺍﻟﺤﻭﺍﺓ ﻭ ﺃﻨﺎ ﺍﻗﺭﺃ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻴﺤﺎﻭل ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻤﻔﺴﺭﻭﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﺘﻼﻋﺏ ﺒﺎﻟﺒﻴﻀﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﺠﺭ ﻟﻴﺸﻐﻠﻭﺍ ﻋﻴﻨﻙ ﻋﻥ ﻤﺎ ﻴﺠﺭﻯ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﺩﻫﺎﻟﻴﺯ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺤﺎﻭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﺤﺭ ﻻ ﻴﻔﻌل ﺸﻴﺌﺎ ﺨﺎﺭﻗﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﺒل ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺨﻔﺔ ﻭ ﺴﺭﻋﺔ ﻤﺭﺍﻭﻏﺔ ﺃﺴﺭﻉ ﻤﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﻴﻥ‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻁﺒَﺎﻗﹰﺎ ( ﻨﻭﺡ ‪١٥‬‬
‫ﺕ ِ‬
‫ﺴﻤَﺎﻭَﺍ ٍ‬
‫ﺴ ْﺒ َﻊ َ‬
‫ﻕ ﺍﻟﻠﱠ ُﻪ َ‬
‫ﻑ ﹶ‬
‫) َﺃ ﹶﻟ ْﻡ ﹶﺘ َﺭﻭْﺍ ﹶﻜ ْﻴ ﹶ‬
‫ﻓﺎﻵﻴﺔ ﺘﺤﺎﻭل ﺒﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺴﺎﺫﺠﺔ ﺇﻟﺼﺎﻕ ﻜل ﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻟﻤﻭﺠﺩ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻏﺼﺒﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺎﻤﻌﻴﻥ‬
‫ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻫﻭ ﺍﷲ‬
‫ﻓﺴﺭﺩﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻋﺩﺓ ﺜﻡ ﺫﻜﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻟﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ‬
‫ﻭﻴﺩﻋﻭ ﻨﻭﺡ ﻗﻭﻤﻪ ) ﻟﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ( ﻭﻨﻭﺡ ﻫﻨﺎ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻻ ﻴﺴﺘﻌﻤﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺒل ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻴﺭﻴﻬﻡ‬
‫ﺸﻴﺌﺎ ﻴﺭﻭﻨﻪ ‪ .‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻜﺩﻩ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺒﻜﺴﻑ ﺒﻌﻀﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺒﻌﺽ ‪ ،‬ﻭﻨﻨﻘل ﻫﻨﺎ ﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ‬
‫ﺃﻱ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻭﻕ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻫل ﻫﺫﺍ ﻴﺘﻠﻘﻰ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻓﻘﻁ ؟ ﺃﻭ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺩﺭﻜﺔ ﺒﺎﻟﺤﺱ ؟ ﻤﻤﺎ ﻋﻠﻡ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﻜﺴﻭﻓﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻴﻜﺴﻑ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻌﻀﺎ ﻓﺄﺩﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟـﺩﻨﻴﺎ‬
‫ﻭﻫﻭ ﻴﻜﺴﻑ ﻤﺎ ﻓﻭﻗﻪ ﻭﻋﻁﺎﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺯﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﻴﺦ ﻓـﻲ ﺍﻟﺨﺎﻤـﺴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻭﺯﺤل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺃﻤﺎ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺜﻭﺍﺒﺕ ﻓﻔﻲ ﻓﻠﻙ ﺜﺎﻤﻥ ﻴـﺴﻤﻭﻨﻪ ﻓﻠـﻙ‬
‫ﺍﻟﺜﻭﺍﺒﺕ ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﺭﻋﻭﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺭﺴﻲ ﻭﺍﻟﻔﻠﻙ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻁﻠﺱ ﻭﺍﻷﺜﻴﺭ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻴﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭ ﻜﻴﻑ ﺃﻨﻬﺎ ﻁﺒﺎﻗﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﺡ ﻤﺼﻴﺒﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺴﺘﺸﻬﺩ ﺒﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻥ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﺨﻁﺅﻩ ﺠﺎﺀ ﺤﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭ ﺒﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻤﺠﺎﺯﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻟﻡ ﺘﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺔ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻻ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻭل ‪ :‬ﺃﻟﻡ ﺘﺭﻨﻲ ﻜﻴﻑ ﺼﻨﻌﺕ ﺒﻔﻼﻥ ﻜﺫﺍ‬
‫ﻭﻫﻨﺎ ﺒﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﺍﻨﻘﻠﺏ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭ ﺇﺫﹰﺍ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻨﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﻟﻜﻥ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ‬
‫ﻤﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﻤﺒﺭﻤﺞ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻨﺴﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﺠﺩﺍ ﻭﻫﻲ ﺃﻨﻨﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺤﺎﻟﺔ ﻗﺒﻭﻟﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻵﻴﺔ ﻨﻜﺘﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ؟؟‬
‫ﻷﻨﻪ ﻴﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺭﺍﻩ ﺍﺤﺩ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﺤﺩ ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ‬
‫ﺍﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲ ﺒﺄﻱ ﺸﺊ ﻻ ﻴﺭﺍﻩ ﺃﺤﺩ ﻤﺜل ﺍﻟﻌﻨﻘﺎﺀ‬
‫ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﻡ ﺘﺭﻭﺍ ﻜﻴﻑ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﻋﻨﻘﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﻟﻬﺏ ﻤﺎ ﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻱ ﺸﺊ ﻴﺫﻜﺭ‬
‫‪٦٨‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻓﻜﻴﻑ ﺍﺠﻌل ﺍﻟﻐﻴﺏ ﺸﺎﻫﺩﺍ ﻭ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺏ ﻤﺜﻠﻪ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻨﺤﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺁﻴﺔ ﺘﻘﻭل ﻟﻨﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻴﻥ‬
‫‪ -‬ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺴﺒﻊ ﺴﻤﻭﺍﺕ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺅﻴﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻌﻴﻥ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ‬
‫‪ -‬ﻭ ﺇﻤﺎ ﺃﻨﻨﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺴﻘﻁﺔ ﺃﻭ ﻨﻜﺘﺔ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺘﺤﺎﻭل ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺏ ﺒﻐﻴﺏ ﻤﺜﻠﻪ‬
‫ﻓﺄﻴﻬﻤﺎ ﺴﺘﺨﺘﺎﺭ ﻴﺎ ﻤﺅﻤﻥ ‪...‬‬
‫‪@@@æìàä@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٦٩‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻋﻨﺩ ﺴﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺩﻩ‬
‫ﻭ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺘﻪ ﻤﻴﺯﺓ ﻭ ﺤﻜﻤﺔ ﺒل ﺇﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻗﺩ ﺘﺒﺩﻭ ﻤﺸﻭﻫﺔ ﻭﻤﺩﻋﺎﺓ ﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺠﺎﺀﺕ ﻟﺤﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﺜل ﺠﺎﺀ ﻟﻴﻜﺤﻠﻬﺎ ﻋﻤﺎﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﺏ َﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘ ْﺄ ﹸﻜﻠﹸﻭﺍ َﺃ ْﻤﻭَﺍ ﹶﻟ ُﻬ ْﻡ ِﺇﻟﹶﻰ َﺃ ْﻤﻭَﺍ ِﻟ ﹸﻜ ْﻡ ِﺇﻨﱠ ُﻪ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﻥ ﺤُﻭﺒًﺎ ﹶﻜﺒِﻴﺭًﺍ‬ ‫ﻁ ﱢﻴ ِ‬
‫ﺙ ﺒِﺎﻟ ﱠ‬
‫ﺨﺒِﻴ ﹶ‬
‫) ﻭَﺁﺘﹸﻭﺍ ﺍ ﹾﻟ َﻴﺘﹶﺎﻤَﻰ َﺃ ْﻤﻭَﺍ ﹶﻟ ُﻬ ْﻡ َﻭﻟﹶﺎ ﹶﺘ ﹶﺘﺒَ ﱠﺩﻟﹸﻭﺍ ﺍ ﹾﻟ ﹶ‬
‫ﺨ ﹾﻔ ﹸﺘ ْﻡ َﺃﻟﱠﺎ ﹶﺘﻌْـ ِﺩﻟﹸﻭﺍ‬
‫ﻥ ِ‬
‫ﻉ ﹶﻓ ِﺈ ْ‬
‫ﺙ َﻭ ُﺭﺒَﺎ َ‬
‫ﻥ ﺍﻟ ﱢﻨﺴَﺎ ِﺀ َﻤ ﹾﺜﻨﹶﻰ َﻭ ﹸﺜﻠﹶﺎ ﹶ‬
‫ﺏ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻡ ِﻤ َ‬
‫ﺴﻁﹸﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍ ﹾﻟ َﻴﺘﹶﺎﻤَﻰ ﻓﹶﺎ ﹾﻨ ِﻜﺤُﻭﺍ ﻤَﺎ ﻁﹶﺎ َ‬
‫ﺨ ﹾﻔ ﹸﺘ ْﻡ َﺃﻟﱠﺎ ﹸﺘ ﹾﻘ ِ‬
‫ﻥ ِ‬
‫َﻭِﺇ ْ‬
‫ﺕ َﺃ ْﻴﻤَﺎ ﹸﻨ ﹸﻜ ْﻡ ﹶﺫﻟِﻙَ َﺃ ْﺩﻨﹶﻰ َﺃﻟﱠﺎ ﹶﺘﻌُﻭﻟﹸﻭﺍ ( ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪٣-٢‬‬
‫ﺤ َﺩ ﹰﺓ َﺃ ْﻭ ﻤَﺎ ﻤَ ﹶﻠ ﹶﻜ ﹾ‬
‫ﹶﻓﻭَﺍ ِ‬
‫ﺩﻋﻨﺎ ﻨﻘﻭل ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﻫﻲ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﻭ ﺒﻴﺌﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻤﻜﻥ ﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺒﺩﺃ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺭﺍﺌﻌﺔ ﺒﺘﻘﺭﻴﺭ ﺤﻕ ﺍﻟﻴﺘﻴﻡ ﻓﻲ ﺃﻤﻭﺍﻟﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺴﻴﺨﺎﻟﻑ ﺴﻴﺘﻡ ﺇﺤﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺴﺠﻥ ﺠﻬﻨﻡ ﺜﻡ ﺘﺴﺘﻤﺭ‬
‫ﺍﻵﻴﺔ ﻟﺘﻀﻊ ﺍﻟﺤل ﻟﻤﻥ ﺘﻀﻌﻑ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ ﺒﺄﻥ ﻴﺘﺯﻭﺝ ﻤﺎ ﻁﺎﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻨﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﺒﺩﻉ ﻭ ﻨﺴﺄل‬
‫‪ - ١‬ﻫل ﻜل ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ ﺒﻨﺎﺕ ﻭ ﻤﺎﺫﺍ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻤﻭﻉ ﻓﻲ ﺃﻤﻭﺍﻟﻪ ﺫﻜﺭﺍ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﺩﺴﺘﻭﺭ‬
‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻤﻊ ﻫﻭ ﻁﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻬل ﻴﻌﻘل ﺃﻥ ﺒﻨﺕ ﻴﺘﻴﻤﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺴﻥ ﺴﺘﺜﻴﺭ ﺭﺠﻼ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﺃﻡ ﺍﻨﻪ ﻴﻁﻤﻊ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﺘﻤﻠﻙ ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﺍﻟﻁﻤﻊ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﻤﺎﺩﻱ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺘﻴﻡ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺃﻤﻭﺍﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻭﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ‬
‫ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﻭﺍل ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺎ ﻁﺎﺏ ﻭ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﺭﻫﻴﺏ ﻴﺯﻴﺩ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻭﻟﻲ ﻓﻜﻴﻑ ﺴﻴﺘﺯﻭﺝ‬
‫ﻭ ﻫل ﺯﻭﺍﺠﻪ ﺴﻴﺤل ﻤﺸﻜﻠﺘﻪ ﻤﻊ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ ﺃﻡ ﺴﻴﺯﻴﺩ ﻁﻤﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ؟‬
‫‪ - ٣‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺒﺄﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺒﺩﻟﻴل ﺃﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺄﺭﺒﻌﺔ ﻟﻴﺱ ﻤﺭﺘﺒﻁﺎ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﻴﺘﺎﻤﻰ ﻋﻨﺩ ﻤﻥ‬
‫ﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺠﺎﺀ ﻫﻨﺎ ﻜﺤل ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﻤﺎﺫﺍ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻤﺘﺯﻭﺝ‬
‫ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻓﻬل ﻴﻁﻠﻕ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻟﻴﺤل ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺯﻭﺍﺠﻪ ﻜﺎﻑ ﻟﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ‬
‫ﺤﺎﻟﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻟﻭﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺯﻭﺝ‬
‫‪ - ٤‬ﺍﻟﺤل ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻼ ﻭﻓﻘﻁ ﻟﻜﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻀﺎﻑ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺒل ﻤﺸﺎﻜل ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻫﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩل‬
‫ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻹﻨﺼﺎﻑ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﻠﻭﺍﺘﻲ ﻻ ﻴﻬﻡ ﺃﻥ ﺘﻌﺩل ﺒﻴﻨﻬﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻬﻥ ﻤﻥ‬
‫ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺎﺸﻴﺔ ﻻ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺩل ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻅﻬﺭﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﺨﻠﻘﺎ ﻜﺭﻴﻤﺎ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ﻭ ﺃﺒﺭﺯﺕ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻜﺒﺭ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻤﺘﻬﺎﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ‬
‫ﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﺤﺘﻴﺎﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻭﺍﺘﻲ ﻜﻥ ﻤﻠﻙ ﻴﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩل ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻬﻥ ﺒﺸﺭ ﻟﻬﻥ ﻤﺸﺎﻋﺭ‬
‫ﻭ ﺃﺤﺎﺴﻴﺱ ‪.‬‬
‫‪ - ٥‬ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻫل ﻗﻀﻰ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ؟‬
‫‪٧٠‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﺇﻥ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺃﻱ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻬل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩ ﻗﻠل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺃﻡ ﺃﻀﺎﻑ‬
‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺃﻨﺎ ﺃﻁﺎﻟﺏ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﺭﺍﺭﺍ ﻭ ﺘﻜﺭﺍﺭﺍ ﻭ ﻴﻀﻌﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺨﻴﻠﺘﻬﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺨﺎل ﻤﻨﺯل ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻪ ﻓﺎﺌﻕ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ‪ .‬ﺜﻡ ﻴﺘﺨﻴل ﺒﻌﻘﻠﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁ ﺤﻼ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ‬
‫ﻭ ﻴﻘﺎﺭﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﻴﻥ ﻭ ﻴﺨﺒﺭﻨﻲ ﺃﻴﻬﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻗﺔ ‪...‬‬
‫‪@@@æìàä@ë@ñ†yaìÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٧١‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻴﺘﺸﺩﻕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻭﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻜﺩﻟﻴل ﻤﺒﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺩﻟﻴل ﺒﺎﻫﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﺠﺭِﻱ ﻟِ َﺄﺠَلٍ‬
‫ﺱ ﻭَﺍ ﹾﻟ ﹶﻘﻤَﺭَ ﹸﻜ ﱞل َﻴ ْ‬
‫ﺸ ْﻤ َ‬
‫ﺨ َﺭ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺴﱠ‬‫ﺵ َﻭ َ‬
‫ﻋﻠﹶﻰ ﺍ ﹾﻟ َﻌ ْﺭ ِ‬
‫ﺴ ﹶﺘﻭَﻯ َ‬
‫ﻋ َﻤ ٍﺩ ﹶﺘ َﺭ ْﻭ ﹶﻨﻬَﺎ ﹸﺜﻡﱠ ﺍ ْ‬
‫ﺕ ﺒِ ﹶﻐ ْﻴﺭِ َ‬
‫) ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﺭَ ﹶﻓﻊَ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﺭﻋﺩ ‪٢‬‬
‫ﺕ ﹶﻟ َﻌﱠﻠ ﹸﻜ ْﻡ ِﺒ ِﻠﻘﹶﺎ ِﺀ َﺭ ﱢﺒ ﹸﻜ ْﻡ ﺘﹸﻭ ِﻗﻨﹸﻭ َ‬
‫ﺴﻤ‪‬ﻰ ُﻴ َﺩﺒﱢ ُﺭ ﺍ ﹾﻟ َﺄ ْﻤ َﺭ ُﻴ ﹶﻔﺼﱢ ُل ﺍﻟﹾﺂﻴَﺎ ِ‬
‫ُﻤ َ‬
‫ﻭ ﺴﻭﻑ ﻨﻠﻘﻰ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﻌﺠﺯ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻭل ‪ :‬ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﻤﺩ ﻻ ﻨﺭﺍﻫﺎ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻰ ﺍﻨﻪ ﻓﻘﻁ ﺍﻟﻌﻤﺩ ﻏﻴﺭ‬
‫ﻤﺭﺌﻴﺔ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭ ﺒﻴﻨﺔ ﻭ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ‪.‬‬
‫ﻭﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻨﺴﺄل ﺍﺤﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺼﺤﻭ ﻤﺸﺭﻕ ﻟﻴﺸﺎﻭﺭ ﻟﻨﺎ ﺒﺈﺼﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻊ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻌﺕ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﻤﺩ ﻭﻋﻨﺩﻫﺎ ﺴﻨﺼﻔﻕ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺭﻫﻴﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺤﻤل ﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺜﻘل ﺒﺩﻭﻥ‬
‫ﺃﻋﻤﺩﺓ ﻤﺭﺌﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪:‬ﻫﻭ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻓﻨﺤﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻭ ﺍﺤﺘﻴﺎﺝ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﻟﻠﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﻭﻁﺒﻌﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﺢ‬
‫ﻟﻺﻟﻪ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺠﺎل ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻜﻤﺎ ﺸﺎﻫﺩﻨﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺭﺽ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺭﻓﻊ ﺃﻱ ﺸﺊ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﻤﺩ ﻭ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻤﺔ ﺍﻜﺒﺭ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﺠﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺇﻥ ﺘﻨﺠﺫﺏ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﺍﻷﺼﻐﺭ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻻ ﺃﻥ ﻨﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﻤﺠﺎل ﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺒﺎﻓﺘﺭﺍﺽ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺴﻤﺎﺀ ﻓﻌﻼ ﻭ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺴﻘﻭﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ‪ :‬ﺍﻟﻌﻤﺩ ‪ ،‬ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻀﺤﻙ ﺃﻥ ﻨﺘﺨﻴل ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺭﻫﻴﺒﺔ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﻌﻤﺩﺍﻥ ﺒﺒﺴﺎﻁﺔ‬
‫ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﺠﻡ ﺴﺘﻨﺴﺤﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﺘﻬﻭﻯ ﺒﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺴﺤﻴﻕ ﻻ ﺍﻋﺭﻑ ﺃﻴﻥ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﻟﻴﺱ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﺩﺍﻥ ﺒل ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻹﻟﻪ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﺩﺍﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﺭﺌﻴﺔ ‪ .‬ﺃﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺨﺎﻟﻕ‬
‫ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺒﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻭ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﺌﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﺤﺘﺎﺠﻬﺎ ﺃﺴﺎﺴﺎ ‪ .‬ﻭﻫل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﻟﻭ ﻟﻡ‬
‫ﺘﻜﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻤﻠﺘﺼﻘﺔ ﺒﺎﻷﺭﺽ‬
‫ﻓﻌﻼ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻹﻅﻬﺎﺭ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬
‫ﻲ َﺃ ﹶﻓﻠﹶﺎ‬
‫ﺤﱟ‬
‫ﻲﺀٍ َ‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟﻤَﺎ ِﺀ ﹸﻜلﱠ ﹶ‬
‫ﺠ َﻌ ﹾﻠﻨﹶﺎ ِﻤ َ‬
‫ﺽ ﻜﹶﺎ ﹶﻨﺘﹶﺎ َﺭ ﹾﺘﻘﹰﺎ ﹶﻓ ﹶﻔ ﹶﺘ ﹾﻘﻨﹶﺎ ُﻫﻤَﺎ َﻭ َ‬
‫ﺕ ﻭَﺍ ﹾﻟ َﺄ ْﺭ َ‬ ‫ﻥ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺴﻤَﺎﻭَﺍ ِ‬ ‫ﻥ ﹶﻜ ﹶﻔﺭُﻭﺍ َﺃ ﱠ‬
‫) َﺃﻭَ ﹶﻟ ْﻡ َﻴ َﺭ ﺍﱠﻟﺫِﻴ َ‬
‫ﻥ ( ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ‪٣٠‬‬
‫ُﻴ ْﺅ ِﻤﻨﹸﻭ َ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻗﺭﺃﻨﺎ ﺍﻵﻴﺘﺎﻥ ﻋﺭﻓﻨﺎ ﺇﻨﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺘﺎ ﻤﻠﺘﺼﻘﺘﺎﻥ ﻭ ﺘﻡ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻜﻤﺎ ﻴﺩﺭﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﻓﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻟﻡ‬
‫ﻴﺭﻭﺍ ﺭﺅﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺒل ﻴﻌﻠﻤﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﺍﻵﻤﺭ ﻤﻥ ﻜﺘﺒﻬﻡ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺌﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﺘﻴﺴﺔ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻯ ‪.‬‬
‫‪٧٢‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﺒﻀﺦ ﺠﺎﻟﻭﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﺴﺎﺨﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺘﻴﻥ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭﺍﺕ ‪ tubeless‬ﻟﻴﺘﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﻓﻊ‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻴﺨﺭﺝ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻻﻋﺠﺎﺯﻴﻭﻥ ﺒﺎﻥ ﻨﻔﺦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻭﻥ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ‪.‬‬
‫ﻭﷲ ﻓﻲ ﺨﻠﻘﻪ ﺸﺌﻭﻥ ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻤﺜل ‪ " .‬ﻴﺎ ﺩﺍﺨل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎ ﻭ ﺍﺭﻀﻴﺘﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﻭﺒﻙ ﺇﻻ ﻨﻔﺨﺘﻬﺎ "‬
‫ﻭﻗﺎﻨﺎ ﻭ ﺇﻴﺎﻜﻡ ﺸﺭ ﺍﻟﻨﻔﺦ ‪...‬‬
‫‪@@@æìàä@ë@òîãbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٧٣‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻫﻭ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻨﻪ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻡ ﻟﻠﻤﻌﺎﻗﺏ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻌﻭﺩ ﻟﻔﻌﻠﺘﻪ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﺩﻤﺎ‬
‫ﺍﺤﺭﻡ ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻥ ﺸﺊ ﻋﻘﺎﺒﺎ ﻟﻪ ﻓﻬﻭ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺸﺊ ﻴﺤﺒﻪ ﺠﺩﺍ ﻭ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﻪ ﻭ ﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﻋﻘﺎﺒﻪ ﻻ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻪ ‪.‬‬
‫ﻤﺜﻼ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺃﻭ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻜل ﻴﺤﺒﻬﺎ ﻭ ﻴﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻨﺎﺌﻬﺎ ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻔﺭﺽ ﻏﺭﺍﻤﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﻁﺊ ﻓﻬﺫﺍ ﺸﺊ‬
‫ﻴﺩل ﻋﻠﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎل‬
‫ﻟﻜﻥ ﻻ ﻨﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺃﺒﺩﹰﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻫﻭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﻘﺭﺃ ﺁﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺠﺩﺍ‬
‫ﺴﱠﻠ َﻤ ﹲﺔ ِﺇﻟﹶﻰ َﺃ ْﻫﻠِﻪِ‬
‫ﺤﺭِﻴ ُﺭ ﺭَ ﹶﻗﺒَﺔٍ ُﻤ ْﺅﻤِ ﹶﻨﺔٍ َﻭ ِﺩ َﻴ ﹲﺔ ُﻤ َ‬
‫ﻁﺄً ﹶﻓ ﹶﺘ ْ‬
‫ﺨﹶ‬‫ﻥ ﹶﻗ ﹶﺘ َل ُﻤ ْﺅ ِﻤﻨﹰﺎ ﹶ‬
‫ﻁﺄً َﻭ َﻤ ْ‬
‫ﺨﹶ‬‫ﻥ ﻴَ ﹾﻘ ﹸﺘ َل ُﻤ ْﺅ ِﻤﻨﹰﺎ ِﺇﻟﱠﺎ ﹶ‬
‫ﻥ َﺃ ْ‬ ‫) َﻭﻤَﺎ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﻥ ِﻟ ُﻤ ْﺅ ِﻤ ٍ‬
‫ﻥ ﹶﻗ ْﻭﻡٍ َﺒ ْﻴ ﹶﻨ ﹸﻜ ْﻡ َﻭ َﺒ ْﻴ ﹶﻨ ُﻬ ْﻡ‬
‫ﻥ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﺤﺭِﻴ ُﺭ ﺭَ ﹶﻗﺒَﺔٍ ُﻤ ْﺅﻤِ ﹶﻨﺔٍ َﻭِﺇ ْ‬
‫ﻥ ﹶﻓ ﹶﺘ ْ‬
‫ﻋ ُﺩﻭﱟ ﹶﻟ ﹸﻜ ْﻡ َﻭ ُﻫ َﻭ ُﻤ ْﺅ ِﻤ ‪‬‬
‫ﻥ ﹶﻗ ْﻭﻡٍ َ‬
‫ﻥ ِﻤ ْ‬
‫ﻥ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﺼ ﱠﺩﻗﹸﻭﺍ ﹶﻓ ِﺈ ْ‬
‫ﻥ َﻴ ﱠ‬
‫ِﺇﻟﱠﺎ َﺃ ْ‬
‫ﻥ‬
‫ﻥ ﺍﻟﱠﻠ ِﻪ َﻭﻜﹶﺎ َ‬
‫ﻥ ﹶﺘ ْﻭﺒَﺔﹰ ِﻤ َ‬
‫ﺸ ْﻬﺭَ ْﻴﻥِ ُﻤ ﹶﺘﺘﹶﺎ ِﺒ َﻌ ْﻴ ِ‬
‫ﺼﻴَﺎ ُﻡ ﹶ‬
‫ﺠ ْﺩ ﹶﻓ ِ‬
‫ﻥ ﹶﻟ ْﻡ َﻴ ِ‬
‫ﺤﺭِﻴ ُﺭ ﺭَ ﹶﻗﺒَﺔٍ ُﻤ ْﺅﻤِ ﹶﻨﺔٍ ﹶﻓ َﻤ ْ‬
‫ﺴﱠﻠ َﻤ ﹲﺔ ِﺇﻟﹶﻰ َﺃ ْﻫﻠِﻪِ َﻭ ﹶﺘ ْ‬
‫ﻕ ﹶﻓﺩِﻴَ ﹲﺔ ُﻤ َ‬
‫ﻤِﻴﺜﹶﺎ ﹲ‬
‫ﺤﻜِﻴﻤًﺎ ( ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪٩٢‬‬
‫ﻋﻠِﻴﻤًﺎ َ‬
‫ﺍﻟﱠﻠ ُﻪ َ‬
‫ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻜل ﺯﻤﺎﻥ ﻴﻘﻭل ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻟﻠﻘﺘل ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻫﻭ ﻋﺘﻕ ﺍﻟﺭﻗﺒﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻨﻅﺭ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﺴﻴﻘﻔﺯ ﻟﻙ‬
‫ﺍﻻﻋﺠﺎﺯﻴﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺭﻕ ‪ ،‬ﻓﻬل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺍﺠل‬
‫ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺃﻭ ﺍﻹﺒل ؟‬
‫ﺇﻥ ﻋﺘﻕ ﺍﻟﺭﻗﺒﺔ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻌﺒﻴﺩ ﺒل ﻴﺒﺭﺯ ﻤﺩﻯ ﺤﺏ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﺘﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺒﻴﺩ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺼﺒﺢ ﺤﺭﻤﺎﻨﻪ‬
‫ﻤﻨﻬﺎ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﺅﻟﻤﺎ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺤﺎﻭل ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﻌﺒﻴﺩﻩ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻴﻀﻴﻕ ﺍﻟﺨﻨﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻌﺒﻴﺩ‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺘل ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻟﻴﺱ ﺸﻴﺌﺎ ﻨﻔﻌﻠﻪ ﻜل ﻴﻭﻡ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺒﻴﺩ ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﺸﺊ ﺭﺍﺌﻊ ﻤﺎ ﺩﻤﺕ ﻻ ﺘﻘﺘل‬
‫ﺃﺤﺩﺍ ‪ .‬ﻭﺍﻷﺩﻫﻰ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻫﻭ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺭﻗﺒﺔ ﻤﺅﻤﻨﺔ ‪ ،‬ﻨﻌﻡ ﻤﺅﻤﻨﺔ ﺒﺎﷲ ﻭ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺃﻱ ﻟﻴﺴﺕ ﻜﻤﺎ ﻴﺩﻋﻰ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻕ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺍﻟﺭﺩ ﺒﺎﻟﻤﺜل ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ‪.‬‬
‫ﻓﻬﻨﺎ ﺍﻟﺭﻗﺒﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺅﻤﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺘﻭل ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺘل ﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻱ ﻜﻤل ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﺜل ﺯﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻗﻴﻘﻨﺎ ﻓﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﺴﻴﺤﺼل‬
‫ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺔ ﻤﺅﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﻤﺜﻼ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺼﺎﻟﺤﺎ ﻟﻜل ﺍﻷﺯﻤﻨﺔ ﻭ ﺍﻷﻤﻜﻨﺔ‬
‫ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻌﻨﻴﺎ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺒﺩﻟﻴل ﺍﻨﻪ ﻴﺠﻌل ﺍﺤﺩ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻫﻭ ﻋﺘﻕ ﺭﻗﺒﺔ ﻤﺅﻤﻨﺔ‬
‫ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺤﻴﺎ ﻭ ﺴﻴﻘﻔﺯ ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﺘﻜﻤل ﻗﺎﺌﻠﺔ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﻓﺼﻴﺎﻡ ﺸﻬﺭﻴﻥ ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺴﻨﻜﺘﺸﻑ ﻫﻨﺎ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻟﻴﺱ ﻨﻔﺎﺫ ﺍﻟﺭﻗﺎﺏ ﺒل ﻓﻘﺭ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻤﺘﻼﻙ ﻋﺒﺩ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺩﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻬل ﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻨﻪ ﺴﻴﺄﺘﻲ ﺯﻤﺎﻥ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺭﻗﺎﺏ ﻋﻭﻀﺎ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺭﻗﺎﺏ ﻤﻭﺤﺩﺓ ﺒﻪ ﻓﻭﻀﻊ ﻓﻲ‬
‫ﺩﺴﺘﻭﺭﻩ ﺍﻟﺨﺎﻟﺩ ﺤﻜﻤﺎ ﻨﺴﺨﻪ ﺃﻫل ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻟﻜﻔﺭﺓ ﺒﺘﺤﺭﻴﻤﻬﻡ ﺍﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺘﺤﺭﻴﻤﺎ ﺠﺎﺯﻤﺎ ﻗﺎﻁﻌﺎ ﻓﻭﻗﻔﺕ ﺍﻵﻴﺎﺕ‬
‫ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻤﻨﺴﻭﺨﺔ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻗﺴﺭﺍ ﻻ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﺍ ‪.‬‬
‫‪٧٤‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﻭ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﻨﺯل ﺒﺂﻴﺔ ﻤﺜﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻓﻀل ﻤﻨﻬﺎ ﺒل ﻅﻠﺕ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﻨﺯﻟﺕ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻤﻥ ﻟﻭﺡ ﻤﺤﻔﻭﻅ‬
‫ﻭ ﺴﺒﺤﺎﻥ ﻤﻐﻴﺭ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ‪.‬‬
‫‪@@@æìàä@ë@òrÛbrÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٧٥‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺃﺘﺨﻴل ﻤﺸﻬﺩﺍ ﻜﻭﻤﻴﺩﻴﺎ ﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻴﻘﻑ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻭ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻫل ﺃﻨﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺭﻗﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻴﺠﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ‬
‫ﻻ ﻟﻭ ﻜﻨﺕ ﺃﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤﻁﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺯﻴﻥ ﺴﺘﺭﻓﺽ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺒﻨﺯﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻷﻨﻲ ﻟﺴﺕ ﻤﺎﻟﻜﻬﺎ ﻓﻴﻨﺒﻬﺭ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻭ ﻴﺤﺎﻭﺭ ﻤﺴﺎﻋﺩﻴﻪ ﻤﻨﺩﻫﺸﺎ ﻭﺴﻁ ﺘﺼﻔﻴﻕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﻴﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻻﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﻔﺤﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻜﺕ ﺃﻱ ﻤﺩﻉ ﻟﺌﻴﻡ‬
‫ﻴﻔﺎﺠﺌﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻤﺸﻬﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻜﻭﻤﻴﺩﻴﺔ ﻓﺎﻟﺭﺠل ﺍﺴﺘﺩل ﺒﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗل ﻟﻜﻥ ﺘﺄﻤل ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺴﺒِﻴﻠﹰﺎ ( ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ ‪٤٢‬‬
‫ﺵ َ‬
‫ﻥ ِﺇﺫﹰﺍ ﻟﹶﺎ ْﺒ ﹶﺘ ﹶﻐﻭْﺍ ِﺇﻟﹶﻰ ﺫِﻱ ﺍ ﹾﻟ َﻌ ْﺭ ِ‬
‫ﻥ َﻤ َﻌ ُﻪ ﺁ ِﻟ َﻬ ﹲﺔ ﹶﻜﻤَﺎ َﻴﻘﹸﻭﻟﹸﻭ َ‬
‫) ﹸﻗ ْل ﹶﻟ ْﻭ ﻜﹶﺎ َ‬
‫ﺍﷲ ﻴﺴﺘﺩل ﻋﻠﻲ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺁﻟﻬﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻻﺴﺘﻭﻟﺕ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺼﺎﺭﻋﻭﻩ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻌﻠﻡ ﻤﺎﻫﻭ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻭ ﻟﻡ ﻨﺭﻩ ﻭ ﻻ ﻨﻌﺭﻑ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﻭﻻ ﻨﻌﻠﻡ ﺸﻜل ﺍﷲ ﻭﻻ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﺴﺘﻭﺍﺌﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻭ ﻻ ﻨﻌﻠﻡ ﻤﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺠﺎﻟﺱ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﻭﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺭﺃﻴﻨﺎﻩ ﻤﺎ ﻋﺭﻓﻨﺎ ﺍﻟﺠﺎﻟﺱ ﻓﻭﻗﻪ ﻷﻨﻨﺎ ﻟﻡ‬
‫ﻨﺘﺸﺭﻑ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ ﺁﻟﻬﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ‪ .‬ﻓﻜﻴﻑ ﺍﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺸﺊ ﻏﻴﺭ ﻤﺅﻜﺩ ﺸﺊ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻨﻪ ﺃﺴﺎﺴﺎ‪.‬‬
‫ﻗل ﺃﺭﺠﻭﻙ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﷲ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻼ ﻭﻤﺎ ﻓﺭﻁﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻥ ﺸﺊ ‪.‬‬
‫ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻜﻭﻤﻴﺩﻴﺎ ‪....‬‬
‫‪@@@æìàä@ë@òÈiaŠÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٧٦‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﺴﻤﻌﻨﺎ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺎﺤﺭ ﻭ ﺨﻔﺔ ﻴﺩﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺘﻰ ﺒﺄﺸﻴﺎﺀ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬﺎ ﻓﻴﺒﻬﺭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻠﻌﺏ ﺍﻹﻟﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﺎﻨﻪ ﻟﻸﺴﻑ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﺜﻴﺭﺍ ﻟﻠﺸﻔﻘﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺭﻯ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺄﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﻤﺜل ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﻭﻗﻠﺏ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺭﺃﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺏ‬
‫ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺇﺭﺴﺎل ﺭﻴﺢ ﻋﺎﺼﻔﺔ ﻤﺩﻤﺭﺓ ﻨﺭﺍﻩ ﻴﻠﻌﺏ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺤﻭﺍﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻐل ﻏﻔﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ‪.‬‬
‫ﺭﺍﻗﺒﻭﺍ ﻭ ﺘﺄﻤﻠﻭﺍ ﻭ ﺘﺤﺴﺭﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﻗﺩﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ‬
‫ﻥ(‬
‫ﺼ َﻌﻘﹸﻭ َ‬
‫ﺤﺘﱠﻰ ُﻴﻠﹶﺎﻗﹸﻭﺍ َﻴ ْﻭ َﻤ ُﻬ ُﻡ ﺍﱠﻟﺫِﻱ ﻓِﻴ ِﻪ ُﻴ ْ‬
‫ﺏ َﻤ ْﺭﻜﹸﻭ ‪‬ﻡ ﹶﻓ ﹶﺫ ْﺭ ُﻫ ْﻡ َ‬
‫ﺴﺤَﺎ ‪‬‬
‫ﺴﻤَﺎ ِﺀ ﺴَﺎ ِﻗﻁﹰﺎ َﻴﻘﹸﻭﻟﹸﻭﺍ َ‬
‫ﻥ ﺍﻟ ﱠ‬
‫ﺴﻔﹰﺎ ِﻤ َ‬
‫ﻥ َﻴ َﺭﻭْﺍ ِﻜ ْ‬
‫) َﻭِﺇ ْ‬
‫ﺍﻟﻁﻭﺭ ‪٤٥ - ٤٤‬‬
‫ﻓﺎﻹﻟﻪ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﻘﻨﻊ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻨﻪ ﻴﺭﺴل ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻜﺴﻔﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻴﻌﺫﺒﻬﻡ ﺒﻬﺎ ) ﺭﻏﻡ ﺍﻋﺘﺫﺍﺭﻩ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ (‬
‫ﻭ ﺒﺴﺫﺍﺠﺔ ﻤﻔﺭﻁﺔ ﻴﻭﻫﻡ ﺃﻫل ﻤﻜﺔ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﺭﻭﻨﻪ ﻫﻭ ﻋﺫﺍﺏ ﻤﺭﺴل ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺒﻐﻴﻬﻡ ﺒل ﻭ ﻴﺴﺨﺭ ﻤﻥ‬
‫ﻤﻭﻗﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺘﺒﺭﻴﺭﻫﻡ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﺭﻭﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻋﺫﺍﺒﺎ ﺒل ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭ ﻴﺤﺎﻭل ﺒﺨﻔﺔ ﻤﺼﻁﻨﻌﺔ‬
‫ﺇﻟﺼﺎﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻘﺩﺭﺍﺘﻪ ﺍﻻﻋﺠﺎﺯﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺠﺩ ﺃﻥ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻻ ﺘﻨﻁﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺩ ﻴﻌﻭﺩ ﻟﻴﺄﺨﺫ ﻤﻜﺎﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺭﺍﻩ ﺍﺤﺩ ﻟﻴﻘﻭل‬
‫ﺃﻨﺎ ﺍﻟﺠﺩﻉ ﺃﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ‪.‬‬
‫ﻨﺭﺍﻩ ﻴﻨﺴﺤﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻤﻥ ﺃﻥ ﻻ ﺍﺤﺩ ﺴﻭﻑ ﻴﻬﻴﻥ ﻗﺩﺭﺍﺘﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ ‪.‬‬
‫ﺴﻭﻑ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺼﻌﻘﻬﻡ ﻭ ﻴﺜﺒﺕ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻤﺔ ‪ .‬ﻓﻴﻘﻭل ﻟﺤﺒﻴﺒﻪ ﺫﺭﻫﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﺼﻌﻘﻭﻥ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻁﺒﻌﺎ ﻟﻡ ﻴﺼﻌﻕ ﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺃﺒﺩﺍ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻡ ﻴﺤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻟﻜﺸﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻻﻋﻴﺏ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪@@@æìàä@ë@òßbä@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٧٧‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫א‪‬א‪‬א‪ ‬‬
‫ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺜل ﺸﻌﺒﻲ ﻋﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﺴﺄل ﺃﺒﻴﻪ ﻭ ﻴﻘﻭل " ﻋﻠﻤﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﺔ " ﻓﻘﺎل ﺃﺒﻭﻩ ‪ " :‬ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﻴﻔﺔ ﻭﺃﺘﺼﺩﺭ "‬
‫ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺤﺘﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﺔ ﻟﻡ ﻴﺘﺭﻜﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﻓﻤﺎ ﻓﺭﻁﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻥ ﺸﺊ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺎﻓﺎﺕ‬
‫ﻓﻘﺩ ﺤﻁﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻜل ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻭﺘﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﻟﻡ ﻴﺨﻁﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﺘﺼﺩﺭﻴﻥ ﺘﻔﺎﺅﻻ ﻋﻠﻰ ﺒﺎل ‪.‬‬
‫ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻨﺘﺄﻤل ﻭ ﻨﻘﺭﺃ ‪.‬‬
‫ﻥ ( ﺍﻟﻨﺤل ‪٤٨‬‬
‫ﺨﺭُﻭ َ‬
‫ﺠﺩًﺍ ِﻟﱠﻠ ِﻪ َﻭ ُﻫ ْﻡ ﺩَﺍ ِ‬
‫ﺴﱠ‬‫ﺸﻤَﺎ ِﺌ ِل ُ‬
‫ﻥ ﻭَﺍﻟ ﱠ‬
‫ﻥ ﺍ ﹾﻟ َﻴﻤِﻴ ِ‬
‫ﻋِ‬
‫ﻅﻠﹶﺎﹸﻟ ُﻪ َ‬
‫ﻲﺀٍ ﻴَ ﹶﺘ ﹶﻔ ﱠﻴُﺄ ِ‬
‫ﺸ ْ‬
‫ﻥ ﹶ‬
‫ﻕ ﺍﻟﻠﱠ ُﻪ ِﻤ ْ‬
‫) َﺃﻭَ ﹶﻟ ْﻡ َﻴ َﺭﻭْﺍ ِﺇﻟﹶﻰ ﻤَﺎ ﹶ‬
‫ﺍﷲ ﻫﻨﺎ ﻴﻘﻭل ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻼل ﺴﺒﺏ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﻟﻴل ﺨﻀﻭﻉ ﺍﻷﺼل ﺃﻱ ﺃﻥ ﻅل ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﻫﻭ‬
‫ﺴﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﷲ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﺩﻟﻴل ﺭﺍﺌﻊ ﻋﻠﻲ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﺃﻱ ﺸﺊ ﺒﺠﻌل ﻅﻠﻪ ﻤﻠﺘﺼﻘﺎ ﺒﺎﻷﺭﺽ ﺩﻟﻴﻼ ﻻ ﺠﺩﺍل ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﺩﺭﺓ‬
‫ﺭﺏ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻥ ﻓﺎﺕ ﺭﺏ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﺨﺘﺭﺍﻉ ﻤﺼﺩﺭ ﻀﻭﺀ ﺼﻨﺎﻋﻲ ﺴﻴﺠﻌل ﺍﻷﻤﺭ ﻤﺜﻴﺭﺍ ﻟﻠﺸﻔﻘﺔ‬
‫ﻓﻴﻤﻜﻨﻙ ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻵﻥ ﻭﻀﻊ ﻅﻠﻙ ﺃﻱ ﻭﻀﻊ ﺘﺸﺎﺀ ﻭ ﺘﻘﻠﺒﻪ ﻜﻴﻑ ﺘﺸﺎﺀ ﺒﺘﻐﻴﻴﺭ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ‬
‫ﻨﺴﺨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻵﻴﺔ ﻭ ﻏﻴﺭﺕ ﺤﻜﻤﻬﺎ ‪ .‬ﺒل ﻭ ﺠﻌﻠﺕ ﺴﺠﻭﺩ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺤﺠﺔ ﺒﺎﻁﻠﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻥ ﺘﺒﻘﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺎﻫﺔ ﻟﻡ ﺃﺠﺩ ﻟﻬﺎ ﻤﺜﻴﻼ ‪.‬‬
‫‪@@@æìàä@ë@ò…bÛa@ñŠbä@oènãa‬‬
‫‪٧٨‬‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬

‫ﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬
‫‪٧٩‬‬

خواطر قرأنية PDF

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

خواطر قرأنية PDF

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫ﺧﻮﺍﻃﺮ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ‬ ‫ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬

‫ﺃ�ﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ �ﺰﻝ ﺁﻳﺎﺕ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻬﺎ ‪...‬‬

‫ﻟﻌﻞ ﻭ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﲥﻢ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻟﺖ ‪ ١٤‬ﻗﺮ�ﺎً ‪..‬‬

‫ﻋﻦ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬

‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬

You might also like