You are on page 1of 1

‫‪25‬‬ ‫األربعاء ‪ 19‬سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ 2018‬م ‪ 9‬محرّم ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1479‬السنة الخامسة‬ ‫األربعاء ‪ 19‬سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ 2018‬م ‪ 9‬محرّم

‫األربعاء ‪ 19‬سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ 2018‬م ‪ 9‬محرّم ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1479‬السنة الخامسة‬ ‫‪24‬‬
‫ثقافة‬
‫‪Wednesday 19 September 2018‬‬ ‫‪Wednesday 19 September 2018‬‬

‫األدب والشعر اإليطاليين‪ ،‬والذي يرى أن المترجم ال يمكنه حين يكون شاعرًا أن يمنع‬ ‫تقف هذه الزاوية مع مترجمين عرب في مشاغلهم التَّرجمية وأحوال التَّرجمة إلى‬ ‫مفكرة المترجم‬
‫شعريَّته وصوته من التَّسلُّل إلى ترجماته‬ ‫اللغة العربيَّة اليوم‪ .‬هنا وقفة مع المترجم السوري أمارجي وتجربته في ترجمة‬

‫أمارجي‬

‫مع أمارجي‬
‫اللغة الشعرية قبل كل شيء‬
‫مسألة اختيار العناوين املترجمة؟‬
‫ـوان مـعـ َّـن‪ ،‬وأحيانًا‬ ‫َّ‬
‫■ ما هــي‪ ،‬بــرأيــك‪ ،‬أبــرز العقبات في وجــه املترجم‬ ‫بيروت ـ العربي الجديد‬
‫تصويب‬
‫إطاللة‬ ‫أحـيــانــا أت ـ ِّقــدم أنــا بـ َّعـنـ ٍ‬ ‫العربي؟‬‫ِّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ـات‬
‫أخ ـ ــرى يـ ـق ــدم ل ــي ال ــن ــاش ــر ع ـ ــدة اق ـت ــراح ـ ٍ‬ ‫شــاعـ ٍـر ُيـتــرجــم‪ ،‬ف ــإن العقبة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫بالنسبة إل ـ َّ‬
‫ـي‬ ‫حكايتك مع الترجمة؟‬ ‫ِّ‬ ‫■ كيف بدأت‬
‫ألخ ـت ــار م ــن بـيـنـهــا‪ ،‬وق ــد ي ـحـ َّـدث أن أرفــض‬ ‫نفسه حني يكون هذا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ـدأت م ــن ب ــاب ال ــش ـع ــر‪ ،‬ول ــم يكن‬ ‫بــ ْ‬
‫النص ِّ‬ ‫األكبر قد تكون‬
‫فيتقدم الناشر ٌ بالئحةٍ‬ ‫َّ‬ ‫جميع االقتراحات‬
‫أخرى؛ أي َّأن ِّ‬
‫ُ‬
‫رفضت‬ ‫عرية‪ .‬وقد‬ ‫الش َّ‬
‫َّ‬ ‫غة‬
‫ُّ‬
‫الل‬ ‫عن‬ ‫الن ُّص َ بعيدًا‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫من املمكن لها أن تبدأ إل من هذا‬
‫ٌ‬ ‫من خرائب بابل‬
‫حر َّية االختيار منوطة بي في‬
‫الترجمة والتدمير‬
‫ترجمة العديد من الكتب ألنها لم تالمسني‬ ‫الـ ـب ــاب‪ ،‬ف ـك ـشــاعـ ٍـر أن ــا ع ــاج ــز ع ــن ال ـخـِّـوض‬
‫النهاية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ـإن ان ـت ـصـ َ‬
‫ـار‬ ‫ـرى‪ ،‬ف ـ ـ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ف ــي األش ـ ُي ــاء ال ـتــي ال تـسـلــك س ــب ــل الــشـعــر‪.‬‬ ‫ديميتريس أنغيليس‬
‫الشعر‪ ،‬والذي قلتُ‬ ‫ش ـع ــري ــا‪ .‬م ــن ن ــا َّح ـي ــةٍ أخـ ـ ـ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫على‬ ‫جماهيريًا‬ ‫الرواية‬ ‫والـ ـب ــداي ــة‪ َّ ،‬ع ـلــى ال ــت ـح ــدي ــد‪ ،‬ك ــان ــت عـنــدمــا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لألعمال‬ ‫الختيارك‬
‫َّ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِم ـ ْـن خ ــرائ ـ ِـب ب ـ ِـاب ــل ك ــان َيـ ْـحـ ِـمــل‬
‫مزوار اإلدريسي‬ ‫َّ‬ ‫■ هل هناك اعتبارات ِّسياسية َّ‬ ‫عـنــه ســابـقــا إن ــه عــامــة أخ ــرى مــن عــامــات‬ ‫رشحني ِّالشاعر أسامة إسبر ملشروع كلمة‬ ‫َ ً‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ُ َّ‬
‫درجة تتوقف عند الطرح‬ ‫ٍ‬ ‫التي تترجمها‪ ،‬وإلى أي‬ ‫انـتـصــار َّ الـ َّـسـطـحـ َّـيــة عـلــى الـ ُـع ـمــق‪ ،‬قــد جعل‬ ‫ألترجمه عن‬ ‫َّ‬ ‫فطلبوا مني أن أختار عنوانًا‬ ‫مات جديدة‬
‫ِّ‬ ‫ليلة ْ ِبعرب ِت ِه َ ك ِل ٍ‬ ‫َكــل ٍ‬
‫ال ـس ـيــاسـ ِّـي ل ـل ـمــادة امل ـتــرجـمــة أو مل ــواق ــف الـكــاتــب‬ ‫الذين ينظرون إلى الكتاب‬ ‫فاخترت كتاب «أفكار» للشاعر‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اإليطالية‪،‬‬ ‫تـ ْـعـنــي االنـ ِـف ـصــال وك ــان ُيـ َـركـ ُـب‬
‫اهتم األميركيون ‪ -‬للتحكم في الحرب وتفادي مفاجآتها‪ ،‬أثناء حصارهم‬ ‫َّ‬ ‫معظم الناشرين‪ِّ ،‬‬ ‫ُظروفًا تالفة‪ .‬كان َيقول َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫السياسية؟‬ ‫وإبداعي‪ُ ،‬يعرضون‬ ‫ِّ‬
‫ٍّ‬ ‫فن ٍّ‬
‫ي‬ ‫كعمل‬
‫ِّ ٍ‬ ‫كبضاعةٍ ال‬
‫َّ‬
‫جاكومو ليوباردي‪ .‬بعدها بفتر ٍة وجيز ٍة‬
‫َّ‬
‫إن ُهناك‬ ‫َ‬ ‫ً ِ‬
‫وحربهم على العراق ‪ -‬بالترجمة واملترجمني من العربية وإليها‪ ،‬فكونوا أعدادًا‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫م ــا يـهـ ُّـمـنــي ه ــو ش ـعــريــة ال ـ َّـن ــص ال مــواقــف‬ ‫الش َّ‬ ‫علي أدونيس أن َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫هائلة منهم‪ِ ،‬من حاملي الجنسية األميركية‪ ،‬كما استقطبوا أساتذة من البالد‬
‫عرية‪ ،‬وعن الشعر عمومًا‪،‬‬
‫ويلحقون بمجريات ُّ‬
‫عن الترجمات‬ ‫أعد ملجلة «اآلخر»‬
‫ِّ‬
‫اقترح َّ‬ ‫وإن األن ـه ـ َـار‬
‫َ َ َّ‬
‫ـاســديــن‬‫َُمــائـكــة ِ‬
‫ـ‬ ‫ف‬
‫ك ــاتـ ـب ــه‪ ،‬ولـ ـ ــو كـ ـن ــت سـ ــأتـ ــوقـ ــف عـ ـن ــد ه ــذه‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫السوق‪.‬‬ ‫معاصرين‪،‬‬ ‫ً َّ‬ ‫إيطاليني‬ ‫أنطولوجيا لشعراء ً‬ ‫ـاقـ ُـب أولـئــك الــذيــن قــد تنكروا‬ ‫تـعـ ِ‬
‫العربية لتدريسها‪ ،‬فارتقت اللغة العربية لديهم إلى الصف الثاني بعد الروسية‪،‬‬ ‫أونغارتي‬ ‫جوزيبه‬ ‫ترجمت‬ ‫كنت‬ ‫وك ـ ــان ـ ــت ه ـ ـ ــذه ت ـ ـجـ ــربـ ــة مـ ـفـ ـصـ ـل ـ َّـي ــة ألنـ ـه ــا‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫مناهج ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫في مجال الدراسة األكاديمية‪ ،‬بعد ْأن خ ِّصصت لها‬
‫ِ‬ ‫املواقف ملا ُّ‬ ‫قول َّ‬ ‫ٌ‬ ‫وضعتني على ِّاتصال مع َّ‬ ‫ِل ِاء معمودي ِت ِهم املقدس‪.‬‬
‫دفعت‬ ‫متطورة‪ ،‬وأن‬ ‫بيراندللو‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وغابرييل دانونتسو ولويجي‬ ‫العربي ال يعترف بدور‬ ‫َّ‬ ‫بأن املترجم‬ ‫■ هناك‬ ‫لغات داخل‬ ‫ٍ‬ ‫عد ِة‬
‫ٍ َّ ِّ‬ ‫ـري َو ْحـ ـ َـد ُه‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ّ َ ُ‬
‫وغيرها مصاريف ذلك التكوين‪ ،‬فكانت النتيجة إحكام‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مؤسسات حكومية‬ ‫َّ‬ ‫والــثــاثــة كــانــوا فــي مرحلةٍ مــا مــن حياتهم‬
‫َّ‬
‫يحرر ترجماتك بعد االنتهاء منها؟‬ ‫املحرر‪ ،‬هل َّثمة من ّ‬ ‫ِّ‬ ‫شاعر صوته‬ ‫ٍ‬ ‫أن لكل‬ ‫لغةٍ واحدة‪ ،‬من حيث‬ ‫كــنــا نـ ًــراه غــا ِلـبــا ي ــج ـ َ َ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ُ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ـات فــي املــطــر‪ ،‬الــذي‬ ‫ـامــا الــرا ُيـ ِ‬ ‫حـ ِ‬
‫القبضة على العراق‪ ،‬ونهب ثرواته‪ ،‬وتفتيت وحدته‪ ،‬وتدمير بنيته التحتية‪،‬‬ ‫م ــن امل ـنــاصــريــن ِّل ـل ـفــاشــيـ ِّـة‪ .‬ول ـك ــن م ــا ال ــذي‬ ‫امل ـش ـك ـل ــة أن املـ ـ ـح ـ ـ ِّـرر ي ـت ـع ــام ــل مـ ــع ال ــل ـغ ــة‬ ‫الخاصة حتى ضمن اللغة‬ ‫الخاص ولغته‬ ‫ّ‬
‫بقي منهم في النهاية؟ الشعر فحسب‪ .‬هذا‬
‫َ َّ‬
‫بــوصـفـهــا أن ـســاقــا مـ ـح ـ َّـد َدة الــتــرك ـيــب‪ ،‬ومــع‬ ‫الواحدة‪.‬‬ ‫ه ــو الـ ـ ـث ـ ــورة ال ــوحـ ـي ــدة ال ـ َـح ــق ــة‪.‬‬
‫وإعادته إلى ما قبل العصور الوسطى‪ ،‬على حد تعبير جيمس بيكر وزير‬ ‫ُ‬
‫السياسة قصيرة‪ ،‬وذاكــرة‬ ‫يعني َّأن ذاك ــرة ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬
‫عالمات مـحــددة الداللة‪،‬‬ ‫أحيانًا كان َي ْرك ُض َم َع ُه كافكا‪.‬‬
‫ً‬
‫الخارجية األميركي األسبق‪.‬‬ ‫الـ ِّـشـعــر أب ـ َّ‬
‫ٍ‬ ‫الكلمات بوصفها َّ‬ ‫َّ‬ ‫■■■‬
‫هكذا نكتشف أن الترجمة الفورية والتحريرية معًا كانتا عنصرًا فاعال في‬ ‫ـدي ــة‪ ،‬وم ــا أر َّي ــده كـمـتــرجـ ٍـم هــو أن‬ ‫في حني يذهب الشاعر‪/‬املترجم مع جموح‬ ‫■ مــا هــي آخ ــر الــتــرجـمــات الـتــي نـشــرتـهــا‪ ،‬وم ــاذا‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫أقبض على مفاتيح الن ِّص التي تهدي إلى‬ ‫ُّ‬
‫يهتم‬ ‫الــل ـغــة وتـفــلـتـهــا وزوغ ــان ـه ــا‪ ،‬وه ــو ال‬ ‫تترجم اآلن؟‬ ‫ْ ُ‬
‫طياتها للمتناقضات‪ ،‬فهي بمقدار‬ ‫العبث ببلد بكامله‪ ،‬لتكون حاملة فــي ِّ‬
‫وتـشـهـ ُـد على ذلــك ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫األبدية‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫بــال ـك ـل ـمــات ف ــي حـ ـ ِّـد ذاتـ ـه ــا ب ـق ــدر م ــا يـهـتـ ُّـم‬ ‫املتوسط»‬ ‫ِّ‬ ‫قريبًا ستصدر عــن «مـنـشــورات‬ ‫ه َـ َـو ق ــال‪« :‬ال ـ َـس ـم ـ ُـاء هــي َمــقـ َـبــرة‬
‫أدواره ــا‬ ‫مــا يمكن أن تبني الجسور ُيمكن أن تحطمها؛‬ ‫َّ‬
‫تــرج ـم ـتــي ل ـك ـت ــاب «الـ ـقـ ـص ــص» ل ـجــوزيـ ِّـبــه‬ ‫ـومـ ـه ــا ُشـ ـم ـ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫بوهجها وظــالـهــا‪ ،‬بــالــتــاريــخ الـخـفـ ِّـي لها‪.‬‬ ‫ـوع‬ ‫ونـ ـج ـ ُ‬ ‫األ ْحـ ـ ـ ـ ـ ــام‬
‫أثناء الحرب العاملية الثانية‪ ،‬التي استعملت فيها الترجمة بكثافة للتواصل‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٌ ِ َ َ‬
‫■ كيف هي عالقتك مع الكاتب الذي تترجم له؟‬ ‫املحرر هنا ليس َّ سوى‬ ‫لذلك فــإن ما يفعله‬ ‫تـ ــومـ ــازي دي المـ ـبـ ـي ــدوزا‪ ،‬ص ــاح ــب روايـ ــة‬ ‫ُم َضاءة أمام ك ِلما ِتنا املشنوقة‪.‬‬
‫مع املد ِن ّيني‪ ،‬وفي التفاوض بني الجهتني املتحاربتني‪ ،‬بقيام املترجمني بدور‬ ‫معظم الـكــتــاب الــذيــن تــر ِّجـمـ ُـتَّ لـهــم هــم في‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫زيادة على الجاسوسية حني ُّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫هـتـ ٍـك لـهــذه العالقة الحميمة بــن الش ًاعر‪/‬‬
‫شخصيًا‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫«الـفـهــد»‪َّ ،‬ولــروايــة «زه ــرة القيامة‪ :‬عجائب‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وم ـيــاه‬ ‫ـام ــدة ِ‬ ‫َرأ ْي ـ ـ ُـت الــش ـمـ َـس ج ـ ِ‬
‫تنصتهم على أجهزة‬ ‫إضافي هو الدبلوماسية‪،‬‬ ‫ِع ــداد املــوتــى‪ ،‬ولـكــن بـغــض الــنـظــر عــمــا إذا‬
‫َّ‬
‫أجد َّصعوبة في‬ ‫َّ ً‬ ‫املترجم واللغة‪.‬‬ ‫وكنت‬ ‫األلفية الثالثة» إلميليو سالغاري‪.‬‬ ‫ُاأل ْر ُد ِّن راجـعـ ًـة إلــى ال ـ َـوراء‪ .‬لكنْ‬
‫اتصال العدو‪.‬‬ ‫الرابط‬ ‫فإن نوعًا من َّ‬ ‫كانوا أمواتًا أو أحياء‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـاب عنوانه‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ ِ َ َ َّ َ َ ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫االعتراف بدور املحرر‪ ،‬خاصة أنه كانت لي‬
‫سيئتان في هــذا املجال‪َّ ،‬‬ ‫تجربتان ِّ‬ ‫قــد ب ــدأت ُّ منذ م ــد ٍة بترجمة كـتـ ٍ‬ ‫فــلــتـ ْـعــلـ ْـم‪َ :‬ســتــتـ َـوفـ ُـر لـنــا طــريـقــة‬
‫وال يقتصر فعل التدمير على الترجمة في السياق الحربي‪ ،‬بل َيطول الكتابة‬ ‫ينشأ‬ ‫َ َ‬ ‫ـدود‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ال ـ ُّـروح ـ ِّـي الـحـمـيــم وال ـ‬
‫َّ‬
‫رسختا‬ ‫«غ ـيــرة الــل ـغــات»‪ ،‬لـكــاتـ ٍـب أرجـنـتـيـنـ ٍّـي يكتب‬
‫بــاإلي ـطــالـ َّـيــة اس ـمــه أدريـ ـ ــان ن‪ .‬ب ــراف ــي‪ ،‬إلــى‬ ‫وليلة»‪.‬‬
‫أيضًا التي ال غبار على ّأن الترجمة توجد ضمن مجاالتها‪ ،‬ولعل خير مثال‬ ‫ب ـي ـنــي وب ـي ـن ـهــم‪ ،‬فــالــتـ َـرج ـمــة ل ـي ـســت س ــف ـرًا‬ ‫عندي هذه القناعة‪.‬‬ ‫ُ ُ َّ‬
‫عليها ما َّ‬ ‫نحو اآلخــر‪ ،‬بل هي َس َّف ٌر في اآلخــر؛ ليست‬ ‫مختارات‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫املستمر بترجمة‬ ‫جانب انشغالي‬ ‫واسيس‬ ‫َ‬ ‫ليلة َج‬ ‫ٍ‬ ‫هــو ُيـ ْـر ِســل كــل‬
‫تخيله بورخيس في قصته الشهيرة «مترجمو ألــف ليلة وليلة»‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َّ‬ ‫ً‬
‫اسـتـنـطــاقــا ل ـظــاهــر ال ــن ـ ِّـص‪ ،‬ب ــل إيـ ـغ ــاال في‬
‫َّ‬
‫■ كـيــف هــي عــاقـتــك مــع الــنــاشــر‪ ،‬وال سـ َّـيـمــا في‬ ‫َّ‬
‫إيطاليني إلى العربية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫لشعراء‬ ‫فوها ُوي َعلقوا‬ ‫َ‬ ‫ديقت َك ِل ُيت ِل‬ ‫إلى َح ِ‬
‫الواردة في مجموعته القصصية «حكاية األبدية»‪ ،‬حني عرض امل ِسير الترجمي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُُ‬ ‫بواطنه والتقاطًا ملكنوناته وخـبــايــاه؛ وال‬ ‫نافذ ِتك ِرباطًا أحمر‪ .‬يأم ُر‬ ‫على‬
‫ضمن‬ ‫الذي قطعه «كتاب الكتب» ‪-‬حسب عبارة خوان غويتيسولو‪ ،-‬في رحلته ِ‬ ‫تم اإلمساك بحجر‬‫يمكن القول عندها َّإنه َّ‬ ‫َّ‬
‫معي‪ ،‬وهي تعطي انطباعًا بأنها‬ ‫بال هدف َّ‬
‫َّ ٍ‬ ‫الدرجة من القرب‬ ‫يمكن ألحد أن يبلغ هذه َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ِ ََ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫َاألبواق فتتهدم الجدران‪ .‬عشرة‬
‫لغات أوروبا وبني ثقافاتها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ُ ُ َ ً‬
‫تؤلف دومًا احتجاجًا على شيء ما‪ُ ،‬ي َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫لعملية التحويل‬ ‫الفيلسوف‪ ،‬املفتاح اللزم‬
‫المترجم كفرد‬
‫َ‬ ‫يبقى‬ ‫تتوخى الكسب املــادي على حساب الكسب‬
‫ِّ‬ ‫والص َو ِّ‬‫قافي‪ُّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫العربية على‬ ‫َّ■ كيف تنظر إلــى جــوائــز الترجمة‬ ‫املترجم‪،‬‬
‫َّ ً‬ ‫الـتــي تبلغ مرتبة االنـصـهــار كما‬
‫وال َّ‬ ‫ـزاد فـ ْـجــأة على‬ ‫ـاف مي ٍتة ت ـ‬ ‫أ ْص ـيـ ٍ‬
‫فترض في الترجمة‬ ‫ومثلما أن الكتب‬ ‫الث ِّ‬ ‫َ‬
‫ـاهـ ُـد الــوحـيـ ُـد كلبٌ‬ ‫ِسـنـيـ َـك وال ـشـ ِ‬
‫من لغةٍ إلى لغة‪.‬‬ ‫الجوهري‪،‬‬ ‫ري على حساب‬ ‫قلتها؟‬ ‫سيما املـتــرجــم ال ــذي يمتلك حساسية‬
‫َّ‬ ‫أي‬
‫هو النواة األصل في ّ‬ ‫ِلا تحفل به الكتب َّ‬ ‫ِّ ً‬ ‫َّ ً‬
‫بيراندللو‬ ‫من دافنشي إلى‬
‫بدورها أن تكون ضــد شــيء ما تسعى إلــى محوه أو اجتثاثه‪ .‬وتأكيدًا لهذا‬
‫ِ‬
‫أخطاء‬
‫ٍ‬ ‫الصادرة عنها من‬ ‫بأجندات‬
‫ٍ‬ ‫جيدة ما دامت غير مرتبطةٍ‬ ‫تبقى‬ ‫شعرية عالية‪.‬‬
‫ُ ُ َ َّ‬ ‫شيقة ْ‬ ‫الطرح‪ ،‬أورد بورخيس في قصة ِّ‬ ‫كتاب أو ٌّ‬ ‫ـوي ــةٍ واص ـط ــاح ـ َّـي ــة ال يـمـكــن‬
‫ـوي ــةٍ ونـ ـح ـ َّ‬
‫ل ـغ ـ َّ‬ ‫س ـيــاسـ َّـيــة‪ ،‬وم ــا دامـ ــت تـحـتـكــم إل ــى القيمة‬
‫ساكن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عمل ترجمي‬
‫نجز الترجمي‪،‬‬ ‫حربًا طريفة مجالها امل‬ ‫نص ندمت على ترجمته وملاذا؟‬ ‫■ ٌ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لــم يحدث إلــى اآلن أن نــدمـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اإلبــداعـ َّـيــة للمنتج الــتــرجـمـ ِّـي ال إلــى قيمته‬ ‫ه ــو ُي ـ َـس ـ ُّـر م ــن َج ــدي ـ ٍـد ُألنـ ــه نــال‬
‫وأبطالها من «ساللة ُمتعادية» هم املترجمون‪ ،‬الذين يتباغضون‪ ،‬ولو أن املسافة‬ ‫ـاب أو‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫على‬ ‫ـت‬ ‫التسامح معها‪.‬‬ ‫العربي كاتبًا‪ ،‬صاحب‬ ‫ُّ‬ ‫■ كثيرًا ما يكون املترجم‬ ‫أمارجي (رامــي يونس) شاعر ٌ ومترجم‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ ٍ‬
‫مر ٍة على‬ ‫ُ‬
‫ندمت أكثر من‬ ‫نص ترجمته‪ ،‬ولكن‬ ‫ٍّ‬ ‫سويقية‪ .‬شخصيًا‪ ،‬حني أترجم أو أكتب‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ش ـهــرة وي ـجــوب ِبـهــا الــطـ ُـرقــات‪.‬‬
‫الزمكانية والحاجز اللغوي قد حاال دون االتصال املباشر في ما بينهم‪ ،‬ألن‬ ‫التَّ‬ ‫ـوب في ترجمته‪ ،‬كيف هي‬ ‫ـاج أو صاحب أسـلـ ٍ‬ ‫إنـتـ ٍ‬ ‫سوري من مواليد الالذقيَّة ‪ ،1980‬صدرت‬
‫ُّ ْ َ‬ ‫ّ‬
‫املترجم مهما ادعــى منح حيا ٍة جديدة للنص األصل في اللغة املنقول إليها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫ناشر لم يقدر قيمته ويوفه‬ ‫ٍ‬ ‫كتاب لدى‬
‫ٍ‬ ‫نشر‬
‫َّ‬ ‫روحي حميم‬
‫ّ‬ ‫رابط‬ ‫■ مــا هــي امل ـبــادئ أو الـقــواعــد الـتــي تسير وفقها‬ ‫ِّ‬
‫فإنني أفعل ذلك بدافع حبي ملا أفعل‪ ،‬وليس‬ ‫العالقة بني الكاتب واملترجم في داخلك؟‬ ‫السهام‪.‬‬ ‫ط ِ‬ ‫ٌ َ‬
‫ويح ٌب وس‬ ‫إنه َ َُي ِحَّ ُّب‪ِ َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُِ‬ ‫حقه‪.‬‬ ‫الترجمة؟‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ئلت ُّ‬ ‫ُس ُ‬ ‫لــه أربــعــة دواويـــن شعرية‪ ،‬وتتضمن‬ ‫َستت َوف ُر طريقة وليلة ِلن يريد‪.‬‬
‫ُ‬
‫فاألكيد أنه يــروم إبطال ذلك األصــل بفرض بديله في اللغة املضيفة‪ ،‬وليس‬ ‫ينشأ بيني وبين من أترجم‬ ‫ٌ‬ ‫كمترجم‪ ،‬وهل لك عادات َّمعينة في َّ‬ ‫الجيد‬ ‫سعيًا وراء هذه الجائزة أو تلك‪ .‬من‬ ‫إذاعي أجري‬
‫ُ‬
‫حوار‬
‫ٍ‬ ‫السؤال نفسه في‬
‫أحـ ُّـب وصــف ريلكه للترجمة بأنها «عمل‬ ‫أن ت ــأت ــي ال ـج ــوائ ــز إلـ ــى املـ ـب ــدع‪ ،‬ول ـك ــن من‬ ‫ـت قصير‪ ،‬وقــد أجـبــت حينها‬ ‫معي َّقبل وق ـ ٍ‬ ‫ترجماته‪« :‬أفكار» لجاكومو ليوباردي‬
‫أعمالهم‬
‫اإلبطال سوى صيغة أخرى للتدمير‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫الس ِّيئ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫العربية وما‬ ‫■ ما الذي تتمناه للترجمة إلى اللغة‬ ‫خيميائي»‪ ،‬وهذه هي القاعدة التي أنطلق‬
‫ِّ‬
‫جدًا أن يذهب هو إليها‪.‬‬ ‫مترجمًا‬ ‫ِ‬ ‫نفسه‬ ‫ِّ‬ ‫هو‬ ‫يكون‬ ‫حني‬ ‫بـ َّـأن الشاعر‬ ‫(‪)2009‬؛ «األعــمــال األدبــيَّــة» لدافنشي‬ ‫(‪ Dimitris Angelis‬شاعر‬
‫لقد استعرض بورخيس ترجمات «ألــف ليلة وليلة» التي أنـجــزت فــي ثالث‬ ‫هو حلمك كمترجم؟‬ ‫ُ‬
‫منها إزاء كل نص أترجمه‪ .‬فأنا أسير في‬ ‫ٍّ‬
‫َّ‬ ‫أتـمـ َّـنــى دع ــم الـجـهــود ال ـفـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫بطريقةٍ‬ ‫الشعر ُّ‬ ‫كتابة َّ‬ ‫فإنه ال يعود قادرًا على‬
‫َّ ُّ‬ ‫الشعريَّة الكاملة» لدينو‬ ‫(‪)2015‬؛ «اآلثــار ِّ‬ ‫من مواليد أثينا عام ‪،1973‬‬
‫لغات هي الفرنسية واإلنكليزية واألملانية‪ .‬وانتهى الكاتب األرجنتيني ‪ -‬بعد‬ ‫ـرديــة ألن املـتــرجـ َـم‬ ‫َّ‬ ‫الــتــرجـمــة وفـقــا للتفسير الـ ُّـصــوفـ ِّـي ملراحل‬ ‫عربيًا في الغالب مشاريع مترجمني‬ ‫َّ‬ ‫■ الترجمة‬ ‫بالث َّ‬
‫نائية‬ ‫جي ٌد ألنه‬ ‫أمر ِّ‬ ‫اللغة‪ ،‬وهذا ٌ‬ ‫أحادية‬ ‫من مجموعاته الشعرية‪:‬‬
‫ُمقارنات دقيقة بني الترجمات جميعها‪ ،‬ال يتسع املجال الستعراضها ‪ -‬إلى أن‬ ‫عمل‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫تحر َر‬‫غوية يمكن لكل لغةٍ من اللغتني أن ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫الل َّ‬ ‫ُّ‬ ‫كامبانا‪)2016( ،‬؛ «شجرة القنفذ والرَّسائل‬
‫ـرد يبقى ٌهــو الــنــواة األص ــل فــي أي ٍّ ٍ‬ ‫كـفـ ٍ‬ ‫ال ـخ ـي ـم ـي ــاء األربـ ـ ـ ــع‪ ،‬م ـ َّـن م ــرح ـل ــة اإلح ــاط ــة‬ ‫أف ـ ـ ـ ـ ــراد‪ ،‬كـ ـي ــف ت ـن ـظ ــر إلـ ـ ــى مـ ـش ــاري ــع ال ــت ــرج ـم ــة‬
‫ُّ‬ ‫«فيلوميال» (‪ ،)1998‬و«مياه‬
‫املترجمني املذكورين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مترجم من «ساللة»‬ ‫ِ‬ ‫«التدمير» كان هاجس كل‬ ‫بشكل َّمستقل أو‬ ‫ٍ‬ ‫يعمل‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـواء‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ٍّ‬
‫ترجمي‬ ‫ب ـج ـم ـي ــع عـ ـن ــاص ــر الـ ـ ــنـ ـ ـ ِّـص ف ـ ــي ح ــال ـت ـه ــا‬ ‫ساتية وما الذي ينقصها برأيك؟‬ ‫املؤس َّ‬‫َّ‬ ‫ما َّ هو مقموع في اللغة األخــرى‪ ،‬وأن تفتح‬ ‫ٌ‬ ‫«جسد‬
‫ٌ‬ ‫الجديدة» لـ غرامشي (‪)2016‬؛‬
‫يتهيأ لقارئ الحكاية ّأن ُح َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫أسطورية» (‪« ،)2003‬ذكرى‬
‫للمترجم‬ ‫كيف‬ ‫إذ‬ ‫يستقيم‪،‬‬ ‫ال‬ ‫بورخيس‬ ‫كم‬ ‫وقد َّ‬ ‫ساتية‪ ،‬كما أتمنى إيجاد‬ ‫َّ‬
‫مؤس‬ ‫ضمن أطــر‬ ‫الــظــالـ َّـيــة (م ــا ي ـقــابــل مــرح ـلــة الـنـيـجــريــدو‬ ‫ال َّيـمـكــن فـصــل واق ــع الــتــرج ـمــة ع ــن الــواقــع‬ ‫إليها من قبل‪.‬‬ ‫وســمــاء» لـــ بــازولــيــنــي (‪)2016‬؛ «البحر‬
‫ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫األول ْأن ُي ِّ‬ ‫َّ‬ ‫هيئات ٍ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الــثـقــافـ ِّـي وال ـح ـضـ ِّ‬ ‫منتبهًا ِّ‬ ‫الث َّ‬ ‫طاقات لم يكن ُّ‬
‫َّ ٍ‬ ‫للشاعر‬
‫سنوية» (‪ )2008‬و«غزال‬
‫كه دافـ ٌـع تدميري ِعلمًا بــأن ال ترجمة سابقة عليه‪ ،‬لكن علينا‬ ‫حر‬ ‫َّ‬ ‫تدافع عن حقوق‬ ‫َّ‬ ‫ةٍ‬‫نقابي‬ ‫أو‬ ‫ةٍ‬‫حقوقي‬ ‫ٍ‬ ‫فــي الـخـيـمـيــاء)‪ ،‬إل ــى مــرحـلــة كـشــف ال ــرؤى‬
‫ِّ‬
‫ـاري لــأمـ ًـم‪ ،‬ولــذلــك تبقى‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫نائية تخفف املعجم‬ ‫ناهيك عنَّ أن تلك‬
‫ُّ‬ ‫ـكــو (‪)2017‬؛‬ ‫ـســانــدرو بــاريـ ُّ‬
‫المحيط» أللِـ َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ ُ َّ‬
‫ترجم يتغيا إلغاء األصل‪ ،‬وأن تحل ترجمته‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫امل ـت ــرج ــم‪َّ .‬أم ـ ــا ع ــن ح ـل ـمــي ال ــش ـخ ـص ـ ِّـي فما‬ ‫الكامنة في تلك الظالل (مرحلة األلبيدو)‪،‬‬ ‫عربيًا متخلفة قياسًا بحالها‬ ‫َّ‬ ‫حركة الترجمة‬ ‫غوي للشاعر‪ ،‬بمعنى أن القصيدة تبتعد‬
‫َّ‬ ‫الل َّ‬ ‫ينتحب على سريري» (‪،)2015‬‬
‫استحضار ما قلناه َأعاله من أن امل ِ‬ ‫َ‬ ‫ي ــزال هـنــاك فــي األدب اإليـطــالـ ِّـي الكثير من‬ ‫ـأص ــل فــي‬ ‫ف ـمــرح ـلــة ال ـ َّـتـ ـن ـ ُّـور ب ــال ــوه ــج املـ ـت ـ ِّ‬ ‫ساتية رائدة‬ ‫َّ‬ ‫في الغرب‪ .‬لدينا مشاريع َّ‬
‫مؤس‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫بيراندللو‬
‫ِ‬ ‫ومائة ألف» لـ‬ ‫ِ‬ ‫«واحد وال أحد‬‫ٌ‬ ‫و«على وشك أن يكون إنجيليًا»‬
‫طموحه يكون «التدمير» االستباقي ملا سيأتي من ترجمات‬ ‫مكانه‪ ،‬بل إن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ـات اللغوية الــزائــدة‬ ‫عــن اإلثـقــاالت والــزخــرفـ ِّ‬
‫َّأمهات الكتب التي لم تترجم بعد وآمــل أن‬ ‫ت ـل ــك الـ ـ ـ ـ ُّـرؤى (م ــرح ـل ــة الـ ِّـس ـي ـتــري ـن ـي ـتــاس)‪،‬‬ ‫وعريقة‪ ،‬ولكنها محدودة وتحتاج إلى طفر ٍة‬ ‫أكثر وأكثر من الشعر‪ .‬ولكن أيضًا‪،‬‬ ‫(‪.)2017‬‬ ‫(‪ .)2017‬ترجمة عن اليوناينة‪:‬‬
‫الحقة عليه‪ ،‬وتلك لعمري عبقرية بورخيس‪ ،‬التي تكتفي باإلشارة إلى اللبيب‪.‬‬ ‫ـض منها‬
‫ُّ‬ ‫ـاء بمرحلة االنـصـهــار والـ َّـتـ ُّ‬ ‫وانـتـهـ ً‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وتقترب َّ‬
‫تساعدنيَّ الــظــروف على نقل بـعـ ٍ‬ ‫ـوحــد مع‬ ‫االستراتيجية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫في املنهجية واألداء والرؤية َّ‬ ‫شعريته وصوته‬
‫َّ‬
‫ال يمكن للشاعر أن يمنع‬
‫َّ ُّ‬
‫روني بو سابا)‬
‫إلى العربية‪.‬‬ ‫ت ـلــك ال ـع ـنــاصــر (مــرح ـلــة ال ـ ُّـروبـ ـي ــدو) الـتــي‬ ‫وفي املقابل هناك مشاريع يبدو أنها تتخبط‬ ‫من التسلل إلى ترجماته والتذاوب معها‪.‬‬

‫فعاليات‬ ‫في صباح الخامس من آب عند السادسة‬

‫تقام في مركز البحوث ودراسات المتوسط والشرق األدنى بباريس‪ ،‬اليوم ندوة‬
‫يتحدث فيها الديبلوماسي‬
‫ّ‬ ‫حب العالم العربي‬
‫ّ‬ ‫ضفتين‪ :‬نصف قرن من‬ ‫ّ‬ ‫بعنوان بين‬
‫السابق والمترجم الفرنسي جيل غوتييه حول عالقته بالثقافة العربية‪ ،‬خصوصًا‬
‫في بلدان عاش فيها مثل الجزائر ولبنان واليمن‪ .‬يدير الندوة المؤرخ دومينيك فيدال‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫جوزي ِّبه تومازي دي المبيدوزا‬
‫السيرانة‬
‫لطالما َفتن الكاتب‬
‫عر املبعث ِر الــذي‬ ‫ـاءات منسية‪ِ .‬مــن ُالش ِ‬ ‫صـفـ ٍ َّ‬
‫بـلــون الــشـمــس كــان م ــاء البحر يهمي على‬
‫ِّ‬
‫اإليطالي ج‪ .‬د‬
‫العينني َّالخضراوين املفتوحتني‪ ،‬وعلى كل‬ ‫عند‬ ‫«حدث ذلك في صباح الخامس من آب َ‬
‫الط ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فولي‪.‬‬ ‫مالمح النقاء‬ ‫قصير‬ ‫ـت‬ ‫الــســادسُــة‪ .‬كـنــت قــد أفـقــت قبل وق ـ ٍ‬
‫في غاليري السعدي في قرطاج‪ ،‬بالقرب من تونس العاصمة‪ ،‬ينتظم حتى ‪ 30‬من‬
‫ِّ‬
‫بقد ِر ما هي متأهبة‪،‬‬ ‫املتوجسة‪ْ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫إن عقولنا‬
‫َّ ِ َ‬ ‫ٍُ‬
‫تأخير إلــى الـقــارب؛ بضع‬ ‫ٍ‬ ‫وصـعــدت دونما‬ ‫المبيدوزا (‪-1896‬‬
‫ْ‬
‫ـام امل ـع ـج ــزة وع ـن ــدم ــا تـشـعـ ُـر‬ ‫ـرب أم ـ ـ ـ َ‬ ‫ت ـض ـط ـ ُ‬ ‫ـات َّمــن امل ـج ــذاف َّدفـ َـعــتـنــي بـعـيـدًا عن‬ ‫ض ــرب ـ ٍ‬ ‫‪ )1957‬القرّاء حول‬
‫الشهر الجاري المعرض الجماعي أصداء ‪ ،2‬والذي انطلق في ‪ 15‬من الشهر الجاري‬ ‫بوقوعها فإنها تحاول أن تتكئ على آثار‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ح ـصــى ال ــش ــاط ــئ وت ــوق ـف ـ َّ ُـت أس ـف ــل ص ـخــر ٍة‬
‫يقدم آخر أعمال ‪ 16‬تشكيليًا وتشكيلية من تونس‪ ،‬من بينهم‪ :‬أمين شوالي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وهو‬ ‫ـص آخـ ًـر‪،‬‬ ‫ـة؛ فمثل أي شـ ُخـ َ ٍَّ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫الــظـ ُـواهــر الــتـ ِّـافـهـ َّ‬
‫َّ‬
‫مس التي كانت‬ ‫من الش ِ‬ ‫بها ُ‬‫ألحتمي ً‬ ‫عظيمةٍ‬ ‫ُ‬ ‫العالم بروايته‬
‫تبزغ آنذاك‪ُ ،‬م‬
‫وداريــن بن عبد اهلل‪ ،‬ونور الدين العوني‪ ،‬وأروى بن إسماعيل الشرفي‪ ،‬وسلمى‬
‫أردت أن أص ـ ــدق َأن ـن ــي ص ــادف ــت س ــبــاح ــة‪،‬‬
‫وم ـت ـح ـ ِّـرك ــا بـ ـ ـح ـ ــذ ٍر‪ ،‬رفـ ـع ـ ُـت ن ـف ـســي إل ـي ـهــا‪،‬‬
‫وار غضبها َالجميل‪،‬‬ ‫ُ ِ‬
‫وت ـح ــول إل ــى ذه ـ ٍـب وزرق ـ ــةٍ ن ـصــاعــة الـبـحـ ِـر‬
‫بأ‬ ‫نتفخة‬
‫ِّ ُ‬ ‫«الفهد»‪ .‬هنا‬
‫الماجري‪ ،‬وسنية الديناري‪ ،‬ومالك سعد اهلل‪ ،‬ومحمد الزواري‪.‬‬
‫ألساعدها على‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫نحوها‬ ‫يدي َ‬ ‫مادًا َّ‬
‫َّ‬
‫وانحنيت‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫الفجري‪ِّ ُ .‬‬
‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫مقطع من ترجمة‬
‫ـرزتْ‬ ‫الـ ُّـص ـعــود‪ .‬ولـكــنـهــا‪ ،‬بشكيمةٍ بــاهــر ٍة ب ـ‬ ‫كـنـ ُـت أنـ ِـشــد الـَّـشـعــر عندما شـعــرت‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جديدة إلحدى‬
‫بهبوط‬ ‫ٍ‬
‫ـئ ل ـحــافــةِ الـ ـق ــارب‪ ،‬ورائ ـ ــي‪َ ،‬م ــن جهة‬ ‫ُ‬
‫خصرها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مستوى‬
‫َّ‬ ‫بجسدها مــن امل ــاء إلــى‬
‫وطـ َّـو َ ِقـ ْـت عنقي بـ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫م ـفــاجـ ٍ‬
‫يوم غد الخميس‪ ،‬تنظم جمعية األطباء المقيمين في مقرّها في الرباط مائدة‬ ‫ـذراعـيـ ُّهــا‪ ،‬ولفتني بغيمةِ‬
‫َّ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫ال ـي ـم ــن‪ ،‬ك ـمــا ل ــو أن أح ــده ــم ت ـع ــل ــق ه َّـنــاك‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫قصصه‬
‫جسدها‬ ‫َ‬ ‫ثم ترك ْت‬ ‫عطر لم أش َّم له مثيال قط‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫اعم‬ ‫الوجه الن َ‬ ‫رأيت‬ ‫التفت ورأيتها‪:‬‬ ‫َ‬
‫ليصعد‪.‬‬
‫ونقاد عن عالقة‬‫ّ‬ ‫يتحدث أطباء وتشكيليون‬
‫ّ‬ ‫مستديرة بعنوان الطب والفن حيث‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي ـنــزلــق إلـ ــى داخ ـ ــل ال ـ ـقـ ــارب‪ :‬ت ـح ــت م ـن ـفـ َـرج‬ ‫السادسة عشرة من عمرها يخرجُ‬ ‫لفتا ٍة في َّ‬
‫جسد‬ ‫َ‬ ‫جسدها‬ ‫ُ‬ ‫تحت األرداف‪ ،‬كان‬ ‫َ‬ ‫الفخذين‪،‬‬ ‫بلوح‬ ‫ويدين صغيرتني تمسكان‬ ‫من البحر‪َ ،‬‬
‫المجالين تاريخيًا‪ .‬يلي ذلك عرض تقرير وشهادات حول االستعماالت االستشفائية‬ ‫س ـم ـك ــة‪ ،‬م ـك ـس ـ ّـوًا ب ـح ــراش ــف ص ـغ ـي ــرة ج ــدًاَّ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫من ألواح القارب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫للفن‪ ،‬وأيضًا في مساهمة الفن في تخفيض التوتّر العصبي عند ممارسي مهنة‬
‫متشعب َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تبتسم؛ ثنية خفيفة ًكانت‬ ‫الفتاة‬
‫راح‬ ‫ٍَ‬ ‫بذيل‬
‫ٍ‬ ‫لؤلؤيةٍ وزرقاء‪ ،‬وينتهي‬ ‫َّ‬ ‫ُكانت تلك َّ‬
‫برفق قعر القارب‪ .‬لقد كانت ِسيرانة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يضرب‬ ‫باع ُد بني الشفتني الشاحبتني كاشفة عن‬ ‫ت ِ‬
‫الطب‪.‬‬ ‫رأس ـ ـهـ ــا ع ـل ــى يــديـهــا‬ ‫ُم ـس ـت ـل ـق ـيـ ًـة‪ٍ ،‬وضـ ـ َـعـ ـ ْـت َ‬ ‫كأسنان‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬
‫ـاء وحـ ـ ـ َّ‬
‫ـاد‬ ‫أس ـن ــان صـغـيــرة بـيـضـ َ‬
‫ٍ‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـون ودي ـ ـ ٍـع عن‬ ‫امل ـ َّت ـقــاط ـعـ َّـتــن‪ ،‬كــاش ـفــة ب ــم ـج ـ ٍ‬ ‫الـ ـك ــاب‪ .‬ول ـكــن ـهــا ل ــم ت ـكــن ا ُب ـت ـس ــام ــة كتلك‬
‫ال ــزغ ــب الــنــاعــم تـحــت إبـطـيـهــا‪ ،‬وع ــن ثديني‬ ‫االبتسامات التي يراها بعضكم على وجهِ‬
‫يتواصل حتى يوم غد الملتقى الدولي للفنون والحرف الشعبية والتراثية‪ ،‬في‬ ‫ُ‬ ‫ـاعـ َـديــن‪ ،‬وبـطـ ٍـن مـثــالـ ٍّـي؛ وكــان‬ ‫ُ‬ ‫تعبير‬
‫يتصاعد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مـتـبـ ِ‬ ‫أصالتها تحت َّ ٍ‬ ‫بعض‪ ،‬تلك الفاقد ِة‬
‫َّ‬ ‫َ ٍ‬
‫قاعة األهرام للفنون في القاهرة‪ .‬من خالل مجموعة معارض ونقاشات‪ ،‬يحاول‬ ‫سان عطرًا‪،‬‬ ‫هفو ِة ِل ٍ‬ ‫أسميته عن َّ ٌ‬ ‫منها ما كنت ُ‬ ‫َّ‬ ‫السخريةِ أو الش ُفقةِ‬ ‫املحبةِ أو ُّ‬
‫الوحشيةِ أو ِّ‬
‫ضي عن‬
‫َّ‬
‫عر ٍّ‬
‫سحرية‪.‬‬ ‫بحر‬ ‫رائحة‬ ‫وإنما هي‬ ‫ـيء آخــر؛ ابتسامتها‬ ‫أي شـ ٍ‬ ‫أو‬
‫المشاركون إضاءة واقع الفنون البصرية على اختالف تنويعاتها ومن بين المحاور‬ ‫ٍ‬
‫كانت أشبه‬ ‫فحسب‪،‬‬ ‫ذاتها‬ ‫عن‬ ‫ر‬ ‫كانت ِّ‬
‫تعب ُ‬
‫ُ ْ‬
‫التي ستجري مناقشتها‪ :‬التصوير الزيتي‪ ،‬وفن الفسيفساء‪ ،‬والزخرفة‪ ،‬وتصميم‬ ‫«الس َيرانة»‪ ،‬من كتاب‬ ‫قص ِة ِّ‬ ‫(مقطع من َّ‬ ‫ـاء حـيــوانـ ٍّـي بــالــوجــود‪ ،‬أو ق ــل أشبه‬
‫َّ َ‬ ‫بــانـتـشـ ٍ‬
‫«القصص» لـ دي المبيدوزا‪ ،‬يصدر قريبًا عن‬ ‫بـغـبـطــةٍ إل ـهـ َّـيــة‪ .‬كــانــت ه ــذه االبـتـســامــة أول‬
‫الحلي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املتوسط»‪ ،‬بترجمة أمارجي)‬ ‫ِّ‬ ‫«منشورات‬ ‫سحر يفعل ِفعله بي كاشفًا لي عن فراديس‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫دي المبيدوزا‬

You might also like