You are on page 1of 1

‫‪25‬‬ ‫االثنين ‪ 11‬ديسمبر‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬م ‪ 23‬ربيع األول ‪ 1439‬هـ ¶ العدد ‪ 1197‬السنة الرابعة‬ ‫االثنين ‪ 11‬ديسمبر‪ /‬كانون

‫االثنين ‪ 11‬ديسمبر‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬م ‪ 23‬ربيع األول ‪ 1439‬هـ ¶ العدد ‪ 1197‬السنة الرابعة‬ ‫‪24‬‬
‫ثقافة‬
‫‪Monday 11 December 2017‬‬ ‫‪Monday 11 December 2017‬‬

‫القارئ مرهون بتطور الثقافة العربية‬ ‫هموم شعرية‬ ‫حلقة منسية من تاريخ الكوميكس المصري‬ ‫متابعة‬

‫تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في عالقته مع قارئه وخصوصيات صنعته‪ ،‬وال سيما‬
‫مع حازم العظمة‬ ‫خبيئة علي رضا‬ ‫ضمن «أسبوع‬
‫الكوميكس في مصر»‪،‬‬
‫الذي اختتم أول من‬
‫أمس في القاهرة‪ ،‬يعود‬
‫ٌ‬
‫معرض إلى مشوار فنان‬
‫واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته‪ .‬هنا وقفة مع الشاعر السوري حازم العظمة‬ ‫التعرف على‬ ‫ّ‬ ‫عمل على تتبع سيرته ومحاولة‬
‫الذي يرى أن قوة الشعر العربي في لغته‪ ،‬وأن ضعفه في الخطابية والرطانة‬ ‫رحلته من خــال أوراقــه الشخصية وأعماله‬ ‫المصورة علي‬
‫ّ‬ ‫الرسوم‬
‫أوراق علي رضا تفتح‬ ‫التي حصل عليها‪ .‬تخبرنا أوراق علي رضا‬ ‫رضا (‪ )1982-1908‬الذي‬
‫من جديد تاريخ‬ ‫التي عرض جزء منها ضمن فعاليات الدورة‬
‫الــراب ـعــة مل ـهــرجــان «أس ـب ــوع الـكــومـيـكــس في‬ ‫اكتشف أوراقه الفنان‬
‫الكوميكس في مصر‬
‫الـصـعــالـيــك‪ ،‬صـحـيــح أن لـغـتـهــم ص ــارت‬ ‫بينما تلك القصائد في بعض الحاالت‬
‫ّ‬
‫الـثـقــافــة ال ـعــرب ـيــة‪ .‬حــالـيــا لـيــس ثـمــة ق ــراء‬ ‫باريس ـ العربي الجديد‬ ‫م ـصــر» ال ـتــي اخـتـتـمــت فــي ال ـقــاهــرة أول من‬
‫أمس‪ ،‬أنه ولد عام ‪ ،1908‬لعائلة نوبية األصل‪،‬‬
‫التشكيلي محمد عبلة‬
‫موغلة في التاريخ اآلن‪ ،‬إال أن اهتماماتهم‬ ‫ال قيمة لها‪ ،‬أو أنها أقل بكثير من حجم‬ ‫للشعر العربي‪ ،‬أو إنهم نادرون‪.‬‬
‫تبدو لي معاصرة جدًا وراهنة‪.‬‬ ‫هذا االحتفاء‪ .‬ما زلنا في طور تصديق‬ ‫■ من هو قــارئــك؟ وهــل تعتبر نفسك شاعرًا‬ ‫ودرس الهندسة والفنون وعمل في الشؤون‬ ‫منذ سنة‪ .‬هنا يتحدث‬
‫عبلة لـ«العربي الجديد»‬
‫كل ما يقال لنا‪.‬‬ ‫■ هل توافق على أن الشعر املترجم من اللغات‬ ‫مقروءًا؟‬ ‫الهندسية بــوزارة األوق ــاف‪ ،‬وكــان من أبطال‬
‫ً‬ ‫إقامة املعلمني‬ ‫املدارس الداخلية التي تستلزم‬ ‫ألـعــاب الـقــوى ومــن مــؤسـســي ن ــادي املـعــادي‬
‫■ ما الذي تتمناه للشعر العربي؟‬ ‫األخـ ــرى هــو ال ـيــوم أك ـثــر مـقــروئـيــة مــن الشعر‬ ‫ال أعرف فعال من الذي يقرأ لي‪ ،‬وال أعتبر‬ ‫ّ‬
‫أن يولد من جديد‪.‬‬ ‫■ ما هي مزايا الشعر العربي األساسية وما‬
‫ّ‬
‫العربي‪ ،‬وملاذا؟‬ ‫أني منتشر أو شعري شائع‪.‬‬ ‫والطالب معًا على مدار األسبوع‪ .‬يوضح عبلة‬
‫يميز أعمال علي رضا وتجربته‪،‬‬ ‫أن «أكثر ما ّ‬ ‫الرياضي‪ ،‬كما كان عاشقًا للسفر والترحال‪.‬‬ ‫عن قصة معرض علي‬
‫ت ـع ـك ــس الـ ـ ـص ـ ــورة الـ ــوح ـ ـيـ ــدة امل ـ ـن ـ ـشـ ــورة لــه‬
‫رضا‬
‫هي نقاط ضعفه؟‬ ‫تعتد‬ ‫نـعــم صـحـيــح‪ ،‬ال ـش ـعــوب ال ـتــي ال‬
‫م ـيــزتــه األس ــاس ـي ــة ال ـل ـغــة ال ـع ــرب ـي ــة‪ ،‬وال‬ ‫ب ـث ـقــاف ـت ـهــا‪ ،‬ألن ـه ــا م ـق ـه ــورة ومـسـلــوبــة‬ ‫■ كيف هي عالقتك مع الناشر‪ ،‬هل لديك ناشر‬ ‫هــو سعيه املبكر لتأسيس مــدرســة مصرية‬ ‫باملعرض هذا الشغف بالرياضة والترحال‪،‬‬
‫بطاقة‬ ‫فــي فــن الـكــومـيـكــس‪ ،‬مــن خ ــال الشخصيات‬ ‫ً‬
‫أع ـ ـنـ ــي بـ ــذلـ ــك أن غـ ـي ــره ــا م ـ ــن الـ ـلـ ـغ ــات‬ ‫اإلرادة‪ ،‬ذائقتها ستكون مسلوبة أيضًا‪،‬‬ ‫وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟‬ ‫إذ يظهر مرتديًا مالبس الكشافة‪ ،‬حامال فوق‬
‫أقل‪ ،‬إطالقًا‪ .‬ميزة الشعر الفرنسي أيضًا‬ ‫ح ـيــال كــل مــا هــو «أج ـن ـبــي»‪ ،‬املــوضــوع‬ ‫آخر مجموعة صدرت لي عن «دار رياض‬ ‫املصرية التي ابتكرها مثل «فلحس أفندي»‬ ‫كتفه عصا‪ ،‬وخلفه بحيرة وأعشاب‪ ،‬ويبدو‬ ‫القاهرة ـ إسالم أنور‬
‫شــاعــر س ــوري مــن مــوالـيــد دمشق‬ ‫ّ‬ ‫و«س ـف ــروت» و«أس ـت ــاذ عـبــد ال ـج ـبــار»‪ ،‬وهــذه‬ ‫أش ـب ــه بـشـخـصـيــة ط ـ ــرزان ال ـت ــي رس ـم ـهــا في‬
‫الـلـغــة الـفــرنـسـيــة‪ ،‬كـمــا هــو ال ـحــال مــع أي‬ ‫طبعًا أعقد من هذا في تفاصيله‪ .‬أحيانًا‬ ‫الريس» عام ‪ .2012‬ليس لي حلم يتعلق‬
‫عام ‪ ،1946‬ويقيم في باريس منذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ال ـش ـخ ـص ـي ــات أعـ ـي ــد اس ـت ـن ـس ــاخ ـه ــا ب ـصــور‬ ‫كثير من أعماله‪.‬‬ ‫ال ـص ــدف ــة وح ــده ــا قـ ـ ــادت ال ـف ـنــان‬
‫لـ ـغ ــة‪ .‬م ــا زل ـن ــا نـسـتـعـمــل ج ـ ــزءًا ضـئـيــا‬ ‫واحتفاء بقصائد ألسماء‬ ‫أرى انبهارًا‬ ‫بالناشر‪ ،‬فقط ال أنشر في دار تنشر أي‬
‫‪ .2014‬ت ـخـ ّـرج مــن كلية الـطــب في‬ ‫صغيرًا جدًا من اللغة‪ ،‬وحني سنكتشف‬ ‫ع ــاملـ ـي ــة‪ ،‬ي ـص ــل إل ـ ــى درجـ ـ ــة ال ـت ـق ــدي ــس‪،‬‬ ‫شــيء‪ ،‬أو ألن له «ســوقــا»‪ .‬لــدي مجموعة‬ ‫مختلفة في أعمال فنانني بعد ذلــك من دون‬ ‫التشكيلي امل ـصــري مـحـمــد عبلة‬
‫جامعة دمشق‪.‬‬ ‫إمكاناتها وإمـكــانــات تـطـ ّـورهــا سنذهل‬ ‫شعرية جديدة اآلن‪ ،‬وألني متأكد أن على‬ ‫أي إشارة إلى صاحبها األصلي»‪.‬‬
‫ّ‬
‫شخصية متعددة المواهب‬ ‫الك ـ ـت ـ ـشـ ــاف أع ـ ـ ـمـ ـ ــال أحـ ـ ـ ــد اآلبـ ـ ـ ــاء‬
‫ّ‬
‫وع ـلــى ال ــرغ ــم م ــن أن ــه ب ــدأ الـكـتــابــة‬ ‫ّ‬ ‫يشير عبلة إلى أن أعمال علي رضا تؤكد أننا‬ ‫املصورة «الكوميكس»‬ ‫املؤسسني لفن الرسوم‬
‫مــن حـجــم الـفـضــاء امل ـتــاح‪ ،‬وال يستطيع‬ ‫الشعر أال يبقى في دفاتر املسودات أفكر‬
‫فــي الستينيات إال أن ــه نـشــر كتبه‬ ‫أن يفعل ذلك سوى الشعر‪ .‬نقاط ضعف‬ ‫في أين سأنشرها‪.‬‬ ‫توقف مبكر وسيرة مجهولة‬ ‫أمام شخصية استثنائية ومتعددة املواهب‪،‬‬ ‫في مصر‪ ،‬وهو الفنان علي رضا أو «الفنان‬
‫ال ـش ـعــريــة م ـت ــأخ ـرًا‪ ،‬إذ ل ــم تـصــدر‬ ‫الـ ـشـ ـع ــر الـ ـع ــرب ــي أسـ ـ ــاسـ ـ ــا‪ ،‬ال ـخ ـط ــاب ـي ــة‬ ‫من المهم‬ ‫مـشـكـلــة «م ــا يـطـلـبــه ال ـج ـم ـهــور» فظيعة‬ ‫على الــرغــم مــن رحـيــل علي رضــا عــام ‪،1982‬‬ ‫ّ‬
‫فقد علم نفسه كتابة الخط وأل ــف كتابًا عن‬
‫ّ‬
‫العبقري‪ /‬املجهول» كما يصفه عبلة‪ ،‬الذي‬
‫إال أنــه‪ ،‬وفقًا للمعلومات التي ّ‬ ‫ً‬
‫مـجـمــوعـتــه األولـ ــى إال ع ــام ‪،2004‬‬ ‫(الخطابية حتى فــي الـحــب)‪ ،‬ثمة اللطم‬ ‫استعادة الصعاليك‬ ‫كما أرى‪ ،‬باملناسبة من الجيد أن نتذكر‬ ‫قدمها الفنان‬ ‫وكراسات لتعليم الفنون والزخرفة‪،‬‬ ‫التشريح ّ‬ ‫يروي القصة لـ «العربي الجديد» قائال‪« :‬في‬
‫محمد عبلة‪ ،‬قد توقف عن رســم الكوميكس‬
‫فاهتماماتهم‬
‫تحت عنوان «قصائد أندروميدا»‪.‬‬ ‫أيضًا والبكائيات والرطانة‪...‬‬ ‫أن الشاعر األميركي والــت ويتمان بقي‬ ‫ورس ـ ــم أغ ـل ـف ــة املـ ـج ــات الـ ـث ــاث ال ـت ــي كــانــت‬ ‫نهاية الـعــام املــاضــي‪ ،‬اتـصــل بــي صــديــق من‬
‫صدر له بعدها‪« :‬طريق قصيرة إلى‬ ‫ي ـن ـت ـظــر ح ــوال ــي ع ـش ــر سـ ـن ــوات ق ـب ــل أن‬ ‫ع ــام ‪ 1952‬مــن دون أس ـبــاب واض ـح ــة‪ .‬يقول‬ ‫ت ـصــدرهــا ج ـمــاعــة «اإلخ ـ ـ ــوان امل ـس ـل ـمــن» في‬ ‫تجار الكتب القديمة وقال لي عندي ّ«بيعة»‬
‫عراس» (‪ ،)2006‬و«عربة ّأولها آخر‬ ‫ّ‬ ‫■ ش ـ ــاع ـ ــر ع ـ ــرب ـ ــي تـ ـعـ ـتـ ـق ــد أن م ـ ـ ــن املـ ـه ــم‬ ‫معاصرة وراهنة‬ ‫يقبل أي ناشر «محترم» أن ينشر كتابه‬ ‫عبلة «أعتقد أنه تعرض لحادثة‪ ،‬فقد نشرت‬ ‫بدايتها‪ ،‬كما ّأسس مجالت في فن الكوميكس‬ ‫ممكن تكون مهمة بالنسبة لك»‪ ،‬ويوضح أن‬
‫الليل» (‪.)2012‬‬ ‫استعادته اآلن؟‬ ‫«أوراق العشب» (‪.)1855‬‬ ‫الصحف املـصــريــة فــي تلك الـفـتــرة خـبـرًا عن‬ ‫خــال فـتــرة الثالثينيات واألربـعـيـنـيــات‪ ،‬من‬ ‫التاجر لم يكن يعرف القيمة الكبيرة لألوراق‬
‫حادثة كبيرة‪ ،‬بسقوط سيارة مهندس شاب‬ ‫أبــرزهــا «الغلباوي» و«الـخـبــر»‪ ،‬و«املصيدة»‬ ‫الـتــي مـعــه‪ ،‬لــذلــك فـقــد رغ ــب فــي بيعها دفعة‬
‫■ كيف تنظر إلى النشر في املجالت والجرائد‬ ‫من أعلى جبل املقطم‪ ،‬وظن الناس أنه توفي‪،‬‬ ‫و«األي ــام» و«الـبـغـبـغــان»‪ ،‬وكــان أول مــن رسم‬ ‫واحـ ــدة «مـشـتــرطــا أن أش ـتــري كــافــة األعـمــال‬
‫واملواقع؟‬ ‫لكنه بقي بعد ذلك على قيد الحياة‪ ،‬واستمر‬ ‫ب ـم ـج ـلــة «س ـ ـنـ ــدبـ ــاد» الـ ـت ــي أص ـب ـح ــت الح ـقــا‬ ‫وليس بعضها في حال إذا ما أعجبتني»‪.‬‬
‫يبدو لي الشعر في مجلة أو مطبوعة أو‬ ‫ح ـت ــى س ـب ـع ـي ـن ـيــات الـ ـق ــرن امل ــاض ــي ي ـصـ ّـمــم‬ ‫تــابـعــة ل ـ ــ«دار املـ ـع ــارف» وت ـغـ ّـيــر اسـمـهــا إلــى‬ ‫يتابع محمد عبلة‪« :‬عندما وصـلـ ُـت وجــدت‬
‫صحيفة نقطة مضيئة‪ ،‬في ظالم دامس‬ ‫ال ـغ ــاف ال ـخ ــارج ــي وال ــرس ــوم ــات الــدعــائ ـيــة‬ ‫تفرده‬ ‫«الـسـنــدبــاد»‪ُ .‬تظهر أعـمــال رضــا مــدى ّ‬ ‫ح ـق ـي ـب ـت ــن ت ـ ـحـ ــويـ ــان م ـ ـجـ ــات ورس ـ ــوم ـ ــات‬
‫أحيانًا‪.‬‬ ‫لفرقة املوسيقى العربية»‪ .‬ولدى سؤال عبلة‬ ‫ونـبــوغــه املـبـكــر‪ ،‬فهناك أكـثــر مــن عمل يحمل‬ ‫ومخطوطات لفنان لم أسمع به من قبل يدعى‬
‫ع ــن م ـحــاول ـتــه ال ـت ــواص ــل م ــع أس ـ ــرة ال ـف ـنــان‬ ‫تــاريــخ عــام ‪ ،1925‬مــا يعني أنــه بــدأ ممارسة‬ ‫علي رضا‪ ،‬كانت معظم األعمال بحالة جيدة‪،‬‬
‫■ هــل تـنـشــر شـعــرك عـلــى وســائــل الـتــواصــل‬ ‫الــراحــل ملعرفة مزيد مــن املعلومات‪ ،‬أكــد أنه‬ ‫فن الكوميكس وهو ما زال طالبًا في املدرسة‬ ‫وبمجرد االطالع عليها‪ ،‬وجدتني أمام فنان‬ ‫ّ‬
‫لم يحصل على أية معلومات عنهم‪ ،‬وعندما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االجتماعي‪ ،‬وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك‬ ‫«الـخــديــويــة» الثانوية‪ ،‬ورك ــزت هــذه األعمال‬ ‫م ــن ط ّـ ــراز خـ ــاص‪ ،‬وت ـع ـجــبــت كـيــف ل ــم يصل‬
‫أو كتابة زمالئك ممن ينشرون شعرهم على‬ ‫ذه ــب ل ـع ـنــوان بـيـتــه ف ــي املـ ـع ــادي وجـ ــده قد‬ ‫على رصــد بعض املـفــارقــات املضحكة داخــل‬ ‫لنا فــنــه حتى اآلن‪ ،‬هاتفت أكـثــر مــن صديق‬
‫ّ‬
‫وسائل التواصل؟‬ ‫تحول إلى عمارة ضخمة‪ ،‬وأضاف‪« :‬األوراق‬ ‫امل ـ ــدرس ـ ــة‪ ،‬ثـ ــم طـ ـ ّـورهـ ــا ب ـع ــد ذل ـ ــك مـ ــن خ ــال‬ ‫ووجدتهم ال يملكون سوى معلومات قليلة‬
‫ً‬ ‫تشير إلــى أنــه كــان لــه ابــن وحـيــد‪ ،‬ولعل أحد‬ ‫ـدرس فــي إحــدى‬ ‫شخصية «عـبــد الـجـبــار» امل ـ ّ‬ ‫عنه»‪ .‬يشير عبلة إلى أنه طوال العام املاضي‬
‫أنشر قليال جدًا‪ ،‬أحيانًا قصيدة قصيرة‬ ‫ّ‬
‫أو مقطعًا‪ .‬يفيد ذلــك في معرفة رد فعل‬ ‫أح ـ ـفـ ــاده ه ــو م ــن ق ـ ــام ب ــال ـت ـخ ــل ــص م ــن تـلــك‬
‫ٍّ‬
‫معني كثيرًا‬ ‫جمهور كبير نسبيًا (وغير‬ ‫األوراق‪ ،‬مــن دون أن يـعــرف قيمتها»‪ .‬ودعــا‬
‫ٍ‬ ‫عبلة جمهور املـعــرض وعـشــاق الكوميكس‬
‫بالشعر)‪ .‬ما أراه‪ ،‬أن ذلك غالبًا ما يؤثر‬
‫ت ــأث ـي ـرًا ب ــال ــغ األذى ع ـلــى ال ـك ـت ــاب ــة‪ ،‬هــذا‬ ‫وأي شخص يملك معلومات عن الفنان علي‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫مــا يـحــدث فـعــا‪ :‬أن يتبع الـشــاعــر ذائقة‬
‫ال ـج ـم ـهــور و«إلـ ـه ــام ــه»‪ ،‬ول ـيــس الـعـكــس‪.‬‬
‫رضا إلى املساهمة بها لتنشر ضمن مشروع‬
‫كتاب توثيقي سوف يصدر قريبًا يضم أبرز‬ ‫في غياب مؤرخي الفن‬
‫ّ‬ ‫الـــرســـام الــمــصــري‪ ،‬عــلــي رضــا‬
‫ّ‬ ‫لــيــس‬
‫الـكـتــابــة الـشـعــريــة ال ـتــي قــد أحـ ّـبـهــا على‬ ‫ويؤرخ ملسيرته الفنية‪.‬‬ ‫أعماله‬
‫وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬هي أحيانًا‬ ‫مـ ــن ج ــانـ ـب ــه‪ ،‬ق ـ ــال م ـح ـم ــد ال ـب ـع ـل ــي‪ ،‬مــؤســس‬ ‫برمته‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(الصورة)‪ ،‬أو فن الكوميكس‬
‫مهرجان «أسبوع الكومكيس في مصر»‪ ،‬في‬
‫تلك التي لم يكترث لها أحد‪.‬‬ ‫استثناء حين تغيب عملية التأريخ‬
‫حديث مع «العربي الجديد»‪ ،‬إن «أعمال علي‬
‫رضا تعيد التأريخ لفن الكوميكس في مصر‬ ‫المنهجي‪ ،‬في مصر وفي غيرها من‬
‫■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟‬
‫ل ـســت م ـت ــأك ـدًا م ـمــا ه ــو ش ـع ـ ٌـر ومـ ــا ليس‬ ‫من جديد‪ ،‬فبينما تشير معظم الكتابات التي‬ ‫البالد العربية‪ .‬إذ توجد أجناس فنية‬
‫بـشـعـ ٍـر‪ ،‬وه ــذا يشملني‪ .‬وأعـتـقــد أن هــذه‬ ‫تؤرخ لفن الكوميكس إلى فترة الخمسينيات‬ ‫كثيرة بقيت في الظل وال تزال تنتظر‬
‫كانت حال الشعر دائمًا‪ ،‬لهذا يصعب أن‬ ‫مــن الـقــرن العشرين باعتبارها بــدايــة ظهور‬ ‫قـــراءة تاريخية شاملة‪ ،‬مــن النحت‬
‫فناني الكوميكس املصريني‪ ،‬إال أن أعمال علي‬
‫تعرف من هو قــارئ الشعر‪ ،‬فذلك يعتمد‬
‫رض ــا تــؤكــد عـلــى وج ــود تـجــربــة ظ ـهــرت منذ‬ ‫ـورة وغــيــرهــا‪ ،‬وال‬
‫إلــى القصة الــمــصـ ّ‬
‫عـلــى مــا اعـتـبــرنــاه «ش ـع ـرًا «‪ .‬لــو اعتبرنا‬
‫ً‬ ‫بدايات القرن العشرين ولم يتم التأريخ لها»‪.‬‬ ‫تــزال نظرة الجمهور إليها تحكمها‬
‫مثال القراء الشائعني للشعراء الشائعني‪،‬‬ ‫يضيف‪« :‬األمــر املثير ّ‬
‫لكانت إذن مأثرة‪ ،‬أو مجزرة (عدد هؤالء‬ ‫بشدة في أعمال رضا‬ ‫اعتبارات وتقييمات شخصية أكثر من‬
‫مثال ما ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬إضــافــة إل ــى تـمـ ّـيــزهــا الـفـنــي ‪ -‬هــو تنوعها‬
‫يقدم على أنه‬ ‫القراء باملاليني)‪ ،‬أو‬ ‫بــن األعـمــال املـ ّ‬ ‫تطور‬
‫ّ‬ ‫نظرة واسعة تركيبية لمسارات‬
‫ـوجـهــة إلــى الكبار والصغار‪،‬‬
‫«شعر» في برنامج اسمه «شاعر املليون»‪.‬‬ ‫هذه المجاالت‪.‬‬
‫ال بـ ّـد أن يصل الـقــارئ العربي يومًا مــا ‪-‬‬ ‫وبــن األع ـمــال السياسية واالجـتـمــاعـيــة‪ ،‬كل‬
‫وهذا ما أتمناه ‪ ،-‬أن يصل تأثيرًا وعددًا‪،‬‬ ‫ذلــك يؤكد لنا أنــه حلقة مهمة في تاريخ فن‬
‫حازم العظمة في بورتريه لـ أنس عوض (العربي الجديد)‬ ‫ولــو ببطء‪ ،‬وأظــن أن ذلــك مرهون بتطور‬ ‫من رسومات علي رضا‬ ‫الكوميكس بمصر»‪.‬‬

‫إصدارات‬ ‫متساو‬
‫ٍ‬ ‫المتهور‪ ،‬ثالثتهم يضرّون بسورية بشكل‬
‫ِّ‬ ‫ضميري مرتاح لقراري‬ ‫قصائد‬

‫بترجمة وليد أحمد الفرشيشي‪ ،‬صدرت مؤخرًا عن «دار مسكلياني» رواية اللص للكاتب‬
‫أول مرة سنة ‪ 2004‬بالفرنسية‪ .‬يظهر العمل مع‬ ‫التونسي توفيق بن بريك‪ ،‬والتي نشرت ّ‬
‫مقدمة إلدوارد سعيد هي عبارة عن تعليق حول الكتابة الساخرة لبن بريك الذي كان قبل‬
‫ّ‬
‫تحمست لها بيروت‬
‫ّ‬ ‫أشعا َره الجديدة‬
‫‪ 2011‬معروفًا كأحد معارضي نظام زين العابدين بن علي‪.‬‬ ‫الكتب!‬
‫َ ً‬
‫سأتوجه إلى زافني ّأوال‬
‫ّ‬ ‫قسطنطين كفافيس‬
‫وما هذي الدناءات!‪ .....‬يا مافيس‪ُ ،‬‬
‫كنت أمس‪-‬‬ ‫ّ‬
‫الغبي‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وإن لم يقدرني هذا‬
‫بداعي الصدفة ‪ -‬تحت عمود سمعان‪.‬‬ ‫سأذهب إلى خصمه‪ ،‬غريبوس‬ ‫أال كانوا تدبّروا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وإن لم يوظفني هذا األحمق أيضًا‪،‬‬ ‫صرت أشبه باملسكني‪.‬‬
‫ضمن سلسلة «ترجمان»‪ ،‬صدر مؤخرًا عن «المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات»‪،‬‬
‫ّ‬
‫املسيحيني‬ ‫اند َس ْس ُت بني‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫أذهب فورًا إلى إيركانوس‪.‬‬ ‫هذه املدينة الغاوية‪ ،‬أنطاكية‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الذين كانوا يصلون بصمت ويتعبدون‪،‬‬ ‫أهد َرت أموالي كلها‪:‬‬
‫كتاب تونيز‪ :‬الجماعة والمجتمع المدني للمفكر األلماني فرديناند تونيز وقد حرره‬ ‫ّ‬
‫املسيحي‪،‬‬ ‫ويسجدون؛ لكن‪ ،‬أنا غير‬ ‫في أحد هؤالء الثالثة‪.‬‬ ‫ال َّ‬
‫شك سيرغب ّ‬ ‫سرفة‪.‬‬
‫ُ‬
‫هذه الغاوية بمعيشتها امل ِ‬
‫ُ‬
‫جوزيه هاريس وصدر في سلسلة كامبريدج في تاريخ الفكر السياسي ونقله إلى العربية‬ ‫نفسُ ِهم‪.‬‬
‫سالم ُ َ ِ‬ ‫لم يكن لي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وكنت أرتجف‪ ،‬وأدهش‪ ،‬وأضطرب‪.‬‬ ‫وإن ضميري ُمرتاح‬ ‫الصحة‪.‬‬ ‫لكني فتى‪ ،‬بتمام‬
‫يعد أحد كالسيكيات النظرية االجتماعية والسياسية‪ .‬ألّفه تونيز‬
‫ّ‬ ‫نائل الحريري‪ .‬العمل‬ ‫ً َّ‬
‫ِّ‬
‫لقراري املتهور‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فقيه باليونانية مذهل‬
‫خمس وثالثون سنة‪ ،‬تفكر‪-‬‬ ‫ٌ‬ ‫تبتسم؛‬ ‫آ‪ ،‬ال‬ ‫متساو‬ ‫بشكل‬ ‫بسورية‬ ‫ون‬ ‫ّ‬
‫يضر‬ ‫ثالثتهم‬ ‫وأفالطون؛‬ ‫أرسطو‪،‬‬ ‫(أعرف بل أفقه‬
‫ونشره أول مرة في عام ‪.1887‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫شتاء‪ ،‬ليال‪ ،‬نهارًا‪ ،‬خمس وثالثون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫صيفًا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫والخطباء والشعراء وكل ما تتمناه)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ويشهد‪.‬‬ ‫سنة على عمود يعيش‬ ‫لكن ما ذنبي أنا املعدم‪.‬‬ ‫لي دراية بشؤون العسكر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الشعر وأنسنة العالم هو عنوان دراسة حورية الخمليشي التي صدرت مؤخرًا في طبعة‬ ‫تسع وعشرون‬ ‫قبل أن نولد نحن‪ -‬أنا عمري‬ ‫فقير يطلب الستر‬
‫ٍ‬ ‫أنا محض‬ ‫ولي صداقات بقادة املرتزقة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫سنة‪،‬‬ ‫أما كان بمستطاع اآللهة‬ ‫اإلداريات‪.‬‬ ‫ولي قليل علم في‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫مشتركة بين «ضفاف» و«االختالف» و«األمان»‪ .‬العمل يأتي ضمن سلسلة مؤلفات للكاتبة‬ ‫وأنت على ما أعتقد أصغر مني‪-‬‬
‫َ‬
‫أن ّ‬
‫يتدبروا رجال رابعًا صالحًا؟‬ ‫ف ــي اإلس ـك ـن ـ ّ‬
‫ـدري ــة أق ـم ــت س ــت ــة أش ـه ــر‪ ،‬ال ـعــام‬
‫نول َد نحن‪ّ ،‬‬
‫تخيل‪،‬‬ ‫قبل أن‬ ‫لكنت بكل يسر اصطففت معه‪.‬‬ ‫املاضي؛‬
‫حول المسألة الشعرية مثل «الشعر المنثور والتحديث الشعري» و«الكتابة واألجناس‪..‬‬ ‫ُ‬
‫صع َد سمعان إلى العمود‬ ‫ِّ‬ ‫حد ما شؤونهم (وهذا مفيد)‪:‬‬ ‫أعرف إلى ّ‬
‫■■■‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫شعرية االنفتاح في الشعر العربي الحديث» و«الشعر والغناء»‪.‬‬ ‫ومذاك هو هناك أمام الله‪.‬‬ ‫عات كاكيرجاتيس‪ ،‬وأعـمــالــه الحقيرة‪،‬‬ ‫تطل ِ‬
‫سمعان‬ ‫َ‬
‫وغيرها‬
‫ال رغبة لي في العمل اليوم‬ ‫َ‬
‫أشعاره الجديدة؛‬ ‫أعرفها‪ ،‬نعم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ما عدا ُهذا‪ ،‬يا مافيس‪ ،‬من األفضل أن تقوله‬ ‫تحمست لها بيروت‪.‬‬ ‫من هنا أعرف أنني باملطلق‬
‫ّ‬
‫فسطائيون‪،‬‬ ‫مهما يقل َ‬
‫الس‬ ‫يوم آخر‪.‬‬ ‫مناسب لخدمة هذا البلد‬
‫عن منشورات «بوكيت» الفرنسية‪ ،‬صدر مؤخرًا كتاب في ليبيا‪ ..‬على خطى جان ريمون‬ ‫ِ‬
‫أعترف ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫سأطالعها في ّ ٍ‬
‫بالمن‬ ‫فإني‬ ‫مضطرب قليال‪.‬‬ ‫اليوم ال أقدر ألني‬ ‫الحبيب سورية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وطني‬
‫َّ‬
‫باشو للكاتب الفرنسي الجزائري جان ريمون بال دي روبليس‪ .‬العمل يقوم على استعادة‬ ‫شاعرًا أول على سورية‪.‬‬
‫(ترجمة عن اليونانية‪ :‬روني بو سابا)‬ ‫بــالـتــأكـيــد ه ــو أك ـثــر ت ـبـ ّـح ـرًا بــالـيــونــانـ ّـيــة من‬ ‫سأجته ُد‬ ‫َّأيما عمل َي ِكلون ّ‬
‫إلي‪،‬‬
‫لرحلة مستكشف فرنسي في ‪ 1827‬إلى ليبيا‪ ،‬يعود دي روبليس إلى نفس األماكن في ‪2016‬‬ ‫ليبانيوس‪.‬‬
‫ِّ‬
‫كي أكون نافعًا للبلد‪ .‬هذه نيتي‪.‬‬
‫ّ‬
‫في مقارنة بين البلد في زمنين‪ ،‬من زاوية أركيولوجية بالخصوص‪.‬‬ ‫النص الكامل‬
‫لكن أهو أفضل من مياليغروس؟ ال أظن‪.‬‬ ‫وإن أعاقوني بأنظمتهم‪-‬‬
‫على الموقع األلكتروني‬
‫أننطق اآلن؟‬
‫ِ‬ ‫نعرفهم هؤالء األشاوس‪:‬‬
‫آ‪ ،‬يــا مــافـيــس‪ ،‬مــن ذا لـيـبــانـيــوس! وم ــا هــذي‬ ‫إن ُيعيقوني‪ ،‬ما ذنبي أنا؟‬ ‫بورتريه للشاعر (متحف كفافيس)‬

You might also like