You are on page 1of 77

‫مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫د ‪ .‬خالد بن عبد الكريم اللحام‬


‫السأتاذ السماعد بقسمم القرآن وعلومه‬
‫جامعة المام ممحد بن سأعود السألمية‬
‫ح خالد بن عبد الكريم اللحام ‪1426 ،‬هـ‬
‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬
‫اللحام ‪ ،‬خالد عبد الكريم محمد‬
‫مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة ‪/‬خالد بن عبد الكريم اللحام ‪ -‬الرياض ‪142 ،‬‬
‫‪6‬هـ‬
‫‪ 80‬ص ‪ 24 ،‬سم‬
‫ردمكـ ‪9960 _ 49 _-458 – 6‬‬
‫أ ‪ -‬العنوان‬ ‫‪ -1‬السنة النبوية‬
‫ديوي ‪1426 -5357 230‬‬

‫رقم اليداع ‪1426 - 5357 :‬‬


‫ردمكـ ‪9960 _49 _ 458 -6‬‬

‫حاقوق الطبع محفوظة‬

‫الطبعة الولى ‪1426‬هـ ‪2005 -‬م‬

‫يطلب الكتاب من الناشر على العنوان ‪:‬‬


‫جوال ‪0505217570‬‬
‫فاكس ‪ ، 012312652‬بريد الكتروني ‪LAHIM@QURANLIFE.com‬‬
‫بسم ال الرحامن الرحايم‬
‫تدبر السنة ‪ ،‬لماذا ؟‬
‫هل تدبر السمنة أحد أركان السألم المحسمة‪ ،‬أو أركان اليإان السمتة‪ ،‬أو‬
‫أنواع التوحيد الثلثاة‪ ،‬أو أركان الصلةا أو شروطها‪ ،‬أو أركان الجح‪ ،‬أو‬
‫واجباته‪.... ،‬ال‪ ،‬ليس واحدا ما ذكر بل هو الطريق إل ذلك كله‪.‬‬
‫ففي سأنن ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسأول‬
‫ال صلى ال وسألم يقول‪ :‬طلب العلم فريضة على كل مسملم‪( ).‬‬
‫‪1‬‬

‫إن الناس قد حصل منهم تقصي فيمحا سأبق ذكره من الركان والشروط‬
‫والواجبات وهم ف هذا على نوعي‪:‬‬
‫الول‪ :‬قوم أضاعوا الطريق من أصله فصار سأيهم على غي طريق السألم‬
‫واليإان‪.‬‬
‫الثان‪ :‬قوم على الطريق لكن وقودهم إما قليل أو قد نفد فتوقفوا ف بعض‬
‫الطريق وهم يتعجبون من توقفهم‪ ،‬والعجب فيهم ومنهم‪ ،‬وإل كيف‬
‫يتعجبون من هذا التوقف والوقود بانبهم فلم يأخذوا منه ما يؤدي إل‬
‫تركهم ومواصلة سأيهم والوصول إل أعلى الراتب بدل الرضى بالدون‬
‫والوان‪.‬‬
‫س اتنـسقوا يربنسكمم يوامخيشموا ييـمومما ل يميززي يوالزدد يعن يوليزدهز يول‬ ‫فـ﴿ييا أي ـييها الننا س‬
‫يمموسلودد سهيو يجاز يعن يوالززدهز يشميمئا إزنن يومعيد اللنزه يحقق يفل تيـغسنرنسكسم املييياةاس اليدنمـييا‬
‫يول ييـغسنرنسكم زباللنزه المغيسروسر﴾ ])‪ (33‬سأورةا لقمحان[‪.‬‬

‫‪ ()1‬سنن ابن ماجه ‪ ، 1/82‬صحيح الجامع )‪.(3913‬‬


‫‪ 6‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫إن المحد ل نمحده ونسمتعينه‪ ،‬و نسمتغفره ونعوذ بال من شرور أنفسمنا‬
‫وسأــيئات أعمحالنــا‪ ،‬مــن يهـده الـ فل مضـل لـه‪ ،‬ومــن يضــلل فل هــادي لـه‪،‬‬
‫وأشــهد أل إلــه إل ال ـ وحــده ل ش ـريك‪ ،‬وأشــهد أن ممحــدا عبــده ورسأ ـوله‪،‬‬
‫صلى ال عليه وعلى أله وأصحابه وسألم تسمليمحا كثيا‪.‬‬

‫أما بعد‬

‫فعــن جــابر بــن عبــد ال ـ رضــي ال ـ عنهمحــا قــال‪ :‬بلغن ـ عــن رجــل مــن‬
‫أصــحاب رسأــول الـ صــلى الـ عليــه وسأــلم حــديث فـ القصــاص لـ أســعه‬
‫منه فابتعت بعيا فشددت رحلي ث سأـرت إليـه شـهرا حـت قـدمت مصـر أو‬
‫قال الشام فأتيت عبد ال بن أنيس فقلـت‪ :‬حـديث بلغنـ عنـك تـدث بـه‬
‫ســعته مــن رسأــول ال ـ صــلى ال ـ عليــه وسأــلم ول ـ أســعه ‪ -‬ف ـ القصــاص ‪-‬‬
‫خشـيت أن أمـوت قبـل أن أسـعه‪ ،‬فقـال عبـد الـ‪ :‬سعت رسأـول الـ صـلى‬
‫)‪(1‬‬
‫الـ عليــه وسأــلم يقــول‪ :‬يــوم يشــر العبــاد أو قــال النــاس حفــاةا عـراةا غــرل‬
‫)(‬
‫بمحا ‪ 2‬ليس معهم شيء ثـ يناديهم بصوت يسممحعه من بعد كمحا يسممحعه‬
‫مــن قــرب‪ :‬أنــا اللــك أنــا الــديان ل ينبغــي لحــد مــن أهــل النــة أن يــدخل‬
‫النة ولحد من أهل النار عليه مظلمحة حت أقصه منه ول ينبغي لحد من‬
‫أهــل النــار أن يــدخل النــار ولحــد مــن أهــل النــة عنــده مظلمحــة حــت أقصــه‬

‫الغرل ‪ :‬جعم أغرل ‪ ،‬وهو القلف أي غي الخمتون ‪ .‬النهاية لبن الثاي ‪3/668 :‬‬
‫‪()1‬‬
‫البهم ‪ :‬جعم بيم ‪ ،‬وهو ف الصل الذي ل يالط لونه لون سأواه ‪ ،‬يعن ليس فيهم شئ من العاهات‬
‫‪()2‬‬
‫والعراض كالعمحى والعور والعرج ‪ .‬النهاية لبن الثاي ‪1/167‬‬
‫مـــقــــــــدمــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪7‬‬

‫منه حت اللطمحة‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪:‬كيف وإنــا نـأت الـ عـز وجـل عـراةا حفـاةا غــرل‬
‫بمحا؟ قال‪ :‬بالسمنات والسميئات) (‬
‫‪1‬‬

‫كم من الحاديث سأــنمحوت قبــل أن نسمـمحعها؟ وهــي قريبــة جـدا منـا ل‬


‫تتــاج إلـ سأــفر‪ ،‬وكــم هــي الحــاديث الــت ســعناها ث ـ نسمــيناها؟ وكــم هــي‬
‫الحاديث سعناها ونسممحعها بل ربا نفظها ول نعمحـل بـا؟ بسمـبب ضــعف‬
‫تدبرنا لا وفقهنا لا تضــمحنته مـن العــان العظيمحــة‪ ،‬أو بسمـبب ضــعف الـدافعم‬
‫لتكرار قراءتا والتفكر فيها‪.‬‬

‫إن قراءتنا للقرآن أو للسمنة ‪-‬إن وجدت‪ -‬تر بشئ من العجلة والرغبــة‬
‫فـ ـ النتهــاء مــن واجــب مفــروض؛ سأـ ـواء مفــروض بأصــل الشــرع أو فرضــه‬
‫الش ــخمص عل ــى نفسم ــه‪ ،‬ثـ ـ ت ــده يقف ــز إلـ ـ مــا تـ ـواه نفسمــه مــن برنامــجح أو‬
‫جريـ ــدةا أو ملـ ــة يتابعهـ ــا بـ ــدف التسمـ ــلية‪ ،‬أوبجـ ــة فقـ ــه الواقـ ــعم أو متابعـ ــة‬
‫التخمصص وهذا دأبه كل يوم فمحت سأينتفعم مثل هذا الشخمص بكتــاب الـ‬
‫وسأ ــنة رسأـ ـوله صــلى الـ ـ علي ــه وسأ ــلم‪ ،‬لسمــت أرفــض فق ــه الواق ــعم أو متابعــة‬
‫التخمصص؛ لكن هناك أولويات وهناك أصول وقواعد‪ ،‬فل يصــح أن نتفقــه‬
‫بــالواقعم مــا لـ نفقــه الصــل الــذي نقيــس عليــه‪ ،‬ونكــم بــه علــى الواقــعم وإل‬
‫كان فهمحنا قاصـرا ومتل‪ ،‬فيجــب أول تصــيل القــاييس والـوازين والدوات‬

‫مسمند أحد ‪ ،495-3‬السمتدرك على الصحيحي ‪ ،618-4‬ممحعم الزوائد ‪ 625-10‬وقال‪ :‬وهو عند‬
‫‪()1‬‬
‫أحد والطبان ف الوسأط بإسأناد حسمن‪ ،‬وقال العراقي ف الغن‪ :‬رواه أحد بإسأناد حسمن‪ ،‬قال شعيب‬

‫الرناؤوط‪ :‬إسأناده حسمن‬


‫‪ 8‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫الت نكم با على الواقعم ث بعد ذلك نشرع ف فهمحـه‪ ،‬أمـا النغمحـاس التـام‬
‫بتابعة العلم وهجر القرآن والسمنة فهو منهجح خاطئ‪.‬‬

‫إن السمــلمحي اليــوم كــثي؛ لكنهــم غثــاء كغثــاء السمــيل‪ ،‬حــت بعــض مــن‬
‫يسمــبون علــى العمحــل للسأـلم والسمــعي فـ نصـرته لــو عرضــتهم علــى بسمــاط‬
‫المتحــان لوجــدت صــورا مــن الهــل ل ترضــي‪ ،‬تــد الهــل بأوضــح آيــات‬
‫القــرآن الكريــ‪ ،‬وبــأهم وأعظــم الحــاديث النبويــة‪ ،‬تــد القطيعــة السمــتديإة‬
‫لــذين الصــدرين العظيمحيــ‪ ،‬وهــذا مــن الفارقــات العجيبــة كيــف يريــد أن‬
‫ينتصر للسألم وهو بعيد الصلة عن مصدر انتصــاره؟ تــده يعــد نفسمــه مــن‬
‫الـ ــدعاةا الغيـ ــورين والبـ ــارزين الشـ ــهورين وهـ ــو ضـ ــعيف الصـ ــلة جـ ــدام بـ ــالقرآن‬
‫والسمـ ــنة‪ ،‬ل يقـ ـرأ القـ ــرآن إل يسمـ ـيا‪ ,‬أمـ ــا السمـ ــنة فل يعـ ــرف منهـ ــا إل بعـ ــض‬
‫الحاديث الت يتاجها للسأتشهاد با ف كتاباته أو كلمحاته‪.‬‬

‫إن تفسمي وجود مثل هذه الصــور ‪ -‬فيمحـا أرى ‪ -‬هــو خلـل فـ التبيـة‬
‫مــن البدايــة‪ ،‬وفقــد للليــات والطــرق الــت ترشــد بيسمــر وسأــهولة إل ـ التعلــق‬
‫بالسمنة وتدبرها‪.‬‬

‫قبـ ــل سأـ ــنوات تلقيـ ــت دعـ ــومةا لضـ ــور إح ــدى الناسأـ ــبات وقـ ــد ص ــدرت‬
‫بــديث وكــان هــذا غريبــا فـ مثــل هــذا الــدعوات؛ ولــا بــدأت قـراءةا الــديث‬
‫سأاورن الشـك فـ صـحته فلمحـا وصـلت آخـره إذا بعبــارةا ‪ :‬رواه مسمـلم! هـل‬
‫حقـ ــا هـ ــذا الـ ــديث فـ ـ صـ ــحيح مسمـ ــلم؟ وكيـ ــف غفلـ ــت عنـ ــه طيلـ ــة هـ ــذه‬
‫مـــقــــــــدمــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪9‬‬

‫السمنوات؟ رجعت وبشئ من العناء إل موضــعم الــديث فوجـدته‪ ،‬قرأتــه مـرةا‬


‫أو مرتي ث ذهب أدراج النسميان‪.‬‬

‫وبعد إحدى الصـلوات كنـت أقـرأ ف كتـاب )التجـر الرابـح ف ثاـواب‬


‫العمحـ ــل الصـ ــال‪ ،‬للحـ ــافظ الـ ــدمياطي( وقـ ـرأت حـ ــديثا فـ ـ بعـ ــض الـ ــدعوات‬
‫السم ــتجابة‪ ،‬فج ــاءن ش ــخمص يطل ــب كتاب ــة ال ــديث فـ ـ ورق ــة ليتسم ــن ل ــه‬
‫النتفاع به‪ ،‬هذا الرجـل قد تطـى السمـتي مـن عمحـره وهـذا الـديث موجـود‬
‫بي يديه منذ أن ولد فكيف مرت هذه السمنوات من عمحــره وهــو مـروم مـن‬
‫السأتفادةا من هذا الديث العظيم الذي يتاجه كل مسملم ف حيــاته كــل‬
‫يوم أشد من حاجته للهواء والطعام والشراب‪.‬‬

‫إن مثل هذه الصور هي حـال كــثي منــا مــعم السمـنة النبويـة‪ ،‬فهـل يليــق‬
‫بنا أن نفرط ف تلـك الكنـوز الـت وهبنـا الـ إياهـا دون عنـاء أو تعـب؟ وقـد‬
‫صلت إلينا مفوظة مصونة منقحة‪ ،‬وخاصة ف هذه اليام الت تسمـلط فيهـا‬
‫العداء على بلد السملمحي فسمرقوا أموالا ونبوا ثارواتا‪ ،‬واسأتضعفوا أهلها؛‬
‫فتــدخلوا فـ ـ أدق تفاصــيل حيــاتهم‪ :‬مــاذا يــأكلون؟ ومــاذا يشـ ـربون؟ ومــاذا‬
‫يبيعون؟ وماذا يشتون؟ وماذا يعمحلون؟ وكيــف يتعلمحــون؟ ول غرابــة فـ هــذا‬
‫لنـم أدركـوا أن اسأـتمحرار تلـك السمـرقات والسأــتيلء علـى تلـك الـثروات لـن‬
‫ي ــدوم ل ــم إل ب ــذه الطريق ــة حيـ ـ ين ــزعون م ــن الم ــة مص ــدر قوتــا ومنبــعم‬
‫طاقتها‪.‬‬
‫‪ 10‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫إن ك ــل مسم ــلم ل ــديه أص ــل التص ــديق ب ــالقرآن الكريـ ـ والسم ــنة النبوي ــة‬
‫ولــديه أصــل السمــمحعم والطاعــة لمحــا مــت وصــل إليــه النــص بطريقــة صــحيحة‬
‫وهذه قوةا هائلة لو وجدت من يسمتثمحرها لتحقيق النصر للمحسملمحي‪.‬‬
‫إن القرآن الكري والسمنة النبويـة هـا مصـدر القـوةا الـت اسأـتطاع با نبينـا‬
‫ممحــد صــلى ال ـ عليــه وسأــلم أن ينشــر العــدل والرحــة والي ـ بيـ النــاس فـ‬
‫نيــف وعشـرين سأــنة‪ ،‬وأن يعــل اللــوك والرؤسأــاء فـ ذلــك الــوقت يتسمــاءلون‬
‫عمحا جاء به وما مضمحونه؟ وما سأر ناحه؟ ف إقامة الدولة السألمية‪.‬‬
‫وفاعليـ ــة هـ ــذا العلـ ــم ليسمـ ــت خاصـ ــة بـ ــه صـ ــلى الـ ـ عليـ ــه وسأـ ــلم‪ ،‬أو‬
‫بصــحابته رضــي الـ عنهــم بــل هــو متــاح لكــل مــن أجــاد اسأــتعمحاله وتــدرب‬
‫عليه‪ ،‬وصفحات التاريخ ناطقة على صحة ما أقول‪.‬‬
‫إن ص ـراع الضــارات هــو ص ـراع معنــوي علمحــي قبــل أن يكــون صـراعا‬
‫ماديا‪.‬‬
‫إن أي أمـ ــة تيـ ــد بنـ ــاء بنيتهـ ــا السأاسأـ ــية ‪-‬أعنـ ـ بنـ ــاء القـ ـوةا العنويـ ــة‬
‫النفسمية العلمحية‪ -‬لكل أفرادها رجال ونسماء‪ ،‬أطفال وشبابا تضمحن لنفسمها‬
‫القـ ـوةا والثبــات‪ ،‬وتضــمحن لنفسمــها العـ ـزةا والكرامــة وترفــعم عنهــا الــذل وتمحــي‬
‫خياتا من لصوص الضارات‪.‬‬
‫ولتحقيــق هــذا المــر العظيــم ف ـ حيــاةا المــة هــذه بعــض الفاتيــح الــت‬
‫تعي على تدبر السمنة وتقيق القوةا با ف الياةا‪ ،‬وهي الفاتيح العشـرةا الــت‬
‫ذكرتا ف تدبر القرآن الكري أذكرها هنا لمرين‪:‬‬
‫مـــقــــــــدمــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪11‬‬

‫الول‪ :‬أن أنبــه علــى أن هــذه الفاتيــح ليسمــت خاصــة بــالقرآن الكري ـ‬
‫بــل يإكــن تطبيقهــا أيضــا علــى السمــنة النبويــة‪ ،‬بــل هــي أدوات ومنهــجح لي‬
‫قراءةا تربوية لي كتاب‪ ،‬فـأي قـراءةا تطبـق عليهــا هــذه الفاتيــح أو معظمحهـا‬
‫تد أن اسأتفادتك ما تقرأ تكون أعلى وأقوى‪.‬‬
‫الثان‪ :‬هناك بعض الفروق ف بيان هذه الفاتيح ف حق السمنة النبوية‬
‫وهو ما أركز الديث عليه هنا وأقتصر عليه ومــن أراد التفصــيل فليجــعم إلـ‬
‫كتاب مفاتح تدبر القرآن‪.‬‬
‫هــذا والـ ـ أسأــال أن ييسمــر لنــا حفــظ سأــنة نبينــا ممحــد صــلى ال ـ عليــه‬
‫وسأ ــلم‪ ،‬وأن يرزقن ــا القتب ــاس م ــن ن ــور علمح ــه وحكمحت ــه م ــا يق ــق لن ــا القـ ـوةا‬
‫والكرامة والعزةا‪ ،‬ويقق لنا السمعادةا والطمحأنينة والنجاح ف اليـاةا‪ ،‬إنـه سيعم‬
‫ميب وصلى ال وسألم على نبينا ممحد وعلى آله وصحبه‪.‬‬

‫وكتبه ‪/‬‬
‫د ‪ .‬خالد بن عبد الكري اللحم‬
‫السأتاذ السماعد بقسمم القرآن وعلومه‬
‫جامعــة المــام ممحــد بــن سأــعود‬
‫السألمية‬
‫‪ 12‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫المفتاح الوأل‪ :‬حب السنة‪.‬‬


‫وهــو الــدخل للنتفــاع بالسمــنة فـ ـ اليــاةا‪ ،‬وهــو السمــائق والــدليل إلـ ـ‬
‫كنــوز وخيات هــذا العلــم العظيــم الــذي لــو وعتــه المــة السأــلمية لسمــادت‬
‫العال‪.‬‬

‫ولتحصيل حب السمنة طرق ثالثاة‪:‬‬


‫الوأل‪ :‬الدعاء‪:.‬‬
‫التضرع إل ال تعال آنــاء الليــل وآنـاء النهــار أن يرزقــك تعظيــم السمــنة‬
‫والنتفاع با ومن ذلك الدعاء الذي جاء ف السمــنة نفسمــها‪ ،‬فعــن أم سأــلمحة‬
‫رض ــي الـ ـ عنه ــا أن الن ــب ص ــلى الـ ـ علي ــه وسأ ــلم ك ــان يق ــول ‪-‬إذا ص ــلى‬
‫الصــبح حي ـ يسمــلم‪ :-‬اللهــم إن ـ أسأــألك علمحــا نافعــا‪ ،‬ورزقــا طيبــا‪ ،‬وعمحل‬
‫) (‬
‫متقبل ‪ ، 1‬والعلم بالسمنة من أعلى مراتب العلم النافعم ومن أرفعم درجاته‪.‬‬

‫وكذلك دعاء سأننه النب صلى ال عليه وسألم لنا خس مرات ف اليوم‬
‫والليلة على القل‪ ،‬فعن معاذ بن جبل رضي ال عنه ‪ :‬أن رسأول ال صلى‬
‫ال عليه وسألم أخذ بيده وقال‪ :‬يامعاذ وال إن لحبك‪ ،‬فقال‪ :‬أوصيك‬
‫يا معاذ لتـدعن فـ دبر كـل صـلةا تقـول اللهـم أعنـ علـى ذكـرك وشـكرك‬
‫)‪(2‬‬
‫والإعانة على الشئ تسمتلزم العانة على وسأيلته واللة‬ ‫وحسمن عبادتك‪،‬‬

‫مسمند أحد ‪ ، 244-5‬سأنن أب داود ‪ ، 475-1 :‬السمتدرك ‪307-3 ، 401-1 :‬‬


‫‪()1‬‬
‫مسمند أحد ‪ ، 294-1 :‬سأنن أب داود ‪ ، 1/475‬سأنن ابن ماجه ‪322 ، 318 ،298-1‬‬
‫‪()2‬‬
‫المفتاح الول‪ :‬حب السنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪13‬‬

‫الؤديــة إليــه وهــو هنــا حــب السمــنة وتــذكرها وكــثرةا قراءتــا‪ ،‬وماولــة فهمحهــا‪،‬‬
‫والفرح با يقف عليه منها‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬القراءة في سيرة النبي صلى الله عليه‬


‫وأسلم‪:‬‬
‫فمح ــن ال ــرب والش ــاهد أن العي ــش م ــعم أحـ ـوال الن ــب صــلى الـ ـ عليــه‬
‫وسأــلم يبعــث ف ـ نفــس السمــلم تعظيمحــه وتبجيلــه ومــن ذلــك تعظيــم كلمــه‬
‫وتقديسمه وهذا ينتجح الرص على سأــنته وبــذل الوقــات الثمحينــة فـ تصــيلها‬
‫والعمحل با‪.‬‬

‫وإن أقــرب الكتــب لتحقيــق هــذا العنـ ـ هــو القــرآن الكريـ ـ مــت قـ ـرأه‬
‫السمــلم ق ـراءةا تربويــة يطبــق فيهــا مفاتــح التــدبر كاملــة فــإنه مــعم مــرور الــوقت‬
‫يــس أنــه يعيــش ف ـ عصــره‪ ،‬يسمــمحعم صــوته‪ ،‬ي ـراه وهــو يصــلي‪ ،‬وهــو يإشــي‪،‬‬
‫وهو يتكلم‪ ،‬وهو يفرح‪ ،‬وهو يزن‪ ،‬وهو ياهد صلى ال عليــه وسأــلم‪ ،‬فمحــا‬
‫أظــن كتابــا يقــق هــذا العن ـ كمحــا يققــه القــرآن الكري ـ‪ ،‬قــد تسمــتفيد هــذا‬
‫العنـ ـ م ــن قـ ـراءةا كتــب السمـ ـيةا أو كتــب الش ــمحائل لكــن مــا تسمــتفيده مــن‬
‫تصــوير القــرآن الكريـ لحـوال النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم وأحـوال آل بيتــه‬
‫وصحابته يكون أعظم وأكب أثارا‪.‬‬
‫‪ 14‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫الثالث‪ :‬القراءة عن أهمية السنة‪:‬‬


‫وهــذا يكــون بــالقراءةا عــن أخبــار السمــلف ف ـ تعظيمحهــم لــديث النــب‬
‫صـلى الـ عليـه وسأـلم واجتهـادهم فـ خدمته‪ ،‬والخبـار والقصـص ف هـذا‬
‫الـ ــال كـ ــثيةا مشـ ــهورةا‪ ،‬وكتـ ــب السمـ ــنة وال ـ ـتاجم قـ ــد حفلـ ــت بـ ــالكثي مـ ــن‬
‫الخبــار والنمحــاذج اليــة الــت تبعــث فـ ـ نفــس السمــلم المحــة لتعظيــم السمــنة‬
‫والنش ــاط فـ ـ كتابته ــا وحفظه ــا والعمح ــل ب ــا ونش ــرها وال ــدعوةا إليه ــا‪ ،‬وم ــن‬
‫الكتب الهمحة ف هذا الال كتاب‪) :‬سأي أعلم النبلء للحــافظ الــذهب(‪،‬‬
‫وكتـ ــاب‪) :‬الـ ــامعم لخلق الـ ـراوي وآداب السمـ ــامعم للخمطيـ ــب البغـ ــدادي(‪،‬‬
‫وكتــاب ) الرحلــة ف ـ طلــب الــديث للخمطيــب البغــدادي( وكتــاب‪) :‬جــامعم‬
‫بيــان العلــم وفضــله لبــن عبــد الــب(‪ ،‬فينبغــي علــى كــل ناصــح لنفسمــه أل‬
‫ينقطعم عـن القـراءةا فـ هـذا الـانب لئل يضـعف تعظيمحـه للسمـنة ‪ ،‬وتضـعف‬
‫قيمحته ــا فـ ـ قلب ــه فيزه ــد فيه ــا ويهجره ــا‪ ،‬ف ــالقراءةا ع ــن أهي ــة الش ــئ مفت ــاح‬
‫الهتام به والرص عليه‪(1).‬‬

‫إن نصوص سأنة نبينا ممحد صلى الـ عليـه وسأـلم لـو كـانت عنـد أهـل‬
‫حضارةا أخرى لكتبوها فـ الافــل والــامعم واليــادين العامــة‪ ،‬ولتغنـوا بــذكرها‬
‫ونقش ــوها فـ ـ بي ــوتم ب ــل فـ ـ قل ــوبم‪ ،‬إنن ــا نراه ــم يتغن ــون بنص ــوص وحك ــم‬
‫مفكريه ــم ال ــت ل تع ــد ش ــيئا بالنسم ــبة لكمح ــة نبين ــا ممح ــد ص ــلى الـ ـ علي ــه‬
‫وسأــلم‪ ،‬فيــا ل ـ العجــب مــا أغفلنــا عــن هــذه الطاقــة الــت منحنــا ال ـ إياهــا‬
‫فنتكها ونذهب لدراسأة طرق وأسأاليب توليد الطاقة العنوية عند الشــرق أو‬

‫‪ ()1‬وهذا الكتاب )مفاتح تدبر السنة( قدد تضمن نصوصا مهمة تكرار قراءتها تحقق حب السنة‪.‬‬
‫المفتاح الول‪ :‬حب السنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪15‬‬

‫الغــرب فصــدق علينــا قــول الـ تعــال‪ ﴿:‬أيتيمسمـتيمبزدسلوين النـزذي سهـيو أيمدينـ زبالنـزذي‬
‫خيـدر ﴾ ])‪ (61‬سأورةا البقرةا[‬
‫سهيو ي م‬
‫إن ح ــب السم ــنة لي ــس دع ــوى تق ــال باللسم ــان ويص ــرح ب ــا فـ ـ الط ــب‬
‫والكلمحـ ــات‪ ،‬وتسمـ ــطر بـ ــا صـ ــفحات الصـ ــحف وموجـ ــات الثايـ ــ‪ ،‬بـ ــل هـ ــي‬
‫حقيقة لا علمات ومقاييس وموازين‪ ،‬مــن جــاء بـا صـسدق قـوله وأقــر علــى‬
‫دعواه‪ ،‬ومن هذه العلمات‪:‬‬

‫‪ -1‬كثرةا قراءتا ومطالعة كتبها‪.‬‬

‫‪ -2‬ماولة حفظها والزن والسأف على فوات ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬الفرح بجالسمها ومنتدياتا ولقاءاتا‪.‬‬

‫‪ -4‬الشوق إليها إذا طالت الغيبة عنها‪.‬‬

‫‪ -5‬تطبيقها ف جيعم جوانب الياةا‪.‬‬


‫‪ 16‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف قراءة السنة‪.‬‬


‫إن ق ـراءةا السمــنة النبويــة يتمحــعم لــا القاصــد نفسمــها الــت ذكرتهــا لقـراءةا‬
‫القرآن الكري ففيها العلم وعليها العمحل‪ ،‬وفيها مناجاةا وثاواب وشـفاء‪ ،‬وبـا‬
‫إعلم ودعوةا للناس كافة‪.‬‬

‫الهدف الوأل‪ :‬العلم‪:‬‬


‫المسألة الوألى‪ :‬شدة الحاجة إلى علم السنة‪.‬‬
‫يـ ـ زللن ــازس يم ــا نسـ ـذزيل إزليميزهـ ـمم‬ ‫ز‬
‫ق ــال الـ ـ تع ــال‪ ﴿ :‬يويأنيزلمني ــا إزليميـ ـ ي‬
‫ك الـ ـذذمكير لستبيـ ذ ي‬
‫يولييعلنسهمم ييـتيـيفنكسروين ﴾ ])‪ (44‬سأورةا النحل[‪ ،‬وقال تعال‪﴿ :‬يكيمحا أيمريسأملينا زفيسكمم يرسسأولم‬
‫ب يواملزمكيمحـةي يويـسيعلذسمحسكــم‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫ذمنسك ـمم ييمـتـلـسـو يعليميسكـمم آيياتنيــا يويـسيزذكيسكـمم يويـسيعلذسمحسكـسم المكتيــا ي‬
‫ن﴾ ])‪ (151‬سأورةا البقرةا[‬ ‫نما يلم تيسكونسوام تيـمعليسمحو ي‬
‫فالسمـنة تفسمـي للقـرآن وهـي البينـة لكيفيـة تطـبيقه والعمحـل بـه‪ ،‬وحاجـة‬
‫السملم إليها كحاجته للقرآن‪.‬‬

‫إن حاجة النسمان للسمنة كحاجته لدقات قلبه؛ فمحــعم كــل نبضــة مــن‬
‫نبضــات القلــب هنــاك خــاطر وتفكيـ إمــا بــق أو باطــل؛ ول سأــبيل للتمحييــز‬
‫بي ذلك إل بالعلم‪.‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪17‬‬

‫لــو تــأملت أمــور حياتــك اليوميــة تــد أنــه مــا مــن أمــر مــن المــور وإل‬
‫وللقرآن والسمنة فيها تــوجيه وتعليــم سأـواء كـان ذلــك حركــة جـوارح أو حركـة‬
‫مشاعر‪ ،‬وفيها يتضح الفرق بي العال والاهل‪.‬‬

‫إن حاجتك للعلم تتزامن معم كل حركة من حركاتك اليومية الت تعد‬
‫بآلف الركات‪ ،‬أنــت فيهـا إمـا عـال أو جاهــل؛ عــال مغتبـط بعلمحــك قريـر‬
‫العي ـ بنــة ال ـ عليــك‪ ،‬أو جاهــل غافــل تشــقى ول تــدري سأــبب شــقائك‪.‬‬
‫قــال المــام أحــد‪ :‬حاجــة النــاس إل ـ العلــم أشــد مــن حــاجتهم إل ـ الطعــام‬
‫والشـراب‪ ،‬ذلــك أن الاجــة للطعــام والشـراب تكــون مـرةا أو مرتيـ فـ اليــوم‬
‫بينمحا حاجتهم للعلم بعدد النفاس‪.‬‬

‫وصدق المام أحد رحه ال تعال وهو من هو ف علمحه وفقهه وكثرةا‬


‫قراءتــه للقــرآن الكري ـ ولحــاديث النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم‪ ،‬فياليتنــا نفقــه‬
‫هــذه القيقــة وتسمــيطر علــى أفكارنــا ومشــاعرنا‪ ،‬إذ لــو حصــل ذلــك لمكــن‬
‫وض ـ ــعم ناي ـ ــة لش ـ ــاكلنا التبوي ـ ــة والجتمحاعي ـ ــة ولص ـ ــلحت أحوالنـ ــا الاصـ ــة‬
‫والعامة‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬مفاهيم خاطئة في طلب العلم‪.‬‬
‫لعل من أهم السأباب الت صرفت كثيا من الناس عــن العلــم بالسمــنة‬
‫وبــذل الهــد والــوقت فـ ـ ذلــك هــو مفهــوم ترسأــخ لــدى البعــض وهــو‪ :‬أن‬
‫طلـ ــب العلـ ــم ‪ -‬ومنـ ــه حفـ ــظ السمـ ــنة ‪ -‬يـ ـ ـراد بـ ــه تريـ ــجح العلمحـ ــاء والفـ ــتي‬
‫والقضاةا!! إنه حصر للعلم ف نطاق مدود‪ ،‬وحصر له ف أبواب معينة من‬
‫العلم‪ ،‬ومالت مدودةا ف الياةا‪.‬‬
‫‪ 18‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫كل ل يتجزأ وان تبدأه بعلوم اللـة مـن النحـو‬


‫وبعضهم ظن أن العلم د‬
‫وأصول الفقه والبلغة‪.‬‬

‫وبعضــهم يـرى أن‪ :‬حفـظ السمــنة كـل ل يتجـزأ فإمــا أن تفـظ الكتـب‬
‫السم ـتة ف ـ عــدد مــن الــدورات الكثفــة أو أن تتفــرج علــى مــن يفــظ وتغبطــه‬
‫عليــه‪ ،‬أمــا أن تن ـزل إلـ اليــدان وتبــدأ الفــظ ولــو بــديث واحــد فهــذا مــال‬
‫يطر له على بال ول يعده من طلب العلم‪.‬‬

‫والبعـ ــض يريـ ــد أن يفـ ــظ السمـ ــنة فـ ـ سأـ ــنة وإل فل‪ ،‬أن يفـ ــظ خسمـ ــة‬
‫آلف حديث أو ليفظ شيئا‪.‬‬

‫كـ ــل هـ ــذه مفـ ــاهيم خاطئـ ــة ينبغـ ــي أن نسمـ ــتبعدها مـ ــن تفكينـ ــا‪ ،‬وأن‬
‫نسم ــتبدلا ب ــالفهم الص ــحيح‪ ،‬والنه ــجح السم ــديد وه ــو أن‪ :‬العل ــم يتك ــون م ــن‬
‫آلف الزئيــات وأن العلمحــاء مراتــب ومسمــتويات‪ ،‬وان طلــب العلــم ي ـراد بــه‬
‫النجــاةا والنجــاح فـ اليــاةا‪ ،‬وان طريــق طلــب العلــم طويــل وهــو يقطــعم علــى‬
‫مراحــل ومسمــافات‪ ،‬الهــم أن تبــدأ السمــفر‪ ،‬وتشــرع ف ـ الرحلــة ث ـ ل يهمحــك‬
‫بعـ ــد هـ ــذا مـ ــت تصـ ــل أوإلـ ـ أيـ ــن تصـ ــل مـ ــا دامـ ــت النيـ ــة صـ ــادقة والوجهـ ــة‬
‫صحيحة والسمافة القطوعة تزيد يوما بعد يوم‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬الرحلة في طلب السنة‪.‬‬
‫لق ــد فق ــه سأ ــلفنا الص ــال أهي ــة السم ــنة‪ ،‬وأدركـ ـوا عظي ــم ق ــدرها فك ــانوا‬
‫يبذلون النفس والنفيس والغال والرخيص ف سأبيل تصيلها ولو كان ذلــك‬
‫كلمحات معدودات‪ ،‬والمثلة والصور والنمحاذج ف هذا الــال كــثيةا سأــطرها‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪19‬‬

‫التاريــخ بــداد مــن نــور فبقيــت منــارات تش ـرأب إليهــا العنــاق ويقتــدي بــا‬
‫السمائرون اذكر هنا بعضا منها‪:‬‬

‫‪ -1‬رحلة جابر بن عبد ال من الدينة إل الشام أو مصر ف طلب‬


‫حديث واحد وقد سأبق ذكرها ف القدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬وعــن عطــاء بــن أب ـ ربــاح رضــي ال ـ عنــه قــال‪ :‬خــرج أبــو أيــوب‬
‫النصــاري رضــي الـ ـ عنــه إلـ ـ عقبــة بــن عــامر رضــي الـ ـ عنــه يسمــأله عــن‬
‫حديث سعه من رسأـول الـ صـلى الـ عليـه وسأـلم‪ ،‬ولـ يبـق أحـد سـعه مـن‬
‫رسأ ــول الـ ـ صــلى الـ ـ علي ــه وسأ ــلم غيه وغيـ ـ عقب ــة‪ ،‬فلمح ــا قــدم إلـ ـ منــزل‬
‫مسملمحة بن ملد النصاري ‪ -‬وهو أمي مصر ‪ -‬فــأخبه فعجــل عليــه فخمــرج‬
‫إليه فعـانقه ثـ قـال لـه مـا جاء بـك يـا أبـا أيـوب؟ فقـال‪ :‬حـديث سـعته مـن‬
‫رسأول ال صلى ال عليه وسألم ل يبق أحد ســعه مــن رسأــول الـ صــلى الـ‬
‫عليه وسألم غيي وغي عقبة فابعث من يدلن على منزله‪ ،‬قال‪ :‬فبعث معــه‬
‫من يدله على منزل عقبـة‪ ،‬فـأخب عقبـة فعجل فخمرج إليـه فعـانقه‪ ،‬فقـال مـا‬
‫جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال‪ :‬حـديث سـعته مـن رسأــول الـ صـلى الـ عليــه‬
‫وسألم ل يبق أحد سعه مـن رسأـول الـ صلى الـ عليـه وسأـلم غيي وغيك‬
‫ف ـ سأــت الــؤمن‪ ،‬قــال عقبــة‪ :‬نعــم ســعت رسأــول ال ـ صــلى ال ـ عليــه وسأــلم‬
‫يقـول‪ :‬مـن سأـت مؤمنـا فـ الـدنيا علـى خزيـة سأـته الـ يـوم القيامـة‪ ،‬فقـال لـه‬
‫أبــو أيــوب‪ :‬صــدقت‪ ،‬ث ـ انصــرف أبــو أيــوب إل ـ راحلتــه فركبهــا راجعــا إل ـ‬
‫)‪(1‬‬
‫الدينة‪ ،‬فمحا أدركته جائزةا مسملمحة بن ملد إل بعريش مصر‪.‬‬

‫مسمند أحد ‪ ، 159 -4‬مصنف عبد الرزاق ‪ ، 228-10‬جامعم بيان العلم وفضله ‪102-1‬‬
‫‪()1‬‬
‫‪ 20‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫كــان قصــد أبـ أيــوب رضــي الـ عنــه مــن رحلتــه إلـ مصــر أن يتأكــد‬
‫ويتثبــت مــن صــحة حفظــه كــل ذلــك حرصــا علــى السمــنة وحبــا لــا‪ ،‬وكــان‬
‫ذلك ف آخر عمحره‪ ،‬ولعله خشي أن يإوت قبل أن يتثبت من علمحه‪ ،‬بعنـ‬
‫أنــه أراد أل تنتهــي ف ـتةا امتحــانه ف ـ الــدنيا إل وقــد حصــل علــى الجابــات‬
‫الصــحيحة السمــديدةا‪ ،‬وهــو الــدف نفسمــه الــذي صــرح بــه جــابر رضــي ال ـ‬
‫عنه‪ ،‬بل هو الــدف الــذي يــب أن يسمــعى إليــه كــل مسمــلم‪ ،‬أمــا أن تضــي‬
‫اليام ونن ف جهلنا راضون‪ ،‬وبتقصينا ف العلم قانعون‪ ،‬فهذا ما ل يليق‬
‫بعاقل أبدا‪.‬‬

‫‪ -3‬وعــن كــثي بــن قيــس قــال ‪ :‬كنــت جالسمــا عنــد أبـ ـ الــدرداء ف ـ‬
‫مسمــجد دمشــق فأتــاه رجــل فقــال لــه‪ :‬يــا أبــا الــدرداء ! أتيتــك مــن الدينــة‬
‫مدينــة رسأــول الـ صــلى الـ عليــه وسأــلم لــديث بلغنـ أنــك تــدث بــه عــن‬
‫النب صلى ال عليــه وسأــلم‪ ،‬قــال‪ :‬فمحـا جــاء بــك تــارةا؟ قــال‪ :‬ل‪ ،‬قــال‪ :‬ول‬
‫جاء بك غيه؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فإن سعت رسأول ال صلى ال عليه وسأـلم‬
‫يقول‪ :‬من سألك طريقا يلتمحس فيه علمحا سأهل ال له طريقا إل النــة‪ ،‬وإن‬
‫اللئكــة تضــعم أجنحتهــا رضــا لطــالب العلــم‪ ،‬وإن طــالب العلــم يسمــتغفر لــه‬
‫من ف السممحاء والرض حت اليتان ف الاء‪ ،‬وإن فضــل العــال علــى العابــد‬
‫كفضـ ــل القمحـ ــر علـ ــى سأـ ــائر الكـ ـ ـواكب‪ ،‬وإن العلمحـ ــاء ورثاـ ــة النبيـ ــاء‪ ،‬وإن‬
‫النبيــاء ل ـ يورثا ـوا دينــارام ول دره ـما‪ ،‬إنــا ورثا ـوا العلــم فمحــن أخــذه أخــذ بــظ‬
‫)‪(1‬‬
‫وافر‪.‬‬
‫سأنن أب داود ‪ ، 2/341‬سأنن التمذي ‪ ، 5/48‬سأنن ابن ماجه ‪81-1‬‬
‫‪()1‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪21‬‬

‫‪ -4‬وعن ابن عباس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬لا قبض رسأول ال صلى‬
‫ال ـ عليــه وسأــلم ‪ -‬وأنــا شــاب ‪ -‬قلــت لشــاب مــن النصــار‪ :‬يــافلن! هلــم‬
‫فلنسمــأل أصــحاب رسأــول الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم ولنتعلــم منهــم فــإنم‬
‫ك ــثي‪ ،‬ق ــال‪ :‬العج ــب ل ــك ي ــابن عب ــاس أت ــرى الن ــاس يت ــاجون إلي ــك وفـ ـ‬
‫الرض م ــن ت ــرى م ــن أص ــحاب رسأ ــول الـ ـ ص ــلى الـ ـ علي ــه وسأ ــلم؟ ق ــال‪:‬‬
‫فتكت ذلك وأقبلت على السمألة وتتبعم أصحاب رسأول ال صلى الـ عليــه‬
‫وسأــلم‪ ،‬فــإن كنــت لتـ الرجــل فـ الــديث يبلغنـ أنــه ســعه مــن رسأــول الـ‬
‫صلى ال عليه وسألم‪ ،‬فأجـده قـائل‪ ،‬فأتوسأـد ردائـي علـى بـابه تسمـفي الريـح‬
‫علــى وجهــي حــت يــرج‪ ،‬فــإذا خــرج قــال‪ :‬يــا ابــن عــم رسأــول الـ صــلى الـ‬
‫عليه وسألم ما لك؟ فأقول‪ :‬بلغن حديث عنك أنـك تـدثاه عــن رسأـول الـ‬
‫صلى ال عليه وسألم فأحببت أن أسعه منك‪ ،‬قال فيقول‪ :‬فهل بعثت إل ـ‬
‫حــت أتيــك‪ ،‬فــأقول‪ :‬أنــا أحــق أن آتيــك‪ ،‬فكــان الرجــل بعــد ذلــك يرانـ وقــد‬
‫ذهب أصحاب رسأول الـ صـلى الـ عليـه وسأــلم واحتـاج النــاس إلـ فيقـول‬
‫)‪(1‬‬
‫كنت أعقل من‪.‬‬
‫‪ -5‬وروي ع ــن سأ ــعيد ب ــن السم ــيب ق ــال‪ :‬إن كن ــت لسأــي ثالثاــا فـ ـ‬
‫)‪(2‬‬
‫الديث الواحد‪.‬‬
‫‪ -6‬وقــال عــامر الشــعب‪ :‬لــو أن رجل سأــافر مــن أقصــى الشــام إلـ ـ‬
‫)‪(3‬‬
‫أقصى اليمحن ليسممحعم كلمحة حكمحة ما رأيت أن سأفره ضاع‪.‬‬
‫جامعم بيان العلم وفضله ‪103-1‬‬
‫‪()1‬‬
‫تذكرةا الفاظ ‪ ، 52-1‬جامعم بيان العلم وفضله‪113-1 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫جامعم بيان العلم وفضله ‪114-1‬‬
‫‪()3‬‬
‫‪ 22‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫‪ -7‬وع ــن زر ب ــن ح ــبيش ق ــال‪ :‬أتي ــت ص ــفوان ب ــن عسم ــال الـ ـرادي‪،‬‬
‫فق ــال‪ :‬م ــا ج ــاء ب ــك؟ قل ــت‪ :‬أنب ــط العل ــم ) أي اسأ ــتخمرجه ( ‪ ،‬قــال‪ :‬فــإن‬
‫سعت رسأول ال صلى ال عليـه وسأـلم يقـول‪ :‬مـا مـن خـارج خـرج مـن بيتـه‬
‫)‪(1‬‬
‫ف طلب العلم إل وضعت له اللئكة أجنحتها رضا با يصنعم‪.‬‬
‫وهــذه الــرحلت كــانت قبــل تــدوين السمــنة حيـ كــان طلــب الــديث‬
‫يصل مشافهة‪ ،‬ث تلتها مرحلة أخرى وهي الرحلة من أجـل ضــبط الكتــب‬
‫وتصــحيحها علــى الشــيوخ‪ ،‬ول زالــت حــت الن‪ ،‬وبعــد أن تطــورت وسأــائل‬
‫الكتابة والطباعة‪ ،‬وتطورت وسأــائل التصــال تعــارف العلمحــاء وطلب العلــم‬
‫عل ــى نسم ــخ معين ــة بالض ــبط والتق ــان تع ــرف باس ــاء مققيه ــا‪ ،‬لك ــن يبق ــى‬
‫ض ــرورةا الش ــافهة ب ــا عل ــى الش ــيوخ للتأك ــد م ــن ص ــحة نط ــق اللفــظ وفهــم‬
‫العن‪ ،‬وهذا والمحد ل متيسمر فـ كــل حاضـرةا مــن حواضــر السمــلمحي اليــوم‬
‫ول يتــاج إل ـ رحلــة بــل يتــاج إل ـ حــرص وجــود وسأــخماء بــالوقت والهــد‬
‫وذلــك فضــل الـ يــؤتيه مــن يشــاء والـ ذو الفضــل العظيــم ‪ ،‬إن مــن يعــرف‬
‫قيمحة السمنة يرى أنه لو أوت أضعاف عمحــره مــا انقضــى عجبــه مــن بعضـها ‪،‬‬
‫قال المي النصـور بـن الهـدي للمحـأمون ‪ :‬أيسمـن بثلـي أن يتعلـم؟ فقـال ‪:‬‬
‫وال لن توت طالبا للعلم خي من أن توت قانعا بالهل‪.‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬السنة وأاضحة ميسرة‬
‫إن معظــم كلم النــب صــلى ال ـ عليــه وسأــلم بيـذي ـ واضــح‪ ,‬يشــتك ف ـ‬
‫فهمحه العال والعــامي والصــغي والكــبي والرجــل والـرأةا عــدا نسمــبة قليلــة تتــاج‬

‫سأنن ابن ماجه ‪131-1‬‬


‫‪()1‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪23‬‬

‫إل توضيح من جهة ارتباط بعضها ببعض فتكــون مصصــة أو منسمــوخة أو‬
‫مقيدةا ‪ ،‬وأيضا بعض الكلمحات الغريبة تتاج إل بيان لعدم فشو اسأتعمحالا‬
‫بيـ ـ النــاس‪ ،‬أمــا اسأــتغلق السمــنة علــى البعــض فهــو بسمــبب عــدم التــدبر‪،‬‬
‫وضعف الصلة با‪ ،‬وقلة بل ندرةا القراءةا‪ ،‬وعدم إلقاء السممحعم والــتكيز حيـ‬
‫ســاعها بــل يسمــمحعها بــأذنه بينمحــا قلبــه فـ كــل واد مــن أوديــة الــدنيا يهيــم ثـ‬
‫بعــد ذلــك يقــول إن فهــم السمــنة أمــر صــعب فيـؤثار النشــغال بالقيــل والقــال‬
‫على ساع السمنة وتعطي الالس با‪.‬‬

‫وبعـ ـ ــض الربي ـ ـ ـ والعلمحي ـ ـ ـ أو الـ ـ ـؤلفي حيـ ـ ـ يـ ـ ــاول شـ ـ ــرح السمـ ـ ــنة‬
‫وتوضيحها لعامة الناس تـده يسمـتطرد ويــرج عنهــا إلـ علــوم وفنــون متنوعـة‬
‫مــن لغويــات وبلغيــات صــعبة الفهــم أو إلـ ـ قصــص وحكايــات وطرائــف‬
‫تنسمــي أصــل الــديث التكلــم عنــه أو ل تبقــي لــه إل القليــل مــن الــوقت أو‬
‫السم ــاحة‪ ،‬لسم ــت أرف ــض ش ــرح السم ــنة ول أنف ــي الاج ــة ل ــذلك وإن ــا أنف ــي‬
‫السأتطراد والـروج عـن القصـود والتطويـل الـذي يصـرف عـن السمـنة نفسمـها‬
‫وتذهب الوقات والعمحار ف قراءةا أو ساع كلم كثي لوكان مكانه ساع‬
‫أحاديث أخرى لكان أول وأحرى‪ ،‬فينبغي أن نقرب السمــنة للنــاس ونقتصــر‬
‫ف بيانا وشرحها على ما تدعو الاجة إليه ولو كان الشرح قليل لننــا إذا‬
‫فعلنا ذلك نرسأخ ف أذهانم أن السمـنة واضــحة سأــهلة فيقبلـوا علـى قـراء تـا‬
‫وتــدبرها‪ ،‬أمــا نعقــد ونــول المــر ونبــالغ فـ شــرح بعــض العبــارات فهــذا وإن‬
‫كـ ــان قصـ ــد قـ ــائله خدمـ ــة السمـ ــنة وحراسأـ ــتها فـ ــإنه قـ ــد يـ ــؤدي إل ـ ـ عكـ ــس‬
‫مقصوده‪.‬‬
‫‪ 24‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫المسألة الخامسة‪ :‬العلم بالسنة يوأفر الوأقت وأيختصر الجهد‪.‬‬


‫إن تــدبر السمــنة والتفقــه فيهــا يــوفر الــوقت ويتصــر الطريــق علــى الرب ـ‬
‫والواعظ والطيب إذ أنـه فـ أي قضـية يريـد الـديث عنهـا فـإنه سأـيجد مـن‬
‫حكمحــة النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم مــا يوصــله إلـ هــدفه مــن أقــرب الطــرق‬
‫وأيسمـ ــرها وأسأـ ــهلها وأوضـ ــحها‪ ،‬أمـ ــا إن كـ ــانت صـ ــلته بالسمـ ــنة ضـ ــعيفة فـ ــإنه‬
‫سأيشـ ــرق ويغـ ــرب ويهيـ ــم ف ـ ـ أوديـ ــة الكلم ويسمـ ــلك طرقـ ــا ملتويـ ــة وطويلـ ــة‬
‫للوصــول إل ـ الــدف النشــود فيطيــل بــذلك علــى السمــامعي ويثقــل عليهــم‪،‬‬
‫وق ــد بيـ ـ ه ــذا العنـ ـ نبين ــا ممح ــد ص ــلى الـ ـ علي ــه وسأ ــلم فـ ـ عب ــارةا م ــوجزةا‬
‫واضــحة لــن عقــل وتــدبر فعــن عمحــار بــن ياسأــر رضــي الـ عنــه قــال‪ :‬ســعت‬
‫رسأول ال صلى ال عليه وسألم يقول‪ :‬إن طول صلةا الرجل وقصر خطبتــه‬
‫)‪(1‬‬
‫مئنة من فقهه‪ ،‬فأطيلوا الصلةا وأقصروا الطبة وإن من البيان لسمحرا‪.‬‬
‫فــأي خطيــب عــادته إطالــة الطبــة فــاعلم أنــه غيـ ـ فقيــه فـ ـ الطابــة‬
‫مهمحا كانت قوةا خطبه وتأثايها المحاسأي الؤقت‪ ،‬أما التأثاي التبوي طويل‬
‫الجل فهي عنه بعزل‪.‬‬

‫إن بعض الطباء يظن الطبة قناةا تلفزيونية أو جريدةا أو ملة أو دار‬
‫نشر‪ ،‬حت إن بعـض الطبـاء لـا ختـم خطبتـه قـال‪ :‬هـذا مـا تيسمـر جعـه فـ‬
‫هذه العجالة؛ وقد زادت خطبته عــن نصـف السمـاعة‪ ،‬فــالطيب أو الـواعظ‬
‫حينمحــا يتكلــم مــدةا عشـرين أو ثالثايـ دقيقــة ماهــدفه؟ هــل هــدفه أن يعمحــل‬
‫الناس با يقول؟ فكيف سأيحفظ السمتمحعون كل ما قــال؟ إن إيــاز الطبــة‬

‫مسمند أحد ‪ ، 440-1‬صحيح مسملم ‪ ، 594-2‬صحيح ابن خزيإة ‪142-2‬‬


‫‪()1‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪25‬‬

‫يوجد الب للخمطيب أو الواعظ وبالتال النتفاع با يقول‪ ،‬وبذا ل نتاج‬


‫إل ـ شــخمص موهــوب يمحــعم بي ـ التطويــل والتشــويق حي ـ يطــب أو يعــظ‪،‬‬
‫ف ـ ــالطب والـ ـ ـواعظ العلمحي ـ ــة التبوي ـ ــة تتل ـ ــف تام ـ ــا ع ـ ــن الط ـ ــب الدبي ـ ــة‬
‫والتفيهية‪ ،‬والكلم الكثي معم السمرعة ينسمي بعضه بعضــا والــذي يصــل أن‬
‫السم ــتمحعم يش ــرد ذهنــه؛ خاص ــة إذا كــان التطويــل ع ــادةا ل ــذلك الطيــب أو‬
‫الـ ـواعظ أو كــان موضــوع الطبــة علمحيــا دقيقــا‪ ،‬أمــا إذا حولنــا الطبــة إلـ ـ‬
‫قصــص وحكايــات وترفيــه ومسمــرح للحــداث فصــحيح أنــه سأــيوجد الــتكيز‬
‫وشد الذهن والهتمحام لكن بذه الطريقة نكون قـد جارينــا النــاس بـا تــوى‬
‫أنفسم ــهم ويق ــل نفع ــه ل ــم م ــعم مالف ــة السم ــنة فـ ـ التطوي ــل‪ ،‬التطوي ــل يص ــلح‬
‫ويسمــن فـ بعــض الحيـان وحيـ تكــون الناسأــبة ملحــة‪ ،‬وقـد ورد عــن النـب‬
‫صــلى الـ عليــه وسأــلم شــئ مــن ذلــك أمــا أن يكــون التطويــل هــو الصــل ‪،‬‬
‫والياز غي مكن لنه دليل على العي والقصــور فهنــا انتكــاس فـ الفــاهيم‬
‫وجهل واضح بالسمنة‪.‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬تدبر السنة وأقاية من النحراف الفكري‬
‫إن من يقرأ السمنة بتدبر وبنية صحيحة مبتغيا وجه ال تعال ل وجــوه‬
‫النــاس فــإنه بــإذن الـ تعــال يعصــم مــن أي انـراف فكــري وخاصــة إذا تربـ‬
‫على هذا المر من صغره بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫قـرأت ف احـد الواقـعم موقفـا يكيـه عـن نفسمـه بعـض الضـلي فيقـول‪:‬‬
‫كنــت يومـ ـام فـ ـ العاصــمحة التونسمــية داخــل مسمــجد عظيــم مــن مسمــاجدها‪،‬‬
‫وبعد أداء فريضة الصلةا جلس المام وسأط حلقة من الصللي وبــدأ درسأــه‬
‫‪ 26‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫باللتنديــد والتكفيـ لولئــك الــذين يشــتمحون أصــحاب النــب )صــلى الـ عليــه‬
‫ل‪ :‬إيلــاكم مــن الــذين يتكلمحــون ف ـ أعـ ـراض‬ ‫وآلــه( واسأتسأــل ف ـ حــديثه قــائ م‬
‫صــحابة بــدعوى البحــث العلمحــي والوصــول لعرفــة الــق‪ ،‬فأولئــك عليهــم‬ ‫ال ل‬
‫لعنة ال واللئكة واللناس أجعيــ‪ ،‬إنــم يريــدون تشــكيك النـلـاس فـ دينهــم‪،‬‬
‫] ثـ ـ اسأتش ــهد الم ــام ب ــديث[ فق ــاطعه أحـ ـسد السمتبصـ ـرين ك ــان يص ــحبن‬
‫ل‪ :‬هــذا الــديث غي ـ صــحيح وهــو مكــذوب علــى رسأــول الــ! وثاــارت‬ ‫قــائ م‬
‫ثا ــائرةا المــام وبع ــض الاضـ ـرين والتفتـ ـوا إلين ــا منكريــن مش ــمحئلزين‪ ،‬فتــداركت‬
‫الوقف متللطفام معم المـام وقلـت لـه‪ :‬يـا سأـيدي الشـيخ الليـل ‪... ... ...‬‬
‫‪ ".. ... .... ،‬ث ـ بــدأ هــذا الضــل يلقــي بشــبهاته وأبــاطيله إل ـ أن قــال ‪:‬‬
‫"ولـا عـرف المـام تـأثايي فـ الاضـرين مـن خلل حفظـي للحـاديث الـت‬
‫رويتها قــال فـ هــدوء‪ :‬نــن قرأنـا علـى مشـاينا رحهـم الـ تعـال بــألن الفتنــة‬
‫نائمحــة فلعــن ال ـ مــن أيقظهــا‪ ،‬فقلــت‪ :‬يــا سأــيدي! الفتنــة عمحرهــا مــا نــامت‪،‬‬
‫ولكنا نن اللنائمحون‪ " ...‬إل أن قــال هــذا الضــل‪.... " :‬وبعــد شــهر واحـزد‬
‫ل رسأالة لطيفة يمحد ال فيها أن هداه إل صراطه السمتقيم " ؟‬ ‫كتب إ ن‬
‫فهــذا الوقــف وأمثــاله يتكــرر يوميــا عــب وسأــائل العلم والتصــال ‪-‬‬
‫الــت تطــورت ف ـ عص ـرنا الاضــر ‪ -‬ويتــاج منــا إل ـ وقفــة جــادةا ف ـ طلــب‬
‫العلم النافعم والتفقه ف دين ال تعـال‪ ،‬وأن المـر جـد ل يتمحـل التــأخي أو‬
‫التهــاون والت ـوان‪ ،‬فنحــن مسمــؤولون أمــام ال ـ عزوجــل عــن تقص ـينا ف ـ هــذا‬
‫الواجب العظيم‪.‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪27‬‬

‫إنـ ــا كلمحـ ــة أوجههـ ــا إلـ ـ ـ السمـ ــؤولي عـ ــن التبيـ ــة والتعليـ ــم فـ ـ ـ العـ ــال‬
‫السأـ ــلمي‪ :‬إن أردت ـ ـ المـ ــن والسمـ ــلمة مـ ــن الشـ ــكلت الفكريـ ــة والتبويـ ــة‬
‫فليس أمامكم إل القرآن والسمنة ببامجح مكثفـة وبيـان واضـح يإنــعم النـراف‬
‫ف ـ فهمحهــا وتنزيلهــا علــى غي ـ مــادلت عليــه‪ ،‬إن التاريــخ يشــهد أن العلقــة‬
‫طردية بي العلم ومنه التوحيد وبي المن وقبل شــهادةا التاريــخ شــهادةا رب‬
‫ز‬
‫ك يلسسم اليممـسن‬ ‫العالي إذ يقول ‪﴿ :‬النذيين آيمنسوام يويلم ييـملبزسسموام إزييإانيـسهم بزظسملزم أسموليئز ي‬
‫يوسهــم يممهتيـسدوين﴾ ])‪ (82‬سأــورةا النعــام[ فمححاولــة إبعــاد العلــوم الشــرعية عــن مناهــجح‬
‫التعليم أو تقليصها معم الغراق ف العلوم الدنيوية بجة سأــوق العمحــل فهــذا‬
‫سأ ــيكون عل ــى حسم ــاب أم ــن التمح ــعم واسأ ــتقراره عل ــى ال ــدى البعيــد وبـ ـوادر‬
‫ونــذر هــذا الطــر بــدأنا نــذوقها مــن أقــرب النــاس إلينــا إن العــودةا الصــادقة‬
‫لتــدبر القــرآن والسمــنة بطريقــة صــحيحة وبآليــات كافيــة لــو السمــبيل لتحقيــق‬
‫المن النشود والرخاء القصود‪.‬‬

‫إن تغييـ ــب بعـ ــض نصـ ــوص القـ ــرآن والسمـ ــنة بجـ ــة علج الشـ ــكلت‬
‫الفكريــة هــو سأــبب فـ توليــد مثــل هــذه الشــكلت‪ ،‬فهــذه النصــوص إن لـ‬
‫يسمــمحعها الناشــئة مــن صــغرهم فـ ـ مدارسأــهم ويسمــمحعوا بيانــا الصــحيح فـ ـ‬
‫مناهـ ــجح التبيـ ــة والتعليـ ــم فسميسمـ ــمحعونا مـ ــن هنـ ــا او هنـ ــاك مقلوبـ ــة مرفـ ــة ثـ ـ‬
‫يطبقونا تطبيقا خاطئا فيجنون على أنفسمهم وأمتهم‪.‬‬
‫المسألة السابعة‪ :‬السنة وأفرضيات البرمجة اللغوأية العصبية‪.‬‬
‫يوجــد ف ـ البمــة اللغويــة العصــبية عــدد مــا يسمــمحى بالفرضــيات وهــي‬
‫عن ــدهم قواع ــد وأص ــول سأ ــلوكية نفسم ــية يبنـ ـ عليه ــا ع ــدد م ــن الجـ ـراءات‬
‫‪ 28‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫والتقني ــات فـ ـ ه ــذا العل ــم‪ ،‬وحينمح ــا تسم ــتمحعم ل ــدرب البم ــة وه ــم يش ــرحون‬
‫فرضياتا‪ ،‬أو يدافعون عنها وييبــون عمحــا أورد عليهــا مــن ملحظــات فإنــك‬
‫تتعجـ ــب وتسمـ ــتغرب كيـ ــف يـ ــاول هـ ــؤلء التشـ ــبث بثـ ــل هـ ــذه الفرضـ ــيات‬
‫وال ــدفاع عنه ــا م ــعم أن عن ــدهم أض ــعاف أض ــعاف‪....‬أض ــعافها م ــن حك ــم‬
‫وقواعــد موجــودةا فـ السمــنة النبويــة تظهــر لــن قرأهــا وتــدبرها وأطــال الوقــوف‬
‫عند حكمحها‪.‬‬

‫إن مثــل هــذا التمحسمــك والعتــداد والفــرح بــذه الفرضــيات يقبــل مــن‬
‫أولئــك الــذين ل يعرفــون القــرآن ولـ يطلعـوا علــى سأــنة نبينــا ممحــد صــلى الـ‬
‫عليه وسألم لن هذا منتهى علمحهم وهم يسمبون با قرروه أنم حازوا سأبقا‬
‫علمحيا واكتشفوا أدوات ل تكن موجودةا ف هذا الوجود‪.‬‬

‫فيحسمن بالشتغلي بذا العلم أن يعطوا من وقتهم القدر الكــاف لتــدبر‬


‫السمنة والتأمل ف مضمحونا إذ إنم لو فعلوا ذلـك لوجـدوا ضــالتهم النشـودةا‬
‫ول سأتغنوا با عندهم عمحا عند غيهــم ولعلمحـوا أن مــا يسمــعون لتحقيقــه مــن‬
‫تغيي وتطوير موجود ف السمنة النبوية‪.‬‬

‫فيأيها الدربون ويأيها البمجون خذوا من السمــنة النبويــة مــا تشـاءون؛‬


‫م ــن السم ــلمحات التبوي ــة والقواع ــد النفسم ــية فه ــي معيـ ـ ل ينض ــب وكن ــز ل‬
‫يفن‪ ،‬خذوا واشرحوا واعقدوا الدورات لتطوير الياةا‪.‬‬

‫إنــا دع ـوةا مفتوحــة إل ـ مــن آتــاهم ال ـ العلــم بركنيــه الفهــم )الــذكاء(‪،‬‬


‫والف ــظ )ال ــذاكرةا( أن ي ــبينوا للن ــاس القواع ــد التبوي ــة‪ ،‬والسم ــلمحات النفسم ــية‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪29‬‬

‫ويــدربوا النــاس عليهــا ويبنيـوا لــم تطبيقاتــا فـ اليــاةا‪ ،‬إن هــذه القواعــد هــي‬
‫الت تكن با النب صلى ال عليه وسألم من تغيي الناس وتطويرهم مــن أمـة‬
‫بدويــة بدائيــة إل ـ أمــة ذات حضــارةا قويــة مكينــة اسأــتمحرت قرونــا طويلــة ول‬
‫تزال تلك تلك الطاقة الت تكنها بعون ال أن تعود إل ما كانت عليه‪.‬‬
‫المسألة الثامنة‪ :‬مشهد من الوأاقع‪.‬‬
‫ف أحد السمـاجد النشــيطة قـرأت لوحــة رسأـم فيهــا خطـة لشــروع تربـوي‬
‫يتضــن الناشــئة ف ـ الرحلــة البتدائيــة‪ ،‬وكــان البنامــجح يتــوي علــى أنشــطة‬
‫متنوعــة للطلب منهــا‪ :‬حفــظ القــرآن‪ ،‬ومــذاكرةا الكتــب الدرسأــية‪ ،‬والــتفيه‪،‬‬
‫وغيها‪ ،‬والذي اسأتوقفن ف العلن هو أن البنامـجح يشــمحل دورات يلقيهــا‬
‫عدد من التخمصصي ف التبية وعلم النفس لتعليم الباء والمهات كيف‬
‫يربون أبناءهم ويتعاملون معهم؟ فقلت‪ :‬هل وصـلت التبعيـة التبويـة للغـرب‬
‫حــت إلـ ـ السمــاجد‪ ،‬إن كــان أهــل القــرآن والسمــنة ل يسمــتطيعون أن يعرفـ ـوا‬
‫كيف يربون أبناءهم ويتعاملون معهم إل بسماعدةا الــؤهلي فـ تلــك العلــوم‬
‫من جامعات شرقية أو غربيــة ؟ إذا مــا أثاـر القــرآن والسمــنة فـ حيــاتم ؟ أيــن‬
‫هــم مــن سأــنة الرب ـ الول صــلى ال ـ عليــه وسأــلم ؟ الــذي اسأــتطاع تكــوين‬
‫خي جيل عرفـه التاريـخ‪ ،‬أيـن هـم مـن خـباته وتـاربه ومـن قواعـده وهـديه ؟‬
‫إن كان الراد أن هؤلء جعوا بي التخمصص ف القرآن والسمــنة وبيـ العلــوم‬
‫التبويــة والنفسمــية وسأــيكون طرحهــم بواجهــة القــرآن والسمــنة وتــت لوائهمحــا‬
‫فحسمن ‪ ،‬أما إن كانت الخرى وهو الواقعم والشاهد فل ‪.‬‬
‫‪ 30‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫المسألة التاسعة‪ :‬الستيراد وأالتصدير الفكري‪.‬‬


‫إن من مظاهر النزامية والتبعيــة فـ وقتنــا الاضـر هـو ذلــك السأـتياد‬
‫الثق ــاف ال ــذي نش ــط فـ ـ السم ــنوات الخيةا نش ــاطا ملحوظ ــا وات ــذ قـ ـوالب‬
‫متلفـ ــة منهـ ــا ترجـ ــة الكتـ ــب ومنهـ ــا دورات التطـ ــوير والتغيي ـ ـ كلهـ ــا ينتهـ ــي‬
‫إسأنادها إل الضارةا الغربية ومقطوعة السأناد عن القرآن والسمنة‪.‬‬

‫إن التبعي ــة الفكري ــة للحض ــارات القوي ــة فـ ـ الع ــال انزامي ــة غيـ ـ مقبول ــة‬
‫مهمحــا كــان الــبر والواجهــة الــت تغلــف بــا والسمــر الــذي تعــب فــوقه إلـ ـ‬
‫ثاقافتنا وحضارتنا‪.‬‬

‫لاذا السأتياد؟ والنتاج اللي متوفر بل يفوق السمتورد‪.‬‬

‫إننا لن نتحرر ماديا حت نتحرر فكريا بشكل كامل ومطلق‪.‬‬

‫والسمــبب ف ـ وجــود هــذه الظــاهرةا عــدم التفريــق بي ـ السأــتياد المحنــوع‬


‫وبيـ النتفــاع الشــروع بــا عنــد الضــارات الخــرى فـ أمــور اليــاةا الاديــة‪،‬‬
‫فهذه مسمالة يقعم اللط فيهـا كـثيا ول يوفــق للبصـيةا فـ هــذا المــر إل مـن‬
‫هدي إل الصراط السمتقيم؛ الذي فرض على السملم أن يدعو بالداية إليــه‬
‫كل يوم سأبعة عشر مرةا على القل‪.‬‬

‫إن لكل حضارةا جانبي معنوي ومادي وها متزجــان بشــكل يصــعب‬
‫الفك بينهمحا وإن بينهمحا خيط رفيـعم ل يـراه إل البصـرون ممحن تـدبر القـرآن‬
‫والسمنة‪.‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪31‬‬

‫إننا بذا السأتياد نعمحق ف نفـوس النـاس وخاصـة اليـل الديـد التبعيـة‬
‫لتلك المم شئنا أم أبينا وسأنظل نغرس الضــعف والنزاميــة دون أن نــاول‬
‫الروج وتقيق النصر والعزةا‪.‬‬

‫إن علــى الثقفيـ ـ مــن السمــلمحي أن ينتقلـ ـوا مــن مرحلــة السأــتياد إلـ ـ‬
‫التصدير‪ ،‬أي تصدير مشروعنا الضــاري إلـ النــاس كافــة خاصــة أن النــاخ‬
‫مناسأــب والنافسمــة مفقــودةا حيــث تعــان الضــارات اليــوم مــن فـ ـراغ نفسمــي‬
‫شديد وهي بـأمس الاجـة لن تـرى حضـارةا السأـلم بثـوب عصـري ييـب‬
‫على كل تسماؤلت الياةا إجابات مقنعة ويربط القرآن والسمــنة بكــل دقــائق‬
‫الياةا ف كافة الوانب‪.‬‬
‫المسألة العاشرة‪ :‬الوأقوأد الذي يطلق القدرات‪.‬‬
‫إن السمــنة النبويــة لــن فتــح ال ـ تعــال لــه أبوابــا هــي النطلــق لطلق‬
‫ق ـ ــدرات النسم ـ ــان وه ـ ــي الوق ـ ــود ال ـ ــذي يول ـ ــد المح ـ ــاس والنش ـ ــاط والطاق ـ ــة‬
‫والبداع‪.‬‬

‫قال ابن القيم‪ :‬وما ظنك بن إذا غــاب عنــك هــديه ومــا جــاء بــه طرفــة‬
‫عي فسمد قلبك‪ ،‬ولكن ل يس بذا إل قلب حــي ومــا لــرح بيــت إيلم‪،‬‬
‫وإذا كــانت السمــعادةا معلقــة بــديه صــلى الـ عليــه وسأــلم فيجــب علــى كــل‬
‫من أحب ناةا نفسمه أن يعـرف هـديه وسأـيته وشـأنه مـا يـرج بـه عـن خطـة‬
‫الــاهلي‪ ،‬والنــاس فـ هــذا بي ـ مسمــتقل ومسمــتكثر ومــروم والفضــل بيــد الـ‬
‫)‪(1‬‬
‫يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم‬
‫متصر زاد العاد ‪13 :‬‬
‫‪()1‬‬
‫‪ 32‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫هــذا الكلم يعــتف بــه كــل مسمــلم نظريــا ‪ ،‬أمــا مــن يطبقــه إلـ ـ واقــعم‬
‫عمحلي مسموس فهم ف عصرنا قليل‪.‬‬

‫إن نشــر السمــنة بي ـ النــاس وتــدبرهم لــا يسمــهم بشــكل كــبي فـ تربيــة‬
‫النفـ ـ ــوس وتـ ـ ــذيب الخلق ونتيجـ ـ ــة لـ ـ ــذلك تقـ ـ ــل الشـ ـ ــاكل والخمالفـ ـ ــات‬
‫والرائم‪ ،‬ويوجد الد ف اليــاةا واللــتزام فـ أداء الواجبــات دون حاجــة إلـ‬
‫أجهـزةا مراقبــة أو حراسأــة أو إدارات متابعــة فهنــاك رقابــة داخليــة تعمحــل علــى‬
‫مدار السماعة فإذا تقق هذا فانظر ماذا يتتب عليه من مصال عظيمحة‪.‬‬

‫وأيضــا إذا وجــد تــدبر السمــنة يكــون الصــول علــى القــوي المي ـ أمــر‬
‫سأــهل مــا يإكــن معــه تقيــق الكــثي مــن الهــداف العامــة والاصــة وإنــاز‬
‫الكــثي مــن الشـاريعم بأقــل تكلفــة وأقــل جهـد‪ ،‬مــا أقـوله ليــس أحلم شـاعر‪،‬‬
‫ول أوه ــام ك ــاهن ب ــل ه ــي حقيق ــة مق ــررةا وأثا ــره ملمح ــوس لكن ــه فـ ـ نط ــاق‬
‫مـ ــدود‪ ،‬إننـ ــا نلـ ــك أعظـ ــم طاقـ ــة معنويـ ــة لـ ــو اسأـ ــتطعنا أن نوصـ ــلها بشـ ــكل‬
‫صــحيح وأن نسمــتثمحرها ف ـ تقيــق الرخــاء والمــن للمحجتمحــعم‪ ،‬وتقيــق اليــاةا‬
‫الطيبة لكافة أفراده‪.‬‬
‫المسألة الحادية عشرة‪ :‬مقاوأمة تغيير المناهج‪.‬‬
‫يبنغــي للمحسمــلمحي أل يسمتسمــلمحوا لــن أراد تغييـ منــاهجهم وتقليصــها؛‬
‫لكـ ــن ل يضـ ــيعم وقتهـ ــم ف ـ ـ الـ ــدفاع وينشـ ــغلوا بـ ــه عـ ــن البنـ ــاء حـ ــت يغلب ـ ـوا‬
‫ويسمقطوا‪ ،‬بل عليهم أن يبحثـوا عـن البـدائل واللـول الـت يقـاومون بـا هـذا‬
‫التغيي ويكفل للناشئة اسأتمحرار اتصالم بالقرآن والسمنة صــلة صــحيحة قويــة‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪33‬‬

‫مكمحة‪ ،‬وبتلقائية وسأهولة وهـو مــا يققـه مشـروع تــدبر القـرآن والسمـنة بـإذن‬
‫ال تعال‪.‬‬

‫لقد سأجل التاريخ شهادات إجلل وإكبــار لقليــات مسمــلمحة عاشــت‬


‫متمحسمـ ــكة بـ ــدينها وعقيـ ــدتا تسمـ ــكا قويـ ــا متينـ ــا مـ ــعم شـ ــدةا مـ ــا تـ ـواجهه مـ ــن‬
‫ضغوط رسية واجتمحاعية إنا فقط الرغبة الصادقة ف البناء وامتلك السميولة‬
‫العلمحية الت تدعم هذا الشروع الكبي‪.‬‬

‫فالسأ ـرةا السمــلمحة إذا كــانت مبنيــة علــى أسأــس تربويــة سأــليمحة وبــدأت‬
‫بواجبهــا منــذ نشــأتا وتكوينهــا فلــن تسمــتطيعم أي ق ـوةا فـ الرض أن تفــرض‬
‫على أفرادها فكرا غي الفكر الذي رضعته منذ أيامها الول‪ ،‬أما إن تركــت‬
‫الوعاء فارغا وألقت بالتبعة على غيها فهنا مكمحن الطر والثغـرةا الــت ينفــذ‬
‫منهــا العــداء إل ـ حصــوننا‪ ،‬لقــد ول ـ عهــد النــوم والكسمــل وبــدأت مرحلــة‬
‫الــد والعمحــل‪ ،‬فكــل منــا علــى ثاغـ ـرةا مــن ثاغــور السأــلم فــال الـ ـ أن يــؤتى‬
‫السألم من قبله‪.‬‬
‫المسألة الثانية عشرة‪ :‬تدبر السنة اجتماع الكلمة وأتوأحيد الصف‪:‬‬
‫إن بعــض النــاس ل يعــرف السمــنة إل عنــدما يريــد أن يــادل أو ياصــم‬
‫فـتاه يفتــش فـ كتبهــا بثــا عمحــا يقــوي حجتــه ويشــهد لرأيــه ومــا عــدا ذلــك‬
‫مــن أيــام حيــاته فل صــلة لــه بالسمــنة فل يفتــش فيهــا بثــا عــن أسأــباب نــاته‬
‫وإصلح نفسمـه وتزكيـة قلبـه ‪ ،‬قد غـاب عـن ذهنـه القتـداء بـالنب صـلى الـ‬
‫عليه وسألم والتأسأي به ف شأنه كله‪.‬‬
‫‪ 34‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫فمحث ــل ه ــذا الن ــوع م ــن الن ــاس ه ــو ال ــذي ي ــزرع اللف والش ــقاق بيـ ـ‬
‫السمــلمحي ‪ ،‬وينشــر الراء الشــاذةا والناهــجح النحرفــة سأـواء كــان ذلــك بسمــن‬
‫نية أو عدمها النتيجة واحدةا‪.‬‬

‫أمـا حيـ يوجـد تــدبر السمـنة عنــد أفـراد المـة‪ ،‬يبــدأ المحيــعم بتـدبرها مــن‬
‫الصغر وبنية صادقة ومنهـجح صحيح فإننـا بـإذن الـ تعـال نـأمن وجـود هـذه‬
‫البــذور الفاسأــدةا فـ صــفوفنا فتصــفو اليــاةا وتتمحــعم الكلمحــة‪ ،‬وحــت لــو وجــد‬
‫خلف على بعض السمائل فإن القلوب صافية والنيات صادقة‪.‬‬

‫فهــذه وسأــيلة سأــهلة ميسم ـرةا ف ـ متنــاول المحيــعم منحنــا ال ـ إياهــا فلــم ل‬
‫نوظفها لتحقيق الي وجعم الكلمحة‪.‬‬

‫إن كــل متمحــعم صــغيا كــان أو كــبيا يأخــذ بزمــام البــادرةا ويسمــعى ف ـ‬
‫غرس هذه الشجرةا الباركة ف أرضـه فـإنه يتفيـؤ ظللـا عنـدما تنمحـو وتكـب‪،‬‬
‫أمــا مــن يفــرط ويهمحــل فــإنه يتجــرع الغصــص ويتكبــد السمــائر‪ ،‬ويعيــش ف ـ‬
‫جحيم اللف والشقاق طول حياته‪.‬‬
‫الهدف الثاني‪ :‬العمل‪.‬‬
‫إن وج ــود ه ــذا ال ــدف عن ــد ك ــل مسم ــلم م ــن أق ــوى ال ــدوافعم للعناي ــة‬
‫بالسمنة والقبال عليها والشتغال با‪ ،‬والرص عليها‪.‬‬

‫فمحت علم السمـلم أن فـ السمـنة مـا يقـق لـه النجـاةا واليـاةا الطيبـة‪ ،‬مـا‬
‫ييبه على التسماؤلت اليومية الت تر به‪ ،‬ما يعينــه علــى التعــايش مــعم الواقــعم‬
‫الــذي يعيــش بــه‪ ،‬مــا يكشــف لــه الـواب الصــحيح فـ كــل موقــف يتعــرض‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪35‬‬

‫له‪ ،‬ما يؤمن له السمتقبل فـ اليـاةا الخـرةا فــإنه يــرص عليهــا أشــد الـرص‪،‬‬
‫ويقدرها حق قدرها ويوليها اهتمحاما بالغا وعناية خاصة‪.‬‬
‫المسألة الوألى‪ :‬حرص السلف على العمل بالسنة‪.‬‬
‫لقــد فقــه سأــلفنا الصــال هــذا الــدف فقرنـوا العلــم بالعمحــل وتواصـوا بــه‬
‫وأكــدوا عليــه دائمحــا‪ ،‬فلــم يكــن حظهــم مــن السمــنة الروايــة‪ ،‬بــل قرن ـوا الروايــة‬
‫بالدارية والربط بشؤون الياةا كلها‪.‬‬

‫وأورد هنا بعض النمحـاذج لبيـان هـذا الـانب الشـرق فـ حيـاةا الصـحابة‬
‫رضي ال عنهم شحذا للهمحم للتأسأي بم‪ ،‬والسمي ف طريقهم‪:‬‬

‫‪ -1‬عن أب بكر الصديق رضي ال عنه قال‪ :‬لسمت تاركا شـيئا كـان‬
‫رسأـول الـ صلى الـ عليـه وسأـلم يعمحـل بـه إل عمحلـت بـه‪ ،‬وإنـ أخشـى إن‬
‫)‪(1‬‬
‫تركت شيئا من أمره أن أزيغ‪.‬‬

‫‪ -2‬عن عمحر رضي ال عنه‪ :‬أنه جاء إل الجــر السأــود فقبلــه فقــال‬
‫إن أعلم أنك حجر ل تضر ول تنفعم ولول أن رأيـت النـب صلى الـ عليـه‬
‫)‪(2‬‬
‫وسألم يقبلك ما قبلتك‪.‬‬

‫‪ -3‬وعن يعلى بن أمية قال‪ :‬طفـت مـعم عمحـر بـن الطـاب رضـي الـ‬
‫عنــه فلمحــا كنــت عنــد الركــن الــذي يلــي البــاب مــا يلــي الزمجــر أخــذت بيــده‬
‫ليسمــتلم ‪ ،‬فقــال ‪ :‬أمــا طفــت مــعم رسأــول الـ صــلى الـ عليــه وسأــلم؟ قلــت‪:‬‬
‫مسمند أحد ‪1/167‬‬
‫‪()1‬‬
‫صحيح البخماري ‪ ،2/579‬صحيح مسملم ‪ ، 2/925‬سأنن أب داود ‪ ، 1/477‬مسمند أحد ‪1/197‬‬
‫‪()2‬‬
‫‪ 36‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫بلـى‪ ،‬قـال‪ :‬فهـل رأيتـه يسمـتلمحه؟ قلـت‪ :‬ل‪ ،‬قـال‪ :‬فانفـذ عنـك‪ ،‬فـإن لـك فـ‬
‫)‪(1‬‬
‫رسأول ال أسأوةا حسمنة‪.‬‬

‫‪ -4‬وع ــن سأ ــعيد ب ــن السم ــيب ق ــال ‪ :‬رأي ــت عثمح ــان رض ــي الـ ـ عن ــه‬
‫قاعــدام ف ـ القاعــد فــدعا بطعــام مــا مسمــته النــار فــأكله ث ـ قــام إل ـ الصــلةا‬
‫فص ــلى ‪ ،‬ثـ ـ ق ــال عثمح ــان‪ :‬قعــدت مقعــد رسأــول الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وآلــه‬
‫وسألم‪ ،‬وأكلت طعام رسأول ال‪ ،‬وصليت صلةا رسأـول الـ صـلى الـ عليـه‬
‫)‪(2‬‬
‫وسألم‪.‬‬

‫‪ -5‬وعــن علــي يــن أب ـ طــالب رضــي ال ـ عنــه‪ :‬أن فاطمحــة رضــي الـ‬
‫عنهــا أتــت النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم تسمــأله خادمــا فقــال‪ :‬أل أخــبك مــا‬
‫هــو خي ـ لــك منــه؟ تسمــبحي ال ـ عنــد منامــك ثالثاــا وثالثاي ـ وتمحــدين ال ـ‬
‫ثالثاــا وثالثاي ـ وتك ـبين ال ـ أربعــا وثالثايــ‪ ،‬قــال علــي رضــي الـ فمحــا تركتهــا‬
‫)‪(3‬‬
‫بعد‪ ،‬قيل‪ :‬ول ليلة صفي؟ قال ول ليلة صفي‪.‬‬

‫‪ -6‬وعن ميسمرةا الطهوي قال‪ :‬رأيت عليـا يشـرب قائمحـا‪ ،‬قـال‪ :‬قلـت‬
‫له‪ :‬تشـرب قائمحـا؟ فقـال‪ :‬إن أشـرب قائمحـا فقـد رأيـت رسأـول الـ صلى الـ‬

‫مسمند أحد ‪265 /1‬‬


‫‪()1‬‬
‫مسمند أحد ‪1/378‬‬
‫‪()2‬‬
‫صحيح البخماري‪ ، 2051 - 5 :‬صحيح مسملم‪2091 - 4 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪37‬‬

‫عليــه وسأــلم يشــرب قائمحــا‪ ،‬وإن أشــرب قاعــدام فقــد رأيــت رسأــول الـ صــلى‬
‫)‪(1‬‬
‫ال عليه وسألم يشرب قاعدما‪.‬‬

‫‪ -7‬وعــن ابــن عمحــر رضــي الـ ـ عنهمح ــا ق ــال‪ :‬بينمح ــا نــن نصــلي مــعم‬
‫رسأــول الـ صــلى الـ عليــه وسأــلم إذ قــال رجــل مــن القــوم‪ :‬الـ أكــب كــبيما‪،‬‬
‫والمحــد لـ كــثيا ‪،‬وسأــبحان الـ بكـرةا وأصــيل‪ ،‬فقــال رسأــول الـ صــلى الـ‬
‫عليه وسألم‪ :‬من القائل كلمحة كذا وكذا؟ قال رجل من القوم‪ :‬أنا يا رسأــول‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬عجبت لا‪ ،‬فتحت لا أبـواب السمـمحاء‪ ،‬قـال ابـن عمحر رضـي الـ‬
‫عنهمحــا‪ :‬فمحــا تركتهــن منــذ ســعت رسأــول الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم يقــول‬
‫)‪(2‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ -8‬وعن سأال بن عبـد الـ بـن عمحـر رضـي الـ عنهمحـا أن رسأـول الـ‬
‫صلى ال عليه وسألم قال‪ :‬ل تنعوا إمــاء الـ أن يصــلي فـ السمــجد‪ ،‬فقــال‬
‫ابــن لــه‪ :‬إنــا لنمحنعهــن‪ ،‬فقــال‪ :‬فغضــب غضــبا شــديدا وقــال‪ :‬أح ـدثاك عــن‬
‫رسأول ال وتقول إنا لنمحنعهن‪ ،‬وف رواية‪ :‬فانتهره عبد ال‪ ،‬قــال‪ :‬أفز لــك‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أقول‪ :‬قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم‪ ،‬وتقول‪ :‬ل أفعل‪.‬‬

‫مسمند أحد ‪2/179‬‬


‫‪()1‬‬
‫مسمند أحد‪ ،14-2 :‬صحيح مسملم‪ ،420-1 :‬سأنن أب داود‪ ،502-1 :‬سأنن النسمائي‪364-3 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫صحيح البخماري ‪ ، 1/305‬صحيح مسملم ‪ ، 1/326‬مسمند أحد‪6/132 ، 8/290 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫‪ 38‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫‪ -9‬وعــن أب ـ هري ـرةا رضــي ال ـ عنــه قــال‪ :‬أوصــان خليلــي بثلث ل‬


‫أدعهن حت أموت‪ :‬صوم ثالثاة أيام من كل شهر‪ ،‬وصـلةا الضــحى‪ ،‬ونـوم‬
‫)‪(1‬‬
‫على وتر‪.‬‬

‫والنصــوص ف ـ هــذا البــاب عــن الصــحابة والتــابعي وأئمحــة الفقــه كــثيةا‬


‫كلهــا تؤكــد هــذا العن ـ وتيــجح النفــوس إليــه ‪ ،‬وتــبز هــذا الــانب الهــم مــن‬
‫حياةا السملم ف تعامله معم سأنة النب صلى ال عليه وسألم‪.‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬مراتب اتباع السنة‪.‬‬


‫مراتب اتباع السمنة أربعم‪:‬‬

‫الول‪ :‬ساع الديث أو قراءته والتأكد من صحته‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬حفظ لفظ الديث‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬فقه الديث وحفظ معانيه‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬العمحل والتنفيذ‪.‬‬

‫هذه مراتب اتباع السمنة‪ ،‬فأول تسممحعم الديث أو تقرأه‪ ،‬ث تفظه‪ ،‬ث‬
‫تتفك ــر فـ ـ مع ــانيه وتت ــدبره وتتأك ــد م ــن فقه ــك ل ــه بسمـ ـؤال أه ــل العل ــم أو‬

‫صحيح البخماري ‪ ، 699-2 ، 395-1‬صحيح مسملم ‪ ، 499-1‬سأنن أب داود ‪ ، 455-1‬سأنن‬


‫‪()1‬‬
‫النسمائي ‪229-3‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪39‬‬

‫بالسممحاع أو بالقراءةا‪ ،‬ثـ تنطلـق للعمحـل مباشـرةا بـا سعته عـن الرسأـول صلى‬
‫ال عليه وسألم دون تأخي أو توان‪.‬‬

‫لقــد كــان تعامــل الصــحابة رضــي الـ عنهــم مــعم السمــنة تعــامل مباشـرا‬
‫وسأــهل‪ ،‬يــأت أحــدهم النــب صــلى ال ـ عليــه وسأــلم فيسم ـأله‪ ،‬ثـ يسمــتمحعم إلـ‬
‫الجابــة ويفظهــا ثـ ينطلــق للعمحــل بــا‪ ،‬أمــا كــثي مــن النــاس اليــوم فإمــا أن‬
‫يرمـ ـوا أنفسمــهم ســاع السمــنة والعلــم بــا‪ ،‬أو يرمـ ـوا أنفسمــهم فوريــة التطــبيق‬
‫والتنفيــذ بجــجح واهيــة وأعــذار وهمحي ـة‪ ،‬فتنقضــي أيــام حيــاتم وف ـ كــل يــوم‬
‫يفوتم خي عظيم‪.‬‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬التربية وأالتدريب على العمل بالسنة‪.‬‬

‫إن العمحل بالسمنة وتطبيقها يتاج إل التــدرج فـ التطــبيق شــيئا فشــيئا‪،‬‬


‫وينبغــي أن يبــدأ ذلــك ف ـ وقــت مبكــر منــذ سأــنوات الطفولــة الول ـ بيــث‬
‫يتسمــعم الــوقت للبنــاء‪ ،‬وتوجــد مسمــاحة كافيــة للتــدريب والتكـرار حــت ترسأــخ‬
‫العادات التبوية اليدةا‪.‬‬

‫عن عبد ال بن مسمعود رضـي الـ عنــه قـال‪ :‬حـافظوا علـى أبنـائكم فـ‬
‫)‪(1‬‬
‫الصلةا وعودوهم الي فإن الي عادةا‪.‬‬

‫شعب اليإان‪236 - 9 :‬‬


‫‪()1‬‬
‫‪ 40‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫وعــن أبـ ـ هريـ ـرةا رضــي الـ ـ عنــه قــال‪ :‬تعــودوا اليـ ـ عــادةا‪ ،‬و إيــاكم و‬
‫)‪(1‬‬
‫عادةا السمواف من سأوف إل سأوف‪.‬‬

‫وعن معاوية بن أب سأفيان رضي ال عنــه قــال‪ :‬عــودوا أنفسمــكم اليــ؛‬


‫فــإن ســعت رسأــول ال ـ صــلى ال ـ عليــه وسأــلم يقــول‪ :‬اليـ ـ عــادةا ‪،‬والشــر‬
‫)‪(2‬‬
‫لاجة‪ ،‬ومن يرد ال به خيا يفقهه ف الدين‪.‬‬

‫إن كل عمحل دلنا عليه نبينا ممحد صلى ال عليـه وسأـلم حري بنـا أن‬
‫نعود أنفسمنا عليه‪ ،‬وكــل عمحــل مـن هــذه العمحــال لــه مسمـتويات ودرجـات و‬
‫يؤخذ بالتدريجح يوما بعد يوم‪ ،‬ولن يشاد الدين أحـد إل غلبـه‪ ،‬ول نظــن أن‬
‫ما نسممحعم عـن السمـلف مـن اجتهـاد ف العمحـال الصـالة جاء طفـرةا وفجـأةا‬
‫إنــا جــاء بالتدريــجح والتبيــة والتعويــد سأـواء كــان فـ تربيــة النسمــان لنفسمــه أو‬
‫صــل الشــخمص كــل أبـواب اليـ وبــأعلى‬ ‫تربيــة الربـ لغيه‪ ،‬فل يإكــن أن ي زذ‬
‫درجــة ف ـ يــوم أو ف ـ سأــنة وأيضــا ليــس مطلوبــا منــه ذلــك إنــا البنــاء يكــون‬
‫بالاهدةا والصابرةا وبالرياضة‪ .‬وأن يبدأ رحلة الاهدةا وف نيتـه إتامهـا‪ ،‬ولـو‬
‫مــات قبــل إكمحالــا فــإنه يكتــب لــه ثاـ ـواب مــا نــوى‪ ،‬وأن يكــون خــط سأــي‬
‫الرحلة على الحاديث‪ ،‬نبدأ بـا حــديثا حــديثا‪ ،‬وكــل حـديث أيضــا نأخــذه‬
‫بالتقسمــيط فمحثل حــديث أب ـ هري ـرةا أوصــان خليلــي بثلث‪ :‬نبــدأ أول بــأن‬
‫نتعــود أن نــوتر قبــل أن ننــام‪ ،‬ثـ بصــلةا الضــحى‪ ،‬ثـ بصــيام ثالثاــة أيــام مــن‬

‫العجم الكبي‪ ، 386 - 7:‬شعب اليإان‪386 - 7 :‬‬


‫‪()1‬‬
‫مسمند الشاميي‪250 - 3:‬‬
‫‪()2‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪41‬‬

‫كل شهر‪ ،‬فـإذا أتقنـاه ذهبنـا للحـديث الـذي بعـده‪ ،‬فتكـب وتنمحـو حصـيلتنا‬
‫التبوية يوما بعـد يـوم فتضـفي علـى حياتنـا النـور والبهجـة والسمـرور‪ ،‬وتسمـهم‬
‫بشكل سأريعم وقوي ف علج مشاكلنا الوجودةا ووقايتنا ما ل يوجد‪.‬‬

‫النسمـ ــان مركـ ــب ومكـ ــون مـ ــن آلف العـ ــادات الصـ ــغيةا الـ ــت تتشـ ــكل‬
‫وتـ ــتكب مـ ــعم بعضـ ــها لتكـ ــون عـ ــادات أكـ ــب ثـ ـ تشـ ــكل الشخمصـ ــية الكليـ ــة‬
‫للنسمان‪.‬‬

‫ومن العلوم أن ف بداية تركيب وتثبيت العــادةا وبنائهــا يصــل شـئ مــن‬
‫الهتزاز والتأرجح حت تثبت وتصلب‪.‬‬

‫أمــا مــن يريـد أن يأخـذ العمحــال والــدين جلــة فـإنه يـذهب عنــه جلــة‪،‬‬
‫وتنقضي حياته ول يتق أو يصعد ف سألم الي‪.‬‬

‫وأذكذـ ـر هن ــا ب ــا قلت ــه فـ ـ كت ــاب )مفات ــح ت ــدبر الق ــرآن( ‪ :‬أن مفت ــاح‬
‫الشعال والنطلق فـ بنـاء الـذات وتكـوين الهـارات هـو القيـام بـالقرآن فهـو‬
‫الــذي يهيــئ النفــس لتكــون أرضــا صــالة للزراعــة وتربــة خصــبة تنمحــو فيهــا‬
‫خصال الي بقوةا وحيوية‪.‬‬

‫إن ال ــتب بالض ــافة إلـ ـ عمحل ــه وتطــبيقه لــذه الحــاديث يتعلــم أمـ ـرا‬
‫مهمحــا بــل فـ ـ غايــة الهيــة إنــه يتعلــم كيــف يعمحــل بالسمــنة كيــف يتعامــل‬
‫معها‪ ،‬وكيف يطبقها خطوةا بطوةا وبشكل مباشر‪.‬‬
‫‪ 42‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫إننــا بنبغــي أن نــتب علــى الفوريــة والباشـرةا مــعم السمــنة وأل يكــون بيننــا‬
‫وبينهـ ــا وسأـ ــطاء ننتظـ ــر منهـ ــم أن يقـ ــدموها لنـ ــا حـ ــت إذا وصـ ــلتنا ل نـ ــذوق‬
‫طعمحه ــا وحلوت ــا‪ ،‬ونتهي ــب أن ن ــاول قـ ـراءةا أو تط ــبيق أم ــر آخ ــر غيـ ـ م ــا‬
‫قدموه لنا‪.‬‬

‫الهدف الثالث‪ :‬الثواب‪.‬‬


‫كــل نــص مــن القــرآن والسمــنة ورد فيــه فضــل العلــم والــث عليــه فــإن‬
‫حفظ السمنة وقرائتها وتدبرها يدخل فيه دخول أوليا وهناك نصوص خاصـة‬
‫فـ الــث علــى حفــظ السمــنة وتبليغهــا إلـ النــاس ‪ ،‬وهــذا طــرف مــا ورد فـ‬
‫هذا الباب من النوعي‪:‬‬

‫‪ -1‬قال ال تعال‪ ﴿ :‬ييـمرفيزعم اللنهس النزذيين آيمنسوا زمنسكمم يوالنزذيين سأوتسوا المعزمليم‬
‫ت يواللنهس ز يبا تيـمعيمحسلوين يخبزدي﴾ ])‪ (11‬سأورةا الادلة[‪.‬‬ ‫درجا ز‬
‫يي ي‬
‫‪ -2‬قــال الـ ـ تعــال‪ ﴿ :‬قـس ـمل يهـ ـمل ييمسمـ ـتيزوي الـن ـزذيين ييـمعليسمحــوين يوالـن ـزذيين ل‬
‫ب﴾] )‪ (9‬سأورةا الزمر[‪.‬‬ ‫يـمعليمحوين إزنينا يـتييذنكر أسولسوا اليلمبا ز‬
‫ي‬ ‫ي س م‬ ‫ي س‬
‫‪ -3‬قال ال تعال‪﴿ :‬قسـل هـزذهز سأـزبيزلي أيمدعـو إزيلـ اللـزه عليـى ب ز‬
‫صـييةاز أينيـام‬ ‫ي ي‬ ‫س‬ ‫مي ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫ي﴾] )‪ (108‬سأورةا يوسأف[‪.‬‬‫يويمزن اتنـبيـيعزن يوسسأمبيحاين الله يويما أينيام مين المسمحمشزرك ي‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪43‬‬

‫‪ -4‬وعــن معاويــة رضــي ال ـ عنــه قــال‪ :‬ســعت النــب صــلى ال ـ عليــه‬


‫)‪(1‬‬
‫وسألم يقول‪ :‬من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين‪.‬‬

‫‪ -5‬وعن أب هريرةا رضي الـ عنـه قـال‪ :‬سـعت رسأـول الـ صـلى الـ‬
‫عليــه وسأــلم يقــول ‪ :‬الــدنيا ملعونــة ملعــون مــا فيهــا إل ذكــر الـ ـ ومــا واله‬
‫)‪(2‬‬
‫وعالا ومتعلمحا‪.‬‬

‫‪ -6‬وعــن ابــن مسمــعود رضــي الـ عنــه قــال‪ :‬ســعت رسأــول الـ صــلى‬
‫الـ عليـه وسأـلم يقـول‪ :‬نضـر الـ امـرءم سعم منـا شـيئا فبلغـه كمحـا سعه فـرب‬
‫)‪(3‬‬
‫مبلغ أوعى من سأامعم‪.‬‬

‫‪ -7‬وعن صفوان بن عسمال الـرادي رضـي الـ عنـه قـال‪ :‬أتيـت النـب‬
‫صلى ال عليه وسألم وهو متكــئ علــى بــرد لــه أحــر فقلــت لــه‪ :‬يارسأــول الـ‬
‫إن جئت أطلب العلم ‪ ،‬فقال‪ :‬مرحبـا بطـالب العلـم إن طـالب العلـم تفـه‬
‫اللئكــة بأجنحتهــا ثـ يركــب بعضــهم بعضــا حــت يبلغـوا السمــمحاء الــدنيا مــن‬
‫)‪(4‬‬
‫مبتهم لا يطلب‪.‬‬

‫صحيح البخماري ‪ ، 2667-6 ، 1134-3‬صحيح مسملم ‪ ، 718-2‬سأنن التمذي ‪ ، 28-5‬سأنن‬


‫‪()1‬‬
‫ابن ماجه ‪80-1‬‬

‫سأنن التمذي ‪ ، 561-4‬سأنن ابن ماجه ‪ ، 1377-2‬مسمند البزار ‪144-5‬‬


‫‪()2‬‬
‫سأنن أب داود ‪ ، 346-2‬سأنن التمذي ‪ 23-5‬سأنن ابن ماجه ‪84-1‬‬
‫‪()3‬‬
‫مسمند أحد ‪ ، 239-4‬ومعجم الطبان الكبي ‪54-8‬‬
‫‪()4‬‬
‫‪ 44‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫‪ -8‬وعن أب هريرةا رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسأول ال صلى ال عليه‬


‫وسألم‪ :‬إن ما يلحق الؤمن من عمحله وحسمناته بعد موته علمحا علمحه ونشــره‬
‫وولدا صالا تركه أو مصحفا ورثاه أو مسمجدا بناه أو بيتا لبن السمبيل بنــاه‬
‫أو ن ـرا أجـ ـراه أو صــدقه أخرجهــا مــن مــاله ف ـ صــحته وحيــاته تلحقــه بعــد‬
‫)‪(1‬‬
‫موته‪.‬‬

‫‪ -9‬وعــن أب ـ أمامــة رضــي ال ـ عنــه عــن النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم‬
‫قــال‪ :‬مــن غــدا إلـ ـ السمــجد ل يريــد إل أن يتعلــم خيا أو يعلمحــه كــان لــه‬
‫)‪(2‬‬
‫كأجر حاج تاما حجته‪.‬‬

‫‪ -10‬وعن عبـد الـ بــن عمحـرو رضــي الـ عنهمحـا قـال‪ :‬قـال رسأــول الـ‬
‫)‪(3‬‬
‫صلى ال عليه وسألم بلغوا عن ولو آية‪.‬‬

‫‪ -11‬وعــن علــي بــن أب ـ طــالب رضــي ال ـ عنــه قــال‪ :‬القلــوب أوعيــة‬


‫فخميهــا أوعاهــا ‪ ،‬النــاس ثالثاــة فعــال ربــان ومتعلــم علــى سأــبيل نــاةا وهــجح‬
‫)‪(4‬‬
‫رعاع ل خي فيهم‪.‬‬

‫سأنن ابن ماجه ‪ ، 88-1‬وسأنن البيهقي ‪ ، 247-3‬وصحيح ابن خزيإة ‪121-4‬‬


‫‪()1‬‬
‫العجم الكبي للطبان ‪ ،154 ،94-8‬السمتدرك ‪ ، 169-1‬صحيح التغيب والتهيب ‪38-1‬‬
‫‪()2‬‬
‫مسمند أحد ‪ ، 159-2‬صحيح البخماري ‪ ، 1275-3‬سأنن التمذي ‪40-5‬‬
‫‪()3‬‬
‫الفقيه والتفقه ‪1/182:‬‬
‫‪()4‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪45‬‬

‫‪ -12‬وعن أب قتادةا رضي ال عنه قال‪ :‬باب من العلم يفظه الرجــل‬


‫)‪(1‬‬
‫لصلح نفسمه وصلح من بعده أفضل من عبادةا حول‪.‬‬

‫‪ -13‬وعن أب هريرةا وأب ذر رضي ال عنهمحا قال ‪ :‬باب مــن العلـم‬


‫نتعلمحه أحب إلينا من ألف ركعة تطوع وبــاب مــن العلــم تعلمحــه عمحــل بــه أو‬
‫)‪(2‬‬
‫ل يعمحل به أحب إلينا من ألف ركعة تطوع‪.‬‬

‫‪ -14‬وعــن معــاذ بــن جبــل لــا حضـرته الوفــاةا قــال‪ :‬اللهــم إنــك تعلــم‬
‫أن ل أكن أحب البقاء ف الــدنيا لــري النــار ول لغــرس الشــجار ولكــن‬
‫كنــت أحــب البقــاء لكابــدةا الليــل الطويــل ولظمحــأ الـواجر فـ الــر الشــديد‬
‫)‪(3‬‬
‫ولزاحة العلمحاء بالركب ف حلق الذكر‪.‬‬

‫‪ -15‬وق ــال الش ــافعي‪ :‬لي ــس ش ــئ بع ــد الفرائ ــض أفض ــل م ــن طل ــب‬
‫)‪.(4‬‬
‫العلم‪.‬‬

‫‪ -16‬وقال سأـفيان الثـوري‪ :‬مـا مـن عمحـل أفضـل مـن طلـب العلـم إذا‬
‫)‪(5‬‬
‫صحت النية‪.‬‬

‫جامعم بيان العلم وفضله ‪26-1‬‬


‫‪()1‬‬
‫تذكرةا السمامعم والتكلم ‪10‬‬
‫‪()2‬‬
‫جامعم بيان العلم وفضله ‪61-1‬‬
‫‪()3‬‬
‫مفتاح دار السمعادةا ‪119-1‬‬
‫‪()4‬‬
‫مفتاح دار السمعادةا ‪119-1‬‬
‫‪()5‬‬
‫‪ 46‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫‪ -17‬وقــال الشــافعي‪ :‬طلــب العلــم أفضــل مــن صــلةا النافلــة‪ ،‬وقــال‪:‬‬


‫مــن أراد الــدنيا فعليــه بــالعلم ومــن أراد الخ ـرةا فعليــه بــالعلم‪ ،‬وقــال‪ :‬مــن ل‬
‫يب العلم فل خي فيه فل يكـن بينـك وبينـه معرفـة ول صـداقة‪ ،‬وقـال‪ :‬إن‬
‫ل يكن الفقهاء العاملون أولياء الـ فليـس لـ ولـ‪ ،‬وقـال‪ :‬مـن تعلـم القـرآن‬
‫عظمحت قيمحته‪ ،‬ومن نظر ف الفقه نبل قدره‪ ،‬ومن نظر ف اللغـة رق طبعــه‪،‬‬
‫ومـن نظر فـ السمـاب جـزل رأيـه‪ ،‬ومـن كتـب الـديث قـويت حجتـه ومـن‬
‫)‪(1‬‬
‫ل يصن نفسمه ل ينفعه علمحه‪.‬‬

‫والنصوص فـ هـذا البـاب كــثيةا كلهــا تـث وترغـب فـ التـوجه لطلــب‬


‫العلم النافعم ونشره وتبليغه للناس‪.‬‬

‫الهدف الرابع‪ :‬المناجاة‪.‬‬


‫تضمحنت السمنة عددا من الدعية والذكار الت ينــاجي بـا العبــد ربـه‪،‬‬
‫وهي ألفاظ عظيمحــة حلـت معـان جليلــة مــن حفظهــا وذكــر الـ بـا أو دعـا‬
‫بـا عظمحـت منزلتـه وارتفعـت مكـانته وقضـيت حاجته وصـار مـن أوليـاء الـ‬
‫التقي الـذين ﴿ تيـتيـني ـنزسل يعليميزهـسم الميمحلئزيكـةس يأل يتيـافسوا يول يمتيزنـسوا يوأيبمزشـسروا زباملينـزة‬
‫النزتـ سكنتسـمم ستويعـسدوين*َ يمنـسن أيمولزيـيـاسؤسكمم زفـ املييـيـاةاز الـيدنمـييا يوزفـ الزخـيرزةا يوليسكـمم زفييهــا‬
‫يما تيمشتيزهي يأنسفسسمسكمم يوليسكمم زفييها يما تيندسعوين﴾])‪ (30،31‬سأورةا فصلت[‪.‬‬

‫المحوع شرح الهذب ‪43-1‬‬


‫‪()1‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪47‬‬

‫ومــن الناجــاةا بالسمــنة أن تتــذكر وأنــت تكتــب السمــنة أو تفظهــا أن الـ‬


‫يـراك ويسمــمحعك ويبــارك عمحلــك ويــب ذلــك منــك‪ ،‬وأنــه يإــدحك ويعطيــك‬
‫فاجتهــد ف ـ ق ـراءةا السمــنة‪ ،‬وكــن سأــخميا ف ـ بــذل الــوقت والهــد ف ـ حفظهــا‬
‫والعمحــل بــا ونشــرها بيـ النــاس مــا اسأــتطعت إلـ ذلــك سأــبيل فإنــك بــأعلى‬
‫الراتب وأفضل النازل‪.‬‬

‫الهدف الخامس‪ :‬الشفاء‪.‬‬


‫إن العيــش مــعم السمــنة يــول حياتــك إلـ روضــة مــن ريــاض النــة تــس‬
‫خللــا بالرضــى والطمحأنينــة والسمــكينة‪ ،‬وتــس بوضــوح الرؤيــة لمــور اليــاةا‬
‫فتنج ــو م ــن جحي ــم ال ــتدد والتذب ــذب والش ــك وتسم ــلم م ــن النـ ـراف ع ــن‬
‫الصراط السمتقيم‪.‬‬

‫والشــفاء بالسمــنة نوعــان‪ :‬شــفاء علمحــي معنــوي نفسمــي‪ ،‬وشــفاء حسمــي‬


‫بدن‪ ،‬وتصيل هذين الشفاءين يكون بأمرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬بتدبر السمنة على أسأس صحيحة‪.‬‬

‫الثان‪ :‬الدعاء بالسمنة أوالرقية با‪.‬‬

‫أمــا الول‪ :‬فهــو موضــوع الكتــاب‪ ،‬ومــن أهــم الفاتيــح العمحليــة الققــة‬
‫للشــفاء بالسمــنة الفتــاح السمــادس وهــو الفــظ ال ـتبوي للسمــنة ‪ ،‬وبــدونه فــإن‬
‫الشفاء بالسمنة يكون مدودا وأثاره ضعيف‪.‬‬
‫‪ 48‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫وأمـا الثـان وهـو الـدعاء بالسمـنة والرقيـة بـا فقـد جاء بيـانه فـ عـدد مـن‬
‫الحاديث وهي معروفة معلومة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬عن عائشــة رضـي الـ عنهــا أن النـب صـلى الـ عليـه وسأـلم كــان‬
‫يعوذ بعض أهله يإسمح بيده اليمحنـ ويقـول‪ :‬اللهــم رب النـاس أذهــب البــاس‬
‫)‪(1‬‬
‫اشفه وأنت الشاف ل شفاء إل شفاؤك شفاء ل يغادر سأقمحما‪.‬‬

‫‪ -2‬عــن عثمحــان بــن أب ـ العــاص أنــه شــكا إل ـ رسأــول ال ـ صــلى ال ـ‬


‫عليه وسألم وجعا يده ف جسمده منذ أسألم‪ ،‬فقال له رسأول الـ صــلى الـ‬
‫عليه وسألم ضعم يدك على الذي تأل من جسمدك وقل باسأم ال ثالثاا وقـل‬
‫سأبعم مرات أعوذ بال وقدرته من شر ما أجد وأحاذر‪(2).‬‬

‫‪ -3‬عن ابن عباس رضــي الـ عنهمحـا قـال‪ :‬كــان النـب صـلى الـ عليـه‬
‫وسأــلم يعــوذ السمــن والسمــي ويقــول‪ :‬إن أباكمحــا كــان يعــوذ بــا إســاعيل‬
‫وإسأحاق أعوذ بكلمحات الـ التامــة مــن كــل شــيطان وهامــة ومــن كــل عيـ‬
‫)‪(3‬‬
‫لمة‪.‬‬

‫وغيهــا مــن الرقــى النبويــة الــت يــوقن السمــلم بأثارهــا العظيــم ف ـ تقيــق‬
‫الشــفاء ودفــعم البلء‪ ،‬كمحــا يــؤمن بقضــاء الـ ـ وتــدبيه وبكمحتــه وعلمحــه إن‬
‫تأخر الشفاء وأن ما قضاه ال وقدره لعبده هو خي له على كل حال‪.‬‬
‫صحيح البخماري ‪2168 -5‬‬
‫‪()1‬‬
‫‪ ()2‬صحيح مسلم ‪. 4/1728‬‬

‫صحيح البخماري ‪1233-3‬‬


‫‪()3‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪49‬‬

‫والمثلة والنمحاذج على حصول الشفاء بالسمنة ‪ -‬على مر العصور‪ -‬ل‬


‫حصر لا وإنا أذكر هنا أربعة ناذج فـ الشـفاء العلمحـي مـن أجل التوضـيح‬
‫وتأكيد هذا العن وتقريبه للنفوس‪:‬‬

‫المثال الوأل‪:‬‬
‫عن أب سأعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬دخل رسأول ال صــلى الـ‬
‫عليــه وسأــلم ذات يــوم السمــجد فــإذا هــو برجــل مــن النصــار يقــال لــه‪ :‬أبــو‬
‫أمامــة‪ ،‬فقــال‪ :‬يــا أبــا أمامــة مــا ل ـ أراك جالسمــا ف ـ السمــجد ف ـ غي ـ وقــت‬
‫الصلةا؟ قال هوم لزمتن وديون يارسأول ال‪ ،‬قال‪ :‬أفل أعلمحــك كلمــا إذا‬
‫أنــت قلتــه أذهــب ال ـ هــك وقضــى عنــك دينــك؟ قــال بلــى يارسأــول الــ‪،‬‬
‫قــال‪ :‬قــل إذا أصــبحت وإذا أمسمــيت اللهــم إن ـ أعــوذ بــك مــن الــم والــزن‬
‫وأعوذ بك من العجز والكسمل وأعوذ بك من البج والبخمل وأعوذ بك من‬
‫غلبة الدين وقهر الرجال‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت ذلك فأذهب الـ هــي وقضــى عنـ‬
‫)‪(1‬‬
‫دين‪.‬‬

‫المثال الثاني‪:‬‬
‫عــن أب ـ سأــلمحة رضــي ال ـ عنــه قــال‪ :‬لقــد كنــت أرى الرؤيــا فتمحرضــن‬
‫حت سعت أبا قتادةا يقول وأنا كنــت أرى الرؤيــا ترضــن حــت ســعت النــب‬
‫صــلى ال ـ عليــه وسأــلم يقــول‪ :‬الرؤيــا السمــنة مــن ال ـ فــإذا رأى أحــدكم مــا‬

‫سأنن أب داود ‪484-1‬‬


‫‪()1‬‬
‫‪ 50‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫يب فل يدث به إل من يب‪ ،‬وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بال مــن شــرها‬
‫)‪(1‬‬
‫ومن شر الشيطان وليتفل ثالثاا ول يدث با أحدا فإنا لن تضره‪.‬‬

‫المثال الثالث‪:‬‬
‫قــال عبــد الـ بــن وهــب صــاحب مالــك‪ :‬وكــان أول أمــري فـ العبــادةا‬
‫قبــل طلـب العلـم فولــعم منـ الشــيطان فـ ذكـر عيسمـى بــن مريـ كيـف خلقــه‬
‫ال ـ عزوجــل ونــو هــذا‪ ،‬فشــكوت إل ـ شــيخ فقــال لــ‪ :‬ابــن وهــب؟ قلــت‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬اطلب العلم فكان سأبب طلب العلم‬

‫المثال الرابع‪:‬‬
‫وكــانت بعــض الصــالات يضــيق صــدرها وتــزن كلمحــا جاءهــا اليــض‬
‫أسأــفا علــى فـوات العمحــال الصــالة الــت كــانت تـواظب عليهــا وخاصــة فـ‬
‫رمضـان فلمحا سـعت بقـول النـب صلى الـ عليـه وسأـلم‪ :‬إذا مـرض العبـد أو‬
‫) (‬
‫سأــافر كتــب لــه مــا كــان يعمحــل صــحيحا مقيمحــا ‪ 3‬علمحــت أنــه يكتــب لــا‬
‫ثا ـواب نيتهــا الصــادقة حــال العــذر ففرحــت بــذلك وزال عنهــا ضــيق الصــدر‬
‫والم‪ ،‬وسأكنت نفسمها واطمحأن قلبها إل رحة ال تعال وسأعة فضله‪.‬‬

‫صحيح البخماري ‪ ، 2582-6‬صحيح مسملم ‪1771-4‬‬


‫‪()1‬‬
‫جامعم بيان العلم وفضله ‪83-1‬‬
‫‪()2‬‬
‫صحيح البخماري ‪1092-3‬‬
‫‪()3‬‬
‫المفتاح الثاني‪ :‬استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ ‪51‬‬
‫الهدف السادس‪ :‬العلما وأالدعوة‪.‬‬
‫هذا الدف من أهـم القاصـد الـت ينبغـي للمحسمـلم أن يمحـل ههـا وأن‬
‫ي ــرص عل ــى تقيقه ــا فيمح ــن حـ ـوله‪ ،‬فيحص ــل التواص ــي بيـ ـ المحي ــعم باتبــاع‬
‫السمــنة والعمحــل بــا لتصــلح النفــوس وتيحـ القلــوب فتصــلح الحـوال وتصــفو‬
‫الياةا‪.‬‬

‫لقــد حــرص النــب صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم علــى غــرس هــذا العنـ ـ فـ ـ‬
‫النفوس وأكد عليه ف كل مناسأبة‪ ،‬فمحن ذلك قوله صلى ال عليه وسألم ‪:‬‬
‫نضر ال مامريأم سعم منـا حديثا فحفظـه حـت يبلغـه فـرب حامـل فقـه إلـ مـن‬
‫)‪(1‬‬
‫هو أفقه منه‪ ،‬ورب حامل فقه ليس بفقيه‪.‬‬

‫ومــن ذلــك قـ ـوله صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم ‪ :‬ليبلــغ الشــاهد الغــائب فــإن‬
‫)‪(2‬‬
‫الشاهد عسمى أن يبلغ من هو أوعى منه‪.‬‬

‫وأيضا فإن كل نص من القرآن والسمــنة جـاء فيــه ذكـر الــدعوةا والتبليـغ‬


‫والــوعظ والبيــان فــإنه يشــمحل أقـوال النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم وأحـواله فـ‬
‫جيعم أمور الياةا‪.‬‬

‫ومــن المــور الهمحــة الــت ينبغــي التنــبيه عليهــا ف ـ هــذا القــام أن يكــون‬
‫تبليـ ــغ السمـ ــنة مسمـ ــندا إل ـ ـ النـ ــب صـ ــلى ال ـ ـ عليـ ــه وسأـ ــلم معـ ــزوا إليـ ــه قـ ــدر‬
‫السأتطاعة لن هذا أبلغ ف التأثاي وأقوى ف الجة‪ ،‬فهناك فــرق كــبي بيـ‬

‫سأنن أب داود ‪ ، 346-2‬سأنن التمذي ‪ ، 33-5‬سأنن ابن ماجه ‪84-1‬‬


‫‪()1‬‬
‫صحيح البخماري ‪ ، 51 ، 37-1‬صحيح مسملم ‪1305-3 ، 287-2‬‬
‫‪()2‬‬
‫‪ 52‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫أن تق ــول‪ :‬ل تش ــرب بش ــمحالك‪ ،‬أو أن تق ــول ل ــه‪ :‬ه ــل ســعت بقــول النــب‬
‫صــلى الـ عليــه وسأــلم ‪ ، .....‬فقــط خـبا ل أمـرا ول زجـرا‪ ،‬فالنــاس بــأمس‬
‫الاج ــة لن يسم ــمحعوا كلم ال ــ‪ ،‬وأن يسم ــمحعوا كلم رسأ ــول الـ ـ ص ــلى الـ ـ‬
‫عليــه وسأــلم وليــس كلم فلن أو علن‪ ،‬فــأنت بــذه الطريقــة تعلــه يسمــلم‬
‫ويذعن احتامـا للنـب صـلى الـ عليـه وسأـلم لنـك بـذه الطريقـة أرسأـلت لـه‬
‫رسأــالة خفيــة مفادهــا أن الــذي يريــد ذلــك منــك هـوال تعــال ورسأـوله صــلى‬
‫الـ ـ علي ــه وسأ ــلم ولي ــس أن ــت فيفه ــم قص ــدك ومـ ـرادك وأن ــا ليسمــت مسمــألة‬
‫شخمصية او انتقاص له‪.‬‬

‫فكلمحا وجد فـ المــة حفـظ السمــنة ووجـد إذاعتهــا ونشـرها بيـ النـاس‬
‫فـ كـل موقـف يتـاج إليهـا فيـه فـإن هـذا مـن أقـوى السأـباب ف الصـلح‬
‫والتغييـ‪ ،‬فمحـا وجدت النقـائص وكـثر التفريـط والتقصـي إل لـا غـابت السمـنة‬
‫ع ــن واق ــعم الي ــاةا وإل ل ــو ملئ ــت مالسم ــنا وملتقياتن ــا ومسم ــاجدنا ومدارسأ ــنا‬
‫بنص ــوص القــرآن والسمــنة وبآليــة تامــة لكــان لواقعنــا شــأن آخــر غيـ ـ الــذي‬
‫نعيشه اليوم‪.‬‬
‫المفتاح الثالث‪ :‬التركيز حين القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪53‬‬

‫المفتاح الثالث‪ :‬التركيز‪.‬‬


‫ك ــان الفت ــاح الث ــالث بالنسم ــبة لقـ ـراءةا الق ــرآن ه ــو قراءت ــه فـ ـ ص ــلةا ‪،‬‬
‫والقرآن هو الكلم الوحيد الذي يشرع له هذا الكم وما عداه مــن الكلم‬
‫فلم تشرع قراءته ف صلةا‪ ،‬إل أنه يإكن السأتفادةا من تقنيـات الـتكيز الـت‬
‫تققها القراءةا ف صلةا‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬تركيز القلب‪:‬‬
‫أي تركيــز التفكي ـ علــى الــدف الــذي تريــد وهــو فهــم نصــوص السمــنة‬
‫واسأتحضارها بعمحق‪ ،‬بعن أن تكون واعيا لا تقرأ؟ فتتذكر أنك تقرأ كلما‬
‫مقدسأــا متمــا ملزمــا بفقهــه والعمحــل بــا فيــه فتكــون فـ كامــل وعيــك حيـ‬
‫القراءةا‪.‬‬

‫‪ -2‬تركيز العي‪:‬‬
‫أي تثــبيت النظــر إلـ الكتــاب الــذي تقـرأ فيــه‪ ،‬وإن كنــت تقـرأ حفظــا‬
‫فتكيز العي على نقطة معينة أو تغمحيض العيني ليكون أقوى ف التكيز‪.‬‬

‫‪ -3‬تركيز اللسمان‪:‬‬
‫بعنـ ـ أن تن ــعم نفسم ــك ع ــن الكلم بغيـ ـ السم ــنة أثان ــاء القـ ـراءةا إلـ ـ أن‬
‫ينتهي الوقت الخمصص لا فل تسممحح لحد أن يقاطعك ول تيب سأائل‬
‫ول تتدخل فيمحا حولك‪.‬‬

‫‪ -4‬تركيز الوجه‪:‬‬
‫‪ 54‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫أي تثبيته إل جهة مددةا وف هذا إعانة على التكيز على ما يقرأ‪.‬‬

‫‪ -5‬تركيز اليدين‪:‬‬
‫أي كفهمح ــا ع ــن الرك ــة فل تسم ــمحح لنفسم ــك أن تتح ــرك ب ــأي حرك ــة‬
‫خارج ما أنت فيه من قراءةا السمــنة فل تيــب جـوال ول تفتـح درجــا أو بابــا‬
‫إل ما دعت الاجة إليه‪.‬‬

‫‪ -6‬الوقوف‪:‬‬
‫من العلوم العلقة بي القوةا البدنية والقوةا الذهنية للنسمان يدل على‬
‫ذلــك ماجــاء عــن أب ـ ذر رضــي ال ـ عنــه أنــه كــان يسمــقى علــى حــوض لــه‬
‫فجاء قوم فقال‪ :‬أيكم يورد على أبـ ذر ويتسمـب شـعرات مــن رأسأـه فقـال‬
‫رجل أنا فجاء الرجـل فـأورد عليـه الـوض فدقه وكـان أبـو ذر قائمحـا فجلـس‬
‫ث اضطجعم فقيل له يا أبا ذر ل جلسمت ث اضــطجعت؟ فقــال‪ :‬إن رسأــول‬
‫ال صـلى الـ عليـه وسأـلم قـال لنـا‪ :‬إذا غضـب أحـدكم وهـو قـائم فليجلـس‬
‫)‪(1‬‬
‫فان ذهب عنه الغضب وإل فليضطجعم‪.‬‬

‫فالقصود إضعاف القوةا الذهنية حت يــزول الـؤثار ومــن مفهــوم القابلــة‬


‫لــذا الــديث فــإن اللــوس أعــون علــى الفهــم مــن الضــطجاع ‪ ،‬والوقــوف‬
‫أعون من اللوس‪.‬‬

‫مسمند أحد ‪ ،152-5‬سأنن أب داود ‪664-2‬‬


‫‪()1‬‬
‫المفتاح الثالث‪ :‬التركيز حين القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪55‬‬

‫فهــذه سأــتة أمــور تفيــد ف ـ تقيــق مسمــتوى أعلــى مــن الــتكيز وبالتــال‬
‫الفقــه والفهــم فتطبيقهــا مــعم بقيــة الفاتيــح الخــرى يسمــاعد جــدا علــى تــدبر‬
‫السمنة والغوص ف معانيها والوقوف على أسأرارها وخفاياها‪.‬‬
‫‪ 56‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫المفتاح الرابع‪ :‬أن تكوأن القراءة في ليل‪.‬‬


‫لن الصــل فـ الليــل أن يكــون وقــت الــدوء والصــفاء‪ ،‬وخاصــة حيـ‬
‫يطــول‪ ،‬وعبــارات السمــلف تؤكــد علــى أن الليــل هــو أولـ ـ الوقــات لــا يـ ـراد‬
‫حفظه أو فقهه من العلم‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -1‬قال الشافعي رحه ال‪ :‬الظلمحة أضوء للقلب‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -2‬وسأئل رجل أبا حنيفة عمحا يورث الفظ فقال ‪ :‬البزر البزر‪.‬‬

‫‪ -3‬وقــال الطيــب البغــدادي‪ :‬واعلــم أن للحفــظ سأــاعات ينبغــي لــن‬


‫أراد التحفــظ أن يراعيهــا ‪ ..‬فــأجود الوقــات‪ :‬السأــحار‪ ،‬ثـ ـ بعــدها وقــت‬
‫انتصاف النهار‪ ،‬وبعدها الغدوات دون العشيات‪ ،‬وحفـظ الليــل أصـلح مـن‬
‫حفظ النهار‪ ،‬قيل لبعضهم‪ :‬ب أدركت العلم؟ قال‪ :‬بالصــباح واللــوس إلـ‬
‫)‪(3‬‬
‫الصباح‪ ،‬وقال آخر‪ :‬بالسمفر والسمهر والبكور ف السمحر‪.‬‬

‫الث على طلب العلم للعسمكري ‪73‬‬


‫‪()1‬‬
‫الث على طلب العلم للعسمكري ‪ 73‬والبزر ‪ :‬هو دهن يسمتخمرج من البذور ‪ ،‬والراد أن يكون الفظ‬
‫‪()2‬‬
‫ف الليل حي يتاج للسمراج‬

‫الفقيه والتفقه ‪2/207 :‬‬


‫‪()3‬‬
‫المفتاح الرابع‪ :‬أن تكون القراءة في ليل ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪57‬‬

‫‪ -4‬وعن أب هريرةا رضي ال عنه قال‪ :‬جزأت الليل ثالثاة أجـزاء‪ :‬ثالثــا‬
‫أصلي‪ ،‬وثالثا أنام‪ ،‬وثالثا أذكر فيه حديث رسأول ال صـلى الـ عليـه وسأـلم‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وروي مثله عن عمحرو بن دينار وسأفيان الثوري‪.‬‬
‫‪ -5‬وقــال النــذر لبنــه النعمحــان‪ :‬يــابن ‪ ،‬أحــب لــك النظــر فـ الدب‬
‫بالليل فإن القلب بالنهار طائر ‪ ،‬وبالليل سأــاكن ‪ ،‬فكلمحـا أوعيــت فيــه شــيئا‬
‫)‪(2‬‬
‫عقله‪.‬‬
‫‪ -6‬وقال أحد بن الفرات‪ :‬ل نزل نسممحعم شيوخنا يــذكرون أشــياء فـ‬
‫الفظ فأجعوا أنه ليس شـئ أبلـغ فيـه إل كـثرةا النظـر ‪ ،‬وحفـظ الليـل غـالب‬
‫على حفظ النهار‪ ,‬وقـال‪ :‬سعت إسـاعيل بـن أبـ اويـس يقـول‪ :‬إذا همحـت‬
‫أن تفظ شيئا فنم وقم عند السمحر فأسأرج‪ ،‬وانظر فيه فإنك ل تنسمــاه بعــد‬
‫)‪(3‬‬
‫إن شاء ال‪.‬‬

‫ولن آخر الليل يفتض فيه أن السمم يكون ف حالة النشاط وذروةا القوةا‬
‫وهذا يسماعد جدا على الصفاء والتكيز ومن ث سأرعة الفظ والفهم‪ ،‬أما‬
‫إذا حولنا أول الليل إل لو ولعب وآخره إل إعياء وتعب فمحت سأنرب‬
‫أنفسمنا ونطور قدراتنا الذهنية ونزيد حصيلتنا العلمحية الت يتوقف عليها‬
‫ناحنا ف الدنيا والخرةا‪.‬‬

‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪264-2‬‬


‫‪()1‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪265-2‬‬
‫‪()2‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪265-2‬‬
‫‪()3‬‬
‫‪ 58‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫المفتاح الخامس‪ :‬التكرار السبوأعي‪.‬‬


‫وهو الطريقة الت يإكن با حفظ السمنة لفظا ومعن بسمهولة وانسميابية‬
‫دون تسمــويف أو اسأــتعجال بــل أدومــه وإن قــل‪ ،‬بعنـ أن يكــون لــك حـزب‬
‫يــومي تــافظ عليــه بيــث تتــم مــا تفظــه كــل أسأــبوع‪ ،‬بعن ـ أن تقسمــم مــا‬
‫يتــم حفظــه مــن السمــنة إلـ ـ سأــبعة أقسمــام فـ ـ كــل ليلــة قسمــم فتخمتمحــه كــل‬
‫أسأبوع‪ ،‬وكلمحا زاد الفظ أعدت التقسميم ليتناسأب معم القدار الديد‪.‬‬

‫كمحا يإكن أن يكون التحزيب على أسأبوعي أو شهر‪ ،‬لكن اعلم أنه‬
‫كلمحــا طــالت مــدةا الــدورةا كلمحــا ضــعف أثاــره ال ـتبوي واختــل الفــظ وأنــت‬
‫الكم‪.‬‬

‫والبدايــة تكــون بسمــبعة أحــاديث بيــث يكــون لكــل يــوم حــديث ابتــداء‬
‫مــن يــوم المحعــة‪ ،‬ثـ تكــون الزيــادةا بالطريقــة نفسمــها الــت وصــفتها فـ الفــظ‬
‫التبوي للقرآن‪.‬‬

‫هــذا الفتــاح وظيفتــه تثــبيت حفــظ اللفــاظ والعــان‪ ،‬وهــو يقــوم علــى‬
‫أسأس منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الناةا وعدم السأتعجال ويتمحثل ذلك بتقليل القدار‪.‬‬

‫‪ -2‬مراعاةا الفروق الفردية فكل شخمص له طاقته وقدرته‪.‬‬

‫‪ -3‬الافظة على الهد والوقت‪.‬‬


‫المفتاح الرابع‪ :‬أن تكون القراءة في ليل ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪59‬‬

‫‪ -4‬الزم والبادرةا‪.‬‬

‫‪ -5‬ضبط الفوظ مقدم على حفظ الديد عند التعارض‪.‬‬

‫‪ -6‬السأتمحرار وعدم التوقف‪.‬‬

‫‪ -7‬التكيزعلى القليل حت التقان‪.‬‬

‫وهذه العان أكد عليها علمحاء الديث قــديإا وطبقوهــا علــى أنفسمــهم‬
‫وطلبم وأقوالم ف هذا مشهورةا من ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬عــن علــي بــن أب ـ طــالب رضــي ال ـ عنــه قــال‪ :‬ت ـزاوروا وتدارسأ ـوا‬
‫)‪(1‬‬
‫الديث ول تتكوه يدرس‪.‬‬

‫‪ -2‬وعـن أنــس بــن مالـك رضـي الـ عنـه قـال‪ :‬كنـا نكـون عنـد النــب‬
‫صــلى الـ ـ عليــه فنسمــمحعم منــه الــديث فــإذا قمحنــا تــذاكرناه فيمحــا بيننــا حــت‬
‫)‪(2‬‬
‫نفظه‪.‬‬
‫‪ -3‬وعن عطاء قال‪ :‬كنا نكون عند جابر بن عبد ال فيحـدثانا فــإذا‬
‫)‪(3‬‬
‫خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ -4‬وعن ابن عباس قال‪ :‬إذا سعتم من حديثا فتذاكروه بينكم‪.‬‬

‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪236-1‬‬


‫‪()1‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪236-1‬‬
‫‪()2‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪237-1‬‬
‫‪()3‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪237-1‬‬
‫‪()4‬‬
‫‪ 60‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫‪ -5‬وعن سأعيد بن جبي أن ابن عباس رضي ال عنه كان يقول لــه‪:‬‬
‫يا سأعيد اخرج بنا إل النخمل ويقول‪ :‬ياسأعيد حدذث‪ ،‬قلـت‪ :‬أحـدث وأنـت‬
‫)‪(1‬‬
‫فتحت عليك‪.‬‬
‫س‬ ‫شاهد؟ قال إن أخطأتي‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -6‬عن علقمحة قال‪ :‬أطيلوا ذكر الديث ل يدرس‪.‬‬
‫‪ -7‬عن سأفيان الثوري قال‪ :‬اجعلوا الديث حديث أنفسمكم وفكــر‬
‫)‪(3‬‬
‫قلوبكم تفظوه‪.‬‬
‫‪ -8‬وعــن ابــن خلد قــال‪ :‬قيــل‪ :‬الحتفــاظ بــا فـ صــدر الرجــل أولـ‬
‫م ــن درس دف ــته‪ ،‬وح ــرف تفظ ــه بقلب ــك انف ــعم ل ــك م ــن أل ــف ح ــديث فـ ـ‬
‫)‪(4‬‬
‫دفاترك‪.‬‬
‫‪ -9‬وقيل للصمحعي‪ :‬كيف حفظت ونسمي أصحابك؟ قال‪ :‬درسأت‬
‫)‪(5‬‬
‫وتركوا‪.‬‬
‫‪ - 10‬وعن أب حازم قال‪ :‬كان الناس فيمحا مضـى مـن الزمـان الول‬
‫إذا لقــي الرجــل مــن هــو أعلــم منــه قــال‪ :‬اليــوم يــوم غنمحــي فيتعلــم منــه‪ ،‬وإذا‬
‫لقي من هو مثله قـال‪ :‬اليـوم يـوم مـذاكرت فيـذاكره‪ ،‬وإذا لقـي مـن هـو دونـه‬
‫علمحــه ولـ يـمز ه عليــه‪ ،‬قــال‪ :‬حــت صــار هــذا الزمــان فصــار الرجــل يعيــب مــن‬ ‫ن‬

‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪269-2‬‬


‫‪()1‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪238-1‬‬
‫‪()2‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪266-2‬‬
‫‪()3‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪267-2‬‬
‫‪()4‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪267-2‬‬
‫‪()5‬‬
‫المفتاح الرابع‪ :‬أن تكون القراءة في ليل ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪61‬‬

‫فوقه ابتغـاء أن ينقطـعم منـه حـت ل يــرى النـاس أن لـه إليــه حاجــة‪ ،‬وإذا لقـي‬
‫)‪(1‬‬
‫من هو مثله ل يذاكره فهلك الناس عند ذلك‪.‬‬
‫‪ -11‬وقــال جعفــر الصــادق‪ :‬القلــوب تــرب والعلــم غراسأــها والــذاكرةا‬
‫)‪(2‬‬
‫ماؤها فإذا انقطعم عن التب ماؤها جف غرسأها‪.‬‬
‫‪ -12‬وقال عبد الرحن بن مهدي‪ :‬إنا مثــل صــاحب الـديث بنزلــة‬
‫)‪(3‬‬
‫السممحسمار إذا غاب عن السموق خسمة أيام تغي بصره‪.‬‬
‫‪ -13‬وقال أبو هلل العسمكري‪ :‬وإذا كان ما جعته مــن العلــم قليل‬
‫)‪(4‬‬
‫وكان حفظا كثرت النفعة به‪ ،‬وإذا كان كثيا غي مفوظ قلت منفعته‪.‬‬
‫‪ -14‬وقال الليل بن أحد‪ :‬تعهد ماف صدرك أولـ بــك مــن تفــظ‬
‫)‪(5‬‬
‫ما ف كتبك‪.‬‬
‫‪ -15‬وقال الطيب البغدادي‪ :‬ول يأخذ الطالب نفسمه با ل يطيقه‬
‫)‪(6‬‬
‫بل يقتصر على اليسمي الذي يضبطه ويكم حفظه ويتقنه‪.‬‬

‫‪ -16‬وقــال ابــن عليــة‪ :‬وكنــت أســعم مــن أيــوب خسمــة‪ ،‬ولــو ح ـدثان‬
‫بأكثر من ذلك ما أردت‪.‬‬

‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪276-2‬‬


‫‪()1‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪278-2‬‬
‫‪()2‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪278-2‬‬
‫‪()3‬‬
‫الث على طلب العلم ‪74‬‬
‫‪()4‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪ ،14-2‬الث على حفظ العلم للعسمكري ‪7‬‬
‫‪()5‬‬
‫من رقم ‪ 15‬إل رقم ‪ 21‬ف الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪231-1‬‬
‫‪()6‬‬
‫‪ 62‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫‪ -17‬وقال عبد الرحن بن مهدي‪ :‬قال سأفيان‪ :‬كنــت آتـ العمحــش‬


‫ومنصورا فأسعم أربعة أحاديث‪ ،‬خسمة ث أنصرف كراهة أن تكثر وتفلت‪.‬‬

‫‪ -18‬وقال شـعبة‪ :‬كنـت آتـ قتــادةا فأسأـأله عــن حـديثي فيحـدثان ثـ‬
‫يقول أزيدك؟ فأقول ل حت أحفظهمحا وأتقنهمحا‪.‬‬

‫‪ -19‬وقــال الزهــري‪ :‬مــن طلــب العلــم جلــة فــاته جلــة‪ ،‬وإنــا يــدرك‬
‫العلم حديث وحديثان‪.‬‬

‫‪ -20‬وقال معمحر‪ :‬من طلب الديث جلة ذهب عنه جلة وإنا كنا‬
‫نطلب حديثا وحديثي‪.‬‬

‫‪ -21‬وق ــال الزه ــري‪ :‬إن ه ــذا العل ــم إن أخ ــذته بالك ــابرةا ل ــه غلب ــك‬
‫ولكن خذه معم اليام والليال أخذا رفيقا تظفر به‪.‬‬

‫‪ -22‬وق ــال الطي ــب البغ ــدادي‪ :‬ينبغ ــي ل ــه أن يتثب ــت فـ ـ الخ ــذ ول‬
‫يكــثر بــل يأخــذ قليل حسمــب مــا يتمحلــه حفظــه ويقــرب مــن فهمحــه فــإن الـ‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫ك‬‫تعال يقول‪﴿ :‬يويقايل النذيين يكيفسروا ليمويل نـسذزيل يعليميزه المسقمرآسن سجمليةم يوازحيدمةا يكيذل ي‬
‫ت بزـزه فسـيؤايديك يويرتنـملنيـاهس تيـمرزتيمل﴾ ])‪ (32‬سأــورةا الفرقــان [ فقـد روي أن حـاد بـن أبـ‬ ‫ز‬
‫لنسثيبذ ي‬
‫سأـليمحان قـال لتلمحيـذ لـه‪ :‬تعلـم كـل يـوم ثالث مسمـائل ول تـزد عليهـا شـيئا‪،‬‬
‫واعلـ ــم أن القلـ ــب جارحـ ــة مـ ــن الـ ـوارح تتمحـ ــل أشـ ــياء وتعجـ ــز عـ ــن أشـ ــياء‬
‫كالسمم الذي يتمحل بعض الناس أن يمحل مائت رطل‪ ،‬ومنهـم مـن يعجز‬
‫ع ــن عشـ ـرين رطل‪ ،‬وك ــذلك منه ــم م ــن يإش ــي فرسأ ــخما فـ ـ ي ــوم ل يعج ــزه‪،‬‬
‫المفتاح الرابع‪ :‬أن تكون القراءة في ليل ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪63‬‬

‫ومنهم من يإشي بعض ميل فيضر ذلك به فكذلك القلب؛ من النــاس مــن‬
‫يفظ عشر ورقات فـ سأــاعة‪ ،‬ومنهــم مـن ل يفــظ نصــف صــفحة فـ أيـام‬
‫فإذا ذهب الذي مقدار حفظه نصف صفحة يــروم أن يفــظ عشــر ورقــات‬
‫تشــبها بغيه لقــه اللــل وأدركــه الضــجر ونسمــي مــا حفــظ ولـ ينتفــعم باســعم‪،‬‬
‫فليقتصــر كــل امــرئ مــن نفسمــه علــى مقــدار يبمقــى فيــه مــا ل يسمــتفرغ كــل‬
‫نشــاطه فــإن ذلــك أعــون لــه علــى التعليــم مــن الــذهن اليــد والعلــم الــاذق‪،‬‬
‫ول ينبغي له أن يزج نفسمه فيمحــا يسمــتفرغ مهــوده‪ ،‬وليعلــم أنــه إن فعــل ذلــك‬
‫فـ يــوم ضـزعمف مــا يتمحــل أضــر بــه فـ العاقبــة لنــه إذا تعلــم الكــثي فــإنه إذا‬
‫أول وثاقلــت عليــه إعــادته‪ ،‬وكــان‬
‫عــاد مــن غــد وتعلــم نسمــي مــا كــان تعلمحــه م‬
‫بنزلة رجل حل ف يومه ما ل يطيقه فأثار ذلك ف جسممحه وكذلك إذا فعل‬
‫فـ ـ الي ــوم الث ــالث ويص ــيبه ال ــرض وه ــو ل يش ــعر‪ ،‬وي ــدل عل ــى م ــاذكرته أن‬
‫الرجــل يأكــل الطعــام مــا يــرى أنــه يتمحلــه ف ـ يــومه مــا يزيــد فيــه علــى قــدر‬
‫ضعممفا ف معـدته فـإذا أكـل فـ اليـوم الثـان قدر مـا كـان‬ ‫عادته فيعقبه ذلك ي‬
‫ي ــأكله أعقب ــه لب ــاقي الطع ــام التق ــدم فـ ـ مع ــدته تمح ــة‪ ،‬فينبغ ــي للمحتعل ــم أن‬
‫يشــفق علــى نفسمــه مــن تمحيلهــا فــوق طاقتهــا ويقتصــر مــن التعليــم علــى مــا‬
‫يبقى عليه حفظه ويثبت ف قلبه‪.‬‬

‫وقــد قــال النــب صــلى ال ـ عليــه وسأــلم لعبــد ال ـ بــن عمحــرو رضــي ال ـ‬
‫عنهمحا‪ :‬أل أخب أنك تقوم من الليــل وتصــوم النهــار؟ إنــك إن فعلــت ذلــك‬
‫هجمحـت عينـك ونقهــت نفسمــك‪ :‬لعينــك عليـك حـق ولنفسمـك عليــك حـق‬
‫فصم وأفطر وصل ون‪.‬‬
‫‪ 64‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫وينبغــي أن يعــل لنفسمــه مقــدارا كلمحــا بلغــه وقــف وقفتــه أيامــا ل يزيــد‬
‫تعلمحــا فــإن ذلــك بنزلــة البنيــان؛ أل تــرى أن مــن أراد أن يسمــتجيد البنــاء بنـ‬
‫أذرعــا يسم ـيةا ث ـ تــرك حــت يسمــتقر ث ـ يبنـ فــوقه ولــو بن ـ البنــاء كلــه فـ يــوم‬
‫واح ــد لـ ـ يك ــن بال ــذي يسم ــتجاد ورب ــا ان ــدم بسم ــرعة وإن بق ــي ك ــان غيـ ـ‬
‫) (‬
‫مكم ‪ 1‬فكذلك التعلم يبنغي أن يعل لنفسمه حدا كلمحا انتهى إليه وقف‬
‫)‪(2‬‬
‫عنده حت يسمتقر ما ف قلبه ويريح بتلك الوقفة نفسمه"اهـ‬

‫إن التكـ ـرار السأـ ــبوعي النظـ ــم مـ ــن أنفـ ــعم الفاتيـ ــح فـ ـ البنـ ــاء العلمحـ ــي‬
‫وتثبيت حفظ السمنة لفظا ومعن‪ ،‬فالحاديث الت تطبق عليها هذا الفتــاح‬
‫تــد أنــا دخلــت ف ـ أعمحــاق حياتــك وملت عليــك تفكيك بــأمور إيابيــة‬
‫بعد أن كان مرتعا للفكار السميئة ولوسأاوس شياطي النس والن‪.‬‬

‫إن هــذا أيسمــر علج لعظــم الم ـراض النفسمــية لــن قــدر عليــه وأحــس‬
‫بــأهيته‪ ،‬بــل هــو وقايــة منهــا قبــل وقوعهــا فحينمحــا يــرص عليهــا النسمــان فـ‬
‫حــال الرخــاء أوالصــحة والنشــاط ينتفــعم بــا حــال الشــدةا أوالــرض والفتــور‪،‬‬

‫هذه القاعدةا من أنفعم القواعد ف حفظ العلم حفظا متقنا نافعا‪ ،‬ومن التجارب العاصرةا ف تطبيق هذه‬
‫‪()1‬‬
‫القاعدةا ما حدثان به الزميل الدكتور إبراهيم الدوسأري حيث ذكر أنه لا حفظ ثالثي القرآن توقف سأنة كاملة‬

‫عن الفظ لياجعم ما حفظ ويثبته فلمحا اسأتقام له ذلك واصل الشوار إل أن أت حفظ القرآن كامل فانتفعم به‬

‫ونفعم‪ ،‬فالسأتعجال وعدم مراعاةا الفروق الفردية من أكب السأباب ف تسماقط طلب العلم واليأس من الفظ‬

‫ومن ث الرضى بالهل بقية الياةا‬

‫الفقيه والتفقه للخمطيب البغدادي ‪2/215 :‬‬


‫‪()2‬‬
‫المفتاح الرابع‪ :‬أن تكون القراءة في ليل ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪65‬‬

‫وحينمحا نرب عليها أطفالنا منذ الصغر فإن ألفاظ السمـنة ومعانيهـا ترسأـخ ف‬
‫قلوبم تنمحو معم نو أجسمامهم وتقوى معم قوةا عظامهم‪.‬‬

‫فمحــا كــثرت فـ متمحعنــا المـراض النفسمــية‪ ،‬وكــثرت النرافــات اللقيــة‬


‫إل حينمحا أهلنا هذا الغذاء النـافعم الفيـد وشــغلنا حياتنـا بـاللهو سأـواء البــاح‬
‫منه أو الرم‪.‬‬

‫إن تطـ ــور تقنيـ ــات العلم والعلومـ ــات فـ ـ عصـ ـرنا الاضـ ــر بـ ــدل أن‬
‫يكــون نعمحــة نسمــتغلها ف ـ الي ـ صــارت وبــال علــى الكــثي مــن أف ـراد المــة‬
‫السأــلمية حيــث اتمحــت بكــم هائــل مــن العلومــات تنــزل بسمــاحتها صــباح‬
‫مسمــاء فانشــغلت بــه عــن العلــم الــذي فيــه بناؤهــا وقوتــا وتاسأــكها مــا أدى‬
‫إل ترهلها وإصابتها بأمراض معنوية كثيةا تاما كمحا حصل لا فـ أسأــلوب‬
‫تغذيتها حيث صارت الصانعم تـزج بـآلف الطعمحـة الـت طليـت بكـثي مـن‬
‫السمنات والشــهيات فنتـجح عنـه إصــابتها بـأمراض فـ بـدنا لـ تكــن معروفــة‬
‫من قبل‪.‬‬
‫‪ 66‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫)‪(1‬‬
‫المفتاح السادس‪ :‬الحفظ‬
‫المسألة الوألى‪ :‬حفظ السنة أمنية كل مسلم‪:‬‬
‫حفــظ السمــنة مطلــب وأمنيــة لكــل مسمــلم ل لــذات الفــظ ول ليقــال‪:‬‬
‫ح ــافظ وإن ــا لج ــل النج ــاةا والنج ــاح فـ ـ الي ــاةا ‪ ،‬لج ــل أن تك ــون السم ــنة‬
‫حاضـ ـرةا ف ـ القلــب تسمــعفك بــالواب فـ ـ كــل خطـ ـوةا تطوهــا فـ ـ حياتــك‬
‫كلمحــا أصــبحت أو أمسمــيت بيــث يكــون العلــم بالسمــنة حاضـرا علــى مــدار‬
‫السماعة ف قلبــك يسمــعفك باتـاذ القـرار الصـحيح‪ ،‬ويإـدك بــالواب فـ كـل‬
‫نازلة‪ ،‬فمحت كان أفراد المـة بثـل هـذا الضـور وتلـك القـوةا العلمحيـة فلتبشـر‬
‫بالنصــر والتمحكيـ ورفــعم الــذل والصــغار عنهــا‪ ،‬أمــا إن كــان ل هــم لفرادهــا‬
‫إل قراءةا اللت والرائد ومتابعة القنوات والبامجح ومـالس التفيـة والتسمـلية‬
‫فأن لمة هذا حالا أن تقق نصرا أو ترفعم ذل وصغارا‪.‬‬

‫لقد كان السملف يافظون على حزبم من السمنة كمحا يافظون على‬
‫حزبــم مــن القــرآن‪ ،‬وكــان الــدف مــن ذلــك حيــاةا القلــب وصــحة النفــس‬
‫والنجاح ف الياةا‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬كان الفظ التبوي أحد مسمائل هذا الفتاح لكن رأيت أن أفرده برسأالة مسمتقلة؛ لن تفصيل‬
‫‪()1‬‬
‫الكلم فيه خروج عن مضمحون هذا الفتاح ولن الفظ التبوي ليس خاصا بالقرآن والسمنة بل هو أداةا يإكن‬

‫تطبيقها على مالت تربوية متعددةا من ذلك تعلم اللغات‪ ،‬وحفظ التون العلمحية من منظوم ومنثور‪ ،‬وكذلك ف‬

‫الدارةا والقتصاد‪ .‬علمحا بأن خلصة الانب العمحلي منه هو الذكور ف مفاتح تدبر القرآن‪ ،‬ومضمحون بقية‬

‫الرسأالة ف بيان أهيته وشدةا الاجة إليه‪ ،‬وقواعده وتطبيقاته‪.‬‬


‫المفتاح السادس‪ :‬الحفظ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪67‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬حفظ السنة وأتطوير الذات‪:‬‬
‫إنــه بقــدر مــا تفــظ مــن سأــنة النــب صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم بقــدر مــا‬
‫يصل ف حياتك من تغيي وتطوير فابدأ الرحلـة مـن الن‪ ،‬احفـظ الـديث‬
‫الول ثـ ـ الث ــان ثـ ـ الث ــالث ‪ ...‬وبع ــد م ــدةا راق ــب كي ــف تـ ـؤثار فـ ـ حياتــك‬
‫كيــف يتغيـ ـ تفكيك ومنطقــك وكلمــك كيــف يــدخل النــور والــدى إلـ ـ‬
‫قلبـ ــك‪ ،‬إن الحسمـ ــاس بـ ــذا الشـ ــعور سأـ ــيدفعك إل ـ ـ النطلق ف ـ ـ الفـ ــظ‬
‫والنشــاط فيــه لكــن عليــك بالتــأن واسأتحضــار أهــداف ق ـراءةا وحفــظ السمــنة‬
‫وقواعــد الفــظ الـتبوي ليكــون سأــيك متزنــا وخطواتــك ثاابتــة ونتائــجح عمحلــك‬
‫سأريعة‪.‬‬

‫إن حفظ السمنة هو النهـجح والطريـق الصـحيح لتغييـ النسمـان وتطـويره‬


‫علــى أسأــس قويــة‪ ،‬وقواعــد راسأــخمة ل تزهــا الصــعاب ول توهنهــا الشــدائد‬
‫ولكن أكثر الناس عنها غافلون‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬مشروأع‪) :‬حفظ وأفقه السنة‬
‫للجميع( ‪:‬‬
‫مـ ــن أجـ ــل تيسمـ ــي حفـ ــظ وفقـ ــه السمـ ــنة وتقريبـ ــه لكـ ــل السمـ ــلمحي مهمحـ ــا‬
‫اختلفـ ــت أعمحـ ــارهم أو تصص ــاتم أو اهتمحام ــاتم أو ق ــدراتم فق ــد رسـ ــت‬
‫طريقــا يسمــلكه كــل مــن أراد الــدخول فـ هــذا الشــروع العظيــم مــن مشــاريعم‬
‫اليـاةا وسـيته ‪ ) :‬مشـروع حفـظ وفقـه السمـنة للجمحيـعم( وهـذا عنـوان لكتـاب‬
‫مسم ــتقل للتعري ــف ب ــذا الش ــروع وبي ــان أه ــدافه وأسأسم ــه وفروع ــه‪ ،‬وال ــانب‬
‫الذي يص حفظ السمنة يتمحثل ف )معجـم السمـنة الـتبوي( والــذي يسمــتطيعم‬
‫المحيعم ابتداء السمي فيـه ثـ بعـد ذلــك تتفـاوت المحـم والقــدرات فكــل يصـل‬
‫‪ 68‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫فيه إل ما تيسمر له وهـو ينـوي السمـي حـت النهايـة فـإن أمكنـه ذلـك فالمحد‬
‫لـ علــى منتــه وفضــله‪ ،‬وإل فهــو مــأجور علــى نيتــه الصــادقة ولــه مــن الجــر‬
‫والثواب مثل أجر من وصل الغاية وبلـغ النهايـة حـت وإن كـانت هـذه النيـة‬
‫لـ ـ تــأت إل فـ ـ سأــنوات العمحــر الخيةا ففضــل الـ ـ عزوجــل عظيــم ورحتــه‬
‫واسأعة‪.‬‬
‫المفتاح الثامن‪ :‬الربط ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪69‬‬

‫المفتاح السابع‪ :‬تكرار قراءة الحديث‪.‬‬


‫فل تكفــي القـ ـراءةا السمـ ـريعة للحــديث بــل قــف عنــده وتأمــل مــا وراء‬
‫اللفاظ من العان العظيمحة الت تول حياتــك إلـ جنــة فـ الــدنيا قبــل جنــة‬
‫الخ ـرةا‪ ،‬فكــم يشــقى النسمــان ويتنكــد سأــنوات مــن عمحــره ث ـ يــئ حــديث‬
‫واحد فقط لينتشله من الم والقلق والضيق الذي هو فيـه وعنـدها يقـول مـا‬
‫أجهلن إذ فرطت ف هذا الكنز الذي ف متناول يدي‪.‬‬

‫كــرر قــر اءةا الــديث ومتــعم جيــعم حواسأــك بقراءتــه‪ ،‬قلذبــه علــى جيــعم‬
‫الوجوه لتكتشف ما فيه من جواهر ونفائس‪.‬‬

‫وإن م ـ ــا يسم ـ ــاعدك عل ـ ــى تط ـ ــبيق ه ـ ــذا الفت ـ ــاح فهمح ـ ــك واسأـ ــتيعابك‬
‫للمحفاتيــح الخــرى وخاصــة الفتــاح الــامس الــذي يضــبط السمــي فـ ـ قـ ـراءةا‬
‫السمنة وحفظها‪ ،‬أما حي يضـيعم منـك هـذا الفتـاح فسمـتكون قراءتـك للسمـنة‬
‫تر بشئ من العجلة والرغبة ف النتهـاء مـا ل تــس معــه بالتعــة والرغبـة فـ‬
‫تكرار الديث‪.‬‬
‫‪ 70‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫المفتاح الثامن‪ :‬ربط اللفاظ بالمعاني وأربطها‬


‫بالوأاقع‪.‬‬
‫اللفـ ــاظ هـ ــي الشـ ــئ الـ ــادي السمـ ــوس الـ ــذي يإكـ ــن أن نشـ ــاهده أن‬
‫نسمــمحعه وهــو البــل الــذي نربــط بــه العــان لكــي تثبــت وتسمــتقر‪ ،‬واعلــم أن‬
‫كــل لفــظ يتلــف عــن الخــر ف ـ العــان الــت يتويهــا ويتضــمحنها‪ ،‬وكــذلك‬
‫يتفاوت الشخماص ف عدد العان الت يفهمحونا من اللفظ الواحد‪ ،‬وأيضــا‬
‫يتفــاوت الشــخمص نفسمــه مــن وقــت لخـر فـ مقــدار عمحــق فهمحــه للفــظ مــن‬
‫اللفــاظ فيفتــح لــه ف ـ وقــت ويغلــق عنــه ف ـ وقــت آخــر‪ ،‬ول وسأــيلة لعلج‬
‫مثـ ــل هـ ــذه الـ ــالت والصـ ــور إل الربـ ــط‪ ،‬وهـ ــو يصـ ــل بـ ــالتكرار السأـ ــبوعي‬
‫والتكـ ـرار النـ ـ م ــعم تط ــبيق الفاتي ــح الخ ــرى ال ــت تسم ــهم فـ ـ التنقي ــب ع ــن‬
‫العــان داخــل اللفــاظ فتسمــتخمرجها وعليــك أن تقــوم بفــظ مــا تسمــتخمرجه‬
‫منهـا سأـواء كـان هـذا السأـتخمراج مـض هدايـة مـن الـ وفتـح منـه أو تكـون‬
‫ســعت بــه مــن عــال أو قرأتــه فـ ـ كتــاب‪ ،‬عليــك بصــيد العــان واقتناصــها‬
‫بواسأطة اللفاظ وحبسمها فيها لئل تطي‪.‬‬

‫وهنا سأؤال‪ :‬هل نن نعي ونفقه ألفاظ السمنة كمحا وعاهـا النــب صـلى‬
‫ال عليه وسألم أو وعاها الصحابة رضي ال عنهم؟ لو كنا كذلك فكيف‬
‫تكون حالنا؟‬

‫إن الصــطلحات تتبــدل‪ ،‬والحـوال تتغيــ‪ ،‬والسمــمحيات تتلــف بشــكل‬


‫سأريعم ول بد من ملحقة هذا التسمارع وأن نبي لكل مــا نصــادفه فـ اليــاةا‬
‫المفتاح الثامن‪ :‬الربط ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪71‬‬

‫م ــوقعه م ــن السم ــنة وأن يك ــون الرب ــط بيـ ـ الص ــطلحات السم ــتجدةا وألف ــاظ‬
‫السمنة ربطا صحيحا دقيقا ل يرف القائق ول يبدل العان‪.‬‬
‫‪ 72‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫المفتاح التاسع ‪ :‬الترتيل‪.‬‬


‫إن كلما بـذه العظمحـة وبتلـك الهيـة ل يإكـن أن نعــامله كغيه مــن‬
‫الكلم فنطبــق عليهــا مبــادئ القـراءةا السمـريعة أو القـراءةا التصــويرية أو غيهــا‬
‫مــن مــوديلت وموضــات القـراءةا الــت غــزت قاعــات التطــوير وبنــاء الــذات ‪،‬‬
‫بــل ينبغــي أن نطبــق عليــه قواعــد القـ ـراءةا التبويــة والــت مــن أهــم مفاتيحهــا‬
‫التتيــل وي ـراد بــه التمحهــل والتــأن كمحــن يسمــي فـ منطقــة ذات طبيعــة خلبــة‬
‫مليئــة بالنــاظر والثمحــار وبــالواهر والكنــوز الباحــة لــن مــر بــا يأخــذ منهــا‬
‫ماشاء ويقطف منها ما تشتهيه نفسمه وتلذ به عينه فهــل تــرى مــن يسمــي فـ‬
‫أرض هــذا شــأنا يسمــي بسمــرعةعالية أم أنــه يتمحهــل فـ السمــي وربــا يقــف بــل‬
‫ويطيل الوقوف ف كل نقطة منها ليسمــتمحتعم غايــة السأــتمحتاع ويسمــتثمحر غايــة‬
‫السأتثمحار ‪.‬‬
‫المفتاح العاشر‪ :‬الجهر والتغني بالقراءة ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪73‬‬

‫المفتاح العاشر‪ :‬الجهر وأالتغني‪.‬‬


‫وهذا الفتاح هو أشبه باللوةا الت توضعم فـ أدويــة الطفــال لتــذهب‬
‫م ـرارةا الــدواء‪ ،‬وأشــبه الــداء للبــل لتنشــط ف ـ السمــي‪ ،‬فــالتغن بــالكلم مــعم‬
‫الهــر وماولـة التطريـب يسمـاعد علـى مواصـلة السمــي‪ ،‬وهــذا أمـر مشــاهد فـ‬
‫واقــعم النــاس فـ كــل كلم يسمتحسمــنونه ويتلــذذون بــه وللنــاس فـ هــذا فنــون‬
‫وفنـ ــون بـ ــل لـ ــم فيـ ــه علـ ــوم وفهـ ــوم‪ ،‬فأهـ ــل اللهـ ــو والطـ ــرب‪ ،‬وأهـ ــل الوراد‬
‫والـ ـ ـوالت ‪ ،‬والناش ـ ــيد‪ ،‬ك ـ ــل ه ـ ــؤلء يسم ـ ــعون للف ـ ــت النظ ـ ــار لكلمه ـ ــم‬
‫وتوصــيله إلـ ـ قلــوب السمــتمحعي لــه بــذه الطــرق وتلــك الوسأــائل وليــس فـ ـ‬
‫الدنيا كلم يسمتحق مثـل هـذه الرعايـة وتلــك العنايــة سأــوى كلم الـ تعـال‬
‫وكلم رسأـ ـوله صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم فهــو الكلم الــذي ل يليــق بعاقــل أن‬
‫يتغنـ ـ بغيــه ول أن يإتـ ــعم نفسمـ ــه بسمـ ـواه علـ ــى أن يكـ ــون فـ ـ ذلـ ــك متبعـ ــا ل‬
‫مبتــدعا فيكــون تغنيــه حسمــبمحا ورد عمحــن أمــره بــالتغن والهــر بــه كمحــا تنــاقله‬
‫السملمحون جيل عن جيـل وحفظـه القـراء لنـا تامـا مضـبوطا بركـاته وسأـكناته‬
‫ه ــذا فـ ـ ح ــق الق ــرآن‪ ،‬ويإك ــن التغنـ ـ بقـ ـراءةا السم ــنة بطريق ــة خاص ــة ب ــا ل‬
‫لعتقــاد مشــروعيته كمحــا هــو فـ حــق القــرآن إنــا لعانــة النفــس علــى قـراءةا‬
‫السمنة وطول الوقوف معم أحاديثها والتأمل ف معانيها‪.‬‬

‫قــال أبــو هلل العسمــكري‪ :‬وينبغــي للــدارس أن يرفــعم صــوته فـ درسأــه‬


‫حت يسممحعم نفسمه فإن ما سعته الذن رسأخ ف القلب ولــذا كــان النسمــان‬
‫أوعى لا يسمـمحعه منـه لـا يقـرأه ‪ ...‬وقـال ‪ :‬وحكـي عـن أبـ حامـد أنـه كـان‬
‫‪ 74‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫يقــول لصــحابه‪ :‬إذا درسأــتم فــارفعوا أص ـواتكم فــإنه أثابــت للحفــظ وأذهــب‬
‫)‪(1‬‬
‫للنوم‪.‬‬

‫وعــن الزبيـ ـ بــن بكــار قــال‪ :‬دخــل علــي أبـ ـ وأنــا أروي فـ ـ دفــت ول‬
‫أجهر‪ ،‬أروي فيمحا بين وبي نفسمي‪ ،‬فقال ل‪ :‬إنا لك من روايتــك هــذه مــا‬
‫أدى بصرك إل قلبك فـإذا أردت الروايـة فـانظر إليهـا واجهـر با فـإنه يكـون‬
‫لك ما أدى بصرك إل قلبك وما أدى سعك إل قلبك‪( ).‬‬
‫‪2‬‬

‫الث على طلب العلم ‪72‬‬


‫‪()1‬‬
‫الامعم لخلق الراوي وآداب السمامعم ‪266-2‬‬
‫‪()2‬‬
‫المفتاح العاشر‪ :‬الجهر والتغني بالقراءة ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪75‬‬

‫الخاتمة‬
‫أخــي القــارئ هــا قــد انتهيــت مــن قـراءةا هــذه الرسأــالة‪ ،‬فمحــاذا فهمحــت؟‬
‫وماذا تنوي أن تفعل؟‬
‫هل سأتضعم الكتاب ف مكانه من مكتبك ث تنسمى مـا فيـه مـن العلـم‬
‫إل البد؟ إن كان هذا قرارك فأعد النظر فيه‪.‬‬
‫لسمت بـذا الكلم أدعـو إلـ تكـرار قـراءةا كتـاب أو كلمـي‪ ،‬بـل أدعـو‬
‫إل تكرار قراءةا ما تضمحنه مـن نصــوص القـرآن الكريـ والسمـنة النبويـة وأقـوال‬
‫السملف ف هذه القضية الكبى ف حياتنا‪.‬‬
‫إن كــان هــذا ق ـرارك فــأنت تكــرر معانــاةا الكــثيين الــذين يقولــون‪ :‬نق ـرأ‬
‫ول نتغي ول نتقى !‬
‫إن القراءةا الردةا العابرةا ل تقق تغييا ول تأثايا‪.‬‬
‫إن أردت الطري ــق للتغييـ ـ والتط ــوير فأسأ ــأل نفسم ــك‪ :‬ك ــم سأ ــيبقى م ــا‬
‫تعلمحته من هذا الكتاب حاضرا ف قلبك يوم؟ شهر؟ سأنة؟‬
‫إنه بقدر حضور هذا العلم ف قلبك بقدر ما تصل مــن تقــدم ورقــي‬
‫وأنت الكم‪.‬‬
‫نسم ــأل الـ ـ بن ــه وفض ــله أن يه ــدينا للصـ ـراط السم ــتقيم‪ ،‬ويع ــل مآلن ــا‬
‫جنات النعيم ‪ ،‬إنه قريب ميب ‪ ،‬وصلى ال وسألم علــى نبينــا ممحــد وعلــى‬
‫آله وصحبه‪.‬‬
‫‪ 76‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة‬

‫الفتاح الول‪ :‬حب السمنة‪13...................................... .‬‬


‫الول‪ :‬الدعاء‪13............................................. :.‬‬
‫الثان‪ :‬القراءةا ف سأيةا النب صلى ال عليه وسألم‪14................:‬‬
‫الثالث‪ :‬القراءةا عن أهية السمنة‪15................................ :‬‬
‫الفتاح الثان‪ :‬اسأتحضار أهداف قراءةا السمنة‪17.......................‬‬
‫الدف الول‪ :‬العلم‪17......................................... :‬‬
‫السمألة الول‪ :‬شدةا الاجة إل علم السمنة‪17....................‬‬
‫السمألة الثانية‪ :‬مفاهيم خاطئة ف طلب العلم‪18.................‬‬
‫السمألة الثالثة‪ :‬الرحلة ف طلب السمنة‪19........................ .‬‬
‫السمألة الرابعة‪ :‬السمنة واضحة ميسمرةا ‪24..........................‬‬
‫السمألة الامسمة‪ :‬العلم بالسمنة يوفر الوقت ويتصر الهد‪25.......‬‬
‫السمألة السمادسأة‪ :‬تدبر السمنة وقاية من النراف الفكري‪27.......‬‬
‫السمألة السمابعة‪ :‬السمنة وفرضيات البمة اللغوية العصبية‪29........‬‬
‫السمألة الثامنة‪ :‬مشهد من الواقعم‪30............................ .‬‬
‫السمألة التاسأعة‪ :‬السأتياد والتصدير الفكري‪31...................‬‬
‫السمألة العاشرةا‪ :‬الوقود الذي يطلق القدرات‪33..................‬‬
‫السمألة الادية عشرةا‪ :‬مقاومة تغيي الناهجح‪34....................‬‬
‫السمألة الثانية عشرةا‪ :‬تدبر السمنة اجتمحاع الكلمحة‪35..............:‬‬
‫الدف الثان‪ :‬العمحل‪36......................................... .‬‬
‫السمألة الول‪ :‬حرص السملف على العمحل بالسمنة‪36..............‬‬
‫المفتاح العاشر‪ :‬الجهر والتغني بالقراءة ــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪77‬‬

‫السمألة الثانية‪ :‬مراتب اتباع السمنة‪40........................... .‬‬


‫الدف الثالث‪ :‬الثواب‪43....................................... .‬‬
‫الدف الرابعم‪ :‬الناجاةا‪48....................................... .‬‬
‫الدف الامس‪ :‬الشفاء‪48...................................... .‬‬
‫الدف السمادس‪ :‬العلم والدعوةا‪52............................. .‬‬
‫الفتاح الثالث‪ :‬التكيز‪55.......................................... .‬‬
‫الفتاح الرابعم‪ :‬أن تكون القراءةا ف ليل‪58.............................‬‬
‫الفتاح الامس‪ :‬التكرار السأبوعي‪60............................... .‬‬
‫الفتاح السمادس‪ :‬الفظ ‪69........................................‬‬
‫السمألة الول‪ :‬حفظ السمنة أمنية كل مسملم‪69....................:‬‬
‫السمألة الثانية‪ :‬حفظ السمنة وتطوير الذات‪70......................:‬‬
‫السمألة الثالثة‪ :‬مشروع‪) :‬حفظ وفقه السمنة للجمحيعم( ‪70............:‬‬
‫الفتاح السمابعم‪ :‬تكرار قراءةا الديث‪72.............................. .‬‬
‫الفتاح الثامن‪ :‬ربط اللفاظ بالعان وربطها بالواقعم‪73.................‬‬
‫الفتاح التاسأعم ‪ :‬التتيل‪75......................................... .‬‬
‫الفتاح العاشر‪ :‬الهر والتغن‪76.................................... .‬‬
‫الاتة‪78........................................................ .‬‬

You might also like