Professional Documents
Culture Documents
مفاتح تدبر السنة2
مفاتح تدبر السنة2
إن الناس قد حصل منهم تقصي فيمحا سأبق ذكره من الركان والشروط
والواجبات وهم ف هذا على نوعي:
الول :قوم أضاعوا الطريق من أصله فصار سأيهم على غي طريق السألم
واليإان.
الثان :قوم على الطريق لكن وقودهم إما قليل أو قد نفد فتوقفوا ف بعض
الطريق وهم يتعجبون من توقفهم ،والعجب فيهم ومنهم ،وإل كيف
يتعجبون من هذا التوقف والوقود بانبهم فلم يأخذوا منه ما يؤدي إل
تركهم ومواصلة سأيهم والوصول إل أعلى الراتب بدل الرضى بالدون
والوان.
س اتنـسقوا يربنسكمم يوامخيشموا ييـمومما ل يميززي يوالزدد يعن يوليزدهز يول فـ﴿ييا أي ـييها الننا س
يمموسلودد سهيو يجاز يعن يوالززدهز يشميمئا إزنن يومعيد اللنزه يحقق يفل تيـغسنرنسكسم املييياةاس اليدنمـييا
يول ييـغسنرنسكم زباللنزه المغيسروسر﴾ ]) (33سأورةا لقمحان[.
إن المحد ل نمحده ونسمتعينه ،و نسمتغفره ونعوذ بال من شرور أنفسمنا
وسأــيئات أعمحالنــا ،مــن يهـده الـ فل مضـل لـه ،ومــن يضــلل فل هــادي لـه،
وأشــهد أل إلــه إل ال ـ وحــده ل ش ـريك ،وأشــهد أن ممحــدا عبــده ورسأ ـوله،
صلى ال عليه وعلى أله وأصحابه وسألم تسمليمحا كثيا.
أما بعد
فعــن جــابر بــن عبــد ال ـ رضــي ال ـ عنهمحــا قــال :بلغن ـ عــن رجــل مــن
أصــحاب رسأــول الـ صــلى الـ عليــه وسأــلم حــديث فـ القصــاص لـ أســعه
منه فابتعت بعيا فشددت رحلي ث سأـرت إليـه شـهرا حـت قـدمت مصـر أو
قال الشام فأتيت عبد ال بن أنيس فقلـت :حـديث بلغنـ عنـك تـدث بـه
ســعته مــن رسأــول ال ـ صــلى ال ـ عليــه وسأــلم ول ـ أســعه -ف ـ القصــاص -
خشـيت أن أمـوت قبـل أن أسـعه ،فقـال عبـد الـ :سعت رسأـول الـ صـلى
)(1
الـ عليــه وسأــلم يقــول :يــوم يشــر العبــاد أو قــال النــاس حفــاةا عـراةا غــرل
)(
بمحا 2ليس معهم شيء ثـ يناديهم بصوت يسممحعه من بعد كمحا يسممحعه
مــن قــرب :أنــا اللــك أنــا الــديان ل ينبغــي لحــد مــن أهــل النــة أن يــدخل
النة ولحد من أهل النار عليه مظلمحة حت أقصه منه ول ينبغي لحد من
أهــل النــار أن يــدخل النــار ولحــد مــن أهــل النــة عنــده مظلمحــة حــت أقصــه
الغرل :جعم أغرل ،وهو القلف أي غي الخمتون .النهاية لبن الثاي 3/668 :
()1
البهم :جعم بيم ،وهو ف الصل الذي ل يالط لونه لون سأواه ،يعن ليس فيهم شئ من العاهات
()2
والعراض كالعمحى والعور والعرج .النهاية لبن الثاي 1/167
مـــقــــــــدمــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7
منه حت اللطمحة ،قال :قلنا:كيف وإنــا نـأت الـ عـز وجـل عـراةا حفـاةا غــرل
بمحا؟ قال :بالسمنات والسميئات) (
1
إن قراءتنا للقرآن أو للسمنة -إن وجدت -تر بشئ من العجلة والرغبــة
فـ ـ النتهــاء مــن واجــب مفــروض؛ سأـ ـواء مفــروض بأصــل الشــرع أو فرضــه
الش ــخمص عل ــى نفسم ــه ،ثـ ـ ت ــده يقف ــز إلـ ـ مــا تـ ـواه نفسمــه مــن برنامــجح أو
جريـ ــدةا أو ملـ ــة يتابعهـ ــا بـ ــدف التسمـ ــلية ،أوبجـ ــة فقـ ــه الواقـ ــعم أو متابعـ ــة
التخمصص وهذا دأبه كل يوم فمحت سأينتفعم مثل هذا الشخمص بكتــاب الـ
وسأ ــنة رسأـ ـوله صــلى الـ ـ علي ــه وسأ ــلم ،لسمــت أرفــض فق ــه الواق ــعم أو متابعــة
التخمصص؛ لكن هناك أولويات وهناك أصول وقواعد ،فل يصــح أن نتفقــه
بــالواقعم مــا لـ نفقــه الصــل الــذي نقيــس عليــه ،ونكــم بــه علــى الواقــعم وإل
كان فهمحنا قاصـرا ومتل ،فيجــب أول تصــيل القــاييس والـوازين والدوات
مسمند أحد ،495-3السمتدرك على الصحيحي ،618-4ممحعم الزوائد 625-10وقال :وهو عند
()1
أحد والطبان ف الوسأط بإسأناد حسمن ،وقال العراقي ف الغن :رواه أحد بإسأناد حسمن ،قال شعيب
الت نكم با على الواقعم ث بعد ذلك نشرع ف فهمحـه ،أمـا النغمحـاس التـام
بتابعة العلم وهجر القرآن والسمنة فهو منهجح خاطئ.
إن السمــلمحي اليــوم كــثي؛ لكنهــم غثــاء كغثــاء السمــيل ،حــت بعــض مــن
يسمــبون علــى العمحــل للسأـلم والسمــعي فـ نصـرته لــو عرضــتهم علــى بسمــاط
المتحــان لوجــدت صــورا مــن الهــل ل ترضــي ،تــد الهــل بأوضــح آيــات
القــرآن الكريــ ،وبــأهم وأعظــم الحــاديث النبويــة ،تــد القطيعــة السمــتديإة
لــذين الصــدرين العظيمحيــ ،وهــذا مــن الفارقــات العجيبــة كيــف يريــد أن
ينتصر للسألم وهو بعيد الصلة عن مصدر انتصــاره؟ تــده يعــد نفسمــه مــن
الـ ــدعاةا الغيـ ــورين والبـ ــارزين الشـ ــهورين وهـ ــو ضـ ــعيف الصـ ــلة جـ ــدام بـ ــالقرآن
والسمـ ــنة ،ل يقـ ـرأ القـ ــرآن إل يسمـ ـيا ,أمـ ــا السمـ ــنة فل يعـ ــرف منهـ ــا إل بعـ ــض
الحاديث الت يتاجها للسأتشهاد با ف كتاباته أو كلمحاته.
إن تفسمي وجود مثل هذه الصــور -فيمحـا أرى -هــو خلـل فـ التبيـة
مــن البدايــة ،وفقــد للليــات والطــرق الــت ترشــد بيسمــر وسأــهولة إل ـ التعلــق
بالسمنة وتدبرها.
قبـ ــل سأـ ــنوات تلقيـ ــت دعـ ــومةا لضـ ــور إح ــدى الناسأـ ــبات وقـ ــد ص ــدرت
بــديث وكــان هــذا غريبــا فـ مثــل هــذا الــدعوات؛ ولــا بــدأت قـراءةا الــديث
سأاورن الشـك فـ صـحته فلمحـا وصـلت آخـره إذا بعبــارةا :رواه مسمـلم! هـل
حقـ ــا هـ ــذا الـ ــديث فـ ـ صـ ــحيح مسمـ ــلم؟ وكيـ ــف غفلـ ــت عنـ ــه طيلـ ــة هـ ــذه
مـــقــــــــدمــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 9
إن مثل هذه الصور هي حـال كــثي منــا مــعم السمـنة النبويـة ،فهـل يليــق
بنا أن نفرط ف تلـك الكنـوز الـت وهبنـا الـ إياهـا دون عنـاء أو تعـب؟ وقـد
صلت إلينا مفوظة مصونة منقحة ،وخاصة ف هذه اليام الت تسمـلط فيهـا
العداء على بلد السملمحي فسمرقوا أموالا ونبوا ثارواتا ،واسأتضعفوا أهلها؛
فتــدخلوا فـ ـ أدق تفاصــيل حيــاتهم :مــاذا يــأكلون؟ ومــاذا يشـ ـربون؟ ومــاذا
يبيعون؟ وماذا يشتون؟ وماذا يعمحلون؟ وكيــف يتعلمحــون؟ ول غرابــة فـ هــذا
لنـم أدركـوا أن اسأـتمحرار تلـك السمـرقات والسأــتيلء علـى تلـك الـثروات لـن
ي ــدوم ل ــم إل ب ــذه الطريق ــة حيـ ـ ين ــزعون م ــن الم ــة مص ــدر قوتــا ومنبــعم
طاقتها.
10ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
إن ك ــل مسم ــلم ل ــديه أص ــل التص ــديق ب ــالقرآن الكريـ ـ والسم ــنة النبوي ــة
ولــديه أصــل السمــمحعم والطاعــة لمحــا مــت وصــل إليــه النــص بطريقــة صــحيحة
وهذه قوةا هائلة لو وجدت من يسمتثمحرها لتحقيق النصر للمحسملمحي.
إن القرآن الكري والسمنة النبويـة هـا مصـدر القـوةا الـت اسأـتطاع با نبينـا
ممحــد صــلى ال ـ عليــه وسأــلم أن ينشــر العــدل والرحــة والي ـ بيـ النــاس فـ
نيــف وعشـرين سأــنة ،وأن يعــل اللــوك والرؤسأــاء فـ ذلــك الــوقت يتسمــاءلون
عمحا جاء به وما مضمحونه؟ وما سأر ناحه؟ ف إقامة الدولة السألمية.
وفاعليـ ــة هـ ــذا العلـ ــم ليسمـ ــت خاصـ ــة بـ ــه صـ ــلى الـ ـ عليـ ــه وسأـ ــلم ،أو
بصــحابته رضــي الـ عنهــم بــل هــو متــاح لكــل مــن أجــاد اسأــتعمحاله وتــدرب
عليه ،وصفحات التاريخ ناطقة على صحة ما أقول.
إن ص ـراع الضــارات هــو ص ـراع معنــوي علمحــي قبــل أن يكــون صـراعا
ماديا.
إن أي أمـ ــة تيـ ــد بنـ ــاء بنيتهـ ــا السأاسأـ ــية -أعنـ ـ بنـ ــاء القـ ـوةا العنويـ ــة
النفسمية العلمحية -لكل أفرادها رجال ونسماء ،أطفال وشبابا تضمحن لنفسمها
القـ ـوةا والثبــات ،وتضــمحن لنفسمــها العـ ـزةا والكرامــة وترفــعم عنهــا الــذل وتمحــي
خياتا من لصوص الضارات.
ولتحقيــق هــذا المــر العظيــم ف ـ حيــاةا المــة هــذه بعــض الفاتيــح الــت
تعي على تدبر السمنة وتقيق القوةا با ف الياةا ،وهي الفاتيح العشـرةا الــت
ذكرتا ف تدبر القرآن الكري أذكرها هنا لمرين:
مـــقــــــــدمــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 11
الول :أن أنبــه علــى أن هــذه الفاتيــح ليسمــت خاصــة بــالقرآن الكري ـ
بــل يإكــن تطبيقهــا أيضــا علــى السمــنة النبويــة ،بــل هــي أدوات ومنهــجح لي
قراءةا تربوية لي كتاب ،فـأي قـراءةا تطبـق عليهــا هــذه الفاتيــح أو معظمحهـا
تد أن اسأتفادتك ما تقرأ تكون أعلى وأقوى.
الثان :هناك بعض الفروق ف بيان هذه الفاتيح ف حق السمنة النبوية
وهو ما أركز الديث عليه هنا وأقتصر عليه ومــن أراد التفصــيل فليجــعم إلـ
كتاب مفاتح تدبر القرآن.
هــذا والـ ـ أسأــال أن ييسمــر لنــا حفــظ سأــنة نبينــا ممحــد صــلى ال ـ عليــه
وسأ ــلم ،وأن يرزقن ــا القتب ــاس م ــن ن ــور علمح ــه وحكمحت ــه م ــا يق ــق لن ــا القـ ـوةا
والكرامة والعزةا ،ويقق لنا السمعادةا والطمحأنينة والنجاح ف اليـاةا ،إنـه سيعم
ميب وصلى ال وسألم على نبينا ممحد وعلى آله وصحبه.
وكتبه /
د .خالد بن عبد الكري اللحم
السأتاذ السماعد بقسمم القرآن وعلومه
جامعــة المــام ممحــد بــن سأــعود
السألمية
12ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
وكذلك دعاء سأننه النب صلى ال عليه وسألم لنا خس مرات ف اليوم
والليلة على القل ،فعن معاذ بن جبل رضي ال عنه :أن رسأول ال صلى
ال عليه وسألم أخذ بيده وقال :يامعاذ وال إن لحبك ،فقال :أوصيك
يا معاذ لتـدعن فـ دبر كـل صـلةا تقـول اللهـم أعنـ علـى ذكـرك وشـكرك
)(2
والإعانة على الشئ تسمتلزم العانة على وسأيلته واللة وحسمن عبادتك،
الؤديــة إليــه وهــو هنــا حــب السمــنة وتــذكرها وكــثرةا قراءتــا ،وماولــة فهمحهــا،
والفرح با يقف عليه منها.
وإن أقــرب الكتــب لتحقيــق هــذا العنـ ـ هــو القــرآن الكريـ ـ مــت قـ ـرأه
السمــلم ق ـراءةا تربويــة يطبــق فيهــا مفاتــح التــدبر كاملــة فــإنه مــعم مــرور الــوقت
يــس أنــه يعيــش ف ـ عصــره ،يسمــمحعم صــوته ،ي ـراه وهــو يصــلي ،وهــو يإشــي،
وهو يتكلم ،وهو يفرح ،وهو يزن ،وهو ياهد صلى ال عليــه وسأــلم ،فمحــا
أظــن كتابــا يقــق هــذا العن ـ كمحــا يققــه القــرآن الكري ـ ،قــد تسمــتفيد هــذا
العنـ ـ م ــن قـ ـراءةا كتــب السمـ ـيةا أو كتــب الش ــمحائل لكــن مــا تسمــتفيده مــن
تصــوير القــرآن الكريـ لحـوال النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم وأحـوال آل بيتــه
وصحابته يكون أعظم وأكب أثارا.
14ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
إن نصوص سأنة نبينا ممحد صلى الـ عليـه وسأـلم لـو كـانت عنـد أهـل
حضارةا أخرى لكتبوها فـ الافــل والــامعم واليــادين العامــة ،ولتغنـوا بــذكرها
ونقش ــوها فـ ـ بي ــوتم ب ــل فـ ـ قل ــوبم ،إنن ــا نراه ــم يتغن ــون بنص ــوص وحك ــم
مفكريه ــم ال ــت ل تع ــد ش ــيئا بالنسم ــبة لكمح ــة نبين ــا ممح ــد ص ــلى الـ ـ علي ــه
وسأــلم ،فيــا ل ـ العجــب مــا أغفلنــا عــن هــذه الطاقــة الــت منحنــا ال ـ إياهــا
فنتكها ونذهب لدراسأة طرق وأسأاليب توليد الطاقة العنوية عند الشــرق أو
()1وهذا الكتاب )مفاتح تدبر السنة( قدد تضمن نصوصا مهمة تكرار قراءتها تحقق حب السنة.
المفتاح الول :حب السنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 15
الغــرب فصــدق علينــا قــول الـ تعــال ﴿:أيتيمسمـتيمبزدسلوين النـزذي سهـيو أيمدينـ زبالنـزذي
خيـدر ﴾ ]) (61سأورةا البقرةا[
سهيو ي م
إن ح ــب السم ــنة لي ــس دع ــوى تق ــال باللسم ــان ويص ــرح ب ــا فـ ـ الط ــب
والكلمحـ ــات ،وتسمـ ــطر بـ ــا صـ ــفحات الصـ ــحف وموجـ ــات الثايـ ــ ،بـ ــل هـ ــي
حقيقة لا علمات ومقاييس وموازين ،مــن جــاء بـا صـسدق قـوله وأقــر علــى
دعواه ،ومن هذه العلمات:
إن حاجة النسمان للسمنة كحاجته لدقات قلبه؛ فمحــعم كــل نبضــة مــن
نبضــات القلــب هنــاك خــاطر وتفكيـ إمــا بــق أو باطــل؛ ول سأــبيل للتمحييــز
بي ذلك إل بالعلم.
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 17
لــو تــأملت أمــور حياتــك اليوميــة تــد أنــه مــا مــن أمــر مــن المــور وإل
وللقرآن والسمنة فيها تــوجيه وتعليــم سأـواء كـان ذلــك حركــة جـوارح أو حركـة
مشاعر ،وفيها يتضح الفرق بي العال والاهل.
إن حاجتك للعلم تتزامن معم كل حركة من حركاتك اليومية الت تعد
بآلف الركات ،أنــت فيهـا إمـا عـال أو جاهــل؛ عــال مغتبـط بعلمحــك قريـر
العي ـ بنــة ال ـ عليــك ،أو جاهــل غافــل تشــقى ول تــدري سأــبب شــقائك.
قــال المــام أحــد :حاجــة النــاس إل ـ العلــم أشــد مــن حــاجتهم إل ـ الطعــام
والشـراب ،ذلــك أن الاجــة للطعــام والشـراب تكــون مـرةا أو مرتيـ فـ اليــوم
بينمحا حاجتهم للعلم بعدد النفاس.
وبعضــهم يـرى أن :حفـظ السمــنة كـل ل يتجـزأ فإمــا أن تفـظ الكتـب
السم ـتة ف ـ عــدد مــن الــدورات الكثفــة أو أن تتفــرج علــى مــن يفــظ وتغبطــه
عليــه ،أمــا أن تن ـزل إلـ اليــدان وتبــدأ الفــظ ولــو بــديث واحــد فهــذا مــال
يطر له على بال ول يعده من طلب العلم.
والبعـ ــض يريـ ــد أن يفـ ــظ السمـ ــنة فـ ـ سأـ ــنة وإل فل ،أن يفـ ــظ خسمـ ــة
آلف حديث أو ليفظ شيئا.
كـ ــل هـ ــذه مفـ ــاهيم خاطئـ ــة ينبغـ ــي أن نسمـ ــتبعدها مـ ــن تفكينـ ــا ،وأن
نسم ــتبدلا ب ــالفهم الص ــحيح ،والنه ــجح السم ــديد وه ــو أن :العل ــم يتك ــون م ــن
آلف الزئيــات وأن العلمحــاء مراتــب ومسمــتويات ،وان طلــب العلــم ي ـراد بــه
النجــاةا والنجــاح فـ اليــاةا ،وان طريــق طلــب العلــم طويــل وهــو يقطــعم علــى
مراحــل ومسمــافات ،الهــم أن تبــدأ السمــفر ،وتشــرع ف ـ الرحلــة ث ـ ل يهمحــك
بعـ ــد هـ ــذا مـ ــت تصـ ــل أوإلـ ـ أيـ ــن تصـ ــل مـ ــا دامـ ــت النيـ ــة صـ ــادقة والوجهـ ــة
صحيحة والسمافة القطوعة تزيد يوما بعد يوم.
المسألة الثالثة :الرحلة في طلب السنة.
لق ــد فق ــه سأ ــلفنا الص ــال أهي ــة السم ــنة ،وأدركـ ـوا عظي ــم ق ــدرها فك ــانوا
يبذلون النفس والنفيس والغال والرخيص ف سأبيل تصيلها ولو كان ذلــك
كلمحات معدودات ،والمثلة والصور والنمحاذج ف هذا الــال كــثيةا سأــطرها
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 19
التاريــخ بــداد مــن نــور فبقيــت منــارات تش ـرأب إليهــا العنــاق ويقتــدي بــا
السمائرون اذكر هنا بعضا منها:
مسمند أحد ، 159 -4مصنف عبد الرزاق ، 228-10جامعم بيان العلم وفضله 102-1
()1
20ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
كــان قصــد أبـ أيــوب رضــي الـ عنــه مــن رحلتــه إلـ مصــر أن يتأكــد
ويتثبــت مــن صــحة حفظــه كــل ذلــك حرصــا علــى السمــنة وحبــا لــا ،وكــان
ذلك ف آخر عمحره ،ولعله خشي أن يإوت قبل أن يتثبت من علمحه ،بعنـ
أنــه أراد أل تنتهــي ف ـتةا امتحــانه ف ـ الــدنيا إل وقــد حصــل علــى الجابــات
الصــحيحة السمــديدةا ،وهــو الــدف نفسمــه الــذي صــرح بــه جــابر رضــي ال ـ
عنه ،بل هو الــدف الــذي يــب أن يسمــعى إليــه كــل مسمــلم ،أمــا أن تضــي
اليام ونن ف جهلنا راضون ،وبتقصينا ف العلم قانعون ،فهذا ما ل يليق
بعاقل أبدا.
-3وعــن كــثي بــن قيــس قــال :كنــت جالسمــا عنــد أبـ ـ الــدرداء ف ـ
مسمــجد دمشــق فأتــاه رجــل فقــال لــه :يــا أبــا الــدرداء ! أتيتــك مــن الدينــة
مدينــة رسأــول الـ صــلى الـ عليــه وسأــلم لــديث بلغنـ أنــك تــدث بــه عــن
النب صلى ال عليــه وسأــلم ،قــال :فمحـا جــاء بــك تــارةا؟ قــال :ل ،قــال :ول
جاء بك غيه؟ قال :ل ،قال :فإن سعت رسأول ال صلى ال عليه وسأـلم
يقول :من سألك طريقا يلتمحس فيه علمحا سأهل ال له طريقا إل النــة ،وإن
اللئكــة تضــعم أجنحتهــا رضــا لطــالب العلــم ،وإن طــالب العلــم يسمــتغفر لــه
من ف السممحاء والرض حت اليتان ف الاء ،وإن فضــل العــال علــى العابــد
كفضـ ــل القمحـ ــر علـ ــى سأـ ــائر الكـ ـ ـواكب ،وإن العلمحـ ــاء ورثاـ ــة النبيـ ــاء ،وإن
النبيــاء ل ـ يورثا ـوا دينــارام ول دره ـما ،إنــا ورثا ـوا العلــم فمحــن أخــذه أخــذ بــظ
)(1
وافر.
سأنن أب داود ، 2/341سأنن التمذي ، 5/48سأنن ابن ماجه 81-1
()1
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 21
-4وعن ابن عباس رضي ال عنهمحا قال :لا قبض رسأول ال صلى
ال ـ عليــه وسأــلم -وأنــا شــاب -قلــت لشــاب مــن النصــار :يــافلن! هلــم
فلنسمــأل أصــحاب رسأــول الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم ولنتعلــم منهــم فــإنم
ك ــثي ،ق ــال :العج ــب ل ــك ي ــابن عب ــاس أت ــرى الن ــاس يت ــاجون إلي ــك وفـ ـ
الرض م ــن ت ــرى م ــن أص ــحاب رسأ ــول الـ ـ ص ــلى الـ ـ علي ــه وسأ ــلم؟ ق ــال:
فتكت ذلك وأقبلت على السمألة وتتبعم أصحاب رسأول ال صلى الـ عليــه
وسأــلم ،فــإن كنــت لتـ الرجــل فـ الــديث يبلغنـ أنــه ســعه مــن رسأــول الـ
صلى ال عليه وسألم ،فأجـده قـائل ،فأتوسأـد ردائـي علـى بـابه تسمـفي الريـح
علــى وجهــي حــت يــرج ،فــإذا خــرج قــال :يــا ابــن عــم رسأــول الـ صــلى الـ
عليه وسألم ما لك؟ فأقول :بلغن حديث عنك أنـك تـدثاه عــن رسأـول الـ
صلى ال عليه وسألم فأحببت أن أسعه منك ،قال فيقول :فهل بعثت إل ـ
حــت أتيــك ،فــأقول :أنــا أحــق أن آتيــك ،فكــان الرجــل بعــد ذلــك يرانـ وقــد
ذهب أصحاب رسأول الـ صـلى الـ عليـه وسأــلم واحتـاج النــاس إلـ فيقـول
)(1
كنت أعقل من.
-5وروي ع ــن سأ ــعيد ب ــن السم ــيب ق ــال :إن كن ــت لسأــي ثالثاــا فـ ـ
)(2
الديث الواحد.
-6وقــال عــامر الشــعب :لــو أن رجل سأــافر مــن أقصــى الشــام إلـ ـ
)(3
أقصى اليمحن ليسممحعم كلمحة حكمحة ما رأيت أن سأفره ضاع.
جامعم بيان العلم وفضله 103-1
()1
تذكرةا الفاظ ، 52-1جامعم بيان العلم وفضله113-1 :
()2
جامعم بيان العلم وفضله 114-1
()3
22ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
-7وع ــن زر ب ــن ح ــبيش ق ــال :أتي ــت ص ــفوان ب ــن عسم ــال الـ ـرادي،
فق ــال :م ــا ج ــاء ب ــك؟ قل ــت :أنب ــط العل ــم ) أي اسأ ــتخمرجه ( ،قــال :فــإن
سعت رسأول ال صلى ال عليـه وسأـلم يقـول :مـا مـن خـارج خـرج مـن بيتـه
)(1
ف طلب العلم إل وضعت له اللئكة أجنحتها رضا با يصنعم.
وهــذه الــرحلت كــانت قبــل تــدوين السمــنة حيـ كــان طلــب الــديث
يصل مشافهة ،ث تلتها مرحلة أخرى وهي الرحلة من أجـل ضــبط الكتــب
وتصــحيحها علــى الشــيوخ ،ول زالــت حــت الن ،وبعــد أن تطــورت وسأــائل
الكتابة والطباعة ،وتطورت وسأــائل التصــال تعــارف العلمحــاء وطلب العلــم
عل ــى نسم ــخ معين ــة بالض ــبط والتق ــان تع ــرف باس ــاء مققيه ــا ،لك ــن يبق ــى
ض ــرورةا الش ــافهة ب ــا عل ــى الش ــيوخ للتأك ــد م ــن ص ــحة نط ــق اللفــظ وفهــم
العن ،وهذا والمحد ل متيسمر فـ كــل حاضـرةا مــن حواضــر السمــلمحي اليــوم
ول يتــاج إل ـ رحلــة بــل يتــاج إل ـ حــرص وجــود وسأــخماء بــالوقت والهــد
وذلــك فضــل الـ يــؤتيه مــن يشــاء والـ ذو الفضــل العظيــم ،إن مــن يعــرف
قيمحة السمنة يرى أنه لو أوت أضعاف عمحــره مــا انقضــى عجبــه مــن بعضـها ،
قال المي النصـور بـن الهـدي للمحـأمون :أيسمـن بثلـي أن يتعلـم؟ فقـال :
وال لن توت طالبا للعلم خي من أن توت قانعا بالهل.
المسألة الرابعة :السنة وأاضحة ميسرة
إن معظــم كلم النــب صــلى ال ـ عليــه وسأــلم بيـذي ـ واضــح ,يشــتك ف ـ
فهمحه العال والعــامي والصــغي والكــبي والرجــل والـرأةا عــدا نسمــبة قليلــة تتــاج
إل توضيح من جهة ارتباط بعضها ببعض فتكــون مصصــة أو منسمــوخة أو
مقيدةا ،وأيضا بعض الكلمحات الغريبة تتاج إل بيان لعدم فشو اسأتعمحالا
بيـ ـ النــاس ،أمــا اسأــتغلق السمــنة علــى البعــض فهــو بسمــبب عــدم التــدبر،
وضعف الصلة با ،وقلة بل ندرةا القراءةا ،وعدم إلقاء السممحعم والــتكيز حيـ
ســاعها بــل يسمــمحعها بــأذنه بينمحــا قلبــه فـ كــل واد مــن أوديــة الــدنيا يهيــم ثـ
بعــد ذلــك يقــول إن فهــم السمــنة أمــر صــعب فيـؤثار النشــغال بالقيــل والقــال
على ساع السمنة وتعطي الالس با.
وبعـ ـ ــض الربي ـ ـ ـ والعلمحي ـ ـ ـ أو الـ ـ ـؤلفي حيـ ـ ـ يـ ـ ــاول شـ ـ ــرح السمـ ـ ــنة
وتوضيحها لعامة الناس تـده يسمـتطرد ويــرج عنهــا إلـ علــوم وفنــون متنوعـة
مــن لغويــات وبلغيــات صــعبة الفهــم أو إلـ ـ قصــص وحكايــات وطرائــف
تنسمــي أصــل الــديث التكلــم عنــه أو ل تبقــي لــه إل القليــل مــن الــوقت أو
السم ــاحة ،لسم ــت أرف ــض ش ــرح السم ــنة ول أنف ــي الاج ــة ل ــذلك وإن ــا أنف ــي
السأتطراد والـروج عـن القصـود والتطويـل الـذي يصـرف عـن السمـنة نفسمـها
وتذهب الوقات والعمحار ف قراءةا أو ساع كلم كثي لوكان مكانه ساع
أحاديث أخرى لكان أول وأحرى ،فينبغي أن نقرب السمــنة للنــاس ونقتصــر
ف بيانا وشرحها على ما تدعو الاجة إليه ولو كان الشرح قليل لننــا إذا
فعلنا ذلك نرسأخ ف أذهانم أن السمـنة واضــحة سأــهلة فيقبلـوا علـى قـراء تـا
وتــدبرها ،أمــا نعقــد ونــول المــر ونبــالغ فـ شــرح بعــض العبــارات فهــذا وإن
كـ ــان قصـ ــد قـ ــائله خدمـ ــة السمـ ــنة وحراسأـ ــتها فـ ــإنه قـ ــد يـ ــؤدي إل ـ ـ عكـ ــس
مقصوده.
24ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
إن بعض الطباء يظن الطبة قناةا تلفزيونية أو جريدةا أو ملة أو دار
نشر ،حت إن بعـض الطبـاء لـا ختـم خطبتـه قـال :هـذا مـا تيسمـر جعـه فـ
هذه العجالة؛ وقد زادت خطبته عــن نصـف السمـاعة ،فــالطيب أو الـواعظ
حينمحــا يتكلــم مــدةا عشـرين أو ثالثايـ دقيقــة ماهــدفه؟ هــل هــدفه أن يعمحــل
الناس با يقول؟ فكيف سأيحفظ السمتمحعون كل ما قــال؟ إن إيــاز الطبــة
قـرأت ف احـد الواقـعم موقفـا يكيـه عـن نفسمـه بعـض الضـلي فيقـول:
كنــت يومـ ـام فـ ـ العاصــمحة التونسمــية داخــل مسمــجد عظيــم مــن مسمــاجدها،
وبعد أداء فريضة الصلةا جلس المام وسأط حلقة من الصللي وبــدأ درسأــه
26ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
باللتنديــد والتكفيـ لولئــك الــذين يشــتمحون أصــحاب النــب )صــلى الـ عليــه
ل :إيلــاكم مــن الــذين يتكلمحــون ف ـ أعـ ـراض وآلــه( واسأتسأــل ف ـ حــديثه قــائ م
صــحابة بــدعوى البحــث العلمحــي والوصــول لعرفــة الــق ،فأولئــك عليهــم ال ل
لعنة ال واللئكة واللناس أجعيــ ،إنــم يريــدون تشــكيك النـلـاس فـ دينهــم،
] ثـ ـ اسأتش ــهد الم ــام ب ــديث[ فق ــاطعه أحـ ـسد السمتبصـ ـرين ك ــان يص ــحبن
ل :هــذا الــديث غي ـ صــحيح وهــو مكــذوب علــى رسأــول الــ! وثاــارت قــائ م
ثا ــائرةا المــام وبع ــض الاضـ ـرين والتفتـ ـوا إلين ــا منكريــن مش ــمحئلزين ،فتــداركت
الوقف متللطفام معم المـام وقلـت لـه :يـا سأـيدي الشـيخ الليـل ... ... ...
".. ... .... ،ث ـ بــدأ هــذا الضــل يلقــي بشــبهاته وأبــاطيله إل ـ أن قــال :
"ولـا عـرف المـام تـأثايي فـ الاضـرين مـن خلل حفظـي للحـاديث الـت
رويتها قــال فـ هــدوء :نــن قرأنـا علـى مشـاينا رحهـم الـ تعـال بــألن الفتنــة
نائمحــة فلعــن ال ـ مــن أيقظهــا ،فقلــت :يــا سأــيدي! الفتنــة عمحرهــا مــا نــامت،
ولكنا نن اللنائمحون " ...إل أن قــال هــذا الضــل.... " :وبعــد شــهر واحـزد
ل رسأالة لطيفة يمحد ال فيها أن هداه إل صراطه السمتقيم " ؟ كتب إ ن
فهــذا الوقــف وأمثــاله يتكــرر يوميــا عــب وسأــائل العلم والتصــال -
الــت تطــورت ف ـ عص ـرنا الاضــر -ويتــاج منــا إل ـ وقفــة جــادةا ف ـ طلــب
العلم النافعم والتفقه ف دين ال تعـال ،وأن المـر جـد ل يتمحـل التــأخي أو
التهــاون والت ـوان ،فنحــن مسمــؤولون أمــام ال ـ عزوجــل عــن تقص ـينا ف ـ هــذا
الواجب العظيم.
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 27
إنـ ــا كلمحـ ــة أوجههـ ــا إلـ ـ ـ السمـ ــؤولي عـ ــن التبيـ ــة والتعليـ ــم فـ ـ ـ العـ ــال
السأـ ــلمي :إن أردت ـ ـ المـ ــن والسمـ ــلمة مـ ــن الشـ ــكلت الفكريـ ــة والتبويـ ــة
فليس أمامكم إل القرآن والسمنة ببامجح مكثفـة وبيـان واضـح يإنــعم النـراف
ف ـ فهمحهــا وتنزيلهــا علــى غي ـ مــادلت عليــه ،إن التاريــخ يشــهد أن العلقــة
طردية بي العلم ومنه التوحيد وبي المن وقبل شــهادةا التاريــخ شــهادةا رب
ز
ك يلسسم اليممـسن العالي إذ يقول ﴿ :النذيين آيمنسوام يويلم ييـملبزسسموام إزييإانيـسهم بزظسملزم أسموليئز ي
يوسهــم يممهتيـسدوين﴾ ]) (82سأــورةا النعــام[ فمححاولــة إبعــاد العلــوم الشــرعية عــن مناهــجح
التعليم أو تقليصها معم الغراق ف العلوم الدنيوية بجة سأــوق العمحــل فهــذا
سأ ــيكون عل ــى حسم ــاب أم ــن التمح ــعم واسأ ــتقراره عل ــى ال ــدى البعيــد وبـ ـوادر
ونــذر هــذا الطــر بــدأنا نــذوقها مــن أقــرب النــاس إلينــا إن العــودةا الصــادقة
لتــدبر القــرآن والسمــنة بطريقــة صــحيحة وبآليــات كافيــة لــو السمــبيل لتحقيــق
المن النشود والرخاء القصود.
إن تغييـ ــب بعـ ــض نصـ ــوص القـ ــرآن والسمـ ــنة بجـ ــة علج الشـ ــكلت
الفكريــة هــو سأــبب فـ توليــد مثــل هــذه الشــكلت ،فهــذه النصــوص إن لـ
يسمــمحعها الناشــئة مــن صــغرهم فـ ـ مدارسأــهم ويسمــمحعوا بيانــا الصــحيح فـ ـ
مناهـ ــجح التبيـ ــة والتعليـ ــم فسميسمـ ــمحعونا مـ ــن هنـ ــا او هنـ ــاك مقلوبـ ــة مرفـ ــة ثـ ـ
يطبقونا تطبيقا خاطئا فيجنون على أنفسمهم وأمتهم.
المسألة السابعة :السنة وأفرضيات البرمجة اللغوأية العصبية.
يوجــد ف ـ البمــة اللغويــة العصــبية عــدد مــا يسمــمحى بالفرضــيات وهــي
عن ــدهم قواع ــد وأص ــول سأ ــلوكية نفسم ــية يبنـ ـ عليه ــا ع ــدد م ــن الجـ ـراءات
28ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
والتقني ــات فـ ـ ه ــذا العل ــم ،وحينمح ــا تسم ــتمحعم ل ــدرب البم ــة وه ــم يش ــرحون
فرضياتا ،أو يدافعون عنها وييبــون عمحــا أورد عليهــا مــن ملحظــات فإنــك
تتعجـ ــب وتسمـ ــتغرب كيـ ــف يـ ــاول هـ ــؤلء التشـ ــبث بثـ ــل هـ ــذه الفرضـ ــيات
وال ــدفاع عنه ــا م ــعم أن عن ــدهم أض ــعاف أض ــعاف....أض ــعافها م ــن حك ــم
وقواعــد موجــودةا فـ السمــنة النبويــة تظهــر لــن قرأهــا وتــدبرها وأطــال الوقــوف
عند حكمحها.
إن مثــل هــذا التمحسمــك والعتــداد والفــرح بــذه الفرضــيات يقبــل مــن
أولئــك الــذين ل يعرفــون القــرآن ولـ يطلعـوا علــى سأــنة نبينــا ممحــد صــلى الـ
عليه وسألم لن هذا منتهى علمحهم وهم يسمبون با قرروه أنم حازوا سأبقا
علمحيا واكتشفوا أدوات ل تكن موجودةا ف هذا الوجود.
ويــدربوا النــاس عليهــا ويبنيـوا لــم تطبيقاتــا فـ اليــاةا ،إن هــذه القواعــد هــي
الت تكن با النب صلى ال عليه وسألم من تغيي الناس وتطويرهم مــن أمـة
بدويــة بدائيــة إل ـ أمــة ذات حضــارةا قويــة مكينــة اسأــتمحرت قرونــا طويلــة ول
تزال تلك تلك الطاقة الت تكنها بعون ال أن تعود إل ما كانت عليه.
المسألة الثامنة :مشهد من الوأاقع.
ف أحد السمـاجد النشــيطة قـرأت لوحــة رسأـم فيهــا خطـة لشــروع تربـوي
يتضــن الناشــئة ف ـ الرحلــة البتدائيــة ،وكــان البنامــجح يتــوي علــى أنشــطة
متنوعــة للطلب منهــا :حفــظ القــرآن ،ومــذاكرةا الكتــب الدرسأــية ،والــتفيه،
وغيها ،والذي اسأتوقفن ف العلن هو أن البنامـجح يشــمحل دورات يلقيهــا
عدد من التخمصصي ف التبية وعلم النفس لتعليم الباء والمهات كيف
يربون أبناءهم ويتعاملون معهم؟ فقلت :هل وصـلت التبعيـة التبويـة للغـرب
حــت إلـ ـ السمــاجد ،إن كــان أهــل القــرآن والسمــنة ل يسمــتطيعون أن يعرفـ ـوا
كيف يربون أبناءهم ويتعاملون معهم إل بسماعدةا الــؤهلي فـ تلــك العلــوم
من جامعات شرقية أو غربيــة ؟ إذا مــا أثاـر القــرآن والسمــنة فـ حيــاتم ؟ أيــن
هــم مــن سأــنة الرب ـ الول صــلى ال ـ عليــه وسأــلم ؟ الــذي اسأــتطاع تكــوين
خي جيل عرفـه التاريـخ ،أيـن هـم مـن خـباته وتـاربه ومـن قواعـده وهـديه ؟
إن كان الراد أن هؤلء جعوا بي التخمصص ف القرآن والسمــنة وبيـ العلــوم
التبويــة والنفسمــية وسأــيكون طرحهــم بواجهــة القــرآن والسمــنة وتــت لوائهمحــا
فحسمن ،أما إن كانت الخرى وهو الواقعم والشاهد فل .
30ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
إن التبعي ــة الفكري ــة للحض ــارات القوي ــة فـ ـ الع ــال انزامي ــة غيـ ـ مقبول ــة
مهمحــا كــان الــبر والواجهــة الــت تغلــف بــا والسمــر الــذي تعــب فــوقه إلـ ـ
ثاقافتنا وحضارتنا.
إن لكل حضارةا جانبي معنوي ومادي وها متزجــان بشــكل يصــعب
الفك بينهمحا وإن بينهمحا خيط رفيـعم ل يـراه إل البصـرون ممحن تـدبر القـرآن
والسمنة.
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 31
إننا بذا السأتياد نعمحق ف نفـوس النـاس وخاصـة اليـل الديـد التبعيـة
لتلك المم شئنا أم أبينا وسأنظل نغرس الضــعف والنزاميــة دون أن نــاول
الروج وتقيق النصر والعزةا.
إن علــى الثقفيـ ـ مــن السمــلمحي أن ينتقلـ ـوا مــن مرحلــة السأــتياد إلـ ـ
التصدير ،أي تصدير مشروعنا الضــاري إلـ النــاس كافــة خاصــة أن النــاخ
مناسأــب والنافسمــة مفقــودةا حيــث تعــان الضــارات اليــوم مــن فـ ـراغ نفسمــي
شديد وهي بـأمس الاجـة لن تـرى حضـارةا السأـلم بثـوب عصـري ييـب
على كل تسماؤلت الياةا إجابات مقنعة ويربط القرآن والسمــنة بكــل دقــائق
الياةا ف كافة الوانب.
المسألة العاشرة :الوأقوأد الذي يطلق القدرات.
إن السمــنة النبويــة لــن فتــح ال ـ تعــال لــه أبوابــا هــي النطلــق لطلق
ق ـ ــدرات النسم ـ ــان وه ـ ــي الوق ـ ــود ال ـ ــذي يول ـ ــد المح ـ ــاس والنش ـ ــاط والطاق ـ ــة
والبداع.
قال ابن القيم :وما ظنك بن إذا غــاب عنــك هــديه ومــا جــاء بــه طرفــة
عي فسمد قلبك ،ولكن ل يس بذا إل قلب حــي ومــا لــرح بيــت إيلم،
وإذا كــانت السمــعادةا معلقــة بــديه صــلى الـ عليــه وسأــلم فيجــب علــى كــل
من أحب ناةا نفسمه أن يعـرف هـديه وسأـيته وشـأنه مـا يـرج بـه عـن خطـة
الــاهلي ،والنــاس فـ هــذا بي ـ مسمــتقل ومسمــتكثر ومــروم والفضــل بيــد الـ
)(1
يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم
متصر زاد العاد 13 :
()1
32ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
هــذا الكلم يعــتف بــه كــل مسمــلم نظريــا ،أمــا مــن يطبقــه إلـ ـ واقــعم
عمحلي مسموس فهم ف عصرنا قليل.
إن نشــر السمــنة بي ـ النــاس وتــدبرهم لــا يسمــهم بشــكل كــبي فـ تربيــة
النفـ ـ ــوس وتـ ـ ــذيب الخلق ونتيجـ ـ ــة لـ ـ ــذلك تقـ ـ ــل الشـ ـ ــاكل والخمالفـ ـ ــات
والرائم ،ويوجد الد ف اليــاةا واللــتزام فـ أداء الواجبــات دون حاجــة إلـ
أجهـزةا مراقبــة أو حراسأــة أو إدارات متابعــة فهنــاك رقابــة داخليــة تعمحــل علــى
مدار السماعة فإذا تقق هذا فانظر ماذا يتتب عليه من مصال عظيمحة.
وأيضــا إذا وجــد تــدبر السمــنة يكــون الصــول علــى القــوي المي ـ أمــر
سأــهل مــا يإكــن معــه تقيــق الكــثي مــن الهــداف العامــة والاصــة وإنــاز
الكــثي مــن الشـاريعم بأقــل تكلفــة وأقــل جهـد ،مــا أقـوله ليــس أحلم شـاعر،
ول أوه ــام ك ــاهن ب ــل ه ــي حقيق ــة مق ــررةا وأثا ــره ملمح ــوس لكن ــه فـ ـ نط ــاق
مـ ــدود ،إننـ ــا نلـ ــك أعظـ ــم طاقـ ــة معنويـ ــة لـ ــو اسأـ ــتطعنا أن نوصـ ــلها بشـ ــكل
صــحيح وأن نسمــتثمحرها ف ـ تقيــق الرخــاء والمــن للمحجتمحــعم ،وتقيــق اليــاةا
الطيبة لكافة أفراده.
المسألة الحادية عشرة :مقاوأمة تغيير المناهج.
يبنغــي للمحسمــلمحي أل يسمتسمــلمحوا لــن أراد تغييـ منــاهجهم وتقليصــها؛
لكـ ــن ل يضـ ــيعم وقتهـ ــم ف ـ ـ الـ ــدفاع وينشـ ــغلوا بـ ــه عـ ــن البنـ ــاء حـ ــت يغلب ـ ـوا
ويسمقطوا ،بل عليهم أن يبحثـوا عـن البـدائل واللـول الـت يقـاومون بـا هـذا
التغيي ويكفل للناشئة اسأتمحرار اتصالم بالقرآن والسمنة صــلة صــحيحة قويــة
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 33
مكمحة ،وبتلقائية وسأهولة وهـو مــا يققـه مشـروع تــدبر القـرآن والسمـنة بـإذن
ال تعال.
فالسأ ـرةا السمــلمحة إذا كــانت مبنيــة علــى أسأــس تربويــة سأــليمحة وبــدأت
بواجبهــا منــذ نشــأتا وتكوينهــا فلــن تسمــتطيعم أي ق ـوةا فـ الرض أن تفــرض
على أفرادها فكرا غي الفكر الذي رضعته منذ أيامها الول ،أما إن تركــت
الوعاء فارغا وألقت بالتبعة على غيها فهنا مكمحن الطر والثغـرةا الــت ينفــذ
منهــا العــداء إل ـ حصــوننا ،لقــد ول ـ عهــد النــوم والكسمــل وبــدأت مرحلــة
الــد والعمحــل ،فكــل منــا علــى ثاغـ ـرةا مــن ثاغــور السأــلم فــال الـ ـ أن يــؤتى
السألم من قبله.
المسألة الثانية عشرة :تدبر السنة اجتماع الكلمة وأتوأحيد الصف:
إن بعــض النــاس ل يعــرف السمــنة إل عنــدما يريــد أن يــادل أو ياصــم
فـتاه يفتــش فـ كتبهــا بثــا عمحــا يقــوي حجتــه ويشــهد لرأيــه ومــا عــدا ذلــك
مــن أيــام حيــاته فل صــلة لــه بالسمــنة فل يفتــش فيهــا بثــا عــن أسأــباب نــاته
وإصلح نفسمـه وتزكيـة قلبـه ،قد غـاب عـن ذهنـه القتـداء بـالنب صـلى الـ
عليه وسألم والتأسأي به ف شأنه كله.
34ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
فمحث ــل ه ــذا الن ــوع م ــن الن ــاس ه ــو ال ــذي ي ــزرع اللف والش ــقاق بيـ ـ
السمــلمحي ،وينشــر الراء الشــاذةا والناهــجح النحرفــة سأـواء كــان ذلــك بسمــن
نية أو عدمها النتيجة واحدةا.
أمـا حيـ يوجـد تــدبر السمـنة عنــد أفـراد المـة ،يبــدأ المحيــعم بتـدبرها مــن
الصغر وبنية صادقة ومنهـجح صحيح فإننـا بـإذن الـ تعـال نـأمن وجـود هـذه
البــذور الفاسأــدةا فـ صــفوفنا فتصــفو اليــاةا وتتمحــعم الكلمحــة ،وحــت لــو وجــد
خلف على بعض السمائل فإن القلوب صافية والنيات صادقة.
فهــذه وسأــيلة سأــهلة ميسم ـرةا ف ـ متنــاول المحيــعم منحنــا ال ـ إياهــا فلــم ل
نوظفها لتحقيق الي وجعم الكلمحة.
إن كــل متمحــعم صــغيا كــان أو كــبيا يأخــذ بزمــام البــادرةا ويسمــعى ف ـ
غرس هذه الشجرةا الباركة ف أرضـه فـإنه يتفيـؤ ظللـا عنـدما تنمحـو وتكـب،
أمــا مــن يفــرط ويهمحــل فــإنه يتجــرع الغصــص ويتكبــد السمــائر ،ويعيــش ف ـ
جحيم اللف والشقاق طول حياته.
الهدف الثاني :العمل.
إن وج ــود ه ــذا ال ــدف عن ــد ك ــل مسم ــلم م ــن أق ــوى ال ــدوافعم للعناي ــة
بالسمنة والقبال عليها والشتغال با ،والرص عليها.
فمحت علم السمـلم أن فـ السمـنة مـا يقـق لـه النجـاةا واليـاةا الطيبـة ،مـا
ييبه على التسماؤلت اليومية الت تر به ،ما يعينــه علــى التعــايش مــعم الواقــعم
الــذي يعيــش بــه ،مــا يكشــف لــه الـواب الصــحيح فـ كــل موقــف يتعــرض
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 35
له ،ما يؤمن له السمتقبل فـ اليـاةا الخـرةا فــإنه يــرص عليهــا أشــد الـرص،
ويقدرها حق قدرها ويوليها اهتمحاما بالغا وعناية خاصة.
المسألة الوألى :حرص السلف على العمل بالسنة.
لقــد فقــه سأــلفنا الصــال هــذا الــدف فقرنـوا العلــم بالعمحــل وتواصـوا بــه
وأكــدوا عليــه دائمحــا ،فلــم يكــن حظهــم مــن السمــنة الروايــة ،بــل قرن ـوا الروايــة
بالدارية والربط بشؤون الياةا كلها.
وأورد هنا بعض النمحـاذج لبيـان هـذا الـانب الشـرق فـ حيـاةا الصـحابة
رضي ال عنهم شحذا للهمحم للتأسأي بم ،والسمي ف طريقهم:
-1عن أب بكر الصديق رضي ال عنه قال :لسمت تاركا شـيئا كـان
رسأـول الـ صلى الـ عليـه وسأـلم يعمحـل بـه إل عمحلـت بـه ،وإنـ أخشـى إن
)(1
تركت شيئا من أمره أن أزيغ.
-2عن عمحر رضي ال عنه :أنه جاء إل الجــر السأــود فقبلــه فقــال
إن أعلم أنك حجر ل تضر ول تنفعم ولول أن رأيـت النـب صلى الـ عليـه
)(2
وسألم يقبلك ما قبلتك.
-3وعن يعلى بن أمية قال :طفـت مـعم عمحـر بـن الطـاب رضـي الـ
عنــه فلمحــا كنــت عنــد الركــن الــذي يلــي البــاب مــا يلــي الزمجــر أخــذت بيــده
ليسمــتلم ،فقــال :أمــا طفــت مــعم رسأــول الـ صــلى الـ عليــه وسأــلم؟ قلــت:
مسمند أحد 1/167
()1
صحيح البخماري ،2/579صحيح مسملم ، 2/925سأنن أب داود ، 1/477مسمند أحد 1/197
()2
36ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
بلـى ،قـال :فهـل رأيتـه يسمـتلمحه؟ قلـت :ل ،قـال :فانفـذ عنـك ،فـإن لـك فـ
)(1
رسأول ال أسأوةا حسمنة.
-4وع ــن سأ ــعيد ب ــن السم ــيب ق ــال :رأي ــت عثمح ــان رض ــي الـ ـ عن ــه
قاعــدام ف ـ القاعــد فــدعا بطعــام مــا مسمــته النــار فــأكله ث ـ قــام إل ـ الصــلةا
فص ــلى ،ثـ ـ ق ــال عثمح ــان :قعــدت مقعــد رسأــول الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وآلــه
وسألم ،وأكلت طعام رسأول ال ،وصليت صلةا رسأـول الـ صـلى الـ عليـه
)(2
وسألم.
-5وعــن علــي يــن أب ـ طــالب رضــي ال ـ عنــه :أن فاطمحــة رضــي الـ
عنهــا أتــت النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم تسمــأله خادمــا فقــال :أل أخــبك مــا
هــو خي ـ لــك منــه؟ تسمــبحي ال ـ عنــد منامــك ثالثاــا وثالثاي ـ وتمحــدين ال ـ
ثالثاــا وثالثاي ـ وتك ـبين ال ـ أربعــا وثالثايــ ،قــال علــي رضــي الـ فمحــا تركتهــا
)(3
بعد ،قيل :ول ليلة صفي؟ قال ول ليلة صفي.
-6وعن ميسمرةا الطهوي قال :رأيت عليـا يشـرب قائمحـا ،قـال :قلـت
له :تشـرب قائمحـا؟ فقـال :إن أشـرب قائمحـا فقـد رأيـت رسأـول الـ صلى الـ
عليــه وسأــلم يشــرب قائمحــا ،وإن أشــرب قاعــدام فقــد رأيــت رسأــول الـ صــلى
)(1
ال عليه وسألم يشرب قاعدما.
-7وعــن ابــن عمحــر رضــي الـ ـ عنهمح ــا ق ــال :بينمح ــا نــن نصــلي مــعم
رسأــول الـ صــلى الـ عليــه وسأــلم إذ قــال رجــل مــن القــوم :الـ أكــب كــبيما،
والمحــد لـ كــثيا ،وسأــبحان الـ بكـرةا وأصــيل ،فقــال رسأــول الـ صــلى الـ
عليه وسألم :من القائل كلمحة كذا وكذا؟ قال رجل من القوم :أنا يا رسأــول
ال ،قال :عجبت لا ،فتحت لا أبـواب السمـمحاء ،قـال ابـن عمحر رضـي الـ
عنهمحــا :فمحــا تركتهــن منــذ ســعت رسأــول الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم يقــول
)(2
ذلك.
-8وعن سأال بن عبـد الـ بـن عمحـر رضـي الـ عنهمحـا أن رسأـول الـ
صلى ال عليه وسألم قال :ل تنعوا إمــاء الـ أن يصــلي فـ السمــجد ،فقــال
ابــن لــه :إنــا لنمحنعهــن ،فقــال :فغضــب غضــبا شــديدا وقــال :أح ـدثاك عــن
رسأول ال وتقول إنا لنمحنعهن ،وف رواية :فانتهره عبد ال ،قــال :أفز لــك،
)(3
أقول :قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ،وتقول :ل أفعل.
هذه مراتب اتباع السمنة ،فأول تسممحعم الديث أو تقرأه ،ث تفظه ،ث
تتفك ــر فـ ـ مع ــانيه وتت ــدبره وتتأك ــد م ــن فقه ــك ل ــه بسمـ ـؤال أه ــل العل ــم أو
بالسممحاع أو بالقراءةا ،ثـ تنطلـق للعمحـل مباشـرةا بـا سعته عـن الرسأـول صلى
ال عليه وسألم دون تأخي أو توان.
لقــد كــان تعامــل الصــحابة رضــي الـ عنهــم مــعم السمــنة تعــامل مباشـرا
وسأــهل ،يــأت أحــدهم النــب صــلى ال ـ عليــه وسأــلم فيسم ـأله ،ثـ يسمــتمحعم إلـ
الجابــة ويفظهــا ثـ ينطلــق للعمحــل بــا ،أمــا كــثي مــن النــاس اليــوم فإمــا أن
يرمـ ـوا أنفسمــهم ســاع السمــنة والعلــم بــا ،أو يرمـ ـوا أنفسمــهم فوريــة التطــبيق
والتنفيــذ بجــجح واهيــة وأعــذار وهمحي ـة ،فتنقضــي أيــام حيــاتم وف ـ كــل يــوم
يفوتم خي عظيم.
عن عبد ال بن مسمعود رضـي الـ عنــه قـال :حـافظوا علـى أبنـائكم فـ
)(1
الصلةا وعودوهم الي فإن الي عادةا.
وعــن أبـ ـ هريـ ـرةا رضــي الـ ـ عنــه قــال :تعــودوا اليـ ـ عــادةا ،و إيــاكم و
)(1
عادةا السمواف من سأوف إل سأوف.
إن كل عمحل دلنا عليه نبينا ممحد صلى ال عليـه وسأـلم حري بنـا أن
نعود أنفسمنا عليه ،وكــل عمحــل مـن هــذه العمحــال لــه مسمـتويات ودرجـات و
يؤخذ بالتدريجح يوما بعد يوم ،ولن يشاد الدين أحـد إل غلبـه ،ول نظــن أن
ما نسممحعم عـن السمـلف مـن اجتهـاد ف العمحـال الصـالة جاء طفـرةا وفجـأةا
إنــا جــاء بالتدريــجح والتبيــة والتعويــد سأـواء كــان فـ تربيــة النسمــان لنفسمــه أو
صــل الشــخمص كــل أبـواب اليـ وبــأعلى تربيــة الربـ لغيه ،فل يإكــن أن ي زذ
درجــة ف ـ يــوم أو ف ـ سأــنة وأيضــا ليــس مطلوبــا منــه ذلــك إنــا البنــاء يكــون
بالاهدةا والصابرةا وبالرياضة .وأن يبدأ رحلة الاهدةا وف نيتـه إتامهـا ،ولـو
مــات قبــل إكمحالــا فــإنه يكتــب لــه ثاـ ـواب مــا نــوى ،وأن يكــون خــط سأــي
الرحلة على الحاديث ،نبدأ بـا حــديثا حــديثا ،وكــل حـديث أيضــا نأخــذه
بالتقسمــيط فمحثل حــديث أب ـ هري ـرةا أوصــان خليلــي بثلث :نبــدأ أول بــأن
نتعــود أن نــوتر قبــل أن ننــام ،ثـ بصــلةا الضــحى ،ثـ بصــيام ثالثاــة أيــام مــن
كل شهر ،فـإذا أتقنـاه ذهبنـا للحـديث الـذي بعـده ،فتكـب وتنمحـو حصـيلتنا
التبوية يوما بعـد يـوم فتضـفي علـى حياتنـا النـور والبهجـة والسمـرور ،وتسمـهم
بشكل سأريعم وقوي ف علج مشاكلنا الوجودةا ووقايتنا ما ل يوجد.
النسمـ ــان مركـ ــب ومكـ ــون مـ ــن آلف العـ ــادات الصـ ــغيةا الـ ــت تتشـ ــكل
وتـ ــتكب مـ ــعم بعضـ ــها لتكـ ــون عـ ــادات أكـ ــب ثـ ـ تشـ ــكل الشخمصـ ــية الكليـ ــة
للنسمان.
ومن العلوم أن ف بداية تركيب وتثبيت العــادةا وبنائهــا يصــل شـئ مــن
الهتزاز والتأرجح حت تثبت وتصلب.
أمــا مــن يريـد أن يأخـذ العمحــال والــدين جلــة فـإنه يـذهب عنــه جلــة،
وتنقضي حياته ول يتق أو يصعد ف سألم الي.
وأذكذـ ـر هن ــا ب ــا قلت ــه فـ ـ كت ــاب )مفات ــح ت ــدبر الق ــرآن( :أن مفت ــاح
الشعال والنطلق فـ بنـاء الـذات وتكـوين الهـارات هـو القيـام بـالقرآن فهـو
الــذي يهيــئ النفــس لتكــون أرضــا صــالة للزراعــة وتربــة خصــبة تنمحــو فيهــا
خصال الي بقوةا وحيوية.
إن ال ــتب بالض ــافة إلـ ـ عمحل ــه وتطــبيقه لــذه الحــاديث يتعلــم أمـ ـرا
مهمحــا بــل فـ ـ غايــة الهيــة إنــه يتعلــم كيــف يعمحــل بالسمــنة كيــف يتعامــل
معها ،وكيف يطبقها خطوةا بطوةا وبشكل مباشر.
42ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
إننــا بنبغــي أن نــتب علــى الفوريــة والباشـرةا مــعم السمــنة وأل يكــون بيننــا
وبينهـ ــا وسأـ ــطاء ننتظـ ــر منهـ ــم أن يقـ ــدموها لنـ ــا حـ ــت إذا وصـ ــلتنا ل نـ ــذوق
طعمحه ــا وحلوت ــا ،ونتهي ــب أن ن ــاول قـ ـراءةا أو تط ــبيق أم ــر آخ ــر غيـ ـ م ــا
قدموه لنا.
-1قال ال تعال ﴿ :ييـمرفيزعم اللنهس النزذيين آيمنسوا زمنسكمم يوالنزذيين سأوتسوا المعزمليم
ت يواللنهس ز يبا تيـمعيمحسلوين يخبزدي﴾ ]) (11سأورةا الادلة[. درجا ز
يي ي
-2قــال الـ ـ تعــال ﴿ :قـس ـمل يهـ ـمل ييمسمـ ـتيزوي الـن ـزذيين ييـمعليسمحــوين يوالـن ـزذيين ل
ب﴾] ) (9سأورةا الزمر[. يـمعليمحوين إزنينا يـتييذنكر أسولسوا اليلمبا ز
ي ي س م ي س
-3قال ال تعال﴿ :قسـل هـزذهز سأـزبيزلي أيمدعـو إزيلـ اللـزه عليـى ب ز
صـييةاز أينيـام ي ي س مي ي
ز ز ز
ي﴾] ) (108سأورةا يوسأف[.يويمزن اتنـبيـيعزن يوسسأمبيحاين الله يويما أينيام مين المسمحمشزرك ي
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 43
-5وعن أب هريرةا رضي الـ عنـه قـال :سـعت رسأـول الـ صـلى الـ
عليــه وسأــلم يقــول :الــدنيا ملعونــة ملعــون مــا فيهــا إل ذكــر الـ ـ ومــا واله
)(2
وعالا ومتعلمحا.
-6وعــن ابــن مسمــعود رضــي الـ عنــه قــال :ســعت رسأــول الـ صــلى
الـ عليـه وسأـلم يقـول :نضـر الـ امـرءم سعم منـا شـيئا فبلغـه كمحـا سعه فـرب
)(3
مبلغ أوعى من سأامعم.
-7وعن صفوان بن عسمال الـرادي رضـي الـ عنـه قـال :أتيـت النـب
صلى ال عليه وسألم وهو متكــئ علــى بــرد لــه أحــر فقلــت لــه :يارسأــول الـ
إن جئت أطلب العلم ،فقال :مرحبـا بطـالب العلـم إن طـالب العلـم تفـه
اللئكــة بأجنحتهــا ثـ يركــب بعضــهم بعضــا حــت يبلغـوا السمــمحاء الــدنيا مــن
)(4
مبتهم لا يطلب.
-9وعــن أب ـ أمامــة رضــي ال ـ عنــه عــن النــب صــلى الـ عليــه وسأــلم
قــال :مــن غــدا إلـ ـ السمــجد ل يريــد إل أن يتعلــم خيا أو يعلمحــه كــان لــه
)(2
كأجر حاج تاما حجته.
-10وعن عبـد الـ بــن عمحـرو رضــي الـ عنهمحـا قـال :قـال رسأــول الـ
)(3
صلى ال عليه وسألم بلغوا عن ولو آية.
-14وعــن معــاذ بــن جبــل لــا حضـرته الوفــاةا قــال :اللهــم إنــك تعلــم
أن ل أكن أحب البقاء ف الــدنيا لــري النــار ول لغــرس الشــجار ولكــن
كنــت أحــب البقــاء لكابــدةا الليــل الطويــل ولظمحــأ الـواجر فـ الــر الشــديد
)(3
ولزاحة العلمحاء بالركب ف حلق الذكر.
-15وق ــال الش ــافعي :لي ــس ش ــئ بع ــد الفرائ ــض أفض ــل م ــن طل ــب
).(4
العلم.
-16وقال سأـفيان الثـوري :مـا مـن عمحـل أفضـل مـن طلـب العلـم إذا
)(5
صحت النية.
أمــا الول :فهــو موضــوع الكتــاب ،ومــن أهــم الفاتيــح العمحليــة الققــة
للشــفاء بالسمــنة الفتــاح السمــادس وهــو الفــظ ال ـتبوي للسمــنة ،وبــدونه فــإن
الشفاء بالسمنة يكون مدودا وأثاره ضعيف.
48ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
وأمـا الثـان وهـو الـدعاء بالسمـنة والرقيـة بـا فقـد جاء بيـانه فـ عـدد مـن
الحاديث وهي معروفة معلومة منها:
-1عن عائشــة رضـي الـ عنهــا أن النـب صـلى الـ عليـه وسأـلم كــان
يعوذ بعض أهله يإسمح بيده اليمحنـ ويقـول :اللهــم رب النـاس أذهــب البــاس
)(1
اشفه وأنت الشاف ل شفاء إل شفاؤك شفاء ل يغادر سأقمحما.
-3عن ابن عباس رضــي الـ عنهمحـا قـال :كــان النـب صـلى الـ عليـه
وسأــلم يعــوذ السمــن والسمــي ويقــول :إن أباكمحــا كــان يعــوذ بــا إســاعيل
وإسأحاق أعوذ بكلمحات الـ التامــة مــن كــل شــيطان وهامــة ومــن كــل عيـ
)(3
لمة.
وغيهــا مــن الرقــى النبويــة الــت يــوقن السمــلم بأثارهــا العظيــم ف ـ تقيــق
الشــفاء ودفــعم البلء ،كمحــا يــؤمن بقضــاء الـ ـ وتــدبيه وبكمحتــه وعلمحــه إن
تأخر الشفاء وأن ما قضاه ال وقدره لعبده هو خي له على كل حال.
صحيح البخماري 2168 -5
()1
()2صحيح مسلم . 4/1728
المثال الوأل:
عن أب سأعيد الدري رضي ال عنه قال :دخل رسأول ال صــلى الـ
عليــه وسأــلم ذات يــوم السمــجد فــإذا هــو برجــل مــن النصــار يقــال لــه :أبــو
أمامــة ،فقــال :يــا أبــا أمامــة مــا ل ـ أراك جالسمــا ف ـ السمــجد ف ـ غي ـ وقــت
الصلةا؟ قال هوم لزمتن وديون يارسأول ال ،قال :أفل أعلمحــك كلمــا إذا
أنــت قلتــه أذهــب ال ـ هــك وقضــى عنــك دينــك؟ قــال بلــى يارسأــول الــ،
قــال :قــل إذا أصــبحت وإذا أمسمــيت اللهــم إن ـ أعــوذ بــك مــن الــم والــزن
وأعوذ بك من العجز والكسمل وأعوذ بك من البج والبخمل وأعوذ بك من
غلبة الدين وقهر الرجال ،قال :ففعلت ذلك فأذهب الـ هــي وقضــى عنـ
)(1
دين.
المثال الثاني:
عــن أب ـ سأــلمحة رضــي ال ـ عنــه قــال :لقــد كنــت أرى الرؤيــا فتمحرضــن
حت سعت أبا قتادةا يقول وأنا كنــت أرى الرؤيــا ترضــن حــت ســعت النــب
صــلى ال ـ عليــه وسأــلم يقــول :الرؤيــا السمــنة مــن ال ـ فــإذا رأى أحــدكم مــا
يب فل يدث به إل من يب ،وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بال مــن شــرها
)(1
ومن شر الشيطان وليتفل ثالثاا ول يدث با أحدا فإنا لن تضره.
المثال الثالث:
قــال عبــد الـ بــن وهــب صــاحب مالــك :وكــان أول أمــري فـ العبــادةا
قبــل طلـب العلـم فولــعم منـ الشــيطان فـ ذكـر عيسمـى بــن مريـ كيـف خلقــه
ال ـ عزوجــل ونــو هــذا ،فشــكوت إل ـ شــيخ فقــال لــ :ابــن وهــب؟ قلــت:
)(2
نعم ،قال :اطلب العلم فكان سأبب طلب العلم
المثال الرابع:
وكــانت بعــض الصــالات يضــيق صــدرها وتــزن كلمحــا جاءهــا اليــض
أسأــفا علــى فـوات العمحــال الصــالة الــت كــانت تـواظب عليهــا وخاصــة فـ
رمضـان فلمحا سـعت بقـول النـب صلى الـ عليـه وسأـلم :إذا مـرض العبـد أو
) (
سأــافر كتــب لــه مــا كــان يعمحــل صــحيحا مقيمحــا 3علمحــت أنــه يكتــب لــا
ثا ـواب نيتهــا الصــادقة حــال العــذر ففرحــت بــذلك وزال عنهــا ضــيق الصــدر
والم ،وسأكنت نفسمها واطمحأن قلبها إل رحة ال تعال وسأعة فضله.
لقــد حــرص النــب صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم علــى غــرس هــذا العنـ ـ فـ ـ
النفوس وأكد عليه ف كل مناسأبة ،فمحن ذلك قوله صلى ال عليه وسألم :
نضر ال مامريأم سعم منـا حديثا فحفظـه حـت يبلغـه فـرب حامـل فقـه إلـ مـن
)(1
هو أفقه منه ،ورب حامل فقه ليس بفقيه.
ومــن ذلــك قـ ـوله صــلى الـ ـ عليــه وسأــلم :ليبلــغ الشــاهد الغــائب فــإن
)(2
الشاهد عسمى أن يبلغ من هو أوعى منه.
ومــن المــور الهمحــة الــت ينبغــي التنــبيه عليهــا ف ـ هــذا القــام أن يكــون
تبليـ ــغ السمـ ــنة مسمـ ــندا إل ـ ـ النـ ــب صـ ــلى ال ـ ـ عليـ ــه وسأـ ــلم معـ ــزوا إليـ ــه قـ ــدر
السأتطاعة لن هذا أبلغ ف التأثاي وأقوى ف الجة ،فهناك فــرق كــبي بيـ
أن تق ــول :ل تش ــرب بش ــمحالك ،أو أن تق ــول ل ــه :ه ــل ســعت بقــول النــب
صــلى الـ عليــه وسأــلم ، .....فقــط خـبا ل أمـرا ول زجـرا ،فالنــاس بــأمس
الاج ــة لن يسم ــمحعوا كلم ال ــ ،وأن يسم ــمحعوا كلم رسأ ــول الـ ـ ص ــلى الـ ـ
عليــه وسأــلم وليــس كلم فلن أو علن ،فــأنت بــذه الطريقــة تعلــه يسمــلم
ويذعن احتامـا للنـب صـلى الـ عليـه وسأـلم لنـك بـذه الطريقـة أرسأـلت لـه
رسأــالة خفيــة مفادهــا أن الــذي يريــد ذلــك منــك هـوال تعــال ورسأـوله صــلى
الـ ـ علي ــه وسأ ــلم ولي ــس أن ــت فيفه ــم قص ــدك ومـ ـرادك وأن ــا ليسمــت مسمــألة
شخمصية او انتقاص له.
فكلمحا وجد فـ المــة حفـظ السمــنة ووجـد إذاعتهــا ونشـرها بيـ النـاس
فـ كـل موقـف يتـاج إليهـا فيـه فـإن هـذا مـن أقـوى السأـباب ف الصـلح
والتغييـ ،فمحـا وجدت النقـائص وكـثر التفريـط والتقصـي إل لـا غـابت السمـنة
ع ــن واق ــعم الي ــاةا وإل ل ــو ملئ ــت مالسم ــنا وملتقياتن ــا ومسم ــاجدنا ومدارسأ ــنا
بنص ــوص القــرآن والسمــنة وبآليــة تامــة لكــان لواقعنــا شــأن آخــر غيـ ـ الــذي
نعيشه اليوم.
المفتاح الثالث :التركيز حين القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 53
-1تركيز القلب:
أي تركيــز التفكي ـ علــى الــدف الــذي تريــد وهــو فهــم نصــوص السمــنة
واسأتحضارها بعمحق ،بعن أن تكون واعيا لا تقرأ؟ فتتذكر أنك تقرأ كلما
مقدسأــا متمــا ملزمــا بفقهــه والعمحــل بــا فيــه فتكــون فـ كامــل وعيــك حيـ
القراءةا.
-2تركيز العي:
أي تثــبيت النظــر إلـ الكتــاب الــذي تقـرأ فيــه ،وإن كنــت تقـرأ حفظــا
فتكيز العي على نقطة معينة أو تغمحيض العيني ليكون أقوى ف التكيز.
-3تركيز اللسمان:
بعنـ ـ أن تن ــعم نفسم ــك ع ــن الكلم بغيـ ـ السم ــنة أثان ــاء القـ ـراءةا إلـ ـ أن
ينتهي الوقت الخمصص لا فل تسممحح لحد أن يقاطعك ول تيب سأائل
ول تتدخل فيمحا حولك.
-4تركيز الوجه:
54ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
أي تثبيته إل جهة مددةا وف هذا إعانة على التكيز على ما يقرأ.
-5تركيز اليدين:
أي كفهمح ــا ع ــن الرك ــة فل تسم ــمحح لنفسم ــك أن تتح ــرك ب ــأي حرك ــة
خارج ما أنت فيه من قراءةا السمــنة فل تيــب جـوال ول تفتـح درجــا أو بابــا
إل ما دعت الاجة إليه.
-6الوقوف:
من العلوم العلقة بي القوةا البدنية والقوةا الذهنية للنسمان يدل على
ذلــك ماجــاء عــن أب ـ ذر رضــي ال ـ عنــه أنــه كــان يسمــقى علــى حــوض لــه
فجاء قوم فقال :أيكم يورد على أبـ ذر ويتسمـب شـعرات مــن رأسأـه فقـال
رجل أنا فجاء الرجـل فـأورد عليـه الـوض فدقه وكـان أبـو ذر قائمحـا فجلـس
ث اضطجعم فقيل له يا أبا ذر ل جلسمت ث اضــطجعت؟ فقــال :إن رسأــول
ال صـلى الـ عليـه وسأـلم قـال لنـا :إذا غضـب أحـدكم وهـو قـائم فليجلـس
)(1
فان ذهب عنه الغضب وإل فليضطجعم.
فهــذه سأــتة أمــور تفيــد ف ـ تقيــق مسمــتوى أعلــى مــن الــتكيز وبالتــال
الفقــه والفهــم فتطبيقهــا مــعم بقيــة الفاتيــح الخــرى يسمــاعد جــدا علــى تــدبر
السمنة والغوص ف معانيها والوقوف على أسأرارها وخفاياها.
56ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
-4وعن أب هريرةا رضي ال عنه قال :جزأت الليل ثالثاة أجـزاء :ثالثــا
أصلي ،وثالثا أنام ،وثالثا أذكر فيه حديث رسأول ال صـلى الـ عليـه وسأـلم،
)(1
وروي مثله عن عمحرو بن دينار وسأفيان الثوري.
-5وقــال النــذر لبنــه النعمحــان :يــابن ،أحــب لــك النظــر فـ الدب
بالليل فإن القلب بالنهار طائر ،وبالليل سأــاكن ،فكلمحـا أوعيــت فيــه شــيئا
)(2
عقله.
-6وقال أحد بن الفرات :ل نزل نسممحعم شيوخنا يــذكرون أشــياء فـ
الفظ فأجعوا أنه ليس شـئ أبلـغ فيـه إل كـثرةا النظـر ،وحفـظ الليـل غـالب
على حفظ النهار ,وقـال :سعت إسـاعيل بـن أبـ اويـس يقـول :إذا همحـت
أن تفظ شيئا فنم وقم عند السمحر فأسأرج ،وانظر فيه فإنك ل تنسمــاه بعــد
)(3
إن شاء ال.
ولن آخر الليل يفتض فيه أن السمم يكون ف حالة النشاط وذروةا القوةا
وهذا يسماعد جدا على الصفاء والتكيز ومن ث سأرعة الفظ والفهم ،أما
إذا حولنا أول الليل إل لو ولعب وآخره إل إعياء وتعب فمحت سأنرب
أنفسمنا ونطور قدراتنا الذهنية ونزيد حصيلتنا العلمحية الت يتوقف عليها
ناحنا ف الدنيا والخرةا.
كمحا يإكن أن يكون التحزيب على أسأبوعي أو شهر ،لكن اعلم أنه
كلمحــا طــالت مــدةا الــدورةا كلمحــا ضــعف أثاــره ال ـتبوي واختــل الفــظ وأنــت
الكم.
والبدايــة تكــون بسمــبعة أحــاديث بيــث يكــون لكــل يــوم حــديث ابتــداء
مــن يــوم المحعــة ،ثـ تكــون الزيــادةا بالطريقــة نفسمــها الــت وصــفتها فـ الفــظ
التبوي للقرآن.
هــذا الفتــاح وظيفتــه تثــبيت حفــظ اللفــاظ والعــان ،وهــو يقــوم علــى
أسأس منها:
-4الزم والبادرةا.
وهذه العان أكد عليها علمحاء الديث قــديإا وطبقوهــا علــى أنفسمــهم
وطلبم وأقوالم ف هذا مشهورةا من ذلك:
-1عــن علــي بــن أب ـ طــالب رضــي ال ـ عنــه قــال :ت ـزاوروا وتدارسأ ـوا
)(1
الديث ول تتكوه يدرس.
-2وعـن أنــس بــن مالـك رضـي الـ عنـه قـال :كنـا نكـون عنـد النــب
صــلى الـ ـ عليــه فنسمــمحعم منــه الــديث فــإذا قمحنــا تــذاكرناه فيمحــا بيننــا حــت
)(2
نفظه.
-3وعن عطاء قال :كنا نكون عند جابر بن عبد ال فيحـدثانا فــإذا
)(3
خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه.
)(4
-4وعن ابن عباس قال :إذا سعتم من حديثا فتذاكروه بينكم.
-5وعن سأعيد بن جبي أن ابن عباس رضي ال عنه كان يقول لــه:
يا سأعيد اخرج بنا إل النخمل ويقول :ياسأعيد حدذث ،قلـت :أحـدث وأنـت
)(1
فتحت عليك.
س شاهد؟ قال إن أخطأتي
)(2
-6عن علقمحة قال :أطيلوا ذكر الديث ل يدرس.
-7عن سأفيان الثوري قال :اجعلوا الديث حديث أنفسمكم وفكــر
)(3
قلوبكم تفظوه.
-8وعــن ابــن خلد قــال :قيــل :الحتفــاظ بــا فـ صــدر الرجــل أولـ
م ــن درس دف ــته ،وح ــرف تفظ ــه بقلب ــك انف ــعم ل ــك م ــن أل ــف ح ــديث فـ ـ
)(4
دفاترك.
-9وقيل للصمحعي :كيف حفظت ونسمي أصحابك؟ قال :درسأت
)(5
وتركوا.
- 10وعن أب حازم قال :كان الناس فيمحا مضـى مـن الزمـان الول
إذا لقــي الرجــل مــن هــو أعلــم منــه قــال :اليــوم يــوم غنمحــي فيتعلــم منــه ،وإذا
لقي من هو مثله قـال :اليـوم يـوم مـذاكرت فيـذاكره ،وإذا لقـي مـن هـو دونـه
علمحــه ولـ يـمز ه عليــه ،قــال :حــت صــار هــذا الزمــان فصــار الرجــل يعيــب مــن ن
فوقه ابتغـاء أن ينقطـعم منـه حـت ل يــرى النـاس أن لـه إليــه حاجــة ،وإذا لقـي
)(1
من هو مثله ل يذاكره فهلك الناس عند ذلك.
-11وقــال جعفــر الصــادق :القلــوب تــرب والعلــم غراسأــها والــذاكرةا
)(2
ماؤها فإذا انقطعم عن التب ماؤها جف غرسأها.
-12وقال عبد الرحن بن مهدي :إنا مثــل صــاحب الـديث بنزلــة
)(3
السممحسمار إذا غاب عن السموق خسمة أيام تغي بصره.
-13وقال أبو هلل العسمكري :وإذا كان ما جعته مــن العلــم قليل
)(4
وكان حفظا كثرت النفعة به ،وإذا كان كثيا غي مفوظ قلت منفعته.
-14وقال الليل بن أحد :تعهد ماف صدرك أولـ بــك مــن تفــظ
)(5
ما ف كتبك.
-15وقال الطيب البغدادي :ول يأخذ الطالب نفسمه با ل يطيقه
)(6
بل يقتصر على اليسمي الذي يضبطه ويكم حفظه ويتقنه.
-16وقــال ابــن عليــة :وكنــت أســعم مــن أيــوب خسمــة ،ولــو ح ـدثان
بأكثر من ذلك ما أردت.
-18وقال شـعبة :كنـت آتـ قتــادةا فأسأـأله عــن حـديثي فيحـدثان ثـ
يقول أزيدك؟ فأقول ل حت أحفظهمحا وأتقنهمحا.
-19وقــال الزهــري :مــن طلــب العلــم جلــة فــاته جلــة ،وإنــا يــدرك
العلم حديث وحديثان.
-20وقال معمحر :من طلب الديث جلة ذهب عنه جلة وإنا كنا
نطلب حديثا وحديثي.
-21وق ــال الزه ــري :إن ه ــذا العل ــم إن أخ ــذته بالك ــابرةا ل ــه غلب ــك
ولكن خذه معم اليام والليال أخذا رفيقا تظفر به.
-22وق ــال الطي ــب البغ ــدادي :ينبغ ــي ل ــه أن يتثب ــت فـ ـ الخ ــذ ول
يكــثر بــل يأخــذ قليل حسمــب مــا يتمحلــه حفظــه ويقــرب مــن فهمحــه فــإن الـ
ز ز
كتعال يقول﴿ :يويقايل النذيين يكيفسروا ليمويل نـسذزيل يعليميزه المسقمرآسن سجمليةم يوازحيدمةا يكيذل ي
ت بزـزه فسـيؤايديك يويرتنـملنيـاهس تيـمرزتيمل﴾ ]) (32سأــورةا الفرقــان [ فقـد روي أن حـاد بـن أبـ ز
لنسثيبذ ي
سأـليمحان قـال لتلمحيـذ لـه :تعلـم كـل يـوم ثالث مسمـائل ول تـزد عليهـا شـيئا،
واعلـ ــم أن القلـ ــب جارحـ ــة مـ ــن الـ ـوارح تتمحـ ــل أشـ ــياء وتعجـ ــز عـ ــن أشـ ــياء
كالسمم الذي يتمحل بعض الناس أن يمحل مائت رطل ،ومنهـم مـن يعجز
ع ــن عشـ ـرين رطل ،وك ــذلك منه ــم م ــن يإش ــي فرسأ ــخما فـ ـ ي ــوم ل يعج ــزه،
المفتاح الرابع :أن تكون القراءة في ليل ــــــــــــــــــــــــــــــــ 63
ومنهم من يإشي بعض ميل فيضر ذلك به فكذلك القلب؛ من النــاس مــن
يفظ عشر ورقات فـ سأــاعة ،ومنهــم مـن ل يفــظ نصــف صــفحة فـ أيـام
فإذا ذهب الذي مقدار حفظه نصف صفحة يــروم أن يفــظ عشــر ورقــات
تشــبها بغيه لقــه اللــل وأدركــه الضــجر ونسمــي مــا حفــظ ولـ ينتفــعم باســعم،
فليقتصــر كــل امــرئ مــن نفسمــه علــى مقــدار يبمقــى فيــه مــا ل يسمــتفرغ كــل
نشــاطه فــإن ذلــك أعــون لــه علــى التعليــم مــن الــذهن اليــد والعلــم الــاذق،
ول ينبغي له أن يزج نفسمه فيمحــا يسمــتفرغ مهــوده ،وليعلــم أنــه إن فعــل ذلــك
فـ يــوم ضـزعمف مــا يتمحــل أضــر بــه فـ العاقبــة لنــه إذا تعلــم الكــثي فــإنه إذا
أول وثاقلــت عليــه إعــادته ،وكــان
عــاد مــن غــد وتعلــم نسمــي مــا كــان تعلمحــه م
بنزلة رجل حل ف يومه ما ل يطيقه فأثار ذلك ف جسممحه وكذلك إذا فعل
فـ ـ الي ــوم الث ــالث ويص ــيبه ال ــرض وه ــو ل يش ــعر ،وي ــدل عل ــى م ــاذكرته أن
الرجــل يأكــل الطعــام مــا يــرى أنــه يتمحلــه ف ـ يــومه مــا يزيــد فيــه علــى قــدر
ضعممفا ف معـدته فـإذا أكـل فـ اليـوم الثـان قدر مـا كـان عادته فيعقبه ذلك ي
ي ــأكله أعقب ــه لب ــاقي الطع ــام التق ــدم فـ ـ مع ــدته تمح ــة ،فينبغ ــي للمحتعل ــم أن
يشــفق علــى نفسمــه مــن تمحيلهــا فــوق طاقتهــا ويقتصــر مــن التعليــم علــى مــا
يبقى عليه حفظه ويثبت ف قلبه.
وقــد قــال النــب صــلى ال ـ عليــه وسأــلم لعبــد ال ـ بــن عمحــرو رضــي ال ـ
عنهمحا :أل أخب أنك تقوم من الليــل وتصــوم النهــار؟ إنــك إن فعلــت ذلــك
هجمحـت عينـك ونقهــت نفسمــك :لعينــك عليـك حـق ولنفسمـك عليــك حـق
فصم وأفطر وصل ون.
64ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
وينبغــي أن يعــل لنفسمــه مقــدارا كلمحــا بلغــه وقــف وقفتــه أيامــا ل يزيــد
تعلمحــا فــإن ذلــك بنزلــة البنيــان؛ أل تــرى أن مــن أراد أن يسمــتجيد البنــاء بنـ
أذرعــا يسم ـيةا ث ـ تــرك حــت يسمــتقر ث ـ يبنـ فــوقه ولــو بن ـ البنــاء كلــه فـ يــوم
واح ــد لـ ـ يك ــن بال ــذي يسم ــتجاد ورب ــا ان ــدم بسم ــرعة وإن بق ــي ك ــان غيـ ـ
) (
مكم 1فكذلك التعلم يبنغي أن يعل لنفسمه حدا كلمحا انتهى إليه وقف
)(2
عنده حت يسمتقر ما ف قلبه ويريح بتلك الوقفة نفسمه"اهـ
إن التكـ ـرار السأـ ــبوعي النظـ ــم مـ ــن أنفـ ــعم الفاتيـ ــح فـ ـ البنـ ــاء العلمحـ ــي
وتثبيت حفظ السمنة لفظا ومعن ،فالحاديث الت تطبق عليها هذا الفتــاح
تــد أنــا دخلــت ف ـ أعمحــاق حياتــك وملت عليــك تفكيك بــأمور إيابيــة
بعد أن كان مرتعا للفكار السميئة ولوسأاوس شياطي النس والن.
إن هــذا أيسمــر علج لعظــم الم ـراض النفسمــية لــن قــدر عليــه وأحــس
بــأهيته ،بــل هــو وقايــة منهــا قبــل وقوعهــا فحينمحــا يــرص عليهــا النسمــان فـ
حــال الرخــاء أوالصــحة والنشــاط ينتفــعم بــا حــال الشــدةا أوالــرض والفتــور،
هذه القاعدةا من أنفعم القواعد ف حفظ العلم حفظا متقنا نافعا ،ومن التجارب العاصرةا ف تطبيق هذه
()1
القاعدةا ما حدثان به الزميل الدكتور إبراهيم الدوسأري حيث ذكر أنه لا حفظ ثالثي القرآن توقف سأنة كاملة
عن الفظ لياجعم ما حفظ ويثبته فلمحا اسأتقام له ذلك واصل الشوار إل أن أت حفظ القرآن كامل فانتفعم به
ونفعم ،فالسأتعجال وعدم مراعاةا الفروق الفردية من أكب السأباب ف تسماقط طلب العلم واليأس من الفظ
وحينمحا نرب عليها أطفالنا منذ الصغر فإن ألفاظ السمـنة ومعانيهـا ترسأـخ ف
قلوبم تنمحو معم نو أجسمامهم وتقوى معم قوةا عظامهم.
إن تطـ ــور تقنيـ ــات العلم والعلومـ ــات فـ ـ عصـ ـرنا الاضـ ــر بـ ــدل أن
يكــون نعمحــة نسمــتغلها ف ـ الي ـ صــارت وبــال علــى الكــثي مــن أف ـراد المــة
السأــلمية حيــث اتمحــت بكــم هائــل مــن العلومــات تنــزل بسمــاحتها صــباح
مسمــاء فانشــغلت بــه عــن العلــم الــذي فيــه بناؤهــا وقوتــا وتاسأــكها مــا أدى
إل ترهلها وإصابتها بأمراض معنوية كثيةا تاما كمحا حصل لا فـ أسأــلوب
تغذيتها حيث صارت الصانعم تـزج بـآلف الطعمحـة الـت طليـت بكـثي مـن
السمنات والشــهيات فنتـجح عنـه إصــابتها بـأمراض فـ بـدنا لـ تكــن معروفــة
من قبل.
66ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
)(1
المفتاح السادس :الحفظ
المسألة الوألى :حفظ السنة أمنية كل مسلم:
حفــظ السمــنة مطلــب وأمنيــة لكــل مسمــلم ل لــذات الفــظ ول ليقــال:
ح ــافظ وإن ــا لج ــل النج ــاةا والنج ــاح فـ ـ الي ــاةا ،لج ــل أن تك ــون السم ــنة
حاضـ ـرةا ف ـ القلــب تسمــعفك بــالواب فـ ـ كــل خطـ ـوةا تطوهــا فـ ـ حياتــك
كلمحــا أصــبحت أو أمسمــيت بيــث يكــون العلــم بالسمــنة حاضـرا علــى مــدار
السماعة ف قلبــك يسمــعفك باتـاذ القـرار الصـحيح ،ويإـدك بــالواب فـ كـل
نازلة ،فمحت كان أفراد المـة بثـل هـذا الضـور وتلـك القـوةا العلمحيـة فلتبشـر
بالنصــر والتمحكيـ ورفــعم الــذل والصــغار عنهــا ،أمــا إن كــان ل هــم لفرادهــا
إل قراءةا اللت والرائد ومتابعة القنوات والبامجح ومـالس التفيـة والتسمـلية
فأن لمة هذا حالا أن تقق نصرا أو ترفعم ذل وصغارا.
لقد كان السملف يافظون على حزبم من السمنة كمحا يافظون على
حزبــم مــن القــرآن ،وكــان الــدف مــن ذلــك حيــاةا القلــب وصــحة النفــس
والنجاح ف الياةا.
تنبيه :كان الفظ التبوي أحد مسمائل هذا الفتاح لكن رأيت أن أفرده برسأالة مسمتقلة؛ لن تفصيل
()1
الكلم فيه خروج عن مضمحون هذا الفتاح ولن الفظ التبوي ليس خاصا بالقرآن والسمنة بل هو أداةا يإكن
تطبيقها على مالت تربوية متعددةا من ذلك تعلم اللغات ،وحفظ التون العلمحية من منظوم ومنثور ،وكذلك ف
الدارةا والقتصاد .علمحا بأن خلصة الانب العمحلي منه هو الذكور ف مفاتح تدبر القرآن ،ومضمحون بقية
فيه إل ما تيسمر له وهـو ينـوي السمـي حـت النهايـة فـإن أمكنـه ذلـك فالمحد
لـ علــى منتــه وفضــله ،وإل فهــو مــأجور علــى نيتــه الصــادقة ولــه مــن الجــر
والثواب مثل أجر من وصل الغاية وبلـغ النهايـة حـت وإن كـانت هـذه النيـة
لـ ـ تــأت إل فـ ـ سأــنوات العمحــر الخيةا ففضــل الـ ـ عزوجــل عظيــم ورحتــه
واسأعة.
المفتاح الثامن :الربط ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 69
كــرر قــر اءةا الــديث ومتــعم جيــعم حواسأــك بقراءتــه ،قلذبــه علــى جيــعم
الوجوه لتكتشف ما فيه من جواهر ونفائس.
وإن م ـ ــا يسم ـ ــاعدك عل ـ ــى تط ـ ــبيق ه ـ ــذا الفت ـ ــاح فهمح ـ ــك واسأـ ــتيعابك
للمحفاتيــح الخــرى وخاصــة الفتــاح الــامس الــذي يضــبط السمــي فـ ـ قـ ـراءةا
السمنة وحفظها ،أما حي يضـيعم منـك هـذا الفتـاح فسمـتكون قراءتـك للسمـنة
تر بشئ من العجلة والرغبة ف النتهـاء مـا ل تــس معــه بالتعــة والرغبـة فـ
تكرار الديث.
70ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
وهنا سأؤال :هل نن نعي ونفقه ألفاظ السمنة كمحا وعاهـا النــب صـلى
ال عليه وسألم أو وعاها الصحابة رضي ال عنهم؟ لو كنا كذلك فكيف
تكون حالنا؟
م ــوقعه م ــن السم ــنة وأن يك ــون الرب ــط بيـ ـ الص ــطلحات السم ــتجدةا وألف ــاظ
السمنة ربطا صحيحا دقيقا ل يرف القائق ول يبدل العان.
72ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
يقــول لصــحابه :إذا درسأــتم فــارفعوا أص ـواتكم فــإنه أثابــت للحفــظ وأذهــب
)(1
للنوم.
وعــن الزبيـ ـ بــن بكــار قــال :دخــل علــي أبـ ـ وأنــا أروي فـ ـ دفــت ول
أجهر ،أروي فيمحا بين وبي نفسمي ،فقال ل :إنا لك من روايتــك هــذه مــا
أدى بصرك إل قلبك فـإذا أردت الروايـة فـانظر إليهـا واجهـر با فـإنه يكـون
لك ما أدى بصرك إل قلبك وما أدى سعك إل قلبك( ).
2
الخاتمة
أخــي القــارئ هــا قــد انتهيــت مــن قـراءةا هــذه الرسأــالة ،فمحــاذا فهمحــت؟
وماذا تنوي أن تفعل؟
هل سأتضعم الكتاب ف مكانه من مكتبك ث تنسمى مـا فيـه مـن العلـم
إل البد؟ إن كان هذا قرارك فأعد النظر فيه.
لسمت بـذا الكلم أدعـو إلـ تكـرار قـراءةا كتـاب أو كلمـي ،بـل أدعـو
إل تكرار قراءةا ما تضمحنه مـن نصــوص القـرآن الكريـ والسمـنة النبويـة وأقـوال
السملف ف هذه القضية الكبى ف حياتنا.
إن كــان هــذا ق ـرارك فــأنت تكــرر معانــاةا الكــثيين الــذين يقولــون :نق ـرأ
ول نتغي ول نتقى !
إن القراءةا الردةا العابرةا ل تقق تغييا ول تأثايا.
إن أردت الطري ــق للتغييـ ـ والتط ــوير فأسأ ــأل نفسم ــك :ك ــم سأ ــيبقى م ــا
تعلمحته من هذا الكتاب حاضرا ف قلبك يوم؟ شهر؟ سأنة؟
إنه بقدر حضور هذا العلم ف قلبك بقدر ما تصل مــن تقــدم ورقــي
وأنت الكم.
نسم ــأل الـ ـ بن ــه وفض ــله أن يه ــدينا للصـ ـراط السم ــتقيم ،ويع ــل مآلن ــا
جنات النعيم ،إنه قريب ميب ،وصلى ال وسألم علــى نبينــا ممحــد وعلــى
آله وصحبه.
76ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة