Professional Documents
Culture Documents
الأسطورة تأويل فلسفي
الأسطورة تأويل فلسفي
1
الذي ُّتعتمدأه ُّدأال ُّعلى ُّعقلية ُّبدأائية ُّمتمنعة ُّعن
منط ة
ق ُّالشعوب ُّالممتتح ض
ضرةُّ ً.سمينظر ُّإلى ُّالسطورة
هنا ُّباعتبارها ُّشكل ُّخطاب ُّميتنممي ُّادأعاء ُّالمعنى
والحقيقةةُّ ً.وللما ُّكانت ُّالفلسفة ُّهي ُّالميدأان ُّالخر
الذي ُّيطرح ُّفيه ُّسؤال ُّالمعنى ُّوالحقيقة ُّبشكل ُّجذري
كان ُّالسؤال ُّعن ُّادأعاء ُّالسطورة ُّهذا ُّفي ُّعلقته
بالخطاب ُّالفلسفي؟
2
وبفن ُّالتراجيدأيا؛ ُّغير ُّأن ُّعدأاء ُّالفلسفةة ُّللسطورة
عدأاء ُّمبدأئيُّ :إذ ُّالبحث ُّعن ُّالساسُّ ،وعن ُّحكمة
الوجودأُّ ،يقصي ُّحكاية ُّالخبارُّ ً.ينبغي ُّإذن ُّأخذ
الساطير ُّباعتبارها ُّمجازاُّ ،أي ُّأخذها ُّباعتبارها ُّلغة
غير ُّمباشرة ُّتختفي ُّدأاخلهَا ُّحقائق ُّفيزيائية ُّوأخلقية
أصيلة؛ ُّوالمساك ُّبهَذه ُّالحقائق ُّمن ُّتحت ُّالكساء
السطوري ُّيجعل ُّهذا ُّالكساءُّ ،وقدأ ُّانخرمُّ ،غير ُّذي
جدأوى؛ ُّهكذا ُّصنع ُّالسفسطائيون ُّردأا ُّعلى ُّحماس
أفلطون ُّالشابُّ ً.
3
التاسع ُّعشر ُّالوضعية ُّتندأرج ُّضمن ُّنفس ُّالتوجه،
باعتبار ُّأن ُّالعلم ُّالحدأيث ُّوريث ُّاللوغوس ُّاليونانيً.
فالساطير ُّالتي ُّاكتشفهَا ُّعلم ُّالدأيان ُّالمقارن،
وخصوصا ُّفي ُّالمجالين ُّالكبيرينُّ :المجال ُّالسامي
من ُّناحية ُّوالمجال ُّالري ُّواليراني ُّمن ُّناحية ُّأخرى،
والساطير ُّالحية ُّالتي ُّاكتشفتهَا ُّالثنولوجيا
كالساطير ُّالسترالية ُّوالبولونيزية ُّوالهَندأيةُّ ،تندأرج
كلهَا ُّتحت ُّالميتوس ُّالغريقيُّ ،مثلما ُّأن ُّالعقل
الحدأيث ُّيندأرج ُّتحت ُّاللوغوس ُّالغريقيُّ ً.لقدأ ُّاستعادأ
العقل ُّالعلمي ُّفي ُّمواجهَة ُّالساطير ُّغير ُّالكلسيكية
حكم ُّالفلسفة ُّالقدأيم ُّحول ُّهوميروس ُّوهزيودأً.
4
إلن ُّالمفارقة ُّفي ُّهذه ُّالمواجهَة ُّأنهَا ُّلم ُّتستطع
أبدأا ُّالقضاء ُّعلى ُّالخصم؛ ُّفأفلطون ُّنفسه ُّيكتب
1
الساطير؛ ُّوفلسفته ُّتصدأر ُّعن ُّالسطورة ُّالورفية
وبطريقة ُّماُّ ،تعودأ ُّإليهَا؛ ُّشيء ُّما ُّيقول ُّلنا ُّإن
يةُّ ،وانهَا ُّليست
السطورة ُّل ُّتستنزفهَا ُّوظيفتهَا ُّالتفسير إ
يقة ُّقبل-علمية ُّللبحث ُّفي ُّالسبابُّ ،وان
إ فحسب ُّطر
الوظيفة ُّالتمثيلية ُّنفسهَا ُّلهَا ُّقيمة ُّأولية ُّاستكشافية
بخصوص ُّبعض ُّأبعادأ ُّالحقيقة ُّالتي ُّل ُّتتماثل
والحقيقة ُّالعلمية؛ ُّفمن ُّالواضح ُّأن ُّالسطورة ُّتعبر
عن ُّقوة ُّخيال ُّوعرض ُّلم ُّنقل ُّعنهَما ُّشيئا ُّبعدأ ُّلشدأة
ما ُّاقتصرنا ُّعلى ُّاعتبار ُّهذه ُّالقوة ُّ"سيدأة ُّالخطإ
والبهَتان"ُّ ً.لقدأ ُّتعامل ُّالفلسفة ُّالعظماءُّ ،سواء ُّكانط
أو ُّشيلينغ ُّأو ُّهيجل ُّأو ُّبرجسون ُّأو ُّهايدأغرُّ ،مع ُّقوة
الخيال ُّهذهُّ ً.ومهَما ُّكانت ُّالجابة ُّالتي ُّيقدأمونهَا ُّعن
5
التساؤل ُّحول ُّكون ُّنوع ُّالخيال ُّالنطولوجي ُّالذي
تتضمنه ُّالسطورة ُّهو ُّفي ُّالنهَاية ُّأقلل ُّدأرجة ُّمن
الحقيقة ُّالقائمة ُّعلى ُّالنظام ُّالمفاهيميُّ ،فإن ُّتفكيرهم
المشترك ُّيهَدأف ُّنحو ُّغرابة ُّمتعالية ُّليست ُّالسطورة
ل ُّانبثاقا ُّعنهَاً.
إل
2لم نجد ترجمة لعبارة شيلينغ هذه ولذلك سعينا إلى ترجمتها
بعبارة "ّعينيي"ّ .وقد ذكر شيلينغ هذه العبارة ،على ما وجدناه في
الموسوعة الفلسفيية العالميية ،في مدخل إلى فلسفة الميثولوجيا في
مقابل التصيور المجازي ،وذلك لضبط مفهوم تتحيدد فيه الظواهر
الساسيية للعنصر السطوري ،بذاتها ،وليس بريدها ،على طريقة
المجاز ،إلى ما هو أشمل منها .ويميثل التأويل العينيي بديل عن
6
السطورة ُّتقول ُّالشيء ُّعينه ُّوليس ُّشيئا ُّآخرً.
وهكذاُّ ،وضمن ُّالنقاش ُّحول ُّالسطورةُّ ،يبقى ُّالسؤال
نفسه ُّحول ُّالحقيقة ُّمعلقاُّ ً.
.1لغة السطورةة
التأويل المجازي للعالم السطوري ،وهو ما يعني أنه تأويل ينظر
إلى الصور السطوريية باعتبارها إنتاجا ذاتيا للعقل والتي يجب
ص يعطيها معنى وشكل .وما أن تتفههم بذاتها انطلقا من مبدإ خا ي
دفعنا إلى اختيار كلمة "ّعينيي"ّ لترجمة عبارة شيلينغ إرجاع هذه
العبارة المر إلى "ّالذات"ّ في كليتها ،من ناحية )وهو ما يفهم من
السابقة (tautéوفي خصوصييتها ،من ناحية أخرى )وهو ما يفهم
من تقابلها مع طريقة الفهم المجازي( ،فعين الشيء ذاته بقطع
النظر عن علقاته وامتداداته) .م(.
JACOB, André, Encyclopédie Philosophique
Universelle, II, Les Notions Philosophiques,
P.U.F., p 2545.
7
إذا ُّكانت ُّالسطورتة ُّقبل ُّكل ُّشيء ُّشكل ُّمن
الخطاةبُّ ،فالواجب ُّبادأئ ُّذي ُّبدأء ُّأن ُّتدأرج ُّفي ُّإطار
العلوم ُّالسيميولوجيةُّ ً.هذه ُّالعلومُّ ،والتي ُّتمثل
اللسنية ُّفيهَا ُّرأس ُّالحربةُّ ،توفر ُّفعل ُّلكل ُّعلوم
النساةن ُّنماذج ُّذات ُّ ُّكفاءة ُّعاليةُّ ً.غير ُّأنه ُّيوجدأ
طريقتان ُّلوضع ُّالسطورة ُّفي ُّالخط ُّالمتواصل
لللسنيةُّ ،والطريقتان ُّتعيدأانُّ ،بوجه ُّماُّ ،وضمن
المستوى ُّالسيميولوجيُّ ،التناقض ُّالذي ُّقلنا ُّمنذ ُّحين
إنه ُّيهَيمن ُّعلى ُّمجموع ُّالعلقات ُّبين ُّاللوغوس
والميتوسُّ :هكذا ُّسنطبق ُّعلى ُّالسطورةُّ ،تباعا،
النموذج ُّالبنيويُّ ،النابع ُّمن ُّالصوتمية ُّوالعلئمية
البنيوية ُّوالذي ُّسيؤدأي ُّإلى ُّالتشدأيدأ ُّعلى ُّنسيج
السطورة ُّالتركيبيُّ ،ثم ُّأنموذج ُّسيرورة ُّالمجاز،
والذي ُّيقودأ ُّإلى ُّإبراز ُّاللعبة ُّالدأاخلية ُّللمحتويات
السيميائية ُّذاتهَاُّ ً.سنحاول ُّجاهدأين ُّبيان ُّأن ُّهذين
8
النموذجينُّ ،ل ُّيقصي ُّأحدأهما ُّالخرُّ ،بل
يتكاملن؛ ُّوسنبين ُّطرق ُّالمرور ُّمن ُّأحدأهما ُّإلى
الخرُّ ً.
* النموذج بنائي
9
والشكلنيون ُّالروسُّ ،فإن ُّاللسنية ُّل ُّيجب ُّأن ُّتأخذ
بعين ُّالعتبار ُّأحدأاث ُّاللغة ُّبل ُّقواعدأها؛ ُّومع ُّذلك،
وضمن ُّهذا ُّالتقابل ُّبين ُّاللسان ُّوالكلمُّ ،ل ُّتنتبه
ل ُّإلى ُّحالت ُّالنظام ُّفي ُّفترة
النظريمة ُّالبنيوية ُّإ ل
ل ُّإلى ُّتكوين ُّهذا
معينةُّ ،بعبارة ُّأخرى ُّل ُّتنتبه ُّإ ل
النظام ُّالني ُّل ُّإلى ُّتغيراته ُّوتاريخه ُّوزمانيته ُّ)وهذه
الفضيلة ُّالممنوحة ُّإلى ُّالنظام ُّعلى ُّحساب ُّالتاريخ
ذات ُّأهمية ُّعظمى ُّبالنسبة ُّإلى ُّما ُّسيلي ُّمن ُّنقاش(؛
والتحليل ُّالبنيويُّ ،من ُّجهَة ُّثالثةُّ ،ل ُّينتبه ُّفي ُّنظام
ل ُّإلى ُّعلقات ُّالتقابل ُّوالتوليف ُّبين
اللسان ُّإ ل
ل ُّإلى ُّ"الشكل" ُّسواء ُّكان
العناصرُّ ،أي ُّل ُّينتبه ُّإ ل
دألليا ُّأو ُّصوتميا ُّل ُّإلى ُّ"الجوهر")ُّ ،ولهَذا ُّالتوجه
الشكلني ُّللتفسير ُّثقل ُّكبير ُّفي ُّمسألة ُّالسطورة(؛
وأخيرا ُّمن ُّجهَة ُّرابعةُّ ،يجب ُّأن ُّيؤخذ ُّالنظام ُّباعتباره
10
مجموعة ُّمغلقة ُّعلى ُّذاتهَاُّ ،بغض ُّالنظر ُّعن
المرجع ُّالواقعيُّ ،وعن ُّنفسية ُّالمتكلمين ُّواجتماعيتهَمً.
11
هذا ُّالختيار ُّالول ُّيرتكز ُّعلى ُّفرضية ُّأن
الللغةُّ ،في ُّكل ُّمستوياتهَاُّ ،متجانسة؛ ُّبعبارة ُّأخرى،
إن ُّنفس ُّقوانين ُّالتقابل ُّوالتوليف ُّتحكم ُّالوحدأات
الصغر ُّمن ُّالجملة ُّ)الصواتم ُّ،phonèmes
والصياغم ُُّّ ،morphèmesوالمعانم
ُّ (sémantèmesوالوحدأات ُّالكبر ُّمن ُّالجملة
والتي ُّسنسميهَا ُّفي ُّالطار ُّالخاص ُّبالسطورة،
المياثم ُّ)ُّ mythèmesوذلك ُّلتأكيدأ ُّتجانس ُّكل
الوحدأات ُّالمكونة ُّللغة(ً.
12
الوركستراليُّ ،لجدأول ُّالمياثم ُّالمزدأوج ُّالمدأخلُّ :فقراءة
الخانات ُّالعمودأية ُّتظهَر ُّ"مجموعات ُّالعلقات" ُّالتي
تضعهَا ُّالقراءة ُّالفقية ُّدأاخل ُّتنوع ُّالعلقات ُّالتوليفيةً.
13
إذا ُّاعتبرنا ُّالن ُّالتوليف ُّالذي ُّيخرج ُّمن
صلت ُّالتقابل ُّبين ُّمجموعات ُّالعلقاتُّ ،ظهَر ُّبألن
الخانة ُّالعمودأية ُّالرابعة ُّتمثل ُّبالنسبة ُّإلى ُّالثالثة ُّما
تمثله ُّالثانية ُّبالنسبة ُّإلى ُّالولىُّ ً.يعلن ُّهذا ُّالتوازمن
في ُّالنةتسةب ُّالقانوتن ُّالبنيوي ُّللسطورة ُّالمعنية؛ ُّوهكذا
ت ُّالفرضية ُّالثالثة ُّللتحليل ُّالبنيويُّ :إذ ُّأبعدأ
ضتي ضأمر ة
ض
"الجوهر" ُّلصالح ُّ"الشكل"؛ ُّتبدأو ُّالسطورةُّ ،حقةاُّ ،أدأاة
منطقلية ُّتقيم ُّوساطات ُّواتصالت ُّبين ُّتعابير
متناقضة؛ ُّوهذه ُّالوساطات ُّذاتهَا ُّتمثل ُّانقلبات
واستبدأالتُّ ،تدأخل ُّضمن ُّمجموعات ُّاللتحويةل؛
ويمكن ُّالقول ُّإن ُّالسطورةُّ ،في ُّوظيفتهَا ُّ ُّالمنطقلية ُّ)
ويمكن ُّمنذ ُّالن ُّالحدأيث ُّعن ُّ"فكر ُّأسطوري"( ُّ"يبدأأ
من ُّالوعي ُّببعض ُّالتقابلت ُّوينحو ُّنحو ُّوساطتهَا
المتنامية" ُّ)الناسة ُّالبنيوية(ُّ ً.
14
هذا ُّالبناء ُّالمنطقي ُّيتهَضيأ ُّلمعالجة ُّرياضية
بنفس ُّالقدأر ُّالذي ُّتخضع ُّفيه ُّمجموعة ُّالتحول
المعنية ُّلقانون ُّالمجموعةُّ ً.يجب ُّأن ُّنخلص ُّإذن ُّإلى
"أن ُّموضوع ُّالسطورة ُّهو ُّتوفير ُّأنموذج ُّمنطقي
لحل ُّتناقض" ُّ)المرجع ُّنفسه(؛ ُّوهذا ُّالمنطق ُّل
يختلف ُّفي ُّالنهَاية ُّعن ُّمنطقناُّ ،إنه ُّيطبق ُّعلى
أشياء ُّأخرى ُّل ُّغيرُّ ً.ولقدأ ُّأرضيت ُّالفرضية ُّالرابعة
في ُّنفس ُّاللحظة ُّالتي ُّأرضيت ُّفيهَا ُّالفرضية ُّالثالثة؛
فنظام ُّالدألة ُّنظام ُّمغلقُّ ،كل ُّالعلقات ُّفيه ُّعلقات
تبعية ُّدأاخلية؛ ُّوالشارة ُّإلى ُّمرجعُّ ،أو ُّةإلى ُّمتكلةمُّ ،ل
يؤثر ُّفي ُّفهَمهُّ ً.ونحن ُّأمام ُّالمثال ُّالجليدأ ُّعلى ُّذلك
هناُّ :إن ُّالتحليل ُّالبنيوي ُّللسطورة م
ة ُّيضخرجنا ُّتماما ُّمن
النقاش ُّالكلسيكي ُّالخاص ُّبدأرجة ُّحقيقة ُّالسطورة
باعتبارها ُّتفسيرا ُّللواقعُّ ً.وهذا ُّل ُّيعني ُّأن ُّعالم
الناسة ُّمنغلق ُّفي ُّبنية ُّهي ُّبنية ُّالسطورة؛ ُّولكنه
15
يعني ُّفقط ُّأن ُّما ُّنسميه ُّ"واقعا" ُّل ُّيظهَر ُّباعتباره
مرجعا ُّللسطورةُّ ،أي ُّباعتباره ُّذاك ُّالذي ُّقالت ُّحوله
السطورة ُّشيئا؛ ُّوالواقعُّ ،وبدأرجة ُّأولىُّ ،الواقع
الجتماعي ُّمكضون ُّهو ُّنفسه ُّمن ُّسلسلة ُّمن ُّالبنى
الخرىُّ :مثال ُّذلكُّ ،بنى ُّالقرابةُّ ،بنى ُّالجماعات
والطبقات ُّالجتماعيةُّ ،تصنيف ُّاللنباتات ُّوالحيوانات
والشياءُّ ،والحدأاثُّ ،والوظائفُّ ً.ويمكن ُّأن ُّتظهَر،
من ُّبنية ُّإلى ُّأخرىُّ ،علقات ُّتماثل ُّ-بمعنى ُّترتيب
متطابق ُّللعناصرُّ ً.-ويمكن ُّلنظام ُّهذه ُّالبنى ُّالكامل
أن ُّيكمونُّ ،في ُّالنهَايةُّ ،الظاهرة ُّالجتماعية ُّالكليةً.
وليس ُّمستحيلُّ ،في ُّمرحلة ُّمتقدأمة ُّمن ُّتطور ُّالعلم،
أن ُّنتصور ُّأن ُّتماثلت ُّأخرى ُّقدأ ُّتظهَر ُّبين ُّالنظمة
التي ُّبينتهَا ُّالعلوم ُّالسيميولوجية ُّوالنظمة ُّالتي
ستكشف ُّعنهَا ُّالفيزيلوجيا ُّاللحائية ُّوعلم ُّالوراثةً.
وسيكون ُّهذا ُّأبعدأ ُّآفاق ُّالتفسير ُّالبنيوي ُّللساطيرً.
16
هكذا ُّإذن ُّتجدأ ُّبعض ُّالخطوط ُّالهَامة ُّللـ"ميثو-
منطق" ُّتدأعيما ُّعلى ُّأساس ُّتفسير ُّبنيوي ُّمعممُّ :أول
انتساب ُّالسطورةُّ ،باعتبارها ُّسردأاُّ ،إلى ُّمجموعة
البنى ُّالسيميولوجيةُّ ،ثانياُّ ،الخاصية ُّالشكلية ُّلنظام
التقابلت ُّوالتوليفات ُّالذي ُّيهَيمن ُّعلى ُّمجموع
المجال ُّالسيميولوجيُّ ،أخيراُّ ،ولعل ُّهذا ُّهو ُّالهم،
وظيفة ُّالنتظاماتُّ ،وهي ُّوظيفة ُّلشعورية ُّقطعا،
التي ُّتضمن ُّخاصية ُّالنظام ُّالمنطقيةُّ ً.واذا ُّأصررنا
إ
على ُّهذه ُّاللنقطة ُّالخيرةُّ ،فل ُّبدأ ُّأن ُّنقول ُّإن
السطورة ُّليست ُّمقول ُّقول ُّالناسُّ ،بل ُّهم ُّبالحرى،
بما ُّهم ُّمتكلمونُّ ،يسكنون ُّفيهَا ُّوليس ُّلهَم ُّعليهَا ُّمن
ل ُّما ُّبدأا ُّمن ُّسلطان ُّكل ُّمتكلم ُّعلى ُّآثار
سلطان ُّإ ل
المعنى ُّفي ُّالنظمة ُّالسيميولوجيةُّ ً.
17
استنزاف ُّذكاء ُّالساطير؛ ُّلقدأ ُّأبعدأنا ُّمن ُّحقل
اعتبارنا ُّادأعاء ُّالسطورة ُّقول ُّشيء ُّماُّ ،وهو ُّشيء
قابلُّ ،باعتباره ُّرؤية ُّللعالمُّ ،أن ُّيكون ُّصحيحا ُّأو
خاطئاُّ ً.فما ُّتقوله ُّالسطورة ُّحول ُّالكون ُّوأصل
النسان ُّوأصل ُّاللهَةُّ ،ل ُّيعنينا ُّفي ُّشيء؛ ُّإن
السطورة ُّليست ُّللفهَم ُّبل ُّلفك ُّرموزها ُّ)نفهَم ُّمن ُّهذا
العملية ُّالتي ُّتعاكس ُّتلك ُّالتي ُّنقوم ُّبهَا ُّعندأما ُّنؤول
رسالة ُّما ُّانطلقا ُّمن ُّشفرة ُّمعلومة؛ ُّإننا ُّهنا ُّنستخرج
الشفرة ُّالمجهَولة ُّمن ُّالرسالة ُّالمعلومة(ً.
18
أن ُّتضبتنى ُّاللغة ُّعلى ُّنظامين ُّمن ُّالوحدأات ُّل ُّعلى
م
نظام ُّواحدأُّ ً.وهذه ُّالوحدأات ُّهيُّ ،من ُّناحيةُّ ،وحدأات
اللسانُّ ،بمعنى ُّالصواتم ُُّّ ُّ phonèmesوالصياغم
ُّ )ُّ morphèmesأو ُّالمعانم ُّ(sémantèmes
وهيُّ ،من ُّناحية ُّأخرىُّ ،وحدأات ُّالخطاب ُّالتي ُّهي
الجمل؛ ُّوهذا ُّالصنف ُّالثاني ُّمن ُّالوحدأات ُّل ُّيمكن
ردأه ُّإلى ُّالصنف ُّاللولُّ ً.حقاُّ ،إن ُّوحدأات ُّاللسان
تنتمي ُّإلى ُّأنظمة ُّالمكان ُّالخالصُّ ،في ُّحين ُّأن
الوحدأات ُّالثانية ُّهي ُّقاعدأة ُّالحدأاث ُّالواقعية ُّالتي
هي ُّملفوظات ُّالخطاب؛ ُّوتكلون ُّهذه ُّالملفوظات ُّ-
وبالعبارة ُّالنحوية ُّالجملُّ -النتاج ُّالحقيقي ُّللغة
باعتبارها ُّالستعمال ُّاللمتناهي ُّبوسائل ُّمتناهية؛
فبقدأر ُّما ُّكان ُّالنظام ُّإمكانا ُّبقدأر ُّما ُّكان ُّفعل
الخطاب ُّزمنيا ُّوراهناُّ ً.
19
تحقق ُّاللغة ُّبهَذه ُّالوحدأات ُّالتي ُّمن ُّالدأرجة
الثانية ُّتنويعا ُّفي ُّالعملياتُّ ،وهي ُّعمليات ُّتكسر
التجانس ُّالذي ُّيفترضه ُّكل ُّتحليل ُّبنيوي ُّبين ُّتتابع
الملفوظ ُّذي ُّالحجم ُّالكبير ُّوهو ُّالجملة ُّوبين ُّالوحدأات
القل ُّحجما؛ ُّفالجملة ُّترتكز ُّعلى ُّعمليات ُّمنيعة
مثل ُّالمرجع ُّالمعرف ُّللشياء ُّالمفردأةُّ ،والعلقة
20
إن ُّإبعادأ ُّهذه ُّالخصائص ُّللغة ُّمن ُّالنموذج
البنيوي ُّله ُّآثار ُّهامة ُّعلى ُّتأويل ُّالساطير؛ ُّذلك ُّأن
المسار ُّالمجازي ُّ)انظر ُّأسفله(ُّ ،باعتباره ُّتحويل
للمعنى ُّالذي ُّيمثل ُّجذر ُّكل ُّلغة ُّغير ُّمباشرةُّ ،ينتمي
إلى ُّنفس ُّمجموعة ُّالخصائص ُّالتي ُّينتمي ُّإليهَا
البدأاعُّ ،والمرجعُّ ،والسنادأ ُّوالرجاع ُّإلى ُّذات ُّفي
الخطاب ُّمن ُّخلل ُّتعيينهَاُّ ً.إن ُّتحويل ُّالدأللةُّ ،وهي
لب ُّالمجازُّ ،ليست ُّسمة ُّمن ُّسمات ُّالبنية ُّاللغوية،
ولكنهَا ُّسمة ُّمن ُّسمات ُّعملية ُّالخطابُّ ً.
21
ن ُّالميثمُّ ً.ثم ُّيجب ُّعلينا ُّبعدأ ُّذلك ُّأن ُّنفهَم
التي ُّتتكمو م
م
حمدأ ُّفي ُّكل ُّخانة ُّالميثم ُّفيجعله ُّحزمة ُّعلقات:
ما ُّيتو م
م
علقات ُّأسرية ُّتدأعو ُّإلى ُّالجلل ُّوأخرى ُّتدأعو ُّإلى
الذللُّ ،أصالة ُّالنسان ُّوعدأم ُّأصالته ُّالنسان؛
صعوبة ُّ" ُّالتي ُّمن ُّالمفترض ُّأن
أخي ةراُّ ،إن ُّ" ُّال ل
تعالجهَا ُّالسطورمة ُّباعتبارها ُّآلة ُّمنطقلية ُّهي ُّبدأورها
"معنى"؛ ُّإنه ُّتناقض ُّفي ُّمستو ة
ى ُّالعتقادأات:
العتقادأات ُّفي ُّالصالة ُّمع ُّالعتراف ُّبنشأة ُّالنسان
من ُّاتحاةدأ ُّاللرجةل ُّوالمرأةُّ ،الخُّ ً.إن ُّالسؤال ُّالثاوي ُّفي
ةُّ ،حتى ُّوان ُّصغناه ُّالصياغة ُّالتالية"ُّ :هل
إ السطور
ل ُّمن ُّالمثل ُّأم ُّمن ُّالخر؟"ُّ ،يبقى ُّسؤال
ُّالمضث م
ولمدأ ةمي ت
يخص ُّأصل ُّالنسانُّ ،سؤالا ُّله ُّمعنى ُّباعتباره ُّسؤال
وجودأُّ ،وليس ُّباعتباره ُّفرصة ُّللعبة ُّمنطقية ُّل ُّغير؛
ل ُّفإن ُّالتقابلت ُّالمقترحة ُّتفتقدأ ُّفي ُّحدأ ُّذاتهَا ُّكل
إوا ل
معنىُّ ً.هل ُّكان ُّمن ُّالممكن ُّأن ُّنفهَمُّ ،دأون ُّأن ُّنكون
22
دأاخل ُّمستوى ُّالمضامين ُّذاتهَاُّ ،هذه ُّالعبارة"ُّ :إن
العتناء ُّالزائدأ ُّبالقرابة ُّالدأموية ُّيكمن ُّفي ُّتقييم ُّمدأونةيي
لهَذه ُّالقرابةُّ ،مثلما ُّأن ُّمجهَودأ ُّالهَروب ُّمن ُّالصالة
يكمن ُّفي ُّاستحالة ُّالنجاح ُّفيهَا" ُّ؟ ُّلن ُّيكون ُّممكنا ُّأن
نجدأ ُّبنية ُّمضادأة ُّإذا ُّلم ُّتكن ُّللجمل ُّالوليةُّ ،وللجمل
التي ُّمن ُّدأرجة ُّثانية ُّوهي ُّمجموعات ُّالعلقات،
وللجملة ُّالحاوية ُّوالتي ُّتمثل ُّالقضية ُّوالمعضلةُّ ،في
حدأ ُّذاتهَاُّ ،دأللةٌُّ ،بمعنى ُّإذا ُّلم ُّتكن ُّتقول ُّشيئا ُّعن
شيءُّ ً.ويمكننا ُّعندأئذ ُّأن ُّنتساءل ُّإن ُّلم ُّيكن ُّالتحليل
البنيوي ُّيقوم ُّعلى ُّوضع ُّالوظيفة ُّالدأللية ُّالخاصة
بالسطورة ُّباعتبارها ُّحكاية ُّالبدأايات ُّبين ُّقوسينُّ ً.
23
من ُّقراءة ُّتبقى ُّعلى ُّسطح ُّالمعنىُّ ً.فهَنالك ُّقصدأ
للمعنى ُّموجودأ ُّفي ُّمستوى ُّمغاير ُّمن ُّالعمق ُّل ُّيمكن
ل ُّعبر ُّلعبة ُّالتقابلت ُّبين ُّالعلقات ُّالسرية
إظهَاره ُّإ ل
الجليلة ُّوالعلقات ُّالسرية ُّالمحتقرةُّ ،وبين ُّالقرار
بالصالة ُّونفيهَاُّ ً.ألما ُّعلم ُّالدأللة ُّالعميق ُّهذا ُّفإنه
يمكن ُّأن ُّنعتقدأ ُّأنه ُّل ُّيختلف ُّجوهريا ُّعن ُّ"الفكار"
التي ُّيمكن ُّأن ُّنصوغهَا ُّفي ُّالمستوى ُّالواضح ُّمن
* الأنموذج الستعاري:
24
عليه ُّالسطورة ُّدأاخل ُّإطار ُّعلم ُّالدأللة ُّهذاُّ ً.هذا
العلم ُّالذي ُّبيضنا ُّمنذ ُّحين ُّاستحالة ُّإخضاعه ُّلـ"علم
ض
المعنى" ُّ)هذا ُّالمصطلح ُّأمةختذ ُّمن ُّبينفينست ُّالذي
يربط ُّبعلم ُّالمعنى ُُّّ sémiotiqueكل ُّما ُّيخص
وحدأات ُّاللسان ُّوبعلم ُّالدأللة ُُّّ sémantiqueكل ُّما
يخص ُّوحدأات ُّالخطابُّ ،أي ُّالملفوظات(ً.
25
ُّ ،praesentiaوالنوع ُّالثاني ُّذو ُّخاصية ُّاستبدأالية
يرتكز ُّعلى ُّعلقات ُّالتشابه ُّالمكونة ُّلدأائرة ُّالترابط
التي ُّأتضنهَتمل ُّمنهَاُّ ً.حقةاُّ ،إن ُّليُّ ،كلما ُّتقدأم ُّبي
الخطابُّ ،وفي ُّكل ُّلحظةُّ ،الخياتر ُّبين ُّكل ُّالكلمات
التي ُّيمكن ُّأن ُّتحتلل ُّنفس ُّالمكان ُّمن ُّالخطاب،
والتي ُّتدأفعُّ ،في ُّالمقابلُّ ،كل ُّواحدأة ُّمنهَا ُّالخرى
عنهُّ ً.إن ُّالعلقة ُّبين ُّالتعابير ُّهنا ُّليست ُّعلقة
بحسب ُّالحضور ُّ ُُّّ inُّ praesentiaبل ُّهي ُّعلقة
بحسب ُّالغياب ُُّّ ً.inُّ absentiaيدأفع ُّجاكوبسون ُّهذه
الثنائية ُّنحو ُّمعنى ُّجذريُّ :إنه ُّيرى ُّفي ُّالنوع ُّالوةل
من ُّالتوليف ُّمبدأأ ُّكل ُّاللسلسل ُّالتركيبية ُّلللغةةُّ ،وفي
اللثانيُّ ،مبدأأ ُّكل ُّالسلاسل ُّالدألليةُّ ُّ ً.والنوع ُّالول ُّمن
26
البلغة ُّالقدأيمة ُّتسميه ُّالستعارةُّ ً.وهكذا ُّليست
ل ُّتعبيراتُّ ،في ُّمستويات
الستعارات ُّفي ُّلغتنا ُّإ ل
أرقى ُّمن ُّالخطابُّ ،عن ُّمسار ُّمتضمن ُّفي ُّكل
العمليات ُّاللغوية ُّوهو ُّمسار ُّيمكن ُّتسميته ُّبالمسار
الستعاريُّ ً.وبهَذا ُّالمعنى ُّليست ُّالستعارة ُّأم ار
استثنائياُّ ،إنهَا ُّمرتبطة ُّبعملية ُّأساسية ُّفي ُّاللغةُّ ً.
27
ليست ُّ"عيبا" ُّفي ُّاللغة ُّالعادأية ُّأو ُّ"مرضا" ُّبل ُّهي
شرط ُّعملهَاُّ ً.فعلى ُّاللغة ُّممتوضحتدأة ُّالمعنى ُّأن ُّتكون
لمتناهية ُّلكي ُّتقول ُّالتنويعات ُّاللمتناهية ُّلخبرتناً.
ومع ُّذلك ُّفقدأ ُّتكون ُّهذه ُّاللغة ُّلغة ُّخاصةُّ ،بما ُّأن
كل ُّهذا ُّوذاك ُّملما ُّينبغي ُّتسميته ُّل ُّيمثل ُّخبرة
لنهَائية ُّفحسب ُّبل ُّتعدأدأا ُّغير ُّمضبوط ُّللخبرات
الفردأية ُّالخاصةُّ ً.ولذلك ُّل ُّيمكن ُّللغة ُّممتوضحتدأة ُّالمعنى
أن ُّتكون ُّلغة ُّتواصل ُّبالنسبة ُّإلى ُّالخبرة ُّالنسانية
الجماليةُّ ً.أخي ةراُّ ،إضن ُّلغة ُّممتوضحتدأة ُّالمعنى ُّبشكل ُّكامل
قدأ ُّتكون ُّلغة ُّظرفية ُّل ُّتعكس ُّالمسار ُّالتراكمي
الخاص ُّبثقافة ُّفعليةُّ ً.إن ُّالكلمات ُّالقادأرة ُّعلى
اكتساب ُّمعاني ُّجدأيدأة ُّمن ُّخلل ُّالستعمالُّ ،دأون
تضييع ُّمعانيهَا ُّالقدأيمةُّ ،هي ُّوحدأها ُّالتي ُّتمثل ُّهذه
الخاصية ُّالتراكميةُّ ،النية ُّوالزمانيةُّ ،التي ُّتميز ُّلغة
الثقافةً.
28
كيف ُّيؤدأي ُّمشكل ُّالمعنى ُّالمتكاثر ُّهذا ُّإلى
تتتعمقةل ُّاللغة ُّالرمزية؟ ُّإن ُّتعدأدأ ُّالمعنىُّ ،بالنظر ُّإلى ُّأن
كلماتنا ُّتحتمل ُّأكثر ُّمن ُّمعنىُّ ،والى ُّأنهَا ُّحقائق
إ
تاريخية ُّوليست ُّمجردأ ُّاختلفات ُّراهنة ُّدأاخل ُّنظام
آنيُّ ،والى ُّأنهَاُّ ،من ُّثضمُّ ،قلب ُّالمسار ُّالتراكمي ُّعبر
إ
الزمنُّ ،يمثل ُّأساس ُّالظاهرة ُّالخاصة ُّالتي ُّتقوم ُّعلى
نقل ُّالمعنى ُّوالتي ُّنسميهَا ُّ"الستعارة"ُّ ً.إن ُّالستعارة
ليست ُّمجردأ ُّمسلك ُّبلغيُّ ،فهَنالك ُّ"استعارية"
أساسية ُّتدأفع ُّإلى ُّتشكيل ُّحقول ُّدألليةً.
29
الشيخوخة ُّ"مساء ُّالحياة"ُّ ،والشباب ُّ"فجر ُّالعمر"ً.
والستعارة ُّل ُّتقتحم ُّحدأودأ ُّالجناس ُّوالنواع ُّفحسب
بل ُّإنهَا ُّتسبق ُّعملية ُّالتقطيع ُّباعتبارها ُّ"مقارنة
مجملة" ُّمثلما ُّلحظ ُّذلك ُّكوينتيليان ًُّ.Quintilien
ثمة ُّما ُّيمكن ُّتسميته ُّبـ"التجريدأ ُّالستعاري" ُّالذي
يرسم ُّقبل ُّكل ُّمفهَمة ُّوتصنيف ُّمنطقي ُّحدأودأ ُّمحيط
دأللة ُّالكلماتُّ ً.وهكذا ُّفإن ُّالستعارة ُّهيُّ ،كما ُّرأى
ذلك ُّبدأقة ُّجاكبسونُّ ،وقبل ُّأن ُّيكون ُّهنالك ُّمعنى
حقيقي ُّومعنى ُّمجازيُّ ،المسار ُّالتكويني ُّللحقول
الدأللية ُّذاتهَاً.إننا ُّإذ ُّنتحدأثُّ ،في ُّالبلغةُّ ،عن ُّنقل
معنى ُّمن ُّالحقيقي ُّإلى ُّالمجازيُّ ،فإننا ُّنتحدأث ُّعن
معنى ُّفرعيُّ ً.فالتمييز ُّبين ُّالحقيقي ُّوالمجازي ُّتمييز
ثانوي ُّبالنسبة ُّإلى ُّانتمائهَما ُّالمشترك ُّإلى ُّحقل ُّدأللي
واحدأً.
30
لنقم ُّبالخطوة ُّالمواليةُّ :كيف ُّنمر ُّمن ُّتعدأدأ
معاني ُّكلماتنا ُّإلى ُّالخاصية ُّالرمزية ُّلخطابناُّ ً.عندأما
أستخدأم ُّكلمة ُّلهَا ُّمعاني ُّعدأيدأةُّ ،فأنا ُّل ُّأستعمل ُّكل
قدأرات ُّالكلمةُّ ،بل ُّأختار ُّجزءا ُّفقط ُّمن ُّالمعنىً.
ولكن ُّما ُّبقي ُّمن ُّالمعاني ُّلم ُّيختفُّ ً.إنهُّ ،إن ُّأمكننا
القولُّ ،معوق ُّويحوم ُّحول ُّالكلمةُّ ً.وهنا ُّنجدأ ُّإمكان
التلعب ُّبالكلماتُّ ،وامكان ُّالشعرُّ ،واللغة ُّالرمزيةً.
إ
وبالفعلُّ ،فعوض ُّأن ُّل ُّنحتفظ ُّمن ُّالتساع ُّالدأللي
ل ُّبالبعدأ ُّالذي ُّيدأعمه
للكلمات ُّالتي ُّتكون ُّالجملة ُّإ ل
"موضوع ُّالخطاب"ُّ -وهو ُّما ُّيمكن ُّأن ُّنسميه ُّبقطبه
الدأللي ُُّّ -فإنه ُّيمكنني ُّأن ُّأستخرج ُّمن ُّالثراء ُّالدأللي
ي ُّتأثيرات ُّسياقية ُّمن ُّجنس ُّآخرُّ ً.وهكذا
الذي ُّبين ُّيدأ ل
فإن ُّكل ُّأبعادأ ُّالمعنى ُّفي ُّاللغة ُّالشعريةُّ ،تتشارك ُّفي
نوع ُّمن ُّتعلدأدأ ُّنغمات ُّدألليةُّ ً.فبدأل ُّأن ُّيممحص
السياق ُّبعدأا ُّمعنويا ُّواحدأاُّ ،فإنه ُّمكضون ُّبشكل ُّيجعل
31
تكاثر ُّمعنى ُّالكلمات ُّل ُّأمرا ُّمباحا ُّفحسبُّ ،بل
مصانا ُّومنشودأاً.
32
يفترض ُّالتأويل ُّالستعاري ُّللسطورة ُّأننا ُّل
دأُّ ،وانما ُّنركز ُّعلى
نتوجه ُّمباشرة ُّإلى ُّشكل ُّالسر إ
التركيبة ُّالرمزية ُّللتعابير ُّالمؤسسة ُّللخطاب
السطوريُّ ً.وهو ُّما ُّيقوم ُّبه ُّالتحليل ُّالبنيوي ُّعندأما
يقسم ُّالسطورة ُّإلى ُّمياثمُّ ً.ولكن ُّالتحليل ُّالبنيوي
يفترض ُّمسبقا ُّأن ُّوحدأة ُّتركيب ُّميثم ُّهي ُّبدأورها
واقعة ُّبنيوية ُّوهو ُّما ُّيمكننا ُّالشك ُّفيهُّ ً.فالمسار
الستعاري ُّكما ُّميضفهَتمم ُّمن ُّالمثال ُّالمقضدأم ُّأعلهُّ ،مورط
في ُّعملية ُّالتمييز ُّبين ُّحزم ُّالعلقات ُّالتي ُّيحيل
عليهَا ُّالتحليل ُّعبر ُّالمياثمُّ ً.وبذلك ُّيمكن ُّالفتراض
أن ُّالجانب ُّالبنيوي ُّوالجانب ُّالستعاري ُّمتلصقان
بقوة ُّفي ُّالتعبير ُّالسطوريُّ ،كما ُّهو ُّحال ُّمسار
الكناية ُّومسار ُّالستعارة ُّفي ُّكل ُّلغةُّ ،حسب
جاكبسونً.
33
وكما ُّأن ُّهذين ُّالمسارين ُّيمازج ُّكل ُّواحدأ
منهَما ُّالخرُّ ،بنسب ُّمتفاوتة ُّبكل ُّخطابُّ ،بحيث
يسودأ ُّأحيانا ُّمسار ُّالكناية ُّوأحيانا ُّأخرى ُّمسار
الستعارةُّ ،فإن ُّالعالم ُّالسطوري ُّيبدأو ُّقادأرا ُّكذلك
على ُّأن ُّيتوزع ُّعلى ُّقطبين ُّيتحدأدأان ُّإلما ُّبحسب ُّغلبة
العامل ُّالنحوي ُّأو ُّبحسب ُّغلبة ُّالعامل ُّالستعاريً.
وليس ُّمن ُّالصدأفة ُّأن ُّتؤخذ ُّأمثلة ُّليفي ُّستروس ُّمن
الحقل ُّالجغرافي ُّالذي ُّاعتبره ُّعلماء ُّالناسة ُّفي
الجيل ُّالسابق ُّالحقل ُّالطوطميُّ ،وليس ُّمن ُّالحقول
السامية ُّأو ُّالهَيلينية ُّأو ُّالهَندأو-أوروبيةُّ ً.يبدأو ُّالحقل
الثقافي ُّالطوطمي ُّمخصوصا ُّبتكاثر ُّالتركيبات
المنطقية ُّذات ُّاللون ُّالتصنيفيُّ ً.فالطوطميونُّ ،كما
بين ُّذلك ُّليفي ُّستروسُّ ،بارعون ُّفي ُّتمييز ُّالحجارة،
والنباتات ُّوالحيوانات ُّوتصنيفهَاُّ ،وهم ُّبارعون ُّأيضا
في ُّمنظمبم ُّمعقدأة ُّللقرابةُّ ،بل ُّإن ُّأنظمتهَم ُّالجتماعية
34
ترتكز ُّعلى ُّتصنيف ُّالمعاملت ُّوعلى ُّتحويلت
دأقيقة ُّتشترك ُّجميعهَا ُّفي ُّالخاصية ُّالتصنيفية ُّذاتهَا
التي ُّتقوم ُّعليهَا ُّالساطير ُّنفسهَاُّ ً.والسؤال ُّالمطروح
ألم ُّتجدأ ُّالمقاربة ُّالبنيوية ُّفي ُّالحقل ُّالطوطمي
موضوعا ُّمناسباُّ ،نمطا ُّمن ُّالسطورة ُّتكون
التقابلت ُّوالترابطات ُّفيه ُّأقلل ُّأهمية ُّمن ُّالمضامينً.
ولهَذا ُّالسبب ُّفإن ُّاللجوء ُّإلى ُّالمسار ُّالستعاريُّ ،في
هذا ُّالمثال ُّالقميمُّ ،يمكن ُّأن ُّيبقى ُّضمنيا ُّومندأمجا
بطريقة ُّما ُّدأاخل ُّالمسار ُّالنحويً.
35
التصنيفات ُّالطبيعية ُّوالجتماعية ُّأكثر ُّمرونةُّ ً.وفي
المقابل ُّفإن ُّثراء ُّهذه ُّالساطير ُّالدأللي ُّيممكن ُّمن
ولدأات ُّجدأيدأةُّ ،ومن ُّاستئناف ُّالتأويل ُّفي ُّسياقات
اجتماعية ُّمختلفةُّ ً.وفي ُّنفس ُّالوقت ُّفإن ُّعلقة ُّهذه
الساطير ُّبالزمن ُّوالتاريخ ُّمتباينةُّ ً.وهكذا ُّفللنظم
الطوطمية ُّتتتنامغٌم ُّآني ُّوهشاشة ُّزمانية؛ ُّفهَي ُّل ُّتقاوم
فعل ُّالزمن ُّالمدألمرُّ ،فالحدأاثُّ ،بالنسبة ُّإليهَاُّ ،تهَدأيدأ،
ولذلك ُّتوفر ُّبصعوبة ُّأسس ُّتاريخ ُّقابل ُّلن ُّينظر
إليه ُّعلى ُّأنه ُّكذلكُّ ً.ألما ُّعلقة ُّالتنظيم ُّالدأاخلي
بالزمن ُّفي ُّالطرف ُّالخر ُّمن ُّالمدأى ُّالسطوري
فمختلفة ُّتماماُّ ً.فموضوع ُّالخروج ُّفي ُّالعهَدأ ُّالقدأيم
طاقتبة ُّرمزية ُّلمتناهيةُّ ً.ولذلك ُّكان ُّقابل ُّلن
غني ُّبة ت
يعادأ ُّفي ُّمستويات ُّمختلفة ُّمن ُّوجودأ ُّالشعبُّ ،بل
وفي ُّمستويات ُّمختلفة ُّمن ُّالخطاب ُّكذلكُّ ،بما ُّأنه
قادأر ُّعلى ُّأن ُّميتمثضتل ُّفي ُّنوع ُّمن ُّالسردأ ُّالتاريخي ُّأو
36
أن ُّميضحتتتفتل ُّبه ُّفي ُّنشيدأُّ ً.وصلة ُّموضوع ُّالخروج
بالنظمة ُّالتصنيفية ُّأقلل ُّمن ُّصلته ُّبتاريخ ُّمتؤموبلُّ ،من
ناحيةُّ ،وبلهوت ُّالمستنةن ُّبالنسبة ُّإلى ُّشعب ُّإسرائيل
القدأيمُّ ،من ُّناحية ُّأخرىُّ ً.فالرموز ُّالمهَمة ُّالتي ُّتنتمي
37
تفسير ُّعلى ُّآخر ُّوفق ُّضرورة ُّدأاخلية ُّخاصةُّ ً.ولقدأ
بينا ُّذلك ُّأعله ُّمن ُّخلل ُّربط ُّالتأويل ُّالرمزي
ل ُّعبر ُّتحليل
بالدأللية ُّالعميقة ُّالتي ُّل ُّيمكن ُّإبرازها ُّإ ل
بنيوي ُّمسبقً.
38
لن ُّهذا ُّالختلف ُّيتعلق ُّبالمضمون ُّنفسه ُّوليس
بالشكلُّ ً.ألما ُّالمسار ُّالستعاري ُّفإنه ُّل ُّيحدأدأ
مضمون ُّالستعارة ُّوهو ُّبهَذا ُّالمعنى ُّيبقى ُّشكليا
جدأاُّ ً.سنحتفظ ُّهناُّ ،مع ُّمارسيا ُّإليادأ ُّMircea
ُّ ،Eliadeبكون ُّالسطورةُّ ،بما ُّهي ُّتاريخ ُّالبدأايات،
39
تترابط ُّفي ُّهذا ُّالتعريف ُّالمركزي ُّمجموعة ُّمن
ص ُّصلة ُّ"التمثيلت"
اللوازمُّ ً.اللزمة ُّالولى ُّتخ ل
بالوظيفة ُّالتأسيسية؛ ُّفالوظيفة ُّثابتة ُّوالتمثيلت
متغيرةُّ ً.ولذلك ُّكان ُّمن ُّالممكن ُّتحقيق ُّهذه ُّالوظيفة
التأسيسية ُّعبر ُّكائنات ُّخارقة ُّذات ُّطبائع ُّشدأيدأة
التباينُّ :كاللهَةُّ ،والرسلُّ ،والبطال ُّالخ؛ ُّإن ُّلصور
هؤلء ُّفي ُّخطاطة ُّتاريخ ُّالبدأايات ُّوظيفةة ُّمن ُّدأرجة
ثانية ُّبالنسبة ُّإلى ُّالوظيفة ُّالتأسيسية؛ ُّإنهَم ُّالشخوص
الدأرامية ُّ ُّ ً.dramatisُّ personaeإنهَم ُّهامون
لفعالهَم ُّل ُّلعيانهَمُّ ً.إن ُّتاريخ ُّالدأيان ُّالمقارن
سيوضجه ُّوجهَة ُّسيئة ُّإذا ُّاعتنى ُّبشكل ُّمباشر ُّبهَذه
"الصور"ُّ ،وبهَذه ُّ"التمثيلت"ُّ ،فعاملهَا ُّباعتبارها
أشكال ُّأنثروبومورفية ُّمحضة؛ ُّينبغيُّ ،إذنُّ ،اعتبار
هذه ُّالصورُّ ،انطلقا ُّمن ُّحكاية ُّالبدأاياتُّ ،وجهَا ُّمن
وجوه ُّالوظيفة ُّالتأسيسيةً.
40
إن ُّما ُّأحدأث ُّاللتباس ُّهو ُّأن ُّهذه ُّالصور
قابلة ُّلن ُّتستقل ُّبذاتهَاُّ ً.فنحن ُّنروي ُّتاريخ ُّاللهَة ُّفي
أساطير ُّمتمفصلة ُُّّ articuléesفنروي ُّمتى ُّوكيف
خلقواُّ ،وتخلوا ُّعن ُّمخلوقهَمُّ ،وانسحبوا؛ ُّونحن ُّنروي
كذلك ُّكيف ُّيتصارعون ُّفيما ُّبينهَمُّ ،أو ُّمع ُّالوحوش،
أو ُّالكائنات ُّالخارقةُّ ،أوالناسُّ ً.والحق ُّأن ُّالمر ُّل
يخص ُّاللهَة ُّفقطُّ ،فكل ُّالكائنات ُّالمقدأسة ُّبما ُّفي
ذلك ُّالجرام ُّأو ُّعناصر ُّكونية ُّأخرى ُّتستطيع ُّهي
أيضا ُّالستقلل ُّبذاتهَا ُّفي ُّعلقتهَا ُّبتاريخ ُّالبدأاياتً.
وهكذا ُّيقدأم ُّالكون ُّالسطوري ُّأشكال ُّفوق ُّطبيعية
متكاثرةُّ :كائن ُّفوق ُّطبيعيُّ ،نصف ُّإلهُّ ،ونصف
إنسان؛ ُّوبطلُّ ،أمير ُّمتروكُّ ،أنقذته ُّالمياه؛ ُّوأعمال،
وآلمُّ ،واستغللُّ ،ومحن؛ ُّفالقصدأية ُّالسطورية
نفسهَا ُّيمكن ُّاستثمارها ُّضمن ُّتشكيلت ُّلما ُّهو ُّفوق
طبيعي ُّتتاخم ُّعلى ُّالتوالي ُّعلم ُّالعقيدأةُّ ،وعلم ُّالفلك،
41
وعلم ُّالبراجُّ ،والملحمةُّ ً.يمكننا ُّأن ُّنتكلم ُّفي ُّهذا
الصدأدأ ُّعن ُّامتدأادأ ُّمجازي ُّأو ُّتمثيلي ُّللعالم
السطوري؛ ُّوعلى ُّهذه ُّالخاصية ُّسيستندأ ُّتقدأير
السطورة ُّالفلسفي ُّباعتبارها ُّ"تمثيل" ُّفي ُّالمثالية
اللمانية؛ ُّولكن ُّكان ُّلبلدأ ُّأن ُّنربط ُّمنذ ُّالبدأاية ُّالشكل
المسرحي ُّبالوظيفة ُّالتأسيسية؛ ُّإذ ُّأن ُّالسطورة ُّل
تفقدأ ُّتميزها ُّعن ُّبقية ُّ"النصوص" ُّالخاضعة ُّللتحليل
ل ُّعندأ ُّتضخيم ُّهذا ُّالرابط ُّأو ُّقطعهً.
البنيوي ُّإ ل
42
السكندأينافيةُّ ،بـ"إيدأيولوجيا ُّالملك" ُّيرتكز ُّعلى ُّهذا
التعاقب ُّبين ُّالسطورة ُّوالطقس ُّوالملكيةُّ ً.هذا ُّالرابط
ينبغي ُّالنظر ُّإليه ُّضمن ُّمبدأئه؛ ُّلقدأ ُّصار ُّلحكاية
الصول ُّقيمة ُّالنموذج ُّبالنسبة ُّإلى ُّالزمن ُّالحاضر
لن ُّالسطورة ُّتنشئ ُّالعلقة ُّبين ُّالزمن ُّالتاريخي
والزمن ُّالصليُّ :إذ ُّهكذا ُّنشأت ُّالمور ُّفي ُّالبدأاية،
ومازالت ُّاليوم ُّعلى ُّالنهَج ُّنفسهُّ ً.إن ُّالسطورةُّ ،من
خلل ُّقصدأها ُّالدأللي ُّالساسيُّ ،تسمح ُّبأن ُّتعادأ ُّوأن
ث ُّفي ُّالطقسُّ ً.وهذا ُّالرابطُّ ،مثل ُّسابقهُّ ،يتهَيأ
تمضبتع ت
لنتشار ُّعبر ُّأسلوب ُّمخصوص ُّسيجعل ُّمن
الشعائرية ُّمسارا ُّمستقل ُّبذاتهُّ ً.وعندأئذ ُّسيبدأو ُّالطقس
هو ُّالذي ُّيحتوي ُّالسطورةُّ ،أو ُّعلى ُّالقلل ُّلن ُّتبدأو
السطورة ُّسوى ُّركيزة ُّالحكاية ُّالتي ُّتؤسس ُّالطقسً.
ونستطيع ُّالقول ُّعندأئذ ُّإن ُّالسطورة ُّتنتمي ُّإلى
مجموع ُّالسباب ُّالموجدأة ُّللطقسُّ ً.فإذا ُّكانت
43
ث ُّشعائريا ُّفإنه
السطورة ُّقادأرةُّ ،حقاُّ ،على ُّأن ُّتمضبتع ت
يمكن ُّأن ُّينظر ُّإليهَا ُّباعتبارها ُّأمرا ُّيسمح ُّبالقيام
بالطقسُّ ،ومن ُّثمُّ ،بإعادأة ُّالفعل ُّالمبدأعُّ ً.نجدأ ُّهنا
تسلسل ُّذا ُّدأللةُّ :ففي ُّالبدأاية ُّهنالك ُّالتاريخ
الساسيُّ ،فالنموذجُّ ،ثم ُّالتكرار ُّالشعائريُّ ً.ولكن
الصلة ُّبين ُّالزمن ُّالصلي ُّوالزمن ُّالتاريخي ُّهي ُّالتي
تؤسس ُّهذا ُّالتسلسلً.
44
الشعور ُّالمزدأوج ُّبالخوف ُّوالحب ُّالذي ُّيباشر ُّبه
ظةمُّ ً.توميضفهَتمم ُّهذا النسان ُّالبدأائي ُّبالممضدأةه ة
ش ُّالتضع ت
السلوب ُّالوجدأاني ُّالخاص ُّبالمقدأس ُّإذا ُّاعتبرنا ُّأن
النسان ُّينبعث ُّعبر ُّحكاية ُّالبدأاياتُّ ،من ُّالزمن
التاريخي ُّإلى ُّالزمن ُّالصليُّ ،وذلكُّ ،وفيُّ ،نفس
الوقتُّ ،عبر ُّفعل ُّالحكاية ُّالذي ُّمن ُّخلله ُّيصبح
معاصرا ُّللصولُّ ،وعبر ُّإعادأة ُّإحياء ُّمعنى ُّالحكاية
ضمن ُّالفعل ُّالطقسيُّ ً.يمكننا ُّأن ُّنتكلم ُّعن ُّإعادأة
إحياء ُّوجدأانية ُّباعتبارها ُّمكملة ُّللعنصر ُّالتمثيلي
والعنصر ُّالنفعي ُّالموصوفين ُّأعله"ُّ ً.أن ُّنحيى
حسب" ُّأسطورةُّ ،هو ُّأن ُّنك ض
ف ُّعن ُّالوجودأ ُّدأاخل
اليومي ُّفحسب؛ ُّفالنشادأ ُّوالطقس ُّيقدأحان ُّالستبطان
الوجدأاني ُّالذي ُّميتولممدأ ُّما ُّيمكن ُّتسميته ُّبالنواة
السطورية-الشعرية ُّللوجودأ ُّالنسانيً.
45
يوفر ُّتعريف ُّالسطورةُّ ،من ُّخلل ُّهذه ُّاللوازم
الثلثةُّ ،باعتبارها ُّحكاية ُّالبدأاياتُّ ،تمييزا ُّواضحا ُّبين
السطورة ُّوالمثولةُّ ً.فالمثولة ُّل ُّتؤسس ُّشيئا ُّل
دأاخل ُّالحكاية ُّول ُّدأاخل ُّالفعلُّ ،ول ُّدأاخل ُّالعمق
الوجدأانيُّ ً.السطورة ُّفقط ُّهي ُّالتي ُّتفعل ُّذلكً.
46
ُّ ،Heilgeschichteوبين ُّالسطورة ُّوالحكمةُّ ،وبين
السطورة ُّوالحكاية ُّالخرويةً.
47
المنظم ُّحول ُّحدأث ُّمركزيُّ ،والمحدأودأ ُّبحدأثين ُّظاهرةٌ
تزتمنةضيتمهَمتماُّ ،يكمون ُّبنية ُّمتقمبلة ُّبالنسبة ُّإلى ُّحكايات
وأخبار ُّمن ُّأصول ُّمختلفةُّ ،وجدأت ُّنفسهَاُّ ،بشكل ُّما،
مدأسوسةُّ ،في ُّفضاء ُّالحكاية ُّاللمُّ ً.وهكذا ُّجاءت
قصة ُّالباء ُّالبطوليةُّ ،إضافة ُّإلى ُّوحي ُّالسم ُّفي
جبل ُّحوريب ُُّّ ،Horebووحي ُّوثائق ُّالتشريع ُّالكبرى
في ُّسيناُّ ،والمسيرة ُّإلى ُّالصحراءُّ ،لتحشر ُّفي ُّالبنية
الولى ُّالممتدأة ُّإلى ُّما ُّلنهَايةُّ ً.ويمكننا ُّأن ُّنلحظ
مدأى ُّتنوع ُّالموادأ ُّغير ُّالسردأيةُّ :كالتجملي ُّاللهَي
والوثائق ُّالقانونية ُّالخُّ ً.لقدأ ُّانجذب ُّمحررو ُّالتراث
الياهوهي ُُّّ ُّ yahwisteواللوهيمي ُُّّ élohisteإلى
مدأار ُّجاذبية ُّالعتقادأ ُّالقدأيم ُّالذي ُّبدأأه ُّالسلف
الراميُّ ،بطل ُّالهَبوط ُّإلى ُّمصرُّ ،فوسعوا ُّالخطاطة
السردأية ُّإلى ُّالخلف ُّبطريقة ُّتستوعبُّ ،عبر ُّامتدأادأ
48
متكرر ُّللشكل ُّذاتهُّ ،إشارة ُّالجدأادأُّ ،ومجموع ُّقصص
الباء ُّالبطوليةُّ ،وأخيرا ُّأساطير ُّالصولُّ ً.
49
كان ُّيشغل ُّمحلل ُّالمقدأمةُّ ،في ُّتلوة ُّنص ُّعقيدأة
الخروجُّ ً.ويمكن ُّأن ُّنرى ُّالتحام ُّشكلضي ُّالخطاب ُّفي
مستوى ُّرسالة ُّإبراهيم ُّالتي ُّتغلق ُّتاريخ ُّالبدأايات
وتدأمشمن ُّتاريخ ُّالباءً.
50
ذاتهَا ُّفي ُّحكاية ُّالصولُّ ً.وهذه ُّالنشكونية ُّتمتدأ،
بدأورهاُّ ،إلى ُّزمن ُّالهَدأمُّ ،إلى ُّزمن ُّ"اللخلق" ُّالذي
دأشن ُّهو ُّأيضا ُّأمراُّ ،أل ُّوهو ُّوضع ُّالنسان ُّالحالي
]بما ُّهو[ُّ :شريرُّ ،متألمُّ ،فان؛ ُّومن ُّهنا ُّأساطير
الكارثة ُّالكونيةُّ ،والتغيرات ُّالعنيفةُّ ،والسقطات؛ ُّومن
هنا ُّكذلك ُّازدأواج ُّالصلُّ :إنسان ُّكامل ُّفي ُّالصل،
أو ُّالنسان ُّالحالي ُّالذي ُّظهَر ُّعن ُّالكارثة ُّالولىُّ ً.
51
بدأاية ُّعالمُّ ً.إضننا ُّل ُّنفهَم ُّالخلق ُّإ ل
ل ُّعبر ُّإعادأة ُّالخلق،
ولكن ُّللخلقُّ ،في ُّالمقابلُّ ،هيبتة ُّذلك ُّالذي ُّبدأأ ُّذات
مرةُّ ،في ُّالزمن ُّالول ُُّّ ً.ilُّ illoُّ temporeهذا
سيؤدأي ُّإلى ُّتحول ُّكل ُّالقوة ُّالمجازية ُّوالخياليةُّ ،وكل
قوة ُّالنموذج ُّالول ُّللطقسُّ ،وكل ُّالنفعال ُّالعميق
الخاص ُّبالمقدأسُّ ،نحو ُّالخلق ُّالجدأيدأُّ ً.إن ُّأهم ُّمسألة
تطرح ُّعلى ُّنقدأ ُّالكتاب ُّالمقدأس ُّهي ُّفهَم ُّكيف
تحملت ُّالبنية ُّالخاصة ُّلتاريخ ُّالخلص ُّقوى
السطورة ُّ)قوى ُّتمثيليةُّ ،واستبدأاليةُّ ،وانفعالية(ُّ ً.إن
تركيز ُّشعب ُّعبر ُّالفعل ُّالمنقذ ُّيصبح ُّإذن ُّالمفتاح
التاريخي ُّللخلق ُّقبل ُّالتاريخيً.
52
هنا ُّأيضا ُّنحن ُّأمام ُّشكلين ُّمن ُّالخطاب ُّمتمايزين،
ي ُّسمات ُّمختلفة،
موجهَين ُّبقصدأين ُّدألليين ُّذتو ض
ولكنهَما ُّتتتمضكتنا ُّمن ُّالندأماج ُّبفضل ُّبعض
الضروريات ُّالدأاخلية ُّلمحتوياتهَما ُّملما ُّأعطى ُّما
يمكن ُّتسميته ُّبالساطير ُّالخرويةً.
53
هنالكُّ ،فعلُّ ،طريقتان ُّمختلفتان ُّجدأا ُّلتشكيل
التراثُّ :فنحنُّ ،من ُّناحيةُّ ،نعيدأ ُّأفعال ُّتأسيسيةُّ ،ومن
ناحية ُّأخرىُّ ،نعلن ُّعن ُّاقتصادأ ُّجدأيدأ ُّللتاريخُّ ً.فالنبوة
تفترض ُّزمن ُّالحكاية ُّولكن ُّلتقطع ُّمعهُّ ً.إنهَا ُّتفترضه
على ُّأساس ُّأن ُّزمن ُّالنبوة ُّل ُّيمكن ُّأن ُّيكون ُّإلل
زمن ُّالمبادأرات ُّالمقدأسةُّ ،زمن ُّتاريخ ُّمع ُّالُّ ً.ولكن
ل ُّمن ُّحيث ُّأنهَا
النبوة ُّتقطع ُّمع ُّزمن ُّالحكايةُّ ،أتضو ة
مشدأودأة ُّإلى ُّالتاريخ ُّالفعلي ُّوليس ُّإلى ُّتقاليدأ ُّمؤلفة:
إنهَا ُّتقول ُّالحدأث ُّالوشيك ُّ)التهَدأيدأ ُّالشوري ُّالذي
ُّواشعيا ُّ،Isaïe
يبدأو ُّفي ُّأفق ُّرسالة ُّعاموس ُّ Amosإ
وتهَدأيدأ ُّالشمال ُّالذي ُّيمثله ُّالبابليون ُّالجدأدأ ُّعندأ
إرمياء ُُّّ ،Jérémieوصعودأ ُّفارس ُّعلى ُّعهَدأ
سيروس ُُّّ Cyrusبالنسبة ُّإلى ُّإشعيا ُّالثاني(؛ ُّيطبق
الرسل ُّعلى ُّهذه ُّالحدأاث ُّوعلى ُّوقوعهَا ُّالوشيك،
مقولت ُّتاريخ ُّالخلص ُّفي ُّشكله ُّالرسميُّ ،وذلك
54
لكسر ُّهذا ُّالتاريخ ُّذاتهُّ ً.فالنبوة ُّتعمل ُّعلى ُّخرق
الحكايةُّ :هنالك ُّتدأخل ُّجدأيدأ ُّوشيك ُّللرب ُّJahvé
سيحجب ُّالتدأخل ُّالقدأيمُّ ً.إنه ُّإذن ُّإله ُّالفعال
المحررةُّ ،ولكنه ُّبصدأدأ ُّإرساء ُّتاريخ ُّجدأيدأ؛ ُّهذا
ض ُّقياسا ُّعلى ُّشاكلة ُّخروج ُّجدأيدأ،
التاريخ ُّالذي ُّميضعتر م
وحلف ُّجدأيدأً.
55
خارج ُّعهَدأ ُّالخلصُّ ،وهي ُّأفعال ُّتحريرية ُّتمضنتشمدأ
ضمن ُّالعتراف ُّالذي ُّيأتي ُّفي ُّشكل ُّروائيُّ ً.هذه
هي ُّالنبوةُّ ،الضدأ ُّبالنسبة ُّإلى ُّالحكايةُّ ً.ورغم ُّذلك
فإن ُّعلى ُّالنبوة ُّأن ُّتعقدأ ُّحلفا ُّجدأيدأا ُّمع ُّالسطورة
وذلك ُّفي ُّشكل ُّهو ُّشكل ُّالحكاية ُّالخرويةً.
56
الخروية ُّعن ُّخلق ُّجدأيدأُّ ،آت ُّمن ُّهناكُّ ،وذلك
بمناسبة ُّكارثة ُّكونيةً.
57
للطقس ُّالذي ُّيرجع ُّالوضع ُّالصل ُّإلى ُّالوجودأ
الحاضرُّ ً.وبهَذا ُّالمعنى ُّفإن ُّذاكرة ُّالخلق ُّهي ُّمن
الوهلة ُّالولى ُّوعدأ ُّبالمستقبل؛ ُّوالسطورة ُّمن ُّخلل
خاصيتهَا ُّالنموذجيةُّ ،مثال ُّعن ُّكل ُّفعل ُّخلق ُّوافدأ؛
فكل ُّولدأة ُّجدأيدأة ُّتلخص ُّالولدأة ُّالولى؛ ُّوكل
البدأايات ُّهي ُّبدأايات ُّمن ُّجدأيدأُّ ً.هكذاُّ ،وفي ُّمهَرجان
السنة ُّالجدأيدأة ُّالكبير ُّفي ُّبابلُّ ،كل ُّسنة ُّجدأيدأة ُّهي
شريك ُّفي ُّاليوم ُّالولُّ ً.
58
4
فخلع ُّمردأوخ ُُّّ Mardoukهو ُّنهَاية ُّاللهَة ُّالقدأيمة؛
وزيوس ُُّّ ُّ Zeusيعني ُّموت ُّكرونوس Cronos؛
والتراجيدأيا ُّتروي ُّنهَاية ُّغضب ُّاليرينياس
ُّ Erinnyesوتقمدأتم ُّأبولو ُُّّ ،Apollonإله ُّالنور؛ ُّفكل
خلق ُّجدأيدأ ُّهو ُّنهَاية ُّخلقُّ ،نهَاية ُّعمر ُّمن ُّأعمار
ق ُّآخرً.
العالم؛ ُّوهكذا ُّفمن ُّالطوفان ُّنهَايمة ُّعالم ُّوانبثا م
إضافة ُّإلى ُّذلك ُّفأساطير ُّالنهَاية ُّتبقى ُّأساطير ُّمن
حيث ُّأنهَا ُّتنقل ُّإلى ُّالنهَاية ُّالقوة ُّالفتتاحية ُّالتي
للسطورةً.
4إن تنصيب مردوخ هو الذي ميثل نهاية اللهة البابلية القديمة كما
تخبرنا بذلك الينوماإيليش )م(.
59
أنهَا ُّظلت ُّأساطير ُّاستعادأةُّ ً.ويمكننا ُّالتساؤل ُّعندأئذ
إن ُّكانت ُّالحكاية ُّالخرويةُّ ،حين ُّتشحن ُّبقوة
السطورةُّ ،تفقدأ ُّشيئا ُّمن ُّقصدأية ُّمعناهاُّ ،هذا ُّالمعنى
الذي ُّيقابل ُّبشكل ُّجذري ُّالسطورةُّ ً.إن ُّالتبشير
بُّ ،ليس ُّتك ار ار
بملكوت ُّالربُّ ،باعتباره ُّتنبؤا ُّبقدأوم ُّالر ل
للصولُّ ،بل ُّهو ُّشيء ُّآخر ُّتماما؛ ُّوفي ُّهذا ُّالصدأدأ
صل ُّإلى ُّل م
ب ُّمعنى فمن ُّالشرعي ُّأن ُّنقول ُّإننا ُّل ُّنتو ض
ل ُّبواسطة ُّإلغاء ُّالثقل التبشير ُّبملكوت ُّالر م
ب ُّإ ل
السطوريُّ ،في ُّالمعنى ُّالدأقيق ُّللكلمةُّ ،أي ُّعبر
العودأة ُّإلى ُّلحظة ُّبدأاية ُّالنبوة ُّالتي ُّتضع ُّفاصلُّ ،من
حساب ُّوموتُّ ،بين ُّتكرار ُّالذات ُّوالوعدأ ُّبما ُّيخالفهَاً.
* السطورة والحكمة:
60
والحكاية ُّالخروية ُّمن ُّناحية ُّأخرىُّ ،تستنزف
إمكانات ُّالتبادأل ُّبين ُّالسطورة ُّوأشكال ُّأخرى ُّمن
الخطابُّ ،تحمل ُّهي ُّأيضا ُّأنماطا ُّمختلفة ُّمن
التفكيرُّ ً.إن ُّحدأودأ ُّالسطورة ُّمع ُّالدأب ُّالحكمي
ُّ ،sapientialeأوُّ ،باختصارُّ ،مع ُّالحكمةُّ ،تحتاج
إلى ُّفحص ُّبالعناية ُّذاتهَا ُّالتي ُّفحصنا ُّبهَا ُّالحضذين
السابقينُّ ً.ورغم ُّأن ُّهذا ُّالدأب ُّفي ُّشكله ُّالمكتوب
يبدأو ُّمتأخرا ُّعن ُّتاريخ ُّالمسنةن ُّوعن ُّالنبوةُّ ،فإن ُّله
فيما ُّيبدأو ُّوجودأا ُّخفيا ُّدأاخل ُّالسطورة ُّذاتهَاُّ ً.إن
الحكمةُّ ،قبل ُّأن ُّتوزع ُّنصائحهَا ُّعلى ُّالنسانُّ ،تمثل
محاولة ُّلكتشاف ُّالعالم ُّحتى ُّتباشر ُّتنوعه ُّالشدأيدأ
وتتحكم ُّفيهُّ ً.وبهَذا ُّالعتبارُّ ،نتج ُّعن ُّعملية
الكتشاف ُّهذه ُّجملة ُّتصنيفات ُّالحيوانات،
والنباتاتُّ ،والحجارةُّ ،إضافة ُّإلى ُّتصنيفات ُّالشعوب
والحوادأثُّ ،وخصوصا ُّالتصنيفات ُّالثنائية ُّ)ذكر-
61
أنثىُّ ،سماء ُّ– ُّأرضُّ ،نور ُّ– ُّدأيجورُّ ،كائن ُّحي ُّ–
كائن ُّجامدأُّ ،روح ُّ– ُّجسدأُّ ،أهلي ُّ– ُّوحشيُّ ،طاهر ُّ–
مدأنسُّ ،جنة ُّ– ُّصحراءُّ ،شجرة ُّالحياة– ُّنبات ُّعقيم(؛
وبصفة ُّعامة ُّإن ُّكل ُّعمليات ُّتسمية ُّالشياء
المخلوقة ُّتعبر ُّعن ُّعلقة ُّالكون ُّبشكل ُّتفكيرناً.
62
دأللةُّ ،عن ُّنظام؛ ُّومن ُّهذا ُّجهَة ُّالحكمية ُّالمثلليةُّ ،ل
تقف ُّالسطورة ُّمع ُّالمثولة ُُّّ ،fableولكنهَا ُّترتبط
مباشرة ُّبالبنية ُّالتحتية ُّللتفكيرُّ ً.إن ُّنتائج ُّهذه ُّالدأرجة
الولى ُّمن ُّالحكمة ُّالمثللية ُّهامةُّ :فمن ُّخلل
التصنيف ُّيتخذ ُّالفكر ُّموقفا ُّحيال ُّغموض ُّالواقع؛
إنه ُّيقطع ُّبين ُّالتشابه ُّوالختلفُّ ،وبين ُّالقرابة
والتقابلُّ ،وبين ُّالتواصل ُّوالقطيعةُّ ،وبين ُّنعم ُّولً.
63
وبهَذا ُّالمعنى ُّيمكننا ُّأن ُّنقول ُّإن ُّلساطير
الصل ُّنفةسهَا ُّبعدأا ُّحكمياُّ ،إذ ُّألن ُّفهَم ُّكيف ُّبدأأت
الشياءُّ ،يعني ُّمعرفة ُّما ُّتعنيه ُّالن ُّوأي ُّمستقبل
ستواصل ُّفتحه ُّأمام ُّالنسانُّ ً.إن ُّأساطير ُّالسقوط
تبدأو ُّحقا ُّمحققة ُّوظيفة ُّاستعادأة ُّالمعنى ُّهذهُّ ،وذلك
في ُّظروف ُّمن ُّالفوضى ُّواليأس؛ ُّفهَي ُّتعمل ُّعلى
تحقيق ُّنوع ُّمن ُّالتوافق ُّمع ُّالمناطق ُّالمظلمة ُّفي
التجربة ُّالنسانية؛ ُّوتمثل ُّواجهَة ُّالليل ُّالتي ُّينبغي
على ُّالنسان ُّأن ُّيعيش ُّمعهَاُّ ً.ولكن ُّالحكمة ُّتضيف
دأائما ُّإلى ُّإنشادأ ُّالصلُّ ،استرجاع ُّالمعنى ُّفي ُّوضع
كُّ ً.والحكمة ُّمتوةلمج ُّأيضا ُّفي
راهن ُّمليء ُّبالتهَدأيدأ ُّوالش ل
قلب ُّالسطورة ُّقوتة ُّالسؤالُّ :لتم ُّلم ُّتكن ُّالحياة ُّتبترتكةة
فحسب ُّبل ُّكانت ُّلعنة ُّأيضا؟ ُّلتم ُّل ُّنجدأ ُّالجنةُّ ،بل
الصحراء؟ ُّلتم ُّل ُّنجدأ ُّالمتعة ُّبل ُّالعمل؟ ُّلتم ُّل ُّتكون
الطبيعة ُّصدأيقة ُّبل ُّحيوانات ُّوحشية؟ ُّلتم ُّل ُّنجدأ
64
الحب ُّفحسبُّ ،بل ُّنجدأ ُّمعه ُّآلم ُّالمخاض؟ ُّلتم ُّل
يكون ُّجمال ُّالجسدأ ُّالعاريُّ ،بل ُّالحياء ُّوالطهَر؟ ُّلتم ُّل
تكون ُّقوانيمن ُّتعطي ُّالحياةُّ ،بل ُّقوانين ُّتوللدأ ُّالنتهَاك؟
لتم ُّل ُّيكون ُّفرح ُّالحياةُّ ،بل ُّالنتهَاء ُّإلى ُّالتراب؟ ُّإن
السطورةُّ ،بإجابتهَا ُّعلى ُّهذه ُّالسئلةُّ ،وبتقدأيمهَا
عالما ُّذا ُّدأللة ُّللتجربة ُّالنسانيةُّ ،متطمور ُّحكمة ُّمن
أجل ُّالحياةً.
65
أشكال ُّالخطابُّ ،تحصل ُّعلى ُّدأللتهَا ُّالعميقة،
المتمثلة ُّفيُّ ،حسب ُّعبارة ُّجان ُّبول ُّأودأي ُّJean-
)ُّ Paulُّ Audetالذي ُّعملُّ ،بجهَدأُّ ،على ُّإعادأة
الدأللة ُّللدأب ُّالحكمي(ُّ ،اقتراح ُّ"استبدأادأ ُّكلي" ُّبكامل
ميراث ُّطائفة ُّماً.
.3السطورة والفلسفة:
66
في ُّمستوى ُّالتمثيلتُّ ،في ُّالمعنى ُّالذي ُّأعطيناه
عندأ ُّتقدأيم ُّاللزمة ُّالولى ُّلتعريف ُّالسطورة
باعتبارها ُّحكاية ُّالصولُّ ً.فعلُّ ،إن ُّالفلسفة ُّتلتقي
بالسطورة ُّوطموحهَا ُّالبستيمولوجيُّ ،أول ُّباعتبارها
تمثيلُّ ً.فتصبح ُّعندأئذ ُّقضية ُّميتوس-لوغوس ُّقضية
"تمثيل-مفهَوم"ُّ ً.فإذا ُّكانت ُّالفلسفة ُّهي ُّالتفكير
بالمفهَوم ُّفإن ُّالسؤال ُّهو ُّأن ُّنعرف ُّإن ُّكان ُّالتمثيل
الذي ُّتنقله ُّالسطورة ُّيمكن ُّأخذه ُّباعتباره ُّصورة ُّقبلية
للمفهَومُّ ً.هنالك ُّإجابتان ُّممكنتانُّ :إلما ُّأن ُّالتمثيل
يمكن ُّإرجاعه ُّإلى ُّالمفهَوم ُّ)وحينئذ ُّلتم ُّكل ُّهذا
اللتفاف ُّالذي ُّأبرزت ُّنظريات ُّالمجاز ُّالقدأيمة
تفاهته؟(ُّ ،أو ُّعلى ُّالعكس ُّإذا ُّتمسكنا ُّبعدأم ُّإرجاع
التمثيل ُّإلى ُّالمفهَومُّ ،فماذا ُّعن ُّمهَمة ُّالعقلنية؟ً.
67
وبطريقتين ُّمختلفتينُّ ،يحاولن ُّالتمسك ُّبأولية ُّالمفهَوم
)بمعان ُّمختلفة ُّللكلمةُّ ،والحق ُّيقال(ُّ ،مع ُّالمحافظة
على ُّأهمية ُّالتمثيلُّ ً.والحلن ُّاللذان ُّاقترحاهما ُّيمكن
اعتبارهما ُّأنموذجين ُّفلسفيين ُّلم ُّميتتجاتوزا ُّبعمدأُّ ً.كل ُّما
سنثيره ُّمن ُّنقاشات ُّأخرىُّ ،يفترضُّ ،بطريقة ُّأو
بأخرىُّ ،التنازع ُّالناشئ ُّمن ُّالتقابل ُّبين ُّكانط ُّوهيغلً.
68
الحجج ُّالكلسيكية ُّللميتافيزيقا ُّفحسبُّ ،بل ُّكل
المواقف ُّالخاصة ُّبالخوارق ُّالتي ُّتروجهَا ُّثقافة
عظيمةً.
69
الذي ُّل ُّيؤدأي ُّإلى ُّالعودأة ُّإلى ُّ"الوهم" ُّالمتعالي ُّهو
موقف ُّحريتنا ُّفي ُّصلتهَا ُّبالخلقً.
70
ل ُّباعتبارها ُّ"مجازات" ُّتدأعم ُّالمل
تخومهَا ُّكذلكُّ ،إ ل
العقلنيُّ ً.
71
ولكن ُّثمن ُّكل ُّهذا ُّباهضُّ ،إن ُّالساطير
ل ُّعندأ ُّتجريدأها ُّمن ُّكل ُّمةدأى
ليست ُّقابلة ُّللفهَم ُّإ ل
تأملي ُّوعندأ ُّربطهَا ُّبالوظيفة ُّالعملية ُّللعقلُّ ،أيُّ ،في
النهَايةُّ ،عندأ ُّربطهَا ُّبشروط ُّتحقق ُّالحرية ُّالنسانيةً.
وبهَذا ُّالمعنى ُّيمكن ُّالقول ُّإن ُّكانط ُّقدأ ُّفتح ُّالطريق
أمام ُّتأويل ُّوجودأي ُّللساطيرً.
72
الفلسفة ُّمختلفينُّ ،لنه ُّل ُّيمكن ُّأن ُّيكون ُّهنالك
وعيان ُّذاتيان ُّللروح ُّالمطلقُّ ً.إن ُّالدأين ُّوالفلسفة ُّل
يختلفان ُّفي ُّالمضمون ُّبل ُّفي ُّدأرجة ُّالمعرفةُّ ً.فالدأين
يبقى ُّفي ُّمجال ُّالتمثيل؛ ُّألما ُّالفلسفة ُّفهَي ُّوحدأها
التي ُّتلج ُّمجال ُّالمفهَومُّ ً.وبهَذا ُّيكسر ُّهيغل ُّالطار
الضيق ُّللفلسفة ُّالعملية ُّالكانطية ُّويعيدأ ُّللكون
السطوريُّ ،ضمنياُّ ،صلته ُّبالحقيقة ُّالتأمليةً.
73
الخلقي"ُّ ً.وعالم ُّالتمثيل ُّفي ُّالسجلضضين ُّمبرر ُّتماما؛
ففي ُّالتمثيل ُّيتلضقى ُّالروح ُّالمطلق ُّحقيقة ُّجوهريةُّ ،ل
ول ُّإلى ُّوعي ُّذاتي ُّوالى ُّمفهَومُّ ً.لكن
إ تنفك ُّعن ُّالتح ل
ل ُّبلدأ ُّمن ُّالرجوع ُّدأائما ُّإلى ُّنقطة ُّالنطلق ُّهذه
حيث ُّيكون ُّالروح ُّشيئاُّ ،حجرا؛ ُّذلك ُّأننا ُّنتثبت
دأائماُّ ،من ُّخلل ُّالتصوير ُّالحسيُّ ،من ُّأن ُّالروح
ليس ُّبعيدأا ُّعناُّ ،وأضن ُّله ُّالقدأرة ُّعلى ُّالتعريف ُّبنفسه،
وأنه ُّعرف ُّبنفسهُّ ً.ولكنُّ ،وفي ُّنفس ُّالوقتُّ ،فإن
مهَمة ُّبيان ُّأن ُّهذا ُّالغتراب ُّيحمل ُّفي ُّذاته ُّلزوم
تجاوزه ُّهي ُّمهَمة ُّالفلسفةُّ ً.ويمكن ُّإرجاع ُّالقرار
القائل ُّ"لبدأ ُّمن ُّأن ُّيموت ُّالوثن ُّليولدأ ُّالرمز" ُّإلى
التأثير ُّهيغليُّ ً.فموت ُّالوثان ُّهو ُّالذي ُّيضع ُّفعل
علمات ُّارتقاء ُّالتمثيل ُّنحو ُّالمفهَومً.
74
الكونية"ُّ ً.ورغم ُّذلك ُّفهَذه ُّالرموز ُّهي ُّالتي ُّتغذي
بقوتهَا ُّالدأفينة ُّفعل ُّالظهَار ُّحيال ُّالمطلق ُّكل
الرموز ُّالعليا ُّالتي ُّتتمركز ُّعلى ُّأساسهَاُّ ً.إن ُّموت
الرموز ُّالطبيعية ُّقدأ ُّاكتمل ُّفي ُّالفن ُّالغريقي
والدأيانة ُّالغريقية؛ ُّوخلفا ُّللرموز ُّالكونية ُّوالحيوانية،
بل ُّخلفا ُّلرمزية ُّالهَرم ُّوالمسلة ُّالهَندأسية
ُّ ،obélisqueفإن ُّالتمثال ُّالغريقي ُّذات؛ ُّعلى ُّأنه
يجب ُّالتجاه ُّنحو ُّموت ُّثانُّ ،هو ُّموت ُّالصورة
الهَيلينية ُّذاتهَاُّ ً.لقدأ ُّطمبةتع ُّموت ُّ"التمثال" ُّالغريقي
هذا ُّبميلدأ ُّالكوميدأياُّ ،وبجوانية ُّالذات ُّفي ُّالشخصية
القانونية ُّالرومانيةُّ ً.ولقدأ ُّرافقه ُّشعور ُّكبير ُّبالتعاسة
والفراغُّ ً.وفي ُّهذه ُّالمناسبة ُّأعلن ُّهيغل ُّالكلمة
المشهَورة ُّ"مات ُّالرب" ُّآخذا ُّإياها ُّمن ُّالنشيدأ ُّاللوثري
ليوم ُّالجمعة ُّالمقدأسً.
75
وعلى ُّأساس ُّالموت ُّهذا ُّتنبثق ُّالظاهرة ُّالوحيدأة
التي ُّيقول ُّعنهَا ُّهيغل ُّإنهَا ُّ"تجلي" ُّالروح ُّبما ُّهو
هنا ُّ ُّ ،étant-làأي ُّالتجسيدأ ُّالمسيحيُّ ً.بيدأ ُّأن
سياق ُّالموتُّ ،هنا ُّأيضاُّ ،ينتميُّ ،ضرورةُّ ،إلى
استئثار ُّالطائفة ُّبمعنى ُّهذا ُّالتجلي ُّالمطلقُّ ً.فعل،
إن ُّسيادأة ُّالتمثيل ُّلم ُّيبطلهَا ُّالتجسيدأ؛ ُّلقدأ ُّأخذت ُّهذه
السيادأةُّ ،فقطُّ ،شكل ُّالحدأث ُّالجدأيدأُّ ،من ُّناحية،
وشكل ُّتأويل ُّالطائفة ُّله ُّمن ُّناحية ُّأخرىُّ ً.ولهَذا
وجب ُّإعادأة ُّتأويل ُّكل ُّالمحتوى ُّالتأملي ُّللمسيحية
في ُّلغة ُّالمفهَومً.
76
إوان ُّأخذت ُّعنهَاُّ ،بشكل ُّماُّ ،من ُّالخارجُّ ،نظرة
حدأودأية؛ ُّسيبقى ُّهذا ُّالتساؤل ُّمحل ُّنقاش ُّلمدأة
طويلةً.
77
الذاتي؛ ُّفالتمثيلُّ ،كما ُّيقول ُّلوثر ُّعن ُّالكتاب
المقدأس"ُّ ،يؤمول ُّنفسه"ُّ ً.رابعاُّ ،يحتوي ُّفعل ُّالتأويل
هذا ُّعلى ُّمرحلة ُّفانيةُّ ،ول ُّينبغي ُّأن ُّيدأهشنا ُّهذا،
فلقدأ ُّقابلناُّ ،دأون ُّانقطاعُّ ،موضوع ُّالموت ُّهذاُّ ،موت
عالم ُّبما ُّهو ُّشرط ُّلكل ُّخلق ُّعهَدأ ُّجدأيدأُّ ً.وهذا
الموت ُّليس ُّهو ُّما ُّيقوله ُّالتمثيل ُّفحسبُّ ،و-المثال
على ُّذلك ُّفي ُّرمزية ُّيوم ُّالحساب ُّوغضب ُّالرب
التي ُّتقلب ُّحكاية ُّالصول ُّإلى ُّنبوءة ُّنهَايةُّ ،-بل
هذا ُّالموت ُّهو ُّما ُّيعمل ُّدأاخل ُّنسيج ُّالتمثيل ُّذاته:
78
السطورة ُّالدألليُّ ،وهذه ُّالخاصية ُّهي ُّأن ُّالسطورة
ل ُّفي ُّتعدأدأ ُّأصوات ُّكل ُّأشكال
ل ُّيكون ُّلهَا ُّمعنى ُّإ ل
الخطاب ُّفي ُّأفق ُّ"استبدأادأ ُّكلي"ً.
79
بقدأر ُّما ُّينطلق ُّمن ُّفكرة ُّالدأافع ُّالتي ُّتحث ُّالعبدأ ُّنحو
الحريةُّ ً.فإذا ُّفهَمنا ُّالخلق ُّبهَذه ُّالكيفيةُّ ،باعتبارها
مجموع ُّشروط ُّتحقيق ُّالحريةُّ ،فكل ُّفهَم ُّللذاتُّ ،إذن،
فهَم ُّأخلقي ُّويمكن ُّأن ُّنجزم ُّأن ُّالمعرفة ُّالرمزية ُّهي
المنعطف ُّالطويل ُّالذي ُّتكتشفُّ ،من ُّخللهُّ ،الذات
شروط ُّتتأتمسةستهَا ُّالخاصُّ ً.أليست ُّوظيفة ُّالسطورة
الولى ُّهي ُّتأسيس ُّالزمن ُّالتاريخي؟
80
كل ُّمسار ُّالتمثيل؛ ُّإنهَا ُّدأاخلهُّ ،تسقيه ُّوتضمن ُّله
حركيته ُّوعمل ُّتدأميره ُّالذاتيُّ ً.وبهَذا ُّالفهَمُّ ،ل ُّيضاف
المفهَوم ُّإلى ُّالتمثيلُّ ،إنه ُّنور ُّالتمثيل ُّالدأاخلي؛ ُّوهذه
ث ُّعن ُّذاتهَا ُّليست ُّشيئا ُّآخر ُّغير
الحقيقة ُّالتي ُّتتضبتح م
وعينا ُّبالمطلق ُّدأاخلناُّ ً.واذا ُّكان ُّالمر ُّكذلكُّ ،فل
إ
مجال ُّللختيار ُّبين ُّالتأويل ُّالعملي ُّالخالص ُّللرمزية
السطورية ُّوبين ُّتأويلهَا ُّالتأمليُّ :إن ُّالسطورةُّ ،من
خلل ُّقصدأها ُّالدألليُّ ،تصلور ُّوحدأتهَماُّ ً.ول ُّمجال
كذلك ُّللختيار ُّبين ُّالتمثيل ُّوالمفهَومُّ :فالتمثيل
السطوريُّ ،من ُّخلل ُّقصدأه ُّالدأللي ُّدأائماُّ ،يهَدأف
إلى ُّكلية ُّالمعنى ُّهذهُّ ،التي ُّسضماها ُّهيغل ُّبحق
"مفهَوما"ُّ ،والتي ُّتسعفُّ ،في ُّنفس ُّالوقتُّ ،المفهَوم
بهَذا ُّالتبسيط ُّالذي ُّسلماه ُّكانط"ُّ :فنا ُّمخفيا ُّفي
أعماق ُّالطبيعة"ً.
81