Professional Documents
Culture Documents
أثير عبدالله - أحببتك أكثر مماينبغي PDF
أثير عبدالله - أحببتك أكثر مماينبغي PDF
عمرنا هذا معا .. ! ..وطفلنا الصغير يلعب
ت بأننا سنكون في ُ
ع مما ينبغي .. ! ..ظنن ُ
أسر ً
بيننا .. !! ..
حبي لك ..
ب أحلمي الحمقى ! ..غارقة في ُ
لكني أجلس اليوم بجوارك ,أند ُ
حطامك .. ! ..
ول قدرة لي على انتشال بقايا أحلمي من بين ُ
حبا .. ! ..
أشعر وكأنك تخنقني بيدك القوية ياعزيز ! تخنقني وأنت تبكي ُ
أحببتك أكثر مما ينبغي ,وأحببتني أقل مما أستحق .. ! ..
--------------------------------------------------
---------------------------------------------------
---------------------------------------------------
------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------
كنت أقرأ في الحديقة العامة الصغيرة ..وكنت مستلقيا على ظهرك بجواري ممسكا بخصلة
من شعري ...
ُكنت ُتغني ,
.. ! .. you are beautiful
..it's true
,I saw your face in a crowded place
,And I don't know what to do
..because I'll never be with you
.. you are beautiful .. you are beautiful
.. ! .. it is truth
نظرت إليك ..إذن فأنت تعرف بأني سأكون مع رجل آخر .. ! ..
تجاهلتني ..
.. you are beautiful .. you are beautiful
.. ! .. it is truth
.. ! you must be an angel
ربت بيدي على شعرك ..ودعيت ال في سري أن أنتهي منك قريبا .. ! ..
ل للغاية ...
أما أنت ,فطريق عودتك طويل ..طوي ُ
تشاجرنا يومها ,قلت لك بأنك سُتحرم من البعثة ! ..
فسير دراستك سيء وأمورك ليست على ماُيرام .. ! ..
قلت لي :جمانة ,,اسمعي ! ..بصراحة أنا لن أعود ! ..أفكر بالستقرار ُهنا ..
صرخت فيك :ماذا عني ..وأنا ..؟؟ ..
ت !! ..
هززت كتفيك ببساطة ,فلتبقي ياجمانة ! ..فلتبقي معي إن أرد ِ
مالذي يحدث لك ياعزيز .. ! ..
ك ل تتفهمين ! ...
ك ,وأريدك لكن ِ
أحب ِ
-------------------------------------
تأخرت تلك الليلة كثيرا ياعزيز ,فأيقظتني باتي فجرا ُمنبهة ..
ك لم يعد بعد ! ..
جمانة صديق ِ
ليس صديقي ياباتي ,ليس صديقي ! ..
تسكن معهم منذ أربع سنوات ياعزيز ,ولم يفهموا بعد معنى مابيننا .. ! ..
لننا معا ..ولسنا معا .. !! ..
هاتفك مغلق ..كعادتك في لياليك الصاخبة ..
قدت سيارتي لمنزلك ..كنت أبكي في طريقي ياعزيز !
لماذا تفعل بي هذا ! ..
جلست معهم انتظرك وكلي َمهانة .. !..
قال لي الكهل :ل تقلقي جمانة ! ..عزيز ُيحبك .. ! ..صدقيني جمانة ُ ,كنت كـ عزيز في
شبابي ..فلتسألي باتي ! ..
كنت أصرخ في أعماقي ,اصمت يابوب اصمت ! ..
سجين ! ..
جئت ُمترنحا ,تجر قدميك كـ ُثقلي َ
صاح فيك بوب ُمعاتبا ,عزيز ..تأخرت كثيرا ..قلقنا عليك ! ..
لم ترد ,جلست على الرض أمامي واضعا رأسك على ركبتي ! ..
جمانة ! ..أريد أن أنام .. ! ..
أين ُكنت ؟ ..
أنا ُمنهك ..أريد أن أنام .. ! ..
عبدالعزيز ! ..
ك.. ! ..
ك ..أرجو ِ
صحت فيني وأنت تبكي ُ ..أحب ِ
أخذتك أنا وبوب إلى فراشك ..نمت وأنت تمسك بيدي .. ! ..
كانت عيناك تدمعان .. ! ..
ت بجوارك حتى بزغ النور ..
جلس ُ
ت أبحث في ملمحك عن شخص أكرهه ! ..
كن ُ
حبي له .. ! ..
ل أحبه ..وأكره ُ
لكني لم أجد سوى رج ً
أتذكر
لقائنا الول ..
23سبتمبر في عيدنا الوطني .. ! ..
دخلت المقهى الذي أصبح فيما بعد ُملتقانا الدائم ..
ُكنت تقرأ وحيدا في أحد الركان ! ,
ت على الطاولة المقابلة لك ..واضعة ) شماغ ( حول رقبتي كـ شال ..
جلس ُ
شدك ) فيما يبدو ( الشماغ ,فأطلت النظر إلي ..
ك؟
أشرت بيدك إلى عنقك وسألتني بالنجليزية وبصوت عالِ ,أتفتقدين وطنا يقمُع ِ
ل منه .. ! ..
أجبتك بالعربية ,أيفتقدك وطنا تخج ُ
ت سريعة بديهة ! ..
ت :أن ِ
ابتسم ْ
وأنت ,غاضب ! ..
ك بالنجليزية ! ..
ت أني سعودي ؟ ..سألت ِ
كيف عرف ِ
أشرت إلى الكتاب العربي الذي كنت تقرأه ..بدون أن أن أنطق ..
قلت بسخرية :اسمي عبدالعزيز ,كاسم الموحد ! ..
وأنا جمانة ..
كاسم جنية ؟
تجاهلتك وتشاغلت بتفتيش حقيبتي ..
ت مسترجلة ؟
سألتني :لماذا تضعين شماغ ,هل أن ِ
رفعت لك رأسي ُمندهشة :نعم !!
ت مسترجلة ؟ ? Lesbian ..
هل أن ِ
سألتك :وهل أبدو لك كـ مسترجلة ؟
ل ,لكنك قد تكونين ولهذا أسأل .. !! ..
كنت ُمستفزا لي في لقاءنا الول ياعزيز ,كيف ورطت نفسي مع رجل َيستفزني منذ اللحظات
الولى ! ..
ل يكره وطنه ! ..فلماذا آمنت بخيرك ..؟! ..
جِدائما ماكنت مؤمنة بأن ل خير في ر ُ
--------------------------------------------------------
--------------
ل أدري ماهي أسباب عدائكما الدائم أنت وهيفاء صديقتي الكويتية التي أسكن معها ..
كنا نتناول غداءنا في أحد المطاعم اليطالية ,حينما اتصلت داعية اياي على الغداء ..
أخبرتها معتذرة بأنني أتغدى معك ..قالت لي :جوجو ..هذا الرجل ل يستحقك .. !..
ابعدت الهاتف عن أذني وقلت لك عزيز ,هيفاء تقول بأنك ل تستحقني .. !! ..
قلت وأنت تقلب طبق الفوتشيني ,قولي لها موتي !! ..أسأليها لماذا ل تموت بالمناسبة ؟؟ ..
كنت أضحك بجذل ,وهي تشتمك على الطرف الخر ..
سألتك بعد أن أغلقت ,حرام لماذا تكرهها .. ! ..
قلت بعصبية ..لنها غبية ..تغار عليك مني ..غبية ..شاذة .. !! ..
أغلقت فمك بيدي ..عييييييييييب .. !! ..
جمانة ,أنتبهي ..هيفاء ستدمر مابيننا ..أقسم بربي أن فعلت لبكيها دما .. !! ..
لن تفعل ! ..ل يستطيع أحد غيرك أن يفعل ..
لكنك ظللت تردد طوال اليوم ,غبية ..شاذة .. !! ..
الحب أعمى ياعزيز ..رأت هيفاء فيك مالم أره ! ..
--------------------------------------------------------
-------------
---------------------------------------------
ت أنا في السادس من يونيو في منتصف الثمانينات ..وولدت أنت في الثامن من أبريل في
ولد ُ
صفان ..
منتصف السبعينات ُ ..كلنا ُمنت ِ
مؤمنة أنا بأن جميع مواليد أبريل كاذبون .. ! ..ولقد ُكنت تكذب علي كثيرا ياعزيز ..
ب أنت كأبريل ُ ,مزهُر أنت كـربيعه .. ! ..
كاذ ُ
ف الكذب وربيع الفصل معا .. ! ..
أيجتمع خري ُ
صدقني فيك اجتمعا ..لطالما ُكنت ربيعي ياعزيز ..وكذبة عمري التي صدقتها طويلً ,
وأحببت العيش فيها ! ..
ن لم أعرفها مع سواك ..
لطالما كان الكذب بنظري شديد السواد ,لكنك ُكنت تزهي كذبك بألوا ِ
! ..
ُكنت تتباهى دائما بأني ) فراشُتك ( لكنك ُكنت كالعنكبوت ياعزيز ,نسجت وخلل سنواتنا معا
خيوط متينة من حولي ..
لم تتمكن الفراشة من انتشال نفسها من بين خيوطك الُمتشابكة ! ..
أأخبرتك ُمسبقا بأن أكاذيبك ساذجة ..؟! ..أتدرك كم هي ُمضحكة أعذارك ..؟
جل ينبضُ قلبه في صدرها ..ويحتضر قلبها
أترى فيني إمرأة غبية ..تنطلي عليها أكاذيب ر ُ
بين أضلعه التي ضاقت على فؤاِد يخفق له وحده ! ! ..
ت بغبية ياعزيز ..أنا ضعيفة ..ضعيفُة للغاية ! ..ضعيفة لدرجة أن أرتضي تصديق
لس ُ
كذبك .. ! ..
حينما ُكنت تقضي ساعات الليل بطولها على الهاتف مع ) أخوتك ( في الرياض ..كن ُ
ت
أحاول تصديقك في كل ليلة ..
ُكنت أدرك بأنك كاذب ..لكني حاولت من أجلك أن أتفهم ! ..
أتدري ياعزيز ..
ت ل تتفهمين ( ,,أدرك بأن أنثى
في كل مرة ُكنت تردد على مسامعي ) كوني متفهمة ,أن ِ
جديدة دخلت بيننا ! ..
وإن ُكنت تعود لي في كل مرة نادما ..
كوني متفهمة في قاموسك تعني أنك تخون وبأني لبد من أن أكون غبية أو أن أتجاهل !! ..
جل لعوب ..أشرب وأعربد
في إحدى شجارتنا صرخت في وجهي :جمانة أسمعي ..أنا ر ُ
وأعاشر النساء ..لكني أعود إليك في كل مرة .. !! ..
ك في الثلثين من عمري ..فات وقت التغيير ياجمانة ..ل
جمانة هذا أنا .. ! ..عرفت ِ
ت ..لكني ل أتغير
ك أن ِ
ت ..أرغب ب ِ
ك أن ِ
أستطيع أن أتغير ٌ ..أحب ِ
ولم تتغير .. ! ..
أُتصدق بأن أقسى خياناتك لي كانت حينما أخطأت باسمي !! ..ناديتني مرة باسم إمرأة آخرى
..
قد ل تكون اللحظة البشع لكنها كانت موجعة للغاية ياعزيز .. !! ..
ماأصعب أن تنادي إمرأة بإسم آخرى على الرغم من أنها تكاد أن ُتنادي كل رجال الدنيا
باسمك ..
أتدري مالكثر إيلما ..؟ ..إنكارك لهذا .. !! ..ماأسهل إنكارك يارجل ُ ..تنكر كل شيء
ببساطة ..وكأن شيئا لم َيُكن .. !! ..
دائما أنت ) لم تفعل ( ودائما أنا ) أفتعل ( المشاكل ..
صرخت بوجهك لحظتها :أُتحاول أن ُتشككني بعقلي ..؟ ..
ت عاقلة حتى أشكك بعقلك ..؟؟ ..أنتِ مجنونة ..مجنونة خااام ..
أجبتني :وهل أن ِ
ض طويل .. !! ..
قلت لك مرة ,أنت ُتنهكني ..أشعر وكأنني في َمخا ِ
جمان ..فل تحاولي ..
ك أن يلفظني يا ُ
أجبتني واثقا :يأبى رحم ِ
أتقتلني يوما ياعزيز ؟! ..أأموت متعسرة في ولدتي بك ..أم أموت ُمتسممة برجل
يسكنني ..يرفض وجوده جسدي ول قدرة له على لفظِه ؟ ..
كم أود انتزاعك ياعزيز من أحشائي ! ..
حب ِ
ك حبي لك و ُ
كنا نلعب الشطرنج في بيتك حينما سألتني :جمانة ..أتدرين مالفرق بين ُ
لي ..؟
أيوه !
ك كثيرا عندما تضحكين ..أحبك حينما ترفعين أحد حاجبيكِ شكا ..
أنا أحب كل مافيك ..أحب ِ
وتعقدينهما غضبا ..أتعرفين أنهما يصبحان كرقم 88؟
حقا ؟ ..معلومة سخيفة .. ! ..
ك متورطة بي
ت ..فتحبيني وتكرهين كل مافيني ُ .. ! ..تشعريني دائما بأن ِ
أما أن ِ
ياجمانة .. !! ..
أنا متورطة بك بالفعل .. ! ..
ت في اللعبة سألتزم بكل ما تقولين شهر
ك من هذا الن ..إن فز ِ
ابتسمت :أسمعي ..دع ِ
كامل ..
سألتك :وإن فزت أنت ..؟ ..
لمعت عيناك :سأحظى بـ .. Kiss
هذا اللي ناقص .. ! ..
قلت بالنجليزية موجها حديثك لروبرت الجالس أمام التلفاز
بوب ,أتصدق بأنني ُمغرم بها منذ 4سنوات ولم أقبلها قط ..؟
قال لي بوب .. i'm proud of you :
ضحكنا معا ..قلت له :هي تدعي بأني أشككها بعقلها ..وأنا أؤكد لك بأنها تشككني
برجولتي .. ! ..
ك هذا ُمحتال ..فاحذري ..
ك منه ياصغيرة ..صديق ِ
قال بوب :دع ِ
قلت لي يوما ..ل تصدقي شاعرا أبدا ..كل الشعراء كاذبون ,بيئة الشعراء قذرُة للغاية ..
الُمضحك في المر ..أنك شاعر وكاتب .. !! ..
لكنك ل ُتناقش معي هذا ..تتجنب دوما مناقشة مقالتك معي ..أو أن تقرأ لي قصيدة ..
ل أقرأ لك إل من خلل العلم ..وتعلل هذا بأنه أمُر ُيحرجك .. ! ..
نشرت قبل أشهر مقالة عن أخلقيات المغتربين وعن ضرورة تحصين الُمبتعث دينيا وأخلقيا
قبل السفر ! ..
جل ! ..
أضحكتني يار ُ
-------------------------------------------------
--------------------------------------------------------
-------
خلل الصيف الذي قضيناه في السعودية ,تشاجرت مع أخي الكبر ..كنت أنت وقتها في
القصيم ...
اتصلت بك باكية ..أجبتني بين حشد من الناس ,كانت أصواتهم عالية جدا ..لم تُكن تسمعني
جيدا ..
أنا أبكي ,وأنت تصرخ ..ماذا ؟ ..هيه ..ل أسمعك .. ! ..ثواني ..
ُكنت أسمع صوت خطواتك وأنت تمشي ..قلت لي ما أن ركبت سيارتك ..
واحشني القمر .. ! ..
لم أتمكن من الجابة عليك ..كنت أبكي .. !! ..
قلت لي ممازحا :ليه يارمانة الحلوة زعلنة ؟
ازداد نحيبي على الرغم مني ..
ال ! ..ال ! ..ليه مشغلة الونان ؟ ..من زعلك ..؟ ..
..أنت ..أنت منشغل عني بأصدقائك .. ! ..
ن أنا ..كل شيء أنا ,كل شيء أنا .. ! ..
ياحياااة الشقاء ..مسكي ُ
أنت ل تحبني ياعزيز ..لو كنت تحبني لما أنشغلت عني ..
قلت لي :جمااانة ..أنا في القصيم ..المكان الوحيد في العالم الذي يجب أن ل تخشي علي
وأنا فيه .. !! ..جمانة ليوجد هنا سوى النخيل ..لن أخونك مع نخلة ! ..
لكنك ل تشتاق لي .. ! ..
ت تدركين ذلك .. ! ..
أشتاق ياصغيرتي أشتاق ..لكني ل أستطيع التحدث معك ُهنا وأن ِ
أنت تهملني ..
آسف ,أخبريني ..من الذي أغضبك ..؟ ..
خالد .. ! ..
ماذا فعل النسيب ؟
يقول أني سطحية .. ! ..
الُمجرم .. !! ..
أتسخُر مني ؟
ل يابيبي ,سأهشم رأسه حينما أعود إلى الرياض ..ل أحب الذين يغضبون حبيبتي ..
كيف تضربه وأنت ل تعرفه ؟
ل بأس ياقمري ,سأتعرف عليه ! ..
أمممم ..حسنا ..
بعض الكذب لذيُذ أحيانا ُ ..أدرك بأنك لن َتفعل ..وُتدرك أني أدرك بأنك لن تفعل ..وعلى
الرغِم من هذا ُ ..مستمتعة أنا بحمايتك المزعومة لي
وسعيُد أنت بلجوئي إليك .. ! ..
يقول نزار ,طفلين ُكنا في محبتنا وجنوننا وضلل دعوانا .. ! ..
طفلين ُكنا ياعزيز ..حتى في ضللنا .. !! ..
------------------------------------------
في زيارتي الولى للعائلة التي تسكن معها ,خلل بداياتنا معا ..
قال لي روبرت بعد أن تعارفنا :أنتم شعب جميل للغاية .. ! ..أحببنا شعبكم عندما تعرفنا
على عزيز ..وسنحبُه أكثر من أجلك .. ! ..
لها الحنين .. ! ..
استطردت باتي :كما أن موسيقاكم جميلة .. ! ..يم ُ
ت ..؟ ..
سألتها :لمن استمع ِ
أشارت بيدها إليك :استمعنا لعزيز .. ! ..إنه رائع .. ! ..
لم تكن قد أخبرتني بعد أنك ُتجيد العزف على ) العود ( ولم أتخيل يوما أن أجد ) عودا ( في
هذه البلد ! ..
جلة إلى وجهك ..أنا ُمبتديء .. ! ..أعزف كهواية ..لس ُ
ت خِحمرة َ
تسربت ُ
ِبُمحترف .. ! ..
قلت :أريد أن أسمع منك .. ! ..
ل لكن باتي و روبرت كانا لك بالمرصاد .. ! ..
حاولت أن تتهرب خج ً
أحضرت عودك من غرفتك واحتضتنه :ماذا ستسمعين ..؟ ..
أي شيء ! ..
سبق وسمعتيه عودا ..سأسمعك ) ليلة القبض
ك قد َ
ك شيئا ل أظن بأن ِ
أممم ..حسنا سُأسمع ِ
على فاطمة ( .. ! ..
ل ..فسألتك بدهشة :من هي
لم أكن أعرف مقطوعة ) عمر خيرت ( هذه ..ولم أسمع بها قب ً
فاطمة ..؟؟ ..
أجبتني بعفوية :خادمتنا التي هربت .. ! ..
ت ثقيلة ظل ..؟
جمان ..أتدركين كم أن ِ
قلت لي مرة ُ :
أجبتك بغضب :نععععععععععععععععم ؟؟
ك ثقيل .. ! ..
ببراءة :دم ِ
سألتك :ولماذا تحبني إن ُكنت ترى أني ثقيلة ظل ..؟
أممم ..ل أدري ..أحب تفاصيلك الخرى .. ! ..
مضى أكثر من شهر بعد هذه الحادثة ُ ..كنت أذاكر في نفس المقهى لوحدي ..حينما دخل
) ماجد ( بصحبِة طفليه ..
ابتسم وحياني ..فبادلته البتسامة والتحية .. ! ..
جلس على الطاولة المقابلة مع الصغيرين ..كان طفله الصغر شديد الثرثرة ..كثير
السئلة ..لم أتمكن من التركير بسبب صوتِه العالي ..
ارتفع صوت والده :أحمد ..أخفض صوتك ,عمة ُتذاكر ..
ت طفولِة عربية . ! ..
رفعت له رأسي بإمتنان :ل بأس ..أشتاق لصو ِ
ت طفلة .. ! ..تبدين كـ طفلة .. ! ..
أن ِ
ت كذلك .. ! ..
لس ُ
ن صغيرة لكان من الممكن أن تكون
ت طفلة ..لو ُكنت قد تزوجت في س ِ
بالنسبِة لعمري ..أن ِ
لدي الن ابنة بعمرك .. ! ..
ل مثله ٌيدرك أن فتاة مثلي تشتاق
عرف ماجد كيف ُيضفي بعض الطمأنينة لحوارنا ..فرج ُ
ب ل َيرحم ! ..
ح ِ
ن أبوي في غربُة ل ُتطاق وتحت وطأة ُ
لحنا ِ
تحدثنا عن الدراسة والوطن وغربتنا القاسية ..و عن أطفاله الشقياء ..أخواني
جدد ( .. ! ..
) ال ُ
سألني إن ُكنت أزور المقهى كثيرا ..فأجبته نافية بأني أقضي ُمعظم وقتي في مقهى آخر ..
سميتُه له ..
تبادلنا المنيات بالتوفيق ..وغادرت المقهى بعد أن قبلني طفليه الشقيين .. ! ..
في المساء ..حدثتك عنهم ياعزيز ..كان قد سبق لي وأن أخبرتك عن لقاءنا الول معه ..
أخبرتك عن تفاصيل التفاصيل ..
ت تعلمين بأنه ) قليل أدب ( فلماذا تتحدثين معه ..؟ ..
غضبت كثيرا ..قلت لي :أن ِ
أجبتك :أب في الربعينات من عمرِه ياعزيز ..كوالدي ..
أسمعي ,ل والد لك سوى من تحملين أسمه ..ول أخوة لك سوى أشقائك ..
وأنت ..؟
جمانة ..هذه آخر مرة أسمح لك بمث ِ
ل ت بديوث يا ُ
ت بوالدك ول بشقيقك ..لس ُ
أنا حبيبك ..لس ُ
هذا ..
ب أمر رجولتك هذه ..ماأكثر ما ُتجرح وماأسهل أن َتجرح ياعزيز .. ! ..
كم هو غري ُ
ت أسابيع على لقائي بماجد وابنيه ..زار تفكيري كثيرا خلل هذه الفترة ..
مض ْ
ل أدري لماذا أفتقدته لكني أدري كم أحببت رؤيته ذلك اليوم .. ! ..
خلل فترة امتحاناتنا اصطحبتني لمقهانا الُمعتاد لنذاكر ُهناك كالعادة ...
حكِم تواجدنا الدائم بالمقهى ..
ت صديقة لنا ب ُ
جاءت لنا النادلة والتي أصحب ْ
ك هذه
جل اليوم وترك ل ِ
قالت :مرحبا ..كيف حالكم هذا اليوم ..؟ ..جمانة ,جاء ر ُ
الورقة ! ..
سحبت الورقة من يدي قبل أن أقرأها ..اتسعت عيناك بشدة ونظرت لي نظرة أرعبتني ..
أحسست وكأن صاعقة ضربت جسدي .. ! ..
سألتك بخوف :ماذا ..؟ ..مالمر ..؟ ..
رميت الورقة بوجهي بغضب ومشيت .. ! ..
ط أنيق ..
فتحتها بفزع ..كان مخطوطا عليها وبخ ِ
ت ولم أجدك ..أفكر فيك ..ماجد العاتكي .. !! ..
جمانة ..مرر ُ
تركتني وراءك كالملسوعة ..ركضت خلفك بعد أن تمالكت نفسي لكنك أختفيت بين الناس
ح غاضب .. ! ..
بسرعة ِشب ِ
هرعت إلى منزلك ..كاد زجاج الباب أن ينكسر بيدي وأنا أقرعه بجنون ..فتحت لي باتي
الباب بفزع ..
ت شاحبة .. ! ..
جمانة ..مالمر ياعزيزتي ..أن ِ
ُ
سألتها عنك لكنك لم َتُكن في البيت ..جلست مع باتي وروبرت ..أخبرتهما بما حدث وأنا
ل .. ! ..
ألهث ُ ,كنت أرتجف انفعا ً
ل حتى يهدأ ..
ك منه ..إنه معتوه ..أتركيه قلي ً
جمانة ,دع ِ
صاح روبرت ُ :
انهملت دموعي على الرغم مني :لكني لم أفعل شيئا يابوب .. ! ..
جمانة ُ ..ندرك كم ُتحبين عزيز كما ُيدرك هو ذلك ..لكنه ُمدلل
ربتت باتي على كتفي ُ :
ك كثيرا ..إن كان ُيحبك لبد أن يثق بك ..
ويؤذي ِ
ت صديقتنا أيضا ..
جمانة ..أن ِ
ل بصوته الرخيم ُ :
وضع روبرت يده على ركبتي قائ ً
ك أكثر من هذا ..
ك ..لن نسمح لعزيز أن يجرح ِ
وُنحب ِ
سألتهم :ماذا أفعل ..؟
جمانة أذهبي للمنزل وذاكري دروسك ..سنتصل بك حينما يصل عزيز لتطمئني ..
روبرت ُ :
ن ذليل وكأنه صك
سكة بورقِة ماجد بحز ِ
غادرت منزلهم مكسورة الخاطر ُ ..مم ِ
طلقي .. ! ..
ت وكأني في ُأحجية ..متاهات بداخل
ُكنت أمشط الطرقات ..بحثا عن منزلي ..شعر ُ
ل متاهات ..
متاهات بداخ ِ
ل ملبسي ..أنكمشت بداخل الفراش وكأني
حينما وصلت إلى منزلي ,دخلت فراشي بكام ِ
قطة صغيرة تهطل فوقها الثلوج في ليلة برِد قارسة ! ..
حاولت التصال بك ..كان هاتفك ُمغلقا ..
ُكنت أضغط على زر التصال ..وأنا استجديه أن َترد ...ودوائر دموعي الممتزجة بالكحل
تكبر وتتوسع على وسادتي كالفحم السائل ..
ل معدتي ..أأموت وجعا بسببك ياعزيز أم تفقدني
شعرت وكأن حمم من الجمر تستعر بداخ ِ
عقلي ..؟ ..لطالما شعرت بأني سأموت يوما بسببك .. !! ..
أرتفع صوت نغمتك الخاصة ..كان وقعها ُمخَتِلفا هذه المرة وكأني أسمع موسيقى آخرى ..
ل أعرفها .. ! ..
والداي ُيسمياني ) َترف ( ..صديقاتي وزملئي يطلقون علي الـ ..Queenوأنت ُتسميني
ماري أنتوانيت ! ..
لكن ُكل هذه اللقاب ل ُتشكل شيئا من طبيعتي ..على الطلق .. ! ..
سألتك مرة :لماذا ُتطلق علي ماري أنتوانيت ..؟
أجبتني ,لنك مثلها ..ماري أنتوانيت ملكة ..كان شعبها ُيعاني الفقر بينما كانت تعيش في
بذخ
تظاهر الشعب يوما أمام قصرها وانقلبوا على عرشها ...كان الشعب في مجاعة .. ! ..
خبزا يأكله ..
سألت ماري أنتوانيت وزيرها ..عن سبب تمردهم فأجابها أن الشعب ل يجد ُ
قالت له بسذاجِة ولماذا ل يأكلون الكعك ..؟
ت مثلها .. ! ..مثلها تماما .. ! .
أن ِ
غضبت منك كثيرا ياعزيز ..فمقارنتي بإمرأة مثلها ُمقارنة غير لئقة .. ! ...
أتعرف ! ..حينما ُكنت صغيرة ُ ..كنت ل أأكل في الوقت الُمخصص للستراحة ..أظل
أقاوم جوعي بضراوة حتى أعود إلى المنزل ..
ُكنت ل أطيق فكرة أن أستمتع بإفطاري بينما ُيعانين بعض زميلتي من الجوع .. ! ..
لم ُيكن تشبيهي بها منطقيا أبدا ...أبدا ياعزيز .. ! ..
ت ِبُمترفة .. ! ..بل أنت الُمترف ُ ..هناك خرافة قديمة عن أصحاب العروق
قلت لك :لس ُ
البارزة ُ ..يقال بأنهم ُمترفين .. ! ..
ت بهذه الخرافة ..؟ ..
قلت لي :من أين جئ ِ
ل أدري ..إما أني قرأت عنها وإما أني ألفتها ..
بل هو خيالك الواسع ياصغيرة .. ! ..
دائما ماُكنت تقول أني واسعة الخيال ..حينما أكتشف أحد خياناتك يصبح خيالي واسعا ..
ب مـا ..يصبح خيالي واسعا .. ! ..
حينما أشعر بخط ِ
دائما ماتتحجج بخيالي الواسع ياعزيز .. ! ..ذريعتك التي مللتها .. ! ..مللتها كثيرا ..
حنا لذلك
ُكنت أظن بأن الزرافة ُأنثى وبأن ذكر الزرافة ) زراف ( ..ل أذكر سبب طر ِ
الموضوع الشيق ! ..
لكني أذكر بأنك ضحكت حتى وددت لو تنشق الرض وتبتلعني .. ! ..
جمان ..كيف أبتعثت ِ
ك سألتني حينها ..وما اسم ذكر النعامة ؟ ..نعام ..؟ ُ ..
الوزارة ..؟! ...
ت ال كثيرا عندما نسيتها .. ! ..
ظللت ُتردد هذه الحكاية لسابيِع ..حمد ُ
ُكنت تجلس مع مجموعة من الزملء والزميلت في مطعِم الجامعة ..مررت للقي عليكم
التحية ..
جمان ..أخبريهم ما اسم ) زوج ( الزرافة .. ! ..
ضحكت حينما رأيتني ُ ..
قلت لك :زرافة ..لماذا ..؟
صحت فيهم :كذااااابة ..أقسم بال قالت لي زوج الزرافة زراف .. ! ..
ظللت تحلف بأغلظ اليمان .. ! ...قلت لهم :ألم أخبركم أنها ُمبتعثة عن طريق
الواسطة ..؟؟
ل مثلك إمرأة ُيشك بالكثير من ُقدراتها .. ! ..
جِق لك أن َتشك بذكائي فإمرأة ُتغرم بر ُ
يح ُ
سألتك مرة أن ُكنت تظن بأني جميلة .. ! ..
ت حبيبتي ..فلبد من أنك إمرأة جميلة ..جميلُة جدا .. ! ..
ُقلت لي ..ماُدم ِ
ُقلت لك :أتقصد بأني حبيبتك فقط لكوني جميلة ..؟! ..
ت جميلة .. ! ..
قلت بخبث :ل ..أقصد لو لم تكوني حبيبتي لما ُكن ِ
كم أنت مغرور ياعزيز .. ! ..
ض الحيان
ُأدرك في قرارة نفسي بأنك ل تجدني جذابة كـ غيري ممن حولنا .. ! ..في بع ِ
يهز هذا الحساس ثقتي بنفسي .. ! ..
لكني في أحيان كثيرة ُ ...أدرك بأني جميلة ..جميلة للغاية .. ! ..
قد ل أكون من النوع الُمفضل لديك ...ل أملك المواصفات الخارجية الجذابة لرجال
الخليج .. ! ..
ت ببيضاء ..ول بشقراء ..ول ملونة العينين .. ! ..كما ُتحب ..
لس ُ
صارحتني مرة ..بأني متواضعة ) الشكل ( لكني روحي جذابة ..تخترق القلوب .. ! ..
أتذكر ..في أحد أنشطة الجامعة ُ ..كنا نجلس كمجموعة كبيرة ..حينما دخل الُمتحدث
الول .. ! ..كان كنديا ..
ل ..عفوا ماأسمك .. ! ..
أشار بيدِه ناحيتي ..قائ ً
ت يدي على صدري وسألته بدهشة :أنا ..؟ ..أتقصدني ..؟
وضع ُ
ت ..ماأسمك ..؟
هز رأسه :نعم ..أن ِ
جمانة ..
قلت له ُ :
جمانة ..؟ ..
ت يا ُ
سألني :من أين أن ِ
قلت له ..أنا عربية ..من المملكة العربية السعودية .. ! ..
رفع حاجبيه بدهشة :حقا ..غريب ؟ .. ! ..تبدين كنجمات السينما .. ! ..
ت إليك بنشوة ُ ..كنت تنظر إليه بضيق .. ! ..
نظر ُ
ل .. ! ..
قلت له :شكرا جزي ً
قال لي :أسمعي ُ ..هناك امتحان لختيار الممثلين ...أتودين أن تجربي ..؟
أجبته ..ل ..شكرا ل أحب التمثيل ..
أخرج من جيبه بطاقته الخاصة ..فكري ..أنها فرصتك .. ! ..
قلت لك بعدما خرجنا ..شفت الناس الذوق .. ! ..
أجبتني :يستهبل .. ! ..
أشعر وكأنك تحاول أن ُتدمر ثقتي بنفسي ياعزيز ..يراودني هذا الشعور كثيرا ..
ن بأنك استطعت أن تفعل بي هذا .. ! ..
أظ ُ
-------------------------------------------------------
ب ماجد ..
في غيابك لليوم الثالث ,بعد شجارنا بسب ِ
ت إلي برسالِة تذكيرية ..للصلة .. ! ..
ت بوالدتي بعد أن بعث ْ
اتصل ُ
ت لو كانت معي ..بجواري ..تخبئني بحضنها ..وتنتشلني من
ُ ..كنت بحاجِة لها ..كم تمني ُ
ك تماما بأنها غير سوية ! ..
علقة ُأدر ُ
س على رفاتي .. ! ..
حطامي ..وتدو ُ
علقة ُتحطمني ..تحرق ُ
أمي ُمختلفة ُ .. ! ..مختلفة جدا .. ! ..
تحبني كثيرا ُ ..تعطيني دوما ول تأخذ مني أبدا .. ! ..
علقتي بوالدتي تختلف عن الصورة النمطية الُمعتادة لعلقِة فتاة بأمها ..
ب والدي وتضحي من أجله .. ! ..
والدتي رقيقة ..معطاءة ُ ..تحبنا كثيرا ...تح ُ
ب بينهما .. ! ..
ح ِ
حب رقيقة ..وإن ُكنت ل أشهد على الكثير من ال ُ
ي بعد قصة ُ
تزوج والد ّ
علقتهما مبنية على الكثيِر من الَتضحيات والتنازلت ..والحترام الُمتبادل ..لكني لم أشعر
يوما بشغِفهما لبعضهما .. ! ..
ل بالدنيا ..ويخبرنا والدي أحيانا بأن أمي فريدة
جِ ..تخبرني والدتي سرا بأن والدي أعظم ر ُ
ول تشابهها إمرأة سواي .. ! ..
ل يحبني ..
جًل أحبه ..بل ر ُ
جًوعلى الُرغِم من هذا .. ! ..تنصحني والدتي بأن ل أتزوج ر ُ
ل مناسبة .. ! ..
س نصيحتها هذه بحذر في ُك ِ
! ..تد ُ
ت حينما سمعت صوتها ..
بكي ُ
جمانة ..مالمر ..؟ .. ..
صاحت أمي ُ :
ت إليك ..سأعود .. ! ..ل أستطيع أن أكمل ..
أشتق ُ
ت أكثر من نصف المسافة ..أتعودين بعد ُكل هذا ..؟ ..
جمانة ! ..قطع ِ
ُ
ل قدرة لي على التحمل أكثر ..تعبت .. ! ..
مالمر حبيبتي ..أخبريني ..ماذا حدث ..؟! ...
ك كثيرا ..الغربة تخنقني ..ل قدرة لي على المذاكرة ..
ل شيء ..لكني ُمتعبة ..أحتاج ِ
جوجو ..قومي صلي لك ركعتين وتعوذي من الشيطان ..وراح تقدرين تذاكرين ..علشاني
ماما ..
ت بعيدة عني ..
محتاجة لك كثير ..تعبت وأن ِ
ث مع والدك ,قد
ت ُمتهدج ..ل بأس ياجوجو ..سأتحد ُ
ل ..قالت لي بصو ِ
سكتت والدتي قلي ً
أتمكن من زيارتك لسبوعين أو ثلثة ..
أرجوك ..تعالي بسرعة ..
ض الوقت ..لكني سأحاول .. ! ..
ت تعرفين بأن استخراج الفيزا يحتاج لبع ِ
جمانة ..أن ِ
ُ
ودعتها بعد أن وعدتها أن أصلي وأذاكر .. ! ..
حب
ن لهج .. ! ..أن ينتزعك ال من قلبي ..أن ُينجيني من ُ
في صلتي ُ ..كنت أدعو بلسا ِ
ل طاقة لي على َتحُملِه .. ! ..
ل مافيني .. ! ..
ُكنت أدعوه ..بجوارحي ِ .. ! ..بُك ِ
بعدما أنتهيت من صلتي التفت لجد هيفاء واقفة بجواري ..
قومي خلينا نتغدى ..إذا تبين تموتين ..موتي عند هلك ..أنا لحد يموت عندي ..ماني
فاضية تحقيق وماتحقيق ! ..
قلت لها :ل تكون سعاد حسني اللي بتموت ..؟ ! ..
له ! ..تتغمشرين بعد .. ! ..دام لك خلق غشمرة ..قومي خل نطلع .. ! ..
خرجنا لحد المطاعم ..كان اليوم الول الذي أخرج فيه بعد شجارنا .. ! ..
ت وكأنهم ينظرون إلي بريبِة .. ! ..وكأنهم
شوارع والناس ..شعر ُ
ل وال َ
ُكنت أنظُر للمناز ِ
يسألوني عنك وعنه .. ! ..
على الغداء ..قالت لي هيفاء ..
جوجو ..تدرين ..معروف أن بنات الرياض قويات ..مدري ليه يوم سكنت مع وحدة
منهم ..طلعت غير شكل .. ! ..
شلون يعني غير شكل ..؟ ..
مدري ..أنتي سهل تنجرحين ..وايد تنجرحين .. ! ..
يعني أنتي ساكنة معي علشان بنات الرياض قويات ..؟ ..
ت غير شكل ..ال بلني فيك .. ! ..
أيه ..بس قلت لك أن ِ
ضحكت على الرغم مني ..
قالت :بجد جوجو ..كنت مستفزعة فيك ..صرت أنا اللي أفزع لك .. ! ..
ت لها بأني
في طريقنا للمنزل كانت السماء ُتمطر ..صعدت هيفاء لشقتنا عندما وصلنا ..قل ُ
ل تحت المطر ..
سأجلس قلي ً
ت على الكرسي الخشبي أمام العمارة .. ! ..
جلس ُ
ل اتجاه .. ! ..
ن ُك ِ
دائما ماُكنت تقول لي ..بأن المطر يجعلك تشعر بأن ال ُيحيط بك م ْ
أنا أيضا ياعزيز ..أشعر بأن للمطر ُقدسية خاصة ..قدسية عميقة ..أشعر بأن المطر َيغسل
أرواحنا ُ ..ينقينا ..ويمحي خطايانا .. ! ..
سرحا لبد من أن َيتمرد تحت
تضحك علي كثيرا حينما ُتمطر ..فشعري مهما كان ُم َ
المطر .. ! ..
أول مرة انتبهت فيها لهذا المر ُ ..كنا نجلس في إحدى قاعات الجامعة ...حينها خرجت أنا
تحت المطر ..
عدت ُ ..كنت تضحك .. ! ..
حينما ُ
قلت لي :ليه التزوير ..ليه ..؟
سألتك :أي تزويِر تقصد ..؟! ..
أشرت بيدك إلى شعري ..شعرك ! ..أنتي تحاولين تغشيني .. ! ..دام شعرك ... curly
ليه تستشورينه ..؟ ..
جلست بجوارك ..ل ياشيخ .. ! ..
سألتني :أسنانك تركيب ..؟ ..
تجاهلتك وأنا أقلب أوراق الكتاب ..قلت لي ..طيب رموشك حقيقية وإل مصمغة ..؟! ..
لم أرد ..
قلت :طيب آخر سؤال ..أنتي حاطة عدسات ..؟ ..
يعني لو بحط عدسات بحط سوداء ..؟! ..
يمكن عيونك الصلية شهباء .. ! ..
قلت لك :عزيز ترى بديت أتنرفز .. ! ..
ضحكت ..يابيبي عادي وش فيك ..فيه بنات كثير شعرهم كيرلي وتزوجوا وخلفوا وعاشوا
حياتهم طبيعي .. ! ..
ت لك كثيرا ..
لطالما ُكنت استفزازيا ياعزيز ...لكني أشتق ُ
أفتقُدك بشدة ..أفتقد استفزازك لي ..ومحاولتك لغضابي ومن ثم لرضائي ! ..
ت بِه
ت وكأن المطر قد َتغلغل في مسامتي حتى وصل لعماقي .. ! ..شعر ُ
شعر ُ
بداخلي .. ! ..بداخل روحي ..وبداخل جسدي .. ! ..
ن ل يحرمني ُمنك ..وأن َيغفَر لي
رفعت رأسي للسماء ودعيت ال ..دعيته أن َتعود إلي ..أ ْ
دعوتي السابقة في انتزاعك من قلبي .. ! ..
أتعبني غيابك ياعزيز .. ! ..أتعبني كثيرا .. ! ..
--------------------------------------------------------
------------------------
ت لك ..
َكتب ُ
You're still the one untill this very moment
أجبتني :
.. ! You make me sick
لم َيُكن في جملتك هذِه سوى الغضب ..فآثرت الصمت بإنتظاِر غِد جديد .. ! ..
----------------------------------------------
------------------------------------
في اليوم الخامس وبعد خروجنا من المتحان ُ ..كنت تجلس مع أصدقائك في الطاولة الُمقابلة
لقاعِة المتحان .. ! ..
دبت في جسدي رعشة حينما رأيتك ُ ..كنت تضحك معهم ..سكت فجأة حينما وقعت عيناك
جلس ..
ث َت ِ
علي .. ! ..فاتجهت حي ُ
سحبتني هيفاء من ذراعي :على وين ؟ ..
بسلم ع الولد .. ! ..
انتشروا أصدقائك ُمبتعدين عندما اقتربت منكم .. ! ..وكأن ُكرة ) بولينغ ( أصابتهم
فتناثروا .. ! ..
لم يُكن معك سوى زياد .. ! ..
قلت لك :عبدالعزيز ..هل أستطيع أن أتحدث معك ؟
أشرت إلى الكرسي الُمقابل لك ..أجلسي .. ! ..
ت وجلست هيفاء .. ! ..أستأذن زياد لكنك أوقفته طالبا منه أن يجلس وأن يشهد .. !! ..
جلس ُ
فجلس بحرج ..
جمانة ؟ ..
قلت لي :ماذا ُتريدين يا ُ
ت ُمرتجف :ل أريد أن أخسرك ..لم يحدث شيء بيني وبين أحد .. ! ..
أجبتك بصو ِ
صدقني ..
وماجد ؟ ..
أخبرتك عن ماحدث بيننا .. ! ..لم يحدث بيننا أمر تجهله ..أقسم لك .. ! ..
ت لي بعلقتكما .. ! ..
ك اعترف ِ
لكن ِ
أنت من أجبرني على قول هذا ..وأنت ُتدرك ذلك .. ! ..
ط واحد ..لن أناقشك في شيء قبل أن توافقي عليه ..
جمانة ..لن أصدقك إل بشر ِ
أسمعي يا ُ
وماهو شرطك ..؟ ..
أممم ..في منزل باتي وروبرت مستودع خارجي ..يجهزانه حاليا لتأجيره كغرفة خارجية ..
أها ؟
سأنتقل إليه ..وستسكنين بغرفتي ..
لم أفهم .. ! ..
بل فهمتي ..سُتقيمين معنا .. ! ..
صاحت هيفاء :شرايك تقعدها بدارك ..مو أحسن ؟
أشار عزيز بيده لزياد :زياد تكفى أبعد هالبنت عن وجهي ترى وال ماني طايقها .. ! ..
أكييييييد منت طايقني ..لني فاهمتك وعارفة سواياك الردية ..
قال زياد :هيفاء خلص مالك شغل فيهم ..مالمفروض نتدخل بينهم ..
طبعا ..مو رفيجك ..؟ ..راعي الحفلت والبارات ..
قال عزيز :ترى مو رادني عنك إل أنك بنت ..وأنا مو متعود أمد إيدي ع بنت ..
ل محشوم ..متعود تضحك عليهم ..مو تكفخهم ..
قلت :خلااص ياهيفاء ..خليني أسمع ...وغيره ياعزيز ..؟ ..
ل يوجد غير شرطي هذا .. ! ..
أأجننت ..؟
جمانة ,هذا هو شرطي ..
ُ
وهل تتوقع أن أقيم معك ..؟ ..
ك سوءا لفعلت منذ سنوات
ل ..ستكونين بداخل البيت وسأكون خارجه ..ثانيا لو أردت ب ِ
أو ً
ت ُتدركين هذا ..
وأن ِ
ل فرق بين داخل وخارج البيت ..في كلتا الحالتين بنظر الناس نقيم معا ..
ليهمني الناس ..
لكني أهتم بهم .. ! ..أنت رجل ..أما أنا فإمرأة ُ ..هناك فرق ..
هذا هو شرطي ..
عزيز ..ل تطلب المستحيل .. ! ..
جمانة ,هذا شرطي ..
ُ
مالذي تحاول الوصول إليه ياعزيز ..؟
أن ُننهي المشكلة وأطمئن .. ! ..
عزيز ..تعرف بأني لن أقبل بعرضك ...
جمانة .. ! ..
وتعرفين بأنها فرصتك الوحيدة يا ُ
ل قدرة لي على قبول عرضك .. ! ..
ت في مكان وأنا في آخر .. ! ..
ول قدرة لي على الستمرار في هذه العلقة وأن ِ
لطالما ُكنا في مكانين ُمختلفين .. ! ..
تغير الوضع الن ..تغيرت أشياء كثيرة في داخلي .. ! ..
عقد لساني ..كانت عيناك تشعان حزما .. ! ..أعرفك حينما تكون في هذه الحالة ..لن
ُ
تتراجع عن موقفك مهما تحدثنا ولن تتواني عن تنفيذ قراراتك مهما كانت العواقب ..ومهما
كانت الخسائر .. ! ..
جمانة ليش سكتي ؟ ..ل تكونين تفكرين باللي يقوله .. ! ..
قالت هيفاء ُ :
صرخت فيها بغضب :أنا وش قلت ؟؟ ..ماقلت أطلعي منها ..؟؟
صاحت فيك ..وأنتا شكو ؟؟ ..أنا قاعدة أحكي وياها ..
قال زياد :هيفاء ..قلنا مالنا شغل فيهم ..
قالت له :ل وال ..؟ ..شرايك تعزمني أسكن وياك أنتا الثاني ! ..
ل تكفين ...ل تسكنين معي ول أسكن معك ..ناقص وجع رأس ..
ُكنت أشعر وكأني في حلم ..هيفاء وزياد يتشاجران ..وأنت أمامي كالصخرة ..تنظر إلي
بقسوة ..وكأني زانية .. ! ..
لشفي غليلي
ُقلت لي مرة ..إن أغضبتني يوما ..تأكدي أني سأفعل ُكل شيء وأي شيء فقط ُ
منك .. ! ..
لكنك ُقلتها لُتخيفني كعادتك .. ! ..فقط لُتخيفني ياعزيز .. ! ..
ل أصدق بأنك تفعل بي مثل هذا .. ! ..
قلت لهيفاء :هيفاء ..عبدالعزيز مستحيل يسوي شيء زي كذا .. ! ..عبدالعزيز يحبني كيف
تتخيلين إنه ممكن يسوي شيء زي كذا فيني ..؟
قاطعنا صوت رسالة هاتفية ! ..فتحتها ..كانت رسالتك تلك ياعزيز كخنجِر مسموم ... ! ..
كتبت لي بدِم بارد :
ك ُمسبقا بأنك إن لم تكوني لي ..لن تكوني لغيري ! ..تحملي النتائج .. ! ...
أخبرت ِ
عزيز ..تجرحني كثيرا ..لكنك ل تتخلى عني .. ! ..دائما ماتكون معي في اللحظات
الصعبة ..دائما ماُتحيط بي .. ! ..
ن غريب ..وتبعد عني ُكل مايؤذيني .. ! ..
ب وبحنا ِ
تطوقني بح ِ
أخبرتك مرة بأني ل أشعر بقوتي إل ) معك ( وبأني ل أشعر بضعفي إل ) أمامك ( .. ! ..
أجبتني بأنك ل تشعر بضعفك إل ) معي ( ول تشعر بقوتك إل ) أمامي ( .. ! ..
ق كبير بيننا .. ! ..
وُهنا فرق .. ! ..فر ُ
تبيه ..
ماملت وظلت تحتريه .. ! ..
كل الوفاء شفته ..على ذاك الرصيف ذاك المساء ..
وكل الجفاء شفته على نفس الرصيف نفس المساء .. ! ..
سمعت أغنية ) عبادي ( تلك بصوتك آخر مرة ..وعلى أوتاِر عودك .. ! ..
ُكنا في رحلة .. ! ..طلبت منك إحدى زميلتنا أن ُتغني لنا بعودك .. ! ..
جمان ! ..إن أعطتنا الذن سأعزف .. ! ..
قلت لها :أستأذني من ُ
جمانة .. ! ..
تعالت أصوات الحضور ..أووووه يا ُ
ت سعيدة بك ..سعيدة بك
ُكنت تنظر إلي وأنت تضحك ُ .. ! ..كنت سعيدا بي ياعزيز ..وُكن ُ
للغاية .. ! ..
أهديتني في عيِد ميلدي السابق شريط سجلت لي فيه بصوتك بعض الغاني التي
حبها .. ! ..
ُت ِ
ث فيه عن
في طريق عودتي من الجامعة للبيت ..أدرت ُمسجل السيارة ُ ..كنت أبح ُ
صوتك ..ليوقظني .. ! ..
ليخبرني بأن ماَيحدث ماهو إل كابوس فظيع ..سأستيقظ منه قريبا .. ! ..
كان صوتك حنونا وأنت تشدو .. ! ..
حتى الغاني التي ُكنت تفضلها ..كانت رسائل تحمل ُكلها ذات المعنى .. ! ..
أكانت إشارات قدِر ُأخرى غفلت عنها فتجاوزتني ..؟! ...
في أشهِر علقتنا الولى ُكنت َتتردد على مونتر كثيرا ..كنت تقضي ُكل نهاية أسبوع
فيها .. ! ..
تحججت لي بأن أقاربك ُيقيمون هناك ..وبأنك ل تستطيع أن تتحدث معي ُبحرية حينما تكون
معهم .. ! ..
طلبت منك كثيرا أن ُتقلل من زياراتك لهم ..ووعدتني أن تفعل .. ! ..
وبالفعل ..قلت زياراتك لهم .. ! ..أصبحت ل ُتسافر إل حينما نكون ُمتشاجرين .. ! ..
ظننت بأنك تفعل هذا لُتغيظني .. ! ..لكنك صارحتني يوما بأنك تسافر إليهم حينما تكون
ب مني ..لتنتشل نفسك من مزاجك الحزين .. ! ..
غاض ِ
قلت لك مرة ..بأن زياراتك لمونتر ُمبالغ فيها .. ! ..ل يتشاجر رجل مع حبيبته في نهايِة
كل أسبوع من أجل رؤية أقاربه الشباب في مدينِة ُأخرى ! ..
سألتني :ماذا تقصدين ..؟ !..
أشعر بأنك ُتسافر من أجل الفتيات .. ! ..
جمان ُ ..هنا فتيات
ل فتيات ..؟ ..أل يوجد ُهنا فتيات ..؟! ُ ..
وهل أتكبد عناء السفر من أج ِ
وُهناك فتيات ..حتى الرياض تسكنها الفتيات .. ! ..
أممم ..ل أدري ..أشعُر بهذا .. ! ..
شكي بي .. ! ..
ك بأن َت ُ
جمانة ..؟! ..ل أسمح ل ِ
شكين بي يا ُ
قلت لي بغضب :أت ُ
وغضبت مني ياعزيز ..وكان غضبك قاسيا كالعادة .. ! ..
أتذكر ..
قلت لي يوما بأنك سُترافق محمد وزياد في رحلة خلل نهاية السبوع وأنك لن تتمكن من
التصال بي وأنت بمعيتهم ..أتفقنا أن نبقى على اتصال من خلل الرسائل الهاتفية
ووفيت بوعدك لي .. !! ..
كنا أنا وهيفاء في صالون التجميل حينما اتصل ) زياد ( بها مستفسرا عن مواقع إلكترونية
يجري من خللها بعض البحوث المطلوبة
قلت لها :ما أمر زياد ؟ ..لما لم يرافق عزيز ومحمد في رحلتهم ..؟ ..
أجبتها :أي رحلة ؟
التقطت هاتفها من يدها :زياد ..ألم تسافروا ؟؟ ..
ف مرتبكة :جمانة ..أنا ل أحب الرحلت ! ..
أجابني وبحرو ِ
لكن عبدالعزيز قال لي بأنه ُمسافر معكم .. ! ..
قد يكون مع ) الشباب ( ياجمانة ..أذكر بأنهم كانوا سيسافرون .. !! ..
اتصلت بـ ) محمد ( الذي رد علي نائما .. ! ..
المعذرة محمد ,هل رأيت عبدالعزيز ..؟ ..
ل جمانة ..لم أقابل أحدا اليوم ..قابلته بالجامعة يوم أمس .. ! ..
أه ً
كانت تهزني هيفاء من كتفي :جوجو ..تعرفين أنه يكذب ..كم من مرِة كذب عليك
فيها ..؟ ..
عرفت حينها بأنك في مونتر ُ .. ! ..كنت غاضبة منك ..لكنك وكعادتك ..قلبت المور
عِقب .. ! ..
رأسا على َ
ُقلت لي بأنك كذبت علي لني ل أتفهم ولني ُأجبرك على الكذب .. ! ..
وحذرتني من أفعالي هذه .. ! ..حذرتني من أن أخسرك مالم أتفهم حاجتك لرؤيِة
أقاربك .. ! ..
سامحتك وحاولت أن أتفهم بعدما وعدتني أن ل تكذب علي أبدا .. ! ..
إلهي ! ..كم أرجو أن َتتصل بي ياعزيز ..أن تكذب علي ُمجددا .. ! ...أن تبرر لي
ماحدث بُعذِر سخيف .. ! ..
سأقتنع بما ستخبرني به .. ! ..سأكتفي ِبُمبرراتك .. ! ..ولن أصدق أحدا غيرك مهما
قيل .. ! ..
وعدتك أن ل أصدق أحدا غيرك .. ! ..مثلما وعدتني أن ل تخذلني يوما .. ! ..
حينما وصلت إلى البيت ..فتحت بريدي اللكتروني ُ ..كنت على يقين من أني سأتلقى رسالة
منك .. ! ..
وبالفعل ُ.. ! ..كنت قد أرسلت إلي برساِلة في الصباح .. ! ..
كتبت لي فيها .. ! ..
حلمت إني عندكم بالبيت وكان عندنا ناس ماأتذكرهم ..كنتي جالسه قدامي بوجه طفلة شوشه
وحاطه طوق على شعرك ..كأني تغيفلت اللي عندي وحركت بفمي بدون صوت وقلتلك
أحبك .. ! ..أنتي ناظرتي لي وصديتي والزعل واضح عليك .. ! ..
ت فراشي لنام .. ! ..دائما ماكنت تقول بأني أهرب من مواجهة مشاكلي بالنوم .. ! ..
دخل ُ
لكني ل أواجه ُمشكلة ياعزيز .. ! ..أنا في كابوس .. ! ..سأستيقظ منه بعدما أنام ..
وسينتهي كل شيء ..
كل شيء ياعزيز ..كل شيء .. ! ..
على الطاولة المجاورة لسريري صندوق بلستيكي صغير ..تسكنه السلحفاة ) سلسبيل ( و
التي أهديتني إياها قبل 3سنوات .. ! ..
أهديتني إياها لتعلم منها الصبر ولنها هادئة مثلي ..وُتشبهني .. ! ..
ل من أن تعلمني إياه .. ! ..
رافقتني ) سلسبيل ( حتى في سفري ..علمتها الصبر ياعزيز بد ً
ت إلى الصندوق البلستيكي ..فوجدتها ُمنكفئة .. ! ..
نظر ُ
حاولت تحريكها لكنها لم تتحرك .. ! ..
ماتت ) سلسبيل ( ياعزيز .. ! ..
ماتت اليوم .. ! ..
ل تقل لي بأنها إحدى إشارات القدر .. ! ..
ل أطيق إشارات القدر ياعزيز .. ! ..ل أفهمها ول ُأريد أن أفهمها .. ! ..
في ) الكريسماس ( ..أهدينا باتي وروبرت قط وقطة من فصيلة الهمليا الجميلة .. ! ..
كانا سعيدين بالهدية ..وطلبت منا باتي أن ُنسميهما .. ! ..
ُقلت ..فلُنسمي الذكر aggressiveوالنثى .. ! .. sensitive
قال لك روبرت :بل أنت العدائي ! ..
دائما مايكون اختيارك ُمضحك للسماء ياعزيز .. ! ..كالسلحفاة ) سلسبيل ( والتي أسميتها
على الرغم مني ول أعرف حتى هذه اللحظة سبب اختيارك لسمها ! ..
قلت لك مرة :ل شأن لك بأسماء أطفالي .. ! ..
ك ! ..
وهل هم أطفال ) الجيران ( ...؟ ..هم أطفالي أيضا ..لي فيهم مثل مال ِ
لكن اختيارك للسماء ُمضحك .. ! ..
جمانة ..
جمانة .. ! ..ايش ُ
ل ياشيخة ! ..تكفين عاد ! ..أول مرة أشوف بدوية أسمها ُ
منين جاء ..؟! ..
أتذكر بعد فترة من تعارفنا ..سألتني عن أسماء أخواتي ُ ..كنت مستغربا من أسمي .. ! ..
صبا ..وبتيل .. ! ..
قلت لك أخواتي ِ ..
ياشيخة طيري ! ..
أيش طيري .. ! ..
تستهبلين ..؟ ..
وال العظيم ! ..
أيش اللي وال العظيم .. ! ..بدو وبناتهم صبا وبتيل .. ! ..أمك أيش اسمها ..؟ ..
غابر ..؟! ..
وال عاد جت كذا .. ! ..
الحين اسمك يال بلعته ! ..تجين تقولين لي بتيل وصبا ! ..
وأنتا أيش عليك منا ..ايش حارق رزك ..؟
جدك أيش اسمه بال ..؟! ..
وأنت أيش تبي باسم جدي الحين ..؟! ..
بجد وال ..أيش اسم جدك ..؟! ..
عقاب .. ! ..
جمانة وصبا وبتيل ؟! ..ياشيخة وربي لو جدكم
أنفجرت ضحكا ..الحين جدكم عقاب وأنتم ُ
لحق عليكم كان فرغ فيكم الرشاش ! ..
ن بأن اسمائنا ُمضحكة .. ! ..وأظن بأن اختيارك للسماء غريب .. ! ..من المؤلم أن
تظ ُ
تطلق على قط صغير اسم .. ! aggressive
كاد القط المسكين أن يرافق اسم عنيف طوال عمره بل ذنب لول أن أنقذته باتي ..وطلبت
لخرى .. ! ..
مني أن أسميه والقطة ا ُ
أسميت القطة hopeوالقط .. ! dream
فبالمل والحلم أحيا .. ! .. ..
لكنك ُكنت ُكل المال وُكل الحلم ..فكيف أعيش بدونك ..ول حياة لي بدونهما .. ! ..بل
ل ول أحلم .. ! ..بل عزيز .. ! ..
أم ِ
ب .. ! ..
ح ْ
حبا و ُ
بوُ
ب وح ِ
ح ُ
ُ
حب .. ! ..
حب ُ
مهما أختلفت علمات التشكيل ..يظل ال ُ
جلي ( الذي أحب .. ! ..
وتظل ) ر ُ
ت خلل العيد الماضي وأدخلت على أثِر المرض المستشفى ..بقيت معي طوال
حينما مرض ُ
يومين كاملين ..
ن نومك بين الحين والخر لتتفقد حرارتي
تنام جالسا على الريكِة أمام سريري ..تفُز م ْ
ح على جبيني ..
وتمس ُ
ل عيد بعيدا عن عائلتي .. ! ..
غربة ُ ..تصيبني عادة في ُك ِ
ُكنت ُمصابة بوعكِة ُ
فيثور قولوني الصغير على جسِد أعياه الشوق وأشقاه .. ! ..وكأنه تنُقصه الثورة ! ..
ُأحبك كثيرا ياعزيز ..لكني أفتقُد عائلتي بشدة خلل العياد .. ! ..
حب ُمتأججة إل أن نار الشوق أشد حرارة ياعزيز ..
أعياد كندا باردة ..وإن كانت نار ال ُ
ي .. ! ..
ت باكية ُ ..كنت أفتقد والد ّ
سرير حينما أنهر ُ
ف ال َ
ُكنت أجلس على طر ِ
ض أمامي ..وعيناك َتنضحان حنانا ورقة .. ! ..
جلست على الر ِ
وضعت يديك على ركبتي :ماالمر ياوجعي ..؟ ..لماذا تبكين ..؟! ..
ل أحب العياد .. ! ..باردُة أعيادنا ُهنا .. ! ..
أحتضنت كفي بداخل كفيك ..أتفتقدين ) الماما ( ..؟ ..
لكلهما ياعزيز لمي وأبي .. ! ..حتى خالد ..أشتقت إليه كثيرا ..كم أتمنى أن أعود
ياعزيز ! ..
وأنا ..؟ ..لمن تتركني حلوتي ..؟! ..
لكنك ل ُتحبني .. ! ..
ت من أني ل أحبك ..؟
سحبت رجلي ووضعت موطيء قدمي على قلبك .. ! ..أُمتأكدة أن ِ
نعم ُ ,متأكدة ..
أنظري إلي .. ! ..
ماذا ..؟
أنظري إلي .. ! ..
نظرت إلى عينيك الُبنتين ..لمعت عيناك برقِة جارحة ياعزيز .. ! ..
حب
ح روحي .. ! ..أرى ال ُ
في ُكل مرة ننظُر إلى بعضنا بهذا الشكل ..أشعر بحرارِة َتجتا ُ
في عينيك البريئتين ياعزيز ..فأشتعل .. ! ..
ت قلبك َتزداد سرعة حتى كادت أن تدفَع قدمي من على صدرك .. ! ..
ت بنبضا ِ
شعر ُ
ضحكت أنا فأبتسمت بدون أن ترمش لك عين .. ! ..
ت ..؟! ..
أرأي ِ
ُأحبك ..
ت عائلتي ..لن تشعري بالوحدة معي ..أعد ِ
ك قبلت موطيء قدمي وقلت .. :أنا عائلتك وأن ِ
جمان .. ! ..
ُ
قلت لك مازحة :أل يجرح كبريائك تقبيلك لقدمي ..؟! ..
قلت وأنت تلعقها بلسانك :ل ,لكن ل تخبري أحدا .. ! ..
حب ول شيء غيره
ت بالمرض يتبخر من مساماتي .. ! ..وكأن ترياقي ال ُ
ضحكت حتى شعر ُ
.. ! ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ
ل شيء أفعله ُ ..أجيد خلق البدايات ..لكني نهاياتي دائما ماتكون ُمعلقة .. ! ..
في ُك ِ
ُأجيد كتابة القصص القصيرة ُ ..أكتب بعض البيات ..لكني لم ُأكمل يوما قصة ..ولم أختم
يوما قصيدة .. ! ..
قد تظن بأن المر بسيط .. ! ..وليس بمعضلة .. ! ..
ن حياتي ياعزيز ! ..
لكن هذا ديد ُ
ل رغبة لي ِبعلقة ُمعلقة .. ! ..بدايتها جميلة ..ونهايتها مفتوحة .. ! ..
متى ُتدرك بأني تعبت من النهايات المفتوحة ياعزيز ..تظن أنت بأن النهايات المفتوحة
أسلم .. ! ..وبأنها أخف وطأة .. ! ..
ل كبيرة .. ! ..
ت غالية من أعمارنا ياعزيز ..تستنزف أحلما وآما ً
لكنها تستنزف سنوا ِ
ب مثالي .. ! ..ول أرجو علقة سرمدية ُ ..كل ماأتمناه ياعزيز علقة سوية ..
ح ِ
ل أحلم ِب ُ
يكسوها الوضوح ..والصدق والخلص .. ! ..
كم تخلل علقتنا من أكاذيب .. ! ..كم تخللها من خياناتِ وجروح ..؟! ..
أرى فيك أحيانا ساديُة عجبية ..وأرى في نفسي خنوع مؤلم .. ! ..
ُكنت مطواعة لك منذ البداية ياعزيز ..وهذا هو خطأي .. ! ..
كان لبد من أن أقاوم جبروتك منذ اليام الولى ..لكني لم أفعل ..
سلوكك معي نتيجة لستسلمي ..كان لبد من أن أكون أكثر شراسة .. ! ..
ُتدللني دوما بقطتك الصغيرة .. ! ..
قلت لك مرة ..ليتني أمُلك مخالب القطط .. ! ..
أجبتني :لكني أحبك ..لنك وديعة كالقطط ُ .. ! ..تفسر خنوعي بالوداعة إذا ! ..
آِه ياعزيز ..كم بودي لو أنتفض عليك .. ! ..
هجرُتك فترة . ! ..ظننت بأن ُبعدي عنك سيوقظك ..ظننت بأنك ستشعر بالتهديد ..
وستتمسك بي .. ! ..
أنتظرُتك وأنتظرتك وأنتظرتك ولم تأتي .. ! ..مضى أسبوع وأسبوعين وثلثة ..ولم ُتشفق
ت بالخطر .. ! ..
فُعدت أستجدي رضاك بعدما شعر ُ
تغضب كثيرا حينما أسألك ُ ..أتحبني ..؟! ..
ت ..؟! ..
ك أن ِ
مارأي ِ
أخبرني أنت ..
نعم ُ ,أحبك .. ! ..
ل أشعُر بهذا ..
ت على قناعة بأمِر مـا ,لما تسألين عنه ..؟
ماُدم ِ
حينما أقول لك بأني أحبك ..غالبا ماُتجبني :وأنا أيضا .. ! ..
ق كبير ياعزيز ..بين أنا أيضا ..وأنا أيضا ُأحبك .. ! ..
فر ُ
شتان مابينهما ياعزيز ! ..
آِه لو تدري كم ُكنت أتوجع .. ! ..كان وجعي يصهُر عظامي .. ! ..
ُكنت أشعر وكأن حبرا أسود يسري في عروقي ..وكأن قلبي يضخ السواد ..ويؤلم
أرجائي .. ! ..
عودني والدي في صغري أن يكون لدي حيوان صغير ..على الُرغِم من أنه ُيعاني من
وسواس النظافة .. ! ..
وعلى الرغِم من كرهه للحيوانات .. ! ..
ن جديد .. ! ..
في ُكل مرة يموت الحيوان ,يأتي لي بحيوا ِ
سألته مرة ..بعدما كبرت ..لماذا ُكنت تأتي لي بحيوانات ..؟! ..
ك على الفقد .. ! ..
قال لي ..حتى أعود ِ
تنبأ لي والدي ..بفقد الحبة منذ الصغر .. ! ..
لكنه لم ُيدرك بأن النسان ل قدرة له على اعتياد الفقد .. ! ..
آِه ياعزيز .. ! ..وكأني أفقد شخصا للمرِة الولى .. ! ..
ت أرملة .. ! ..
كأني أواجه الموت ..أشعر وكأنك مت ياعزيز .. ! ..وكأني أصبح ُ
جل لم أتزوجه يوما .. ! ..
لكن كيف أكون أرملة ر ُ
تقول لي هيفاء بأنك ابتلءا من ال ..وبأني ُمبتلة .. ! ..
لكني صبرت على ابتلئي سنوات فمتى تنقشع الغيمة وتنجلي ..؟! ..
راسلت طبيبا نفسيا في أيام حزينة .. ! ..
ت على استعباده
ت خائفة .. ! ..تخشين أن تخرجي من دائرته .. ! ..أعتد ِ
قال لي :أن ِ
لك .. ! ..
لن تتمكني من اجتياز محنتك مالم تكسري حاجز الخوف ..تخشين الفشل بعيدا عنه ..حاولي
.. ! ..حاولي أن تكسري الحاجز ..
أعرف بأن هذا جزء من مشكلتي معك .. ! ..أخشى البتعاد عنك ..أخشى الحياة
بدونك .. ! ..
حاولت البتعاد ..لكني لم أتمكن من ذلك ..نار قربك أخف وطأة من ناِر بعدك ياعزيز ! ..
..
قلبي يستعر بعيدا عنك .. ! ..ويتلظى بجوارك .. ! ..
عقيمة هذه ..؟! ..
ب موحل هذا الذي علقت به ياعزيز .. ! ..أي علقِة َ
ح ِ
أي ُ
عبدالعزيز
أغلقت هاتفي ودخلت على هيفاء التي كانت تتلوى وجعا .. ! ..
هفوش ! ..قومي خذي ُمسكن .. ! ..
ل يكون طلعتي جبتيه ..؟! ..
ل هيفاء ..عبدالعزيز جاب لك إياه .. ! ..
أخاف ُمخدرات .. ! ..
هيفاء ..هذي جزاة الولد صاحي من نومه يجيب لك الدواء ..؟! ..
ل يكون دخلتيه بيتنا ! ..
يابنتي أخذته منه على الباب .. ! ..
ال ستر مادخل واغتصبنا ! ..
هيفاء ! ..خلص عاد .. ! ..ترى ماأسمح لك ..يكفي الولد صاحي و متعني المشوار ! ..
متأكدة إنه ُمسكن ..؟! ..
هيفاء ! ..
زين سكتنا ! ..
أرسلت إليك رسالة :حبيبي ,هيفاء تشكرك على الدواء .. ! ..
أجبتني :ال ل يشكر لها فضل .. ! ..
ألتفت إلى هيفاء وقلت :هيفاء ..عبدالعزيز أرسل رسالة ..يقول لك قدامك العافية .. ! ..
أجابتني :ال ل يعطيه عافية .. ! ..ذكريني باكر أعطيك حق الدواء تعطينه اياه ..ناقصين
احنا يقعد يمن علينا ! ..
تقول أني ) ُأجيد الثرثرة ! ( .. ! ..لكني اعتزلت الثرثرة ُمنذ أن تركتني خلفك واخترت
امرأة ) كاملة ( ُأخرى ! ..
ف بائس ! ..
باتت حروفي باهتة ! ..ذابت ألواني يا عزيز حتى غدوتُ كخري ِ
ماتت أحلمي الكبيرة .. ! ..ماتت أحلمي يا ُكل أحلمي .. ! ..
ل سواك ... ! ..وكأنك
ث برجولِة ل تليق برج ِ
دائما ما ُكنت ُهناك ..بين أحلمي ..تعَب ُ
خلقت من رجولة ول شيء غيرها .. ! ..
ُ
دائما ما ُكنت ُمشرئب العنق ..غرورا وكبرياء وثقة .. ! ..
ت حزنك القليلة َيزداد سوادك سوادا وَتزداد أخطاؤك عتمة ! ..
حظا ِ
لكنك في ل َ
تخطيء كثيرا عندما َتحزن ياعزيز .. ! ..
تثور حزنا ..كما ل يفعل أحد . ! ..
أما أنا ..فأنكمش كـ عصفوِر خائف ! ..
ن يغتصبني ياعزيز .. ! ..
حز ِ
أشعُر ب ُ
ن كهذا ! ..
حز ِ
ُتدرك بأني أضعف من أن أقاوم ُ
بودي لو بدأت حياة جديدة بعيد عنك ..لكننا ُمتشابكان للغاية .. ! ..
ن متشابكان ..فروعنا متشابكة وُمتداخلة بطريقِة ُمعقدة تجعل
لسنا ِبُمتلصقين ياعزيز ..نح ُ
ب فك تشابكنا هذا .. ! ..
من الصع ِ
لْم أحرص على أن نكون بهذِه الصورة ياعزيز ..لكنه جزء من قدرنا معا .. ! ..القدر الذي
حمَلُه دوما ذنب نزواتك ! ..
تُ
قدرنا ) السفينة الُمتهالكة ( والتي تشق طريقها بارتجالية وعشوائية ُمتناهية .. ! ..
ت من يدك الدفة ولم تتمكن من السيطرة عليها
السفينة التي جنحت خلل عاصفِة قوية فـفلت ْ
من جديد ..فدار دولب الدفة .. ! ..
حزن والقهر ..لكني ل أفهم كيف تزوجت ! ..
أشعر بال ُ
ل أفهم كيف يكون هذا .. ! ..
حزينُة أنا لننا على خلف ! ..مقهورة أنا لزواجك .. ! ..لكني ل أفهم معنى – زواجك -
هذا ! .. ! .. ..
ل أفهم كيف تكون امرأُة غيري ) زوجتك ( ..؟! ..
خذها إلى بيتي ..؟! ُ ..تخبرني دوما بأن صدرك بيتي
أتضمها إلى صدرك ياعزيز .. ! ..أتأ ُ
.. ! ..فكيف ُتسِكن بيتي امرأة ُأخرى ..؟! ..
عوضا عني ..؟ .. !..
ت زوجتك ) وجع قلبك ( ِ
ف قلبك وجعا غيري ..؟! ..أأصبح ْ
أعر َ
أتذكر ياعزيز شجارنا بعدمااختفيت لليلتين ُ .. ! ..كنت قد أغلقت هاتفك ولم يعرف طريقك
أحد ..
ت أن ُأجن ! ..بررت لي اختفاءك بعدها بأنك قضيت بعض الوقت مع صديق وبأنك نسيت
كد ُ
هاتفك في المنزل ! ..
يومها أنهرت أمامك ُ ..قلت لك بأني أكرهك ! ..وبأنه ل طاقة لي على احتمال خداعك
أكثر .. ! ..
جمان ..
جمان .. ! ..وربي ..واللي خلق عيونك ُ
ركعت عند قدمي وأنت ُتقبل يدي باكيا ُ :
ماراح تذوق شفايفي غيرك ..ل بحلل ول بحرام .. ! ..
تعبت .. ! ..تعبت خلص ..عبدالعزيز ماأقدر أتحمل ...ماأقدر .. ! ..
تقدرين يابيبي ..وال بتقدرين لني حبيبك .. ! ..أخوك وأبوك وصديقك وضناك .. ! ..إذا
جمانة ..؟! ..
ماتحملتيني مين يتحملني ُ
عبدالعزيز ماعاد فيني .. ! ..
أصبري ..أرجوك بيبي .. ! ..بيجي يوم وأعوضك عن صبرك ..أوعدك أعوضك ..بس
اصبري علي أرجوك .. ! ..
وصبرت .. ! ..صبرت وليتني لم أفعل .. ! ..
جمانة ِهديه .. ! ..شتنطرين من واحد يغربلك ويلوع قلبك كل يوم
قالت لي هيفاء ليلتها ُ :
والثاني ..؟! ..
أجبتها :بس هو وعدني يجي يوم ويعوضني .. ! ..
صاحت :شنو يعوضك .. ! ..قولي لي بيعوضك عن شنو وإل شنو ..؟! ..بيعطيك بدل
كرامة ..وإل بدل سمعة ..؟! ..
أكانت هيفاء ُمحقة ياعزيز ..؟! ..
أيكون هذا ) تعويضك ( لي ..؟! ..أزواجك وترك إياي ) العوض ( ..؟ ..
ت بها بسببك .. ! ..لكنك لم ت ِ
ف وعدتني كثيرا بأنك ستعوضني عن ُكل لحظة حزن مرر ُ
بالوعد ! ..
أتعوضني عن وجع بوجِع أشد ..؟! ..
سألتك مرة :كيف ستعوضني ..؟! ..
خبطت على صدغي بسبابتك وُقلت :شغلي ) الِتنكه ( اللي في رأسك واللي يسمونها عند
بعض الناس ) ُمخ ( وتعرفين كيف أعوضك .. ! ..
لكن ) الِتنكه ( التي في رأسي والتي ُيطلق عليها بعض الناس ) ُمخ ( خانتني حينها .. ! ..
عمرا نقضيِه معا .. ! ..
فظننت بأن العوض ُ
لكننا لن نفعل .. ! ..
-------------------------------------------
تزعُم الن بأننا ُكنا ) متشابهين ( .. ! ..لكننا ) أصبحنا ( ..ولم َنُكن .. ! ..
أحببُتك كثيرا ..وفعلت من أجلك الكثير ..
حب ..؟! ..
فكيف استطعت أن تهرب مني على الُرغِم من ُكل ) ذلك ( ال ُ
كيف تسربت من بين أصابعي ! ..كيف تسربت مني أنا الُمتشبثة بك بُكل جوارحي .. ! ..
ك بك ..لكني لم أغفل عنك أبدا ..فكيف
ُأدرك بأنك كقطرِة زئبق ..من الصعب المسا ِ
أفقُدك .. ! ..
ي شيءِ ياعزيز .. ! ..
تتعبني هذه الفكرة أكثر من أ ِ
ليتك تعرف كم هي ) ُمتفحمُة ( أعماقي .. ! ..
ليتك تعلم كم أكره التأبين ياعزيز ! ..لكني أكاد ومنذ أن اغتلتني بغيابك أن ل أفعل شيئا
حبنا .. ! ..
سوى تأبين ُ
ق مني سوى ) القليل ( ياعزيز .. ! ..القليل جدا ..وامرأة مثلي ُتدرك جيدا بأن ما
لم يتب َ
ل مثلك .. ! ..
جًَتبقى منها لن ُيرضي ر ُ
ح عذراء ُقتلت
س تسامحا وأنبض مغفرة ! ..فكيف تقبل بشب ِ
لم تقبل بي حينما ُكنت أتنف ُ
ل معصية لم ترتكبها ! ..
بجريمة شرف ومن أج ِ
أدعي بأن ُكل شيء ) انتهى ( ..لكني ُأدرك في دواخلي كما ُتدرك أنت بأننا لم ننتِه .. ! ..
ن أسم ..
دخلت على صفحة التعليق على المقال وكتبت بدو ِ
) قد تفعل ( .. ! ..
.. ! .. Send
عقدة ..
مأساُة اللف ُ
تبدأ بغلطِة .. ! ..