Professional Documents
Culture Documents
الشهادة الطبية في القانون المغربي
الشهادة الطبية في القانون المغربي
بيان الرموز
: – باللغة العربية1
. الجزء: ج
. الجريدة الرسمية: ر.ج
. الصفحات، الصفحتان، الصفحة: ص
. ظهير اللتزامات والعقود: ع.ل.ظ
. قانون المسطرة المدنية: م.م.ق
. مدونة الحوال الشخصية: ش.أ.م
. مجموعة القانون الجنائي: ج.ق.م
: – باللغة الفرنسية2
1
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
مقدمة:
تشمل وظيفة الطبيب في المجتمع فضل عن علج المرضى ،تحرير الشهادات الطبية
لمختلف الغأراض التي تتطلبها الحياة العصرية ،1بحيث أصبحت عملية تقديم هذه الشهادات
جزءا ل يتج أز من ممارسة الطبيب لدوره وواجباته مجتمعيا. 2
وبما أن الطبيب قد يصدر خلل ممارسته لمهنته مجموعة من الوثائق من شأنها أن
تختلط بالشهادة الطبية ،فإننا سنعمد في هذه المقدمة إلى تعريف هذه الشهادة وتمييزها عما قد
يختلط بها من المؤسسات المشابهة ) أول(ا ،قبل أن نبين أهميتها والشكالية التي تطرحها
) ثانيا (ا ،حتى نصل إلى خطة للبحث ) ثالثا(ا .
عرف غأالبية الفقهاء 3الشهادة الطبية بأنها سند مكتوب مخصص لمعاينة أو تفسير
وقائع ذات طابع طبي .4
- 1أستاذنا أحمد ادرويش :مسؤولية الطباء المدنية بالمغرب ،محاولة في تأصيل فقه القضاء واجتهاد الفقه ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في
العلوم القانونية من كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط ، 1984سلسلة الرسائل والطروحات ،منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات
القضائية ، 1989 ،ص . 25 :
- 2أحمد ذياب وأنور الجراية وسمير معتوق :الشهادة الطبية ،منشورات دار جيم للنشر ـ تونس ،ص . 10 :
3
- P. Hadengue et Cochin – lort Royal : Les certificats médicaux, SANDOZ EDITIONS. p: 9
- LARAQUI Chakib : Guide pratique de l’exercice de la profession médicale au Maroc
DAR CORTPBA ; 2ème édition 1996, p : 344 .
- Louis Mélennec . Traité de droit médical ; Tome 6 ; Le certificat médical ; la préscription
médicamenteuse par louis Mélennec et Géard Méméteau , Maloine S.A.EDITEUR . 1982 ; p :12
.
- Abdelkrim Bezzad : Certificat médical et résponsabilité du médecin , ESPERANCE
Médicale , Janvier 2000 , Tome 7 ; N° 57 ; p : 5 .
- BARRET : Les certificats médicaux, http : // w w w – Sante . ujf – grenoble. Fr /
SANTE / megilega/ pages / certnedb. Htm , mis à jour le 15 Octobre 2001, 14/11/2001 , 12.00h, 8
pages, p :1.
- 4وقد اعتمد الساتذة أحمد ذياب وأنور الجراية وسمير معتوق نفس التعريف تقريبا حين اعتبروا أن الشهادة الطبية تمثل عمل كتابيا شبه رسمي هدفه
تسجيل وأحيانا شرح حدث من نوع صحي .
ذياب والجراية ومعتوق ،مرجع سابق ،ص .133
2
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
كما عرفها الستاذ " أوبي " 1والساتذة " بنو " 2بأنها سند مكتوب يشهد بمقتضاه
طبيب بأنه أجرى معاينة ذات طابع طبي أو أنجز عمل طبيا .
في حين عرفتها الستاذة " لرغأوييي " بأنها الشهاد الصادر عن طبيب بكل المعاينات
اليجابية والسلبية التي تخص الشخص المفحوص ،والتي من شأنها التأثير بصفة مباشرة أو
غأير مباشرة على المصالح العامة أو الخاصة لهذا الشخص .3
والذي يلحظ على هذه التعريفات هو أن الول منها أغأفل نسبة هذه الشهادة إلى
الطبيب باعتباره المختص بإنشائها ،مثلما أغأفل الحالة التي يضمنها هذا الخير إنجازه لعمل
مهني. 4
أو أما التعريف الثاني فقد أغأفل الحالة التي يكون فيها مضمون الشهادة تفسي ار
تأويل لواقعة ذات طابع طبي وليس مجرد معاينة لها .وتنطبق هذه الملحظة أيضا على
التعريف الثالث ،الذي أغأفل بالضافة إلى ذلك الحالة التي يكون فيها مضمون الشهادة تثبيتا
لداء أو إنجاز عمل طبي .
وعليه يمكن أن نعرف الشهادة الطبية بأنها سند مكتوب صادر عن طبيب بمناسبة
أو ممارسته لمهنته ،يشهد بمقتضاه بأنه أنجز عمل مهنيا أو بأنه أجرى معاينة إيجابية
أو سلبية لواقعة ذات طابع طبي تخص الشخص المفحوص ،كما قد يضمنه تفسي ار
تأويل لهذه الواقعة .
وتختلف الشهادة الطبية بهذا المعنى عن وثائق طبية أخرى من شأنها أن تختلط بها
بالنظر إلى صدورها أيضا عن الطبيب .
1
- Jean – Marie AUBY : Le droit de la santé . PRESSE UNIVERSITAIRE DE FRANCE , 1er
édition , 1981 ; p : 110 .
2
– - Penneau J ; Penneau M et Penneau M : Le médecin et la loi, Encyclopédie Médico
chirurgicale ( Elsevier , Paris) , Thérapeutique , 25 – 995 - A 10, 1996 , 16 pages , p : 10 .
3
- Anne – Marie LARGUIER : Certificats médicaux et secret professionnel . Thèse lyon
1961 , LIBRAIRIE DALLOZ , PARIS , 1963 , par 34 , p : 31 .
- 4كتلقيح مثل ،حيث ل يعتبر تثبيت إنجاز هذا العمل بواسطة الشهادة معاينة لواقعة طبية ول تأويل لها ، .انظر بخصوص هذا التمييز :
. Mélennec et Mémetaeu , op.cit , p : 13
3
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
فبالرغأم من كون بعض الفقه 1يرى في الشهادة الطبية تقرير خبرة مصغر ،مثلما يرى
أن من شأن تحرير متقن لهذه الشهادة أن يجنب إنجاز خبرة لحقة بالنظر إلى وحدة المضمون
التقني لكل منهما ،إل أنهما يختلفان مع ذلك من عدة جوانب .
فمن جهة أولى يتم إنشاء الشهادة الطبية بطلب من المعني بها بناءا على العقد الذي
يربطه بالطبيب الممارس للمهنة في إطار مؤسسة الطب الحر ،2وذلك بخلف تقرير الخبرة
الذي يتم إنجازه بناء على أمر يصدره القاضي أو بناءا على توكيل من الطراف ، 3وعليه فإن
غأياب رابطة تعاقدية 4بين الشخص الذي أجريت لفائدته الخبرة وبين الخبير الوكيل عن أحد
الطراف 5أو المعين من لدن القاضي يعتبر عنص ار ممي از للتقرير عن الشهادة .وقد استند
الفقه 6والقضاء 7في فرنسا على هذا الفارق الساسي لعتبار الخبير غأير خاضع لللتزام بالسر
المهني دونا عن منشئ الشهادة الطبية.
ومن جهة ثانية فإن التقرير المنجز في إطار الخبرة يتميز عن الشهادة الطبية من حيث
8
أن الخبير ملزم عند إنجاز تقريره باتباع المسطرة المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية
أو قانون المسطرة الجنائية 9متى كانت الخبرة قضائية ،أو باتب ــاع
1
- Louis ROCHE : La médecine légale discipline de santé publique , Journal de médecine
légale Droit médical , Janvier – Février 1981 , N° 1 . 24 ème Année , p: 8.
- 2أو بناء على العلقة النظامية التي تربطه بالمرفق الصحي العمومي الذي يستفيد من خدماته ،متى كان الطبيب يزوال مهنته في إطار الوظيفة
العمومية ،انظر الفصل الثاني من هذا البحث ،ص :
3
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 14 .
- 4أو علقة نظامية في الحالة التي يزاول فيها الطبيب مهنته في إطار الوظيفة العمومية .
5
- Grenoble 6 Janvier 1960, JCP 1961 , II 11934 , Note R.SAVATIER.
6
- Jean – Baptiste REIGNIER ; Le secret professionnel et les certificats médicaux, Thèse
pour le doctorat en droit , Paris 1934 , Imprimerie les presses modernes – Paris 1934 , p : 63
et suiv.
- Larguier , Thèse précitée , par 37 , p : 34 et suiv.
7
- Cass. Civ. 22 Janvier 1957, D1957, p : 445 . Note R.SAVATIER.
- 8الفصول 59وما بعده من قانون المسطرة المدنية كما وقع تعديلها بمقتضى القانون رقم 85.00الذي صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم . 345
1. 00المؤرخ في 29رمضان 1421هـ الموافق لـ 26ديسمبر ، 2000منشور بالجريدة الرسمية عدد 4866الصادرة بتاريخ 23شوال 1421
الموافق 18يناير ، 2001ص 233 :وما بعدها.
- 9انظر الفصل 171وما بعده من قانون المسطرة الجنائية .
4
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الجراءات التي حددها الخصوم متى كانت الخبرة اتفاقية ،1وذلك بخلف منشئ الشهادة الذي
ل يكون ملزما باتباع مثل هذه الجراءات.
ومن جهة ثالثة فإن تقرير الخبرة قد يكون شفويا خلفا للشهادة الطبية ،كما يستفاد من
الفصل 60من قانون المسطرة المدنية الذي نص في فقرته الثانية على أنه " إذا كان التقرير
شفويا حدد القاضي تاريخ الجلسة التي يستدعي لها الطراف بصفة قانونية ويقدم الخبير تقريره
الذي يضمن في محضر مستقل" .
ومن جهة رابعة فإن الطبيب المنجز لتقرير خبرة يكون ملزما بأداء اليمين أمام السلطة
القضائية التي عينها القاضي المر بهذه الخبرة ،متى كان هذا الخبير غأير مدرج بجدول
الخبراء ،2وذلك بخلف الطبيب المنشئ للشهادة .
وتختلف الشهادة الطبية أيضا عن الرأي الطبي ،سواء من حيث المضمون أو من
حيث الشكل ،إذ تكون الشهادة موضوعية وكتابية بالضرورة ،بخلف الرأي الذي هو شخصي
،كما أنه قد يكون شفويا أيضا.3
وتختلف هذه الشهادة كذلك عن الرسالة الطبية سواء من حيث الهدف أو من حيث
الشخص الموجهة إليه .ذلك أنه إذا كانت الشهادة الطبية تسلم مبدئيا للشخص المعني بها من
أجل استخدامها في الثبات ،فإن الرسالة الطبية توجه على العكس من ذلك إلى الطبيب
المختص لجل توضيح المعاينات التي أجراها مرسلها لفائدة المريض ،أو إلى أسرة هذا
- 1يكون الخبير المعين باتفاق الخصوم غأير ملزم في تنفيد إجراءات الخبرة باتباع القواعد المنصوص عليها في القانون المنظم للخبرة ) قرار المجلس
العلى عدد 2226الصادر بتاريخ 1989 – 11 – 13في الملف المدني 7210/85منشور بمجلة القضاء والقانون عدد 142ص ( 82ا ،على
أنه يلزم باحترام بعض المبادئ العامة كمبدأ الوجاهية.
انظر بهذا الخصوص :محمد المجدوبي الدريسي :إجراءات التحقيق في الدعوى في قانون المسكرة المدنية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في
القانون الخاص ،مطبعة الكاتب العربي دمشق ،الطبعة الولى ، 1996ص 85وما بعدها .
- 2إواذا كان الخبير مدرجا بجدول الخبراء فإنه يتم الكتفاء باليمين المهنية الذي كان قد أداها أما محكمة الستئناف التي سجل بدائرتها ،بحيث ل
تجدد هذه اليمين ما دام الخبير مسجل في الجدول ،وذلك استنادا على المادة 18من القانون رقم 45.00المتعلق بالخبراء القضائيين كما صدر بتنفيذه
الظهير الشريف رقم 1.01.126المؤرخ في 29من ربيع الول 1422موافق 22يونيو ، 2001المنشور بالجريدة الرسمية عدد 4918الصادرة
بتاريخ 27ربيع الخر 1422الموافق لـ 19يوليوز ، 2001ص 1268 :وما بعدها .
3
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 15 et suiv .
5
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الخير لجل تقديم النصائح اللزمة للعناية به . 1إواذا كانت الستاذة "لرغأوييي" ترى أن من
شأن الرسالة أن تتحول إلى شهادة متى خرجت عن الوسط الطبي في الحالة الولى أو عن
الوسط السري في الحالة الثانية لجل استخدامها في الثبات ضدا على مصلحة المريض،2
فإن هذا الرأي يبقى محل نظر على اعتبار أن طبيعة التصرف تحدد عند إنشائه ،ول يكون من
شأن التحريفات التالية على هذا النشاء أن تؤثر على تكييفيه أو طبيعته. 3
ورغأم أن الشهادة والوصفة الطبيتين يلتقيان في أن كلهما يعتبر كتابة صادرة عن
أو طبيب بمناسبة مزاولته لمهنته ،فإنهما مع ذلك يختلفان في أن الثانية ل تتضمن وصفا
تأويل لواقعة طبية أو تأكيدا لنجاز مهني من لدن محررها كما هو شأن الولى ،إوانما تتضمن
أم ار واضحا لمصلحة المريض بتناول دواء معين. 4
وتختلف الشهادة الطبية أيضا عن المنشورات التي يحررها الطبيب ولو انطلقا من حالة
فردية معينة ،استنادا على أن الهدف من هذه المنشورات هو تقديم الطبيب لعمله وعلمه
ونشره لدى العموم.5
وأخي ار فإن الشهادة الطبية تختلف عن سجل العيادة أو المستشفى ،من حيث أنه ل
يسلم للمريض ،كما أنه ل يتم إنشاءه بناءا على طلبه ،إوانما يتطلبه السير المنتظم لعمل
الطبيب في إطار من المشروعية . 6
1
- Larguier , thèse precitée, par 47 et suiv, P : 41 et suiv.
2
- Larguier , thèse precitée, par 50 et 53, P : 43 et suiv
3
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 17
- 4انظر للمزيد من التوسع في موضوع الوصفة الطبية :
suiv. Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 84 et
5
- M.C. Roure Mariotti ; Formulaires administratifs, certificats médicaux , Ed MASSON,
1993, p : 15 .
6
- . Roure Mariotti , Ibid .
6
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
- 1تقديم الدكتور الهادي مهنى لكتاب الساتذة ذياب والجراية ومعتوق :الشهادة الطبية ،مرجع سابق ،ص . 7
2
- Bezzad , Article précité , p : 5 .
3
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 65
- 4انظر بخصوص هاتين الحالتين أستاذنا أحمد ادريوش :أثر المرض على عقد البيع ،تأملت حول تطبيق القضاء للفصلين 54و 479من ظ .
ل .ع ،سلسلة المعرفة القانونية ، 2مطبعة المنية الرباط ،الطبعة الولى . 1996 ،
- 5بل إن هذه الشهادات ل تفقد أهميتها حتى في حالة المنازعة ،بحيث تشكل أساسا للخبرة ،انظر بهذا الخصوص:
7
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وترجع الهمية الجتماعية للشهادة الطبية إلى تعدد المناسبات التي يطلب فيها من
الطبيب إنشاؤها .ذلك أن ظروف الحياة العصرية أصبحت تفرض على الفراد تقديم شهادات
طبية مختلفة ،عند الولدة ،ولجل اللتحاق بالوظيفة أو الحصول على رخصة مرضية
للتغيب عنها ،1وعند الصابة بمرض عقلي أو بحادثة سير أو شغل ،أو تعرض لضرب أو
ورغأم أن هذه الظروف والمناسبات التي تستدعي الحصول على شهادة طبية تبدو
كثيرة ،فإنها تبقى دوما مرشحة لن تتزايد يوما بعد يوم .2
وقد أثار المر اهتمام بعض الباحثين في علم الجتماع .من ذلك أن بعض المنظرين
منهم ارتأوا أن الطبيب أصبح في عصرنا هذا خلفا للمنجم أو لرجل الدين في تصور المجتمع
لدوره ومكانته ،وذلك بالنظر إلى طقوس أنشطته ولغته المعقدة ووصفاته الدوائية وأجهزته
الغريبة ،فأصبحت شهادته الطبية تؤدي مهمة مجتمعية جديدة ،فهي بمثابة تزكية روحية
- 1ينص الفصل 42من الظهير الشريف رقم 1.58.008الصادر في 4شعبان 1377موافق 24فبراير 1958في شأن النظام الساسي العام
للوظيفة العمومية ) ج.ر عدد 2372صادرة بتاريخ 11أبريل ، 1958ص ( 634 :ا ،كما وقع تغييره وتتميمه بمقتضى القانون رقم 20.94المنفذ
بموجب الظهير الشريف رقم 1.95.2الصادر في 24من شعبان 1415موافق 26يناير ) 1995ج.ر عدد 4293صادرة في 8رمضان 1415
موافق 8فبراير ، 1995ص ( 350 :ا في فقرتيه الولى والثانية على أنه " :إذا أصيب الموظف بمرض مثبت بصفة قانونية يجعله غأير قادر على
يجب أن يدلي الموظف إلى الدارة بشهادة طبية تبين فيها المدة التي يحتمل أن يظل خللها غأير قادر على القيام بعمله ،وتقوم الدارة عند الحاجة
بجميع أعمال المراقبة المفيدة الطبية والدارية قصد التأكد من أن الموظف ل يستعمل رخصته إل للعلج " .
وينص الفصل 34من المرسوم رقم 2. 62 . 164المؤرخ في 26جمادى الثانية 1383موافق 14نونبر 1963المحددة بموجبه القواعد العامة
المطبقة على موظفي مختلف المؤسسات ) منشور بالجريدة الرسمية عدد 2668بتاريخ 26رجب 1383الموافق 12دجنبر ، 1962ص ( 2821ا
في فقرته الثانية على أنه " :ول تمنح الرخص التي تتجاوز مدتها ثمانية أيام إل بعد الدلء بشهادة طبية يسلمها طبيب تعينه المنظمة " .
كما ينص الفصل 11من نموذج النظام الخاص بضبط العلئق الرابطة بين الجراء الذين يتعاطون مهنة تجارية أو صناعية أو حرة وبين مؤجرهم
،كما صدر في تعينه القرار المقيمي الصادر بتاريخ 23أكتوبر ) 1948منشور بالجريدة الرسمية عدد 1878مكرر ،الصادرة بتاريخ 26أكتوبر
] 1948بالفرنسية[ ص ( 1181ا في فقرته الولى على أنه " :يجب على كل أجير غأير قادر على الذهاب لخدمته بسبب مرضه أو آفة طرأت عليه
أن يخبر مؤجره بمدة تغيبه المحتمل وذلك بتقديم شهادة طبية إن اقتضاه الحال " .
- 2هذه الملحظة سبق أن أبدا ها الدكتور " رينيي " في أطروحته سنة ، 1934ومع ذلك فهي ل زالت صالحة إلى اليوم
8
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
للمريض توازي طقوس التعبد والدعاء سابقا .وأصبح فحص الطبيب يشكل أو يكتسي وجها من
أوجه الطقوس المجتمعية ،فلقد كانت الطقوس والمواكب الدينية تزكي وتؤكد اجتياز أهم
المراحل في حياة كل فرد كالميلد والختان ودخول المدرسة واليافعية والزواج … الخ ،ثم جاء
ولقد يتشكك البعض في مدى صحة هذه الرؤيا ،لكن ومهما كان الرأي حولها فمن
الكيد أن نمو وتطور الوجه الوقائية والجماعية للنشاط الطبي كالطب الجتماعي والطب
الجمعياتي ضاعف عدد الفرص التي يطلب فيها من الطبيب تحرير وتسليم الشهادات.1
إواذا كانت الهمية العملية للشهادات الطبية واضحة بهذا الشكل ،فإن الهمية العلمية
لدراستها ترجع من جهة أولى إلى أن المشرع المغربي تعرض لها في نصوص عديدة ومتفرقة ،
ولم ينظمها في قانون واحد يمكن اللجوء إليه عند الحاجة ،مثلما لم يتعرض لها من مختلف
جوانبها .كما ترجع من جهة ثانية إلى أن القضاء كثي ار ما رفض العتراف لها بأي قيمة إثباتية
في حالت تستدعي المناقشة ،خصوصا وأنها عرفت معارضة من لدن بعض الفقه .
إواذا كانت أهمية الشهادة الطبية ترجع إلى الثقة التي تحظى بها تبعا للثقة التي يضعها
المجتمع في الطبيب ،فإن هذه الثقة تعتبر محور الشكالية التي يطرحها الموضوع.
ذلك أن العتراف بقيمة إثباتية معينة للشهادة الطبية كهدف أنشئت لجله يقتضي
معرفة ما إذا كانت هذه الثقة مبررة ،وعليه فإن الشكالية المطروحة تتمثل في الوقوف على
ما إذا كانت الثقة التي تحظى بها هذه الشهادة محاطة بضمانات قبلية كافية إواجراءات بعدية
رادعة .
هذه الشكالية هي التي ستقودنا إلى وضع خطة للبحث .
9
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
هذه الشهادة وتسليمها من جهة ثانية ،إضافة إلى الجراءات البعدية الرادعة المتمثلة في
المسؤولية المترتبة عن عدم احترام تلك القواعد من جهة ثالثة .
وتتمثل العلقة التي تربط بين هذه العناصر الثلث في أن الوصول إلى الثبات
بواسطة الشهادة الطبية كأثر يتم إنشاؤها لجله ،يقتضي من الطبيب المحرر احترام الشروط
القانونية لهذا النشاء واحترام قواعد السر المهني عند تسليمها لطالبها ،حتى ل تثار مسؤوليته
كأثر ثان قد تنتجه هذه الشهادة.
من هذا المنطلق سنتناول القواعد المتعلقة بإنشاء الشهادة الطبية وتسليمها في فصل
أول ،على أن نتناول آثار هذه الشهادة في فصل ثان .
10
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الفصل
الول :
تعتبر الشهادة الطبية محر ار صاد ار عن طبيب ليكون دليل على واقعة تخص الشخص
المفحوص أمام طرف ثالث .1لذلك فإن مزاولة الطب تشمل قيام الطبيب بتحرير وتوقيع
شهادات طبية مؤرخة بالمعاينات التي أجراها ،ثم القيام بتسليمها للشخص المعني بها ،دون
إخلل بقواعد اللتزام بكتمان السر المهني ،وذلك حتى يتسنى لهذا الخير استخدامها وفقا
للهدف التي تم إنشاؤها من أجله .
إواذا كان الفقه 2يؤكد على اعتبار إنشاء الشهادة الطبية عمل هاما وخطي ار من أعمال
مهنة الطب يفرض على الطبيب احترام شروط معينة ،فإن تسليم هذه الشهادة ل يقل أهمية
1
- Larguier , Thèse précitée , par 47 , p : 41 .
2
- Hadengne et Royal, op.cit. p : 9/ Bezzad ,Article précité , p : 5 .
11
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وخطورة عن إنشائها بالنظر إلى التعارض الذي قد ينشأ بين اللتزام بهذا التسليم واللتزام
بكتمان السر المهني .
من هذا المنطلق سنتناول الشروط الموضوعية والشكلية المتطلبة لنشــاء الشــهادة الطبيــة
فــي فــرع أول ،قبــل أن نتنــاول فــي فــرع ثــان مقتضــيات اللــتزام بكتمــان الســر المهنــي الـ ـواجب
احترامها عند تسليم هذه الشهادة .
12
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
1
- Roure – Mariotti, op. cit. , p : 4 et suiv.
- Hadengue et Royal, op.cit , p : 10 .
- 2إذ يتعين عليه أن يراقب صحتها قبل أن يقدر حجيتها .
13
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
- 1صدر بها القرار المقيمي المؤرخ في 8يونيو ، 1953المنشور بالجريدة الرسمية رقم 2121بتاريخ 19يونيو ، 1953ص ) 830بالفرنسية
(ا .
وهو نفس ما نصت عليه المادة 23من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب كما صدر بتطبيقها المرسوم رقم ، 2 . 69 . 989الصادر في
17رمضان 1419الموافق لـ 5يناير ) ، 1999منشور بالجريدة الرسمية ،عدد 4662بتاريخ 17شوال 1419الموافق لـ 4فبراير ، 1999ص
(310 :ا ،والتي جاءت صيغتها كما يلي " :تشمل مزاولة مهنة طب السنان عادة على قيم طبيب السنان وفقا للمعاينات التي يستطيع إثباتها في
مزاولة مهنته ،بتحرير الشهادات أو الشهادات أو الوثائق المقرر الدلء بها في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل.
ويجب أن تكون كل شهادة أو إشهاد أو وثيقة يسلمها طبيب السنان موقعة بخط يده .
ويمنع استعمال الختم أو أي طريقة أخرى ".
- 2يمكن للطبيب أن يقوم أيضا بإنشاء شهادات طبية ل يفرض أي نص تشريعي الدلء بها ،متى طلبها زبونه لجل استعمال خاص .
M. Le Gueut – Develay : Les certificats médicaux, http : // www. med. Univ – rennes 1.
; fr /etud/ medecine-legale/certificats –médicaux. Htm. , mis à jour le 26 Septembre 1998
30/01/2001 , 18.00 h, 7 pages ; p : 1.
14
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
يعتبر إنشاء الشهادة الطبية عمل هاما وخطي ار من أعمال مهنة الطب ، 1كما أن
موضوعها ل يمكن أن يكون إل وقائع ذات طابع طبي . 2لذلك فإن النشاء الصحيح لهذه
الشهادة يقتضي قيام محررها شخصيا بمعاينة طبية فعلية للشخص المعني بها وتضمينها نتائج
هذه المعاينة بصدق وأمانة ) الفقرة الثانية (ا ،كما يقتضي أن تتوفر في هذا المحرر صفة
طبيب ) الفقرة الولى (ا نظ ار للترابط الكبير بين العنصرين .
سنحاول أن نتعـرف أول علـى المقصـود بصـفة الطـبيب الضـرورية ،قبـل أن نـرى ثانيـا مـا
إذا كانت هذه الصفة كافية لوصف الورقة الصادرة عنــه بأنهــا شــهادة طبيــة ،وذلــك مــن خلل مــا
سماه القضاء الفرنسي " بالشهادة الظاهرة " .
إذا كان الواقع الطبي بالمغرب يعرف تعايش نوعين من المعارف الطبية ،يطلق على
النوع الول " الطلب التقليدي أو الشعبي " ،وعلى النوع الثاني " الطب العصري" ،فإن الذي
يعتبر طبيبا في حكم القانون هو الطبيب العصري ،أما ممارس الطب التقليدي فل يعتبر كذلك
،بل أكثر من هذا فإنه يعتبر مزاول لمهنة الطب بصفة غأير قانونيـة، 3
1
- Hadengue et Royal, op. cit , p : 9 / Bezzad ,Article précité , p : 5 .
2
- Régnier , thèse précitée , p : 61 .
-أستاذنا أحمد ادريوش ،رسالة سابقة ،ص 15وما بعدها . 3
15
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
كما يكرس ذلك القانون رقم 10.94المتعلق بمزاولة الطب 1في المواد 4و 60و 61منه.2
وعليه فإن الطبيب العصري باعتباره الشخص المرخص له بممارسة الطب ،هو فقط
المؤهل لنشاء شهادة طبية ،3سواء كان طبيبا في القطاع العام أو طبيبا في القطاع الخاص
أو عسكريا ، ،4وسواء كان طبيبا عاما أو طبيبا متخصصا ،5وسواء كان طبيبا مدنيا
غأير أنه إذا كان يمكن للعسكري اللجوء إلى طبيب مدني للحصول على شهادة طبية دون
إشكال ،فإنه ل يمكن العتماد على شهادة صادرة عن طبيب عسكري في قضية غأير مرتبطة
- 1كما صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1 . 96 . 123الصادر في 5ربيع الخر 1417موافق 21أغأسطس ، 1996منشور بالجريدة الرسمية
ص. 2573 : عدد 4432الصادرة بتاريخ 9رجب 1417الموافق لـ 21نوفمبر ، 1996
-ذلك أن المشرع بعد أن اشترط في المادة الرابعة من هذا القانون لجل التقييد في جدول هيئة الطباء الوطنية الذي يخول مزاولة مهنة الطب "أن 2
يكون الشخص حاصل على شهادة دكتور في الطب مسلمة من إحدى كليات الطب المغربية أو على شهادة أو دبلوم من كلية أجنبية تعترف بمعادلتها
الدارة التي تنشر القائمة المدرجة فيها " ،فإنه عاد في المادة 60ليعتبر " كل من يشارك بصفة اعتيادية أو تحت إشراف غأيره ولو بحضور طبيب من
الطباء في إعداد تشخيص أو وصف علج لمراض أو إصابات جراحية أو خلقية أو مكتسبة أو حقيقية أو مفترضة وذلك عن طريق أعمال شخصية
أو استشارات شفوية أو مكتوبة وبأي طريقة أخرى أو يقوم بأحد العمال المهنية المنصوص عليها في المسمية المشار إليها في المادة ، 71دون أن
الطباء " ،مزاول لمهنة الطب بوجه غأير قانوني ،وعاقبه في المادة 61بعقوبة يكون حاصل على شهادة تخوله الحق في التقييد في جدول هيئة
الحبس من ثلثة أشهر إلى خمس سنوات وبغرامة من 5 .000درهم إلى 50 . 000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،على أن يرفع مبلغ الغرامة
في حالة العود إلى الضعف دون أن تقل عقوبة الحبس عن ستة أشهر .
3
- L. Mélennec : Les certificats médicaux : Personnes habilittées à les délivrer, La VIE
MEDICALE, 52 Année, Octobre 1971 / 4, N° 33, p : 3983.
-أطباء القطاع العام هم الذين يمارسون مهنة الطب في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للدولة ،وبالتالي فهم يعتبرون من الناحية القانونية 4
موظفين تابعين لها ،أما أطباء القطاع الخاص فهم الذين يمارسون مهنة الطب خارج إطار الوظيفة العمومية من جهة وخارج إطار عقد الشغل من جهة
ص. 18 : أخرى .انظر أستاذنا أحمد ادريوش ،رسالة سابقة ،
-التخصص صفة خارجية تدل على زيادة العلم ويكون من شأنها أن تحمل الناس على زيادة الثقة بالطبيب المتخصص ) أستاذنا أحمد ادريوش : 5
تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية ،سلسلة المعرفة القانونية ، 1مطبعة المنية ،الرباط ،الطبعة الولى ، 1995ص :
( 88ا.
ول يجوز أن يحمل لقب طبيب متخصص إل الطباء المقيدون بهذه الصفة في جدول هيئة الطباء بقرار من رئيس المجلس الوطني لهيئة الطباء
الوطنية ،بناءا على طلب المعني بالمر الحاصل على شهادة للتخصص الطبي مسلمة من كلية مغربية أو على شهادة معترف بمعادلتها لها تخول
الحق في مزاولة التخصص )المادتان 37و 38من القانون رقم 10.94المتعلق بمزاولة الطب (ا .وذلك وفق الشروط والجراءات المنصوص عليها
في المواد من 39إلى 48من القانون المتعلق بمزاولة الطب ،وفي المواد من 10إلى 12من المرسوم رقم 2 . 97 . 421الصادر في 25من
جمادى الخرة 1418الموافق لـ 28أكتوبر 1997لتطبيق القانون رقم 10 . 94المتعلق بمزاولة الطب ) الجريدة الرسمية عدد 4532بتاريخ 5
16
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
بالخدمة ،لن الشواهد الطبية التي يسلمها الطباء العسكريون ل يمكن استعمالها لغأراض
وقد ذهب بعض الفقه2إلى أن التسجيل في جدول هيئة الطباء غأير ضروري لنشاء
الشهادة الطبية ،كما أن الممارسة الفعلية غأير مشترطة.
غأير أن هذا الرأي يبقى محل نظر ،على اعتبار أنه إوان كانت الممارسة الفعلية حقا
غأير واجبة ) بالضافة إلى أنها تتحقق بالمعاينة التي يجب أن تسبق إنشاء الشهادة (ا ،فإنه
ينبغي أن تتوافر على القل إمكانيتها التي ل تتحقق إل بالنخراط في جدول الهيئة .3وهذا ما
تؤكده المادة الرابعة من القانون رقم 10 . 94المتعلق بمزاولة الطب التي تمنع على أي
شخص القيام بأي عمل من أعمال مهنة الطب إل إذا كان مقيدا في جدول هيئة الطباء
الوطنية.
لكن ينبغي النتباه إلى أن هناك استثناء على مبدأ ضرورة التسجيل في جدول الهيئة
يتعلق بطلبة الطب الذين أثبتوا صلحية امتحاناتهم السريرية ،والذين حصلوا على رخصة
النيابة من رئيس المجلس الجهوي الواقعة في دائرة نفوذه كلية الطب المسجل بها الطالب .4ذلك
أن السماح لهم بمزاولة الطب في إطار النيابة 5عن طبيب عام ،يعني بالضرورة السماح لهم
بإنشاء شهادات طبية تتعلق بالوقائع الطبية التي عاينوها في إطار مزاولة المهنة .
1
- Colomar, 28 octobre 1947 , JCP 1948 , II 4160. Cité par : Larguier , thèse précitée, par 39,
p : 36 .
2
- Mélennec, Article précité , p : 3983.
3
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 18.
-الفصل 30من القانون رقم 10 . 94المتعلق بمزاولة الطب ،والفصل 13من المرسوم التطبيقي له. 4
-يعرف عقد النيابة بين الطباء الذي نظمه المشرع في المواد من 29إلى 36من القانون المتعلق بمزاولة الطب بأنه " عقد يعين بمقتضاه طبيب ) 5
المناب عنه (ا زميل له ) النائب (ا لينوب عنه في تسيير عيادته لمدة مؤقتة مقابل نصيب في التعاب " .انظر أستاذنا أحمد ادريوش :الكراء في
المدونة الجديدة للتجارة ،سلسلة المعرفة القانونية ، 6البوكيلي للطباعة والنشر ،القنيطرة ،الطبعة الولى ، 1998ص . 30 :وانظر للمزيد من
الطلع البحث الذي أنجزته تحت إشرافه الطالبة مينة شداوي :عقد النيابة بين الطباء ،بحث دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني ،
كلية الحقوق ،جامعة محمد الخامس ،الرباط ،أكدال . 1999
17
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وما دام ل يسمح للطبيب الجنبي قبل تقييده في جدول هيئة الطباء الوطنية 1بأن يقوم
في القطاع الخاص بأي عمل من أعمال المهنة ،كما تنص على ذلك المادة 12من قانون
مزاولة الطب ،فإن الورقة التي حررها بالمغرب ل تعتبر شهادة بمعنى الكلمة .2أما بالنسبة
للشهادة الطبية التي أنشأها بالدولة التي يمارس فيها نشاطه المهني ،فإنه ينبغي الرجوع إلى
قانون هذه الدولة للحكم على صحتها وقوتها الثباتية.3
لكن إذا كانت صفة الطبيب ضرورية فهل تعتبر كافية لوصف الورقة الصادرة عنه بأنها
شهادة طبية ؟
لقد تمسكت الشعبة التأديبية بالمجلس الوطني الفرنسي لهيئة الطباء في قرار صادر
عنه بتاريخ 13دجنبر 41978بمفهوم الشهادة الظاهرة" 5في مواجهة طبيب دفع بأنه لم يعط
شهادته المحررة على مطبوعته المهنية إل كمواطن عادي ،معتبرة أن هذا المحرر يظهر على
القل في شكل شهادة طبية ،خصوصا وأنه يجمع بين التصريح الشخصي والمعاينة العلمية.
وقد استنتج الستاذان " ميلنيك " و " ميمطو" 6من هذا القرار أنه ليس من اللزم
وصف كل مكتوب صادر عن طبيب يعطي معلومات عن صحة فرد معين بأنه شهادة طبية .
فالصفة التي يصدر بها الطبيب هذا المحرر يكون لها نفس الدور الذي تلعبه في جريمة إفشاء
السر المهني ،حيث ل يعاقب على إفشاء السرار التي تصل إلى عمله خارج الممارسة المهنية
بصفته صديقا وليس معالجا ،ولو كان لها ارتباط موضوعي بممارسة الطب .
-وفق الجراءات وطبق الشروط المنصوص عليها في الفصول من 11إلى 15من القانون المتعلق بمزاولة الطب والمواد من 5إلى 7من 1
خاصة لهذا المحرر ما دام مضمونه هو نفسه الذي تقرره شهادة طبية صادرة عن طبيب وطني .
Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 19.
3
- Mélennec et Mémeteau , Ibid.
4
- Bulletin de l’ordre national, 1980, p : 5. Cité par : Mélennec et Mémeteau, op. cit. , p : 16.
5
- Le certificat apparent.
6
- Mélennec et Mémeteau , Ibid.
18
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إن أهمية صفة الطبيب هاته ،هي التي تفرض عليه أن يبين في الشهادة الطبية اسمه
الشخصي والعائلي ،وصفته ،وعنوانه ،واختصاصه إن وجد .لذلك فإنه غأالبا ما يحرر هذه
الشهادة على مطبوعته الخاصة ،التي يتضمن رأسها المهني عادة هذه البيانات المحددة
لهويته.1
إن موضوع الشهادة الطبية ل يخرج عن كونه تقدي ار للحالة الصحية للمعني بهـا أو
تأكيدا لنجاز عمل مهني من لدن محررها.2
إواذا كان من الواضح أن إنجاز العمل المهني المشهود به ) زيارة ،تلقيح … (ا ل يمكن
أن يتم بدون معاينة فعلية للشخص الذي وقع إنجازه لفائدته ،فإن تقدير الحالة الصحية
للشخص المشهود له ،يجب أن يستند كذلك على فحص طبي شخصي يقظ وفق المعطيات
الثابتة لعلم الطب .3لذلك فإن المعاينة الطبية الفعلية القبلية للشخص المعني بالشهادة تعتبر
شرطا ضروريا ل يتردد المتخصصون 4في التأكيد عليه .خصوصا وأن اللتزام بالحذر
/ - 1ذياب والجراية ومعتوق ،مرجع سابق ،ص 16وما بعدها Bezzad, Article précité , p : 7
موضوعا ثالثا إوانما يدخل في إطار -وحتى إذا كان يطلب من الطبيب أحيانا معاينة حالة لجل تكييفها ) ولدة ،وفاة ( ..ا فإن هــذا ل يعتبــر 2
. الموضوع الول على اعتبار أنه يتطلب فحصا أدنى ،مع ما يقتضيه المر من تقدير علمي .انظر بهذا الخصوص :
Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 13
3
- Mélennec et Mémeteau , Ibid .
4
- Hadengue et Royal , op. cit , p : 10 / Bezzad, Article précité , p : 6 .
- Gérald Quatrehomme : Certificats, La revue du praticien , 15 Octobre 2000, Tome 50,
N° 16 , p : 1823 .
- S.Louahlia : les certificats médicaux en pratique quotidienne, revue marocaine de médecine
19
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الملقى على عاتق الطبيب يفرض عليه العتماد على معايناته الشخصية ل على معاينات
عائلة المعني بالمر أو تصريحات هذا الخير ،ول على مجرد الحدس والتخمين.1
ومن البديهي أن تكون هذه المعاينة لحالة شخص محدد ،2لذلك يتعين على الطبيب
بمناسبة معاينته للشخص المعني بالشهادة أن يتثبت من هويته ) اسمه الشخصي والعائلي،
تاريخ ميلده ،مقر سكناه ،رقم بطاقته الوطنية إن وجدت … (ا ،خصوصا وأن القضاء
المغربي يرفض عن حق العتماد على شهادات طبية ل تثبت هوية صاحبها ،كما هو شأن
القرار الصادر عن المجلس العلى بتاريخ 1998 – 06 – 16في الملف الشرعي عدد 418
،3 96 / 1 / 2 /والذي جاء في حيثياته " :وحيث بالطلع على الشهادة الطبية التي يستند
إليها المطلوب في دعواه اتضح أنها غأير مؤكدة لهوية الطاعنة رغأم أنها تحمل اسمها ومع أن
الطاعنة تمسكت في استئنافها بأن هذه الشهادة غأير كافية في إثبات الدعوى فإن المحكمة
أسست قضاءها بفسخ عقد الزواج عليها ولم تفندها مع أن المر يقتضي التحري بإجراء بحث
للتأكد من حقيقة تلك الشهادة ومن كون الحمل الذي كان بالطاعنة وضع في أقل أمده الشرعي
أو في أمده ،ولكي يتبين واقع أمر النزاع فتحكم النازلة بما يقتضيه الفقه مما يعتبر معه القرار
المطعون فيه منعدم التعليل ومما يعرضه بالتالي للنقض " .
20
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أو 1
ويقع هذا التثبت من هوية الشخص المفحوص بواسطة بطاقة تعريفه الوطنية
بطاقة إقامته أو جواز سفره ،أما إذا لم يكن يتوفر على أي وثيقة تثبت هويته فيجب على
الطبيب أن يشير إلى أن تلك المعلومات قد وردت بناءا على تصريحات زبونه .2وزيادة في
الحتياط أصبح بعض الطباء يلجأون عن صواب في حالة عدم وجود البطاقة الوطنية إلى
إلزام المعني بالمر بضرورة إحضار صورة شمسية توضع على الشهادة ويوضع فوقها خاتم
المجال .3 الطبيب ،وذلك لتفادي الحتيالت التي يمكن أن تقع في هذا
غأير أنه واستثناءا مما سبق ،قد يحدث أن يدعى الطبيب لتحرير شهادة استنادا على
وثائق سابقة ،ففي هذه الحالة يتعين عليه الشارة كتابة إلى أن المر يتعلق " بشهادة محررة
بناءا على مستندات " أو " بناءا على الوثائق المدلى بها " .4كما قد يحدث أن يحرر الطبيب
في المستشفى شهادات طبية استنادا على سجل المستعجلت الذي حرره بالليل الطبيب
الداخلي أو الطالب المعاون المكلف بالحراسة ،بحيث عليه أيضا أن يوضح في الشهادة بأن"
السيد أ حضر للمستشفى ب … كما هو مثبت في سجل المستعجلت ،حرر بتاريخ … من
طرف الدكتور ج " ،أو يشير إلى أن المر يتعلق بنسخ للمستند المعني .5
- 1يمكنه استعمال الصيغة التالية :أشهد بأني فحصت السيد)ة(ا … صاحب)ة(ا بطاقة تعريف رقم … أو المعرف)ة(ا به)ها(ا من لدن السيد)ة(ا …
ص . 17 : صاحب )ة(ا بطاقة تعريف رقم " .انظر ذياب والجراية ومعتوق ،مرجع سابق ،
-جاء في الفصل الول من قرار صادر عن الهيئة الوطنية للطباء أوكل لرئيسها ولرؤساء المجالس الجهوية مهمة تطبيقه بعد نشره في نشرة الهيئة 2
بأنه " يتعين على الطبيب قبل إنشاء شهادة طبية التثبت من هوية الشخص الذي تتم معاينة حالته.
إذا رفض طالب الشهادة الكشف عن هويته أو لم يكن باستطاعته إثباتها فيجب على الطبيب أن يشير إلى ذلك في الشهادة موضحا « أنا
الموقع أسفله … أشهد أني فحصت … الذي صرح أن اسمه … » . " .
وقد اعتبر الفصل الثاني من نفس القرار مخالفة هذه المقتضيات خطأ مهنيا موجبا للمسؤولية التأديبية .
L’ECHO Médical , revue du conseil régional du Nord Ouest , N° 1 Du 1er trimestre 1988,
p : 35 .
- 3عبد المجيد خداد :اثر المرض في تكوين عقد الزواج :تأملت حول شهادة الخلو من المراض المعدية المشترطة في عقد الزواج ،رسالة لنيل
دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،الرباط 1999ـ ، 2000ص . 262
4
- Hadengue et Royal , op.cit , p : 10.
5
- Hadengue et Royal , Ibid .
21
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
يجب على الطبيب بعد إجرائه للمعاينة أن يسجل نتائجها في الشهادة الطبية بكل
صدق وواقعية ،1محاول قدر المكان عدم تحريف تلك النتائج 2اليجابية منها والسلبية على
حد سواء ،3وذلك حتى تكون هذه الشهادة النعكاس المضبوط للحقيقة.4
لذلك يتعين عليه أن يكون حذ ار في تأكيداته ،ويميز بين ما عاينه شخصيا وبين
تصريحات طالب الشهادة ،5مستعمل بخصوص هذه الخيرة الصيغة التي توضح أن المريض
هو الذي ذكرها ،وذلك مثل " ..فحصت السيد )ة(ا … الذي ) التي (ا صرح )ت(ا بأنه )ها(ا …
أقواله )ها(ا ".7 " ،6أو " … بناءا على تصريحات المريض )ة(ا " أو " … استنـادا علــى
ويقوم الطبيب عند تسجيله لنتائج المعاينة في الشهادة الطبية إما بالقتصار على
وصف الوقائع ،دون تفسيرها أو تحليلها في أسبابها أو توابعها ،حيث نكون أمام ما يسمى "
بالشواهد الوصفية" . 8إواما أن يتجاوز الوصف إلى تضمين مستنتجاته بعد تحليل وتفسير
الوقائع ،حيث نكون أمام ما يسمى " بالشواهد التفسيرية أو التأويلية " 9التي تعتبر وثائق أكثر
مثل … (ا كمال من الولى ،إذ تتضمن وصفات علجية ،وتقديرات ) لنسبة العجز البدني
،واقتراحات ) تغيير المركز المهني … (ا ،إضافة إلى الحرمان أو المنع ) من ممارسة مهنة
أو رياضة … (ا.10
إن ما يجدر النتباه إليه في نهاية هذا المطلب ،هو أن صفة طبيب مرخص له بمزاولة
الطب في المغرب كافية للسماح لصاحبها بإنشاء شهادات طبية بغض النظر عن كونه طبيبا
1
- Roure Mariotti , op.cit, p : 7 / Louahlia, Article précité , p : 28 .
2
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 69.
3
- Quatrehomme, Article précité , p : 1823 / Louahlia, Article précité , p : 28 .
4
- Bezzad , Article précité , p : 7 .
5
- Quatrehomme, Article précité , p : 1823 / Bezzard, Article précité , p : 7.
-ذياب والجراية ومعتوق ،مرجع سابق ،ص . 17 : 6
7
- Quatrehomme, Article précité , p : 1823
8
- Cértificats descriptifs .
9
- Cértificat interprétatifs .
10
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 13 et suiv
22
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
عاما أو متخصصا وبغض النظر عن التخصص المعترف له به ،في الوقت الذي تعتبر فيه
المعاينة الفعلية شرطا ضروريا ل يمكن الستغناء عنه.
وما دامت المعاينة الفعلية المشترطة عمل طبيا ل يجوز مبدئيا 1للطبيب المتخصص
أن يزاوله إل إذا كان داخل في نطاق التخصص المعترف له به ،فإنه يمكن أن نستنتج بكل
سهولة أنه ل يمكن لطبيب متخصص إنشاء شهادة طبية تتعلق بموضوع خارج عن
اختصاصه ،وذلك خلفا للطباء العامين الذين يجوز لهم الشهادة بكل شيء.
المطلنننب الثننناني :الشنننروأط الشنننكلية
المتطلبة لنشاء الشهادة الطبية
يشترط الفصل 22من مدونة الداب المهنية للطباء أن تكون الشهادة الطبية موقعة
بخط يد الطبيب . 2كما أن مجموعة من الممارسين 3أكدوا على أن التأريخ شرط أساسي ل غأنى
عنه .
وبما أن التوقيع والتاريخ ) الفقرة الثانية (ا ل يمكن أن يردا إل على ورقة مكتوبة فإنه
يتعين توافر شرط الكتابة ) الفقرة الولى (ا .
إذا كــان القــانون لــم يشــترط شــكل معينــا للكتابــة ) أول(ا ،كمــا لــم يشــترط لغــة معينــة ،فــإن
خلفا قد ثار في الفقه والقضاء بخصوص هذه النقطة الخيرة ) ثانيا (ا .
- 1أقول مبدئيا على اعتبار أن الفصل 42من القانون رقم 10. 94المتعلق بمزاولة الطب يعطي الحق لرئيس المجلس الوطني لهيئة الطباء
استنادا إلى تقرير رئيس المجلس الجهوي المختص بأن يمنح الطبيب المتخصص ترخيصات لمزاولة أعمال طبية غأير داخلة في نطاق التخصص
المعترف له به وذلك عند ما تبرر مصلحة سكان الجماعة الحضرية أو القروية أو المجموعة الحضرية التابع لها محل عمله مزاولة المعني بالمر
لعمال تدخل في نطاق الطب العام أو في نطاق تخصص ثان معترف له به وفقا للجراءات المقررة في المادة 39من نفس القانون .
ويمكن في المرافق الصحية التي ل تتوفر على العدد اللزم من الطباء أن يزاول الطبيب المتخصص العمال المرتبطة باختصاصه
والعمال التي تدخل في نطاق الطب العام أو في نطاق تخصص ثان معترف له به وفقا للجراءات المقررة في المادة . 39
- 2وهو نفس الشرط الذي نصت عليه أيضا المادة 23من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب.
3
- Hadengue et Royal , op. cit , p : 11 / Roure – Mariotti, op. cit. , p : 5/ Bezzad, Article
précité , p : 7/ Louahlia Article précité ; p : 28 .
ذياب والجراية ومعتوق ،مرجع سابق ،ص " . 19
23
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
تعتبر الشهادة الطبية عمل كتابيا 1بالضرورة ،2إوان كان الفقه الجنائي يعتبر أن جريمة
تزوير شهادة طبية المنصوص عليها في الفصل 364من مجموعة القانون الجنائي تعتبر
قائمة ولو كانت الشهادة شفاهية .3
ول يشترط القانون شكل معينا للكتابة ،فالشهادة الطبية تنشأ صحيحة سواء حررت بخط
اليد أو باللة الكاتبة أو بالحاسوب أو بأية وسيلة أخرى .غأير أنه يتعين أن تكون هذه الكتابة
مقروءة وبأسلوب واضح وبسيط ومحدد ،لنه سيقرأها غأير الطباء من قضاة ومحامين وممثلي
شركات التأمين وغأيرهم.4
لم يشترط القانون تحرير الشهادات الطبية باللغـة العربيـة المـر الـذي فسـح المجـال لعمـل
قضائي يقبل الشواهد المحررة بلغة أجنبية .وهو ما عرف معارضة من لدن بعض الفقه .
لقد سار العمل القضائي المغربي على أنه يؤخذ بالشهادات الطبية ولو كانت محررة
باللغة الفرنسية .وذلك كما جاء في إحدى حيثيات قرار لمحكمة الستئناف بالرباط 5أيد حكما
ابتدائيا اعتمد على عقد زواج مغربي مهاجر محرر باللغة الفرنسية.
1
- Larguier , thèse précitée par 43, p : 39 / Roure – Mariotti, op. cit. , p : 5/ Hadengue et
Royal , op. cit , p : 9
ذياب والجراية ومعتوق ،مرجع سابق ،ص . 13 :
2
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 22 .
3جواد بوكلطة :تغيير الحقيقة في المحررات ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية
والقتصادية والجتماعية ،الرباط ، 1993ص . 353 :
Larguier , thèse précitée, par 46, p : 41
4
- Bezzad, Article précité , p : 7/ Quatrehomme, Article précité , p : 1823 et suiv / Louahlia,
Article précité , p : 28 .
- 5منشور بجريدة العلم عدد 17989 :بتاريخ ، 1999 / 08 / 19ومنشور أيضا ) بدون رقم ول تاريخ (ا مع تعليق للستاذ عبد الرحمان بن عمرو
بمجلة رسالة المحاماة ،عدد ، 14دجنبر ، 1999ص 79 :وما بعدها.
وقد جاء في هذا القرار " :وحيث إذا كان المبدأ هو تعريب القضاء فإن لكل قاعدة استثناءات عموما ،ونظام الحالة المدنية أولى بالخذ
بالستثناء من باب المرونة ما دام ليس في ذلك مس بالنظام العام ومن باب جلب منفعة أقصى دون أدنى ضرر ما دام كل القضاة المغاربة يعرفون
اللغة الفرنسية خاصة بعد ما أصبح التجاه يميل نحو وجوب معرفة لغتين على القل داخل الجهاز القضائي بالمغرب بدليل أنه يؤخذ بالشهادات
الطبية وبعض محاضر الشرطة القضائية رغأم أنها محررة باللغة الفرنسية" .
24
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
بل إن المجلس العلى ذهب إلى أن " من حق المحكمة بل من الواجب عليها الرجوع
إلى وثيقة قدمت لها بصفة قانونية لمعرفة مضمونها ما دامت قد آنست في نفسها القدرة على
فهمها دون الستعانة بمترجم ،وما دام أن اللغة العربية إنما هي مطلوبة في المرافعات وتحرير
المذكرات " ،1على اعتبار أن " الفصل الخامس من القانون رقم 3.64الصادر بتاريخ
26/01/65المتعلق بتوحيد المحاكم 2ينص على ..أن اللغة العربية هي وحدها لغة
المداولت والمرافعات والحكام ولم يتعرض الظهير في أي فصل من فصوله إلى تقديم الوثائق
والمستندات المثبتة للحقوق باللغة العربية " . 3وهو نفس التوجه الذي تبنته بعض محاكم
الموضوع ، 4كما تبناه أيضا فقه القضاء،5الذي استند في رأيه على أن القاضي ترجمان
التراجمة ،وعلى أن المرافعة والمداولة والحكم التي ألزم القانون وجوب اعتماد اللغة العربية
بشأنها هي مختلفة تماما عن وثائق ومستندات الدعوى .
لكن هذا الرأي عرف معارضة من لدن بعض الفقه6الذي رأى فيه مخالفة لمقتضيات
الدستور الذي ينص على رسمية اللغة العربية ،كما رأى فيه مخالفة للفصل الخامس من قانون
26يناير ،71965على اعتبار أنه ل يمكن تصور مناقشة أطراف الدعوى أو دفاعهم باللغة
العربية لوثيقة محررة بلغة أجنبية دون تعريبها ،كما ل يتصور أيضا مداولة القضاة فيما بينهم
- 1قرار صادر عن القسم الول من الغرفة المدنية تحت عدد 1579في الملف المدني عدد 90 / 4425بتاريخ 17يونيو ،1992منشور بمجلة
المحاكم المغربية ،العدد ، 67نونبرـ دجنبر ، 1993ص . 124 :
- 2منشور بالجريدة الرسمية عدد 2727الصادرة بتاريخ فاتح شوال 1384موافق 3فبراير .1965
- 3قرار صادر عن المجلس العلى في الملف المدني عدد 3975/86بتاريخ ،05/1994/ 18منشور بمجلة الشعاع ،العدد الثاني عشر ،السنة
السابعة ،يونيو ،1995ص .144 :
- 4قرار صادر عن محكمة الستئناف التجارية بالدار البيضاء تحت رقم 2000 / 113في الملف رقم 9 /98 /2041بتاريخ 18يناير ، 2000
منشور بمجلة المحكام المغربية ،مايو ،يونيو ، 2000عدد ، 82ص . 171 :
جاء في إحدى حيتياته " فبخصوص الدفع المتعلق بعدم ترجمة الوثائق فإنه دفع مردود لن المستأنف عليها أدلت بالمذكرات محررة باللغة
العربية وأنه ل يوجد ما يمنع تقديم الوثائق والحجج باللغة الجنبية " .
1998 – 06 – 23 -قرار صادر عن محكمة الستئناف بالرباط تحت رقم 4861في الملف رقم 1997 / 4437بتاريخ
) غأير منشور (ا .وقد جاء في إحدى حيثياته " وحيث إنه ليس هناك ما يمنع من الستدلل بوثائق محررة بلغة أجنبية ما دامت المرافعة والمناقشة
المعلن عنها بقانون التوحيد والتعريب تتم باللغة العربية".
- 5رشيد مشقاقة :أفكار قانونية تحت المجهر ،طبعة مارس ، 1999ص من 20إلى . 31
- 6عبد الرحمان بن عمرو :تعليق سابق ،ص 80 :وما بعدها,
- 7ينص هذا الفصل على ما يلي " :إن اللغة العربية هي وحدها لغة المداولت والمرافعات والحكام في المحاكم المغربية" .
25
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
بشأن هذه الوثيقة دون تعريبها كذلك ،وهو ما يمتنع عليهم جميعا من الناحية القانونية ،لنهم
ليسوا تراجمة محلفين .
وأعتقد أنه ما دامت مقتضيات الفصل الخامس من القانون 3.64المتعلق بتوحيد
المحاكم قد قصرت اشتراط اللغة العربية على المداولت والمرافعات والحكام ،1وما دام فهم
المتقاضين والقضاة لمضمون الوثائق المقدمة بلغة أجنبية كاف لتمكينهم من المرافعة
والمداولة بشأنها دون حاجة إلى تعريبها ،فإن تقديم شهادات طبية بلغة أجنبية يكون جائ از إل
في حالتين هما :الحالة التي يدفع فيها الطرف المتمسك ضده بالشهادة بعدم قدرته على فهمها
دون تعريب ،حيث يتعين إلزام المتمسك بها بذلك تحت طائلة تنحيتها من ملف الدعوى احتراما
لحقوق الدفاع ،والحالة التي لم يأنس فيها القضاة في أنفسهم القدرة على فهمها دون تعريب
وذلك حتى ل يقوموا بدور غأير منوط بهم قانونا .
إذا كــانت مدونــة الداب المهنيــة للطبــاء قــد نصــت فــي فصــلها الثــاني والعشـ ـرين علــى
ضــرورة توقيـع الطــبيب للشـهادة الصـادرة منــه ) أول(ا ،فـإن تــأريخه لهـذه الشـهادة يقتضـيه الطـابع
الخاص لموضوعها ) ثانيا (ا.
- 1كما أن قرار وزير العدل رقم 416.65الصادر بتاريخ 29يونيو 1965باستعمال اللغة العربية لدى محاكم المملكة ) جريدة رسمية عدد 2755
صادرة بتاريخ 20ربيع الثاني 1385موافق 18غأشت ، 1965ص . 1742 :مع استدراك بالجريدة الرسمية عدد 2755الصادرة بتاريخ 4جمادى
ص ( 1841 :ا لم يفرض بدوره تقديم الوثائق إلى المحاكم باللغة العربية ،بحيث جاءت صيغة فصله الولى 1385موافق فاتح شتنير ، 1965
المحاكم " يجب أن تحرر باللغة العربية ابتداء من فاتح يوليوز 1965جميع المقالت والعرائض والمذكرات المقدمة إلى مختلف الول كما يلي :
".
26
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
التوقيع هو أساس نسبة الكتابة إلى موقعها ولو لم تكن مكتوبة بخطه ، 1وهو دللة
خطية2على العلم بمضمون المكتوب ،وبالتالي على إمضاء هذا المضمون. 3
لذلك فإن الغاية من اشتراط التوقيع في الشهادة الطبية هو التأكيد على أن ما ضمن في
هذه الشهادة مطابق لتصور محررها ،وأن هذا التصور نهائي . 4
وتقتضي دللة التوقيع على الموافقة على ما هو ثابت بالورقة ،أن يكون مكانه أسفل
الكتابة.5
كما أن ما يثيره الختم من مشاكل كبيرة ترجع لكونه مستقل عن صاحبه ويسهل العبث
به وتقليده ، 6جعلت واضعي الفصل 22من مدونة الداب المهنية للطباء والمادة 23من
مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب ،يمنعان استعماله في الشواهد الطبية أو
استعمال أي طريقة أخرى غأير التوقيع بخط يد الطبيب .7
إواذا كانت نسبة مضمون الشهادة الطبية إلى الطبيب تقتضي منه توقيعها ،فإن هذا
المضمون نفسه يقتضي منه تأريخها .
إن مضمون الشـهادة الطبيـة ل يخـرج عـن كـونه تقـدي ار للحالـة الصـحية لشـخص معيـن أو
تأكيدا لداء عملي مهني محدد ،المر الذي يجعل من تأريخ الشهادة أم ار ضروريا .
- 1إدريس العلوي العبدلوي ،وسائل الثبات في التشريع المدني المغربي ،مطبعة النجاح الجديدة ،طبعة 1410هـ 1990 ،م ،ص . 85 :
-عبد الرحمان بلعكيد :وثيقة البيع بين النظر والعمل ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة الثانية ،1995ص .281 : 2
- 3أستاذنا محمد شيلح :مرشد الحيران إلى الفهم المحمود بفك القيود عن نكث أحكام البيع المنضود في القانون المغربي لللتزامات والعقود ،مطبعة
أنفو برانت ،فاس ،الطبعة الولى ، 1998فقرة ، 99ص . 74 :
4
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 23 .
ظ .ل .ع أن يرد التوقيع في - 5إدريس العلوي العبدلوي ،مرجع سابق ،ص . 85 :لذلك استلزمت الفقرة الثانية من الفصل 426من
أسفل الورقة العرفية.
- 6آدم وهيب النداوي :دور الحاكم المدني في الثبات ،رسالة ماجستير ،الدار العربية للطباعة والنشر ،بغداد ،الطبعة الولى 1396هـ 1976م
،ص . 283 :
- 7وهو نفس ما يشترطه الفصل 426من ظ .ل .ع في فقرته الثانية بالنسبة للورقة العرفية حيث ينص على أنه "ول يقوم الطابع أو الختم مقام
التوقيع ويعتبر وجوده كعدمه " .
27
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ذلك أن الحالة الصحية للنسان تتسم بطابع التغير والتحول ،وبالتالي فإن تاريخ
الشهادة الطبية المتعلقة بها يكون ضروريا لتثبيتها في الزمن.1
كما أن هذا التاريخ ضروري بالنسبة للشهادة بإنجاز عمل طبي للحكم على صحته،
ولتحديد نقطة انطلق سريان الثار المترتبة عنه.
وقد اعتمدت محكمة الستئناف بالرباط في قرار صادر عنها بتاريخ 16مارس
21999على التاريخ المحدد في الشهادة الطبية لتحديد ساعة الوفاة .بحيث جاء في حيثيات هذا
القرار " :وحيث إن الشهادة الطبية المعتمدة بالحكم المستأنف تحمل في ديباجتها اسم الطبيب
المعاين لوفاة مورث المستأنفين ولم يطعن فيها بالزور .
وحيث إن سجلت الوفاة للشخاص قرينة على المسجل بها ما لم يثبت ما يخالفها وهو
ما تأكدت منه المحكمة من الوثائق المنجزة بسبب الحادث من ضمنها … الشواهد الطبية
المنجزة يوم الحادث … ".
ويتعين أن يحرر التاريخ بصفة واضحة مع تفادي الختزالت التي قد تتسبب في
بعض الهفوات . 3غأير أن ما يجدر النتباه إليه هو أنه إذا كان تاريخ الشهادات الطبية
الصادرة عن أطباء القطاع العام ثابتا باعتبارها أوراقا رسمية صادرة عن موظفين مختصين ،
فإن الشكال يثار بالنسبة للشهادات الصادرة عن أطباء القطاع الخاص باعتبارهم مزاولين
لمهنة حرة ،هل تخضع لنفس القواعد المقررة لثبوت الوراق العرفية ،4أم أنها ستستفيد من
1
- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 23 .
-قرار صادر عن الغرفة العقارية تحت رقم 2084في الملف رقم ) 998 / 3267غأير منشور (ا . 2
28
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
صفة منشئها كشخص يتمتع بامتياز قانوني في هذا المجال ،ويحظى بثقة المجتمع حسب
التصور المثالي الذي صدرت في ضوئه مدونة الداب المهنية للطباء .
1
- Mariotti, op. cit. , p : 85.
29
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
- 1ظهير شريف رقم 1 .60 .223المغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير الشريف الصادر في 25ذي الحجة 1345الموافق 25يونيو ، 1927
بالتعويض عن حوادث الشغل ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 2629الصادرة بتاريخ 19شوال 1382الموافق 15مارس ، 1963في الصفحات
530وما بعدها.
- 2الظهير الشريف الصادر في 26جمادى الولى عام 1362الموافق 31مايو سنة 1943الممتدة بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات
القوانين التشريعية الصادرة بشأن التعويض عن الضرار الناجمة عن حوادث الخدمة ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 1605الصادرة بتاريخ 30يوليوز
، 1943ص 830وما بعدها .
30
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
1
- LARAQUI, op. cit, p : 363 et suiv / Hadengue et Royal , op. cit , p : 45 .
- 2الفصل 20من ظهير 6فبراير 1963المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل.
- 3الفقرة الولى من الفصل 22من ظهير 6فبراير 1963المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل.
-الفقرة الثانية من الفصل 22من ظهير 6فبراير 1963المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل. 4
31
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
-يمكن أن نسميها في هذه الحالة الشهادة النهائية المثبتة للشفاء التام : 1
32
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الجتماعية ،1إضافة إلى العراض التي يتوقع تفشيها في هذا المريض من جراء التسميم أو
المرض الذي اعتراه.
ويجب أن يتم هذا التحرير وفقا للنموذج الملحق بقرار وزير الشغل والشؤون الجتماعية
رقم 100 – 68الصادر بتاريخ 20ماي .21967
ويعتبر تاريخ هذه الشهادة أم ار في غأاية الهمية ،بالنظر إلى أن الفصل 3مكرر من
أو ظهير 31ماي 31943قد اعتبره بمثابة تاريخ انطلق التقادم المسقط لحق المريض
ذوي حقوقه .وذلك بعد أن اعتبره الفصل 3من نفس الظهير4بمثابة تاريخ الصابة بالمرض،
حين نص في فقرته الولى على أنه " لكي يطبق على المراض المهنية مقتضيات القوانين
التشريعية الصادرة بشأن التعويض عن الضرار الناجمة عن حوادث الشغل ،فإن تاريخ الشهادة
الطبية الملحقة بالتصريح بالمرض والمثبتة لوجود هذا المرض تعتبر بمثابة تاريخ حادثة شغل
" .إوان كان المجلس العلى قد ذهب في أحد ق ارراته 5إلى أن هذا المقتضى القانوني ل يمنع
من البحث عن التاريخ الحقيقي للصابة ،إذا كانت هناك عناصر دقيقة تمكن من تحديد هذا
التاريخ .
31) 1362ماي ( 1943ا الممددة - 1قرار رقم 100 – 68بتاريخ 20ماي 1967في تنفيذ الظهير الشريف الصادر في 26جمادى الولى
بموجبه إلى الراضي المهنية مقتضيات التشريع المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ) ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 2899الصادرة بتاريخ 22
ماي ، 1967ص ] 503 :بالفرنسية [(ا متمم بالقرار الوزيري رقم 855 . 72بتاريخ 19شتنبر ) ، 1972منشور بالجريدة الرسمية عدد 3127
بتاريخ 4أكتوبر ، 1972ص ] 1297بالفرنسية[ (ا.
-انظر الملحق رقم ، 3حسبما ينص على ذلك الفصل 3من القرار . 2
- 3كما أضيف بمقتضى الظهير الشريف رقم 1 .57 .128المؤرخ في 17شوال 1376الموافق 18مايو ) ، 1957منشور بالجريدة الرسمية عدد
2331الصادرة بتاريخ 29ذي القعدة 1376الموافق 28يونيو ،1957ص (1495 :ا ،كما تمم بفقرة ثانية بمقتضى المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم
117 . 66بتاريخ 7رجب 1386الموافق لـ 22أكتوبر ) .1966منشور بالجريدة الرسمية عدد 2818الصادرة بتاريخ 18رجب 1386الموافق 2
نونبر ،1966ص ( 2259 :ا.
- 4كما عدل بالظهير الشريف رقم 1 .57 .128المؤرخ في 17شوال 1376شوال الموافق لـ 18مايو ، 1957منشور بالجريدة الرسمية ،عدد
، 1968ص 13وما بعدها .أعيد نشره بمجموعة ق اررات المجلس العلى في المادة المدنية ،إعداد إدريس ملين ،منشورات جمعية تنمية البحوث
والدراسات القضائية ،الجزء الول من 1966إلى ، 1982ص 5وما بعدها .
33
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إن أول ما ينبغي التأكيد عليه هو ضرورة الوصف التام والدقيق لمكان الصابات مع
ذكر حجمها وموقعها بالنسبة للمعالم التشريحية الثابتة ،كما ينبغي توضيح فقدان الوعي إن وجد
مع ذكر مدته وعمقه .1يتعين تحديد مدة العجز الكلي المؤقت 2بكل موضوعية وحذر ،3نظ ار
1
- N.Bensalah , M. Zhioua : Certificat médical initial , comment le rédiger, MAGHREB
MEDICAL, N° 322, Février 1998 , p : 48 .
- Penneau J. Penneau M et Penneau M. Article précité , p : 13 et suiv.
ذياب والجراية ومعتوق ،مرجع سابق ،ص . 18 :
- 2ينبغي عند إنشاء هذه الشهادة التمييز بين العجز الكلي المؤقت في مجال الضرب والجرح المرتبط بالقانون الجنائي ،وبين العجز الكلي المؤقت في
مادتي حوادث الشغل وحوادث السير .ذلك أن تعرض عازف كمان محترف يعمل مع جوق معين لجرح في أصبعه يقتضي منه توقفا عن العمل لمدة
يكون من غأير الملئم اعتمادها في شهادة طبية تكون أساسا لمتابعة جنائية .كما أن الطفال والعاطلين يستفيدون أيضا من العجز الكلي المؤقت في
المجال الجنائي .
Quatrehomme , Article précité , p : 1825 . :انظر بهذا الخصوص
3
- N.Bensalah , M. Zhioua Article précité , p : 48 / Penneau J. Penneau M et Penneau M.
Article précité , p : 14/ Hadengue et Royal, op. cit, p : 23.
34
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لتأثيرها الكبير والخطير على تكييف المتابعة الجنائية للمتسبب في الضرر ،1وعلى التعويض
الذي يمكن أن يطالب به الشخص المضرور سواء في إطار دعوى مدنية تابعة أو دعوى
مستقلة.
وينبغي التأكيد أيضا على ضرورة تضمين الشهادة مكان الفحص وتاريخه بالسنة
والشهر واليوم والساعة.2
- 1إذا تعلق المر بضرب أو جرح عمديين فإن تحديد مدة عجز تتجاوز عشرين يوما ينقل المتابعة من إطار الفصل 400م.ق.ج الذي يعاقب "
بالحبس من شهر واحد إلى سنة وغأرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط " إلى إطار الفصل 401من نفس
القانون الذي يعاقب " بالحبس من سنة إلى ثلث سنوات وغأرامة من مائة وعشرين إلى ألف درهم " .أما إذا تعلق المر بضرب أو جرح غأير عمديين
فإن تحديد مدة عجز تتجاوز 6أيام ينقل المتابعة من إطار الفصل 608م .ق .ج الذي يعاقب " بالعتقال من يوم إلى خمسة عشر يوما وبغرامة من
عشرين إلى مائتي درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط " إلى الفصل 433من نفس القانون الذي يعاقب " بالحبس من شهر واحد إلى سنتين وغأرامة من
مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ".
2
- Penneau J. Penneau M et Penneau M, Article précité , p 14 .
3
- Hadengue : Les pièces et Documents d’origine . En : L. DEROBERT ; La réparation
juridique du dommage corporel , FLAMMARION MEDECINE Sciences , 1ére éd 1980, 2ème
tirage 1982 , p : 372 .
4
- Ordre national des médecins : Guide d’exercice professionnel à l’usage des médecins,
Flammarion Médecine-Sciences , Ed 1998, p : 527.
5
- Derobert, op. cit. , p : 372 .
35
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وعليه يجب أن تتضمن وصفا دقيقا للصابات والجروح وتحديد موضعها وأبعادها
ولونها وعمقها ،إواذا ترك الفحص شكا بخصوص إصابات عميقة ،فينبغي التنبيه إلى أنه سيتم
التثبت منها بفحوص تكميلية 1كما يجب تأويل هذا الوصف من خلل تقدير مدة العجز الكلي
المؤقت.2
– 2شهادة التمديد :
يجب أن تتضمن التبريرات الطبية لتمديد مدة العجز الكلي المؤقت كتأخر انجبار كسر
أو ضرورة إعادة تدريب وظيفي .3
– 3شهادة اللتئام :
يقصد بالتئام الجروح استقرارها في حالة ل يمكن معها تحقيق تحسن بواسطة علج
طبي .وهي بهذا تشكل نهاية مرحلة العجز الكلي المؤقت ،وتفسح المجال لتقدير نسبة العجز
الجزئي الدائم .4لذلك ينبغي أن تتضمن كافة البيانات التي تسمح للخبير بالقيام بمهمته ،والتي
تتعلق بأهمية وطبيعة العواقب البدنية للحادث .5
– 4شهادة الشفاء :
يشهد فيها الطبيب بأن الحادثة لم تترك لدى المصاب أي عجز دائم ،مع تحفظ بشأن
أي انتكاس لحق .6
1
- LARAQUI Chakib , AFIF Fatima Zohra et MRANI AFIFA : Guide pratique de l’expertise
médical et de la réparation juridique du dommage corporel au Maroc, DAR CORT OBA ,
p : 15 .
2
- Ordre national des médecins , op. cit., p : 528 .
3
- LARAQUI , op. cit. , p : 358/ Ordre national des médecins , op. cit. p : 528 .
4
- LARAQUI , op. cit. , p : 358
5
- Ordre national des médecins , op. cit., p : 528 .
6
- LARAQUI , op. cit. , p : 358.
36
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لم يمدد إلى الزواج ،رغأم أنه كان من الممكن تحقيق هذا التمديد اعتمادا على المادة 43من 1
مدونة الحوال الشخصية التي قررت توجيه نسخة من وثيقة عقد الزواج إلى إدارة الحالة المدنية
،باعتبارها تقرر ضمنيا أمر ضابط الحالة المدنية بتضمين عقد الزواج في هامش عقد ميلد
المعني بالمر إذ بدون هذا التفسير يكون إرسال النسخة من وثيقة عقد الزواج مجرد لغو ل
هدف له ،وهو أمر غأير مقبول في النصوص التشريعية .لذلك فإننا سنقتصر في دراستنا
2
) الفقرة الولى (ا على شهادتي الولدة والوفاة . للشهادات الطبية المتعلقة بالحالة المدنية
دون شهادة الخلو من المراض المعدية المشترطة لبرام عقد الزواج ،والتي سنتناولها في
3
إطار الشهادات الطبية المتعلقة بحفظ الصحة ) الفقرة الثانية(ا مرعاة للهدف الذي اشترطت
لجله ،والمتمثل في حماية صحة السرة بصفة خاصة وصحة المجتمع بصفة عامة ووقايته
من أخطار المراض المعدية .
4
- 7عمر النافعي :نظام الحالة المدنية بالمغرب إشكال التعميم والضبط ،أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق ،الرباط ، 1992دار نشر المعرفة ،
منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية ،فقرة ، 67ص . 79 :
- 1رفض خلل فترة الحماية لن المخزن خشي أن يمس هذا النظام ذو الصل الكنسي المصطبغ بالصبغة اللئكية بالحوال الشخصية للمغاربة
ذات الصل الديني السلمي أو العبري ،كما رفض في إطار المساومات السياسية مع سلطات الحماية … وبعد الستقلل عارضت و ازرة العدل كذلك
هذا التمديد خشية فقدها اختصاص الشراف ومراقبة توثيق الحوال الشخصية الذي ورثته ،مثلما عارضه القضاء وعرقلته و ازرة الداخلية .عمر النافعي
،أطروحة سابقة ،ص 130 :وللمزيد من التفاصيل ،انظر نفس الطروحة ،نبذة 104وما بعدها ،ص 100 :وما بعدها .
- 2تقديم أستاذنا الدكتور أحمد الخمليشي لطروحة عمر النافعي السابقة .
- 3انظر خلف ذلك :
LARAQUI , op. cit. , p : 350 / Bezzad, Article précité , p : 8
- 4انظر بخصوص هذا الهدف :عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص 52وما بعدها .
37
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
سنتعرف أول على الشروط الخاصة المتطلبة في شهادة الولدة ،قبل أن نتعرف عل تلــك
المتطلبة في شهادة الوفاة.
أوأل :شهادة الولدة
إن تسمية هذه الورقة بشهادة الولدة يحمل في الواقع بين طياته بعض التساهل ،ذلك أن
المر يتعلق في الحقيقة " بتصريح" 1يتوله الطباء أو القوابل الذين حضروا ولدة المولود عند
عدم وجود أبيه وأمه لجل تحرير رسم الولدة. 2
والشهر وما دام ينبغي أن يبين في رسم الولدة هذا تاريخها بالساعة واليوم
المختار ،والسم والسنة ،ومكانها ،والسم الشخصي للمولود وجنسه والسم العائلي
وجنسيته وحرفته ،والسم الشخصي والعائلي للب ونسبه وتاريخ ومحل ولدته
1
- Roure – Mariotti, op.cit , p : 78 .
- 2الفصل 22من الظهير الشريف الصادر في 24سوال 1333هـ الموافق لـ 4شتنبر 1915م المنظم للحالة المدنية ) نشر بالجريدة الرسمية
الصادرة بتاريخ 6شتنبر ، 1915ص ] 554 :بالفرنسية [ .وأعيد نشره مع مختلف التعديلت التي أدخلت عليه بالجريدة الرسمية عدد 1100
] بالفرنسية[ (ا ،المغير بالظهير الشريف الصادر في 18ربيع الثاني 1350 الصادرة بتاريخ 24نونبر ، 1933ص 1176 :
موافق لثاني شتنير ، 1931نشر بالجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 30أكتوبر ، 1931ص ) 1242 :بالفرنسية(ا ،مع استدراك بالجريدة الرسمية
الصادرة بتاريخ 26فبراير ، 1932ص ) 227 :بالفرنسية (ا .
38
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الشخصي والعائلي للم ونسبها وجنسيتها وتاريخ ومحل ولدتها ومهنتها ،وعنوان البوين،3
فإنه ينبغي أن تتضمن شهـادة الطبـيب جميع هـذه
البيانات1مع مراعاة الحالت التي يتعذر فيها تحديد هوية الوالدين أو أحدهما .
ولعل أهمية شهادة الولدة الصادرة عن الطبيب باليوم والساعة هــي الــتي جعلــت المجلــس
العلــى2ينقــض قـ ـرار محكمــة الموضــوع الــتي اعتمــدت علــى شــهادة ولدة " لــم تجــرد مــن طــرف
المولدة والطبيب المشرف عليها وباليوم والساعة لتفيد اليقين " .
تعتبر شهادة الوفاة عمل كتابيا صاد ار عن طبيب نتيجة فحصه لشخص يفترض أنه
توفي ،وهي مخصصة لمعاينة الوفاة لجل التثبت من تشخيص الموت وتحديد طبيعته ،3أي
ما إذا كان طبيعيا أم ناتجا عن انتحار أو تسمم أو حادث.4
ص .33وذلك استنادا على - 3قسم الحالة المدنية بو ازرة الداخلية بالمملكة المغربية :المرشد في الحالة المدنية ،طبعة 1994فقرة ، 93
الفصل 23من الظهير الشريف الصادر في 22شوال 1333الموافق لـ 4شتنبر 1915المنظم للحالة المدنية المغير بالظهائر الشريفة الصادرة في
19محرم 12 ) 1339شتنبر ( 1922ا و 12محرم 12 ) 1346يوليوز ( 1927ا و 18ربيع الثاني ) 1350ثاني شتنبر ( 1931ا و 12
رجب ) 1352فاتح نونبر (1933ا .
وقد استندت على هذا المرشد على اعتبار أن تعريب الفصل المذكور والمنشور أيضا بنفس المرجع ) ،ص ( 92 :ا ينص على أنه " يبين في رسم
الولدة اليوم والساعة والمكان الذي جرت فيه واللقاب التي تعطى له وألقاب أبويه واسمهما وتاريخ ومحل ولدتهما وجنستهما ومحل سكناهما" ،بحيث ل
يشير إلى جنس الوليد إوالى مهنة البوين ،ويعبر عن السماء الشخصية باللقاب وعن السم العائلي بالسم ،انظر بخصوص النتقادات الموجهة
لتعريب هذا الفصل :عمر النافعي ،أطروحة سابقة ،فقرة ، 264ص . 213
- 1انظر نموذج شهادة ولدة مستوف لجميع هذه البيانات :
.Hadengue et Royal, op. cit , p : 27 / Roure Mariotti , op. cit. P : 78
-قرار صادر تحت عدد 1461في الملف الشرعي رقم 87 / 6711بتاريخ 29نونبر ، 1988منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ،عدد ، 44 2
السنة الخامسة عشر ،نونبر ،1990ص 105وما بعدها ،وأعيد نشره بمجموعة ق اررات المجلس العلى في مادة الحوال الشخصية ،إعداد إدريس
ملين ،منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية ،الجزء الثاني من 1983إلى ، 1995ص 41 :وما بعدها.
3
- MOHAMED BEHATE : La mort, notions médicale et recueils de textes législatifs
marocains , Thèse pour l’obtention du Doctorat en médecine , Université HASSAN II , faculté
de médecine et de pharmacie de Casablanca 1995 , p : 81 .
4
- Quatrehomme, Article précité , p : 1826.
39
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إنها ليست مجرد ورقة يوقعها الطبيب بعجالة ،بل تعتبر عمل طبيا شرعيا تترتب عنه
آثار مهمة .ذلك أنه فضل عن كونها تجعل من الطبيب مساعدا للعدالة متى تبين أن المر
يتعلق بوفاة ناتجة عن عنف أو فيها ريبة ،1وفضل عن تأثيرها على حقوق خلف الشخص
المتوفى ،فإنها تعتبر في نفس الوقت عمـل مرتبطـا بالحالـة المدنية تدعـم
التصريح بالوفاة لدى الضابط المختص ،2ومصد ار للمعلومات الطبية حول أسباب الوفاة التي
تعتبر مؤش ار مهما عن حالة وحاجيات صحة المواطنين قاد ار على توجيه اختيارات السياسة
الصحية. 3
لذلك ،وحتى تقوم هذه الشهادة بوظيفتها ،فقد منعت و ازرة الصحة العمومية في دورية
صادرة عنها بتاريخ 26مارس 4 1965قبول شهادات الوفاة المنشأة على ورق
عادي5واشترطت إنشاءها على مطبوع وردي أعدته لهذا الغرض .6وهو المطبوع الذي تم تغييره
1
- Louis Roche, Jean Rivre Do et Lilane Daligand, Médecine légale clinique , MASSON, 2ème
édition 1985 , p :2 et suiv .
- 2لم يتضمن ظهير 1915المنظم للحالة المدنية ول ظهير 1950وكذا مرسوم 29يناير 1970أية مقتضيات تلزم تدعيم التصريح بالوفاة بشهادة
طبية بشأن معاينة الجثة لذا فإن التعليمات الصادرة أثناء الحماية جعلت الدلء بالشهادة الطبية لزما للحصول على رخصة الدفن عموما ،لكن فيما
يخص المناطق النائية عن المجال الحضري فإن تقديم الشهادة ل يعد ضرويا لتسجيل الواقعة إل في حالتين هما حالة الوفاة المشتبه فيها وحالة الموت
بمرض معد.
أما تعليمات و ازرة الداخلية ،فإنها جعلت الدلء بشهادة تثبت الوفاة أم ار لزما لتقييدها وأوكلت أمر تحريرها للطبيب أو الممرض الصحي التابع للبلدية
.أما في البوادي إذا لم يكن أي طبيب بالمركز القروي وكانت الوفاة الحاصلة بعيدة عن المركز فيمكن لرجال السلطة المحلية تحرير شهادة إثبات
الوفاة تحت مسؤوليتهم .ولما تم تعديل الفصل 46من ظهير 1915بموجب مرسوم 31أكتوبر ، 1978تم تتميم هذا الفصل بفقرة ثانية تقضي
بلزوم تدعيم التصريح بالوفاة بشهادة معاينة الوفاة مسلمة من طرف الطبيب أو الممرض التابع للصحة العمومية أو برخصة للدفن مسلمة من طرف
السلطة المختصة.
محمد ناصر متيوي مشكوري :إثبات وقائع الحالة المدنية في إطار القانون الدولي الخاص المغربي ،أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ،
جامعة سيدي محمد بن عبد ال ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية بفاس ،السنة الجامعية ، 1994 – 1993ص 114 :وما بعدها.
3
- C.CHABRUN – ROBERT : Le nouveau certificat de décès , CONCOURS MEDICAL, 26
Septembre 1998 , Volume 120 , N° 31 , p : 2133 .
4
- Circulaire, n° 46 DT / 1 .
- 5قبل سنة 1965كان يتم تحرير شهادة الوفاة على ورقة عادية ،انظر BEHATE , Thèse précitée , p : 82 :
- 6كان هذا المطبوع يتكون من جزأين :
0-جزء يحمل اسم الشخص المتوفى ،يوجه لمكتب الحالة المدنية لمكان الوفاة .
40
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
بعد ذلك بمقتضى دورية صادرة عن نفس الو ازرة بتاريخ 6يونيو ،11995بحيث أصبح هذا
* جزء أول يحمل اسم الشخص المتوفى يوجه لمكتب الحالة المدنية لمكان الوفاة ،
ويتعين ملؤه بالبيانات التالية :
هل يتعلق المر بوفاة أم بحالة شخص ولد ميتا . 0-
مكان الوفاة 2وتاريخها باليوم والشهر والسنة والساعة . ㄱ-
التعريف بالشخص المتوفى من خلل بيان اسمه الشخصي والعائلي وعنوانه ㄴ-
وجنسه وجنسيته وسنه.3
* جزء ثان ل يحمل اسم الشخص المتوفى يوجه إلى مصلحة الدراسات والعلم
الصحي بو ازرة الصحة العمومية ،ويتكون من ثلثة أقسام :
تعريف بالمتوفى من خلل بيان الرقم المقابل لهذا المطبوع بالسجل ،4ومكان ㄷ-
التصريح بالوفاة واسم البلدية أو المركز أو الدائرة أو الجماعة التي يسكن بها هذا
المتوفى ،وما إذا كان محل إقامته بالمجال الحضري أو القروي .
صفات الشخص المتوفى من خلل بيان تاريخ وفاته ،وما إذا كان قد توفي بمنزله ㄹ-
أو بالمستشفى أو بطريق عمومي أو بمحل عمله أو بسيارته أو بأي مكان آخر
وبيان جنسه وجنسيته وسنه وحالته العائلية ومهنته.
ㄱ-جزء ل يحمل اسم الشخص المتوفى يوجه إلى المصلحة المركزية للحصائيات الصحية بو ازرة الصحة العمومية .
. انظر بهذا الخصوص BEHATE , Ibid :
1
- Circulaire n° 18 SG / 32.
- 2الغاية من هذا السؤال هي معرفة مكان التصريح.
- 3يتم تحديد السن بالطريقة التالية :
ㄴ-عدد السنوات إذا كان سن المتوفى سنتين على القل .
ㄷ-عدد الشهور إذا كان سن المتوفى يتراوح بين شهر واحد وثلثة وعشرين شه ار .
ㄹ-عدد اليام إذا كان سن المتوفي يتراوح بين يوم واحد وتسعة وعشرين يوما .
ㅁ-عدد الساعات إذا وقعت الوفاة خلل الربع وعشرين ساعة الموالية للوفاة.
- ㅂ-صفر إذا كان المر يتعلق بشخص ولد ميتا .
-ㅅ Voire Note Méthodologique pour remplir le bulletin de décès ou de mortinalité en
annexe du circulaire n° 18 SG / 32 précité / Behat , thèse précitée , p : 92
- 4نفس الرقم يحمله الجزء الموجه لمكتب الحالة المدنية ،بغاية الربط بين الجزءين عند الحاجة Ibid .
41
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
معلومات عن سبب وفاة الشخص أو ميلده ميتا ،حيث يتعين التمييز بين الوفاة ㅁ-
الطبيعية اللحقة للطور الخير لحالة مرضية 1وبين الوفاة الناتجة عن عنف ،التي
يتعين تحديد ما إذا كانت ترجع لصدمة أو تسمم أو انتحار أو أي سبب آخر .
وبالطبع فإن هذا المطبوع يتعلق بشهادة الوفاة مثلما يتعلق بحالة المولودين أمواتا ،2لكن
ل ينطبق على الشهادة الطبية المتطلبة لنقل الجثة ،والتي يعتبر البيان الجوهري فيها تأكيد خلو
الجثة من كل مرض معد أو وبائي ،مما يسمح بنقلها دون أي خطر على الصحة العامة.3
لكن إذا كان الهدف من هذا المطبوع أو النموذج ـ حسب الدورية التي فرضته ـ هو
تحسين عملية تسجيل الوفيات التي تقع بالبلديات وتعميمها إلى تلك التي تقع بالجماعات
القروية والمراكز المستقلة ،4فإن الصيغة الحالية للفصل 46من الظهير المنظم للحالة
المدنية5تعوق تحقيق هذا الهدف .ذلك أن هذا الفصل يفرض على من يتقدم للتصريح بوفاة أن
يدعم تصريحه " بشهادة معاينة الوفاة مسلمة من طرف الطبيب أو الممرض التابع للصحة
المختصة " ،ولم يجعل لحداهما العمومية " أو " برخصة للدفن مسلمة من طرف السلطة
الفضلية على الخرى ،المر الذي يؤدي إلى إمكانية الستغناء عن الشهادة الطبية
والستعاضة عنها بالشهادة الدارية ،ليس فقط في الجماعات القروية والمراكز المستقلة التي
يحاول النموذج المذكور تغطيتها إوانما أيضا في البلديات التي يحاول تحسين عملية تسجيل
الوفيات بها .
إن إلزام المصرح بالوفاة بتقديم شهادة طبية تعزي از لتصريحه ل يستدعيه فقد ضبط
- 1يميز في هذا الطار بين السبب المباشر والسبب الول Ibid .
- 2رغأم أن الشهادة المتعلقة بالمولودين أمواتا تعتبر في نفس الوقت شهادة للولدة وللوفاة .
Lilane Daligand , Médeune légale , Ed 1995 , p : 127 .
3
- Daligand , Ibid / Laraqui , op. cit , p : 351 .
4
- Circulaire N° 18 SG / 32 précité .
- 5الظهير الشريف الصادر في 24شوال 1333موافق 4شتنبر 1915المؤسس للحالة المدنية كما وقع تغييره بمقتضى المرسوم رقم 2.78.267
المؤرخ في 28من ذي القعدة 1398موافق 31أكتوبر ، 1978ص 2838 :وما بعدها .
42
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الحصائيات المتعلقة بأسباب الوفاة ،1إوانما أيضا حماية حقوق الفراد في المجتمع وأهمها
الحق في الحياة .2لذلك يكون من الضروري تعديل هذا الفصل بالصيغة التي يصبح معها
الدلء بالشهادة الطبية إلزاميا عند التصريح بالوفاة ،إل في بعض المناطق التي ل يوجد بها
مركز صحي والتي يظهر أن المواصلت تنقطع معها أحيانا خلل فترات من السنة نتيجة
لسباب طبيعية ،3أو التي تبعد عن أقرب مركز صحي بمسافة يصعب معها اللجوء إليه عند
كل وفاة ،على أن يتم تحديد هذه المناطق بمقتضى مرسوم بناءا على اقتراح من وزيري
الداخلية والصحة العمومية .ويتعين أن يصبح الدلء بهذه الشهادة ضروريا للحصول على
رخصة الدفن أيضا ،على اعتبار أن حماية الحق في الحياة ل يمكن أن تتحقق بعد الدفن.
س ــنتعرض أول لش ــهادة الخل ــو م ــن المـ ـراض المعدي ــة ،قب ــل أن نتن ــاول ثاني ــا الش ــهادات
المتعلقة بالمراض العقلية.
أما الشهادات الطبية المتعلقة بحفظ صحة المرأة بواسطة الجهاض ،فيكفي أن نشير
بشأنها إلى أن الفصل 453من مجموعة القانون الجنائي 4يمنع على الطبيب ـ عند عدم وجود
الزوج أو إذا امتنع من إعطاء موافقته أو عاقه عن ذلك عائق ـ القيام بعملية الجهاض أو
استعمال علج يمكن أن يترتب عنه الجهاض إل بعد الحصول على شهادة مكتوبة من
- 1من المهم بالنسبة للجماعة معرفة أسباب الوفاة بدقة لغاية تهم الصحة العامة .ذلك أننا نعرف أهمية الحصائيات التي تدل على أن الوفاة بسبب
مرض معين تتناقص أو في الطريق إلى الختفاء في مقابل الوفاة بسبب أمراض أخرى تزداد رقعتها اتساعا ،وذلك من أجل بذل الجهود الكفيلة
بمواجهتها .
ZAKINI Said : l’expertise médicale au Maroc , constat et perspectives . Thèse pour
l’obtention du doctorat en médecine , Université HASSAN II , Faculté de médecine et de
pharmacie de CasaBlanca , 1996 , p : 67.
- 2متيوي مشكوري ،أطروحة سابقة ،ص . 116 :
- 3متيوي مشكوري ،نفس الطروحة السابقة ،ص . 115 :
- 4الظهير الشريف رقم 1.59.413بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي ) ج.ر عدد 2640مكرر صادرة بتاريخ 12محرم 1383موافق
15يونيو ، 1963ص ( 1253ا ،وذلك كما وقع تعديله بمقتضى المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم 181.66المؤرخ في 22ربيع الول 1387
موافق فاتح يوليوز ) 1967ج .ر عدد 2854صادرة بتاريخ 4ربيع الثاني 1387موافق 12يوليوز ، 1967ص ( 1547ا .
43
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الطبيب الرئيسي للعمالة أو القليم يصرح فيها بأن صحة الم ل تمكن المحافظة عليها إل
باستعمال مثل هذا العلج.
كمــا أن الفصــل 32مــن مدونــة الداب المهنيــة للطبــاء يفــرض علــى الطــبيب قبــل القيــام
بإجهاض اقتضته ضرورة المحافظة على حيـاة الم أخــذ رأي طبيــبين آخريـن أحـدهما مســجل فـي
جــدول الخــبراء المحلفيــن لــدى المحــاكم ،وقيــام الثلثــة بتحريــر ثلث شــهادات يحتفــظ كــل واحــد
منهم بنسخة منها ،ويتم تحرير شهادة مماثلة وتسليمها للمريض.
لما صدرت مدونة الحوال الشخصية ،1فإنها لم تكن تلزم الخطيبين بتقديم شهادة طبية
قبل الزواج ،2غأير أنه وبمقتضى التعديل الذي أدخله ظهير 10شتنبر 31993على الفصل
41منها ،لم يعد بإمكان العدلين تولي العقد إل بعد إدلء كل من الخاطب والمخطوبة بشهادة
طبية تثبت الخلو من المراض المعدية .
ورغأم أن هذا التعديل كان من بين مطالب بعض الفقه المغربي ، 4فإنه أثار ردود
فعل متباينة بين مؤيدين ومعارضين.
- 1ظهير شريف رقم 1 . 57 .343مؤرخ في 28ربيع الثاني 1377الموافق لـ 22نونبر 1957تطبق بموجبه في سائر المملكة المغربية
مقتضيات الكتاب الول والثاني المتعلق أولهما بالزواج وثانيهما بانحلل ميثاقه ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 2354الصادرة بتاريخ 13جمادى
الولى 1377الموافق لـ 6دجنبر ، 1957ص . 2632
- 2وذلك رغأم أن الستاذ علل الفاسي الذي يعتبر أحد أعضاء اللجنة التي عينت بموجب ظهير 19غأشت 1957لتهيء المشروع الولي لهذه
المدونة كان يرى أن من " :الصلحات الجتماعية التي يجب الهتمام بها العناية بسلمة المتزوجين من المراض المعدية أو التي ل تقبل الشفاء ،
ومعنى هذا أنه يجب فرض الدلء بشهادة طبية تؤكد ذلك قبل إبرام العقد " علل الفاسي ،النقد الذاتي ،بيروت ،القاهرة ،بغداد ، 1966 ،ص :
. 283
أما بالنسبة لليهود المغاربة فإن الشهادة الطبية السابقة على الزواج كانت إجبارية بالنسبة لهم منذ فاتح دجنبر ، 1950لكنها كانت تقتصر على الحالة
الصحية للرئتين .عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص . 1 :
-ظهير شريف معتبر بمثابة قانون رقم 1 . 93 . 347صادر في 22من ربيع الول 1414الموافق لـ 10سبتمبر ،1993منشور بالجريدة 3
الرسمية عدد 4222الصادرة بتاريخ 12ربيع الخر 1414موافق 29شتنبر ،1993ص .1833 :
ص .173 - 4عبد النبي ميكو :الوسيط في شرح مدونة الحوال الشخصية المغربية ،الرباط ، 1976الجزء الول ،
عبد الكريم شهبون :شرح مدونة الحوال الشخصية المغربية ،دار نشر المعرفة ،الطبعة الثانية ، 1987الجزء الول ،ص . 173 :
44
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ذلك أن المؤيدين يرون في هذه الشهادة وسيلة لضمان سلمة المرأة وصحتها من أي
مرض أو أي عدوى قد تصيبها من لدن زوجها ،1ولقطع دابر المراض المعدية التي يمكن أن
تؤثر على مصير العلقة الزوجية بين طرفيها ،2ويؤكدون على وجوب التعامل مع هذا الجراء
بتشدد وصرامة .3بينما يرى المعارضون في هذه الشهادة تكليفا بما فيه عسر ومشقة من شأنه
أن يشكل عرقلة في طريق الزواج ،4بل تكليفا بمستحيل ،على اعتبار أنه ل يمكن القرار من
خلل الفحص السريري أو المخبري أن الشخص ل يعاني من أي مرض معد ، 5وهو حكم
غأريب على مستوى حقوق النسان والمواثيق الدولية ،يقيم تفرقة بين المرضى بأمراض معدية
وبين بقية الفراد. 6
إواذا كنت أعتقد بأهمية وفائدة اشتراط هذه الشهادة لما في ذلك من تطبيق للقواعد
العامة للشريعة ونصوصها الخاصة الناهية عن الضرر والضرار ومن حماية لصحة أفراد
المجتمع من أخطار المراض المعدية ،على اعتبار أن الوقاية خير من العلج ،فإن الصيغة
المقتضبة 7التي جاء بها هذا التعديل تثير مجموعة من الشكاليات على مستوى إنشاء هذه
- 1محمد الفكاك :حصيلة التعديل بين الغاية المتوخاة ونتيجة التطبيق ،منشور ضمن تعديلت مدونة الحوال الشخصية بظهائر 10شتنبر 1993
،حصيلة أولية ،أشغال اليوم الدراسي المنظم من قبل شعبة القانون الخاص بتعاون مع مؤسسة فريد أبرت بالرباط ،سلسلة الندوات رقم . 1منشورات
كلية العلوم القانونية القتصادية والجتماعية ،الرباط ،ص . 195 :
- 2رشيد مشقاقة ،تعديلت مدونة الحوال الشخصية من منظور قضائي ،منشور ضمن تعديلت مدونة الحوال الشخصية بظهائر 10شتنبر
12نونبر ، 1993ص . 3 :ذكره عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص 28 :وما بعدها .
- 7هذه الصيغة المقتضبة دفعت الستاذ محمد الشافعي إلى وصف موقف المشرع المغربي من فرض الشهادة الطبية قبل الزواج بالغامض .محمد
،33 - 32يونيو ، 1998ص . 63 : الشافعي الشهادة الطبية قبل الزواج في القانون المقارن ،مجلة المحامي ،العدد :
45
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الشهادة 1في غأياب مرسوم تطبيقي .إذ فضل على أن المشرع لم يحدد الجهة المختصة
بإنشائها أمام المشكل الذي يثيره التوزيع الجغرافي للطباء والمستشفيات والمختبرات المؤهلة
للقيام بالتحاليل اللزمة ،فإن الشكال الرئيسي يتمثل في أن هذا المشرع لم يحدد أيضا
المراض المعدية التي يجب على الطبيب أن يتأكد من خلو الخطيب أو المخطوبة منها ،كما
لم يحدد الحد الدنى من الفحوص والتحليلت التي يجب أن يخضع لها المعني بالمر قبل أن
يقوم الطبيب بإنشاء الشهادة المطلوبة .ذلك أنه إذا كان من المفروض تفسير عدم التحديد هذا
بأنه يعني اشتراط الخلو من جميع المراض المعدية ،2فإن هذا التفسير يجعل إنشاء مثل هذه
الشهادة مستحيل علميا ، 3فضل عن كونه يقود إلى نتائج غأير مقبولة عقل ،إذ أعتقد جازما
بأنه من غأير المعقول رفض إنشاء هذه الشهادة الضرورية لتولي العدلين عقد الزواج لمجرد أن
الخطيب مصاب بالزكام الذي هو على بساطته مرض معد بكل تأكيد.
لذلك فقد صدرت بتاريخ 14دجنبر 1993دورية مشتركة رقم 46لو ازرتي العدل
والصحة والهيئة الوطنية للطباء 4تحدد نموذج الشهادة الطبية قبل الزواج بحيث ينبغي أن
تتضمن هذه الشهادة اسم الدكتور الذي حررها ووقعها ،والذي يشهد فيها بأنه قد تبين له بعد
الفحص السريري للمعني بالمر ،5بطلب منه ،أنه ل تظهر عليه علمة لمرض معد ،وقد
- 1إضافة إلى مجموعة من الشكاليات التي ل ترتبط بالنشاء نذكر منها :
ㅇ-عدم تحديد مدة صلحية هذه الشهادة .
ㅈ-عدم تحديد مصير الخطيب إذا تبين للطبيب أن به مرض معد مانع من إنشاء هذه الشهادة .
ㅊ-عدم بيان الجزاء الذي يخضع له العدلن إذا توليا عقد الزواج بدون تقديم هذه الشهادة
ㅋ-عدم بيان مصير عقد الزواج الذي تولى العدلن توثيقه بدون هذه الشهادة .
ㅌ-عدم بيان مسؤولية الزوج عن نقل المرض المعد بعد توثيق العقد دون تقديم هذه الشهادة .
- 2يؤكد الستاذ عبد الرحيم برادة أن كلمة " الخلو " المستعملة في الفصل تفيد الخلو التام ،ورغأم أن المشرع لم يستعمل كلمة " كل " ،فإنها تستفاد
ضمنا بالضرورة ما دام قد عبر " بالمراض " وليس " المرض " .
. Berrada , Article précité , p : 19
- 3على اعتبار أنه ل يمكن التأكد من خلل الفحوص السريرية أو حتى المخبرية أن الشخص المفحوص ل يعاني من أي مرض معد لنه إذا كان من
السهولة اكتشاف بعض المراض المعدية ،فإنه من المستحيل اكتشاف أمراض أخرى كما لو كان المرض في حالة كمون ،حيث ل يكون بالمستطاع
اكتشاف المرض مهما كانت نجاعة الفحص .
. Berrada , Article précité , p : 21
- 4مجلة الملحق القضائي ،عدد ، 1994 ، 28ص . 179 :
- 5ويحدد رقم بطاقته الوطنية إن وجدت .
46
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
سلمت له هذه الشهادة للدلء بها قصد الزواج .كما صدر منشور عن وزير العدل تحت عدد
1098بتاريخ 17يناير 11994ينص على أنه " في انتظار صدور نصوص تطبيقية تتعلق
بالفقرة السابعة من الفصل 41من المدونة يستحسن التعامل في الوقت الراهن بنوع من المرونة
بشأن الشهادة الطبية المسلمة قصد الزواج ،وذلك بإمكانية قبولها إذا تضمنت أن المعني
بالمر ل تظهر عليه بعد الفحص السريري علمات لمرض معد " .
إواذا كنا نستنتج من المنشور والدورية المذكورين أنه يكفي لنشاء شهادة الخلو من
المراض المعدية أن تتضمن بالضافة إلى البيانات العامة التي تناولناها في المبحث الول ،
بيانا جوهريا وحيدا هو شهادة محررها بأنه قد تبين له بعد الفحص السريري أن المعني بالمر ل
تظهر عليه علمة لمرض معد ،فإن الكتفاء بالفحص السريري دون اللجوء إلى التحاليل
المخبرية يفرغ هذه الشهادة من محتواها ،2لن المعروف أن مجموعة من المراض المعدية ل
يمكن اكتشافها بفحص سريري وهي ل تظهر إل عند الخضوع للفحوص المخبرية .3
لذلك فإنه يتعين إخضاع الراغأب في الزواج من أجل الحصول على هذه الشهادة لفحص
طبي عام ،وتحديد فصيلة الدم ،والكشف عن داء فقدان المناعة المكتسبة ،وفحص مصلي
لداء الزهري ،والتهاب الكبد صنف ب و ج ،إضافة للفحوص الخاصة بالحميرات وداء
المقوسات بالنسبة للنساء . 4
إن الحكم على الصحة العقلية لشخص معين ومدى ملءمة إقامته بمصلحة عمومية أو
5
مؤسسة خصوصية للمراض العقلية مسألة تقنية دقيقة وخطيرة يرجع للطب وحده أمر تقديرها
47
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
.لذلك فقد أكد ظهير 30أبريل 1959بشأن الوقاية من المراض العقلية ومعالجتها وحماية
المرضى المصابين بها1على دور أطباء المراض العقلية الذي تجسده الشهادات الطبية
فيها )(IIا. المتطلبة لدخول المريض إلى المستشفى )( Iا وخلل أطوار إقامته
– Iالشهادات الطبية المتطلبة لقامة المريض
في المستشفى أوأ وأضعه تحت
الملحظة الطبية :
تتطلب إقامة المريض بمصحة عمومية أو مؤسسة خصوصية للمراض العقلية
الدلء بشهادة صادرة عن طبيب مؤهل في المراض العقلية ،شرط أن ل يكون من أقارب
أو أصهار المريض من الدرجة الثانية أو من الشخص الذي يطلب إقامة المريض بالمستشفى،2
وذلك خلفا للشهادة المتطلبة للوضع تحت الملحظة الطبية التي يمكن أن
48
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ويجب أن يخلص الطبيب في شهادته إلى أن حالة المريض هاته ،تقتضي ضرورة
إقامته في مستشفى للمراض العقلية .6
49
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لكن إذا كانت هذه الشهادات تشكل في نفس الوقت دليل على فحص المعني بالمر
وتبري ار لقامته بالمستشفى مما يجعلها تظهر كضمانة أساسية ضد اليداع التعسفي
والتمديدات الغير المبررة للقامة بمؤسسات المراض العقلية ،فإنه يكون من المؤسف وجود
حالت يتم فيها هذا اليداع أو التمديد بمقرر من العامل دون أن يكون من اللزم تقديم أي
شهادة طبية . 1
وهذا ل يعني أن نعتمد على الطبيب كلية ،ونترك له السلطان المطلق بدون مراقبة ،
فالوضعية الخصوصية للمريض العقلي تثير احتمال الخطأ الطبي الذي يكثر في هذا المجال
أكثر من غأيره ،كما تثير خطر شواهد المجاملة .2
لكن الملحظ أن المراقبة التي يقررها القانون غأير كافية ،فزيارة هذه المؤسسات التي
يوجبها الفصل 25من ظهير 1959على الوكيل العام أو عضو النيابة العامة الذي فوض له
مهمته ل يمكن أن تكون فعالة دون أن يكون ممثل السلطة القضائية مصحوبا بمستشار تقني
طبي .3كما أن الفصل 22من نفس القانون الذي يفرض توجيه نسخة من الشهادة المحررة
عند قبول المريض من جنسية مغربية أو خروجه بعد شفائه إلى وكيل الملك لدى المحكمة
البتدائية الكائن في دائرتها مكان سكن أو مقام المعني بالمر ،يقصر الغاية من بعثها على "
تمكين المحكمة المختصة من إصدار المر بوضعه تحت الحجر عند القتضاء" ،دون أن
يتجاوز ذلك إلى إمكانية مراقبة شرعية الجراء المتخذ ،فضل على أنه ل يتم توجيه هذه
الشهادة إلى الوكيل العام لدى محكمة الستئناف الذي توجد بدائرته المؤسسة المذكورة باعتباره
المكلف بمراقبتها .وزيادة على ذلك فإن الفصل 23الذي يوجب مسك دفتر مرقوم للقامة في
المستشفى ل يوجب تدوين الشهادة المحررة في اليوم الخامس العشر ثم في اليوم الثلثين وعند
نهاية الستة شهور للولى وبعد ذلك سنويا ،4رغأم أهمية هذه الشهادات في عرض تطور حالة
المريض وتتبعه طبيا ،وبالتالي تقدير مدى أهمية الحتفاظ به في المؤسسة .5
1
- ELHILA . Thèse précitée , p : 48 et suiv.
انظر الفصول 12و 13و 16و 17و 18من ظهير 13أبريل . 1959
2
- ELHILA . Thèse précitée , p : 53 et suiv.
3
- ELHILA, thèse précitée , p : 58 et suiv.
- 4يوجب هذا الفصل أن يتضمن الدفتر المرقوم للقامة في المستشفى تدوين الشهادات المحررة عند قبول المريض وعند طلب تحويل القامة
الختيارية في المستشفى إلى القامة التلقائية وعند الخروج النظامي أو غأير النظامي أو النقل أو الوفاة .
5
- ELHILA, thèse précitée , p : 56.
50
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
1
Voir : Lugien MARTIN : Le secret de la vie privée , Rev. trim. dr . Civ , Avril . Juin 1959,
N° 2 , p : 227 et suiv
2
- Larguier ; Thèse précitée , par 24 , p : 21 .
- 3ظهير شريف رقم 1 . 59 . 413بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي المؤرخ في 28جمادى الخرة 1382الموافق لـ 26نوفمبر ، 1962
منشور بالجريدة الرسمية عدد 2640مكرر الصادرة بتاريخ 12محرم 1383الموافق لـ 5يونيو ، 1963ص 1253 :وما بعدها ،كما وقع تغييره
وتتميمه بمقتضى القانون رقم 11 .99الذي صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1 . 99 .18الصادر في 18شوال 1419الموافق لـ 5فبراير
،1999منشور بالجريدة الرسمية ،عدد 4682الصادرة بتاريخ 28ذي الحجة 1419الموافق لـ 15أبريل ، 1999ص . 852 :
- 4ينص الفصل الرابع من مدونة الداب المهنية للطباء على أنه يلتزم الطبيب بالكتمان المطلق لكل ما يصل إلى علمه أو يتوصل إليه خلل مزاولته
لمهنته نظ ار للثقة التي يضعها فيه المريض .
كما نصت المادة الرابعة من مدونة الداب المهنية لطباء السنان على هذا اللتزام أيضا ،بحيث جاءت صيغة فقرتها الولى كما يلي " :يلزم كل
طبيب أسنان بكتمان السر المهني ما عدا في حالة ترخيص منصوص عليه في التشريع الجاري به العمل".
51
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ذهب اتجاه أول 1تزعمه الفقيهان "ميتو" و" برورديل" 2وأخذ به القضاء
52
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الفرنسي في بعض أحكامه ،1إلى أن اللتزام بالسر المهني يجد أساسه في القانون وفي النظام
العام ،وبالتالي فهو ذو طبيعة مطلقة ل يمكن للرادة أن تلعب دو ار في حل الطبيب منه ،في
.2
الوقت الذي يمكن فيه لهذا الخير أن يحتج به في مواجهة كل من القضاء والدارة
وهو التجاه الذي يكرسه الفصل الرابع من مدونة الداب المهنية للطباء حسب الدكتور
.3
عمر عزيمان
غأير أن هذا التجاه يظل منتقدا من عدة أوجه .
فمفهوم السر المطلق يرتبط من جهة أولى بالديولوجية البرجوازية التقليدية والبنيات
السوسيوثقافية للمجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر ،حيث كانت الهيمنة للفردانية ،وحيث
كانت العلقة بين الطبيب وزبونه تعتبر مسألة خاصة وشخصية وحميمية يتعين تخليصها من
كل نظرة تطفل .وعليه فإن نقل هذا المفهوم إلى المغرب غأير ملئم على الطلق للواقع
المحلي الذي ل يمكن للفردانية فيه أن تحل مشاكل الصحة،والذي يفرض على الطبيب أن
يغادر برجه العاجي ويساهم في عمليات العلم والتوعية والتنوير والوقاية ،لينزع صفة
القداسة عن محراب الصمت .
ومن جهة ثانية فإنه ل يوجد أي تبرير اجتماعي جدي لضفاء طابع الطل ق على
اللتزام بالسر المهني ما دام يقود إلى نتائج غأير مقبولة من وجهة نظر المجتمع ،حيث يسمح
للطباء بالتخلص من رقابة السلطات العمومية ومن واجب مساعدة العدالة ،إضافة إلى أن من
شأن هذا التوجه أن يحيط ممارسة المهنة بعتمة خطيرة ومثيرة .4
1
- Nancy 14 Février 1952, J.C.P 1954 , II 7030 , Note Albert Colombini / Paris , 6 Février
1954 , J.C.P 1954 , II 8107.
2
- Omar Azziman ; La profession libérale au Maroc , Thèse de Nices, collection de Faculté
des sciences juridiques économique et sociales , Rabat , Série de langue française 30, 1980 ,
Préface . Jean DEPREZ , p : 305 .
3
- Omar Azziman , Thèse précitée , p : 303 .
بالقدر الذي يحمي حميميته وأس ارره والذي يقود إلى هذا التجاه هو تبرير اللتزام بالسر المهني بنوعين من العتبارات هما المصلحة الخاصة للزبون
الخاصة من جهة ،ومصلحة الممارسة للمهنة الحرة في الحدود الذي تسمح له بممارسة مهنته في جول ملئم من الثقة مع ما يرتبط بذلك من مصلحة
عامة ترجع لهتمام المجتمع بالسير المنتظم للمهن الحرة من جهة أخرى .
Omar Azziman , Thèse précitée , p : 304 .
4
- Omar Azziman , Thèse précitée , p : 308 et suiv .
53
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
2
أما التجاه الثاني ،1فيرى أن التزام الطبيب بالسر المهني يجد أساسه في العقد الطبي
الذي يربطه بزبونه استنادا على الفصل 231من قانون اللتزامات والعقود المغربي المقابل
للفصل 1135من القانون المدني الفرنسي ،الذي يجعل المتعاقد ملتزما بكل ملحقات اللتزام
التي يقررها القانون أو العرف أو العدالة ،وليس بما وقع التصريح به فحسب .ذلك أنه حتى
على فرض عدم اتفاق الطبيب مع زبونه على هذا اللتزام صراحة بمناسبة إبرامهما للعقد
الطبي ،فإن مدونة الداب المهنية للطباء قد قررته صراحة في الفصل الرابع منها ،كما أنه
.3
ل يمكن لحد أن ينازع في أن العرف يتطلب وجوده
وعليه فأساس اعتبار هذا اللتزام تعاقديا إنما يرجع إلى كونه ما كان ليترتب أو لينشأ
لول وجود العقد . 4أما وصف اللتزام بأنه مهني وأن القانون قد نظم وحدد اللتزامات التي
يقتضيها أداء المهنة فإنه ل يؤثر على كونه قد نشأ بموجب العقد ما دام الطرفان قد اعتبراه
المصدر الساسي لعلقتهما .5كما أنه ل يؤثر على هذا الوصف كون الخروج على هذا
اللتزام معاقب عليه جنائيا ،لن وجود عقاب جنائي ل تأثير له على الطبيعة القانونية ،وكل
ما في المر أن المشرع قد ربط المصلحة الخاصة الموجودة في العقد بالمصلحة الجتماعية ،
ولذلك أراد أن يحميها ضد التقصير المحتمل وقوعه. 6
1
- - Raymond Besserve : De quelque difficultés soulevées par le contrat médical J.c.P 1959,
I. 1309
-ㄷ Martin , Article précité, par 29 , p : 247 .
ㄹ-أستاذنا أحمد ادريوش ،رسالة سابقة ،ص 110 :وما بعدها .
ㅁ-عبد الرشيد مأمون ،مرجع سابق ،ص 110 :وما بعدها .
- 2لقد كان فقهاء القانون الجنائي الفرنسي القديم بذهبون إلى القول بأن أساس التزام الطبيب بالسر المهني هو العقد المبرم بينه وبين طبيبه والذي يعتبر
حسب البعض عقد وديعة وحسب البعض الخر عقد مقاولة أو عقد وكالة ،انظر بهذا الخصوص:
Régnier . Thèse précitée , p : 30 et suiv.
- 3عبد الرشيد مأمون ،مرجع سابق ،ص . 79 :
- 4أما في الحالة التي يزاول فيها الطبيب مهنته في إطار الوظيفة العمومية فإن هذا اللتزام يترتب عن العلقة النظامية التي تربط المريض بالمرفق
54
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ويترتب على الخذ بالساس التعاقدي لللتزام بالسر المهني اعتباره ذو طبيعة نسبية .
لكن القول بأن هذا اللتزام يجد أساسه في العقد ليس كل شيء ،فهو التزام يقوم على مصلحتين
هما المصلحة الخاصة للزبون والمصلحة العامة للصحة العمومية ،وبالتالي فإنه يكون للطبيب
أن يرفض الفشاء رغأم إعفائه من اللتزام بالسرية من جانب الزبون ،لنه إذا كان هذا الخير
.1
حكم مصلحته الخاصة ،فإنه ليس كذلك بالنسبة للمصلحة العامة
غأير أن هذا ل يعني الرجوع إلى نظرية السر المطلق إوانما يكفي الستناد على الفصل
230من قانون اللتزامات والعقود المغربي المقابل للفصل 1134من القانون المدني
الفرنسي الذي ل يجيز إلغاء اللتزامات التعاقدية المنشأة على وجه صحيح إل برضى منشئيها
معا أو في الحالت المنصوص عليها في القانون ،وذلك للقول بأن إرادة الزبون وحدها عاجزة
عن إنهاء هذا اللتزام ،وأنه لبد من توافقها مع إرادة الطبيب الذي يقدر في النهاية ما إذا كانت
المصلحة تستدعي الفشاء أم الكتمان.2
وعليه فإن المصلحة العامة تكون محمية سواء عند القائلين بأن السر المهني يجد أساسه
في النظام العام أم عند القائلين بأنه يجد أساسه في العقد ،وذلك بخلف المصلحة الخاصة
للزبون والتي ل تكون محمية إل عند أنصار الساس التعاقدي .3مما يؤكد الطبيعة النسبية
لهذا اللتزام .
لذلك فإننا سنحاول في إطار هذا المفهوم النسبي لللتزام بالسر المهني أن نحدد نطاقه
في علقته بتسليم الشهادات الطبية ،سواء من حيث الموضوع أو الشخاص )المبحث الول (ا
،قبل أن نتناول الحالت التي يشكل فيها تسليم هذه الشهادات إفشاءا مبر ار يمحو الجريمة
) المبحث الثاني (ا .
55
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إن تحديد نطاق السر المهني أمر جوهري للتمييز بين ما ل يمكن إفشاؤه لنه سر وبين
ما يمكن إفشاؤه لنه ليس كذلك ،وبالتالي بين الحالت التي يمكن فيها للطبيب تسليم شهادات
طبية وبين الحالت التي يمنع عليه فيها ذلك .لهذا فقد حاول الفقه والقضاء الفرنسيين تحديد
هذا النطاق استنادا على موضوع الشهادة الطبية ) المطلب الول (ا غأير أن المعايير التي تم
ابتداعها في هذا المجال جاءت قاصرة لوحدها عن الوصول إلى حل دقيق وثابت ،بعكس
معيار إرادة المريض الصريحة أو الضمنية الذي ثبتت فعاليته في تحديد نطاق السر الطبي من
حيث الشخاص ) 1المطلب الثاني(ا .
لكن قبل أن نتناول هذه المعايير بالدراسة ،لبد أن ننبه إلى أننا سنعتمد في هذا المجال
على أحكام القضاء الفرنسي ،نظ ار لنه مبدعها من جهة أولى ،ونظ ار لعدم العثور على
أحكام أو ق اررات صادرة عن القضاء المغربي في هذا الموضوع من جهة ثانية ،ربما لن
أغألب المواطنين يجهلون وجود اللتزام بالسر المهني أصل وربما لنهم يحرصون على عدم
المساهمة في توسيع نطاق ذيوعه من خلل حكم قضائي سيتضمن بيانا للوقائع.
1
- Larguier . Thèse précitée par 78 , p : 70 .
56
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لقد حاول بعض الفقه الفرنسي تحديد نطاق السر المهني من خلل التمييز بين الوقائع
المعروفة مسبقا والوقائع السرية ،بحيث ل يعتبر إفشاءا للسر قيام الطبيب بتسليم شهادة
تتضمن أن شخصا مبثور الساق.1
وعلى هذا الساس حكم القضاء الفرنسي قديما بأن الطبيب ل يعد مفشيا لسر المهنة
إذا ذكر أن المريض توفي بمرض القلب حال أن هذه الواقعة معروفة للكافة بما في ذلك طرفي
الخصومة .2وقد أخذ بذلك أيضا حكم لمحكمة النقض في سنة 1907قرر أنه ل يعد إذاعة
للسر أن يذكر مدير المستشفى في شهادة بوفاة المريض ،المرض الذي نجمت عنه الوفاة طالما
3
أن هذا المرض مذكور في سجلت المستشفى ،لنه ل يعد في هذه الحالة س ار بالنسبة لعائلته
.
غأير أن هذا الرأي عرف معارضة فريق من الفقه استند على أن التأكيد الصادر عن
الطبيب الذي فحص المعني بالمر يعطي للشاعة قوة علمية وتأكيدا ما كانت لتكتسبه عن
1
- Larguier, Thèse précitée, par 82 , p : 72 .
- 2تولوز في 25يونيه سنة ) 1900دالوز ( 313 – 2 – 1901ا .ذكره :فائق الجوهري :المسؤولية الطبية في قانون العقوبات ،رسالة
دكتوراة مقدمة إلى كلية الحقوق بجامعة فؤاد الول ، 1952د ار الجوهري للطباعة والنشر ،مصر ،ص . 472 :
ص .472 : - 3نقض عرائض في 30أبريل سنة ، 1907جازيت باليه . 664 – 1 – 1907ذكره فائق الجوهري أطروحة سابقة ،
57
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
طريق آخر ، 1إوان كان هناك من استثنى الحالة التي يكون فيها المعني بالمر نفسه مصدر
علنية الواقعة لنه يبرهن بذلك على أنه ل يعتبرها س ار.2
كما أن القضاء الفرنسي نفسه تراجع عن موقفه السابق كما في القرار الصادر عن
محكمة النقض بتاريخ 24يناير 1957والذي اعتبر في قضية تخص خبي ار محاسبيا بأن
مقتضيات السر المهني الذي هو عام ومطلق تكون واجبة التطبيق ولو تعلق المر بوقائع من
الممكن أن تكون معروفة 3وهي نفس الحيثية التي نقلتها محكمة جرنوبل " "Grenoblإلى
مجال الشواهد الطبية .4
إذا كان التشخيص الطبي نتاج الفحص القبلي الذي يعتبر شرطا موضوعيا ينبغي
مراعاته عند إنشاء الشهادة الطبية ،فإنه قد أثير التساؤل حول ما إذا كان هذا التشخيص
يعتبر س ار يمنع تضمينه في هذه الشهادة .
لقد سبق لمجلس الدولة الفرنسي أن أجاب عن هذا التساؤل باليجاب في قرار صادر
عنه بتاريخ 2يونيو ، 1953حيث اعتبر بأن الطباء المستشارين لصندوق الضمان
الجتماعي ملزمون باحترام سرية التشخيص ،إذ ل يحق لهم أن يضمنوا في الشهادات
الصادرة عنهم إل الطبيعة المهنية للمرض أو الحادثة ونسبة العجز عند التئام الجروح. 5
غأير أن هذا الرأي عرف معارضة الفقه الذي اعتبر أن التشخيص ل يشكل في غأالب
أو الحيان واقعة سرية ،6إذ يكون من العبث القول بأن تشخيص التهاب الزائدة
1
- Ryckmans et Zurik : Les droits et les obligations des médecins , Laricer 1956 , p : 137 .
cité par Larguier, Thèse précitée, par 86 , p : 78 .
2
- Albert CHAVANE , Note sous cass.crim , 5 Décembre 1957 , au J.C.P 1958 ,
II 10383 bis.
3
- D 1957 , p : 298.
4
- Grenoble , 22 Mai 1957 , J.C.P 1957 , II 10246 , Note R. SAVATIER .
5
- Bulletin de l’ordre des médecins , 3 Septembre 1953 , cité par Larguier , par 88 , p : 80
et suiv .
6
- Alber CHAVANNE , Note au J.c.P 1958 , II 10383 bis .
58
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الحصبة مثل يعتبر بالنسبة للمريض في عصرنا هذا س ار اتجهت إرادته إلى ائتمان الطبيب
عليه ،ذلك أن التمسك باعتبار كل تشخيص س ار بطبيعته هو تخلف عن العصر ورجوع لفترة
قديمة كان المرض فيها حسب الفكر السائد أم ار مخزيا ومخجل يتعين إخفاؤه. 1
وقد تراجع مجلس الدولة الفرنسي نفسه عن موقفه السابق ،إذ ذهب في قرار صادر عنه
بتاريخ 12أبريل 2 1957إلى أن اللتزام بالسر المهني ل يمنع الطبيب من تسليم زبونه
شهادات بالمعاينات الطبية التي أجراها وفي الشكل الذي يسمح لهذا الزبون بالحصول على
امتيازات ،خصوصا إذا اتخذت هذه الشهادات شكل نماذج خاصة معدة مسبقا من لدن مصالح
الضمان الجتماعي .
لكن هذا الرأي عرف معارضة من لدن غأالبية الفقهاء على اعتبار أنه إذا سلمنا بإمكانية
تسليم شهادات طبية لي كان دون إفشاء للسر المهني ،فإن رفض الطبيب تسليم هذه
الشهادات سيفسر بالضرورة على أنه إقرار بوجود مرض معين مما يشكل خرقا غأير مباشر
للسر ،إنه الصمت الذي يتحدث .6
1
- R. SAVATIER , Note au D 1957 , p : 446 .
2
- D 1957 , J : 336.
3
- Larguier , Thèse précitée, par 90, p : 83 .
4
- Cass Req 18 Juil 1904 . S 1905 . I 233 / civ 29 Mars 1927 , DP. 1927 . 1 . 13 cité par
Régnier , Thèse précitée , p : 81 et suiv.
5
- Bohnary : la responsabilité médicale et le secret professionnel , p : 234 , cité par Régnier ,
Thèse précité ; p : 81 .
6
- Larguier . Thèse précitée par 91, p : 85 .
59
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وعليه اعتبر هذا الفقه المعارض أنه عندما يخضع شخص لفحص من لدن طبيب فإن
العمل الطبي في مجموعه يعتبر س ار سواء كانت النتيجة إيجابية أم سلبية ،إذ ل يمكن القول
بأن شهادة طبية تتضمن بأن فتاة عازبة ليس بها حمل ل تشكل إفشاء للسر المهني لنها شهادة
سلبية ،ذلك أن مجرد دخول هذه الفتاة إلى عيادة الطبيب من أجل هذه النقطة يفيد بصفة غأير
مباشرة أن النتيجة يمكن أن تكون مخالفة .1
لذلك فقد تراجع القضاء الفرنسي عن موقفه السابق رافضا التمييز بين الشهادات
اليجابية والسلبية ،ومؤكدا أن هذه الخيرة تشكل إفشاءا للسر المهني يبرر حكم قاضي
الموضوع بتنحيتها من الدعوى .2
وقد تبنت محكمة النقض الفرنسية هذا التجاه في قرار صادر عنها بتاريخ 13يوليوز 1936
نفت بمقتضاه طابع السرية عن الواقعة التي لم يسبب إفشاؤها ضر ار .4كما اعتبرت محكمة "
دووي " Douaiفي قرار صادر عنها بتاريخ 28شتنبر 1960أن مقتضيات السر المهني ل
تمتد إلى الفشاء الذي ل يخل بأمن السرة ول بالنظام الجتماعي وليس من شأنه الساءة
لذكرى الميت .5
ويعارض أغألب الفقهاء هذا التمييز ،لنه يؤدي إلى ترك تقدير المور لرادة الطبيب
مع أنه ل يستطيع أن يتنبأ مقدما بما سوف يترتب على الفشاء من آثار بالنسبة للمريض . 6
1
- Albert CHAVANNE , Note au J.c.P 1959 . II 10940
2
- Cass . Civ, 12 Juin 1958 , J.C.P 1959 . II 10940 ; Note CHAVANNE .
3
- Jean Paul DARTIGUELONGUE : Le secret dans les relations juridiques , Thèse Borans
1968 , p : 40
أشار إليه عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص . 292 :
4
- J.C.P 1937 . I 18 . cité par larguier, Thèse précité , par 96 , p : 89 .
5
- J.C.P 1960 , II 11860 . Note signé . P.A .
- 6أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،فقرة ، 32ص . 34 :
60
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وعليه فإنه ل ينبغي ربط الحماية القانونية للسر بشرط الضرر الذي يمكنه فقط في حالة الشك
أن يعتبر قرينة لصالح المريض ،يمكن العتماد عليها في تفسير إرادته المحتملة .1لكن
اعتماد معيار الضرر في تحديد نطاق السر المهني ،إوان لم يكن صالحا في ذاته ،فإن له
الفضل على القل في إثارة النتباه إلى أهمية شخص المريض .فهل سيفلح المعيار
الشخصي في تحقيق ما عجزت عنه المعايير الموضوعية .
لكن قبل أن نتناول مدى سريان السر المهني في مواجهة هؤلء الشخاص ،نشير إلى
أن القضاء الفرنسي قد اختلف في شأن ما إذا كان التزام الطبيب بكتمان هذا السر يقتصر على
علقته بزبونه أم يشمل جميع ما وصل إلى علمه بمناسبة ممارسة مهنته سواء كان قد ائتمنه
عليه أم ل .
لقد ذهب مجلس الدولة الفرنسي في قرار صادر عنه بتاريخ 7فبراير 1994في واقعة
تخص طبيبا أعطى لخيه خلل مسطرة طلقه شهادة محررة على مطبوعته المهنية ،تتضمن
أن زوجة أخيه التي لم يقم بفحصها تحمل حسب معارفه الطبية علمات هستيريا عصبية ،إلى
1
- R. Nerson : Les droit extra – patrimoniaux , L.GDJ 1939 , p : 158 , Cité par larguier ,
Thèse précitée ; par 98 ,p : 92 .
2
- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 11 .
3
- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 34 .
61
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أن " قيام الطبيب بإنشاء شهادة تتضمن تشخيصا طبيا محددا لحالة شخص ليس زبونا له يعتبر
إفشاءا للسر المهني الذي يشمل حسب الفصل 11من مدونة آداب مهنة الطب كل ما وصل
إلى علم الطبيب بمناسبة ممارسة مهنته ،أي ليس فقط ما ائتمن عليه إوانما أيضا كل ما رآه
وما سمعه وما فهمه ".1
لكت الغرفة الجنائية بمحكمة النقض الفرنسية ذهبت عكس هذا التجاه في قرارها
المؤرخ في 23يناير 2 1996معتبرة أنه " إذا كان الطباء وكل الشخاص المعتبرين بحكم
حالتهم أو مهنتهم أو وظيفتهم الدائمة أو المؤقتة من المناء على السرار التي أودعت لديهم
ملزمون بعدم إفشائها حسب الفصل 378من القانون الجنائي القديم ،3فإن هذا اللتزام ل
يفرض إل في العلقات التي تربط الممارس للمهنة بزبونه " .
وقد نقضت بذلك قرار لمحكمة الستئناف ببورج 4كان قد أدان من أجل جريمة إفشاء
السر المهني طبيبا للمراض العقلية سلم لزبونته في مسطرة طلقها شهادة تتضمن بأنه
عالجها من حالة اكتئاب ناجمة عن الشخصية المرضية لزوجها والذي يمكن وصف سلوكه
بالسادية النفسية ،وذلك في الوقت الذي لم يكن فيه هذا الزوج زبونا للمتهم.
1
- DS, N° 10 , 10 Mars 1994 , IR. 60 .
2
- D. 1997 . 39 Cahier sommaires commentés , 324 , Note M . jean Penneau .
- 3رغأم أن هذا القرار صدر تطبيقا للفصل 378من القانون الجنائي الفرنسي القديم ،إل أن ما جاء به قابل للتطبيق أيضا على مقتضيات الفصل
13 . 226الجديد على اعتبار أن اختلف الصياغأة بين الفصلين شكلي وأنه ل يوجد أي تغيير جوهري على تعريف الجريمة .
Penneau, Ibid .
- 4انظر تعليقا على هذا القرار الصادر عن الغرفة الجنحية بمحكمة الستئناف ببورج بتاريخ 3فبراير .1994
M . Hénina , A. Vernet : certificat , secret médical , secret professionnel : commentaire autour
d’un arrêt de la cour d’appel de Bourges condamnant un médecin psychiatre pour violation
du secret professionnels L’INFPRMATION PSYCHIATRIQUE , Septembre 1994 , Vol 70,
N°7. p : 6350 et suiv.
62
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وقد عرف هذا الموقف الخير لمحكمة النقض انتقاد الفقه الذي اعتبره تفسي ار تضييقيا
للسر ،1لنه من غأير المشروع أن ينقل الطبيب تشخيص حالة المريض لعلم الغير ،ولو لم يكن
هذا المريض زبونه .
يذهب التجاه الغالب فقها 2وقضاء3إلى أن التزام الطبيب باحترام السر المهني ل يمنعه
من أن يسلم لزبونه الشهادات الطبية التي يطلبها ،على اعتبار أنه ل وجود لهذا السر في
مواجهة المريض المعني بالمر .وذلك خلفا لما ذهب إليه البعض4استنادا على نظرية السر
الطبي المطلق التي تجد أساسها في فكرة النظام العام ونظرية ضعف المريض وقصوره.5
إن الساس القانوني السليم لللتزام بالسر الطبي ل يقوم على فكرة النظام العام ،إوانما
على حماية مصلحة المريض وكذا المصلحة العامة المرتبطة بالصحة العمومية ،6ول أعتقد
أن تسليم شهادة طبية للمريض بحالته الصحية قد يضر بإحدى المصلحتين ،باستثناء بعض
1
- Penneau , Note précité , p : 324 .
في حين وصف السيد " لوبري " قرار مجلس الدولة الفرنسي السابق بأنه مفهوم توسيعي .
N. Loubry : secret étendu ; Le CONCOURE MEDICAL ; 12 Décembre 1998 ; volume 120 ,
N° 42 ; p : 3053 .
2
- M. Clouet : A propo des certificats médicaux ; MAROC MEDICAL ; 28 Année ; Juin 1949
, N° 289 , p : 339 .
-ㅂ Louis Mélennec et Gurenael Bellil : le secret professionnel et la recevabilité des
certificats médicaux comme mode de preuve en justice , GAZ. PAL, 96 Année ; N° 1 ,
Janvier Février 1976, p : 30 .
-ㅅ Penneau J. Penneau M et Penneau M. Article précité , p : 12 .
3
-Cons. Et, 24 octobre 1969, D 1969 , p : 732 .
-ㅇ Cons. Et , 12 Avril 1957 , D 1957 , p : 336 .
-ㅈ Tribunale de sémé, 7 Juin 1955 , D 1955 , p : 588 .
-ㅊ Tribunal de premier instance de Casablanca , Audience du 16 Mars 1936, GTM , N° 680 ,
du samedi 9 Mai 1936 , p : 139 .
- 4انظر بخصوص هذا الرأي المخالف :
.Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 35 et suiv
- 5هاتان النظريتان هما اللتان يعتمد عليهما أيضا القائلون بالساس التقصيري لمسؤولية الطبيب ،انظر بخصوص القائلين بهذا الرأي ونقد حججهم ،
أستاذنا أحمد ادريوش ،رسالة سابقة ،ص 101 :وما بعدها .
- 6انظر ما سبق ،ص 54وما بعدها.
63
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الحالت النادرة ،كتلك التي تقتضي فيها خطورة التشخيص إخفاءه عن المريض .1كما أن
فكرة اعتبار المريض قاص ار قانونيا هي مردودة على أصحابها ،لن المرض في حد ذاته
ليس سببا مـن أسباب القصور المحددة قانونا على سبيل الحصر ،2في حين أن أحكام
الهلية من النظام العام .
وعليه فإن تسليم شهادة طبية للمريض ل يشكل إفشاءا للسرالمهني ،إوانما هو التزام
عقدي مفروض على الطبيب الذي لم يعبر صراحة عن رفضه قبل إبرام العقد الطبي ،3وذلك
استنادا على الفصل 231من ظ.ل.ع .الذي يجعل المتعاقد ملزما بكل ملحقات اللتزام التي
يقررها القانون أو العرف أو النصاف وليس بما وقع التصريح به فحسب . 4
الستثناء الول هو مصلحة المريض ،ذلك أنه قد يصاب شخص بمرض خطير يجهله ويجهل
تبعاته ويطلب من طبيبه شهادة للدلء بها للغير ،مع أن ذلك قد يلحق به أض ار ار مأساوية ،
- 1انظر بخصوص هذه الحالة :الفصل 31من مدونة الداب المهنية للطباء ،والمادة 29من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب.
- 2يعتبر الجنون وحده مؤث ار على الهلية طبقا للفصل 144من م .أ .ش ) .انظر بخصوص تأثير المرض العقلي على الهلية ELHILA : :
( .Thèse précité ; p : 178 et suivا.
أما ما نص عليه الفصل 54من ظ .ل .ع من أن " أسباب البطال المبنية على حالة المرض والحالت الخرى المشابهة ،متروكة لتقدير القضاة " فل
تعني أن المريض غأير كامل الهلية وكل ما في المر أنه يوجد في حالة مرض تعيب إرادته لتاثيرها على إدراكه وتمييزه وتعبيره عنها ،ومن تم كان
سانتيانا محقا عند إدراج الفصل 54ضمن باب سلمة التراضي ولم يدرجه ضمن باب الهلية ) .انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش :أثر
المرض على عقد البيع ،مرجع سابق ،ص . 56 :وانظر أيضا ( .ELHILA, Thèse précitée , p : 233 et suiv :ا
كما أن ما نص عليه الفصل 479من نفس الظهير بخصوص أثر مرض الموت على عقد البيع ل يعني أن هذا المرض يعدم الرضاء أو يعيب الرادة
)انظر أستاذنا أحمد ادريوش ،أثر المرض على عقد البيع ،مرجع سابق ،ص 97 :وما بعدها (ا كما ل يعني بالتأكيد أنه يؤثر على الهلية .
- 3هناك من يذهب إلى أن من حق الطبيب أن يرفض تسليم شهادة طبية ما لم يلتزم بذلك قبل إبرام العقد الطبي .
. Mélennec et Mémeteau , op. cit . p : 37 انظر :
- 4ذلك أن الفصل 22من مدونة قانون السلوك الطبي المغربي كما صدر بها القرار المقيمي المؤرخ في 8يونيو 1953ينص على أن مزاولة الطب
تشمل قيام الطبيب وفقا للمعاينات الطبية التي أجراها بتحرير الشهادات التي يفرض القانون الدلء بها .وهو ما نصت عليه كذلك المادة 23من
مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب ،كما صدر بتطبيقها مرسوم رقم 2 .96 .989صادر في 17رمضان 1419الموافق 5يناير
) 1999الجريدة الرمسية عدد 4662بتاريخ 17شوال 1419الموافق ل 4 ،فبراير ، 1999ص ( 310 :ا ،كما أن العرف جرى على قيام
الطباء بتسليم زبنائهم شهادات بالمعاينات أو العمال الطبية التي أجروها .
وتقتضي قواعد النصاف كذلك أن ل يعترض الطبيب على تسليم المريض شهادةتخلول له الحصول على حقوقه ،ما دام ل يطلب منه إثبات غأير
الحقيقة .
5
- Mélennec , Article pré cité ; p : 3984 .
ذياب والجراية ومعتوق ،مرجع سابق ،ص 15 :وما بعدها .
64
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ففي هذه الحالة يتعين على الطبيب أن يرفض هذا الطلب ،بل إنه يتحمل مسؤولية الضرار
الناجمة عن الستجابة له .
أما الستثناء الثاني فهو الطلب التعسفي للشهادات ،بحيث يجوز للطبيب أن يرفض تسليم
شهادات متعددة وبدون جدوى ،كما هو حال المريض الذي يريد أن يضخم ملفه الطبي ،فيطلب
من طبيبه شهادة عن كل عمل أنجزه وعن كل معاينة أجراها .ذلك أنه إذا لم يكن من حق هذا
الطبيب رفض تسليم شهادة جامعة تلخص مختلف هذه العمال والمعاينات ،فإنه ل يكون
ملزما بالستجابة لطلب من هذا النوع .
لكن إذا كان هذا هو الحل الملئم بالنسبة للحالة التي يكون فيها المريض كامل الهلية فماذا
عن الحالة التي يكون فيها هذا المريض فاقد الهلية ،أو ناقصها بسبب صغر السن 1أو
عارض جنون أو سفه.2
إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو :هل تعتبر الحالة الصحية لفاقد
الهلية أو ناقصها س ار بالنسبة لصاحب النيابة الشرعية عنه ،أم يمكن لهذا الخير طلب
شهادة طبية تخص محجوره دون أن يواجه بمقتضيات السر المهني .
يجيب الفقـه الفرنسـي بـل تـردد بأن السر المهني ل يسري بالنسبة للقاصر
أو المريض عقليا في مواجهة من له النيابة القانونية عنه ،3على اعتبار أن معرفة حالته
الصحية فضل عن كونها عمل عاديا فهي ضرورية لشخص مكلف برعاية صحة وأمن
محجوره ،كما أنها تعتبر أداة للحماية التعاقدية لهذا المحجور .4
- 1سن التمييز هو اثنى عشر سنة شمسية كاملة ) الفصل 138من م.أ.ش(ا أما سن الرشد القانوني فهو عشرون سنة شمسية كاملة ) الفصل 137
من م.أ.ش (ا .
- 2يعتبر فاقد الهلية كل من لم يبلغ سن التمييز أو بلغ سن التمييز وكان مجنونا ،في حين يعتبر ناقص الهلية كل من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن
الرشد أو بلغ سن الرشد وكان سفيها ) الفصلن 134و 135من م .أ .ش (ا .
3
- Penneau J . Penneau M et Penneau M , Article précité , p : 9 .
4
- Mélennec et Mémeteau , op. cit , p : 39 .
65
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وبما أن سلطة طلب الشهادة الطبية لم يعترف بها لصاحب النيابة القانونية إل لمصلحة
المحجور فإن هذه السلطة تجد حدودها في تلك المصلحة ،وعليه يمكن للطبيب أن يتمسك
بالسر المهني عندما تتعارض مصلحة النائب القانوني مع مصلحة محجوره.1
لكن بالنسبة للنظام المغربي للنيابة الشرعية أو القانونية ، 2فإن هناك فصل بين النيابة
في الشؤون الشخصية والنيابة في الشؤون المالية سواء فيمن يمارسهما أو في انتهائهما .3ذلك
أنه إذا كان للب ، 4وللم الرشيدة عند وفاة الب أو فقد أهليته ،5الولية على شخص القاصر
وعلى أمواله معا ،فإن مهمة الوصي والمقدم تقتصر على إدارة الشؤون المالية للمحجور عليه
ول تتعداها إلى الشؤون الشخصية التي تعود النيابة بشأنها إلى العصبة بالترتيب المعمول به
في الرث ،وعند التساوي باختيار الصلح من طرف القاضي .6
كما أنه إذا كانت الولية المالية تنتهي مبدئيا 7بإتمام سن الرشد القانوني الـذي هو
1
- Mélennec et Mémeteau , op. cit , p : 40 et suiv.
- 2نظمها المشرع المغربي في الفصول من 147إلى 157من مدونة الحوال الشخصية مستعمل مصطلح " النيابة الشرعية " ،كما نظمها في
الفصول من 181إلى 196من قانون المسطرة المدنية مستعمل مصطلح النيابة القانونية .
- 3أستاذنا أحمد الخمليشي :التعليق على قانون الحوال الشخصية ،دار نشر المعرفة ،الطبعة الولى ،الجزء الثاني ،فقرة ، 996ص . 366 :
- 4بصريح الفصل 149من م.أ.ش .
-5حسبما يستفاد من صياغأة الفصل 148من م.أ.ش ،أستاذنا أحمد الخمليشي :التعليق على قانون الحوال الشخصية ،مرجع سابق ،ج 2فقرة
، 961ص . 343 :
- 6أستاذنا أحمد الخمليشي ،نفس المرجع السابق ،فقرة 968وما بعدها ،ص 347وما بعدها .
- 7نقول مبدئيا على اعتبار أنه قد يصاب أو يكون مصابا عند إتمام هذه السن بأحد عوارض الهلية .
66
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
عشرون عاما ،فإن الولية الشخصية تنتهي حسب فقهاء المذهب المالكي 1بمجرد بلوغ
الشخص عاقل ،بل إن أهلية الزواج ـ الذي هو شأن شخصي ـ نفسها مختلفة بحيث تكتمل في
الفتى بتمام الثامنة عشرة وفي الفتاة بتمام الخامسة عشرة من العمر.2
وعليه ما دامت الشهادة الطبية تتعلق بالحالة الصحية التي هي شأن شخصي ،كما أنها
تعد في نفس الوقت أداة لحماية المصالح المالية للمحجور ،فإنه قد يحدث تنازع في
الختصاص بشأن طلبها بين الوصي أو المقدم باعتباره صاحب النيابة عن الشؤون المالية
من جهة ،وبين صاحب النيابة عن الشؤون الشخصية من جهة أخرى .كما قد يحدث نفس
أو المقدم من التنازع بين الب أو الم عند وفاة هذا الب أو فقد أهليته أو الوصي
جهة وبين المحجور البالغ من جهة أخرى .
وأعتقد أنه ينبغي رفع التنازع الول لصالح صاحب النيابة في الشؤون الشخصية ،على اعتبار
أن الجانب الشخصي للشهادة الطبية يغلب على الجانب المالي ،وعلى اعتبار أن شخصية
المحجور أهم من أمواله ،حيث ينبغي أن تكون شؤونه الشخصية في خدمة شؤونه المالية ل
ـ أو على القل العكس .وذلك طبعا باستثناء الحالت التي يكون فيها الغرض الوحيد
الرئيسي ـ من الشهادة هو الحصول على منافع مادية كالشهادات المحررة بمناسبة حوادث
السير .
أما فيما يخص التنازع الثاني فأعتقد أنه ينبغي التمييز بين شهادة الخلو من المراض
المعدية المنجزة لجل زواج المحجور الذي أتم الثامنة عشرة من عمره ولم يتم بعد العشرين وبين
غأيرها من الشهادات ،بحيث يكون من غأير المعقول أن نعترف للشخص بالحق في الزواج وأن
نمنعه في نفس الوقت من تسلم شهادة طبية هي ضرورية لممارسة هذا الحق ،في حين يكون
من الفضل بالنسبة لباقي الشهادات الطبية أن يعترف للطبيب بسلطة تقديرية في هذا الشأن
ص. 7 : - 1المام مالك :مدونة المام مالك ،رواية أشهب عن ابن القاسم ،مطبعة السعادة ،عام 1323هـ ،ج ، 4 :
ㅋ-محمد الخرشي ،شرح الخرشي ،المطبعة الكبرى ببولق عام 1317هـ ،ج ، 5 :ص . 291 :
وقد استدل بهما أستاذنا أحمد الخمليشي في نفس المرجع السابق ،فقرة ، 949ص . 337
2الفصل 8من م .أ .ش .
67
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
على اعتبار أن البلوغ في حد ذاته ليس كافيا للدللة على حسن التصرف وأن المراض ل
تتطلب جميعا نفس العناية .
إن هذا الوضع يؤكد ما سبق أن نادى به أستاذنا أحمد الخمليشي من ضرورة تدخل
تشريعي يلزم إسناد النيابة في الشؤون الشخصية والشؤون المالية لشخص واحد نظ ار لرتباطهما
كما يوحد سن الهلية لممارسة الشؤون الشخصية بما فيها الزواج والشؤون المالية ،خصوصا
وأن مصالح القاصر مترابطة ومتداخلة ،إواذا كان جزء منها يغلب عليه الجانب الشخصي
والجزء الخر يغلب عليه الجانب المالي فإن الثانية وسيلة حتمية لممارسة الولى . 1
ص . 366 : - 1أستاذنا أحمد الخمليشي ،التعليق على مدونة الحوال الشخصية ،مرجع سابق ،الجزء ، 2فقرة ، 996
- 2وفي هذا الطار تنص المادة 29من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب على ما يلي " :يمكن لسباب مشروعة يقدرها طبيب السنان
بكل عناية ،أل يخبر مريضا بتشخيص أو تخمين خطير .وكل تخمين متشائم يجب أل يكشف للمريض إل بكامل الحيطة والحتراز ولكنه من الواجب
بوجه عام أن يخبر القارب بذلك ما عدا إذا منع المريض هذا الكشف من قبل أو عين الشخص أو الشخاص الذين يمكنهم الطلع على ذلك".
3
- Penneau J . Penneau M et et Penneau M, Article précité , p : 9 .
4
- Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel et la recevabilité des
certificats médicaux comme mode de preuve en justice , Article précité , p : 30 .
5
- - Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel médical a l’égard de la
famille, GAZ. Pal, N° 5, Septembre - octobre 1974 , p : 832 et suiv.
68
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لكن هاتين الحالتين نادرتين عمليا ،ويتعين على القضاء عند غأياب التعبير الصريح
للمعني بالمر عن إرادته أن يأخذ بعين العتبار عوامل أخرى كصفة الشخص ومصلحة
المريض لتحديد ما إذا كان هذا الخير قد رضي ضمنيا بالفشاء أم ل . 1
وتطبيقا لذلك يمكن استنتاج الرضى الضمني من سماح المريض لحد أفراد أسرته
بالمشاركة في عملية الفحص ، 2وبالمقابل يمكن استنتاج الرفض الضمني من وجود دعوى
تطليق بين الزوجين .3وهو ما كرسه المجلس الوطني لهيئة الطباء بفرنسا في قرار صادر
عنه بتاريخ 6فبراير ، 1999حيث عاقب الطبيب لخلله بقواعد السر المهني ،عندما سلم
شهادة طبية تخص حالة مريضه الصحية لزوجة هذا الخير التي تواجهه في دعوى تطليق . 4
لقد ذهب القضاء الفرنسي في بعض ق ارراته إلى أن السر المهني يمنع الورثة من طلب
شهادات طبية تخص مورثهم ،5غأير أنه إذا لم يكن للورثة الحق في طلب هذه الشهادات دائما
فإنه ل يكون من المشروع رفض طلبهم هذا في جميع الحالت . 6ذلك أن تعبير المورث
صراحة خلل حياته عن رضاه بتسليم شواهد تخص حالته الصحية لورثته يعطيهم الحق في
طلب هذه الشهادات وبالمقابل فإن رفضه الصريح يمنعهم من ذلك . 7
لكن وفي غأياب التعبير الصريح يشترط القضاء الفرنسي لقبول هذا الفشاء أن يكون
تسليم الشهادة الطبية الوسيلة الوحيدة للثبات ،وأن ل يتعلق المر بما يسميه هذا القضاء س ار
حميميا 8منشأنه المساس بذكرى المورث أو الفكرة التي كان يريد أنيأخذها عنه المحيطون
1
- - Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel et la recevabilité des
certificats médicaux comme mode de preuve en justice , Article précité , p : 30 .
2
- - Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel médical à l’égard de la
famille , Article précité , p : 833 .
3
- Mélennec et Mémeteau , op. cit., p : 51 .
4
- N. Loubry : Le Concours Medical , 13 Mai 2000, Volume 122, N° 19 , p : 1310 .
5
- Paris 6 Janvier 1954, J.CP 1954 , II 8107, et conclusion de M. l’Avocat général Albucher
Cass. Civ . 22 Janvier 1957 , D 1957 , J 445, Note R.SAVATIER .
6
- Albert CHAVANNE ; Note au J.C.P 1959 , II 10940 .
7
- Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel et la recevabilité des
certificats médicaux comme mode de preuve en justice , Article précité , p : 31 .
8
- Penneau J . Penneau M et et Penneau M, Article précité , p : 8.
69
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
به ،وأن يكون طلب الشهادة برضى الورثة ،بحيث يمكن اعتبار هذه الشروط الثلثة بمثابة
الرضى الضمني للمورث .1
وأعتقــد أن كــل واحــد مــن هــذه الشــروط الثلثــة هــو محــل نظــر .ذلــك أن مــن شــأن الشــرط
الول أن يحرم القضاء عند وجود الشهود من الشهادة الطبية ،مع أنه كان مــن الممكــن الكتفــاء
باشتراط كون الشهادة الطبية منتجة في الثبات لتفادي إفشاء السر دون وجود مصلحة .
كما أن الشرط الثاني يثير مسألة المراض العقلية التي هي بالتأكيد تمس ذكرى الميت ،
في حين أنه إذا كان السر الطبي يتحدد بالنسبة للشخص العادي فيما يريد صراحة أو ضمنا
إلزام الطبيب بكتمانه ،فإنه بالنسبة للمريض العقلي ل يتحدد طبقا لرادته إوانما تبعا لما
تقتضيه حمايته حيا كان أو ميتا . 2
أمــا الشــرط الثــالث فيــثير الحالــة الــتي تكــون فيــه مصــلحة بعــض الورثــة فــي إثبــات مــرض
الم ــورث متعارضــة مــع مص ــلحة البع ــض الخــر ف ــي إثبــات كمــال ص ــحته ،فه ــل يتعيــن علــى
الطبيب تسليم الشهادة المطابقة للحقيقة أم المتناع عن تسليم أي شهادة ؟
إن رضى جميع الورثة في هذه الحالة غأير متحقق ،وبالتالي فإن الذي ينبغي أخذه
بعين العتبار هو مصلحة المورث .3
1
- Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel et la recevabilité des
certificats médicaux comme mode de preuve en justice , Article précité , p : 31 et suiv .
2
- SAVATIER : Note au J.C.P , 1957 , II 10246 .
3
- CHAVANNE , Note au J.C.P, 1959 , II 10940 .
70
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
تقوم جريمة إفشاء السر المهني المنصوص عليها في الفصل 446من مجموعة
القانون الجنائي المغربي على أربعة أركان أساسية 1وهي :
-فعل الفشاء :ويقصد بالفشاء كشف السر أو إطلع الغير عليه 2مع تحديد الشخص
المعني بكتمانه 3سواء كان هذا الفشاء كليا أو جزئيا ومهما كانت الوسيلة المستعملة،4
بحيث تعتبر الشهادة الطبية من أهم وسائل الفشاء .5
-سرية المر الذي أودع لدى الجاني :سواء ائتمنه عليه مريضه أم ل ،ما دام قد علم به
بمناسبة ممارسة مهنته. 6
-الصفة الخاصة للجاني :ذلك أن الشخاص الملزمين بكتمان السر حسب ما ينص عليه
الفصل 446من مجموعة القانون الجنائي هم " الطباء والجراحون وملحظوا الصحة
وكذلك الصيادلة والمولدات وكل شخص يعتبر من المناء على السرار بحكم مهنته أو
وظيفته الدائمة أو المؤقتة " .
وما دام مصدر الشهادة ل يمكن أن يكون إل طبيبا أو طالبا في الطب يمارس المهنة في إطار
عقد النيابة ،7فإن الشكال ل يثار إل بالنسبة لهذا الخير .
يرى الستاذ أسامة عبد ال قايد بأن طلب كلية الطب يلتزمون بكتمان السر كالطباء
ويندرجون تحت طائفة المناء على السر بحكم الضرورة ، 8ول أعتقد أن القضاء المغربي
1
- Abderahim Berrada : Le délit de violation du secret médical, ESPERANLE MEDICALE
N° 4, 1993, p : 7.
- 2فائق الجوهري ،أطروحة سابقة ،ص . 476 :
- 3أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص . 36 :
4
- Berrada : Le délit de violation du secret médical , Article précité, p : 7 .
- 5أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص 38 :وما بعدها .
6
- Abderahim Berrada : Le délit de violation du secret médical , Article précité , p : 7.
- 7بعد أن أثبت صلحية امتحاناته السريرية وحصل على رخصة بذلك من رئيس المجلس الجهوي الذي توجد بدائرته كلية الطب المسجل بها
الطالب ) انظر المطلب الول من المبحث الول من الفرع الول من هذا الفصل (ا .
8أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص . 47 :
71
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
9الذي اعتبر أن مساعدي أصحاب المهن الحرة ملزمون أيضا بالمحافظة على السر ،قد يسير
في اتجاه مخالف .
-القصد الجنائي :ويكفي لتوافره أن يقدم الجاني على الفشاء عن علم إوارادة دون تطلب
توافر نية الضرار .1
غأير أنه إذا كان الفصل 446من مجموعة القانون الجنائي المغربي قد جرم إفشاء
الطبيب للسر المهني ،فإنه أباحه بمقتضى نفس الفصل في الحالت التي يوجب عليه أو يجيز
له فيها القانون التبليغ عنه ) المطلب الول (ا .
لكن إذا كان أمر القانون إواذنه يبيحان الفشاء بل جدال ،فإن ما يتداوله الفقه من
إمكانية اعتماد حالة الضرورة ورضى المريض كسببين للباحة ) المطلب الثاني (ا يبقى محل
نظر .
1995بتحديد كيفية تطبيق المرسوم الملكي رقم 554 . 65الصادر في 17من ربيع الول 1387الموافق لـ 26يونيو 1967بمثابة قانون
72
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الطبيب ) يتم هذا التحرير مثل بيد ضابط الحالة المدنية عند التصريح بالولدة (ا ،إوان كان
ذلك ل يمنع من اعتبارها صادرة عنه ما دمنا نقبل اعتبار الشخص الذي يملي نصا كاذبا
فاعل أصليا لجريمة تزوير المحرر . 1بل إن هذا التوسيع لمفهوم الشهادة الطبية قد يدفع أحيانا
للحديث عن احتمال تلشيه ،على اعتبار أن التصريح بالمرض المعدي مثل قد يكون تبليغا
أكثر منه شهادة طبية ،إوان كان يجمع في الحقيقة بين الثنين.2
بإجبارية التصريح ببعض المراض وتحديد تدابير وقائية خاصة للحد من انتشار المراض ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 4344صادرة بتاريخ
27شوال 1416الموالف لـ 18يناير ، 1996ص . 91 :
1
- Larguier , Thèse précitée, par 142 , p : 140 et suiv.
2
- Larguier ; Ibid .
3
- Larguier , Thèse précitée , par 145 à 147 , p : 144 et suiv.
73
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
يتعلـ ــق المـ ــر بثلث حـ ــالت ألـ ــزم المشـ ــرع المغربـ ــي الطـ ــبيب بـ ــالتبليغ عنهـ ــا فـ ــي ثلث
نصوص متفرقة :
- 1يوجب الفصل الول من المرسوم الملكي بمثابة قانون المتعلق بوجوب التصريح
ببعض المراض واتخاذ تدابير وقائية للقضاء عليها ، 1على كل طبيب أثبت وجود حالة من
حالت المراض الجاري عليها الحجر الصحي والمراض ذات الصبغة الجتماعية والمراض
المعدية أو الوبائية التي وقع تحديدها بقرار لوزير الصحة العمومية صادر في 31مارس
،2 1995كما وقع تتميمه بمقتضى قرار لوزير الشؤون الجتماعية ،3أن يصرح بها على
الفور إلى كل من السلطة الدارية المحلية والسلطة الطبية للعمالة أو القليم .
– 2يوجب الفصل التاسع من ظهير 31ماي 1943المتعلق بالمراض المهنية ،4
على كل طبيب مزاول لمهنة الطب أن يقدم تصريحا بالمرض المهني أو المظنون أنه مهني
الذي شاهده في أحد العملة ،سواء كان ذلك المرض مبينا أو غأير مبين في اللئحة التي تعين
في قرار لوزير الشغل والشؤون الجتماعية .5ويتعين على الطبيب أن يشير في تصريحه إشارة
دقيقة إلى نوع المرض ونوع المادة السامة التي سببته ومهنة المصاب ،ويتم تقديم هذا التصريح
-مرسوم ملكي رقم 554 .65بتاريخ 17ربيع الول 1387الموافق لـ 26يونيو ، 1967منشور بالجريدة الرسمية ،عدد ، 2853الصادرة 1
74
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إلى السلطة البلدية أو سلطة المراقبة المحلية ،وهي التي ترسله بدورها إلى وزير الشغل
والشؤون الجتماعية. 1
– 3يوجب الفصل الخامس من القرار الوزيري المؤرخ في 5مارس 1952بشأن
أجراء العمل فيما يخص المعتقلين القائمين بخدمة حنائية ،2على الطبيب الذي يعالج المصاب
بالجروح أن يرسل الشهادة الطبية الولى وشهادة الشفاء في نظيرين إما إلى رئيس مؤسسة
السجن إواما إلى السلطة المحلية للمكان الموجود فيه السجن .
تعنى جميع الدول عناية كبيرة بضبط السجلت الخاصة بالمواليد .وقد لوحظ أن
ترك التصريح بالولدة للفراد يقابل في الكثير من الحالت بالهمال أو سوء النية .3لذلك
يكون طبيعيا أن يلزم المشرع الطبيب الذي حضر الولدة بالتصريح .
كما أن الدور الذي يقوم به الطبيب لصالح الجماعة من خلل التحقق من وفاة النسان
وأسبابها قبل دفنه 4يقتضي الحديث عن مدى إلزامه بالتصريح بالوفيات .
- 1تطبيقا لمقتضيات الفصل الثالث من الظهير الشريف المؤرخ في 17شوال 1376الموافق لـ 18ماي ) 1957منشور بالجريدة الرسمية عدد
2331بتاريخ 29ذي القعدة 1376الموافق لـ 28يونيو ، 1957ص ( 1495 :ا ،فإن السلطات المخولة بمقتضى ظهير 31ماي 1943لمدير
الشغل والمسائل الجتماعية وكذا لمدير الصحة العمومية والعائلة أصبحت من اختصاص وزير الشغل والشؤون الجتماعية ووزير الصحة العمومية .
- 2منشور بالجريدة الرسمية ،عدد 2059بتاريخ 16رجب ، 1371الموافق لـ 11أبريل ، 1952ص . 1163
- 3فائق الجوهري ،أطروحة سابقة ،ص . 483
- 4أسامة عبد ال قايد ،مرجع سالق ،ص 84وما بعدها .
- 5الظهير الشريف الصادر في 24شوال ، 1333الموافق لـ 4شتنبر 1915المغير بالظهير الشريف الصادر في 18ربيع الثاني 1350الموافق
لثاني شتنبر ، 1931نشر بالجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 30أكتوبر ، 1931ص ) 1242بالفرنسية (ا ،مع استدراك بالجريدة الرسمية الصادرة
بتاريخ 26فبراير ، 1932ص ) 227 :باللغة الفرنسية(ا .
75
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
عدم قيام الطبيب 1بالتصريح بالزدياد في الجل القانوني 2عند عدم وجود الب جريمة يعاقب
عليها بالحبس من شهر إلى شهرية وبغرامة من مائة وعشرين إلى مائتي درهم وذلك في
الحالت التي يكون فيها التصريح واجبا .3
– 2التصريح بالوفاة :
إن المشرع المغربي لم يحدد بالضبط الشخاص الملزمين بالتصريح بواقعة الوفاة كما
فعل بالنسبة للولدة ،إوانما ذكر في الفصل 45من ظهير 1915بأن ضابط الحالة المدنية
يحرر رسم الوفيات بناءا على شهادة واحد من القارب أو غأيرهم ممن لهم إرشادات محققة
تامة بقدر المكان ،وهو ما يعني أن اللزام بالنسبة للمغاربة ل يمكن أن يشمل إل الشخاص
الخاضعين لنظام الحالة المدنية 4الذين ل يعتبر الطبيب واحدا منهم بالتأكيد .غأير أنه إذا توفي
أحد في المستشفيات أو محلت الطب المدنية أو العسكرية فيجب على المديرين أو الوكلء أو
أرباب المحلت المذكورة أن يعلموا بذلك ضابط الحالة المدنية في ظرف أربع وعشرين ساعة
.5كما أن الطباء في المغرب ومنذ 1965ملزمون بتوجيه الجزء الغير المسمى من شهادة
الوفاة إلى مصلحة الدراسات والعلم الصحي بو ازرة الصحة العمومية ،وذلك استنادا على
-أو الجراح أو ملحظ الصحة أو الحكمية أو المولدة أ و القابلة أو أي شخص حضر الولدة أو وقعت بمحله . 1
- 2يجب أن يقع التصريح بالولدة في أثناء الشهر الذي وقعت فيخ حسب ما ينص على ذلك الفصل 21من ظهير 1915المتعلق بالحالة المدنية
المغير بالظهير الشريف الصادر في 18ربيع الثاني 1350الموافق لثاني شتنبر ، 1931وكذا الفصل الول من المرسوم رقم 2 . 63 . 296
الصادر بتاريخ 17رجب 1386الموافق لـ 4دجنبر 1963بتمديد وجوب الحالة المدنية إلى كل ازدياد جديد إوالى كل وفاة ولو كانا ل يخولن أول
يسقطان الحق في إعانة عائلية أو تعويض قانوني ) ج.ر .عدد 2668بتاريخ 26رجب 1383الموافق لـ 13دجنبر ، 1963ص ( 2811ا .
أو تعويض قانوني ،وذلك - 3لقد أصبح التصريح بالولدة واجبا في جميع الحالت ولو كانت ل تخول أو ل تسقط الحق في إعانة عائلية
استنادا على الفصل الول من المرسوم رقم ) 2 . 63 . 296انظر الهامش السابق (ا وكذا الفصل الول من الظهير الشريف بمثابة قانون رقم .450
لـ 17دجنبر 1976الذي تنقل بموجبه إلى وزير الداخلية اختصاصات المين العام 1 .75الصادر بتاريخ 25ذي الحجة 1396الموافق
للحكومة فيما يتعلق بالحالة المدنية.
-متيوي مشكوري ،أطروحة سابقة ،ص 113 :وما بعدها . 4
وعليه يتحدد الشخاص الواجب عليهم التصريح بالوفاة في الب بالنسبة لولده ،والم بالنسبة لولدها الطبيعيين ،والولد بالنسبة لبائهم ) الفصل
11من الظهير الشريف المؤرخ في 18جمادى الولى 1369الموافق 8مارس 1950الذي يمدد نظام الحالة المدنية إلى المغاربة ،والفصل 1من
القرار الوزيري الصادر في 15جمادى الثانية 1369الموافق لـ 3أبريل 1950في تطبيق ظهير 1950السابق (ا .
-الفصل 48من ظهير 1915المتعلق بالحالة المدنية المغير بالظهير الشريف الصادر في 18ربيع الثاني 1350الموافق لثاني شتنبر . 1931 5
76
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
دورية صادرة عن و ازرة الصحة العمومية بتاريخ 26مارس ،11965وقع تغييرها بمقتضى
دورية صادرة عن نفس الو ازرة بتاريخ 6يونيو .21995
الفقرة الثانية :الشهادات الطبية المسلمة بإذن من
القانون .
أو يتم الفشاء بإذن من القـانون ،إمـا بمبـادرة تلقائيـة مـن لـدن الطـبيب ) أول (ا ،
بطلب من الغير ) ثانيا(ا .
إذا كان القانون في الحالت التي تناولناها في الفقرة الولى قد أمر الطبيب مباشرة
بالفشاء ،فإنه ارتأى في حالت أخرى أنه من الحكمة أن يكتفي بالترخيص له بذلك ،مفوضا
له وحده تقدير ملءمة تصرفه .3هذه الحالت هي المنصوص عليها في الفقرة الثانية من
الفصل 446من مجموعة القانون الجنائي كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون رقم . 11 .99
- 1التبليغ عن الجهاض :
ينــص الفصــل 446مــن مجموعــة القــانون الجنــائي فــي فقرتــه الثانيــة علــى أن الطبــاء ل
يعاقبون بالعقوبات المقررة لجريمة إفشاء السر المهني " إذا بلغوا عن إجهاض علموا به بمناســبة
ممارسة مهنتهم أو وظيفتهم ،إوان كانوا غأير ملزمين بهذا التبليغ " .
وبالطبع فإن تبليغا ينصب على واقعة طبية عاينها طبيب بمناسبة ممارسة مهنته يعتبر
أيضا شهادة طبية . 4لكن ما ينبغي النتباه إليه هو أن الذن للطباء بالتبليغ عن الجهاض
ل يمكن أن يقلل منه ،دون البحث عن علج فعال لسبابه القتصادية والجتماعية ،
1
- Circulaire N° 46 DT/1 , précité .
2
- Circulaire N° 18 SG/32 , précité .
3
- Larguier , Thèse précitée , par 185 , p : 179 et suiv.
4
- Larguier , Thèse précitée par 187 , p : 181 .
77
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
خصوصا وأن هؤلء غأالبا ما يفضلون العناية بز بنائهم ومعالجتهم في صمت على إفشاء
أسرارهم .
لذلك فإن تدخل المشرع لجازة التبليغ عن الجهاض من لدن طبيب علم به بمناسبة
مزاولة مهنته هو تدخل غأير مجد ،بل وخطير ،ما دام ل يمنح إل ضمانة خادعة .1
– 2التبليغ عن أفعال إجرامية أوأ سوء المعاملة أوأ الحرمان في
78
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لفائـ ــدة أقـ ــاربه أو النظـ ــام العمـ ــومي طلـ ــب إقـ ــامته بمؤسسـ ــة للم ـ ـراض العقليـ ــة أو وضـ ــعه تحـ ــت
الملحظــة الطبيــة .1لكــن بمــا أن القامــة بالمؤسســة يقتضــي الطلع علــى شــهادة صــادرة عــن
طبيب مؤهل للمراض العقلية ل يكون من أقارب أو أصهار المريض مــن الدرجــة الثانيــة أو مــن
الشــخص الــذي يطلــب إقــامته بالمستشــفى ،كمــا أن الوضــع تحــت الملحظــة يقتضــي الدلء
بشهادة طبية يمكن أن يسلمها حتى الطبيب القرب عند عدم وجود طبيب المـراض العقليـة ،2
فإن هذا يعني بالتأكيد الذن للطبيب بأن يسلمهم الشهادة التي يطلبونها ،فقط ينبغــي أن يكــون
حذ ار عند تحريرها ،وقبل ذلك عند تقدير الحالة العقلية للمريض .3
79
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
عليه معها استحالة مادية اجتنابها وذلك لسبب خارجي لم يستطع مقاومته" .وعليه فإن عدم
النص عليها في الفصل 446من نفس القانون ل يمنع من اعتمادها كسبب لباحة إفشاء السر
الطبي .
ورغأم اختلف الفقه الفرنسي فيما إذا كان من الممكن الستناد على نظرية الضرورة
لتبرير إفشاء السر الطبي في الحالة التي يكتشف فيها الطبيب أن زبونه المقدم على الزواج
مصاب بمرض معد ،1فإن الستاذة " لرغأوييي " تعتبر في أطروحتها السابقة 2أن الشهادات
الطبية المسلمة في حالة الضرورة تشكل إفشاءا مبر ار للسر الطبي ،سواء كان ذلك لتحقيق
مصلحة الطبيب نفسه3أو مصلحة المريض أو الغير .فقط يتعين على مصدر الشهادة قبل
القدام على الفشاء أن يحدد المصلحة العليا التي يجب أن ل يضحي بها ،معتمدا في ذلك
على التجربة والخبرة والقياس السليم ،وآخذا بعين العتبار الثار التي قد تنجم عن الفشاء
وعن السكوت .4
- 4هناك من يعتبر حالة الضرورة مانعا من موانع المسؤولية على اعتبار أنها تفقد الفاعل إرادته وتذهب باختياره وهناك من يعتبرها سببا من أسباب
التبرير أو الباحة على اعتبار أنها تقوم على أساس التضحية بمصلحة في سبيل البقاء على مصلحة أخرى تعلو عليها في الهمية أو تتساوى معها
على القل .
انظر بخصوص هذا الخلف أستاذنا أحمد الخمليشي ،القانون الجنائي ،القسم العام ،مكتبة المعارف ،1985 ،ص . 259 :
والمشرع المغربي باستعماله لعبارة " ل جناية ول جنحة ول مخالفة " يكون قد جعل من حالة الضرورة سببا من أسباب التبرير .إذ لو أراد أن
يجعلها مانعا من موانع المسؤولية ،لكان قد استعمل عبارة المسؤولية .كما أن الفصل 124نفسه ورد في الباب االرابع من الجزء الول من الكتاب
الثاني ،الذي يحمل عنوان " :في السباب المبرة التي تمحو الجريمة " .
- 1ذهب جانب من الفقه الفرنسي إلى أن المادة ) 378القديمة (ا من القانون الجنائي الفرنسي جاءت مطلقة في تجريمها لفشاء السر المهني ولذلك
فإنه ل يمكن للطبيب أن يخالف أحكامها .غأير أن هذا الموقف الذي التزم حرفية النص أثار العديد من النتقادات لدى جانب آخر من الفقه ،مما دفعه
إلى القرار بحالة الضرورة أساسا لباحة الفشاء وفيصل للتفرقة بين الفشاء الجائز والفشاء غأير الجائز .
انظر بخصوص هذا الخلف :عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص 302 :وما بعدها /أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص 58 :وما
بعدها /فائق الجوهري ،أطروحة سابقة ،ص 514 :وما بعدها .
. Régnier , Thèse précitée , p : 133 et suiv
2
- Larguier , Thèse précitée, par 200 et suiv .p : 193 et suiv.
- 3سواء للدفاع عن مصالحه المادية أو سمعته المهنية ،انظر :
80
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لذلك فإن إمكانية العتماد على حالة الضرورة لباحة أو تبريرتسليم شهادات طبية للغير
إفشاءا للسر تجد سندها في التشريع والفقه ،إوان كانت شروطها صعبة التحقــق
عمليا.1
- 1ذلك أنه يشترط تواجد خطر جسيم وحال وحقيقي ،يهدد النفس أو المال دون أن يكون لرادة الفاعل دخل في حلوله ول أن يكون هناك واجب قانوني
يفرض عليه مواجهته ،ويجب أن يكون ما وقع التضحية به عن طريق ارتكاب الجريمة دون ما استهدف المحافظة عليه من حيث القيمة أو على القل
مساويا له ،كما يجب أن تكون الجريمة المرتكبة هي الوسيلة الوحيدة لتجنب الضرر .
ولعل صعوبة تحقق هذه الشروط هي التي دفعت الستاذ أسامة عبد ال قايد إلى البحث عن معيار آخر يصلح أساسا لباحة إفشاء الطبيب
لسر المهنة وقد استقر رأيه على الخذ بمعيار رجحان المصلحة في الفشاء على المصلحة في الكتمان سواء كان ذلك لتحقيق مصلحة المريض ذاته أو
الطبيب أو الغير أو المجتمع .
أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص 62 :وما بعدها .
- 2فائق الجوهري ،أطروحة سابقة ،ص 495وما بعدها /أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص 66 :وما بعدها /عبد المجيد خداد ،رسالة
سابقة ،ص 310 :وما بعدها .
- 3فائق الجوهري ،أطروحة سابقة ،ص 495 :وما بعدها /أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص / 67عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص
310وما بعدها .
4
- Régnier , Thèse précitée , p : 82 et suiv
81
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الكتمان ويبيح له إعلنه ،لن واجب الكتمان إوان كان قد تقرر للصالح العام ،إل أن لصاحب
السر أن يذيعه بنفسه ،فل مانع يمنعه من أن يطلب ممن أفضى إليه به إذاعته نيابة عنه .1
غأير أنه يشترط في هذا الرضى كي يعد سببا لباحة الفشاء أن يصدر عن صاحب السر عن
بينة قبل حدوث فعل الفشاء ،سواء كان صريحا أو ضمنيا .2
لكن بما أن الفصل 124من مجموعة القانون الجنائي لم ينص على اعتبار رضـى المجني
عليه سببـا من السبـاب المبـررة التي تمحـو الجريمة بصفة عامة ،كما أن
الفصل 446من نفس القانون لم ينص على اعتبار رضى المريض بإفشاء السر الطبي سببا
من أسباب إباحته ،فإني أعتقد أن رضى صاحب السر بإفشائه ليس سببا مبر ار يمحو
الجريمة إوانما هو إخراج له من نطاق السرية كما رأينا في المبحث الول من هذا الفرع.3
إن رضى المريض بإفشاء سره يرتبط بمفهوم هذا السر ونطاقه ،وليس سببا لباحته. 4
ومن هذه الزاوية فقط يكون تسليم الطبيب شهادة للغير برضى صاحب السر مشروعا .
وفي ختام هذا الفرع لبد من التنبيه إلى أن القضاء المدني الفرنسي مصر على استبعاد
الشهادات الطبية المسلمة خرقا للسر المهني من الدعوى ، 5استنادا على أنه ل يمكن للقاضي
المدني أن يقبل غأير وسائل الثبات المقدمة وفق الطرق القانونية ،6وأنه يستحيل على
الطراف وأعضاء النيابة العامة استخدام سلح ل يرجع لولئك الذين يتمسكون به .7
- 1فائق الجوهري ،أطروحة سابقة ،ص / 497 :أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص / 69 :عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص
. 69
- 2أسامة عبد ال قايد ،مرجع سابق ،ص 72 :وما بعدها /عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص .313
- 3انظر ما سبق ،ص 63 :وما بعدها.
4
- Larguier , Thèse précitée, par 143 , p : 142 .
5
- Paris , 6 Février 1954, J.C.P 1954, II 8107 / Lyon, 14 Octobre 1954, J.C..P 1955,
II 8644 .
وانظر أيضا الجتهادات التي أوردها الدكتور " رينيي " في الصفحة 78وما بعدها من أطروحته السابقة .
وهو نفس التجاه الذي أكدته الغرفة المدنية الولى بمحكمة النقض الفرنسية في القرار رقم B + P 57بتاريخ 12يناير 1999حيث اعتبرت " أن
تسليم رسالة الطبيب المعالج إلى شركة التأمين يشكل خرقا للسر المهني من طرف طبيب الشركة الذي كان يحظر عليه تزويد هذه الخيرة بمعلومات
حصل عليها من طرف زميله بحيث كان يتعين استبعاد تلك الرسالة من ملف النازلة " .انظر ترجمة الستاذ ضياء تومليلت للقرار مع تعليق عليه
بمجلة المحاكم المغربية ،عدد ، 82مايو ـ يونيو ، 2000ص 253 :وما بعدها .
6
- Paris , 6 Février 1954 , J.C.P 1954, II 8107, avec conclusion de M. l’avocat général
Albucher .
7
- Régnier , Thèse précitée, p 79 .
82
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أما القضاء المغربي فإنه يتعامل بهذه الشهادات يوميا وفي مجالت متعددة ،1دون أن
يعترض أحد المتقاضين أو المحامين أو أعضاء النيابة العامة على قبول هذه الشهادات
باعتبارها خارقة للسر المهني ،ربما لعتقاد هذا القضاء بأنه يكفي أن يكون الدليل صادقا ولو
لم يكن وليد إجراء مشروع .
الفصصصصصصصصل
الثاني
آثار الشهادة الطبية
83
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إن الهــدف مــن إنشــاء شــهادة طبيــة وفــق الشــروط الموضــوعية والشــكلية المتطلبــة قانونــا
وتسليمها لمن له الحق في تسلمها دون إخلل بمقتضيات اللــتزام بالســر المهنــي ،هــو اســتعمالها
من لدن هذا الخير كوسيلة إثبات أمام جهة قضائية أو إدارية معينة.
غأيــر أنــه إذا كــانت الثقــة الــتي يحظــى بهــا الطــبيب فــي هــذا المجــال تقتضــي منــح الشــهادة
الطبيــة قــوة إثباتيــة كــأثر مفــترض ترتبــه بمجــرد إنشــائها مــن لــدنه وتســليمها طبقــا للقــانون ،فــإنه قــد
توجـد حالت يـترتب فيهـا بـدل عنـه أثـر آخـر هـو مسـؤولية منشـئها ،سـواء مـن الناحيـة المدنيـة أو
الجنائيــة أو التأديبيــة .ذلــك أن الطــبيب قــد ينشــئ شــهادة مخالفــة للحقيقــة إمــا عــن عمــد بقصــد
مجاملة شخص معين أو الستفادة من وعد أو عرض أو منفعة معينـة ،إوامـا عـن خطـإ أو إهمـال
وعليه فإننا سنتعرف في فرع أول علــى القيمــة الثباتيــة للشــهادة الطبيــة مــن حيــث أساســها
ونطاقها وموقـف القضـاء منهـا ،قبـل أن نتعـرف فـي فـرع ثـان علـى المسـؤولية المترتبـة عـن إنشـاء
84
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
-ينص الفصل 228من قانون المسطرة الجنائية على أنه "يمكن إثبات الجرائم بأية وسيلة من وسائل الثبات ما عدا الحوال التي يقضى فيها 1
85
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إن مـ ــذهب الثبـ ــات المختلـ ــط الـ ــذي يأخـ ــذ بـ ــه القـ ــانون المغربـ ــي فـ ــي المسـ ــائل المدنيـ ــة ل
يتعارض مع تقييد وسائل الثبات ،لذلك فقد حصر المشرع الدلة التي يجوز استخدامها للثبات
أمام القضاء ،ومقتضى هذا أن الخصم ل يسعه أن يثبت ادعاءه إل بالدليل الــذي يحــدده القــانون
كما أن القاضي يتعين عليـه أل يبنـي حكمـه إل علـى أدلـة يقررهـا القـانون ،1وهـي الكتابـة وشـهادة
الشهود والقرائن والقرار واليمين والمعاينة والخبرة.2
86
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وعليــه ،إذا كــانت الشــهادة الطبيــة الصــادرة عــن أطبــاء القطــاع العــام ل تــثير إشــكال ،مــا
دامــت تعتــبر ورقــة رســمية صــادرة عــن موظــف عــام فــي إطــار اختصاصــه وبالتــالي تســتمد قوتهــا
الثباتية من هذه الصفة ،فإن الشــكال يثـار بالنســبة للشـهادة الطبيـة الصـادرة عــن أطبــاء القطـاع
الخاص.
فهي مـن جهـة أولـى ل تـدخل فـي إطـار شـهادة الشـهود لنـه ل يتـم السـتماع إلـى منشـئها
أمام القضاء وفق الجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية.1
وه ــي مــن جهــة ثاني ــة ل تعتــبر خــبرة قض ــائية لنــه ل يت ــم إجراؤهــا بن ــاءا علــى أمــر مــن
القاضي الـذي يعيـن الخـبير ويحـدد مهمتـه وأجـل إنجازهـا ويقـدر أجرتـه .2كما أنهـا ل تعتـبر خـبرة
اتفاقيــة لنهــا ل تنجــز بنــاءا علــى اتفــاق الخصــوم الــذين يعتــبر الخــبير بمثابــة وكيــل عنهــم ،3إوانمــا
تنجز بمبادرة خاصة من طالبها.
وحــتى إذا مــا حاولنــا اعتبارهــا ورقــة عرفيــة فإننــا ســنواجه عــدة مشــاكل قانونيــة :ذلــك أنــه
أو يشترط في الورقة العرفيــة المعــدة للثبــات أن تكــون مكتوبــة بيــد الشــخص الملــتزم بهــا
موقعة منه ،4في حين أن الشهادة الطبية تكون مكتوبة بيد الطبيب الذي ليس طرفا في النزاع.
كمــا أنــه يجــب علــى مــن ل يريــد العــتراف بالورقــة العرفيــة الــتي يحتــج بهــا عليــه أن ينكــر
صراحة خطه أو توقيعه ،5في حيـن أن الخط والتوقيـع الواردين بالشهـادة غأيـر
-ويعتبر الخبير في هذه الحالة ملزما باتباع الجراءات المنصوص عليها في الفصول من 59إلى 66من ق.م.م ،كما وقع تعديلها بمقتضى القانون 2
رقم 85.00الصادر بتنفيده في 29رمضان 26 ) 1421ديسمبر (2000ا الظهير الشريف رقم 1.00.345منشور بالجريدة الرسمية عدد – 4866
23شوال 18) 1421يناير (2001ا ،ص 233وما بعدها.
-محمد المجدوبي الدريسي ،رسالة سابقة ،ص .83 3
-فإن لم يفعل اعتبرت الورقة معترفا بها .ويسوغ للورثة وللخلفاء أن يقتصروا على التصريح بأنهم ل يعرفون خط أو توقيع من تلقوا الحق عنه. 5
87
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
منسوبين إليه أصل ،إوانما إلى الطبيب الذي أنشأها ،فيكون من العبث مطالبته بإنكارهما.6
لذلك فإن قبول الشهادة الطبية الصادرة عن أطباء القطــاع الخــاص كوســيلة للثبــات أمــام
القضــاء المــدني ،ل يمكــن أن يكــون إل بوصــفها كتابــة ،اســتنادا علــى الفصــل 417مــن القــانون
المغربي لللتزامات والعقود الذي ينص على أن "الدليل الكتابي ينتج من ورقــة رســمية أو عرفيــة.
ويمكن أن ينتج… من كل كتابة أخرى".
ولعل هذه السباب ،إضافة إلى المكانة الخاصة لمصدر الشهادة الطبية كشــخص يتمتــع
بامتياز قانوني ويحظى بثقة المجتمع ،هي التي جعلــت بعــض الفقــه 2يــرى فــي هــذه الشــهادة ســندا
شبه رسمي.3
لقــد ذهــب فقهــاء المالكيــة إلــى أن شــهادة الطــبيب الواحــد تكفــي فــي العيــوب والم ـراض.4
وفي ذلك يقول بن عاصم في تحفته في فصل أنواع الشهادات: 5
وواحد يجزئ في باب الخبــر *** واثنان أولى عند كل نظ ــر
-غأير أنه يكون له أن ل يعترف بنسبة الخط إلى الطبيب رغأم أنه من الغير ،على اعتبار أن الفصل 89من ق.م.م يتيح للخصم أن ل يعترف بما 6
88
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إواذا كان المرض في امرأة فيما ل يظهر للرجال فتقبل شهادة الطبيبة النثى.1
ول تشترط العدالة في هذا الطبيب الواحد إل استحسانا ،إذ يحكم بقوله وان لم يكــن عــدل،
لنه علم يؤديه وليس من طريق الشهادة .2ذلك أنه إذا كان من أهل العدل فهو أتم ،إوان لم يوجــد
أهل عدل قبل فيه قول غأيرهم 3للتعدر.4
بل إنه ل يشـترط فيـه حــتى السـلم ،5بحيــث يقبـل قــول المشــرك ،6كمـا يقبــل قـول الطـبيب
النصراني فيما يحتاج إلى معرفته من ناحيـة الطـب كـالعيوب والج ارحـات .7غأيـر أن هـذا ل يعنـي
أن المسلم كالكافر ،فالكافر ل يشهد إل عند عدم وجود المسلم.8
لكــن إذا كــان الســلم والعدالــة شــرطا كمــال فيمــن يشــهد بــالمراض ،فــإن المعرفــة بهــذه
الم ـ ـراض والبصـ ــر بحقائقهـ ــا شـ ــرط وجـ ــوب ،9بحيـ ــث ل يقبـ ــل إل قـ ــول الطبـ ــاء الـ ــذين يعرفـ ــون
أسرارها.10
وعليـ ــه نكـ ــون قـ ــد خلصـ ــنا بصـ ــفة واضـ ــحة وجليـ ــة إلـ ــى أن الجهـ ــة المختصـ ــة بتشـ ــخيص
المراض ومدى خطورتهــا وتاريـخ حــدوثها هــم أهـل العلــم والمعرفــة مـن الطبـاء دون سـواهم ،وأن
الواحـد كـاف ،ول يسـأل عـن مسـتند علمـه بشـأن مـأموريته ،كمـا ل يشـترط فيـه بعـد تـوفر مـؤهلت
أو دين.11 العلم والمعرفة وجود أي صفة أخرى من عرق أو لون أو عدالة
- 1أبو الحسين علي بن عبد السلم التسولي :البهجة في شرح التحفة .ضبطه وصححه محمد بن عبد القادر شاهين ،دار الكتب العلمية .بيروت،
الطبعة الولى ،1998الجزء الول ،ص .181
-ميارة ،مرجع سابق ،الجزء الول ،ص .72 2
-أبو عبد ال محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري الشهير بالمواق :التاج والكليل لمختصر خليل على هامش "مواهب الجليل لشرح مختصر 3
خليل للحطاب" ،مطبعة السعادة بمصر ،الطبعة الولى سنة 1329هـ ،الجزء الرابع ،ص .462
-التسولي ،مرجع سابق ،الجزء الول ،ص .182 4
-أبو علي سيدي لحسن بن رحال المعداني :حاشية على شرح ميارة على تحفة الحكام ،مرجع سابق ،الجزء الول ،ص .314 8
-عبد السلم حادوش :البيان والتحرير في التوليج والمحاباة والتصيير ،مطبعة دار السلم ـ الرباط ،الطبعة الولى 1999ـ ،2000ص 43وما 11
بعدها .
89
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إواذا كـان هـذا هـو شـأن شـهادة الطـبيب زمـن صـياغأة هـذه المصـنفات الفقهيـة ،فيكـون مـن
بــاب الولــى قبــول الشــهادة الصــادرة عــن طــبيب اليــوم بإمكانيــاته ومعــارفه العلميــة الكــثر تطــو ار
ودقة .ول يعيب قبول هذه الشــهادة كونهــا أصـبحت كتابيـة مــا دام المجتمــع نفســه قـد تحــول بشــكل
أصبح يستحيل معــه علـى الطـبيب أن ينتقـل كـل يــوم عـبر مختلـف محـاكم المملكــة ،أو حــتى إلـى
المحكمة الواحدة ،ليشهد في كل قضية يحتاج فيها إلى رأيه في الثبات.
-عبد الرزاق السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،الجزء الثاني ،ص .147 1
90
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الثباتيـة مـن صـفة محررهـا ،أي مـن اختصاصـه كطـبيب ،وبالتـالي ل ينبغـي أن تسـتفيد مـن هـذه
القوة بيانات غأير نابعة من هذه الصفة.
إن الخبير نفسه يمنــع عليــه ،حسـب التعـديل الخيـر للفصــل التاسـع والخميســن مـن قـانون
المســطرة المدنيــة ،1أن يجيــب علــى أي سـؤال يخــرج عــن اختصاصــه الفنــي ولــه علقــة بالقــانون،
بحيث يقتصر دوره على تقديم أجوبة محـددة وواضــحة علــى كــل واحـد مـن السـئلة الفنيـة ،2ولعــل
من الممكن نقل نفس المقتضى إلى مجال الشهادة الطبية.3
لــذلك فقــد أكــد الــدكتور " رينيــي " علــى ضــرورة حصــر الطــبيب لهــذه الشــهادة فــي دورهــا
الطبي الخالص وعدم تضمينها أي توضيحات أو ملحظات غأير طبيــة .4وهــذا يعنــي أنــه يتعيــن
عليــه أن ل يقبــل تص ـريحات المعنــي بــالمر إل بتحفــظ ،إذ أنــه إذا كــان بإمكــانه ســرد أق ـوال هــذا
الخير ،فل ينبغي له أن يشهد بها.5
وما دام القاضـي ل يلـزم بالخـذ بـرأي الخـبير المعيـن مـن لـدنه ،بحيـث يبقـى لـه الحـق فـي
تعيين أي خبير آخر من أجل استيضاح الجوانب التقنية في النزاع ،6فإنه يكــون مــن بــاب الولــى
أن ل يكــون ملزمــا بالخــذ بالشــهادة الطبيــة حــتى بالنســبة للوقــائع ذات الطــابع الطــبي ،خصوصــا
7
وأن المجلــس العلــى قــد اعتــبر تقريــر الخــبرة فــي ق ـرار صــادر عنــه بتاريــخ 10مــارس 1999
عنص ار من عناصر الثبات التي تخضع للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع.
المنشور بالجريدة الرسمية عدد 4566الصادرة بتاريخ 23شوال 18) 1421يناير (2001ا.
- 2وفي نفس التجاه تنص المادة 47من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب في فقرتها الولى على أنه :
" يجب على طبيب السنان الخبير عندما تسند إليه مهمته أن يمتنع عن القيام بها إذ اعتبر أن السئلة المطروحة عليه ل تدخل في نطاق التقنية الطبية
الصرفة" .
3
- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 66.
4
- REGNIER, Thèse precitée, p : 61.
5
- REGNIER, Thèse precitée, p : 62.
-الفقرة الخيرة من الفصل 66من قانون المسطرة المدنية كما وقع تعديله بالقانون رقم .85.00 6
-قرار رقم 1179صادر عن القسم الثامن من الغرفة المدنية في الملف رقم ، 4000/93منشور بمجلة قضاء المجلس العلى العدد ،55يناير 7
91
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إن القيم ــة الثباتي ــة للش ــهادة الطبي ــة تك ــون أك ــبر كلم ــا ك ــانت الف ــترة الفاص ــلة بي ــن تاري ــخ
إنشــائها وتاريــخ معاينــة الواقعــة المشــهودة بهــا أقصــر ،ذلــك أن الشــهادة المســلمة بعــد أســابيع أو
شهور أو أعوام من معاينة الوقائع الساســية تبعـث علـى الشـك ولـو كــانت صـادقة ،لنــه يصـعب
على الطبيب أن يحفــظ فـي ذاكرتــه حقيقــة واقعـة مــر عليهــا زمــن طويــل ،ممـا يتعيــن معــه تضـمين
هذه الشهادة معلومات عن ظروف إنشائها ،خاصة فيما يتعلق بالزمن.2
غأير أنه حتى إوان تم إنشاء الشهادة الطبية مباشـرة بعـد معاينــة الواقعـة المشــهود بهــا ،فـإن
قيمتها الثباتية تكون محدودة في الزمن ،باستثناء الحالت التي يكون فيها موضوع هذه الشهادة
هو إثبات إنجاز عمل مهني من لدن محررهــا .ذلــك أن الشــهادة بالحالــة الصــحية لشــخص معيــن
ل يمك ــن أن تك ــون له ــا حجي ــة دائم ــة ،عل ــى اعتب ــار أن الص ــحة النس ــانية تتمي ــز بط ــابع التغي ــر
والتطور المستمر .وبالتالي فإن الشهادة الطبية ليست إل دليل على حالة صحية معينـة فـي فـترة
محددة ،وليس في أخرى ،إذ ل أحد يعلم ما إذا كانت هذه الحالة ستستمر إلى الغد أم ل.3
ل ــذلك ف ــإن الس ــتاذين "ميليني ــك" و" ميمط ــو" 4يقترح ــان عن ــد تع ــارض ش ــهادتين طبي ــتين
متعلقتين بنفس الموضوع ترجيح الشهادة الطبية المحررة بعد آخر فحص ،مــع افــتراض أن تاريــخ
1
- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 77.
2
- Mélennec et Mémeteau , I bid.
3
- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 78.
4
- Mélennec et Mémeteau , I bid.
92
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الشهادة هو نفسه تاريـخ الفحـص عنـد عـدم تحديـد هـذا الخيـر ،دون أن يعنـي ذلـك سـلب السـلطة
التقديرية للمحكمة بهذا الخصوص.1
-حكم ابتدائية فاس صادر بتاريخ 1996 – 11 – 26في ملف جنحي تلبسي رقم ) 7115/1996غأير منشور(ا .جاء في حيتياته " :وحيث أنكر
المتهمان المنسوب إليهما في سائر المراحل موضحين أن كل واحد منهما كان ضحية اعتداء من طرف الخر .
وحيث أن ادعاء كل واحد منهما تعرضه لعتداء من طرف الخر إوادلءه بشهادة طبية يشكل قرينة قوية على قيامهما بالمنسوب إليهما ".
-حكم ابتدائية فاس صادر بتاريخ 1996 – 10 – 30في ملف جنحي تلبسي رقم ) 1996 /5121غأير منشور(ا .
)غأير منشور(ا. -حكم ابتدائية فاس عدد 1935صادر بتاريخ 1997 – 04 – 30في ملف جنحي تلبسي رقم 440/1997
93
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ويبقى هذا الموقف الخير محل نظر ،على اعتبار أنه إن كــان مـن شـأن الشــهادة الطبيــة
أن تثبت تعرض شخص ما لعنف ترتبت عنه مدة عجز معينة ،فإنه ليس من شأن هـذه الشــهادة
أن تثبت أن شخصا محددا هو الذي عرضه لهذا العنف .وبالتـالي فـإنه ل يصـح العتمـاد عليهـا
وحدها لدانة متهم لمجرد إدعاء المضرور بأنه المتسبب في العنف الذي تعرض له .
كمــا أن المجلــس العلــى قــد رفــض عــن صـواب العتمــاد علــى الشــهادة الطبيــة مــن أجــل
إثبات جناية هتك عرض قاصرة بـالعنف ،دون بيـان مضـمون هـذه الشـهادة وغأيـره مـن المعطيـات
التي من شأنها أن تؤدي منطقا وعقل إلى الدانة.1
وفــي مــادة ح ـوادث الشــغل يعتمــد القضــاء علــى الشــهادات الطبيــة فــي تحديــد مــدة العجــز
الكلي المؤقت ونسبة العجـز الجزئـي الـدائم العـالق بالضـحية عنـد صـرف النظـر عـن الخـبرة لعـدم
أداء أتعابهـا ،2أو عنـد عـدم المنازعـة فـي هـذه الشـهادات مـن لـدن شـركة التـأمين ،كمـا ذهبـت إلـى
ذلك المحكمة البتدائية بفاس أكثر من مرة .3وكما يستفاد من مفهوم مخالفة القـرار الصــادر عــن
المجلس العلى بتاريخ 24أكتوبر 1995الذي جــاء فــي حيتيــاته "وحيــث ثبــت صــدق مــا عــابته
الوســيلة علــى القـرار لن المحكمــة ردت طلــب إجـراء خــبرة طبيــة بكــون نســبة العجــز تتناســب مــع
الض ـرار الــتي بقيــت عالقــة بالضــحية اســتنادا للملــف الطــبي فــي حيــن أنــه ل توجــد ســوى شــهادة
-القرار عدد 8178الصادر بتاريخ 12دجنبر 1983في الملف الجنائي رقم ،12879منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ،العددان – 35 1
-حكم ابتدائية فاس صادر بتاريخ 2001 – 03 – 13في الملف الجتماعي رقم ) 1006/10غأير منشور(ا.
-حكم ابتدائية فاس عدد 576صادر بتاريخ 2001 – 02 – 20في الملف الجتماعي رقم ) 1310/00غأير منشور(ا.
)غأير منشور(ا. -حكم ابتدائية فاس عدد 580صادر بتاريخ 2001 – 02– 20في الملف الجماعي رقم 1417/00
-انظر على سبيل المثال :حكم ابتدائية فاس عدد 876صادر بتاريخ 2001 – 03 – 19في الملف الجتماعي رقم ) 1429/00غأير منشور(ا 3
) غأير منشور (ا . -حكم ابتدائية فاس عدد 577صادر بتاريخ 2001 – 02 – 20في الملف الجتماعي رقم ،1311/00
) غأير منشور (ا . -حكم ابتدائية فاس عدد 577صادر بتاريخ 2001 – 02 – 12في الملف الجتماعي رقم ،1288/00
-حكم ابتدائية صادر بتاريخ 05ـ 02ـ 2001في الملف الجتماعي رقم ) ، 1067/00غأير منشور (ا .
94
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
طبيــة منــازع فيهــا صــادرة عــن الطــبيب المعالــج ولــم تــبرز المحكمــة الســاس الــذي اعتمــدته حيــن
اعتبرت أن الصابة ملئمة لنســبة العجــز فكـان قرارهــا فاســد التعليــل المـوازي لنعــدامه والمــوجب
للنقض".1
أمــا فــي مــادة الحالــة المدنيــة فــإن القضــاء يرفــض الســتناد علــى الشــهادة الطبيــة المحــددة
لســن الشــخص لجــل الســتجابة لطلــب إصــلح تاريــخ ازديــاده "لنهــا عــادة مــا تــرد علــى وجــه
التقريب فقط ول تتضمن السن بالضبط بالضافة إلى أنها تتضمن ما صـرح بـه طالبهـا ول تعتمـد
علـى معطيـات علميـة دقيقـة فـي تحديـد السـن" ،2إوانمـا تقـوم "علـى المعاينـة الماديـة الظاهريـة فقـط
وهــي ل تكفــي لثبــات ســن الشــخص المعــاين خصوصــا وأن عــددا مــن الشــخاص قــد ل تظهــر
ســنهم الحقيقيــة عنــد الطلع علــى مظــاهرهم الخارجيــة" ،3لــذلك فــإنه "ل يثبــت الخطــأ فــي ســجل
الحالة المدنية بشهادة طبية غأير مثبتة لواقعة الولدة".4
لكن الشكال يثار في المادتين المدنية والشرعية ،عندما يكون علــى القضــاء إبــداء مــوقفه
من حجية الشهادة الطبية في إثبـات الحالـة الصـحية للمتعاقـد )المطلـب الول(ا وفـي إثبـات ونفـي
النسب )المطلب الثاني(ا إذ نجد أنفسنا أمام اتجاه قضائي جدير بالتحليل والمناقشة.
-قرار عدد 1218في الملف الجتماعي عدد ،8771/92منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ،العدد 49ـ ،50ربيع الول 1418هـ الموافق 1
-قرار صادر من محكمة الستئناف بفاس تحت رقم 396/92بتاريخ 09ـ 03ـ 1992في الملف رقم ) .1372/91غأير منشور(ا. 3
-قرار صادر عن المجلس العلى بتاريخ 1987 – 10 – 28تحت عدد 2391في الملف المدني عدد ) 93/85غأير منشور(ا ،ذكره الدكتور 4
95
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
-أحمد ادريوش :أثر المرض على عقد البيع ،مرجع سابق ،ص .77 1
)غأير منشور(ا ،جاء في -قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم 3709بتاريخ 1999 – 05 – 04في الملف العقاري 3053/1998
حيثياته "وحيث أن عقود الهبة المطعون فيها لم تتضمن إلى صحة الواهب ولم تفرغ في إشهاد رسمي.
وحيث ثبت من التقرير الطبي… والشواهد الطبية المرفقة بالملف أن الهالك ع.ب اشتد حاله تطلب عدة استشفاءات… بسبب تشمع الكبد والرئة والقلب
والسكري أثر على إرادته.
وحيث أن مرض تشمع الكبد الخطير المقترن بمرض القلب والسكري يعد مرضا مخوفا يغلب فيه الموت حسبما هو ثابت من الشواهد الطبية المرفقة
بالملف".
)غأير منشور(ا جاء في حيثياته -قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم 4537بتاريخ 1999– 05 – 25في الملف العقاري رقم 6181/1998
"وحيث ثبت من الشواهد الطبية المرفقة بالملف أن البائعة المذكورة مصابة منذ سنة 1991بمرض السرطان بالثدي اليسر تسبب في تلفيف الرئة
اليسرى وأزمات نفسية.
وحيث أن مرض السرطان وآثاره من المراض التي يحكم عليها طبيا بالمراض المخيفة".
)غأير منشور(ا -قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم 5738بتاريخ 1997 – 07 – 29في الملف العقاري رقم 4644/96
-حكم المحكمة البتدائية بالرباط رقم 5921بتاريخ 89 – 12 – 10في الملف رقم ،433/88منشور بمجلة رسالة المحاماة ،العدد – 15أكتوبر
،2000ص 147وما بعدها.
-انظر بهذا الخصوص: 4
)غأير منشور(ا .جاء فيه أن -قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم 43بتاريخ 2001 – 01 – 25في الملف العقاري رقم 6415/2000/6
كل ما يستخلص من الملف الطبي هو "بلوغ الهالك 86سنة إواصابته باضطرابات ارتأى الطبيب المعالج معها صرف النظر عن إخضاعه للعملية
الجراحية علقة بالكسر الذي تعرض له وهي معطيات ل يمكن أن تعكس الحالة المرضية المولدة للخوف من قرب الجل الذي من شأنه أن يطرح مع
96
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وعليــه فقــد جــاء فــي قـ ـرار للمجلــس العلــى بتاريــخ 29أكتــوبر " 1997وحيــث إنــه بمــا
لقضاة الموضوع من سلطة تامة في تقدير قيمــة الحجـج المعروضـة عليهـم دون رقابـة عليهــم مــن
طــرف المجلــس العلــى ،إذ لــم ينــع عليهــم أي تحريــف لهــا ،وفــي إطــار هــذه الســلطة فــإن قضــاة
النازلة بعدما تفحصوا الحجج المعروضة عليهم من الطرفين تأكد لهـم مـن خلل الشـهادتين غأيـر
المنازع في صحتهما ،أن الهالك كان مصــابا بمــرض تشــمع الكبــد والنزيــف الهضــمي وهــو مــرض
مخوف وقاتل ويعتبر مرض موت".1
لكــن الشــكال يثــار فــي الحالــة الــتي تتعــارض فيهــا الشــهادة الطبيــة بــالمرض مــع شــهادة
الع ــدلين بالتميــة .ذل ــك أن ــه ف ــي الــوقت ال ــذي ذه ــب فيــه اتج ــاه أول إلــى اعتبــار أتميــة المتعاقــد
المشهود بها من لدن العدلين حجة قاطعة على صحته ل يمكــن إثبــات عكســها ،ذهـب اتجــاه ثـان
إلى تأكيد حجية الشهادة الطبية في إثبات المرض.
97
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ذهب المجلس العلى في مجموعة من ق ارراته إلى اعتبار شهادة العدلين "بالتميــة" الــتي
تعني بالنسبة إليه "الطوع والرشــد وصـحة العقــل والبــدن" ،1حجـة رســمية علــى أن المتعاقـد لــم يكــن
وقت الشهاد مريضا .ول يمكن إثبات عكسها 2بالشهادات الطبية.
3
فقد اعتبر هذا المجلس في قرار صادر عن الغرفة المدنية بتاريخ 20يوليوز 1994
أن التنصــيص فــي عقــد الــبيع علــى التميــة كــاف لصــحته ،مؤيــدا بــذلك ق ـرار محكمــة الســتئناف
بتــازة الــتي عللتــه "بــأنه مــا دام عقــد الــبيع يتضــمن شــهادة عــدليه علــى البــائع بالتميــة فــإن واقعــة
مــرض المــوت تبقــى منتفيــة" ،وذلــك رغأــم أن الحكــم البتــدائي كــان قــد أبطــل الــبيع اعتمــادا علــى
شهادة طبية.
وفــي ق ـرار آخــر صــادر بتاريــخ 28مــارس 41995اعتــبر المجلــس العلــى أن الشــهاد
على المتصدق بالتمية كاف في صحة عقد الصدقة.
ونجـد نفـس التـوجه فـي قـرار آخـر صـادر عـن القسـم الول مـن الغرفـة المدنيـة بتاريـخ 21
نونبر 51995جاء في حيثياته "أن الثابت من عقد البيع أن العــدلين شـهدا بأتميــة البـائع وأن مـن
المقرر فقها أن التمية تعني الطــوع والرشــد وصــحة العقــل والبــدن… ولــذلك فـإن المحكمــة عنــدما
اعتمدت في قضـائها بفسـخ عقـد الـبيع علـى مقارنـة تاريـخ المـرض والخـروج مـن المستشـفى ووفـاة
البائع ذاكرة أن الشهادة الطبيــة مؤرخــة فـي - 4 – 1ـ 1987وأن الــبيع وقــع بتاريــخ – 2 – 5
-انظر - :قرار المجلس العلى عدد 2567الصادر بتاريخ 20يوليوز 1994في الملف المدني ،88987منشور بمجلة قضاء المجلس العلى، 1
المجلس العلى في المادة المدنية ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص 25وما بعدها.
-القرار 2567في الملف المدني ،88987سبقت الشارة إليه في الهامش رقم 2من هذه الصفحة. 3
-القرار 664في الملف العقاري ،906784منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ،العدد ،47يوليوز ،1995ص 127وما بعدها. 4
-القرار عدد 3112في الملف المدني عدد ،2059/94سبقت الشارة إليه في الهامش رقم 2من الصفحة السابقة . 5
98
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
1983وأن الوفـاة وقعـت يـوم 1983 – 02 – 09مسـتنتجة مـن ذلـك أنـه ل دليـل علـى قيامه
من المرض إوال فل داعي لمكـوثه بالمستشـفى يــومين كــاملين فإنهـا لــم تركــز قرارهـا علـى السـس
القانونية والفقهية المذكورة أعله ولم تعلله تعليل صحيحا مما يعرضه للنقض".
وقــد سـارت مجموعــة مــن محــاكم الموضــوع فــي نفــس التجــاه ،فقــد جــاء فــي قـرار لمحكمــة
الســتئناف بالجديــدة أن " العمـل القضـائي يعتــبر الرســم المشــهود فيــه بالتميـة حجـة رســمية علــى
أن البــائع لــم يكــن وقــت الشــهاد مريضــا مــرض المــوت… وادعــاء عــدم صــدور الــبيع مــن الهالــك
بسبب مرضه الــذي كــان مـن أجلـه يعالــج بالمستشــفى يسـتدعي زوريـة العقــد والمســتأنف عليهـم لـم
يسلكو مسطرة الطعن بالزور".1
وجــاء فــي قـرار لمحكمــة الســتئناف بم اركــش" :إن رســم التصــيير وصــف الهالــك بالتميــة
وبأنهــا فــي حالــة صــحية جيــدة… وقــد ورد فــي قـرار المجلــس العلــى عــدد 809الصــادر بتاريــخ
1982 – 12 – 25بأن شهادة العدلين بالتمية على المشهود عليه حجة رسمية علــى أنــه لــم
يكن وقت الشهاد مريضا مرض الموت".2
وج ــاء ف ــي قـ ـرار لمحكم ــة الس ــتئناف بالرب ــاط بتاري ــخ " 1998 – 7 – 14وحي ــث إن
الشــهادة الطبيــة المتمســك بهــا مــن لــدن المــدعين المؤرخــة فــي 1994 – 10 – 25ل تكفــي
لوصــف المــرض الــذي مــات منــه الهالــك ك ع مخوفــا واتصــاله بــه لمــدة ل تزيــد عــن ســنة واحــدة
ســيما وأن عقــد الهبــة المطعــون فيــه يشــهد أن هــذا ال ـواهب كــان بــأتمه جســما وطوعــا وعقل وقــت
إب ارمــه" .3كمــا عللــت نفــس المحكمــة تأييــد حكــم ابتــدائي رفــض إبطــال عقــد بيــع للمــرض بــأن عقــد
البيع المطعون فيه يشهد بالتمية لطرفيه التي تفيد الطوع والرشد والصحة".4
-قرار 594بتاريخ ،1983 – 12 – 12غأير منشور .ذكره الدكتور أحمد ادريوش :أثر المرض على عقد البيع ،مرجع سابق ،ص .81 1
-قرار بتاريخ 1985 – 02 – 06ملف عدد ، 84.986غأير منشور .ذكره الدكتور أحمد ادريوش :أثـر المـرض علـى عقد الـبيع ،مرجـع سـابق ، 2
ص .81
-قرار رقم 5285في الملف العقاري رقم ) 286/1994/7غأير منشور(ا. 3
)غأير منشور(ا. -قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم 4458بتاريخ 2000 – 06 – 20في الملف رقم 1999 /6443 4
99
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
كم ــا ج ــاء ف ــي قـ ـرار لمحكم ــة الس ــتئناف بف ــاس بتاري ــخ 20دجن ــبر " 52000حي ــث أن ــه
وخلفــا لمــا أثــاره المســتأنفان فــإن والــدهما المرحــوم م.إ .كــان كامــل الهليــة وتــام الدراك والتمييــز
ولــم يكــن بــه أي عيــب مــن عيــوب الرضــى بــدليل التنصــيص فــي عقــد الشـراء عــدد… وكــذا رســم
الصدقة عدد… على أتميته ومن المعلوم أن الشـهاد عليــه بالتميــة يضـفي علـى تصـرفاته أثنـاء
التعاقد صبغة الشرعية ول ينال من هـذه التميــة مــا أدلـى بـه المســتأنفان مـن شـواهد طبيــة وعدليــة
تعضيدا لدعائهما".
-قـرار محكمـة الســتئناف بفـاس رقـم ،351صـدر بتاريـخ 23رمضـان 1481موافـق 20ـ 12ـ 2000فـي الملـف العقـاري رقـم ) .258/99غأيـر 5
منشور(ا.
100
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
فــي الـوقت الــذي كــان فيـه التجــاه السـائد فــي القضـاء المغربـي هــو ترجيـح شــهادة العـدلين
بالتمي ــة عل ــى الش ــهادة الطبي ــة ب ــالمرض ،ذهب ــت الغرف ــة المدني ــة ب ــالمجلس العل ــى عك ــس ه ــذا
التجاه في قرارها المؤرخ في 11فبراير 1987وهي ثبت في قضية تتعلق بالغبن بسبب الجهل
حيــن اســتدل مــدعيه بكــونه كــان خلل إبـرام العقــد تنتــابه حــالت مرضــية تــؤثر علــى قـواه العقليــة،
لكن خصمه استدل عليه بعقد البيع المحرر في ورقة رســمية شــهد فيهـا العــدلن بــأنه كـان "بـأتمه"
وأي ــدته عل ــى ذل ــك محكم ــة الس ــتئناف بف ــاس بقوله ــا "ادع ــاء الب ــائع ب ــأنه ك ــان وق ــت ال ــبيع تنت ــابه
اضطرابات في قواه العقلية ومـا اسـتظهر بـه للتــدليل علــى ذلــك مــن شــهادة طبيـة يدحضـه مـا وقــع
عليــه مــن إشــهاد بــالبيع وهــو بــأتمه كمــا يســتفاد ذلــك مــن عبــارة العقــد الرســمي" .وهــو القـرار الــذي
نقضه المجلس العلى وقــد علــل ذلــك بقــوله "حيــث تـبين أن الطــاعن )البــائع(ا أدلـى بشـهادة طبيــة
من مستشفى الدولة وهي غأيــر مطعــون فيهــا بـأي مطعــن تثبــت أنــه كــان وقـت الــبيع يتلقــى العلج
بالمستشــفى عــن اضــطرابات عقليــة إثــر صــدمة أحــس بهــا كمــا تــبين أنــه كــان وقــت الــبيع تحــت
العلج فإن استبعاد القرار لما تضمنته الشهادة الطبيـة اسـتنادا لمـا هـو مـذكور فـي عقـد الـبيع مـن
قوله « وهو بـأتمه »مـع أن العـدول عنـدما يشـهدون بالتميـة إنمـا يسـتندون إلـى حالـة المتعاقـدين
الظاهرة لهما ويتركون ما خفي منها إلى من له الطلع الكامل علــى أحوالهمــا دون أن يــبرز بمــا
فيه الكفاية السباب التي جعلته ل يعتبر تلك الشهادة يجعله معرضا للنقض".1
ونلمس هذا التجاه أيضا ،لكـن بشـكل أقـل وضـوحا وحـدة ،فـي قـرار صـادر عـن المجلـس
العلى بتاريخ 1990 – 04 – 04لم يعتد بالوثيقة الرسمية المشهود فيها بأهلية البائع وقدرته
التامــة علــى التصــرف ،إذ أبطــل الــبيع اســتنادا علــى أنــه "ل يشــترط لبطــال العقــد… أن يكــون
الشــخص المريــض فاقــد الــوعي بــل يكفــي أن تكــون إرادتــه معيبــة بســبب المــرض" .2كمــا نلمســه
-قرار 337في الملف المدني عـدد ،95518غأيـر منشــور ،ذكـره الـدكتور أحمـد ادريـوش :أثـر المـرض علـى عقد الـبيع ،مرجـع سـابق ،ص 83ومـا 1
بعدها.
-قرار المجلس العلى الصادر بتاريخ 1990 – 04 – 04في الملف المدني عدد ،134/87منشور بمجلة الشعاع ،العدد الحادي عشر ،السنة 2
101
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أيضــا فــي ق ـرار لنفــس المجلــس بتاريــخ 5مــايو ،1993فــي قضــية تتعلــق بــالطلق فــي مــرض
الموت ،استند على الشهادات الطبية المثبتة لصابة الزوج بمرض السرطان لعتبار الطلق قــد
وقع منه في حالة مرض الموت رغأم نص شهادة العدلين على كونه كان يمشـي علـى قـدميه وتــام
الدراك والتمييز وذلك بعلة " أن مرض السرطان الــذي كــان مصـابا بــه الهالـك والمثبـت بالشـهادة
اللفيفية والشواهد الطبية ل يمنع من تمام الدراك والتمييز لشخص المصاب به".1
وقــد سـار المجلــس العلــى فــي ق ارريــن حــديثين علــى هــذا التــوجه المخفــف مــن حــدة حجيــة
شهادة العدلين بالتمية في إثبات الصحة ،حتى ل نقول المؤكد لحجية الشهادة الطبية في إثبــات
المرض:
2
القـ ـرار الول صــدر عــن غأرفــة الحـ ـوال الشخصــية والميـ ـراث بتاريــخ 7أكتــوبر 1997
اعتبر الصدقة منجزة في مرض الموت رغأم أنها تمت بمقتضى رسم عدلي تضمن أن المتصــدق
كان وقت الشهاد صحيح العقل والميز والدراك وبـأتمه ،مسـاي ار بـذلك موقـف القاضـي البتـدائي
الذي ثبت له مرض الموت من الشواهد الطبية ومن الق ارئــن ولكــون المتصـدق تــوفي بعـد الصــدقة
بأقل من شهر.
أمــا القـ ـرار الثــاني فقــد صــدر عــن الغرفــة الشــرعية بتاريــخ 9مــارس 31999فــي قضــية
تتعلــق بــزوج تصــدق لزوجتــه بمنــزل ،فتقــدم بــاقي ورثتــه بعــد وفــاته بمقــال ضــدها أمــام المحكمــة
البتدائية بأكادير يلتمسون بمقتضاه الحكم بإبطال رسم الصدقة لكونها صدرت من موروثهم فــي
مــرض المــوت ،وأدلــو تأييــدا لطلبهــم بشــهادة طبيــة ،فأجــابت المــدعى عليهــا بــأن المتصــدق كــان
صــحيح العقــل وتــام الميــز والدراك أثنــاء الصــدقة وأن هــذه الوثيقــة تعتــبر رســمية ل يمكــن الطعــن
فيهـا إل بـالزور فرفضـت المحكمـة البتدائيـة الطلـب ،غأيـر أن محكمـة السـتئناف قضـت بإبطـال
-قرار صادر عن غأرفة الحوال الشخصية والميراث تحت عدد 392في ملف إعادة النظرعدد ،5096/90منشور بمجلة المحاكم المغربية ،عدد 1
بعدها.
يناير ، 2000ص 127وما -القرار عدد 112/90في الملف الشرعي عدد ،550/96منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ،عدد ، 55 3
بعدها.
102
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
عقد الصدقة .وقـد طعنـت الزوجـة فـي هـذا القـرار السـتئنافي بـالنقض مؤكـدة أنهـا واجهـت دعـوى
الخصــوم برســم الصــدقة ولفيــف العقــل والتمييــز المتضــمنين للتميــة وأن المحكمــة لــم تجــب علــى
دفعها رغأم أنها وثائق رسمية ،فأجاب المجلــس العلــى بــأن " المحكمــة اســتندت فــي تعليــل قرارهــا
على شهادة عدلي الصدقة الذين عاينا المتصدق أثناء الشـهاد عليـه وهـو فـي حال مـرض ألزمـه
الفراش وهو معه صحيح العقل تام التمييز والدراك ،وعلى اللفيف… وعلى الشواهد الطبية التي
أكــدت أن الهالــك كــان يعــاني مــن تكتليــن كــبيرين لــورم علــى مســتوى المتانــة ول وجــود لي علج
طــبي لــه… ولــم تنــف الطاعنــة إصــابة زوجهــا بمــرض الســرطان وانتهــت فــي تعليلهــا إلــى أنــه ل
يشترط لبطال العقد الصادر من المريض مرض الموت أن يكون الشخص فاقد الوعي بل يكفي
أن تكون إرادته معيبة بسبب المرض ،وقد شاهدها عدل الصدقة بمنــزل المريــض ،المــرض الــذي
قطــع الطبــاء بعــدم رجــاء الــبرء منــه ممــا يجعــل المتصــدق غأيــر حــر فــي إرادتــه ويســتوجب إبطــال
التصرف الصادر منه ،والذي مات بعده بأشهر يسيرة .المر الذي كان معه القرار مرتك از علــى
أساس ،ومعلل بما فيه الكفاية وما عابت به الوسيلة القرار غأير جدير بالعتبار".
وقد كانت محكمة الستئناف بمراكش أكثر جرأة ودقة في هذا المجال ،فقــد جــاء فــي قـرار
صــادر عنهــا بتاريــخ "1997– 02 – 04وحيــث إن العــبرة بالتميــة هــو المعمــول بــه قضــاءا
اعتمــادا علــى قــول الشــيخ خليــل )وحجــر علــى مريــض حكــم الطــب بكــثر المــوت منــه(ا وهــو نفــس
تعريــف التســولي )ج ،2ص 240فــي بــاب الصــدقة والهبــة(ا و)م ـراده بمــرض المــوت المخــوف
الــذي حكــم أهــل الطــب بكــثرة المــوت منــه ثــم أضــاف :وفهــم ممــا مــر أنهــا ل تقبــل فيــه إل شــهادة
الطباء العارفين بالمخوف من غأيره ،ول تقبل فيه شهادة غأيرهم(ا.
103
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وحيــث إن تحقيــق آثــار المعــاملت ل يتــأتى إل بســلمة إرادة العاقــد مــا دام عــدم ســلمتها
يكون عيبا يحول دون تحقيق الثار المذكورة.
وحيـ ــث إنـ ــه بـ ــالرجوع إلـ ــى الملـ ــف الطـ ــبي وخاصـ ــة الخـ ــبرة المنج ـ ـزة مـ ــن طـ ــرف الخـ ــبير
المحلــف… نجــد أنهــا تتضــمن الم ارحــل الــتي عــانى فيهــا المريــض مــن مــرض الســرطان ومحاولــة
علجه بالعمليات الجراحية التي خضع لها والتي لم تفض سوى إلى تردي حالته الصحية العامة
ووعيه فأصبح عاج از عن القيام بأي إجراء إرادي في السابيع واليام التي سبقت تاريخ وفاته.
وحيــث أصــبح أمــام المحكمــة دليلن همــا شــهادة العــدلين بالتميــة وشــهادة أهــل المعرفــة
والبصر في ميدان الطب مما يتعين معه إعمال قاعدة ترجيح الدلة.
وحيث إن العدلين عندما شهدا بالتمية شهدا بها استنادا على الحالة الظاهرة لنهما غأير
مــؤهلين بــأن يشــهدا بــأن البــائع كــان صــحيحا أو مريضــا ول أن يحــددا مــا إذا كانــا مرضــه منــذ ار
بالموت أم ل وغأير مؤهلين للوقوف على جميع أعـراض المــرض ومــدى تأثيرهـا علــى إرادتــه الــتي
اكتفى الشرع باعتبارها معيبة بمجرد التأكد طبيا من كون المرض مخوفا.
ولذلك فإن شهادة الطبيب تعـد إثباتــا للعكـس لكــونه صـاحب الختصــاص والمعرفـة بحالـة
المتعاقد خاصة وأن هذا الشهاد الطبي لم يوجه إليه أي طعن من طرف المستأنف عليه". 1
-قرار محكمة الستئناف بمراكش عدد 122في الملف العقاري رقم 2761بتاريخ .1997 – 02 – 04منشور بمجلة المحامي ،عدد ، 34ص 1
212وما بعدها.
104
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
105
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
مطلوبــا منــه أن يتحقــق منهــا شخصــيا وقــت تحريــر العقــد كحالــة المتعاقــدين الصــحية ،فل تســتفيد
من هذه الصفة ويمكن إثبات ما يخالفها 1باعتبارها خارجة عن مهمته.
لذلك ل يمكن القــول بـأن شــهادة العـدلين بالتميــة تتمتـع بالحجيــة المطلقـة ،لتعلقهـا بواقعـة
ح ــدثت أمامهم ــا أثن ــاء قيامهم ــا بمهمته ــا .فــالواقع أن "التمي ــة" ليس ــت واقع ــة مادي ــة ح ــدثت أم ــام
العدلين ،وشاهداها ،إوانما هي "استنتاج" من "الحالة الظاهرة".
ومن المعلوم أن ما يســتنتجه محــرر الورقــة الرســمية مــن الوقــائع الــتي تعــرض أمــامه أثنــاء
التحرير ،ل يكتسب صــفة البيانــات الرســمية الــتي يضــفي عليهــا القــانون قـوة إثباتيـة قاطعــة ،إوانمــا
يخضع فـي تقييـم قـوته الثباتيـة للسـلطة التقديريـة للمحكمـة الـتي تعتمـد بالخصـوص الوقـائع الـتي
اعتمدها المحرر في استنتاجه.2
إن شــهادة العــدلين بالتميــة مــا هــي إل رصــد ظــاهري للحالــة الصــحية للمريــض المتعاقــد
وقــد يكــون الواقــع مخالفــا لهــذا الرصــد خصوصــا وأن مهمــة القطــع والحســم بمــا إذا كــان الشــخص
المتعاقــد مريضــا ليســت مهمــة توثيقيــة إوانمــا هــي مهمــة طبيــة يتعيــن إســنادها للطــبيب المختــص.3
لذلك فإن العدول والموثقين ل يعتبرون مؤهلين بأن يشهدو بأن المتعاقد كــان مريضــا أو صــحيحا
إل فــي حالــة واحــدة وهــي استشــارة طــبيب أو أطبــاء للتأكــد مــن الحالــة الصــحية للبــائع .وفــي هــذه
ظ .ل .ع .أمــا فــي غأيــر هــذه الحالــة يتعيــن عليهــم أن يعرف ـوا بهــم طبقــا للفصــل 420مــن
الحالة فإن العدلين أو الموثق ل يستطيعون أن يقفو على جميع أعراض المرض لن ذلــك يعتــبر
من اختصاص أهـل الخــبرة أي الطبـاء أمــا إشـهادهم بــأن المتعاقـد كــان بـأتمه فهــو اسـتنتاج منهــم
فقط في ضوء الحالة الظاهرة ،ولذلك يظل قابل لثبات العكس وخاصة بشهادة الطباء.4
كما أن الشهادة بأتمية المشهود عليه تشكل ضربا مـن بنـود الروتيــن الـتي نقـف عليهـا فـي
جميــع الرســوم العدليــة للــبيوع والــتي غأالبــا مــا ينقلهــا العــدول مــن كتــب الوثــائق مــن غأيــر أن يعــرف
-أحمد نشأت :رسالة الثبات ،الطبعة السابعة ،الجزء الول ،فقرة ،148ص .223 1
- 2الدكتور أحمد الخمليشي :صلحية النيابة العامة للطعن بالستئناف في الميدان المدني ،الحالة على المجلس العلى بسبب تجاوز القضاة
سلطاتهم ،تعليق على القرار عدد 107الصادر عن محكمة الستئناف بطنجة بتاريخ ، 02/04/1987مجلة المحاكم المغربية ،عدد ،51شتنبر ـ
أكتوبر ،1987ص ،78هامش .2
- 3الدكتور عبد القادر العرعاري :تعليق على قرار المجلس العلى عدد 2567المؤرخ في ،20/7/94مجلة قضاء المجلس العلى ،عدد 55يناير
،2000فقرة ، 10ص 448وما بعدها.
-الدكتور أحمد ادريوش :أثر المرض على عقد البيع ،مرجع سابق ،فقرة ،28ص .82 4
106
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
معظمهـ ــم مـ ــدلول مـ ــا يسـ ــطر فـ ــي آخـ ــر الرسـ ــوم مـ ــن عبـ ــارة "عرفـ ــا قـ ــدره شـ ــهد بـ ــه عليهمـ ــا بـ ــأتمه
وعرفهما…" ،والصل في بنود الروتين أل يعتد بها.1
لهــذه العتبــارات فــإن فــي اعتبــار شــهادة العــدلين بالتميــة حجــة مطلقــة ،تطــبيق خــاطئ
للفصــل 419مــن ظ .ل .ع ،ومخالفــة ص ـريحة للفصــل 420مــن نفــس القــانون الــذي ل يجعــل
الورقة الرسمية حجة في المور التي يثبت الموظف العمـومي وقوعهـا إل إذا ذكـر كيفيـة وصــوله
لمعرفتها.
وتطبيقا لذلك فقد جاء في قرار لمحكمـة التعقيــب التونسـية بـأن " 2إشــهاد العــدلين علـى أن
البائع كان وقت البيع مريضا ولكنه بحالة ميز إوادراك يفهم مــا يقـول ومــا يقــال لـه هــو فـي الحقيقــة
خ ــارج ع ــن نط ــاق الش ــهاد ووظيف ــة الم ــأمور العم ــومي وب ــذلك تمك ــن معارض ــته بجمي ــع وس ــائل
الثبات وبالخص بشهادة أهل الخبرة وهم الطباء في صورة الحــال إذ إليهــم وحــدهم المرجــع فــي
تقدير حالة المرض ودرجة ميز المريض وشعوره" .كما جاء في قرار آخر لنفس محكمة التعقيب
بتاريخ 15أكتوبر " 31963أن العدلين لما صرحا بأن البــائع كــان بحالــة جــائزة )أي كــان بــأتمه
أو بجواز أمره(ا إنما شـهدا بمـا بـدا لهمـا مـن ظـواهر المـور وحسـب نظرهـم .وهـذه الظـواهر قـد ل
تتنــافى مــع حالــة الضــعف العقلــي… والــتي قــد ل تكــون ظــاهرة فــي حصــة الشــهاد .ولــذلك فــإن
القرار لما تناول البحث حول الحقيقة في هذا الصـدد بـدون أن يقـع رمـي الحجـة )العدليـة(ا بـالزور
ل يعتبر مخطئا قانونا".
-صادر بتاريخ 30أبريل ،1958منشور بمجلة القضاء والتشريع التونسية ،1960العدد ، 10 – 9ص .30محمد بن الشيخ :مجلة اللتزامات 2
والعقود التونسية معدلة ومعلقا على فصولها بأحكام القضاء ،1966 ،أسفل الفصل ،565ص .209
-نشرية محكمة التعقيب ،سنة ،1962ص .52ذكره عبد السلم حادوش ،مرجع سابق ،ص .308 3
107
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
إذا كان المجلس العلـى قـد ذهـب فـي بعـض ق ار ارتـه إلـى منـح "التميـة" المشـهود بهـا مـن
لــدن العــدلين حجيــة مطلقــة ،بحيــث جعــل الشــهاد العــدلي بهــا دليل قاطعــا علــى المــور الثلثــة،
الطوع والرشد وصــحة العقـل والبـدن ،فـإن هــذا التجـاه مخـالف لقواعـد الفقــه المــالكي الجــاري بـه
العمل أمام المحاكم من جانبين:
فمن جهة أولى يقتصر الشهاد العدلي على المراد من الوثيقة العدليــة كنكــاح وبيــع ورهــن
وما إلى ذلك مما تم اتفاق المتعاقدين على توثيقه في العقد ،ول يشمل ما ورد على سبيل الحكايــة
وما تتطلبه المباني والصيغ المعتادة في الوثيقة ،1إذ قال الشيخ ميارة "اعلم أن مدار الوثيقــة علــى
ما تضمنه الشهاد من تعمير ذمة أو عقد بيع أو وكالة أو نحو ذلك مما هو مقصود بالذات وأما
مــا يــذكر فــي الوثيقــة مــن غأيــر ذلــك فل يثبــت بثبــوت الوثيقــة إل إذا ضــمن الشــهود ) أي العــدول(ا
فــي الوثيقـة معرفـة ذلــك فـإن كـان فــي الوثيقـة خـبر… أو شـهد عليهمــا بحـال صــحة وطـوع وجـواز
)أو ب ــأتمه أو ب ــأكمله(ا وعرفهمـ ــا أو ع ــرف بهم ــا فل يثبـ ــت شـ ــيء م ــن ذل ــك بثب ــوت الوثيق ــة ،لن
الشهاد إنما انصب للمقصود بالذات". 2
وم ــن جه ــة ثاني ــة ف ــإن ش ــهادة الع ــدلين بالتمي ــة ل تنص ــرف إل ــى المـ ـراض الخفي ــة غأي ــر
الظــاهرة الــتي ل يرجــع أمــر النظــر فيهــا إل للطبــاء بوصــفهم أهــل العلــم والمعرفــة بهــا .إذ يقــول
الفقيهــان التــاودي 3والمـواق "4فــإن كــان ممــا ل يعلمــه إل أهــل العلــم بــه كــالمراض الــتي ل يعــرف
أسرارها إل الطباء فل يقبل إل قول أهل المعرفة بذلك".5
وقال الشيخ خليل في بـاب الحجـر مـن مختصـره "وعلـى مريـض حكـم الطـب بكـثر المـوت
منــه" ،وقــد شــرح الفقيــه الحطــاب ذلــك بقــوله" :ويرجــع إلــى معرفــة الطــبيب بــأن الهلك بــه كــثير".6
كمــا قــال الفقيــه التســولي فــي شــرحه لتحفــة بــن عاصــم "وم ـراده بمــرض المــوت المــرض المخــوف
-شرح ميارة للمية الزقاق في فصل ما جرى به العمل بفاس )مخطوط(ا ،ذكره الستاذ عبد السلم حادوش ،مرجع سابق ،ص .25 2
مرجـع سـابق ،الجـزء الثـاني ،ص -أبو عبد ال محمد بن محمد التاودي :حلى المعاصم لفكر ابن عاصـم ،بهـامش :البهجـة فـي شـرح التحفـة، 3
.165
-المواق ،مرجع سابق ،الجزء الخامس ،ص .462 4
-وهو نفس تعبير الفقيه ميارة في شرحه لتحفة بن عاصم ،مرجع سابق ،الجزء الثاني ،ص .34 5
108
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الــذي حكــم أهــل الطــب بكــثرة المــوت منــه… وفهــم ممــا مــر أنــه ل تقبــل فيــه إل شــهادة الطبــاء
العارفين بالمخوف ومن غأيره ول تقبل فيه شهادة غأيرهم".1
وهكــذا يتــوجب القــول بــأن مفعــول "التميــة" يقتصــر علــى خصــوص المـ ـراض الظــاهرة
للعيان كالشلل والعمى ،ول يمتد ليشمل المراض الخفية ،إذ كيف يتأتى للعدلين معرفة المراض
ال ــتي تخف ــى أحيان ــا ح ــتى عل ــى الطب ــاء بمج ــرد المعاين ــة للمري ــض واستفس ــاره ،ك ــأمراض الكب ــد
الفيروســية وأمـ ـراض القلــب والشـ ـرايين ومــا إلــى ذلــك مــن المـ ـراض الخفيــة الموكــول القــول فيهــا
للطباء وحدهم من ذوي الختصاص منهم.2
لذلك فإني أؤيـد التجــاه القضـائي المغربــي المرجـح للشـهادة الطبيـة بـالمرض علــى شــهادة
3
العــدلين "بالتميــة" ،وأتمنــى أن يكــون القـ ارران الخيـران للمجلــس العلــى اللــذان ســبق عرضــهما
بــادرة طبيـة لسـتقرار هـذا التجــاه القضـائي الســليم الــذي يعطــي للشــهادات الطبيــة قوتهــا الثباتيــة
في المجال التقني والعلمي الخارج عن نطاق معرفة العدل المنتصب لتلقي الشهادات.
-القـ ـرار الصــادر بتاريــخ 7أكتــوبر 1997فــي الملــف العقــاري ، 5269/93والقـ ـرار الصــادر بتاريــخ 9مــارس 1999فــي الملــف الشــرعي عــدد 3
-ينص هذا الفصل على أنه "يثبت النسب بالفراش أو بإقرار الب أو بشهادة عدلين أو بينة السماع بأنه ابنه ولد على فراشه من زوجته". 5
109
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
طــرق تحليــل أثبتــت التجــارب صــدقها ،1ذلــك أن وســائل الثبــات يجــب أن تتســع إلــى كــل "بينــة"
يطمئن القاضي إلى صدقها وكشفها للحقيقة .وفي مقدمة هذه الوسائل في المجال الــذي نناقشــه:
"البصـ ــمات الوراثيـ ــة" .فمـ ــن بيـ ــن مـ ــا حققـ ــه علـ ــم الجينيـ ــات ،القـ ــدرة علـ ــى معرفـ ــة وجـ ــود العلقـ ــة
البيولوجية بين الصـل والفــرع ،وهــي وسـيلة يقينيــة حاسـمة مــن شـأنها عنــد الختلف فـي العلقــة
الزوجية مع وجود أطفال أن تنقذ اللف مـن هـؤلء ،وتحمـي كـذلك المـدعى عليهـم زو ار بالعلقـة
الزوجية.2
لكــن إذا كــانت لــم تتــح بعــد للقضــاء المغربــي فــرص واضــحة ومــبررة يمكــن مــن خللهــا
الوقــوف علــى مــوقفه مــن هــذه المســألة ،3فــإنه بالمقابــل رفـض فــي مناســبات عديــدة العتمــاد علــى
الشهادة الطبية بالعقم في نفي النسـب )الفقـرة الولـى(ا ،رغأـم أنـه كـان بإمكـانه السـتفادة مـن أقـوال
مجموعــة مــن فقهــاء المــذهب المــالكي المعمــول بــه أمــام المحــاكم ،وتفســيرها بمــا يلئــم ظــروف
المتقاضين ،للوصول إلى نتيجة مخالفة تلئم مغرب اليوم )الفقرة الثانية(ا.
رفض القضاء المغربي في مجموعة من ق ارراته العتمــاد علــى الشــهادة الطبيــة بــالعقم فـي
نفي النسب ،وذلك بعلة أنها ليست من الوسائل المقررة شرعا ،4فقد أيد المجلس العلــى فــي قـرار
صــادر عــن الغرفــة الجتماعيــة بتاريــخ 15شــتنبر ،51981مــا ذهبــت إليــه محكمــة الســتئناف
بأكــادير مــن أن "التحليلت الطبيــة الــتي تثبــت العقــم ل يعتمــد عليهــا فــي نظــر الشــرع" .وقــد علــل
تأييده للقـرار السـتئنافي "بـأن مـا قضـى بـه الحكـم المطعـون فيـه يجـد أساسـه فـي الفصـل 91مـن
- 1أحمد الخمليشي :التعليق على قانون الحوال الشخصية ،مرجع سابق ،ج ،2فقرة ،573ص .67
- 2أحمد الخمليشي :وجهة نظر ،دار نشر المعرفة ،ج ،2ص .86
- 3ل أعتقد أن قرار 7مارس 1983المشار إليه أعله يسمح وحده بالجزم بموقف القضاء المغربي.
- 4وقد اعتمد المجلس نفس هذه العلة لستبعاد شهادة الشهود بعدم التصال بين الزوجين وعدم العتماد عليها في نفي النسب بحيث جاء في ق ارره
عدد 878الصادر بتاريخ 2000 – 05 – 30في الملف الشرعي عدد " 458/2/2/95وتبين صحة ما عابته الطاعنة على القرار المطعون ،وذلك
لن المحكمة اعتمدت شهادة الشهود لثبات عدم اتصال الزوجين وخلصت من ذلك إلى نفي نسب البن عن الزوج ،مع أن شهادة الشهود إنما تعتمد في
إثبات واقعة الزنا بشروطها المحددة شرعا ول يعتد بها وحدها في إثبات عدم التصال الجنسي بين الزوجين إذا أمكن التصال ،ول في نفي النسب الذي
يخضع للوسائل المقررة شرعا وهي التي أشار إليها الفصل 91من مدونة الحوال الشخصية المغربية…" .مجلة المحاكم المغربية ،عدد ، 82ماي،
يونيو ،2000ص 146وما بعدها.
-القرار عدد 527في الملف الجتماعي رقم ،91217منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ،العدد ،30أكتوبر ،1982ص 95وما بعدها. 5
110
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
مدونــة الح ـوال الشخصــية الــذي ينــص علــى أن القاضــي يعتمــد فــي حكمــه علــى جميــع الوســائل
المقررة شرعا في نفي النسب وليس من بين هاته الوسائل وسيلة التحليل الطبي…".
9 كما أكد المجلـس العلــى نفــس التــوجه فـي قـرار صــادر عــن نفــس الغرفــة بتاريــخ
فــبراير ،1982ذلــك أنــه فــي الــوقت الــذي تقــدمت فيــه المدعيــة المطلقــة بــدعوى المطالبــة بالنفقــة
مدعيـ ــة أنهـ ــا حامـ ــل مـ ــن ثلث أشـ ــهر ،أجـ ــاب مفارقهـ ــا المـ ــدعى عليـ ــه بأنهـ ــا غأيـ ــر حامـ ــل منـ ــه،
فاستجابت المحكمة البتدائية بالبيضاء لطلبها .وقد اســتأنف المحكــوم عليــه ،مصــرحا بــأنه عقيــم
ومدليا بترجمتين لشهادتين طبيتين صادرتين عن دكتورين مختلفين ،يشــهد كــل واحــد منهمــا "بـأنه
فحصه وأن تحليلت المختبر أعطت أن كمية المني قليلة الوجـود جامــدة وغأيــر قابلــة للخصــاب
ونظـ ـ ار لــذلك فــإنه عــاقر ول يمكــن لــه أن ينجــب" ،غأيــر أن محكمــة الســتئناف بالبيضــاء قضــت
بتأييــد الحكــم المســتأنف بعلــة "أن الولــد للف ـراش وأن الشــهادة الطبيــة غأيــر عاملــة لن مــن أراد أن
ينفي نسب الحمل فعليه باللعان" .وقد طعن المطلق في هذا الحكم ،لكــن المجلــس العلـى رفـض
هذا الطعن بعلة أن" قرينة« الولد للفراش » ل يجوز دحضها إل بالوســائل المقــررة شــرعا لنفــي
النسب وأنه إذا كان الشرع والقانون يعتـدان بـرأي أهـل الخـبرة مـن الطبـاء فـي عـدة مسـائل فإنهمـا
لم يعتدا برأيهم فيما يرجح لنفي النسب استنادا إلـى عـدم قابليـة الـزوج للخصـاب مـا دام فـي وسـع
ذلك الزوج نفي النسب عن طريق اللعان".1
وقــد ظــل المجلــس العلــى يســير فــي اتجــاه عــدم العتمــاد علــى الشــهادات الطبيــة
المثبتــة للعقــم فــي نفـي النسـب ،بحيـث جـاء فــي قـرار صـادر عنـه بتاريـخ 25ينـاير " .21994إن
العارض طلق المطلوبة في النقض بمجرد خروجها وبين للمحكمة أن الولــد ليــس مــن صــلبه لنــه
عقيم ولكونه مريض ،وقد زكى ذلك بتحليلت طبية وبتحليلت علميــة ،وأنــه خــال مــن الحيوانــات
المنوية ،وأن المحكمة البتدائية سبق لهــا أن أصــدرت قـ ار ار تمهيــديا قضــى بــإجراء خــبرة طبيــة إل
أنهـ ــا تراجعـ ــت عنـ ــه دون تعليـ ــل .إن العـ ــبرة بموافقـ ــة الحكـ ــم للنـ ــص الفقهـ ــي الـ ــذي اعتمـ ــده الحكـ ــم
ماي – يونيو ،1985ص -قرار المجلس العلى عدد 96في الملف الجتماعي عدد ،92299منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ،37 1
90وما بعدها ،وأعيد نشره بمجلة رابطة القضاة ،العدد 14ـ 15من السلسلة الجديدة ،شتنبر .1985ص 71وما بعدها.
-قرار عدد 16في الملف العقاري رقم ،87 /5556غأير منشور ،ذكره الستاذ خالد بنيس :قاموس مدونة الحوال الشخصية ،شركة بابل للطباعة 2
111
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
البتــدائي نقل عــن الزرقــاني فــي بــاب اللعــان حيــث قــال :ل يعتمــد علــى العقــم حــتى يلعــن إلــخ.
كمــا أن الخــبرة بالمرحلــة البتدائيــة الــتي رجعــت عنهــا المحكمــة البتدائيــة لــم يتمســك بهــا الطــاعن
أمــام محكمــة الســتئناف الــتي اقتصــر ردهــا علــى مــا أثــاره الطــاعن ،المــر الــذي يجعــل مــا نعــاه
السبب ل أثر له".
– 21 هذا التوجه نلمسه أيضا في قرار صادر من المجلس العلى بتاريــخ
1999 – 12فــي قضـية تتعلـق بمطلقـة تقـدمت بمقـال أمــام المحكمـة البتدائيـة بالقصـر الكـبير
تعرض فيه أنها كانت زوجة المدعى عليـه الـذي طلقهـا ،وأنهــا كـانت حـامل ،وأن قاضـي التوثيـق
حــدد اللت ازمــات المترتبــة عــن الطلق ،وأنهــا بعــد الــولدة طــالبت بنفقــة الولــد مــن تاريــخ ازديــاده
فصــدر أمــر بــذلك ،وأن المــدعي لــم يســجل الطفــل فــي الحالــة المدنيــة لــذلك التمســت الحكــم عليــه
بتســجيل ولــده فــي الحالــة المدنيــة ،فاســتجابت المحكمــة لطلبهــا .واســتأنفه المــدعى عليــه معلل
اســتينافه بــأنه قــد قــام بعــدة تحليلت وثبــت أنــه عقيــم ول يمكــن أن يلــد ،وقــد اســتب أر زوجتــه قبــل
السفر ،وأنه ينفي نسب الولد إليه نفيا قاطعا ويضع نفســه رهــن إشــارة أي خــبير طــبي علــى نفقتــه،
وأرفق مقاله بشهادات طبية وتحليلت .غأير أن المحكمة قضت بتأييـد الحكـم المسـتأنف .فطعـن
فيه بالنقض بسبب "أن محكمـة الســتئناف عللــت قرارهـا بقاعـدة الولــد للفـراش وهـذه القاعــدة مقيــدة
بإمكانية التصــال العــادي والشــرعي ،والمقصــود بــذلك إمكانيــة النجــاب لـدى الـزوج ،أمــا إذا كــان
الــزوج عــديم النــثيين أو العضــو التناســلي ،فــإن المــام مالــك أفــتى بــأن يســأل أهــل المعرفــة عــن
ذلــك ،إوامكانيــة التصــال لــدى الطــاعن منعدمــة ،وبــذلك أخطــأت المحكمــة فــي تطــبيق القاعــدة ".
غأيــر أن المجلــس العلــى قــد رفــض طلبــه بعلــة أن "الطــاعن لــم يــدع فــي مقــاله الســتئنافي عــدم
التصال إوانما يدعي العقم ،وذلك ل يقبل منه ما دام قد علم بالحمل ،ولم يتبع المســطرة الشــرعية
لنفي النسب ،ومن أجله فإن تطبيق المحكمة قاعدة الولد للفراش يعتبر تطبيقا صــحيحا ومـا عـابه
الطاعن على القرار المطعون فيه بدون أساس".1
112
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
-عبد الباقي الزرقاني :شرح الزرقاني على مختصر سيدي خليل ،دار الفكر بيروت1398 ،هـ – 1978م ،ج ،4ص .190 2
-علق الشيخ محمد البناني على هذا القول بأن صوابه " عادة " وليس " عقل " .محمد البناني :حاشية شرح الزرقاني ،بهامش الشرح المذكور ، 3
-محمد عرفة الدسوقي :حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،دار إحياء الكتب العربية ،ج ،2ص ..460 5
113
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ول يختلــف هــذا القــول كــثي ار عمــا جــاء فــي "م ـواهب الجليــل لشــرح مختصــر أبــي الضــياء
سيدي خليل" للفقيه الحطاب مــن أنــه "… وفـي أن المقطــوع ذكـره وأنثيـاه يولــد لـه فتعــد زوجتـه أول
فهــو كقــول ابــن الحــاجب ول تجــب بــوطء الصــغير ول بــالمجبوب ذكـ ـره وأنثيــاه بخلف الخصــي
القــائم وفيهــا فيــه وفــي عكســه يســأل النســاء فــإن كــان يولــد لمثلــه فالعــدة إوال فل عــدة ول يلحــق…
وقال في المدونة في كتاب طلق السنة والخصي ل يلزمه ولد إن أتــت بــه ام أرتــه إل أن يعلــم أنــه
يولد لمثله…".1
وبالرجوع إلى مدونة المام مالك التي تحدث عنها الفقــه المستشــهد بــأقواله نجــد "قلــت هــل
يلــزم الخصــي أو المجبــوب الولــد إذا جــاءت بــه ام أرتــه؛ قــال :ســئل مالــك عــن الخصــي هــل يلزمــه
الولــد قــال :قــال مالــك أرى أن يســأل أهــل المعرفــة بــذلك فــإن كــان يولــد لمثلــه لزمــه الولــد ،إوال لــم
يلزمه".2
فمن هم أهل المعرفة فـي الموضــوع غأيــر الطبــاء؟ إواذا قيـل هــذا عـن أطبـاء الماضــي بمـا
كان لديهم من وسائل محدودة ،يكون من غأيــر المقبــول القــول بـأن التحليلت الطبيـة اليـوم ليسـت
مــن وســائل الثبــات الشــرعية رغأــم مــا تــوفر لهــا مــن المعرفــة الواســعة والوســائل العلميــة والتقنيــة
الدقيقة.3
ول يحول دون الجزم بهذا الرأي كون الفقه المحتج بــه قـد تحــدث عـن حـالت معينـة ،ذلـك
أنــه إذا كــان المــام مالــك قــد تحــدت عــن الخصــي ،وألحــق فقهــاء المــذهب مــن بعــده بالخصــي
العاه ــات والعيـ ــوب الخلقي ــة الخ ــرى ف ــي الجه ــاز التناس ــلي ال ــتي يش ــك ف ــي تأثيره ــا عل ــى الق ــدرة
النجابيــة لــدى الرجــل ،فــإن ذلــك يرجــع إلــى أن العيــوب الظــاهرة للجهــاز التناســلي هــي الــتي كــان
يمكن أن يثار الجدل بشأنها أما العيوب الداخلية فلم يكن فــي المكـان التعـرف عليهــا .4لـذلك فل
أعتق ــد أن ه ــؤلء الفقه ــاء ك ــانوا سيرفض ــون العتم ــاد عل ــى رأي الط ــب بخص ــوص ه ــذه العي ــوب
-أستاذنا أحمد الخمليشي :وجهة نظر ،مرجع سابق ،ج ،2ص .89 3
-أستاذنا أحمد الخمليشي :التعليق على قانون الحوال الشخصية ،مرجع سابق ،ج ،2ص .68 4
114
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الداخلية لو عاشوا في عصرنا هذا ،أو لو كان الطباء في عصرهم قادرين علــى الجـواب اليقينـي
الذي يملكه أطباء اليوم بفضل التقدم العلمي والتقني.
غأيــر أن هــذا القــول ل يعنــي الكتفــاء بقبــول شــهادة طبيــة بــالعقم ل تــبين أســبابه والوســائل
المستعملة للتعرف على هذه السباب ،وما يؤكد وجود العقم وقت نشوء الحمــل موضــوع النـزاع.1
إوانمــا لبــد مــن أن يكــون العقــم ثابتــا بمقتضــى الشــهادة بكيفيــة واضــحة ويقينيــة ،لن القضــاء ل
ينبغي أن ينبني على الحتمال ،خصوصا في مجال خطير كالنسب.2
وخلصة القول أنه إذا كان الفقه المالكي المعمـول بـه أمـام المحـاكم المغربيـة ،لـم يتحـدث
صراحة عن الشهادة الطبية بالعقم كوسيلة لنفي النسـب ،فـإنه قـد اعتمـد علـى قـول "أهـل المعرفـة"
ف ــي العي ــوب الخلقي ــة الظ ــاهرة ال ــتي ك ــان بإمك ــان ه ــؤلء الجـ ـواب ع ــن م ــدى تأثيره ــا عل ــى الق ــدرة
النجابية للمصاب بها .وهذا يعني أنه كـان بإمكـان القضـاء المغربـي ،أن يفسـر هـذه القـوال بمـا
يلئم مغرب اليـوم الـذي أصـبح يتـوفر علـى أطبـاء بوسـائل علميـة وتقنيـة متطـورة ،لـم تكـن متـوفرة
لــدى "أهــل معرفــة" شـراح مختصــر خليــل .وذلــك حــتى يحفــظ للقواعــد الفقهيــة ملءمتهــا لظــروف
الزم ــان والمك ــان ،ع ــوض الرض ــوخ للحج ــر ال ــذي فرض ــه علي ــه الفق ــه ،والكتف ــاء بالتصـ ـريح ب ــأن
الشهادة الطبية بالعقم ليست من الوسائل المقررة شرعا لنفي النسب.
-أستاذنا أحمد الخمليشي :نفس المرجع السابق ،ص 68وما بعدها ،هامش .83 1
-يرى الدكتور محمد الكشبور أنه يجب على المشرع – متى أتيحت له فرصة إعادة النظر في بعض أحكام مدونة الحوال الشخصية – أن يتصل 2
بالمهتمين بالميدان الطبي أو أن يستصدر فتوى من هيئة متخصصة وطنية أو دولية ،لتوضح لنا هل الخبرة في ميدان النسب إثباتا ونفيا هي مسألة مبنية
على اليقين أو على مجرد الحتمال ،بحيث نأخذ بها ونقننها في الحالة الولى ،ونستبعدها في الحالة الثانية ذلك أن تجاهل ما حققه الطب من معجزات
في القرن الذي نعيش فيه خطأ ل يغتفر أبدا" .محمد الكشبور :الوسيط في قانون الحوال الشخصية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة الرابعة ،1999
ص .458
115
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الفننننننننرع الثنننننننناني:
المسننؤوألية المترتبننة عننن
إنشاء الشهادة الطبية
تعت ــبر الش ــهادة الطبي ــة عمل هام ــا وخطيـ ـ ار م ــن أعم ــال مهن ــة الط ــب ،ق ــد ت ــترتب عنه ــا
المسؤولية المدنية والجنائية والتأديبية للطبيب الذي أنشأها.
لذلك فإننـا سـنتناول مـا قـد يـترتب علـى إنشـاء هـذه الشـهادة مـن مسـؤولية مدنيـة ومسـؤولية
جنائيــة فــي مبحــثين متـ ـواليين ،بــالنظر لمــا تــثيرانه مــن مشــاكل معتــبرة .أمــا المســؤولية التأديبيــة
المترتبة عن هذا النشـاء ،والــتي تهــدف إلــى حمايـة شــرف المهنــة ،1فيكفـي أن نشـير بشـأنها إلـى
أنهــا تجــد مصــدرها فــي الفصــل الثــامن مــن مدونــة الداب المهنيــة للطبــاء الــذي يمنــع علــى كــل
طبيب تحرير أي تقرير مغرض أو تسليم أية شهادة مجاملة ،2وذلك تحت طائلـة تعرضـه لحـدى
العقوبــات المنصــوص عليهــا فــي الفصــل 40مــن ظهيــر 21مــارس 31984الــتي تتمثــل فــي
النــذار والتوبيــخ واليقــاف عــن ممارســة المهنــة لمــدة ل تجــاوز ســنة والحــذف مــن جــدول الهيئــة،
والتي يمكن أن تضاف إليها عقوبة تكميلة تتمثل في المنع من عضوية مجالس الهيئة طوال مدة
ل تتجاوز عشر سنوات.
ويرجــع اختصــاص البــث فــي هــذه المســؤولية إلــى هيئــة الطبــاء الوطنيــة ،الــتي تمارســه
بواسـطة المجـالس الجهويـة وكـذا المجلـس الـوطني فـي مرحلــة الستئنــاف ، 4بحيـث تقــام الـدعوى
1
- OMAR AZZIMAN : Elements d’intruduction à la responsabilitè juridique du médecin, la
respensabilité médicale, Rapport du thème principal du septième congrès médical national,
Société Marocaine des sciences médicales, 1989, p : 17.
- 2هذا المقتضى نفسه تنص عليه المادة 9من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب.
- 3ظهير شريف رقم 1.84.44صادر في 17من جمادى الخرة 1404موافق 21مارس 1984بمثابة قانون يتعلق بهيئة الطباء الوطنية،
منشور بالجريدة الرسمية عدد 3725صادرة بتاريخ 21مارس ،1984ص .320
- 4الفصل 37من ظهير 21مارس 1984المتعلق بهيئة الطباء الوطنية ،المعدل بمقتضى قانون رقم 11.94كما صدر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 1 – 96 – 120بتاريخ 7أغأسطس ) 1996الجريدة الرسمية عدد ، 4432الصادرة بتاريخ 21نونبر ، 1996ص ( 2570 :ا.
116
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
التأديبيــة أمــام المجلــس الجهــوي الــذي ينتمــي إليــه الطــبيب المعنــي بــالمر ،1ويكــون مقــرر هــذا
المجلــس معلل ويبلــغ بواســطة رســالة موصــى بهــا فــي أقــرب الجــال إلــى الطــبيب الصــادر بشــأنه
إوالــى المشــتكي والدارة ويخــبر بــه المجلــس الــوطني . 2ويكــون هــذا المقــرر قــابل للســتئناف لــدى
المجلس الوطني في بحر الثلثين يوما التي تلي تبليغه ، 3كما يمكن أن تحال المقررات التأديبية
ال ــتي يتخ ــذها المجل ــس ال ــوطني نهائي ــا إل ــى الغرف ــة الداري ــة ب ــالمجلس العل ــى وف ــق الجـ ـراءات
المقررة في قانون المسطرة المدنية.4
إواذا كــان الحكــم الجنــائي يلــزم مجــالس الهيئــة ،بحيــث ل يجــوز لهــا تقــدير الخطــأ المهنــي
بشــكل مخــالف ،فإنهــا ل تكــون ملزمــة باتبــاع الحكــم أو الق ـرار الصــادر فــي المــادة المدنيــة مــتى
ارتأت أن الخطأ المدني ل يشكل خطأ مهنيا.5
وبالضــافة إلــى أطبــاء القطــاع الخــاص ،فــإن الطبــاء المــوظفين 6يخضــعون أيضــا لهــذه
المسـؤولية التأديبيـة عنـد قيامهم بعمـل مـن أعمـال النيابـة أو عنـد مزاولتهـم مهنـة الطـب فـي إطـار
الــوقت الكامـل المعـدل ،مـا دامـوا يخضـعون فـي هــاتين الحـالتين للنصـوص التشـريعية والتنظيميــة
المتعلقــة بمزاولــة مهنــة الطــب فــي القطــاع الخــاص ،اســتنادا إلــى المــادتين 31و 58مــن القــانون
رقــم .94ـ 10المتعلــق بمزاولــة الطــب.وهــم يخضــعون كــذلك إلــى ســلطة الهيئــة التأديبيــة إذا كــان
الخطأ المنسوب إلى الطبيب خطأ شخصي ل علقة له بــالمرفق العــام ويشــكل إخلل بالواجبــات
التي تفرضها مدونة الداب المهنية.7
ورغأم محاولة و ازرة العدل تفعيل دور هذه الهيئة في هذا المجــال مـن خلل إصـدار رســالة
دوري ــة 8بتاري ــخ 30يولي ــوز 1992تح ــث فيه ــا ال ــوكلء وال ــوكلء الع ــاملين للمل ــك عل ــى إحال ــة
الشــهادات الطبيــة المتشــكك فــي صــحة بيانتهــا والــتي ســلمت علــى ســبيل المجاملــة علــى المجلــس
المتعلق بهيئة الطباء الوطنية . مارس 1984 من ظهير 21 - 1الفصل 45
المتعلق بهيئة الطباء الوطنية. مارس 1984 من ظهير 21 - 2الفصل 53
المتعلق بهيئة الطباء الوطنية. مارس 1984 من ظهير 21 - 3الفصل 58
المتعلق بهيئة الطباء الوطنية. مارس 1984 من ظهير 21 - 4الفصل 41
5
- Le Gueut – Develay : La responsabilité médicale, http : // www. med . univ – rennes 1. Fr/
galesne / medecine – legale /responsabilite – medicale. htm , mis à jour le 15 septembre 1998,
12/01/2001, 10.30h , 5 pages , p : 2.
- 6يظل الطباء التابعون للقطاع العام خاضعين مبدئيا في الميدان التأديبي للقوانين والنظمة المطبقة عليهم بحكم نظامهم الساسي كما تؤكد ذلك
الفقرة الولى من الفصل 38من ظهير 21مارس 1984المتعلق بهيئة الطباء الوطنية.
- 7الفقرة الثانية من الفصل 38من ظهير 21مارس 1984المتعلق بهيئة الطباء الوطنية.
- 8رسالة دورية رقم .2.11.5703
117
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الجهــوي للطبــاء قصــد إجـ ـراء بحــث فــي شــأنها ،1إل أن الملحــظ هــو نــذرة المتابعــات التأديبيــة
الصادرة في حق الطباء رغأم سيادة بعض الممارسات التي تتنافى وشرف المهنة.2
وعموم ــا فهـ ــذا المن ــع المنصـ ــوص علي ــه ف ــي الفصـ ــل الث ــامن م ــن مدون ــة الداب المهني ــة
للطبــاء ،شــأنه فــي ذلــك شـأن سـائر القواعــد المنصــوص عليهــا فــي هــذه المدونــة ،ليســت لــه قيمــة
القواعــد القانونيــة ،إوانمـا هــو مجـرد قاعـدة أخلقيـة اعــترف بهـا رســميا كـي تطبـق بواسـطة الســلطة
التأديبيـ ــة ،فقيمتـ ــه ل تتعـ ــدى مجـ ــالس التـ ــأديب المهنيـ ــة ول تلـ ــزم القاضـ ــي المـ ــدني أو القاضـ ــي
الجنائي.3
المبحث الوأل :المسؤوألية المدنية
المترتبة عن إنشاء الشهادة الطبية
إن الحــديث عــن المســؤولية المدنيــة للطــبيب عــن إنشــاء الشــهادة الطبيــة يقتضــي تحديــد
الط ــار الــذي يمــارس فيــه ه ــذا الطــبيب مهنت ــه ،ذل ــك أن أســاس مســؤولية الطــبيب ال ــذي ينش ــئ
الشهادة بمناسـبة ممارسـته المهنـة فـي إطـار الوظيفـة العموميـة يكـون تقصـيريا دائمـا ،نظ ـ ار لعـدم
وجود رابطة تعاقدية مع أي شخص يمكن أن يتضرر من هذه الشهادة.
أمــا عنــدما يتــم إنشــاء الشــهادة الطبيــة مــن لــدن طــبيب يمــارس المهنــة بصــفة ح ـرة ،4فــإن
أساس المسؤولية يكون عقديا في الحالة التي يتضرر فيها الزبون من إخلل الطبيب بالتزام
ناشئ عن العقد الطبي الرابط بينهما .ويكون تقصــيريا فــي الحالــة الــتي يتــم فيهــا إنشــاؤها دون أي
ارتبــاط تعاقــدي بالمتضــرر ،الــذي قــد يكــون هــو الشــخص موضــوع هــذه الشــهادة ،مثلمــا قــد يكــون
أحدا من الغأيار.
- 1إضافة إلى أنه قد سبق لوزير العدل أن أصدر منشو ار يحمل رقم 985بتاريخ 1986 – 12 – 25يطلب بمقتضاه من الوكلء العامين ووكلء
الملك "عند إرادة تحريك الدعوى العمومية في مواجهة أحد الطباء بسبب ارتكابه جريمة أثناء قيامه بعمله الطبي أو تعلقت الجريمة بالمهنة ومزاولتها،
العمل مقدما على ربط التصال بالهيئة القليمية المسجل لديها الطبيب المذكور أو المعنية بالمر بقصد اطلعها على وقائع الجريمة ،وللستئناس
بإفادتها الفنية والمهنية في هذا الصدد…" .إواذا كان الهدف من هذا المنشور هو إشراك الهيئة في الوصول إلى حل أخف وطأة من الجزاء الجنائي ،فإن
فيه ربما ترجيح للمسؤولية التأديبية على المسؤولية الجنائية .انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش :تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع
المسؤولية الطبية ،سلسلة المعرفة القانونية ، 1مطبعة المنية ،الرباط ،الطبعة الولى ،1995ص 63وما بعدها.
-عبد المجيد خداد ،رسالة سابقة ،ص .271 2
مرجع سابق ،ص 29وما بعدها -انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش :تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية، 3
.
- 4إضافة إلى أطباء القطاع الخاص ،فقد منح الفصلن 31و 58من القانون رقم 10.94المتعلق بمزاولة مهنة الطب للطباء الموظفين إمكانية
مزاولة مهنة الطب بصفة حرة في حالتين أساسيتين هما النيابة عن طبيب حر ومزاولة المهنة داخل مصحة خاصة.
118
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لذلك فإننا سـنتناول هـذا المبحـث فـي مطلـبين نخصـص الول لحـالت المسـؤولية العقديـة
للطــبيب عــن إنشــاء الشــهادة الطبيــة ،بينمــا نخصــص الثــاني لحــالت المســؤولية التقصــيرية عــن
إنشاء هذه الشهادة.
119
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لقد سبق أن بينا أن التزام الطبيب باحترام السر المهني يعتبر التزاما ناشئا عن العقد
الطبي ،1لذلك فإن الطبيب الذي يخل بهذا اللتزام يعتبر مسؤول عن إفشاء السر مسؤولية
عقدية استنادا على الفصل 263من ظ.ل.ع .الذي يجعل التعويض مستحقا بسبب عـدم الوفـاء
باللتزام دون اشتراط لي سوء نية.
إواذا ك ــان القضــاء المغربــي ق ــد ذهــب ف ــي أحــد أحك ــامه قــديما 2إلــى أنــه "ل يمك ــن الق ــول
بمســؤولية الطــبيب عــن إخللــه بــاللتزام بالمحافظــة علــى الســر المهنــي مــا دام المريــض قــد طلــب
ذلك إل إذا ثبت في حقه تواطئ تدليسي أو خطأ جسيم" ،فإن ذلك يرجع إلى كــون
الشهادة الطبية قد سلمت للمدعية التي تطالب بالتعويض بناءا على طلبها .وبالطبع فإن
تسليم شهادة طبية للشخص المعني بها بناءا على طلبه ل يعتبر إفشاءا للسر المهني.3
ويعتبر التزام الطـبيب بتشــخيص الحالــة الصـحية لزبـونه ،كمرحلـة سـابقة لعلجـه مــن أهــم
اللتزامات المترتبة عن العقد الطبي .4لذلك فـإن مـن شـأن إنشــاء شـهادة طبيــة تتضــمن تشخيصـا
خاطئا أن تثير المسؤولية العقدية لمحررها متى ترتب عنها ضرر للشخص المعني بها.5
وعليــه إذا كــانت مســؤولية الطــبيب الــذي أنشــأ شــهادة طبيــة بســوء نيــة ضــدا علــى نتائــج
التشخيص الذي توصل إليه تعتبر قائمة بمجرد إثبات ذلك ،فإن مسؤولية طبيب حسن النيــة عــن
إنشاء شهادة طبية تتضمن تشخيصا خاطئا تخضـع لنفـس القواعـد المقـررة للمسـؤولية عـن الخطـأ
فــي التشــخيص ،إذا اســتثنينا الغألط الماديــة عنــد التحريــر أو النســخ .6لــذلك ســنتعرض فــي فقـرة
أولى لتقدير خطـأ الطــبيب فـي تشــخيص الحالــة الصـحية لزبـونه عنـد إنشـاء الشــهادة الطبيــة ،قبــل
أن نتعرض في فقرة ثانية لثبات هذا الخطأ.
120
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
121
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
بسبب ثبوت عدم فعاليتها .1كما قد ينتج هذا الغلط أيضا عن تشابه العراض في عدد كبير مــن
المراض ،2حيث يكون مغتف ار إذا كان ناجما عــن نقــص فــي مجـال العلــوم الطبيــة ،أو عــن نقــص
الوسائل ذات التأثير الفعال التي من شأنها أن تؤدي إلى نتائج مؤكدة.3
ول يعتبر الغلط في التشخيص خطأ ،حتى ولو كان فــي اســتطاعة طــبيب حــذر يعمــل فــي
ظروف مشابهة أن يتجنبه .4ما دام قد أدى فيه واجبه على قــدر اجتهـاده ،5إل إذا كــان يـدل علــى
جهــل واضــح بالمعطيــات الطبيــة المتفــق عليهــا مــن قبــل الجميــع والمعتــبرة كحــد أدنــى لمــا هــو
متعارف عليه ،6بحيث يتعين وضع حد فاصل بين الرأي وبين الجهل.7
أما الخطأ في التشخيص الموجب للمسؤولية فيمكن أن ينتج عن رعونــة الطبيـب
أو إهمــاله أو عــدم اتخــاذه الحتياطــات اللزمــة ،8ذلــك أنــه ملــزم أثنــاء مباش ـرة عمليــة التشــخيص
ببــذل جهــود صــادقة يقظــة وفــق المعطيــات العمليــة والظـواهر الــتي تــترجم الحالــة الداخليــة لطــالب
الشهادة.9
وفــي هــذا الطــار اعتــبرت محكمــة النقــض الفرنســية أن الطبــاء مســؤولون عــن العاقــة
التي حدثت لمولود نتيجة إهمالهم القيام بالتشخيص المصلي المتعلق باكتشاف داء الحميراء
لدى والدته.10
ويتعين عند تقدير الخطأ في التشــخيص التعامــل بشــدة أكــبر مــع الطبــاء الختصاصــيين
فــي المجــال الــذي تخصصــو فيــه ،11علــى اعتبــار أن التخصــص صــفة خارجيــة تــدل علــى زيــادة
العلم ويكون من شأنها أن تحمل الناس على زيادة الثقة بالطبيب المتخصص.12
-محمد حسين منصور :المسؤولية الطبية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،1989 ،ص .44 6
8
- Hakim , Articl précité, p : 23.
9
- Savatier ( R ) : Note au D 1948, P : 299.
10
- Cass. Civ. 16 juillet 1991, JCP 1991, IV 366.
انظر للمزيد من التوسع في موضوع مسؤولية الطبيب عن الخطأ في التشخيص الذي نجم عنه ازدياد مولود معاق :
J.F. CARLOT et Christian MOREL : Actualités du risque médical, http : www. jurisques .
com /JFC 21 . HTM # MEDECIN, Mise à jour le 15 Octobre 2001, 14/11/2001, 11.00h , 18
pages, p : 4 et suiv.
11
- Hakim , Articl précité, p : 23.
-أستاذنا أحمد ادريوش :تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية ،مرجع سابق ،ص .88 12
122
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لــذلك فقــد جــاء فــي حيثيــات ق ـرار لمحكمــة الســتئناف بفــاس 1أن مــن "مــن المقــرر فقهــا
وقضاءا استعمال منتهى الشدة مع الطباء الخصائيين في التشـخيص…" .كمـا ذهبـت محكمـة
الســتئناف بالقــاهرة 2إلــى أنــه "بالنســبة للطبــاء الخصــائيين ،فــإنه يجــب اســتعمال منتهــى الشــدة
معهم وجعلهم مسؤولين عن أي خطأ ولو كان يسيرا ،خصوصــا إذا سـاءت حالــة المريـض بسـبب
معــالجتهم ،لن مــن واجبهــم الدقــة فــي التشــخيص وعــدم الهمــال فــي المعالجــة" .وقــد أيــد الفقــه
المصــري 3هــذا التجــاه الــذي ســار عليــه القضــاء الفرنســي 4أيضــا ،مثلمــا اعتــبره أستاذن ــا أحمــد
ادريوش تدشينا لتوجه جديد للقضاء المغربي.5
ونســتخلص ممــا ســبق أنــه يتعيــن علــى الطــبيب ،لكــي ل تقــوم مســؤوليته عــن خطئــه فــي
التشخيص ،أن يتصـرف كمـا يتصـرف العـالم بأصـول مهنتـه ،وأن يقـوم بـالفحص بكـل حـذر ،وأن
يلجأ إلى الوسائل الممكنة التي تساعده والتي يضعها العلم تحت تصرفه.6
الفقرة الثانية :إثبات خطأ الطبيب في التشخيص
عند إنشاء الشهادة الطبية
تقوم المسؤولية الطبية حسب التجاه السائد فقها وقضاءا على أساس الخطأ .7كما أن
التزام الطبيب حسب هذا التجاه هو التزام ببذل عناية ،بحيث ل يلزم بضمان نتيجــة معينــة إوانمــا
فقط بأن يبذل جهود صادقة متفقة ،في غأير الظروف الستثنائية ،مع المعطيات الثابتــة والحاليــة
في علم الطب.8
وعلى ضوء هذا التوجه يمكن القول بأنه يكون على المتضرر من تشخيص طبي خــاطئ
حتى يستفيد من التعويض ،أن يثبت مبدئيا كون الطبيب قد أخطأ في التشخيص نتيجة لرعــونته
أو إهماله أو مخالفته للصـول الثابتـة والمسـتقرة فـي علـم الطـب ،زيـادة علـى إثبـاته للضـرر الـذي
- 1قرار مدني عدد 355/79بتاريخ 1979 – 12 – 21في الملف المدني عدد ،11752منشور بمجلة المعيار ،عدد ، 15سنة ، 1989ص
123وما بعدها .
وانظر تعليقا لستاذنا أحمد ادريوش على هذا القرار :عنصر التخصص في تقدير خطأ الطبيب ،ضمن تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع
المسؤولية الطبية ،مرجع سابق ،ص 100وما بعدها.
- 2بتاريخ 02/01/1936منشور بمجلة المحاماة س ،16رقم ،334ص . 713أشار إليه الدكتور أحمد ادريوش ،نفس المرجع ،ص 101وما
بعدها.
- 3سليمان مرقس" :تعليقات على الحكام في المواد المدنية" ،مجلة القانون والقتصاد ،السنة ،17ص .645أشار إليه الدكتور أحمد ادريوش ،نفس
المرجع السابق ،ص .102
4
- Cass. Civ 01/06/1976, J.C.P 1976, 2.18 483.
الدكتور أحمد ادريوش ،نفس المرجع السابق ،ص .105 - 5
عبد الرشيد مامون ،مرجع سابق ،فقرة ،156ص .212 - 6
أستاذنا أحمد ادريوش ،نفس الرسالة السابقة ،ص 152وما بعدها. - 8
123
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أصــابه مــن جـراء ذلــك والعلقــة الســببية بينهمــا .وتطبيقــا لــذلك فقــد ذهــب بعــض الفقــه 1إلــى القــول
بأن "خطأ الطبيب في التشخيص ل يشكل كقاعدة عامة تنفيذا معيبا لللــتزام ،فالتشــخيص يــدخل
في إطار الفن الطـبي ،وسـواء كـان صــحيحا أو غأيــر صــحيح فـإن هـذا المــر ل يهــم القاضــي فــي
شــيء ،إوانمــا الشــيء المهــم للقاضــي هــو معرفــة مــا إذا كــان الطــبيب حــذ ار أو متيقظــا ،وأنــه طبــق
المبادئ العلمية السليمة".
غأير أنه إذ كان من المقبول مبدئيا اعتبار التزام الطبيب بمناسـبة التشــخيص الت ازمــا ببـذل
عناية ،فإن ثمة استثناءات ترد على هذا المبدأ يتعين معهـا اعتبــاره ملتزمــا بتحقيــق نتيجـة .إذ أنــه
من غأير المعقول اعتبار الطبيب ملتزما بمجرد بذل عناية متى تعلق المر بتشخيص بناءا على
أعمــال تحليــل مخــبري أو صــور أخــذت بالشــعة ،مــا دام التقــدم العلمــي فــي هــذا المجــال قــد جعــل
الحتمال يصبح فيها معدوما تقريبا.
لــذلك فقــد ذهبــت محكمــة تولــوز بفرنســا إلــى القــول بــأن الطــبيب القــائم بالتحليــل قــد الــتزم
بنتيجة ما دام العمل الطبي المتعلق بتحليل الدم يخضع لقواعد مضبوطة وثابتة تؤدي بالضــرورة
إلــى نتيجــة صــحيحة .2وهــذه القاعــدة يمكــن تطبيقهــا علــى كــل التحليلت الطبيــة الــتي تجــرى فــي
المعامــل إذا تــم إجراؤهــا وفقــا لقواعــد ل تتفــق مــع الصــول العلميــة ،لن النتائــج المعمليــة لــم تعــد
تتضمن في الوقت الحاضر أي احتمال.3
ولعل هذا هو ما جعل محكمة النقض الفرنسية 4تعتــبر الطــبيب مســؤول عــن إعاقــة لحقــت
مولودا من جراء عدم تشخيصه لداء الحميـراء لــدى أم المولــود ،رغأـم إجرائهـا لتحليــل مخــبري بهـذا
الخصــوص ،وذلــك دون أن تطــالب هــذه الســيدة بإثبــات كــون الخطــأ فــي التشــخيص يرجــع إلــى
رعونته أو إهماله .كمــا ذهبـت هـذه المحكمــة 5أيضـا إلـى اعتبـار الطـبيب مســؤول عــن التشــخيص
النــاجم عـن قـراءة خاطئــة لصـورة أخــذت بالشـعة لن مجــرد التأويـل الخــاطئ للصـورة مـوجب فـي
حد ذاته للمسؤولية.
2
- Trib de Touse, 14 Decembre 1959, J.C.P 1960, II 11 402.
-عبد الرشيد مأمون :مرجع سابق ،فقرة ،59ص .70 3
4
- Cass. C IV, 26 Mars 1996, DS 1997, N° 3, p :36, Note ROCHE – DAHAN.
5
- Cass. civ, 01 Juin 1976, J.C.P 1976, II 1883.
124
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وعليه تكون تقصيرية مسؤولية الطبيب عـن إنشـاء شـهادة بمناسـبة ممارسـته الحـرة للمهنـة
دون ارتباط عقدي بالمضرور ) الفقرة الولى (ا ،كما تكون المسؤولية تقصيرية أيضا عن إنشاء
شهادة بمناسبة ممارسة مهنته في إطار الوظيفة العمومية ) الفقرة الثانية(ا.
- 1سواء كان طبيبا في القطاع الخاص ،أو طبيبا في القطاع العام عند قيامه بعمل من أعمال النيابة عن طبيب آخر أو عند مزاولته للمهنة داخل
مصحة خاصة .
125
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
مسؤول في مواجهته مسؤولية تقصيرية .1لذلك يتعين على الطبيب أن ل يشهد إل بما هو
متأكد منه وأن يتجنب التهور والحكام المسبقة . 2
تقوم مسؤولية الطبيب التقصيرية ،إذا قدم شهادة بها إيضاحات خاطئة تتعلق بعدد من
.3
أقارب شخص مصاب بمرض عقلي ،مما أدى إلى حجزهم
والحقيقة ،أن هذه ليسـت الحالـة الوحيـدة الـتي يمكـن أن يتضـرر فيهـا الغأيـار مـن شـهادة
طبية ،ذلـك أن إنشــاء شـهادة مخالفـة للحقيقـة تتضــمن تقـدي ار للحالـة الصــحية لشــخص معيــن مــن
شأنه أيضا أن يلحق ضر ار بغيره ،على اعتبار أن هذا الغير قــد يــؤدي خــدمات أو تعويضــات
أو امتيــازات معينــة تأسيســا علــى هــذه الشــهادة نتيجــة لجهلــه بالوضــعية الحقيقيــة ،حيــث يعتــبر
المدفوع بغير حق هو الضرر الذي لحقه من جراء هذا النشاء .
ورغأم أنه يكون بإمكان هذا الغير أن يسترد ما دفعه استنادا على قواعد الثراء بل سبب
أو استرداد غأير المستحق ،4فإنه يكون بإمكانه أيضا أن يثير المسؤولية التقصيرية للطبيب ،
ويمكن تأسيس خطئه في هذه الحالة إما على رعونته أو إهماله في التشخيص ،إواما على
مشاركته الزبون في احتياله وتلعبه .5
126
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
127
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أشخاص معينين ،وهي الحالة التي يكون فيها الضرر قد نشأ مباشرة عن تسيير مرافق
الدولة.1
وهذا يعني أن هذا القضاء ل يمكنه إل أن يشترط ثبوت الخطأ لقيام مسؤولية مرفق
الصحة العمومي عن الضرر الذي ترتب عن إنشاء شهادة طبية ،ما دامت هذه الشهادة تحمل
دائما ـ كشرط لصحتها ـ توقيع الطبيب الموظف الذي أنشأها والذي يدل بكل تأكيد على نسبتها
إليه .
128
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الخطأ أن يرقى إلى درجة " الخطأ الجسيم " أو " التدليس " وأضاف إليهما القضاء السابق
معيا ار ثالثا هو أن يكون الخطأ منفصل عن الوظيفة .1
وقد كان القضاء الفرنسي ومعه بعض الفقه ،يقيم هذه المسؤولية على أساس تعاقدي
نظ ار لقيام عقد بين المرفق الصحي وبين المريض سماه " سافتيي" بالعقد الستشفائي" ،لكن
سرعان ما استبعد القضاء هناك فكرة العقد كأساس لهذه المسؤولية .وهذا هو التجاه الصحيح ،
لن العلقة بين المرضى وبين مرافق الصحة العمومية ليست علقة تعاقدية إوانما هي علقة
نظامية .ومن تم فالساس القانوني للمسؤولية الشخصية للطبيب الموظف هو الساس
التقصيري استنادا إلى الفصل 80من ظ.ل.ع .ولذا وجب تطبيق القواعد المنصوص عليها في
باب المسؤولية التقصيرية بما فيها تلك المتعلقة بالتقادم.2
ول يحل المرفق الصحي العمومي محل طبيبه الذي تبثت مسؤوليته عن الخطأ
الشخصي الذي ارتكبه أثناء ممارسته لوظيفته إل بعد ثبوت إعساره ،فمسؤولية مرافق الصحة
العمومية عن الخطاء الشخصية التي يرتكبها الموظفون التابعون لها ليست مسؤولية أصلية ،
إوانما هي بمثابة الضامن لهم في الداء .لكن مع ذلك يبقى لها حق الرجوع على الموظف
المسؤول شخصيا ،وهو الحكم الذي استقر عليه الفقه والقضاء وتؤيده المبادئ العامة.3
- 1انظر بهذا الخصوص أستاذنا أدريوش :مسؤولية مرافق الصحة العمومية ،مرجع سابق ،ص 40 :وما بعدها .
- 2انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش ،نفس المرجع سابق ،ص . 45 :
- 3انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش ،نفس المرجع سابق ،ص .56 :
129
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
حيث مصدرها ، 1لذلك فقد عمد المشرع المغربي إلى اعتبار الطبيب مسؤول جنائيا عن إنشاء
شهادة طبية مخالفة للحقيقة ) المطلب الول (ا ،إوالى تجريم تزوير هذه الشهادة من قبل
شخص عادي ) المطلب الثاني (ا .
غأير أنه فضل عن هذه الجرائم التي خص بها المشرع الشهادة الطبية ،فإن الطبيب قد
يرتكب بمناسبة إنشائه وتسليمه لها جرائم أخرى ل ترتبط بها وحدها كجريمة إفشاء السر
المهني التي تعتبر هذه الشهادة من بين أهم الوسائل المستعملة في ارتكابها . 2بالضافة إلى
جريمة المشاركة في سمسرة الزبناء وجلبهم ،حيث اعتبرت محكمة الستئناف بفاس 3أن هذه
التهمة ثابتة في حق طبيب " على اعتبار أن المتهم الثاني وهو محامي كان يستعمل من بين
الطرق في استمالة زبنائه التصال بالطبيب المذكور ويقترح عليه نسبة العجز التي يسلمها لهم
وأن الطبيب باستجابته لطلبات الظنين الثاني في ذلك يجعل منه عنص ار مشاركا ومهما في
سمسرة الزبناء وجلبهم وذلك بمساعدة المحامي في تمكين الضحايا من الشواهد الطبية وجعلهم
أكثر تمسكا بالمحامي الذي يرون فيه أنه قادر على أن يهيئ لهم كل شيء " .
130
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
هذه الشهادة بناءا على طلبه أو قبوله لعرض أو وعد أو أية فائدة أخرى جريمة رشوة نص عليها
في الفقرة الرابعة من الفصل 248من نفس القانون ) 1الفقرة الثانية (ا .
الفقرة الوألى :تزوأير شهادة طبية من قبل
طبيب .
تنـ ــص المـ ــادة 364مـ ــن مجموعـ ــة القـ ــانون الجنـ ــائي علـ ــى أن " كـ ــل طـ ــبيب أو جـ ـ ـراح
أو طــبيب أســنان أو ملحــظ صــحي أو قابلــة إذا صــدر منــه أثنــاء مزاولــة مهنتــه وبقصــد محابــاة
شخص إقرار كاذب أو فيه تستر على وجود مرض أو عجــز أو حالــة حمــل أو قــدم بيانــات كاذبــة
عن مصـدر المـرض أو العجــز أو سـبب الوفــاة يعـاقب بــالحبس مــن ســنة إلـى ثلث ســنوات مـا لــم
يكون فعله جريمة أشد مما نص عليه في الفصل 248وما بعده " .
وهذا النص يواجه حالة التزوير المعنوي2الذي يقع من طبيب بتضمين بيانات كاذبة في
الشهادات التي يعطيها بشأن أمور معينة حددها القانون 3وسنتعرف أول على أركان هذه
الجريمة قبل أن نتعرض ثانيا لثباتها وعقوبتها .
-بالضافة إلى هاتين الجريميتن ،فإن المشرع المغربي نص في الفقرة السادسة من الفصل 354من ظهير 6فبراير 1963المتعلق بحوادث 1
الشغل على أن كل طبيب يعمد إلى تحريف عواقب الحادثة في الشهادات المسلمة لتطبيق هذا الظهير يعاقب بغرامة تتراوح بين أربعين درهما وسبعمائة
وعشرين درهما وفي حالة العود إلى المخالفة خلل الثلثمائة والخمسة والستين يوما الموالية لصدور العقوبة بغرامة يتراوح قدرها بين ألف ومائتين درهم
وأربعة آلف وثمانمائة درهم .
كما نصت الفقرة الثانية من الفصل السادس من الظهير الشريف المؤرخ في 29ربيع الثاني 1356الموافق 8يوليو 1937المتعلق بأداء
المصاريف والتعويضات المستوجبة بعد وقوع حوادث السير ) منشور بالجريدة الرسمية عدد ،1298الصادرة بتاريخ 10شتنبر ، 1937ص 1490 :
(ا على أنه " :يعاقب بالسجن من شهر واحد إلى ثلثة أشهر وبذعيرة يتراوح قدرها بين 16و 2000فرنك أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط :
….
ثانيا :كل طبيب تعمد على تغيير نتائج الحوادث في الشهادات المسلمة للمصابين بها أو عن علم أيضا سلم شهادات تثبت حوادث مختلفة .
وترفع العقوبة إلى ضعفها عند ارتكاب المخالفة مرة ثانية " .
- 2ذهب القضاء المصري إلى أن عقوبة الجنحة المقررة في المادة 222عقوبات المقابلة للفصل 364من القانون الجنائي المغربي " قصد بها
الشارع التزوير المعنوي دون المادي " ) الطعن رقم 551لسنة 42قرار جلسة (19/06/1972ا كما أكد هذا القضاء على أن " التزوير المعاقب عليه
هنا هو تزوير معنوي يجعل واقعة مزورة في صورة واقعة صحيحة حال تحرير الشهادة بمعرفة الطبيب أو الجراح بإثبات مرض أو عاهة كذبا بمن تحرر
) نقض 1929 – 01 – 03القواعد القانونية رقم ، 78ص ( 97 :ا . لصالحه"
انظر هذه الق اررات عند :عزت عبد القادر :جرائم التزوير في المحررات ،الدار البيضاء للطباعة ،القاهرة ،الطبعة الولى ، 1991 ،ص . 140 :
- 3إبراهيم حامد طنطاوي :المسؤولية الجنائية عن جرائم التزوير في المحررات فقها وقضاءا ،المكتبة القانونية باب الخلق مصر ،الطبعة الولى
، 1995فقرة ، 203ص . 228 :
131
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
تستلزم جريمة الفصل 364من القانون الجنائي توافر أربعة أركان أساسية وهي :
– 1أن يكون مسلم الشهادة طبيبا أو جراحا أو طبيب أسنان أو ملحظا للصحة
أو قابلة أثناء مزاولته لمهنته .وذلك سواء كان طبيبا في القطاع العام أو في القطاع الخاص،
إذ أن النص ل يشترط في الفاعل صفة الموظف العمومي ،1فل يكون هناك مسوغ للتفرقة أو
التمييز أمام عموميته.2
– 2أن تصدر الشهادة أثناء مزاولة الطبيب ـ أو غأيره من الشخاص المذكورين في
الفصل ـ لمهنته .ذلك أن المقصود بالطبيب هنا هو الطبيب المزاولة لمهنته بصفة مشروعة
وقانونية ،إذ ل يكتفي بالمؤهلت العلمية فقط أو الحصول على ترخيص لمزاولة المهنة .3
–3أن يكون موضوع الشهادة قد تضمن إق ار ار كاذبا أو فيه تستر على وجود مرض أو
عجز أو حالة حمل ،أو أن يكون قد تضمن بيانات كاذبة عن مصدر المرض أو العجز أو
سبب الوفاة .ذلك أن النص يعاقب الطبيب أو من حكمه على ارتكابه لفعل جرمي إيجابي
أو في تقديم يتمثل في إثبات وجود مرض أو عجز أو حالة حمل على خلف الحقيقة
بيانات كاذبة عن مصدر المرض أو العجز أو سبب الوفاة ،إلى جانب عقابه على فعل
المتناع المتمثل في التستر على وجود مرض أو عجز أو حالة حمل عند إنشاء الشهادة وهو
ما يعرف بالتزوير عن طريق الترك . 4
132
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أمــا إذا كــان موضــوع الشــهادة الطبيــة غأيــر مــا ذكــر ،فــإنه يجــب اســتبعاد أحكــام الفصــل
364مــن القــانون الجنــائي والرجــوع لحكــم الفصــل 366مــن نفــس القــانون الــذي ينــص علــى
معاقبة "من صنع عن علم إق ار ار أو شهادة تتضمن وقائع غأير صحيحة " .
– 4ينبغي أن يتوافر لدى الجاني القصد الجنائي العام وكذلك قصد خاص .
والقصد العام هو إرادة ارتكاب الجريمة مع العلم بأركانها القانونية ،فإذا أثبت الطبيب
مرضا أو عاهة بطالب الشهادة ل عن رغأبة في تغيير الحقيقية بل عن جهل بفنه فل عقاب ،
وكذلك إذا تقدم إليه شخص آخر للكشف عليه منتحل إسم من صدرت الشهادة باسمه . 1
أما القصد الجنائي الخاص فهو أن تكون الشهادة المخالفة للحقيقة قد أعدت بقصد
محاباة شخص ما .
إن أول ما تثبت به هذه الجريمة هو اعتراف الجاني نفسه ،سواء أمام هيئة الحكم أو
أمام السيد وكيل الملك أو بمحضر الضابطة القضائية المختصة .وعليه فقد أدانت المحكمة
البتدائية بفاس 2طبيبا من أجل هذه الجريمة بناءا على اعترافه بمحضر الضابطة القضائية
على أنه " بحكم العلقة التي كانت تربطه بالمحامي المتهم الثاني مدة أزيد من أربع سنوات كان
هذا الخير يرسل إليه ضحايا حوادث السير وينجز لهم شواهد طبية وغأالبا ما كان يتسلم
أتعابه مباشرة من المحامي المذكور لدرجة أنه ذات يوم أرسل المحامي السالف الذكر في طلبه
فتوجه إلى مكتبه وهناك وجد عنده الضحية أ حيث أنجز لهذا الخير شهادة طبية بطلب من
المحامي بها أمد العجز 90يوما دون أن يقوم بفحص الضحية " وقد أيدت استئنافية فاس هذا
الحكم بعلة أن التهمة ثابتة في حق الطبيب " بناءا على اعترافه بمحضر الضابطة القضائية
133
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الموقع من طرفه على أنه سلم الشهادة الطبية للمسمى ) أ (ا والحاملة لـ 90يوما من العجز
وذلك بمكتب المتهم الثاني ودون الكشف عنه أو فحصه وأن نسبة 90يوما اقترحها عليه
المحامي …زيادة على اعترافه أيضا أنه كان يسلم الشواهد الطبية للضحايا الذين يرسلهم إليه
المتهم الثاني ويدون بتلك الشواهد المدة التي يطلبها المحامي " . 1
ويمكن أن تثبت هذه الجريمة أيضا بواسطة القرائن عند إنكار المتهمين ،حيث ذهبت
المحكمة البتدائية بصفرو 2إلى إدانة طبيبين من أجل " تقديم بيانات كاذبة عن مصدر العجز
ومنح شواهد طبية تتضمن وقائع غأير صحيحة " ،3بعلة أن إنكار الطبيبين " تكذبه اعترافات
المتهم ع التي جاءت واضحة ومنسجمة والتي أكد فيها بأنه تسلم شواهد طبية من المتهمين
بتوجيه من ب وأن المتهمين كانا يسلمان الشواهد الطبية في غأياب الضحايا المفترضين ودون
فحصهم والتأكد من العجز العالق بهم وأن أسماؤهم كانت تعطى بالهاتف من طرف ب وأدلى
بصورة شمسية لهاته الشواهد والتي تسلمها من المتهمين الذين لم ينازعا في كون هاته الشواهد
الطبية صادرة عنهما من جهة ومن جهة أخرى فإن تواجد هاته الشواهد عند المتهم ع قرينة
على أنه فعل هو الذي تسلمها وفي غأيبة أصحابها إوال لما أمكن له الحصول عليها والحتفاظ
بها " .
والحقيقة أن إثبات هذه الجريمة ليس بالمر الهين ،وذلك أنه حتى في الحالة التي يتبين
فيها أن المستفيد من الشهادة المشكوك في زوريتها غأير مريض ،فإنه يبقى من المحتمل أن
يكون هذا المستفيد قد بعث شخصا آخر للفحص بدل عنه منتحل إسمه ،فلم ينتبه الطبيب ،
وأنشأ شهادة باسم المريض المزور ،دون أن يكون لديه أي قصد جنائي بهذا الخصوص . 4
-1قرار صادر عن محكمة الستئناف بفاس بتاريخ 15/11/1999تحت عدد 7061/99في الملف الجنحي ،عدد ) 99 / 3951عير منشور
(ا .
- 2حكم صادر عن المحكمة البتدائية بصفرو بتاريخ 04/02/2000تحت عدد 99. 40في الملف جنحي تلبسي رقم ) 2000 . 25غأير منشور
(ا .
- 3رغأم أن المتابعة جاءت بهذه الصيغة ،فإنه تم الستناد على الفصول 360و 361و 366من م.ق.ج ،وليس على الفصل ) 364من نفس
القانون (ا الواجب التطبيق .
4
- Anis Saadi : Le certificat médical de complaisance , Espérance Médicale , Mars 2000 ,
Tome 7 , N° 59 , p : 115.
134
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وفي هذا الطار صرحت المحكمة البتدائية بتازة ببراءة طبيب من هذه التهمة وبعدم
الختصاص في المطالب المدنية تأسيسا على أن الشك يفسر لصالح المتهم .1
إواذا ما تم إثبات هذه الجريمة بعناصرها ،بما فيها قصد المحاباة أو المجاملة ،فإن
الطبيب يعاقب في هذه الحالة بالحبس من سنة إلى ثلث سنوات .ويجوز علوة على ذلك ،أن
يحكم عليه بالحرمان من واحد أو أكثر من الحقوق المشار إليه في الفصل 40من م .ق .ج .
لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات .
إواذا كان الطبيب قد ارتكب هذه الجريمة إض ار ار 2بالخزينة العامة أو بالغير ،فإنه يعاقب
عليها وفقا للفصل 367من القانون الجنائي ،بحسب ما يناسب طبيعتها إما باعتبارها تزوي ار
في المحررات العامة أو الرسمية ،إواما باعتبارها تزوي ار في المحررات الخاصة ،بحيث تطبق
في هذه الحالة الفصول من 352إلى 358حسب الحوال.
أو أما إذا كان الطبيب قد أنجز الشهادة المزورة بناءا على طلب أو قبول عرض
وعد أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى ،فيعاقب حينئذ وفق العقوبات المقررة في
باب الرشوة ،كما سنرى في الفقرة الثانية .
135
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أول :أركان جريمة رشوة الطبيب من أجل إنشاء شهادة مخالفة للحقيقة .
تقوم هذه الجريمة على ثلثة أركان أساسية وهي :
– 1أن يحمل الجاني صفة طبيب أو جراح أو طبيب أسنان أو مولدة .وتقتضي
عمومية النص أن ل يشترط في الفاعل صفة الموظف العمومي ،بحيث يعتبر مرتكبا للجريمة
ولو كان يعمل في القطاع الخاص .
أو – 2قيام الطبيب بطلب أو قبول عرض أو وعد أو بطلب أو تسلم هبة أو هدية
أي فائدة أخرى كيفما كان جنسها ونوعها من صاحب الحاجة ،ليعطي له شهادة كاذبة بوجود
أو عدم وجود مرض أو عاهة أو حالة حمل ،أو ليقدم له بيانات كاذبة عن أصل مرض أو
عاهة أو عن سبب وفاة .
وقد أكد أستاذنا أحمد الخمليشي على أن المرتشي يعتبر مرتكبا لجريمة رشوة تامة
بمجرد طلبه أو قبوله لعرض أو وعد أو أية مكافأة ،سواء كان لطلبه أثر أم ل ،أنجز العمل
الذي أخذ عنه الرشوة أم لم ينجزه .1وهذا يعني أن الطبيب يعتبر مرتكبا لهاته الجريمة بمجرد ما
أو هدية أو أية فائدة أخرى يصدر عنه طلب أو قبول عرض أو وعد ،أو طلب أو تسلم هبة
،بغض النظر عن استجابة أو رفض صاحب الشأن ،وسواء قام بإعطائه الشهادة أو البيانات
المخالفة للحقيقة أم ل .
وقد قضت محكمة الستئناف بتطوان بتأييد الحكم البتدائي القاضي بإدانة أحد الطباء
المتابع من طرف النيابة العامة بتهمة الرتشاء وتقديم رأي كتابي يتضمن إق ار ار بوقائع يعلم
أنها مخالفة للحقيقة بحيث جاء في حيثيات قرارها " :وحيث اعترف المتهم الطبيب أمام
الضابطة القضائية بأنه تسلم من المتهم " ب" … مبلغ ألفي درهم من أجل إنجاز خبرة طبية
- 1أستاذنا أحمد الخمليشي :القانون الجنائي الخاص ،نشر وتوزيع مكتبة المعارف ،الطبعة الثانية ، 1985 ،الجزء الول ،ص .136 :
136
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
على أساس عدم القيام بالكشف على الضحية وتحديد نسبة العجز مائة في المائة وذلك على
غأرار الشهادة الطبية التي سلمها للضحية .
وحيث إن قبول المتهم تسلم مبلغ مالي من أجل إنجاز خبرة طبية كلف بها مخالفة
للحقيقة يكون جنحة الرتشاء " .1
– 3يجب أن يتوافر لدى الطبيب قصد جنائي أي أن يكون طلبه أو قبوله أو تسلمه
للعرض أو الوعد أو الفائدة من أجل إعطاء الشهادة الكاذبة ،صاد ار عن علم إوارادة .
- 1قرار جنحي صادر عن محكمة الستئناف بتطوان ،تحت عدد 90/ 2100بتاريخ 18/6/1990في القضية رقم ) 1438/90غأير منشور (ا ،
ذكره محمد أو غأريس ،مرجع سابق ،ص ، 138 :هامش . 1
- 2هذه المكانية يتيحها الفصل 256من م .ق .ج باعتبار أن العقوبة المقررة لهذه الجريمة عقوبة جنحية .
137
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
نــص المشــرع المغربــي فــي الفصــل 363مــن مجموعــة القــانون الجنــائي علــى أن " مــن
أو يصطنع شهادة بمرض أو عجز تحت اسم أحد الطبــاء أو الجراحيــن أو أطبـاء الســنان
ملحظي الصحة أو قابلة بقصد أن يعفي نفسه أو يعفي غأيره من خدمة عامة أيا كانت ،يعاقب
بالحبس من سنة إلى ثلث سنوات " .
والذي يستنتج من هذا الفصل أنه يتعين لقيام هذه الجريمة اصطناع شهادة مثبتة لمرض
أو عجز تحت اسم طبيب أو من في حكمه ) الفقرة الولى (ا ،وأن يكون القصد من هذا
الصطناع إعفاء الجاني نفسه أو غأيره من أداء خدمة عامة ) الفقرة الثانية (ا .
يتحدث النص عن الصطناع ،والصطناع يعني إنشاء محرر لم يكن له وجود في
الصل ونسبته زو ار إلى غأير صاحبه ،1إذ يقصد به اختلق المحرر من العدم ونسبته إلى
الغير ،2فل يعد اصطناعا التغيير في شهادة طبية صحيحة بالزيادة أو بالحذف . 3
ولقد فسر بعض الفقه موقف المشرع هذا بأنه قدر عدم احتمال حصول التزوير من
شخص بطريقة أخرى غأير الصطناع ،إوان كان ذلك ممكن الحدوث في الواقع ،كأن يغير
في التاريخ المثبت بشهادة صحيحة موجودة لديه ،أو كأن يمحو ما كان ثابتا بالشهادة من
138
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وصف المرض واستبداله بوصف مغاير له .1لذلك فقد أثير خلف في الفقه حول ما إذا كان
نطاق تطبيق هذا الفصل يشمل طرق التزوير المادي الخرى .وقد ذهب الرأي الراجح إلى
اشتراط وقوع التزوير بطريق الصطناع ،2وسند هذا الرأي أن المشرع نص على الصطناع فقط
دون غأيره ،وأن عبارة " الصطناع " أعطاها المشرع مفهوما ضيقا في الفصلين 365و 366
و" عدل" ،فإذا ارتكب فرد عادي تزوي ار عندما استعمل إلى جانبها عبارتي " زور "
بغير طريق الصطناع في شهادة طبية بغرض التخلص من خدمة عامة فإنه يخضع
لمقتضيات الفصل 366الذي ينص على معاقبة من " زور أو عدل بأية وسيلة كانت إقرار أو
شهادة صحيحة الصل ".
أو وينبغي أن تكون الشهادة المصطنعة مثبتة لمرض أو عجز بنفس الجاني
غأيره ،وقد ذهب بعض الفقهاء إلى القول بعدم قيام الجريمة في الحالة التي يكون فيها المرض
أو العجز أو العجز المثبت في الشهادة مطابقا للحقيقة ،على اعتبار أنه ما دام المرض
حقيقيا فل وجود لتغيير الحقيقة الذي هو جوهر كل تزوير معاقب عليه ،سيما وأن العفاء من
الخدمة العامة الذي هو هدف المتهم أساسه ثبوت العجز أو المرض بصرف النظر عما إذا
كانت الشهادة المتضمنة له مصطنعة أو صحيحة .3غأير أن الرأي الغالب يذهب إلى اعتبار
الجريمة قائمة ولو كان المرض أو العجز المثبت في الشهادة حقيقيا ل وهميا لن فعل
الصطناع يتطلب في حد ذاته تغيي ار للحقيقة بوضع إمضاء مزور ،ولن الضرر يتحقق بخداع
السلطة العمومية والخلل بالثقة المستمدة من صدور الشهادة من طبيب أو جراح .4كما أن
أو العجز المثبت بالشهادة غأير حقيقي .5 القانون لم يتطلب أن يكون المرض
139
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ويظهر أن هذا الرأي الخير هو السلم لنسجامه مع علة عقاب التزوير في المحررات
والتي تتمثل في إهدار الثقة العامة الواجبة لها.6
وجدير بالذكر أنه إذا كانت الشهادة مثبتة لمر كاذب بخلف المرض أو العجز كالسن
أو سلمة البنية أو الصلحية لخدمة معينة ،2فإن جريمة الفصل 363ل تعتبر قائمة،
وبالتالي ينبغي الرجوع إلى مقتضيات الفصل 366الذي ينص على معاقبة من صنع شهادة
تتضمن وقائع غأير صحيحة.
140
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
يشترط الفصل 363من مجموعة القانون الجنائي لمساءلة الجاني عن اصطناع شهادة
أو مثبتة لمرض أو عجز باسم أحد الطباء أن يكون ذلك " بقصد أن يعفي نفسه
غأيره من خدمة عامة أيا كانت " .
إواذا كان هذا الفصل واضحا في ضرورة توافر قصد جنائي خاص يتمثل في إعفاء
الجاني نفسه أو غأيره من خدمة عامة )ثانيا(ا ،فإن هناك من الفقه من اعتبر هذا العفاء أو
احتماله يشكل أيضا عنص ار آخر من عناصر الجريمة هو عنصر الضرر ) أول(ا .
- - 1أستاذدنا أحمد الخمليشي ،القانون الجنائي الخاص ،مرجع سابق ،ج ، 1ص . 254 :
- 2رؤوف عبيد ،مرجع سابق ،ص / 153 :طنطاوي ،مرجع سابق ،فقرة ، 200ص / 226عزت عبد القادر ،مرجع سابق ،ص .139
- 3يتعلق المر بالمادة 221عقوبات التي جاءت صيغتها كما يلي " :كل شخص صنع بنفسه أو بواسطة شخص آخر شهادة مزورة على ثبوت عاهة
لنفسه أو لغيره باسم طبيب أو جراح بقصد أنه يخلص نفسه أو غأيره من أي خدمة عمومية يعاقب بالحبس ".
- 4كالخدمة العسكرية وتأدية الشهادة أمام المحاكم .
141
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
- 2الحبس من ستة أشهر إلى سنتين ،والغرامة من مائتين إلى ألف درهم ،أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط .
- 3جواد بوكلطة ،نفس الرسالة السابقة ،ص . 353 :
142
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
143
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
خاتمصصة
144
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لقــد تعــرض المشــرع المغربــي للشــهادة الطبيــة فــي مجموعــة مــن النصــوص المتفرقــة ،دون
أن يعمــد إلــى تنظيمهــا فــي قــانون موحــد يحــدد القواعــد العامــة المتعلقــة بإنشــائها وتســليمها ،وكــذا
المس ــؤولية المترتب ــة ع ــن ه ــذا النش ــاء أو التس ــليم ،إض ــافة إل ــى القيم ــة الثباتي ــة ال ــتي يمك ــن أن
يعترف لها بها .
وتحتم الضرورة على رجل القضـاء العتمـاد علـى هـذه الشــهادات كوســيلة إثبـات بـالنظر
إلــى مضــمونها التقنــي الــذي يخــرج عــن نطــاق معرفتــه ،ويقــوده بالتــالي ـ عــن وعــي أو عــن غأيــر
وعي ـ إلى تكريس التصور المثالي عـن ممارسـة مهنـة الطـب مـن خلل وضـع الثقـة فـي صـدق
واســتقامة الطــبيب ،فــي الــوقت الــذي نســمع فيــه عــن شــهادات طبيــة تعطــى بقصــد المجاملــة أو
الحص ــول عل ــى منفع ــة معين ــة .الم ــر ال ــذي يط ــرح التس ــاؤل ع ــن م ــدى نجاع ــة النظ ــام الح ــالي
لمســؤولية الطــبيب عــن إنشــاء شــهادة مخالفــة للحقيقــة ،فــي ردع الطبــاء المتلعــبين بالثقــة الــتي
وضعها المجتمع فيهم ،خصوصا وأن من شأن احترام الشـروط العامـة المتطلبـة لنشــاء الشـهادة
الطبية وتسليمها أن يوفر ضمانات كافية على صحة مضمونها.
إن إنش ــاء الش ــهادة الطبي ــة م ــن ل ــدن شــخص يت ــوفر عل ــى م ــؤهلت علمي ــة وتقني ــة عالي ــة
بصــفته طبيبــا ،بعــد قيــامه بمعاينــة طبيــة فعليــة للشــخص المعنــي بهــا والتحقــق مــن هــويته ،ثــم
تحريــر نتائــج تلــك المعاينــة بصــدق وموضــوعية ،وتأريخهــا لتثبيتهــا فــي الزمــن ،وتوقيعهــا للتأكيــد
على أن مــا ضـمن بهـا مطــابق لتصـوره النهــائي ، ،قبــل تسـليمها لطالبهــا ،يـوفر ضــمانات كافيـة
للوصــول إلــى شــهادة مطابقــة للحقيقــة تســتحق الثقــة بمضــمونها والعتمــاد عليهــا كوســيلة إثبــات
متميزة .لذلك فإن ما يعرفه واقع الشـهادة الطبيـة مـن خلـل فـي التطـبيق ل يرجـع إلـى عـدم كفايـة
الشروط المتطلبة لنشائها كضمانات قبلية ،إوانما إلى عدم احترام فئة من الطباء لتلك الشروط
بقصـد تحويـل هـذه الشـهادة إلـى تجارة مربحـة فـي مجال الصـحة النسـانية .المـر الـذي يفـرض
علــى المشــرع والقضــاء وهيئــات الطبــاء ضــرورة تفعيــل مســؤولية الطبــاء عــن إنشــاء شــهادات
مخالفة للحقيقة سواء من الناحية التأديبية أو المدنية أو الجنائية.
145
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وعليه ،يتعين على المشرع أن يتدخل لتشديد مسؤولية الطباء في هــذا المجــال بواســطة
قــانون للشــهادة الطبيــة ،يحــدد بالضــافة إلــى ذلــك القواعــد المتعلقــة بإنشــائها وتســليمها ،حــتى
تصبح التزامات الطبيب بهذا الخصوص واضحة.
كمــا يتعيــن علــى القضــاء فــي انتظــار هــذا التــدخل التش ـريعي ،أن يتعامــل مــع الطــبيب
الــذي أنشــأ شــهادة مخالفــة للحقيقــة بالص ـرامة اللزمــة لردعــه ،س ـواء عنــد النظــر فــي مســؤوليته
أو عند النظــر المدنية بالتشدد في تقدير خطئه والتخفيف على المتضرر من عبء الثبات ،
في مسؤوليته الجنائية بتحديد عقوبة كفيلة بزجره.
ويتعين على هيئات الطباء أيضا أن تحرص علــى المســاءلة التأديبيــة لكــل طــبيب ســلم
شـهادة مجاملـة ،لمـا فـي ذلـك مـن مخالفـة لمقتضـيات الفصـل الثـامن مـن مدونـة الداب المهنيـة
للطباء ،ومن مساس بشرف المهنة الذي يتعين على هذه الهيئات أن تعمل على حمايته .
: ملحصصصصق
أهم النصوص التشريعية
المتعلقة بموضوع
الشهادة الطبية في
القانون المغربي 146
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
المنشور بالجريدة،1953 يونيو8 كما صدر بها القرار المقيمي المؤرخ فيmédecins
)باللغة،830 الصفحة رقم،1953 يونيو19 الصادرة بتاريخ2121 الرسمية رقم
:(الفرنسية
Le ministère du médecin comporte l’établissement, conformément aux
constatations médicales qu’il est en mesure de faire, des certificats, attestations
ou documents dont la production est prescrite par la loi.
Tout document professionnel de cette nature doit porter la signature
manuscrite du médecin qui l’a rédigé : l’utilisation d’une griffe ou de tout autre
procédé est interdite.
147
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
* المادة 23من مدونة الداب المهنية لطأباء السنان بالمغرب ،كما صدر بتطأبيقها
المرسوم رقم 2. 96 . 989 :الصادر في 17من رمضان 1419موافق 5يناير 1999
،منشور بالجريدة الرسمية عدد 4662الصادرة بتاريخ 17شوال 1419الموافق لـ 4
فبراير ، 1999الصفحة :310
تشمل مزاولة طأب السنان عادة على قيام طأبيب السنان ،وفقا للمعاينات التي
ويجب أن تكون كل شهادة أو إشهاد أو وثيقة يسلمها طأبيب السنان موقعة بخطأ
يده.
- 1الجريدة الرسمية عدد ، 2629الصادرة بتاريخ 19شوال ، 1382الموافق 15مارس ، 1963ص . 533 :
148
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
تعرف تلك العواقب بكامل الدقة وذلك بمجرد الطألع على عواقب الحادثة وفي ظرف الخمسة
عشر يوما الموالية لتاريخها على أبعد تقدير إن كان المصاب بها ما زال لم يستأنف شغله.
* الفصل : 1 21إذا انتكس المصاب بالحادثة ضمن الشروطأ المقررة في الفصل
301وجب على المؤاجر أن يودع في ظرف الخمسة أيام الموالية للنتكاس شهادة طأبية
تتضمن حالة المصاب بالحادثة والعواقب المحتملة لهذا النتكاس.
* الفصل : 2 22إذا كانت مدة العجز عن الخدمة تفوق المدة المقررة في الشهادة
الولية ولم يقع بعد برء الجرح فيمكن أن تحرر شهادة تمديد تلك المدة بطألب من المؤاجر أو
المؤمن.
إواذا ارتأى الطأبيب المعالج أن استئناف العمل في خدمة خفيفة من شأنه أن يساعد
على الشفاء أو برء الجرح فيسلم للمصاب بالحادثة شهادة تتضمن بدقة شروطأ استئناف هذا
العمل .
* الفصل : 3 23إذا برئت الجروح من غير أن يترتب عنها عجز صحي دائم ،أو
إذا ترتب عنها عجز دائم فتقدم في ظرف الثماني والربعين ساعة الموالية لتاريخ برء الجرح
وضمن نفس الكيفيات المقدمة بها الشهادة الولية شهادة تتضمن العواقب النهائية إذا
أمكن إثبات هذه العواقب بكاملها .
* الفصل : 4 24يتحتم على الطأبيب الذي يحرر شهادة البرء أن يبين ما إذا كان
برء المصاب مصحوبا بعجز صحي دائم عن الشغل أم ل ،وينبغي أن يوضح في الحالة
الولى مقدار هذا العجز إوال فيمكن للمؤاجر أو للمؤمن أن يرفض أداء ثمن تسليم هذه
الشهادة.
* الفصل : 5 25إذا أدت الحادثة إلى وفاة المصاب وجب إضافة الشهادة الطأبية
المثبتة للوفاة إلى التصريح ،أما إذا توفي العامل بعد وقوع الحادثة فيجب إيداع هذه الشهادة
في ظرف الثماني والربعين ساعة الموالية لتاريخ الوفاة.
149
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
150
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
- 3نوع الجرح والتغييرات الظاهرة الطأارئة على حالة المصاب بالحادثة منذ إرسال
الشهادة الطأبية الخيرة.
* الفصل : 1 47ل يمكن للطأباء والجراحين والصيادلة وأطأباء السنان
والقوابل ومختلف المساعدين الطأبيين أن يقيموا دعوى على المصاب بحادثة الشغل إل في
الحالتين التيتين :
151
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
يمكن تقديره على أساس القواعد المعينة في الفصل 83وما يليه إلى الفصل 135وعلى
أساس الشهادة الطأبية المثبت فيها برء الجرح إذا كان هناك عجز دائم.
* الفصل : 279إن التقادم البالغة مدته خمس سنوات والناتج عن الفصل
276ل يعمل به إل بعد مضي ثلثة أشهر على إيداع الشهادة الطأبية المشار إليها في
الفصل 295بكتابة الضبطأ وذلك إذا تجلى من هذه الشهادة تغيير في عجز المصاب وبشرطأ
أن يكون إيداعها .قد وقع في الجل القانوني أو يكون قد ثبت أن الطأبيب تعذر عليه بسبب
خطأأ المصاب القيام بفحصه في الوقت المناسب.
* الفصل : 1295يجب على الطأبيب أن يسجل نتيجة فحصه في شهادة
طأبية تبرز درجة عجز المصاب في تاريخ هذا الفحص ثم يودع هذه الشهادة بكتابة الضبطأ
لمحكمة الصلح.
* الفصل :2 297ل يمكن للمصاب بالمراجعة أن يتنازل عن الدعوى إل إذا
تبين من الشهادة الطأبية المنصوص عليها في الفصل 295أنه لم يطأ أر تفاقم أو انخفاض
على عاهة المصاب.
* الفصل : 3301يتعين على المؤاجر أو المؤمن ـ في حالة انتكاس المصاب
خلل السنوات الخمس التي يمكن أن تقام فيها الدعوى بالمراجعة طأبقا للفصل 276ـ أن
أو يؤدي التعويض اليومي والصوائر الطأبية والجراحية والصيدلية وصوائر الستشفاء
الجنازة بشرطأ أن يكون هذا النتكاس المصحوب أو غير المصحوب بخطأورة في الصابة قد
أدى بالمصاب إلى عجز مؤقت جديد وضرورة علجا طأبي .
يكون الشأن كذلك حتى ولو لم يتوقف المصاب عن الشغل إثر الحادثة الولى
بشرطأ أن يقع إثبات الجرح بشهادة طأبية.
ب – النصوص الواردة في الظهير المتعلق بالمراض المهنية :
152
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
- 1هذا هو العنوان الحالي للظهير كما غأير بمقتضى الفصل الول من الظهير الشريف الصادر في 8محرم 1372الموافق لـ 29شتنبر ، 1952
لـ 31أكتوبر ، 1952ص . 6480 : كما هو منشور بالجريدة الرسمية عدد 2088المؤرخة في 10صفر 1372الموافق
- 2عدل قبل ذلك بمقتضى ظهيري :
ㄴ-فاتح ذي الحجة 1366الموافق لـ 16أكتوبر ، 1947منشور بالجريدة الرسمية عدد ، 1831الصادرة بتاريخ 14محرم 1367
الموافق 28نونبر ، 1947ص .1505 :
10صفر 1372 8محرم 1372الموافق لـ 29شتنبر ، 1952منشور بالجريدة الرسمية عدد ، 2088الصادرة بتاريخ ㄷ-
الموافق 31أكتوبر ، 1952ص .6480 :
153
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أو النقطأاع عن أداء التعويض اليومي .وانتهاء حق المطأالبة هذا تجري عليه قواعد الحق
العادي .
غير أن مدة التقادم المنصوص عليها في المقطأع السابق ترفع مؤقتا إلى أربع
سنوات .
* الفقرة الولى من الفصل 3مكرر مرتين كما أضيف بمقتضى الفصل الول من
الظهير الشريف رقم 1.57.128المؤرخ في 17شوال 1376الموافق لـ 18مايو
، 1957منشور بالجريدة الرسمية عدد 2331الصادرة بتاريخ 29ذي القعدة 1376
28يونيو ، 1957الصفحة . 1495 الموافق
إذا وقع قبل تاريخ الشهادة الطأبية أو الوفاة المنصوص عليهما في الفصل الثالث
المذكور تعريض العامل المصاب بالمرض للخطأر في عدة مؤسسات أثناء مدة مدعوة
) مدة التحمل( التي ينتهي أجلها في التاريخ المذكور والتي يعادل طأولها أمد الجل المسمى
) أجل المسؤولية( فإن تحمل مجموع التعويضات والصوائر الناتجة عن المرض توزع بين
هذه المؤسسات المشغلة بالنسبة لمد التعريض للخطأر في كل مؤسسة أثناء المدة المذكورة.
* الفقرات من 3إلى 6من الفصل السادس كما عدل بظهائر 11 :ذي القعدة
الموافق لـ 18أكتوبر ، 11945وفاتح ذي الحجة 1366الموافق لـ 16أكتوبر ،21947
و 8محرم 1372الموافق لـ 29شتنبر ، 31952و 17شوال الموافق لـ 18ماي
:4 1957
ويجب على المنكوب أيضا أن يضيف إلى تصريحه شهادة طأبية في ثلثة نظائر يبين
فيها الطأبيب نوع المرض والمظاهر التي تتجلى في المريض والتي توجد مضمنة في الجداول
المذكورة في الفصل الثاني وكذا العراض التي يتوقع تفشيها في المريض من جراء التسميم
- 1الجريدة الرسمية عدد 1727الصادرة بتاريخ 24ذي الحجة 1364الموافق لـ 30نونبر ، 1945الصفحة . 2015 :
- 2الجريدة الرسمية عدد 1831الصادرة بتاريخ 14محرم 1367الموافق 28نونبر ، 1947ص . 1505 :
- 3الجريدة الرسمية عدد 2088الصادرة بتاريخ 10صفر 1372الموافق 31أكتوبر ، 1952ص .6480 :
- 4الجريدة الرسمية عدد 2331الصادرة بتاريخ 29ذي القعدة 1376الموافق 28يونيو ، 1957ص . 1496 :
154
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
5
أو المرض الذي اعتراه وعليه كذلك أن يسلم أو يوجه إلى السلطأة المبينة في الفقرة الولى
شهادة طأبية في ثلثة نظائر تعرف بحالته وبما ينتج نهائيا عن المرض من الثار والعواقب
ويلزمه أن يقوم بذلك في ظرف الثماني والربعين ساعة تكون قد مضت على وقت شفائه
أو على تاريخ إيقاف سير المرض.
وينبغي للسلطأة التي توصلت بالتصريح أن توجه حال نسخة منه ونظي ار من
الشهادة الطأبية الصلية إلى المؤاجر الذي استخدم العامل المصاب بالمرض إوالى العون
المكلف بتفتيش الشغل بمؤسسة هذا المؤاجر.
ثم توجه الملف إلى المحكمة الصلحية المنتصبة في المكان الموجودة فيه
المؤسسة وذلك خلل الثماني والربعين ساعة باستثناء أيام الحاد والعياد.
وعليها كذلك أن توجه إلى نفس الشخاص المذكورين أعله في ظرف أربع
وعشرين ساعة الموالية لليداع نظي ار من الشهادة التي تثبت شفاء العليل ويقع تحرير
التصريح بالمرض والشهادة الطأبية الصلية طأبق النموذجا المعين في قرار وزير الشغل
والشؤون الجتماعية المنصوص عليه في الفصل الول .
ج – النصوص التشريعية الواردة خارج الظهيرين المتعلقين
بحوادث الشغل والمراض المهنية:
* الفصل 3من قرار وزير الشغل والشؤون الجتماعية رقم 68ـ 100
الصادر بتاريخ 20ماي 1967في تنفيذ الظهير الشريف الصادر في 26جمادى الولى
1362الموافق 31ماي 1943الممتدة بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات التشريع
المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ) منشور بالجريدة الرسمية عدد 2899الصادرة
بتاريخ 22ماي ]1968بالفرنسية[ ،الصفحة ، ( 503متمم بالقرار الوزيري رقم 72ـ
- 5تنص هذه الفقرة على أنه " :يجب على كل عامل أصيب بمرض مهني وعمد إلى المطالبة بتعويض عنه عمل بظهيرنا الشريف هذا أن يقدم
تصريحا بذلك في ظرف الخمسة عشر يوما الموالية لتاريخ الكف عن الخدمة ،ويقدم التصريح إلى السلطات البلدية أو سلطة المراقبة المحلية للمكان
الموجودة فيه المؤسسة التي قام فيها المريض بأشغال من شأنها أن تكون قد سببت له حدوث المرض .إواذا كان موقع المؤسسة خارج المدن أو المراكز
المنتصبة فيها السلطات المذكورة فإنه يجوز تقديم التصريح إلى رئيس فرقة الجندرمة أو إن لم تكن هناك جندرمة فإلى رئيس مركز الشرطة وعلى السلطة
التي تسلمت التصريح أن تحرر تقري ار فيه وأن تدفع حال للعامل وصول بذلك " .
155
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لـ 19 منشور بالجريدة الرسمية عدد 3751بتاريخ 23ذي الحجة 1404الموافق
فيما يتعلق بحوادث العمل ،تحدد أسعار الرموز التالية بالدارهم على النحو التالي:
……
Cاستشارة الطأبيب في العيادة المشتملة على أعمال التشخيص العادي 22.00
درهم.
37.00درهم. : C2استشارة المتخصص في العيادة
ول يطأبق سعر 22أو 37إل على الفحص الول للمصاب وتدخل فيه تكلفة
تسليم
الشهادة الولية ،ويطأبق كذلك على الفحص الخير للمصاب إذا كان به عجز دائم
دون أن تدخل في ذلك تكلفة تسليم الشهادة الختامية اليضاحية المفصلة ،إواذا شفي
- 1التعريب مأخوذ عن :امحمد المراني زنطار :التشريع الجتماعي المغربي ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الطبعة الثانية ، 1999ص .465 :
156
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
المصاب من غير أن يستمر به عجز دائم ،طأبق على الفصح الختامي سعر الرمز PC
2واشتملت التعاب على تكلفة تسليم الشهادة التي تثبت استقرار الجراح أو الشفاء من
المرض.
الفصل : 6تحدد على النحو التالي تكلفة تحرير الشهادات الطأبية غير
الشهادة الطأبية الولية التي تثبت فيها بصور دقيقة موقع الجروح ونوعها وتشخيص المرض
المصاب بعجز دائم ،وتشمل تكلفة تحرير الشهادات مصاريف النسخ والتقرير وتكلفة
مطأبوعات الشهادات على أن تستثنى من ذلك مصاريف تخليص الرسالة الموجهة الشهادة
بواسطأتها.
* الفصلن 1و 2من قرار لوزير الشغل والشؤون الجتماعية رقم 67.5
مؤرخ في 29نونبر 1966بتحديد تعريفة التعاب التي يطأالب بها الطأباء عن الفحص
الطأبي المجرى على المصابين بحوادث الشغل لمراجعة درجة عجزهم أو إعادة اشتراء
الفصل : 1إذا عين طأبيب لحاكم السدد من لدن رئيس مقاولة أو مؤمنه
الوكيل لطألعه على حالة المصاب فإن المقدار القصى للتعاب الذي يمكن أن يطأالب به
157
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
هذا الطأبيب عن كل فحص طأبي يحدد في 30درهما بما في ذلك تسليم شهادة طأبية في
الفصل : 2إن ثمن فحص مصاب من قبل طأبيب قصد إعادة اشتراء إيـراده
(1963في مبلغ 30درهم بما في ذلك تسليم شهادة طأبية في نظيرين تتضمن وصف حالة
صاحب اليراد.1
أجراء العمل فيما يخص المعتقلين القائمين بخدمة جنائية بمقتضى الظهير الصادر في 25
عن الحوادث الطأارئة أثناء الخدمة والظهير الشريف الصادر في 26جمادى الولى 1362
التشريعية الصادرة بشأن التعويض عن الضرار الناشئة عن الحوادث الطأارئة أثناء الخدمة،
الفصل :25يحرر طأبيب إدارة السجن شهادة في نظيرين ويبين فيها حالة
المصاب بالحادثة وعواقب هذه الحادثة أو ما عسى أن يحدث عنها وعلى الخصوص المدة
المحتملة للعجز عن الخدمة إذا كانت عواقب الحادثة غير معروفة بصفة مدققة.
- 1لقد تم إلغاء الفصل 157من الظهير الشريف رقم . 1.60.223المغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير الصادر في 25يونيو 1927
بتاريخ 25شوال 1397الموافق لـ 9أكتوبر بالتعويض عن حوادث الشغل ،وذلك بمقتضى الظهير الشريف رقم ، 1 – 76 – 591
.1977
- 2الجريدة الرسمية عدد ، 2059الصادرة بتاريخ 16رجب 11 ) 1371أبريل ( 1952ا ،ص . 1163 :
158
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ويحرر طأبيب إدارة السجون شهادة طأبية في نظيرين ،إما عند شفاء الجرح
التام إن لم يكن عجز مستمر إواما وقت برئه إن وقع عجز مستمر ويبين في هذه الشهادة
العواقب النهائية إذا لم يقع إثباتها من قبل.
إواذا كان المصاب بالحادثة معتقل بسجن أو كان مجعـول رهن إشـارة مؤاجـر
فيجوز لطأبيب ينتمي إلى مديرية الصحة العمومية والعائلة أن يحرر الشهادة المتحدث عنها
وفي حالة عدم وجود ذلك الطأبيب يسوغ لكل طأبيب من أطأباء المحل المعالج فيه المصاب
بالحادثة أن يحرر تلك الشهادة وذلك إذا كان معينا من السلطأة المحلية أو من المؤاجر
.ويرسل الطأبيب الذي عالج المصاب بالجروح الشهادة الطأبية الولى وشهادة الشفاء في
نظيرين إما إلى رئيس مؤسسة السجن إواما إلى السلطأة المحلية للمكان الموجود فيه السجن
ويدفع ذلك الرئيس أو تلك السلطأة نظي ار للمصاب بالحادثة وأما النظير الخر فيودع عند
السلطأة التي سجلت التصريح ويقع اليداع حسب الكيفيات المنصوص عليها في الفصل
الحادي عشر من الظهير الشريف المشار إليه أعله الصادر في 25ذي الحجة 1345
الفصل :1 25تجعل إدارة السجن أو السلطأة المحلية للدائرة التي يوجد فيها
السجن رهن إشارة المصاب بالحادثة الورقة المطأبوعة اللزمة لتحرير تصريحه.
وتحرر في ثلث نظائر الشهادة الطأبية التي تثبت شفاء المريض التام أو برئ
جرحه أو تبين العواقب النهائية الناتجة عن مرضه وذلك مثلما حررت الشهادة الصلية
المنصوص عليها في الفصل السادس من الظهير الشريف المشار إليه أعله الصادر في
159
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
* الفصل 14من نموذجا النظام الخاص بضبطأ العلئق الرابطأة بين الجراء
الذين يتعاطأون مهنة تجارية أو صناعية أو حرة وبين مؤجرهم ،كما صدر في تعيينه القرار
المقيمي الصادر بتاريخ 23أكتوبر ، 1948منشور بالجريدة الرسمية عدد 1878مكرر،
الصادرة بتاريخ 26أكتوبر ، 1984ص ) 1182 :بالفرنسية( .
ART.14 – Accident du travail- Maladies professionnelles :
- Le travailleur est tenu de signaler, sans délai, à l’employeur ou à son
préposé tout accident du travail dont il a été victime et de lui remettre, au
fur et à mesure qu’il les obtient, les certificats médicaux établis pendant la
durée de son incapacité.
Il signalera également toute absence résultant d’une maladie
professionnelle.
يجب على الجير أن يخبر بدون تأخير المؤجر أو من يقوم مقامه بكل حادثة
وقعت له أثناء الخدمة وأن يسلم له الشهادات الطأبية المحررة خلل مدة عجزه عن الخدمة
كلما توصل بكل شهادة منها .كما يتحتم عليه أيضا أن يخبر المؤجر فيما إذا تغيب بسبب
مرض أصابه أثناء القيام بمهنته. 1
* الفصل 290من قانون المسطأرة المدنية ،كما تمت المصادقة عليه
بالظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11رمضان 1394الموافق 28
شتنبر 1974منشور بالجريدة الرسمية رقم 3230مكرر الصادرة بتاريخ 13رمضان
1394موافق 30شتنبر 1974في الصفحة .2767
يجب أن يعادل التعويض المسبق الممنوح تطأبيقا للفصل السابق 2على الكثر
مقدار المبالغ اليومية الباقية من اليراد حسبما يمكن تقديره وفق القواعد المقررة في قضايا
- 1هذا التعريب مأخوذ عن الدكتور امحمد المراني زنطار ،مرجع سابق ،ص . 78 :وذلك نقل عن كتاب محمد أحمد الفكاك حول الفسخ بالرادة
في عقد العمل الفردي ،الدار البيضاء .1966
- 2ينص الفصل 289من قانون المسطرة المدنية حسبما وقع تعديله بالظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.93.206الصادر في 22ربيع الول
1414الموافق 10شتنبر ) 1993المنشور بالجريدة الرسمية رقم ، 4420الصادرة بتاريخ 27ربيع الول 1414الموافق 15شتنبر ، 1993في
الصفحة ( 1620ا ،وبالقانون رقم 15.00المنفذ بموجب الظهير الشريف رقم 100.327الصادر في 27من شعبان 1421موافق 24نوفمبر
2000على ما يلي " :يمكن للقاضي في قضايا حوادث الشغل والمراض المهنية أن يمنح تعويضا مسبقا تلقائيا أو بطلب من المصاب أو ذوي حقوقه
إذا نتج عن الحادث عجز عن العمل يعادل ثلثين في المئة على القل أو نتجت عنها وفاة" .
160
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
حوادث الشغل والمراض المهنية ،إواذا كان هناك عجز دائم حسب الشهادة الطأبية المثبتة
للتئام الجرح .
– 2النصان الخاصان بالشواهد الطبية المتعلقة بالحالة المدنية :
لـ * الفصل 46من الظهير الشريف الصادر في 24شوال 1333الموافق
4شتنبر 1915المؤسس للحالة المدنية ،1كما وقع تغييره بمقتضى المرسوم رقم
2.78.267المؤرخ في 28من ذي القعدة 1398الموافق لـ 31أكتوبر ، 1978
والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 3445الصادرة بتاريخ 7ذو الحجة 1398الموافق
لـ 8نونبر 1978في الصفحة 2838وما بعدها .
يقع التصريح بالوفاة داخل أجل خمسة عشر يوما ) (15من يوم وقوعها لدى ضابطأ
الحالة المدنية لمكان الوفاة.
ويعزز هذا التصريح بشهادة معاينة للوفاة مسلمة من طأرف الطأبيب أو الممرض
التابع للصحة العمومية .أو برخصة للدفن مسلمة من طأرف السلطأة المختصة.
* المادة 7من المرسوم رقم 2.99.651الصادر في 25جمادى الخرة 1420
موافق 6أكتوبر 1999بشأن النظام الساسي الخاص بهيئة الطأباء والصيادلة وجراحي
السنان المشتركة بين الو ازرات ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 4736الصادرة بتاريخ
21أكتوبر 1999في الصفحة . 2583
تتمثل النشطأة المتعلقة بالتشخيص والعلجا والعلجات الستعجالية في :
………………
-التحقق من الوفيات وتسليم الشهادات الطأبية المتعلقة بذلك؛
- 1نشر بالجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 6شتنبر 1915في الصفحة 554وما بعدها ) بالفرنسية (ا .كما أعيد نشره مع مختلف التعديلت التي
أدخلت عليه في الجريدة الرسمية عدد 1100الصادرة بتاريخ 24نونبر ، 1933الصفحة 1176وما بعدها.
161
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
شهادة أو يفشيه العموم ـ التدابير اللزمة بشرطأ أن يخبر بذلك العامل في ظرف أربع
- 1جريدة رسمية عدد ، 2429مؤرخة في 7ذو القعدة 1378الموافق لـ 15ماي ، 1959ص . 1508 :
- 2نفس الجريدة الرسمية ،ص .1509 :
- 3الفصل : 12يباشر الوضع تحت الملحظة الطبية إما :
أ -بطلب من المريض .
ب – بطلب من كل شخصية عمومية أو خصوصية تعمل لفائدة المريض أو لفائدة أقاربه.
ج – إما تلقائيا بمقرر من العامل فيما إذا كان المريض يكون خط ار على أقاربه أو النظام العمومي أو أصبح
في حالة خلل عقلي تجعل حياته في خطر.
- 4نفس الجريدة الرسمية والصفحة .
- 5نفس الجريدة الرسمية والصفحة .
162
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
وعشرين ساعة ،ويأمر العامل في ظرف ثمان وأربعين ساعة بوضع المريض تلقائيا تحت
الملحظة الطأبية أو ينهي التدابير المؤقتة التي أمرت باتخاذها السلطأة المحلية.
عمومية أو خصوصية تقبل المصابين بالمراض العقلية ويواظب على ترتيبه ويوضح في هذا
163
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
164
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
24
يناير 1953في إلغاء القرار الوزيري الصادر في 26شعبان 1353الموافق 4
دجنبر 1934بشأن مراقبة السير والجولن ؛ منشور بالجريدة الرسمية عدد 2104مؤرخة
في 5جمادى الثانية 1372موافق لـ 20يبراير ، 1953ص . 638 :
- 1جريدة رسمية عدد ، 3151مؤرخة في 15صفر 1393موافق 21مارس ، 1973ص . 830 :
-نفس الجريدة الرسمية ،ص .831 : 2
165
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
déoritologie des médecinsكما صدر بها القرار المقيمي المؤرخ في 8يونيو ،1953
المنشور بالجريدة الرسمية عدد 2121الصادرة بتاريخ 19يونيو ) 1953بالفرنسية ( ،
الصفحة .831
Les trois médecins prenant part à la consultation doivent,
indépendamment des trois certificats dont un exemplaire est conservé par
chacun d’eux, rédiger un certificat analogue et le délivrer à la malade. Dans
tous les cas , quelle que soit la décision prise, ils doivent établir un protocole
donnant les raisons de celle-ci et l’adresser sous pli recommandé au
président du conseil régional dont il font partie. Si les médecins relèvent de
conseils différents, un exemplaire du procès-verbal est adressé à chaque
conseil régional intéressé .
*الفصل 453من الظهير الشريف رقم 1.59.413بالمصادقة على
مجموعة القانون الجنائي ) منشور بالجريدة الرسمية عدد 2640مكرر الصادرة بتاريخ
12محرم 1383الموافق لـ 15يونيو ،1963ص .( 1253 :وذلك كما وقع تعديله
بمقتضى المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم 181.66الصادر بتاريخ 22ربيع الول
1387الموافق فاتح يوليوز ) 1967منشور بالجريدة الرسمية عدد 2854المؤرخة في
4ربيع الثاني 1387الموافق لـ 12يوليوز ، 1967ص .( 1547 :
166
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ل عقاب على الجهاض إذا استوجبته ضرورة المحافظة على الم متى قام به
علنية طأبيب أو جراح بإذن من الزوجا.
ول يطأالب بهذا الذن إذا ارتأى الطأبيب حياة الم في خطأر غير أنه يجب عليه
أن يشعر بذلك الطأبيب الرئيسي للعمالة أو القليم.
وعند عدم وجود الزوجا أو إذا امتنع الزوجا من إعطأاء موافقته أو عاقه عن
ذلك عائق فإنه ل يسوغ للطأبيب أو الجراح أن يقوم بالعملية الجراحية أو يستعمل علجا
يمكن أن يترتب عنه الجهاض إل بعد شهادة مكتوبة من الطأبيب الرئيسي للعمالة
أو القليم يصرح فيها بأن صحة الم ل تمكن المحافظة عليها إل باستعمال مثل هذا العلجا.
167
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ل يكون توقف المرأة عن الخدمة مدة اثني عشر أسبوعا متواليا خلل الفترة
غير أنه إذا فسخ هذه العقدة. التي تأتي قبل الوضع وبعده سببا لفسخ المؤاجر عقد الخدمة
ويلزم.فإنه يستوجب إجراء العقوبات المنصوص عليها في الفصل التاسع والخمسين أسفله
.كذلك دفع غرامة لتلك المرأة بشرطأ أن تكون هذه قد أخبرت المؤاجر عن سبب غيبتها
إواذا زادت مدة غيبة المرأة على الجل المحدد في الفقرة المتقدمة دون أن
تتعدى خمسة عشر أسبوعا وكان سببها مرض محقق بشهادة طأبيب إوان ذلك نشأ عن الحمل
فإن المؤاجر ل يجوز له إعلمها أثناء،أو الوضع وتعذر عليها بسبب ذلك استئناف عملها
.تلك المدة بطأرده إياها من الخدمة وكل اتفاق بخلف ما تقدم يكون باطأل وعديم الجدوى
من نموذجا النظام الخاص بضبطأ العلئق الرابطأة بين الجراء11 * الفصل
كما صدر في تعيينه القرار، الذين يتعاطأون مهنة تجارية أو صناعية أو حرة وبين مؤجرهم
، مكرر1878 منشور بالجريدة الرسمية عدد، 1948 أكتوبر23 المقيمي الصادر بتاريخ
.1181 الصفحة،( ) بالفرنسية1948 أكتوبر26 الصادرة بتاريخ
ART.11 – Congés de maladie- Tout salarié qui ne peut se rendre à son
travail pour cause de maladie ou d’accident doit en aviser l’employeur dans
les vingt-quatre heures. Si l’absence se prolonge plus de quatre jours, le
travailleur doit faire connaître à l’employeur la durée probable de son
absence, en produisant, si possible, à cet effet, un certificat médical.
Les absences pour maladie ou accident, autres qu’une maladie
professionnelle ou qu’un accident du travail, ne sont pas, pour l’application
exclusive du présent statut, considérées comme absences irrégulières
lorsque l’intéressé fournit un certificat médical susceptible de justifier son
absence. L’entreprise se réserve le droit de faire, à ses frais, contre-visiter
l’agent par un médecin de son choix. Quelle que soit la périodicité de la
paye, le salaire n’est pas dû pour la période d’absence. Sauf convention
contraire prévue dans le contrat écrit d’embauchage.
Lorsque l’absence pour maladie ou accident est supérieur à
quatre – vingt jour au cours d’une période de trois cent soixante-cinq jours
168
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
169
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
يجب أن يدلي الموظف بشهادة طأبية تبين فيها المدة التي يحتمل أن يظل
خللها غير قادر على القيام بعمله .وتقوم الدارة عند الحاجة بجميع أعمال المراقبة المفيدة
إذا لم يقع التقيد بأحكام الفقرة السابقة فإن الجور المدفوعة للمعني بالمر
طأول مدة المرض يسقطأ الحق فيها بسبب خدمة غير منجزة وفقا للنصوص التشريعية الجاري
بها العمل وذلك دون إخلل بالعقوبات التأديبية المنصوص عليها في هذا النظام الساسي
العام.
باستثناء الرخص قصيرة المد التي يمنحها رئيس الدارة مباشرة ل يجوز لهذه
السلطأة أن تمنح الرخص الخرى لسباب صحية إل بعد موافقة المجلس الصحي.
المغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير الشريف الصادر في 25ذي الحجة 1345
.534
170
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
يجوز لقاضي الصلح إذا تبين له أن الشهادة الطأبية غير كافية تعيين طأبيب
وزيادة على ذلك يجوز دائما للمصاب بالحادثة ولو في حالة نزاع في مادية
171
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
- 1الجريدة الرسمية عدد 2640مكرر بتاريخ 12محرم 1383الموافق 5يونيو ، 1963ص . 1275 :
- 2نفس الجريدة الرسمية ،ص .1285 :
- 3نفس الجريدة الرسمية ،والصفحة .
172
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
ويجوز علوة على ذلك ،أن يحكم عليه بالحرمان من واحد أو أكثر من الحقوق
المشار إليها في الفصل 40من خمس سنوات إلى عشر.
173
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
………………………
- 6كــل طأــبيب يعمــد إلــى تحريــف عــواقب الحادثــة فــي الشــهادات المســلمة لتطأــبيق
ظهيرنا الشريف هذا؛
174
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
لئحة المراجع
أوأل :المراجع باللغة العربية
– 1الكتب :
محمد أوغريس :مسؤولية الطبيب في التشريع الجنائي ،سلسلة الدارسات القانونيـة دار
قرطبة للطباعة والنشر ،الطبعة الولى . 1994 ،
عبد الرحمان بلعكيد :وثيقة البيع بين النظر والعمل ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعـة
الثانية . 1995 ،
محمود ابن الشيخ :مجلة اللتزامات والعقود التونسية ،معدلة ومعلقا على فصولهــا
بأحكام القضاء ،طبعة . 1966
محمد ابن معجوز :أحكام السرة في الشريعة السلمية وفق مدونة الحوال الشخصيـة،
مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة الثانية ، 1994 – 1415الجزء الول .
خالد بنيس :قاموس مـدونة الحـوال الشخصيـة ،شركـة بابـل للطباعـة والنشـر
والتوزيـع ـ الرباط ،طبعة .1998
أبو الحسن علي بن عبد السلم التسولي :البهجة في شرح التحفة ،ضبطـه وصحح ــه
محمد عبد القادر شاهين ،دار الكتب العلمية ـ بيروت ،الطبعة الولى ، 1998
الجزءان الول والثاني .وبهامشه حلى المعاصم لفكر ابن عاصم ،لبي عبد ال
محمد بن محمد التاودي .
عبد السلم حادوش :البيان والتحرير فـي التوليـج والمحابـاة والتصييـر ،مطبعـة دار
السلم ـ الرباط ،الطبعة الولى . 2000 – 1999
أبو عبد ال محمد بن محمد بن عبد الرحمان الرعيني المعروف بـ الحطأاب :مواهب الجليل
لشرح مختصر خليل ،مطبعة السعادة ـ مصر ،الطبعة الولى سنة 1329هـ،
الجزءان الرابع والخامس .وبهامشه :التاج والكليل لمختصر خليل ،لبي عبد ال
175
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
+التعليــق علــى قــانون الحـ ـوال الشخصــية ،دار نشــر المعرفــة ،الطبعــة الولــى ،
الجزء الثاني .
+القانون الجنائي الخاص ،نشر وتوزيع مكتبة المعارف ،الطبعة الثانية ، 1985
الجزء الول .
+شرح القانون الجنائي ،القسم العام ،مكتبة المعارف . 1985 ،
+شرح قانون المسطرة الجنائية ،مطبعة المعارف الجديدة ،دار نشر المعرفة ،
الطبعة الرابعة ، 1999الجزء الثاني .
أحمد ادريوش + :تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية ،سلسلـة
المعرفة القانونية ، 1مطبعة المنية ـ الرباط ،الطبعة الولى .1995
و +أثر المرض على عقد البيع ،تأملت حول تطبيق القضاء للفصلين 54
479من ظ.ل.ع ،سلسلة المعرفة القانونية ، 2مطبعة المنية ـ الرباط ،الطبعة
الولى . 1996
+الكراء في المدونة الجديدة للتجارة ،سلسلة المعرفة القانونية ،6البوكيلي
للطباعة والنشر ـ القنيطرة ،الطبعة الولى .1998
+مسؤولية مرافق الصحة العمومية ،سلسلة المعرفة القانونية ،7البوكيلي
للطباعة والنشر ـ القنيطرة ،الطبعة الولى .1999
محمد عرفة الدسوقي :حاشية الدسوقي على الشرح الكبير لبي البركـات أحمد الدرديـر،
دار إحياء الكتب العربية ،الجزء الثاني .وبهامشه الشرح المذكور مع تقريرات
للشيخ محمد عليش .
176
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
أحمد ذياب وأنور الجراية وسمير معتـوق :الشهـادة الطبيــة ،منشـورات دار جيـم
للنشر ـ تونس.
رؤوف عبيد :ج ارئـم التزييف والتزوير ،مطبعة النهضة الجديدة ـ مصر ،الطبعة الثالثة
.1987
عبد الباقي الزرقاني :شرح الزرقاني على مختصر سيدي خليل ،دار الفكـرـ بيـروت،
1398هـ ـ 1978م .وبهامشه :محمد البناني :حاشية شرح الزرقاني .
عبد الرزاق السنهوري :الوسيـط فـي شـرح القـانون المـدني الجديـد ،دار النهضة
العربيـة ـ القاهرة ،الجزءان الثاني والرابع .
عبد الكريم شهبون :شرح مدونة الحوال الشخصية المغربية ،دار نشر المعرفة الطبعـة
الثانية ، 1987الجزء الول .
محمد شيلح :مرشد الحيران إلى الفهم المحمود بفك القيود عن نكث أحكام البيع المنضود
في القانون المغربي لللتزامات والعقود ومطبعة أنفو برانت ،فاس ،الطبعة
الولى . 1998
إبراهيم حامد طأنطأاوي :المسؤولية الجنائية عـن ج ارئـم التزويـر في المحـررات فقـها
وقضــاءا ،المكتبة القانونية ـ باب الخلق ـ مصر ،الطبعة الولى .1995 ،
عزت عبد القادر :جرائم التزوير في المحررات ،الدار البيضاء للطباعة ـ القاه ـرة،
الطبعة الولى .1991
إدريس العلوي العبدلوي :وسائل الثبات في التشريع المدني المغربي ،مطبعة النـجاح
الجديدة ،طبعة 1410هـ ـ 1990م.
أبو الشتاء بن الحسين الغازي الحسيني :التدريب على تحرير الوثائق العدلية ،مطبعــة
المنية ـ الرباط ،الطبعة الثانية 1415هـ ـ 1995م ،علق عليه أحمد الغازي
الحسيني .
علل الفاسي :النقد الذاتي ،بيروت ـ القاهرة ـ بغداد ،طبعة . 1966
أسامة عبد ال قايد :المسؤولية الجنائية للطبيب عن إفشاء سر المهنة ،دار النهض ــة
العربية ـ مصر ،الطبعة الثالثة . 1994
قسم الحالة المدنية بوزارة الداخلية بالمملكة المغربية :المرشد في الحالة المدنية ،طبعة
177
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
. 1994
مأمون الكزبري إوادريس العلوي العبدلوي :شرح المسطرة المدنية في ضوء القانــون
المغربي ،مطابع دار القلم ـ بيروت ، 1973 ،الجزء الثاني
محمد الكشبور :الوسيط في قانون الحوال الشخصية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعـة
الرابعة . 1999
المام مالك :مدونة المـام مالك ،روايـة أشهـب عن ابن القاسـم ،مطبعة السعـادة،
عام 1329هـ ،الجزء الرابع .
عبد الرشيد مأمون :عقد العلج بين النظرية والتطبيق ،دار النهضة العربية ـ مصـر،
. 1986
رشيد مشقاقة :أفكار قانونية تحت المجهر ،طبعة مارس .1999
محمد بن أحمد ميارة :شرح ميارة الفاسي على تحفة الحكام ،دار الفكر ،الجزءان الول
والثاني .وبهامشه حاشية أبي علي سيدي الحسن بن رحال المعداني .
عبد النبي ميكو :الوسيط في شرح مدونة الحوال الشخصية المغربية ،الرباط ،طبعــة
، 1976الجزء الول .
أحمد نشأت :رسالة الثبات ،الطبعة السابعة ،الجزء الول .
178
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
179
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
عمر النافعي :نظام الحالة المدنية بالمغرب إشكال التعميم والضبط ،أطروحة لنيل دكتوراه
الدولة في الحقوق من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة ، 1992دار نشر
المعرفة ،منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية.
آدم وهيب النداوي :دور الحاكم المدني في الثبات ،رسالة ماجستير من بغــداد ،الدار
العربية للطباعة والنشر ـ بغداد ،الطبعة الولى 1396هـ ـ 1976م .
180
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
عبد القادر العرعاري :تعليق على قرار المجلس العلى عدد 2567المؤرخ في ،20/7/94
مجلة قضاء المجلس العلى ،عدد ، 55يناير ، 2000ص .437
محمد الفكاك :حصيلة التعديل بين الغاية المتوخاة ونتيجة التطبيــق ،منشـور ضمـن :
تعديلت مدونة الحوال الشخصية بظهائر 10شتنبر ، 1993حصيلة أولية ،
أشغال اليوم الدارسي المنظم من قبل شعبة القانون الخاص بتعاون مع مؤسسة
فريد رش أبرت بالرباط ،سلسلة الندوات رقم ،1منشورات كلية العلوم القانونية
والقتصادية والجتماعية ـ الرباط ،ص . 195 :
رشيد مشقاقة * :تعديلت مدونة الحوال الشخصية من منظور قضائي ،منشور ضمـن
تعــديلت مدونــة الحـوال الشخصــية بظهــائر 10شــتنبر ، 1993نفــس المرجــع
السابق ،ص . 167 :
* شواهد المجاملة وأثرها على الحقوق ،ما قيمة الشهادة الطبية في الثبات،
– 06 – 16 تعليق على قرارصادر عن المجلس العلى بتاريخ
1998في الملف الشرعي عدد ، 96 / 1/ 2 / 418جريدة العلم،العدد
، 18197الربعاء 15ذو القعدة ، 1420الموافق 22مارس ،2000ص :
) 8صفحة المجتمع والقانون (ا .
181
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
2 – THÈSES :
Omar AZZIMAN : La profession libérale au Maroc , thèse de Nice,
collection de faculté des sciences juridiques économiques et
sociales - Rabat , serie de langue française 30, 1980.
Mohamed BEHATE : La mort, notions médicale et recueils de textes
législatifs marocains, thèse pour l’obtention du doctorat en
médecine, université HASSAN II, faculté de médecine et de
182
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
3– ARTICLES :
183
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
4 – NOTES :
Albert CHAVANNE: - Note sous cass. Crim. 5 décembre 1957 au J.C.P 1958 ,
II 10383 bis.
- Note sous cass . Civ 12 Juin 1958 . au J.C.P 1959 ,
II 10940.
Albert COLOMBINI : Note sous Nancy 14 Février 1952 au J.C.P 1952 , II
7030 .
M.Hénina et A. vernet : Certificat , secret médical , secret professionnel :
commentaire autour d’un arrêt de la cour d’appel de Bourges
184
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
5 – SITES Internet :
BARRET : les certificats médicaux, http // www- sante. ujf – grenoble. Fr/
SANTE/ medilega/ pages/ certnedb. Htm, mis à jour le 15
Octobre 2001, 14/11/2001, 12.00h , 8 pages.
JF CARLOT et Christian MOREL. Actualités du risque médical, http : www.
jurisques. Com /JFC21. HTM *** MEDCIN, mis à jour le 15
octobre 2001, 14/11/2001, 11.00 h , 18 pages.
M. Le Gueut- Develay : * Les certificats médicaux, http : // www. med. Univ-
rennes 1.fr / etud / medecine – legale / certificats – medicaux.
htm, mis à jour le 26 Septembre 1998, 30 / 01 / 2001 , 18.00
h , 7 pages.
* La responsabilité médicale, http : // www. med .
univ- rennes 1 fr / galesne / medecine – legale /
responsabilite-mediciale. htm, mis à jour le 15 Septembre
1998, 12 / 01 / 2001 , 10.30 h , 5 pages.
Jean – François Segard : Responsabilité civile en secteur hospitalier , http :
www. Laportedudroit com / htm / juriflash / droit –
medical /responsabilite / civile / responsabcivile – gnrle. htm ,
11 / 11 / 2001 , 12.00 h , 3 pages.
185
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
الفهرس
6 مقدمة
……………………………………………
………………………….
أول :تعريف الشهادة الطبية وتمييزها عن المؤسسات المشابهة ………….………...
7
ثانيا :أهمية الشهادة الطبية والشكالية المثارة
12
…………………………………….
ثالثا :خطة البحث …………………………………….
15
………………………...
18
الفرع الول :إنشاء الشهادة الطبية
………………………………
المبحث الوأل :الشروأط العامة لنشاء الشهادة الطبية
19 ………..………..
المطلب الول :الشروط الموضوعية المتطلبة لنشاء الشهادة الطبية
20
…….
الفقرة الولى :صفة طأبيب …………………………………..
20
أول :المقصود بصفة طبيب …………………………….
20
186
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
187
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
57
الفرع الثاني :تسليم الشهادة
الطبية……………………………
المبحث الوأل :الشهادة الطبية وأنطاق السر المهني
61 …………………
المطلب الول :الشهادة الطبية ونطاق السر المهني من حيث الموضوع
62
…...
الفقرة الولى :الشهادة الطأبية المتضمنة لوقائع معروفة …..….
62
الفقرة الثانية :علقة التشخيص الطأبي بالسر المهني………….
63
188
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
189
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
………………………...
الفقرة الولى :مدة إمكانية اعتبار حالة الضرورة سببا لباحة
85
إفشاء السر الطأبي ……………………………...
الفقرة الثانية :مدى اعتبار رضى صاحب السر سببا لباحة
87 إفشائه ………………………………………..
190
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
……………………………………..
المطلب الول :موقف القضاء المغربي من حجية الشهادة الطبية في
102 إثبات
الحالة الصحية للمتعاقد
…………………………………….
الفقرة الولى :عرض موقف القضاء المغربي من حجية الشهادة
102 الطأبية في إثبات الحالة الصحية للمتعاقد ………..
أول :التجاه المرجح لشهادة العدلين بأتمية المتعاقد على
104 الشهادات الطبية بمرضه……………………………
ثانيا :التجاه المؤكد لحجية الشهادة الطبية في إثبات
107 مرض المتعاقد …………………………………..
الفقرة الثانية :مناقشة موقف القضاء المغربي من حجية
111 الشهادة الطأبية في إثبات الحالة الصحية للمتعاقد ……...
أول :ترجيح الشهادة الطبية بالمرض على شهادة العدلين
111 بالتمية تطبيقا لقواعد ظهير اللتزامات والعقود ……
ثانيا :ترجيح الشهادة الطبية بالمرض على شهادة العدلين
114 بالتمية تطبيقا لقواعد الفقه المالكي …………………
المطلب الثاني :موقف القضاء المغربي من القيمة الثباتية للشهادة
115 الطبية
في مجال النسب
……………………………………
الفقرة الولى :رفض القضاء المغربي العتماد على الشهادة
116 الطأبية بالعقم في نفي النسب …………………
الفقرة الثانية :مناقشة الموقف القضائي الرافض للعتماد على
119 الشهادة الطأبية بالعقم في نفي النسب ………….
191
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
123
الفرع الثاني :المسؤولية المترتبة عن إنشاء
الشهادة الطبية ….
المبحث الوأل :المسؤوألية المدنية المترتبة عن إنشاء
125 الشهادة الطبية….
المطلب الول :المسؤولية العقدية للطبيب عن إنشاء الشهادة
126
الطبية……….
الفقرة الولى :تقدير خطأأ الطأبيب في تشخيص الحالة الصحية
127 للمتعاقد معه عند إنشاء الشهادة الطأبية ………..
الفقرة الثانية :إثبات خطأأ الطأبيب في التشخيص عند إنشاء
130 الشهادة الطأبية ………………………………..
المطلب الثاني :المسؤولية التقصيرية المترتبة عن إنشاء الشهادة الطبية
132
….
الفقرة الولى :المسؤولية التقصيرية للطأبيب عن إنشاء شهادة
طأبية بمناسبة ممارسته الحرة للمهنة دون ارتباطأ
132
عقدي بالمضرور……………………………...
أول :المسؤولية التقصيرية للطبيب عن إنشاء شهادة طبية
133
أضرت بالشخص المعني بها ……………………...
ثانيا :المسؤولية التقصيرية للطبيب عن إنشاء شهادة طبية
133 أضرت بأحد الغأيار…………..…………………...
الفقرة الثانية :المسؤولية التقصيرية عن إنشاء شهادة طأبية
134 بمناسبة ممارسة الطأبيب للمهنة في إطأار الوظيفة العمومية…..
أول :تأسيس المسؤولية التقصيرية عن إنشاء الشهادة الطبية
134 على الفصل 79من ظ.ل.ع ………………………..
ثانيا :تأسيس المسؤولية التقصيرية عن إنشاء الشهادة الطبية
135 على الفصل 80من ظ.ل.ع ………………………..
192
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
193
الشهادة الطبية في الققانون المغربي
151 خاتمة
………………………………………………………………………..
.
194