You are on page 1of 194

‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الشهادة الطبية في‬


‫القانون المغربي‬

‫بيان الرموز‬
: ‫ – باللغة العربية‬1
.‫ الجزء‬: ‫ج‬
. ‫ الجريدة الرسمية‬: ‫ر‬.‫ج‬
. ‫ الصفحات‬، ‫ الصفحتان‬، ‫ الصفحة‬: ‫ص‬
. ‫ ظهير اللتزامات والعقود‬: ‫ع‬.‫ل‬.‫ظ‬
.‫ قانون المسطرة المدنية‬: ‫م‬.‫م‬.‫ق‬
. ‫ مدونة الحوال الشخصية‬: ‫ش‬.‫أ‬.‫م‬
. ‫ مجموعة القانون الجنائي‬: ‫ج‬.‫ق‬.‫م‬

: ‫ – باللغة الفرنسية‬2

Cass.Civ : Cour de cassation, chambre civile.


Cass. Crim : cour de cassation, chambre criminelle .
Cass. Req : cour de cassation, chambre des requêttes
Cons. Et : Conseil d’état.
D : Receuil Dalloz.
DS : Receuil Dalloz Sirey.
Ed : Edition .
Gaz . Pal : Gazette du palais .
G.T.M : Gazette des tribunaux du Maroc .
Ibid : Ibidem : Dans le même ouvrage, dans le même passage .
J.C.P : Jurisclasseur périodique ( la semaine juridique ) .
N° : Numéro .
Op. cit. : Du latin « opéracitato » qui signifie « dans l’ouvrage
précité ».
P : Page (s) .
Par : Paragraphe (s).
R.C.A.R : Receuil de cour d’appel de Rabat .
Rev. trim . de. Civ : Revue trimestrielle de droit civil .
Suiv : Suivant(s)

1
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تشمل وظيفة الطبيب في المجتمع فضل عن علج المرضى‪ ،‬تحرير الشهادات الطبية‬
‫لمختلف الغأراض التي تتطلبها الحياة العصرية‪ ،1‬بحيث أصبحت عملية تقديم هذه الشهادات‬
‫جزءا ل يتج أز من ممارسة الطبيب لدوره وواجباته مجتمعيا‪. 2‬‬
‫وبما أن الطبيب قد يصدر خلل ممارسته لمهنته مجموعة من الوثائق من شأنها أن‬
‫تختلط بالشهادة الطبية‪ ،‬فإننا سنعمد في هذه المقدمة إلى تعريف هذه الشهادة وتمييزها عما قد‬
‫يختلط بها من المؤسسات المشابهة ) أول(ا ‪ ،‬قبل أن نبين أهميتها والشكالية التي تطرحها‬
‫) ثانيا (ا‪ ،‬حتى نصل إلى خطة للبحث ) ثالثا(ا ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬تعريف الشهادة الطبية وتمييزها‬


‫عن المؤسسات المشابهة ‪:‬‬

‫عرف غأالبية الفقهاء‪ 3‬الشهادة الطبية بأنها سند مكتوب مخصص لمعاينة أو تفسير‬
‫وقائع ذات طابع طبي ‪.4‬‬

‫‪ - 1‬أستاذنا أحمد ادرويش ‪ :‬مسؤولية الطباء المدنية بالمغرب ‪ ،‬محاولة في تأصيل فقه القضاء واجتهاد الفقه‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في‬
‫العلوم القانونية من كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط ‪ ، 1984‬سلسلة الرسائل والطروحات ‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات‬
‫القضائية ‪ ، 1989 ،‬ص ‪. 25 :‬‬
‫‪ - 2‬أحمد ذياب وأنور الجراية وسمير معتوق ‪ :‬الشهادة الطبية ‪ ،‬منشورات دار جيم للنشر ـ تونس ‪ ،‬ص ‪. 10 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- P. Hadengue et Cochin – lort Royal : Les certificats médicaux, SANDOZ EDITIONS. p: 9‬‬
‫‪- LARAQUI Chakib : Guide pratique de l’exercice de la profession médicale au Maroc‬‬
‫‪DAR CORTPBA ; 2ème édition 1996, p : 344 .‬‬
‫‪- Louis Mélennec . Traité de droit médical ; Tome 6 ; Le certificat médical ; la préscription‬‬
‫‪médicamenteuse par louis Mélennec et Géard Méméteau , Maloine S.A.EDITEUR . 1982 ; p :12‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- Abdelkrim Bezzad : Certificat médical et résponsabilité du médecin , ESPERANCE‬‬
‫‪Médicale , Janvier 2000 , Tome 7 ; N° 57 ; p : 5 .‬‬
‫‪- BARRET : Les certificats médicaux, http : // w w w – Sante . ujf – grenoble. Fr /‬‬
‫‪SANTE / megilega/ pages / certnedb. Htm , mis à jour le 15 Octobre 2001, 14/11/2001 , 12.00h, 8‬‬
‫‪pages, p :1.‬‬
‫‪ - 4‬وقد اعتمد الساتذة أحمد ذياب وأنور الجراية وسمير معتوق نفس التعريف تقريبا حين اعتبروا أن الشهادة الطبية تمثل عمل كتابيا شبه رسمي هدفه‬
‫تسجيل وأحيانا شرح حدث من نوع صحي ‪.‬‬
‫ذياب والجراية ومعتوق‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.133‬‬

‫‪2‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫كما عرفها الستاذ " أوبي " ‪ 1‬والساتذة " بنو " ‪ 2‬بأنها سند مكتوب يشهد بمقتضاه‬
‫طبيب بأنه أجرى معاينة ذات طابع طبي أو أنجز عمل طبيا ‪.‬‬
‫في حين عرفتها الستاذة " لرغأوييي " بأنها الشهاد الصادر عن طبيب بكل المعاينات‬
‫اليجابية والسلبية التي تخص الشخص المفحوص ‪ ،‬والتي من شأنها التأثير بصفة مباشرة أو‬
‫غأير مباشرة على المصالح العامة أو الخاصة لهذا الشخص ‪.3‬‬
‫والذي يلحظ على هذه التعريفات هو أن الول منها أغأفل نسبة هذه الشهادة إلى‬
‫الطبيب باعتباره المختص بإنشائها ‪ ،‬مثلما أغأفل الحالة التي يضمنها هذا الخير إنجازه لعمل‬
‫مهني‪. 4‬‬
‫أو‬ ‫أما التعريف الثاني فقد أغأفل الحالة التي يكون فيها مضمون الشهادة تفسي ار‬
‫تأويل لواقعة ذات طابع طبي وليس مجرد معاينة لها‪ .‬وتنطبق هذه الملحظة أيضا على‬
‫التعريف الثالث ‪ ،‬الذي أغأفل بالضافة إلى ذلك الحالة التي يكون فيها مضمون الشهادة تثبيتا‬
‫لداء أو إنجاز عمل طبي ‪.‬‬
‫وعليه يمكن أن نعرف الشهادة الطبية بأنها سند مكتوب صادر عن طبيب بمناسبة‬
‫أو‬ ‫ممارسته لمهنته ‪ ،‬يشهد بمقتضاه بأنه أنجز عمل مهنيا أو بأنه أجرى معاينة إيجابية‬
‫أو‬ ‫سلبية لواقعة ذات طابع طبي تخص الشخص المفحوص ‪ ،‬كما قد يضمنه تفسي ار‬
‫تأويل لهذه الواقعة ‪.‬‬
‫وتختلف الشهادة الطبية بهذا المعنى عن وثائق طبية أخرى من شأنها أن تختلط بها‬
‫بالنظر إلى صدورها أيضا عن الطبيب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean – Marie AUBY : Le droit de la santé . PRESSE UNIVERSITAIRE DE FRANCE , 1er‬‬
‫‪édition , 1981 ; p : 110 .‬‬
‫‪2‬‬
‫– ‪- Penneau J ; Penneau M et Penneau M : Le médecin et la loi, Encyclopédie Médico‬‬
‫‪chirurgicale ( Elsevier , Paris) , Thérapeutique , 25 – 995 - A 10, 1996 , 16 pages , p : 10 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Anne – Marie LARGUIER : Certificats médicaux et secret professionnel . Thèse lyon‬‬
‫‪1961 , LIBRAIRIE DALLOZ , PARIS , 1963 , par 34 , p : 31 .‬‬
‫‪- 4‬كتلقيح مثل ‪ ،‬حيث ل يعتبر تثبيت إنجاز هذا العمل بواسطة الشهادة معاينة لواقعة طبية ول تأويل لها ‪ ، .‬انظر بخصوص هذا التمييز ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪Mélennec et Mémetaeu , op.cit , p : 13‬‬

‫‪3‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫فبالرغأم من كون بعض الفقه‪ 1‬يرى في الشهادة الطبية تقرير خبرة مصغر ‪ ،‬مثلما يرى‬
‫أن من شأن تحرير متقن لهذه الشهادة أن يجنب إنجاز خبرة لحقة بالنظر إلى وحدة المضمون‬
‫التقني لكل منهما‪ ،‬إل أنهما يختلفان مع ذلك من عدة جوانب ‪.‬‬
‫فمن جهة أولى يتم إنشاء الشهادة الطبية بطلب من المعني بها بناءا على العقد الذي‬
‫يربطه بالطبيب الممارس للمهنة في إطار مؤسسة الطب الحر‪ ،2‬وذلك بخلف تقرير الخبرة‬
‫الذي يتم إنجازه بناء على أمر يصدره القاضي أو بناءا على توكيل من الطراف ‪ ، 3‬وعليه فإن‬
‫غأياب رابطة تعاقدية‪ 4‬بين الشخص الذي أجريت لفائدته الخبرة وبين الخبير الوكيل عن أحد‬
‫الطراف ‪ 5‬أو المعين من لدن القاضي يعتبر عنص ار ممي از للتقرير عن الشهادة‪ .‬وقد استند‬
‫الفقه‪ 6‬والقضاء‪ 7‬في فرنسا على هذا الفارق الساسي لعتبار الخبير غأير خاضع لللتزام بالسر‬
‫المهني دونا عن منشئ الشهادة الطبية‪.‬‬
‫ومن جهة ثانية فإن التقرير المنجز في إطار الخبرة يتميز عن الشهادة الطبية من حيث‬
‫‪8‬‬
‫أن الخبير ملزم عند إنجاز تقريره باتباع المسطرة المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية‬
‫أو قانون المسطرة الجنائية ‪9‬متى كانت الخبرة قضائية ‪ ،‬أو باتب ــاع‬

‫‪1‬‬
‫‪- Louis ROCHE : La médecine légale discipline de santé publique , Journal de médecine‬‬
‫‪légale Droit médical , Janvier – Février 1981 , N° 1 . 24 ème Année , p: 8.‬‬
‫‪ - 2‬أو بناء على العلقة النظامية التي تربطه بالمرفق الصحي العمومي الذي يستفيد من خدماته ‪ ،‬متى كان الطبيب يزوال مهنته في إطار الوظيفة‬
‫العمومية ‪ ،‬انظر الفصل الثاني من هذا البحث ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 14 .‬‬
‫‪ - 4‬أو علقة نظامية في الحالة التي يزاول فيها الطبيب مهنته في إطار الوظيفة العمومية ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Grenoble 6 Janvier 1960, JCP 1961 , II 11934 , Note R.SAVATIER.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Jean – Baptiste REIGNIER ; Le secret professionnel et les certificats médicaux, Thèse‬‬
‫‪pour le doctorat en droit , Paris 1934 , Imprimerie les presses modernes – Paris 1934 , p : 63‬‬
‫‪et suiv.‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée , par 37 , p : 34 et suiv.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Cass. Civ. 22 Janvier 1957, D1957, p : 445 . Note R.SAVATIER.‬‬
‫‪ - 8‬الفصول ‪ 59‬وما بعده من قانون المسطرة المدنية كما وقع تعديلها بمقتضى القانون رقم ‪ 85.00‬الذي صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪. 345‬‬
‫‪ 1. 00‬المؤرخ في ‪ 29‬رمضان ‪ 1421‬هـ الموافق لـ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ، 2000‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4866‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬شوال ‪1421‬‬
‫الموافق ‪ 18‬يناير ‪ ، 2001‬ص ‪ 233 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 9‬انظر الفصل ‪ 171‬وما بعده من قانون المسطرة الجنائية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الجراءات التي حددها الخصوم متى كانت الخبرة اتفاقية ‪ ،1‬وذلك بخلف منشئ الشهادة الذي‬
‫ل يكون ملزما باتباع مثل هذه الجراءات‪.‬‬
‫ومن جهة ثالثة فإن تقرير الخبرة قد يكون شفويا خلفا للشهادة الطبية ‪ ،‬كما يستفاد من‬
‫الفصل ‪ 60‬من قانون المسطرة المدنية الذي نص في فقرته الثانية على أنه " إذا كان التقرير‬
‫شفويا حدد القاضي تاريخ الجلسة التي يستدعي لها الطراف بصفة قانونية ويقدم الخبير تقريره‬
‫الذي يضمن في محضر مستقل" ‪.‬‬
‫ومن جهة رابعة فإن الطبيب المنجز لتقرير خبرة يكون ملزما بأداء اليمين أمام السلطة‬
‫القضائية التي عينها القاضي المر بهذه الخبرة ‪ ،‬متى كان هذا الخبير غأير مدرج بجدول‬
‫الخبراء‪ ،2‬وذلك بخلف الطبيب المنشئ للشهادة ‪.‬‬
‫وتختلف الشهادة الطبية أيضا عن الرأي الطبي ‪ ،‬سواء من حيث المضمون أو من‬
‫حيث الشكل ‪ ،‬إذ تكون الشهادة موضوعية وكتابية بالضرورة ‪ ،‬بخلف الرأي الذي هو شخصي‬
‫‪ ،‬كما أنه قد يكون شفويا أيضا‪.3‬‬
‫وتختلف هذه الشهادة كذلك عن الرسالة الطبية سواء من حيث الهدف أو من حيث‬
‫الشخص الموجهة إليه ‪ .‬ذلك أنه إذا كانت الشهادة الطبية تسلم مبدئيا للشخص المعني بها من‬
‫أجل استخدامها في الثبات ‪ ،‬فإن الرسالة الطبية توجه على العكس من ذلك إلى الطبيب‬
‫المختص لجل توضيح المعاينات التي أجراها مرسلها لفائدة المريض ‪ ،‬أو إلى أسرة هذا‬
‫‪ - 1‬يكون الخبير المعين باتفاق الخصوم غأير ملزم في تنفيد إجراءات الخبرة باتباع القواعد المنصوص عليها في القانون المنظم للخبرة ) قرار المجلس‬

‫العلى عدد ‪ 2226‬الصادر بتاريخ ‪ 1989 – 11 – 13‬في الملف المدني ‪ 7210/85‬منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ‪ 142‬ص ‪( 82‬ا‪ ،‬على‬
‫أنه يلزم باحترام بعض المبادئ العامة كمبدأ الوجاهية‪.‬‬
‫انظر بهذا الخصوص ‪ :‬محمد المجدوبي الدريسي ‪ :‬إجراءات التحقيق في الدعوى في قانون المسكرة المدنية ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في‬
‫القانون الخاص ‪ ،‬مطبعة الكاتب العربي دمشق ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 1996‬ص ‪ 85‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إواذا كان الخبير مدرجا بجدول الخبراء فإنه يتم الكتفاء باليمين المهنية الذي كان قد أداها أما محكمة الستئناف التي سجل بدائرتها ‪ ،‬بحيث ل‬

‫تجدد هذه اليمين ما دام الخبير مسجل في الجدول ‪ ،‬وذلك استنادا على المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 45.00‬المتعلق بالخبراء القضائيين كما صدر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.01.126‬المؤرخ في ‪ 29‬من ربيع الول ‪ 1422‬موافق ‪ 22‬يونيو ‪ ، 2001‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4918‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 27‬ربيع الخر ‪ 1422‬الموافق لـ ‪ 19‬يوليوز ‪ ، 2001‬ص ‪ 1268 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 15 et suiv .‬‬

‫‪5‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الخير لجل تقديم النصائح اللزمة للعناية به ‪ . 1‬إواذا كانت الستاذة "لرغأوييي" ترى أن من‬
‫شأن الرسالة أن تتحول إلى شهادة متى خرجت عن الوسط الطبي في الحالة الولى أو عن‬
‫الوسط السري في الحالة الثانية لجل استخدامها في الثبات ضدا على مصلحة المريض‪،2‬‬
‫فإن هذا الرأي يبقى محل نظر على اعتبار أن طبيعة التصرف تحدد عند إنشائه ‪ ،‬ول يكون من‬
‫شأن التحريفات التالية على هذا النشاء أن تؤثر على تكييفيه أو طبيعته‪. 3‬‬
‫ورغأم أن الشهادة والوصفة الطبيتين يلتقيان في أن كلهما يعتبر كتابة صادرة عن‬
‫أو‬ ‫طبيب بمناسبة مزاولته لمهنته‪ ،‬فإنهما مع ذلك يختلفان في أن الثانية ل تتضمن وصفا‬
‫تأويل لواقعة طبية أو تأكيدا لنجاز مهني من لدن محررها كما هو شأن الولى‪ ،‬إوانما تتضمن‬
‫أم ار واضحا لمصلحة المريض بتناول دواء معين‪. 4‬‬
‫وتختلف الشهادة الطبية أيضا عن المنشورات التي يحررها الطبيب ولو انطلقا من حالة‬
‫فردية معينة ‪ ،‬استنادا على أن الهدف من هذه المنشورات هو تقديم الطبيب لعمله وعلمه‬
‫ونشره لدى العموم‪.5‬‬
‫وأخي ار فإن الشهادة الطبية تختلف عن سجل العيادة أو المستشفى ‪ ،‬من حيث أنه ل‬
‫يسلم للمريض‪ ،‬كما أنه ل يتم إنشاءه بناءا على طلبه ‪ ،‬إوانما يتطلبه السير المنتظم لعمل‬
‫الطبيب في إطار من المشروعية ‪. 6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Larguier , thèse precitée, par 47 et suiv, P : 41 et suiv.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Larguier , thèse precitée, par 50 et 53, P : 43 et suiv‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 17‬‬
‫‪ - 4‬انظر للمزيد من التوسع في موضوع الوصفة الطبية ‪:‬‬
‫‪suiv. Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 84 et‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- M.C. Roure Mariotti ; Formulaires administratifs, certificats médicaux , Ed MASSON,‬‬
‫‪1993, p : 15 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- . Roure Mariotti , Ibid .‬‬

‫‪6‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية الشهادة الطبية والشإكالية‬


‫المثارة‬
‫تكتسي الشهادة الطبية في المجتمعات المعاصرة أهمية بالغة ‪ ،‬نظ ار لتعدد أبعادها ‪.‬‬
‫فإلى جانب طابعها الطبي باعتبار أنها مظهر من مظاهر ممارسة الطب ‪ ،‬فإن لها انعكاسات‬
‫تتجاوز ذلك المجال لتشمل مجالت أخرى مهنية وقضائية واقتصادية واجتماعية ‪. 1‬‬
‫فمن الناحية المهنية تعتبر الشهادة الطبية عمل هاما وخطي ار يجسد الثقة التي يضعها‬
‫المجتمع في الطبيب ويكون من شأنه أن يثير مسؤوليته‪ ،‬رغأم أن تعدد الظروف والمناسبات‬
‫التي تطلب فيها هذه الشهادة جعلها تفقد أهميتها في أعين الناس‪.2‬‬
‫وتلعب الشهادة الطبية من الناحية القضائية دو ار فعال في مجال الثبات باعتبار مضمونها‬
‫التقني الذي يخرج عن معرفة رجل القضاء والذي يجعله مضط ار للجوء إليها في كثير من‬
‫الحيان ‪. 3‬‬
‫ومن الناحية القتصادية فإن من شأن الشهادة الطبية المثبتة لمرض المتعاقد أن تؤثر‬
‫على صحة العقود المبرمة من لدنه ‪ ،‬كما في الحالتين المنصوص عليهما في الفصلين ‪54‬‬
‫و ‪ 479‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع‪ ، 4‬مع ما يستتبع ذلك من تأثير على استقرار المعاملت‪ ،‬كما تعتبر‬
‫الشهادة الطبية أساسا لحتساب التعويضات المتعلقة بحوادث السير والشغل والمراض المهنية‬
‫في حالة عدم المنازعة فيها من لدن شركة التأمين‪ .5‬هذا فضل عن كونها تعتبر موردا هاما من‬
‫الموارد المالية للطبيب ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تقديم الدكتور الهادي مهنى لكتاب الساتذة ذياب والجراية ومعتوق ‪ :‬الشهادة الطبية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Bezzad , Article précité , p : 5 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 65‬‬
‫‪ - 4‬انظر بخصوص هاتين الحالتين أستاذنا أحمد ادريوش ‪ :‬أثر المرض على عقد البيع‪ ،‬تأملت حول تطبيق القضاء للفصلين ‪ 54‬و ‪ 479‬من ظ ‪.‬‬

‫ل ‪ .‬ع ‪ ،‬سلسلة المعرفة القانونية ‪ ، 2‬مطبعة المنية الرباط ‪ ،‬الطبعة الولى ‪. 1996 ،‬‬
‫‪ - 5‬بل إن هذه الشهادات ل تفقد أهميتها حتى في حالة المنازعة ‪ ،‬بحيث تشكل أساسا للخبرة ‪ ،‬انظر بهذا الخصوص‪:‬‬

‫‪.LARAQUI‬‬ ‫‪, op. cit. , p : 357‬‬

‫‪7‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وترجع الهمية الجتماعية للشهادة الطبية إلى تعدد المناسبات التي يطلب فيها من‬

‫الطبيب إنشاؤها ‪ .‬ذلك أن ظروف الحياة العصرية أصبحت تفرض على الفراد تقديم شهادات‬

‫طبية مختلفة ‪ ،‬عند الولدة‪ ،‬ولجل اللتحاق بالوظيفة أو الحصول على رخصة مرضية‬

‫للتغيب عنها ‪ ،1‬وعند الصابة بمرض عقلي أو بحادثة سير أو شغل ‪ ،‬أو تعرض لضرب أو‬

‫جرح ‪ ،‬ولجل الزواج أو كفالة طفل مهمل … بل وحتى عند الوفاة‪.‬‬

‫ورغأم أن هذه الظروف والمناسبات التي تستدعي الحصول على شهادة طبية تبدو‬

‫كثيرة‪ ،‬فإنها تبقى دوما مرشحة لن تتزايد يوما بعد يوم ‪.2‬‬

‫وقد أثار المر اهتمام بعض الباحثين في علم الجتماع ‪ .‬من ذلك أن بعض المنظرين‬

‫منهم ارتأوا أن الطبيب أصبح في عصرنا هذا خلفا للمنجم أو لرجل الدين في تصور المجتمع‬

‫لدوره ومكانته ‪ ،‬وذلك بالنظر إلى طقوس أنشطته ولغته المعقدة ووصفاته الدوائية وأجهزته‬

‫الغريبة ‪ ،‬فأصبحت شهادته الطبية تؤدي مهمة مجتمعية جديدة‪ ،‬فهي بمثابة تزكية روحية‬

‫‪- 1‬ينص الفصل ‪ 42‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.008‬الصادر في ‪ 4‬شعبان ‪ 1377‬موافق ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬في شأن النظام الساسي العام‬

‫للوظيفة العمومية ) ج‪.‬ر عدد ‪ 2372‬صادرة بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ ، 1958‬ص ‪( 634 :‬ا‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه بمقتضى القانون رقم ‪ 20.94‬المنفذ‬

‫بموجب الظهير الشريف رقم ‪ 1.95.2‬الصادر في ‪ 24‬من شعبان ‪ 1415‬موافق ‪ 26‬يناير ‪ ) 1995‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4293‬صادرة في ‪ 8‬رمضان ‪1415‬‬

‫موافق ‪ 8‬فبراير ‪ ، 1995‬ص ‪( 350 :‬ا في فقرتيه الولى والثانية على أنه ‪ " :‬إذا أصيب الموظف بمرض مثبت بصفة قانونية يجعله غأير قادر على‬

‫القيام بعمله وجب منحه بحكم القانون رخصة مرض‪.‬‬

‫يجب أن يدلي الموظف إلى الدارة بشهادة طبية تبين فيها المدة التي يحتمل أن يظل خللها غأير قادر على القيام بعمله ‪ ،‬وتقوم الدارة عند الحاجة‬

‫بجميع أعمال المراقبة المفيدة الطبية والدارية قصد التأكد من أن الموظف ل يستعمل رخصته إل للعلج " ‪.‬‬

‫وينص الفصل ‪ 34‬من المرسوم رقم ‪ 2. 62 . 164‬المؤرخ في ‪ 26‬جمادى الثانية ‪ 1383‬موافق ‪ 14‬نونبر ‪ 1963‬المحددة بموجبه القواعد العامة‬

‫المطبقة على موظفي مختلف المؤسسات ) منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2668‬بتاريخ ‪ 26‬رجب ‪ 1383‬الموافق ‪ 12‬دجنبر ‪، 1962‬ص ‪( 2821‬ا‬

‫في فقرته الثانية على أنه ‪ " :‬ول تمنح الرخص التي تتجاوز مدتها ثمانية أيام إل بعد الدلء بشهادة طبية يسلمها طبيب تعينه المنظمة " ‪.‬‬

‫كما ينص الفصل ‪ 11‬من نموذج النظام الخاص بضبط العلئق الرابطة بين الجراء الذين يتعاطون مهنة تجارية أو صناعية أو حرة وبين مؤجرهم‬

‫‪ ،‬كما صدر في تعينه القرار المقيمي الصادر بتاريخ ‪ 23‬أكتوبر ‪ ) 1948‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1878‬مكرر ‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر‬

‫‪] 1948‬بالفرنسية[ ص ‪( 1181‬ا في فقرته الولى على أنه ‪ " :‬يجب على كل أجير غأير قادر على الذهاب لخدمته بسبب مرضه أو آفة طرأت عليه‬

‫أن يخبر مؤجره بمدة تغيبه المحتمل وذلك بتقديم شهادة طبية إن اقتضاه الحال " ‪.‬‬

‫‪ - 2‬هذه الملحظة سبق أن أبدا ها الدكتور " رينيي " في أطروحته سنة ‪ ، 1934‬ومع ذلك فهي ل زالت صالحة إلى اليوم‬

‫‪Reignier , thèse précitée , p : 58 .‬‬

‫‪8‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫للمريض توازي طقوس التعبد والدعاء سابقا‪ .‬وأصبح فحص الطبيب يشكل أو يكتسي وجها من‬

‫أوجه الطقوس المجتمعية ‪ ،‬فلقد كانت الطقوس والمواكب الدينية تزكي وتؤكد اجتياز أهم‬

‫المراحل في حياة كل فرد كالميلد والختان ودخول المدرسة واليافعية والزواج … الخ ‪ ،‬ثم جاء‬

‫الطبيب ليلعب دو ار موازيا ‪.‬‬

‫ولقد يتشكك البعض في مدى صحة هذه الرؤيا ‪ ،‬لكن ومهما كان الرأي حولها فمن‬
‫الكيد أن نمو وتطور الوجه الوقائية والجماعية للنشاط الطبي كالطب الجتماعي والطب‬
‫الجمعياتي ضاعف عدد الفرص التي يطلب فيها من الطبيب تحرير وتسليم الشهادات‪.1‬‬
‫إواذا كانت الهمية العملية للشهادات الطبية واضحة بهذا الشكل ‪ ،‬فإن الهمية العلمية‬
‫لدراستها ترجع من جهة أولى إلى أن المشرع المغربي تعرض لها في نصوص عديدة ومتفرقة ‪،‬‬
‫ولم ينظمها في قانون واحد يمكن اللجوء إليه عند الحاجة ‪ ،‬مثلما لم يتعرض لها من مختلف‬
‫جوانبها ‪ .‬كما ترجع من جهة ثانية إلى أن القضاء كثي ار ما رفض العتراف لها بأي قيمة إثباتية‬
‫في حالت تستدعي المناقشة ‪ ،‬خصوصا وأنها عرفت معارضة من لدن بعض الفقه ‪.‬‬
‫إواذا كانت أهمية الشهادة الطبية ترجع إلى الثقة التي تحظى بها تبعا للثقة التي يضعها‬
‫المجتمع في الطبيب ‪ ،‬فإن هذه الثقة تعتبر محور الشكالية التي يطرحها الموضوع‪.‬‬
‫ذلك أن العتراف بقيمة إثباتية معينة للشهادة الطبية كهدف أنشئت لجله يقتضي‬
‫معرفة ما إذا كانت هذه الثقة مبررة ‪ ،‬وعليه فإن الشكالية المطروحة تتمثل في الوقوف على‬
‫ما إذا كانت الثقة التي تحظى بها هذه الشهادة محاطة بضمانات قبلية كافية إواجراءات بعدية‬
‫رادعة ‪.‬‬
‫هذه الشكالية هي التي ستقودنا إلى وضع خطة للبحث ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬خطة البحث‬


‫تقوم الشكالية التي وضعناها لهذا البحث على ثلث عناصر أساسية هي ‪ :‬القيمة‬
‫الثباتية للشهادة الطبية من جهة أولى ‪ ،‬والضمانات القبلية المتمثلة في القواعد المتعلقة بإنشاء‬

‫‪ - 1‬ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 9 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫هذه الشهادة وتسليمها من جهة ثانية ‪ ،‬إضافة إلى الجراءات البعدية الرادعة المتمثلة في‬
‫المسؤولية المترتبة عن عدم احترام تلك القواعد من جهة ثالثة ‪.‬‬
‫وتتمثل العلقة التي تربط بين هذه العناصر الثلث في أن الوصول إلى الثبات‬
‫بواسطة الشهادة الطبية كأثر يتم إنشاؤها لجله ‪ ،‬يقتضي من الطبيب المحرر احترام الشروط‬
‫القانونية لهذا النشاء واحترام قواعد السر المهني عند تسليمها لطالبها ‪ ،‬حتى ل تثار مسؤوليته‬
‫كأثر ثان قد تنتجه هذه الشهادة‪.‬‬
‫من هذا المنطلق سنتناول القواعد المتعلقة بإنشاء الشهادة الطبية وتسليمها في فصل‬
‫أول ‪ ،‬على أن نتناول آثار هذه الشهادة في فصل ثان ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفصل‬
‫الول ‪:‬‬

‫تعتبر الشهادة الطبية محر ار صاد ار عن طبيب ليكون دليل على واقعة تخص الشخص‬
‫المفحوص أمام طرف ثالث ‪ .1‬لذلك فإن مزاولة الطب تشمل قيام الطبيب بتحرير وتوقيع‬
‫شهادات طبية مؤرخة بالمعاينات التي أجراها ‪ ،‬ثم القيام بتسليمها للشخص المعني بها ‪ ،‬دون‬
‫إخلل بقواعد اللتزام بكتمان السر المهني ‪ ،‬وذلك حتى يتسنى لهذا الخير استخدامها وفقا‬
‫للهدف التي تم إنشاؤها من أجله ‪.‬‬

‫إواذا كان الفقه ‪2‬يؤكد على اعتبار إنشاء الشهادة الطبية عمل هاما وخطي ار من أعمال‬
‫مهنة الطب يفرض على الطبيب احترام شروط معينة ‪ ،‬فإن تسليم هذه الشهادة ل يقل أهمية‬
‫‪1‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée , par 47 , p : 41 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Hadengne et Royal, op.cit. p : 9/ Bezzad ,Article précité , p : 5 .‬‬

‫‪11‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وخطورة عن إنشائها بالنظر إلى التعارض الذي قد ينشأ بين اللتزام بهذا التسليم واللتزام‬
‫بكتمان السر المهني ‪.‬‬

‫من هذا المنطلق سنتناول الشروط الموضوعية والشكلية المتطلبة لنشــاء الشــهادة الطبيــة‬
‫فــي فــرع أول ‪ ،‬قبــل أن نتنــاول فــي فــرع ثــان مقتضــيات اللــتزام بكتمــان الســر المهنــي الـ ـواجب‬
‫احترامها عند تسليم هذه الشهادة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفرع الوأل ‪ :‬إنشاء‬


‫الشهادة الطبية‬
‫يكون من الصعب على الطبيب أمام تعدد الشهادات الطبية ‪ ،‬أن يتذكر الصيغ والنماذج‬
‫الخاصة بكل حالة على حدة ‪ ،‬لذلك يتعين عليه أن يحفظ في ذاكرته الشروط الموضوعية‬
‫والشكلية الساسية ‪ ،‬التي تحكم إنشاء هذه الشواهد بصفة عامة ‪.1‬‬
‫ويواجه هذه الصعوبة من باب الولى ‪ ،‬الشخص الغير الممارس للطب‪ ،‬قاضيا‪ 2‬كان‬
‫أو محاميا أو رجل إدارة أو ممثل لشركة تأمين أو عامل في صندوق للضمان الجتماعي أو‬
‫غأيرهم من الشخاص الذين يضطرون بحكم وظيفتهم أو مهنتهم إلى التعامل مع هذه‬
‫الشهادات ‪.‬‬
‫كمــا أنــه فضــل عــن كــون تنــاول مختلــف أن ـواع الشــهادات الطبيــة بالد ارســة يحتــاج إلــى‬
‫مساحة أكـبر مـن الـتي يتيحهـا هـذا البحـث ‪ ،‬فإنه يتطلـب أيضـا اللمـام بهـذه الشـروط الـتي تعتـبر‬
‫أساسية وضرورية لنشاء أي شهادة طبية كانت ‪.‬‬
‫لذلك سنتناول هذه الشروط العامة في مبحث أول ‪ ،‬قبل أن نتناول في المبحث الثاني‬
‫الشروط المتطلبة في أنواع خاصة من الشهادات الطبية التي تعرضت لها نصوص قانونية‬
‫معينة ‪ ،‬سواء تكفلت هذه النصوص نفسها بتحديد تلك الشروط‪ ،‬أم تركت أمر تحديدها‬
‫للممارسة المهنية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Roure – Mariotti, op. cit. , p : 4 et suiv.‬‬
‫‪- Hadengue et Royal, op.cit , p : 10 .‬‬
‫‪ - 2‬إذ يتعين عليه أن يراقب صحتها قبل أن يقدر حجيتها ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫المبحث الوأل ‪ :‬الشروأط العامة‬


‫لنشاء الشهادة الطبية‬
‫ينص الفصل ‪ 22‬من مدونة الداب المهنية للطباء‪ 1‬على أن مهمة الطبيب تشمل‬
‫القيام طبقا للمعاينات الطبية التي بوسعه إنجازها بتحرير الشهادات التي يقتضي القانون‬
‫الدلء بها‪ ، 2‬ويجب أن تكون كل وثيقة من هاته الطبيعة موقعة بخط يد الطبيب الذي حررها‬
‫بحيث يمنع استخدام الختم أو أي طريقة أخرى‪.‬‬
‫والذي نستخلصه من تحليل هذا الفصل هو أن إنشاء الشهادة الطبية يقتضي من جهة‬
‫أولى توافر شروط موضوعية تتجلى أساسا في قيام طبيب بصفته هاته بوصف أو تأويل وقائع‬
‫ذات طابع طبي ‪ ،‬وصفا أو تأويل مطابقا لنتائج المعاينة الفعلية للشخص المفحوص‪ ،‬مع ما‬
‫تقتضيه هذه المعاينة من ضرورة التأكد من هوية هذا الشخص ‪ ،‬كما سنرى في المطلب الول ‪.‬‬
‫كما يقتضي إنشاء هذه الشهادة من جهة ثانية توافر شروط شكلية تتمثل في الكتابة‬
‫والتوقيع بخط يد الطبيب ‪ ،‬إضافة إلى التاريخ الذي تتطلبه طبيعة موضوعها ‪ ،‬كما سنرى في‬
‫المطلب الثاني ‪.‬‬

‫المطلب الوأل ‪ :‬الشروأط الموضوعية‬


‫المتطلبة لنشاء الشهادة الطبية‬

‫‪ - 1‬صدر بها القرار المقيمي المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ، 1953‬المنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ 2121‬بتاريخ ‪ 19‬يونيو ‪ ، 1953‬ص ‪ ) 830‬بالفرنسية‬
‫(ا ‪.‬‬
‫وهو نفس ما نصت عليه المادة ‪ 23‬من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب كما صدر بتطبيقها المرسوم رقم ‪ ، 2 . 69 . 989‬الصادر في‬
‫‪ 17‬رمضان ‪ 1419‬الموافق لـ ‪ 5‬يناير ‪ ) ، 1999‬منشور بالجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ 4662‬بتاريخ ‪ 17‬شوال ‪ 1419‬الموافق لـ ‪ 4‬فبراير ‪ ، 1999‬ص‬
‫‪(310 :‬ا ‪ ،‬والتي جاءت صيغتها كما يلي ‪ " :‬تشمل مزاولة مهنة طب السنان عادة على قيم طبيب السنان وفقا للمعاينات التي يستطيع إثباتها في‬
‫مزاولة مهنته ‪ ،‬بتحرير الشهادات أو الشهادات أو الوثائق المقرر الدلء بها في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫ويجب أن تكون كل شهادة أو إشهاد أو وثيقة يسلمها طبيب السنان موقعة بخط يده ‪.‬‬
‫ويمنع استعمال الختم أو أي طريقة أخرى "‪.‬‬
‫‪ - 2‬يمكن للطبيب أن يقوم أيضا بإنشاء شهادات طبية ل يفرض أي نص تشريعي الدلء بها ‪ ،‬متى طلبها زبونه لجل استعمال خاص ‪.‬‬
‫‪M. Le Gueut – Develay : Les certificats médicaux, http : // www. med. Univ – rennes 1.‬‬
‫; ‪fr /etud/ medecine-legale/certificats –médicaux. Htm. , mis à jour le 26 Septembre 1998‬‬
‫‪30/01/2001 , 18.00 h, 7 pages ; p : 1.‬‬

‫‪14‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫يعتبر إنشاء الشهادة الطبية عمل هاما وخطي ار من أعمال مهنة الطب‪ ، 1‬كما أن‬
‫موضوعها ل يمكن أن يكون إل وقائع ذات طابع طبي ‪ . 2‬لذلك فإن النشاء الصحيح لهذه‬
‫الشهادة يقتضي قيام محررها شخصيا بمعاينة طبية فعلية للشخص المعني بها وتضمينها نتائج‬
‫هذه المعاينة بصدق وأمانة ) الفقرة الثانية (ا ‪ ،‬كما يقتضي أن تتوفر في هذا المحرر صفة‬
‫طبيب ) الفقرة الولى (ا نظ ار للترابط الكبير بين العنصرين ‪.‬‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬صفة طبيب‬

‫سنحاول أن نتعـرف أول علـى المقصـود بصـفة الطـبيب الضـرورية ‪ ،‬قبـل أن نـرى ثانيـا مـا‬
‫إذا كانت هذه الصفة كافية لوصف الورقة الصادرة عنــه بأنهــا شــهادة طبيــة ‪،‬وذلــك مــن خلل مــا‬
‫سماه القضاء الفرنسي " بالشهادة الظاهرة " ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬المقصود بصفة طبيب‬

‫إذا كان الواقع الطبي بالمغرب يعرف تعايش نوعين من المعارف الطبية ‪ ،‬يطلق على‬
‫النوع الول " الطلب التقليدي أو الشعبي " ‪ ،‬وعلى النوع الثاني " الطب العصري" ‪ ،‬فإن الذي‬
‫يعتبر طبيبا في حكم القانون هو الطبيب العصري ‪ ،‬أما ممارس الطب التقليدي فل يعتبر كذلك‬
‫‪ ،‬بل أكثر من هذا فإنه يعتبر مزاول لمهنة الطب بصفة غأير قانونيـة‪، 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Hadengue et Royal, op. cit , p : 9 / Bezzad ,Article précité , p : 5 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Régnier , thèse précitée , p : 61 .‬‬
‫‪ -‬أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 15‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫كما يكرس ذلك القانون رقم ‪ 10.94‬المتعلق بمزاولة الطب‪ 1‬في المواد ‪ 4‬و ‪ 60‬و ‪ 61‬منه‪.2‬‬

‫وعليه فإن الطبيب العصري باعتباره الشخص المرخص له بممارسة الطب ‪ ،‬هو فقط‬

‫المؤهل لنشاء شهادة طبية ‪ ،3‬سواء كان طبيبا في القطاع العام أو طبيبا في القطاع الخاص‬

‫أو عسكريا ‪،‬‬ ‫‪ ،4‬وسواء كان طبيبا عاما أو طبيبا متخصصا‪ ،5‬وسواء كان طبيبا مدنيا‬

‫غأير أنه إذا كان يمكن للعسكري اللجوء إلى طبيب مدني للحصول على شهادة طبية دون‬

‫إشكال ‪ ،‬فإنه ل يمكن العتماد على شهادة صادرة عن طبيب عسكري في قضية غأير مرتبطة‬

‫‪ - 1‬كما صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1 . 96 . 123‬الصادر في ‪ 5‬ربيع الخر ‪ 1417‬موافق ‪ 21‬أغأسطس ‪ ، 1996‬منشور بالجريدة الرسمية‬

‫ص‪. 2573 :‬‬ ‫عدد ‪ 4432‬الصادرة بتاريخ ‪ 9‬رجب ‪ 1417‬الموافق لـ ‪ 21‬نوفمبر ‪، 1996‬‬

‫‪ -‬ذلك أن المشرع بعد أن اشترط في المادة الرابعة من هذا القانون لجل التقييد في جدول هيئة الطباء الوطنية الذي يخول مزاولة مهنة الطب "أن‬ ‫‪2‬‬

‫يكون الشخص حاصل على شهادة دكتور في الطب مسلمة من إحدى كليات الطب المغربية أو على شهادة أو دبلوم من كلية أجنبية تعترف بمعادلتها‬

‫الدارة التي تنشر القائمة المدرجة فيها " ‪ ،‬فإنه عاد في المادة ‪ 60‬ليعتبر " كل من يشارك بصفة اعتيادية أو تحت إشراف غأيره ولو بحضور طبيب من‬

‫الطباء في إعداد تشخيص أو وصف علج لمراض أو إصابات جراحية أو خلقية أو مكتسبة أو حقيقية أو مفترضة وذلك عن طريق أعمال شخصية‬

‫أو استشارات شفوية أو مكتوبة وبأي طريقة أخرى أو يقوم بأحد العمال المهنية المنصوص عليها في المسمية المشار إليها في المادة ‪ ، 71‬دون أن‬

‫الطباء "‪ ،‬مزاول لمهنة الطب بوجه غأير قانوني ‪ ،‬وعاقبه في المادة ‪ 61‬بعقوبة‬ ‫يكون حاصل على شهادة تخوله الحق في التقييد في جدول هيئة‬

‫الحبس من ثلثة أشهر إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 5 .000‬درهم إلى ‪ 50 . 000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬على أن يرفع مبلغ الغرامة‬

‫في حالة العود إلى الضعف دون أن تقل عقوبة الحبس عن ستة أشهر ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- L. Mélennec : Les certificats médicaux : Personnes habilittées à les délivrer, La VIE‬‬
‫‪MEDICALE, 52 Année, Octobre 1971 / 4, N° 33, p : 3983.‬‬
‫‪ -‬أطباء القطاع العام هم الذين يمارسون مهنة الطب في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للدولة ‪ ،‬وبالتالي فهم يعتبرون من الناحية القانونية‬ ‫‪4‬‬

‫موظفين تابعين لها‪ ،‬أما أطباء القطاع الخاص فهم الذين يمارسون مهنة الطب خارج إطار الوظيفة العمومية من جهة وخارج إطار عقد الشغل من جهة‬

‫ص‪. 18 :‬‬ ‫أخرى ‪ .‬انظر أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬رسالة سابقة ‪،‬‬

‫‪ -‬التخصص صفة خارجية تدل على زيادة العلم ويكون من شأنها أن تحمل الناس على زيادة الثقة بالطبيب المتخصص ) أستاذنا أحمد ادريوش ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية ‪ ،‬سلسلة المعرفة القانونية ‪ ، 1‬مطبعة المنية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 1995‬ص ‪:‬‬

‫‪( 88‬ا‪.‬‬

‫ول يجوز أن يحمل لقب طبيب متخصص إل الطباء المقيدون بهذه الصفة في جدول هيئة الطباء بقرار من رئيس المجلس الوطني لهيئة الطباء‬

‫الوطنية‪ ،‬بناءا على طلب المعني بالمر الحاصل على شهادة للتخصص الطبي مسلمة من كلية مغربية أو على شهادة معترف بمعادلتها لها تخول‬

‫الحق في مزاولة التخصص )المادتان ‪ 37‬و ‪ 38‬من القانون رقم ‪ 10.94‬المتعلق بمزاولة الطب (ا ‪ .‬وذلك وفق الشروط والجراءات المنصوص عليها‬

‫في المواد من ‪ 39‬إلى ‪ 48‬من القانون المتعلق بمزاولة الطب ‪ ،‬وفي المواد من ‪ 10‬إلى ‪ 12‬من المرسوم رقم ‪ 2 . 97 . 421‬الصادر في ‪ 25‬من‬

‫جمادى الخرة ‪ 1418‬الموافق لـ ‪ 28‬أكتوبر ‪ 1997‬لتطبيق القانون رقم ‪ 10 . 94‬المتعلق بمزاولة الطب ) الجريدة الرسمية عدد ‪ 4532‬بتاريخ ‪5‬‬

‫رجب ‪ 1418‬الموافق لـ ‪ 6‬نوفمبر ‪ ،1997‬ص ‪( 4207 :‬ا ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫بالخدمة ‪ ،‬لن الشواهد الطبية التي يسلمها الطباء العسكريون ل يمكن استعمالها لغأراض‬

‫خارجة عن الخدمة ‪.1‬‬

‫وقد ذهب بعض الفقه‪2‬إلى أن التسجيل في جدول هيئة الطباء غأير ضروري لنشاء‬
‫الشهادة الطبية ‪ ،‬كما أن الممارسة الفعلية غأير مشترطة‪.‬‬
‫غأير أن هذا الرأي يبقى محل نظر‪ ،‬على اعتبار أنه إوان كانت الممارسة الفعلية حقا‬
‫غأير واجبة ) بالضافة إلى أنها تتحقق بالمعاينة التي يجب أن تسبق إنشاء الشهادة (ا ‪ ،‬فإنه‬
‫ينبغي أن تتوافر على القل إمكانيتها التي ل تتحقق إل بالنخراط في جدول الهيئة ‪ .3‬وهذا ما‬
‫تؤكده المادة الرابعة من القانون رقم ‪ 10 . 94‬المتعلق بمزاولة الطب التي تمنع على أي‬
‫شخص القيام بأي عمل من أعمال مهنة الطب إل إذا كان مقيدا في جدول هيئة الطباء‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫لكن ينبغي النتباه إلى أن هناك استثناء على مبدأ ضرورة التسجيل في جدول الهيئة‬
‫يتعلق بطلبة الطب الذين أثبتوا صلحية امتحاناتهم السريرية ‪ ،‬والذين حصلوا على رخصة‬
‫النيابة من رئيس المجلس الجهوي الواقعة في دائرة نفوذه كلية الطب المسجل بها الطالب‪ .4‬ذلك‬
‫أن السماح لهم بمزاولة الطب في إطار النيابة ‪ 5‬عن طبيب عام ‪ ،‬يعني بالضرورة السماح لهم‬
‫بإنشاء شهادات طبية تتعلق بالوقائع الطبية التي عاينوها في إطار مزاولة المهنة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Colomar, 28 octobre 1947 , JCP 1948 , II 4160. Cité par : Larguier , thèse précitée, par 39,‬‬
‫‪p : 36 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mélennec, Article précité , p : 3983.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 18.‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 10 . 94‬المتعلق بمزاولة الطب ‪ ،‬والفصل ‪ 13‬من المرسوم التطبيقي له‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬يعرف عقد النيابة بين الطباء الذي نظمه المشرع في المواد من ‪ 29‬إلى ‪ 36‬من القانون المتعلق بمزاولة الطب بأنه " عقد يعين بمقتضاه طبيب )‬ ‫‪5‬‬

‫المناب عنه (ا زميل له ) النائب (ا لينوب عنه في تسيير عيادته لمدة مؤقتة مقابل نصيب في التعاب " ‪ .‬انظر أستاذنا أحمد ادريوش ‪ :‬الكراء في‬
‫المدونة الجديدة للتجارة ‪ ،‬سلسلة المعرفة القانونية ‪ ، 6‬البوكيلي للطباعة والنشر ‪ ،‬القنيطرة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 1998‬ص ‪ . 30 :‬وانظر للمزيد من‬
‫الطلع البحث الذي أنجزته تحت إشرافه الطالبة مينة شداوي ‪ :‬عقد النيابة بين الطباء ‪ ،‬بحث دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني ‪،‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬أكدال ‪. 1999‬‬

‫‪17‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وما دام ل يسمح للطبيب الجنبي قبل تقييده في جدول هيئة الطباء الوطنية‪ 1‬بأن يقوم‬
‫في القطاع الخاص بأي عمل من أعمال المهنة ‪ ،‬كما تنص على ذلك المادة ‪ 12‬من قانون‬
‫مزاولة الطب ‪ ،‬فإن الورقة التي حررها بالمغرب ل تعتبر شهادة بمعنى الكلمة ‪ .2‬أما بالنسبة‬
‫للشهادة الطبية التي أنشأها بالدولة التي يمارس فيها نشاطه المهني ‪ ،‬فإنه ينبغي الرجوع إلى‬
‫قانون هذه الدولة للحكم على صحتها وقوتها الثباتية‪.3‬‬
‫لكن إذا كانت صفة الطبيب ضرورية فهل تعتبر كافية لوصف الورقة الصادرة عنه بأنها‬
‫شهادة طبية ؟‬

‫ثانيا ‪ :‬مدى كفاية صفة طبيب ‪:‬‬

‫لقد تمسكت الشعبة التأديبية بالمجلس الوطني الفرنسي لهيئة الطباء في قرار صادر‬
‫عنه بتاريخ ‪ 13‬دجنبر ‪ 41978‬بمفهوم الشهادة الظاهرة"‪ 5‬في مواجهة طبيب دفع بأنه لم يعط‬
‫شهادته المحررة على مطبوعته المهنية إل كمواطن عادي ‪ ،‬معتبرة أن هذا المحرر يظهر على‬
‫القل في شكل شهادة طبية‪ ،‬خصوصا وأنه يجمع بين التصريح الشخصي والمعاينة العلمية‪.‬‬

‫وقد استنتج الستاذان " ميلنيك " و " ميمطو" ‪ 6‬من هذا القرار أنه ليس من اللزم‬
‫وصف كل مكتوب صادر عن طبيب يعطي معلومات عن صحة فرد معين بأنه شهادة طبية ‪.‬‬
‫فالصفة التي يصدر بها الطبيب هذا المحرر يكون لها نفس الدور الذي تلعبه في جريمة إفشاء‬
‫السر المهني ‪ ،‬حيث ل يعاقب على إفشاء السرار التي تصل إلى عمله خارج الممارسة المهنية‬
‫بصفته صديقا وليس معالجا ‪ ،‬ولو كان لها ارتباط موضوعي بممارسة الطب ‪.‬‬

‫‪ -‬وفق الجراءات وطبق الشروط المنصوص عليها في الفصول من ‪ 11‬إلى ‪ 15‬من القانون المتعلق بمزاولة الطب والمواد من ‪ 5‬إلى ‪ 7‬من‬ ‫‪1‬‬

‫المرسوم التطبيقي له ‪.‬‬


‫‪ -‬يرى الستاذان ‪ :‬ميلينيك " و " ميمطو" بأن الصفة العلمية لمحررها والثقة التي يحظى بها الطباء بغض النظر عن جنسيتهم تفرض منح ثقة‬ ‫‪2‬‬

‫خاصة لهذا المحرر ما دام مضمونه هو نفسه الذي تقرره شهادة طبية صادرة عن طبيب وطني ‪.‬‬
‫‪Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 19.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , Ibid.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Bulletin de l’ordre national, 1980, p : 5. Cité par : Mélennec et Mémeteau, op. cit. , p : 16.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Le certificat apparent.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , Ibid.‬‬

‫‪18‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إن أهمية صفة الطبيب هاته‪ ،‬هي التي تفرض عليه أن يبين في الشهادة الطبية اسمه‬
‫الشخصي والعائلي ‪ ،‬وصفته ‪ ،‬وعنوانه ‪ ،‬واختصاصه إن وجد ‪ .‬لذلك فإنه غأالبا ما يحرر هذه‬
‫الشهادة على مطبوعته الخاصة ‪ ،‬التي يتضمن رأسها المهني عادة هذه البيانات المحددة‬
‫لهويته‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوصف أوأ التأوأيل المطابق لنتائج‬


‫المعاينة‬
‫الطبية الفعلية‬
‫يتطلب هذا الشرط في حقيقته وجـود عنصـرين همـا ‪ :‬إجـراء معاينـة طبيـة فعليـة للشـخص‬
‫المعني بالشهادة ) أول(ا‪ ،‬ووصف أو تأويل نتائج هذه المعاينة بصدق وأمانة )ثانيا(ا ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬المعاينننة الطبيننة الفعليننة للشننخص المعننني‬


‫بالشهادة‬

‫إن موضوع الشهادة الطبية ل يخرج عن كونه تقدي ار للحالة الصحية للمعني بهـا أو‬
‫تأكيدا لنجاز عمل مهني من لدن محررها‪.2‬‬
‫إواذا كان من الواضح أن إنجاز العمل المهني المشهود به ) زيارة ‪ ،‬تلقيح … (ا ل يمكن‬
‫أن يتم بدون معاينة فعلية للشخص الذي وقع إنجازه لفائدته ‪ ،‬فإن تقدير الحالة الصحية‬
‫للشخص المشهود له ‪ ،‬يجب أن يستند كذلك على فحص طبي شخصي يقظ وفق المعطيات‬
‫الثابتة لعلم الطب‪ .3‬لذلك فإن المعاينة الطبية الفعلية القبلية للشخص المعني بالشهادة تعتبر‬
‫شرطا ضروريا ل يتردد المتخصصون ‪ 4‬في التأكيد عليه ‪ .‬خصوصا وأن اللتزام بالحذر‬

‫‪/‬‬ ‫‪ - 1‬ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 16‬وما بعدها ‪Bezzad, Article précité , p : 7‬‬
‫موضوعا ثالثا إوانما يدخل في إطار‬ ‫‪ -‬وحتى إذا كان يطلب من الطبيب أحيانا معاينة حالة لجل تكييفها ) ولدة ‪ ،‬وفاة ‪( ..‬ا فإن هــذا ل يعتبــر‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬ ‫الموضوع الول على اعتبار أنه يتطلب فحصا أدنى ‪ ،‬مع ما يقتضيه المر من تقدير علمي ‪ .‬انظر بهذا الخصوص ‪:‬‬
‫‪Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 13‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , Ibid .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Hadengue et Royal , op. cit , p : 10 / Bezzad, Article précité , p : 6 .‬‬
‫‪- Gérald Quatrehomme : Certificats, La revue du praticien , 15 Octobre 2000, Tome 50,‬‬
‫‪N° 16 , p : 1823 .‬‬
‫‪- S.Louahlia : les certificats médicaux en pratique quotidienne, revue marocaine de médecine‬‬

‫‪19‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الملقى على عاتق الطبيب يفرض عليه العتماد على معايناته الشخصية ل على معاينات‬
‫عائلة المعني بالمر أو تصريحات هذا الخير ‪ ،‬ول على مجرد الحدس والتخمين‪.1‬‬
‫ومن البديهي أن تكون هذه المعاينة لحالة شخص محدد ‪ ،2‬لذلك يتعين على الطبيب‬
‫بمناسبة معاينته للشخص المعني بالشهادة أن يتثبت من هويته ) اسمه الشخصي والعائلي‪،‬‬
‫تاريخ ميلده ‪ ،‬مقر سكناه ‪ ،‬رقم بطاقته الوطنية إن وجدت … (ا ‪،‬خصوصا وأن القضاء‬
‫المغربي يرفض عن حق العتماد على شهادات طبية ل تثبت هوية صاحبها‪ ،‬كما هو شأن‬
‫القرار الصادر عن المجلس العلى بتاريخ ‪1998 – 06 – 16‬في الملف الشرعي عدد ‪418‬‬
‫‪ ،3 96 / 1 / 2 /‬والذي جاء في حيثياته ‪ " :‬وحيث بالطلع على الشهادة الطبية التي يستند‬
‫إليها المطلوب في دعواه اتضح أنها غأير مؤكدة لهوية الطاعنة رغأم أنها تحمل اسمها ومع أن‬
‫الطاعنة تمسكت في استئنافها بأن هذه الشهادة غأير كافية في إثبات الدعوى فإن المحكمة‬
‫أسست قضاءها بفسخ عقد الزواج عليها ولم تفندها مع أن المر يقتضي التحري بإجراء بحث‬
‫للتأكد من حقيقة تلك الشهادة ومن كون الحمل الذي كان بالطاعنة وضع في أقل أمده الشرعي‬
‫أو في أمده ‪ ،‬ولكي يتبين واقع أمر النزاع فتحكم النازلة بما يقتضيه الفقه مما يعتبر معه القرار‬
‫المطعون فيه منعدم التعليل ومما يعرضه بالتالي للنقض " ‪.‬‬

‫‪et santé , 1995, N° 2 ; p : 28 .‬‬


‫‪ -‬ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 16 :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Auby , op. cit , p : 111.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 14‬‬
‫‪ - 3‬منشور بمجلة الشعاع ‪ ،‬العدد العشرون ‪ ،‬السنة الحادية عشرة ‪ ،‬دجنبر ‪ ، 1999‬ص ‪ 117 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫إواذا كان المجلس العلى قد فعل حسنا عندما رفض اعتماد شهادة طبية ل تؤكد هوية صاحبتها فإن تأكيده على ضرورة الستعانة ببحث‬
‫يبقى محل نظر ‪ ،‬خصوصا وأن محكمة الستئناف المحال عليها الملف ستكون مقيدة بهذه النقطة القانونية التي بث فيها المجلس ‪ .‬ذلك أن هذا القرار‬
‫قد أكد على أنه كان على المحكمة أن " تفند" الشهادة الطبية ‪ ،‬ومعنى ذلك أنه كان عليها أن تكذبها وتعتبرها غأير صحيحة ‪ ،‬فإذا فعلت ذلك فإن مآل‬
‫الدعوى هو عدم القبول لنعدام وسيلة الثبات ‪ ،‬فل يبقى ثمة أدنى مبرر لجراء بحث بين الطراف ‪.‬‬
‫انظر تعليقا على هذا القرار للستاذ رشيد مشقاقة ‪ :‬شواهد المجاملة وأثرها على الحقوق ‪ ،‬ما قيمة الشهادة الطبية في الثبات ‪ ،‬جريدة العلم‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 18197‬الربعاء ‪ 15‬ذو القعدة ‪ 1420‬الموافق لـ ‪ 22‬مارس ‪ ، 2000‬ص‪ ) 8 :‬صفحة المجتمع والقانون (ا ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أو‬ ‫‪1‬‬
‫ويقع هذا التثبت من هوية الشخص المفحوص بواسطة بطاقة تعريفه الوطنية‬
‫بطاقة إقامته أو جواز سفره‪ ،‬أما إذا لم يكن يتوفر على أي وثيقة تثبت هويته فيجب على‬
‫الطبيب أن يشير إلى أن تلك المعلومات قد وردت بناءا على تصريحات زبونه‪ .2‬وزيادة في‬
‫الحتياط أصبح بعض الطباء يلجأون عن صواب في حالة عدم وجود البطاقة الوطنية إلى‬
‫إلزام المعني بالمر بضرورة إحضار صورة شمسية توضع على الشهادة ويوضع فوقها خاتم‬
‫المجال ‪.3‬‬ ‫الطبيب ‪ ،‬وذلك لتفادي الحتيالت التي يمكن أن تقع في هذا‬
‫غأير أنه واستثناءا مما سبق ‪ ،‬قد يحدث أن يدعى الطبيب لتحرير شهادة استنادا على‬
‫وثائق سابقة ‪ ،‬ففي هذه الحالة يتعين عليه الشارة كتابة إلى أن المر يتعلق " بشهادة محررة‬
‫بناءا على مستندات " أو " بناءا على الوثائق المدلى بها " ‪ .4‬كما قد يحدث أن يحرر الطبيب‬
‫في المستشفى شهادات طبية استنادا على سجل المستعجلت الذي حرره بالليل الطبيب‬
‫الداخلي أو الطالب المعاون المكلف بالحراسة ‪ ،‬بحيث عليه أيضا أن يوضح في الشهادة بأن"‬
‫السيد أ حضر للمستشفى ب … كما هو مثبت في سجل المستعجلت ‪ ،‬حرر بتاريخ … من‬
‫طرف الدكتور ج "‪ ،‬أو يشير إلى أن المر يتعلق بنسخ للمستند المعني ‪.5‬‬

‫‪ - 1‬يمكنه استعمال الصيغة التالية ‪ :‬أشهد بأني فحصت السيد)ة(ا … صاحب)ة(ا بطاقة تعريف رقم … أو المعرف)ة(ا به)ها(ا من لدن السيد)ة(ا …‬
‫ص ‪. 17 :‬‬ ‫صاحب )ة(ا بطاقة تعريف رقم ‪ " .‬انظر ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬‬
‫‪-‬جاء في الفصل الول من قرار صادر عن الهيئة الوطنية للطباء أوكل لرئيسها ولرؤساء المجالس الجهوية مهمة تطبيقه بعد نشره في نشرة الهيئة‬ ‫‪2‬‬

‫بأنه " يتعين على الطبيب قبل إنشاء شهادة طبية التثبت من هوية الشخص الذي تتم معاينة حالته‪.‬‬
‫إذا رفض طالب الشهادة الكشف عن هويته أو لم يكن باستطاعته إثباتها فيجب على الطبيب أن يشير إلى ذلك في الشهادة موضحا « أنا‬
‫الموقع أسفله … أشهد أني فحصت … الذي صرح أن اسمه … » ‪. " .‬‬
‫وقد اعتبر الفصل الثاني من نفس القرار مخالفة هذه المقتضيات خطأ مهنيا موجبا للمسؤولية التأديبية ‪.‬‬
‫‪L’ECHO Médical , revue du conseil régional du Nord Ouest , N° 1 Du 1er trimestre 1988,‬‬
‫‪p : 35 .‬‬
‫‪ - 3‬عبد المجيد خداد ‪ :‬اثر المرض في تكوين عقد الزواج ‪ :‬تأملت حول شهادة الخلو من المراض المعدية المشترطة في عقد الزواج ‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ‪ ،‬الرباط ‪ 1999‬ـ ‪ ، 2000‬ص ‪. 262‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Hadengue et Royal , op.cit , p : 10.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Hadengue et Royal , Ibid .‬‬

‫‪21‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ثانيا ‪ :‬وأصف أوأ تأوأيل نتائج المعاينة الطبية بصدق‬


‫وأموضوعية‬

‫يجب على الطبيب بعد إجرائه للمعاينة أن يسجل نتائجها في الشهادة الطبية بكل‬
‫صدق وواقعية ‪ ،1‬محاول قدر المكان عدم تحريف تلك النتائج ‪ 2‬اليجابية منها والسلبية على‬
‫حد سواء ‪ ،3‬وذلك حتى تكون هذه الشهادة النعكاس المضبوط للحقيقة‪.4‬‬
‫لذلك يتعين عليه أن يكون حذ ار في تأكيداته ‪ ،‬ويميز بين ما عاينه شخصيا وبين‬
‫تصريحات طالب الشهادة‪ ،5‬مستعمل بخصوص هذه الخيرة الصيغة التي توضح أن المريض‬
‫هو الذي ذكرها‪ ،‬وذلك مثل " ‪ ..‬فحصت السيد )ة(ا … الذي ) التي (ا صرح )ت(ا بأنه )ها(ا …‬
‫أقواله )ها(ا "‪.7‬‬ ‫"‪ ،6‬أو " … بناءا على تصريحات المريض )ة(ا " أو " … استنـادا علــى‬
‫ويقوم الطبيب عند تسجيله لنتائج المعاينة في الشهادة الطبية إما بالقتصار على‬
‫وصف الوقائع ‪ ،‬دون تفسيرها أو تحليلها في أسبابها أو توابعها‪ ،‬حيث نكون أمام ما يسمى "‬
‫بالشواهد الوصفية"‪ . 8‬إواما أن يتجاوز الوصف إلى تضمين مستنتجاته بعد تحليل وتفسير‬
‫الوقائع ‪ ،‬حيث نكون أمام ما يسمى " بالشواهد التفسيرية أو التأويلية " ‪ 9‬التي تعتبر وثائق أكثر‬
‫مثل … (ا‬ ‫كمال من الولى‪ ،‬إذ تتضمن وصفات علجية ‪ ،‬وتقديرات ) لنسبة العجز البدني‬
‫‪ ،‬واقتراحات ) تغيير المركز المهني … (ا ‪ ،‬إضافة إلى الحرمان أو المنع ) من ممارسة مهنة‬
‫أو رياضة … (ا‪.10‬‬
‫إن ما يجدر النتباه إليه في نهاية هذا المطلب ‪ ،‬هو أن صفة طبيب مرخص له بمزاولة‬
‫الطب في المغرب كافية للسماح لصاحبها بإنشاء شهادات طبية بغض النظر عن كونه طبيبا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Roure Mariotti , op.cit, p : 7 / Louahlia, Article précité , p : 28 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 69.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Quatrehomme, Article précité , p : 1823 / Louahlia, Article précité , p : 28 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Bezzad , Article précité , p : 7 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Quatrehomme, Article précité , p : 1823 / Bezzard, Article précité , p : 7.‬‬
‫‪ -‬ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 17 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫‪- Quatrehomme, Article précité , p : 1823‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Cértificats descriptifs .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪- Cértificat interprétatifs .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 13 et suiv‬‬

‫‪22‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫عاما أو متخصصا وبغض النظر عن التخصص المعترف له به ‪ ،‬في الوقت الذي تعتبر فيه‬
‫المعاينة الفعلية شرطا ضروريا ل يمكن الستغناء عنه‪.‬‬
‫وما دامت المعاينة الفعلية المشترطة عمل طبيا ل يجوز مبدئيا ‪1‬للطبيب المتخصص‬
‫أن يزاوله إل إذا كان داخل في نطاق التخصص المعترف له به‪ ،‬فإنه يمكن أن نستنتج بكل‬
‫سهولة أنه ل يمكن لطبيب متخصص إنشاء شهادة طبية تتعلق بموضوع خارج عن‬
‫اختصاصه ‪ ،‬وذلك خلفا للطباء العامين الذين يجوز لهم الشهادة بكل شيء‪.‬‬
‫المطلنننب الثننناني ‪ :‬الشنننروأط الشنننكلية‬
‫المتطلبة لنشاء الشهادة الطبية‬
‫يشترط الفصل ‪ 22‬من مدونة الداب المهنية للطباء أن تكون الشهادة الطبية موقعة‬
‫بخط يد الطبيب‪ . 2‬كما أن مجموعة من الممارسين ‪3‬أكدوا على أن التأريخ شرط أساسي ل غأنى‬
‫عنه ‪.‬‬
‫وبما أن التوقيع والتاريخ ) الفقرة الثانية (ا ل يمكن أن يردا إل على ورقة مكتوبة فإنه‬
‫يتعين توافر شرط الكتابة ) الفقرة الولى (ا ‪.‬‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬الكتابة ‪.‬‬

‫إذا كــان القــانون لــم يشــترط شــكل معينــا للكتابــة ) أول(ا ‪ ،‬كمــا لــم يشــترط لغــة معينــة‪ ،‬فــإن‬
‫خلفا قد ثار في الفقه والقضاء بخصوص هذه النقطة الخيرة ) ثانيا (ا ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬عدم اشتراط شكل معين للكتابة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أقول مبدئيا على اعتبار أن الفصل ‪ 42‬من القانون رقم ‪ 10. 94‬المتعلق بمزاولة الطب يعطي الحق لرئيس المجلس الوطني لهيئة الطباء‬
‫استنادا إلى تقرير رئيس المجلس الجهوي المختص بأن يمنح الطبيب المتخصص ترخيصات لمزاولة أعمال طبية غأير داخلة في نطاق التخصص‬
‫المعترف له به وذلك عند ما تبرر مصلحة سكان الجماعة الحضرية أو القروية أو المجموعة الحضرية التابع لها محل عمله مزاولة المعني بالمر‬
‫لعمال تدخل في نطاق الطب العام أو في نطاق تخصص ثان معترف له به وفقا للجراءات المقررة في المادة ‪ 39‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫ويمكن في المرافق الصحية التي ل تتوفر على العدد اللزم من الطباء أن يزاول الطبيب المتخصص العمال المرتبطة باختصاصه‬
‫والعمال التي تدخل في نطاق الطب العام أو في نطاق تخصص ثان معترف له به وفقا للجراءات المقررة في المادة ‪. 39‬‬
‫‪ - 2‬وهو نفس الشرط الذي نصت عليه أيضا المادة ‪ 23‬من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Hadengue et Royal , op. cit , p : 11 / Roure – Mariotti, op. cit. , p : 5/ Bezzad, Article‬‬
‫‪précité , p : 7/ Louahlia Article précité ; p : 28 .‬‬
‫ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص " ‪. 19‬‬

‫‪23‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫تعتبر الشهادة الطبية عمل كتابيا ‪ 1‬بالضرورة‪ ،2‬إوان كان الفقه الجنائي يعتبر أن جريمة‬
‫تزوير شهادة طبية المنصوص عليها في الفصل ‪ 364‬من مجموعة القانون الجنائي تعتبر‬
‫قائمة ولو كانت الشهادة شفاهية ‪.3‬‬
‫ول يشترط القانون شكل معينا للكتابة ‪ ،‬فالشهادة الطبية تنشأ صحيحة سواء حررت بخط‬
‫اليد أو باللة الكاتبة أو بالحاسوب أو بأية وسيلة أخرى ‪ .‬غأير أنه يتعين أن تكون هذه الكتابة‬
‫مقروءة وبأسلوب واضح وبسيط ومحدد ‪ ،‬لنه سيقرأها غأير الطباء من قضاة ومحامين وممثلي‬
‫شركات التأمين وغأيرهم‪.4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عدم اشتراط تحرير الشهادات الطبية باللغة‬


‫العربية ‪.‬‬

‫لم يشترط القانون تحرير الشهادات الطبية باللغـة العربيـة المـر الـذي فسـح المجـال لعمـل‬
‫قضائي يقبل الشواهد المحررة بلغة أجنبية‪ .‬وهو ما عرف معارضة من لدن بعض الفقه ‪.‬‬
‫لقد سار العمل القضائي المغربي على أنه يؤخذ بالشهادات الطبية ولو كانت محررة‬
‫باللغة الفرنسية ‪.‬وذلك كما جاء في إحدى حيثيات قرار لمحكمة الستئناف بالرباط‪ 5‬أيد حكما‬
‫ابتدائيا اعتمد على عقد زواج مغربي مهاجر محرر باللغة الفرنسية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Larguier , thèse précitée par 43, p : 39 / Roure – Mariotti, op. cit. , p : 5/ Hadengue et‬‬
‫‪Royal , op. cit , p : 9‬‬
‫ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 13 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 22 .‬‬
‫‪ 3‬جواد بوكلطة ‪ :‬تغيير الحقيقة في المحررات ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫والقتصادية والجتماعية ‪ ،‬الرباط ‪ ، 1993‬ص ‪. 353 :‬‬
‫‪Larguier , thèse précitée, par 46, p : 41‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Bezzad, Article précité , p : 7/ Quatrehomme, Article précité , p : 1823 et suiv / Louahlia,‬‬
‫‪Article précité , p : 28 .‬‬
‫‪ - 5‬منشور بجريدة العلم عدد ‪ 17989 :‬بتاريخ ‪ ، 1999 / 08 / 19‬ومنشور أيضا ) بدون رقم ول تاريخ (ا مع تعليق للستاذ عبد الرحمان بن عمرو‬
‫بمجلة رسالة المحاماة ‪ ،‬عدد ‪ ، 14‬دجنبر ‪ ، 1999‬ص ‪ 79 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫وقد جاء في هذا القرار ‪" :‬وحيث إذا كان المبدأ هو تعريب القضاء فإن لكل قاعدة استثناءات عموما ‪ ،‬ونظام الحالة المدنية أولى بالخذ‬
‫بالستثناء من باب المرونة ما دام ليس في ذلك مس بالنظام العام ومن باب جلب منفعة أقصى دون أدنى ضرر ما دام كل القضاة المغاربة يعرفون‬
‫اللغة الفرنسية خاصة بعد ما أصبح التجاه يميل نحو وجوب معرفة لغتين على القل داخل الجهاز القضائي بالمغرب بدليل أنه يؤخذ بالشهادات‬
‫الطبية وبعض محاضر الشرطة القضائية رغأم أنها محررة باللغة الفرنسية" ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫بل إن المجلس العلى ذهب إلى أن " من حق المحكمة بل من الواجب عليها الرجوع‬
‫إلى وثيقة قدمت لها بصفة قانونية لمعرفة مضمونها ما دامت قد آنست في نفسها القدرة على‬
‫فهمها دون الستعانة بمترجم ‪ ،‬وما دام أن اللغة العربية إنما هي مطلوبة في المرافعات وتحرير‬
‫المذكرات "‪ ،1‬على اعتبار أن " الفصل الخامس من القانون رقم ‪ 3.64‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 26/01/65‬المتعلق بتوحيد المحاكم ‪ 2‬ينص على ‪ ..‬أن اللغة العربية هي وحدها لغة‬
‫المداولت والمرافعات والحكام ولم يتعرض الظهير في أي فصل من فصوله إلى تقديم الوثائق‬
‫والمستندات المثبتة للحقوق باللغة العربية "‪ . 3‬وهو نفس التوجه الذي تبنته بعض محاكم‬
‫الموضوع‪ ، 4‬كما تبناه أيضا فقه القضاء‪،5‬الذي استند في رأيه على أن القاضي ترجمان‬
‫التراجمة ‪ ،‬وعلى أن المرافعة والمداولة والحكم التي ألزم القانون وجوب اعتماد اللغة العربية‬
‫بشأنها هي مختلفة تماما عن وثائق ومستندات الدعوى ‪.‬‬
‫لكن هذا الرأي عرف معارضة من لدن بعض الفقه‪6‬الذي رأى فيه مخالفة لمقتضيات‬
‫الدستور الذي ينص على رسمية اللغة العربية ‪ ،‬كما رأى فيه مخالفة للفصل الخامس من قانون‬
‫‪ 26‬يناير ‪ ،71965‬على اعتبار أنه ل يمكن تصور مناقشة أطراف الدعوى أو دفاعهم باللغة‬
‫العربية لوثيقة محررة بلغة أجنبية دون تعريبها ‪ ،‬كما ل يتصور أيضا مداولة القضاة فيما بينهم‬
‫‪ - 1‬قرار صادر عن القسم الول من الغرفة المدنية تحت عدد ‪ 1579‬في الملف المدني عدد ‪ 90 / 4425‬بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ ،1992‬منشور بمجلة‬
‫المحاكم المغربية ‪ ،‬العدد ‪ ، 67‬نونبرـ دجنبر ‪ ، 1993‬ص ‪. 124 :‬‬
‫‪ - 2‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2727‬الصادرة بتاريخ فاتح شوال ‪ 1384‬موافق ‪ 3‬فبراير ‪.1965‬‬
‫‪ - 3‬قرار صادر عن المجلس العلى في الملف المدني عدد ‪ 3975/86‬بتاريخ ‪ ،05/1994/ 18‬منشور بمجلة الشعاع‪ ،‬العدد الثاني عشر ‪ ،‬السنة‬
‫السابعة‪ ،‬يونيو ‪ ،1995‬ص ‪.144 :‬‬
‫‪ - 4‬قرار صادر عن محكمة الستئناف التجارية بالدار البيضاء تحت رقم ‪ 2000 / 113‬في الملف رقم ‪ 9 /98 /2041‬بتاريخ ‪ 18‬يناير ‪، 2000‬‬
‫منشور بمجلة المحكام المغربية ‪ ،‬مايو ‪ ،‬يونيو ‪ ، 2000‬عدد ‪ ، 82‬ص ‪. 171 :‬‬
‫جاء في إحدى حيتياته " فبخصوص الدفع المتعلق بعدم ترجمة الوثائق فإنه دفع مردود لن المستأنف عليها أدلت بالمذكرات محررة باللغة‬
‫العربية وأنه ل يوجد ما يمنع تقديم الوثائق والحجج باللغة الجنبية " ‪.‬‬
‫‪1998 – 06 – 23‬‬ ‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة الستئناف بالرباط تحت رقم ‪ 4861‬في الملف رقم ‪ 1997 / 4437‬بتاريخ‬
‫) غأير منشور (ا ‪ .‬وقد جاء في إحدى حيثياته " وحيث إنه ليس هناك ما يمنع من الستدلل بوثائق محررة بلغة أجنبية ما دامت المرافعة والمناقشة‬
‫المعلن عنها بقانون التوحيد والتعريب تتم باللغة العربية"‪.‬‬
‫‪ - 5‬رشيد مشقاقة ‪ :‬أفكار قانونية تحت المجهر ‪ ،‬طبعة مارس ‪ ، 1999‬ص من ‪ 20‬إلى ‪. 31‬‬
‫‪ - 6‬عبد الرحمان بن عمرو ‪ :‬تعليق سابق ‪ ،‬ص ‪ 80 :‬وما بعدها‪,‬‬
‫‪ - 7‬ينص هذا الفصل على ما يلي ‪ " :‬إن اللغة العربية هي وحدها لغة المداولت والمرافعات والحكام في المحاكم المغربية" ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫بشأن هذه الوثيقة دون تعريبها كذلك‪ ،‬وهو ما يمتنع عليهم جميعا من الناحية القانونية ‪ ،‬لنهم‬
‫ليسوا تراجمة محلفين ‪.‬‬
‫وأعتقد أنه ما دامت مقتضيات الفصل الخامس من القانون ‪ 3.64‬المتعلق بتوحيد‬
‫المحاكم قد قصرت اشتراط اللغة العربية على المداولت والمرافعات والحكام ‪ ،1‬وما دام فهم‬
‫المتقاضين والقضاة لمضمون الوثائق المقدمة بلغة أجنبية كاف لتمكينهم من المرافعة‬
‫والمداولة بشأنها دون حاجة إلى تعريبها ‪ ،‬فإن تقديم شهادات طبية بلغة أجنبية يكون جائ از إل‬
‫في حالتين هما ‪ :‬الحالة التي يدفع فيها الطرف المتمسك ضده بالشهادة بعدم قدرته على فهمها‬
‫دون تعريب ‪ ،‬حيث يتعين إلزام المتمسك بها بذلك تحت طائلة تنحيتها من ملف الدعوى احتراما‬
‫لحقوق الدفاع‪ ،‬والحالة التي لم يأنس فيها القضاة في أنفسهم القدرة على فهمها دون تعريب‬
‫وذلك حتى ل يقوموا بدور غأير منوط بهم قانونا ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التوقيع وأالتأريخ ‪.‬‬

‫إذا كــانت مدونــة الداب المهنيــة للطبــاء قــد نصــت فــي فصــلها الثــاني والعشـ ـرين علــى‬
‫ضــرورة توقيـع الطــبيب للشـهادة الصـادرة منــه ) أول(ا ‪ ،‬فـإن تــأريخه لهـذه الشـهادة يقتضـيه الطـابع‬
‫الخاص لموضوعها ) ثانيا (ا‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬التوقيع ‪.‬‬

‫‪ - 1‬كما أن قرار وزير العدل رقم ‪ 416.65‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪ 1965‬باستعمال اللغة العربية لدى محاكم المملكة ) جريدة رسمية عدد ‪2755‬‬
‫صادرة بتاريخ ‪ 20‬ربيع الثاني ‪ 1385‬موافق ‪ 18‬غأشت ‪ ، 1965‬ص ‪ . 1742 :‬مع استدراك بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2755‬الصادرة بتاريخ ‪ 4‬جمادى‬
‫ص ‪( 1841 :‬ا لم يفرض بدوره تقديم الوثائق إلى المحاكم باللغة العربية ‪ ،‬بحيث جاءت صيغة فصله‬ ‫الولى ‪ 1385‬موافق فاتح شتنير ‪، 1965‬‬
‫المحاكم‬ ‫" يجب أن تحرر باللغة العربية ابتداء من فاتح يوليوز ‪ 1965‬جميع المقالت والعرائض والمذكرات المقدمة إلى مختلف‬ ‫الول كما يلي ‪:‬‬
‫"‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫التوقيع هو أساس نسبة الكتابة إلى موقعها ولو لم تكن مكتوبة بخطه‪ ، 1‬وهو دللة‬
‫خطية‪2‬على العلم بمضمون المكتوب ‪ ،‬وبالتالي على إمضاء هذا المضمون‪. 3‬‬
‫لذلك فإن الغاية من اشتراط التوقيع في الشهادة الطبية هو التأكيد على أن ما ضمن في‬
‫هذه الشهادة مطابق لتصور محررها ‪ ،‬وأن هذا التصور نهائي ‪. 4‬‬
‫وتقتضي دللة التوقيع على الموافقة على ما هو ثابت بالورقة ‪ ،‬أن يكون مكانه أسفل‬
‫الكتابة‪.5‬‬
‫كما أن ما يثيره الختم من مشاكل كبيرة ترجع لكونه مستقل عن صاحبه ويسهل العبث‬
‫به وتقليده‪ ، 6‬جعلت واضعي الفصل ‪ 22‬من مدونة الداب المهنية للطباء والمادة ‪ 23‬من‬
‫مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب ‪ ،‬يمنعان استعماله في الشواهد الطبية أو‬
‫استعمال أي طريقة أخرى غأير التوقيع بخط يد الطبيب ‪.7‬‬
‫إواذا كانت نسبة مضمون الشهادة الطبية إلى الطبيب تقتضي منه توقيعها ‪ ،‬فإن هذا‬
‫المضمون نفسه يقتضي منه تأريخها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التارينننننننخ ‪.‬‬

‫إن مضمون الشـهادة الطبيـة ل يخـرج عـن كـونه تقـدي ار للحالـة الصـحية لشـخص معيـن أو‬
‫تأكيدا لداء عملي مهني محدد‪ ،‬المر الذي يجعل من تأريخ الشهادة أم ار ضروريا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬إدريس العلوي العبدلوي‪ ،‬وسائل الثبات في التشريع المدني المغربي ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬طبعة ‪ 1410‬هـ‪ 1990 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 85 :‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان بلعكيد ‪ :‬وثيقة البيع بين النظر والعمل ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1995‬ص ‪.281 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬أستاذنا محمد شيلح ‪ :‬مرشد الحيران إلى الفهم المحمود بفك القيود عن نكث أحكام البيع المنضود في القانون المغربي لللتزامات والعقود ‪ ،‬مطبعة‬
‫أنفو برانت ‪ ،‬فاس ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 1998‬فقرة ‪ ، 99‬ص ‪. 74 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 23 .‬‬
‫ظ‪ .‬ل ‪ .‬ع أن يرد التوقيع في‬ ‫‪ - 5‬إدريس العلوي العبدلوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 85 :‬لذلك استلزمت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 426‬من‬
‫أسفل الورقة العرفية‪.‬‬
‫‪ - 6‬آدم وهيب النداوي ‪ :‬دور الحاكم المدني في الثبات ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬الدار العربية للطباعة والنشر ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1396‬هـ ‪ 1976‬م‬
‫‪ ،‬ص ‪. 283 :‬‬
‫‪ - 7‬وهو نفس ما يشترطه الفصل ‪ 426‬من ظ ‪ .‬ل‪ .‬ع في فقرته الثانية بالنسبة للورقة العرفية حيث ينص على أنه "ول يقوم الطابع أو الختم مقام‬
‫التوقيع ويعتبر وجوده كعدمه " ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ذلك أن الحالة الصحية للنسان تتسم بطابع التغير والتحول ‪ ،‬وبالتالي فإن تاريخ‬
‫الشهادة الطبية المتعلقة بها يكون ضروريا لتثبيتها في الزمن‪.1‬‬
‫كما أن هذا التاريخ ضروري بالنسبة للشهادة بإنجاز عمل طبي للحكم على صحته‪،‬‬
‫ولتحديد نقطة انطلق سريان الثار المترتبة عنه‪.‬‬
‫وقد اعتمدت محكمة الستئناف بالرباط في قرار صادر عنها بتاريخ ‪ 16‬مارس‬
‫‪21999‬على التاريخ المحدد في الشهادة الطبية لتحديد ساعة الوفاة‪ .‬بحيث جاء في حيثيات هذا‬
‫القرار ‪ " :‬وحيث إن الشهادة الطبية المعتمدة بالحكم المستأنف تحمل في ديباجتها اسم الطبيب‬
‫المعاين لوفاة مورث المستأنفين ولم يطعن فيها بالزور ‪.‬‬
‫وحيث إن سجلت الوفاة للشخاص قرينة على المسجل بها ما لم يثبت ما يخالفها وهو‬
‫ما تأكدت منه المحكمة من الوثائق المنجزة بسبب الحادث من ضمنها … الشواهد الطبية‬
‫المنجزة يوم الحادث … "‪.‬‬
‫ويتعين أن يحرر التاريخ بصفة واضحة مع تفادي الختزالت التي قد تتسبب في‬
‫بعض الهفوات ‪ . 3‬غأير أن ما يجدر النتباه إليه هو أنه إذا كان تاريخ الشهادات الطبية‬
‫الصادرة عن أطباء القطاع العام ثابتا باعتبارها أوراقا رسمية صادرة عن موظفين مختصين ‪،‬‬
‫فإن الشكال يثار بالنسبة للشهادات الصادرة عن أطباء القطاع الخاص باعتبارهم مزاولين‬
‫لمهنة حرة‪ ،‬هل تخضع لنفس القواعد المقررة لثبوت الوراق العرفية ‪ ،4‬أم أنها ستستفيد من‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op.cit , p : 23 .‬‬
‫‪-‬قرار صادر عن الغرفة العقارية تحت رقم ‪ 2084‬في الملف رقم ‪ ) 998 / 3267‬غأير منشور (ا ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 19 :‬‬


‫‪ - 4‬ينص الفصل ‪ 425‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع ‪ .‬على أن الوراق العرفية ل تكون دليل على تاريخها في مواجهة الغير إل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬من يوم تسجيلها سواء كان ذلك في المغرب أم في الخارج‪.‬‬
‫‪ – 2‬من يوم إيداع الورقة بين يدي موظف عمومي ‪.‬‬
‫‪ – 3‬من يوم الوفاة أو من يوم العجز الثابت إذا كان من وقع على الورقة بصفته متعاقدا أو شاهدا قد توفي أو أصبح عاج از عن الكتابة‬
‫عج از بدنيا‪.‬‬
‫‪ – 4‬من يوم التأشير أو المصادقة على الورقة من طرف موظف مأذون له بذلك أو من طرف قاض ‪ ،‬سواء في المغرب أو في الخارج‪.‬‬
‫‪ – 5‬إذا كان التاريخ ناتجا عن أدلة أخرى لها نفس القوة القاطعة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫صفة منشئها كشخص يتمتع بامتياز قانوني في هذا المجال‪ ،‬ويحظى بثقة المجتمع حسب‬
‫التصور المثالي الذي صدرت في ضوئه مدونة الداب المهنية للطباء ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الشروأط الخاصة‬


‫بإنشاء شهادات طبية معينة‬
‫إذا كانت الشروط العامة المتطلبة لنشاء الشهادات الطبية تتمثل فــي تحريرهــا وتأريخهــا‬
‫وتوقيعهــا مــن لــدن طــبيب بصــفته هــاته طبقــا لنتائــج المعاينــة الطبيــة الفعليــة الــتي أج ارهــا علــى‬
‫الشخص المعني بها ‪ ،‬فإن إنشاء شهادة طبية معينة يتطلب بالضافة إلى هذه‬
‫الشروط العامة توافر شروط خاصة بها ‪.‬‬
‫وبما أننا ل نستطيع دراسة مختلف الشهادات الطبية بالنظر إلى كثرتها‪ ،‬فإننا سنكتفي‬
‫بدراسة الشهادات التي يتطلب إنشاؤها شروطا خاصة تعرضت لها نصوص قانونية أو تنظيمية‬
‫معينة‪ ،‬أو فرضتها الممارسة المهنية‪.‬‬
‫لذلك فإننا سنتناول في مطلب أول الشروط الخاصة بالشهادات الطبية المعدة للمطالبة‬
‫بالتعويض أمام المحاكم ‪ ،‬قبل أن نتناول في مطلب ثان تلك الخاصة بالشهادات الطبية‬
‫المتعلقة بالحالة المدنية وحفظ الصحة‪.‬‬

‫المطلننننب الوأل ‪ :‬الشننننهادات الطبيننننة‬


‫المعدة للمطالبة بالتعويض أمام المحاكم ‪.‬‬
‫هي شهادات يضمن فيها الطبيب رأيه التقني الداخل في اختصاصه ‪ ،‬بحيث يلجأ إليه‬
‫المريض لجل إنشائها دفاعا عن حقوقه المشروعة ‪ ،‬مثلما يلجأ إليها القاضي لستخلص‬
‫المعلومات التقنية التي تسمح له بتكوين اعتقاده ‪.1‬‬
‫هــذه الشــهادات ‪ ،‬منهــا مــا يتعلــق بــالتعويض عــن الض ـرار الناجمــة عــن ح ـوادث الشــغل‬
‫والمراض المهنية ) الفقرة الولى (ا ‪ ،‬ومنها مـا يتعلـق بـالتعويض عـن الضـرار البدنيـة الناجمـة‬
‫عن الضرب والجرح وعن حوادث السير ) الفقرة الثانية (ا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mariotti,‬‬ ‫‪op. cit. , p : 85.‬‬

‫‪29‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بحوادث الشغل‬


‫والمراض المهنية ‪.‬‬
‫يتعلق المر بالشهادات الطبية المنصوص عليها في ظهير ‪ 6‬فبراير ‪ 11963‬المتعلق‬
‫‪2‬‬
‫‪1943‬‬ ‫بالتعويض عن حوادث الشغل ) أول (ا ‪ ،‬وتلك المنصوص عليها في ظهير ‪ 31‬ماي‬
‫الممددة بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات القوانين التشريعية الصادرة بشأن التعويض‬
‫عن الضرار الناجمة عن حوادث الخدمة ) ثانيا(ا‪.‬‬

‫‪ - 1‬ظهير شريف رقم ‪ 1 .60 .223‬المغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير الشريف الصادر في ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 1345‬الموافق ‪ 25‬يونيو ‪، 1927‬‬
‫بالتعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2629‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬شوال ‪ 1382‬الموافق ‪ 15‬مارس ‪ ، 1963‬في الصفحات‬
‫‪ 530‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 26‬جمادى الولى عام ‪ 1362‬الموافق ‪ 31‬مايو سنة ‪ 1943‬الممتدة بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات‬
‫القوانين التشريعية الصادرة بشأن التعويض عن الضرار الناجمة عن حوادث الخدمة ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1605‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬يوليوز‬
‫‪ ، 1943‬ص ‪ 830‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أوأل ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بحوادث الشغل‬


‫‪.‬‬

‫‪ – 1‬الشهادة الطبية الوألية ‪:‬‬


‫يشترط في الشهادة الطبية الولية أن تتضمن حالة المصاب بالحادث ) موضع‬
‫الصابات أو الجروح وطبيعتها‪( 1‬ا ‪ ،‬وعواقبها وتوابعها المحتملة ‪ ،‬إوان لم تعرف تلك العواقب‬
‫بكامل الدقة ‪ ، 2‬بحيث يتعين أن تحدد فيها مدة العجز عن الخدمة ولو كانت هذه المدة قابلة‬
‫للتمديد ‪.‬‬
‫‪ – 2‬شهادة التمديد ‪:‬‬
‫يحرر الطبيب هذه الشهادة إذا كانت مدة العجز عن الخدمة تفوق المدة المقررة في‬
‫الشهادة الولية ولم يقع بعد برء الجرح ‪ ،‬بحيث يشير فيها إلى ضرورة تمديد تلك المدة‪.3‬‬
‫‪ – 3‬شهادة استئناف العمل ‪:‬‬
‫هي شهادة يسلمها الطبيب المعالج للمصاب بالحادث ‪ ،‬إذ ارتأى أن استئناف العمل في‬
‫خدمة خفيفة من شأنه أن يساعد على الشفاء أو برء الجرح ‪ ، 4‬ويشترط أن تتضمن بدقة شروط‬
‫استئناف هذا العمل ‪.‬‬
‫‪ – 4‬شهادة النتكاس ‪:‬‬
‫هي شهادة يحررها الطبيب في حالة انتكاس المصاب بالحادث خلل السنوات الخمس‬
‫الموالية لتاريخ الشفاء الظاهري أو برء الجرح ‪ ،‬إذا أدى هذا النتكاس بالمصاب إلى عجز‬
‫مؤقت جديد وضرورة علج طبي ‪ .‬ويشترط أن تتضمن حالـة المصــاب بالحادثة والعواقب‬
‫المحتملة لهذا النتكاس‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- LARAQUI, op. cit, p : 363 et suiv / Hadengue et Royal , op. cit , p : 45 .‬‬
‫‪ - 2‬الفصل ‪ 20‬من ظهير ‪ 6‬فبراير ‪ 1963‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫‪ - 3‬الفقرة الولى من الفصل ‪ 22‬من ظهير ‪ 6‬فبراير ‪ 1963‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 22‬من ظهير ‪ 6‬فبراير ‪ 1963‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬الفصل ‪ 20‬من ظهير ‪ 6‬فبراير ‪ 1963‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪31‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ – 5‬شهادة الشفاء أوأ البرء ‪:‬‬


‫نميز في هذا الطار بين حالتين ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا برءت الجروح من غأير أن يترتب عنها عجز صحي دائم ‪ ،‬فإنه يتحتم على‬
‫الطبيب الذي يحرر الشهادة ‪1‬أن يبين فيها أن برء المصاب غأير مصحوب بعجز صحي دائم‪.2‬‬
‫‪ -‬إذا ترتب عن برء الجروح عجز دائم فإنه يتحتم على محرر الشهادة ‪3‬أن يبين فيها أن‬
‫برء المصاب مصحوب بعجز صحي دائم عن الشغل ‪ ،‬وينبغي أن يوضح مقدار هذا العجز ‪.4‬‬
‫وفي كل الحالتين ينبغي تضمين هذه الشهادة مختلف العواقب النهائية ‪ ،‬إذا أمكن إثبات‬
‫هذه العواقب بكاملها ‪.5‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالمراض‬


‫المهنية‬

‫‪ - 1‬الشهادة الطبية المثبتة للصابة بالمرض المهني ‪:‬‬


‫يجب على الطبيب حسب الفقرة الثالثة من الفصل السادس من ظهير ‪ 31‬ماي‬
‫‪61943‬أن يحرر هذه الشهادة في ثلثة نظائر ويبين فيها نوع المرض‪ ،‬والمظاهر التي تتجلى‬
‫في المريض والتي توجد مضمنة في الجداول التي يشملها قرار وزير الشغل والعمال‬

‫‪ -‬يمكن أن نسميها في هذه الحالة الشهادة النهائية المثبتة للشفاء التام ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر بهذا الخصوص ‪:‬‬ ‫‪Certificat final descriptif de guérision‬‬


‫‪. Laraqui ; Op. cit. , p : 365‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 24‬من ظهير ‪ 6،‬فبراير ‪. 1963‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬يمكن أن نسميها في هذه الحالة بالشهادة النهائية المثبتة للتئام الجروح‬


‫‪Certificat final descriptif de consolidation‬‬
‫‪Laraqui ; Op. cit. , p : 366‬‬ ‫انظر بهذا الخصوص ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الفصل ‪ 24‬من ظهير ‪ 6‬فبراير ‪. 1963‬‬
‫‪ - 5‬الفصل ‪ 23‬من ظهير ‪ 6‬فبراير ‪. 1963‬‬
‫‪ - 6‬كما عدل بظهائر ‪ 11 :‬ذي القعدة الموافق لـ ‪ 18‬أكتوبر ‪ ) 1945‬ج ‪.‬ر عدد ‪ 1727‬بتاريخ ‪ 24‬ذي الحجة ‪ 1364‬الموافق لـ ‪ 30‬نونبر ‪، 1945‬‬
‫ص ‪(2015‬ا‪ .‬وفاتح ذي الحجة ‪ 1366‬الموافق لـ ‪ 16‬أكتوبر ‪ ) 1947‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 1831‬بتاريخ ‪ 14‬محرم ‪ 1367‬الموافق لـ ‪ 28‬نونبر ‪، 1947‬‬
‫ص ‪( 1505 :‬ا و ‪ 8‬محرم ‪ 1372‬الموافق لـ ‪ 29‬شتنبر ‪ ) 1952‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 2088‬بتاريخ ‪ 10‬صفر ‪ 1372‬الموافق لـ ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 1952‬ص‬
‫‪( 6480 :‬ا ‪ ،‬و ‪ 17‬شوال ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 18‬ماي ‪ ) 1957‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 2331‬بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 28‬يونيو ‪، 1957‬‬
‫ص‪( 1496 :‬ا ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الجتماعية ‪ ،1‬إضافة إلى العراض التي يتوقع تفشيها في هذا المريض من جراء التسميم أو‬
‫المرض الذي اعتراه‪.‬‬
‫ويجب أن يتم هذا التحرير وفقا للنموذج الملحق بقرار وزير الشغل والشؤون الجتماعية‬
‫رقم ‪ 100 – 68‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪.21967‬‬
‫ويعتبر تاريخ هذه الشهادة أم ار في غأاية الهمية ‪ ،‬بالنظر إلى أن الفصل ‪ 3‬مكرر من‬
‫أو‬ ‫ظهير ‪ 31‬ماي ‪ 31943‬قد اعتبره بمثابة تاريخ انطلق التقادم المسقط لحق المريض‬
‫ذوي حقوقه ‪ .‬وذلك بعد أن اعتبره الفصل ‪ 3‬من نفس الظهير‪4‬بمثابة تاريخ الصابة بالمرض‪،‬‬
‫حين نص في فقرته الولى على أنه " لكي يطبق على المراض المهنية مقتضيات القوانين‬
‫التشريعية الصادرة بشأن التعويض عن الضرار الناجمة عن حوادث الشغل‪ ،‬فإن تاريخ الشهادة‬
‫الطبية الملحقة بالتصريح بالمرض والمثبتة لوجود هذا المرض تعتبر بمثابة تاريخ حادثة شغل‬
‫" ‪ .‬إوان كان المجلس العلى قد ذهب في أحد ق ارراته‪ 5‬إلى أن هذا المقتضى القانوني ل يمنع‬
‫من البحث عن التاريخ الحقيقي للصابة ‪ ،‬إذا كانت هناك عناصر دقيقة تمكن من تحديد هذا‬
‫التاريخ ‪.‬‬

‫‪ 31) 1362‬ماي ‪( 1943‬ا الممددة‬ ‫‪ - 1‬قرار رقم ‪ 100 – 68‬بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 1967‬في تنفيذ الظهير الشريف الصادر في ‪ 26‬جمادى الولى‬

‫بموجبه إلى الراضي المهنية مقتضيات التشريع المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ‪) ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2899‬الصادرة بتاريخ ‪22‬‬
‫ماي ‪ ، 1967‬ص ‪ ] 503 :‬بالفرنسية [(ا متمم بالقرار الوزيري رقم ‪ 855 . 72‬بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪ ) ، 1972‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪3127‬‬
‫بتاريخ ‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 1972‬ص ‪] 1297‬بالفرنسية[ (ا‪.‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم ‪ ، 3‬حسبما ينص على ذلك الفصل ‪ 3‬من القرار ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬كما أضيف بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 1 .57 .128‬المؤرخ في ‪ 17‬شوال ‪ 1376‬الموافق ‪ 18‬مايو ‪) ، 1957‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‬

‫‪ 2331‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1376‬الموافق ‪ 28‬يونيو ‪ ،1957‬ص ‪(1495 :‬ا‪ ،‬كما تمم بفقرة ثانية بمقتضى المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم‬
‫‪ 117 . 66‬بتاريخ ‪ 7‬رجب ‪ 1386‬الموافق لـ ‪ 22‬أكتوبر ‪) .1966‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2818‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬رجب ‪ 1386‬الموافق ‪2‬‬
‫نونبر ‪ ،1966‬ص ‪( 2259 :‬ا‪.‬‬
‫‪ - 4‬كما عدل بالظهير الشريف رقم ‪ 1 .57 .128‬المؤرخ في ‪ 17‬شوال ‪ 1376‬شوال الموافق لـ ‪ 18‬مايو ‪ ، 1957‬منشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬

‫الصادرة ‪ 2331‬بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1376‬موافق ‪ 28‬يونيو ‪ ، 1957‬ص ‪. 1495 :‬‬


‫‪ - 5‬قرار مدني عدد ‪ 299‬الصادر في ‪ 22‬ذي الحجة ‪ 1385‬موافق ‪ 13‬أبريل ‪ .1966‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬دجنبر‬

‫‪ ، 1968‬ص ‪ 13‬وما بعدها ‪ .‬أعيد نشره بمجموعة ق اررات المجلس العلى في المادة المدنية ‪ ،‬إعداد إدريس ملين ‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث‬
‫والدراسات القضائية ‪ ،‬الجزء الول من ‪ 1966‬إلى ‪ ، 1982‬ص ‪ 5‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ – 2‬شهادة الشفاء أوأ إيقاف سير المرض ‪:‬‬


‫يجب على الطبيب حسب الفقرة الثالثــة مــن الفصــل الســادس مــن ظهيــر ‪ 31‬مــاي ‪1943‬‬
‫الممتدة بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات التشـريع المتعلـق بحـوادث الشـغل أن يحـرر هـذه‬
‫الشهادة فـي ثلث نظـائر ويعـرف فيهـا بحالـة المريـض وبمـا ينتـج نهائيـا عـن المـرض مـن الثـار‬
‫والعواقب ‪.‬‬

‫الفقننرة الثانيننة ‪ :‬الشننهادات الطبيننة المتعلقننة‬


‫بالضرار البدنية‬
‫الناجمة عن الضرب وأالجرح أوأ عن‬
‫حوادث السير‬
‫مـ ــن الكيـ ــد أن الطـ ــبيب يعـ ــاين الض ـ ـرار ول يعـ ــاين أسـ ــبابها‪ .‬لـ ــذلك فـ ــإن التمييـ ــز بيـ ــن‬
‫الشــهادات الطبيــة المتعلقــة بالض ـرار الناجمــة عــن الضــرب والجــرح وتلــك الناجمــة عــن ح ـوادث‬
‫السير‪ ،‬ل يستند بالسـاس إلــى معاينــة الطـبيب إوانمــا إلـى تصـريحات المصـاب ‪ ،‬الــذي يشــرح لـه‬
‫الغايــة مــن الشــهادة الــتي يطلبهــا ‪ ،‬وذلــك حــتى ي ارعــي فــي إنشــائها خصوصــيات كــل حالــة مــن‬
‫الحالتين ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالضرار البدنيننة‬


‫الناجمة عن الضرب وأالجرح ‪.‬‬

‫إن أول ما ينبغي التأكيد عليه هو ضرورة الوصف التام والدقيق لمكان الصابات مع‬
‫ذكر حجمها وموقعها بالنسبة للمعالم التشريحية الثابتة‪ ،‬كما ينبغي توضيح فقدان الوعي إن وجد‬
‫مع ذكر مدته وعمقه‪ .1‬يتعين تحديد مدة العجز الكلي المؤقت ‪ 2‬بكل موضوعية وحذر‪ ،3‬نظ ار‬

‫‪1‬‬
‫‪- N.Bensalah , M. Zhioua : Certificat médical initial , comment le rédiger, MAGHREB‬‬
‫‪MEDICAL, N° 322, Février 1998 , p : 48 .‬‬
‫‪- Penneau J. Penneau M et Penneau M. Article précité , p : 13 et suiv.‬‬
‫ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 18 :‬‬
‫‪ - 2‬ينبغي عند إنشاء هذه الشهادة التمييز بين العجز الكلي المؤقت في مجال الضرب والجرح المرتبط بالقانون الجنائي‪ ،‬وبين العجز الكلي المؤقت في‬
‫مادتي حوادث الشغل وحوادث السير ‪ .‬ذلك أن تعرض عازف كمان محترف يعمل مع جوق معين لجرح في أصبعه يقتضي منه توقفا عن العمل لمدة‬
‫يكون من غأير الملئم اعتمادها في شهادة طبية تكون أساسا لمتابعة جنائية ‪ .‬كما أن الطفال والعاطلين يستفيدون أيضا من العجز الكلي المؤقت في‬
‫المجال الجنائي ‪.‬‬
‫‪Quatrehomme , Article précité , p : 1825 .‬‬ ‫‪:‬انظر بهذا الخصوص‬
‫‪3‬‬
‫‪- N.Bensalah , M. Zhioua Article précité , p : 48 / Penneau J. Penneau M et Penneau M.‬‬
‫‪Article précité , p : 14/ Hadengue et Royal, op. cit, p : 23.‬‬

‫‪34‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لتأثيرها الكبير والخطير على تكييف المتابعة الجنائية للمتسبب في الضرر‪ ،1‬وعلى التعويض‬
‫الذي يمكن أن يطالب به الشخص المضرور سواء في إطار دعوى مدنية تابعة أو دعوى‬
‫مستقلة‪.‬‬
‫وينبغي التأكيد أيضا على ضرورة تضمين الشهادة مكان الفحص وتاريخه بالسنة‬
‫والشهر واليوم والساعة‪.2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالضرار البدنيننة‬


‫الناجمة عن حوادث السير‬
‫تحظى هذه الشهادات بأهمية كبرى باعتبارها تشكل الساس الذي تستند عليه الخبرة ‪،‬‬
‫والذي يجد فيه الخبير العناصر الساسية لنجاز مهمته‪. 3‬‬
‫‪ – 1‬الشهادة الوألية ‪:‬‬
‫يجب أن تتضمن هذه الشهادة الظروف التي تم فيها الفحص ‪ ،‬من خلل بيان ما إذا‬
‫كان قد تم بمكان الحادث أم بمنزل المصاب أم بعيادة الطبيب ‪ ،‬وبيان التاريخ والساعة التي تم‬
‫فيها ‪ ،‬وكذا المدة الزمنية التي فصلت بين الحادث والمعاينة الطبية‪ .4‬كما يجب أن تتضمن‬
‫مختلف العناصر الساسية التي تسمح للمصاب بإثبات الضرر البدني الذي لحقه وقت الحادث‬
‫‪.5‬‬

‫‪ - 1‬إذا تعلق المر بضرب أو جرح عمديين فإن تحديد مدة عجز تتجاوز عشرين يوما ينقل المتابعة من إطار الفصل ‪ 400‬م‪.‬ق‪.‬ج الذي يعاقب "‬
‫بالحبس من شهر واحد إلى سنة وغأرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط " إلى إطار الفصل ‪ 401‬من نفس‬
‫القانون الذي يعاقب " بالحبس من سنة إلى ثلث سنوات وغأرامة من مائة وعشرين إلى ألف درهم " ‪ .‬أما إذا تعلق المر بضرب أو جرح غأير عمديين‬
‫فإن تحديد مدة عجز تتجاوز ‪ 6‬أيام ينقل المتابعة من إطار الفصل ‪ 608‬م ‪ .‬ق‪ .‬ج الذي يعاقب " بالعتقال من يوم إلى خمسة عشر يوما وبغرامة من‬
‫عشرين إلى مائتي درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط " إلى الفصل ‪ 433‬من نفس القانون الذي يعاقب " بالحبس من شهر واحد إلى سنتين وغأرامة من‬
‫مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط "‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Penneau J. Penneau M et Penneau M, Article précité , p 14 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Hadengue : Les pièces et Documents d’origine . En : L. DEROBERT ; La réparation‬‬
‫‪juridique du dommage corporel , FLAMMARION MEDECINE Sciences , 1ére éd 1980, 2ème‬‬
‫‪tirage 1982 , p : 372 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ordre national des médecins : Guide d’exercice professionnel à l’usage des médecins,‬‬
‫‪Flammarion Médecine-Sciences , Ed 1998, p : 527.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Derobert, op. cit. , p : 372 .‬‬

‫‪35‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وعليه يجب أن تتضمن وصفا دقيقا للصابات والجروح وتحديد موضعها وأبعادها‬
‫ولونها وعمقها ‪ ،‬إواذا ترك الفحص شكا بخصوص إصابات عميقة ‪ ،‬فينبغي التنبيه إلى أنه سيتم‬
‫التثبت منها بفحوص تكميلية ‪1‬كما يجب تأويل هذا الوصف من خلل تقدير مدة العجز الكلي‬
‫المؤقت‪.2‬‬
‫‪ – 2‬شهادة التمديد ‪:‬‬
‫يجب أن تتضمن التبريرات الطبية لتمديد مدة العجز الكلي المؤقت كتأخر انجبار كسر‬
‫أو ضرورة إعادة تدريب وظيفي ‪.3‬‬
‫‪ – 3‬شهادة اللتئام ‪:‬‬
‫يقصد بالتئام الجروح استقرارها في حالة ل يمكن معها تحقيق تحسن بواسطة علج‬
‫طبي ‪ .‬وهي بهذا تشكل نهاية مرحلة العجز الكلي المؤقت ‪ ،‬وتفسح المجال لتقدير نسبة العجز‬
‫الجزئي الدائم ‪ .4‬لذلك ينبغي أن تتضمن كافة البيانات التي تسمح للخبير بالقيام بمهمته ‪ ،‬والتي‬
‫تتعلق بأهمية وطبيعة العواقب البدنية للحادث ‪.5‬‬
‫‪ – 4‬شهادة الشفاء ‪:‬‬
‫يشهد فيها الطبيب بأن الحادثة لم تترك لدى المصاب أي عجز دائم ‪ ،‬مع تحفظ بشأن‬
‫أي انتكاس لحق ‪.6‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الشهادات الطبية‬


‫المتعلقة بالحالة المدنية وأحفظ الصحة‬
‫إن نظام الحالة المدنية المطبق حاليا في المغرب سمح للمغاربة بالتصريح بولداتهم‬
‫ووفياتهم فقط ‪ ،‬أما زيجاتهم فظل توثيقها خاضعا للنظام التقليدي ‪ ،‬ذلك أن نظام الحالة المدنية‬
‫‪7‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- LARAQUI Chakib , AFIF Fatima Zohra et MRANI AFIFA : Guide pratique de l’expertise‬‬
‫‪médical et de la réparation juridique du dommage corporel au Maroc, DAR CORT OBA ,‬‬
‫‪p : 15 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ordre national des médecins , op. cit., p : 528 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- LARAQUI , op. cit. , p : 358/ Ordre national des médecins , op. cit. p : 528 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- LARAQUI , op. cit. , p : 358‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Ordre national des médecins , op. cit., p : 528 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- LARAQUI , op. cit. , p : 358.‬‬

‫‪36‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لم يمدد إلى الزواج ‪ ،‬رغأم أنه كان من الممكن تحقيق هذا التمديد اعتمادا على المادة ‪ 43‬من‬ ‫‪1‬‬

‫مدونة الحوال الشخصية التي قررت توجيه نسخة من وثيقة عقد الزواج إلى إدارة الحالة المدنية‬
‫‪ ،‬باعتبارها تقرر ضمنيا أمر ضابط الحالة المدنية بتضمين عقد الزواج في هامش عقد ميلد‬
‫المعني بالمر إذ بدون هذا التفسير يكون إرسال النسخة من وثيقة عقد الزواج مجرد لغو ل‬
‫هدف له ‪ ،‬وهو أمر غأير مقبول في النصوص التشريعية ‪ .‬لذلك فإننا سنقتصر في دراستنا‬
‫‪2‬‬

‫) الفقرة الولى (ا على شهادتي الولدة والوفاة ‪.‬‬ ‫للشهادات الطبية المتعلقة بالحالة المدنية‬
‫دون شهادة الخلو من المراض المعدية المشترطة لبرام عقد الزواج ‪ ،‬والتي سنتناولها في‬
‫‪3‬‬

‫إطار الشهادات الطبية المتعلقة بحفظ الصحة ) الفقرة الثانية(ا مرعاة للهدف الذي اشترطت‬
‫لجله ‪ ،‬والمتمثل في حماية صحة السرة بصفة خاصة وصحة المجتمع بصفة عامة ووقايته‬
‫من أخطار المراض المعدية ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ - 7‬عمر النافعي ‪ :‬نظام الحالة المدنية بالمغرب إشكال التعميم والضبط ‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق ‪ ،‬الرباط ‪ ، 1992‬دار نشر المعرفة ‪،‬‬
‫منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية ‪ ،‬فقرة ‪ ، 67‬ص ‪. 79 :‬‬
‫‪ - 1‬رفض خلل فترة الحماية لن المخزن خشي أن يمس هذا النظام ذو الصل الكنسي المصطبغ بالصبغة اللئكية بالحوال الشخصية للمغاربة‬
‫ذات الصل الديني السلمي أو العبري ‪ ،‬كما رفض في إطار المساومات السياسية مع سلطات الحماية … وبعد الستقلل عارضت و ازرة العدل كذلك‬
‫هذا التمديد خشية فقدها اختصاص الشراف ومراقبة توثيق الحوال الشخصية الذي ورثته ‪ ،‬مثلما عارضه القضاء وعرقلته و ازرة الداخلية‪ .‬عمر النافعي‬
‫‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 130 :‬وللمزيد من التفاصيل ‪ ،‬انظر نفس الطروحة ‪ ،‬نبذة ‪ 104‬وما بعدها ‪ ،‬ص ‪ 100 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقديم أستاذنا الدكتور أحمد الخمليشي لطروحة عمر النافعي السابقة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬انظر خلف ذلك ‪:‬‬
‫‪LARAQUI , op. cit. , p : 350 / Bezzad, Article précité , p : 8‬‬
‫‪ - 4‬انظر بخصوص هذا الهدف ‪ :‬عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 52‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة‬


‫بالحالة المدنية ‪.‬‬

‫سنتعرف أول على الشروط الخاصة المتطلبة في شهادة الولدة ‪ ،‬قبل أن نتعرف عل تلــك‬
‫المتطلبة في شهادة الوفاة‪.‬‬
‫أوأل ‪ :‬شهادة الولدة‬
‫إن تسمية هذه الورقة بشهادة الولدة يحمل في الواقع بين طياته بعض التساهل ‪ ،‬ذلك أن‬
‫المر يتعلق في الحقيقة " بتصريح" ‪1‬يتوله الطباء أو القوابل الذين حضروا ولدة المولود عند‬
‫عدم وجود أبيه وأمه لجل تحرير رسم الولدة‪. 2‬‬
‫والشهر‬ ‫وما دام ينبغي أن يبين في رسم الولدة هذا تاريخها بالساعة واليوم‬
‫المختار ‪ ،‬والسم‬ ‫والسنة‪ ،‬ومكانها‪ ،‬والسم الشخصي للمولود وجنسه والسم العائلي‬
‫وجنسيته وحرفته‪ ،‬والسم‬ ‫الشخصي والعائلي للب ونسبه وتاريخ ومحل ولدته‬

‫‪1‬‬
‫‪- Roure – Mariotti, op.cit , p : 78 .‬‬
‫‪ - 2‬الفصل ‪ 22‬من الظهير الشريف الصادر في ‪ 24‬سوال ‪ 1333‬هـ الموافق لـ ‪ 4‬شتنبر ‪ 1915‬م المنظم للحالة المدنية ) نشر بالجريدة الرسمية‬

‫الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شتنبر ‪ ، 1915‬ص ‪ ] 554 :‬بالفرنسية [ ‪ .‬وأعيد نشره مع مختلف التعديلت التي أدخلت عليه بالجريدة الرسمية عدد ‪1100‬‬
‫] بالفرنسية[ (ا ‪ ،‬المغير بالظهير الشريف الصادر في ‪ 18‬ربيع الثاني ‪1350‬‬ ‫الصادرة بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪ ، 1933‬ص ‪1176 :‬‬
‫موافق لثاني شتنير ‪ ، 1931‬نشر بالجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 30‬أكتوبر ‪ ، 1931‬ص ‪ ) 1242 :‬بالفرنسية(ا‪ ،‬مع استدراك بالجريدة الرسمية‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 26‬فبراير ‪ ، 1932‬ص ‪ ) 227 :‬بالفرنسية (ا ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الشخصي والعائلي للم ونسبها وجنسيتها وتاريخ ومحل ولدتها ومهنتها ‪ ،‬وعنوان البوين‪،3‬‬
‫فإنه ينبغي أن تتضمن شهـادة الطبـيب جميع هـذه‬
‫البيانات‪1‬مع مراعاة الحالت التي يتعذر فيها تحديد هوية الوالدين أو أحدهما ‪.‬‬

‫ولعل أهمية شهادة الولدة الصادرة عن الطبيب باليوم والساعة هــي الــتي جعلــت المجلــس‬
‫العلــى‪2‬ينقــض قـ ـرار محكمــة الموضــوع الــتي اعتمــدت علــى شــهادة ولدة " لــم تجــرد مــن طــرف‬
‫المولدة والطبيب المشرف عليها وباليوم والساعة لتفيد اليقين " ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬شهادة الوفاة ‪.‬‬

‫تعتبر شهادة الوفاة عمل كتابيا صاد ار عن طبيب نتيجة فحصه لشخص يفترض أنه‬
‫توفي ‪ ،‬وهي مخصصة لمعاينة الوفاة لجل التثبت من تشخيص الموت وتحديد طبيعته‪ ،3‬أي‬
‫ما إذا كان طبيعيا أم ناتجا عن انتحار أو تسمم أو حادث‪.4‬‬

‫ص ‪ .33‬وذلك استنادا على‬ ‫‪ - 3‬قسم الحالة المدنية بو ازرة الداخلية بالمملكة المغربية ‪ :‬المرشد في الحالة المدنية ‪ ،‬طبعة ‪ 1994‬فقرة ‪، 93‬‬

‫الفصل ‪ 23‬من الظهير الشريف الصادر في ‪ 22‬شوال ‪ 1333‬الموافق لـ ‪ 4‬شتنبر ‪ 1915‬المنظم للحالة المدنية المغير بالظهائر الشريفة الصادرة في‬
‫‪ 19‬محرم ‪ 12 ) 1339‬شتنبر ‪( 1922‬ا و ‪ 12‬محرم ‪ 12 ) 1346‬يوليوز ‪( 1927‬ا و ‪ 18‬ربيع الثاني ‪ ) 1350‬ثاني شتنبر ‪( 1931‬ا و ‪12‬‬
‫رجب ‪ ) 1352‬فاتح نونبر ‪(1933‬ا ‪.‬‬
‫وقد استندت على هذا المرشد على اعتبار أن تعريب الفصل المذكور والمنشور أيضا بنفس المرجع ‪ ) ،‬ص ‪( 92 :‬ا ينص على أنه " يبين في رسم‬
‫الولدة اليوم والساعة والمكان الذي جرت فيه واللقاب التي تعطى له وألقاب أبويه واسمهما وتاريخ ومحل ولدتهما وجنستهما ومحل سكناهما" ‪ ،‬بحيث ل‬
‫يشير إلى جنس الوليد إوالى مهنة البوين ‪ ،‬ويعبر عن السماء الشخصية باللقاب وعن السم العائلي بالسم ‪ ،‬انظر بخصوص النتقادات الموجهة‬
‫لتعريب هذا الفصل ‪ :‬عمر النافعي ‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬فقرة ‪ ، 264‬ص ‪. 213‬‬
‫‪ - 1‬انظر نموذج شهادة ولدة مستوف لجميع هذه البيانات ‪:‬‬

‫‪.Hadengue‬‬ ‫‪et Royal, op. cit , p : 27 / Roure Mariotti , op. cit. P : 78‬‬
‫‪ -‬قرار صادر تحت عدد ‪ 1461‬في الملف الشرعي رقم ‪ 87 / 6711‬بتاريخ ‪ 29‬نونبر ‪ ، 1988‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ‪ ،‬عدد ‪، 44‬‬ ‫‪2‬‬

‫السنة الخامسة عشر ‪ ،‬نونبر ‪ ،1990‬ص ‪ 105‬وما بعدها ‪ ،‬وأعيد نشره بمجموعة ق اررات المجلس العلى في مادة الحوال الشخصية ‪ ،‬إعداد إدريس‬
‫ملين ‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية ‪،‬الجزء الثاني من ‪ 1983‬إلى ‪ ، 1995‬ص ‪ 41 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- MOHAMED BEHATE : La mort, notions médicale et recueils de textes législatifs‬‬
‫‪marocains , Thèse pour l’obtention du Doctorat en médecine , Université HASSAN II , faculté‬‬
‫‪de médecine et de pharmacie de Casablanca 1995 , p : 81 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Quatrehomme, Article précité , p : 1826.‬‬

‫‪39‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إنها ليست مجرد ورقة يوقعها الطبيب بعجالة ‪ ،‬بل تعتبر عمل طبيا شرعيا تترتب عنه‬
‫آثار مهمة ‪ .‬ذلك أنه فضل عن كونها تجعل من الطبيب مساعدا للعدالة متى تبين أن المر‬
‫يتعلق بوفاة ناتجة عن عنف أو فيها ريبة‪ ،1‬وفضل عن تأثيرها على حقوق خلف الشخص‬
‫المتوفى ‪ ،‬فإنها تعتبر في نفس الوقت عمـل مرتبطـا بالحالـة المدنية تدعـم‬

‫التصريح بالوفاة لدى الضابط المختص‪ ،2‬ومصد ار للمعلومات الطبية حول أسباب الوفاة التي‬

‫تعتبر مؤش ار مهما عن حالة وحاجيات صحة المواطنين قاد ار على توجيه اختيارات السياسة‬

‫الصحية‪. 3‬‬

‫لذلك ‪ ،‬وحتى تقوم هذه الشهادة بوظيفتها ‪ ،‬فقد منعت و ازرة الصحة العمومية في دورية‬

‫صادرة عنها بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 4 1965‬قبول شهادات الوفاة المنشأة على ورق‬

‫عادي‪5‬واشترطت إنشاءها على مطبوع وردي أعدته لهذا الغرض‪ .6‬وهو المطبوع الذي تم تغييره‬
‫‪1‬‬
‫‪- Louis Roche, Jean Rivre Do et Lilane Daligand, Médecine légale clinique , MASSON, 2ème‬‬
‫‪édition 1985 , p :2 et suiv .‬‬
‫‪ - 2‬لم يتضمن ظهير ‪ 1915‬المنظم للحالة المدنية ول ظهير ‪ 1950‬وكذا مرسوم ‪ 29‬يناير ‪ 1970‬أية مقتضيات تلزم تدعيم التصريح بالوفاة بشهادة‬

‫طبية بشأن معاينة الجثة لذا فإن التعليمات الصادرة أثناء الحماية جعلت الدلء بالشهادة الطبية لزما للحصول على رخصة الدفن عموما ‪ ،‬لكن فيما‬
‫يخص المناطق النائية عن المجال الحضري فإن تقديم الشهادة ل يعد ضرويا لتسجيل الواقعة إل في حالتين هما حالة الوفاة المشتبه فيها وحالة الموت‬
‫بمرض معد‪.‬‬
‫أما تعليمات و ازرة الداخلية ‪ ،‬فإنها جعلت الدلء بشهادة تثبت الوفاة أم ار لزما لتقييدها وأوكلت أمر تحريرها للطبيب أو الممرض الصحي التابع للبلدية‬
‫‪ .‬أما في البوادي إذا لم يكن أي طبيب بالمركز القروي وكانت الوفاة الحاصلة بعيدة عن المركز فيمكن لرجال السلطة المحلية تحرير شهادة إثبات‬
‫الوفاة تحت مسؤوليتهم ‪ .‬ولما تم تعديل الفصل ‪ 46‬من ظهير ‪ 1915‬بموجب مرسوم ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 1978‬تم تتميم هذا الفصل بفقرة ثانية تقضي‬
‫بلزوم تدعيم التصريح بالوفاة بشهادة معاينة الوفاة مسلمة من طرف الطبيب أو الممرض التابع للصحة العمومية أو برخصة للدفن مسلمة من طرف‬
‫السلطة المختصة‪.‬‬
‫محمد ناصر متيوي مشكوري ‪ :‬إثبات وقائع الحالة المدنية في إطار القانون الدولي الخاص المغربي ‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ‪،‬‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد ال ‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية بفاس ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 1994 – 1993‬ص ‪ 114 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.CHABRUN – ROBERT : Le nouveau certificat de décès , CONCOURS MEDICAL, 26‬‬
‫‪Septembre 1998 , Volume 120 , N° 31 , p : 2133 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Circulaire, n° 46 DT / 1 .‬‬
‫‪ - 5‬قبل سنة ‪ 1965‬كان يتم تحرير شهادة الوفاة على ورقة عادية ‪ ،‬انظر ‪BEHATE , Thèse précitée , p : 82 :‬‬
‫‪ - 6‬كان هذا المطبوع يتكون من جزأين ‪:‬‬

‫‪ 0-‬جزء يحمل اسم الشخص المتوفى ‪ ،‬يوجه لمكتب الحالة المدنية لمكان الوفاة ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫بعد ذلك بمقتضى دورية صادرة عن نفس الو ازرة بتاريخ ‪ 6‬يونيو ‪ ،11995‬بحيث أصبح هذا‬

‫المطبوع المعدل يتكون من جزأين ‪:‬‬

‫* جزء أول يحمل اسم الشخص المتوفى يوجه لمكتب الحالة المدنية لمكان الوفاة ‪،‬‬
‫ويتعين ملؤه بالبيانات التالية ‪:‬‬
‫هل يتعلق المر بوفاة أم بحالة شخص ولد ميتا ‪.‬‬ ‫‪0-‬‬
‫مكان الوفاة ‪ 2‬وتاريخها باليوم والشهر والسنة والساعة ‪.‬‬ ‫‪ㄱ-‬‬
‫التعريف بالشخص المتوفى من خلل بيان اسمه الشخصي والعائلي وعنوانه‬ ‫‪ㄴ-‬‬
‫وجنسه وجنسيته وسنه‪.3‬‬
‫* جزء ثان ل يحمل اسم الشخص المتوفى يوجه إلى مصلحة الدراسات والعلم‬
‫الصحي بو ازرة الصحة العمومية ‪ ،‬ويتكون من ثلثة أقسام ‪:‬‬
‫تعريف بالمتوفى من خلل بيان الرقم المقابل لهذا المطبوع بالسجل ‪ ،4‬ومكان‬ ‫‪ㄷ-‬‬
‫التصريح بالوفاة واسم البلدية أو المركز أو الدائرة أو الجماعة التي يسكن بها هذا‬
‫المتوفى ‪ ،‬وما إذا كان محل إقامته بالمجال الحضري أو القروي ‪.‬‬
‫صفات الشخص المتوفى من خلل بيان تاريخ وفاته ‪ ،‬وما إذا كان قد توفي بمنزله‬ ‫‪ㄹ-‬‬
‫أو بالمستشفى أو بطريق عمومي أو بمحل عمله أو بسيارته أو بأي مكان آخر‬
‫وبيان جنسه وجنسيته وسنه وحالته العائلية ومهنته‪.‬‬

‫‪ ㄱ-‬جزء ل يحمل اسم الشخص المتوفى يوجه إلى المصلحة المركزية للحصائيات الصحية بو ازرة الصحة العمومية ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫انظر بهذا الخصوص ‪BEHATE , Ibid :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Circulaire n° 18 SG / 32.‬‬
‫‪ - 2‬الغاية من هذا السؤال هي معرفة مكان التصريح‪.‬‬
‫‪ - 3‬يتم تحديد السن بالطريقة التالية ‪:‬‬
‫‪ ㄴ-‬عدد السنوات إذا كان سن المتوفى سنتين على القل ‪.‬‬
‫‪ ㄷ-‬عدد الشهور إذا كان سن المتوفى يتراوح بين شهر واحد وثلثة وعشرين شه ار ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬عدد اليام إذا كان سن المتوفي يتراوح بين يوم واحد وتسعة وعشرين يوما ‪.‬‬
‫‪ ㅁ-‬عدد الساعات إذا وقعت الوفاة خلل الربع وعشرين ساعة الموالية للوفاة‪.‬‬
‫‪ - ㅂ-‬صفر إذا كان المر يتعلق بشخص ولد ميتا ‪.‬‬
‫‪-ㅅ‬‬ ‫‪Voire Note Méthodologique pour remplir le bulletin de décès ou de mortinalité en‬‬
‫‪annexe du circulaire n° 18 SG / 32 précité / Behat , thèse précitée , p : 92‬‬
‫‪ - 4‬نفس الرقم يحمله الجزء الموجه لمكتب الحالة المدنية ‪ ،‬بغاية الربط بين الجزءين عند الحاجة ‪Ibid .‬‬

‫‪41‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫معلومات عن سبب وفاة الشخص أو ميلده ميتا ‪ ،‬حيث يتعين التمييز بين الوفاة‬ ‫‪ㅁ-‬‬
‫الطبيعية اللحقة للطور الخير لحالة مرضية ‪ 1‬وبين الوفاة الناتجة عن عنف‪ ،‬التي‬
‫يتعين تحديد ما إذا كانت ترجع لصدمة أو تسمم أو انتحار أو أي سبب آخر ‪.‬‬
‫وبالطبع فإن هذا المطبوع يتعلق بشهادة الوفاة مثلما يتعلق بحالة المولودين أمواتا‪ ،2‬لكن‬
‫ل ينطبق على الشهادة الطبية المتطلبة لنقل الجثة ‪ ،‬والتي يعتبر البيان الجوهري فيها تأكيد خلو‬
‫الجثة من كل مرض معد أو وبائي ‪ ،‬مما يسمح بنقلها دون أي خطر على الصحة العامة‪.3‬‬

‫لكن إذا كان الهدف من هذا المطبوع أو النموذج ـ حسب الدورية التي فرضته ـ هو‬
‫تحسين عملية تسجيل الوفيات التي تقع بالبلديات وتعميمها إلى تلك التي تقع بالجماعات‬
‫القروية والمراكز المستقلة‪ ،4‬فإن الصيغة الحالية للفصل ‪ 46‬من الظهير المنظم للحالة‬
‫المدنية‪5‬تعوق تحقيق هذا الهدف ‪ .‬ذلك أن هذا الفصل يفرض على من يتقدم للتصريح بوفاة أن‬
‫يدعم تصريحه " بشهادة معاينة الوفاة مسلمة من طرف الطبيب أو الممرض التابع للصحة‬
‫المختصة "‪ ،‬ولم يجعل لحداهما‬ ‫العمومية " أو " برخصة للدفن مسلمة من طرف السلطة‬
‫الفضلية على الخرى ‪ ،‬المر الذي يؤدي إلى إمكانية الستغناء عن الشهادة الطبية‬
‫والستعاضة عنها بالشهادة الدارية ‪ ،‬ليس فقط في الجماعات القروية والمراكز المستقلة التي‬
‫يحاول النموذج المذكور تغطيتها إوانما أيضا في البلديات التي يحاول تحسين عملية تسجيل‬
‫الوفيات بها ‪.‬‬
‫إن إلزام المصرح بالوفاة بتقديم شهادة طبية تعزي از لتصريحه ل يستدعيه فقد ضبط‬

‫‪ - 1‬يميز في هذا الطار بين السبب المباشر والسبب الول ‪Ibid .‬‬
‫‪ - 2‬رغأم أن الشهادة المتعلقة بالمولودين أمواتا تعتبر في نفس الوقت شهادة للولدة وللوفاة ‪.‬‬
‫‪Lilane Daligand , Médeune légale , Ed 1995 , p : 127 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Daligand , Ibid / Laraqui , op. cit , p : 351 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Circulaire N° 18 SG / 32 précité .‬‬
‫‪ - 5‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 24‬شوال ‪ 1333‬موافق ‪ 4‬شتنبر ‪ 1915‬المؤسس للحالة المدنية كما وقع تغييره بمقتضى المرسوم رقم ‪2.78.267‬‬
‫المؤرخ في ‪ 28‬من ذي القعدة ‪ 1398‬موافق ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 1978‬ص ‪ 2838 :‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الحصائيات المتعلقة بأسباب الوفاة ‪ ،1‬إوانما أيضا حماية حقوق الفراد في المجتمع وأهمها‬
‫الحق في الحياة‪ .2‬لذلك يكون من الضروري تعديل هذا الفصل بالصيغة التي يصبح معها‬
‫الدلء بالشهادة الطبية إلزاميا عند التصريح بالوفاة ‪ ،‬إل في بعض المناطق التي ل يوجد بها‬
‫مركز صحي والتي يظهر أن المواصلت تنقطع معها أحيانا خلل فترات من السنة نتيجة‬
‫لسباب طبيعية‪ ،3‬أو التي تبعد عن أقرب مركز صحي بمسافة يصعب معها اللجوء إليه عند‬
‫كل وفاة ‪ ،‬على أن يتم تحديد هذه المناطق بمقتضى مرسوم بناءا على اقتراح من وزيري‬
‫الداخلية والصحة العمومية‪ .‬ويتعين أن يصبح الدلء بهذه الشهادة ضروريا للحصول على‬
‫رخصة الدفن أيضا ‪ ،‬على اعتبار أن حماية الحق في الحياة ل يمكن أن تتحقق بعد الدفن‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بحفظ الصحة ‪.‬‬

‫س ــنتعرض أول لش ــهادة الخل ــو م ــن المـ ـراض المعدي ــة ‪ ،‬قب ــل أن نتن ــاول ثاني ــا الش ــهادات‬
‫المتعلقة بالمراض العقلية‪.‬‬
‫أما الشهادات الطبية المتعلقة بحفظ صحة المرأة بواسطة الجهاض ‪ ،‬فيكفي أن نشير‬
‫بشأنها إلى أن الفصل ‪ 453‬من مجموعة القانون الجنائي‪ 4‬يمنع على الطبيب ـ عند عدم وجود‬
‫الزوج أو إذا امتنع من إعطاء موافقته أو عاقه عن ذلك عائق ـ القيام بعملية الجهاض أو‬
‫استعمال علج يمكن أن يترتب عنه الجهاض إل بعد الحصول على شهادة مكتوبة من‬

‫‪ - 1‬من المهم بالنسبة للجماعة معرفة أسباب الوفاة بدقة لغاية تهم الصحة العامة ‪ .‬ذلك أننا نعرف أهمية الحصائيات التي تدل على أن الوفاة بسبب‬
‫مرض معين تتناقص أو في الطريق إلى الختفاء في مقابل الوفاة بسبب أمراض أخرى تزداد رقعتها اتساعا‪ ،‬وذلك من أجل بذل الجهود الكفيلة‬
‫بمواجهتها ‪.‬‬
‫‪ZAKINI Said : l’expertise médicale au Maroc , constat et perspectives . Thèse pour‬‬
‫‪l’obtention du doctorat en médecine , Université HASSAN II , Faculté de médecine et de‬‬
‫‪pharmacie de CasaBlanca , 1996 , p : 67.‬‬
‫‪ - 2‬متيوي مشكوري‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 116 :‬‬
‫‪ - 3‬متيوي مشكوري‪ ،‬نفس الطروحة السابقة ‪ ،‬ص ‪. 115 :‬‬
‫‪ - 4‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.413‬بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي ) ج‪.‬ر عدد ‪ 2640‬مكرر صادرة بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 1383‬موافق‬
‫‪ 15‬يونيو ‪ ، 1963‬ص ‪( 1253‬ا‪ ،‬وذلك كما وقع تعديله بمقتضى المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم ‪ 181.66‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الول ‪1387‬‬
‫موافق فاتح يوليوز ‪ ) 1967‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 2854‬صادرة بتاريخ ‪ 4‬ربيع الثاني ‪ 1387‬موافق ‪ 12‬يوليوز ‪ ، 1967‬ص ‪( 1547‬ا ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الطبيب الرئيسي للعمالة أو القليم يصرح فيها بأن صحة الم ل تمكن المحافظة عليها إل‬
‫باستعمال مثل هذا العلج‪.‬‬
‫كمــا أن الفصــل ‪ 32‬مــن مدونــة الداب المهنيــة للطبــاء يفــرض علــى الطــبيب قبــل القيــام‬
‫بإجهاض اقتضته ضرورة المحافظة على حيـاة الم أخــذ رأي طبيــبين آخريـن أحـدهما مســجل فـي‬
‫جــدول الخــبراء المحلفيــن لــدى المحــاكم ‪ ،‬وقيــام الثلثــة بتحريــر ثلث شــهادات يحتفــظ كــل واحــد‬
‫منهم بنسخة منها‪ ،‬ويتم تحرير شهادة مماثلة وتسليمها للمريض‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬شهادة الخلو من المراض المعدية ‪.‬‬

‫لما صدرت مدونة الحوال الشخصية ‪ ،1‬فإنها لم تكن تلزم الخطيبين بتقديم شهادة طبية‬
‫قبل الزواج‪ ،2‬غأير أنه وبمقتضى التعديل الذي أدخله ظهير ‪ 10‬شتنبر ‪ 31993‬على الفصل‬
‫‪ 41‬منها ‪ ،‬لم يعد بإمكان العدلين تولي العقد إل بعد إدلء كل من الخاطب والمخطوبة بشهادة‬
‫طبية تثبت الخلو من المراض المعدية ‪.‬‬
‫ورغأم أن هذا التعديل كان من بين مطالب بعض الفقه المغربي‪ ، 4‬فإنه أثار ردود‬
‫فعل متباينة بين مؤيدين ومعارضين‪.‬‬

‫‪ - 1‬ظهير شريف رقم ‪ 1 . 57 .343‬مؤرخ في ‪ 28‬ربيع الثاني ‪ 1377‬الموافق لـ ‪ 22‬نونبر ‪ 1957‬تطبق بموجبه في سائر المملكة المغربية‬

‫مقتضيات الكتاب الول والثاني المتعلق أولهما بالزواج وثانيهما بانحلل ميثاقه ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2354‬الصادرة بتاريخ ‪ 13‬جمادى‬
‫الولى ‪ 1377‬الموافق لـ ‪ 6‬دجنبر ‪ ، 1957‬ص ‪. 2632‬‬
‫‪- 2‬وذلك رغأم أن الستاذ علل الفاسي الذي يعتبر أحد أعضاء اللجنة التي عينت بموجب ظهير ‪ 19‬غأشت ‪ 1957‬لتهيء المشروع الولي لهذه‬

‫المدونة كان يرى أن من ‪" :‬الصلحات الجتماعية التي يجب الهتمام بها العناية بسلمة المتزوجين من المراض المعدية أو التي ل تقبل الشفاء ‪،‬‬
‫ومعنى هذا أنه يجب فرض الدلء بشهادة طبية تؤكد ذلك قبل إبرام العقد " علل الفاسي ‪ ،‬النقد الذاتي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1966 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪. 283‬‬
‫أما بالنسبة لليهود المغاربة فإن الشهادة الطبية السابقة على الزواج كانت إجبارية بالنسبة لهم منذ فاتح دجنبر ‪ ، 1950‬لكنها كانت تقتصر على الحالة‬
‫الصحية للرئتين ‪ .‬عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 1 :‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف معتبر بمثابة قانون رقم ‪ 1 . 93 . 347‬صادر في ‪ 22‬من ربيع الول ‪ 1414‬الموافق لـ ‪ 10‬سبتمبر ‪ ،1993‬منشور بالجريدة‬ ‫‪3‬‬

‫الرسمية عدد ‪ 4222‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬ربيع الخر ‪ 1414‬موافق ‪ 29‬شتنبر ‪ ،1993‬ص ‪.1833 :‬‬
‫ص ‪.173‬‬ ‫‪ - 4‬عبد النبي ميكو ‪ :‬الوسيط في شرح مدونة الحوال الشخصية المغربية ‪ ،‬الرباط ‪ ، 1976‬الجزء الول ‪،‬‬

‫عبد الكريم شهبون ‪ :‬شرح مدونة الحوال الشخصية المغربية ‪ ،‬دار نشر المعرفة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1987‬الجزء الول ‪ ،‬ص ‪. 173 :‬‬

‫‪44‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ذلك أن المؤيدين يرون في هذه الشهادة وسيلة لضمان سلمة المرأة وصحتها من أي‬
‫مرض أو أي عدوى قد تصيبها من لدن زوجها ‪ ،1‬ولقطع دابر المراض المعدية التي يمكن أن‬
‫تؤثر على مصير العلقة الزوجية بين طرفيها‪ ،2‬ويؤكدون على وجوب التعامل مع هذا الجراء‬
‫بتشدد وصرامة ‪ .3‬بينما يرى المعارضون في هذه الشهادة تكليفا بما فيه عسر ومشقة من شأنه‬
‫أن يشكل عرقلة في طريق الزواج‪ ،4‬بل تكليفا بمستحيل ‪ ،‬على اعتبار أنه ل يمكن القرار من‬
‫خلل الفحص السريري أو المخبري أن الشخص ل يعاني من أي مرض معد‪ ، 5‬وهو حكم‬
‫غأريب على مستوى حقوق النسان والمواثيق الدولية ‪ ،‬يقيم تفرقة بين المرضى بأمراض معدية‬
‫وبين بقية الفراد‪. 6‬‬

‫إواذا كنت أعتقد بأهمية وفائدة اشتراط هذه الشهادة لما في ذلك من تطبيق للقواعد‬
‫العامة للشريعة ونصوصها الخاصة الناهية عن الضرر والضرار ومن حماية لصحة أفراد‬
‫المجتمع من أخطار المراض المعدية ‪ ،‬على اعتبار أن الوقاية خير من العلج ‪ ،‬فإن الصيغة‬
‫المقتضبة‪ 7‬التي جاء بها هذا التعديل تثير مجموعة من الشكاليات على مستوى إنشاء هذه‬

‫‪ - 1‬محمد الفكاك ‪ :‬حصيلة التعديل بين الغاية المتوخاة ونتيجة التطبيق ‪ ،‬منشور ضمن تعديلت مدونة الحوال الشخصية بظهائر ‪ 10‬شتنبر ‪1993‬‬

‫‪ ،‬حصيلة أولية ‪ ،‬أشغال اليوم الدراسي المنظم من قبل شعبة القانون الخاص بتعاون مع مؤسسة فريد أبرت بالرباط ‪ ،‬سلسلة الندوات رقم ‪ . 1‬منشورات‬
‫كلية العلوم القانونية القتصادية والجتماعية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬ص ‪. 195 :‬‬
‫‪ - 2‬رشيد مشقاقة ‪ ،‬تعديلت مدونة الحوال الشخصية من منظور قضائي ‪ ،‬منشور ضمن تعديلت مدونة الحوال الشخصية بظهائر ‪ 10‬شتنبر‬

‫‪ ، 1993‬حصيلة أولية ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 167 :‬‬


‫‪ - 3‬خالد ميداوي ‪ :‬تقرير أشغال اللجنة الثانية ‪ :‬التعديلت والتطبيق ‪ ،‬منشور ضمن تعديلت مدونة الحوال الشخصية بظهائر ‪ 10‬شتنبر ‪1993‬‬

‫حصيلة أولية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 285 :‬‬


‫‪ - 4‬محمد ابن معجوز ‪ :‬أحكام السرة في الشريعة السلمية وفق مدونة الحوال الشخصية مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪– 1411‬‬

‫‪ ، 1994‬الجزء الول ‪ ،‬ص ‪ 162 :‬وما بعدها ‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫‪- Abderrahim Berrada : l’impossible certificat prénuptial , Esperance Medical N° 6 , 1994 ,‬‬
‫‪p : 21 .‬‬
‫‪ - 6‬محمد السلسي ‪ :‬فضيحة تعديل الفصل ‪ 41‬من مدونة الحوال الشخصية ‪ ،‬تعديل مخالف للمواثيق الدولية والعراف الطبية ‪ ،‬جريدة النشرة ‪ ،‬العدد‬

‫‪ 12‬نونبر ‪ ، 1993‬ص ‪ . 3 :‬ذكره عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص‪ 28 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 7‬هذه الصيغة المقتضبة دفعت الستاذ محمد الشافعي إلى وصف موقف المشرع المغربي من فرض الشهادة الطبية قبل الزواج بالغامض ‪ .‬محمد‬

‫‪ ،33 - 32‬يونيو ‪ ، 1998‬ص ‪. 63 :‬‬ ‫الشافعي الشهادة الطبية قبل الزواج في القانون المقارن‪ ،‬مجلة المحامي‪ ،‬العدد ‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الشهادة ‪1‬في غأياب مرسوم تطبيقي ‪ .‬إذ فضل على أن المشرع لم يحدد الجهة المختصة‬
‫بإنشائها أمام المشكل الذي يثيره التوزيع الجغرافي للطباء والمستشفيات والمختبرات المؤهلة‬
‫للقيام بالتحاليل اللزمة ‪ ،‬فإن الشكال الرئيسي يتمثل في أن هذا المشرع لم يحدد أيضا‬
‫المراض المعدية التي يجب على الطبيب أن يتأكد من خلو الخطيب أو المخطوبة منها ‪ ،‬كما‬
‫لم يحدد الحد الدنى من الفحوص والتحليلت التي يجب أن يخضع لها المعني بالمر قبل أن‬
‫يقوم الطبيب بإنشاء الشهادة المطلوبة ‪ .‬ذلك أنه إذا كان من المفروض تفسير عدم التحديد هذا‬
‫بأنه يعني اشتراط الخلو من جميع المراض المعدية ‪ ،2‬فإن هذا التفسير يجعل إنشاء مثل هذه‬
‫الشهادة مستحيل علميا ‪ ، 3‬فضل عن كونه يقود إلى نتائج غأير مقبولة عقل ‪ ،‬إذ أعتقد جازما‬
‫بأنه من غأير المعقول رفض إنشاء هذه الشهادة الضرورية لتولي العدلين عقد الزواج لمجرد أن‬
‫الخطيب مصاب بالزكام الذي هو على بساطته مرض معد بكل تأكيد‪.‬‬
‫لذلك فقد صدرت بتاريخ ‪ 14‬دجنبر ‪ 1993‬دورية مشتركة رقم ‪ 46‬لو ازرتي العدل‬
‫والصحة والهيئة الوطنية للطباء‪ 4‬تحدد نموذج الشهادة الطبية قبل الزواج بحيث ينبغي أن‬
‫تتضمن هذه الشهادة اسم الدكتور الذي حررها ووقعها ‪ ،‬والذي يشهد فيها بأنه قد تبين له بعد‬
‫الفحص السريري للمعني بالمر‪ ،5‬بطلب منه‪ ،‬أنه ل تظهر عليه علمة لمرض معد‪ ،‬وقد‬

‫‪ - 1‬إضافة إلى مجموعة من الشكاليات التي ل ترتبط بالنشاء نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ㅇ-‬عدم تحديد مدة صلحية هذه الشهادة ‪.‬‬
‫‪ ㅈ-‬عدم تحديد مصير الخطيب إذا تبين للطبيب أن به مرض معد مانع من إنشاء هذه الشهادة ‪.‬‬
‫‪ ㅊ-‬عدم بيان الجزاء الذي يخضع له العدلن إذا توليا عقد الزواج بدون تقديم هذه الشهادة‬
‫‪ ㅋ-‬عدم بيان مصير عقد الزواج الذي تولى العدلن توثيقه بدون هذه الشهادة ‪.‬‬
‫‪ ㅌ-‬عدم بيان مسؤولية الزوج عن نقل المرض المعد بعد توثيق العقد دون تقديم هذه الشهادة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يؤكد الستاذ عبد الرحيم برادة أن كلمة " الخلو " المستعملة في الفصل تفيد الخلو التام ‪ ،‬ورغأم أن المشرع لم يستعمل كلمة " كل " ‪ ،‬فإنها تستفاد‬
‫ضمنا بالضرورة ما دام قد عبر " بالمراض " وليس " المرض " ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪Berrada , Article précité , p : 19‬‬
‫‪ - 3‬على اعتبار أنه ل يمكن التأكد من خلل الفحوص السريرية أو حتى المخبرية أن الشخص المفحوص ل يعاني من أي مرض معد لنه إذا كان من‬
‫السهولة اكتشاف بعض المراض المعدية ‪ ،‬فإنه من المستحيل اكتشاف أمراض أخرى كما لو كان المرض في حالة كمون ‪ ،‬حيث ل يكون بالمستطاع‬
‫اكتشاف المرض مهما كانت نجاعة الفحص ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪Berrada , Article précité , p : 21‬‬
‫‪ - 4‬مجلة الملحق القضائي ‪ ،‬عدد ‪ ، 1994 ، 28‬ص ‪. 179 :‬‬
‫‪ - 5‬ويحدد رقم بطاقته الوطنية إن وجدت ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫سلمت له هذه الشهادة للدلء بها قصد الزواج ‪ .‬كما صدر منشور عن وزير العدل تحت عدد‬
‫‪ 1098‬بتاريخ ‪ 17‬يناير ‪11994‬ينص على أنه " في انتظار صدور نصوص تطبيقية تتعلق‬
‫بالفقرة السابعة من الفصل ‪ 41‬من المدونة يستحسن التعامل في الوقت الراهن بنوع من المرونة‬
‫بشأن الشهادة الطبية المسلمة قصد الزواج ‪ ،‬وذلك بإمكانية قبولها إذا تضمنت أن المعني‬
‫بالمر ل تظهر عليه بعد الفحص السريري علمات لمرض معد " ‪.‬‬
‫إواذا كنا نستنتج من المنشور والدورية المذكورين أنه يكفي لنشاء شهادة الخلو من‬
‫المراض المعدية أن تتضمن بالضافة إلى البيانات العامة التي تناولناها في المبحث الول ‪،‬‬
‫بيانا جوهريا وحيدا هو شهادة محررها بأنه قد تبين له بعد الفحص السريري أن المعني بالمر ل‬
‫تظهر عليه علمة لمرض معد ‪ ،‬فإن الكتفاء بالفحص السريري دون اللجوء إلى التحاليل‬
‫المخبرية يفرغ هذه الشهادة من محتواها ‪ ،2‬لن المعروف أن مجموعة من المراض المعدية ل‬
‫يمكن اكتشافها بفحص سريري وهي ل تظهر إل عند الخضوع للفحوص المخبرية ‪.3‬‬
‫لذلك فإنه يتعين إخضاع الراغأب في الزواج من أجل الحصول على هذه الشهادة لفحص‬
‫طبي عام ‪ ،‬وتحديد فصيلة الدم ‪ ،‬والكشف عن داء فقدان المناعة المكتسبة ‪ ،‬وفحص مصلي‬
‫لداء الزهري ‪ ،‬والتهاب الكبد صنف ب و ج ‪ ،‬إضافة للفحوص الخاصة بالحميرات وداء‬
‫المقوسات بالنسبة للنساء ‪. 4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالمراض‬


‫العقلية ‪.‬‬

‫إن الحكم على الصحة العقلية لشخص معين ومدى ملءمة إقامته بمصلحة عمومية أو‬
‫‪5‬‬
‫مؤسسة خصوصية للمراض العقلية مسألة تقنية دقيقة وخطيرة يرجع للطب وحده أمر تقديرها‬

‫‪ - 1‬مجلة الملحق القضائي ‪ ،‬عدد ‪ ، 1994 ، 28‬ص ‪. 180 :‬‬


‫‪ - 2‬محمد الشافعي ‪ ،‬مقال سابق ‪ ،‬ص ‪. 64 :‬‬
‫‪ - 3‬بشرى العاصمي ‪ ،‬دراسة نقدية للوضعية القانونية للمرأة المغربية مع التركيز على قانون الحوال الشخصية وتعديلته‪ ،‬مجلة المحامي ‪ ،‬العدد ‪ 25‬ـ‬
‫‪ ، 1994 ، 26‬ص ‪. 36 :‬‬
‫‪ - 4‬عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 420 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Abdelaziz ELHILA : La protection juridique du malade mental , Thèse pour le doctorat‬‬
‫‪d’Etat en droit , Université Mohamed V . Agdal , Faculté des Sciences juridique économique‬‬

‫‪47‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ .‬لذلك فقد أكد ظهير ‪ 30‬أبريل ‪ 1959‬بشأن الوقاية من المراض العقلية ومعالجتها وحماية‬
‫المرضى المصابين بها‪1‬على دور أطباء المراض العقلية الذي تجسده الشهادات الطبية‬
‫فيها )‪(II‬ا‪.‬‬ ‫المتطلبة لدخول المريض إلى المستشفى )‪( I‬ا وخلل أطوار إقامته‬
‫‪ – I‬الشهادات الطبية المتطلبة لقامة المريض‬
‫في المستشفى أوأ وأضعه تحت‬
‫الملحظة الطبية ‪:‬‬
‫تتطلب إقامة المريض بمصحة عمومية أو مؤسسة خصوصية للمراض العقلية‬
‫الدلء بشهادة صادرة عن طبيب مؤهل في المراض العقلية ‪ ،‬شرط أن ل يكون من أقارب‬
‫أو أصهار المريض من الدرجة الثانية أو من الشخص الذي يطلب إقامة المريض بالمستشفى‪،2‬‬
‫وذلك خلفا للشهادة المتطلبة للوضع تحت الملحظة الطبية التي يمكن أن‬

‫تصدر عن الطبيب القرب ‪3‬ولو كان طبيبا عاما ‪.‬‬


‫ويجب أن تتضمن هذه الشهادة بصورة واضحة ومفصلة أحوال المريض الشادة‪ ،4‬لذلك‬
‫يتعين على الطبيب أن يضمنها الضطرابات السلوكية وردود الفعل العنيفة أو الغريبة‬
‫ومختلف العراض التي عاينها في المريض شخصيا ومباشرة ) مثل طباع عدوانية ‪ ،‬وهن ‪،‬‬
‫هذيان … (ا‪ ،‬دون أن‬ ‫صمت مطلق ‪ ،‬كلم متنافر ‪ ،‬تهديد ‪ ،‬سلوك انتحاري ‪ ،‬هلوسة ‪،‬‬
‫يكون من الضروري تضمينها تشخيصا للمرض أو تحديدا لسبابه‪.5‬‬

‫‪et sociale , Rabat, Année universitaire 1998 – 1999 .‬‬


‫‪ - 1‬ظهير شريف رقم ‪ 1 . 58 . 295‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2429‬الصادرة بتاريخ ‪ 7‬ذو القعدة ‪ 1378‬موافق ‪ 15‬ماي ‪ ، 1959‬ص ‪:‬‬
‫‪.1507‬‬
‫‪ - 2‬الفصل ‪ 11‬من ظهير ‪ 13‬أبريل ‪ 1959‬بشأن الوقاية من المراض العقلية ومعالجتها وحماية المرضى المصابين بها‪.‬‬
‫‪ - 3‬ينص الفصل ‪ 13‬من ظهير ‪ 13‬أبريل ‪ 1959‬مع إدماج إحالته على الفصل ‪ 12‬من نفس الظهير على أنه يوضع المريض تحت الملحظة‬
‫الطبية إما بطلب من المريض أو من كل شخصية عمومية أو خصوصية تعمل لفائدته أو لفائدة أقاربه بعد الطلع على شهادة طبية يسلمها‬
‫طبيب المراض العقلية أو عند عدمه الطبيب القرب ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الفصل ‪ 11‬من ظهير ‪ 13‬أبريل ‪. 1959‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- LaraQui , op. cit. , p : 362 / Ordre national des médecins , op. cit , p : 533 .‬‬

‫‪48‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ويجب أن يخلص الطبيب في شهادته إلى أن حالة المريض هاته ‪ ،‬تقتضي ضرورة‬
‫إقامته في مستشفى للمراض العقلية ‪.6‬‬

‫‪ – II‬الشهادات الطبية المنشأة خلل إقامة‬


‫المريض في مستشفى المراض‬
‫العقلية‪:‬‬
‫يصبح المريض العقلي بمجرد قبول إقامته في المستشفى ‪ ،‬وطول مدة هذه القامة‪،‬‬
‫موضوع سلسلة من الفحوص الطبية الدورية والعرضية‪ .‬لذلك فقد ألزم الفصل ‪ 22‬من ظهير‬
‫‪ 1959‬كل طبيب للمراض العقلية بأن يحرر للمريض شهادة معللة بأسباب ‪ ،‬تحت طائلة‬
‫عقوبة نص عليها الفصل ‪ 35‬من نفس الظهير‪ ، 2‬وذلك ‪:‬‬
‫‪ – 1‬عند قبول المريض ‪.‬‬
‫‪ – 2‬خلل مدة القامة في المستشفى ‪ :‬وفي اليوم الخامس عشر ثم في اليوم الثلثين‬
‫وعند نهاية الستة شهور الولى وبعد ذلك سنويا مع مراعاة مقتضيات الفقرة الثالثة من الفصل‬
‫السادس عشر‪. 3‬‬
‫‪ – 3‬عند طلب تحويل القامة الختيارية في المستشفى إلى القامة التلقائية ‪.‬‬
‫‪ – 4‬عند الخروج النظامي أو غأير النظامي أو النقل أو الوفاة ‪.‬‬
‫‪ – 5‬عند الوضع تحت الحراسة الطبية ‪.‬‬
‫ويجب أن تحرر نفس الشهادة إذا تقدمت بطلب ذلك السلطات المختصة القضائية أو‬
‫الدارية ‪.‬‬
‫ويجب أن تبين هذه الشهادة الحالة المدنية للمريض وسلوكه وتشخيص الداء الذي هو‬
‫مصاب به ‪ ،‬إواذا اقتضى الحال رقم دخوله إلى مؤسسة العلج وكذا تطور المرض منذ الشهادة‬
‫الخيرة لذلك فإن هنالك من الفقه‪4‬من رأى فيها تقري ار طبيا حقيقيا ‪ ،‬وليس مجرد شهادة ‪.‬‬

‫‪ - 6‬الفصل ‪ 11‬من ظهير ‪ 13‬أبريل ‪. 1959‬‬


‫‪ - 2‬الحبس من شهر إلى ثلثة أشهر وغأرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 20000‬فرنك أو إحدى هاتين العقوبتين فقط ‪.‬‬
‫‪ - 3‬يتعلق المر بحالة صدور مقرر القامة التلقائية بالمستشفى ‪ ،‬بحيث ل يجوز تجديده ) كل ستة أشهر(ا إل بعد الطلع على شهادة معللة بأسباب‬
‫يحررها طبيب المراض العقلية التابع للصحة العمومية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- ELHILA, Thèse précitée , p : 44 .‬‬

‫‪49‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لكن إذا كانت هذه الشهادات تشكل في نفس الوقت دليل على فحص المعني بالمر‬
‫وتبري ار لقامته بالمستشفى مما يجعلها تظهر كضمانة أساسية ضد اليداع التعسفي‬
‫والتمديدات الغير المبررة للقامة بمؤسسات المراض العقلية ‪ ،‬فإنه يكون من المؤسف وجود‬
‫حالت يتم فيها هذا اليداع أو التمديد بمقرر من العامل دون أن يكون من اللزم تقديم أي‬
‫شهادة طبية ‪. 1‬‬
‫وهذا ل يعني أن نعتمد على الطبيب كلية ‪ ،‬ونترك له السلطان المطلق بدون مراقبة ‪،‬‬
‫فالوضعية الخصوصية للمريض العقلي تثير احتمال الخطأ الطبي الذي يكثر في هذا المجال‬
‫أكثر من غأيره ‪ ،‬كما تثير خطر شواهد المجاملة ‪.2‬‬
‫لكن الملحظ أن المراقبة التي يقررها القانون غأير كافية ‪ ،‬فزيارة هذه المؤسسات التي‬
‫يوجبها الفصل ‪ 25‬من ظهير ‪ 1959‬على الوكيل العام أو عضو النيابة العامة الذي فوض له‬
‫مهمته ل يمكن أن تكون فعالة دون أن يكون ممثل السلطة القضائية مصحوبا بمستشار تقني‬
‫طبي ‪ .3‬كما أن الفصل ‪ 22‬من نفس القانون الذي يفرض توجيه نسخة من الشهادة المحررة‬
‫عند قبول المريض من جنسية مغربية أو خروجه بعد شفائه إلى وكيل الملك لدى المحكمة‬
‫البتدائية الكائن في دائرتها مكان سكن أو مقام المعني بالمر ‪ ،‬يقصر الغاية من بعثها على "‬
‫تمكين المحكمة المختصة من إصدار المر بوضعه تحت الحجر عند القتضاء" ‪ ،‬دون أن‬
‫يتجاوز ذلك إلى إمكانية مراقبة شرعية الجراء المتخذ ‪ ،‬فضل على أنه ل يتم توجيه هذه‬
‫الشهادة إلى الوكيل العام لدى محكمة الستئناف الذي توجد بدائرته المؤسسة المذكورة باعتباره‬
‫المكلف بمراقبتها ‪ .‬وزيادة على ذلك فإن الفصل ‪ 23‬الذي يوجب مسك دفتر مرقوم للقامة في‬
‫المستشفى ل يوجب تدوين الشهادة المحررة في اليوم الخامس العشر ثم في اليوم الثلثين وعند‬
‫نهاية الستة شهور للولى وبعد ذلك سنويا‪ ،4‬رغأم أهمية هذه الشهادات في عرض تطور حالة‬
‫المريض وتتبعه طبيا‪ ،‬وبالتالي تقدير مدى أهمية الحتفاظ به في المؤسسة ‪.5‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- ELHILA . Thèse précitée , p : 48 et suiv.‬‬
‫انظر الفصول ‪ 12‬و ‪ 13‬و ‪ 16‬و ‪ 17‬و ‪ 18‬من ظهير ‪ 13‬أبريل ‪. 1959‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- ELHILA . Thèse précitée , p : 53 et suiv.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- ELHILA, thèse précitée , p : 58 et suiv.‬‬
‫‪ - 4‬يوجب هذا الفصل أن يتضمن الدفتر المرقوم للقامة في المستشفى تدوين الشهادات المحررة عند قبول المريض وعند طلب تحويل القامة‬
‫الختيارية في المستشفى إلى القامة التلقائية وعند الخروج النظامي أو غأير النظامي أو النقل أو الوفاة ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- ELHILA, thèse précitée , p : 56.‬‬

‫‪50‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تسليم‬


‫الشهادة الطبية ‪.‬‬
‫إن تسليم الشهادة الطبية يقتضي من الطبيب ‪ ،‬باعتبار التعارض الذي قد ينشأ بين‬
‫الحق في سرية الحياة الخاصة ‪1‬والحق في الثبات ‪ ،2‬ضرورة احترام اللتزام بالسر المهني الذي‬
‫يعتبر إفشاؤه جريمة عاقب عليها المشرع المغربي في الفصل ‪ 446‬من مجموعة القانون‬
‫الجنائي ‪ ، 3‬مثلما يعتبر كتمانه واجبا أدبيا نص عليه الفصل الرابع من مدونة الداب المهنية‬
‫للطباء ‪.4‬‬
‫وقد اختلف الفقه والقضاء في فرنسا حول أساس التزام الطبيب بالسر المهني وما يترتب‬
‫على ذلك من تحديد لطبيعته ‪ ،‬حيث يمكن أن نميز في هذا الطار بين اتجاهين ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Voir : Lugien MARTIN : Le secret de la vie privée , Rev. trim. dr . Civ , Avril . Juin 1959,‬‬
‫‪N° 2 , p : 227 et suiv‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Larguier ; Thèse précitée , par 24 , p : 21 .‬‬
‫‪ - 3‬ظهير شريف رقم ‪ 1 . 59 . 413‬بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي المؤرخ في ‪ 28‬جمادى الخرة ‪ 1382‬الموافق لـ ‪ 26‬نوفمبر ‪، 1962‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر الصادرة بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 1383‬الموافق لـ ‪ 5‬يونيو ‪ ، 1963‬ص ‪ 1253 :‬وما بعدها ‪ ،‬كما وقع تغييره‬
‫وتتميمه بمقتضى القانون رقم ‪ 11 .99‬الذي صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1 . 99 .18‬الصادر في ‪ 18‬شوال ‪ 1419‬الموافق لـ ‪ 5‬فبراير‬
‫‪ ،1999‬منشور بالجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ 4682‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬ذي الحجة ‪ 1419‬الموافق لـ ‪ 15‬أبريل ‪ ، 1999‬ص ‪. 852 :‬‬
‫‪ - 4‬ينص الفصل الرابع من مدونة الداب المهنية للطباء على أنه يلتزم الطبيب بالكتمان المطلق لكل ما يصل إلى علمه أو يتوصل إليه خلل مزاولته‬
‫لمهنته نظ ار للثقة التي يضعها فيه المريض ‪.‬‬
‫كما نصت المادة الرابعة من مدونة الداب المهنية لطباء السنان على هذا اللتزام أيضا ‪ ،‬بحيث جاءت صيغة فقرتها الولى كما يلي ‪ " :‬يلزم كل‬
‫طبيب أسنان بكتمان السر المهني ما عدا في حالة ترخيص منصوص عليه في التشريع الجاري به العمل"‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ذهب اتجاه أول‪ 1‬تزعمه الفقيهان "ميتو" و" برورديل" ‪ 2‬وأخذ به القضاء‬

‫‪ - 1‬انظر بخصوص هذا التجاه والنتقادات الموجهة إليه ‪.‬‬


‫‪- Regnier, thèse précitée , p : 38 et suiv.‬‬
‫‪ 0-‬أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 109 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ ㄱ-‬عبد الرشيد مأمون ‪ :‬عقد العلج بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار النهضة العربية ـ القاهرة ‪ ، 1986 ،‬فقرة ‪ 65‬وما بعدها ‪ ،‬ص ‪ 75‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ ㄴ-‬أسامة عبد ال قايد ‪ :‬المسؤولية الجنائية للطبيب عن إفشاء سر المهنة ‪ ،‬دار النهضة العربية ـ القاهرة ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ، 1994‬ص ‪ 14 :‬وما‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Regnier, thèse précitée , p : 39.‬‬

‫‪52‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفرنسي في بعض أحكامه ‪ ،1‬إلى أن اللتزام بالسر المهني يجد أساسه في القانون وفي النظام‬
‫العام ‪ ،‬وبالتالي فهو ذو طبيعة مطلقة ل يمكن للرادة أن تلعب دو ار في حل الطبيب منه ‪ ،‬في‬
‫‪.2‬‬
‫الوقت الذي يمكن فيه لهذا الخير أن يحتج به في مواجهة كل من القضاء والدارة‬
‫وهو التجاه الذي يكرسه الفصل الرابع من مدونة الداب المهنية للطباء حسب الدكتور‬
‫‪.3‬‬
‫عمر عزيمان‬
‫غأير أن هذا التجاه يظل منتقدا من عدة أوجه ‪.‬‬
‫فمفهوم السر المطلق يرتبط من جهة أولى بالديولوجية البرجوازية التقليدية والبنيات‬
‫السوسيوثقافية للمجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر ‪ ،‬حيث كانت الهيمنة للفردانية ‪ ،‬وحيث‬
‫كانت العلقة بين الطبيب وزبونه تعتبر مسألة خاصة وشخصية وحميمية يتعين تخليصها من‬
‫كل نظرة تطفل ‪ .‬وعليه فإن نقل هذا المفهوم إلى المغرب غأير ملئم على الطلق للواقع‬
‫المحلي الذي ل يمكن للفردانية فيه أن تحل مشاكل الصحة‪،‬والذي يفرض على الطبيب أن‬
‫يغادر برجه العاجي ويساهم في عمليات العلم والتوعية والتنوير والوقاية ‪ ،‬لينزع صفة‬
‫القداسة عن محراب الصمت ‪.‬‬
‫ومن جهة ثانية فإنه ل يوجد أي تبرير اجتماعي جدي لضفاء طابع الطل ق على‬
‫اللتزام بالسر المهني ما دام يقود إلى نتائج غأير مقبولة من وجهة نظر المجتمع ‪ ،‬حيث يسمح‬
‫للطباء بالتخلص من رقابة السلطات العمومية ومن واجب مساعدة العدالة‪ ،‬إضافة إلى أن من‬
‫شأن هذا التوجه أن يحيط ممارسة المهنة بعتمة خطيرة ومثيرة ‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Nancy 14 Février 1952, J.C.P 1954 , II 7030 , Note Albert Colombini / Paris , 6 Février‬‬
‫‪1954 , J.C.P 1954 , II 8107.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Omar Azziman ; La profession libérale au Maroc , Thèse de Nices, collection de Faculté‬‬
‫‪des sciences juridiques économique et sociales , Rabat , Série de langue française 30, 1980 ,‬‬
‫‪Préface . Jean DEPREZ , p : 305 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Omar Azziman , Thèse précitée , p : 303 .‬‬
‫بالقدر الذي يحمي حميميته وأس ارره‬ ‫والذي يقود إلى هذا التجاه هو تبرير اللتزام بالسر المهني بنوعين من العتبارات هما المصلحة الخاصة للزبون‬
‫الخاصة من جهة ‪ ،‬ومصلحة الممارسة للمهنة الحرة في الحدود الذي تسمح له بممارسة مهنته في جول ملئم من الثقة مع ما يرتبط بذلك من مصلحة‬
‫عامة ترجع لهتمام المجتمع بالسير المنتظم للمهن الحرة من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪Omar Azziman , Thèse précitée , p : 304 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Omar Azziman , Thèse précitée , p : 308 et suiv .‬‬

‫‪53‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪2‬‬
‫أما التجاه الثاني ‪ ،1‬فيرى أن التزام الطبيب بالسر المهني يجد أساسه في العقد الطبي‬
‫الذي يربطه بزبونه استنادا على الفصل ‪ 231‬من قانون اللتزامات والعقود المغربي المقابل‬
‫للفصل ‪ 1135‬من القانون المدني الفرنسي ‪ ،‬الذي يجعل المتعاقد ملتزما بكل ملحقات اللتزام‬
‫التي يقررها القانون أو العرف أو العدالة ‪ ،‬وليس بما وقع التصريح به فحسب ‪ .‬ذلك أنه حتى‬
‫على فرض عدم اتفاق الطبيب مع زبونه على هذا اللتزام صراحة بمناسبة إبرامهما للعقد‬
‫الطبي ‪ ،‬فإن مدونة الداب المهنية للطباء قد قررته صراحة في الفصل الرابع منها ‪ ،‬كما أنه‬
‫‪.3‬‬
‫ل يمكن لحد أن ينازع في أن العرف يتطلب وجوده‬
‫وعليه فأساس اعتبار هذا اللتزام تعاقديا إنما يرجع إلى كونه ما كان ليترتب أو لينشأ‬
‫لول وجود العقد‪ . 4‬أما وصف اللتزام بأنه مهني وأن القانون قد نظم وحدد اللتزامات التي‬
‫يقتضيها أداء المهنة فإنه ل يؤثر على كونه قد نشأ بموجب العقد ما دام الطرفان قد اعتبراه‬
‫المصدر الساسي لعلقتهما ‪ .5‬كما أنه ل يؤثر على هذا الوصف كون الخروج على هذا‬
‫اللتزام معاقب عليه جنائيا ‪ ،‬لن وجود عقاب جنائي ل تأثير له على الطبيعة القانونية ‪ ،‬وكل‬
‫ما في المر أن المشرع قد ربط المصلحة الخاصة الموجودة في العقد بالمصلحة الجتماعية ‪،‬‬
‫ولذلك أراد أن يحميها ضد التقصير المحتمل وقوعه‪. 6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- - Raymond Besserve : De quelque difficultés soulevées par le contrat médical J.c.P 1959,‬‬
‫‪I. 1309‬‬
‫‪-ㄷ‬‬ ‫‪Martin , Article précité, par 29 , p : 247 .‬‬
‫‪ ㄹ-‬أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 110 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ ㅁ-‬عبد الرشيد مأمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 110 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬لقد كان فقهاء القانون الجنائي الفرنسي القديم بذهبون إلى القول بأن أساس التزام الطبيب بالسر المهني هو العقد المبرم بينه وبين طبيبه والذي يعتبر‬

‫حسب البعض عقد وديعة وحسب البعض الخر عقد مقاولة أو عقد وكالة ‪ ،‬انظر بهذا الخصوص‪:‬‬
‫‪Régnier . Thèse précitée , p : 30 et suiv.‬‬
‫‪ - 3‬عبد الرشيد مأمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 79 :‬‬

‫‪ - 4‬أما في الحالة التي يزاول فيها الطبيب مهنته في إطار الوظيفة العمومية فإن هذا اللتزام يترتب عن العلقة النظامية التي تربط المريض بالمرفق‬

‫الصحي العمومي ‪.‬‬

‫‪ - 5‬أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 110 :‬‬


‫‪6‬‬
‫‪- Besserve , Article précité , par 13 et suiv.‬‬
‫وانظر أيضا ‪ :‬عبد الرشيد مأمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 67‬ص ‪ 79 :‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ويترتب على الخذ بالساس التعاقدي لللتزام بالسر المهني اعتباره ذو طبيعة نسبية ‪.‬‬
‫لكن القول بأن هذا اللتزام يجد أساسه في العقد ليس كل شيء ‪ ،‬فهو التزام يقوم على مصلحتين‬
‫هما المصلحة الخاصة للزبون والمصلحة العامة للصحة العمومية ‪ ،‬وبالتالي فإنه يكون للطبيب‬
‫أن يرفض الفشاء رغأم إعفائه من اللتزام بالسرية من جانب الزبون ‪ ،‬لنه إذا كان هذا الخير‬
‫‪.1‬‬
‫حكم مصلحته الخاصة ‪ ،‬فإنه ليس كذلك بالنسبة للمصلحة العامة‬
‫غأير أن هذا ل يعني الرجوع إلى نظرية السر المطلق إوانما يكفي الستناد على الفصل‬
‫‪ 230‬من قانون اللتزامات والعقود المغربي المقابل للفصل ‪ 1134‬من القانون المدني‬
‫الفرنسي الذي ل يجيز إلغاء اللتزامات التعاقدية المنشأة على وجه صحيح إل برضى منشئيها‬
‫معا أو في الحالت المنصوص عليها في القانون ‪ ،‬وذلك للقول بأن إرادة الزبون وحدها عاجزة‬
‫عن إنهاء هذا اللتزام ‪ ،‬وأنه لبد من توافقها مع إرادة الطبيب الذي يقدر في النهاية ما إذا كانت‬
‫المصلحة تستدعي الفشاء أم الكتمان‪.2‬‬
‫وعليه فإن المصلحة العامة تكون محمية سواء عند القائلين بأن السر المهني يجد أساسه‬
‫في النظام العام أم عند القائلين بأنه يجد أساسه في العقد ‪ ،‬وذلك بخلف المصلحة الخاصة‬
‫للزبون والتي ل تكون محمية إل عند أنصار الساس التعاقدي ‪ .3‬مما يؤكد الطبيعة النسبية‬
‫لهذا اللتزام ‪.‬‬
‫لذلك فإننا سنحاول في إطار هذا المفهوم النسبي لللتزام بالسر المهني أن نحدد نطاقه‬
‫في علقته بتسليم الشهادات الطبية ‪ ،‬سواء من حيث الموضوع أو الشخاص )المبحث الول (ا‬
‫‪ ،‬قبل أن نتناول الحالت التي يشكل فيها تسليم هذه الشهادات إفشاءا مبر ار يمحو الجريمة‬
‫) المبحث الثاني (ا ‪.‬‬

‫المبحث الوأل ‪ :‬الشهادة الطبية‬


‫وأنطاق السر المهني‬
‫‪1‬‬
‫‪- Besserve , Article précité , par 15.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Besserve , le même Article précité , par 15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Besserve , le même Article précité , par 15‬‬
‫وانظرأيضا ‪ :‬عبد الرشيد مأمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ،69 :‬ص ‪. 83 :‬‬

‫‪55‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إن تحديد نطاق السر المهني أمر جوهري للتمييز بين ما ل يمكن إفشاؤه لنه سر وبين‬
‫ما يمكن إفشاؤه لنه ليس كذلك ‪ ،‬وبالتالي بين الحالت التي يمكن فيها للطبيب تسليم شهادات‬
‫طبية وبين الحالت التي يمنع عليه فيها ذلك ‪ .‬لهذا فقد حاول الفقه والقضاء الفرنسيين تحديد‬
‫هذا النطاق استنادا على موضوع الشهادة الطبية ) المطلب الول (ا غأير أن المعايير التي تم‬
‫ابتداعها في هذا المجال جاءت قاصرة لوحدها عن الوصول إلى حل دقيق وثابت ‪ ،‬بعكس‬
‫معيار إرادة المريض الصريحة أو الضمنية الذي ثبتت فعاليته في تحديد نطاق السر الطبي من‬
‫حيث الشخاص‪ ) 1‬المطلب الثاني(ا ‪.‬‬

‫لكن قبل أن نتناول هذه المعايير بالدراسة ‪ ،‬لبد أن ننبه إلى أننا سنعتمد في هذا المجال‬
‫على أحكام القضاء الفرنسي ‪ ،‬نظ ار لنه مبدعها من جهة أولى ‪ ،‬ونظ ار لعدم العثور على‬
‫أحكام أو ق اررات صادرة عن القضاء المغربي في هذا الموضوع من جهة ثانية ‪ ،‬ربما لن‬
‫أغألب المواطنين يجهلون وجود اللتزام بالسر المهني أصل وربما لنهم يحرصون على عدم‬
‫المساهمة في توسيع نطاق ذيوعه من خلل حكم قضائي سيتضمن بيانا للوقائع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Larguier . Thèse précitée par 78 , p : 70 .‬‬

‫‪56‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫المطلب الوأل ‪ :‬الشهادة الطبية وأنطاق‬


‫السر المهني من حيث الموضوع‬
‫يقتضي النتقال من المفهوم المطلق للسر المهني إلى مفهوم نسبي له البحث عن‬
‫معايير مضبوطة لتحديد نطاق هذا السر ‪ .‬وفي هذا الطار تدخل الفقه والقضاء في فرنسا‬
‫استنادا على الوقائع موضوع الشهادة الطبية لوضع هذه المعايير ‪ .‬ذلك أن هذه الوقائع‬
‫موضوع الشهادة قد تكون معروفة مسبقا ) الفقرة الولى (ا ‪ ،‬وقد تكون تشخيصا لمرض معين‬
‫) الفقرة الثانية (ا‪ ،‬كما أنها قد تكون سلبية ) الفقرة الثالثة (ا ‪ ،‬وقد ل يكون في إفشائها أي‬
‫ضرر للشخص المفحوص ) الفقرة الرابعة (ا‪ .‬فهل يتعلق المر بسر طبي في هذه الحالت‪.‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬الشهادة الطبية المتضمنة لوقائع معروفة ‪.‬‬

‫لقد حاول بعض الفقه الفرنسي تحديد نطاق السر المهني من خلل التمييز بين الوقائع‬
‫المعروفة مسبقا والوقائع السرية ‪ ،‬بحيث ل يعتبر إفشاءا للسر قيام الطبيب بتسليم شهادة‬
‫تتضمن أن شخصا مبثور الساق‪.1‬‬
‫وعلى هذا الساس حكم القضاء الفرنسي قديما بأن الطبيب ل يعد مفشيا لسر المهنة‬
‫إذا ذكر أن المريض توفي بمرض القلب حال أن هذه الواقعة معروفة للكافة بما في ذلك طرفي‬
‫الخصومة‪ .2‬وقد أخذ بذلك أيضا حكم لمحكمة النقض في سنة ‪ 1907‬قرر أنه ل يعد إذاعة‬
‫للسر أن يذكر مدير المستشفى في شهادة بوفاة المريض‪ ،‬المرض الذي نجمت عنه الوفاة طالما‬
‫‪3‬‬
‫أن هذا المرض مذكور في سجلت المستشفى‪ ،‬لنه ل يعد في هذه الحالة س ار بالنسبة لعائلته‬
‫‪.‬‬
‫غأير أن هذا الرأي عرف معارضة فريق من الفقه استند على أن التأكيد الصادر عن‬
‫الطبيب الذي فحص المعني بالمر يعطي للشاعة قوة علمية وتأكيدا ما كانت لتكتسبه عن‬

‫‪1‬‬
‫‪- Larguier, Thèse précitée, par 82 , p : 72 .‬‬
‫‪ - 2‬تولوز في ‪ 25‬يونيه سنة ‪ ) 1900‬دالوز ‪( 313 – 2 – 1901‬ا ‪ .‬ذكره ‪ :‬فائق الجوهري ‪ :‬المسؤولية الطبية في قانون العقوبات ‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراة مقدمة إلى كلية الحقوق بجامعة فؤاد الول ‪ ، 1952‬د ار الجوهري للطباعة والنشر ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص ‪. 472 :‬‬
‫ص ‪.472 :‬‬ ‫‪ - 3‬نقض عرائض في ‪ 30‬أبريل سنة ‪ ، 1907‬جازيت باليه ‪ . 664 – 1 – 1907‬ذكره فائق الجوهري أطروحة سابقة ‪،‬‬

‫‪57‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫طريق آخر‪ ، 1‬إوان كان هناك من استثنى الحالة التي يكون فيها المعني بالمر نفسه مصدر‬
‫علنية الواقعة لنه يبرهن بذلك على أنه ل يعتبرها س ار‪.2‬‬
‫كما أن القضاء الفرنسي نفسه تراجع عن موقفه السابق كما في القرار الصادر عن‬
‫محكمة النقض بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪ 1957‬والذي اعتبر في قضية تخص خبي ار محاسبيا بأن‬
‫مقتضيات السر المهني الذي هو عام ومطلق تكون واجبة التطبيق ولو تعلق المر بوقائع من‬
‫الممكن أن تكون معروفة‪ 3‬وهي نفس الحيثية التي نقلتها محكمة جرنوبل "‪ "Grenobl‬إلى‬
‫مجال الشواهد الطبية ‪.4‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬علقة التشخيص الطبي بالسر المهني‬


‫‪.‬‬

‫إذا كان التشخيص الطبي نتاج الفحص القبلي الذي يعتبر شرطا موضوعيا ينبغي‬
‫مراعاته عند إنشاء الشهادة الطبية ‪ ،‬فإنه قد أثير التساؤل حول ما إذا كان هذا التشخيص‬
‫يعتبر س ار يمنع تضمينه في هذه الشهادة ‪.‬‬

‫لقد سبق لمجلس الدولة الفرنسي أن أجاب عن هذا التساؤل باليجاب في قرار صادر‬
‫عنه بتاريخ ‪ 2‬يونيو ‪ ، 1953‬حيث اعتبر بأن الطباء المستشارين لصندوق الضمان‬
‫الجتماعي ملزمون باحترام سرية التشخيص ‪ ،‬إذ ل يحق لهم أن يضمنوا في الشهادات‬
‫الصادرة عنهم إل الطبيعة المهنية للمرض أو الحادثة ونسبة العجز عند التئام الجروح‪. 5‬‬

‫غأير أن هذا الرأي عرف معارضة الفقه الذي اعتبر أن التشخيص ل يشكل في غأالب‬
‫أو‬ ‫الحيان واقعة سرية ‪ ،6‬إذ يكون من العبث القول بأن تشخيص التهاب الزائدة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ryckmans et Zurik : Les droits et les obligations des médecins , Laricer 1956 , p : 137 .‬‬
‫‪cité par Larguier, Thèse précitée, par 86 , p : 78 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Albert CHAVANE , Note sous cass.crim , 5 Décembre 1957 , au J.C.P 1958 ,‬‬
‫‪II 10383 bis.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- D 1957 , p : 298.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Grenoble , 22 Mai 1957 , J.C.P 1957 , II 10246 , Note R. SAVATIER .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Bulletin de l’ordre des médecins , 3 Septembre 1953 , cité par Larguier , par 88 , p : 80‬‬
‫‪et suiv .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Alber CHAVANNE , Note au J.c.P 1958 , II 10383 bis .‬‬

‫‪58‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الحصبة مثل يعتبر بالنسبة للمريض في عصرنا هذا س ار اتجهت إرادته إلى ائتمان الطبيب‬
‫عليه ‪ ،‬ذلك أن التمسك باعتبار كل تشخيص س ار بطبيعته هو تخلف عن العصر ورجوع لفترة‬
‫قديمة كان المرض فيها حسب الفكر السائد أم ار مخزيا ومخجل يتعين إخفاؤه‪. 1‬‬

‫وقد تراجع مجلس الدولة الفرنسي نفسه عن موقفه السابق ‪ ،‬إذ ذهب في قرار صادر عنه‬
‫بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ 2 1957‬إلى أن اللتزام بالسر المهني ل يمنع الطبيب من تسليم زبونه‬
‫شهادات بالمعاينات الطبية التي أجراها وفي الشكل الذي يسمح لهذا الزبون بالحصول على‬
‫امتيازات‪ ،‬خصوصا إذا اتخذت هذه الشهادات شكل نماذج خاصة معدة مسبقا من لدن مصالح‬
‫الضمان الجتماعي ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬الشهادات الطبية السلبية ‪.‬‬


‫يقصد بالشهادات الطبية السلبية تلك التي تشهد بأن الشخص المعني بها في حالة‬
‫صحية جيدة‪ .3‬وقد ذهب القضاء الفرنسي قديما ‪4‬إلى أن تسليم هذه الشهادات ل يعتبر إفشاءا‬
‫للسر المهني‪ ،‬كما سانده في ذلك بعض الفقه الذي ذهب إلى أنه عندما ل نفشي شيئا فإننا ل‬
‫نفشي س ار ول نكون أمام العكس إل عند ما يمكن أن ينتج عن الشهادة السلبية تأكيد إيجابي‬
‫لواقعة عاينها الطبيب‪.5‬‬

‫لكن هذا الرأي عرف معارضة من لدن غأالبية الفقهاء على اعتبار أنه إذا سلمنا بإمكانية‬
‫تسليم شهادات طبية لي كان دون إفشاء للسر المهني ‪ ،‬فإن رفض الطبيب تسليم هذه‬
‫الشهادات سيفسر بالضرورة على أنه إقرار بوجود مرض معين مما يشكل خرقا غأير مباشر‬
‫للسر ‪ ،‬إنه الصمت الذي يتحدث ‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- R. SAVATIER , Note au D 1957 , p : 446 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- D 1957 , J : 336.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée, par 90, p : 83 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Cass Req 18 Juil 1904 . S 1905 . I 233 / civ 29 Mars 1927 , DP. 1927 . 1 . 13 cité par‬‬
‫‪Régnier , Thèse précitée , p : 81 et suiv.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Bohnary : la responsabilité médicale et le secret professionnel , p : 234 , cité par Régnier ,‬‬
‫‪Thèse précité ; p : 81 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Larguier . Thèse précitée par 91, p : 85 .‬‬

‫‪59‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وعليه اعتبر هذا الفقه المعارض أنه عندما يخضع شخص لفحص من لدن طبيب فإن‬
‫العمل الطبي في مجموعه يعتبر س ار سواء كانت النتيجة إيجابية أم سلبية ‪ ،‬إذ ل يمكن القول‬
‫بأن شهادة طبية تتضمن بأن فتاة عازبة ليس بها حمل ل تشكل إفشاء للسر المهني لنها شهادة‬
‫سلبية ‪ ،‬ذلك أن مجرد دخول هذه الفتاة إلى عيادة الطبيب من أجل هذه النقطة يفيد بصفة غأير‬
‫مباشرة أن النتيجة يمكن أن تكون مخالفة ‪.1‬‬

‫لذلك فقد تراجع القضاء الفرنسي عن موقفه السابق رافضا التمييز بين الشهادات‬
‫اليجابية والسلبية ‪ ،‬ومؤكدا أن هذه الخيرة تشكل إفشاءا للسر المهني يبرر حكم قاضي‬
‫الموضوع بتنحيتها من الدعوى ‪.2‬‬

‫الفقرة الرابعة ‪ :‬الضرر ‪.‬‬


‫لقد حاول بعض الفقه تحديد نطاق السر المهني اعتمادا على معيار الضرر الناتج عن‬
‫إفشائه ‪ ،‬معتب ار أنه يجب كتمان السر متى كان يمس سمعة صاحبه‪.3‬‬

‫وقد تبنت محكمة النقض الفرنسية هذا التجاه في قرار صادر عنها بتاريخ ‪ 13‬يوليوز ‪1936‬‬
‫نفت بمقتضاه طابع السرية عن الواقعة التي لم يسبب إفشاؤها ضر ار‪ .4‬كما اعتبرت محكمة "‬
‫دووي ‪ " Douai‬في قرار صادر عنها بتاريخ ‪ 28‬شتنبر ‪ 1960‬أن مقتضيات السر المهني ل‬
‫تمتد إلى الفشاء الذي ل يخل بأمن السرة ول بالنظام الجتماعي وليس من شأنه الساءة‬
‫لذكرى الميت ‪.5‬‬

‫ويعارض أغألب الفقهاء هذا التمييز ‪ ،‬لنه يؤدي إلى ترك تقدير المور لرادة الطبيب‬
‫مع أنه ل يستطيع أن يتنبأ مقدما بما سوف يترتب على الفشاء من آثار بالنسبة للمريض ‪. 6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Albert CHAVANNE , Note au J.c.P 1959 . II 10940‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Cass . Civ, 12 Juin 1958 , J.C.P 1959 . II 10940 ; Note CHAVANNE .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean Paul DARTIGUELONGUE : Le secret dans les relations juridiques , Thèse Borans‬‬
‫‪1968 , p : 40‬‬
‫أشار إليه عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 292 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- J.C.P 1937 . I 18 . cité par larguier, Thèse précité , par 96 , p : 89 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- J.C.P 1960 , II 11860 . Note signé . P.A .‬‬
‫‪ - 6‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 32‬ص ‪. 34 :‬‬

‫‪60‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وعليه فإنه ل ينبغي ربط الحماية القانونية للسر بشرط الضرر الذي يمكنه فقط في حالة الشك‬
‫أن يعتبر قرينة لصالح المريض ‪ ،‬يمكن العتماد عليها في تفسير إرادته المحتملة ‪ .1‬لكن‬
‫اعتماد معيار الضرر في تحديد نطاق السر المهني ‪ ،‬إوان لم يكن صالحا في ذاته ‪ ،‬فإن له‬
‫الفضل على القل في إثارة النتباه إلى أهمية شخص المريض ‪ .‬فهل سيفلح المعيار‬
‫الشخصي في تحقيق ما عجزت عنه المعايير الموضوعية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الشهادة الطبية وأنطاق‬


‫السر المهني من حيث الشخاص‬
‫إن موضوع الشهادة الطبية يهم المريض بالدرجة الولى ‪ ،‬لذلك فإنه يكون مؤهل أكثر‬
‫من غأيره لتسلم هذه الحصيلة المؤرخة عن حالته الصحية ‪ 2‬متى كان كامل الهلية ) الفقرة‬
‫الولى (ا ‪ ،‬المر الذي يطرح التساؤل بحدة عن صاحب هذا الحق في الحالة التي يكون فيها‬
‫المريض فاقد الهلية أو ناقصها ) الفقرة الثانية (ا ‪.‬‬
‫غأير أن الصحة ليست ظاهرة فردية خالصة بالرغأم من أنها تهم الحياة الخاصة‪،3‬‬
‫فصحة الفرد تهم أسرته ) الفقرة الثالثة (ا مثلما تهم ورثته أيضا ) الفقرة الرابعة (ا ‪.‬‬

‫لكن قبل أن نتناول مدى سريان السر المهني في مواجهة هؤلء الشخاص ‪ ،‬نشير إلى‬
‫أن القضاء الفرنسي قد اختلف في شأن ما إذا كان التزام الطبيب بكتمان هذا السر يقتصر على‬
‫علقته بزبونه أم يشمل جميع ما وصل إلى علمه بمناسبة ممارسة مهنته سواء كان قد ائتمنه‬
‫عليه أم ل ‪.‬‬

‫لقد ذهب مجلس الدولة الفرنسي في قرار صادر عنه بتاريخ ‪ 7‬فبراير ‪ 1994‬في واقعة‬
‫تخص طبيبا أعطى لخيه خلل مسطرة طلقه شهادة محررة على مطبوعته المهنية ‪ ،‬تتضمن‬
‫أن زوجة أخيه التي لم يقم بفحصها تحمل حسب معارفه الطبية علمات هستيريا عصبية‪ ،‬إلى‬

‫‪1‬‬
‫‪- R. Nerson : Les droit extra – patrimoniaux , L.GDJ 1939 , p : 158 , Cité par larguier ,‬‬
‫‪Thèse précitée ; par 98 ,p : 92 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 11 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 34 .‬‬

‫‪61‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أن " قيام الطبيب بإنشاء شهادة تتضمن تشخيصا طبيا محددا لحالة شخص ليس زبونا له يعتبر‬
‫إفشاءا للسر المهني الذي يشمل حسب الفصل ‪ 11‬من مدونة آداب مهنة الطب كل ما وصل‬
‫إلى علم الطبيب بمناسبة ممارسة مهنته ‪ ،‬أي ليس فقط ما ائتمن عليه إوانما أيضا كل ما رآه‬
‫وما سمعه وما فهمه "‪.1‬‬

‫لكت الغرفة الجنائية بمحكمة النقض الفرنسية ذهبت عكس هذا التجاه في قرارها‬
‫المؤرخ في ‪ 23‬يناير ‪2 1996‬معتبرة أنه " إذا كان الطباء وكل الشخاص المعتبرين بحكم‬
‫حالتهم أو مهنتهم أو وظيفتهم الدائمة أو المؤقتة من المناء على السرار التي أودعت لديهم‬
‫ملزمون بعدم إفشائها حسب الفصل ‪ 378‬من القانون الجنائي القديم‪ ،3‬فإن هذا اللتزام ل‬
‫يفرض إل في العلقات التي تربط الممارس للمهنة بزبونه " ‪.‬‬

‫وقد نقضت بذلك قرار لمحكمة الستئناف ببورج ‪4‬كان قد أدان من أجل جريمة إفشاء‬
‫السر المهني طبيبا للمراض العقلية سلم لزبونته في مسطرة طلقها شهادة تتضمن بأنه‬
‫عالجها من حالة اكتئاب ناجمة عن الشخصية المرضية لزوجها والذي يمكن وصف سلوكه‬
‫بالسادية النفسية ‪ ،‬وذلك في الوقت الذي لم يكن فيه هذا الزوج زبونا للمتهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- DS, N° 10 , 10 Mars 1994 , IR. 60 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- D. 1997 . 39 Cahier sommaires commentés , 324 , Note M . jean Penneau .‬‬
‫‪ - 3‬رغأم أن هذا القرار صدر تطبيقا للفصل ‪ 378‬من القانون الجنائي الفرنسي القديم‪ ،‬إل أن ما جاء به قابل للتطبيق أيضا على مقتضيات الفصل‬
‫‪ 13 . 226‬الجديد على اعتبار أن اختلف الصياغأة بين الفصلين شكلي وأنه ل يوجد أي تغيير جوهري على تعريف الجريمة ‪.‬‬
‫‪Penneau, Ibid .‬‬
‫‪ - 4‬انظر تعليقا على هذا القرار الصادر عن الغرفة الجنحية بمحكمة الستئناف ببورج بتاريخ ‪ 3‬فبراير ‪.1994‬‬
‫‪M . Hénina , A. Vernet : certificat , secret médical , secret professionnel : commentaire autour‬‬
‫‪d’un arrêt de la cour d’appel de Bourges condamnant un médecin psychiatre pour violation‬‬
‫‪du secret professionnels L’INFPRMATION PSYCHIATRIQUE , Septembre 1994 , Vol 70,‬‬
‫‪N°7. p : 6350 et suiv.‬‬

‫‪62‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وقد عرف هذا الموقف الخير لمحكمة النقض انتقاد الفقه الذي اعتبره تفسي ار تضييقيا‬
‫للسر‪ ،1‬لنه من غأير المشروع أن ينقل الطبيب تشخيص حالة المريض لعلم الغير‪ ،‬ولو لم يكن‬
‫هذا المريض زبونه ‪.‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬المريض الكامل الهلية‬

‫يذهب التجاه الغالب فقها‪ 2‬وقضاء‪3‬إلى أن التزام الطبيب باحترام السر المهني ل يمنعه‬
‫من أن يسلم لزبونه الشهادات الطبية التي يطلبها ‪ ،‬على اعتبار أنه ل وجود لهذا السر في‬
‫مواجهة المريض المعني بالمر ‪ .‬وذلك خلفا لما ذهب إليه البعض‪4‬استنادا على نظرية السر‬
‫الطبي المطلق التي تجد أساسها في فكرة النظام العام ونظرية ضعف المريض وقصوره‪.5‬‬

‫إن الساس القانوني السليم لللتزام بالسر الطبي ل يقوم على فكرة النظام العام ‪ ،‬إوانما‬
‫على حماية مصلحة المريض وكذا المصلحة العامة المرتبطة بالصحة العمومية ‪ ،6‬ول أعتقد‬
‫أن تسليم شهادة طبية للمريض بحالته الصحية قد يضر بإحدى المصلحتين ‪ ،‬باستثناء بعض‬

‫‪1‬‬
‫‪- Penneau , Note précité , p : 324 .‬‬
‫في حين وصف السيد " لوبري " قرار مجلس الدولة الفرنسي السابق بأنه مفهوم توسيعي ‪.‬‬
‫‪N. Loubry : secret étendu ; Le CONCOURE MEDICAL ; 12 Décembre 1998 ; volume 120 ,‬‬
‫‪N° 42 ; p : 3053 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- M. Clouet : A propo des certificats médicaux ; MAROC MEDICAL ; 28 Année ; Juin 1949‬‬
‫‪, N° 289 , p : 339 .‬‬
‫‪-ㅂ‬‬ ‫‪Louis Mélennec et Gurenael Bellil : le secret professionnel et la recevabilité des‬‬
‫‪certificats médicaux comme mode de preuve en justice , GAZ. PAL, 96 Année ; N° 1 ,‬‬
‫‪Janvier Février 1976, p : 30 .‬‬
‫‪-ㅅ‬‬ ‫‪Penneau J. Penneau M et Penneau M. Article précité , p : 12 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Cons. Et, 24 octobre 1969, D 1969 , p : 732 .‬‬
‫‪-ㅇ‬‬ ‫‪Cons. Et , 12 Avril 1957 , D 1957 , p : 336 .‬‬
‫‪-ㅈ‬‬ ‫‪Tribunale de sémé, 7 Juin 1955 , D 1955 , p : 588 .‬‬
‫‪-ㅊ‬‬ ‫‪Tribunal de premier instance de Casablanca , Audience du 16 Mars 1936, GTM , N° 680 ,‬‬
‫‪du samedi 9 Mai 1936 , p : 139 .‬‬
‫‪ - 4‬انظر بخصوص هذا الرأي المخالف ‪:‬‬
‫‪.Mélennec‬‬ ‫‪et Mémeteau , op. cit. , p : 35 et suiv‬‬
‫‪ - 5‬هاتان النظريتان هما اللتان يعتمد عليهما أيضا القائلون بالساس التقصيري لمسؤولية الطبيب ‪ ،‬انظر بخصوص القائلين بهذا الرأي ونقد حججهم ‪،‬‬
‫أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 101 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 6‬انظر ما سبق ‪ ،‬ص ‪ 54‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الحالت النادرة ‪ ،‬كتلك التي تقتضي فيها خطورة التشخيص إخفاءه عن المريض ‪ .1‬كما أن‬
‫فكرة اعتبار المريض قاص ار قانونيا هي مردودة على أصحابها ‪ ،‬لن المرض في حد ذاته‬
‫ليس سببا مـن أسباب القصور المحددة قانونا على سبيل الحصر ‪ ،2‬في حين أن أحكام‬
‫الهلية من النظام العام ‪.‬‬

‫وعليه فإن تسليم شهادة طبية للمريض ل يشكل إفشاءا للسرالمهني ‪ ،‬إوانما هو التزام‬
‫عقدي مفروض على الطبيب الذي لم يعبر صراحة عن رفضه قبل إبرام العقد الطبي‪ ،3‬وذلك‬
‫استنادا على الفصل ‪ 231‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع ‪ .‬الذي يجعل المتعاقد ملزما بكل ملحقات اللتزام التي‬
‫يقررها القانون أو العرف أو النصاف وليس بما وقع التصريح به فحسب ‪. 4‬‬

‫ويوجد مع ذلك استثناءان لهذا اللتزام ‪: 5‬‬

‫الستثناء الول هو مصلحة المريض ‪ ،‬ذلك أنه قد يصاب شخص بمرض خطير يجهله ويجهل‬
‫تبعاته ويطلب من طبيبه شهادة للدلء بها للغير‪ ،‬مع أن ذلك قد يلحق به أض ار ار مأساوية ‪،‬‬

‫‪ - 1‬انظر بخصوص هذه الحالة ‪ :‬الفصل ‪ 31‬من مدونة الداب المهنية للطباء ‪ ،‬والمادة ‪ 29‬من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب‪.‬‬
‫‪ - 2‬يعتبر الجنون وحده مؤث ار على الهلية طبقا للفصل ‪ 144‬من م‪ .‬أ ‪ .‬ش‪ ) .‬انظر بخصوص تأثير المرض العقلي على الهلية ‪ELHILA : :‬‬
‫‪( .Thèse précité ; p : 178 et suiv‬ا‪.‬‬
‫أما ما نص عليه الفصل ‪ 54‬من ظ‪ .‬ل ‪ .‬ع من أن " أسباب البطال المبنية على حالة المرض والحالت الخرى المشابهة‪ ،‬متروكة لتقدير القضاة " فل‬
‫تعني أن المريض غأير كامل الهلية وكل ما في المر أنه يوجد في حالة مرض تعيب إرادته لتاثيرها على إدراكه وتمييزه وتعبيره عنها‪ ،‬ومن تم كان‬
‫سانتيانا محقا عند إدراج الفصل ‪ 54‬ضمن باب سلمة التراضي ولم يدرجه ضمن باب الهلية ‪) .‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش ‪ :‬أثر‬
‫المرض على عقد البيع ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 56 :‬وانظر أيضا ‪( .ELHILA, Thèse précitée , p : 233 et suiv :‬ا‬
‫كما أن ما نص عليه الفصل ‪ 479‬من نفس الظهير بخصوص أثر مرض الموت على عقد البيع ل يعني أن هذا المرض يعدم الرضاء أو يعيب الرادة‬
‫)انظر أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬أثر المرض على عقد البيع ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 97 :‬وما بعدها (ا كما ل يعني بالتأكيد أنه يؤثر على الهلية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬هناك من يذهب إلى أن من حق الطبيب أن يرفض تسليم شهادة طبية ما لم يلتزم بذلك قبل إبرام العقد الطبي ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪Mélennec et‬‬ ‫‪Mémeteau , op. cit . p : 37‬‬ ‫انظر ‪:‬‬
‫‪ - 4‬ذلك أن الفصل ‪ 22‬من مدونة قانون السلوك الطبي المغربي كما صدر بها القرار المقيمي المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1953‬ينص على أن مزاولة الطب‬
‫تشمل قيام الطبيب وفقا للمعاينات الطبية التي أجراها بتحرير الشهادات التي يفرض القانون الدلء بها ‪ .‬وهو ما نصت عليه كذلك المادة ‪ 23‬من‬
‫مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب ‪ ،‬كما صدر بتطبيقها مرسوم رقم ‪ 2 .96 .989‬صادر في ‪ 17‬رمضان ‪ 1419‬الموافق ‪ 5‬يناير‬
‫‪ ) 1999‬الجريدة الرمسية عدد ‪ 4662‬بتاريخ ‪ 17‬شوال ‪ 1419‬الموافق ل‪ 4 ،‬فبراير ‪ ، 1999‬ص ‪( 310 :‬ا ‪ ،‬كما أن العرف جرى على قيام‬
‫الطباء بتسليم زبنائهم شهادات بالمعاينات أو العمال الطبية التي أجروها ‪.‬‬
‫وتقتضي قواعد النصاف كذلك أن ل يعترض الطبيب على تسليم المريض شهادةتخلول له الحصول على حقوقه ‪ ،‬ما دام ل يطلب منه إثبات غأير‬
‫الحقيقة ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Mélennec , Article pré cité ; p : 3984 .‬‬
‫ذياب والجراية ومعتوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 15 :‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ففي هذه الحالة يتعين على الطبيب أن يرفض هذا الطلب‪ ،‬بل إنه يتحمل مسؤولية الضرار‬
‫الناجمة عن الستجابة له ‪.‬‬

‫أما الستثناء الثاني فهو الطلب التعسفي للشهادات ‪ ،‬بحيث يجوز للطبيب أن يرفض تسليم‬
‫شهادات متعددة وبدون جدوى‪ ،‬كما هو حال المريض الذي يريد أن يضخم ملفه الطبي‪ ،‬فيطلب‬
‫من طبيبه شهادة عن كل عمل أنجزه وعن كل معاينة أجراها ‪ .‬ذلك أنه إذا لم يكن من حق هذا‬
‫الطبيب رفض تسليم شهادة جامعة تلخص مختلف هذه العمال والمعاينات ‪ ،‬فإنه ل يكون‬
‫ملزما بالستجابة لطلب من هذا النوع ‪.‬‬

‫لكن إذا كان هذا هو الحل الملئم بالنسبة للحالة التي يكون فيها المريض كامل الهلية فماذا‬
‫عن الحالة التي يكون فيها هذا المريض فاقد الهلية ‪ ،‬أو ناقصها بسبب صغر السن ‪ 1‬أو‬
‫عارض جنون أو سفه‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬صاحب النيابة الشرعية ‪.‬‬

‫إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو ‪ :‬هل تعتبر الحالة الصحية لفاقد‬
‫الهلية أو ناقصها س ار بالنسبة لصاحب النيابة الشرعية عنه ‪ ،‬أم يمكن لهذا الخير طلب‬
‫شهادة طبية تخص محجوره دون أن يواجه بمقتضيات السر المهني ‪.‬‬
‫يجيب الفقـه الفرنسـي بـل تـردد بأن السر المهني ل يسري بالنسبة للقاصر‬
‫أو المريض عقليا في مواجهة من له النيابة القانونية عنه ‪ ،3‬على اعتبار أن معرفة حالته‬
‫الصحية فضل عن كونها عمل عاديا فهي ضرورية لشخص مكلف برعاية صحة وأمن‬
‫محجوره‪ ،‬كما أنها تعتبر أداة للحماية التعاقدية لهذا المحجور ‪.4‬‬

‫‪ - 1‬سن التمييز هو اثنى عشر سنة شمسية كاملة ) الفصل ‪ 138‬من م‪.‬أ‪.‬ش(ا أما سن الرشد القانوني فهو عشرون سنة شمسية كاملة ) الفصل ‪137‬‬
‫من م‪.‬أ‪.‬ش (ا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يعتبر فاقد الهلية كل من لم يبلغ سن التمييز أو بلغ سن التمييز وكان مجنونا ‪ ،‬في حين يعتبر ناقص الهلية كل من بلغ سن التمييز ولم يبلغ سن‬
‫الرشد أو بلغ سن الرشد وكان سفيها ) الفصلن ‪ 134‬و ‪ 135‬من م ‪ .‬أ ‪ .‬ش (ا ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Penneau J . Penneau M et Penneau M , Article précité , p : 9 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit , p : 39 .‬‬

‫‪65‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وبما أن سلطة طلب الشهادة الطبية لم يعترف بها لصاحب النيابة القانونية إل لمصلحة‬
‫المحجور فإن هذه السلطة تجد حدودها في تلك المصلحة ‪ ،‬وعليه يمكن للطبيب أن يتمسك‬
‫بالسر المهني عندما تتعارض مصلحة النائب القانوني مع مصلحة محجوره‪.1‬‬

‫لكن بالنسبة للنظام المغربي للنيابة الشرعية أو القانونية ‪ ، 2‬فإن هناك فصل بين النيابة‬
‫في الشؤون الشخصية والنيابة في الشؤون المالية سواء فيمن يمارسهما أو في انتهائهما‪ .3‬ذلك‬
‫أنه إذا كان للب ‪ ، 4‬وللم الرشيدة عند وفاة الب أو فقد أهليته ‪ ،5‬الولية على شخص القاصر‬
‫وعلى أمواله معا ‪ ،‬فإن مهمة الوصي والمقدم تقتصر على إدارة الشؤون المالية للمحجور عليه‬
‫ول تتعداها إلى الشؤون الشخصية التي تعود النيابة بشأنها إلى العصبة بالترتيب المعمول به‬
‫في الرث ‪ ،‬وعند التساوي باختيار الصلح من طرف القاضي ‪.6‬‬

‫كما أنه إذا كانت الولية المالية تنتهي مبدئيا ‪7‬بإتمام سن الرشد القانوني الـذي هو‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit , p : 40 et suiv.‬‬
‫‪ - 2‬نظمها المشرع المغربي في الفصول من ‪ 147‬إلى ‪ 157‬من مدونة الحوال الشخصية مستعمل مصطلح " النيابة الشرعية " ‪ ،‬كما نظمها في‬
‫الفصول من ‪ 181‬إلى ‪ 196‬من قانون المسطرة المدنية مستعمل مصطلح النيابة القانونية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أستاذنا أحمد الخمليشي ‪ :‬التعليق على قانون الحوال الشخصية ‪ ،‬دار نشر المعرفة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬فقرة ‪ ، 996‬ص ‪. 366 :‬‬
‫‪ - 4‬بصريح الفصل ‪ 149‬من م‪.‬أ‪.‬ش ‪.‬‬
‫‪ -5‬حسبما يستفاد من صياغأة الفصل ‪ 148‬من م‪.‬أ‪.‬ش ‪ ،‬أستاذنا أحمد الخمليشي ‪ :‬التعليق على قانون الحوال الشخصية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج ‪ 2‬فقرة‬
‫‪ ، 961‬ص ‪. 343 :‬‬
‫‪ - 6‬أستاذنا أحمد الخمليشي ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬فقرة ‪ 968‬وما بعدها ‪ ،‬ص ‪ 347‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 7‬نقول مبدئيا على اعتبار أنه قد يصاب أو يكون مصابا عند إتمام هذه السن بأحد عوارض الهلية ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫عشرون عاما ‪ ،‬فإن الولية الشخصية تنتهي حسب فقهاء المذهب المالكي ‪ 1‬بمجرد بلوغ‬
‫الشخص عاقل ‪ ،‬بل إن أهلية الزواج ـ الذي هو شأن شخصي ـ نفسها مختلفة بحيث تكتمل في‬
‫الفتى بتمام الثامنة عشرة وفي الفتاة بتمام الخامسة عشرة من العمر‪.2‬‬

‫وعليه ما دامت الشهادة الطبية تتعلق بالحالة الصحية التي هي شأن شخصي ‪ ،‬كما أنها‬
‫تعد في نفس الوقت أداة لحماية المصالح المالية للمحجور ‪ ،‬فإنه قد يحدث تنازع في‬
‫الختصاص بشأن طلبها بين الوصي أو المقدم باعتباره صاحب النيابة عن الشؤون المالية‬
‫من جهة ‪ ،‬وبين صاحب النيابة عن الشؤون الشخصية من جهة أخرى ‪ .‬كما قد يحدث نفس‬
‫أو المقدم من‬ ‫التنازع بين الب أو الم عند وفاة هذا الب أو فقد أهليته أو الوصي‬
‫جهة وبين المحجور البالغ من جهة أخرى ‪.‬‬

‫وأعتقد أنه ينبغي رفع التنازع الول لصالح صاحب النيابة في الشؤون الشخصية‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن الجانب الشخصي للشهادة الطبية يغلب على الجانب المالي ‪ ،‬وعلى اعتبار أن شخصية‬
‫المحجور أهم من أمواله ‪ ،‬حيث ينبغي أن تكون شؤونه الشخصية في خدمة شؤونه المالية ل‬
‫ـ أو على القل‬ ‫العكس ‪ .‬وذلك طبعا باستثناء الحالت التي يكون فيها الغرض الوحيد‬
‫الرئيسي ـ من الشهادة هو الحصول على منافع مادية كالشهادات المحررة بمناسبة حوادث‬
‫السير ‪.‬‬

‫أما فيما يخص التنازع الثاني فأعتقد أنه ينبغي التمييز بين شهادة الخلو من المراض‬
‫المعدية المنجزة لجل زواج المحجور الذي أتم الثامنة عشرة من عمره ولم يتم بعد العشرين وبين‬
‫غأيرها من الشهادات ‪ ،‬بحيث يكون من غأير المعقول أن نعترف للشخص بالحق في الزواج وأن‬
‫نمنعه في نفس الوقت من تسلم شهادة طبية هي ضرورية لممارسة هذا الحق‪ ،‬في حين يكون‬
‫من الفضل بالنسبة لباقي الشهادات الطبية أن يعترف للطبيب بسلطة تقديرية في هذا الشأن‬
‫ص‪. 7 :‬‬ ‫‪ - 1‬المام مالك ‪ :‬مدونة المام مالك ‪ ،‬رواية أشهب عن ابن القاسم ‪ ،‬مطبعة السعادة ‪ ،‬عام ‪ 1323‬هـ ‪ ،‬ج ‪، 4 :‬‬
‫‪ ㅋ-‬محمد الخرشي ‪ ،‬شرح الخرشي ‪ ،‬المطبعة الكبرى ببولق عام ‪ 1317‬هـ ‪ ،‬ج ‪ ، 5 :‬ص ‪. 291 :‬‬
‫وقد استدل بهما أستاذنا أحمد الخمليشي في نفس المرجع السابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 949‬ص ‪. 337‬‬
‫‪ 2‬الفصل ‪ 8‬من م‪ .‬أ ‪ .‬ش ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫على اعتبار أن البلوغ في حد ذاته ليس كافيا للدللة على حسن التصرف وأن المراض ل‬
‫تتطلب جميعا نفس العناية ‪.‬‬
‫إن هذا الوضع يؤكد ما سبق أن نادى به أستاذنا أحمد الخمليشي من ضرورة تدخل‬
‫تشريعي يلزم إسناد النيابة في الشؤون الشخصية والشؤون المالية لشخص واحد نظ ار لرتباطهما‬
‫كما يوحد سن الهلية لممارسة الشؤون الشخصية بما فيها الزواج والشؤون المالية ‪ ،‬خصوصا‬
‫وأن مصالح القاصر مترابطة ومتداخلة ‪ ،‬إواذا كان جزء منها يغلب عليه الجانب الشخصي‬
‫والجزء الخر يغلب عليه الجانب المالي فإن الثانية وسيلة حتمية لممارسة الولى ‪. 1‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬السرة ‪.‬‬


‫يجوز للطبيب استنادا على الفصل الواحد والثلثين من مدونة الداب المهنية للطباء‬
‫أن يقوم في حالة تشخيص مرض خطير بكتمانه عن المريض وكشفه لسرته ‪ ،‬إذا لم يمنعه‬
‫المريض من هذا الفشاء أو لم يحدد له الشخاص الذين يمكن أن يتم إليهم‪. 2‬‬
‫لكن هذا الفشاء لم يسمح به إل لجل تمكين السرة من تقديم المساعدة الضرورية‬
‫للعلج ول يعني الترخيص بتسليم شهادة طبية ‪. 3‬‬
‫إن ما يبرر تسليم شهادة طبية للسرة هو أن يكون المريض قد رضي بإفشاء السر‪.4‬‬
‫ذلك أن موافقته الصريحة كافية لتحرير الطبيب من التزامه ولو تعارضت فيما بعد مصلحته مع‬
‫مصلحة من ائتمنه على سره ‪ ،‬كما أن رفضه الصريح يمنع الطبيب من الفشاء بكل تأكيد ‪.5‬‬

‫ص ‪. 366 :‬‬ ‫‪ - 1‬أستاذنا أحمد الخمليشي ‪ ،‬التعليق على مدونة الحوال الشخصية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء ‪ ، 2‬فقرة ‪، 996‬‬
‫‪ - 2‬وفي هذا الطار تنص المادة ‪ 29‬من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب على ما يلي ‪ " :‬يمكن لسباب مشروعة يقدرها طبيب السنان‬
‫بكل عناية ‪ ،‬أل يخبر مريضا بتشخيص أو تخمين خطير‪ .‬وكل تخمين متشائم يجب أل يكشف للمريض إل بكامل الحيطة والحتراز ولكنه من الواجب‬
‫بوجه عام أن يخبر القارب بذلك ما عدا إذا منع المريض هذا الكشف من قبل أو عين الشخص أو الشخاص الذين يمكنهم الطلع على ذلك"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Penneau J . Penneau M et et Penneau M, Article précité , p : 9 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel et la recevabilité des‬‬
‫‪certificats médicaux comme mode de preuve en justice , Article précité , p : 30 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- - Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel médical a l’égard de la‬‬
‫‪famille, GAZ. Pal, N° 5, Septembre - octobre 1974 , p : 832 et suiv.‬‬

‫‪68‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لكن هاتين الحالتين نادرتين عمليا ‪ ،‬ويتعين على القضاء عند غأياب التعبير الصريح‬
‫للمعني بالمر عن إرادته أن يأخذ بعين العتبار عوامل أخرى كصفة الشخص ومصلحة‬
‫المريض لتحديد ما إذا كان هذا الخير قد رضي ضمنيا بالفشاء أم ل ‪. 1‬‬
‫وتطبيقا لذلك يمكن استنتاج الرضى الضمني من سماح المريض لحد أفراد أسرته‬
‫بالمشاركة في عملية الفحص‪ ، 2‬وبالمقابل يمكن استنتاج الرفض الضمني من وجود دعوى‬
‫تطليق بين الزوجين ‪ .3‬وهو ما كرسه المجلس الوطني لهيئة الطباء بفرنسا في قرار صادر‬
‫عنه بتاريخ ‪ 6‬فبراير ‪ ، 1999‬حيث عاقب الطبيب لخلله بقواعد السر المهني ‪ ،‬عندما سلم‬
‫شهادة طبية تخص حالة مريضه الصحية لزوجة هذا الخير التي تواجهه في دعوى تطليق ‪. 4‬‬

‫الفقرة الرابعة ‪ :‬الورثة ‪.‬‬

‫لقد ذهب القضاء الفرنسي في بعض ق ارراته إلى أن السر المهني يمنع الورثة من طلب‬
‫شهادات طبية تخص مورثهم ‪ ،5‬غأير أنه إذا لم يكن للورثة الحق في طلب هذه الشهادات دائما‬
‫فإنه ل يكون من المشروع رفض طلبهم هذا في جميع الحالت‪ . 6‬ذلك أن تعبير المورث‬
‫صراحة خلل حياته عن رضاه بتسليم شواهد تخص حالته الصحية لورثته يعطيهم الحق في‬
‫طلب هذه الشهادات وبالمقابل فإن رفضه الصريح يمنعهم من ذلك ‪. 7‬‬

‫لكن وفي غأياب التعبير الصريح يشترط القضاء الفرنسي لقبول هذا الفشاء أن يكون‬
‫تسليم الشهادة الطبية الوسيلة الوحيدة للثبات‪ ،‬وأن ل يتعلق المر بما يسميه هذا القضاء س ار‬
‫حميميا ‪8‬منشأنه المساس بذكرى المورث أو الفكرة التي كان يريد أنيأخذها عنه المحيطون‬
‫‪1‬‬
‫‪- - Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel et la recevabilité des‬‬
‫‪certificats médicaux comme mode de preuve en justice , Article précité , p : 30 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- - Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel médical à l’égard de la‬‬
‫‪famille , Article précité , p : 833 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit., p : 51 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- N. Loubry : Le Concours Medical , 13 Mai 2000, Volume 122, N° 19 , p : 1310 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Paris 6 Janvier 1954, J.CP 1954 , II 8107, et conclusion de M. l’Avocat général Albucher‬‬
‫‪Cass. Civ . 22 Janvier 1957 , D 1957 , J 445, Note R.SAVATIER .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Albert CHAVANNE ; Note au J.C.P 1959 , II 10940 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel et la recevabilité des‬‬
‫‪certificats médicaux comme mode de preuve en justice , Article précité , p : 31 .‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Penneau J . Penneau M et et Penneau M, Article précité , p : 8.‬‬

‫‪69‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫به ‪ ،‬وأن يكون طلب الشهادة برضى الورثة ‪ ،‬بحيث يمكن اعتبار هذه الشروط الثلثة بمثابة‬
‫الرضى الضمني للمورث ‪.1‬‬
‫وأعتقــد أن كــل واحــد مــن هــذه الشــروط الثلثــة هــو محــل نظــر ‪ .‬ذلــك أن مــن شــأن الشــرط‬
‫الول أن يحرم القضاء عند وجود الشهود من الشهادة الطبية ‪ ،‬مع أنه كان مــن الممكــن الكتفــاء‬
‫باشتراط كون الشهادة الطبية منتجة في الثبات لتفادي إفشاء السر دون وجود مصلحة ‪.‬‬

‫كما أن الشرط الثاني يثير مسألة المراض العقلية التي هي بالتأكيد تمس ذكرى الميت ‪،‬‬
‫في حين أنه إذا كان السر الطبي يتحدد بالنسبة للشخص العادي فيما يريد صراحة أو ضمنا‬
‫إلزام الطبيب بكتمانه ‪ ،‬فإنه بالنسبة للمريض العقلي ل يتحدد طبقا لرادته إوانما تبعا لما‬
‫تقتضيه حمايته حيا كان أو ميتا ‪. 2‬‬
‫أمــا الشــرط الثــالث فيــثير الحالــة الــتي تكــون فيــه مصــلحة بعــض الورثــة فــي إثبــات مــرض‬
‫الم ــورث متعارضــة مــع مص ــلحة البع ــض الخــر ف ــي إثبــات كمــال ص ــحته ‪ ،‬فه ــل يتعيــن علــى‬
‫الطبيب تسليم الشهادة المطابقة للحقيقة أم المتناع عن تسليم أي شهادة ؟‬
‫إن رضى جميع الورثة في هذه الحالة غأير متحقق ‪ ،‬وبالتالي فإن الذي ينبغي أخذه‬
‫بعين العتبار هو مصلحة المورث ‪.3‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الشهادات الطبية‬


‫التي يعتبر تسليمها‬
‫للغير إفشاءا مشروأعا للسر‬
‫المهني ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Louis Mélennec et Gwenael Belleil : Le secret professionnel et la recevabilité des‬‬
‫‪certificats médicaux comme mode de preuve en justice , Article précité , p : 31 et suiv .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- SAVATIER : Note au J.C.P , 1957 , II 10246 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- CHAVANNE , Note au J.C.P, 1959 , II 10940 .‬‬

‫‪70‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫تقوم جريمة إفشاء السر المهني المنصوص عليها في الفصل ‪ 446‬من مجموعة‬
‫القانون الجنائي المغربي على أربعة أركان أساسية ‪1‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬فعل الفشاء ‪ :‬ويقصد بالفشاء كشف السر أو إطلع الغير عليه‪ 2‬مع تحديد الشخص‬
‫المعني بكتمانه ‪ 3‬سواء كان هذا الفشاء كليا أو جزئيا ومهما كانت الوسيلة المستعملة‪،4‬‬
‫بحيث تعتبر الشهادة الطبية من أهم وسائل الفشاء ‪.5‬‬
‫‪ -‬سرية المر الذي أودع لدى الجاني ‪ :‬سواء ائتمنه عليه مريضه أم ل ‪ ،‬ما دام قد علم به‬
‫بمناسبة ممارسة مهنته‪. 6‬‬
‫‪ -‬الصفة الخاصة للجاني ‪ :‬ذلك أن الشخاص الملزمين بكتمان السر حسب ما ينص عليه‬
‫الفصل ‪ 446‬من مجموعة القانون الجنائي هم " الطباء والجراحون وملحظوا الصحة‬
‫وكذلك الصيادلة والمولدات وكل شخص يعتبر من المناء على السرار بحكم مهنته أو‬
‫وظيفته الدائمة أو المؤقتة " ‪.‬‬
‫وما دام مصدر الشهادة ل يمكن أن يكون إل طبيبا أو طالبا في الطب يمارس المهنة في إطار‬
‫عقد النيابة ‪ ،7‬فإن الشكال ل يثار إل بالنسبة لهذا الخير ‪.‬‬
‫يرى الستاذ أسامة عبد ال قايد بأن طلب كلية الطب يلتزمون بكتمان السر كالطباء‬
‫ويندرجون تحت طائفة المناء على السر بحكم الضرورة ‪ ، 8‬ول أعتقد أن القضاء المغربي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Abderahim Berrada : Le délit de violation du secret médical, ESPERANLE MEDICALE‬‬
‫‪N° 4, 1993, p : 7.‬‬
‫‪ - 2‬فائق الجوهري ‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 476 :‬‬
‫‪ - 3‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 36 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Berrada : Le délit de violation du secret médical , Article précité, p : 7 .‬‬
‫‪ - 5‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 38 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Abderahim Berrada : Le délit de violation du secret médical , Article précité , p : 7.‬‬
‫‪ - 7‬بعد أن أثبت صلحية امتحاناته السريرية وحصل على رخصة بذلك من رئيس المجلس الجهوي الذي توجد بدائرته كلية الطب المسجل بها‬
‫الطالب ) انظر المطلب الول من المبحث الول من الفرع الول من هذا الفصل (ا ‪.‬‬
‫‪ 8‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 47 :‬‬

‫‪71‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪9‬الذي اعتبر أن مساعدي أصحاب المهن الحرة ملزمون أيضا بالمحافظة على السر ‪ ،‬قد يسير‬
‫في اتجاه مخالف ‪.‬‬
‫‪ -‬القصد الجنائي ‪ :‬ويكفي لتوافره أن يقدم الجاني على الفشاء عن علم إوارادة دون تطلب‬
‫توافر نية الضرار ‪.1‬‬
‫غأير أنه إذا كان الفصل ‪ 446‬من مجموعة القانون الجنائي المغربي قد جرم إفشاء‬
‫الطبيب للسر المهني ‪ ،‬فإنه أباحه بمقتضى نفس الفصل في الحالت التي يوجب عليه أو يجيز‬
‫له فيها القانون التبليغ عنه ) المطلب الول (ا ‪.‬‬
‫لكن إذا كان أمر القانون إواذنه يبيحان الفشاء بل جدال ‪ ،‬فإن ما يتداوله الفقه من‬
‫إمكانية اعتماد حالة الضرورة ورضى المريض كسببين للباحة ) المطلب الثاني (ا يبقى محل‬
‫نظر ‪.‬‬

‫المطلب الوأل ‪ :‬الشهادات الطبية‬


‫الصادرة بأمر أوأ إذن من القانون‬
‫إذا كــان القــانون يــوجب علــى الطــبيب فــي بعــض الحــالت تســليم شــهادات طبيــة للغيــر‬
‫تبليغا عن سر أودع لديه ) الفقرة الولى (ا ‪ ،‬فإنه يكتفي في حالت أخـرى بمنحـه هـذه المكانيـة‬
‫) الفقرة الثانية (ا ‪.‬‬
‫لكن قبل أن نتناول هذه الحالت لبد من التنبيه إلى أنها تقتضي منا اعتماد مفهوم واسع‬
‫للشهادة الطبية يتجاوز المفهوم الذي عرفناه في الفرع الول من هذا الفصل سواء من حيث‬
‫الموضوع أو من حيث الشكل ‪ .‬ذلك أن الحرص على احترام السر قدر المكان يفرض في‬
‫بعض الحالت عدم ذكر اسم المريض ) ل تقيد مثل بالنسبة للتصريح الجباري بالسيدا‬
‫والمراض المتنقلة جنسيا إل الحروف الولى للسماء ودون العنوان الكامل ول حتى مكان‬
‫العمل أو المدرسة المرتادة (ا‪ ،2‬كما أن تحرير هذه الشهادة قد يتم في حالت أخرى بغير يد‬
‫‪9‬‬
‫‪- Cour d’appel de Rabat . 3 Janvier 1964 . R.C.AR . XXIII , p : 370 .‬‬
‫وقد استدل به الدكتور عمر عزيمان في أطروحته السابقة ‪ ،‬ص ‪. 303 :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Abderahim Berrada : Le délit de violation du secret médical , Article précité , p : 8.‬‬
‫‪ -‬انظر بطاقة التصريح الجباري بالمرض الملحقة بقرار وزير الصحة العمومية رقم ‪ 68355‬صادر في ‪ 30‬من شوال ‪ 1415‬موافق ‪ 31‬مارس‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 1995‬بتحديد كيفية تطبيق المرسوم الملكي رقم ‪ 554 . 65‬الصادر في ‪ 17‬من ربيع الول ‪ 1387‬الموافق لـ ‪ 26‬يونيو ‪ 1967‬بمثابة قانون‬

‫‪72‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الطبيب ) يتم هذا التحرير مثل بيد ضابط الحالة المدنية عند التصريح بالولدة (ا ‪ ،‬إوان كان‬
‫ذلك ل يمنع من اعتبارها صادرة عنه ما دمنا نقبل اعتبار الشخص الذي يملي نصا كاذبا‬
‫فاعل أصليا لجريمة تزوير المحرر‪ . 1‬بل إن هذا التوسيع لمفهوم الشهادة الطبية قد يدفع أحيانا‬
‫للحديث عن احتمال تلشيه ‪ ،‬على اعتبار أن التصريح بالمرض المعدي مثل قد يكون تبليغا‬
‫أكثر منه شهادة طبية ‪ ،‬إوان كان يجمع في الحقيقة بين الثنين‪.2‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬الشهادات الطبية المسلمة بأمر من‬


‫القانون‬
‫إن اســتثناء الشــهادات الطبيــة المســلمة بــأمر القــانون مــن الخضــوع لللــتزام بالســر الطــبي‬
‫يجــد ســنده فــي الفق ـرة الولــى مــن الفصــل ‪ 446‬مــن القــانون الجنــائي الــتي تســتثني ص ـراحة مــن‬
‫معاقبة الطبيب على إفشاء سر أودع لديه الحالت التي يوجب عليـه فيهـا القــانون التبليـغ عنــه ‪.‬‬
‫كما يجد هذا الستثناء سنده أيضا في الفصل ‪ 124‬من نفس القــانون الــذي يجعــل أمــر القــانون‬
‫أحد السباب المبررة التي تمحو الجريمة بصفة عامة ‪.‬‬
‫ويجد تدخل المشرع في هذه الحالت الستثنائية تفسيره في ثلث ظواهر أساسية هي‬
‫تأكيد الثورة " الباستورية " على وجود أمراض معدية يمكن تجنبها ‪ .‬وظهور الحق في الصحة‬
‫الذي يجد حدوده كأي حق آخر ‪ ،‬في حقوق الخرين ‪ .‬بالضافة إلى أن الطبيب هو أول من‬
‫يمكنه معرفة مركز الدواء ‪ ،‬وهو أيضا من يحضر الولدة والوفاة فيكون من الطبيعي أن يكلفه‬
‫المشرع بالتبليغ عن الولى والتصريح بالثانية ‪. 3‬‬

‫أوأل ‪ :‬التبليغ الجباري عن بعض المراض‬


‫وأالحوادث ‪.‬‬

‫بإجبارية التصريح ببعض المراض وتحديد تدابير وقائية خاصة للحد من انتشار المراض ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4344‬صادرة بتاريخ‬
‫‪ 27‬شوال ‪ 1416‬الموالف لـ ‪ 18‬يناير ‪ ، 1996‬ص ‪. 91 :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée, par 142 , p : 140 et suiv.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Larguier ; Ibid .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée , par 145 à 147 , p : 144 et suiv.‬‬

‫‪73‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫يتعلـ ــق المـ ــر بثلث حـ ــالت ألـ ــزم المشـ ــرع المغربـ ــي الطـ ــبيب بـ ــالتبليغ عنهـ ــا فـ ــي ثلث‬
‫نصوص متفرقة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬يوجب الفصل الول من المرسوم الملكي بمثابة قانون المتعلق بوجوب التصريح‬
‫ببعض المراض واتخاذ تدابير وقائية للقضاء عليها‪ ، 1‬على كل طبيب أثبت وجود حالة من‬
‫حالت المراض الجاري عليها الحجر الصحي والمراض ذات الصبغة الجتماعية والمراض‬
‫المعدية أو الوبائية التي وقع تحديدها بقرار لوزير الصحة العمومية صادر في ‪ 31‬مارس‬
‫‪ ،2 1995‬كما وقع تتميمه بمقتضى قرار لوزير الشؤون الجتماعية ‪ ،3‬أن يصرح بها على‬
‫الفور إلى كل من السلطة الدارية المحلية والسلطة الطبية للعمالة أو القليم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬يوجب الفصل التاسع من ظهير ‪ 31‬ماي ‪ 1943‬المتعلق بالمراض المهنية ‪،4‬‬
‫على كل طبيب مزاول لمهنة الطب أن يقدم تصريحا بالمرض المهني أو المظنون أنه مهني‬
‫الذي شاهده في أحد العملة ‪ ،‬سواء كان ذلك المرض مبينا أو غأير مبين في اللئحة التي تعين‬
‫في قرار لوزير الشغل والشؤون الجتماعية ‪ .5‬ويتعين على الطبيب أن يشير في تصريحه إشارة‬
‫دقيقة إلى نوع المرض ونوع المادة السامة التي سببته ومهنة المصاب‪ ،‬ويتم تقديم هذا التصريح‬

‫‪ -‬مرسوم ملكي رقم ‪ 554 .65‬بتاريخ ‪ 17‬ربيع الول ‪ 1387‬الموافق لـ ‪ 26‬يونيو ‪ ، 1967‬منشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ، 2853‬الصادرة‬ ‫‪1‬‬

‫بتاريخ ‪ 20‬ربيع الول ‪ 1387‬الموافق لـ ‪ 5‬يوليوز ‪ ، 1967‬ص ‪ 1483 :‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ - 2‬قرار لوزير الصحة العمومية رقم ‪ 683. 95‬بتحديد كيفية تطبيق المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم ‪ 554. 65‬بإقرار إجبارية التصريح ببعض‬
‫المراض وتحديد تدابير وقائية خاصة للحد من انتشار المراض ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4344‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬يناير ‪ ، 1996‬ص ‪:‬‬
‫‪. 91‬‬
‫‪ - 3‬رقم ‪ 2822 .97‬صادر في ‪ 6‬رجب ‪ 1418‬الموافق لـ ‪ 7‬نوفمبر ‪ 1997‬بتتميم قرار وزير الصحة العمومية رقم ‪ ، 683 .95‬منشور بالجريدة‬
‫ص ‪.4748 :‬‬ ‫الرسمية عدد ‪ 4544‬صادرة بتاريخ ‪ 17‬شعبان ‪ 1418‬الموافق لـ ‪ 18‬ديسمبر ‪، 1997‬‬
‫‪ - 4‬معدل بظهير ‪ 8‬محرم ‪ 1372‬الموافق لـ ‪ 29‬شتنبر ‪ ، 1952‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2088‬بتاريخ ‪ 10‬صفر ‪ 1372‬الموافق لـ ‪31‬‬
‫أكتوبر ‪ ، 1952‬ص ‪.6480‬‬
‫‪ - 5‬قرار وزير الشغل والشؤون الجتماعية رقم ‪ 100 . 68‬بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 1967‬في تنفيذ الظهير الشريف الصادر في ‪ 26‬جمادى الولى ‪1362‬‬
‫) ‪ 31‬ماي ‪( 1943‬ا الممتدة بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات التشريع المتعلق بحوادث الشغل ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2899‬بتاريخ‬
‫‪ 22‬ماي ‪ 1968‬ص ‪ ) 503 :‬بالفرنسية (ا ‪ ،‬متمم بالقرار الوزيري رقم ‪ 855. 72‬المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ ، 1972‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 3127‬الصادرة بتاريخ ‪ 4‬أكتوبر ‪ ، 1972‬ص ‪ ) 1297 :‬بالفرنسية (ا ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إلى السلطة البلدية أو سلطة المراقبة المحلية ‪ ،‬وهي التي ترسله بدورها إلى وزير الشغل‬
‫والشؤون الجتماعية‪. 1‬‬
‫‪ – 3‬يوجب الفصل الخامس من القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 5‬مارس ‪ 1952‬بشأن‬
‫أجراء العمل فيما يخص المعتقلين القائمين بخدمة حنائية ‪ ،2‬على الطبيب الذي يعالج المصاب‬
‫بالجروح أن يرسل الشهادة الطبية الولى وشهادة الشفاء في نظيرين إما إلى رئيس مؤسسة‬
‫السجن إواما إلى السلطة المحلية للمكان الموجود فيه السجن ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التصريح بالولدات وأالوفيات ‪.‬‬

‫تعنى جميع الدول عناية كبيرة بضبط السجلت الخاصة بالمواليد ‪ .‬وقد لوحظ أن‬

‫ترك التصريح بالولدة للفراد يقابل في الكثير من الحالت بالهمال أو سوء النية ‪ .3‬لذلك‬
‫يكون طبيعيا أن يلزم المشرع الطبيب الذي حضر الولدة بالتصريح ‪.‬‬
‫كما أن الدور الذي يقوم به الطبيب لصالح الجماعة من خلل التحقق من وفاة النسان‬
‫وأسبابها قبل دفنه ‪ 4‬يقتضي الحديث عن مدى إلزامه بالتصريح بالوفيات ‪.‬‬

‫‪ – 1‬التصريح بالولدة ‪:‬‬


‫يلزم الفصل ‪ 22‬من القانون المنظم للحالة المدنية ‪ 5‬الطبيب الذي حضر الولدة‬
‫بالتصريح بها عند عدم وجود أب المولود وأمه ‪ ،‬بل إن الفصل ‪ 468‬من القانون الجنائي جعل‬

‫‪ - 1‬تطبيقا لمقتضيات الفصل الثالث من الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 17‬شوال ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 18‬ماي ‪) 1957‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 2331‬بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 28‬يونيو ‪ ، 1957‬ص ‪( 1495 :‬ا ‪ ،‬فإن السلطات المخولة بمقتضى ظهير ‪ 31‬ماي ‪ 1943‬لمدير‬
‫الشغل والمسائل الجتماعية وكذا لمدير الصحة العمومية والعائلة أصبحت من اختصاص وزير الشغل والشؤون الجتماعية ووزير الصحة العمومية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬منشور بالجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ 2059‬بتاريخ ‪ 16‬رجب ‪ ، 1371‬الموافق لـ ‪ 11‬أبريل ‪ ، 1952‬ص ‪. 1163‬‬
‫‪ - 3‬فائق الجوهري ‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 483‬‬
‫‪ - 4‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سالق ‪ ،‬ص ‪ 84‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪ - 5‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 24‬شوال ‪ ، 1333‬الموافق لـ ‪ 4‬شتنبر ‪ 1915‬المغير بالظهير الشريف الصادر في ‪ 18‬ربيع الثاني ‪ 1350‬الموافق‬

‫لثاني شتنبر ‪ ، 1931‬نشر بالجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 30‬أكتوبر ‪ ، 1931‬ص ‪ ) 1242‬بالفرنسية (ا ‪ ،‬مع استدراك بالجريدة الرسمية الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 26‬فبراير ‪ ، 1932‬ص ‪ ) 227 :‬باللغة الفرنسية(ا ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫عدم قيام الطبيب‪ 1‬بالتصريح بالزدياد في الجل القانوني ‪ 2‬عند عدم وجود الب جريمة يعاقب‬
‫عليها بالحبس من شهر إلى شهرية وبغرامة من مائة وعشرين إلى مائتي درهم وذلك في‬
‫الحالت التي يكون فيها التصريح واجبا ‪.3‬‬
‫‪ – 2‬التصريح بالوفاة ‪:‬‬
‫إن المشرع المغربي لم يحدد بالضبط الشخاص الملزمين بالتصريح بواقعة الوفاة كما‬
‫فعل بالنسبة للولدة ‪ ،‬إوانما ذكر في الفصل ‪ 45‬من ظهير ‪ 1915‬بأن ضابط الحالة المدنية‬
‫يحرر رسم الوفيات بناءا على شهادة واحد من القارب أو غأيرهم ممن لهم إرشادات محققة‬
‫تامة بقدر المكان ‪ ،‬وهو ما يعني أن اللزام بالنسبة للمغاربة ل يمكن أن يشمل إل الشخاص‬
‫الخاضعين لنظام الحالة المدنية‪ 4‬الذين ل يعتبر الطبيب واحدا منهم بالتأكيد ‪ .‬غأير أنه إذا توفي‬
‫أحد في المستشفيات أو محلت الطب المدنية أو العسكرية فيجب على المديرين أو الوكلء أو‬
‫أرباب المحلت المذكورة أن يعلموا بذلك ضابط الحالة المدنية في ظرف أربع وعشرين ساعة‬
‫‪ .5‬كما أن الطباء في المغرب ومنذ ‪ 1965‬ملزمون بتوجيه الجزء الغير المسمى من شهادة‬
‫الوفاة إلى مصلحة الدراسات والعلم الصحي بو ازرة الصحة العمومية ‪ ،‬وذلك استنادا على‬

‫‪ -‬أو الجراح أو ملحظ الصحة أو الحكمية أو المولدة أ و القابلة أو أي شخص حضر الولدة أو وقعت بمحله ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬يجب أن يقع التصريح بالولدة في أثناء الشهر الذي وقعت فيخ حسب ما ينص على ذلك الفصل ‪ 21‬من ظهير ‪ 1915‬المتعلق بالحالة المدنية‬

‫المغير بالظهير الشريف الصادر في ‪ 18‬ربيع الثاني ‪ 1350‬الموافق لثاني شتنبر ‪ ، 1931‬وكذا الفصل الول من المرسوم رقم ‪2 . 63 . 296‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 17‬رجب ‪ 1386‬الموافق لـ ‪ 4‬دجنبر ‪ 1963‬بتمديد وجوب الحالة المدنية إلى كل ازدياد جديد إوالى كل وفاة ولو كانا ل يخولن أول‬
‫يسقطان الحق في إعانة عائلية أو تعويض قانوني ) ج‪.‬ر ‪ .‬عدد ‪ 2668‬بتاريخ ‪ 26‬رجب ‪ 1383‬الموافق لـ ‪ 13‬دجنبر ‪ ، 1963‬ص ‪( 2811‬ا ‪.‬‬
‫أو تعويض قانوني ‪ ،‬وذلك‬ ‫‪ - 3‬لقد أصبح التصريح بالولدة واجبا في جميع الحالت ولو كانت ل تخول أو ل تسقط الحق في إعانة عائلية‬

‫استنادا على الفصل الول من المرسوم رقم ‪ ) 2 . 63 . 296‬انظر الهامش السابق (ا وكذا الفصل الول من الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪.450‬‬
‫لـ ‪ 17‬دجنبر ‪ 1976‬الذي تنقل بموجبه إلى وزير الداخلية اختصاصات المين العام‬ ‫‪ 1 .75‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 1396‬الموافق‬
‫للحكومة فيما يتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬متيوي مشكوري ‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 113 :‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫وعليه يتحدد الشخاص الواجب عليهم التصريح بالوفاة في الب بالنسبة لولده ‪ ،‬والم بالنسبة لولدها الطبيعيين ‪ ،‬والولد بالنسبة لبائهم ) الفصل‬
‫‪ 11‬من الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 18‬جمادى الولى ‪ 1369‬الموافق ‪ 8‬مارس ‪ 1950‬الذي يمدد نظام الحالة المدنية إلى المغاربة ‪ ،‬والفصل ‪ 1‬من‬
‫القرار الوزيري الصادر في ‪ 15‬جمادى الثانية ‪ 1369‬الموافق لـ ‪ 3‬أبريل ‪ 1950‬في تطبيق ظهير ‪ 1950‬السابق (ا ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 48‬من ظهير ‪ 1915‬المتعلق بالحالة المدنية المغير بالظهير الشريف الصادر في ‪ 18‬ربيع الثاني ‪ 1350‬الموافق لثاني شتنبر ‪. 1931‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪76‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫دورية صادرة عن و ازرة الصحة العمومية بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ ،11965‬وقع تغييرها بمقتضى‬
‫دورية صادرة عن نفس الو ازرة بتاريخ ‪ 6‬يونيو ‪.21995‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشهادات الطبية المسلمة بإذن من‬
‫القانون ‪.‬‬
‫أو‬ ‫يتم الفشاء بإذن من القـانون‪ ،‬إمـا بمبـادرة تلقائيـة مـن لـدن الطـبيب ) أول (ا ‪،‬‬
‫بطلب من الغير ) ثانيا(ا ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬الفشاء بمبادرة تلقائية من الطبيب ‪.‬‬

‫إذا كان القانون في الحالت التي تناولناها في الفقرة الولى قد أمر الطبيب مباشرة‬
‫بالفشاء ‪ ،‬فإنه ارتأى في حالت أخرى أنه من الحكمة أن يكتفي بالترخيص له بذلك ‪ ،‬مفوضا‬
‫له وحده تقدير ملءمة تصرفه‪ .3‬هذه الحالت هي المنصوص عليها في الفقرة الثانية من‬
‫الفصل ‪ 446‬من مجموعة القانون الجنائي كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪. 11 .99‬‬
‫‪ - 1‬التبليغ عن الجهاض ‪:‬‬

‫ينــص الفصــل ‪ 446‬مــن مجموعــة القــانون الجنــائي فــي فقرتــه الثانيــة علــى أن الطبــاء ل‬
‫يعاقبون بالعقوبات المقررة لجريمة إفشاء السر المهني " إذا بلغوا عن إجهاض علموا به بمناســبة‬
‫ممارسة مهنتهم أو وظيفتهم ‪ ،‬إوان كانوا غأير ملزمين بهذا التبليغ " ‪.‬‬
‫وبالطبع فإن تبليغا ينصب على واقعة طبية عاينها طبيب بمناسبة ممارسة مهنته يعتبر‬
‫أيضا شهادة طبية ‪ . 4‬لكن ما ينبغي النتباه إليه هو أن الذن للطباء بالتبليغ عن الجهاض‬
‫ل يمكن أن يقلل منه‪ ،‬دون البحث عن علج فعال لسبابه القتصادية والجتماعية ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Circulaire N° 46 DT/1 , précité .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Circulaire N° 18 SG/32 , précité .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée , par 185 , p : 179 et suiv.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée par 187 , p : 181 .‬‬

‫‪77‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫خصوصا وأن هؤلء غأالبا ما يفضلون العناية بز بنائهم ومعالجتهم في صمت على إفشاء‬
‫أسرارهم ‪.‬‬
‫لذلك فإن تدخل المشرع لجازة التبليغ عن الجهاض من لدن طبيب علم به بمناسبة‬
‫مزاولة مهنته هو تدخل غأير مجد ‪ ،‬بل وخطير ‪ ،‬ما دام ل يمنح إل ضمانة خادعة ‪.1‬‬
‫‪ – 2‬التبليغ عن أفعال إجرامية أوأ سوء المعاملة أوأ الحرمان في‬

‫حق أطفال ‪:‬‬


‫لقد أضاف المشرع المغربـي بمقتضــى التعـديل الـذي أدخلـه القــانون رقـم ‪ 11. 99‬علـى‬
‫الفصـ ــل ‪ 446‬مـ ــن مجموع ــة القـ ــانون الجن ــائي مـ ــبر ار آخ ــر لفش ــاء السـ ــر المهنـ ــي بحي ــث أج ــاز‬
‫للطباء أن يبلغوا السلطات القضائية أو الدارية المختصــة عــن ارتكــاب أفعــال إجراميـة أو ســوء‬
‫المعاملة أو الحرمـان فـي حـق أطفـال دون سـن الثامنـة عشـرة علمـوا بهـا بمناسـبة ممارسـة مهنتهـم‬
‫أو وظيفتهم ‪.‬‬
‫إواذا كان هذا التعــديل يهــدف إلــى تحســين الطـار القــانوني لحمايــة الطفولـة بتـوفير حمايـة‬
‫أكبر للطفـل الـذي يتميـز بوضـعية خاصـة فـي المجتمـع‪ ،‬فـإن الملحـظ أنـه أغأفـل مكونـا آخـر مـن‬
‫مكونات هذا المجتمع ل تقـل وضــعيته خصوصــية عــن وضــعية الطفــل‪ ،‬وهــو المـرأة الــتي تحتـاج‬
‫بــدورها إلــى حمايــة مماثلــة‪ ،‬والــتي بــدأ المجتمــع المــدني المغربــي يرفــع مــؤخ ار شــعار حمايتهــا مــن‬
‫العنف‪.‬‬
‫إن الفصل ‪ 446‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج‪ .‬ـ حــتى بعــد تعــديله ـ ل يجيــز للطــبيب التبليــغ عمــا علــم‬
‫به بمناسبة مزاولة مهنته أو وظيفته من أفعال إجراميــة أو ســوء معاملــة أو حرمــان فــي حــق امـرأة‬
‫‪ ،‬بحيــث يعتــبر مثــل هــذا التبليــغ إفشــاءا مجرمــا للســر المهنــي‪ .‬لــذلك فــإني أســتغل هــذه الفرصــة‬
‫لقترح تعديل جديدا للفصل المذكور يجعل هذا الفشاء مبررا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الفشاء بناءا على طلب من الغير‬
‫يجيــز ظهيــر ‪ 30‬أبريــل ‪ 1959‬بشــأن الوقايــة مــن الم ـراض العقليــة ومعالجتهــا وحمايــة‬
‫أو‬ ‫المرضــى المصــابين بهــا ‪ ،‬لكــل شخصــية عموميــة أو خصوصــية عاملــة لفائــدة المريــض‬
‫‪1‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée, par 189 , p : 182.‬‬

‫‪78‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لفائـ ــدة أقـ ــاربه أو النظـ ــام العمـ ــومي طلـ ــب إقـ ــامته بمؤسسـ ــة للم ـ ـراض العقليـ ــة أو وضـ ــعه تحـ ــت‬
‫الملحظــة الطبيــة‪ .1‬لكــن بمــا أن القامــة بالمؤسســة يقتضــي الطلع علــى شــهادة صــادرة عــن‬
‫طبيب مؤهل للمراض العقلية ل يكون من أقارب أو أصهار المريض مــن الدرجــة الثانيــة أو مــن‬
‫الشــخص الــذي يطلــب إقــامته بالمستشــفى ‪ ،‬كمــا أن الوضــع تحــت الملحظــة يقتضــي الدلء‬
‫بشهادة طبية يمكن أن يسلمها حتى الطبيب القرب عند عدم وجود طبيب المـراض العقليـة ‪،2‬‬
‫فإن هذا يعني بالتأكيد الذن للطبيب بأن يسلمهم الشهادة التي يطلبونها ‪ ،‬فقط ينبغــي أن يكــون‬
‫حذ ار عند تحريرها ‪ ،‬وقبل ذلك عند تقدير الحالة العقلية للمريض ‪.3‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الشهادات الطبية‬


‫الصادرة في حالة الضروأرة أوأ بناءا على‬

‫رضى المريض ‪.‬‬


‫إن أمـر القـانون أو إذنـه بتسـليم شـهادات طبيـة للغيـر ‪ ،‬ل يكفـي لتغطيـة جميـع الحـالت‬
‫التي تقتضي إفشاء السر الطبي ‪ .‬لذلك لجأ بعــض الفقـه إلـى الحـديث عـن إمكانيـة اعتمـاد حالــة‬
‫الضــرورة ) الفق ـرة الولــى (ا أو رضــى المريــض ) الفق ـرة الثانيــة (ا كســببين لباحــة أو تــبرير هــذا‬
‫الفشاء ‪.‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬مدى إمكانية اعتبار حالة الضرورة سببا‬


‫لباحة إفشاء السر الطبي ‪.‬‬

‫تعرض المشرع المغربي في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 124‬من مجموعة القانون‬


‫الجنائي لحالة الضرورة ‪ ،‬فاعتبرها سببا من أسباب التبرير‪ ،4‬حين نص على أنه " ل جناية ول‬
‫جنحة ول مخالفة … إذا اضطر الفاعل ماديا إلى ارتكاب الجريمة أو كان في حالة استحال‬
‫‪ - 1‬الفصلن ‪ 9‬و ‪ 13‬من الظهير ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الفصلن ‪ 11‬و ‪ 13‬من نفس الظهير ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Larguier, Thèse précitée, par 197 , p : 189 .‬‬

‫‪79‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫عليه معها استحالة مادية اجتنابها وذلك لسبب خارجي لم يستطع مقاومته"‪ .‬وعليه فإن عدم‬
‫النص عليها في الفصل ‪ 446‬من نفس القانون ل يمنع من اعتمادها كسبب لباحة إفشاء السر‬
‫الطبي ‪.‬‬

‫ورغأم اختلف الفقه الفرنسي فيما إذا كان من الممكن الستناد على نظرية الضرورة‬
‫لتبرير إفشاء السر الطبي في الحالة التي يكتشف فيها الطبيب أن زبونه المقدم على الزواج‬
‫مصاب بمرض معد ‪ ،1‬فإن الستاذة " لرغأوييي " تعتبر في أطروحتها السابقة ‪2‬أن الشهادات‬
‫الطبية المسلمة في حالة الضرورة تشكل إفشاءا مبر ار للسر الطبي ‪ ،‬سواء كان ذلك لتحقيق‬
‫مصلحة الطبيب نفسه‪3‬أو مصلحة المريض أو الغير ‪ .‬فقط يتعين على مصدر الشهادة قبل‬
‫القدام على الفشاء أن يحدد المصلحة العليا التي يجب أن ل يضحي بها ‪ ،‬معتمدا في ذلك‬
‫على التجربة والخبرة والقياس السليم ‪ ،‬وآخذا بعين العتبار الثار التي قد تنجم عن الفشاء‬
‫وعن السكوت ‪.4‬‬

‫‪ - 4‬هناك من يعتبر حالة الضرورة مانعا من موانع المسؤولية على اعتبار أنها تفقد الفاعل إرادته وتذهب باختياره وهناك من يعتبرها سببا من أسباب‬

‫التبرير أو الباحة على اعتبار أنها تقوم على أساس التضحية بمصلحة في سبيل البقاء على مصلحة أخرى تعلو عليها في الهمية أو تتساوى معها‬
‫على القل ‪.‬‬
‫انظر بخصوص هذا الخلف أستاذنا أحمد الخمليشي ‪ ،‬القانون الجنائي‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،1985 ،‬ص ‪. 259 :‬‬
‫والمشرع المغربي باستعماله لعبارة " ل جناية ول جنحة ول مخالفة " يكون قد جعل من حالة الضرورة سببا من أسباب التبرير ‪ .‬إذ لو أراد أن‬
‫يجعلها مانعا من موانع المسؤولية ‪ ،‬لكان قد استعمل عبارة المسؤولية ‪ .‬كما أن الفصل ‪ 124‬نفسه ورد في الباب االرابع من الجزء الول من الكتاب‬
‫الثاني ‪ ،‬الذي يحمل عنوان ‪ " :‬في السباب المبرة التي تمحو الجريمة " ‪.‬‬
‫‪ - 1‬ذهب جانب من الفقه الفرنسي إلى أن المادة ‪ ) 378‬القديمة (ا من القانون الجنائي الفرنسي جاءت مطلقة في تجريمها لفشاء السر المهني ولذلك‬

‫فإنه ل يمكن للطبيب أن يخالف أحكامها ‪ .‬غأير أن هذا الموقف الذي التزم حرفية النص أثار العديد من النتقادات لدى جانب آخر من الفقه ‪ ،‬مما دفعه‬
‫إلى القرار بحالة الضرورة أساسا لباحة الفشاء وفيصل للتفرقة بين الفشاء الجائز والفشاء غأير الجائز ‪.‬‬
‫انظر بخصوص هذا الخلف ‪ :‬عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 302 :‬وما بعدها ‪ /‬أسامة عبد ال قايد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 58 :‬وما‬
‫بعدها ‪ /‬فائق الجوهري ‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 514 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪Régnier , Thèse précitée , p : 133 et suiv‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée, par 200 et suiv .p : 193 et suiv.‬‬
‫‪ - 3‬سواء للدفاع عن مصالحه المادية أو سمعته المهنية ‪ ،‬انظر ‪:‬‬

‫‪Larguier , Thèse précitée, par 204 et suiv, p : 196 et suiv‬‬ ‫‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée, par212et suiv, p : 203et suiv.‬‬

‫‪80‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لذلك فإن إمكانية العتماد على حالة الضرورة لباحة أو تبريرتسليم شهادات طبية للغير‬
‫إفشاءا للسر تجد سندها في التشريع والفقه ‪ ،‬إوان كانت شروطها صعبة التحقــق‬
‫عمليا‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مدى اعتبار رضى صاحب السر سببا لباحة‬


‫إفشائه ‪.‬‬
‫لقد تناول بعض الفقه‪2‬رضى صاحب السر بإفشائه كأحد مبررات أو أسباب إباحة‬
‫الفشاء ‪ ،‬وعرضوا في هذا الطار لتجاهين متضاربين ‪:‬‬
‫‪ -‬اتجاه أول يذهب أصحابه إلى القول بأن تجريم إفشاء السر المهني يتعلق بالنظام العام وهو‬
‫مقرر لحماية مصلحة المجتمع في السير المنتظم لمهنة جماعية ‪ ،‬ولم يقرر حماية لمصلحة‬
‫صاحب السر ‪ ،‬ومن تم ل يصح أن يكون رضاؤه بالفشاء سببا لباحته ‪ .‬كما أن رضاء‬
‫المريض يعد باطل لجهله موضوع السر ‪ ،‬إذ أنه يجهل في كثير من الحالت طبيعة‬
‫ونطاق المرض وتقدير النتائج المترتبة على الفشاء أو الثار المحتملة لذلك ‪ ،3‬كما لو‬
‫كان المرض في مراحله الولى ولم تظهر بعد على المريض أعراض جسدية ‪ ،‬أو كما لو‬
‫كان الطبيب قد أخفى عن مريضه لعتبارات إنسانية حالته الحقيقية ‪.4‬‬
‫‪ -‬اتجاه ثان يذهب أصحابه إلى أن رضى صاحب السر بإفشائه يرفع عن حامله واجب‬

‫‪ - 1‬ذلك أنه يشترط تواجد خطر جسيم وحال وحقيقي ‪ ،‬يهدد النفس أو المال دون أن يكون لرادة الفاعل دخل في حلوله ول أن يكون هناك واجب قانوني‬

‫يفرض عليه مواجهته ‪ ،‬ويجب أن يكون ما وقع التضحية به عن طريق ارتكاب الجريمة دون ما استهدف المحافظة عليه من حيث القيمة أو على القل‬
‫مساويا له ‪ ،‬كما يجب أن تكون الجريمة المرتكبة هي الوسيلة الوحيدة لتجنب الضرر ‪.‬‬
‫ولعل صعوبة تحقق هذه الشروط هي التي دفعت الستاذ أسامة عبد ال قايد إلى البحث عن معيار آخر يصلح أساسا لباحة إفشاء الطبيب‬
‫لسر المهنة وقد استقر رأيه على الخذ بمعيار رجحان المصلحة في الفشاء على المصلحة في الكتمان سواء كان ذلك لتحقيق مصلحة المريض ذاته أو‬
‫الطبيب أو الغير أو المجتمع ‪.‬‬
‫أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 62 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬فائق الجوهري ‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 495‬وما بعدها ‪ /‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 66 :‬وما بعدها ‪ /‬عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة‬
‫سابقة ‪ ،‬ص ‪ 310 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬فائق الجوهري ‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 495 :‬وما بعدها ‪ /‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ / 67‬عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص‬
‫‪ 310‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Régnier , Thèse précitée , p : 82 et suiv‬‬

‫‪81‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الكتمان ويبيح له إعلنه ‪ ،‬لن واجب الكتمان إوان كان قد تقرر للصالح العام ‪ ،‬إل أن لصاحب‬
‫السر أن يذيعه بنفسه ‪ ،‬فل مانع يمنعه من أن يطلب ممن أفضى إليه به إذاعته نيابة عنه ‪.1‬‬
‫غأير أنه يشترط في هذا الرضى كي يعد سببا لباحة الفشاء أن يصدر عن صاحب السر عن‬
‫بينة قبل حدوث فعل الفشاء ‪ ،‬سواء كان صريحا أو ضمنيا ‪.2‬‬
‫لكن بما أن الفصل ‪ 124‬من مجموعة القانون الجنائي لم ينص على اعتبار رضـى المجني‬
‫عليه سببـا من السبـاب المبـررة التي تمحـو الجريمة بصفة عامة ‪ ،‬كما أن‬
‫الفصل ‪ 446‬من نفس القانون لم ينص على اعتبار رضى المريض بإفشاء السر الطبي سببا‬
‫من أسباب إباحته ‪ ،‬فإني أعتقد أن رضى صاحب السر بإفشائه ليس سببا مبر ار يمحو‬
‫الجريمة إوانما هو إخراج له من نطاق السرية كما رأينا في المبحث الول من هذا الفرع‪.3‬‬
‫إن رضى المريض بإفشاء سره يرتبط بمفهوم هذا السر ونطاقه ‪ ،‬وليس سببا لباحته‪. 4‬‬
‫ومن هذه الزاوية فقط يكون تسليم الطبيب شهادة للغير برضى صاحب السر مشروعا ‪.‬‬
‫وفي ختام هذا الفرع لبد من التنبيه إلى أن القضاء المدني الفرنسي مصر على استبعاد‬
‫الشهادات الطبية المسلمة خرقا للسر المهني من الدعوى ‪ ، 5‬استنادا على أنه ل يمكن للقاضي‬
‫المدني أن يقبل غأير وسائل الثبات المقدمة وفق الطرق القانونية ‪ ،6‬وأنه يستحيل على‬
‫الطراف وأعضاء النيابة العامة استخدام سلح ل يرجع لولئك الذين يتمسكون به ‪.7‬‬

‫‪ - 1‬فائق الجوهري ‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪ / 497 :‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ / 69 :‬عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص‬
‫‪. 69‬‬
‫‪ - 2‬أسامة عبد ال قايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 72 :‬وما بعدها ‪ /‬عبد المجيد خداد ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪ - 3‬انظر ما سبق ‪ ،‬ص ‪ 63 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Larguier , Thèse précitée, par 143 , p : 142 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Paris , 6 Février 1954, J.C.P 1954, II 8107 / Lyon, 14 Octobre 1954, J.C..P 1955,‬‬
‫‪II 8644 .‬‬
‫وانظر أيضا الجتهادات التي أوردها الدكتور " رينيي " في الصفحة ‪ 78‬وما بعدها من أطروحته السابقة ‪.‬‬
‫وهو نفس التجاه الذي أكدته الغرفة المدنية الولى بمحكمة النقض الفرنسية في القرار رقم ‪ B + P 57‬بتاريخ ‪ 12‬يناير ‪ 1999‬حيث اعتبرت " أن‬
‫تسليم رسالة الطبيب المعالج إلى شركة التأمين يشكل خرقا للسر المهني من طرف طبيب الشركة الذي كان يحظر عليه تزويد هذه الخيرة بمعلومات‬
‫حصل عليها من طرف زميله بحيث كان يتعين استبعاد تلك الرسالة من ملف النازلة " ‪ .‬انظر ترجمة الستاذ ضياء تومليلت للقرار مع تعليق عليه‬
‫بمجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬عدد ‪ ، 82‬مايو ـ يونيو ‪ ، 2000‬ص ‪ 253 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Paris , 6 Février 1954 , J.C.P 1954, II 8107, avec conclusion de M. l’avocat général‬‬
‫‪Albucher .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Régnier , Thèse précitée, p 79 .‬‬

‫‪82‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أما القضاء المغربي فإنه يتعامل بهذه الشهادات يوميا وفي مجالت متعددة ‪ ،1‬دون أن‬
‫يعترض أحد المتقاضين أو المحامين أو أعضاء النيابة العامة على قبول هذه الشهادات‬
‫باعتبارها خارقة للسر المهني‪ ،‬ربما لعتقاد هذا القضاء بأنه يكفي أن يكون الدليل صادقا ولو‬
‫لم يكن وليد إجراء مشروع ‪.‬‬

‫الفصصصصصصصصل‬
‫الثاني‬
‫آثار الشهادة الطبية‬

‫‪ - 1‬انظر المبحث الثاني من الفرع الول من الفصل الثاني ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إن الهــدف مــن إنشــاء شــهادة طبيــة وفــق الشــروط الموضــوعية والشــكلية المتطلبــة قانونــا‬

‫وتسليمها لمن له الحق في تسلمها دون إخلل بمقتضيات اللــتزام بالســر المهنــي‪ ،‬هــو اســتعمالها‬

‫من لدن هذا الخير كوسيلة إثبات أمام جهة قضائية أو إدارية معينة‪.‬‬

‫غأيــر أنــه إذا كــانت الثقــة الــتي يحظــى بهــا الطــبيب فــي هــذا المجــال تقتضــي منــح الشــهادة‬

‫الطبيــة قــوة إثباتيــة كــأثر مفــترض ترتبــه بمجــرد إنشــائها مــن لــدنه وتســليمها طبقــا للقــانون‪ ،‬فــإنه قــد‬

‫توجـد حالت يـترتب فيهـا بـدل عنـه أثـر آخـر هـو مسـؤولية منشـئها‪ ،‬سـواء مـن الناحيـة المدنيـة أو‬

‫الجنائيــة أو التأديبيــة ‪ .‬ذلــك أن الطــبيب قــد ينشــئ شــهادة مخالفــة للحقيقــة إمــا عــن عمــد بقصــد‬

‫مجاملة شخص معين أو الستفادة من وعد أو عرض أو منفعة معينـة‪ ،‬إوامـا عـن خطـإ أو إهمـال‬

‫من شأنه أن يرتب ضر ار للشخص المعني بالشهادة أو لغيره‪.‬‬

‫وعليه فإننا سنتعرف في فرع أول علــى القيمــة الثباتيــة للشــهادة الطبيــة مــن حيــث أساســها‬

‫ونطاقها وموقـف القضـاء منهـا‪ ،‬قبـل أن نتعـرف فـي فـرع ثـان علـى المسـؤولية المترتبـة عـن إنشـاء‬

‫هذه الشهادة من الناحية المدنية والجنائية والتأديبية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفرع الوأل‪ :‬القيمة الثباتية‬


‫للشهادة الطبية‬
‫إذا كــان نظــام الثبــات الجنــائي المغربــي يتميــز بوحــدة مصــدره وبعــدم تقييــد وســائله‪ .1‬فــإن‬
‫نظــام الثبــات المــدني يتميــز علــى العكــس مــن ذلــك بازدواجيــة مصــادره مــن جهــة أولــى‪ ،‬إذ تطبــق‬
‫إلــى جــانب القواعــد المنصــوص عليهــا فــي ظهيــر اللت ازمــات والعقــود وقــانون المســطرة المدنيــة‬
‫قواعد أخرى مستمدة من مصنفات الفقه السلمي‪ ،‬كما يتميز من جهة ثانيــة فــي شــقه التشـريعي‬
‫بحصر الدلة التي يجوز استخدامها للثبات أمام القضاء‪.2‬‬
‫لذلك يكون ضروريا لجل منح قوة إثباتية للشهادة الطبية أمام القضــاء المــدني ان نحــاول‬
‫البحــث لهــا عــن أســاس ضــمن وســائل الثبــات الــتي يقررهــا التش ـريع‪ ،‬وهــي نفــس المحاولــة الــتي‬
‫سنقوم بها بالنسبة للفقه السلمي‪ .‬لكن ذلك ل يعني منح هــذه الشــهادة قــوة إثباتيــة بالنســبة لكافــة‬
‫الوقــائع وفــي كــل الوقــات‪ ،‬إوانمــا فقــط فــي نطــاق معيــن س ـواء مــن حيــث الموضــوع أو مــن حيــث‬
‫الزمن‪.‬‬
‫وب ــالطبع ف ــإن الح ــديث ع ــن قيم ــة إثباتي ــة للش ــهادة الطبي ــة يحي ــل بالض ــرورة عل ــى موق ــف‬
‫القضاء منها‪ ،‬وهو موقف يطرح أكثر من تسـاؤل‪ ،‬خصوصـا مـتى تعلـق المـر بإشـكالية الترجيـح‬
‫بيــن الشــهادة الطبيــة ومحــررات العــدول والمــوثقين فــي إثبــات الحالــة الصــحية للمتعاقــد‪ ،‬إواشــكالية‬
‫قبول هذه الشهادة كوسيلة إثبات في دعاوى نفي النسب‪.‬‬
‫وعليـ ــه فإننـ ــا سـ ــنحاول فـ ــي مبحـ ــث أول تحديـ ــد أسـ ــاس القيمـ ــة الثباتيـ ــة للشـ ــهادة الطبيـ ــة‬
‫ونطاقها‪ ،‬قبل أن نعمل في المبحث الثاني على بيان ومناقشة موقف القضاء منها‪.‬‬

‫‪ -‬ينص الفصل ‪ 228‬من قانون المسطرة الجنائية على أنه "يمكن إثبات الجرائم بأية وسيلة من وسائل الثبات ما عدا الحوال التي يقضى فيها‬ ‫‪1‬‬

‫القانون‪ ،‬بخلف ذلك ويحكم القاضي حسب اعتقاده الصميم"‪.‬‬


‫وباستقراء وسائل الثبات نجد أنها تشمل‪ :‬العتراف والوراق والمحررات والشهادة والخبرة والقرائن‪ ،‬ويزيد البعض المعاينة والتفتيش‪ ،‬إوان كان الواقع‬
‫خلف ذلك‪ .‬انظر بهذا الخصوص‪ :‬أحمد الخمليشي‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ .1999‬ج ‪ ،2‬ص‬
‫‪ 107‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -‬ادريس العلوي العبدلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪85‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫المبحنننث الوأل‪ :‬أسننناس القنننوة‬


‫الثباتية للشهادة‬
‫الطبية وأنطاقها‬
‫إن منح قوة إثباتية للشهادة الطبية يقتضي بيان أساســها )المطلــب الول(ا وتحديــد نطاقهــا‬
‫)المطلب الثاني(ا‪.‬‬

‫المطلننب الوأل ‪ :‬أسنناس القننوة الثباتيننة‬


‫للشهادة الطبية‬
‫لما كـان النظـام المغربـي للثبـات فـي المسـائل المدنيـة يعـرف ازدواجيـة فـي مصـادره‪ ،‬مـن‬
‫خلل وجــود قواعــد مســتمدة مــن التشـريع وأخــرى مــن الفقــه الســلمي‪ ،‬فإننــا ســنعمل علــى البحــث‬
‫على حدة‪.‬‬ ‫عن أساس للقوة الثباتية للشهادة الطبية في كل واحد من هذين المصدرين‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬أساس القننوة الثباتيننة للشننهادة‬


‫الطبية‬
‫في التشريع المدني‬

‫إن مـ ــذهب الثبـ ــات المختلـ ــط الـ ــذي يأخـ ــذ بـ ــه القـ ــانون المغربـ ــي فـ ــي المسـ ــائل المدنيـ ــة ل‬
‫يتعارض مع تقييد وسائل الثبات‪ ،‬لذلك فقد حصر المشرع الدلة التي يجوز استخدامها للثبات‬
‫أمام القضاء‪ ،‬ومقتضى هذا أن الخصم ل يسعه أن يثبت ادعاءه إل بالدليل الــذي يحــدده القــانون‬
‫كما أن القاضي يتعين عليـه أل يبنـي حكمـه إل علـى أدلـة يقررهـا القـانون‪ ،1‬وهـي الكتابـة وشـهادة‬
‫الشهود والقرائن والقرار واليمين والمعاينة والخبرة‪.2‬‬

‫‪ - 1‬ادريس العلوي العبدلوي‪ ،‬نفس المرجع والصفحة السابقين‪.‬‬


‫‪ - 2‬يتجه الرأي الغالب إلى أن الخبرة وسيلة إثبات تهدف إلى التعرف على وقائع مجهولة من خلل الواقع المعلوم ويستند أنصار هذا الرأي في تأييد‬
‫وجهة نظرهم إلى أن الخبرة وسيلة إثبات خاصة تنقل إلى حيز الدعوى دليل ‪ ،‬ويتطلب هذا الثبات معرفة ودراية ل تتوافر لدى عضو السلطة المختص‬
‫نظ ار إلى طبيعة ثقافته وخبراته العملية‪ ،‬كما قد يتطلب المر إجراء أبحاث خاصة أو تجارب عملية تستلزم وقتا ل يتسع له عمل القاضي أو المحقق‪.‬‬
‫بينما ذهب بعض الفقهاء إلى أن الخبرة ليست وسيلة إثبات في حد ذاتها لنها ل تهدف لثبات وجود أو نفي واقعة أو حالة ما ولكنها وسيلة لتقدير‬
‫عنصر إثبات في الدعوى‪ .‬انظر بهذا الخصوص‪ :‬مأمون الكزبري وادريس العلوي العبدلوي‪ :‬شرح المسطرة المدنية في ضوء القانون المغربي‪ ،‬مطابع‬

‫‪86‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وعليــه‪ ،‬إذا كــانت الشــهادة الطبيــة الصــادرة عــن أطبــاء القطــاع العــام ل تــثير إشــكال‪ ،‬مــا‬
‫دامــت تعتــبر ورقــة رســمية صــادرة عــن موظــف عــام فــي إطــار اختصاصــه وبالتــالي تســتمد قوتهــا‬
‫الثباتية من هذه الصفة‪ ،‬فإن الشــكال يثـار بالنســبة للشـهادة الطبيـة الصـادرة عــن أطبــاء القطـاع‬
‫الخاص‪.‬‬
‫فهي مـن جهـة أولـى ل تـدخل فـي إطـار شـهادة الشـهود لنـه ل يتـم السـتماع إلـى منشـئها‬
‫أمام القضاء وفق الجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية‪.1‬‬
‫وه ــي مــن جهــة ثاني ــة ل تعتــبر خــبرة قض ــائية لنــه ل يت ــم إجراؤهــا بن ــاءا علــى أمــر مــن‬
‫القاضي الـذي يعيـن الخـبير ويحـدد مهمتـه وأجـل إنجازهـا ويقـدر أجرتـه‪ .2‬كما أنهـا ل تعتـبر خـبرة‬
‫اتفاقيــة لنهــا ل تنجــز بنــاءا علــى اتفــاق الخصــوم الــذين يعتــبر الخــبير بمثابــة وكيــل عنهــم‪ ،3‬إوانمــا‬
‫تنجز بمبادرة خاصة من طالبها‪.‬‬
‫وحــتى إذا مــا حاولنــا اعتبارهــا ورقــة عرفيــة فإننــا ســنواجه عــدة مشــاكل قانونيــة‪ :‬ذلــك أنــه‬
‫أو‬ ‫يشترط في الورقة العرفيــة المعــدة للثبــات أن تكــون مكتوبــة بيــد الشــخص الملــتزم بهــا‬
‫موقعة منه‪ ،4‬في حين أن الشهادة الطبية تكون مكتوبة بيد الطبيب الذي ليس طرفا في النزاع‪.‬‬
‫كمــا أنــه يجــب علــى مــن ل يريــد العــتراف بالورقــة العرفيــة الــتي يحتــج بهــا عليــه أن ينكــر‬
‫صراحة خطه أو توقيعه‪ ،5‬في حيـن أن الخط والتوقيـع الواردين بالشهـادة غأيـر‬

‫دار القلم‪ ،‬بيروت ‪ ،1973‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪ 265‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ - 1‬الفصول من ‪ 71‬إلى ‪.84‬‬

‫‪ -‬ويعتبر الخبير في هذه الحالة ملزما باتباع الجراءات المنصوص عليها في الفصول من ‪ 59‬إلى ‪ 66‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬كما وقع تعديلها بمقتضى القانون‬ ‫‪2‬‬

‫رقم ‪ 85.00‬الصادر بتنفيده في ‪ 29‬رمضان ‪ 26 ) 1421‬ديسمبر ‪(2000‬ا الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.345‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪– 4866‬‬
‫‪ 23‬شوال ‪ 18) 1421‬يناير ‪(2001‬ا‪ ،‬ص ‪ 233‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬محمد المجدوبي الدريسي‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.83‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬الفصل ‪ 426‬من ظ‪ .‬ل‪ .‬ع‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬فإن لم يفعل اعتبرت الورقة معترفا بها‪ .‬ويسوغ للورثة وللخلفاء أن يقتصروا على التصريح بأنهم ل يعرفون خط أو توقيع من تلقوا الحق عنه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)الفصل ‪ 431‬من ظ‪ .‬ل‪ .‬ع(ا‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫منسوبين إليه أصل‪ ،‬إوانما إلى الطبيب الذي أنشأها‪ ،‬فيكون من العبث مطالبته بإنكارهما‪.6‬‬
‫لذلك فإن قبول الشهادة الطبية الصادرة عن أطباء القطــاع الخــاص كوســيلة للثبــات أمــام‬
‫القضــاء المــدني‪ ،‬ل يمكــن أن يكــون إل بوصــفها كتابــة‪ ،‬اســتنادا علــى الفصــل ‪ 417‬مــن القــانون‬
‫المغربي لللتزامات والعقود الذي ينص على أن "الدليل الكتابي ينتج من ورقــة رســمية أو عرفيــة‪.‬‬
‫ويمكن أن ينتج… من كل كتابة أخرى"‪.‬‬
‫ولعل هذه السباب‪ ،‬إضافة إلى المكانة الخاصة لمصدر الشهادة الطبية كشــخص يتمتــع‬
‫بامتياز قانوني ويحظى بثقة المجتمع‪ ،‬هي التي جعلــت بعــض الفقــه‪ 2‬يــرى فــي هــذه الشــهادة ســندا‬
‫شبه رسمي‪.3‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أساس القوة الثباتية للشهادة الطبيننة‬


‫في‬
‫الفقه السلمي‪:‬‬
‫إن الحديث عن أساس القوة الثباتية للشهادة الطبية فـي الفقــه الســلمي ل يعنــي أن هـذا‬
‫الفقه قد عرف تلك الشهادة المكتوبة الصادرة عـن طـبيب يتمتـع بامتيـاز قـانوني لممارسـة المهنـة‪،‬‬
‫إوانما هي محاولة لتأصيل قيمة شهادة الطبيب الواحد في الثبات‪.‬‬

‫لقــد ذهــب فقهــاء المالكيــة إلــى أن شــهادة الطــبيب الواحــد تكفــي فــي العيــوب والم ـراض‪.4‬‬
‫وفي ذلك يقول بن عاصم في تحفته في فصل أنواع الشهادات‪: 5‬‬
‫وواحد يجزئ في باب الخبــر *** واثنان أولى عند كل نظ ــر‬

‫‪ -‬غأير أنه يكون له أن ل يعترف بنسبة الخط إلى الطبيب رغأم أنه من الغير‪ ،‬على اعتبار أن الفصل ‪ 89‬من ق‪.‬م‪.‬م يتيح للخصم أن ل يعترف بما‬ ‫‪6‬‬

‫نسب إلى الغير من كتابة أو توقيع‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- DALIGAND, Op. Cit. P : 81/ Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 12/ Quatrehomme,‬‬
‫‪Article précité , p : 1823 .‬‬
‫ذياب والجراية ومعتوق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Un acte officieux.‬‬
‫‪ - 4‬محمد ابن معجوز‪ :‬وسائل الثبات في الفقه السلمي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في العلوم السلمية والحديث من دار الحديث الحسنية‬
‫سنة ‪ ،1970‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬طبعة ‪1416‬هـ ـ ‪1995‬م‪ ،‬ص ‪ 211‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن في إدراجه ضمن أقسام الشهادة مسامحة‪ ،‬إذ هو من باب الخبر‪ ،‬وهو مغاير للشهادة في حكمه لكونه يكفي فيه الواحد والشهادة يشترط فيها‬
‫التعدد‪ ،‬ووجه إدخال الناظم له في باب الشهادة كونه مثلها يوجب الحق بل يمين مع استحباب التعدد‪ .‬محمد بن أحمد ميارة الفاسي‪ :‬شرح ميارة الفاسي‬
‫على تحفة الحكام‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪88‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إواذا كان المرض في امرأة فيما ل يظهر للرجال فتقبل شهادة الطبيبة النثى‪.1‬‬
‫ول تشترط العدالة في هذا الطبيب الواحد إل استحسانا‪ ،‬إذ يحكم بقوله وان لم يكــن عــدل‪،‬‬
‫لنه علم يؤديه وليس من طريق الشهادة‪ .2‬ذلك أنه إذا كان من أهل العدل فهو أتم‪ ،‬إوان لم يوجــد‬
‫أهل عدل قبل فيه قول غأيرهم‪ 3‬للتعدر‪.4‬‬
‫بل إنه ل يشـترط فيـه حــتى السـلم‪ ،5‬بحيــث يقبـل قــول المشــرك‪ ،6‬كمـا يقبــل قـول الطـبيب‬
‫النصراني فيما يحتاج إلى معرفته من ناحيـة الطـب كـالعيوب والج ارحـات‪ .7‬غأيـر أن هـذا ل يعنـي‬
‫أن المسلم كالكافر‪ ،‬فالكافر ل يشهد إل عند عدم وجود المسلم‪.8‬‬

‫لكــن إذا كــان الســلم والعدالــة شــرطا كمــال فيمــن يشــهد بــالمراض‪ ،‬فــإن المعرفــة بهــذه‬
‫الم ـ ـراض والبصـ ــر بحقائقهـ ــا شـ ــرط وجـ ــوب‪ ،9‬بحيـ ــث ل يقبـ ــل إل قـ ــول الطبـ ــاء الـ ــذين يعرفـ ــون‬
‫أسرارها‪.10‬‬
‫وعليـ ــه نكـ ــون قـ ــد خلصـ ــنا بصـ ــفة واضـ ــحة وجليـ ــة إلـ ــى أن الجهـ ــة المختصـ ــة بتشـ ــخيص‬
‫المراض ومدى خطورتهــا وتاريـخ حــدوثها هــم أهـل العلــم والمعرفــة مـن الطبـاء دون سـواهم‪ ،‬وأن‬
‫الواحـد كـاف‪ ،‬ول يسـأل عـن مسـتند علمـه بشـأن مـأموريته‪ ،‬كمـا ل يشـترط فيـه بعـد تـوفر مـؤهلت‬
‫أو دين‪.11‬‬ ‫العلم والمعرفة وجود أي صفة أخرى من عرق أو لون أو عدالة‬

‫‪ - 1‬أبو الحسين علي بن عبد السلم التسولي‪ :‬البهجة في شرح التحفة‪ .‬ضبطه وصححه محمد بن عبد القادر شاهين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ .‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪ ،1998‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -‬ميارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬أبو عبد ال محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري الشهير بالمواق‪ :‬التاج والكليل لمختصر خليل على هامش "مواهب الجليل لشرح مختصر‬ ‫‪3‬‬

‫خليل للحطاب"‪ ،‬مطبعة السعادة بمصر‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪1329‬هـ‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص ‪.462‬‬
‫‪ -‬التسولي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.182‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬المواق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص ‪.462‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬التسولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.182‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬ميارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ -‬أبو علي سيدي لحسن بن رحال المعداني‪ :‬حاشية على شرح ميارة على تحفة الحكام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.314‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -‬ميارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ -‬ميارة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ -‬عبد السلم حادوش‪ :‬البيان والتحرير في التوليج والمحاباة والتصيير‪ ،‬مطبعة دار السلم ـ الرباط ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1999‬ـ ‪ ،2000‬ص ‪ 43‬وما‬ ‫‪11‬‬

‫بعدها ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إواذا كـان هـذا هـو شـأن شـهادة الطـبيب زمـن صـياغأة هـذه المصـنفات الفقهيـة‪ ،‬فيكـون مـن‬
‫بــاب الولــى قبــول الشــهادة الصــادرة عــن طــبيب اليــوم بإمكانيــاته ومعــارفه العلميــة الكــثر تطــو ار‬
‫ودقة‪ .‬ول يعيب قبول هذه الشــهادة كونهــا أصـبحت كتابيـة مــا دام المجتمــع نفســه قـد تحــول بشــكل‬
‫أصبح يستحيل معــه علـى الطـبيب أن ينتقـل كـل يــوم عـبر مختلـف محـاكم المملكــة‪ ،‬أو حــتى إلـى‬
‫المحكمة الواحدة ‪ ،‬ليشهد في كل قضية يحتاج فيها إلى رأيه في الثبات‪.‬‬

‫المطلب الثنناني ‪ :‬نطنناق القننوة الثباتيننة‬


‫للشهادة الطبية‬
‫إن موضوع الشهادة الطبية مـن حيـث المبـدأ هـو واقعـة صـحية تهـم الشـخص المفحـوص‪،‬‬
‫ل ــذلك يث ــار التس ــاؤل ع ــن نط ــاق الق ــوة الثباتي ــة الممك ــن منحه ــا له ــذه الش ــهادة سـ ـواء م ــن حي ــث‬
‫الموضوع متى تضمنت واقعة غأير طبية )الفقرة الولى(ا‪ ،‬أومــن حيــث الزمـن باعتبــار أن الصــحة‬
‫النسانية قابلة للتغير والتطور المستمر )الفقرة الثانية(ا‪.‬‬

‫الفقننرة الوألننى‪ :‬نطنناق القننوة الثباتيننة للشننهادة‬


‫الطبية‬
‫من حيث الموضوع‪.‬‬
‫تعتــبر الورقــة الرســمية حجــة قاطعــة فــي الثبــات إلــى أن يطعــن فيهــا بــالزور‪ ،‬بالنســبة لمــا‬
‫دون فيها من بيانات تتعلق بالمور التي قام بها محرر الورقة أو التي وقعت من ذوي الشــأن فــي‬
‫حضوره‪ ،‬غأير أنه حتى تثبت لهذه البيانات هذه الحجية فلبــد أن تكــون فــي حــدود مهمتــه‪ .1‬لــذلك‬
‫فإننــا نســتطيع أن نســتنتج بســهولة أنــه ل تثبــت الحجيــة بالنســبة للشــهادات الطبيــة الصــادرة عــن‬
‫أطباء القطاع العام بوصفها أوراقا رسمية‪ ،‬إل بالنسبة للوقائع ذات الطابع الطبي التي تتضمنها‪،‬‬
‫على اعتبار أنها وحدها التي تدخل في إطار مهمة الطبيب الذي حررها‪.‬‬
‫وأعتق ــد أن نف ــس الس ــتنتاج ينطب ــق أيض ــا عل ــى الش ــهادات الص ــادرة ع ــن أطب ــاء القط ــاع‬
‫الخــاص‪ ،‬رغأــم أنهــا ل تتمتــع بالصــفة الرســمية‪ ،‬بــالنظر إلــى أن هــذه الشــهادات إنمــا تســتمد قوتهــا‬

‫‪ -‬عبد الرزاق السنهوري‪ :‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.147‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪90‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الثباتيـة مـن صـفة محررهـا‪ ،‬أي مـن اختصاصـه كطـبيب‪ ،‬وبالتـالي ل ينبغـي أن تسـتفيد مـن هـذه‬
‫القوة بيانات غأير نابعة من هذه الصفة‪.‬‬
‫إن الخبير نفسه يمنــع عليــه‪ ،‬حسـب التعـديل الخيـر للفصــل التاسـع والخميســن مـن قـانون‬
‫المســطرة المدنيــة‪ ،1‬أن يجيــب علــى أي سـؤال يخــرج عــن اختصاصــه الفنــي ولــه علقــة بالقــانون‪،‬‬
‫بحيث يقتصر دوره على تقديم أجوبة محـددة وواضــحة علــى كــل واحـد مـن السـئلة الفنيـة‪ ،2‬ولعــل‬
‫من الممكن نقل نفس المقتضى إلى مجال الشهادة الطبية‪.3‬‬
‫لــذلك فقــد أكــد الــدكتور " رينيــي " علــى ضــرورة حصــر الطــبيب لهــذه الشــهادة فــي دورهــا‬
‫الطبي الخالص وعدم تضمينها أي توضيحات أو ملحظات غأير طبيــة‪ .4‬وهــذا يعنــي أنــه يتعيــن‬
‫عليــه أن ل يقبــل تص ـريحات المعنــي بــالمر إل بتحفــظ‪ ،‬إذ أنــه إذا كــان بإمكــانه ســرد أق ـوال هــذا‬
‫الخير‪ ،‬فل ينبغي له أن يشهد بها‪.5‬‬
‫وما دام القاضـي ل يلـزم بالخـذ بـرأي الخـبير المعيـن مـن لـدنه‪ ،‬بحيـث يبقـى لـه الحـق فـي‬
‫تعيين أي خبير آخر من أجل استيضاح الجوانب التقنية في النزاع‪ ،6‬فإنه يكــون مــن بــاب الولــى‬
‫أن ل يكــون ملزمــا بالخــذ بالشــهادة الطبيــة حــتى بالنســبة للوقــائع ذات الطــابع الطــبي‪ ،‬خصوصــا‬
‫‪7‬‬
‫وأن المجلــس العلــى قــد اعتــبر تقريــر الخــبرة فــي ق ـرار صــادر عنــه بتاريــخ ‪ 10‬مــارس ‪1999‬‬
‫عنص ار من عناصر الثبات التي تخضع للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع‪.‬‬

‫الفقننرة الثانيننة‪ :‬نطنناق القننوة الثباتيننة للشننهادة‬


‫الطبية‬
‫لـ ‪ 26‬ديسمبر ‪،2000‬‬ ‫‪ -‬قانون رقم ‪ 85.00‬كما صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.345‬الصادر في ‪ 29‬رمضان ‪ 1421‬الموافق‬ ‫‪1‬‬

‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4566‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬شوال ‪ 18) 1421‬يناير ‪(2001‬ا‪.‬‬
‫‪ - 2‬وفي نفس التجاه تنص المادة ‪ 47‬من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب في فقرتها الولى على أنه ‪:‬‬
‫" يجب على طبيب السنان الخبير عندما تسند إليه مهمته أن يمتنع عن القيام بها إذ اعتبر أن السئلة المطروحة عليه ل تدخل في نطاق التقنية الطبية‬
‫الصرفة" ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 66.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- REGNIER, Thèse precitée, p : 61.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- REGNIER, Thèse precitée, p : 62.‬‬
‫‪ -‬الفقرة الخيرة من الفصل ‪ 66‬من قانون المسطرة المدنية كما وقع تعديله بالقانون رقم ‪.85.00‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬قرار رقم ‪ 1179‬صادر عن القسم الثامن من الغرفة المدنية في الملف رقم ‪ ، 4000/93‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪ ،55‬يناير‬ ‫‪7‬‬

‫‪ ،2000‬ص ‪ 103‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫من حيث الزمن‬


‫إذا لم يحـدد القـانون أجل معينـا تفقـد الشـهادة الطبيـة قيمتهـا الثباتيـة بعـده‪ ،‬فـإن المبـدأ أن‬
‫ل يــترتب علــى مــرور الزمــن ســقوط الحــق فــي الثبــات بواســطتها‪ .‬لكــن إذا لــم يكــن الزمــن شــرط‬
‫صحة في الشهادة الطبية لعدم وجود مبرر للبطلن‪ ،‬فإنه شرط لمصداقيتها‪.1‬‬

‫إن القيم ــة الثباتي ــة للش ــهادة الطبي ــة تك ــون أك ــبر كلم ــا ك ــانت الف ــترة الفاص ــلة بي ــن تاري ــخ‬
‫إنشــائها وتاريــخ معاينــة الواقعــة المشــهودة بهــا أقصــر‪ ،‬ذلــك أن الشــهادة المســلمة بعــد أســابيع أو‬
‫شهور أو أعوام من معاينة الوقائع الساســية تبعـث علـى الشـك ولـو كــانت صـادقة‪ ،‬لنــه يصـعب‬
‫على الطبيب أن يحفــظ فـي ذاكرتــه حقيقــة واقعـة مــر عليهــا زمــن طويــل‪ ،‬ممـا يتعيــن معــه تضـمين‬
‫هذه الشهادة معلومات عن ظروف إنشائها‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالزمن‪.2‬‬

‫غأير أنه حتى إوان تم إنشاء الشهادة الطبية مباشـرة بعـد معاينــة الواقعـة المشــهود بهــا‪ ،‬فـإن‬
‫قيمتها الثباتية تكون محدودة في الزمن‪ ،‬باستثناء الحالت التي يكون فيها موضوع هذه الشهادة‬
‫هو إثبات إنجاز عمل مهني من لدن محررهــا‪ .‬ذلــك أن الشــهادة بالحالــة الصــحية لشــخص معيــن‬
‫ل يمك ــن أن تك ــون له ــا حجي ــة دائم ــة‪ ،‬عل ــى اعتب ــار أن الص ــحة النس ــانية تتمي ــز بط ــابع التغي ــر‬
‫والتطور المستمر‪ .‬وبالتالي فإن الشهادة الطبية ليست إل دليل على حالة صحية معينـة فـي فـترة‬
‫محددة‪ ،‬وليس في أخرى‪ ،‬إذ ل أحد يعلم ما إذا كانت هذه الحالة ستستمر إلى الغد أم ل‪.3‬‬

‫ل ــذلك ف ــإن الس ــتاذين "ميليني ــك" و" ميمط ــو"‪ 4‬يقترح ــان عن ــد تع ــارض ش ــهادتين طبي ــتين‬
‫متعلقتين بنفس الموضوع ترجيح الشهادة الطبية المحررة بعد آخر فحص‪ ،‬مــع افــتراض أن تاريــخ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 77.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , I bid.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit. , p : 78.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , I bid.‬‬

‫‪92‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الشهادة هو نفسه تاريـخ الفحـص عنـد عـدم تحديـد هـذا الخيـر‪ ،‬دون أن يعنـي ذلـك سـلب السـلطة‬
‫التقديرية للمحكمة بهذا الخصوص‪.1‬‬

‫المبحننث الثنناني‪ :‬موقننف القضنناء‬


‫المغربي من القيمة‬
‫الثباتية للشهادة‬
‫الطبية‬
‫يجــد القضــاء المغربــي نفســه يوميــا فــي مختلــف المـ ـواد‪ ،‬أمــام شـ ـواهد طبيــة مختلفــة‬
‫يطلب منه إبداء موقفه من قيمتها الثباتية للبث في الدعوى المعروضة عليه‪.‬‬
‫ففــي المــادة الجنائيــة يعتمــد القضــاء الواقــف علــى الشــهادات الطبيــة فــي تكييفــه لجريمــة‬
‫الضرب والجرح العمديين‪ ،2‬أو غأير العمديين‪ 3‬وهي المتابعة التي يتبناها القضاء الجالـس‬
‫في حكمه بالدانة‪ ،‬بل إن هذا الخير كـثي ار‪ 4‬مـا يعتـبر هـذه الشـهادات قرينـة علـى تبـادل الضـرب‬
‫والجرح عند إنكار المتهمين أمامه وفي محاضر الضابطة القضائية‪ ،‬مع انعدام الشهود‪.‬‬
‫‪ - 1‬لقد ذهب المجلس العلى في قرار صادر عنه تحت عدد ‪ 151‬بتاريخ ‪ 7‬محرم ‪ 1389‬الموافق لـ ‪ 26‬مارس ‪ 1969‬إلى أن "تعيين المحكمة خبرة‬
‫ثانية ل ينبئ عن عدم اقتناعها بالخبرة الولى ول العدول عنها‪ ،‬وهي غأير ملزمة بأخذ رأي الولى أو الثانية إذ لها كامل السلطة في تقرير قوة إثبات‬
‫للخبرة الولى التي عملت بها" )منشور بمجموعة ق اررات المجلس العلى في المادة المدنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الول ‪ ، 1982 – 1966‬ص ‪200‬‬
‫وما بعدها(ا‪ .‬كما أكد المجلس المذكور على نفس المبدأ في قرار حديث مؤرخ في ‪ 1997 – 07 – 15‬تحت عدد ‪ 478‬في الملف العقاري عدد‬
‫‪) 6185/92‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ‪ ،‬العدد ‪ ، 52‬ربيع الول ‪ 1419‬يوليوز ‪ ، 1998‬ص ‪ 108‬وما بعدها(ا ‪ .‬ورغأم أن هذين الق اررين‬
‫ل يتعلقان بخبرة طبية‪ ،‬فل أعتقد أن من شأن خاصية التطور والتغير التي تطبع الصحة النسانية أن تجعل القضاء المغربي يتنازل عن سلطته‬
‫التقديرية بهذا الخصوص‪.‬‬
‫‪ - 2‬عند تقديم شهادة طبية تتجاوز مدة العجز المحدد بها عشرين يوما فإن المتابعة تصبح على أساس الفصل ‪ 401‬من م‪.‬ق‪.‬ج بخلف الحالة التي ل‬
‫تتجاوز فيها مدة العجز المحدد في الشهادة ‪ 20‬يوما حيت تكون المتابعة على أساس الفصل ‪ 400‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ - 3‬عند تقديم شهادة طبية تتجاوز مدة العجز المحدد بها ‪ 6‬أيام‪ ،‬فإن المتابعة تنقل من إطار الفصل ‪ 609‬من م‪.‬ق‪.‬ج إلى إطار الفصل ‪ 434‬من‬
‫نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -‬انظر على سبيل المثال‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-‬حكم ابتدائية فاس صادر بتاريخ ‪ 1996 – 11 – 26‬في ملف جنحي تلبسي رقم ‪) 7115/1996‬غأير منشور(ا ‪ .‬جاء في حيتياته ‪ " :‬وحيث أنكر‬
‫المتهمان المنسوب إليهما في سائر المراحل موضحين أن كل واحد منهما كان ضحية اعتداء من طرف الخر ‪.‬‬
‫وحيث أن ادعاء كل واحد منهما تعرضه لعتداء من طرف الخر إوادلءه بشهادة طبية يشكل قرينة قوية على قيامهما بالمنسوب إليهما "‪.‬‬
‫‪-‬حكم ابتدائية فاس صادر بتاريخ ‪ 1996 – 10 – 30‬في ملف جنحي تلبسي رقم ‪) 1996 /5121‬غأير منشور(ا ‪.‬‬
‫)غأير منشور(ا‪.‬‬ ‫‪-‬حكم ابتدائية فاس عدد ‪ 1935‬صادر بتاريخ ‪ 1997 – 04 – 30‬في ملف جنحي تلبسي رقم ‪440/1997‬‬

‫‪93‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ويبقى هذا الموقف الخير محل نظر‪ ،‬على اعتبار أنه إن كــان مـن شـأن الشــهادة الطبيــة‬
‫أن تثبت تعرض شخص ما لعنف ترتبت عنه مدة عجز معينة ‪ ،‬فإنه ليس من شأن هـذه الشــهادة‬
‫أن تثبت أن شخصا محددا هو الذي عرضه لهذا العنف‪ .‬وبالتـالي فـإنه ل يصـح العتمـاد عليهـا‬
‫وحدها لدانة متهم لمجرد إدعاء المضرور بأنه المتسبب في العنف الذي تعرض له ‪.‬‬

‫كمــا أن المجلــس العلــى قــد رفــض عــن صـواب العتمــاد علــى الشــهادة الطبيــة مــن أجــل‬
‫إثبات جناية هتك عرض قاصرة بـالعنف‪ ،‬دون بيـان مضـمون هـذه الشـهادة وغأيـره مـن المعطيـات‬
‫التي من شأنها أن تؤدي منطقا وعقل إلى الدانة‪.1‬‬

‫وفــي مــادة ح ـوادث الشــغل يعتمــد القضــاء علــى الشــهادات الطبيــة فــي تحديــد مــدة العجــز‬
‫الكلي المؤقت ونسبة العجـز الجزئـي الـدائم العـالق بالضـحية عنـد صـرف النظـر عـن الخـبرة لعـدم‬
‫أداء أتعابهـا‪ ،2‬أو عنـد عـدم المنازعـة فـي هـذه الشـهادات مـن لـدن شـركة التـأمين‪ ،‬كمـا ذهبـت إلـى‬
‫ذلك المحكمة البتدائية بفاس أكثر من مرة‪ .3‬وكما يستفاد من مفهوم مخالفة القـرار الصــادر عــن‬
‫المجلس العلى بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر ‪ 1995‬الذي جــاء فــي حيتيــاته "وحيــث ثبــت صــدق مــا عــابته‬
‫الوســيلة علــى القـرار لن المحكمــة ردت طلــب إجـراء خــبرة طبيــة بكــون نســبة العجــز تتناســب مــع‬
‫الض ـرار الــتي بقيــت عالقــة بالضــحية اســتنادا للملــف الطــبي فــي حيــن أنــه ل توجــد ســوى شــهادة‬

‫‪ -‬القرار عدد ‪ 8178‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬دجنبر ‪ 1983‬في الملف الجنائي رقم ‪ ،12879‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى‪ ،‬العددان ‪– 35‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،36‬جمادى الثانية ‪ ،1405‬مارس ‪ ،1985‬ص ‪ 225‬وما بعدها‪.‬‬


‫جاء في حيثياته "وحيث أن هذا التعليل الذي استند على الشهادة الطبية من غأير أن يذكر شيئا مما جاء فيها وعلى كون اعترافه بكون الضحية كانت‬
‫عنده بالدكان داخلة وأن نفس الدكان معد للخياطة ل تؤدي منطقا وعقل إلى النتيجة التي انتهت إليها وبالتالي يكون حكما ناقص التعليل متعينا نقضه" ‪.‬‬
‫‪ -‬انظر على سبيل المثال‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬حكم ابتدائية فاس صادر بتاريخ ‪ 2001 – 03 – 13‬في الملف الجتماعي رقم ‪) 1006/10‬غأير منشور(ا‪.‬‬
‫‪ -‬حكم ابتدائية فاس عدد ‪ 576‬صادر بتاريخ ‪ 2001 – 02 – 20‬في الملف الجتماعي رقم ‪) 1310/00‬غأير منشور(ا‪.‬‬
‫)غأير منشور(ا‪.‬‬ ‫‪ -‬حكم ابتدائية فاس عدد ‪ 580‬صادر بتاريخ ‪ 2001 – 02– 20‬في الملف الجماعي رقم ‪1417/00‬‬
‫‪ -‬انظر على سبيل المثال ‪ :‬حكم ابتدائية فاس عدد ‪ 876‬صادر بتاريخ ‪ 2001 – 03 – 19‬في الملف الجتماعي رقم ‪) 1429/00‬غأير منشور(ا‬ ‫‪3‬‬

‫) غأير منشور (ا ‪.‬‬ ‫‪ -‬حكم ابتدائية فاس عدد ‪ 577‬صادر بتاريخ ‪ 2001 – 02 – 20‬في الملف الجتماعي رقم ‪،1311/00‬‬
‫) غأير منشور (ا ‪.‬‬ ‫‪ -‬حكم ابتدائية فاس عدد ‪ 577‬صادر بتاريخ ‪ 2001 – 02 – 12‬في الملف الجتماعي رقم ‪،1288/00‬‬
‫‪ -‬حكم ابتدائية صادر بتاريخ ‪ 05‬ـ ‪ 02‬ـ ‪ 2001‬في الملف الجتماعي رقم ‪ ) ، 1067/00‬غأير منشور (ا ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫طبيــة منــازع فيهــا صــادرة عــن الطــبيب المعالــج ولــم تــبرز المحكمــة الســاس الــذي اعتمــدته حيــن‬
‫اعتبرت أن الصابة ملئمة لنســبة العجــز فكـان قرارهــا فاســد التعليــل المـوازي لنعــدامه والمــوجب‬
‫للنقض"‪.1‬‬
‫أمــا فــي مــادة الحالــة المدنيــة فــإن القضــاء يرفــض الســتناد علــى الشــهادة الطبيــة المحــددة‬
‫لســن الشــخص لجــل الســتجابة لطلــب إصــلح تاريــخ ازديــاده "لنهــا عــادة مــا تــرد علــى وجــه‬
‫التقريب فقط ول تتضمن السن بالضبط بالضافة إلى أنها تتضمن ما صـرح بـه طالبهـا ول تعتمـد‬
‫علـى معطيـات علميـة دقيقـة فـي تحديـد السـن"‪ ،2‬إوانمـا تقـوم "علـى المعاينـة الماديـة الظاهريـة فقـط‬
‫وهــي ل تكفــي لثبــات ســن الشــخص المعــاين خصوصــا وأن عــددا مــن الشــخاص قــد ل تظهــر‬
‫ســنهم الحقيقيــة عنــد الطلع علــى مظــاهرهم الخارجيــة"‪ ،3‬لــذلك فــإنه "ل يثبــت الخطــأ فــي ســجل‬
‫الحالة المدنية بشهادة طبية غأير مثبتة لواقعة الولدة"‪.4‬‬
‫لكن الشكال يثار في المادتين المدنية والشرعية‪ ،‬عندما يكون علــى القضــاء إبــداء مــوقفه‬
‫من حجية الشهادة الطبية في إثبـات الحالـة الصـحية للمتعاقـد )المطلـب الول(ا وفـي إثبـات ونفـي‬
‫النسب )المطلب الثاني(ا إذ نجد أنفسنا أمام اتجاه قضائي جدير بالتحليل والمناقشة‪.‬‬

‫المطلب الوأل ‪ :‬موقف القضاء المغربنني‬


‫من حجية الشهادة الطبية في إثبات‬
‫الحالة الصحية‬
‫للمتعاقد‬
‫ســنعمد إلــى عــرض موقــف القضــاء المغربــي مــن حجيــة الشــهادة الطبيــة فــي إثبــات الحالــة‬
‫الصحية للمتعاقد )الفقرة الولى(ا‪ ،‬قبل أن نحاول مناقشته )الفقرة الثانية(ا‪.‬‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 1218‬في الملف الجتماعي عدد ‪ ،8771/92‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى‪ ،‬العدد ‪ 49‬ـ ‪ ،50‬ربيع الول ‪1418‬هـ الموافق‬ ‫‪1‬‬

‫يوليوز ‪1997‬م‪ ،‬ص ‪ 113‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة الستئناف بفاس تحت رقم ‪ 1534/87‬بتاريخ ‪ 02‬ـ ‪ 08‬ـ ‪ 1997‬في الملف رقم ‪) .684/87‬غأير منشور(ا‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬قرار صادر من محكمة الستئناف بفاس تحت رقم ‪ 396/92‬بتاريخ ‪ 09‬ـ ‪ 03‬ـ ‪ 1992‬في الملف رقم ‪) .1372/91‬غأير منشور(ا‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬قرار صادر عن المجلس العلى بتاريخ ‪ 1987 – 10 – 28‬تحت عدد ‪ 2391‬في الملف المدني عدد ‪) 93/85‬غأير منشور(ا‪ ،‬ذكره الدكتور‬ ‫‪4‬‬

‫متيوي مشكوري‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 282‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬عرض موقننف القضنناء المغربنني‬


‫من حجية الشهادة‬
‫الطبية في إثبات الحالة الصحية‬
‫للمتعاقد‬
‫يعتـ ــبر المـ ــرض مسـ ــألة واقـ ــع يمكـ ــن إثباتهـ ــا بكافـ ــة وسـ ــائل الثبـ ــات‪ ،1‬كمـ ــا تعتـ ــبر‬
‫خطــورته وتــأثيره علــى الرادة مســألة تقنيــة تتطلــب رأي شــخص متخصــص فــي الستشــفاء‬
‫ومعرفـ ــة الـ ــداء وأثـ ـره علـ ــى تصـ ـرفات المريـ ــض‪ ،2‬لـ ــذلك يكـ ــون طبيعيـ ــا أن ل يـ ــتردد القضـ ــاء‬
‫المغربي في العتماد على الشهادات الطبية لثبـات الحالـة الصحيـة‬
‫للمتعاقد الذي لم يشهد العدلن بأتميته‪ ،3‬دون أن يتخلـى هـذا القضــاء بــالطبع عـن سـلطته‬
‫في مراقبة مدى توافر المرض المشهود به على الشروط المتطلبة لترتيب آثاره‪.4‬‬

‫‪ -‬أحمد ادريوش‪ :‬أثر المرض على عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد السلم حادوش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 51 :‬‬


‫‪ -‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج‪ ، 4 :‬ص ‪ 221 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫)غأير منشور(ا‪.‬‬ ‫‪ -‬قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم ‪ 7458‬بتاريخ ‪ 1999 – 10 – 12‬في الملف العقاري رقم ‪787/1999‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬انظر بهذا الخصوص ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)غأير منشور(ا‪ ،‬جاء في‬ ‫‪-‬قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم ‪ 3709‬بتاريخ ‪ 1999 – 05 – 04‬في الملف العقاري ‪3053/1998‬‬
‫حيثياته "وحيث أن عقود الهبة المطعون فيها لم تتضمن إلى صحة الواهب ولم تفرغ في إشهاد رسمي‪.‬‬
‫وحيث ثبت من التقرير الطبي… والشواهد الطبية المرفقة بالملف أن الهالك ع‪.‬ب اشتد حاله تطلب عدة استشفاءات… بسبب تشمع الكبد والرئة والقلب‬
‫والسكري أثر على إرادته‪.‬‬
‫وحيث أن مرض تشمع الكبد الخطير المقترن بمرض القلب والسكري يعد مرضا مخوفا يغلب فيه الموت حسبما هو ثابت من الشواهد الطبية المرفقة‬
‫بالملف"‪.‬‬
‫)غأير منشور(ا جاء في حيثياته‬ ‫‪-‬قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم ‪ 4537‬بتاريخ ‪ 1999– 05 – 25‬في الملف العقاري رقم ‪6181/1998‬‬
‫"وحيث ثبت من الشواهد الطبية المرفقة بالملف أن البائعة المذكورة مصابة منذ سنة ‪ 1991‬بمرض السرطان بالثدي اليسر تسبب في تلفيف الرئة‬
‫اليسرى وأزمات نفسية‪.‬‬
‫وحيث أن مرض السرطان وآثاره من المراض التي يحكم عليها طبيا بالمراض المخيفة"‪.‬‬
‫)غأير منشور(ا‬ ‫‪ -‬قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم ‪ 5738‬بتاريخ ‪ 1997 – 07 – 29‬في الملف العقاري رقم ‪4644/96‬‬
‫‪-‬حكم المحكمة البتدائية بالرباط رقم ‪ 5921‬بتاريخ ‪ 89 – 12 – 10‬في الملف رقم ‪ ،433/88‬منشور بمجلة رسالة المحاماة‪ ،‬العدد ‪ – 15‬أكتوبر‬
‫‪ ،2000‬ص ‪ 147‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬انظر بهذا الخصوص‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)غأير منشور(ا‪ .‬جاء فيه أن‬ ‫‪ -‬قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم ‪ 43‬بتاريخ ‪ 2001 – 01 – 25‬في الملف العقاري رقم ‪6415/2000/6‬‬
‫كل ما يستخلص من الملف الطبي هو "بلوغ الهالك ‪ 86‬سنة إواصابته باضطرابات ارتأى الطبيب المعالج معها صرف النظر عن إخضاعه للعملية‬
‫الجراحية علقة بالكسر الذي تعرض له وهي معطيات ل يمكن أن تعكس الحالة المرضية المولدة للخوف من قرب الجل الذي من شأنه أن يطرح مع‬

‫‪96‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وعليــه فقــد جــاء فــي قـ ـرار للمجلــس العلــى بتاريــخ ‪ 29‬أكتــوبر ‪" 1997‬وحيــث إنــه بمــا‬
‫لقضاة الموضوع من سلطة تامة في تقدير قيمــة الحجـج المعروضـة عليهـم دون رقابـة عليهــم مــن‬
‫طــرف المجلــس العلــى‪ ،‬إذ لــم ينــع عليهــم أي تحريــف لهــا‪ ،‬وفــي إطــار هــذه الســلطة فــإن قضــاة‬
‫النازلة بعدما تفحصوا الحجج المعروضة عليهم من الطرفين تأكد لهـم مـن خلل الشـهادتين غأيـر‬
‫المنازع في صحتهما‪ ،‬أن الهالك كان مصــابا بمــرض تشــمع الكبــد والنزيــف الهضــمي وهــو مــرض‬
‫مخوف وقاتل ويعتبر مرض موت"‪.1‬‬
‫لكــن الشــكال يثــار فــي الحالــة الــتي تتعــارض فيهــا الشــهادة الطبيــة بــالمرض مــع شــهادة‬
‫الع ــدلين بالتميــة‪ .‬ذل ــك أن ــه ف ــي الــوقت ال ــذي ذه ــب فيــه اتج ــاه أول إلــى اعتبــار أتميــة المتعاقــد‬
‫المشهود بها من لدن العدلين حجة قاطعة على صحته ل يمكــن إثبــات عكســها‪ ،‬ذهـب اتجــاه ثـان‬
‫إلى تأكيد حجية الشهادة الطبية في إثبات المرض‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬التجنناه المرجننح لشننهادة العنندلين بأتميننة‬


‫المتعاقد على الشهادة الطبية بمرضه‬

‫باقي الشروط قابلية التصرف للبطال"‪.‬‬


‫‪ -‬قرار محكمة الستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 1997 – 07 – 29‬في الملف العقاري رقم ‪) 5925/1996‬غأير منشور(ا‬
‫جاء في إحدى حيثياته أن "الشواهد الطبية ل تثبت أن المرض الخطير شل رضى الهالكة وقت التعاقد وتوفيت من جراء ذلك… مما يجعل الطلب غأير‬
‫مرفق بالوثائق الكافية"‪.‬‬
‫‪-‬حكم ابتدائية فاس رقم ‪ 99‬بتاريخ ‪ 1999 – 03 – 25‬في الملف رقم ‪) 78/96 – 200 – 610‬غأير منشور(ا‬
‫جاء في إحدى حيثياته "أن تلك الشواهد ولئن كانت تفيد تلقي الهالك للعلج بمستشفى المراض العقلية فإنها ل تفيد بقطع أن تلك الحالة المرضية يفقد‬
‫معها المريض قدراته العقلية سواء بشكل متقطع أو دائم… مما يجعل الشواهد المدلى بها غأير ذي اعتبار في الملف" ‪.‬‬
‫‪ -‬القرار عدد ‪ 6742‬في الملف المدني عدد ‪ ،4725/93‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى عدد ‪ ،55‬يناير ‪ ،2000‬ص ‪ 432‬وما بعدها‪ ،‬مع‬ ‫‪1‬‬

‫تعليق للستاذ محمد بلعياشي‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ذهب المجلس العلى في مجموعة من ق ارراته إلى اعتبار شهادة العدلين "بالتميــة" الــتي‬
‫تعني بالنسبة إليه "الطوع والرشــد وصـحة العقــل والبــدن"‪ ،1‬حجـة رســمية علــى أن المتعاقـد لــم يكــن‬
‫وقت الشهاد مريضا‪ .‬ول يمكن إثبات عكسها‪ 2‬بالشهادات الطبية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فقد اعتبر هذا المجلس في قرار صادر عن الغرفة المدنية بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪1994‬‬
‫أن التنصــيص فــي عقــد الــبيع علــى التميــة كــاف لصــحته‪ ،‬مؤيــدا بــذلك ق ـرار محكمــة الســتئناف‬
‫بتــازة الــتي عللتــه "بــأنه مــا دام عقــد الــبيع يتضــمن شــهادة عــدليه علــى البــائع بالتميــة فــإن واقعــة‬
‫مــرض المــوت تبقــى منتفيــة"‪ ،‬وذلــك رغأــم أن الحكــم البتــدائي كــان قــد أبطــل الــبيع اعتمــادا علــى‬
‫شهادة طبية‪.‬‬
‫وفــي ق ـرار آخــر صــادر بتاريــخ ‪ 28‬مــارس ‪ 41995‬اعتــبر المجلــس العلــى أن الشــهاد‬
‫على المتصدق بالتمية كاف في صحة عقد الصدقة‪.‬‬
‫ونجـد نفـس التـوجه فـي قـرار آخـر صـادر عـن القسـم الول مـن الغرفـة المدنيـة بتاريـخ ‪21‬‬
‫نونبر ‪ 51995‬جاء في حيثياته "أن الثابت من عقد البيع أن العــدلين شـهدا بأتميــة البـائع وأن مـن‬
‫المقرر فقها أن التمية تعني الطــوع والرشــد وصــحة العقــل والبــدن… ولــذلك فـإن المحكمــة عنــدما‬
‫اعتمدت في قضـائها بفسـخ عقـد الـبيع علـى مقارنـة تاريـخ المـرض والخـروج مـن المستشـفى ووفـاة‬
‫البائع ذاكرة أن الشهادة الطبيــة مؤرخــة فـي ‪- 4 – 1‬ـ ‪ 1987‬وأن الــبيع وقــع بتاريــخ ‪– 2 – 5‬‬

‫‪ -‬انظر‪ - :‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 2567‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪ 1994‬في الملف المدني ‪ ،88987‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫عدد ‪ ،48‬يناير ‪ ،1996‬ص ‪ 67‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 3112‬بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ 1995‬في الملف المدني عدد ‪ ،2059/94‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى عدد ‪– 49‬‬
‫‪ 50‬يوليوز ‪ ،1997‬ص ‪ 27‬وما بعدها‪.‬‬
‫وقد تبنى قضاء الموضوع نفس المفهوم ‪ ،‬كما هو شأن القرار الستئنافي عدد ‪ 107‬الصادر عن محكمة الستئناف بطنجة بتاريخ ‪ 1987 4 – 2‬في‬
‫الملف عدد ‪ .69/87/2‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪ ،51‬شتنبر أكتوبر ‪ ،1987‬ص ‪ 67‬وما بعدها‪ ،‬مع تعليق للدكتور أحمد الخمليشي ‪.‬‬
‫كما نجد هذا المفهوم عند الفقه أيضا ‪ :‬أبو الشتاء بن الحسن الغازي الحسيني ‪ ،‬التدريب على تحرير الوثائق العدلية‪ ،‬علق عليه أحمد الغازي الحسيني‪،‬‬
‫مطبعة المنية الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1415‬هـ – ‪1995‬م‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -‬هذا التعبير هو لقرار المجلس العلى عدد ‪ 809‬الصادر بتاريخ ‪1982 – 12 – 25‬في الملف المدني ‪ ،47497‬منشور بمجموعة ق اررات‬ ‫‪2‬‬

‫المجلس العلى في المادة المدنية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 25‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬القرار ‪ 2567‬في الملف المدني ‪ ،88987‬سبقت الشارة إليه في الهامش رقم ‪ 2‬من هذه الصفحة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬القرار ‪ 664‬في الملف العقاري ‪ ،906784‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى‪ ،‬العدد ‪ ،47‬يوليوز ‪ ،1995‬ص ‪ 127‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬القرار عدد ‪ 3112‬في الملف المدني عدد ‪ ،2059/94‬سبقت الشارة إليه في الهامش رقم ‪ 2‬من الصفحة السابقة ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪98‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ 1983‬وأن الوفـاة وقعـت يـوم ‪ 1983 – 02 – 09‬مسـتنتجة مـن ذلـك أنـه ل دليـل علـى قيامه‬
‫من المرض إوال فل داعي لمكـوثه بالمستشـفى يــومين كــاملين فإنهـا لــم تركــز قرارهـا علـى السـس‬
‫القانونية والفقهية المذكورة أعله ولم تعلله تعليل صحيحا مما يعرضه للنقض"‪.‬‬
‫وقــد سـارت مجموعــة مــن محــاكم الموضــوع فــي نفــس التجــاه‪ ،‬فقــد جــاء فــي قـرار لمحكمــة‬
‫الســتئناف بالجديــدة أن " العمـل القضـائي يعتــبر الرســم المشــهود فيــه بالتميـة حجـة رســمية علــى‬
‫أن البــائع لــم يكــن وقــت الشــهاد مريضــا مــرض المــوت… وادعــاء عــدم صــدور الــبيع مــن الهالــك‬
‫بسبب مرضه الــذي كــان مـن أجلـه يعالــج بالمستشــفى يسـتدعي زوريـة العقــد والمســتأنف عليهـم لـم‬
‫يسلكو مسطرة الطعن بالزور"‪.1‬‬
‫وجــاء فــي قـرار لمحكمــة الســتئناف بم اركــش‪" :‬إن رســم التصــيير وصــف الهالــك بالتميــة‬
‫وبأنهــا فــي حالــة صــحية جيــدة… وقــد ورد فــي قـرار المجلــس العلــى عــدد ‪ 809‬الصــادر بتاريــخ‬
‫‪ 1982 – 12 – 25‬بأن شهادة العدلين بالتمية على المشهود عليه حجة رسمية علــى أنــه لــم‬
‫يكن وقت الشهاد مريضا مرض الموت"‪.2‬‬

‫وج ــاء ف ــي قـ ـرار لمحكم ــة الس ــتئناف بالرب ــاط بتاري ــخ ‪" 1998 – 7 – 14‬وحي ــث إن‬
‫الشــهادة الطبيــة المتمســك بهــا مــن لــدن المــدعين المؤرخــة فــي ‪ 1994 – 10 – 25‬ل تكفــي‬
‫لوصــف المــرض الــذي مــات منــه الهالــك ك ع مخوفــا واتصــاله بــه لمــدة ل تزيــد عــن ســنة واحــدة‬
‫ســيما وأن عقــد الهبــة المطعــون فيــه يشــهد أن هــذا ال ـواهب كــان بــأتمه جســما وطوعــا وعقل وقــت‬
‫إب ارمــه"‪ .3‬كمــا عللــت نفــس المحكمــة تأييــد حكــم ابتــدائي رفــض إبطــال عقــد بيــع للمــرض بــأن عقــد‬
‫البيع المطعون فيه يشهد بالتمية لطرفيه التي تفيد الطوع والرشد والصحة"‪.4‬‬

‫‪ -‬قرار ‪ 594‬بتاريخ ‪ ،1983 – 12 – 12‬غأير منشور‪ .‬ذكره الدكتور أحمد ادريوش ‪ :‬أثر المرض على عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬قرار بتاريخ ‪ 1985 – 02 – 06‬ملف عدد ‪ ، 84.986‬غأير منشور‪ .‬ذكره الدكتور أحمد ادريوش‪ :‬أثـر المـرض علـى عقد الـبيع‪ ،‬مرجـع سـابق ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.81‬‬
‫‪ -‬قرار رقم ‪ 5285‬في الملف العقاري رقم ‪) 286/1994/7‬غأير منشور(ا‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)غأير منشور(ا‪.‬‬ ‫‪ -‬قرار محكمة الستئناف بالرباط رقم ‪ 4458‬بتاريخ ‪ 2000 – 06 – 20‬في الملف رقم ‪1999 /6443‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪99‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫كم ــا ج ــاء ف ــي قـ ـرار لمحكم ــة الس ــتئناف بف ــاس بتاري ــخ ‪ 20‬دجن ــبر ‪" 52000‬حي ــث أن ــه‬
‫وخلفــا لمــا أثــاره المســتأنفان فــإن والــدهما المرحــوم م‪.‬إ‪ .‬كــان كامــل الهليــة وتــام الدراك والتمييــز‬
‫ولــم يكــن بــه أي عيــب مــن عيــوب الرضــى بــدليل التنصــيص فــي عقــد الشـراء عــدد… وكــذا رســم‬
‫الصدقة عدد… على أتميته ومن المعلوم أن الشـهاد عليــه بالتميــة يضـفي علـى تصـرفاته أثنـاء‬
‫التعاقد صبغة الشرعية ول ينال من هـذه التميــة مــا أدلـى بـه المســتأنفان مـن شـواهد طبيــة وعدليــة‬
‫تعضيدا لدعائهما"‪.‬‬

‫‪ -‬قـرار محكمـة الســتئناف بفـاس رقـم ‪ ،351‬صـدر بتاريـخ ‪ 23‬رمضـان ‪ 1481‬موافـق ‪ 20‬ـ ‪ 12‬ـ ‪ 2000‬فـي الملـف العقـاري رقـم ‪) .258/99‬غأيـر‬ ‫‪5‬‬

‫منشور(ا‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ثانيا ‪ :‬التجاه المؤكد لحجية الشهادة الطبية فنني‬


‫إثبات مرض المتعاقد‬

‫فــي الـوقت الــذي كــان فيـه التجــاه السـائد فــي القضـاء المغربـي هــو ترجيـح شــهادة العـدلين‬
‫بالتمي ــة عل ــى الش ــهادة الطبي ــة ب ــالمرض‪ ،‬ذهب ــت الغرف ــة المدني ــة ب ــالمجلس العل ــى عك ــس ه ــذا‬
‫التجاه في قرارها المؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ 1987‬وهي ثبت في قضية تتعلق بالغبن بسبب الجهل‬
‫حيــن اســتدل مــدعيه بكــونه كــان خلل إبـرام العقــد تنتــابه حــالت مرضــية تــؤثر علــى قـواه العقليــة‪،‬‬
‫لكن خصمه استدل عليه بعقد البيع المحرر في ورقة رســمية شــهد فيهـا العــدلن بــأنه كـان "بـأتمه"‬
‫وأي ــدته عل ــى ذل ــك محكم ــة الس ــتئناف بف ــاس بقوله ــا "ادع ــاء الب ــائع ب ــأنه ك ــان وق ــت ال ــبيع تنت ــابه‬
‫اضطرابات في قواه العقلية ومـا اسـتظهر بـه للتــدليل علــى ذلــك مــن شــهادة طبيـة يدحضـه مـا وقــع‬
‫عليــه مــن إشــهاد بــالبيع وهــو بــأتمه كمــا يســتفاد ذلــك مــن عبــارة العقــد الرســمي"‪ .‬وهــو القـرار الــذي‬
‫نقضه المجلس العلى وقــد علــل ذلــك بقــوله "حيــث تـبين أن الطــاعن )البــائع(ا أدلـى بشـهادة طبيــة‬
‫من مستشفى الدولة وهي غأيــر مطعــون فيهــا بـأي مطعــن تثبــت أنــه كــان وقـت الــبيع يتلقــى العلج‬
‫بالمستشــفى عــن اضــطرابات عقليــة إثــر صــدمة أحــس بهــا كمــا تــبين أنــه كــان وقــت الــبيع تحــت‬
‫العلج فإن استبعاد القرار لما تضمنته الشهادة الطبيـة اسـتنادا لمـا هـو مـذكور فـي عقـد الـبيع مـن‬
‫قوله « وهو بـأتمه »مـع أن العـدول عنـدما يشـهدون بالتميـة إنمـا يسـتندون إلـى حالـة المتعاقـدين‬
‫الظاهرة لهما ويتركون ما خفي منها إلى من له الطلع الكامل علــى أحوالهمــا دون أن يــبرز بمــا‬
‫فيه الكفاية السباب التي جعلته ل يعتبر تلك الشهادة يجعله معرضا للنقض"‪.1‬‬
‫ونلمس هذا التجاه أيضا‪ ،‬لكـن بشـكل أقـل وضـوحا وحـدة‪ ،‬فـي قـرار صـادر عـن المجلـس‬
‫العلى بتاريخ ‪ 1990 – 04 – 04‬لم يعتد بالوثيقة الرسمية المشهود فيها بأهلية البائع وقدرته‬
‫التامــة علــى التصــرف‪ ،‬إذ أبطــل الــبيع اســتنادا علــى أنــه "ل يشــترط لبطــال العقــد… أن يكــون‬
‫الشــخص المريــض فاقــد الــوعي بــل يكفــي أن تكــون إرادتــه معيبــة بســبب المــرض"‪ .2‬كمــا نلمســه‬

‫‪ -‬قرار ‪ 337‬في الملف المدني عـدد ‪ ،95518‬غأيـر منشــور‪ ،‬ذكـره الـدكتور أحمـد ادريـوش‪ :‬أثـر المـرض علـى عقد الـبيع‪ ،‬مرجـع سـابق‪ ،‬ص ‪ 83‬ومـا‬ ‫‪1‬‬

‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬قرار المجلس العلى الصادر بتاريخ ‪ 1990 – 04 – 04‬في الملف المدني عدد ‪ ،134/87‬منشور بمجلة الشعاع‪ ،‬العدد الحادي عشر ‪ ،‬السنة‬ ‫‪2‬‬

‫السابعة ‪ ،‬يناير ‪ ، 1995‬ص ‪ 139‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أيضــا فــي ق ـرار لنفــس المجلــس بتاريــخ ‪ 5‬مــايو ‪ ،1993‬فــي قضــية تتعلــق بــالطلق فــي مــرض‬
‫الموت‪ ،‬استند على الشهادات الطبية المثبتة لصابة الزوج بمرض السرطان لعتبار الطلق قــد‬
‫وقع منه في حالة مرض الموت رغأم نص شهادة العدلين على كونه كان يمشـي علـى قـدميه وتــام‬
‫الدراك والتمييز وذلك بعلة " أن مرض السرطان الــذي كــان مصـابا بــه الهالـك والمثبـت بالشـهادة‬
‫اللفيفية والشواهد الطبية ل يمنع من تمام الدراك والتمييز لشخص المصاب به"‪.1‬‬
‫وقــد سـار المجلــس العلــى فــي ق ارريــن حــديثين علــى هــذا التــوجه المخفــف مــن حــدة حجيــة‬
‫شهادة العدلين بالتمية في إثبات الصحة‪ ،‬حتى ل نقول المؤكد لحجية الشهادة الطبية في إثبــات‬
‫المرض‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫القـ ـرار الول صــدر عــن غأرفــة الحـ ـوال الشخصــية والميـ ـراث بتاريــخ ‪ 7‬أكتــوبر ‪1997‬‬
‫اعتبر الصدقة منجزة في مرض الموت رغأم أنها تمت بمقتضى رسم عدلي تضمن أن المتصــدق‬
‫كان وقت الشهاد صحيح العقل والميز والدراك وبـأتمه‪ ،‬مسـاي ار بـذلك موقـف القاضـي البتـدائي‬
‫الذي ثبت له مرض الموت من الشواهد الطبية ومن الق ارئــن ولكــون المتصـدق تــوفي بعـد الصــدقة‬
‫بأقل من شهر‪.‬‬
‫أمــا القـ ـرار الثــاني فقــد صــدر عــن الغرفــة الشــرعية بتاريــخ ‪ 9‬مــارس ‪ 31999‬فــي قضــية‬
‫تتعلــق بــزوج تصــدق لزوجتــه بمنــزل‪ ،‬فتقــدم بــاقي ورثتــه بعــد وفــاته بمقــال ضــدها أمــام المحكمــة‬
‫البتدائية بأكادير يلتمسون بمقتضاه الحكم بإبطال رسم الصدقة لكونها صدرت من موروثهم فــي‬
‫مــرض المــوت‪ ،‬وأدلــو تأييــدا لطلبهــم بشــهادة طبيــة‪ ،‬فأجــابت المــدعى عليهــا بــأن المتصــدق كــان‬
‫صــحيح العقــل وتــام الميــز والدراك أثنــاء الصــدقة وأن هــذه الوثيقــة تعتــبر رســمية ل يمكــن الطعــن‬
‫فيهـا إل بـالزور فرفضـت المحكمـة البتدائيـة الطلـب‪ ،‬غأيـر أن محكمـة السـتئناف قضـت بإبطـال‬

‫‪ -‬قرار صادر عن غأرفة الحوال الشخصية والميراث تحت عدد ‪ 392‬في ملف إعادة النظرعدد ‪ ،5096/90‬منشور بمجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬عدد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،71‬ص ‪ 68‬وما بعدها‪.‬‬


‫يوليوز ‪ ،1998‬ص ‪ 120‬وما‬ ‫‪ -‬القرار عدد ‪ 620‬في الملف العقاري عدد ‪ .5269/93‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى‪ ،‬عدد ‪، 52‬‬ ‫‪2‬‬

‫بعدها‪.‬‬
‫يناير ‪ ، 2000‬ص ‪ 127‬وما‬ ‫‪ -‬القرار عدد ‪ 112/90‬في الملف الشرعي عدد ‪ ،550/96‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى ‪ ،‬عدد ‪، 55‬‬ ‫‪3‬‬

‫بعدها‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫عقد الصدقة‪ .‬وقـد طعنـت الزوجـة فـي هـذا القـرار السـتئنافي بـالنقض مؤكـدة أنهـا واجهـت دعـوى‬
‫الخصــوم برســم الصــدقة ولفيــف العقــل والتمييــز المتضــمنين للتميــة وأن المحكمــة لــم تجــب علــى‬
‫دفعها رغأم أنها وثائق رسمية‪ ،‬فأجاب المجلــس العلــى بــأن " المحكمــة اســتندت فــي تعليــل قرارهــا‬
‫على شهادة عدلي الصدقة الذين عاينا المتصدق أثناء الشـهاد عليـه وهـو فـي حال مـرض ألزمـه‬
‫الفراش وهو معه صحيح العقل تام التمييز والدراك‪ ،‬وعلى اللفيف… وعلى الشواهد الطبية التي‬
‫أكــدت أن الهالــك كــان يعــاني مــن تكتليــن كــبيرين لــورم علــى مســتوى المتانــة ول وجــود لي علج‬
‫طــبي لــه… ولــم تنــف الطاعنــة إصــابة زوجهــا بمــرض الســرطان وانتهــت فــي تعليلهــا إلــى أنــه ل‬
‫يشترط لبطال العقد الصادر من المريض مرض الموت أن يكون الشخص فاقد الوعي بل يكفي‬
‫أن تكون إرادته معيبة بسبب المرض‪ ،‬وقد شاهدها عدل الصدقة بمنــزل المريــض‪ ،‬المــرض الــذي‬
‫قطــع الطبــاء بعــدم رجــاء الــبرء منــه ممــا يجعــل المتصــدق غأيــر حــر فــي إرادتــه ويســتوجب إبطــال‬
‫التصرف الصادر منه‪ ،‬والذي مات بعده بأشهر يسيرة ‪ .‬المر الذي كان معه القرار مرتك از علــى‬
‫أساس‪ ،‬ومعلل بما فيه الكفاية وما عابت به الوسيلة القرار غأير جدير بالعتبار"‪.‬‬

‫وقد كانت محكمة الستئناف بمراكش أكثر جرأة ودقة في هذا المجال‪ ،‬فقــد جــاء فــي قـرار‬
‫صــادر عنهــا بتاريــخ ‪"1997– 02 – 04‬وحيــث إن العــبرة بالتميــة هــو المعمــول بــه قضــاءا‬
‫اعتمــادا علــى قــول الشــيخ خليــل )وحجــر علــى مريــض حكــم الطــب بكــثر المــوت منــه(ا وهــو نفــس‬
‫تعريــف التســولي )ج ‪ ،2‬ص ‪ 240‬فــي بــاب الصــدقة والهبــة(ا و)م ـراده بمــرض المــوت المخــوف‬
‫الــذي حكــم أهــل الطــب بكــثرة المــوت منــه ثــم أضــاف‪ :‬وفهــم ممــا مــر أنهــا ل تقبــل فيــه إل شــهادة‬
‫الطباء العارفين بالمخوف من غأيره‪ ،‬ول تقبل فيه شهادة غأيرهم(ا‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وقول المتحف كقاعدة عامة في العيوب‪:‬‬


‫العيـوب كلهـا ل تعتبـر *** إل بقـول مـن له بهـا بصر‬

‫وحيــث إن تحقيــق آثــار المعــاملت ل يتــأتى إل بســلمة إرادة العاقــد مــا دام عــدم ســلمتها‬
‫يكون عيبا يحول دون تحقيق الثار المذكورة‪.‬‬

‫وحيـ ــث إنـ ــه بـ ــالرجوع إلـ ــى الملـ ــف الطـ ــبي وخاصـ ــة الخـ ــبرة المنج ـ ـزة مـ ــن طـ ــرف الخـ ــبير‬
‫المحلــف… نجــد أنهــا تتضــمن الم ارحــل الــتي عــانى فيهــا المريــض مــن مــرض الســرطان ومحاولــة‬
‫علجه بالعمليات الجراحية التي خضع لها والتي لم تفض سوى إلى تردي حالته الصحية العامة‬
‫ووعيه فأصبح عاج از عن القيام بأي إجراء إرادي في السابيع واليام التي سبقت تاريخ وفاته‪.‬‬

‫وحيــث أصــبح أمــام المحكمــة دليلن همــا شــهادة العــدلين بالتميــة وشــهادة أهــل المعرفــة‬
‫والبصر في ميدان الطب مما يتعين معه إعمال قاعدة ترجيح الدلة‪.‬‬
‫وحيث إن العدلين عندما شهدا بالتمية شهدا بها استنادا على الحالة الظاهرة لنهما غأير‬
‫مــؤهلين بــأن يشــهدا بــأن البــائع كــان صــحيحا أو مريضــا ول أن يحــددا مــا إذا كانــا مرضــه منــذ ار‬
‫بالموت أم ل وغأير مؤهلين للوقوف على جميع أعـراض المــرض ومــدى تأثيرهـا علــى إرادتــه الــتي‬
‫اكتفى الشرع باعتبارها معيبة بمجرد التأكد طبيا من كون المرض مخوفا‪.‬‬
‫ولذلك فإن شهادة الطبيب تعـد إثباتــا للعكـس لكــونه صـاحب الختصــاص والمعرفـة بحالـة‬
‫المتعاقد خاصة وأن هذا الشهاد الطبي لم يوجه إليه أي طعن من طرف المستأنف عليه"‪. 1‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة الستئناف بمراكش عدد ‪ 122‬في الملف العقاري رقم ‪ 2761‬بتاريخ ‪ .1997 – 02 – 04‬منشور بمجلة المحامي ‪ ،‬عدد ‪ ، 34‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 212‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مناقشة موقف القضاء المغربنني‬


‫من حجية‬
‫الشهادة الطبية في إثبات الحالة الصحية‬
‫للمتقاعد‬
‫إذا كـ ــان اعتمـ ــاد القضـ ــاء المغربـ ــي علـ ــى الشـ ــهادة الطبيـ ــة فـ ــي إثبـ ــات الحالـ ــة الصـ ــحيحة‬
‫للمتعاقــد الــذي لــم يشــهد العــدلن بــأتميته أمــر منطقــي‪ ،‬باعتبــار أن المــرض واقعــة ماديــة يجــوز‬
‫إثباتهــا بجميـع وســائل الثبــات‪ ،‬فـإن مـا يســتدعي المناقشــة هـو تــردد هــذا القضـاء فـي اعتمــاد هــذه‬
‫الشــهادة الطبيــة فــي الحالــة الــتي يشــهد فيهــا العــدلن بأتميــة المتعاقــد‪ ،‬اســتنادا علــى كــون الشــهادة‬
‫بالتميــة حجــة رســمية ل يجــوز إثبــات عكســها‪ ،‬ذلــك أن فــي منــح "التميــة" المشــهود بهــا مــن لــدن‬
‫العــدول قــوة إثباتيــة مطلقــة مخالفــة واضــحة لنصــوص ظهيــر اللت ازمــات والعقــود )أول(ا ولقواعــد‬
‫الفقه المالكي )ثانيا(ا المطبقين أمام المحاكم‪.‬‬

‫أول ‪ :‬ترجيصصح الشصصهادة الطبيصصة بصصالمرض علصصى شإصصهادة‬


‫العدلين"بالتمية"‬
‫تطبيقا لقواعد ظهير اللتزامات والعقود‬
‫يستند التجاه القضائي المرجح لشهادة العدلين "بالتمية"‪ ،‬على كـون الرسـم العـدلي الـذي‬
‫يشهد فيه العدلن بأن المتعاقد كان وقت التعاقد بأتمه يعتبر ورقــة رســمية‪ ،‬وبالتــالي حجــة قاطعــة‬
‫على أنه لم يكن مريضا وقت التعاقد ل يمكن إثبات عكسها‪ ،‬وذلـك تطبيقـا للفصـل ‪ 413‬مـن ظ‪.‬‬
‫ل‪ .‬ع‪ .‬الـ ــذي ينـ ــص علـ ــى أن "الورقـ ــة الرسـ ــمية حجـ ــة قاطعـ ــة‪ ،‬حـ ــتى علـ ــى الغيـ ــر فـ ــي الوقـ ــائع‬
‫والتفاقات التي يشهد الموظف العمومي الذي حررها بحصولها في محضره وذلك إلى أن يطعــن‬
‫فيها بالزور"‪.‬‬
‫لكن إذا كان العقد المحرر من لدن عدلين يعتبر ورقـة رسـمية‪ ،‬فـإن الـذي يسـتفيد مـن هـذه‬
‫الصــفة ليعتــبر دليل قاطعــا ل يمكــن إثبــات عكســه إل بــالطعن فيــه بــالزور هــو مــا يثبتــه المحــرر‬
‫بنـاءا علـى معرفتـه أو مشـاهدته أو سـماعه شخصـيا‪ ،‬أمـا المـور الـتي ل يسـتطيع المحـرر وليـس‬

‫‪105‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫مطلوبــا منــه أن يتحقــق منهــا شخصــيا وقــت تحريــر العقــد كحالــة المتعاقــدين الصــحية‪ ،‬فل تســتفيد‬
‫من هذه الصفة ويمكن إثبات ما يخالفها‪ 1‬باعتبارها خارجة عن مهمته‪.‬‬
‫لذلك ل يمكن القــول بـأن شــهادة العـدلين بالتميــة تتمتـع بالحجيــة المطلقـة‪ ،‬لتعلقهـا بواقعـة‬
‫ح ــدثت أمامهم ــا أثن ــاء قيامهم ــا بمهمته ــا‪ .‬فــالواقع أن "التمي ــة" ليس ــت واقع ــة مادي ــة ح ــدثت أم ــام‬
‫العدلين‪ ،‬وشاهداها‪ ،‬إوانما هي "استنتاج" من "الحالة الظاهرة"‪.‬‬
‫ومن المعلوم أن ما يســتنتجه محــرر الورقــة الرســمية مــن الوقــائع الــتي تعــرض أمــامه أثنــاء‬
‫التحرير‪ ،‬ل يكتسب صــفة البيانــات الرســمية الــتي يضــفي عليهــا القــانون قـوة إثباتيـة قاطعــة‪ ،‬إوانمــا‬
‫يخضع فـي تقييـم قـوته الثباتيـة للسـلطة التقديريـة للمحكمـة الـتي تعتمـد بالخصـوص الوقـائع الـتي‬
‫اعتمدها المحرر في استنتاجه‪.2‬‬
‫إن شــهادة العــدلين بالتميــة مــا هــي إل رصــد ظــاهري للحالــة الصــحية للمريــض المتعاقــد‬
‫وقــد يكــون الواقــع مخالفــا لهــذا الرصــد خصوصــا وأن مهمــة القطــع والحســم بمــا إذا كــان الشــخص‬
‫المتعاقــد مريضــا ليســت مهمــة توثيقيــة إوانمــا هــي مهمــة طبيــة يتعيــن إســنادها للطــبيب المختــص‪.3‬‬
‫لذلك فإن العدول والموثقين ل يعتبرون مؤهلين بأن يشهدو بأن المتعاقد كــان مريضــا أو صــحيحا‬
‫إل فــي حالــة واحــدة وهــي استشــارة طــبيب أو أطبــاء للتأكــد مــن الحالــة الصــحية للبــائع‪ .‬وفــي هــذه‬
‫ظ‪ .‬ل‪ .‬ع‪ .‬أمــا فــي غأيــر هــذه‬ ‫الحالــة يتعيــن عليهــم أن يعرف ـوا بهــم طبقــا للفصــل ‪ 420‬مــن‬
‫الحالة فإن العدلين أو الموثق ل يستطيعون أن يقفو على جميع أعراض المرض لن ذلــك يعتــبر‬
‫من اختصاص أهـل الخــبرة أي الطبـاء أمــا إشـهادهم بــأن المتعاقـد كــان بـأتمه فهــو اسـتنتاج منهــم‬
‫فقط في ضوء الحالة الظاهرة‪ ،‬ولذلك يظل قابل لثبات العكس وخاصة بشهادة الطباء‪.4‬‬
‫كما أن الشهادة بأتمية المشهود عليه تشكل ضربا مـن بنـود الروتيــن الـتي نقـف عليهـا فـي‬
‫جميــع الرســوم العدليــة للــبيوع والــتي غأالبــا مــا ينقلهــا العــدول مــن كتــب الوثــائق مــن غأيــر أن يعــرف‬

‫‪ -‬أحمد نشأت‪ :‬رسالة الثبات ‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬الجزء الول‪ ،‬فقرة ‪ ،148‬ص ‪.223‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬الدكتور أحمد الخمليشي‪ :‬صلحية النيابة العامة للطعن بالستئناف في الميدان المدني‪ ،‬الحالة على المجلس العلى بسبب تجاوز القضاة‬
‫سلطاتهم ‪ ،‬تعليق على القرار عدد ‪ 107‬الصادر عن محكمة الستئناف بطنجة بتاريخ ‪ ، 02/04/1987‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪ ،51‬شتنبر ـ‬
‫أكتوبر ‪ ،1987‬ص ‪ ،78‬هامش ‪.2‬‬
‫‪ - 3‬الدكتور عبد القادر العرعاري‪ :‬تعليق على قرار المجلس العلى عدد ‪ 2567‬المؤرخ في ‪ ،20/7/94‬مجلة قضاء المجلس العلى ‪ ،‬عدد ‪ 55‬يناير‬
‫‪ ،2000‬فقرة ‪ ، 10‬ص ‪ 448‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬الدكتور أحمد ادريوش‪ :‬أثر المرض على عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬فقرة ‪ ،28‬ص ‪.82‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪106‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫معظمهـ ــم مـ ــدلول مـ ــا يسـ ــطر فـ ــي آخـ ــر الرسـ ــوم مـ ــن عبـ ــارة "عرفـ ــا قـ ــدره شـ ــهد بـ ــه عليهمـ ــا بـ ــأتمه‬
‫وعرفهما…"‪ ،‬والصل في بنود الروتين أل يعتد بها‪.1‬‬

‫لهــذه العتبــارات فــإن فــي اعتبــار شــهادة العــدلين بالتميــة حجــة مطلقــة‪ ،‬تطــبيق خــاطئ‬
‫للفصــل ‪ 419‬مــن ظ‪ .‬ل‪ .‬ع‪ ،‬ومخالفــة ص ـريحة للفصــل ‪ 420‬مــن نفــس القــانون الــذي ل يجعــل‬
‫الورقة الرسمية حجة في المور التي يثبت الموظف العمـومي وقوعهـا إل إذا ذكـر كيفيـة وصــوله‬
‫لمعرفتها‪.‬‬
‫وتطبيقا لذلك فقد جاء في قرار لمحكمـة التعقيــب التونسـية بـأن "‪ 2‬إشــهاد العــدلين علـى أن‬
‫البائع كان وقت البيع مريضا ولكنه بحالة ميز إوادراك يفهم مــا يقـول ومــا يقــال لـه هــو فـي الحقيقــة‬
‫خ ــارج ع ــن نط ــاق الش ــهاد ووظيف ــة الم ــأمور العم ــومي وب ــذلك تمك ــن معارض ــته بجمي ــع وس ــائل‬
‫الثبات وبالخص بشهادة أهل الخبرة وهم الطباء في صورة الحــال إذ إليهــم وحــدهم المرجــع فــي‬
‫تقدير حالة المرض ودرجة ميز المريض وشعوره"‪ .‬كما جاء في قرار آخر لنفس محكمة التعقيب‬
‫بتاريخ ‪ 15‬أكتوبر ‪ " 31963‬أن العدلين لما صرحا بأن البــائع كــان بحالــة جــائزة )أي كــان بــأتمه‬
‫أو بجواز أمره(ا إنما شـهدا بمـا بـدا لهمـا مـن ظـواهر المـور وحسـب نظرهـم‪ .‬وهـذه الظـواهر قـد ل‬
‫تتنــافى مــع حالــة الضــعف العقلــي… والــتي قــد ل تكــون ظــاهرة فــي حصــة الشــهاد‪ .‬ولــذلك فــإن‬
‫القرار لما تناول البحث حول الحقيقة في هذا الصـدد بـدون أن يقـع رمـي الحجـة )العدليـة(ا بـالزور‬
‫ل يعتبر مخطئا قانونا"‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ترجيح الشهادة الطبية بالمرض على شإصصهادة العصصدلين‬


‫"بالتمية"‬
‫تطبيقا لقواعد الفقه المالكي‪:‬‬

‫‪ -‬الدكتور محمد شيلح‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ،315‬ص ‪.201‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬صادر بتاريخ ‪ 30‬أبريل ‪ ،1958‬منشور بمجلة القضاء والتشريع التونسية ‪ ،1960‬العدد ‪ ، 10 – 9‬ص ‪ .30‬محمد بن الشيخ‪ :‬مجلة اللتزامات‬ ‫‪2‬‬

‫والعقود التونسية معدلة ومعلقا على فصولها بأحكام القضاء‪ ،1966 ،‬أسفل الفصل ‪ ،565‬ص ‪.209‬‬
‫‪ -‬نشرية محكمة التعقيب‪ ،‬سنة ‪ ،1962‬ص ‪ .52‬ذكره عبد السلم حادوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪107‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إذا كان المجلس العلـى قـد ذهـب فـي بعـض ق ار ارتـه إلـى منـح "التميـة" المشـهود بهـا مـن‬
‫لــدن العــدلين حجيــة مطلقــة‪ ،‬بحيــث جعــل الشــهاد العــدلي بهــا دليل قاطعــا علــى المــور الثلثــة‪،‬‬
‫الطوع والرشد وصــحة العقـل والبـدن‪ ،‬فـإن هــذا التجـاه مخـالف لقواعـد الفقــه المــالكي الجــاري بـه‬
‫العمل أمام المحاكم من جانبين‪:‬‬
‫فمن جهة أولى يقتصر الشهاد العدلي على المراد من الوثيقة العدليــة كنكــاح وبيــع ورهــن‬
‫وما إلى ذلك مما تم اتفاق المتعاقدين على توثيقه في العقد‪ ،‬ول يشمل ما ورد على سبيل الحكايــة‬
‫وما تتطلبه المباني والصيغ المعتادة في الوثيقة‪ ،1‬إذ قال الشيخ ميارة "اعلم أن مدار الوثيقــة علــى‬
‫ما تضمنه الشهاد من تعمير ذمة أو عقد بيع أو وكالة أو نحو ذلك مما هو مقصود بالذات وأما‬
‫مــا يــذكر فــي الوثيقــة مــن غأيــر ذلــك فل يثبــت بثبــوت الوثيقــة إل إذا ضــمن الشــهود ) أي العــدول(ا‬
‫فــي الوثيقـة معرفـة ذلــك فـإن كـان فــي الوثيقـة خـبر… أو شـهد عليهمــا بحـال صــحة وطـوع وجـواز‬
‫)أو ب ــأتمه أو ب ــأكمله(ا وعرفهمـ ــا أو ع ــرف بهم ــا فل يثبـ ــت شـ ــيء م ــن ذل ــك بثب ــوت الوثيق ــة‪ ،‬لن‬
‫الشهاد إنما انصب للمقصود بالذات"‪. 2‬‬
‫وم ــن جه ــة ثاني ــة ف ــإن ش ــهادة الع ــدلين بالتمي ــة ل تنص ــرف إل ــى المـ ـراض الخفي ــة غأي ــر‬
‫الظــاهرة الــتي ل يرجــع أمــر النظــر فيهــا إل للطبــاء بوصــفهم أهــل العلــم والمعرفــة بهــا‪ .‬إذ يقــول‬
‫الفقيهــان التــاودي‪ 3‬والمـواق‪ "4‬فــإن كــان ممــا ل يعلمــه إل أهــل العلــم بــه كــالمراض الــتي ل يعــرف‬
‫أسرارها إل الطباء فل يقبل إل قول أهل المعرفة بذلك"‪.5‬‬
‫وقال الشيخ خليل في بـاب الحجـر مـن مختصـره "وعلـى مريـض حكـم الطـب بكـثر المـوت‬
‫منــه"‪ ،‬وقــد شــرح الفقيــه الحطــاب ذلــك بقــوله‪" :‬ويرجــع إلــى معرفــة الطــبيب بــأن الهلك بــه كــثير"‪.6‬‬
‫كمــا قــال الفقيــه التســولي فــي شــرحه لتحفــة بــن عاصــم "وم ـراده بمــرض المــوت المــرض المخــوف‬

‫‪ -‬عبد السلم حادوش‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.24‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬شرح ميارة للمية الزقاق في فصل ما جرى به العمل بفاس )مخطوط(ا‪ ،‬ذكره الستاذ عبد السلم حادوش‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪2‬‬

‫مرجـع سـابق‪ ،‬الجـزء الثـاني‪ ،‬ص‬ ‫‪ -‬أبو عبد ال محمد بن محمد التاودي‪ :‬حلى المعاصم لفكر ابن عاصـم‪ ،‬بهـامش‪ :‬البهجـة فـي شـرح التحفـة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.165‬‬
‫‪ -‬المواق‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الخامس ‪ ،‬ص ‪.462‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬وهو نفس تعبير الفقيه ميارة في شرحه لتحفة بن عاصم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬الحطاب‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪108‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الــذي حكــم أهــل الطــب بكــثرة المــوت منــه… وفهــم ممــا مــر أنــه ل تقبــل فيــه إل شــهادة الطبــاء‬
‫العارفين بالمخوف ومن غأيره ول تقبل فيه شهادة غأيرهم"‪.1‬‬
‫وهكــذا يتــوجب القــول بــأن مفعــول "التميــة" يقتصــر علــى خصــوص المـ ـراض الظــاهرة‬
‫للعيان كالشلل والعمى‪ ،‬ول يمتد ليشمل المراض الخفية‪ ،‬إذ كيف يتأتى للعدلين معرفة المراض‬
‫ال ــتي تخف ــى أحيان ــا ح ــتى عل ــى الطب ــاء بمج ــرد المعاين ــة للمري ــض واستفس ــاره‪ ،‬ك ــأمراض الكب ــد‬
‫الفيروســية وأمـ ـراض القلــب والشـ ـرايين ومــا إلــى ذلــك مــن المـ ـراض الخفيــة الموكــول القــول فيهــا‬
‫للطباء وحدهم من ذوي الختصاص منهم‪.2‬‬
‫لذلك فإني أؤيـد التجــاه القضـائي المغربــي المرجـح للشـهادة الطبيـة بـالمرض علــى شــهادة‬
‫‪3‬‬
‫العــدلين "بالتميــة"‪ ،‬وأتمنــى أن يكــون القـ ارران الخيـران للمجلــس العلــى اللــذان ســبق عرضــهما‬
‫بــادرة طبيـة لسـتقرار هـذا التجــاه القضـائي الســليم الــذي يعطــي للشــهادات الطبيــة قوتهــا الثباتيــة‬
‫في المجال التقني والعلمي الخارج عن نطاق معرفة العدل المنتصب لتلقي الشهادات‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬موقف القضاء المغربي‬


‫من القيمة الثباتية‬
‫للشهادة الطبية في مجال‬
‫النسب‬
‫ذهب المجلس العلى في قرار صادر عنه بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪ 41983‬إلى أنه ليس للطــب‬
‫دخل في إثبات النسب‪ ،‬علــى اعتبــار أن الوسـائل الــتي يثبــت بهــا محـددة علــى ســبيل الحصـر فـي‬
‫الفصل ‪ 89‬من م‪.‬أ‪.‬ش‪.5‬‬
‫غأيــر أن أســتاذنا أحمــد الخمليشــي يــرى أنــه إذا كــان مالــك والشــافعي يقبلن مبــدأ إثبــات‬
‫النسب بالقيافة‪ ،‬فيكون من باب الولى قبول قول الطب فــي الــوقت الحاضــر‪ ،‬الــذي اكتشــفت فيــه‬

‫‪ -‬التسولي ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪ 394‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد السلم حادوش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬القـ ـرار الصــادر بتاريــخ ‪ 7‬أكتــوبر ‪ 1997‬فــي الملــف العقــاري ‪ ، 5269/93‬والقـ ـرار الصــادر بتاريــخ ‪ 9‬مــارس ‪ 1999‬فــي الملــف الشــرعي عــدد‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .550/96‬سبقت الشارة إليهما في الهامشين ‪ 3‬و ‪ 4‬من ص ‪.103 :‬‬


‫‪ -‬غأير منشور‪ ،‬ذكره الدكتور متيوي مشكوري‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.257‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬ينص هذا الفصل على أنه "يثبت النسب بالفراش أو بإقرار الب أو بشهادة عدلين أو بينة السماع بأنه ابنه ولد على فراشه من زوجته"‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪109‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫طــرق تحليــل أثبتــت التجــارب صــدقها‪ ،1‬ذلــك أن وســائل الثبــات يجــب أن تتســع إلــى كــل "بينــة"‬
‫يطمئن القاضي إلى صدقها وكشفها للحقيقة‪ .‬وفي مقدمة هذه الوسائل في المجال الــذي نناقشــه‪:‬‬
‫"البصـ ــمات الوراثيـ ــة"‪ .‬فمـ ــن بيـ ــن مـ ــا حققـ ــه علـ ــم الجينيـ ــات‪ ،‬القـ ــدرة علـ ــى معرفـ ــة وجـ ــود العلقـ ــة‬
‫البيولوجية بين الصـل والفــرع‪ ،‬وهــي وسـيلة يقينيــة حاسـمة مــن شـأنها عنــد الختلف فـي العلقــة‬
‫الزوجية مع وجود أطفال أن تنقذ اللف مـن هـؤلء‪ ،‬وتحمـي كـذلك المـدعى عليهـم زو ار بالعلقـة‬
‫الزوجية‪.2‬‬
‫لكــن إذا كــانت لــم تتــح بعــد للقضــاء المغربــي فــرص واضــحة ومــبررة يمكــن مــن خللهــا‬
‫الوقــوف علــى مــوقفه مــن هــذه المســألة‪ ،3‬فــإنه بالمقابــل رفـض فــي مناســبات عديــدة العتمــاد علــى‬
‫الشهادة الطبية بالعقم في نفي النسـب )الفقـرة الولـى(ا‪ ،‬رغأـم أنـه كـان بإمكـانه السـتفادة مـن أقـوال‬
‫مجموعــة مــن فقهــاء المــذهب المــالكي المعمــول بــه أمــام المحــاكم‪ ،‬وتفســيرها بمــا يلئــم ظــروف‬
‫المتقاضين‪ ،‬للوصول إلى نتيجة مخالفة تلئم مغرب اليوم )الفقرة الثانية(ا‪.‬‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬رفض القضنناء المغربنني العتمنناد‬


‫على الشهادة‬
‫الطبية بالعقم في نفي النسب‬

‫رفض القضاء المغربي في مجموعة من ق ارراته العتمــاد علــى الشــهادة الطبيــة بــالعقم فـي‬
‫نفي النسب‪ ،‬وذلك بعلة أنها ليست من الوسائل المقررة شرعا‪ ،4‬فقد أيد المجلس العلــى فــي قـرار‬
‫صــادر عــن الغرفــة الجتماعيــة بتاريــخ ‪ 15‬شــتنبر ‪ ،51981‬مــا ذهبــت إليــه محكمــة الســتئناف‬
‫بأكــادير مــن أن "التحليلت الطبيــة الــتي تثبــت العقــم ل يعتمــد عليهــا فــي نظــر الشــرع"‪ .‬وقــد علــل‬
‫تأييده للقـرار السـتئنافي "بـأن مـا قضـى بـه الحكـم المطعـون فيـه يجـد أساسـه فـي الفصـل ‪ 91‬مـن‬
‫‪ - 1‬أحمد الخمليشي‪ :‬التعليق على قانون الحوال الشخصية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬فقرة ‪ ،573‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 2‬أحمد الخمليشي‪ :‬وجهة نظر‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.86‬‬
‫‪ - 3‬ل أعتقد أن قرار ‪ 7‬مارس ‪ 1983‬المشار إليه أعله يسمح وحده بالجزم بموقف القضاء المغربي‪.‬‬
‫‪ - 4‬وقد اعتمد المجلس نفس هذه العلة لستبعاد شهادة الشهود بعدم التصال بين الزوجين وعدم العتماد عليها في نفي النسب بحيث جاء في ق ارره‬
‫عدد ‪ 878‬الصادر بتاريخ ‪ 2000 – 05 – 30‬في الملف الشرعي عدد ‪" 458/2/2/95‬وتبين صحة ما عابته الطاعنة على القرار المطعون‪ ،‬وذلك‬
‫لن المحكمة اعتمدت شهادة الشهود لثبات عدم اتصال الزوجين وخلصت من ذلك إلى نفي نسب البن عن الزوج‪ ،‬مع أن شهادة الشهود إنما تعتمد في‬
‫إثبات واقعة الزنا بشروطها المحددة شرعا ول يعتد بها وحدها في إثبات عدم التصال الجنسي بين الزوجين إذا أمكن التصال‪ ،‬ول في نفي النسب الذي‬
‫يخضع للوسائل المقررة شرعا وهي التي أشار إليها الفصل ‪ 91‬من مدونة الحوال الشخصية المغربية…" ‪ .‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪ ، 82‬ماي‪،‬‬
‫يونيو ‪ ،2000‬ص ‪ 146‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬القرار عدد ‪ 527‬في الملف الجتماعي رقم ‪ ،91217‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى‪ ،‬العدد ‪ ،30‬أكتوبر ‪ ،1982‬ص ‪ 95‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪110‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫مدونــة الح ـوال الشخصــية الــذي ينــص علــى أن القاضــي يعتمــد فــي حكمــه علــى جميــع الوســائل‬
‫المقررة شرعا في نفي النسب وليس من بين هاته الوسائل وسيلة التحليل الطبي…"‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫كما أكد المجلـس العلــى نفــس التــوجه فـي قـرار صــادر عــن نفــس الغرفــة بتاريــخ‬
‫فــبراير ‪ ،1982‬ذلــك أنــه فــي الــوقت الــذي تقــدمت فيــه المدعيــة المطلقــة بــدعوى المطالبــة بالنفقــة‬
‫مدعيـ ــة أنهـ ــا حامـ ــل مـ ــن ثلث أشـ ــهر‪ ،‬أجـ ــاب مفارقهـ ــا المـ ــدعى عليـ ــه بأنهـ ــا غأيـ ــر حامـ ــل منـ ــه‪،‬‬
‫فاستجابت المحكمة البتدائية بالبيضاء لطلبها‪ .‬وقد اســتأنف المحكــوم عليــه‪ ،‬مصــرحا بــأنه عقيــم‬
‫ومدليا بترجمتين لشهادتين طبيتين صادرتين عن دكتورين مختلفين‪ ،‬يشــهد كــل واحــد منهمــا "بـأنه‬
‫فحصه وأن تحليلت المختبر أعطت أن كمية المني قليلة الوجـود جامــدة وغأيــر قابلــة للخصــاب‬
‫ونظـ ـ ار لــذلك فــإنه عــاقر ول يمكــن لــه أن ينجــب"‪ ،‬غأيــر أن محكمــة الســتئناف بالبيضــاء قضــت‬
‫بتأييــد الحكــم المســتأنف بعلــة "أن الولــد للف ـراش وأن الشــهادة الطبيــة غأيــر عاملــة لن مــن أراد أن‬
‫ينفي نسب الحمل فعليه باللعان"‪ .‬وقد طعن المطلق في هذا الحكم‪ ،‬لكــن المجلــس العلـى رفـض‬
‫هذا الطعن بعلة أن" قرينة« الولد للفراش » ل يجوز دحضها إل بالوســائل المقــررة شــرعا لنفــي‬
‫النسب وأنه إذا كان الشرع والقانون يعتـدان بـرأي أهـل الخـبرة مـن الطبـاء فـي عـدة مسـائل فإنهمـا‬
‫لم يعتدا برأيهم فيما يرجح لنفي النسب استنادا إلـى عـدم قابليـة الـزوج للخصـاب مـا دام فـي وسـع‬
‫ذلك الزوج نفي النسب عن طريق اللعان"‪.1‬‬
‫وقــد ظــل المجلــس العلــى يســير فــي اتجــاه عــدم العتمــاد علــى الشــهادات الطبيــة‬
‫المثبتــة للعقــم فــي نفـي النسـب‪ ،‬بحيـث جـاء فــي قـرار صـادر عنـه بتاريـخ ‪ 25‬ينـاير ‪" .21994‬إن‬
‫العارض طلق المطلوبة في النقض بمجرد خروجها وبين للمحكمة أن الولــد ليــس مــن صــلبه لنــه‬
‫عقيم ولكونه مريض‪ ،‬وقد زكى ذلك بتحليلت طبية وبتحليلت علميــة‪ ،‬وأنــه خــال مــن الحيوانــات‬
‫المنوية‪ ،‬وأن المحكمة البتدائية سبق لهــا أن أصــدرت قـ ار ار تمهيــديا قضــى بــإجراء خــبرة طبيــة إل‬
‫أنهـ ــا تراجعـ ــت عنـ ــه دون تعليـ ــل‪ .‬إن العـ ــبرة بموافقـ ــة الحكـ ــم للنـ ــص الفقهـ ــي الـ ــذي اعتمـ ــده الحكـ ــم‬

‫ماي – يونيو ‪ ،1985‬ص‬ ‫‪ -‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 96‬في الملف الجتماعي عدد ‪ ،92299‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪،37‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 90‬وما بعدها‪ ،‬وأعيد نشره بمجلة رابطة القضاة‪ ،‬العدد ‪ 14‬ـ ‪ 15‬من السلسلة الجديدة‪ ،‬شتنبر ‪ .1985‬ص ‪ 71‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 16‬في الملف العقاري رقم ‪ ،87 /5556‬غأير منشور‪ ،‬ذكره الستاذ خالد بنيس‪ :‬قاموس مدونة الحوال الشخصية‪ ،‬شركة بابل للطباعة‬ ‫‪2‬‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪،‬طبعة ‪ ،1998‬أسفل الفصل ‪ ،91‬ص ‪.56‬‬

‫‪111‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫البتــدائي نقل عــن الزرقــاني فــي بــاب اللعــان حيــث قــال‪ :‬ل يعتمــد علــى العقــم حــتى يلعــن إلــخ‪.‬‬
‫كمــا أن الخــبرة بالمرحلــة البتدائيــة الــتي رجعــت عنهــا المحكمــة البتدائيــة لــم يتمســك بهــا الطــاعن‬
‫أمــام محكمــة الســتئناف الــتي اقتصــر ردهــا علــى مــا أثــاره الطــاعن‪ ،‬المــر الــذي يجعــل مــا نعــاه‬
‫السبب ل أثر له"‪.‬‬
‫‪– 21‬‬ ‫هذا التوجه نلمسه أيضا في قرار صادر من المجلس العلى بتاريــخ‬
‫‪ 1999 – 12‬فــي قضـية تتعلـق بمطلقـة تقـدمت بمقـال أمــام المحكمـة البتدائيـة بالقصـر الكـبير‬
‫تعرض فيه أنها كانت زوجة المدعى عليـه الـذي طلقهـا‪ ،‬وأنهــا كـانت حـامل‪ ،‬وأن قاضـي التوثيـق‬
‫حــدد اللت ازمــات المترتبــة عــن الطلق‪ ،‬وأنهــا بعــد الــولدة طــالبت بنفقــة الولــد مــن تاريــخ ازديــاده‬
‫فصــدر أمــر بــذلك‪ ،‬وأن المــدعي لــم يســجل الطفــل فــي الحالــة المدنيــة لــذلك التمســت الحكــم عليــه‬
‫بتســجيل ولــده فــي الحالــة المدنيــة‪ ،‬فاســتجابت المحكمــة لطلبهــا‪ .‬واســتأنفه المــدعى عليــه معلل‬
‫اســتينافه بــأنه قــد قــام بعــدة تحليلت وثبــت أنــه عقيــم ول يمكــن أن يلــد‪ ،‬وقــد اســتب أر زوجتــه قبــل‬
‫السفر‪ ،‬وأنه ينفي نسب الولد إليه نفيا قاطعا ويضع نفســه رهــن إشــارة أي خــبير طــبي علــى نفقتــه‪،‬‬
‫وأرفق مقاله بشهادات طبية وتحليلت‪ .‬غأير أن المحكمة قضت بتأييـد الحكـم المسـتأنف‪ .‬فطعـن‬
‫فيه بالنقض بسبب "أن محكمـة الســتئناف عللــت قرارهـا بقاعـدة الولــد للفـراش وهـذه القاعــدة مقيــدة‬
‫بإمكانية التصــال العــادي والشــرعي‪ ،‬والمقصــود بــذلك إمكانيــة النجــاب لـدى الـزوج‪ ،‬أمــا إذا كــان‬
‫الــزوج عــديم النــثيين أو العضــو التناســلي‪ ،‬فــإن المــام مالــك أفــتى بــأن يســأل أهــل المعرفــة عــن‬
‫ذلــك‪ ،‬إوامكانيــة التصــال لــدى الطــاعن منعدمــة‪ ،‬وبــذلك أخطــأت المحكمــة فــي تطــبيق القاعــدة "‪.‬‬
‫غأيــر أن المجلــس العلــى قــد رفــض طلبــه بعلــة أن "الطــاعن لــم يــدع فــي مقــاله الســتئنافي عــدم‬
‫التصال إوانما يدعي العقم‪ ،‬وذلك ل يقبل منه ما دام قد علم بالحمل‪ ،‬ولم يتبع المســطرة الشــرعية‬
‫لنفي النسب‪ ،‬ومن أجله فإن تطبيق المحكمة قاعدة الولد للفراش يعتبر تطبيقا صــحيحا ومـا عـابه‬
‫الطاعن على القرار المطعون فيه بدون أساس"‪.1‬‬

‫الفقرة الثانيننة ‪ :‬مناقشننة الموقننف القضننائي‬


‫الرافض لعتماد‬

‫‪ - 1‬قرار غأرفة الحوال الشخصية والميراث عدد ‪) ،1244/99/1/2‬غأير منشور(ا‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الشهادة الطبية بالعقم في‬


‫نفي النسب‬
‫يســتند القضــاء المغربــي فــي رفضــه اعتمــاد الشــهادة الطبيــة بــالعقم فــي نفــي النســب‪ ،‬علــى‬
‫أنها ليست من الوسائل المقررة شرعا في نفي النسب‪ ،‬ويعني بــذلك أنهــا ليســت مــن الوســائل الــتي‬
‫اعتبرها فقهاء المذهب المالكي كافية لنفي النسب‪ .‬وقـد اعتمـد قـرار ‪ 25‬ينـاير ‪ 1994‬ـ المشـار‬
‫إليه سابقا ـ على قول الزرقاني في باب اللعان‪ :‬ل يعتمد على العقم حتى يلعن ‪.‬‬
‫لكن هذا الـرأي يبقـى محـل مناقشـة إذ زيـادة علـى القافـة الـتي أخـذ بهـا جمهـور الفقهـاء فـي‬
‫ح ــدود متفاوت ــة‪ ،1‬ف ــإن الفقي ــه الزرق ــاني نفس ــه بع ــد أن ص ــرح ف ــي ب ــاب اللع ــان م ــن ش ــرحه عل ــى‬
‫مختصر خليل بأنه "ل يعتمد على عقمه حتى يلعـن"‪ ،2‬عـاد فـي نفـس البـاب ليؤكـد علـى أنـه إذا‬
‫‪3‬‬
‫ولــدت الزوجــة والــزوج مجبــوب "حينــه فينتفــي الولــد بغيــر لعــان لســتحالة حملهــا… حينئــذ عقل‬
‫ومثلــه ذاهــب النــثيين إوان أنــزل علــى الصــح قــاله فــي الشــامل وكــذا قــائم الــذكر مقطــوع البيضــة‬
‫أو مقطــوع اليمنــى فيلعــن‬ ‫اليســرى فينتفــي بغيــر لعــان وأمــا مقطــوع الــذكر قــائم النــثيين‬
‫لوجـود اليسـرى الـتي تطبـخ المنـي عنـد علمـاء الطـب والتشـريح وأمـا اليمنـى فلنبـات الشـعر عنـدهم‬
‫وقول المصنف في العدة عاطفا على ما يرجع فيه للنساء وفي أن المقطوع ذكره أو أنثياه يولــد لــه‬
‫فتعتد زوجته أول معترض بأنه إنما يرجع فيه لهل المعرفة كما في المدونة"‪.4‬‬
‫وهو نفـس مـا أكـد عليـه العلمـة الدسـوقي فـي حاشـيته علـى الشـرح الكـبير حيـن اعتـبر أن‬
‫"… مقطوع الذكر أو النثيين يرجع فيه للنساء فإن قلـن أنـه يولـد لـه لعـن إوال فل لكـن اعـترض‬
‫علــى المصــنف بــأن الــذي فــي المدونــة أنــه يرجــع لهــل المعرفــة ل لخصــوص النســاء وطريقــة‬
‫القرافي أن المجبوب والخصي إن لم ينزل فل لعان لعدم لحوق الولد بهما إوان أنزل لعنا…"‪.5‬‬
‫‪ -‬محمد ابن معجوز ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ 218‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد الباقي الزرقاني ‪ :‬شرح الزرقاني على مختصر سيدي خليل‪ ،‬دار الفكر بيروت‪1398 ،‬هـ – ‪1978‬م‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.190‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬علق الشيخ محمد البناني على هذا القول بأن صوابه " عادة " وليس " عقل " ‪ .‬محمد البناني‪ :‬حاشية شرح الزرقاني‪ ،‬بهامش الشرح المذكور ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪190‬‬


‫‪ -‬الزرقاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬محمد عرفة الدسوقي‪ :‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪..460‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪113‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ول يختلــف هــذا القــول كــثي ار عمــا جــاء فــي "م ـواهب الجليــل لشــرح مختصــر أبــي الضــياء‬
‫سيدي خليل" للفقيه الحطاب مــن أنــه "… وفـي أن المقطــوع ذكـره وأنثيـاه يولــد لـه فتعــد زوجتـه أول‬
‫فهــو كقــول ابــن الحــاجب ول تجــب بــوطء الصــغير ول بــالمجبوب ذكـ ـره وأنثيــاه بخلف الخصــي‬
‫القــائم وفيهــا فيــه وفــي عكســه يســأل النســاء فــإن كــان يولــد لمثلــه فالعــدة إوال فل عــدة ول يلحــق…‬
‫وقال في المدونة في كتاب طلق السنة والخصي ل يلزمه ولد إن أتــت بــه ام أرتــه إل أن يعلــم أنــه‬
‫يولد لمثله…"‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى مدونة المام مالك التي تحدث عنها الفقــه المستشــهد بــأقواله نجــد "قلــت هــل‬
‫يلــزم الخصــي أو المجبــوب الولــد إذا جــاءت بــه ام أرتــه؛ قــال‪ :‬ســئل مالــك عــن الخصــي هــل يلزمــه‬
‫الولــد قــال‪ :‬قــال مالــك أرى أن يســأل أهــل المعرفــة بــذلك فــإن كــان يولــد لمثلــه لزمــه الولــد‪ ،‬إوال لــم‬
‫يلزمه"‪.2‬‬
‫فمن هم أهل المعرفة فـي الموضــوع غأيــر الطبــاء؟ إواذا قيـل هــذا عـن أطبـاء الماضــي بمـا‬
‫كان لديهم من وسائل محدودة‪ ،‬يكون من غأيــر المقبــول القــول بـأن التحليلت الطبيـة اليـوم ليسـت‬
‫مــن وســائل الثبــات الشــرعية رغأــم مــا تــوفر لهــا مــن المعرفــة الواســعة والوســائل العلميــة والتقنيــة‬
‫الدقيقة‪.3‬‬

‫ول يحول دون الجزم بهذا الرأي كون الفقه المحتج بــه قـد تحــدث عـن حـالت معينـة‪ ،‬ذلـك‬
‫أنــه إذا كــان المــام مالــك قــد تحــدت عــن الخصــي‪ ،‬وألحــق فقهــاء المــذهب مــن بعــده بالخصــي‬
‫العاه ــات والعيـ ــوب الخلقي ــة الخ ــرى ف ــي الجه ــاز التناس ــلي ال ــتي يش ــك ف ــي تأثيره ــا عل ــى الق ــدرة‬
‫النجابيــة لــدى الرجــل‪ ،‬فــإن ذلــك يرجــع إلــى أن العيــوب الظــاهرة للجهــاز التناســلي هــي الــتي كــان‬
‫يمكن أن يثار الجدل بشأنها أما العيوب الداخلية فلم يكن فــي المكـان التعـرف عليهــا‪ .4‬لـذلك فل‬
‫أعتق ــد أن ه ــؤلء الفقه ــاء ك ــانوا سيرفض ــون العتم ــاد عل ــى رأي الط ــب بخص ــوص ه ــذه العي ــوب‬

‫‪ -‬الحطاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ 147‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المام مالك ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪.127‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬أستاذنا أحمد الخمليشي ‪ :‬وجهة نظر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.89‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬أستاذنا أحمد الخمليشي‪ :‬التعليق على قانون الحوال الشخصية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.68‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪114‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الداخلية لو عاشوا في عصرنا هذا‪ ،‬أو لو كان الطباء في عصرهم قادرين علــى الجـواب اليقينـي‬
‫الذي يملكه أطباء اليوم بفضل التقدم العلمي والتقني‪.‬‬

‫غأيــر أن هــذا القــول ل يعنــي الكتفــاء بقبــول شــهادة طبيــة بــالعقم ل تــبين أســبابه والوســائل‬
‫المستعملة للتعرف على هذه السباب‪ ،‬وما يؤكد وجود العقم وقت نشوء الحمــل موضــوع النـزاع‪.1‬‬
‫إوانمــا لبــد مــن أن يكــون العقــم ثابتــا بمقتضــى الشــهادة بكيفيــة واضــحة ويقينيــة‪ ،‬لن القضــاء ل‬
‫ينبغي أن ينبني على الحتمال‪ ،‬خصوصا في مجال خطير كالنسب‪.2‬‬
‫وخلصة القول أنه إذا كان الفقه المالكي المعمـول بـه أمـام المحـاكم المغربيـة‪ ،‬لـم يتحـدث‬
‫صراحة عن الشهادة الطبية بالعقم كوسيلة لنفي النسـب‪ ،‬فـإنه قـد اعتمـد علـى قـول "أهـل المعرفـة"‬
‫ف ــي العي ــوب الخلقي ــة الظ ــاهرة ال ــتي ك ــان بإمك ــان ه ــؤلء الجـ ـواب ع ــن م ــدى تأثيره ــا عل ــى الق ــدرة‬
‫النجابية للمصاب بها‪ .‬وهذا يعني أنه كـان بإمكـان القضـاء المغربـي‪ ،‬أن يفسـر هـذه القـوال بمـا‬
‫يلئم مغرب اليـوم الـذي أصـبح يتـوفر علـى أطبـاء بوسـائل علميـة وتقنيـة متطـورة‪ ،‬لـم تكـن متـوفرة‬
‫لــدى "أهــل معرفــة" شـراح مختصــر خليــل‪ .‬وذلــك حــتى يحفــظ للقواعــد الفقهيــة ملءمتهــا لظــروف‬
‫الزم ــان والمك ــان‪ ،‬ع ــوض الرض ــوخ للحج ــر ال ــذي فرض ــه علي ــه الفق ــه‪ ،‬والكتف ــاء بالتصـ ـريح ب ــأن‬
‫الشهادة الطبية بالعقم ليست من الوسائل المقررة شرعا لنفي النسب‪.‬‬

‫‪ -‬أستاذنا أحمد الخمليشي‪ :‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 68‬وما بعدها‪ ،‬هامش ‪.83‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬يرى الدكتور محمد الكشبور أنه يجب على المشرع – متى أتيحت له فرصة إعادة النظر في بعض أحكام مدونة الحوال الشخصية – أن يتصل‬ ‫‪2‬‬

‫بالمهتمين بالميدان الطبي أو أن يستصدر فتوى من هيئة متخصصة وطنية أو دولية‪ ،‬لتوضح لنا هل الخبرة في ميدان النسب إثباتا ونفيا هي مسألة مبنية‬
‫على اليقين أو على مجرد الحتمال‪ ،‬بحيث نأخذ بها ونقننها في الحالة الولى‪ ،‬ونستبعدها في الحالة الثانية ذلك أن تجاهل ما حققه الطب من معجزات‬
‫في القرن الذي نعيش فيه خطأ ل يغتفر أبدا"‪ .‬محمد الكشبور‪ :‬الوسيط في قانون الحوال الشخصية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪،1999‬‬
‫ص ‪.458‬‬

‫‪115‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفننننننننرع الثنننننننناني‪:‬‬
‫المسننؤوألية المترتبننة عننن‬
‫إنشاء الشهادة الطبية‬
‫تعت ــبر الش ــهادة الطبي ــة عمل هام ــا وخطيـ ـ ار م ــن أعم ــال مهن ــة الط ــب‪ ،‬ق ــد ت ــترتب عنه ــا‬
‫المسؤولية المدنية والجنائية والتأديبية للطبيب الذي أنشأها‪.‬‬
‫لذلك فإننـا سـنتناول مـا قـد يـترتب علـى إنشـاء هـذه الشـهادة مـن مسـؤولية مدنيـة ومسـؤولية‬
‫جنائيــة فــي مبحــثين متـ ـواليين‪ ،‬بــالنظر لمــا تــثيرانه مــن مشــاكل معتــبرة‪ .‬أمــا المســؤولية التأديبيــة‬
‫المترتبة عن هذا النشـاء ‪ ،‬والــتي تهــدف إلــى حمايـة شــرف المهنــة‪ ،1‬فيكفـي أن نشـير بشـأنها إلـى‬
‫أنهــا تجــد مصــدرها فــي الفصــل الثــامن مــن مدونــة الداب المهنيــة للطبــاء الــذي يمنــع علــى كــل‬
‫طبيب تحرير أي تقرير مغرض أو تسليم أية شهادة مجاملة‪ ،2‬وذلك تحت طائلـة تعرضـه لحـدى‬
‫العقوبــات المنصــوص عليهــا فــي الفصــل ‪ 40‬مــن ظهيــر ‪ 21‬مــارس ‪ 31984‬الــتي تتمثــل فــي‬
‫النــذار والتوبيــخ واليقــاف عــن ممارســة المهنــة لمــدة ل تجــاوز ســنة والحــذف مــن جــدول الهيئــة‪،‬‬
‫والتي يمكن أن تضاف إليها عقوبة تكميلة تتمثل في المنع من عضوية مجالس الهيئة طوال مدة‬
‫ل تتجاوز عشر سنوات‪.‬‬
‫ويرجــع اختصــاص البــث فــي هــذه المســؤولية إلــى هيئــة الطبــاء الوطنيــة ‪ ،‬الــتي تمارســه‬
‫بواسـطة المجـالس الجهويـة وكـذا المجلـس الـوطني فـي مرحلــة الستئنــاف‪ ، 4‬بحيـث تقــام الـدعوى‬

‫‪1‬‬
‫‪- OMAR AZZIMAN : Elements d’intruduction à la responsabilitè juridique du médecin, la‬‬
‫‪respensabilité médicale, Rapport du thème principal du septième congrès médical national,‬‬
‫‪Société Marocaine des sciences médicales, 1989, p : 17.‬‬
‫‪ - 2‬هذا المقتضى نفسه تنص عليه المادة ‪ 9‬من مدونة الداب المهنية لطباء السنان بالمغرب‪.‬‬
‫‪ - 3‬ظهير شريف رقم ‪ 1.84.44‬صادر في ‪ 17‬من جمادى الخرة ‪ 1404‬موافق ‪ 21‬مارس ‪ 1984‬بمثابة قانون يتعلق بهيئة الطباء الوطنية‪،‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3725‬صادرة بتاريخ ‪ 21‬مارس ‪ ،1984‬ص ‪.320‬‬
‫‪ - 4‬الفصل ‪ 37‬من ظهير ‪ 21‬مارس ‪ 1984‬المتعلق بهيئة الطباء الوطنية ‪ ،‬المعدل بمقتضى قانون رقم ‪ 11.94‬كما صدر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 1 – 96 – 120‬بتاريخ ‪ 7‬أغأسطس ‪ ) 1996‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 4432‬الصادرة بتاريخ ‪ 21‬نونبر ‪ ، 1996‬ص ‪( 2570 :‬ا‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫التأديبيــة أمــام المجلــس الجهــوي الــذي ينتمــي إليــه الطــبيب المعنــي بــالمر‪ ،1‬ويكــون مقــرر هــذا‬
‫المجلــس معلل ويبلــغ بواســطة رســالة موصــى بهــا فــي أقــرب الجــال إلــى الطــبيب الصــادر بشــأنه‬
‫إوالــى المشــتكي والدارة ويخــبر بــه المجلــس الــوطني‪ . 2‬ويكــون هــذا المقــرر قــابل للســتئناف لــدى‬
‫المجلس الوطني في بحر الثلثين يوما التي تلي تبليغه‪ ، 3‬كما يمكن أن تحال المقررات التأديبية‬
‫ال ــتي يتخ ــذها المجل ــس ال ــوطني نهائي ــا إل ــى الغرف ــة الداري ــة ب ــالمجلس العل ــى وف ــق الجـ ـراءات‬
‫المقررة في قانون المسطرة المدنية‪.4‬‬
‫إواذا كــان الحكــم الجنــائي يلــزم مجــالس الهيئــة ‪ ،‬بحيــث ل يجــوز لهــا تقــدير الخطــأ المهنــي‬
‫بشــكل مخــالف‪ ،‬فإنهــا ل تكــون ملزمــة باتبــاع الحكــم أو الق ـرار الصــادر فــي المــادة المدنيــة مــتى‬
‫ارتأت أن الخطأ المدني ل يشكل خطأ مهنيا‪.5‬‬
‫وبالضــافة إلــى أطبــاء القطــاع الخــاص‪ ،‬فــإن الطبــاء المــوظفين‪ 6‬يخضــعون أيضــا لهــذه‬
‫المسـؤولية التأديبيـة عنـد قيامهم بعمـل مـن أعمـال النيابـة أو عنـد مزاولتهـم مهنـة الطـب فـي إطـار‬
‫الــوقت الكامـل المعـدل‪ ،‬مـا دامـوا يخضـعون فـي هــاتين الحـالتين للنصـوص التشـريعية والتنظيميــة‬
‫المتعلقــة بمزاولــة مهنــة الطــب فــي القطــاع الخــاص‪ ،‬اســتنادا إلــى المــادتين ‪ 31‬و ‪ 58‬مــن القــانون‬
‫رقــم ‪.94‬ـ ‪ 10‬المتعلــق بمزاولــة الطــب‪.‬وهــم يخضــعون كــذلك إلــى ســلطة الهيئــة التأديبيــة إذا كــان‬
‫الخطأ المنسوب إلى الطبيب خطأ شخصي ل علقة له بــالمرفق العــام ويشــكل إخلل بالواجبــات‬
‫التي تفرضها مدونة الداب المهنية‪.7‬‬
‫ورغأم محاولة و ازرة العدل تفعيل دور هذه الهيئة في هذا المجــال مـن خلل إصـدار رســالة‬
‫دوري ــة‪ 8‬بتاري ــخ ‪ 30‬يولي ــوز ‪ 1992‬تح ــث فيه ــا ال ــوكلء وال ــوكلء الع ــاملين للمل ــك عل ــى إحال ــة‬
‫الشــهادات الطبيــة المتشــكك فــي صــحة بيانتهــا والــتي ســلمت علــى ســبيل المجاملــة علــى المجلــس‬

‫المتعلق بهيئة الطباء الوطنية ‪.‬‬ ‫مارس ‪1984‬‬ ‫من ظهير ‪21‬‬ ‫‪ - 1‬الفصل ‪45‬‬
‫المتعلق بهيئة الطباء الوطنية‪.‬‬ ‫مارس ‪1984‬‬ ‫من ظهير ‪21‬‬ ‫‪ - 2‬الفصل ‪53‬‬
‫المتعلق بهيئة الطباء الوطنية‪.‬‬ ‫مارس ‪1984‬‬ ‫من ظهير ‪21‬‬ ‫‪ - 3‬الفصل ‪58‬‬
‫المتعلق بهيئة الطباء الوطنية‪.‬‬ ‫مارس ‪1984‬‬ ‫من ظهير ‪21‬‬ ‫‪ - 4‬الفصل ‪41‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Le Gueut – Develay : La responsabilité médicale, http : // www. med . univ – rennes 1. Fr/‬‬
‫‪galesne / medecine – legale /responsabilite – medicale. htm , mis à jour le 15 septembre 1998,‬‬
‫‪12/01/2001, 10.30h , 5 pages , p : 2.‬‬
‫‪ - 6‬يظل الطباء التابعون للقطاع العام خاضعين مبدئيا في الميدان التأديبي للقوانين والنظمة المطبقة عليهم بحكم نظامهم الساسي كما تؤكد ذلك‬
‫الفقرة الولى من الفصل ‪ 38‬من ظهير ‪ 21‬مارس ‪ 1984‬المتعلق بهيئة الطباء الوطنية‪.‬‬
‫‪ - 7‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 38‬من ظهير ‪ 21‬مارس ‪ 1984‬المتعلق بهيئة الطباء الوطنية‪.‬‬
‫‪ - 8‬رسالة دورية رقم ‪.2.11.5703‬‬

‫‪117‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الجهــوي للطبــاء قصــد إجـ ـراء بحــث فــي شــأنها‪ ،1‬إل أن الملحــظ هــو نــذرة المتابعــات التأديبيــة‬
‫الصادرة في حق الطباء رغأم سيادة بعض الممارسات التي تتنافى وشرف المهنة‪.2‬‬
‫وعموم ــا فهـ ــذا المن ــع المنصـ ــوص علي ــه ف ــي الفصـ ــل الث ــامن م ــن مدون ــة الداب المهني ــة‬
‫للطبــاء‪ ،‬شــأنه فــي ذلــك شـأن سـائر القواعــد المنصــوص عليهــا فــي هــذه المدونــة‪ ،‬ليســت لــه قيمــة‬
‫القواعــد القانونيــة‪ ،‬إوانمـا هــو مجـرد قاعـدة أخلقيـة اعــترف بهـا رســميا كـي تطبـق بواسـطة الســلطة‬
‫التأديبيـ ــة‪ ،‬فقيمتـ ــه ل تتعـ ــدى مجـ ــالس التـ ــأديب المهنيـ ــة ول تلـ ــزم القاضـ ــي المـ ــدني أو القاضـ ــي‬
‫الجنائي‪.3‬‬
‫المبحث الوأل‪ :‬المسؤوألية المدنية‬
‫المترتبة عن إنشاء الشهادة الطبية‬
‫إن الحــديث عــن المســؤولية المدنيــة للطــبيب عــن إنشــاء الشــهادة الطبيــة يقتضــي تحديــد‬
‫الط ــار الــذي يمــارس فيــه ه ــذا الطــبيب مهنت ــه‪ ،‬ذل ــك أن أســاس مســؤولية الطــبيب ال ــذي ينش ــئ‬
‫الشهادة بمناسـبة ممارسـته المهنـة فـي إطـار الوظيفـة العموميـة يكـون تقصـيريا دائمـا‪ ،‬نظ ـ ار لعـدم‬
‫وجود رابطة تعاقدية مع أي شخص يمكن أن يتضرر من هذه الشهادة‪.‬‬
‫أمــا عنــدما يتــم إنشــاء الشــهادة الطبيــة مــن لــدن طــبيب يمــارس المهنــة بصــفة ح ـرة‪ ،4‬فــإن‬
‫أساس المسؤولية يكون عقديا في الحالة التي يتضرر فيها الزبون من إخلل الطبيب بالتزام‬
‫ناشئ عن العقد الطبي الرابط بينهما‪ .‬ويكون تقصــيريا فــي الحالــة الــتي يتــم فيهــا إنشــاؤها دون أي‬
‫ارتبــاط تعاقــدي بالمتضــرر‪ ،‬الــذي قــد يكــون هــو الشــخص موضــوع هــذه الشــهادة‪ ،‬مثلمــا قــد يكــون‬
‫أحدا من الغأيار‪.‬‬

‫‪ - 1‬إضافة إلى أنه قد سبق لوزير العدل أن أصدر منشو ار يحمل رقم ‪ 985‬بتاريخ ‪ 1986 – 12 – 25‬يطلب بمقتضاه من الوكلء العامين ووكلء‬
‫الملك "عند إرادة تحريك الدعوى العمومية في مواجهة أحد الطباء بسبب ارتكابه جريمة أثناء قيامه بعمله الطبي أو تعلقت الجريمة بالمهنة ومزاولتها‪،‬‬
‫العمل مقدما على ربط التصال بالهيئة القليمية المسجل لديها الطبيب المذكور أو المعنية بالمر بقصد اطلعها على وقائع الجريمة‪ ،‬وللستئناس‬
‫بإفادتها الفنية والمهنية في هذا الصدد…"‪ .‬إواذا كان الهدف من هذا المنشور هو إشراك الهيئة في الوصول إلى حل أخف وطأة من الجزاء الجنائي‪ ،‬فإن‬
‫فيه ربما ترجيح للمسؤولية التأديبية على المسؤولية الجنائية‪ .‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش‪ :‬تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع‬
‫المسؤولية الطبية‪ ،‬سلسلة المعرفة القانونية ‪ ، 1‬مطبعة المنية ‪،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،1995‬ص ‪ 63‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬عبد المجيد خداد‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.271‬‬ ‫‪2‬‬

‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 29‬وما بعدها‬ ‫‪ -‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش‪ :‬تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ - 4‬إضافة إلى أطباء القطاع الخاص‪ ،‬فقد منح الفصلن ‪ 31‬و ‪ 58‬من القانون رقم ‪ 10.94‬المتعلق بمزاولة مهنة الطب للطباء الموظفين إمكانية‬
‫مزاولة مهنة الطب بصفة حرة في حالتين أساسيتين هما النيابة عن طبيب حر ومزاولة المهنة داخل مصحة خاصة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لذلك فإننا سـنتناول هـذا المبحـث فـي مطلـبين نخصـص الول لحـالت المسـؤولية العقديـة‬
‫للطــبيب عــن إنشــاء الشــهادة الطبيــة‪ ،‬بينمــا نخصــص الثــاني لحــالت المســؤولية التقصــيرية عــن‬
‫إنشاء هذه الشهادة‪.‬‬

‫المطلنننب الوأل ‪ :‬المسنننؤوألية العقدينننة‬


‫للطبيب عن إنشاء الشهادة الطبية‬
‫تعتــبر المســؤولية المدنيــة لطبــاء القطــاع الخــاص اتجــاه زبنــائهم مســؤولية عقديــة يؤطرهــا‬
‫العقد الطبي الذي يربطهما‪ ،‬والذي يعتبر من الناحيــة القانونيـة عقــد مقاولـة‪ 1‬أو عقــد إجـارة صــنعة‬
‫كما يسميه الفصل ‪ 724‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع‪.2‬‬
‫كما أنه ما دام الطباء الموظفون يخضعون للنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة‬
‫بمزاولــة مهنــة الطــب فــي القطــاع الخــاص عنــد قيـامهم بعمــل مــن أعمــال النيابــة‪ 3‬أو عنــد مزاولتهــم‬
‫للمهنـة داخـل مصـحة خاصـة‪ 4‬فـي إطـار مـا يعـرف بـالوقت الكامـل المعـدل‪ ،5‬فإن مسـؤوليتهم فـي‬
‫هاتين الحالتين اللتين يسمح لهم فيهما بمزاولة المهنة بصــفة حـرة تخضــع لنفــس قواعــد المســؤولية‬
‫العقدية لطباء القطاع الخاص‪.6‬‬
‫وعليه فإننا عندما نتحدث عن المسؤولية العقدية للطبيب عن إنشاء الشهادة الطبيــة‪ ،‬إنمــا‬
‫نعنــي بــذلك مســؤولية الطــبيب الــذي يمــارس المهنــة بصــفة ح ـرة – س ـواء كــان طبيبــا فــي القطــاع‬
‫الخــاص أم طبيبــا فــي القطــاع العــام فــي الحــالتين اللــتين يســمح لــه فيهمــا بــذلك – اتجــاه زبــونه‬
‫المرتبــط معــه بعقــد طــبي نتيجــة إخللــه بإحــدى اللت ازمــات المترتبــة عــن هــذا العقــد عنــد إنشــاء‬
‫وتسليم هذه الشهادة‪.7‬‬
‫‪ - 1‬ذلك أن في كليهما يكون الفعل هو أداء خدمة معينة‪ ،‬ويؤدي مؤجر الصنعة أو المقاول أو الطبيب عمله بكل حرية واستقلل خارجا عن أي تبعية‬
‫أو نيابة عن الزبون ‪ ،‬كما يؤدي المقابل حسب العمل المنجز‪.‬‬
‫انظر بهذا الخصوص‪ ،‬أستاذنا أحمد ادريوش‪ :‬تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 12‬وما بعدها‪ ،‬وكذلك‬
‫رسالته السابقة‪ ،‬ص ‪ 139‬وما بعدها‪ .‬وانظر أيضا‪:‬‬
‫‪AZZIMAN, Thèse précitée, p : 256 et suiv.‬‬
‫‪ - 2‬ينص الفصل ‪ 724‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع على أنه "يعتبر القانون بمثابة إجارة الصنعة ‪ ،‬العقد الذي يلتزم بمقتضاه الشخاص الذين يباشرون المهن والفنون‬
‫الحرة بتقديم خدماتهم لزبنائهم‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة إلى الساتذة وأرباب العلوم والفنون والحرف"‪.‬‬
‫‪ - 3‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 10.94‬المتعلق بمزاولة الطب‪.‬‬
‫‪ - 4‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 58‬من القانون رقم ‪ 10.94‬المتعلق به زوالة الطب‪.‬‬
‫‪ - 5‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش‪ :‬مسؤولية مرافق الصحة لعمومية‪ ،‬سلسلة المعرفة القانونية ‪ ،7‬البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫القنيطرة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 1998‬ص ‪ 48‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 6‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 7‬قد تثار المسؤولية العقدية للطبيب ليس فقط عن إنشاء الشهادة الطبية إوانما ايضا عن المتناع عن إنشائها‪ ،‬ذلك أن قيام الطبيب بإنشاء وتسليم‬
‫ص‪ 64 :‬وما بعدها(ا وهذا يعني بأن امتناعه عن ذلك يشكل‬ ‫شهادة طبية لزبونه هو نفسه التزام تعاقدي ناشئ عن العقد الطبي )انظر ما سبق‪،‬‬

‫‪119‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لقد سبق أن بينا أن التزام الطبيب باحترام السر المهني يعتبر التزاما ناشئا عن العقد‬
‫الطبي‪ ،1‬لذلك فإن الطبيب الذي يخل بهذا اللتزام يعتبر مسؤول عن إفشاء السر مسؤولية‬
‫عقدية استنادا على الفصل ‪ 263‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬الذي يجعل التعويض مستحقا بسبب عـدم الوفـاء‬
‫باللتزام دون اشتراط لي سوء نية‪.‬‬
‫إواذا ك ــان القضــاء المغربــي ق ــد ذهــب ف ــي أحــد أحك ــامه قــديما‪ 2‬إلــى أنــه "ل يمك ــن الق ــول‬
‫بمســؤولية الطــبيب عــن إخللــه بــاللتزام بالمحافظــة علــى الســر المهنــي مــا دام المريــض قــد طلــب‬
‫ذلك إل إذا ثبت في حقه تواطئ تدليسي أو خطأ جسيم"‪ ،‬فإن ذلك يرجع إلى كــون‬
‫الشهادة الطبية قد سلمت للمدعية التي تطالب بالتعويض بناءا على طلبها ‪ .‬وبالطبع فإن‬
‫تسليم شهادة طبية للشخص المعني بها بناءا على طلبه ل يعتبر إفشاءا للسر المهني‪.3‬‬
‫ويعتبر التزام الطـبيب بتشــخيص الحالــة الصـحية لزبـونه‪ ،‬كمرحلـة سـابقة لعلجـه مــن أهــم‬
‫اللتزامات المترتبة عن العقد الطبي‪ .4‬لذلك فـإن مـن شـأن إنشــاء شـهادة طبيــة تتضــمن تشخيصـا‬
‫خاطئا أن تثير المسؤولية العقدية لمحررها متى ترتب عنها ضرر للشخص المعني بها‪.5‬‬
‫وعليــه إذا كــانت مســؤولية الطــبيب الــذي أنشــأ شــهادة طبيــة بســوء نيــة ضــدا علــى نتائــج‬
‫التشخيص الذي توصل إليه تعتبر قائمة بمجرد إثبات ذلك‪ ،‬فإن مسؤولية طبيب حسن النيــة عــن‬
‫إنشاء شهادة طبية تتضمن تشخيصا خاطئا تخضـع لنفـس القواعـد المقـررة للمسـؤولية عـن الخطـأ‬
‫فــي التشــخيص‪ ،‬إذا اســتثنينا الغألط الماديــة عنــد التحريــر أو النســخ‪ .6‬لــذلك ســنتعرض فــي فقـرة‬
‫أولى لتقدير خطـأ الطــبيب فـي تشــخيص الحالــة الصـحية لزبـونه عنـد إنشـاء الشــهادة الطبيــة‪ ،‬قبــل‬
‫أن نتعرض في فقرة ثانية لثبات هذا الخطأ‪.‬‬

‫إخلل بالتزام تعاقدي يجعله مسؤول مسؤولية عقدية اتجاه زبونه‪.‬‬


‫‪ - 1‬انظر ما سبق ‪ ،‬ص‪ 54 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬حكم صادر عن المحكمة البتدائية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 1936‬منشور بـ ‪:‬‬
‫‪G.T.M, N° 680, du samedi 9 Mai 1936, p : 139.‬‬
‫‪ - 3‬انظر ما سبق‪ ،‬ص ‪ 63 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 4‬عبد الرشيد مأمون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 202‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 5‬وذلك كما لو تضمنت ما من شأنه أن يحمل المريض على العتقاد بإمكانية مزاولة نشاط معين أو المتناع عنه‪ ،‬فترتب عن هذه الممارسة أو عن‬
‫هذا المتناع ضرر معين‪ .‬لكن يكون من غأير الملئم إثارة مسؤولية الطبيب عن تحرير الشهادة في هذه الحالة باستقلل عن مسؤوليته عن الخطأ في‬
‫التشخيص‪ ،‬نظ ار لترابط العمليتين من الناحية المنطقية‪.‬‬
‫‪Mélennec et Mémeteau ,op. cit, p : 72 et suiv.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Mélennee et Mémeteau , op. cit, p : 13.‬‬

‫‪120‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬تقدير خطأ الطبيب في تشننخيص‬


‫الحالة الصحيحة‬
‫للمتعاقد معه عند إنشاء الشهادة‬
‫الطبية‬
‫يمكن تعريف التشخيص بأنه ذلــك الجــزء مــن الفــن الطــبي الــذي يهــدف إلــى تحديــد طبيعــة‬
‫المـرض ووضـعه فـي الطـار المحـدد لـه‪.‬فهـو عمليـة فكريـة "تقـوم علـى تحديـد العـراض وترتيبهـا‬
‫ومقارنتهــا بغيرهــا‪ ،‬لكــي يســتخلص الطــبيب فــي النهايــة نــوع المــرض الــذي يعــاني منــه المريــض‪،‬‬
‫ودرجته ومراحل تطوره‪ ،‬وتحديد عناصر خطورته ودرجـة مقاومـة المريـض لـه‪ .1‬لـذلك تعتـبر هـذه‬
‫المرحلة من مراحل العلقة بين الطبيب ومريضـه أهـم وأدق هـذه الم ارحـل جميعـا‪.‬وهـذا مـا يفـرض‬
‫عليــه أن يتجنــب التســرع أو الهمــال فــي الفحــص‪ ،‬وأن يحــاول تطــبيق معــارفه وقواعــد فنــه تطبيقــا‬
‫ص ــحيحا‪ ،‬وأن يحي ــط عمل ــه بجمي ــع الض ــمانات ال ــتي يض ــعها العل ــم والف ــن تح ــت تص ــرفه‪ ،‬ح ــتى‬
‫يتفــادى الخطــأ فــي التشــخيص‪.2‬ويلزمنــا هنــا أن نحــدد مــتى يكــون هــذا الخطــأ الــذي ظهــر علــى‬
‫الشهادة الطبية في شكل مكتوب مؤديا إلى قيام مسؤولية الطبيب‪.‬‬
‫إن أول مـا ينبغــي التأكيــد عليــه هــو ضـرورة التمييــز بيـن الغلـط فـي التشــخيص الناتـج عـن‬
‫الش ــك أو الغم ــوض المحي ــط ببع ــض الح ــالت نظـ ـ ار لع ــدم وج ــود قاع ــدة واض ــحة ومؤك ــدة واجب ــة‬
‫التبــاع‪ ،‬وبيــن الخطــأ فــي التشــخيص النــاجم عــن رعونــة أو إهمــال وقــع مــن الطــبيب‪ .3‬إذ يســأل‬
‫الطــبيب فــي هــذه الحالــة الخيـرة فقــط‪ ،‬رغأــم أن القضــاء الفرنســي قــد غأيــر مــوقفه بهــذا الخصــوص‬
‫من خلل اقتحامه للمنطقة المحرمة عليه من طرف الطباء‪ ،‬والتي كان يعتــبر مــن الحكمــة عــدم‬
‫حشر نفسه فيها‪ ،‬وهي منطقة العلم‪ ،‬وذلك ليعتبر الغلط مرتبا للمسؤولية شأنه شأن الخطأ‪.4‬‬
‫ذلك أن الغلط في التشخيص قد ينتج عن اختلف أوتضارب النظريات أو الطرق الطبيــة‬
‫الــتي يمكــن اللجــوء إليهــا لتشــخيص حالــة معينــة‪ ،5‬فل يصــح أن يؤاخــذ علــى الطــبيب أخــذه فــي‬
‫تشخيصــه ب ـرأي دون آخــر فــي المســائل الخلفيــة‪ ،6‬إل إذا لجــأ إلــى طريقــة تخلــى عنهــا الطبــاء‬

‫‪ - 1‬عبد الرشيد مامون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬فقرة ‪ ، 152‬ص ‪ 202‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ - 2‬فائق الجوهري‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪ 394‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر بهذا الخصوص‪:‬‬
‫‪- Hakem A.R : Distinguer l’erreur de la faute en médecine, Maghreb Médical, N° 225- 1 Mai‬‬
‫‪1990, p : 21 et suiv.‬‬
‫‪- Alami Drissi . Mohamed : la faute et l’erreur médicale en droit Marocain.‬‬
‫مجلة الشعاع‪ :‬العدد التاسع‪ ،‬السنة الخامسة‪ ،‬يناير ‪ ،1993‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 4‬انظر بهذا الخصوص‪ ،‬أستاذنا أحمد ادريوش‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Hakim , Article précité, p :22.‬‬
‫‪ -‬فائق الجوهري ‪ :‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪.397‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪121‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫بسبب ثبوت عدم فعاليتها‪ .1‬كما قد ينتج هذا الغلط أيضا عن تشابه العراض في عدد كبير مــن‬
‫المراض‪ ،2‬حيث يكون مغتف ار إذا كان ناجما عــن نقــص فــي مجـال العلــوم الطبيــة‪ ،‬أو عــن نقــص‬
‫الوسائل ذات التأثير الفعال التي من شأنها أن تؤدي إلى نتائج مؤكدة‪.3‬‬
‫ول يعتبر الغلط في التشخيص خطأ‪ ،‬حتى ولو كان فــي اســتطاعة طــبيب حــذر يعمــل فــي‬
‫ظروف مشابهة أن يتجنبه‪ .4‬ما دام قد أدى فيه واجبه على قــدر اجتهـاده‪ ،5‬إل إذا كــان يـدل علــى‬
‫جهــل واضــح بالمعطيــات الطبيــة المتفــق عليهــا مــن قبــل الجميــع والمعتــبرة كحــد أدنــى لمــا هــو‬
‫متعارف عليه‪ ،6‬بحيث يتعين وضع حد فاصل بين الرأي وبين الجهل‪.7‬‬
‫أما الخطأ في التشخيص الموجب للمسؤولية فيمكن أن ينتج عن رعونــة الطبيـب‬
‫أو إهمــاله أو عــدم اتخــاذه الحتياطــات اللزمــة‪ ،8‬ذلــك أنــه ملــزم أثنــاء مباش ـرة عمليــة التشــخيص‬
‫ببــذل جهــود صــادقة يقظــة وفــق المعطيــات العمليــة والظـواهر الــتي تــترجم الحالــة الداخليــة لطــالب‬
‫الشهادة‪.9‬‬
‫وفــي هــذا الطــار اعتــبرت محكمــة النقــض الفرنســية أن الطبــاء مســؤولون عــن العاقــة‬
‫التي حدثت لمولود نتيجة إهمالهم القيام بالتشخيص المصلي المتعلق باكتشاف داء الحميراء‬
‫لدى والدته‪.10‬‬
‫ويتعين عند تقدير الخطأ في التشــخيص التعامــل بشــدة أكــبر مــع الطبــاء الختصاصــيين‬
‫فــي المجــال الــذي تخصصــو فيــه‪ ،11‬علــى اعتبــار أن التخصــص صــفة خارجيــة تــدل علــى زيــادة‬
‫العلم ويكون من شأنها أن تحمل الناس على زيادة الثقة بالطبيب المتخصص‪.12‬‬

‫‪ -‬عبد الرشيد مامون ‪ :‬فقرة ‪ ،155‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.210‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Hakim , Articl précité, p : 22.‬‬
‫‪ -‬عبد الرشيد مأمون ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬فقرة ‪ ،155‬ص ‪.206‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Hakim , Articl précité, p : 23.‬‬
‫‪ -‬فائق الجوهري‪ :‬أطروحة سابق‪ ،‬ص ‪.399‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬محمد حسين منصور‪ :‬المسؤولية الطبية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،1989 ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬فائق الجوهري‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.399‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪8‬‬
‫‪- Hakim , Articl précité, p : 23.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪- Savatier ( R ) : Note au D 1948, P : 299.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Cass. Civ. 16 juillet 1991, JCP 1991, IV 366.‬‬
‫انظر للمزيد من التوسع في موضوع مسؤولية الطبيب عن الخطأ في التشخيص الذي نجم عنه ازدياد مولود معاق ‪:‬‬
‫‪J.F. CARLOT et Christian MOREL : Actualités du risque médical, http : www. jurisques .‬‬
‫‪com /JFC 21 . HTM # MEDECIN, Mise à jour le 15 Octobre 2001, 14/11/2001, 11.00h , 18‬‬
‫‪pages, p : 4 et suiv.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Hakim , Articl précité, p : 23.‬‬
‫‪ -‬أستاذنا أحمد ادريوش‪ :‬تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪122‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لــذلك فقــد جــاء فــي حيثيــات ق ـرار لمحكمــة الســتئناف بفــاس‪ 1‬أن مــن "مــن المقــرر فقهــا‬
‫وقضاءا استعمال منتهى الشدة مع الطباء الخصائيين في التشـخيص…"‪ .‬كمـا ذهبـت محكمـة‬
‫الســتئناف بالقــاهرة‪ 2‬إلــى أنــه "بالنســبة للطبــاء الخصــائيين‪ ،‬فــإنه يجــب اســتعمال منتهــى الشــدة‬
‫معهم وجعلهم مسؤولين عن أي خطأ ولو كان يسيرا‪ ،‬خصوصــا إذا سـاءت حالــة المريـض بسـبب‬
‫معــالجتهم‪ ،‬لن مــن واجبهــم الدقــة فــي التشــخيص وعــدم الهمــال فــي المعالجــة"‪ .‬وقــد أيــد الفقــه‬
‫المصــري‪ 3‬هــذا التجــاه الــذي ســار عليــه القضــاء الفرنســي‪ 4‬أيضــا‪ ،‬مثلمــا اعتــبره أستاذن ــا أحمــد‬
‫ادريوش تدشينا لتوجه جديد للقضاء المغربي‪.5‬‬
‫ونســتخلص ممــا ســبق أنــه يتعيــن علــى الطــبيب‪ ،‬لكــي ل تقــوم مســؤوليته عــن خطئــه فــي‬
‫التشخيص‪ ،‬أن يتصـرف كمـا يتصـرف العـالم بأصـول مهنتـه‪ ،‬وأن يقـوم بـالفحص بكـل حـذر‪ ،‬وأن‬
‫يلجأ إلى الوسائل الممكنة التي تساعده والتي يضعها العلم تحت تصرفه‪.6‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إثبات خطأ الطبيب في التشخيص‬
‫عند إنشاء الشهادة الطبية‬
‫تقوم المسؤولية الطبية حسب التجاه السائد فقها وقضاءا على أساس الخطأ‪ .7‬كما أن‬
‫التزام الطبيب حسب هذا التجاه هو التزام ببذل عناية‪ ،‬بحيث ل يلزم بضمان نتيجــة معينــة إوانمــا‬
‫فقط بأن يبذل جهود صادقة متفقة‪ ،‬في غأير الظروف الستثنائية‪ ،‬مع المعطيات الثابتــة والحاليــة‬
‫في علم الطب‪.8‬‬
‫وعلى ضوء هذا التوجه يمكن القول بأنه يكون على المتضرر من تشخيص طبي خــاطئ‬
‫حتى يستفيد من التعويض‪ ،‬أن يثبت مبدئيا كون الطبيب قد أخطأ في التشخيص نتيجة لرعــونته‬
‫أو إهماله أو مخالفته للصـول الثابتـة والمسـتقرة فـي علـم الطـب‪ ،‬زيـادة علـى إثبـاته للضـرر الـذي‬

‫‪ - 1‬قرار مدني عدد ‪ 355/79‬بتاريخ ‪ 1979 – 12 – 21‬في الملف المدني عدد ‪ ،11752‬منشور بمجلة المعيار‪ ،‬عدد ‪ ، 15‬سنة ‪ ، 1989‬ص‬
‫‪ 123‬وما بعدها ‪.‬‬
‫وانظر تعليقا لستاذنا أحمد ادريوش على هذا القرار‪ :‬عنصر التخصص في تقدير خطأ الطبيب‪ ،‬ضمن تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع‬
‫المسؤولية الطبية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 100‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬بتاريخ ‪ 02/01/1936‬منشور بمجلة المحاماة س ‪ ،16‬رقم ‪ ،334‬ص ‪ . 713‬أشار إليه الدكتور أحمد ادريوش‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ 101‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ - 3‬سليمان مرقس‪" :‬تعليقات على الحكام في المواد المدنية"‪ ،‬مجلة القانون والقتصاد‪ ،‬السنة ‪ ،17‬ص ‪ .645‬أشار إليه الدكتور أحمد ادريوش ‪ ،‬نفس‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Cass. Civ 01/06/1976, J.C.P 1976, 2.18 483.‬‬
‫الدكتور أحمد ادريوش‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫عبد الرشيد مامون‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ،156‬ص ‪.212‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬

‫أستاذنا أحمد ادريوش‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪.146‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬

‫أستاذنا أحمد ادريوش‪ ،‬نفس الرسالة السابقة‪ ،‬ص ‪ 152‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪123‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أصــابه مــن جـراء ذلــك والعلقــة الســببية بينهمــا‪ .‬وتطبيقــا لــذلك فقــد ذهــب بعــض الفقــه‪ 1‬إلــى القــول‬
‫بأن "خطأ الطبيب في التشخيص ل يشكل كقاعدة عامة تنفيذا معيبا لللــتزام‪ ،‬فالتشــخيص يــدخل‬
‫في إطار الفن الطـبي‪ ،‬وسـواء كـان صــحيحا أو غأيــر صــحيح فـإن هـذا المــر ل يهــم القاضــي فــي‬
‫شــيء‪ ،‬إوانمــا الشــيء المهــم للقاضــي هــو معرفــة مــا إذا كــان الطــبيب حــذ ار أو متيقظــا‪ ،‬وأنــه طبــق‬
‫المبادئ العلمية السليمة"‪.‬‬
‫غأير أنه إذ كان من المقبول مبدئيا اعتبار التزام الطبيب بمناسـبة التشــخيص الت ازمــا ببـذل‬
‫عناية‪ ،‬فإن ثمة استثناءات ترد على هذا المبدأ يتعين معهـا اعتبــاره ملتزمــا بتحقيــق نتيجـة‪ .‬إذ أنــه‬
‫من غأير المعقول اعتبار الطبيب ملتزما بمجرد بذل عناية متى تعلق المر بتشخيص بناءا على‬
‫أعمــال تحليــل مخــبري أو صــور أخــذت بالشــعة‪ ،‬مــا دام التقــدم العلمــي فــي هــذا المجــال قــد جعــل‬
‫الحتمال يصبح فيها معدوما تقريبا‪.‬‬
‫لــذلك فقــد ذهبــت محكمــة تولــوز بفرنســا إلــى القــول بــأن الطــبيب القــائم بالتحليــل قــد الــتزم‬
‫بنتيجة ما دام العمل الطبي المتعلق بتحليل الدم يخضع لقواعد مضبوطة وثابتة تؤدي بالضــرورة‬
‫إلــى نتيجــة صــحيحة‪ .2‬وهــذه القاعــدة يمكــن تطبيقهــا علــى كــل التحليلت الطبيــة الــتي تجــرى فــي‬
‫المعامــل إذا تــم إجراؤهــا وفقــا لقواعــد ل تتفــق مــع الصــول العلميــة‪ ،‬لن النتائــج المعمليــة لــم تعــد‬
‫تتضمن في الوقت الحاضر أي احتمال‪.3‬‬
‫ولعل هذا هو ما جعل محكمة النقض الفرنسية‪ 4‬تعتــبر الطــبيب مســؤول عــن إعاقــة لحقــت‬
‫مولودا من جراء عدم تشخيصه لداء الحميـراء لــدى أم المولــود‪ ،‬رغأـم إجرائهـا لتحليــل مخــبري بهـذا‬
‫الخصــوص‪ ،‬وذلــك دون أن تطــالب هــذه الســيدة بإثبــات كــون الخطــأ فــي التشــخيص يرجــع إلــى‬
‫رعونته أو إهماله‪ .‬كمــا ذهبـت هـذه المحكمــة‪ 5‬أيضـا إلـى اعتبـار الطـبيب مســؤول عــن التشــخيص‬
‫النــاجم عـن قـراءة خاطئــة لصـورة أخــذت بالشـعة لن مجــرد التأويـل الخــاطئ للصـورة مـوجب فـي‬
‫حد ذاته للمسؤولية‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الرشيد مأمون‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ،56‬ص ‪.66‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Trib de Touse, 14 Decembre 1959, J.C.P 1960, II 11 402.‬‬
‫‪ -‬عبد الرشيد مأمون‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ،59‬ص ‪.70‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- Cass. C IV, 26 Mars 1996, DS 1997, N° 3, p :36, Note ROCHE – DAHAN.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Cass. civ, 01 Juin 1976, J.C.P 1976, II 1883.‬‬

‫‪124‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المسؤوألية التقصيرية‬


‫المترتبة عن إنشاء الشهادة الطبية‬
‫تكون مسؤولية الطبيب تقصيرية في الحالة التي ل تكون فيها بينه وبين المضرور رابطة‬
‫عقدية‪.‬‬

‫وعليه تكون تقصيرية مسؤولية الطبيب عـن إنشـاء شـهادة بمناسـبة ممارسـته الحـرة للمهنـة‬
‫دون ارتباط عقدي بالمضرور ) الفقرة الولى (ا ‪ ،‬كما تكون المسؤولية تقصيرية أيضا عن إنشاء‬
‫شهادة بمناسبة ممارسة مهنته في إطار الوظيفة العمومية ) الفقرة الثانية(ا‪.‬‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬المسؤوألية التقصيرية للطبيب‬


‫عن إنشاء شهادة طبية‬
‫بمناسبة ممننارسته الحرة للمهنة دوأن‬
‫ارتباط عقدي بالمضروأر ‪.‬‬
‫إن مسؤولية الطبيب الممارس للمهنة بصفة حرة‪1‬عن إنشاء شهادة طبية مخالفــة‬
‫للحقيق ــة ألحق ــت ض ــر ار بش ــخص ل ــم يتعاق ــد مع ــه ‪ ،‬تعت ــبر مس ــؤولية تقص ــيرية تج ــد أساس ــها ف ــي‬
‫الفصلين ‪ 77‬و ‪ 78‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع ‪ ،‬وذلك سواء كان هذا المضرور هو الشخص المعني بالشهادة‬
‫نفسه أو أحدا من الغأيار ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬المسؤوألية التقصيرية للطبيب عن إنشاء شهادة‬


‫طبية أضرت‬
‫بالشخص المعني بها ‪.‬‬
‫لقد ذهب القضاء الفرنسي إلى أن الطبيب الذي ينشئ بتسرع أو تهور أو إهمال شهادة‬
‫طبية تسمح بإيداع شخص في مؤسسة للمراض العقلية ‪ ،‬دون اتخاذ الحتياطات الكافية يعتبر‬

‫‪ - 1‬سواء كان طبيبا في القطاع الخاص ‪ ،‬أو طبيبا في القطاع العام عند قيامه بعمل من أعمال النيابة عن طبيب آخر أو عند مزاولته للمهنة داخل‬
‫مصحة خاصة ‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫مسؤول في مواجهته مسؤولية تقصيرية ‪ .1‬لذلك يتعين على الطبيب أن ل يشهد إل بما هو‬
‫متأكد منه وأن يتجنب التهور والحكام المسبقة ‪. 2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المسؤوألية التقصيرية للطبيب عن إنشاء‬


‫شهادة طبية أضرت بأحد الغأيار ‪.‬‬

‫تقوم مسؤولية الطبيب التقصيرية ‪ ،‬إذا قدم شهادة بها إيضاحات خاطئة تتعلق بعدد من‬
‫‪.3‬‬
‫أقارب شخص مصاب بمرض عقلي ‪ ،‬مما أدى إلى حجزهم‬

‫والحقيقة ‪ ،‬أن هذه ليسـت الحالـة الوحيـدة الـتي يمكـن أن يتضـرر فيهـا الغأيـار مـن شـهادة‬
‫طبية ‪ ،‬ذلـك أن إنشــاء شـهادة مخالفـة للحقيقـة تتضــمن تقـدي ار للحالـة الصــحية لشــخص معيــن مــن‬
‫شأنه أيضا أن يلحق ضر ار بغيره ‪ ،‬على اعتبار أن هذا الغير قــد يــؤدي خــدمات أو تعويضــات‬
‫أو امتيــازات معينــة تأسيســا علــى هــذه الشــهادة نتيجــة لجهلــه بالوضــعية الحقيقيــة ‪ ،‬حيــث يعتــبر‬
‫المدفوع بغير حق هو الضرر الذي لحقه من جراء هذا النشاء ‪.‬‬

‫ورغأم أنه يكون بإمكان هذا الغير أن يسترد ما دفعه استنادا على قواعد الثراء بل سبب‬
‫أو استرداد غأير المستحق ‪ ،4‬فإنه يكون بإمكانه أيضا أن يثير المسؤولية التقصيرية للطبيب ‪،‬‬
‫ويمكن تأسيس خطئه في هذه الحالة إما على رعونته أو إهماله في التشخيص ‪ ،‬إواما على‬
‫مشاركته الزبون في احتياله وتلعبه ‪.5‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المسؤوألية التقصيرية عن إنشاء‬


‫الشهادة‬
‫الطبية بمناسبة ممارسة‬
‫الطبيب للمهنة‬
‫‪1‬‬
‫‪- Nimes , 6 Juin 1955 , D 1956 , p : 473 ; Note Prévault.‬‬
‫‪-ㄴ‬‬ ‫‪Gronoble 13 Mars 1931 , GP , 1931 . II 774 . cité par Auby , op.cit , p : 112 .‬‬
‫وانظر أيضا حكم محكمة كان ‪ 16‬يناير ‪ 1901‬ـ دالوز الدوري ‪ ، 370 – 2 – 1904‬ذكره عبد الرشيد مأمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪150‬‬ ‫‪ㄷ-‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 201‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau , op. cit , p : 73 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Cass. Req , 13 Mai 1908 , D 1908 , I 366 . Cite par Aubi , op.cit , p : 112 .‬‬
‫وذكر أيضا عبد الرشيد مأمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 150‬ص ‪. 201 :‬‬
‫‪ - 4‬استنادا إلى الفصول ‪ 66‬و ‪ 67‬و ‪ 68‬و ‪ 75‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Mélennec et Mémeteau ; op. cit , p : 73 et suiv.‬‬

‫‪126‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫في إطار الوظيفة‬


‫العمومية ‪.‬‬
‫يقوم الطبيب الممارس للمهنة فــي إطــار الوظيفــة العموميــة بإنشـاء شــهادات طبيــة مختلفــة‬
‫قــد يــترتب عنهــا ضــرر نتيجــة لخطــإ شخصــي أو مصــلحي ارتكبــه الطــبيب الموظــف مثلمــا قــد‬
‫يــترتب هــذا الضــرر عــن مخالفتهــا للحقيقــة حــتى دون ارتكــاب منشــئها لي خطــأ ‪ ،‬حيــث تقــوم‬
‫المســؤولية التقصــيرية عــن هــذا النشــاء الضــار علــى أســاس الفصــل ‪ 79‬مــن ظ‪.‬ل‪.‬ع تــارة وعلــى‬
‫أساس الفصل ‪ 80‬من نفس القانون تارة أخرى ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬تأسيس المسؤوألية التقصيرية عن إنشاء‬


‫الشهادة الطبية‬
‫على الفصل ‪ 79‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع‬
‫إن ارتكاب الطبيب الموظف لخطأ مرفقي عند إنشاء الشهادة الطبية ‪ ،‬يثير بدون شك‬
‫المسؤولية التقصيرية للمرفق الصحي العمومي الذي يعمل به‪ ، 1‬على أساس الفصل ‪ 79‬من‬
‫ظ‪.‬ل‪.‬ع الذي ينص صراحة على مسؤولية الدولة عن " الخطاء المصلحية لمستخدميها " ‪.‬‬
‫ويعتبر الخطأ مصلحيا حسب القضاء المغربي إذا كان " غأير مطبوع بالطابع الشخصي‬
‫للموظف "‪.2‬‬
‫لكن الشكال يثار في الحالة التي يترتب فيها عن إنشاء الشهادة الطبية ضرر معين‬
‫‪3‬‬
‫دون أن يثبت خطأ الطبيب الموظف الذي أنشأها‪ .‬ذلك أن التأويل الذي تبناه المجلس العلى‬
‫للفصل ‪ 79‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع قد قصر مجال المسؤولية التي ل يشترط لقيامها وجود خطأ‪ ،‬لكونها‬
‫تقوم على نظرية المخاطر‪ ،‬على الحالة التي ل يمكن فيها نسبة الضرر إلى شخص معين أو‬
‫‪ - 1‬انظر بخصوص المسؤولية المدنية لمرافق الصحة العمومية في القانون الفرنسي ‪:‬‬
‫‪Jean – François Segard : Responsabilité civile en secteur hospitalir,h ttp : www.‬‬
‫‪Laportedudroit. Com / htm / juriflash / doit – medical/ responsabilite / civile/‬‬
‫‪responsablcivile – gnrle. htm, 11-11-2001 , 12.00 h , 3 pages .‬‬
‫‪ - 2‬قرار صادر عن الغرفة الدارية بالمجلس العلى تحت عدد ‪ 346‬بتاريخ ‪ 16‬نونبر ‪ 1979‬في الملف رقم ‪ ، 58186‬منشور بمجلة القضاء‬
‫والقانون ‪ ،‬عدد ‪ ، 138‬ص ‪ 143 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫ص‪ 143 :‬وما بعدها‪ .‬وهو‬ ‫‪ - 3‬قرار عدد ‪ 346‬بتاريخ ‪ 16‬نونبر ‪ 1979‬في الملف رقم ‪ 58186‬منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ‪، 138‬‬
‫نفس التأويل الذي يقول به كثير من الفقهاء اليوم ‪ ،‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬مسؤولية مرافق الصحة العمومية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪ 32 :‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أشخاص معينين ‪ ،‬وهي الحالة التي يكون فيها الضرر قد نشأ مباشرة عن تسيير مرافق‬
‫الدولة‪.1‬‬
‫وهذا يعني أن هذا القضاء ل يمكنه إل أن يشترط ثبوت الخطأ لقيام مسؤولية مرفق‬
‫الصحة العمومي عن الضرر الذي ترتب عن إنشاء شهادة طبية ‪ ،‬ما دامت هذه الشهادة تحمل‬
‫دائما ـ كشرط لصحتها ـ توقيع الطبيب الموظف الذي أنشأها والذي يدل بكل تأكيد على نسبتها‬
‫إليه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تأسيس المسؤوألية التقصيرية عن إنشاء‬


‫الشهادة الطبية‬
‫على الفصل ‪ 80‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع ‪.‬‬
‫ينــص الفصــل ‪ 80‬مــن ظ‪.‬ل‪.‬ع علــى أنــه يعتــبر " مســتخدموا الدولــة والبلــديات مســؤولون‬
‫شخصــيا عــن الض ـرار الناتجــة عــن تدليســهم أو عــن الخطــاء الجســيمة الواقعــة منهــم فــي أداء‬
‫وظـائفهم ‪ .‬ول تجـوز مطالبـة الدولـة والبلـديات بسـبب هـذه الضـرار ‪ ،‬إل عنـد إعسـار المـوظفين‬
‫المسؤولين عنها " ‪.‬‬
‫وعليه فإن ارتكاب الطبيب الموظف لخطأ شخصي عند إنشاء الشهادة الطبية يجعله‬
‫مسؤول بصفة أصلية اتجاه المتضرر ‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 80‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬ويعتبر خطأ الموظف‬
‫العمومي ـ طبيبا كان أو غأيره ـ شخصيا حسب القضاء المغربي إذا " كان ل علقة له إطلقا‬
‫بعمله الوظيفي أو كان الفعل الضار يندرج ضمن واجبات الموظف إل أنه على قدر من‬
‫الجسامة أو صدر عنه عمدا أو بنية الضرار بالغير "‪ ، 2‬ذلك أن المشرع قد اشترط في هذا‬
‫‪ - 1‬يعتبر هذا التأويل التشطيري للفصل ‪ 79‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع مخالفا للتأويل الذي سبق أن أعطاه له الرئيس الول السابق للمجلس العلى المرحوم أبا‬
‫حنيني بمناسبة خطبة افتتاح السنة القضائية ‪ ) 1969 – 1968‬مجلة قضاء المجلس العلى‪ ،‬عدد ‪ ، 1‬ص ‪( 1‬ا ‪ ،‬حيث اعتبر هذا الخير أن "‬
‫الظاهر الذي يؤخذ من هذا النص هو أن ضمان الدولة الضرر واجب بمجرد ما يكون ناشئا بصفة مباشرة من العمل الذي تقوم به الدارة أو من عدم‬
‫القيام بالعمل المنوط بمرافقها فموجب المسؤولية إذاك عنصران ‪ :‬الول حصول الضرر والثاني نسبته إلى سير المرافق العمومية ‪ .‬ول يشترط النص‬
‫عنص ار ثالثا كوجوب إثبات التفريط " ‪ .‬وقد ساند أستاذنا أحمد أدريوش هذا التأويل الذي ل يشترط الخطأ لعتبار الدولة مسؤولة طبقا للفصل ‪، 79‬‬
‫واقترح اعتماده أساسا لمسؤولية مرافق الصحة العمومية ‪ ،‬بعدما وجد له سندا قانونيا في المادة الثامنة من قانون المحاكم الدارية التي تتحدث عن‬
‫"التعويض عن الضرار التي تسببها أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام " دون أن تتضمن أي إشارة ل من قريب ول من بعيد لفكرة الخطأ ‪.‬‬
‫انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش ‪ :‬مسؤولية مرافق الصحة العمومية ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪ 37‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار المجلس العلى ‪ ،‬عدد ‪ 346‬بتاريخ ‪ 16‬نونبر ‪ 1979‬في الملف رقم ‪ ، 58186‬منشور بمجلة القضاء والقانون ‪ ،‬عدد ‪ ، 138‬ص ‪143 :‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الخطأ أن يرقى إلى درجة " الخطأ الجسيم " أو " التدليس " وأضاف إليهما القضاء السابق‬
‫معيا ار ثالثا هو أن يكون الخطأ منفصل عن الوظيفة ‪.1‬‬
‫وقد كان القضاء الفرنسي ومعه بعض الفقه‪ ،‬يقيم هذه المسؤولية على أساس تعاقدي‬
‫نظ ار لقيام عقد بين المرفق الصحي وبين المريض سماه " سافتيي" بالعقد الستشفائي"‪ ،‬لكن‬
‫سرعان ما استبعد القضاء هناك فكرة العقد كأساس لهذه المسؤولية‪ .‬وهذا هو التجاه الصحيح ‪،‬‬
‫لن العلقة بين المرضى وبين مرافق الصحة العمومية ليست علقة تعاقدية إوانما هي علقة‬
‫نظامية ‪ .‬ومن تم فالساس القانوني للمسؤولية الشخصية للطبيب الموظف هو الساس‬
‫التقصيري استنادا إلى الفصل ‪ 80‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬ولذا وجب تطبيق القواعد المنصوص عليها في‬
‫باب المسؤولية التقصيرية بما فيها تلك المتعلقة بالتقادم‪.2‬‬
‫ول يحل المرفق الصحي العمومي محل طبيبه الذي تبثت مسؤوليته عن الخطأ‬
‫الشخصي الذي ارتكبه أثناء ممارسته لوظيفته إل بعد ثبوت إعساره ‪ ،‬فمسؤولية مرافق الصحة‬
‫العمومية عن الخطاء الشخصية التي يرتكبها الموظفون التابعون لها ليست مسؤولية أصلية ‪،‬‬
‫إوانما هي بمثابة الضامن لهم في الداء ‪ .‬لكن مع ذلك يبقى لها حق الرجوع على الموظف‬
‫المسؤول شخصيا ‪ ،‬وهو الحكم الذي استقر عليه الفقه والقضاء وتؤيده المبادئ العامة‪.3‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤوألية‬


‫الجنائية للطبيب عن إنشاء الشهادة‬
‫الطبية‬
‫إن الثقة التي يضعها المجتمع في الطبيب ‪ ،‬وبالتالي في الشهادات الطبية الصادرة‬
‫عنه تبعا لذلك ‪ ،‬تقتضي ضرورة حماية صدق هذه الشهادات سواء من حيث موضوعها أو من‬

‫‪ - 1‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أدريوش ‪ :‬مسؤولية مرافق الصحة العمومية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 40 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش ‪ ،‬نفس المرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 45 :‬‬
‫‪ - 3‬انظر بهذا الخصوص أستاذنا أحمد ادريوش ‪،‬نفس المرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.56 :‬‬

‫‪129‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫حيث مصدرها‪ ، 1‬لذلك فقد عمد المشرع المغربي إلى اعتبار الطبيب مسؤول جنائيا عن إنشاء‬
‫شهادة طبية مخالفة للحقيقة ) المطلب الول (ا ‪ ،‬إوالى تجريم تزوير هذه الشهادة من قبل‬
‫شخص عادي ) المطلب الثاني (ا ‪.‬‬
‫غأير أنه فضل عن هذه الجرائم التي خص بها المشرع الشهادة الطبية ‪ ،‬فإن الطبيب قد‬
‫يرتكب بمناسبة إنشائه وتسليمه لها جرائم أخرى ل ترتبط بها وحدها كجريمة إفشاء السر‬
‫المهني التي تعتبر هذه الشهادة من بين أهم الوسائل المستعملة في ارتكابها‪ . 2‬بالضافة إلى‬
‫جريمة المشاركة في سمسرة الزبناء وجلبهم ‪ ،‬حيث اعتبرت محكمة الستئناف بفاس ‪ 3‬أن هذه‬
‫التهمة ثابتة في حق طبيب " على اعتبار أن المتهم الثاني وهو محامي كان يستعمل من بين‬
‫الطرق في استمالة زبنائه التصال بالطبيب المذكور ويقترح عليه نسبة العجز التي يسلمها لهم‬
‫وأن الطبيب باستجابته لطلبات الظنين الثاني في ذلك يجعل منه عنص ار مشاركا ومهما في‬
‫سمسرة الزبناء وجلبهم وذلك بمساعدة المحامي في تمكين الضحايا من الشواهد الطبية وجعلهم‬
‫أكثر تمسكا بالمحامي الذي يرون فيه أنه قادر على أن يهيئ لهم كل شيء " ‪.‬‬

‫المطلب الوأل ‪ :‬المسؤوألية الجنائية‬


‫للطبيب عن إنشاء شهادة طبية مخالفة‬
‫للحقيقة ‪.‬‬
‫إن الثقة التي يضعها المجتمع في شهادة الطبيب ليست مطلقة بل قيد أو شرط ‪ ،4‬لذلك‬
‫فقد اعتبر المشرع المغربي إنشاء الطبيب لشهادة مخالفة للحقيقة بقصد محاباة شخص ما‬
‫جريمة تزوير عاقب عليها في الفصل ‪ 364‬من م‪.‬ق‪.‬ج ) الفقرة الولى (ا ‪ .‬كما اعتبر إعطاء‬
‫‪1‬‬
‫‪- Louis Mélénnec : Traité de droit médical , Tome 3 , la responsabilité pénale du médecin,‬‬
‫‪par Michel VERON MALOINE S.A. EDITEUR , Paris , 1984 , p : 93 .‬‬
‫‪ - 2‬انظرأركان هذه الجريمة وأسباب إباحتها في المبحث الثاني من الفرع الثاني من الفصل الول‪ ،‬ص‪ 71:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 3‬قرار جنحي صادر عن استئنافية فاس بتاريخ ‪ 15/11/99‬تحت عدد ‪ 99 /7061‬في الملف الجنحي عدد ‪ ) 3951/99‬غأير منشور (ا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- M.Khadir et Boublenza : Les documents médicaux , Maghreb Médical , N° 225, 1 Mai‬‬
‫‪1990 , p : 27 .‬‬

‫‪130‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫هذه الشهادة بناءا على طلبه أو قبوله لعرض أو وعد أو أية فائدة أخرى جريمة رشوة نص عليها‬
‫في الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 248‬من نفس القانون‪ ) 1‬الفقرة الثانية (ا ‪.‬‬
‫الفقرة الوألى ‪ :‬تزوأير شهادة طبية من قبل‬
‫طبيب ‪.‬‬
‫تنـ ــص المـ ــادة ‪ 364‬مـ ــن مجموعـ ــة القـ ــانون الجنـ ــائي علـ ــى أن " كـ ــل طـ ــبيب أو جـ ـ ـراح‬
‫أو طــبيب أســنان أو ملحــظ صــحي أو قابلــة إذا صــدر منــه أثنــاء مزاولــة مهنتــه وبقصــد محابــاة‬
‫شخص إقرار كاذب أو فيه تستر على وجود مرض أو عجــز أو حالــة حمــل أو قــدم بيانــات كاذبــة‬
‫عن مصـدر المـرض أو العجــز أو سـبب الوفــاة يعـاقب بــالحبس مــن ســنة إلـى ثلث ســنوات مـا لــم‬
‫يكون فعله جريمة أشد مما نص عليه في الفصل ‪ 248‬وما بعده " ‪.‬‬

‫وهذا النص يواجه حالة التزوير المعنوي‪2‬الذي يقع من طبيب بتضمين بيانات كاذبة في‬
‫الشهادات التي يعطيها بشأن أمور معينة حددها القانون‪ 3‬وسنتعرف أول على أركان هذه‬
‫الجريمة قبل أن نتعرض ثانيا لثباتها وعقوبتها ‪.‬‬

‫‪-‬بالضافة إلى هاتين الجريميتن ‪ ،‬فإن المشرع المغربي نص في الفقرة السادسة من الفصل ‪ 354‬من ظهير ‪ 6‬فبراير ‪ 1963‬المتعلق بحوادث‬ ‫‪1‬‬

‫الشغل على أن كل طبيب يعمد إلى تحريف عواقب الحادثة في الشهادات المسلمة لتطبيق هذا الظهير يعاقب بغرامة تتراوح بين أربعين درهما وسبعمائة‬
‫وعشرين درهما وفي حالة العود إلى المخالفة خلل الثلثمائة والخمسة والستين يوما الموالية لصدور العقوبة بغرامة يتراوح قدرها بين ألف ومائتين درهم‬
‫وأربعة آلف وثمانمائة درهم ‪.‬‬
‫كما نصت الفقرة الثانية من الفصل السادس من الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 29‬ربيع الثاني ‪ 1356‬الموافق ‪ 8‬يوليو ‪ 1937‬المتعلق بأداء‬
‫المصاريف والتعويضات المستوجبة بعد وقوع حوادث السير ) منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،1298‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬شتنبر ‪ ، 1937‬ص ‪1490 :‬‬
‫(ا على أنه ‪ " :‬يعاقب بالسجن من شهر واحد إلى ثلثة أشهر وبذعيرة يتراوح قدرها بين ‪ 16‬و ‪ 2000‬فرنك أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ‪:‬‬
‫…‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كل طبيب تعمد على تغيير نتائج الحوادث في الشهادات المسلمة للمصابين بها أو عن علم أيضا سلم شهادات تثبت حوادث مختلفة ‪.‬‬
‫وترفع العقوبة إلى ضعفها عند ارتكاب المخالفة مرة ثانية " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ذهب القضاء المصري إلى أن عقوبة الجنحة المقررة في المادة ‪ 222‬عقوبات المقابلة للفصل ‪ 364‬من القانون الجنائي المغربي " قصد بها‬
‫الشارع التزوير المعنوي دون المادي " ) الطعن رقم ‪ 551‬لسنة ‪ 42‬قرار جلسة ‪(19/06/1972‬ا كما أكد هذا القضاء على أن " التزوير المعاقب عليه‬
‫هنا هو تزوير معنوي يجعل واقعة مزورة في صورة واقعة صحيحة حال تحرير الشهادة بمعرفة الطبيب أو الجراح بإثبات مرض أو عاهة كذبا بمن تحرر‬
‫) نقض ‪ 1929 – 01 – 03‬القواعد القانونية رقم ‪ ، 78‬ص ‪( 97 :‬ا ‪.‬‬ ‫لصالحه"‬
‫انظر هذه الق اررات عند ‪ :‬عزت عبد القادر ‪ :‬جرائم التزوير في المحررات ‪ ،‬الدار البيضاء للطباعة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 140 :‬‬
‫‪ - 3‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ :‬المسؤولية الجنائية عن جرائم التزوير في المحررات فقها وقضاءا ‪ ،‬المكتبة القانونية باب الخلق مصر ‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪ ، 1995‬فقرة ‪ ، 203‬ص ‪. 228 :‬‬

‫‪131‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أوأل ‪ :‬أركان جريمة تزوأير شهادة طبية من قبل‬


‫طبيب ‪.‬‬

‫تستلزم جريمة الفصل ‪ 364‬من القانون الجنائي توافر أربعة أركان أساسية وهي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يكون مسلم الشهادة طبيبا أو جراحا أو طبيب أسنان أو ملحظا للصحة‬
‫أو قابلة أثناء مزاولته لمهنته ‪ .‬وذلك سواء كان طبيبا في القطاع العام أو في القطاع الخاص‪،‬‬
‫إذ أن النص ل يشترط في الفاعل صفة الموظف العمومي ‪ ،1‬فل يكون هناك مسوغ للتفرقة أو‬
‫التمييز أمام عموميته‪.2‬‬

‫‪ – 2‬أن تصدر الشهادة أثناء مزاولة الطبيب ـ أو غأيره من الشخاص المذكورين في‬
‫الفصل ـ لمهنته ‪ .‬ذلك أن المقصود بالطبيب هنا هو الطبيب المزاولة لمهنته بصفة مشروعة‬
‫وقانونية ‪ ،‬إذ ل يكتفي بالمؤهلت العلمية فقط أو الحصول على ترخيص لمزاولة المهنة ‪.3‬‬

‫‪ –3‬أن يكون موضوع الشهادة قد تضمن إق ار ار كاذبا أو فيه تستر على وجود مرض أو‬
‫عجز أو حالة حمل ‪ ،‬أو أن يكون قد تضمن بيانات كاذبة عن مصدر المرض أو العجز أو‬
‫سبب الوفاة ‪ .‬ذلك أن النص يعاقب الطبيب أو من حكمه على ارتكابه لفعل جرمي إيجابي‬
‫أو في تقديم‬ ‫يتمثل في إثبات وجود مرض أو عجز أو حالة حمل على خلف الحقيقة‬
‫بيانات كاذبة عن مصدر المرض أو العجز أو سبب الوفاة ‪ ،‬إلى جانب عقابه على فعل‬
‫المتناع المتمثل في التستر على وجود مرض أو عجز أو حالة حمل عند إنشاء الشهادة وهو‬
‫ما يعرف بالتزوير عن طريق الترك ‪. 4‬‬

‫‪ - 1‬جواد بوكلطة ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 354 :‬‬


‫‪ - 2‬رؤوف عبيد ‪ :‬جرائم التزييف والتزوير ‪ ،‬مطبعة النهضة الجديدة ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ، 1978‬ص ‪. 195 :‬‬
‫‪ 3‬محمد أوغأريس ‪ :‬مسؤولية الطبيب في التشريع الجنائي ‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية ‪ ،‬دار قرطبة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 1994‬ص ‪. 141 :‬‬
‫‪ - 4‬جواد بوكلطة ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 354 :‬‬

‫‪132‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أمــا إذا كــان موضــوع الشــهادة الطبيــة غأيــر مــا ذكــر ‪ ،‬فــإنه يجــب اســتبعاد أحكــام الفصــل‬
‫‪ 364‬مــن القــانون الجنــائي والرجــوع لحكــم الفصــل ‪ 366‬مــن نفــس القــانون الــذي ينــص علــى‬
‫معاقبة "من صنع عن علم إق ار ار أو شهادة تتضمن وقائع غأير صحيحة " ‪.‬‬

‫‪ – 4‬ينبغي أن يتوافر لدى الجاني القصد الجنائي العام وكذلك قصد خاص ‪.‬‬
‫والقصد العام هو إرادة ارتكاب الجريمة مع العلم بأركانها القانونية ‪ ،‬فإذا أثبت الطبيب‬
‫مرضا أو عاهة بطالب الشهادة ل عن رغأبة في تغيير الحقيقية بل عن جهل بفنه فل عقاب ‪،‬‬
‫وكذلك إذا تقدم إليه شخص آخر للكشف عليه منتحل إسم من صدرت الشهادة باسمه ‪. 1‬‬
‫أما القصد الجنائي الخاص فهو أن تكون الشهادة المخالفة للحقيقة قد أعدت بقصد‬
‫محاباة شخص ما ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إثبات جريمة تزوأير شهادة طبية من قبل‬


‫طبيب وأعقوبتها ‪.‬‬

‫إن أول ما تثبت به هذه الجريمة هو اعتراف الجاني نفسه ‪ ،‬سواء أمام هيئة الحكم أو‬
‫أمام السيد وكيل الملك أو بمحضر الضابطة القضائية المختصة ‪ .‬وعليه فقد أدانت المحكمة‬
‫البتدائية بفاس ‪ 2‬طبيبا من أجل هذه الجريمة بناءا على اعترافه بمحضر الضابطة القضائية‬
‫على أنه " بحكم العلقة التي كانت تربطه بالمحامي المتهم الثاني مدة أزيد من أربع سنوات كان‬
‫هذا الخير يرسل إليه ضحايا حوادث السير وينجز لهم شواهد طبية وغأالبا ما كان يتسلم‬
‫أتعابه مباشرة من المحامي المذكور لدرجة أنه ذات يوم أرسل المحامي السالف الذكر في طلبه‬
‫فتوجه إلى مكتبه وهناك وجد عنده الضحية أ حيث أنجز لهذا الخير شهادة طبية بطلب من‬
‫المحامي بها أمد العجز ‪ 90‬يوما دون أن يقوم بفحص الضحية " وقد أيدت استئنافية فاس هذا‬
‫الحكم بعلة أن التهمة ثابتة في حق الطبيب " بناءا على اعترافه بمحضر الضابطة القضائية‬

‫‪ - 1‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 196 :‬‬


‫‪ - 2‬حكم صادر عن ابتدائية فاس بتاريخ ‪ ، 05/08/1999‬تحت عدد ‪ 6710‬في ملف جنحي تلبسي رقم ‪) ، 99/ 5965‬غأير منشور (ا ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الموقع من طرفه على أنه سلم الشهادة الطبية للمسمى ) أ (ا والحاملة لـ ‪ 90‬يوما من العجز‬
‫وذلك بمكتب المتهم الثاني ودون الكشف عنه أو فحصه وأن نسبة ‪ 90‬يوما اقترحها عليه‬
‫المحامي …زيادة على اعترافه أيضا أنه كان يسلم الشواهد الطبية للضحايا الذين يرسلهم إليه‬
‫المتهم الثاني ويدون بتلك الشواهد المدة التي يطلبها المحامي " ‪. 1‬‬
‫ويمكن أن تثبت هذه الجريمة أيضا بواسطة القرائن عند إنكار المتهمين ‪ ،‬حيث ذهبت‬
‫المحكمة البتدائية بصفرو‪ 2‬إلى إدانة طبيبين من أجل " تقديم بيانات كاذبة عن مصدر العجز‬
‫ومنح شواهد طبية تتضمن وقائع غأير صحيحة " ‪ ،3‬بعلة أن إنكار الطبيبين " تكذبه اعترافات‬
‫المتهم ع التي جاءت واضحة ومنسجمة والتي أكد فيها بأنه تسلم شواهد طبية من المتهمين‬
‫بتوجيه من ب وأن المتهمين كانا يسلمان الشواهد الطبية في غأياب الضحايا المفترضين ودون‬
‫فحصهم والتأكد من العجز العالق بهم وأن أسماؤهم كانت تعطى بالهاتف من طرف ب وأدلى‬
‫بصورة شمسية لهاته الشواهد والتي تسلمها من المتهمين الذين لم ينازعا في كون هاته الشواهد‬
‫الطبية صادرة عنهما من جهة ومن جهة أخرى فإن تواجد هاته الشواهد عند المتهم ع قرينة‬
‫على أنه فعل هو الذي تسلمها وفي غأيبة أصحابها إوال لما أمكن له الحصول عليها والحتفاظ‬
‫بها " ‪.‬‬
‫والحقيقة أن إثبات هذه الجريمة ليس بالمر الهين ‪ ،‬وذلك أنه حتى في الحالة التي يتبين‬
‫فيها أن المستفيد من الشهادة المشكوك في زوريتها غأير مريض‪ ،‬فإنه يبقى من المحتمل أن‬
‫يكون هذا المستفيد قد بعث شخصا آخر للفحص بدل عنه منتحل إسمه ‪ ،‬فلم ينتبه الطبيب ‪،‬‬
‫وأنشأ شهادة باسم المريض المزور ‪ ،‬دون أن يكون لديه أي قصد جنائي بهذا الخصوص ‪. 4‬‬

‫‪ -1‬قرار صادر عن محكمة الستئناف بفاس بتاريخ ‪ 15/11/1999‬تحت عدد ‪ 7061/99‬في الملف الجنحي ‪ ،‬عدد ‪ ) 99 / 3951‬عير منشور‬
‫(ا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حكم صادر عن المحكمة البتدائية بصفرو بتاريخ ‪ 04/02/2000‬تحت عدد ‪ 99. 40‬في الملف جنحي تلبسي رقم ‪ ) 2000 . 25‬غأير منشور‬
‫(ا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬رغأم أن المتابعة جاءت بهذه الصيغة ‪ ،‬فإنه تم الستناد على الفصول ‪ 360‬و ‪ 361‬و ‪ 366‬من م‪.‬ق‪.‬ج ‪ ،‬وليس على الفصل ‪ ) 364‬من نفس‬
‫القانون (ا الواجب التطبيق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Anis Saadi : Le certificat médical de complaisance , Espérance Médicale , Mars 2000 ,‬‬
‫‪Tome 7 , N° 59 , p : 115.‬‬

‫‪134‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وفي هذا الطار صرحت المحكمة البتدائية بتازة ببراءة طبيب من هذه التهمة وبعدم‬
‫الختصاص في المطالب المدنية تأسيسا على أن الشك يفسر لصالح المتهم ‪.1‬‬
‫إواذا ما تم إثبات هذه الجريمة بعناصرها ‪ ،‬بما فيها قصد المحاباة أو المجاملة ‪ ،‬فإن‬
‫الطبيب يعاقب في هذه الحالة بالحبس من سنة إلى ثلث سنوات ‪ .‬ويجوز علوة على ذلك‪ ،‬أن‬
‫يحكم عليه بالحرمان من واحد أو أكثر من الحقوق المشار إليه في الفصل ‪ 40‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج ‪.‬‬
‫لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات ‪.‬‬
‫إواذا كان الطبيب قد ارتكب هذه الجريمة إض ار ار‪ 2‬بالخزينة العامة أو بالغير ‪ ،‬فإنه يعاقب‬
‫عليها وفقا للفصل ‪ 367‬من القانون الجنائي ‪ ،‬بحسب ما يناسب طبيعتها إما باعتبارها تزوي ار‬
‫في المحررات العامة أو الرسمية ‪ ،‬إواما باعتبارها تزوي ار في المحررات الخاصة ‪ ،‬بحيث تطبق‬
‫في هذه الحالة الفصول من ‪ 352‬إلى ‪ 358‬حسب الحوال‪.‬‬
‫أو‬ ‫أما إذا كان الطبيب قد أنجز الشهادة المزورة بناءا على طلب أو قبول عرض‬
‫وعد أو طلب أو تسلم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى ‪ ،‬فيعاقب حينئذ وفق العقوبات المقررة في‬
‫باب الرشوة ‪ ،‬كما سنرى في الفقرة الثانية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬رشوة الطبيب من أجل إنشاء‬


‫شهادة‬
‫وقد طرح صاحب المقال هذا الحتمال بمناسبة عرضه لواقعة تتعلق بمستخدم في شركة لم يعد لعمله بعد عطلته السنوية‪ ،‬وبعث لمشغله شهادة طبية‬
‫تضمن أن حالته الصحية تستلزم راحة لمدة ‪ 15‬يوما وقع تجديدها بمقتضى شهادة ثانية صادرة عن طبيب ثان ‪ ،‬وعندما ارتأت الشركة عرضه على‬
‫خبرة مضادة اكتشفت أنه يوجد خارج المغرب منذ تاريخ عطلته ‪ ،‬فتمت متابعة الطبيبين من أجل إنشاء شهادة مجاملة والتزوير ‪.‬‬
‫‪ - 1‬وتتلخص وقائع القضية في أن إحدى المشتكيات تقدمت بشكاية مفادها أن المشتكى به الول تزوج بها ولما دخل بها تبين له أنها ثيب وأن الدكتور‬
‫المشتكى به الثاني فحصها وأكد أنها ثيب ومكن زوجها من شهادة طبية تفيد ذلك ‪ ،‬وأنها بعد ذلك عرضت نفسها على مجموعة من الطباء أكدوا وجود‬
‫بكارتها ومن بينهم الطبيب المشتكى به ‪.‬‬
‫ولدى الستماع إلى الطبيب أوضح أنه فعل قام بفحص المشتكية في بيت زوجها فوجدها مفتضة وسلمها شهادة بذلك وأن والدها هو الذي سلمه التعاب‬
‫وأنه بعد مدة طويلة حضرت لديه وسلمها شهادة تثبت أنها غأير ثيب مبر ار ذلك بأن الطبيب المختص هو الذي يمكنه التفرقة بين البكارة الصلية من‬
‫الملتحمة ‪.‬‬
‫وبعد ذلك أمر السيد قاضي التحقيق بإجراء خبرة طبية على المشتكية فأوضح أن الضحية غأير مفتضة وأنه ل يستطيع الجزم مما إذا كانت بكارتها‬
‫أصلية أو مصطنعة لكون أثر الخياطة يندثر بعد أربعة عشر يوما من تاريخ العملية ‪ .‬ملف جنحي عدد ‪ 87 / 297‬بتاريخ ‪ . 1989 / 7 / 22‬ذكره‬
‫محمد أوغأريس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 142 :‬وما بعدها ‪ ،‬هامش ‪. 1‬‬
‫‪ - 2‬لم يبين الفصل ‪ 367‬المستدل به ما إذا كان يشترط تحقق الضرر فعل ‪ ،‬أم يكفي توافر قصده أو احتمال حدوثه ‪ ،‬بحيث جاءت صيغته كما يلي ‪" :‬‬
‫جرائم التزوير المعاقب عليها في هذا الفرع ) الخامس (ا ‪ ،‬إذا ارتكبت إض ار ار بالخزينة العامة أو بالغير … " ‪.‬‬
‫وأعتقد أنه ينبغي اشتراط تحقق الضرر الفعلي ‪ ،‬على اعتبار أن من شأن الكتفاء بالضرر المحتمل أو بقصد الضرار أن يخرج مجموع الفعال‬
‫المنصوص عليها في الفرع المقصود ) الفصول من ‪ 360‬إلى ‪( 366‬ا من نطاق التطبيق ‪ ،‬لنه احتمال الضرر سيتوافر في أغألب الحالت ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫مخالفة للحقيقة ‪.‬‬


‫لقد نص المشرع المغربي على هذه الجريمة في الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 248‬من مجموعة‬
‫القانون الجنائي ‪ ،‬وسنعمل على بيان أركانها قبل التعرف على عقوبتها ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬أركان جريمة رشوة الطبيب من أجل إنشاء شهادة مخالفة للحقيقة ‪.‬‬
‫تقوم هذه الجريمة على ثلثة أركان أساسية وهي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬أن يحمل الجاني صفة طبيب أو جراح أو طبيب أسنان أو مولدة ‪ .‬وتقتضي‬
‫عمومية النص أن ل يشترط في الفاعل صفة الموظف العمومي ‪ ،‬بحيث يعتبر مرتكبا للجريمة‬
‫ولو كان يعمل في القطاع الخاص ‪.‬‬
‫أو‬ ‫‪ – 2‬قيام الطبيب بطلب أو قبول عرض أو وعد أو بطلب أو تسلم هبة أو هدية‬
‫أي فائدة أخرى كيفما كان جنسها ونوعها من صاحب الحاجة ‪ ،‬ليعطي له شهادة كاذبة بوجود‬
‫أو عدم وجود مرض أو عاهة أو حالة حمل ‪ ،‬أو ليقدم له بيانات كاذبة عن أصل مرض أو‬
‫عاهة أو عن سبب وفاة ‪.‬‬
‫وقد أكد أستاذنا أحمد الخمليشي على أن المرتشي يعتبر مرتكبا لجريمة رشوة تامة‬
‫بمجرد طلبه أو قبوله لعرض أو وعد أو أية مكافأة ‪ ،‬سواء كان لطلبه أثر أم ل ‪ ،‬أنجز العمل‬
‫الذي أخذ عنه الرشوة أم لم ينجزه‪ .1‬وهذا يعني أن الطبيب يعتبر مرتكبا لهاته الجريمة بمجرد ما‬
‫أو هدية أو أية فائدة أخرى‬ ‫يصدر عنه طلب أو قبول عرض أو وعد‪ ،‬أو طلب أو تسلم هبة‬
‫‪ ،‬بغض النظر عن استجابة أو رفض صاحب الشأن ‪ ،‬وسواء قام بإعطائه الشهادة أو البيانات‬
‫المخالفة للحقيقة أم ل ‪.‬‬
‫وقد قضت محكمة الستئناف بتطوان بتأييد الحكم البتدائي القاضي بإدانة أحد الطباء‬
‫المتابع من طرف النيابة العامة بتهمة الرتشاء وتقديم رأي كتابي يتضمن إق ار ار بوقائع يعلم‬
‫أنها مخالفة للحقيقة بحيث جاء في حيثيات قرارها ‪ " :‬وحيث اعترف المتهم الطبيب أمام‬
‫الضابطة القضائية بأنه تسلم من المتهم " ب" … مبلغ ألفي درهم من أجل إنجاز خبرة طبية‬

‫‪ - 1‬أستاذنا أحمد الخمليشي ‪ :‬القانون الجنائي الخاص ‪ ،‬نشر وتوزيع مكتبة المعارف ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1985 ،‬الجزء الول‪ ،‬ص ‪.136 :‬‬

‫‪136‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫على أساس عدم القيام بالكشف على الضحية وتحديد نسبة العجز مائة في المائة وذلك على‬
‫غأرار الشهادة الطبية التي سلمها للضحية ‪.‬‬
‫وحيث إن قبول المتهم تسلم مبلغ مالي من أجل إنجاز خبرة طبية كلف بها مخالفة‬
‫للحقيقة يكون جنحة الرتشاء " ‪.1‬‬
‫‪ – 3‬يجب أن يتوافر لدى الطبيب قصد جنائي أي أن يكون طلبه أو قبوله أو تسلمه‬
‫للعرض أو الوعد أو الفائدة من أجل إعطاء الشهادة الكاذبة ‪ ،‬صاد ار عن علم إوارادة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عقوبة رشوة الطبيب من أجل إنشاء‬


‫شهادة مخالفة للحقيقة ‪.‬‬
‫يعاقب الطبيب المرتكب لجريمة الرشوة بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وغأرامة‬
‫من مائتين وخمسين إلى خمسة آلف درهم ‪.‬‬
‫ويجوز أيضا أن يحكم على مرتكب الجريمة بالحرمان من واحد أو أكثر من الحقوق‬
‫المشار إليها في الفصل ‪ 40‬من مجموعة القانون الجنائي ‪ ،‬كما يجوز أن يحكم عليه بالحرمان‬
‫من مزاولة الوظائف أو الخدمات العامة مدة ل تزيد عن عشر سنوات ‪.2‬‬
‫ويجدر التنبيه إلى أن الفصل ‪ 251‬من مجموعة القانون الجنائي المغربي يقرر نفس‬
‫العقوبة للشخص الذي استعمل عنفا أو تهديدا أو قدم وعدا أو عرضا أو هبة أو أية فائدة أخرى‬
‫من أجل الحصول على شهادة كاذبة بالمواصفات المنصوص عليها في الفقرة الرابعة من‬
‫الفصل ‪ 248‬من نفس القانون ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تزوأير شهادة طبية من‬


‫قبل شخص عادي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار جنحي صادر عن محكمة الستئناف بتطوان ‪ ،‬تحت عدد ‪ 90/ 2100‬بتاريخ ‪ 18/6/1990‬في القضية رقم ‪ ) 1438/90‬غأير منشور (ا ‪،‬‬
‫ذكره محمد أو غأريس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 138 :‬هامش ‪. 1‬‬
‫‪ - 2‬هذه المكانية يتيحها الفصل ‪ 256‬من م‪ .‬ق ‪ .‬ج باعتبار أن العقوبة المقررة لهذه الجريمة عقوبة جنحية ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫نــص المشــرع المغربــي فــي الفصــل ‪ 363‬مــن مجموعــة القــانون الجنــائي علــى أن " مــن‬
‫أو‬ ‫يصطنع شهادة بمرض أو عجز تحت اسم أحد الطبــاء أو الجراحيــن أو أطبـاء الســنان‬
‫ملحظي الصحة أو قابلة بقصد أن يعفي نفسه أو يعفي غأيره من خدمة عامة أيا كانت‪ ،‬يعاقب‬
‫بالحبس من سنة إلى ثلث سنوات " ‪.‬‬
‫والذي يستنتج من هذا الفصل أنه يتعين لقيام هذه الجريمة اصطناع شهادة مثبتة لمرض‬
‫أو عجز تحت اسم طبيب أو من في حكمه ) الفقرة الولى (ا ‪ ،‬وأن يكون القصد من هذا‬
‫الصطناع إعفاء الجاني نفسه أو غأيره من أداء خدمة عامة ) الفقرة الثانية (ا ‪.‬‬

‫الفقرة الوألى ‪ :‬اصطناع شننهادة مثبتننة لمننرض أوأ‬


‫عجز تحت اسم‬
‫طبيب أوأ من في حكمه ‪.‬‬
‫يشترط الفصل ‪ 363‬من مجموعة القانون الجنائي لجل قيام جريمة تزوير شهادة طبية‬
‫أو عجز‬ ‫من قبل شخص عادي أن يقوم هذا الشخص باصطناع شهادة مثبتة لمرض‬
‫أو ملحظة‬ ‫) أول(ا‪ ،‬وأن ينسب هذه الشهادة إلى طبيب أو جراح أو طبيب أسنان‬
‫صحة أو قابلة )ثانيا(ا ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬اصطناع شهادة مثبتة لمرض أوأ عجز‪.‬‬

‫يتحدث النص عن الصطناع ‪ ،‬والصطناع يعني إنشاء محرر لم يكن له وجود في‬
‫الصل ونسبته زو ار إلى غأير صاحبه ‪ ،1‬إذ يقصد به اختلق المحرر من العدم ونسبته إلى‬
‫الغير‪ ،2‬فل يعد اصطناعا التغيير في شهادة طبية صحيحة بالزيادة أو بالحذف ‪. 3‬‬
‫ولقد فسر بعض الفقه موقف المشرع هذا بأنه قدر عدم احتمال حصول التزوير من‬
‫شخص بطريقة أخرى غأير الصطناع ‪ ،‬إوان كان ذلك ممكن الحدوث في الواقع ‪ ،‬كأن يغير‬
‫في التاريخ المثبت بشهادة صحيحة موجودة لديه ‪ ،‬أو كأن يمحو ما كان ثابتا بالشهادة من‬

‫‪ - 1‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 198‬ص ‪. 222 :‬‬


‫‪ - 2‬أستاذنا أحمد الخمليسي ‪ :‬القانون الجنائي الخاص ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الول ‪ ،‬ص ‪. 283 :‬‬
‫‪ - 3‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 192 :‬‬

‫‪138‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وصف المرض واستبداله بوصف مغاير له ‪ .1‬لذلك فقد أثير خلف في الفقه حول ما إذا كان‬
‫نطاق تطبيق هذا الفصل يشمل طرق التزوير المادي الخرى ‪ .‬وقد ذهب الرأي الراجح إلى‬
‫اشتراط وقوع التزوير بطريق الصطناع‪ ،2‬وسند هذا الرأي أن المشرع نص على الصطناع فقط‬
‫دون غأيره ‪ ،‬وأن عبارة " الصطناع " أعطاها المشرع مفهوما ضيقا في الفصلين ‪ 365‬و ‪366‬‬
‫و" عدل" ‪ ،‬فإذا ارتكب فرد عادي تزوي ار‬ ‫عندما استعمل إلى جانبها عبارتي " زور "‬
‫بغير طريق الصطناع في شهادة طبية بغرض التخلص من خدمة عامة فإنه يخضع‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 366‬الذي ينص على معاقبة من " زور أو عدل بأية وسيلة كانت إقرار أو‬
‫شهادة صحيحة الصل "‪.‬‬
‫أو‬ ‫وينبغي أن تكون الشهادة المصطنعة مثبتة لمرض أو عجز بنفس الجاني‬
‫غأيره‪ ،‬وقد ذهب بعض الفقهاء إلى القول بعدم قيام الجريمة في الحالة التي يكون فيها المرض‬
‫أو العجز‬ ‫أو العجز المثبت في الشهادة مطابقا للحقيقة ‪ ،‬على اعتبار أنه ما دام المرض‬
‫حقيقيا فل وجود لتغيير الحقيقة الذي هو جوهر كل تزوير معاقب عليه ‪ ،‬سيما وأن العفاء من‬
‫الخدمة العامة الذي هو هدف المتهم أساسه ثبوت العجز أو المرض بصرف النظر عما إذا‬
‫كانت الشهادة المتضمنة له مصطنعة أو صحيحة ‪ .3‬غأير أن الرأي الغالب يذهب إلى اعتبار‬
‫الجريمة قائمة ولو كان المرض أو العجز المثبت في الشهادة حقيقيا ل وهميا لن فعل‬
‫الصطناع يتطلب في حد ذاته تغيي ار للحقيقة بوضع إمضاء مزور‪ ،‬ولن الضرر يتحقق بخداع‬
‫السلطة العمومية والخلل بالثقة المستمدة من صدور الشهادة من طبيب أو جراح ‪ .4‬كما أن‬
‫أو العجز المثبت بالشهادة غأير حقيقي ‪.5‬‬ ‫القانون لم يتطلب أن يكون المرض‬

‫‪ - 1‬جواد بوكلطة ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 348 :‬‬


‫‪ - 2‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 198‬ص ‪. 222 :‬‬
‫‪ - 3‬انظر بخصوص القائلين بهذا الرأي ‪ :‬جواد بوكلطة ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪ ، 350 :‬هامش ‪ / 136‬إبراهيم حامد طنطاوي مرجع سابق ‪ ،‬فقرة‬
‫‪ ، 199‬ص ‪ ، 225 :‬هامش ‪. 4 :‬‬
‫‪ - 4‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 193 :‬‬
‫‪ - 5‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 198‬ص ‪. 224 :‬‬

‫‪139‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ويظهر أن هذا الرأي الخير هو السلم لنسجامه مع علة عقاب التزوير في المحررات‬
‫والتي تتمثل في إهدار الثقة العامة الواجبة لها‪.6‬‬
‫وجدير بالذكر أنه إذا كانت الشهادة مثبتة لمر كاذب بخلف المرض أو العجز كالسن‬
‫أو سلمة البنية أو الصلحية لخدمة معينة ‪ ،2‬فإن جريمة الفصل ‪ 363‬ل تعتبر قائمة‪،‬‬
‫وبالتالي ينبغي الرجوع إلى مقتضيات الفصل ‪ 366‬الذي ينص على معاقبة من صنع شهادة‬
‫تتضمن وقائع غأير صحيحة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نسبة الشهادة المصطنعة إلى طبيب أو من في حكمه ‪:‬‬


‫ينبغي أن تسند الشهادة المصطنعة إلى طبيب أو جراح أو طبيب أسنان أو ملحظ‬
‫صحة أو قابلة ‪ ،‬ولو كان شخصا خياليا ل وجود له ‪ ،3‬بحيث ل يشترط أن يكون الطبيب ـ أو‬
‫غأيره من الشخاص المذكورين في الفصل ـ الذي اصطنع الجاني الشهادة باسمه موجودا حقيقة‬
‫‪.‬‬
‫أما إذا أنشأ الجاني الشهادة الكاذبة باسمه ولكنه وصف نفسه بأنه طبيب ‪ ،‬فإن هناك‬
‫من الفقهاء من يعتبر الواقعة تعد انتحال لصفة كاذبة‪ ،4‬بينما يذهب البعض الخر إلى اعتبار‬
‫جريمة الفصل ‪ 363‬قائمة ‪ . 5‬وأعتقد أن هذا الرأي الخير هو الرجح‪ ،‬على اعتبار أن العبرة‬
‫بصفة الطبيب وليس باسمه أو وجوده حقيقة ‪.‬‬
‫إواذا أثبت الشخص في الشهادة التي اصطنعها زو ار وجود مرض أو عجز دون أن‬
‫ينتحل صفة طبيب أو من في حكمه ‪ ،‬فإنه يخضع لمقتضيات الفصل ‪ ،366‬الذي نص على‬
‫معاقبة من " صنع عن علم إق ار ار أو شهادة تتضمن وقائع غأير صحيحة "‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬أن يكون القصد من اصطناع‬


‫الشهادة الطبية‬
‫‪ - 6‬جواد بوكلطة ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 350 :‬‬
‫‪- 2‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ / 193 :‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 199‬ص ‪. 226 :‬‬
‫‪ - 3‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ / 193 :‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 198 :‬ص ‪.224 :‬‬
‫‪ - 4‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 193 :‬‬
‫‪ - 5‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 198‬ص ‪. 224 :‬‬

‫‪140‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫إعفاء الجاني نفسه أوأ غأيره من أداء‬


‫خدمة عامة‬

‫يشترط الفصل ‪ 363‬من مجموعة القانون الجنائي لمساءلة الجاني عن اصطناع شهادة‬
‫أو‬ ‫مثبتة لمرض أو عجز باسم أحد الطباء أن يكون ذلك " بقصد أن يعفي نفسه‬
‫غأيره من خدمة عامة أيا كانت " ‪.‬‬

‫إواذا كان هذا الفصل واضحا في ضرورة توافر قصد جنائي خاص يتمثل في إعفاء‬
‫الجاني نفسه أو غأيره من خدمة عامة )ثانيا(ا ‪ ،‬فإن هناك من الفقه من اعتبر هذا العفاء أو‬
‫احتماله يشكل أيضا عنص ار آخر من عناصر الجريمة هو عنصر الضرر ) أول(ا ‪.‬‬

‫أوأل ‪ :‬الضرر في جريمة تزوأير شهادة طبية من‬


‫قبل شخص عادي‪.‬‬
‫يعتبر الفقه أن تغيير الحقيقة في المحررات بصفة عامة ل يعتبر تزوي ار إل إذا كان‬
‫يضر بالغير‪. 1‬‬
‫إواذا كان المشرع المغربي قد أكد على هذا الشرط في الفصل ‪ 351‬من مجموعة القانون‬
‫أو العمومية "‪،‬‬ ‫الجنائي الوارد ضمن الفرع الثالث المتعلق بـ " تزوير الوراق الرسمية‬
‫حين اشترط أن يكون تغيير الحقيقة في هذه الوراق " تغيي ار من شأنه أن يسبب ضر ار " ‪ ،‬فإن‬
‫المشرع لم ينص على هذا الشرط في الفصل ‪ 363‬من نفس القانون‪.‬‬
‫لكن الفقه المصري ‪ 2‬يذهب أمام نص مماثل‪ 3‬إلى التأكيد على هذا الضرر كركن من‬
‫أركان جريمة تزوير شهادة طبية من قبل شخص عادي ‪ ،‬معتب ار أن الضرر المباشر الذي‬
‫يمنعه القانون ويعاقب عليه بالنسبة لهذه الجريمة هو تخلص الجاني أو غأيره من خدمة‬
‫عمومية‪ 4‬أو احتمال ذلك ‪ ،‬دون أن ينفي ذلك بداهة احتمال تحقق أضرار أخرى إضافية ‪.‬‬

‫‪ - - 1‬أستاذدنا أحمد الخمليشي ‪ ،‬القانون الجنائي الخاص ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 254 :‬‬
‫‪ - 2‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ / 153 :‬طنطاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬فقرة ‪ ، 200‬ص ‪ / 226‬عزت عبد القادر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ - 3‬يتعلق المر بالمادة ‪ 221‬عقوبات التي جاءت صيغتها كما يلي ‪ " :‬كل شخص صنع بنفسه أو بواسطة شخص آخر شهادة مزورة على ثبوت عاهة‬
‫لنفسه أو لغيره باسم طبيب أو جراح بقصد أنه يخلص نفسه أو غأيره من أي خدمة عمومية يعاقب بالحبس "‪.‬‬
‫‪ - 4‬كالخدمة العسكرية وتأدية الشهادة أمام المحاكم ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ثانيا ‪ :‬القصد الجنائي الخاص في جريمة تزوأير‬


‫شهادة طبية من قبل شخص عادي‪.‬‬
‫يشترط لقيام جريمة تزوير شهادة طبية من قبل شخص عادي أن يتوافر لدى الجنائي‬
‫قصد جنائي عام هو إرادة ارتكاب الجريمة مع العلم بأركانها كما يتطلبها القانون‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫قصد جنائي خاص هو إرادة إعفاء نفسه أو غأيره من خدمة عامة أيا كانت‪ .‬ولذلك يجب أن‬
‫تقوم لدى الجاني نية استعمال الشهادة المزورة على هذا الوجه دون غأيره‪،‬ويستوي بعدئذ أن‬
‫تستعمل الشهادة بالفعل أو أن يحول حائل دون استعمالها‪.1‬‬
‫إواذا كــان الفصــل ‪ 363‬مــن مجموعــة القــانون الجنــائي واضــحا فــي أنــه يشــترط لمســاءلة‬
‫الجاني أن يكون القصد من الصطناع هو العفاء من خدمة عامة ‪ ،‬وبالتالي عدم قيام الجريمة‬
‫متى كان هذا القصد هو العفاء من خدمة خاصة ‪ ،‬فإنه يظــل مــن الممكــن معاقبــة الجــاني علــى‬
‫أساس الفصل ‪ 366‬من نفس القانون الذي ينص على معاقبة " كل من صــنع عــن علــم إقـرار أو‬
‫شهادة تتضمن وقائع غأير صحيحة " ‪ ،‬خصوصـا وأن العقوبـة المقـررة فـي هـذا الفصـل‪ 2‬هـي أقـل‬
‫مــن تلــك النصــوص عليهــا فــي الفصــل ‪ 363‬نفســه ‪ ،‬ممــا يحــافظ علــى المنطــق القــانوني الــذي‬
‫يف ــرض أل تك ــون عقوب ــة م ــن يح ــاول التخل ــص م ــن خدم ــة خاص ــة أش ــد م ــن عقوب ــة م ــن يح ــاول‬
‫التخلص من خدمة عامة ‪.‬‬
‫والملحظ أن الفصل ‪ 363‬هذا قد قرر للجريمة الـتي نـص عليهـا عقوبـة حبسـية تـتراوح‬
‫من سنة إلى ثلث سـنوات دون أن يعـاقب علــى المحاولــة ‪ ،‬وذلـك تقــدي ار مــن المشــرع أن الجريمــة‬
‫‪.3‬‬
‫تتحقق بمجرد اصطناع الشهادة الطبية وقبل أن يتم استعمالها‬
‫كما أن هذا الفصل لم يعاقب على استعمال هذه الشهادة المزورة كجريمة مستقلة ‪ ،‬لذلك‬
‫فإن مستعملها يقع تحت طائلة الفصل ‪ 366‬من مجموعة القانون الجنائي الذي ينص على‬
‫معاقبة من " استعمل عن علم إق ار ار أو شهادة غأير صحيحة أو مزورة " ‪.‬‬

‫‪ -‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 154 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬الحبس من ستة أشهر إلى سنتين ‪ ،‬والغرامة من مائتين إلى ألف درهم ‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ‪.‬‬
‫‪ - 3‬جواد بوكلطة ‪ ،‬نفس الرسالة السابقة ‪ ،‬ص ‪. 353 :‬‬

‫‪142‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪143‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫خاتمصصة‬

‫‪144‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لقــد تعــرض المشــرع المغربــي للشــهادة الطبيــة فــي مجموعــة مــن النصــوص المتفرقــة‪ ،‬دون‬
‫أن يعمــد إلــى تنظيمهــا فــي قــانون موحــد يحــدد القواعــد العامــة المتعلقــة بإنشــائها وتســليمها‪ ،‬وكــذا‬
‫المس ــؤولية المترتب ــة ع ــن ه ــذا النش ــاء أو التس ــليم ‪ ،‬إض ــافة إل ــى القيم ــة الثباتي ــة ال ــتي يمك ــن أن‬
‫يعترف لها بها ‪.‬‬
‫وتحتم الضرورة على رجل القضـاء العتمـاد علـى هـذه الشــهادات كوســيلة إثبـات بـالنظر‬
‫إلــى مضــمونها التقنــي الــذي يخــرج عــن نطــاق معرفتــه ‪ ،‬ويقــوده بالتــالي ـ عــن وعــي أو عــن غأيــر‬
‫وعي ـ إلى تكريس التصور المثالي عـن ممارسـة مهنـة الطـب مـن خلل وضـع الثقـة فـي صـدق‬
‫واســتقامة الطــبيب ‪ ،‬فــي الــوقت الــذي نســمع فيــه عــن شــهادات طبيــة تعطــى بقصــد المجاملــة أو‬
‫الحص ــول عل ــى منفع ــة معين ــة‪ .‬الم ــر ال ــذي يط ــرح التس ــاؤل ع ــن م ــدى نجاع ــة النظ ــام الح ــالي‬
‫لمســؤولية الطــبيب عــن إنشــاء شــهادة مخالفــة للحقيقــة ‪ ،‬فــي ردع الطبــاء المتلعــبين بالثقــة الــتي‬
‫وضعها المجتمع فيهم ‪ ،‬خصوصا وأن من شأن احترام الشـروط العامـة المتطلبـة لنشــاء الشـهادة‬
‫الطبية وتسليمها أن يوفر ضمانات كافية على صحة مضمونها‪.‬‬
‫إن إنش ــاء الش ــهادة الطبي ــة م ــن ل ــدن شــخص يت ــوفر عل ــى م ــؤهلت علمي ــة وتقني ــة عالي ــة‬
‫بصــفته طبيبــا ‪ ،‬بعــد قيــامه بمعاينــة طبيــة فعليــة للشــخص المعنــي بهــا والتحقــق مــن هــويته ‪ ،‬ثــم‬
‫تحريــر نتائــج تلــك المعاينــة بصــدق وموضــوعية ‪ ،‬وتأريخهــا لتثبيتهــا فــي الزمــن ‪ ،‬وتوقيعهــا للتأكيــد‬
‫على أن مــا ضـمن بهـا مطــابق لتصـوره النهــائي ‪ ، ،‬قبــل تسـليمها لطالبهــا ‪ ،‬يـوفر ضــمانات كافيـة‬
‫للوصــول إلــى شــهادة مطابقــة للحقيقــة تســتحق الثقــة بمضــمونها والعتمــاد عليهــا كوســيلة إثبــات‬
‫متميزة ‪ .‬لذلك فإن ما يعرفه واقع الشـهادة الطبيـة مـن خلـل فـي التطـبيق ل يرجـع إلـى عـدم كفايـة‬
‫الشروط المتطلبة لنشائها كضمانات قبلية ‪ ،‬إوانما إلى عدم احترام فئة من الطباء لتلك الشروط‬
‫بقصـد تحويـل هـذه الشـهادة إلـى تجارة مربحـة فـي مجال الصـحة النسـانية‪ .‬المـر الـذي يفـرض‬
‫علــى المشــرع والقضــاء وهيئــات الطبــاء ضــرورة تفعيــل مســؤولية الطبــاء عــن إنشــاء شــهادات‬
‫مخالفة للحقيقة سواء من الناحية التأديبية أو المدنية أو الجنائية‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وعليه ‪ ،‬يتعين على المشرع أن يتدخل لتشديد مسؤولية الطباء في هــذا المجــال بواســطة‬
‫قــانون للشــهادة الطبيــة ‪ ،‬يحــدد بالضــافة إلــى ذلــك القواعــد المتعلقــة بإنشــائها وتســليمها ‪ ،‬حــتى‬
‫تصبح التزامات الطبيب بهذا الخصوص واضحة‪.‬‬
‫كمــا يتعيــن علــى القضــاء فــي انتظــار هــذا التــدخل التش ـريعي ‪ ،‬أن يتعامــل مــع الطــبيب‬
‫الــذي أنشــأ شــهادة مخالفــة للحقيقــة بالص ـرامة اللزمــة لردعــه ‪ ،‬س ـواء عنــد النظــر فــي مســؤوليته‬
‫أو عند النظــر‬ ‫المدنية بالتشدد في تقدير خطئه والتخفيف على المتضرر من عبء الثبات ‪،‬‬
‫في مسؤوليته الجنائية بتحديد عقوبة كفيلة بزجره‪.‬‬
‫ويتعين على هيئات الطباء أيضا أن تحرص علــى المســاءلة التأديبيــة لكــل طــبيب ســلم‬
‫شـهادة مجاملـة ‪ ،‬لمـا فـي ذلـك مـن مخالفـة لمقتضـيات الفصـل الثـامن مـن مدونـة الداب المهنيـة‬
‫للطباء‪ ،‬ومن مساس بشرف المهنة الذي يتعين على هذه الهيئات أن تعمل على حمايته ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ملحصصصصق‬
‫أهم النصوص التشريعية‬
‫المتعلقة بموضوع‬
‫الشهادة الطبية في‬
‫القانون المغربي‬ ‫‪146‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ النصان التشريعيان المتعلقان بالشروط‬: ‫أول‬


‫العامة لنشاء‬
‫الشهادة الطبية‬
code de déontologie des ‫ من مدونة الداب المهنية للطأباء‬22 ‫* الفصل‬

‫ المنشور بالجريدة‬،1953 ‫ يونيو‬8 ‫ كما صدر بها القرار المقيمي المؤرخ في‬médecins
‫ )باللغة‬،830 ‫ الصفحة رقم‬،1953 ‫يونيو‬19 ‫ الصادرة بتاريخ‬2121 ‫الرسمية رقم‬
:(‫الفرنسية‬
Le ministère du médecin comporte l’établissement, conformément aux
constatations médicales qu’il est en mesure de faire, des certificats, attestations
ou documents dont la production est prescrite par la loi.
Tout document professionnel de cette nature doit porter la signature
manuscrite du médecin qui l’a rédigé : l’utilisation d’une griffe ou de tout autre
procédé est interdite.

147
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫* المادة ‪ 23‬من مدونة الداب المهنية لطأباء السنان بالمغرب‪ ،‬كما صدر بتطأبيقها‬
‫المرسوم رقم ‪ 2. 96 . 989 :‬الصادر في ‪ 17‬من رمضان ‪ 1419‬موافق ‪ 5‬يناير ‪1999‬‬
‫‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4662‬الصادرة بتاريخ ‪ 17‬شوال ‪ 1419‬الموافق لـ ‪4‬‬
‫فبراير ‪ ، 1999‬الصفحة ‪:310‬‬
‫تشمل مزاولة طأب السنان عادة على قيام طأبيب السنان‪ ،‬وفقا للمعاينات التي‬

‫يستطأيع إثباتها في مزاولة مهنته ‪ ،‬بتحرير الشهادات أو الشهادات أو الوثائق المقرر‬

‫الدلء بها في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫ويجب أن تكون كل شهادة أو إشهاد أو وثيقة يسلمها طأبيب السنان موقعة بخطأ‬

‫يده‪.‬‬

‫ويمنع استعمال الختم أو أي طأريقة أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النصوص التشريعية المتعلقة بإنشاء‬


‫بعض أنواع خاصة من الشواهد الطبية‬
‫‪ – 1‬النصوص الخاصة بالشواهد الطبية المتعلقة بحوادث الشغل‬
‫والمراض المهنية ‪:‬‬
‫أ – النصوص الواردة في الظهير المتعلق بحوادث الشغل ‪:‬‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.60.223‬المؤرخ في ‪6‬‬
‫فبراير ‪ 1963‬المغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير‬
‫الشريف الصادر في ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 1345‬الموافق لن‬
‫‪ 25‬يونيو ‪ ،1927‬بالتعويض عن حوادث الشغل‪ .‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ ، 2629‬الصادرة بتاريخ ‪19‬‬
‫شوال ‪ 1382‬الموافق لن ‪ 15‬مارس ‪ ،1963‬في‬
‫الصفحات ‪ 530‬وأما بعدها‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 1 20‬يجب على المؤاجر أن يودع بمكتب السلطأة التي صرح إليها‬
‫بالحادثة شهادة طأبية تتضمن حالة المصاب بالحادثة وعواقبها وتوابعها المحتملة إن لم‬

‫‪ - 1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 2629‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬شوال ‪ ، 1382‬الموافق ‪ 15‬مارس ‪ ، 1963‬ص ‪. 533 :‬‬

‫‪148‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫تعرف تلك العواقب بكامل الدقة وذلك بمجرد الطألع على عواقب الحادثة وفي ظرف الخمسة‬
‫عشر يوما الموالية لتاريخها على أبعد تقدير إن كان المصاب بها ما زال لم يستأنف شغله‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 1 21‬إذا انتكس المصاب بالحادثة ضمن الشروطأ المقررة في الفصل‬
‫‪ 301‬وجب على المؤاجر أن يودع في ظرف الخمسة أيام الموالية للنتكاس شهادة طأبية‬
‫تتضمن حالة المصاب بالحادثة والعواقب المحتملة لهذا النتكاس‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 2 22‬إذا كانت مدة العجز عن الخدمة تفوق المدة المقررة في الشهادة‬
‫الولية ولم يقع بعد برء الجرح فيمكن أن تحرر شهادة تمديد تلك المدة بطألب من المؤاجر أو‬
‫المؤمن‪.‬‬
‫إواذا ارتأى الطأبيب المعالج أن استئناف العمل في خدمة خفيفة من شأنه أن يساعد‬
‫على الشفاء أو برء الجرح فيسلم للمصاب بالحادثة شهادة تتضمن بدقة شروطأ استئناف هذا‬
‫العمل ‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 3 23‬إذا برئت الجروح من غير أن يترتب عنها عجز صحي دائم‪ ،‬أو‬
‫إذا ترتب عنها عجز دائم فتقدم في ظرف الثماني والربعين ساعة الموالية لتاريخ برء الجرح‬
‫وضمن نفس الكيفيات المقدمة بها الشهادة الولية شهادة تتضمن العواقب النهائية إذا‬
‫أمكن إثبات هذه العواقب بكاملها ‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 4 24‬يتحتم على الطأبيب الذي يحرر شهادة البرء أن يبين ما إذا كان‬
‫برء المصاب مصحوبا بعجز صحي دائم عن الشغل أم ل‪ ،‬وينبغي أن يوضح في الحالة‬
‫الولى مقدار هذا العجز إوال فيمكن للمؤاجر أو للمؤمن أن يرفض أداء ثمن تسليم هذه‬
‫الشهادة‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 5 25‬إذا أدت الحادثة إلى وفاة المصاب وجب إضافة الشهادة الطأبية‬
‫المثبتة للوفاة إلى التصريح ‪ ،‬أما إذا توفي العامل بعد وقوع الحادثة فيجب إيداع هذه الشهادة‬
‫في ظرف الثماني والربعين ساعة الموالية لتاريخ الوفاة‪.‬‬

‫‪ - 1‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬


‫‪ - 2‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬
‫‪- 3‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة‪.‬‬
‫‪ - 4‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫* الفصل ‪ : 1 26‬تقدم مختلف الشهادات الطأبية الولية‪ ،‬وشهادة التمديد‪ ،‬وشهادة‬


‫استئناف العمل‪ ،‬وشهادة النتكاس ‪ ،‬وشهادة الشفاء أو الوفاة إما مباشرة إواما بواسطأة‬
‫رسالة مضمونة الوصول‪.‬‬
‫* الفصل ‪ :2 27‬يتعين على السلطأة المودعة لديها شهادة الشفاء الطأبية أن تخبر‬
‫العون المكلف بتفتيش الشغل في المؤسسة بالعواقب النهائية الناجمة عن الحادثة في ظرف‬
‫الربع والعشرين ساعة الموالية لتاريخ اليداع‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 3 28‬تتولى السلطأة التي تلقت التصريح توجيه الوثيقتين‬
‫التيتين إلى محكمة الصلح بالدائرة التي وقعت فيها الحادثة‪:‬‬
‫التصريح بالحادثة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الثبات أو الشهادة بعدم تقديم الشهادة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويجب أن يتم توجيه الوثيقتين المذكورتين في ظرف الربع والعشرين ساعة الموالية‬
‫ليداع الشهادة الطأبية الولى وعلى أبعد تقدير في ظرف الخمسة عشر يوما الموالية لتاريخ‬
‫التصريح بالحادثة‪.‬‬
‫وتوجه عند القتضاء الشهادات غير الشهادة الولية في ظرف الربع والعشرين‬
‫ساعة الموالية لتاريخ إيداعها‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 4 29‬يتعين على قاضي الصلح إجراء بحث في الحالتين التيتين‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ظهر أن الجروح قد تؤدي إلى الوفاة أو إلى عجز دائم عن الشغل كليا كان أو‬
‫جزئيا بعد الطألع إما على الشهادة الطأبية الولية أو شهادة برء الجرح‪ ،‬إواما على الشهادة‬
‫الطأبية المدلى بها فيما بعد إلى محكمة الصلح من طأرف المصاب بالحادثة أو ذوي حقوقه‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 5 30‬يجري البحث المقرر في الفصل ‪ 29‬في ظرف الخمسة أيام‬
‫الموالية لتاريخ استلم الملف ويهدف هذا البحث إلى معرفة العناصر التالية‪:‬‬
‫…………‬

‫‪ - 1‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬


‫‪ - 2‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪. 534 :‬‬
‫‪ - 5‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ - 3‬نوع الجرح والتغييرات الظاهرة الطأارئة على حالة المصاب بالحادثة منذ إرسال‬
‫الشهادة الطأبية الخيرة‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 1 47‬ل يمكن للطأباء والجراحين والصيادلة وأطأباء السنان‬
‫والقوابل ومختلف المساعدين الطأبيين أن يقيموا دعوى على المصاب بحادثة الشغل إل في‬
‫الحالتين التيتين ‪:‬‬

‫‪ – 1‬إذا لم يقدم المصاب الورقة المبينة في الفصل ‪ 18‬؛‬


‫‪ – 2‬إذا قدم المصاب هذه الورقة ولكنه عندما أخبره الطأبيب قبل تلقيه العلجا‬
‫الولي بأنه سيطأالبه بأداء مبلغ الفرق بين أجوره العادية والتعريفة القانونية وافقه على ذلك‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يجب على الطأبيب أن ينص صراحة في الشهادة الولية على‬
‫ما أخبر به المصاب بالحادثة وموافقة هذا الخير على ذلك‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 2 65‬ينتهي الحق في التعويض اليومي ابتداء ‪:‬‬
‫‪ -‬من التاريخ المحدد في الشهادة المشار إليها أعله إذا كانت شهادة تنص على أن‬
‫تأخر المصاب عن التقدم إلى الفحص ل ينبغي اعتباره وعلى أن برء الجرح قد تم في التاريخ‬
‫المبين في شهادة الشفاء‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 3215‬يقع الستدعاء المذكور في ظرف الخمسة أيام الموالية‬
‫لوصول الملف إلى المحكمة إذا توفي المصاب أو إذا استقرت حالته الصحية قبل اختتام‬
‫أو الموالية للتوصل بالشهادة الطأبية الثانية المثبتة لنتائج الحادثة النهائية أو‬ ‫البحث‪،‬‬
‫وصول التفاق الكتابي الحاصل بين الخصوم والذي تتبين منه صبغة عجز المصاب‬
‫المستمرة واستقرار حالته الصحية ‪ ،‬أو السابقة لنصرام أجل التقادم المنصوص عليه في‬
‫الفصل ‪ 269‬إذا كان قاضي الصلح على علم من تاريخ هذا النصرام ولم يتوصل بأي مستند‬
‫من المستندات المشار إليها في الفترة السابقة‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 4228‬يجب أن يكون المبلغ الحتياطأي الممنوح عمل بالفصول‬
‫‪ 227 ،226 ،225‬مساويا على الكثر لمقدار المبالغ اليومية المترتبة عن اليراد الذي‬
‫‪ - 1‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪. 535 :‬‬
‫‪- 2‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪.537 :‬‬
‫‪ - 3‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪. 549 :‬‬
‫‪ - 4‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪.549 :‬‬

‫‪151‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫يمكن تقديره على أساس القواعد المعينة في الفصل ‪ 83‬وما يليه إلى الفصل ‪ 135‬وعلى‬
‫أساس الشهادة الطأبية المثبت فيها برء الجرح إذا كان هناك عجز دائم‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 279‬إن التقادم البالغة مدته خمس سنوات والناتج عن الفصل‬
‫‪ 276‬ل يعمل به إل بعد مضي ثلثة أشهر على إيداع الشهادة الطأبية المشار إليها في‬
‫الفصل ‪ 295‬بكتابة الضبطأ وذلك إذا تجلى من هذه الشهادة تغيير في عجز المصاب وبشرطأ‬
‫أن يكون إيداعها‪ .‬قد وقع في الجل القانوني أو يكون قد ثبت أن الطأبيب تعذر عليه بسبب‬
‫خطأأ المصاب القيام بفحصه في الوقت المناسب‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 1295‬يجب على الطأبيب أن يسجل نتيجة فحصه في شهادة‬
‫طأبية تبرز درجة عجز المصاب في تاريخ هذا الفحص ثم يودع هذه الشهادة بكتابة الضبطأ‬
‫لمحكمة الصلح‪.‬‬
‫* الفصل ‪ :2 297‬ل يمكن للمصاب بالمراجعة أن يتنازل عن الدعوى إل إذا‬
‫تبين من الشهادة الطأبية المنصوص عليها في الفصل ‪ 295‬أنه لم يطأ أر تفاقم أو انخفاض‬
‫على عاهة المصاب‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 3301‬يتعين على المؤاجر أو المؤمن ـ في حالة انتكاس المصاب‬
‫خلل السنوات الخمس التي يمكن أن تقام فيها الدعوى بالمراجعة طأبقا للفصل ‪ 276‬ـ أن‬
‫أو‬ ‫يؤدي التعويض اليومي والصوائر الطأبية والجراحية والصيدلية وصوائر الستشفاء‬
‫الجنازة بشرطأ أن يكون هذا النتكاس المصحوب أو غير المصحوب بخطأورة في الصابة قد‬
‫أدى بالمصاب إلى عجز مؤقت جديد وضرورة علجا طأبي ‪.‬‬
‫يكون الشأن كذلك حتى ولو لم يتوقف المصاب عن الشغل إثر الحادثة الولى‬
‫بشرطأ أن يقع إثبات الجرح بشهادة طأبية‪.‬‬
‫ب – النصوص الواردة في الظهير المتعلق بالمراض المهنية ‪:‬‬

‫الظهير الشريف الصادر في ‪ 26‬جمادى الوألى‬


‫عام ‪ 1362‬الموافق ‪ 31‬مايو سنة ‪ 1943‬الممتدة‬
‫بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات القوانين‬
‫‪ - 1‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪.554 :‬‬
‫‪ - 2‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫التشريعية الصادرة بشأن التعويض عن الضرار‬


‫الناجمة عن حوادث الخدمة منشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 1605‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪، 1943‬‬
‫الصفحات ‪ 830‬وأما بعدها‪.1‬‬
‫* الفقرة الولى من الفصل ‪ ، 3‬كما عدل بالظهير الشريف رقم ‪ 1.57.128‬المؤرخ‬
‫في ‪ 17‬شوال ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 18‬مايو ‪ ،2 1957‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪2331‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 28‬يونيو ‪ ، 1957‬الصفحة ‪.1495‬‬
‫لكي تطأبق على المراض المهنية مقتضيات القوانين التشريعية الصادرة بشأن‬
‫التعويض عن الضرار الناجمة عن حوادث الشغل فإن تاريخ الشهادة الطأبية الملحقة‬
‫بالتصريح بالمرض والمثبتة لوجود هذا المرض تعتبر بمثابة تاريخ حادثة الشغل‪ .‬إواذا ما‬
‫توفي العامل من جراء مرض مهني قبل التصريح بهذا المرض فإن تاريخ الوفاة يعتبر بمثابة‬
‫تاريخ حادثة الشغل‪.‬‬
‫* الفصل ‪ 3‬مكرر كما أضيف بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.128‬المؤرخ‬
‫في ‪ 17‬شوال ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 18‬مايو ‪ ، 1957‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪2331‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 28‬يونيو ‪ ، 1957‬الصفحة ‪. 1495‬‬
‫وكما تمم بفقرة ثانية بمقتضى المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم ‪ 117.66‬بتاريخ ‪ 7‬رجب‬
‫‪ 1386‬موافق ‪ 22‬أكتوبر ‪ ، 1966‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2818‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 18‬رجب ‪ 1386‬موافق ‪ 2‬نونبر ‪ ، 1966‬الصفحة ‪.2259‬‬
‫يحدد في سنتين اثنين التقادم المسقطأ لحق المريض أو ذوي حقوقه في المطأالبــة‬
‫بالجور والتعويضات المقررة بهذا الظهير‪ ،‬وهاتان السنتان تحسبان من تاريخ الشهادة‬
‫الطأبية أو شهادة الوفاة المقررتين بالفصل الثالث أعله أو تاريخ انتهاء بحث قاضي الصلح‬

‫‪ - 1‬هذا هو العنوان الحالي للظهير كما غأير بمقتضى الفصل الول من الظهير الشريف الصادر في ‪ 8‬محرم ‪ 1372‬الموافق لـ ‪ 29‬شتنبر ‪، 1952‬‬
‫لـ ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 1952‬ص ‪. 6480 :‬‬ ‫كما هو منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2088‬المؤرخة في ‪ 10‬صفر ‪ 1372‬الموافق‬
‫‪ - 2‬عدل قبل ذلك بمقتضى ظهيري ‪:‬‬
‫‪ ㄴ-‬فاتح ذي الحجة ‪ 1366‬الموافق لـ ‪ 16‬أكتوبر ‪ ، 1947‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ، 1831‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬محرم ‪1367‬‬
‫الموافق ‪ 28‬نونبر ‪ ، 1947‬ص ‪.1505 :‬‬
‫‪ 10‬صفر ‪1372‬‬ ‫‪ 8‬محرم ‪ 1372‬الموافق لـ ‪ 29‬شتنبر ‪ ، 1952‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ، 2088‬الصادرة بتاريخ‬ ‫‪ㄷ-‬‬
‫الموافق ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 1952‬ص ‪.6480 :‬‬

‫‪153‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أو النقطأاع عن أداء التعويض اليومي ‪ .‬وانتهاء حق المطأالبة هذا تجري عليه قواعد الحق‬
‫العادي ‪.‬‬
‫غير أن مدة التقادم المنصوص عليها في المقطأع السابق ترفع مؤقتا إلى أربع‬
‫سنوات ‪.‬‬
‫* الفقرة الولى من الفصل ‪ 3‬مكرر مرتين كما أضيف بمقتضى الفصل الول من‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.128‬المؤرخ في ‪ 17‬شوال ‪ 1376‬الموافق لـ ‪ 18‬مايو‬
‫‪ ، 1957‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2331‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪1376‬‬
‫‪ 28‬يونيو ‪ ، 1957‬الصفحة ‪. 1495‬‬ ‫الموافق‬
‫إذا وقع قبل تاريخ الشهادة الطأبية أو الوفاة المنصوص عليهما في الفصل الثالث‬
‫المذكور تعريض العامل المصاب بالمرض للخطأر في عدة مؤسسات أثناء مدة مدعوة‬
‫) مدة التحمل( التي ينتهي أجلها في التاريخ المذكور والتي يعادل طأولها أمد الجل المسمى‬
‫) أجل المسؤولية( فإن تحمل مجموع التعويضات والصوائر الناتجة عن المرض توزع بين‬
‫هذه المؤسسات المشغلة بالنسبة لمد التعريض للخطأر في كل مؤسسة أثناء المدة المذكورة‪.‬‬
‫* الفقرات من ‪ 3‬إلى ‪ 6‬من الفصل السادس كما عدل بظهائر ‪ 11 :‬ذي القعدة‬
‫الموافق لـ ‪ 18‬أكتوبر ‪ ، 11945‬وفاتح ذي الحجة ‪ 1366‬الموافق لـ ‪ 16‬أكتوبر ‪،21947‬‬
‫و ‪ 8‬محرم ‪ 1372‬الموافق لـ ‪ 29‬شتنبر ‪ ، 31952‬و ‪ 17‬شوال الموافق لـ ‪ 18‬ماي‬
‫‪:4 1957‬‬
‫ويجب على المنكوب أيضا أن يضيف إلى تصريحه شهادة طأبية في ثلثة نظائر يبين‬
‫فيها الطأبيب نوع المرض والمظاهر التي تتجلى في المريض والتي توجد مضمنة في الجداول‬
‫المذكورة في الفصل الثاني وكذا العراض التي يتوقع تفشيها في المريض من جراء التسميم‬

‫‪- 1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1727‬الصادرة بتاريخ ‪ 24‬ذي الحجة ‪ 1364‬الموافق لـ ‪ 30‬نونبر ‪ ، 1945‬الصفحة ‪. 2015 :‬‬
‫‪ - 2‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1831‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬محرم ‪ 1367‬الموافق ‪ 28‬نونبر ‪ ، 1947‬ص ‪. 1505 :‬‬
‫‪ - 3‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2088‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬صفر ‪ 1372‬الموافق ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 1952‬ص ‪.6480 :‬‬
‫‪ - 4‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2331‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1376‬الموافق ‪ 28‬يونيو ‪ ، 1957‬ص ‪. 1496 :‬‬

‫‪154‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪5‬‬
‫أو المرض الذي اعتراه وعليه كذلك أن يسلم أو يوجه إلى السلطأة المبينة في الفقرة الولى‬
‫شهادة طأبية في ثلثة نظائر تعرف بحالته وبما ينتج نهائيا عن المرض من الثار والعواقب‬
‫ويلزمه أن يقوم بذلك في ظرف الثماني والربعين ساعة تكون قد مضت على وقت شفائه‬
‫أو على تاريخ إيقاف سير المرض‪.‬‬
‫وينبغي للسلطأة التي توصلت بالتصريح أن توجه حال نسخة منه ونظي ار من‬
‫الشهادة الطأبية الصلية إلى المؤاجر الذي استخدم العامل المصاب بالمرض إوالى العون‬
‫المكلف بتفتيش الشغل بمؤسسة هذا المؤاجر‪.‬‬
‫ثم توجه الملف إلى المحكمة الصلحية المنتصبة في المكان الموجودة فيه‬
‫المؤسسة وذلك خلل الثماني والربعين ساعة باستثناء أيام الحاد والعياد‪.‬‬
‫وعليها كذلك أن توجه إلى نفس الشخاص المذكورين أعله في ظرف أربع‬
‫وعشرين ساعة الموالية لليداع نظي ار من الشهادة التي تثبت شفاء العليل ويقع تحرير‬
‫التصريح بالمرض والشهادة الطأبية الصلية طأبق النموذجا المعين في قرار وزير الشغل‬
‫والشؤون الجتماعية المنصوص عليه في الفصل الول ‪.‬‬
‫ج – النصوص التشريعية الواردة خارج الظهيرين المتعلقين‬
‫بحوادث الشغل والمراض المهنية‪:‬‬

‫* الفصل ‪ 3‬من قرار وزير الشغل والشؤون الجتماعية رقم ‪ 68‬ـ ‪100‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 1967‬في تنفيذ الظهير الشريف الصادر في ‪ 26‬جمادى الولى‬
‫‪ 1362‬الموافق ‪ 31‬ماي ‪ 1943‬الممتدة بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات التشريع‬
‫المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ) منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2899‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪ ]1968‬بالفرنسية[ ‪ ،‬الصفحة ‪ ، ( 503‬متمم بالقرار الوزيري رقم ‪ 72‬ـ‬

‫‪ - 5‬تنص هذه الفقرة على أنه ‪ " :‬يجب على كل عامل أصيب بمرض مهني وعمد إلى المطالبة بتعويض عنه عمل بظهيرنا الشريف هذا أن يقدم‬
‫تصريحا بذلك في ظرف الخمسة عشر يوما الموالية لتاريخ الكف عن الخدمة ‪ ،‬ويقدم التصريح إلى السلطات البلدية أو سلطة المراقبة المحلية للمكان‬
‫الموجودة فيه المؤسسة التي قام فيها المريض بأشغال من شأنها أن تكون قد سببت له حدوث المرض‪ .‬إواذا كان موقع المؤسسة خارج المدن أو المراكز‬
‫المنتصبة فيها السلطات المذكورة فإنه يجوز تقديم التصريح إلى رئيس فرقة الجندرمة أو إن لم تكن هناك جندرمة فإلى رئيس مركز الشرطة وعلى السلطة‬
‫التي تسلمت التصريح أن تحرر تقري ار فيه وأن تدفع حال للعامل وصول بذلك " ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ 855‬المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ ) 1972‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3127‬الصادرة‬


‫‪ 4‬أكتوبر ‪ 1972‬الصفحة ‪ ] 1297‬بالفرنسية [ ( ‪.‬‬ ‫بتاريخ‬
‫إن التصريح بالمرض المهني والتوصيل بتبليغه والشهادة المشار إليها في‬
‫الفصل السادس من الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 26‬جمادى الولى ‪ 31 ) 1362‬ماي‬
‫‪ ( 1943‬وكذا المحضر بالتصريح والعلم به وكذلك العلم بتوجيه الملف إلى محكمة‬
‫السدد تتم كلها وفقا للنماذجا الملحقة بهذا القرار ) الملحق رقم ‪. ( 3‬‬
‫ويمكن إيداع التصريح والشهادة الطأبية بواسطأة رسالة مضمونة‪.1‬‬
‫* الفصلن ‪ 1‬و ‪ 6‬من قرار وزير التشغيل رقم ‪ 1151.83‬المؤرخ في ‪ 2‬ذي الحجة‬

‫‪ 1404‬موافق ‪ 29‬أغسطأس ‪ 1984‬بتحديد المصاريف الطأبية فيما يتعلق بإصابات العمل‪،‬‬

‫لـ ‪19‬‬ ‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3751‬بتاريخ ‪ 23‬ذي الحجة ‪ 1404‬الموافق‬

‫شتنبر ‪) 1984‬بالفرنسية ( ‪ ،‬ص ‪ 378‬و ‪.379‬‬

‫الفصل ‪ : 1‬تطأبيقا للمصنفين المحددين في القرارين رقم ‪1341.77‬‬ ‫‪‬‬

‫و ‪ 1342.77‬المشار إليهما أعله الصادرين في ‪ 2‬محرم ‪ 13 ) 1389‬ديسمبر ‪(1977‬‬

‫فيما يتعلق بحوادث العمل ‪ ،‬تحدد أسعار الرموز التالية بالدارهم على النحو التالي‪:‬‬
‫……‬
‫‪C‬استشارة الطأبيب في العيادة المشتملة على أعمال التشخيص العادي ‪22.00‬‬
‫درهم‪.‬‬
‫‪ 37.00‬درهم‪.‬‬ ‫‪ : C2‬استشارة المتخصص في العيادة‬
‫ول يطأبق سعر ‪ 22‬أو ‪ 37‬إل على الفحص الول للمصاب وتدخل فيه تكلفة‬

‫تسليم‬

‫الشهادة الولية ‪ ،‬ويطأبق كذلك على الفحص الخير للمصاب إذا كان به عجز دائم‬

‫دون أن تدخل في ذلك تكلفة تسليم الشهادة الختامية اليضاحية المفصلة ‪ ،‬إواذا شفي‬

‫‪ - 1‬التعريب مأخوذ عن ‪ :‬امحمد المراني زنطار ‪ :‬التشريع الجتماعي المغربي ‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1999‬ص ‪.465 :‬‬

‫‪156‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫المصاب من غير أن يستمر به عجز دائم‪ ،‬طأبق على الفصح الختامي سعر الرمز ‪PC‬‬

‫‪2‬واشتملت التعاب على تكلفة تسليم الشهادة التي تثبت استقرار الجراح أو الشفاء من‬

‫المرض‪.‬‬

‫الفصل ‪ : 6‬تحدد على النحو التالي تكلفة تحرير الشهادات الطأبية غير‬ ‫‪‬‬

‫الشهادة الطأبية الولية التي تثبت فيها بصور دقيقة موقع الجروح ونوعها وتشخيص المرض‬

‫المحتمل والتي تندرجا تكلفتها في ثمن الستشارة أو الزيارة‪.‬‬

‫‪ 20 – 1‬درهما عن الشهادة المسلمة خلل مدة العلجا عند تفاقم حالة‬

‫المصاب والمثبتة فيها هذه الحالة بصورة دقيقة‪.‬‬

‫‪ 20 – 2‬درهما عن الشهادة الختامية اليضاحية المفصلة المثبتة فيها حالة‬

‫المصاب بعجز دائم‪ ،‬وتشمل تكلفة تحرير الشهادات مصاريف النسخ والتقرير وتكلفة‬

‫مطأبوعات الشهادات على أن تستثنى من ذلك مصاريف تخليص الرسالة الموجهة الشهادة‬

‫بواسطأتها‪.‬‬

‫* الفصلن ‪ 1‬و ‪ 2‬من قرار لوزير الشغل والشؤون الجتماعية رقم ‪67.5‬‬

‫مؤرخ في ‪ 29‬نونبر ‪ 1966‬بتحديد تعريفة التعاب التي يطأالب بها الطأباء عن الفحص‬

‫الطأبي المجرى على المصابين بحوادث الشغل لمراجعة درجة عجزهم أو إعادة اشتراء‬

‫إيراداتهم‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ، 2832‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬شوال ‪1386‬‬

‫الموافق ‪ 8‬يبراير ‪ ، 1967‬الصفحة ‪.262‬‬

‫الفصل ‪ : 1‬إذا عين طأبيب لحاكم السدد من لدن رئيس مقاولة أو مؤمنه‬ ‫‪‬‬

‫الوكيل لطألعه على حالة المصاب فإن المقدار القصى للتعاب الذي يمكن أن يطأالب به‬

‫‪ PC- 2‬أعمال الممارسة الطبية العادية للجراحة البسيطة ‪ 4.85‬درهم‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫هذا الطأبيب عن كل فحص طأبي يحدد في ‪ 30‬درهما بما في ذلك تسليم شهادة طأبية في‬

‫نظيرين تتضمن وصف حالة المصاب‪.‬‬

‫الفصل ‪ : 2‬إن ثمن فحص مصاب من قبل طأبيب قصد إعادة اشتراء إيـراده‬ ‫‪‬‬

‫يحدد في الحالة المنصوص عليها في الفصل ‪ 157‬من النص الملحق بالظهير‬

‫الشريف رقم ‪ 1.60.223‬المشار إليه أعله المؤرخ في ‪ 12‬رمضان ‪ 6 ) 1382‬يبراير‬

‫‪ (1963‬في مبلغ ‪ 30‬درهم بما في ذلك تسليم شهادة طأبية في نظيرين تتضمن وصف حالة‬

‫صاحب اليراد‪.1‬‬

‫* الفصلن ‪ 5‬و ‪ 25‬من القرار الوزيري المؤرخ في ‪5‬مارس ‪ 1952‬بشأن‬

‫أجراء العمل فيما يخص المعتقلين القائمين بخدمة جنائية بمقتضى الظهير الصادر في ‪25‬‬

‫ذي الحجة ‪1345‬الموافق ‪ 25‬يونيو ‪ 1927‬بشأن التعويض الممنوح عن الضرار الناشئة‬

‫عن الحوادث الطأارئة أثناء الخدمة والظهير الشريف الصادر في ‪ 26‬جمادى الولى ‪1362‬‬

‫الموافق ‪ 31‬مايو ‪ 1943‬الممتدة بموجبه إلى المراض المهنية مقتضيات القوانين‬

‫التشريعية الصادرة بشأن التعويض عن الضرار الناشئة عن الحوادث الطأارئة أثناء الخدمة‪،‬‬

‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪، 2059‬الصادرة بتاريخ ‪ 16‬رجب ‪ 1371‬الموافق ‪11‬‬

‫أبريل ‪ ، 1952‬ص ‪.1162 :‬‬

‫الفصل ‪ :25‬يحرر طأبيب إدارة السجن شهادة في نظيرين ويبين فيها حالة‬ ‫‪‬‬

‫المصاب بالحادثة وعواقب هذه الحادثة أو ما عسى أن يحدث عنها وعلى الخصوص المدة‬
‫المحتملة للعجز عن الخدمة إذا كانت عواقب الحادثة غير معروفة بصفة مدققة‪.‬‬

‫‪ - 1‬لقد تم إلغاء الفصل ‪ 157‬من الظهير الشريف رقم ‪ . 1.60.223‬المغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير الصادر في ‪ 25‬يونيو ‪1927‬‬
‫بتاريخ ‪ 25‬شوال ‪ 1397‬الموافق لـ ‪ 9‬أكتوبر‬ ‫بالتعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬وذلك بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪، 1 – 76 – 591‬‬
‫‪.1977‬‬
‫‪- 2‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 2059‬الصادرة بتاريخ ‪ 16‬رجب ‪ 11 ) 1371‬أبريل ‪( 1952‬ا ‪ ،‬ص ‪. 1163 :‬‬

‫‪158‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ويحرر طأبيب إدارة السجون شهادة طأبية في نظيرين‪ ،‬إما عند شفاء الجرح‬
‫التام إن لم يكن عجز مستمر إواما وقت برئه إن وقع عجز مستمر ويبين في هذه الشهادة‬
‫العواقب النهائية إذا لم يقع إثباتها من قبل‪.‬‬
‫إواذا كان المصاب بالحادثة معتقل بسجن أو كان مجعـول رهن إشـارة مؤاجـر‬

‫فيجوز لطأبيب ينتمي إلى مديرية الصحة العمومية والعائلة أن يحرر الشهادة المتحدث عنها‬

‫وفي حالة عدم وجود ذلك الطأبيب يسوغ لكل طأبيب من أطأباء المحل المعالج فيه المصاب‬

‫بالحادثة أن يحرر تلك الشهادة وذلك إذا كان معينا من السلطأة المحلية أو من المؤاجر‬

‫‪.‬ويرسل الطأبيب الذي عالج المصاب بالجروح الشهادة الطأبية الولى وشهادة الشفاء في‬

‫نظيرين إما إلى رئيس مؤسسة السجن إواما إلى السلطأة المحلية للمكان الموجود فيه السجن‬

‫ويدفع ذلك الرئيس أو تلك السلطأة نظي ار للمصاب بالحادثة وأما النظير الخر فيودع عند‬

‫السلطأة التي سجلت التصريح ويقع اليداع حسب الكيفيات المنصوص عليها في الفصل‬

‫الحادي عشر من الظهير الشريف المشار إليه أعله الصادر في ‪ 25‬ذي الحجة ‪1345‬‬

‫الموافق ‪ 15‬يونيه ‪.1927‬‬

‫الفصل ‪ :1 25‬تجعل إدارة السجن أو السلطأة المحلية للدائرة التي يوجد فيها‬ ‫‪‬‬

‫السجن رهن إشارة المصاب بالحادثة الورقة المطأبوعة اللزمة لتحرير تصريحه‪.‬‬

‫وتحرر في ثلث نظائر الشهادة الطأبية التي تثبت شفاء المريض التام أو برئ‬

‫جرحه أو تبين العواقب النهائية الناتجة عن مرضه وذلك مثلما حررت الشهادة الصلية‬

‫المنصوص عليها في الفصل السادس من الظهير الشريف المشار إليه أعله الصادر في‬

‫‪ 26‬جمادى الولى ‪ 1362‬الموافق ‪ 31‬مايو ‪ ، 1943‬وتوجه تلك الشهادات إلى نفس‬

‫المكان الموجه إليه التصريح‪.‬‬

‫‪- 1‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪.1166 :‬‬

‫‪159‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫* الفصل ‪ 14‬من نموذجا النظام الخاص بضبطأ العلئق الرابطأة بين الجراء‬
‫الذين يتعاطأون مهنة تجارية أو صناعية أو حرة وبين مؤجرهم ‪ ،‬كما صدر في تعيينه القرار‬
‫المقيمي الصادر بتاريخ ‪ 23‬أكتوبر ‪ ، 1948‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1878‬مكرر‪،‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر ‪ ، 1984‬ص ‪ ) 1182 :‬بالفرنسية( ‪.‬‬
‫‪ART.14 – Accident du travail- Maladies professionnelles :‬‬
‫‪- Le travailleur est tenu de signaler, sans délai, à l’employeur ou à son‬‬
‫‪préposé tout accident du travail dont il a été victime et de lui remettre, au‬‬
‫‪fur et à mesure qu’il les obtient, les certificats médicaux établis pendant la‬‬
‫‪durée de son incapacité.‬‬
‫‪Il signalera également toute absence résultant d’une maladie‬‬
‫‪professionnelle.‬‬
‫يجب على الجير أن يخبر بدون تأخير المؤجر أو من يقوم مقامه بكل حادثة‬
‫وقعت له أثناء الخدمة وأن يسلم له الشهادات الطأبية المحررة خلل مدة عجزه عن الخدمة‬
‫كلما توصل بكل شهادة منها‪ .‬كما يتحتم عليه أيضا أن يخبر المؤجر فيما إذا تغيب بسبب‬
‫مرض أصابه أثناء القيام بمهنته‪. 1‬‬
‫* الفصل ‪ 290‬من قانون المسطأرة المدنية‪ ،‬كما تمت المصادقة عليه‬
‫بالظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 1394‬الموافق ‪28‬‬
‫شتنبر ‪ 1974‬منشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ 3230‬مكرر الصادرة بتاريخ ‪ 13‬رمضان‬
‫‪ 1394‬موافق ‪ 30‬شتنبر ‪ 1974‬في الصفحة ‪.2767‬‬
‫يجب أن يعادل التعويض المسبق الممنوح تطأبيقا للفصل السابق ‪ 2‬على الكثر‬
‫مقدار المبالغ اليومية الباقية من اليراد حسبما يمكن تقديره وفق القواعد المقررة في قضايا‬

‫‪ - 1‬هذا التعريب مأخوذ عن الدكتور امحمد المراني زنطار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 78 :‬وذلك نقل عن كتاب محمد أحمد الفكاك حول الفسخ بالرادة‬
‫في عقد العمل الفردي‪ ،‬الدار البيضاء ‪.1966‬‬
‫‪ - 2‬ينص الفصل ‪ 289‬من قانون المسطرة المدنية حسبما وقع تعديله بالظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.93.206‬الصادر في ‪ 22‬ربيع الول‬
‫‪ 1414‬الموافق ‪ 10‬شتنبر ‪ ) 1993‬المنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪، 4420‬الصادرة بتاريخ ‪ 27‬ربيع الول ‪ 1414‬الموافق ‪ 15‬شتنبر ‪ ، 1993‬في‬
‫الصفحة ‪( 1620‬ا ‪ ،‬وبالقانون رقم ‪ 15.00‬المنفذ بموجب الظهير الشريف رقم ‪ 100.327‬الصادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1421‬موافق ‪ 24‬نوفمبر‬
‫‪ 2000‬على ما يلي ‪ " :‬يمكن للقاضي في قضايا حوادث الشغل والمراض المهنية أن يمنح تعويضا مسبقا تلقائيا أو بطلب من المصاب أو ذوي حقوقه‬
‫إذا نتج عن الحادث عجز عن العمل يعادل ثلثين في المئة على القل أو نتجت عنها وفاة" ‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫حوادث الشغل والمراض المهنية‪ ،‬إواذا كان هناك عجز دائم حسب الشهادة الطأبية المثبتة‬
‫للتئام الجرح ‪.‬‬
‫‪ – 2‬النصان الخاصان بالشواهد الطبية المتعلقة بالحالة المدنية ‪:‬‬
‫لـ‬ ‫* الفصل ‪ 46‬من الظهير الشريف الصادر في ‪ 24‬شوال ‪ 1333‬الموافق‬
‫‪ 4‬شتنبر ‪ 1915‬المؤسس للحالة المدنية‪ ،1‬كما وقع تغييره بمقتضى المرسوم رقم‬
‫‪ 2.78.267‬المؤرخ في ‪ 28‬من ذي القعدة ‪ 1398‬الموافق لـ ‪ 31‬أكتوبر ‪، 1978‬‬
‫والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3445‬الصادرة بتاريخ ‪ 7‬ذو الحجة ‪ 1398‬الموافق‬
‫لـ ‪ 8‬نونبر ‪ 1978‬في الصفحة ‪ 2838‬وما بعدها ‪.‬‬
‫يقع التصريح بالوفاة داخل أجل خمسة عشر يوما )‪ (15‬من يوم وقوعها لدى ضابطأ‬
‫الحالة المدنية لمكان الوفاة‪.‬‬
‫ويعزز هذا التصريح بشهادة معاينة للوفاة مسلمة من طأرف الطأبيب أو الممرض‬
‫التابع للصحة العمومية ‪ .‬أو برخصة للدفن مسلمة من طأرف السلطأة المختصة‪.‬‬
‫* المادة ‪ 7‬من المرسوم رقم ‪ 2.99.651‬الصادر في ‪ 25‬جمادى الخرة ‪1420‬‬
‫موافق ‪ 6‬أكتوبر ‪ 1999‬بشأن النظام الساسي الخاص بهيئة الطأباء والصيادلة وجراحي‬
‫السنان المشتركة بين الو ازرات ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4736‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 21‬أكتوبر ‪ 1999‬في الصفحة ‪. 2583‬‬
‫تتمثل النشطأة المتعلقة بالتشخيص والعلجا والعلجات الستعجالية في ‪:‬‬
‫………………‬
‫‪ -‬التحقق من الوفيات وتسليم الشهادات الطأبية المتعلقة بذلك؛‬

‫‪ – 3‬النصوص الخاصة بالشواهد الطبية المتعلقة بحفظ الصحة ‪:‬‬


‫أ – النصوص الواردة في الظهير الشريف بشأن الوقاية من المراض‬
‫العقلية ‪:‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.58.295‬مؤرخ في ‪21‬شوال‬
‫‪1378‬الموافق ‪ 30‬أبريل ‪ 1959‬بشأن الوقاية من‬
‫المراض العقلية وأمعالجتها وأحماية المرضى‬
‫المصابين بها‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪2429‬‬

‫‪ - 1‬نشر بالجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شتنبر ‪ 1915‬في الصفحة ‪ 554‬وما بعدها ) بالفرنسية (ا ‪ .‬كما أعيد نشره مع مختلف التعديلت التي‬
‫أدخلت عليه في الجريدة الرسمية عدد ‪ 1100‬الصادرة بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪ ، 1933‬الصفحة ‪ 1176‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الصادرة بتاريخ ‪ 7‬ذوأ القعدة ‪ 1378‬الموافق لن ‪ 15‬ماي‬


‫‪ ،1959‬ص ‪.1507 :‬‬
‫* الفصل ‪ : 111‬ل تمكن القامة بمصلحة عمومية أو مؤسسة خصوصية للمراض العقلية‬
‫إل بعد الطألع على شهادة يسلمها طأبيب مؤهل للمراض العقلية تتضمن بصورة مفصلة‬
‫وواضحة أحوال المريض الشادة وتقضي بضرورة إقامته في المستشفى‪.‬‬
‫وتحرر تلك الشهادة بعد فحص المريض وعند الحاجة بعد الطألع على نتاجا البحث الجاري‬
‫بمسعى من الطأبيب لثبات صحة طألب القامة بالمستشفى ويتعين على السلطأات الدارية أن‬
‫تقدم بصفة سرية إلى طأبيب المراض العقلية المعلومات التي يتطألبها‪.‬‬
‫ول يمكن تسليم الشهادة من طأرف طأبيب يكون من أقارب أو أصهار المريض من الدرجة‬
‫الثانية أو من الشخص الذي يطألب إقامة المريض بالمستشفى‪.‬‬
‫* الفصل ‪: 213‬يوضع المريض تحت الملحظة الطأبية‪:‬‬
‫‪ -‬إما في الحوال المقررة في المقطأعين )أ( و)ب( في الفصل ‪312‬بعد الطألع على شهادة‬
‫طأبية يسلمها طأبيب المراض العقلية أو عند عدمه الطأبيب القرب‪.‬‬
‫‪ -‬إواما في الحالة المقررة في المقطأع )جا( من الفصل ‪ 12‬بعد الطألع على مقرر العامل‪.‬‬
‫* الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪ :416‬ويصدر مقرر القامة التلقائية بالمستشفى لمدة ستة‬
‫أشهر ويجوز تجديده كل ستة أشهر بعد الطألع على شهادة معللة بأسباب يحررها طأبيب‬
‫المراض العقلية التابع للصحة العمومية‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 517‬يتخذ الباشا أو القائد في حالة خطأر قريب الوقوع ثبته طأبيب في‬

‫شهادة أو يفشيه العموم ـ التدابير اللزمة بشرطأ أن يخبر بذلك العامل في ظرف أربع‬

‫‪ - 1‬جريدة رسمية عدد ‪ ، 2429‬مؤرخة في ‪ 7‬ذو القعدة ‪ 1378‬الموافق لـ ‪ 15‬ماي ‪ ، 1959‬ص ‪. 1508 :‬‬
‫‪ - 2‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪.1509 :‬‬
‫‪- 3‬الفصل ‪ : 12‬يباشر الوضع تحت الملحظة الطبية إما ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬بطلب من المريض ‪.‬‬
‫ب – بطلب من كل شخصية عمومية أو خصوصية تعمل لفائدة المريض أو لفائدة أقاربه‪.‬‬
‫ج – إما تلقائيا بمقرر من العامل فيما إذا كان المريض يكون خط ار على أقاربه أو النظام العمومي أو أصبح‬
‫في حالة خلل عقلي تجعل حياته في خطر‪.‬‬
‫‪- 4‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫وعشرين ساعة‪ ،‬ويأمر العامل في ظرف ثمان وأربعين ساعة بوضع المريض تلقائيا تحت‬

‫الملحظة الطأبية أو ينهي التدابير المؤقتة التي أمرت باتخاذها السلطأة المحلية‪.‬‬

‫* الفصل ‪ : 1 22‬يحرر كل طأبيب للمراض العقلية للمريض شهادة معللة بأسباب‬


‫تبين الحالة المدنية للمريض المذكور وسلوكه وتشخيص الداء الذي هو مصاب به‪ ،‬إواذا‬
‫اقتضى الحال رقم دخوله إلى مؤسسة العلجا وكذا تطأور المرض منذ الشهادة الخيرة‪:‬‬
‫‪ 2‬عند قبول المريض ؛‬
‫‪ – 2‬خلل مدة القامة في المستشفى ‪ :‬وفي اليوم الخامس عشر ثم في اليوم‬
‫الثلثين ‪ ،‬وعند نهاية الستة شهور الولى‪ ،‬وبعد ذلك سنويا مع مراعاة مقتضيات الفقرة‬
‫الثالثة من الفصل السادس عشر؛‬
‫‪ - 3‬عند طألب تحويل القامة الختيارية في المستشفى إلى القامة التلقائية؛‬
‫‪ – 4‬عند الخروجا النظامي أو غير النظامي أو النقل أو الوفاة؛‬
‫‪ – 5‬عند الوضع تحت الحراسة الطأبية‪.‬‬
‫ويجب أن تحرر نفس الشهادة إذا تقدمت بطألب ذلك السلطأات المختصة القضائية أو‬
‫الدارية ‪ .‬غير أنه إذا كان المريض من جنسية مغربية‪ ،‬فإن نسخة من الشهادة المحررة عند‬
‫قبوله بالمستشفى أو خروجه بعد شفائه توجه تلقائيا مع بيان مقر سكناه ومهنته وحالته‬
‫العائلية ‪ ،‬إلى وكيل الدولة لدى المحكمة القليمية الكائن في دائرتها مكان سكنى أو مقام‬
‫المعني بالمر قصد تمكين المحكمة المختصة من إصدار المر بوضعه تحت الحجر عند‬
‫القتضاء‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 2 23‬يتعين مسك دفتر مرقوم للقامة في المستشفى داخل كل مصلحة‬

‫عمومية أو خصوصية تقبل المصابين بالمراض العقلية ويواظب على ترتيبه ويوضح في هذا‬

‫الدفتر أو يتضمن بالنسبة لكل مريض جرى إيواؤه ما يلي ‪:‬‬


‫…………………‬

‫‪ - 1‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬صفحة ‪.1510 :‬‬


‫‪ - 2‬نفس الجريدة الرسمية والصفحة ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ - 3‬تدوين الشهادات المنصوص عليها في المقطأعات ‪ 1‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬من الفصل‬

‫الثاني والعشرين ‪.‬‬

‫ب – النص الخاص بشهادة الخلو من المراض المعدية‪:‬‬


‫الفقرة ‪ 7‬من الفصل ‪ 41‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.343‬المؤرخ في ‪ 28‬ربيع‬
‫الثاني ‪ 1377‬الموافق لـ ‪ 22‬نونبر سنة ‪ ) 1957‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪2354‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 13‬جمادى الولى ‪ 1377‬الموافق لـ ‪ 6‬دجنبر ‪ ، 1957‬ص ‪،( 2632‬‬
‫كما عدل بالظهير الشريف المؤرخ في ‪ 10‬شتنبر ‪ ) 1993‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،4222‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬ربيع الخر ‪ 1414‬موافق ‪ 29‬شتنبر ‪ ، 1993‬الصفحة‬
‫‪.( 1833‬‬
‫ل يتولى العدلن العقد إل بعد التوفر على المستندات التالية ‪:‬‬
‫……………‬
‫‪ – 7‬شهادة طأبية لكل من الخاطأب والمخطأوبة تثبت الخلو من المراض المعدية‪.‬‬

‫ج – النصوص الخاصة بالشواهد الطبية المتعلقة بالسير والجولن‬


‫‪:‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف مؤرخ في ‪ 3‬جمادى الوألى ‪1372‬‬
‫موافق ‪ 19‬يناير ‪ 1953‬في إلغاء الظهير الشريف‬
‫الصادر في ‪ 26‬شعبان ‪ 1353‬الموافق ‪ 4‬دجنبر ‪1934‬‬
‫بشأن المحافظة على الطرق العمومية وأمراقبة‬
‫السير وأالجولن وأفي التعويض عنه ) منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ، 2104‬مؤرخة في ‪ 5‬جمادى الثانية‬
‫‪ 1372‬موافق ‪ 20‬يبراير ‪ ، 1953‬ص ‪ .(630 :‬وأذلك كما‬
‫وأقع تعديله بمقتضى ظهير شريف بمثابة قانون رقم‬
‫‪ 1.72.177‬مؤرخ في ‪ 16‬محرم ‪ 1393‬موافق‬

‫‪164‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪20‬يبراير ‪ ) 1973‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪3151‬‬


‫مؤرخة في ‪ 15‬صفر ‪ 1393‬موافق ‪ 21‬مارس ‪،1973‬‬
‫ص ‪.( 830 :‬‬
‫* الفصل الخامس المكرر ‪ : 1‬كل مرشح لنيل رخصة للسياقة أدلى بالشهادة الطأبية‬
‫المشار إليها في المقطأع الول من الفصل الخامس المكرر ‪ 4‬مرات ونجح في امتحان‬
‫الكفاءة ينال رخصة مؤقتة تصلح لمدة سنة وتستبدل بعد انصرام هذا الجل برخصة نهائية‪.‬‬
‫* الفصل الخامس المكرر ‪ 4‬مرات ‪ :2‬الفحص الطأبي للمرشحين ‪ :‬يجب أن‬
‫تحرر الشهادة الطأبية اللزمة لتسليم رخصة السياقة التي ل يتجاوز تاريخها ثلثة أشهر من‬
‫طأرف طأبيب يقبله كل من وزير الشغال العمومية والمواصلت ووزير الصحة العمومية‬
‫وتثبت هذه الشهادة قدرة المعني بالمر على سياقة ناقلة بدون خطأر على المن العمومي‪.‬‬
‫ويجب أن تبين فيها كذلك نسبة ضعف البصر الذي يستلزم حمل نظارات لتقويم‬
‫البصر‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يجب التنصيص على ذلك في رخصة السياقة التي ل يمكن أن‬
‫يستعملها صاحبها إل إذا كان حامل للنظارات الموصوفة‪.‬‬
‫ويجب تجديد الشهادة الطأبية كل سنتين فيما يخص أصحاب رخصة السياقة المتعلقة‬
‫بالناقلت المشار إليها في المقطأع الخير من الفصل ‪ 5‬مكرر ‪ 3‬مرات مع العلم أن صلحية‬
‫هذه الرخصة تتوقف على تجديد الشهادة الطأبية‪.‬‬
‫الفصل ‪ 34‬من القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 8‬جمـادى الولى ‪ 1372‬موافـق‬ ‫‪‬‬

‫‪24‬‬
‫يناير ‪ 1953‬في إلغاء القرار الوزيري الصادر في ‪ 26‬شعبان ‪ 1353‬الموافق ‪4‬‬
‫دجنبر ‪ 1934‬بشأن مراقبة السير والجولن ؛ منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2104‬مؤرخة‬
‫في ‪ 5‬جمادى الثانية ‪ 1372‬موافق لـ ‪ 20‬يبراير ‪ ، 1953‬ص ‪. 638 :‬‬
‫‪ - 1‬جريدة رسمية عدد ‪ ، 3151‬مؤرخة في ‪ 15‬صفر ‪ 1393‬موافق ‪ 21‬مارس ‪ ، 1973‬ص ‪. 830 :‬‬
‫‪ -‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪.831 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪165‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الواجبات الملزم بها السائق ‪:‬‬


‫يتعين على سائق السيارة أن يقدم لعوان السلطأة التي لها النظر في المر الوراق‬
‫التية كلما طألبوها منه ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬شهادة الكفاءة وكذا الشهادات الطأبية المثبتة كونه أهل من الناحية الصحية‬
‫لسوق السيارات عندما يجب الستظهار بهذه الشهادة‪.‬‬

‫د – النصوص الخاصة بالشواهد الطبية الهادفة لحفظ الصحة عند‬


‫الجهاض ‪:‬‬
‫* الفقرة ‪ 4‬من الفصل ‪ 32‬من مدونة الداب المهنية للطأباء ‪Code de‬‬

‫‪ déoritologie des médecins‬كما صدر بها القرار المقيمي المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪،1953‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2121‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬يونيو ‪ ) 1953‬بالفرنسية ( ‪،‬‬
‫الصفحة ‪.831‬‬
‫‪Les trois médecins prenant part à la consultation doivent,‬‬
‫‪indépendamment des trois certificats dont un exemplaire est conservé par‬‬
‫‪chacun d’eux, rédiger un certificat analogue et le délivrer à la malade. Dans‬‬
‫‪tous les cas , quelle que soit la décision prise, ils doivent établir un protocole‬‬
‫‪donnant les raisons de celle-ci et l’adresser sous pli recommandé au‬‬
‫‪président du conseil régional dont il font partie. Si les médecins relèvent de‬‬
‫‪conseils différents, un exemplaire du procès-verbal est adressé à chaque‬‬
‫‪conseil régional intéressé .‬‬
‫*الفصل ‪ 453‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.413‬بالمصادقة على‬
‫مجموعة القانون الجنائي ) منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 12‬محرم ‪ 1383‬الموافق لـ ‪ 15‬يونيو ‪ ،1963‬ص ‪ .( 1253 :‬وذلك كما وقع تعديله‬
‫بمقتضى المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم ‪ 181.66‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬ربيع الول‬
‫‪ 1387‬الموافق فاتح يوليوز ‪ ) 1967‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2854‬المؤرخة في‬
‫‪ 4‬ربيع الثاني ‪ 1387‬الموافق لـ ‪ 12‬يوليوز ‪ ، 1967‬ص ‪.( 1547 :‬‬

‫‪166‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ل عقاب على الجهاض إذا استوجبته ضرورة المحافظة على الم متى قام به‬
‫علنية طأبيب أو جراح بإذن من الزوجا‪.‬‬
‫ول يطأالب بهذا الذن إذا ارتأى الطأبيب حياة الم في خطأر غير أنه يجب عليه‬
‫أن يشعر بذلك الطأبيب الرئيسي للعمالة أو القليم‪.‬‬
‫وعند عدم وجود الزوجا أو إذا امتنع الزوجا من إعطأاء موافقته أو عاقه عن‬
‫ذلك عائق فإنه ل يسوغ للطأبيب أو الجراح أن يقوم بالعملية الجراحية أو يستعمل علجا‬
‫يمكن أن يترتب عنه الجهاض إل بعد شهادة مكتوبة من الطأبيب الرئيسي للعمالة‬
‫أو القليم يصرح فيها بأن صحة الم ل تمكن المحافظة عليها إل باستعمال مثل هذا العلجا‪.‬‬

‫‪ – 4‬النصوص التشريعية الخاصة بالشهادات الطبية المتعلقة‬


‫بالرخص الصحية‪:‬‬
‫* الفصل ‪ 34‬من المرسوم رقم ‪ 2.62.164‬المؤرخ في ‪ 26‬جمادى الثانية‬
‫‪ 1383‬موافق ‪ 14‬نونبر ‪ ، 1963‬تحدد بموجبه القواعد العامة المطأبقة على موظفي‬
‫مختلف المؤسسات ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2668‬الصادرة بتاريخ ‪ 26‬رجب‬
‫‪ 1383‬الموافق لـ ‪ 12‬دجنبر ‪ ،1962‬الصفحة ‪.2821 :‬‬
‫ل يمكن أن تتجاوز مدة رخصة المرض العادية ستة أشهر يتقاضى فيها‬
‫العون كامل مرتبه لمدة ثلثة أشهر ونصفه عن الثلثة الباقية مع الحتفاظ بمجموع‬
‫التعويضات العائلية‪.‬‬
‫ول تمنح الرخص التي تتجاوز مدتها ثمانية أيام إل بعد الدلء بشهادة طأبية‬
‫يسلمها طأبيب تعينه المنظمة‪.‬‬
‫ويمكن في جميع الحالت إجراء فحوص مضادة‪.‬‬
‫* الفصل ‪ 18‬من الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 13‬شعبان ‪ 1366‬الموافق‬
‫لـ ‪ 2‬يوليوز سنة ‪ ، 1947‬في سن ضابطأ للخدمة والعمل‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 1825‬الصادرة بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪ ، 1947‬الصفحة ‪.1289‬‬

‫‪167‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ل يكون توقف المرأة عن الخدمة مدة اثني عشر أسبوعا متواليا خلل الفترة‬
‫ غير أنه إذا فسخ هذه العقدة‬. ‫التي تأتي قبل الوضع وبعده سببا لفسخ المؤاجر عقد الخدمة‬
‫ ويلزم‬.‫فإنه يستوجب إجراء العقوبات المنصوص عليها في الفصل التاسع والخمسين أسفله‬
.‫كذلك دفع غرامة لتلك المرأة بشرطأ أن تكون هذه قد أخبرت المؤاجر عن سبب غيبتها‬
‫إواذا زادت مدة غيبة المرأة على الجل المحدد في الفقرة المتقدمة دون أن‬
‫تتعدى خمسة عشر أسبوعا وكان سببها مرض محقق بشهادة طأبيب إوان ذلك نشأ عن الحمل‬
‫ فإن المؤاجر ل يجوز له إعلمها أثناء‬،‫أو الوضع وتعذر عليها بسبب ذلك استئناف عملها‬
.‫تلك المدة بطأرده إياها من الخدمة وكل اتفاق بخلف ما تقدم يكون باطأل وعديم الجدوى‬
‫ من نموذجا النظام الخاص بضبطأ العلئق الرابطأة بين الجراء‬11 ‫* الفصل‬
‫ كما صدر في تعيينه القرار‬، ‫الذين يتعاطأون مهنة تجارية أو صناعية أو حرة وبين مؤجرهم‬
، ‫ مكرر‬1878 ‫ منشور بالجريدة الرسمية عدد‬، 1948 ‫ أكتوبر‬23 ‫المقيمي الصادر بتاريخ‬
.1181 ‫ الصفحة‬،( ‫ ) بالفرنسية‬1948 ‫أكتوبر‬26 ‫الصادرة بتاريخ‬
ART.11 – Congés de maladie- Tout salarié qui ne peut se rendre à son
travail pour cause de maladie ou d’accident doit en aviser l’employeur dans
les vingt-quatre heures. Si l’absence se prolonge plus de quatre jours, le
travailleur doit faire connaître à l’employeur la durée probable de son
absence, en produisant, si possible, à cet effet, un certificat médical.
Les absences pour maladie ou accident, autres qu’une maladie
professionnelle ou qu’un accident du travail, ne sont pas, pour l’application
exclusive du présent statut, considérées comme absences irrégulières
lorsque l’intéressé fournit un certificat médical susceptible de justifier son
absence. L’entreprise se réserve le droit de faire, à ses frais, contre-visiter
l’agent par un médecin de son choix. Quelle que soit la périodicité de la
paye, le salaire n’est pas dû pour la période d’absence. Sauf convention
contraire prévue dans le contrat écrit d’embauchage.
Lorsque l’absence pour maladie ou accident est supérieur à
quatre – vingt jour au cours d’une période de trois cent soixante-cinq jours

168
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪consécutifs, ou lorsque le salarié est devenu inapte à continuer l’exercice de‬‬


‫‪profession, l’employeur pourra considérer le salarié comme démissionnaire‬‬
‫‪de son emploi.‬‬
‫الفصل ‪ 11‬الرخصة عن مدة المرض ‪.‬‬
‫يجب على كل أجير غير قادر على الذهاب لخدمته بسبب مرضه أو آفة طأرأت‬
‫عليه أن يخبر مؤجره في ظرف أربع وعشرين ساعة إواذا امتد تغيبه أكثر من أربعة أيام يتحتم‬
‫عليه أن يعلم مؤجره بمدة تغيبه المحتمل وذلك بتقديم شهادة طأبية إن اقتضاه الحال‪.‬‬
‫وفيما يخص تطأبيق هذا النظام ل غيره ل يعتبر بمثابة تغييب غير نظامي‬
‫التغيب لجل المرض أو الفة ما عدا المرض الواقع وقت القيام بالمهمة أو النازلة الطأارئة‬
‫أثناء الخدمة والعمل إذا أدلى من يهمه المر بشهادة طأبية يمكن بها تصحيح تغيبه كما أن‬
‫صاحب المشروع يحتفظ بحقه في أن يكلف على صوائره طأبيبا يختاره الجير مرة أخرى‪،‬‬
‫وكيفما كانت مدة دفع الجرة فإنها ل تدفع عن مدة التغيب ما عدا حالة اتفاق مخالف لذلك‬
‫ومبين في عقدة الستئجار‪.‬‬
‫إواذا تجاوز التغيب بسبب المرض أو الفة تسعين يوما‪ 1‬أثناء مدة ثلثمائة‬
‫وخمسة وستين يوما متوالية إواذا أصبح الجير غير قادر على القيام بمهمته فيجوز للمؤجر‬
‫أن يعد الجير كأنه قد طألب استعفاء من وظيفه‪.2‬‬
‫* الفصل ‪ 42‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.008‬بتاريخ ‪ 4‬شعبان‬
‫‪ 1377‬الموافق ‪ 24‬يبراير ‪ 1958‬في شأن النظام الساسي العام للوظيفة العمومية‬
‫)منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2372‬الصادرة بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ ، 1958‬ص ‪.( 631 :‬‬
‫وذلك كما وقع تعديله بمقتضى القانون رقم ‪ 20.94‬المنفذ بموجب الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.95.2‬الصادر في ‪ 24‬شعبان ‪ 1415‬الموافق لـ ‪ 26‬يناير ‪ ) 1995‬منشور بالجريدة‬

‫‪ - 1‬أصبحت هذه المدة ‪ 26‬أسبوعا بموجب قرار ‪ 26‬يناير ‪.1970‬‬


‫‪ - 2‬التعريب مأخوذ عن امحمد المراني زنطار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 76 :‬‬

‫‪169‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الرسمية عدد ‪ ،4293‬الصادرة في ‪ 8‬رمضان ‪ 1415‬موافق ‪ 8‬فبراير ‪ ، 1995‬ص ‪:‬‬


‫‪. (350‬‬
‫إذا أصيب الموظف بمرض مثبت بصفة قانونية يجعله غير قادر على القيام‬

‫بعمله وجب منحه بحكم القانون رخصة مرض‪.‬‬

‫يجب أن يدلي الموظف بشهادة طأبية تبين فيها المدة التي يحتمل أن يظل‬

‫خللها غير قادر على القيام بعمله ‪ .‬وتقوم الدارة عند الحاجة بجميع أعمال المراقبة المفيدة‬

‫الطأبية والدارية قصد التأكد من أن الموظف ل يستعمل رخصته إل للعلجا‪.‬‬

‫إذا لم يقع التقيد بأحكام الفقرة السابقة فإن الجور المدفوعة للمعني بالمر‬

‫طأول مدة المرض يسقطأ الحق فيها بسبب خدمة غير منجزة وفقا للنصوص التشريعية الجاري‬

‫بها العمل وذلك دون إخلل بالعقوبات التأديبية المنصوص عليها في هذا النظام الساسي‬

‫العام‪.‬‬

‫باستثناء الرخص قصيرة المد التي يمنحها رئيس الدارة مباشرة ل يجوز لهذه‬

‫السلطأة أن تمنح الرخص الخرى لسباب صحية إل بعد موافقة المجلس الصحي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬النص التشريعي الخاص بحجية‬


‫الشهادة الطبية‬
‫الفصل ‪ 33‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.60.223‬المؤرخ في ‪ 6‬فبراير ‪1963‬‬

‫المغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير الشريف الصادر في ‪ 25‬ذي الحجة ‪1345‬‬

‫لـ ‪ 25‬يونيو ‪ 1927‬بالتعويض عن حوادث الشغل‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية‬ ‫الموافق‬

‫عدد ‪ ،2629‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬شوال ‪ 1382‬الموافق لـ ‪ 15‬مارس ‪ ، 1963‬الصفحة‬

‫‪.534‬‬

‫‪170‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫يجوز لقاضي الصلح إذا تبين له أن الشهادة الطأبية غير كافية تعيين طأبيب‬

‫لفحص الجريح ويحق لهذا الخير أن يستعين بطأبيب يختاره‪.‬‬

‫وزيادة على ذلك يجوز دائما للمصاب بالحادثة ولو في حالة نزاع في مادية‬

‫الحادثة بإجراء خبرة طأبية في ظرف ثمانية أيام‪.‬‬

‫ويجب أن يطألع الخبير في الحالتين المقررتين في المقطأعين السابقين على‬

‫الشهادة الطأبية التي حررها الطأبيب المعالج‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬النصوص التشريعية الخاصة‬


‫بالمسؤولية الجنائية والتأديبية المترتبة عن إنشاء‬
‫الشهادة الطبية‬
‫‪ -1‬المسؤولية التأديبية المترتبة عن إنشاء الشهادة الطبية ‪:‬‬

‫* الفصل ‪ 8‬من مدونة الداب المهنية للطأباء ‪Code de déontologie des‬‬

‫‪ médecins‬كما صدر بها القرار المقيمي المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1953‬المنشور بالجريدة‬


‫الرسمية رقم ‪ ، 2121‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬يونيو ‪ ، 1953‬الصفحة ‪ ) 829‬بالفرنسية (‪.‬‬
‫‪Il est interdit à un médecin d’établir un rapport tendancieux ou de‬‬
‫‪délivrer un certificat de complaisance .‬‬
‫* المادة ‪ 9‬من مدونة الداب المهنية لطأباء السنان بالمغرب‪ ،‬كما صدر‬
‫بتطأبيقها مرسوم رقم ‪ 2.96.989‬صادر في ‪ 17‬رمضان ‪ 1419‬موافق ‪ 5‬يناير ‪،1999‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ، 4622‬الصادرة بتاريخ ‪ 17‬شوال ‪ 1419‬الموافق ‪ 4‬فبراير‬
‫‪ ،1999‬الصفحة ‪.309‬‬
‫يمنع تحرير أي تقرير مغرض أو تسليم أية شهادة مجاملة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ – 2‬المسؤولية الجنائية المترتبة عن إنشاء الشهادة الطبية ‪:‬‬

‫أ – النصوص الواردة في مجموعة القانون الجنائي ‪:‬‬


‫ظهير شريف رقم ‪ 1.59.413‬بالمصادقة على‬
‫مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 2640‬مكرر ‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪1383‬‬
‫الموافق ‪ 5‬يونيو ‪ ، 1963‬الصفحات ‪ 1253‬وأما بعدها‪.‬‬
‫* الفصل ‪ :1248‬يعد مرتكبا لجريمة الرشوة ويعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس‬
‫أو‬ ‫وغرامة من مائتين وخمسين إلى خمسة آلف درهم‪ ،‬من طألب أو قبل عرضا أو عدا‬
‫طألب أو تسليم هبة أو هدية أو أية فائدة أخرى من أجل ‪:‬‬
‫………………‬
‫‪ - 4‬إعطأاء شهادة كاذبة بوجود أو عدم وجود مرض أو عاهة أو حالة حمل‬
‫أو‬ ‫أو تقديم بيانات كاذبة عن أصل عاهة أو عن سبب وفاة وذلك بصفته طأبيبا أو جراحا‬
‫طأبيب أسنان أو مولدة‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 2363‬من يصطأنع شهادة بمرض أو عجز تحت اسم أحد الطأباء‬
‫أو الجراحين أو أطأباء السنان أو ملحظي الصحة أو قابلة بقصد أن يعفي نفسه أو غيره من‬
‫خدمة عامة أيا كانت‪ ،‬يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلث سنوات‪.‬‬
‫* الفصل ‪ : 3 364‬كل طأبيب أو جراح أو طأبيب أسنان أو ملحظ صحي أو قابلة‪،‬‬
‫إذا صدر منه‪ ،‬أثناء مزاولة مهنته وبقصد محاباة شخص ما‪ ،‬إقرار كاذب أو فيه تستر على‬
‫أو العجز‬ ‫وجود مرض أو عجز أو حالة حمل‪ ،‬أو قدم بيانات كاذبة عن مصدر المرض‬
‫أو سبب الوفاة يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلث سنوات‪ ،‬ما لم يكون فعله جريمة أشد‪ ،‬مما‬
‫نص عليه في الفصل ‪ 248‬وما بعده‪.‬‬

‫‪- 1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 1383‬الموافق ‪ 5‬يونيو ‪ ، 1963‬ص ‪. 1275 :‬‬
‫‪- 2‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬ص ‪.1285 :‬‬
‫‪ - 3‬نفس الجريدة الرسمية ‪ ،‬والصفحة ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ويجوز علوة على ذلك ‪ ،‬أن يحكم عليه بالحرمان من واحد أو أكثر من الحقوق‬
‫المشار إليها في الفصل ‪ 40‬من خمس سنوات إلى عشر‪.‬‬

‫ب – النصوص الواردة خارج مجموعة القانون الجنائي ‪:‬‬

‫* الفقرة الثانية من الفصل السادس من الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 29‬ربيع الثاني‬


‫‪ 1356‬الموافق ‪ 8‬يوليوز ‪ 1937‬المتعلق بأداء المصاريف والتعويضات المستوجبة بعد‬
‫وقوع حوادث السير‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1298‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬شتنبر‬
‫‪ ، 1937‬الصفحة ‪. 1490‬‬
‫ويعاقب بالسجن من شهر واحد إلى ثلثة أشهر وبذعيرة يتراوح قدرها بين ‪16‬‬
‫و ‪ 2000‬فرنك أو بإحدى هاتين العقوبتين فقطأ ‪:‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كل طأبيب تعمد على تغيير نتائج الحوادث في الشهادات المسلمة للمصابين‬
‫بها أو عن علم أيضا سلم عمدا شهادات تثبت حوادث مختلفة‪.‬‬
‫وترفع العقوبة إلى ضعفها عند ارتكاب المخالفة مرة ثانية ‪.‬‬
‫* الفصل ‪ 354‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.60.223‬المؤرخ في ‪ 6‬فبراير‬
‫‪ ، 1963‬المغير بمقتضاه من حيث الشكل الظهير الشريف الصادر في ‪ 25‬ذي الحجة‬
‫‪ 1345‬الموافق ‪ 25‬يونيو ‪ 1927‬بالتعويض عن حوادث الشغل ‪ .‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ، 2629‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬شوال ‪ 1382‬الموافق ‪ 15‬مارس ‪، 1963‬‬
‫الصفحة ‪.559‬‬
‫يعاقب من يأتي ذكرهم بغرامة قدرها بين أربعين درهما وسبعمائة وعشرين درهما‬
‫) من ‪ 40‬إلى ‪ 720‬درهما ( وفي حالة العود إلى المخالفات خلل الثلثمائة والخمسة‬
‫والستين يوما الموالية لصدور العقوبة بغرامة يتراوح قدرها بين ألف ومائتي درهم وأربعة آلف‬
‫وثمانمائة درهم ) من ‪ 1.200‬إلى ‪ 4.800‬درهم( ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫………………………‬
‫‪ - 6‬كــل طأــبيب يعمــد إلــى تحريــف عــواقب الحادثــة فــي الشــهادات المســلمة لتطأــبيق‬
‫ظهيرنا الشريف هذا؛‬

‫‪174‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫لئحة المراجع‬
‫أوأل ‪ :‬المراجع باللغة العربية‬
‫‪ – 1‬الكتب ‪:‬‬

‫محمد أوغريس ‪ :‬مسؤولية الطبيب في التشريع الجنائي ‪ ،‬سلسلة الدارسات القانونيـة دار‬
‫قرطبة للطباعة والنشر ‪ ،‬الطبعة الولى ‪. 1994 ،‬‬
‫عبد الرحمان بلعكيد ‪ :‬وثيقة البيع بين النظر والعمل ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعـة‬
‫الثانية ‪. 1995 ،‬‬
‫محمود ابن الشيخ ‪ :‬مجلة اللتزامات والعقود التونسية ‪ ،‬معدلة ومعلقا على فصولهــا‬
‫بأحكام القضاء ‪ ،‬طبعة ‪. 1966‬‬
‫محمد ابن معجوز ‪ :‬أحكام السرة في الشريعة السلمية وفق مدونة الحوال الشخصيـة‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1994 – 1415‬الجزء الول ‪.‬‬
‫خالد بنيس ‪ :‬قاموس مـدونة الحـوال الشخصيـة ‪ ،‬شركـة بابـل للطباعـة والنشـر‬
‫والتوزيـع ـ الرباط ‪ ،‬طبعة ‪.1998‬‬
‫أبو الحسن علي بن عبد السلم التسولي ‪ :‬البهجة في شرح التحفة ‪ ،‬ضبطـه وصحح ــه‬
‫محمد عبد القادر شاهين ‪ ،‬دار الكتب العلمية ـ بيروت ‪ ،‬الطبعة الولى ‪، 1998‬‬
‫الجزءان الول والثاني ‪ .‬وبهامشه حلى المعاصم لفكر ابن عاصم‪ ،‬لبي عبد ال‬
‫محمد بن محمد التاودي ‪.‬‬
‫عبد السلم حادوش ‪ :‬البيان والتحرير فـي التوليـج والمحابـاة والتصييـر‪ ،‬مطبعـة دار‬
‫السلم ـ الرباط ‪ ،‬الطبعة الولى ‪. 2000 – 1999‬‬
‫أبو عبد ال محمد بن محمد بن عبد الرحمان الرعيني المعروف بـ الحطأاب ‪ :‬مواهب الجليل‬
‫لشرح مختصر خليل ‪ ،‬مطبعة السعادة ـ مصر ‪ ،‬الطبعة الولى سنة ‪ 1329‬هـ‪،‬‬
‫الجزءان الرابع والخامس ‪ .‬وبهامشه ‪ :‬التاج والكليل لمختصر خليل‪ ،‬لبي عبد ال‬

‫‪175‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري الشهير بالمواق‪.‬‬


‫محمد الخرشي‪ :‬شرح الخرشي ‪ ،‬المطبعة الكبرى ببولق عام ‪ 1317‬هـ‪ ،‬الجزء الخامس‪.‬‬
‫أحمد الخمليشي‪ + :‬وجهة نظر ‪ ،‬دار نشر المعرفة ‪ ،‬الجزء الثاني ‪.‬‬

‫‪ +‬التعليــق علــى قــانون الحـ ـوال الشخصــية ‪ ،‬دار نشــر المعرفــة ‪ ،‬الطبعــة الولــى ‪،‬‬
‫الجزء الثاني ‪.‬‬
‫‪ +‬القانون الجنائي الخاص ‪ ،‬نشر وتوزيع مكتبة المعارف ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪، 1985‬‬
‫الجزء الول ‪.‬‬
‫‪ +‬شرح القانون الجنائي‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬مكتبة المعارف ‪. 1985 ،‬‬
‫‪ +‬شرح قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬دار نشر المعرفة ‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة ‪ ، 1999‬الجزء الثاني ‪.‬‬
‫أحمد ادريوش ‪ + :‬تطور اتجاه القضاء المغربي في موضوع المسؤولية الطبية ‪ ،‬سلسلـة‬
‫المعرفة القانونية ‪ ، 1‬مطبعة المنية ـ الرباط ‪ ،‬الطبعة الولى ‪.1995‬‬
‫و‬ ‫‪ +‬أثر المرض على عقد البيع ‪ ،‬تأملت حول تطبيق القضاء للفصلين ‪54‬‬
‫‪ 479‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع ‪ ،‬سلسلة المعرفة القانونية ‪ ، 2‬مطبعة المنية ـ الرباط ‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪. 1996‬‬
‫‪ +‬الكراء في المدونة الجديدة للتجارة ‪ ،‬سلسلة المعرفة القانونية ‪ ،6‬البوكيلي‬
‫للطباعة والنشر ـ القنيطرة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪.1998‬‬
‫‪ +‬مسؤولية مرافق الصحة العمومية ‪ ،‬سلسلة المعرفة القانونية ‪ ،7‬البوكيلي‬
‫للطباعة والنشر ـ القنيطرة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪.1999‬‬
‫محمد عرفة الدسوقي ‪ :‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير لبي البركـات أحمد الدرديـر‪،‬‬

‫دار إحياء الكتب العربية ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ .‬وبهامشه الشرح المذكور مع تقريرات‬
‫للشيخ محمد عليش ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫أحمد ذياب وأنور الجراية وسمير معتـوق ‪ :‬الشهـادة الطبيــة‪ ،‬منشـورات دار جيـم‬
‫للنشر ـ تونس‪.‬‬
‫رؤوف عبيد ‪ :‬ج ارئـم التزييف والتزوير‪ ،‬مطبعة النهضة الجديدة ـ مصر‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪.1987‬‬
‫عبد الباقي الزرقاني ‪ :‬شرح الزرقاني على مختصر سيدي خليل ‪ ،‬دار الفكـرـ بيـروت‪،‬‬
‫‪ 1398‬هـ ـ ‪ 1978‬م‪ .‬وبهامشه ‪ :‬محمد البناني ‪ :‬حاشية شرح الزرقاني ‪.‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري ‪ :‬الوسيـط فـي شـرح القـانون المـدني الجديـد ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربيـة ـ القاهرة ‪ ،‬الجزءان الثاني والرابع ‪.‬‬
‫عبد الكريم شهبون ‪ :‬شرح مدونة الحوال الشخصية المغربية ‪ ،‬دار نشر المعرفة الطبعـة‬
‫الثانية ‪ ، 1987‬الجزء الول ‪.‬‬
‫محمد شيلح ‪ :‬مرشد الحيران إلى الفهم المحمود بفك القيود عن نكث أحكام البيع المنضود‬
‫في القانون المغربي لللتزامات والعقود ومطبعة أنفو برانت ‪ ،‬فاس ‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪. 1998‬‬
‫إبراهيم حامد طأنطأاوي ‪ :‬المسؤولية الجنائية عـن ج ارئـم التزويـر في المحـررات فقـها‬
‫وقضــاءا ‪ ،‬المكتبة القانونية ـ باب الخلق ـ مصر ‪ ،‬الطبعة الولى ‪.1995 ،‬‬
‫عزت عبد القادر ‪ :‬جرائم التزوير في المحررات ‪ ،‬الدار البيضاء للطباعة ـ القاه ـرة‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪.1991‬‬
‫إدريس العلوي العبدلوي ‪ :‬وسائل الثبات في التشريع المدني المغربي ‪ ،‬مطبعة النـجاح‬
‫الجديدة ‪ ،‬طبعة ‪ 1410‬هـ ـ ‪ 1990‬م‪.‬‬
‫أبو الشتاء بن الحسين الغازي الحسيني‪ :‬التدريب على تحرير الوثائق العدلية ‪ ،‬مطبعــة‬
‫المنية ـ الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1415‬هـ ـ ‪ 1995‬م ‪ ،‬علق عليه أحمد الغازي‬
‫الحسيني ‪.‬‬
‫علل الفاسي ‪ :‬النقد الذاتي ‪ ،‬بيروت ـ القاهرة ـ بغداد ‪ ،‬طبعة ‪. 1966‬‬
‫أسامة عبد ال قايد ‪ :‬المسؤولية الجنائية للطبيب عن إفشاء سر المهنة ‪ ،‬دار النهض ــة‬
‫العربية ـ مصر ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪. 1994‬‬
‫قسم الحالة المدنية بوزارة الداخلية بالمملكة المغربية ‪ :‬المرشد في الحالة المدنية ‪ ،‬طبعة‬

‫‪177‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪. 1994‬‬
‫مأمون الكزبري إوادريس العلوي العبدلوي ‪ :‬شرح المسطرة المدنية في ضوء القانــون‬
‫المغربي ‪ ،‬مطابع دار القلم ـ بيروت ‪ ، 1973 ،‬الجزء الثاني‬
‫محمد الكشبور ‪ :‬الوسيط في قانون الحوال الشخصية ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعـة‬
‫الرابعة ‪. 1999‬‬
‫المام مالك ‪ :‬مدونة المـام مالك ‪ ،‬روايـة أشهـب عن ابن القاسـم ‪ ،‬مطبعة السعـادة‪،‬‬
‫عام ‪ 1329‬هـ ‪ ،‬الجزء الرابع ‪.‬‬
‫عبد الرشيد مأمون ‪ :‬عقد العلج بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار النهضة العربية ـ مصـر‪،‬‬
‫‪. 1986‬‬
‫رشيد مشقاقة ‪ :‬أفكار قانونية تحت المجهر ‪ ،‬طبعة مارس ‪.1999‬‬
‫محمد بن أحمد ميارة ‪ :‬شرح ميارة الفاسي على تحفة الحكام ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬الجزءان الول‬
‫والثاني ‪ .‬وبهامشه حاشية أبي علي سيدي الحسن بن رحال المعداني ‪.‬‬
‫عبد النبي ميكو ‪ :‬الوسيط في شرح مدونة الحوال الشخصية المغربية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬طبعــة‬
‫‪ ، 1976‬الجزء الول ‪.‬‬
‫أحمد نشأت ‪ :‬رسالة الثبات ‪ ،‬الطبعة السابعة ‪ ،‬الجزء الول ‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪ – 2‬الرسائل وأالطروأحات ‪:‬‬


‫محمد ابن معجوز ‪ :‬وسائل الثبات في الفقه السلمـي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الد ارس ــات‬
‫العليا في العلوم السلمية والحديث من دار الحديث الحسنية ‪ ،‬سنة ‪،1970‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬طبعة ‪ 1416‬هـ ‪ 1995 ،‬م ‪.‬‬
‫جواد بوكلطأة ‪ :‬تغيير الحقيقة في المحررات ‪ ،‬رسالة لنيل دبلـوم الدراسات العليـ ــا‬
‫في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية‬
‫والجتماعية ـ الرباط ‪. 1993 ،‬‬
‫فائق الجوهري ‪ :‬المسؤولية الطبية في قانون العقوبات ‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمــة إلــى‬
‫والنشر ـ‬ ‫كلية الحقوق بجامعة فؤاد الول ‪ ، 1952 ،‬دار الجوهري للطباعة‬
‫مصر ‪.‬‬
‫عبد المجيد خداد ‪ :‬أثر المرض في تكوين عقد الزواج ‪ :‬تأمـلت حول شهادة الخلـ ــو‬
‫من المراض المعدية المشترطة في عقد الزواج ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫والقتصادية والجتماعية بالرباط ‪.2000 - 1999 ،‬‬
‫أحمد ادريوش ‪ :‬مسؤولية الطباء المدنية بالمغرب ‪ ،‬محاولة في تأصيل فقه القض ــاء‬
‫واجتهاد الفقه ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في العلوم القانوني ــة‬
‫من كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط ‪ ، 1984‬سلسلة الرسائل‬
‫والطروحات ‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية ‪.1989 ،‬‬
‫محمد ناصر متيوي مشكوري ‪ :‬إثبات وقائع الحالة المدنية في إطار القانون الدول ــي‬
‫الخاص المغربي ‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة‬
‫سيدي محمد بن عبد ال ‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية بفاس ‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪. 1994 – 1993‬‬
‫محمد المجدوبي الدريسي ‪ :‬إجراءات التحقيق في الدعوى في قانون المسطرة المدنيــة‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ‪ ،‬مطبعة الكاتب العربي ـ‬
‫دمشق ‪ ،‬الطبعة الولى ‪. 1996‬‬

‫‪179‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫عمر النافعي ‪ :‬نظام الحالة المدنية بالمغرب إشكال التعميم والضبط ‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه‬
‫الدولة في الحقوق من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة ‪ ، 1992‬دار نشر‬
‫المعرفة ‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪.‬‬
‫آدم وهيب النداوي ‪ :‬دور الحاكم المدني في الثبات ‪ ،‬رسالة ماجستير من بغــداد ‪ ،‬الدار‬
‫العربية للطباعة والنشر ـ بغداد ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1396‬هـ ـ ‪ 1976‬م ‪.‬‬

‫‪ – 3‬مقالت وأتعاليق ‪:‬‬


‫محمد بلعياشي ‪ :‬تعليق على قرار المجلس العلى عدد ‪ 6742‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬أكتوبــر‬
‫‪ 1997‬في الملف المدني ‪ ، 4725/99‬مجلة قضاء المجلس العلى ‪ ،‬عدد‬
‫‪ ، 55‬يناير ‪ ، 2000‬ص ‪. 492 :‬‬
‫عبد الرحمان بنعمرو ‪ :‬خلفا لما ذهب إليه حكم قضائي … فإنـه ل يجـوز للمحكمـة‬
‫العتماد على وثيقة محررة بلغة أجنبية قبل المر بترجمتها للعربية… تعليق‬
‫على قرار محكمة الستئناف بالرباط ‪ ،‬مجلة رسالة المحاماة ‪ ،‬عدد ‪ ، 14‬دجنبر‬
‫‪ ، 1999‬ص ‪.80 :‬‬
‫ضياء تومليت ‪ :‬ترجمة تعليق على قرار محكمة النقض الفرنسية ‪ ،‬عدد ‪ B + P 57‬بتاريخ‬
‫‪ 12‬يناير ‪ ، 1999‬مجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬عدد ‪ ، 82‬مايو ـ يونيو ‪،2000‬‬
‫ص ‪.253 :‬‬
‫أحمد الخمليشي ‪ :‬صلحية النيابة العامة للطعن بالستئناف في الميدان المدنـي ‪ ،‬الحالة‬
‫على المجلس العلى بسبب تجاوز القضاة سلطاتهم ‪ ،‬تعليق على القرار عدد‬
‫‪ 107‬الصادر عن محكمة الستئناف بطنجة بتاريخ ‪ ، 1987 – 4 – 2‬مجلة‬
‫المحاكم المغربية ‪ ،‬عدد ‪ ، 51‬شتنبر ـ أكتوبر ‪ ،1987‬ص ‪.67 :‬‬
‫محمد الشافعي ‪ :‬الشهادة الطبية قبل الزواج في القانون المقارن ‪ ،‬مجلة المحامي ‪ ،‬العــدد‬
‫‪ ، 33 - 32‬يونيو ‪ ، 1998‬ص ‪. 63 :‬‬
‫بشرى العاصمي ‪:‬دراسة نقدية للوضعية القانونية للمرأة المغربية مع التركيز على قانــون‬
‫الحوال الشخصية وتعديلته‪ ،‬مجلة المحامي ‪ ،‬العـدد ‪،1994 ، 26 – 25‬‬
‫ص ‪.13 :‬‬

‫‪180‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫عبد القادر العرعاري‪ :‬تعليق على قرار المجلس العلى عدد ‪ 2567‬المؤرخ في ‪،20/7/94‬‬
‫مجلة قضاء المجلس العلى ‪ ،‬عدد ‪ ، 55‬يناير ‪ ، 2000‬ص ‪.437‬‬
‫محمد الفكاك ‪ :‬حصيلة التعديل بين الغاية المتوخاة ونتيجة التطبيــق ‪ ،‬منشـور ضمـن ‪:‬‬
‫تعديلت مدونة الحوال الشخصية بظهائر ‪ 10‬شتنبر ‪ ، 1993‬حصيلة أولية ‪،‬‬
‫أشغال اليوم الدارسي المنظم من قبل شعبة القانون الخاص بتعاون مع مؤسسة‬
‫فريد رش أبرت بالرباط ‪ ،‬سلسلة الندوات رقم ‪ ،1‬منشورات كلية العلوم القانونية‬
‫والقتصادية والجتماعية ـ الرباط ‪ ،‬ص ‪. 195 :‬‬
‫رشيد مشقاقة ‪ * :‬تعديلت مدونة الحوال الشخصية من منظور قضائي‪ ،‬منشور ضمـن‬
‫تعــديلت مدونــة الحـوال الشخصــية بظهــائر ‪ 10‬شــتنبر ‪ ، 1993‬نفــس المرجــع‬
‫السابق ‪ ،‬ص ‪. 167 :‬‬
‫* شواهد المجاملة وأثرها على الحقوق ‪ ،‬ما قيمة الشهادة الطبية في الثبات‪،‬‬
‫‪– 06 – 16‬‬ ‫تعليق على قرارصادر عن المجلس العلى بتاريخ‬
‫‪ 1998‬في الملف الشرعي عدد ‪ ، 96 / 1/ 2 / 418‬جريدة العلم‪،‬العدد‬
‫‪ ، 18197‬الربعاء ‪ 15‬ذو القعدة ‪ ، 1420‬الموافق ‪ 22‬مارس ‪ ،2000‬ص ‪:‬‬
‫‪ ) 8‬صفحة المجتمع والقانون (ا ‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ المراجع باللغة الفرنسية‬: ‫ثانيا‬


1 – Ouvrages :

JEAN - MARIE AUBY : Le droit de la santé , PRESSE UNIVERSITAIRE


DE FRANCE , 1er edition 1981 .
Lilane DALIGAND : Médecine légale , Edition 1995 .
L.DEROBERT ; La reparation juridique du dommage corporel ,
FLAMMARION MEDECINE Sciences , 1er ed 1980, 2ème
tirage 1982.
P.HADENGUE et Cohin - Port Royal : les certificats médicaux , SANDOZ
EDITIONS.
LARAQUI Chakib : Guide pratique de l’exercice de la profession médicale
Au Maroc , Dar CORTOBA, 2ème édition 1996.
LARAQUI Chakib, AFIF Fatima Zorha et MRANI Afifa: Guide pratique de
l’expertise médicale et de la réparation juridique du dommage
corporel au Maroc , DAR CORTOBA.
Louis Mélennec : Traité de droit médical.
-ㄴ Tome 3 : la responsabilité pénale du médecin par
M.Véron. , MALOINES. S.A. EDITEUR - Paris ,1984.
-ㄷ Tome 6 : Le certificat médical; la prescription
médicame-nteuse, par L. Mélennec et G. Mémeteau ,
MALOINES. S.A. EDITEUR - Paris, 1982.
Ordre national des médecins : Guide d’exercice professionnel à l’usage des
médecins , Flammarion Médecine sciences , Ed 1998.
Louis ROCHE, Jean RIVRE DO et Lilane DALIGAND : Médecine légale
Clinique, MASSON, 2ème édition 1985 .
M.L. ROURE - MARIOTTI: Formulaires administratifs. Certificats médicaux,
Edition MASSON, 1993.

2 – THÈSES :
Omar AZZIMAN : La profession libérale au Maroc , thèse de Nice,
collection de faculté des sciences juridiques économiques et
sociales - Rabat , serie de langue française 30, 1980.
Mohamed BEHATE : La mort, notions médicale et recueils de textes
législatifs marocains, thèse pour l’obtention du doctorat en
médecine, université HASSAN II, faculté de médecine et de

182
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

pharmacie de Casablanca, 1995 .


Abdelaziz ELHILA : la protection juridique du malade mental, thèse pour le
doctorat d’Etat en Droit, université Mohamed V Agdal ,
Faculté des sciences juridiques économiques et sociales -
Rabat, Année universitaire 1998 - 1999.
Anne – Marie LARGUIER : Certificats médicaux et secret professionnel ,
thèse de lyon 1961 , LIBRAIRIE DALLOZ, 1963.
Jean Baptiste REGNIER : Le secret professionnel et le certificats médicaux,
Thèse pour le doctorat en droit, imprimerie les presse
modernes - Paris , 1934 .
Said ZAKINI : l’expertise médicale au Maroc , constat et perspectives, thèse
pour l’obtention du doctorat en médecine , université
HASSAN II, faculté de médecine et de pharmacie de
Casablanca , 1996.

3– ARTICLES :

ALAMI DRISSI Mohamed : La faute et l’erreur médicale en droit Marocain,


. 10 :‫ ص‬،1993 ‫ يناير‬،‫ السنة الخامسة‬،‫ العدد التاسع‬،‫مجلة الشعاع‬
Omar AZZIMAN : Eléments d’introduction à la responsabilité juridique du
médecin, la responsabilité médicale Rapport du thème
principal du septième congrès médicales national, Société
Marocain du sciences médicales , 1989 , p : 17 .

Abderrahim BERRADA : - l’impossible certificat prénuptial, ESPERANCE


MEDICAL, N° 6, 1994, p : 21.
- Le délit de violation du secret médical ,
ESPERANCE MEDICAL, N° 4, 1993 , p : 7 .
Raymond BESSERVE : De quelque difficultés soulevées par le contrat
médical, J.C.P 1959 , I . 1309 .
Abdelkarim BEZZAD ! Certificat médical et responsabilité du médecin
ESPERANCE MEDICAL , Janvier 2000 , Tome 7 , N° 57,
p:5.
C.CHABRUN – ROBERT : Le nouveau certificat de décès , CONCOURS
MEDICAL, 26 Septembre 1998, Volume 120, N° 31,
p : 2133.
M. CLOUET : Apropo des certificats médicaux, MAROC MEDICAL ,
28 année, Juin 1949 , N° 289, p : 339 .

183
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

HAKEM .A.R : Distinguer l’erreur de la faute en médecine, Maghreb Médical ,


N° 225 , 1 Mai 1990 , p : 21 .
KHADIR et Boublenza : Les documents médicaux ; Maghreb Médical, N°225 ,
1 Mai 1990 , p : 27 .
L’ECHO Médical : N° 1 Du 1er trimestre 1988, p: 35 .
S.Louahlia : Les certificats médicaux en pratique quotidienne, revue marocaine
de médecine et santé , 1995 ; N°2, p : 28 .
N.Loubry : Secret étendu, le CONCOURS MEDICAL, 12 décembre 1998 ,
volume 120, N° 42, p : 3053.
Lugien MARTIN : le secret de la vie privée , Rev. trim. dr. civ, Avril – Juin
1959, N° 2, p 227.
Louis Mélennec : Les certificats médicaux : Personnes habilitées à les délivrer,
LAVIE MEDICALE, 52 année , octobre 1971/4 ; N° 33 ,
p : 3983.
Louis Mélennec et Gwenael Belleil :
- Le secret professionnel médical àl’égard de la famille,
Gaz . Pal, N° 5 , septembre - octobre 1974 , p : 832.
-ㄹ Le secret professionnel et la recevabilité des certificats
médicaux comme mode de preuve en justice, Gaz. Pal,
96ème année , N° 1, Janvier – Février 1976 , p : 30 .
Penneau J. Penneau M et Penneau M : le médecin et la loi , Encyclopédie
Médico – chirurgicale ( Elsevier , Paris ) , Thérapeutique ,
25 – 995 – A – 10, 1996, 16p .
Gérald Quatrehomme : Certificats, la revue du praticien , 15 octobre 2000,
Tome 50, N° 16, p : 1823.
Louis ROCHE : La médecine légale discipline de santé publique, Journal
de médecine légale , Droit médical , Janvier – Février 1981 ,
N° 1 ; 24 ème Année , p : 8 .
Anis SAADI : Le certificat médical de complaisance, ESPERANCE
MEDICALE , Mars 2000, Tome 7 , N° 59 , p : 115 .

4 – NOTES :
Albert CHAVANNE: - Note sous cass. Crim. 5 décembre 1957 au J.C.P 1958 ,
II 10383 bis.
- Note sous cass . Civ 12 Juin 1958 . au J.C.P 1959 ,
II 10940.
Albert COLOMBINI : Note sous Nancy 14 Février 1952 au J.C.P 1952 , II
7030 .
M.Hénina et A. vernet : Certificat , secret médical , secret professionnel :
commentaire autour d’un arrêt de la cour d’appel de Bourges

184
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

condamnant un médecin psychiatre pour violation du secret


professionnel . L’INFORMATION psychiatrique , septembre
1994, vol 70 , N° 7, p : 635.
P.A : Note sous Douai 28 septembre 1960 , au J.C.P 1960 , II 11860.
M. Jean Penneau : Note sous cass. Crim. 23 Janvier 1996 , au D 1997 , 39
cahier , sommaire commentés , p : 324.
Prevault : Note sous Nimes 6 Juin 1955 , au D 1956 , p : 473 .
Roche – DAHAN : Note sous cass . civ 26 Mars 1996 , au D.S 1997 , N° 3,
P : 36.
R.SAVATIER : - Note au D 1948 , P : 229.
-ㅁ Note sous cass .civ 22 Janvier 1957 au D 1957, p: 445.
-ㅂ Note sous Cons.Et 12 Avril 1957 au J.C.P 1957. II
10246.
-ㅅ Note sous Grenoble , 6 Janvier 1960 au J.C.P 1961 , II
11934 .

5 – SITES Internet :

BARRET : les certificats médicaux, http // www- sante. ujf – grenoble. Fr/
SANTE/ medilega/ pages/ certnedb. Htm, mis à jour le 15
Octobre 2001, 14/11/2001, 12.00h , 8 pages.
JF CARLOT et Christian MOREL. Actualités du risque médical, http : www.
jurisques. Com /JFC21. HTM *** MEDCIN, mis à jour le 15
octobre 2001, 14/11/2001, 11.00 h , 18 pages.
M. Le Gueut- Develay : * Les certificats médicaux, http : // www. med. Univ-
rennes 1.fr / etud / medecine – legale / certificats – medicaux.
htm, mis à jour le 26 Septembre 1998, 30 / 01 / 2001 , 18.00
h , 7 pages.
* La responsabilité médicale, http : // www. med .
univ- rennes 1 fr / galesne / medecine – legale /
responsabilite-mediciale. htm, mis à jour le 15 Septembre
1998, 12 / 01 / 2001 , 10.30 h , 5 pages.
Jean – François Segard : Responsabilité civile en secteur hospitalier , http :
www. Laportedudroit com / htm / juriflash / droit –
medical /responsabilite / civile / responsabcivile – gnrle. htm ,
11 / 11 / 2001 , 12.00 h , 3 pages.

185
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفهرس‬
‫‪6‬‬ ‫مقدمة‬
‫……………………………………………‬
‫…………………………‪.‬‬
‫أول ‪ :‬تعريف الشهادة الطبية وتمييزها عن المؤسسات المشابهة ………‪….………...‬‬
‫‪7‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أهمية الشهادة الطبية والشكالية المثارة‬
‫‪12‬‬
‫……………………………………‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬خطة البحث ……………………………………‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫……………………‪…...‬‬

‫‪16‬‬ ‫الفصل الوأل ‪ :‬إنشاء الشهادة‬


‫الطبية وأتسليمها ……………………‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفرع الول ‪ :‬إنشاء الشهادة الطبية‬
‫………………………………‬
‫المبحث الوأل ‪ :‬الشروأط العامة لنشاء الشهادة الطبية‬
‫‪19‬‬ ‫………‪..………..‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬الشروط الموضوعية المتطلبة لنشاء الشهادة الطبية‬
‫‪20‬‬
‫……‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬صفة طأبيب …………………………………‪..‬‬
‫‪20‬‬
‫أول ‪ :‬المقصود بصفة طبيب …………………………‪….‬‬
‫‪20‬‬

‫‪186‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫ثانيا ‪ :‬مدى كفاية صفة طبيب ………………………‪…..‬‬


‫‪23‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوصف أو التأويل المطأابق لنتائج المعاينة‬
‫‪24‬‬ ‫الطأبية الفعلية …‪……………………………...‬‬
‫أول ‪ :‬المعاينة الطبية الفعلية للشخص المعني بالشهادة…‪…..‬‬
‫‪24‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وصف نتائج المعاينة بصدق وموضوعية …………‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الشروط الشكلية المتطلبة لنشاء الشهادة الطبية‬
‫‪29‬‬
‫……‪..‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬الكتابة ………………………………………‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫أول ‪ :‬عدم اشتراط شكل معين للكتابة ……………………‬
‫‪29‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عدم اشتراط تحرير الشهادات الطبية باللغة العربية…‬
‫‪30‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التوقيع والتأريخ ……………………………‪..‬‬
‫‪32‬‬
‫أول ‪ :‬التوقيع ………………………………………‪.…..‬‬
‫‪32‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأريخ …………………………………………‪...‬‬
‫‪33‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الشروأط الخاصة بإنشاء شهادات‬
‫‪34‬‬ ‫طبية معينة ……‪………..‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬الشهادات الطبية المعدة للمطالبة بالتعويض أمام‬
‫‪35‬‬
‫المحاكم‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬الشهادات الطأبية المتعلقة بحوادث الشغل‬
‫‪35‬‬ ‫والمراض المهنية ………………………‪…..‬‬
‫أول ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بحوادث الشغل ……………‬
‫‪36‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالمراض المهنية………‪….‬‬
‫‪37‬‬

‫‪187‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشهادات الطأبية المتعلقة بالض اررالبدنية الناجمة‬


‫‪39‬‬ ‫عن الضرب والجرح أو عن حوادث السير…‪…..‬‬
‫أول ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالضرار البدنية الناجمة عن‬
‫‪39‬‬ ‫الضرب والجرح …………………………………‬
‫ثانيا ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالضرار البدنية الناجمة عن‬
‫‪40‬‬ ‫حوادث السير ……………………………………‪..‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالحالة المدنية وحفظ الصحة‬
‫‪42‬‬
‫…‪...‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬الشهادات الطأبية المتعلقة بالحالة المدنية …‪…...‬‬
‫‪43‬‬
‫أول ‪ :‬شهادة الولدة …………………………………‪…...‬‬
‫‪43‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شهادة الوفاة ……………………………………‪….‬‬
‫‪44‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشهادات الطأبية المتعلقة بحفظ الصحة ……‪…...‬‬
‫‪48‬‬
‫أول ‪ :‬شهادة الخلو من المراض المعدية…………‪…..…….‬‬
‫‪49‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشهادات الطبية المتعلقة بالمراض العقلية …………‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫‪57‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تسليم الشهادة‬
‫الطبية……………………………‬
‫المبحث الوأل ‪ :‬الشهادة الطبية وأنطاق السر المهني‬
‫‪61‬‬ ‫…………………‬
‫المطلب الول ‪ :‬الشهادة الطبية ونطاق السر المهني من حيث الموضوع‬
‫‪62‬‬
‫…‪...‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬الشهادة الطأبية المتضمنة لوقائع معروفة …‪..….‬‬
‫‪62‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬علقة التشخيص الطأبي بالسر المهني…‪……….‬‬
‫‪63‬‬

‫‪188‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬الشهادة الطأبية السلبية ……………………‪….‬‬


‫‪64‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬الضرر ………………………………………‬
‫‪65‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الشهادة الطبية ونطاق السر المهني من حيث‬
‫‪66‬‬
‫الشخاص……‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬المريض الكامل الهلية …‪…………………….‬‬
‫‪69‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬صاحب النيابة الشرعية ………………………‬
‫‪70‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬السرة ………………………………………‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬الورثة ………………………………………‬
‫‪74‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الشهادات الطبية التي يعتبر تسليمها‬
‫للغير إفشاءا‬
‫‪76‬‬ ‫مشروأعا للسر المهني‬
‫………………………………‪..‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬الشهادات الطبية الصادرة بأمر أو إذن من الققانون‬
‫‪77‬‬
‫……‪...‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬الشهادات الطأبية المسلمة بأمر من القانون…‪…..‬‬
‫‪78‬‬
‫أول ‪ :‬التبليغ الجباري عن بعض المراض والحوادث…‪….‬‬
‫‪79‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التصريح بالولدات والوفيات …………………‪…...‬‬
‫‪80‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشهادات الطأبية المسلمة بإذن من القانون ……‬
‫‪82‬‬
‫أول ‪ :‬الفشاء بمبادرة تلقائية من الطبيب …………………‬
‫‪82‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الفشاء بناءا على طلب من الغير ………………‪….‬‬
‫‪84‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الشهادات الطبيققة الصادرة في حالقة الضرورة‬
‫‪85‬‬ ‫أو بناءا على رضى المريض‬

‫‪189‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫………………………‪...‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬مدة إمكانية اعتبار حالة الضرورة سببا لباحة‬
‫‪85‬‬
‫إفشاء السر الطأبي ……………………………‪...‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مدى اعتبار رضى صاحب السر سببا لباحة‬
‫‪87‬‬ ‫إفشائه ……………………………………‪…..‬‬

‫‪89‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬آثار الشهادة الطبية‬


‫…………………………‬
‫‪91‬‬
‫الفرع الول ‪ :‬القيمة الثباتية للشهادة‬
‫الطبية ………‪…….‬‬
‫المبحث الوأل ‪ :‬أساس القوة الثباتية للشهادة الطبية‬
‫‪92‬‬
‫وأنطاقها ……‪…...‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬أساس القوة الثباتية للشهادة الطبية‬
‫‪92‬‬
‫……………………‪..‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬أساس القوة الثباتية للشهادة الطأبية في‬
‫‪92‬‬ ‫التشريع المدني ………………………………‪...‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬أساس القوة الثباتية للشهادة الطأبية في‬
‫‪94‬‬ ‫الفقه السلمي ………………………………‪..‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق القوة الثباتية للشهادة الطبية‬
‫‪96‬‬
‫…………………‪….‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬نطأاق القوة الثباتية للشهادة الطأبية من‬
‫‪96‬‬ ‫حيث الموضوع ………………………………‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬نطأاق القوة الثباتية للشهادة الطأبية من‬
‫‪98‬‬
‫حيث الزمن ………………………………‪…...‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬موقف القضاء المغربي من القيمة‬
‫الثباتية‬
‫‪99‬‬ ‫للشهادة الطبية‬

‫‪190‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫……………………………………‪..‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬موقف القضاء المغربي من حجية الشهادة الطبية في‬
‫‪102‬‬ ‫إثبات‬
‫الحالة الصحية للمتعاقد‬
‫……………………………………‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬عرض موقف القضاء المغربي من حجية الشهادة‬
‫‪102‬‬ ‫الطأبية في إثبات الحالة الصحية للمتعاقد ………‪..‬‬
‫أول ‪ :‬التجاه المرجح لشهادة العدلين بأتمية المتعاقد على‬
‫‪104‬‬ ‫الشهادات الطبية بمرضه……………………………‬
‫ثانيا ‪ :‬التجاه المؤكد لحجية الشهادة الطبية في إثبات‬
‫‪107‬‬ ‫مرض المتعاقد ………………………………‪…..‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مناقشة موقف القضاء المغربي من حجية‬
‫‪111‬‬ ‫الشهادة الطأبية في إثبات الحالة الصحية للمتعاقد …‪…...‬‬
‫أول ‪ :‬ترجيح الشهادة الطبية بالمرض على شهادة العدلين‬
‫‪111‬‬ ‫بالتمية تطبيقا لقواعد ظهير اللتزامات والعقود ……‬
‫ثانيا ‪ :‬ترجيح الشهادة الطبية بالمرض على شهادة العدلين‬
‫‪114‬‬ ‫بالتمية تطبيقا لقواعد الفقه المالكي …………………‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬موقف القضاء المغربي من القيمة الثباتية للشهادة‬
‫‪115‬‬ ‫الطبية‬
‫في مجال النسب‬
‫……………………………………‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬رفض القضاء المغربي العتماد على الشهادة‬
‫‪116‬‬ ‫الطأبية بالعقم في نفي النسب …………………‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مناقشة الموقف القضائي الرافض للعتماد على‬
‫‪119‬‬ ‫الشهادة الطأبية بالعقم في نفي النسب …‪……….‬‬

‫‪191‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪123‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المسؤولية المترتبة عن إنشاء‬
‫الشهادة الطبية …‪.‬‬
‫المبحث الوأل ‪ :‬المسؤوألية المدنية المترتبة عن إنشاء‬
‫‪125‬‬ ‫الشهادة الطبية…‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬المسؤولية العقدية للطبيب عن إنشاء الشهادة‬
‫‪126‬‬
‫الطبية………‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬تقدير خطأأ الطأبيب في تشخيص الحالة الصحية‬
‫‪127‬‬ ‫للمتعاقد معه عند إنشاء الشهادة الطأبية ……‪…..‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إثبات خطأأ الطأبيب في التشخيص عند إنشاء‬
‫‪130‬‬ ‫الشهادة الطأبية …‪……………………………..‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المسؤولية التقصيرية المترتبة عن إنشاء الشهادة الطبية‬
‫‪132‬‬
‫…‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬المسؤولية التقصيرية للطأبيب عن إنشاء شهادة‬
‫طأبية بمناسبة ممارسته الحرة للمهنة دون ارتباطأ‬
‫‪132‬‬
‫عقدي بالمضرور…………‪…………………...‬‬
‫أول ‪ :‬المسؤولية التقصيرية للطبيب عن إنشاء شهادة طبية‬
‫‪133‬‬
‫أضرت بالشخص المعني بها …………………‪…...‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المسؤولية التقصيرية للطبيب عن إنشاء شهادة طبية‬
‫‪133‬‬ ‫أضرت بأحد الغأيار………‪…..…………………...‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن إنشاء شهادة طأبية‬
‫‪134‬‬ ‫بمناسبة ممارسة الطأبيب للمهنة في إطأار الوظيفة العمومية…‪..‬‬
‫أول ‪ :‬تأسيس المسؤولية التقصيرية عن إنشاء الشهادة الطبية‬
‫‪134‬‬ ‫على الفصل ‪ 79‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع ……………………‪…..‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تأسيس المسؤولية التقصيرية عن إنشاء الشهادة الطبية‬
‫‪135‬‬ ‫على الفصل ‪ 80‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع ……………………‪…..‬‬

‫‪192‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤوألية الجنائية للطبيب عن إنشاء‬


‫‪137‬‬
‫الشهادة الطبية …‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬المسؤولية الجنائية للطبيب عن إنشاء شهادة طبية مخالفة ‪138‬‬
‫للحقيقة‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬تزوير شهادة طأبية من قبل طأبيب …………‪….‬‬
‫‪138‬‬
‫أول ‪ :‬أركان جريمة تزوير شهادة طبية من قبل طبيب ……‬
‫‪139‬‬
‫‪141‬‬ ‫ثانيا ‪:‬إثبات جريمة تزوير شهادة طبية من قبل طبيب وعقوبتها‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬رشوة الطأبيب من أجل إنشاء شهادة طأبية‬
‫‪142‬‬
‫مخالفة للحقيقة ………………………………‬
‫أول ‪ :‬أركان جريمة رشوة الطبيب من أجل إنشاء شهادة‬
‫‪142‬‬
‫مخالفة للحقيقة …………………………………‪….‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عقوبة جريمة رشوة الطبيب من أجل إنشاء شهادة‬
‫‪145‬‬ ‫مخالفة للحقيقة ……………………………………‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تزوير شهادة طبية من قبل شخص عادي…‪..‬‬
‫‪145‬‬
‫…………‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬اصطأناع شهادة مثبتة لمرض أو عجز تحت اسم‬
‫‪146‬‬ ‫طأبيب أو من في حكمه …………………………‪…...‬‬
‫أول ‪ :‬اصطناع شهادة مثبتة لمرض أو عجز………………‬
‫‪146‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نسبة الشهادة المصطنعة إلى طبيب أو من في حكمه…‬
‫‪148‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬أن يكون القصد من اصطأناع الشهادة الطأبية‬
‫‪148‬‬
‫إعفاء الجاني نفسه أو غيره من أداء خدمة عامة …‪.‬‬
‫أول ‪ :‬الضرر في جريمة تزوير شهادة من قبل شخص عادي‬
‫‪149‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القصد الجنائي الخاص في جريمة تزوير شهادة من قبل‬
‫‪149‬‬
‫شخص عادي…‪…………………………………..‬‬

‫‪193‬‬
‫الشهادة الطبية في الققانون المغربي‬

‫‪151‬‬ ‫خاتمة‬
‫………………………………………………………………………‪..‬‬
‫‪.‬‬

‫‪154‬‬ ‫ملحق ‪ :‬أهم النصوص التشريعية المتعلقة‬


‫بموضوع الشهادة الطبية في القانون‬
‫المغربي ……………………‬
‫‪183‬‬ ‫لئحة المراجع‬
‫………………………………………………………‬

‫……………………………………………………… ‪195‬‬ ‫الفهرس‬


‫………………‬

‫‪194‬‬

You might also like