Professional Documents
Culture Documents
1
2 sur 33
2
الجريمة و اسنادها الى الفاعل اعتمادا على ما قد يخلص إليه الطبيب الشرعي في تقريره
ثانيا :أهمية الدراسة
3 sur 33
3
وتبدو أهمية هذه الدراسة واضحة من الناحيتين العلمية والعملية؛ فمن الناحية العلمية تسلط
الضوء على واحد من أهم مالمح نظم العدالة الجنائية في العصر الحديث وكيفية استجابته
وتفاعله مع األبعاد الجديدة للظاهرة اإلجرامية ،وخاصة في الجرائم التي أصبحت متجذرة
في المجتمع وحتى في أصغر خلية فيه أال وهي األسرة .أما من الناحية العملية فهي تعتبر
من أدق المسائل في مجال اإلثبات الجنائي ،ألنه يكشف عن الجرائم التي عجزت الطرق
الكالسيكية عن الكشف عنها ،فالنتائج التي يتوصل إليها الطبيب الشرعي في هذا المجال
تؤثر بصفة مباشرة على تحريك الدعوى العمومية من طرف النيابة العامة وعلى التكييف
القانوني للوقائع،
ويمكن طرح إشكالية الدراسة كاآلتي :إلى أي مدى وفق القانون المغربي في بيان
دور الطب الشرعي وحجية التقرير الصادر عن الطبيب الشرعي في إثبات الجرائم
وتتفرع عن هذه اإلشكالية التساؤالت التالية:
ماهية الطب الشرعي ومدى مساهمته في اثبات الجرائم الجنائية؟
وما هي المستجدات التي جاء بها قانون 17.77؟
وماعالقة الطب الشرعي بجهاز القضاء ؟
وما دور المسؤولية التأديبية والجنائية للطبيب الشرعي عند اإلخالل
بااللتزامات الموكلة إليه؟
خطة الدراسة:
لقد قسمنا هذه الدراسة إلى مبحثين أساسيين
:المبحث األول :الطب الشرعي و دوره في اآلثبات الجنائي
المبحث الثاني:عالقة ال
المبحث األول :ماهية الطب الشرعي.
لقد أدى التقدم العلمي إلى تطور العالقة بين الطب والتشريعات الجنائية ،ونتج عن
هذا التطور اختصاص طبي مستقل بذاته أطلق عليه تسمية "الطب الشرعي"،
بالشبهات ،وهو ما جاء في قوله تعالىَ .﴿ :يا َأ ُّي َها الَّذِينَ آ َم ُنوا ِإن َجا َء ُك ْم َفاسِ ٌق ِب َن َبٍإ
ص ِب ُحوا َع َل ٰى َما َف َع ْل ُت ْم َنا ِدمِينَ ﴾ وكذا ما جاء في َف َت َب َّي ُنواَ Dأن ُتصِ ي ُبوا َق ْو ًما ِب َج َها َل ٍة َف ُت ْ
قصة سيدنا يوسف عليه السالم في ادعاء امرأة العزيز عليه ثم تبين باألدلة بعد
فحص قميصه صدقه هو ،وبراءته وكذلك فيما ادعاه أشقاؤه بأن الذئب أكله كما
جاء ٍب بقوله تعالى﴿ :وجاؤوا على قميصه بدم كذب﴾ وهو ما أثبت كذب الرواية
بأكمله .ويعود الفضل في وضع اللبنة األولى لمادة الطب الشرعي كمفهوم طبي
للعرب
منذ 1000سنة ،حيث نجد دارسات حول الجنون وكيفية معالجتها عند العالم إسحاق
ابن الجزار القيرواني وبعض المقارنات العلمية لعالج األمراض عند ابن سينا (
980-1037م)
وابتداء من القرن 01م أخذ الطب يساهم في العمل القضائي إذ ثبت أن الطبيب
العسكري لفرنسوا األول ،وبعد مالحظته اصطناع العديد من الجنود لبعض
األمراض لغرض تفادي المشاركة في الحروب عين عدة أطباء لفحصهم بغية كشف
المتظاهرين منهم وما ذلك إال عملية طبية شرعية ،كما أن فرانسوا األول بموجب
أمر بتاريخ 1536م أوجب اللجوء إلى رأي األطباء عند التعسف في الضرب بغض
النظر عن حدوث الوفاة من عدمها .ويعود الفضل في جمع كلمتي الطب -الشرعي
إلى الطبيب اإليطالي ZACCHIASعند تعرضه إلى المشاكل البسيكولوجيا وبعض
أبحاثه في مجال علم السموم وأعطائه توجيهات جديدة لفحص الجروح وأسبابها ،و
ابتداءا من القرن 18م أخذت تسمية الطب الشرعي تردد في المحيط الطبي إلى أن
تم تداولها في المؤلفات ،فنجد مؤلف جوس سنة 1771م" بحث عن العدالة الجنائية
6 sur 33
6
" " justice la de Traiteيتكلم طويال عن الطب الشرعي و درس كيفية معاينة
الجرائم و ينصح بضرورة التقرير الطبي في حالة اإلصابة بجروح والموت
المشكوك فيها وشموليته ووضوحه حتى يفهمه القضاة .
وقد ساهم التطور العلمي الملحbbوظ ومbbا تbbرتب عنbbه من تغbbير في أسbbاليب الحيbbاة في
توسع عالقة الطبيب الشرعي بجهاز العدالة الذي أصبح في اتصال يومي مع الجهات
القضائية السيما الجزائية منهbا ،ومن هنbا ظهbر الطب الشbرعي القضbائي الbذي يهتم
بالعالقة ما بين الطب الشرعي والقضاء.
يعتبر الطب الشرعي من األجهزة المساعدة للقضاء وقد عمل المشرع المغربي في إطار
القانون المنظم لمزاولة مهنة الطب الشرعي بتحديد األشخاص الذي يحق لهم مزاولة هذه
المهنة وذلك من خالل ما نصت عليه المادة الثالثة منه
إذا من خاللها يمارس مهام الطب الشرعي كل من األطباء المتخصص ن في الطب
الشرعي المقيدون طبقا للتشريع الجاري به العمل بهذه الصفة في جدول الهيئة الوطنية
للطيبات واألطباء كما يمكن األطباء العامون بالمكاتب الجماعية لحفظ الصحة والمرافق
الصحية التابعة لقطاع الصحة والذي حصلوا على شهادة خاصة للتكوين في إحدى مجاالت
الطب الشرعي وذلك طبقا للمادة ,37كما يمكن لألشخاص االعتبارية العامة أو الخاصة
التي تم إحداث ها طبقا للتشريع، الجاري به العمل ولكن شريطة ان يكون األشخاص
الممارسون لمهام الطب الشرعي بها من الحاصلين على دبلوم التخصص في الطب
الشرعي وذلك طبقا للبند األول من هذه المادة، كما األطباء الخبراء الذي يمارسون مهام
الطب الشرعي يتم تقيدهم في احد جداول الخبراء القضائيين لدى محاكم االستئناف وفي
الجدول الوطني للخبراء القضائيين بقرار من السلطة الحكومية المكلفة بالعدل وذلك طبقا
ألحكام قانون 45.00المتعلق بالخبراء القضائيين.
إلى جانب ذلك فإن القانون 77.17نص على مجموعة من الحقوق والواجبات بالنسبة
للطبيب الممارس لمهام الطب الشرعي وذلك من خالل المادة 5لكن رغم هذه االستقاللية
فإنها ال تحول دون مراقبة الجهة القضائية التي انتدبته وذلك عندما يقوم بتقديم جميع
التوضيحات المطلوبة منه بشأن النتائج والخالصات التي توصل إليها، إلى جانب ذلك البد
أن يتسم بخاصية الحياد والتجرد والنزاهة ومبادئ الشرف وما تقتضيه أخالقيات المهنة وما
يمليه عليه الضمير bإلبراز الحقيقة والمساهمة في تحقيق العدالة ،كما يجب عليه االلتزام
بقواعد السر المهني تحت طائلة المسألة الجنائية أثناء مزاولة المهام التي ينتدب للقيام بها
من قبل الجهة القضائية المختصة ،أضف إلى ذلك يمنع عليه أن يباشر المهمة المساندة اليه
اذا كانت لديه مصلحة شخصية أو مهنية تتنافى مع إنجازها كما يحق له االستعانة بذوي
االختصاص في حالة اذا تعلق األمر بمسائل تقنية أو فنية خارجة عن مجال تخصص الطب
الشرعي وذلك بعد اذن مسبق من طرف الجهة القضائية التي انتدبته مع اإلشارة إلى ذلك
في تقرير المنصوص عليه في المادة 24من هذا القانون.
مهام الطبيب الشرعي:
9 sur 33
9
] تتجلى أهمية الطب الشرعي في الفحص والتشخيص الذي يقوم به الطبيب الشرعي في
إظهار حقيقة االدعاء آت الكاذبة وفي إظهار المساهمين في التعذيب أو التعنيف وبالتالي
تمكين الجهاز القضائي من تقديم المسؤولين عن االنتهاكات للمسألة الجنائية.
على هذا األساس فإن المشرع المغربي في إطار قانون 77.17المتعلق بتنظيم مهام الطب
الشرعي حدد االختصاصات التي يزاولها وذلك انطالقا من المادة 4منه وتتجلى في
الفحص السريري لألشخاص المصابين جسمانيا أو عقليا بغرض وصف اإلصابات وتحدد
طبيعتها وأسباب ها وتقييم األضرار البدنية الناتجة عنها وتحديد حدوثها وكذا الوسيلة
المستعملة في إحداثها ،وتحرير تقارير أو شهادات طبية حسب الحالة كما يبدي رأيه الفني
والتقنية في الوقائع التي تعرض علي القضاء والتي تتصل بمجال اختصاصات والسيما فيما
يتعلق بفحص وتحديد اآلثار المالحظة على أجسام الضحايا الناجمة عن الجرائم.
تقدير السن بناء على انتداب الجهات القضائية أو بناء على طلب من كل ذي مصلحة أو في
األحوال التي ينص عليها القانون الى جانب فحص أو أخذ عينا ألشخاص الموضوعينb
رهن الحراسة النظرية أو المحتفظ بهم أو المودعين بمؤسسة لتنفيذ العقوبة وذلك من جل
تحديد طبيعة اإلصابات الالحق بهم وسببها وتاريخها.
كما يقوم بمعاينة وفحص وتشريح الجثث واألشياء لبيان طبيعة الوفاة ،وسببها وتاريخها
ووصف الجروح الالحق بها ومسبباتها وكذا المساعدة عند االقتضاء في تحديد هويته ،كما
يحضر لعملية استخراج الجثث اذا تعلق األمر باألشخاص المشتبه فيهم في سبب وفاتهم من
القبور ومعاينتها ،ويقوم أيضا باالنتقال إلجراءات المعاينات واخد العينات المفيدة للبحث
كما يقوم برفع العينات العضوية على األجسام بما فيها المواد المنوية والدموية والشعر
والعينات النسيجية وكذا إعطاء التفسير آت الطبيبة الالزمة بناء على المعطيات المتوفرة
ونتائج الفحوص والتحليالت المنجزة من طرف المختبرات المعتمدة والمنتدبة لمختلف
العينات العضوية وكذا مختلف المواد كالمخدرات والسموم
كما يقوم بكل مهمة أخرى يكلف بها من قبل الجهات المختصة المتصلة بطبيعة مهامه ،من
خالل استقراء هذه المادة يتبين أن المشرع المغربي حدد مهام الطب الشرعي على سبيل
الحصر ،إال أن البند العاشر يوحي لنا أن هذه المهام جاءت على سبيل المثال وذلك من
خالل عبارة القيام بكل مهمة أخرى هذا يعني انه يمكن له مزاولة مهام أخرى غير ما هو
مشار اليه أعاله ،ولكن شريطة ان تكون متصلة بطبيعة مهامه.
للطب الشرعي دورا عمليا وفنيا في كشف الدليل الجنائي الموصل الى خيوط الجرائم
الغامضة عندما يعجز التحقيق عن الكشف عن مالبساتها ومرتكبيها وفي هذه محاور يتم
البحث والتحري في كشف الدليل وفي منتهى األهمية التي يتوقف عليه إدانة المتهم أو
تبرئته.
المطلب ألول :وسائل و تقنيات البحث عن األدلة الجنائية
ومن المعروف إن مهمة جمع األدلة والتي هي من اختصاص االجهزه ألتحقيقيه االبتدائية
والقضائية وبإشراف قاضي التحقيق المختص وبتداخل الطب الشرعي خالل مراحل
التحقيق وبناء على امر قضائي لتحديد ماهية الدليل الشرعي حصراً باالضافه إلى أدله
اإلثبات الجزائية وعادتا تخضع جميع المعاير لقانون أصول المحاكمات الجزائية الذي نظم
إجراءات أحكام الخبرة بالتفصيل بصفة مباشرة أو غير مباشرة بغية إعداد تقارير الطب
الشرعي ال سيما تقرير تشريح الجثة ،وتقارير القحص المادي إضافة إلى الشهادات الطبية
وتلك المتعلقة بتحديد مدة العجز الذي أشار إليها قانون العقوبات لما تتطلبه القضايا
الجنائية .باعتبار مهمة الطبيب الشرعي من الناحية الجنائية مرتبطة بفحص وتشخيص
ومعاينة الضحايا ،الذين يتعرضون العتداءات والتي ينتج عنها أفعال جنائية وكذلك حاالت
قضايا التسمم بفعل فاعل على سبيل المثال إال إن الفحص الطبي يتم في إطار الخبرة
القضائية وأن يبدي برأي ويسببه علميا وعمليا والثوابت الفنيه وفق قرارات قاضي التحقيق
وعلى الحاالت التي يطلب فيها إبداء الخبره الجنائية وفقا لمتطلبات التحقيق وألنظمة الطبية
العدلية والمتعلقة باألدلة الجنائية -الكيمياء الطبية الشرعية -البصمات وفيما إذ كان هناك
مطابقة الحامض DNAوكذلك تحديد سبب الوفاة من خالل فحص وتشريح الجثث في
القضايا الجنائية المتعلقة بالمنوفي للمساعدة في معرفة نوع الوفاة من حيث كونها وفاة
طبيعية او غير طبيعية وخاصة عندما تكون حاالت الوفاة ،جنائية ،أو عندما يكون سبب
الوفاة غير معروف ،مثل الوفيات بسبب العنف والحوادث المشتبه بها كونها جنائية
كاإلنتحاراو ناشئة عن التسمم نتيجة تعاطي المخدرات أو الكحول او الوفيات المثيرة للشك
والريبة .أو القتل سواء حدثت الفواة مباشرة -نتيجة اإلصابة ،أو غير مباشرة-ولو بعد مرور
مده طويلة الخ .ولترابط bالعالقة بين الطب الشرعي الذي كشف الغاز جرائم مثيره كونه
14 sur 33
14
المساعد في دعم تحقيق العدالة الجنائية وبين التحقيق الجنائي وخاصة وقت ارتكاب
الجريمة وخاصة نتائج إجراء الفحوصات الطبية على المصابين في القضايا الجنائية ،وبيان
اإلصابة ووصفها وسببها وتاريخ حدوثها ،واآللة أو الشيء الذي إستعمل في إحداثها ومدى
العاهة المستديمة التي الناتجه وخاصة تشريح جثث المتوفين في القضايا الجنائية وفي
حاالت االشتباه في سبب الوفاة ،وكيفية حدوثها ،ومدى عالقة الوفاة باإلصابات التي توجد
بالجثة.وكذلك عند استخراج جثث المتوفين المشتبه في وفاتهم.وإبداء اآلراء الفنية ذات
الطابع العدلي والتي تتعلق بفحص الدم وفصائله والمواد المنوية ومقارنة الشعر وفحص
العينات المأخوذة من الجثث لمعرفة األمراض ،وفحص مخلفات اإلجهاض وعادتا يتشارك
مجموعه من الخبراء والفنيين،الذين bيتعاونون معه مهنياً -كل حسب اختصاصه ووفقا ً لنوع
الجريمة أو الحادث .وعلى ضوء ذلك كال حسب اختصاصه ليطلع الجميع على ظروف
الواقعة بما فيه إجراءات الشرطة وقرارات قاضي التحقيق وعلى التقارير الصادرة من
المستشفى ،والصور الشعاعية ،والتحاليل المخبرية ،مع استعراض كامل لحالة
المتوقي،شامالً :الجنس،العمر ،الجنسية ويتم االستعانه بخبراء األدلة الجنائية ،في فحص
ومعاينة المكان ،الذي وجدت فيه الجثة (مسرح الحادث او الجريمة) D.ويتم اعداد كتابة
التقرير النهائي بعد ورود كافة النتائج( نتائج المختبريه Dواالدله والجنائية)-وإرساله الى
سلطة التحقيق،ويترك االمر لقاضي التحقيق او للمحكمة المختصة ويجوز للقاضي المختص
استدعاء ايا من الخبراء لإليضاح عن أي حاله وردت بالتقرير تحقيقا للعدالة وهكذا استطاع
القضاء تثبيت الروابط الوثقيه بواسطة علوم الطب الشرعي وبما يتيح معرفة الجواب،بوادر
بعض الجرائم والتي غالبا ما تأخذ وقتا تتطلب من سلطات التحقيق اثبات ومعرفة المجرم
وخيوط الجريمه ليجد القاضي نفسه أمام جريمة يستدعي اكتشافها خاصة وان اإلجراءات
ألقانونيه وعلم اإلجرام التسعف التحقيق فمن واجب القاضي تحقيقا للعدالة أن يستعين
بأرباب االختصاص والمعرفة وذوي الخبرة الستجالء غوامضها والتي ال يمكن
حصرها.وقد شاعت بعض جوانب الخبرة العلمية والفنية في مجال التحقيق واإلثبات
الجنائي ،وكثر لجوء المحققين إليها في كشف أسرار الجرائم .
وشهدت اكتشافات علمية تعد بمثابة ثورة في مجال التحقيق الجنائي ومنها :
الخبرة في مجال البصمات :
تندرج البصمات ضمن الخطوط التي تكسو أطراف األصابع وراحة اليد ،وهي تختلف
اختالفا ال حد له حسب اختالف األشخاص.
وهذه البصمات إذا ما المست جسما من األجسام ،إال وتركت عليها آثارها ،وهذا راجع
أساسا إلى تكوين بشرة الجلد المغطاة بطبقة دهنية خفيفة من إفرازات العرق.
15 sur 33
15
ولمعرفة البصمات في مكان الجريمة ،فاألمر يوجب معرفة مكان وكيفية دخول الجاني
وخرجه ،وكذلك فحص جميع األشياء التي من المحتمل أن يكون الجاني قد المسها أو
نقلها من مكانها األصلي.
والبصمات قد تكون ظاهرية ،حيث يمكن أ ،يراها الخبير بالعين المجردة عند معاينة
مكان الحادث ،أو خفية ،والتي ال يمكن إظهارها إال باستعمال مواد كيماوية على شكل
مسحوق أو سائل.
وقد أرشدنا هللا سبحانه وتعالى للبصمة وأهميتها من خالل قوله تعالى ( :أيحسب اإلنسان
أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه) Dصدق موالنا الكريم ،والبنان هو
نهاية األصبع ،وتنقسم البصمات إلى عدة أنواع :
بصمة Dالرائحة:
لكل إنسان بصمة الرائحة المميزة له عن سائر البشر ،حيث يقول هللا تعالى على لسان
يعقوب عليه السالم( :ولما فصلت العير قال أبوهم إني ألجد ريح يوسف لوال أن
تفندون) صدق هللا العظيم.
من هنا تم استغالل هذه البصمة المميزة في تتبع آثار أي شخص معين .وأبرز مثال على
ذلك ،الكالب التي تستطيع بعد شم ماليين من البشر أن تخرج الشخص المعين من بين
آالف البشر.
ب – بصمة الشفاه :
وهي تلك العضالت القرمزية التي كثيرا ما تغنى بها الشعراء ،وقد ثبت أن لبصمة الشفاه
صفة مميزة لدرجة أنه ال يختلف اثنان فيها .ويتم أخذ بصمة الشفاه بواسطة جهاز به حبر
غير مرئي ،حيث يتم الضغط على شفاه الشخص بعد أن يوضع عليها ورق من نوع
النحاس فتطبع عليه البصمة.
وتعتبر هذه البصمة من وسائل اإلثبات ذات الفعالية الكبرى ،وأكبر دليل على ذلك هو
تمكن الخبراء من التعرف على األشخاص بواسطة عقب سيجارة.
ج – بصمة Dالعين:
لقد عملت إحدى الشركات األمريكية لصناعة األجهزة الطبية على ابتكار بصمة العين،
حيث أكدت الشركة أنه ال توجد عينان متشابهتان في كل شيء ،ويتم أخذ هذه البصمة
عن طريق النظر في عدسة الجهاز الذي يقوم بدوره بالتقاط صورة لشبكة العين ،وعند
االشتباه في أي شخص ،يتم الضغط على زر معين بالجهاز ،فتتم مقارنة صورته
بالصورة المختزلة في الجهاز.
د – بصمة األذن:
16 sur 33
16
حيث تعد إحدى أهم البصمات التي يتم االعتماد عليها في اإلثبات ،لكن بطريقة معقدة
تستوجب تكنولوجيا عالية ،وتتميز هذه البصمة بكونها الوحيدة التي ال تتغير منذ والدة
اإلنسان وحتى مماته.
وعموما فإن المحاكم الجنائية تعمل على األخذ بالبصمات كدليل إثبات قاطع بعد أن يثبت
لها علميا أن الشك ال يتطرق إليها.
لكن تبقى بعض الحاالت يمكن للجاني الفرار من المسؤولية الجنائية ،وذلك بالتخلص من
آثار البصمات بالحرق ،هذا فضال عن إمكانية إزالتها عن طريق الجراحة.
الضرب
لم يعرف المشرع المغربي المقصود بالضرب ،وإنما عرفه الفقه بأنه كل تأثير راض أو
كادم يقع على جسم اإلنسان بالضغط أو الصدم.
والغالب أن يترك الضرب أثرا خارجيا على جسم الضحية كاحمرار الجلد أو انتفاخ أو
تورم ،وهذا ما يساعد في كثير من األحوال في إثبات الواقعة اإلجرامية.
الجرح
الجرح هو كل فعل يأتيه الفاعل ويترك أثرا بجسم اإلنسان سواء كان ظاهريا تراه العين
المجردة (حروق ،تسلخ الجلد ،قطع بعض األوعية الدموية السطحية) ،أو باطنيا ال تراه
العين المجردة وال يتأتى كشفه إال بعد إجراء تصوير باألشعة السينية أو الجراحة (كسر أحد
العظام ،نزيف دموي داخلي.b)...
تنص المادة 15من قانون المسطرة الجنائية على مبدأ سرية البحث والتحقيق ووجوب
كتمان السر المهني تحت طائلة المسألة الجنائية المنصوص عليها في الفصل 446من ق.
ج
فهذا الفصل يسري أيضا حتى على الطبيب الشرعي ألنه عندما يتم انتدبته من طرف الجهة
القضائية أو االستعانة به من طرف ضابط الشرطة القضائية فإنه يكون مساهم في إجراءات
المسطرة وبتالي يجب عليه االلتزام بقواعد السر المهني وهذا ما تؤكده المادة 8من قانون
77.17كما يمنع عليه أن يبلغ اي معلومات مستخرج من الملفات أو نشرها مع استثناء من
هذا المنع الجهة القضائية .وإذا أخل الطبيب الشرعي بالسر المهني فإنه يتعرض للعقوبات
المنصوص عليها في الفصل 446من مجموعة القانون الجنائي والعقوبة الحبس من شهر
26 sur 33
26
إلى 6أشهر وغرامة مالية من 1200إلى 20000درهم وذلك بصرف النظر عن
العقوبات التأديبية المرتبطة بوظيفته كموظف عمومي
كما تنص أيضا مقتضيات المادة 36من قانون 77.17انه كل طبيب ممارس للطب
الشرعي منتدب بمقتضى مقرر قضائي أخل بواجب كتمان السر المهني يعد مرتكبا لجريمة
إفشاء السر المهني المعاقب عليها في نصوص مجموعة القانون الجنائي
األكثر من ذلك فإن المسؤولية الجنائية للطبيب الشرعي تقوم عن الجرائم األخرى المرتبطة
بالقتل الخطأ والجرح الخطأ والرشوة وتزوير الشواهد الطبيبة وذا االمتناع عن عدم تقديم
مساعدة لشخص في خطر أو تقديم بيانات كاذبة من مرض أو عاهة أو سبب وفاة أو شهادة
الزور وغيرها من الجرائم.
ال شك ان موضوع الطب الشرعي يعد من أهم المواضيع التي تشكل صرحا في نظام
العدالة الجنائية .إذا يعد من أهم محاوره وكذا أبرز التخصصات الهامة ويعزى ذلك إلى
التقاطع وااللتقاء الحاصل بين مختلف التخصصات كالعلوم القانونية باألخص الجنائية
وحقوق اإلنسان
لذا فإنه يبقى دوره مهما في تحقيق العدالة الجنائية من خالل المساعدة على اإلدارة الفعالة
لسير القضايا الزجرية وكذا قدرته على التأثير على األحكام والقرارات القضائية وأيضا
قدرته على التكييف القانوني للوقائع وهذا ما يؤكد األهمية القصوى التي يؤديها الطب
الشرعي داخل نظام العدالة الجنائية
توصلت من خالل دراسة موضوع الطب الشرعي كآلية من آليات التحقيق الجنائي أن
الكشف عن الجريمة السيما في مرحلة التحقيق الجنائي في الجرائم التي تمس بجسم األنسان
سواء كانت جرائم عمدية أو غير عمدية يحتاج إلى خبرة طبية شرعية يقوم بها الطبيب
الشرعي بأمر يتلقاه من جهات التحقيق حيث يعود إلى الطبيب الشرعي الدو ر الفعال في
توجيه قناعة قاضي التحقيق في اتخاذه القرار فيما يخص الواقعة اإلجرامية حيث أصبح
تصرف جهات التحقيق الجنائي في القضايا ذات الطابع الفني الطبي مرهون بنتائج الخبرة
الطبية الشرعية ،وعلى ذلك أصبح التعاون بين الطب و القضاء أمرا حتميا .وقد خلصت
من خالل هذه الدراسة إلى جملة من النتائج والتوصيات أوجزها فيما يلي:
أن الطب الشرعي هو ذلك العلم الذي يساعد العدالة عموما وجهات التحقيق
خصوصا في كشف مالبسات الجرائم ذات الطابع الفني الطبي.
ان مهمة الطبيب الشرعي ال تخرج عن المسائل الفنية البحتة وال يمكنه البت في
مسائل ذات طابع قانوني حيث يقوم بمهامه تحت مراقبة قاضي التحقيق.
أن الطبيب الشرعي يتصل بجهات التحقيق بموجب أمر بإجراء خبرة طبية شرعية
والتي نظم المشرع إجراءات سيرها بموجب قانون.
أن جهات التحقيق تلجأ إلى الطب الشرعي كآلية من آليات التحقيق الجنائي للكشف
عن جرائم االعتداء على حياة اإلنسان وسالمة جسمه ال سيما ما تعلق بالضرب
والجرح وغيرها كما يتدخل أيضا في الكشف عن جرائما االعتداء على عرضه
أيضا.
باإلضافة إلى حماية الطبيب الشرعي فإنه يترتب عليه مسؤولية تأديبية عن جرائم
عديدة أهمها جريمة إفشاء السر المهني وجريمة الرشوة ،يتحمل الطبيب الشرعي
المسؤولية المدنية إذا أخل بالتزامه وسبب ضررا ،وقد استقر الفقه على أنها
مسؤولية تقصيرية تقوم على أركان .هي الخطأ والضرر والعالقة السببية بين الخطأ
والضرر
التوصيــــات:
إدراج الطب الشرعي كمقياس يدرس لطلبة الحقوق على كل المستويات السيما في
كليات الحقوق وفي المعاهد المتخصصة bبتكوين الطلبة القضاة ودورات التكوين
الخاصة بالحصول على شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة حتى يتسنى معرفة المجاالت
التي يجب فيها اللجوء إلى هذه اآللية .
يستحسن إجراء زيارات ميدانية من قبل القضاة خالل فترة تكوينهم لمصلحة الطب
للتعرف عن قرب على عمل الطبيب الشرعي ومعرفة مدى أهمية ،الشرعي
بالمستشفيات عمله في مجال اإلثبات الجنائي.
الكتب:
حسين علي شحرور ،الدليل الطبي الشرعي ومسرح الجريمة الطبعة االولى 2006،
حسين عبد السالم جابر ،التقرير الطبي بإصابة المجني عليه و أتره في اإلثبات الدعوين
الجنائية و المدنية ،دار الكتب القانونية .1998
تخصص قانون طبي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد
تلمسان /الجزائر.
بدر بن سرور الحربي ،دور الطب الشرعي في تكييف الواقعة الجنائية ( دراسة تطبيقية)،
جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ـ كلية الدراسات العليا /قسم السياسة الجنائية ،الرياض
سنة ،2012ص .15
سعيد بوطويل الطب الشرعي قراءة في قانون رقم .77.17االصدار األول .الجزء األول .الطبعة األولى