Professional Documents
Culture Documents
- 1يحي بن لعلى ،الطب الشرعي ،المجلس األعلى للغة العربية ،الجزائر ،2006 ،ص .14
- 2منيرة بشقاوي ،الطب الشرعي و دوره في إثبات الجريمة ،رسالة ماجستير في الحقوق ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1
،2015/2014ص .09
- 3منصور عمر المعايطة ،الطب الشرعي في خدمة األمن و القضاء ،مركز الدراسات و البحوث ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ،الرياض ،المملكة العربية السعودية ،2007 ،ص .17
- 4حسين علي شحرور ،الطب الشرعي -مبادئ و حقائق ،بدون د ن ،بدون س ن ،ص .15
- 5منيرة بشقاوي ،المرجع السابق ،ص .10
1
عن مختلف التساؤالت التي تهم سلطات التحقيق أو القضاء فيما يتعلق بالواقعة أو الجريمة
المرتكبة.1
مجاالت الطب الشرعي:
تتعدد و تتنوع مجاالت الطب الشرعي ،نميز من بينها ما يلي:2
الطب الشرعي االجتماعي :يتدخل الطب الشرعي هنا في إطار اجتماعي من خالل دراسة العالقة
الموجودة بين الطب الشرعي و القوانين االجتماعية كقانون العمل ،الضمان االجتماعي...
الطب الشرعي الوظيفي :بمفهوم الوظيفية ،يهتم بالعالقة بين الطبيب الشرعي و وظيفته :تنظيمها،
الممارسة غير الشرعية ،أخالقيات المهنة...
الطب الشرعي القضائي :يتعلق بدراسة العالقة ما بين الطب الشرعي و القضاء.
الطب الشرعي الخاص :يدرس الجثة و عالمات الموت.
الطب الشرعي الجنائي :يهتم بدراسة اآلثار التي يتركها الجاني في مسرح الجريمة.
الطب الشرعي التسممي :يتناول الموضوعات و القضايا المتعلقة بالسموم و البحث عن آثارها في
الجسم.
عالقة الطب الشرعي بالعلوم و االختصاصات األخرى :
يرتبط الطب الشرعي بعدة علوم و اختصاصات طبية أخرى ،حيث أنه يرتبط بمجاالت علمية كعلم
االنسان ،و علم األسلحة الحديثة ،و كذا علم الصيدلة و مواد التجميل ،و كذا باختصاصات طبية
كالجراحة كالعامة و الصدرية و العظمية و التجميلية و غيرها ،إلى جانب زراعة األعضاء ،مما
يبرز المهمة المعقدة و المتنوعة للطب الشرعي كونه يمثل مجاال واسعا تتداخل فيه مختلف العلوم.
تعريف الطبيب الشرعي:
يعرف الطبيب الشرعي بأنه " طبيب مختص متحصل على شهادة في الطب الشرعي ،و هو أحد
المساعدين لجهاز العدالة ،يمارس مهامه في إطار قانوني محدد ،و يتدخل طبقا لألحكام المنصوص
عليها في النصوص القانونية المعمول بها السيما القانون 11-18المؤرخ في 02جويلية 2018
المتعلق بالصحة المعدل و المتمم ،و القانون رقم 09-08المؤرخ في 25فيفري 2008المتضمن
قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية المعدل و المتمم ،و األمر رقم 155-66المتضمن قانون
اإلجراءات الجزائية المعدل و المتمم ،و األمر رقم 156-66المتضمن قانون العقوبات المعدل و
المتمم.
يتميز الطبيب الشرعي بعدة مميزات تساعده على أداء مهامه على أكمل وجه كالموضوعية ،و
الحذر ،و االستقامة ،إلى جانب االلتزام بالسر المهني.
- 1منصور عمر المعايطة ،الطب الشرعي في خدمة األمن و القضاء ،مرجع سابق ،ص ص .31-29
- 2مالك نادي سالم صبارنة ،دور الطب الشرعي و الخبرة الفنية في إثبات المسؤولية الجزائية ،رسالة ماجستير في القانون
العام ،جامعة الشرق األوسط ،2011 ، ،ص ص .14-13
2
مهام الطبيب الشرعي:
تتنوع مهام الطبيب الشرعي ،حيث نبرز أهمها كما يلي:1
-معاينة مكان الجريمة و فحص األشياء المادية الموجودة بمكان وقوع الجريمة أو التي تم العثور
عليها كبقع الدم ،الشعر...
-فحص جميع المضبوطات من أسلحة نارية و غيرها.
-إجراء الفحوصات الطبية على المصابين في قضايا الجنح و الجنايات ،مع تبيان وصف اإلصابة
و نوعها و سببها و تاريخها ،مع فحص المعتدى عليه جنسيا.
-فحص الضحية و تشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة و كيفية حدوثها ،و كذا معرفة مدى عالقة
الوفاة باإلصابات الموجودة على الجثة.
-استخراج الجثة المشتبه في وفاتها بعد دفنها إلعادة تشريحها و فحصها.
-فحص المتهم لتقدير درجة المسؤولية أثناء الفعل ،من خالل فحص حالته العقلية و النفسية و
معرفة مدى سالمتها ،قصد تحديد ما يتوجب تجاه المتهم.
شروط اختيار الخبير القضائي:
حسب المادة 2من المرسوم التنفيذي 310-95المؤرخ في 10أكتوبر 1995المحدد لشروط
التسجيل في قوائم الخبراء القضائيين و كيفياته ،يتم اختيار الخبير القضائي من بين الخبراء
المسجلين في ق ائمة الخبراء القضائيين الموافق عليها من قبل وزير العدل في دائرة اختصاص
المجلس القضائي ،كما يمكن تعيينه استثناء لممارسة مهامهم خارج اختصاص المجلس الذي ينتمون
إليه ،غير أنه يجوز للجهة القضائية في إطار اإلجراءات القضائية و في حالة الضرورة تعيين خبير
ال يوجد اسمه في قوائم الخبراء القضائيين.
حسب المادة 4من المرسوم 310-95يجوز أن يسجل في قائمة الخبراء القضائيين أي شخص
طبيعي توفرت فيه الشروط اآلتي ذكرها :
-الجنسية الجزائرية مع مراعاة االتفاقيات الدولية.
-الحصول على شهادة جامعية و تأهيل مهني معين في االختصاص الذي يطلب التسجيل فيه.
-أن ال يكون قد تعرض لعقوبة نهائية بسبب ارتكابه وقائع مخلة باآلداب العامة أو الشرف.
-أن ال يكون قد تعرض لإلفالس أو التسوية القضائية.
-أن ال يكون ضابطا عموميا وقع خلعه أو عزله أو محاميا شطب اسمه من نقابة المحامين،
أو موظفا عزل بمقتضى إجراء تأديبي بسبب ارتكابه وقائع مخلة باآلداب العامة أو الشرف.
-أن ال يكون قد منع بقرار قضائي من ممارسة المهنة.
-أن يكون قد مارس هذه المهنة أو هذا النشاط في ظروف سمحت له أن يتحصل على تأهيل
كاف لمدة ال تقل عن سبع 7سنوات.
-أن تعتمده السلطة الوصية في اختصاصه أو يسجل في قائمة تعدها هذه السلطة.
- 1وردة دالل ،الطب الشرعي و دوره في إثبات جرائم العنف في التشريع الجزائري ،مجلة القانون و المجتمع ،المجلد ،08العدد
،2020 ،02ص .36
3
بعض النصوص القانونية المنظمة لمهنة الطب الشرعي:
نظمت العديد من النصوص القانونية مهنة الطب الشرعي ،فهناك من أبرزها بوضوح و أفرد لها
مواد قانونية بمسماها الطب الشرعي ،و هناك من النصوص من ذكرها باعتبارها تندرج ضمن
إطار عمل الخبراء ،نبرز بعضها كما يلي:
-1األمر رقم 20-70المؤرخ في 19فيفري 1970المتعلق بالحالة المدنية المعدل و المتمم:
نص صراحة في المادة 82منه على أنه " إذا لوحظت عالمات أو آثار تدل على الموت بطرق
العنف أو بطرق أخرى تثير الشك ،فال يمكن إجراء الدفن إال بعد أن يقوم ضابط شرطة بمساعدة
طبيب بتحرير محضر عن حالة الجثة و الظروف المتعلقة بهذه الوفاة ،و كذا المعلومات التي
استطاع جمعها حول أسماء و لقب الشخص المتوفي ،و عمره و مهنته ،و مكان والدته ،و مسكنه".
-2القانون 11-18المؤرخ في 02جويلية 2018المتعلق بالصحة المعدل و المتمم:
أفرد القانون 11-18المتعلق بالصحة المعدل و المتمم فصال كامال -الفصل السادس -خاصا
بممارسة الطب الشرعي تضمن المواد ،204 - 198نوجز بعض أحكامها فيما يلي:
-يتعين على مهنيي الصحة عند ممارسة مهامهم إعالم المصالح المعنية بحاالت العنف التي اطلعوا
عليها ،و التي تعرض لها السيما النساء و األطفال ،المراهقون القصر ،و األشخاص المسنون و
عديمو األهلية ،و كذا األشخاص مسلوبي الحرية طبقا للمادة .198
-في حالة استعمال ا لعنف على شخص ما ،يتعين على كل طبيب إثبات األضرار و الجروح ،و
إعداد شهادة وصفية ،و يحدد نسب العجز و األضرار األخرى طبيب مختص في الطب الشرعي
حسب ما تضمنته المادة .199
-في حالة وفاة مشبوهة أو عنيفة أو وفاة في الشارع ،و في حالة وفاة بمرض متنقل يمثل خطرا
كب يرا على الصحة العمومية ،ال يسلم الطبيب المعني إال شهادة إلثبات الوفاة ،و يخطر السلطات
المختصة بذلك للقيام بالفحص الطبي الشرعي للجثة حسب ما تضمنته المادة .200
-يقوم بالتشريح الطبي الشرعي في الهياكل االستشفائية العمومية طبيب شرعي تعينه الجهة
القضائية المختصة حسب ما تضمنته المادة .201
-عند القيام بأي نزع على جثة في إطار التشريح الطبي الشرعي يجب أن يتحقق الطبيب الذي قام
بالنزع من إعادة الجثة بصفة الئقة إلى ما كانت عليه حسب ما تضمنته المادة .202
-ال يمكن االحتفاظ بجثمان المتوفي على مستوى مصلحة حفظ الجثث لمؤسسة الصحة أكثر من
خمسة عشر ( ) 15يوما ،و يمكن للنائب العام المختص إقليميا تمديد هذا األجل بخمسة عشر يوما،
و بعد انقضاء هذا األجل يجب عليه أن يقرر بشأن مآل الجثمان وفق الكيفيات المحددة عن طريق
التنظيم حسب ما تضمنته المادة .203
4
-3القانون رقم 09-08المؤرخ في 25فيفري 2008المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية المعدل و المتمم:
تطرق قانون اإلجراءات و المدنية و اإلدارية إلى مهنة الطب الشرعي باعتبارها تندرج ضمن فئة
الخبراء المساعدين لجهاز ا لقضاء ،حيث نظمها في القسم الثامن المعنون بـ " :الخبرة " ضمن
المواد ،145 – 125نوضح بعض أحكامها فيما يلي:
-حسب المادة 125فإن الخبرة تهدف إلى توضيح واقعة مادية تقنية أو علمية محضة للقاضي.
-يجوز للقاضي من تلقاء نفسه ،أو بطلب من أحد الخصوم تعيين خبير أو عدة خبراء من نفس
التخصص أو من تخصصات مختلفة حسب ما تضمنته المادة .126
-في حالة تعدد الخبراء المعينين يقومون بأعمال الخبرة معا و يعدون تقريرا واحدا ،و عند
االختالف في الرأي ،يجب على كل واحد منهم تسبيب رأيه حسب ما تضمنته المادة .127
-حسب ما تضمنته المادة 128يجب أن يتضمن الحكم اآلمر بإجراء الخبرة
العناصر اآلتي ذكرها :
-عرض األسباب التي بررت اللجوء إلى الخبرة ،و عند االقتضاء تبرير تعيين عدة خبراء.
-بيان اسم و لقب و عنوان الخبير أو الخبراء المعينين ،مع تحديد االختصاص.
-تحديد مهمة الخبير تحديدا دقيقا.
-تحديد أجل إيداع تقرير الخبرة بأمانة الضبط.
-يؤدي الخبير غير المقيد في قائمة الخبراء اليمين أمام القاضي المعين في الحكم اآلمر بالخبرة،
و تودع نسخة من محضر أداء اليمين في ملف القضية حسب ما تضمنته المادة .131
-إذا رفض الخبير إنجاز المهمة المسندة إليه أو تعذر عليه ذلك استبدل بغيره بموجب أمر على
عريضة صادر عن القاضي الذي عينه ،و إذا قبل الخبير المهمة و لم يقم بها أو لم ينجز تقريره أو
لم يودعه في اآلجال المحددة جاز الحكم عليه بكل ما تسبب فيه من مصاريف ،و عند االقتضاء
الحكم عليه بالتعويضات المدنية عالوة على استبداله حسب ما تضمنته المادة .132
-حسب ما تضمنته المادة 133إذا أراد أحد الخصوم رد الخبير المعين ،يقدم عريضة تتضمن
أسباب الرد توجه للقاضي الذي أمر بالخبرة خالل ثمانية ( )08أيام من تاريخ تبليغه بهذا التعيين،
و يفصل دون تأخير في طلب الرد بأمر غير قابل ألي طعن ،و ال يقبل الرد إال بسبب القرابة
المباشرة أو القرابة غير المباشرة أو ألي سبب جدي آخر.
-حسب المادة : 135فيما عدا الحاالت التي يستحيل فيها حضور الخصوم بسبب طبيعة الخبرة،
يجب على الخبير إخطار الخصوم بيوم و ساعة و مكان إجرائها عن طريق محضر قضائي.
-حسب المادة : 136يرفع الخبير تقريرا عن جميع اإلشكاالت التي تعترض تنفيذ مهمته ،كما
يمكنه عند الضرورة طلب تمديد المهمة ،و يأمر القاضي باتخاذ أي تدبير يراه ضروريا.
-حسب المادة :137يجوز للخبير أن يطلب من الخصوم تقديم المستندات التي يراها ضرورية
إلنجاز مهمته دون تأخير.
5
يطلع الخبير القاضي على أي إشكال يعترضه ،و يمكن للقاضي أن يأمر الخصوم تحت طائلة
غرامة تهديدية بتقديم المستندات.
يجوز للجهة القضائية أن تستخلص اآلثار القانونية المترتبة على امتناع الخصوم عن تقديم
المستندات.
-المادة :138يسجل الخبير في تقريره على الخصوص :
-أقوال و مالحظات الخصوم و مستنداتهم.
-عرض تحليلي عما قام به و عاينه في حدود المهمة المسندة إليه
-نتائج الخبرة.
-المادة : 141إذا تبين للقاضي أن العناصر التي بنى عليها الخبير تقريره غير وافية له أن يتخذ
جميع اإلجراءات الالزمة ،كما يجوز له على الخصوص أن يأمر باستكمال التحقيق أو بحضور
الخبير أمامه ليتلقى منه اإليضاحات و المعلومات الضرورية.
-األمر رقم 156-66المتضمن قانون العقوبات المعدل و المتمم:
أدرج قانون العقوبات عدة أحكام عند إخالل الطبيب الشرعي بواجبه بصفته طبيب و كذا بصفته
خبير ،نبرز بعضها كما يلي:
-أكدت المادة 226على أن كل طبيب قرر كذبا بوجود أو بإخفاء وجود مرض أو عاهة أو حمل
أو أعطى بيانات كاذبة عن مصدر مرض أو عاهة أو عن سبب لوفاة و ذلك أثناء تأدية أعمال
وظيفته ،و بغرض محاباة أحد األشخاص يعاقب بالحبس لمدة من سنة إلى ثالث سنوات ما لم يكن
الفعل إحدى الجرائم األشد المنصوص عليها في المواد 126إلى .134
-حسب المادة 238فإن الخبير المعين من السلطة القضائية الذي يبدي شفاها أو كتابة رأيا كاذبا
أو يؤيد وقائع يعلم أنها غير مطابقة للحقيقة ،و ذلك في أية حالة كانت عليها اإلجراءات تطبق عليه
العقوبات المقررة لشهادة الزور.
-األمر رقم 155-66المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية المعدل و المتمم:
عمد قانون اإلجراءات الجزائية إلى التطرق للطب الشرعي في إطار الخبراء المساعدين لجهاز
القضاء ،حيث نظم الخبرة في المواد ،156 - 143نوجز بعض أحكامها كما يلي :
-حسب المادة 143فلجهات التحقيق أو الحكم عندما تعرض لها مسألة ذات طابع فني أن تأمر
بندب خبير إما بناء على طلب النيابة العامة ،و إما من تلقاء نفسها ،أو من الخصوم.
-حسب المادة 144يختار الخبراء من الجدول الذي تعده المجالس القضائية بعد استطالع رأي
النيابة العامة ،و يجوز للجهات القضائية استثناء و بقرار مسبب اختيار خبراء ليسوا مقيدين ضمن
الجدول أعاله.
-يؤدي الخبير الذي يختار من خارج الجدول قبل مباشرة مهامه اليمين أمام قاضي التحقيق أو
القاضي المعين من الجهة القضائية حسب ما تضمنته المادة .145
-حسب المادة 146يجب أن تحدد في قرار ندب الخبراء مهمتهم التي ال يجوز أن تهدف إال إلى
فحص مسائل ذات طابع فني.
6
-يجوز لقاضي التحقيق ندب خبير أو خبراء.
-تحدد مدة إنجاز الخبرة في قرار ندب الخبير ،و يمكن تمديدها بناء على طلب الخبراء إذا اقتضت
ذلك أسباب خاصة ،و يكون ذلك بقرار مسبب يصدره القاضي أو الجهة التي ندبتهم ،مع بقائهم
على اتصال بقاضي التحقيق أو القاضي المنتدب و إحاطته بكل تطورات األعمال التي يقومون بها،
و يمكنوه من كل ما يجعله في كل حين قادر على اتخاذ اإلجراءات الالزمة ،حسب ما تضمنته
المادة .148
-و حسب نفس المادة 148فإنه إذا لم يودع الخبراء تقريرهم في الميعاد المحدد لهم جاز في الحال
استبدالهم بخبراء آخرين ،مع إلزامية رد جميع األشياء و الوثائق التي تكون قد عهد بها إليهم على
ذمة إنجاز مهمتهم في ظرف 48ساعة ،إضافة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات تأديبية ضدهم قد تصل
إلى شطب أسمائهم من جدول الخبراء.
-حسب المادة 149إذا طلب الخبراء االستعانة في مسألة خارجة عن اختصاصهم فيجوز للقاضي
أن يصرح لهم بضم فنيين يعينون بأسمائهم و يكونون على الخصوص مختارين لتخصصهم ،و
يحلفون اليمين و يرفق تقريرهم كامال بتقرير الخبراء.
هيكلة الطب الشرعي:
تتمثل هيكلة الطب الشرعي في الجزائر فيما يلي :
-اللجنة الطبية الوطنية للطب الشرعي :نصبت بموجب قرار وزاري مشترك في 01جويلية
، 1996تتسم مهامها بالطابع االستشاري لدى وزارة الصحة من خالل تقديم توضيحات حول ما
يتعلق بالطب الشرعي.
-مصلحة الطب الشرعي :تتواجد مصلحة الطب الشرعي على مستوى المراكز االستشفائية
الجامعية أو المستشفيات العمومية ،و تكلف بضمان تكوين األطباء الذين يدرسون تخصص الطب
الشرعي و كذا طلبة كلية الطب ،تفتح على مستوى المستشفيات العمومية بموجب قرار من وزير
الصحة ،بينما على مستوى المراكز االستشفائية بموجب قرار وزاري مشترك بين وزارة الصحة
و وزارة التعليم العالي.
7
وسائل اتصال الطبيب الشرعي بالعدالة:
يعتمد الطبيب الشرعي على عدة وسائل لالتصال بجهاز العدالة ،نبرزها كما يلي:
التسخيرة:
عبارة عن أمر صادر إلى طبيب مقيد بجدول الخبراء للقيام بتنفيذ مهمة ذات طابع فني قضائي
غالبا ما تتسم بالطابع االستعجالي ،و هو أمر في غاية األهمية تقتضيه مرحلة التحريات األولية و
جمع االستدالالت ، 1و تكون التسخيرة في عدة وضعيات و حاالت من بينها رفع الجثة و حالة
األماكن ،حالة الضرب و الجرح ،حالة االغتصاب ،حالة تحديد نسبة الكحول في الدم ،حالة فحص
األشخاص الموقوفين للنظر.2
أكدت العديد من النصوص القانونية على وجوب االمتثال للتسخيرة الصادرة من السلطة العمومية،
و هذا ما تضمنته المادة 178من القانون رقم 11-18المتعلق بالصحة المعدل و المتمم حيث نصت
على أنه يتعين على كل مهنيي الصحة االمتثال لتسخيرات السلطة العمومية ،طبقا للتشريع و التنظيم
المعمول بهما ،كما أكد ذات القانون في المادة 418منه على معاقبة كل من يرفض االمتثال لطلبات
التسخيرة الصادرة عن السلطة العمومية.
الخبرة الطبية الشرعية:
تعتبر الخبرة الطبية الشرعية من بين وسائل اتصال الطبيب الشرعي بجهاز العدالة ،و تهدف إلى
كشف األدلة باالستعانة بالتقنية المتطورة ،و تكون بموجب أمر أو حكم بندب خبير من أجل الفحص
و إبداء الرأي في المسائل الفنية البحتة و التي ال يستطيع القاضي أن يفصل فيها بنفسه.3
عرف المرسوم التنفيذي رقم 276-92المتضمن مدونة أخالقيات الطب الخبرة الطبية في المادة
95منه حيث أكد بأنها عمل يقدم من خالله الطبيب أو جراح األسنان الذي يعينه قاض أو سلطة أو
هيئة أخرى مساعدته التقنية لتقدير حالة شخص ما الجسدية أو العقلية ،ثم القيام عموما بتقييم التبعات
التي تترتب عليها آثار جنائية أو مدنية.
هذا و قد حددت المادة 143من قانون اإلجراءات الجزائية الجهات التي لها حق ندب خبير ،حيث
نصت على أنه لجهات التحقيق أو الحكم عندما تعرض لها مسألة ذات طابع فني أن تأمر بندب
خبير إما بن اء على طلب النيابة العامة ،و إما من تلقاء نفسها ،أو من الخصوم ،أي أن الجهات
المختصة بندب الخبراء تتمثل في جهات التحقيق و جهات الحكم.
- 1جمال بيراز ،الدليل العلمي في اإلثبات الجنائي ،رسالة ماجستير في القانون الجنائي و العلوم الجنائية ،كلية الحقوق و العلوم
السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2014-2013 ،ص .69
- 2وردة دالل ،المرجع السابق ،ص .38
- 3منيرة بشقاوي ،المرجع السابق ،ص .64
8
الشهادة الطبية:
تعتبر من أهم وسائل اتصال الطبيب الشرعي بجهاز العدالة ،و تعد سندا مكتوبا مخصص لمعاينة
أو تفسير وقائع ذات طابع طبي ،و بالنظر ألهمية المعلومات المدرجة ضمنها يتوجب على الطبيب
الشرعي االلتزام بعدة جوانب عند تحريرها كضرورة توخي الدقة في فحص الضحية قبل تحرير
أي وثيقة ،و منح الشهادة الطبية للضحية نفسها ،و كذا ضرورة التحلي بالسر المهني ،مع االلتزام
بالحياد عند تحريرها.1
التقرير الطبي الشرعي:
يعرف التقرير الطبي الشرعي بأنه " شهادة مكتوبة تتعلق بحادث قضائي جنائي ،و تعالج أسباب
ذلك و ظروفه و نتائجه ،و يهيئ بناء على طلب السلطات القضائية".2
و يعرف كذلك بأنه " شرح و تفسير يقوم به الطبيب الشرعي بناء على انتداب النيابة أو المحكمة
لبيان ظروف و نتائج الحادث في حاالت الكشف عن المصابين ،أو في حاالت التشريح ،أو
استخراج الجثث بعد دفنها".3
يتضمن التقرير الطبي الشرعي الديباجة أو المقدمة التي تحتوي على شروحات متضمنة اسم
الطبيب المنتدب و عنوانه و وظيفته و ساعة استالم االنتداب ،و كذا مكان و زمان إجراء الكشف
و اسم المصاب أو المتوفي و عمره و بياناته ،و ملخص عن الوقائع مع ذكر جميع األسئلة الموجهة
إليه في طلب االنتداب ،و كذا صلب التقرير أو الشرح ،و يشتمل هذا القسم على وصف الحالة التي
وجد عليها المصاب وصفا كامال و دقيقا ،مع الكشف الظاهري و الباطني للمتوفي ،مع االقتصار
هنا فقط على تدوين ما يشاهده فقط من أوصاف ،إلى جانب النتيجة التي يذكر فيها الطبيب الشرعي
سبب اإلصابة و تاريخ حدوثها و اآللة المستخدمة و مدى تأثيرها ،و هنا يتوجب أن يدرج الطبيب
ما قام باستنتاجه و مما شوهد سواء بالمصاب أو بجثة المتوفي من عالمات و إصابات و ما اتصل
بها من المعلومات و الشهادات عن الحادث ،مع إبداء رأيه عن أسباب اإلصابة أو الوفاة و كذا
اإلجابة على كل األسئلة التي طلبتها الهيئة المنتدبة.4
- 1فريدة سعيدي بشيش ،هشام معزوز ،دراسة سوسيوقانونية لمهام الشرطة العلمية في التحقيقات الجنائية ،مجلة الدراسات
القانونية ،المجلد ،08العدد ،02جامعة يحي فارس ،المدية ،جوان ،2022 ،ص .952
- 2مليكة بهلول ،دور الشرطة العلمية و التقنية في الكشف عن الجريمة ،رسالة دكتوراه في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة
الجزائر ،2013 ،1ص .181
-3منصور عمر المعايطة ،األدلة الجنائية و التحقيق الجنائي ،الطبعة األولى ،مكتبة دار الثقافة ،عمان،األردن ،2000 ،ص .21
10
علمي فعال و أكيد ،إلى جانب خاصية أخرى تتمثل في الحياد و الموضوعية ،حيث أن مهمة
الشرطة العلمية تتمثل في معاينة مسرح الجريمة و استغالل كل مادياته استغالال مفيدا للخروج
بنتائج تس لمها للقضاء ،فهذه المهمة تسمح بتفسير نتائج التحليل تفسيرا موضوعيا من أجل إظهار
الحقيقة سواء كانت في مصلحة المتهم أو ضده.1
مبررات إنشاء جهاز الشرطة العلمية:
تتنوع مبررات إنشاء جهاز الشرطة العلمية ،نبرز من بينها ما يلي :
2
-امتداد آثار الجريمة إلى المساس بالدولة و بمؤسساتها ،و حتى بالمجتمع الدولي ،إذ لم تعد الجريمة
تضر بالمجني عليه فقط ،بل شملت أضرارها مؤسسات الدولة االقتصادية و السياسية ،و كذلك
المجتمع الدولي من خالل جرائم اإلرهاب الدولي و الجريمة العابرة للحدود.
-قصور الوسائل التقليدية و األساليب القديمة في مواجهة الجريمة المعاصرة ،فالمعرفة القانونية و
الخبرة الميدانية لوحدهما غير كافيتين للتصدي لهذا النوع من الجرائم.
-خروج المجرم المعاصر عن النمط اإلجرامي التقليدي و دخوله في النمط الحديث الذي يقوم على
استغالل و استثمار التطور التكنولوجي و العلمي و تسخير التقنيات و الوسائل الفنية المتطورة في
سبيل تحقيق أهدافه اإلجرامية.
-تنوع أساليب ارتكاب الجريمة على شكل غير مألوف في الجريمة التقليدية ،مما تبعه ظهور
أنواع جديدة من الجرائم التي لم تكن معروفة في المجتمعات التقليدية ،كالجرائم المعلوماتية التي
تشكل مجاال جديدا لقانون العقوبات و نميز ضمنها نوعين إحداهما جرائم ترتكب مباشرة على
تكنولوجيات المعلومات و االتصال ،و جرائم ترتكب بواسطة هذه التكنولوجيا.
-ظهور علم األدلة الجنائية أو التحقيق الجنائي الفني الذي يتضمن مختلف الفروع العلمية المساعدة
للبحث و التحقيق الجنائيين ،و الذي يتطلب وجود مختصين و فنيين و خبراء لتطبيقه واقعيا.
-ظهور الدليل المادي العلمي الذي ارتبط وجوده بالمرحلة األخيرة لإلثبات الجنائي(اإلثبات العلمي)
و الذي يستدعي وجود مختصين في البحث عنه ميدانيا ،و في استخالصه مخبريا عن طريق
الفحص و التحليل.
-اعتماد القاضي المعاصر على الوسائل الحديثة إذ لم يعد يعتمد أساسا على األساليب القديمة ،و لم
يعد يكتفي باألدلة التقليدية كشهادة الشهود و االعتراف ،و إنما أصبح يعتمد أصال على الدليل
المستخلص من الخبرة العلمية.
الشرطة العلمية في الجزائر:
يعد أول ظهور للشرطة العلمية في الجزائر في 22جويلية 1962من خالل إنشاء أول مختبر تابع
لألمن الوطني ،كلف بتحليل األثار المادية للجرائم ،و نظرا لتطور الجرائم و الوسائل المستعملة
فيها ،وضع هذا المختبر ميكانيزمات و آليات جديدة لمواكبة هذا التطور ،و في سنة 1999تم
تدشينه بصفته المخبر المركزي للشرطة العلمية ،و في سنة 2004تم تدشين مخبر البصمة الوراثية.
المخابر الجهوية :تم إنشاء مخبرين جهويين بكل من قسنطينة و وهران ،و يتمتعان بنفس صالحيات
المخبر المركزي كإجراء التحاليل و الفحوصات لآلثار المادية التي يتم جمعها من مسرح الجريمة.
المعهد الوطني لألدلة الجنائية و علم اإلجرام التابع للدرك الوطني نظمه:
-المرسوم الرئاسي رقم 183-04المؤرخ في 26جوان 2004الصادر في الجريدة الرسمية للج ج د ش
رقم 41بتاريخ 27جوان ،2004المعدل و المتمم بالمرسوم الرئاسي رقم 118-09المؤرخ في 14أفريل
2009الصادر في الجريدة الرسمية للج ج د ش رقم 24بتاريخ 22أفريل .2009
12
دور الشرطة في تحليل اآلثار الجنائية
األظافر
13
البصمة الوراثية:
في سياق التطرق للبصمة الوراثية ،سنعمد إلى تعريفها و إيضاح خصائصها ،مع إبراز شروطها
و كيفيات استعمالها ،كما يلي:
تعريف البصمة الوراثية:
تعرف البصمة الوراثية على أنها " الهوية الوراثية األصلية الثابتة لكل إنسان ،و التي يتم التوصل
إليها عن طريق التحليل الوراثي".1
و هي أيضا " الصفات الوراثية التي تنتقل من األصول إلى الفروع و التي من شأنها تحديد شخصية
كل فرد عن طريق تحليل جزء من حمض ADNالذي تحتوي عليه خاليا جسمه".2
و قد عرفها المشرع الجزائري بأنها "تسلسل في المنطقة غير المشفرة من الحمض النووي".3
خصائص البصمة الوراثية:
تتنوع خصائص البصمة الوراثية بين خصائص بيولوجية كخصوصية البصمة الوراثية و عدم
اتفاقها أو تشابهها من شخص آلخر ،و كذا تطابقها في جميع خاليا جسم الشخص الواحد ،وأخرى
علمية كدقة النتائج التي تقدمها البصمة الوراثية في تحديد صاحبها ،و اعتبارها دليل نفي أو إثبات.4
شروط و كيفيات استعمال البصمة الوراثية:
أدرج القانون رقم 03-16في مواده من 03إلى 08أحكام تتضمن شروط و كيفيات استعمال
البصمة الوراثية من بينها ضرورة احترام كرامة األشخاص و حرمة حياتهم الخاصة و حماية
معطياتهم الشخصية في مختلف مراحل أخذ العينات البيولوجية و استعمال البصمة الوراثية ،على
أن تؤخذ العينات البيولوجية من قبل ضباط و أعوان الشرطة القضائية من ذوي االختصاص ،وكذا
األشخاص المؤهلين لهذا الغرض تحت إشراف ضباط الشرطة القضائية ،إلى جانب األشخاص
المسخرين من طرف السلطة القضائية ،باإلضافة إلى إلزامية إجراء التحاليل الوراثية على العينات
البيولوجية من قبل مخابر و خبراء معتمدين ،على أن يكون األمر الصادر بأخذ العينات البيولوجية
صادر من قبل األشخاص المخولين قانونا و هم وكالء الجمهورية و قضاة التحقيق و قضاة الحكم،
و يجوز هنا لضباط الشرطة القضائية في إطار تحرياتهم طلب أخذ عينات بيولوجية و إجراء تحاليل
وراثية عليها بعد الحصول على إذن مسبق من السلطة القضائية المختصة.
هذا و أفرد القانون 03-16المذكور أعاله في المادة 05منه جوازية أخذ العينات البيولوجية
للحصول على البصمة الوراثية من بعض الفئات من بينهم األشخاص المشتبه في ارتكابهم جنايات
أو جنح ضد أمن الدولة أو ضد األشخاص أو اآلداب العامة أو األموال أو النظام العمومي أو
- 1كمال بوشنيق ،الضمانات العلمية و القانونية الستخدام البصمة الوراثية ،مجلة المنار للدراسات و البحوث القانونية و السياسية،
المجلد ،06العدد ، 1كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة يحي فارس ،المدية ،جوان ،2022 ،ص .40
- 2عاسية زروقي ،طرق اإلثبات في ظل قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،أطروحة دكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق
و العلوم السياسية ،جامعة الدكتور موالي الطاهر ،سعيدة ،2018/2017 ،ص .308
- 3المادة األولى من القانون 03-16المؤرخ في 19جوان 2016المتعلق باستعمال البصمة الوراثية في االجراءات القضائية
التعرف على األشخاص ،الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رقم 37بتاريخ 22جوان ،2016
ص .5
- 4كمال بوشنيق ،المرجع السابق ،ص .42
14
الجرائم المنصوص عليها في قانون مكافحة المخدرات أو قانون مكافحة تبييض األموال و تمويل
اإلرهاب أو أي جناية أو جنحة أخرى إذا رأت الجهة القضائية المختصة ضرورة لذلك ،باإلضافة
إلى األشخاص المشتبه في ارتكابهم اعتداءات على األطفال أو المحكوم عليهم نهائيا من أجل هذه
األفعال ،و كذا ضحايا الجرائم ،إلى جانب األشخاص اآلخرين المتواجدين بمكان الجريمة لتمييز
آثارهم عن آثار المشتبه فيهم ،هذا و تجدر اإلشارة هنا إلى أن أخذ العينات البيولوجية من المحبوسين
المحكوم عليهم نهائيا يكون بإذن من النيابة العامة التي توجد المؤسسة العقابية بدائرة اختصاصها،
كما أنه ال يمكن أخذ العينات البيولوجية من الطفل إال بحضور أحد والديه أو وصيه أو الشخص
الذي يتولى حضانته أو من ينوب عنهم قانونا ،و في حالة عدم إمكان ذلك يكون أخذ العينات
البيولوجية بحضور ممثل النيابة العامة المختصة.
مفهوم مسرح الجريمة :
يعرف مسرح الجريمة بأنه مكان ارتكاب الجريمة ،و عرفه البعض اآلخر بأنه يمتد إلى األماكن
المحيطة به و أماكن اإلخفاء ،و عرفه آخرون بأنه المكان أو مجموع األماكن التي تشهد مراحل
الجريمة من إعداد و تحضير و تنفيذ ،و الذي تنبثق منه كافة األدلة ،كما قد يكون للجريمة الواحدة
أكثر من مسرح يشتمل على مكان حدوث الجريمة الحقيقي ،و مكان حدوث الوفاة ،و مكان وجود
أي أثر مادي يتصل بالجريمة ،و أداة نقل الجثة كالسيارة مثال ،و منزل المتهم ،و كذا المكان الذي
لجأ إليه المتهم بعد هروبه ،غير أنه غالبا ما يستدعى الشرطة إلى مكان وجود الجثة باعتباره
المفتاح األول لحل لغز الجريمة و لوجود آثار مادية غزيرة بهذا الموقع و التي قد توصل إلى أماكن
أخرى كمكان وقبوع الجريمة إن لم يكن نفسه ،أو مكان تواجد سالح الجريمة ،أو حتى مكان تواجد
الجاني ،و بالتالي يمكن اعتبار مسرح الجريمة ملكا مؤقتا لسلطات التحقيق بعد علمها بوقوع
الجريمة إلشرافها المطلق عليه ،و لها أن تتحفظ عليه و تعين عليه الحراسة الالزمة للحفاظ على
اآلثار الجنائية.1
أهمية مسرح الجريمة :
تبرز أهمية مسرح الجريمة في عدة أوجه كما يلي:
-يعتبر مسرح الجريمة المكان الذي ينطلق منه التحقيق الجنائي لكي يتأكد من خالله حقيقة وقوع
الفعل ،و إذا كان يشكل جريمة جنائية أم ال ،و يمكن من خالله التعرف على ظروف الجريمة و
الباع ث الذي دفع الجاني إلى ارتكابها ،كما يمكن من التعرف على كافة مالمح األعمال المكونة
للسلوك اإلجرامي أو المنظمة للجريمة ،إلى جانب استظهار المالمح التفصيلية ألسلوب الجريمة،
باإلضافة إلى أنه يتيح الفرصة للمحقق الجنائي للتعرف على مالمح شخصية المجرم و رصد أسلوبه
اإلجرامي و تقدير الكيفية التي اقترب بها من مسرح الجريمة و تعامله فيه ،و الكيفية التي انسحب
بها منه ،ألن من شأنه تسهيل مهمة المحقق الجنائي في اقتفاء أثر الجاني و تسهيل القبض عليه،
إلى جانب إعطاء الباحث انطباعا عن طبيعة و شخصية الجاني و األمراض النفسية و العضوية
- 1بن الدين فاطمة ،دور الشرطة العلمية في مسرح الجريمة ،مجلة الحقوق و العلوم االنسانية ،المجلد ،15العدد ،2022 ،4
ص ص .670-669
15
التي يعاني منها ،و يظهر ذلك من خالل فحص األثار المتخلفة عنه كتقطيع جثة المجني عليه ،أو
تشويهها ،أو ترك عالمات بها ،أو ما يتخلف عنه من بقع دموية أو منوية ،أو عقاب سجائر.1
-يساعد كذلك مسرح الجريمة على إمداد الباحث باآلثار التي تخلفت عن الجاني ليقوم بفحصها
معمليا و مضاهاتها و مطابقتها وصوال لتحديد شخصية المجرم ،مع توضيح ما إذا كان الجاني قد
ارتكب جريمته منفردا أم كان له شركاء فيها ،بل و األكثر من ذلك قد يحدد دور كل منهم.2
إجراءات حماية و تحصين مسرح الجريمة :
بمجرد وقوع جريمة معينة يتم تبليغ الشرطة بحدوثها ،و هنا يتوجب على متلقي البالغ الحصول
على أكبر قدر من المعلومات من الشخص المبلغ كعنوان موقع الجريمة بدقة ،و نوع الجريمة،
و تحديد وقت وقوعها ،إلى جانب كل ما قد يعرفه حول المتهم كاسمه و أوصافه (مالمح الوجه،
طوله ،مالبسه ،)...مع ذكر أوصاف السيارة التي كان يستقلها ،علما أنه يتوجب على متلقي البالغ
االنتباه فقد يكون المتهم هو المبلغ عن الجريمة.3
في سياق إجراءات حماية و تحصين مسرح الجريمة تبرز أهمية االنتقال إلى مسرح الجريمة و ما
يتضمنه من التزامات ،وكذا وصف مسرح الجريمة وفق آليات مختلفة فيما يلي:
السرعة في االنتقال إلى مسرح الجريمة :
تتضمن كل من إخطار وكيل الجمهورية و االنتقال إلى مسرح الجريمة ،إلى جانب الحفاظ على
مسرح الجريمة ،فيما يلي :
إخطار وكيل الجمهورية:
يتوجب على ضابط الشرطة القضائية الذي بلغ بجناية سواء تعلق األمر بحالة تلبس أو بمجرد علمه
بوقوع أفعال تمس بالسالمة الجسدية لألشخاص كجرائم القتل إبالغ وكيل الجمهورية فورا و بكافة
الوسائل ،و نفس اإلجراء يتبع في حالة العثور على جثة شخص و كان سبب الوفاة مجهوال أو
مشتبه فيها ،و سواء كانت الوفاة نتيجة عنف أو بدون عنف ،حيث ينتقل بعد ذلك فورا إلى مكان
وقوع الجناي ة التخاذ جميع التحريات الالزمة ،و عليه أن يسهر على المحافظة على اآلثار المادية
التي يخشى أن تختفي ،كما قد ينتقل وكيل الجمهورية إلى المكان إذا رأى ضرورة لذلك و يصطحب
معه خبراء فنيين منهم الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة ،و قد ينتدب إلجراء ذلك ضابط شرطة
قضائية.4
االنتقال إلى مسرح الجريمة :
إن أهم إجراء يتم اتخاذه بعد إخطار وكيل الجمهورية بوقوع الجريمة هو تحديد الضباط المتنقلين
إلى مسرح الجريمة مجهزين باألدوات المطلوبة ،على أن يلتزم الجميع بتوخي الحيطة و الحذر و
عدم ارتكاب أخطاء من شأنها التأثير على قيمة اآلثار المادية.5